الكتاب: تذكرة الحفاظ
المؤلف: الذهبي
الجزء: ٣
الوفاة: ٧٤٨
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: صحح عن النسخة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية / السلسلة الجديدة من مطبوعات دائرة المعارف العثمانية

السلسلة الجديدة من مطبوعات دائرة المعارف العثمانية
6 / 3
الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي
المتوفى 748 ه‍ = 1348 م
كتاب
تذكرة الحفاظ
(الجزء الثالث)
(من الطبقة الحادية عشرة إلى الطبقة الرابعة عشرة)
صحح
عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي
بإعانة وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية
778

بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الحادية عشرة
وعدتهم اثنان وسبعون 1 حافظا
772 1 / 11 أبو عوانة
الحافظ الثقة الكبير يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني
النيسابوري الأصل صاحب الصحيح المسند المخرج على صحيح مسلم، وله فيه
زيادات عدة. طوف الدنيا وعنى بهذا الشأن، وسمع يونس بن عبد الا على
وأحمد بن الأزهر والزعفراني وعلي بن حرب وعمر بن شبة ومحمد بن يحيى
الذهلي وعلي بن اشكاب وطبقتهم ومن بعدهم. حدث عنه الحافظ أحمد بن علي
الرازي وأبو على النيسابوري ويحيى بن منصور القاضي وابن عدي
والطبراني والإسماعيلي وحسينك [الحافظ 2] وخلق، وولده أبو مصعب
* (هامش) (1) المترجمون سبعة وسبعون فكأن خمسة منهم ليسوا على شرط الكتاب وكما تقدم
نظيره (2) من المكية.
779

محمد وابن ابن أخته أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني خاتمة أصحابه.
قال الحاكم وأبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم، سمعت ابنه محمدا يقول:
إنه توفى سنة ست عشرة وثلاث مائة، وقال غيره: قبر أبى عوانة عليه مشهد
مبنى بأسفرايين يزار وهو بداخل المدينة، وكان هو أول من ادخل كتب
الشافعي ومذهبه إلى أسفرايين. اخذ ذلك عن الربيع والمزني وهو ثقة جليل.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء قراءة عن القاسم
ابن عبد الله بن عمر الشافعي انا هبة الرحمن بن عبد الواحد ابن القشيري
انا أبو محمد البحيري (ح) وانا احمد عن أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي
سعد انا عبد الله بن محمد الفراوي انا عثمان بن محمد المحمى قالا انا أبو نعيم
الأزهري انا أبو عوانة الحافظ نا أحمد بن الأزهر نا أبو أسامة عن عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وآله: المتبايعان
بالخيار ما لم يتفرقا. أخرجه النسائي عن ابن الأزهر فوافقناه بعلو.
773 2 / 11 الحسن بن صاحب بن حميد
الحافظ أبو على الشاشي ذكره صاحب الارشاد فقال: حافظ كبير
مذكور كتب عن شيوخ خراسان وارتحل إلى العراق والشام ومصر.
سمع علي بن خشرم ومحمد بن عوف الطائي وأبا زرعة الرازي وإسحاق
الدبري وطبقتهم. روى عنه مثل أبى على الحافظ ومحمد بن علي بن إسماعيل
الشاشي القفال وأبو بكر [الجعابي 1] وابن المظفر.

(1) من المكية.
780

أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن منير انا أبو طاهر السلفي انا
إسماعيل بن عبد الجبار نا أبو يعلى الخليلي حدثني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد
الحافظ انا أبو بكر محمد بن علي القفال نا الحسن بن صاحب الشاشي نا يونس
ابن إبراهيم بعدن نا عبد الحميد بن صالح نا صالح بن عبد الجبار الحضرمي
حدثني محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: تعلموا الشعر فان فيه حكما وأمثالا. هذا حديث
منكر غريب، والشاشي وثقه الخطيب وقال: توفى سنة أربع عشرة وثلاث
مائة ويقع حديثه في الغيلانيات عاليا.
774 3 / 11 ابن حيون
الامام الحافظ محدث الأندلس [أبو عبد الله 1] محمد بن إبراهيم
ابن حيون الحجاري الأندلسي من أهل وادى الحجارة، مدينة بالأندلس،
سمع محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وإسحاق بن إبراهيم الدبري
وعلي بن عبد العزيز البغوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وطبقتهم بالأندلس
والعراق والحجاز واليمن، وكان من كبار حفاظ عصره لكنه فيه تشيع،
حدث عنه قاسم بن اصبغ [ووهب بن مرة 1] وأحمد بن سعيد بن حزم
وخالد بن سعد الأندلسيون، قال خالد بن سعد: لو كان الصدق انسانا
لكان ابن حيون، وقال أبو الوليد بن الفرضي: لم يكن بالأندلس قبله أبصر
بالحديث منه، ثم قال: توفى سنة خمس وثلاث مائة.

(1) من المكية.
781

قرأت على أبي الحسين اليونيني شيخنا عن أبي الخطاب عمر بن حسن
الكلبي ان الوزير أبا عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي أخبره قال
قرأت على الحافظ أبى الوليد ابن الدباغ في طبقات الحفاظ 1 أنه قال:
الطبقة السادسة - فذكر فيهم محمد بن إبراهيم بن حيون الأندلسي.
775 4 / 11 ابن المنذر
الحافط العلامة الفقيه الأوحد أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر
النيسابوري شيخ الحرم وصاحب الكتب التي لم يصنف مثلها ككتاب
المبسوط في الفقه وكتاب الاشراف في اختلاف العلماء وكتاب الاجماع،
وغير ذلك، وكان غاية في معرفة الاختلاف والدليل وكان مجتهدا لا يقلد
أحدا، سمع محمد بن ميمون ومحمد بن إسماعيل الصائغ ومحمد بن عبد الله بن
عبد الحكم والربيع بن سليمان وخلقا كثيرا، حدث عنه أبو بكر ابن المقرئ
ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي والحسن بن علي بن شعبان وأخوه الحسين
ابن علي وآخرون، وعده الشيخ أبو إسحاق [الشيرازي 2] في طبقات
[الفقهاء 2] الشافعية.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا الكندي سنة ثمان وست مائة كتابة
انا علي بن هبة الله حدثنا أبو إسحاق رحمه الله قال: ومنهم أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المنذر النيسابوري، مات بمكة سنة تسع أو عشر وثلاث مائة،
وصنف في اختلاف العلماء كتبا لم يصنف أحد مثلها واحتاج إلى كتبه
الموافق والمخالف، ولا أعلم عمن اخذ الفقه. ما ذكره أبو إسحاق من وفاته

(1) في الأصلين " الحافظ " (2) من المكية.
782

لم يصح فان 1 ابن عمار لقيه وسمع منه في سنة ست عشرة وثلاث مائة،
وأرخ ابن القطان الفاسي وفاته سنة ثمان عشرة والأول ليس بشئ.
أخبرنا جماعة عن عائشة بنت معمر إجازة وسمعه بقراءة ابن المحب
الفقيه أحمد بن محمد ابن العلاني من إسحاق بن أبي بكر الصفار انا يوسف
ابن خليل انا المؤيد بن الاخوة قالا انا سعيد بن أبي الرجاء انا أبو طاهر
الثقفي ومنصور بن الحسين قالا انا أبو بكر ابن المقرئ انا محمد بن إبراهيم
ابن المنذر فقيه مكة نا محمد بن ميمون نا عبد الله بن يحيى البرلسي عن حياة
ابن شريح عن ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: من جر لنفسه بشئ ليقتلها فإنما يجعلها
في النار، ومن طعن نفسه بشئ فإنما يطعنها في النار، ومن اقتحم فإنما يقتحم
في النار.
وأخبرتنا خديجة بنت الرضى عبد الرحمن بن محمد انا أبى انا يحيى
الثقفي انا إسماعيل بن الإخشيد وسعيد بن أبي الرجاء وجماعة قالوا انا
عبد الرازق بن عمر انا محمد بن إبراهيم الحافط انا أبو بكر محمد بن إبراهيم
ابن المنذر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا ابن وهب أخبرني [مالك
عن 2] إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق انه سمع
أبا أيوب الأنصاري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا
ذهب أحدكم إلى 3 الغائط أو البول فلا يستقبل القبلة بفرجه ولا يستدبرها.
لم يخرجوه في الكتب، واسناده جيد، قد روى [النسائي 2] لرافع هذا حديثا.

(1) في الأصلين " قال " خطأ (2) من المكية (3) ضرب في المكية على كلمة " إلى ".
783

776 5 / 11 الوليد بن أبان
ابن توبة الحافظ الثقة أبو العباس الأصبهاني صاحب التفسير والمسند
الكبير وغير ذلك. سمع أحمد بن عبد الجبار العطاردي وعباس بن محمد
الدوري وأحمد بن الفرات وأسيد 1 بن عاصم ويحيى بن عبد الله القزويني
وطبقتهم، حدث عنه أبو الشيخ والطبراني وأحمد بن عبيد الله بن محمود
ومحمد بن عبد الرحمن بن مخلد وأهل أصبهان، مات سنة عشر وثلاث مائة.
يقع لي حديثه في كتب أبى الشيخ.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر انا عبد الله بن الحسين انا أحمد بن محمد انا
بندار بن محمد القاضي انا عبد الرحمن بن أبي بكر الهمذاني انا عبد الله بن
محمد الحافظ نا الوليد بن أبان نا يعقوب بن سفيان نا موسى بن إسماعيل
نا محمد بن راشد حدثني
النعمان بن راشد عن عبد الملك بن أبي محذورة
عن ابن محيريز عن أبي محذورة ان النبي صلى الله عليه وآله امره ان
يؤذن لأهل مكة وان يدخل في أذانه في الغداة: الصلاة خير من النوم.
تابعه مروان بن معاوية عن النعمان.
‍ أنبأونا عن زاهر بن أحمد انا محمد بن أبي ذر انا ابن عبد الرحيم انا
أبو الشيخ الحافظ نا الوليد بن أبان نا أسيد بن عاصم نا الحسين عن
سفيان عن ليث عن مجاهد قال: ما اخذت السماوات والأرض من العرش
إلا كما تأخذ الحلقة من ارض الفلاة.

(1) وقع في الأصلين " أسد " خطأ. المعلمي
784

777 6 / 11 الكتاني الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن الوليد الأصبهاني
نزيل سمرقند ذكره الحافظ يحيى بن منده في تاريخه لأهل أصبهان غير
مطول فقال: كان من أئمة الحديث والمعتمد عليه في معرفة الصحابة والعلل،
جالس أبا حاتم الرازي وأبا زرعة ومسلم بن الحجاج وصالح بن محمد
جزرة وأخذ عنهم وسكن سمرقند مدة طويلة. قلت: لم أظفر له بتاريخ وفاة.
778 7 / 11 الخلال
الفقيه العلامة المحدث أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الحنبلي
المشهور بالخلال مؤلف علم أحمد بن حنبل وجامعه ومرتبه. صنف " كتاب
السنة " في ثلاث مجلدات و " كتاب العلل " في عدة مجلدات و " كتاب الجامع "
وهو كبير جدا، سمع الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وحرب بن إسماعيل
وأبا بكر المروزي وتلمذ له، ومحمد بن عوف الحمصي وإسحاق بن سيار
النصيبي وخلقا كثيرا، رحل إليهم وتغرب زمانا، وتصانيفه تدل على سعة
علمه فإنه كتب العالي والنازل.
قال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع لأبي بكر الخلال لم يسبقه إلى جمع
علم الإمام احمد [أحد 1] قبله. قلت: حدث عنه تلميذه أبو بكر عبد العزيز
ابن جعفر الفقيه الملقب بغلام الخلال ومحمد بن المظفر الحافظ وغير واحد، قال
الخطيب: جمع علوم أحمد بن حنبل وتطلبها وسافر لاجلها وكتبها وصنفها

(1) من المكية.
785

كتبا ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد بن حنبل أحد أجمع لذلك منه،
قال لي أبو يعلى ابن الفراء: دفن الخلال إلى جنب أبى بكر المروزي. قلت:
مات في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاث مائة. وله سبع وسبعون
سنة، وقيل نيف على الثمانين رحمه الله تعالى.
أخبرنا عيسى بن أحمد وحسن بن يونس بقراءتي أخبركما جعفر المقرئ
انا السلفي انا المبارك بن عبد الجبار انا عبد العزيز بن علي أنبأنا عبد العزيز بن
جعفر انا أحمد بن محمد بن هارون وأحمد بن محمد الصيدلاني قالا نا المروزي
نا أحمد بن حنبل سمعت سفيان بن عيينة يقول: فكرك في رزق غد يكتب
عليك خطيئة.
779 8 / 11 عبد الله بن عروة
الحافظ المجود أبو محمد الهروي مصنف " كتاب الأقضية " سمع أبا سعيد
الأشج والحسن بن عرفة ومحمد بن الوليد البسري وهذه الطبقة ببغداد
والكوفة والبصرة، حدث عنه محمد بن أحمد بن الأزهر أبو منصور اللغوي
ومحمد بن عبد الله السياري وأبو منصور محمد بن عبد الله الهروي البزاز
وآخرون. توفى سنة إحدى عشرة وثلاث مائة.
أخبرنا الحسن بن علي بن الخلال انا عبد الله بن عمر انا أبو الوقت
السجزي انا أبو إسماعيل الأنصاري انا علي بن أحمد بن خميرويه انا محمد
ابن أحمد بن الأزهر إملاء نا عبد الله بن عروة نا محمد بن الوليد عن غندر
عن شعبة عن الحكم عن علي بن الحسين عن مروان بن الحكم قال شهدت
786

عثمان وعليا بمكة والمدينة وعثمان ينهى عن المتعة وان يجمع بينهما فلما
رأى على ذلك أهل بهما فقال: لبيك بحجة وعمرة، فقال: تراني أنهى الناس
وأنت تفعله؟ قال: لم أكن لأدع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بقول أحد من الناس.
780 9 / 11 الطوسي
الحافظ أبو على الحسن بن علي بن نصر الخراساني، سمع محمد بن رافع
ومحمد بن بشار وإسحاق الكوسج والزبير بن بكار ومحمد بن المثنى الزمن
وطبقتهم، روى عنه محمد بن جعفر البستي وأحمد بن محمد بن عبدوس
وأبو سهل الصعلوكي وأبو احمد الحاكم وقال: تكلموا في روايته لكتاب
الأنساب للزبير. قلت: وكان يعرف بكردوش (بشين معجمة) حدث
بقزوين، وذكره الخليلي فقال: سمعت على عشرة من أصحابه، وله تصانيف
تدل على معرفته، وقد روى عنه شيخه أبو حاتم الرازي حكايات. قلت:
توفى سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة.
وفيها توفى محدث مصر أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد،
وأبو احمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري، وأبو بكر محمد
ابن هارون بن حميد بن المجدر ببغداد، وشيخ الصوفية أبو محمد الحريري
- برائين - البغدادي.
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي انا نصر بن جزء انا أحمد بن
محمد الحافظ انا إسماعيل بن عبد الجبار بقزوين انا أبو الفرج محمد بن الحسن
787

الطيبى انا محمد بن إسحاق الكيساني نا الحسن بن علي بن نصر الطوسي انا
الزبير بن بكار سمعت النضر بن شميل سمعت الخليل بن أحمد النحوي يقول:
الرجال أربعة، فرجل يدرى ولا يدرى انه يدرى فذلك غافل فنبهوه،
ورجل لا يدرى ويدري انه لا يدرى فذاك جاهل فعلموه، ورجل يدرى
ويدري انه يدرى فذاك عالم فاتبعوه ورجل لا يدرى و [لا 1] يدرى
انه [لا 1] يدرى فذاك مائق فاحذروه.
781 10 / 11 أبو بكر الرازي
الحافظ الامام محدث نيسابور أحمد بن علي بن الحسين بن شهريار
صاحب التصانيف، سكن أبو ه مدينة نيسابور فولد له بها أبو بكر، وسمع
السرى بن خزيمة وأبا حاتم الرازي وعثمان بن سعيد الدارمي وأبا قلابة
عبد الملك بن محمد الرقاشي وعبد الله بن أحمد بن [أبى 1] مسرة والحسن
ابن سلام وطبقتهم، وأكبر شيخ لحقه صاحب وكيع إبراهيم بن عبد الله
العبسي القصار، روى عنه رفيقه أبو عبد الله [ابن 1] الأخرم وأبو على
الحافظ وأبو عمرو بن حمدان وأبو احمد الحاكم وآخرون، قال ابن عقدة:
هذا كان من الحفاظ، قد سمعت منه. قلت: عاش أربعا وخمسين سنة ومات
بالطابران قصبة طوس في سنة خمس عشرة وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر
انا محمد بن عبد الرحمن انا أحمد بن علي بن الحسين الحافظ انا الحسين

(1) من المكية.
788

ابن الحكم الحيري بالكوفة انا الحسن بن الحسين انا مندل بن علي عن عبيد الله
ابن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا ايمان لمن
لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهر له، ولا دين لمن لا صلاة
له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد. تفرد به
الحسن بن الحسين الأنصاري عرف بالعرني وليس بعمدة.
782 11 / 11 الأرغياني
الحافط البارع الجوال الزاهد القدوة أبو عبد الله محمد بن المسيب بن
إسحاق بن عبد الله النيسابوري الاسفنجى، سمع إسحاق بن منصور ومحمد
ابن رافع وعبد الجبار بن العلاء وأبا سعيد الأشج ومحمد بن بشار وإسحاق
ابن شاهين ومحمد بن هاشم البعلبكي وسعيد بن رحمة المصيصي وخلقا كثيرا،
وسمع بحران من الحسين بن سيار صاحب إبراهيم بن سعد، روى عنه امام
الأئمة ابن خزيمة مع تقدمه وأبو عبد الله [ابن 1] الأخرم وأبو على
الحافظ وأبو إسحاق المزكى والحسين بن علي حسينك وزاهر بن أحمد السرخسي
وأبو عمرو بن حمدان وأبو احمد الحاكم وعدة.
قال أبو عبد الله الحاكم: كان من العباد المجتهدين، سمعت غير واحد
من مشايخنا يذكرون عنه أنه قال: ما اعلم منبرا من منابر الاسلام بقي على
لم أدخله لسماع الحديث، وسمعت أبا إسحاق المزكى يقول سمعت محمد بن
المسيب يقول: كنت أمشى في مصر وفى كمي مائة جزء في كل جزء

(1) من المكية.
789

الف حديث، وسمعت أبا على الحافظ يقول: كان محمد بن المسيب يمشي
بمصر وفي كمه مائة الف حديث، كان دقيق الخط، وصار هذا كالمشهور
من شأنه.
قال أبو الحسين الحجاجي: كان محمد بن المسيب يقرأ فإذا قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكى حتى نرحمه. قال الحاكم سمعت
محمد بن علي الكلابي يقول: بكى محمد بن المسيب حتى عمى. قال محمد بن
المسيب: سمعت الحسن بن عرفة يقول رأيت يزيد بن هارون بواسط من
أحسن الناس عينين، ثم رأيته أعمى، فقلت: يا أبا خالد
ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار. قال أبو إسحاق
المزكى: وانما هذا مثل لمحمد بن المسيب فإنه بكى حتى عمى.
قلت توفى إلى رضوان الله في جمادى الأولى سنة خمس عشرة وثلاث
مائة وله اثنتان وتسعون سنة.
وفيها مات أبو الحسن محمد بن الفيض بن محمد الغساني الدمشقي وله
ست وتسعون سنة، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن حفص الكوفي الأشناني
القاضي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني الشافعي التالف،
والأخفش الصغير [أبو الحسن 1] علي بن سليمان البغدادي النحوي
رحمهم الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر ثنا أبو روح الهروي انا أبو القاسم المستملي
انا أبو سعيد الطبيب انا أحمد بن محمد بن أحمد البالوي انا [محمد 1] بن المسيب
* (هامش * (1) من المكية.
790

نا إبراهيم بن سعيد الجوهري انا أبو أسامة نا بريد بن عبد الله نا أبو بردة
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله إذا أراد
رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا
أراد الله هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا
امره. وبه قال سمعت ابن المسيب يقول: كتب هذا الحديث عنى ابن
خزيمة، ويقال تفرد به إبراهيم الجوهري.
783 12 / 11 محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل 1
الحافط الكبير أبو عبد الله البلخي محدث بلخ وعالمها ومصنف المسند
والتاريخ والأبواب، طوف وسمع علي بن خشرم وحم بن نوح وعباد
ابن الوليد الغبرى وعلي بن اشكاب وطبقتهم، روى عنه محمد بن عبد الله
الهندواني وعبد الرحمن بن أبي شريح. لم تبلغنا اخباره كما ينبغي، توفى
في شوال سنة ست عشرة وثلاث مائة.
أخبرنا أحمد بن المؤيد المقرئ انا زكريا بن يحيى انا أبو الوقت
السجزي أخبرتنا بيبى الهرثمية انا أبو محمد بن أبي شريح انا محمد بن عقيل
انا حم بن نوح نا سلم بن سالم عن أبي جعفر الرازي عن الأعمش عن أبي وائل
عن حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وآله أتى سباطة قوم فبال قائما
ثم توضأ ومسح على الخفين. هذا حديث غريب.

(1) بهامش المكية عن هامش المقروءة على المؤلف فيما يظهر: " وفى النيسابوريين
محمد بن عقيل من طبقة الذهلي، أما محمد بن عقيل الفريابي نزيل مصر فبضم العين ".
791

784 13 / 11 عبد الله بن محمد بن مسلم
الحافظ الحجة المجود أبو بكر الأسفراييني، سمع محمد بن يحيى الذهلي
والحسن بن محمد الزعفراني ويونس بن عبد الأعلى وحاجب بن سليمان
المنبجي والعباس بن الوليد العذري وأبا زرعة وابن وارة وطبقتهم، وعنه
أبو عبد الله [ابن 1] الأخرم وأبو [على الحافظ وأبو 1] احمد الحاكم
ومحمد بن الفضل بن خزيمة وأبو أحمد بن عدي وخلق كثير.
أخبرنا أحمد بن تاج الامناء عن أبي روح انا زاهر انا أبو سعيد الأديب
انا أبو بكر بن مهران نا عبد الله بن محمد بن مسلم [نا يوسف بن مسلم 1]
نا خلف بن تميم انا أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن الضحاك عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما من يوم إلا ولله فيه عتقاء
يعتقهم من النار إلا يوم الجمعة فإنه ما فيه ساعة إلا ولله عتقاء يعتقهم من
النار، تفرد به أبو رجاء وليس بعمدة.
مولده سنة تسع وثلاثين ومائتين، ومات سنة ثماني عشرة وثلاث
مائة. قال الحاكم: هو ختن بديل الأسفراييني، كان من الاثبات المجودين
في أقطار الأرض.
أنبأنا علي بن أحمد وغيره عن يوسف بن المبارك انا عبد الرحمن بن محمد
القزاز انا أبو بكر الخطيب حدثني أبو الفتح نصر بن إبراهيم ببيت المقدس
انا أبو نصر محمد بن إبراهيم الهاروني الجرجاني انا أبو بكر أحمد بن علي بن
إبراهيم الآبندوني انا أبو بكر عبد الله بن مسلم الأسفراييني نا محمد بن غالب

(1) من المكية.
792

الأنطاكي نا يحيى بن زياد - هو فهير الرقي - عن طلحلة - هو ابن زيد -
عن ثور بن يزيد عن يزيد بن شريح عن نعيم بن همار سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار
الأعلى، بئس العبد عبد تجبر واختال ونسي الكبير المتعال، بئس العبد
عبد طغى وبغى ونسي المبدأ والبلى. غريب جدا، وطلحة ضعيف ويزيد
لم يدرك نعيما.
785 14 / 11 المنكدري
الحافظ البارع الجوال الإمام أبو بكر [أحمد بن 1] محمد بن عمر
ابن عبد الرحمن بن عمر بن الحافظ محمد بن المنكدر القرشي التيمي المدني،
نزل البصرة ثم أصبهان ثم الري ونيسابور، ولد في دولة المعتصم، ولقى
بمكة عبد الجبار بن العلاء وبالعراق زياد بن يحيى الحساني، وبمصر يونس
ابن عبد الأعلى، وبالجزيرة علي بن حرب، وبالري أبا زرعة، وبفارس
إسحاق ابن إبراهيم شاذان، وبالكوفة هارون بن إسحاق الهمداني، وبالشام
عبد الحميد بن بكار البيروني والعباس بن الوليد العذري وأقرانهم. جمع
فأوعى وصنف وأفاد على لين فيه. روى عنه ابنه الشيخ عبد الواحد ومحمد
ابن علي بن الشاه ومحمد بن أحمد الحنفي ومحمد بن مأمون الحافظ ومحمد بن
خالد المطوعي البخاري ومحمد بن صالح بن هانئ، قال الحاكم: ولد بالمدينة
ونشأ بالحرمين وسمع عبد الجبار بن العلاء وله افراد وعجائب، وقال
الإدريسي: يقع في حديثه المناكير، ومثله إن شاء الله لا يتعمد الكذب،

(1) من المكية.
793

سألت الحافظ محمد بن أبي سعيد السمرقندي فرأيته حسن الرأي فيه، وسمعته
يقول سمعت المنكدري يقول: أناظر في ثلاثة مائة الف حديث. فقلت له:
هل رأيت بعد أبي العباس بن عقدة احفظ من المنكدري؟ قال: لا. قال
الحاكم: توفى بمرو سنة أربع عشرة وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
786 15 / 11 ابن الجارود صاحب [كتاب 1] المنتقى في الاحكام
وهو الحافظ الامام الناقد أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري
المجاور بمكة، سمع أبا سعيد الأشج ومحمد بن آدم وعلي بن خشرم ويعقوب
ابن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن هاشم الطوسي والحسن بن محمد الزعفراني
وأحمد بن الأزهر ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ وأحمد بن يوسف السلمي
ومحمد بن يحيى وإسحاق الكوسج وزياد بن أيوب وابن عبد الحكم وبحر
ابن نصر ومحمد بن عثمان بن كرامة وعبد الرحمن بن بشر وخلقا، وينزل إلى
ابن خزيمة فأما ما ذكره الحاكم من أنه سمع من إسحاق بن راهويه وعلي بن
حجر وأحمد بن منيع فلم أجد هذا ولا أراه لحقهم، حدث عنه أبو حامد
ابن الشرقي ومحمد بن نافع المكي ويحيى بن منصور ودعلج السجزي
[وأبو القاسم الطبراني ومحمد بن جبريل العجيفي 1] وآخرون، وكان من
العلماء المتقنين المجودين، توفى سنة سبع وثلاث مائة.
أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل وطائفة إجازة عن أبي جعفر الصيدلاني
أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله انا محمد بن ريذة انا أبو القاسم الطبراني
نا عبد الله بن علي الجارودي نا أحمد بن حفص حدثني أبي نا إبراهيم بن طهمان

(1) من المكية.
794

عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس قال:
مرت سحابة على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: هل تدرون
ما هذا؟ قلنا: السحاب، قال: والمزن، قالوا: والمزن، قال: أو العنان،
قلنا: أو العنان، فقال: هل تدرون بعد ما بين السماء إلى الأرض؟ قلنا: لا،
قال: إحدى وسبعين، أو ثنتين أو ثلاث وسبعين، قال: والتي فوقها مثل
ذلك، - حتى عدهن سبع سماوات على نحو ذلك، ثم: فوق السابعة البحر أسفله
من أعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوقه ثمانية أوعال ما بين ركبهن
وأظلافهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم [العرش فوق ذلك بين أسفله
وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم 1] الله تعالى فوق ذلك فوق العرش.
أخبرنا علي بن أحمد انا علي بن هبة الله أخبرتنا شهدة انا الحسن بن أحمد
الدقاق انا الحسن بن أحمد انا دعلج بن أحمد نا عبد الله بن علي الجارود
نا الربيع نا الشافعي نا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال: لا يبيع حاضر لباد.
787 16 / 11 ابن جوصاء
الامام الحافظ النبيل محدث الشام أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف
بن موسى بن جوصاء الدمشقي مولى بنى هاشم [ويقال 1] مولى محمد بن صالح
ابن بيهس الكلابي، سمع موسى بن عامر المزني ومحمد بن هاشم البعلي وكثير بن
عبيد وعمرو بن عثمان وأبا التقى هشام بن عبد الملك ويونس بن عبد الأعلى
وطبقتهم بمصر والشام وجمع وصنف وتكلم على العلل والرجال.

(1) من المكية.
795

وأعلى ما عنده ما روى ابن عدي في كامله قال حدثنا ابن جوصاء نا
معاوية بن عبد الرحمن الرحبي سمعت حريز بن عثمان يقول سألت عبد الله
ابن بسر عن النبي صلى الله عليه وآله فقال: كان في عنفقته شعرات
بيض. نعم وحدث عنه الطبراني وحمزة الكناني وأبو على النيسابوري
والزبير الأسد آباذي وأبو بكر ابن السني وأبو احمد الحاكم وعبد الوهاب
الكلابي وخلق سواهم، وثقه الطبراني، وقال أبو على الحافظ: حدثنا ابن
جوصاء - وكان ركنا من أركان الحديث - قال: اسناد خمسين سنة من موت
الشيخ اسناد علو.
وقال أبو ذر الهروي سمعت أبا مسعود الدمشقي يقول جاء رجل
بغدادي يحفظ إلى ابن جوصاء فقال له ابن جوصاء: كلما أغربت علي حديثا
من حديث أهل الشام أعطيتك درهما، فلم يزل الرجل يلقى عليه ما شاء الله
ولا يغرب عليه، فاغتم الرجل لذلك فقال له: لا تجزع، وأعطاه لكل
حديث [ذكره 1] درهما وكان ذا مال كثير. قال الحافظ عبد الغنى
الأزدي سمعت محمد بن إبراهيم الكرخي يقول: ابن جوصاء بالشام كابن
عقدة بالكوفة. قال الدارقطني: أجمع أهل الكوفة انه لم ير من زمان ابن
مسعود إلى زمان ابن عقدة احفظ منه.
قال أبو عمرو النيسابوري الصغير: نزلنا خانا بدمشق العصر ونحن
على أن نبكر إلى ابن جوصاء فإذا الخاني يعدو ويقول: أين أبو على الحافظ؟
فقلت: هاهنا، قال: قد جاء الشيخ، فإذا ابن جوصاء على بغلة فنزل ثم

(1) من المكية.
796

صعد إلى غرفتنا وسلم على أبي على ورحب به وذاكره إلى قريب العتمة،
ثم قال: يا أبا على جمعت حديث عبد الله بن دينار؟ قال: نعم، قال فأخرجه
فأخذه في كمه وقام فلما، أصبحنا جاءنا رسوله وحملنا إلى منزله فذاكره
أبو على وانتخب عليه إلى المساء ثم انصرفنا إلى رحلنا وجماعة من الرحالة
ينتظرون أبا على فسلموا عليه ثم ذكروا شأن ابن جوصاء وما نقموا عليه
من الأحاديث التي أنكروها وأبو على يسكنهم ويقول: لا تفعلوا، هذا
امام من أئمة المسلمين قد جاز القنطرة.
قال حمزة الكناني: عندي عن ابن جوصاء مائتا جزء ليتها كانت
بياضا. وترك حمزة الرواية عنه أصلا. قلت: هذا تعنت من حمزة،
والظاهر أنه تبرم بالمائتي جزء لنزولها عند حمزة ولا تنفق عنه فان ابن
جوصاء من صغار شيوخه. وقال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني
عن ابن جوصاء فقال: تفرد بأحاديث ولم يكن بالقوى. قلت: الرجل
صدوق حافظ وهم في أحاديث مغمورة في سعة ما روى، فمن ذلك حديثه
عن أبي التقى عن بقية انا ورقاء وابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن عطاء
عن أبي هريرة مرفوعا حديث: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.
قرأته على أحمد بن هبة الله عن أبي روح انا تميم بن أبي سعيد انا
أبو سعيد الكنجرودي انا أبو أحمد بن عمير - فذكره.
الحديث محفوظ وانما أنكروا على ابن جوصاء ذكر ابن ثوبان في اسناده،
قال الطبراني: تفرد بذلك ابن جوصاء وهو من الثقات. قلت: وقد
توبع عليه سقت ذلك في تاريخ الاسلام. قال حمزة بن محمد الحافظ:
797

سمعت ابن جوصاء يقول: كنا ببغداد فتذاكروا حديث أيوب فقلت:
أيش أسند جنادة عن عبادة؟ فسكتوا، فقلت: ما أسند عمر بن عمرو
الأحموسي؟ فلم يجيبوا. توفى ابن جوصاء في جمادى الأولى سنة عشرين
وثلاث مائة وهو في عشر التسعين.
وفيها توفى شيخ الشافعية أبو على الحسين بن صالح بن خيران،
ومسند دمشق أبو العباس عبد الله بن عتاب بن [احمد 1] الزفتي عن ست
وتسعين سنة، وأبو القاسم عبد الله بن محمد ابن أخي أبى زرعة الرازي،
والامام أبو عبد [الله 1] محمد بن يوسف بن مطر الفربري في شوال عن
تسع وثمانين سنة، وقاضي القضاة أبو عمر محمد بن يوسف [بن يعقوب 1]
الأزدي ببغداد عن سبع وسبعين سنة.
788 17 / 11 أبو عمرو الحيري
الحافظ الامام الرحال أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن مسلم
النيسابوري سبط أحمد بن عمرو الحرشي، وكان شيخ نيسابور في الحشمة
والثروة والتزكية، سمع محمد بن رافع والذهلي وعبد الرحمن بن بشر
وعبد الله بن هاشم وأبا زرعة والرمادي ومحمد بن سعيد العطار وطبقتهم
بالعراق والحجاز والجبال وخراسان، وارتحل في الكهولة بالطلبة إلى
عثمان الدارمي فقرأ عليه المسند، اخذ عنه الحافظ أحمد بن المبارك المستملي
مع تقدمه وأبو على الحافظ ودعلج السجزي وأبو بكر الإسماعيلي ومحمد بن أحمد
بن عبدوس ويحيى بن منصور القاضي وخلق كثير. قال الحاكم: سمعت

(1) من المكية.
798

أبا زكريا العنبري يقول: سمعت محمد بن عبد السلام يقول: وقع بين الذهلي
وبين ولده حيكان خصومة من شئ فقال أبو ه: من ترضى يتوسط بيننا؟
قال: أبو عمرو الحيري، فقال: أبو عمرو حجة. فتوسط بينهما فقضى
لحيكان، فقبل ذلك محمد بن يحيى. قال الحاكم: مات أبو عمرو في ذي القعدة
سنة سبع عشرة وثلاث مائة.
أخبرنا محمد بن أحمد ابن الزراد انا الحسن بن محمد انا القاسم بن عبد الله
أخبرتنا عمتي عائشة بنت [احمد انا أبو بكر بن خلف 1] انا أبو عبد الله
الحافظ انا علي بن عيسى نا أبو عمرو الحيري نا محمد بن يحيى نا أبو نعيم نا شيبان
عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: ان الله حبس عن مكة القتل، قال محمد بن يحيى صحفه أبو نعيم وإنما
هو الفيل.
789 18 / 11 ابن سلم
الحافظ الثبت أبو الحسن علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني، سمع احمد
ابن الفرات ومحمد بن يحيى الذهلي وإسماعيل بن يزيد القطان ومحمد بن الوليد
البسري وأحمد بن الأزهر ويحيى بن حكيم المقوم وطبقتهم، [وصنف
التصانيف 1]، روى عنه أبو على الحافظ وأبو احمد العسال وأبو الشيخ وابن
المقرئ وطائفة، توفى بالري سنة تسع وثلاث مائة قاله الحاكم.
أخبرنا إسحاق الصفار انا ابن رواحة انا أبو طاهر السلفي انا بندار بن
محمد انا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي على انا أبو محمد بن حيان كتب إلينا

(1) من المكية.
799

علي بن الحسن بن سلم الرازي نا مسروق ثنا إبراهيم بن المنذر حدثني
عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن
عن عكرمة بن عباس قال: الأذان نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم مع فرض الصلاة (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة
فاسعوا إلى ذكر الله) اسناده ضعيف، ومتنه منكر.
وقرأت على فاطمة بنت سليمان أخبرك المسلم بن أحمد انا علي بن
الحسن الحافظ في سنة ثمان وأربعين وخمس مائة انا أبو القاسم النسيب
انا محمد بن عبد الرحمن انا يوسف القاضي انا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني
بالري انا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد
ابن أبي كرب عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
ويل للعراقيب من النار.
790 19 / 11 الذهبي
الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن حسن بن أبي حمزة البلخي نزيل
نيسابور، وبها عقبة، روى عن عمرو بن علي الفلاس وحجاج بن الشاعر
ومحمد بن بشار وسلم بن جنادة أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن يحيى الذهلي
وطبقتهم، روى عنه أبو على الحافظ مع سوء رأيه فيه، ومحمد بن جعفر
البستي وأبو احمد الغطريفي وأبو بكر الإسماعيلي ومحمد بن عبد الله القزاز
وأبو محمد المخلدي وآخرون، وقد عمر فقال الإسماعيلي: كان مستهترا
بالشرب: وقال الحاكم: وقع لي من كتبه بخطه وفيها عجائب.
توفى أربع عشرة سنة وثلاث مائة.
800

أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء عن المؤيد بن محمد الطوسي انا
أبو بكر أحمد بن سهل المساجدي (ح) وأخبرنا احمد عن القاسم بن عبد الله
الصفار وإسماعيل بن عثمان انا وجيه بن طاهر (ح) وانا احمد عن زينب
الشعرية انا محمد بن منصور بن عبد الرحيم الحرضي ووجيه الشحامي، قالوا
ثلاثتهم انا أبو بكر يعقوب بن [احمد 1] الصيرفي انا الحسن احمد المخلدي
انا أحمد بن محمد بن أبي حمزة البلخي انا موسى بن الحكم الشطوي انا حفص
ابن غياث عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة قالت كان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جنازة صبي من صبيان الأنصار فقالت
عائشة: طوبى له، عصفور من عصافير الجنة. فقال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: وما يدريك يا عائشة، ان الله خلق الجنة وخلق لها أهلا وهم
في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم.
791 90 / 11 السنجي
الحافظ البارع أبو على الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق المروزي،
قال ابن مأكولا: كان يقال: ما بخراسان أكثر حديثا منه. كف بصره.
قال: وكان لا يحدث أهل الرأي إلا بعد الجهد. روى أبو على عن علي بن
خشرم وعلي بن عبد الله بن قهزاذ ويحيى بن حكيم المقوم وطبقتهم، حدث
عنه زاهر السرخسي وأبو حامد النعيمي وطائفة، توفى سنة خمس عشرة
وثلاث مائة.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر أنبأنا عبد المعز بن محمد انا زاهر بن

(1) من المكية.
801

طاهر انا سعيد بن محمد البحيري انا زاهر بن أحمد انا الحسين بن محمد بن
مصعب بسنج نا علي بن خشرم نا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة عن
زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم إذا عمل عملا أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض
صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، وما رأيته قام ليلة حتى الصباح، ولا صام
شهرا متتابعا إلا رمضان.
792 21 / 11 ابن فطيس
الامام الحافظ محدث الأندلس أبو عبد الله محمد بن فطيس بن واصل
المغافقي - الأندلسي الألبيري، ولد سنة تسع وعشرين ومائتين، وسمع
أياد بن عيسى ومحمد بن أحمد العتبى الفقيه وابن مزين، وارتحل كما ذكره
ابن الفرضي وغيره في سنة سبع وخمسين فسمع يونس بن عبد الأعلى
وأحمد ابن أخي ابن وهب ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وكان يقول:
لقيت في رحلتي مائتي شيخ وما رأيت فيهم مثل ابن عبد الحكم، وأخذ
بإفريقية عن أحمد بن عبد [الله 1] بن صالح العجلي وشجرة بن عيسى
ويحيى بن عون، وأكثر عن أهل الحرم وأهل مصر والقيروان، وتفقه
بالمزني فأدخل الأندلس علما غزيزا، وكان بصيرا بفقه مالك وصارت
الرحلة إليه من البلاد وعمر دهرا، صنف " كتاب الروع والأهوال "،
و " كتاب الدعاء " [قال ابن الفرضي 1]: كان ضابطا نبيلا صدوقا كانت الرحلة
إليه حدثنا عنه غير واحد. وتوفى في شوال سنة تسع عشرة وثلاث مائة.

(1) من المكية.
802

قلت: وفيها مات مسند الشام أبو الجهم [احمد 1] بن الحسين بن
طلاب البتلهي ثم المشغراني خطيبها، ومحدث دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان القرشي الحافظ وقاضي الأندلس
وعالمها أبو الجعد أسلم بن عبد العزيز بن هاشم الأموي المالكي عن نيف
وثمانين سنة، والمحدث أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري
ببغداد وكان كذابا، وشيخ المعتزلة أبو القاسم عبد [الله 1] بن أحمد
الكعبي البلخي، وقاضي مصر أبو عبيد علي بن الحسين بن حربويه البغدادي
وهو صاحب وجه في المذهب عديم النظير، وعالم سمرقند وواعظها
أبو عبد الله محمد بن الفضل بن العباس البلخي - قيل مات في مجلس وعظه
في يوم أربعة أنفس، وكان آخر من حدث عن قتيبة، وكبير نيسابور
المحدث أبو الوفاء مؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي سمع الكوسج،
وفى الرحلة الزعفراني، قيل اقترض أمير خراسان منه مرة الف ألف درهم،
وانتقى عليه أبو على الحافظ اجزاء فبعث إليه بثياب ومائة دينار.
793 22 / 11 المصعبي
الحافط الأوحد أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر
ابن فضالة المروزي الفقيه إلا أنه كذاب، حدث عن محمود بن آدم وسعيد
ابن مسعود وطبقتهما ثم زعم أنه سمع من علي بن خشرم فأنكروا عليه، روى
عنه أبو الفتح بن بريدة وابن المظفر وطائفة. قال الدارقطني: كان حافظا

(1) من المكية.
803

عذب اللسان [مجردا 1] في السنة والرد على المبتدعة لكنه يضع الحديث.
وقال ابن حبان: وكان ممن يضع المتون ويقلب الأسانيد لعله قد قلب
على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث، كتبت منها أكثر من ثلاثة
آلاف، وفى الآخر ادعى شيوخا لم يرهم، سألته عن أقدم شيخ له فقال:
أحمد بن سيار، ثم حدث عن علي بن خشرم فسيرت أنكر عليه فكتب يعتذر
إلى على أنه من أصلب أهل زمانه في السنة وأبصرهم بها وأذبهم لحريمها
وأقمعهم لمن خالفها، نسأل الله الستر. مات أبو بشر في ذي القعدة سنة
ثلاث وعشرين وثلاث مائة.
كتب لي الامام عبد الرحمن بن محمد أن عمر بن طبرزذ أخبرهم انا
أبو غالب أحمد بن الحسن انا الحسن بن علي انا محمد بن المظفر البزاز نا
أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب [حين] قدم للحج عن عبد الله
ابن مصعب عن مصعب بن بشر عن شراحيل بن عبيد - وكان ابن المبارك
يقوم له - نا شعبة عن مسعر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت جاءت
فاطمة بنت أبي حبيش فقالت يا رسول الله انى أستحاض فلا أطهر أفأدع
الصلاة؟ - الحديث.
وفى سنة ثلاث وعشرين مات أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق
الأزدي العابد الحجة من شيوخ الدارقطني، وهو ابن أخي إسماعيل
القاضي ونحوي بغداد أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الواسطي نفطويه،
والمحدث أبو على إسماعيل بن العباس الوراق البغدادي، وعبيد الله بن

(1) من المكية.
804

عبد الرحمن السكري البغدادي، وعبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله،
وعلي بن محمد بن هارون الحميري صاحب أبى كريب، وأبو عبيد المحاملي القاسم
ابن إسماعيل، وأبو اكتريك محمد بن الحسين السعدي الحمصي ثم الطرابلسي،
والمحدث أبو عمران موسى بن العباس الجويني.
794 23 / 11 ابن مروان
هو الحافظ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن
مروان القرشي الدمشقي، محدث رحال. سمع موسى بن عامر المزني وشعيب
ابن شعيب بن إسحاق ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن إبراهيم بن ملاس
وطبقتهم، وعنه ابنه محمد بن إبراهيم وأبو سليمان بن زبر وابن المقرئ
وعبد الوهاب الكلابي وحميد الوراق وآخرون، مات في رجب سنة
تسع عشرة وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
795 24 / 11 الأعمشي
الامام الحافظ [الثقة 1] أبو حامد أحمد بن حمدون بن أحمد بن عمارة
ابن رستم النيسابوري،
أخبرنا علي بن معاذ ومحمد بن حازم قالا انا عبد الرحمن بن نجم أخبرتنا
شهدة الكاتبة انا طريف بن محمد النيسابوري انا أبو عبد الرحمن عمرو بن
محمد بن أحمد البحيري انا إبراهيم بن محمد المحفوظي نا أحمد بن حمدون نا محمد
ابن يحيى الذهلي ومحمد بن مسلم وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وعباس بن

(1) من المكية.
805

محمد والصغاني قالوا ثنا عارم نا حماد بن زيد عن أبان بن تغلب عن الأعمش
عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: من دل على خير كان له كأجر فاعله. رواه مسلم من طريق
الأعمش. ويقع لنا حديث أبي حامد أعلى من هذا في فوائد أبى يعلى
الصابوني من طريق أبى محمد المخلدي عنه. الأعمشي يلقب أبا تراب وكان
قد جمع حديث الأعمش واعتنى به فنسب إليه، وكان يحفظ، ووالده هو
حمدون القصار أحد الزهاد الاعلام.
سمع محمد بن رافع وعلي بن خشرم وإسحاق الكوسج وعمار بن
رجاء الجرجاني وأبا سعيد الأشج ويحيى بن المقوم وطبقتهم، روى عنه
أبو الوليد الفقيه وأبو على الحافظ وأبو إسحاق المزكى وأبو سهل الصعلوكي
وأبو احمد الحاكم.
قال الحاكم ابن البيع: سمعت أبا على الحافظ يقول ثنا أحمد بن حمدون
ان حلت الرواية عنه، فقلت: هذا الذي تذكره في أبى تراب من جهة المجون
والسخف الذي كان أو لشئ أنكرته من في الحديث؟ قال: بل من جهة
الحديث، أنكر، منه حديث عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن الفضل، قلت:
قد حدث به غير مرة 1 فأخذ بذكر أحاديث حدث بها غيره، فقلت:
أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته، ثم حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا
القول، فرضى بكلامي فيه وقال: القول ما قلته، ثم تأملت اجزاء عديدة
بخطه فلم أجد فيها حديثا يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة،

(1) كذا والظاهر " قد حدث به غيره ".
806

وسمعت أبا احمد الحافظ يقول: حضرت ابن خزيمة فسأل أبا حامد الأعمشي:
كم وروى الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد؟ وأبو حامد يسرد الترجمة حتى
فرغ منها، وابن خزيمة يتعجب، وسمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا
على الأعمشي وهو عليل فقلنا كيف تجدك؟ قال: بخير لولا جاري - يعنى
أبا حامد الجلودي - يدعى أنه محدث عالم ولا يحفظ إلا كتاب عمى القلب،
وكتاب النسيان، وكتاب الجهل، دخل أمس فقال: يا أبا حامد أما علمت أن
زنجويه مات؟ قلت: يرحمه الله، قال: واليوم دخلت على مؤمل بن
الحسن وهو في النزع، ثم قال: أبا حامد ابن كم أنت؟ قلت: في ست
وثمانين سنة، قال: فأنت اذن أكبر من أبيك، فقلت: انا بحمد الله في
عافية، قد جامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا، فقام خجلا. مات
الأعمشي في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
796 25 / 11 محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد
الحافظ الكبير أبو بكر النيسابوري أحد الاثبات، سمع محمد بن يحيى
وعيسى بن أحمد البلخي وأبا زرعة والربيع المرادي وابن وارة وأمما
سواهم، روى عنه محمد بن صالح بن هانئ وأبو على الحافظ وأبو محمد المخلدي
وأبو بكر بن مهران ومحمد بن الفضل بن خزيمة وخلق كثير، قال الحاكم:
كان من الثقات الاثبات الجوالين في الأقطار، عاش سبعا وثمانين سنة.
قال: وتوفى في ربيع الآخر سنة عشرين وثلاث مائة. وقال الخليلي: حافظ
كبير سمع قطن 1 بن عبد الله وأحمد بن حفص بن عبد الله وعدة.

(1) وقع في الأصلين " فطر " خطأ.
807

أخبرنا أحمد بن هبة الله عن زينب بنت أبي القاسم انا محمد بن منصور
الحرضي ووجيه بن طاهر (ح) وانا ابن عساكر عن المؤيد بن محمد انا
أحمد بن سهل المساجدي قالوا انا يعقوب بن أحمد نا الحسن بن أحمد إملاء
انا محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد نا علي بن عبد الرحمن بن مغيرة المخزومي
نا عمران الرملي نا عطاف بن خالد حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد
ابن المسيب عن أبي موسى الأشعري قال عدت الحسن بن علي فوجدت
عنده أباه عليا قال: ما جاء بك إلينا؟ ما يولجك علينا؟ قلت: ما إياك
اتيت، ولكن اتيت ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله أعوده،
قال على: أما انه لا يمنعني غضبى عليك ان أحدثك، سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يقول: إذا عاد الرجل أخاه لم يزل يخوض في الرحمة
حتى إذا جلس [عنده 1] غمرته.
أخبرنا [أبو الفضل 1] ابن عساكر عن أبي روح البزاز انا أبو القاسم
النيسابوري انا أبو سعيد الطبيب انا شافع بن محمد الأسفراييني نا محمد بن
حمدون الحافظ نا أبو حذافة المدني نا مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال: العلم [ثلاثة، 1] آية محكمة وسنة قائمة
ولا أدرى. هذا لم يصح مسندا ولا هو مما عد في مناكير أبى حذافة
السهمي فما أدري كيف هذا؟ وكأنه موقوف.
797 26 / 11 الطحاوي
الامام العلامة الحافظ صاحب التصانيف البديعة أبو جعفر أحمد بن

(1) من المكية.
808

محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي، وطحا
من قرى مصر. سمع هارون بن سعيد الأيلي وعبد الغنى بن رفاعة ويونس
ابن عبد الأعلى وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبحر بن
نصر وطبقتهم، روى عنه أحمد بن القاسم الخشاب وأبو الحسن محمد بن أحمد
الأخميمي ويوسف الميانجي وأبو بكر ابن المقرئ والطبراني وأحمد بن
عبد الوارث الزجاج وعبد العزيز بن محمد الجوهري قاضي الصعيد ومحمد بن
بكر بن مطروح وآخرون، خرج إلى الشام سنة ثمان وستين ومائتين فتفقه
بالقاضي أبى خازم وبغيره.
قال ابن يونس: ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وكان ثقة ثبتا فقيها
عاقلا - لم يخلف مثله. قال أبو إسحاق الشيرازي في الطبقات: انتهت إلى أبي
جعفر رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، اخذ العلم عن أبي جعفر بن أبي
عمران وأبى خازم القاضي وغيرهما وكان أولا شافعيا يقرأ على المزني
فقال [له يوما 1]: والله لا جاء منك شئ، فغضب من ذلك وانتقل إلى
ابن أبي عمران فلما صنف مختصره قال: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيا
لكفر عن يمينه.
قلت: ناب في القضاء عن [أبى 1] عبد الله محمد بن عبد ة قاضي مصر
بعد السبعين ومائتين، وترقت حاله فحدث انه حضر رجل معتبر عند القاضي
محمد بن عبد ة فقال: أيش روى أبو عبيدة بن عبد الله عن أمه عن أبيه؟
فقلت: حدثنا بكار بن قتيبة نا أبو أحمد نا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي

(1) من المكية.
809

عن أبي عبيدة عن أمه عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن
الله ليغار للمؤمن فليغر، وحدثنا به إبراهيم بن أبي داود نا سفيان بن
وكيع عن أبيه عن سفيان موقوفا، فقال لي الرجل: تدرى ما تقول؟
تدرى ما تتكلم به؟ قلت: ما الخبر؟ قال: رأيتك العشية مع الفقهاء في
ميدانهم وأنت الآن في ميدان أهل الحديث، وقل من يجمع ذلك،
فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه.
قلت: صنف أبو جعفر في اختلاف العلماء، وفى الشروط، وفى
احكام القرآن العظيم، وكتاب معاني الآثار، وهو ابن أخت المزني، وأما
ابن أبي عمران الحنفي فكان قاضي الديار المصرية بعد القاضي بكار.
قال ابن يونس: مات أبو جعفر في مستهل ذي القعدة سنة إحدى
وعشرين وثلاث مائة عن بضع وثمانين سنة.
وفيها توفى بمصر شيخها أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير
الأسواني العسال، وبهراة أبو على أحمد بن محمد بن علي بن رزين الباساني،
وبأصبهان أبو على الحسن بن محمد بن النضر بن أبي هريرة، وببغداد
أبو عثمان سعيد بن محمد أخو زبير الحافظ، شيخ المعتزلة أبو هاشم ابن
الشيخ أبى على الجبائي، وشيخ العربية أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد
الأزدي عن ثمان وتسعين سنة، وأبو الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري
أحد الأثبات، ومكحول البيروتي الحافظ، وسيأتي.
أخبرنا الحسن بن علي انا أبو الفضل الهمداني انا أبو محمد العثماني انا
على ابن المؤمل انا أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي انا محمد بن انس بن
810

عمر التنوخي في سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة: سمعت أبا جعفر الطحاوي
نا يزيد بن سنان [نا يزيد بن بيان 1] عن أبي الرجال عن انس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أكرم شاب شيخا [لسنه 1] إلا قيض
له عند سنه من يكرمه.
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد [الفقيه 1] أنا عمر بن محمد انا محمد بن عبد الباقي
انا أبو محمد الجوهري [إملاء 1] نا ابن المظفر نا الطحاوي نا المزني نا
الشافعي نا مالك عن [أبى 1] النضر عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر
حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استكمل صيام شهر [قط 1] إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان.
798 27 / 11 ابن سريج
الامام العلامة شيخ الاسلام القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج
البغدادي قدوة الشافعية، سمع الحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن اشكاب
وعباس بن محمد الدوري والرمادي وأبا داود السجستاني وطبقتهم، رأيت
له فيه (؟) تصنيفا يحتج فيه بالأحاديث ويطرقها عمل من يفهم هذا الشأن،
وأما الفقه فهو حامل لوائه وعلم نظرائه، تصدر للاشتغال وتفقه به أئمة
اعلام، وحدث عنه أبو القاسم الطبراني وأبو احمد الغطريفي وأبو الوليد
حسان بن محمد وآخرون.

(1) من المكية.
811

ويقع حديثه في جزء الغطريفي عاليا فأنبأنا عبد الرحمن بن أبي عمر
الفقيه انا عمر بن محمد انا أحمد بن ملوك ومحمد بن عبد الباقي قالا انا طاهر
ابن عبد الله القاضي انا محمد بن أحمد بجرجان نا أبو العباس بن سريج نا
الرمادي نا عبد الرزاق نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي أيوب
الأنصاري عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: الماء من الماء. هذا اسناد صحيح لكن نسخ ذلك.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن أبي اليمن الكندي انا علي بن عبد السلام
انا الإمام أبو إسحاق في طبقاته قال: ابن سريج يقال له الباز الأشهب،
ولى القضاء بشيراز، قال: وكان يفضل على جميع الأصحاب حتى على المزني،
وإن فهرست كتبه [كانت 1] تشتمل على أربع مائة مصنف، وكان الشيخ
أبو حامد الأسفراييني يقول: نحن نجري مع أبي العباس في ظواهر الفقه
دون دقائقه. تفقه على أبي القاسم الأنماطي وأخذ عنه خلق، ومنه انتشر
مذهب الشافعي. وقال أبو علي بن خيران سمعت أبا العباس بن سريج يقول:
رأيت كأنا مطرنا كبريتا احمر فملأت أكمامي وحجري فعبر لي ان ارزق
علما عزيزا كعزة الكبريت الأحمر.
وقال أبو الوليد الفقيه يقول سمعت ابن سريج يقول: ما رأيت من
المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح، يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة
الكلام. قال: وكنا نأتي مجلس ابن سريج سنة ثلاث وثلاث مائة فقام إليه
شيخ من أهل العلم فقال: أبشر أيها القاضي فان الله يبعث على كل

(1) من المكية.
812

مائة سنة من يجدد للأمة دينها، والله تعالى بعث على رأس المائة عمر
ابن عبد العزيز، وعلى رأس المائتين الشافعي، وبعثك على رأس الثلاث مائة
ثم أنشأ يقول:
اثنان قد مضيا وبورك فيهما * عمر الخليفة ثم خلف السودد
الشافعي الألمعي محمد * ارث النبوة وابن عم محمد
أبشر أبا العباس انك ثالث * من بعدهم سقيا لنوبة احمد
فصاح أبو العباس وبكى وقال: لقد نعى إلى نفسي. قال حسان:
فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة. كذا في النسخة سنة ثلاث وكأنها
سنة ست تصحفت. وقد كان على رأس المائة الرابعة الإمام أبو حامد
الأسفراييني ببغداد، وعلى رأس الخامسة الغزالي وجماعة، وقد كان
أبو العباس بن سريج صاحب سنة واتباع بلغني انه سئل عن صفات الله تعالى
فقال: حرام على العقول ان تمثل الله، وعلى الأوهام ان تحده، وعلى
الألباب ان تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله -
وذكر تمام الفصل. وهو صاحب مسألة الدور في [الحلف 1] بالطلاق،
مات في جمادى الأولى سنة ست وثلاث مائة، وله سبع وخمسون سنة
ونصف.
799 28 / 11 الألبيري
الحافظ الامام محدث الأندلس أبو جعفر أحمد بن عمرو بن منصور

(1) من المكية.
813

الأندلسي الألبيري، سمع من يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان
ومحمد بن سنجر وعلي بن عبد العزيز البغوي وخلق سواهم، وبلغنا انه كان
بصيرا بعلل الحديث إماما فيه، وإليه كانت الرحلة بالأندلس، ولى خطابة
مدينة البيرة ويعرف أيضا بابن عمريل، مات سنة اثنتي عشرة وثلاث
مائة رحمه الله تعالى.
800 29 / 11 ابن معدان
الحافظ الرحال المصنف أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان
الثقفي مولاهم الأصبهاني، سمع أحمد بن الفرات وسلم بن جنادة وموسى
ابن عامر الدمشقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري والربيع المرادي وطبقتهم،
وحدث ببغداد بمسند أبى داود، روى عنه أبو الشيخ والطبراني وابن
المقرئ وآخرون، مات بكرمان سنة تسع وثلاث مائة. قال أبو الشيخ:
هو محدث ابن محدث كثير التصانيف.
أنبأنا أحمد بن سلامة عن مسعود الجمال انا الحداد انا أبو نعيم نا محمد
ابن أحمد بن عبد الوهاب نا محمد بن أحمد بن راشد نا عبد الله بن أبي رومان
الإسكندراني نا ابن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنك لن تجد
فقد شئ تركته لله. منكر جدا، وابن أبي رومان ضعفوه.
801 30 / 11 مكحول
الحافظ المحدث أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن
814

أبى أيوب البيروتي، سمع أبا عمير عيسى ابن النحاس ومحمد بن هاشم البعلبكي
ومحمد بن إسماعيل بن عيلة وأحمد بن حرب الموصلي ومحمد بن عبد الله بن
عبد الحكم وأحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف الحراني وأمثالهم،
حدث عنه [أبو 1] سليمان بن زبر وأبو محمد بن ذكوان البعلبكي وعلي بن
الحسين قاضي أذنة وأبو احمد الحاكم وأبو بكر ابن المقرئ وعبد الوهاب بن
الحسن الكلابي وآخرون، وكان من الثقات العالمين بالحديث، توفى في
أول شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة.
أخبرنا إسحاق بن طارق الأسدي انا يوسف بن خليل انا أبو مسلم ابن
الاخوة وناصر الويرج قالا انا سعيد بن أبي الرجا انا أحمد بن محمود
ومنصور بن الحسين قالا انا محمد بن إبراهيم نا مكحول ببيروت نا عبد الله
ابن هانئ نا ضمرة عن ميسرة بن معبد عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي
صلى الله عليه وآله: ما اجتمع ثلاثة في بدو ولا حضر لا تقام فيهم
الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان. صوابه " مسرة " احتج به أبو داود.
802 31 / 11 ابن الجباب
الحافظ العلامة شيخ الأندلس أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد القرطبي
المعروف بابن الجباب نسبة إلى بيع الجباب، سمع بقي بن مخلد ومحمد بن
وضاح وقاسم بن محمد وإسحاق الدبري باليمن وعلي بن عبد العزيز بمكة وهذه
الطبقة، حدث عنه ولده محمد [ومحمد 1] بن أحمد بن أبي دليم وعبد الله بن

(1) من المكية.
815

محمد بن علي الباجي وأهل قرطبة، ولد سنة ست وأربعين ومائتين وكان
فريد عصره، ذكره القاضي عياض فقال: كان إماما في الفقه لمالك، وكان
في الحديث لا ينازع، سمع منه خلق كثير، وصنف مسند مالك، وكتاب
الصلاة، وكتاب الايمان، وكتاب قصص الأنبياء.
توفى في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.
وفيها توفى قاضي مصر أبو العباس أحمد بن أبي محمد عبد الله بن مسلم بن
قتيبة وكان يحفظ تصانيف أبيه، وشيخ الصوفية خير النساج، وأبو جعفر
محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، وشيخ الصوفية أبو على الروذباري.
أنبأنا أبو محمد بن هارون عن ابن بقي عن شريح عن أبي محمد بن حزم
نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن محمد الباجي نا أحمد بن خالد نا عبيد بن محمد
الكشوري نا محمد بن يوسف الحذافي نا عبد الرزاق نا أبو حنيفة عن حماد
بن أبي سليمان عن إبراهيم عن الأسود قال بينا انا واقف مع عمر بعرفة
مر رجل شعره يفوح منه ريح الطيب فقال له عمر: أمحرم أنت؟ قال:
نعم، قال: ما هيئتك هيئة محرم، انما المحرم الشعث الأغبر الأدفر، قال:
انى قدمت متمتعا وإنه كان معي أهلي وإنما أحرمت اليوم، فقال عمر
عند ذلك: لا تمتعوا في هذه الأيام فإني لو رخصت في المتعة لهم لعرسوا
بهن في الأراك ثم راحوا بهن حجاجا.
803 32 / 11 عبد الملك بن محمد بن عدي
الحافظ أبو نعيم الجرجاني الاسترآباذي الفقيه، سمع علي بن
816

حرب وعمر بن شبة والربيع بن سليمان المرادي وأحمد بن منصور
الرمادي ويزيد بن عبد الصمد وسليمان بن سيف الحراني وطبقتهم فأكثر،
وكتب بالحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة وخراسان، وتخرج
بأبي زرعة وأبى حاتم، حدث عنه ابن صاعد مع تقدمه وأبو على الحافظ
وأبو محمد المخلدي وأبو إسحاق المزكى وأبو بكر الجوزقي وخلق سواهم.
قال الحاكم: كان من أئمة المسلمين، ورد نيسابور وهو قاصد بخارى
فأخذ عنه الحفاظ، سمعت [الأستاذ 1] أبا الوليد حسان بن محمد يقول: لم
يكن في عصرنا من الفقهاء احفظ للفقهيات وأقوال الصحابة بخراسان من
أبى نعيم الجرجاني، ولا بالعراق من أبى بكر بن زياد النيسابوري. قال:
وسمعت أبا على الحافظ يقول: كان أبو نعيم أحد الأئمة، ما رأيت بخراسان
بعد ابن خزيمة مثله، كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد.
وقال الإدريسي: ما اعلم نشأ بأسترآباذ مثله في حفظه [وعلمه. وقال
الخطيب: 1] كان أحد الأئمة ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ
وورع. وقال حمزة السهمي: كان مقدما في الفقه والحديث، وكانت
الرحلة إليه، ولد سنة اثنتين وأربعين ومائتين. قال الخليلي: كان من
الأئمة في هذا الشأن وله تصانيف، سمع بجرجان إسحاق بن إبراهيم الطلقي
وعمار بن رجاء ومحمد بن عيسى الدامغاني، حدثنا عنه جماعة، وله تصانيف
في الفقه، وكتاب الضعفاء في عشرة اجزاء، وكان أستاذ عبد الله بن عدي

(1) من المكية.
817

الجرجاني.
أخبرنا ابن عساكر أنبأنا المؤيد الطوسي انا أحمد بن سهل انا يعقوب
ابن احمد نا أبو محمد المخلدي نا أبو نعيم بن عدي نا عمر بن شبة نا عبد الوهاب
الثقفي نا أيوب عن أبي قلابة عن انس قال: أمر بلال ان يشفع الأذان
ويوتر الإقامة. توفى أبو نعيم في آخر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.
804 33 / 11 الجويني
الحافظ أبو عمران موسى بن العباس صاحب المسند الصحيح على
هيئة صحيح مسلم. سمع عبد الله بن هاشم وأحمد بن الأزهر ومحمد بن يحيى
وأحمد بن يوسف السلمي ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن منصور
الرمادي وطبقتهم. روى عنه الحسن بن سفيان مع تقدمه وأبو على الحافظ
وأبو سهل الصعلوكي وأبو احمد الحاكم وأبو محمد المخلدي وخلق سواهم،
وكان من نبلاء المحدثين، قال أبو عبد الله الحاكم: هو حسن الحديث بمرة،
صنف على كتاب مسلم وصحب أبا زكريا الأعرج بمصر والشام، وسمعت
الحسن بن أحمد يقول: كان أبو عمران الجويني في دارنا وكان يقوم الليل
ويصلى ويبكي طويلا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد انا زاهر انا أحمد بن
منصور انا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن انا موسى بن العباس نا عبد الله
ابن هاشم نا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرض موته قال: مروا
أبا بكر فليصل بالناس. توفى أبو عمران بجوين في سنة ثلاث وعشرين
818

وثلاث مائة.
وفيها مات الفقيه علي بن محمد بن هارون الحميري الكوفي صاحب
أبى كريب، وأخو المحاملي أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي، والثقة إسماعيل
ابن العباس الوراق البغدادي، والعلامة إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي
نفطويه، ومحدث مرو أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو الكندي المصعبي
المروزي الحافظ لكنه متهم.
805 34 / 11 ابن زياد
الحافظ المجود العلامة أبو بكر عبد الله بن زياد بن واصل النيسابوري
الفقيه الشافعي صاحب التصانيف. سمع عبد الله بن هاشم الطوسي [ومحمد
ابن يحيى 1] وأحمد بن يوسف ويونس الصدفي والربيع وأبا إبراهيم المزني
والزعفراني وعلي بن حرب وأبا زرعة والطبقة، وعنه ابن عقدة وأبو على
النيسابوري وحمزة الكناني وأبو إسحاق بن حمزة والدارقطني وابن المظفر
وأبو عمر بن حيويه وأبو حفص الكتاني والمخلص وإبراهيم بن عبد الله
ابن خرشيد وخلق كثير.
قال الحاكم: كان امام عصره من الشافعية بالعراق ومن احفظ
الناس للفقهيات واختلاف الصحابة. وقال الدارقطني: ما رأيت احفظ
من ابن زياد، كان يعرف زيادات الألفاظ في المتون، ولما قعد للتحديث
قالوا: حدث، قال: بل سلوا أنتم، فسئل عن أحاديث فأجاب فيها

(1) من المكية.
819

وأملاها، وكان قد حدثنا عن يوسف بن سعيد بن مسلم عن حجاج عن
ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله:
لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها، ثم أنه قال: وصوابه عن أبي الزبير
عن طاوس مرسلا. قال يوسف القواس سمعت أبا زكريا النيسابوري يقول:
تعرف من قام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات،
يصلى صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة؟ ثم قال: انا هو، وهذا كله
قبل أن أعرف أم عبد الرحمن، أيش أقول لمن زوجني؟ ثم قال: ما أراد
إلا الخير.
وقال الدارقطني: كنا في مجلس فيه أبو طالب الحافظ والجعابي وغيرهما
فجاء فقيه فسأل: من روى عن النبي صلى الله عليه وآله " وجعل
تربتها طهورا "؟ فلم يجيبوه، ثم ذكروا وقاموا فسألوا أبا بكر بن زياد،
فقال: نعم، حدثنا فلان - وسرد الحديث. والحديث ففي مسلم. مولد
ابن زياد في سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وقال ابن قانع: مات في رابع
ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو المعالي الهمذاني انا الفتح بن عبد السلام انا هبة الله بن
الحسين انا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي نا أبو بكر عبد الله بن محمد
ابن زياد نا محمد بن يحيى ومحمد بن اشكاب قالا ثنا وهب بن جرير نا
شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال قال عمر
رضي الله عنه: علي أقضانا، وأبى أقرأنا.
قلت: مات معه في السنة مقرئ العراق أبو بكر أحمد بن موسى بن
820

العباس بن مجاهد العطشى، وإمام الفقهاء الداودية أبو الحسن عبد الله بن أحمد
بن محمد بن المغلس البغدادي الظاهري صاحب التصانيف، ومحدث حمص
وقاضيها أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد الكندي، والعلامة الأصولي
أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري البصري صاحب التصانيف،
ومحدث واسط أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر، وشيخ الحنفية
أبو القاسم علي بن محمد بن كأس النخعي الكوفي وقاضي دمشق، وقاضي
الأندلس العلامة أبو عمر أحمد بن بقي بن مخلد، وواعظ المشرق أبو القاسم
عبد الرحمن بن [محمد بن 1] الحسين النيسابوري ابتهر ابن خزيمة بمجلسه وقال
ما رأى أبو القاسم مثل نفسه.
806 35 / 11 ابن الشرقي
الامام الحافظ الحجة أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري
تلميذ مسلم، سمع محمد بن يحيى وأحمد بن الأزهر وأحمد بن حفص بن
عبد الله السلمي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وطبقتهم ببلده، ثم ارتحل
وأخذ بالري عن أبي حاتم، وبمكة عن عبد الله بن أبي مسرة، وببغداد
عن أبي بكر الصاغاني وعبد الله بن محمد بن شاكر، وبالكوفة عن أبي حازم
أحمد بن أبي غرزة، وطبقتهم، وصنف الصحيح، وكان فريد عصره
حفظا وإتقانا ومعرفة، حج مرات. وقد نظر إليه امام الأئمة ابن خزيمة
مرة فقال: حياة أبى حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله
صلى الله عليه وآله. قال الخليلي سمعت أحمد بن أبي مسلم الفارسي

(1) من المكية.
821

الحافظ سمعت ابن عدي يقول: لم أر احفظ ولا أحسن سردا من أبى حامد
ابن الشرقي. كتبت جمعه لحديث أيوب السختياني فكنت اقرأ عليه من
كتابي فيقرأ معي حفظا من أوله إلى آخره. قال السلمي سألت الدارقطني
عن أبي حامد ابن الشرقي فقال: ثقة مأمون، قلت لم تكلم فيه ابن عقدة؟ قال
سبحان الله، ترى يؤثر فيه مثل كلامه؟ ولو كان بدل ابن عقدة يحيى بن
معين، قلت: وأبو على، قال: ومن أبو على حتى يسمع كلامه فيه. قال
الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقال حمزة السهمي سألت أبا بكر بن
عبد ان عن ابن عقدة إذا نقل شيئا في الجرح والتعديل هل يقبل قوله؟
قال: لا يقبل.
حدث عنه أبو العباس بن عقدة وأبو احمد العسال وأبو أحمد بن عدي
وأبو على الحافظ وزاهر بن أحمد وأبو محمد المخلدي وأبو بكر محمد
ابن عبد الله الجوزقي وآخرون آخرهم أبو الحسن العلوي.
مولده في سنة أربعين ومائتين، ومات في شهر رمضان سنة خمس
وعشرين وثلاث مائة وتقدم في الصلاة عليه أخوه أبو محمد عبد الله
ابن الشرقي.
ومات في هذه السنة المسند أبو بكر أحمد بن عبد الله النحاس
البغدادي وكيل أبى صخرة، ومسند بغداد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد
الهاشمي راوي الموطأ عن أبي مصعب، ومحدث نيسابور أبو حاتم مكي بن
عبد ان التميمي، والمقرئ أبو مزاحم موسى بن عبيد [الله 1] الخاقاني ببغداد.

(1) من المكية.
822

أخبرنا أبو الفضل بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر
انا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن انا أبو بكر الجوزقي انا أبو العباس الدغولي
وأبو حامد ابن الشرقي ومكي بن عبد ان قالوا نا عبد الرحمن بن بشر (ح)
وأنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعد انا عبد الخالق بن زاهر انا
أبو عمرو المحمى إملاء انا عبد الرحمن بن إبراهيم انا أحمد بن محمد بن يحيى
الزاهد ثنا عبد الرحمن بن بشرنا بهز نا شعبة حدثني محمد بن عثمان بن عبد الله
ابن موهب وأبوه انهما سمعا موسى بن طلحة يخبر عن أبي أيوب الأنصاري
ان رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال القوم: ما له؟
ما له؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أرب ما له، تعبد الله لا تشرك
به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤدى الزكاة، وتصل الرحم، ذرها. كأنه
كان على راحلته. لفظ ابن الشرقي أخرجه (خ م) عن عبد الرحمن.
807 36 / 11 الدغولي
الحافظ الامام الفقيه أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد السرخسي
الدغولي، سمع عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد
ابن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وخلقا كثيرا من طبقتهم وممن بعدهم
بخراسان والعراق، روى عنه أبو على الحافظ وأبو بكر الجوزقي وطائفة
وكان من أئمة هذا الشأن قال له أبو الوليد حسين بن محمد: لم لا تقنت
في الصبح؟ قال: لراحة الجسد ومداراة الأهل والولد وسنة أهل البلد.
قلت: هذا جواب بالفقيري ولكن كان حقه ان يجيب جواب محدث.
وعن أبي أحمد بن عدي قال: ما رأيت مثل أبى العباس الدغولي.
823

[وقال أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين الحافظ خرجنا مع ابن خزيمة إلى
سمرقند لتهنئة الأمير الشهيد ولتعزيته عن الأمير الماضي أبى إبراهيم فلما
انصرفنا قلت لابن خزيمة: ما رأينا في سفرنا مثل أبى العباس الدغولي، 1]
فقال ابن خزيمة: ما رأيت [انا 1] مثل أبى العباس. وروى محمد بن العباس
ان الدغولي قال: أربع مجلدات لا تفارقني سفرا ولا حضرا، كتاب المزني،
وكتاب العين، والتاريخ للبخاري، وكليلة ودمنة. قلت مات الدغولي كابن
الشرقي في سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.
أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن
النيسابورية انا عبد المنعم بن أبي القاسم انا محمد بن علي الخشاب انا أبو
[بكر 1] محمد بن عبد الله الحافظ انا أبو العباس الدغولي ومكي بن عبد ان
وعبد الله ابن الشرقي قالوا انا عبد الله بن هاشم نا سفيان عن الزهري عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم. [متفق عليه 1].
808 37 / 11 المحاملي
القاضي الامام العلامة الحافظ شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين
ابن إسماعيل بن محمد الضبي البغدادي، ولد في أول سنة خمس وثلاثين
ومائتين، وأول سماعه في سنة أربع وأربعين، سمع أبا حذافة أحمد بن
إسماعيل السهمي صاحب مالك، وعمرو بن علي الفلاس وزياد بن أيوب

(1) من المكية.
824

وأحمد بن المقدام العجلي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن المثنى
العنزي وأبا هشام [الرفاعي 1] وعبد الرحمن بن يونس السراج والزبير بن
بكار وطبقتهم ومن بعدهم فأكثر وصنف وجمع، روى عنه دعلج
والدارقطني وابن جميع وإبراهيم خرشيد قولة 2 [التاجر 1] وابن الصلت
الأهوازي وأبو عمر بن مهدي وأبو محمد ابن البيع وآخرون.
قال الخطيب كان فاضلا دينا صادقا شهد عند القضاة وله عشرون
سنة، وولى فضاء الكوفة ستين سنة. وقال ابن جميع الغساني: عند المحاملي
سبعون نفسا من أصحاب سفيان بن عيينة. وقال أبو بكر الداودي: كان
يحضر مجلس المحاملي عشرة آلاف رجل، واستعفى من القضاء قبل سنة
عشرين وثلاث مائة، وكان محمودا في ولايته، عقد بالكوفة سنة سبعين
ومائتين في داره مجلسا للفقه فلم يزل أهل العلم والنظر يختلفون إليه.
قال محمد بن الحسين: رأيت في النوم كأن قائلا يقول: ان الله
ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمحاملي. قال حمزة بن محمد بن طاهر سمعت
أبا حفص بن شاهين يقول: حضر معنا ابن المظفر مجلس المحاملي فقال لي:
يا أبا حفص ما عدمنا من أبى محمد بن صاعد إلا غيبته. يريد أن المحاملي نظير
ابن صاعد في العلو والثقة. أملى المحاملي مجلسا كعادته في ثاني عشر ربيع
الآخر من سنة ثلاثين وثلاث مائة ثم مرض ومات بعد أحد عشر يوما،
وآخر من روى حديثه عاليا أبو القاسم سبط السلفي.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد انا محمد بن الليث بن شجاع وزيد بن

(1) من المكية (2) قولة لقب لابن خرشيد، كما في القاموس.
825

هبة الله ببغداد قالا انا [أحمد بن 1] عبد الباقي القطان سنة (554) انا عاصم
ابن الحسن نا عبد الواحد بن محمد الفارسي نا أبو عبد الله المحاملي نا احمد ابن
إسماعيل نا مالك عن ربيعة عن حنظلة بن قيس الزرقي انه سأل رافع
ابن خديج عن كراء الأرض فقال: اما الذهب والورق فلا بأس به.
ومات في سنة ثلاثين مسند خراسان أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى
ابن بلال النيسابوري، وكبير الصوفية أبو يعقوب إسحاق بن محمد النهرجوري
العارف، وإمام الشافعية أبو بكر محمد بن عبد الله الصيرفي البغدادي،
وقاضي دمشق أبو يحيى زكريا بن أحمد [ابن 1] المحدث يحيى بن موسى خت
البلخي، وأبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي المحدث وهو في عشر المائة،
والمحدث عبد الله بن يونس الفيري القرطبي صاحب بقي بن مخلد، ومسند
أصبهان أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، وقدوة العباد
أبو صالح الذي ينسب إليه المسجد بشرقي دمشق.
809 38 / 11 محمد بن نوح
الحافظ أبو الحسن الجنديسابوري حدث عن هارون بن إسحاق
والحسن بن عرفة وعلي بن حرب وشعيب الصريفيني وطبقتهم، وعنه محمد
ابن سليمان الربعي وأبو بكر بن شاذان والدارقطني وعيسى ابن الوزير
وأبو حفص بن شاهين وعدة، قال ابن يونس: كان ثقة حافظا، قدم مصر
وكتبنا عنه في سنة أربع وثلاث مائة. وقال الدارقطني: كان ثقة مأمونا،

(1) من المكية.
826

ما رأيت أصح من كتبه، وكان أسوأ خلقا من أن يكون غير ثقة. وقال
ابن قانع: مات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا الفتح بن عبد الله انا هبة الله بن الحسين انا
أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي إملاء انا محمد بن نوح الجنديسابوري
فيما قرئ عليه قيل له حدثكم جعفر بن أحمد العوسجي نا أبو بلال الأشعري
نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن ابن أبزي عن عائشة قالت
قبل على يوما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هذا سيد المسلمين.
فقلت: ألست سيد المسلمين يا رسول الله؟ قال: انا خاتم النبيين رسول
رب العالمين. هذا حديث منكر، ولعل البلاء من العوسجي.
810 39 / 11 برداغس
الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم اليحصبي
القنسريني ثم الحلبي الملقب ببرداغس حدث عن أحمد بن شيبان الرملي
ومحمد بن عوف الطائي ويوسف بن مسلم وهلال بن العلاء وطبقتهم.
روى عنه [شيخه 1] عثمان بن خرزاذ الحافظ وأبو بكر الربعي وأبو سليمان
ابن زبر وابن عدي والميانجي وأبو بكر ابن المقرئ وعلي بن محمد بن إسحاق
الحلبي وأبو بكر بن أبي الحديد وعدد كثير، وكان من علماء هذا الشأن
قال ابن مأكولا: كان حافظا. وقال أبو أحمد الحافظ: رأيته حسن الحفظ.
وقد روى السهمي عن الدارقطني انه ضعيف. توفى سنة سبع وعشرين

(1) من المكية.
827

وثلاث مائة. أخبرنا جماعة في كتابهم ان المؤيد ابن الاخوة أنبأهم قال
انا سعيد بن أبي الرجاء انا طاهر بن محمود ومنصور بن الحسين قالا انا محمد
ابن إبراهيم ابن المقرئ نا محمد بن بركة أبو بكر الحلبي الحافظ نا أحمد بن
هاشم الأنطاكي نا عمرو بن عثمان نا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي
بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا نكاح إلا بولي.
811 40 / 11 محمد بن مخلد بن حفص
الامام المفيد الثقة مسند بغداد أبو عبد الله الدوري العطار الخضيب،
سمع أبا حذافة السهمي والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي ومسلم بن
الحجاج ومحمد بن عثمان بن كرامة وأحمد بن عثمان الأودي وسلم بن جنادة
والحسن بن أبي الربيع وعبدوس بن بشر ومحمد بن اشكاب وأحمد بن محمد
ابن يحيى القطان ومحمد بن الوليد البسري والزعفراني وطبقتهم، كتب
ما لا يوصف كثرة وعنى بهذا الشأن وصنف وخرج. روى عنه ابن الجعابي
والدارقطني وابن الجندي وابن الصلت الأهوازي وأبو عمر بن مهدي
وآخرون، وكان معروفا بالثقة والصلاح والاجتهاد في الطلب، عاش
ثمانيا وتسعين، سنة سئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلت: مات
في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة.
وفيها مات بالكوفة هناد بن السرى الصغير يروى عن أبي سعيد
الأشج وغيره، ومات ببغداد المسند الواعظ يعقوب بن عبد الرحمن
الجصاص صاحب الجزئين المرويين، وراوي المسند الكبير أبو بكر بن أحمد
828

ابن يعقوب بن شيبة السدوسي البغدادي تفرد عن جده، ومسند البصرة
أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني. وآخر من روى حديث ابن مخلد
عاليا أبو العباس الحجار المعمر.
أخبرنا عمر بن غدير انا عبد الصمد بن محمد انا علي بن مسلم انا الحسين
ابن طلاب انا محمد بن أحمد بصيداء انا محمد بن مخلد ببغداد نا عيسى بن أبي
حرب نا يحيى بن أبي بكير نا سفيان عن فطر عن أبي الطفيل عن أبي ذر
رضي الله عنه قال: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وآله وما طائر
يقلب جناحيه في السماء إلا وهو يذكرنا منه علما.
812 41 / 11 ابن أبي حاتم
الامام الحافظ الناقد شيخ الاسلام أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ
الكبير أبى حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي، وقيل إن
الحنظلي نسبة إلى درب حنظلة بالري، ولد سنة أربعين وارتحل به
أبو ه فأدرك الأسانيد العالية، سمع أبا سعيد الأشج وعلي بن المنذر الطريقي
والحسن بن عرفة وأحمد بن سنان القطان ويونس بن عبد الأعلى ومحمد
ابن إسماعيل الأحمسي وحجاج بن الشاعر ومحمد بن حسان الأزرق ومحمد
ابن عبد الملك بن زنجويه وابن وارة وأبا زرعة وخلائق بالأقاليم، لكنه
لم يرحل إلى خراسان، روى عنه حسينك التميمي ويوسف الميانجي
وأبو الشيخ بن حيان وعلي بن مدرك وأبو احمد الحاكم وأحمد بن محمد البصير
وعبد الله بن محمد بن أسد وحمد بن عبد الله الأصبهاني وإبراهيم واحمد ابنا
829

محمد بن يزداذ وإبراهيم بن محمد النصرآباذي وعلي بن محمد القصار وآخرون.
قال أبو يعلى الخليلي: اخذ علم أبيه وأبى زرعة، وكان بحرا في العلوم
ومعرفة الرجال، صنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين، وكان
زاهد يعد من الابدال. قلت كتابه في الجرح والتعديل يقضى له بالرتبة
المنيفة في الحفظ، وكتابه في التفسير عدة مجلدات، وله مصنف كبير
في الرد على الجهمية يدل على إمامته. قال علي بن أحمد الفرضي: ما رأيت
أحدا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط، ويروى ان أباه كان
يتعجب من تعبد عبد الرحمن، ويقول: من يقوى على عبادة عبد الرحمن؟
لا أعرف له ذنبا. قال ابن أبي حاتم: لم يدعنى أبى اطلب الحديث حتى قرأت
القرآن على الفضل بن شاذان. قال أبو الحسن علي بن إبراهيم الرازي الخطيب
في ترجمة عملها لعبد الرحمن: كان رحمه الله قد كساه الله بهاء ونورا يسر به
من نظر إليه، سمعته يقول: رحل بي أبى سنة خمس وخمسين وما احتلمت
بعد، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت فسر أبى حيث أدركت حجة الاسلام.
قال: وسمعت في هذه السنة من محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ.
وسمعت علي بن أحمد الخوارزمي يحكى عن ابن أبي حاتم قال: كنا بمصر
سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، نهارنا ندور على الشيوخ وبالليل ننسخ
ونقابل، فأتينا يوما انا ورفيق لي شيخا فقالوا: هو عليل، فرأيت سمكة
أعجبتنا فاشتريناها فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس بعض الشيوخ
فمضينا فلم يزل السمكة ثلاثة أيام وكاد أن ينضي فأكلناه نيا لم نتفرغ نشويه،
ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد.
830

ثم قال أبو الحسن: رحل مع أبيه وحج مع محمد بن حماد الطهراني
[سنة ستين ومائتين 1] ثم رحل بنفسه إلى الشام ومصر سنة اثنتين وستين،
ثم رحل إلى أصبهان سنة أربع وستين، قال لي أبو عبد الله القزويني: إذا
صليت مع ابن حاتم فسلم نفسك إليه يعمل بها ما شاء. قال أبو الوليد الباجي:
ابن أبي حاتم ثقة حافظ.
عمر بن إبراهيم الهروي الزاهد نا الحسين بن أحمد الصفار سمعت ابن أبي
حاتم يقول: وقع عندنا الغلاء فأنفذ بعض أصدقائي حبوبا من أصبهان
فبعته بعشرين الف أو قال: اشتر لي بها، دارا، فأنفقتها على الفقراء، وكتبت
إليه: اشتريت لك بها قصرا في الجنة، فقال: رضيت ان ضمنت، فكتبت
على نفسي صكا بالضمان، فأريت في المنام: قد قبلنا ضمانك ولا تعد
[لمثل هذا 1].
قلت الحسين ضعيف. قال محمد بن مهرويه سمعت ابن الجنيد سمعت
يحيى بن معين يقول: انا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطوا رحالهم في الجنة
من مائتي سنة. قال محمد: فدخلت على ابن أبي حاتم وهو يحدث بكتاب
الجرح والتعديل فحدثته بهذا، فبكى وارتعدت يداه وسقط الكتاب
وجعل يبكى ويستعيدني الحكاية.
قلت: مات في المحرم سنة سبع وعشرين وثلاث مائة.
وفيها مات شيخ القراء أبو بكر أحمد بن محمد 2 الآدمي 3، وأبو الدنيا

(1) من المكية (2) زاد في هامش المكية " بن إسماعيل " (3) زاد في هامش المكية
" الحمزي " والله أعلم.
831

الأشج عثمان بن خطاب المغربي الكذاب الذي زعم أنه سمع من علي رضي الله عنه
، والمحدث الثقة أبو بكر محمد بن جعفر السامري الخرائطي
مصنف المكارم وغير ذلك، وأبو على الحسين بن القاسم الكوكبي، وقاضي
مصر أبو عبد الله الحسين ابن القاضي أبى زرعة محمد بن عثمان الدمشقي.
أخبرنا يوسف بن أبي نصر والحسن بن علي قالا انا محمد بن عبد الكريم
القيسي انا أبو المعالي بن صابر انا أبو القاسم النسيب انا سليم بن أيوب انا
أحمد بن محمد البصير نا عبد الرحمن بن أبي حاتم نا أبو سعيد الأشج نا عيسى
ابن يونس وأبو أسامة عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله
عليه وآله وسلم في قوله تعالى (يوم يقوم الناس لرب العالمين):
يقومون في الرشح إلى انصاف آذانهم.
أنبأنا جماعة قالوا انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا
أبو إسحاق المزكى انا عبد الرحمن بن محمد الحنظلي نا هارون بن حميد الواسطي
نا الفضل بن عنبسة نا شعبة عن الحكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
قال قال النبي صلى الله عليه وآله: الجار أحق بسقب داره أو أرضه.
غريب جدا، رواه النسائي عن خياط السنة عن هارون فوقع بدلا عاليا.
813 42 / 11 أبو طالب
الحافظ الامام الثبت أحمد بن نصر بن طالب البغدادي، سمع عباس
ابن محمد الدوري ويحيى بن عثمان بن صالح المصري وإسحاق بن إبراهيم
الدبري وهذه الطبقة، وكتب العالي والنازل حدث عنه أبو عمر بن حيويه
832

وابن المظفر والدارقطني وآخرون، وكان الدارقطني يقول: أبو طالب
الحافظ أستاذي. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا حدث عنه عبد الله بن زيدان
البجلي وهو أكبر منه. قلت: آخر من حدث عنه أبو طاهر المخلص، وكان
موته في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة. رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن أبي عمر إجازة انا ابن طبرزذ انا أبو غالب ابن البناء انا
أبو محمد الجوهري انا محمد بن المظفر انا أحمد بن نصر 1 بن حماد نا أبى
نا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن انس قال كان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يطوف على نسائه - قال شعبة أراه يعنى في ليلة - في غسل واحد.
814 43 / 11 العقيلي
الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي
صاحب كتاب الضعفاء الكبير، سمع جده لامه يزيد بن محمد العقيلي ومحمد
ابن إسماعيل الصائغ وأبا يحيى بن أبي مسرة ومحمد بن أحمد بن الوليد بن برد
الأنطاكي ويحيى بن أيوب العلاف ومحمد بن إسماعيل الترمذي وإسحاق بن
إبراهيم الدبري وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن خزيمة ومحمد بن موسى
البلخي صاحب عبيد الله بن موسى وخلقا كثيرا، وكان مقيما بالحرمين،
حدث عنه أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي ويوسف بن الدخيل المصري
وأبو بكر ابن المقرئ وآخرون، قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل
القدر عظيم الخطر ما رأيت مثله وكان كثير التصانيف فكان من أتاه من
المحدثين قال اقرأ من كتابك، ولا يخرج أصله فتكلمنا في ذلك وقلنا إما

(1) زاد في هامش المكية " نا محمد بن نصر " كذا.
833

أن يكون من احفظ الناس وإما أن يكون من أكذب الناس، فاجتمعنا
عليه فلما أتيت بالزيادة والنقص فطن لذلك فأخذ منى الكتاب وأخذ القلم
فأصلحها من حفظه فانصرفنا من عنده وقد طابت أنفسنا وعلمنا انه من
أحفظ الناس. وقال الحافظ أبو الحسن بن سهل القطان: أبو جعفر ثقة
جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ. توفى سنة اثنتين وعشرين
وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا الفخر على وجماعة إجازة عن أسعد بن روح وعائشة بنت
معمر قالا انا سعيد بن أبي الرجاء انا أبو طاهر الثقفي ومنصور بن حسين
قالا أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ انا محمد بن عمرو العقيلي الحافظ انا محمد
ابن موسى البلخي نا شداد بن دقيم نا نوح بن أبي مريم عن عمرو بن دينار
عن عطاء عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أقيمت
الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.
815 44 / 11 أبو الفضل
الحافظ الإمام محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار الجارودي
[الهروي 1] الشهيد أحد علماء الحديث، رأيت له جزءا فيه بضعة وثلاثون
حديثا تتبعها من صحيح مسلم وبين عللها، سمع أحمد بن نجدة والحسين بن
إدريس ومعاذ بن المثنى وأحمد بن إبراهيم بن ملحان وأبا العباس السراج،
حدث عنه أبو على الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وعبد الله بن سعد

(1) من المكية.
834

النيسابوريون ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي، ومحمد بن المظفر البغدادي
وآخرون، وأخذ عنه اليسير لأنه مات شابا، قال الحاكم: [سمعت 1]
بكير بن أحمد الحداد بمكة يقول: كأني انظر إلى الحافظ أبى الفضل محمد
ابن الحسين وقد اخذته السيوف وهو متعلق بيديه جميعا بحلقتي الباب حتى
سقط رأسه على عتبة الكعبة [سنة ثلاث وعشرين 1]. كذا أرخ، وانما
كان ذلك في سنة سبع عشرة وثلاث مائة، أرخه جماعة، قتلته القرامطة
لعنهم الله وأخاه احمد وقتلوا حول الحرم الوفا من الحجيج واقتلعوا الحجر
وأخذوه معهم.
وفى سنة سبع عشرة مات بنيسابور أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد
ابن حفص بن مسلم الحيري المعدل، وببغداد حرمي بن أبي العلاء المكي،
والقاضي أبو القاسم بدر بن الهيثم اللخمي عن مائة سنة وست عشرة سنة،
وبأصبهان أبو على الحسن بن محمد الداركي، ومحدثا مصر علي بن أحمد بن
سليمان ابن الصيقل المعروف بعلان، ومحمد بن زبان بن حبيب الحضرمي.
أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم الفقيه انا محمد بن أبي الفتح بن عصية وزكريا
الثعلبي وعبد الرحمن أصيلا (؟) قالوا انا أبو الوقت السجزي انا عبد الله
ابن أحمد بن الحسين بن إسحاق المروروذي انا محمد بن عمر بن حفصويه نا
أبو الفضل الشهيد نا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي نا علي بن عثمان اللاحقي
نا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة سمعت أبا القاسم صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: ذروني ما تركتكم - الحديث.

