الكتاب: الموضوعات
المؤلف: ابن الجوزي
الجزء: ٢
الوفاة: ٥٩٧
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: ضبط وتقديم وتحقيق : عبد الرحمن محمد عثمان
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٣٨٦ - ١٩٦٦ م
المطبعة:
الناشر: المكتبة السلفية - المدينة المنورة
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
الموضوعات
للعلامة السلفي الامام أبى الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي القرشي
510 - 597
الجزء الثاني
ضبط
وتقديم وتحقيق
عبد الرحمن محمد عثمان
الناشر
محمد عبد المحسن
صاحب المكتبة السلفية بالمدينة المنورة
1

الطبعة الأولى
حقوق الطبع محفوظة
1386 - 1966
2

بسم الله الرحمن الرحيم
باب في فضل أهل البيت ومحبيهم
فيه أحاديث:
الحديث الأول: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون أنبأنا أبو عمرو بن درست وأبو بكر بن عديسة قالا حدثنا أبو بكر
الشافعي قال حدثتني سمانة بنت حمدان بن موسى الأباري قالت حدثني أبي
حدثنا عمر بن زياد اليوناني حدثني عبد العزيز بن محمد حدثني زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا وفاطمة وعلى والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن ".
هذا حديث لا يصح، وقد ذكرنا آنفا أن اليوناني كان كذابا، وقال
الدارقطني. كان يضع الحديث.
الحديث الثاني: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنبأنا أبو الحسين بن
عبد الجبار أنبأنا أبو طالب العشاري وأنبأنا الجريري أنبأنا العشاري حدثنا
الدارقطني حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي حدثنا محمد بن علي بن
خلف العطار حدثنا حسين الأشقر حدثنا عمر بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال: " سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم
من ربه فتاب عنه، فقال: قال بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت
على فتاب عليه ".
قال الدارقطني: تفرد به عمر بن ثابت عن أبيه أبى المقدام ولم يروه عنه غير
حسين الأشقر. قال يحيى بن معين: عمرو بن ثابت غير ثقة ولا مأمون. وقال
ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات.
3

الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا عبد الله بن حفص حدثنا سويد بن سعيد
حدثنا المعتمر بن سليمان والوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
- على - [عن] أبى سلمة عن أبي هريرة قال: " سجد النبي صلى الله عليه وسلم
خمس سجدات ليس فيهن ركوع، فقال أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله يحب
فاطمة فسجدت ثم رفعت رأسي، ثم أتاني فقال: إن الله يحب فاطمة ثانيا
فسجدت ثم رفعت رأسي، ثم أتاني فقال: إن الله يحب الحسن والحسين فسجدت
ثم رفعت رأسي، ثم أتاني فقال: إن الله يحب من أحبهما فسجدت ثم رفعت
رأسي، ثم أتاني فقال: إن الله يحب من أحبهما فسجدت ".
قال ابن عدى: هذا حديث باطل بهذا الاسناد وكذب بارد، فإن المعتمر
لا يروى عن الأوزاعي شيئا، وكان عبد الله بن حفص يحدثنا بأحاديث لا نشك
أنه هو الذي وضعها.
الطريق - [الحديث] الرابع: أنبأنا محمد بن عبد الملك قال أنبأنا ابن
مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبد الله بن
حفص حدثنا بشر بن الوليد القاضي حدثنا حزم بي أبى حزم القطعي عن ثابت
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحبني فليحب عليا،
ومن أحب عليا فليحب ابنتي فاطمة، ومن أحب ابنتي فاطمة فليحب ولديها
الحسن والحسين، وإن أهل الجنة ليتباشرون ويسارعون إلى رؤيتهم ينظرون
إليهم، فمحبتهم إيمان، وبغضهم نفاق، ومن أبغض أحدا من أهل
بيتي فقد حرم شفاعتي، فإنني نبي مكرم بعثني الله بالصدق، فأحبوا أهلي وأحبوا
عليا عليه السلام ".
قال ابن عدى: هذا حديث باطل وضعه شيخنا عبد الله بن حفص.
4

الحديث الخامس: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة
ابن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسين بن علي الأهوازي
حدثنا يعمر بن سهل حدثنا مصعب بن مقدام حدثنا بحر السقا عن جويبر عن
الضحاك عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
آل محمد شجرة النبوة، وآل الرحمة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة،
ومعدن العلم ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجويبر وبحر السقا
متروكا بمرة.
الحديث السادس: أنبأنا سعيد بن أحمد بن البنا أنبأنا أبو نصر الزينبي
أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق حدثنا محمد بن السرى التمار حدثنا نصر بن
شعيب حدثنا موسى بن نعيمان حدثنا ليث بن سعد عن ابن جريج عن مجاهد
عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا شجرة
وفاطمة حملها، وعلى لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، والمحبون أهل البيت
ورقها من الجنة حتما حقا ".
وهذا موضوع. وموسى لا يعرف.
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمر بن سنان حدثنا الحسن بن علي الأزدي حدثنا
عبد الرزاق عن أبيه عن مينا بن أبي مينا مولى عبد الرحمن نبن عوف عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أنا شجرة وفاطمة أصلها أو فرعها، وعلى لقاحها،
والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، فالشجرة أصلها من جنة عدن،
الأصل والفرع اللقاح والورق والثمر في الجنة ".
هذا حديث موضوع، وقد اتهموا بوضعه ميناه، وكان غاليا في التشيع.
5

قال يحيى: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: لا تحل
الرواية عنه إلا اعتبارا، ولا تحل الرواية عن الحسن بن علي الأزدي فإنه يضع
الحديث عن الثقاة.
قال المصنف قلت: وهو المتهم به عندي. وقد أخذ هذا الحديث عثمان بن
عبد الله الشامي فغيره وزاد فيه ونقص ورواه من حديث جابر. قال ابن عدى:
ولعثمان أحاديث موضوعة.
الحديث السابع: أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي قال أنبأنا محمد بن المظفر قال
أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حثنا العقيلي حدثنا إسحاق بن يحيى الدهقان
حدثنا حرب بن الحسن الطحان حدثنا حنان بن سدير حدثنا سديف المكي
حدثنا محمد بن علي حدثنا جابر بن عبد الله قال: " خطبنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال فسمعته يقول: من أبغضنا أهل البيت حشرة الله يوم القيامة
يهوديا. قال قلت: يا رسول الله وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم؟ فقال: نعم
وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، إنما احتجز بذلك من سفك دمه، وأن يؤدى
الجزية عن يد وهو صاغر. ثم قال: إن الله علمني أسماء أمتي كما علم آدم الأسماء
كلها. ومثل لي أمتي في الطين فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلى وشيعته ".
قال حنان: فدخلت مع أبي على جعفر بن محمد فحدث أبى بهذا الحديث. قال
العقيلي: ليس لهذا الحديث أصل، وسديف كان من الغلاة في الرفض.
قال المصنف قلت: وقد أنبأنا محمد بن عبد الملك قال أنبأنا أحمد بن علي
ابن ثابت قال أنبأنا الحسن بن الحسين النعالي قال أنبأنا أحمد بن عبد الله بن نصر
الذارع حدثنا زيد بن علي بن الحسين العلوي والحسن بن محمد بن سعدان
الكوفي قالا حدثنا عمارة بن زيد حدثني بكر بن جارية عن أبيه عن عاصم بن
عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
6

عليه وسلم: " عاشروا - [معاشر] المسلمين من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم
القيامة يهوديا وإن شهد أن لا إله إلا الله ".
وهذا حديث باطل. والذارع كذاب.
الحديث الثامن: أنبأنا محمد بن نصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا
عبد الباقي بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح محمد
ابن الحسين الأزدي حدثنا علي بن العباس حدثنا يحيى بن بشر حدثنا محمد بن علي
الكندي حدثنا محمد بن سالم عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي
عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي إن أهل شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم
القيامة على ما بهم من الذنوب والعيوب، وجوههم كالقمر ليلة البدر قد خرجت
عنهم السوآت، وسهلت لهم الموارد، مستورة عوراتهم، مسكنة - روغاتهم -
[روعاتهم]، قد أعطوا الامن والايمان، وقد ارتفعت عنهم الأحزان، يخاف
الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم يتلألأ على نوق
بيض لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة، أعناقها ذهب أحمر ألين من الحرير
لكرامتهم على الله عز وجل ".
هذا حديث موضوع. قال علي بن الجنيد الحافظ: محمد بن سالم متروك.
وقال أبو الفتح الأزدي: محمد بن علي ومحمد بن سالم ضعيفان.
باب في فضل عائشة
فيه أحاديث:
الحديث الأول في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم بها: أنبأنا عبد الرحمن
ابن محمد قال أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنبأنا
محمد بن عبد الله بن خلف حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الأزهر حدثنا
7

عباس الدوري حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال: " لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
مهاجرا من مكة أشعث أغبر أكثر عليه اليهود المسائل والنبي صلى الله عليه
وسلم يجيبهم جوابا متداركا بإذن الله عز وجل، وكانت خديجة قد ماتت بمكة،
فلما أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة واستوطنها طلب التزويج فقال لهم:
أنكحوني، فأتاه جبريل عليه السلام بخرقة من الجنة طولها ذراعين في عرض
شبر، فيها صورة لم يرو الراؤون أحسن منها، فنشرها جبريل وقال: يا محمد إن
الله تعالى يقول لك أن تزوج على هذه الصورة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
أنا من أين لي مثل هذه الصورة يا جبريل؟ فقال له جبريل: إن الله يقول لك
تزوج ابنه أبى بكر الصديق. فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل
أبى بكر فقرع الباب ثم قال: يا أبا بكر إن الله أمرني أن أصاهرك، وكان له
ثلاث بنات فعرضهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: إن الله أمرني أن أتزوج بهذه الجارية وهي عائشة فتزوجها رسول الله
صلى الله عليه وسلم ".
قال الخطيب: رجاله كلهم ثقاة غير محمد بن الحسن ونراه مما صنعت يداه.
قال المصنف قلت: ما أبعد الذي وضعه عن العلم، فإن رسول الله صلى الله
عليه وسلم تزوج عائشة وهو بمكة ولم يكن لابي بكر حينئذ ثلاث بنات، ما كان
له غير أسماء وعائشة وإنما جاءته بنت بعد وفاته يقال لها أم كلثوم (1).

(1) قال الشيخ: أم كلثوم هذه مات الصديق وهي حمل فولدت بعده وأمها حبيبة وقيل
فاختة بنت خارجة بن زيد الأنصاري، وهي التي قال أبو بكر لعائشة عند موته: هما أخواك
وأختك، فقال عائشة: هذه أسماء فمن الأخرى؟ قال: دقه بطن خارجة يلقى في خلدي أنها
جارية، فكانت كما قال: وبلغت وتزوجها طلحة بن عبيد الله، وبعيده عبد الرحمن بن عبد الله
المخزومي، وولدت لهما، وحدثت عن أختها، روى عنها جابر بن عبد الله والمغيرة بن حكيم
انفرد باخراج حديثهما مسلم.
8

الحديث الثاني في أنها ولدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغني عن أبي
بكر ابن السني قال حدثني أحمد بن محمد بن المؤمل الناقد قال حدثني عبد الله
ابن أيوب المخرمي حدثنا داود بن المحبر حدثنا محمد بن عروة عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قال: " أسقطت من النبي صلى الله عليه وسلم سقطا فسماه
عبد الله وكناني أم عبد الله. قال محمد: فليست فينا امرأة اسمها عائشة إلا
كنيت أم عبد الله ".
هذا حديث موضوع. قال أبو حاتم ابن حبان: محمد بن عروة بن هشام بن
عروة يروى عن جده هشام ما ليس من حديثه حتى يسبق إلى القلب أنه كان
المتعمد، لذلك لا يجوز الاحتجاج به. قال: وداود بن المحبر يضع الحديث على
الثقاة ويروى عن المجاهيل المقلوبات، كان أحمد يقول: هو كذاب.
وأما كنية عائشة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناها بابن أختها عبد الله
ابن الزبير، وما ولدت قط ولا أسقطت.
الحديث الثالث: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن علي بن
ثابت أنبأنا محمد بن الحسين القطان أنبأنا جعفر بن محمد الخالدي حدثنا أحمد بن علي
الخزاز حدثنا أبو أسيد بن زيد الحمال حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن عامر
عن مسروق عن عائشة قالت: " دخل على الحسن والحسين فوهبت لهما دينارا
وشققت مرطي بينهما، فرديت كل واحد منهما بشقه، فخرجها فرحين مسرورين
يضحكان، فلقيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه كفه قال: قرة عين من
كسا كما بردين ووهب لكما دينارا، فجزاه الله خيرا؟ قالا: أمنا عائشة. قال:
صدقتما والله يا - بنى - [بنى] هي والله أمكما وأم كل مؤمن. قالت عائشة:
فوالله ما صنعت ولما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى من
الدنيا وما فيها ".
9

هذا حديث موضوع، فأسيد بن زيد هو المتهم به. قال يحيى بن معين:
أسيد كذاب. وقال النسائي: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى
عن الثقاة المناكير ويسرق الحديث، وأنبأنا عمرو بن شمر فقال: يحيى ليس بشئ
وقال السعدي: زائغ كذاب.
الحديث الرابع في الإشارة إلى يوم الجمل: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
قال أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا
محمد بن عبيد بن أسباط أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الجبار بن العباس الساقي عن
عطاء بن السائب عن عمر بن الهجيع عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: " يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم امرأة قائدهم في الجنة ".
هذا حديث موضوع، والمتهم بوضعه عبد الجبار فإنه كان من كبار الشيعة.
قال أبو نعيم: الفضل بن دكين لم يكن بالكوفة أكذب منه.
الحديث الخامس فيه إشارة إلى يوم الجمل أيضا: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا
المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد أنبأنا محمد بن جعفر بن علان
حدثنا أبو الفتح الأزدي حدثنا محمد بن أحمد بن أبي المقاتل العراطي حدثنا أحمد
ابن يحيى الصدفي حدثنا أحمد بن مفضل حدثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم
عن عبد الله بن شريك العامري قال أخبرني جندب بن عبد الله الأزدي قال:
دخل علي بن أبي طالب عليه السلام والبيت غاص بمن فيه وعائشة إلى جانب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك قبل أن يؤمر بالحجاب، فقام على ينظر
هل يرى مجلسا، فأشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس بينها
وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتفت إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ما تريدين إلى أمير المؤمنين ".
هذا حديث موضوع، والمتهم به عبد الغفار، قال أحمد بن حنبل: حدث
10

ببلايا في عثمان بن عفان. وقال ابن المديني: كان يضع الحديث. وقال يحيى:
ليس بشئ. وقال أبو حاتم الرازي: هو متروك كان من رؤساء الشيعة.
الحديث السادس: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنبأنا أحمد بن أبي
الربيع أنبأنا علي بن عمر بن إسحاق حدثنا أبو بكر السني حدثني علي بن
أحمد الجرجاني حدثنا عبيد الله بن محمد بن عبد ربه عن إبراهيم السباط عن
خالد بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم " يا عائشة أنت أطيب من زبدة بثمرة ".
قال السني: وحدثنا الحسن بن سبحان قال حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا
عليق بن يعقوب حدثنا زكريا بن منظور عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة أنت أطيب من
اللباء بالتمر " وفى رواية أخرى " قلت يا رسول الله أنت أحب ة لي من الزبد
بالعسل " هذا حديث لا يصح.
أما الطريق الأول ففيها خالد بن يزيد وليس بشئ، وفى الثاني زكريا بن
منظور. قال يحيى: ليس بشئ.
حديث ثاني: ذكر طلحة والزبير أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد
أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا الحسن بن علي بن عبد الله المقرى
حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن جعفر المطيري حدثنا أحمد بن
عبد الله المؤدب حدثنا المعلى بن عبد الرحمن حدثنا شريك عن سليمان بن مهران
حدثنا إبراهيم بن علقمة والأسود قالا: " أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه
من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد صلى الله عليه وسلم
وبمجئ ناقته تفضلا من الله وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس، ثم
جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله. فقال: يا هذان إن الرائد
لا يكذب أهله وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم - يصال - [أمر بقتال] ثلاثة مع على
11

بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأما الناكثون فقد قاتلناهم يوم الجمل
طلحة والزبير، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم، يعنى معاوية وعمروا،
وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل
النهروانات، والله ما أدرى أين هم ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله. وسمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: " يقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع
الحق والحق معك يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك واديا غيره فاسلك مع
على، فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى. يا عمار من تقلد سيفا
أعان به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار. قلنا له: يا هذا
حسبك يرحمك الله. حسبك يرحمك الله ".
هذا حديث موضوع بلا شك. وأما المعلى بن عبد الرحمن فقد ضعفه ابن
المديني وذهب إلى أنه كان يضع الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: هو متروك.
وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث. وأما أحمد بن عبد الله المؤدب فقال ابن عدى
كان بسر من رأى يضع الحديث. وقال الدارقطني: يترك حديثه. وقال
أبو الفتح بن أبي الفوارس في رواية أحمد بن محمد بن يوسف عن المطيري.
وقال شعبة قلت للحكم بن عتيبة شهد أبو أيوب مع على صفين؟ فقال لا.
ولكن شهد معه قتال النهر.
طريق آخر لهذا الحديث: أنبأنا محمد بن عبد الملك عن الجوهري عن
الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان حدثنا محمد بن المسيب حدثنا علي بن المثنى
حدثنا يعقوب بن خليفة عن صالح بن أبي الأسود عن علي بن الحزور عن أصبغ
ابن نباته عن أبي أيوب الأنصاري قال: " أمرنا بقتال الناكثين والقاسطين
والمارقين مع علي بن أبي طالب عليه السلام ".
هذا حديث لا يصلح. قال يحيى: الأصبغ لا يساوى فلسا. وقال ابن حبان
12

فتن بحب علي بن أبي طالب يأتي بالطامات في الروايات فاستحق الترك. قال
السعدي: وأما علي بن الحذور فذاهب. وقال البخاري: عنده عجايب.
حديث في ذكر عبد الرحمن بن عوف
أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذاهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله
ابن أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الصمد بن حسان أنبأنا عمارة عن ثابت عن
أنس قال " بينما عائشة في بيتها سمعت صوتا في المدينة فقال ما هذا؟ فقالوا بعير
عبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شئ. قال وكانت سبع مائة
بعير. فارتجت المدينة من الصوت، فقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا، فبلغ ذلك
عبد الرحمن فقال إن استطعت لأدخلنها قائما فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله
عز وجل ".
قال أحمد بن حنبل: هذا الحديث كذب منكر. قال وعمارة يروى
أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرازي: عمارة بن زاذان لا يحتج به، وقد
روى الجراح بن منهال إسنادا له عن عبد الرحمن بن عوف فإن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " يا ابن عوف إنك من الأغنياء، وإنك لا تدخل الجنة
إلا زحفا فاقرض ربك يطلق قدميك ".
قال النسائي: هذا حديث موضوع، والجراح متروك الحديث. وقال يحيى
ليس حديث الجراح بشئ. وقال ابن المديني: لا تكتب حديثه. وقال ابن
حبان: كان يكذب. وقال الدارقطني: روى عنه ابن إسحاق فقلب اسمه فقال
منهال بن الجراح وهو متروك.
قال المصنف قلت: وبمثل هذا الحديث الباطل تتعلق جهلة المتزهدين ويرون
أن المال مانع من السبق إلى الخير ويقولون إذا كان ابن عوف يدخل الجنة زحفا
13

لاجل ماله كفى ذلك في ذم المال، والحديث لا يصح، وحوشى عبد الرحمن
المشهود له بالجنة أن يمنعه ماله من السبق لان جمع المال مباح. وإنما المذموم كسبه
من غير وجهه ومنع الحق الواجب فيه، وعبد الرحمن منزه عن الحالين. وقد
خلف طلحة ثلثمائة حمل من الذهب وخلف الزبير وغيره، ولو علموا أن ذلك
مذموم لأخرجوا الكل. وكم قاص يتشوق بمثل هذا الحديث يحث على الفقر
ويذم الغنى، فيا لله در العلماء الذين يعرفون الصحيح ويفهمون الأصول.
حديث آخر: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا
الحسن بن علي التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي
حدثنا الهذيل بن ميمون عن مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي
بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" دخلت الجنة فسمعت فيها حسفة بين يدي فقلت ما هذا؟ قال بلال، فمضيت
فإذا أكثر أهل الجنة فقراء المهاجرين وذراري المسلمين ولم أر فيها أحدا أقل
من الأغنياء والنساء، قيل لي أما الأغنياء فهم بالباب يحاسبون ويحصون، وأما
النساء فألهاهن الأحمران الذهب والحرير، ثم خرجنا من أحد أبواب الجنة الثمانية
فلما كنت بالباب أوتيت بكفة فوضعت فيها ووضعت أمتي في كفة فرجحت بها
ثم أتى بأبي بكر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتي فوضعوا في كفة فرجح أبو بكر
ثم أتى بعمر فوضع في كفة وجئ بجميع أمتي فوضعوا فرجح عمر، وعرضت على
أمتي رجلا فجعلوا يمرون واستبطأت عبد الرحمن بن عوف ثم جاء بعد الإياس
فقلت: عبد الرحمن؟ فقال بأبي وأمي يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما خلصت
إليك حتى ظننت أنى لا أنظر إليك أبدا إلا بعد المشيبات، قال وما ذاك؟ قال
من كثرة مالي أحاسب وأمحص ".
هذا حديث لا يصح أما عبد الله بن زحر فقال يحيى: ليس بشئ وعلي بن
زيد متروك. وقال ابن حبان: عبيد الله يروى الموضوعات عن الاثبات فإذا
14

روى عن علي بن زيد أبى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن
زحر وعلي بن زيد والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الحديث إلا مما
عملته أيديهم.
باب في ذكر معاوية بن أبي سفيان
قد تعصب قوم ممن يدعى السنة فوضعوا في فضله أحاديث ليغضبوا الرافضة
وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ
القبيح. فأما الأحاديث الموضوعة في مدحه:
فالحديث الأول في إهداء قلم إليه: أنبأنا علي بن عبيد الله الزاغوني أنبأنا
أبو جابر عبد الحميد بن محمود أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القزويني
حدثنا أبو العباس المروزي حدثنا إسحاق بن محمد السوسي حدثنا إبراهيم بن
صديق الأصبهاني حدثنا أبو القاسم نصر بن جامع حدثنا عبد الله بن هارون
الصواف حدثني أحمد بن بحر بن عمرو مولى عثمان بن عفان حدثنا أحمد بن
عبد الله الأيلي حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " هبط على جبريل عليه السلام ومعه قلم من ذهب إبريز فقال: إن
العلى العلى يقرئك السلام ويقول حبيبي قد أهديك لك هذا القلم من فوق
عرشي إلى معاوية بن أبي سفيان فأوصله إليه ومره أن يكتب آية الكرسي
بخطه بهذا القلم ويشكله ويعجمه ويعرضه عليك. فإني قد كتبت له من الثواب
بعدد كل من قرأ آية الكرسي من ساعة يكتبها إلى يوم القيامة، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بأبي عبد الرحمن؟ فقام أبو بكر ومضى حتى أخذ
بيده وجاءا جميعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه، فرد عليهم السلام،
ثم قال لمعاوية: أدنى منى أبا عبد الرحمن، فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم.
فدفع القلم إليه ثم قال له: يا معاوية هذا قلم قد أهداه إليك ربك من فوق عرشه
15

لتكتب به آية الكرسي بهذا القلم بخطك وتشكله وتعجمه وتعرضه على، فاحمد
الله واشكره على ما أعطاك، فإن الله عز وجل قد كتب لك من الثواب بعدد من
قرأ آية الكرسي من ساعة يكتبها إلى يوم القيامة: قال: فأخذ القلم من يد النبي
صلى الله عليه وسلم فوضعه في أذنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم
تعلم أنى قد أوصلته إليه ثلاثا. قال: فجثى معاوية بين يدي رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فلم يزل يحمد الله على ما أعطاه من الكرامة ويشكره حتى أتى بطرير
ومحبرة، فأخذ القلم، فلم يزل بخط آية الكرسي أحسن ما يكون من الخط حتى
كتبها وشكلها وعرضها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يا معاوية إن الله تعالى قد كتب لك من الثواب بعدد كل من يقرأ
اية الكرسي من ساعة كتبها إلى يوم القيامة ".
هذا حديث موضوع، وما أبرد الذي وضعه، ولقد أبدع فيه، وأكثر
رجاله مجهولون.
وقد روى أحمد بن خالد الجويباري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: " من كتب آية الكرسي بزعفران على راحته اليسرى بيده
سبح مرار كل ذلك يلحسها باللسان لم ينس شيئا أبدا ".
وروى عن حديث ابن عمر قال: " لما نزلت آية الكرسي قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لمعاوية: اكتبها، فقال: ما لي بكتابتها إن كتبتها. قال:
لا يقرأها أحد إلا كتب لك أجرها ".
وهذا وضعه حسين بن علي الحنائي واتهموا بن أحمد بن محمد بن نافع.
الحديث الثاني في أنه أمين. فيه عن علي وأبي هريرة وواثلة وابن عباس
وعبادة وجابر وأنس وعبد الله بن بسر.
فأما حديث على فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
16

حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن صالح بن ذريح حدثنا
محمد بن عبد المجيد التميمي حدثنا أصرم بن حوشب عن ابن سنان عن الضحاك
عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب قال: " كان ابن خطل يكتب قدام
النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نزل غفور رحيم كتب رحيم غفور، وإذا
نزل سميع عليم كتب عليم سميع، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما كذا
أمليت عليك غفور رحيم ورحيم غفور، وسميع عليم وعليم سميع واحد، فقال
ابن خطل: إن كان محمد نبيا فإني ما كنت أكتب له إلا ما أريد، ثم كفر
ولحق بمكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل ابن خطل فله الجنة، فقتل
يوم فتح مكة وهو متعلق بأستار الكعبة. فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن
يستكتب معاوية، فكره أن يأتي من معاوية ما أتى من خطل، فاستشار
جبريل فقال: استكتبه فإنه أمين ".
وأما حديث أبي هريرة فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت
أنبأنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار حدثنا علي بن عبد الله بن الفرج البرداني
حدثنا محمد بن محمود السراج حدثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث حدثنا حماد بن
زيد عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: " الامناء عند الله ثلاثة: أنا وجبريل ومعاوية ".
وأما حديث واثلة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عيسى بن أحمد الصدفي وغيره
قالوا حدثنا أحمد بن عيسى الخشاب أنبأنا عبد الله بن يوسف حدثنا إسماعيل بن
عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " الامناء عند الله ثلاثة: جبريل وأنا ومعاوية ".
وأما حديث ابن عباس فأنبأنا علي بن عبيد الله أنبأنا علي بن أحمد البسري
17

أنبأنا عبيد الله بن محمد الفقيه قال حدثني أبو صالح حدثنا عبد الله بن ناجية حدثنا
روح بن الفرج المخرمي حدثنا إبراهيم بن أبان الواسطي حدثني إبراهيم بن أبي
يزيد المديني عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن ابن عباس قال: " جاء جبريل
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده معاوية يكتب فقال: يا محمد إن كاتب
هذا الأمين ".
وأما حديث عبادة: أنبأنا علي بن عبيد الله أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا
أبو عبد الله بن بطة حدثنا ابن الساجي حدثنا أبي محمد بن معاوية قال حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن الحراني حدثنا محمد بن زهير بن عطية السلمي حدثني
أبو محمد وكان يسكن بيت المقدس حدثنا هشام بن مودود الهجري عن مورق
العجلي عن عبادة بن الصامت قال: " أوحى الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم: استكتب معاوية فإنه أمين مأمون ".
وأما حديث جابر: أنبأنا علي بن عبيد الله أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا ابن
بطة حدثنا ابن الساجي حدثنا أبي حدثني محمد بن معاوية الزيادي حدثنا أحمد بن
عبد الرحمن بن المفضل الحراني حدثنا يحيى بن صالح حدثني القاسم بن مهران
القاضي عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" استشرت ربى في استكتاب معاوية فقال استكتبه فإنه أمين ".
وأما حديث أنس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة
ابن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا عبد الأعلى حماد
ابن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائتمن
الله على وحيه جبريل في السماء ومحمد صلى الله عليه وسلم في الأرض ومعاوية بن أبي
سفيان ".
وأما حديث عبد الله بن بسر: أنبأنا علي بن عبيد الله أنبأنا أبو القاسم
18

البسري أنبأنا أبو عبد الله بن بطة حدثني أبو صالح حدثنا أبو الأحوص حدثنا
نعيم بن حماد حدثنا محمد بن شعيب بن سابور عن مروان بن جناح عن يونس
ابن ميسرة بن حلبس الجيلاني عن عبد الله بن بسر: " أن النبي صلى الله عليه
وسلم استشار أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فقالا الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ادعوا لي معاوية، فغضب أبو بكر وعمر وقالا: ما كان في
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى رجلين من قريش ما يجرون أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى يبعث إلى غلام من قريش، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ادعوا إلى معاوية، فلما وقفت بين يديه قال: حملوه أمركم فإنه
قوى أمين ".
هذا الحديث من جميع الطرق لا يصح.
أما حديث علي عليه السلام فالمتهم به أصرم. قال يحيى: هو كذاب
خبيث. قال البخاري ومسلم والنسائي: متروك. وقال ابن حبان: كذاب يضع
الحديث على الثقات.
وأما حديث أبي هريرة فقال أبو بكر الخطيب: هذا الحديث بهذا الاسناد
باطل ورجاله كلهم ثقاة والحمل فيه على البرداني فليس بشئ.
وأما حديث واثلة فقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو حديث باطل موضوع
وكذلك قال أبو حاتم بن حبان هو حديث موضوع. قال: وأحمد بن عيسى
يروى عن المجاهيل الأشياء المناكير وعن المشاهير الأشياء المقلوبة. وقال أبو أحمد
ابن عدى: ما يحدث بهذا الحديث غير أحمد بن عيسى وهو باطل من كل وجه.
وقال ابن طاهر: أحمد بن عيسى كذاب يضع الحديث.
وأما حديث ابن عباس ففيه مجاهيل. قال ابن حبان: وعمر مولى غفرة
لا يحتج به.
19

وأما حديث عبادة ففيه محمد بن معاوية. قال أحمد ويحيى والدارقطني: هو
كذاب. وقال النسائي: متروك الحديث، وفيه أحمد بن عبد الرحمن الحراني.
قال أبو عروبة: ليس بمؤتمن على دينه، وفيه محمد بن زهير. قال أبو الفتح
الأزدي: ساقط مجهول لا يكتب حديثه، وفيه ساكن بيت المقدس ولا يعرف.
وأما حديث جابر ففيه مجاهيل، وفيه محمد بن معاوية وأحمد الحراني وقد
ذكرناهما، وفيه القاسم بن مهران القاضي. قال أبو الفتح الأزدي: هو مجهول.
وأما حديث أنس فقال ابن عدى: هو باطل بهذا الاسناد، وفيه محمد بن
يزيد البلخي وهو ضعيف حدثنا بأشياء منكرة وهو يسرق الحديث.
وأما حديث عبد الله بن بسر ففيه مروان بن جناح، قال أبو حاتم الرازي:
لا يحتج به.
الحديث الثالث في إعطاء الرسول عليه السلام إياه سهما. قد روى من
حديث أبي هريرة وأنس وجابر.
فأما حديث أبي هريرة فله ثلاثة طرق: الطريق الأول: أنبأنا هبة الله بن
أحمد الجريري أنبأنا إبراهيم بن البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيويه أنبأنا عبد الله
ابن إسحاق المدايني حدثنا عمر بن شبة حدثنا وضاح بن حسان الأنباري حدثنا
وزير بن عبد الرحمن الجزري عن غالب بن عبيد الله الجزوري عن عطاء بن أبي
رباح عن أبي هريرة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ناول معاوية بن أبي
سفيان سهما وقال: خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن
ثابت أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيرى حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا الوضاح بن حسان الأنباري
حدثنا وزير بن عبد الله عن غالب بن عبد الله عن عطاء عن أبي هريرة: " أن
20

رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما، فقال: هاك هذا يا معاوية
حتى توافيني به في الجنة ".
الطريق الثالث: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن
محمد بن حماد الواعظ حدثنا حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشمي حدثنا محمد بن
الخليل المخرمي حدثنا وضاج بن حسان حدثنا وزير بن عبد الله الجزري عن
غالب بن عبيد الله العقيلي عن عطاء عن أبي هريرة: " أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أعطى معاوية سهما فقال خذ هذا حتى تلقاني به في الجنة ".
وأما حديث أنس فأنبأنا هبة الله بن أحمد الجريري أنبأنا أبو إسحاق
البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيويه أنبأنا عبد الله بن إسحاق حدثنا إسحاق بن
أحمد العلاني حدثنا موسى بن إسماعيل عن غالب عن عطاء عن أنس: " أن
النبي صلى الله عليه وسلم أخذ سهما فناوله معاوية وقال ائتني به في الجنة ".
وأما حديث جابر: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي
الحسن الدارقطني عن أبي حاتم البستي الحافظ حدثنا الحسين بن إسحاق
الأصبهاني حدثنا الحسن بن عبيد الله بن حمدان الرقي حدثنا القاسم بن بهرام عن أبي
الزبير عن جابر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى معاوية سهما وقال هاك
حتى تلقني به في الجنة ".
هذا حديث موضوع لا أصل له. فأما طرق حديث أبي هريرة وطريق
حديث أنس فإنها تدور على غالب الجزري. قال يحيى: ليس بثقة. وقال ابن
حبان: يروى المعضلات عن الثقاة لا يجوز الاحتجاج بخبره، وفى جميع طرق
أبي هريرة أيضا وزير بن عبد الرحمن. قال يحيى بن معين: ليس بشئ. قال
عباس الدوري: سألت يحيى بن معين عن حديث وزير أن النبي صلى الله عليه
وسلم أعطى معاوية سهما. فقال: ليس بشئ. قال ابن عدى: وليس وزير
21

ابن عبد الرحمن بالمعروف. وأما حديث جابر فإن القاسم بن بهرام ليس بشئ.
قال أبو حاتم بن حبان: يروى عن أبي الزبير العجائب لا يجوز الاحتجاج به
بحال، وقد روى من حديث ثابت بن يزيد عن أبي الزبير. قال حفص بن
غياث: لم يكن ثابت بشئ. وقال يحيى: هو ضعيف.
الحديث الرابع في إعطائه إياه سفرجلا: أنبأنا علي بن عبيد الله الزاغواني
أنبأنا علي بن أحمد البسري أنبأنا عبيد الله بن محمد بن حمدان حدثنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد حدثنا عبيد الله بن سليمان حدثنا محمد بن المصفى حدثنا إبراهيم
ابن زكريا الواسطي عن مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر:
" أن جعفر بن أبي طالب أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرجلا فأعطى
معاوية ثلاث سفرجلات وقال: القنى بهن في الجنة " (1).
قال أبو حاتم بن حبان: هذا شئ موضوع لا أصل له من حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا رواه ابن عمر ولا ابن دينار، وإبراهيم بن زكريا يأتي
عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات إن لم يكن المتعمد فهو المدلس عن الكذابين
وقال ابن عدى: حدث عن الثقاة بالبواطيل.
طرق آخر: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن
منده الحافظ أبا مدني قال أنبأنا أبو سعيد بن يونس الحافظ قال حدثني محمد بن
موسى الحضرمي حدثنا إبراهيم بن سليمان بن داود الأسدي قال: " جئت
أبا الطاهر، موسى بن محمد البلقاوي، وكان ينزل تنيس فقلت له: أمل على شيئا
من حديثك، فقال: اكتب حدثني مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن النبي

(1) قال شيخنا أبو محمد: ومما يبين وضع هذا الحديث أن معاوية إنما أسلم في الفتح وقتل
جعفر قبل الفتح بمؤتة. فكيف يتفق حضور هدية جعفر وهو إذ ذاك بمكة على دين قومه
والكاذب لا يوفق للصواب.
22

صلى الله عليه سلم دفع إلى معاوية بن أبي سفيان سفرجلة وقال القنى بها في الجنة،
قال فانصرفت فلم أعد إليه ".
قال أبو سعيد بن يونس: أبو طاهر البلقاوي متروك الحديث يروى عن
مالك موضوعات. وقال أبو حاتم الرازي وأبو زرعة كان يكذب.
الحديث الخامس في أنه يقدم يوم القيامة وعليه رداء من نور: أنبأنا محمد
ابن أبي طاهر قال أنبأنا الحسن بن علي عن أبي الحسن الدارقطني عن أبي حاتم
ابن حبان حدثنا محمد بن المسيب حدثنا محمد بن عبيد الحماني حدثنا جعفر بن محمد
الأنطاكي عن زهير بن معاوية عن أبي خالد الوالبي عن طارق بن شهاب عن
حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يبعث معاوية يوم القيامة وعليه
رداء من نور ".
قال أبو حاتم: هذا موضوع لا أصل له، وجعفر يروى عن زهير الموضوعات.
الحديث السادس في إتابته على سبه: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد
ابن علي بن ثابت أنبأنا أبو سعد الماليني ح. وأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا
إسماعيل بن أبي الفضل الإسماعيلي حدثنا حمزة بن يوسف السهمي قالا حدثنا
أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ حدثنا عبد الله بن حفص الوكيل حدثنا سريج
ابن تونس حدثنا هشيم بن بشير عن سيار عن ثابت البناني عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أفتقد أحدا من أصحابي غير معاوية
ابن أبي سفيان لا أراه ثمانين عاما أو سبعين عاما، فإذا كان ثمانين أو سبعين
عاما يقبل إلى على ناقة من المسك الأذفر حشوها من رحمة الله قوائمها من الزبرجد
فأقول: معاوية؟ فيقول: لبيك يا محمد، فأقول: أين كنت من ثمانين عاما؟
فيقول: في روضة تحت عرش ربى، يناجيني وأناجيه ويجيبني وأجيبه، ويقول:
هذا عوض ما كنت تشتم في دار الدنيا ".
23

قال ابن عدى: وهذا حديث موضوع وضعه عبد الله بن حفص. وقال
أبو بكر الخطيب: هذا حديث باطل إسنادا ومتنا ونراه مما وضعه الوكيل فإن
رجاله كلهم ثقاة سواه.
أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن البيهقي حدثنا أبو عبد الله
الحاكم قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول سمعت أبي يقول
سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
في فضل معاوية بن أبي سفيان شئ.
أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريري أنبأنا محمد بن علي بن الفتح أنبأنا
الدارقطني حدثنا أبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن نيار البزاز حدثنا
أبو سعيد بن الحرفي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبى فقلت
ما تقول في على ومعاوية؟ فأطرق ثم قال إيش أقول فيهما إن عليا عليه
السلام كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا، فجاؤوا إلى رجل قد
حاربه وقاتله فأطروه كيادا منهم له.
وأما الأحاديث التي وضعت لذمه:
فالحديث الأول في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله إذا صعد على
منبره وهو يروى من حديث ابن مسعود وأبى سعيد والحسن مرسلا.
فأما حديث ابن مسعود فأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا عبد القادر بن محمد
ابن يوسف أنبأنا أبو إسحاق البرمكي حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن
شاذان أنبأنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا عباد بن يعقوب
الرواجني حدثنا الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عن عبد الله أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري هذا فاقتلوه ".
وأما حديث أبي سعيد فله طريقان: الطريق الأول أنبأنا إسماعيل بن أحمد
24

أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا
علي بن العباس حدثنا علي بن المثنى حدثنا الوليد بن القاسم عن مجالد عن أبي
الدواك عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ".
الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن سعيد بن معاوية
النصيبي حدثنا سليمان بن أيوب النصيبي حدثنا سفيان بن عيينة عن علي بن
زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " إذا رأيتم معاوية على منبري فارجموه ".
قال ابن عدى: وحدثنا الحسن بن سفيان قال قال حدثنا إسحاق بن
راهويه عن عبد الرزاق عن أبي معمر عيينة وذكره.
قال ابن عدى: وقد روى هذا عن عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن
علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه، فقام إليه رجل من الأنصار وهو
يخطب بالسيف، فقال أبو سعيد: ما تصنع؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: إذا رأيتم معاوية يخطب على هذه الأعواد فاقتلوه. فقال له أبو سعيد
إنا قد سمعنا ما قد سمعت ولكنا نكره أن نسل السيف على عهد عمر حتى
نستأمره، فكتبوا إلى عمر في ذلك فجاء موته قبل أن يأتي جوابه ".
وأما حديث الحسن: أنبأنا به محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو إسحاق البرمكي
أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق حدثنا عمر بن محمد الجوهري حدثنا
أبو بكر الأثرم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن يزيد قال قيل لأيوب إن
عمرو بن عبيد يروى عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
25

" إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " فقال: كذب عمرو.
هذا حديث موضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما حديث ابن مسعود ففيه رجلان متهمان بوضعه أحدهما عباد بن يعقوب
وكان غاليا في التشيع روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت
ومثالب غيرهم. قال ابن حبان: كان رافضيا داعية يروى المناكير عن المشاهير
فاستحق الترك، والثاني الحكم بن ظهير. قال يحيى بن معين: ليس بشئ.
وقال مرة: كذاب. وقال السعدي: ساقط. وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة الموضوعات.
وأما حديث أبي سعيد ففي الطريق الأول مجالد. قال ابن مهدي وأحمد بن
حنبل: ليس بشئ. وقال يحيى: لا يحتج بحديثه. وقال مرة: كذاب.
وكذلك قال البخاري. وفيه الوليد بن القاسم ضعفه يحيى. وقال ابن حبان:
انفرد عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات، فخرج عن حد الاحتجاج بأفراده.
وفى الطريق الثاني علي بن زيد. قال أحمد ويحيى: ليس بشئ. وذكر شعبة
أنه اختلط. قال ابن حبان: كان يهم ويخطئ، فكثر ذلك فاستحق الترك.
وأما طريق الحسن فإن عمرو بن عبيد كذبه يونس وابن عيينة. قال يحيى:
ليس بشئ. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. قال بعض الحفاظ: سرق مجالد
هذا الحديث من عمرو بن عبيد فحدث به عن أبي الوداك. قال أبو جعفر العقيلي
لا يصح في هذا المتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ يثبت.
قال المصنف قلت: وقد تحذلق قوم لينفوا عن معاوية ما قذف به في هذا
الحديث ثم انقسموا قسمين، فمنهم من غير لفظ الحديث وزاد فيه ومنهم من
صرفه إلى غيره.
ذكر ما صنع القسم الأول: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أحمد
26

ابن علي الخطيب حدثني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن أبي حفص
الزاهد حدثنا محمد بن إسحاق الفقيه إملاء قال حدثني أبو نصر الغارى حدثنا
الحسن بن كثير حدثنا بكر بن أيمن القيسي حدثنا عامر بن يحيى الصريمي حدثنا
أبو الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم معاوية
يخطب على منبري فاقبلوه فإنه أمين مأمور ".
قال الخطيب: لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه ورجال
إسناده ما بين محمد بن إسحاق وأبى الزبير كلهم مجهولون، ومحمد بن إسحاق
كثير المناكير.
ذكر صانع القسم الثاني: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا عبد القادر
ابن محمد أنبأنا أبو إسحاق البرمكي أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال قال لي
أبو بكر بن أبي داود لما روى حديث معاوية " إذا رأيتم معاوية على منبري
فاقتلوه " قال هذا معاوية بن التابوت نذر أن يقذر على منبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وليس هو معاوية بن أبي سفيان.
قال المصنف قلت: وهذا يحتاج إلى نقل ومن نقل هذا ومن معاوية
ابن التابوت.
الحديث الثاني: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو الحسن بن أيوب أنبأنا
أبو علي بن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبى أنبأنا إبراهيم بن
الحسين بن علي بن ديزيل حدثنا عن عبد الله بن عمر عن زيد بن الحباب
أبو الحسين العكلي حدثني العلاء بن جرير حدثنا رجل من أهل العطائف قد أتى
عليه ثمانون سنة عن الحكم بن عمير الثمالي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأصحابه ذات يوم: " كيف بك يا أبا بكر إذا وليت؟ قال لا يكون ذلك أبدا
قال وكيف بك يا عمر إذا وليت؟ قال حجرا لقد لقيت إذن شرا. قال فكيف
27

بك يا عثمان إذا وليت؟ قال آكل وأطعم وأقسم ولا أظلم. قال فكيف بك
يا علي إذا وليت؟ قال آكل القوت وأحمى الحمرة وأقسم الثمرة وأخفى العورة.
قال أما إنكم كلكم سبيلي وسيرى الله أعمالكم. ثم قال يا معاوية كيف بك
إذا وليت حقبا تتخذ السيئة حسنة والقبيح حسنا يربو فيها الصغير ويهرم فيها
الكبير أجلك يسير وظلمك عظيم ".
هذا حديث باطل بلا شك فيه، ثم هو عن رجل لم يسم، قال لنا شيخنا أبو
الفضل بن ناصر: فيه رجال مجهولون وإسناده غير صحيح ومتنه موضوع كذبا.
الحديث الثالث في ذمه وذم عمر بن العاص: أنبأنا أبو منصور بن خيرون
أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم البستي حدثنا أبو يعلى حدثنا على
ابن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو بن
الأحوص عن أبي برزة قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت
غناء فقال انظروا ما هذا؟ فصعدت فنظرت فإذا معاوية وعمرو بن العاص يتغنيان
فجئت فأخبرت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم اركسهما في الفتنة ركسا،
اللهم دعهما إلى النار دعا ".
هذا حديث لا يصح. ويزيد بن أبي زياد كان يلقن في آخر عمره فيلقن.
قال على: ويحيى لا يحتج بحديثه. وقال ابن المبارك: أرم به. وقال ابن عدى:
كل رواياته لا يتابع عليها.
باب في ذم أبى موسى
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد
ابن عدى حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار
حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن عمران بن ظبيان عن أبي يحيى حكيم قال:
" كنت جالسا مع عمار فجاء أبو موسى فقال مالي ولك ليلة الجمل؟ قال إنه
28

استغفر لي. قال عمار: قد شهدت الغزو ولم أشهد الاستغفار ".
هذا حديث موضوع. قال ابن عدى: محمد بن علي العطار عنده عجايب
والبلاء في هذا الحديث عندي منه.
قال المصنف قلت: وقال أبو نعيم الهذلي: حسين الأشقر كذاب. قال ابن
حبان: وعثمان بن ظبيان فحش - خطاؤه - [خطؤه] حتى بطل الاحتجاج به.
حديث ثاني في ذكر جماعة من الصحابة: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن
الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلي حدثنا بشر بن موسى حدثنا عبد الرحيم بن واقد
الواقدي حدثنا بشر بن زاذان عن عمر بن صبح عن ركن عن سداد بن أوس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أبو بكر أوزر أمتي وأوجهها، وعمر
ابن الخطاب خير أمتي وأكملها، وعثمان بن عفان - أحيا - [أحيى] أمتي
وأعدلها، وعلي بن أبي طالب ولى أمتي وأوسمها، وعبد الله بن موسى أمين أمتي
وأفضلها، وأبو ذر أزهد أمتي وأرأفها، وأبو الدرداء أعدل أمتي وأرحمها،
ومعاوية بن أبي سفيان أحلم أمتي وأجودها ".
طريق آخر: أنبأنا علي بن عبيد الله أنبأنا علي بن أحمد حدثنا خلف بن
عمرو العكبري حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا يزيد الخلال صاحب ابن أبي الشوارب
حدثنا أحمد بن القاسم بن بهرام حدثنا محمد بن بشير عن بشير بن زاذان عن
عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبو بكر خير
أمتي وأتقاها، وعمر أعزها وأعدلها، وعثمان أكرمها وأحياها، وعلى ألبها
وأوسمها، وابن مسعود آمنها وأعدلها، وأبو ذر أزهدها وأصدقها، وأبو الدرداء
أعبدها، ومعاوية أحلمها وأجودها ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
29

وفى الطريقين جماعة مجروحون، والمتهم به عندي بشير بن زاذان إما أن
يكون من فعله أو من تدليسه عن الضعفاء، وقد خلط في إسناده. قال ابن عدى
هو ضعيف يحدث عن الضعفاء.
باب في حديث آخر في ذلك المعنى
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إبراهيم الأشناني حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا السرى
بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن عمر عن وائل بن داود عن
يزيد البهى عن الزبير بن العوام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم
إنك باركت لامتي في صحابتي فلا تسلبهم البركة، وباركت لأصحابي في أبى بكر
فلا تسلبه البركة، واجمعهم عليه ولا تثر أمره فإنه لم يزل يؤثر أمرك على أمره.
اللهم وأعن عمر بن الخطاب، وصبر عثمان بن عفان، ووفق عليا، واغفر لطلحة
و - بنت - [ابن] الزبير، وسلم سعدا، ودثر عبد الرحمن، وألحق السابقين من
المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه مجهولون وضعفاء
وأقبحهم حالا سيف. قال يحيى: فلس خير منه. وقال ابن حبان: يروى
الموضوعات عن الاثبات. قال وقالوا إنه كان يضع الحديث.
باب في فضل العباس وأولاده
فيه أحاديث:
الحديث الأول في أنه وصى: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا أحمد بن علي
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا محمد بن محمد
ابن سليمان حدثني جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا سعيد بن سلم الباهلي عن
المسيب بن زهير بن المسيب عن المنصور أبى جعفر عن أبيه عن جده عن النبي
30

صلى الله عليه وسلم أنه قال: " العباس وصيي ووارثي ".
طريق آخر: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي
الحسن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان حدثنا علي بن سعيد العسكري حدثنا
محمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده قال: " كنا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع عباس بن عبد المطلب فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: هذا العباس بن عبد المطلب أبى وعمى ووصيي ووارثي ".
هذا حديث لا يصح وضعه قوم ليقابلوا به ما وضع لعلي عليه السلام. وكلا
الحديثين باطل.
فأما الطريق الأول ففيه جعفر بن عبد الواحد قال أبو أحمد بن عدى: كان
يتهم بوضع الحديث. وقال الدارقطني: كذاب يضع الحديث.
وأما الطريق الثاني فقال ابن حبان: محمد بن الضوء يروى عن أبيه المناكير
لا يجوز الاحتجاج به.
الحديث الثاني في تحريمه على النار: أنبأنا علي بن عبيد الله أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن أبي نصر الحميدي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد النعماني أنبأنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن الحاج حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر بن دران
حدثني هارون بن عبد العزيز العباسي حدثنا أحمد بن الحسن المقرى حدثني محمد
بن يحيى الكسائي حدثنا أبو مسحل عبد الوهاب بن جريش وهاشم بن محمد
النحوي حدثنا علي بن حمزة الكسائي حدثنا الرشيد حدثنا المهدى حدثنا
المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: حدثني علي بن أبي طالب
وأسامة بن زيد أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " عمى العباس حصن
فرجه في الجاهلية والإسلام فحرم الله بدنه على النار وولده، اللهم هب سيئهم
لمحسنهم ".
31

هذا حديث موضوع وفيه مجاهيل. ومحمد بن يحيى ليس بشئ وأحمد بن
الحسن المقرى ليس بثقة.
الحديث الثالث في ذكر منزل العباس في الجنة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد
أنبأنا محمد بن هبة الله الطبري أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله
ابن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان ح. وأنبأنا عبد الرحمن بن
محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو الحسين
أحمد بن المهرجان حدثنا أحمد بن محمد المخرمي ح. وأنبأناه عاليا يحيى بن علي
المدير أنبأنا أبو الحسين بن المهتدى حدثنا ابن شاهين حدثنا محمد بن محمد بن
سليمان الباغندي قالوا حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش
عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير عن كثير بن مرة عن عبد الله
ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اتخذني خليلا
ومنزلي ومنزل إبراهيم يوم القيامة في الجنة تجاهين والعباس بيننا مؤمن
بين خليلين ".
قال العقيلي: عبد الوهاب متروك الحديث ولا يتابعه على هذا الحديث إلا
من هو دونه أو مثله وليس له أصل عن ثقة. وقال أبو حاتم بن حبان: كان
عبد الوهاب يسوق الحديث لا يحل الاحتجاج به.
قال المصنف قلت: وقد سرق هذا الحديث من عبد الوهاب أنبأنا إسماعيل
ابن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن
عدى حدثنا محمد بن عبدة بن حرب حدثنا أحمد بن معاوية الباهلي حدثنا ابن عياش
عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن كثير بن مرة
الحضرمي عن عبد الله بن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا فمنزلي ومنزل إبراهيم يوم القيامة في الجنة
تجاهين والعباس بيننا مؤمن بين خليلين ".
32

قال ابن عدى: هذا الحديث يعرف بعبد الوهاب وأحمد بن معاوية سرقه
منه وكان يسرق الحديث ويحدث عن الثقاة بالبواطيل.
الحديث الربع في ذكر ملك أولاده ولبسهم السواد: قد روى ذلك من
حديث على وجابر وأنس وابن عباس وأبى موسى رضي الله عنهم.
فأما حديث علي عليه السلام فأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي
ابن ثابت أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن قريش المعدل حدثنا أبو عبد الله
جعفر بن إدريس القزويني حدثنا أبو الطيب عبد الله بن عمرو بن الحكم حدثنا
أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي حدثني أبي أحمد بن عامر حدثنا
أبو الحسن علي بن موسى الرضى حدثنا أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن
محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن
أبيه علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هبط على
جبريل عليه السلام وعليه قباء أسود وعمامة سوداء فقلت: ما هذه الصورة التي
لم أرك هبطت على فيها قط؟ قال: هذه صورة الملوك من ولد العباس عمك،
قلت: وهم على حق؟ قال جبريل: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر
للعباس ولولده حيث كانوا وأين كانوا. قال جبريل: ليأتين على أمتك زمان يعز
الاسلام بهذا السواد. قلت: رياستهم ممن؟ قال: من ولد العباس. قال قلت
وتباعهم؟ قال: من أهل خراسان. قلت: وأي شئ يملك ولد العباس؟ قال:
يملكون الأصفر والأخضر والحجر والمدر والسرير والمنبر والدنيا إلى المحشر
والملك إلى المنشر ".
وأما حديث جابر فأنبأنا محمد بن أبي طاهر قال أنبأنا أبو محمد الجوهري
أنبأنا علي بن عمر الدارقطني عن أبي حاتم البستي حدثنا علي بن موسى بن حمزة
33

حدثنا الشاه بن شين باميان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن لهيعة عن رباح
الكلابي عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني
جبريل وعليه قباء أسود ومنطق وخنجر، فقلت: يا حبيبي ما هذا - الذي -
[الزي]؟ قال: يأتي على الناس زمان يعز الاسلام بهذا السواد. قلت لجبريل:
يا حبيبي رئيسهم من يكون؟ قال: من ولد العباس. قلت: يا جبريل معهم من
يكون؟ قال: أهل خراسان أصحاب المناطق. قلت: يا حبيبي إيش يملك ولد
العباس؟ فقال: الوبر والمدر والأحمر والأصفر والمروة والمشعر والصفا والمنحر والسرير
والمنبر في الدنيا إلى المحشر والملك إلى المنشر ".
وأما حديث أنس فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا أبو محمد يحيى بن علي المدبر وحدثنا عنه ابنه أبو الحسن
على قال أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الملطى قال حدثنا القاضي أبو الحسين محمد
ابن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي - الحاملى - [المحاملي] حدثنا أبو جعفر
عبد الله بن إسماعيل الهاشمي المعروف بابن بريه حدثنا سوادة بن علي حدثنا
أبو بكر الأعين حدثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر حدثنا عبد الله بن زياد عن
عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل عليه السلام وعليه قباء أسود وعمامة سوداء
فقلت: يا جبريل ما هذه الصورة التي ما هبطت على في مثلها؟ فقال: يا محمد
ليأتين على أمتك زمان يعز الله الاسلام بهذا السواد. قلت يا جبريل رياستهم
ممن؟ قال: من ولد العباس عمك. قال قلت: يا جبريل تباعهم ممن يكونون؟ قال
من أهل خراسان أصحاب المناطق من وراء حنحون دهاقته الصعد وترك الثغر عن
أصحاب الحناجر من غرر وغورستان. فقلت يا جبريل أي شئ يملك ولد العباس؟
قال: يملك ولد العباس الوبر والمدر والأحمر والأصفر والمروة والمشعر والصفا والمنحر
والسرير والمنبر والدنيا إلى المحشر والملك إلى المنشر ".
34

الطريق الثاني: أنبأنا عبد الرحمن بن منصور أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
حدثنا محمد بن علي بن محمد الببع حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد الله النجار المقرى
أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الحسين الضرير حدثنا الدقيقي محمد بن
عبد الملك حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل ذات يوم وعليه عمامة سوداء
وقباء أسود وخف أسود ومنطقة وسيف محلى، فقلت: ما هذا الذي لم أرك
في مثله؟ فقال: يا محمد هذا زي بنى عمك من بعدك وعليهم تقوم الساعة ".
وأما حديث ابن عباس: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا أبو بكر عمر بن عبد الله السامري حدثنا
الباغندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين حدثني محمد بن صالح بن النطاح
حدثنا محمد بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس حدثني جدي داود بن علي عن
علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس
وعلى عنده: يكون الملك في ولدك، ثم التفت إلى على فقال: لا يملك أحد
من ولدك ".
طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريري أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا
الدارقطني حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدى بالله حدثنا محمد بن هارون
السعدي حدثنا أحمد بن إبراهيم الأنصاري عن أبي يعقوب بن سليمان الهاشمي
قال سمعت المنصور يقول حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا سكن بنوك السواد ولبسوا السواد، وكان شيعتهم
أهل خراسان لم يزل الامر فيهم حتى يدفعوه إلى عيسى بن مريم ".
وأما حديث أبي موسى: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان حدثنا الحسن
35

ابن زكريا حدثنا عبيد الله بن تمام وأنبأنا خالد الحذاء عن غنيم عن أبي موسى
الأشعري: " أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء
قد أرخى ذوائبه من ورائه ".
هذا حديث لا يصح من جميع طرقه.
أما حديث علي عليه السلام فإن أحمد بن عامر لا يتابع على هذا الحديث،
وهو محل التهمة.
وأما حديث جابر فإن الشاه الخراساني كان يضع الحديث، كذلك قال
ابن حبان.
وأما طريق أنس الأول: فإن عبد الله بن زياد هو ابن سمعان. قال مالك
وإبراهيم بن سعد ويحيى بن معين كان كذابا. وقال السعدي: ذاهب. وقال
النسائي والدارقطني متروك الحديث.
وأما الطريق الثاني فقال أبو بكر الخطيب: هو حديث باطل ورجال إسناده
كلهم ثقاة غير الضرير والحمل فيه عليه.
وأما حديث ابن عباس الأول فقال ابن حبان: محمد بن صالح يروى
المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج بأفراده.
وأما طريقه الثاني: فأحمد بن إبراهيم ليس بشئ، وأبو يعقوب مجهول.
وأما حديث أبي موسى فقال الدارقطني تفرد به عبيد الله بن تمام عن خالد
وهو يروى أحاديث مقلوبة، وهو ضعيف. وقال ابن حبان: غنيم لا يحتج به
ولا بعبيد الله بن تمام، والحسن زكريا هو العدوي نسبوه إلى جده لأنه الحسن
ابن علي بن زكريا، وقد سبق قولنا فيه أنه كان يضع الحديث.
باب في عدد خلفاء بنى العباس
أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي قال أنبأنا
36

أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي القاضي
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد حدثنا هلال بن محمد بن أخي هلال الرائي
حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا ابن عائشة حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عبيد
عن أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده عن عبد الله بن العباس عن العباس بن
عبد المطلب: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه مقبلا، فقال: هذا عمى
أبو الخلفاء الأربعين أجود قريش كفا وأحماها من ولده السفاح والمنصور والمهدى
يا عم بي فتح الله ابتداء هذا الامر ويختمه برجل من ولدك ".
هذا حديث موضوع والمتهم به الغلابي فإنه كذاب.
باب في زيادة ولاية بنى العباس على ولاية بنى أمية
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا يوسف
ابن الدخيل حدثنا العقيلي حدثنا أحمد بن محمد النصيبي حدثنا إبراهيم بن المستمر
العروقي حدثنا أحمد بن سعيد الجبيري حدثنا عبد العزيز بن بكار بن عبد العزيز
ابن أبي بكرة عن أبيه عن جده أبى بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يلي بنى العباس من كل يوم تليه بنو أمية يومين ولكل شهر شهرين ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين
بكار ليس بشئ.
باب ذكر أحاديث في غمض بنى العباس
الحديث الأول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد
الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن محمويه الجوهري
حدثنا أبو الربيع عيسى بن علي الناقد حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي حدثنا
عمرو بن واقد عن زيد بن واقد عن مكحول عن سعيد بن المسيب قال: " لما
37

فتحت أواني خراسان بكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فدخل عليه عبد الرحمن
ابن عوف، فقال: ما يبكيك يا أمير المؤمنين وقد فتح الله عليك مثل هذا
الفتح؟ قال: ومالي لا أبكى والله لوددت أن بيننا وبينهم بحرا من النار،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أقبلت رايات ولد العباس من
عقاب خراسان وجاءوا ببغى الاسلام، فمن سار تحت لوائهم لم تنله شفاعتي
يوم القيامة ".
هذا حديث موضوع بلا شك، وواضعه من لا يرى لدولة بنى العباس
قال أبو مسهر: عمرو بن واقد ليس بشئ. وقال الدارقطني: متروك وقال ابن
حبان: يقلب الأسانيد ويروى المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. قال
أبو زرعة: وزيد بن واقد ليس بشئ.
الحديث الثاني: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العباس بن
أحمد الهروي حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس قال حدثنا عبد الله بن
محمد بن منصور حدثنا سويد بن سعيد حدثنا داود بن عبد الجبار حدثنا
أبو سراعة قال: " كنا عند ابن عباس في البيت، فقال: هل فيكم غريب؟
قالوا: لا. قال: إذا خرجت الرايات السود فاستوصوا بالفرس خيرا، فإن دولتنا
معهم. فقال أبو هريرة ألا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: وأنت هاهنا حدث، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إذا أقبلت الرايات السود من جهة المشرق فإنه أولها فتنة وأوسطها هرج
وآخرها ضلالة ".
قال الخطيب: أبو سراعة مجهول وداود متروك. وقال يحيى بن معين:
كان داود يكذب. وقد روى ضد هذا فأنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال أنبأنا
38

المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا
أبو الفتح الأزدي حدثنا العباس بن إبراهيم حدثنا محمد بن ثواب حدثنا حنان بن
سدير عن عمر بن قيس عن الحسن عن عبيدة عن عبد الله قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فأتوها، فإن فيها
خليفة المهدى ".
هذا حديث لا أصل له ولا نعلم أن الحسن سمع من عبيدة ولا أبى عمر، سمع
من الحسن. قال يحيى: عمر لا شئ.
الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا أحمد بن علي الخطيب أنبأنا
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الطرازي أنبأنا أبو حامد أحمد بن علي بن
حسنويه المقرى حدثنا أحمد بن يوسف يعنى السلمي حدثنا محمد بن المبارك الصوري
حدثنا يزيد بن ربيعة حدثنا أبو الأشعث عن ثوبان قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " ويل لامتي من بنى العباس شنعوها وألبسوها ثياب
السواد ألبسهم الله ثياب النار، هلاكهم على رجل من أهل بيت هذه، وأشار
إلى أم حبيبة ".
قال الخطيب: لم أكتبه إلا عن الطرازي وهو منكر، ويزيد بن ربيعة
متروك الأحاديث. وقال البخاري: أحاديث يزيد مناكير. وقال السعدي:
أباطيل أخاف أن تكون موضوعة.
باب فضيلة الأنصار
أنبأنا الجريري أنبأنا العشاري أنبأنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ حدثنا
عبيد الله بن محمد الدمياطي حدثنا محمد بن أحمد بن أسلم حدثنا الوليد بن محمد
الموقري عن الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكرموا الأنصار فإنهم ربوا الاسلام كما يربى الفرخ في وكره ".
39

هذا حديث لا يصح تفرد به الموقري. قال أحمد ليس بشئ. وقال يحيى
كان كذابا. وقال النسائي: متروك.
باب فضل صحابي يقال له مكلبة
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا الحسين بن
الحسين بن رامين حدثنا محمد بن محمد بن معاذ بن شاذان حدثنا المظفر بن عاصم
حدثنا مكلبة بن ملكان قال: " غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقاتل المشركين قتالا شديدا حتى حالوا بينه وبين الماء، ونزلوا على الماء،
فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم عطشان قد خلع ثيابه أو يتزر بردائه واستلقى على
ظهره، فأخذت إداوة لي ومضيت في طلب الماء حتى أتيت أرضا ذات رمل،
فإذا طائر يبحث في الأرض شبه الدراج أو الصح فدنوت منه فطار فنظرت إلى
موضعه فإذا نداوة فحفرت بيدي فخرقت خرقا عميقا فنبع ماء فشربت حتى رويت
وتوضأت وملأت الإداوة وأقبلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني
قال لي: يا مكلبة أمعك ماء؟ قلت نعم يا رسول الله، فقال إلى إلى، فدنوت منه
فناولته الإداوة فشرب حتى روى وتوضأ وضوءه للصلاة ثم قال لي: يا مكلبة
ضع يدك على فؤادي حتى يبرد، فوضعت يدي على فؤاد حتى برد، ثم قال لي
يا مكلبة عرف الله لك هذا فنحيت يدي عن فؤاده فإذا هي تسطع نورا. فكان
مكلبة يوارى يده بالنهار كراهية أن يجمع الناس عليه فيتأذى، فإذا رآه من
لا يعرفه حسب أنه أقطع. قال لنا المظفر: فلقيت مكلبة بالليل فصافحته فإذا يده
تسطع نورا.
هذا حديث باطل، والمتهم به المظفر وكان يزعم أن له مائة وتسعا وثمانين
سنة وأشهر، ويزعم أن مكلبة من الصحابة، ولا يعرف في الصحابة من
اسمه مكلبة.
40

باب سخط إبليس من أفعال هذه الأمة
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أحمد بن علي
المحتسب أنبأنا الحسن بن الحسين بن حمكان حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن لؤلؤ
السلمي حدثنا عمر بن واصل قال سمعت سهل بن عبد الله يقول أنبأنا محمد بن
سوار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى إبليس حسن السحنة ثم رآه بعد ذلك ناحل الجسم متغير اللون،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما الذي أنحل جسمك وغير لونك؟ فقال:
خصال في أمتك يا محمد، قال وما هي؟ قال: صهيل فرس في سبيل الله، ورجل
ينادى بالصلاة في وقتها آناء الليل والنهار محتسبا، ورجل خائف الله، ورجل
كسب كسبا من حلال فوصل به ذا رحم محتاجا أو ذا فاقة مضطرا، ورجل
صلى الصبح وجعل في محرابه ومقعده يذكر الله حتى طلعت عليه الشمس ثم صلى
راجيا. فتلك التي فعلت بي الأفاعيل ".
هذا حديث موضوع، واتهم أبو بكر الخطيب عمر بن واصل بوضع
هذا الحديث.
باب في حب العرب
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن
أحمد حدثنا العقيلي حدثنا مطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد
عن ابن جريج عن عطاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبوا
العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي ".
قال العقيلي: لا أصل له. وقال ابن حبان: يحيى بن يزيد يروى المقلوبات
عن الاثبات فبطل الاحتجاج به.
41

باب في فضل قريش
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف حدثنا العقيلي
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الهيثم حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي حدثني أبي
عن جدي حدثني هلال بن عبد الرحمن قال: " كنت مع أيوب السختياني فأخذ
بيدي فأدخلني على محمد بن المنكدر فحدثنا عن جابر بن عبد الله أن رجلا قتل
بالمدينة لا يدرى من قتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبعده الله، إنه
كان يبغض قريشا ". قال العقيلي: لا أصل لهذا الحديث.
قال ابن حبان: وعباد يأتي بالمناكير، فاستحق الترك.
باب في ذم النبط
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد
أنبأنا العقيلي حدثنا داود بن محمد المروزي حدثنا أبو إبراهيم الترجماني حدثنا
عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن سعيد بن سلمة الهمداني عن الشعبي قال:
" رأى أبو هريرة رجلا فأعجبته هيئته فقال: ممن أنت؟ قال: من النبط، قال:
تنح عنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قتلة الأنبياء وأعوان الظلمة،
فإذا اتخذوا الرباع وشيدوا البنيان فالهرب الهرب ".
هذا حديث لا أصل له. قال أحمد بن حنبل: حرقت حديث عبد الرحمن
ابن مالك منذ دهر. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك.
باب في فضل الحبشة
أنبأنا محمد بن عبد الملك عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان
حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا عفيف بن سالم
عن أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عباس قال: " جاء رجل من الحبشة إلى
42

رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل
واستفهم، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت
إن آمنت بمثل ما آمنت به، وعملت بمثل الذي عملت به إني كائن معك في
الجنة؟ قال: نعم، ثم قال: والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود مسيرة
ألف عام، ومن قال لا إله إلا الله كان له بها عند الله عهد، ومن قال سبحان الله
وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة. فقال الرجل:
كيف نهلك بعد هذا؟ قال: إن الرجل يأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل
لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله عز وجل فتكاد تستنقذ ذلك إلا أن يتطول الله
برحمته، ثم نزلت هذه الآية على أتى إلى ملكا كبيرا. فاشتكى الحبشي حتى
فاظت نفسه (1)، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده ".
قال ابن حبان: هذا حديث باطل لا أصل له، وأيوب كان فاحش الخطأ،
وقال يحيى: ليس أيوب بشئ، وقال ابن الجنيد: هو شبيه المتروك.
باب في ذكر أويس
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي الحسن الدارقطني
عن أبي حاتم البستي حدثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي حدثنا إسماعيل بن محمد
العرزمي حدثنا زهير بن عباد عن محمد بن أيوب عن مالك عن نافع عن ابن عمر
قال: " بينما النبي صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة إذ نزل عليه جبريل فقال:
يا محمد إنه سيخرج في أمتك رجل يشفع فيشفعه الله عز وجل في عدد ربيعة ومضر
فإنه أدركته فسله الشفاعة لامتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل
ما اسمه وما صفته؟ قال: أما اسمه فأويس " وذكر حديثا طويلا في ورقتين.

(1) قال أبو عمرو والعلاء: يقال فاظ الميت ولا يقال فاظت نفسه. وقال القراطي يقول
فاظت نفسه، وقيس يقول: فاضت نفسه بالضاد. حكاه الهروي.
43

قال أبو حاتم البستي: هذا خبر باطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ولا أسنده ابن عمر، ولا حدث به نافع. ومحمد بن أيوب يضع
الحديث على مالك، لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
قال المصنف قلت: وقد وضعوا خبرا طويلا في قصة أويس من غير هذه
الطريق، وإنما يصح في الحديث عن أويس كلمات يسيرة جرت له مع عمر وأخبره
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يأتي عليكم أويس فإن استطعت أن
يستغفر لك فافعل " فأطال القصاص وأعرضوا في حديث أويس بما لا فائدة
في الإطالة بذكره.
باب في فضيلة علي بن الحسين
أنبأنا أحمد بن علي بن المجلى أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري
أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم العرضي حدثنا أبو بكر محمد
ابن يحيى بن عبد الله الصولي حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا إبراهيم بن بشار
عن سفيان بن عيينة عن أبي الزبير قال: " كنا عند جابر بن عبد الله وقد
كف بصره وعلت سنه، فدخل عليه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبى
الصبى ذلك، فقال جابر: من هذا؟ فقال: ابني محمد، فضمه إليه وبكى وقال:
يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، فقال له صحبه:
وما ذاك؟ قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن علي
فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال: يولد لابني هذا ابن يقال له على
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: سيد العابدين، فيقوم هو،
ويولد له ابن يقال له محمد إذا رأيته يا جابر فاقرأ عليه السلام منى، واعلم أن بقاك
بعد ذلك اليوم قليل، فما لبث جابر بعد ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوما حتى
44

توفى " هذا حديث موضوع بلا شك، والمتهم به الغلابي. قال الدارقطني: كان
يضع الحديث.
باب في فضيلة الحسن البصري
أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
قال أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي أنبأنا أبو عبد الله محمد
ابن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ أنبأنا خلف بن محمد حدثنا محمد بن حامد
الدقاق حدثنا علي بن الحسن البخاري قال سمعت جابر بن عبد الله اليمامي يقول:
" كنت جالسا عند الحسن فسمعت الحسن يقول: ولد بنى أمي ليلة الأربعاء
فحملوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومسح يده على رأسي وقال: " اللهم نزهه في العلم ".
قال جابر: واسم أبى الحسن فيروز، وهو من موالي أنس بن مالك،
واسم أم الحسن سليمة. قال أبو بكر الخطيب: كان جابر هذا كذابا جاهلا
بما يقوله، بعيد الفطنة فيما يختلقه. ولا يختلف أهل العلم أن اسم أبى الحسن يسار
واسم أمه خيرة، ولم يقل أحد إنه ولد في وقت النبي صلى الله عليه وسلم. وكلام
هذا الرجل باطل من كل الوجوه. قال سهل بن شاذويه: رأيت ببخارا ثلاثة
من الكذابين: محمد بن تميم الفاريابي والحسن بن شبل وجابر بن عبد الله اليمامي.
باب في ذم يزيد بن معاوية
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو الفتح عبد الملك
ابن عمر بن خلف الرزاز أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا القاضي أبو الحسين
عمر بن علي بن ملك الأشناني حدثنا حسين بن الكميت حدثنا سليم بن منصور
ابن عمار حدثنا أبي حدثنا ابن لهيعة عن حيى عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن
عبد الله بن عمرو قال: " كنا بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبو عبيدة
45

وسلمان والمقداد والزبير، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرعوبا متغير
اللون فقال: نعيت إلى نفسي، وذكر كلاما طويلا ثم قال: امسك واحص
وتنفس السعداء، ثم قال يزيد: لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان، أما إنه نعى
إلى حبيبي سحلى - [بتخيلى] حسين أتيت بتربته وأريت قاتله، أما إنه لا يقتل
أبين ظهراني قوم ولا ينصروه إلا عمهم الله بعقاب، أو قال بعذاب ".
هذا حديث موضوع بلا شك. ولعمري إن ابن لهيعة ذاهب الحديث،
وكذلك سليم بن منصور، ولكنه من عمل الأشناني. قال الدارقطني: كان
الأشناني يكذب.
باب في ذم الوليد
أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي حدثنا أبو المغيرة حدثنا ابن عياش وهو إسماعيل قال حدثني
الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال:
" ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: سميتموه بالوليد باسم فراعنتكم، ليكونن في هذه
الأمة رجل يقال له الوليد لهو شر على هذه الأمة من فرعون لقومه ".
قال أبو حاتم بن حبان: هذا خبر باطل، ما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم هذا ولا رواه عمر ولا حدث به سعيد ولا الزهري ولا هو من حديث الأوزاعي
بهذا الاسناد. وإسماعيل بن عياش لما كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه
وهو لا يعلم.
قال المصنف قلت: فلعل هذا قد أدخل عليه في كبره، وقد رواه وهو مختلط.
قال أحمد بن حنبل: كان إسماعيل بن عياش يروى عن كل ضرب.
قال المصنف قلت: وقد رأيت في بعض الروايات عن الأوزاعي أنه قال:
46

سألت الزهري عن هذا الحديث فقال إن استخلف الوليد بن يزيد وإلا فهو
الوليد بن عبد الملك. وهذه الرواية لا أعلم صحتها.
قال المصنف قلت: فإن صحت ودلت على ثبوت الحديث. والوليد بن يزيد
أولى به لأنه كان مشهورا بالالحاد مبارزا بالعناد، وإنما قال أسماء فراعنتكم لان
فرعون موسى اسمه الوليد.
باب في ذكر وهب بن منبه وغيلان
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف
ابن أحمد العقيلي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أسد ح. وأنبأنا إسماعيل
ابن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا
أبو يعلى الموصلي حدثنا الهيثم بن خارجة قالا حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان
ابن سالم الجزري عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن
الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيكون في أمتي رجل
يقال له وهب يهب الله له الحكمة، ورجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي
من إبليس ".
هذا حديث موضوع. قال أبو حاتم البستي: لا أصل لهذا الحديث.
والأحوص كان يروى المناكير عن المشاهير فبطل الاحتجاج به. قال أحمد بن
حنبل: مروان ليس بثقة. وقال الكسائي والدار قطني متروك. وأما الوليد بن
مسلم فإنه كان يروى عن الأوزاعي أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ
ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء
ويجعلها عن الأوزاعي عنهم.
باب في ذكر أبي حنيفة والشافعي
حديث عن عبد الرحمن بن عوف بن محمد حدثنا أحمد بن إبراهيم بن تركان
47

حدثنا محمد بن الحسين بن علي حدثنا محمد بن جعفر بن علي التميمي حدثنا مأمون
ابن أحمد السلمي حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري أنبأنا عبد الله بن معدان
الأزدي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في
أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي
رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي هو سراج أمتي ".
هذا حديث موضوع لعن الله واضعه، وهذه اللعنة لا تفوت أحد الرجلين
وهما مأمون والجويباري وكلاهما لا دين له ولا خير فيه كانا يضعان الحديث. قال
ابن حبان: كان مأمون رجالا من الرجلين حدث عمن لم يره، وكان الجويباري
كذابا دجالا يضع على الذين يروى عنهم ما لم يحدثوه، لا يحل ذكره في الكتب
إلا على سبيل الجرح فيه. وذكر هذا الحديث أبو عبد الله الحاكم في كتاب
المدخل إلى كتاب الا كليل فقال قيل لمأمون بن أحمد: ألا ترى إلى الشافعي
وإلى من تبع له بخراسان فقال حدثنا أحمد بن عبد الله فذكر الحديث، فبان
بهذا أن الواضع له مأمون الذي ليس بمأمون.
باب في فضل أبي حنيفة
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا
أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن علي القصرى حدثنا أبو زيد الحسين بن الحسن
ابن علي بن عامر بن سليمان بن ياسر حدثنا بشر بن يحيى أنبأنا الفضل بن موسى
السناني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: " يكون في أمتي رجل اسمه النعمان، وكنيته أبو حنيفة هو
سراج أمتي ".
قال الخطيب: هذا حديث موضوع تفرد بروايته البورقي. قال وحدثت
عن أبي عبد الله الحاكم أنه قال: وضع أبو عبد الله البورقي من المناكير عن الثقاة
48

ما لا يحصى وأفحشها هذا الحديث: " سيكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة
هو سراج أمتي ".
هكذا حدث به في بلاد خراسان ثم حدث به بالعراق بإسناد، وزاد فيه أنه
قال: " وسيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس، فتنته على أمتي
أضر من إبليس ".
حديث آخر في فضل أبي حنيفة: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أنبأنا
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني حدثنا
أبو بكر محمد بن إسحاق القطيعي حدثني أبو أحمد محمد بن أحمد بن حامد السلمي
حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الله السلمي حدثنا سليمان بن قيس عن أبي المعلى بن
المهاجر عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيأتي من
بعدي رجل اسمه النعمان بن ثابت، ويكنى أبا حنيفة، ليحيين دين الله وسنتي
على يديه ".
قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه وهو باطل موضوع، ومحمد
ابن يزيد متروك الحديث، وسليمان بن قيس وأبو المعلى مجهولان، وأبان يرمى
بالكذب. وقال ابن عدى: محمد بن يزيد يسرق الأحاديث ويزيد فيها ويضع
قال وقد روى الجويباري عن أبي يحيى المعلم عن حميد عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وسلم: " يكون في أمتي رجل يقال له النعمان بن ثابت يكنى أبا حنيفة
يجدد الله سنتي على يديه ".
والجويباري كذاب وضاع. وروى سليمان بن عيسى من حديث أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في أمتي رجل يقال له النعمان بن
ثابت يكنى أبا حنيفة يحيى الله على يديه ديني وسنتي ".
المتهم بوضعه سليمان. قال أبو حاتم بن حبان: كان كذابا. وقال ابن عدى
يضع الحديث.
49

باب في ذكر محمد بن كرام
أخبرت عن أحمد بن علي بن مهار الخوارزمي أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن
محمشاذ حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي حدثنا أبو الحسين
محمد بن أحمد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا خداش بن
عبد الله الشامي عن أبيه عن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " يجئ في آخر الزمان رجل يقال له محمد بن كرام،
يحيى السنة، والجماعة هجرته من خراسان إلى بيت المقدس، كهجرتي من مكة
إلى المدينة ".
هذا حديث موضوع والمتهم به إسحاق بن محمشاذ. قال أحمد بن علي بن مهبار
كان إسحاق بن محمشاذ كذابا يضع الحديث على مذهب الكرامية، وله كتاب
مصنف في فضائل محمد بن كرام كله كذب موضوع. واعلم أن من شم ريح
العلم يعلم أن هذه الأحاديث في مدح أبي حنيفة وابن كرام وذم الشافعي ونحوها
موضوعة، غير أنا نخاف من عامي جاهل يقول هي في كتاب بإسناد، فلهذا يقدح
في رواتها. واعلم أن ابن كرام أصله من نواحي سجستان وكان يتعبد ويتقشف
فصدرت منه أقوال تركبت من شيئين: أحدهما الاعجاب بالنفس الموجب لترك
مجالسة العلماء، والثاني التعلل المثير للماليخوليا، وكان يقول الايمان قول فمن أقر
بلسانه فهو مؤمن حقا وإن اعتقد بقلبه الكفر في أشياء طريفة، فنفى إلى نيسابور
فافتتن بتزهده جماعة فنفى، فمضى إلى بيت المقدس وكان يجالس الجويباري ومحمد
ابن غنيم السعدي وكانا يضعان الحديث فيأخذ عنهما.
50

باب ذكر الأماكن في الفضائل والمثالب
باب في مدح مدن وذم مدن
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا
يحيى بن علي بن هاشم حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة حدثنا الوليد بن محمد
حدثنا الزهري حدثنا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع مدائن من مدن الجنة في الدنيا: مكة
والمدينة وبيت المقدس ودمشق وأربع مدائن من مدن النار في الدنيا: القسطنطينية
والطيرانية وأنطاكية والمحترقة وصنعاء، وإن من المياه العذبة والرياح اللواقح من
تحت صخرة بيت المقدس ".
هذا حديث لا أصل له. قال أحمد بن حنبل: الوليد ليس بشئ. وقال
يحيى: كذاب.
باب فضل جدة
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن إبراهيم الدبيلي حدثنا عبد الحميد بن صبيح
حدثنا صالح بن عبد الجبار حدثنا محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان يكون
أفضل الرفاط رباط جدة ".
حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن أبي طاهر عن الجوهري عن الدارقطني
عن أبي حاتم البستي حدثنا محمد بن المسيب حدثنا إسماعيل بن مالك حدثنا
الحجاج بن خالد حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربعة أبواب من أبواب الجنة
51

مفتحة في الدنيا، أولهن الإسكندرية وعسقلان وقزوين، وفضل جدة على هؤلاء
كفضل بيت الله الحرام على سائر البيوت ".
هذان حديثان لا صحة لهما. أما الأول ففيه محمد بن عبد الرحمن. قال يحيى:
ليس بشئ. وقال ابن حبان: حدث عن أبيه شبيها ثمنين حديثا كلها موضوعة
لا يحل الاحتجاج به. وأما الثاني فقال يحيى: عبد الملك بن هارون كذاب.
وقال السعدي: دجال كذاب. وقال ابن حبان: يضع الحديث.
باب في فضل عسقلان
فيه عن ابن عمر وأنس وعائشة رضي الله عنهم.
أما رواية ابن عمر فلها طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن غيلان أنبأنا إبراهيم بن محمد
المزكى حدثنا محمد بن إسحاق السراج حدثنا محمد بن بكار الزيات حدثنا بشير
ابن ميمون عن عبد الله بن يوسف عن ابن عمر قال: " سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يذكر أهل مقبرة يوما وصلى عليها فأكثر الصلاة، فسئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: مقبرة شهداء عسقلان يزفون إلى الجنة
كما تزف العروس إلى زوجها ".
الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهري عن الدارقطني
عن أبي حاتم البستي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا سويد بن سعيد حدثنا
حفص بن ميسرة حدثنا حمزة بن أبي حمزة الجعفي عن عطاء ونافع عن ابن عمر
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقبرة، فقيل له: يا رسول الله
أي مقبرة هذه؟ فقال: هي مقبرة بأرض العدو يقال لها عسقلان يفتحا ناس من
أمتي، يبعث الله منها سبعين ألف شهيد، يشفع الرجل في مثل دوسعة ومضر،
وعروس الجنة عسقلان ".
52

وأما حديث أنس فله ثلاث طرق:
الطريق الأول: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا أبو على أبو المذهب أنبأنا
أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا أبو اليمان حدثنا
إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد بن عن أبي عقال عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عسقلان أحد العروسين يبعث منها يوم القيامة
سبعون ألفا لا حساب عليهم، ويبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله
عز وجل، وبها صفوف الشهداء رؤوسهم مقطعة في أيديهم تثج أوداجهم دما،
يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف
الميعاد، فيقول: صدق عبيدي اغسلوهم بنهر البيضة، فيخرجون منها نقيا بيضا،
فيسرحون في الجنة حيث شاءوا ".
عمر بن محمد هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الطريق الثاني: أنبأنا علي بن عبيد الله بن أحمد بن الحسن البنا وعبد الرحمن
ابن محمد القزاز قالوا أنبأنا عبد الصمد بن المأمون أنبأنا علي بن عمر الحربي
حدثنا عيسى بن سليمان وراق داود حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا عبد الله
ابن المبارك حدثنا عمر بن محمد حدثني أبو عقال سمعت أنس بن مالك يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عسقلان أحد العروسين يبعث الله منها يوم
القيامة سبعين ألفا وفودا شهداء إلى الله، وبها صفوف الشهداء تقطع رؤوسهم
في أيديهم، فتثج أوداجهم دما، يقولون ربنا آتنا ما وعدتنا على رسلك
ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، فيقول الله سبحانه وتعالى:
صدق عبيدي، اغسلوهم بنهر البيضة، فيخرجون منها بيضا نقا وينزلون في
الجنة حيث شاءوا "،
وفى حديث آخر: والعروس الأخرى الإسكندرية.
53

الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو
الفارسي أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن عبيد الله بن فضيل حدثنا عبد الوهاب
ابن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن محمد العمرى عن أبي عقال
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عسقلان أحد العروسين
يبعث الله عز وجل منها يوم القيامة أربعين ألف شهيد ".
وأما حديث عائشة أنبأنا محمد بن أبي طاهر البزار أنبأنا أبو محمد الجوهري
عن أبي الحسن الدارقطني عن أبي حاتم البستي حدثنا السختياني حدثنا سنان بن
فروح حدثنا نافع أبو هرمز عن عطاء قال: " سألتني عائشة عن عسقلان فقالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي فلما كان في بعض الليل قام فخرج
إلى البقيع فأدركتني الغيرة فخرجت في أثره فقال يا عائشة أما إنه ليس بين المشرق
والمغرب مقبرة أكرم على الله عز وجل من الذي رأيت إلى أن تكون مقبرة
عسقلان. قلت: وما مقبرة عسقلان؟ قال: رباط للمسلمين ثم يبعث الله منها يوم
القيامة سبعين ألف شهيد، لكل شهيد شفاعة لأهل بيته ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما حديث ابن عمر فطريقه الأول بشر بن ميمون. قال يحيى بن معين:
اجتمع الناس على طرح حديثه، وقال أحمد: ليس بشئ، وقال السعدي: غير
ثقة. وفى الطريق الثاني حمزة بن أبي حمزة. قال أحمد بن حنبل: هو مطروح
الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ يساوى فلسا، وقال النسائي والدارقطني: هو
متروك الحديث، وقال ابن عدى: يضح الحديث، وقال ابن حبان: يتفرد عن
الثقاة الموضوعات، لا تحل الرواية عنه.
وأما حديث أنس فجميع طرقه تدور على أبي عقال واسمه هلال بن يزيد
ابن يسار. قال ابن حبان: يروى عن أنس أشياء موضوعة ما حدث بها قط،
54

لا يجوز الاحتجاج به بحال. وأما حديث عائشة ففيه نافع أبو هرمز. قال يحيى:
هو كذاب: وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك.
باب في فضيلة عسقلان والإسكندرية وقزوين
أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم
الحافظ حدثنا أبو محمد بن حبان قال روى علي بن سعيد العسكري حدثنا أحمد بن
محمد بن أبي سلمة حدثنا عبد الله بن عمران الأصفهاني حدثنا عامر بن حماد
الأصبهاني عن محمد بن يوسف الأصبهاني عن عمر بن صبح عن أبان عن أنس بن
مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يحول الله تعالى يوم القيامة
ثلاث قرى من زبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن: عسقلان والإسكندرية
وقزوين " هذا حديث لا يصح.
قال ابن حبان: كان عمر بن صبح يضع الحديث على الثقاة.
حديث في فضل قزوين خاصة: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو منصور
محمد بن الحسين المفومى أنبأنا القاسم بن أبي المنذر أنبأنا علي بن إبراهيم بن بحر
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة حدثنا إسماعيل بن راشد حدثنا داود بن
المحبر حدثنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ستفتح عليكم الآفاق وستفتح عليكم مدينة يقال
لها قزوين، من رابط فيها أربعين يوما أو أربعين ليلة كان له في الجنة عمود من
ذهب، على زبرجدة خضراء، عليها قبة من ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف
مصراع من ذهب، على كل مصراع زوجة من الحور العين ".
هذا حديث موضوع بلا شك فيه، فأول من فيه من الضعفاء يزيد بن أبان.
قال شعبة: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عنه، وقال أحمد: لا يكتب
عنه شئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه.
55

والثاني الربيع بن صبيح. قال عفان أحاديثه كلها مقلوبة وضعفه يحيى، وقال ابن
حبان: لم يكن الحديث من صناعته فوقعت المناكير في حديثه من حيث لا يشعر. والثالث داود بن المحبر. قال أحمد والبخاري: هو شبه لا شئ، وقال ابن المديني
ذهب حديثه، وقال أبو حاتم الرازي: غير ثقة، وقال الدارقطني: متروك،
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة.
قال المصنف قلت: ولا أتهم بوضع هذا الحديث غيره. والعجب من ابن
ماجة مع علمه كيف استحل أن يذكر هذا من كتاب السنن ولا نتكلم عليه،
أتراه ما سمع في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من روى
عنى حديثا يرى أنه كذبا فهو أحد الكذابين "، أما علم أن العوام يقولون
لولا أن هذا صحيح ما ذكره مثل ذلك العالم فيعملون بمقتضاه، ولكن غلب
الهواء بالعصبية للبلد والوطن.
باب في فضل نصيبين
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد
ابن عدى حدثنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا محمد بن كثير بن مروان الفهري
حدثنا ليث بن سعد عن عبد السلام بن محمد الحضرمي عن عبد الرحمن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رفعت لي الأرض
فرأيت مدينة أعجبتني، فقلت: يا جبريل أي مدينة هذه؟ قال: نصيبين، فقلت
اللهم عجل فتحها واجعل فيها للمسلمين بركة ".
قال ابن عدى: هذا حديث منكر. وعبد السلام لا يعرف. وقال أبو حاتم
الرازي: محمد بن كثير يروى عن الليث وغيره الأباطيل والبلاء منه.
باب في فضل أنطاكية
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا الحسين بن
56

قتيبة حدثنا أحمد بن سلم الحلبي حدثنا عبد الله بن السرى المدايني عن أبي عمر
البزاز، وفى رواية عن أبي عمر الجوني عن مجالد عن الشعبي عن تميم الداري
قال قلت: يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية،
وما رأيت أكثر مطرا منها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم، وذلك أن
فيها التوراة وعصى موسى ورضراض الألواح ومائدة سليمان في غار من غير أنها،
ما من سحابة تشرق عليها من وجه من الوجوه إلا أفرغت فيها من البركة في
ذلك الوادي، ولا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمى
واسم أبيه اسم أبى، يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي، يملا الدنيا قسطا وعدلا
كما ملئت ظلما وجورا ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان:
عبد الله بن السرى يروى عن أبي عمران الجوني العجائب التي لا يشك أنها
موضوعة، لا يحل ذكره إلا على سبيل الاخبار عن أمره.
باب في ذم مصر
أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ عن أبي القاسم بن أبي عبد الله بن مندة عن
أبيه قال أنبأنا أبو سعيد بن يونس حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو همام
الوليد بن شجاع حدثنا مطهر بن الهيثم حدثنا موسى بن علي عن أبيه عن جده
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مصر ستفتح بعدي فانزعوا خيرها
ولا تتخذوها قرارا، فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا ".
قال أبو سعيد بن يونس: وهذا حديث منكر جدا، وقد أعاذ الله أبا عبد
الرحمن موسى بن علي أن يحدث بمثل هذا، ولم يحدث به إلا مطهر بن الهيثم،
ومطهر متروك الحديث.
حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد
57

الباقي بن أحمد الواعظ حدثنا محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الأزدي
الحافظ حدثنا عبد الله بن زياد أحمد بن عبد الرحمن حدثنا عمى عبد الله
قال أخبرني يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن يعقوب بن
عتبة بن الأخنس عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن إبليس
دخل العراق فقضى حاجته منها. ودخل الشام فطردوه حتى بلغ ميسان، ثم دخل
مصر فباض فيها وفرخ وبسط عبقرية ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما عقيل بن خالد
فقال أبو الفتح الأزدي: يروى عن الزهري أحاديث مناكير ويقال إن كتاب
سلامة بن روح عن عقيل هو كتاب محمد بن إسحاق انقلب على أهل الشام.
وأما يحيى بن أيوب فقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. وقال النسائي: ليس
بالقوى. وأما ابن لهيعة فمطروح الحديث. وأما أحمد بن عبد الرحمن فقال
أبو بكر الخطيب: كان كذابا.
باب فضل بلدان شتى من خراسان
أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا عبد الله محمد بن عبد الله
الحاكم أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى حدثنا الفضل بن محمد
الشعراني حدثنا نعيم بن حماد حدثنا أبو عصمة عن المبارك بن فضالة عن الحسن
عن حذيفة قال: " لما فتحت خراسان وتطاولت إليها العساكر اجتمعت
بأذربيجان والجبال ضاق ذرع عمر رضي الله عنه فقال: ما لي ولخراسان وما لخراسان
ومالي، وددت أن بيني وبين خراسان جبالا من برد وجبال من نار وألف سد
كل سد مثل يأجوج ومأجوج. فقال علي بن أبي طالب عليه لاسلام: مهلا
يا ابن الخطاب، هل أتيت بعلم محمد، أو اطلعت على علم محمد صلى الله عليه وسلم
إن لله بخراسان مدينة يقال لها مروا، أسسها أخي ذو القرنين، وصلى فيها عزير
58

أنهارها سياحة وأرضها فياحة، على كل باب من أبوابها ملك شاهر سيفه يدفع
عن أهلها الآفات إلى يوم القيامة. وإن لله بخراسان مدينة يقال لها الطالقان
وإن كنوزها لا ذهب ولا فضة، ولكن رجال مؤمنون يقومون إذا قام الناس
وينصرون إذا فشل الناس. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها الشاش، القائم فيها
والنائم كالمتشحط بدمه في سبيل الله. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها بخارى،
وإن رجال بخارى آمنون من الصرخة عند الهول إذا فزعوا، مستبشرين إذا
حزنوا، فطوبى لبخارى، يطلع الله عليهم في كل ليلة إطلاعة، فيغفر لمن شاء
منهم، ويتوب على من تاب منهم، وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها سمرقند،
بناها الذي بنى الحيرة، يتحامى الله عن ذويهم ويسمع ضوضاهم، وينادى مناد
في كل ليلة: طبتم وطابت لكم الجنة فهنيئا لسمرقند ومن حوله آمنون من
عذاب الله يوم القيامة إن أطاعوا.
ثم قال على: يا ابن الكواء كم بين بوسنج وهراة؟ قال: ست فراسخ،
قال: لا بل تسع فراسخ لا تزيد ميلا ولا تنقص، كذلك أخبرني خليلي وحبيبي
محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال: إن هناك مدينة بخراسان يقال لها طوس،
وأي رجال بطوس مؤمنون لا تأخذهم في الله لومة لائم، يقومون لله بطاعته،
ويحيون سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها
خوارزم والنائم فيها كالقائم في أطول أيام الصيف لما ينحا وهم بنو قفطورا.
وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها جرجان، طاب زرعها، واخضر سهلها وجبلها،
وكثرت مياهها، واتسعت بعباد الله مأكلتها، يتسعون إذا ضاق الناس،
ويضيقون إذا وسعوا، فهم بين أمر الله وإلى طاعته يتسارعون، فطوباهم
ثم طوباهم إن آمنوا وصدقوا. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها قومس، وأي
رجال بقومس. وذكر ما في الحديث.
فقال عمر: يا علي إنك لفتان. فقال علي رضي الله عنه: لو ألقى حجران
59

من الجو لقال الناس: هذا فعل علي بن أبي طالب. فقال عمر: وددت أن بيني
وبين خراسان بعد ما بين بلقا ".
هذا حديث لا يشك في وضعه. وأبو عصمة اسمه نوح بن أبي مريم. قال
يحيى: ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال السعدي: سقط اسمه، وقال الدارقطني
متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.
باب في ذكر البصرة
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عمارة بن زربي
حدثنا النضر بن حفص بن النضر بن أنس عن أبيه عن جده عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أنس إن الناس سيمصرون أرضا ويمصرون
مصرا يقال لها البصرة. قال: أنت أتيتها فسكنت فيها فأحييت مسجدها وسوقها
وقبضها، وأحسبه قال: وعليك بضواحيها فسيكون خسف ومسخ. قال أنس:
فمن هاهنا سكنت القصر ".
هذا حديث لا يصح. قال عبدان: كان عمار يكذب.
باب في ذكر بغداد
قد رويت أحاديث في ذمها من طريق علي بن أبي طالب وحذيفة
وأنس وجريرا.
أما الرواية عن علي عليه السلام فلها ثلاثة طرق:
الطريق الأول والثاني: أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي
بن ثابت أنبأنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا شجاع بن جعفر الأنصاري حدثنا
محمد بن زكريا الغلابي حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم التيمي حدثنا أبي عن
60

يحيى بن عبد الله بن حسن عن أبيه عن حسن بن حسن عن محمد بن الحنفية
قال، يعنى الغلابي، وحدثنا عثمان بن عمرو الجعيفي عن نائل عن نجيح عن عمرو
ابن شمر عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه قالا قال علي بن أبي
طالب عليه السلام سمعت حبيبي محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: " سيكون لبنى
عمى مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة يشد فيها بالخشب
والآجر والجص والذهب، يسكنها شرار خلق الله وجبابرة أمتي، أما إن هلاكها
على يدي السفياني، كأني بها والله قد صارت خاوية على عروشها ".
الطريق الثالث: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا أحمد بن موسى ح. وأنبأنا عبد الرحمن أنبأنا
أحمد بن علي أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا محمد بن العباس قالا أنبأنا
أحمد بن جعفر المنادى قال ذكر في إسناد شديد الضعف عن سفيان الثوري عن أبي
إسحاق الشيباني عن أبي قيس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تكون مدينة بين الفرات ودجلة
يكون فيها ملك بنى العباس وهي الدوراء، يكون فيها جعب مقطعة، تسبى فيها
النساء، وتذبح فيها الرجال كما تذبح الغنم. قال أبو قيس قلت لعلى: يا أمير المؤمنين
لم سماها الدوراء؟ قال: لان الحرب تدور في جوانبها حتى تطبقها ".
وأما حديث حذيفة فأنبأنا عبد الرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن علي قال
أنبأنا أبو بكر البرقاني قال قرئ على الحسن بن علي التميمي وأنا أسمع حدثكم
زنجويه بن محمد اللباد حدثنا سهل بن محمد بن يعيش الحبلى العسكري أبو السرى
حدثنا عمر بن يحيى حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن ربعي بن خراش عن
حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تكون وقعة بين زوراء،
قالوا: وما الزوراء يا رسول الله؟ قال: مدينة بين أنهار في أرض جوجى،
61

يسكنها جبابرة أمتي، تعذب بأربعة أصناف: بخسف ومسخ وقذف. قال
البرقاني: ولم يذكر الرابع ".
وأما حديث أنس فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا
أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه الامام بأصفهان حدثنا سليمان
ابن أحمد الطبراني حدثنا علان بن عبد الصمد الطيالسي حدثنا أحمد بن مطهر
المصيصي حدثنا صالح بن بيان الثقفي ح. قال الطبراني وحدثنا إبراهيم بن محمد
التستري حدثنا سليمان بن الربيع النهدي حدثنا همام بن مسلم قالا حدثنا سفيان
عن أبي عبيدة ح. وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
حدثني الحسن بن أبي طالب واللفظ له حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم حدثنا
جعفر بن محمد بن يحيى المروزي المؤذن حدثنا سليمان بن الربيع حدثنا همام بن
مسلم سمعت سفيان قال حدثنا أبو عبيدة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل لهى أسرع ذهابا في الأرض
من وتد الحديد في الأرض الرخوة ".
الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي
شيبة حدثنا محمد بن مطهر المصيصي حدثنا صالح بن بيان السيرافي فقال: سألت
سفيان الثوري عن حديث فقال: لست أحدثك حتى تضمن لن أن تخرج من
بغداد، فضمنت له، فحدثني عن أبي عبيدة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل لهى أسرع ذهابا في الأرض من
وتد الحديد في الأرض الجديدة ".
وأما حديث جرير فله ستة عشر طريقا:
62

الطريق الأول: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى بن موسى البزار أنبأنا أبو الحسن على
ابن محمد بن أحمد المصري حدثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق حدثنا إبراهيم بن
زياد حدثنا خلف بن تميم حدثنا عمار بن سيف قال سمعت سفيان الثوري يسأل
عاصما الأحول عن هذا الحديث، فحدثه عاصم وأنا حاضر عن أبي عثمان عن
جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل
وقطر بل والصراة تجبى إليها خزائن الأرض وجبابرتها لهى أسرع ذهابا في الأرض
في الوتد الحديد في الأرض الرخوة ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن نوح النهرواني أنبأنا طلحة بن أحمد بن الحسن
الصوفي حدثنا محمد بن أحمد بن صفوة حدثنا يوسف بن سعيد حدثنا خالد بن
تميم حدثنا عمار بن سيف عن عاصم عن أبي عثمان قال: " مر جرير بن عبد الله
بقنطرة الصراة، فقيل له: يا صاحب رسول الله ألا تنزل فتصيب من الغذاء،
قال فضرب خاصرة فرسه بسطوه، وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة يجبى إليها خزائن
الأمصار وجبابرتها، يخسف بها وبمن فيها، فلهى أسرع ذهابا في الأرض من
الوتد الحديد في الأرض الرخوة ".
الطريق الثالث: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي الحافظ
أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن بشران أنبأنا أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبى
حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحسن بن حماد حدثنا إسحاق بن منصور السلولي
عن عمار بن سيف قال سمعت عاصما الأحول وسأله سفيان عن أبي عثمان عن
جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تبنى مدينة بين قطربل والصراة
63

ودجلة ودجيل، يخرج بها جبابرة الأرض، يجبى إليهم الخراج، يخسف الله بها
فلهى أسرع ذهابا في الأرض من المعول في الأرض النحرة أو الرخوة ".
الطريق الرابع: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا الحسن
ابن علي بن عبد الله المقرى أنبأنا إسماعيل بن الحسين حدثنا الحسين بن إسماعيل
المحاملي حدثنا محمد بن إشكاب حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا عمار
ابن سيف الضبي عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن جرير قال:
كنا معه بقطربل فقال: ما هذه؟ قال: قطربل، قال: فضرب بطن فرسه حتى
وقف خارجا منها، ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى
مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل، يجبى إليها خزائن الأرض وجبابرتهن
تخسف بأهلها، فلهن أسرع هونا في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة "
قال عمار سمعته يحدث به رجلا. قال أبو غسان فقلت له أنا سفيان، فقال: قد
أخذ على ألا أسميه ولم يقل لي قال عمار فشككت في بعضه فقومني فيه، وقد
حفظت إسناده من عاصم والحديث إلا الشئ.
الطريق الخامس: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
عبد الله بن أحمد بن محمد الحربي حدثنا أحمد بن سلمان الفقيه حدثنا إدريس بن
عبد الكريم حدثنا أبو إبراهيم الترجماني ح. وأنبأنا عبد الرحمن قال أنبأنا
أحمد بن علي أنبأنا علي بن أبي على أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر المعدل حدثنا
عبد الله بن محمد البغوي وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان قالا حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم الترجماني حدثنا سيف بن محمد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي
قال: " كنت مع جرير بن عبد الله بقطربل فقال: ما اسم هذه القرية؟ قال
قلت: قطربل، ثم أومأ إلى الدجيل، قال قلت: دجيل، قال ثم أومأ إلى دجلة
قال قلت: دجلة، قال ثم أومأ إلى الصراة، قال قلت: ذاك يسمى الصراة. قال
64

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل
وقطربل والصراط يجبى إليها خزائن الأرض وكنوز الأرض وجبابرتها يخسف
بأهلها فهي أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة " لفظ
حديث إدريس.
الطريق السادس: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
أبو الحسن علي بن حمزة المؤذن أنبأنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف حدثنا
عمر بن الحسن الحلبي حدثنا محمد بن سليمان لوثر حدثنا محمد بن جابر عن عاصم
عن أبي عثمان عن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تبنى مدينة بين دجلة والدجيل وقطربل والصراة يجبى إليها خزائن الأرض
هي أسرع خسفا من السكة في الأرض الرخوة ".
الطريق السابع: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا الحسن
ابن أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد الجوهري حدثنا أحمد
ابن موسى السطوي حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا أبو شهاب عن عاصم
عن أبي عثمان عن جرير برفعه قال: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل
وقطربل والصراة، لأهلها أسرع هلاكا في الأرض من السكة الحديد في الأرض
لرخوة ".
الطريق الثامن: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
أبو القاسم إبراهيم بن عبد الواحد بن الحباب الدلال والحسن بن أبي بكر قالا
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل حدثنا يحيى بن معين حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا عمار بن سيف
حدثنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان عن جرير قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل يجمع فيها
65

خزائن الأرض، يخسف بها، فلهى أسرع ذهابا في الأرض من الحديد أو
الحديدة في الأرض الخوارة ".
الطريق التاسع: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أحمد
ابن محمد بن غالب أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنبأنا الحسن بن
سفيان وحدثنا عمران بن موسى قالا حدثنا محمد بن الحسن الأعين حدثنا يحيى
بن أبي بكير عن عمار بن يوسف عن سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان
عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون خسف بين دجلة
ودجيل وقطربل والصراة ما بين جبابرة يخسف الله بهم الأرض فلهى أسرع بهم
هربا من الوتد اليابس في الأرض الرطبة ".
الطريق العاشر: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا على
ابن محمد بن عيسى بن موسى البزاز أنبأنا علي بن محمد بن أحمد المصري حدثنا
أحمد بن عمرو بن عبد الخالق سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول حدثنا
إسماعيل بن أبان حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن
جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو الحديث الذي قبله، قال أحمد بن
عمرو: ولا أعلم روى أبو عثمان عن جرير غير هذا.
الطريق الحادي عشر: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي
حدثني الحسن بن أبي طالب حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا
صالح بن مقاتل الحافظ قال سمعت محمد بن إشكاب قال حدثنا عبد العزيز بن
أبان حدثنا سفيان عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن جرير بن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة والدجيل لهى أسرع
خرابا من السكة في الأرض الرخوة ".
الطريق الثاني عشر: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
66

الحسن بن علي الطناجيري أنبأنا عمر بن أبي الطيب الوراق حدثنا علي بن أحمد
ابن نوح التستري حدثنا عمران بن عبد الرحمن شاذان حدثنا إسماعيل بن يحيى
حدثنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي عثمان قال: " كنت مع جرير بالتل
والتلول قال: أين دجلة؟ فقلت: هذه، فقال: أين الدجيل، فقلت: هذه،
فقال: أين قطربل؟ قلت: هذه، فقال لي: النجا النجا ارتحل ارتحل قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة
يجبى إليها خزائن الأرض لهى أشد خرابا من المرود في الأرض الرخوة ".
الطريق الثالث عشر: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
الحسن بن أبي بكر أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا عمر
بن إبراهيم أبو بكر الحافظ حدثنا محمد بن عثمان بن مخلد الواسطي حدثنا
أبو سفيان عبد الله بن سفيان الغداني حدثنا سفيان عن عاصم الأحول عن أبي
عثمان النهدي عن جرير بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: " تبنى مدينة بين نهر يقال له دجلة ونهر يقال دجيل ونهر يقال له
الصراة يجتمع فيه ملوك أهل الأرض وجبابرة أهل الأرض وخزائن أهل
الأرض لهى أشد رسوخا في الأرض من السكة الحديدة ".
الطريق الرابع عشر: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أخبرني
أبو الحسين محمد بن أبي على الأصبهاني حدثنا محمد بن إسحاق القاضي وعلى
ابن محمد بن سعيد الأهوازيان قالا حدثنا أبو الحسن أحمد بن الحسن القرشي
حدثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس قال قلت لعبد الرزاق: أحدثك سفيان
الثوري هذا الحديث؟ قال: نعم عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال نزل
جرير بن عبد الله البجلي قطربل فقال: أي نهر هذا؟ قالوا: دجلة ودجل، فقال:
ها هنا نهر سوى هذا؟ قالوا: نعم نهر يقال له الصراة أسفل منه بفرسخ، فقال:
الرحيل الرحيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين
67

نهرين يقال لها دجلة ودجيل، والآخر يقال له الصراة، يجتمع فيها جبابرة الأرض
وملوك الأرض وكنوز الأرض، لهى أسرع رسوخا في الأرض من سكة حديد.
فقال عبد الرزاق: نعم من حدثك بهذا عنى؟ فقال: أحمد بن داود. قال: نعم
ما حدثت به غيره ولا أحدث به غيرك.
الطريق الخامس عشر: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
أبو القاسم الأزهري أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي أنبأنا أحمد بن جعفر
أبو الحسين حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ذكراني حديث عبد الرحمن
المحاربي عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن جرير بن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم: " تبنى مدينة بين دجلة والصراة ودجيل وقطربل، يجبى
إليها كنوز الأرض، ويجتمع إليها كل انسان، فلهى أسرع ذهابا في الأرض
من الحديدة المحماة في الأرض الخوراء " فقال: كان المحاربي جليسا لسيف بن
محمد، فأظنه سمعه منه.
الطريق السادس عشر: أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل
ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أحمد بن عدى حدثنا ابن ناجية حدثنا
القاسم بن زكريا بن دينار حدثنا إسحاق بن منصور السلولي حدثنا عمار بن سيف
الضبي عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: كنت مع جرير بقطربل فأسرع
وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل
وقطربل والصراة، يجبى إليها الخراج، يخسف الله بها، أسرع في الأرض من
المعول في الأرض الرخوة ".
قال عمار: سمعته يحدث في مجلس سفيان وأعانني على بغضه.
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصل له.
أما حديث على ففي طريقه الأول محمد بن زكريا الغلابي. قال الدارقطني:
68

كان يضع الحديث وفيه عمرو بن شمر. قال يحيى: ليس بشئ لا يكتب حديثه،
وقال السعدي: هو زائغ كذاب، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال
ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على جهة
التعجب. وأما طريقه الثاني فقد صرح ابن المنادى بشدة ضعفه ولا يعول عليه.
وأما حديث حذيفة ففيه عمرو بن يحيى. قال أبو نعيم الأصفهاني: هو متروك
الحديث، وقال أبو بكر الخطيب: هو وغيره من الأحاديث كلها واهية الاسناد
غير محفوظة المتون إلا من طريق لا تثبت به حجة.
وأما حديث أنس ففي طريقه الأول والثاني صالح بن بيان. قال الدارقطني:
هو متروك. قال الخطيب: صالح بن بيان ضعيف وهمام بن مسلم مجهول. وقال
ابن عدى: هو حديث منكر.
وأما حديث جرير ففي طرقه الأربعة الأول عمار بن سيف. قال يحيى بن
معين: كان مغفلا وما أصاب هذا الحديث إلا على ظهر كتاب. وقال الدارقطني:
متروك. وفى طريقه السادس محمد بن جابر. قال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه
إلا شر منه، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال الفلاس: متروك الحديث. وفى
طريقه السابع أبو شهاب الحناط، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه، وقال أبو بكر
الخطيب: أحسب أنه وقع إليه حديث عاصم من جهة عمار بن سيف أو سيف
ابن محمد أو محمد بن جابر، فرواه عن عاصم مرسلا، لان الحسن بن الربيع
لم يذكر أبا عاصم إنما قال عن عاصم. وأما طريقه الثامن والتاسع ففيهما عمار بن
سيف، وقد سبق الكلام فيه. وأما طريقه العاشر ففيه إسماعيل بن أبان.
قال أحمد بن حنبل: حدث بأحاديث موضوعة، وقال يحيى: هو كذاب، وقال
ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة، وقال البخاري والدارقطني: متروك.
وفى طريقه الحادي عشر عبد العزيز بن أبان. قال أحمد: تركته، وقال يحيى:
69

ليس بشئ كذاب. وفى طريقه الثاني عشر إسماعيل بن نجيح، وقال أبو بكر
الخطيب: يروى عن الثوري وغيره غرائب مناكير. قال أبو العباس بن عقدة:
هو ضعيف ذاهب. وفى طريقه الثالث عشر أبو سفيان عبيد الله بن سفيان.
قال يحيى: هو كذاب. وفى طريقه الرابع عشر أحمد بن محمد بن عمر اليماني.
قال أبو حاتم الرازي: كان كذابا، وقال ابن عدى: حدث بأحاديث مناكير
عن الثقاة وينسخ عجائب. وفى طريقه الخامس عشر المحاربي (1)، وقد ذكرنا عن
أحمد بن حنبل أنه قال: المحاربي جليسا لسيف بن محمد، وكان سيف كذابا،
فأظنه سمعه منه. قال أحمد: وكل من كذب بهذا الحديث عن سفيان فهو كذاب
وقال عبد الله بن أحمد: سئل أبى عن حديث جرير " تبنى مدينة " فقال:
ما حدث به انسان قط، وقال أحمد بن منيع قال أحمد بن حنبل: ليس لهذا
الحديث أصل.
باب سكنى السواد
فيه عن ثوبان وأنس:
فأما حديث ثوبان فأنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة
ابن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا حنبل بن محمد حدثنا عبد الله بن عبد الجبار
الحنابري حدثنا سعيد بن سنان حدثني راشد بن سعد عن ثوبان قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " يا ثوبان لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور
كساكن القبور، ولا تأمرن على عشرة، فإنه من تأمر على عشرة جاء يوم القيامة
مغلولة يداه إلى عنقه، فكه الحق أو أوثقه الظلم ".
وأما حديث أنس: فأنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهري عن أبي الحسن

(1) قال الشيخ المنذري: عبد الرحمن بن محمد أبو محمد المحاربي ثقة مخرج حديثه
في الصحيحين.
70

الدارقطني عن أبي حاتم البستي أنبأنا الحسن بن سفيان أنبأنا إسماعيل بن عباد
عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " إياكم والسكنى في السواد فإنه من سكن في السواد تصدى قلبه. قيل
يا رسول الله وهل يصدأ القلب؟ قال: كما يصدأ الحديد ".
هذان حديثان لا يصحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما حديث
ثوبان ففيه حديث سعيد بن سنان. قال يحيى: أحاديث بواطيل. وقال النسائي:
متروك الحديث. وأما حديث أنس ففيه إسماعيل بن عباد. قال ابن حبان:
يقلب الاخبار ولا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: متروك.
أبواب ذكر الأيام والفضائل والمثالب
باب ذكر أيام الأسبوع كلها
أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله البقال
حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا
أحمد بن محمد بن المؤمل الصوري حدثنا الحسين بن مهران المفسر حدثني
أبو عبد الله عبد الرحمن بن خالد الزاهد السمرقندي حدثني يحيى بن عبد الله عن أبي
معاوية الموصلي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن يوم السبت يوم مكر ومكيدة. قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إن قريشا
أرادوا أن يمكروا فيه فأنزل الله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا " وقال:
يوم الأحد يوم بناء وغرس، قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لان الجنة نبتت
وغرست فيه. قال: ويوم الاثنين يوم سفر وتجارة. قالوا: ولم ذاك يا رسول الله
فقال: لان ابن آدم قتل أخاه فيه. ويوم الأربعاء يوم نحس قريب الخطأ يشيب
فيه الولدان. وفيه أرسل الله الريح على قوم عاد، وفيه ولد فرعون، وفيه ادعى
71

الربوبية، وفيه أهلكه الله. قال: ويوم الخميس يوم دخول على السلطان
وقضاء الحوائج. قالوا: ولم يا رسول الله؟ قال: لان إبراهيم خليل الرحمن دخل
على ملك مصر فرد عليه امرأته وقضى حوائجه. وقال: يوم الجمعة يوم خطبة
ونكاح، قالوا: ولم يا رسول الله؟ قال: لان الأنبياء ينكحون ويخطبون فيه
لبركة يوم الجمعة ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ضعفاء
ومجهولون، ويحيى بن عبد الله قال فيه: يحيى ليس بشئ، والسمرقندي الزاهد
ليس حديثه بشئ.
باب سبب تسمية الأيام البيض
أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي أنبأنا أحمد بن الحسن بن طاهر أنبأنا أحمد
ابن علي بن ثابت أنبأنا ابن رزقويه حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الخطاب
البزاز حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشران الهروي حدثني عبد الأعلى
ابن سليمان بن بسطان حدثنا الهيثم بن جميل الأنطاكي حدثنا حماد بن سلمة عن
عاصم بن أبي النجوم عن زر بن حبيش قال: " سألت ابن مسعود عن أيام
البيض، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إن آدم لما عصى
وأكل من الشجرة أوحى الله تعالى إليه: يا آدم اهبط من جواري، وعزتي
لا يجاورني من عصاني. قال: فهبط إلى الأرض مسودا. قال: فبكت الملائكة
وقالوا يا رب خلق خلقته بيدك وأسكنته جنتك وأسجدت لا ملائكتك في ذنب
واحد حولت بياضه، فأوحى الله عز وجل إليه: يا آدم صم لي يوم ثلاثة عشر،
فصامه فابيض ثلثه، ثم أوحى الله تعالى إليه: يا آدم صم لي هذا اليوم أربعة عشر،
فصامه فأصبح ثلثاه أبيض، ثم أوحى الله إليه: يا آدم صم لي هذا اليوم خمسة
عشر، فصامه فأصبح كله أبيض، فسميت أيام البيض ".
72

