الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٦٦
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء السادس والستون
أبو أحمد - أبو ظيبة
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى 1419 ه‍ - 1998 م
حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - ص ب: 7061 / 11
تلفون: 559900 - 559902 - 559903
فاكس: 009611559904 بيروت - لبنان
2

" باب (1) ذكر (2)
من سمي بكنيته أو اشتهرت كنيته في اسمه
سوى ما تقدم ذكره مرتبا على الحروف أيضا "
8350 أبو أحمد بن علي الكلاعي الشامي الدمشقي (3) (4)
من أهل دمشق
حكي عن مكحول وأبي الزبير وعمرو بن شعيب
روي عنه بقية بن الوليد

(1) انتهى المجلد المخطوط الثامن عشر من النسخة السليمانية، والتي نعتمدها كأصل في أول ترجمة يزيد بن
معاوية بن أبي سفيان، يتلوه خرم في نسخ التاريخ حتى نهاية حرف التاء من باب الكنى. ولم يتوفر بين أيدنا فيما
يلي من تراجم أي من نسخ التاريخ تتناول هذه التراجم، حتى أن مختصر ابن منظور يقف عند ترجمة يزيد بن
معاوية أيضا. وقد صنع أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي مختصرا للتاريخ،
حفظته المكتبة الأهلية في باريس يبدأ بترجمة يزيد بن أبي يزيد وينتهي بترجمة أبي محمد القرشي. نستدرك من
هنا التراجم التي اختصرها أبو شامة مع كل الاستدراكات الكثيرة التي استدركها أبو شامة على المصنف في أثناء
التراجم، أو التراجم التي استدركها بشل كامل. وسنشير إلى نهاية الاستدراك في موضعه.
(2) كتب قبلها في مختصر أبي شامة: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين.
(3) الزيادة للايضاح عن تهذيب الكمال.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال (21 / 9 الترجمة 7788) ط دار الفكر وتهذيب التهذيب وتقريبه: (10 / 4 ترجمة
8207) ط دار الفكر والأسامي والكنى للحاكم 1 / 331 رقم 250 وميزان الاعتدال 4 / 486 والمغني في الضعفاء
2 / 768.
3

فقال بقية بن الوليد (1) أخبرنا أبو أحمد الدمشقي عن أبي الزبير عن جابر أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال فإنه أنجح لها
تربوا (2) صحفكم فإن التراب مبارك [* * * *]
قال (4) وأخبرنا أبو أحمد رجل كلاعي (5) من أهل دمشق عن مكحول عن واثلة
قال (6) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يضمن (7) المقدم على الدابة ثلثي ما أصابت وهو راكب (8) ويضمن الرديف
الثلث [* * * *]
قال أبو أحمد الحاكم (9)
أبو أحمد الكلاعي الدمشقي روى عنه بقية بن الوليد حديثا لا يتابع عليه
قال الحافظ أبو القاسم
كذا ذكره الحاكم أبو أحمد فيمن لم يقف على اسمه وعندي أنه عمر بن أبي عمر
الكلاعي (10) روى أبو ياسر عمار بن نصر ومحمد بن عمرو بن حنان (11) عن بقية عن عمر بن أبي
عمر عن أبي الزبير حديث تتريب الكتاب (12)
قال أبو طالب أحمد بن حميد (13)

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) أي اجعلوا عليها التراب.
(3) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 10.
(4) القائل بقية بن الوليد.
(5) الكلاعي بفتح الكاف واللام عن تقريب التهذيب.
(6) من هذا الطريق رواه أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 1 / 332.
(7) في الأسامي والكنى: " ضمن " في الموضعين.
(8) في الأسامي والكنى: راكبه.
(9) ترجمته في الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 1 / 331 رقم 250.
(10) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 45 / 309 رقم 5258 طبعة دار الفكر.
(11) بدون إعجام في مختصر أبي شامة، والمثبت عن تهذيب الكمال. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 109.
(12) تقدمت رواية الحديث في ترجمة عمر بن الكلاعي 45 / 310.
(13) من طريق أبي طالب رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 9.
4

سألت أحمد بن حنبل في (1) السجن عن حديث يزيد بن هارون بسنده عن جابر أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا كتبت كتاب فتربه فإنه انجح للحاجة قال هذا + حديث منكر + ح
8351 أبو أحمد بن هارون الرشيد (2)
قدم دمشق في صحبة ابن أخيه جعفر المتوكل بن المعتصم بن الرشيد مع من قدم معه
من أهل بيته في سنة أربع وأربعين ومائتين
حكى عن المأمون أخيه
وسمع غناء عمته علية بنت المهدي (3) في شعرها ويروى لأبي العتاهية (4)
* ما لي أرى الأنصار (5) لي جافيه * لم تلتفت مني إلى ناحية
لا تنظر الناس إلى المبتلى * وإنما الناس مع العافية
صحبي سلوا ربكم العافية * فقد دهتني بعدكم داهية
صار مني بعدكم سيدي * فالعين من هجرانه باكية *
قال محمد بن القاسم بن بشار أنشدنا أبو الحسن بن البراء لجذيمه بن أبي علي
النحوي يخاطب أبا أحمد بن الرشيد
* عجبت لقلبك كيف انقلب * ومن طول حبك لي لم ذهب
وأعجبت من ذا وذا أنني * أراك بعين الرضى في الغضب
وأذكر سالف أيامنا * فأبكي عليه دما منسكب
وما كنت أول ذي هفوة * وما كنت أول مولى عتب *
مات أبو أحمد بن الرشيد في رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين (6)

(1) في مختصر أبي شامة: عن، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(2) جمهرة أنساب العرب ص 23.
(3) علية بنت المهدي، أمها أم ولد، مغنية يقال لها مكنونة، وهي أخت الهادي وهارون الرشيد، وكانت علية من أحسن
الناس وأضرفهم تقول الشعر الجيد وتصوغ فيه الألحان الحسنة.
(4) الأبيات في الأغاني 10 / 170 ونسبها أبو الفرج لأبي العتاهية، ونقل عن ابن المعتز أنها لعلية.
(5) في الأغاني: الابصار.
(6) قال ابن حزم في الجمهرة أن أبا عمر حتى أدرك المعتز.
5

8352 أبو إبراهيم الدمشقي
إن لم يكن خالد بن اللجلاج (1) فهو غيره
حدث عن أبي إدريس الخولاني
روى عنه عياش بن عباس القتباني (2)
8353 أبو الأبرد الدمشقي
حدث عن مكحول
روى عنه حرب بن سيار
روى عنه حرب سيار (3) حديثا آخره
موتا (4) في طاعة خير من حياة في معصية
8354 أبو الأبطال
حكى عنه حاتم بن عطارد وأبو كنانة شيخ لعبد الله بن المبارك
قال بن أبي الدنيا حدثنا أبو صالح المروزي قال سمعت حاتم بن عطارد قال حدثني
أبو الأبطال قال
بعثت إلى سليمان بن عبد الملك ومعي ستة أحمال مسك فمررت بدار أيوب بن
سليمان فأدخلت عليه فمررت بدار ما فيها من الثياب والنجد (5) بياض ثم أدخلت منها
إلى دار أخرى صفراء وما فيها كذلك ثم أدخلت منها إلى دار حمراء وما فيها كذلك ثم
أدخلت إلى دار خضراء وما فيها كذلك فإذا أنا بأيوب وجارية له على سرير ما أعرفه
من الجارية
قال ولحقني من كان في تلك الدور فانتهبوا ما معي من المسك ثم خرجت فلما
صرت إلى سليمان صليت العصر في مسجده فقلت لرجل إلى جنبي هل شهد أمير

(1) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 16 / 181 رقم 1911.
(2) هو عياش بن عباس القتباني الحميري، أبو عبد الرحمن، ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 513.
(3) الزيادة للايضاح عن مختصر ابن منظور.
(4) كذا جاء عند أبي شامة.
(5) النجد: ما ينضد به البيت من البسط والوسائد والفرش، والنجد: متاع البيت من فرش ونمارق وستور. جمعها:
نجود ونجاد.
6

المؤمنين الصلاة فأشار لي إلى سليمان فأتيته فكلمته فقال أنت صاحب المسك
قلت نعم قال اكتبوا له بالموافاة
قال ثم مررت بدار أيوب بعد سبعة عشر يوما فإذا الدار بلاقع (1) فقلت ما هذا
قالوا طاعون أصابهم
8355 أبو الأبيض العبسي (2) الشامي (3)
من بني زهير بن جذيمة
حدث عن حذيفة بن اليمان وأنس بن مالك
روى عنه ربعي بن حراش وإبراهيم بن أبي عبلة ويمان بن المغيرة ويقال إن
اسمه عيسى
قال سعيد بن عامر حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي الأبيض
رجل من أهل الشام قدم مع الوليد بن عبد الملك عن أنس قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي العصر والشمس بيضاء محلقة (4) (5)
قال أبو محمد بن أبي حاتم (6)
عيسى أبو الأبيض العبسي (7)
ثم قال في باب الكنى (8)
سئل أبو زرعة عن أبي الأبيض الذي روى عن أنس فقال لا يعرف اسمه

(1) البلاقع وصفت الدار بالمجمع مبالغة، والبلاقع جمع بلقعة وهي الأرض التي لا شجر فيها، والبلقعة: الأرض القفر
التي لا شئ بها. (تاج العروس).
(2) كذا عند أبي شامة: العبسي، وفي مصادر ترجمته: العنسي.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 5 وتهذيب التهذيب 6 / 286 والتاريخ الكبير 8 / 8 (كتاب الكنى) والجرح والتعديل
9 / 336 وحلية الأولياء 10 / 133.
(4) محلقة أي مرتفعة.
(5) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 7.
(6) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 6 / 293.
(7) كذا في مختصر أبي شامة، وفي الجرح والتعديل وتهذيب الكمال 21 / 6 فيما نقله عن ابن أبي حاتم: " العنسي "
بالنون. ومما جاء في الجرح والتعديل: عيسى أبو الأبيض العنسي روى عن أنس بن مالك، روى عنه ربعي بن
حراش وإبراهيم بن أبي عبلة. ثنا عبد الرحمن قال قال أبي: سألني محمد بن سلم فقال: تعرف أحدا روى عن
أبي الأبيض عن أنس غير ربعي؟ فقلت له: نعم، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة فحرك رأسه.
(8) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 336 رقم 1488.
7

قال الحافظ أبو القاسم (1)
لعل ابن أبي حاتم وجد في بعض رواياته أبو الأبيض عبسي (2) فتصحفت عليه
بعيسى والله أعلم
قال أبو الأبيض قال لي حذيفة
إن أقر أيامي لعيني أيامي يوم أرجع إلى أهلي فيسألون الحاجة والذي نفس حذيفة بيده
لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده
بالخير وإن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام [* * * *]
وقال أبو الأبيض رابطت أنا وصاحب لي بالبصرة فكنت أقصر ويتم فقضى لي
أنس بن مالك عليه
قال أحمد بن عبد الله العجلي (3)
أبو الأبيض شامي تابعي ثقة
قال علي بن أبي حملة (4)
لم يكن أحد بالشام يستطيع أن يعيب الحجاج علانية إلا ابن محيريز (5) وأبو الأبيض
العبسي (6) فقال الوليد بن عبد الملك لأبي الأبيض ما للحجاج كتب يشكوك لتنتهين أو
لأبعثنك إليه
قال ابن عثام (7) حدثني أبو حفص عمر الجزري قال كتب أبو الأبيض وكان عابدا
إلى بعض إخوانه
أما بعد فإنك لم تكلف من الدنيا إلا نفسا واحدة فإن أنت أصلحتها لم يضرك فساد
من فسد بصلاحها وإن أنت أفسدتها لم تنتفع بصلاح من صلح بفسادها واعلم أنك لا تسلم
من الدنيا حتى لا تبالي من أكلها من أحمر أو أسود

(1) نقل المزي قول المصنف في تهذيب الكمال 21 / 6.
(2) في تهذيب الكمال: عنسي.
(3) تاريخ الثقات للعجلي ص 489، ونقله المزي في تهذيب الكمال عن العجلي 21 / 6.
(4) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 6.
(5) يعني عبد الله بن محيريز بن جنادة القرشي الجمحي المكي تقدمت ترجمته في هذا الكتاب 33 / 6 رقم 3559.
(6) في تهذيب الكمال: العنسي.
(7) من طريق علي بن عثام العامري نقله المزي في تهذيب الكمال 21 / 6 وأبو نعيم في حلية الأولياء 10 / 134.
8

قال محمد بن عائذ أخبرنا الوليد بن مسلم (1) حدثني إسماعيل بن عياش
أن رجلا من الجيش أتى أبا الأبيض العبسي (2) بدابق (3) قبل نزولهم على الطوانة (4)
فقال رأيت في يدك قناة فيها سنان يضئ لأهل العسكر كضوء كوكب فقال إن صدقت
رؤياك إنها للشهادة (5) قال فاستشهد في قتال أهل الطوانة
قال ابن عائذ فحدثني محمد بن يحيى الثقفي أن أبا الأبيض قال هذه الأبيات
* ألا ليت شعري هل يقولن قائل * وقد حان منهم عند ذاك قفول
تركنا ولم نجنن من الطير لحمه * أبا الأبيض العبسي وهو قتيل
فعري أفراسي ورنت (6) حليلتي * كأن لم تكن بالأمس ذات حليل (7)
وذي أمل يرجو تراثي وإن ما * يصير له منه غدا لقليل
وما لي تراث غير درع حصينة * وأجرد من ماء الحديد صقيل *
وقيل (8) إن أبا الأبيض خرج مع العباس بن الوليد في الصائفة فقال أبو الأبيض
رأيت كأني أتيت بتمر وزبد فأكلته ثم دخلت الجنة فقال العباس نعجل لك الزبد
والتمر والله لك بالجنة فدعا له بتمر وزبد ثم لقي أبو الأبيض العدو فقاتل حتى
قتل
قال الليث
وفي سنة ثمان وثمانين غزا مسلمة (9) وعباس بن أمير المؤمنين طوانة
قال الوليد بن مسلم (10)

(1) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 7.
(2) في تهذيب الكمال: العنسي.
(3) تحرفت في تهذيب الكمال إلى: دانق.
(4) الطوانة بضم أوله، وبعد الألف نون، بلد بثغور المصيصة (معجم البلدان).
(5) كذا عند أبي شامة وتهذيب الكمال، وفي مختصر ابن منظور: الشهادة.
(6) أي صاحت صيحة حزينة.
(7) في البيت إقواء.
(8) الخبر نقله المزي عن المصنف في تهذيب الكمال 21 / 7.
(9) تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: سلم. والصواب ما أثبت، راجع تاريخ خليفة ص 302.
(10) تهذيب الكمال 21 / 7.
9

حدثني من أصدق أن الوليد لما عزم على غزو الطوانة فذكر القصة قال وقتل أبو
الأبيض العبسي (1)
8356 أبو أحيحة (2) القرشي
شهد الفتح وكان في جيش خالد الذي قدم معه من العراق وقال شعرا في رافع دليل
خالد إلى دمشق
قال ابن إسحاق قال أبو أحيحة القرشي (3)
* لله عينا دافع (4) أنى اهتدى * في مهمة مشتبه يعيي السرى
والعين منه قد تغشاها القذى * معصوبة كأنها ملأى قذى (5)
فهو يرى بقلبه ما لا ترى * من الصوى تبرى له ثم الصوى (6)
أو النقا بعد النقا إذا سرى * وهو به خبرنا وما دنا
وما رآه ليس بالقلب خسا * قلب حفيظ وفؤاد (7) قد وعى
فوز من قراقر (8) إلى سوى (9) * والسير زعزاع وما فيه ونى
خمسا إذا ما سارها الجيش بكى (10) * في اليوم يومين رواح وسرى
ما سارها من قلبه إنس أرى (11) * هذا لعمر رافع هو الهدى *
وقد روى بعض هذا الرجز للقعقاع بن عمرو التميمي

(1) في تهذيب الكمال العنسي.
(2) ترجمته في الإصابة 4 / 4 وقال ابن حجر: بمهملتين مصغرا.
(3) بعض الرجز في الإصابة 4 / 4 ونسبها لأبي أحيحة، وبدون نسبة في فتوح البلدان ص 129 وغزوات ابن حبيش 1 /
187 ونسبها لراجز من المسلمين، وتاريخ الطبري 3 / 416.
(4) هو رافع بن عمير الطائي، كما في فتوح البلدان. وفي الإصابة: لله در خالد.
(5) في الإصابة: معصوبة كأنها ملئت ثرى.
(6) الصوى جمع صوة، والصوة ما غلظ وارتفع من الأرض. والصوى الاعلام المنصوبة من الحجارة في المفازة
المجهولة يستدل بها على الطرق. (تاج العروس: صوو).
(7) في الإصابة: وفؤادي.
(8) قراقر: واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق.
(9) سوى: ماء لبهراء من ناحية السماوة.
(10) روايته في غزوات ابن حبيش: أرضا إذا ما سارها الجبس بكى. وفي فتوح البلدان: ماء إذا ما رامه الجيش انثنى.
(11) روايته في فتوح البلدان: ما جازها قبلك من إنس يرى.
10