(1) من المكية.
835

816 45 / 11 ابن عبيد
الحافظ الإمام أبو الحسين علي بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن حسان
البغدادي [البزاز 1] سمع عباس الدوري ومحمد بن الحسين الحنيني وأحمد بن أبي
غرزة الغفاري ويحيى بن أبي طالب وطبقتهم، روى عنه الدارقطني وابن
جميع الغساني وأبو الحسين بن المتيم وآخرون، قال الخطيب: كان ثقة حافظا
عارفا، مات في شوال سنة ثلاثين وثلاث مائة وله ثمان وسبعون سنة.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي انا أبو القاسم ابن الحرستاني سنة تسع
وست مائة وأنا في الرابعة حاضر انا علي بن المسلم انا الحسين بن محمد
الخطيب انا أبو الحسين محمد بن أحمد الغساني نا علي بن محمد ببغداد نا العباس
بن محمد نا أزهر السمان عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا:
وفى نجدنا، قال: هناك الزلازل والفتن وبها - أو قال منها - يطلع قرن
الشيطان. هذا حديث صحيح غريب.
817 46 / 11 محمد بن عبد الملك بن أيمن بن فرج
الحافظ الإمام أبو عبد الله القرطبي مسند الأندلس، ارتحل مع قاسم
ابن اصبغ سنة أربع وسبعين ومائتين، وكان مولده في سنة اثنتين وخمسين
ومائتين، سمع محمد بن وضاح وأحمد بن أبي خيثمة وإسماعيل القاضي
ومحمد بن الجهم السمري ومحمد بن إسماعيل الصائغ وجعفر بن محمد بن شاكر

(1) من المكية.
836

وعلي بن عبد العزيز البغوي ويحيى بن هلال وخلائق. روى عنه عباس
ابن اصبغ الحجاري وابنه أحمد بن محمد بن عبد الملك وأهل الأندلس،
اشتهر اسمه وولى الصلاة بجامع قرطبة وكان بصيرا بالفقه علامة مفتيا عارفا
بالحديث حافظا له، صنف كتابا في السنن مخرجا على سنن أبي داود، توفى
في منتصف شوال سنة ثلاثين وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن هارون كتابة عن أبي القاسم بن بقي عن شريح بن محمد عن أبي
محمد بن حزم نا حمام بن أحمد انا عباس بن اصبغ نا ابن أيمن نا احمد
ابن زهير نا يحيى بن معين نا حجاج بن محمد نا شريك عن الأعمش عن
فضيل بن عمرو وأراه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: تمتع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عروة: نهى أبو بكر وعمر عن
المتعة، فقال ابن عباس: ما تقول عرية؟ قال: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة،
فقال: أراهم سيهلكون أقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله،
ويقولون قال أبو بكر وعمر. قال ابن حزم انها لعظيمة ما رضى بها قط
أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
818 47 / 11 محمد بن يوسف
ابن بشر الحافظ الثقة الرحال أبو عبد الله الهروي الشافعي الفقيه،
سمع الربيع بن سليمان المرادي والعباس بن الوليد البيروتي ومحمد بن حماد
الطهراني والحسن بن مكرم ومحمد بن عوف الحمصي وطبقتهم بمصر والشام
والعراق، روى عنه الطبراني والزبير بن عبد الواحد الأسد آباذي والقاضي
837

أبو بكر الأبهري وعبد الواحد بن أبي هاشم المقرئ وآخرون خاتمتهم
أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد، وثقه أبو بكر الخطيب وغيره،
وانما طلب هذا الشأن وقد تكهل، مات في شهر رمضان سنة ثلاثين
وثلاث مائة وقد كمل المائة وتجاوزها بأشهر، رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز 1 الهروي وزينب الشعرية قالا
انا زاهر بن طاهر انا أبو سعيد الكنجرودي [انا 2] أبو أحمد الحاكم انا
محمد بن يوسف بن بشر الهروي بدمشق انا محمد بن حماد الطهراني انا
عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون العبدي وعن معاوية بن قرة عن أبي
الصديق الناجي عن أبي سعيد قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد أحد ملجأ: فيبعث الله من عترتي
رجلا يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا، يرضى عنه ساكن السماء
وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا ولا تدع
الأرض من نباتها شيئا إلا أخرجته حتى يتمنى الاحياء الأموات يعيش
في ذلك سبع سنين - أو تسع سنين. قلت: الواو في " وعن معاوية "
ملحقة في نسختي فيحرر، وأبو هارون تألف.
819 48 / 11 مموس
حافظ همذان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يعقوب الهمذاني البزاز
لقبه مموس، صاحب رحلة ولقاء، سمع من يحيى بن أبي طالب وأبى قلابة

(1) وقع هنا في الأصلين " عبد العزيز " (2) من المكية.
838

ويحيى بن عبدك وابن ديزيل وابن أبي الدنيا وهلال بن العلاء وأبى زرعة
النصري وإسحاق الدبري وابن الزنباع المصري وخلق كثير. وعنه صالح
ابن احمد ومحمد بن علي الكرجي القصاب وآخرون، وثقه صالح وغيره،
وقال ابن حبان: عنده نحو مائتي حديث تستفاد. مات سنة خمس وعشرين
وثلاث مائة.
820 49 / 11 ابن عقدة
حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد
الكوفي مولى بنى هاشم وكان أبوه نحويا صالحا يلقب بعقدة، حدث
أبو العباس عن أبي جعفر بن عبيد الله بن المنادى والحسن بن علي بن عفان
ويحيى بن أبي طالب وعبد الله بن أبي مسرة المكي وأحمد بن عبد الحميد الحارثي
والحسن بن مكرم وعبد الله بن أسامة الكلبي وأمم لا يحصون.
وكتب العالي والنازل والحق والباطل حتى كتب عن أصحابه،
وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث، وصنف وجمع وألف
في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة، ولهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون
إليه، ولو صان نفسه وجود لضربت إليه أكباد الإبل ولضرب بإمامته
المثل لكنه جمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين ومقت
لتشيعه.
حدث عنه الجعابي والطبراني وابن عدي والدارقطني وأبو حفص
الكتاني وابن جميع الغساني وإبراهيم بن خرشيد قولة 1 وأبو عمر بن مهدي

(1) راجع رقم 808 مع التعليق.
839

الفارسي وأبو الحسن بن الصلت وأبو الحسين بن متيم وخلق كثير. أخبرنا
ابن علان ومؤمل البالسي إجازة انا الكندي انا الشيباني انا أبو بكر الخطيب
انا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة [إملاء 1] نا عبد الله
ابن الحسين بن الحسن الأشقر سمعت عثام بن علي سمعت سفيان يقول:
لا يجتمع حب علي وعثمان إلا في قلوب نبلاء الرجال.
قلت: ما يملي ابن عقدة مثل هذا إلا وهو غير غال في التشيع، ولكن
الكوفة تغلي بالتشيع وتفور، والسني فيها طرفة، قال الوزير أبو الفصل
ابن حنزابة سمعت الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة انه لم ير بالكوفة
من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة احفظ منه. قال أبو أحمد الحاكم
قال لي ابن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه احفظ منى فقلت
لا تطول نتقدم إلى دكان وراق ونزن بالقبان من الكتب ما شئت ثم تلقى
علينا فنذكره، قال: فبقي.
قال الحاكم ابن البيع سمعت أبا على الحافظ يقول: ما رأيت احفظ
لحديث الكوفيين من أبى العباس بن عقدة. وعن ابن عقدة قال: انا أجيب
في ثلاث مائة الف حديث من حديث أهل البيت وبنى هاشم. حدث بهذا
عنه الدارقطني. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة الف حديث بأسانيدها.
قال عبد الغنى سمعت الدارقطني يقول: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس
ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعد الماليني: أراد ابن عقدة ان ينتقل
فكانت كتبه ست مائة حملة. قال ابن عدي: كان ابن عقدة صاحب معرفة

(1) من المكية.
840

وحفظ متقدما في هذه الصناعة إلا انى رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء
عليه، ورأيت فيه مجازفات حتى كان يقول: حدثتني فلانة قالت هذا كتاب
[فلان 1] قرأت فيه قال انا فلان. قال: وكان مقدما في الشيعة،
ولولا اشتراطي ان أذكر كل من تكلم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه.
قال البرقاني قلت للدارقطني: أيش أكبر ما في نفسك من ابن عقدة؟
قال: الاكثار بالمناكير. وسأل السلمي أبا الحسن عنه فقال: حافظ محدث
ولم يكن في الدين بقوي، لا أزيد فيه على هذا. وقال حمزة بن محمد طاهر
سمعت الدارقطني يقول: هو رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيويه: كان
ابن عقدة يملي مثالب الصحابة فتركت حديثه. وقال عبدان الأهوازي:
خرج ابن عقدة عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر معهم، يعنى لما كان
يظهر من الكثرة. قال ابن عدي سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول:
ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب،
يسوى لهم نسخا ويأمرهم ان يحدثوا بها ثم يرويها عنهم. قلت ما علمت
ابن عقدة اتهم بوضع [متن 1] حديث، اما الأسانيد فلا أدري، وقد أفردت
ترجمته في جزء. وقع لي حديثه بعلو.
أخبرنا [عمر 1] بن القواس انا عبد الصمد بن محمد القاضي حضورا
انا جمال الاسلام أبو الحسن انا أبو نصر بن طلاب انا محمد بن أحمد بصيداء
انا أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ نا يحيى بن زكريا بن سنان نا علي بن سيف

(1) من المكية.
841

ابن عميرة حدثني أبي حدثني العباس بن الحسن بن عبيد الله النخعي حدثني أبي
عن ثعلبة أبى بحر عن انس قال استضحك النبي صلى الله عليه وآله
فقال: عجبت لأمر المؤمن ان الله لا يقضى له قضاء إلا كان خيرا له.
غريب جدا. ولد ابن عقدة في سنة تسع وأربعين ومائتين ومات في
ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.
وفيها مات بأصبهان أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر اللنباني راوي
تصانيف ابن أبي الدنيا، ومسند مصر أبو بكر محمد بن بشر الزنبري العكري،
ومسند نيسابور أبو [بكر 1] محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري.
821 50 / 11 ابن الأنباري
الحافظ العلامة شيخ الأدب أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار النحوي،
سمع أبا العباس الكديمي وإسماعيل القاضي وأحمد بن الهيثم البزاز [وثعلبا 1]
وطبقتهم، صنف التصانيف الكثيرة، ويروى بأسانيده ويملي من حفظه،
وكان من افراد الدهر في سعة الحفظ مع الصدق والدين، قال الخطيب:
كان صدوقا دينا من أهل السنة، صنف في القراءات والغريب والمشكل
والوقف والابتداء، حدث عنه أبو عمر بن حيويه وأحمد بن نصر الشذائي
وعبد الواحد بن أبي هاشم والدارقطني ومحمد ابن أخي ميمي وأحمد بن
محمد بن الجراح وآخرون، قال أبو على القالي: كان شيخا أبو بكر يحفظ
فيما قيل ثلاث مائة الف بيت شاهدا في القرآن. وقال أبو على التنوخي: كان

(1) من المكية.
842

ابن الأنباري يملي من حفظه، وما أملى من دفتر قط. وقال حمزة بن
محمد بن طاهر: كان ابن الأنباري زاهدا متواضعا.
حكى الدارقطني انه حضره فصحف في اسم قال فأعظمت له ان يحمل
عنه وهم وهبته فعرفت مستمليه فلما حضرت الجمعة الأخرى قال ابن الأنباري:
انا صحفنا الاسم الفلاني ونبهنا عليه ذلك الشاب على الصواب. قال محمد
ابن جعفر التميمي: ما رأيت أحدا احفظ من ابن الأنباري ولا أغزر من
علمه، وحدثوني عنه أنه قال: احفظ ثلاثة عشر صندوقا. وقيل كان يأكل
القلية ويقول: أبقى على حفظي. وقيل: كان ممن يحفظ عشرين ومائة
تفسير بأسانيدها.
وقيل إنه كان يتردد إلى أولاد الراضي بالله يعلمهم فسألته جارية
عن تعبير رؤيا فقال: انا حاقن. [ومضى 1] ثم عاد من الغد وقد صار
عابرا، درس كتاب الكرماني. وقيل إنه أملى غريب الحديث في خمسة
وأربعين الف ورقة. وله كتاب الأضداد كبير جدا وكتاب شرح
الكافي في الف ورقة، وكتاب الجاهليات في سبع مائة ورقة وكان رأسا
في نحو الكوفيين.
أخبرنا أبو الغنائم القيسي كتابة انا أبو اليمن الكندي انا عبد الله بن أحمد
اليوسفي انا محمد بن علي الهاشمي انا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم
نا محمد بن القاسم الأنباري نا محمد بن يونس [نا 1] أبو عتاب الدلال نا
المختار بن نافع انا أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي قال قال رسول الله

(1) من المكية.
843

صلى الله عليه وآله: رحم الله أبا بكر زوجني ابنته، ونقلني إلى دار
الهجرة، وأعتق بلالا، رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرا، تركه
الحق وما له من صديق، رحم الله عثمان تستحييه الملائكة، رحم الله عليا
اللهم أدر الحق [معه 1] حيث دار. مات ليلة عيد النحر ببغداد سنة ثمان
وعشرين وثلاث مائة وله سبع وخمسون سنة.
وفيها مات المحدث أبو عبد الله أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني
ببغداد عن ثلاث وتسعين سنة، ومحدث دمشق أبو الدحداح أحمد بن
محمد بن إسماعيل التميمي، ومصنف العقد أبو عمر أحمد بن عبد ربه القرطبي
[الاخباري 1] عن اثنتين وثمانين سنة، وشيخ الشافعية أبو سعيد الحسن
ابن أحمد بن يزيد الإصطخري ببغداد في عشر التسعين، والمحدث أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن سعيد بن المطبقي البغدادي من شيوخ ابن جميع، والمعمر
أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي بنيسابور عن اثنتين وتسعين
سنة، وشيخ القراء أبو الحسن محمد بن أحمد بن [أيوب بن 1] شنبوذ،
وشيخ نيسابور وعالمها القدوة أبو على [محمد 1] بن عبد الوهاب الثقفي عن
نيف وثمانين سنة، والوزير أبو على ابن مقلة، وشيخ الصوفية أبو محمد
المرتعش ببغداد رحمة الله عليهم.
822 51 / 11 محمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار
الحافظ الإمام أبو عبد الله البياني الأموي مولاهم القرطبي، سمع أباه
844

وبقي بن مخلد ومحمد بن وضاح، وفى الرحلة من مطين، ومحمد بن عثمان
ويوسف بن يعقوب القاضي وأبى عبد الرحمن النسائي وأبى خليفة وخلق،
وكان من أئمة هذا الشأن بالأندلس حتى قال أبو محمد الباجي: لم أدرك
بقرطبة من الشيوخ أكثر حديثا منه. وكان عالما ثقة رأسا في عقد الوثائق،
حدث عنه ولده أحمد بن محمد وخالد بن سعيد وسليمان بن أيوب وآخرون.
مات في آخر سنة سبع أو في سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة.
823 52 / 11 الطحان
الحافظ المفيد الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر محدث الرملة،
سمع العباس بن الوليد البيروتي وإبراهيم بن عبد الله القصار وبكار بن قتيبة
ومحمد بن عوف الطائي وسليمان بن سيف الحراني وطبقتهم، وعنه
أبو سليمان [ابن 1] زبر ومحمد بن المظفر وأبو بكر ابن المقرئ وأبو الحسين
ابن جميع وعمر بن علي الأنطاكي وأبو بكر بن أبي الحديد وخلق سواهم،
توفى في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة.
وفيها مات محدث أصبهان أبو عمر وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم
المديني، ومحدث مصر أبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري، والمحدث
أبو على محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي صاحب أبى داود. قرأت على أبي حفص
الطائي عن أبي القاسم القاضي حضورا انا أبو الحسن السلمي انا ابن طلاب
انا ابن جميع نا أحمد بن عمرو الحافظ إملاء نا محمد بن حماد الطهراني نا

(1) من المكية.
845

عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم زار البيت يوم النحر وصلى الظهر بمنى.
824 53 / 11 الشهرزوري
الحافظ الجوال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبيد بن جهينة، سمع
أبا زرعة الرازي والحسن بن محمد الزعفراني وعمرو بن عبد الله الأودي
ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ ومحمد بن عوف الطائي والعباس البيروتي
والربيع المرادي وطبقتهم، وكان من أئمة الأثر، حدث عنه أهل الري
وقزوين وأحمد بن علي بن حسين الرازي وأبو بكر بن يحيى الفقيه وعلى
ابن احمد القزويني وأحمد بن الحسن وعمر بن أحمد بن شجاع وعدد
سواهم، بقي إلى سنة نيف وعشرين وثلاث مائة فيما أظن ولا أكاد أعرفه.
825 54 / 11 أبو على
محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري الحراني الحافظ نزيل الرقة
وصاحب تاريخها، سمع علي بن عثمان النفيلي وسليمان بن سيف وأبا الحسن
الميموني وعبد الحميد بن المستام وهلال بن العلاء وطبقهم، حدث عنه
أبو أحمد محمد بن عبد الله بن جامع الدهان ومحمد بن جعفر غندر البغدادي
وأبو الحسين بن جميع وأبو مسلم الكاتب وآخرون.
وباسنادي إلى ابن جميع نا محمد بن سعيد بالرقة أبو عمر عبد الحميد
ابن محمد حدثني أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد حدثني مالك حدثني

(1) من المكية.
846

عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أفرد الحج.
توفى الحافظ أبو على القشيري فيما أرى سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة.
وفيها توفى مسند دمشق [أبو الفضل 1] أحمد بن عبد الله بن نصر بن
هلال السلمي ومسند بغداد الثقة أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش
المتوثي القطان، ومسند البصرة المحدث أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي،
والوزير المحدث أبو الحسن علي بن عيسى [بن 1] الجراح، ومسند نيسابور
أبو عثمان عمرو بن عبد الله بن درهم المطوعي، وشيخ الحنابلة مصنف المختصر
أبو القاسم عمر بن الحسين البغدادي الخرقي، وصاحب مصر الملك أبو بكر
محمد بن طغج الفرغاني الإخشيد، وصاحب المغرب القائم بأمر الله أبو القاسم
ابن المهدى العبيدي، وشيخ الصوفية أبو بكر الشبلي ببغداد.
826 55 / 11 ابن علك
هو الحافظ الثقة الفقيه أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن علك
المروزي الجوهري من كبار علماء مرو، سمع سعيد بن مسعود وأحمد بن
سنان وعباس الدوري وأبا قلابة الرقاشي ومحمد بن الليث وطبقتهم، حدث
عنه ابن المظفر والدارقطني وابن شاهين وعلي بن عمر الرازي الفقيه
وآخرون ومحمد بن إسحاق الكسائي 2 وهو والد الحافظ عبد الله بن عمر.
مات في سنة خمس وعشرين وثلاث مائة. أنبأنا إبراهيم بن علي فيما قرئ عليه

(1) من المكية (2) في المكية " الكيساني " وكذا في الموضع الآتي آخر الترجمة.
847

وسمعته منه انا الفخر وأخوه وأبو عبد الله الجزري [المؤرخ 1] وأبو
عبد الله العاملي وأبو عبد الله الكردي قالوا انا داود بن أحمد [ح]
وسمعته من ابن القواس عن داود نا محمد بن عمر الأرموي انا عبد الصمد
ابن علي انا علي بن عمر الحافظ نا عمر بن أحمد بن علي الجوهري حين قدم
حاجا نا محمد بن الليث الجوهري نا يحيى بن إسحاق الكاجغري نا عبد الكبير
ابن دينار الصائغ عن أبي إسحاق الهمداني عن سليمان الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مخرجا فلم نصب ماء نتوضأ منه ولا نشربه ومع رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إدواة فيها شئ من ماء فصبه في اناء ووضع كفه عليه ثم
قال: هلم على الوضوء والبركة من الله؟ فلقد رأيت ما بين إصبعيه تفجر
عيونا - الحديث تفرد به عبد الكبير ولا نعلم حدث عنه غير يحيى هذا.
قال الخليلي: أبو حفص ثقة عالم متفق عليه، روى عنه الكبار،
حافظ دين وحدثنا عنه جدي ومحمد بن إسحاق الكسائي 2، قال: واما ابنه
عبد الله فحافظ متفق عليه. قول الخليلي الحق سنة ست وثلاثين.
827 56 / 11 الشاشي
الحافظ المحدث الثقة أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل
[المعقلي 1] الشاشي محدث ما وراء النهر ومؤلف المسند الكبير، سمع
عيسى بن أحمد العسقلاني [البلخي 1] وأبا عيسى الترمذي وزكريا بن يحيى

(1) من المكية (2) في المكية " الكيساني " وكذا في موضع السابق أول الترجمة
848

ابن أسد المروزي ومحمد بن عبيد الله ابن المنادى ويحيى بن جعفر بن الزبرقان
وعباسا الدوري وخلائق روى عنه أبو عبد الله بن منده وارتحل إليه إلى
بخارى، وحدث عنه أيضا علي بن أحمد الخزاعي ومنصور بن نصر الكاغذي
وآخرون، أصله من مرو، توفى سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة.
وفيها توفى كبير الشافعية أبو العباس ابن القاص، وحمزة بن القاسم
الهاشمي ببغداد، وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبو بكر محمد بن جعفر
المطيري الصيرفي، والعلامة أبو بكر محمد بن يحيى الصولي صاحب الكتب.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور إجازة انا عبد القادر الحافظ نا مسعود
ابن الحسن انا أبو عمرو بن منده انا [أبى 1] أبو عبد الله انا الهيثم بن كليب
نا عيسى بن أحمد نا بقية نا عبد العزيز بن عبد الله العوفي حدثني عمرو بن
سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: المتم الصلاة في السفر كالمفطر في الحضر.
828 57 / 11 ابن المنادى
المحدث الحافظ المقرئ أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله
ابن المنادى البغدادي مفيد العراق صاحب الكتب، سمع من جده ومحمد
ابن عبد الملك الدقيقي وأبى بكر محمد بن إسحاق الصغاني وأبى داود السجستاني
وخلق يطول ذكرهم، روى عنه أبو عمر بن حيويه وأحمد بن نصر الشذائي
وأحمد بن عبد الرحمن ومحمد بن فارس الغوري وآخرون. قال الخطيب:

(1) من المكية.
849

كان صلب الدين شرس الأخلاق روى اليسير، قال: وصنف وجمع.
قلت: كان ثقة من كبار القراء.
مات في محرم سنة ست وثلاثين وثلاث مائة وله ثمانون سنة إلا سنة.
وفيها توفى مسند نيسابور أبو محمد حاجب بن أحمد بن يراحم الطوسي،
ومسند البصرة أبو العباس محمد بن أحمد [بن أحمد 1] بن حماد البغدادي
الأثرم، وصاحب الذهلي أبو على محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني
النيسابوري، ومحدث نيسابور أيضا أبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد
المحمد آباذي.
أخبرنا سليمان بن حمزة القاضي انا جعفر انا السلفي انا جعفر بن أحمد
انا علي بن المحسن انا محمد بن العباس الخزاز انا أحمد بن حعفر ابن المنادى
حدثني عبد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي أخبرني أخي أبو جعفر احمد
وأخبرني عمى إبراهيم بن محمد قالا انا يحيى بن المبارك العدوي اليزيدي عن
ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقرأ (مالك يوم الدين) بغير الف حتى مات. هذا حديث
غريب منكر، ويحيى فما علمت أحدا تعرض إليه بلين، وهو في القراءة حجة
فالله اعلم.
829 83 / 11 الأردبيلي
الحافظ المفيد أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي الرحال، سمع

(1) من المكية.
850

أبا حاتم الرازي ويحيى بن أبي طالب وعبد الملك بن محمد الرقاشي وإبراهيم
ابن ديزيل وجمع وصنف مع الثقة والفهم، روى عنه أحمد بن طاهر الميانجي
وأحمد بن علي بن لآل وجماعة، تأخرت وفاته إلى سنة تسع وثلاثين
وثلاث مائة.
وفيها مات قاضي الإسكندرية ومسندها أبو الحسن علي بن عبد الله
ابن أبي مطر المعافري عن مائة سنة، والقاضي أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي
الأشناني البغدادي، ومحدث نيسابور أبو عبد الله الصفار، ومسند
بغداد أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، ومحدث قزوين أبو داود
سليمان بن يزيد الفامي، وصاحب الفلسفة والتباب أبو نصر محمد بن محمد
ابن طرخان الفارابي التركي.
أخبرنا سليمان بن قدامة الحاكم انا جعفر بن علي انا أبو طاهر السلفي
انا الفقيه علي بن أحمد الزنجاني بسراة 1 في صفر سنة ثلاث وخمس مائة
انا القاضي أبو محمد بن عبد الله بن علي النسفي 2 بأردبيل نا يحيى بن محمد الجعدوي
نا حفص بن عمر الحافظ نا أبو حاتم الرازي نا ثابت بن محمد الزاهد نا
الحارث بن النعمان عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: اللهم أحيني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين، فقالت
عائشة: لم يا رسول الله؟ قال: لأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين
خريفا - الحديث. اخرج الترمذي وابن ماجة للحارث هذا، قال البخاري:
منكر الحديث.

(1) خطبها ياقوت " سرأو " (2) في المكية " السفني ".
851

830 59 / 11 ابن الأعرابي
الامام الحافظ الزاهد شيخ الحرم أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن
بشر بن درهم البصري الصوفي صاحب التصانيف، سمع الحسن بن محمد
الزعفراني ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وعبد الله بن أيوب المخرمي وسعدان
ابن نصر ومحمد بن عبيد الله ابن المنادى وأبا داود السجستاني وخلقا كثيرا
عمل لهم معجما، روى عنه ابن المقرئ وابن منده وأحمد بن محمد بن مفرج
القرطبي وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وعبد الله بن محمد ابن القطان الدمشقي
وأبو الحسين بن جميع وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي وعبد الوهاب
ابن منير المصري وعبد الرحمن بن عمر ابن النحاس وصدقة بن الدلم 1
الدمشقي وخلائق، وكان ثقة ثبتا عارفا عابدا ربانيا كبير القدر بعيد الصيت.
قال السلمي سمعت محمد بن الحسن الخشاب سمعت ابن الأعرابي يقول:
المعرفة كلها الاعتراف بالجهل، والتصوف كله ترك الفضول، والزهد
كله اخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلها استعمال الأولى فالأولى، والرضا كله
ترك الاعتراض، والعافية كلها سقوط التكلف بلا تكلف. ومن تصانيفه
كتاب طبقات النساك. وكان قد صحب الجنيد وأبا احمد القلانسي وصنف
تاريخا للبصرة كبيرا، ومن كلامه في ترجمة الثوري انه مات وهم يتكلمون
عنده في شئ سكوتهم عنه أولى لأنه شئ يتكهنون فيه ويتعشقون

(1) كذا في المكية هنا " الدلم " وفى المطبوع " الديم " وكذا فيما يأتي في رقم
969 " الديم " باتفاق الأصلين وفى رقم 1025 " الدلم " باتفاقهما أيضا. وفى
الشذرات وتهذيب تاريخ ابن عساكر " الدلم ".
852

بظنونهم فإذا كان أولئك فكيف بمن حدث بعدهم. وقال أيضا:
وإنما كانوا يقولون " جمع " وصورة الجمع عند كل أحد بخلافها عند
الآخر، وكذلك صورة الفناء فكانوا يتفقون في الأسماء ويختلفون في
معناها، لان ما تحت الاسم غير محصور لأنها من المعارف، وكذلك
علم المعرفة غير محصور لا نهاية له ولا لوجوده ولا لذوقه - إلى أن قال:
فإذا سمعت الرجل يسأل عن الجمع والفناء أو يجيب فيهما فاعلم أنه فارغ
ليس من أهل ذلك إذ أهلهما لا يسألون عنه لعلمهم انه لا يدرك بالوصف.
مولد ابن الأعرابي سنة ست وأربعين ومائتين، ومات في ذي القعدة
سنة أربعين وثلاث مائة. رحمه الله تعالى.
قرأت على محمد بن الحسين القرشي بمصر وعلى يحيى بن أحمد الجذامي
بالثغر قالا انا محمد بن عماد انا عبد الله بن رفاعة انا علي بن الحسن الشافعي
انا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المالكي انا أبو سعيد ابن الأعرابي نا سعدان
ابن نصرنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع سهل بن سعد يقول: اطلع
رجل من جحر في حجرة النبي صلى الله عليه وآله ومعه مدري
يحك به رأسه فقال: لو أعلم ان تنظر لطعنت به في عينك، انما جعل
الاستئذان من أجل النظر. وبه إلى المالكي انا أبو طاهر المديني نا يونس
ابن عبد الأعلى نا سفيان - بهذا، وقال: لو اعلم انك. متفق عليه.
831 60 / 11 قاسم بن اصبغ بن محمد بن يوسف
ابن ناصح - أو واضح
الامام الحافظ محدث الأندلس أبو محمد الأموي مولاهم القرطبي، سمع
853

بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وأصبغ بن خليل ومحمد بن عبد السلام،
وبمكة محمد بن إسماعيل الصائغ، وببغداد محمد بن الجهم السمري وجعفر
ابن محمد بن شاكر وأبا محمد بن قتيبة والحارث بن أبي أسامة وابن أبي الدنيا
وأبا إسماعيل السلمي وإسماعيل القاضي - وأكثر عنه، وابن أبي خيثمة -
وكتب عنه التاريخ، وبالكوفة إبراهيم بن عبد الله العبسي صاحب وكيع،
وفاته أبو داود، وصنف سننا على منوال سننه، وصنف مسند مالك،
وكتاب بر الوالدين، وكتاب الصحيح على هيئة صحيح مسلم، وله مصنف
في الأنساب بديع الحسن، وله كتاب المنتقى في الآثار، وغير ذلك.
وذكروا انه كان بصيرا بالحديث ورجاله، رأسا في العربية، فقيها مشاورا،
وفى آخر عمره كبر وكثر نسيانه وما اختلط، فأحس بذلك فقطع الرواية
صونا لعلمه. روى عنه حفيده قاسم بن محمد وعبد الله بن محمد الباجي الحافظ
وعبد الوارث بن سفيان وعبد الله بن نصر ومحمد بن أحمد بن مفرج
وأبو عثمان سعيد بن نصر وأحمد بن القاسم [التاهرتي 1] والقاسم بن محمد
ابن عسلون وأبو عمر أحمد بن الحسور وخلق كثير، وانتهى إليه بتلك
الديار علو الاسناد والحفظ والجلالة، اثنى عليه غير واحد، ومات
بقرطبة في جمادى الأولى سنة أربعين وثلاث مائة.
وفيها مات عالم ما وراء النهر ومحدثه الامام العلامة أبو محمد عبد الله
ابن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري الملقب بالأستاذ جامع
مسند أبي حنيفة الامام وله اثنتان وثمانون سنة، وشيخ العربية أبو القاسم

(1) من المكية.
854

عبد الرحمن بن إسحاق النهاوندي الزجاجي صاحب كتاب " الجمل " ببغداد،
وإمام الشافعية ببغداد أبو إسحاق المروزي إبراهيم بن أحمد صاحب ابن سريج،
وراوي تصانيف ابن أبي الدنيا أبو على الحسين بن صفوان البرذعي، والمسند
أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي الموصلي، وشيخ
الحنفية بالعراق أبو الحسن الكرخي واسمه عبيد الله بن الحسن بن دلال عن
ثمانين سنة.
أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أحمد بن بقي عن شريح [بن محمد 1]
عن علي بن أحمد انا أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم حدثني أبي حدثنا جدي
قاسم بن اصبغ نا البرتي نا أبو معمر نا عبد الوارث نا حميد بن قيس المكي
عن عبد الرحمن بن معاذ وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله بمنى وأمر المهاجرين ان
ينزلوا مقدم المسجد وأمر الأنصار ان ينزلوا من وراء المسجد ثم نزل
الناس بعد.
823 61 / 11 علي بن حمشاد
الحافظ الكبير أبو الحسن النيسابوري صاحب التصانيف، سمع الحسين
ابن الفضل والفضل الشعراني والحارث بن أبي أسامة وإبراهيم بن ديزيل
وإسماعيل القاضي [وخلائق 1]، وعنه الحاكم وقرظه وبالغ في تعظيمه،
وله المسند في أربع مائة جزء والاحكام في مائتين وستين جزءا والتفسير
في عشر مجلدات. روى عنه أبو أحمد الحاكم وقال: ما رأيت في مشايخنا

(1) من المكية.
855

أثبت [في الرواية والتصنيف 1] منه، وروى عنه ابن منده وأبو طاهر بن
محمش، وقال ولده: ما علمت أبى ترك قيام الليل. مات في شوال سنة
ثمان وثلاثين وثلاث مائة. رحمه الله تعالى.
833 62 / 11 القطان
الحافظ الامام القدوة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القزويني
محدث قزوين وعالمها، ولد سنة أربع وخمسين ومائتين وارتحل في هذا
الشأن فكتب الكثير، سمع أبا حاتم الرازي وإبراهيم بن ديزيل سيفنة
ومحمد بن الفرج الأزرق والقاسم بن محمد الدلال والحارث بن أبي أسامة
وأبا عبد الله ابن ماجة صاحب السنن وإسحاق بن إبراهيم الدبري والحسن
ابن عبد الأعلى البوسي ويحيى بن عبد ك القزويني وخلقا سواهم، روى عنه
الزبير بن عبد الواحد الحافظ وأبو الحسن النحوي وأحمد بن علي بن لآل
والقاسم بن أبي المنذر الخطيب وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد القزويني
وأبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي وآخرون، وتلا عليه بحرف الكسائي
أحمد بن نصر الشذائي عن قراءته على الحسن بن علي الأزرق.
قال الخليلي: أبو الحسن شيخ عالم بجميع العلوم التفسير والفقه والنحو
واللغة، وكان له بنون محمد وحسن وحسين ماتوا شبابا، وسمعت جماعة
من شيوخ قزوين يقولون: لم ير أبو الحسن مثل نفسه في الفضل والزهد،
أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر
من أن تعد رحمه الله تعالى.

(1) من المكية
856

وقال ابن فارس في بعض أماليه سمعت أبا الحسن القطان بعد ما علت
سنه يقول: حين رحلت كنت احفظ مائة الف حديث، وأنا اليوم لا أقوم
على حفظ مائة حديث، وسمعته يقول: أصبت ببصري وأظن انى عوقبت
بكثرة كلامي أيام الرحلة، قلت: مات سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
وفيها توفى المسند أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني،
وأبو القاسم إسماعيل بن يعقوب [بن إبراهيم 1] ابن الجراب البغدادي عن
ثلاث وثمانين سنة، ومحدث مرو أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي،
وشيخ الشافعية أبو على الحسن بن الحسين بن أبي هريرة البغدادي، والمحدث
أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي بمصر، وأبو عمر محمد بن
عبد الواحد الزاهد غلام ثعلب، وأبو بكر محمد بن العباس بن نجيح، وأبو بكر
محمد بن علي بن [أحمد بن 1] رستم المادرائي بمصر عن ثمان وثمانين سنة،
وأبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي ببغداد، وأبو الحسن علي بن الحسين
المسعودي، صاحب مروج الذهب.
أخبرنا أبو محمد بن علوان انا ابن قدامة (ح) وانا أبو سعيد الزيني
انا موفق الدين عبد اللطيف قالا انا أبو زرعة المقدسي انا أبو منصور المقومي
انا القاسم بن أبي المنذر انا أبو الحسن القطان نا أبو عبد الله ابن ماجة نا بشر
ابن هلال الصواف نا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن انس
ابن مالك قال: وقت لنا في قص الشارب وحلق العانة ونتف الإبط
وتقليم الأظفار أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة.

(1) من المكية.
857

834 63 / 11 خيثمة بن سليمان بن حيدرة
الامام محدث الشام أبو الحسن القرشي الطرابلسي أحد الثقات، سمع
أبا عتبة أحمد بن الفرج الحمصي ومحمد بن عوف الحافظ وإبراهيم بن عبد الله
القصار والحسين بن محمد بن أبي معشر ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني
صاحب سفيان بن عيينة وعبد الله بن أبي مرة المكي وإسحاق بن إبراهيم
الدبري والعباس بن الوليد البيروتي وطبقتهم، ورحل إلى العراق والحجاز
واليمن وجمع وصنف، روى عنه أبو الحسن الصيداوي وتمام الرازي
وأبو عبد الله بن منده وأبو نصر بن هارون وأبو عبد الله بن أبي كامل
الطرابلسي وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وخلق كثير.
قال ابن أبي كامل: مولده سنة خمسين ومائتين واما عبيد بن أحمد بن
فطيس فقال سألته عن مولده فقال: سنة سبع وعشرين ومائتين. قلت:
الأول أصح. قال الخطيب: خيثمة ثقة ثقة، قد جمع فضائل الصحابة. قال
ابن أبي كامل سمعت خيثمة يقول: ركبت البحر وقصدت جبلة لا سمع من
يوسف بن بحر، ثم خرجت إلى أنطاكية فلقينا مركب فقاتلناهم ثم تسلم
مركبنا قوم من مقدمه فأخذوني ثم ضربوني وكتبوا أسماءنا فقالوا ما اسمك؟
قلت: خيثمة، فقال: اكتب حمار ابن حمار، ولما ضربت سكرت ونمت
فرأيت كأني أنظر إلى الجنة وعلى بابها جماعة من الحور العين فقالت إحداهن
يا شقي أيش فاتك؟ قالت أخرى: أيش فاته؟ قالت: لو قتل كان في الجنة
مع الحور، فقالت لها: لان يرزقه الله الشهادة في عز من الاسلام وذل
من الشرك خير له. ثم انتبهت، قال: ورأيت كان من يقول لي اقرأ براءة
858

فقرأت إلى قوله تعالى (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) قال فعددت من ليلة
الرؤيا أربعة أشهر ففك الله أسري. قال ابن أبي كامل سمعت خيثمة يقول:
رويت بدمشق حديث الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس ان
النبي صلى الله عليه وآله قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه "،
فأنكر القاضي زكريا البلخي هذا وبعث فيجا إلى الكوفة يسأل ابن عقدة فكتب إليه: قد كان السرى بن يحيى حدث به في تاريخ كذا، قال: فطلب
البلخي منى الأصل فوجد تاريخه موافقا فاستحلني البلخي فلم أحله. قلت
رواه السرى عن قبيصة عن سفيان. قال عبيد بن فطيس: توفى خيثمة في
ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة. رحمه الله تعالى.
قال ابن منده كتبت عن خيثمة بأطرابلس الف جزء.
أخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر وإسماعيل ابن الفراء والتقى بن مؤمن والعز
ابن العماد وأبو عبد الله [ابن 1] الواسطي بسفح قاسيون قالوا انا أبو المحاسن
محمد بن السيد الصفار انا أبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي الفقيه وأبو محمد
هبة الله بن طاوس المقرئ قالوا انا أبو القاسم علي بن محمد المصيصي انا أبو محمد
عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر انا خيثمة بن سليمان نا أحمد بن
محمد البرتي القاضي نا مسلم بن إبراهيم انا يزيد بن إبراهيم انا الحسن قال:
كانوا يستحبون ألا يذكروا الله عز وجل إلا على طهارة.
وفى سنة ثلاث مات المعمر أبو الحسن علي بن الفضل الستوري
السامري خاتمة أصحاب الحسن بن عرفة وهو صدوق، المحدث الكوفة

(1) من المكية.
859

[أبو الحسن 1] علي بن محمد بن عقبة الشيباني.
835 64 / 11 الأصم
الامام [المفيد 1] الثقة محدث المشرق أبو العباس محمد بن يعقوب
ابن يوسف بن معقل بن سنان الأموي مولاهم المعقلي النيسابوري، وكان
يكره ان يقال له الأصم، قال الحاكم: انما ظهر به الصمم بعد مجيئه من
الرحلة، ثم استحكم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار. قال: وكان محدث
عصره بلا مدافعة سمعته يقول: ولدت سنة سبع وأربعين ومائتين، وسمع
من أحمد بن يوسف وأحمد بن الأزهر: ففقد 2 ذلك، رحل به أبو ه المحدث
يعقوب الوراق في سنة خمس وستين فسمع بأصبهان من هارون بن هارون
ابن سليمان وأسيد بن عاصم، وبمكة من أحمد بن شيبان الرملي، وبمصر
من ابن عبد الحكم والربيع وبحر بن نصر وإبراهيم بن منقذ وبكار بن
قتيبة، وبعسقلان من أحمد بن الفضل الصائغ وببيروت من العباس بن
الوليد، وبدمشق من ابن ملاس ويزيد بن عبد الصمد وبحمص من أبى عتبة
الحجازي ومحمد بن عوف الطائي، وبطرسوس من [الحافظ 1] أبى أمية،
وبالرقة من محمد بن علي بن ميمون، وبالكوفة من الحسن بن علي بن عفان
وسعيد بن محمد الحجواني صاحب ابن عيينة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي،

(1) من المكية (2) في الأصلين " وبعد " لكن بهامش المكية " ففقد " وكتب عليه
" كذا في الأصل " وأراه الصواب، والمراد أن أصل سماعه منهما فقد فلم يحدث
عنهما. المعلمي
860

وببغداد من زكريا بن يحيى المروزي وأبى جعفر ابن المنادى والدوري
والصاغاني وعدة، وقد حدثنا عنه أبو عبد الله ابن الأخرم وأبو بكر الصبغي
ويحيى العنبري وأبو الوليد حسان بن محمد وأبو على الحافظ، وحدث عنه
جماعة ما أدركتهم أبو عمرو الحيري ومؤمل بن الحسن وأبو على الثقفي.
قلت: حدث عنه الحاكم وابن منده فأكثر، وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيى
ابن إبراهيم المزكى وأبو بكر الحيري وأبو سعيد الصيرفي ومحمد بن إبراهيم
الجرجاني وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وأبو بكر محمد بن محمد
ابن رجاء وعبد الرحمن بن محمد بن بالويه وابن محمش الزيادي وأبو زيد
عبد الرحمن بن محمد القاضي ومحمد بن محمد بن بالويه وأبو سعيد مسعود بن محمد
الجرجاني والحسين بن عبد ان التاجر وأحمد بن محمد النوقاني وإسحاق بن محمد
السوسي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وأبو بكر محمد بن علي بن حيد
وأحمد بن محمد بن الحسين السليطي والحسين بن أحمد المعاذي ومنصور بن
الحسين المتوفى مع الطرازي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة فهما خاتمة
أصحابه ما خلا المتفرد في الدنيا بإجازته وهو أبو نعيم الحافظ. قال الحاكم:
حدث في الاسلام ستا وسبعين سنة ولم يختلف في صدقه وصحة سماعه
وهو بضبط والده، أذن سبعين في مسجده، وكان حسن الخلق
سخي النفس، وربما كان يحتاج فيورق ويأكل وكان يكره الاخذ على التحديث
وكان وراقه وابنه أبو سعيد يطالبان الناس فيكره ذلك ولا يقدم على
مخالفتهم، سمع منه الحسن بن الحسين بن منصور كتاب الرسالة ثم سمعها
منه ولد ولده عمرو، ما رأيت الرحالة في بلد أكثر منهم إليه وسمعته يقول:
861

حدثت بكتاب معاني القرآن [للفراء 1] سنة نيف وسبعين ومائتين.
قال الحاكم: وسمعت محمد بن حامد يقول سمعت أبا حامد الأعمشي يقول:
كتبنا عن أبي العباس بن يعقوب الوراق سنة خمس وسبعين ومائتين
في مجلس محمد بن عبد الوهاب الفراء.
قال: وسمعت محمد بن الفضل بن خزيمة قال سمعت جدي امام الأئمة
وسئل عن كتاب المبسوط للشافعي فقال: اسمعوه من أبى العباس الأصم
فإنه ثقة قد رأيته يسمع بمصر وسمعت أبا احمد الحافظ يقول سمعت
عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: ما بقي لكتاب المبسوط راو غير أبى العباس
الوراق، وبلغنا انه ثقة صدوق. قال الحاكم قرأت بخط أبى على الحافظ
يحث الأصم على الرجوع عن أحاديث ادخلوها عليه، فوقع الأصم: كل من
روى عنى ذلك فهو كذاب، وليس هذا في كتابي. قال الحاكم: وقرأت
بخط أبى عمرو أحمد بن المبارك المستملي حدثني محمد بن يعقوب بن يوسف
الوراق انا بشر بن بكر - فذكر حديثين. قلت: هذا المستملي كبير يروى
عن قتيبة ونحوه مات سنة أربع وثمانين ومائتين.
قال الحاكم: حضرت الأصم يوما خرج ليؤذن للعصر فاستقبل وقال
بصوت عال: انا الربيع بن سليمان انا الشافعي - ثم ضحك وضحك الناس ثم
اذن، وقد خرج علينا في سنة أربع وأربعين فلما نظر إلى كثرة الناس
والغرباء قد امتلأت السكة بهم وهم يطرقون له ويحملونه فجلس على جدار
المسجد وبكى ثم نظر إلى المستملي وقال اكتب: نا الصاغاني سمعت

(1) من المكية.
862

أبا سعيد الأشج يقول سمعت ابن إدريس يقول: اتيت باب الأعمش بعد
موته فدققت بابه فأجابتني امرأة هاي هاي - تبكي، وقالت: يا أبا عبد الله
ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟ ثم بكى الكثير، وقال:
كأني بهذه السكة لا يدخلها أحد منكم، فإني لا اسمع وقد ضعف البصر وحان
الرحيل وانقضى الاجل، فما كان بعد شهر أو أقل حتى كف بصره انقطعت
الرحلة ورجع امره إلى أن كان يناول قلما فإذا اخذ بيده علم أنهم يطلبون
الرواية فيقول: نا الربيع - ويسرد أحاديث يحفظها وهي أربعة عشر
حديثا، وسبع حكايات، وصار بأسوء حال.
وتوفى في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاث مائة رحمه الله.
قلت: وفيها مات مسند مصر أبو الحسن أحمد بن بهزاذ السيرافي
الراوي عن أصحاب ابن وهب، ومسند أصبهان أبو جعفر أحمد بن جعفر بن
معبد السمسار، ومسند نيسابور أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي
الطرائفي، ومسند بلاد العجم أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس
الأصبهاني، ومسند بغداد أبو الحسين عبد الصمد بن علي الطستي، ومسند مرو
أبو العباس المحبوبي محمد بن أحمد بن محبوب صاحب الترمذي، ومسند البصرة
المحدث محمد بن بكر بن داسه [التمار 1] صاحب أبى داود، ومسند بخارى
المحدث أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي [ابن 1] الجمال،
ومسند الأندلس أبو الحزم وهب بن مسرة التميمي صاحب محمد بن وضاح.
قرأت على أحمد بن عبد الحميد غير مرة وسمعته من عائشة بنت المجد

(1) من المكية.
863

سنة اثنتين وتسعين وست مائة قالا انا العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد
قراءة عليه، قالت عائشة: وأنا محضرة. انا أبو زرعة طاهر بن محمد انا محمد
ابن احمد الساوي انا أحمد بن الحسن القاضي [حدثنا 1] أبو العباس الأصم
نا زكريا بن يحيى المروزي ببغداد نا سفيان عن الزهري عن انس قال قال
رجل: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ فلم يذكر كبيرا
الا انه يحب الله ورسوله قال فقال: فأنت مع من أحببت.
836 65 / 11 ابن الأخرم
الامام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني
النيسابوري ابن الأخرم ويعرف أبو ه بابن الكرماني، ولد، سنة خمسين
ومائتين، وصلى على جنازة محمد بن يحيى الذهلي، سمع علي بن الحسن الهلالي
وإبراهيم بن عبد الله السعدي ومحمد بن عبد الوهاب الفراء ويحيى بن محمد
الذهلي حيكان وخشنام بن الصديق وخلائق [بعدهم 1] لكنه ما رحل
ولا سمع الا بنيسابور، روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي وحسان بن محمد
الفقيه وأبو عبد الله الحاكم ويحيى بن إبراهيم المزكى ومحمد بن إسحاق بن منده
وخلائق كثير وكان من أئمة هذا الشأن.
قال الحاكم: كان صدر أهل الحديث ببلدنا بعد ابن الشرقي يحفظ
ويفهم، صنف مستخرجا على الصحيحين، وصنف المسند الكبير وسأله
أبو العباس السراج ان يخرج كتابا على صحيح مسلم ففعل.
قال الحاكم سمعت أبا عبد الله غير مرة يقول: ذهب عمري في جمع

(1) من المكية.
864

هذا الكتاب - يعنى المستخرج [على كتاب مسلم 1] وسمعته يندم على تصنيفه
المختصر الصحيح المتفق عليه ويقول: من حقنا ان نجهد في زيادة الصحيح -
إلى أن قال الحاكم: وكان أبو عبد الله من أنحى الناس ما اخذ عليه لحن قط
وله كلام حسن في العلل والرجال، وسمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول:
كان ابن خزيمة يقدم أبا عبد الله بن يعقوب على كافة أقرانه ويعتمد قوله
في ما يرد عليه وإذا شك في شئ عرضه عليه.
أخبرنا أحمد بن المؤيد انا محمد بن إسحاق الفارسي بالقرافة انا أبو طاهر
الحافظ انا أبو عبد الله الثقفي انا أحمد بن موسى الصيرفي انا أبو عبد الله محمد
ابن يعقوب الحافظ سنة أربع وثلاث مائة - نا محمد بن عبد الوهاب نا جعفر
ابن عون نا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
قالت: طيبت رسول الله صلى الله عليه وآله لا حرامه حين أحرم
وطيبته بمنى قبل أن يزور البيت.
توفى ابن الأخرم الحافظ في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين
وثلاث مائة.
وفيها مات شيخ القراء ببغداد أبو الحسين أحمد بن عثمان بن ثوبان،
ومحدث دمشق الزاهد أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي
ومسند بغداد أبو عمرو عثمان ين أحمد بن السماك الدقاق، وفقيه مصر
أبو بكر محمد بن أحمد ابن الحداد الكناني شيخ الشافعية، ومسند حلب محمد
ابن عيسى بن الحسن التميمي البغدادي العلاف، والمفسر المحدث العلامة

(1) من المكية.
865

أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري النيسابوري.
يقع لنا من عواليه في الثقفيات وغيرها.
837 66 / 11 عبد المؤمن بن خلف
ابن طفيل بن زيد بن طفيل الحافظ الإمام أبو يعلى النسفي التميمي.
أخبرنا أبو بكر الأيمي وإسحاق الأسدي قالا انا ابن رواحة انا أبو طاهر
الحافظ انا أحمد بن الحسن الطوسي بمكة انا أبو سعد عبد الملك بن محمد
الحاكم بطوس انا أبو بكر أحمد بن عبد الله ابن الأخرس بالطابران انا أبو مسلم
غالب بن علي الرازي انا أبو نصر محمد بن إسماعيل النسفي انا عبد المؤمن بن
خلف انا يحيى بن المستفاد انا وهب بن جعفر انا جنادة بن مروان الحمصي
انا الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير سمعت انس بن مالك يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحى الله إلى موسى ان من
عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط
لم أعطه، أريد أن أدخر له في الآخرة - الحديث. هذا خبر منكر وفى
اسناده مجاهيل.
وعبد المؤمن ولد سنة سبع وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
سمع من جده وأبى حاتم الرازي وأبى يحيى بن أبي مسرة المكي
وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأبى الزنباع روح بن الفرج المصري وعلي بن
عبد العزيز البغوي وطبقتهم، وكان من علماء الظاهرية اخذ الكتب عن
محمد بن داود الظاهري، وكان شديد الحب للآثار محطا على أهل القياس
866

صالحا ناسكا متعبدا، روى عنه عبد الملك بن مروان الميداني وأحمد بن
عمار بن عصمة ويعقوب ابن إسحاق النسفيون وأبو على منصور بن عبد الله
الهروي وأبو نصر أحمد بن محمد الكلاباذي وآخرون.
ولما دخل أبو القاسم الكعبي شيخ المعتزلة نسف أكرموه الا عبد المؤمن
الحافظ فلم يأت إليه، قال الكعبي: نحن نأتيه، فلما دخل لم يقم الحافظ
ولا التفت من محرابه، فكسر الكعبي خجله بأن قال: بالله عليك أيها الشيخ
لا تقم - يعنى ودعا له قائما وانصرف. قال [الحافظ 1] جعفر المستغفري انا
أبو جعفر محمد بن علي النسفي قال شهدت جنازة الشيخ أبى يعلى رحمه الله
بالموصل فغشينا أصوات طبول مثل ما يكون من العساكر حتى ظن جمعنا ان
جيشا قد قدم، فكنا نقول ليتنا صلينا عليه قبل أن يغشانا هذا، فلما اجتمع 2
قاموا للصلاة وانصتوا هدأ الصوت كأن لم يكن، ثم انى رأيت في النوم
كأن انسانا واقفا (؟) على رأس درب أبى يعلى وهو يقول: أيها الناس من
أراد منكم الطريق المستقيم فعليه بأبي يعلى - أو نحو هذا. مات أبو يعلى في
جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد عن عبد الرحيم بن أبي سعد انا عثمان
ابن علي البيكندي انا الحسن بن عبد الملك النسفي انا جعفر بن محمد المستغفري
انا الحسن بن علي بن قدامة انا عبد المؤمن بن خلف انا الهيثم بن خالد انا
أبو عثمان سعيد بن المغيرة نا الفزاري عن يزيد بن السمط عن الحكم بن
عبيد الأيلي عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) المكية (2) كذا وكلمة " اجتمع " مقحمة في الكلام.
867

وسلم: من قرأ في ليلة تنزيل السجدة واقتربت وتبارك كن له نورا
أو حرزا من الشيطان ورفع في الدرجات.
838 67 / 11 النجاد
الامام الحافظ الفقيه شيخ العلماء ببغداد أبو بكر أحمد بن سليمان بن
الحسن بن إسرائيل البغدادي الحنبلي، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائتين، سمع
يحيى بن جعفر بن الزبرقان وأحمد بن ملاعب والحسن بن مكرم وأبا داود
السجستاني وأبا بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد البرتي وإسماعيل بن إسحاق
وهلال بن العلاء وطبقتهم، قال الخطيب: كان صدوقا عارفا صنف كتابا
كبيرا في السنن، وكان له بجامع المنصور حلقة قبل الجمعة للفتوى وحلقة
بعدها للاملاء. حدث عنه أبو بكر القطيعي والدارقطني وابن شاهين
والحاكم وابن منده وابن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأخوه
أبو [القاسم وأبو 1] علي بن شاذان وأبو بكر بن مردويه وخلق كثير،
وكان ابن الحسن بن رزقويه يقول: [أبو بكر 1] النجاد ابن صاعدنا. وقال
أبو إسحاق الطبري: كان النجاد يصوم الدهر ويفطر كل ليلة على رغيف
فيترك منه لقمة فإذا كان ليلة الجمعة تصدق برغيفه واكتفى بتلك اللقم. وقد
صنف النجاد كتابا في الفقه والاختلاف. قال الدارقطني: حدث النجاد
من كتاب غيره ما لم يكن في أصوله، قال الخطيب: كان قد أضر فلعل بعضهم
قرأ عليه ذلك.

(1) من المكية.
868

مات النجاد في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة.
وفيها مات كبير الصوفية المحدث جعفر بن محمد بن نصير الخلدي
ببغداد، وقاضي مصر ودمشق أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحسن ابن الخطيب
الشافعي، ومحدث الكوفة أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي.
أخبرنا عز الدين إسماعيل بن عبد الرحمن الحنبلي انا أبو محمد بن قدامة
انا أبو المكارم المبارك محمد البادرائي انا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز الخياط
انا أبو على شاذان انا أبو بكر النجاد قال قرئ على يحيى بن جعفر وانا
اسمع انا عبد الوهاب بن عطاء انا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن
سمرة بن جندب ان النبي صلى الله عليه وآله على امرأة ماتت في
نفاسها فقام على وسطها. أخرجه البخاري عن أحمد بن أبي سريج عن شبابة
عن شعبة عن حسين المعلم فوقع عاليا بدرجتين.
839 68 / 11 ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف
الحافظ العلامة أبو القاسم السرقسطي، سمع محمد بن وضاح ومحمد
ابن عبد السلام الخشني، وبمكة من محمد بن علي الجوهري، وبمصر من
النسائي وأحمد بن عمرو البزار، قال ابن الفرضي: كان عالما مفننا بصيرا
بالحديث والنحو واللغة والغريب والشعر، [قال 1]: وتوفى في رمضان
سنة [ثلاث 1] عشرة وثلاث مائة وله خمس وتسعون سنة. هكذا
عندي فلعلها: وسبعون. وله مصنفات مفيدة، منها كتاب الدلائل، وقد
ولى قضاء سرقسطة واما ابن يونس فأرخه سنة أربع عشرة وثلاث مائة،

(1) من المكية.
869

والأول أصح، وكان ابنه من الأذكياء الكبار، مات شابا بعد سنة
ثلاث مائة.
840 69 / 11 الحسن بن سعد بن إدريس
الحافظ الكبير الإمام أبو على الكتامي القرطبي، سمع من بقي بن مخلد
فأكثر، وبمكة من علي بن عبد العزيز البغوي، وباليمن من إسحاق الدبري
وعبيد الكشوري، وبمصر من يوسف بن يزيد القراطيسي، وبالبصرة
من أبى مسلم الكجي، وكان علامة مجتهدا لا يقلد ويميل إلى أقوال الشافعي.
قال ابن الفرضي: كان يحضر الشورى فلما رأى [الفتيا دائرة 1] على
المالكية ترك شهودها، سمع منه الناس كثيرا وكان شيخا صالحا ولم يكن
بالضابط جدا. ولد سنة ثمان وأربعين ومائتين - إلى أن قال: وتوفى يوم
الجمعة يوم عرفة سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة بقرطبة. رحمه الله تعالى.
841 80 / 11 الختلي
الحافظ البارع الثقة أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن
محمد الختلي البغدادي، سمع من والده وإسماعيل القاضي وأبى بكر بن أبي
الدنيا وأبى إسماعيل الترمذي وطبقتهم، حدث عنه أبو القاسم ابن الثلاج
والدارقطني وجماعة آخرهم القاضي أبو عمر الهاشمي. وكان فيما نقل الخطيب
يحفظ خمسين الف حديث ويملي من حفظه، قال: وكان فهما عارفا ثقة
حافظا، سكن البصرة. وقال الدارقطني: كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ.

(1) من المكية.
870

لم أظفر بوفاته. قال أبو القاسم التنوخي حدثني أبي قال دخل علينا أبو عبد الله
الختلي إلى البصرة وهو صاحب حديث جلد مشهور بالحفظ فجاء وليس
معه شئ من كتبه فحدث شهورا إلى أن لحقته فسمعته يقول: حدثت
بخمسين من حفظي إلى أن لحقتني كتبي.
842 71 / 11 علي بن الفضل بن طاهر بن نصر
الحافظ الثقة الجوال أبو الحسن البلخي. سمع أحمد بن سيار المروزي
وأبا حاتم الرازي وأبا قلابة الرقاشي ومحمد بن الفضل البلخي وطبقتهم
وحدث بخراسان وببغداد، فروى عنه الدارقطني وقال: ثقة حافظ.
وابن شاهين ويوسف القواس وعبد الله بن عثمان الصفار وآخرون،
ذكره الخطيب وقال: كان ثقة حافظا جوالا في الحدث صاحب غرائب.
قال أبو بكر بن شاذان: توفى في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة -
يعنى ببغداد.
أخبرنا أبو إسحاق ابن الواسطي في كتابه انا داود بن ملاعب انا أبو الفضل
الأرموي انا عبد الصمد ابن المأمون نا علي بن عمر الحافظ نا علي بن
الفضل بن طاهر نا أحيد بن الحسين البلخي نا أزهر بن سليمان الكاتب انا
أبو الأشهب النخعي عن حصين عن عامر وسعد بن عبيدة قالا سمعنا المغيرة
ابن شعبة يقول وهو على المنبر: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فتبرز لحاجته فلما اقبل تلقيته بإداوة معي وعليه جبة ضيقة الكمين
فأخرج يده من الجبة فتوضأ ومسح رأسه وخفيه. [روايته من افراد
871

أبى الحسن 1].
843 72 / 11 محمد بن حمدويه بن سهل
أبو نصر المروزي الحافظ المعروف بالفازي - بالفاء، نزيل بغداد، حدث
عن [أبى داود 1] سليمان بن معبد السنجي ومحمود بن آدم وأبى الموجه
وطبقتهم، روى عنه ابن حيويه ويوسف القواس والدارقطني وأبو أحمد بن
جامع الدهان، قال البرقاني [حدثني الدارقطني قال 1] حدثنا محمد بن حمدويه
[المروزي 1] وعلي بن [الفضل بن 1] طاهر، ثقتان نبيلان حافظان. قيل
توفى ابن حمدويه سنة سبع والصحيح ما رواه غنجار الحافظ انه سمع أبا عمرو
عثمان بن محمد بن حمدويه المروزي يقول: توفى أبى بمرو سنة تسع وعشرين
وثلاث مائة.
قرأت على أبي الفضل ابن تاج الامناء عن زينب الشعرية انا [وجيه 1]
الشحامي انا أحمد بن محمد بن مكرم سنة ثلاث وستين وأربع مائة انا محمد
ابن الحسن العلوي انا أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي انا عبد الله بن حماد
الآملي انا سعيد بن عفير نا يحيى بن أيوب عن عبيد الله عن أبي الزبير عن
جابر قال قلت يا رسول الله العمرة واجبة وفريضتها كفريضة الحج؟
قال: لا، وأن تعتمر خير لك. عبيد الله هذا هو ابن المغيرة، وهذا
اسناد صالح لم يروه عن عبيد الله سوى يحيى ويحيى يغرب ويأتي بمناكير،
وقد احتج مع ذلك به الشيخان فالله اعلم.

(1) من المكية.
872

844 73 / 11 أبو عمر الزاهد
الحافظ العلامة اللغوي [محمد بن 1] عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي
ويعرف بغلام ثعلب، سمع موسى بن سهل الوشاء وأحمد بن عبيد الله
النرسي وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأحمد بن سعيد الجمال والكديمي وطبقتهم،
ولا أعلمه رحل، روى عنه ابن رزقويه والحاكم وابن منده والقاضي
أبو القاسم بن المنذر وأبو الحسين [بن 1] بشران وعلي بن أحمد الرزاز
وأبو علي بن شاذان وعدة.
قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق المؤيدي أخبركم ظفر بن سالم
ببغداد انا هبة الله بن أحمد الشبلي سنة سبع وخمسين وخمس مائة انا أبو الغنائم
محمد بن علي بن الحسن سنة ثمان وسبعين وأربع مائة انا محمد بن أحمد
ابن القاسم المحاملي سنة سبع وأربع مائة نا أبو عمر الزاهد نا موسى بن
سهل الوشاء نا إسحاق الأزرق نا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن سالم
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يصور عبد
صورة إلا قيل له يوم القيامة أحيي ما خلقت. قال أبو الحسن بن المرزبان
كان ابن ماسي من دار كعب ينفذ إلى أبي عمر غلام ثعلب وقتا بعد وقت
كفايته ما ينفق على نفسه فقطع عنه مدة لعذر ثم انفذ إليه جملة ما كان
في رسمه وكتب إليه يعتذر فرده وأمر من كتب على ظهر رقعته: أكرمتنا
فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا. قلت: وإن كان الامر كما قال لكنه
لم يحسن الرد، إذ قد كان تملكه بالاحسان القديم فما تغير التملك، وأما

(1) من المكية.
873

التأخر فجبره المحسن بتكميله وباعتذاره.
قال الخطيب: وابن ماسي لا شك انه إبراهيم بن أيوب والد أبى محمد،
وأخبرني عباس بن عمر قال سمعت أبا عمر الزاهد يقول: ترك قضاء حقوق
الاخوان [مذلة 1] وفى قضاء حقوقهم رفعة. سمعت غير واحد يحكى
عن أبي عمر أن الاشراف والكتاب كانوا يحضرون عنده ليسمعوا منه
كتب ثعلب وغيرها وكان له جزء قد جمع فيه فضائل معاوية، وكان
لا يترك واحدا منهم يقرأ عليه شيئا حتى يبتدئ بقراءة [ذلك الجزء 1].
وكان جماعة لا يوثقون أبا عمر في علم اللغة حتى قال لي عبيد الله بن أبي الفتح:
يقال ان أبا عمر كان لو طار طائر لقال: انا ثعلب عن ابن الأعرابي،
ويذكر في معنى ذلك شيئا. فأما الحديث فرأيت جميع شيوخنا يوثقونه
فيه وأخبرنا علي بن [أبى 1] على عن أبيه قال: ومن الرواة الذين لم نر
قط احفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين الف
ورقة لغة - في ما بلغني، وجميع كتبه انما أملاها بغير تصنيف، ولسعة
حفظه اتهم وكان يسأل عن الشئ الذي يقدر السائل. انه وضعه فيجيب
عنه ثم يسأله عنه غيره بعد سنة فيجيب بجوابه، أخبرت انه سئل عن
قنطرة صحفت فقيل له ما الهرطنق فقال: هو كذا، قال فتضاحكوا ولما
كان بعد شهور هيأنا من سأله عنها فقال: أليس قد سئلت عن هذه منذ
شهور وأجبت.
قال الخطيب في تاريخه: حكى لي رئيس الرؤساء ابن القاسم علي بن

(1) من المكية.
874

الحسن عمن حدثه ان أبا عمر الزاهد كان يؤدب ولد القاضي أبى عمر محمد
ابن يوسف فأملى يوما على الغلام ثلاثين مسألة في اللغة وختمها ببيتين،
وحضر ابن دريد وابن الأنباري وأبو بكر بن مقسم عند القاضي فعرض
عليهم المسائل فقال ابن الأنباري: انا مشغول بتصنيف " مشكل القرآن "
وقال ابن مقسم - فذكر اشتغاله بالقراءات، فقال ابن دريد: هي من وضع
أبى عمر ولا أصل لشئ منها في اللغة. فبلغ أبا عمر فسأل القاضي احضار
دواوين جماعة عينهم له ففتح خزائنه وأخرج تلك الدواوين، فلم يزل
أبو عمر يعمد إلى كل مسألة ويخرج لها شاهدا ويعرضه على القاضي حتى
تممها، ثم قال: والبيتان أنشدناهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي
على ظهر الكتاب الفلاني، فأحضر القاضي الكتاب فوجدهما وانتهى الخبر
إلى ابن دريد فما ذكر أبا عمر بلفظة حتى مات.
ثم قال رئيس الرؤساء: وقد رأيت أشياء كثيرة مما استنكر على أبي
عمر ونسب إلى الكذب فيها مدونة في كتب أئمة العلم وخاصة في
غريب التصنيف (؟) لأبي عبيد - أو كما قال.
وسمعت عبد الواحد بن برهان قال: لم يتكلم في علم اللغة أحد من
الأولين والآخرين أحسن من كلام أبى عمر الزاهد. قال: وله غريب
الحديث الفه على مسند أحمد. ولليشكري في أبى عمر قصيدة منها:
فلو انني أقسمت ما كنت كاذبا * بأن لم ير الراؤون حبرا يعادله
إذا قلت شارفنا أواخر علمه * تفجر حتى قلت هذى أوائله
ولد أبو عمر سنة إحدى ومائة، ومات في ذي القعدة سنة
875

خمس وأربعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
علي بن حمشاذ 1 النيسابوري العدل، متقن رحال، ذكرناه في طبقات
الشيوخ، ولو نقل إلى هنا لساغ فان له مسندا في ثلاث مائة جزء أو أكثر.
توفى في سنة [ثمان و 2] ثلاثين وثلاث مائة. أكثر عنه الحاكم.
845 74 / 11 أحمد بن عبيد بن إسماعيل
الحافظ الثقة أبو الحسن البصري الصفار مصنف السنن الذي يكثر
أبو بكر البيهقي من التخريج منه في سننه حدث ببغداد وبالأهواز عن
الكديمي ومحمد بن الفرج الأزرق ومحمد بن غالب تمتام وأبى إسماعيل
الترمذي وطبقتهم، روى عنه الدارقطني والقاضي أبو عمر الهاشمي وعلى
ابن القاسم النجاد وأبو الحسين بن جميع وعلي بن أحمد بن عبد ان الشيرازي
وآخرون، يقال إنه ابن زوجة الكديمي، قال الدارقطني 3: كان ثقة ثبتا
صنف المسند وجوده. قلت سماع بن عبد ان منه كان في سنة إحدى
وأربعين وثلاث مائة.
أخبرنا عمر بن غدير انا أبو القاسم بن الحرستاني سنة تسع وست مائة
وانا في الرابعة انا علي بن المسلم انا الحسين بن طلاب انا محمد بن أحمد نا
أحمد بن عبيد الصفار ببغداد نا محمد بن غالب نا أبو حذيفة نا سفيان عن
يونس عن الحسن عن أبي السفر عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله

(1) بهامش المكية " قد تقدم قريبا " يعنى رقم 832، وكأن المؤلف اقتصر أولا
على ذكره هنا ثم عاد فألحق ترجمة وافية كما مر. وبقي ما هنا على حاله. المعلمي
(2) من المكية (3) بهامش المكية " صوابه: الخطيب. كذا في الأم ".
876

وسلم قال: إن الله جعل مطعم ابن آدم مثلا للدنيا.
فأما أحمد بن عبيد بن أحمد الصفار فهو أبو بكر الرعيني الحمصي من
طبقة البصري يروى عن أحمد بن علي بن سعيد ومحمد بن عبيد الله الكلاعي
والحسن بن مسروق وجماعة، مات في سنة ثنتين وخمسين وثلاث مائة،
حدث عنه ابن منده والحافظ عبد الغنى الأزدي وأبو العباس بن الحجاج
وآخرون. ذكرته للتمييز.
846 75 / 11 ابن ياسين
الحافظ العالم أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الحداد الهروي مؤرخ
هراة، سمع عثمان بن سعيد الدارمي وموسى بن أحمد الفريابي ومعاذ بن
المثنى وطبقتهم، وروى عنه ابن أبي ذهل ومنصور الخالدي والخليل
ابن احمد القاضي وآخرون، تكلموا فيه، قال الخليلي: ليس بالقوى، يروى
نسخا لا يتابع عليها، وتركه الدارقطني. وله عن الفضل بن عبد الله اليشكري.
قال السلمي عن الدارقطني: هو شر من أبى بشر المروزي. وكذبهما.
قلت: مات ابن ياسين في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عم أبى زين الامناء انا عمى أبو القاسم
الحافظ انا إسماعيل بن أبي صالح انا أبو العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن
محمد الأزدي القاضي قدم نيسابور انا منصور بن عبد الله الذهلي نا أحمد بن
محمد بن ياسين الحداد انا الفضل بن عبد الله اليشكري نا مالك بن سليمان نا
سعيد بن سالم عن سليمان التيمي عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال: إن الله شفعني في ثلاثة أصناف، صنف في قلوبهم مثقال حبة
877

خردل من ايمان، وصنف في قلوبهم مثقال حبة شعير من ايمان، وصنف
في قلوبهم أدنى من مثقال حبة خردل من ايمان.
أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي انا علي بن بكر القلانسي انا عبد الأول
ابن عيسى انا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد نا محمد بن أحمد الجارودي انا
أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الباساني نا أبو إسحاق بن ياسين إملاء نا عبيد
ابن محمد الحافظ نا الحسن بن صباح نا جعفر بن عون نا أبو العميس انا
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب ان رجلا من
اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود
نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال أي آية؟ قال (اليوم أكملت لكم دينكم)
الآية، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي
صلى الله عليه وآله وهو قائم بعرفة يوم جمعة. هذا وقع لنا في مسند
عبد بن حميد موافقة عالية لمسلم، وقد رواه البخاري عن الحسن بن الصباح
فوقع لنا نازلا بدرجة.
847 76 / 11 البحري
الحافظ الثقة محدث جرجان قبل ابن عدي أبو يعقوب إسحاق بن
إبراهيم بن محمد الجرجاني، سمع محمد بن بسام وأبا قلابة الرقاشي وهلال
ابن العلاء وأبا يحيى بن أبي مسرة وإسحاق الدبري والحارث بن أبي أسامة
وطبقتهم، وعنه ابن عدي والإسماعيلي وأبو نصر ولد الإسماعيلي والنعمان
ابن محمد الجرجاني وحسين بن جعفر وخلق، قال الخليلي: حافظ ثقة
مذكور حدثني أربعة نفر من أهل جرجان عنه. قلت توفى أبو يعقوب
878

البحري سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة.
أخبرنا أبو على الخلال انا جعفر الهمداني انا أبو طاهر السلفي انا
إسماعيل ابن ماكي انا أبو يعلى الخليلي انا محمد بن الحسن بن المغيرة والحسين
ابن جعفر الجرجانيان قالا انا إسحاق بن إبراهيم البحري الحافظ نا هلال
ابن العلاء نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المغيرة بن سليمان عن عبيد الله
ابن عمر عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان قريش ومن يقابلهم
يقولون نحن قطان البيت لا نفيض الا من منى، فأنزل الله (ثم أفيضوا
من حيث أفاض الناس) قال الحاكم: كتب إلى من جرجان إجازة هي عندي.
848 77 / 11 عمر بن سهل بن إسماعيل
الحافظ المجود أبو حفص وأبو بكر الدينوري القرميسيني، رحال
مصنف، حدث عن إبراهيم بن أبي العنبس والحسن بن سلام السواق
وأبى قلابة الرقاشي وعبيد بن عبد الواحد وطبقتهم وعنه أبو القاسم
ابن ثابت الحافظ وصالح بن أحمد الهمذاني وابن تركان وطائفة من أهل
همذان. ذكره أبو يعلى في " الارشاد " فقال: ثقة امام عالم متفق عليه سمع
شيوخ بغداد والكوفة والجبل والبصرة وكانت له معرفة. قلت: توفى
سنة ثلاثين وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
قال أبو يعلى: وكان صاحب سنة وعبادة، [سمعته 1] عيسى بن أحمد
الدينوري يقول: خرج عمر ين سهل الحافظ [وبيده قصة 1] فقال لي:
أريد أن اصعد إلى تل التوبة وأرفعها إلى الله من جهة جهال الدينور.

(1) من المكية.
879

ففعل وانتقل إلى قرميسين، وسمعت أبا القاسم بن ثابت الحافظ يقول:
لم أر مثل عمر بن سهل الحافظ في الديانة.
الطبقة الثانية عشرة
وهم نيف وثمانون إماما
849 1 / 12 أبو بكر الشافعي
الإمام الحجة المفيد محدث العراق محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن
عبدويه البغدادي الشافعي البزاز، مولده بجبل في سنة ستين ومائتين،
وأول سماعه سنة ست وسبعين فسمع من موسى بن سهل الوشاء خاتمة
أصحاب ابن علية ومحمد بن شداد المسمعي خاتمة أصحاب يحيى القطان وأبا قلابة
الرقاشي ومحمد بن الفرج الأزرق ومحمد بن الجهم السمري وعبد الله
ابن روح المدائني وإسماعيل القاضي وأبا بكر ابن أبي الدنيا ومن بعدهم
فأكثر، وارتحل في الحديث إلى الجزيرة وإلى مصر وغير ذلك، حدث
عنه الدارقطني وعمر بن شاهين وأبو علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله
ابن المحاملي وعبد الملك بن بشران وأبو طالب بن غيلان وخلق كثير.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتا حسن التصانيف جمع أبو أبا وشيوخا، حدثني
ابن مخلد انه رأى مجلسا قد كتب عن الشافعي في حياة ابن صاعد، وقال
حمزة السهمي: سئل الدارقطني عن أبي بكر الشافعي فقال: ثقة مأمون جبل،
ما كان في ذلك الوقت أحد أوثق منه. وقال الدارقطني: هو الثقة المأمون
880

الذي لم يغمز [بحال 1]. قلت مات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين
وثلاث مائة.
أنبأنا أحمد بن عبد السلام والمسلم بن محمد وعبد الرحمن بن محمد الفقيه
وآخرون قالوا انا عمر بن محمد انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا أبو بكر
الشافعي - بأحد عشر جزءا من حديثه 2. منها قال حدثنا محمد بن الجهم السمري
نا يعلى ويزيد عن إسماعيل عن عامر أنه سئل عن رجل نذر أن يمشي
إلى الكعبة فمشى نصف الطريق ثم ركب، قال قال ابن عباس: إذا كان
عام قابل فليركب ما مشى وليمش ما ركب ولينحر بدنة.
850 2 / 12 دعلج بن أحمد بن دعلج
الامام الفقيه محدث بغداد أبو إسحاق السجزي المعدل، ولد سنة
ستين ومائتين وسمع من علي بن عبد العزيز وطائفة بمكة، وهشام بن علي
السيرافي وطبقته بالبصرة، ومحمد بن أيوب البجلي بالري، ومحمد بن
إبراهيم البوشنجي وعدة بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارمي بهراة، ومحمد
ابن ربح وتمتام ببغداد، وكان من أوعية العلم وبحور الرواية، روى
عنه الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو إسحاق الأسفراييني وأبو القاسم
ابن بشران وعدد كثير، قال الحاكم: اخذ دعلج عن ابن خزيمة المصنفات،
قال: وكان يفتى بمذهبه وكان شيخ أهل الحديث، وله صدقات جارية
على أهل الحديث بمكة والعراق وسجستان.

(1) من المكية (2) هي المعروفة بالغيلانيات ومنها نسخة قديمة جليلة محفوظة في
مكتبة الحرم المكي.
881

قال الحاكم سمعت الدارقطني يقول: صنف لدعلج المسند الكبير
ولم أر في مشايخنا أثبت منه، وسمعت عمر البصري يقول: ما رأيت
ببغداد فيمن انتخبت عليهم أصح كتبا منه ولا أحسن سماعا. قال الحاكم:
اشترى دعلج بمكة دار العباسية بثلاثين ألف دينار. قال الخطيب: بلغني
ان دعلج بعث المسند إلى ابن عقدة لينظر فيه وجعل بين كل ورقتين
دينارا. قال ابن حيويه: أدخلني دعلج داره وأراني بدرا من المال مغشاة
فقال: خذ منها ما شئت، فشكرته وقلت: انا في كفاية. وقيل إن
معز الدولة اخذ من تركة دعلج ثلاث مائة ألف دينار. توفى دعلج في
جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة رحمه الله.
وفيها مات محدث البصرة أبو إسحاق الهجيمي عن أزيد من مائة سنة،
وراوي السيرة أبو محمد عبد الله بن جعفر بن الورد بمصر، وشيخ القراء
أبو بكر النقاش المفسر ببغداد، وأبو جعفر بن دحيم محدث الكوفة، ميمون
ابن إسحاق صاحب العطاردي رحمة الله عليهم.
أخبرنا علي بن أحمد المقدسي انا علي بن هبة الله الخطيب أنبأتنا شهدة
الكاتبة انا الحسن بن أحمد الدقاق انا الحسن بن أحمد البزاز انا دعلج نا
محمد بن غالب نا القعنبي عن مالك عن نافع عن أبي لبابة ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت
الا أن يكون ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يخطفان البصر ويطرحان
ما في بطون النساء. رواه معن وأبو مصعب جماعة إلى قوله
" البيوت " فقط.
882

851 3 / 12 عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق
الحافظ العالم المصنف أبو الحسين الأموي مولاهم البغدادي صاحب
معجم الصحابة، سمع الحارث بن أبي أسامة وإبراهيم بن الهيثم البلدي وإبراهيم
الحربي وإسحاق بن الحسن الحربي ومحمد بن مسلمة وإسماعيل بن الفضل البلخي
وطبقتهم، وكان واسع الرحلة كثير الحديث، روى عنه الدارقطني
وأبو الحسن ابن رزقويه وأبو الحسين القطان وأحمد بن علي البادي وأبو على
ابن شاذان وأبو القاسم بن بشران وغيرهم، قال البرقاني: البغداديون يوثقونه
وهو عندي ضعيف. وقال الدارقطني: كان يحفظ ولكنه يخطئ ويصر.
وقال الخطيب نا الأزهري عن أبي الحسن بن الفرات قال: كان ابن قانع قد
حدث به اختلاط قبل أن يموت بنحو من سنتين فترك السماع منه قوم في اختلاطه. قال الخطيب: ولد سنة خمس وستين ومائتين، وتوفى في شوال
سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.
أخبرنا أبو سعيد الثغري انا الموفق عبد اللطيف سنة سبع وعشرين
وست مائة انا عبد الحق اليوسفي انا على ابن العلاف انا على ابن الحمامي نا
ابن قانع نا إبراهيم بن الهيثم البلدي نا أبو صالح نا معاوية بن صالح عن
عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن كعب بن عياض قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال. رواه أحمد بن عيسى
عن ابن وهب عن معاوية، وهذا اسناد صالح.
أخبرتنا فاطمة بنت محمد بطرابلس انا عمى أبو القاسم بن رواحة انا
السلفي انا أبو عبد الله الثقفي انا يحيى بن إبراهيم انا أبو الحسين عبد الباقي
883

الحافظ نا محمد بن يحيى القزاز نا أبو عاصم عن ابن جريج عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس
منا من لم يتغن بالقرآن. غريب [تفرد به أبو عاصم 1] رواه البخاري عن
إسحاق عنه.
852 4 / 12 أبو بكر بن أبي دارم
الحافظ المسند الشيعي أحمد بن محمد بن السرى بن يحيى بن السرى التميمي
الكوفي محدث الكوفة، سمع إبراهيم بن عبد الله الصفار وأحمد بن موسى
الحمار الكوفي وموسى بن هارون ومطينا وعدة، وعنه الحاكم وأبو بكر
ابن مردويه وأبو الحسن ابن الحمامي ويحيى بن إبراهيم المزكى وأبو بكر
الحيري القاضي وآخرون، جمع في الحط على الصحابة، وكان يترفض،
وقد اتهم في الحديث، توفى في المحرم سنة اثنتين وخمسين وقيل سنة
إحدى وخمسين وثلاث مائة وكان موصوفا بالحفظ، له ترجمة سيئة في
الميزان ذكرنا فيها ما حدث به من الإفك المبين لا رعاه الله.
أخبرنا أبو على الحسن بن علي انا جعفر بن منير انا أبو طاهر السلفي
انا أبو عبد الله الثقفي انا أبو زكريا المزكى انا أبو بكر بن أبي دارم بالكوفة
نا أحمد بن موسى بن إسحاق انا أبو نعيم عن زكريا عن الشعبي سمعت
النعمان بن بشير يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحلال
بين والحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، من
ترك الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام

(1) من المكية.
884

كالراعي إلى جنب الحمى يوشك ان يواقعه - الحديث، أخرجه البخاري
عن أبي نعيم، وأخرجه مسلم عن ابن نمير عن أبيه كلاهما عن زكريا.
853 5 / 12 محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور
الحافظ الإمام أبو الحسن النيسابوري التاجر أحد الأئمة كأبيه وعمه
عبدوس بن الحسين، سمع محمد بن أيوب البجلي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي
ويوسف بن يعقوب القاضي وأبا عمر القتات ومحمد بن عمر وقشمرد
وطبقتهم بخراسان والجبال والعراق، وجمع فأوعى، وكان ذا صدق
وإتقان ومعرفة وإنفاق على الطلبة، صنف الكتب على رسم ابن خزيمة.
قال الحاكم سمعته يقول: عندي عن ابن ناجية والقاسم المطرز الف
جزء وزيادة، وسرت إلى بخارى سنة خمس عشرة فكتبوا عنى، وحدث
عنى أبى وعمى. قال عبد الله بن سعد الحافظ: كتبت على أبي الحسن بن
منصور أكثر من الف حديث استفدتها منه. قال الحاكم: وانتخب عليه
أبو على الحافظ مع تقدمه مائتي جزء، ورأيت مشايخنا يتعجبون من حسن
قراءة أبى الحسن للحديث. كف بصره سنة تسع وأربعين وثلاث مائة،
ومات في سنة خمس وخمسين وثلاث مائة.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر أنبأنا القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد
الصفار انا جدي أبو حفص انا أحمد بن خلف انا أبو عبد الله الحاكم
أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسن نا ابن ناجية نا نصر بن علي ومحمد بن
موسى الحرشي قالا نا حماد بن عيسى نا حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم
885

ابن عبد الله عن أبيه عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله
كان إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه. أخرجه الحاكم
في المستدرك وما هو بالثابت لأنهم ضعفوا حمادا.
854 6 / 12 العسال
الحافظ العلامة القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان
الأصبهاني العسال صاحب التصانيف، سمع أبا مسلم الكجي ومحمد بن أيوب
البجلي وأبا بكر بن أبي عاصم ومحمد بن أسد المديني وإبراهيم بن زهير
الحلواني ومحمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن عثمان العبسي وأبا شعيب
الحراني وبكر بن سهل الدمياطي وطبقتهم، وقرأ لنافع عن ابن سهل
صاحب الفضل بن شاذان تلا عليه ابنه أبو عامر عبد الوهاب، وحدث
عنه أولاده أبو عامر [وأبو جعفر احمد وإبراهيم والعباس وأبو بكر
عبد الله وأبو الحسين عامر 1] وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر ابن المقرئ
وابن منده وابن مردويه وابن أبي على ومحمد بن عبد الله الرباطي وأحمد بن
إبراهيم القصار وأحمد بن محمد بن ماجة المؤدب وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم
الحافظ ومحمد بن علي بن مصعب التاجر وآخرون. قال الباطرقاني انا
أبو عبد الله بن منده قال: كان أبو أحمد العسال يخلف الطبري في القضاء
وكان احمد الأئمة في علم الحديث. قال ابن مردويه: كان العسال يتولى
القضاء خلافة لعبد الرحمن بن أحمد الطبري، وهو أحد الأئمة في علم
الحديث فهما وإتقانا وأمانة.