هذا حديث لا يشك في وضعه وفى إسناده جماعة مجهولون لا يعرفون.
وإنما سميت أيام البيض لان الليل كله يبيض بالقمر.
باب ذم يوم الأربعاء
فيه عن ابن عباس وابن عمر وجابر. فأما رواية ابن عباس فلها طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا على
ابن أحمد الرزاز حدثنا عبد الله بن أحمد بن الحسين الخرمي حدثنا محمد بن غالب
ابن حرب حدثنا محمد بن صالح الهاشمي حدثنا مسلمة بن الصلب حدثنا أبو الوزير
صاحب أمير المؤمنين عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: " آخر أربعة في الشهر يوم نحس مستمر ".
الطريق الثاني: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم حدثنا علي بن بندار حدثنا الفضل بن محمد
الأنطاكي حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي حدثنا محمد بن صالح عن
جعفر بن سليمان حدثني أبو عمر مسلمة بن الصلت، يعنى حدثنا الوزير صاحب
المدائن حدثنا المهدى أمير المؤمنين عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آخر أربعاء في الشهر يوم نحس ".
وقد روى موقوفا. أنبأنا يحيى بن علي المدبر أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد
العكبري حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي أنبأنا جعفر الخواص حدثني
الحسن بن عبيد الله الأبزاري حدثني إبراهيم بن سعيد حدثني المأمون عن الرشيد
عن المهدى عن المنصور عن أبيه عن أبيه عبد الله بن عباس أنه قال: " يوم
الأربعاء لا يدور يوم نحس مستمر ".
وأما رواية ابن عمرو فروى عثمان بن مطر عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد
ابن جحادة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يبدأ
جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء ".
73

وأما رواية جابر فروى إبراهيم بن أبي حية عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يوم الأربعاء يوم نحس مستمر ".
هذه الأحاديث لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما حديث ابن عباس ففي طريقه الأول والثاني مسلمة بن الصلت. قال
أبو حاتم الرازي: هو متروك الحديث. وفى الطريق الثالث الأبزاري وقد سبق
أنه كان كذابا.
وأما حديث ابن عمر رضي الله عنه فقال ابن حبان: وكان عثمان بن مطر
يروى الموضوعات عن الاثبات: لا يحل الاحتجاج به.
وأما حديث جابر فلم يروه غير إبراهيم. قال الدارقطني: وهو متروك.
وفى الصحيح: " أن الله عز وجل خلق النور يوم الأربعاء " وإنما أخذ هذا
من وضعه من قول بعض المفسرين (سخرها عليهم سبع ليال) قالوا: من الأربعاء
إلى الأربعاء، ورأى في القرآن (في يوم نحس مستمر) فوضع هذا ورفعه.
باب في ذكر أذار
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الله الجيار أنبأنا عبد الباقي بن محمد
الواعظ حدثنا جعفر بن محمد بن المغلس حدثنا إسحاق بن وهب حدثنا عمر بن
السكن حدثنا محمد بن سليمان الواسطي حدثنا أبو شيبة القاضي عن آدم بن علي
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أهلك الله عز
وجل أمة من الأمم إلا في أذار، ولا تقوم الساعة إلا في أذار ".
قال أبو الفتح الأزدي: هذا كذب. وأبو شيبة متروك الحديث. قال
يحيى بن معين: أبو شيبة ليس بثقة.
قال المصنف قلت: وقد كذبه شعبة، وقال أبو حاتم الرازي: فذكرا حديثه.
قال المصنف قلت: ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من
بشرني بخروج أذار بشرته بالجنة " قال أحمد بن حنبل: لا أصل لهذا.
74

كتاب العبادات
كتاب الطهارة
باب البول
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا الحسين بن علي
الضيمري حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي حدثنا محمد بن عمر الحافظ حدثنا
أبو بكر محمد بن خلف بن حبان القاضي حدثنا إسحاق بن محمد بن أبان النخعي
عن أبيه قال: " كنت على باب المهدى ومحمد بن زيد بن علي، فقال محمد بن
زيد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " لا بأس ببول الحمار ".
هذا حديث موضوع. ومحمد بن موسى وأبوه مجهولان، والمتهم بوضعه
إسحاق بن محمد النخعي. قال أبو بكر الخطيب: سمعت عبد الواحد الأسدي
يقول: كان إسحاق ردئ الاعتقاد، خبيث المذهب، يقول إن عليا هو الله،
تعالى الله عن ذلك.
باب قدر ما يوجب إعادة الصلاة من الدم
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت قال أخبرني محمد بن
جعفر حدثنا أبو محمد صالح بن محمود بن نصر الترمذي حدثنا القاسم بن عباد
الترمذي حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي عن أبي عامر عن نوح عن أبي مريم
عن يزيد الهاشمي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " الدم مقدار الدهم يغسل وتعاد منه الصلاة ".
طريق [آخر]: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن
75

أبى حاتم البستي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا القاسم
ابن مالك عن روح بن عطيف عن أبي سفيان الثقفي عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعاد الصلاة
من قدر الدرهم من الدم ".
وقد رواه الدارقطني من حديث روح عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي
هريرة، ولم يذكر سعيد بن المسيب. أنبأنا به عبد الحق بن عبد الخالق أنبأنا
عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف أنبأنا أبو بكر بن بشران أنبأنا علي بن عمر
الدارقطني حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عمر بن عثمان المعدل حدثنا عمار بن خالد
التمار حدثنا القاسم بن مالك المزني حدثنا روح بن عطيف عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعاد الصلاة من قدر
الدرهم من الدم ".
قال الدارقطني: وخالفه أسد بن عمرو في اسمه روح بن عطيف، فأنبأنا
أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا يعقوب بن يوسف بن زياد حدثنا يوسف بن
زياد حدثنا يوسف بن بهلول حدثنا أسد بن عمرو عن عطيف الطائفي عن الزهري
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا كان في
الثوب قدر الدرهم من الدم غسل الثوب وأعيدت الصلاة ".
قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث موضوع لا شك فيه، ما قاله رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وإنما هو اختراع أحدثه أهل الكوفة في الاسلام.
قال المصنف قلت: وفى الطريق الأول نوح بن أبي مريم. قال يحيى:
ليس بشئ ولا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان:
يروى عن الثقاة ما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وفى
الطريق الثاني روح بن عطيف. قال البخاري: هذا الحديث باطل وروح
76

منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب
حديثه. وأما أسد بن عمرو فقال يزيد بن هارون لا يحل لاحد أن يروى عنه،
وقال يحيى: هو كذوب ليس بشئ.
باب مقدار ما لا يقبل النجاسة من الماء
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
حدثنا أحمد بن عدى أنبأنا أبو يعلى حدثنا سويد حدثنا القاسم بن عبد الله
العمرى عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث ".
هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم بالتخليط فيه القاسم
ابن عبد الله العمرى. قال العقيلي قال عبد الله بن أحمد: سألت أبى عنه فقال:
أف أف ليس بشئ، وسمعته مرة يقول: كان يكذب، وفى رواية عنه أنه كان
كذابا يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بشئ.
باب غسل الاناء
أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب
أنبأنا العتيقي والتنوخي قالا حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الله بن إبراهيم
الزهري حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى حدثنا شيبان بن فروخ عن
عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" غسل الاناء وطهارة القنا يورثان الغنى ".
قال الخطيب: لم أكتبه إلا من حديث الزهري وكان كذابا.
بال التنزه من مس الكافر
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف
77

ابن أحمد العقيلي حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا سعيد بن أشعث بن سعيد
حدثني عمر بن أبي عمر العبدي عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال:
" استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فناوله يده، فأبى أن يتناولها،
فقال: يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدي؟ قال: إنك أخذت بيد يهودي
فكرهت أن تمس يدي يدا قد مستها يد كافر. قال: فدعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بماء فتوضأ فناوله يده فأخذ بيده ".
طريق آخر: أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا سعيد بن أبي الربيع السمان
حدثنا عنبسة بن سعيد حدثنا هشام بن عروة فذكر نحوه.
طريق آخر: أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا حمزة حدثنا عدى حدثنا الفضل بن عبد الله بن سليمان حدثنا عبيد الله بن
آدم بن أبي إياس حدثنا أبي حدثنا بقية عن إبراهيم قال الفضل هو ابن هاني
عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من صافح يهوديا أو نصرانيا فليتوضأ وليغسل يده ".
هذان حديثان لا يصحان. أما الأول فموضوع محال، وفى طريقه عمر بن أبي
عمر ويقال له عمر بن رباح، قال فيه الفلاس: هو دجال، وقال الدارقطني:
متروك، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه
إلا على التعجب. وفى الطريق الثاني عنبسة. قال الفلاس: متروك، وقال ابن
حبان: لا يجوز الاحتجاج بأفراده. وأما الحديث الثاني فقال ابن عدى: إبراهيم
ابن هاني شيخ مجهول يحدث عن ابن جريج بالأباطيل.
باب إسخان الماء بالشمس
فيه عن أنس وعائشة: فأما حديث أنس فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
78

أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا
العقيلي حدثنا صالح بن شعيب حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة حدثنا على
ابن هاشم الكوفي حدثنا سوادة عن أنس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " لا تغتسلوا بالماء الذي يسخن في الشمس فإنه يعدى من البرص ".
وأما حديث عائشة فله أربعة طرق:
الطريق الأول: أنبأنا محمد بن عبيد الله بن نصر أنبأنا عبد الله بن علي بن
زكريا أنبأنا علي بن محمد بن بشران أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان
ابن نصر حدثنا خالد بن إسماعيل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
" أسخنت ماء في الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تفعلي يا حميراء فإنه
يورث البرص ".
الطريق الثاني: أنبأنا المبارك بن أحمد الأنصاري أنبأنا ثابت بن بندار
أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد القاضي حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن الفتح
القلانسي حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا ناصح بن الهيثم بن عدى عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو الذي قبله.
الطريق الثالث: أنبأنا ابن عبد الخالق أنبأنا أبو طاهر بن يوسف أنبأنا
محمد بن عبد الملك حدثنا علي بن عمر حدثنا محمد بن الفتح القلانسي حدثنا محمد
ابن الحسين أبو سعيد البزاز حدثنا عمرو بن محمد الأعسم حدثنا فليح عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ بالماء
المشمس أو يغتسل به، وقال إنه يورث البرص ".
الطريق الرابع: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي
الحسن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان حدثنا عمر بن سنان حدثنا أحمد
ابن الفضل الصائغ حدثنا نوح بن الهيثم حدثنا وهب بن وهب عن هشام بن
79

عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " أسخنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ماء
في الشمس فقال: لا تعودي يا حميراء فإنه يورث البرص ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما حديث أنس ففيه سوادة وهو مجهول. وأما حديث عائشة ففي الطريق
الأول خالد بن إسماعيل. قال ابن عدى: يضع الحديث على ثقاة المسلمين، وقال
ابن حبان: لا يحتج به بحال. وفى طريقه الثاني الهيثم بن عدى. قال يحيى:
كان يكذب، وقال النسائي والرازي، متروك الحديث، وقال السعدي: ساقط،
وقد كشف قناعه. وأما الطريق الثالث ففيه عمرو الأعسم. قال الدارقطني:
لم يروه عن فليح غيره وهو منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة
المناكير ويضع أيضا في الحديث، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وأما الطريق الرابع
ففيه وهب بن وهب، وقد سبق في كتابنا أنه من رؤساء الكذابين، والله أعلم
أيهما سرقه من الآخر. قال العقيلي: ولا يصح في الماء المشمس حديث مسند،
وإنما يروى فيه شئ عن عمر بن الخطاب من قوله.
قال المصنف قلت: والذي يروى عن عمر أنه قال: لا تغسلوا بالماء المشمس
فإنه يورث.
باب دخول الحمام
أنبأنا أحمد بن أحمد المتوكل أنبأنا محمد بن أبي نصر الحميدي أخبرني أبو بكر
ابن مصعب بن عبد الله أنبأنا أبى أنبأنا يحيى بن مالك بن عائذ حدثنا أبو الحسن
ابن أحمد بن عبد الله الرملي حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد حدثنا أبو على
الحسن بن علي حدثنا الوزير بن قاسم قال: " دخلت فرأيت عمرو بن هاشم
البيروتي في الورق، فقلت له: تدخل الحمام، فقال: دخلت الحمام، فرأيت الزهري
80

جالسا في الوزن فقلت له: تدخل الحمام؟ فقال: دخلت الحمام فرأيت أنس بن
مالك في الوزن فقلت له: تدخل الحمام؟ رأيت صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: دخلت الحمام، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا
في الوزن وعليه مئزر فهممت أن أكلمه فقال يا أنس إنما حرمت دخول الحمام
بغير مئزر ".
هذا حديث موضوع بلا شك وفى روايته جماعة مجهولون، وما أسمج من
وضعه، فإن الدخول لا يكون في الوزن، ولم يدخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم حماما قط ولا كان عندهم حمام.
باب المضمضة والاستنشاق ثلاثا للجنب
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمر بن سنان وعبد الرحمن بن موسى
وعبيد الله بن زياد قالوا حدثنا بركة بن محمد الحلبي حدثنا يوسف بن أسباط عن
الثوري عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم جعل المضمضة والاستنشاق للجنب ثلاثا فريضة ".
طريق آخر: أنبأنا محمد بن الحسن بن أبي بكر المزرفي أنبأنا عبد الصمد بن
المأمون أنبأنا الدارقطني حدثنا علي بن محمد بن يحيى بن مهران السواق حدثنا
سليمان بن الربيع النهدي حدثنا همام بن مسلم عن الثوري عن خالد الحذاء عن
ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المضمضة
والاستنشاق ثلاثا فريضة للجنب ".
هذا حديث موضوع لا شك فيه. فأما الطريق الأول ففيه بركة بن محمد
وكان كذابا. قال أحمد بن عدى: له أحاديث بواطيل عن الثقاة وكنت
81

ذكرت حديثه لعبدان فقال لي: هات حديث المسلمين. كان بركة يكذب. وقال
الدارقطني: هذا الحديث وضعه بركة أو وضع له. وقال ابن حبان: كان يسرق
الحديث وربما قلبه.
قال المصنف قلت: وقد قال أبو الفتح الأزدي: لم يحدث به إلا يوسف بن
أسباط ولا يتابع عليه، ويوسف دفن كتبه ثم حدث من حفظه فلا يجيئ حديثه
كما ينبغي.
وأما الطريق الثاني ففيه همام بن مسلم ولعله سرقه من يوسف. وقال ابن
حبان: كان يروى عن الثقاة ما ليس من حديثهم ويسرق الحديث فبطل
الاحتجاج به. وفيه سليمان بن الربيع. قال الدارقطني: ضعيف غير أسماء مشايخ
وروى عنهم مناكير.
قال المصنف قلت: ثم هذا الحديث على خلاف إجماع الفقهاء فإن منهم من
يوجب المضمضة والاستنشاق، ومنهم من يوجب الاستنشاق وحده، ومنهم من
يراهما سنة، ومنهم من أوجب مرة لا ثلاثا.
باب حمل المحدث المصحف
حدثت عن أحمد بن محمد بن يحيى بن بندار العدل حدثنا محمد بن عمر بن
خزز الصوفي حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين الطيان حدثنا الحسين بن القاسم
ابن محمد الأصبهاني حدثنا إسماعيل بن أبي زياد الشامي عن ثور عن خالد عن
معاذ قال قلنا: يا رسول الله يمس القرآن على غير وضوء؟ قال: نعم إلا أن يكون
على الجنابة. قال قلت: أي رسول الله فقوله (كتاب مكنون لا يمسه إلا
المطهرون) قال: يعنى مكنون من الشرك ومن الشيطان، لا يمسه إلا المطهرون،
يعنى لا يمس ثوابه إلا المؤمنون ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا بارك الله فيمن
82

وضعه فئ أقبح هذا الوضع. وإسماعيل بن أبي زياد يقال فيه ابن زياد ليس بشئ
قال ابن عدى: عامة لا يرويه لا يتابعه عليه أحد. وقال ابن حبان: لا يحل
ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه. وقال الدارقطني: متروك. وأما
الحسين الأصبهاني وإبراهيم الطيان مجهولان، وذكر بعض الحفاظ أن الطيان
لا تجوز الرواية عنه.
باب ذكر التيمم
أخبرت عن طاهر بن الفرج الأصبهاني أنبأنا أبى أنبأنا عبد الكريم بن
محمد بن أحمد بن حمدان المروزي أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر الجوهري
أنبأنا أحمد بن أفلح حدثنا قباث بن حفص حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي
حدثنا محمد بن الحسين البصري عن خصيب بن جحدر عن النعمان بن نعيم عن
عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أنه قال: " دخلت يوما على النبي صلى
الله عليه وسلم وقد فات وقت الصلاة فجاء أبو بكر إلى عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة نائمين، ففتح أبو بكر
الباب بيده ودخل الحجرة وكان ساق النبي صلى الله عليه وسلم ملتفا بساق عائشة
ففتحت عائشة عينها فرأت أباها قائما فقالت: يا أبتاه ما وراءك وبكت، فوقع
دمعها على وجه النبي صلى الله عليه وسلم، فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ما بكاؤك؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر: مالي أراك هكذا؟ فقال:
يا رسول الله أشرقت الشمس وفات وقت الصلاة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم
من منامه وهم أن يغتسل ويتوضأ للصلاة، فجاء جبريل فقال: لا تغتسل وتيمم
فصل فإنه جائز ".
هذا حديث موضوع لا تحل روايته إلا على سبيل التعريف لواضعه، فما
أجرأه على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ووضعه منسوب إلى محمد
83

ابن عبد الواحد، وبلغني عن أبي الفتح بن أبي نصر بن ماجة أنه قال: لما وضع
محمد الجوهري حديث معاذ في التيمم وأخرجه ورواه، أنكر عليه أهل العلم،
فبلغ ذلك محمد بن عبد الواحد بن الفرج، فدخل البيت ووضع هذا الحديث
وركبه على هذا الاسناد وكتبه على ظهر جزء وأخرجه إعانة لمحمد الجوهري،
فأنكر عليه أشد الانكار. وصنف أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده
جزءا في رد هذا الحديث وكيفية وضعه وبيان اسم واضعه، نعوذ بالله من الخذلان.
باب ثواب الغسل
روى عبد الله بن دينار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من اغتسل من الجنابة حلالا أعطاه الله عز وجل مائة قصر من درة بيضاء
وكتب الله له بكل قطرة ثواب ألف شهيد ".
هذا حديث وضعه دينار. قال ابن حبان: يروى عن أنس أشياء موضوعة
لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه.
حديث في ثواب غسل الميت
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو منصور علي بن محمد الأنباري أنبأنا محمد بن
عبد الملك بن بشران أنبأنا أبو حفص بن شاهين حدثنا عبد الله بن الحسن
ابن نصر الواسطي حدثنا إسحاق بن وهب العلاف حدثنا عبد الملك بن يزيد
أنبأنا حماد بن عمرو النصيبي عن السرى بن خالد عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جده عن علي بن أبي طالب قال: " دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا علي اغسل الموتى، فإنه من غسل ميتا غفر له سبعون مغفرة، لو قسمت
مغفرة منها على الخلائق لو سعتهم. قلت: يا رسول الله ما يقول من غسل ميتا؟
قال يقول: غفرانك يا رحمن، حتى يفرغ من الغسل ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن معين:
84

حماد بن عمرو يكذب ويضع الحديث، وقال ابن حبان: يضع الحديث وضعا
عن الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب.
حديث آخر في ذلك: أنبأنا أبو القاسم الجريري أنبأنا أبو طالب العشاري
حدثنا الدارقطني حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل حدثني إدريس بن الحكم
العبدي حدثنا يوسف بن عطية عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غسل ميتا
فستر عليه وأدى الأمانة غفر له أربعين مرة، ومن كسى ميتا كساه الله من
سندس الجنة وإستبرقها، ومن حفر لميت قبرا كان كمن أسكن ميتا إلى أن يبعث
الله من في القبور ".
قال الدارقطني: تفرد به يوسف عن ابن أبي عروبة. قال يحيى بن معين:
يوسف ليس بشئ، وقال ابن حبان: يقلب الاخبار ويلزق المتون الموضوعة
بالأسانيد الصحيحة، لا يجوز الاحتجاج به.
85

كتاب الصلاة
باب وقت الفجر
أنبأنا الجريري أنبأنا العشاري حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن نوح حدثنا
علي بن حرب حدثنا أبو اليسع أيوب بن سليمان بن عمرو عن عبد الله بن عبد
الرحمن الأنصاري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من نور
بالفجر نور الله له في قلبه وقبره وقبلت صلاته ".
قال الدارقطني: تفرد به سليمان بن عمرو.
قال المصنف قلت: هو أبو داود النخعي. قال أحمد: هو كذاب كان يضع
الأحاديث، وقال يحيى: هو ممن يعرف بالكذب ووضع الحديث، وقال يزيد
ابن هارون: لا يحل لاحد أن يروى عنه.
باب وقت الظهر
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا أصرم بن حوشب حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سالم عن أبيه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان الفئ ذراعا ونصفا إلى
ذراعين فصل الظهر ".
قال أبو جعفر العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا بأصرم، وليس له أصل
من جهة يثبت. وقال أبو حاتم بن حبان: هذا متن باطل، وأصرم كان يضع
الحديث على الثقاة. قال يحيى بن معين: أصرم كذاب خبيث. وقال البخاري:
متروك الحديث
86

باب أن الأذان سمح
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري أنبأنا الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان حدثنا مكحول حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الأعلى بن معبد
حدثنا إسحاق بن أبي يحيى الكعبي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
قال: " كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب، فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم: " الأذان سمح سهل، فإن كان أذانك سمحا سهلا وإلا فلا تؤذن ".
قال ابن حبان: ليس لهذا الحديث أصل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإسحاق لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار.
باب النهى عن أذان من يدغم الهاء
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو غالب البقال حدثنا البرقاني حدثنا الدارقطني
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا علي بن جميل الرقي قال: " كنا
نمشي مع عيسى بن يونس فجاء رجل ظننت أنه كان حائكا فقال: ألا أكبر؟
فقال عيسى بن يونس حدثني الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤذن لكم من يدغم الهاء. قلنا: كيف
يقول؟ قال يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ".
قال أبو بكر بن أبي داود: هذا حديث منكر، وإنما مر الأعمش برجل
يؤذن ويدغم الهاء.
قال المصنف قلت: والمتهم بهذا الحديث علي بن جميل. قال ابن عدى:
حدث بالبواطيل عن ثقاة الناس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، لا تحل
الرواية عنه بحال.
87

باب في فضل المؤذنين
أنبأنا أبو غالب الماوردي وأبو سعيد البغدادي قالا حدثنا المطهر بن
عبد الواحد أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان أنبأنا محمد بن إبراهيم
الجذوري حدثنا أحمد بن شاهين حدثنا إسماعيل بن يزيد حدثنا خلف بن الوليد
ح. وأنبأنا أحمد بن عبيد الله العكبري أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا ابن
شاهين حدثنا عبد الله بن سليمان بن عيسى الوراق حدثنا الفضل بن موسى
حدثنا الحكم بن مروان السلمي قالا حدثنا سلام الطويل واللفظ للحكم عن عباد
ابن كثير عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن المؤذنين والملبيين يخرجون من قبورهم، يؤذن المؤذن ويلبى الملبي، يغفر
للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل شئ يسمع صوته من حجر وشجر ومدر
ورطب ويابس، ويكتب له بعدد كل انسان يصلى معه في ذلك المسجد بمثل
حسناتهم ولا ينتقص من أجورهم شئ، ويعطى ما بين الأذان والإقامة ما سأل
ربه عز وجل. إما أن يتعجل له في الدنيا فيصرف عنه السوء، أو يدخره له في
الآخرة، ويؤتى فيما بين الأذان والإقامة من الاجر كالمتشحط في دمه في سبيل
الله، ويكتب له في كل يوم مثل أجر مائة وخمسين شهيدا، ومثل أجر الحاج
والمعتمر وجامع القرآن والفقه، ومثل أجر القائم الليل الصائم النهار، ومثل أجر
الصلوات المكتوبة والزكاة المفروضة، وميل من يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر، ومثل أجر صلة الرحم، وأول من يكسى من حلل الجنة محمد وإبراهيم
خليل الرحمن ثم النبيون والرسل ثم يكسى المؤذنون وتلقاهم يوم القيامة نجائب
من ياقوت أحمر أزمتها من زمرد، أخضر ألين من الحرير، ورحالها من ذهب
حافتاه مطلة بالدور والياقوت والزمرد، عليها مياثر السندس ومن فوق السندس
الاستبرق ومن فوق الاستبرق حرير أخضر ويحلى كل واحد منهم ثلاثة أسورة
88

سوار من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ، عليهم التيجان أكاليل مكللة
بالدر والياقوت والزمرد، ومن تحت التيجان أكاليل بالدر والياقوت والزمرد،
نعالهم من ذهب شركها من در ولنجائبهم أجنحة تضع خطوها مد بصرها على
كل واحد منها فتى شاب أمرد جعد الرأس له جمة على ما اشتهت له نفسه، حشوها
المسك الأذفر لو انتشر مثقال ذرة بالمشرق لوجد أهل المغرب ريحه، أنور الوجه
أبيض الجسم أصفر الحلي أخضر الثياب، يشيعهم من قبورهم سبعون ألف ملك
يقولون تعالوا إلى حساب بنى آدم كيف يحاسبهم ربهم، مع كل واحد سبعون
ألف حربة من نور البرق حتى يوافوا بهم المحشر، فذلك قوله (يوم نحشر
المتقين إلى الرحمن وفدا) ".
هذا حديث موضوع فكافأ الله من وضعه، فما أوحش هذا الكذب
وما أبرد هذه السياقة. وما أفسد هذا الوضع لموازين الاعمال، فكيف يكون
للمؤذن أجر الشهيد والحاج، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة: " ثوابك
على قدر نصبك ". وفى هذا الحديث عباد بن كثير، كان شعبة يقول: احذروا
حديثه. وقال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: روى أحاديث كذب لم يسمعها.
وقال يحيى: ليس بشئ في الحديث. وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي:
متروك الحديث وفيه سلام الطويل. قال يحيى: ليس بشئ لا يكتب حديثه.
وقال البخاري: تركوه. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان:
يروى عن الثقاة الموضوعات كأنه كان المتعمد لها.
حديث آخر: أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر بن علي
الخطيب أنبأنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز حدثنا أبو بكر بن المقرى
حدثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم البغدادي حدثنا أبو عمرو العلا بن عمرو حدثنا
إسماعيل بن يحيى حدثنا مسعر عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال قال رسول الله
89

صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة جئ بكراسي من ذهب مكللة بالدر
والياقوت مفروشة بالسندس والاستبرق ثم يضرب عليها قباب من نور ثم ينادى
مناد: أين المؤذنون أين من كان يشهد في كل يوم وليلة خمس مرات أنه لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله؟ فيقوم المؤذنون وهم أطول الناس أعناقا، فيقال
لهم: اجلسوا على تلك الكراسي تحت تلك القباب حتى يفرغ الله من حساب
الخلائق فإنه لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ".
قال الخطيب: غريب من حديث مسعر تفرد به إسماعيل بن يحيى التيمي
عنه وكان ضعيفا سيئ الحال جدا. قال ابن عدى: يحدث عن الثقاة بالبواطيل.
وقال الدارقطني: كذاب متروك.
حديث آخر: أنبأنا الجريري أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا الدارقطني
حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد حدثنا العلاء بن سالم أنبأنا أبو الوليد المخزومي
حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه قال: " أبشر يا بلال، قال:
بم تبشرني يا عبد الله؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يجئ بلال يوم القيامة على راحلة رحلها من ذهب وزمامها در وياقوت، يتبعه
المؤذنون حتى يدخلهم الجنة، حتى إنه ليدخل من أذن أربعين يوما، يطلب
بذلك وجه الله ".
قال الدارقطني: تفرد به أبو الوليد خالد بن إسماعيل. قال ابن عدى: كان
يضع الحديث على ثقاة المسلمين، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.
باب تأثير كثرة الأذان
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد
الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الأزدي حدثنا أبو يعلى
حدثنا سريج بن يونس حدثنا عمرو بن جميع عن الأعمش عن بشير بن غالب
90

عن أخيه بشير قال: " قدمت على الحسن بن علي فسألني عن أمرنا وعن بلدنا
وعن مؤذنينا وقال حدثني أبي علي بن أبي طالب عن جدي رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: ما من مدينة يكثر أذانها إلا قل بردها ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى إسناده بشير
ابن غالب. قال الأزدي: هو متروك الحديث. وفيه عمرو بن جميع. وهو المتهم
عندي. قال يحيى: هو كذاب خبيث، وقال النسائي والدارقطني: متروك،
وقال ابن عدى: كان يتهم بالوضع، وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه
إلا للاعتبار.
باب ما يجرى من الخير عند الأذان
أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الحاكم حدثنا أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا القاسم بن محمد بن
عبد الله الفرغاني حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا أيوب بن واقد عن حسين بن
عبد الرحمن عن عكرمة ومجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر غلقت أبواب النيران، وإذا قال
أشهد أن لا إله إلا الله فتحت أبواب الجنان، وإذا قال أشهد أن محمدا رسول الله
تبادرت الحور إلى أبواب الجنان شوقا إلى ذكر محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا
قال حي على الصلاة تحشحش ثمار الجنة، فإذا قال حي على الفلاح نادى مناد
من السماء: يا ابن آدم أفلحت وأفلح من أجابك، فإذا قال الله أكبر الله أكبر
تقول ملائكة سبع سموات: أيها العبد كبرت كبيرا وعظمت عظيما الله أكبر
وأعظم ما يصف الواصفون، وإذا قال لا إله إلا الله يقول الله عز وجل: صدق
عبدي بها حرمت بدنك وبدن من أجابك عن النار ".
قال الحاكم: القاسم بن محمد يضع الحديث وضعا فاحشا.
91

باب النهى عن إفراد الإقامة
حدثت عن القاضي محمد بن علي الميانجي حدثنا أبو الفتوح عبد الغافر بن
الحسين أنبأنا أبو الحسن بن أبي محمد بن أبي سعيد حدثنا صاعد بن محمد حدثنا
أبو جعفر محمد بن علي حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد حدثنا محمد بن سعيد حدثنا
أحمد بن داود حدثنا محمد بن عبد الله عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أفرد الإقامة فليس منا ".
هذا حديث موضوع، ورجال إسناده بين مجروح ومجهول، وإنما وضعه
بعض المبغضين، ولا تشفى هذا غيظا، فإن في الصحيحين: أمر بلال أن يوتر
الإقامة. وقد أنبأنا ابن خيرون عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان حدثنا الحسن بن يوسفين حدثنا زكريا بن يحيى رحمويه عن زياد بن عبد
الله البكال عن إدريس الأودي عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أذن
بلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى، وأقام مثل ذلك ".
قال ابن حبان: هذا حديث باطل. وزياد فاحش الخطأ، لا يجوز الاحتجاج
بما ينفرد به.
باب التطوع بين الأذان والإقامة
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو منصور الخياط أنبأنا محمد بن عمر القاضي
حدثنا ابن شاهين حدثنا عبد الواحد بن عتاب أنبأنا حبان بن عبد الله حدثنا
عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عند
كل أذانين ركعتين ما خلا صلاة المغرب ".
هذا حديث لا يصح. قال الفلاس: كان حبان كذابا.
92

باب لا صلاة لجار المسجد إلا في مسجد
رواه عمر بن راشد من حديث عائشة. قال ابن حبان: لا يحل ذكر عمر
إلا على سبيل القدح فيه.
باب موضع الصلاة
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا عبد الرحمن بن المبارك
حدثنا بزيغ أبو الخليل حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى في الموضع الذي يبول فيه الحسن
والحسين، فقالت له عائشة: يا رسول الله ألا تخص لك موضعا من الحجرة أنظف
من هذا؟ فقال: يا حميراء أما علمت أن العبد إذا سجد لله سجدة طهر الله عز
وجل موضع سجوده إلى سبع أرضين ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو معروف
ببزيغ ولا يتابع عليه. قال ابن عدى: أحاديثه مناكير لا يتابعه عليها أحد،
وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان أبو نعيم شديد الحمل عليه
ويجب مخانثته في الروايات
باب الامتناع من حضور المسجد لاجل البرد
فيه عن بلال وجابر:
فأما حديث بلال فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا علي بن محمد بن سليمان الحلبي
حدثنا محمد بن يزيد المستملى حدثنا شبانة عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر
عن جابر عن أبي بكر عن بلال قال: " أذنت في غداة باردة فخرج النبي
93

صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحدا، فقال: أين الناس يا بلال؟ قلت:
منعهم البرد، قال: " اللهم أذهب عنهم البرد، فرأيتهم يتروحون ".
قال ابن عدى: لا يرويه بهذا الاسناد عن محمد بن المنكدر سوى أيوب.
قال يحيى: أيوب كذاب، وقال النسائي: متروك الحديث.
وأما حديث جابر فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا أحمد بن محمد المظفر
الشامي أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد الدخيل أنبأنا أبو جعفر
العقيلي حدثنا محمد بن إسماعيل أنبأنا داود بن مهران حدثنا أيوب بن سيار عن
محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن بلال قال: " أذنت في ليلة باردة
شديد بردها فلم يأت أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالهم يا بلال؟
قال: كبدهم البرد. قال: اللهم اكسر عنهم البرد. قال بلال: فلقد رأيتهم
يتروحون في الصبح، أو قال في الضحى ".
قال العقيلي: ليس لاسناده أصل، ولا يحفظ إسناده ولا متنه، وقد بينا
الطعن في أيوب.
باب انضمام المساجد يوم القيامة
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
أبو أحمد بن عدى أنبأنا وصيف بن عبد الله الأنطاكي حدثنا الحسن بن محبوب
حدثنا أصرم بن حوشب حدثنا قرة بن خالد عن الضحاك عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تذهب الأرضون يوم القيامة كلها إلا المساجد
فإنه ينضم بعضها إلى بعض "
هذا حديث لا يصح، والمتهم به أصرم. قال يحيى: هو كذاب خبيث،
وقال البخاري ومسلم: متروك، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة.
94

باب الصلاة في النعل
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى أنبأنا
أبو يعلى حدثنا يعلى بن أيوب حدثنا محمد بن الحجاج عن عروة بن رويم اللخمي
عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا
قمتم إلى الصلاة فانتعلوا ".
هذا حديث لا يصح، والمتهم بوضعه محمد بن الحجاج، وله أحاديث كثيرة
موضوعة لا أصل لها.
حديث آخر: وبه قال ابن عدى حدثني سهل بن النسوي الحذاء حدثنا
سهل بن شاذويه حدثنا نصر بن الحسين حدثنا عيسى بن موسى غنجار عن محمد
ابن الفضل عن كرز بن وبرة عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال ذات يوم: " خذوا زينة الصلاة، قالوا: يا رسول الله وما زينة
الصلاة؟ قال: البسوا نعالكم وصلوا فيها ".
وقد رواه محمد بن الفضل عن عطاء عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أحمد بن حنبل: محمد بن الفضل ليس بشئ حديثه حديث أهل الكذب.
حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي
أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن هشام حدثنا عباد بن الوليد
حدثنا عباد بن جويرية عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم إن كان قاله (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: " صلوا في نعالكم ".
هذا حديث لا يصح ولا يعرف إلا بعباد بن جويرية ولا يتابع عليه. قال
أحمد والبخاري: هو كذاب.
95

باب الخشوع في الصلاة
روى جعفر بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن مسلمة المخزومي عن المغيرة
ابن عبد الرحمن عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي مرة مولى أم هانئ
عن أم سلمة قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلى ظن الظان أنه
جسد لا روح فيه ".
هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: لا أصل لهذا الحديث. قال وجعفر
كان يسرق الحديث ويقلب الاخبار حتى لا يشك أنه يعملها. وقال أبو أحمد بن
عدى: كان جعفر يتهم بوضع الحديث.
باب النهى عن رفع اليدين في الصلاة إلا عند الافتتاح
قد روى من طريق ابن مسعود وأبي هريرة وأنس.
فأما حديث ابن مسعود فأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن
ثابت أنبأنا الحسن بن علي التميمي حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عمر بن
عبد الله بن عمرو الزيادي ح. وأنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا
الحاكم أبو عبد الله النيسابوري حدثنا محمد بن صالح بن هانئ حدثنا إبراهيم بن
محمد بن مخلد الضرير قالا حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا محمد بن جابر
اليمامي حدثنا حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
" صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبى بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم
إلا عند افتتاح الصلاة ".
وأما حديث أبي هريرة فحدثت عن حمد بن نصر أنبأنا أبو الفرج علي بن محمد
ابن عبد الحميد البجلي حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن لاك حدثنا عبيد الرحمن
ابن علي بن محمد الفقيه قال حدثني أبي حدثنا المأمون بن أحمد السلمي حدثنا المسيب
ابن واضح عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن
96

النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له ".
وأما حديث أنس فأنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر عن أبي بكر بن خلف
الشيرازي عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي حدثنا حامد بن عبد الله
الواعظ حدثنا علي بن محمد بن عيسى حدثنا محمد بن عكاشة الكرماني حدثنا
المسيب بن واضح حدثنا عبيد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رفع يديه في التكبير
فلا صلاة له ".
وقد رواه محمد بن عكاشة عن المسيب مرة أخرى فقال فيه: " من رفع يديه
في الركوع فلا صلاة له ".
قال أبو عبد الله الحاكم قيل لمحمد بن عكاشة أن قوما عندنا يرفعون أيديهم
في الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع فقال أنبأنا المسيب بن واضح حدثنا ابن
المبارك عن يونس عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من رفع يديه في الركوع فلا صلاة له ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما حديث ابن مسعود ففيه محمد بن جابر. قال يحيى: ليس بشئ. وقال
أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا شر منه. وقال الفلاس: متروك الحديث.
وأما حديث أبي هريرة ففيه مأمون، وقد سبق في كتابنا أنه كان كذابا.
وقال ابن حبان: كان دجالا من الدجالين.
وأما حديث أنس ففيه محمد بن عكاشة، وقد سبق فيما ذكرنا عن الدارقطني
أنه كان يضع الحديث.
وما أبله من وضع هذه الأحاديث الباطلة ليقاوم بها الأحاديث الصحيحة.
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح
97

الصلاة رفع يديه حتى تحاذى منكبيه، وإذا أراد أن يركع وبعدما يرفع رأسه
من الركوع ". قال ابن المديني: حق على المسلمين أن يرفعوا أيديهم
لهذا الحديث.
قال المصنف قلت: وهذه حسنة قد رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعبد الرحمن بن عوف وحسين بن علي بن أبي طالب
ومعاذ بن جبل وعمار بن ياسر وأبو موسى وعمران بن حصين وابن عمر وابن
عمرو وابن عباس وجابر وأنس وأبو هريرة ومالك بن الحارث وسهل بن سعد
وبريدة ووائل بن حجر وعقبة بن عامر وأبو سعيد الخدري وأبو حميد الساعدي
وأبو أمامة الباهلي وعمر بن قتادة وعائشة، واتفق على العمل بها مالك والشافعي
وأحمد بن حنبل.
قال أبو حاتم بن حبان: وكان يزيد بن أبي زياد يروى عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا افتتح الصلاة رفع يديه " ثم قدم الكوفة في آخر عمره فروى هذا الحديث
فلقنوه ثم لم يعد يتلقن. قال: وعول على أهل العراق ومن لم يكن علم الحديث
صناعته لم ينكر الاحتجاج بالاخبار الواهية.
قال المصنف قلت: وقد قال على ويحيى: لا يحتج بحديث يزيد بن أبي زياد
وقال ابن المبارك: أرم به. وقال النسائي: متروك الحديث. وقد روى حديث
في نصرة مذهبنا إلا أنه ليس بصحيح، وفى الصحيح غنية عن الاستعانة بالباطل
وهو ما أنبأنا به محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهري عن أبي الحسن
الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا وهب بن
إبراهيم حدثنا إسرائيل بن حاتم حدثنا مقاتل بن حبان عن الأصبغ بن نباتة
عن علي قال: " لما نزلت (إنا أعطيناك الكوثر) قال النبي صلى الله عليه
98

وسلم لجبريل: لم هذه النحيرة التي يأمرني بها عز وجل؟ قال: ليست بنحيرة
ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا
رفعت رأسك من الركوع، فإنه من صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السماوات
السبع، إن لكل شئ زينة وزينة الصلاة رفع الأيدي عند كل تكبيرة. قال
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " رفع الأيدي في الصلاة من الاستكانة. قلت:
فما الاستكانة؟ قال: أن لا يقرأ هذه الآية (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)
قال: هو الخضوع ".
هذا حديث موضوع وضعه من يريد مقاومة من يكره الرفع، والصحيح
يكفى. قال يحيى: أصبغ ليس يساوى شيئا. وقال أبو حاتم بن حبان: عمر بن
صبح وضع هذا الحديث على مقاتل فظفر عليه إسرائيل فحدث به.
باب في وجوب الجماعة
أنبأنا عبد الملك بن أبي القاسم قال أنبأنا أبو عامر الأزدي وأبو بكر
الغورجي قال أنبأنا أبو محمد بن الجراح حدثنا أبو العباس بن محجوب حدثنا
أبو عيسى الترمذي حدثنا عبد الأعلى بن واصل حدثنا محمد بن القاسم الأسدي
عن الفضل بن دلهم عن الحسن قال سمعت أنس بن مالك قال: " لعن رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجلا أم قوما وهم له كارهون، امرأة باتت وزوجها
عليها ساخط، ورجلا سمع حي على الفلاح ثم لم يجب ".
قال الترمذي: هذا حديث لا يصح. قال أحمد بن حنبل: أحاديث محمد
ابن القاسم موضوعة ليس شئ رمينا حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: يكذب.
باب تقديم الحسن الوجه
أخبرت عن عبد الله بن عبد الله الساسي أنبأنا القاضي أبو العباس أحمد
99

ابن محمد البصري حدثنا القاضي أبو على الزجاجي حدثنا علي بن الحسن
المروزي حدثنا الحضرمي حدثنا حسان بن يوسف حدثنا محمد بن مروان عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يؤم القوم أحسنهم وجها ".
هذا حديث موضوع، ومحمد بن مروان هو السدي الصغير. قال يحيى: ليس
بثقة والحضرمي مجهول. وقد روى نحوه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن
عياش عن هشام بن عروة عن عائشة والبلاء فيه من حسين فإنه يحدث بمنكرات
وقد روى عبد الله بن فروخ عن عائشة " أنها سئلت: من يؤمنا؟ فقالت:
أقرأكم القرآن، فإن لم يكن فأصبحكم وجها ".
قال أبو حاتم الرازي: ابن فروخ مجهول. وقال أحمد بن حنبل: هذا
حديث سوء ليس بصحيح.
باب تقديم من اسمه أبو بكر
أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا محمد
ابن عمر بن سنان حدثنا نصر بن عبد الرحمن حدثنا أحمد بن بشير عن بشر بن
ميمون عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينبغي
لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره ".
هذا حديث موضوع. قال ابن حبان: عيسى منكر الحديث لا يحتج بروايته
قال يحيى وأحمد بن بشير: متروك.
باب النوم عن العشاء
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
محمد الأهوازي أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري حدثنا الحسن بن عرفة
100

حدثني يعقوب بن الوليد المديني عن ابن أبي زيب عن سعيد بن سمعان عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رقد المرء قبل أن
يصلى العتمة وقف عليه ملكان يوقظانه يقولان ثم يوليان عنه ويقولان: رقد
الخاسر وأبى ".
هذا حديث موضوع، والمتهم به يعقوب. قال أحمد: كان من
الكذابين الكبار يضع الحديث. وقال يحيى: كذاب. وقال النسائي:
متروك ليس بشئ.
باب وقت الوتر
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان حدثنا أبان بن جعفر البصري حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ حدثنا محمد
ابن بشر حدثنا أبو حذيفة حدثنا عبد الله بن دينار حدثنا ابن عمر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الوتر في أول الليل مسخطة للشيطان،
وأكل السحور مرضاة للرحمن ".
هذا حديث وضعه أبان بن جعفر. قال ابن حبان: مضيت إليه فحدثني
بهذا الحديث ورأيته قد وضع على أبي حنيفة أكثر من ثلاثمائة حديث لم يحدث
به أبو حنيفة قط.
باب الجمع بين الصلاتين
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الرزاق أنبأنا ابن الأخضر
القاضي حدثنا ابن شاهين حدثنا محمد بن علي بن محمد الواسطي حدثنا حماد بن
خالد النمار حدثنا عبد الحكيم بن منصور عن حسين بن قيس عن عكرمة عن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جمع بين صلاتين من
غير عذر فقد أتى باب من أبواب الكبائر ".
101

أما حميد بن قيس فقد كذبه أحمد بن حنبل وقال مرة متروك الحديث،
وكذلك النسائي وقال يحيى: ليس بشئ. وقال العقيلي: لا أصل له.
باب قضاء الفوائت
أنبأنا محمد بن ناصر وأنبأنا عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده عن أبيه
حدثنا أبو الميمون محمد بن عبد الله بن أحمد بن مطرف حدثنا أبو ذهل عبيد
ابن محمد الغازي حدثنا أبو محمد سلمة بن عبد الله الزهد حدثنا القاسم بن معن
حدثنا العلاء بن المسيب حدثنا عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال:
" قال رجل: يا رسول الله إني تركت الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: فاقض ما تركت، فقال يا رسول الله كيف أقضى؟ فقال: صل مع كل
صلاة مثلها. قال: يا رسول الله قبل أو بعد؟ قال: لا بل قبل ".
هذا حديث موضوع والمتهم بوضعه سلمة بن عبد الله وقد كان من المتزهدين
على طريقة فإنهن يقلن من فاتته صلاة صلى مع كل صلاة صلاة، فقد سمع هذا
فجعله حديثا. ولا يجوز لمن فاتته صلاة أن يؤخر قضاءها، بل يقضى ما استطاع
من غير أن يمتنع بالقضاء من كسب ومهم، فإما أن يجعل مع كل صلاة صلاة من
غير عذر، فلا يجوز. قال قال أبو حاتم بن حبان: روى سلمة عن القاسم بن
معن ما ليس من حديثه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار.
أبواب في ذكر الجمعة
باب الغسل يوم الجمعة
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله البقال أنبأنا
أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق
حدثنا أبو شعيب صالح عن عمران بن صالح حدثنا محمد بن الضريس الفيدي حدثنا
102

محمد بن جعفر عن محمد بن جناب عن بشر بن زاذان عن عمر بن صبح عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من اغتسل يوم الجمعة بنية وحسبة من غير جنابة تنظفا للجمعة كتب الله له
بكل شعرة يبلها من رأسه ولحيته وسائر جسده في الدنيا نورا يوم القيامة، ورفع
له بكل قطرة من اغتساله درجة في الجنة من الدر والياقوت والزبرجد، بين كل
درجتين مسيرة ألف عام للراكب المسرع، في كل درجة منها من المدائن والقصور
وأصناف الجواهر ما لا يحسنه إلا الله، وكل قصر منها جوهرة واحدة لا أصل
فيها ولا فصم، في كل مدينة من تلك المدائن والقصور والدور والحجر والصفاف
والغرف والبيوت والخيام والسرر والأزواج من الحور العين والثمار والدراري
من الموائد والقصاع وأصناف الأطعمة وغضارة النعيم والوصفاء والأنهار والأشجار
والفواكه والحلل والحلي ما لا يصفه والواصفون، فإذا خرج من قبره يوم القيامة
أضاءت كل شعرة نورا وابتدره سبعون ألف ملك، كلهم يمشون خلفه وأمامه
وعن يمينه وعن شماله حتى ينتهوا به إلى باب الجنة فيستفتحون، فإذا دخلها صاروا
خلفه وهو أمامهم بين أيديهم حتى ينتهوا إلى مدينة ظاهرها من ياقوتة حمراء
وباطنها من زبر جدة خضراء، فيها من أصناف ما خلق الله في الجنة من بهجتها
وغضارتها ونعيمها ما ينقطع عنه علم العباد ويعجزون عن وصفه، فإذا انتهوا إليها
قالوا له: يا ولى الله أتدري لمن هذه المدينة؟ قال: لا، فمن أنتم يرحمكم الله؟ قالوا:
نحن الملائكة الذين شهدناك يوم اغتسلت في الدنيا للجمعة، فهذه المدينة وما فيها
ثواب لذلك الغسل، وأبشر بأفضل من ذلك ثواب الله لصلاة الجمعة، تقدم
أمامك حتى ترى ما أعد الله لك بصلاة الجمعة من كرم ثوابه، فيرفع في الدرجات
والملائكة خلفه حتى ينتهى من درجتها حيث شاء الله. قال: فتلقاه صلاة الجمعة
في صورة آدمي كالشمس الضاحية تتلألأ نورا، عليه تاج من نور له سبعون ألف
ركن، في كل ركن جوهرة تضئ مشارق الأرض ومغاربها وهو يفوح مسكا
103

وهو يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك ولكن أرى وجها صبيحا
خليفا بكل خير، من أنت يرحمك الله؟ فيقول: أنا من تقر به عينك ويرتاح
له قلبك وأنت لذلك أهل، أنا صلاة الجمعة التي اغتسلت لي وتنظفت لي
وتجملت وتعطرت لي وتطيبت لي وتمشيت إلى وتوقرت إلى واستمعت خطبتي
وصليت. قال: فيأخذ بيده فيرفعه في الدرجات حتى ينتهى به إلى ما قال الله
تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) وذلك
منتهى الشرف وغاية الكرامة، فيقول: هذا ثواب لك من ربك الكريم
الشكور لما صليت لي بنية وحسبة على السبيل والسنة، فلك عند الله أضعاف
هذا المزيد في مقدار كل يوم من أيام الدنيا مع خلود الأبد في جوار الله في داره
دار السلام ".
هذا حديث موضوع. وقد أبدع من وضعه وزاد في حد البرودة. وعمر
ابن صبح أهل أن ينسب إليه وضعه. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على
الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. قال يحيى: وبشير بن زاذان ليس
بشئ، وقال ابن عدى: ضعيف يحدث عن الضعفاء. ومحمد بن جعفر ليس بشئ.
حديث آخر: أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي
ابن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الأزدي حدثنا
محمد بن زكريا الحذاء حدثنا الحسن بن سعيد الصفار حدثنا إبراهيم بن حيان
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " اغتسلوا يوم الجمعة ولو كأس بدينار ".
قال الأزدي: إبراهيم بن دينار هو ابن النحيري ويقال هو من ولد أنس
ابن مالك ساقط زائغ لا يحتج بحديثه.
104

باب ذكر المنابر
أنبأنا إسماعيل بن أبي صالح المؤذن أنبأنا عبد الله بن علي بن إسحاق حدثنا
أبو حسان محمد بن أحمد المزكى أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه حدثنا أبو حفص
عمر بن محمد حدثنا سليمان بن سلمة حدثنا سعيد بن موسى حدثنا مالك بن أنس
عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا المنابر
لاحترق أهل القرى " قال أبو حاتم بن حبان: هذا الخبر ذو ضوع وليس من
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أدرى أوضعه سعيد أم سليمان.
قال المصنف قلت: وقد أنبأنا به عبد الأول بن عيسى أنبأنا عبد الله بن محمد
الأنصاري حدثنا عبد الرحمن بن محمد المعدل حدثنا أبو الحسن بن أبي بكر القفال
حدثني أبي حدثنا عمر بن محمد بن سليمان بن سلمة فذكره وقال: لولا المحابر -
وأظنه تصحيفا - لان جماعة من الحفاظ رووه " المنابر ".
باب فضل أهل العمائم يوم الجمعة
أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا محمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبى حدثنا أيوب بن
مدرك وأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن آدم حدثنا
المحياة عن أيوب بن مدرك ح. وأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا جعفر بن أحمد السراج
أنبأنا أحمد بن علي الثوري أنبأنا محمد بن عمران المرزباني أنبأنا الحسين بن عبد الله
ابن عبد الوهاب الخوارزمي أنبأنا العلاء بن عمرو الحنفي عن أيوب بن مدرك
عن مكحول عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة ".
هذا حديث لا أصل له، والحمل فيه على أيوب. قال أبو الفتح الأزدي:
105

هذا من وضع أيوب. قال العقيلي: ولا يتابع على هذا الحديث. قال يحيى بن
معين: هو كذاب. وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك.
باب فضل العمائم البيض يوم الجمعة
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو القاسم عبد
العزيز بن بندار الشيرازي أنبأنا أحمد بن محمد بن عمرو الحيرى أنبأنا أبو الحسن
عثمان بن محمد الذهلي حدثنا محمد بن السرى بن سهل بن عبد الرحمن الدوري
حدثنا يحيى بن شبيب اليماني حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله تعالى ملائكة موكلين بأبواب الجوامع
يوم - القيامة - [الجمعة] يستغفرون لأصحاب العمائم البيض "
قال الخطيب: يحيى بن شبيب يحدث عن حميد وغيره أحاديث باطلة. قال
ابن حبان: يحدث عن الثوري بما لم يحدث به قط، لا يجوز الاحتجاج به.
باب ذكر العتق والعفو يوم الجمعة (1)
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت حدثني الحسن بن علي بن أبي
طالب حدثني يوسف بن عمر القواس حدثنا عبد الله بن أحمد بن أفلح
البكري أبو محمد القاص أنبأنا هلال بن العلاء حدثني الخليل بن عبيد الله العبدي
عن أبيه عن شعبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من يوم جمعة إلا ويطلع الله تعالى إلى دار الدنيا وهو متزر بالبهاء، لباسه
الجلال، متشح بالكبرياء - مترديا - [مرتد] بالعظمة، يشرف إلى دار الدنيا
فيعتق مائة ألف عتيق من النار من الموحدين ممن قد استوجب من الله ذلك، ثم
ينادى: عبادي هل أجود جودا. عبادي هل أكرم منى كرما. عبادي هل من
سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له. عبادي اعلموا أنى ما خلقت الجنة لأخليها

(1) هذا الباب والأبواب الثلاثة السابقة له مطموسة بالأصل، وقد راجعناها في مصادرها
ومظانها المختلفة حتى طابقت المراد.
106

ولا نشرتها لأطويها، وإنما خلقت الجنة لكم وخلقتكم لها. عبادي - فعلى ما - [فعلام]
تعصوني، على الحسن من بلائي، أم على الجميل من نعمائي؟ أليس قد أضعفت لكم
الحسنات مرارا، وأقلتكم العثرات صغارا، وقد خلقتكم أطوارا. مالكم
لا ترجون لله وقارا؟ عبادي سبحاني احتجبت على خلقي فلا عين تراني ".
هذا حديث موضوع، والمتهم به القاص، والخليل وأبوه مجهولان.
باب فعل الخير يوم الجمعة
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن موسى المصيصي حدثنا يوسف بن سعيد
حدثنا عمرو بن حمزة البصري حدثنا الخليل بن مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن
عطاء بن أبي رباح عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح
يوم الجمعة صائما وعاد مريضا وأطعم مسكينا وشيع جنازة، لم يتبعه ذنب أربعين
سنة " هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمرو الخليل
وإسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون.
أبواب في قيام الليل
باب شرف المؤمن بقيام الليل
قد روى من طريق أبي هريرة وسهل بن سعد.
فأما طريق أبي هريرة أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر حدثنا
العتيقي حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلي حدثنا حيى بن عثمان بن
صالح حدثنا داود بن عثمان النغري حدثنا الأوزاعي عن أبي معاذ عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه
استغناؤه عن الناس ".
وأما طريق سهل فأنبأنا عبد الأول بن عيسى أنبأنا الفضل بن يحيى أنبأنا
عبد الرحمن بن أبي شريح حدثنا حامد بن محمد حدثنا جعفر بن أحمد بن نصرح
107

وأنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا سلامة بن عمر النصيبي أنبأنا محمد بن
عيسى بن ديرك حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد الراوي قالا حدثنا محمد بن حميد
حدثنا زافر بن سليمان عن محمد بن عيينة عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال:
" جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أحبب من شئت فإنك
مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزى به، وعش ما شئت فإنك ميت، واعلم أن
شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما طريق أبي هريرة فالمتهم به داود. قال العقيلي: لا أصل لهذا الحديث
مسندا، وإنما يروى عن الحسن وغيره من قولهم، وداود كان يحدث عن
الأوزاعي وغيره بالبواطيل.
وأما طريق سهل فإن محمد بن حميد قد كذبه أبو زرعة وابن داود، وقال
ابن حبان: ينفرد عن الثقاة المقلوبات. قال ابن عدى: وزافر بن سليمان لا يتابع
على عامة ما يرويه.
باب ما يصنع من أراد قيام الليل
أنبأنا محمد بن أبي طاهر عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حماد
حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا عنبسة بن عبد الواحد
حدثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كبير عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا نام أحدكم وفى نفسه أن
يصلى من الليل فليضع قبضة من تراب عنده، فإذا انتبه فليقبض يمينه وليحصب
عن شماله ".
قال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا أصل له. قال يحيى بن معين: أيوب
ابن عتبة ليس بشئ، وقال النسائي: مضطرب الحديث.
108

باب من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار
قد روى من حديث جابر وأنس.
فأما حديث جابر فله ستة طرق:
الطريق الأول: أنبأنا إسماعيل بن أبي صالح المؤذن أنبأنا عبد الله بن علي
ابن إسحاق أنبأنا أبو حسان محمد بن أحمد المزكى حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد
أنبأنا الحسن بن عامر حدثنا عبد الحميد بن بحر الكوفي حدثنا شريك عن
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا محمد بن
طلحة حدثنا أبو على الحسن بن علي الفارسي ح. وأنبأنا علي بن أحمد الموحد
أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الصيرفي قالا حدثنا
ملك بن محمد بن الحسن بن ملك السعدي حدثنا صعصعة بن الحسين الرقي حدثنا
محمد بن ضرار بن ريحان بن جميل قال حدثني أبي حدثنا أبو العتاهية الشاعر
حدثنا سليمان بن مهران عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
الطريق الثالث: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي الحافظ أنبأنا
علي بن أحمد بن علي المقرى حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد البزاز حدثنا الحسين
ابن عمر بن أبي الأحوص ح. وأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن محمد ح. وأنبأنا
عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد العسفي حدثنا
يوسف بن الدخيل حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن
أيوب ومحمد بن عثمان في آخرين قالوا حدثنا ثابت بن موسى العابد حدثنا شريك
109

عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
الطريق الرابع: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثني
عبد العزيز بن أحمد الدمشقي أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون القاضي
حدثنا علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب حدثنا محمد بن إدريس بن الحجاج
الأنطاكي حدثنا المظفر بن مرجى البغدادي حدثنا ثابت بن موسى المكفوف
عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
الطريق الخامس: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم حدثنا أبو الحسن أحمد بن أبي عثمان الزاهد
حدثنا محمد المنذر الهروي حدثنا كبير بن عبد الله الكوفي حدثنا سماك عن
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
الطريق السادس: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا ابن عدى أنبأنا أبو سعيد العدوي حدثنا الحسن بن علي بن راشد
حدثنا شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ".
وأما حديث أنس فأنبأنا به إسماعيل محمد بن أبي طاهر قال أنبأنا القاضي
أبو الحسن بن المهتدى أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم أنبأنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن حفص الدينوري حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري
حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار قالت حدثني أبي عن أخيه ملك بن دينار
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كثرت صلاته بالليل
حسن وجهه بالنهار ".
110

هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأما رواية جابر ففي الطريق الأول منها عبد الحميد بن بحر. قال ابن حبان:
يسرق الحديث ويحدث عن الثقاة بما ليس من حديثهم، لا يصح الاحتجاج به
بحال. وفى الطرق البواقي ضعاف ومجاهيل كذابون، فمن الضعاف محمد بن أيوب
ومن المجاهيل محمد بن ضرار وأبوه، ومن الكذابين العدوي
وأما حديث أنس ففيه عثمان بن دينار. قال العقيلي: تروى عنه ابنته حكامة
أحاديث بواطيل ليس لها أصل. قال: وهذا الحديث باطل لا أصل له. قال
ابن عدى: هذا الحديث لا يعرف إلا بثابت، وقد سرقه منه جماعة من الضعفاء
منهم عبد الحميد بن عبد الله بن شبرمة وإسحاق بن بشر الكاهلي وموسى بن
محمد أبو الطامر المقدسي. قال: - وبان - [ورواه] بعض الضعاف عن رحمويه
وكذب، فإن رحمويه نفسه [قال] بلغني عن محمد بن عبد الله بن نمير أنه
ذكر له الحديث عن ثابت فقال: باطل شبه على ثابت، وذلك أن شريكا كان
مزاحا وكان ثابت رجلا صالحا، فيشتبه أن يكون ثابت دخل على شريك وهو
يقول حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
فالتفت فرأى ثابتا فقال يمازحه " من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار " فظن ثابت
لغفلته أن هذا الكلام الذي قال شريك هو من الاسناد.
باب في الضحى
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن الفضل بن معدان حدثنا زكريا بن دويد
الكندي حدثنا حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من
دام على صلاة الضحى ولم يقطعها إلا من علة كنت أنا وهو في زورق من نور
في بحر من نور الله حتى نزور رب العالمين ".
هذا حديث موضوع، والمتهم به زكريا. وما أبرد ما قد وضعه. قال ابن
111

حبان: كان زكريا يضع الحديث على حميد الطويل، لا يحل ذكره إلا على سبيل
القدح فيه.
حديث آخر في صلاة الضحى يوم الجمعة: أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري
أنبأنا محمد بن علي بن الفتح حدثنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز حدثنا علي بن
محمد القطان حدثنا العباس بن يوسف الشكلي حدثنا خلف بن علي القطيعي
حدثنا محمد بن الضريس حدثنا الفضيل بن عياش عن سفيان الثوري عن مجاهد
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الضحى يوم
الجمعة أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة بالحمد عشر مرات، وقل أعوذ برب الفلق
عشر مرات، وقل أعوذ برب الناس عشر مرات، وقل هو الله أحد عشر مرات،
وقل يا أيها الكافرون عشر مرات، وآية الكرسي عشر مرات، يقرأها في كل
ركعة، فإذا صلى الأربع ركعات فتشهد ثم سلم ثم يقول سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم سبعين مرة،
ثم يقول أستغفر الله الذي لا إله إلا هو غافر الذنوب وأتوب إليه سبعين مرة،
فمن صلى هذه الصلاة وقال هذا القول على - أوصف - [ما وصف] دفع الله عنه
شر الليل والنهار وشر أهل السماء وشر أهل الأرض وشر الانس وشر كل سلطان
جائر وشيطان مارد، والذي بعثني بالحق لو كان عاقا لوالديه لرزقه برهما وغفر له،
ويقضى له سبعين حاجة من حوائج الآخرة، وسبعين حاجة من حوائج الدنيا.
وذكر من هذا الجنس ثوابا طويلا لا يضيع الزمان بذكره. إلا أن قال:
والذي بعثني بالحق إن له من الثواب كثواب إبراهيم وموسى ويحيى وعيسى،
ولا يقطع له طريق ولا يعرف له متاع ".
وهذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك، فلا بارك
الله فيمن وضعه، فما أبرد هذا الوضع وما أسمجه، وكيف يحسن أن يقال من صلى
ركعتين فله ثواب موسى وعيسى، وفيه مجاهيل أحدهم قد عمله.
112

باب ذكر صلوات اشتهر بذكرها القصاص
واشتهرت بين العوام ولا أصل لها
صلاة ليلة السبت
أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد الطيبى الفقيه أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن إبراهيم بن الحسين الحورماني أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا أبو عمرو محمد
ابن يحيى بن الحسن العاصمي حدثنا أبو نصر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن يزيد
ابن شيبان حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن محبوب حدثنا أبي حدثنا العباس
ابن حمزة حدثنا أحمد بن عبد الله بن خالد النهرواني عن بشر بن السرى عن
الهيثم عن يزيد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صلى ليلة السبت أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة
وقل هو الله أحد خمسا وعشرين مرة، حرم الله جسده على النار ".
هذا حديث لا أصل له، وجمهور رواته مجهولون لا يعرفون. ويزيد الرقاشي
ضعيف والهيثم متروك. قال الحميدي: وبشر بن السرى لا يحل أن يكتب عنه،
وأحمد بن عبد الله هو الجويباري، وقد سبق أنه كذاب وضاع.
صلاة يوم السبت
أنبأنا إبراهيم بن محمد الضبي قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن
عبد الغفار أنبأنا علي بن محمد بن أحمد أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر
الحنفي أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله العرضي البصري حدثنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن معاوية العسكري حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الحميد حدثنا يحيى بن
صالح حدثنا إسحاق بن يحيى حدثنا الزهري عن أبي سلمة أن أبا هريرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من صلى يوم السبت أربع ركعات
113

يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات، وقل هو الله
أحد ثلاث مرات، فإذا فرغ من صلاته قرأ آية الكرسي مرة، كتب الله له
بكل يهودي ويهودية عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، وبنى الله له بكل
يهودي ويهودية مدينة في الجنة، وكأنما أعتق كل يهودي ويهودية رقبة من
ولد إسماعيل وكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وأعطاه بكل يهودي
ويهودية ثواب ألف شهيد، ونور الله قلبه وقبره بألف نور، وألبسه ألف حلة،
وستر الله عليه في الدنيا والآخرة، وكان يوم القيامة تحت ظل عرشه مع النبيين
والشهداء، يأكل ويشرب معهم ويدخل الجنة معهم، وزوجة الله بكل حرف
حوراء، وأعطاه الله بكل آية ثواب ألف صديق، وأعطاه بكل سورة من القرآن
ثواب ألف رقبة من ولد إسماعيل، وكتب له بكل يهودي ونصراني حجة وعمرة "
هذا حديث موضوع، فكافأ الله من شان الاسلام بما يعتقده تزيينا له،
وفيه جماعة من المجهولين.
قال يحيى: إسحاق بن يحيى ليس بشئ، وقال أحمد: متروك.
صلاة أخرى ليوم السبت
أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أبي بكر المفسر
أنبأنا أبو الحسن النيسابوري حدثنا محمد بن يحيى بن الحسن أنبأنا محمد بن عبد الله
ابن إبراهيم حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن محبوب حدثنا أبي حدثنا
العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن عبد الله بن حداد عن بشر بن السرى عن الهيثم
عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صلى يوم السبت عند الضحى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة
الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة، أعطاه الله بكل ركعة ألف
قصر من ذهب مكللة بالدر والياقوت، في كل قصر أربعة أنهار: نهر من ماء،
114

ونهر من لبن، ونهر من خمر، ونهر من عسل، على شط تلك الأنهار أشجار من
نور على كل شجرة بعدد أيام الدنيا أغصان، على كل غصن بعدد الرمل والنوى
ثمار غبارها المسك، تحت كل شجرة مجلس مظلل بنور الرحمن، يجتمع أولياء الله
عند تلك الأشجار، طوبى لهم وحسن مآب ".
هذا حديث موضوع وقد ذكره آنفا أن يزيد والهيثم وبشرا ضعفاء وأحمد
هو الجويباري وكان من الكذابين الوضاعين.
صلاة يوم الأحد
أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين أنبأنا أحمد بن عمر أنبأنا علي بن محمد
ابن أحمد بن حمدان أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو الحسن أحمد بن
يونس حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شاذويه حدثنا محمد بن أبي على حدثنا
أبو نعيم حدثنا سلمة بن وردان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من صلى ليلة الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب
مرة وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد، أعطاه الله يوم القيامة ثواب من قرأ
القرآن عشر مرات وعمل بما في القرآن، ويخرج يوم القيامة من قبره ووجهه مثل
القمر ليلة البدر، ويعطيه الله بكل ركعة ألف مدينة من لؤلؤ، في كل مدينة ألف
قصر من زبرجد، في كل قصر ألف دار من الياقوت، في كل دار ألف بيت من
المسك، في كل بيت ألف سرير، فوق كل سرير حوراء، بين يدي كل حوراء
ألف وصيفة وألف وصيف ".
هذا حديث موضوع مظلم الاسناد عامة من فيه مجهول. قال يحيى: وسلمة
ابن وردان ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل: هو منكر الحديث. وقال ابن حبان
لا يحتج به. قال أبو حاتم الرازي: وأحمد بن محمد بن عمر كان كذابا.
115

صلاة أخرى ليلة الأحد
أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا أحمد بن ناصر أنبأنا
علي بن محمد أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد أنبأنا أبو العباس الفارسي حدثنا
أبو أحمد حاتم بن عبد الله بن حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا
عبد الله بن وهب حدثني مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة
الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وخمسين مرة قل هو
الله أحد، حرم الله لحمه على النار، وبعثه الله يوم القيامة وهو آمن من العذاب،
ويحاسب حسابا يسيرا، ويمر على الصراط كالبرق اللامع ".
هذا حديث موضوع أيضا، وأكثر رواته مجاهيل، ولم يروه قط مالك
ولا ابن وهب ولا الربيع.
صلاة يوم الأحد
أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن الحسن العلوي
أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر حدثنا
أبو الفضل الشيباني حدثنا أبو الحسن بن أبي الحديد حدثنا يونس بن عبد الأعلى
حدثنا ابن وهب أخبرني أبو صخرة حميد بن زياد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى يوم الأحد أربع ركعات بتسليمة
واحدة يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وآمن الرسول إلى آخرها مرة، كتب الله له
بكل نصراني ونصرانية ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة وبكل ركعة ألف
صلاة وجعل بينه وبين النار ألف خندق وفتح له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من
أيها شاء وقضى حوائجه يوم القيامة ".
وهذا موضوع وفيه جماعة مجاهيل.
116

صلاة ليلة الاثنين
أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسن بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أبي بكر
المفسر أنبأنا أبو الحسن النيسابوري أنبأنا أبو عمرو محمد بن يحيى بن الحسن
القاضي أنبأنا أبو نصر محمد بن عبد الله أنبأنا عبد الرحمن بن محمد حدثنا أبي حدثنا
العباس بن حمزة حدثنا أحمد بن عبد الله عن بشر بن السرى عن الهيثم عن يزيد
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة الاثنين
ست ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وعشرين مرة قل هو الله
أحد، ويستغفر بعد ذلك سبع مرات أعطاه الله يوم القيامة ثواب ألف صديق
وألف عابد وألف زاهد، ويتوج يوم القيامة بتاج من نور يتلألأ، ولا يخاف
إذا خاف الناس، ويمر على الصراط كالبرق الخاطف ".
وهذا موضوع، وفى إسناده يزيد والهيثم وبشر كلهم مجروح. وأحمد بن
عبد الله هو الجويباري الكذاب.
صلاة يوم الاثنين
أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا محمد بن طاهر الحافظ
حدثنا علي بن أحمد البندار وأنبأنا علي بن عبيد الله قال أنبأنا ابن بندار حدثنا
المخلص حدثنا البغوي حدثنا مصعب عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن
عبيد الله عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى يوم
الاثنين أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة
وقل هو الله أحد مرة، وقل أعوذ برب الفلق مرة، وقل أعوذ برب الناس
مرة، وإذا سلم استغفر الله عشر مرات وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشر مرات، غفر له ذنوبه كلها، وأعطاه الله قصرا في الجنة من درة بيضاء، في
جوف القصر سبعة أبيات، طول كل بيت ثلاثة ألف ذراع وعرضه مثل ذلك
117

البيت الأول من فضة بيضاء، والبيت الثاني من ذهب، والبيت الثالث من لؤلؤ
والبيت الرابع من زمرد، والبيت الخامس من زبرجد، والبيت السادس من در
والبيت السابع من نور يتلألأ، وأبواب البيوت من العنبر، على كل باب ألف
ستر من زعفران، وفى كل بيت ألف سرير من كافور، فوق كل سرير ألف
فراش، فوق كل فراش حوراء خلقها الله من أطيب الطيب، من لدن رجلها
إلى ركبتها من الزعفران الرطب، ومن لدن ركبتها إلى ثديها من المسك الأذفر،
ومن لدن ثديها إلى عنقها من العنبر الأشهب، ومن لدن عنقها إلى مفرق رأسها
من الكافور الأبيض، على كل واحدة منهن سبعون ألف حلة من حلل
الجنة كأحسن ما رأيت.
هذا حديث موضوع بلا شك. وقد كنت أتهم الحسين بن إبراهيم، والآن
فقد زال الشك لان الاسناد كلهم ثقاة، وإنما هو الذي قد وضع هذا وعمل
هذه الصلوات كلها. وقد ذكر صلاة ليلة الثلاثاء ويوم الثلاثاء، وصلاة ليلة
الأربعاء، وصلاة يوم الأربعاء، وصلاة ليلة الخميس، وصلاة يوم الخميس،
وصلاة يوم الجمعة، وكل ذلك من هذا الجنس الذي تقدم، فأضربت عن ذكره
إذ لا فائدة في تضييع الزمان بما لا يخفى وضعه، ولقد كان لهذا الرجل حظ من علم
الحديث، فسبحان من يطمس على القلوب.
صلاة ليلة الجمعة
روى عبد الله بن داود الواسطي عن حماد بن سلمة عن المختار بن فلفل
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من صلى ركعتين
في ليلة الجمعة قرأ فيها بفاتحة الكتاب وخمس عشرة مرة إذا زلزلت، أمنه الله عز
وجل من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة ".
هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: وعبد الله بن داود منكر الحديث
118

جدا لا يجوز الاحتجاج بروايته فإنه يروى المناكير عن المشاهير.
صلاة يوم الجمعة
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو علي بن البنا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن
عمر العلاف أنبأنا أبو القاسم القاضي حدثنا علي بن بندار حدثنا أبو سالم محمد بن
سعيد حدثنا الحسين عن وكيع بن الجراح عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم الجمعة ما بين الظهر
والعصر ركعتين يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة واحدة
وخمسا وعشرين مرة قل أعوذ برب الفلق، وفى الركعة الثانية يقرأ بفاتحة
الكتاب وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الناس خمسا وعشرين مرة، فإذا سلم
قال لا حول ولا قوة إلا بالله خمسين مرة، فلا يخرج من الدنيا حتى يرى ربه عز
وجل في المنام ويرى مكانه في الجنة أو يرى له ".
هذا حديث موضوع وفيه مجاهيل لا يعرفون، وقد ذكر صلوات الأسبوع
أبو طالب المكي وتبعه أبو حامد الغزالي وكل ذلك لا أصل له.
صلاة بين العشاءين
أنبأنا أحمد بن عبد الله بن كادش أنبأنا العشاري أنبأنا ابن شاهين حدثنا
محمد بن مخزوم حدثنا علي بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي حدثنا أبي حدثنا
أبو يوسف حدثنا أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صلى بعد المغرب ثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد
أربعين مرة، صافحته يوم القيامة، ومن صافحته يوم القيامة أمن الصراط
والحساب والميزان ".
وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه مجاهيل، وأبان
ليس حديثه بشئ.
119

صلاة في الليل
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو البركات طلحة بن أحمد القاضي أنبأنا أبو الحسن
محمد بن أحمد بن المهتدى أنبأنا أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي الفقيه حدثنا جدي
أبو عمرو أحمد بن أبي أنبأنا عبد الله بن محمد بن يعقوب حدثنا سليمان بن داود
أبو سعيد الهروي حدثنا إبراهيم بن يونس العبدي أنبأنا أسد بن سعيد عن سليمان
التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " يا سلمان ألا أحدثك عن غرائب حديثي. فقلت: بلى من علينا بما من
الله عليك. قال: نعم يا سلمان ما من عبد يقوم في ظلمة الليل وغفلة الناس فيستاك
ويتوضأ ويمشط رأسه وليحته ويصلى ركعتين، يقرأ في أول كل ركعة بفاتحة
الكتاب وقل يا أيها الكافرون، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد
ويتشهد ويسلم ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك وله الحمد،
يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع
لما أعطيت ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، رافعا بها صوته،
ثم يقوم ويصلى ركعتين، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وقل أعوذ برب
الفلق، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وقل أعوذ برب الناس ويتشهد ويسلم ويقول
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير،
اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد،
رافعا بها صوته، جعل الله بينه وبين جهنم ستة خنادق، ما بين الخندق والخندق
كما بين السماء إلى الأرض، وكتب الله له بكل ركعة سبعين ركعة، وما من شئ
فيه استعاذه إلا وهو يقول: اللهم أعز هذا المصلى منى، حتى إن النار تقول:
اللهم كما جعلتني بردا وسلاما على إبراهيم فنج هذا منى، وكان له كفلين من
الاجر في تلك الليلة، والذي بعثني بالحق له في الجنان، في كل جنة ألف مدينة
120

من ذهب، وألف مدينة من فضة، وألف مدينة من لؤلؤ، وألف مدينة من
زبرجد، وألف مدينة من ياقوتة حمراء، وألف مدينة من در، وألف مدينة من
جوهر، في كل مدينة ألف قصر، في كل قصر ألف دار، في كل دار ألف
خيمة، في كل خيمة ألف بيت، في كل بيت يعنى ألف سرير، على كل سرير
زوجة من الحور العين، بين يدي كل زوجة سماطان من الوصف أو الوصايف
مد البصر، وكل جارية منهن سبعون ألف مشاطة يمشطن قروبهن بمسك
أذفر، بين كل مشاطة منها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر، جوانحهن كالأهلة وأشفارهن كقوادم النسور، ويعطى الله عز وجل في كل
بيت نهرا من سلسبيل، ونهرا من كوثر، ونهرا من رحيق مختوم، حافتاه
أشجار منثورة، حمل تلك الأشجار حور، كلما أخذ بيده واحدة منها نبت مكانها
أخرى، ويعطى الله المؤمن من القوة ما يأتي على تلك الأزواج كلها، ويأكل
ذلك الطعام، ويشرب ذلك الشراب، وكلما أتى زوجة تعود كما كانت، وكلما
أكل فكأنه لم يأكلها قط، وكلما شرب شرابا يعود كأنه لم يشربه قط.
فقال سلمان: يا رسول الله ما سمعت أذناي حديثا أظرف ولا أعجب من هذا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من فضل الله وعظمته قليل، حدثني
خليلي جبريل قال: يا محمد الذين آمنوا بالله واليوم الآخر إذا قاموا في ظلمة الليل
وغفلة الناس يصلون فإن الله تعالى يقول: يا ملائكتي إلى شجرة رطبة من بين
أشجار يابسة قام من نوم طيب وفراش لين، يريد بذلك وجهي، ما ثوابه؟
فتقول الملائكة: أنت أعلم يا رب، فيقول: اكتبوا له ألف حسنة وامحوا عنه
ألف سيئة وارفعوا ألف درجة وافتحوا له ألف باب في دار الجلال ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه جماعة مجهولون.
121

صلاة لليلة عاشوراء
حدثنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا العشاري أنبأنا
أبو بكر النوشري حدثنا أحمد بن سلمان حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا شريح بن
النعمان حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " من أحيى ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله تعالى بمثل
عبادة أهل السماوات، ومن صلى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة،
وخمسة مرة قل هو الله أحد، غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماض، وخمسين
عاما مستقبل، وبنى له في المثل الأعلى ألف ألف منبر من نور ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أدخل على
بعض المتأخرين من أهل الغفلة، على أن عبد الرحمن بن أبي الزناد مجروح. قال
أحمد: هو مضطرب الحديث، وقال يحيى: لا يحتج به.
صلاة ليوم عاشوراء
أنبأنا إبراهيم بن محمد الطيبى أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا الحسن بن علي
ابن جعفر أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن كلالة حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد
حدثنا أحمد بن نصر بن علي الرازي حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم حدثنا
أحمد بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله النهرواني حدثنا محمد بن سهل عن أبيه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم عاشوراء
ما بين الظهر والعصر أربعين ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية
الكرسي عشر مرات، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، والمعوذتين خمس
مرات، فإذا سلم استغفر سبعين مرة، أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت
من زمردة خضراء، سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات، وفى ذلك البيت
سرير من نور، قوائم السرير من العنبر الأشهب، على ذلك السرير ألفا فراش
122

من الزعفران ". وذكر حديثا طويلا من هذا الجنس.
هذا حديث موضوع. وكلمات الرسول عليه السلام منزهة عن مثل هذا
التخليط. والرواة مجاهيل. والمتهم به الحسين.
صلاة لأول ليلة من رجب
أنبأنا إبراهيم بن محمد أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي
ابن محمد الطائي أنبأنا عبد الكريم بن أبي حنيفة بن الحسن البخاري حدثنا
أبو الطيب طاهر بن الحسن المطوعي حدثنا أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي
حدثنا عبد الله بن محمد الحارثي حدثنا محمد بن يونس السرخسي حدثنا محمد بن
القاسم عن علي بن محمد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من صلى المغرب أول ليلة من رجب ثم صلى بعدها عشرين
ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة، ويسلم فيهن
عشر تسليمات، أتدرون ما ثوابه؟ فإن الروح الأمين جبريل علمني ذلك. قلنا:
الله ورسوله أعلم. قال: حفظه الله في نفسه وماله وأهله وولده وأجير من عذاب
القبر وجاز على الصراط كالبرق بغير حساب ولا عذاب ".
هذا حديث موضوع، وأكثر رواته مجاهيل.
صلاة في رجب
أنبأنا عبد الجبار بن إبراهيم بن مندة قال أنبأنا هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي أنبأنا عبد الصمد بن الحسن الحافظ أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الوهاب
أنبأنا محمد بن - خشنام - [هشام] حدثنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا
أبو سليمان الجرجاني حدثنا حجر بن هاشم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوما من رجب وصلى
فيه أربع ركعات، يقرأ في أول ركعة مائة مرة آية الكرسي، وفى الركعة الثانية
123

مائة مرة قل هو الله أحد، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. أكثر رواته
مجاهيل، وعثمان متروك عند المحدثين.
صلاة الرغائب
أنبأنا علي بن عبيد الله بن الزاغوني أنبأنا أبو زيد عبد الله بن عبد الملك
الأصفهاني أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة ح. وأنبأنا
محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو الحصين علي بن عبد الله
ابن جهيم الصوفي حدثنا علي بن محمد بن سعيد البصري حدثنا أبي حدثنا خلف
ابن عبد الله وهو الصغاني عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي. قيل:
يا رسول الله ما معنى قولك رجب شهر الله؟ قال: لأنه مخصوص بالمغفرة، وفيه
تحقن الدماء، وفيه تاب الله على أنبيائه، وفيه أنقذ أولياءه من يد أعدائه. من
صامه استوجب على الله تعالى ثلاثة أشياء: مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه،
وعصمة فيما بقي من عمره، وأمانا من العطش يوم العرض الأكبر. فقام شيخ
ضعيف فقال: يا رسول الله إني لأعجز عن صيامه كله، فقال صلى الله عليه وسلم:
أول يوم منه، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وأوسط يوم منه، وآخر يوم منه،
فإنك تعطى ثواب من صامه كله، لكن لا تغفلوا عن أول ليلة في رجب، فإنها
ليلة تسميها الملائكة الرغائب، وذلك أنه إذا مضى بك الليل لا يبقى ملك مقرب
في جميع السماوات والأرض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها، فيطلع الله عز
وجل عليهم إطلاعة فيقول: ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون يا ربنا حاجتنا
إليك أن تغفر لصوام رجب، فيقول الله عز وجل: قد فعلت ذلك.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما من أحد يصوم يوم الخميس أول
124

خميس في رجب، ثم يصلى فيما بين العشاء والعتمة، يعنى ليلة الجمعة، ثنتي عشرة
ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث
مرات، وقل هو الله أحد اثنتى عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة،
فإذا فرغ من صلاته صلى على سبعين مرة، ثم يقول: اللهم صل على محمد النبي
الأمي وعلى آله، ثم يسجد فيقول في سجوده: سبوح قدوس رب الملائكة
والروح سبعين مرة، ثم يرفع رأسه فيقول: رب اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم
إنك أنت العزيز الأعظم سبعين مرة، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في
السجدة الأولى، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فإنها تقضى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما من عبد ولا أمة
صلى هذه الصلاة إلا غفر الله تعالى له جميع ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر
وعدد ورق الأشجار، وشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته، فإذا كان في
أول ليلة في قبره جاءه بواب هذه الصلاة، فيجيبه بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول
له: حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة، فيقول: من أنت فوالله ما رأيت
وجها أحسن من وجهك، ولا سمعت كلاما أحلى من كلامك، ولا شممت رائحة
أطيب من رائحتك، فيقول له: يا حبيبي أنا ثواب الصلاة التي صليتها في ليلة
كذا في شهر كذا، جئت الليلة لأقضي حقك، وأونس وحدتك، وأرفع عنك
وحشتك، فإذا نفخ في الصور أظللت في عرصة القيامة على رأسك، وأبشر فلن
تعدم الخير من مولاك أبدا " ولفظ الحديث لمحمد بن ناصر.
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتهموا به ابن
جهيم ونسبوه إلى الكذب، وسمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله
مجهولون، وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم.
قال المصنف قلت: ولقد أبدع من وضعها، فإنه يحتاج من يصليها أن يصوم
125

وربما كان النهار شديد الحر، فإذا صام ولم يتمكن من الأكل حتى يصلى المغرب
ثم يقف فيها ويقع في ذلك التسبيح طويل والسجود الطويل، فيؤذي غاية
الايذاء، وإني لأغار لرمضان ولصلاة التراويح كيف زوحم بهذه، بل هذه عند
العوام أعظم وأجل، فإنه يحضرها من لا يحضر الجماعات.
صلاة لليلة النصف من رجب
أنبأنا إبراهيم بن محمد الأزجي أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا أبو علمس
ابن الحسن بن نصر الأديب حدثنا علي بن محمد بن حمدان حدثنا إبراهيم بن محمد
ابن أحمد بن يوسف حدثنا ربيعة بن علي بن محمد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا
عبد الله بن عبد العزيز حدثنا عصام بن محمد حدثنا سلمة بن شبيب بن عمرو بن
هشام بن محمود بن غيلان قالوا حدثنا أحمد بن زيد بن يحيى عن محمد بن يحيى
عن أبيه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى
ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو
الله أحد عشرين مرة، وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات، وقل أعوذ برب
الناس ثلاث مرات، فإذا فرغ من صلاته صلى على عشر مرات، ثم يسبح الله
ويحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بعث الله إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات
ويغرسون له الأشجار في الفردوس، ومحى عنه كل ذنب أصابه إلى تلك الليلة،
ولم يكتب عليه خطية إلى مثلها من القابل، ويكتب له بكل حرف قرأ في هذه
الصلاة سبعمائة حسنة، وبنى له بكل ركوع وسجود عشرة قصور في الجنة من
زبر جد أخضر، وأعطى بكل ركعة عشر مدائن في الجنة، كل مدينة من ياقوتة
حمراء، ويأتيه ملك فيضع يده بين كتفيه فيقول: استأنف العمل فقد غفر لك
ما تقدم من ذنبك ". وهذا موضوع ورواته مجهولون، ولا يخفى تركيب إسناده
وجهالة رجاله، والظاهر أنه من عمل الحسين بن إبراهيم.
126

صلوات ليلة النصف من شعبان
منها الصلاة المتداولة بين الناس، وقد رويت من طريق علي عليه السلام،
ومن طريق ابن عمر، ومن طريق أبى جعفر الباقر مقطوعة الاسناد.
أما طريق علي عليه السلام: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو على
الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد المقرى أنبأنا
أبو عمرو عبد الرحمن بن طلحة الطليحي أنبأنا الفضل بن محمد الزعفراني حدثنا هارون
بن سليمان حدثنا علي بن الحسن عن سفيان الثور عن ليث عن مجاهد عن علي بن أبي
طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال - ما يملى - [يا علي] من صلى مائة
ركعة في ليلة النصف، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي ما من عبد يصلى هذه الصلوات إلا قضى الله عز
وجل له كل حاجة طلبها تلك الليلة. قيل: يا رسول الله وإن كان الله جعله شقيا
أيجعله سعيدا قال: والذي نفسي بالحق يا علي إن مكتوب في اللوح أن فلان بن
فلان خلق شقيا، ويمحوه الله عز وجل، ويجعله سعيدا، ويبعث الله إليه سبعين
ألف ملك يكتبون له الحسنات ويمحون عند السيئات ويرفعون له الدرجات إلى
رأس السنة، ويبعث الله عز وجل في جنات عدن سبعين ألف ملك أو سبعمائة
ألف ملك، يبنون له المدائن والقصور ويغرسون له الأشجار ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب المخلوقين مثل هذه الجنان، في كل جنة على
ما وصفت لكم في المدائن والقصور والأشجار، فإن مات من ليلته قبل أن يحيل
الحول مات شهيدا ويعطيه الله تعالى بكل حرف من قل هو الله أحد في ليلته من
ذلك تسعين حوراء لكل حوراء وصيف ووصيفة [و] سبعون ألف غلمان
وسبعون ألف ولدان وسبعون ألفا قهارمة وسبعون ألفا حجابا. وكل من قرأ قل
هو الله أحد في تلك الليلة يكتب له أجر سبعين شهيدا، وتقبل صلاته التي صلاها
قبل ذلك، وتقبل ما يصلى بعدها. وإن كان والداه في النار دعا لهما أخرجهما الله
127

من النار بعد إن لم يشركا بالله شيئا يدخلان الجنة يشفع كل واحد منهم في سبعين
ألفا إلى آخر ثلاث مرات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق
إنه لا يخرج من الدنيا حتى يرى في الجنة ما خلقه الله أو يراه، والذي بعثني بالحق
إن الله يبعث في كل ساعة من ساعات الليل والنهار وهي أربع وعشرون ساعة
سبعين ألف ملك يسلمون عليه ويصافحونه ويدعون له إلى أن ينفخ في الصور،
ويحشر يوم القيامة مع الكرام البررة ويأمر الكاتبين أن لا يكتبوا على عبدي
سيئة ويكتبوا له الحسنات إلى أن يحول عليه الحول، وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: من صلى هذه الصلاة وهو يريد الصلاة والدار الآخرة يجعل الله له نصيبا
من عنده تلك الليلة ".
وأما طريق ابن عمر فأنبأنا إبراهيم بن محمد الأزجي أنبأنا الحسين بن إبراهيم
أنبأنا محمد بن جابار المذكر أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن زيرك أنبأنا أبو سهل
عبيد الله بن محمد بن زيرك أنبأنا أبو بكر بن أبي زكريا الفقيه حدثنا إبراهيم
ابن محمد الدربندي حدثنا أحمد بن أصرم المزني حدثنا أبو إبراهيم الترجماني
حدثنا صالح الشمامي عن عبد الله بن ضرار عن يزيد بن محمد عن أبيه محمد بن
مروان عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ ليلة
النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد في مائة ركعة، لم يخرج من الدنيا
حتى يبعث الله إليه في منامه مائة ملك يلبون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه
من النار وثلاثون يعصمونه من أن يخطئ وعشرون يكيدون من عاداه ".
وأما طريق أبى جعفر الباقر: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو علي بن البنا أنبأنا
أبو عبد الله الحسين بن عمر العلاف حدثنا أبو القاسم الفامي حدثنا علي بن بندار
البردعي حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن عبيد الله قال:
سمعت أبي يقول حدثنا علي بن عاصم عن عمرو بن مقدام عن جعفر بن محمد عن
أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ ليلة النصف من شعبان
128

ألف مرة قل هو الله أحد عشر مرات، لم يمت حتى يبعث الله إليه مائة ملك
ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من النار وثلاثون يقومونه أن يخطئ
وعشر أملاك يكتبون أعداه ".
هذا حديث لا نشك أنه موضوع، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل
وفيهم ضعفاء بمره والحديث محال قطعا وقد رأينا كثيرا ممن يصلى عدة الصلاة
ويتفق قصر الليل فيفوتهم صلاة الفجر ويصبحون كسالى وقد جعلها جهلة أئمة
المساجد مع صلاة الرغائب ونحوها من الصلوات شبكة لمجمع العوام وطلبا لرياسة
التقدم وملا بذكرها القصاص مجالسهم وكل ذلك عن الحق بمعزل.
صلاة ثانية
أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو علي بن البنا قال أخبرنا أحمد بن علي
الكاتب قال أخبرنا أبو سهل عبد الصمد بن محمد العنطري حدثنا أبو الحسن
علي بن أحمد اليوناني حدثنا أحمد بن عبد الله بن داود حدثنا محمد بن حبهان
حدثنا عمر بن عبد الرحيم حدثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي عن بقية بن
الوليد عن ليث بن أبي سليم عن القعقاع بن مسور الشيباني عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى ليلة النصف من شعبان ثنتي عشرة
ركعة يقرأ في كل ركعة قل هو الله أحد ثلاثين مرة، لم يخرج حتى يرى مقعده
من الجنة ويشفع في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت له النار ".
هذا موضوع أيضا وفيه جماعة مجهولون وقبل أن يصل إلى بقية وليث وهما
ضعفاء فالبلاء ممن قبلهم.
صلاة ثالثة
أنبأنا إبراهيم بن محمد الأزجي قال أنبأنا الحسين بن إبراهيم أنبأنا
أبو الحسين علي بن الحسن بن محمد الكرجي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي
ابن محمد الخطيب أنبأنا الحاكم أبو القاسم عبد الله بن أحمد الحسكاني حدثني
129

أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن حدثنا أبو جعفر محمد بن بسطام القومسي
حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن جابر حدثنا أحمد بن عبد الكريم حدثنا خالد
الحمصي عن عثمان بن أبي سعيد بن كثير عن محمد بن المهاجر عن الحكم بن عتيبة
عن إبراهيم قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ثم جلس
بعد الفراغ فقرأ بأم القرآن أربع عشرة مرة وقل هو الله أحد أربع عشرة مرة
وقل أعوذ برب الفلق أربع عشرة مرة وقل أعوذ برب الناس أربع عشرة مرة
وآية الكرسي مرة ولقد جاءكم رسول الآية، فلما فرغ من صلاته سألت عما
رأيت من صنيعه فقال: من صنع مثل الذي رأيت كان له كعشرين حجة مبرورة
وكصيام عشرين سنة مقبولة، فإن أصبح في ذلك اليوم صائما كان كصيام ستين
سنة ماضية وسنة مستقبلة ".
وهذا موضوع أيضا وإسناده مظلم وكان واضعه يكتب من الأسماء ما وقع له
ويذكر قوما ما يعرفون، وفى الاسناد محمد بن مهاجر قال ابن حنبل: يضع
الحديث. وقد رويت صلوات أخر موضوعة، فلم أر التطويل بذكره
إلا لخفى بطلانه.
صلاة لليلة الفطر
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو غالب أحمد بن عبيد الله الدلال أنبأنا أبو محمد
الحسن بن محمد الخلال أجازه قال قرأت على أبي الفتح يوسف بن عمر بن مسروق
القواص حدثنا عمر بن محمد بن الصباح البزاز حدثنا أبو زكريا يحيى بن القاسم
حدثنا محمد بن أبي صالح عن سعيد بن سعيد عن أبي طيبة عن كرز بن وبرة
عن الربيع بن خيثم عن عبد الله بن مسعود قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" والذي بعثني بالحق إن جبريل عليه السلام أخبرني عن إسرافيل عن ربه
130

عز وجل أنه من صلى ليلة الفطر مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل
هو الله أحد عشر مرات ويقول في ركوعه وسجوده عشر مرات: سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإذا فرغ من صلاته استغفر مائة مرة ثم يسجد
ثم يقول: يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما
يا أرحم الراحمين يا إله الأولين والآخرين اغفر لي ذنوبي وتقبل صومي وصلاتي،
والذي بعثني بالحق إنه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر الله عز وجل له
ويتقبل منه شهر رمضان ويتجاوز عن ذنوبه وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا
كل ذنب أعظم من جميع النار ويتقبل من كورته شهر رمضان. قال قلت:
يا جبريل يتقبل منه خاصة ومن جميع أهل بلده عامة. قال: والذي بعثني بالحق
ما من مصل هذه الصلاة واستغفر هذا الاستغفار فإن الله عز وجل يتقبل صلاته
وصيامه لان الله عز وجل قال في كتابه (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) ثم قال:
(توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى) وقال: (واستغفروا الله إن
الله غفور رحيم) وقال: (واستغفره إنه كان توابا) وقال النبي صلى الله عليه
وسلم: هذه لامتي الرجال والنساء، لمن يعطها لمن كان قبلي ".
هذا حديث لا نشك في وضعه، وفيه جماعة لا يعرفون أصلا.
صلاة يوم الفطر
أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد أنبأنا أبو عبيد الله
الحسين بن عمر العلاف أنبأنا أبو القاسم الغامي حدثنا محمد بن أحمد بن صديق
حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر المروزي حدثني
عبد الله بن محمد حدثنا مالك عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان
الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم الفطر بعد ما يصلى
عيده أربع ركعات، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وسبح اسم ربك الأعلى،
131

وفى الثانية بالشمس وضحاها، وفى الثالثة والضحى، وفى الرابعة قل هو الله أحد،
فكأنما قرأ كل كتاب الله تعالى على أنبيائه، وكأنما أشبع جميع اليتامى ودهنهم
ونظفهم، وكان له من الاجر مثل ما طلعت عليه الشمس ويغفر له ذنوب خمسين
سنة " هذا حديث موضوع وفيه مجاهيل. قال ابن حبان: لا يحل ذكر عبد الله
ابن محمد في الكتب.
صلاة ليوم عرفة
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد بن البنا أنبأنا هلال بن محمد بن
جعفر حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلواني حدثنا موسى بن عمران البلخي
حدثنا يوسف بن موسى القطان حدثنا محمد بن نافع حدثنا مسعود بن واصل
حدثنا النهاس بن قهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم عرفة بين الظهر والعصر أربع
ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمسين مرة،
كتب الله تعالى له ألف ألف حسنة، ورفع له بكل حرف درجة في الجنة ما بين
كل درجتين مسيرة خمسمائة عام، ويزوجه الله بكل حرف في القرآن حوراء
مع كل حوراء سبعون ألف مائدة من الدر والياقوت، على كل مائدة سبعون
ألف لون من لحم طير خضر، برده برد الثلج وحلاوته حلاوة العسل وريحه ريح
المسك لم يمسسه نار ولا حديد تجد لآخره طعما كما تجد لأوله ثم يأتيهم طير جناحاه
من ياقوتتين حمراوين منقاره من ذهب له سبعون ألف جناح فينادى بصوت
لذيذ لم يسمع السامعون بمثله: مرحبا بأهل عرفة. قال ويسقط ذلك الطير في صحفة
الرجل منهم، فيخرج من تحت كل جناح من أجنحته سبعون لونا من الطعام،
فيأكل منه وينتفض فيطير فإذا وضع في قبره أضاء له بكل حرف في القرآن نور
حتى يرى الطائفين حول البيت ويفتح له باب من أبواب الجنة ثم يقول عند ذلك
132

رب أقم الساعة رب أقم الساعة مما يرى من الثواب والكرامة ".
هذا حديث موضوع فيه ضعاف ومجاهيل. قال ابن عدى: النهاس
لا يساوى شيئا. وقال ابن حبان: كان يروى المناكير عن المشاهير لا يجوز
الاحتجاج به.
صلاة أخرى
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد الحافظ أنبأنا
وحدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا يحيى بن محمد المديني حدثنا
عبد الله بن عمر العابدي حدثنا عبد الرحمن بن أنعم عن أبيه عن الحسن ومعاوية
ابن قرة وأبى وائل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم عرفة
ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب ثلاث مرات في كل مرة يبدأ ببسم
الله الرحمن الرحيم ويختم آخرها بآيتين ثم يقرأ بقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات
وقل هو الله أحد مائة مرة يبدأ في كل مرة ببسم الله الرحمن الرحيم إلا قال الله
عز وجل أشهدكم أنى قد غفرت له ".
وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابن أنعم قد ضعفوه.
قال أحمد: نحن لا نروى عنه شيئا. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن
الثقاة ويدلس عن محمد بن سعيد المصلوب.
صلاة لليلة النحر
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن علي بن ميمون أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي
بن عبد الرحمن أنبأنا محمد بن علي بن الحسين بن أبي الجراح القطواني أنبأنا
أبى حدثنا إسحاق بن أحمد بن عبد الله حدثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا
133

الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي
أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى ليلة
النحر ركعتين يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب خمس عشرة مرة وقل هو الله
أحد خمس عشرة مرة وقل أعوذ برب الفلق خمس عشرة مرة وقل أعوذ برب
الناس خمس عشرة مرة، فإذا سلم قرأ آية الكرسي ثلاث مرات ويستغفر الله
خمس عشرة مرة، جعل الله اسمه في أصحاب الجنة وغفر له ذنوب السر وذنوب
العلانية وكتب له بكل آية قرأها حجة وعمرة، وكأنما أعتق ستين رقبة من
ولد إسماعيل، فإن مات فيما بينه وبين الجمعة الأخرى مات شهيدا ".
هذا حديث لا يصح في إسناده القاسم. قال أحمد: منكر الحديث حدث عنه
علي بن زيد أعاجيب وما أرها إلا من قبل القاسم. وقال ابن حبان: كان يروى
عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات. وفيه أحمد بن محمد بن
غالب وهو غلام خليل كان يضع الحديث.
صلوات تفعل لأغراض
صلاة التوبة
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري حدثنا
إسماعيل بن سعيد بن محمد الشاهد حدثنا أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه حدثنا
محمد بن محمد بن علي الأشعث حدثنا أبو طلحة شريح بن عبد الكريم التميمي
حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين حدثنا شداد بن
حكيم حدثنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال:
" قيل: يا رسول الله كيف ينبغي للمذنب أن يتوب من الذنوب؟ قال: يغتسل
ليلة الاثنين بعد الوتر ويصلى اثنتى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة
الكتاب وقل يا أيها الكافرون مرة وعشر مرات قل هو الله أحد ثم يقوم
134

ويصلى أربع ركعات ويسلم ويسجد ويقرأ في سجوده آية الكرسي مرة ثم يرفع
رأسه ويستغفر مائة مرة ويقول مائة مرة لا حول ولا قوة إلا بالله ويصبح من
الغد صائما ويصلى عند إفطاره ركعتين بفاتحة الكتاب وخمس مرات قل هو الله
أحد ويقول يا مقلب القلوب تقبل توبتي كما تقبلت من نبيك داود واعصمني كما
عصمت يحيى بن زكريا وأصلحني كما أصلحت أوليائك الصالحين. اللهم إني
نادم على ما فعلت فاعصمني حتى لا أعطيك. ثم يقوم نادما فإن رأس ما التائب
الندامة، فمن فعل ذلك تقبل الله توبته وقضى حوائجه ويقوم من مقامه وقد غفر
الله الذنوب كما غفر لداود عليه السلام، وبعث الله إليه ألف ملك يحفظونه من
إبليس وجنوده إلى أن يفارق الروح جسده ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه
من الجنة، ويقبض الله روحه والله عنه راض ويغسله جبريل عليه السلام مع
ثمانين ألف ملك يستغفرون له ويكتبون له الحسنات إلى يوم القيامة، ويبشره منكر ونكير بالجنة وفتح الله في قبره بابين من الجنة ويدخل الجنة بغير حساب
ويجاور فيها يحيى بن زكريا عليه السلام ".
هذا حديث موضوع لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رواه أبو ذر
ولا زيد بن وهب وفى إسناده مجاهيل، ولقد أبدع الذي وضعه واجترأ على
الشريعة بأشياء باردة. قال ابن عباس الحافظ: هذا حديث باطل منكر لا يتابع
عليه راويه. والحمل فيه على من دون جرير.
صلاة لإضاعة الصلاة
حدثت عن أبي الأسعد محمد بن إبراهيم بن محمد بن أيوب حدثنا أبي حدثنا
محمد بن علي حدثنا أبو محمد حدثنا أحمد بن عبيد الله النهرواني حدثنا أبو عاصم
النبيل حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
" دخل شاب من أهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
135

إني عصيت ربى، وأضعت صلاتي، فما حيلتي؟ قال: حيلتك بعد ما تبت
وندمت على ما صنعت أن تصلى ليلة الجمعة ثمان ركعات تقرأ في كل ركعة
فاتحة الكتاب مرة وخمسا وعشرين مرة قل هو الله أحد. فإذا فرغت من صلاتك
فقل بعد التسليم ألف مرة صلى الله على محمد النبي الأمي فإن الله عز وجل يجعل
ذلك كفارة لصلواتك. ولو تركت - صلاة - [الصلاة] مائتي سنة. وغفر الله
لك الذنوب كلها وكتب الله لك بكل ركعة مدينة في الجنة، وأعطاك بكل
آية قرأتها ألف حوراء، وتدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى بعد موتى هذه
الصلاة يراني في المنام من ليلته وإلا فلا تتم من الجمعة القابلة حتى يراني في المنام،
ومن رآني في المنام فله الجنة ".
هذا حديث موضوع بلا شك وكان واضعه من جهلة القصاص وأخاف أن
يكون قاصدا لشين الاسلام، لأنه إذا صلى الانسان هذه الصلاة، ولم ير النبي
صلى الله عليه وسلم في منامه شك في قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تقوم
ركعتان يسيرة يتطوع بها مقام صلوات كثيرة مفترضة. هذا محال وفى إسناده
مجاهيل فليس بشئ أصلا.
صلاة من فعلها رأى مكانه في الجنة
روى إسحاق بن أبي يزيد عن سفيان عن خالد بن عمير عن أنس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يفته ركعة من صلاة الغداة أربعين ليلة
لم يمت حتى يرى مقعدة من الجنة ".
وإسحاق مجهول وقد اتهموه بوضعه.
صلاة لرؤية الله تعالى في المنام
قال سبقت في ذكر صلاة يوم الجمعة.
136

صلاة لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري حدثنا
إسماعيل بن مسعدة الحافظ حدثنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم الفقيه حدثنا محمد بن
محمد بن علي بن الأشعث حدثنا شريح بن عبد الكريم التميمي وأبو يعقوب
يوسف بن علي قالا حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين حدثنا يعلى بن عبيد عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " ما من مؤمن يصلى ليلة الجمعة
ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وخمسا وعشرين مرة قل هو الله
أحد ثم يسلم ثم يقول ألف مرة صلى الله على محمد النبي الأمي، فإنه يراني
في ليلته في المنام وألا تتم له الجمعة القابلة حتى يراني في المنام، ومن رآني غفر
الله له الذنوب ".
هذا حديث لا يصح وفيه جماعة مجهولون.
صلاة أخرى لرؤيته عليه السلام
أنبأنا عبد الله بن علي المقرى أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز
أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي حدثني أبو الطيب محمد بن أحمد
ابن موسى بن هارون حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم البزوري سمعت محمد بن
عكاشة الكرماني يقول أنبأنا معاوية بن حماد الكرماني عن ابن شهاب قال:
" من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين يقرأ فيهما بقل هو الله أحد ألف مرة ثم
نام رأى النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن عكاشة: قدمت عليه نحو من سنتين
أغتسل كل ليلة جمعة وأصلي ركعتين وأقرأ فيهما قل هو الله أحد ألف مرة
طمعا أن أرى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فأتت على ليلة باردة فاغتسلت
وصليت ركعتين قرأت فيهما قل هو الله أحد ألف مرة، ثم أخذت مضجعي
137

فأصابني حلم فقمت الثانية فاغتسلت وصليت ركعتين قرأت فيهما قل هو الله أحد
ألف مرة، فلما فرغت منهما وكان قريبا من السحر استندت إلى الحائط فدخل
على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردان فبدأني فقال: حياك الله يا محمد ".
وذكر أنه عرض عليه اعتقادا في قصة طويلة. ومحمد بن عكاشة من أكذب
الناس. قال أبو زرعة: كان كذابا. وقال الدارقطني: يضع الحديث.
صلاة لحفظ القرآن
أنبأنا ظفر بن علي الهمداني أنبأنا أبو منصور محمود بن محمد بن إسماعيل
الصرفي حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا
الحسين بن إسحاق التستري حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن إبراهيم القرشي
حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال علي عليه السلام: " يا رسول
الله إن القرآن يتقلب في صدري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك
كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته؟ قال: بلى بأبي أنت وأمي. قال: صل ليلة
الجمعة أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفى الثانية
بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله تعالى واثن
عليه وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفر للمؤمنين ثم قل: اللهم ارحمني
بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ".
هذا حديث لا يصح. ومحمد بن إبراهيم مجروح. وأبو صالح لا نعلمه إلا
إسحاق بن نجيح وهو متروك.
طريق آخر: أنبأنا أبو القاسم الجريري عن أبي طالب العشاري حدثنا
أبو الحسن الدارقطني حدثنا محمد بن الحسن بن محمد المقرى حدثنا الفضل بن
محمد العطار حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم عن جريج عن عطاء عن
ابن عباس " أنه بينما هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء على
138

ابن أبي طالب رضي الله عنه فقال: بأبي وأمي يا رسول الله يتفلت هذا القرآن
من صدري فما أجدني أقدر عليه؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بها من علمته، ويثبت
ما علمت في صدرك؟ قال: أجل يا رسول الله، فعلمني. قال: فإذا كان ليلة الجمعة
فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل فإنها ساعة مشهورة فالدعاء فيها مستجاب
وهو قول يعقوب لبنيه: سوف أستغفر لكم ربى، يقول حتى تأتي الجمعة فإن لم
يستطع في وسطها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة
يونس وفى الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وسورة حم الدخان وفى الركعة الثالثة
الم تنزيل السجدة وفى الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا
فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء عليه وصل على وأحسن وعلى سائر
النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالايمان، ثم قل
في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني
وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنى. اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال
والاكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن
تنور بكتابك بصرى وتطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به
صدري، وأن تشغل به بدني فإنه لا يعينني على ذلك ولا يؤتنيه إلا أنت ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. أبا الحسن تقول ذلك ثلاثا أو خمسا أو سبعا بإذن
الله، فوالذي بعثني بالحق ما أخطى موصى. قال ابن عباس: فوالله ما لبث
إلا خمسا أو سبعا حتى صار رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المجلس فقال:
يا رسول الله إني كنت أتعلم أربع آيات ونحو هن فإذا قرأتهن على نفسي ينفلتن
منى وأنا اليوم أتعلم الأربعين الآية أو نحوها فإذا قرأتها على نفسي فكأنما
كتاب الله بين عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت منى، وأنا الآن
أسمع الأحاديث فإذا تحدثت منها لا أخرم منها حرفا واحدا. فقال له رسول الله
139

صلى الله عليه وسلم عند ذلك: مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن ".
قال الدارقطني: تفرد به هشام عن الوليد.
قال المصنف قلت: أما الوليد فقال علماء النقل: كان يروى عن الأوزاعي
أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي
مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عنهم، وبعد هذا
فأنا لا أتهم به إلا النقاش شيخ الدارقطني. قال طلحة بن محمد بن جعفر: كان
النقاش يكذب. وقال البرقاني: كل حديثه منكر. وقال الخطيب: أحاديثه
مناكير بأسانيد مشهورة.
صلاة لقضاء الحوائج
أنبأنا عبد الملك بن أبي القاسم أنبأنا أبو عامر الأزدي وأبو بكر الغورجي
قالا أنبأنا ابن الجراح حدثنا ابن محبوب حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا على
ابن عيسى بن يزيد البغدادي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن فايد بن
عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بنى آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء
ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل
لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين
أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل
إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلا
قضيتها يا أرحم الراحمين ".
قال الترمذي: هذا غريب، وفايد هو أبو الورقاء يضعف في الحديث.
قال المصنف قلت: قال أحمد بن حنبل: فايد متروك الحديث. وقال يحيى
ليس بثقة. وقال الرازي: ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
140

صلاة أخرى لقضاء الحوائج
أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا محمد بن علي بن الفتح
حدثنا عبد الله بن إبراهيم القزاز حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا علي بن
الحسن الكرماني حدثنا خلف بن عبد الحميد السرخسي حدثنا أبان بن أبي
عياش حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كان له
إلى الله حاجة عاجلة أو آجلة فليقدم بين يدي نجواه صدقة وليقم الأربعاء والخميس
والجمعة ثم يدخل يوم الجمعة إلى الجامع فيصلى اثنتى عشرة ركعة يقرأ في عشر
ركعات في كل ركعة الحمد مرة وآية الكرسي عشر مرات، ويقرأ في الركعتين
في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد، ثم يجلس ويسأل الله
تعالى حاجته، فليس يرده من حاجة عاجلة أو آجلة إلى قضاها الله تعالى له ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبان ليس بشئ.
قال شعبة: لان أزنى أحب إلى من أن أحدث عن أبان بن أبي عياش. وقال
أحمد: ترك الناس حديثه. وقال يحيى: ليس حديثه بشئ.
ذكر صلوات مرويات مطلقة
صلاة
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن
عثمان البرمكي حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثني جعفر بن محمد بن
القاسم قال قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الصقر بن إسماعيل وابن عيسى
مولى الرشيد حدثنا حرب بن مختار بن بعبع حدثنا عبد الغني بن رفاعة حدثنا
نعيم بن سالم عن عبد الله بن الحسن عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من صلى ركعتين يقرأ في إحداهما من الفرقان من تبارك
141

الذي جعل في السماء بروجا حتى يختم، وفى الركعة الثانية أول سورة المؤمنين
حتى يبلغ تبارك الله أحسن الخالقين، ثم يقول في كل ركعة من ركوعه: سبحان
الله العظيم وبحمده ثلاث مرات، ومثل ذلك في سجوده، أعطاه الله عز وجل
عشرين خصلة ويؤمن من شر الجن والإنس ويعطيه الله عز وجل كتابه بيمينه
يوم القيامة ويؤمن من عذاب القبر ومن الفزع الأكبر ويعلمه الكتاب وإن لم
يكن حريصا عليه وينزع من الفقر ويذهب عنه هم الدنيا ويؤتيه الله عز وجل
الحكم ويبصره كتابه الذي أنزله على نبيه ويلقنه حجته يوم القيامة ويجعل النور
في قلبه وينزع حب الدنيا من قلبه ويكتب عند الله عز وجل من الصالحين ".
صلاة أخرى
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد النيسابوري أنبأنا الحاكم
أبو عبد الله محمد بن عبد الله حدثنا محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي حدثنا
محمد بن أشرس حدثنا عامر بن خداش حدثنا عمر بن هارون البلخي عن ابن
جريج عن داود بن أبي عاصم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت
في آخر صلاتك فاثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم،
فاقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل
لا إله إلا الله وحده لا شرك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر
مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد - العزيز - [العز من] عرشك ومنتهى الرحمة
من كتابك واسمك الأعظم وحدك الأعلى وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع
رأسك، ثم سلم يمينا وشمالا، ولا تعلموها السفهاء فأنتم تدعون بها فيستجاب ".
هذا حديث موضوع بلا شك وإسناده كما ترى وفى إسناده عمر بن هارون،
قال يحيى: كذاب، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة المعضلات ويدعى شيوخا
142

لم يرهم، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهى عن القراءة في السجود.
صلاة التسبيح
أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو على الحسن بن علي بن المذهب
أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله حدثنا أبو الأحوص
محمد بن الهيثم القاضي حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني حدثنا موسى بن أعين
عن أبي رجاء الخراساني عن صدقة عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي عن
العباس بن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أهب لك
ألا أعطيك ألا أمنحك؟ قال: فظننته أنه يعطيني من الدنيا شيئا لم يعطه أحدا
قبلي، قال: أربع ركعات إذا قلت فيهن ما أعلمك غفر الله لك، تبدأ فتكبر،
ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقل مثل ذلك عشر مرات، فإذا قلت
سمع الله لمن حمده قلت مثل ذلك عشر مرات، فإذا سجدت قلت مثل ذلك
عشر مرات، فإذا رفعت رأسك من السجود قلت مثل ذلك عشر مرات قبل
أن تقوم، ثم افعل في الركعة الثانية مثل ذلك، غير أنك إذا جلست للتشهد
قلت ذلك عشر مرات قبل التشهد، ثم افعل في الركعتين الباقيتين مثل ذلك،
فإن استطعت أن تفعل في كل يوم، وإلا ففي كل جمعة، وإلا ففي كل شهر،
وإلا ففي كل شهرين، وإلا ففي كل سنة ".
طريق آخر: أنبأنا الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا الدارقطني حدثنا
أبو بكر النيسابوري قال الدارقطني: وحدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم حدثنا موسى بن عبد العزيز حدثنا الحكم
ابن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس
ابن عبد المطلب: " يا عماه ألا أعطيك ألا أخبرك ألا أفعل؟ عشر خصال إذا
143

أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، وخطأه وعمده
وصغيره وكبيره، وسره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلى أربع ركعات، تقرأ
في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة
وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة
مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها
عشرا، ثم تهوى ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود
فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك
خمس وسبعون في كل ركعة. تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها
في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل
شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة ".
طريق ثالث: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا الدارقطني حدثنا
أبو على الكاتب علي بن محمد بن أحمد بن الجهم حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك
السوسي حدثنا يزيد بن الحباب حدثنا موسى بن عبيدة الرندي حدثني سعيد بن أبي
سعيد مولى أبى بكر بن حزم عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: " يا عم ألا أصلك ألا أحبوك ألا أنفعك؟
قال: بلى. قال: صل أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة
فإذا انقضت القراءة فقل: الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله خمس
عشرة مرة قبل أن تركع، ثم اركع فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك، ثم ارفع
رأسك فقلها عشرا، ثم اسجد فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك، ثم ارفع رأسك
فقلها عشرا قبل أن تقوم فتلك خمس وسبعون في كل ركعة. وهي ثلثمائة في أربع
ركعات، فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفر ها الله لك. قال: يا رسول الله
ومن يستطيع أن يقولها في يوم؟ وإن لم تستطع فقلها في كل جمعة، وإن لم
تستطع فقلها في كل شهر، فلم يزل يقول له حتى قال قلها في سنة ".
144