8357 أبو الأخضر
موى خالد بن يزيد بن معاوية
حكى عن مولاه خالد
روى عنه أبو عبد رب الزاهد
ذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الشام
قال أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبد رب الزاهد (1) قال (2)
لقيت أبا الأخضر مولى خالد بن يزيد بن معاوية فقلت له خالد قد علم العرب
والعجم في أي ذلك وجد بناء هذه الدار يعني دار الحجارة (3) فقال والله ما سمعته يقول
لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما وضعت فيها حجرا على حجر
8358 أبو الأزهر
ابن بنت أبي النجم العجلي الراجز
كان مع جده عند سليمان بن عبد الملك بن مروان ويقال عند عبد الملك (4)
حكى عن جده أبي النجم الفضل بن قدامة (5)
سمع منه أبو عمرو (6) إسحاق بن مرار الشيباني صاحب النحو واللغة
8359 أبو إسماعيل
مولى داود بن علي (7)
حدث عن علي بن عبد الله بن عباس
روى عنه محمد بن داود بن علي قال وكان فاضلا

(1) أقحم بعدها في مختصر أبي شامة: ذكره أبو زرعة.
(2) الخبر رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 355.
(3) إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ أبي زرعة.
(4) انظر أخباره في الأغاني 10 / 153 في ترجمة جده.
(5) وقيل اسمه المفضل، وأبو النجم من رجاز الاسلام المقدمين انظر أخباره في الأغاني 10 / 150.
(6) في مختصر أبي شامة: " عمر " تصحيف. راجع ترجمته وأخباره في أنباء الرواة 1 / 256 وتاريخ بغداد 6 / 329.
(7) يعني أبا سليمان داود بن علي بن عبد الله بن عابس الهاشمي، راجع ترجمته في سير الاعلام 5 / 444.
11

قال الحافظ الأظهر أن أبا إسماعيل هذا من مواليه بالحميمة لأن عليا مات قبل
انتقالهم عنها (1)
8360 أبو الأسود البيروتي
سمع الأوزاعي وكتب عنه
كان من أهل الفضل له ذكر
قال أبو مسهر حدثني الهقل وابن شعيب والوليد قالوا
احترقت كتب الأوزاعي قلنا له يا أبا عمرو إن نسخها عند أبي الأسود وكان أبو
الأسود رجلا فاضلا وكان قد كتب كتب الأوزاعي وصححها مرارا ومنزله ببيروت عند
قبلة الجامع فقال الأوزاعي بل نحدث بما حفظنا منها وما حدث بحرف من ذلك الا ما
كان يحفظه
8361 أبو أسيد بالفتح ويقال أبو أسيد (2) بالضم الفزاري
من زهاد أهل دمشق
حكى عنه سعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وابن أبي زكريا
وذكره أبو زرعة في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من التابعين
قال أبو بكر بن أبي داود
أبو أسيد الفزاري أحد الأبدال يقال كان مستجاب الدعوة
قال أبو مسهر حدثني سعيد بن عبد العزيز قال
قيل لأبي أسيد الفزاري من أين تعيش قال فكبر الله وحمده وقال يرزق الله
وفي رواية يرزق (3) الكلب والخنزير ولا يرزق أبا أسيد
قال ومر أبو أسيد الفزاري بسوق الرؤوس فذكر هذه الآية " هم فيها كالحون " (4)
فخر مغشيا عليه

(1) مات سنة 118 ه‍ وهو ابن 78 سنة.
(2) الاكمال لابن ماكولا 1 / 71 في باب أسيد بالضم.
(3) في مختصر ابن منظور: يرزق الله الكلب.
(4) سورة المؤمنون، الآية: 104.
12

قال الوليد بن مسلم
سألت ابن جابر فقلت من رأيت ممن يخضب قال رأيت عبد الله بن أبي
زكريا (1) وأبا مخرمة وأبا أسيد وبلال بن سعد (2) والقاسم بن مخيمرة (3) وعطية بن
قيس (4) لا يخضبون بشئ بيض لحاهم
قال أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز
أن أبا أسيد كان يمشي مع ابن أبي زكريا فقال له ابن أبي زكريا فلان يفعل كذا وكذا
وفي رواية كان من أمر الناس كذا فقال أبو أسيد ذكر الناس داء وذكر الله شفاء ثم
أعرض عنه فلم ير منه ما يحبه حتى فارقه
قال وأراد ابن أبي زكريا عبادة أبي أسيد فلم يقدر عليها وما كان عندنا أعبد منه
يعني من أبي أسيد
قال عمرو بن أبي سلمة سمعت سعيدا يحدث عن أبي عبد رب عن ابن أبي زكريا
قال
وكان أبو أسيد الفزاري يغتسل كل يوم لصلاة الصبح ثم يغدو إلى المسجد فيصلي
الصبح ثم يجلس فيذكر الله حتى تمكنه السبحة ثم يقوم يركع فلا يزال يركع حتى نصف
النهار ثم ينصرف إلى أم الدرداء فتقوم عليه أم الدرداء بمنزلة الأمة له فإذا سمع المؤذن
راح فلا يزال قائما يصلي حتى العصر ثم يصلي العصر ثم يجلس بعد العصر فيذكر الله
حتى المغرب ثم يصلي المغرب ثم يقوم فيركع فلا يزال راكعا حتى ينصرف آخر
الناس (5) من العشاء الآخرة ثم ينصرف إلى أهله وهو مع هذا صائم قال وكان منزله عند
باب الشرقي فيفطر مع أهله ثم ينام نومة فعسى ألا (6) ينام آخر أهل بيته حتى يستيقظ فلا
يزال قائما يصلي حتى يصبح

(1) هو عبد الله بن أبي زكريا أبو يحيى الخزاعي الدمشقي، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 27 / 111 رقم
3197 طبعة دار الفكر.
(2) هو بلال بن سعد بن تميم أبو عمرو السكوني، تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 10 / 480 رقم 975.
(3) هو القاسم بن مخيمرة أبو عروة الهمداني الكوفي، تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 10 / 480 رقم 975.
(4) هو عطية بن قيس أبو يحيى الكلاعي، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 40 / 467 رقم 4718.
(5) كذا عند أبي شامة، وفي مختصر ابن منظور: النهار.
(6) في مختصر أبي شامة: أن لا ينام.
13

قال فجاءه ابن أبي زكريا فقال قد علمت أنه كان من الناس كيت وكيت فقال أبو
أسيد ذكر الله شفاء وذكر الناس داء ثم لم يره ما يحب حتى فارقه
قال سعيد
فهذا أعجب إلى من عبادته
قال سعيد أو غيره
شهد أبو أسيد جنازة فمر بعتبة باب داره فإذا هو قد أصلح فقال ما نظرت إلى هذا
بنهار منذ ثماني عشر سنة
8362 أبو أمية الثعلبي (1)
حدث عن بلال بن سعد (2)
روى عنه الوليد بن مسلم
8363 أبو أمية الشعباني (3)
حكى عن سفيان الثوري
حكى عنه حبيب المؤذن مؤذن مسجد سوق الأحد
8364 أبو أوس
ذكره خليفة في الطبقة الأولى من أهل الشامات (4) فقال
أبو أوس الدمشقي روى عنه مكحول
8365 أبو إياس الليثي (5)
قيل إن له صحبة وإنه شهد عمر بالجابية
روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود على ما قيل (6)

(1) كذا رسمها في مختصر أبي شامة.
(2) عند أبي شامة: سعيد، تصحيف.
(3) الشعباني نسبة إلى شعبان ن قبيلة من قيس، وقبيلة من حمير (راجع الأنساب).
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 563 رقم 2902.
(5) ترجمته في الإصابة 4 / 12 رقم 74.
(6) ومما ذكره ابن حجر قال: ذكره ابن عساكر في حرف الألف والباء الأخيرة من تاريخه فقال: قيل له صحبة
وشهد عمر بالجابية، ثم ساق له من طريق عبيد الله بن زياد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
عن أبي إياس الليثي ثم الأشجعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه بينما هو عند عمر بالجابية زمان قدمها عمر جاء رجل
فقال: إن امرأتي زنت. فذكر قصة. قال ابن عساكر: قال غيره: عن أبي زائدة الليثي، وهو الصواب. قال ابن
حجر: قلت وهو محتمل، ويحتمل أن يكون هو أبا أناس الذي تقدم بالنون.
14

وهو وهم والصواب أبو واقد (1) الليثي وسيأتي ذكره في حرف الواو من الكنى
حين أرسله عمر إلى المرأة التي زنت
8366 أبو أيوب
مولى معاوية وحاجبه ذكر ذلك خليفة (2)
قال ابن عساكر (3) والمعروف أبو يوسف
8367 أبو أيوب
رجل من أهل دمشق
حكى عنه أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني (4) قوله
8368 أبو أيوب الدمشقي
إن لم يكن سليمان بن عبد الرحمن فهو غيره
حكى عن السري بن ينعم (5) الجبلاني (6)
روى عنه محمد بن الحسين البرجلاني
قال محمد بن الحسين البرجلاني (7) حدثني أبو أيوب الدمشقي قال السري بن ينعم
وكان من عباد أهل الشام (8) بؤسا لمحب الدنيا أيحب ما أبغض الله تعالى

(1) تحرفت في الإصابة إلى: أبي زائدة.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 228 (ت. العمري).
(3) زيادة منا.
(4) تقدم ترجمته 14 / 3 رقم 1479 أبو عبد الملك ويقال: أبو خالد. والخشني: بضم الخاء وفتح الشين نسبة إلى
خضين بطن من قضاعة (الأنساب).
(5) ينعم بفتح التحتانية وسكون النون وضم المهملة كما في تقريب التهذيب.
(6) بدون إعجام في مختصر أبي شامة، والصواب ما أثبت. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 68.
(7) زيادة منا للايضاح.
(8) إلى هنا الخبر في تهذيب الكمال 7 / 68 في ترجمة السري بن ينعم.
15

" حرف الباء "
8369 أبو البختري
شهد وفاة عمر بن عبد العزيز
روى عنه سفيان
قال الحافظ أبو القاسم
أظن أبا البختري هذا مغراء (1) العبدي (2)
8370 أبو بردة بن عوف الأزدي
عراقي من التابعين
وفد على يزيد بن معاوية له ذكر
8371 أبو بردة
مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان
حدث عن مكحول
روى عنه أبو رافع إسماعيل بن رافع المدني (3)
8372 أبو بسرة (4) الجهني
شهد خطبه عمر بن الخطاب بالجابية
روى عنه سليمان بن سحيم المدني مولى آل حنين (5)
8373 أبو بشر التنوخي
كان نصرانيا خرج مع الروم إلى اليرموك وحكى بعض أمر الوقعة

(1) مغراء بفتح أوله وسكون ثانيه والمذ، كما في تقريب التهذيب.
(2) مغراء العبدي ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 294 وكناه أبا المخارق ويقال فيه: العيذي من بني عائذ.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 164.
(4) بسرة بالضم فسكون، كما في تبصر المنتبه 4 / 1493.
(5) تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: حسن، والصواب ما أثبت، راجع ترجمة سليمان بن سحيم المدني في تهذيب
الكمال 8 / 54.
16

8374 أبو بشر (1)
مؤذن مسجد دمشق يقال إنه من أهل قنسرين (2)
حدث عن عامر بن لدين الأشعري ومكحول وعمر بن عبد العزيز
روى عنه معاوية بن صالح الحمصي (3) وراشد بن سعد وسعيد بن عبد العزيز
مات سنة ثلاثين ومائة في خلافة مروان بن محمد (4)
8375 أبو بشر الكلاعي
حدث عن أبي وهب عبيد الله بن عبيد الكلاعي
روى عنه الوليد بن مسلم ووثقه
8376 أبو بشر المروزي
إن لم يكن إسحاق بن عبد الله بن كيسان (5) فلا أدري من هو
قدم دمشق وحكى عن منصور بن عمار
حكى عنه أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري
قال البخاري (6)
عبد الله بن كيسان المروزي أبو مجاهد وله ابن يسمى (7) إسحاق منكر ليس من
أهل الحديث
قال أبو أحمد الحاكم (8)
أبو بشر إسحاق بن عبد الله بن كيسان المروزي يحدث عن أبيه روى عنه أبو
الدرداء عبد العزيز بن منيب ليس من أهل الحديث (9)

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 57 وتهذيب التهذيب 6 / 300 والأسامي والكنى للحاكم 2 / 306 رقم 845
وتقريب التهذيب 2 / 395.
(2) قنسرين: تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.
(3) في تهذيب الكمال: الحضرمي.
(4) خبر موته في تهذيب الكمال 21 / 56 نقلا عن ابن سعد.
(5) ترجم له في المغني في الضعفاء 1 / 72 وميزان الاعتدال 1 / 194 ولسان الميزان 1 / 365.
(6) التاريخ الكبير للبخاري 3 / 1 / 178.
(7) في التاريخ الكبير: " نسبهما إسحاق " والمثبت يوافق ما جاء في الأسامي والكنى للحاكم نقلا عن البخاري.
(8) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 2 / 302 رقم 837.
(9) الذي في الأسامي والكنى: منكر الحديث بدل: ليس من أهل الحديث.
17

8377 أبو بقية
راجز قدم مع المتوكل دمشق وقال مزدوجة يصف فيها المنازل من سامراء إلى دمشق
أولها
* يا نفس إن العمر في انتقاص * وليس من موتك من مناص (1)
أما تخافين من القصاص * وترتجين (2) الفوز بالخلاص
فبادري بالطاعة من (3) المعاصي
إلى أن قال
* ثمت سرنا سبعة خفيفه * فراسخا أميالها منيفه
ثم أتينا منزل القطيفة (4) * فارتحل الناس مع الخليفة
نؤم منها البلدة الشريفة *
مع الإمام السيد الهمام * أمين ذي العرش على الإسلام
الكاشر (5) السيد والقمقام (6) * قد سبق القوم على التمام
في أيمن اليوم من الأيام
وهي طويلة فيها تكلف
" ذكر من اسمه أبو بكر "
8378 أبو بكر بن أنس بن مالك بن النضر الأنصاري (7)
أمه أم ولد

(1) المناص: الملجأ والمفر.
(2) كذا عند أبي شامة، وفي مختصر ابن منظور: وترغبين.
(3) كتب تحت الكلام في مختصر أبي شامة.
(4) القطيفة: تصغير القطيفة، قرية دون ثنية العقاب للقاصد إلى دمشق في طرف البرية من ناحية حمص (معجم
البلدان).
(5) الكاشر، كذا في مختصر أبي شامة، يقال: كشر فلان لفلان إذا تنمر له وأوعده كأنه سبع، وكشر السبع عن نابه إذا
هر للحراش (تاج العروس).
(6) القمقام: السيد، الكثير الخير الواسع الفضل (تاج العروس).
(7) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 62 وتهذيب التهذيب 6 / 301 والأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 2 / 251 رقم
756.
18

سمع أباه وعتبان (1) بن مالك ومحمود بن الربيع وغيرهم (2)
روى عنه ثابت البناني وقتادة وعلي بن زيد بن جدعان ويونس بن عبيد (3)
ووفد على عبد الملك بن مروان مع أبيه أنس بن مالك وقال
قدم أبي من الشام وافدا وأنا معه فلقينا محمود بن الربيع فحدث أبي حديثا عن
عتبان بن مالك فقال أبي يا بني احفظ هذا الحديث فإنه من كنوز الحديث فلما قفلنا
انصرفنا إلى المدينة فسألنا عنه فإذا هو حي وإذا شيخ أعمى فسألناه عن الحديث
فقال نعم ذهب بصري على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر حديث مالك بن الدخشم (4)
قال قتيبة حدثنا خلف بن خليفة حدثنا حفص ابن أخي أنس عن أنس قال
انطلق أبي في أربعين رجلا من الأنصار حتى أتى بها عبد الملك بن مروان ففرض
لنا فلما رجع رجعنا حتى إذا كنا بفج (5) صلى بنا الظهر صلاة السفر (6) ركعتين
وسلم فدخل فسطاطه فقام القوم يضيفون إلى ركعتيه ركعتين آخرتين فنظر إليهم فقال
لابنه أبي بكر ما يصنع هؤلاء القوم قال يضيفون إلى ركعتنا ركعتين آخرتين فقال قبح
الله الوجوه ما قبلت الرخصة ولا أصابت السنة أشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إن قوما يتعمقون في الدين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ح
قال ثابت البناني (7)
كنت عند أنس بن مالك إذ قدم علينا ابن له من غزاة يقال له أبو بكر فساءله
فقال ألا أخبرك عن صاحبنا فلان بينا نخن قافلون من غزاتنا إذ ثار وهو يقول يا أهلاه