(1) من المكية.
886

وقال النقاش انا أبو أحمد العسال ولم نر مثله في الاتقان والحفظ.
وقال أبو بكر بن أبي على: هو ثقة مأمون، وهو الكبير في الحفظ والاتقان
وقال أبو نعيم: أبو أحمد من الكبار في المعرفة والاتقان والحفظ، صنف في
الشيوخ والتفسير وعامة المسند. وقال أبو يعلى في " الارشاد " له: أبو أحمد
العسال حافظ متقن عالم بهذا الشأن، كان على قضاء أصبهان، من شرط
الصحاح، لقيت ابنه احمد بالري.
قال ابن مردويه سمعت أبا احمد العسال يقول: أحفظ في القراءات
خمسين الف حديث. ويقال ان أبا احمد أملى تفسيرا كبيرا من حفظه، وقيل إنه
أملى أربعين الف حديث بأردستان، فلما رجع إلى بلده قابل ذلك
فإذا به كما أملى. وقال الخطيب أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني سمعت
ابن منده يقول: كتبت عن الف شيخ لم أر فيهم أتقن من أبى احمد العسال.
وقال عبد الرحمن بن منده سمعت أبي يقول: كتبت عن الف وسبع مائة
شيخ فلم أر فيهم مثل العسال وأبى إسحاق بن حمزة. وقيل كان أبو أحمد
لا يمس جزءا الا على طهارة، وانه صلى بالختمة في ركعة.
ولأبي احمد أيضا تاريخ، والمعجم له وكتاب المعرفة في السنة،
رأيته، وكتاب الرؤية، وكتاب العظمة، وكتاب الرقائق، وكتاب المسند
على الأبواب، وكتاب غريب الحديث على الأبواب، وكتاب حروف
القراءات وكتاب كرامات الأولياء، وكتاب حديث مالك، وكتاب غسل
الجمعة، وأشياء كثيرة، وكان من كبراء أهل بلده وذوي الثروة وكان
أبو ه من كبار التجار المتمولين، وقف أملاكه على أولاده وكان قد لحق
887

إسماعيل بن عمرو البجلي صاحب مسعر وسمع منه ومات 1 سنة اثنتين وثمانين
ومائتين. قال ابن مردويه: مات أبو أحمد العسال في رمضان سنة تسع
وأربعين وثلاث مائة. قال: وكان مولده يوم التروية سنة تسع وستين
ومائتين.
أخبرنا عيسى بن يحيى الأنصاري انا منصور بن سند انا أحمد بن محمد
الحافط انا أبو بكر [أحمد بن 2] محمد بن أحمد بن موسى الحافظ انا عمر بن
الهيثم الواعظ نا القاضي أبو أحمد العسال نا موسى بن إسحاق ثنا أحمد بن
يونس نا أبو بكر بن عياش عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي
نعم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ذات ليلة فإذا الفأرة قد اخذت الفتيلة صعدت إلى السقف لتحرق
عليه البيت قال فلعنها وأحل قتلها للمحرم. هذا حديث غريب من الافراد.
يقال ان العسال روى في معجمه عن أربع مائة نفس، وقد رأيته.
أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن مسعود بن أبي منصور انا أبو على
المقرئ انا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن أحمد بن إبراهيم نا محمد بن العباس
المؤدب نا عفان نا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان أولادكم من أطيب كسبكم
فكلوا من كسب أولادكم.
توفى معه في العام مسند مصر أبو الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين
ابن السندي الصابوني وله مائة وخمس سنين، ومسند بغداد أبو الحسين

(1) يعنى إسماعيل بن عمرو (2) من المكية.
888

أحمد بن عثمان بن يحيى العطشى الآدمي عن أربع وتسعين سنة، ومسند
أصبهان أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى القصار عن سبع وتسعين سنة،
ومسند دمشق أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان القرشي مولى خالد
ابن الوليد، ومسند بغداد أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد العزيز
البغوي الخراساني ابن عم أبى القاسم البغوي، وشيخ القراء أبو طاهر
عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم البغدادي، ومسند بغداد أبو عبد الله محمد
ابن عبد الله بن علم الصفار. رحمهم الله.
855 7 / 12 ابن مظاهر
الحافظ الامام البارع ذكى زمانه أبو محمد عبد الله بن مظاهر الأصبهاني،
كان آية في الحفظ، بلغنا انه حفظ المسندات كلها ثم شرع في حفظ
الموقوفات، سمع يوسف القاضي ومطينا وأبا خليفة الجمحي وطبقتهم
ورحل وتعب، حدث عنه رفيقه أبو الشيخ الحافظ، مات شابا لم يمتع
بعلومه رحمه الله، توفى سنة أربع وثلاث مائة في أيام مشيخته.
وفيها توفى المسند أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخزومي،
ومسند مصر المحدث إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي البغدادي الناسخ،
ومسند الموصل أبو الوليد طريف بن عبد الله مولى بنى هاشم، ونزيل
تنيس أبو صالح القاسم بن الليث بن مسرو الرسعني، وشيخ الصوفية يوسف
ابن الحسين الرازي المحدث.
856 8 / 12 أبو العرب
هو الحافظ المؤرخ محمد بن أحمد بن تميم المغربي الإفريقي من أولاد
889

أمراء الغرب، أخذ عن أصحاب سحنون، ذكره القاضي عياض في الفقهاء
المالكية فقال: كان حافظا لمذهب مالك مفتيا عالما غلب عليه علم الحديث
والرجال، صنف طبقات [أهل 1] إفريقية، وكتاب المحن، وكتاب فضائل
مالك، وفضائل سحنون، وكتاب عباد إفريقية، وله كتاب التاريخ في
أحد عشر مجلدا - إلى أن قال: وتوفى في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين
وثلاث مائة. رحمه الله تعالى.
857 9 / 12 وهب بن مسرة
الحافظ العلامة أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجاري المالكي، سمع
محمد بن وضاح وعبيد الله بن يحيى وطبقتهما، قال القاضي [عياض 1]
كان حافظا للفقه بصيرا به وبالحديث والرجال والعلل مع ورع وفضل،
دارت عليه الفتيا ببلده - يعنى وادى الحجارة، وله أوضاع حسنة، قدم
قرطبة وأخرجت أصول ابن وضاح التي سمع فيها وسمع منه عالم عظيم،
اخذ عنه أبو محمد القلعي ومحمد بن علي بن شيخ وأحمد بن العجوز وأبو عمر
أحمد بن الحسور وأحمد بن القاسم التاهرتي وحدث بمسند أبى بكر بن أبي
شيبة، بدت منه هفوة في القدر، مات في شعبان سنة ست وأربعين
وثلاث مائة. رحمه الله تعالى.
858 10 / 12 القزويني
الحافظ الرحال الثقة أبو عمر محمد بن عيسى بن أحمد بن عبيد [الله 1]

(1) من المكية.
890

نزيل بيت لهيا، سمع ببلده من يوسف بن يعقوب القزويني، وبالري محمد
ابن أيوب وعلي بن الحسين بن الجنيد، وببغداد إدريس العطار وطبقته،
وبمصر أبا عبد الرحمن النسائي وبالبصرة.
روى عنه تمام الرازي ووثقه، وأبو محمد ابن النحاس ومنير بن أحمد
، توفى بعد الأربعين وثلاث مائة.
أخبرنا يحيى بن أحمد الجذامي انا محمد بن عماد (ح) وانا أبو الحسين
ابن اليونيني انا ابن صباح قالا انا ابن رفاعة انا أبو الحسن الخلعي انا
عبد الرحمن بن عمر انا محمد بن عيسى القزويني نا بهلول بن إسحاق نا سعيد
ابن منصور نا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج [عن أبي
هريرة 1] قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصيام جنة.
أنبأنا ابن أبي عمر انا أبو القاسم الحرستاني انا عبد الكريم بن حمزة
انا عبد العزيز الكتاني انا تمام انا محمد بن عيسى الحافظ انا إدريس بن
جعفر نا أبو بدر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.
859 11 / 12 ابن أخي رفيع الصائغ
هو الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن حسن بن
عبد الله بن عبد الملك الكلاعي مولاهم القرطبي الأندلسي، روى عن محمد

(1) من المكية.
891

ابن وضاح ومحمد بن عبد السلام وطبقتهما وقد أدركهما بل سمع من
عبيد بن يحيى والأعناقي وطائفة وكان بصيرا بالرجال والعلل.
اختصر مسند بقي وتفسيره وجود، وله تصانيف نافعة، مات في
آخر سنة ثمان عشرة وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
860 12 / 12 البلاذري
الامام الحافظ البارع أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسي
البلاذري الواعظ.
قال أبو عبد الله الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ [والواعظ 1]،
كان شيخنا أبو على الحافظ ومشياخنا يحضرون مجلس وعظه يفرحون بما
يذكره على رؤوس الملا من الأسانيد ولم أرهم قط غمزوه في اسناد
أو اسم أو حديث، سمع محمد بن أيوب البجلي وتميم بن محمد الحافظ وعبد الله
ابن محمد بن شيرويه وطبقتهم بخراسان والعراق، وخرج صحيحا على وضع
كتاب مسلم - إلى أن قال: واستشهد بالطابران - وهي مرحلة من نيسابور -
في سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة. قلت: هذا البلاذري الصغير.
فأما الكبير فإنه أحمد بن يحيى صاحب التاريخ المشهور من طبقة
أبى داود السجستاني حافظ أخباري [علامة 1].
أخبرنا طائفة إجازة عن زاهر بن أحمد انا إسماعيل بن محمد الحافظ انا
أحمد بن خلف انا أبو عبد الله الحاكم سمعت أبا محمد البلاذري سمعت محمد بن

(1) من المكية.
892

جرير يقول: انما لقب محمد بن سليمان [المصيصي 1] بلوين لأنه كان يبيع
الدواب ببغداد فيقول: هذا الفرس له لوين، هذا الفرس له قديد، فلقب
بلوين.
861 13 / 12 أبو النضر
الامام الحافظ شيخ الاسلام محمد بن محمد بن يوسف الطوسي شيخ الشافعية.
سمع تميم بن محمد الحافظ والحسين بن محمد القباني ومحمد بن عمرو الحرشي
قشمرد وأحمد بن سلمة الحافظ، وفي الرحلة عثمان بن سعيد الدارمي والفضل
ابن عبد الله [بن خرم 1] اليشكري الهروي ومعاذ بن نجدة ومحمد بن أيوب
وعلي بن عبد العزيز والحارث بن أبي أسامة وإسماعيل القاضي وأحمد بن
موسى بن إسحاق الكوفي ومحمد بن نصر المروزي، [ولازمه 1] وأكثر عنه،
وصنف وجمع وخرج الصحيح على كتاب مسلم وكان أحد الاعلام.
قال الحاكم: رحلت إليه مرتين وسألته متى يتفرغ للتصنيف مع هذه
الفتاوى؟ فقال: جزأت الليل، فثلثه أصنف وثلثه اقرأ القرآن وثلثه للنوم.
قال: وكان إماما عابدا بارع الأدب، وما رأيت في مشايخنا أحسن
صلاة منه، وكان يصوم الدهر ويقوم الليل ويتصدق بما فضل من قوته
ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، سمعت أحمد بن منصور الحافظ يقول:
أبو النضر يفتى الناس من سبعين سنة أو نحوها، ما اخذ عليه في فتوى قط.
قال الحاكم: دخلت طوس وأبو احمد الحافظ على قضائها فقال لي: ما رأيت
قط في بلد من بلاد الاسلام مثل أبى النضر رحمه الله. توفى أبو النضر في

(1) من المكية.
893

شعبان سنة أربع وأربعين وثلاث مائة.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن القاسم بن أبي سعد عبد الله بن عمر
ابن احمد الصفار انا جدي انا أبو بكر بن خلف انا عبد الله الحاكم انا أبو النضر
الفقيه نا عثمان بن سعيد نا موسى بن إسماعيل نا حماد بن سلمة انا إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الفقر
[والقلة 1] والذلة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم. اسناده حسن.
862 14 / 12 الأزدي
الحافط القاضي الإمام أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس الأزدي
الموصلي صاحب تاريخ الموصل وقاضيها، سمع من إسحاق بن الحسن الحربي
ومحمد بن أحمد بن أبي المثنى الموصلي وعبيد بن غنام ومطين وطبقتهم،
وكان يعرف بابن زكرة. حدث عنه مظفر بن محمد الطوسي وأبو الحسين
ابن جميع ونصر بن أبي نصر الطوسي العطار وآخرون، وكان في ذهني
انه توفى قريبا من سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة واستفدت كثيرا
من تاريخه.
أخبرنا عمر بن القواس انا ابن الحرستاني حضورا انا جمال الاسلام
انا الحسين بن طلاب انا محمد بن أحمد الغساني نا يزيد بن محمد الأزدي
نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا احمد 2 بن أسد البجلي انا المحاربي عن إسماعيل

(1) من المكية (2) كذا، وبهامش المطبوع " محمد " كما في مخطوطة لكهنؤ.
894

ابن مسلم عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
من نصر أخاه بالغيب نصره الله عز وجل في الدنيا والآخرة.
863 15 / 12 أبو الوليد
حسان بن محمد بن أحمد بن هارون القزويني الأموي النيسابوري
الحافظ الفقيه الشافعي أحد الاعلام، قال الحاكم: هو امام أهل [الحديث 1]
بخراسان وأزهد من رأيت من العلماء وأعبد هم، تفقه ببغداد على أبي العباس
ابن سريج، وسمع من أبى عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي والحسن بن
سفيان ومحمد بن نعيم وأحمد بن [الحسن بن 1] عبد الجبار الصوفي
وطبقتهم بخراسان والعراق.
قلت روى عنه الحاكم وأبو طاهر بن محمش وأبو بكر الحيري القاضي
أبو الفضل أحمد بن محمد السهلي الصفار وآخرون، ومن غرائب وجوهه
في المذهب ان المصلى إذا كرر الفاتحة مرتين بطلت صلاته وهو خلاف
نص الامام، وقال: الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم وادعى [انه 1]
المذهب لصحة الحديث، وهذا لا يتجه لان الشافعي لم يضعف الخبر
وإنما ادعى نسخه.
قال الحاكم: صنف أبو الوليد المستخرج على صحيح مسلم وصنف
أحكاما على مذهب الشافعي. قال أبو سعيد الأديب سألت الثقفي قلت:
من نسأل بعدك؟ قال: أبا الوليد. قال الحاكم سمعت أبا الوليد يقول قال أبى:

(1) من المكية.
895

أي كتاب تجمع؟ قلت: اخرج على كتاب البخاري، قال: عليك بكتاب
مسلم فإنه أكثر فان البخاري كان ينسب إلى اللفظ. قال ابن الذهبي:
ومسلم أيضا منسوب إلى اللفظ والمسألة مشكلة.
وكان أبو الوليد هذا من كبار الأئمة ولما مات رثاه أبو طاهر بن
محمش الزيادي بقصيدة ستين بيتا. قال الحاكم: أرانا الأستاذ أبو الوليد نقش
خاتمة: الله ثقة حسان بن محمد، وقال: أرانا عبد الملك بن محمد بن عدي نقش
خاتمه: الله ثقة عبد الملك بن محمد، وقال: أرانا الربيع بن سليمان نقش خاتمه:
الله ثقة الربيع بن سليمان، وقال: كان نقش خاتم الشافعي: الله ثقة محمد
ابن إدريس.
مات أبو الوليد في ربيع الأول سنة أربع وأربعين وثلاث مائة عن
اثنتين وسبعين سنة.
وفيها مات أحمد بن عثمان [بن يحيى 1] الآدمي العطشى، وأبو الفوارس
أحمد بن محمد بن الحسين ابن السندي الصابوني، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد
ابن صالح بن سنان المخزومي الدمشقي، وأبو الطاهر عبد الواحد بن أبي هاشم،
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار عرف بابن علم، وأبو الحسن
أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعد أنبأتنا عائشة بنت احمد
انا الحسن بن علي البشتي نا يحيى بن إبراهيم المزكى نا الزاهد امام عصره
أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه نا أبو عبد الله البوشنجي نا يحيى بن بكير

(1) من المكية.
896

حدثني الليث عن ابن الهاد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو في صلاته: اللهم إني
أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك
من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقيل له:
ما أكثر ما تستعيذ من المغرم، قال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب
ووعد فأخلف.
864 16 / 12 أبو الحسين الرازي
الحافظ الامام محدث الشام محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن
الجنيد والد تمام الرازي، سمع محمد بن أيوب بن الضريس ومحمد بن حفص
المهرقاني وعلي بن الحسين بن الجنيد وعبد الوهاب بن مسلم بن وارة ومحمد
ابن جعفر القتات [الكوفي 1] وجعفر بن محمد الفريابي والحسن بن سفيان
بفسا وطبقتهم، ولحق بدمشق أصحاب هشام، واستوطنها وجمع وألف،
روى عنه ولده وأبو الحسن بن جهضم وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وعقيل
ابن عبيد الله بن عبد ان، ذكره عبد العزيز الكتاني في الوفيات فقال: كان
ثقة نبيلا مصنفا. مات في سنة سبع وأربعين وثلاث مائة. يقع لنا حديثه
نازلا.
أخبرنا علي بن أحمد في كتابه انا أبو القاسم القاضي انا عبد الكريم
ابن حمزة انا عبد العزيز بن أحمد انا تمام بن محمد الحافظ انا أبى نا أحمد بن

(1) من المكية.
897

محمد بن عبد العزيز الوشاء ببغداد نا معمر القطيعي نا عبد الله بن إدريس
عن أبيه عن سهل بن حرب عن عياض الأشعري عن أبي موسى الأشعري
قال قرأت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم
ويحبونه) قال: هم قومك أهل اليمن.
865 17 / 12 أبو سعيد بن يونس
الحافظ الامام الثبت عبد الرحمن بن أحمد ابن الإمام يونس بن
عبد الأعلى الصدفي المصري صاحب تاريخ مصر، ولد سنة إحدى وثمانين
ومائتين، سمع أباه وأحمد بن حماد زغبة وعلي بن سعيد الرازي وعبد الملك
ابن يحيى بن بكير وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعقوب المنجنيقي وعبد السلام
ابن سهل البغدادي وطبقتهم، ولم يرحل ولا سمع بغير مصر لكنه امام
في هذا الشأن متيقظ، روى عنه أبو عبد الله بن منده وأبو محمد بن النحاس
وعبد الواحد بن محمد البلخي وآخرون، اختصرت تاريخه وعلقت
منه أحاديث.
توفى في جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاث مائة، وله ست
وستون سنة.
وفيها مات مفتى دمشق ومسندها أبو الحسن أحمد بن سليمان بن
أيوب بن حاتم الأسدي الدمشقي وكان يدرس من مذهب الأوزاعي، وببغداد
أبو على أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، وبنيسابور أبو الفضل إسماعيل
ابن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني، وببغداد أبو أحمد حمزة
ابن محمد بن العباس العقبى الدهقاني، ونحوي العراق أبو محمد عبد الله بن
898

جعفر بن درستويه الفارسي النحوي، روى مشيخة الفسوي وتاريخه عنه،
ومحدث دمشق أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد البجلي،
ومسند الكوفة أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن مأتي الزبيدي
مولاهم.
أنبأنا أحمد بن أبي الخير عن يحيى بن يوسن عن أحمد بن عبد الجبار
الصيرفي عن محمد بن علي الحافظ انا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن أبي يزيد
الأزدي انا عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي انا سعيد عبد الرحمن
ابن احمد الحافظ نا عبد الكريم بن [إبراهيم 1] المرادي نا حرملة نا
ابن وهب أخبرني أبو هانئ عن العباس بن جليد الحجري عن عبد الله
ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما زال جبريل
يوصيني بالجار حتى كاد يورثه.
أخبرنا سليمان بن أبي عمر أنبأنا محمود بن إبراهيم انا أبو الخير محمد
ابن احمد انا عبد الوهاب بن محمد انا أبى انا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد
نا إسحاق بن إبراهيم البغدادي نا محمد بن المثنى نا عبد الصمد نا عبد الرحمن
ابن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم قال رأيت شيخا يقال له سرق
فقلت: ما هذا الاسم؟ قال: سمانيه رسول الله صلى الله عليه وآله.
866 18 / 12 ابن الحداد
العلامة الحافظ شيخ عصره أبو بكر محمد بن أحمد [بن محمد 1] بن

(1) من المكية.
899

جعفر الكناني المصري الشافعي صاحب الفروع المشهورة، روى عن أبي
الزنباع وأبى يزيد القراطيسي ومحمد بن عقيل الفريابي ومحمد بن جعفر
ابن الإمام وأبى عبد الرحمن النسائي، ولزمه وتخرج به وعول عليه وكان
من أوعية العلم ذا لسن وفصاحة وبصر بالحديث والفقه والنحو، وكان
متعبدا كثير الصلاة بعيد الصيت، قال ابن زولاق لما ذكره في قضاة مصر
قال: كان تقيا متعبدا يحسن علوما كثيرة علم القراءات وعلم الحديث
والرجال والكنى واختلاف العلماء والنحو واللغة والشعر وأيام الناس،
يختم في كل يوم القرآن ويصوم يوما ويفطر يوما، كان من محاسن
مصر، وكان طويل اللسان حسن الثياب والمركوب غير مطعون عليه في
لفظ ولا فعل، وكان صادقا 1 بالقضاء. صنف كتاب القضاء في أربعين
جزءا، وكتاب الفرائض في نحو مائة جزء، مات عند قدومه من الحج
سنة أربع وأربعين وثلاث مائة وله ثمانون سنة. رحمه الله تعالى.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري انا محمد بن أحمد النسابة انا أبو المعالي
ابن صابر انا علي بن الموازيني انا محمد بن سعدان انا يوسف بن القاسم
القاضي سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الحداد سمعت أبا عبد الرحمن النسائي
سمعت عبيد [الله 2] بن فضالة سمعت إسحاق بن راهويه يقول: الشافعي امام.
867 19 / 12 الأسد آباذي
الحافظ المتقن الإمام أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن

(1) في طبقات الشافعية " حاذقا " وهو الظاهر (2) من المكية.
900

زكريا أحد الأئمة، سمع محمد بن نصير الأصبهاني والفضل بن الحباب
الجمحي والحسن بن سفيان وعبد [الله 1] بن ناجية وعبد ان الجواليقي
وأبا يعلى الموصلي وأبا العباس السراج وابن قتيبة العسقلاني وطبقتهم،
وقد سمع الدارقطني من محمد بن مخلد العطار: نا الزبير بن عبد الواحد.
قال الحاكم: كان من الصالحين الثقات الحفاظ صنف الأبواب والشيوخ.
قلت: حدث عنه أبو عبد الله الحاكم وأبو بكر الجوزقي وأبو عبد الله بن
منده ويحيى بن إبراهيم المزكى والقاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي
وآخرون. توفى بأسد آباذ من اعمال همذان في شهر ذي الحجة سنة سبع
وأربعين وثلاث مائة، وقد سمع بمصر وبدمشق، قال الخطيب: كان
حافظا متقنا مكثرا.
أخبرنا ابن علان وغيره وكتابة قالوا انا أبو اليمن الكندي انا
أبو منصور القزاز انا أبو بكر الخطيب انا الأزهري نا الدارقطني نا محمد بن
مخلد العطار نا الزبير بن عبد الواحد حدثني محمد بن بشر وعبد الملك بن
محمد الحراني قالا نا هاشم بن مرثد قال سمعت يحيى بن معين يقول:
الشافعي صدوق وليس به بأس.
868 20 / 12 محمد بن داود بن سليمان
الحافظ [الزاهد الحجة 1] شيخ الصوفية أبو بكر النيسابوري، سمع
محمد بن عمرو قشمرد ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وابن الضريس والنسائي
وأمثالهم بخراسان والحجاز والشام ومصر والموصل، وصنف الأبواب

(1) من المكية.
901

والشيوخ وأملى زمانا، روى عنه الحاكم وابن منده وابن جميع وأبو زكريا
المزكى وخلق، وكان يعد من الأولياء، قال الدارقطني: ثقة فاضل.
وعنه قال: أكلت في أيام القحط رغيفا واحدا في أربعين يوما بالبصرة،
كنت إذا جعت قرأت (يس) بنية الشبع. وقال الخليلي: معروف بالحفظ
بين حفظه وعلمه في فوائد أملاها. قلت: توفى سنة اثنتين وأربعين
وثلاث مائة. رحمه الله تعالى.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا عبد الصمد بن محمد حضورا انا علي بن
المسلم انا ابن طلاب انا ابن جميع الغساني نا محمد بن داود ببغداد انا محمد
ابن [عمرو بن 1] النضر ومحمد بن موسى قالا نا يحيى بن يحيى التميمي
نا عباد بن كثير عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان [طلب 1] كسب
الحلال فريضة بعد الفريضة. عباد واه.
869 21 / 12 أبو على الحافظ
الامام محدث الاسلام الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري
أحد جهابذة الحديث، قال أبو عبد الله الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ
والاتقان والورع والمذاكرة والتصنيف، سمع إبراهيم بن أبي طالب
وعلي بن الحسين وعبد الله بن شيرويه وجعفر بن أحمد الحافظ والحسين
ابن إدريس ومحمد بن عبد الرحمن السامي والحسن بن سفيان ومحمد بن جعفر

(1) من المكية.
902

الكوفي القتات وأبا خليفة الجمحي ومحمد بن نصير مسند أصبهان والحسن
ابن الفرج الغزي صاحب يحيى بن بكير، وعمران بن موسى بن مجاشع
وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا يعلى الموصلي وعبد ان الأهوازي وخلائق
من طبقتهم بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة والجبال.
مولده سنة سبع وسبعين ومائتين وأول سماعه كان في سنة أربع
وتسعين وكان في حداثته يشتغل بالصناعة فنصحه بعض العلماء وأشار عليه
بطلب العلم لما شاهد من ذكائه. وعن أبي على قال: دخلت إلى هراة في
سنة خمس وتسعين وحضرت أبا خليفة وهو يهدد وكيلا له ويقول:
تعود يا لكع؟ فيقول: لا، أصلحك الله، فقال: بل أنت لا أصلحك الله،
قم عنى. قال الحاكم: كنت أرى أبا على معجبا بأبي يعلى الموصلي وباتقانه،
قال: كان لا يخفى عليه من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله باستماع كتب
القاضي أبى يوسف من بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي
وسليمان بن حرب.
قال الحاكم: كان أبو على باقعة في الحفظ لا يطاق مذاكرته ولا يفي
بمذاكرته أحد من حفاظنا، خرج إلى بغداد ثانيا في سنة عشر وقد صنف
وجمع فأقام ببغداد وما بها أحد أحفظ منه الا أن يكون أبو بكر الجعابي
فإني سمعت أبا على يقول: ما رأيت ببغداد احفظ منه. وسمعت [الحافظ 1]
أبا على يقول: كتب عنى أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب
عنى بن جوصا جملة. قلت وحدث عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق الصبعي

(1) من المكية.
903

وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه وأبو عبد الله بن منده وأبو عبد الله الحاكم
وأبو طاهر بن محمش وأبو عبد الرحمن السلمي وطائفة سواهم.
قال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحد
من الحفاظ كتواضعه لأبي على النيسابوري. قال الحاكم: وسمعت أبا على
يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي احمد العسال وأبى إسحاق بن حمزة وأبى طالب
ابن نصر وأبى بكر الجعابي فقالوا: أمل من حديث نيسابور مجلسا،
فامتنعت فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا ما أجاب واحد منهم
في حديث منها سوى ابن حمزة في حديث واحد - قال أبو عبد الرحمن السلمي
سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي على النيسابوري فقال: امام مهذب.
أنبأني المسلم بن محمد عن القاسم بن علي انا أبى انا أخي أبو الحسين
سمعت أبا طاهر السلفي سمعت غانم بن أحمد سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني
سمعت ابن منده يقول سمعت أبا على النيسابوري يقول - وما رأيت احفظ
منه - قال: وما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم. قال عبد الرحمن
ابن منده سمعت أبي يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والاتقان احفظ
من أبى على النيسابوري.
قال القاضي أبو بكر الأبهري سمعت أبا بكر بن داود يقول لأبي على
النيسابوري: من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم؟ فقال: إبراهيم بن طهمان
عن إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي. فقال: أحسنت يا أبا على.
قال الحاكم كان أبو على يقول: ما رأيت في أصحابنا مثل الجعابي حيرني
حفظه. قال: فحكيت هذا لأبي بكر فقال: يقول أبو على هذا وهو أستاذي
904

على الحقيقة. قال الحاكم توفى في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين
وثلاث مائة.
أخبرنا أبو سعيد سنقر الزيني وأبو نصر محمد بن محمد الفارسي قالا
انا علي بن محمود انا أبو طاهر السلفي انا أبو عبد الله الثقفي انا أبو عبد الرحمن
السلمي إملاء انا أبو على الحسين بن علي الحافظ نا عبد الصمد بن سعيد
الحمصي نا الحسين بن خالد عن محمد بن زياد عن مالك عن نافع عن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يغلق الرهن 1.
أخبرنا محمد بن حازم انا محمد بن غسان (و أخبرنا) أحمد بن هبة الله
انا زين الامناء (ح) وانا أبو على الجوهري انا مكرم القرشي قالوا انا
سعيد بن سهل انا علي بن أحمد المؤذن انا أبو عبد الرحمن السلمي انا الحسين
ابن علي الحافظ انا محمد بن علي بن الحسن الرقي نا سليمان بن عمرو الرقي
نا ابن علية نا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا
إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم
وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.
870 22 / 12 الرامهرمزي
الحافظ الامام البارع أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الفارسي
الرامهرمزي القاضي صاحب كتاب المحدث الفاصل بين الراوي والواعي

(1) زاد في المطبوع " بما فيه " وضرب عليها في المكية.
905

في علوم الحديث، سمع أباه ومحمد بن عبد الله الحضرمي الحافظ والقاضي
أبا حصين الوادعي ومحمد بن حبان المازني وعبيد بن غنام النخعي والحسن
ابن المثنى العنبري ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ويوسف بن يعقوب القاضي
وموسى بن هارون وأبا سعيد عبد الله بن الحسن الحراني وأبا خليفة الجمحي
وجعفر بن محمد الفريابي وعبد ان بن أحمد الأهوازي وطبقتهم، وأول سماعه
في سنة تسعين ومائتين، حدث عنه أبو الحسين محمد بن أحمد الصيداوي
في معجمه والحسن بن الليث الشيرازي الحافظ وأبو بكر أحمد بن [موسى بن 1]
مردويه والقاضي أبو عبد الله [احمد 1] بن إسحاق النهاوندي وطوائف من
أهل فارس، وقع لنا الفاصل من تأليفه وكتاب الأمثال له، وكان من
أئمة هذا الشأن ومن تأمل كتابه في علم الحديث لاح له ذلك، ولم أظفر
[بتاريخ 1] موته وأظنه بقي إلى حدود الخمسين وثلاث مائة، وأما أبو القاسم
ابن منده فذكر في كتاب الوفيات له انه عاش إلى قرب الستين وثلاث مائة
بمدينة رامهرمز، وقع لي من عواليه حديث واحد.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم مرات انا عبد الصمد بن محمد القاضي سنة
سبع وست مائة وانا في الرابعة انا علي بن المسلم انا الحسين بن محمد الخطيب
انا محمد بن أحمد الغساني نا الحسن بن عبد الرحمن برامهرمز نا أحمد بن حماد
ابن سفيان نا عبد الله بن حفص البراد نا يحيى بن ميمون نا أبو الأشهب
[العطاردي 1] عن الحسن عن أبي أيوب رضي الله عنه قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه وآله: يا أبا أيوب ألا أدلك على عمل يرضاه الله عز وجل؟

(1) من المكية.
906

أصلح بين الناس إذا تفاسدوا وحبب بينهم إذا تباغضوا. يحيى هذا بصرى
نزل بغداد تركه الدارقطني وغيره، مات سنة تسعين ومائة وقد اخرج
له أبو داود في سننه.
871 23 / 12 ابن سعد
الحافظ العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد النيسابوري الحاجي
البزاز أحد الاثبات، [ذكره الحاكم وحدث عنه وقال: كتب الكثير 1]
وجمع الشيوخ والأبواب والملح ولم يرحل، سمع محمد بن إبراهيم البوشنجي
وأحمد بن النضر وإبراهيم بن أبي طالب والسراج وطبقتهم، ثم كتب
عن أربع طبقات بعدهم، وقد سألت [عنه 1] عبد الله بن شيرويه فقال:
ثقة مأمون، توفى أبو محمد فجأة في سنة تسع وأربعين وثلاث مائة، وهو
في عشر الثمانين.
أخبرنا أحمد بن تاج الامناء عن أبي روح البزاز انا أبو القاسم المستملي
[انا أبو بكر البيهقي 1] نا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن سعد الحافظ
نا محمد بن إسحاق الثقفي نا محمد بن عثمان بن كرامة نا خالد بن مخلد عن سليمان
ابن بلال أخبرني شريك عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب - الحديث،
آخره: وأكره مساءته. أخرجه البخاري والظاهر أنه لم يروه عن خالد غير
ابن كرامة، قال البيهقي: ورواه أيضا عبد الواحد عن مولاه عروة عن

(1) من المكية.
907

عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله بمعناه يزيد وينقص.
872 24 / 12 النقاش
العلامة الرحال الجوال أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد
الموصلي [ثم 1] البغدادي المقرئ المفسر أحد الاعلام، كنت قد أهملته
لوهنه ثم رأيت أن أذكره وأذكر عجره وبجره، مولده سنة ست وستين
ومائتين، قاله ابن أبي الفوارس، قلت روى عن إسحاق الختلي وأبى مسلم
الكجي وإبراهيم بن زهير الحلواني ومحمد بن علي الصائغ المكي وأحمد ابن
انس الدمشقي ومطين ومحمد بن عبد الرحمن السامي والحسن بن سفيان
وطبقتهم، فأكثر وأغرب وأعجب، وتلا على هارون الدمشقي [الأخفش 1]
وأبى ربيعة وابن الحباب والحسن بن أبي مهران وعدة، فذكر أن قراءته
على ابن أبي مهران في سنة خمس وثمانين ومائتين، قرأ عليه خلق منهم
ابن مهران مؤلف الغاية وعبد العزيز الفارسي شيخ الداني، والحمامي
والنهرواني وعلي بن جعفر السعيدي وأبو القاسم الزيدي الحراني خاتمة
أصحابه، روى عنه شيخه ابن مجاهد وابن شاهين والدارقطني وأبو احمد
القرطبي وأبو علي بن شاذان وخلق. وهو مصنف كتاب شفاء الصدور
في التفسير، وكتاب غريب القرآن، والموضح في معاني القرآن، والمناسك،
وأخبار القصاص، وذم الحسد، والمعجم الأكبر في أسماء القراء،
وكتاب علل القراءات، وكتاب السبعة، وكتاب دلائل النبوة، أشياء،

(1) من المكية.
908

ومع جلالته ونبله فهو متروك الحديث وحاله في القراءات أمثل، قال
أبو عمرو الداني: النقاش مقبول الشهادة. وأما طلحة بن محمد بن جعفر
فقال: النقاش يكذب في الحديث والغالب عليه القصص. وقال البرقاني:
كل حديثه منكر. وقال اللالكائي: تفسيره اشفاء الصدور لا شفاء الصدور.
قلت: يعنى مما فيه من الموضوعات. وقال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد
مشهورة. مات النقاش في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنبلي في كتابه انا عبد الله بن أحمد الفقيه
انا أبو بكر بن النقور انا أبو سعيد محمد بن عبد الملك انا أبو علي بن شاذان انا
أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد نا أحمد بن عبد الرحيم الجرجاني نا
عبد الرزاق انا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: أقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا.
قرأت على أحمد بن إسحاق أخبركم الفتح بن عبد السلام ان هبة الله بن الحسين
أخبرهم قال انا أحمد بن محمد البزاز انا علي بن عيسى إملاء انا أبو بكر محمد
ابن الحسن المقرئ حدثني أبو العباس أحمد بن يحيى انا عمر بن شبة انا عبيد
ابن جناد أخبرني عطاء بن مسلم قال قال السدي: اتيت كربلاء أبيع البز بها
فعمل لنا شيخ من طيئ طعاما فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين فقلت:
ما شرك في قتله أحد إلا مات بأسوء ميتة، فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق
فأنا ممن شرك في ذلك، فلم نبرح حتى دنا من المصباح ليصلحه وهو يتقد
فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها فأخذ يطفئها بريقه فأخذت
النار لحيته فعدا فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنه حممة.
909

873 25 / 12 أبو إسحاق بن حمزة
الحافط الثبت الكبير إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني
أحد الاعلام سمع أبا شعيب الحراني ومحمد بن عبد الله مطينا ويوسف
ابن يعقوب القاضي ومحمد بن عثمان العبسي وأبا خليفة الجمحي وطبقتهم،
حدث عنه أبو عبد الله بن منده وعلى ابن عبد كويه وأبو بكر بن مردويه
وأبو بكر بن أبي 1] على الذكواني وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير، قال
أبو نعيم: هو أوحد زمانه في الحفظ: لم نر بعد عبد الله بن مظاهر في الحفظ
مثله، جمع الشيوخ و المسند، وجده عمارة هو حمزة بن يسار بن عبد الرحمن
ابن حفص أخي صاحب الدولة أبى مسلم الخراساني. قال أبو عبد الله بن
منده: لم أر احفظ من أبى إسحاق بن حمزة. وقال أبو جعفر بن أبي السرى
سمعت أبا العباس بن عقدة يقول: ما رأيت مثل ابن حمزة في الحفظ.
وقال الحاكم: كان في عصرنا جماعة بلغ المسند المصنف على التراجم لكل
واحد منهم الف جزء، منهم إبراهيم بن حمزة والحسين بن محمد الماسرجسي.
قال أبو نعيم: مات في سابع رمضان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
قلت عاش ثمانين سنة أو نحوها، وأبوه من كبار مشيخة أصبهان.
أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن مسعود بن أبي منصور انا أبو على المقرئ
انا أبو نعيم نا أبو إسحاق بن حمزة نا أبو جعفر الحضرمي نا عبادة بن زياد
نا يونس بن أبي يعفور 2 عن أبيه سمعت ابن عمر سمعت عمر يقول سمعت

(1) من المكية (2) في الأصلين " يعقوب " خطأ.
910

رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كل سبب ونسب منقطع
يوم القيامة الا سببي ونسبي. قال الحاكم في معرفة مزكى الاخبار: كان
ابن حمزة يفي بمذاكرة مسانيد الصحابة ترجمة ترجمة، اعترف له بالتفرد بحفظ
المسند أبو بكر ابن الجعابي وأبو على النيسابوري ومشايخنا، سألت أبا عبد الله
ابن منده عن وفاته فقال: سنة تسع وخمسين. قلت: الأول أصح.
سمعت الفقيه أبا القاسم الداركي يقول: جمع الصاحب ابن عباد
حفاظ بلدنا بأصبهان العسال والطبراني وابن حمزة وغيرهم وحضرت وكان
قد قدم عليه ابن الجعابي فأخذوا في مذاكرة الأبواب ثم ثنوا بذكر تراجم
الشيوخ فظهر العجز في كل منهم عن حفظ أبى إسحاق ومذاكرته. قال
الحاكم وسمعت أبا على الحافظ يقول: كان أبو عبيد بن حربويه انصرف
من قضاء مصر فقدم بغداد وكان يروى عن الأشعث وعمر بن شبة ثم
ارتقى إلى بندار وأبى موسى فلما قدم حدث عن [أبى 1] الربيع الزهراني
وإبراهيم بن الحجاج السامي وكان إبراهيم بن محمد بن حمزة يختص به
فقال لي إبراهيم ان أبا عبيد قال له قد عزمت ان أحدث عن أبي الوليد
والحوضي فقلت: الله الله أيها [القاضي فانا نرجم 1].
874 26 / 12 أحمد بن منصور بن عيسى
الامام الحافظ الفقيه أبو أحمد الطوسي الأديب، ذكره الحاكم فبالغ
في وصفه وقال: ورد نيسابور مرات وقل من رأيت من المشايخ أجمع
منه، سمع عبد الله بن شيرويه وإبراهيم بن إسحاق الأنماطي وطبقتهما،

(1) من المكية.
911

ولقد وردت طوس وأبو احمد الحافظ بها على القضاء فسمعته يقول:
انى لأتبجح بأحمد بن منصور أن يكون رجوعي في السؤال عن المشايخ إليه.
ثم قال الحافظ أبو عبد الله: توفى أبو أحمد سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
رحمه الله تعالى.
875 27 / 12 الطبراني
الحافظ الامام العلامة الحجة [بقية الحفاظ 1] أبو القاسم سليمان بن أحمد
بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني مسند الدنيا، ولد سنة ستين
ومائتين، وسمع في سنة ثلاث وسبعين وهلم جرا بمدائن الشام والحرمين
واليمن ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك،
وحدث عن الف شيخ أو يزيدون.
وصنف المعجم الكبير، وهو المسند سوى مسند أبي هريرة فكأنه
أفرده في مصنف، والمعجم الأوسط في ست مجلدات كبار على معجم
شيوخه يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب فهو نظير
كتاب الافراد للدارقطني بين فيه فضيلته وسعة روايته، وكان يقول:
هذا الكتاب روحي. فإنه تعب عليه وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر،
وصنف المعجم الصغير وهو عن كل شيخ له حديث واحد، وصنف
أشياء كثيرة وكان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة، سمع هاشم
ابن مرثد الطبراني وأبا زرعة الثقفي وإسحاق الدبري وإدريس العطار
وبشر بن موسى وحفص بن عمر سنجة [الف، وعلي بن عبد العزيز

(1) من المكية.
912

البغوي ومقدام بن داود الرعيني ويحيى بن أيوب العلاف وأبا عبد الرحمن
النسائي 1] وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ونظراءهم، وحرص
عليه في صباه أبو ه ورحل به وكان يروى عن دحيم وغيره.
مولد الطبراني بعكا في صفر من سنة ستين وأمه عكاوية وله
كتاب الدعاء في مجلد كبير، وكتاب المناسك، وكتاب عشرة النساء،
وكتاب السنة، وكتاب الطوالات، وكتاب النوادر، وكتاب دلائل
النبوة، وكتاب مسند شعبة، وكتاب مسند سفيان، وعمل أسانيد جماعة
من الكبار، وله كتاب حديث الشاميين، وكتاب الأوائل، وكتاب
الرمي، وله تفسير كبير وأشياء لم تقف عليها.
حدث عنه أبو خليفة الجمحي وابن عقدة وأحمد بن محمد الصحاف
وهؤلاء من شيوخه وأبو بكر بن مردويه والفقيه أبو عمر محمد بن الحسين
البسطامي والحسين بن أحمد بن المرزبان وأبو بكر بن [أبى 1] على
الذكواني وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسين
ابن فادشاه ومحمد بن عبيد الله بن شهريار وعبد الرحمن بن أحمد الصفار
وأبو بكر بن ريذة خاتمة أصحابه، وبقي بعده عامين عبد الرحمن ابن الذكواني
يروى عنه بالإجازة.
ذكر تواليف الطبراني - سماها ولم ير أكثرها الحافظ يحيى بن منده:
معجمه، مائتا جزء. معجمه الأوسط، ثلاث مجلدات. معجمه الصغير
مجلد. مسند العشرة، ثلاثون جزءا. مسند الشاميين، مجلدات. النوادر،

(1) من المكية.
913

مجلد. معرفة الصحابة، مجلد. فوائده، عشر اجزاء. مسند أبي هريرة،
كبير. مسند عائشة. التفسير، كبير. دلائل النبوة، مجلد. [الدعاء 1].
السنة، مجلد. الطوالات، مجلد. حديث شعبة، مجلد. حديث الأعمش،
مجلد. الأوزاعي، مجلد. شيبان، مجلد. أيوب، مجلد. عشرة النساء، جزء.
مسند أبي ذر، جزء ان. الرؤية، جزء. الجود، جزء. [العلم 1] الألوية،
جزء. فضل رمضان، جزء. الفرائض، جزء. الرد على المعتزلة، جزء.
الرد على الجهمية، جزء. مكارم الأخلاق العزاء، جزء. الصلاة على
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، جزء. المأموم، جزء. الغسل، جزء.
فضل العلم، جزء. ذم الرأي، جزء. تفسير الحسن، جزء ان. الزهري
عن انس، جزء ان. ابن المنكدر عن جابر، جزء. مسند أبى إسحاق السبيعي.
حديث يحيى بن أبي كثير. حديث مالك بن دينار. ما روى الحسن عن
انس. حديث ربيعة. حديث حمزة الزيات. حديث مسعر. حديث أبي سعد
البقال. طرق حديث من كذب على، جزء. النوح، جزء. مسند ابن
جحادة، من اسمه عباد، من اسمه عطاء، من اسمه شعبة. اخبار عمر بن
عبد العزيز. [عبد العزيز بن 1] رفيع. مسند روح بن القاسم. فضل
عكرمة. أمهات النبي صلى الله عليه وآله. مسند عمارة بن غزية،
وطلحة بن مصرف، وجماعة. مسند العبادلة، كبير. أحاديث أبى عمرو بن
العلاء. غرائب مالك، جزء. أبان بن تغلب، جزء. حريث بن أبي مطر.
وصية أبي هريرة. مسند الحارث العكلي. فضائل الأربعة الراشدين، جزء ان.

(1) من المكية.
914

مسند ابن عجلان. كتاب الأشربة. كتاب الطهارة. كتاب الامارة. عشرة
النساء. مسند أبى أيوب الإفريقي. مسند زياد الجصاص. مسند زافر.
وأشياء عدة.
قال الذكواني سئل الطبراني عن كثرة حديثه فقال: كنت أنام على
البواري ثلاثين سنة. قال أبو نعيم: دخل الطبراني أصبهان سنة تسعين
وسمع وسافر ثم قدمها فاستوطنها ستين سنة. وقال ابن مردويه: قدم
الطبراني سنة عشر فقبله أبو على ابن رستم العامل وضمه إليه وجعل له معلوما
من دار الخراج وكان يتناوله إلى أن مات. قال أبو عمر بن عبد الوهاب
السلمي سمعت الطبراني: لما قدم ابن رستم من فارس أعطاني خمس مائة درهم
فلما كان في آخر امره اخذ يتكلم في أبى بكر وعمر رضي الله عنهما ببعض
الشئ فخرجت ولم أعد إليه بعد.
قال ابن فارس صاحب اللغة سمع الأستاذ ابن العميد يقول: ما كنت
أظن في الدنيا كحلاوة الوزارة والرياسة التي انا فيها حتى شاهدت مذاكرة
الطبراني وأبى بكر الجعابي بحضرتي وكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه وكان
أبو بكر يغلبه بفطنته حتى ارتفعت أصواتهما إلى أن قال الجعابي: عندي حديث
ليس في الدنيا إلا عندي: فقال: هات، قال: انا بو خليفة انا سليمان بن
أيوب [- وحدث بحديث 1] فقال [الطبراني 1]: انا سليمان بن أيوب ومنى
سمعه أبو خليفة فاسمعه منى عاليا، فجعل الجعابي فوددت ان الوزارة لم تكن
وكنت انا الطبراني وفرحت كفرحه.

(1) من المكية.
915

قال جعفر بن أبي السرى سألت ابن عقدة ان يعيد لي فوتا وشددت
[عليه 1] فقال من أين أنت؟ قلت: من أصبهان، فقال: ناصبة، فقلت:
لا تقل هذا فيهم فقهاء ومتشيعة فقال: شيعة معاوية قلت: بل شيعة علي رضي الله عنه
، وما فيهم إلا من على أعز عليه من عينه وأهله، فأعاد على
ما فاتني ثم قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد اللخمي؟ فقلت: لا أعرفه
فقال: يا سبحان الله، أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه وتؤذيني هذا
الأذى، ما أعرف له نظيرا.
وقال: [أتعرف 1] إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم، قال:
ما رأيت مثله في الحفظ. قال ابن منده: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين
حدث عن أحمد بن عبد الرحيم البرقي ولم يحتمل سنة لقيه. قلت: نعم،
ولكن ما أراده الطبراني ولا قصد الرواية عنه انما روى عن عبد الرحيم
ابن البرقي السيرة وغير ذلك فغلط في اسمه وسماه باسم أخيه بلا شك،
والخطب في ذلك يسير وقد نبه على ذلك الحافظ أبو العباس أحمد بن
منصور الشيرازي فإنه قال كتبت عن الطبراني ثلاث مائة الف حديث
وهو ثقة إلا أنه كتب بمصر عن شيخ وكان له أخ سماه باسمه غلطا.
قال سليمان بن إبراهيم الحافظ قال الباطرقاني: كان ابن مردويه
سيئ الرأي في الطبراني، ثم قال سليمان: فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟
فأشار إلى حزم، فقال أبو نعيم: فمن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئا. قال الحافظ
الضياء: قد ذكر ابن مردويه في تاريخه الطبراني فما ضعفه. قلت: فدل على

(1) من المكية.
916

انه تبين له انه صدوق. قال أبو نعيم: توفى لليلتين بقيتا من ذي القعدة
سنة ستين وثلاث مائة. قلت: استكمل مائة عام وعشرة أشهر، وحديثه
قد ملا البلاد، فان في زمان إسماعيل بن محمد التيمي الحافظ كان رائجا
سمعه الطلبة، ثم في زمان ابن ناصر وأبى العلاء الهمذاني نفق سوقة وسمعوه
كثيرا، ثم في زمن أبى موسى المديني عد من أعلى ما يسمع، وسمع الحافظ
عبد الغنى إذ ذاك المعجم الكبير وحصله، ثم ارتحل ابن خليل والضياء
وهؤلاء وتنافسوا في سماعه، وفي سنة ست وست مائة انفرد بعلوه
أسعد بن سعيد وامتلأت الاجزاء والتخاريج منه.
أخبرنا ابن أبي الخير وجماعة كتابة عن أبي جعفر محمد بن أحمد
الصيدلاني أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله انا ابن ريذة انا أبو القاسم الطبراني
نا عبد الله بن محمد بن أبي مريم نا الفريابي نا إسرائيل عن سماك بن حرب
عن علقمة بن وائل عن أبيه ان امرأة خرجت على عهد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم تريد الصلاة فلقيها رجل فقضى حاجته منها فصاحت
فانطلق فمر عليها رجل فقالت: ذاك الرجل فعل بي كذا وكذا، فأخذوا
ذلك الرجل الذي ظنت، فقالوا: هذا؟ قالت: نعم، هو هذا، فأتوا به
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما أمر به قام صاحبها الذي وقع
عليها فقال: انا صاحبها فقال: ادن منى فقد غفر الله لك، وقال للآخر
قولا حسنا، فقالوا: أنرجمه؟ فقال: لقد تاب توبة لو تابها أهل المدينة قبل
منهم. هذا حديث منكر جدا على نظافة اسناده، صححه الترمذي ورواه
عن الذهلي عن محمد بن يوسف فوقع لنا بدلا عاليا.
917

876 28 / 12 الزيدي
الحافظ الإمام أبو أحمد حامد بن أحمد بن محمد بن أحمد المروزي
المشهور بالزيدي لاعتنائه بحديث زيد بن أبي أنيسة، استوطن طرسوس
مرابطا، وحدث ببغداد عن محمد بن نصر بن شيبة وأبى رجاء محمد بن
حمدويه وأحمد بن سور المراوزة وعلي بن الحسن بن سلم الأصبهاني
ومحمد بن العباس الدمشقي، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق والدارقطني
وابن الثلاج وابن جميع الغساني، وقد انتقى على خيثمة الأطرابلسي وغيره،
مات في الكهولة. قال الخطيب: كان ثقة مذكورا بالفهم موصوفا
بالحفظ. قال طلحة بن محمد بن جعفر: مات أبو أحمد الزيدي الحافظ سنة
ثمان وعشرين وثلاث مائة. وكذا أرخه ابن الثلاج ومحمد بن الفياض
وزاد: في رمضان.
وقال أبو سعيد بن يونس: مات حامد بن محمد أبو أحمد المروزي
الزيدي وكان يحفظ ويفهم في رمضان سنة تسع وعشرين وثلاث مائة
ببغداد. قال الخطيب: والأول أصح، وبلغني ان مولده سنة اثنتين وثمانين
ومائتين. ومات معه جماعة ذكروا مع ابن الأنباري.
أخبرنا ابن القواس انا ابن الحرستاني انا ابن المسلم انا ابن طلاب انا
ابن جميع نا حامد بن محمد أبو أحمد الحافظ نا محمد بن عمران بن موسى نا
محمد بن يحيى القصرى نا بشر بن عباد 1 عن عزرة بن ثابت عن مطرف 2

(1) في المكية " عقار " (2) لعل الصواب " مطر ".
918

الوراق عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي رسول الله
صلى الله عليه وآله بثلاث، الوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من
كل شهر والغسل يوم الجمعة. غريب.
877 29 / 12 خالد بن سعد
الحافظ العلامة أبو القاسم الأندلسي [القرطبي 1]، سمع محمد بن فطيس
وسليمان بن قريش وسعيد بن عثمان الأعناقي وطاهر بن عبد العزيز وخلقا،
وليس هو من أهل هذه الطبقة إلا بقدم موته، صنف كتاب رجال
الأندلس، وكان إماما حجة مقدما على حفاظ زمانه بقرطبة يعد من الأذكياء،
قيل إنه حفظ من مرة واحدة عشرين حديثا. وبلغنا ان المستنصر صاحب
الأندلس كان يقول: إذا فاخرنا أهل المشرق بيحيى بن معين فاخرناهم بخالد
ابن سعد، وقيل إن خالدا كان بذئ اللسان ينال من اعراض الناس
سامحه الله. توفى سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة.
أخبرنا جماعة أذنا عن الامام أبى محمد المقدسي انا أبو الفتح ابن البطي
انا أبو عبد الله الحميدي انا أبو عمر بن عبد البر في كتابه انا قاسم بن [محمد نا 1]
خالد بن سعد انا أحمد بن عمر نا ابن سنجر نا الفضل بن دكين نا شريك
فذكره - يعنى فذكر عن الكلبي عن حميضة بن الشمردل عن الحارث بن قيس:
أسلمت وعندي ثمان نسوة فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأمرني
ان اختار منهن أربعا.

(1) من المكية.
919

878 30 / 12 ابن أبي عثمان
الحافظ الإمام أبو سعيد أحمد بن أبي بكر محمد ابن الحافظ الكبير
أبى عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري النيسابوري، سمع أبا عمرو الخفاف
وعبد الله بن شيرويه والحسن بن سفيان والهيثم بن خلف الدوري وحامد
ابن شعيب والقاسم بن الفضل الرازي وطبقتهم بخراسان والعراق والجبال،
وكان ذا أموال 1 وحشمة وفضائل، روى عنه الحاكم كثيرا وقال: صنف
التفسير الكبير، والصحيح المخرج على كتاب مسلم، وغير ذلك. قال:
ولما خرج إلى بغداد خرج بعسكر كثير وأموال واجتمع عليه ببغداد
خلق كثير مجاهدون، استشهد بطرسوس سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة
وعاش خمسا وستين سنة.
879 31 / 12 ابن حبان
الحافظ الامام العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن
معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد
ابن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي
البستي صاحب التصانيف، سمع الحسين بن إدريس الهروي وأبا خليفة
الجمحي وأبا عبد الرحمن النسائي وعمران بن موسى بن مجاشع والحسن
ابن سفيان وأبا يعلى الموصلي وأحمد بن الحسن الصوفي وجعفر بن أحمد
الدمشقي وأبا بكر بن خزيمة وأمما لا يحصون من مصر إلى خراسان،

(1) في الأصلين " أقوال " كذا.
920

حدث عنه الحاكم ومنصور بن عبد الله الخالدي وأبو معاذ عبد الرحمن بن
محمد بن رزق الله وأبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني ومحمد بن أحمد
بن منصور النوقاتي وخلق.
قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانا وكان من
فقهاء الدين وحفاظ الآثار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم، صنف
المسند الصحيح، والتاريخ، وكتاب الضعفاء، وفقه الناس بسمرقند.
وقال الحاكم: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث
والوعظ ومن عقلاء الرجال، قدم نيسابور فسمع من عبد الله بن شيرويه
وغيره ورحل إلى بخارى فلحق عمر بن محمد بن بجير، ثم ورد نيسابور
سنة أربع وثلاثين وسار إلى قضاء نسا، ثم انصرف إلينا سنة سبع فأقام
بنيسابور وبنى الخانقاه وقرئ عليه جملة من مصنفاته ثم خرج من نيسابور
إلى وطنه سجستان عام أربعين وكان الرحلة إليه لسماع كتبه.
وقال الخطيب: كان ثقة نبيلا فهما. وقد ذكره أبو عمرو بن الصلاح
في طبقات الشافعية، وقال: ربما غلط الغلط الفاحش في تصرفاته. قال
ابن حبان في كتاب الأنواع: لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ.
وقال أبو إسماعيل الهروي سألت يحيى بن عمار عنه فقال: نحن أخرجناه
من سجستان، كان له علم ولم يكن له كبير دين، قدم علينا فأنكر الحد لله
فأخرجناه. قال ابن الذهبي: كلاهما مخطئ إذ لم يأت نص باثبات الحد
ولا بنفيه ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
قال أبو إسماعيل سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد سمعت أبي يقول:
921

أنكروا على ابن حبان قوله النبوة: العلم والعمل، فحكموا عليه بالزندقة
وهجر، وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله. قلت: وهذا أيضا له محمل
حسن ولم يرد حصر المبتدأ في الخبر ومثله: الحج عرفة. فمعلوم ان الرجل
لا يصير حاجا بمجرد الوقوف بعرفة وإنما ذكر مهم الحج ومهم النبوة
إذ أكمل صفات النبي العلم والعمل، ولا يكون أحد نبيا إلا أن يكون
عالما عاملا. نعم النبوة موهبة من الله تعالى لمن اصطفاه من أولي العلم
والعمل لا حيلة للبشر في اكتسابها ابدا وبها يتولد العلم النافع والعمل
الصالح، ولا ريب ان اطلاق ما نقل عن أبي حاتم لا يسوغ، وذلك
نفس فلسفي. مات أبو حاتم بن حبان في شوال سنة أربع وخمسين وثلاث
مائة. وهو في عشر الثمانين.
أنبأنا المسلم بن محمد انا الكندي انا الشيباني انا أبو بكر الخطيب انا
أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد السجستاني سنة ثلاث عشرة وأربع مائة قدم
علينا حاجا انا أبو حاتم التميمي انا أبو خليفة انا القعنبي عن شعبة عن
منصور عن ربعي عن أبي مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن
مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.
وأخبرني أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر انا أبو بكر
البيهقي انا أبو بكر محمد بن أحمد بن منصور النوقاني انا أبو حاتم محمد بن
حبان نا أحمد بن الحسن الصوفي نا يحيى بن معين نا عبد ة عن هشام بن
عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمر الأزدي عن ابن مسعود عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يحرم على النار كل هين لين قريب سهل.
922

وأخبرناه عاليا الأبرقوهي انا ابن صرما وغيره انا الأرموي انا ابن النقور
انا على السكري انا احمد الصوفي - فذكره.
قرأت على القاضي أبى الفضل بن قدامة انا محمد بن عبد الواحد الحافظ
انا أبو روح عبد المعز أن تميما الجرجاني أخبرهم أنبأنا علي بن محمد البحاثي
انا محمد بن أحمد الزوزني انا محمد بن حبان نا الحسن بن سفيان نا يزيد
ابن صالح اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا نا جرير بن حازم سمعت
أبا رجاء العطادري سمعت ابن عباس [وهو 1] على المنبر يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال أمر هذه الأمة قواما أو مقاربا
ما لم يتكلموا في الولدان والقدر. هذا حديث صالح الاسناد غريب لم أجده
في الكتب الستة.
قرأت على الحسن بن علي الأمين أخبركم ابن اللتي انا أبو الوقت انا
أبو إسماعيل الأنصاري انا عبد الصمد بن محمد بن محمد بن صالح انا أبى انا
محمد بن حبان سمعت أسامة بن أحمد [بمصر 1] سمعت ابن السرح سمعت
عبد الرحمن ابن القاسم سمعت مالكا يقول: ما أحد ممن تعلمت العلم منه
إلا صار إلى حتى سألني عن أمر دينه.
ومات معه في السنة مسند مصر أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد
ابن عطية بن الحدال عن أربع وثمانين سنة، وحامل لواء الشعر أبو الطيب
أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي الكوفي عرف بالمتنبي، ومسند نيسابور
أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي عم مائة سنة وأربع سنين،

(1) من المكية.
923

ومقرئ بغداد أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم العطار.
أنبأنا يحيى ابن الصيرفي انا عبد القادر الحافظ انا مسعود الثقفي انا
أبو عمرو بن منده انا أبى انا أبو حاتم بن حبان نا عمر بن محمد بن بجير
نا ابن السرح انا ابن وهب نا بكر بن مضر عن الأوزاعي قال: بلغني ان الله
إذا أراد بقوم شرا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل.
880 32 / 12 ابن علان
الحافظ العالم محدث خراسان أبو الحسن علي بن الحسن بن علان
الحراني صاحب تاريخ الجزيرة، سمع أبا يعلى الموصلي ومحمد بن جرير
وعبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن محمد الباغندي وسعيد بن هاشم الطبراني
وطبقتهم، وكان واسع الرحلة كثير الطلب حدث عنه أبو عبد الله بن
منده وتمام الرازي وأحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي وأبو القاسم عبد الرحمن
ابن الطبيز وأبو العباس محمد ابن السمسار وآخرون، قال الحافظ عبد العزيز
الكتاني: كان ثقة حافظا نبيلا، توفى يوم عيد الأضحى سنة خمس وخمسين
وثلاث مائة.
أخبرنا يحيى بن أحمد الجذامي ومحمد بن الحسين المعدل قالا انا محمد
ابن عماد انا عبد الله بن رفاعة انا علي بن الحسن انا أبو العباس أحمد بن
محمد بن الحاج انا على الحسن بن علان نا أبو يعلى أحمد بن علي نا غسان
ابن الربيع عن عبد الرحمن بن ثابت بن 1 ثوبان عن الحسن بن الحر

(1) في الأصلين " عن " خطأ.
924

عن القاسم بن مخيمرة قال اخذ علقمة بيدي وأخذ ابن مسعود بيد علقمة
وأخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد ابن مسعود في التشهد:
التحيات لله - إلى قوله: عبد ه ورسوله.
881 33 / 12 ابن الجعابي
الحافظ البارع فريد زمانه قاضي الموصل أبو بكر محمد بن عمر بن
محمد بن سلم التميمي البغدادي ابن الجعابي، سمع محمد بن الحسن بن سماعة
ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن يحيى المروزي ويحيى بن محمد الحنائي
وعبد الله بن محمد البلخي وأبا خليفة الجمحي ومحمد بن حبان وجعفر الفريابي
وطبقتهم، وتخرج بأبي العباس بن عقدة، وصنف الأبواب والشيوخ
والتاريخ، حدث عنه الدارقطني وابن شاهين وابن رزقويه ومحمد بن
الحسين بن الفضل القطان وأبو عبد الله الحاكم والقاضي أبو عمر الهاشمي
وأبو نعيم الحافظ وهو خاتمة أصحابه، ولد في صفر سنة أربع وثمانين
ومائتين قال أبو على النيسابوري: ما رأيت في المشايخ احفظ من عبد ان
ولا رأيت في أصحابنا احفظ من أبى بكر ابن الجعابي، وذاك انى حسبته
من البغداديين الذين يحفظون شيخا واحدا وترجمة واحدة أو بابا واحدا
فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوما: يا أبا على لا تغلط، ابن الجعابي يحفظ
حديثا كثيرا، قال فخرجنا يوما من عند ابن صاعد فقلت له يا أبا بكر
أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمر في الترجمة فما زلت اجره من مصر
إلى حديث الشام إلى العراق إلى افراد الخراسانيين وهو يجيب، إلى أن
925

قلت: فأيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبى سعيد بالشركة؟
فذكر بضعة عشر حديثا، فحيرني حفظه. قال أبو الفضل القطان سمعت ابن
الجعابي يقول: دخلت الرقة وكان لي ثم قمطر من 1 كتب فجاء غلامي
مغموما وقال: ضاعت: الكتب، فقلت: [يا بنى 2] لا تغتم، فان فيها
مائتي الف حديث لا يشكل على حديث منها لا اسناده ولا متنه.
قال أبو على التنوخي: ما شاهدنا أحدا احفظ من أبى بكر ابن الجعابي
وسمعت من يقول إنه يحفظ مائتي الف حديث ويجيب في مثلها، كان
يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظها، وأكثر الحفاظ يتسمحون
في ذلك، وكان إماما في معرفة العلل وثقات الرجال وتواريخهم
وما يطعن على الواحد منهم، لم يبق في زمانه من يتقدمه.
أنبأنا ابن علان وغيره قالوا انا أبو اليمن انا الشيباني انا الخطيب حدثني
الحسن بن محمد الأشقر سمعت أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة
يقول سمعت ابن الجعابي يقول: أحفظ أربع مائة الف حديث، وأذاكر
بست مائة الف حديث. قال أبو القاسم التنوخي: تقلد ابن الجعابي قضاء
الموصل فلم يحمد. وذكر الخطيب عن رجاله ان ابن الجعابي كان يشرب
في مجلس ابن العميد. وقال السلمي سألت الدارقطني عنه فقال: خلط -
وذكر مذهبه في التشيع. وكذا روى الحاكم عن الدارقطني قال: وحدثني
ثقة انه خلا به نائما وكتب على رجله قال فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسه
الماء. قال الأزهري [ان 1] ابن الجعابي لما مات أوصي بأن تحرق كتبه

(1) في المكية " قمطرين " (2) من المكية.
926

فأحرقت وكان فيها كتب للناس، قال فحدثني [أبو 1] الحسين ابن البواب
انه كان له عنده مائة وخمسون جزءا فذهبت في جملة ما أحرق.
مسعود السجزي نا الحاكم سمعت الدارقطني قال: أخبرت بعلة الجعابي
فقمت إليه فرأيته يحرق كتبه فأقمت عنده حتى ما بقي منه شئ 2 ومات
من ليلته. أبو ذر الهروي سمعت أحمد بن عبد ان الحافظ يقول: وقع إلى
جزء من حديث ابن الجعابي فحفظت منه خمسة أحاديث فأجابني فيها ثم
قال لي: من أين لك هذا؟ قلت: من جزئك، قال: إن شئت ألق على المتن
وأجيبك في اسناده أو ألق على الاسناد وأجيبك في المتن.
الخطيب: سمعت ابن رزقويه قال: كان ابن الجعابي يمتلئ مجلسه
وتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق ويحضره ابن المظفر والدارقطني ويملي
الأحاديث بطرقها من حفظه. قال أبو على الحافظ قلت لابن الجعابي:
قد وصلت إلى الدينور فهلا جئت نيسابور؟ قال: هممت به ثم قلت أذهب
إلى قوم عجم لا يفهمون عنى ولا أفهم عنهم. قال قلت للدارقطني:
بلغني عن ابن الجعابي انه تغير عما عهدنا، قال: وأي تغير؟ قلت: بالله هل
اتهمته؟ قال: أي والله، ثم ذكر أشياء فقلت: وصح لك انه خلط الحديث؟
قال: أي والله، قلت: حتى خفت انه ترك المذهب؟ قال: ترك الصلاة
والدين 3.
وقال محمد بن عبيد الله المسبحي: كان ابن الجعابي [المحدث 1]
قد صحب قوما من المتكلمين فسقط عند أهل الحديث، وأمر عند موته ان

(1) من المكية (2) في المكية " سينة " (3) تأتي للجعابي قصة في ترجمة السبيعي رقم 898.
927

تحرق دفاتره بالنار فاستقبح ذلك منه، وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد
ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه فخرج هاربا. قال
ابن شاهين: دخلت انا وابن المظفر والدارقطني على ابن الجعابي وهو
مريض فقلت له: من انا؟ فقال: سبحان الله ألستم فلان وفلان - وسمانا،
فدعونا وخرجنا ومشينا خطوات وسمعنا الصائح بموته ورجعنا لغد فرأينا
كتبه تل رماد.
قال الأزهري: كانت سكينة نائحة الرافضة تنوح في جنازته.
وقال أبو نعيم: قدم ابن الجعابي أصبهان سنة تسع وأربعين - [يعنى 1]
وسمعوا منه.
وللشاعر محمد بن سكرة في ابن الجعابي:
ابن الجعابي ذو سجايا * محمودة منه مستطابه
رأى الرئا والنفاق حظا * في ذي العصابة وذي العصابة
يعطى الامامي ما اشتهاه * ويثبت الامر في القرابة
حتى إذا غاب عنه انحى * يثبت الامر في الصحابة
وان خلا الشيخ بالنصارى * رأيت سمعان أو مرابه
قد فطن الشيخ للمعاني * فالغر من لامه وعابه
أخبرنا إسحاق الأسدي انا يوسف الحافظ انا أبو المكارم التيمي
[ح] وأنبأنا أحمد بن سلامة عن التيمي انا أبو على الحداد انا أبو نعيم
الحافظ نا محمد بن عمر بن سلم نا محمد بن النعمان السلمي نا هدبة نا حزم

(1) من المكية.
928

ابن أبي حزم سمعت الحسن يقول: بئس الرفيق الدينار والدرهم لا ينفعانك
حتى يفارقاك. توفى ابن الجعابي ببغداد في رجب سنة خمس وخمسين
وثلاث مائة.
882 34 / 12 ابن علك
الحافظ ابن الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أحمد بن علك
المروزي الجوهري من نقاد أئمة الحديث بمرو، سمع أباه - وكان حافظا
تقدم في كتابنا، ومحمد بن أيوب بن الضريس ومحمد بن إبراهيم البوشنجي
والفضل بن محمد الشعراني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وابن ناجية
والدغولي وخلائق، ارتحل به والده، حدث عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي وأبو بكر البرقاني والحاكم وعدة. قال الخليلي: مات بعد الستين
وثلاث مائة. ثم قال: هو حافظ متفق عليه.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا ابن قدامة انا ابن البطي انا احمد
ابن خيرون (ح) وأخبرنا إسماعيل انا محمد بن خلف (ح) وأخبرنا
عبد الخالق القاضي وابن الفراء قالا انا البهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا
شهدة انا محمد بن عبد السلام قالا انا أبو بكر البرقاني قرأت على عبد الله
ابن عمر بن علك حدثكم عبد الله بن أحمد بن حنبل نا عباد بن موسى
نا إبراهيم بن سعد أخبرني أبي عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم انه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة (آلم تنزيل، وهل
أتى على الانسان). أخرجه مسلم.
929

883 35 / 12 الصكوكي
الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن زكريا بن الحسين النسفي، حدث عن
محمد بن نصر المروزي وصالح بن محمد جزرة ومحمد بن إبراهيم البوشنجي
وطبقتهما، أرخه جعفر المستغفري فقال: كان حافظا مصنفا للأبواب عارفا
بحديث أهل بلده، مات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثلاث مائة
رحمه الله تعالى.
884 36 / 12 ابن رميح
الحافظ الامام الجوال أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة
النخعي النسوي ثم المروزي صاحب التصانيف، روى عن أبي خليفة الجمحي
وعمر بن أبي علان وعبد الله بن زيدان وأبى العباس السراج وابن شيرويه
وعبد الله بن محمود المروزي وعمر بن بجير ومحمد بن الفضل السمرقندي
وابن قتيبة العسقلاني وطبقتهم وصنف وألف وأكثر الترحال، قال
الحاكم: قدم نيسابور فعقدت له المجلس و قرأت عليه صحيح البخاري، وقد
أقام باليمن بصعدة مدة، ثم قدم وأكرموه وأكثروا عليه ببغداد، وما المثل
فيه إلا كما قال ابن معين: لو ارتد عبد الرزاق ما تركبنا حديثه. ثم قال الحاكم:
سألت أبا سعيد المقام بنيسابور فقال: على من أقيم؟ فوالله لو قدرت لم أفارق
سدتك، ثم قال: ما الناس بخراسان إلا كما أنشدني بعضهم:
كفى حزنا ان المروءة عطلت * وأن ذوي الألباب في الناس ضيع
930

وإن ملوكا ليس يحظى لديهم * من الناس إلا من يغنى ويصفع
حدث عنه الدارقطني والحاكم وابن رزقويه وأبو علي بن دوما
وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم عبد الرحمن السراج، واستدعاه
أمير صعدة من بغداد فأدركته المنية بالبادية فمات بالجحفة. وثقه الحاكم
وأبو الفتح ابن أبي الفوارس. وقال أبو زرعة محمد بن يوسف الكشي
وأبو نعيم: كان ضعيفا. قال الخطيب: والامر عندنا بخلاف ذلك، فان
ابن رميح ثقة ثبت لم تختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك. توفى سنة
سبع وخمسين وثلاث مائة.
أخبرنا بلال المغيثي ومحمد بن عبد الرحيم قالا انا عبد الوهاب بن
رواح (ح) وانا سنقر الحلبي ومحمد بن محمد الفارسي قالا انا علي بن محمود
قالا انا أبو طاهر السلفي انا أبو عبد الله الثقفي انا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء
سنة عشر وأربع مائة ثنا أحمد بن محمد بن رميح نا عمر بن سعيد [بن حاتم 1]
نا إسماعيل بن مخلد نا عبيد بن يعيش حدثني منصور بن وردان عن أبي
حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم في مسجد الخيف فقال: نضر الله امرءا سمع منا حديثا -
وذكر الحديث.
885 37 / 12 أحمد بن طاهر بن النجم
الحافظ المتقن أبو عبد الله الميانجي، رحل وسمع أبا مسلم الكجي

(1) من المكية.
931

وعبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن محمد الحنائي [وأحمد بن هارون
البرديجي الحافظ وطبقتهم، وتبصر في هذا العلم بسعيد بن عمرو البرذعي.
حدث عنه عبد الله بن أبي زرعة القزويني ويعقوب بن يوسف الأردبيلي 1]
وأحمد بن الحسين التراسي المراغي وأحمد بن فارس اللغوي، وكان ابن
فارس يقول: ما رأى ابن النجم مثل نفسه ولم أر مثله. حكاه الحافظ
سعد بن علي. قال الخليلي: توفى بعد الخمسين وثلاث مائة.
قرأت على أحمد بن عبد الكريم بمصر أخبركم نسر بن جزء في سنة
ثلاث وعشرين وست مائة انا أبو طاهر السلفي انا سعد بن علي المصري
وعلي بن هبة الله بالمراغة قالا انا أحمد بن الحسين بن علي التراسي نا احمد
ابن طاهر الميانجي نا يحيى بن محمد [بن 1] البختري نا عبيد الله بن معاذ
نا المعتمر بن سليمان قال قال أبى نا انس بن مالك ان رجلين عطسا عند
النبي صلى الله عليه وآله فشمت - أو فسمت - أحدهما وترك الآخر،
فقال رجل يا رسول الله تركت الآخر؟ قال لان هذا حمد الله وهذا
لن يحمد الله - أو كما قال.
886 38 / 12 حمزة بن محمد بن علي بن العباس
الحافظ الزاهد العالم أبو القاسم الكناني المصري محدث مصر، سمع
أبا عبد الرحمن النسائي والحسن بن أحمد بن الصيقل وعمران بن موسى بن
حميد الطبيب ومحمد بن سعيد السراج وسعيد بن عثمان الحراني وأبا يعلى

(1) من المكية.
932

الموصلي ومحمد بن داود بن عثمان الصدفي وعبد ان الأهوازي وخلائق،
وأكثر التطواف وجمع وصنف، وهو مملي مجلس البطاقة، روى عنه
ابن منده وعبد الغنى بن سعيد الأزدي وأبو الحسن الدارقطني ومحمد بن
عمر بن خطاب والحسين بن الحسن اللواز والفقيه علي بن محمد أبو الحسن
القابسي وأحمد بن محمد بن الحاج وعلي بن حمصة الحراني خاتمة أصحابه
وآخرون، قال الحاكم: وحمزة المصري على تقدمه في معرفة الحديث كان
أحد من يذكر بالزهد والورع والعبادة، سمع أبا خليفة والنسائي وأقرانهما.
وقال الحافظ عبد الغنى: كل شئ لحمزة ففي سنة خمس، ولد سنة خمس
وسبعين ومائتين، وأول ما سمع منه سنة خمس وتسعين، ورحل سنة
خمس وثلاث مائة.
وقال الصوري: كان حمزة ثبتا حافظا. وقال ابن زولاق حدثني
حمزة الحافظ قال رحلت سنة خمس فدخلت حلب وقاضيها أبو عبد الله
محمد بن عبد ة فكتبت عنه فكان يقول: لو عرفتك بمصر لملأت ركابيك
ذهبا، فيقال انه أعطاه مائتي دينار ترحل بها إلى العراق.
قال أبو عمر بن عبد البر سمعت عبد الله بن محمد بن أسد سمعت حمزة
الكناني يقول خرجت حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وآله
من نحو مائتي طريق فداخلني لذلك من الفرح غير قليل وأعجبت بذلك
فرأيت يحيى بن معين في المنام فقلت يا أبا زكريا خرجت حديثا من مائتي
طريق، فسكت عنى ساعة ثم قال: أخشى ان يدخل هذا تحت (ألهاكم
التكاثر). وقال ابن منده سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت اكتب
933

الحديث ولا اكتب " وسلم " فرأيت النبي صلى الله عليه وآله
في المنام فقال لي: أما تختم الصلاة على في كتابك؟.
أنبأني الخضر بن حمويه وطائفة عن القاسم بن عساكر انا أبى انا ابن
الأكفاني انا سهل بن بشر سمعت علي بن عمر الحراني سمعت حمزة بن محمد
وجاءه غريب فقال: عساكر المعز قد وصلوا إلى الإسكندرية، فقال:
اللهم لا تحيني حتى تريني الرايات الصفر، فمات حمزة ودخل عسكرهم بعد
موته بثلاثة أيام. قال أبو القاسم يحيى بن علي الطحان: سمعت منه، ومات
في ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.
أخبرنا إسماعيل ابن الفراء أبو الحسين بن الفقيه قالا انا صباح انا
ابن رفاعة انا أبو الحسين الخلعي انا عبد الرحمن بن عمر انا حمزة بن محمد
الحافظ سمعت الصيدلاني سمعت عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: إذا
رأيت الرجل يخرج من منزله بلا محبرة ولا قلم يطلب الحديث فقد عزم
على الكذب. قلت: حمزة وأبو أحمد بن عدي والإسماعيلي والدارقطني
هم أهل الطبقة السابعة من كتاب ابن المفضل.
887 39 / 12 عمر البصري
الحافظ المفيد أبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السرى
الوراق، كتب الناس كثيرا بالعراق بانتخابه وكان يدرى هذا الفن،
حدث عن الحسن بن المثنى والفضل بن الحباب وعبد ان الأهوازي ومحمد
ابن جرير الطبري وهذه الطبقة، حدث عنه أبو الحسن بن رزقويه والحاكم
934

ابن البيع وأبو سعيد النقاش وعلي بن أحمد الرزاز وطائفة.
أخبرنا المؤمل بن محمد البالسي والمسلم بن علان كتابة قالا انا الكندي
انا الشيباني انا الخطيب أبو بكر انا ابن رزقويه انا عمر بن جعفر نا الفضل
ابن عمرو 1 حدثنا أبو الوليد نا شعبة عن أبي إسحاق وأبى الحسن عن البراء
ان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصي رجلا إذا اخذ مضجعه
أن يقول: أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك. هكذا هو
مختصر، وكان الدارقطني تتبع خطأ عمر البصري في ما انتقاه على أبي بكر
الشافعي خاصة وعمل في ذلك رسالة. وقد كان أبو محمد الحسن السبيعي
يقول: هو كذاب 2. وقال ابن أبي الفوارس: حدث بشئ يسير
وكانت كتبه رديئة. قال الحاكم سمعت عمر بن جعفر البصري يقول:
بت عند ابن عقدة فأخذ يذاكرني بشئ لا اهتدى إليه فقلت: أيش عند
أيوب عن الحسن؟ فذكر حديثين، فقلت: تحفظ عن أيوب عن الحسن
عن أبي برزة ان رجلا أغلظ لأبي بكر الحديث، فبقي وكبرت، فقال:
أذكر لي سنده، فقلت: انا عبد ان انا محمد بن عبيد بن حساب 3 انا سفيان
ابن موسى عن أيوب. مات سنة سبع وخمسين وثلاث مائة عن سبع
وسبعين سنة.