هذه الطرق كلها لا تثبت.
أما الطريق الأول ففيه صدقة بن يزيد الخراساني. قال أحمد: حديثه ضعيف
وقال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: حدث عن الثقاة بالأشياء
المعضلات، لا يجوز الاشتغال بحديثه عند الاحتجاج به.
وأما الطريق الثاني فإن موسى بن عبد العزيز مجهول عندنا.
وأما الثالث ففيه موسى بن عبيدة. قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه.
وقال يحيى: ليس بشئ.
وقد روى هذه الصلاة أبو الجوزاء عن ابن عباس أنه قال له: ألا أحبوك،
فعلمه صلاة التسبيح من غير أن يرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث
يرويه أبو جناب يحيى بن أبي حية. قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عنه.
وقال الفلاس: هو متروك الحديث. وقد رويناها من حديث يحيى بن عمرو بن
مالك عن أبيه عن الحوراء عن ابن عباس موقوفة أيضا. وكان حماد بن زيد
يرمى يحيى بالكذب، وضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وضعفوا أباه عمرا.
فقال ابن عدى: عمرو بن مالك منكر الحديث عن الثقاة ويسرق الحديث،
وضعفه أبو يعلى الموصلي.
ورويناها من حديث روح بن المسيب عن عمرو بن مالك البكري
عن أبي الجوزاء عن ابن عباس موقوفة عليه. وقد بينا القدح في عمرو.
وأما روح فقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات ويرفع الموقوفات،
لا تحل الرواية عنه.
وقد رويت لنا صلاة التسبيح أن النبي صلى الله عليه وسلم علمها ابن عمرو بن
العاص إلا أنه من حديث عبد العزيز بن أبان عن سفيان الثوري عن أبان بن أبي
عياش. فأما عبد العزيز فقال يحيى ليس بشئ كذاب خبيث يضع الحديث
145

وقال أحمد: تركته، وأما أبان بن أبي عياش فقال شعبة: لان أزنى أحب إلى
من أن أحدث عنه.
وقد رواها ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن بن ثابت وابن سمعان واسمه عبد الله
ابن زياد أن رسول الله صلى الله عله وسلم علمها جعفر بن أبي طالب. وابن ثوبان
قد ضعفه يحيى وابن سمعان قد كذبه مالك.
ورويت لنا من حديث إسحاق بن إبراهيم بن قسطاس عن عمر مولى
غفرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها جعفر بن أبي طالب. قال لعلي بن أبي
طالب: ألا أهدى لك فذكر صلاة التسبيح، وقد اتفق علماء الحديث على
تضعيف إسحاق وعمر ثم حديثه مقطوع. قال العقيلي: ليس في صلاة التسبيح
حديث يثبت.
باب أخذ - البروات - [البراءات] للمصلين
أنبأنا ابن المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنبأنا أبو محمد جابر بن محمد بن
جابر البصري أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الرفا حدثنا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم البحيري حدثنا أبو بكر عبد الله بن أذين الثوري وأبو بكر محمد بن علي
زحر قالا حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عيسى الطوسي المعروف
بالراجيان حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الخياط في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
حدثنا محمد بن داود النيسابوري حدثنا أحمد بن هاشم الخوارزمي حدثنا منصور
ابن مجاهد عن الربيع بن بدر عن سوار بن شبيب عن وهب بن منبه عن ابن
عباس قال أبو عبد الله البحيري وحدثنا أبو بكر عبد الله بن أذين الثوري حدثنا
أبو الحسن أحمد بن عيسى الرازي حدثنا أبو العباس محمد بن موسى حدثنا محمد
ابن داود النيسابوري حدثنا أحمد بن هاشم الخوارزمي حدثنا منصور بن مجاهد
عن الربيع بن بدر عن سوار بن شبيب عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال
146

" إن لله تعالى ملكا يسمى شمخائيل يأخذ - البروات - [البراءات] للمصلين من عند
الله عز وجل عند كل صلاة، فإذا أصبح المؤمنون قاموا فتوضأوا لصلاة الفجر
وصلوا أخذ لهم من الله عز وجل براءة أولها مكتوب فيها: عبيدي وإمائي في
جواري جعلتكم وفى ذمتي وحفظي جعلتكم وتحت كنفي صبحتكم، فوعزتي لا أخذلكم
مغفور لكم ذنوبكم إلى الظهر، فإذا كان وقت الظهر قاموا فتوضأوا وصلوا
أخذلهم من الله تعالى براءة ثانية مكتوب فيها: عبيدي وإمائي بدلت سيئاتكم
حسنات - ولقرت - [كفرت] لكم السيئات وتجاوزت لكم عن السيئات وأدخلتكم
برضاي عليكم دار الجلال وإذا كان وقت العصر قاموا فتوضأوا وصلوا أخذلهم من
الله براءة ثالثة مكتوب فيها: عبيدي وإمائي حرمت أبدانكم على النار وأسكنتكم
منازل الأبرار ورفعت عنكم برحمتي الأشرار، فإذا كان وقت المغرب قاموا
فتوضأوا وصلوا أخذلهم براءة رابعة مكتوب فيها: عبيدي وإمائي صعدت إلى
ملائكتي بالرضى عنكم وحق على رضاكم وأنا أعطيكم يوم القيامة أمنيتكم،
فإذا كان وقت العشاء أخذلهم من الله تعالى براءة خامة مكتوب فيها: عبيدي
وإمائي في بيوتكم تطهرتم وإلى مشيتم في ذكرى خضتم وحقي عرفتم وفرائضي
أديتم. اشهد يا شمخائيل وسائر ملائكتي أنى قد رضيت عنهم. قال فينادى
شمخائيل كل ليلة ثلاثة أصوات بعد عشاء الآخرة: يا ملائكة الله إن الله عز
وجل قد غفر للمصلين الموحدين، فلا يبقى مالك في السماوات السبع إلا استغفر
للمصلين ودعا لهم بالمداومة عليها، فمن رزق منهم صلاة الليل فإنه ما من عبد
ولا أمة قام لله مخلصا فتوضأ وضوءا سابغا ثم دنا من مصلاه فصلى فيه إلا جعل
الله تعالى خلفه سبع صفوف من الملائكة، في كل صف منهم مالا يحصى عددهم
إلا الله، أحد طرفي الصف بالمشرق والآخر بالمغرب حتى إذا فرغ من صلاته
أمن هؤلاء الملائكة على دعائه، فإذا فرغ من دعائه كتب الله له بعدد هؤلاء
الملائكة حسنات ومحا عنه بعددهم سيئات فرفع لهم بعددهم درجات. قال وكان
147

الربيع بن بدر إذا حدث الناس بهذا الحديث يقول: أين أنت أين أنت يا غافل
عن هذا الكريم، أين أنت أين أنت عن قيام الليل وعن جزيل هذا الثواب
والكرامة؟ قال الربيع بن بدر: والله ثم والله لقد لزمت سوار بن شبيب ثلاث
سنين في طلب هذا الحديث حتى أخذته منه. قال منصور: والله ثم والله
لقد لزمت الربيع بن بدر أربع سنين وزيادة في طلب هذا الحديث حتى
أخذته منه. وقال أحمد بن هاشم: والله والله لقد سألت منصور بن مجاهد
هذا الحديث أكثر من سنة أقول حديث البراءات للمصلين حتى أنى
أكثرت عليه حتى أفادنيه وقبل إن أبا عثمان لدلك وكان محمد بن داود يحدث
به في كل سنة مرة ".
هذا حديث موضوع بلا شك، فما أبرد الذي وضعه وما أسمج كلامه.
فأما الربيع بن بدر فقال السعدي: هو واهي الحديث. وقال أبو حاتم الرازي:
لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ذاهب الحديث. وقال النسائي والدارقطني
والأزدي: هو متروك. وأما منصور بن مجاهد فقال أبو الفتح الأزدي:
هو رجل سوء يضع الحديث، والغالب أن هذا عمله، وأما حديث ابن هاشم
الخوارزمي فقد اتهمه الدارقطني.
148

كتاب الزكاة
باب زكاة الفطر
أنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف
أنبأنا محمد بن عبد الملك بن بشران حدثنا علي بن عمر الحافظ حدثنا أحمد بن
محمد بن سليمان الواسطي حدثنا سعدان بن نصر حدثنا أبو النضر هاشم بن
القاسم حدثنا سلام الطويل عن زيد العمى عن عكرمة عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدقة الفطر عن كل صغير وكبير،
ذكر وأنثى، يهودي أو نصراني حر أو مملوك، نصف صاع بر أو صاع من تمر
أو صاع من شعير ".
هذه الزيادة وهي ذكر اليهودي والنصراني موضوعة على رسول الله صلى
الله عليه وسلم انفرد بها سلام الطويل. قال يحيى: لا يكتب حديثه. وقال
النسائي: متروك. وقال ابن حبان: كان يروى عن الثقاة الموضوعات كأنه
كان المتعمد لها. وقد روى عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن نافع عن ابن عمر
أنه كان يخرج عن كل كافر ومسلم، إلا أن يحيى بن معين قال: الوقاصي
يكذب، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: على كل حر
وعبد من المسلمين.
باب زكاة الركاز
أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم
ابن حبان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هارون بن عبد الله الجمال حدثنا ابن أبي
فديك حدثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " في الركاز العشر " وقد رواه يزيد بن عياض عن نافع.
149

هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى: عبد الله
ابن نافع ويزيد ليسا بشئ، وقال النسائي: متروكان. وقال أبو حاتم بن حبان
هذا خبر باطل لم يفرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركاز العشر.
باب تحرى العالم بالزكاة
أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنبأنا عبد الله بن عطاء الإبراهيمي
حدثنا عبد الرحمن بن محمد العبدي حدثنا الحسين بن محمد بن عتبة الدينوري
حدثنا عبيد الله بن محمد بن شيبة حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى بن زياد
الأصفهاني حدثنا الحسن بن محمود بن وكيع حدثنا سفيان بن وكيع عن أبيه
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" أدوا الزكاة وتحروا يا أهل العلم فإنه أبر وأتقى ".
هذا متن باطل موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد بن
موسى والحسن بن محمود مجهولان. وقد ذكره هبة الله بن المبارك السقطي
فاتهم به عبد الله بن عطاء، وقال: كان يركب الأسانيد على متون ربما كانت
موضوعة منها هذا الحديث. قال: وابن عتبة لا يعرف ولا ابن شيبة ورجال
الاسناد كلهم مجاهيل والمتن لا يعرف في كتاب وإنما وضعه مستطعما للعوام.
قال المصنف قلت: وهذا جور من السقطي بمرة لأنه قال كل رواته مجاهيل
وليس كذلك. أما عبد الرحمن بن محمد العبدي فهو أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي
عبد الله بن منده. وأما الحسين بن محمد بن عتبة فهو أبو عبد الله الحسين بن
محمد بن فنجويه الثقفي بل لا يعرف في نسبة ابن عتبة، ولعله بعض أجداده.
وأبو عتبة صحابي معروف. وأما عبد الله بن محمد بن شيبة فشيخ لابن فنجويه
معروف أكثر عنه في تصانيفه. وأما المجهول في الاسناد الرجلان اللذان
ذكرناهما والمتن موضوع بلا شك.
150

باب اجتماع العشر والخراج
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت حدثنا القاضي أبو الفرج
محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي حدثنا محمد بن حامد المعدل حدثنا محمد بن أحمد
ابن أبي مهزول المصيصي حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا يحيى بن
عنبسة حدثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجتمع على مؤمن خراج وعشر ".
وقد رواه ابن شاهين عن أيوب بن موسى عن يوسف بن سعيد حدثنا
يحيى بن عيسى وإنما هو يحيى بن عنبسة. قال أبو حاتم بن حبان: ليس هذا
من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحيى بن عنبسة دجال يضع الحديث
وهو كذب على أبي حنيفة ومن بعده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال
أبو أحمد بن عدى: لا يروى هذا الحديث غير يحيى بهذا الاسناد وإنما يروى
هذا من قول إبراهيم ويحكيه أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم من قوله فجاء يحيى
فوصله إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبطل فيه. ويحيى مكشوف الامر لرواياته
عن الثقاة الموضوعات.
151

كتاب الصدقة
باب ثمرة العفاف وترك الشكوى إلى الناس
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان أنبأنا أحمد بن موسى المكي حدثنا محمد بن علي الرافعي حدثنا إسماعيل
ابن رجاء الحصني بن حصن مسلمة عن موسى بن أعين عن الأعمش عن سعيد
ابن جبير عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله عز وجل فتح الله له رزق سنة
من حلال ".
قال ابن حبان: هذا خبر باطل، لا الأعمش حدث به ولا سعيد رواه ولا
أبو هريرة أسنده ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله وإسماعيل منكر الحديث،
يأتي عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات.
باب رزق المؤمن من حديث لا يحتسب
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان حدثنا أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي حدثنا أحمد بن داود بن
عبد الغفار حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
قال: " اجتمع علي بن أبي طالب وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم
فتماروا في شئ فقال لهم على: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم نسأله، فلما وقفوا عليه قالوا: يا رسول الله جئناك نسألك عن شئ. قال:
إن شئتم سألتموني وإن شئتم أخبرتكم بما جئتم له. قالوا: حدثنا عن الصنيعة،
فقال: لا ينبغي أن تكون الصنيعة إلا لذي حسب أو دين، جئتم تسألوني عن
البر وما عليه العباد واستبراؤه بالصدقة، جئتم تسألوني عن جهاد الضعيف وجهاد
152

الضعفاء الحج والعمرة، جئتم تسألوني عن جهاد المرأة، جهاد المرأة لزوجها حسن
التبعل، جئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي؟ أبى الله أن يرزق
عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم ".
قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث موضوع. وأحمد بن داود كان يضع
الحديث. وقال الدارقطني: هو متروك كذاب.
باب الزكاة بالصدقة
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيضاوي أنبأنا المبارك بن عبد الجبار
أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح حدثنا علي بن الحسين بن سكينة حدثنا
أبو بكر محمد بن القاسم بن مهدي حدثنا علي بن أحمد بن أبي قيس حدثنا
أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني عبد الله بن جرير حدثنا بشر بن عبيد حدثنا
أبو يوسف عن المختار بن فلفل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يخطئ الصدقة ".
طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس
حدثنا هشام بن عبد الملك حدثنا يحيى بن سعيد العطار حدثنا سليمان بن عمرو عن
المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يخطئ الصدقة ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه عن المختار بن
فلفل أربعة: أبو يوسف وسيمان بن عمرو وعبد الأعلى بن أبي المساور وابن
إدريس. فأما أبو يوسف فلا يعرف وبشر بن عبيد الراوي عن أبي يوسف
منكر الحديث بين الضعف قاله ابن عدى وأما سليمان بن عمرو فهو أبو داود
النخعي، وقد أجمع العلماء على أنه كان يضع الحديث. وأما عبد الأعلى فقال
153

يحيى: هو كذاب. وقال على: ليس بشئ. وقال ابن نمير: متروك الحديث.
وأما ابن إدريس فالذي رواه عنه الصفر بن عبد الرحمن. قال أبو بكر بن أبي
شيبة: كان يضع الحديث. وقال أبو على صالح بن محمد: كان كذابا. قال
ولا أصل لهذا الحديث.
باب محو ذنوب الأغنياء بالفقراء
أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا - أبى - [أبو] بكران أنبأنا أحمد بن محمد
حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلي حدثنا إبراهيم بن عدى حدثنا يوسف بن عيسى
القرشي حدثنا العلاء بن زبرك حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " الفقراء مناديل الأغنياء يمسحون بهاد ذنوبهم ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو داود
والدارقطني: العلاء متروك الحديث. وقال ابن حبان: يروى عن أنس نسخة
موضوعة لا يحل ذكره إلا تعجبا.
باب جواز انتهار السائل إذ رد عليه فلم يبرح
فيه عن ابن عباس وعائشة:
فأما حديث ابن عباس فأنبأنا هبة الله بن أحمد قال أنبأنا أبو طالب محمد بن علي
بن الفتح حدثنا الدارقطني حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق حدثنا عباد بن
العوام حدثنا الوليد بن الفضل الغبرى حدثنا عبد الرحمن بن حسين حدثنا
ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا رددت على السائل ثلاثا فلا بأس أن - تزيره - [تزبره] ".
قال الدارقطني: تفرد به الوليد. قال ابن حبان: يروى المناكير التي لا يشك
أنها موضوعة.
154

وأما حديث عائشة رضي الله عنها: فأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا
محمد بن أبي نصر الحميدي أنبأنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري
حدثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثنا الحسن بن خضر حدثنا عبد الله
ابن وهب حدثنا ابن أبي السرى حدثنا وهب بن زمعة القرشي عن هشام
ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا عائشة إذا رددت السائل فلم يذهب فلا بأس أن تزبريه ".
قال عبد الغني الحافظ: وهب بن زمعة هو وهب بن وهب القاضي.
قال المصنف قلت: وقد ذكرنا فيما مضى من كتابنا أنه كان يضع الحديث.
ومن المصائب العظيمة في الدين تدليس الكذاب، فمن فعل هذا فقد خان الله
ورسوله، وأتى ذنبا عظيما. وقد روى عبد الملك بن هارون بن عنترة من
حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال للمسكين
أبشر فقد وجبت له الجنة ".
قال ابن عدى: هذا حديث باطل بهذا الاسناد. قال يحيى والسعدي:
عبد الملك كذاب. وقال أبو حاتم الرازي والنسائي: متروك.
باب لولا كذب السائل ما أفلح من رده
فيه عن عبد الله بن عمرو وأبى أمامه وعائشة:
فأما حديث ابن عمرو فأنبأنا عبد الوهاب حدثنا ابن المظفر حدثنا العتيقي
أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا أحمد بن الخليل الحريري حدثنا
أحمد بن هانئ الضبعي حدثنا عبد الأعلى بن حسين بن ذكوان المعلم عن أبيه
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لو صدق المساكين ما أفلح من ردهم ".
155

وأما حديث أبي أمامة: أنبأنا محمد بن عبد الملك بن مسعدة أنبأنا أبو عمرو
الفارسي حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسين بن أبي شيخ حدثنا يحيى بن
عثمان حدثنا بقية عن عمر بن موسى عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لولا أن المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم " وقد رواه
عبد العزيز بن بحر عن هياج بن بسطام عن جعفر بن الزبير عن القاسم.
وأما حديث عائشة فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المظفر حدثنا العتيقي حدثنا
يوسف حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن العباس المؤدب حدثنا شريح بن النعمان
حدثنا عبد الله بن عبد الملك بن عثمان بن كرز عن يزيد بن رومان عن عروة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن السؤال لو صدقوا
ما أفلح من ردهم " هذا حديث لا يصح.
أما حديث عمرو ففيه عبد الله بن حسين. قال العقيلي: وهو منكر الحديث
حديثه غير محفوظ وأبوه ضعيف.
وأما حديث أبي أمامة ففي طريقه الأول عمر بن موسى. قال يحيى: ليس
بثقة، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: هو في عداد من
يضع الحديث. وفى طريقه الثاني هياج. قال أحمد: متروك الحديث هو
وجعفر بن الزبير.
وأما حديث عائشة ففيه عبد الله بن عبد الملك. قال ابن حبان: لا يشبه
حديثه حديث الثقاة. قال: ولا أصل لهذا الحديث. وقال العقيلي: لا يصح في هذا
الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ.
باب من لم يجد ما يتصدق به فليلعن اليهود
فيه عن أبي هريرة وعائشة:
فأما حديث أبي هريرة فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن
156

ثابت حدثنا أبو الحسن بن رزق حدثنا محمد بن إسحاق بن يعقوب الطبري
حدثنا محمد بن الفضل بن حاتم حدثنا إسماعيل بن بهرام حدثنا إسماعيل بن محمد
الطلحي عن سليم يعنى المكي عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود
فإنها صدقة له ".
وأما حديث عائشة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا عمران السختياني حدثنا إبراهيم
ابن المنذر حدثنا عبد الله بن محمد بن زاذان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا لم يكن عند أحدكم
ما يتصدق به فليلعن اليهود ".
الطريق الثاني: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أحمد بن محمد بن
عبد الله الكاتب أنبأنا محمد بن حميد حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال:
وجدت في كتاب أبى بخط يده قال أبو زكريا يحيى بن معين حدث يعقوب بن
محمد الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود ".
قال ابن معين: هذا كذاب وباطل لا يحدث بهذا أحد يعقل.
قال المصنف قلت: هذا الحديث من جميع طرقه لا يصح.
أما طريق أبي هريرة ففيه طلحة بن عمر. وقال أحمد بن حنبل والنسائي:
ليس بشئ متروك الحديث. ولذلك قال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان:
لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وفيه سليم المكي. قال يحيى: ليس بثقة.
وقال النسائي: متروك الحديث. وفيه إسماعيل الطلحي. قال أبو حاتم الرازي:
157

ضعيف الحديث. وأما أبوه محمد بن زاذان فقال البخاري: لا يكتب حديثه.
وأما حديث عائشة ففي الطريق الأول عبد الله بن زاذان. قال ابن عدى:
له أحاديث غير محفوظة. وأما الطريق الثاني فقد ذكرنا القدح فيه عن يحيى،
وقال أحمد بن حنبل: يعقوب بن محمد لا يساوى شيئا، وقد سرق هذا الحديث
أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهل الباهلي فرواه. قال ابن عدى: كان ممن يضع
الحديث متنا وإسنادا ويسرق من حديث الضعاف ويلزقها على قوم ثقاة.
باب الطلب من الرحماء
أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد بن محمد العتيقي
حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن أيوب بن الضريس حدثنا
جندل بن والق حدثنا أبو الملك الواسطي عن عبد الرحمن السدي عن داود بن أبي
هند عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" يقول الله عز وجل: اطلبوا الفضول من الرحماء من عبادي تعيشوا في
أكنافهم فإني جعلت فيهم رحمتي، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإني
جعلت فيهم سخطي ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الرحمن السدي
مجهول. قال العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث ولا يعرف من وجه يصح.
باب اليأس مما في أيدي الناس
أنبأنا ابن الحصين عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي العباس بن عقدة
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا إبراهيم بن زياد حدثنا أبو بكر بن عياش
عن عاصم عن زر عن عبيد الله قال: " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما الغنى؟ قال: الإياس فيما [في] أيدي الناس " قال الحضرمي قلت لإبراهيم بن
158

زياد: هذا رأيته في النوم. فغضب وقال: تقول هذا؟
قال أبو الفتح الأزدي: إبراهيم بن زياد متروك الحديث.
باب طلب الخير من حسان الوجوه
فيه عن ابن عباس وابن عمر وجابر وأنس وأبي هريرة ويزيد القسملي
وعائشة رضي الله عنهم:
فأما حديث ابن عباس فله أربعة طرق:
الطريق الأول: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أخبرني
الأزهري حدثنا عبد الصمد بن أحمد بن خشيش حدثنا خيثمة بن سليمان حدثنا
ابن أبي عرزة حدثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو
الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ".
الطريق الثاني: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي أخبرني الحسين
ابن علي الطناجيري أنبأنا محمد بن زيد بن علي الأنصاري حدثني عبد الله بن سهل
أبو سيار حدثنا عيسى بن خشنام المدائني حدثنا أحمد بن سلمة المدائني حدثنا
منصور بن عمار أنبأنا أبو حفص الابار عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند صباح الوجوه ".
كذا قال. وفى أصل المدائني أحمد بن منجويه بن أبي سلمة. قال الخطيب:
ما أظن هذا الحديث إلا عنه، فإنه يروى عن منصور بن عمار.
الطريق الثالث: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا إبراهيم بن مخلد بن
جعفر حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدثنا أيوب بن سليمان الصعدي
حدثنا يحيى بن يزيد أبو زكريا حدثنا مصعب بن سلام عن عباد القرشي عن
159

عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا
الخير عند حسان الوجوه. قال فقيل لابن عباس: كم من رجل قبيح الوجه قضى
الحاجة؟ قال: إنما يعنى حسن الوجه عند طلب الحاجة ".
الطريق الرابع: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا
العتيقي أنبأنا يوسف أنبأنا العقيلي حدثنا هارون بن علي المقرى حدثنا الحسن بن
يزيد حدثنا عصمة بن محمد الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ".
وأما حديث ابن عمر فله ثلاثة طرق:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أنبأنا الأزهري حدثنا محمد بن جعفر النجار حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن
الخصيب حدثنا خلف بن محمد - كودوس - [كردوس] حدثنا يزيد بن هارون
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن المجبر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " إذا سألتم الخير اسألوا حسان الوجوه ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الأول بن عيسى أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن
المظفر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حمويه أنبأنا إبراهيم بن خريم حدثنا عبد بن
حميد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن المجبر عن نافع عن ابن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ".
الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني
عن أبي حاتم بن حبان حدثنا محمد بن سعيد العطار حدثنا الكديمي عن روح
ابن عبادة حدثنا شعبة عن قتادة عن ابن المسيب عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ".
وأما حديث أنس فله طريقان:
160

الطريق الأول: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا
أبو عبيد محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو بكر محمد بن محمد الطرازي حدثنا أبو سعيد
العدوي وهو الحسن بن علي حدثنا خراش حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " التمسوا الخير عند حسان الوجوه ".
الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن ناصر وسعد الخير قالا أنبأنا نصر بن أحمد
الوزان أنبأنا ابن رزقويه حدثنا محمد بن عمرو بن البحتري حدثنا أحمد بن إسحاق
ابن صالح الوزان حدثنا سليمان بن سلمة حدثنا عبد العظيم بن حبيب الفهري
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه ".
وأما حديث أبي هريرة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا
يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثني إسماعيل بن محمود الهروي حدثنا محمد بن
الأزهر البلخي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء
ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ".
الطريق الثاني: أنبأنا أبو القاسم الحريري أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا
الدارقطني حدثنا علي بن عبد الله بن مييسر - [مبشر] حدثنا محمد بن جعفر لقلوق
حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري حديثا يزيد بن عبد الملك النوفلي
عن عمران بن أبي أنس عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ابتغوا الخير عند حسان الوجوه ".
وأما حديث يزيد فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا
أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو بكر بن شاذان حدثنا أبو عبد الله أحمد
161

ابن محمد بن المغلس حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عباد بن عباد عن هشام بن زياد
عن الحجاج بن يزيد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
طلبتم الحاجات فاطلبوها إلى الحسان الوجوه ".
وأما حديث عائشة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن علي بن ميمون أنبأنا
عبد الوهاب بن محمد الغندجاني أنبأنا أحمد بن عبدان الشيرازي أنبأنا محمد بن
سهل المقرى حدثنا البخاري حدثني إبراهيم حدثنا معن حدثنا عبد الرحمن بن أبي
بكر المليكي عن امرأته جبرة عن أبيها عن عائشة عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه " وهذه جبرة بنت محمد بن
ثابت بن سباع.
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي
أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا الحسن بن علي
حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا شيخ بن قريش عن الزهري عن عروة عن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اطلبوا الخير عند حسان الوجوه
وسموا بخياركم، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " قال الحسن فقلت ليزيد:
من هذا الشيخ أو سمه؟ قال: (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) قال
محمد بن إسماعيل الصانع: هو سليمان بن أرقم.
الطريق الثالث: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا هنبل بن محمد حدثنا عبد الله
ابن عبد الجبار قال الحكم بن عبد الله الأيلي حدثني الزهري عن سعيد بن
المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اطلبوا الحاجات عند
حسان الوجوه " هذا حديث لا يصح من جميع جهاته.
162

أما حديث ابن عباس ففي طريقه الأول طلحة بن عمرو. قال أحمد بن
حنبل: لا شئ متروك الحديث، وكذلك قال النسائي، وقال يحيى: ليس
بشئ، وقال ابن حبان يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم، لا يحل كتب
حديثه إلا على وجه التعجب. وأما الطريق الثاني ففيه أحمد بن سلمة. قال ابن
عدى: حدث عن الثقاة بالبواطيل وكان يسرق الحديث. وفيه عيسى بن خشنام
قال الخطيب: حدث حديثا منكرا. وفى الطريق الثالث مصعب بن سلام،
ضعفه ابن المديني ويحيى وأبو داود. وفى الطريق الرابع عصمة بن محمد. قال
يحيى: كذاب يضع الحديث. وقال الدارقطني. متروك. وقال العقيلي: حدث
بالبواطيل عن الثقاة.
وأما حديث ابن عمر ففي الطريق الأول والثاني محمد بن عبد الرحمن. قال
يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حماد: متروك الحديث وسئل أحمد بن حنبل عن
هذا الحديث فقال كذب. وفى الطريق الثالث الكديمي وقد ذكرنا في غير
موضع من كتابنا أنه كان يضع الحديث. قال ابن حبان: فلعله قد وضع
أكثر من ألف حديث.
وأما حديث جابر ففيه عمر بن صهبان وهو عمر بن محمد بن صهبان. قال
أحمد: لم يكن بشئ. وقال يحيى: لا يساوى فلسا. وقال النسائي والدار قطني:
متروك وفيه سليمان بن كراز. قال أبو حاتم الرازي: ضعيف. وقدح
فيه ابن عدى أيضا، وفيه محمد بن زكريا. قال الدارقطني: كان
يضع الحديث.
وأما حديث أنس ففي الطريق الأول محمد بن محمد الطرازي. قال أبو بكر
الخطيب: هو ذاهب الحديث. وفيه أبو سعيد العدوي وقد سبق أنه كان يضع
الحديث. وفيه خراش. قال ابن عدى: هو مجهول. وقال ابن حبان: لا يحل
163

الاحتجاج به ولا كتب حديثه إلا على جهة الاعتبار. وفى الطريق الثاني
سليمان بن سلمة اتهمه ابن حبان بوضع الحديث.
وأما حديث أبي هريرة ففي طريقه الأول العلاء بن عبد الرحمن. قال يحيى
ليس حديثه بحجة. وفيه عبد الرحيم بن إبراهيم. قال يحيى: ليس بشئ. وفيه
محمد بن الأزهر. قال أحمد بن حنبل: لا تكتبوا عنه، فإنه يحدث عن
الكذابين. وأما الطريق الثاني ففيه عبد الله بن إبراهيم. قال الدارقطني:
حديثه منكر ونسبه ابن حبان إلى أنه يضع الأحاديث.
وأما حديث يزيد ففيه هشام بن زياد، ضعفه أحمد ويحيى. وقال النسائي:
هو متروك الحديث. وفيه عباد بن عباد. قال ابن حبان: يأتي بالمناكير
فاستحق الترك. وفيه ابن المغلس. قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
وأما حديث عائشة ففي الطريق الأول عبد الرحمن بن أبي بكر. قال
أحمد: منكر الحديث. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال النسائي:
متروك الحديث. وفى الطريق الثاني سليمان بن أرقم. قال أحمد: ليس بشئ،
لا يروى عنه الحديث. وقال يحيى: لا يساوى فلسا. وقال النسائي والدارقطني:
متروك. وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات. وفى الطريق الثالث
الحكم بن عبد الله. قال ابن حبان: هو الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي وإنما
هو الحكم بن عبد الله بن خطاف ويكنى أبا سلمة كان يضع الحديث. قال
العقيلي: ليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ يثبت.
باب طلب نجاح الحوائج بكتمانها
فيه عن معاذ وابن عباس:
فأما حديث معاذ فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة
164

أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا محمد بن إبراهيم العقيلي حدثنا
أسيد بن عاصم وأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا حمد بن أحمد الحداد حدثنا
أبو نعيم الحافظ أنبأنا فاروق الخطابي حدثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي
وأبو مسلم الكشي قالا حدثنا سعيد بن سلام العطار حدثنا ثور بن يزيد عن
خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" استعينوا على نجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ".
الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة
أنبأنا ابن عدى حدثنا مصبح بن علي البلدي حدثنا الحسن بن السكين حدثنا
حسين بن علوان عن نور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان
من الناس فإن لكل نعمة حسدة ".
وأما حديث ابن عباس فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا يحيى بن علي المدبر أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد
ابن عبد العزيز العكبري أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي أنبأنا جعفر
ابن محمد الخواص حدثني الحسن بن عبيد الله الأبزاري حدثني إبراهيم بن سعيد
قال أمرني أمير المؤمنين بشئ وقال: لا تطلع عليه أحد، فإن أمير المؤمنين
- يعنى المهدى - حدثني أن أمير المؤمنين المنصور حدثه عن أبيه عن عطاء
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على نجاح
الحوائج بكتمانها ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد علي بن ثابت أنبأنا
إبراهيم بن مخلد حدثني إسماعيل بن علي الخطيبي حدثنا أبو عبد الله الحسن
ابن عبيد الله وهو الأبزاري حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثني المأمون
165

حدثني الرشيد عن المهدى أنه أسر إليه شيئا وقال: لا تطلعن عليه أحدا، فإن
أمير المؤمنين - يعنى المنصور - حدثني عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " استعينوا على نجاح الحوائج بكتمانها ".
هذا حديث لا يصح. أما طريق معاذ الأول فالمتهم به سعيد بن سلام. قال
العقيلي: لا يعرف إلا به ولا يتابع عليه. وقال محمد بن عبد الله بن نمير وأحمد
ابن حنبل: هو كذاب. وقال البخاري: يذكر بوضع الحديث. وقال ابن
حبان: يتفرد عن الاثبات بما لا أصل له. وقال الدارقطني: متروك.
وأما الطريق الثاني: فالمتهم به حسين بن علوان. قال ابن عدى وابن حبان
كان يضع الحديث.
وأما حديث ابن عباس فإنه من عمل الأبزاري، بعض من هذا الطريق عطاء
ومن الأولى الرشيد، وقد سبق في كتابنا أنه كذاب. قال أحمد بن كامل: كان
الأبزاري ماجنا كذابا. قال مهنى: سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن
قولهم استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان فقالا هو موضوع وليس له أصل.
166

كتاب فعل المعروف
باب محل الصنيعة
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا الحسن بن أبي
بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا محمد بن خلف المروزي حدثنا يحيى
ابن هاشم السمسار حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب ودين، كما أن
الرياضة لا تصلح إلا في نجيب ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النسائي: يحيى
ابن هاشم متروك الحديث، وقال ابن عدى: كان يضع الحديث ويسرق،
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. قال العقيلي: لا يصح في هذا
الباب شئ.
باب ثواب خدمه الناس
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم قال حدث أحمد بن
عبد الله الفاريابي حدثنا شقيق بن إبراهيم عن إبراهيم بن أدهم عن عباد بن
كثير عن الحسن عن أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إذا كان يوم القيامة نادى مناد على رؤوس الأولين والآخرين: من كان خادما
للمسلمين في دار الدنيا فليقم وليمض على الصراط غير خائف، وادخلوا الجنة أنتم
ومن شئتم من المؤمنين، وليس عليكم حساب ولا عذاب ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " الخادم في الدنيا هو سيد القوم في الآخرة ".
قال أبو نعيم: هذا مما تفرد الفاريابي بوضعه، وكان وضاعا مشهورا
بالوضع.
167

باب السؤال عن الجاه يوم القيامة
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان حدثنا محمد بن محمد البلدي حدثنا أحمد بن خليد عن يوسف بن يونس
عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة دعا الله عبدا من عبيده فيقفه بين يديه فيسأله
عن جاهه كما يسأله عن ماله ".
قال ابن حبان: يوسف يروى عن سليمان ما ليس من حديثه، لا يجوز
الاحتجاج به إذا انفرد. قال: وهذا لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله
عليه وسلم. وقال ابن عدى: هما - [كل ما] روى يوسف عن الثقاة منكر.
باب ثواب من فرح صبيا
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا أحمد بن حفص حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا عبد الله
ابن يزيد المقرى حدثنا ابن لهيعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة دارا يقال لها الفرح لا يدخلها
إلا من فرح من الصبيان ".
هذا حديث لا يصح عن صلى الله عليه وسلم. وابن لهيعة لا يعول
عليه، وأحمد بن حفص منكر الحديث.
باب بكاء اليتيم
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت حدثني أبو نصر علي بن
عبيد الله البغدادي حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الأزهر حدثنا محمد بن
عيسى الوشاء حدثنا موسى بن عيسى البغدادي حدثنا يزيد بن هارون عن حميد
168

الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في كف الرحمن فيقول: من أبكى هذا اليتيم الذي واريت
والدية تحت الثرى؟ من أسكته فله الجنة ".
قال الخطيب: هذا حديث منكر جدا لم أكتبه إلا بإسناده، ورجاله كلهم
معروفون إلا موسى بن عيسى فإنه مجهول عندنا غير مقبول.
باب قعود اليتيم على القصعة
روى الحسن بن دينار عن الأسود بن عبد الرحمن عن هصال عن أبي موسى
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما قعد يتيم على قصعة قوم فيقرب قصعتهم
شيطان " هذا حديث باطل. والحسن يروى الموضوعات عن الاثبات، كان
أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يكذبانه.
باب ثواب سقى الماء
فيه عن أنس وعائشة:
فأما حديث أنس فأنبأنا عبد الرحمن بن محمد قال أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
أحمد بن عبد الله المحاملي قال: وجدت في كتاب جدي الحسين بن إسماعيل
بخط يده حدثنا إسحاق بن أبي إسحاق قال: وجدت في كتاب الصفار ح.
وأنبأنا عبد الرحمن أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا عبد الغفار بن محمد المؤدب أنبأنا
أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي حدثني جعفر بن أحمد بن مجاشع الختلي حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الصفار حدثنا صالح بن بيان الثقفي حدثنا سفيان الثوري
عن أبي عبيدة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سقى الماء
في موضع يقدر على الماء فله بكل شربة يشربها برا كان أو فاجرا عشر حسنات
تكتب له وعشر درجات ترفع له وعشر سيئات تحط عنه، وإن شربة العطشان
تعتق نسمة وإن شربة العطشان الذي قد هجم على الموت تعتق ستين نسمة، ومن
169

سقا الماء في موضع لا يقدر على الماء فكأنما أحيى الناس جميعا. قلت: وما أحيى
الناس جميعا. قال: أليس إذا أحييت نفسا فثوابك الجنة فكذا من أحيى
الناس جميعا فثوابه الجنة " لفظ المحاملي.
وأما حديث عائشة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا إسماعيل بن أبي بكر المقبري أنبأنا إسماعيل بن أبي
الفضل أنبأنا حمزة السهمي حدثنا ابن عدى حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا
أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق حدثنا الحسين بن عيسى أنبأنا
عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سقى مسلما شربة من ماء في موضع يوجد
فيه الماء فكأنما أعتق رقبة، فإن سقاه في موضع لا يوجد فيه الماء فكأنما
أحيا نسمة مؤمنة ".
الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين الأهوازي حدثنا عمرو بن علي
حدثنا الفضل بن قرة أخبرني عمى الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد
عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من سقى ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق نسمة ومن سقى ماء حيث لا يقدر
على الماء فكأنما أحيا نفسا " هذا حديث لا يصح. أما حديث أنس فالمتهم
به صالح بن بيان. قال الدارقطني: هو متروك.
وأما حديث عائشة ففي الطريق الأول أحمد بن محمد بن علي. قال ابن عدى
كان يضع الحديث. قال: وهذا الحديث كذب موضوع على رسول الله صلى الله
عليه وسلم. وأما الطريق الثاني فالوهم فيه من الحسن بن أبي جعفر فإنه كان
يخلط في الأحاديث. تركه أحمد وقال: ليس بشئ. ثم علي بن زيد أوهى منه.
170

باب في ثواب إغاثة الملهوف
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا أبو بكر
البرقاني أنبأنا الإسماعيلي أنبأنا إبراهيم بن إسحاق بن خضرون حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا روح بن عبادة حدثنا مسلمة بن الصلت عن زياد وهو ابن أبي حسان
قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعان
ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة: واحدة منها فيها صلاح أمره كله واثنتان
وسبعون درجات له عند الله عز وجل ".
طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي
حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا حفص بن عمر
الجديري حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمى حدثنا زياد بن أبي حسان عن
أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعان ملهوفا كتب الله له
ثلاثا وسبعين مغفرة: واحدة منها إصلاح أمره كله واثنتان وسبعون درجات
له يوم القيامة ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم بوضعه زياد
وكان شعبة شديد الحمل عليه. قال العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا بزياد
ولا يتابع عليه. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال
الدارقطني: هو متروك.
باب في موافقة شهوة المسلم
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن
أحمد حدثنا العقيلي حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا نصر بن علي حدثنا نصر بن
نجيح حدثنا عمر أبو حفص عن زياد النميري عن أنس بن مالك عن أبي الدرداء
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من وافق من أخيه شهوة غفر له ".
171

هذا حديث موضوع. قال أحمد بن حنبل: حرقنا حديث عمر [أبى] حفص.
قال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث.
حديث آخر: روى محمد بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " من لذذ أخاه بما يشتهى كتب له ألف ألف حسنة ".
قال أحمد بن حنبل: هذا باطل، هذا كذاب، يعنى محمد بن نعيم. وقال
أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
باب في إطعام الطعام
أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا أبو محمد الجوهري عن الدارقطني عن أبي
حاتم بن حبان قال: روى رجاء بن أبي عطاء عن واهب بن عبد الله عن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أطعم أخاه خبزا حتى
أشبعه وسقاه من مائه، باعده الله من النار سبعة خنادق، بعد [ما] بين كل خندقين
مسيرة خمسمائة عام ".
قال ابن حبان: هذا ليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورجاء
يروى عن المصريين الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به بحال.
حديث آخر في ذلك: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ وحدثنا عنه المبارك بن علي
أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الختان أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو عمرو
ابن السماك أنبأنا أبو الحسن بن البراء حدثني عبد الله بن محمد الربعي حدثنا
عبد الصمد قال حدثني زربي قال سمعت أنسا يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " ما من عمل أفضل من إشباع كبد جائعة ".
قال ابن حبان: زربي منكر الحديث يروى عن أنس ما لا أصل له.
172

باب ثواب من مشى في حاجة أخيه المسلم
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا محمد بن يحيى البصري حدثنا عبد الرحيم
ابن زيد العمى عن أبيه عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة يخطوها سبعين
حسنة ومحى عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه، فإن قضيت حاجة
على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة
بغير حساب ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى:
عبد الرحيم بن زيد كذاب، وأبوه ليس بشئ.
باب ثواب من قاد أعمى
فيه عن ابن عمر وابن عمرو وابن عباس وأنس وجابر وأبي هريرة
رضي الله عنهم.
فأما حديث ابن عمر فله خمسة طرق:
الطريق الأول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد حدثنا حمد بن أحمد
الحداد حدثنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن علي بن حبيش حدثنا محمد بن إبراهيم
ابن أبان السراج حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا سلم بن سالم ح. وأنبأنا أحمد بن
عبيد الله العكبري أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا ابن شاهين حدثنا عبد الكريم
ابن أحمد الرواس حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا أصرم بن حوشب كلاهما عن
علي بن عروة عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة ".
173

الطريق الثاني: أنبأنا أحمد بن عبيد الله أنبأنا العشاري حدثنا ابن شاهين
حدثنا علي بن محمد البصري حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن يحيى حدثنا خالد بن
نزار حدثنا سفيان الثوري عن عمرو عن أبي وائل عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه ".
الطريق الثالث: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا علي بن إسماعيل بن أبي النجم والحسين
ابن عبد الله الرقيان قالا حدثنا عامر بن سيار حدثنا محمد بن عبد الملك عن محمد
ابن المنكدر عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه ".
الطريق الرابع: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أنبأنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا خلف
ابن عمرو العكبري حدثنا المعلى بن مهدي حدثنا شيبان بن البحتري عن عبيد الله
ابن أبي حميد، كذا قال عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه ".
الطريق الخامس: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة
حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا إسماعيل بن محمد حدثنا سليمان بن عبد الرحمن
حدثنا محمد بن عبد الرحمن القشيري حدثنا نور بن يزيد عن محمد بن المنكدر
عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى
أربعين خطوة وجبت له الجنة ".
وأما حديث ابن عمرو فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت
أنبأنا الحسن بن الحسن النعالي وعبيد الله بن محمد بن عبيد النجار قالا أنبأنا
أبو بكر محمد بن الخضر بن زكريا الدقاق حدثنا أحمد بن محمد بن مهدي حدثنا
174

الحسن بن عرفة حدثنا سلم بن سالم البلخي عن علي بن عروة عن محمد بن المنكدر
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى
أربعين ذراعا وجبت له الجنة ".
وأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا أبو عمرو الفارسي حدثنا أبو عدى حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف المكي
حدثنا عبد الله بن أبان الثقفي حدثنا سفيان الثوري حدثني عمرو بن دينار عن
ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قاد أعمى مكفوفا أربعين
ذراعا أدخله الله الجنة ".
وأما حديث أنس فله ثلاثة طرق:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وعبد الله بن محمد
البيضاوي قالا أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا عيسى بن علي الوزير حدثنا
البغوي حدثنا خالد بن المعلى بن هلال عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد مكفوفا أربعين ذراعا كانت له
عدل رقبة ح. وأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا أبو عمر ابن مهدي
حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي حدثنا خالد بن
مرداس فذكره بمعناه. وقد رواه يوسف بن عطية عن سليمان التيمي أيضا.
قال الدارقطني: لم يروه عن التيمي غيرهما.
الطريق الثاني: أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد الصائغ أنبأنا عبيد الله بن
محمد الصريفيني حدثنا المخلص حدثنا محمد بن هارون الحضرمي حدثنا عيسى بن
مساور حدثنا نعيم بن سالم قال قال لي أنس بن مالك قال قال لي رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس النار وجهه ".
الطريق الثالث: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
175

أنبأنا البرقاني حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم
حدثنا سعيد بن عمرو - البرذعي - [الزرعي] حدثنا محمد بن مسلم بن واده قال سمعت
أبا الوليد يقول: أتيت سليمان بن عمرو فجلست إليه فقال حدثنا سليمان التيمي عن
أنس قال: " من قاد أعمى أربعين خطوة " فقلت: قوموا من عند هذا الكذاب.
وأما حديث جابر فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا
يوسف بن أحمد أنبأنا العقيلي حدثنا عبد الله بن الحسن الحراني حدثنا يزيد بن
مروان الخلال حدثنا محمد بن عبد الملك الأنصاري عن محمد بن المنكدر عن
جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاد أعمى أربعين
خطوة وجبت له الجنة ".
الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا
ابن عدى حدثنا ميمون بن سلمة حدثنا المسيب بن واضح حدثنا أبو البختري
عن محمد بن أبي حميد عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
" من قاد مكفوفا أربعين خطوة غفر له ما مضى من ذنوبه ".
وأما حديث أبي هريرة فأنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله أنبأنا محمد بن علي
ابن الفتح أنبأنا عمر بن شاهين حدثنا أحمد بن عمرو الزبيري حدثنا أحمد بن
عبد الرحيم البرقي حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا إبراهيم بن عمير البصري عن
علي بن ثابت عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " يا أبا هريرة من مشى مع أعمى ميلا يرشده كان له بكل ذراع من
الميل عتق رقبة. يا أبا هريرة إذا أرشدت الأعمى فخذ بيده اليسرى بيك اليمنى
فإنها صدقة ".
هذه الأحاديث كلها ليس فيها ما يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
176

أما حديث ابن عمر ففي الطريق الأول علي بن عروة. قال يحيى بن معين:
ليس بشئ. وقال ابن حبان: يضع الحديث. ثم الراوي عن علي بن عروة [سالم]
وأصرم. فأما سالم فكان ابن المنادى يكذبه. وقال يحيى: ليس حديثه بشئ.
وقال السعدي غير ثقة. وأما أصرم فقال يحيى: كذاب خبيث. وقال البخاري:
متروك الحديث. وأما الطريق الثاني ففيه محمد بن عبد الرحمن بن بحير. قال
ابن عدى: روى عن الثقاة المناكير وعن أبيه عن مالك البواطيل. وأما الطريق
الثالث ففيه محمد بن عبد الملك. قال أحمد: قد رأيته كان يضع الحديث ويكذب.
وكذلك قال أبو حاتم الرازي. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وأما الطريق
الرابع فقوله: عبيد الله بن أبي حميد تدليس، وإنما هو محمد بن أبي حميد. قال
البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وأما الطريق الخامس
فقال ابن عدى: هو حديث منكر من حديث ثور.
وأما حديث ابن عمرو ففيه سلم وعلي بن عروة، وقد سبق جرحهما.
وأما حديث ابن عباس ففيه عبد الله بن أبان. قال ابن عدى: حدث عن
الثقاة بالمناكير وهو مجهول.
وأما حديث أنس ففي طريقه الأول المعلى بن هلال، رماه سفيان الثوري
وابن عيينة بالكذب، وقال ابن المبارك: كان يضع، وقال أحمد بن حنبل:
حديثه موضوع كذب، وقال يحيى: هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث
وقال النسائي: هو ممن يضع الحديث. وأما يوسف بن عطية فقال يحيى: ليس
بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
وفى الطريق الثاني نعيم بن سالم. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على أنس.
وفى الطريق الثالث سليمان بن عمرو وهو أبو داود النخعي. قال أحمد: هو
كذاب، وقال مرة: كان يضع الحديث، وقال يحيى: يعرف بوضع الحديث،
177

وقال يزيد بن هارون: لا يحل لاحد أن يروى عنه.
وأما حديث جابر ففي طريقه الأول محمد بن عبد الملك، وقد ذكرنا آنفا
عن أحمد أنه كان يضع الحديث. وفى طريقه الثاني محمد بن أبي حميد، وقد ذكرنا
آنفا أنه ليس بثقة. وفيه وهب بن وهب، وقد سبق في مواضع أنه كان يضع
الحديث. وأما حديث أبي هريرة ففيه إبراهيم البصري. قال أبو حاتم الرازي:
ضعيف الحديث منكره.
باب ثواب من ربى صبيا
أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
أنبأنا ابن عدى حدثنا قاسم بن علي الجوهري حدثنا أبو عمير عبد الكبير بن
محمد حدثنا الشاذكوني حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ربى صبيا
حتى يقول لا إله إلا الله لم يحاسبه الله ".
وقد رواه إبراهيم بن البراء عن الشاذكوني عن الدراوردي عن هشام.
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما طريقه الأول فقال ابن عدى: لعل البلاء من ابن عمير. قال وأما طريقه
الثاني فإن إبراهيم حدث بالبواطيل. وقال ابن حبان: حدث عن الثقاة بالموضوعات.
178

كتاب مدح السخاء والكرم
باب حب الله عز وجل السخاء
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا علي بن سعيد بن بشير حدثنا أحمد بن عبد الله
ابن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير حدثني أبي عبد الله بن محمد بن يحيى بن
عروة ابن الزبير عن هشام عن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر
قالت قال لي الزبير: " مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم فجبذ عمامتي بيده
فالتفت إليه فقال يا زبير إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن
الأرض فيرزق الله كل عبد على قدر همته، يا زبير إن الله يحب السخاء ولو بفلق
تمرة ويحب الشجاعة ولو بقتل الحية والعقرب ".
هذا حديث لا يصح. قال ابن عدى: لعبد الله بن محمد أحاديث
لا يتابعه عليها الثقاة. وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات لا يحل
كتب حديثه.
باب وضع السخاء في طبع المؤمن
أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهري عن الدارقطني قال روى أبو عمار عن
بقية عن أبي الفيض يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما جبل ولى الله إلا على السخاء
وحسن الخلق ".
هذا حديث لا يصح. قال أبو زرعة والنسائي: يوسف متروك الحديث
وقال نعيم: ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال. وقال
الدارقطني: متروك يكذب والحديث لا يثبت.
179

باب في أن السخي قريب من الله والبخيل بعيد من الله
قد روى من حديث أبي هريرة وأنس وعائشة:
فأما حديث أبي هريرة فأنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر
حدثنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا أبو جعفر العقيلي حدثنا جعفر بن
محمد السوسي حدثنا محمد بن حرب الواسطي حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن يحيى
[ابن] سعيد الأنصاري عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخي قريب من الله، قريب من الناس،
قريب من الجنة، بعيد من النار، وإن البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس،
بعيد من الجنة قريب من النار، والفاجر السخي أحب إلى الله عز وجل
من عابد بخيل ".
وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن ناصر عن محمد بن طاهر حدثنا مؤمل بن
عبد الله العاري حدثنا أبو سعيد محمد بن علي النقاش أنبأنا أبو الفضل جعفر بن
محمد حدثنا أحمد بن محمد بن صالح حدثنا محمد بن يزيد البلخي حدثنا محمد بن تميم
الفاريابي حدثنا قبيصة بن محمد عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما خلق الله الايمان قال إلهي قوني
فقواه بحسن الخلق، ثم خلق الكفر فقال الكفر إلهي قوني فقواه بالبخل،
ثم خلق الجنة ثم استوى على العرش ثم قال ملائكتي، فقالوا ربنا لبيك وسعديك
قال السخي قريب من جنتي قريب من ملائكتي بعيد من النار، والبخيل بعيد
منى بعيد من جنتي بعيد من ملائكتي قريب من النار ".
وأما حديث عائشة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا أبو على الحسن بن محمد بن محبوب أنبأنا أبو بكر
محمد بن أحمد الشيرازي حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال حدثنا عبيد الله
180

ابن عبد الرحمن الزهدي حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا جعفر بن
محمد بن المرزبان خالد بن يحيى القاضي عن غريب بن عبد الواحد القرشي
عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " السخي قريب من الله عز وجل قريب من الخير
قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد
من الخير بعيد من الجنة بعيد من الناس، والجاهل السخي أقرب إلى الله من
عالم بخيل ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك ويحيى بن علي قالا أنبأنا
أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو بكر بن عبدان أنبأنا أبو بكر بن غيلان حدثنا
الحسين بن الجنيد حدثنا سعيد بن مسلمة حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم
التيمي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من النار، والبخيل بعيد من
الله بعيد من الناس قريب من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله من
العاقل البخيل ".
هذا الحديث لا يصح. فأما طريق أبي هريرة فإن المتهم به سعيد بن محمد
الوراق. قال يحيى: ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بثقة.
وأما حديث أنس فالمتهم به محمد بن تميم. قال ابن حبان: كان يضع الحديث
وأما حديث عائشة ففي طريقه الأول خالد وغريب وكلاهما غريب مجهول.
وفي طريقه الثاني سعيد بن مسلمة. قال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان:
منكر الحديث جدا فاحش الخطأ. قال ابن عدى: ليس لهذا الحديث أصل
من حديث يحيى بن سعيد ولا غيره. وقال الدارقطني: لهذا الحديث طرق
لا يثبت منها شئ بوجه.
181

باب في أن السخاء شجرة والبخل شجرة
قد روى من حديث الحسين وأبي هريرة وأبى سعيد وجابر وعائشة:
فأما حديث الحسين فأنبأنا عبد الوهاب الحافظ ويحيى بن علي المدبر أنبأنا
أبو محمد الصريفيني حدثنا أبو بكر بن عبدان حدثنا أبو بكر بن غيلان حدثنا
الحسين بن الجنيد حدثنا سعيد بن مسلمة حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها
متدليات في الأرض فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده ذلك الغصن إلى الجنة،
والبخل شجرة من شجر النار أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن من
أغصانها قاده ذلك الغصن إلى النار ".
وأما طريق أبي هريرة: فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى الحافظ حدثنا محمد بن منير
المطيري وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا
أبو الفتوح أحمد بن عمر بن عثمان حدثنا جعفر بن محمد الخالدي حدثنا أحمد
بن محمد بن مسروق حدثنا أبو محمد عبد الله بن أبي سعد قالا حدثنا عمر بن
شبة حدثني أبو غسان محمد بن يحيى أخبرني عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم
ابن إسماعيل بن أبي حبيب عن داود بن الحصين عن الأعرج عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة في الجنة من
كان سخيا أخذ بغصن من أغصانها فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة، والشح
شجرة في النار فمن كان شحيحا أخذ بغصن من أغصانها فلم يتركه الغصن حتى
يدخله النار ".
وأما طريق أبى سعيد فأنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الأزهري
حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الجرجاني حدثنا إبراهيم البحتري حدثنا محمد بن
182

مسلمة حدثنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة
في الجنة وأغصانها في الأرض فمن تعلق بغصن منها جره إلى الجنة، والبخل
شجرة في النار وأغصانها في الأرض فمن تعلق بغصن منها جره إلى النار ".
وأما حديث جابر فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني أنبأنا علي بن عمر الختلي
أنبأنا أحمد بن الخطاب بن مهران حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي
حدثنا عاصم بن عبد الله حدثنا عبد العزيز بن خالد عن سفيان الثوري عن أبي
الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن السخاء شجرة
في الجنة أغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها جره إلى الجنة، وإن البخل
شجرة في النار أغصانها في الدنيا فمن أخذ بغصن منها جره إلى النار ".
الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن أبي القاسم البغدادي حدثنا حمد بن أحمد
أنبأنا إبراهيم الأصفهاني أنبأنا أحمد بن السندي حدثنا أحمد بن الخطاب
التستري حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا عاصم بن عبد الله حدثنا
عبد العزيز بن خالد عن سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إلى السخاء شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا
فمن أخذ بغصن منها جره إلى الجنة، والبخل شجرة في النار وأغصانها في الدنيا
فمن أخذ بغصن منها جره إلى النار ".
وأما حديث عائشة فأنبأنا محمد بن أبي طاهر عن أبي محمد الجوهري عن أبي
الحسن الدارقطني عن أبي حاتم البستي حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا
إسماعيل عباد عن الحسين بن علوان عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
183

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا
فمن تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرة في النار
أغصانها في الدنيا فمن تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار ".
هذه الأحاديث من جميع وجوهها لا تصح.
فأما حديث الحسين ففيه سعيد بن مسلمة، وقد ذكرنا آنفا أن يحيى قال
ليس بشئ.
وأما حديث أبي هريرة ففيه عبد العزيز بن عمران. قال يحيى: ليس بثقة
وقال النسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: لا يكتب حديثه. وفيه
إبراهيم بن إسماعيل. قال يحيى: ليس بشئ. وفيه داود بن الحسين. قال
ابن حبان: حدث عن الثقاة بما لا يشبه حديث الاثبات، يجب مجانبة روايته.
وقال الدارقطني: حديث الأعرج موضوع رواه رجلان عن يحيى بن سعيد عن
الأعرج وهما عمرو بن جميع وسعيد بن محمد الوراق وهما ضعيفان. وقال يحيى:
عمرو بن جميع ليس بثقة ولا مأمون كان كذابا خبيثا، وسعيد بن محمد
ليس بشئ. وأما طريق أبى سعيد ففيه محمد بن مسلمة وقد ضعفه اللالكاني
والخلال جدا.
وأما حديث جابر ففي طريقه عاصم بن عبد الله وقد ضعفوه، وقد وقع في
روايتنا عبد العزيز بن خلدون وهو غلط إنما هو عبد العزيز أبو خلدون وقد
تفرد به عن سفيان. قال يحيى بن معين: عبد العزيز ليس بشئ كذاب يدعى
أحاديث لم يخلقها الله قط وضع حديثا عن مطر عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنه
قال السابع من ولد العباس يلبس الخضرة. وتركه أحمد وكان شديد الحمل
فيه. وقال ابن عدى: له عن الثوري بواطيل.
وأما حديث عائشة ففيه إسماعيل بن عباد. قال الدارقطني: متروك. وقال
184

ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وفيه حسين بن علوان. قال يحيى: هو
كذاب. وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان يضع
الحديث على الثقاة كذبه أحمد ويحيى.
باب في التجاوز عن ذنب السخي
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
الحسين الهمداني حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا أنس بن حماد حدثنا
عبد الرحيم بن حماد حدثنا الأعمش عن إبراهيم أو أبو وائل عن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تجاوزوا عن ذنب السخي فإن الله أخذ
بيده كلما عثر ".
تفرد به عبد الرحيم. قال العقيلي: حدث عبد الرحيم عن الأعمش بما
ليس من حديثه.
باب الجنة دار الأسخياء
أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة
السهمي حدثنا أبو أحمد بن عدى حدثنا زيد بن عبد العزيز حدثنا جحدر حدثنا
بقية حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " الجنة دار الأسخياء ".
قال ابن عدى: جحدر يسرق الحديث ويروى المناكير ويزيد في الأسانيد
وقال الدارقطني: لا يصح هذا الحديث.
185

كتاب الصيام
باب سبب الامر بصوم رمضان
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي الخطيب حدثنا أبو الوليد
الحسن بن محمد بن علي البلخي حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ حدثنا محمد
بن محمود بن يونس بن مكرم الوزان حدثنا إبراهيم بن أبي إبراهيم السمرقندي
حدثنا موسى بن نصر البغدادي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن
مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " افترض الله على أمتي الصوم
ثلاثين يوما وافترض على سائر الأمم أقل وأكثر وذلك لان آدم لما أكل من
الشجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثين يوما، فلما تاب الله عليه أمره بصيام ثلاثين
يوما بلياليهن، وافترض على وعلى أمتي بالنهار وما نأكل بالليل ففضل من
الله عز وجل ".
قال الخطيب: موسى بن نصر هو أبو عمران الثقفي، سكن سمرقند وكان
غير ثقة. حدثني الحسين بن محمد أخو الخلال عن أبي سعيد عبد الرحمن بن
محمد الإدريسي قال: موسى بن نصر حدث بسمرقند عن الثوري ومالك
وغيرهما بالطامات.
باب حكم الهلال إذا غاب قبل الشفق
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الحسن بن علي عن علي بن عمر الحافظ عن أبي
حاتم بن حبان أنبأنا الفضل بن محمد العطار حدثنا إبراهيم بن موسى النجار
حدثنا حماد بن الوليد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إذا غاب الهلال عن الشفق فهو لليلة، وإذا غاب بعد
الشفق فهو لليلتين ".
186

قال ابن حبان: هذا خبر لا أصل له. وحماد بن الوليد كان يسرق ويلزق
بالثقاة ما ليس من حديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال. قال: وقد روى هذا
الحديث عن عبيد الله الوليد بن سلمة. والوليد يسرق الحديث أيضا.
قال المصنف قلت: وقد رواه رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد عن
نافع. قال يحيى: رشدين ليس بشئ، وقال النسائي: متروك.
باب النهى أن يقال رمضان
روى أبو أحمد بن عدى حدثنا علي بن سعيد بن بشير حدثنا محمد بن أبي
معشر حدثني أبي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم الله، ولكن قولوا شهر رمضان "
هذا حديث موضوع لا أصل له. وأبو معشر اسمه نجيح، كان يحيى بن
سعيد يضعفه ولا يحدث عنه ويضحك إذا ذكره. وقال يحيى بن معين: إسناده
ليس بشئ.
قال المصنف قلت: ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى رمضان، ولا يجوز
أن يسمى به إجماعا. وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: " إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ".
باب تزين الجنة لصوام رمضان
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا علي بن عمر
عن أبي حاتم البستي حدثنا محمد بن يزيد الزرقي حدثنا محمد بن يحيى الأزدي
حدثنا أصرم حدثنا محمد بن يونس الحارثي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليل رضوان
خازن الجنة، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: نحد (1) جنتي وزينها للصائمين من

(1) من كذلك بالأصل ولعلها مصحفة من " أعد ".
187

أمة أحمد، لا تغلقها عنهم حتى ينقضى شهرهم. ثم ينادى مالكا خازن جهنم:
يا مالك، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: اغلق أبواب الجحيم عن الصائمين
من أمة أحمد، لا تفتحها عليهم حتى ينقضى شهرهم. ثم ينادى جبريل: يا جبريل،
فيقول: لبيك ربى وسعديك، فيقول: انزل إلى الأرض فغل مودة الشياطين
عن أمة أحمد، لا يفسدوا عليهم صيامهم. ولله عز وجل في كل ليلة من رمضان
عند طلوع الشمس وعند وقت الافطار عتقاء يعتقهم من النار عبيد وإماء،
وله في كل سماء ملك ينادى، عرفه تحت عرش الرحمن ورجليه في تخوم الأرض
السابعة السفلى، جناح له بالمشرق مكلل بالمرجان والدر والجوهر، وجناح له بالمغرب
مكلل بالمرجان والدر والجوهر ينادى: هل من تائب يتاب عليه؟ هل من داع
يستجاب له؟ هل من مظلوم فينصر؟ هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل
يعطى سؤله. قال: والرب تعالى ينادى الشهر كله: عبيدي وإمائي أبشروا
أوشك أن ترفع عنكم هذه المؤنات إلى رحمتي وكرامتي، فإذا كانت ليلة القدر
ينزل جبريل في كبكبة من الملائكة تصل على كل عبد قائم وقاعد يذكر الله
عز وجل، وإذا كان يوم فطرهم باهى بهم ملائكته: يا ملائكتي ما جزاء
أجير وفى عمله؟ قالوا: رب جزاؤه أن يوفى أجره. قال: عبيدي وإمائي قضوا
فريضتي عليهم ثم خرجوا يعجون إلى بالدعاء، وجلالي وكرامتي وعلوي وارتفاع
مكاني لأجيبنهم اليوم: ارجعوا قد غفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات،
فيرجعون مغفورا لهم ".
هذا حديث لا يصح. وأصرم هو ابن حوشب. قال يحيى: كذاب خبيث
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة. وقد رواه أخصر من هذا مرة
أخرى. وروى لنا من حديث أنس أبسط من هذا من رواية عباد بن عبد الصمد
عن أنس. قال العقيلي: وعباد يروى عن أنس نسخة عامتها مناكير.
حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر وسعد الخير بن محمد قالا أنبأنا نصر بن
188

أحمد أنبأنا ابن رزقويه حدثنا أحمد بن سلمان حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي
حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن
بردة عن عبد الله بن مسعود أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وقد أهل
رمضان: لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها.
فقال رجل من خزاعة: حدثنا به. قال: إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول
حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش وصفقت في ورق
الجنة، فينظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا
الشهر أزواجا تقرأ عيننا بهم وتقرأ عينهم بنا. قال - فمن - [ما من] عبد يصوم رمضان
- إلا روح روحه - [زوج زوجة] من الحور العين، في خيمة من در مجوفة مما نعمت الله
عز وجل (حور مقصورات في الخيام) على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة
على لون الأخرى، ويعطى سبعون لونا من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر،
لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء موشحة بالدر، على كل سرير
سبعون فراشا بطائنها من إستبرق، وفوق السبعين فراشا سبعون أريكة، لكل
امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجاتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف
صحفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة لذة لا توجد لأوله، ويعطى زوجها
مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر، هذا لكل يوم صامه من رمضان سوى
ما عمل من الحسنات ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به جرير
ابن أيوب. قال يحيى: ليس بشئ. وقال الفضل بن دكين: كان يضع الحديث
وقال النسائي والدار قطني: متروك.
باب الغفران في أول ليلة من رمضان
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا أحمد بن محمد البزاز أنبأنا
189

أبو عبد الله الحسين بن المظفر الهمداني أنبأنا أبو القاسم سعد بن عبد الله أنبأنا
أبو منصور بن محمد الأصفهاني حدثنا حماد بن مدرك حدثنا عثمان بن عبد الله
القرشي حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى
خلقه الصيام فإذا نظر الله عبد لم يعذبه أبدا. ولله عز وجل في كل يوم ألف
ألف عتيق من النار، فإذا كان ليلة النصف من شهر رمضان أعتق الله فيها مثل
جميع ما أعتق في الشهر كله، وإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل
ما أعتق في الشهر كله، وإذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار
جل جلاله مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد
يوحى إليهم يا معشر الملائكة: ما جزاء الأجير إذا وفى عمله؟ فتقول الملائكة:
يوفى أجره. فيقول الله تعالى: أشهدكم أنى قد غفرت له ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه مجاهيل والمتهم
به عثمان بن عبد الله. قال ابن عدى: حدث بمناكير عن الثقاة وله أحاديث
موضوعة. وقال ابن حبان: يضع على الثقاة.
باب الغفران أول يوم من رمضان
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا أبو طاهر محمد بن
عبد الواحد الفقيه أنبأنا موسى بن عيسى بن عبد الله السراج حدثنا أبو بكر
أحمد بن موسى السوانيطي حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا قبيصة حدثنا
سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " إن الله تبارك وتعالى ليس بتارك أحدا صبيحة أول يوم من
رمضان إلا غفر له ".
هذا حديث لا يصح. قال يحيى: سلام ليس بشئ. وقال البخاري
190

والنسائي والدارقطني: متروك. وقال يزيد بن هارون: وزياد بن ميمون كذاب
وقال يحيى: ليس بشئ. وقال البخاري: تركوه.
باب كثرة العتق في رمضان
قد روينا في حديث عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم " أن لله تعالى في كل ليلة من رمضان عند الافطار ألف ألف عتيق من
النار ". وإسناد هذا يثبت. وفى مراسيل الحسن " ستمائة ألف عتيق ".
وهذا لا يصح. وقد روى لنا أن هؤلاء في كل يوم ولا يختص برمضان
وأنبأنا محمد بن أبي طاهر عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم حدثنا
الحسن بن عبيد الله القطان حدثنا عمرو بن هشام الحراني حدثنا يحيى بن حسين
عن الأزور بن غالب عن سليمان التيمي وثابت عن أنس أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " إن لله عز وجل في كل يوم ستمائة ألف عتيق من النار كلهم
قد استوجب النار ".
قال أبو حاتم: هذا ليس باطل لا أصل له، والأزور لا يحتج به إذا انفرد.
وقال البخاري: هو منكر الحديث.
باب تبشير السماوات والأرض الصائم بالجنة
أنبأنا أبو نصر الطوسي وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله بن البنا
وأبو الحسين بن المبارك الخياط وأبو الفضل بن العالمة قالوا حدثنا أبو الحسين بن
النقور ح. وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا عبد العزيز بن علي الحربي قالا
أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا البغوي حدثنا عيسى بن سالم الشاشي حدثنا
إبراهيم بن هدية قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " لو أن الله عز وجل أذن للسموات والأرض أن تتكلم لبشرت الذي
يصوم رمضان بالجنة ".
191

طريق ثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا يوسف
ابن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا علي بن معبد بن
شداد حدثنا عبد السلام بن عبد الله المذحجي حدثنا أبو عمرو عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أذن الله لأهل السماوات وأهل الأرض
أن يتكلموا لبشروا صائم رمضان بالجنة ".
طريق ثالث: روى نافع أبو هرمز عن أنس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " لو أذن الله للسموات والأرض أن يتكلما لقالتا الجنة لصوام
شهر رمضان ". هذا حديث لا يصح.
أما الطريق الأول فالمتهم به إبراهيم بن عبد ربه. قال ابن عدى: حدث
عن أنس بالبواطيل. وقال ابن حبان: دجال من الدجالين، يضع على
أنس، لا يحل لمسلم أن يكتب حديثه إلا على التعجب. وقال النسائي
والدارقطني: متروك.
وأما الطريق الثاني فقال العقيلي: عبد السلام عن أبي عمرو عن أنس إسناد
مجهول وحديث غير محفوظ.
وأما الثالث فقال يحيى: نافع ليس بشئ كذاب. وقال النسائي: ليس
بثقة. وقال الدارقطني: متروك.
قال المصنف قلت: والظاهر أنه سرقه من إبراهيم.
باب ثواب من فطر صائما في رمضان
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا بكر بن عبد الوهاب حدثنا عمرو بن علي حدثنا الفضل
ابن قرة حدثنا عمى الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب
عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فطر صائما على طعام
192

وشراب من حلال صلت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان، وصافحه جبريل
ليلة القدر، وصلى عليه. قال سلمان: إن كان لا يقدر إلى على قوته؟ قال: إن
فطر على كسرة خبز أو مذقة لبن أو شربة ماء كان له ذلك ".
وقد رواه أبو حاتم بن حبان من حديث حكيم بن خزام عن علي بن زيد فقال
فيه: " ومن يصافحه جبريل تكثر دموعه ويرق قلبه ".
هذا حديث لا يصح، وليس يرويه إلا الحسن وحكيم. فأما الحسن فتركه
أحمد بن حنبل، وقال يحيى: ليس بشئ. وأما حكيم فقال أبو حاتم الرازي:
هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: ولا أصل لهذا الحديث. وعلي بن زيد
ليس بشئ.
باب لا يكتب على الصائم بعد العصر ذنب
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي الحافظ حدثنا محمد بن عمر بن
بكير المقرى حدثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسن البزاز حدثني جد أبى
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري وإسحاق بن إبراهيم المروزي قالا حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك
ابن دينار عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله أوحى
إلى الحفظة ألا يكتبوا على صوام عبيدي بعد العصر ذنبا ".
طريق آخر: أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا عبيد الله بن محمد بن
عبيد الله النجار أنبأنا عبد الله بن محمد بن سليمان المخرمي حدثنا إبراهيم بن عبد الله
ابن أيوب حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا جعفر بن سليمان عن مالك
ابن دينار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى
يوحى إلى الحفظة: لا تكتبوا على صوام عبادي بعد العصر سيئة ".
193

هذا حديث لا يصح. قال الدارقطني: إبراهيم بن عبد الله ليس بثقة حدث
عن قوم ثقاة بأحاديث باطلة منها هذا الحديث، وهو باطل والاسناد كلهم ثقاة.
باب سلامة العام بسلامة رمضان
أنبأنا الجريري أنبأنا العشاري حدثنا الدارقطني حدثنا أبو محمد بن صاعد
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا سفيان
الثوري عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا سلمت الجمعة سلمت الأيام، وإذا سلم رمضان سلمت السنة ".
تفرد به عبد العزيز. قال يحيى: هو ليس بشئ هو كذاب يضع الحديث،
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: هو كذاب.
باب الافطار على التمر
روى موسى الطويل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من أفطر على تمرة من حلال زيد في صلاته أربعمائة صلاة ".
هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: موسى يروى عن أنس أشياء موضوعة
كان يضعها أو وضعت له لا يحل كتب حديثه إلا تعجبا.
باب سواك الصائم
روى إبراهيم بن - بسطار - [بيطار] الخوارزمي عن عاصم الأحول قال:
سألت أنس ابن مالك: أيستاك الصائم؟ قال: نعم. قلت: برطب السواك
ويابسه؟ قال: نعم. قلت: في أول النهار وآخره؟ قال: نعم. قلت له: عن
من؟ قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
قال ابن حبان: لا أصل لهذا الحديث من حديث رسول الله صلى الله عليه
194

وسلم ولا من حديث أنس. وإبراهيم يروى عن عاصم المناكير التي لا يجوز
الاحتجاج بها.
باب ما يبطل الصوم
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسن بن علي العدوي حدثنا خراش بن عبد الله
خادم أنس قال حدثني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تأمل
امرأة حتى يتبين له حجم عظامها ورأى ثيابها وهو صائم فقد أفطر ".
هذا حديث موضوع، وفى إسناده كذابان، أحدهما العدوي. قال ابن
عدى: كنا نتيقن أنه يضع. وقال ابن حبان: كان يروى عن شيوخ لم يرهم
ويضع على من رأى. وقال الدارقطني: متروك. والثاني خراش. قال ابن حبان:
لا يحل الاحتجاج به ولا كتب حديثه إلا على جهة الاعتبار، فإنه قد روى
أشياء إذا تأملها من هذا الشأن صناعته علم أنه كان يضع الحديث وضعا.
قال المصنف قلت: وهذا إنما يروى من كلام حذيفة. أنبأنا ابن ناصر أنبأنا
المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو إسحاق البرمكي حدثنا أبو بكر بن بخيت حدثنا
محمد بن صالح بن ذريح حدثنا هناد حدثنا المحاملي عن ليث عن طلحة الأباني عن
[أبى] خيثمة عن حذيفة قال: " من تأمل خلق امرأة من وراء الثياب أبطل
صومه ". قال المصنف قلت: وليث مجروح أيضا.
حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد البناء
حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا
أحمد بن جعفر الحمال حدثنا سعيد بن عنبسة حدثنا بقية حدثنا محمد بن الحجاج
عن جابان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خمس يفطرن
الصائم وينقضن الوضوء: الكذب، والنميمة، والغيبة، والنظر لشهوة، واليمين
195

الكاذبة ". هذا موضوع. ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه. قال يحيى
ابن معين: وسعيد كذاب.
باب ما يصنع من أفطر في رمضان متعمدا
أنبأنا عبد الحق بن عبد الخالق أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف حدثنا
محمد بن عبد الملك بن شيراز حدثنا الدارقطني حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق
حدثنا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي حدثنا أبي حدثنا الحرث بن عبيدة الكلاعي
حدثنا مقاتل بن سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " من أفطر يوما من شهر رمضان في الحضر فليهد بدنه
فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعا من تمر المساكين ".
هذا حديث لا يصح. ومقاتل قد كذبه وكيع والنسائي والساجي، وقال
البخاري: لا شئ البتة. والظاهر أن هذا الحديث من عمله، على أن الحارث
ضعيف. قال ابن حبان: يأتي عن الاثبات بما ليس من حديثهم.
حديث آخر: أنبأنا عبد الحق أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا محمد بن عبد
الملك حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا الحسن بن علي بن شبيب حدثنا
عبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش حدثنا محمد بن صبيح عن عمر بن أيوب
الموصلي عن صياد بن عقبة عن مقاتل بن حيان عن عمرو بن مرة عن عبد الوارث
الأنصاري قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين
يوما، ومن أفطر يومين كان عليه ستين [يوما]، ومن أفطر ثلاثة أيام كان
عليه تسعين يوما ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني:
لا يثبت هذا الاسناد ولا يصح عن عمرو بن مرة. وقال ابن حبان: لا يحل
196

الاحتجاج بعمر بن أيوب. قال ابن نمير: ومحمد بن صبيح ليس حديثه بشئ.
وقد روى هذا الحديث مندل مختصرا: أنبأنا عبد الحق أنبأنا عبد الرحمن
ابن أحمد حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا الدارقطني حدثنا أبو بكر النيسابوري
حدثنا أبو أمية الطرسوسي حدثنا أبو نعيم حدثنا مندل بن علي عن أبي هاشم عن
عبد الوارث عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أفطر يوما
من رمضان من غير عذر فعليه صيام شهر ".
قال أحمد ويحيى والنسائي والدارقطني: مندل ضعيف. وقال ابن حبان:
يستحق الترك.
باب ثواب صيام أيام البيض
أنبأنا أحمد بن عبيد الله بن كادش أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا عمر بن
شاهين حدثنا إسماعيل بن يحيى العبسي حدثنا محمد بن جمعة حدثنا عيسى بن حميد
حدثنا هشام بن عبد الله عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن محمد بن علي
بن الحسين عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صوم
البيض أول يوم يعدل ثلاثة ألف سنة، واليوم الثاني يعدل عشرة ألف سنة،
واليوم الثالث يعدل ثلاثة عشر ألف سنة ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله قط. قال
ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بهارون بن عنترة وابنه عبد الملك يضع الحديث.
وقال يحيى والسعدي: عبد الملك كذاب.
باب صوم عشر ذي الحجة
أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة
ابن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا أحمد بن حفص السعدي حدثنا إسحاق بن
197

وهب الواسطي ويوسف بن زكريا قالا حدثنا منصور بن مهاجر حدثنا محمد بن
المحرم عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة " أن شابا كان صاحب سماع، فكان
إذا هل هلال ذي الحجة أصبح صائما، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ما يحملك على صيام هذه الأيام؟ قال: بأبي وأمي يا رسول الله إنها أيام
المشاعر وأيام الحج عسى الله عز وجل أن يشركني في دعائهم. فقال: لك بكل
يوم عدل مائة رقبة تعتقها ومائة رقبة تهديها إلى بيت الله ومائة فرس تحمل عليها
في سبيل الله، فإذا كان يوم التروية فذلك عدل ألف رقبة وألف بدنة وألف
فرس تحمل عليها في سبيل الله، فإذا كان يوم عرفة فذلك عدل ألفى رقبة وألفى
بدنة وألفى فرس تحمل عليها في سبيل الله وصيام سنتين قبلها وسنتين بعدها ".
هذا حديث لا يصح. ومحمد [بن] المحرم كان أكذب الناس. قال يحيى:
ليس بشئ.
حديث آخر في ذلك: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا علي بن محمد الأنباري
أنبأنا ابن رزقويه حدثنا جعفر بن محمد بن بنت حاتم حدثنا أحمد بن محمد بن
حميد المقرى حدثنا أبو بلال الأشعري حدثنا علي بن علي المحيري عن الطبي عن أبي
صالح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام
العشر فله بكل يوم صوم شهر، وله بصوم يوم التروية سنة، وله بصوم يوم
عرفة سنتان ".
وهذا حديث لا يصح. قال سليمان التيمي: الطبي كذاب. وقال ابن حبان:
وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى وصفه.
باب صوم آخر يوم من السنة وأول الأخرى
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد حدثنا ابن أبي الفوارس
أنبأنا عمر بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب حدثنا أحمد بن شاذان حدثنا
198

أحمد بن عبد الله الهروي حدثنا قطب بن وهب عن ابن جريج عن عطاء عن
ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام آخر يوم من
ذي الحجة وأول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية وافتتح السنة المستقبلة
بصوم جعل الله له كفارة خمسين سنة ".
الهروي هو الجويباري، ووهب، كلاهما كذاب وضاع.
باب صوم تسعة أيام من أول المحرم
أنبأنا ظفر بن علي الهمداني أنبأنا أبو رجاء حمد بن أحمد التاجر حدثنا
أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل حدثنا
أبو زيد خالد بن النضر حدثنا إسماعيل بن عباد حدثنا سفيان بن حبيب عن
موسى الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صام تسعة أيام من أول المحرم بنى الله له قبة في الهوى ميلا في ميل لها
أربعة أبواب ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان:
موسى الطويل يورى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل كتبها إلا على التعجب.
باب في ذكر عاشوراء
قد تمذهب قوم من الجهال بمذهب أهل السنة، فقصدوا غيظ الرافضة،
فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء، ونحن براء من الفريقين. وقد صح أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصوم عاشوراء، إذ قال: إنه كفارة سنة،
فلم يقنعوا بذلك حتى أطالوا وأعرضوا وترقوا في الكذب.
فمن الأحاديث التي وضعوا: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر من لفظه
وكتابه مرتين قال أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا أبو طالب محمد بن علي
199

ابن الفتح العشاري، وقرأت على أبي القاسم الحريري عن أبي طالب العشاري
حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور البرسرى حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد
حدثنا إبراهيم الحربي حدثنا سريح بن النعمان حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن
الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز
وجل افترض على بنى إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء وهو اليوم
العاشر من المحرم، فصوموه ووسعوا على أهليكم فيه، فإنه من وسع على أهله
من ماله يوم عاشوراء وسع عليه سائر سنته، فصوموه فإنه اليوم الذي تاب الله
فيه على آدم، وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وهو اليوم الذي
نجى فيه إبراهيم من النار، وهو اليوم الذي أخرج فيه نوحا من السفينة، وهو
اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح،
وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذي رد الله على
يعقوب بصره، وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم
الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، وهو اليوم الذي فلق الله فيه البحر
لبنى إسرائيل، وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر، وفى
هذا اليوم عبر موسى البحر، وفى هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم
يونس، فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة أربعين سنة، وأول يوم خلق
الله من الدنيا يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشوراء،
وأول رحمة نزلت يوم عاشوراء، فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام
الدهر كله، وهو صوم الأنبياء، ومن أحيى ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله
تعالى مثل عبادة أهل السماوات السبع، ومن صلى أربع ركعات يقرأ في كل
ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد غفر الله خمسين عاما ماض
وخمسين عاما مستقبل وبنى له في الملا الأعلى ألف ألف منبر من نور، ومن سقى
شربة من ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومن أشبع أهل بيت مساكين
200

يوم عاشوراء، مر على الصراط كالبرق الخاطف. ومن تصدق بصدقة يوم
عاشوراء فكأنما لم يرد سائلا قط، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضا
إلا مرض الموت، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينيه تلك السنة كلها،
ومن أمر يده على رأس يتيم فكأنما بر يتامى ولد آدم كلهم، ومن صام يوم
عاشوراء أعطى ثواب عشرة ألف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب
ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف شهيد، ومن
صام يوم عاشوراء كتب له أجر سبع سموات وفين خلق الله السماوات و الأرضين
والجبال والبحار، وخلق العرش يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء،
وخلق اللوح يوم عاشوراء، وخلق جبريل يوم عاشوراء، ورفع عيسى يوم
عاشوراء، وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء،
ومن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم ".
هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه ولقد أبدع من وضعه وكشف القناع
ولم يستحيى وأتى فيه المستحيل وهو قوله: وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء،
وهذا تغفيل من واضعه لأنه إنما يسمى يوم عاشوراء إذا سبقه تسعة. وقال فيه
خلق السماوات والأرض والجبال يوم عاشوراء.
وفى الحديث الصحيح: " أن الله تعالى خلق التربة يوم السبت وخلق
الجبال يوم الأحد "، وفيه التحريف في مقادير الثواب الذي لا يليق بمحاسن
الشريعة، وكيف يحسن أن يصوم الرجل يوما فيعطى ثواب من حج واعتمر
وقتل شهيدا، وهذا مخالف لأصول الشرع، ولو ناقشناه على شئ بعد شئ
لطال، وما أظنه إلا دس في أحاديث الثقاة، وكان مع الذي رواه نوع تغفل
ولا أحسب ذلك إلا في المتأخرين، وإن كان يحيى بن معين قد قال في ابن أبي
الزناد: ليس بشئ ولا يحتج بحديثه، واسم أبى الزناد عبد الله بن ذكوان
201

واسم ابنه عبد الرحمن كان ابن مهدي لا يحدث عنه. وقال أحمد: هو مضطرب
الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به، فلعل بعض أهل الهوى قد
أدخله في حديثه.
حديث آخر: أنبأنا عبد الله بن علي المقرى أنبأنا جدي أبو منصور الخياط
أنبأنا عبد السلام بن أحمد الأنصاري حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس أنبأنا
الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل حدثنا أحمد بن محمد بن مصعب حدثنا محمد بن
عبد الله بن قهزاد حدثنا حبيب بن أبي حبيب عن إبراهيم الصائغ عن ميمون
بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام
يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة بصيامها وقيامها، ومن صام يوم
عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى
ثواب ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف
شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب الله له أجر سبع سموات، ومن أفطر عنده
مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد، ومن أشبع جائعا في
يوم عاشوراء فكأنما أطعم جميع فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم
ومن مسح على رأس يتيم رفعت له بكل شعرة على رأسه في الجنة درجة، قال فقال
عمر يا رسول الله لقد فضلنا الله عز وجل بيوم عاشوراء؟ قال: نعم خلق الله عز
وجل يوم عاشوراء والأرض كمثله، وخلق الجبال يوم عاشوراء والنجوم كمثله
وخلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله، وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته
يوم عاشوراء، وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء، ونجاه الله
من النار يوم عاشوراء، وفداه الله يوم عاشوراء، وغرق فرعون يوم عاشوراء
ورفع إدريس يوم عاشوراء، وولد في يوم عاشوراء، وتاب الله على آدم في يوم
عاشوراء، وغفر ذنب داود في يوم عاشوراء، وأعطى الله الملك لسليمان يوم
عاشوراء، وولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء، واستوى الرب عز
202

وجل على العرش يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء ".
هذا حديث موضوع بلا شك. قال أحمد بن حنبل: كان حبيب بن أبي
حبيب يكذب. وقال ابن عدى: كان يضع الحديث. وفى الرواة من يدخل
بين حبيب وبين إبراهيم إبله. وقال أبو حاتم أبو حبان: هذا حديث باطل
لا أصل له. قال وكان حبيب من أهل مرو يضع الحديث على الثقاة لا يحل
كتب حديثه إلا على سبيل القدح فيه.
حديث آخر: أنبأنا عبد الله بن علي المقرى أنبأنا جدي أبو منصور المقرى
أنبأنا عبد السلام بن أحمد الأنصاري أنبأنا أبو الفتح بن أبي الفوارس حدثنا
عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح حدثنا إبراهيم بن فهد
حدثنا عبد الله بن عبد الجليل حدثنا هيصم بن شداخ عن الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من وسع
على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ".
قال العقيلي: الهيصم مجهول والحديث غير محفوظ. قال ابن حبان: الهيصم
يروى الطامات لا يجوز الاحتجاج به. وقد روى هذا الحديث سليمان بن أبي
عبد الله عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلي:
وسليمان مجهول و الحديث غير محفوظ ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حديث مسند.
حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي
أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم أنبأنا عبد العزيز بن محمد الوراق
حدثنا علي بن محمد الوراق حدثنا الحسين بن بشر حدثنا محمد بن الصلت حدثنا
جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من اكتحل بالأثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا ".
203

قال الحاكم: أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر. قال: والاكتحال يوم
عاشوراء لم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أثر وهو بدعة ابتدعها قتلة
الحسين عليه السلام. وقال أحمد: لا يشتغل بحديث جويبر. وقال يحيى: ليس
بشئ. وقال النسائي والدارقطني: متروك.
حديث آخر: أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا
أبو نعيم الحافظ أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن مسلم حدثنا إسماعيل بن محمد بن
حسين قال سمعت عبد الله بن معاوية يقول سمعت أبي سمع أباه يحدث عن جده
عن أبي أمية عنبسة بن أمية بن خلف الجمحي قال: " رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم على يدي صرد فقال: هذا أول طير صام عاشوراء ".
أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي حدثنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن
العباس بن نجيح البزار حدثنا إسماعيل بن إسحاق البزار الرقي حدثنا عبد الله بن
معاوية الجمحي قال سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عن أبي عليط بن أمية
ابن خلف الجمحي قال: " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى يدي صرد
فقال: هذا أول طير صام عاشوراء ".
قال إسماعيل بن إسحاق الرقي: كان عبد الله بن معاوية من ولد أبى غليظ
كذا روى لنا في هذه الرواية بالغين والظاء المعجمتين، وقد أنبأنا القزاز أنبأنا
أبو بكر بن ثابت أبا بشرى بن عبد الله الروي حدثني عمر بن أحمد بن يوسف
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال سمعت عبد الله بن معاوية فذكره بإسناد مثله
سواء إلا أنه قال عليط بالعين والطاء المهملتين.
هذا حديث لا يصح ولا يعرف في الصحابة عنبسة ولا أبو غليظ ولا أبو عليط
قال البخاري: عبد الله بن معاوية منكر الحديث. وقال العقيلي: يحدث بمناكير
لا أصل لها. ومما يرد هذا أن الطير لا يوصف بصوم.
204

باب صوم رجب
وفيه أحاديث:
الحديث الأول: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا أحمد بن الحسن
ابن خيرون أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الحرفي أنبأنا أبو بكر محمد بن
الحسن النقاش حدثنا أبو عمر أحمد بن العباس الطبري حدثنا الكسائي حدثنا
أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر
أمتي، فمن صام رجب إيمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر وأسكنه
الفردوس الأعلى، ومن صام من رجب يومين فله من الاجر ضعفان ووزن كل
ضعف مثل جبال الدنيا، ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين النار
خندقا طول مسيرة ذلك سنة، ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلاء
من الجنون والجذام والبرص من فتنة المسيح الدجال ومن عذاب القبر، ومن
صام من رجب ستة أيام خرج من قبره ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر، ومن
صام من رجب سبعة أيام فإن لجهنم سبعة أبواب يغلق الله عنه بصوم كل يوم
بابا من أبوابها، ومن صام من رجب ثمانية أيام فإن للجنة ثمانية أبواب يفتح
الله له بصوم كل يوم بابا من أبوابها، ومن صام من رجب تسعة أيام خرج من
قبره وهو ينادى لا إله إلا الله ولا يرد وجهه دون الجنة، ومن صام من رجب
عشرة أيام جعل الله له على كل ميل من الصراط فراشا يستريح عليه، ومن صام
من رجب أحد عشر يوما لم ير في القيامة غداء أفضل منه إلا من صام مثله
أو زاد عليه، ومن صام من رجب اثنى عشر يوما كساه الله عز وجل يوم
القيامة حلتين: الحلة الواحدة خير من الدنيا وما فيها، ومن صام من رجب
ثلاثة عشر يوما يوضع له يوم القيامة مائدة في ظل العرش فيأكل والناس في
205

شدة شديدة، ومن صام من رجب أربعة عشر يوما أعطاه الله تعالى من الثواب
ما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ومن صام من رجب
خمسة عشر يوما يقفه الله يوم القيامة موقف الآمنين ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكسائي لا يعرف
والنقاش متهم.
الحديث الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنبأنا أحمد بن محمد
ابن النقور أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجنيدي حدثنا إسماعيل بن
العباس الوراق حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ حدثنا خالد بن يزيد
العربي حدثنا عمرو بن الأزهر عن أبان عن أنس مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من صام ثلاثة أيام من رجب كتب الله له صيام شهر،
ومن صام سبعة أيام من رجب أغلق الله سبعة أبواب من النار، ومن صام ثمانية
أيام من رجب فتح الله له ثمانية أبواب من الجنة، ومن صام نصف رجب
كتب الله له رضوانه، ومن كتب له رضوانه لم يعذبه، ومن صام رجب كله
حاسبه الله حسابا يسيرا ".
هذا حديث لا يصح. وفى صدره أبان. قال شعبة: لان أزنى أحب إلى
من أن أحدث عن أبان. وقال أحمد والنسائي والدارقطني: متروك. وفيه عمرو
ابن الأزهر. قال أحمد: كان يضع الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال
الدارقطني: كذاب. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة ويأتي
بالموضوعات عن الاثبات لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه.
الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن أبي طاهر البزار أنبأنا أبى حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق حدثني عثمان بن أحمد بن
عبد الله حدثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي حدثنا الحسين بن علي بن يزيد
206

الصدائي حدثنا أبي حدثنا هارون بن عنترة عن أبيه عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شهر رجب شهر
عظيم، من صام منه يوما كتب الله له صوم ألف سنة، ومن صام يومين كتب
الله له صيام ألفى سنة، ومن صام ثلاثة أيام كتب الله له صيام ثلاثة ألف سنة،
ومن صام من رجب سبعة أيام أغلقت عنه أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية
أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، ومن صام منه خمس
عشرة يوما بدلت سيئاته حسنات ونادى مناد من السماء: قد غفر الله لك
فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله عز وجل ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم
ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بهارون يروى المناكير الكثيرة حتى تسبق إلى
قلب المستمع لها أنه المتعمد لها.
الحديث الرابع: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا علي بن
أحمد الرزاز أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا خلف بن الحسين بن خوان
الواسطي حدثنا زكريا بن يحيى المقرى حدثنا فضالة بن حصين حدثنا رشدين
أبو عبد الله عن الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن أبي ذر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوما من رجب عدل صيام شهر،
ومن صام منه سبعة أيام غلقت أبواب الجحيم السبعة، ومن صام منه ثمانية
أيام فتحت أبواب الجنة الثمانية، ومن صام منه عشرة أيام بدل الله سيئاته
حسنات، ومن صام منه ثمانية عشر يوما نادى مناد أن قد غفر كل ما مضى
فاستأنف العمل ".
هذا حديث لا يصح. قال يحيى بن معين: الفرات بن السائب ليس بشئ،
وقال البخاري والدارقطني: متروك.
207

الحديث الخامس: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن أيوب القطان حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان
حدثنا أبي حدثنا حصين بن مخاوف عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين قال
سمعت أبي يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحيى ليلة من رجب
وصام يوما، أطعمه الله من ثمار الجنة، وكساه من حلل الجنة، وسقاه من الرحيق
المختوم، إلا من فعل ثلاثا: من قتل نفسا، أو سمع مستغيثا يستغيث بليل أو
نهار فلم يغثه، أو شكا إليه أخوه حاجة فلم يفرج عنه ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به حصين
قال الدارقطني: يضع الحديث. قال المؤتمن به أحمد الساجي الحافظ: كان عبد
الله الأنصاري لا يصوم رجب وينهى عن ذلك يقول: ما صح في فضل رجب
وفى صيامه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ.
208

كتاب الحج
باب إثم من استطاع الحج ولم يحج
فيه عن علي وأبي هريرة وأبى أمامة رضي الله عنهم.
فأما حديث علي عليه السلام: فأنبأنا الكروخي أنبأنا أبو عامر الأزدي
وأبو بكر الغورجي قالا أنبأنا أبو محمد بن الجراح حدثنا ابن محبوب حدثنا
النهدي حدثنا محمد بن يحيى القطيعي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هلال بن
عبد الله مولى ربيعة بن عمرو حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت
الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا ".
وأما حديث أبي هريرة: فأنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل
ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا أحمد بن يحيى
ابن زهير حدثنا عبد الرحمن بن سعيد حدثنا عبد الرحمن القطامي حدثنا أبو المهزم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات ولم يحج حجة
الاسلام في غير وجع حابس أو حجة طاهرة أو سلطان جائر، فليمت أي الميتتين
إما يهوديا أو نصرانيا.
وأما حديث أبي أمامة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن
عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عبد الصمد حدثنا عمار بن مطر حدثنا
شريك عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من لم يمنعه من الحج مرض حابس أو حاجة فليمت إن
شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا ".
209

الطريق الثاني: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الخطيبي أنبأنا عبد الرزاق
ابن عمر بن شمة أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن زاذان المقرى حدثنا أبو عروبة
الحراني أنبأنا المغيرة بن عبد الرحمن حدثنا يزيد بن هارون حدثنا شريك عن
ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من لم يحبسه مرض أو حاجة ظاهرة أو سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء
يهوديا أو نصرانيا " هذا حديث لا يصح.
أما حديث علي عليه السلام فقال الترمذي: هلال بن عبد الله مجهول،
و - الحرث معد - [وأما الحارث فقد] كذبه الشعبي وغيره.
وأما حديث أبي هريرة ففيه أبو المهزم واسمه يزيد بن سفيان. قال يحيى:
ليس حديثه بشئ وقال النسائي: متروك الحديث. وفيه عبد الرحمن القطامي.
قال عمرو بن علي الفلاس: كان كذابا، وقال ابن حبان: يجب تنكب رواياته.
وأما حديث أبي أمامة ففي الطريق الأول عمار بن مطر. قال العقيلي:
يحدث عن الثقاة بالمناكير، وقال ابن عدى: متروك الحديث. وفى الطريق
الثاني المغيرة بن عبد الرحمن. قال يحيى: ليس بشئ. وفى ليث وقد ضعفه ابن
عيينة وتركه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن مهدى وأحمد، وإنما روى
عبد الرحمن بن غنم عن عمر أنه قال: " من أمكنه الحج فلم يحج فليمت إن شاء
يهوديا أو نصرانيا ".
باب في رضى الله عمن يقدر له الحج
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت حدثنا أبو بكر أحمد
بن محمد الأسناني حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى الكعبي حدثنا
أبو نصر الزبيبي حدثنا هودة عن سعيد بن عبد الرحمن عن جده عن المقداد بن
الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل
210

لا ييسر لعبده - يعنى الحج - إلا بالرضى، فإذا رضى عنه أطلق له الحج ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان:
سعيد بن عبد الرحمن يورى عن الثقاة الموضوعات - بتحايل - [يتخيل] من
سمعها أنه المتعمد لها.
باب في الدعاء عشية عرفة
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل
حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا
عزرة بن قيس اليحمدي حدثتني أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان قالت:
سمعت عبد الله بن مسعود يقول: " ما من عبد ولا أمة دعا الله ليلة عرفات بهذه
الدعوات - وهي عشر كلمات - ألف مرة، إلا لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه،
إلا قطيعة رحم أو مأثم: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض
موطأه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في السماء سلطانه، سبحان
الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي في الهواء
روحه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي
لا منجا ولا ملجا منه إلا إليه. قالت أم الفيض فقلت لعبد الله بن مسعود: عن
النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت - [قال] نعم ". أنبأنا به ابن ناصر أنبأنا أبو على
الحسن بن أحمد حدثنا ابن أبي الفوارس حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا
محمد بن عبد الله بن رميثة حدثنا عبد السلام بن عمر الخشني حدثنا عرزة بن
ثابت بن قيس فذكر نحوه.
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلي: عزرة
لا يتابع على حديث، وقال يحيى بن معين: عزرة
211

دعاء يوم عرفة
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا الحسن بن أحمد الفقيه أنبأنا عبد الله بن أحمد بن
عثمان حدثنا محمد بن علي بن زيد حدثنا يعقوب بن إبراهيم الحصاص حدثنا محمد
ابن المنذر حدثنا عبد الله بن عمران العابدي حدثنا عبد الرحمن بن زيد العمى
عن أبيه عن الحسن ومعاوية بن قرة وأبى وائل عن علي بن أبي طالب وابن
مسعود قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس في الموقف قول ولا عمل
أفضل من هذا الدعاء، وأول من ينظر الله عز وجل إليه صاحب هذا القول إذا
وقف بعرفة مستقبل البيت الحرام بوجهه ويبسط يديه كهيئة الداعي، ثم يلبى
ثلاثا ويكبر ثلاثا ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
يحيى ويميت بيده الخير، يقول ذلك مائة مرة، ثم يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله
العلى العظيم، أشهد أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما
يقول ذلك مائة مرة، ثم يتعوذ من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم،
يقول ذلك ثلاث مرات، ثم يقرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرات ويبدأ في كل مرة
ببسم الله الرحمن الرحيم، وفى آخر فاتحة الكتاب يقول في كل مرة آمين، ثم
يقرأ قل هو الله أحد مائة مرة، يقول بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يصلى على النبي
صلى الله عليه وسلم، يقول صلى الله وملائكته على النبي الأمي وعليه السلام
ورحمة الله وبركاته، ثم يدعو لنفسه ويجتهد في الدعاء لوالديه ولقراباته ولاخوانه
في الله من المؤمنين والمؤمنات، فإذا فرغ من دعائه عاد في مقالته هذا بقوله ثلاثا:
لا يكون له في الموقف قول ولا عمل حتى يمسى غير هذا، فإذا أمسى باهى الله
به الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي استقبل بيتي وكبرني ولباني وسبحني
وحمدني وهللني وقرأ بأحب السور إلى وصلى على نبيي، أشهدكم أنى قد قبلت
عمله وأوجبت له أجره وغفرت له ذنبه وشفعته فيمن شفع له، ولو شفع في أهل
الموقف شفعته فيهم ".
212

هذا حديث موضوع: قال يحيى بن معين: عبد الرحيم كذاب، وقال
النسائي: متروك الحديث. قال ابن حبان: ومحمد بن المنذر لا يحل كتب حديثه
إلا على سبيل الاعتبار.
باب ذم من تزوج قبل الحج
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا أحمد بن جمهور
القرصاني حدثنا محمد بن أيوب حدثني أبي عن رجاء بن نوح حدثتني ابنة وهب
ابن منبه عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تزوج
قبل أن يحج فقد بدأ بالمعصية ".
هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: كان محمد بن أيوب يروى الموضوعات
لا يحل الاحتجاج به، فأما أبوه فقال يحيى: ليس بشئ.
باب عموم المغفرة للحاج
الحديث الأول: أنبأنا محمد بن أبي القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد
الحداد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن
ابن سفيان حدثنا إسماعيل بن هود حدثنا أبو هشام حدثنا عبد الرحيم بن هارون
الغساني عن عبد العزيز بن أبي رواد قال أبو نعيم حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
مخلد حدثنا سهل بن موسى حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري حدثنا بشار بن بكر
الحنفي حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: " خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة فقال: أيها الناس إن الله تعالى تطاول عليكم في
مقامكم هذا، فقبل من محسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، ووهب مسيئكم لمحسنكم،
والتبعات فيما بينكم ضمن عوضها من عنده، أفيضوا على اسم الله. فقال أصحابه
يا رسول الله أفضت بنا بالأمس كئيبا حزينا وأفضت بنا اليوم فرحا مسرورا.
213

قال: سألت ربى بالأمس شيئا فلم يجد به، فلما كان اليوم الثاني أتاني جبريل
فقال: يا محمد إن الله تعالى قد أقر عينك بالتبعات " والسياق لبشار بن بكر،
وفى حديث أبي هاشم اختصار.
الحديث الثاني: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني إبراهيم بن الحجاج وأنبأنا محمد بن عبد الملك
أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا
علي بن سعيد حدثنا أيوب بن محمد الصالحي قالا حدثنا عبد القاهر بن السرى
حدثنا ابن كنانة وقال ابن الحصين حدثنا عبد الله بن كنانة بن عباس بن
مرداس السلمي أن أباه حدثه عن أبيه العباس بن مرداس " أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم دعا ربه عشية عرفة بالمغفرة لامته، وأن الله أجابه بالمغفرة لامته،
إلا من ظلم بعضهم بعضا، فإنه أخذ للمظلوم من الظالم. قال فأعاد الدعاء فقال:
أي رب إنك قادر أن تثيب المظلوم خيرا من مظلمته الجنة وتغفر لهذا الظالم.
قال: فلم يجب تلك العشية شيئا، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء فأجابه عز وجل
أن قد فعلت. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تبسم. فقال أبو بكر
وعمر: والله لقد ضحكت في ساعة ما كنت تضحك فيها، فما أضحكك أضحك
الله سنك؟ فقال: ضحكت أن الخبيث إبليس حين علم أن الله قد غفر لامتي
[و] استجاب دعائي أهوى يحثى التراب على رأسه ويدعو بالويل والثبور،
فضحكت من الخبيث من جزعه.
الحديث الثالث: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا على
ابن عمر عن أبي حاتم البستي حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا محمد
ابن غالب تمتام حدثنا يحيى بن عنبسة حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن
ابن عمر قال: " وقف بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة، فلما كان
214

عند الدفعة استنصت الناس فأنصتوا فقال: يا أيها الناس إن ربكم قد تطول عليكم
في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم فأعطى محسنكم ما سأل وغفر ذنوبكم إلا
التبعات ادفعوا باسم الله، فلما مر بالمزدلفة وقف بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
سحرا، فلما كان عند الدفعة استنصت الناس فأنصتوا فقال يا أيها الناس إن ربكم
قد تطاول عليكم في يومكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى لمحسنكم
ما سأل وغفر ذنوبكم وغفر التبعات وضمن لأهلها الثواب ادفعوا باسم الله، فقام
أعرابي فأخذ بزمام الناقة فقال: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما بقي من عمل
إلا وقد علمته وإني لأحلف على اليمين الفاجرة فهل أدخل فيمن وقف؟ قال:
يا أعرابي أتشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله؟ قال: نعم بأبي أنت.
قال: يا أعرابي إنك إن تحسن فيما يستأنف غفر لك "
الحديث الرابع: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي
حاتم بن حبان حدثنا عمر بن سعيد حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي
الأزدي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " إذا كان يوم عرفة غفر الله للحاج، فإذا كان ليلة المزدلفة
غفر الله للتجار، وإذا كان يوم منى غفر الله للحمالين، وإذا كان يوم جمرة
العقبة غفر الله للسؤال، فلا يشهد ذلك الموضع أحد إلا غفر له ".
الحديث الخامس: أنبأنا أبو نصر عبد الجبار بن إبراهيم بن عبد الوهاب
بن منده أنبأنا عمى يحيى بن عبد الوهاب أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم
الضبي حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديري أنبأنا
عبد الرزاق أنبأنا معمر عن من سمع قتادة يقول حدثنا خلاس بن عمرو عن عبادة
ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة: " يا أيها
الناس إن الله تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم
ووهب مسيئكم لمحسنكم وأعطى محسنكم ما سأل، فادفعوا باسم الله، فلما
215

كانوا بجمع قال: إن الله قد غفر لصالحيكم وشفع صالحيكم في طالحيكم ينزل
المغفرة فتعمهم ثم يفرق المغفرة في الأرض فتقع على كل تائب ممن حفظ لسانه
ويده. وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله فيهم، فإذا
نزلت المغفرة دعا وجنوده بالويل يقول: كنت استفززتهم حينا من الدهر، ثم
جاءت المغفرة فغشيتهم، فيتفرقون وهم يدعون بالويل والثبور ".
ليس في هذه الأحاديث شئ يصح.
أما [الحديث] الأول فتفرد به عبد العزيز بن أبي دواد ولم يتابع عليه.
قال ابن حبان: كان يحدث على التوهم والحسبان فبطل الاحتجاج به. وقد رواه
عنه اثنان: عبد الرحيم بن هارون. قال الدارقطني: متروك الحديث يكذب،
والثاني بشار بن بكير وهو مجهول.
وأما الحديث الثاني فقال ابن حبان: كأنه منكر الحديث جدا فلا أدرى
التخليط منه أو من ابنه ومن أيهما كان فقد سقط الاحتجاج به.
وأما الحديث الثالث ففيه يحيى بن عنبسة. قال ابن حبان: هو دجال
يضع الحديث.
وأما الحديث الرابع فقال ابن حبان: ليس هذا الحديث من كلام رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث أبي هريرة ولا الأعرج ولا مالك، والحسن
ابن علي كان يضع على الثقاة لا يحل كتب حديثه ولا الرواية عنه بحال.
وأما الحديث الخامس فراويه عن قتادة مجهول وخلاس ليس بشئ كان مغيرة
لا يعبأ به. وقال أيوب: لا ترو عنه فإنه صحيفي.
باب أن المدينة فتحت بالقرآن
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا
ابن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا زهير بن حرب حدثنا محمد بن الحسن المديني
216

حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " فتحت القرى بالسيف وفتحت المدينة بالقرآن ".
قال أحمد بن حنبل: هذا منكر لم يسمع من حديث مالك ولا هشام
إنما هذا قول مالك لم يروه عن أحد. قد ريت هذا الشيخ يعنى محمد بن الحسن
كان كذابا.
باب ذم من حج ولم يزر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا الحسن بن علي عن الدارقطني عن أبي
حاتم بن حبان حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن محمد بن النعمان بن شبل
حدثني جدي عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني ".
قال ابن حبان: " النعمان يأتي عن الثقاة بالطامات. وقال الدارقطني: الطعن
في هذا الحديث من محمد بن محمد لا من النعمان.
باب ثواب من مات في طريق مكة
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أحمد بن يوسف حدثنا
ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن موسى الكوفي حدثنا محمد بن عمرو بن
يونس حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي حدثني أبو معشر المديني عن محمد بن
المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات في
طريق مكة لم يعرضه الله عز وجل يوم القيامة ولم يحاسبه ".
هذا حديث لا يصح والمتهم به إسحاق بن ظهير وقد كذبه ابن أبي شيبة
وغيره. وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. وقد روى هذا الحديث
عايد بن بشير عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال يحيى
217

ابن معين: عايد ضعيف روى أحاديث مناكير. وقال ابن عدى: تفرد به عايد
عن عطاء. وقال ابن حبان: كان كثير الخطأ لا يحتج بما انفرد به.
باب ثواب من مات في أحد الحرمين
فيه عن سلمان وجابر:
فأما حديث سلمان فأنبأنا أبو العز أحمد بن عبد الله العكبري أنبأنا محمد
ابن علي بن الفتح أنبأنا أبو حفص بن شاهين أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الرحيم الحمصي حدثنا الحسن بن علي بن الوليد الكرابيسي حدثنا خلف
ابن عبد الرحمن بن الحسن حدثنا أبو الفتوح عبد الغفور بن سعيد الواسطي
عن أبي هاشم عن زاذان عن سليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وجاء يوم القيامة من الآمنين ".
وأما حديث جابر: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة
ابن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن علي بن مهدي حدثنا موسى بن
عبد الرحمن حدثنا زيد بن الحباب أخبرني عبد الله بن المؤمل حدثنا أبو الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات في أحد الحرمين مكة
أو المدينة بعث آمنا ". هذان حديثان لا يصحان.
أما حديث سلمان ففيه ضعفاء، والمتهم به عبد الغفور. قال يحيى بن معين:
ليس بشئ، وقال البخاري: منكر الحديث تركوه، وقال ابن حبان: كان
يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
وأما حديث جابر ففيه عبد الله بن المؤمل. قال أحمد: أحاديثه مناكير،
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وفيه موسى بن عبد الرحمن
قال ابن حبان: دجال يضع الحديث.
218

باب ثواب من مات بين الحرمين
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن علي بن خلف أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله الحاكم حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي حدثني محمد
ابن إسماعيل بن سالم الصائغ حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا مالك بن أنس عن
نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مات بين
الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله بلا حساب عليه ولا عذاب ".
وهذا لا يصح. قال البخاري: عبد الله بن نافع منكر، وقال يحيى: ليس
بشئ، وقال النسائي: متروك الحديث.
باب ثواب من يحج عن غيره
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا أبو أحمد
ابن عدى حدثنا علي بن أحمد بن حاتم حدثنا إسحاق بن إبراهيم السختياني
حدثنا إسحاق بن بشر حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة: الميت
والحاج عنه والمنقد له ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به إسحاق بن
بشر وهو في عداد من يضع الحديث.
باب في مثل من حج عن غيره
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا أبو أحمد بن عدى
حدثنا المفضل بن محمد أبو سعيد الجندي حدثنا أبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصي
حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير عن أبيه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل
219

الذي يحج عن أمتي كمثل أم موسى كانت ترضعه وتأخذ الكراء من فرعون ".
هذا حديث موضوع والخطأ فيه منسوب إلى إسماعيل بن عياش. قال ابن حبان
تغير حفظه فكثر الخطأ في حديثه وهولا يعلم فخرج عن حد الاحتجاج به.
باب في فضل بيت المقدس
روى يوسف عن عطية عن أبي سنان عن الضحاك بن عبد الرحمن بن
عرزب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من مات في بيت
المقدس فكأنما مات في السماء ".
هذا حديث موضوع. قال يحيى: يوسف بن عطية ليس بشئ.
باب النهى أن يقال يثرب
أنبأنا الجريري أنبأنا العشاري حدثنا الدارقطني حدثنا عبد الله بن محمد
حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا صالح بن عمر عن يزيد بن أبي زياد عن
ابن أبي ليلى عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال
للمدينة يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات ".
هذا حديث لا يصح تفرد به صالح عن يزيد. قال ابن المبارك: أم بيزيد
وقال أبو حاتم الرازي: كل أحاديثه موضوعة. وقال النسائي: متروك الحديث.
220

كتاب السفر
باب أن المسافر شهيد
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمر والفارسي أنبأنا
ابن عدى حدثنا أحمد بن عمرو الزنبقي حدثنا أبو البختري بن شاكر حدثنا أحمد
ابن محمد البصري حدثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة حدثنا مسعر عن أبي الزبير
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسافر شهيد ".
هذا حديث لا يصح. وفيه ابن المغيرة. قال العقيلي: يحدث بما لا أصل له.
وفيه المصري. قال ابن عدى: كذبوه وأنكرت عليه أشياء.
أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي أنبأنا أبو عبد الله القضاعي أنبأنا أبو محمد عبد
الرحمن بن عمر حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا عبد الله بن أيوب حدثنا
إبراهيم بن بكر حدثنا عبد العزيز بن أبي داود حدثنا عكرمة عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " موت الغريب شهادة ".
هذا لا يصح. أما إبراهيم بن بكر فقال ابن عدى: كان يسرق الحديث.
وقال أبو الفتح الأزدي: تركوه. وأما عبد الله بن أيوب فقال الدارقطني:
متروك.
باب في المراكب
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد
حدثنا العقيلي حدثني أحمد بن داود حدثنا هشام بن عبد الملك أبو تقى حدثنا
بقية حدثنا مبشر بن عبيد عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " شر الحمير الأسود القصير ".
221

هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به مبشر.
قال أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة يضع الحديث ويكذب. وقال الدارقطني:
كان يكذب. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا تعجبا.
باب ركوب ثلاثة على دابة
أنبأنا علي بن عبد الله أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور حدثنا أبو الحسين محمد
ابن عبد الله بن الحسين حدثنا البغوي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع
عن أبي العنبس عن زاذان " انه رأى ثلاثة على بغل فقال: لينزل أحدكم فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الثالث.
هذا حديث ليس بصحيح وإسناده منقطع. وقد صح أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم دخل المدينة راكبا فتلقى بالصبيان، فحمل واحدا بين يديه وآخر خلفه،
فدخلوا المدينة ثلاثة على دابة.
باب النهى أن تسمى الطريق سكة
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف حدثنا
العقيلي حدثنا يوسف بن أحمد بن الأشيب حدثنا أحمد بن داود حدثنا عبد الرزاق
أنبأنا معمر عن ثابت عن أنس قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
تسمى الطريق سكة.
هذا حديث لا أصل له، والمتهم به أحمد بن داود، وهو ابن أخت عبد
الرزاق. قال أحمد بن حنبل: هو من أكذب الناس.
باب ثواب خدمة المسافرين
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة حدثنا حمزة بن يوسف
222

أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسن بن عثمان التستري حدثنا حماد بن بحر
حدثنا إسحاق بن نجيح عن هشام عن ابن سيرين عن ابن عمر قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم الناس ما فيهن من الفضل ما نالهن إلا بقرعة
الصف المقدم والأذان وخدمة القوم في السفر ".
هذا حديث موضوع، والمتهم به إسحاق. قال أحمد بن حنبل: كان
أكذب الناس، وقال يحيى: هو معروف بوضع الحديث.
223