(1) عتبان بكسر العين وسكون التاء المعجمة باثنتين من فوقها وبعدها ياء معجمة بواحدة. (الاكمال 6 / 127) وقال ابن
حجر في فتح الباري 1 / 519 هو بكسر العين ويجوز ضمها.
(2) مكانها في تهذيب الكمال: وزيد بن أرقم، ومحمود بن عمير بن سعد الأنصاري.
(3) زيد في تهذيب الكمال: وسليمان التيمي، وابنه عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك.
(4) تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: الأخشم، والصواب ما أثبت، وضبطها ابن حجر بضم المهملة والمعجمة
بينهما خاء معجمة، ويقال بالنون بدل الميم ويقال كذلك بالتصغير. ترجمته في الإصابة 3 / 343 رقم 7624 وذكر
ابن حجر حديثه.
(5) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(6) في مختصر أبي شامة الظهر، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(7) من طريق الحسن بن الصباح البزار بسنده إلى ثابت البناني رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 63 - 64.
19

يا أهلاه أو يا هؤلاء يا هؤلاء (1) فثرنا إليه فظننا أن عارضا عرض له فقلنا ما لك
فقال أني كنت أحدث نفسي ألا أتزوج حتى أستشهد فيزوجني الله تعالى من الحور العين
فلما طالت علي الشهادة قلت في سفري هذا إن أنا رجعت هذه المرة تزوجت فأتاني آت
قبيل (2) في المنام فقال أنت القائل إن رجعت تزوجت فقم فقد زوجك الله العيناء
فانطلق إلى روضة خضراء معشبة فيها عشر جوار في يد كل جارية صنعة تصنعها لم أر
مثلهن في الحسن والجمال فقلت فيكن العيناء فقلن نحن من خدمها وهي أمامك
فمضيت فإذا روضة أعشب من الأولى وأحسن فيها عشرون جارية في يد كل واحدة
صنعة تصنعها ليس العشر إليهن بشئ في الحسن والجمال قلت فيكن العيناء قلن نحن
من خدمها وهي أمامك فمضيت فإذا بروضة وهي أعشب من الأولى والثانية وأحسن
فيها أربعون جارية في يد كل واحدة منهن صنعة تصنعها ليس العشر والعشرون إليهن بشئ
في الحسن والجمال قلت فيكن العيناء قلن نحن من خدمها وهي أمامك فمضيت
فإذا أنا بياقوتة مجوفة فيها سرير عليه امرأة قد فضل جنباها السرير قلت أنت العيناء
قالت نعم مرحبا فذهبت أضع يدي عليها قالت مه إن فيك شيئا من الروح بعد
ولكن تفطر عندنا الليلة قال فانتبهت
قال فما فرغ الرجل من حديثه حتى نادى المنادي يا خيل الله اركبي قال فركبنا
فصافنا (3) العدو فإني لأنظر إلى إلى الرجل وأنظر إلى الشمس فأذكر حديثه فما أدري أرأسه
سقط أولا أم الشمس سقطت
فقال أنس رحمه الله رحمه الله
قال أحمد العجلي (4) أبو بكر بن أنس بن مالك بصري تابعي ثقة
قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي لا يعرف له اسم (5)

(1) في تهذيب الكمال: " يقول: وا أهلاه وا أهلاه " ولم يزد.
(2) أي عيانا ومقابلة (القاموس).
(3) في تهذيب الكمال: فصاففنا العدو.
(4) كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص 492 ونقله المزي عن العجلي في تهذيب الكمال 21 / 63.
(5) ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال.
20

8379 أبو بكر بن بشر القرشي
حكى عن محمد بن شعيب بن شابور وعبد الوهاب الثقفي
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري
8380 أبو بكر بن حنظلة العنزي
كان من صحابة خالد بن يزيد بن معاوية فجفاه فقال في ذلك شعرا ذكره
البلاذري (1)
8381 أبو بكر بن سعيد الأوزاعي (2)
حدث عن مغيث بن سمي الأوزاعي الدمشقي
روى عنه الوليد بن مسلم
وذكره ابن سميع في الطبقة الخامسة
وقد سمي في بعض الروايات عمروا (3) وقد تقدم في حرف العين (4)
8382 أبو بكر بن سليمان بن أبي السائب القرشي الدمشقي (5)
حدث عن عمرو بن مهاجر
روى عنه الوليد بن مسلم
ذكره أبو أحمد الحاكم (6)

(1) جاء في أنساب الأشراف 5 / 390 (طبعة دار الفكر): قال المدائني: كان أبو بكر بن حنظلة العنزي منقطعا إلى
خالد بن يزيد، فجفاه فقال:
فقال بدا لي ما لم أخش منك ورابني * صدود وطرف منك دوني خاشع
وما ذاك من شئ سوى أن ألسنا * علي فرت ذنبا وهن سوابع
أبا هاشم لا ضارع إن جفوتني * ولا مستكين للذي أنت صانع
ولكن إعراضا جميلا وعفة * وبينا سليما عنك والبين فاجع
(2) ترجمته في الأسامي والكنى للحاكم 2 / 258 رقم 769 والتاريخ الكبير للبخاري 8 / 14 كتاب الكنى. والجرح
والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 343.
(3) في مختصر أبي شامة: عمرو، وفوقها صح.
(4) تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 46 / 49 رقم 5345 وسماه عمرو بن سعيد أبو بكر الأوزاعي.
(5) ترجمته في التاريخ الكبير 8 / 13 كتاب الكنى.
(6) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 2 / 257 رقم 767.
21

8383 أبو بكر بن عبيد الله (1) بن أنس بن مالك الأنصاري (2)
حدث عن جده ويقال عن أبيه عن جده (3)
روى عنه موسى بن عبيدة وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ومحمد بن
عبد العزيز الراسبي الجرمي (4) (5) ووفد مع جده على عبد الملك بن مروان
8384 أبو بكر بن عبد الله بن حويطب
ابن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود القرشي العامري
حكى عن أبي بحرية عبد الله بن قيس (6)
روى عنه شيخ من قريش وروى عنه سليمان بن الحجاج شيخ لعبد الله بن
المبارك المروزي
وقدم الشام غازيا
8385 أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة (7)
ابن أبي رهم (8) بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر
ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري المديني (9)
قيل إن اسمه عبد الله بن عبد الله وقيل محمد
روى عن عبيد الله بن عمرو بن حفص وصفوان بن سليم ويحيى بن سعيد
والأعرج وهشام بن عروة وموسى بن عقبة وغيرهم (10)

(1) في مختصر أبي شامة: أبو بكر بن عبيد بن عبد الله بن أنس، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 87 وتهذيب التهذيب 6 / 307 وتقريب التهذيب، والأسامي والكنى للحاكم 2 /
258 رقم 770 والكامل لابن عدي 7 / 295 رقم 2200 وميزان الاعتدال 4 / 503.
(3) زيد في تهذيب الكمال: وعائشة بنت أنس بن مالك، عمته.
(4) في مختصر أبي شامة: الحرمي، تصحيف، والصواب ما أثبت، راجع في التاريخ الكبير 1 / 1 4 166.
(5) وزيد في تهذيب الكمال: وأبو ليلى عبد الله بن ميسرة الحارثي.
(6) هو عبد الله بن قيس الكندي السكوني التراغمي، أبو بحرية الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 432.
(7) سبرة: بفتح أوله وسكون ثانيه (تقريب التهذيب).
(8) تحرفت في الأصل مختصر أبي شامة إلى: دهم. والتصويب عن تهذيب الكمال.
(9) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 75 وتهذيب التهذيب 6 / 304 وتاريخ بغداد 14 / 367.
(10) انظر تهذيب الكمال فقد ذكر العديد من شيوخه.
22

روى عنه الوليد بن مزيد (1)
قال الوليد بن مزيد (2) حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة القرشي ثم
الحسلي وكان قدم علينا دمشق في ولاية الفضل بن صالح سنة خمس وأربعين ومائة
فذكر حديث العرنيين
قال أحمد بن زهير أخبرنا مصعب قال (3) أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي
سبرة كان من علماء قريش ولاه المنصور القضاء
قال الزبير (4)
وأمه أم ولد
وذكره ابن سعد في الطبقة السادسة (5) وكان كثير العلم والسماع والرواية ولي قضاء
مكة لزياد بن عبيد الله وكان يفتي بالمدينة ثم كتب إليه فقدم به بغداد فولي قضاء
موسى بن المهدي وهو يومئذ ولي عهد ثم مات ببغداد سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة
المهدي وهو ابن ستين سنة فلما مات ابن أبي سبرة بعث إلى أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم
فاستقضى مكانه (6) فلم يزل قاضيا مع موسى وهو ولي عهد وخرج معه إلى جرجان
أخبرنا محمد بن عمر قال سمعت أبو بكر بن أبي سبرة (7) يقول قال لي ابن جريج
اكتب لي أحاديث من أحاديثك جيادا قال فكتبت له ألف حديث ودفعتها إليه ما قرأها
علي ولا قرأتها عليه
قال محمد بن عمر (8)
ثم رأيت ابن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه يقول حدثني أبو

(1) ذكر المزي أسماء أخرى كثيرة رووا عن أبي بكر.
(2) زيادة منا.
(3) الخبر من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 77.
(4) نسب قريش للمصعب ص 428.
(5) سقطت من ترجمته من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. والخبر في تاريخ بغداد 14 / 369.
(6) إلى هنا ينتهي الخبر في تاريخ بغداد.
(7) الخبر في تاريخ بغداد 14 / 369.
(8) تاريخ بغداد 14 / 369 ونقله المزي عنه في تهذيب الكمال 21 / 77.
23

بكر بن عبد الله وحدثني أبو بكر بن عبد الله يعني ابن أبي سبرة وكان كثير الحديث
ليس بحجة (1)
وأخوه محمد بن عبد الله مات في ولاية زياد بن عبيد الله وكان ولاه قضاء المدينة
قال الخطيب (2)
وأبو سبرة صحابي شهد مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) بدرا وأبو بكر من أهل مدينة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو أخو محمد بن عبد الله بن أبي سبرة الذي تولى قضاء المدينة من قبل
زياد بن عبيد الله الحارثي
حدث عن زيد بن أسلم وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وموسى بن ميسرة
وفضيل بن أبي عبد الله (3) وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ومحمد بن
عبد الرحمن بن أبي ذئب روى عنه ابن جريج وعبد الرزاق بن همام وأبو عاصم النبيل
وسعيد بن سلام العطار والواقدي وغيرهم
قدم بغداد وولي القضاء بها (4) وبها بعد وفاته
قال مصعب بن عبد الله (5)
خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة على المنصور وكان أبو بكر بن
عبد الله بن محمد (6) بن أبي سبرة على صدقات أسد وطيئ فقدم على محمد بن
عبد الله منها بأربعة وعشرين ألف دينار دفعها إليه فكانت قوة لمحمد (7) بن عبد الله فلما
قتل محمد بن عبد الله بالمدينة قيل لأبي بكر اهرب قال ليس مثلي يهرب فأخذ أسيرا
فطرح في حبس المدينة ولم يحدث فيه عيسى بن موسى شيئا غير حبسه فولي المنصور
جعفر بن سليمان المدينة فقال له إن بيننا وبين أبي بكر بن عبد الله رحما وقد أساء
وقد أحسن فإذا قدمت عليه فأطلقه وأحسن جواره

(1) قوله: " وكان كثير الحديث ليس بحجة " ليس في تاريخ بغداد.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 367.
(3) زيادة عن تاريخ بغداد.
(4) زيادة عن تاريخ بغداد.
(5) راجع الخبر في نسب قريش للمصعب بن عبد الله الزبيري ص 428 - 429 ورواه الخطيب في تاريخ بغداد 14 /
367 - 368.
(6) زيادة عن نسب قريش.
(7) في مختصر أبي شامة: " محمد " والمثبت عن نسب قريش وتاريخ بغداد.
24

وكان الإحسان الذي ذكر المنصور من أبي بكر أن عبد الله بن ربيع الحارثي قدم
المدينة بعدما شخص عيسى بن موسى ومعه جند فعاثوا بالمدينة وأفسدوا فوثب عليه
سودان المدينة والرعاع والصبيان فقاتلوا جنده وطردوهم وانتهبوهم (1) وانتهبوا
عبد الله بن الربيع فخرج عبد الله بن الربيع حتى نزل بئر المطلب يريد العراق على خمسة
أميال إلى المدينة بالميل الأول وكسر السودان السجن وأخرجوا أبا بكر فحملوه حتى
جاؤوا إلى المنبر وأرادوا كسر حديده فقال لهم ليس على هذا فوت دعوني حتى
أتكلم فقالوا له فاصعد المنبر فأبى وتكلم أسفل من المنبر فحمد الله وأثنى عليه
وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم حذرهم الفتنة وذكرهم ما كانوا فيه ووصف عفو الخليفة عنهم
وأمرهم بالسمع والطاعة فأقبل (2) الناس على كلامه واجتمع القرشيون فخرجوا إلى
عبد الله بن الربيع فضمنوا له ما ذهب منه ومن جنده وقد كان تأمر على السودان زنجي
منهم يقال له وثيق فمضى إليه محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة فلم يزل
يخدعه حتى دنا منه فقبض عليه وأمر من معه فأوثقوه فشدوه في الحديد ورد القرشيون
عبد الله بن الربيع إلى المدينة وطلبوا ما ذهب من متاعه فردوا ما وجدوا منه وغرموا
لجنده وكتب بذلك إلى المنصور فقبل منه ورجع ابن أبي سبرة أبو بكر بن عبد الله إلى
الحبس حتى قدم عليه جعفر بن سليمان فأطلقه وأكرمه فصار بعد ذلك إلى المنصور
فاستقضاه ببغداد ومات ببغداد
قال الزبير وحدثني سعيد بن عمرو قال
كان أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عاملا لرياح (3) بن عثمان بن حيان على
مسعاة أسد وطيئ فلما خرج محمد بن عبد الله بن حسن جاءه أبو بكر بما صدق من
مسعاة (4) أسد وطئ فدفع ذلك إليه فلما قتل محمد أمر المنصور بحبس أبي بكر وتحديده
فحبس وحدد فلما قام السودان بعبد الله بن الربيع الحارثي أخرج القرشيون أبا بكر
فحملوه على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنهى عن معصية أمير المؤمنين وحث على طاعته وقيل

(1) العبارة في نسب قريش: " فوثب عليهم سودان المدينة والصبيان والرعاع والنساء فقتلوا فيهم وطردوهم " والمثبت
يوافق عبارة تاريخ بغداد.
(2) كذا عند أبي شامة وتاريخ بغداد، وفي نسب قريش: فافترق.
(3) في مختصر ابن منظور: رباح، تصحيف، راجع تاريخ خليفة ص 420.
(4) سعى المصدق يسعى سعاية: إذا عمل على الصدقات، وأخذ من أغنيائها، وردها على فقرائها.
25

له صل بالناس فقال إن الأسير لا يؤم ورجع إلى محبسه فلما ولى المنصور جعفر بن
سليمان بن علي المدينة أمر باطلاق ابن أبي سبرة وأوصاه به وقال له إنه إن كان أساء فقد
أحسن فأطلقه جعفر بن سليمان فجاء إلى جعفر فسأله أن يكتب له بوصاة إلى معن بن
زائدة (1) وهو إذا ذاك على اليمن فكتب له بوصاة إليه فلقي الرابحي فقال هل لك في
الخروج معي إلى العمرة قال والله ما أخرجني من منزلي إلا طلب شئ لأهلي ما تركت
عندهم شيئا قال ابن أبي سبرة تكفاهم فأمر لأهله بما يصلحهم ويخرج به معه فلما
قضيا عمرتهما قال للرابحي هل لك بنا في معن بن زائدة قال حال أهلي ما أخبرتك
فخرج معه وأمر لأهله ما يصلحهم
وقدم ابن أبي سبرة على معن والرابحي معا (2) فدخل عليه ابن أبي سبرة فدفع إليه
كتاب جعفر بن سليمان فقرأه بالوصاة به ثم قال له معن جعفر أقوى على صلتك مني
انصرف فليس لك عندي شئ فانصرف مغموما فلما انتصف النهار أرسل إليه فجاءه
فقال له يا ابن أبي سبرة ما حملك على أن قدمت وأمير المؤمنين عليك واجد ثم
سأله كم دينه فقال أربعة آلاف دينار فأعطاه إياها وأعطاه ألفي دينار فقال أصلح
بهما من أمرك فانصرف وأخبر الرابحي فراح الرابحي إلى معن
فأنشده الرابحي يقول في مدح لأبي الوليد أخي المهدي الغمر
* ملك بصنعاء الملوك له * ما بين بيت الله والشحر (3)
لو جاودته الريح مرسلة * لجرى بجود فوق ما تجري *
* حملت به أم مباركة * فكأنا بالحمل ما تدري
حتى إذا ما تم تاسعها * ولدته أول ليلة القدر
فأتت به بيضا أسرته * يرجى لحمل نوائب الدهر
سمح القوابل (4) وجهه فبدا * كالبدر أو أبهى من البدر