(1) في الأصلين " عمر " خطأ، والفضل بن عمرو هذا هو أبو خليفة الفضل بن
الحباب بينه الخطيب في الموضح (2) كذبه السبيعي لقصة جرت له معه كما تراها في
ترجمة عمر من لسان الميزان - وستأتي في ترجمة السبيعي رقم 898 (3) في الأصلين
" حسان " خطأ.
935

888 40 / 12 الآجري
الامام المحدث القدوة أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي
مصنف كتاب الشريعة - في السنة، والأربعين، وغير ذلك، سمع أبا مسلم
الكجي وأبا شعيب الحراني وخلف بن عمرو العكبري وأحمد بن يحيى
الحلواني وجعفرا الفريابي وطائفة سواهم، روى عنه أبو الحسن الحمامي
وعبد الرحمن بن عمر ابن النحاس وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم
وأبو نعيم الحافظ وخلق كثير من الحجاج والمغاربة، وكان مجاورا بمكة،
وكان عالما عاملا صاحب سنة واتباع، قال الخطيب: كان دينا ثقة
له تصانيف توفى بمكة في المحرم سنة ستين وثلاث مائة رحمة الله عليه.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله انا زين الامناء الحسن بن محمد
انا المبارك بن علي البزاز سنة سبع وخمسين وخمس مائة انا علي بن محمد
العلاف انا عبد الملك بن محمد انا أبو بكر الآجري نا أبو بكر محمد بن الليث
الجوهري نا محمد بن عبيد المحاربي نا قبيصة بن الليث الأسدي عن مطرف
ابن طريف عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وآله ان يرفع الرجل صوته بالقراءة قبل
العتمة وبعدها.
889 41 / 12 سعيد بن القاسم بن العلاء
أبو عمرو البرذعي نزيل طراز من بلاد الترك، حج وحدث ببغداد
عن محمد بن حبان بن الأزهر البصري ومحمد بن يحيى بن منده وعبد الله
936

ابن الحسين الشاماتي ومحمد بن جعفر الكرابيسي وطبقتهم. وعنه الدارقطني
وأبو علي بن فضالة الرازي شيخ الخطيب وأحمد بن عبد الرحمن الشيرازي
وجماعة، قال أبو نعيم: كان أحد الحفاظ حدثنا عنه محمد بن إسماعيل الوراق
ببغداد. وقال الحاكم: جاء نعيه في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة.
أخبرنا ابن عساكر عن عبد المعز انا زاهر انا أبو سعيد الكنجرودي
انا السيد أبو الحسن محمد بن علي الهمذاني نا سعيد الحافظ بطراز نا ظفر
ابن الليث نا محمد خالد بن فريان نا أبو همام الدلال نا خارجة بن مصعب
عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا: ليس في أمتي رئاء
ولا كبر إذا وضعوا جباههم في الأرض، فإن كان يرائي فان التوحيد
في القلب [لا يرى 1]. هذا حديث منكر آفته ظفر أو شيخه.
890 42 / 12 ابن السكن
الحافظ [الحجة 1] أبو على سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي
نزيل مصر، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، سمع أبا القاسم البغوي
وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي وأبا عروبة الحراني
ومحمد بن يوسف الفربري وابن جوصا وطبقتهم من جيحون إلى النيل،
وعنى بهذا الشأن وجمع وصنف وبعد صيته، روى عنه أبو عبد الله بن
منده وعبد الغنى بن سعيد وعلي بن محمد الدقاق وعبد الله بن محمد بن أسد
القرطبي وأبو عبد الله محمد [بن أحمد 1] بن يحيى بن مفرج وأبو جعفر

(1) من المكية.
937

ابن عون الله وآخرون، ووقع كتابه الصحيح المنتقى إلى أهل الأندلس،
توفى في المحرم سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
كتب إلينا أحمد بن سلامة الحداد عن محمد بن حمد الأرتاحي ان
علي بن الحسين الموصلي أنبأهم قال أنبأنا الحافظ عبد الرحيم بن أحمد البخاري
انا عبد الرحمن بن عمر البزاز نا أبو على سعيد بن عثمان الحافظ نا عبد الوهاب
ابن عيسى الحافظ انا عبد الوهاب بن عيسى البغدادي نا إسحاق بن أبي إسرائيل
نا حاتم بن إسماعيل نا عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد ومحمد ابني
عبيد عن أبي حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا جاءكم
من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض
وفساد عريض. أبو حاتم صحابي ما روى سوى هذا، قاله أبو على.
891 43 / 12 القصاب
الحافظ الإمام أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرجي المجاهد، وإنما
عرف بالقصاب لكثرة ما أهراق من دماء الكفار في الغزوات. وكان
والده يروى عن علي بن حرب الطائي وطبقته، وروى هو عن محمد
ابن إبراهيم الطيالسي وعبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ومحمد بن العباس
الأخرم وجعفر بن أحمد بن فارس والحسن بن يزيد الدقاق وخلق كثير،
وصنف كتاب ثواب الأعمال، [وكتاب عقاب الأعمال، 1] وكتاب
السنة، وكتاب تأديب الأئمة، وغير ذلك، روى عنه ابناه أبو الحسن على

(1) من المكية.
938

وأبو الفرج عمار وأبو منصور المظفر بن محمد بن الحسين البروجردي
وغيرهم، ولم أظفر بوفاته وكأنه بقي إلى قريب الستين وثلاث مائة
[فالله اعلم 1]، وفيه يقول أبو الحسن الكرجي:
وفى الكرج الغراء أوحد عصره * أبو أحمد القصاب غير مغالب
تصانيفه تبدى غزير علومه * فلست ترى علما له غير سارب
وهو القائل في كتاب السنة: كل صفة وصف الله لها نفسه أو
وصف بها نبيه فهي صفة حقيقة لا مجازا. قلت: نعم لو كانت صفاته
مجازا لتحتم تأويلها ولقيل: معنى البصر كذا، ومعنى السمع كذا، ومعنى
الحياة كذا، ولفسرت بغير السابق إلى الافهام، فلما كان مذهب السلف
امرارها بلا تأويل علم أنها غير محمولة على المجاز وأنها حق بين.
792 44 / 12 ابن السني
الحافظ الامام الثقة أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم
ابن أسباط الدينوري مولى جعفر بن أبي طالب الهاشمي، ويعرف بابن السني
صاحب كتاب عمل اليوم والليلة، وراوي سنن النسائي، سمع النسائي
وأبا خليفة الجمحي وزكريا الساجي وعمر بن أبي غيلان والباغندي وأبا يعقوب
المنجنيقي وجماهر بن محمد الزملكاني وعبد الله بن زيدان البجلي وأبا عروبة
الحراني، وأكثر الترحال، روى عنه حمد بن عبد الله الأصبهاني ومحمد
ابن علي العلوي وعلي بن عمر الأسد آباذي وأحمد بن الحسين الكسار

(1) من المكية.
939

وآخرون.
قال القاضي أبو زرعة روح بن محمد سبط ابن السني: سمعت عمى على
ابن أحمد بن محمد يقول: كان أبى يكتب الحديث فوضع القلم في أنبوبة
المحبرة ورفع يديه يدعوا الله تعالى فمات رحمه الله تعالى، وذلك في آخر
سنة أربع وستين وثلاث مائة. قلت: كان دينا خيرا صدوقا، اختصر
السنن وسماه " المجتبى " عاش بضعا وثمانين سنة، وقع لنا من طريقه ما اجتباه
من السنن.
قرأت على أحمد بن عبد الكريم الواسطي أخبركم عبد العزيز بن باقا
انا أبو زرعة انا عبد الرحمن بن حمد انا أحمد بن الحسين القاضي انا أبو بكر
ابن السني نا أحمد بن شعيب نا قتيبة عن مالك عن محمد بن المنكدر عن
جابر أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأصابه وعك
بالمدينة فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله
أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: انما المدينة كالكير تنفى خبثها وينصح طيبها 1.
893 45 / 12 ابن عدي
الامام الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد
ابن مبارك الجرجاني، ويعرف أيضا بابن القطان صاحب كتاب الكامل
في الجرح والتعديل، كان أحد الاعلام، ولد سنة سبع وسبعين ومائتين،

(1) سيأتي لابن السني حديث آخر أدرج في الترجمة الآتية.
940

وسمع سنة تسعين، وارتحل أولا سنة سبع وتسعين، وسمع بهلول بن
إسحاق الأنباري ومحمد بن عثمان بن أبي سويد ومحمد بن يحيى المروزي
وعبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس الدمشقي وأنس بن السلم وأبا خليفة
الجمحي والحسن بن سفيان وأبا عبد الرحمن النسائي وعمران بن مجاشع
وعبد ان الأهوازي وأبا يعلى الموصلي والحسن بن محمد المدني صاحب يحيى
ابن بكير والحسن بن الفرج الغزي وخلائق، وعنه أبو العباس بن عقدة
شيخه وأبو سعد الماليني والحسن بن رامين ومحمد بن عبد الله بن عبد كويه
وحمزة بن يوسف السهمي وأبو الحسين أحمد بن العالي وآخرون، وهو
مصنف في الكلام على الرجال عارفا بالعلل.
قال أبو القاسم بن عساكر: كان ثقة على لحن فيه. قال حمزة السهمي
سألت الدارقطني ان يصنف كتابا في الضعفاء، فقال: أليس عندك كتاب
ابن عدي؟ فقلت: بلى، فقال: فيه كفاية لا يزاد عليه. قلت: وقد صنف
ابن عدي على أبو أب مختصر المزني كتابا سماه " الانتصار ". قال حمزة السهمي:
كان حافظا متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله تفرد برواية أحاديث وهب
منها لابنيه عدى وأبى زرعة وتفردا بها عنه 1، قال الخليلي: كان عديم
النظير حفظا وجلالة، سألت عبد الله بن محمد الحافظ: أيهما احفظ؟
ابن عدي أو ابن قانع، فقال: زر قميص ابن عدي احفظ من عبد الباقي
ابن قانع. قال الخليلي: وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أر أحدا
مثل أبى أحمد بن عدي، وكيف فوقه في الحفظ. وكان احمد قد لقى الطبراني

(1) راجع نص عبارة حمزة في كتابه تاريخ جرجان ص 226.
941

وأبا احمد الحاكم وقد قال لي: كان حفظ هؤلاء تكلفا وحفظ ابن عدي
طبعا، زاد معجمه على الف شيخ.
أخبرنا إسحاق الصفار انا ابن رواحة انا السلفي انا أحمد بن محمد
ابن مردويه انا علي بن عمر الأسد آباذي انا أبا بكر ابن السني أخبرني إبراهيم
ابن محمد بن الضحاك نا محمد بن سنجر نا أسد بن موسى نا بكر بن خنيس
عن ضرار بن عمرو عن ابن سيرين أو غيره عن الأحنف بن قيس سمع
عمر يقول لحفصة: أنشدك بالله هل تعلمين ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم كان يضع ثيابه ليغتسل فيأتيه بلال فيؤذنه للصلاة فما يجد ثوبا
يخرج فيه إلى الصلاة حتى يلبس ثوبه فيخرج فيه إلى الصلاة. قال أبو الوليد
الباجي: ابن عدي حافظ لا بأس به. قال حمزة بن يوسف: توفى أبو أحمد
في جمادى الآخرة سنة خمس وستين [وثلاث مائة 2] وصلى عليه الإمام أبو
بكر الإسماعيلي.
أخبرنا أبو الحسن الحسيني انا ابن روزبة انا أبو الوقت الماليني انا
أبو إسماعيل الأنصاري انا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أبي بكر البوشنجي
نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ نا الفضل بن الحباب نا أبو عمر الحوضي
عن الحارث بن وجيه عن مالك بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تحت كل شعرة جنابة
ألا فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر.

(1) موضع هذا الحديث في الترجمة السابقة أدرج في الأصلين هنا.
(2) من المكية.
942

894 46 / 12 الآبندوني
الحافظ الإمام أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الجرجاني
رفيق ابن عدي في رحلته، وآبندون من قرى جرجان، نزل بغداد
وحدث عن أبي خليفة الجمحي والحسن بن سفيان وقاسم المطرز وأبى يعلى
الموصلي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأبى العباس السراج وطبقتهم، وعنه
أبو بكر البرقاني وأبو العلاء الواسطي وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة
ثبتا له تصانيف، وكان عسرا في الحديث. قال الحاكم: كان أحد أركان
الحديث. وقال البرقاني: كان محدثا زاهدا متقللا من الدنيا لم يكن يحدث
غير انسان واحد فقيل له في ذلك فقال: أصحاب الحديث فيهم سوء أدب
وإذا اجتمعوا يتحدثون ولا أصبر على ذلك. قال البرقاني أعطاني كسرا
وقال: بلها بماء الباقلاني فوقعت عليها باقلاتين فرفعهما الباقلاني وقال:
هذا الشيخ يعطيني في الشهر دانقا حتى أبل له الكسر. وقد روى عنه
رفيقه أبو بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن شاه المروزي وأبو نعيم الحافظ. وقيل إنه
عاش خمسا وتسعين سنة، مات سنة ثمان وستين وثلاث مائة.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا أبو محمد بن قدامة انا يحيى بن ثابت
انا أبى [ح] قال وانا ابن البطي انا أحمد بن الحسن قالا انا أبو بكر البرقاني
قال قرئ على الإسماعيلي وأبى بكر بن مالك وسمعته من الآبندوني قالوا انا
أبو خليفة نا أبو الوليد نا شعبة أخبرني انس بن سيرين سمعت بن عمر يقول:
طلق [ابن عمر 1] امرأته فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله،

(1) من المكية.
943

فقال: ليراجعها فإذا طهرت فليطلقها. فقلت له: احتسبت بها؟ قال: فمه؟.
وفي حديث الآبندوني: فليطلقها ان شاء. رواه مسلم من حديث شعبة.
وبه قال سمعت عبد الله بن إبراهيم انا أبو خليفة انا أبو الوليد نا شعبة
عن جبلة بن سحيم سمعت ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من جر ثوبه من مخيلة فان الله لا ينظر إليه يوم القيامة.
أخرجه مسلم. وبه سمعت عبد الله بن يوسف الجرجاني وهو من أجلة
شيوخي حدث عنه أبو بكر الإسماعيلي.
895 47 / 12 الحجاجي
الحافظ أبو الحسين محمد بن محمد بن إسماعيل بن حجاج النيسابوري
المقرئ العبد الصالح، قرأ على ابن مجاهد ببغداد وسمع عمر بن أبي غيلان
وعبد الله بن إسحاق المدائني ومحمد بن جرير الطبري وأبا العباس السراج
وابن خزيمة وأحمد بن محمد الماسرجسي وعلي بن العباس المقانعي وعلان
ابن الصيقل المصري وأبا جهم المشغراني وابن جوصاء وخلائق، قال
الحاكم: صنف العلل والأبواب والشيوخ. روى عنه أبو على الحافظ
وأبو بكر ابن المقرئ وابن منده والحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو حازم
العبدوي وآخرون.
قال الحاكم سمعت أبا على الحافظ يقول: ما في أصحابنا أحد أفهم ولا
أثبت من أبى الحسين، انا ألقبه بعفان. قال الحاكم: هو لعمري كما قال
أبو على فان فهمه كان يزيد على حفظه وكان في الكهولة يمتنع عن الرواية،
944

فلما بلغ الثمانين لزمه أصحابنا بالليل والنهار حتى سمعوا منه كتاب العلل له
وهو نيف وثمانون جزءا وسمعوا منه الشيوخ وسائر المصنفات، صحبته
نيفا وعشرين سنة بالليل والنهار فما اعلم انى علمت أن الملك كتب عليه
خطيئة، وحدثنا أبو على الحافظ في مجلسه قال حدثني أبو الحسين بن
يعقوب وهو أثبت من حدثنا عنه اليوم - فذكر حديثا. قال: وتوفى في
خامس ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاث مائة عن ثلاث وثمانين سنة
رحمه الله تعالى. أخبرنا بلال المغيثي انا ابن رواح انا أبو طاهر الحافظ
انا القاسم بن الفضل نا محمد بن الحسين إملاء ثنا محمد بن محمد بن
يعقوب الحافظ نا أيوب بن سليمان البزاز نا جعفر بن نوح نا محمد بن عيسى
الطباع نا عبثر بن القاسم عن العلاء بن ثعلبة عن طاوس عن واثلة بن
الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دع ما يريبك إلى
ما لا يريبك.
896 48 / 12 أبو الشيخ
حافظ أصبهان ومسند زمانه الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر
ابن حيان الأنصاري صاحب المصنفات السائرة ويعرف بأبي
الشيخ، ولد سنة
أربع وسبعين ومائتين، وسمع في سنة أربع وثمانين وهلم جرا وكتب
العالي والنازل ولقى الكبار، سمع من جده لامه الزاهد محمود بن الفرج
وإبراهيم بن سعدان ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمذاني رئيس
أصبهان ومحمد بن أسد المديني وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وأبى بكر
945

ابن أبي عاصم وإسحاق بن إسماعيل الرملي وأبى خليفة الجمحي وأحمد بن
الحسن الصوفي وأبى يعلى الموصلي وأبى عروبة الحراني، وكان مع سعة علمه
وغزارة حفظه صالحا خيرا قانتا لله صدوقا، حدث عنه أبو بكر أحمد بن
عبد الرحمن الشيرازي وأبو بكر بن مردويه وأبو سعد الماليني وأبو نعيم
ومحمد بن علي بن سمويه المؤدب وسفيان بن حسنكويه وحفيده محمد بن
عبد الرزاق بن أبي الشيخ والفضل بن محمد القاساني وأبو طاهر بن عبد الرحيم
الكاتب وخلق كثير.
قال ابن مردويه: ثقة مأمون، صنف التفسير والكتب الكثير في
الاحكام وغير ذلك. وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظا ثبتا متقنا،
وروى عن بعض العلماء قال: ما دخلت على الطبراني إلا وهو يمزح
أو يضحك، وما دخلنا على أبي الشيخ إلا وهو يصلى. قال أبو نعيم: كان
أحد الاعلام، صنف الاحكام والتفسير، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنف
لهم ستين سنة وكان ثقة. قلت: وروى عنه أبو بكر ابن المقرئ وقال:
نا عبد الله بن محمد القصير.
وأخبرني علي بن عبد الغنى المعدل كتابة انه سمع يوسف بن خليل
الحافظ يقول رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة فرأيت شيخا
طوالا لم أر شيخا أحسن منه فقيل لي: هذا أبو محمد بن حيان، فتبعته
وقلت: أنت أبو محمد ابن حيان؟ قال: نعم، قلت أليس قدمت؟ قال:
بلى، قلت: فبالله ما فعل الله بك؟ قال: الحمد لله الذي صدقنا وعده
وأورثنا الأرض - الآية. فقلت: انا يوسف بن خليل جئت لا سمع
946

حديثك وأحصل كتبك، فقال: سلمك الله وفقك الله. ثم صافحته فلم أر
شيئا قط ألين من كفه فقبلتها ووضعتها على عيني.
قال أبو نعيم: توفى في سلخ المحرم سنة تسع وسنتين وثلاث مائة،
قلت وفيها مات من كبار شيوخ الحديث أبو محمد بن ماسي البغدادي،
ومخلد بن جعفر الباقرحي، والعلامة أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي
شيخ نيسابور.
ووقع لنا الكثير من كتب أبى الشيخ رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل بن طارق انا أبو الحجاج الحافظ انا ناصر بن محمد
انا جعفر بن عبد الواحد انا أبو طاهر محمد بن أحمد انا عبد الله بن محمد
أبو الشيخ نا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم نا أبو الوليد نا سلم بن
زرير سمعت أبا رجاء العطاردي نا عمران بن حصين قال: كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر فأدلج ليلتهم حتى إذا كان
[في وجه 1] الصبح عرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فغلبتهم
أعينهم حتى ارتفعت الشمس - [الحديث 1].
897 49 / 12 الإسماعيلي
الامام الحافظ الثبت شيخ الاسلام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل
ابن العباس الإسماعيلي الجرجاني كبير الشافعية بناحيته، ولد سنة سبع
وسبعين ومائتين، وسمع سنة تسع وثمانين وبعدها من إبراهيم بن زهير

(1) من المكية.
947

الحلواني وحمزة بن محمد الكاتب ويوسف بن يعقوب القاضي وأحمد بن
محمد بن مسروق ومحمد بن يحيى المروزي والحسن بن علوية وجعفر بن
محمد الفريابي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وابن أبي شيبة ومحمد بن الحسن
ابن سماعة وأبى خليفة الجمحي وبهلول بن إسحاق الأنباري وعبد ان وأبى يعلى
وابن خزيمة وخلق.
وله معجم مروي، وصنف الصحيح وأشياء كثيرة من جملتها مسند
عمر رضي الله عنه هذبه في مجلدين طالعته وعلقت منه وابتهرت بحفظ
هذا الامام وجزمت بأن المتأخرين على اياس من أن يلحقوا المتقدمين
في الحفظ والمعرفة، حدث عنه الحاكم البرقاني وحمزة السهمي وأبو حازم
العبدوي والحسين بن محمد الباساني وأبو الحسن محمد بن علي الطبري والحافظ
أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي وعبد الواحد بن منير المعدل وسبط
الإسماعيلي أبو عمر وعبد الرحمن بن محمد الفارسي وخلق سواهم.
قال حمزة بن يوسف سمعت الدارقطني يقول: كنت عزمت غير مرة
ان ارحل إلى أبي بكر الإسماعيلي فلم ارزق. قال حمزة وسمعت أبا محمد الحسن
ابن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبى بكر أن يصنف
لنفسه سننا ويختار ويجتهد فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب
ولغزارة علمه وفهمه وجلالته، وما كان ينبغي له ان يتقيد بكتاب محمد
ابن إسماعيل فإنه [كان 1] أجل من أن يتبع غيره - أو كما قال. قال الحاكم:
كان الإسماعيلي واحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء وأجلهم في الرياسة

(1) من المكية
948

والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين علماء الفرقين وعقلائهم فيه. قال
حمزة السهمي: سألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر
عن الإسماعيلي وسيرته وتصانيفه فكنت أخبره بما صنف من الكتب
وجمع من المسانيد والمقلين وتخريجه على كتاب البخاري وجميع سيرته
فيعجب من ذلك، وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه والصيت
الحسن. قال حمزة: وسمعت جماعة منهم الحافظ ابن المظفر يحكون جودة
قراءة أبى بكر وقالوا: كان مقدما في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسا
لا يقرأ غيره. قلت: وقال أبو بكر في معجمه: كتبت في صغرى الاملاء
بخطى في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ولى يومئذ ست سنين. فهذا يدلك
على أن أبا بكر حرص عليه أهله في الصغر. وقد اخذ عنه الفقه ولده
أبو سعد وعلماء جرجان.
أخبرنا إسماعيل بن عميرة المقدسي انا أبو محمد الفقيه انا مسعود بن
عبد الواحد انا صاعد بن سيار انا علي بن محمد الجرجاني انا حمزة بن يوسف
الحافظ انا الإسماعيلي قال: اعلموا رحمكم الله ان مذهب أهل الحديث
الاقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وقبول ما نطق به كتاب الله
وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا معدل
عن ذلك، ويعتقدون ان الله مدعو بأسمائه الحسنى موصوف بصفاته التي
وصف بها نفسه ووصفه بها نبيه خلق آدم بيده ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد
كيف واستوى على العرش بلا كيف - وذكر سائر الاعتقاد.
قال القاضي أبو الطيب الطبري: رحلت قاصدا إلى أبي بكر وهو حي
949

فمات قبل أن ألقاه. قال حمزة: وسمعته يقول: لما ورد نعى محمد بن أيوب
الرازي بكيت وصرخت ومزقت القميص ووضعت التراب على رأسي
فاجتمع علي أهلي وقالوا: ما أصابك؟ قلت: نعى إلى محمد بن أيوب،
منعتموني الارتحال إليه، قال: فسلوني وأذنوا لي في الخروج وأصحبوني
خالي إلى نسا إلى الحسن بن سفيان، ولم يكن ها هنا شعرة، وأشار
إلى وجهه.
قلت: كان موت محمد بن أيوب بن الضريس في سنة أربع وتسعين،
ولا يسد مسده الحسن في العلو، نعم: لقى بالعراق نظراءه. قال:
وخرجت إلى العراق في سنة ست وتسعين في صحبة [بعض 1] أقربائي.
وقال حمزة السهمي سمعت الإسماعيلي: كتبت بخطى عن أحمد بن خالد
الدامغاني إملاء في سنة ثلاث وثمانين ومائتين وانا ابن ست سنين
ولا أذكر صورته. قلت: قد جمع مع إمامته في علم الحديث والفقه رفعة
الأسانيد والتفرد ببلاد العجم.
وقال حمزة: مات في رجب في غرته من سنة إحدى وسبعين
وثلاث مائة عن أربع وتسعين سنة.
قلت وفيها مات شيخ القراء أبو العباس الحسن بن سعيد المطوعي
بإصطخر عن مائة وسنتين. ومفتي القيروان أبو محمد عبد الله بن إسحاق
ابن التبان المالكي، والعلامة القدوة أبو زيد محمد بن أحمد المروزي شيخ
الشافعية، والقدوة أبو عبد الله محمد بن خفيف الصوفي شيخ بلاد فارس.

(1) من المكية.
950

رحمة الله عليهم أجمعين.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن العدل انا أبو محمد بن قدامة سنة ست
عشرة وست مائة انا محمد بن عبد الباقي انا [أبو 1] الفضل بن خيرون
(ح) وأخبرنا إسماعيل انا أبو محمد انا يحيى بن ثابت بن بندار انا أبى قالا
انا أبو بكر البرقاني نا أبو بكر الإسماعيلي نا محمد بن يحيى بن سليمان نا عاصم
ابن علي نا شعبة عن الحكم عن ذر عن عبد الرحمن بن أبزي قال جاء رجل
إلى عمر فقال: انى أجنبت فلم أجد الماء، فقال عمار بن ياسر: أما تذكر
انا كنا في سرية فأجنبت انا وأنت فأما أنت فلم تصل وأما انا فتمعكت
في التراب وصليت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فقال:
انما كان يكفيك هكذا - وضرب بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح
بهما وجهه وكفيه. أخرجه الشيخان من وجوه عن شعبة هكذا ورواه
النضر بن شميل عن شعبة عن الحكم، ويقول الحكم فيه: وقد سمعته من
ابن عبد الرحمن بن أبزي، وزاد فيه: فقال عمر: اتق الله يا عمار، فقال:
يا أمير المؤمنين إن شئت لما جعل الله على من حقك لا أحدث به أحدا.
قال بعضهم كيف ساغ لعمار أن يقول مثل هذا؟ أفيحل له كتمان العلم؟
والجواب ان هذا ليس من كتمان العلم فإنه حدث به واتصل ولله الحمد
بنا وحدث في مجلس أمير المؤمنين وإنما لاطف عمر بهذا لعلمه بأنه كان
ينهى عن الاكثار من الحديث خوف الخطاء ولئلا يتشاغل الناس به
عن القرآن.

(1) من المكية.
951

898 50 / 12 السبيعي
الحافظ العلامة أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي
الحلبي، وإليه ينسب درب السبيعي الذي بحلب، سمع محمد بن حبان البصري
وعبد الله بن ناجية وقاسم بن زكريا المطرز وعمر بن محمد الكاغذي
ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن هارون البرديجي وعمر بن أيوب السقطي
وطبقتهم، روى عنه الدارقطني وأبو محمد عبد الغنى الأزدي وأبو بكر
البرقاني وأبو طالب بن بكير وأبو نعيم الحافظ وأبو العلاء الواسطي والشيخ
المفيد محمد بن محمد بن النعمان الشيعي وآخرون، وكان عسرا في الرواية
زعر الأخلاق من أئمة هذا الشأن على تشيع فيه وثقه أبو الفتح
ابن أبي الفوارس.
قال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة الا الحسن
ابن احمد السبيعي لكفاهم، كان وجيها عند الملك سيف الدولة، وكان
يزور السبيعي في داره. [قال 1] وصنف له كتاب التبصرة في فضل
العترة المطهرة، وكان له بين العامة سوق. قال: وهو الذي وقف حمام
السبيعي على العلوية.
قال جعفر بن أبي الحسن الهمداني انا أبو طاهر السلفي انا أبو غالب
محمد بن الحسن وجماعة قالوا انا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن
بكير انا الحسن بن أحمد السبيعي الحافظ بقراءة الدارقطني انا محمد بن حبان

(1) من المكية.
952

انا سليمان الشاذكوني انا عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي عن جابر
قال سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صيد البازي فقال: إذا أمسك
عليك فكل.
قال الحاكم سألت السبيعي عن حديث إسماعيل بن رجاء فقال: له
قصة، قرأ علينا ابن ناجية مسند فاطمة بنت قيس فدخلت على الباغندي فقال:
من أين جئت؟ قلت: من مجلس ابن ناجية، قال: فما قرأ؟ قلت: أحاديث
الشعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مر لكم حديث إسماعيل بن رجاء عن
الشعبي؟ فنظرت في الجزء فلم أجده فقال: اكتب، ذكر أبو بكر بن أبي شيبة،
فقلت: عمن؟ ومنعته التدليس، فقال: حدثني محمد بن عبيدة الحافظ انا
[محمد 1] ابن المعلى الأثرم انا أبو بكر محمد بن بشر العبدي عن مالك
ابن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة - قصة الطلاق والسكنى
والنفقة، ثم انصرفت إلى حلب وكان عندنا بغدادي فذكرت له هذا فخرج
إلى الكوفة وذاكر ابن عقدة فكتب عنه هذا الحديث عنى عن الباغندي،
ثم اجتمعت مع فلان - يعنى الجعابي - فذاكرته - بهذا فلم يعرفه، ثم اجتمعنا
بعد سنين بدمشق فاستعادني اسناده تعجبا، ثم اجتمعنا ببغداد فذكرنا
هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصفار انا أبو بكر الأثرم انا ابن أبي
شيبة، ولم يدر ان الأثرم هذا غير بالحديث عن الباغندي ذاك، فذكرت قصتي لفلان المفيد 2
وأتى عليه سنون فحدث، ثم قال السبيعي: المذاكرة
تكشف عوار من لا يصدق. قال الخطيب: كان أبو محمد السبيعي ثقة

(1) من المكية (2) كأنه عمر البصري الذي تقدم رقم 887 راجع ترجمته في لسان الميزان.
953

حافظا مكثرا عسرا في الرواية، ولما كان بأخرة عزم على التحديث والاملاء
فتهيأ لذلك فمات، وحدثت عن الدارقطني قال سمعت أبا محمد السبيعي يقول:
قدم علينا الوزير ابن حنزابة إلى حلب فتلقاه الناس فعرف انى محدث
فقال لي: تعرف اسنادا فيه أربعة من الصحابة؟ فذكرت له حديث عمر في
العمالة، فعرف لي ذلك وصارت لي به عنده منزلة. قلت: هذه الحكاية
سمعها [الحافظ 1] عبد الغنى بن سعيد من الدارقطني. ومات أبو محمد
السبيعي في سابع ذي الحجة [من 1] سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة.
قرأت على إسحاق بن طارق انا يوسف بن خليل انا خليل بن بدر [ح]
وأنبأنا أحمد بن سلامة أنبأنا يوسف بن خليل انا أبو على الحداد انا
أبو نعيم الحافظ نا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي نا أحمد بن الصقر
ابن ثوبان نا محمد بن موسى الحرشي نا عمر بن سنان حدثنا يونس بن عبيد
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تغسل
رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وهو معتكف يصغى رأسه
إليها في حجرتها وهي حائض.
899 51 / 12 الآبري
الحافظ الإمام أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم الآبري
السجستاني مصنف كتاب مناقب الشافعي، وآبر قرية من قرى سجستان،
رحل وسمع أبا العباس السراج وأبا بكر بن خزيمة وأبا عروبة الحراني ومحمد

(1) من المكية.
954

ابن يوسف الهروي ومكحولا البيروتي ومحمد بن الربيع الجيزي وطبقتهم،
حدث عنه علي بن بشرى الليثي ويحيى بن عمار السجستاني وجماعة،
مات في [شهر 1] رجب سنة ثلاث وستين وثلاث مائة وهو في
عشر الثمانين.
أخبرنا أبو على الأمين انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول انا عبد الله
ابن محمد انا [أبو 1] يعقوب والحسن بن يحيى قالا انا محمد بن خلاد
ابن جعفر السجستاني انا محمد بن الحسين الآبري نا أبو عروبة نا المسيب
ابن واضح نا خلف بن تميم قال قال رجل لسفيان: ذهب الناس وبقينا
على حمر دبرة، فقال سفيان: ما أحسن حالها ان كانت على الطريق.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عبد الرحيم بن أبي سعد إجازة انا هبة الرحمن
ابن القشيري انا مسعود بن ناصر الركاب انا علي بن بشرى الليثي بقراءتي
انا محمد بن الحسين بن إبراهيم لفظا سنة سبع وخمسين وثلاث مائة
نا عبد الملك بن محمد بجرجان نا عمار بن رجاء نا أبو داود الحفري عن
سفيان عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد عن سمرة ان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم خطب حين انكسفت الشمس فقال: اما بعد.
900 52 / 12 الماسرجسي
الحافظ البارع أبو على الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين
ابن عيسى بن ما سرجس الماسرجسي النيسابوري صاحب المسند الأكبر،

(1) من المكية.
955

سمع جده أحمد بن محمد وأبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج وابن الشرقي
فمن بعدهم بخراسان ومصر والشام والعراق.
قال الحاكم: هو سفينة عصره في كثرة الكتابة، ارتحل إلى العراق
في سنة إحدى وعشرين وأكثر المقام بمصر وصنف المسند الكبير مهذبا
معللا في الف جزء وثلاث مائة جزء، وجمع حديث الزهري جمعا
لم يسبقه أحد، وكان يحفظه مثل الماء، وصنف الأبواب والشيوخ
والمغازي والقبائل، وخرج على صحيح البخاري كتابا وعلى صحيح مسلم
وأدركته المنية قبل الحاجة إلى اسناده ودفن علم كثير بدفنه، وسمعته
يقول سمعت أبي يقول سمعت مسلم بن الحجاج القشيري يقول: صنفت
هذا المسند - يعنى صحيحه - من ثلاث مائة الف حديث مسموعة. وقال
الحاكم في موضع آخر: صنف أبو على حديث الزهري فزاد على محمد بن
يحيى الذهلي، قال: وعلى التخمين يكون مسنده بخطوط الوراقين في أكثر
من ثلاثة الف جزء، فعندي انه لم يصنف في الاسلام مسند أكبر منه،
وعقد أبو محمد بن زياد مجلسا عليه لقراءته، وكان مسند أبى بكر الصديق
بخطه في بضعة عشر جزءا بعلله وشواهده فكتبه النساخ في نيف وستين
جزءا، مولده سنة ثمان وتسعين ومائتين، وتوفى في تاسع رجب سنة
خمس وستين وثلاث مائة، وصلى عليه ابن أخيه الفقيه أبو الحسن
الماسرجسي.
901 53 / 12 الزعفراني
الحافظ الإمام أبو سعيد الحسين بن محمد بن علي الأصبهاني المعروف
956

بالزعفراني سمع أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد والحسين بن علي بن
زيد وطبقتهم، روى عنه أبو بكر بن [أبى 1] على وأبو نعيم وطائفة، قال
أبو نعيم: كان بندار بلدنا في كثرة الأصول والحديث، وكان صاحب
معرفة وإتقان، صنف المسند والتفسير والشيوخ وأشياء، توفى سنة
تسع وستين وثلاث مائة، وممن روى عن الزعفراني عبد الله بن عمر
ابن عبد العزيز الكرخي، يقع حديثه في الأربعين للرئيس الثقفي.
قرأت على أحمد بن محمد الأيمي مرات أخبركم يوسف ين خليل،
وأجازه لي ابن أبي الخير قالا انا مسعود الجمال سماعا ليوسف وإجازة
للآخر انا أبو على المقرئ انا أبو نعيم الحافظ نا الحسين بن محمد نا الحسين
ابن علي بن زيد قال نا محمد بن عمرو بن حنان نا بقية عن أبي فروة
الرهاوي عن مكحول عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وآله
وسلم: حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف.
902 54 / 12 النقاش
الحافظ الامام الجوال أبو بكر محمد بن علي بن حسن المصري نزيل
تنيس، ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين وسمع محمد بن حعفر الامام
نزيل دمياط والقاسم بن الليث الرسعني وأبا عبد الرحمن النسائي وأبا
يعقوب المنجنيقي وعمر بن أبي غيلان البغدادي وأبا يعلى الموصلي وعبد ان
الأهوازي وجماهر بن محمد الزملكاني وطبقتهم، [وسمع النقاش أيضا

(1) من المكية.
957

من أبى العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي والحسن بن الفرج الغزي
وعبد الله بن إسحاق المدائني 1]. ارتحل إليه الدارقطني إلى تنيس وكان
منزويا بها فلهذا لم ينتشر حديثه، روى عنه الدارقطني والحسين بن جعفر
الكللي ويحيى بن علي ابن الطحان وإبراهيم بن علي الغازي والحسن
ابن عمر بن جماعة الإسكندراني والقاضي علي بن الحسين بن جابر التنيسي
وآخرون، وكان من علماء الحديث وهو راوي نسخة فليح التي سمعناها
على أصحاب السخاوي، توفى في رابع شعبان سنة تسع وستين وثلاث مائة
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الخطيب ومحمد بن المظفر السقطي قالا انا
علي بن محمد المقرئ انا أبو طاهر السلفي انا الخليل بن عبد الجبار بقزوين
انا علي بن الحسين [القاضي 1] بتنيس انا أبو بكر محمد بن علي النقاش سنة
ثمان وستين وثلاث مائة نا أبو صالح القاسم بن الليث نا المعافى بن سليمان
الرسعني انا فليح بن سليمان عن نافع قال: كان عبد الله يكثر الاهلال
ويرفع صوته به ويقول: ان من اكمال الحج رفع الصوت بالاهلال.
أخبرنا إسماعيل ابن الفراء انا ابن صباح انا ابن رفاعة انا الخلعي انا
الحسن بن جعفر الكللي نا أبو بكر محمد بن علي بن الحسن التنيسي نا أبو بكر
أحمد بن محمد بن سلام نا الحسين بن بحر نا عون بن عمارة نا أبو العلاء
واسمه عمرو بن العلاء نا ابن سرح وهو صالح عن عمران بن حطان
عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وآله قال: يؤتى بالقاضي يوم القيامة

(1) من المكية.
958

فيلقى من الهول قبل الحساب ما يود لو أنه لم يقض بين اثنين في تمرة.
عون ضعيف وصالح غير صالح لأنه خارجي.
903 55 / 12 الحسن بن رشيق
الامام المحدث مسند بلده أبو محمد العسكري المصري المعدل، حدث
عن أبي عبد الرحمن النسائي وأحمد بن زغبة ومحمد بن عثمان بن سعيد
السراج ومحمد بن رزيق بن جامع والمفضل بن محمد الجندي وأبى دجانة
أحمد بن إبراهيم المعافري وأحمد بن محمد بن عبد العزيز المعلم وأبى الزقزاق
صاحب يحيى بن بكير وخلق كثير، روى عنه الدارقطني وعبد الغنى بن
سعيد وأبو محمد ابن النحاس وإسماعيل بن عمرو المقرئ ويحيى ابن الطحان
المؤرخ ومحمد بن المغلس الداودي ومحمد بن جعفر بن أبي الذكر وعلى
ابن ربيعة التميمي وأبو القاسم علي بن محمد الفارسي ومحمد بن الحسين
الطفال وخلق من المصريين والمغاربة.
قال أبو القاسم ابن الطحان في تاريخه: روى عن خلق لا أستطيع
ذكرهم فما رأيت عالما أكثر حديثا منه، قال لي: ولدت في صفر سنة ثلاث
وثمانين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة سبعين وثلاث مائة.
قلت وفيها مات عالم الحنفية وصاحب التصانيف أبو بكر أحمد بن علي
الرازي صاحب أبى الحسن الكرخي يروى في كتبه عن الأصم
وابن قانع، والمحدث المسند أبو سهل بشر بن أحمد الأسفراييني عن نيف
وتسعين سنة، وشيخ العربية بحلب أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه،
959

ومسند أصبهان المقرئ الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك
القباب، وصاحب اللغة أبو منصور محمد بن أحمد بن [الأزهر بن 1] طلحة
الأزهري [الهروي 1] صاحب التهذيب.
أخبرنا أبو على ابن الخلال انا مكرم القرشي انا حمزة بن أسد انا سهل
ابن بشر الأسفراييني سنة تسع وسبعين وأربع مائة انا محمد بن الحسين
الطفال نا الحسن بن رشيق نا علي بن سعيد بن بشير نا عبد العزيز بن يحيى
نا سليمان بن بلال عن محمد بن عقبة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: يخرج الدجال على حمار أقمر ما بين
أذنيه سبعون باعا ومعه سبعون الف يهودي عليهم الطيالسة الخضر حتى
ينزلوا كوم أبى الحمراء.
904 56 / 12 غندر
الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي الوراق، سمع
الحسن بن علي المعمري وأبا بكر ابن الباغندي وأبا عروبة الحراني وأبا الجهم
المشغراني وأبا جعفر الطحاوي وطبقتهم بالعراق والشام والجزيرة
[ومصر 1] حدث عنه [الحاكم و 1] ابن جميع الصيداوي وأبو عبد الرحمن
السلمي وعمر بن أبي سعد الهروي وأبو نعيم الأصبهاني وآخرون، قال
الحاكم: أقام عندنا سنين يفيدنا وخرج لي افراد الخراسانيين ممن حدثني
في سنة ست وستين، ثم دخل إلى [ارض 1] الترك وكتب من الحديث

(1) من المكية.
960

ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة، ثم استدعى من مرو إلى الحضرة ببخارى ليحدث
بها فأدركه اجله في المفازة سنة سبعين وثلاث مائة.
أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد القيسي وغيره إجازة عن الكندي
سماعا انا أبو منصور الشيباني انا أبو بكر الخطيب انا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر
محمد بن جعفر بن حسين غندر قدم علينا نا الحافظ أبو على محمد بن سعيد
بالرقة انا عبد الله بن محمد بن عيشون نا محمد بن سليمان بن أبي داود
نا داود ابن الزبرقان عن مطر الوراق عن هارون بن عنترة عن عبد الله بن
السائب عن زاذان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله
قال: ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب،
وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك. غريب جدا.
فأما غندر الأول فقد ذكر مع يحيى القطان وذويه.
وأما غندر الثالث فهو صوفي محدث جوال لقى الجنيد وطبقته
وكتب الحديث وسكن مصر وهو الشيخ أبو الطيب محمد بن جعفر بن
دران البغدادي غندر، سمع أبا خليفة الجمحي وإبراهيم بن عبد الله المخزومي
وأبا يعلى الموصلي، حمل عنه الدارقطني وأبو حفص الكتاني وطائفة
سواهما، توفى سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي انا الحسن بن يحيى المخزومي
انا عبد الله بن رفاعة انا علي بن الحسن القاضي انا عبد الرحمن بن عمر
البزاز نا محمد ابن جعفر بن دران انا الحسن بن الطيب نا قتيبة نا معلى بن
هلال عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله
961

عليه وآله وسلم: لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق. هذا
حديث غير صحيح ومعلى متهم بالكذب وباغض الشيخين معثر لا خير فيه.
وأما غندر الرابع فهو أبو على 1 محمد بن جعفر، وذكره الخطيب
ولم يؤرخه، حدث عنه أحمد بن الفرج بن حجاج وابن جميع الصيداوي،
وكان موصوفا بالحفظ، وعندي انه شيخ أبى نعيم الحافظ المذكور.
أخبرنا عمر بن غدير انا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد القاضي حضورا
انا ابن المسلم الفقيه انا أبو نصر الخطيب انا أبو الحسين الغساني نا محمد بن
جعفر [الحافظ 2] غندر انا الحسن بن شبيب انا هدبة انا حماد عن عمار
ابن أبي عمار عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وآله
أمر بالمضمضة والاستنشاق 3.
اما غندر الخامس فهو شيخ قديم الوفاة، وهو أبو الحسين محمد
بن جعفر بن عبد الرحمن الرازي غندر نزيل طبرستان، روى عن أبي حاتم
الرازي وعلي بن الحسين بن الجنيد الحافظين ومحمد ابن أيوب البجلي.
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق انا عبد السلام بن أبي الفرج السرفولي
حضورا انا شهردار بن شيرويه الديلمي انا أبو بكر أحمد بن عمر البيع

(1) في المكية " الرابع أبو على " ليس فيها " واما غندر " ولا " فهو " ونحوه
في الستة الآتين (2) من المكية (3) بهامش المكية: " هكذا روى هذا الحديث
هدبة وداود بن المحبر، ورواه غيرهما عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار
مرسلا، وهو الصحيح - قاله الدارقطني، وقد رواه هدبة مرة كذلك - ليس فيه
أبو هريرة والله أعلم ".
962

انا حميد بن مأمون انا أحمد بن عبد الرحمن الحافظ انا محمد بن جعفر بن
حمويه بالري نا محمد بن جعفر بن عبد الرحمن غندر الرازي سنة ثلاثين
وثلاث مائة [حدثنا محمد بن أيوب 1] (ح) وأنبأنا بعلو عبد الرحمن
ابن محمد الفقيه وجماعة قالوا انا عمر بن محمد المعلم انا هبة الله بن الحصين
انا أبو طالب محمد بن محمد انا أبو بكر الشافعي نا محمد بن غالب قالا انا يحيى
ابن هاشم نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم كان يحب الحلواء والعسل. رواه جماعة عن هشام بن
عروة، ويحيى ليس بثقة.
اما غندر السادس فهو محمد بن جعفر البغدادي أبو بكر الفامي يعرف
بغندر، ذكره الخطيب فقال: انا بشرى بن عبد الله الرومي نا أبو بكر محمد
ابن جعفر غندر مولى فاتن المقتدري سنة ستين وثلاث مائة نا أبو شاكر
مسرة بن عبد الله - فذكر حديثا منكرا، ثم قال الخطيب: ومسرة ذاهب
الحديث.
اما غندر السابع فهو أبو بكر محمد بن جعفر بن العباس النجار غندر،
سمع ابن المجدر وأبا محمد بن صاعد وأبا حمد الحضرمي، روى عنه الحسن
ابن محمد الخلال، وقال في ما حكاه الخطيب [عنه 1]: كان يلقب غندر
أو يحفظ القرآن - إلى أن قال: وتوفى في المحرم سنة سبع وتسعين
وثلاث مائة.
اما غندر الثامن فهو 2 أحمد بن آدم الجرجاني الخلنجي غندر، يروى

(1) من المكية (2) في المكية " نعم والثامن هو ".
963

عن ابن المديني وغيره.
اما غندر التاسع فهو محمد بن المهلب الحراني أبو الحسين خال الشيرازي
لقبه غندر، قال ابن عدي: كان يكذب، لقى النفيلي.
[عاشرهم محمد بن يوسف بن بشير، الهروي قيل إن الخطيب ذكر
أنه يلقب بغندر 1].
905 57 / 12 الغزال
الحافظ [الامام 1] المقرئ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سهل
ابن مخلد الأصبهاني صاحب التصانيف في القراءات والوقف والابتداء وفى
الحديث، سمع محمد بن علي الفرقدي وعبد ان الأهوازي ومحمد بن زبان
المصري وعلي بن أحمد بن عجلان والقاسم بن عيسى العطار الدمشقي
وطبقتهم، حدث عنه أبو سعد الماليني وعبد العزيز بن أحمد بن فاذويه
وأبو نعيم الحافظ وأبو بكر بن [أبى 1] على الذكواني وأبو بكر أحمد بن
محمد بن الحارث الأديب وآخرون، قال أبو نعيم: هو أحد من يرجع إلى
حفظه معرفته، وله مصنفات، مات في آخر ربيع سنة تسع وستين
وثلاث مائة.
قرأت على الحسن بن علي أخبركم جعفر الهمداني عن أبي طاهر الحافظ
انا أحمد بن عبد الله الخرقي انا عبد العزيز بن أحمد بن فاذويه نا الحافظ محمد
ابن عبد الرحمن الغزال نا محمد بن علي بن مخلد نا إسماعيل بن عمرو البجلي

(1) من المكية.
964

نا إسماعيل ابن زكريا وحبان بن علي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس قال: تذاكروا الحديث لا يتفلت منكم، انه ليس
بمنزلة القرآن، ان القرآن محفوظ مجموع، وانكم إن لم تذكروا الحديث
تفلت منكم، ولا يقولن أحدكم حدثت أمس ولا أحدث اليوم، بل حدث
أمس وحدث اليوم وحدث غدا [عندي للغزال حديث في سفينة خميس
حرا للسبط 1].
906 58 / 12 ابن السقاء
الحافظ الامام محدث واسط أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان
الواسطي، سمع أبا خليفة الجمحي وإسحاق بن خالويه البابسيري وذكريا الساجي
وأبا يعلى الموصلي ومحمود بن محمد الواسطي وأحمد بن يحيى التستري الحافظ
وطبقتهم، روى عنه الدارقطني وأبو الفتح يوسف القواس وأبو العلاء محمد
ابن علي القاضي وعلي بن أحمد الرزاز وعلي بن عبد الصمد بن عبيد الله
الهاشمي الخطيب والقاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي وأبو نصر على
ابن سعيد بن علي الشافعي المتوفى سنة خمس وأربعين وأربع مائة خاتمة
أصحابه وأبو نعيم الأصبهاني وآخرون، قال أبو العلاء سمعت ابن المظفر
والدارقطني، يقولان: لم نر مع ابن السقاء كتابا وانما حدثنا حفظا. وقال على
ابن محمد الطيب الجلابي في تاريخه: ابن السقاء من أئمة الواسطيين والحفاظ
المتقنين، توفى في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة.

(1) من هامش المكية عن خط المؤلف.
965

أخبرنا أحمد بن عبد الحميد انا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ثمان عشرة
وست مائة انا علي بن بعونا انا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري انا احمد
ابن مظفر العطار نا عبد الله بن محمد بن عثمان نا أبو خليفة نا مسدد
نا أبو عوانة عن زيد بن جبير: سألت ابن عمر قلت: من أين يجوز أن
اعتمر؟ قال: فرضها رسول الله صلى الله عليه وآله لأهل المدينة
ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن.
قال السلفي سألت الحافظ خميسا الحوزي عن ابن السقاء فقال: هو من
مزينة مضر ولم يكن سقاء بل لقب له، موجوه الواسطيين وذوي الثروة
والحفظ، رحل به أبو ه فأسمعه من أبى خليفة وأبى يعلى وابن زيدان
البجلي والمفضل ابن الجندي وبارك الله في سنه وعلمه، واتفق انه
أملى حديث الطير فلم تحتمله نفوسهم فوثبوا به وأقاموه وغسلوا موضعه
فمضى ولزم بيته فكان لا يحدث أحدا من الواسطيين، فلهذا قل حديثه
عندهم، وتوفى سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة حدثني ذلك شيخنا
أبو الحسن المغازلي.
907 59 / 12 عمر بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران
الحافظ أبو حفص السكري أخو جد أبى الحسين بن بشران، سمع
أحمد بن الحسن الصوفي وعبد الله بن زيدان البجلي والبغوي وطبقتهم،
قال الخطيب: ثنا عنه البرقاني وسألته عنه فقال: ثقة ثقة، كان حافظا
عارفا كثير الحديث، وبقي إلى سنة سبع وستين وثلاث مائة.
966

908 60 / 12 الأزدي
الحافظ العلامة أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن
بريدة الموصلي [نزيل بغداد 1]، حدث عن أبي يعلى ومحمد بن جرير
والباغندي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبى عروبة الحراني
وطبقتهم، وعنه إبراهيم بن عمر البرمكي وأبو نعيم الحافظ وأحمد بن الفتح
ابن فرغان وآخرون. قال الخطيب: كان حافظا، صنف في علوم الحديث،
وسألت البرقاني عنه فضعفه، حدثني النجيب عبد الغفار الأرموي قال:
رأيت أهل الموصل يوهنونه ولا يعدونه شيئا.
قلت: له مصنف كبير في الضعفاء، وهو قوى النفس في الجرح،
وهاه جماعة بلا مستند طائل. مات في سنة أربع وسبعين وثلاث مائة.
أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام بن مطهر ابن القاضي أبى سعيد بن أبي
عصرون التميمي الشافعي انا أبى الفقيه أبو العباس سنة أربع وعشرين
وست مائة انا جدي (ح) وانا أبو المعالي انا عبد الرحمن بن أبي القاسم
الصوري انا القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري قالا انا على
ابن أحمد بن طوق التغلبي انا أبو الحسن أحمد بن الفتح الموصلي نا محمد بن
الحسين الأزدي نا محمد بن جرير الطبري نا محمد بن مرزوق نا أشعث بن
شبيب عن أبي سليمان الكوفي عن ثابت عن انس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ان من كفارة الغيبة ان تستغفر لمن اغتبته تقول:
اللهم اغفر لنا وله. هذا حديث منكر، وأبو سليمان هو داود بن عبد الجبار،

(1) من المكية.
967

قال ابن معين: ليس بثقة.
909 61 / 12 حسينك
الحافظ الامام النبيل أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي
النيسابوري، ويعرف أيضا بابن منينة، وهو بحسينك أشهر، من كبار
أهل خراسان، كان يبعثه ابن خزيمة إذا تخلف عن مجلس السلطان لينوب
عنه، وكان يعزه ويقدمه على أولاده، سمع ابن خزيمة والعباس الثقفي
وعمر بن أبي غيلان وأبا القاسم البغوي وعبد الله بن زيدان البجلي
وطبقتهم، حدث عنه الحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو حفص بن مسرور
وأبو سعيد الكنجرودي وعدة.
قال الخطيب: كان ثقة حجة. وقال الحاكم: الغالب على سماعه الصدق
وهو شيخ العرب في بلدنا ومن ورث الثروة القديمة، [وسلفه جملة 1]
صحبته حضرا وسفرا فما رأيته ترك قيام الليل من نحو ثلاثين سنة فكان
يقرأ كل ليلة سبعا، وكانت صدقاته دارة سرا وعلانية، اخرج مرة عشرة
من الغزاة بآلتهم بدلا عن نفسه، ورابط غير مرة، وأول سماعه في سنة
خمس وثلاث مائة. قال الخطيب: مات في ربيع الآخر سنة خمس وسبعين
وثلاث مائة.
قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا أبو القاسم المستملي
انا أبو سعيد الكنجرودي انا أبو أحمد التميمي نا أبو قريش محمد بن جمعة

(1) من المكية.
968

نا أبو سعيد الأشج حدثني عقبة بن خالد عن أبي سعد البقال عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من قال حين يمسي: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله
عليه وآله وسلم نبيا كان حقا على الله ان يرضيه. غريب تفرد به عقبة
فأخرجه الترمذي من حديثه وحسنه.
910 62 / 12 ابن مهران
الحافظ الإمام الزاهد القدوة شيخ الاسلام أبو مسلم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي، سمع أبا القاسم البغوي والباغندي
وأبا عروبة الحراني وابن جوصاء الدمشقي وابن صاعد وأبا حامد بن بلال
وخلقا من الخراسانيين والشاميين، ثم دخل بخارى وسمرقند فسكن هناك
نحوا من ثلاثين سنة، وصنف المسند الكبير على الرجال، روى عنه الحاكم
أبو العلاء الواسطي وعلي بن محمد الحذاء وأحمد بن محمد الكاتب وآخرون.
قال ابن أبي الفوارس: صنف أبو مسلم أشياء كثيرة، وكان ثقة
زاهدا ما رأيت مثله. قال الخطيب: جمع أحاديث المشايخ والأبواب،
وكان متقنا حافظا مع ورع وزهد وتدين، ذكره أبو العلاء يوما فأطنب
في وصفه وقال: كان الدارقطني والشيوخ يعظمونه. وقال الحاكم:
دخلت مرو وما وراء النهر ولم القه، وفى سنة خمس وستين في الحج
طلبته في القوافل فأخفى نفسه، فحججت سنة سبع وستين وعندي انه
بمكة فقالوا: هو ببغداد، فاستوحشت من ذلك وتطلبته فلم أظفر به،
969

ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: هنا شيخ من الابدال تشتهى ان
تراه؟ قلت: بلى، فذهب بي فأدخلني خان الصباغين، فقالوا: اخرج، فقال
أبو نصر: تجلس في هذا المسجد فإنه يجئ، فقعدنا وأبو نصر لم يذكر لي من
الشيخ فأقبل أبو نصر ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء فسلم على فاتهمت انه
أبو مسلم الحافظ فبينا نحن نحدثه قلت له: وجد الشيخ هاهنا من أقاربه
أحدا، قال: الذين أردت لقاءهم انقرضوا، فقلت: هل خلف إبراهيم
ولدا؟ أعني أخاه إبراهيم الحافظ، فقال: ومن أين عرفت أخي؟ فسكت،
فقال لأبي نصر: من هذا الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلى وقمت إليه
وشكا شوقه وشكوت مثله فاشتفينا من المذاكرة وجالسته مرارا ثم ودعته
يوم خروجي فقال: يجمعنا الموسم فان على أن أجاور بمكة، ثم حج سنة
ثمان وستين وجاور إلى أن مات وكان يجهد ألا يظهر لحديث ولا لغيره.
قلت: توفى سنة خمس وسبعين وثلاث مائة. أنبأنا المسلم بن محمد انا الكندي
انا الشيباني انا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن علي المقرئ انا أبو مسلم
ابن مهران نا عبد المؤمن بن خلف سمعت صالح بن محمد سمعت أبا زرعة
يقول: كتبت عن رجلين مائتي الف حديث، إبراهيم الفراء وابن أبي
شيبة عبد الله.
وفيها توفى الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري النيسابوري
المحدث، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري الدقاق ببغداد،
وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي البغدادي، وشيخ الشافعية ببغداد
أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الداركي، ومحدث بغداد ومسندها
970

[الامام 1] أبو حفص عمر بن محمد بن علي ابن الزيات البغدادي عن تسعين
سنة وكان يحتمل ان يذكر في الحفاظ 2 وشيخ مالكية العراق القاضي
أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري وهو في عشر التسعين، ومحدث الشام
القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي وقد قارب تسعين سنة،
وأبو الليث نصر بن محمد السمرقندي الفقيه الحنفي صاحب تنبيه الغافلين.
911 63 / 12 ابن حرارة
الحافظ العلامة الجوال أبو الحسن محمد ابن المحدث أحمد بن علي بن
أسد البرذعي الأسدي، قال الخليلي: احمد يعرف أبو ه بحرارة، وابنه محمد
ارتحل إلى العراق ومصر والشام، وسمع حامد بن شعيب والبغوي وابن
جوصاء وعبد الله بن وهب الدينوري وطبقتهم - إلى أن قال ورد قزوين
والري فروى من حفظه زيادة على ثلاثين الف حديث، ولم يكن معه
ورقة، وفي أماليه غرائب وكلام يستفاد، حدث عنه شيوخنا، ومات
بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة. وروى الخليلي عن الحسن
ابن جعفر الطيبى عنه.
912 64 / 12 الغطريفي
الحافظ المتقن الإمام أبو أحمد محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم
ابن السرى بن [الغطريف بن 1] الجهم الغطريفي العبدي الجرجاني الرباطي،
مصنف الصحيح على المسانيد، سمع أبا خليفة حتى استوعب ما عنده والحسن

(1) من المكية (2) ثم عزم المؤلف فذكره سيأتي رقم 917.
971

ابن سفيان وعمران بن موسى بن مجاشع وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني
وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وابن ناجية وابن خزيمة وطبقتهم،
حدث عنه رفيقه أبو بكر الإسماعيلي في صحيحه بأكثر من مائة حديث، فمرة
يقول: نا محمد بن أحمد العبدي، والعبقسي ومحمد بن أبي حامد. وكان أبو أحمد
من علماء المحدثين ومتقنيهم صواما قواما صالحا ثقة، قال الخليلي: كان
أمير الغزاة بدهستان، وصنف على صحيح البخاري. حدث عنه حمزة بن
يوسف السهمي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي أبو الطيب الطبري والسري
ابن إسماعيل بن أبي بكر الإسماعيلي. مات أبو أحمد سنة سبع وسبعين
وثلاث مائة رحمة الله عليه.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره إجازة قالوا انا عمر بن محمد
المؤدب انا أحمد بن محمد بن ملوك الوراق ومحمد بن عبد الباقي البزاز قالا
انا طاهر بن عبد الله الفقيه نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف سنة إحدى
وسبعين وثلاث مائة نا أبو خليفة نا عثمان بن الهيثم نا عوف عن شهر
ابن حوشب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس.
توفى مع أبي احمد في السنة أبيض بن محمد بن أبيض الفهري خاتمة أصحاب
النسائي بمصر، وشيخ العربية أبو على الحسن [بن أحمد 1] بن عبد الغفار
الفارسي صاحب التصانيف وله تسع وثمانون سنة، ومحدث بغداد
أبو الحسن علي بن محمد بن [أحمد بن 1] لؤلؤ الثقفي الوراق عن خمس

(1) من المكية.
972

وتسعين سنة، وشيخ القراء بالأندلس أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل
الأنطاكي الشافعي، ومسند بخارى أبو عمرو محمد بن صابر البخاري المؤذن
آخر من حدث عن صالح بن محمد الحافظ. رحمة الله عليهم.
913 65 / 12 ابن المقري
محدث أصبهان الامام الرحال الحافظ الثقة أبو بكر محمد بن إبراهيم
ابن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني الخازن المشهور بابن المقرئ صاحب
المعجم الكبير والأربعين حديثا، سمع محمد بن نصير المديني ومحمد بن علي
الفرقدي وعدة بأصبهان، والصوفي وعمر بن أبي غيلان ببغداد، وأبا يعلى
بالموصل، وعبد ان [بالأهواز، وأبا عروبة 1] بحران ومحمد بن الحسن
ابن قتيبة بعسقلان، وعبد الله بن زيدان بالكوفة، وأحمد بن يحيى الحافظ
بتستر، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكة، وعبد الله بن محمد بن سلم بالقدس،
وسعيد بن عبد العزيز بدمشق، ومحمد بن المعافى بصيداء، ومكحولا ببيروت،
ومأمون بن هارون بعكا، ومحمد بن عمير بالرملة، ومضاء بن عبد الباقي
بأذنة، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط، ومحمد بن علي بن روح بعسكر مكرم،
ومحمد بن تمام البهراني بحمص، والحسين بن عبد الله القطان بالرقة، ومحمد
ابن زبان بمصر، ومحمد بن قربا بعسقلان، وأمما سواهم وهم في معجمه، وقد
صنف مسند ابن حنيفة وخرج لنفسه الفوائد، حدث عنه أبو إسحاق بن حمزة
وأبو الشيخ بن حيان وأبو بكر بن مردويه وحمزة السهمي وأبو نعيم

(1) من المكية.
973

وأبو طاهر بن عبد الرحمن وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه ومنصور بن
الحسين وأحمد بن محمود الثقفي وأحمد بن محمد بن النعمان الصائغ
وخلق كثير.
قال ابن مردويه: هو ثقة مأمون صاحب أصول. وقال أبو نعيم:
محدث كبير ثقة صاحب مسانيد، سمع ما لا يحصى كثرة. وقال أبو طاهر
أحمد بن محمود سمعت ابن المقرق يقول: طفت الشرق والغرب أربع مرات.
وروى اثنان عن ابن المقرئ قال: مشيت بسبب نسخة [مفضل 1]
ابن فضالة سبعين مرحلة ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها. وقال أبو طاهر
ابن سلمة سمعت ابن المقرئ يقول: دخلت بيت المقدس عشر مرات،
وحججت أربعا أقمت بمكة خمسة وعشرين شهرا.
وروى عن أبي بكر بن أبي على قال كان ابن المقرئ يقول: كنت
انا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينة فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما
كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت: يا رسول الله الجوع، فقال لي
الطبراني: اجلس فأما أن يكون الرزق أو الموت، فقمت انا وأبو الشيخ
فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شئ كثير وقال
شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رأيته في النوم فأمرني بحمل
شئ إليكم. وقد أفرد الحافط أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ فقال:
نا معمر بن الفاخر نا عمى سمعت أبا نصر بن أبي الحسن يقول سمعت
ابن سلامة يقول قيل للصاحب بن عباد أنت رجل معتزلي وابن المقرئ

(1) من المكية.
974

محدث وأنت تحبه؟ قال لأنه كان صديق والدي وقيل: مودة الآباء
قرابة الأبناء، ولأني كنت نائما فرأيت النبي صلى الله عليه وآله
في النوم يقول لي: أنت نائم وولى من أولياء الله على بابك؟ فانتبهت
فدعوت البواب وقلت: من بالباب؟ قال أبو بكر ابن المقرئ.
قال أبو عبد الله بن مهدي سمعت ابن المقرئ يقول: مذهبي في
الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبى زرعة الرازي. قلت سمع ابن المقرئ
في نحو من خمسين مدينة، وقد انتقيت من معجمه أربعين حديثا بلدية له،
وكان خازن كتب الصاحب إسماعيل بن عباد. ولم يقع لنا من عواليه بالإجازة
سوى جزء مأمون الذي انفرد في الدنيا بعلوه أبو سعد المديني وعاش ابن
المقرئ ستا وتسعين سنة. مات في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة.
وفيها مات شيخ القراء بنيسابور أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران
مصنف الغاية، ومسند خراسان أبو محمد عبد الله بن [أحمد بن 1] حمويه
السرخسي راوي صحيح البخاري، ومقرئ مصر أبو عدى عبد العزيز بن علي
ابن محمد بن الفرج بن الإمام المصري، وقاضي القضاة أبو محمد عبيد الله
ابن أحمد بن معروف البغدادي، ومسند العراق أبو الفضل عبيد الله بن
عبد الرحمن الزهري العوفي صاحب جعفر الفريابي، وشيخ القراء بقزوين
علي بن أحمد بن صالح [القزويني 1] خاتمة من روى عن يوسف بن
عاصم الرازي، عن ثمان وتسعين سنة، وعالم المالكية وفقيههم بقرطبة
أبو بكر محمد بن يبقى بن زرب القرطبي.

(1) من المكية.
975

أخبرنا أحمد بن هبة الله وسليمان بن قدامة وجماعة عن محمد بن
عبد الواحد المديني انا إسماعيل بن علي الحمامي انا أبو مسلم محمد بن علي انا
أبو بكر محمد بن إبراهيم انا أبو عروبة نا بندار نا عبد الوهاب عن جعفر
ابن محمد عن أبيه عن جابر ان النبي صلى الله عليه وآله قضى باليمين
مع الشاهد. أخرجه الترمذي وابن ماجة عن بندار.
914 66 / 12 أبو أحمد الحاكم
محدث خراسان الامام الحافظ الجهبذ محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق
النيسابوري الكرابيسي صاحب التصانيف، وهذا هو الحاكم الكبير مؤلف
كتاب الكنى سمع أحمد بن محمد الماسرجسي ومحمد بن شادل وابن خزيمة
والباغندي والبغوي والسراج ومحمد بن إبراهيم الغازي وعبد الله بن زيدان
البجلي ومحمد بن الفيض الغساني وأبا عروبة الحراني وطبقتهم، روى عنه الحاكم
أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن أحمد الجارودي وأبو بكر أحمد بن
علي بن منجويه وأبو حفص بن مسرور ومحمد بن علي بن محمد الجصاص
وصاعد بن محمد القاضي وأبو سعيد الكنجرودي وأبو عثمان البحيري
الأصبهاني وخلق سواهم.
قال الحاكم هو امام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم
في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى، طلب الحديث وهو ابن
نيف وعشرين سنة، وسمع بالعراق والجزيرة والشام - إلى أن قال:
ولم يدخل مصر، وكان مقدما في [العدالة أولا ثم ولى 1] القضاء سنة ثلاث

(1) من المكية.
976

وثلاثين، إلى أن قلد قضاء الشاش فحكم بها أربع سنين وأشهرا، ثم قلد
قضاء طوس فكنت ادخل إليه والمصنفات بين يديه فيحكم ثم يقبل على الكتب،
ثم أتى نيسابور سنة خمس وأربعين ولزم مسجده ومنزله مفيدا مقبلا
على العبادة والتصنيف، وأريد غير مرة على القضاء والتزكية فيستعفي،
وكف بصره سنة ست وسبعين، ثم توفى وأنا غائب في ربيع الأول
سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة وله ثلاث وتسعون سنة رحمة الله عليه.
قال الحاكم في تاريخه: كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سننن
السلف، ومن المنصفين في ما يعتقده في أهل البيت والصحابة، قلد القضاء
في أماكن، وصنف على كتابي الشيخين وعلى جامع أبى عيسى، قال لي
سمعت عمر بن علك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يخلف بخراسان مثل
أبى عيسى في العلم والزهد والورع بكى حتى عمى. قال الحاكم: وصنف
أبو أحمد كتاب العلل، والمخرج على كتاب المزني، وكتابا في الشروط،
وصنف الشيوخ والأبواب - إلى أن قال: وهو حافظ عصره بهذه الديار.
قال أبو عبد الرحمن السلمي سمعت أبا احمد الحافظ يقول: حضرت مع الشيوخ
عند أمير خراسان نوح بن نصر فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في
الصدقات؟ فلم يكن أحد منهم يحفظه وكان على خلقان وأنا في آخر الناس
فقلت لوزيره: انا أحفظه، فقال: هاهنا فتى من نيسابور يحفظه، فقدمت
فوقهم ورويت الحديث، فقال الأمير: مثل هذا لا يضيع، فولاني
قضاء الشاش.

(1) من المكية.
977

وقال الحاكم: تغير حفظه لما كبر ولم يختلط قط، وسمعته يقول:
كنت بالري وهم يقرءون على [ابن 1] أبى حاتم كتاب الجرح والتعديل
فقلت لابن عبدويه الوراق: هذه ضحكة أراكم تقرؤون كتاب التاريخ للبخاري
على شيخكم على الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبى حاتم، فقال: يا أبا احمد إن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما تاريخ البخاري قالا: هذا
علم لا يستغنى عنه، ولا يحسن بنا ان نذكره عن غيرنا، فأقعدا عبد الرحمن
يسألهما عن رجل بعد رجل وزادا فيه ونقصا. وسمعته يقول سمعت
أبا الحسين الغازي يقول سألت البخاري عن أبي غسان فقال: عم تسأل
عنه؟ قلت شأنه في التشيع، فقال: هو على مذهب أئمة أهل بلده
الكوفيين، ولو رأيتم عبيد الله وأبا نعيم وجميع مشايخنا الكوفيين لما
سألتمونا عن أبي غسان. وسمعته يقول سمعت أبا الحسين الغازي سمعت عمرو
ابن علي سمعت يحيى بن سعيد يقول: عجبا من أيوب السختياني يدع
ثابتا البناني لا يكتب عنه. قرأت على أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج
الامناء عن عبد المعز بن محمد انا تميم بن أبي سعيد القصار انا أبو سعيد
الكنجرودي سنة تسع وأربعين وأربع مائة انا أبو أحمد محمد بن محمد
الحافظ انا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي نا إسحاق الحنظلي انا عبد العزيز
ابن محمد نا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال: من أشرك بالله فليس بمحصن. قال أبو أحمد لا أعلم
حدث به غير إسحاق عن الدراوردي عن عبيد الله.

(1) من المكية.
978

وفى سنة ثمان وسبعين مات من كبار الشيوخ القاضي أبو القاسم
بشر بن محمد بن محمد بن ياسين النيسابوري، والقاضي العلامة أبو سعيد الخليل
ابن احمد السجزي الواعظ الحنفي قاضي سمرقند عن تسعين سنة الا سنة،
وشيخ الحنفية بما وراء النهر عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي
الزاهد وميغ من قرى بخارى، وشيخ المالكية بالعراق أبو القاسم عبد الله
ابن الحسين بن الجلاب توفى كهلا، وأسند من بقي بمصر أبو بكر عتيق
ابن موسى بن هارون الأزدي الحاتمي، عنده عن أبي الزقزاق الموطأ بسماعه
من يحيى بن بكير، ومحدث بغداد أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس
الوراق صاحب الأمالي، وصدر هراة ورئيسها أبو عبد الله محمد بن العباس
ابن أبي ذهل الضبي المحدث رحمة الله عليهم.
915 67 / 12 المفيد
العالم الشهير محدث جرجرايا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب،
وصفه أبو نعيم الأصبهاني [بالحفظ 1] وارتحل إليه، وقال الخطيب حدثني محمد
ابن عبد الله عنه أنه قال: موسى بن هارون سماني المفيد. قلت: فهذه العبارة
أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل الثلاث مائة، والحافظ أعلى
من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة. وقال المحدث محمد بن أحمد
الروياني: لم أر أحدا احفظ من المفيد. وقال الماليني: كان المفيد رجلا
صالحا. قلت: لكنه متهم، حدث عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي عن
يزيد بن هارون، ولا يدرى من ذا؟ فكان يقول سمعت منه سنة خمس

(1) من المكية.
979

وتسعين، وروى موطأ القعنبي عن الحسن بن عبيد الله عن القعنبي، والآخر
لعله ما وجد ابدا، وروى عن أبي شعيب الحراني ومحمد بن يحيى المروزي
وعلي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وموسى بن هارون وخلائق،
وقد تجاسر البرقاني وأخرج عنه في صحيحه، واعتذر بأن الحديث المذكور
لم يسمعه من غيره، وسئل عنه فقال: ليس بحجة، قد حدثنا بالموطأ عن
رجل عن القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله
نفقتك، فدفعت الموطأ إلى بعض العامة وأعطاني بدله بياضا.
قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد أنكرت عليه أسانيد ادعاها.
قلت: آخر من حدث عنه الحسن بن غالب المقرئ أحد الضعفاء أيضا.
وعاش المفيد نيفا وتسعين سنة، توفى سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة.
قرأت على أحمد بن سباع انا عتيق بن أبي الفضل سنة إحدى وأربعين
وست مائة انا أبو القاسم الحافظ انا أبو غالب ابن البناء وأخوه يحيى قالا
انا الحسن بن غالب المقرئ انا محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا إملاء نا عثمان
ابن الخطاب سمعت عليا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. هذا مما لا أفرح بعلوه
لعلمي بأن الكذاب ما رأى عليا رضي الله عنه أصلا ولا والله رأى
من رآه.
916 68 / 12 محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى
الحافظ الامام الثقة أبو الحسين البغدادي محدث العراق، ولد سنة
980

ست وثمانين [ومائتين 1] وأول ما سمع في سنة ثلاث مائة، سمع احمد
ابن الحسن الصوفي وحامد بن شعيب وقاسم بن زكريا وعمر بن أبي غيلان
والباغندي ومحمد بن جرير وعبد الله بن زيدان البجلي وأبا عروبة الحراني
وعلي بن أحمد علان ومحمد بن خريم الدمشقي والحسين بن محمد بن جمعة
وطبقتهم بالعراق والجزيرة ومصر والشام، وجمع وألف وعن مضايق
هذا الفن لم يتخلف، روى عنه الدارقطني وابن شاهين وأبو الفتح بن أبي
الفوارس والماليني والبرقاني وأبو نعيم والحسن بن محمد الخلال وعلى
ابن المحسن وعبد الوهاب بن برهان وأبو محمد الجوهري وخلق كثير.
يقال إنه من ولد سلمة بن الأكوع، وكان يقول: لا أتيقن ذلك.
قال الخطيب: كان ابن المظفر فهما حافظا صادقا. وقال البرقاني: كتب
الدارقطني عن ابن المظفر ألوف حديث. وقال ابن أبي الفوارس سألت
ابن المظفر عن حديث الباغندي عن ابن زيد المذاري عن عمر بن عاصم،
فقال: ما هو عندي، قلت: لعله عندك، قال: لو كان عندي لكنت
أحفظه، عندي عن الباغندي مائة الف حديث ما فيها هذا. قال القاضي
محمد بن عمر الداودي: رأيت الدارقطني يعظم ابن المظفر ويبجله ولا يسند
بحضرته.
وقال الخطيب: حدثني محمد بن علي الصوري حدثنا بعض الشيوخ انه
حضر مجلس ابن معروف القاضي فجاء أبو الفضل الزهري فقام ابن المظفر
عن مكانه وأجلس الزهري وقال: أيها القاضي هذا الشيخ من ولد عبد الرحمن

(1) من المكية.
981

ابن عوف رضي الله عنه وهو محدث وآباؤه محدثون إلى عبد الرحمن،
وقال: ثنا والد هذا، ونا فلان عن جد هذا محمد بن عبيد [الله 1]،
ونا فلان عن جدهم عبيد الله بن سعد، ولم يزل يروى عن كل واحد من آبائه
حديثا حتى انتهى إلى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
قال السلمي سألت الدارقطني عن ابن المظفر فقال: ثقة مأمون
فقلت: يقال إنه يميل إلى تشيع، فقال: قليلا بمقدار ما لا يضر إن شاء الله.
وقال أبو الوليد الياجي: ابن المظفر حافظ فيه تشيع. قال إبراهيم بن محمد
الرعيني: قدم علينا ابن المظفر وكان أحول أشج فحضر عند عبد الله بن محمد
ابن جعفر القزويني فقال له: ان هذا الذي تمله علينا هو عندنا كثير بالعراق،
نريد حديث مصر، فكان [ذلك 1] مبدأ ما اخرج القزويني حديث عمرو
ابن الحارث، فكان منه ما كان من نكير الناس عليه حتى قال الدارقطني:
وضع القزويني لعمرو أكثر من مائة حديث.
قال العتيقي: توفى ابن المظفر في يوم الجمعة في شهر جمادى الأولى
سنة تسع وسبعين وثلاث مائة.
قلت وفيها مات امام اللغة بالأندلس أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي
النحوي، ومحدث دمشق الامام المفيد أبو سليمان محمد بن عبد الله بن [احمد
ابن 1] زبر الربعي صاحب الوفيات، عنده عن البغوي ومحمد بن الفيض،
وأبو الحسين محمد بن النضر الموصلي ابن النحاس راوي المعجم عن أبي يعلى
[الموصلي 1]، والمعمر أبو بكر هلال بن محمد بن [محمد بن 1] هلال الرأي

(1) من المكية.
982

البصري خاتمة من روى عن الكجي.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه كتابة انا عمر بن محمد انا أحمد بن
الحسن انا الحسين بن علي انا محمد بن المظفر نا محمد بن محمد بن سليمان
نا عبد الحميد بن بيان نا هشيم عن شعبة عن عدى بن ثابت عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سمع
النداء فلم يجب الصلاة فلا صلاة له. قلت لم يقل " الا من عذر ".
917 69 / 12 أبو حفص ابن الزيات
الحافظ الثقة المسند عمر بن محمد بن علي بن يحيى البغدادي الناقد، سمع
جعفر الفريابي وإبراهيم بن شريك وابن ناجية وأحمد بن الحسن الصوفي
وعمر بن أبي غيلان وطبقتهم ومن بعدهم، وعنه البرقاني وأبو محمد الخلال
وأبو القاسم التنوخي والجوهري وخلق، قال البرقاني: كان والله ثقة
قديم السماع مصنفا. وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة متقنا أمينا، وقد
جمع أبو أبا وشيوخا. وقال العتيقي: مات في جمادى الآخرة سنة خمس
وسبعين وثلاث مائة، مولده سنة ست وثمانين ومائتين. قال: وكان ثقة
صاحب حديث يحفظ.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه إجازة انا [عمر بن محمد انا 1]
محمد بن عبد الباقي انا عمر بن الحسين الخفاف انا عمر بن محمد الزيات انا
حمزة بن محمد الكاتب قراءة عليه نا نعيم بن حماد نا أبو أمية الثقفي عن سعيد

(1) من المكية.
983

المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من
بكر يوم الجمعة وابتكر وغسل واغتسل ومشى ولم يركب فدنا من الامام
واستمع وأنصت ولم يلغ حتى يصلى الجمعة كفاه الله ما بينه وبين الجمعة
الأخرى وزيادة ثلاثة أيام. تفرد به أبو أمية وهو إسماعيل بن يعلى أحد
الضعفاء، وللمتن اسناد آخر صالح.
918 70 / 12 ابن السمسار
الحافظ الثقة المفيد محدث الشام أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين
الدمشقي، حدث عن محمد بن خريم وأحمد بن جوصاء وأبى الدحداح احمد
ابن محمد وعبد الله بن محمد السرى الحمصي الحافظ وأبى الجهم بن طلاب
وأبى عبد الله المحاملي وابن مخلد وطبقتهم، حدث عنه تمام الرازي ومكي
ابن المعمر 1 ومحمد بن عوف المزني وأخوه أبو الحسن محمد بن السمسار
وآخرون، قال عبد العزيز الكتاني: كان ثقة نبيلا حافظا كتب القناطير.
وقال الميداني: توفى في رمضان سنة ثلاث وستين وثلاث مائة.
919 71 / 12 بصلة
هو الحافظ الإمام أبو الحسين محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني [رحال
جوال سمع عمران بن موسى بن مجاشع السختياني وابن خزيمة وابن جوصاء
وأبا العباس السراج وطبقتهم، وحدث بأماكن، روى عنه أبو نعيم الحافظ
وغيره لم أدر متى توفى، وبقي إلى بعد الستين وثلثمائة 2].