كتاب الجهاد
باب في ذكر الخيل
أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو عبد الله محمد
ابن عبد الله الحاكم أنبأنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكي حدثنا محمد بن أشرس
حدثنا أبو جعفر المديني الحسن بن محمد حدثنا القاسم بن الحسن ابن الحسن بن
يزيد عن أبيه عن جده الحسن بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أراد الله تعالى أن يخلق الخيل قال
لريح الجنوب: إني خالق منك خلقا أجعله عزا لأوليائي، ومذلة على أعدائي،
وجمالا لأهل طاعتي، فقالت الريح: أخلق، فقبض منها قبضة فخلق فرسا،
فقال: خلقتك فرسا وجعلتك فرسا وجعلتك عربيا وجعلت الخير معقودا بناصيتك
والغنائم محتازة على ظهرك، وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب وأنت للهرب
وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني ويحمدوني ويهللوني ويكبروني. فلما سمعت
الملائكة الصفة وخلق الفرس قالت الملائكة: يا رب نحن ملائكتك نسبحك
ونحمدك ونهللك فماذا لنا؟ قال: يخلق الله لها خيلا بلقا، أعناقها كأعناق البخت
يمد بها من يشاء من أنبيائه ورسله. قال: وأرسل الفرس في الأرض. فلما استوت
قدماه على الأرض يمسح الرحمن بيده على عرف ظهره. قال: أذل صهيلك
المشركين أملا منه آذانهم وأذل به أعناقهم وأرعب به قلوبهم. فلما عرض الله
عز وجل على آدم من كل شئ ما خلق، فقال له: اختر من خلقي ما شئت،
فاختار الفرس، فقيل له: اخترت عزك وعز ولدك خالدا ما خلدوا وباقيا ما بقوا،
تلقح فتنتج منه أولاد أبد الآبدين ودهر الداهرين، بركتي عليك وعليهم،
ما خلقت خلقا أحب إلى منك ".
هذا حديث موضوع بلا شك. قال يحيى: الحسن بن زيد ضعيف الحديث
224

وقال ابن عدى: يروى أحاديث معضلة وأحاديثه عن أبيه منكرة.
باب النهى عن ضرب الدابة
أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان
حدثنا علي بن جعفر بن مسافر حدثنا أبي حدثنا المؤمل بن إسماعيل حدثنا إبراهيم
ابن يزيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ضرب البهائم، وقال: إذا ضربت فلا تأكلوها ".
هذا حديث لا يصح. قال يحيى: إبراهيم بن يزيد ليس بشئ، وقال أحمد
والنسائي: متروك.
باب لبس السلاح في الجهاد
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت الخطيب أنبأنا عبد الرحمن
ابن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه أنبأنا
الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه أخبرني بشران بن عبد الملك حدثنا
أبو عبد الرحمن دهثم بن جناح حدثنا عبيد الله بن ضرار عن أبيه عن الحسن
البصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اتخذ مغفرا ليجاهد به
في سبيل الله غفر الله له، ومن اتخذ بيضه بيض الله وجهه يوم القيامة، ومن
اتخذ درعا كانت له سترا يوم القيامة ".
قال الخطيب: هذا حديث منكر جدا مع إرساله والحمل فيه على من بين
بشران والحسن فإنهم ملطيون. وقد حدثني الصوري قال سمعت عبد الغني الحافظ
قال: ليس في الملطيين ثقة.
حديث آخر: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا محمود بن أبي
القاسم الأزرق أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد حدثنا محمد بن غالب بن حرب
225

حدثنا يحيى بن عنبسة القرشي حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال الملائكة تصلى على العاري ما دام
حمائل سيفه في عنقه ".
هذا حديث لا يصح. ويحيى بن عنبسة كذاب. قال ابن حبان: هو دجال
يضع الحديث.
باب التقلد بالسيف
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو طاهر محمد
ابن علي الحافظ حدثنا مخلد بن جعفر الدقاق حدثنا العباس بن أحمد بن أبي شحمة
حدثنا دهثم بن الفضل حدثنا رواد بن الجراح حدثنا أبو صالح الجزري عن
ضرار بن عمرو عن مجاهد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" صلاة الرجل متقلدا سيفه يعنى تفضل على صلاة غير متقلد سبعمائة ضعف.
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تعالى يباهى بالمتقلد سيفه في
سبيل الله ملائكته، وهم يصلون عليه ما دام متقلده ".
هذا حديث لا يصح. قال يحيى: ضرار بن عمرو ليس بشئ ولا يكتب
حديثه، وقال الدارقطني: ذاهب متروك.
باب الألوية
أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن بكران حدثنا العتيقي حدثنا ابن الدخيل
حدثنا العقيلي حدثنا أحمد بن داود القومسي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا عنبسة عن خالد بن كلاب أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أكرم أمتي بالألوية ".
قال العقيلي: خالد بن كلاب مجهول وحديثه غير محفوظ لا أصل له.
226

باب تحصيل الشجاعة
أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت حدثنا أبو المفضل
محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني حدثني أبو بكر محمد بن هارون الدينوري
حدثنا إسماعيل بن عبد الرحيم بن الهيثم البصري حدثنا المضا بن الجارود حدثنا
حماد بن مسلمة عن أبي العشرا الدارمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " شكا نبي من الأنبياء إلى الله جبن قومه، فأوحى الله إليه: مرهم
فليستفوا الحرمل فإنه يذهب الجبن ويزيد في الفروسية ".
هذا حديث موضوع. قال أبو بكر الخطيب: كان أبو المفضل يضع الحديث
وقال لي الأزهري: كان دجالا.
باب فضل الرباط على الساحل
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم البستي
حدثنا ابن قتيبة حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن همام عن عبد الرزاق عن الثوري
عن الحجاج بن فرافصة عن مكحول عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من خاف على نفسه النار فليرابط على الساحل أربعين يوما ".
هذا حديث لا يصح. وإبراهيم هو ابن أخي عبد الرزاق. قال الدارقطني:
كذاب يضع الحديث.
باب النظر إلى ساحل البحر
أنبأنا الجريري أنبأنا العشاري حدثنا الدارقطني حدثنا عبد الرحمن بن
عبد الله الأنباري حدثنا إسحاق بن سيار حدثنا عبد الله بن أبي بكر حدثنا
إسماعيل بن شهاب عن محمد بن سالم عن أبي زرعة عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أتى ساحل البحر ينظر فيه كان له بكل
نظرة حسنة ".
227

هذا حديث لا يصح تفرد به محمد بن سالم. قال أحمد: هو شبه المتروك.
وقال يحيى القطان: ليس بشئ.
باب فضل الصوم في سبيل الله
أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن المظفر
الدقاق أنبأنا علي بن عمر السكرى حدثنا العلاء بن إسماعيل بن إسحاق الشامي
حدثنا محمد بن حاتم حدثنا المعافى بن سليمان حدثنا موسى بن أعين عن
الخليل بن مرة عن إسماعيل عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: " من صام يوما في سبيل الله خفف عنه من وقوف يوم القيامة
عشرين سنة ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن المديني
ويحيى: محمد بن حاتم كاذب. وقال الفلاس: ليس بشئ. قال يحيى والخليل:
ابن مرة ضعيف. وقال ابن حبان: كثير الرواية عن المجاهيل.
باب فضل التكبير في سبيل الله تعالى
أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الحسن بن علي عن علي بن عمر عن أبي حاتم حدثنا
محمد بن سعيد العطار حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصنعاني حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الطبري عن عبد الله بن نافع عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كبر تكبيرة في سبيل الله كانت
صخرا في ميزانه أثقل من السماوات السبع وما فيها وما تحتهن وأعطاه بها
رضوانه الأكبر وجمع بينه وبين محمد وإبراهيم والمرسلين في دار الجلال ينظر إلى
الله بكرة وعشيا ".
قال أبو حاتم: هذا الخبر لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
228

وإسحاق يأتي عن الثقاة الموضوعات لا يحل الرواية عنه إلا على التعجب ولا يحتج
بعبد الله بن نافع. وقال النسائي: عبد الله متروك الحديث.
باب فضل التكبير على ساحل البحر
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا عمران بن موسى بن فضالة حدثنا عيسى بن عبد الله
ابن سليمان القرشي حدثنا آدم حدثنا أبو داود النخعي عن زيد بن جبيرة عن
نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كبر تكبيرة
على ساحل البحر كان في ميزانه صخرة. قيل: يا رسول الله وما قدرها؟ قال:
تملا بين السماء والأرض ".
قال ابن عدى: هذا مما وضعه أبو داود وكان وضاعا بإجماعهم. وقال يحيى
ابن معين: يزيد بن جبيرة ليس بشئ.
باب عودة الأسير
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أخبرني أبو الوليد بن
الحسن بن محمد الدربندي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد الحافظ حدثنا محمد بن
يوسف بن ردام حدثنا أبو سهل محمد بن عبد الله بن سهل العجلي حدثنا
السرى بن عباد المروزي حدثنا أبو عثمان سعيد بن القاسم البغدادي حدثنا
إسماعيل بن أبي زياد السكوني عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله
تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل
على الله فهو حسبه) وقال: " نزلت هذه الآية في ابن لعوف بن مالك الأشجعي
وكان المشركون أسروه وأوثقوه وأجاعوه، فكتب إلى أبيه أن ائت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ما أنا فيه من الضيق والشدة، فلما أخبر رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب إليه ومرة
229

بالتقوى والتوكل على الله تعالى، وأن يقول عند صباحه ومسائه: (لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فإن
تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) فلما
ورد علية الكتاب قرأه فأطلق وثاقه فمر بواديهم الذي ترعى فيه إبلهم وغنمهم
واستاقها فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لقد اغتلتهم
بعد ما أطلق الله وثاقي، أفحلال هو أم حرام؟ قال: بل هي حلال إذا نحن خمسنا
فأنزل الله عز وجل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث
لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل
شئ قدرا) من الشدة والرخاء أجلا. وقال ابن عباس: من قرأ هذه الآية عند
سلطان يخاف غشمه، أو عند موج يخاف الغرق، أو عند سبع، لم يضره شئ
من ذلك ".
هذا حديث موضوع. والضحاك ضعيف ولم يسمع من ابن عباس. وجويبر
ليس بشئ وقد ذكرنا عن أحمد أنه قال: لا يشتغل بحديث جويبر. قال
الدارقطني: وإسماعيل كذاب متروك. وقال ابن حبان: دجال.
باب في صلاة الأسير
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الحسن بن علي الجوهري عن الدارقطني عن أبي
حاتم بن حبان قال روى أبان بن المحبر عن إسماعيل العبدي عن أنس بن
مالك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" الأسير ما كان في إساره صلاته ركعتان حتى يموت أو يفك الله أسره ".
هذا حديث باطل ولا تجوز الرواية عن أبان إلا على سبيل الاعتبار يروى
عن جماعة من الثقاة ما ليس من حديثهم حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه
كان يعملها. وقال الدارقطني: أبان متروك
230

باب في السبى
حديث في فضل السودان إذا آمنوا:
أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد الحداد أنبأنا أبو نعيم
أحمد بن عبد الله أنبأنا سليمان بن أحمد حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا محمد بن
عمار الموصلي حدثنا عفيف بن سالم حدثنا أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عمر
قال: " جاء رجل من الحبشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم. فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالصور والألوان
والنبوة أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن
معك في الجنة؟ قال: نعم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنه
ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، ومن قال لا إله إلا الله كان
له بها عهد عند الله عز وجل، ومن قال سبحان الله وبحمده كتب الله له مائة
ألف حسنة وأربع وعشرين ألف حسنة. فقال رجل: كيف يهلك بعد هذا؟ قال:
إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم
الله عز وجل فيكاد تستنفذ ذلك إلا أن يتطول الله برحمته، ونزلت هذه السورة
هل أتى إلى قوله وملكا كبيرا. فاشتكى الحبشي حتى فاظت نفسه ". قال
ابن عمر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده ".
قال أبو حاتم بن حبان: هذا حديث باطل لا أصل له وأبو بكار فاحش
الخطأ. قال يحيى: أيوب ليس بشئ. وقال مسلم بن الحجاج: هو ضعيف
الحديث. وقال النسائي: مضطرب الحديث.
حديث في الامر باتحاد السودان:
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الحسن بن علي عن أبي الحسن الدارقطني
عن أبي حاتم بن حبان حدثنا محمد بن المسيب حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن
231

المفضل حدثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثنا أبين (1) بن سفيان عن خليفة
بن سلام عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اتخدوا السودان فإن فيهم ثلاثة فيهم سادات الجنة: لقمان الحكيم
والنجاشي وبلال ".
هذا حديث لا يصح والمتهم به أبين. قال البخاري لا يكتب حديث أبين.
قال ابن عدى: كل ما يرويه منكر. وقال ابن حبان: هذا متن باطل لا أصل له
وأبين كان يقلب الاخبار. وعثمان بن عبد الرحمن كان يروى عن الثقاة
الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به.
حديث في ذم السودان: فيه عن ابن عباس وأم أيمن:
فأما حديث ابن عباس فأنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أخبرني الحسن بن علي المقرى حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن جعفر
المطيري حدثني بيان حدثنا عبد الله بن رجاء عن يحيى بن أبي سليمان المديني عن
عطاء عن ابن عباس قال: " ذكر السودان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: دعوني من السودان إنما الأسود لبطنه وفرجه ".
وأما حديث أم أيمن فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي
حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلي حدثنا أحمد بن محمد بن أبي حفص النصيبي
حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا محمد بن خالد الوهبي حدثنا خالد بن محمد من آل
الزبير قال: " خرجنا نتلقى الوليد بن عبد الملك مع علي بن حسين فعرض حبشي
لركابنا فقال علي بن الحسين حدثتني أم أيمن أو قال سمعت أم أيمن تقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأسود لبطنه وفرجه ".
هذا حديثان لا يصحان.

(1) أبين بياء معجمة مفتوحة بعدها نون كذا قيده الأزدي.
232

أما الأول: ففيه يحيى بن أبي سليمان. قال البخاري: هو منكر الحديث.
وأما الثاني: ففيه خالد بن محمد: قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. وقال
البخاري: هو منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
حديث في ذم الزنج: أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل
ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن جشمود حدثنا
أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد حدثني عنبسة البصري عن عمرو بن
ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " الزنجي إذا شبع زنى وإذا جاع سرق وإن فيهم لسماحة ونجدة ".
طريق آخر: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا
ابن عدى حدثنا الساجي حدثنا الصفر بن محمد الأيلي حدثنا سعيد بن أبي
الربيع السمان حدثنا عنبسة القطان عن عمرو بن ميمون عن الزهري
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" الزنجي حمار ".
طريق آخر: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن علي بن عمر
الحافظ عن أبي حاتم بن حبان حدثنا قاسم المؤدب حدثنا المثنى بن الضحاك حدثنا
محمد بن مروان السدي عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زوجوا الاكفاء وتزوجوا الاكفاء وتخيروا
لنطفكم وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه ".
طريق آخر: روى عامر بن صالح الزبيري عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والزنج فإنه
خلق مشوه ".
هذا حديث لا يصح.
233

أما الطريق الأول والثاني ففيه عنبسة. قال يحيى بن معين: ليس بشئ.
وقال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث.
وأما الطريق الثالث ففيه محمد بن مروان. قال يحيى: ليس بثقة. وقال
ابن نمير: كذاب. وقال البخاري: لا يكتب حديثه البتة. وقال أبو على صالح
ابن محمد: كان يضع الحديث.
وأما الطريق الرابع فقال يحيى: عامر بن صالح ليس بشئ. وقال النسائي:
ليس بثقة.
حديث في مدح الحبش: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا جعفر بن أحمد بن مروان حدثنا عبد الله
ابن الوليد حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن
المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الحبشة أنجد أسخياء
وإن فيهم ليمنا فاتخذوهم واستهنوهم فإنهم أقوى شئ ".
هذا حديث لا يصح، وحبيب هو كاتب مالك. قال أحمد بن حنبل:
كان يكذب.
حديث في ذمهم: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن المبارك بن
عبد الجبار أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الهمداني حدثنا الدارقطني حدثنا
الحسن بن محمد بن سعدان حدثنا جعفر بن عنبسة حدثنا عمر بن حفص المكي
حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال " قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ورأى طعاما فقال: لمن هذا؟ فقال العباس: يا رسول الله للحبشة أطعمهم
وأكسوهم، فقال: يا عم لا تفعل إنهم إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا ".
تفرد به عمر بن حفص. قال أحمد: خرقنا حديثه. وقال يحيى: ليس بشئ
وقال النسائي: هو متروك الحديث.
234

حديث في ترك الترك: أنبأنا عبد الله بن علي المقرى أنبأنا أبو طاهر محمد
ابن أحمد بن قيداس حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الجرفي حدثنا
أحمد بن أبي عثمان النيسابوري حدثنا أحمد بن محمد بن الأزهر حدثنا يحيى بن
المعلى بن منصور حدثنا سلمة بن حفص السعدي حدثنا عتبان بن غيلان عن
الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اتركوا
الترك ما تركوهم ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان:
سلمة بن حفص يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به. قال: وقد جربت على أحمد
بن محمد الأزهر الكذب.
حديث في ذم الخصيان: أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري أنبأنا إبراهيم بن
عمر البرمكي أنبأنا أبو بكر بن بخيت الدقاق حدثنا أبو هاشم عبد الغافر بن
سلامة حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم القاشاني حدثنا محمد بن الحسين
ابن محمد بن الهيثم الهمداني حدثنا الحسين بن عبد الله بن حمران الرقي حدثنا
إسحاق بن يحيى حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " لو علم الله في الخصيان خيرا لأخرج من أصلابهم
ذرية يعبدون الله عز وجل ولكن علم أن لا خير فيهم فأجبهم ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن
معين: إسحاق بن نجيح ليس بشئ. وقال أحمد بن حنبل والنسائي:
متروك الحديث.
باب أن شر المال في آخر الزمان المماليك
روى يزيد بن سنان الرهاوي عن محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " شر المال في آخر الزمان المماليك ".
235

هذا الحديث لا يصح. قال يحيى: يزيد ليس بشئ. وقال النسائي والأزدي
هو متروك الحديث.
باب المنع من أذى أهل الذمة
أنبأنا القزاز أنبأنا الخطيب أنبأنا محمد بن عمر الداوودي حدثنا عبد الله بن
محمد الشاهد حدثنا العباس بن أحمد المذكر حدثنا داود بن علي بن خلف حدثنا
إسحاق بن إبراهيم حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت
خصمه خصمته يوم القيامة ".
قال الخطيب: هذا حديث منكر بهذا الاسناد والحمل فيه عندي على المذكر
فإنه كان غير ثقة ونقلت من خط القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفرا قال
نقلت من خط أبى حفص البرمكي قال سمعت أبا بكر أحمد بن محمد الصيدلاني
يقول: سمعت أبا بكر المروزي يقول: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول:
أربعة أحاديث تدور على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسواق ليس لها
أصل: من بشرني بخروج أذار بشرته بالجنة، ومن آذى ذميا فأنا خصمه يوم
القيامة، ونحركم يوم صومكم، وللسائل حق وإن جاء على فرس ".
236

كتاب البيع والمعاملات
باب ذم التاجر
وفيه أحاديث:
الحديث الأول: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي
حاتم حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا
الحارث بن عبيد عن ابن جشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " أن النبي
صلى الله عليه وسلم أتى على جماعة من التجار فقال: يا معشر التجار، فاستجابوا
ومدوا أعناقهم، فقال الله عز وجل: باعثكم يوم القيامة فجارا إلا من صدق
وصلى وأدى الأمانة ".
قال ابن حبان: ليس لهذا الحديث أصل صحيح يرجع إليه والحارث بن عبيد
يأتي عن الثقاة بما ليس من أحاديثهم.
الحديث الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة
حدثنا ابن عدى حدثنا عمر بن محمد بن شعيب حدثنا محمد بن عيسى المدائني
حدثنا سلام بن سليمان حدثنا حمزة الزيات عن الأحلج بن عبد الله الكندي
عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
بعثني بلحمة ومرحمة ولم يبعثني تاجرا ولا زراعا، وإن شر الناس يوم القيامة
التجار والزارعون إلا من شح على دينه ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى:
سلام لا يكتب حديثه. وقال البخاري والنسائي والدار قطني: هو متروك. قال
ابن حبان: والأجلح كان لا يدرى ما يقول. قال الدارقطني: ومحمد بن
عيسى ضعيف.
237

الحديث الثالث: روى حفص الربالي عن أبي سحيم عن عبد العزيز بن
صهيب عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنه دخل سوق المدينة فقال:
ألا إن التاجر فاجر، ألا إن التاجر فاجر ".
هذا حديث لا يصح. وأبو سحيم اسمه المبارك بن سحيم. قال البخاري:
وأبو حاتم الرازي هو منكر الحديث. وقال النسائي: هو متروك. وقال ابن
حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقد روى عن طريق آخر عن أنس بإسناد
فيه مجاهيل.
باب اختلاف الرزق في السعي
أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله
النيسابوري حدثنا علي بن عبد الفراوي حدثنا زيد بن الحسين الصائغ حدثنا
يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " خلق الله الارزاق قبل الأجساد بألفي عام فبسطها بين السماء والأرض
فضربتها الرياح فوقعت في المشارق والمغارب، فمنه ما وقع رزقه في ألفى موضع،
ومنه ما وقع رزقه في ألف موضع، ومنه ما وقع رزقه على باب داره يغدو إليه
ويروح حتى يأتيه أجله ".
هذا حديث لا يصح على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه ضعفاء
ومجاهيل.
باب ذكر سبب الغلاء والرخص
فيه عن علي وأنس:
فأما حديث علي عليه السلام: فأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا عبد الصمد
ابن المأمون أنبأنا الدارقطني حدثنا أحمد بن عيسى بن علي الخواص حدثنا سفيان
238

ابن زياد بن آدم حدثنا عبد الله بن علاج الموصلي حدثني أبي عن محمد بن علي
ابن الحسين عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: " غلا السعر بالمدينة
فذهب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:
يا رسول الله غلا السعر فسعر، فقال: إن الله عز وجل هو المعطى وهو المانع
وإن لله ملكا اسمه عمارة على فرس من حجارة الياقوت طوله مد بصره ويدور
في الأمصار ويقف في الأسواق، فينادى: ألا ليغلو كذا وكذا، ألا ليرخص
كذا وكذا ".
وأما حديث أنس فله أربعة طرق:
الطريق الأول: أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا العتيقي
والتنوخي قالا أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الزهري حدثنا
أبو يعلى الموصلي عن شيبان بن فروخ عن عبيد العزيز بن صهيب عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله ملكا ". فذكر نحو حديث
علي رضي الله عنه.
الطريق الثاني: أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي
أنبأنا أبو الحسن سهل بن عبد الله الغاري أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي النقاش
أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى الزاهد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن
سلمة حدثني محمد بن عبد الرحيم قال حدثني ابن أبي العلاج الموصلي عن حماد
ابن عمرو النصيبي عن زيد بن رفيع عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملكا من حجارة يقال له عمارة ينزل كل يوم على
حمار من حجارة فيسعر الأسعار ثم يعرج ".
الطريق الثالث و بالاسناد عن محمد بن عبد الرحيم حدثني السرى البغدادي
حدثنا علي بن عاصم عن حميد عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
239

" إن لله ملكا من ياقوتة حمراء ينزل على دابة من زمردة خضراء كل يوم
فيسعر الأسعار ثم يعرج ".
الطريق الرابع: أنبأنا محمد بن ناصر وعلي بن أبي عمر قالا أنبأنا أبو الحسن
ابن أيوب أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين القاضي
حدثنا إسماعيل بن العباس بن محمد الوراق حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد ح.
وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا علي بن أبي على
أنبأنا أبو الفرج محمد بن جعفر الصالحي حدثنا محمد بن أحمد بن المؤمل حدثنا
الحسين بن السكن وأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا
يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا العباس بن
بكار الضبي والمعنى واحد حدثنا عبد الله بن المثنى حدثني يمامة بن عبد الله عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الغلاء والرخص جندان من
جنود الله يسمى أحدهما الرغبة والآخر الرهبة، فإذا أراد الله أن يغليه قذف في
قلوب التجار الرغبة فيحبسوا ما في أيديهم، وإذا أراد الله أن يرخصه قذف في
قلوب التجار الرهبة فأخرجوا ما في أيديهم. وقال أبو بدر فأخرجوه ". هذان
حديثان لا يصحان.
أما حديث علي عليه السلام فانفرد به ابن أبي علاج وهو عبد الله بن أيوب
ابن أبي علاج الموصلي. قال ابن عدى: أحاديث مناكير. وقال ابن حبان:
يروى عن الثقاة ما ليس من أحاديثهم، فلا يشك السامع أنه كان يضعها.
وأما حديث أنس ففي الطريق الأول الزهري سرق حديث علي عليه السلام
وجعل له إسنادا آخر. قال أبو بكر الخطيب: كان الزهري كذابا، وهذا
الحديث موضوع.
وأما الطريق الثاني ففيه ابن أبي علاج وقد تقدم جرحه. وفيه حماد بن
240

عمرو، قال يحيى: كان يكذب ويضع الحديث. وقال الفلاس والنسائي:
متروك الحديث.
وأما الطريق الثالث: ففيه السرى البغدادي. قال عبد الرحمن بن خراش
كان يكذب. وقال ابن عدى: كان يسرق الحديث.
وأما الطريق الرابع ففيه العباس بن بكار. قال الدارقطني: هو كذاب،
وعبد الله بن المثنى ضعيف عندهم.
باب ذم من تمنى الغلاء
فيه عن ابن عمر وأبي هريرة:
فأما حديث ابن عمر فأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي الخطيب
أنبأنا هناد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد البخاري حدثنا محمد بن يوسف بن
ردام أنبأنا عبد الله بن عبيد الشيباني حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا
سليمان ابن عيسى حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تمنى الغلاء على أمتي ليلة أحبط الله عمله
أربعين سنة ".
وأما حديث أبي هريرة فأنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثني الحسن
ابن أبي طالب حدثنا يوسف بن عمر حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن أحمد
الاسفرائيني حدثنا عبد الله بن محمد المروزي أنبأنا بشر بن يحيى حدثنا
أبو عصمة عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال النبي صلى
الله عليه وسلم: " اللهم لا تطع فينا تاجرا ولا مسافرا، تاجرنا يحب الغلاء ومسافرنا
يكره المطر ".
هذان حديثان موضوعان على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
241

أما [الحديث] الأول فقال أبو بكر الخطيب: لا أعلم رواة غير سليمان بن
عيسى السجزي وكان كذابا يضع الحديث وقال السعدي: كذاب مصرح.
وأما الحديث الثاني: قال يحيى بن عبد الله هو ابن موهب. قال يحيى:
ليس بشئ ولا يكتب حديثه. وقال أحمد: أحاديثه منكرة لا يعرف هو ولا
أبوه. وقال ابن حبان: يروى مالا أصل له.
باب احتكار الطعام
فيه عن العبادلة وعن ابن عمر وحده وعن أبي هريرة وأنس:
فأما حديث العبادلة فأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
أخبرني الطناجيري أنبأنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا عبد الله بن بدر المعروف
بزريق حدثنا أبو محمد عبد الله بن أيوب بن زاذان القرني حدثنا شيبان
الأيلي حدثنا بشر بن عبد الرحمن الأنصاري حدثني عبد الوهاب بن مجاهد عن
أبيه عن العبادلة عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس
وعبد الله بن الزبير قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القاص ينتظر
المقت، والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة،
والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة، عليهم لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين ".
وأما حديث ابن عمر فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا ابن الحسين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا يزيد حدثنا أصبغ بن زيد حدثنا
أبو بشر عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله
وبرئ الله تبارك وتعالى منه ".
242

الطريق الثاني: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن أبي الفضل
أنبأنا حمزة السهمي حدثنا أبو أحمد الحافظ أنبأنا زكريا الساجي حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أصبغ بن زيد عن أبي بشر عن أبي الزاهرية
عن كثير بن مرة عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" من احتكر طعاما فقد برئ الله تبارك وتعالى منه ".
وأما حديث أبي هريرة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
أبو أحمد بن عدى أنبأنا (1) ابن عبد الخالق حدثنا مهنى بن يحيى (1)
حدثنا بقية وسعيد عن عبد العزيز عن (1) عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " يحشر الحكارون وقتلة الأنفس إلى جهنم في
درجة واحدة ".
وأما حديث أنس: أنبأنا القزاز أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي
أنبأنا علي بن طلحة المقرى أنبأنا عمر بن محمد بن علي الصيرفي حدثنا عبد الله بن
محمد بن ناجية قال سمعت دينارا أنبأنا مكيس يقول خدمت أنس بن مالك ثلاث
سنين، فسمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حبس
طعاما أربعين يوما ثم أخرجه فطحنه وخبزه وتصدق به لم يقبله الله منه ".
هذه الأحاديث جميعا لا تصح.
أما حديث العبادلة: ففيه عبد الوهاب، كان الثوري يرميه بالكذب.
وقال يحيى: ليس بشئ. وضعفه أحمد والدار قطني. وأما أبو محمد القربى قال
الدارقطني: متروك.
وأما حديث ابن عمر ففي الطريقين أصبغ بن زيد. قال ابن عدى: أحاديث
أصبغ غير محفوظة. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وأما حديث أبي هريرة فإن بقية يحدث عن الضعفاء والمتروكين ويدلس بالعنعنة.

(1) بياض بالأصل.
243

وأما حديث أنس فقال ابن عدى أبو مكيس منكر الحديث ضعيف ذاهب
شبه المجهول. وقال ابن حبان: روى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره في
الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
باب تعظيم أمر الدين
روى حاتم بن ميمون المصري عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " من قرأ قل هو الله أحد مائتي مرة كتب الله له ألفا وخمسمائة
حسنة إلا أن يكون عليه دين ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى عليه وسلم. قال ابن حبان:
لا يجوز الاحتجاج بحاتم بن ميمون بحال.
حديث آخر: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا محمد بن يوسف العصفري حدثنا قرين
ابن سهل بن قرين حدثنا أبي عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر عن جابر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا هم إلا هم الدين ولا وجع إلا
وجع العين "
قال ابن عدى: هذا الحديث باطل الاسناد والمتن، وسهل منكر الحديث.
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بسهل فإنه يلزق المراسيل والمقاطيع. وقال
أبو الفتح الأزدي: هو كذاب.
باب تعظيم أمر الربا على الزنا
فيه عن أبي هريرة وأنس وابن حنظلة وعائشة رضي الله عنهم:
فأما حديث أبي هريرة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا
244

أبو الحسن أحمد بن محمد أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن
العباس المؤدب حدثنا سعيد بن عبد الحميد بن جعفر حدثنا عبد الله بن زياد
حدثنا عكرمة عن عمار بن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الربا سبعون بابا أصغرها كالزاني
ينكح أمه ".
الطريق الثاني: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن إسماعيل حدثنا
أبو يحيى البزاز حدثنا محمد بن الحسن الحيرى حدثنا حفص بن عبد الرحمن حدثنا
عبد الله بن زياد حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الربا سبعون بابا
أصغرها عند الله كالذي ينكح أمه ".
وأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الجوهري عن
الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان أنبأنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا الوليد
ابن عتبة حدثنا محمد بن خمير حدثنا إسماعيل عن حنش عن عكرمة عن ابن
عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أكل درهما ربا
فهو مثل ستة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به ".
وأما حديث أنس فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا
ابن عدى حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال
سمعت أبي يقول أخبرني أبو مجاهد عن ثابت عن أنس قال: " خطبنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر الربا وعظيم شأنه وقال: إن الدرهم يصيب الرجل من
الربا أعظم عند الله في الخطيئة من سنة وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى
الربى عرض الرجل المسلم ".
245

الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المبارك بن عبد الجبار حدثنا عبد الله
ابن الحسين الهمداني حدثنا الدارقطني حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصلحي
حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد حدثنا أبي حدثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن
يحيى بن أبي كثير عن يحيى بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الربا سبعون بابا أهون باب منه الذي يأتي أمه في الاسلام وهو يعرفها، وإن
من أربا الربا خرق المرء عرض أخيه، وخرق عرض أخيه أن يقول فيه ما يكره
من مساويه، والبهتان أن يقول فيه ما ليس فيه ".
وأما حديث ابن حنظلة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا القطيعي حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ح. وأنبأنا عبد الحق بن أحمد أنبأنا
عبد الرحمن بن أحمد حدثنا أبو بكر بن بشران حدثنا علي بن عمر حدثنا أحمد بن
العباس البغوي حدثنا يحيى بن يزداد أبو الصفر حدثنا حسين بن محمد حدثنا جرير
ابن حازم عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة - عسل - [غسيل]
الملائكة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " درهم ربا يأكله الرجل وهو
يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الحق أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد أنبأنا أبو بكر
ابن بشران حدثنا الدارقطني حدثنا البغوي حدثنا هاشم بن الحرث حدثنا عبيد
الله بن عمرو عن ليث عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن حنظلة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لدرهم ربا أشد عند الله تعالى من ستة
وثلاثين زنية في الحطيم ".
وأما حديث عائشة رضي الله عنها فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا محمد بن أبي القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد
246

الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو إسحاق بن حمزة حدثنا أبو على محمد بن
أحمد بن سعيد حدثنا عبد الله بن محمد بن عيشون حدثنا عبد الغفار بن الحكم
حدثنا سوار بن مصعب عن ليث وخلف بن حوشب عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الربا بضع وسبعون
بابا، أصغرها كالواقع على أمه، والدرهم الواحد من الربا أعظم عند الله من
ستة وثلاثين زنية ".
الطريق الثاني: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن بكران حدثنا العتيقي حدثنا
يوسف حدثنا العقيلي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن سعيد بن محمد الجرمي حدثنا
أبو ثميلة حدثنا عمران بن أنس أبو أنس عن ابن أبي مليكة عن عائشة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " الدرهم ربا أعظم عند الله من سبعة وثلاثين زنية ".
ليس في هذه الأحاديث شئ صحيح.
أما حديث أبي هريرة ففي طريقيه عبد الله بن زياد وقد كذبوه، وقال
البخاري: إنما روى هذا الحديث أبو سلمة عن عبد الله بن سلام نفسه.
وأما حديث أنس ففي طريقه الأول أبو مجاهد واسمه عبد الله بن كيسان
المروزي. قال البخاري: هو منكر الحديث. والطريق الثاني تفرد به طلحة
ابن زيد. قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.
وأما حديث ابن حنظلة ففي الطريق الأول حسين بن محمد وهو حسين بن
محمد بن بهرام أبو محمد المروزي. قال أبو حاتم الرازي: رأيته ولم أسمع منه،
وسئل أبو حاتم عن حديث يرويه حسين فقال خطأ، فقيل له: الوهم ممن؟
فقال: من حسين ينبغي أن يكون. وفى الطريق الثاني ليث. قال أبو حاتم
الرازي: لا يشتغل به، وهو مضطرب الحديث.
قال المصنف قال: وإنما يروى هذا عن كعب. أنبأنا ابن الحصين أنبأنا
247

ابن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا وكيع
حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عن ابن حنظلة عن
كعب أنه قال: " لان أزنى أحب إلى من أن آكل درهما من ربا ". قال
الدارقطني: وهذا أصح من المرفوع.
وأما حديث عائشة ففي طريقه الأول سوار بن مصعب. قال أحمد ويحيى
والنسائي: متروك الحديث، وقال أبو داود: ليس بثقة. وفى طريقه الثاني
عمران بن أنس. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. قال وهذا يروى من غير
هذا الوجه مرسلا عن ابن أبي مليكة. قال وحدثنا محمد بن موسى البلخي حدثنا
مكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج قال حدثني ابن أبي مليكة أنه سمع عبد الله بن
حنظلة الراهب يحدث عن كعب الأحبار أنه قال: " ربا درهم يأكله الانسان
وهو يعلم أعز عليه في الاثم من ستة وثلاثين زنية ".
قال المصنف قلت: واعلم أن مما يرد صحة هذه الأحاديث أن المعاصي إنما يعلم
مقاديرها بتأثيراتها والزنا يفسد الأنساب، ويصرف الميراث إلى غير مستحقيه،
ويؤثر من القبائح ما لا يؤثر أكل لقمة لا تتعدى ارتكاب نهى، فلا وجه
لصحة هذا.
باب البيع إلى أجل
أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف
ابن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا إبراهيم بن الحجاج الحميري حدثنا محمد بن عبد الله
ابن عبيد بن عقيل الهلالي حدثنا نصر بن القاسم أبو جزء حدثنا عبد الرحيم بن
داود عن صالح بن صهيب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" البركة في ثلاث: في البيع إلى أجل، والمعارضة، واختلاط الشعير بالبر
للبيت لا للبيع ".
248

قال العقيلي: وحدثناه عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا يحيى بن محمد بن
السكن حدثنا بشر بن ثابت حدثنا عمر بن بسطام عن نصر بن القاسم عن داود
ابن علي عن صالح بن صهيب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ثلاث فيها البركة: البيع إلى أجل، والمعارضة، وإخلاط البر بالشعير للبيت
لا للسوق ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعبد الرحمن بن
داود وعمر بن بسطام مجهولان وحديثهما غير محفوظ.
باب في السفاتج
أنبأنا إسماعيل بن أحمد ومحمد بن عبد الملك قالا أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا زكريا بن يحيى الساجي
وأحمد بن يحيى بن زهير وإبراهيم بن محمد التستري قالوا حدثنا سهل بن بحر
حدثنا إبراهيم بن نافع الجلاب حدثنا عمر بن موسى الوجيهي عن سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السفتجات حرام ".
هذا لا يصح. قال ابن عدى: إبراهيم بن نافع منكر الحديث، وعمر بن
موسى في عداد من يضع الحديث.
باب شركة الذمي
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أحمد بن علي الخطيب أنبأنا محمد بن طلحة
الكناني أنبأنا عبيد الله بن أحمد المقرى حدثنا محمد بن مخلد حدثنا محمد بن معمر
ابن محمد الشامي حدثنا يحيى بن حفص بن أخي هلال الكرخي حدثنا يعلى بن
عبيد حدثنا مسعر عن موسى بن عتبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " من شارك ذميا فتواضع له إذا كان يوم القيامة ضرب بينهما
249

واد من نار وقيل للمسلم: خذ هذا الوادي إلى ذلك الجانب حتى تحاسب شريكك "
قال الخطيب: حديث منكر لم أكتبه إلا بهذا الاسناد.
باب توقى الحرام والشبهة
أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أنبأنا
أبو زيد بن عامر الكوفي حدثنا محمد بن سعيد البورقي حدثنا أبو حامد أحمد بن
محمد السلموني حدثنا محمد بن مقاتل المروزي حدثنا الفرات بن خلد عن مسعر بن
كدام عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " من ترك درهما من حرام أعتقه الله من النار، ومن ترك درهما
من شبهة أعطاه الله ثواب نبي من الأنبياء، ومن ترك الكذب لم يكتب عليه
خطيئة أيام حياته ودخل الجنة بغير حساب ".
هذا حديث موضوع، والمتهم به البورقي. قال الحاكم أبو عبد الله:
وضع البورقي على الثقاة مالا يحصى.
باب اشتقاق تسمية الدرهم والدينار
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم حدثنا
علي بن أحمد الحواربي حدثنا أبي وعمى قالا حدثنا عبد الله بن أبي علاج عن
يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إنما سمى الدرهم لأنه دارهم، وإنما سمى الدينار لأنه دار نار ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والعجب من
جرأة من يضع مثل هذا الكلام البارد الذي لا فائدة فيه، والمتهم به ابن أبي
علاج، وقد ذكرنا آنفا عن ابن حبان أنه قال: يأتي عن الثقاة بما ليس من
أحاديثهم، فلا يشك للسامع أنه وضعها.
250

باب فضل العمل باليد
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا
أبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون البزار حدثنا أبو على الحسين بن عبيد الله
ابن عمران حدثنا أبو جعفر أحمد بن أحيد بن حمران البخاري حدثنا أبو عمرو
قيس بن أنيف حدثنا محمد بن تميم الفرياني حدثنا عبد الله بن عيسى الجرجاني
حدثنا عبد الله بن المبارك عن مسعر بن كدام عن عون عن الحسن عن أنس بن
مالك قال " أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فاستقبله سعد
ابن معاذ الأنصاري، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له: ما هذا الذي
اكتبت يداك؟ فقال: يا رسول الله اضرب بالمرو المسحاة فأنفقه على عيالي. قال
فقبل النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال: هذه يد لا تمسها النار أبدا ".
هذا حديث موضوع، وما أجهل واضعه بالتاريخ، فإن سعد بن معاذ لم يكن
حيا في غزاة تبوك، لأنه مات بعد غزاة بنى قريظة من السهم الذي رمى به يوم
الخندق، وكانت غزاة بنى قريظة في سنة خمس من الهجرة، فأما غزاة تبوك
فإنها كانت في سنة تسع، فلو كان عند الكذاب توفيق ما كذب. ومحمد بن
تميم الفارياني كذاب. قال ابن حبان: كان يضع الحديث.
باب في الخياطة
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا الحسن بن الخلال حدثنا
علي بن عمر الحافظ أنبأنا إسماعيل بن العباس بن مهران حدثنا عباد بن الوليد
حدثنا سلم بن المغيرة حدثنا أبو داود النخعي عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عمل الأبرار من رجال أمتي الخياطة، وأعمال
الأبرار من النساء المغزل ".
هذا حديث لا يصح. وأبو داود النخعي اسمه سليمان بن عمرو، وقد سبق
251

في كتابنا أنه كان كذابا. قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقد رواه عن أبي
حازم عن ابن عباس من قوله.
باب في الجزار
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى
حدثنا محمد بن أحمد بن حبيب حدثنا دينار بن عبد الله عن أنس قال: " كنت
يوما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تفرق أصحابه فقال: يا أبا حمزة قم بنا
ندخل السوق فنربح ويربح منا، فقام وقمت معه حتى صرنا إلى السوق، فإذا
نحن في أول السوق برجل جزار شيخ كبير قائم على بيعه يعالج من وراء ضعف
فوقعت له في قلب النبي صلى الله عليه وسلم رقة، فهم أن يقصده ويسلم عليه
ويدعو له إذ هبط عليه جبريل فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول
لك لا تسلم على الجزار، فاغتم من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدرى
أي سريرة بينه وبين الله إذ منعه منه، وانصرف وانصرفت معه ولم يدخل
السوق، فلما كان من غد تفرق أصحابه، فقال لي: قم بنا ندخل إلى السوق
فننظر أي شئ حدث الليلة على الجزار، فقام وقمت معه حتى جئنا إلى السوق
فإذا نحن بالجزار قائما على بيعه كما رأيناه بالأمس، فهم النبي صلى الله عليه وسلم
أن يقصده ويسأله أي سريرة بينه وبين الله عز وجل إذ منعه عنه، فهبط عليه
جبريل فقال: يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ويقول لك سلم على الجزار،
فقال له: حبيبي جبريل أمس منعتني عنه واليوم أمرت به. قال: نعم يا محمد
إن الجزار الليلة وعكته الحمى وعكا شديدا فسأل ربه وتضرع إليه، فقبله على
ما كان منه، فاقصده يا محمد وسلم عليه وبشره وانصرف، فإن الله قد قبله على
ما كان منه، فقصده وسلم عليه وانصرف وانصرفت معه ".
هذا حديث موضوع بلا شك، قبح من يضع مثل هذا الذي لا معنى له.
252

قال ابن حبان: دينار مولى أنس يروى عنه أشياء موضوعة لا يحل ذكره
إلا بالقدح فيه.
باب اتخاذ الدجاج لمن لا يقدر على الغنم
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم البستي
حدثنا عبد الله بن محمد القيراطي حدثنا عبد الله بن يزيد عن هشام بن عبيد الله
عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الدجاج غنم فقرأ أمتي، والجمعة حج فقرائها ".
قال أبو حاتم: هذا موضوع لا أصل له، والاحتجاج بهشام باطل. قال
الدارقطني: هذا الحديث كذب موضوع، والحمل فيه على عبد الله بن يزيد
ويلقب بحمش.
باب تدبير المصالح
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنبأنا محمد
ابن عبد العزيز بن جعفر البرذعي أنبأنا علي بن إبراهيم بن أحمد العطار حدثني
أبو الليث سعيد بن أحمد بن سعيد الأنماطي حدثنا محمد بن يحيى الأشناني حدثنا
يحيى بن معين حدثنا عبد الله بن إدريس حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يقول الله تعالى: تفضلت على عبدي بأربع خصال: سلطت الدابة على الحبة
ولولا ذلك لادخرها الملوك كما يدخرون الذهب والفضة، وألقيت النتن على الجسد
ولولا ذلك ما دفن خليل خليله أبدا، وسلطت السلو على الحزن، ولولا ذلك
لا نقطع النسل، وقضيت الاجل وأطلت الامل، ولولا ذلك لخربت الدنيا ولم
يتهن ذو معيشة بمعيشته ".
253

هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا الأشناني هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت، وإنما دلسه
سعيد بن أحمد.
قال الدارقطني: الأشناني كذاب دجال، وقال أبو بكر الخطيب: كان يضع
الحديث وضعا فاحشا، قال: وما أبعد أن يكون هو الراوي لهذا الحديث،
لان له عن يحيى بن معين بهذا الاسناد حديثا آخر.
254

كتاب النكاح
باب الخوف من فتنة النساء
أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا يعقوب بن يوسف بن عاصم حدثنا محمد بن عمران
حدثنا عيسى بن زياد الدورقي حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمى عن أبيه عن سعيد
ابن المسيب عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا
النساء لعبد الله حقا حقا ".
هذا حديث لا أصل له. وفيه عبد الرحيم بن زيد العمى. قال يحيى: ليس
بشئ هو وأبوه، وقال مرة: عبد الرحيم كذاب خبيث، وقال النسائي: متروك
الحديث، وقال ابن عدى: هذا حديث منكر لا أعرفه إلا من هذا الطريق،
وكل أحاديثه لا يتابعه الثقاة عليها. قال ابن حنبل: لا يجوز الاحتجاج بزيد.
قال البخاري: ومحمد بن عمران منكر الحديث يتكلمون فيه.
باب الحذر من النساء الأجانب
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
زيد الهمداني حدثنا الدارقطني حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي حدثنا أحمد بن
عبد الوهاب بن نجدة حدثنا محمد بن عيسى الطباع حدثنا شعيب بن مبشر حدثنا
معقل بن عبيد الله عن عطاء عن ابن عباس " أن امرأة أتت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فجلست إليه تكلمه في حاجتها وقامت فأراد رجل أن يقعد في مكانها
فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقعد حتى يبرد مكانها ".
تفرد به شعيب بن مبشر. قال ابن حبان: يتفرد عن الثقاة بما ليس من
حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
255

باب في شكوى العزبة
أنبأنا عبد الأول بن عيسى حدثنا الداوودي أنبأنا ابن أعين السرخسي
حدثنا إبراهيم بن خريم حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي
حدثنا فايد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى قال: " والله إنا لجلوس
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله أهلكني
الشبق والجوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي الشبق والجوع؟
قال: هو ذاك. قال: فاذهب فأول امرأة تلقاها ليس لها زوج فهي امرأتك.
قال الأعرابي: فدخلت نحل بنى النجار فإذا جارية تخترف في زبيل فقلت لها:
يا ذات الزبيل هل لك زوج؟ قالت: لا. قلت: انزلي فقد زوجنيك رسول الله
صلى الله عليه وسلم. قال: فنزلت فانطلقت معها إلى منزلها. فقالت لأبيها: إن
هذا الأعرابي أتاني وأنا أخترف في الزبيل فسألني: هل لك زوج. فقلت: لا.
فقال: انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج أبو الجارية إلى
الأعرابي، فقال له الأعرابي: ما ذات الزبيل منك؟ قال: ابنتي. قال: هل لها
زوج؟ قال: لا. قال: فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقت
الجارية وأبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: هل لها زوج؟ قال: لا. قال: فاذهب فأحسن جهازها
ثم ابعث بها إليه. فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته وأحسن القيام، ثم بعث معها
بتمر ولبن، فجاءت به إلى بيت الأعرابي، فانصرف الأعرابي إلى بيته فرأى
جارية مصنعة ورأى تمرا ولبنا، فقام إلى الصلاة، فلما طلع الفجر غدا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغدا أبو الجارية على ابنته فقالت: والله ما قربنا
ولا قرب تمرنا ولا لبننا. فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره. فدعا الأعرابي فقال: يا أعرابي ما منعك أن تكون ألممت بأهلك؟
256

فقال: يا رسول الله انصرفت من عندك ودخلت المنزل فإذا جارية مصنعة ورأيت
تمرا ولبنا، فكان يجب - لله على - أن أحيى ليلتي إلى الصباح. قال: يا أعرابي
المم بأهلك ".
هذا حديث لا يصح، فيه آفتان. إحداهما فايد. قال أحمد والنسائي: هو
متروك الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال أبو حاتم الرازي: ذاهب الحديث
لا يكتب حديثه. والثانية عبد الرحمن بن هارون، والظاهر أن البلاء منه. قال
الدارقطني: هو متروك الحديث يكذب.
باب فضل المتزوج على العزب
فيه عن أنس وأبي هريرة:
فأما حديث أنس فأنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي
حدثنا ابن الدخيل حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن حنيفة النصيبي حدثنا الحسن بن
جبلة حدثنا مجاشع بن عمرو حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ركعتان من المتزوج أفضل
من سبعين ركعة من العزب ".
قال العقيلي: مجاشع حديثه منكر غير محفوظ. قال يحيى بن معين: قد رأيته
أحد الكذابين. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره
إلا بالقدح.
وأما حديث أبي هريرة فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف حدثنا أبو أحمد بن عدى أنبأنا عمر بن سنان حدثنا أبو يوسف محمد
ابن أحمد الرقي حدثنا خالد بن إسماعيل عن عبد الله عن صالح عن أبي هريرة
257

قال: " لو لم يبق من أجلى إلا يوم واحد للقيت الله بزوجة، فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شراركم عزابكم ".
هذا حديث لا يصح وصالح هو مولى التوأمة مجروح. قال ابن عدى: وخالد
ابن إسماعيل يضع الحديث.
الطريق الثاني: روى يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: " شراركم
عزابكم، ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل ".
قال ابن عدى: هذا حديث موضوع. قال أبو زرعة والنسائي: يوسف
متروك الحديث. وقال أبو حاتم بن حبان: يروى عن الأوزاعي ما ليس من
حديثه، فلا يشك السامع أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال. وقال
الدارقطني: متروك يكذب.
باب التزوج للحسن أو للمال
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد الجوهري عن الدارقطني عن أبي
حاتم بن حبان حدثنا محمد بن المعافى حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا عبد السلام
ابن عبد القدوس عن إبراهيم بن أبي عبلة قال قال أنس سمعت النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: " من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله عز وجل إلا ذلا، ومن
تزوج امرأة لمالها لم يزده الله عز وجل إلا فقرا، ومن تزوج امرأة لحسنها لم
يزده الله عز وجل إلا دناءة، ومن تزوج امرأة لم يتزوجها إلا ليغض بصره أو
يحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ضد ما في
الصحيحين " تنكح المرأة لما لها ولحسنها ولجمالها ولدينها ".
258

قال أبو حاتم بن حبان: عبد السلام يروى الموضوعات لا يحل الاحتجاج
به بحال. قال النسائي: عمرو بن عثمان متروك الحديث.
باب التزوج إلى جهينة
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم حدثنا
عبد الصمد بن سعيد حدثنا ظبيان بن محمد بن ظبيان عن أبيه عن جده عن عمرو
ابن مرة الجهني قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من لم تكن له
حسنة يرجوها فلينكح امرأة من جهينة ".
هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: لا يحل
الاحتجاج بظبيان، يروى عن أبيه العجائب.
باب اتخاذ السراري
أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحاكم حدثنا
أبو زكريا البحيري حدثنا أبو عبد الله البوسنجي حدثنا عمرو بن الحصين حدثنا
محمد بن علاثة حدثنا عمرو بن عطاء عن أبيه عن مالك بن عامر عن أبي الدرداء
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالسراري فإنهن مباركات
الأرحام ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم
الرازي: عثمان بن عطاء لا يحتج به، وقال علي بن الجنيد: متروك. وأما محمد
ابن علاثة، قال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل كتب حديثه.
وأما عمرو بن الحصين فقال ابن حبان الرازي: ليس بشئ.
طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أحمد
ابن محمد العتيقي حدثنا يوسف بن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلي حدثني جدي
259

حدثنا حفص بن عمر حدثنا ثور عن مكحول عن أبي الدرداء قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول]: " اتخذوا السراري فإنهن مباركات
الأرحام وإنهن أنجب أولادا. ثم قال أبو الدرداء: يا لها من زوجة مرغوب عنها "
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال النسائي:
حفص بن عمر الأيلي ليس بثقة، وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد، وقال
الدارقطني: متروك، وقال العقيلي: لا يصح في السراري عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم شئ.
باب تزوج المرأة بالفاسق
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن
حبان حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا وارث بن الفضل حدثنا الحسن بن
محمد البلخي عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من زوج
كريمته من فاسق فقد قطع رحمها ".
هذا ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: الحسن
ابن محمد يروى الأشياء الموضوعة، وإنما هذا من كلام الشعبي ورفعه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم باطل.
باب الدعاء لقباح النساء بالرزق
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد
حدثنا العقيلي حدثنا أحمد بن محمد بن سلمان الرازي حدثنا عيسى بن علي بن علي
الناقد حدثنا موسى بن إبراهيم بن محمد المروزي حدثنا ليث بن سعد عن أبي
قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا
لقباح أمته بالرزق ".
260

هذا حديث موضوع. قال الدارقطني: موسى بن هارون متروك، وقال
ابن حبان: كان مغفلا يلقن فيتلقن.
باب التزوج بالحرائر
فيه عن علي وابن عباس وأنس:
فأما حديث على فأنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى حدثنا إسحاق بن أحمد بن جعفر حدثنا
محمد بن إسحاق البكائي حدثنا الحكم بن سليمان عن عمرو بن جميع عن جويبر
عن الضحاك عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن
يلقى الله عز وجل طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر ".
وأما حديث ابن عباس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا بهلول بن إسحاق حدثني محمد بن معاوية أبو على
النيسابوري حدثنا نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر ".
وأما حديث أنس فأنبأنا إسماعيل أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن
عدى حدثنا عمر بن سنان حدثنا هشام بن عمار حدثنا سلام بن سوار حدثنا كثير
ابن سليم عن الضحاك قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: " من أراد أن يلقى الله طاهرا فليتزوج الحرائر ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما حديث على ففيه جويبر. قال أحمد بن حنبل: لا يشتغل بحديثه، وقال
يحيى: ليس بشئ. وفيه عمرو بن جميع. قال يحيى: كذاب خبيث، وقال ابن
عدى: كان يتهم بالوضع، وقال النسائي: هو وجويبر متروكان.
261

وأما حديث ابن عباس ففيه نهشل. قال ابن راهويه: كان نهشل كذابا،
وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروى عن الثقاة ما ليس من
أحاديثهم لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. وفيه محمد بن معاوية رماه أحمد
ويحيى والدار قطني بالكذب، وقال النسائي: ليس بثقة متروك الحديث.
وأما حديث أنس ففيه كثير بن سليم. قال النسائي: متروك الحديث،
وقال ابن حبان: يروى عن ما ليس من حديثه ويضع عليه، وقال ابن عدى:
سلام منكر الحديث.
باب السؤال عن شعر المرأة
أنبأنا هبة الله بن أحمد الحريري أنبأنا محمد بن علي بن الفتح أنبأنا الدارقطني
حدثنا الحسن بن علي بن زكريا حدثنا عثمان بن عمر الرباع حدثنا ابن علاثة عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا تزوج أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن
وجهها، فإن الشعر أحد الجمالين ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به الحسن
ابن علي وهو العدوي. قال ابن عدى: كان يضع الحديث. ولذلك قال ابن
حبان على من رأى ويروى عمن لم يره. وقال الدارقطني: متروك. وأما ابن
علاثة فقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقاة لا يحل الاحتجاج به.
باب نهى المتزوج أن يدخل على المرأة حتى يعطيها شيئا
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد
حدثنا العقيلي حدثنا عمرو بن أحمد بن عمر والعمى حدثنا موسى بن محمد بن عمران
الحنفي حدثنا عصمة بن المتوكل حدثنا شعبة عن أبي حمزة سمعت ابن عباس
262

يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من تزوج امرأة فلا يدخل عليها
حتى يعطيها شيئا وإن لم يجد إلا أحد نعليه ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعصمة يهم ولا يضبط
قال العقيلي: ليس لهذا الحديث أصل.
باب أول المهر
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الرزاق أنبأنا أبو بكر بن
الأخضر أنبأنا ابن شاهين أنبأنا أحمد بن عيسى بن السكين حدثنا زكريا بن
الحكم الرسعنى حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا مبشر بن عبيد حدثنا
الحجاج بن أرطاة عن عطاء وعمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا مهر دون عشرة دراهم ".
طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف
ابن أحمد أنبأنا العقيلي حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأنطاكي حدثنا حيوة بن
شريح حدثنا بقية بن الوليد حدثنا مبشر بن عبيد عن الحجاج بن أرطاة عن
عطاء عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا ينكح
النساء إلا الاكفاء ولا يزوجوهن إلا الأولياء ولا مهر دون عشرة دراهم ".
طريق ثالث: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا
ابن عدى حدثنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن سهم حدثني بقية حدثني
مبشر بن عبيد عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تنكحوا النساء إلا من الاكفاء ولا يزوجوهن إلا الأولياء ولا مهر دون
عشرة دراهم "
قال أبو أحمد بن عدى: هذا الحديث مع اختلاف ألفاظه في المتون واختلاف
إسناده باطل لا يرويه إلا مبشر. قال أحمد: مبشر ليس بشئ، أحاديثه
263

موضوعات كذب يضع الحديث، وقال الدارقطني: يكذب، وقال ابن حبان:
يروى عن الثقاة الموضوعات لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
وقد روى داود الأيادي عن الشعبي عن علي أنه قال: " لا صداق أقل من
عشرة دراهم ". قال يحيى: داود ليس حديثه بشئ. قال ابن حبان: كان داود
يقول بالرجعة، ثم إن الشعبي لم يسمع من على. وقال أحمد بن حنبل: لقن غياث
داود عن الشعبي عن علي " لا يكون مهرا أقل من عشرة دراهم " فصار حديثا.
باب إجابة الدعوة
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي قال: قرأت في كتاب
أبى القاسم الثلاج بخطه حدثنا أبو على الحسن بن علان الخراط قال سمعت الدقيقي
يقول حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجيبوا صاحب الوليمة فإنه ملهوف ".
قال الخطيب: هذا حديث باطل، والحمل فيه على الخراط إن كان ابن الثلاج
صدق في روايته عنه.
قال المصنف قلت: ابن الثلاج اسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم كان
الدارقطني وغيره يتهمونه بوضع الأحاديث، وقال الأزهري: كان يضع الحديث.
باب نثر التمر على رأس المتزوج
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أبو عمر بن مهدي أنبأنا
محمد بن مخلد حدثنا عبيد الله بن النعمان حدثنا سعيد بن سلام حدثنا ابن أبي داود
قال حدثني منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن عائشة " أن النبي
صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من نسائه فنثروا على رأسه تمر عجوة " هذا حديث
باطل. وسعيد بن سلام ليس بشئ، وقال أحمد بن حنبل: هو كذاب، وقال
البخاري: قد ذكر بوضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك يحدث بالأباطيل.
264