(1) هو أبو الوليد معن بن زائدة الشيباني ترجمته في سير الاعلام 7 / 97 وتاريخ بغداد 13 / 235.
(2) في مختصر أبي شامة: معي.
(3) الشحر: بكسر أوله وسكون ثانيه. الشط، وهو صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن، قال الأصمعي هو
بين عدن وعمان (معجم البلدان).
(4) القوابل واحدتها القابلة، وهي المرأة التي تقبل الولد وتتلقاه.
26

فنذرن حين رأين غرته * إن عاش أن سيفين بالنذر
لله صوما شكر أنعمه * والله أهل الحمد والشكر
فنشأ بحمد الله حين نشأ * حسن المروءة نابه الذكر
حتى إذا ما طر (1) شاربه * خضع الملوك لسيد فهوي (2)
فإذا رمى ثغر يقال له * يا معن أنت سداد ذا الثغر *
قال أنا أبو الوليد أعطه ألف دينار فأعطيها فرجع إلى ابن أبي سبرة فخرج ابن
أبي سبرة إلى مكة وخرج به معه فلما قدما مكة قال ابن أبي سبرة للرابحي أما الأربعة
الآلاف التي أعطاني معن في ديني فقد حبستها حتى أقضي بها ديني لا أوثر عليه شيئا وأما
ألفا الدينار اللذان أعطاني فلي منها ألف دينار وخذ أنت ألفا فقال الرابحي قد أعطاني
ألف دينار فقال أقسمت عليك إلا أخذت فأخذها وقام هو والرابحي حتى بلغه أهله
بالمدينة فانصرف ابن أبي سبرة لقضاء دينه وفضل ألف دينار وانصرف الربحي بألفي
دينار
قال ونمي (3) الخبر إلى المنصور فكتب إلى معن ما الذي حملك على أن تعطي ابن
أبي سبرة ما أعطيته وقد علمت ما فعل فكتب إليه معن إن جعفر بن سليمان كتب إلي
يوصيني به فلم أحسب جعفرا أوصاني به حتى رضي عنه أمير المؤمنين فكتب المنصور إلى
جعفر بن سليمان يبكته (4) بذلك فكتب إليه جعفر إنك يا أمير المؤمنين أوصيتني به فلم
يكن من استيصائي به شئ أيسر من كتاب وصاة إلى معن بن زائدة
قال يعقوب بن سفيان (5) حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن عن مالك قال
لما لقيت أبا جعفر قال لي يا مالك من بقي بالمدينة من المشيخة قلت يا أمير
المؤمنين (6) ابن أبي ذئب وابن أبي سلمة وابن أبي سبرة

(1) طر شاربه: أي طلع، ونبت (تاج العروس).
(2) في مختصر أبي شامة: فهر.
(3) في مختصر أبي شامة: " ونما " يقال: نمى إليه الحديث أي ارتفع ونميته رفعته وأبلغته (تاج العروس: نمي).
(4) بكته بالعصا تبكيتا، وقيل: بكته تبكيتا: إذا قرعه تقريعا والتبكيت: التقريع والتوبيخ (تاج العروس: بكت).
(5) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 685 ونقلا عن يعقوب في تاريخ بغداد 14 / 369 وتهذيب
الكمال 21 / 77.
(6) زيادة عن المعرفة والتاريخ.
27

قال (1) وحدثنا إبراهيم حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي قال
كتب ابن جريج إلى ابن أبي سبرة فكتب إليه بأحاديث من أحاديثه وختم عليها
قال يحيى بن معين (2)
روى ابن جريج عن أبي بكر السبري وكتبه منه إملاء
قال وكان ابن أبي سبرة (3) قدم العراق فجعل يقول لمن أتاه عندي سبعون ألف
حديث فإن أخذتم عني كما أخذ ابن جريج فخذوا (4)
قال وكان ابن جريج أخذ عنه مناولة (5)
وقال يحيى القطان ويحيى بن معين وابن المديني والبخاري وأبو زرعة
والجوزجاني والدارقطني وغيرهم
ابن أبي سبرة ضعيف (6)
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي (7)
أبو بكر بن أبي سبرة كان يضع الحديث قال لي الحجاج قال لي أبو بكر السبري
عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل (8) قال أبي
ليس بشئ كان يضع الحديث ويكذب (9)
وقال أبو بكر ابن أبي سبرة لا يساوي حديثه شيئا قال الواقدي تروى عنه
العجائب

(1) القائل: يعقوب بن سفيان، والخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 825.
(2) تاريخ ابن معين 2 / 695.
(3) أقحم بعدها في مختصر أبي شامة: قال: وحدثنا إبراهيم حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي قال. وفوق كل
كلمة خط أفقي، تنبيها على حذفها.
(4) باختلاف الرواية في تهذيب الكمال 21 / 77 من طريق عباس الدوري.
(5) تهذيب الكمال 21 / 77 وتاريخ بغداد 14 / 370.
(6) نقل أقوالهم جميعا فيه المزي في تهذيب الكمال 21 / 77.
(7) قوله رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 77 وتاريخ بغداد 14 / 370.
(8) زيادة منا.
(9) تهذيب الكمال 21 / 77 وتاريخ بغداد 14 / 370.
28

قال يحيى بن معين (1)
أبو بكر بن أبي سبرة الذي يقال له السبري هو مديني كان ببغداد وليس حديثه
بشئ قدم هاهنا فاجتمع الناس عليه فقال عندي سبعون ألف حديث إن أخذتم كما
أخذ ابن جريج يعني عرضا وإلا فلا
قال وقال ابن المديني والبخاري (2)
أبو بكر ابن أبي سبرة منكر الحديث زاد ابن المديني هو عندي نحو ابن أبي
يحيى
وقال النسائي (3)
هو متروك الحديث
وقال أبو أحمد الحاكم
ليس بالقوي عندهم
وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب عن الرواية عنهم ورأيت أصحابنا
يضعفونهم (4)
قال ابن عدي (5)
عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في جملة من يضع الحديث
ومات ببغداد سنة اثنتين وستين ومائة وبلغ ستين سنة (6)
8386 أبو بكر بن عبد الله الأسوار ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
أخو أبي محمد بن عبد الله (7) القرشي الأموي وكان شاعرا وكان ممن بايع

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد نقلا عن يحيى بن معين 14 / 369 وتهذيب الكمال 21 / 77.
(2) تهذيب الكمال 21 / 77 وتاريخ بغداد 14 / 371.
(3) تاريخ بغداد 14 / 371 وميزان الاعتدال 4 / 504.
(4) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 3 / 40.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 7 / 297 وعنه في تهذيب الكمال 21 / 78.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 371 وتهذيب الكمال 21 / 78 وميزان الاعتدال 4 / 504.
(7) أبو محمد بن عبد الله بن يزيد قتل بالمدينة في خلافة المنصور، وكان مختفيا بقناة أحد، فدل عليه زياد بن عبيد
الله الحارثي أمير المدينة، فخرجوا إليه وقتلوه. راجع نسب قريش للمصعب ص 131 وأنساب الأشراف 5 / 394.
29

مروان بن محمد بدمشق وهو الذي يقول لولد عباد بن زياد (1) ونزل عليهم فاعتلوا
باحتباس العطاء
* بتنهج ليلة طالت علينا * وأخلفنا المواعد والدعاء
نناديهم ليقرونا فقالوا * سنقريكم إذا خرج العطاء *
ذكر الجاحظ في كتاب البخلاء (2) وذكر البلاذري عن المدائني (3)
كان أبو بكر بن يزيد ذا نيقة في الطعام وكان صاحب تنعم فمر بقرية لعباد بن
زياد بن أبي سفيان ومعه رجل من تيم اللات (4) بن ثعلبة بن عكابة وكانت القرية تدعى
تنهج فلم يقروهم فقال التيمي
* بتنهج (5) ليلة طالت علينا * وأخلفنا المواعد والعشاء
نناديهم ليقرونا فقالوا * سنقريكم إذا خرج العطاء
ودون عطائهم شهرا ربيع * ونحن نسير إن متع (6) الضحاء
أنادي خالد (7) والباب دوني * وكيف يجيبك الفدم (8) العياء *
ويقال إن الأبيات لأبي بكر نحلها التيمي فأجاب خالد بن عباد على (9) الشعر على
أنه للتيمي فقال (10)
* وما علم الكرام بجوع كلب * عوى والكلب عادته العواء
وتيم اللات لا ترجى لخير * وتيم اللات تفضلها النساء
قال الحافظ أبو القاسم

(1) يعني عباد بن زياد بن أبيه، تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 26 / 277 رقم 3076.
(2) لم أعثر على الخبر في كتاب البخلاء.
(3) الخبر والابيات في أنساب الأشراف 5 / 395 طبعة دار الفكر.
(4) كذا عند أبي شامة، وفي أنساب الأشراف: تيم الله.
(5) تنهج: قرية بها حصن من مشارف البلقاء من أرض دمشق (معجم البلدان).
(6) متع الضحى: بلغ آخر غايته، وهو عند الضحى الأكبر (القاموس).
(7) يعني خالد بن عباد بن زياد، تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 16 / 119 رقم 1889.
(8) في أنساب الأشراف: البرم.
(9) في مختصر أبي شامة: عن، والمثبت عن أنساب الأشراف.
(10) البيتان في أنساب الأشراف 5 / 396 وتقدمت في ترجمة خالد بن عباد بن زياد في هذا الكتاب 16 / 119.
30

سألت بعض من يخبر الشام عن تنهج فقال حصن من مشارف البلقاء مما يلي البرية
وذكر أنه خراب اليوم
وقد ذكرت في ترجمة مروان بن محمد أن أبا بكر بن عبد الله كان حيا حين قدم
مروان دمشق وكان ذلك سنة سبع وعشرين ومائة (1)
8387 أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هثام بن المغيرة
بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المدني (2)
الفقيه الضرير أحد فقهاء المدينة السبعة ويقال اسمه أبو بكر وكنيته أبو
عبد الرحمن (3)
حدث عن أبي هريرة وابن مسعود وعتبة بن عمرو المعروف بالبدري وعائشة وأم
سلمة وأسماء بنت عميس وأم معقل الأسدية وأبيه عبد الرحمن بن الحارث ونوفل (4)
بن معاوية المدني وعبد الله بن زمعة ومروان بن الحكم وغيرهم (5)
روى عنه ابناه عبد الملك وعبد الله والشعبي والزهري وعمرو بن دينار (6)
وعمر بن عبد العزيز وسمي مولى أبي بكر وعبد ربه بن سعيد وعراك بن مالك
وعكرمة بن خالد ومجاهد بن جبر والحاكم بن عتيبة ويزيد بن أبي (7) سمية أبو صخر
الأيلي وغيرهم
وروى أنه وفد على الوليد بن عبد الملك
قال وأنا أستبعد ذلك لأنه كان ضرير البصر والمحفوظ أن دخوله عليه كان بالمدينة
عام حج الوليد بعدما استخلف

(1) راجع ترجمة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم في تاريخ دمشق 57 / 330.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 82 وتهذيب التهذيب وتقريبه (10 / 34 ترجمة 8257) ط دار الفكر وطبقات ابن
سعد 5 / 207 وحلية الأولياء 2 / 187 ونسب قريش ص 303 والتاريخ الكبير 8 / 9 (كتاب الكنى) وتذكرة الحفاظ 1 /
59 وسير أعلام النبلاء: (5 / 353 ترجمة 532) ط دار الفكر وطبقات خليفة ت 2097 وشذرات الذهب 1 / 104.
(3) قال المزي في تهذيب الكمال: والصحيح أن اسمه وكنيته واحد.
(4) في مختصر أبي شامة: الحارث بن نوفل، تصحيف، والتصويب عن تهذيب الكمال.
(5) راجع تهذيب الكمال وسير الاعلام فقد ذكرا له شيوخا اخر.
(6) مطموسة في مختصر أبي شامة.
(7) سقطت من أبي شامة، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 323.
31

ذكر أبو محمد عبد الله القطربلي قال
روي أن أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قدم على الوليد بن
عبد الملك فأجلسه معه على سريره وأقطعه أموال بني طلحة بن عبيد الله وقد كان قد
سخط على بعضهم فاصطفى أموالهم فلما خرج أتاه بنو طلحة فاستأذنوا عليه فأذن
لهم وحضره بنوه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد (صلى الله عليه وسلم) ثم قال إن الله قد رد
عليكم أموالكم وما قبلتها من أمير المؤمنين إلا مخافة أن تصير إلى غيري فابعثوا من
يقبضها فقال له بنوه أفلا تركت القوم حتى يتكلموا قال فما اتبعث عليهم بعد وجوههم
قال الزبير بن بكار (1)
فولد عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أبا بكر بن عبد الرحمن وكان قد كف
بصره وهو أحد فقهاء المدينة السبعة وكان يسمى الراهب وكان من سادة قريش وكان
من التابعين قد سمع من أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن أبي هريرة وحمل عنه ابن شهاب وأمه
الشريدة فأخته بنت عنبة (2) بن سهيل بن عمرو وأخوته لأبيه وأمه عمر وعثمان
وعكرمة وخالد ومحمد وبه كان يكنى عبد الرحمن وحنتمة (3) ولدت لعبد الله بن
الزبير بن العوام عامر أو موسى وفاختة وأم حكيم (4)
قال ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة (5)
أبو بكر بن عبد الرحمن وأمه فاختة فذكر نسبهما كما سبق ثم قال فولد أبو
بكر عبد الرحمن لا بقية له وعبد الله وعبد الملك وهشاما لا بقية له وسهيلا لا بقية
له والحارث ومريم وأمهم سارة بنت هشام بن الوليد بن المغيرة وأبا سلمة لا بقية له
وعمر وأم عمرو وهي ربيحة وأمهم قريبة بنت عبد الله بن زمعة بن الأسود بن
المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي وأمها زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد وأمها
أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفاطمة بنت أبي بكر وأمها من نسل قيس بن عاصم المنقري

(1) الخبر في نسب قريش للمصعب ص 303 - 304.
(2) في مختصر أبي شامة ونسب قريش: عتبة، تصحيف. والصواب ما أثبت. سترد ترجمتها.
(3) في مختصر أبي شامة: خيثمة، والمثبت عن نسب قريش.
(4) نسب قريش ص 243 ولم يذكر مصعب: فاختة وأم حكيم.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 207 ونقل الخبر عن ابن سعد المزي في تهذيب الكمال 21 / 88.
32

قال محمد بن عمر (1)
ولد أبو بكر في خلافة عمر بن الخطاب وكان يقال له راهب قريش لكثرة صلاته
ولفضله وكان قد ذهب بصره وليس له اسم كنيته اسمه واستصغر يوم الجمل فرد هو
وعروة بن الزبير وقد روى أبو بكر عن أبي مسعود الأنصاري وعائشة وأم سلمة وكان
ثقة فقيها كثير الحديث عالما عاليا عاقلا سخيا
قال موسى بن عقبة سمعت علقمة بن وقاس الليثي قال
لما خرج طلحة والزبير وعائشة لطلب دم عثمان عرضوا من معهم بذات عرق (2)
فاستصغروا عروة بن الزبير وأبا بكر بن عبد الرحمن فردوهما
وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم أهل البيت بنو الحارث بن هشام [* * * *]
قال الزبير حدثني محمد بن سلام عن بعض العلماء قال (3)
كان يقال ثلاثة أبيات من قريش توالت خمسة خمسة بالشرف كل رجل منهم من
أشرف أهل زمانه فمن الثلاثة الأبيات (4) أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام بن المغيرة
وقال (5) أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا
معن بن عيسى القزاز عن عبد الرحمن بن أبي الزناد (6)
أن السبعة الفقهاء الذين كان يذكرهم أبو الزناد سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير
والقاسم بن محمد وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود وخارجة بن زيد بن ثابت وسليمان بن يسار
قال ابن أبي الزناد

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 207 - 208 وعن الواقدي في تهذيب الكمال 21 / 83 وسير الاعلام: (5 /
353) ط دار الفكر.
(2) ذات عرق: مهل أهل العراق، وهو الحد بين نجد وتهامة (معجم البلدان: عرق).
(3) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 84 من طريق محمد بن سلام الجمحي.
(4) زيدت عن تهذيب الكمال.
(5) ما بين معكوفتين زيادة استدركت للايضاح عن تهذيب الكمال.
(6) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 84 - 85 وسير الاعلام (5 / 353) ط دار الفكر.
33