(1) في المكية " الغمر " (2) من المكية.
984

920 72 / 12 [أحمد بن موسى بن عيسى
الحافظ أبو الحسن بن أبي عمران الجرجاني 1] الوكيل، قال حمزة السهمي:
كان وكيلا على باب القضاة، روى عن عمران بن موسى السختياني وأحمد ابن
محمد بن عبد الكريم وأحمد بن حفص السعدي وعبد الرحمن بن عبد المؤمن
وطبقتهم، وكان قد كتب الكثير من المسانيد والسنن والتواريخ وجمع
الشيوخ والأبواب والطرق وكان له فهم ودراية، روى مناكير عن
شيوخ مجاهيل لم يتابعه عليها أحد فأنكروا عليه وكذبوه وكان له أصول
جياد عن السختياني وغيره، سمعت أبا محمد المنيري يقول: رأيته في النوم
فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بكثرة كتبي الحديث والصلاة على النبي
صلى الله عليه وآله وسلم. مات في ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاث
مائة. قلت وفى نسخة سنة ثمان وسبعين فالله اعلم. قلت وروى عنه
أبو سعيد النقاش وحلف انه كان يضع الحديث.
921 73 / 12 صالح بن أحمد
ابن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن هذيل بن يزيد بن
العباس بن الأحنف بن قيس الحافظ الكثير الصدق 2 المعمر أبو الفضل التميمي
الهمذاني السمسار، حدث عن أبيه وعلي بن الحسن بن سعد ومحمد بن بلبل
وأحمد بن محمد بن أويس ومحمد بن مراد بن حمويه والقاسم بن أبي صالح
وعبد الرحمن بن أبي حاتم وعدة، روى عنه طاهر بن ماهلة وحمد [بن عمر]

(1) من المكية (2) كذا في الأصلين.
985

الزجاج وأحمد بن زنجويه العمرى وطاهر بن أحمد الامام وأحمد بن الحسين
ابن رسل وأبو الفتح بن أبي الفوارس وآخرون. ذكره شيرويه في تاريخه
فقال: كان ركنا من أركان الحديث ثقة حافظا دينا لا يخاف في الله لومة
لائم، وله مصنفات غزيرة، توفى في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاث
مائة. والدعاء عند قبره مستجاب. وقال الخطيب: كان حافظا فهما ثقة
ثبتا، صنف كتاب الطبقات للهمذانيين وكتاب سنن التحديث، أخبرنا عنه
محمد بن الفرج وعلي بن طلحة المقرئ.
قرأت على أحمد بن عبد الكريم المحتسب انا نصر بن جزو أنا أبو طاهر
ابن سلفة سمعت حمد بن نصر الحافظ سمعت علي بن حميد الذهلي سمعت طاهر
بن [عبد الله بن 1] ماهلة الحافظ سمعت حمد بن عمر الزجاج يقول: لما أملى
صالح بن أحمد الحافظ بهمذان كانت له رحى فباعها بسبع مائة دينار ونثرها
على محابر أصحاب الحديث.
ومات مع صالح في السنة الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن هلال
الصابي صاحب الترسل والنظم والنثر ولم يسلم، ومسند همذان أبو القاسم
جبرئيل بن محمد بن سيدول (؟) المعدل سمع عن البغوي، وأبو محمد عبد الله
ابن محمد بن سعيد [بن محارب 1] الإصطخري ثم البغدادي، والفقيه
علي بن عبد الملك بن دهثم بنيسابور، رويا عن أبي خليفة ولينا، وصاحب
التصانيف أبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي صاحب ابن دريد.
922 74 / 12 محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان
محدث الكوفة ومفيدها أبو الحسن الكوفي الحافظ، حدث عن

(1) من المكية.
986

عبد الله بن زيدان البجلي وعلي بن العباس المقانعي [وطبقتهما 1] وعمر دهرا،
روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأحمد ابن
محمد العتيقي وآخرون، مات أيضا في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة.
انا الحسن بن علي انا جعفر بن منير انا أبو طاهر السلفي انا أبو ياسر محمد
ابن عبد العزيز الخياط انا أبو القاسم بن بشران نا أبو الحسن محمد بن أحمد
ابن حماد بن سفيان بالكوفة نا محمد بن الحسن الأنصاري نا القاسم بن
خليفة نا سعيد - يعنى ابن زكريا - عن الزبير بن سعيد الهاشمي عن عبد الحميد
ابن سالم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء. هذا حديث
منكر، والزبير ضعيف.
923 75 / 12 ابن شاهين
الحافظ [الامام 1] المفيد المكثر محدث العراق أبو حفص عمر
ابن أحمد بن عثمان بن أحمد البغدادي الواعظ المعروف بابن شاهين صاحب
التصانيف، سمع محمد بن محمد ابن الباغندي ومحمد بن هارون بن المجدر
وأبا خبيب العباس بن البرتي وشعيب بن محمد الذارع وأبا القاسم البغوي
وأبا على محمد بن سليمان المالكي وطبقتهم، وله رحلة إلى دمشق لقى
فيها أبا إسحاق بن أبي ثابت وطبقته. مولده سنة سبع وتسعين ومائتين
وسمع سنة ثمان وثلاث مائة.
روى عنه أبو سعد الماليني وأبو بكر البرقاني أبو القاسم التنوخي وأبو محمد

(1) من المكية.
987

الخلال وأبو محمد الجوهري وأبو الحسين ابن المهتدي بالله وخلق كثير
وابنه عبيد الله بن عمر. قال ابن مأكولا: ثقة مأمون سمع بالشام وفارس
والبصرة، جمع الأبواب والتراجم وصنف شيئا كثيرا، قال أبو الحسين ابن
المهتدي بالله قال لنا ابن شاهين: صنفت ثلاث مائة مصنف وثلاثين مصنفا،
منها التفسير الكبير الف جزء، ومنها المسند الف وثلاث مائة جزء،
والتاريخ مائة وخمسون جزءا، والزهد مائة جزء. قال محمد بن عمر
الداودي القاضي سمعت ابن شاهين يقول: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى
هذا الوقت فكان سبع مائة درهم. قلت: تفسيره على ما ذكر لي شيخنا
عماد الدين الحزامي بواسط في نحو من ثلاثين مجلدا. قال الأزهري: وابن
شاهين ثقة عنده عن البغوي سبع مائة جزء. وقال ابن أبي الفوارس: ثقة
مأمون صنف ما لم يصنفه أحد.
قال حمزة السهمي سمعت الدارقطني يقول: ابن شاهين يلج على الخطاء
وهو ثقة. قال الخطيب سمعت محمد بن عمر الداودي يقول: ابن شاهين
ثقة [يشبه 1] الشيوخ الا انه كان لحانا ولا يعرف الفقه، وكان إذا ذكر
له مذهب أحد يقول: انا محمدي المذهب، رأيته يوما اجتمع مع الدارقطني
فما نطق حرفا هيبة وخوفا ابن يخطئ بحضرة أبى الحسن، قال لي أبو الحسن
يوما: ما أعمى قلب ابن شاهين حمل إلي تفسيره وسألني ان أصلح ما أجد
فيه، فرأيته قد نقل تفسير أبى الجارود في موضع جعله عن أبي الجارود عن
زياد بن المنذر، وإنما هو أبو الجارود زياد بن المنذر. وقال البرقاني قال لي

(1) من المكية.
988

ابن شاهين: جميع ما صنفته لم أعارضه بالأصول - يعنى ثقة بنفسه. قال
البرقاني: لم أكثر عنه زهدا فيه. وقال الأزهري: كان عند ابن شاهين
عن البغوي سبع مائة جزء وسمعته يقول: انا اكتب ولا أعارض.
قال العتيقي: مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.
قلت مات بعد الدارقطني بأيام.
ومات قبلهما بأشهر زاهد بغداد ومحدثها الصادق أبو الفتح يوسف
ابن عمر بن مسرور القواس عن خمس وثمانين سنة، وشاعر بغداد محمد
ابن عبد الله بن الحسن بن سكرة الهاشمي العباسي، والقاضي علي بن الحسين
ابن بندار الأزدي بمصر، والصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني وزير صاحب
العجم، ومحدث مصر أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس.
أنبأنا المسلم بن علان انا أبو اليمن الكندي انا عبد الله بن أحمد بن
يوسف انا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي لفظا نا أبو حفص عمر بن أحمد
الحافظ نا محمد بن محمد بن سليمان انا عبد الله بن عمران العابدي انا الدراوردي
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا
قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله عز وجل.
أخبرنا إسماعيل ابن الفراء وعبد الحافظ قالا انا عبد الله بن أحمد الفقيه
انا أبو العز محمد بن محمد بن مواهب انا أبو الحسين [ابن 1] الطيوري انا
محمد بن علي العشاري انا أبو حفص بن شاهين نا عبد الله بن سليمان نا عباد

(1) من المكية.
989

ابن يعقوب نا عمر بن ثابت عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن
المسيب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطيئات ويزيد به في الحسنات؟ قلنا: بلى
يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى [هذه 1]
المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة.
924 76 / 12 أحمد بن عبد ان بن محمد بن الفرج
الحافظ الثقة المعمر أبو بكر الشيرازي محدث الأهواز، حدث عن
محمد بن محمد الباغندي وأبى القاسم البغوي وأحمد بن محمد بن السكن البغدادي
وبكر بن أحمد الزهري وهذه الطبقة العالية، وأول سماعه في سنة أربع
وثلاث مائة، وكان مولده في سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان من كبار
الأئمة، سأله حمزة السهمي عن أحوال الرجال، روى عنه حمزة بن يوسف
المذكور وأبو الحسن بن صخر الأزدي والقاضي علي بن عبيد الله الكسائي
الهمذاني نزيل مصر وعبد الوهاب الغندجاني اخذ عنه تاريخ البخاري،
وكان يقال له الباز الأبيض توفى في شهر صفر سنة ثمان وثمانين وثلاث
مائة وله خمس وتسعون سنة.
أخبرنا أبو على ابن القلانسي انا أبو المنجا بن اللتي انا أبو الوقت السجزي
انا أبو إسماعيل الأنصاري انا إسماعيل بن محمد الحرنفتي 2 انا أحمد بن عبد ان
الحافظ نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا هارون بن محمد بن بكار انا محمد
ابن عيسى نا ثور عن خالد بن معدان حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي

(1) من المكية (2) كذا أصلح في المكية والله أعلم.
990

وحجر بن حجر قالا اتينا العرباض بن سارية وهو الذي نزل فيه (ولا على
الذين إذا ما أتوك لتحملهم) فسلمنا عليه وقلنا اتينا زائرين وعائدين
ومقتبسين - وذكر الحديث.
925 77 / 12 الدارقطني
الامام شيخ الاسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد
ابن مهدي البغدادي الحافظ الشهير صاحب السنن، مولده سنة ست وثلاث
مائة، وسمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد والحضرمي وابن دريد
وابن نيروز وعلي بن عبد الله بن مبشر ومحمد بن القاسم المحاربي وأبا على
محمد بن سليمان المالكي وأبا عمر القاضي وأبا جعفر أحمد بن البهلول وابن
زياد النيسابوري وبدر بن الهيثم القاضي وأحمد بن القاسم الفرائضي وأبا
طالب الحافظ وخلائق ببغداد والبصرة والكوفة وواسط، وارتحل في
كهولته إلى مصر والشام وصنف التصانيف [الفائقة 1]، حدث عنه
الحاكم وأبو حامد الأسفراييني وتمام الرازي والحافظ عبد الغنى الأزدي
وأبو بكر البرقاني وأبو ذر الهروي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو محمد الخلال
وأبو القاسم بن المحسن وأبو طاهر بن عبد الرحيم والقاضي أبو الطيب الطبري
وأبو بكر بن بشران وأبو القاسم حمزة السهمي وأبو محمد الجوهري
وأبو الحسين ابن الآبنوسي وعبد الصمد ابن المأمون وأبو الحسين ابن
المهتدي بالله وأمم سواهم.
قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع

(1) من المكية.
991

وأماما في القراء والنحويين وأقمت في سنة سبع وستين ببغداد أربعة
أشهر وكثر اجتماعنا فصادفته فوق ما وصف لي وسألته عن العلل
والشيوخ، وله مصنفات يطول ذكرها فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض
مثله. وقال الخطيب: كان فريد عصره وإمام وقته وانتهى إليه علم
الأثر والمعرفة بالعلل وأسماء الرجال مع الصدق والثقة وصحة الاعتقاد
والاضطلاع من علوم كالقراءات فان له فيها مصنفا سبق فيه إلى عقد
الأبواب قبل فرش الحروف، وتأسى القراء به بعده، ومن ذلك المعرفة
بمذاهب الفقهاء، بلغني انه درس الفقه على أبي سعيد الإصطخري، ومنها
المعرفة بالآداب والشعر فقيل كان يحفظ دواوين جماعة، وحدثني حمزة
ابن محمد بن طاهر أنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى
التشيع. قال ابن الذهبي: ما أبعده من التشيع. قال الخطيب: وحدثني
الأزهري قال: بلغني ان الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار
وقعد ينسخ جزءا والصفار يملي فقال رجل: لا يصح سماعك وأنت
تنسخ، فقال: فهمي للاملاء خلاف فهمك، أتحفظ كم أملى الشيخ؟ قال:
لا أدري، قال: أملى ثمانية عشر حديثا، الحديث الأول عن فلان عن فلان،
ومتنه كذا وكذا، والثاني عن فلان عن فلان ومتنه كذا وكذا،
ومر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه - أو كما قال.
قال رجاء بن محمد المعدل قلت للدارقطني: هل رأيت مثل نفسك؟ فقال
قال الله تعالى (فلا تزكوا أنفسكم)، قال فألححت عليه فقال: لم أر أحدا
جمع ما جمعت. وقال أبو ذر الحافظ قلت للحاكم: هل رأيت مثل
992

الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف انا؟ رواها الخطيب
[أبو بكر 1] في تاريخه عن أبي الوليد الباجي عن أبي ذر. وكان عبد الغنى
إذا ذكر الدارقطني قال: أستاذي.
قال القاضي أبو الطيب الطبري: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الخطيب: قال لي أبو القاسم الأزهري: كان الدارقطني ذكيا إذا ذكر
شيئا من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر، لقد حدثني محمد
ابن طلحة النعالي انه حضر مع الدارقطني دعوة فجرى ذكر الأكلة فاندفع
الدارقطني يورد نوادر الأكلة حتى قطع أكثر ليلته بذلك. قال الأزهري:
رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم،
فقال: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
قال الخطيب في ترجمة الدارقطني: سألت البرقاني: هل كان أبو الحسن
يملي عليك العلل من حفظه؟ قال: نعم، وأنا الذي جمعتها وقرأها الناس
من نسختي، وحدثنا العتيقي قال: حضرت مجلس الدارقطني وجاءه أبو الحسن
البيضاوي برجل غريب وسأله ان يملي عليه أحاديث فأملى عليه من حفظه
مجلسا يزيد أحاديثه على العشرين متون جميعها: نعم الشئ الهدية امام
الحاجة. فانصرف الرجل ثم جاءه بعد وقد أهدى له شيئا فقربه إليه فأملى
عليه من حفظه سبعة عشر حديثا متونها: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه.
قلت هنا يخضع للدارقطني ولسعة حفظه الجامع لقوة الحافظة ولقوة
الفهم والمعرفة، وإذا شئت ان تبين براعة هذا الامام [الفرد 1] فطالع

(1) من المكية.
993

العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك. قال السلمي سمعت الدارقطني
يقول: ما شئ أبغض إلي من الكلام. قال ابن طاهر: اختلفوا ببغداد
فقال قوم: على أفضل من عثمان رضي الله عنهما فتحاكموا إلى الدارقطني
قال: فأمسكت وقلت الامساك خير ثم لم أر لديني السكوت وقلت: عثمان
أفضل لاتفاق جماعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذا،
وهو قول أهل السنة وهو أول عقد [يحل 1] من الرفض.
قال ابن طاهر: للدارقطني مذهب خفى في التدليس يقول فيما لم يسمعه
من البغوي: قرئ على أبي القاسم البغوي حدثكم فلان. قال يوسف القواس:
كنا نمر إلى البغوي والدارقطني صبي يمشي خلفنا بيده رغيف عليه كامخ.
قال أبو ذر الحافظ: سمعت ان الدارقطني قرأ كتاب النسب على مسلم
العلوي، فقال له الأديب المعيطي: أنت يا أبا الحسن أجرأ من خاصي
الأسد، تقرأ مثل هذا الكتاب مع ما فيه من الشعر والأدب فلا يؤخذ
عليك فيه لحنة؟ حكاها الخطيب عن الأزهري فقال: مسلم بن عبيد الله العلوي
كان يروى الكتاب عن الخضر بن داود [عن الزبير 1].
قال عبد الغنى: أحسن الناس كلاما على الحديث ابن المديني في زمانه
وموسى بن هارون في وقته والدارقطني في وقته. الصوري: سمعت رجاء
ابن محمد يقول: كنا عند الدارقطني وهو يصلى فقرأ القارئ نسير بن ذعلوق
فصير [5 بشيرا 1] فسبح الدارقطني فقال: بشير، فسبح الدارقطني فقال يسير
فتلا الدارقطني (نون والقلم) وحكى حمزة نحوها وأن القارئ قرأ عمرو

(1) من المكية.
994

ابن سعيد فسبح الدارقطني فوقف القارئ فتلا (يا شعيب أصلواتك تأمرك).
قال الخطيب: حدثني أبو نصر بن مأكولا قال رأيت كأني أسأل عن حال
الدارقطني في الآخرة فقيل لي: ذاك يدعى الامام في الجنة. قلت: اخذ
الدارقطني الحروف عن ابن مجاهد وتلا على النقاش [وابن ثوبان 1] وأحمد ابن
محمد الديباجي وعلي بن ذاويه القزاز وتصدر في آخر أيامه للاقراء
أيضا. توفى في ثامن ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاث مائة.
أخبرنا إبراهيم بن علي الفقيه إجازة انا داود بن ملاعب انا محمد بن
عمر القاضي انا عبد الصمد بن علي [انا علي بن عمر الحافظ نا على 1]
ابن عبد الله بن مبشر نا محمد بن حرب النشائي نا علي بن يزيد الصدائي
عن فطر عن حكيم بن جبير عن إبراهيم عن علقمة قال قال على عهد إلى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان الأمة ستغدر بك من بعدي. وبه قال
الدارقطني: غريب من حديث أبي عمران عن أبي شبل عن علي رضي الله عنه،
تفرد به حكيم وتفرد به عنه [فطر بن 1] خليفة وتفرد به على الصدائي
عن فطر ولا نعلم حدث به غير محمد بن بحرب ولم نكتبه إلا عن شيخنا
وكان ثقة.
926 78 / 12 ابن النحاس المصري
الحافظ الامام الصدوق أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح
ابن النحاس المصري نزيل نيسابور، أول سماعه كان في سنة خمس وثلاث
مائة وكتب بمصر والحجاز والعراق والشام وأصبهان وخراسان والجبال

(1) من المكية.
995

وخوزستان، وكان ذا رحلة واسعة وهمة عالية ومعرفة جيدة الا ان كتبه
كانت ذهبت فحدث من حفظه [وأملى 1] سنين كثيرة. حدث عن أبي
القاسم البغوي وأبى عروبة الحراني وأبى بكر بن أبي داود وأبى نعيم
ابن عدي وعلي بن أحمد علان المصري وأبى العباس الدغولي، روى عنه
الحاكم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو عثمان البحيري
وغيرهم، قال الحاكم: حدث من حفظه بأحاديث وهو حافظ كان يتحرى
الصدق في مذاكرته. ثم قال: وتوفى في آخر سنة ست وسبعين وثلاث مائة،
وله خمس وثمانون سنة.
قرئ على أبي الفضل يحيى بن علي التميمي وأجازه لي عن أبي القاسم
ابن صصري انا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ انا عبد المنعم بن عبد الكريم
انا سعيد بن محمد العدل نا أحمد بن محمد بن عيسى المصري الحافظ من حفظه
نا عبد الله بن محمد نا يحيى الحماني نا الفضل بن [أبى 1] الصهباء عن بكير
ابن عتيق عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال: من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين.
بكير كوفي محله الصدق وفضل لا أعرفه.
927 79 / 12 ابن زبر
الحافظ المفيد المصنف أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن ربيعة
الربعي محدث دمشق وابن قاضيها أبى محمد ابن زبر، حدث عن أبي القاسم
البغوي وجماهر بن محمد الزملكاني ومحمد بن خريم ومحمد بن الفيض الغساني

(1) من المكية.
996

وسعيد بن عبد العزيز ومحمد بن الربيع الجيزي وأبى بكر بن [أبى 1] داود
وأبيه أبى محمد وطبقتهم، روى عنه تمام الرازي وعبد الغنى بن سعيد ومحمد
واحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر ومحمد بن عوف المزني وأبو نصر بن
الجبان وآخرون، قال علي بن موسى السمسار وقال أبو سليمان: كان
أبو جعفر الطحاوي قد نظر في أشياء من تصانيفي وباتت عنده وتصفحها
فأعجبته وقال لي يا أبا سليمان: أنتم الصيادلة ونحن الأطباء. وقال الكتاني:
حدثنا عنه عدة وكان يملي بالجامع وكان ثقة مأمونا نبيلا، مات في
جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاث مائة. قلت وله كتاب الوفيات
مشهور على السنين وحكى عنه أبو نصر بن الجبان انه رأى الحق تعالى
في النوم فذكر أنه رأى نورا.
الطبقة الثالثة عشرة
من كتاب تذكرة الحفاظ وقد سميت منهم بضعة وسبعين إماما
وقسمت الطبقة طبقتين أولاهما ثمانية وأربعون والثانية خمسة وعشرون
[نفسا 1] 2.
928 1 / 13 / 1 أبو زرعة الكشي
الحافظ الإمام محمد بن يوسف بن محمد الجنيد الجرجاني. وكش قرية
على ثلاثة فراسخ من جرجان، سمع أبا نعيم بن عدي وأبا العباس الدغولي

(1) من المكية (2) قد نبهنا في الرقم على القسمين كما ترى جعلنا القسم الأول من
هذه الطبقة هكذا (13 / 1) والثاني (13 / 2). والمترجمون في الثاني ستة وعشرون
أي بزيادة واحد عما قال. وقد تقدم نظيره موجها.
997

ومكي بن عبد ان وعبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقتهم بخراسان والعراق
والحرمين، روى عنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وأبو القاسم الأزهري
وعبد العزيز الأزجي، قال حمزة بن يوسف الحافظ: جمع 1 أبو زرعة هذا
الأبواب والمشايخ وكان يحفظ ويفهم أملى علينا بالبصرة ثم إنه جاور بمكة
إلى أن توفى بها في سنة تسعين وثلاث مائة.
أخبرنا عيسى بن محمد المغازي انا جعفر بن علي انا أبو طاهر الحافظ
انا أبو طاهر الحنائي عن أبي الفضل محمد بن أحمد السعدي نا عبد الغنى بن
سعيد الحافظ حدثني أبو زرعة محمد بن يوسف الجرجاني بمكة بعد جهد وعناء
قال قرئ على محمد بن عبد الرحمن الدغولي وانا اسمع حدثكم محمد بن مشكان
نا يزيد بن أبي حكيم نا سفيان نا زائدة بن قدامة عن عبد الملك بن عمير
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وآله سبع
غزوات نأكل الجراد فيها. غريب والمشهور حديث الثوري عن أبي يعفور
العبدي عن ابن أبي أوفى، واما حديثه عن زائدة ففرد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا زين الامناء الحسن بن محمد انا سعيد بن سهل
الخوارزمي نا علي بن أحمد المؤدب إملاء انا أبو إسحاق الأسفراييني نا الإسماعيلي
نا الفضل بن الحباب نا أبو الوليد والحوضي قالا نا شعبة عن أبي يعفور
سمع ابن أبي أوفى يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سبع غزوات نأكل معه الجراد.
929 2 / 13 / 1 أبو زرعة اليمنى
وهو أبو زرعة الاسترآبادي محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن بندار

(1) وقع في الأصلين " سمع " والتصويب من تاريخ جرجان لحمزة.
998

الحافظ، وعرف باليمنى لسكناه باليمن مدة، سمع علي بن الحسين بن معدان
القاري صاحب إسحاق بن راهويه وسمع أبا العباس السراج وأبا عروبة
الحراني وأبا القاسم ابن بنت منيع وطبقتهم، وله رحلة واسعة ومعرفة
جيدة، روى عنه أبو سعد الإدريسي وحمزة السهمي وطائفة، وبقي إلى حدود التسعين وثلاث مائة وهو من أهل الطبقة الماضية وقياسه الذكر مع
الإسماعيلي ونحوه وإنما عملته هنا لموافقته للكشي في الكنية.
أخبرنا محمد بن محمد بن السلم انا الحسن بن محمد انا أحمد بن محمد الحافظ
انا محمد بن محمد المديني نا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليزدي انا أبو زرعة
محمد بن إبراهيم بأسترآباذ انا أبو العباس السراج: قلت لقتيبة: أخبركم مالك
عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: صلاة
الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة؟ فأقر به وقال: نعم.
930 3 / 13 / 1 أبو زرعة الرازي الصغير
واسمه أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم، من علماء الحديث
والراحلين في علوه، سمع أبا عبد الله المحاملي وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد
ابن مخلد وأبا حامد بن بلال وعلي بن أحمد الفارس نزيل بلخ وعبد الله
ابن محمد بن يعقوب شيخ بخارى وأبا العباس الأصم وأبا الفوارس السندي
المصري وأبا الحسين محمد بن عبد الله الرازي والد تمام وخلائق، وعنه
تمام الرازي وأبا الحسين بن محمد الفلاكي وعبد الغنى بن سعيد الأزدي وحمزة
ابن يوسف السهمي وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبو زرعة روح
999

ابن محمد وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي وعلي بن المحسن التنوخي
[وآخرون 1].
قال الخطيب: كان حافظا متقنا ثقة جمع الأبواب والتراجم، وقال
ابن المحسن: سألته عن مولده فقال: رحلت إلى العراق أول مرة سنة
أربع وعشرين وثلاث مائة ولى أربع عشرة سنة. قلت: له تصانيف
كثيرة يروى فيها المناكير كغيره من الحفاظ ولا يبين حالها وذلك مما يزرى
بالحافظ، [وقد 1] سأله حمزة السهمي عن أحوال الرواة، وبلغنا انه مات
بطريق مكة سنة خمس وسبعين وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني انا جعفر بن علي انا السلفي انا المعمر بن
محمد الحبال بالكوفة انا أبو الطيب أحمد بن علي الجعفري انا أبو زرعة
أحمد بن الحسين الحافظ نا حامد بن حماد بن المبارك بنصيبين نا إسحاق بن
سيار نا محمد بن عبد الملك بن جابر نا أبو الفضل قال قال لي هشام بن
عروة: تشرب النبيذ؟ قلت: نعم، قال: فلا تشربه فان أبى حدثني عن عائشة
ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: كل مسكر حرام أوله
وآخره. أبو الفضل لا أعرفه.
931 4 / 13 / 1 2 أبو زرعة الرازي [الأصغر]
روح بن محمد القاضي سبط الحافظ أبى بكر ابن السني سمع أبا الحسين
الصفار وجعفر بن عبد الله الفناكي وابن فارس اللغوي وأبا زرعة احمد

(1) من المكية (2) ليس هو من هذه الطبقة ولكن رقمنا له فيها بحسب
موقع الترجمة.
1000

ابن الحسين المذكور وإسحاق بن سعد النسوي وحسينك التيمي وأبا حامد
أحمد بن الحسين المروزي وطائفة، قال الخطيب: قدم علينا فحدث ببغداد
وكتبت عنه بالكرج أيضا وكان صدوقا فهما أديبا شافعيا، ولى قضاء
أصبهان وبلغني موته في سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة بالكرج،
قلت انما كتبته استطرادا سمع السلفي من أصحابه.
932 5 / 13 / 1 أبو زرعة الدمشقي الصغير
هو المحدث محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي دجانة عمرو بن
[عبد الله بن 1] صفوان النصري وهو ابن ابن أخي الحافظ أبى زرعة الدمشقي،
حدث عن الحسين بن محمد بن جمعة وإبراهيم بن دحيم وطائفة، روى عنه
تمام الرازي وأبو علي بن مهنا. توفى قبل الستين وثلاث مائة. علقناه
استطرادا.
933 6 / 13 / 1 أبو زرعة الأسترآباذي
أحمد بن بندار بن محمد بن مهران العيشي القاضي الفقيه قاضي استراباذ
كتب بأردبيل عن حفص بن عمر بن زبلة 2 الحافظ وتفقه ببغداد على ابن أبي
هريرة فيما قال أبو سعد الإدريسي، مات سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
934 7 / 13 / 1 محمد بن حارث بن أسد
الحافظ أبو عبد الله الخشني القيرواني المغربي، تحمل عن أحمد بن نصر

(1) من المكية (2) في تاريخ جرجان " حفص بن عمر الملقب نزيلة " ولعله " الملقب
بزبلة ".
1001

وأحمد بن زياد وقاسم بن اصبغ بالأندلس وأحمد بن عبادة، استوطن
الأندلس بقرطبة وتمكن من صاحبها الحكم بن عبد الرحمن المستنصر وصنف
له كتبا منها كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك، وكتاب الفتيا،
وكتاب تاريخ الأندلس، وكتاب تاريخ الإفريقيين، وكتاب النسب،
قال أبو الوليد ابن الفرضي: بلغني انه صنف للمستنصر مائة ديوان - إلى أن
قال: وكان شاعرا بليغا لكنه يلحن، وكان مغرى بالكيمياء واحتاج بعد
موت الحكم إلى أن جلس في حانوت يبيع الادهان. روى عنه أبو بكر
ابن حوبيل وغيره، ومات في صفر سنة إحدى وستين وثلاث مائة.
هكذا في النسخة، وهذا خطأ فان المستنصر عاش بعد هذا الوقت فلعلها
سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة فيحرر هذا ويتقن.
935 8 / 13 / 1 ابن السقاء
الحافظ الإمام أبو على محمد بن علي بن الحسين الأسفراييني تلميذ
أبى عوانة الحافظ، رحل وسمع أبا عروبة الحراني ومحمد بن زبان المصري
ويحيى بن صاعد وأبا الحسن بن جوصاء وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي
وطبقتهم وكان فقيها شافعيا واعظا صالحا دينا، روى عنه الحاكم وغيره،
وهو والد علي بن محمد السقاء شيخ البيهقي، روى عنه ابنه أيضا وأبو سعيد
محمد بن أحمد المروزي الكرابيسي، قال الحاكم: هو من المعروفين بكثرة
الحديث والرحلة والتصنيف وصحبة الصالحين ومن الحفاظ الجوالين.
أخبرنا تاج الدين علي بن أحمد انا ابن روزبه انا أبو الوقت السجزي
1002

انا أبو إسماعيل الأنصاري انا أحمد بن محمد ببوشنج انا أبو على محمد بن علي
ابن الحسين بن شاذان الحافظ إملاء بأسفرايين نا زكريا بن يحيى المقدسي بها
نا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي نا محمد بن عبد الرحمن القشيري
انا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه رأى رجلا ناوله رجل
ريحانة فردها فأخذه ابن عمر فقبله ووضعه على عينيه ثم قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ان هذه الرياحين الطيبة من
نبت الجنة فإذا نوول أحدكم منها شيئا فلا يرده. [هذا حديث منكر 1]
والقشيري تالف.
قلت ومن طبقته سميه الحافظ محمد بن الحسين البلخي رحال، وروى
عن محمد بن المعافى الصدراوي ونحوه، حدث عنه الحافظ محمد بن أحمد
الجارودي.
مات ابن السقاء سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة، رحمه الله تعالى.
936 9 / 13 / 1 يحيى بن مالك بن عائذ
الحافظ الكبير أبو زكريا الأندلسي، سمع عبد الله بن يونس الفيري
وأبا عمر بن عبد ربه القرطبي وطائفة وارتحل فأدرك أبا سهل بن
[زياد 1] القطان ودعلج بن أحمد وابن قانع وطبقتهم، حدث عنه
الحسن بن رشيق شيخه ويحيى بن علي ابن الطحان ومحمد بن أحمد بن القاسم
ابن المحاملي وأبو الوليد بن الفرضي وآخرون، أملى بجامع قرطبة، قال
التنوخي في نشواره: حضرت مجلس صاحب الأغاني أبى الفرج فقال:

(1) من المكية.
1003

لم نسمع بمن مات فجاءة على المنبر، فقال شيخ أندلسي قد لزم أبا الفرج
اسمه يحيى بن عائذ انه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيب البلد وقد صعد
يوم الجمعة ليخطب فلما بلغ يسيرا من الخطبة خر ميتا فوق المنبر فأنزل
وطلبوا في الحال من خطب. قال أبو إسحاق الحبال: مات ابن عائذ
بالأندلس في شعبان سنة ست وسبعين وثلاث مائة، رحمه الله تعالى.
937 10 / 13 / 1 ابن ينال
الحافظ الإمام أبو الحسن بن علي بن محمد بن ينال العكبري سمع في الكبر
من أحمد بن الفضل بن خزيمة ومحمد بن جعفر العسكري وعدة، روى عنه
علي بن عبد العزيز [بن علي 1] الأزجي، قال عبد بن علي الأسدي:
سمع ابن ينال وتعلم الخط وهو كبير ورزقه الله من المعرفة والفهم شيئا
كثيرا، توفى سنة ست وسبعين وثلاث مائة.
938 11 / 13 / 1 ابن الباجي
الحافظ الحجة العلامة محدث الأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن
علي بن شريعة 2 بن رفاعة اللخمي الإشبيلي ويعرف بابن الباجي، سمع من
محمد بن عبد الله بن الفوق وعبد الله بن يونس الفيري حمل عنه مصنف
أبى بكر بن أبي شيبة وسيد أبيه الزاهد وسعيد بن جابر الإشبيلي ومحمد بن
عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز ومحمد بن فطيس وعثمان بن جرير

(1) من المكية (2) هكذا في المكية ونسخة خطية من طبقات الحفاظ للسيوطي
ومعجم البلدان (باجة) والله أعلم.
1004

الألبيري وطبقتهم، قال ابن الفرضي: كان حافظا ضابطا لم الق مثله في
الضبط، سمعت منه الكثير بقرطبة، ثم رحلت إليه إلى إشبيلة مرتين سنة
ثلاث وسبعين والتي بعدها، وروى الناس عنه كثيرا وسمع منه جماعة
من أقرانه، توفى في شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة، وله سبع
وثمانون سنة.
أخبرنا عبد الله بن محمد الطائي في ما كتب إلى عن أبي القاسم أحمد بن
يزيد عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم نا حمام بن أحمد نا عبد الله
ابن محمد بن علي الباجي نا أحمد بن خالد نا عبيد بن محمد الكشوري نا محمد
ابن يوسف نا عبد الرزاق انا معمر عن الزهري عن سالم قال سئل ابن
عمر عن متعة الحج فأمر بها فقيل له: انك تخالف أباك، فقال: ان أبى
لم يقل الذي يقولون - الحديث.
939 12 / 13 / 1 ابن مسرور
الحافظ الجوال أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن مسرور
البلخي، سمع الحسين بن محمد المطبقي وأقرانه ببغداد، وأبا بكر أحمد بن
سليمان بن زبان وطبقتهم بدمشق، وأبا سعيد بن يونس وأبا عمر محمد بن
يوسف الكندي وخلقا بمصر، وكتب الكثير، روى عنه الحافظ عبد الغنى
الأزدي وعمر بن الخضر الثمانيني وأحمد بن عمر بن سعد بن قديد وآخرون،
استوطن مصر مدة، ومات في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة،
رحمه الله تعالى.
1005

940 13 / 13 / 1 ابن أبي ذهل
الحافظ المتقن الرئيس الأنبل أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد
ابن عصم الضبي الهروي العصمي، سمع محمد بن معاذ الماليني ويحيى بن صاعد
وحاتم بن محبوب وأبا عمرو بن محمد ومؤمل بن الحسن الماسرجسي
وعبد الرحمن بن أبي حاتم وطبقتهم، ولحق البغوي وهو في الموت
فلم يسمع منه، روى عنه الدارقطني وأبو الحسن الحجاجي وهما من أقرانه،
وقد ذهبا في الطبقة الماضية، والحاكم وإسحاق بن أبي إسحاق القراب وأهل
هراة، وكان صدرا معظما كبير الشأن كثير الأفضال على المحدثين والأخيار
كثير الأموال.
قال الحاكم: صحبته حضرا وسفرا فما رأيت أحسن وضوءا ولا صلاة
منه ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعا وابتهالا منه، قيل لي ان عشر
غلته يبلغ الف حمل، وحدثني أبو أحمد الكاتب ان النسخة التي بأسامي
من يمونهم أبو عبد الله ابن أبي ذهل بهراة تزيد على خمسة آلاف بيت، وعرضت
عليه ولايات جليلة فأبى، قال أبو النضر الفامي: لأبي عبد الله صحيح خرجه
على صحيح مسلم وتفقه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهراة ما اجتمع له
من السيادة.
قال الخطيب: كان ثقة نبيلا من ذوي الاقدار العالية، سمعت البرقاني
يقول: كان ملك هراة تحت أمر ابن أبي ذهل لقدره وأبوته. قال الحاكم:
مولده سنة أربع وتسعين ومائتين، واستشهد في صفر سنة ثمان وسبعين
وثلاث مائة فأخبرني من صحبة انه دخل الحمام فلما خرج البس قميصا
1006

ملطخا فانتفخ ومات شهيدا رحمه الله. قال الخطيب: أول سماعه سنة تسع
وثلاث مائة.
أخبرنا علي بن أحمد انا علي بن روزبة انا عبد الأول بن عيسى انا
عبد الله بن محمد انا أحمد بن محمد بن العالي سنة سبع عشرة وأربع مائة
نا الرئيس محمد بن العباس العصمي إملاء نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر
القرشي نا أحمد بن مهران نا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو الكوفي نا سفيان
الثوري عن الأجلح عن ابن بريدة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بعث عليا في سرية وبعث معه رجلا يكتب الاخبار. غريب فرد.
941 14 / 13 / 1 ابن مفرج
الحافظ الامام القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن
مفرج الأموي مولاهم الأندلسي القرطبي، يكنى أيضا أبا بكر، ويعرف
أيضا بابن الفنتوري، نسبة إلى فنت أوريه قرية بقرطبة، سمع أبا سعيد
ابن الأعرابي بمكة، وقاسم بن اصبغ بقرطبة، وخيثمة بن سليمان بأطرابلس،
ومحمد بن الصموت بمصر، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، [وبالمدينة 1]
وجدة وصنعاء وزبيد وبيت المقدس، وطبقتهم.
روى عنه الحافظ أبو سعيد بن يونس وهو شيخه وأبو الوليد بن
الفرضي وإبراهيم بن شاكر وعبد الله بن الربيع التميمي وأبو عمر أحمد بن
محمد الطلمنكي وخلق كثير. شيوخه مائتان وثلاثون نفسا.

(1) من المكية.
1007

ذكر ابن الفرضي في تاريخه ان ابن مفرج اتصل بصاحب الأندلس
وكان ذا مكانة عنده، صنف له عدة كتب فولاه القضاء. قال: وكان
حافظا بصيرا بالرجال وأحوالهم أكثر الناس عنه. قال أبو عمر أحمد بن
محمد بن عفيف: كان أبو عبد الله بن مفرج [من 1] أعني الناس بالعلم
وأحفظهم للحديث ما رأيت مثله في هذا الفن، من أوثق المحدثين وأجودهم
ضبطا. قال الحميدي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، حافظ جليل
مصنف له كتب في الفقه وفقه التابعين، فمما صنف كتاب فقه الحسن في سبع
مجلدات، وفقه الزهري في عدة اجزاء، وجمع مسند قاسم بن اصبغ في
مجلدات. قال ابن الفرضي: مات في رجب سنة ثمانين وثلاث مائة وله
ست وستون سنة.
أنبأنا أحمد بن عبد السلام التميمي والمسلم بن محمد عن القاسم بن علي
انا أبى انا نصر الله بن محمد الفقيه (ح) وأنبئت عن أبي القاسم بن
صصري عن نصر الله ان الفقيه نصر بن إبراهيم حدثه قال انا أبو القاسم
صادق بن خلف انا أبو بكر محمد بن الفراء الفقيه نا إبراهيم بن محمد بن
حسين قال قرأت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج القاضي: أخبرك
[منصور 1] بن أحمد الهروي نا أحمد بن جعفر السمسار حدثني عيسى
ابن موسى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني بعض الحكماء قال:
خرجت أريد الرباط حتى إذا كنت بالعريش إذا بمظلة فيها رجل قد ذهبت
يداه ورجلا وبصره وإذا هو يقول: اللهم إني أحمدك حمدا يوافي

(1) من المكية.
1008

محامد خلقك إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا - وذكر القصة.
1 يونس عن أبي القاسم بن بقي انا شريح بن محمد أذنا عن أبي محمد بن حزم
نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي نا أبو زيد المروزي (ح)
وأخبرنا عاليا يوسف بن أبي نصر وعبد الله بن قوام قالا انا الحسين بن أبي
بكر انا عبد الأول انا أبو الحسن الداودي انا عبد الله بن أحمد انا الفربري
انا البخاري نا يحيى بن بكير نا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم
أن ابن عمر قال: تمتع رسول الله صلى الله عليه وآله بالعمرة إلى
الحج وأهدى وساق الهدى من ذي الحليفة - الحديث.
942 15 / 13 / 1 أحمد بن منصور بن ثابت
الحافظ الرحال العالم أبو العباس الشيرازي، حدث عن عبد الله بن
جعفر بن فارس الأصبهاني والقاسم بن القاسم السياري والطبراني وأبى
محمد الرامهرمزي وعدة، روى عنه أبو نصر الإسماعيلي وتمام الرازي والحاكم
أبو عبد الله وعدة، قال الحاكم: جمع هذا من الحديث ما لم يجمعه أحد
وصار له القبول بشيراز بحيث يضرب به المثل. وقال الدارقطني: ادخل
الشيرازي هذا بمصر على شيوخ أحاديث وأنا بمصر. قال يحيى بن منده
الحافظ: الذي صنع ذلك آخر اسمه أحمد بن منصور، قال: كانا أخوين
والغلط وقع في اسمه 2 وعن أحمد بن منصور الحافظ قال: كتبت عن

(1) من هنا إلى آخر الترجمة مدرج هنا وسيأتي نحوه في ترجمة الأصيلي رقم 954
وذاك موضعه (2) يعنى بسبب اسمه فان اسم كل منهما أحمد بن منصور كما مر
وصرح به في الميزان واللسان.
1009

الطبراني ثلاث مائة الف حديث.
وقال الحسين بن أحمد الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ
جاء إلى أبي رجل فقال: رأيته في النوم وهو في المحراب واقف بجامع
شيراز وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر فقلت له: ما فعل الله بك؟
قال: غفر لي وأكرمني وأدخلني الجنة، فقلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على
رسول الله صلى الله عليه وآله. مات سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
أنبأنا علي بن أحمد انا عبد الصمد بن محمد انا عبد الكريم بن حمزة انا
عبد العزيز بن أحمد انا تمام بن محمد نا أبو العباس أحمد بن منصور بن محمد
الشيرازي الحافظ نا الحسين بن أحمد بن المبارك الطوسي نا سيار بن الحسن
انا عبد الرحمن بن جيلة نا جعفر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن انس،
وحميد عن انس ان النبي صلى الله عليه وآله لبى بحجة وعمرة معا.
وقد مر سميه أحمد بن منصور الطوسي الحافظ مع الطبراني.
943 16 / 13 / 1 المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد
الحافظ العلامة القاضي ذو الفنون أبو الفرج النهرواني ابن طراز
[الفقيه الجريري 1] المفسر صاحب الكتب، وكان على مذهب محمد بن جرير
الطبري، سمع البغوي وابن أبي داود وابن صاعد وأبا حامد الحضرمي
وأبا سعيد العدوي والمحاملي وخلائق، وقرأ بالروايات على ابن شنبوذ وغيره،
قرأ عليه أحمد بن مسرور والخبازي وأبو ثعلب الملجم وأبو العلاء الواسطي

(1) من المكية.
1010

وغيرهم. حدث عنه أبو القاسم الأزهري وأبو الطيب الطبري وأحمد بن
عمر بن روح وأبو على محمد بن الحسين الجازري وخلق.
قال الخطيب: كان من اعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة
وأصناف الأدب، ولى القضاء بباب الطاق، كان على مذهب ابن جرير،
وبلغنا عن أبي محمد البافي الفقيه انه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج
فقد حضرت العلوم كلها. وروى الخطيب: نا القاضي أبو حامد الدلوي قال:
كان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله لأعلم الناس لوجب
ان يدفع إلى المعافى.
قال الخطيب سألت البرقاني عن المعافى فقال: كان اعلم الناس وكان
ثقة لم اسمع منه. وقيل كان المعافى قليل الشئ متعففا. قال الحميدي قرأت
بخط المعافى بن زكريا قال: حججت وكنت بمنى فسمعت مناديا ينادى:
يا أبا الفرج! قلت: لعله يريدني، ثم نادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكريا!
فهممت ان أجيبه، ثم إنه نادى يا أبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني!
فبادرت وقلت: لبيك ها أنا ذا، قال: لعلك من نهروان الشرق؟ قلت:
نعم، قال: نحن نريد نهروان الغرب، فعجبت من هذا الاتفاق. قلت
وللمعافي تفسير كبير في ست مجلدات فيه مخبئات وفوائد نفسية. مات
النهرواني في ذي الحجة وله خمس وثمانون سنة. وله كتاب الجليس
والأنيس فيه عجائب. مات سنة تسعين وثلاث مائة، رحمه الله تعالى.
وفيها مات مسند بغداد المقرئ أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني
وله تسعون سنة، ومسند الأندلس أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن
1011

التجيبي القرطبي لحق ببغداد إسماعيل الصفار، والمسند أبو الحسين محمد بن
عبد الله بن أخي ميمي الدقاق ببغداد، ومسند مصر الشيخ محمد بن جعفر
ابن رميل.
[1 قرأت على عمر بن عبد المنعم عن زيد بن الحسن انا محمد بن عبد الباقي
انا محمد بن أحمد بن محمد النرسي انا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا
ابن يحيى بن حميد بن حماد بن طراز نا أبو القاسم البغوي نا وهب بن بقية
انا خالد الشيباني عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها
عبد مؤمن شيئا إلا استجاب له.
944 17 / 13 / 1 الرقي
الحافظ الجوال أبو بكر محمد ين يوسف بن يعقوب المفيد المؤرخ،
ويقال أبو عبد الله، سمع أبا سعيد ابن الأعرابي بمكة، وعبد الله بن عمر
ابن شوذب بواسط، وخيثمة الأطرابلسي بالشام، وإسماعيل الصفار ببغداد،
وأبا محمد بن فارس بأصبهان، وطبقتهم، حدث عنه ابن جميع - وهو أكبر
منه - في معجمه وأحمد بن الحسن الطيان والحافظ عبد الغنى بن سعيد وأبو العلاء
الواسطي وعبد العزيز الأزجي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي
وآخرون، غمزه أبو بكر الخطيب ورماه بالكذب واتهمه بحديث رواه
عن الطبراني باسناد الصحاح متنه: يجئ المحدثون يوم القيامة بأيديهم
المحابر - وذكر الحديث، ثم أنه قال: الحمل في وضعه على الرقي. قلت

(1) من هنا إلى آخر ترجمة الرقي رقم 244 ص المكية.
1012

أرواه أبو المحاسن الروياني: نا أبو محمد عبد الله بن جعفر الخياري الحافظ
نا أبو بكر بصيداء نا الطبراني نا إسحاق نا عبد الرزاق نا معمر عن قتادة
عن انس مرفوعا - فذكره. مات الرقي سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
أنبأنا أحمد بن أبي الخير أنبأنا هبة الله بن سعود انا علي بن الحسين
الفراء انا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ نا عبد الغنى بن سعيد الأزدي نا أبو بكر
محمد بن يوسف الرقي ان سليمان بن أحمد حدثهم نا الدبري نا عبد الرزاق
عن الثوري نا أبو سعيد البصري انه سمع الحسن يذكر عن عقيل بن أبي طالب
انه تزوج امرأة من بنى جشم فقيل: بالرفاء والبنين، فقال:
لا تقولوا ذلك فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وأمرنا
ان نقول: بارك الله لك وبارك عليك. قال عبد الغنى: أبو سعيد البصري
هو الحسن بن دينار، وقيل هو يزيد بن إبراهيم 1].
945 18 / 13 / 1 الجوزقي
الحافظ الامام الأوحد أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا
الشيباني المعدل محدث نيسابور وصاحب الصحيح المخرج على صحيح مسلم
وهو ابن أخت المحدث أبى إسحاق [إبراهيم 1] بن محمد المزكى، روى عن أبي
العباس السراج شيئا قليلا وعن أبي نعيم بن عدي الجرجاني وأبى العباس
الدغولي ومكي بن عبد ان وأبى حامد ابن الشرقي وأبى سعيد ابن الأعرابي
وإسماعيل الصفار وأبى حاتم الوسقندي وخلق كثير، وكان قد رحل

(1) من المكية.
1013

مع خاله وبرع وتقدم وصنف.
قال الحاكم: اتقيت له فوائد في عشرين جزءا ثم بعد ذا ظهر سماعه
من السراج. قلت: روى عنه الحاكم وأبو سعيد الكنجرودي وأبو عثمان
سعيد بن محمد البحيري ومحمد بن علي الخشاب وسعيد بن أبي سعيد العيار
وأحمد بن منصور بن خلف المغربي و آخرون.
وجوزق قرية من قرى نيسابور. وله كتاب المتفق والمفترق، وله
كتاب المتفق الكبير يكون ثلاث مائة جزء، رواه عنه أبو عثمان إسماعيل
ابن عبد الرحمن الصابوني وروى عن أبي بكر الجوزقي قال: أنفقت في
طلب الحديث مائة ألف درهم ما كسبت به درهما. قلت: وله أربعون
حديثا سمعناها بعلو. قال الحاكم: توفى في شوال سنة ثمان وثمانين وثلاث
مائة وله اثنتان وثمانون سنة.
أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك عن زينب بنت أبي القاسم ان
أبا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري أخبرهم انا أبو سعيد محمد بن علي
انا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي الحافظ انا أبو العباس الدغولي
ومكي بن عبد ان وعبد الله بن محمد [ابن 1] الشرقي قالوا انا عبد الله بن
هاشم نا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد
فتمسه النار إلا تحلة القسم.

(1) من المكية.
1014

946 19 / 13 / 1 ابن الفرات
الحافظ الامام البارع أبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن
الفرات البغدادي، سمع أبا عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد وابن البختري
وطبقتهم فأكثر وجود وجمع فأوعى حتى قال الخطيب: بلغني انه كان
عنده عن علي بن محمد المصري الواعظ وحده الف جزء وإنه كتب مائة
تفسير ومائة تاريخ، حدثنا عنه أحمد بن علي البادي ومحمد بن عبد الواحد
ابن رزمة وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي وغيرهم. قال: وحدثني
الأزهري ان ابن الفرات خلف ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا أكثرها
بخطه، ثم قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط ولم يزل
يسمع إلى أن مات، وقال لي العتيقي: هو ثقة مأمون ما رأيت أحسن
قراءة [منه 1] للحديث. وقال غيره: مات في شوال سنة أربع وثمانين
وثلاث مائة، وعاش بضعا وستين سنة.
قرأت بخط السلفي عام أربعة وثلاثين سمعت جعفر بن أحمد السراج
يقول سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ يقول: أبو الحسن
ابن الفرات غاية في ضبطه حجة في نقله.
947 20 / 13 / 1 أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد
الحافظ أبو العباس النصيبي المصري، لا أعرف هذا الرجل غير أن الحاكم
قال: قدم نيسابور وهو باقعة في الحفظ شبهت مذاكرته بالسحر، وكان

(1) من المكية.
1015

يتقشف ويجالس الصالحين، سمع أبا هاشم الكتاني وأحمد بن عبد الرحيم
القيسراني بالشام، وأبا عبد الله الحليمي وأبا على الصفار ببغداد، ومحمد
ابن يعقوب الأصم بنيسابور، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر - إلى أن
قال: مات سنة ست وثمانين وثلاث مائة، ذهب إلى ما رواء النهر وأقبل
على الأدب والشعر ودخل في الأعمال السلطانية، ثم اجتمعت به هناك
وحفظه كما كان فكنت أتعجب منه. قلت روى عنه الحاكم وغيره.
948 21 / 13 / 1 الطوسي
الحافظ أبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب العطار، وهو
ابن أبي نصر الطوسي، ولد سنة عشر وثلاث مائة تقريبا، وسمع أبا محمد
عبد الله بن محمد بن الشرقي وأبا حامد بن بلال وأبا بكر محمد بن الحسين
القطان ومحمد بن مخلد العطار وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس بن عقدة
وطبقتهم، وبدمشق أيضا أبا علي بن حبيب الحصائري وابن زبان الكندي،
وبمكة أبا سعيد ابن الأعرابي، وبمصر محمد بن وردان العامري، وبالرملة
الربيع بن سلامة، وبمكة ومنبج وحران ومواضع، روى عنه الحاكم
وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو نعيم وأبو سعيد الكنجرودي وآخرون.
قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بخراسان مع ما يرجع إليه من
الدين والزهد والسخاء والتعصب لأهل السنة، أول رحلته كانت إلى مرو
إلى الليث بن محمد، وما خلف بالطابران يوم مات مثله، وأما في علوم
الصوفية وأخبارهم ولقى شيوخهم فإنه توفى يوم توفى ولم يخلف بخراسان
مثله في التقدم واللقى.
1016

قلت كان قد صحب الشبلي، ومات في المحرم سنة ثلاث وثمانين
وثلاث مائة.
ومات فيها محدث بغداد الحجة المأمون أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن
الحسين بن شاذان البغدادي البزاز والد المحدث أبى علي بن شاذان،
وأبو الحسن علي بن حسان الجديلي خاتمة أصحاب مطين، والعلامة أبو محمد
عبد الله بن عطية الدمشقي المفسر امام مسجد باب الجابية، وجعفر بن
عبد الله بن فناكي راوية مسند الروياني عنه.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء أنبأنا عبد المعز بن
محمد انا زاهر بن طاهر انا محمد بن عبد الرحمن انا أبو الفضل نصر بن محمد
ابن احمد العطار انا أحمد بن الحسين بن محمد بن الأزهر بمصر نا يوسف
ابن يزيد القراطيسي نا الوليد بن موسى نا منبه بن عثمان عن عروة بن رويم
عن الحسن عن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن مؤمني
الجن لهم ثواب وعليهم عقاب. فسألناه عن ثوابهم وعن مؤمنهم قال:
على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد صلى الله عليه وآله.
قلنا وما الأعراف؟ قال حائط الجنة تجرى فيه الأنهار، وتنبت فيه الأشجار
والثمار. هذا حديث منكر جدا.
949 22 / 13 / 1 ابن بكير
الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير البغدادي
الصيرفي، سمع أبا جعفر بن البختري وإسماعيل الصفار وأبا عمرو بن السماك
وأبا بكر النجاد وطبقتهم، حدث عنه أبو حفص بن شاهين شيخه
1017

وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي وعبيد الله الأزهري وأبو الحسين
ابن المهتدي بالله وآخرون، قال الأزهري سمعت أبا عبد الله بن بكير
يقول: هذا الحديث كتبه عنى محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن
الدارقطني. قال الأزهري: كنت أحضر عنده وبين يديه اجزاء فأنظر فيها
فيقول: أيما أحب إليك تذكر لي متن ما تريد من هذه الاجزاء حتى أخبرك
باسناده أو تذكر اسناده حتى أخبرك بمتنه؟ فكنت أذكر له المتون فيحدثني
بأسانيدها كما هي حفظا، فعلت هذا معه مرارا كثيرة، وكان ثقة لكنهم
حسدوه وتكلموا فيه. وقال ابن أبي الفوارس: كان يتساهل في الحديث
ويلحق في بعض أصول الشيوخ ما ليس منها ويصل المقاطيع. مات ابن
بكير في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة، وله أحدث وستون سنة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا نصر بن عبد الرزاق القاضي قال قرأت
على شيخنا أبى الفتح نصر بن فتيان بن المثنى أخبركم هبة الله بن الحصين انا
علي بن المحسن نا الحسين بن أحمد بن بكير انا أبو طالب محمد بن أحمد بن
إسحاق نا عمى البهلول بن إسحاق سمعت أبي سمعت جدي حسان بن سنان
يقول رأيت انس بن مالك بواسط فقال: من أين أنت؟ قلت: من
الأنبار، قال: وفيم قدمت؟ قلت متظلما إلى الحجاج على عاملنا،
فمسح يده على ظهري ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر.
950 23 / 13 / 1 الخطابي
الامام العلامة المفيد المحدث الرحال أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم
1018

ابن خطاب البستي الخطابي صاحب التصانيف، سمع أبا سعيد ابن الأعرابي
بمكة وإسماعيل بن محمد الصفار وطبقته ببغداد، وأبا بكر بن داسه بالبصرة
وأبا العباس الأصم وطبقته بنيسابور، روى عنه الحاكم وأبو حامد
الأسفراييني وأبو نصر محمد بن أحمد البلخي الغزنوي وأبو مسعود الحسين
ابن محمد الكرابيسي وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي [وأبو ذر
عبد بن أحمد الهروي وأبو عبيد الهروي اللغوي وأبو الحسين عبد الغافر
الفارسي 1] وخلق سواهم.
ووهم أبو منصور الثعالبي في اليتيمة حيث سماه أحمد بن محمد، أقام مدة
بنيسابور يصنف، فعمل غريب الحديث، وكتاب معالم السنن، وكتاب
شرح الأسماء الحسنى، وكتاب العزلة، وكتاب الغنية عن الكلام وأهله،
وغير ذلك، وكان ثقة متثبتا من أوعية العلم قد اخذ اللغة عن أبي عمر
الزاهد ببغداد، والفقه عن أبي علي بن أبي هريرة والقفال، وله شعر جيد.
قرأت على شهدة العامرية أخبركم جعفر بن علي انا السلفي نا أبو المحاسن
الروياني سمعت أبا نصر البلخي سمعت أبا سليمان الخطابي سمعت أبا سعيد بن
الأعرابي ونحن نسمع عليه هذا الكتاب - يعنى سنن أبي داود - يقول:
لو أن رجلا لم يكن معه من العلم إلا المصحف الذي فيه كتاب الله ثم هذا
الكتاب لم يحتج معهما إلى شئ من العلم بتة.
أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن عبد الغنى بن سرور الحافظ انا إسماعيل
ابن غانم انا عبد الواحد بن إسماعيل انا محمد بن أحمد نا حمد بن محمد بن إبراهيم

(1) من المكية.
1019

انا محمد بن بكر نا أبو داود انا محمد بن حزابة نا إسحاق بن منصور نا أسباط
عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
الايمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن.
قال القراب: توفى الخطابي ببست في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين
وثلاث مائة.
قلت وفيها مات المحدث الإمام أبو النضر شافع بن محمد ابن الحافظ
أبى عوانة الأسفراييني الرحال لقى ابن جوصاء وطبقته، ومحدث بروجرد
القاضي أبو الحسين عبيد الله بن سعيد البروجردي لقى الباغندي وابن جرير
الطبري، والشيخ أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي النيسابوري شيخ العيار،
ومقرئ مصر أبو حفص عمر بن عراك الحضرمي، ومقرئ العراق أبو الفرج
محمد بن أحمد الشنبوذي، والعلامة الأديب أبو على محمد بن الحسن بن
المظفر الحاتمي ببغداد، ومسند مرو القاضي أبو الفضل محمد بن الحسين
الحدادي الفقيه عن مائة سنة، ومقرئ مصر وعالمها الإمام أبو بكر محمد
ابن علي الأدفوي المفسر، ومسند مكة أبو يعقوب يوسف بن الدخيل
تلميذ العقيلي.
951 / 24 / 13 / 1 ابن عابد
الحافظ الإمام أبو عمر أحمد بن محمد بن عابد الأسدي الأندلسي
القرطبي سمع أحمد بن سعيد بن حزم ومحمد بن معاوية ابن الأحمر وأحمد ابن
مطرف، وحدث باليسير فإنه مات في الكهولة.
1020

قال ابن الفرضي: مات في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وثلاث مائة.
قلت وفيها مات محدث نيسابور أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي
المعدل، وعالم سرخس الفقيه أبو على زاهر بن أحمد السرخسي وله
ست وسبعون سنة لحق البغوي في رحلته، وعالم المغرب أبو محمد عبد الله
ابن أبي زيد القيرواني صاحب الرسالة، ومقرئ مصر أبو الطيب عبد المنعم
ابن غلبون الحلبي ومسند بغداد أبو القاسم عبيد الله بن محمد ابن حبابة،
ورواية الصحيح أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني المروزي - يوم عرفة.
952 25 / 13 / 1 الزهري
الحافظ الناقد أبو محمد الحسن بن علي بن عمر البصري ويعرف بابن
غلام الزهري، كان في هذا الحين، سأله الحافظ حمزة السهمي عن الرجال
والجرح والتعديل، لم أظفر له بترجمة، سمع من أبى القاسم [البغوي 1]
وابن صاعد ومحمد بن الحسين بن مكرم والقاسم بن عباد وعلي بن عبد الله
ابن الفضل وخالد بن النضر وأحمد بن يعقوب المتوثي وطبقتهم، وكان
حيا في حدود سنة ثمانين وثلاث مائة، روى عنه حمزة بن يوسف الحافظ
أبو الحسن بن صخر الأزدي ومحمد بن طلحة الخزاعي وطائفة.
قرأت على أبي بكر بن عمر الفقيه أخبركم الحسن بن أحمد الزاهد
ببيت المقدس انا أبو طاهر السلفي نا أبو طاهر محمد بن محمد النهاوندي إملاء
بالبصرة نا محمد بن طلحة بن المغيرة الخزاعي نا الحسن بن علي الحافظ نا احمد

(1) من المكية.
1021

ابن يعقوب المتوثي نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن عبد الله
ابن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن
بيع الولاء [وعن هبته 1]. رواه عدة عن سفيان الثوري، وقد أخرجه
(خ) عن أبي نعيم عن الثوري، فوقع لنا بدلا نازلا بدرجة، ولله الحمد.
953 26 / 13 / 1 ابن حنزابة
الوزير الكامل الحافظ المفيد الإمام أبو الفضل جعفر ابن الوزير الكبير
أبى الفتح الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن حسن بن الفرات البغدادي
نزيل مصر، وزر أبو ه للمقتدر في آخر دولته، ووزر الحافظ أبو الفضل
لصاحب مصر كافور الخادم، وحدث عن محمد بن هارون الحضرمي ومحمد
ابن زهير الأيلي والحسن بن محمد الداركي وأبى بكر الخرائطي ومحمد بن
سعيد الحمصي وعدة، وكان يذكر أنه سمع من البغوي مجلسا، ويذكر
ويقول: من جاءني به أغنيته. وعزم على عمل المسند ولذلك رحل إليه
الدارقطني وأقام عنده مدة وأعطاه جملة. وللدارقطني في كتاب المدبج عنه
أحاديث، ولعبد الغنى عنه رواية. مولده سنة ثمان وثلاث مائة.
قال السلفي: كان من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة المحدثين مع
جلالة ورياسة، يملي ويروى في حال الوزارة، عندي من أماليه ومن كلامه
على الحديث وحسن تصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه. وقد روى
عنه حمزة الكتاني مع تقدمه. وقيل إنه وزر بعد موت كافور وصادر

(1) من المكية.
1022

وفعل ثم اضطربت عليه الأمور فاختفى ونهبت داره ثم صودر ونزح إلى
الشام سنة ثمان وخمسين ثم بعد مدة رجع إلى مصر، وروى عنه الحافظ
عبد الغنى، وبلغنا ان أبا الفضل كان يفطر وينام نومة ثم ينهض ويتوضأ
ويصلى إلى الغداة.
وقال المسبحي: لما غسل أبو الفضل جعل في فيه ثلاث شعرات من
شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم اخذها بمال عظيم وكانت عنده في
درج ذهب مختوم بمسك. و الحنزابة أمه كانت أم ولد والده الفضل، وفي
اللغة الحنزابة هي القصيرة الغليظة، ونقل فدفن بالمدينة النبوية في دار
اشتراها قريبة جدا من المسجد. قال ابن طاهر المقدسي: رأيت عند الحبال
كثيرا من الاجزاء التي خرجت لابن حنزابة وفيها الجزء الموفي الف من
مسند كذا، والجزء الموفي خمس مائة من مسند كذا، أنفق أموالا عظيمة
في البر. مات في ثالث عشر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة.
وفيها مات أبو على إسماعيل بن محمد [بن أحمد بن 1] حاجب الكشاني
خاتمة من روى الصحيح عن الفربري، وبمصر أبو الحسن أحمد بن عبد الله
ابن حميد بن رزيق البغدادي عنده المحاملي وطبقته، وشاعر العراق أبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن الحجاج البغدادي صاحب المجون، وفقيه الظاهرية
العلامة أبو الحسن عبد العزيز بن أحمد الخرزي، تخرج به البغاددة، قال
الصيمري: ما رأيت فقيها انظر منه ومن الشيخ أبى حامد، ومسند بغداد
أبو القاسم عيسى بن علي الوزير صاحب تلك الأمالي، ومسند مصر المؤمل

(1) من المكية.
1023

ابن أحمد بن محمد الشيباني البغدادي البزاز سمع البغوي وثقه الخطيب.
954 27 / 13 / 1 الأصيلي
الحافظ الثبت العلامة أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن محمد الأندلسي،
تفقه بقرطبة وسمع من ابن المشاط ومحمد بن السليم ولقى وهب بن مسرة
بوادي الحجارة، وبمصر القاضي أبا الطاهر الذهلي وابن حيويه النيسابوري
والفقيه أبا إسحاق بن شعبان، وبمكة أبا بكر الآجري، وببغداد أبا بكر الشافعي
وأبا علي بن الصواف، وأتقن، اخذ الصحيح عن أبي زيد المروزي،
وتفقه على أبي بكر الأبهري ووعى علما جما، قال القاضي عياض قال
الدارقطني: حدثني أبو محمد الأصيلي ولم أر مثله. ثم قال عياض: كان
من حفاظ مذهب مالك ومن العالمين بالحديث وعلله ورجاله، وكان
ينكر الغلو في كرامات الأولياء ويثبت منها ما صح ودعاء الصالحين، ولى
قضاء سرقسطة ثم ترك وبقي على الشورى بقرطبة. قلت وكان رأسا
في الحديث والسنن وفقه السلف، له كتاب كبير سماه: الدلائل في اختلاف
العلماء. حمل الناس عنه وكان في خلقه حدة، رحمه الله تعالى. مات في
ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة وشيعه الخلائق.
وفيها مات بمصر المحدث أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب صاحب
كتاب المروءة، ومسند هراة أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري
صاحب البغوي، ونحوي العراق أبو الفتح [عثمان 1] بن جنى الموصلي،

(1) من المكية.
1024

والعلامة القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني الشاعر المحسن،
والمحدث الجوال أبو العباس الوليد بن بكر السرقسطي.
أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أبي القاسم بن بقي انا شريح بن محمد
انا علي بن أحمد [الحافظ 1] أذنا نا حمام بن أحمد نا عبد الله بن إبراهيم
الأصيلي نا أبو زيد المروزي (ح) وأخبرنا بعلو درجتين عبد الله بن قوام
وطائفة قالوا انا الحسين بن المبارك انا عبد الأول انا أبو الحسن المظفري
انا عبد الله بن حمويه قالا انا أبو عبد الله الفربري انا البخاري نا يحيى
ابن بكير نا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن سالم ان ابن عمر قال:
تمتع رسول الله صلى الله عليه وآله بالعمرة إلى الحج وساق الهدى
من ذي الحليفة - الحديث 2.
955 28 / 13 / 1 خلف بن القاسم بن سهل
الحافظ الإمام أبو القاسم الأندلسي ابن الدباغ، ولد سنة خمس وعشرين
وثلاث مائة، سمع محمد بن معاوية الأموي وأحمد بن الشامة، وبمصر
أبا محمد بن الورد وسلمة بن الفضل والطبقة، وبمكة بكير الحداد وأبا بكر
الآجري وأبا الحسن الخزاعي، وبدمشق علي بن أبي العقب وأبا الميمون
ابن راشد، وكان من الحفاظ المحققين، صنف حديث مالك وحديث
شعبة وكتابا في الزهد، وقرأ بالروايات على جماعة منهم أحمد بن صالح
صاحب ابن مجاهد، حدث عنه جماعة من الأندلسيين منهم أبو عمرو الداني
وأبو عمر بن عبد البر وكان ابن عبد البر لا يقدم عليه أحدا من شيوخه.

(1) من المكية (2) وقد تقدم في الترجمة رقم 941 بنحو ما هنا، وهذا موضعه.
1025

توفى في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة.
وفيها مات بأصبهان أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري صاحب
جزء لوين، والمقرئ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري ببغداد، وشيخ
اللغة أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، ومسند بغداد أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن البغدادي المخلص، والسيد أبو الحسن محمد بن علي العلوي
الهمذاني ببخارى.
أنبأنا طائفة قالوا أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي انا ابن ناصر انا الحميدي
أنبأنا أبو عمر الحافظ نا خلف بن القاسم نا [محمد بن 1] إبراهيم بن إسحاق
نا محمد بن محمد الباهلي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا حماد بن زيد عن كثير
ابن شنظير 2 عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب وكفوا صبيانكم عند
المساء فان للجن انتشارا وخطفة.
أخبرنا محمد بن عطاء الله بالإسكندرية انا عبد الرحمن بن مكي انا خلف
ابن عبد الملك في كتابه انا أبو محمد عن أبي عمر الحافظ نا خلف بن القاسم
نا محمد بن موسى نا أحمد بن علي بن شعيب نا محمد بن حفص نا الجراح بن يحيى
نا عمر بن عمرو سمعت عبد الله بن بسر يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله وصلاة على
رسول الله صلى الله عليه وآله [ثم يدعوا 1] فيستجاب لدعائه. هذا
حديث منكر.

(1) من المكية (2) في المطبوع " بسطة " وفى المكية " نشظة " وكلاهما خطأ.
1026

956 29 / 13 / 1 الكلاباذي
الحافظ الإمام أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري، وكلاباذ محلة
من بخارى - سمع الهيثم بن كليب الشاشي وعلي بن محتاج وأبا جعفر محمد
ابن محمد البغدادي الجمال وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن محمود بن عنبر
النسفيين وعبد الله بن محمد يعقوب الحارثي وخلقا كثيرا، روى عنه جعفر
ابن محمد المستغفري، وقال: هو احفظ من كان بما وراء النهر في زمانه، مات
في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة عن خمس وسبعين سنة.
وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو نصر الكلاباذي الكاتب من الحفاظ حسن
الفهم والمعرفة عارف بصحيح البخاري، كتب بما وراء النهر وبخراسان
والعراق، ووجدت شيخنا الدارقطني قد رضى فهمه ومعرفته، وهو متقن
ثبت لم يخلف بما وراء النهر مثله. ثم روى عنه الحاكم شيئا، وحديثه قليل
الوقوع لنا، وقد حدث عنه الدارقطني في كتاب المدبج، وله مصنف مشهور
في معرفة من اخرج له البخاري في صحيحه.
قال الخطيب: ثقة حافظ حدث ببغداد في حياة الدارقطني، وكان
يثنى عليه.
ومات معه في السنة البديع أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني
الأديب مصنف المقامات، وشيخ همذان ومحدثها ومفتيها أبو بكر احمد ابن
علي بن أحمد بن لآل الشافعي، له رحلة لقى فيها ابن الأعرابي وعمر تسعين سنة.

(1) من المكية.
1027

وصاحب تلك الأمالي القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون البغدادي
الضبي، ومفتي بغداذ أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالبافي صاحب
أبى علي بن أبي هريرة، وشاعر بغداذ أبو الفرج عبد الواحد بن نصر المخزومي
الببغاء، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد ابن الصيدلاني آخر الثقات من أصحاب
ابن صاعد. قال السلفي انا بكتاب الارشاد في معرفة رجال البخاري خالد
التاجر بأصبهان عن عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني عن مؤلفه
أبى نصر الكلاباذي.
أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن منير أنبأنا أبو طاهر السلفي انا
أبو العلاء أحمد بن عمر بن سهلويه انا يوسف بن الحسين الرازي نا احمد
ابن محمد بن الحسين الحافظ نا أحمد بن نصر البخاري نا الحسين بن محمد
القمي نا عبد الرحيم بن حبيب البغدادي نا بقية بن الوليد سمعت الأوزاعي
يقول: لبس الصوف في السفر سنة وفى الحضر بدعة.
957 30 / 13 / 1 البصير
الحافط أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي الضرير، وكان
ولد أعمى وكان يتوقد ذكاء، استملى على الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم
وسمع من أحمد بن محمد بن حسين بن معاوية صاحب أبى زرعة وارتحل
إلى بخارى وإلى نيسابور وسمع أبا حامد بن بلال وأبا العباس الأصم.
وقد حدث ببغداد وانتخب عليه الدارقطني ووثقه الخطيب، روى
عنه أبو القاسم الأزهري ومحمد بن عبد الملك بن بشران وحميد بن المأمون
1028

والفقيه سليم الرازي وآخرون، وكان عارفا بهذا الشأن، قال الخليلي سمعته
يقول: كنت أستملي لابن أبي حاتم - إلى أن قال: وسمع ببلخ من الحافظ
عبد الله بن محمد بن طرخان، وببخارى من محمود بن إسحاق صاحب
أبى عبد الله البخاري، ومن أبى عبد الله الحارثي الأستاذ، قال: وكان عارفا
بأحاديثه حافظا وهو آخر من مات بالري من أصحاب ابن أبي حاتم.
قلت: مات في رمضان سنة تسع وتسعين وثلاث مائة.
أخبرنا يوسف ابن الوبار انا محمد بن عبد الكريم القيسي انا أبو المعالي
ابن صابر انا أبو القاسم النسيب انا سليم بن أيوب انا أحمد بن محمد البصير
انا عبد الرحمن بن أبي حاتم انا أحمد بن سنان نا أبو معاوية نا الأعمش
عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من
هذه الأيام - يعنى أيام العشر - قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا
الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ.
متفق على ثبوته.
وفيها مات معه مسند أصبهان أبو على الحسن بن علي بن أحمد بن
سليمان البغدادي نزيل أصبهان عن أربع وتسعين سنة، ومقرئ مصر
أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون مصنف التذكرة، ومسند زمانه
أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغداذي الكاتب، وشيخ قرطبة القدوة
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين المري.
1029

958 31 / 13 / 1 الحليمي
العلامة البارع رئيس أهل الحديث بما وراء النهر أبو عبد الله الحسين
ابن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي، صاحب وجوه حسان في
المذهب، وكان من أذكياء زمانه ومن فرسان النظر، له يد طولى في العلم
والأدب، اخذ عن الأستاذ أبى بكر القفال وأبى بكر الأردني وسمع
أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب وخلف بن محمد الخيام وبكر بن محمد المروزي
الدخمسيني وطائفة، مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة فقيل بجرجان
فحمل ونشأ ببخارى، وقيل بل ولد ببخارى، له تصانيف مفيدة،
حدث عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه ونبله والحافظ أبو زكريا عبد الرحيم
[البخاري 1] وأبو سعيد الكنجرودي و آخرون، وهو من فرسان هذا
الشأن مع أن له فيه عملا جيدا، يقع لي حديثه عاليا. توفى في ربيع الأول
سنة ثلاث وأربع مائة. وفيها توفى أئمة كما سنورده.
أخبرنا المسند الجليل شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن
تاج الامناء سنة خمس وتسعين وست مائة بقراءة أبى الحجاج الحافظ
عن عبد المعز [بن 1] محمد قال انا أبو القاسم المستملي انا أبو سعد أحمد بن عبد الرحمن النيسابوري انا الإمام أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي
انا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي نا أحيد بن الحسين نا مقاتل بن إبراهيم
نا نوح بن أبي مريم عن يزيد الرقاشي عن انس بن مالك رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لصاحب القرآن دعوة

(1) من المكية.
1030

مستجابة عند ختمه.
نوح الجامع مع جلالته في العلم ترك حديثه، وكذلك شيخه مع
عبادته، فكم من امام في فن مقصر عن غيره كسيبويه مثلا امام في النحو ولا يدرى ما الحديث، ووكيع امام في الحديث ولا يعرف العربية،
وكأبي نواس رأس في الشعر عرى من غيره، وعبد الرحمن بن مهدي امام
في الحديث لا يدرى ما الطب قط، وكمحمد بن الحسن رأس في الفقه
ولا يدرى ما القراءات، وكحفص امام في القراءة تالف في الحديث.
" وللحروب رجال يعرفون بها "
وفي الجملة: وما أوتوا من العلم الا قليلا، وأما اليوم فما بقي من
العلوم القليلة الا القليل في أناس قليل ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
959 32 / 13 / 1 ابن منده
الامام الحافظ الجوال محدث العصر أبو عبد الله محمد ابن الشيخ
أبى يعقوب إسحاق ابن الحافظ أبى عبد الله محمد بن أبي زكريا يحيى بن منده
وهو إبراهيم بن الوليد بن سنده بن بطة بن استندار بن چهار بخت وقيل
[اسم 1] استندار فيرزان وهو الذي أسلم وقت افتتاح الصحابة أصبهان
وولاؤه لعبد القيس، وكان مجوسيا وكان من النواب على بعض اعمال
أصبهان - الأصبهاني العبدي.

(1) من المكية.
1031

حدث منده بشئ يسير ومات في دولة المعتصم، وروى ولده يحيى
الحديث، وحفيده وكان من الحفاظ، مات سنة إحدى وثلاث مائة،
وقد مر، يروى عنه أبو الشيخ كثيرا، وابنه إسحاق روى عن عبد الله
ابن محمد بن النعمان وجماعة، وابنه الحافظ صاحب الترجمة مكثر عنه،
مات سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة. ولد أبو عبد الله سنة عشر
وثلاث مائة وقيل في التي تليها سمع أباه وعم أبيه عبد الرحمن بن يحيى
وأبا على الحسن بن أبي هريرة وطائفة بأصبهان، ومحمد بن الحسين القطان
وعبد الله بن يعقوب الكرماني وأبا على الميداني وأبا حامد بن بلال
وخلقا بنيسابور، وأبا سعيد ابن الأعرابي بمكة، والهيثم بن كليب بسمرقند،
وخيثمة بن سليمان وطبقته بالشام، وأبا جعفر بن البختري وإسماعيل
الصفار وعدة ببغداذ، وأبا الطاهر المديني وبابته بمصر، وغير ذلك،
وعدة شيوخه الذين سمع وأخذ عنهم الف وسبع مائة شيخ، وله إجازة
من الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره، ولما رجع من الرحلة الطويلة
كانت كتبه عدة أحمال حتى قيل إنها كانت أربعين حملا، وما بلغنا ان
أحدا من هذه الأمة سمع ما سمع ولا جمع ما جمع، وكان ختام الرحالين
وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق [وكثرة التصانيف 1].
حدث عنه شيخه أبو الشيخ وأبو عبد الله الحاكم وأبو عبد الله غنجار
وأبو سعد الإدريسي وتمام الرازي وحمزة السهمي و أبو نعيم وأحمد ابن
الفضل الباطرقاني وأحمد بن محمود الثقفي وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد

(1) من المكية.
1032

ابن بندار وأبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء وأولاده عبد الرحمن
وعبد الوهاب وعبيد الله وآخرون، قال الباطرقاني: نا أبو عبد الله امام
الأئمة في الحديث لقاه الله رضوانه.
قلت أول ما رأيت أنه سمع في سنة ثمان عشرة وثلاث مائة، وأول
ارتحاله قبل الثلاثين أو فيها إلى نيسابور. قال الحاكم: التقينا ببخارى سنة
إحدى وستين وقد زاد زيادة ظاهرة ثم جاءنا إلى نيسابور سنة خمس
وسبعين ذاهبا إلى وطنه، قال شيخنا أبو على الحافظ: بنو منده اعلام
الحفاظ في الدنيا قديما وحديثا، ألا ترون إلى قريحة أبى عبد الله؟ وقيل
إن أبا نعيم ذكر له ابن منده فقال: كان جبلا من الجبال.
قال أبو عبد الله بن أبي ذهل سمعت أبا عبد الله بن منده يقول: لا يخرج
الصحيح الا من ينزل أو يكذب - يعنى ان شيوخ المتأخرين لا يرتقون إلى
درجة [الصحة 1] فيكذب المحدث ان خرج عنهم. وقيل كان أبو عبد الله
إذا قيل له: فاتك سماع كذا، فيقول: ما فاتنا من البصرة أكثر. قلت:
لم يدخلها لأنه ارتحل إلى مسندها علي بن إسحاق الماذرائي فنعى إليه قبل
دخولها فتألم ورجع عنها. وله كتاب معرفة الصحابة، قال الحافظ
ابن عساكر: له فيه أوهام كثيرة.
قال أبو نعيم الحافظ في تاريخه في ترجمة ابن منده: هو حافظ من
أولاد المحدثين اختلط في آخر عمره فحدث عن أبي أسيد وابن أخي
أبى زرعة وابن الجارود بعد أن سمع منه ان له عنهم إجازة، وتخبط في أماليه،

(1) من المكية.
1033

ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها، نسأل الله الستر
والصيانة. قلت: لا يعبأ بقولك في خصمك للعداوة المشهورة بينكما، كما
لا يعبأ بقوله فيك فقد رأيت لابن منده مقالا في الحط على أبي نعيم من
أجل العقيدة أقذع فيه، وكل منهما صدوق غير متهم بحمد الله في الحديث.
قال احمد الباطرقاني كتب امام دهره أبو أحمد العسال إلى ابن منده وهو
بنيسابور في حديث أشكل عليه فأجابه بايضاحه وبيان علته. وحكى غير
واحد عن أبي إسحاق بن حمزة قال: ما رأيت مثل أبى عبد الله بن منده.
أنبأنا الفخر على وجماعة عن زاهر بن أحمد انا الحسين بن عبد الملك
قال كتب إلى عبد الرحمن بن أبي عبد الله ان أباه كتب عن أربعة مشايخ
أربعة آلاف جزء وهم ابن الأعرابي والأصم وخيثمة والهيثم بن كليب.
وسمعت أبي يقول: كتبت عن الف وسبع مائة. قال جعفر المستغفري:
ما رأيت أحدا احفظ من أبى عبد الله بن منده، سألته يوما: كم يكون سماعات
الشيخ؟ قال: تكون خمسة آلاف من. قلت: المن يجئ عشرة اجزاء كبار.
وقال أحمد بن جعفر الحافظ: كتبت عن أزيد من الف شيخ ما فيهم
احفظ من ابن منده. وقال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ هراة: [أبو 1]
عبد الله بن منده سيد أهل زمانه. قال الباطرقاني سمعت أبا عبد الله يقول:
طفت الشرق والغرب مرتين. ونقل أبو زكريا بن منده في تاريخه عن أبيه
وعمه وغيرهم ان أبا عبد الله قال: ما افتصدت قط ولا شربت دواء
قط وما قبلت من أحد شيئا قط. قلت مدائنه التي ارتحل إليها من

(1) من المكية.
1034

الإسكندرية إلى الشاش، وما دخل البصرة ولا هراة ولا فارس ولا
سجستان ولا أذربيجان. قال أبو زكريا بن منده: كنت مع عمى عبيد الله
في طريق نيسابور فلما بلغنا بئر مجة (؟) حكى لي عمى قال: كنت أسير يوما
فعرض لي شيخ جمال فقال: كنت قافلا عن خراسان مع أبي فلما وصلنا
إلى هنا إذ نحن بأربعين وقرا من الأحمال فظننا ان ذلك ثياب فإذا خيمة
صغيرة فيها شيخ وإذا هو والدك فسأله بعضنا ما هذه الأحمال؟ فقال:
هذا متاع قل من يرغب فيه في هذا الزمان، هذا حديث رسول الله
صلى الله عليه وآله. ثم ذكر لي عمى بعد ذلك فقال: كنت قافلا
عن خراسان ومعي عشرون وقرا من الكتب فنزلت فيها عند البئر
اقتداء بالوالد.
قلت توفى ابن منده في سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاث
مائة، أرخه أبو نعيم واستوفينا ذكر أبى عبد الله في كتاب آل منده ولقد
كنت أتحسر على لقى العلامة نجم الدين أبى عبد الله بن حمدان في سنة أربع
وتسعين لأجل علو حديث ابن منده [عنده 1] ولم يقع لي بالاتصال.
فأنبأنا يحيى بن أبي منصور الفقيه في سنة أربع وتسعين 2 وست مائة
انا عبد القادر بن عبد الله الحافظ سنة خمس وست مائة انا أبو الفرج
مسعود بن الحسن الثقفي انا أبو عمرو بن منده انا أبى انا أبو بكر محمد بن القاسم
ابن كوفي الكراني نا أبو صالح يحيى بن واقد نا هشيم عن أبي بشر عن
يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال سألت رسول الله صلى الله عليه

(1) من المكية (2) أصلحت في المكية " وسبعين " كذا.
1035

وآله وسلم فقلت يا رسول الله يأتيني الرجل فيسألني البيع وليس عندي
ما أبيعه أفأبتاعه له من السوق؟ فقال: لا تبع ما ليس عندك.
فأهل الطبقة الثامنة من كتاب أربعين الطبقات للحافظ ابن المفضل هم
ابن منده والحاكم وعبد الغنى بن سعيد وأبو مسعود الدمشقي.
960 33 / 13 / 1 السليماني
الحافظ المحدث المعمر أبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو البيكندي
البخاري شيخ ما وراء النهر، ولد سنة إحدى عشرة وثلاث مائة، سمع محمد
ابن حمدويه [بن سهل 1] المروزي فكان آخر من روى في الدنيا عنه، وعن
غيره وسمع من على ابن سحنويه وعلي بن إبراهيم بن معاوية وأبى العباس الأصم
النيسابوريين، ومحمود بن إسحاق الخزاعي وصالح بن زهير ومحمد بن صابر
ابن كاتب البخاريين وعلي بن إسحاق الماذرائي البصري وعبد الله بن جعفر
ابن فارس الأصبهاني، وصنف وجمع تقدم في الحديث، ذكره ابن
السمعاني في الأنساب وقال: السليماني نسبة إلى جده لامه أحمد بن سليمان
البيكندي، له التصانيف الكبار، وكان يصنف في كل جمعة شيئا ثم يدخل
من قرية بيكند إلى بخارى ويحدث بما صنف، روى عنه الحافظ جعفر بن
محمد المستغفري وولده أبو ذر محمد بن جعفر وجماعة بتلك الديار - إلى أن
قال: وتوفى في ذي القعدة سنة أربع وأربع مائة وله ثلاث وتسعون
سنة. قلت: وقفت له على تأليف في أسماء الرجال وعلقت منه.
وأخبرنا الحسن بن علي انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى انا

(1) من المكية.
1036

عبد الله بن محمد الحافظ انا محمد بن محمد بن إسماعيل السيرجاني انا أحمد بن علي
الحافظ ببيكند نا محمد بن إبراهيم بن عيسى الخوارزمي الشافعي نا محمد
ابن إسحاق الدمشقي حدثني محمد بن حمدان البلخي نا محمد بن نهشل المروزي
نا موسى بن مسعود عن عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير قال: ولد الزنا
لا يكتب الحديث.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد الرحيم ابن السمعاني انا عثمان بن علي
البيكندي انا أبو الخطاب محمد بن إبراهيم بن علي الكعبي إملاء سنة ثمانين
وأربع مائة نا أبو سهل [احمد 1] بن علي الأبيوردي نا أحمد بن عمرو
السليماني انا عبد العزيز بن أحمد السمرقندي [نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم
السمرقندي 1] ثنا عيسى بن ميناء نا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن العلاء
عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يفتح
أحد على نفسه باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر.
961 34 / 13 / 1 الشيرازي
الامام الحافظ الفقيه أبو على الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الكشي
ثم الشيرازي من [كبار 1] الأئمة ببلاد فارس، ارتحل وسمع من إسماعيل
الصفار وأبى جعفر بن البختري وعبد الله بن درستويه وجماعة ببغداد، ومن
أبى العباس الأصم وأبى عبد الله محمد بن يعقوب ابن الأخرم بنيسابور،
ومن الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي الحافظ بفارس.

(1) من المكية.
1037

ذكره أبو عبد الله الحاكم فأثنى عليه وقال: هو متقدم في معرفة
القراءات حافظ للحديث رحال قدم علينا أيام الأصم ثم قدم علينا
سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة وسمعت منه. وذكره أبو عمرو بن الصلاح
في طبقات الشافعية مختصرا وقال: هو والد الليث وأبى بكر. وذكره
أبو عبد الله الصفار في طبقات أهل شيراز وأثنى على كثيرا ثم قال: ومن
أصحابه زيد بن محمد بن خلف الحافظ [ومحمد بن موسى الحافظ 1] وأحمد ابن
عبد الرحمن [المقرئ 1] الحافظ. قلت ولحق ابن طاهر المقدسي بشيراز
أصحابه فسمع من علي بن محمد الشاهد عنه.
ثم قال: وتوفى في ثامن عشر رمضان سنة خمس وأربع مائة. قال:
وابنه أبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي سمع بأصبهان من أبى بكر ابن
المقرئ وبقي إلى سنة سبع وأربعين وأربع مائة، وقيل إن ابنه مات
سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. قلت وكأنه الليث الولد الآخر.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ انا ابن خليل انا مسعود الجمال انا أبو على
الحداد انا أبو طالب علي بن محمد بن بكر الغازي نا الحافظ أبو على الحسن
ابن أحمد بن محمد بن الليث الصفار نا إسماعيل بن محمد نا سعدان بن نصر
نا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد
قال قال رسول الله صلى الله وآله وسلم: الكمأة من المن الذي انزل
على بني إسرائيل وماؤها شفاء للعين.