باب نثار العرس
فيه عن معاذ وأنس.
فأما حديث معاذ فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن المظفر حدثنا العتيقي حدثنا
ابن الدخيل حدثنا العقيلي حدثني أزهر بن زفر الحضرمي حدثنا القاسم بن عمر
العتكي حدثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن الأوزاعي عن مكحول عن عروة
ابن الزبير عن عائشة قالت: " حدثني معاذ بن جبل أنه شهد أملاك رجل من
الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنكح الأنصاري وقال: على الألفة والخير والطير الميمون قفوا على رأس
صاحبكم. فوقفوا على رأسه، وأقبلت السلال فيها الفاكهة والسكر فنثر عليهم،
فأمسك القوم ولم ينتهبوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أزين الحلم
ألا تنتهبون؟ قالوا يا رسول الله إنك نهيتنا عن النهبة يوم كذا وكذا، وقال
إنما نهيتكم عن نهبة العساكر ولم أنهكم عن نهبة الوليمة، ألا فانتهبوا،
قال معاذ: فوالله: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحررنا ونحرره في
ذلك النهاب ".
الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن أبي القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا فاروق الخطابي وسليمان بن أحمد في جماعة قالوا حدثنا
أبو مسلم الكشي حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز حدثنا حازم مولى بنى هاشم عن
لمازة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: " شهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أملاك رجل من أصحابه فقال: على الخير والألفة
والطائر الميمون والسعة في الرزق، بارك الله لكم، دففوا على رأسه، فجئ بدف
فضرب به وأقبلت الاطباق عليها فاكهة وسكر فنثر عليه، فكف الناس أيديهم
265

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا تنتهبون؟ قالوا: يا رسول الله
أولم تنه عن النهبة؟ قال: إنما نهيتكم عن نهبة العساكر فأما العرسات فلا
فجاذبهم وجاذبوه ".
وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني حدثنا الحسن بن
أحمد بن فيل الأنطاكي حدثنا صالح بن زياد السوسي حدثنا أحمد بن يعقوب
حدثنا خالد بن إسماعيل الأنصاري حدثنا مالك بن أنس عن حميد عن أنس
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد أملاك رجل وامرأة من الأنصار فقال:
أين شاهدكم؟ فقالوا: يا رسول الله وما شاهدنا؟ قال: الدف، فأتوا به، فقال:
اضربوا على رأس صاحبكم، ثم جاءوا بأطباقهم فنثروا، فهاب القوم أن يتناولوا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أزين الحلم، ما لكم لا تتناولون؟
قالوا: يا رسول الله ألم تنه عن النهبة؟ قال: نهيتكم عن النهيبة في العساكر
وأما هذا وأشباهه فلا ".
هذا حديث لا يصح.
أما حديث معاذ ففي طريقه الأول بشر بن إبراهيم وهو المتهم به. قال
العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث. وقد روى عن الأوزاعي: أحاديث موضوعة
لا يتابع عليها. وقال ابن عدى: هو عندي ممن يضع الحديث على الثقاة ولذلك
قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة.
وأما طريقه الثاني فإن حازما ولمازة مجهولان.
وأما حديث أنس ففيه خالد بن إسماعيل. قال ابن عدى: يضع الحديث
على ثقاة المسلمين. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال.
266

باب اجتلائه العروس
أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا ابن عدى أنبأنا أحمد بن الممتنع حدثنا أبو الطاهر حدثنا ابن وهب
عن القاسم بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن دينار أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم اجتلى عائشة عند أبويها قبل أن يبنى بها ".
انفرد به القاسم عن ابن دينار، وكان أحمد بن حنبل يرمى القاسم بالكذب
وقال يحيى: هو كذاب خبيث.
باب محبة الزوجة
أنبأنا الجريري أنبأنا العشاري حدثنا الدارقطني حدثنا أحمد بن عيسى بن
السكين حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر حدثنا موسى بن أحمد حدثنا الموقري
عن الزهري عن أنس قال: " أول حب كان في الاسلام حب النبي صلى الله عليه
وسلم لعائشة ".
تفرد به الموقري ولم يروه عنه غير موسى بن محمد بن عطاء وكلاهما كذاب
قال أحمد: ويحيى الموقري ليس بشئ. قال ابن حبان: وكان موسى بن محمد
يضع الأحاديث على الثقاة.
باب ما تصنع المرأة إذا دخلت على زوجها
أنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجريري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان
حدثنا عمر بن محمد بن يوسف حدثنا عبد الله بن وهب النسوي حدثنا أبو بدر
شجاع بن الوليد أنبأنا خصيف عن مجاهد عن أبي سعيد قال " أوصى رسول الله
صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فقال: يا علي إذا دخلت العروس بيتك
فاخلع خفك حين تجلس واغسل رجلها وصب الماء على باب دارك إلى أقصى دارك
267

فإنك إذا فعلت أخرج الله من دارك سبعين بابا من الفقر وأدخل فيه سبعين بابا
من البركة وأنزل عليها سبعين رحمة وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص
ما دامت في تلك الدار، وامنع العروس في أسبوعها الأول من اللبان والخل
والكزبرة والتفاحة الحامضة. قال على: يا رسول الله لاي شئ أمنعها هذه
الأشياء الأربعة؟ قال: لان الرحم يعقم ويمرد من هذه الأشياء عن الأولاد،
والحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد ".
وذكر حديثا طويلا في ورقتين. كذا قال ابن حبان قال وعبد الله بن
وهب شيخ دجال يضع الحديث على الثقاة لا يحل ذكره في الكتب إلا على
سبيل الجرح فيه.
باب تعليم النساء سورة النور ومنعهن
من سكنى الغرف وتعليم الكتابة
فيه عن ابن عباس وعائشة:
فأما حديث ابن عباس فأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن
مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا جعفر بن سهل
حدثنا جعفر بن نصر حدثنا حفص حدثنا عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " لا تعلموا نساءكم الكتابة، ولا تسكنوهن
الغرف العلالي ".
وقال " خير لهو المؤمن السباحة وخير لهو المرأة المغزل ".
هذا حديث لا يصح. قال ابن حبان: جعفر بن حفص كان يحدث عن
الثقاة بما لم يحدثوا به. وقال ابن عدى: يحدث عن الثقاة بالبواطيل وله أحاديث
موضوعات عليهم.
268

وأما حديث عائشة فأنبأنا أبو منصور البزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي
ابن ثابت أنبأنا محمد بن عمر النرسي أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا
يحيى بن زكريا بن يزيد الدقاق حدثنا محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الشامي حدثنا
شعيب بن إسحاق الدمشقي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة
وعلموهن المغزل وسورة النور ".
هذا الحديث لا يصح وقد ذكره أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في صحيحه
والعجب كيف خفى عليه أمره. قال أبو حاتم بن حبان: كان محمد بن إبراهيم
الشامي يضع الحديث على الشاميين لا يحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار.
روى أحاديث لا أصول لها من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل
الاحتجاج به.
باب المكر في النكاح
أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد أنبأنا
محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو الفتح الأزدي الحافظ حدثنا الحسن بن الطيب
ابن حمزة حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي حدثنا الحسن بن أبي مالك عن علي
ابن عروة عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن عون عن عائشة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يصلح المكر والخديعة إلا في النكاح ".
هذا حديث لا يصح. قال يحيى: علي بن عروة ليس بشئ. وقال أبو حاتم
الرازي: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث
باب ثواب التقبيل والوطئ
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
269

الخطيب أخبرني أبو الوليد الدربندي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان
الحافظ أنبأنا محمد بن نصر بن خلف حدثنا أبو كبير سيف بن حفص حدثني
علي بن الجنيد ومحمد بن حميد بن فروة قالا حدثنا محمد بن سلام حدثنا أبو سهل
المدائني - يعنى الصباح بن سهل عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك
قال: " كانت امرأة عطارة يقال لها الحولاء، فجاءت إلى عائشة فقالت:
يا أم المؤمنين نفسي لك الفداء إني أزين نفسي لزوجي كل ليلة حتى كأني
العروس أزف إليه ". وذكر الحديث.
هذا ما روى الخطيب وقد روى لنا هدا الحديث بطوله، وهو أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال للحولاء: " ليس من امرأة ترفع شيئا من بيتها من مكان
أو تضعه في مكان تريد بذلك إصلاحا إلا نظر الله تعالى إليها وما نظر الله عز وجل
إلى عبد قط فعذبه ".
قال: زدني يا رسول الله، قال " ليس من امرأة من المسلمين تحمل من زوجها
إلا كان لها من الاجر كأجر الصائم القائم المخبت القانت، فإذا رضعته كان لها
بكل رضعة عتق رقبة، فإذا فطمته نادى مناد من السماء أيها المرأة استأنفي العمل
فقد كفيت ما مضى. فقالت عائشة: يا رسول الله هذا للنساء والرجال؟ قال:
ما من رجل من المسلمين يأخذ بيد امرأته يراودها إلا كتب الله له عشر حسنات
فإذا عانقها فعشرون حسنة، فإذا قبلها فعشرون ومائة حسنة، فإذا جامعها ثم قام
إلى مغتسله لم يمر الماء على شعرة من جسده إلا كتب الله بها عشر حسنات
وحط عنه عشر خطيئات، وإن الله عز وجل ليباهي به الملائكة فيقول:
انظروا إلى عبدي قام من هذه الليلة الشديدة بردها فاغتسل من الجنابة مؤمنا،
إني ربه أشهدكم أنى قد غفرت له ".
قال الدارقطني: هذا حديث باطل، وقال: ذهب عبد الرحمن بن مهدي
270

وأبو داود إلى زياد بن ميمون فأنكرا عليه هذا الحديث فقال: اشهدوا أنى قد
رجعت عنه.
قال المصنف قلت: قال يزيد بن هارون: كان زياد بن ميمون كذابا.
وقال يحيى بن معين: ليس بشئ لا يساوى قليلا ولا كثيرا. وقال
البخاري: تركوه. وأما المصباح بن سهيل فقال البخاري والرازي وأبو زرعة:
هو منكر الحديث. وقال ابن حبان: يروى المناكير عن أقوام مشاهير لا يجوز
الاحتجاج به.
باب النظر إلى الفرج
فيه عن ابن عباس وأبي هريرة:
فأما حديث ابن عباس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي أنبأنا إسماعيل
ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا ابن قتيبة
حدثنا هشام بن خالد حدثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا
ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى ".
قال أبو حاتم بن حبان: كان بقية يروى عن كذابين وثقاة ويدلس، وكان
له أصحاب يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فيشبه أن يكون سمع هذا من
بعض الضعفاء عن ابن جريج ثم يدلس عنه و - الترف - [التزق] به وهذا موضوع.
وأما حديث أبي هريرة فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار
أنبأنا أبو نصر عبد الباقي بن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا
أبو الفتح الأزدي أنبأنا زكريا بن يحيى المقدسي حدثنا إبراهيم بن محمد
الفريابي حدثنا محمد بن عبد الرحمن التستري عن مسعد بن كرام عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جامع
271

أحدكم فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث العمى، ولا يكثر الكلام فإنه
يورث الخرس ".
قال الأزدي: إبراهيم بن محمد بن يوسف ساقط.
باب ثبوت الرجل مع المرأة الفاجرة
أنبأنا أبو بكر الخلال أنبأنا محمد بن جعفر بن سفيان عن عبد بن جناد
حدثنا عبيد الله بن عمر عن عبد الكريم الجزري عن أبي الزبير قال: " أتى
رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي لا تدفع يد لامس. قال:
طلقها. قال: إني أحبها. قال: فاستمتع بها ".
وقد رواه عبيد بن عمير وحسان بن عطيه كلاهما عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم مرسلا. وقد حمله أبو بكر الخلال على الفجور ولا يجوز هذا، وإنما يحمل
على تفريطها في المال لو صح الحديث. قال أحمد بن حنبل: هذا الحديث لا يثبت
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس له أصل.
باب في طاعة النساء
فيه عن زيد بن ثابت وعائشة:
فأما حديث زيد فأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن سعيد
حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائقي عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن
زاذان عن أم سعد بنت زيد بن ثابت عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " طاعة المرأة ندامة ".
وأما حديث عائشة فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن بكران أنبأنا العتيقي أنبأنا
يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا المطلب بن شعيب حدثنا عبد الله بن صالح
272

حدثنا عمرو بن هاشم عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " طاعة النساء ندامة ".
هذان حديثان لا يصحان.
أما حديث زيد ففيه عنبسة. قال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان:
هو صاحب أشياء موضوعة لا يجوز الاحتجاج به ولا بعثمان بن عبد الرحمن.
وأما حديث عائشة فقال العقيلي: محمد بن سليمان يحدث عن هشام بواطيل
لا أصل لها، منها هذا الحديث. قال ابن عدى: ما حدث بهذا الحديث عن
هشام إلا ضعيف.
باب إثم مخالفة الزوج
أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن أبي الفضل أنبأنا حمزة
حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان حدثنا سعيد بن محمد بن زريق
حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا مسعر بن عطية عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن في الجمعة ساعة لن يدعو الله فيها أحد إلا استجيب
له، إلا أن يكون امرأة زوجها عليها غضبان ".
قال ابن عدى: هذا الحديث باطل بهذا الاسناد. وإسماعيل يحدث عن
الثقاة بالبواطيل، وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه.
باب ثواب المرأة إذا حملت ووضعت
فيه عن أبي هريرة وأنس:
فأما حديث أبي هريرة فأنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا
حمزة بن يوسف أنبأنا ابن عدى أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا وارث بن
273

الفضل حدثنا الحسن بن محمد البلخي حدثنا عوف وهشام عن ابن سيرين عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حملت المرأة فلها أجر
الصائم القائم المخبت المجاهد في سبيل الله، فإذا ضربها الطلق فلا يدرى أحد من
الخلائق ما لها من الاجر، فإذا وضعت فلها بكل ركعة عتق نسمة ".
قال أبو حاتم: لا أصل لهذا الحديث. والحسن بن محمد يروى الموضوعات
لا يجوز الاحتجاج به، وقال أبو أحمد بن عدى: كل أحاديثه مناكير.
وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش
أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثني
جعفر بن محمد بن القاسم الحربي حدثنا الحسين بن عبد الله بن يزيد العطار حدثنا
هشام بن عمار الدمشقي حدثنا أبي عمار بن نصير عن عمرو بن سعيد الخولاني
عن أنس " أن سلامة حاضنة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
يا رسول الله إنك تبشر الرجال بكل خير ولا تبشر النساء [قال] أصويحباتك
دسسنك لهذا؟ قالت: أجل هن أمرنني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أما ترضى إحداكن إذا كانت حاملا من زوجها وهو عنها [راض] أن لها مثل
أجر الصائم القائم في سبيل الله عز وجل، فإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء
وأهل الأرض ما أخفى لها من قرة أعين، فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة
ولا يمتص من ثديها مصة إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فإذا
أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة يعتقهم في سبيل الله، أتدرين لمن
هذا للمتعففات الصالحات المطيعات أزواجهن اللاتي لا يكفرن العشيرة ".
قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن سعيد الذي يروى هذا
الحديث الموضوع عن أنس لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة الاختبار
للخواص.
274

باب ذكر البنات
أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن
عبد الله حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد العلوي حدثنا الفضل بن العباس الحافظ
حدثنا إبراهيم بن الحسن بن إسحاق الأردمي حدثنا إسماعيل بن توبة حدثنا محمد
ابن كثير عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من كانت عنده ابنة فقد قدح، ومن كانت عنده اثنتين
فلا حج عليه، ومن كانت عنده ثلاث فلا صدقة عليه ولا قرى ضيف، ومن
كن عنده أربع فيا عباد الله أعينوه أعينوه، أقرضوه أقرضوه ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال البخاري:
محمد بن كثر منكر الحديث، وقال ابن المديني: ذاهب الحديث، وقال ابن
حبان: يتفرد بالمناكير عن المشاهير حتى خرج عن حد الاحتجاج بما انفرد.
حديث آخر: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي أنبأنا
أبو الحسن سهل بن عبد الله بن علي الغازي أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو
النقاش حدثنا الهيثم بن خالد حدثنا منصور بن الموفق حدثنا اليمان بن عدى عن
الثوري عن جنادة الكندي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد ولدت له جارية فلم يتسخط ما خلق الله
إلا هبط مالك من السماء بجناحين أخضرين في سلم من در يدف من درجة إلى
درجة حتى يأتيها فيضع يده على رأسها وجناحه على جسدها ثم يقول: بسم الله
وبالله محمد رسول الله، ربى وربك الله، نعم الخالق الله، ضعيفة خرجت من
ضعيفة، المنفق عليها معان إلى يوم القيامة ".
هذا حديث موضوع. قال النقاش: وضعه منصور بن الموفق.
قال المصنف قلت: وفى الاسناد يمان بن عدى، شهد أحمد بأنه يضع.
275

باب بركة المرأة إذا بكرت بأنثى
أنبأنا عبد الله بن علي المقرى أنبأنا عايد بن أحمد الحداد حدثنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن عمر حدثنا محمد بن
أحمد الأثرم حدثنا الحسن بن داود سالم بن إبراهيم الوراق حدثنا حكيم بن حزام
عن العلاء بن كثير الدمشقي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى، ألم تسمع الله يقول
في كتابه: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور)، فبدأ بالإناث
قبل الذكور "
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد اتفق فيه جماعة
كذابون. أما سلم فقال يحيى: هو كذاب. وأما حكيم فقال أبو حاتم الرازي:
متروك الحديث. وأما العلاء بن كثير فقال أحمد ويحيى: ليس بشئ، وقال
ابن حبان: يروى الموضوعات عن الاثبات.
باب أطراف الأولاد وتقديم الإناث
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا ابن
عدى حدثنا أحمد بن محمد بن بلبل حدثنا يحيى بن محمد بن شبيب حدثنا حماد بن
عمرو النصيبي حدثنا عبد الله بن ضرار بن عمرو عن أبيه عن يزيد الرقاشي عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حمل طرفة من السوق إلى
ولده كان كحامل صدقة، وابدؤوا بالإناث فإن الله عز وجل رق للإناث، ومن
رق لأنثى كان كمن بكى من خشية الله عز وجل، ومن بكى من خشية الله عز
وجل غفر له، ومن فرح أنثى فرحه الله عز وجل يوم الحزن ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه جماعة ضعفاء
276

فمنهم يزيد الرقاشي، كان فيه تدين، لكنه كان يغلط في الحديث، فربما قلب
كلام الحسن فجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم. ومنهم
ضرار بن عمرو. قال يحيى: ليس بشئ ولا أبيه عبد الله ولا حماد بن عمرو.
قال ابن حبان: كان حماد يضع الحديث على الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا
على التعجب.
باب ذكر المغزل للمرأة
أنبأنا أبو منصور القزاز أنبأنا أبو بكر بن ثابت أنبأنا محمد بن الحسين بن
الفضل حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن أحمد الواسطي حدثنا عمرو
ابن علي قال: ومحمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران متروك الحديث كذاب،
سمعته يقول حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " زينوا مجالس نسائكم بالمغزل ".
قال أحمد ويحيى: كان محمد بن زياد كذابا خبيثا يضع الحديث.
باب كراهية الطلاق
أنبأنا القزاز أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أحمد بن علي بن عمر المقرى حدثنا
الحسن بن سعيد الآدمي حدثنا محمد بن محمود الصيدلاني حدثنا أبو إبراهيم الترجماني
حدثنا عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا
ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش ".
هذا حديث لا يصح. وفيه آفات: الضحاك مجروح وجويبر ليس بشئ.
قال النسائي والدار قطني: جويبر وعمرو متروكان، وقال ابن عدى: كان عمرو
ابن جميع يتهم بالوضع.
277

باب جعل الثلاث كالواحدة
أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أخبرني
الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن العباس الجزار حدثنا أبو عبيدة محمد بن أحمد
ابن المؤمل حدثنا أبي حدثنا بشر بن محمد السكرى حدثنا علي بن أبي خديجة عن
محمد بن عبد الملك الأنصاري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله " أن
رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أخي حلف
بالطلاق أن لا يكلمني، فهل تجد له مخرجا؟ قال: وكيف حلف؟ قال: امرأته
طالق ثلاثا إن كلمني. قال: كيف ضنها بزوجها؟ قال: ضنه بها. قال: يدعها
حتى تنقضي عدتها ثلاث حيض، ثم تكلم أخاك فليخطبها بمهر جديد فتكون
عنده على تطليقتين ".
هذا حديث باطل، وما أحر من يتلاعب بالشريعة ويكذب في مثل هذا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أحمد بن حنبل: قد رأيت محمد بن عبد الملك، وكان يضع الحديث
ويكذب، وقال النسائي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره
في الكتب إلا على جهة القدح فيه.
باب التعزب
أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا حمد بن أحمد حدثنا أبو نعيم الحافظ
حدثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل الفقيه حدثنا عبد الله بن الحسن حدثنا إسحاق
ابن وهب العلاف حدثنا عبد الملك بن يزيد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي
وائل عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا
أحب الله عبدا اقتناه لنفسه ولم يشغله بزوجة ولا ولد ".
278

هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني:
إسحاق بن وهب كذاب متروك حدث بالأباطيل.
حديث آخر: روى الحكم بن مصعب عن محمد بن علي عن أبيه عن جده
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى عليه وسلم: " لو يرى أحدكم بعد
ستين وما به جرو كلب خير له من أن يرى ولدا لصلبه ".
هذا حديث موضوع أيضا، والمتهم به الحكم. قال ابن حبان: لا يجوز
الاحتجاج بالحكم، ولا أصل لهذا الحديث.
باب ثواب من سعى للجمع بين الزوجين
وإثم من فرق بينهما
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين بن قريش أنبأنا إبراهيم بن عمر
البرمكي حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد
ابن محمد الفقيه حدثني جامع بن سوادة الحمراوي حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا
ابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وابن عباس قالا:
" آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخطب غيرها حتى خرج
من الدنيا فقال: من مشى في تزويج بين اثنين حتى يجمع الله عز وجل أعطاه الله
عز وجل بكل خطوة وبكل كلمة تكلم في ذلك عبادة سنة، صيام نهارها وقيام
ليلها، ومن مشى في تعويق بين اثنين حتى يفرق بينهما كان حقا على الله عز
وجل أن يضرب رأسه يوم القيامة بألف صخرة من نار جهنم ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجامع بن سوادة مجهول.
حديث آخر: أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي أنبأنا عبد الصمد
279

ابن المأمون أنبأنا الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا
نصر بن باب عن القاسم بن هرام عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان في
غضب الله ولعنة الله في الدنيا والآخرة، وكان حقا على الله أن يضربه يوم القيامة
بصخرة من نار جهنم إلا أن يتوب ".
قال الدارقطني: تفرد به القاسم عن عمر. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج
بالقاسم بحال.
280

كتاب النفقات
باب قلة مؤنة المؤمن
أنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي الحافظ أنبأنا أبو طالب محمد بن الحسن بن
أحمد بن بكير أنبأنا محمد بن جعفر حدثنا محمد بن سهل بن الحسن العطار حدثنا
مضارب بن - سهل - [نزيل] الكلبي حدثنا أبي حدثنا الفيريابي محمد بن يوسف
حدثنا إبراهيم بن أدهم عن محمد بن عجلان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن يسير المؤنة ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به محمد بن
سهل. قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
باب ذم صاحب العيال
أنبأنا ابن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الشروطي حدثنا عدى بن عبد الله بن عدى
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سيف حدثنا أحمد بن حفص بن عمر السعدي
حدثني أحمد بن سلمة الكسائي حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أفلح صاحب عيال قط "
هذا حديث باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله قط، وأقواله
على ضد هذا، وإنما يروى نحو هذا عن سفيان. وفى الاسناد أحمد بن سلمة.
قال ابن عدى: كان يحدث عن الثقاة بالبواطيل، وكان فيه أحمد بن حفص
حدث بأحاديث مناكير لم يتابع عليها.
281

باب كراهية ادخار الرزق
روى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كيف بك يا ابن عمر إذا
غبرت في قوم يحبون رزق سنتهم ".
قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا حديث موضوع.
باب تقليل كسوة المرأة
فيه عن مسلمة وأنس:
فأما حديث مسلة فأنبأنا القزاز أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا الحسن
ابن علي الجوهري أنبأنا عمر بن محمد بن عبد الصمد المقرى حدثنا ظفر بن محمد
ابن خالد السراج حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا شعيب بن يحيى حدثنا
يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اعروا النساء يلزمن الحجال ".
وأما حديث أنس فله طريقان:
الطريق الأول: أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا
أبو أحمد بن عدى حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا زكريا بن يحيى الخراز حدثنا
إسماعيل بن عباد الكوفي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " استعينوا على النساء بالعرى ".
الطريق الثاني: أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن أبي الفضل أنبأنا
حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا محمد بن داود بن دينار أنبأنا أحمد بن يونس حدثنا
سعدان بن عبدة أنبأنا عبيد الله بن عبد الله العتكي أنبأنا أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أجيعوا النساء جوعا غير مضر وأعروهن
عربا غير مبرح، لأنهن إذا سمن واكتسين فليس شئ أحب إليهن من الخروج
282

وليس شئ شر لهن من الخروج، وإنهن إذا أصابهن طرف من العرى والجوع
فليس شئ أحب إليهن من البيوت، وليس شئ خير لهن من البيوت ".
ليس في هذه الأحاديث ما يصح.
أما حديث مسلمة فقال أبو حاتم الرازي: شعيب بن يحيى ليس بمعروف،
وقال إبراهيم الحربي: ليس لهذا الحديث أصل.
وأما حديث أنس ففي الطريق الأول إسماعيل بن عباد. قال الدارقطني:
متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به، وزكريا بن يحيى ليس بشئ.
وفى الطريق الثاني عبيد الله العتكي. قال البخاري: عنده مناكير، وقال ابن
حبان: يتفرد عن الثقاة بالمقلوبات، وقال ابن عدى: سعدان مجهول وشيخنا
محمد بن داود يكذب.
283

كتاب الأطعمة
باب حوض البدن
أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا يوسف
ابن الدخيل حدثنا أبو جعفر العقيلي حدثنا عبد الله بن الحسن بن أحمد الحراني
حدثنا يحيى بن عبد الله - البابلتى - [البابلي] حدثنا إبراهيم بن جريج الرهاوي عن
زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة
صدرت العروف بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم ".
هذا الحديث ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه جماعة
ضعفاء، المتهم برفعه إبراهيم بن جريج. قال الدارقطني: تفرد به لم ير بسنده غيره
وقد اضطرب فيه وكان طبيبا فجعل له إسنادا. ولا يعرف هذا من كلام رسول الله
صلى الله عليه وسلم، إنما هو من كلام ابن الحسن. وقال العقيلي: هذا الحديث
باطل لا أصل له، إنما يروى عن ابن الحسن. وقال أبو الفتح الأزدي: إبراهيم
ابن جريج متروك الحديث لا يحتج به.
باب تأثير حضور الطعام من اسمه اسم نبي
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو
أحمد بن عدى حدثنا روح بن عبد المجيب حدثنا محمد بن يحيى بن رزين حدثنا
إسماعيل بن يحيى عن زكريا بن حكيم عن الشعبي عن ابن عباس وابن عمر قالا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من بركة الطعام أن يكون عليه رجل
اسمه اسم نبي ".
قال ابن عدى: هذا حديث باطل بهذا الاسناد. وإسماعيل بن يحيى
284

يحدث عن الثقات بالبواطيل، وقال الدارقطني: هو كذاب متروك، وفى الاسناد
زكريا بن حكيم. قال أحمد ويحيى: ليس بشئ. قال ابن المديني: هالك. وفيه
محمد بن يحيى بن رزين. قال ابن حبان: دجال يضع الحديث.
باب فضيلة الرمان
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا نصر بن أحمد بن البطر أنبأنا أبو الحسن محمد بن
صدقة بن الحسين الموصلي حدثنا عبيد الله بن الحسين بن جعفر القاضي حدثنا
سعد بن علي بن الخليل حدثنا عبد السلام بن عبيد بن أبي فروة حدثنا
أبو عاصم حدثنا ابن جريج بن محمد بن عجلان عن أبيه عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رمانكم هذا إلا وهو يلقح بحبة من
رمان الجنة ".
طريق آخر: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا الإسماعيلي حدثنا حمزة حدثنا
ابن عدى حدثنا روح بن عيد المجيب حدثنا محمد بن الوليد بن أبان حدثنا
أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن عجلان عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " ما من رمانكم إلا وهو يلقح بحبة من رمان الجنة "
هذا حديث لا يصح.
وفى الطريق الأول عبد السلام بن عبيد. قال ابن حبان: كان يسرق
الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وفى الطريق الثاني محمد بن الوليد. قال ابن حبان: عدى كان يضع الحديث
ويوصله ويسرق ويقلب الأسانيد والمتون.
باب فضل البطيخ
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي أنبأنا
285

أبو الحسن محمد بن القاسم البزقوهي حدثنا أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار حدثنا
جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح حدثنا أبو مصعب عن موسى بن شيبة عن
إسماعيل بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك قال: " كنا مع
ابن عباس بالطائف فبينا نحن نمشي يوما في بعض المباطخ إذ قام صاحب المبطخة
فاجتنى من مبطخته بطيختين ووضعهما بين أيدينا فجعلت آكل وأطرح قشرها
فقال ابن عباس: لا تفعل فإن قشرها من جبال الجنة، ولو علم الناس ما فيها لتمنوا
أن تكون ثمارها وأقواتهم كلها بطيخا. أما إنه طعام أكله آدم في الجنة فزن
إبليس زنة تحت تخوم الأرض السابعة لما علم أن آدم أكلها وقال أخاف أن
لا يبقى معي أحد من ذريته في النار إلا وأخرج منها، فإن الله تبارك عليها وعلى
من أكل منها، وكيف يكون في النار من تبارك عليه الجبار. وسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ماؤها رحمة وحلاوتها مثل حلاوة الجنة ".
هذا حديث لا نشك أنه موضوع، وما أبرد الذي وضعه وفيه مجاهيل، وأنا
أتهم به هنادا فإنه لم يكن بثقة، وقد سمعنا عنه أحاديث كثيرة منها مرفوع ومنها
عن الصحابة والتابعين كلها في فضائل البطيخ لم نجدها عند غيره ولم نطل بذكرها
هاهنا لأنها كلها محا ل، ولا يصح في فضل البطيخ شئ. إلا أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أكله.
باب فضل العنب
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي الخطيب أنبأنا أبو نعيم
الأصفهاني أنبأنا أبو على محمد بن أحمد بن بالويه النيسابوري حدثنا علي بن
سعيد العسكري حدثنا إسحاق بن وهب حدثنا موسى بن مسعود بن مشكال
الواسطي حدثنا إسماعيل بن مسلم السكرى حدثنا ابن عون عن ابن سيرين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في العنب أشياء
286

تأكلونه عنبا وتشربونه عصيرا ما لم ينشر وتتخذون منه زبيبا وزبا ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى عليه وسلم. قال الدارقطني:
إسحاق بن وهب كذاب متروك يحدث بالأباطيل. وقال ابن حبان: يضع
الحديث.
باب فضل العنب والبطيخ
أنبأنا أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري أنبأنا أبو العلاء صاعد بن سيار
الهروي أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي سهل الغورجي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحافظ إجازة أنبأنا الحسين بن أحمد الأسدي أنبأنا أحمد بن محمد بن ياسين
حدثنا أبو عمارة المستملى أحمد بن محمد بن مهدي حدثنا محمد بن الضو بن
الدلهمس حدثنا عطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " ربيع أمتي العنب والبطيخ ".
هذا حديث موضوع. ومحمد بن الضو كان كذابا مجاهرا بالفسق. قال
ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
باب كيف يؤكل العنب
فيه عن ابن عباس وابن عمر:
فأما حديث ابن عباس فأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة
أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى ح. وأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن
مسعدة أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا إسحاق بن عبد الله الكوفي حدثنا
سليمان بن الربيع حدثنا كادح بن رحمة حدثنا حصين بن نمير عن حسين بن
قيس عن عكرمة عن ابن عباس عن العباس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يأكل العنب خرطا ".
287

وأما حديث ابن عمر فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي
أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن أيوب حدثنا محمد بن عقبة
السدوسي حدثنا داود بن عبد الجبار أبو سليمان الكوفي حدثنا ابن الجارود
عن حبيب بن يسار عن ابن عمر قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأكل العنب خرطا ".
أما الأول ففيه حسين بن قيس ضعف أحمد بن حنبل حديثه وكذبه، وقال
مرة: متروك الحديث. وكذلك قال النسائي. وقال يحيى: ليس بشئ، وفيه
كادح. قال ابن حبان: يروى عن الثقاة المقلوبات حتى يسبق إلى القلب أنه
المتعمد لها فاستحق الترك. وفيه سليمان بن الربيع ضعفه الدارقطني.
وأما الحديث الثاني ففيه داود بن عبد الجبار. قال يحيى: كان يكذب.
وقال أبو داود والنسائي: غير ثقة. قال العقيلي: لا أصل لهذا الحديث.
باب أكل العنب بالجبن
أنبأنا أبو منصور بن السمرقندي وأبو منصور بن خيرون قالا أنبأنا
إسماعيل بن أبي الفضل أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدى حدثنا
أحمد بن جعفر بن عمر السعدي حدثنا أحمد بن نوسة الدامغاني حدثنا الحسن
ابن شبل البخاري حدثنا عمرو بن محمد الأسدي عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " عليكم المرازمة.
قيل: وما المرازمة؟ قال: أكل الخبز مع العنب، فإن خير الفاكهة العنب
وخير الطعام الخبز ".
قال أحمد: هذا الحديث بهذا الاسناد موضوع والبلاء فيه من عمرو. وقال
ابن حبان: يروى عن الثقاة الموضوعات لا يحل الرواية عنه.
288

باب فضل الملح
أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريري أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا أبو بكر
ابن بخيت حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر حدثني أبي أحمد بن عامر
حدثني علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن
محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني جدي أبى علي بن الحسين حدثني أبي
الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " يا علي عليك بالملح فإنه شفاء من سبعين داء الجذام
والبرص والجنون ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبد الله
ابن أحمد بن عامر أو أبوه فإنهما يرويان نسخة عن أهل البيت كلها باطلة.
باب فضل الخبز
الحديث الأول: أنبأنا موهوب بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن البسري
أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص أنبأنا أحمد بن نصر بن يحيى حدثنا عبد الله بن
محمد بن أبي أسامة حدثنا إسحاق بن الأخيل حدثنا نمير بن الوليد بن نمير بن
أوس الدمشقي حدثني أبي عن جدي عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أمتعنا بالاسلام والخبز، فلولا الخبز ما صمنا
ولا صلينا ولا حججنا ولا غزونا ".
هذا حديث موضوع كافأ الله من وضعه فإنه لم يقصد إلا شين الاسلام بما
نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عبد الله بن محمد بن أبي أسامة
قال ابن حبان: كان يضع الحديث لا يحل ذكره إلا على وجه القدح فيه.
الحديث الثاني: أنبأنا موهوب بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن البسري
289

أنبأنا المخلص أنبأنا أحمد بن نصر حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي أسامة حدثنا
إسحاق حدثنا نمير بن الوليد حدثني أبي عن جدي عن أبي موسى قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات
السماوات والأرض والحديد والبقر وابن آدم ".
وهذا من عمل عبد الله أيضا، وقد رواه غيره والله أعلم أي الرواة السارق.
الحديث الثالث: أنبأنا عبد الخالق بن عبد الصمد أنبأنا ابن النقور أنبأنا
المخلص حدثنا البغوي حدثنا أبو روح البلدي حدثنا أبو شهاب الخياط عن طلحة
عن ثور عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكرموا الخبز، فإن الله أنزل إليه بركات من السماء، وأخرج له بركات
من الأرض ".
وهذا من عمل طلحة الحضري. قال أحمد والنسائي: متروك الحديث.
وقال يحيى: ليس بشئ. وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه إلا بالتعجب.
الحديث الرابع: أنبأنا محمد بن أبي القاسم البغدادي أنبأنا حمد بن أحمد
أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ح. وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أحمد بن علي
بن ثابت أنبأنا عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي قالا حدثنا حدثنا سليمان بن
أحمد حدثنا محمد بن جعفر الرازي حدثنا علي بن الجعد حدثنا غياث بن إبراهيم
حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة سمعت عبد الله بن أم حرام الأنصاري يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكرموا الخبز فإن الله سخر له بركات
السماوات والأرض ".
هذا حديث لا يصح. قال أحمد والبخاري والنسائي والدار قطني: غياث
متروك. وقال يحيى: كذاب خبيث. وقال السعدي وابن حبان: كان
يضع الحديث
290

الحديث الخامس: أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي
أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن عيسى حدثنا الفضل بن
غسان العلائي حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن بن العباس الشامي عن إبراهيم
ابن أبي عبلة قال قال ابن أم حرام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكرموا الخبز، فإن الله أكرمه وأخرجه لكم من بركات السماوات
والأرض ".
وهذا حديث غير صحيح. قال أبو حفص الفلاس: عبد الملك بن
عبد الرحمن كذاب.
الحديث السادس: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الجوهري عن الدارقطني
عن أبي حاتم حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا عاصم بن عصام البيهقي حدثنا
أبو أشرس الكوفي عن شريك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قالوا:
" مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على كسرة ملقاة فقال: يا سميراء أو يا حميراء
أحسني جوار نعم الله عليك، فبالخبز أنزل الله المطر من السماء، وبالخبز أنبت
النبات من الأرض، وبالخبز صمنا وصلينا، وبالخبز حججنا بيت ربنا، وبالخبز
جاهدنا عدونا، ولولا الخبز ما عبد الله في الأرض ".
هذا حديث قال أبو حاتم بن حبان: لا يحل ذكر أبى الأشرس في الكتب
إلا على الاخبار عنه. روى عن شريك ما لم يحدث به قط.
الحديث السابع: أنبأنا أبو القاسم الجريري أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا
الدارقطني حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي حدثنا واقد بن موسى
حدثنا عبدة بن سليمان حدثنا نوح بن أبي مريم عن يحيى بن سعيد الأنصاري
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يقطع الخبز بالسكين وقال: أكرموه فإن الله عز وجل قد أكرمه ".
291

قال الدارقطني: تفرد به نوح وهو متروك. وكذلك قال مسلم بن الحجاج
وأبو حاتم الرازي: هو متروك. وقال يحيى: نوح لا يكتب حديثه ليس بشئ.
وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.
الحديث الثامن: أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا
محمد بن جعفر بن علان حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الصفار حدثنا أحمد
ابن علي بن رزين حدثنا عبد الرحمن بن حبيب حدثنا إسحاق بن نجيح الملطى
عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما استخف قوم بحق الخبز إلا ابتلاهم الله بالجوع ".
وهذا موضوع. قال أحمد بن حنبل: إسحاق بن نجيح أكذب الناس.
وقال يحيى: هو معروف بالكذب ووضع الحديث. وقال ابن حبان: يضع
الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحة.
باب تصغير القرص
أنبأنا محمد بن طاهر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي بن أحمد
الواعظ أنبأنا محمد بن الحسن الأزدي حدثنا محمد بن موسى بن سهل حدثنا يعقوب
ابن جرة حدثنا عبد الله بن إبراهيم حدثنا جابر بن سليم عن يحيى بن سعيد
عن عمرة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صغروا
الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به جابر
ابن سليم. قال أبو الفتح الأزدي: هو منكر الحديث لا يكتب حديثه.
حديث آخر: روى عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" البركة في صغر القرص وطول الرشا وصغر الجدول ".
قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا الحديث كذب.
292

باب إيثار اللبن
أنبأنا محمد بن أبي طاهر أنبأنا الحسين بن علي أنبأنا علي بن عمر عن أبي
حاتم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عمرو
ابن إبراهيم الكوفي عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: " كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل طعاما إلا حمد الله عز وجل وقال: اللهم
بارك لنا فيه، وأطعمنا أطيب منه، فإذا أكل اللبن حمد الله عز وجل وقال:
اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ".
قال أبو حاتم: لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمر
ابن إبراهيم لا يجوز الاحتجاج به، وقال الدارقطني: كان كذابا يضع الحديث.
باب فضل الباقلي
أنبأنا الجريري أنبأنا العشاري حدثنا الدارقطني حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد
ابن المهتدى حدثنا عبد الرحمن بن حاتم أبو زيد المرادي حدثنا بكر بن عبد الله
أبو عاصم حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عروة
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أكل فولة بقشرها
أخرج الله منه من الداء مثلها ".
هذا حديث ليس بصحيح. قال بعض الحفاظ: تفرد به بكر عن الليث،
وقال ابن عدى: هذا حديث باطل لا يرويه غير عبد الله بن عمر الخراساني وهو
شيخ مجهول يحدث عن الليث بمناكير.
قال المصنف قلت: وقد رواه عبد الصمد بن مطير عن ابن وهب عن الليث
فكأنه سرقه وغير إسناده. فأما بكر فقال يحيى: ليس بشئ وأما عبد الصمد
فقال الدارقطني: هو متروك، وقال ابن حبان: لا يحل ذكره إلا على وجه القدح.
293

باب أكل القثاء باللحم
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا حمزة حدثنا ابن عدى حدثنا
عيسى بن أحمد الصدفي حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثني أخي محمد بن عثمان
حدثنا علي بن معمر القرشي عن خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل القثاء بلحم وقى الجذام ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا بورك فيمن
وضعه، فإنه قصد شين الاسلام ليقول قائل: وأي شئ في ذلك يرفع الجذام.
قال ابن عدى: انفرد به خليد عن قتادة، ولعل البلاء ممن رواه عن خليد.
قال المصنف قلت: وخليد مجمع على تضعيفه، وقال يحيى: ليس بشئ، وقال
النسائي: ليس بثقة.
باب فضل العدس
أنبأنا هبة الله بن أحمد الجريري أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنبأنا أبو بكر
ابن بخيت أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر حدثني أبي حدثنا علي بن
موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد
ابن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي على
ابن أبي طالب رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم
بالعدس فإنه مبارك، وإنه يرق له القلب وتكثر له الدمعة، وإنه قد بارك فيه
سبعون نبيا ".
طريق آخر: أنبأنا ابن خيرون أنبأنا أحمد بن علي الحافظ أنبأنا أبو سعد
أحمد بن محمد الماليني أنبأنا منصور بن العباس بن منصور البوسنجي حدثنا الحسن
ابن سفيان حدثنا عبيد بن سعيد البصري حدثنا عيسى بن شعيب عن الحجاج
ابن ميمون عن حميد بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن دلهم قال قال رسول الله
294

صلى الله عليه وسلم: " قدس العدس على لسان سبعين نبيا، منهم عيسى بن
مريم، يرق القلب ويسرع الدمعة ".
هذان حديثان موضوعان، كافأ الله من وضعهما، فإنه قصد شين الشريعة
والتلاعب، فإن العدس من أردأ المأكولات، فإذا سمع، من ليس من أهل
شرعنا هذا نسب نبينا إلى غير الحكمة.
فأما الحديث الأول فالمتهم بن عبد الله بن أحمد بن عامر أو أبوه فإنهما
يرويان عن أهل البيت نسخة كلها موضوعة.
وأما الحديث الثاني فمقطوع، لان ابن دلهم ليس بصحابي. وفيه عيسى بن
شعيب. قال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحق الترك.
أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا إسماعيل ابن أبي الفضل أنبأنا حمزة
حدثنا أبو أحمد بن عدى سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: سئل ابن المبارك
عن الحديث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا، فقال: ولا على
لسان نبي واحد، إنه لمؤذ ينفخ من يحدثكم، قالوا سلم بن سالم، قال: عن من
قالوا: عنك، قال: وعنى أيضا. قال يحيى بن معين: سلم بن سالم ليس بشئ.
باب أكل الجبن والجوز
أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا عبد الله بن أحمد السمرقندي أنبأنا المطهر بن بجير حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم حدثني علان بن إبراهيم الوراق
حدثني أبو موسى محمد بن أحمد الفقيه حدثنا محمد بن عبد الله بن المهتدى بالله
حدثني أبي قال: " دخلت على المأمون وهو يأكل جبنا وجوزا، فقلت: يا أمير
المؤمنين تأكل الجبن والجوز وهما داءان، فقال: حدثني أبي عن جدي عن
عبد الله بن عباس قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل الجبن
والجوز، فقلت: يا نبي الله تأكل الجبن والجوز وهما داءان، فقال: الجوز داء
295

والجبن داء، فإذا صارا في الجوف صارا شفاءين ".
طريق ثاني: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو
عبد الله حدثنا أبو صالح خلف بن محمد البخاري حدثنا أبو عمر نصر بن زكريا
البخاري، سمعت يحيى بن أكتم يقول: " دخلت على المأمون وهو يأكل
الجبن والجوز فقلت: يا أمير المؤمنين تأكل الجبن والجوز، قال: نعم، فإني
دخلت على الرشيد وهو يأكل الجبن والجوز، قال: نعم، فإني دخلت يعنى
على المهدى وهو يأكل الجبن والجوز، قال: نعم فإني دخلت على المنصور وهو
يأكل الجبن والجوز، فقلت: يا أمير المؤمنين تأكل الجبن والجوز، فقال:
نعم فإني سمعت أبي يحدث عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: الجبن داء والجوز داء فإذا اجتمعا كانا شفاء ".
طريق ثالث: أنبأنا زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو
عبد الله النيسابوري أنبأنا علي بن أحمد بن الحسن الطوسي أنبأنا أبو نصر محمد
ابن وكيع المصري حدثني أحمد بن يوسف بن إبراهيم كاتب المهدى حدثني أبي
عن أبيه " أن جبريل بن - خنيشوع - [بختيشوع] المتطيب دخل على المأمون
وهو يأكل جوزا وجبنا فقال: يا أمير المؤمنين جمعت بين داءين، الجبن داء
والجوز داء، فقال: مه حدثني أبي هارون الرشيد عن أبيه المهدى عن أبيه
المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الجبن داء والجوز داء فإذا اجتمعا صارا شفاءين ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كافأ الله من يضع
مثل هذا ليضع من الشريعة فينسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ضد
الحكمة، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان أحكم الحكماء وليس في شريعته شئ
ينافي الحكمة ولا يخرج عن الطب، فإن رأيت شيئا لا يوافق عليه الأطباء اليوم
296

فهو طب العرب وعادتهم، وما يوافق أمزجتهم. فأما هذا الحديث فليس من كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من تخليط الرواة.
قال الحاكم: هذا حديث منكر وما زلت أطلب أصلا له حتى حدثني أبو
الحسن الطوسي بهذا الحديث، يشير إلى أن الطبيب دخل على المأمون وهو يأكل
فأخذه الرواة فغيروه وأسندوه.
باب ذكر الحلبة
فيه عن معاذ وعائشة:
فأما حديث معاذ فأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا ابن مسعدة
أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا جحدر بن
الحارث حدثنا بقية عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم الناس مالهم في الحلبة لاشتروها
بوزنها ذهبا ".
وأما حديث عائشة: أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن أبي الفضل
أنبأنا حمزة أنبأنا ابن عدى حدثنا أحمد بن عبد الله الخولاني حدثنا محمد بن يزيد
المستملى حدثنا حسين بن علوان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو علم أمتي مالهم في الحلبة لاشتروها
ولو بوزنها ذهبا ". هذا حديث لا يصح.
أما حديث معاذ فلم يروه عن بقية إلا جحدر. قال ابن عدى: جحدر يسرق
الحديث ويروى المناكير ويزيد في الاسناد، وبقية يروى عن الضعفاء ويدلس.
وأما حديث عائشة فقال يحيى: حسين بن علوان كذاب. قال ابن عدى
وابن حبان: كان يضع الحديث.
297

باب فضل البقل
أنبأنا ابن خيرون عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان
حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا العلاء بن مسلمة عن إسماعيل بن مغراء
الكرماني عن ابن عياش عن برد عن مكحول عن أبي أمامة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " احضروا موائدكم البقل فإنه مطردة للشيطان مع التسمية ".
هذا حديث لا أصل له. قال ابن حبان: كان العلاء يروى الموضوعات
عن الثقاة لا يحل الاحتجاج به، وقال أبو الفتح الأزدي: كان رجل سوء لا يبالى
ما روى لا يحل لمن عرفه أن يروى عنه، وقال محمد بن طاهر: كان يضع الحديث
باب فضل الهندبا
فيه عن الحسين وأنس:
فأما حديث الحسين: أنبأنا محمد بن ناصر أنبأنا أبو على محمد بن محمد بن
المهدى أنبأنا عبيد الله بن عمر بن شاهين ح. وأنبأنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا
حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ قالا حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر
حدثنا محمد بن يونس الشامي حدثنا إبراهيم بن الحسن العلاف حدثنا عمر بن
حفص المازني عن بشر بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين
ابن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من ورقة من
ورق الهندبا إلا عليها قطرة من ماء الجنة ".
وأما حديث أنس فأنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن أبي الفضل
أنبأنا حمزة بن يوسف حدثنا ابن عدى حدثنا عبد الله بن وهب الغزي حدثنا
محمد بن عبيد الغزي حدثنا عبد الرحمن بن مسهر عن عنبسة بن عبد الرحمن عن
موسى بن عقبة عن ابن أنس بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
298

قال: " الهندبا من الجنة ". هذا حديث لا يصح.
أما الأول ففيه عمر بن حفص. قال أحمد بن حنبل: خرقنا حديثه. وفيه
محمد بن يونس الكديمي. قال ابن حبان: كان يضع الحديث. وقد رواه مسعدة
ابن اليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" على كل ورقة من الهندبا حبة من ماء الجنة ".
قال أحمد: مسعدة ليس بشئ خرقنا حديثه منذ دهر، وقال الأزدي:
متروك.
وأما الثاني ففيه عنبسة. قال يحيى: ليس بشئ، وقال النسائي: متروك،
وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به.
باب ذكر الجرجير
أنبأنا إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو القاسم حمزة
ابن يوسف السهمي حدثني أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني حدثنا أبي حدثنا
محمد بن عبد المؤمن حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز حدثنا أبو الحسن عن أبي
العلاء عن مكحول عن عطية بن بشر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" بئست البقلة الجرجير، من أكل منها ليلا حتى تضلع بات ونفسه تنازعه
ويضرب بعرق الجذام من أنفه ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلوها
بالنهار وكفوا عنها ليلا ".
هذا حديث موضوع، وأكثر رواته مجاهيل. وقد روى مسعدة بن اليسع
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أكل
الجرجير ثم بات، بات الجرجير يتردد في جلده ".
هذا [حديث] موضوع، وقد قدحنا في مسعدة آنفا.
299

باب فيه ذكر بقول
أنبأنا عبد الأول بن عيسى إذنا إن لم يكن سمعا أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أبي
عاصم الجوهري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن جعفر الماليني حدثنا أحمد
ابن محمد بن علي بن رزين النيسابوري حدثنا أبو محمد عبد الرحيم بن حبيب
الفاريابي حدثنا صالح بن بيان عن أسد بن سعيد عن جعفر بن محمد عن آبائه
عن علي قال: " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر عنده فقال: فضل دهن
البنفسج على سائر الادهان كفضلنا أهل البيت على سائر الخلق. وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يدهن به ويتسعط. وذكر عنده البقول فقال فضل: الكراث على
البقول كفضل الخبز على سائر الأشياء. وذكر له الحول وهو الباذروج فقال:
بقلي وبقل الأنبياء من قبلي فإني أحبها وآكلها وكأني أنظر إلى شجرتها نابتة في
الجنة. وذكر له الجرجير فقال: أكرهها ليلا ولا بأس بها نهارا وكأني أنظر إلى
شجرتها نابتة في - الجهنم - [جهنم] وذكر الهندبا فقال: كلوا الهند با من غير
الكماة والكرفس فقال: الكماة من الجنة وماؤها شفاء للعين وفيها شفاء من
السم وهما طعام إلياس واليسع، يجتمعان كل عام بالموسم، فيشربان شربة من
ماء زمزم فيكتفيان بها إلى قابل، فيرد الله شبابهما في كل مائة عام مرة، طعامهما
الكمأة والكرفس. وذكر اللحم فقال: ليس منه مضغة تقع في المعدة إلا أثبت
مكانها شفاء وأخرجت مثله من الداء، وذكر الحيتان فقال: ليس من مضغة
تقع في المعدة إلا أثبتت مكانها داء، وأخرجت مثلها من الشفاء، وأورثت
صاحبها السل ".
هذا حديث لا يشك في وضعه والمتهم به عبد الحميد بن حبيب الفاريابي.
قال أبو حاتم بن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة، ولعله قد وضع أكثر
300

من خمسمائة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: وصالح بن بيان
متروك.
باب فضل الباذنجان
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي أنبأنا
أبو محمد عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن منير البزاز حدثنا أبو الحسن
أحمد بن موسى بن عيسى الوكيل حدثنا أحمد بن محمد بن حبيب الملحمي حدثنا
عبد الأعلى بن حماد النرسي عن حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن
ابن عباس قال: " كنا في وليمة رجل من الأنصار، فأتى بطعام فيه باذنجان
فقال رجل من القوم: يا رسول الله إن الباذنجان يهيج المرار، فأكل رسول الله
صلى الله عليه وسلم باذنجانة في لقمة وقال: إنما الباذنجان شفاء من كل داء
ولا داء فيه ".
هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا سقى الغيث قبر
من وضعه لأنه قصد شين الشريعة بنسبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غير
مقتضى الحكمة والطب، ثم نسبه إلى ترك الأدب في أكل باذنجانة في لقمة،
والباذنجان من أردأ المأكولات خلطه يستحيل مرة سوداء ويفسد اللون ويكلف
الوجه ويورث البهق والسدد والبواسير وداء السرطان. والمتهم بهذا الحديث
أحمد بن محمد بن حرب. قال ابن عدى: كان يتعمد الكذب ويلقن فيتلقن
وهو مشهور بالكذب ووضع الحديث.
باب فضيلة اللحم
فيه عن أبي الدرداء وربيعة بن كعب:
فأما حديث أبي الدرداء فأنبأنا ابن خيرون أنبأنا الجوهري عن الدارقطني
301

عن أبي حاتم حدثنا محمد بن العباس الدمشقي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي
حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله
الجهني عن عمه أبى مشجعة عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: " سيد طعام أهل الجنة اللحم ".
وأما حديث ربيعة: فأنبأنا عبد الوهاب أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا
العتيقي حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن داود بن
خزيمة الرملي حدثنا إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي حدثنا أبي حدثنا
عن أبي سنان الشيباني عن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة عن ربيعة بن
كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيد طعام الدنيا
والآخرة اللحم ".
هذان حديثان لا يصحان.
أما الأول فقال ابن حبان: سليمان بن عطاء يروى عن مسلمة أشياء
موضوعة فلا أدرى التخليط منه أو من مسلمة.
وأما الثاني فقال العقيلي لا يعرف هذا الحديث إلا بعمرو بن بكر ولا يصح
في هذا المتن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن حبان: عمرو بن بكر
يروى عن الثقاة الطامات لا يحل الاحتجاج به.
باب النهى عن ذبائح الجن
أنبأنا ابن خيرون عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان
أنبأنا حمزة بن داود حدثنا إسماعيل بن عيسى بن زاذان حدثنا عبد الله بن أذينة
عن ثور بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة " أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبائح الجن ".
302

قال ابن حبان: عبد الله يروى عن ثور ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج
به بحال.
قال المصنف قلت: وهو فسروا هذا الحديث بأن الجاهلية كانوا إذا اشتروا
دارا أو استخرجوا عينا ذبحوا لها ذبيحة لئلا يصيبهم أذى من الجن، فأبطل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.
باب قطع اللحم بالسكين
روى أبو معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " لا تقطعوا اللحم بالسكين فإن ذلك من صنع الأعاجم ".
قال أحمد بن حنبل: ليس بصحيح. وقد كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجتز من لحم الشاة.
هذا حديث أبي معشر واسمه نجيح بن عبد الرحمن. قال يحيى: ليس بشئ.
وقد سرقه من أبى معشر يحيى بن هاشم فأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي
أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسي حدثنا ابن عدى حدثنا علي بن أحمد
ابن مروان حدثنا عبدوس بن إبراهيم حدثنا يحيى بن هاشم حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت: " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع
اللحم بالسكين على المائدة ".
قال يحيى بن معين: يحيى بن هاشم دجال هذه الأمة. وقال أحمد:
لا يكتب عنه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن عدى: كان يضع
الحديث ويسرقه. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة.
باب الامر باتخاذ الغنم
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا الحسين بن عبد الغفار
303

حدثنا إبراهيم بن عباد حدثنا إبراهيم بن أعين عن علي بن عروة عن ابن جريج
عن عطاء قال قال ابن عباس: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء
باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدجاج ".
طريق آخر: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي
حدثنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا محمد بن زيدان حدثنا سلام بن سليمان
حدثنا غياث بن إبراهيم عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال:
" أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأغنياء باتخاذ الغنم، وأمر المساكين
باتخاذ الدجاج ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى طريقه الأول
علي بن عروة، وفي الثاني غياث بن إبراهيم، وكلاهما كان يضع الحديث.
قاله ابن حبان.
باب ذم اللحم
أنبأنا محمد بن عبد الملك أنبأنا ابن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسي حدثنا
ابن عدى حدثنا عيسى بن أحمد الصوفي حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب
حدثنا عبد الله بن المغيرة عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للقلب فرحة عند أكل اللحم
وما دام الفرح بأحد إلا أشر وبطر ولكن مرة مرة ".
وقد رواه أحمد بن عيسى الخشاب عن مصعب بن ماهان عن الثوري.
وهذا حديث موضوع. قال العقيلي: عبد الله بن المغيرة يحدث بما لا أصل،
له، وأحمد ابن عيسى يحدث بأحاديث لا يحدث بها غيره. قال ابن حبان: أحمد
ابن عيسى يروى عن المجاهيل الأشياء المناكير وعن المشاهير الأشياء المقلوبة.
قال: وهذا حديث موضوع.
304

قال المصنف قلت: وقد روى بإسناد مظلم عن مقاتل بن سليمان عن عطية
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تأكلوا اللحم ".
وهذا محال. قال ابن حبان: أما عطية فلا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب
وأما مقاتل فإنه كان يكذب.
قال المصنف قلت: وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان
يأكل اللحم ويحبه ويعجبه، وإنما يهجر اللحم المهوسون من المتصوفة والمتزهدة
حتى قال بعضهم: أكل درهم من اللحم يقسي القلب أربعين صباحا. ولا جرم
لما هجروه قويت الماليخوليا عليهم فخلطوا.
305

انتهى - بحمد الله - الجزء الثاني
من كتاب
" الموضوعات "
ويليه الجزء الثالث وأوله
باب ذكر البقر
وما ورد في ذلك من الأحاديث الموضوعة
المنسوبة زورا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
306