والسبعة الذين يستشيرهم الناس
فذكر مثله
وقال (1) يعقوب بن سفيان (2) حدثنا عبد الله بن محمد المصري أبو محمد قال
حدثنا عبد الرحمن (3) بن أبي الزناد قال قال أبو الزناد
أدركت من فقهاء أهل المدينة وعلمائهم ومن يرتضى (4) وينتهي إلى قولهم منهم
سعيد وعروة والقاسم وأبو بكر وخارجة وعبيد الله وسليمان في مشيخة سواهم
من نظرائهم أهل فقه وفضل
قال أحمد العجلي (5)
أبو بكر بن عبد الرحمن مدني تابعي ثقة
وذكره النسائي في تسمية فقهاء المدينة
وقال ابن خراش
هو أحد أئمة المسلمين (6)
وقال في موضع آخر (7) عمر وأبو بكر وعكرمة وعبد الله هؤلاء ولد
عبد الرحمن بن (8) الحارث بن هشام كلهم جلة ثقات يضرب بهم المثل وروى
الزهري عنهم كلهم إلا عمر
عن عثمان بن محمد (9)
أن عروة استودع أبا بكر بن عبد الرحمن مالا من مال بني مصعب فأصيب ذلك
المال أو بعضه فأرسل إليه عروة أن لا ضمان عليك إنما أنت مؤتمن فقال أبو بكر قد

(1) ما بين معكوفتين زيادة عن المعرفة والتاريخ وتهذيب الكمال للايضاح.
(2) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 559 ونقله عن يعقوب بن سفيان في تهذيب الكمال 21 / 85.
(3) تحرفت في تهذيب الكمال إلى: عبد الله.
(4) في مختصر أبي شامة: ونرتضي.
(5) تاريخ الثقات للعجلي ص 492 وعنه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 83 وسير الاعلام (5 / 353).
(6) تهذيب الكمال 21 / 83.
(7) تهذيب الكمال 21 / 83.
(8) زيادة لازمة للايضاح عن تهذيب الكمال.
(9) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 208.
34

علمت أن لا ضمان علي ولكن لم يكن لتحدث قريش أن أمانتي خربت فباع مالا له
فقضاه
قال هشام بن عبد الله بن عكرمة
جاء المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي إلى أبي (1) بكر بن عبد الرحمن يسأله
في غريم ألط (2) به فلما جلس قال له أبو بكر قد أعانك الله على غرمك (3) بعشرين ألفا
فقال له من كان معه والله ما تركت الرجل يسألك فقال إذا سألني فقد أخذت منه أكثر مما
أعطيه
قال مصعب بن عبد الله (4)
ذكر أن قوما من بني أسد بن خزيمة قدموا عليه يسألونه في دماء كانت بينهم فاحتمل
عنهم أربع ديات ثم قال لابنه عبد الله بن أبي بكر إذهب إلى عمك المغيرة بن
عبد الرحمن فأعلمه ما حملناه من هذه الديات وسله المعونة فذهب عبد الله (5) إلى عمه
فذكر ذلك له فقال المغيرة أكثر علينا أبوك فانصرف عنه عبد الله فأقام أياما لا يذكر
لأبيه شيئا وكان يقود أباه إلى المسجد فقال له أبوه يوما أذهبت إلى عمك قال نعم
وسكت فعرف حين سكت عبد الله أنه لم يجد عند عمه ما يحب فقال له أبو بكر يا بني
لا تخبرني ما قال لك فإن لا يفعل أبو هاشم يعني أخاه المغيرة فربما فعل (6) واغد غدا
إلى السوق فخذ لي عينة (7) فغدا عبد الله فتعين عينة من السوق لأبيه وباعها فأقام أياما
ما يبيع أحد في السوق طعاما ولا زيتا غير عبد الله من تلك العينة فلما فرغ أمره أبوه أن
يدفعها إلى الأسديين فدفعها إليهم
عن عمر بن عبد الرحمن (8)

(1) سقطت من مختصر أبي شامة.
(2) لظ الغريم: منع من الحق، والغريم: الذي له دين.
(3) الغرم: الدين.
(4) رواه مصعب بن عبد الله الزبيري في نسب قريش ص 304.
(5) في نسب قريش: فذهب عبد الرحمن بن أبي بكر.
(6) في نسب قريش: أفعل.
(7) العين: بالكسر: السلف. وعين الرجل أخذ بالعينة أو أعطى بها. وباعه بعينة: وباعه بعينة: بنسيئة لأنها زيادة. وقال الأزهري:
عين التاجر تعيينا. وأكثر العلماء كرهوا الفقهاء (راجع تاج العروس: عين).
(8) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 85 والذهبي في سير الاعلام (5 / 353) ط دار الفكر.
35

أن أخاه أبا بكر بن عبد الرحمن كان يصوم ولا يفطر فدخل عليه ابنه وهو مفطر
فقال ما شأنك اليوم مفطرا قال أصابتني جنابة فلم أغتسل حتى أصبحت فأفتاني أبو
هريرة أن أفطر فأرسلوا إلى عائشة يسألونها فقالت كان النبي (صلى الله عليه وسلم) تصيبه الجنابة فيغتسل
بعدما يصبح ثم يخرج رأسه يقطر فيصلي بأصحابه ثم يصوم ذلك اليوم
قال ابن سعد قال أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة قال (1)
رأيت على أبي بكر بن عبد الرحمن كساء خز
قال محمد بن عمر (2) أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا محمد بن هلال (3)
أنه رأى أبا بكر بن عبد الرحمن لا يحفي شاربه جدا يأخذ منه أخذا حسنا
قال مصعب الزبيري
كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مكفوفا وقد كف بصر أبي بكر بن عبد الرحمن
وكف بصر ابن عباس في آخر عمره وهو ممن رأى جبريل
قال الواقدي (4)
وكان عبد الملك بن مروان مكرما لأبي بكر مجلا له فأوصى (5) الوليد وسليمان
بإكرامه وقال عبد الملك إني لأهم بالشئ أفعله بأهل المدينة لسوء أثرهم عندنا فأذكر أبا
بكر بن عبد الرحمن فأستحي منه وأدع (6) ذلك الأمر كله
قال الزبير (7)
وكان أبو بكر ذا منزلة من عبد الملك فأوصى به حين حضرته الوفاة ابنه الوليد فقال
له يا بني إن لي بالمدينة صديقين فاحفظني فيهما عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 208.
(2) زيادة منا.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 208.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 208 - 209.
(5) في طبقات ابن سعد: وأوصى.
(6) في طبقات ابن سعد: فأدع.
(7) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 304.
36

وأبا (1) بكر بن عبد الرحمن (2)
قال ابن أبي سبرة
وزوج أبو (3) بكر في غداة واحدة عشرة من بني المغيرة وأخدمهم
قال وتعين (4) مالا عظيما فأداه في ديات تحملها
وقال صالح بن حسان
سمعت عمر بن عبد العزيز يقول لي في خلافته وذكر أبا بكر بن عبد الرحمن
فكثروا جلالته وهيبته ونبله
وقال أبو عون مولى المسور بن مخرمة
رأيت أبا بكر بن عبد الرحمن وقد ذهب بصره يفرش له في وسط الدار وهي دار فيها
من أهل بيته ما يفتح باب ولا يغلق ولا يدخل داخل ولا يخرج ولا يمر به أحد حتى
يقوم اعظاما له
وقال عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن قال لي أبي
يا بني لا يفقدن مني جليسي إلا وجهي هذا عهدي إليك وهو عهد أبي كان ألي
قال خليفة بن خياط (5) وعلي بن المديني
مات أبو بكر بن عبد الرحمن سنة ثلاث وتسعين
قال ابن سعد (6) أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن جعفر قال

(1) كذا في مختصر أبي شامة، وفي نسب قريش: وأبو بكر.
(2) زاد بعدها أبو شامة قال: قلت: وقال ابن المديني: أبو بكر بن عبد الرحمن أحد العشرة الفقهاء، وهو قديم، لقي
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أنكر أن يكون سمع من صفوان بن معطل. وفي تاريخ البلاذري قال: وأما أبو بكر
بن عبد الرحمن فكان ذا قدر وفضل ومنزلة من عبد الملك وأوصى به وبعبد الله بن جعفر الوليد ولم يمت...
وله عقب بالمدينة... عن عبد الله بن عكرمة قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحدا قط جمع الله فيه من خصال
الخير ما جمع في أبي بكر بن عبد الرحمن عبادة، وعلما، وشرفا، وبذلا، وأفضالا، فأغضي عن الأذى،
واحتمالا لكل ما ناب العشيرة.
(3) في مختصر أبي شامة: أبي بكر.
(4) في مختصر ابن منظور: وتبين.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 306 ونقل المزي في تهذيب الكمال 21 / 85 قول خليفة وابن المديني. وذكر خليفة بن
خياط في الطبقات ص 425 رقم 2097 أنه توفي سنة أربع وتسعين. ونقل قوله هذا المزي في تهذيب الكمال.
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 208 ونقله عن الواقدي المزي في تهذيب الكمال 21 / 86.
37

صلى أبو بكر بن عبد الرحمن العصر فدخل مغتسله فسقط فجعل يقول والله ما
أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا قال فما علمت غربت الشمس حتى مات وذلك سنة
أربع وتسعين بالمدينة
قال محمد بن عمر (1)
وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم فيها
قال غيره مات فيها سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسليمان بن يسار
وعلي بن الحسين
وقيل مات أبو بكر بن عبد الرحمن سنة خمس وتسعين (2)
قال ابن أبي فروة
دخل مغتسله فمات فيه فجأة
8388 أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم القرشي الأموي (3)
أخو عمر بن عبد العزيز لأبويه أمهما أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب
وكان أبو بكر فاضلا وكان الأسن منهما وكان له ابنان الحكم بن أبي بكر ومروان بن
أبي بكر
قال الزبير بن بكار (4)
وولد عبد العزيز بن مروان عمر بن عبد العزيز وعاصما وأبا بكر ومحمدا لا
عقب له وأمهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب
عن عبد الله بن عبيدة بن عمار بن ياسر قال (5)
خرجت أنا والأحوص الأنصاري مع عبد الله بن حسن بن حسن (6) للحج فلما كنا

(1) طبقات ابن سعد 5 / 208 ونقله عن الواقدي المزي في تهذيب الكمال 21 / 86 والذهبي في سير الاعلام (5 / 354).
(2) تهذيب الكمال 21 / 86 وسير الاعلام (5 / 354) ط دار الفكر.
(3) ترجمته في نسب قريش ص 168 وجمهرة ابن حزم ص 105 وأنساب الأشراف 6 / 336.
(4) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 168.
(5) الخبر والشعر في الأغاني 21 / 96 - 97 من طريق الحرمي عن الزبير بسنده إلى عبد الله بن أبي عبيدة.
(6) زيادة عن الأغاني للايضاح.
38

يقديد (1) قلنا لعبد الله بن حسن لو أرسلت إلى سليمان (2) بن أبي دباكل الخزاعي فأنشدنا
شيئا من شعره (3) فأرسل إليه فجاءه وأنشدنا قصيدة
* يا بيت خنساء الذي أتجنب * ذهب الزمان وحبها لا يذهب
أصبحت أمنحك الصدود وأنني * قسما إليك من الصدود لأجنب
ما لي أحن إذا (4) جمالك قربت * وأصد عنك وأنت مني أقرب
لله درك هل لديك معول * لمتيم أو هل لودك مطلب
فلقد رأيتك قبل ذلك وإنني * لمتيم بهواك لو أتجنب (5)
وأرى السمية باسمكم فيزيدني * شوقا إليك جنابك المتسبب (6)
وأرى العدو يودكم فأوده * إن كان ينسب منك أو يتنسب (7)
وأخالف الواشين فيك تجملا * وهم علي ذوو ضغائن درب (8)
ثم اتخذتهم على وليجة (9) * حتى غضبت ومن ذلك يغضب *
فلما كان القابل حج أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان فمررنا بالمدينة فدخل عليه
الأحوص فاستصحبه فأصحبه فلما خرج الأحوص قال له بعض من عنده تقدم
بالأحوص الشام فتعير به فبعث إلى الأحوص فقال له يا خال إني نظرت فيما سألتني من
الاستصحاب فكرهت أن أهجم بك على أمير المؤمنين بلا إذن ولكني أستأذنه لك فإن أذن
كتبت إليك في المسير إلي فقال الأحوص لا والله ما بك ما ذكرت ولكني سبعت (10)
عندك ثم خرج فأرسل إليه عمر بن عبد العزيز بصلة واستوهبه عرض أبي بكر فوهبه
له ثم قال (11)

(1) قديم: اسم موضوع قرب مكة راجع معجم البلدان.
(2) في مختصر أبي شامة: " سليمان من دباكل " صوبنا الاسم عن الأغاني. وسليمان بن أبي دباكل شاعر خزاعي من
شعراء الحماسة.
(3) في مختصر أبي شامة: " فأنشده من شعره " والمثبت عن الأغاني.
(4) في الأغاني: إلى.
(5) عجزه في الأغاني: لموكل بهواك أو متقرب.
(6) عجزه في الأغاني: شوقا إليك رجاؤك المتنسب.
(7) في الأغاني: أو لا ينسب.
(8) الأغاني: دؤب.
(9) وليجة الرجل: أصدقاؤه وأعوانه وبطانته.
(10) سبع فلان فلانا: شتمه ووقع فيه. وسبعه يسبعه: طعن عليه وعابه، يريد أنك تغيرت علي بسبب الوشاية.
(11) الأبيات في الأغاني 21 / 98.
39

* يا بيت عاتكة الذي أتعزل * حذر العدى وبه الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل *
ثم قال يعرض بأبي بكر بن عبد العزيز (1)
* ووعدتني في حاجتي (2) فصدقتني * ووفيت إذ كذبوا الحديث وبدلوا
حتى إذا رجع الحديث (3) مطامعي * يأسا وأخلفني الذين أؤمل
قابلت (4) ما صنعوا إليك برحلة * عجلى وعندك منهم (5) متحول
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم * مذق اللسان (6) يقول ما لا يفعل *
فقال له عمر بن عبد العزيز ما أراك أعفيتني ما استعفيتك به *
قال أبو سعيد بن يونس
أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان
قال أحمد بن يحيى بن وزير
توفى في رجب سنة ست وتسعين
وذكر غير ابن يونس أن عمر كان قد رضيه للخلافة بعده فسقيا (7) السم فماتا
معا (8)
8389 أبو بكر بن عبد الواحد بن قيس الأفطس
حدث عن أبيه
روى عنه عمر بن بكر (9) السكسكي وكان عمر (10) ضعيفا (11)
وهو محمد بن عبد الواحد تقدم ذكره في حرف الميم (12)

(1) الأغاني 21 / 100.
(2) الأغاني: حاجة.
(3) في الأغاني: اليقين.
(4) الأغاني: زايلت.
(5) الأغاني: عنهم.
(6) في الأغاني: مذق الحديث. المذق: المزج والخلط، ومذق الود: لم يخلصه.
(7) في مختصر أبي شامة: فسقي، والمثبت عن ابن حزم ص 105.
(8) جاء في أنساب الأشراف 6 / 336 قال: وكان أبو بكر من خيار المسلمين، وكان عمر بن عبد العزيز على توليته
عهده، وكان معجبا به.
(9) كذا ورد هنا في مختصر أبي شامة، وفيما تقدم: عمر بن أبي بكر.
(10) في مختصر أبي شامة: عمرو.
(11) قوله: وكان عمرو ضعيفا تعقيب لأبي شامة.
(12) ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 54 / 152 رقم 6690 طبعة دار الفكر.
40

8390 أبو بكر بن عتيق بن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم الأموي (1)
له ذكر
8391 أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان
ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار
أبو محمد الأنصاري الخزرجي المدني الفقيه (2)
ولي القضاء والإمرة بالمدينة والموسم لسليمان بن عبد الملك ثم لعمر بن
عبد العزيز يقال أن اسمه أبو بكر وكنيته أبو محمد
روى عن عمرة بنت عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد (3)
روى عنه ابناه عبد الله ومحمد والزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن
عبد الله بن الهاد وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وأبو بكر بن نافع وإسحاق بن
يحيى بن طلحة وعبد الكريم (4) أبو أمية والأوزاعي وأسامة بن زيد الليثي وعمرو بن
دينار وعبدة بن أبي لبابة وأفلح بن حميد المديني والحجاج بن أرطاة ويحيى بن يحيى
الغساني
قدم به يزيد بن عبد الملك فتزوج (5) بنت عون بن محمد بن علي بن أبي
طالب وأصدقها مالا كثيرا فكتب (6) الوليد بن عبد الملك إلى أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم إنه قد بلغ من اللؤم (7) أن يزيد بن عبد الملك تزوج فلانة وأصدقها مالا
كثيرا ولا أراه فعل إلا وهو يراها خيرا منه فقبح الله رأيه فإذا جاءك كتابي هذا فادع
عونا فاقبض المال منه فإن لم يدفعه إليك فاضربه بالسياط حتى تستوفيه منه ثم أفسخ
نكاحه

(1) جمهرة أنساب العرب ص 89.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 101 وتهذيب التهذيب 6 / 311 وجمهرة ابن حزم ص 348 والجرح والتعديل 9 /
337 وتاريخ خليفة بن خياط ص 320 وسير الاعلام 5 / 313.
(3) راجع تهذيب الكمال 21 / 101 فقد ذكر أسماء أخرى في مشايخه.
(4) هو عبد الكريم بن أبي المخارق.
(5) كذا في مختصر أبي شامة، والذي تزوج هو يزيد بن عبد الملك. راجع الأغاني 4 / 252.
(6) الخبر في الأغاني 4 / 252 باختلاف.
(7) من قوله: فكتب... إلى هنا مكرر في مختصر أبي شامة.
41