(1) من المكية.
1038

962 35 / 13 / 1 الحاكم
الحافظ الكبير امام المحدثين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن
حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب
التصانيف، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة في ربيع الأول، طلب
الحديث من الصغر باعتناء أبيه وخاله فسمع سنة ثلاثين ورحل إلى العراق
وهو ابن عشرين وحج ثم جال في خراسان وما وراء النهر وسمع بالبلاد
من ألفي شيخ أو نحو ذلك وقد رأى أبو ه مسلما.
روى عن أبيه ومحمد بن علي بن عمر المذكر 1 وأبى العباس الأصم
وأبى جعفر محمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن عبد الله الصفار وأبى عبد الله
ابن الأخرم وأبى العباس بن محبوب وأبى حامد بن حسنويه والحسن
ابن يعقوب البخاري وأبى النضر محمد بن محمد بن يوسف وأبى الوليد حسان
ابن محمد وأبى عمرو بن السماك وأبى بكر النجاد و [أبى محمد 2] بن درستويه
وأبى سهل بن زياد وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وعلي بن محمد بن عقبة
الشيباني وأبى على الحافظ وانتفع بصحبته وما زال يسمع حتى سمع من أصحابه.
حدث عنه الدارقطني وأبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو العلاء
الواسطي ومحمد بن أحمد بن يعقوب وأبو ذر الهروي وأبو يعلى الخليلي
وأبو بكر البيهقي وأبو القاسم القشيري وأبو صالح المؤذن والزكي عبد الحميد
البحيري وعثمان بن محمد المحمى وأبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي
[وخلائق 2]، وقد قرأ القراءات على ابن الإمام ومحمد بن أبي منصور

(1) وقع في الأصلين " المذكور " خطأ (2) من المكية.
1039

الصرام وأبى على ابن النقار الكوفي وأبى عيسى بكار البغدادي، وقرأ
المذهب على ابن علي هريرة وأبى سهل الصعلوكي وأبى الوليد حسان
ابن محمد وكان يذاكر الجعابي والدارقطني ونحوهما، وقد سمع منه من
شيوخه أحمد بن أبي عثمان الحيري وأبو إسحاق المزكى، وأعجب ما رأيت أن
أبا عمر الطلمنكي - وسيأتي في هذه الطبقة - قد كتب في علوم الحديث
للحاكم ابن البيع في سنة تسع وثمانين وثلاث مائة عن شيخ له عن آخر
عن الحاكم.
أخبرنا أبو الفضل بن تاج الامناء أنبأنا أبو المظفر ابن السمعاني انا
الحسين بن علي الشحامي وعبد الله بن محمد الصاعدي قالا انا أبو الفضل
محمد بن عبيد الله الزاهد انا محمد بن عبد الله الحافظ انا أبو العباس محمد بن
يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان انا أبو أسامة عن الجريري عن عبد الله
ابن شقيق قال سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يصلى الضحى؟ قالت: لا إلا أن يقدم من مغيبة. أخرجه مسلم عن يحيى
عن يزيد بن زريع عن الجريري، ورواه أيضا من طريق كهمس عن
عبد الله بن شقيق.
قرأت على الحسن بن علي الأمين أخبركم جعفر الهمداني انا السلفي
سمعت إسماعيل بن عبد الجبار بقزوين قال سمعت الخليل بن عبد الله الحافظ
يقول: فذكر الحاكم وقال: له رحلتان إلى العراق والحج، ناظر الدارقطني
فرضيه وهو ثقة واسع العلم بلغت تصانيفه قريبا من خمس مائة جزء.
إلى أن قال: وتوفى سنة ثلاث وأربع مائة. قلت: هذا وهم في وفاته.
1040

ثم قال: سألني في اليوم الثاني لما دخلت عليه ويقرأ عليه في فوائد العراقيين:
سفيان الثوري عن أبي سلمة عن الزهري عن سهل بن سعد - حدث الاستئذان،
فقال: من أبو سلمة؟ قلت: هو المغيرة بن مسلم السراج، قال: وكيف
يروى المغيرة عن الزهري؟ فبقيت، ثم قال: قد أمهلتك أسبوعا، قال
فتفكرت ليلتي فلما وقعت في أصحاب الجزيرة تذكرت محمد بن أبي حفصة
فإذا كنيته أبو سلمة، فلما أصبحت حضرت مجلسه وقرأت عليه نحو مائة
حديث فقال لي: هل تذكرت فيما جرى؟ فقلت: نعم، هو محمد بن أبي
حفصة، فتعجب وقال: أنظرت في حديث سفيان لأبي عمرو البحيري؟
فقلت: لا، وذكرت له ما أممت في ذلك، فتحير وأثنى على.
ثم كنت أسأله فقال لي: إذا ذاكرت في باب لا بد من المطالعة
لكبر سنى، فرأيته في كل ما ألقى عليه بحرا، وقال لي: اعلم بأن خراسان
وما وراء النهر لكل بلد تاريخ صنفه عالم منها ووجدت نيسابور مع كثرة
العلماء بها لم يصنفوا فيه شيئا فدعاني ذلك إلى أن صنفت تاريخ النيسابوريين
فتأملته ولم يسبقه إلى ذلك أحد.
قال الحاكم في علوم الحديث في أواخره: أخبرني خلف نا خلف
نا خلف نا خلف نا خلف، فأولهم الأمير خلف بن أحمد السجزي، والثاني
أبو صالح خلف بن محمد البخاري، يعنى الخيام، والثالث خلف بن سليمان
النسفي صاحب المسند، والرابع خلف بن محمد الواسطي - كردوس، والخامس
خلف بن موسى بن خلف. قال الحاكم وقد سمعته من أبى صالح باسناده.
لم يذكر المتن.
1041

فقرأته على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر
انا إسحاق بن عبد الرحمن قال انا الأمير خلف بن أحمد بن محمد [بن خلف 1]
نا خلف بن محمد بن إسماعيل نا خلف بن سليمان نا خلف بن محمد كردوس
نا خلف بن موسى العمى نا أبى عن قتادة عن انس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في
الحسد من بعض ولا يضر حاسدا حسده ما لم يتكلم بلسانه أو يعمل باليد.
هذا حديث غريب منكر.
قال الخطيب أبو بكر: أبو عبد الله الحاكم كان ثقة، [كان 1] يميل
إلى التشيع فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي وكان صالحا عالما قال: جمع
الحاكم أحاديث وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم منها حديث
الطير، ومن كنت مولاه فعلى مولاه، فأنكرها عليه أصحاب الحديث
فلم يلتفتوا إلى قوله.
قال الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ سمعت أبا عبد الرحمن الشاذياخي
الحاكم يقول: كنا في مجلس السيد أبى الحسن فسئل أبو عبد الله الحاكم عن
حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي رضي الله عنه
بعد النبي صلى الله عليه وآله.
قلت ثم تغير رأى الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه، ولا ريب ان في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة
بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك باخراجها فيه. وأما حديث الطير

(1) من المكية.
1042

فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف ومجموعها هو يوجب أن يكون
الحديث له أصل. وأما حديث: من كنت مولاه. فله طرق جيدة وقد
أفردت ذلك أيضا.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: أبو عبد الله الحاكم هو امام أهل الحديث
في عصره العارف به حق معرفته، يقال له الضبي لان جدته هي سبطة
عيسى بن عبد الرحمن الضبي، ووالدة عيسى هذا هي منوية بنت إبراهيم
ابن طهمان الفقيه، وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الاسلام،
لقى أبا عبد الله الثقفي وأبا محمد ابن الشرقي ولم يسمع منهما، وسمع من
أبى طاهر المحمد آباذي وأبى بكر بن القطان ولم يقع بمسموعه منهما، وتصانيفه
المشهورة تطفح بذكر شيوخه وقرأ على قراء زمانه، وتفقه على أبي الوليد
وأبى سهل الأستاذ، واختص بصحبة امام وقته أبى بكر الصبغي فكان
يراجعه في السؤال والجرح والتعديل والعلل، وذاكر مثل الجعابي
وأبى على الماسرجسي، واتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبا من الف
جزء من تخريج الصحيحين، [والعلل، والتراجم، والأبواب، والشيوخ،
ثم المجموعات مثل معرفة علوم الحديث ومستدرك الصحيحين 1] وتاريخ
نيسابور، وكتاب مزكى الاخبار، والمدخل إلى علم الصحيح، وكتاب
الإكليل، وفضائل الشافعي، وغير ذلك، ولقد سمعت مشايخنا يذكرون
أيامه ويحكون ان مقدمي عصره مثل الصعلوكي والإمام ابن فورك وسائر
الأئمة يقدمونه على أنفسهم ويراعون حق فضله ويعرفون له الحرمة

(1) من المكية.
1043

الأكيدة - ثم أطنب في تعظيمه وقال: هذه جمل يسيرة وهو غيض من
فيض سيره وأحواله، ومن تأمل كلامه في تصانيفه وتصرفه في أماليه
ونظره في طرق الحديث أذعن بفضله واعترف له بالمزية على من تقدمه
وإتعابه من بعده وتعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه، عاش حميدا ولم يخلف
في وقته مثله.
قال الحافظ أبو حازم العبدوي سمعت الحاكم يقول - وكان امام
أهل الحديث في عصره -: شربت ماء زمزم وسألت الله ان يرزقني حسن
التصنيف. قال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني: أيهما أفضل؟ ابن
منده أو ابن البيع؟ فقال: ابن البيع أتقن حفظا.
أبو صالح المؤذن انا مسعود بن علي السجزي نا أبو بكر بن فورك
نا محمد بن [أحمد بن 1] جعفر البحيري الحافظ انا أحمد بن محمد بن الفضل بن
مطرف الكرابيسي سنة سبع وأربعين وثلاث مائة نا محمد بن عبد الله بن
حمدويه الحافظ نا النجاد نا محمد بن عثمان نا الحماني نا سعير بن الخمس عن
عبيد الله عن 2 القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
[ان بلا 1] لا يؤذن بليل - الحديث. ثم قال السجزي: وأخبرناه الحاكم
فذكره.
أبو موسى المديني الحافظ: انا هبة الله بن عبد الله نا أبو بكر الخطيب
نا الأزهري نا الدارقطني حدثني محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري نا محمد
ابن جعفر النسوي نا الخليل بن محمد النسوي نا خداش بن مخلد نا يعيش

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " بن ".
1044

ابن هشام نا مالك عن الزهري عن انس مرفوعا: ما أحسن الهدية امام
الحاجة. هذا باطل، وإنما رواه الموقري الواهي عن الزهري مرسلا.
سمعت أبا الحسين اليونيني انا أبو محمد عبد العظيم الحافظ سمعت على
ابن المفضل الحافظ سمعت أحمد بن محمد الحافظ سمعت محمد بن طاهر الحافظ
سمعت سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة. وقلت له: أربعة من الحفاظ
تعاصروا أيهم احفظ؟ قال: من؟ قلت: الدارقطني ببغداد، وعبد الغنى بمصر،
وابن منده بأصبهان، والحاكم بنيسابور، فسكت فألححت عليه فقال: اما
الدارقطني فأعلمهم بالعلل، وأما عبد الغنى فأعلمهم بالأنساب، وأما ابن منده
فأكثرهم حديثا مع معرفة تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفا.
قال ابن طاهر سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال: ثقة في
الحديث رافضي خبيث - ثم قال ابن طاهر: كان شديد التعصب للشيعة في
الباطن، وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة، وكان منحرفا عن معاوية
وآله متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه.
قلت اما انحرافه عن خصوم على فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظم
لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي، وليته لم يصنف المستدرك فإنه غض
من فضائله بسوء تصرفه.
قال الحافظ أبو موسى: كان الحاكم دخل الحمام واغتسل وخرج
فقال آه، فقبض روحه وهو متزر لم يلبس قميصه بعد وصلى عليه القاضي
أبو بكر الحيري. توفى الحاكم في صفر سنة خمس وأربع مائة،
رحمه الله تعالى.
1045

963 36 / 13 / 1 أبو عبد الرحمن السلمي
الحافظ العالم الزاهد شيخ المشايخ محمد بن الحسين بن محمد بن موسى
النيسابوري الصوفي الأزدي الأب السلمي الأم نسب إلى جده القدوة
أبى عمرو إسماعيل بن نجيد ابن محدث نيسابور أحمد بن يوسف السلمي، سمع
أبا العباس الأصم وأحمد بن محمد بن عبدوس ومحمد بن المؤمل الماسرجسي ومحمد
ابن أحمد بن سعيد الرازي صاحب ابن وارة والحافظ أبا على النيسابوري
وخلقا كثيرا وكتب العالي والنازل. وصنف وجمع وسارت بتصانيفه
الركبان، حمل عنه القشيري والبيهقي وأبو صالح المؤذن ومحمد بن يحيى المزكى
وأبو عبد الله الثقفي وعلي بن أحمد بن الأخرم المؤذن ومحمد بن إسماعيل
التفليسي وخلق سواهم إلا أنه ضعيف، قال الخطيب: محله كبير وكان مع
ذلك صاحب حديث مجودا جمع شيوخا وتراجم وأبوابا وعمل دويرة
للصوفية [وصنف للصوفية 1] سننا وتفسيرا وتاريخا. قلت الف حقائق
التفسير فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية نسأل الله العافية.
[قال الخطيب 1] قال لي محمد بن يوسف القطان، [النيسابوري 1]:
كان السلمي غير ثقة، وكان يضع للصوفية الأحاديث. وقال عبد الغافر
في تاريخ نيسابور: بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر وكتب الحديث بمرو
ونيسابور والعراق والحجاز، مولده [في 1] سنة ثلاثين وثلاث مائة.
قلت: قد سأل أبا الحسن الدارقطني عن خلق من الرجال سؤال عارف

(1) من المكية.
1046

بهذا الشأن. مات في شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
أخبرنا بلال المغيثي انا ابن رواح (ح) وانا سنقر الزيني وأبو نصر
الفارسي قالا انا علي بن محمود قالا انا أبو طاهر السلفي انا أبو القاسم بن
الفضل انا محمد بن الحسين انا أبو أحمد محمد بن محمد بن حسين الشيباني نا احمد
ابن حماد بن زغبة نا حامد بن يحيى البلخي نا سفيان حدثني عمرو بن دينار
عن أبي سلمة عن أم سلمة أن الزبير خاصم رجلا فقضى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم للزبير فقال الرجل: انما قضى له انه ابن عمته، فأنزل الله
هذه الآية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) الآية.
تفرد به حامد البلخي بهذا الاسناد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عمى زين الامناء (ح) وانا محمد بن حازم
انا ابن غسان (ح) وانا حسن بن علي انا مكرم قالوا انا أبو المظفر الفلكي
انا علي بن أحمد المديني انا أبو عبد الرحمن السلمي نا أحمد بن محمد بن عبدوس
نا عثمان بن سعيد انا القعنبي نا الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دعا أحدكم فلا يقل:
اللهم إن شئت، ولكن ليعزم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظم عليه
شئ أعطاه.
964 37 / 13 / 1 عبد الغنى بن سعيد بن علي بن سعيد
ابن بشر بن مروان
الحافظ الامام المتقن النسابة أبو محمد الأزدي المصري مفيد تلك
1047

الناحية، سمع من عثمان بن محمد السمرقندي وأحمد بن بهزاذ السيرافي،
سماعه منه في سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة، وإسماعيل بن يعقوب الجراب
وعبد الله بن جعفر بن الورد وأحمد بن إبراهيم بن جامع وأحمد بن إبراهيم
ابن عطية ويعقوب بن مبارك وحمزة بن محمد الحافظ، وبالشام من
أبى بكر الميانجي والفضل بن جعفر المؤذن وأبى سليمان بن زبر وطبقتهم،
روى عنه محمد بن علي الصوري ورشا بن نظيف وأبو عبد الله القضاعي
وعبد الرحمن بن أحمد البخاري وأبو على الأهوازي وأبو إسحاق النعماني
الحبال وخلق كثير.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة وكان أبو ه من كبار الفرضيين،
قال البرقاني سألت الدارقطني لما قدم من مصر: هل رأيت في طريقك
من يفهم شيئا من العلم؟ قال: ما رأيت في طول طريقي الا شابا بمصر
يقال له عبد الغنى كأنه شعلة نار، وجعل يفخم امره ويرفع ذكره.
قال منصور بن علي الطرسوسي: لما أراد الدارقطني الخروج من عندنا من
مصر خرجنا نودعه وبكينا فقال [لنا 1]: تبكون وعندكم عبد الغنى بن
سعيد وفيه الخلف. وقال عبد الغنى: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم
الأوهام التي في المدخل إلى الصحيح بعث إلى يشكرني ويدعو لي فعلمت
انه رجل عاقل.
قال العتيقي: كان عبد الغنى امام زمانه في علم الحديث وحفظه ثقة
مأمونا ما رأيت بعد الدارقطني مثله. قال البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني

(1) من المكية.
1048

احفظ من عبد الغنى المصري. وقال الصوري قال لي عبد الغنى: ابتدأت
بعمل كتاب " المؤتلف والمختلف " فقدم علينا الدارقطني فأخذت عنه أشياء
كثيرة منه فلما فرغت عنه سألني ان أقرأه ليسمعه منى فقلت: عنك اخذت
أكثره، فقال: لا تقل هذا فإنك اخذته عنى مفرقا وقد أوردته مجموعا
وفيه أشياء عن شيوخك، فقرأته عليه. ذكر عبد الغنى أبو الوليد الباجي
فقال: حافظ متقن. فقلت لأبي ذر: أحدث عنه؟ فقال: لا، إن شاء الله،
على معنى التأكيد، وذلك لأنه كان له اتصال ببني عبيد.
قال الحبال: توفى في سابع صفر سنة تسع وأربع مائة، وقيل
كان لعبد الغنى جنازة عظيمة تحدث بها [الناس 1] ونودي له: هذا نافى
الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومات معه في العام مسند العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن
المتيم الواعظ الذي قال الخطيب: لم اكتب عن أقدم سماعا منه، وأبو الحسن
أحمد بن محمد [بن أحمد 1] بن موسى بن الصلت الأهوازي ثم البغدادي،
ومسند خراسان أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني الصوفي، ومسند
واسط أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خزفة الصيدلاني، ومسند
قزوين أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب راوي سنن ابن ماجة.
أخبرنا عيسى بن عبد الرزاق انا جعفر بن علي انا أبو طاهر بن سلفة
سمعت جعفر بن أحمد اللغوي سمعت محمد بن علي الصوري الحافظ سمعت
عبد الغنى بن سعيد الأزدي سمعت أبا القاسم الحسين بن عبد الله القرشي

(1) من المكية.
1049

سمعت بيانا الزاهد يقول: من كان يسره ما يضره متى يفلح؟.
أنبأنا أحمد بن سلامة عن هبة الله بن علي انا علي بن الحسين انا
عبد الرحيم بن أحمد الحافظ انا عبد الغنى بن سعيد انا أبو حفص عمر بن
محمد العطار نا إبراهيم بن دنوقا نا زكريا بن عدي نا بشر بن المفضل عن
غالب القطان عن بكر عن انس قال كنا نصلى مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في شدة الحر فإذا أراد أحدنا ان يسجد على الأرض
بسط ثوبه فسجد عليه. غالب هو ابن خطاف، فتحه الدارقطني، أخرجه
(خ) عن مسدد وغيره ومسلم عن يحيى بن يحيى جميعا عن بشر نحوه.
965 38 / 13 / 1 ابن مردويه
الحافظ الثبت العلامة أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني
صاحب التفسير والتاريخ وغير ذلك، روى عن أبي سهل بن زياد القطان
وميمون بن إسحاق [وعبد الله بن إسحاق 1] الخراساني ومحمد بن عبد الله
ابن علم الصفار وإسماعيل الخطبي ومحمد بن علي بن دحيم الشيباني وأحمد ابن
عبد الله بن دليل وإسحاق بن محمد بن علي الكوفي ومحمد بن أحمد بن علي
الأسواري وأحمد بن عيسى الخفاف وأحمد بن محمد بن عاصم الكراني
وطبقتهم.
روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن منده وأخوه عبد الوهاب
وأبو الخير محمد بن أحمد بن ررا وأبو منصور محمد بن شكرويه وأبو بكر
محمد بن الحسن بن محمد بن سليم وأبو عبد الله الثقفي الرئيس وأبو مطيع

(1) من المكية.
1050

محمد بن عبد الواحد المصري وخلق كثير، وعمل المستخرج على صحيح
البخاري وكان قيما بمعرفة هذا الشأن بصيرا بالرجال طويل الباع مليح
التصانيف.
ولد سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة، ومات لست بقين من
رمضان سنة عشر وأربع مائة، يقع عواليه في الثقفيات وغيرها.
وفيها مات المسند [إبراهيم 1] بن مخلد الباقرحي البغدادي، ومسند
دمشق أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر الشيباني ومسند نيسابور العلامة
أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد
ابن أحمد بن بالويه المزكى، لحق أبا بكر القطان، ومسند الوقت أبو عمر
عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي ببغداد، ومحدث هراة
العلامة القاضي أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله الأزدي، وصاحب
الناسخ والمنسوخ أبو القاسم هبة الله بن سلامة البغدادي.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد انا جعفر بن علي وأحمد بن محمد بن
محمود وعلي بن سلامة وعبد الله بن الحسين قالوا انا أبو طاهر بن سلفة
انا القاسم بن الفضل نا أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ إملاء نا أبو على
أحمد بن محمد بن عاصم نا عمرو بن سعيد العسكري نا عباد بن صهيب نا موسى
ابن عبيدة نا محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: سلوا الله لي الوسيلة فإنه لا يسألها لي عبد مؤمن
إلا كنت له شهيدا يوم القيامة أو شفيعا وشهيدا.

(1) من المكية.
1051

966 39 / 13 / 1 غنجار
الحافظ العالم محدث ما وراء النهر أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن
سليمان بن كامل البخاري صاحب تاريخ بخارى.
حدث عن خلف بن محمد الخيام وسهل بن عثمان السلمي وأبى عبيد احمد
ابن عروة الكرميني ومحمد بن حفص بن أسلم وإبراهيم بن هارون الملاحمي
والحسن بن يوسف بن يعقوب ومحمد بن محمد بن صابر وخلق كثير،
ولم يرحل، حدث عنه أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، ولم أظفر بترجمته
كما ينبغي ومات في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
وفيها مات المسند أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال ببغداد،
ومسند مرو أبو محمد بن عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن أبي الجراح الجراحي
راوي جامع الترمذي، ومحدث بغداد أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن رزقويه البزاز، ومسند مصر أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن
ابن منير الخشاب العدل لقى علي بن عبد الله بن أبي مطر الإسكندراني قال
الحبال: ثقة، لا يجوز عليه تدليس.
أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر الهمداني انا أبو طاهر السلفي انا أبو على
البرداني وأبو الحسين الصيرفي قالا انا هناد القاضي انا محمد بن أحمد الحافظ
انا أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي نا محمد بن نصر المروزي نا
أبو جعفر عبد الله بن محمد المسندي نا حرمي بن عمارة نا شعبة عن واقد
ابن محمد سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا
1052

رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم
وأموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله.
وبه إلى محمد بن أحمد غنجار قال نا أبو نصر أحمد بن عمرو نا أحمد بن
خالد بن الخليل نا محمد بن أحمد بن حفص نا أبى قال قال أفلح بن محمد قلت
لابن المبارك: انى أكره الصفة يا أبا عبد الرحمن - عنى صفة الرب عز وجل -
فقال: انا أشد الناس كراهة لذلك ولكن إذا نطق الكتاب بشئ قلنا به
وإذا جاءت الآثار بشئ جسرنا عليه.
967 40 / 13 / 1 ابن أبي الفوارس
الحافظ المجود أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل
البغدادي، ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة، وسمع في سنة ست وأربعين
من أحمد بن الفضل بن خزيمة وجعفر الخلدي ودعلج السجزي وأبى بكر
النقاش وعيسى بن بكار المقرئ وأبى على ابن الصواف وطبقتهم، وارتحل
إلى بلاد فارس وخراسان وأصبهان والبصرة، وجمع وصنف، قال
الخطيب: كان ذا حفظ وأمانة مشهورا بالصلاح انتخب على المشايخ، حدث
عنه أبو بكر البرقاني وأبو سعد الماليني وقرأت عليه قطعة من حديثه وكان
يملي في جامع الرصافة، مات في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
قلت وحدث عنه أبو على ابن البناء وأبو الحسين ابن المهتدي بالله
ومالك بن أحمد البانياسي وآخرون، قال أبو عبد الله الحاكم: أول سماع
ابن أبي الفوارس من أبى بكر النجاد.
1053

أنبأنا علي بن أحمد انا عمر بن محمد انا عبد الخالق بن عبد الصمد انا
عبد الواحد بن علي نا محمد بن أحمد بن أبي الفوارس إملاء انا أبو عمرو بن
حمدان نا الحسن بن سفيان نا محمد بن أبي بكر نا حماد عن ثابت عن انس قال
جاء زيد يشكو زينب فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
اتق الله وامسك [عليك 1] زوجك. قال: وكانت تفخر على أزواج النبي
صلى الله عليه وآله وسلم تقول: زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق
سبع سماوات. سمعناه في صحيح البخاري نازلا قال ثنا احمد انا محمد بن أبي
بكر المقدمي فذكره.
أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عميرة الصالحي انا الإمام أبو محمد بن
قدامة انا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي انا مالك بن أحمد نا أبو الفتح بن أبي
الفوارس الحافظ إملاء ثنا أحمد بن جعفر بن سلم نا الأبار نا محمد بن علي بن
الحسن بن شقيق سمعت عبد أن يقول قال عبد الله بن المبارك: الاسناد عندي
من الدين لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء فإذا قيل له: من حدثك؟ بقي.
968 41 / 13 / 1 الجارودي
الحافظ الإمام أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الهروي، سمع حامد
ابن محمد الرفاء ومحمد بن عبد الله السليطي وأبا إسحاق القراب وعبد الله بن
الحسين النضري وسليمان بن أحمد الطبراني وإسماعيل بن نجيد [السلمي 1].
ومحمد بن علي بن حامد وأحمد بن محمد بن سلمويه النيسابوري وعمر بن محمد

(1) من المكية.
1054

ابن جعفر الأهوازي وخلائق، وله رحلة واسعة، روى عنه عطاء بن
عبد الواحد المليحي وشيخ الاسلام عبد الله بن محمد الحافظ وأهل هراة،
وكان شيخ الاسلام ربما روى عنه فيقول: أخبرنا امام أهل المشرق
أبو الفضل الجارودي.
قال أبو نصر الفامي: كان عديم النظير في العلوم خصوصا في حفظ
الحديث وكان متقللا من الدنيا متعففا وحيدا في ورعه، قد رأى بعض
الناس رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم فأوصاه بزيارة قبر
الجارودي وقال: انه كان فقيرا سنيا. وقال بعض أهل العلم: الجارودي أول
من سن بهراة تخريج الفوائد وشرح حال الرجال والتصحيح. قال ابن طاهر
سمعت أبا إسماعيل الأنصاري يقول سمعت الجارودي يقول: رحلت إلى
الطبراني فقربني وأدناني وكان يتعسر في الرواية فقلت له: أيها الشيخ تتعسر
على وتبذل للغير؟ لأنك تعرف قدر هذا الشأن، مات الجارودي
في شوال سنة ثلاث عشرة وأربع مائة.
وفيها مات محدث همذان أبو نصر [حمد 1] بن عمر الزجاج لقى أصحاب
الكجي، وأبو القاسم صدقة بن محمد الدلم 2 القرشي يروى عن أبي
سعيد ابن الأعرابي، وعالم الأندلس أبو المطرف عبد الرحمن بن مروان
الأنصاري القنازعي المالكي ومسند الأندلس في عصره [الامام المقرئ 1]
أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن حواسي الفارسي ثم البغدادي عن
اثنتين وتسعين سنة لقى إسماعيل الصفار وابن داسه، وملك الكتابة

(1) من المكية (2) راجع رقم 830.
1055

أبو الحسن علي بن هلال البغدادي ابن البواب، وإمام الرفض الشيخ المفيد
واسمه محمد بن محمد بن النعمان البغدادي ابن المعلم، وأبو سهل محمود بن
عمر العكبري.
أخبرنا الحسن بن علي انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى
انا [أبو 1] إسماعيل الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن محمد الجارودي إملاء نا عبد الله
ابن عمر بن محمد القاضي بأصبهان نا محمد بن العباس الأخرم نا محمد بن منصور
الطوسي نا زيد بن الحباب نا سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
لا يسرد سردكم هذا، يتكلم بكلام فصل يحفظه كل من سمعه.
وبه إلى الجارودي أخبرنا أبو إسحاق القراب نا أبو يحيى الساجي نا
أبو داود السجزي نا أحمد بن حنبل نا الشافعي نا مالك عن ابن عجلان عن
أبيه قال: إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله. هذا الأثر غالب اسناده
حفاظ، وهم من أبى إسماعيل الأنصاري إلى ابن عجلان، والله أعلم.
969 42 / 13 / 1 تمام
ابن الحافظ أبى الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر الامام الحافظ
محدث الشام أبو القاسم الرازي ثم الدمشقي، ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاث
مائة، وسمع أباه وخيثمة الأطرابلسي وأبا الحسن بن حذيم وأبا الميمون
ابن راشد وأبا على أحمد بن محمد بن فضالة والحسن بن حبيب الحصائري

(1) من المكية.
1056

وأبا يعقوب الأذرعي ومحمد بن حميد الحوراني وخلقا كثيرا، وتلا القرآن
على أحمد بن عثمان غلام السباك، حدث عنه عبد الوهاب الكلابي شيخه
وأبو الحسين الميداني وأبو على الأهوازي والحسن بن علي اللباد وعبد العزيز
ابن احمد الكتاني وأحمد بن محمد العتيقي وأحمد بن عبد الرحمن الطرائفي
وآخرون، قال أبو على الأهوازي: ما رأيت مثله في معناه، كان عالما
بالحديث ومعرفة الرجال. وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثله في الحفظ
والخير.
وقال الحافظ الكتاني: توفى أستاذنا تمام الحافظ في ثالث المحرم سنة
أربع عشرة وأربع مائة. قال ثقة لم أر احفظ منه في حديث الشاميين.
قلت وفيها توفى ببغداد المسند أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد
المخزومي الغضائري، وبطرابلس محدثها أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن
محمد بن أبي كامل العبسي الطرابلسي المعدل، والمحدث أبو عبد الله الحسين
ابن محمد بن الحسين بن عبد الله بن فنجويه الثقفي الدينوري بنيسابور،
وشيخ الحرم أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمداني صاحب
كتاب بهجة الاسرار، وشيخ أصبهان الفقيه القدوة أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن ميلة الأصبهاني الفرضي، وأبو القاسم علي بن محمد بن
[علي بن 1] يعقوب الأيادي ببغداد، ومسند البصرة القاضي أبو عمر القاسم
ابن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي من ولد جعفر بن سليمان الأمير، مات في
ذي القعدة عن اثنتين وتسعين سنة، ومسند بغداد أبو الفتح هلال بن محمد

(1) من المكية.
1057

ابن جعفر الحفار، ومسند نيسابور أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكى صاحب الأمالي، وأبو سعيد النقاش، وستراه.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا عبد الصمد بن محمد في كتابه انا عبد الكريم
ابن حمزة سنة خمس وعشرين وخمس مائة انا عبد العزيز بن أحمد الحافظ
انا تمام بن محمد الحافط نا أبو على الحسن بن حبيب انا العباس بن الوليد
البيروتي انا محمد بن شعيب بن شابور نا معان بن رفاعة عن أبي الزبير عن
جابر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله سعد بن معاذ أن
يكتوي في أكحله حين رمته بنو النضير فاكتوى. معان لين اختلف فيه.
970 43 / 13 / 1 ابن الباجي
الحافظ الكبير العلامة أبو عمر أحمد بن عبد الله بن محمد على اللخمي
الإشبيلي ويعرف بابن الباجي، سمع من أبيه كتاب المصنف لابن أبي شيبة
رواه له عن عبد الله بن يونس الفيري عن بقي بن مخلد عنه وارتحل بولده
محمد إلى مصر فلقى أبا بكر المهندس وطبقته، مولده سنة اثنتين وثلاثين
وثلاث مائة.
قال أبو عبد الله الخولاني: كان أبو عمر عارفا بالحديث ووجوهه
إماما مشهورا لم تر عيني مثله محدثا سمتا ووقارا، رحل ولقى شيوخا جلة،
ولى قضاء إشبيلية مدة يسيرة ثم ارتحل إلى قرطبة فسكنها ونشر بها العلم،
أخذنا عنه كثيرا، توفى في المحرم سنة ست وتسعين وثلاث مائة،
وشهدت جنازته في حفل عظيم. قال عبد الغنى الأزدي في مشتبه النسبة:
1058

أبو عمر هذا كتب عنى وكتبت عنه. قلت وحدث عنه [أيضا 1] أبو عمر
ابن عبد البر.
أنبئنا عن ابن الجوزي عن ابن ناصر عن الحميدي عن أبي عمر بن
عبد البر. قرأت على أحمد بن عبد الله بن محمد أن الحسن بن إسماعيل حدثهم
نا عبد الملك بن بحر، نا محمد بن إسماعيل بن سالم نا سنيد نا حجاج عن
ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم اشترط عليهن في ما يمتحنهن الا ينحن نياحة الجاهلية ولا يخلون
بالرجال في البيوت. وقال: كان يحفظ غريبي الحديث لأبي عبيد وابن
قتية حفظا حسنا وشوور في الاحكام وهو ابن ثمان عشرة سنة وجمع له
أبو ه علوم أهل الأرض فلم يحتج إلى أحد ورحل متأخرا فلقى المهندس
وأبا العلاء بن ماهان - إلى أن قال: وكان فقيه عصره وإمام زمانه،
لم أر مثله، كملت عليه مصنف ابن أبي شيبة في سنة خمس وتسعين وكان
إماما في الأصول والفروع. قلت: روى عنه ابنه محمد وهم بيت علم ورواية.
971 44 / 13 / 1 النقاش
الحافظ الإمام أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو [بن مهدي 1] الأصبهاني
الحنبلي، سمع جده لامه أحمد بن الحسن بن أيوب التميمي وعبد الله بن
عيسى الخشاب وأبا محمد بن فارس وأحمد بن معبد السمسار وأبا احمد
العسال وطبقتهم، وببغداد أبا بكر الشافعي وابن مقسم وعمر بن سلم
وأبا على ابن الصواف ونحوهم، وبالبصرة أبا إسحاق [إبراهيم 1] بن علي

(1) من المكية.
1059

الهجيمي وفاروقا الخطابي وحبيب بن الحسن القزاز، وبالكوفة نذير
ابن جناح المحاربي وصباح بن محمد النهدي [وطبقتهم 1]، وبمرو حاضر بن
محمد الفقيه وعدة، وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وذويه، وبهراة أبا حامد
أحمد بن محمد بن حسنويه، وبالدينور أبا بكر ابن السني، وبالحرمين
ونيسابور وهمذان ونهاوند، وجمع وصنف وأملى وروى الكثير مع
الصدق والديانة والجلالة، رأيت له طبقات الصوفية، حدث عنه احمد
ابن عبد الغفار بن اشتة والفضل بن علي الحنفي وأبو مطيع محمد بن
عبد الواحد الصحاف وعدد كثير وقع لنا غير جزء من أماليه وكتاب
القضاء له، توفى في رمضان سنة أربع عشرة وأربع مائة عن نيف وثمانين
عاما، رحمه الله.
أخبرنا علي بن محمد بن علي وعبد الدائم بن أحمد وأحمد بن هبة الله
قالوا انا علم الدين علي بن محمود انا أحمد بن محمد الحافظ انا محمد بن
عبد الواحد المصري انا أبو سعيد محمد بن علي الحافظ سنة عشر وأربع
مائة نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي نا محمد بن الحسين الحنيني
انا عبد العزيز بن محمد الأزدي نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن
ابن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاث
مرات وليستعذ بالله من الشيطان ولا يذكرها لأحد فإنه لن يضره. هذا
حديث حسن غريب، وأصله محفوظ عن النبي صلى الله عليه وآله

(1) من المكية.
1060

ولكن بدل " لا يذكرها " " ليتحول عن جنبه الذي كان عليه ". فهذا
التحول في حق من استفاق في الليل وهو يريد النوم، أما في حق من قام
من نومه وتذكر الرؤيا في نهاره بعد قيامه فلا يبقى له انقلاب عن جانبه.
972 45 / 13 / 1 ابن فطيس
الحافظ الثبت العلامة قاضي الجماعة أبو المطرف عبد الرحمن بن محمد
ابن عيسى بن فطيس بن اصبغ القرطبي، حدث عن أبي عيسى الليثي وأبى
عبد الله بن مفرج وأحمد بن عون الله وخلق من طبقتهم، وأجاز له من
مصر الحسن بن رشيق، ومن بغداد القاضي أبو بكر الأبهري، وكان من
جهابذة الحديث عارفا بالرجال كان يملي من حفظه، وجمع من الكتب
ما لم يجمعه أحد فقيل ان كتبه بيعت بأربعين ألف دينار، روى عنه
الصاحبان أبو إسحاق الطليطلي وأبو جعفر بن ميمون وأبو عبد الله بن عابد
وسراج القاضي وأبو عمر بن عبد البر وأبو عمر ابن الحذاء وعدد كثير.
صنف كتاب أسباب النزول في مائة جزء، وصنف كتاب فضائل
الصحابة في مائة جزء، وكتاب معرفة التابعين في مائة وخمسين جزءا،
والناسخ والمنسوخ في ثلاثين جزءا، وكتاب الاخوة في أربعين جزءا،
وكتاب دلائل الرسالة في عشرة أسفار، وأشياء يطول ذكرها بالأسانيد له.
ولد سنة ثمان وأربعين وثلاث مائة وعمل الوزارة مرة. مات
في ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مائة، وله أربع وخمسون سنة.
وفيها مات الوزير الأديب أبو على أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب
الأندلسي والد الحافظ العلامة أبي محمد علي بن أحمد، والامام أبو الحسين
1061

أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي ببغداد عن نيف وثمانين سنة،
وأبو محمد الحسن بن الحسين بن علي النوبختي الكاتب، والشيعي المعتزلي
عبد ة بن مبشر الواسطي، وزاهد العراق أبو عمرو عثمان بن عيسى الباقلاني،
وخطيب دمشق المقرئ أبو الحسن علي بن داود الداراني، ومسند الشام
المحدث الجوال أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الصيداوي بها
عن ست وتسعين سنة، والنحوي المقرئ مسند العراق أبو الحسن محمد
ابن جعفر بن هارون ابن النجار التميمي الكوفي آخر من روى عن محمد بن
الحسين الأشناني عن مائة عام، وإمام الفرائض أبو الحسين محمد بن عبد الله
ابن اللبان المصري، وعالم الكوفة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين
الجعفي الهرواني وله سبع وتسعون سنة، ومسند الأندلس أبو بكر يحيى
ابن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي عرف بابن وجه الجنة عن ثمان وتسعين
سنة وهو أكبر شيخ لابن حزم، وشيخ همذان أبو العباس أحمد بن إبراهيم
ابن [أحمد بن 1] تركان التميمي الخفاف عن خمس وثمانين سنة، وفيها
أو بعدها المعمر أبو العباس أحمد بن الحسين بن أحمد بن زنبيل راوي التاريخ
الصغير للبخاري عن ابن الأشقر عنه.
973 46 / 13 / 1 الإدريسي
الحافظ العالم أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن
إدريس الاسترآباذي محدث سمرقند ومصنف تاريخها وتاريخ استراباذ، سمع

(1) من المكية.
1062

أبا العباس الأصم وأبا نعيم محمد بن الحسن الاسترآباذي وأبا سهل هارون
ابن احمد وأبا أحمد بن عدي وطبقتهم، وألف الأبواب والشيوخ،
روى عنه أبو على الشاشي وأبو عبد الله الخبازي وأبو مسعود أحمد بن محمد
البجلي وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي وأحمد بن محمد العتيقي
وعلي بن المحسن التنوخي وآخرون، وثقه الخطيب، توفى سنة خمس وأربع مائة
مع الحاكم.
وفيها مات مسند الحرم أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي
بمكة عن ثلاث وتسعين سنة، ومسند بغداد أبو الحسن أحمد بن محمد بن
موسى بن القاسم بن الصلت القرشي العبدي المجبر وله إحدى وتسعون
سنة، ومقرئ بغداد أبو بكر بن شاذان الواعظ ومسند أصبهان أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن جولة الأبهري، وقاضي قضاة بغداد أبو محمد عبد الله
ابن محمد بن عبد الله الأسدي ابن الأكفاني عن تسع وثمانين سنة، سمع
المحاملي وطبقته، وشيخ الشافعية بالبصرة عبد الواحد بن حسين أبو القاسم
الصيمري شيخ الماوردي أظن وفاته في هذا الوقت، ومسند دمشق العدل
أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي عن ست وتسعين
سنة، وفقيه العصر بالدينور القاضي أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج
من كان يضرب به المثل في حفظ مذهب الشافعي، ومحدث جرجان
وصدرها أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم 1 ابن الإسماعيلي لقى الأصم.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أبي روح الهروي انا أبو القاسم الشحامي

(1) بهامش المكية " أبو نصر بن الإسماعيلي ذكره ابن الدباغ في الحفاظ ".
1063

انا أبو سعيد الكنجرودي انا عبد الرحمن بن محمد بن محمد قدم حاجا نا يوسف
ابن محمد بسمرقند نا القاسم بن حنبل السرخسي نا إسحاق بن إسماعيل
السمرقندي نا معروف بن حسان السمرقندي عن ابن أبي ذئب عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ربى شجرة
حتى تنبت كان [له 1] كأجر قائم الليل صائم النهار، وكأجر غاز في
سبيل الله دهره. هذا باطل متنا، ومعروف واه وإسناده ظلمات والله أعلم.
974 47 / 13 / 1 الأسفراييني
الحافظ البارع أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحديثي الرحال،
وكانت رحلته في سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، حمل عن أبي أحمد بن عدي
وطبقته، قال أبو مسعود البجلي سمعت الحاكم يقول: أشهد على أبي
بكر الأسفراييني انه يحفظ من حديث مالك وشعبة والثوري ومسعر
أكثر من عشرين الف حديث. قلت: توفى سنة ست وأربع مائة وقد شاخ
ولم يبلغنا اخباره كما في النفس وكان من فرسان الحديث.
وفيها مات شيخ الشافعية أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد
الأسفراييني ببغداد عن اثنتين وستين سنة، وشيخ الصوفية بنيسابور الأستاذ
أبو على الحسن بن علي الدقاق، ومسند نيسابور أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز
المهلبي شيخ الطب، ومسند الحرم أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي
البغدادي سمع ابن البختري والطبقة، وشيخ العراق أبو أحمد عبيد الله
ان محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ عنده المحاملي، ومسند أصبهان أبو الفرج

(1) من المكية.
1064

عثمان بن أحمد البرجي، وعالم نيسابور أبو بكر محمد بن الحسن ابن فورك
[الأصبهاني 1] الأصولي، والشريف الرضى نقيب العلوية أبو الحسن محمد
[بن الحسين 1] بن موسى الموسوي الشيعي.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر انا
سعيد بن محمد البحيري سنة إحدى وخمسين وأربع مائة انا أبو بكر محمد
ابن أحمد بن عبد الوهاب الحافط انا أحمد بن إسحاق بأصبهان نا محمد بن
زكريا الغزال نا عمر بن يحيى القرشي انا شعبة عن ثور عن خالد بن معدان
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قلوب
ابن آدم تلين في الشتاء، وذلك أن الله خلق آدم من طين والطين يلين
في الشتاء. هذا حديث غير صحيح مركب على شعبة وعمر بن يحيى لا أعرفه
تركه أبو نعيم.
وبه إلى الأسفراييني انا محمد بن عبد الرحمن الهمذاني نا محمد بن يونس
نا بدل بن المحبر نا شعبة عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
هذا حديث منكر 2 عجيب ما أتى به سوى الكديمي وليس بعمدة.
975 48 / 13 / 1 الشيرازي
الحافظ الامام الجوال أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن [محمد بن 1]

(1) من المكية (2) يريد انه لا يعرف رواية هذا المتن من هذا الوجه فأما المتن
فثابت بوجوه أخرى صحيحة بل هو متواتر. المعلمي
1065

موسى الفارسي صاحب كتاب الألقاب، سمع أبا القاسم الطبراني بأصبهان،
وأبا بحر البربهاري وطبقته ببغداد، وعبد الله بن عدي بجرجان، ومحمد
ابن الحسن السراج بنيسابور، وعبد الله بن عمر بن علك بمرو، وسعيد
ابن القاسم المطوعي ببلاد الترك، ومحمد بن محمد بن صابر ببخارى، وسمع
بالبصرة وواسط وشيراز وعدة مدائن، روى عنه محمد بن عيسى الهمذاني
وأبو مسلم بن عروة وحميد بن المأمون وآخرون.
قال شيرويه أخبرنا عنه أبو الفرج البجلي قال: كان صدوقا حافظا بحسن
هذا الشأن جيدا خرج من عندنا سنة أربع وأربع مائة إلى شيراز وأخبرت
انه مات [بها 1] في سنة إحدى عشرة وأربع مائة. وذكره جعفر المستغفري
فقال: كان يفهم ويحفظ كتبت عنه بنسف وسمعته يقول: وقع بيني وبين
الحافظ ابن البيع منازعة في من قال عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة فقال:
هما واحد، فحاكمته إلى أبي احمد الحاكم فقلنا: ما يقول الشيخ فيمن قال
عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة واحد؟ فقال: من هذا الطفل الذي
لا يفصل بينهما؟.
وقال أبو القاسم بن منده: مات الشيرازي في شوال سنة سبع
وأربع مائة.
قلت فيها مات ببغداذ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست
العلاف البزاز وكان يملي من حفظه سمع محمد بن جعفر بن المطيري، وشيخ
نيسابور الواعظ أبو سعيد عبد الملك بن أبي عثمان الخركوشي الزاهد صاحب

(1) من المكية.
1066

التفسير والتصانيف.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا عبد السلام بن أبي الفرج السرقولي بأبرقوه
سنة ثمان عشرة وست مائة وانا حاضر انا شهردار بن شيرويه انا احمد
ابن عمر البيع انا أبو غانم حميد بن مأمون انا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن
الحافظ سنة خمس وتسعين وثلاث مائة انا عبد الله بن عمر بن علك انا
الفضل بن محمد الشعراني نا سعدويه نا هشيم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن
إبراهيم عن عمرو بن سعيد بن العاص حدثني سيابة بن عاصم سمعت النبي
صلى الله عليه وآله يقول يوم حنين: انا ابن العواتك. فسألنا الفضل
فقال: كان للنبي صلى الله عليه وآله ست جدات اسمهن عاتكة. هذا صحيح غريب.
طبقة أخرى صغرى 1
976 1 / 13 / 2 خلف بن محمد
ابن علي بن حمدون الواسطي الحافظ الكبير صاحب الأطراف، سمع
أبا بكر القطيعي وطبقته ببغداد، وأبا بكر الإسماعيلي وطبقته بجرجان،
ومحمد بن عبد الله بن خميرويه وطبقته بهراة، وعبد الله بن محمد ابن السقاء
وغيره بواسط، قال الخطيب: كتب الناس بانتخابه وكان له فضل
ومعرفة ثم تشاغل بالتجارة وترك النظر في العلم إلى أن مات، وكان
رفيق أبى الفتح بن أبي الفوارس في الرحلة وله رحلة إلى مصر والشام.

(1) هي القسم الثاني من الطبقة 13
1067

قلت: روى عنه أبو عبد الله الحاكم مع تقدمه وأبو على الأهوازي وأبو القاسم
عبيد الله ابن احمد الأزهري وجماعة، ثم استوطن الرملة وتعاني التجارة،
جود تصنيف أطراف الصحيحين، وأفاد ونبه، وهو أقل أوهاما من أطراف
أبى مسعود الدمشقي، ذكره الحاكم فقال: كان حافظا لحديث شعبة وغيره.
وقال أبو نعيم: صحبناه بنيسابور وأصبهان. قلت: مات بعد عام أربع مائة.
قال الخطيب: سمعت الأزهري يقول: كان خلف حافظا وكان ابن أبي
الفوارس أستاذه.
أخبرنا ابن علان وجماعة [إجازة 1] قالوا انا الكندي انا الشيباني
انا أبو بكر الخطيب أخبرني عبد الله بن أبي الفتح انا خلف بن محمد انا
الحسن بن أحمد بن محمد بن عيسى التستري بها انا أبو سعيد الحسن بن أحمد
الطوسي نا أحمد بن صالح بن رسلان الفيومي بمكة نا ذو النون بن إبراهيم
المصري نا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: تجافوا عن ذنب السخي فان الله آخذ
بيده كلما عثر عثرة.
977 2 / 13 / 2 أبو مسعود
إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي الحافظ، مصنف كتاب الأطراف،
وأحد من برز في هذا العلم، سمع من محمد بن عبد الله بن [محمد بن 1]
السقاء وغيره بواسط، ومن أصحاب مطين بالكوفة، ومن أبى بكر القباب
وطبقته بأصبهان، ومن أصحاب أبي خليفة الجمحي، بالبصرة، ومن أصحاب

(1) من المكية.
1068

ابن خزيمة بنيسابور، ومن أبى بكر [احمد 1] بن عبد ان الشيرازي، قال
الخطيب: سافر الكثير وكتب ببغداد عن أصحاب أبي سعيد الحراني
وبالبصرة والأهواز وواسط وخراسان وأصبهان، وكان له عناية
بالصحيحين روى قليلا على سبيل المذاكرة. قال: وكان صدوقا دينا
ورعا فهما صلى عليه أبو حامد الأسفراييني وكان وصيه، حدثني العتيقي انه
مات في سنة إحدى وأربع مائة.
قلت حدث عنه أبو ذر الهروي وحمزة السهمي وأحمد بن محمد العتيقي
وأبو القاسم اللالكائي وآخرون، وقلما روى لأنه مات في الكهولة، مات
في رجب سنة أربع مائة وقيل في سنة إحدى وأربع مائة، رحمه الله تعالى.
وقد وقفت على جزء له في أحاديث معللة تنبئ بحفظه ونقده.
أخبرنا أبو الغنائم بن علان وغيره [أذنا قالوا 1] انا الكندي انا
القزاز انا أبو بكر الخطيب انا هبة الله بن الحسن الطبري انا إبراهيم بن
محمد الحافظ انا عبيد الله بن محمد المزني نا الوليد بن أبان الواسطي المقرئ
نا النضر بن سلمة انا عبد الله بن عمر الفهري عن عبد الله بن عمر عن أخيه
يحيى بن عمر حدثني أخي عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى وادى محسر حرك راحلته وقال
عليه السلام: عليكم بحصى الخذف. وبه قال خطيب: ونا أبو العلاء
الواسطي نا به المزني لكنه قال: ابن عمرو الفهري.
أنبأنا أحمد بن سلامة عن يحيى بن أسعد عن أحمد بن عبد الجبار الصيرفي

(1) من المكية.
1069

قال كتب إلى أحمد بن عبد الجبار العتيقي نا أبو مسعود الحافظ حدثني أبو بكر
أحمد بن عبيد الله بن القاسم [بنهر 1] الدير نا أبو بكر محمد بن إبراهيم
[بن حمويه 1] بالبصرة سنة خمس وتسعين ومائتين نا أبو الوليد نا يعلى
ابن الحارث [المحاربي 1] نا اياس بن سلمة قال قال أبى: كنا نصلى مع
رسول الله صلى الله عليه وآله الجمعة وليس للحيطان فئ يستظل به.
رواه [م 1] عن إسحاق الحنظلي عن أبي الوليد، تابعه وكيع عن يعلى.
978 3 / 13 / 2 الماليني
الحافظ العالم الزاهد أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن
حفص الأنصاري الهروي الماليني الصوفي ويعرف أيضا بطاوس الفقراء،
سمع بخراسان والشام والعراق ومصر وغير ذلك، حدث عن عبد الله
ابن عدي وأبى بكر القطيعي ومحمد بن عبد الله السليطي وإسماعيل بن نجيد
السلمي وأبى الشيخ الحافظ والحسن بن رشيق المصري والقاضي يوسف
ابن القاسم الميانجي ومحمد بن أحمد بن علي بن النعمان الرملي وطبقتهم،
وجمع وحصل من المسانيد الكبار شيئا كثيرا وكان ثقة متقنا صاحب
حديث ومن كبار الصوفية، له كتاب أربعين الصوفية حدث عنه الحافظ
عبد الغنى وتمام الرازي وأبو حازم العبدوي وأبو بكر البيهقي وأبو بكر
الخطيب وأبو نصر عبيد الله السجزي والقاضي أبو عبد الله القضاعي ومحمد
ابن أحمد بن شبيب الكاغذي وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي

(1) من المكية.
1070

والقاضي أبو الحسن الخلعي وآخرون.
قال حمزة السهمي: دخل الماليني جرجان في سنة أربع وستين ورحل
رحلات كثيرة إلى أصبهان وما وراء النهر ومصر والحجاز. ثم قال: وتوفى
سنة تسع وأربع مائة. فوهم، [بل توفى سنة اثنتي عشرة 1] وقد ذكره
ابن الصلاح في طبقات الشافعية.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد انا جعفر [الهمداني 1] انا أبو طاهر
الحافظ انا المبارك بن عبد الجبار سمعت عبد العزيز بن [على 1] الأزجي
يقول اخذت من أبى سعد الماليني أجرة النسخ والمقابلة خمسين دينارا في
دفعة واحدة.
أخبرنا محمد بن الحسين القرشي انا محمد بن عماد انا عبد الله بن رفاعة
السعدي انا علي بن الحسن الفقيه انا أبو سعد الماليني انا أبو الفضل محمد بن
عبد الله بن محمد بن خميرويه نا أحمد بن نجدة نا أحمد بن عبد الله بن يونس
نا الليث عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين
الخيل يرسلها من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي
لم تضمر وكان أمدها من الثنية إلى مسجد بنى زريق وأن عبد الله بن عمر
كان يسابق بها.
قال أبو إسحاق الحبال: توفى الماليني يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال
سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
قلت وفيها مات القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين

(1) من المكية.
1071

الاسترآباذي ببغداد وجماعة قد ذكروا.
979 4 / 13 / 2 العبدوي
الحافظ الامام محدث نيسابور أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن
عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله ابن الإمام عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
ابن مسعود الهذلي [المسعودي 1] العبدوي النيسابوري الأعرج، سمع
إسماعيل بن نجيد ومحمد بن عبد الله بن عبد ة السليطي وأبا عمرو بن مطر
وأبا الحسن السراج وأبا بكر الإسماعيلي وأبا الفضل بن خميرويه وأبا احمد
الغطريفي، ارتحل إلى هراة والى جرجان ولحق ببغداد عيسى بن الوزير
وطبقته.
حدث عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس وأبو القاسم التنوخي وأحمد ابن
عبد الواحد الوكيل وأبو صالح المؤذن وأبو بكر الخطيب وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة صادقا حافظا عارفا. قلت: ومن آخر من روى عنه
الرئيس أبو عبد الله الثقفي.
قال أبو على الوخشي: مات يوم عيد الفطر سنة سبع عشرة وأربع
مائة. قال أبو محمد السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا
أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين أبو نعيم وأبو حازم العبدوي. قلت كان
أبو ه احمد قد أسمعه في الصبا [من 1] الصبغي وحامد الرفاء فلم يحدث عنهما
تورعا. وقد قال أبو صالح المؤذن سمعت أبا حازم [الحافظ 1] يقول:

(1) من المكية.
1072

كتبت بخطى عن عشرة من شيوخي عشرة آلاف جزء، عن كل واحد
الف جزء.
قلت توفى معه في العام قاضي القضاة ببغداد أبو الحسن أحمد بن محمد
ابن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي
وكان عفيفا نزها رئيسا عاش ثمانيا وثمانين سنة امتنع من الرواية، وبدمشق
أبو الحسين أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي ابن الطحان لقى خيثمة،
وشيخ الشافعية بمرو أبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي، ومسند
بغداد أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، ومقرئ العصر
أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص [ابن 1] الحمامي ببغداد، والمعمر
أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان العكبري البزاز راوي نسخة علي بن حرب،
ومحدث دمشق أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون الغساني ابن الجندي امام
الجامع ثقة يروى عن خيثمة.
أخبرنا علي بن عثمان اللمتوني انا أحمد بن محمد الصابوني [ح] وانا
أبو الحسين اليونيني وغيره قالوا انا جعفر بن علي قالا انا أبو طاهر السلفي
انا أبو عبد الله الثقفي انا أبو حازم الحافظ [إملاء 1] نا أبو عمرو بن مطر
نا إبراهيم بن علي نا يحيى بن يحيى: قلت لمالك: حدثك عامر بن عبد الله
ابن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلى وهو حامل امامة بنت زينب ابنة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أبى العاص بن الربيع فإذا قام

(1) من المكية.
1073

حملها وإذا سجد وضعها؟ قال: نعم.
980 5 / 13 / 2 البرقاني
الامام الحافظ شيخ الفقهاء والمحدثين أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد
ابن غالب الخوارزمي البرقاني الشافعي شيخ بغداد، سمع من أبى العباس
ابن حمدان بخوارزم، ومن أبى على ابن الصواف وأبى بكر بن الهيثم
وطبقتهم ببغداد، ومن أبى بكر الإسماعيلي بجرجان، و [من 1] محمد بن
عبد الله بن خميرويه بهراة، ومن أبى عمرو بن حمدان بنيسابور، ومن أبى بكر
ابن أبي الحديد بدمشق، ومن عبد الغنى الأزدي وابن النحساس بمصر،
وصنف التصانيف وخرج على الصحيحين، حدث عنه أبو عبد الله الصوري
وأبو بكر البيهقي والخطيب وأبو إسحاق الشيرازي الفقيه وأبو القاسم بن
[أبى 1] العلاء وسليمان بن إبراهيم الحافظ وأبو طاهر أحمد بن الحسن
الكرخي وأبو الفضل بن خيرون ويحيى بن بندار ومحمد بن عبد السلام
الشافعي الأنصاري وآخرون.
قال الخطيب: كان ثقة ورعا ثبتا لم نر في شيوخنا أثبت منه، عارفا
بالفقه له حظ من علم العربية كثير، صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه
صحيح البخاري ومسلم، وصنف حديث الثوري وشعبة وعبيد الله بن
عمر وعبد الملك بن عمير وبيان بن بشر ومطر الوراق، ولم يقطع التصنيف
حتى مات، وكان حريصا على العلم منصرف الهمة إليه، سمعته يقول لرجل

(1) من المكية.
1074

من الفقهاء الصلحاء: ادع الله لي ان ينزع شهوة الحديث من قلبي فان حبه
قد غلب على فليس لي اهتمام إلا به.
وقال أبو القاسم الأزهري: البرقاني امام، إذا مات ذهب الشأن.
وقال الخطيب: سمعت محمد بن يحيى الكرماني الفقيه يقول: ما رأيت في
أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني. وسألت الأزهري قلت: هل
رأيت شيخا أتقن من البرقاني؟ قال: لا. وقال أبو محمد الخلال: هو نسيج
وحده. وقال الخطيب: انا ما رأيت شيخا أثبت منه. وقال أبو الوليد
الباجي: هو ثقة حافظ.
وذكره الشيخ أبو إسحاق في طبقات الشافعية فقال: ولد سنة ست
وثلاثين وثلاث مائة وسكن بغداد وبها مات في أول رجب سنة خمس
وعشرين وأربع مائة. ثم قال: تفقه في حداثته وصنف في الفقه ثم
اشتغل في علم الحديث فصار فيه امام. قال البرقاني: دخلت أسفرايين
ومعي ثلاثة دنانير ودرهم فضاعت الدنانير وبقي الدرهم فدفعته إلى خباز
فكنت آخذ منه كل يوم رغيفين وآخذ من بشر بن أحمد جزءا فأكتبه
وأفرغه بالعشي فكتبت ثلاثين جزءا ونفد ما عند الخباز فسافرت. قال
الخطيب حدثني أحمد بن غانم وكان صالحا قال: نقلت البرقاني من بيته
فكان معه ثلاثة وستون سفطا وصندوقان كل ذلك مملوء كتبا.
قلت وتوفى معه في السنة سنة خمس وعشرين ومسند العراق أبو على
الحسن بن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البغدادي البزاز وله سبع
وثمانون سنة، ومسند همذان أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
1075

ابن بندار بن شبانة، ومسند دمشق أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن
ياسر الجوبري، ومحدث دمشق ومفيدها أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله
ابن عمران الجبان المزي الشروطي قال الكتاني: توفى أستاذنا أبو نصر بن
الجبان في شوال وصنف [كتبا 1] كثيرة. ومسند أصبهان أبو بكر محمد
ابن علي بن إبراهيم بن مصعب التاجر.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا أبو محمد بن قدامة انا يحيى بن ثابت
انا أبى [ح] قال ابن قدامة وانا محمد بن عبد الباقي انا أحمد بن الحسن
قالا انا أبو بكر أحمد بن محمد الخوارزمي قرأت على أبي العباس بن حمدان:
حدثكم الحسن بن علي السرى نا أحمد بن يونس نا عاصم بن محمد حدثني
واقد بن محمد حدثني سعيد بن مرجانة قال قال أبو هريرة قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: أيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلما استنقذ الله بكل
عضو منه عضوا من النار.
قال سعيد فأنطلق بالحديث إلى علي بن الحسين فعمد إلى عبد له
قد أعطاه به عبد الله بن جعفر عشرة آلاف فأعتقه. أخرجه البخاري عن
محمد صاعقة عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم عن محمد بن مطرف
عن زيد بن أسلم عن علي بن الحسين عن سعيد بن مرجانة. فكأن شيخنا
سمعه من صاحب الفربري، عندي مصافحات البرقاني بالسماع العالي ولله المنة.
981 6 / 13 / 2 ابن الفرضي
الحافظ الإمام الحجة أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر

(1) من المكية.
1076

القرطبي صاحب تاريخ الأندلس، اخذ عن أبي عبد الله بن مفرج الحافظ
وأبى جعفر بن عون [الله 1] وخلف بن القاسم وعباس بن اصبغ وخلق
كثير من أهل الجزيرة، وحج فسمع من أبى بكر أحمد بن محمد المهندس
والحسن بن إسماعيل الضراب وأبى مسلم الكاتب ويوسف بن الدخيل
المكي وأبى محمد بن أبي زيد المغربي وأحمد بن نصر الداودي وطبقتهم،
وله تصنيف مفرد في شعراء أهل الأندلس، وكتاب في المؤتلف والمختلف،
وكتاب في مشتبه النسبة، وغير ذلك. روى عنه أبو عمر بن عبد البر وقال:
كان فقيها عالما في جميع فنون العلم وفى الحديث والرجال، اخذت معه
عن أكثر شيوخي وكان حسن الصحبة والمعاشرة قتلته البربر في من قتلوا
وبقي ملقى في داره ثلاثة أيام.
وقال أبو مروان بن حيان: لم نر مثل ابن الفرضي [بقرطبة 1] في
سعة الرواية وحفظ الحديث ومعرفة الرجال والافتنان في العلوم والأدب
البارع، مولده سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة، وحج سنة اثنتين
وثمانين، وجمع من الكتب كثيرا، ولى قضاء بلنسية، وكان حسن البلاغة
والخط، تقلد قراءة الكتب للدولة.
قال الحميدي نا أبو محمد علي بن أحمد الحافظ أخبرني أبو الوليد بن الفرضي
قال: تعلقت بأستار الكعبة وسألت الله الشهادة ثم انحرفت قال فتفكرت
في هول القتل فندمت وهممت ان ارجع فأستقيل الله فاستحييت. قال
أبو محمد فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوت ضعيف:

(1) من المكية.
1077

لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - الا جاء يوم القيامة
وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم والريح ريح المسك. كأنه يعيد ذلك
الحديث على نفسه، ثم قضى على أثر ذلك. وقال ابن حيان: قتل يوم اخذ
قرطبة ثم وري متغيرا من غير غسل ولا كفن ولا صلاة. وقال ابن
حزم: هذا له:
ان الذي أصبحت طوع يمينه * إن لم يكن قمرا فليس بدونه
ذلي له في الحب من سلطانه * وسقام جسمي من سقام جفونه
وقال أبو عمر بن عبد البر أنشدنا أبو الوليد لنفسه:
أسير الخطايا عند بابك واقف * على وجل مما به أنت عارف
يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها * ويرجوك فيها فهو راج وخائف
ومن ذا الذي يرجى سواك ويتقى * ومالك في فصل القضاء مخالف
فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي * إذا نشرت يوم الحساب الصحائف
وكن مؤنسي في ظلمة القبر عند ما * يصد ذوو ودي ويجفو المؤالف
لئن ضاق عنى عفوك الواسع الذي * أرجى لاسرافي فإني لتالف
قتل سنة ثلاث وأربع مائة.
وفيها مات ببغداد المسند أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام
الصرصري أحد الثقات، وشيخ الحنابلة أبو عبد الله الحسن بن حامد
البغدادي الوراق، وصاحب التصانيف وعالم ما وراء النهر [القاضي 1]
الحليمي، والمسند أبو على الحسين بن محمد [بن محمد 1] الروذباري الطوسي

(1) من المكية.
1078

راوي سنن أبي داود، وفقيه أهل المغرب أبو الحسن القابسي، وعالم العراق
القاضي أبو بكر محمد بن الطيب ابن الباقلاني الأصولي صاحب الكتب وكان من أوعية العلم.
982 7 / 13 / 2 القابسي
الحافظ المحدث الفقيه الامام علامة المغرب أبو الحسن علي بن محمد
ابن خلف المعافري الفروي، اخذ بإفريقية عن ابن مسرور الدباغ ودارس
ابن إسماعيل، وبمصر عن حمزة بن محمد الحافظ وأبى زيد المروزي وهذه
الطبقة، ولد سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وكان حافظا للحديث والعلل
بصيرا بالرجال عارفا بالأصلين رأسا في الفقه وكان ضريرا وكتبه في نهاية
الصحة وكان يضبطها له ثقات أصحابه، والذي ضبط له الصحيح بمكة على أبي
زيد صاحبه أبو محمد الأصيلي.
ذكره حاتم الطرابلسي فقال: كان زاهدا ورعا لم أر بالقيروان أحدا
الا معترفا بفضله، تفقه عليه أبو عمران الفاسي وأبو القاسم الكبيدي
وعتيق السوسي وغيرهم، وله تواليف بديعة ككتاب الممهد في الفقه
وأحكام الديانات، والمنقذ من شبه التأويل، وكتاب المنبه للفطن من غوائل
الفتن، وملخص الموطأ، وكتاب المناسك، وعقائد، وسوى ذلك وإنما
قيل له القابسي لان عمه كان يشد عمامته شدة أهل قابس.
وممن روى عنه أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري شيخ
الرازي، والحافظ أبو عمرو الداني وقال: اخذ القراءة عرضا عن أبي الفتح
1079

ابن بدهن، وعليه كان اعتماد قراء أهل القيروان، ثم قطع الأقراء لما
بلغه ان تلميذا له أقرأ الوالي ثم اعمل نفسه في الفقه حتى صار امام زمانه،
كتبت عنه شيئا كثيرا، ارتحل سنة اثنتين وخمسين فغاب خمسة أعوام. قال
حاتم: توفى في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربع مائة بمدينة القيروان بات
عند قبره خلق كثير وضربت الأخبية لهم ورثته الشعراء، رحمه الله تعالى.
أخبرنا قاضي القضاة علم الدين محمد بن أبي بكر الشافعي انا أحمد بن
عمر بن جعفر الباهي انا عثمان بن حسن الكلبي انا خلف بن عبد الملك
[الحافظ 1] انا أبو محمد بن عتاب نا حاتم بن محمد انا أبو الحسن القابسي
انا علي بن محمد بن مسرور انا أحمد بن أبي سليمان نا سحنون بن سعيد نا
عبد الرحمن بن القاسم نا مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد
ابن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم أمر أن نستمتع بجلود الميتة إذا دبغت.
893 8 / 13 / 2 الوليد بن بكر بن مخلد
الحافظ العالم الرحال أبو العباس العمرى [الأندلسي 1] السرقسطي،
رحل من أقصى الأندلس إلى خراسان وحدث بكتاب معرفة الرجال
لأحمد بن عبد الله العجلي عن علي بن أحمد بن الخصيب، وحدث عن
الحسن بن رشيق ويوسف الميانجي وأبى بكر الربعي وأحمد بن جعفر
الرملي، روى عنه الحافظ عبد الغنى المصري وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي

(1) من المكية.
1080

وأبو الطيب أحمد بن علي الكوفي وأبو الحسن العتيقي وأبو سعد السمان وأحمد ابن
منصور بن خلف المغربي والحسن بن جعفر السلماسي وغيرهم، وله
شعر جيد. قال أبو الوليد ابن الفرضي: كان إماما في الحديث والفقه عالما
باللغة والعربية لقى في رحلته في ما ذكر أزيد من الف شيخ، وكان أبو على
الفارسي يرفعه ويثني عليه خيرا.
وقال أبو عبد الله الحاكم: سكن نيسابور مدة وهو مقدم في الأدب
شاعر فائق، توفى بالدينور في رجب سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة.
وقال الحافظ عبد الغنى: هو الغمري بغين معجمة حدثنا بتاريخ العجلي.
وقال الحسن بن شريح: هو عمري ولكنه دخل إفريقية وبقي ينقط
العين حتى يسلم - يعنى من دولة الرفض - قال: وهو مؤدبي وقال: إذا
رجعت إلى الأندلس جعلت النقطة التي على العين ضمة. قال الخطيب:
ثقة كثير السماع ذكره ابن الدباغ في طبقات الحفاظ.
أخبرنا قاضي القضاة أبو الربيع ابن قدامة وعيسى بن أبي محمد العطار
قالا انا جعفر بن أبي الحسن انا أبو طاهر الحافظ انا ثابت بن بندار المقرئ
انا الحسن بن جعفر السلماسي انا الوليد بن بكر انا علي بن أحمد الهاشمي نا
أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي نا داود بن يحيى بن يمان
عن أبيه عن سفيان قال: ما بالكوفة شاب أعقل من أبى أسامة. وحدثني أبي
احمد قال: مات أبو أسامة بالكوفة في شوال سنة إحدى ومائتين
وحضرت جنازته وصلى عليه محمد بن إسماعيل بن علي الهاشمي وكبر عليه أربعا.
قلت: محمد هذا هو [ابن 1] عم المنصور.

(1) من المكية.
1081

984 9 / 13 / 2 السرخسي
الحافظ الرحال أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر، قال الخطيب:
سمع وكتب الكثير ولم يرو إلا اليسير، روى عن أبي محمد ابن السقاء
وكان ثقة.
أنبأنا أبو الغنائم العلاني انا أبو اليمن الكندي انا أبو منصور القزاز انا
أبو بكر الخطيب حدثني الخلال لفظا انا على احمد السرخسي الحافظ من
حفظه وما كتبت عنه سواه نا عبد الله بن عثمان الواسطي (ح) وبه قال
الخطيب: ونا القاضي نا عبد الله سمعت أبا هاشم أيوب بن محمد خطيبنا
بواسط سمعت أبا عثمان المازني يقول نا سيبويه عن الخليل بن أحمد عن ذر
عن الحارث عن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في
الدنيا أهل المنكر في الآخرة 1. قال الخطيب: الخليل لم يلحق ذرا. قال
الخلال: مات السرخسي في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثلاث مائة.
985 10 / 13 / 2 البحيري
الحافظ الامام الثقة أبو عمرو محمد ابن الشيخ أبى الحسين أحمد بن محمد
ابن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح النيسابوري المزكى. سمع أباه صاحب
ابن خزيمة والقاضي يحيى بن منصور وعبد الله بن محمد الكعبي ومحمد
ابن المؤمل بن الحسن وأبا بكر القطيعي وطبقتهم، وله أربعون حديثا وقعت

(1) يأتي من وجه آخر رقم 999.
1082

لي بعلو، وأربعون أخرى رواهما عنه ولده أبو عثمان البحيري، وحدث عنه
أبو العلاء الواسطي ومحمد بن شعب الروياني، قال الحاكم: كان من حفاظ
الحديث المبرزين في المذاكرة، توفى في شعبان سنة ست وتسعين وثلاث
مائة عن ثلاث وستين سنة.
قرأت على أحمد بن هبة الله عن زينب الشعرية انا عبد المنعم ابن
القشيري انا سعيد بن محمد انا أبى أبو عمرو انا أبو حامد أحمد بن الحسن
الجلودي نا علي بن الحسن الدارابجردي نا عبد المجيد - هو ابن أبي رواد -
نا ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: يا أيها الناس ان أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا
الرزق فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم.
986 11 / 13 / 2 اللالكائي
الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي الحافظ
الفقيه الشافعي محدث بغداد، سمع جعفر بن عبد الله بن فناكي وأبا القاسم
عيسى بن علي الوزير وأبا طاهر المخلص وأبا الحسن ابن الجندي وعلي بن
محمد القصار والعلاء بن محمد وطبقتهم، وتفقه بأبي حامد الأسفراييني،
قال الخطيب: كان يفهم ويحفظ، وصنف كتابا في السنة، وكتابا في
رجال الصحيحين، وكتابا في السنن وعاجلته المنية، خرج إلى الدينور
فأدركه اجله بها في رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مائة.
قلت: حدث عنه أبو بكر الخطيب وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي
1083

وغير واحد، قال الخطيب: حدثني علي بن الحسين بن جد العكبري قال
رأيت هبة الله الطبري في المنام فقلت ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي
قلت: بماذا؟ قال - كلمة خفية -: بالسنة.
قلت وفي سنته مات بأصبهان المسند أبو على أحمد بن إبراهيم بن يزداذ
غلام محسن، وبنيسابور العلامة الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم
ابن مهران الأسفراييني صاحب التصانيف ركن الدين، والمسند الإمام أبو
القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله النيسابوري السراج، وبدمشق
المحدث أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني، وقيل إنه كتب بقنطار
حبر، وقد ضعف، وبنسا مفتيها أبو بكر محمد بن زهير بن أخطل الشافعي
سمع الأصم وعدة، وببغداد المسند أبو الحسن محمد بن محمد [بن أحمد بن 1]
الروزبهان صاحب علي بن الفضل السقوري، وبأصبهان شيخ الصوفية
أبو منصور معمر بن أحمد [بن محمد 1] بن زياد، ومحدث دمشق أبو الحسن
مكي بن محمد بن الغمر التميمي لقى في رحلته القطيعي.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب التنوخي بالثغر انا مظفر بن عبد الملك
انا أحمد بن محمد الحافظ (ح) وانا العز ابن الفراء انا الشيخ الموفق سنة
ست عشرة وست مائة انا أبو الفتح ابن البطي قالا انا أحمد بن علي الصوفي
انا هبة الله بن الحسن الحافظ انا عبد الله بن مسلم وعمرو بن زكار قالا
نا أبو عبد الله المحاملي نا محمد بن عثمان بن كرامة نا خالد بن مخلد نا سليمان
ابن بلال حدثني شريك بن عبد الله عن عطاء عن أبي هريرة قال قال

(1) من المكية.
1084

رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى يقول من عادى لي وليا
فقد آذنته بالحرب.
وأخبرناه الأبرقوهي انا ابن سابور انا عبد العزيز الآدمي انا رزق الله
التميمي انا ابن مهدي نا ابن مخلد نا ابن كرامة - بهذا، وقال: فقد آذنني.
رواه البخاري في صحيحه عن ابن كرامة، ورواه أبو العباس الثقفي عن ابن
كرامة، فهؤلاء الأربعة من الثقات رووه عن محمد وهو مما انفرد به وليس
هو في مسند أحمد على كبره.
987 12 / 13 / 2 اليزدي
الحافظ الامام البارع أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن
منجويه الأصبهاني البردي نزيل نيسابور، سمع أبا بكر الإسماعيلي وأبا بكر ابن
المقرئ وأبا مسلم عبد الرحمن بن محمد بن شهدل وأبا عبد الله بن منده
وأبا عمرو بن حمدان وهذه الطبقة، روى عنه الحسن بن ثعلب الشيرازي
وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي وأبو القاسم عبد الرحمن بن
منده وسعيد البقال وعلي بن أحمد الأخرم المؤذن وأبو بكر الخطيب
وأبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤذن وعدة.
روى عنه أبو إسماعيل الأنصاري مرة فقال: انا أبو بكر الأصبهاني -
احفظ من رأيت من البشر. وقال أيضا: رأيت في حضري وسفري حافظا
ونصفا، فالحافظ أحمد بن علي الأصبهاني وأما نصف حافظ فأحمد بن محمد
الجارودي. قال أبو زكريا بن منده: كتب عنه عمى عبد الرحمن كتاب السنة
1085

له الذي خرجه على سنن أبي داود وكان عمى يثنى عليه كثيرا وقد سمعت منه
المسندات الثلاثة التي للحسن بن سفيان.
قلت وقد صنف أيضا على الصحيحين وعلى جامع أبى عيسى، وكان
إماما في هذا الشأن واسع الحفظ ارتحل إلى بخارى وسمرقند وهراة
وجرجان والري ونيسابور وما أراه وصل إلى العراق، مات في خامس
المحرم سنة ثمان وعشرين وأربع مائة وله إحدى وثمانون سنة.
وفيها مات فقيه العراق [أبو الحسين 1] أحمد بن محمد بن أحمد بن
جعفر بن حمدان [البغدادي 1] القدوري شيخ الحنفية، والعلامة أبو على
الحسن بن شهاب العكبري الحنبلي صاحب الخط البديع قال: كنت أنسخ
ديوان المتنبي وأبيعه بمائتي درهم، وشيخ الفلسفة الرئيس أبو على الحسين
ابن عبد الله بن سينا البخاري، مات بهمذان عن ثلاث وخمسين سنة،
ومسند بغداد أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف،
ومحدث دمشق ومفيدها أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي الزاهد
القدوة، [ومفتي بغداد الشريف أبو على محمد بن أحمد بن أبي موسى الهاشمي
الحنبلي مصنف الارشاد، وشيخ الصوفية أبو عبد الله محمد بن عبد الله 1]
ابن باكويه بشيراز، وشاعر وقته أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي
الكاتب.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حازم المقدسي انا محمد بن غسان انا سعيد
ابن سهل الزاهد انا علي بن أحمد المديني المؤذن انا أبو بكر أحمد بن علي

(1) من المكية.
1086

الحافظ انا محمد بن أحمد النحوي انا الحسن بن سفيان انا أبو بكر بن أبي شيبة
انا إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن السائب عن حكيم بن أبي يزيد عن أبيه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دعوا الناس فليرزق الله
بعضهم من بعض وإذا استنصح الرجل الرجل فلينصحه. هذا حديث فرد
مداره على عطاء وليس لأبي يزيد سوى هذا الحديث. أخرجه أحمد بن حنبل
وبقي بن مخلد في مسنديهما.
988 13 / 13 / 2 أحمد بن علي
الحافظ أبو بكر الرازي ثم الأسفراييني، ثقة مفيد، خرج لجماعة
من الشيوخ وعنى بهذا الشأن وحدث عن زاهر بن أحمد الفقيه وشافع
ابن محمد وأبى محمد المخلدي وأبى الفضل محمد بن أحمد الخطيب المروزي.
روى عنه أبو صالح المؤذن وغيره، مات قبل الثلاثين وأربع
مائة.
قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا أبو القاسم
المستملي انا الإمام أحمد البيهقي انا أبو حامد أحمد بن علي الأسفراييني انا زاهر
ابن احمد نا أبو بكر بن زياد نا عبد الرحمن بن بشر نا يحيى بن سعيد عن
سليمان التيمي نا بكر بن عبد الله عن أبي رافع ان ليلى بنت العجماء مولاته
قالت: هي يهودية وهي نصرانية وكل مملوك لها محرر إن لم يطلق امرأته -
ان تفرق بينهما، فأبى فانطلقت معه إلى ابن عمر فقال ابن عمر: كفري عن
يمينك وخلى بين الرجل وامرأته - الحديث.
1087

989 14 / 13 / 2 عطية بن سعيد
الحافظ شيخ الاسلام أبو محمد الأندلسي المغربي القفصي الصوفي، قال
أبو عمرو الداني: اخذ القراءات عن جماعة، وعرض بالأندلس على أبي الحسن
علي بن محمد بن بشر، وبمصر على عبد الله بن الحسين - يعنى السامري -
ودخل الشام والعراق وخراسان وكتب الحديث الكثير وكان ثقة
كتب معنا بمكة عن أحمد بن فراس. وقال الخطيب: قدم بغداد وحدث عن
زاهر السرخسي وعلي بن الحسين الأذني حدثني عنه أبو الفضل ابن المهدى
وقال: كان زاهدا لا يضع جنبه انما ينام محتبيا قلت وسمع بما وراء النهر
الصحيح من إسماعيل بن حاجب صاحب الفربري ورواه بمكة، وسمع
بالأندلس من الامام عبد الله بن محمد الباجي، وسمع بالقيروان من عبد الله
ابن خيران ونحوهم، فأكثر وبرع في هذا الشأن.
قال الحميدي: أقام بنيسابور مدة وكان صوفيا على قدم التوكل والايثار
عاد إليه أصحاب السلمي. وقال عبد العزيز بن بندار الشيرازي: صحبته مدة
ببغداذ وكان من الايثار والكرم على أمر عظيم يقتصر على فوطة ومرقعة،
وكان قد جمع كتبا حملها على بخاتي كثيرة فرافقته وخرجنا إلى الياسرية
وليس معه الا وطاؤه وركوته ومرقعته فعجبت من حاله فلما بلغنا المنزلة
ذهبنا نتخلل الرفاق فإذا شيخ خراساني حوله حشم فقال لنا أنزلوا بمجلسنا،
فأحضر سفرة فأكلنا وقمنا، فلم يزل على هذه الحال يتفق لنا كل يوم من
يطمعنا ويسقينا إلى مكة وما حملنا شيئا. وحدث بصحيح البخاري بمكة
1088

وكان يتكلم على الرجال وأحوالهم فيتعجب من حضر، وتوفى بمكة سنة
ثمان وأربع مائة أو نحوها. قال الحميدي: له كتاب [في 1] تجويز السماع
فكان [كثير 1] من المغاربة يتحامونه لذلك، وصنف طرق حديث المغفر
في اجزاء عدة. نا أبو غالب بشران نا عطية نا القاسم بن علقمة نا بهز -
فذكر حديثا. قلت رزق القبول الوافر بنيسابور وسكنها مدة.
أخبرنا أبو الفضل بن تاج الامناء انا أبو المظفر ابن السمعاني انا عثمان
ابن علي البيكندي نا أبو الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري إملاء سنة ثمانين
وأربع مائة نا مكي بن عبد الرزاق نا عطية بن سعيد الزاهد بمكة نا على
ابن الحسن الصقلي سمعت عبد الواحد بن محمد الأصبهاني سمعت أبا الحسن
ابن هند الفارسي يقول: اجتهد لا تفارق باب سيدك بحال فإنه ملجأ للكل
فمن فارق تلك السدة لا يرى بعدها لقدميه قرارا ولا مقاما.
990 15 / 13 / 2
حمزة بن يوسف
ابن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الحافظ الامام الثبت
[أبو 1] القاسم القرشي السهمي الجرجاني من ذرية هشام بن العاص
رضي الله عنه، أول سماعه بجرجان كان في سنة أربع وخمسين وثلاث مائة
من أبى بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرام، وأول رحلته كان في سنة
ثمان وستين، دخل أصبهان والري وبغداذ والبصرة والكوفة وواسط
والأهواز والشام ومصر والحجاز وغير ذلك.

(1) من المكية.
1089

حدث عن ابن عدي والصرام والإسماعيلي وأبى بكر [ابن 1] المقرئ
وابن ماسي وأبى حفص الزيات والدارقطني وأحمد بن عبد ان وأبى محمد
ابن غلام الزهري وأبى الفضل بن حنزابة الوزير وأبى زرعة محمد بن يوسف
الكشي وأبى زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبى زرعة [الاسترآباذي 1]
وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وخلائق، وصنف التصانيف، وجرح
وعدل وصحح وعلل.
روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤذن وأبو القاسم القشيري
وأبو القاسم إسماعيل بن مسعدة وأبو بكر بن خلف الشيرازي وإبراهيم
ابن عثمان الجرجاني والمفيد علي بن محمد الزبحي وروى الخطيب عن
رجل عنه. توفى سنة سبع وعشرين وأربع مائة، وبعضهم أرخه سنة ثمان.
ومات في سنة سبع العلامة أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم
النيسابوري الثعلبي المفسر في المحرم، والمحدث أبو عبد الله محمد بن أبي إسحاق
إبراهيم [بن محمد 1] بن يحيى المزكى [بنيسابور 1] سمع حامد الرفاء ورحل،
والحافظ أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي، وأخرته إلى الطبقة الآتية.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز البزاز انا زاهر بن طاهر نا على
ابن محمد الجرجاني نا حمزة بن يوسف انا محمد بن عبد الرحمن الطلقي نا أبو نعيم
عبد الملك [بن محمد 1] انا علي بن عثمان بن نفيل نا محمد بن كثير عن
الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال قعدنا نفرا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فتذاكرنا فقلنا لو نعلم

(1) من المكية.
1090

اي الأعمال أحب إلى الله عملا عملنا به فأنزل الله (سبح لله ما في السماوات
وما في الأرض وهو العزيز الحكيم، يا أيها الذين آمنوا لم تقولون
ما لا تفعلون) قال عبد الله بن سلام قرأها علينا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم هكذا، قال أبو سلمة قرأها علينا ابن سلام وذكر سلسلة
قراءتها إلى زاهر.
991 16 / 13 / 2 الصاحبان الحافظان
أبو جعفر أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي الطليطلي المعروف
بابن ميمون، ورفيقه ونظيره أبو إسحاق بن شنظير، سمع ابن ميمون
بطليطلة من عبد الله بن أمية وخلق وبقرطبة مع صاحبه أبى إسحاق من
أبى جعفر [بن 1] عون الله وأبى عبد الله بن مفرج وعباس بن اصبغ
وأبى محمد بن عبد المؤمن، وارتحلا إلى المشرق فحجا وسمعا من أبى بكر
المهندس وأبى عدى عبد العزيز بن علي ابن المقرئ وأبى بكر الأدفوي
وخلائق، ثم رجع ابن ميمون إلى بلده ورحل الناس إليه، قال ابن مظاهر:
كان من أهل العلم والفهم حافظا للفقه راوية للحديث دقيق الذهن في
جميع العلوم ذا أخلاق وآداب مع الفضل والزهد الفائق والورع مقبلا
على طريق الآخرة لم يتأهل، قلما يحوز عليه في كتبه مع كثرتها وهم
ولا خطأ كانت كتبه وكتب صاحبه أصح كتب [بطليطلة 1]، مات في
شعبان سنة أربع مائة وصلى عليه صاحبه، عاش سبعا وأربعين سنة.

(1) من المكية.
1091

992 17 / 13 / 2 وصاحبه
الحافظ الأوحد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي،
قال ابن بشكوال: كانا كفرسي رهان في العناية الكاملة بالعلم والبحث على
الرواية وضبطها، سمعا بطليطلة من لحقا بها، وبقرطبة ومصر والحجاز،
كان أبو إسحاق صواما قواما ورعا غلب عليه علم الحديث ومعرفة طرقه، -
إلى أن قال: وكان سنيا منافرا لأهل البدع ما رئي أزهد منه ولا أوقر مجلسا،
رحل الناس إليهما ثم انفرد أبو إسحاق بالمجلس. توفى يوم النحر سنة اثنتين
وأربع مائة وله خمسون عاما.
993 18 / 13 / 2 أبو نعيم
الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق
ابن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد
ابن يوسف البناء، ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مائة وأجاز له مشايخ
الدنيا سنة نيف وأربعين وثلاث مائة وله ست سنين، فأجاز له من واسط
المعمر عبد الله بن عمر بن شوذب، ومن نيسابور شيخها أبو العباس الأصم،
ومن الشام شيخها خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، ومن بغداد جعفر الخلدي
وأبو سهل بن زياد وطائفة تفرد في الدنيا بإجازتهم كما تفرد بالسماع من
خلق ورحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وحفظه وعلو أسانيده، أول ما سمع
في سنة أربع وأربعين وثلاث مائة من مسند أصبهان المعمر أبى محمد بن
فارس، وسمع من أبى احمد العسال وأحمد بن معبد السمسار وأحمد بن بندار
1092

العشار وأحمد بن محمد القصار وعبد الله بن الحسن بن بندار وأبى بكر
ابن الهيثم البندار وأبى بحر بن كوثر وأبى بكر بن خلاد النصيبي وحبيب
القزاز وأبى بكر الجعابي وأبى القاسم الطبراني وأبى بكر الآجري وأبى على
ابن الصواف وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم الكوفي وعبد الله بن جعفر
الجابري وأحمد بن الحسن اللكي وفاروق الخطابي وأبى الشيخ بن حيان
وخلائق بخراسان والعراق فأكثر وتهيأ له من لقى الكبار ما لم يقع لحافظ،
روى عنه كوشيار بن لياليزور 1 الجيلي ومات قبله ببضع وثلاثين سنة،
وأبو بكر بن أبي على الذكواني وأبو سعيد الماليني والحفاظ: الخطيب
وأبو صالح المؤذن وأبو على الوخشي وأبو بكر محمد بن إبراهيم العطار
وسليمان بن إبراهيم وهبة الله بن محمد الشيرازي [ومحمد بن الحسن البكري
بآمل، وبنجير بن عبد الغفار بهمذان، وأبو بكر محمد بن سباسي القاضي
وجماعة بالري، وأبو بكر الأرموي بتنيس، وأبو بكر السمنطاري بصقلية،
وأبو عمرو بن القنابط بالأندلس ونوح بن نصر الفرغاني 2] ويوسف
ابن الحسن التفكري وأبو الفضل حمد الحداد وأخوه أبو على المقرئ
وعبد السلام بن أحمد القاضي المفسر ومحمد بن بيا وأبو سعد المطرز وغانم
البرجي وأبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي وخلق كثير سمع منهم
السلفي، وأبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدشتي الذهبي خاتمة أصحابه.
قال الخطيب: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير أبى نعيم
وأبى حازم العبدوي. قال علي بن المفضل الحافظ: قد جمع شيخنا السلفي

(1) وفى معجم البلدان (3 / 194) كوشيار بن لباليروز الجيلي (2) من المكية.
1093

اخبار أبى نعيم فسمى نحوا من ثمانين نفسا حدثوه عنه، و [قال 1]: لم يصنف
مثل كتابه، " حلية الأولياء " سمعناه على أبي المظفر القاشاني عنه سوى فوت
يسير. قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه،
لم يكن في أفق من الآفاق أحد احفظ منه ولا أسند منه، كان حفاظ
الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى
قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، [وكان
لا يضجر 1] لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف.
وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي
الحافظ [أبو نعيم 1] أربع عشرة [سنة 1] بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا
أعلى اسنادا منه ولا احفظ منه، وكانوا يقولون: لما صنف كتاب الحلية
حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربع مائة دينار، وقد روى
الإمام أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه في طبقات الصوفية له: أخبرنا
عبد الواحد بن أحمد الهاشمي انا أبو نعيم أحمد بن عبد الله انا محمد بن علي
ابن حبيش ببغداد - فذكر حديثا.
ومن هذا الأنموذج ما رواه بصور الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي
قال انا أبو الحسن علي بن عبد الله بن خنيس الفقيه بصور قال انا أبو بكر
عتيق بن [علي بن 1] داود الصقلي السمنطاري الزاهد مؤلف كتاب " دليل
القاصدين " انا أبو نعيم - فذكر حديثا، رواه أبو الحجاج الحافظ.
انا محمد بن عبد الخالق الأموي انا علي بن المفضل الحافظ انا عبد الوهاب

(1) من المكية.
1094

ابن محمد بن عبد العزيز البرقي انا عمر بن يوسف القيسي ابن الحذاء انا عتيق
ابن علي انا أبو نعيم نا ابن خلاد نا محمد بن غالب التمتام نا القعنبي عن مالك
عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله قال: الذي تفوته
صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله.
ويقع لنا أعلى بدرجات في موطأ أبى مصعب وفى نسخة أبى الجهم
عن الليث بن سعد. السلفي: سمعت محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول:
حضرت مجلس أبى بكر بن أبي على المعدل في صغرى [مع أبي 1] فلما فرغ
من إملائه قال انسان: من أراد أن يحضر مجلس أبى نعيم فليقم، وكان
مهجورا في ذلك الوقت بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشعرية
تعصب زائد يؤدى إلى فتنة وقال وقيل وصداع فقام إلى ذلك الرجل
أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد أن يقتل.
قال أبو القاسم بن عساكر: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد
الأصبهاني عمن أدرك من شيوخ أصبهان ان السلطان محمود بن سبكتكين
لما استولى على أصبهان أمر عليها واليا [ورحل عنها 1] فوثب أهلها
بالوالي فقتلوه فرد إليها السلطان وأمنهم حتى اطمأنوا ثم هجم [عليهم 1]
يوم الجمعة وهم في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة فسلم أبو نعيم مما جرى
عليهم وكان ذلك من كرامته يعنى أنه كان مختفيا. قال الحافظ ابن طاهر
المقدسي سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول رأيت بخط أبى بكر الخطيب
سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملى أبى نعيم عن جزء محمد بن عاصم:

(1) من المكية.
1095

كيف قرأته على أبي نعيم؟ قال: اخرج إلى نسخته 1 وقال: هو سماعي،
فقرأته عليه.
قال الخطيب: قد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يقول
في الإجازة: أخبرنا - من غير أن يبين. قال الحافظ ابن النجار: جزء محمد
ابن عاصم قد رواه الاثبات عن أبي نعيم، والحافظ الصدوق إذا قال:
هذا الكتاب سماعي جاز اخذه عنه باجماعهم.
قلت: وقول الخطيب: كان يتساهل في الإجازة - إلى آخره، فهذا
ربما فعله نادرا فانى رأيته كثيرا ما يقول: كتب إلى جعفر الخلدي،
و: كتب إلى أبو العباس الأصم، و: انا أبو الميمون بن راشد في كتابه،
ولكني رأيته يقول: انا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه، فالظاهر أن هذا
إجازة. وحدثني أبو الحجاج الحافظ انه رأى بخط الحافظ ضياء الدين
المقدسي قال وجدت أبى 2 الحجاج يوسف بن خليل أنه قال: رأيت أصل
سماع أبى نعيم بجزء محمد بن عاصم.
قلت: فبطل ما تخيله الخطيب. قال يحيى بن منده الحافظ سمعت أبا الحسين
القاضي يقول سمعت عبد العزيز النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند
الحارث بن أبي أسامة بتمامه من ابن خلاد فحدث به كله، قال ابن النجار:
وهم في هذا فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة وعليها خط أبى نعيم يقول

(1) في المكية " نسخة " (2) كذا في الأصلين وفتح في المكية الباء يريد انه " أبا "
والسياق يأباه ويقتضي ان الصواب " وحدثت عن أبي " أو " وحدث فلان عن أبي
" والله أعلم.
1096

سمع منى فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد، فلعله روى
باقيه بالإجازة، ثم تمثل ابن النجار ببيت:
لو رجم النجم جميع الورى * لم يصل الرجم إلى النجم
ولأبي نعيم تصانيف مشهورة ككتاب معرفة الصحابة، وكتاب دلائل
النبوة في مجلدين، وكتاب المستخرج على البخاري، والمستخرج على مسلم،
وكتاب تاريخ أصبهان، وصفة الجنة، وكتاب الطب، وكتاب فضائل
الصحابة، وكتاب المعتقد، وأشياء صغار [سمعنا بعضها 1] يعمل فيها
الواهيات ويكاسر عنها كدأب غيره من المحدثين، والله الموعد.
ولأبي عبد الله بن منده حط على أبي نعيم صعب من قبل المذهب كما للآخر
حط عليه لا ينبغي ان يلتفت إلى ذلك للواقع الذي بينهما.
مات أبو نعيم في العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربع مائة [عن
أربع وتسعين سنة 1] فهو والبرقاني وأبو ذر والصوري أهل الطبقة التاسعة
من أربعين الطبقات لابن المفضل.
وفيها مات مسند العراق الواعظ أبو القاسم عبد الملك بن محمد
ابن عبد الله بن بشران البغدادي، والأديب أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد
ابن عبد الله الحارث التميمي الأصبهاني بنيسابور، والمفسر أبو عبد الرحمن
إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير الذي قرأ عليه الخطيب صحيح البخاري
في ثلاثة مجالس، وعالم المغرب أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج
الفاسي نزيل القيروان.