فأرسل أبو بكر بن محمد إلى عون فدعاه بالمال فقال ليس عندي فقد فرقته
فقال أبو بكر إن أمير المؤمنين أمرني إن لم تدفعه لما كله أن أضربك بالسياط ثم لا أرفعها
عنك حتى أستوفيه منك فصاح به يزيد بن عبد الملك فجاءه فقال له فيما بينه وبينه
كأنك خشيت أن أسلمك ادفع إليه المال ولا تعرضه لنفسك فإنه إن دفعه إلي رددته
إليك وإن لم يدفعه إلي أخلفته لك ففعل فلما ولي يزيد بن عبد الملك الخلافة كتب في
أبي بكر بن محمد وفي الأحوص فحملا إليه لما بين أبي بكر والأحوص من العداوة
وكان أبو بكر قد ضرب الأحوص وغربه إلى دهلك (1) وأبو بكر مع عمر بن عبد العزيز
وعمر إذ ذاك على المدينة قال فلما صارا بباب يزيد أذن للأحوص فرفع أبو بكر يديه
يدعو فلم يخفضهما حتى خرج بالأحوص ملببا (2) مكسور الأنف
فإذا هو لما دخل على يزيد قال له أصلح الله أمير المؤمنين (3) هذا ابن حزم الذي
سفه رأيك ورد نكاحك فقال يزيد كذبت عليك غضب الله وعلى (4) من يقول ذاك
اكسروا أنفه فكسر أنفه وأخرج ملببا
قال ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة (5)
أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أحد بني مالك بن النجار وأمه كبشة وخالته
عمرة بنت عبد الرحمن التي روت عن عائشة وأبو بكر هو اسمه
قال محمد بن عمر (6)
توفي أبو بكر سنة عشرين ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك وهو ابن أربع
وثمانين سنة وكان ثقة كثير الحديث
وقال ابن سعد أيضا (7)

(1) دهلك: بفتح أوله وسكون ثانيه ولام مفتوحة وآخره كاف. وهي جزيرة في بحر اليمن (معجم البلدان).
(2) ملببا، يقال: لببت الرجل ولببته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به. وملببا يعني مأخوذا بتلابيبه.
(3) الزيادة استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
(4) زيادة عن الأغاني.
(5) سقطت ترجمته من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد. ونقله المزي في تهذيب الكمال 21 / 102 عن ابن سعد.
(6) تهذيب الكمال 21 / 105 نقلا عن الواقدي.
(7) نقلا عن ابن سعد في تهذيب الكمال 21 / 102.
42

فولد محمد بن عمرو بن حزم عثمان وأبا بكر الفقيه وأم كلثوم وأمهم كبشة بنت
عبد عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس من بني مالك بن النجار
قال أبو نصر الكلاباذي
يقال اسمه وكنيته واحد ويقال اسمه أبو بكر وكنيته أبو محمد حدث عن
عباد بن تميم وعمرو بن سليم وعمر وعمرة روى عنه ابنه عبد الله ويحيى بن (1)
سعيد في الاستسقاء والجنائز والأنبياء
قال يحيى بن معين وابن خراش
هو مدني ثقة (2)
قال يعقوب بن سفيان (3) حدثني أحمد بن الخليل (4) حدثنا الهيثم بن جميل (5)
حدثنا عطاف بن خالد عن أمه عن امرأة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنها قالت
ما اضطجع أبو بكر على فراشه منذ أربعين سنة بالليل
قال (6) وحدثني إبراهيم بن محمد الشافعي حدثنا جدي محمد بن علي قال
قالوا لعمر بن عبد العزيز استعملت أبا بكر بن حزم غرك (7) بصلاته قال إذا (8)
لم يغرني المصلون فمن يغرني قال وكانت سجدته قد أخذت جبهته وأنفه
قال صالح بن كيسان (9)
كان المحدثون من هذه الطبقة من أهل المدينة سليمان بن يسار وأبو بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم وعبيد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله وأبو بكر بن

(1) تحرفت في مختصر ابن منظور إلى: بنت.
(2) نقل قولهما المزي في تهذيب الكمال 21 / 102.
(3) الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 437 - 438 وتهذيب الكمال 21 / 102.
(4) في مختصر أبي شامة: الجليل، تصحيف والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(5) غير واضحة في مختصر أبي شامة والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(6) القائل: يعقوب بن سفيان الفسوي، والخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 644 ورواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 102.
(7) كذا بالأصل وتهذيب الكمال، وفي المعرفة والتاريخ: " عدل بصلاته كامل ".
(8) الجملة في المعرفة والتاريخ: إذا لم يقتد به المصلون فمن يقتدي؟.
(9) من هذا الطريق في تهذيب الكمال 21 / 103.
43

عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ويحيى (1) بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة
قال ابن سعد (2) أخبرنا محمد بن عمر حدثنا مالك بن أبي الرجال عن سليمان بن
عبد الرحمن بن خباب قال
أدركت رجالا من المهاجرين ورجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد فأما
المهاجرون فسعيد بن المسيب فذكرهم وقال ومن الأنصار خارجة بن زيد
ومحمود بن لبيد وعمر بن خلدة الزرقي وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وأبو
أمامة (3) بن سهل بن حنيف
قال ابن وهب حدثني مالك قال (4)
لم يكن عند أحد بالمدينة من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم
قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر (5)
أن أبا بكر كان يتعلم القضاء من أبان بن عثمان
قال مالك (6)
وكان أبو بكر قاضيا لعمر بن عبد العزيز إذ كان عمر أمير المدينة ولم يكن على
المدينة أنصاري أميرا غير أبي بكر بن محمد وكان قاضيا
قال وحدثني مالك (7)
أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر وكان عمر قد أمره على المدينة بعد أن كان
قاضيا قال مالك وقد ولي أبو بكر بن حزم المدينة مرتين أميرا فكتب إليه عمر أن يكتب

(1) في مختصر أبي شامة: " عبد الرحمن وهشام بن يحيى " والمثبت والزيادة السابقة عن تهذيب الكمال.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 383 تحت عنوان: ذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
ورواه المزي عن الواقدي في تهذيب الكمال 21 / 103.
(3) في مختصر أبي شامة: أسامة، تصحيف، والتصويب عن ابن سعد وتهذيب الكمال.
(4) تهذيب الكمال 21 / 104 والمعرفة والتاريخ 1 / 643.
(5) تهذيب الكمال 21 / 104 والمعرفة والتاريخ 1 / 643.
(6) تهذيب الكمال 21 / 104 وسير أعلام النبلاء 5 / 314 والمعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 1 / 645.
(7) الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 644 - 645 وتهذيب الكمال 21 / 103.
44

له العلم من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد قال فقلت لمالك السنن
قال نعم قال فكتبها له
قال مالك (1)
فسألت ابنه عبد الله بن أبي بكر عن تلك الكتب فقال ضاعت وكان أبو بكر عزل
عزلا قبيحا
قال خليفة (2)
أقام عمر بن عبد العزيز بالمدينة إلى سنة ثلاث وتسعين ثم عزله الوليد واستخلف
على المدينة أبا بكر بن حزم فعزله الوليد وولي عثمان بن حيان المري فلم يزل واليا حتى
مات الوليد (3) فعزله سليمان (4) وولى أبا بكر بن حزم في شهر رمضان سنة ست وتسعين
حتى مات سليمان وأقر عمر بن عبد العزيز عليها أبا بكر بن حزم وقيل (5) إن محمد بن
قيس بن مخرمة ولي المدينة لعمر بن عبد العزيز ثم عزل (6) يزيد بن عبد الملك أبا بكر بن
حزم وولاها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري سنة إحدى ومئة (7)
وأقام الحج أبو بكر بن حزم سنة ست وتسعين (8) وسنتي ولايته تسع وتسعين
وسنة مائة
قال (9) وولى عمر بن عبد العزيز في إمرته على المدينة القضاء عبد الرحمن بن
يزيد بن جارية ثم عزله واستقضى أبا بكر بن حزم ثم عزله الوليد وولى عثمان بن حيان
المري ثم ولى (10) أبا بكر المدينة سنة ثلاث وتسعين

(1) المعرفة والتاريخ 1 / 645 وتهذيب الكمال 21 / 103.
(2) الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ص 311.
(3) زيادة عن تاريخ خليفة.
(4) تاريخ خليفة ص 317.
(5) في تاريخ خليفة ص 323 وزعم عثمان بن عثمان أن محمد بن قيس بن مخرمة قد تولى المدينة لعمر بن
عبد العزيز.
(6) تاريخ خليفة ص 332.
(7) زيادة للايضاح عن تاريخ خليفة.
(8) تاريخ خليفة ص 313 و 320 و 321 و 324.
(9) الخبر في تاريخ خليفة ص 312.
(10) الزيادة لازمة لايضاح المعنى عن تاريخ خليفة.
45

قال وكتب هشام بن عبد الملك إلى أبي بكر بن حزم فكان يصلي بالناس بالمدينة
سنة تسع عشرة حتى قدم محمد بن هشام
قال أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرنا علي بن محمد قال
أقر عثمان بن حيان أبا بكر بن حزم على القضاء
ثم عزل سليمان بن عبد الملك عثمان بن حيان وولى أبا بكر بن حزم على المدينة
فاستقضى أبا طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية (1) وأقر عمر أبا بكر على المدينة
فأقر أبا طوالة على القضاء ثم عزل يزيد بن عبد الملك أبا بكر عن المدينة وولى ابن
الضحاك (2)
قال ابن وهب حدثني مالك قال (3)
كان أبو بكر بن حزم على قضاء المدينة وولي المدينة أميرا قال فقال له قائل ما
أدري كيف أصنع بالاختلاف فقال أبو بكر يا بن أخي إذا وجدت أهل المدينة على أمر
مستجمعين عليه فلا تشك فيه إنه الحق
قال المفضل الغلابي (4) حدثنا يحيى بن معين قال قال مالك أخبرني عبد الله بن
أبي بكر
أن عمر أجرى على أبيه ثمانية وثمانين دينارا
قال مالك بن أنس
ولا أراه أجراها عليه إلا على حساب سعر المدينة
قال الزبير حدثني مصعب بن عثمان وغيره
أن أبا الحارث بن عبد الله بن السائب اختصم هو ورجل من قريش (5) فقال له أبو
الحارث أتكلمني وعندك يتيمة لك تبوكها فاستعدى عليه أبا بكر بن حزم فسأل عن

(1) سماه خليفة في تاريخه ص 324 أبا طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم.
(2) يعني عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري كما في تاريخ خليفة ص 332.
(3) الخبر من هذا الطريق في تهذيب الكمال 21 / 104.
(4) الخبر من طريقه في تهذيب الكمال 21 / 104.
(5) الخبر في تاج العروس بوك. برواية مختلفة.
46

البوك فذكر له أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقف على ماء يحير (1) في عين تبوك فقال أنتما عليها
تبوكانها منذ اليوم (2) يريد تثورانها فحد أبو بكر بن حزم أبا الحارث فقال له أبو الحارث
وهو يحده يا أبا حزم تضربني قلاظا فقال ابن حزم احفظ هذه الكلمة أيضا حتى نسأل
عنها فقال له أبو الحارث أتكلفني يا بن حزم أن أعلمك كلام مضر والقلاظ الظلم
قال وانتهى بعد ذلك إلى أبي بكر بن حزم أن البوك خرج غير المخرج الذي حد عليه أبا
الحارث فأشهد أنه قد درأ عنه الحد (3)
قال ابن وهب (4) قال لي مالك بن أنس
ما رأيت مثل أبي بكر بن حزم أعظم مروءة ولا أتم حالا ولا رأيت مثلما أوتي (5)
ولاية المدينة والقضاء والموسم وكان يقول لابنه عبد الله إني أراك تحب الحديث
وتجالس أهله فلا (6) تستقبل صدر الحديث إذا سمعت عجزه استدل بأعجازها على صدورها
وفي رواية يا بني إنك حديث السن وإنك تجالس الناس فاسمع ما يسأل عنه
ولا تسأل فإن فاتك شئ من أول الحديث تستدل على أوله بآخره (7)
أخبرنا (8) معن حدثنا مالك بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
أنه رأى أبا بكر بن حزم يقضي في المسجد معه حرسيان مستندا (9) إلى الأسطوان على
القبر

(1) حار الماء وتحير: تردد.
(2) كذا في مختصر أبي شامة، والعبارة في الروض الأنف 4 / 195 أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر الناس ألا يمسوا من مائها
(العين) شيئا، فسبق إليها رجلان، وهي تبض بشئ من مائها فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها فسبهما
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لهما: ما زلتما تبوكانها منذ اليوم. قال: وبذلك سميت العين تبوك.
(3) عقب أبو شامة في مختصره بعد ذكره الخبر بقوله: قلت، يعني أن البوك لفظ مشترك، كما يستعمل بمعنى الجماع
يستعمل أيضا بمعان أخرى كالبيع والشراء، وتدوير البندقة على ما حكام أئمة اللغة في كتبهم. وإذا كان كذلك لم
يتعين للقذف والله أعلم. راجع تاج العروس: بوك.
(4) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 105 وسير الاعلام 5 / 314.
(5) في مختصر ابن منظور: " أولي ".
(6) في مختصر أبي شامة: " ولا " والمثبت عن تهذيب الكمال.
(7) قال أبو شامة: وفي طبقات ابن سعد: أنا معن بن عيسى حدثني سعيد بن مسلم قال: رأيت أبا بكر بن حزم يقضي
في المسجد في زمان عمر بن عبد العزيز، يعني في ولاة عمر على المدينة للوليد بن عبد الملك.
(8) القائل: ابن سعد، وليس الخبر التالي في الطبقات الكبرى المطبوع.
(9) في مختصر أبي شامة: مستسندا.
47

قال محمد بن عمر
فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة ولى أبا بكر إمرة المدينة فاستقضى أبو بكر على
المدينة ابن عمه أبا طواله عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم وكان أبو بكر هو
الذي يصلي بالناس ويتولى أمرهم (1)
أخبرنا معن حدثنا أبو الغصن قال (2)
لم أر على أبي بكر بن حزم على المنبر سيفا قط ورأيته يعتم يوم العيد ويوم الجمعة
بعمامة بيضاء
أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا أبو الغصن
أنه رأى أبا بكر بن حزم في إصبعه اليمين خاتم فيه ياقوتة لونها لون السماء
وفي رواية خاتم فصه ياقوتة حمراء
قال يحيى بن معين
مات أبو بكر بن حزم سنة عشرين ومائة (3) ومات ابنه عبد الله بن أبي بكر سنة
ثلاثين ومائة
هذا الذي عليه الأكثر وقال الهيثم مات أبو بكر سنة ست وعشرين (4) وقال آخر
سنة سبع عشرة (5) وقال غيره سنة عشر ومائة (6) وقال بعضهم سنة مائة والله أعلم
8392 أبو بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي (7)
أمه أم ولد
ذكر البلاذري أنه هو الذي يقول (8)

(1) سير الاعلام 5 / 314.
(2) سير أعلام النبلاء 5 / 314 وعقب الذهبي بقوله: لعله ما بلغه التحريم، ويجوز أن يكون فعله وتاب.
(3) تهذيب الكمال 21 / 105.
(4) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 105، وعقب على قوله: وهذا القول خطأ، والله أعلم.
(5) تهذيب الكمال 21 / 105 وسير الاعلام 5 / 314.
(6) هذا قول علي بن عبد التميمي، تهذيب الكمال 21 / 104.
(7) جمهرة ابن حزم ص 112 ونسب قريش ص 130 وأنساب الأشراف 5 / 377.
(8) أنساب الأشراف 5 / 395 طبعة دار الفكر.
48

* وإذا العبد أغلق الباب دوني * لم يحرم علي متن الطريق *
وذكر أن خالد بن يزيد هجاه فقال
* سمين البغل من مال اليتامى * رخي البال مهزول (1) الصديق *
8393 أبو بكر بن يزيد بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية الأموي
حفيد المقدم ذكره
كان يسكن صهيا (2) من قرى دمشق وكانت لجده معاوية
8394 أبو بكر بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي
أمه امرأة من كلب (3)
8395 أبو بكر البيروتي
روى عن رجل لم يسمه عن أبي طيبة
روى عنه آدم بن أبي إياس في فضل الرباط بعسقلان
8396 أبو بكر الكلبي العابد
قال ابن أبي الحواري حدثنا عيسى بن الهذيل قال سمعت أبا بكر الكلبي وكان من
عباد أهل الشام يقول ابن آدم ليس لما بقي من عمرك في الدنيا ثمن
وسمعته يقول عند الصباح يحمد القوم السرى وعند الممات يحمد القوم التقى
8397 أبو بكر
رجل من أهل دمشق
روى العتبي عن أبيه عن أبي بكر الدمشقي أن معاوية بن أبي سفيان قال
فذكر كلاما
8398 أبو بكر الصيداوي
حدث عن عقبة بن علقمة البيروتي