(1) من المكية.
1097

أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن مسعود بن أبي منصور [ح]
وقرأت على أحمد بن محمد المؤدب انا ابن خليل انا مسعود انا أبو على
المقرئ انا أبو نعيم الحافظ نا أحمد بن جعفر السمسار نا أحمد بن عصام
نا وهب بن جرير نا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وآله نهى عن آطام المدينة ان تهدم. غريب
994 19 / 13 / 2 الطلمنكي
الحافظ الامام المقرئ أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب بن
يحيى المعافري الأندلسي عالم أهل قرطبة، ولد سنة أربعين وثلاث مائة وأول
ما وجدت له في سنة اثنتين وستين، روى عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله
الليثي وأبى بكر الزبيدي وأبى عبد الله بن مفرج وأحمد بن عون الله
وأبى محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي وخلف بن محمد الخولاني وابن بشر
الأنطاكي، وحج فأخذ عن أبي طاهر محمد بن محمد العجيفي [بمكة 1]
ويحيى بن الحسين المطلبي بالمدينة، وأبى بكر [الأدفوي وأبى حفص
ابن عراك وأبى بكر المهندس وأبى الطيب بن غلبون وأبى 1] القاسم
الجوهري وأبى العلاء بن ماهان، وبدمياط عن محمد بن يحيى بن عمار،
وبالقيروان عن أبي محمد بن أبي زيد وأحمد بن رحمون، ورجع إلى الأندلس
بعلم جم.
روى عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم وعبد الله بن سهل

(1) من المكية.
1098

الأندلسي وغيرهم، وكان رأسا في علم القرآن حروفه وإعرابه وناسخه
ومنسوخه وأحكامه ومعانيه، وكان ذا عناية تامة بالحديث ومعرفة
الرجال حافظا للسنن إماما عارفا بأصول الديانة عالي الاسناد ذا هدى وسمت
واستقامة، قال أبو عمرو الداني: اخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي
وأبى الطيب بن غلبون ومحمد بن الحسين بن النعمان، وسمع من الأدفوي
ولم يقرأ عليه، وكان فاضلا ضابطا شديدا في السنة، قال خلف
ابن بشكوال: كان سيفا مجردا على أهل الأهواء والبدع قامعا لهم غيورا
على الشريعة شديدا في ذات الله أقرأ الناس الحديث [محتسبا ويسمع الحديث 1]
وأم بمسجد [متعه (؟) 1] ثم خرج إلى الثغر فتجول فيه وانتفع الناس بعلمه
وقصد بلده في آخر عمره فتوفى بها، أخبرني إسماعيل بن عيسى بن بقي
الحجاري عن أبيه خرج علينا الطلمنكي يوما ونحن نقرأ [عليه 1] فقال:
اقرأوا وأكثروا فانى لا أتجاوز هذا العام، قلنا لمه يرحمك الله؟ قال رأيت
البارحة من ينشدني في النوم:
اغتنموا البر بشيخ ثوى * يرحمه السوقة والصيد
قد ختم العمر بعيد مضى * ليس له من بعده عيد
فتوفى في ذلك العام في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وأربع مائة.
قال: كان زعرا في انكار المنكر فقام عليه طائفة من المخالفين وشهدوا عليه
بأنه حروري يرى وضع السيف في صالحي الناس وكانوا خمسة عشر شاهدا
من الفقهاء والنبهاء فنصره قاضي سرقسطة في عام خمس وعشرين وهو

(1) من المكية.
1099

القاضي محمد بن عبد الله بن فربون (؟) فأشهد على نفسه باسقاط الشهود.
وتوفى معه في العام مقرئ بغداد أبو محمد الحسن بن علي بن الصقر
البغدادي الكاتب عن أربع وتسعين سنة والأستاذ العلامة أبو منصور
عبد القاهر بن طاهر البغدادي بأسفرايين وكان يشتغل في سبعة عشر فنا،
وشيخ الأندلس قاضي الجماعة أبو الوليد يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث
ابن الصفار القرطبي عن إحدى وتسعين سنة، ومقرئ مصر إسماعيل بن عمرو
ابن راشد الحداد.
أنبأنا عبد الله بن هارون الطائي انا أحمد بن يزيد البقوى في كتابه
عن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم [الحافظ 1] انا أحمد بن محمد
الطلمنكي نا محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج نا محمد بن أيوب بن الصموت
نا أحمد بن عمرو البزار نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام نا أبى عن قتادة
عن الأسود بن سريع عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يعرض
على الله الأصم والأحمق والهرم الذي مات في الفترة فيقول الأصم: جاء
الاسلام ولا اسمع شيئا - وذكر الحديث. هذا غريب منقطع. وجاء
عن قتادة عن الأحنف بن قيس عن الأسود، ولكن قتادة لم يلق الأحنف
ولا سمع منه.
995 20 / 13 / 2 القراب
الحافظ الامام محدث خراسان أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق إبراهيم
ابن محمد بن عبد الرحمن السرخسي ثم الهروي، له المصنفات الكبيرة الدالة

(1) من المكية.
1100

على حفظه وسعة علمه، ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة، وسمع العباس
ابن الفضل النضروي وجده لامه محمد بن عمر بن حفصويه وأبا الفضل
محمد بن عبد الله السياري وعبد الله بن أحمد بن حمويه وزاهر بن أحمد
الفقيه وأحمد بن عبد الله النعيمي والخليل بن أحمد السجزي وأبا الحسن
محمد بن أحمد بن محمد بن حمزة والحسين بن أحمد الشماخي الصفار وأبا
منصور محمد بن عبد الله البزاز فمن بعدهم حتى ينزل في الرواية إلى أصحابه،
حدث عنه شيخ الاسلام أبو إسماعيل الهروي وأبو الفضل أحمد بن أبي عاصم
الصيدلاني والحسين بن محمد بن مت وخلق واحتج به أبو إسماعيل الأنصاري
في الجرح والتعديل.
قال أبو النضر الفامي: زاد عدة شيوخه على الف ومائتي شيخ وله
تاريخ السنين في مجلدين صنفه في وفيات أهل العلم من أيام النبي صلى الله
عليه وآله وسلم إلى سنة موته وهي سنة تسع وعشرين وأربع مائة، وله
كتاب " نسيم المهج " وكتاب " الانس والسلوة " وكتاب " شمائل العباد " -
إلى أن قال: وكان زاهدا متقللا من الدنيا رحمه الله.
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول
ابن عيسى انا أبو إسماعيل الحافظ انا أبو يعقوب الحافظ انا الخليل بن أحمد
نا ابن منيع نا طالوت بن عباد نا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب
عن بلال بن يقطر عن أبي بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله
أتى بدنانير من ارض فكان يقسمها وكان كلما قبض قبضة نظر عن يمينه
كأنه يؤامر أحدا وعنده رجل اسود مطموم الشعر عليه ثوبان أبيضان
1101

بين عينيه اثر السجود فقال: يا محمد ما عدلت هذا اليوم في القمسة، فغضب
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: من يعدل عليكم بعدي؟ فقالوا:
يا رسول الله ألا نقلته؟ قال: لا. ثم قال: هذا وأصحابه يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية لا يتعلقون من الاسلام بشئ.
996 21 / 13 / 2 المستغفري
الحافظ العلامة المحدث أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد
ابن المستغفر بن الفتح [النسفي 1] صاحب التصانيف، روى عن زاهر بن أحمد
السرخسي وإبراهيم بن لقمان وأبى سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
الرازي صاحب ابن الضريس وعلي بن محمد بن سعيد السرخسي وجعفر
ابن محمد البخاري وخلائق، وكان صدوقا في نفسه لكنه يروى الموضوعات
في الأبواب ولا يوهيها، حدث عنه الحسن بن أحمد السمرقندي والحسن
ابن عبد الملك النسفي وإسماعيل بن محمد النوحي الخطيب وآخرون.
له كتاب معرفة الصحابة، وكتاب تاريخ نسف، وتاريخ كش،
وكتاب الدعوات، وكتاب المنامات، وكتاب الخطب النبوية، وكتاب
دلائل النبوة، وكتاب فضائل القرآن، وكتاب الشمائل، مولده بعد
الخمسين وثلاث مائة، ومات بنسف في سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة.
وفيها مات زاهد الأندلس حماد بن عمار القرطبي عن مائة عام
سمع من أبى عيسى الليثي، وفقيه خراسان القاضي أبو العلاء صاعد بن محمد

(1) من المكية.
1102

الاستوائي الحنفي، ومسند بغداد أبو القاسم عبد الباقي بن محمد بن أحمد
الطحان، ومسند نيسابور أبو حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكى، والمسند
أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار ببغداد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن أبي المظفر السمعاني نا عثمان بن علي
البيكندي ببخارى انا أبو على الحسن بن عبد الملك النسفي انا جعفر بن محمد
ابن المستغفر الحافظ انا محمد بن أحمد بن علي نا محمد بن إسحاق بن خزيمة
نا يعقوب الدورقي نا خلف بن الوليد نا إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة
قال كان النبي صلى الله عليه وآله يصلى نحوا من صلاتكم لكنه كان
يخفف الصلاة، كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها.
أخبرنا أبو الحسين الحافظ انا جعفر المقرئ انا [أبو طاهر الحافظ انا 1]
إسماعيل بن محمد الحافظ بأصبهان سمعت الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ
سمعت أبا العباس المستغفري الحافظ سمعت ابن منده الحافظ يقول: إذا
وجدت في اسناد زاهدا فاغسل يدك من ذلك الحديث.
997 22 / 13 / 2 أبو ذر الهروي
الامام [العلامة 1] الحافظ عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير
الأنصاري المالكي ابن السماك شيخ الحرم، سمع أبا الفضل بن خميرويه
وبشر بن محمد المزني وعدة بهراة، وأبا محمد بن حمويه وزاهر بن أحمد
بسرخس، وأبا إسحاق المستملى ببلخ، وأبا الهيثم الكشميهني بمرو، وأبا بكر

(1) من المكية.
1103

هلال بن محمد بن محمد وشيبان بن محمد الضبعي بالبصرة، وأبا الفضل
الزهري وأبا الحسن الدارقطني وأبا عمر بن حيويه ببغداد، وعبد الوهاب
ابن الحسن الكلابي بدمشق، وأبا مسلم الكاتب بمصر، وجاور بمكة وألف
معجما لشيوخه وعمل الصحيح وصنف التصانيف، روى عنه ولده عيسى
وعلي بن محمد بن أبي الهول وموسى بن عيسى الصقلي وعبد الله بن الحسن
التنيسي وأبو صالح النيسابوري المؤذن وعلي بن بكار الصوري وأحمد بن
محمد القزويني وأبو الطاهر إسماعيل بن سعيد النحوي وأبو الحسين [ابن 1]
المهتدى بالله وأبو الوليد الباجي وعبد الله بن سعيد الشنتجالي وعبد الحق
ابن هارون السهمي وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبو شاكر أحمد بن علي
العثماني وخلائق، وبالإجازة أبو بكر الخطيب وأبو عمر بن عبد البر
وأحمد بن عبد القادر اليوسفي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غلبون الخولاني.
ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة تقريبا.
قال الخطيب: قدم أبو ذر بغداد وأنا غائب فحدث بها وحج وجاور
ثم تزوج في العرب وسكن السروات فكان يحج كل عام ويحدث ويرجع
وكان ثقة ضابطا دينا. وقال أبو علي بن سكرة: توفى في عقب شوال سنة
أربع وثلاثين وأربع مائة. وقال الخطيب: في ذي القعدة. قال أبو الوليد
الباجي في كتاب فرق الفقهاء عند ذكر أبى بكر الباقلاني: لقد أخبرني
أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه فسألته: من أين لك هذا؟ قال: كنت ماشيا
مع الدارقطني فلقينا القاضي أبا بكر فالتزمه [الدارقطني 1] وقبل وجهه

(1) من المكية.
1104

وعينيه فلما افترقا قلت: من هذا؟ قال: هذا امام المسلمين والذاب عن
الدين [القاضي 1] أبو بكر بن الطيب. فمن ذلك [الوقت 1] تكررت إليه.
قال الحسن بن بقي المالقني حدثني شيخ قال قيل لأبي ذر: أنت هروي
فمن أين تمذهبت بمذهب مالك ورأى الأشعري؟ قال: قدمت بغداد - فذكر
نحوا مما تقدم، وقال: واقتديت بمذهبه. قال ابن المفضل الحافظ:
روى لنا السلفي شيخنا عن أبي بكر الطريثيثي بسماعه منه عدة أحاديث، وعن أبي
شاكر النعماني حديثا واحدا سمعه منه، وسمعنا من السلفي جميع الصحيح
بإجازته من أبى مكتوم بن أبي ذر، كان شيخنا أبو عبيد أحمد بن زيادة الله
الغفاري سمع [الكتاب 1] بمكة من أبى مكتوم فسمعت عليه أكثره
وأجاز لي ما بقي من آخره. وآخر من حدث عن أبي مكتوم أبو الحسن
علي بن حميد بن عمار الأنصاري ولى منه إجازة. وقرأت الكتاب كله
على شيخنا أبى طالب صالح بن سند بسماعه من الطرطوشي عن أبي الوليد
الباجي عن أبي ذر قال وقرأته بكماله على أبي القاسم مخلوف بن علي القروي
عن أبي الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر اللخمي عن علي بن سليمان
النقاش عن أبي ذر.
قال أبو على الغساني الحافظ انا أبو القاسم أحمد بن خلف الباجي أخبرني أبي
ان الفقيه أبا عمران القابسي مضى إلى مكة وقد كان قرأ على أبي ذر
شيئا فوافق أبا ذر في السراة موضع سكناه فقال لخازن كتبه: أخرج إلى
من كتبه ما أنسخه ما دام غائبا فإذا حضر قرأته عليه، فقال الخازن: لا أجترئ

(1) من المكية.
1105

على هذا، ولكن هذه المفاتيح إن شئت أنت فخذ وافعل ذلك، فأخذها
وأخرج ما أراد فسمع أبو ذر بالسراة بذلك فركب وطرق إلى مكة
وأخذ كتبه وأقسم ألا يحدثه فلقد أخبرت ان أبا عمران كان بعد إذا
حدث عن أبي ذر شيئا مما كان حدثه قبل يورى عن اسم أبي ذر ويقول:
انا أبو عيسى، وبذلك كانت العرب تكنيه باسم ولده. قلت: هذه الحكاية
تدل على زعارة الشيخ والصاحب.
وقال عبد الغافر في تاريخ نيسابور: كان أبو ذر زاهدا ورعا عالما
سخيا لا يدخر شيئا وصار من كبار مشيخة الحرم مشارا إليه في التصوف،
خرج على الصحيحين تخريجا حسنا وكان حافظا كثير الشيوخ. قلت:
وله أيضا مستدرك لطيف في مجلد على الصحيحين علقت كثيرا منه يدل
على حفظه. قال القاضي عياض: لأبي ذر كتاب كبير مخرج على الصحيحين،
وكتاب السنة والصفات، وكتاب الجامع، وكتاب الدعاء، وكتاب
فضائل القرآن، وكتاب دلائل، النبوة. وكتاب شهادة الزور، وكتاب
فضائل مالك، وكتاب العيدين، ثم ارخ موته سنة خمس وثلاثين وأربع
مائة. والصواب سنة أربع.
أخبرنا أبو الحسن الغرافي انا أبو الحسن بن رزوبه انا عبد الأول
ابن عيسى انا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد قال: عبد بن أحمد بن محمد بن
السماك الحافظ صدوق تكلموا في رأيه سمعت منه حديثا واحدا عن شيبان
ابن محمد عن أبي خليفة عن علي ابن المديني حديث جابر - بطوله في الحج،

(1) من المكية.
1106

قال لي أقرأه على حتى تعتاد قراءة الحديث، وهو أول حديث قرأته على
الشيخ وناولته الجزء، فقال: لست على وضوء فضعه.
قلت: توفى معه في عام أربعة المسند شعيب بن عبد الله بن المنهال بمصر،
وعالم المغرب أبو محمد عبد الله بن غالب بن تمام الهمداني المالكي بسبتة،
ومسند الأندلس أبو البركات محمد بن عبد الواحد القرشي الزبيري المكي
عن سبع وثمانين سنة، وشيخ القراء علي بن طلحة البصري ببغداد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمود بن عبد اللطيف السلمي انا أبى سنة
أربع وثلاثين وست مائة حضورا انا القاضي أبو سعد عبد الله بن محمد
التميمي انا محمد بن الحسن المزرقي 1 انا أبو الحسين محمد بن علي الهاشمي انا
عبد بن أحمد الحافظ بقراءتي انا محمد بن عبد الله بن خميرويه انا أحمد بن نجدة
نا سعيد بن منصور نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن جرير بن عبد الله
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من لم يرحم من
في الأرض لم يرحمه من في السماء. صحيح الاسناد.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران انا أحمد بن طاوس انا حمزة بن كروس
سنة خمسين وخمس مائة انا نصر بن إبراهيم الفقيه انا أبو ذر عبد بن أحمد
كتابة ان بشر بن محمد المزني حدثهم إملاء نا الحسين بن إدريس نا العباس
ابن الوليد الدمشقي انا الوليد [بن الوليد 2] نا ابن ثوبان عن عمرو بن دينار
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الجنة لتزخرف

(1) نسبه إلى مزرقه بالقاف كما في الأنساب ومختصراته وفي معجم ياقوت والقاموس
بالفاء والله أعلم (2) من المكية.
1107

لرمضان من رأس الحول إلى الحول المقبل فإذا كان أول يوم من [شهر]
رمضان هبت ريح من تحت العرش فشققت ورق الجنة عن الحور العين
فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجا تقر بهم أعيننا وتقر أعينهم بنا.
قال الفقيه نصر تفرد به الوليد بن الوليد العبسي وقد تركوه. قلت وهاه
الدارقطني وقواه أبو حاتم.
998 23 / 13 / 2 الربعي
الحافظ المقرئ الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن ميمون
الدمشقي ويعرف بابن أبى زروان، سمع الحسن بن عبد الله بن سعيد
الكندي وأحمد بن عتبة بن مكين والعباس بن محمد بن حيان ومحمد بن
علي بن [أبى 1] فروة وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي وطبقتهم وقرأ
القرآن تحريرا لقراءة الشاميين على الإمام علي بن داود الداراني وعلي بن
زهير، حدث عنه أبو سعد السمان الحافظ ونجاء بن أحمد وعبد العزيز
الكتاني والحسن بن أبي الحديد وآخرون، وعاش ثلاثا وسبعين سنة.
ذكره الكتاني فقال: كان يحفظ الف حديث بأسانيدها من حديث ابن
جوصاء، ويحفظ [كتاب 1] غريب الحديث لأبي عبيد، وانتهت إليه
الرياسة في قراءة الشاميين، وكان ثقة مأمونا - إلى أن قال: ومات في
صفر سنة ست وثلاثين وأربع مائة.
قلت فيها مات شيخ اللغة بالأندلس أبو غالب تمام بن غالب ابن التياني

(1) من المكية.
1108

القرطبي وشيخ الحنفية العلامة المحدث أبو عبد الله الحسين [بن علي بن محمد
الصيمري ببغداد عن خمس وثمانين سنة، وعالم الامامية أبو طالب على
ابن الحسين 1] بن موسى الحسيني الشريف المرتضى واضع كتاب نهج البلاغة،
وفقيه الأندلس العلامة العابد أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن ميقل
المرسي [بها 1]، وشيخ المعتزلة العلامة أبو الحسين البصري محمد بن علي
ابن الطيب ببغداد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله ابن تاج الامناء سنة أربع وتسعين وست
مائة قال كتب إلينا المؤيد بن محمد من نيسابور عن عبد الرحمن بن عبد الله
ابن الحسن بن أحمد السلمي انا جدي في سنة خمس وسبعين وأربع مائة
انا علي بن الحسن الربعي سنة ست وعشرين انا الحسن بن عبد الله بن سعيد
الكندي بحمص سنة سبع وثمانين وثلاث مائة انا العباس بن الخليل
بحمص انا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة أخبرني أبي عن
نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن عبد الرحمن بن عائذ حدثني جبير
ابن نفير قال قال عوف بن مالك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
ان الأنبياء يتكاثرون بأممهم غير موسى، وأنا أرجو أن أكثره، ولقد أعطى
خصلات، مكث يناجي ربه أربعين [يوما 1] ولا ينبغي [لمتناجيين 1]
ان يتناجيا أكثر من نحوها، ولا يصعق مع الناس.
999 24 / 13 / 2 الخلال
الحافظ المفيد الامام الثقة أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي

(1) من المكية.
1109

البغدادي، وكنية أبيه أبو طالب، ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة،
سمع أبا بكر القطيعي وأبا سعيد الحرفي وأبا الحسين بن المظفر وأبا بكر
الوراق وأبا عبد الله ابن العسكري وأبا عمر بن حيويه وأبا بكر بن شاذان
وأبا على محمد بن أحمد العطشى وأبا حفص عمر بن محمد الزيات وأبا الفتح
القواس وأبا الحسن بن لؤلؤ الوراق وخلائق، روى عنه الخطيب
وأبو الحسين ابن الطيوري وأخوه أبو سعد وجعفر بن أحمد السراج
والمعمر بن أبي عمامة الواعظ وجعفر بن المحسن السلماسي وعلي بن
عبد الواحد الدينوري وآخرون.
أخبرنا أبو الحسن البعلي وأبو على الأمين قالا انا جعفر انا السلفي
سمعت المبارك بن عبد الجبار سمعت محمد بن علي الصوري يقول: ما رأت
عيناي بعد عبد الغنى بن سعيد احفظ من أبى محمد الخلال البغدادي. قال
أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة بينة، وخرج المسند على
الصحيحين وجمع أبو أبا وتراجم كثيرة، ومات في جمادى الأولى سنة تسع
وثلاثين وأربع مائة.
قلت: فيها مات بدمشق المسند أبو على الحسن بن علي بن الحسن
ابن شواش الكتاني المقرئ مشرف الجامع، وأبو الفرج الحسين بن علي
الطناجيري المحدث ببغداذ، والمسند أبو الحسن علي بن منير بن أحمد الخلال
المصري، ومسند الأندلس أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن [سعيد بن 1]
عائذ 2 المعافري القرطبي لقى في رحلته المهندس.

(1) من المكية (2) في المكية " عابد ".
1110

أخبرنا عيسى بن أبي محمد انا جعفر بن منير نا أحمد بن محمد الحافظ
انا أبو سعيد محمد بن عبد الملك بن أسد انا أبو محمد الخلال حدثني علي بن أحمد
السرخسي الحافظ من حفظه نا عبد الله بن عثمان الواسطي سمعت
أبا هاشم أيوب بن محمد خطيبنا بواسط سمعت أبا عثمان المازني يقول ثنا
سيبويه عن الخليل بن أحمد عن ذر بن عبد الله الهمداني عن الحارث عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أهل المعروف في الدنيا هم
أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة 1.
كتب إلى أبو حامد محمد بن عبد الكريم الأنصاري الخطيب انا
أبو البركات الحسن بن محمد الشافعي انا عمى أبو الحسين هبة الله بن الحسن
(ح) وقرأت على إسحاق بن أبي بكر الأسدي أخبركم يوسف بن خليل انا
عبد الخالق بن عبد الوهاب قالا انا علي بن عبد الواحد الدينوري نا أبو محمد
الخلال إملاء انا علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ انا إبراهيم بن هاشم البغوي
سنة ثلاث وتسعين ومائتين نا علي بن الحسن بن شقيق نا الحسين بن واقد
نا عبد الله بن بريدة سمعت أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. سقط منه شيخ البغوي.
1000 / 25 / 13 / 2 ابن حمدان
الحافظ المجود أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان الخراساني
أحد الرحالين المصنفين، صحب أبا عبد الله الحاكم وتخرج به وسمع من

(1) مر من وجه آخر رقم 984.
1111

أبى بكر الطرازي والحافظ أبى بكر الجوزقي وأبى الحسين القنطري وأبى طاهر
ابن خزيمة وزاهر بن أحمد الفقيه وإبراهيم بن محمد بن موسى السرخسي
ونحوهم بنيسابور، وجعفر بن فناكي بالري، والحافظ أحمد بن علي السليماني
ببيكند، ومحمد بن أحمد الغنجار ببخارى، وأبى سعد الإدريسي بسمرقند،
وعلي بن محمد بن عمر الفقيه بالري، وأبى الفضل محمد بن أبي الحسين
الحدادي بمرو، رأيت له مسند بهز بن حكيم وطرق حديث الطير، سمع
منه أبو سعيد محمد بن أحمد بن حسين النيسابوري في سنة إحدى وأربعين
وأربع مائة.
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم ابن الأغلاقي انا نصر بن جرو انا أبو طاهر
السلفي أخبرنا محمد بن أبي منصور البزاز بالري انا محمد بن أحمد بن حمدان
الحافظ انا محمد بن الحسين القاضي بمرو نا إسحاق بن إبراهيم التاجر العدل
نا يوسف بن عيسى نا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي بكر [يعنى 1]
ابن عمرو بن حزم انه سمع انسا يحدث عن النبي صلى الله عليه وآله
أنه قال: يتبع الميت ثلاث، أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله.
1001 / 26 / 13 / 2 النعيمي
الحافظ العلامة أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم
البصري نزيل بغداد. روى عن أحمد بن محمد بن العباس الأسفاطي وأحمد ابن
عبيد الله النهرديري ومحمد بن عدي المنقري وأبى احمد العسكري

(1) من المكية.
1112

ومحمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ وعبد الله بن اليسع الأنطاكي
وعلي بن عمر السكري وابن المظفر وخلق، قال الخطيب: كتبت عنه
وكان حافظا عارفا متكلما شاعرا.
أنبأنا أبو الغنائم القيسي انا الكندي انا الشيباني انا الخطيب أخبرني
علي بن أحمد النعيمي انا محمد بن أحمد بن الفيض الأصبهاني - ثقة - نا على
ابن عبد الحميد الغضائري نا الحسين بن الحسن المروزي نا بشر بن السرى
عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انما جعل الطواف بالبيت والسعي
لإقامة ذكر الله عز وجل. رواه البرقاني عن النعيمي في جمعه لحديث الثوري،
والصواب عن الثوري عن عبيد الله بن أبي زياد عن القاسم، كذا يرويه
وكيع وأبو نعيم عن الثوري.
قال الخطيب: حدثني الأزهري قال: وضع النعيمي على ابن المظفر
حديثا عن أشعث ثم تنبه أصحاب الحديث على ذلك فخرج النعمى عن
بغداذ وغاب حتى مات ابن المظفر ومات من عرف قصته ثم عاد إلى
بغداد، وسمعت الصوري يقول: لم أر ببغداذ أحدا أكمل من النعيمي،
قال: قد جمع معرفة الحديث والكلام والأدب ودرس شيئا من فقه
الشافعي. قال وكان البرقاني يقول: هو كامل في كل شئ لولا بأو فيه.
مات النعيمي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة وأظنه
بلغ التسعين.
تمت الطبقة الثالثة عشرة.
1113

الطبقة الرابعة عشرة
[وهم ثلاثون حافظا 1] 2
1002 1 / 14 الصوري
الحافظ العلامة الأوحد أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله
ابن محمد بن دحيم الساحلي سمع أبا الحسين بن جميع وأبا عبد الله بن أبي كامل
الأطرابلسي ومحمد بن عبد الصمد الزرافي ومحمد بن جعفر الكلاعي
[وعدة 1] بالشام وعبد الغنى بن سعيد الحافظ وعبد الرحمن بن عمر
النحاس وعبد الله بن محمد بن بندار وخلقا بمصر، وصحب عبد الغنى
وتخرج به ولحق ببغداد أبا الحسن بن مخلد البزاز وأحمد بن طلحة المنقى
وأبا علي بن شاذان وطبقتهم، حدث عنه أبو بكر الخطيب والقاضي
أبو عبد الله الدامغاني وجعفر بن أحمد السراج وأبو القاسم بن بيان
وأبو الحسين ابن الطيوري وسعد الله بن صاعد الرحبي وآخرون، وآخر
من روى عنه بالإجازة أبو سعد ابن الطيوري. مولده سنة ست أو سبع
وسبعين وثلاث مائة وسمع وقد كبر ولو طلب في الحداثة لأدرك اسنادا.
قال الخطيب: وكان من أحرص الناس على الحديث وأكثرهم
كتبا له وأحسنهم معرفة به ولم يقدم علينا أحد أفهم منه لعلم الحديث وكان
دقيق الخط صحيح النقل حدثني انه كان يكتب في الوجهة من ثمن الكاغذ
الخراساني ثمانين سطرا وكان مع كثرة طلبه صعب المذهب [في الاخذ 1]

(1) من المكية (2) المترجمون فيها واحد وثلاثون.
1114

ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، وكان يسرد الصوم
الا الأعياد وذكر أن الحافظ عبد الغنى كتب عنه أشياء في تصانيفه وصرح
باسمه في بعضها ومرة قال: حدثني الورد بن علي.
قال الخطيب: كان صدوقا كتب عنى وكتبت عنه ولم يزل ببغداد
حتى توفى بها. قال أبو الوليد الباجي: الصوري احفظ من رأيناه. قال
غيث بن علي الأرمنازي: رأيت جماعة من أهل العلم يقولون: ما رأينا
احفظ من الصوري. وقال عبد المحسن الشيحي: ما رأيت مثله، [كان 1]
كأنه شعلة نار بلسان كالحسام القاطع. قال السلفي: كتب الصوري صحيح
البخاري في سبعة اطباق من الورق البغدادي ولم يكن له سوى عين واحدة.
قال: وذكر أبو الوليد الباجي في كتاب فرق الفقهاء: نا أبو عبد الله
محمد بن علي الوراق - وكان ثقة متقنا - انه شاهد أبا عبد الله الصوري
وكان فيه حسن خلق ومزاح وضحك لم يكن وراء ذلك إلا الخير والدين
ولكنه كان شيئا جبل عليه ولم يكن في ذلك بالخارق للعادة فقرأ يوما
جزءا على أبي العباس الرازي وعن له أمر أضحكه وكان بالحضرة جماعة
من أهل بلده فأنكروا عليه وقالوا: هذا لا يصلح ولا يليق بعلمك وتقدمك
ان تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت تضحك،
وكثروا عليه وقالوا: شيوخ بلدنا لا يرضون بهذا، فقال: ما في بلدكم شيخ
الا يحب ان يقعد بين يدي يقتدى بي، ودليل ذلك انى قد صرت معكم
على غير موعد فانظروا إلى اي حديث شئتم من حديث رسول الله صلى الله

(1) من المكية.
1115

عليه وآله وسلم اقرأوا اسناده لأقرأ متنه أو اقرأوا متنه حتى أخبركم
باسناده.
ثم قال الباجي: لزمت الصوري ثلاثة [أعوام 1] فما رأيته تعرض
للفتوى. قال المبارك بن عبد الجبار: كتبت عن عدة فما رأيت فيهم احفظ
من الصوري، كان يكتب بفرد عين وكان متفننا يعرف من كل علم،
وقوله حجة، وعنه اخذ الخطيب علم الحديث. قلت: وله شعر رائق
ومحبة في السنة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي انا أبو الحسن علي بن إسماعيل
ابن جبارة الأديب بالقاهرة سنة اثنتين وثلاثين وست مائة انا أبو طاهر
أحمد بن أبي احمد [الحافظ 1] انا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي
انا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ انا أبو محمد النحاس
انا أبو بكر محمد بن أحمد الحراني نا هاشم بن مرثد الطبراني نا المعافى - هو
ابن سليمان - نا موسى بن أعين عن عبد الله عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: تجوزوا في الصلاة فان
خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة. هذا حديث صحيح، وعبد الله هو
ابن بشر إن شاء الله.
أخبرنا محمد بن علي الصالحي ومحمد بن علي السلمي قالا انا البهاء
عبد الرحمن انا أحمد بن الحسن بن سلامة المنبجي الفقيه انا أبو القاسم بن
بيان (ح) وأنبأنا أحمد بن أبي الخير عن ابن كليب عن ابن بيان انا محمد

(1) من المكية.
1116

ابن علي الصوري انا عبد الرحمن بن عمر التجيبي انا أبو عمرو أحمد بن سلمة
ابن الضحاك الهلالي انا المقدام بن داود الرعيني نا أبو زرعة عبد الأحد
ابن الليث بن عاصم القتباني عن عثمان بن الحكم الجذامي. (قال المقدام):
وحدثني عمى سعيد بن عيسى نا الليث بن عاصم القتباني حدثني عثمان بن
الحكم حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب حدثني عروة عن عائشة قالت:
كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وآله من الوحي الرؤيا
الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب
إليه الخلاء فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الأيام ذوات
العدد - الحديث.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني انا جعفر انا السلفي انا المبارك بن عبد الجبار
أنشدنا محمد بن علي الصوري الحافظ لنفسه:
قل لمن عاند الحديث وأضحى * عائبا أهله ومن يدعيه
أ بعلم تقول هذا أبن لي * أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أ يعاب الذين هم حفظوا الدين من الترهات والتمويه
وإلى قولهم وما قد رووه * راجع كل عالم وفقيه
قال الخطيب: توفى الصوري في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين
وأربع مائة، رحمه الله تعالى.
1003 2 / 14 ابن ماما
الحافظ الأوحد أبو حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن ماما الأصبهاني
1117

صاحب تصانيف وبصر بالحديث، وحدث عن عبد الرحمن بن شريح
الهروي وأبى على إسماعيل بن حاجب الكشاني وأبى نصر محمد بن أحمد
الملاحمي والامام أبى عبد الله الحليمي وطبقتهم، ولم يصل إلى العراق،
له ذيل على تاريخ بخارى للغنجار، ويعز وقوع حديثه إلينا. توفى
[في شعبان 1] سنة ست وثلاثين وأربع مائة رحمه الله تعالى، أحسبه
سكن ما وراء النهر.
1004 3 / 14 مسعود بن علي بن معاذ بن محمد بن معاذ
الحافظ المفيد الإمام أبو سعيد السجزي ثم النيسابوري الوكيل تلميذ
أبى عبد الله الحاكم، وله عنه سؤالات وقد أكثر عنه جدا، سمع أبا محمد
ابن الرومي وأبا على الخالدي وعبد الرحمن بن [أبى 1] إسحاق المزكى
وطبقتهم. روى شيئا يسيرا ولم يطل عمره، روى عنه رفيقه مسعود بن
ناصر السجزي الركاب، توفى سنة ثمان وثلاثين أو سنة تسع وأربع مائة.
ذكر الشك هكذا عبد الغافر بن إسماعيل.
1005 4 / 14 أبو نصر السجزي
الحافظ الامام علم السنة عبيد الله بن سعيد بن حاتم [بن أحمد 1]
الوائلي البكري نزيل الحرم ومصر وصاحب (الإبانة الكبرى) في مسألة
القرآن وهو كتاب طويل في معناه دال على امامة الرجل وبصره بالرجال
والطرق.

(1) من المكية.
1118

حدث عن أحمد بن فراس العبقسي وأبى عبد الله الحاكم وأبى احمد
الفرضي وحمزة المهلبي ومحمد بن محمد بن محمد بن بكر الهزاني وأبى عمر بن مهدي
وعلي بن عبد الرحيم السوسي وأبى الحسين أحمد بن محمد المجبر وأبى
محمد ابن النحاس وأبى عبد الرحمن السلمي وعبد الصمد بن زهير بن أبي
جرادة الحلبي صاحب ابن الأعرابي وهذه الطبقة، وكانت رحلته بعد
الأربع مائة فسمع بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر، حدث عنه
أبو إسحاق الحبال وسهل بن بشر الأسفراييني وأبو معشر المقرئ الطبري
وإسماعيل بن الحسن العلوي وأحمد بن عبد القادر اليوسفي وجعفر بن يحيى
الحكاك وجعفر بن أحمد السراج وخلق سواهم، وهو راوي الحديث
المسلسل بالأولية.
قال ابن طاهر المقدسي سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال عن أبي نصر
السجزي والصوري: أيهما احفظ؟ فقال: كان السجزي احفظ من خمسين
مثل الصوري، ثم قال الحبال: كنت يوما عند أبي نصر السجزي فدق
الباب فقمت ففتحته فدخلت امرأة وأخرجت كيسا فيه ألف دينار
فوضعته بين يدي الشيخ وقالت: أنفقها كما ترى، قال: ما المقصود؟
قالت: تتزوجني ولا حاجة لي في الزوج ولكن لا خدمك، فأمرها بأخذ
الكيس وأن تنصرف، فلما انصرفت قال: خرجت من سجستان بنية
طلب العلم ومتى تزوجت سقط عنى هذا الاسم وما أوثر على ثواب
طلب العلم شيئا.
قلت مات بمكة في المحرم سنة أربع وأربعين وأربع مائة رحمه الله تعالى
1119

وقد روينا المسلسل من طريقه في غير هذا الكتاب.
1006 5 / 14 الداني
الحافظ الامام شيخ الاسلام أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان
ابن سعيد بن عمر الأموي مولاهم القرطبي المقرئ صاحب التصانيف،
وعرف بالداني لسكناه بدانية، قال: ولدت سنة إحدى وسبعين وثلاث
مائة وابتدأت بطلب العلم سنة ست وثمانين ورحلت إلى المشرق سنة
سبع وتسعين فكنت بالقيروان أربعة أشهر ودخلت مصر في شوالها
فمكثت بها سنة وحججت ورجعت إلى الأندلس في ذي القعدة سنة
تسع وتسعين وثلاث مائة.
قلت: قرأ بالروايات على عبد العزيز بن جعفر الفارسي وغيره بقرطبة،
وعلى أبى الحسن بن غلبون وخلف بن خاقان المصري وأبى الفتح فارس
ابن احمد وسمع من أبى مسلم الكاتب وهو أكبر شيخ [له 1] وأحمد ابن
فراس العبقسي وعبد الرحمن بن عثمان القشيري وحاتم بن عبد الله
البزاز وأحمد بن فتح [ابن 1] الرسان وعبد الرحمن بن عمر ابن النحاس
المصري وأبى الحسن علي بن محمد القابسي وخلق كثير بالحجاز ومصر
والمغرب والأندلس، تلا عليه خلق منهم أبو الدؤاد مفرج الاقبالي
وأبو داود بن نجاح وأبو الحسين ابن التنار 2 وأبو الحسن بن الدوش،
وحدث عنه. [خلق كثير منهم 1] خلف بن إبراهيم الطليطلي.
قال أبو محمد بن عبيد الله الحجري الحافظ: أبو عمرو الداني ذكر

(1) من المكية (2) في المكية " البياز ".
1120

بعض الشيوخ انه لم يكن في عصره ولا بعد عصره أحد يضاهيه في حفظه
وتحقيقه وكان يقول: ما رأيت شيئا قط إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته
ولا حفظته فنسيته. قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم
القراءات ورواياته وتفسيره ومعانيه وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله
تواليف حسانا، وله معرفة بالحديث وطرقه وأسماء رجاله، وكان حسن
الخط والضبط من أهل الحفظ والذكاء والتفنن، وكان أديبا فاضلا ورعا
سنيا. وقال المغامي: كان أبو عمرو مجاب الدعوة مالكي المذهب. وقال
الحميدي: محدث مكثر ومقرئ متقدم. قلت إلى أبي عمرو المنتهى في إتقان
القراءات، والقراء خاضعون لتصانيفه واثقون بنقله في القراءات والرسم
والتجويد والوقف والابتداء وغير ذلك، وله مائة وعشرون مصنفا.
روى عنه بالإجازة رجلان أحمد بن محمد بن عبد الله الخولاني
وأبو العباس أحمد بن عبد الملك بن أبي حمزة، وقد استوفيت اخباره
في تاريخ القراء وفى تاريخي الكبير، وكانت وفاته بدانية في نصف شوال
سنة أربع وأربعين وأربع مائة، رحمة الله عليه. وقع لنا القراءات من
طريقه تلاوة وسماعا.
1007 6 / 14 السمان
الحافظ الكبير المتقن أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن زنجويه
الرازي، سمع عبد الرحمن بن محمد بن فضالة وأبا طاهر المخلص وأحمد بن
إبراهيم بن فراس المكي وعبد الرحمن بن أبي نصر الدمشقي وأبا محمد
ابن النحاس المصري وطبقتهم. روى عنه أبو بكر الخطيب وعبد العزيز
1121

الكتاني وابن أخيه طاهر بن الحسين وأبو على الحداد وآخرون.
قال المطهر بن علي العلوي المرتضى: سمعت أبا سعد السمان امام المعتزلة
يقول: من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الاسلام. وقال الكتاني:
كان السمان من الحفاظ الكبار زاهدا عابدا يذهب إلى الاعتزال. وقال
أبو القاسم ابن عساكر سألت أبا منصور بن عبد الرحيم بن المظفر بالري
عن وفاة أبى سعد السمان فقال: سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة، قال:
وكان عدلي المذهب [يعنى 1] معتزليا، قال: وكان له ثلاثة آلاف
[وستمائة 1] شيخ، وصنف كتبا كثيرة، ولم يتأهل قط. قلت: هذا
العدد لشيوخه لا أعتقد وجوده ولا يمكن.
قال عمر العليمي: وجدت على ظهر جزء: مات الزاهد أبو سعد السمان
شيخ العدلية وعالمهم ومحدثهم في شعبان سنة خمس وأربعين وأربع مائة،
وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث والرجال والفرائض والشروط
عالما بفقه أبي حنيفة وبالخلاف بينه وبين الشافعي وعالما بفقه الزيدية وكان
يذهب مذهب أبي هاشم الجبائي، دخل الشام والحجاز والمغرب وقرأ
على ثلاثة آلاف شيخ. قال: وكان يقال في مدحه انه ما شاهد مثل نفسه
وكان تاريخ الزمان وشيخ الاسلام. قلت: بل شيخ الاعتزال ومثل هذا
عبرة فإنه مع براعته في علوم الدين ما تخلص بذلك من البدعة.
قرأت على عيسى بن أبي محمد والحسن بن علي وسليمان بن أبي عمر
الحاكم أخبركم جعفر الهمداني انا أبو طاهر السلفي انا أبو على المقرئ

(1) من المكية.
1122

انا أبو سعد الحافظ انا كوهي بن الحسن نا محمد بن هارون الحضرمي نا محمد بن
سهل بن عسكر نا عبد الرزاق قال: ما رأيت أحسن صلاة من ابن جريج
أخذ عن عطاء وأخذ عطاء عن ابن الزبير وأخذ ابن الزبير عن أبي بكر
الصديق وأخذها أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخذها النبي
صلى الله عليه وآله عن جبرئيل (عليه السلام) وأخذها جبرئيل
عن الله عز وجل.
أخبرنا الحسن بن علي سنة أربع وتسعين انا جعفر بن علي انا أحمد بن
محمد انا علي بن الحسين بن محمد بن مردك بالري سنة إحدى وخمس مائة انا
إسماعيل بن علي الحافظ انا أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة انا إسماعيل بن
العباس الوراق نا علي بن حرب نا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي
قال: خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله أبو بكر وعمر.
1008 7 / 14 الخليلي
القاضي الحافظ الإمام أبو يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني
مصنف كتاب (الارشاد في معرفة المحدثين). سمع من علي بن أحمد بن صالح
القزويني ومحمد بن إسحاق الكسائي والقاسم بن علقمة وأبى حفص الكتاني
ومحمد بن سليمان بن يزيد الفامي وأبى طاهر المخلص وأبى الحسين الخفاف
وأبى عبد الله الحاكم وأجاز له أبو بكر ابن المقرئ وأبو حفص بن شاهين
وعلي بن عبد الرحمن البكائي من الكوفة [وأبو احمد الغطريفي من جرجان
وأبو عمرو بن حمدان من نيسابور 1].

(1) من المكية.
1123

حدث عنه أبو بكر بن لآل أحد شيوخه وابنه [أبو 1] زيد واقد
ابن الخليل وإسماعيل بن ماكي القزويني وآخرون، وكان ثقة حافظا
عارفا بكثير من علل الحديث ورجاله عالي الاسناد كبير القدر، ومن نظر
في كتابه عرف جلالته، سمعت كتابه من ابن الخلال عن الهمداني عن السلفي
عن ابن ماكي عنه، وله فيه أوهام جمة [كأنه كتبه من حفظه 1] توفى
في آخر سنة ست وأربعين وأربع مائة.
أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن أبي الحسن انا أبو طاهر السلفي انا
إسماعيل بن عبد الجبار انا أبو يعلى الخليلي نا أحمد بن محمد الزاهد نا عبد الملك
ابن عدي نا الحسن بن محمد بن الصباح نا الشافعي نا يحيى بن سليم عن
عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله
صلى بهم صلاة الكسوف ركعتين كل ركعتين بركوعين وسجودين. تفرد
به الشافعي.
وبه إلى الخليلي قال نا الحسن بن عبد الرزاق نا علي بن إبراهيم بن
سلمة القزويني نا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي حدثني سليمان
ابن داود الهاشمي نا الشافعي - باسناده مثله.
وتوفى مع الخليلي الرئيس أبو الفضل أحمد بن محمد بن أبي عمرو بن أبي
الفراتي بنيسابور، ومقرئ الشام أبو على الحسن بن علي بن إبراهيم
الأهوازي، والامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي الأصبهاني
ابن اللبان، ومقرئ الأندلس أبو القاسم عبد الرحمن [بن الحسن 1] بن سعد

(1) من المكية.
1124

القرطبي، ومسند دمشق أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم
ابن أبي نصر التميمي 1.
1009 8 / 14 الفلكي
الحافظ البارع أبو الفضل علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن الهمذاني
المشهور بالفلكي، رحال حافظ بصير بالفن، حدث عن أبي الحسن بن
رزقويه وأبى الحسين بن بشران والقاضي أبى بكر الحيري وأبى سعيد
الصيرفي وطبقتهم.
قال ابن شيرويه في الطبقات: حدثنا عنه الحسنى والميداني وكان
حافظا متقنا يحسن هذا الشأن جيدا جيدا صنف كتاب الطبقات في الرجال
فجاء في الف جزء، ومات بنيسابور قديما وما متع يما جمع فسمعت حمزة
ابن احمد يقول سمعت شيخ الاسلام أبا إسماعيل الأنصاري يقول: ما رأت
عيناي من البشر أحدا أحفظ من ابن الفلكي وكان صوفيا. قلت مات
بنيسابور [في شعبان 2] سنة سبع وعشرين وقيل سنة ثمان وعشرين وأربع
مائة كهلا وقد كان جده محتشما بارعا في علم الفلك والحساب ولذا قيل
له الفلكي.
1010 9 / 14 أبو مسعود البجلي
الحافظ الجوال احمد ابن المحدث الصالح محمد بن عبد الله بن عبد العزيز

(1) زيد في الأصلين هنا " انا محمد بن قايماز الطحان وفاطمة بنت جوهر... "
الخبر الآتي قريبا في ترجمة أبى مسعود البجلي وليس هذا موضعه فلا معنى لادراجه
هنا وسيأتي في موضعه (2) من المكية.
1125

ابن شاذان الرازي، مولده بنيسابور في سنة اثنتين وستين وثلاث مائة،
وأمه من طبرستان وأقام مدة بجرجان، سمع أبا عمرو بن حمدان وحسينك
ابن علي التميمي وزاهر بن أحمد السرخسي ومحمد بن الفضل بن أبي بكر بن
خزيمة وأبا النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشر مغولي وأبا بكر محمد بن محمد بن أحمد
الطرازي وأبا الحسين القنطري الخفاف وأبا محمد المخلدي وأبا بكر بن
لآل وأبا الحسن بن فراس المكي وأبا الحسين بن فارس اللغوي وخلائق.
وجمع وصنف في الأبواب، ثم عالج التجارة والسفر، حدث عنه
يحيى بن الحسن بن شراعة وعبد الواحد بن أحمد الخطيب الهمذانيان
وأبو الحسن علي بن محمد الجرجاني وطريف النيسابوري وإسماعيل بن
عبد الغافر وعبد الرحمن بن محمد التاجر وآخرون. وثقه جماعة.
أخبرنا محمد بن قايماز الطحان وفاطمة بنت جوهر قالا انا أبو عبد الله
الحسين بن المبارك، زاد [محمد 1]: وأبو المنجا عبد الله بن عمر قالا انا
أبو الفتوح محمد بن محمد الطائي انا أبو عمرو الفضل بن أحمد بن متويه
الزاهد انا الحافظ أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي انا أبو على زاهر بن أحمد
انا محمد بن وكيع الطوسي الفازي - بفاء وزاي قرية من قرى طوس -
نا محمد بن أسلم نا محمد بن [عبيد نا 1] عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين
وله شئ يوصى فيه إلا ووصيته مكتوبة عنده. متفق عليه. مات ببخارى
في المحرم سنة تسع وأربعين وأربع مائة.

(1) من المكية.
1126

وفيها مات شيخ الأدب أبو العلاء بن سليمان المعرى، وشيخ الاسلام
أبو عثمان الصابوني، وأبو الحسن علي بن خلف بن بطال [القرطبي 1]
صاحب شرح البخاري، ومقرئ خراسان أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد
النيسابوري الخبازي، وشيخ الرفض أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي.
1011، 10 / 14 هبة الله محمد بن علي
الحافظ أبو رجاء الشيرازي الكاتب، سمع من الحسن بن أحمد
ابن الليث الحافظ محدث شيراز، وبأصبهان من علي بن ميلة الفرضي
وأبى سعيد النقاش، وببغداد من أبى الحسين بن بشران وابن الفضل القطان
وطائفة واستوطن مصر، قال الخطيب: كان ثقة بفهم مات في صفر سنة
خمس وأربعين وأربع مائة رحمه الله تعالى.
1012، 11 / 14 الزهراوي
الحافظ الامام محدث الأندلس أبو حفص عمر بن عبيد الله الذهلي
القرطبي الزهراوي، كتب بقرطبة وإشبيلية والزهراء عن عبد الوارث بن
سفيان وأبى محمد بن أسد وأبى المطرف بن فطيس وأبى عبد الله بن أبي زمنين
وعبد السلام بن السمح وسلمة بن سعيد، وكتب إليه بالإجازة أبو الحسن
القابسي، وكان معنيا بالرواية، حدث عنه محمد بن غياث 2 وأبو عمر احمد
ابن مهدي [المقرئ 1] وأبو على الغساني وآخرون، وكان ثقة متقنا
متصاونا قاله ابن مهدي، ويقال انه اختلط في آخر عمره.

(1) من المكية (2) كذا، لعله " أبو محمد بن عتاب ".
1127

قال أبو مروان الطبني: حدثني أبو حفص الزهراوي قال: شددت في
البيت ثمانية أحمال كتب لا نقلها فلم يتم [حتى 1] انتهبها البربر. مات
في صفر سنة أربع وخمسين وأربع مائة وعاش ثلاثا وتسعين سنة.
وفيها مات القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قاضي
مصر وصاحب الشهاب، والامام القدوة أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد
ابن الحسن بن بندار الرازي المقرئ الجوال، والمقرئ أبو سعد أحمد بن
إبراهيم بن أبي شمس النيسابوري وله أربعون حديثا، ومسند الآفاق أبو محمد
الحسن بن علي بن محمد الجوهري ببغداد وكان آخر أصحاب القطيعي،
ونحوي مصر أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ الجوهري.
1013، 12 / 14 ابن عبد البر
الامام شيخ الاسلام حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن
محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، ولد سنة ثمان وستين وثلاث
مائة في ربيع الآخر وطلب الحديث قبل مولد الخطيب بأعوام، حدث
عن خلف بن القاسم وعبد الوارث بن سفيان وعبد الله بن محمد بن
عبد المؤمن ومحمد بن عبد الملك بن صيفون وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني
ويحيى بن وجه الجنة وأحمد بن فتح الرسان وسعيد بن نصر والحسين
ابن يعقوب البجاني وأبى عمر أحمد بن الحسور وعدة، وأجاز له من
مصر المسند أبو الفتح بن سيبخت والحافظ عبد الغنى، ومن مكة أبو القاسم

(1) من المكية.
1128

عبيد الله ابن السقطي، وساد أهل الزمان في الحفظ والاتقان.
قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبى عمر في الحديث.
وقال ابن حزم: التمهيد لصاحبنا أبى عمر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث
مثله أصلا فكيف أحسن منه، وكتاب 1 الاستذكار وهو اختصار التمهيد،
وله تواليف لا مثل لها في جمع معانيها، منها الكافي على مذهب مالك خمسة
عشر مجلدا، ومنها كتاب الاستيعاب في الصحابة ليس لأحد مثله، [ومنها 2]
كتاب جامع بيان العلم وفضله. قلت: وله كتاب الاكتفاء في قراءة
نافع وأبى عمرو، وكتاب بهجة المجالس نوادر وشعر، وله كتاب التفصي
لحديث الموطأ، وكتاب الانباه عن قبائل الرواة، وكتاب الانتقاء
لمذاهب (؟) الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي، والبيان في تلاوة
القرآن، والأجوبة الموعبة، وكتاب الكنى، وكتاب المغازي، وكتاب
القصد والأمم في انساب العرب والعجم، وكتاب الشواهد في اثبات
خبر الواحد، وكتاب الانصاف في أسماء الله تعالى، وكتاب الفرائض،
وغير ذلك. قال ابن سكرة سمعت أبا الوليد الباجي يقول: أبو عمر احفظ
أهل المغرب.
أنبأنا أبو محمد الجزائري انا عثمان بن حسن بن دحية قراءة انا أبو عبد الله
ابن زرقون سماعا انا موسى بن أبي تليد قراءة عليه (ح) قال ابن دحية وانا
خلف بن بشكوال وابن الجد قالا نا أبو محمد بن عتاب قالا ثنا أبو عمر
ابن عبد البر بكتاب التفصي. وقال الغساني سمعت ابن عبد البر يقول:

(1) في المكية " ومنها كتاب " كذا (2) من المكية.
1129

لم يكن أحد ببلدنا مثل قاسم بن محمد وأحمد بن خالد الجباب، قال الغساني:
ولم يكن ابن عبد البر بدونهما ولا متخلفا عنهما، وكان من النمر بن قاسط
طلب وتقدم ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الفقيه ولزم أبا الوليد ابن
الفرضي ودأب في طلب الحديث وافتن به وبرع براعة فاق بها من تقدمه
من رجال الأندلس، وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني
له بسطة كبيرة في علم النسب والاخبار جلا عن وطنه فكان في الغرب
مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس فسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفى،
وذكر غير واحد أن أبا عمر ولى قضاء أشبونة مدة. قلت: أعلى ما عنده
كتاب الزعفراني سمعه من ابن صيفون انا ابن الأعرابي عنه، وسنن أبي داود
سمعه من ابن عبد المؤمن انا ابن داسه عن المؤلف، وانتهى إليه مع إمامته
علو الاسناد.
حدث عنه أبو العباس الدلائي وأبو محمد بن أبي قحافة وأبو الحسن
ابن مفوز وأبو على الغساني وأبو عبد الله الحميدي وأبو بحر سفيان بن العاص
ومحمد بن فتوح الأنصاري وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ
وآخرون. وكان دينا صينا ثقة حجة صاحب سنة واتباع وكان أولا
ظاهريا أثريا ثم صار مالكيا مع ميل كثير إلى فقه الشافعي. قال الحميدي:
أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث
والرجال قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي رحمة الله عليه.
قال أبو داود المقرئ: مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة
ثلاث وستين وأربع مائة واستكمل خمسا وتسعين سنة وخمسة أعوام.
1130

قلت: وفيها مات الخطيب ببغداد، ومسند نيسابور أبو حامد احمد
ابن الحسن الأزهري عن تسع وثمانين سنة، والرئيس الكبير أبو على
حسان بن سعيد المخزومي المتيعي المروروذي، ومسند مرو أبو عمر عبد الواحد
ابن احمد المليحي الهروي، ومسند بغداد أبو الغنائم محمد بن علي بن علي
[ابن 1] الدجاجي، والمعمر أبو بكر بن أبي الهيثم عبد الصمد المروزي
عن ست وتسعين سنة وهو آخر أصحاب أبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي،
والمسند أبو على محمد بن وشاح مولى أبى تمام الزينبي رافضي معتزلي عنده
عوال.
كتب إلينا أبو المجد عبد الرحمن بن عمر العقيلي الحاكم انا عمر بن علي
ابن قسام الحنفي بحلب انا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري انا
أبو الحسن بن موهب انا يوسف بن عبد الله النمري الحافظ انا خلف
ابن القاسم نا الحسن بن رشيق انا إسحاق بن إبراهيم بن يونس انا محمد
ابن عبد الأعلى ثنا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي
امامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله وملائكته
وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر
ليصلون على معلم الخير. هذا حديث غريب والوليد صاحب مناكير.
قرأت على أبي الحسين الحافظ أخبركم علي بن سلامة انا أبو القاسم
الرعيني انا ابن هذيل نا أبو داود انا أبو عمر بن عبد البر انا سعيد بن نصر
نا قاسم بن اصبغ نا محمد بن وضاح نا يحيى بن يحيى نا مالك عن يحيى

(1) من المكية.
1131

ابن سعيد أخبرني عبادة بن والوليد بن عبادة عن أبيه عن جده قال بايعنا
رسول الله صلى الله عليه وآله على السمع والطاعة في اليسر والعسر
والمنشط والمكره وألا ننازع الامر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيث
ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.
1014، 13 / 14 البيهقي
الامام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي
ابن موسى الخسروجردي البيهقي صاحب التصانيف، ولد سنة أربع وثمانين
وثلاث مائة في شعبان وسمع أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي وأبا
عبد الله الحاكم وأبا طاهر بن محمش وأبا بكر بن فورك وأبا على الروذباري
وعبد الله بن يوسف بن بانويه وأبا عبد الرحمن السلمي وخلقا بخراسان،
وهلال بن محمد الحفار وأبا الحسين بن بشران وابن يعقوب الأيادي
وعدة ببغداد، والحسن بن أحمد بن فراس وطائفة [بمكة 1]، وجناح
ابن نذير وجماعة بالكوفة، ولم يكن عنده سنن النسائي ولا جامع الترمذي
ولا سنن ابن ماجة بل كان عنده الحاكم فأكثر عنه وعنده عوال [ومسانيد 1]
وبورك له في علمه لحسن قصده وقوة فهمه وحفظه.
وعمل كتبا لم يسبق إلى تحريرها، منها الأسماء والصفات وهو
مجلدان، والسنن الكبير عشر مجلدات، والسنن والآثار أربع مجلدات،
وشعب الايمان مجلدان، ودلائل النبوة، ثلاث مجلدات، والسنن الصغير

(1) من المكية.
1132

مجلدان، والزهد مجلد، والبعث مجلد، والمعتقد مجلد، والآداب مجلد،
ونصوص الشافعي ثلاث مجلدات، والمدخل مجلد، والدعوات مجلد،
والترغيب والترهيب مجلد، [وكتاب الخلافيات مجلدان، والأربعون
الكبرى، والأربعون الصغرى، وجزء في الرؤية 1] ومناقب الشافعي مجلد،
ومناقب احمد مجلد، وكتاب الأسرى، وكتب عديدة لا اذكرها.
قال عبد الغافر في تاريخه: كان البيهقي على سيرة العلماء قانعا باليسير
متجملا في زهده وورعه. وعن امام الحرمين أبى المعالي قال: ما من
شافعي الا وللشافعي عليه منة الا أبا بكر البيهقي فان له المنة على الشافعي
لتصانيفه في نصرة مذهبه.
قال أبو الحسن عبد الغافر في ذيل تاريخ نيسابور: أبو بكر البيهقي الفقيه
الحافظ الأصولي الدين الورع واحد زمانه في الحفظ وفرد اقرانه في
الاتقان والضبط من كبار أصحاب الحاكم ويزيد عليه بأنواع من العلوم،
كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول وارتحل
إلى العراق والجبال والحجاز ثم صنف وتواليفه تقارب الف جزء مما
لم يسبقه إليه أحد، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث ووجه
الجمع بين الأحاديث، طلب منه الأئمة الانتقال من الناحية إلى نيسابور لسماع
الكتب فأتى في سنة إحدى وأربعين وعقدوا له المجلس لسماع كتاب
المعرفة وحضره الأئمة، وكان على سيرة العلماء قانعا باليسر. وقال شيخ
القضاة أبو على إسماعيل ابن البيهقي نا أبى قال: حين ابتدأت بتصنيف

(1) من المكية.
1133

هذا الكتاب - يعنى كتاب معرفة السنن والآثار - وفرغت من تهذيب
اجزاء منه سمعت الفقيه محمد بن أحمد وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة
وأصدقهم لهجة يقول: رأيت الشافعي في النوم وبيده جزء من هذا الكتاب
وهو يقول: قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه احمد سبعة اجزاء أو قال
قرأتها ورآه يعيد ذلك. قال وفى صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من
إخواني الشافعي قاعدا في الجامع على سرير وهو يقول: استفدت اليوم
من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا، وأخبرنا والدي سمعت الفقيه أبا محمد
الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ يقول سمعت الفقيه محمد بن عبد العزيز
المروزي يقول: رأيت في المنام كأن تابوتا علا في السماء يعلوه نور فقلت:
ما هذا؟ قال: هذه تصنيفات احمد البيهقي. ثم قال شيخ القضاة: سمعت
الحكايات الثلاث من الثلاثة المذكورين.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن انا
محمد بن إسماعيل الفارسي انا أبو بكر البيهقي انا علي بن أحمد بن عبد ان انا
أحمد بن عبيد انا أبو بكر بن حجة نا أبو الوليد نا عمرو بن العلاء اليشكري
عن صالح بن سرج 1 عن عمران بن حطان عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة
الحساب ما يتمنى انه لم يقض بين اثنين في تمرة قط.
قلت: حضر في أواخر عمره من بيهق إلى نيسابور وحدث بكتبه،
ثم حضره الاجل في عاشر جمادى الأولى من سنة ثمان وخمسين وأربع مائة

(1) في الأصلين " شريح " خطأ.
1134

فنقل في تابوت [فدفن ببيهق 1] هي ناحية من اعمال نيسابور على يومين
منها، وخسروجرد هي أم تلك الناحية.
حدث عنه شيخ الاسلام أبو إسماعيل الأنصاري بالإجازة وأبو الحسن
عبيد الله بن محمد بن أحمد وولده إسماعيل بن أحمد وأبو عبد الله الفراوي
وأبو القاسم الشحامي وأبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي وعبد الجبار
ابن عبد الوهاب الدهان وعبد الجبار بن محمد الخواري وأخوه عبد الحميد
ابن محمد وخلق كثير.
وفيها مات معه المسند أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة الأصبهاني
صاحب ابن المقرئ، وفقيه العراق القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد
ابن خلف ابن الفراء الحنبلي وقد قارب الثمانين، والعارف فرج الزنجاني
ويلقب باخى، وصاحب المحكم أبو الحسن علي بن إسماعيلي بن سيده المرسي
الضرير، فابن عبد البر والخطيب والبيهقي وابن مأكولا هم الطبقة العاشرة
الأخيرة من كتاب الطبقات لابن المفضل، بدأ الأربعين بالزهري وختم
بابن مأكولا.
1015 / 14 / 14 الخطيب
الحافظ الكبير الامام محدث الشام والعراق أبو بكر أحمد بن علي
ابن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي صاحب التصانيف، ولد سنة اثنتين
وتسعين وثلاث مائة وكان والده خطيب قرية درزيجان من سواد

(1) من المكية.
1135

العراق ممن سمع وقرأ القرآن على الكتاني فحرص على ولده هذا وأسمعه
في الصغر سنة ثلاث وأربع مائة ثم الهم طلب هذا الشأن ورحل فيه
إلى الأقاليم وبرع وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان وتقدم في
عامة فنون الحديث.
سمع أبا الحسن بن الصلت الأهوازي وأبا عمر بن مهدي وأبا الحسين
ابن المتيم والحسين بن الحسن الجواليقي وابن رزقويه وابن أبي الفوارس
وهلالا الحفار وإبراهيم بن مخلد البخارحي والموجودين ببغداد، وارتحل
سنة اثنتي عشرة إلى البصرة فسمع أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي راوية
السنن وعلي بن القاسم الشاهد والحسن بن علي النيسابوري، وسمع بنيسابور
أبا القاسم عبد الرحمن بن [محمد 1] السراج والقاضي أبا بكر الحيري وطبقتهما،
وسمع بأصبهان أبا الحسن بن عبد كويه ومحمد بن عبد الله بن شهريار
وأبا نعيم الحافظ [وطبقتهم 1]، وسمع بالدينور أبا نصر الكسار وطائفة،
وبهمذان محمد بن عيسى وطائفة، وبالكوفة والري والحرمين ودمشق
والقدس وصور وغير ذلك، وكان مجيئة إلى دمشق سنة خمس وأربعين
وأربع مائة ثم حج ثم قدم الشام سنة إحدى وخمسين فسكنها إحدى
عشرة سنة.
روى عنه البرقاني شيخه وأبو الفضل بن خيرون والفقيه نصر المقدسي
وأبو عبد الله الحميدي وعبد العزيز الكتاني وأبو نصر بن مأكولا وعبد الله
ابن احمد السمرقندي والمبارك ابن الطيوري ومحمد بن مرزوق الزعفراني

(1) من المكية.
1136

وأبو بكر بن الخاضبة وأبى النرسي وأبو القاسم النسيب وهبة الله
ابن الأكفاني وعلي بن أحمد بن قيس الغساني ومحمد بن علي بن أبي العلاء
المصيصي وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وعبد الكريم بن حمزة
وطاهر بن سهل الأسفراييني وهبة الله بن عبد الله الشروطي وأبو السعادات
أحمد بن أحمد المتوكلي وعبد الرحمن بن محمد الشيباني القزاز وأبو منصور
ابن خيرون المقرئ ويوسف بن أيوب الهمذاني نزيل مصر وخلق يطول
عدهم، وكان من كبار الشافعية، تفقه بأبي الحسن ابن المحاملي وبالقاضي
أبى الطيب.
وقال: أول ما سمعت في المحرم سنة ثلاث واستشرت البرقاني في
الرحلة إلى عبد الرحمن ابن النحاس بمصر أو أخرج إلى نيسابور؟ فقال:
ان خرجت إلى مصر انما تخرج إلى رجل واحد فان فاتك ضاعت رحلتك
وإن خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة، فخرجت إلى نيسابور. وكنت
كثيرا أذاكر البرقاني بالأحاديث فيكتبها عنى ويضمنها جموعه وحدث عنى
وأنا اسمع.
قال ابن مأكولا: كان أبو بكر الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه
معرفة وحفظا وإتقانا وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله
وتفننا في علله وأسانيده وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره ومطروحه.
ثم قال: ولم يكن للبغداديين بعد الدارقطني مثله، وسألت الصوري عن
الخطيب وأبى نصر السجزي ففضل الخطيب تفضيلا بينا. وقال مؤتمن
الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني مثل الخطيب. وقال أبو على
1137

البرداني: لعل الخطيب لم ير مثل نفسه. وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه:
أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه.
قال أبو سعد السمعاني: كان الخطيب مهيبا وقورا ثقة متحريا
[حجة 1] حسن الخط كثير الضبط فصيحا ختم به الحفاظ. قال: وقرأ
بمكة على كريمة الصحيح في خمسة أيام، وخرج من بغداد بعد فتنة البساسيري
لتشوش الحال إلى الشام، سمعت الخطيب مسعود بن محمد بمرو قال سمعت
الفضل بن عمر النسوي يقول: كنت بجامع صور عند الخطيب فدخل
عليه علوي وفى كمه دنانير فقال: هذا الذهب تصرفه في مهماتك، فقطب
وقال: لا حاجة لي فيه، فقال: كأنك تستقله ونفض كمه على سجادة الخطيب
وقال: هي ثلاث مائة دينار: فخجل الخطيب وقام وأخذ سجادته وراح،
فما أنسى عز خروجه وذل العلوي وهو يجمع الدنانير.
قال أبو زكريا التبريزي: كنت أقرأ على الخطيب بحلقته بجامع
دمشق كتب الأدب المسموعة له وكنت أسكن منارة الجامع فصعد إلى
وقال: أحببت ان أزورك فتحدثنا ساعة ثم اخرج ورقة وقال: الهدية
مستحبة اشتر بهذه أقلاما، [وقام 1]، فإذا خمسة دنانير، ثم صعد نوبة
أخرى ووضع نحوا من ذلك، وكان إذا قرأ الحديث يسمع صوته في
آخر الجامع، كان يقرأ معربا صحيحا.
قال السمعاني: سمعت من ستة عشر من أصحابه سمعوا منه ببغداد
سوى نصر الله المصيصي فسماعه منه بدمشق، وسوى يحيى بن علي الخطيب

(1) من المكية.
1138

فسماعه منه بالأنبار. أبو محمد ابن الآبنوسي: سمعت الخطيب يقول: كل
من ذكرت فيه أقاويل الناس من جرح وتعديل فالتعويل على ما أخرت.
قال ابن شافع: خرج الخطيب فقصد صور وبها عز الدولة أحد الأجواد
وتقرب منه فانتفع به وأعطاه مالا كثيرا، انتهى إليه الحفظ والاتقان
والقيام بعلوم الحديث.
قال ابن عساكر سمعت الحسين بن محمد يحدث عن أبي الفضل بن
خيرون أو غيره ان الخطيب ذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث
شربات وسأل الله ثلاث حاجات اخذا بالحديث " ماء زمزم لما شرب له "
فالحاجة الأولى ان يحدث بتاريخ بغداد بها، الثانية ان يملى الحديث بجامع
المنصور، الثالثة ان يدفن عند بشر الحافي، فقضى الله له ذلك. قال غيث
الأرمنازي نا أبو الفرج الأسفراييني قال: كان الخطيب معنا في الحج فكان
يختم كل يوم قريب الغياب قراءة ترتيل ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب
فيقولون: حدثنا، فيحدث. وقال عبد المحسن الشيحي: عادلت الخطيب من
دمشق إلى بغداد فكان له في كل يوم وليلة ختمة.
قال السمعاني له ستة وخمسون مصنفا، التاريخ، الجامع، الكفاية،
السابق واللاحق، شرف أصحاب الحديث مجيليد، المتفق والمفترق مجلد
كبير، تلخيص المتشابه مجلد كبير، تالي التلخيص في اجزاء، الفصل والوصل
مجلد، المكمل في المهمل مجلد، الموضع مجلد، التطفيل، [مجيليد، الأسماء
المهمة - مجلد، الفقيه المتفقه مجلد، الرواة عن مالك مجلد، تمييز متصل 1

(1) من المكية.
1139

الأسانيد مجلد 1] البخلاء مجليد، الفنون مجيليد، كتاب البسملة وأنها
من الفاتحة جزء، الجهر بها جزء ان، غنية المقتبس في تمييز الملتبس مجلد،
من وافقت كنيته اسم أبيه ثلاثة اجزاء، من حدث ونسي جزء، الحيل
ثلاثة اجزاء، الأسماء المبهمة جزء، رواية الأبناء عن آبائهم جزء، المؤتنف
لتكملة المؤتلف والمختلف، الرحلة جزء، اقتضاء العلم جزء، الاحتجاج
بالشافعي جزء، مبهم المراسيل مجلد، مقلوب الأسماء مجلد، العمل بشاهد
ويمين جزء، أسماء المدلسين أربعة اجزاء، تقييد العلم ثلاثة اجزاء، القول
في النجوم جزء، ما روى الصحابة عن التابعين جزء، صلاة التسبيح جزء،
صوم يوم الشك جزء. [إجازة المجهول جزء 1].
قلت ومعجم الرواة عن شعبة [مجلد 1]، المؤتلف والمختلف مجلد
كبير، مسند محمد بن سوقة أربعة اجزاء، المسلسلات ثلاثة اجزاء،
الرباعيات ثلاثة اجزاء، طرق قبض العلم ثلاثة اجزاء، غسل الجمعة ثلاثة
اجزاء، وغير ذلك.
أنشدني أبو الحسين اليونيني أنشدنا أبو الفضل الهمداني أنشدنا السلفي
لنفسه، وقد رواها السمعاني في الذيل عن يحيى بن سعدون عن السلفي قال:
تصانيف ابن ثابت الخطيب * ألذ من الصبى الغض الرطيب
يراها إذ رواها من حواها * رياضا للفتى اليقظ اللبيب
ويأخذ حسن ما قد ضاع منها * بقلب الحافظ الفطن الأريب
فأية راحة ونعيم عيش * توازى كتبها بل أي طيب

(1) من المكية.
1140

قال أبو الحسن الهمذاني: مات هذا العلم بوفاة الخطيب، وقد كان
رئيس الرؤساء تقدم إلى الوعاظ والخطباء ألا يرووا حديثا حتى يعرضوه
على أبي بكر، وأظهر بعض اليهود كتابا باسقاط النبي صلى الله عليه وآله
وسلم الجزية عن الخيابرة وفيه شهادة الصحابة فعرضه الوزير على أبي بكر
فقال: هذا مزور، قيل: من أين قلت هذا؟ قال: فيه شهادة معاوية،
وهو أسلم عام الفتح بعد خيبر، وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات قبل
خيبر بسنين.
قال شجاع الذهلي: والخطيب امام مصنف حافظ لم يدرك مثله.
قال سعيد المؤدب قلت للخطيب عند لقائي له: أنت الحافظ أبو بكر؟
فقال: انا أحمد بن علي الخطيب، انتهى الحفظ إلى الدارقطني. قال ابن
الآبنوسي: كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه، وقيل كان الخطيب
يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس. قال ابن
طاهر في المنثور: أخبرنا مكي الرميلي قال: كان سبب خروج الخطيب من
دمشق انه كان يختلف إليه صبي مليح فتكلم فيه الناس وكان أمير البلد
رافضيا متعصبا فجعل ذلك سببا للفتك بالخطيب فأمر صاحب شرطته ان
يأخذه الخطيب بالليل ويقتله، وكان سنيا فقصده تلك الليلة في جماعته
فأخذه وقال له بما أمر به ثم قال: لا أجد لك حيلة إلا انك تفر منا وتهجم
دار الشريف ابن أبي الحسن العلوي وأنا لا أطلبك وأرجع إلى الأمير
فأخبره، ففعل ذلك، فأرسل الأمير إلى الشريف ان يبعث به فقال له:
أيها الأمير أنت تعرف اعتقادي فيه وفى أمثاله وليس في قتله مصلحة
1141

وهو مشهور بالعراق ان قتلته قتل به جماعة من الشيعة وخربت المشاهد،
قال: فما ذا ترى؟ قال: أرى ان تخرجه من بلدك، فأمر باخراجه فذهب
إلى صور وأقام بها مدة.
وقال ابن السمعاني: خرج من دمشق في صفر سنة سبع وخمسين
فقصد صور وكان يزور منها القدس ويعود، إلى أن سافر إلى العراق
سنة اثنتين وستين وذهب إلى طرابلس ثم إلى حلب وبقي بها أياما.
وقال المؤتمن الساجي: تحاملت الحنابلة على الخطيب حتى مال إلى ما مال
إليه. وقال ابن عساكر: سعى بالخطيب حسين الدمنشي إلى أمير الجيوش
وقال: هو ناصبي يروى فضائل الصحابة والعباس في جامع دمشق. وقيل إن
الخطيب قدم بغداد وظهر بجزء فيه سماع القائم بأمر الله فأتى دار الخلافة
يستأذن في قراءة الجزء، فقال الخليفة: هذا رجل كبير وليس غرضه
السماع فانظروا هل له حاجة؟ فسألوه ما حاجته؟ قال: أن يؤذن لي في أن
املى بجامع المنصور - وذكر القصة. قال ابن طاهر سألت هبة الله بن
عبد الوارث الشيرازي: هل كان الخطيب كتصانيفه في الحفظ؟ قال:
لا، كنا إذا سألنا عن شئ أجابنا بعد أيام وإن ألححنا عليه غضب كانت
له بادرة وحشة.
أخبرنا أبو على ابن الخلال انا جعفر انا أبو طاهر الحافظ نا محمد بن
مرزوق الزعفراني نا الحافظ أبو بكر الخطيب قال: اما الكلام في الصفات
فان ما روى منها في السنن الصحاح مذهب السلف اثباتها وإجزاؤها على
ظواهرها ونفى الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما ثبته الله،
1142

وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف،
والفصل انما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الامرين، ودين الله بين الغالي
فيه والمقصر عنه، والأصل في هذا ان الكلام في الصفات فرع الكلام في
الذات ويحتذى في ذلك حذوه ومثاله، وإذا كان معلوم ان اثبات
رب العالمين انما هو اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته انما
هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف، فإذا قلنا: لله يد وسمع وبصر
فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد القدرة ولا
ان معنى السمع والبصر العلم ولا نقول انها جوارح ولا نشبهها بالأيدي
والاسماع والابصار التي هي جوارح وأدوات للفعل ونقول انما وجب
اثباتها لان التوقيف ورد بها، ووجب نفى التشبيه عنها لقوله تعالى (ليس
كمثله شئ) و (ولم يكن له كفوا أحد).
وقال ابن النجار في ترجمة الخطيب: نشأ ببغداد وقرأ القرآن
بالروايات [وتفقه 1] وعلق شيئا من الخلاف وآخر من حدث عنه
بالسماع محمد بن عمر الأرموي القاضي. قلت وآخر من حدث [عنه 1]
بالإجازة مسعود بن الحسن الثقفي الذي انفردت بإجازته عجيبة بنت
الباقداري، ثم طعن أبو موسى المديني في نقل إجازة الخطيب لمسعود فتورع
الرجل عنها.
قال أبو منصور علي بن علي الأمير: كتب الخطيب إلى القائم: انى
إذا مت يكون مالي لبيت المال فليؤذن لي حتى أفرقه على من شئت، فأذن

(1) من المكية.
1143

له ففرقها على المحدثين. قال ابن ناصر حدثتني أمي ان أبى حدثها قال دخلت
على الخطيب في مرضه فقلت له يوما يا سيدي ان ابن خيرون لم يعطني
من الذهب شيئا الذي امرته ان يفرقه على أصحاب الحديث، فرفع الخطيب
رأسه من المخدة وقال: خذ هذه بارك الله لك فيها، فكان فيها أربعون
دينارا.
وقال مكي الرميلي مرض الخطيب في رمضان من سنة ثلاث وستين
في نصفه إلى أن اشتد به الحال في أول ذي الحجة، ومات يوم سابعه
وأوصى إلى أبي الفضل بن خيرون ووقف كتبه على يده وفرق ماله في
وجوه البر وشيعه القضاة والخلق، وأمهم أبو الحسين ابن المهتدى بالله
ودفن بجنب بشر الحافي. قال ابن خيرون: دفن بباب حرب وتصدق
بماله وهو مائتا دينار وأوصى بان يتصدق بثيابه وكان بين يدي جنازته
جماعة ينادون: هذا الذي كان يذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، هذا الذي كان ينفى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله،
وختم على قبره عدة ختمات.
وقال عبد العزيز الكتاني: ورد كتاب جماعة ان الحافظ أبا بكر
مات في سابع ذي الحجة، وكان أبو إسحاق الشيرازي ممن حمل جنازته.
قال إسماعيل بن أبي سعد الصوفي: كان أبو بكر بن زهراء الصوفي برباطنا
قد أعد لنفسه قبرا إلى جانب قبر بشر الحافي وكان يمضى إليه في كل أسبوع
وينام فيه ويقرأ فيه القرآن كله فلما مات الخطيب وكان أوصي ان يدفن
1144

إلى جنب بشر الحافي فجاء المحدثون إلى ابن زهراء وسألوه ان يدفنوا الخطيب
في قبره وأن يؤثره به فامتنع فجاؤوا إلى أبي فأحضره وقال: انا لا أقول
لك أعطهم القبر، ولكن لو أن بشرا الحافي في الاحياء وأنت إلى جانبه
فجاء أبو بكر الخطيب ليقعد دونك أكان يحسن بك ان تقعد أعلى منه؟
قال: لا، بل كنت أقوم وأجلسه، قال: فهكذا ينبغي أن يكون الساعة،
فطاب قلبه وأذن لهم. قال علي بن الحسين بن جدا: رأيت بعد موت
الخطيب كأن شخصا قائما بحذائي فأردت أن أساله عن الخطيب فقال لي
ابتداء: انزل وسط الجنة حيث يتعارف الأبرار.
قال غيث الأرمنازي قال مكي الرميلي: كنت ببغداد نائما في ليلة
ثاني عشر في ربيع الأول سنة ثلاث وستين فرأيت كأنا عند الخطيب
لقراءة تاريخه على العادة والشيخ نصر بن إبراهيم المقدسي عن يمينه وعن
يمين نصر رجل سألت عنه فقيل هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جاء ليسمع التاريخ، فقلت في نفسي: هذه جلالة لأبي بكر. قال غيث
أنشدنا الخطيب لنفسه.
ان كنت تبغى الرشاد محضا * لأمر دنياك والمعاد
فخالف النفس في هواها * ان الهوى جامع الفساد
أخبرنا المسلم بن محمد ومؤمل بن محمد ويوسف الشيباني في كتابهم
قالوا انا أبو اليمن الكندي انا أبو منصور الشيباني انا أبو بكر الحافظ انا
أحمد بن محمد بن أحمد الأهوازي انا محمد بن جعفر المطيري نا الحسن بن
عرفة نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبيد الله بن عمر عن أسامة
1145

ابن زيد عن عراك بن مالك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: ليس في الخيل والرقيق زكاة إلا أن في الرقيق صدقة الفطر.
1016، 15 / 14 ابن حزم
الامام العلامة الحافظ الفقيه المجتهد أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد
ابن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد مولى
يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الفارسي الأصل الأموي اليزيدي
القرطبي 1 الظاهري صاحب التصانيف كان جدهم خلف أول من دخل إلى
الأندلس، ولد أبو محمد بقرطبة سنة أربع وثمانين وثلاث مائة، وسمع
من أبى عمر أحمد بن الحسور ويحيى بن مسعود بن وجه الجنة ويوسف
ابن عبد الله القاضي وحمام بن أحمد القاضي ومحمد بن سعيد بن نبات وعبد الله
ابن ربيع التميمي وعبد الله بن محمد بن عثمان وأبى عمر الطلمنكي وعبد الرحمن
ابن عبد الله بن خالد وعبد الله بن يوسف بن نامي وخلق سواهم.
روى عنه أبو عبد الله الحميدي فأكثر وابنه أبو رافع الفضل وطائفة،
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الحسن شريح بن محمد، وأول سماعه
في سنة أربع مائة. وكان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ وسعة الدائرة
في العلوم وكان شافعيا ثم انتقل إلى القول بالظاهر ونفى القول بالقياس
وتمسك بالعموم والبراءة الأصلية، وكان صاحب فنون فيه دين وتورع
وتزهد وتحر للصدق وكان أبو ه وزيرا جليلا محتشما كبير الشأن.

(1) في الأصلين " الفرضي ".
1146

وكان لأبي محمد كتب عظيمة لا سيما كتب الحديث والفقه وقد
صنف كتابا كبيرا في فقه الحديث سماه الايصال إلى فهم كتاب الخصال
الجامعة لجمل شرائع الاسلام والحلال والحرام والسنة والاجماع، أورد
فيه أقوال الصحابة فمن بعدهم والحجة لكل قول، [وهو كبير جدا 1]
وله كتاب الأحكام في أصول الاحكام مجلدان، وكتاب المجلى في الفقه
على مذهبه واجتهاده مجلد، وشرحه وهو المحلى في ثمان مجلدات، وكتاب
الفصل في الملل والنحل ثلاث مجلدات، وكتاب إظهار تبديل اليهود
والنصارى للكتابين التوراة والإنجيل، وكتاب التقريب لحد المنطق
والمدخل إليه بألفاظ أهل العلم لا بألفاظ أهل الفلسفة ومثله بالأمثلة
الفقهية.
اخذ المنطق عن محمد بن الحسن المذحجي وأمعن فيه فبقي فيه قسط
من نحلة الحكماء.
قال أبو حامد الغزالي: وجدت في أسماء الله تعالى كتابا الفه أبو محمد
ابن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه. وقال صاعد بن أحمد:
كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الاسلام، وأوسعهم
معرفة مع توسعه في علم اللسان، ووفور حظه من البلاغة والشعر،
ومعرفته بالسنن والآثار والاخبار، أخبرني ولده الفضل انه اجتمع
عنده بخط أبيه أبى محمد من تواليفه أربع مائة مجلد تحتوي على نحو
من ثمانين الف ورقة. قال الحميدي: كان أبو محمد حافظا للحديث وفقهه

(1) من المكية.
1147

مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه ما رأينا
مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ وكرم النفس والتدين،
وكان له في الأدب والشعر نفس واسع وباع طويل ما رأيت من يقول
الشعر على البديهة أسرع منه، وشعره كثير جمعته على حروف المعجم.
قال أبو القاسم صاعد: كان أبو ه أبو عمر احمد من وزراء المنصور
محمد بن أبي عامر ثم وزر [للمظفر بن المنصور 1] ووزر أبو محمد
للمستظهر بالله عبد الرحمن بن هشام ثم نبذ الوزارة وأقبل على العلم وبرع
في المنطق ثم أعرض عنه وأقبل على علوم الاسلام فنال ما لم ينله أحد.
وقال اليسع بن حزم الغافقي: اما محفوظ أبى محمد فبحر عجاج وماء ثجاج
يخرج من بحره مرجان الحكم وينبت بثجاجه ألفاف النعم في رياض الهمم،
لقد حفظ علوم المسلمين وأربى على أهل كل دين. وألف الملل والنحل،
كان أولا يلبس الحرير ولا يرضى من المكانة إلا بالسرير، مدح المعتمد
فأجاد وقصد بلنسية وبها المظفر أحد الأطواد حدثني عنه عمر بن واجب
قال: بينما نحن عند أبي ببلنسية وهو يدرس المذهب إذا بأبي محمد بن حزم
يسمعنا ويتعجب ثم سأل الحاضرين عن شئ من الفقه جوب عليه فاعترض
فيه فقال له بعض الحضار: هذا العلم ليس من منتحلاتك، فقام وقعد
ودخل منزله فعكف ووكف منه وابل فما كف، وما كان بعد أشهر قريبة
حتى قصدنا إلى ذلك الموضع فناظر أحسن مناظرة قال فيها: انا اتبع الحق
وأجتهد ولا أتقيد بمذهب.