(1) في مختصر ابن منظور: " مرزول " والمثبت يوافق رواية أنساب الأشراف.
(2) صهيا: قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق (معجم البلدان).
(3) جمهرة أنساب العرب ص 90.
49

روى عنه يعقوب بن سفيان في مشيخته ولم يسمعه
ويغلب على ظني أنه عثمان بن سعيد بن محمد بن بشير الصيداوي الذي تقدم ذكره
في حرف العين (1)
8399 أبو بكر الشبلي (2) (3)
أحد شيوخ الصوفية المعدودين وزهادهم الموصوفين
اختلف في اسمه فقيل دلف بن جعبر (4) ويقال ابن جحدر ويقال بل اسمه
جعفر بن يونس
كان فقيها على مذهب مالك بن أنس وكتب الحديث الكثير ثم صدف عن ذلك
ولزم العبادة حتى صار رأسا في المتعبدين ورئيسا للمجتهدين وكان مقامه ببغداد وقد
زرت قبره بها وقدم دمشق على ما بلغني في بعض الحكايات
حكي عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن الطبيب النصيبي المقرئ وأبو الحسين بن
جميع الصيداوي وأبو عمرو بن علوان وأبو العباس الدامغاني ومحمد بن أحمد القصار
وأبو بكر بن الحسن الأحنف البغدادي الصوفي وأبو الفرج غلام الشبلي وغيرهم
وأسند أبو عبد الرحمن السلمي (5) عن الشبلي قال حدثنا محمد بن مهدي المصري
حدثنا عمرو بن أبي سلمة حدثنا صدقة بن عبد الله عن طلحة بن زيد عن أبي فروة
الرهاوي عن عطاء عن (6) أبي سعيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الق الله فقيرا ولا تلقه (7) غنيا [* * * *] قال يا رسول الله كيف لي بذلك قال ما سئلت

(1) راجع ترجمته في تاريخ دمشق - طبعة دار الفكر - 38 / 367 رقم 4596.
(2) أخباره النبلاء 15 / 367 وشذرات الذهب 2 / 337 والعبر 2 / 240 ووفيات الأعيان 2 / 273 وصفة الصفوة 2 /
456.
(3) الشبلي بكسر الشين المعجمة وسكون الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى الشبلية قرية من قرى أشر وسنة، بلدة
عظيمة وراء سمرقند.
(4) كذا في مختصر أبي شامة.
(5) من طريقة رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 390.
(6) في مختصر أبي شامة " بن " تصحيف، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(7) في تاريخ بغداد: تلقاه.
50

فلا تمنع ومما رزقت فلا تخبأ قال يا رسول الله كيف لي بذاك قال هو ذاك وإلا
فالنار [* * * *]
وقال الشبلي
كنت وردت الشام من مكة فرأيت راهبا في صومعة فنظر إلي فقلت له يا راهب
لماذا حبست نفسك في هذه الصومعة قال ليثوب عملي فقلت يا راهب ولمن تعمل
قال لعيسى قلت وبأي شئ استحق عيسى هذه العبادة منك من دون الله قال لأنه مكث
أربعين يوما لم يطعم ولم يشرب فقلت له ومن يعمل ذلك يستحق العبادة له قال نعم
قال الشبلي فقلت للراهب فاستوفها مني فمكثت أربعين يوما تحت صومعته لا
آكل ولا أشرب فقال لي ما دينك قلت محمدي فنزل وأسلم على يدي وحملته
إلى دمشق فقلت اجمعوا له أشياء فإنه قريب العهد بالإسلام وانصرفت وتركته مع
الصوفية
قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله
وقد كتب نحو هذه الحكاية عن أبي بكر (1) محمد بن إسماعيل الفرغاني وسقتها
في ترجمته (2) وقد ورد وروده يعني الشبلي الشام من وجهين آخرين
قال أبو الحسين (3) بن سمعون (4) قال لي الشبلي
كنت باليمن وكان باب دار الإمارة (5) رحبة عظيمة وفيها خلق كثير قيام ينظرون إلى
منظرة فإذا قد ظهر من المنظرة شخص أخرج يده كالمسلم عليهم فسجدوا كلهم فلما كان
بعد سنين كنت بالشام وإذا تلك اليد قد اشترت لحما بدرهم وحملته فقلت له أنت ذلك
الرجل قال نعم من رأى ذاك ورأى هذا لا يغتر بالدنيا
وقال سمعت الشبلي يقول
كنت في قافلة بالشام فخرج الأعراب فأخذوها وأميرهم جالس يعرضون عليه

(1) استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
(2) تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 52 / 116 رقم 6111 طبعة دار الفكر.
(3) تحرفت في مختصر ابن منظور إلى: الحسن.
(4) الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 393.
(5) في تاريخ بغداد: دار الأمير.
51

فخرج جراب فيه لوز وسكر فأكلوا منه إلا الأمير فما كان يأكل فقلت له لم لا تأكل
قال أنا صائم قلت تقطع الطريق وتأخذ الأموال وتقتل النفس وأنت صائم قال يا
شيخ اجعل للصلح موضعا
فلما كان بعد حين رأيته يطوف حول البيت وهو محرم كالشن (1) البالي فقلت أنت
ذاك الرجل فقال ذاك الصوم بلغ بي إلى هذا
قال أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي (2)
دلف بن جعبر ويقال دلف بن جحدر ويقال دلف بن جعفر ويقال إن اسم
الشبلي جعفر بن يونس سمعت الحسين بن يحيى الشافعي يذكر ذلك وهكذا رأيته على
قبره مكتوبا ببغداد
قال ابن عساكر (3) وأظن أن الأصح دلف بن جحدر
وأبو بكر الشبلي أصله من أشر وسنة (4) ومولده بسر من رأى
قال (5) سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول
الشبلي من أهل أشر وسنة بها قرية يقال لها شبيلة أصله منها وكان خاله أمير الأمراء
بإسكندرية
قال السلمي (6)
كان الشبلي مولده بسر من رأى وكان حاجب الموفق (7) وكان أبوه حاجب
الحجاب وكان الموفق جعل لطعمته دماوند (8) قم لما قعد الموفق وكان ولي العهد من

(1) الشن: الخلق من كل آنية صنعت من جلد.
(2) الخبر نقلا عن السلمي في تاريخ بغداد 14 / 389.
(3) زيادة منا.
(4) أشروستة بالضم ثم السكون وضم الراء وواو ساكنة وسين مهملة ونون: بلدة كبيرة بما وراء النهر (معجم البلدان).
وجاء في صفة الصفوة: " سروسة ".
(5) القائل: أبو عبد الرحمن السلمي، والخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 389.
(6) يعني أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، والخبر من طريقه رواه الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 389 وابن
الجوزي في صفة الصفوة 2 / 456 والمنتظم 14 / 50 - 51.
(7) أبو أحمد الموفق ابن الخليفة المتوكل على الله، وأخو الخليفة المعتمد على الله راجع تاريخ بغداد 2 / 127.
(8) دماوند: لغة في دنباوند ودباوند: جبل قرب الري وكورة (معجم البلدان).
52

قبيل أخيه حضر الشبلي يوما مجلس خير النخاس (1) وتاب فيه ورجع إلى دماوند وقال
أنا كنت حاجب الموفق وكان ولاني بلدتكم هذه فاجعلوني في حل فجعلوه في حل
وجهدوا أن يقبل منهم شيئا فأبى وصار بعد ذلك واحد زمانه حالا ونفسا سمعت أبا سعيد
السجزي يذكر ذلك كله
قال الأستاذ أبو القاسم القشيري (2)
ومنهم أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي بغدادي المولد والمنشأ أصله من أشر وسنة
صحب الجنيد ومن في عصره من العلماء (3) وكان نسيج وحده (4) حالا وظرفا وعلما
مالكي المذهب عاش تسعا وثمانين سنة ومات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وقبره (5)
ببغداد ومجاهداته في بدايته فوق الحد
قال (6) سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق (7) يقول بلغني أنه اكتحل بكذا وكذا من
الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم ولو لم يكن من تعظيمه للشرع إلا ما حكاه بكران
الدينوري في آخر عمره لكان كثيرا (8)
كان الشبلي (9) إذا دخل شهر رمضان جد في الطاعات ويقول هذا الشهر عظمه ربي
فأنا أولى من يعظمه (10)

(1) اسمه محمد بن إسماعيل من سامرا، وإنما سمي خير النساج لأنه خرج إلى الحج، فأخذه رجل على باب الكوفة،
وقال له: أنت عبدي واسمك خير، وكان أسود، فلم يخالفه، واستعمله الرجل في نسج الخز، ثم تركه الرجل،
وبقي الاسم معلقا به انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 437 وحلية الأولياء 10 / 307.
(2) الخبر رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 419 رقم 49.
(3) زيادة عن الرسالة القشيرية.
(4) في الرسالة القشيرية: شيخ وقته.
(5) في مختصر أبي شامة: " وقبر " والمثبت عن الرسالة القشيرية.
(6) القائل أبو القاسم القشيري، والخبر في الرسالة القشيرية ص 420.
(7) هو الحسن بن علي الدقاق، أبو علي. أخباره في الرسالة القشيرية (الفهارس).
(8) وهو ما جاء في الرسالة القشيرية ص 307 - 308 سأل جعفر بن نصر بكران الدينوري: وكان يخدم الشبلي، ما
الذي رأيت منه؟ فقال: قال لي علي درهم مظلمة، وقد تصدقت على صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم
منه، ثم قال: لي علي درهم مظلمة، وقد تصدقت على صاحبه بألوف، فما على قلبي شغل أعظم
منه، ثم قال: وضئني للصلاة، ففعلت فنسيت تخليل لحيته، وقد أمسك على لسانه، فقبض على يدي وأدخلها
في لحيته ثم مات. فبكى جعفر وقال: ما تقولون في رجل لم يفته حتى في آخر عمره أدب من آداب الشريعة.
وانظر المنتظم 14 / 51 - 52 وصفة الصفوة 2 / 455.
(9) الرسالة القشيرية ص 420.
(10) في الرسالة القشيرية: فأنا أول من يعظمه من الناس.
53

وقال الشبلي
مات أبي وخلف ستين ألف دينار سوى الضياع والعقار وغيرها فأنفقتها كلها ثم
قعدت مع الفقراء (1) حتى لا أرجع إلى مادي ولا أستظهر بمعلوم
وقال أحمد بن عطاء (2) سمعت الشبلي يقول
كتبت الحديث عشرين سنة وجالست الفقراء عشرين سنة
وكان يتفقه لمالك وكان له يوم الجمعة نظرة ومن بعدها صيحة فصاح يوما صيحة
تشوش ما حوله من الخلق وكان يجنب حلقته حلقة أبي عمران الأشيب فقال الأبي الفرج
العكبري ما للناس قال حردوا من صيحتك وحرد أبو عمران وأهل حلقته فقام
الشبلي وجاء إلى أبي عمران فلما رآه أبو عمران قام إليه وأجلسه إلى جنبه (3) فأراد
بعض أصحاب أبي عمران أن يرى الناس أن الشبلي جاهل فقال له يا أبا بكر إذا اشتبه
على المرأة دم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع فأجاب بثمانية عشر (4) جوابا فقام أبو
عمران وقبل رأسه وقال يا أبا بكر أعرف منها اثني عشر وستة ما سمعت بها قط
قال السلمي (5) سمعت أبا عبد الله الرازي يقول
لم أر في الصوفية أعلم من الشبلي ولا أتم حالا من الكتاني (6)
وقال السلمي (7) سمعت أبا العباس محمد بن الحسن البغدادي يقول سمعت الشبلي
يقول
أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة التي
ترون سبعين قمطرا (8) مكتوبا بخطه وحفظ الموطأ وقرأ (9) بكذا وكذا قراءة عنى به
نفسه

(1) الخبر في صفة الصفوة 2 / 456.
(2) من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 393 والذهبي في سير الاعلام 15 / 368.
(3) في تاريخ بغداد: بجنبه.
(4) ما بين معكوفتين سقط من مختصر أبي شامة واستدرك للايضاح عن تاريخ بغداد.
(5) الخبر في تاريخ بغداد 14 / 393.
(6) أراد أبا بكر محمد بن علي الكتاني بغدادي الأصل توفي سنة 322 ه‍ أخباره في الرسالة القشيرية ص 427 ومواضع أخرى.
(7) تاريخ بغداد 14 / 393 ورواه الذهبي في سير الاعلام 15 / 369.
(8) في مختصر أبي شامة: قمطر، والمثبت عن تاريخ بغداد وسير الاعلام. والقمطر: السفط، وما تصان فيه الكتب.
(9) في سير الاعلام: وتلا.
54

قال أبو الحسين (1) زيد بن رفاعة الهاشمي (2)
دخل أبو بكر بن مجاهد بن أبي بكر الشبلي فحادثه وسأله عن حاله فقال ابن
مجاهد نرجو الخير يختم في كل يوم بين يدي ختمتان وثلاث (3) فقال له الشبلي أيها
الشيخ قد ختمت في تلك الزاوية ثلاثة عشر ألف ختمة إن كان فيها شئ قبل فقد وهبته لك
وإني لفي درسه منذ ثلاث وأربعين سنة ما انتهيت إلى ربع القرآن
قال أبو بكر بن محمد بن عمر (4)
كنت عند أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ فجاء الشبلي فقام إليه أبو
بكر بن مجاهد فعانقه وقبل بين عينيه فقلت له يا سيدي تفعل هذا بالشبلي وأنت
وجميع من ببغداد يتصورونه بأنه مجنون فقال لي فعلت كما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعل
به وذلك أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام وقد أقبل الشبلي فقام إليه وقبل بين عينيه
فقلت يا رسول الله أتفعل هذا بالشبلي قال لي نعم هذا يقرأ بعد صلاته " لقد
جاءكم رسول من أنفسكم " (5) الآية ويتبعها بالصلاة علي
قال الخطيب (6) سمعت أبا القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسن الخفاف
المعروف بابن النقيب يقول
كنت يوما جالسا بباب الطاق أقرأ القرآن على رجل يكنى بأبي بكر المعيمش (7) وكان
وليا لله فإذا بأبي (8) بكر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطيب الجلاء وكان من أهل
العلم فسلم عليه وأطال الحديث معه وقام لينصرف فاجتمع قوم إلى أبي الطيب فقالوا
نسألك أن تسأله أن يدعو لنا ويرينا شئ من آيات الله ومعهم (9) صاحبان له فألح أبو

(1) في مختصر أبي شامه: الخير، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) من طريقه روي الخبر في تاريخ بغداد 14 / 392.
(3) في تاريخ بغداد: ترجو الخير، تختم في كل يوم بين يدي ختمتين وثلاثا.
(4) الخبر باختلاف الرواية في تاريخ بغداد 14 / 395.
(5) سورة التوبة، الآية: 128.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 394.
(7) في تاريخ بغداد: العميش.
(8) في مختصر أبي شامة: " فإذا أبا بكر " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(9) كذا في مختصر أبي شامة، وفي تاريخ بغداد: ومعه.
55

الطيب عليه في المسألة واجتمع الناس بباب الطاق (1) فرفع الشبلي يده إلى الله تعالى
ودعا بدعاء لم يفهم ثم شخص إلى السماء فلم يطبق جفنا على جفن إلى وقت الزوال
وكان دعاؤه وابتداء إشخاص بصره إلى السماء ضحى النهار فكبر الناس وضجوا بالدعاء
والابتهال ثم مضى الشبلي إلى سوق يحيى وإذا برجل يبيع حلواء وبين يديه طنجير (2) فيه
عصيدة تغلي فقال الشبلي لصاحب له هل تريد من هذه العصيدة قال نعم فأعطى
الحلاوي درهما وقال أعط هذا ما يريد (3) ثم قال تدعني أعطيه رزقه قال الحلاوي
نعم فأخذ الشبلي رقاقة وأدخل يده في الطنجير (4) والعصيدة تغلي فأخذ منه بكفه
وطرحها على الرقاقة ومشى الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بكر بن مجاهد فدخل على
أبي بكر فقام إليه أبو بكر (5) فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما وقالوا لأبي بكر
أنت لم تقم لعلي بن عيسى الوزير وتقوم للشبلي فقال أبو بكر ألا أقوم لمن يعظمه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقال لي يا أبا بكر إذا كان في غد فسيدخل
عليك رجل من أهل الجنة فإذا جاءك فأكرمه
قال ابن مجاهد فلما كان بعد ذلك بليلتين (6) أو أكثر رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقال
لي يا أبا بكر أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل الجنة فقلت يا رسول الله بم
استحق الشبلي هذا منك فقال هذا رجل يصلي كل يوم خمس صلوات يذكرني في إثر كل
صلاة ويقرأ " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " الآية يفعل ذلك منذ ثمانين سنة أفلا أكرم
من يفعل هذا
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر الرازي
كان أهل بغداد يقولون عجائب الدنيا ثلاث إشارات الشبلي ونكت المرتعش (7)
وحكايات جعفر