(1) من المكية.
1148

قال القاضي أبو بكر ابن العربي وقد حط في كتاب القواصم والعواصم
على الظاهرية: هي أمة سخيفة تسورت على مرتبة ليست لها وتكلمت بكلام
لم تفهمه تلقفوه من إخوانهم الخوارج حيث تقول: لا حكم إلا لله، وكان
أول بدعة لقيت في رحلتي القول بالباطن فلما عدت وجدت القول بالظاهر
قد ملا به المغرب سخيف كان من بادية إشبيلية يعرف بابن حزم نشأ
وتعلق بمذهب الشافعي ثم انتسب إلى داود ثم خلع الكل واستقل بنفسه
وزعم أنه امام الأمة يضع ويرفع ويحكم ويشرع ينسب إلى دين الله ما ليس
فيه ويقول عن العلماء ما لم يقولوا تنفيرا للقلوب عنهم وخرج عن طريق
المشبهة في ذات الله تعالى [وصفاته 1] فجاء فيه بطوام واتفق كونه بين
قوم لا بصر لهم الا بالمسائل فإذا طالبهم بالدليل كاعوا فيتضاحك مع أصحابه
منهم وعضدته الرياسة بما كان عنده من أدب ونسبة كان يوردها على
الملوك فكانوا يحملونه ويحمونه لما كان يلقى إليهم في شبه البدع والشرك
وفى حين عودي من الرحلة ألفيت حضرتي منهم طافحة ونار ضلالهم
لائحة فقاسيتهم مع غير أقران وفى عدم أنصار إلى حسان (؟) يطؤن
عقبى، تارة تذهب لهم نفسي، وأخرى تنكسر لهم ضرسي، وأنا ما بين
اعراض عنهم وتشغيب بهم وقد جاءني رجل بجزء لابن حزم سماه نكت
الاسلام، فيه دواهي، فجردت عليه نواهي، وجاء آخر برسالة في الاعتقاد
فنقضتها برسالة الغرة، والامر أفحش من أن ينقض، يقولون: لا قول إلا
ما قال الله ولا نتبع الا رسول الله فان الله لم يأمر بالاقتداء بأحد

(1) من المكية.
1149

ولا بالاهتداء بهدى بشر، فيجب ان يتحققوا انهم ليس لهم دليل، وإنما
هي سخافة وتهويل.
قال كاتبه: صدق القائل: لا تنه عن خلق وتأتي مثله. ثم قال:
فأوصيكم بوصيتين ألا تستدلوا عليهم وطالبوهم بالدليل فان المبتدع إذا
استدللت عليه شغب وإذا طالبته بالدليل لم يجد إليه سبيلا.
فأما قولهم: لا قول الا ما قال الله، فحق ولكن أرني ما قال الله،
وأما قولهم: لا حكم الا لله، فغير مسلم على الاطلاق بل من حكم الله ان
يجعل الحكم لغيره مما قاله وأخبر به فصح ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال: وإذا حاصرت أهل حصن فلا تنزلهم على حكم الله فإنك
لا تدرى ما حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك. وصح قوله: عليكم بسنتي
وسنة الخلفاء - الحديث.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: ما رأيت في كتب الاسلام في
العلم مثل المجلى لابن حزم والمغنى للشيخ الموفق. قال أبو الخطاب بن دحية:
كان ابن حزم قد برص من اكل اللبان وأصابه زمانة وعاش اثنتين وسبعين
سنة الا أشهرا.
قال أبو محمد عبد الله بن محمد بن العربي: أخبرني ابن حزم ان سبب
تعلمه الفقه انه شهد جنازة فدخل المسجد فجلس ولم يركع فقال له رجل:
قم فصل تحية المسجد، وكان ابن ست وعشرين سنة، قال: فقمت وركعت
فلما رجعنا جئت المسجد فبادرت بالتحية فقال لي: اجلس
ليس ذا وقت صلاة، يعنى بعد العصر، فانصرفت حزينا وقلت للأستاذ
1150

الذي رباني دلني على دار الفقيه أبى عبد الله بن دحون فقصدته وأعلمته
بما جرى على فدلني على الموطأ فبدأت عليه قراءة ثم تتابعت قراءتي عليه
وعلى غيره ثلاثة أعوام وبدأت بالمناظرة.
ثم قال ابن العربي: صحبت ابن حزم سبعة أعوام وسمعت منه جميع
مصنفاته سوى المجلد الأخير من كتاب الفصل وقرأنا عليه من كتاب
الايصال سبع مجلدات في سنة ست وخمسين وهو أربعة وعشرون مجلدا.
قال أبو مروان بن حيان: كان ابن حزم حامل فنون من حديث وفقه
وجذل ونسب وما يتعلق بأذيال الأدب مع المشاركة في أنواع التعاليم
القديمة من المنطق والفلسفة وله كتب كثيرة لم يخل فيها من غلط لجرأته
في التسور على الفنون لا سيما المنطق فإنهم زعموا انه زل هنالك وضل
في سلوك المسالك وخالف أرسطو واضعه مخالفة من لم يفهم غرضه
ولا ارتاض ومال أولا في النظر إلى الشافعي وناضل عنه حتى وسم
به فاستهدف بذلك لكثير من الفقهاء وعيب بالشذوذ، ثم عدل إلى الظاهر
فنقحه وجادل عنه ولم يكن يلطف صدعه بما عنده بتعريض ولا بتدريج،
بل يصك به معارضه صك الجندل، وينشقه انشاق الخردل، فينفر عنه
القلوب، ويقع به الندوب، حتى استهدف إلى فقهاء وقته فتمالؤوا عليه
وأجمعوا على تضليله، وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنه، ونهوا
عوامهم عن الدنو منه فطفق الملوك يقصونه ويسيرونه عن بلادهم إلى أن
انتهوا به منقطع اثره وهي بلدة من بادية لبلة وهو في ذلك غير
مرتدع ولا راجع يبث علمه لمن ينتابه من بادية بلده من أصاغر الطلبة
1151

الذين لا يخشون فيه الملامة يسمعهم ويفقههم ويدارسهم.
كمل من مصنفاته وقر بعير لم يجاوز أكثرها عتبة باديته لزهد الفقهاء
فيها حتى لا حرق بعضها بأشبيلية ومزقت علانية وأكثر معايبه زعموا عند
المنصف له جهلة بسياسة العلم التي هي أعوص ايعابه (؟) وتخلفه عن ذلك
على قوة سبحه في غماره. وعلى ذلك فلم يكن بالسليم من اضطراب رائه
ومغيب شاهد علمه عنه عند لقائه، إلى أن يحرك بالسؤال فيفجر منه بحر
علم لا تكدره الدلاء.
قلت هذا القائل منصف فأين كلامه من كلام أبى بكر بن العربي
وهضمه لمعارف ابن حزم؟ وقال ابن حيان: وكان مما يزيد في شنئانه
تشيعه لأمراء بنى أمية ماضيهم وباقيهم واعتقاده بصحة إمامتهم حتى
نسب إلى النصب. - إلى أن قال: ومن تواليفه كتاب الصادع في الرد على من
قال بالتقليد، وكتاب شرح أحاديث الموطأ، وكتاب الجامع في صحيح
الحديث باختصار الأسانيد، وكتاب التلخيص والتخليص في المسائل
النظرية، وكتاب منتفى الاجماع، وكتاب كشف الالتباس لما بين الظاهرية
وأصحاب القياس.
قلت وله السيرة النبوية في مجلد، وتصانيفه كثيرة فمنها أنه قال:
صنفت كتاب فيما خالف فيه أبو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء وما
انفرد به كل واحد. ولم يسبق إلى ما قاله. ذكر اسم هذا الكتاب هو في
أثناء الفرائض من المحلى، ولا ريب ان الأئمة الكبار تقع لهم مسائل ينفرد
المجتهد بها ولا يعلم أحد سبقه إلى القول بتلك المسألة قد تمسك فيها بعموم
1152

أو بقياس أو بحديث صحيح عنده والله أعلم.
وقد ذكر لابن حزم قول من يقول: أجل المصنفات الموطأ، فقال:
بل أولى الكتب بالتعظيم الصحيحان، وصحيح سعيد بن السكن، والمنتقى
لابن الجارود، والمنتقى لقاسم بن اصبغ،
[ثم بعد هذه الكتب كتاب أبى داود وكتاب النسائي ومصنف
قاسم بن اصبغ 1] ومصنف الطحاوي، ومسند البزار، ومسند ابن أبي شيبة،
ومسند أحمد بن حنبل، ومسند ابن راهويه، ومسند الطيالسي، ومسند
الحسن بن سفيان، ومسند سنجر، ومسند عبد الله بن محمد المسندي،
ومسند يعقوب بن شيبة، ومسند علي بن المديني، ومسند ابن أبي غرزة، وما
جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم صرفا.
ثم بعدها التي فيها كلامه وكلام غيره مثل مصنف عبد الرزاق،
ومصنف أبى بكر بن أبي شيبة، ومصنف بقي بن مخلد، وكتاب محمد بن نصر
المروزي وكتاب أبى بكر بن المنذر الأكبر والأصغر.
ثم مصنف حماد بن سلمة، ومصنف سعيد بن منصور، ومصنف
وكيع، ومصنف الفريابي، وموطأ مالك بن انس، وموطأ ابن أبي ذئب،
وموطأ بن وهب، ومسائل أحمد بن حنبل، وفقه أبى عبيد، وفقه أبى ثور.
قلت: ابن حزم رجل من العلماء الكبار فيه أدوات الاجتهاد كاملة
تقع له المسائل المحررة والمسائل الواهية كما يقع لغيره، وكل أحد يؤخذ

(1) من المكية.
1153

من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد امتحن هذا
الرجل وشدد عليه وشرد عن وطنه وجرت له أمور [وقام عليه الفقهاء 1]
لطول لسانه واستخفافه بالكبار ووقوعه في أئمة الاجتهاد بأفج عبارة
وأفظ محاورة وأبشع رد وجرى بينه وبين أبى الوليد الباجي مناظرة
ومنافرة. قال أبو العباس ابن العريف: كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج
شقيقين.
وقال أبو بكر محمد بن طرخان التركي قال لي الإمام أبو محمد عبد الله
ابن محمد بن العربي: توفى ابن حزم بقريته وهي على خليج البحر الأعظم
في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين. وقال غيره: مات ليومين بقيا من
شعبان سنة ست وخمسين وأربع مائة. أرخه في سنة ست غير واحد.
وفيها مات مفتى الحنفية ببخارى العلامة شمس الأئمة أبو محمد عبد العزيز
ابن احمد الحلواني صاحب التصانيف في شعبان، والعلامة المتكلم أبو القاسم
عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي، ومسند بغداذ أبو الحسين
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي عن تسعين سنة، ومحدث
نيسابور المفيد أبو سعيد محمد بن علي بن محمد النيسابوري الخشاب في
عشر الثمانين.
كتب إلينا أبو محمد بن هارون من تونس سنة سبع مائة قال أنبأنا
أبو القاسم أحمد بن يزيد القاضي انا أبو الحسن شريح بن محمد الرعيني إجازة
عن أبي محمد بن حزم قال انا يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود انا قاسم

(1) من المكية.
1154

ابن اصبغ نا إبراهيم بن عبد الله نا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: الصوم جنة.
1017 / 16 / 14 الدربندي
الحافظ الامام الجوال أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي البلخي،
سمع أبا عبد الله الغنجار وأبا الحسين بن بشران ببغداذ، وعبد الرحمن بن أبي
نصر التميمي بدمشق وطبقتهم فأكثر، حدث عنه [أبو بكر 1] الخطيب
وأبو على الحداد وأبو القاسم الشحامي وأبو عبد الله الفراوي وعبد المنعم
ابن القشيري وآخرون، توفى بسمرقند في شهر رمضان سنة ست
وخمسين أيضا.
قال ابن النجار: رحل من ما وراء النهر إلى الإسكندرية وكان
ردئ الحفظ لكنه مكثر صدوق، وسمع ببلخ من علي بن محمد الخزاعي
وبنيسابور أبا زكريا المزكى، وبهراة أبا منصور الأزدي، وبأستراباذ بندار
ابن محمد، وبالبصرة أبا عمر الهاشمي، وبهمذان محمد بن عيسى، وبمصر
ابن نظيف. قال عبد الغافر: طوف أبو الوليد البلاد وحصل الأسانيد
والغرائب.
أخبرنا أحمد بن تاج الامناء عن أبي روح الهروي انا زاهر بن طاهر انا
أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي انا أبو القاسم الحسن بن محمد الأنباري انا محمد
ابن أحمد بن المسور نا أبو عمرو المقدام بن داود نا علي بن معبد العبدي

(1) من المكية.
1155

انا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن [أبى 1] عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن
الأشهلي عن حذيفة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: والذي نفسي
بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ان يبعث عليكم
عذابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم. أخرجه الترمذي وحسنه من
طريق إسماعيل والدراوردي.
1018 / 17 / 14 النخشبي
الحافظ الامام المفيد الرحال عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم
صاحب جعفر بن محمد المستغفري سمع منه وفى الرحلة من أبى طالب بن
غيلان ومحمد بن حسين الحراني وأبى بكر بن ريذة وأبى الفرج الطناجيري
وخلائق بخراسان والعراق وأصبهان ودمشق، ودخل أصبهان سنة
ثلاث وثلاثين وأربع مائة.
حدث عنه أبو القاسم بن أبي العلاء المصيصي وسهل بن بشر
الأسفراييني. قال أبو سعد السمعاني: سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عن
عبد العزيز النخشبي فجعل يعظمه ويعظم امره جدا ويقول: ذاك النخشبي،
ذاك النخشبي، كان حافظا كبيرا. وقال السلفي: سألت المؤتمن الحافظ عن
عبد العزيز النخشبي قال: كان الحفاظ مثل الصوري والخطيب يحسنون الثناء
عليه ويرضون فهمه، حصل له بأرض مصر وما والاها الاسناد. وقال
الحافظ يحيى بن منده: كان عبد العزيز أوحد زمانه في الحفظ والاتقان

(1) من المكية.
1156

لم ير مثله في الحفظ في عصرنا دقيق الخط سريع الكتابة والقراءة حسن
الخلق. توفى بنخشب سنة سبع وخمسين وأربع مائة 1. قال أبو القاسم
ابن عساكر: توفى في سنة ست وخمسين بنخشب وقيل مات بسمرقند
رحمه الله تعالى.
1019 / 18 / 14 عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق
الحافظ الامام الجوال أبو زكريا التميمي البخاري سمع ببخارى وبخراسان
والعراق والشام واليمن ومصر وإفريقية، حدث عن الامام أبى عبد الله
الحسين بن الحسن الحليمي وأبى يعلى حمزة المهلبي وأبى عمر بن مهدي
وأبى محمد ابن البيع وهلال الحفار وتمام الرازي وعبد الغنى بن سعيد
الأزدي وخلق كثير.
روى عنه عبد الوهاب بن عبد الله بن الحباب شيخه والفقيه نصر
المقدسي ومشرف بن علي التمار وجميل بن الحسن المادرائي وأبو عبد الله
محمد بن أحمد الرازي في مشيخته وآخرون، مولده سنة اثنتين وثمانين
وثلاث مائة. وأكبر شيخ لقيه إبراهيم بن محمد بن يزداذ بالري

(1) بهامش المكية " قال يحيى بن منده: قدم أصبهان سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة
وسمع ما عند ابن ريذة من المعجم، واحد زمانه في الحفظ والاتقان، لم نر في
زماننا مثله في الحفظ، دقيق الخط سريع الكتابة والقراءة حسن الخلق، ضربه
القاضي الخطيبي وحبسه بسبب أبي حنيفة ورأيت بعيني علامة الضرب على ظهره،
توفى بنخشب في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وخمس مائة، ولم يزل في دارنا
ويبيت مع أبي. انتهى من الأم ".
1157

حدثه عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، وذلك في مشيخة الرازي.
أنبأني ابن علان وجماعة قالوا أنبأنا القاسم بن علي بن الحسن انا
أبى انا علي بن المسلم انا عبد العزيز بن أحمد انا أبو نصر عبد الوهاب بن
عبد الله المري قال حدثني عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري انا احمد
ابن علي بن نصر الكاتب انا أبو نصر أحمد بن سهل انا قيس بن أنيف
نا محمد بن صالح نا محمد بن سليمان المكي نا عبد الله بن ميمون القداح عن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال: اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا فان
بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم. هذا لا يصح
وإسناده ظلمة.
قال السلفي: كان أبو زكريا من الحفاظ الاثبات، توفى سنة إحدى
وستين وأربع مائة.
وفيها مات مسند مصر أبو الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي،
ومقرئ مصر أبو الحسين نصر بن عبد العزيز الشيرازي، ومحدث بخارى
أبو حفص عمر بن منصور البزاز سمع من ابن حاجب الكشاني والكبار.
قرأت على الحسن بن علي أخبركم جعفر بن منير انا عبد الله بن عبد الرحمن
الديباجي انا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن الجارود نا الحافظ عبد الرحيم بن أحمد
إملاء انا محمد بن إبراهيم البصري ببيت المقدس نا أبو الحسن أحمد بن سلام
الطرسوسي نا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الطرسوسي نا يعلى ومحمد
ابنا عبيد قالا انا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة سمعت عليا يقول:
1158

إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وآله بشئ فانى والله لان اخر
من السماء فتخطفني الطير أحب إلى من أن أكذب عليه، وإذ حدثتكم فيما بيننا
فان الحرب خدعة. رواه مسلم.
أخبرنا عبد الله ابن الحافظ انا [محمد بن 1] إسماعيل انا ابن ياسين
انا محمد بن أحمد انا عبد الرحيم بن أحمد الحافظ انا إبراهيم بن محمد بن يزداذ
الرازي ببخارى انا ابن أبي حاتم انا أبو سعيد الأشج نا وكيع عن الأعمش
عن [الشعبي عن 1] النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
مثل الواقع في حدود الله والمداهن فيها كمثل قوم ركبوا سفينة فاستهموا
عليها فركب قوم علوها وقوم سفلها فكانوا إذا استقوا آذوهم وأصابوهم
بالماء فقالوا: قد آذيتمونا تمرون علينا فأعطوا رجلا فاسا ينقب عندهم نقبا،
قالوا ما هذا؟ قالوا: تأذيتم بنا فننقب عندنا نقبا نستقي منه، فان تركوهم
هلكوا وهلكوا وإن اخذوا على أيديهم نجوا ونجوا. هذا حديث صحيح
غريب.
1020 / 19 / 14 العطار
الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني المستملى
العطار مستملى أبى نعيم [الحافظ 1]، سمع بالبصرة أبا عمر الهاشمي وعلي بن
القاسم النجاد، وببغداذ أبا القاسم الحرفي وطبقته وبأصبهان أبا سعيد النقاش
وأبا بكر بن مردويه وطبقتهم. قال أبو سعد السمعاني: هو حافظ عظيم الشأن

(1) من المكية.
1159

عند أهل بلده املى عدة مجالس. وقال الدقاق في رسالته: كان من الحفاظ
يملى من حفظه. قلت: حدث عنه سعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك
الخلال وفاطمة بنت محمد البغدادي والمعمر إسماعيل بن علي الحمامي وعدة،
توفى في صفر سنة ست وستين وأربع مائة.
وفيها توفى المسند أبو بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي النيسابوري
صاحب أبى محمد المخلدي، ومسند مرو أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله
الحفصي صاحب الكشميهني، وعالم صقلية ومفتيها عبد الحق بن محمد بن
هارون المالكي باسكندرية، ومحدث دمشق ومفتيها الحافظ عبد العزيز
ابن احمد التميمي الكتاني الصوفي عن سبع وسبعين سنة. قال ابن مأكولا: مكثر متقن، والمحدث المفيد الجوال أبو مسلم عمر بن علي الليثي البخاري
كهلا.
أخبرنا اذنا جماعة قالوا انا المؤيد بن عبد الرحيم انا سعيد بن أبي الرجاء
[انا 1] أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الحافظ سنة ثلاث وخمسين وأربع
مائة انا أبو عمر الهاشمي نا عيسى بن إبراهيم نا أبو يوسف القولسي نا عمرو
ابن سفيان القطعي نا الحسن بن عجلان عن ليث عن علقمة بن مرثد عن
سليمان بن بريدة عن أبيه رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله
فقال يا رسول الله انى حملت أمي على عنقي فرسخين في رمضاء شديدة
لو ألقيت مضغة من لحم نضجت فهل أديت شكرها؟ قال: لعل ذلك أن
يكون بطلقة واحدة. سمعه المزي والبرزالي من ابن محفوظ الرسعني بسماعه

(1) من المكية.
1160

من عبد العزيز بن هلال سنة ثلاث عشرة وشت مائة بسماعه من المؤيد
سنة ست وست مائة.
انا عبد الواسع بن عبد الكافي كتابة عن أحمد بن أبي نصر بن الصباغ
وأبى الغنائم محمد بن شهريار قالا انا إسماعيل بن علي الحمامي انا محمد بن
إبراهيم بن علي العطار نا علي بن القاسم نا أبو روق الهزاني نا زياد بن يحيى
نا مالك بن سعد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: انما انا رحمة مهداة. رواه وكيع
عن الأعمش فوقفه.
وأخبرناه عاليا أبو المعالي الأبرقوهي انا المبارك بن أبي الجود انا احمد
ابن أبي غالب انا عبد العزيز بن علي انا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد
نا زياد بن يحيى - فذكره بزيادة: يا أيها الناس.
1021 / 20 / 14 السكري
هو الحافظ أبو سعد علي بن موسى النيسابوري المشهور بالسكري الذي
انتخب لأبي سعيد الكنجرودي تيك الاجزاء الخمسة، سمع من جده عبد الله
ابن عمر السكري والقاضي أبى بكر الحيري ومحمد بن موسى الصيرفي وأبى حسان
المزكى [ومحمد بن إبراهيم 1] وطبقتهم. حدث عنه إسماعيل بن أبي صالح
المؤذن ويوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد وهبة الرحمن ابن القشيري
وغيرهم، وهو معدود في حفاظ خراسان، حج وتوفى في إيابه سنة خمس

(1) من المكية.
1161

وستين وأربع مائة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا إسماعيل بن عثمان انا هبة الرحمن بن
عبد الواحد سمعت أبا سعد علي بن موسى السكري سمعت أبا الفضل عمر بن
إبراهيم سمعت أبا احمد الغطريفي سمعت أبا خليفة سمعت عبد الرحمن بن بكر
سمعت الربيع بن مسلم سمعت محمد بن زياد سمعت أبا هريرة سمعت أبا القاسم
صلى الله عليه وآله يقول: أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام ان
يجعل الله رأسه رأس حمار. أخرجه [مسلم 1] عن عبد الرحمن.
1022 / 21 / 14 المؤذن
أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد النيسابوري الحافظ
محدث وقته بخراسان سمع أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني
وأبا الحسن العلوي وأبا يعلى المهلبي وأبا طاهر بن محمش والحاكم أبا عبد الله
وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وخلقا كثيرا من أصحاب الأصم، ثم
ارتحل فسمع حمزة بن يوسف السهمي بجرجان، وأبا القاسم بن بشران
ببغداذ، والمسدد الأملوكي بدمشق، وأبا نعيم الحافظ بأصبهان، والحسن
ابن الأشعث بمنبج، وأبا ذر الهروي بمكة وصحب الأستاذ أبا على الدقاق
وأحمد بن نصر الطالقاني وعمل مسودة لتاريخ مرو، روى عنه ولده إسماعيل
ابن أبي صالح وأبو القاسم الشحامي وأخوه وجيه وعبد الكريم بن الحسن
البسطامي وأبو عبد الله الفراوي وعبد المنعم ابن القشيري وأبو الأسعد

(1) من المكية.
1162

هبة الرحمن بن عبد الواحد وآخرون.
قال عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه: أبو صالح المؤذن الأمين المتقن
المحدث الصوفي نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته، ما رأينا مثله في حفظ
القرآن وجمع الأحاديث، سمع الكثير وجمع الأبواب والشيوخ، وأذن
حسبة سنين عدة، وكان يحثني على معرفة الحديث ولم أتمكن من جمع
هذا التاريخ إلا من مسوداته ومجموعاته فهي المرجوع إليها - إلى أن قال:
ولو ذهبت اشرح منه ما رأيت [منه 1] لسودت أوراقا جمة ولم انته إلى
استيفاء ذلك، سمعت منه جميع الحلية لأبي نعيم ومعجم الطبراني ومسند
الطيالسي. وقال زاهر الشحامي: خرج أبو صالح الف حديث عن الف شيخ
له. وقال الخطيب: كتب عنى أبو صالح وكتبت عنه وهو ثقة. قال لي:
أول سماعي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. قلت: هو أعلى اسنادا من
الصوري المذكور في أول الطبقة.
وكان مولده في سنة ثمان وثمانين. قال أبو سعد السمعاني: هو صوفي
حافظ متقن نسيج وحده في الجمع والإفادة اذن مدة احتسابا ووعظ في
الليل وشيخ على المدرسة البيهقية، وكانت تحت يده أوقاف الكتب
والاجزاء الحديثية فيتعهد حفظها ويأخذ صدقات التجار والأكابر ويوصلها
إلى المستحقين.
قال أبو بكر محمد بن يحيى المزكى: ما يقدر أحد أن يكذب في الحديث هنا
وأبو صالح حي. وقال أبو المظفر منصور ابن السمعاني: إذا دخلتم

(1) من المكية.
1163

على أبي صالح فأدخلوا بالحرمة فإنه نجم الزمان ونسيج وقته. قال أبو سعد
السمعاني: رأى أبا صالح بعض الصالحين ليلة موته وكان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قد اخذ بيده وقال: جزاك الله عنى خيرا فنعما قمت بحقي
ونعما نشرت [من 1] سنتي. قال عبد الغافر: توفى في سابع رمضان سنة
سبعين وأربع مائة.
قلت وفيها مات مسند العراق أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد ابن
النقور البغدادي البزاز عن تسعين سنة، والمعمر أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد
بن حمدوه 2 الرزاز المقرئ خاتمة من روى عن ابن سمعون، ومسند
دمشق وخطيبها أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب القرشي، والمسند
أبو القاسم عبد الله ابن الحافظ أبى محمد الخلال البغدادي عن خمس وثمانين
سنة، وشيخ الحنابلة الشريف أبو جعفر عبد الخالق بن أبي موسى الهاشمي
البغدادي عن تسع وخمسين سنة، ونحوي بغداد أبو الحسن محمد بن هبة الله
ابن الورق الضرير، ومحدث أصبهان أبو القاسم ابن منده وسأذكره.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله [بن أحمد 1] انا زين الامناء
أبو البركات الحسن بن محمد سنة أربع وعشرين وست مائة انا عمى أبو القاسم
علي بن الحسن سنة تسع وخمسين انا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح
أحمد بن عبد الملك المؤذن انا والدي انا أبو الحسن محمد بن الحسين انا
أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم المزكى نا محمد بن عبد الوهاب الفراء نا الحسين
ابن الوليد عن قيس عن ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر قال قدم

(1) من المكية (2) في المكية " حمدويه " وقد قيل لها كما في المشتبه.
1164

وفد جهينة على النبي صلى الله عليه وآله فقام غلام يتكلم فقال النبي
صلى الله عليه وآله: أين الكبر؟ غريب جدا.
1023 / 22 / 14 عبد الرحمن بن منده
هو الحافظ العالم المحدث أبو القاسم عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير
أبى عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده العبدي الأصبهاني،
ولد سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة، وانفرد بإجازة زاهر بن أحمد
السرخسي، وسمع الكثير من أبيه وإبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قولة 1
وإبراهيم بن محمد الحلاب وأبى جعفر بن المرزبان الأبهري وأبى ذراين
الطبراني وخلق بأصبهان، وأبا عمر بن مهدي وأبا محمد ابن البيع
وهلالا الحفار ببغداد، وابن خزفة الواسطي بواسط، وأبا الحسن بن
جهضم الصوفي بمكة، وأبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي بنيسابور، لكنه
لم يرو عن الحيري كما فعل شيخ الاسلام الهروي، وصنف كثيرا وعنى
بهذا الشأن وتعب، وغيره أتقن منه وأحفظ.
قال أبو عبد الله الدقاق: مولد الشيخ السديد عبد الرحمن في سنة
إحدى وثمانين وثلاث مائة في السنة التي مات فيها ابن المقرئ وفضائله
ومناقبه أكثر من أن تعد - إلى أن قال: وأقول انا ومن انا لنشر فضله:
كان صاحب خلق وفتوة وسخاء وبهاء، والإجازة كانت عنده قوية،
وكان يقول: ما رويت حديثا الا على سبيل الإجازة كي لا أوبق فأدخل

(1) راجع رقم 808 مع التعليق.
1165

في كتاب أهل البدعة، وله تصانيف كثير وردود جمة على المبتدعين
والمتحرفين في الصفات وغيرها.
قال أبو سعد السمعاني: لعبد الرحمن إجازة من زاهر بن أحمد ومحمد
ابن عبد الله الجوزقي وعبد الرحمن بن أبي شريح وجماعة، أخبرنا عنه أبو نصر
الغازي وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي وأبو عبد الله الحسين بن الخلال
أبو بكر الباغبان وأبو عبد الله الدقاق وجماعة كثيرة. قال أبو على الدقاق
سمعت أبا القاسم هبة الله يقول: قرأت ببغداد على أبي احمد الفرضي جزءا
فأردت أخذ خطه بذلك فقال: يا بنى لو قيل لك بأصبهان: ليس هذا خط
فلان، بما كنت أنت تجيبه؟ ومن كان يشهد لك؟ قال: فبعد ذلك
لم اطلب من شيخ خطا.
قال أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب: كان عمى سيفا على أهل البدع
وهو أكبر من أن يثنى عليه مثلي، كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن
المنكر في الغدو والآصال ذاكرا، ولنفسه في المصالح قاهرا، أعقب الله
من ذكره بالشر الندامة، وكان عظيم الحلم كثير العلم، ولد سنة ثلاث
وثمانين، قرأت عليه قول شعبة: من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد، فقال: من
كتب عنى حديثا فأنا له عبد. قال السمعاني، سمعت الحسين بن عبد الملك
يقول سمعت عبد الرحمن يقول: قد تعجبت من حالي مع الأقربين
والأبعدين فانى وجدت بالآفاق التي قصدتها أكثر من لقيته بها موافقا كان
أو مخالفا دعاني إلى مساعدته [على ما يقوله 1] وتصديق قوله والشهادة له

(1) من المكية.
1166

في فعله على قبول ورضا، فان كنت صدقته سماني موافقا، وإن وقفت
في حرف من قوله أو شئ من فعله سماني مخالفا، وإن ذكرت في واحد
منهما ان الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجيا، وإن رويت حديثا
في التوحيد سماني مشبها، وإن كان في الرؤية سماني سالميا، وأنا متمسك
بالكتاب والسنة، متبرئ إلى الله من الشبه والمثل والضد والند والجسم
والأعضاء والآلات، ومن كل ما ينسب إلى ويدعى على من أن أقول
في الله تعالى شيئا من ذلك أو قلته أو أراه أو أتوهمه أو أتحراه أو أنتحله.
وقال الدقاق في رسالته: أول شيخ سمعت منه عبد الرحمن فرزقني الله
ببركته وحسن نيته فهم الحديث، وكان جذعا في أعين المخالفين ولا يخاف
في الله لومة لائم - إلى أن قال: ووصفه أكثر من أن يحصى. ذكر
أبو بكر أحمد بن هبة الله اللوردجاني أنه سمع أبا القاسم الزنجاني بمكة يقول:
حفظ الله الاسلام برجلين عبد الرحمن بن منده وعبد الله بن محمد الأنصاري
الهروي.
قال السمعاني سمعت الحسن بن محمد بن الرضى العلوي يقول سمعت
[خالي 1] أبا طالب بن طباطبا يقول: كنت اشتم ابدا عبد الرحمن بن منده
فرأيت عمر رضي الله عنه في المنام وفى يده يد رجل عليه جبة زرقاء وفى عينيه
نكتة فسلمت عليه فلم يرد على، وقال: لم تشتم هذا إذا سمعت باسمه؟ فقيل لي:
هذا أمير المؤمنين عمر، وهذا عبد الرحمن بن منده، فانتبهت فأتيت أصبهان
وقصدت الشيخ عبد الرحمن فلما دخلت عليه صادفته على النعت الذي رأيت

(1) من المكية.
1167

في المنام وعليه جبة زرقاء فما سلمت عليه قال: وعليك السلام يا أبا طالب -
وقبلها ما رآني ولا رأيته، فقال قبل أن أنطق: شئ حرمه الله ورسوله
يجوز لنا ان نحله؟ فقلت: اجعلني في حل وناشدته الله وقبلت بين عينيه،
فقال: جعلتك في حل في ما يرجع إلى.
قال المؤيد ابن الاخوة سمعت [عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي
سمعت صاعد بن سيار الهروي سمعت 1] أبا إسماعيل عبد الله بن محمد
الأنصاري [يقول 1] في عبد الرحمن بن منده: كان مضرته في الاسلام
أكثر من منفعته. قال السمعاني: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل [الحافظ 1]
يقول - وسألته عن عبد الرحمن بن منده فتوقف ساعة فراجعته فقال: سمع
الكثير وخالف أباه في مسائل، وأعرض عنه مشايخ الوقت، وما تركني
أبى اسمع منه، كان أخوه خيرا منه.
وقال يحيى بن منده ان عمه عبد الرحمن مات في سادس شوال سنة
سبعين وأربع مائة: وصلى عليه أبى وشيعه من لا يعلم عددهم الا الله.
وقد حدث في سنة سبع وأربع مائة اخذ عنه علي بن مقرن.
أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن منير انا أحمد بن محمد الحافظ
انا يحيى بن عبد الوهاب العبدي انا الامام عمى انا أحمد بن علي الأصبهاني
انا أبو أحمد الحافظ انا محمد بن محمد بن يوسف البخاري القاضي نا محمد
ابن إسماعيل البخاري نا الفريابي نا إسرائيل عن أبي الجويرية عن معن
ابن يزيد السلمي قال دفع أبى يزيد إلى رجل دنانير يتصدق بها فدخلت

(1) من المكية.
1168

المسجد فأعطانيها فأتيت بها أبى فقال: ما إياك أردت، فخاصمته إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال: لك ما اخذت يا معن، ولك ما نويت
يا يزيد.
أخبرنا القاسم بن مظفر عن محمود بن منده انا مسعود بن الحسن
سنة ست وخمسين انا عبد الرحمن بن محمد إجازة انا أحمد بن محمد بن موسى
الأهوازي ببغداذ انا الحسين بن إسماعيل المحاملي انا سلم بن جنادة انا
أبو معاوية وأبو نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أيما مؤمن سببته أو لعنته أو جلدته
فاجعلها له زكاة ورحمة. رواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه.
وعند العز الصيقل حديث عن يوسف بن المبارك الخفاف انا أبو سعيد احمد
ابن محمد البغدادي انا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منده وأبو المظفر
الكوسج وابن شكرويه ومحمد بن أحمد بن سلة قالوا انا أبو على الحسن بن علي
البغدادي نا أحمد بن موسى نا أحمد بن حرب نا مورق بن سخيت انا
أبو هلال عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله
قال: الندم توبة.
أخبرتنا زينب بنت يحيى انا علي بن حجاج انا علي بن الحسن الحافظ سنة
سبع وخمسين وخمس مائة انا محمد بن غانم بن أحمد الحداد انا عبد الرحمن
ابن محمد انا أبى أبو عبد الله انا خيثمة نا سليمان بن عبد الحميد البهراني نا حياة
ابن شريح نا بقية أخبرني ضبارة بن عبد الله [بن مالك 1] سمع أباه يحدث

(1) من المكية.
1169

عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أن أباه حدثه عن سفيان [بن أسد الحضرمي
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: كبرت خيانة ان تحدث أخاك
بما هو لك مصدق وأنت له كاذب 1].
1024 / 23 / 14 الكتاني
الامام المحدث المتقن مفيد دمشق ومحدثها أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
ابن محمد بن علي التميمي الدمشقي الصوفي، سمع الكثير وجمع فأوعى ونسخ
ما لا يوصف كثرة، سمع صدقة بن الدلم 2 صاحب أبى سعيد ابن الأعرابي
وتمام بن محمد الرازي وأبا نصر بن هارون وعبد الرحمن بن أبي نصر
وطبقتهم ببلده، وسمع من أبى الحسن ابن الحمامي ومحمد بن الروزبهان
وعلي بن أحمد بن داود الرزاز وطبقتهم ببغداذ، وأحمد بن الصباح وأخاه
محمدا ببلده، وسمع بالموصلي ونصيبين ومنبج وأماكن، وألف وجمع
ويحتمل ان يوصف بالحفظ في وقته، ولو كان موجودا في زماننا لعد من
الحفاظ.
حدث عنه أبو بكر الخطيب والحميدي وعمر الرواسي وأبو القاسم
النسيب وهبة الله ابن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وأبو القاسم ابن
السمرقندي وأحمد بن عقيل الفارسي [ويحيى بن علي القرشي 1] القاضي
وآخرون، مولده سنة تسع وثمانين وثلاث مائة وأول سماعه في سنة
سبع وأربع مائة.

(1) من المكية (2) راجع رقم 830.
1170

قال ابن مأكولا: كتب عنى وكتبت عنه وهو مكثر متقن.
وقال الخطيب في فوائد النسب: ثقة امين، ووصفه ابن الأكفاني
بالصدق والاستقامة وسلامة المذهب ودوام التلاوة، وحدثني ان شيخه
أبا القاسم عبيد الله الأزهري سمع منه ببغداذ، ودخلت عليه في مرض
موته فقال: انا أشهدكم انى قد أجزت لكل من هو مولود الآن في الاسلام.
قلت قد حدث عنه بهذه الإجازة طائفة منهم محفوظ بن صصري التغلبي.
توفى في جمادى الآخرة سنة ست وستين وأربع مائة، الف الوفيات
على السنين.
أخبرنا الحسن بن علي الأمين أنبأتنا كريمة بنت عبد الوهاب بن علي
القرشية انا أبى انا علي بن المسلم الفقيه لفظا سنة خمس وعشرين وخمس
مائة انا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، وأخبرنا المسلم بن أحمد الكعكي
قالا انا عبد الرحمن بن عثمان التميمي انا أحمد بن سليمان القاضي إملاء
نا أبو زرعة نا أحمد بن صالح نا ابن وهب حدثني محمد بن أبي حميد عن
إسماعيل بن محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: من سعادة ابن آدم رضاه بما يقضى الله واستخارة الله، ومن شقاوة
ابن آدم سخطه بما يقضى الله وتركه استخارة الله. تابعه جماعة عن محمد
ابن سعد بن أبي وقاص.
1025 / 24 / 14 الوخشي
الحافظ الامام الجوال أبو على الحسن بن علي بن محمد بن أحمد
1171

ابن جعفر البلخي، ووخش قرية من اعمال بلخ، سمع من تمام الرازي
وطبقته بدمشق، ومن أبى عمر بن مهدي وطبقته ببغداد، ومن أبى عمر
الهاشمي وطبقته بالبصرة، ومن أبى محمد ابن النحاس ونحوه بمصر، ومن
أبى بكر الحيري ونحوه بخراسان، ومن أبى القاسم علي بن أحمد الخزاعي
ببلخ، ومن أبى نعيم الحافظ بأصبهان، روى عنه عمر بن محمد بن علي
السرخسي وعمر بن علي المحمودي وجماعة وحدث عنه الخطيب وهو
من اقرانه.
قال الحافظ عبد العزيز النخشبي: كان الوخشي يتهم بالقدر وسئل
عنه إسماعيل بن محمد التيمي فقال: حافظ كبير، وقد روى عنه الحسن بن علي
البلخي الحسيني سنن أبي داود. قال أبو سعد السمعاني: كان الوخشي
حافظا فاضلا ثقة حسن القراءة رحل إلى العراق والجبال والشام والثغور
ومصر وذاكر الحفاظ. قلت والاجزاء الوخشيات الخمسة من انتقائه
لأبي نعيم الحافظ، وقال عمر بن علي السرخسي: كنت مراهقا وقت موت
الوخشي فحضرته فلما وضع في القبر سمعنا صيحة فقيل: خرجت الحشرات
من المقبرة وكان في طرفها واد انحدرت إليه وأبصرت العقارب والخنافس
وهي منحدرة في الوادي والناس ما يتعرضون لها.
قال السمعاني: توفى في خامس ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين
وأربع مائة [ببلخ عن ست وثمانين سنة 1] وسمعت عمر السرخسي يقول:
ورد نظام الملك علينا ببلخ فقيل له ان بقرية يقال لها وخش شيخا سمع

(1) من المكية.
1172

الكثير وله رحلة ومعرفة فاستدعاه وأقعده في المدرسة وقرأ عليه السنن
لأبي داود وغير ذلك، فقال الوخشي يوما: سمعت ورحلت وقاسيت
المشاق والذل ورجعت إلى وخش وما عرف أحد قدري ولا فهم
ما حصلته فقلت: أموت ولا ينتشر ذكرى ولا يترحم أحد على، فسهل الله
ووفق نظام الملك حتى بنى هذه المدرسة وأجلسني فيها حتى أحدث، لقد
كنت بعسقلان اسمع من ابن مصحح وغيره فضاقت على النفقة وبقيت
أياما بلا اكل فأخذت لأكتب فعجزت فذهبت إلى دكان خباز وقعدت
بقربه لأشم رائحة الخبز وأتقوى بها ثم فتح الله تعالى على. قال يحيى بن
منده: الوخشي قدم أصبهان سنة سبع عشرة ورحل منها سنة إحدى
وأربعين، كثير السماع قليل الرواية أحد الحفاظ عارف بعلوم الحديث
خبير بأطراف من اللغة والنحو.
أخبرتنا زينب بنت كندي ببعلبك أنبأنا أبو هاشم عبد المطلب بن
الفضل الهاشمي في سنة أربع عشرة وست مائة قال انا القاضي بهاء الدين
عمر بن علي المحمودي سنة ست وأربعين وخمس مائة نا القاضي أبو على
الحسن بن علي الحافظ من حفظه في صفر سنة إحدى وسبعين وأربع
مائة انا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ بدمشق انا القاضي أبو الحسن احمد
ابن أيوب بن حذلم نا أبو زرعة النصري نا عمر بن حفص بن غياث
نا أبى نا الأعمش حدثني إبراهيم قال قال الأسود كنا جلوسا عند عائشة
فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها فقالت عائشة رضي الله عنها:
لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله مرضه الذي مات منه
1173

فحضرت الصلاة فأوذن بها صلى الله عليه وآله فقال: مروا أبا بكر
فليصل بالناس. - وذكر الحديث.
1026 / 25 / 14 الزنجاني
الامام الثبت الحافظ القدوة [أبو القاسم 1] سعد بن علي بن محمد بن
[علي بن 1] الحسين شيخ الحرم الشريف، سمع أبا عبد الله محمد بن الفضل
ابن نظيف الفراء والحسين بن ميمون الصدفي بمصر، وعلي بن سلامة
بغزة، ومحمد بن [أبى 1] عبيد بزنجان، وعبد الرحمن [بن يحيى] بن ياسر
الجوبري وأبا القاسم بن الطبيز بدمشق، وهذه الطبقة، حدث عنه أبو بكر
الخطيب وهو أكبر منه 2، وأبو المظفر منصور بن عبد الجبار السمعاني ومكي
ابن عبد السلام الرميلي وهبة الله بن فاخر ومحمد بن طاهر المقدسي وعبد المنعم
ابن أبي القاسم القشيري وآخرون.
قال أبو سعد السمعاني سمعت بعض مشايخا يقول كان جدك أبو المظفر
عزم ان يجاور بمكة في صحبة سعد الامام فرأى ليلة والدته كأنها كاشفة
رأسها تقول يا بنى بحقي عليك الا رجعت إلى مرو فانى لا أطيق فراقك،
فانتبهت مغموما وقلت أشاور سعد بن علي، فأتيته ولم أقدر من الزحام ان
أكلمه فلما تبعته فالتفت إلى وقال: يا أبا المظفر العجوز تنتظرك،
ودخل البيت، فعرفت انه تكلم على ضميري فرجعت تلك السنة.

(1) من المكية (2) أي أقدم سماعا فان الخطيب بكر بالسماع ولم يسمع الزنجاني
الا كهلا كما يأتي فأما السن فالزنجاني أكبر من الخطيب بأزيد من عشر سنين.
1174

وعن ثابت بن أحمد قال رأيت أبا القاسم الزنجاني في النوم فقال لي
مرتين: ان الله يبنى لأهل الحديث بكل مجلس يجلسونه بيتا في الجنة.
قال أبو سعد: طاف الزنجاني الآفاق ثم جاور وصار شيخ الحرم
وكان حافظا متقنا ورعا كثير العبادة صاحب كرامات وآيات - إلى أن
قال: وإذا خرج إلى الحرم يخلو المطاف ويقبلون يده أكثر مما يقبلون
الحجر الأسود. ابن طاهر مما سمعه السلفي منه: سمعت الحبال يقول: كان
عندنا سعد بن علي ولم يكن على وجه الأرض مثله في عصره، سمعت
إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول ذلك.
وقال محمد بن طاهر الحافظ: ما رأيت مثل الزنجاني، سمعت أبا إسحاق
لحبال يقول: لم يكن في الدنيا مثل سعد بن علي في الفضل. قال الإمام أبو
الحسن الكرخي الفقيه سألت ابن طاهر عن الفضل من رأى فقال: سعد
الزنجاني وعبد الله بن محمد الأنصاري: قلت فأيهما أفضل؟ فقال: عبد الله
كان متقنا، وأما الزنجاني فكان اعرف بالحديث منه، وذلك انى كنت
اقرأ على عبد الله فأترك شيئا لأجربه ففي بعض يرد، وفى بعض يسكت،
والزنجاني كنت إذا تركت اسم رجل يقول: تركت اسم رجل يقول: تركت
بين فلان وفلان فلانا.
قال أبو سعد السمعاني: صدق، كان سعد أعرف بحديثه لقلته، وعبد الله
كان مكثرا. قال ابن طاهر سمعت الفقيه هياج بن عبيد يقول: يوم لا أرى
فيه سعدا لا اعتد أنى عملت خيرا، وكان هياج يعتمر كل يوم ثلاث عمر.
قال ابن طاهر: لما عزم سعد على المجاورة عزم على نيف وعشرين
1175

خصلة ان يفعلها من العبادات فبقي أربعين سنة ولم يخل منها بواحدة،
وكان يملى الحديث بمكة ولم يكن غيره يملى حين حكم المصريون على مكة
وإنما كان يملى سرا في بيته. قلت: لأنهم كانوا من خبثاء الرافضة وأعداء
الحديث.
قال ابن طاهر: دخلت على الشيخ سعد وأنا ضيق الصدر من رجل
شيرازي فقبلت يده فقال لي ابتداء: يا أبا الفضل لا يضيق صدرك، عندنا
في بلاد العجم مثل يضرب يقال: بخل أهوازي، وحماقة شيرازي، وكثرة
كلام رازي، ودخلت عليه في أول سنة سبعين لما عزمت على الخروج
إلى العراق أودعه ولم يكن عنده خبر من عزمي فقال:
أراحلون فنبكي أم مقيمونا
فقلت: ما أمر الشيخ لا نتعداه، فقال على ما عزمت؟ فقلت: أريد
ألحق مشايخ خراسان، فقال: تدخل خراسان وتبقى بها ويفوتك مصر
فيبقى في قلبك، فاخرج إليها ومنها إلى العراق وخراسان، ففعلت وكان
في ذلك البركة، وسمعته يقول وقد جرى ذكر الصحيح الذي خرجه أبو ذر
الهروي فقال: فيه عن أبي مسلم الكاتب وليس من شرط الصحيح.
سئل عنه إسماعيل الحافظ التيمي فقال: امام كبير عارف بالسنة.
مات الزنجاني في أول سنة إحدى وسبعين وأربع مائة أو في آخر التي
قبلها، وعاش تسعين عاما فإنه ولد في حدود سنة ثمانين وثلاث مائة
أو قبلها، ولو سمع في الحداثة لأدرك اسنادا عاليا وإنما سماعاته في الكهولة.
ومات معه وفي السنة الوخشي المذكور، وعالم بغداد الفقيه أبو على
1176

الحسن بن أحمد ابن البناء الحنبلي صاحب التواليف، ومسند بغداد أبو منصور
عبد الباقي بن محمد بن غالب الأزجي العطار وكيل الخليفة عن سبع
وثمانين سنة، ومسند بغداد أيضا أبو القاسم الأنماطي ابن بنت السكري
عن ثلاث وثمانين سنة، وياعن المخلص، ومسند هراة أبو عاصم الفضل
ابن يحيى الفضيلي الهروي، وشيخ العربية أبو بكر عبد القاهر بن محمد الجرجاني،
وعالم همذان أبو الفضل محمد بن عثمان بن زيرك القومساني، ومسند مرو
أبو الحسين محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله الصفار راوي الصحيح
عن الكشميهني.
أخبرنا أبو بكر بن عمر النحوي انا الحسن بن أحمد الزاهد ببيت المقدس
انا أبو طاهر السلفي انا أبو القاسم مختار بن علي المقرئ بالأهواز سنة خمس
مائة انا سعد بن علي الحافظ بمكة انا أبو القاسم عبد الحميد بن عبد القاهر
الأرسوفي نا أبو أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم القيسراني حدثني عمى
أحمد بن عبد الرحيم نا أحمد بن إسماعيل البزاز نا عبيد الله بن هانئ نا أبى
عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال: من أصبح معافى في بدنه آمنا في سربه عنده قوت
يومه فكأنما حيزت له الدنيا. هذا حديث غريب ما علمت في نقلته جرحا
لكني لا أعرف هانئا، وأما المتن فمعروف.
وقد كان الحافظ سعد بن علي هذا من رؤوس أهل السنة وأئمة
الأثر وممن يعادى الكلام وأهله ويذم الآراء والأهواز فنسأل الله ان
يختم لنا بخير وأن يتوفانا على الايمان والسنة، فلقد قل من يتمسك بمحض
1177

السنة بل تراه يثنى على السنة وأهلها وقد تلطخ ببدع الكلام ويجسر
على الخوض في أسماء الله وصفاته وبادر إلى نفيها وبالغ [بزعمه 1] في
التنزيه، وإنما كمال التنزيه تعظيم الرب عز وجل ونعته بما وصف به نفسه
تعالى. وله قصيدة في السنة أولها:
تدبر كلام الله واعتمد الخبر * ودع عنك رأيا لا يلائمه الأثر
ونهج الهدى فألزمه واقتد بالألى * هم شهدوا التنزيل علك تنجبر
وكن موقفا انا وكل مكلف * أمرنا بقفو الحق والاخذ بالحذر
فمن خالف الوحي المبين بعقله * فذاك امرؤ قد خاب حقا وقد خسر
وفى ترك أمر المصطفى فتنة فذر * خلاف الذي قد قال واسأله واعتبر
وما أجمعت فيه الصحابة حجة * فتلك سبيل المؤمنين لمن سبر
ففي الاخذ بالاجماع فاعلم سعادة * كما في شذوذ القول نوع من الخطر
1027 / 26 / 14 الباجي
الحافظ العلامة ذو الفنون أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعيد
ابن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الذهبي صاحب التصانيف، أصله من
مدينة بطليوس فانتقل جده إلى باجة المدينة التي بقرب أشبيلية فنسب إليها
وليس هو من باجة القيروان 2 التي ينسب إليها الحافظ أبو محمد الباجي
المذكور، ولد أبو الوليد سنة ثلاث وأربع مائة، وحمل عن يونس بن
عبد الله القاضي ومكي بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل وأبى بكر محمد

(1) من المكية (2) يأتي آخر الترجمة ما يخالف هذا.
1178

ابن الحسن بن عبد الوارث، وارتحل سنة ست وعشرين فحج وجاور ثلاثة
أعوام ملازما لأبي ذر الحافظ وكان يسافر معه إلى سراة بنى شبابة
ويخدمه، ثم رحل إلى بغداد ودمشق ففاته أبو القاسم بن بشران وسمع
أبا القاسم بن الطبيز وعلي بن موسى السمسار والسكن بن جميع الصيداوي
وأبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري وأبا طالب بن غيلان وأبا القاسم
عبيد الله الأزهري ومحمد بن علي الصوري وطبقتهم، وتفقه بالقاضي
أبى الطيب الطبري والقاضي أبى عبد الله الحسين الصيمري وأبى الفضل
ابن عمزوس المالكي وأقام بالموصل سنة على أبي جعفر السمناني فأخذ
عنه علم العقليات فبرع في الحديث وعلله ورجاله، وفى الفقه وغوامضه
وخلافه، وفى الكلام ومضايقه، ورجع إلى الأندلس بعد ثلاثة عشر
عاما بعلم جم حصله مع الفقر والتعفف.
روى عنه الحافظان أبو بكر الخطيب وأبو عمر بن عبد البر وهما أكبر
منه أبو عبد الله الحميدي وعلي بن عبد الله الصقلي وأحمد بن علي بن
غزلون والحافظ أبو على الصدفي وولده الإمام أبو القاسم أحمد بن أبي
الوليد الزاهد وأبو بكر الطرطوشي وأبو علي بن سهل البستي وأبو [بحر 1]
سفيان بن العاص ومحمد بن أبي الخير القاضي وخلق سواهم تفقه به
الأصحاب.
قال القاضي عياض: آجر أبو الوليد نفسه ببغداد لحراسة درب وكان
لما رجع إلى الأندلس يضرب ورق الذهب للغزل ويعقد الوثائق، قال

(1) من المكية.
1179

لي أصحابه: كان يخرج إلينا للاقراء وفى يده اثر المطرقة، إلى أن فشا علمه
وهيئت الدنيا له وعظم جاهه وأجزلت صلاته حتى مات عن مال وافر
وكان يستعمله الأعيان في ترسلهم ويقبل جوائزهم، ولى القضاء بمواضع
من الأندلس، وصنف كتاب المنتقى في الفقه، وكتاب المعاني في شرح
الموطأ، جاء في عشرين مجلدا عديم النظير. قال: وقد كان صنف كتابا
كبيرا جامعا بلغ فيه الغاية سماه كتاب الاستيفاء، وله كتاب الايماء في الفقه
خمس مجلدات، وكتاب السراج في الخلاف لم يتم، ومختصر المختصر في
مسائل المدونة، وله كتاب اختلاف الموطآت، وكتاب في الجرح والتعديل،
وكتاب التسديد إلى معرفة التوحيد، وكتاب الإشارة في أصول الفقه،
وكتاب احكام الفصول في احكام الأصول، وكتاب الحدود، وكتاب
شرح المنهاج، وكتاب سنن الصالحين وسنن العابدين، وكتاب سبيل المهتدين،
وكتاب فرق الفقهاء، وكتاب التفسير، لم يتم، وكتاب سنن المنهاج وترتيب
الحجاج.
وقال أبو نصر بن مأكولا: اما الباجي ذو الوزارتين أبو الوليد
ففقيه متكلم أديب شاعر سمع بالعراق ودرس الكلام وصنف - إلى أن
قال: وكان جليلا رفيع القدر والخطر قبره بالمرية.
وقال أبو على ابن سكرة: ما رأيت مثل أبى الوليد الباجي وما رأيت
أحدا على سمته وهيئته وتوقير مجلسه، وما كنت ببغداد قدم ولده أبو القاسم
فسرت معه إلى شيخنا قاضي القضاة الشامي فقلت له: أدام الله عزك هذا
ابن شيخ الأندلس، فقال: لعله ابن الباجي؟ قلت: نعم، فأقبل عليه.
1180

قال القاضي عياض: كثرت القالة في أبى الوليد لمداخلته للرؤساء ولى
قضاء أماكن تصغر عن قدره كاوربوله فكان يبعث إليها خلفائه وربما اتاها
المرة ونحوها وكان في أول امره مقلا حتى احتاج في سفره إلى القصد
بشعره واستجار نفسه مدة [مقامه 1] ببغداد في ما سمعته مستفيضا لحراسة
درب، وقد جمع ابنه شعره وكان ابتدأ كتاب الاستيفاء في الفقه
لم يصنع منه سوى كتاب الطهارة في مجلدات. قال: ولما قدم الأندلس وجد
لكلام ابن حزم طلاوة الا انه كان خارجا عن المذهب ولم يكن بالأندلس
من يشتغل بعلمه فقصرت ألسنة الفقهاء عن مجادلته وكلامه واتبعه على
رأيه جماعة من أهل الجهل وحل بجزيرة ميورقة فرأس بها واتبعه أهلها
فلما قدم أبو الوليد كلموه في ذلك فرحل إليه وناظره وشهر باطله، وله معه
مجالس كثيرة، ولما تكلم أبو الوليد في حديث الكتابة يوم الحديبية الذي
في البخاري قال بظاهر لفظه فأنكر على الفقيه أبو بكر [ابن الصائغ 1]
وكفره بإجازة الكتب على رسول صلى الله عليه وآله [النبي الأمي 1]
وأنه تكذيب بالقرآن فتكلم في ذلك من لم يفهم الكلام حتى أطلقوا عليه
الفتنة وقبحوا عند العامة ما أتى به وتكلم به خطباؤهم في الجمع وقال
شاعرهم:
برئت ممن شرى دنيا بآخرة * وقال إن رسول الله قد كتبا
وصنف أبو الوليد رسالة بين فيها ان ذلك غير قادح في المعجزة
فرجع بها جماعة. قلت: ما كل من عرف أن يكتب اسمه فقط بخارج عن كونه

(1) من المكية.
1181

أميا لأنه لا يسمى كاتبا، وجماعة من الملوك قد أدمنوا في كتابة العلامة
وهم أميون، والحكم للغلبة لا للصورة النادرة فقد قال عليه السلام: انا أمة
أمية، أي أكثرهم كذلك لندور الكتابة في الصحابة، وقال تعالى (هو الذي
بعث في الأميين رسولا منهم) قلت: وهو القائل.
إذا كنت اعلم علما يقينا * بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنينا بها * وأجعلها في صلاح وطاعة
وأما [الحافظ 1] ابن عساكر فذكر أن أبا الوليد قد كان أتى من
باجة القيروان تاجرا يختلف إلى الأندلس. قلت: هذا أقوى مما ابتدأنا به
وصار الباجيان نسبتهما إلى مكان واحد. قال ابن سكرة: مات بالمرية في
تاسع عشر رجب سنة أربع وسبعين وأربع مائة رحمة الله عليه.
أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ انا أبو محمد عبد العزيز بن
عبد الوهاب بن إسماعيل بن مكي الزهري [الفقيه 1] بقراءتي انا جدي أبو طاهر
ابن عوف انا أبو بكر محمد بن الوليد الفهري انا القاضي أبو الوليد سليمان
ابن خلف انا يونس بن عبد الله الصفار مناولة انا أبو عيسى يحيى بن عبد الله
الليثي انا عم أبى عبيد الله بن يحيى [بن يحيى 1] انا أبى عن مالك عن نافع
عن ابن عمر أن رسول الله عليه وآله وسلم قال: إن الذي تفوته
صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله. متفق عليه من حديث مالك.
وسمعت عاليا من أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي انا هبة الله
السندي انا سعيد بن محمد البحيري انا زاهر بن أحمد الفقيه نا أبو إسحاق

(1) من المكية.
1182

الهاشمي نا أبو مصعب الزهري نا مالك - بهذا.
وسمعناه عاليا من عدة فقرأته بنابلس على [عبد 1] الحافظ بن بدران
انا ابن الزبيدي وموسى بن عبد القادر قالا انا أبو الوقت انا محمد بن أبي
مسعود انا ابن أبي شريح انا أبو القاسم البغوي نا العلاء بن موسى نا ليث
ابن سعد عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال
: ان الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله.
ومات في ستة أربع وسبعين معه المقرئ الجليل أبو محمد أحمد بن
علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق أخو أبى الغنائم، والمعمر أبو بكر احمد
ابن هبة الله بن محمد بن صدقة الرحبي الدباس عن مائة وأربع سنين، وكان
يذكر أن أصوله على ابن سمعون والمخلص ذهبت في النهب، ومسند العراق
أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري البندار، وعالم المالكية أبو عبد الله
محمد بن عبد الرحمن ابن العجوز الكتامي السبتي، ومحدث نيسابور العالم
المفيد أبو بكر محمد بن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد المزكى النيسابوري
وكان يروى عن خمسين من أصحاب الأصم.
1028 / 27 / 14 شيخ الاسلام
الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد
ابن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي من ذرية أبى أيوب
الأنصاري رضي الله عنه، ولد سنة ست وتسعين وثلاث مائة، وسمع
جامع أبى عيسى من عبد الجبار بن محمد الجراحي وسمع من أبى منصور محمد

(1) من المكية.
1183

ابن محمد الأزدي والحافظ أبى الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبى منصور
أحمد بن أبي العلاء 1 ويحيى بن عمار السجستاني ومحمد بن جبريل الماحي وأحمد ابن
علي بن منجويه الحافظ وأبى سعيد محمد بن موسى الصيرفي وعلي بن محمد
ابن محمد الطرازي وأحمد بن محمد السليطي أصحاب الأصم، ومن القاضي
أبى بكر الحيري ولم يحدث عنه وأكثر عن أبي يعقوب القراب وطبقته،
وصنف الأربعين، وكتاب الفاروق، في الصفات، وكتاب ذم الكلام
وأهله، وكتاب منازل السائرين، وأشياء، وكان سيفا مسلولا على المخالفين
وجذعا في أعين المتكلمين وطودا في السنة لا يتزلزل وقد امتحن مرات.
قال ابن طاهر: وسمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات
لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول:
لا اسكت، وسمعه يقول: أحفظ اثنى عشر الف حديث أسردها سردا. قال
أبو النضر الفامي: كان إسماعيل بكر الزمان وواسطة عقد المعاني وصورة
الاقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن منها نصرة الدين والسنة من غير
مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا وزير وقد قاسى بذلك قصد الحساد في
كل وقت وسعوا في روحه مرارا وعمدوا إلى اهلاكه أطوارا فوقاه الله
شرهم وجعل قصدهم أقوى سبب لارتفاع شأنه.
قلت: تخرج به خلق كثير وفسر القرآن مدة وفضائله كثيرة،
ورأيت أهل الاتحاد يعظمون كلامه في منازل السائرين، ويدعون انه
موافقهم ذائق لوجدهم ورامز لتصوفهم الفلسفي، وأنى يكون ذلك وهو

(1) في المكية " أحمد بن العالي ".
1184

من دعاة السنة وعصبة آثار السلف، ولا ريب ان في منازل السائرين
أشياء من محط المحو والفناء وإنما مراده بذلك الفناء الغيبة عن شهود
السوي ولم يرد عدم السوي في الخارج.
وفى الجملة هذا الكتاب لون آخر غير الأنموذج الذي أصفق عليه
صوفية التابعين ودرج عليه نساك المحدثين والله يهدى من يشاء إلى
صراط مستقيم. وله قصيدة في السنة سمعناها، غالبها جيد. وله مجلد
في مناقب الإمام أحمد بن حنبل سمعناه من ابن القواس عن الكندي
إجازة عن الكروجي عنه. حدث عنه المؤتمن الساجي وابن طاهر المقدسي وعبد الله بن أحمد
ابن السمرقندي وعبد الصبور بن عبد السلام الهروي وعبد الملك الكروجي
وحنبل بن علي البخاري وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفامي وعبد الجليل
ابن أبي سعد المعدل وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وآخرون،
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار.
قال السلفي: وسألت المؤتمن عن أبي إسماعيل الأنصاري فقال: كان
آية في لسان التذكير والتصوف من سلاطين العلماء، سمع ببغداد من
أبى محمد الخلال وغيره، يروى في مجالسه أحاديث بالأسانيد وينهى عن
تعليقها عنه وكان بارعا في اللغة حافظا للحديث، قرأت عليه كتاب
ذم الكلام وقد روى فيه حديثا عن علي بن بشرى عن أبي عبد الله بن
منده عن إبراهيم بن مرزوق، فقلت له: هذا هكذا؟ قال: نعم، وإبراهيم
هو شيخ الأصم وطبقته، وهو إلى الآن في كتابه على الخطأ كذا.
1185

قلت: وهكذا سقط عليه رجلان من حديثين مخرجين من جامع الترمذي
نبهت عليهما في نسختي وهو على الخطأ في غير نسخة. قال المؤتمن: وكان
يدخل على الأمراء والجبابرة فما يبالي بهم ويرى الغريب من المحدثين
فيبالغ [في اكرامه 1] قال لي مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن
سوى هذا الشأن يعنى طلب الحديث، وسمعته يقول: تركت الحيري لله،
قال وإنما تركته لأنه سمعت منه شيئا يخالف السنة.
قال الحسين بن علي الكتبي: خرج شيخ الاسلام لجماعة الفوائد بخطه
إلى أن ذهب بصره فكان يأمر في ما يخرجه لمن يكتبه عنه ويصحح هو،
وقد تواضع بأن خرج لي فوائد ولم يبق أحد ممن خرج لي سواه.
قال ابن طاهر سمعت يقول: إذا ذكر التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة
تفاسير، وسمعته ينشد على منبره:
انا حنبلي ما حييت وإن أمت * فوصيتي للناس ان يتحنبلوا
وسمعته يقول: قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي ثم عزمت على
الرجوع فوقع في نفسي ان اقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري وألتقيه
وكان مقدم أهل السنة بالري وذلك أن السلطان محمودا لما دخل الري وقتل
بها الباطنية منع الكل من الوعظ [غير أبى حاتم 1] وكان من دخل الري
يعرض اعتقاده عليه فان رضيه اذن له في الكلام على الناس وإلا منعه،
فما قربت من الري كان معي رجل في الطريق من أهلها فسألني عن مذهبي
فقلت: حنبلي، فقال: مذهب ما سمعت به وهذه بدعة، وأخذ بثوبي

(1) من المكية.
1186

وقال: لا أفارقك إلى الشيخ أبى حاتم، فقلت: حيرة، فذهب بي إلى داره
وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم فقال: هذا سألته عن مذهبه فذكر مذهبا
لم اسمع به قط، قال: وما ذاك؟ قال قال: انا حنبلي، فقال: دعه فكل
من لم يكن حنبليا فليس بمسلم، فقلت: الرجل كما وصف لي، ولزمته
أياما وانصرفت.
قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا ان السلطان ألب أرسلان قدم هراة
معه وزيره نظام الملك فاجتمع إليه أئمة الفريقين الحنفية والشافعية للشكوى
من الأنصاري ومطالبته بالمناظرة فاستدعاه الوزير فما حضر قال: إن هؤلاء
قد اجتمعوا لمناظرتك فان يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك وإن يكن
الحق معهم فاما ان ترجع أو تسكت عنهم، فقام الأنصاري وقال: أناظر
على ما في كمي قال: وما في كمك؟ قال: كتاب الله - وأشار إلى كمه
اليمين، وسنة رسول الله - وأشار إلى كمه اليسار وكان فيه الصحيحان
فنظر الوزير إليهم مستفهما لهم فلم يكن فيهم من ناظره من هذه الطريق،
وسمعت أحمد بن أميرجه خادم الأنصاري يقول حضرت مع الشيخ
للسلام على الوزير نظام الملك وكان أصحابنا كلفوه الخروج إليه وذلك
بعد المحنة ورجوعه من بلخ (قلت كان قد غرب إلى بلخ) قال: فلما
دخل عليه أكرمه وبجله وكان هناك أئمة من الفريقين فاتفقوا على أن
يسألوه بين يدي الوزير فقال العلوي الدبوسي: يأذن الشيخ الامام أن أسأل،
قال: سل، قال: لم تلعن أبا الحسن الأشعري؟ فأطرق الوزير، لما كان
بعد ساعة قال له الوزير: أجبه، قال: لا اعرف أبا الحسن وإنما العن من
1187

لم يعتقد ان الله في السماء وأن القرآن في المصحف وأن 1 النبي اليوم ليس
بنبي، ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدا ان يتكلم من هيبته، فقال الوزير:
[للسائل 2]: هذا أردتم، ان نسمع ما كان يذكره بهراة بآذاننا وما عسى
ان افعل به؟ ثم بعث إليه بصلة وخلع فلم يقبلها وسار من فوره
إلى هراة.
قال وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة
في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل
وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم ان نخرج ونسلم
عليه فأحببنا ان نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا
معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ
وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري
وأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته وإن
بعث [الآن 2] السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه
جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم
فبعث السلطان من أحضر الأنصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان
قد اشتد غضبه، فقال السلطان له: ما هذا؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر
شبه اللعبة، قال: لست عن ذا أسألك؟ قال: فعم يسألني [السلطان 2]
قال: إن هؤلاء يزعمون انك تعبد هذا، وأنك تقول ان الله على صورته،
فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: سبحانك هذا بهتان عظيم، فوقع

(1) أي " ومن يعتقد أن " (2) من المكية.
1188

في قلب السلطان انهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج إلى داره مكرما، وقال
لهم: أصدقوني - وهددهم فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه
علينا بالعامة فأردنا ان نقطع شره عنا، فأمر بهم ووكل بكل واحد منهم
وصادرهم [وأهانهم 1].
قال أبو الوقت عبد الأول: دخلت نيسابور وحضرت على الأستاذ
أبى المعالي الجويني فقال: من أنت؟ قلت: خادم الشيخ أبى إسماعيل
الأنصاري فقال: رضي الله عنه، قلت اسمع: ترضى هذا الامام عن هذا الامام
وإياك وسماع سب هذا الامام من الانعام قال ابن طاهر سمعت أبا إسماعيل
يقول: كتاب أبى عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم
قلت ولم؟ قال: لأنهما لا يصل إلى الفائدة منهما الا من يكون من أهل
المعرفة التامة وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كل
فقيه وكل محدث.
قال ابن السمعاني سألت إسماعيل الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري
فقال: أمام حافظ.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: كان على حظ تام من معرفة العربية
والحديث والتواريخ والأنساب إماما كاملا في التفسير حسن السيرة في
التصوف غير مشتغل بكسب مكتفيا بما يباسط به المريدين والاتباع من
أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملا فيحصل على ألوف من
الدنانير وأعداد من الثياب والحلي فيأخذها ويفرقها على اللحام والخباز

(1) من المكية.
1189

وينفق منها، ولا يأخذ من السلاطين ولا من أركان الدولة شيئا، وقلما
يرى عنهم (؟) ولا يدخل عليهم ولا يبالي بهم فبقي عزيزا مقبولا قبولا
أتم من الملك مطاع الامر نحوا من ستين سنة من غير مزاحمة، وكان
إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة وركب الدواب الثمينة ويقول:
انما افعل هذا اعزاز للدين ورغما لأعدائه حتى ينظروا إلى عزى وتجملي
فيرغبوا في الاسلام، ثم إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المرقعة والقعود
مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ولا يتميز بحال. عنه اخذ أهل
هراة التبكير بالفجر وتسمية أولادهم [في الأغلب 1] بعبد المضاف إلى
أسماء الله تعالى.
قال أبو سعد السمعاني: كان مظهرا للسنة [داعيا إليها 1] محرضا
عليها وكان مكتفيا بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة شيئا
وما كان يتعدى اطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة معتقدا
ما صح وغير مصرح بما يقتضيه تشبيه، وقال: من لم ير مجلسي وتذكيري
فطعن في فهو منى في حل.
وقال أبو النضر الفامي: توفى أبو إسماعيل في ذي الحجة سنة إحدى
وثمانين وأربع مائة وقد جاوز أربعا وثمانين سنة.
قلت فيها توفى راوي الجامع أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي
الهروي، ومسند خراسان أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمى
المزكى، ومسند أصبهان أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن

(1) من المكية.
1190

ماجة الأبهري.
قرأت على محمد بن قايماز الدقيقي والحسن بن علي القلانسي وعلى
أبى محمد الحافظ: [أخبركم 1] عبد الله بن عمر انا عبد الأول [بن عيسى 1]
انا عبد الله بن محمد الأنصاري انا عبد الجبار بن الجراح انا محمد بن أحمد بن
محبوب نا أبو عيسى الترمذي نا قتيبة ثنا ابن عيينة عن محمد بن المنكدر
وسالم أبى النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: لا الفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الامر
مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لم أجد هذا في كتاب الله. هذا حديث
حسن غريب تفرد به ابن عيينة أخرجه (د ت ق) ولكن رواه (ق)
عن نصر بن علي فلم يجود اسناده عن سفيان فقال عن سالم أو زيد بن
أسلم عن عبيد الله عن أبيه.
1029 / 28 / 14 الحبال
الحافظ الامام المتفنن محدث مصر أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن
عبد الله النعماني مولاهم التجيبي ابن أبي الطيب الفراء الكتبي الوراق المصري.
قال ابن سكرة: حدثني انه ولد سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة وأنه
سمع من الحافظ عبد الغنى سنة سبع وأربع مائة. قلت: وسمع من
أحمد بن عبد العزيز ابن شرثال صاحب المحاملي، وهو أكبر شيخ له،
وعبد الرحمن بن عمر النحاس ومحمد بن أحمد بن شاكر القطان ومحمد بن

(1) من المكية.
1191

ذكوان التنيسي ابن بنت عثمان بن محمد السمرقندي وأحمد بن الحسين بن
جعفر النخالي العطار وأحمد بن محمد الحاج الإشبيلي ومنير بن أحمد
الخشاب والخطيب بن عبد الله ومحمد بن محمد النيسابوري صاحب الأصم
وأبى عبد الله بن نظيف وخلق سواهم، وجمع لنفسه عوالي سفيان
ابن عيينة وغير ذلك، وهو من أولاد عبيد القاضي ابن النعمان العبيدي
وكان يتعانى التجارة [في الكتب 1] ولهذا [حصل 1] عنده من الأصول
والاجزاء ما لا يوصف كثرة.
روى عنه أبو عبد الله الحميدي وإبراهيم بن الحسن العلوي النقيب
وعبد الكريم بن سوار التككي وعطاء بن هبة الله الأخميمي ووفاء بن دينار
النابلسي ويوسف بن محمد الأردبيلي ومحمد بن محمد بن جماهر الطليطلي
ومحمد بن إبراهيم البكري الطليطلي وأبو الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي
وأبو الفضل محمد بن بيان الأنباري وأبو بكر محمد بن عبد الباقي قاضي
المرستان وخلق سواهم، وروى عنه بالإجازة الخطيب وأبو على الصدفي
وابن الأكفاني وإسماعيل ابن السمرقندي وآخرون، وعمل له الشريف
عز الدين ترجمة في جزء كبير، وآخر من روى عنه بالإجازة محمد بن
ناصر الحافظ، وكان المصريون الباطنية قد منعوه من الرواية وأخافوه
وتهددوه فلم ينتشر من حديثه كثير شئ، قال أبو علي بن سكرة الصدفي
منعت من الدخول عليه الا بشرط أن لا يسمعني ولا يكتب إجازة فأول
ما فاتحته الكلام خلط في كلامه وأجابني على غير سؤالي حذرا من

(1) من المكية.
1192

ان أكون مدسوسا عليه حتى باسطته وأعلمته انى من أهل الأندلس أريد
الحج فأجاز لي لفظا وامتنع من غير ذلك.
قال ابن مأكولا: كان الحبال ثقة ثبتا ورعا خيرا، ذكر أنه مولى
لابن النعمان قاضي القضاة ثم حدث عنه ابن مأكولا وذكر أنه ثبته في غير
شئ، وروى عنه أبو بكر الخطيب بالإجازة ثم قال: وحدثني عنه أبو
عبد الله الحميدي، وقد أتى إلى أبي إسحاق طالب حديث قبل أن يمنع ليسمعوا
منه جزاء فأخرج به عشرين نسخة وناول كل واحد نسخة يعارض بها،
قال محمد بن طاهر الحافظ سمعت أبا إسحاق الحبال يقول: كان عندنا بمصر
رجل يسمع [معنا 1] الحديث وكان متشددا وكان يكتب السماع على
الأصول فلا يكتب اسم أحد حتى يستحلفه انه سمع الجزء ولم يذهب عليه
منه شئ، وسمعته يقول: كنا يوما نقرأ على شيخ جزءا فقرأنا قوله عليه
السلام: لا يدخل الجنة قتات، وكان في الجماعة رجل يبيع ألقت - وهو
علف الدواب - فقام وبكى وقال: أتوب إلى الله فقيل له ليس هو ذاك،
لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم، فسكن وطابت نفسه.
ثم قال ابن طاهر: كان شيخنا الحبال لا يخرج أصله من يده
الا بحضوره يدفع الجزء إلى الطالب فيكتب منه قدر جلوسه، وكان له
بأكثر كتبه نسخ عدة، ولم أر أحدا أشد اخذا منه ولا أكثر كتبا
منه، وكان مذهبه في الإجازة ان يقدمها على الاخبار يقول: أجاز لنا
فلان [ولا يقول أخبرنا فلان 1] إجازة، يقول: ربما سقط إجازة فيبقى

(1) من المكية.
1193

اخبارا فإذا بدأ بها لم يقع شك، وسمعته يقول: خرج الحافظ أبو نصر
السجزي على أكثر من مائة لم يبق منهم غيري، قال ابن طاهر: خرج له
عشرين جزءا في وقت الطلب وكتبها في كاغذ عتيق فسألت الحبال،
فقال: هذا من الكاغذ الذي كان يحمل إلى الوزير من سمرقند وقع إلى
من كتبه قطعة فكنت إذا رأيت ورقة بيضاء قطعتها إلى أن اجتمع لي
هذا القدر. قال ابن طاهر: لما قصدت الحبال وكانوا وصفوه لي بحليته
وسيرته وأنه يخدم نفسه فكنت في بعض الأسواق ولا أهتدي إلى أين
اذهب فرأيت شيخا على الصفة واقفا على دكان عطار وكمه ملأى من
الحوائج فوقع في نفسي انه هو فلما ذهب سألت من هذا الشيخ؟
قال وما تعرفه؟ هذا أبو إسحاق الحبال، فتبعته وبلغته رسالة سعد بن علي
الزنجاني فسألني عنه وأخرج من جيبه جزءا صغيرا فيه الحديثان المسلسلان
أحدهما المسلسل بالأولية فقرأهما على وأخذت عليه الموعد كل يوم في
جامع عمرو بن العاص إلى أن خرجت. قلت: لقيه في سنة سبعين، وسمع
منه القاضي أبو بكر في سنة ست وسبعين، وإنما منعوه من التحديث بعد
ذلك. توفى سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة. عن إحدى وتسعين سنة.
وفيها مات رئيس نيسابور وقاضيها أبو نصر أحمد بن محمد بن صاعد
ابن محمد الصاعدي يروى عن أبي بكر الحيري وطبقته، ومفتى سرخس
الإمام أبو حامد أحمد بن محمد بن محمد الشجاعي، والخطيب أبو عبد الله
الحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي بكر بن أبي الحديد السلمي الدمشقي،
ومسند أصبهان القاضي أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه والخطيب
1194

أبو الخير محمد بن أحمد بن عبد الله بن ررا الأصبهاني، ومؤلف كتاب
بستان العارفين المحدث أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي.
أخبرنا أبو الفهم تمام بن أحمد السلمي انا أبو محمد عبد الله بن محمد
ابن قدامة الفقيه سنة سبع عشرة وست مائة (ح) وأخبرنا سنقر الحلبي
انا عبد اللطيف بن يوسف، قالا انا محمد بن عبد الباقي الحاجب انا محمد
ابن أبي نصر الحافظ حدثني إبراهيم بن سعيد النعماني ويده على كتفي انا
أبو سعد أحمد بن محمد الحافظ ويده على كتفي - فذكر حديثا لا أحب ان
أرويه لأنه موضوع، متنه: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله
ويده على كتفي: حدثنا الصادق الناطق ويده على كتفي - جبرئيل عليه السلام.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وعلي بن أحمد كتابة قالا انا عمر بن محمد
انا محمد بن عبد الباقي سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة قال قرأت على أبي
إسحاق إبراهيم بن سعيد بمصر سنة خمس وسبعين انا أحمد بن عبد العزيز
ابن احمد سنة سبع وأربع مائة نا القاضي أبو عبد الله المحاملي نا العباس
ابن يزيد البحراني نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تدرون ما الشجرة الطيبة؟
فأردت أن أقول: هي النخلة، فنظرت فإذا انا أصغر القوم فسكت، فقال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هي النخلة.
أخبرنا أحمد بن يحيى بن طي وإبراهيم بن حاتم ببعلبك قالا انا سليمان
ابن رحمة انا أبو القاسم البوصيري انا مرشد بن يحيى انا أبو إسحاق الحبال
لفظا انا عبد الرحمن بن عمر انا إسماعيل بن يعقوب ابن الجراب سنة
1195

(339) نا إسماعيل القاضي نا محمد بن المثنى نا معاذ بن هشام حدثني أبي
عن قتادة عن عبد الله ابن الحارث ان أبا حليمة معاذا كان يصلى على
النبي صلى الله عليه وآله في القنوت.
1030 / 29 / 14 ابن شغبة
الحافظ المحدث الزاهد أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن محمد
ابن النضر بن شغبة - بالتحريك - الأنصاري البصري، حدث عن أبي عمر
الهاشمي والحسن بن بشار النيسابوري ويوسف بن غسان وعلي بن هارون
التميمي وغيرهم روى عنه أبو علي بن سكرة والمحدث أبو نصر الغازل وجابر
الأنصاري، وأبو نصر بن مأكولا وعبد الله ابن السمرقندي وأبو غالب
الماوردي وآخرون.
قال السمعاني: شيخ حافظ متقن ثقة مكثر حضرا ابن مأكولا مجلس
إملائه، وقال ابن سكرة: أدركته وقد ترك كل شئ وأقبل على العبادة
صادفته يدعو ويبكى بعد الصبح فقرأت عليه شيئا من الحديث ورزق
الشهادة في آخر عمره وكان عنده جملة من سنن أبي داود عن الهاشمي.
قلت: قتل في سنة أربع وثمانين وأربع مائة.
وفيها مات أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي على
الذكواني الأصبهاني عن تسعين سنة، والمسند أبو الحسن علي بن الحسن
ابن قريش ببغداد سمع ابن الصلت الأهوازي، وشيخ القراء بمرو أبو نصر محمد
ابن أحمد بن علي بن حامد الكركانجي صاحب الحمامي، ومسند قزوين
1196

أبو منصور محمد بن الحسين بن الهيثم المقومي، وقاضي القضاة بنيسابور
أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الناصحي الحنفي سمع الحيري.
ويقع لنا حديث ابن شغبة نازلا قرأت على يوسف بن أبي الزهر
الحافظ أخبركم إبراهيم بن نمر القرشي انا عبد الرحمن بن سالم انا عبد القادر
الحافظ انا المبارك بن عبد الله بن محمد البرذعي انا محمد بن محمد [ابن 1]
اخى طلحة ثنا عبد الملك بن شغبة نا علي بن أحمد البزاز نا محمد بن أحمد
ابن محمويه نا محمد بن إبراهيم الصوري [... 2] الفريابي عن ابن ثوبان
عن حسان بن عطية عن أبي كبشة [عن 1] عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: بلغوا عنى ولو آية وحدثوا عن
بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. أخرجه الترمذي عن محمد بن يحيى عن الفريابي فوقع لنا نازلا بدرجتين.
1031 / 30 / 14 سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان
الحافظ الامام محدث أصبهان أبو مسعود الأصبهاني الملنجي، ولد
سنة سبع وتسعين وثلاث مائة، وسمع أبا عبد الرحمن الجرجاني وأبا سعد
أحمد بن محمد الماليني وأبا بكر بن مردويه وعبد الله بن أحمد بن جولة
الأبهري وأبا نعيم الحافظ وخلائق بأصبهان، انفرد عن بعضهم، وأبا بكر
ابن هارون المنقى وأبا القاسم الحرفي وأبا علي بن شاذان والبرقاني وطبقتهم

(1) من المكية (2) سقطت من هنا صيغة الرواية " نا " أو نحوها والصوري له
ترجمة في لسان الميزان ج 5 رقم 89 يروى عن محمد بن يوسف الفريابي.
1197

ببغداد، سمع منه شيخه أبو نعيم وحدث عنه إسماعيل بن محمد التيمي
وأبو سعد البغدادي وأبو نصر الغازي وهبة الله بن طاوس المقرئ وشرف
ابن عبد المطلب الحسيني وأبو جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ومحمد بن
عبد الواحد المغازلي ورجاء بن حامد المعداني ومسعود الثقفي وآخرون،
وبقي أصحابه إلى قريب السبعين وخمس مائة، وقد حدث عنه من القدماء
أبو بكر الخطيب في تاريخه ومات قبله ببضع وعشرين سنة، وقال
السمعاني: كانت له معرفة بالحديث جمع الأبواب وصنف التصانيف
واستخرج على الصحيحين، وسألت عنه أبا سعد البغدادي فقال: لا بأس به،
ووصفه بالرحلة والجمع والكثرة، وقال: كنا يوما في مجلسه وهو
يملى فقام سائل وطلب فقال: من شؤم السائل أن يسأل أصحاب المحابر،
وقال السمعاني سألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فقال: حافظ، وأبوه
حافظ، وقال أبو عبد الله الدقاق في رسالته: سليمان ابن إبراهيم الحافظ
له الرحلة والكثرة، وأبوه إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ، وهما من أصحاب أبي
نعيم، تكلم في إتقان سليمان، والحفظ هو الاتقان لا الكثرة.
قال السمعاني: وسألت أبا سعد البغدادي مرة أخرى عن سليمان فقال:
شنع عليه أصحاب الحديث في جزء ما كان له به سماع وسكت انا عنه.
وقال الحافظ أبو زكريا بن منده: في سماع كلام، سمعت من الثقات
ان له أخا يسمى إسماعيل كان أكبر منه فحك اسمه وأثبت اسم نفسه مكانه
وهو شيخ شره لا يتورع لحان وقاح، قلت: الظاهر أن سليمان صدوق
وينبغي ان يتأنى في كلام أصحاب ابن منده في أصحاب أبي نعيم فبينهم إحن.
1198

أجاز لنا المسلم بن محمد والمؤمل بن محمد وغيرهما قالوا انا الكندي
انا الشيباني انا أبو بكر الحافظ انا سليمان بن إبراهيم نا محمد بن إبراهيم نا محمد بن
الحسين القطان نا إبراهيم بن الحارث البغدادي نا يحيى بن أبي بكير نا
[زهير نا 1] أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله عند موته
دينارا ولا درهما ولا عبد ا ولا أمة ولا شيئا الا بغلته البيضاء وسلاحه
وأرضا جعلها صدقة. [وأخبرناه محمد بن حسن الأرموي أخبرتنا كريمة
عن محمد بن الحسن الصيدلاني 1] انا سليمان الحافظ - مثله.
أخرجه البخاري عن إبراهيم بن الحارث. توفى سليمان في شهر
ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربع مائة عن تسعين سنة.
وفيها مات أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الأصبهاني الحداد أخو
أبى على المقرئ، وقيل في سنة ثمان، ومسند بغداذ أبو الفضل عبد الله بن
علي بن زكرى الدقاق الكاتب عن ست وثمانين سنة، وشيخ الشام الزاهد
الفقيه أبو الفرح عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي الواعظ،
والملقب بشيخ الاسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي
[الأموي 1] الهكاري، والمسند أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد
ابن فهد العلاف آخر أصحاب ابن أبي الفوارس، وخطيب الأنبار أبو الحسن
علي بن محمد بن محمد الأخضر الأنباري خاتمة من روى عن أبي احمد الفرضي،
ومسند نيسابور أبو المظفر موسى بن عمران الأنصاري خاتمة أصحاب أبي

(1) من المكية.
1199

الحسن العلوي، وأبو الليث نصر بن الحسن الشكتي بسمرقند وقد حدث
بالأندلس بصحيح مسلم.
1032 / 31 / 14 الحسكاني
القاضي المحدث أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد
بن محمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي الحاكم
ويعرف بابن الحذاء [الحافظ 1] شيخ متقن ذو عناية تامة بعلم الحديث،
وهو من ذرية الأمير عبد الله بن عامر بن كريز الذي افتتح خراسان
زمن عثمان وكان معمرا عالي الاسناد، صنف [في الأبواب 1] وجمع
وحدث عن جده [احمد 1] وعن أبي الحسن العلوي وأبى عبد الله الحاكم
وأبى طاهر بن محمش وعبد الله بن يوسف الأصبهاني وأبى الحسن بن
عبد ان وابن فنجويه الدينوري وأبى الحسن على ابن السقاء وأبى عبد الله
ابن باكويه وخلق، وينزل إلى أبي سعيد الكنجرودي ونحوه، اختص
بصحبة أبى بكر بن الحارث الأصبهاني النحوي وأخذ عنه، وأخذا أيضا
عن الحافظ أحمد بن علي بن منجويه، وتفقه على القاضي أبى العلاء صاعد
ابن محمد، وما زال يسمع ويجمع ويفيد، وقد أكثر عنه المحدث
عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي وذكره في تاريخه لكن لم أجده ذكر له
وفاة، وقد توفى بعد السبعين وأربع مائة، ووجدت له مجلسا يدل على
تشيعه وخبرته بالحديث وهو تصحيح خبر رد الشمس لعلى رضي الله عنه

(1) من المكية.
1200

وترغيم النواصب الشمس.
فأما أبو سعد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه فشيخ
لعبد الخالق الشحامي تأخر إلى سنة ثمان وثمانين وأربع مائة، ووالده
أبو بكر صاحب الخفاف فشيخ لوالد عبد الخالق بن زاهر المذكور.
أخبرنا إسحاق بن يحيى الآمدي انا الحسن بن عباس بن أبي طاهر
التميمي سنة خمس وخمسين وست مائة انا أبو سعد عبد الواحد بن علي بن محمد
ابن حمويه بالسميساطية انا وجيه بن طاهر سنة [ثمان وخمسمائة انا الحاكم
أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني الحذاء انا عبد الله بن يوسف
الأصبهاني انا عبد الرحمن 1] بن يحيى الزهري بمكة نا مسعود بن مسروق
نا وكيع عن القاسم بن حبيب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صنفان من أمتي ليس تنالهم
شفاعتي المرجئة والقدرية، [قاسم واه 1]
تمت الطبقة
* * * * *
طبع الجزء الثالث من كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي رحمه الله بحمد الله
وتوفيقه مرة ثالثة بعد مقابلته على نسخة صحيحة قرئت على المؤلف وسيتلوه
الجزء الرابع اوله (الطبقة الخامسة عشرة) وآخر دعوانا ان الحمد لله
رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وارحمنا برحتمك
يا ارحم الراحمين.

(1) من المكية.
1201