(1) باب الطاق ينسب إلى طاق أسماء، وهو بالجانب الشرقي من بغداد بين الرصافة ونهر المعلى. (راجع معجم
البلدان: طاق أسماء 4 / 5).
(2) الطنجير: بالكسر، وهو معروف فارسيته باتيله، والطنجرة مثله. (تاج العروس).
(3) في مختصر أبي شامة: تريد، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) في مختصر أبي شامة: الطنجر، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(6) في تاريخ بغداد: بثلاثين.
(7) هو عبد الله بن محمد المرتعش أبو محمد نيسابوري من محلة الحيرة، كان يقيم في مسجد الشونيزية ومات
ببغداد سنة 329 أخباره في الرسالة القشيرية ص 431.
56

قال أبو بكر الزبير بن محمد بن عبد الله
رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقلت يا رسول الله ما تقول في الجنيد (1) قال جمع
العلم قلت فالشبلي قال إن صحا انتفع به كثير من الناس قلت فالحلاج قال
استعجل
قال الشبلي
كان بدء أمري أني نوديت يا أبا بكر ليس لهذا أردناك ولا بهذا أمرناك فتركت
خدمة المعتضد ونظرت في الناسخ والمنسوخ والتأويل والتفسير والتحليل والتحريم
وسمعت الحديث والفقه وكتاب المبتدأ وغير ذلك ثم أبدت علي خفقة أذهبت ما سوى الله
فإذا الله الله
وقال كنت في أول بدايتي أكتحل بالملح فلما زاد علي الأمر أحميت الميل فاكتحلت
به
وقال أطع الله يطعك كل شئ
قال برهان الدينوري (2)
حضر الشبلي يوما ومعه صبي فقال للصبي قم نم فقال الصبي إني آنس برؤيتك
فأشتهي (3) النظر إليك إلى أن تنام فقال إن جاريتي قالت عددت عليك ستة أشهر
لم تنم فيها
قال أبو (4) جعفر الفرغاني (5) سمعت الجنيد يقول
لا تنظروا إلى أبي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض فإنه عين من عيون
الله
قال أبو عمر (6) الأنماطي سمعت الجنيد يقول

(1) الجنيد بن محمد بن الجنيد، أبو القاسم، العالم المربي، انظر أخباره في حلية الأولياء 10 / 255.
(2) من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 394.
(3) في تاريخ بغداد: وأشتهي.
(4) سقطت من مختصر أبي شامة، وزيدت للايضاح، انظر الحاشية التالية.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 395.
(6) كذا عند أبي شامة، وفي تاريخ بغداد: أبو عمران، والخبر في تاريخ بغداد 14 / 395.
57

لكل قوم تاج وتاج هؤلاء القوم الشبلي
قال أبو عمرو بن علوان سمعت الجنيد يقول
جزى الله الشبلي عني خيرا فإنه ينوب عني في أمر الفقراء شيئا كثيرا
قال السلمي سمعت عبد الله بن علي يقول أخبرني أبو الحسين الفارسي أن الجنيد
قال
إذا كلمتم الشبلي فكلموه من وراء الترس فإن سيوف الشبلي تقطر دما فقال له ابن
عطاء هو هكذا يا أبا القاسم قال نعم يا أحمد ما ظنك بشخص السيوف في وجهه
والأسنة في ظهره والسهام عن يمينه وشماله والنار تحت قدميه قال فزعقت
قال عبد الله بن يوسف الصباغ
كنت مع أبي في الدكان نصبغ فلما كان يوم من الأيام خرجت فإذا على باب الدكان
شيخ جالس فقلت مازحا الشيخ قد صلى الظهر قال نعم والحمد لله قلت أين
صليت قال بمكة فدخلت إلى أبي فقلت يا أبه رجل بباب الدكان قال صليت الظهر
بمكة فخرج أبي فلما رآه رجع وقال هذا الشبلي
قال أبو الحسين بن سمعون
اعتل الشبلي فقال علي بن عيسى للمقتدر بالله الشبلي عليل فأنفذ إليه بطبيب
يحمل إليه ما يصف له فلما كان يوم قال الطبيب للشبلي والله لو كان دواؤك في قطعة من
لحمي ما عسر علي ذلك قال له الشبلي دوائي في دون ذلك قال وما هو قال تقطع
الزنار قال فإذا قطعت الزنار تبرأ قال نعم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله
فأخبر الخليفة بذلك فقال (1) أنفذنا بطبيب إلى عليل وما علمنا أنا أنفذنا بعليل إلى
طبيب
قال أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير (2)

(1) في مختصر أبي شامة: قال.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 392 من هذا الطريق، وباختلاف الرواية في حلية الأولياء 10 / 304.
58

كان ابن مجاهد يوما عند أبي فقيل له الشبلي قال يدخل فقال ابن مجاهد
سأسكته الساعة بين يديك وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا (1) فلما
جلس قال له ابن مجاهد يا أبا بكر أين في العلم إفساد ما ينتفع به قال له الشبلي أين في
العلم " فطفق مسحا بالسوق والأعناق " (2) قال فسكت ابن مجاهد فقال له أبي أردت أن
تسكته فأسكتك ثم قال له قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت أين في القرآن الحبيب لا
يعذب حبيبه قال فسكت ابن مجاهد فقال له أبي قل يا أبا بكر فقال قوله تعالى
" وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم " (3) فقال ابن
مجاهد كأنني ما سمعتهما (4) قط
قال السلمي سمعت أبا عبد الله الرازي يقول
قال أبو العباس بن شريح يوما للشبلي يا أبا بكر أنت مع جودة خاطرك وفهمك لو
شغلته بشئ من علوم الفقه فقال أنا أشتغل بعلم يشاركني فيه مثلك
قال القشيري (5) سمعت أبا حاتم السجستاني يقول سمعت أبا نصر السراج يقول
سئل الشبلي فقيل له أخبرنا عن توحيد مجرد بلسان حق مفرد فقال ويحك من
أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد ومن أشار فهو ثنوي (6) ومن أومأ إليه فهو عابد
وثن ومن نطق فيه فهو غافل (7) ومن سكت عنه فهو جاهل ومن توهم (8) أنه واصل فليس
له حاصل ومن رأى (9) أنه قريب فهو بعيد (10) ومن تواجد فهو ناقد وكل ما ميزتموه

(1) العبارة في حلية الأولياء: أخبرت أنك تحرق الثياب والخبز والأطعمة وما ينتفع به الناس في منافعهم ومصالحهم.
(2) سورة ص، الآية: 33.
(3) سورة المائدة، الآية: 18.
(4) في تاريخ بغداد: سمعتها.
(5) الخبر في الرسالة القشيرية ص 301 ورواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 10 / 374.
(6) ثنوي من أتباع الثنوية وهم أصحاب ماني وأشياعه، وهم يقولون بوجود مبدئين أساسيين متضادين لا ينفكان وهما
في حالة صراع دائمة، وهما مبدأ الخير ومبدأ الشر. وقيل مبدأ النور ومبدأ الظلمة.
(7) في مختصر أبي شامة: عاقل، تصحيف ن والمثبت عن الرسالة القشيرية وحلية الأولياء.
(8) في الرسالة القشيرية: وهم.
(9) في مختصر أبي شامة: أرى، والمثبت عن الرسالة القشيرية.
(10) في حلية الأولياء: ومن أرى أنه عتيد فهو بعيد.
59

بأوهامكم (1) وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم محدث
مصنوع مثلكم
قال السلمي سمعت عبد الله بن موسى السلامي يقول سمعت الشبلي يقول
جل الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف
قال القشيري
هذا صريح من الشبلي أن القديم سبحانه لا حد لذاته ولا (2)
وقال الشبلي (3) في قوله تعالى " ادعوني أستجيب لكم " (4) ادعوني بلا غفلة أستجيب
لكم بلا مهلة
قال السلمي (5) سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول
كنت واقفا في مجلس الشبلي في جامع المدينة ببغداد فوقف سائل على مجلسه
وحلقته وجعل يقول يا الله يا جواد فتأوه الشبلي وصاح وقال كيف يمكنني أن
أصف الحق بالجود ومخلوق يقول في شكله (6)
* تعود بسط الكف حتى لو أنه * ثناها لقبض لم تجبه (7) أنامله
تراه (8) إذا ما جئته متهللا * كأتك تعطيه الذي أنت سائله (9)
ولو لم يكن في كفه غير روحه * لجاد بها فليتق الله سائله *
* هو البحر من أي النواحي أتيته * فلجته المعروف والجود ساحله *
ثم بكى وقال بلى يا جواد فإنك أوجدت تلك الجوارح وبسطت تلك الهمم ثم
مننت بعد ذلك على أقوام بالاستغناء عنهم وعما في أيديهم بك (10) فإنك الجواد كل

(1) في الرسالة القشيرية: بخيالكم.
(2) كلمتان ممحوتان في مختصر أبي شامة. ولم أعثر على قول القشيري في الرسالة القشيرية.
(3) الخبر في حلية الأولياء 10 / 368.
(4) سورة غافر، الآية: 60.
(5) الخبر والشعر في حلية الأولياء 10 / 373.
(6) الأبيات لأبي تمام وهي في ديوانه من قصيدة طويلة يمدح المعتصم ص 219.
(7) في الديوان: تطعه.
(8) هذا البيت ليس في ديوان أبي تمام، وهو لزهير بن أبي سلمى من قصيدة طويلة يمدح حصن بن حذيفة بن بدر
الفزاري ص 142 بشرح ثعلب. ط دار الهيئة العامة وقوله: متهللا: مستبشرا.
(9) في الحلية: آمله.
(10) زيادة عن حلية الأولياء.
60

الجواد فإنهم يعطون عن محدود وعطاؤك لا حد له ولا صفة فيا جواد (1) يعلو كل
جواد وبه جاد كل من جاد
وقال الشبلي (2)
ما قلت الله قط إلا واستغفرت الله من قولي الله
قال السلمي سمعت علي بن عبد الله البصري يقول
وقف رجل على الشبلي فقال أي صبر أشد على الصابر فقال الصبر في الله قال
لا قال الصبر لله قال لا قال الصبر مع الله قال لا قال فأيش قال الصبر عن
الله فصرخ الشبلي صرخة كادت روحه أن تتلف
وسئل الشبلي عن المحبة فقال الميم محو الصفات والحاء حياة القلوب بذكر
الله والباء بلى الأجساد والهاء هيمان القلوب في ذات الله
قال ابن بندار بن الحسين
سمعت الشبلي يقول يوم الجمعة وهو يتكلم على الناس وقد سأله شاب فقال يا أبا
بكر لم تقول الله ولا تقول لا إله إلا الله قال الشبلي أخشى أن أؤخذ في كلمة
الجحود فلا أصل إلى كلمه الإقرار قال الشاب أريد حجة أقوى من هذه فقال يا هذا
قال الله تعالى " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " (3) قال فزعق الشاب زعقة فقال
الشبلي الله فزعق الثانية فقال الشبلي الله فزعق الثالثة فمات فاجتمع إليه أبواه فقدماه
إلى الخليفة وادعيا عليه الدم فقال له الخليفة يا أبا بكر ماذا صنعت فقال يا أمير
المؤمنين روح جنت فرنت ودربت فعلمت ودعيت فأجابت فما ذنبي فصاح الخليفة
ثم أفاق فقال خليا سبيله لا ذنب له هذا قتيل لا دية له ولا قود
قال الأسلمي سمعت أبا بكر الأبهري (4) الفقيه ببغداد يقول سمعت الشبلي يقول
الانبساط بالقول مع الحق ترك الأدب وترك الأدب يوجب الطرد ومن لم يراع
أسراره مع الحق لا يكاشف عن عين الحقيقة بذرة

(1) في مختصر أبي شامة: " يا جوادا " والمثبت عن حلية الأولياء.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 390 وسير الاعلام 15 / 368.
(3) سورة الأنعام، الآية: 91.
(4) هو عبد الله بن طاهر الأبهري، أبو بكر، من أقران الشبلي، ومن مشايخ الجبل، عالم ورع توفي حوالي سنة
330 ه‍. أخباره في الرسالة القشيرية ص 390.
61

قال أبو العباس الدامغاني أوصاني الشبلي فقال (1)
الزم الوحدة وامح اسمك عن القوم واستقبل الجدار حتى تموت
قال السلمي سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول (1)
كان الشبلي يقول لمن (2) يدخل عليه عندك خبر (3) أو عندك أثر وينشد
* أسائل عن سلمى (4) هل من خبر * بأن (5) له علما بها أين تنزل *
ثم يقول لا وعزتك ما في الدارين عنك مخبر
وقال ما أحد يعرف الله قيل كيف قال لو عرفوه لما اشتغلوه عنه بسواه
قال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أخبرنا والدي
قال أنبأني صديقي أبو محمد جعفر بن محمد الصوفي قال
كنت عند جنيد فدخل الشبلي فقال جنيد من كان الله همه طال حزنه فقال
الشبلي يا أبا القاسم لا بل من كان همه زال حزنه
قال البيهقي
قول جنيد محمول على دار الدنيا وقول الشبلي محمول على الآخرة وقول الجنيد
محمول على حزنه عند رؤية التقصير في نفسه في القيام بواجباته وقول الشبلي محمول على
سروره بما أعطي من التوفيق في الوقت حتى جعل الهم هما واحدا والله أعلم
وسئل الشبلي عن الزهد فقال (6) تحويل القلب عن الأشياء إلى رب الأشياء
وقال ليكن همك معك لا يتقدم ولا يتأخر
وسئل لم سموا الصوفية فقال لمصافاة أدركتهم من الحق فصفوا فمن صفا فهو
صافي وقيل للشبلي يا أبا بكر أوصني فقال كلامك كتابك إلى ربك فانظر ما تملي
فيه

(1) الخبر في طبقات الشعراني 1 / 105.
(2) في مختصر أبي شامة: لم.
(3) في مختصر أبي شامة: " خيرا وعندك أثر " والمثبت يوافق ما جاء في طبقات الشعراني وعبارتها: أعندك خبر أو
عندك أثر.
(4) في طبقات الشعراني: ليلى.
(5) في طبقات الشعراني: يخبرنا.
(6) طبقات أبي عبد الرحمن السلمي ص 343.
62

وقال سهو طرفة عين عن الله شرك بالله
قال السلمي سمعت منصور بن عبد الله يقول
سئل الشبلي وأنا حاضر هل يبلغ الإنسان بجهده إلى شئ من طرق الحقيقة أو
الحق فقال لا بد من الاجتهاد والمجاهدة ولكنهما لا يوصلان إلى شئ من الحقيقة لأن
الحقيقة ممتنعة عن أن تدرك بجهد واجتهاد فإنما هي مواهب يصل العابد إليها بإيصال الحق
إياه لا غيره وأنشد على أثره
* أسائلكم عنها فهل من مخبر * فما لي بنعم بعد مكثتنا علم
فلو كنت أدري أين خيم أهلها * وأي بلاد الله أو ظعنوا أموا
إذا لسلكنا مسالك الريح خلفها * ولو أصبح نعم ومن دونها النجم *
قال السلمي (1) وحكي عن بعضهم قال
كنت يوما في حلقة الشبلي فسمعته يقول الحق يفني بما به يبقي ويبقي بما (2) به
يفني ويفني بم (3) فيه بقاء ويبقى بما فيه فناء فإذا أفنى عبدا عن إياه أوصله به وأشرفه
على أسراره وبكى وأنشد على أثره
* لها في طرفها لحظات سحر * تميت به وتحيي من تريد *
وسئل الشبلي ما (4) علامة صحة المعرفة قال نسيان كل شئ سوى معروفه
قيل (5) وما علامة صحة المحبة قال العمى عن الشئ سوى محبوبه
وقال (6) ليس للمعارف علاقة (7) ولا لمحب سلوى (8) ولا لعبد (9) دعوى ولا
لخائف قرار ولا لأحد (10) من الله فرار

(1) الخبر رواه السلمي في الطبقات ص 350.
(2) في مختصر أبي شامة: ما.
(3) انظر الحاشية السابقة.
(4) في مختصر أبي شامة: ما.
(5) الخبر في الرسالة القشيرية ص 321 باختلاف الرواية.
(6) الخبر في الرسالة القشيرية ص 312 وطبقات الشعراني 1 / 104 وحلية الأولياء 10 / 368.
(7) مطموسة في مختصر أبي شامة، واستدركت اللفظة عن الرسالة القشيرية.
(8) كذا في مختصر أبي شامة، وفي الرسالة القشيرية: " شكوى " وفي حلية الأولياء: سكون.
(9) في الحلية: ولا للصادق دعوى.
(10) في الحلية: ولا للخلق من الله فرار.
63

قال الحسن الفرغاني
سألت الشبلي ما علامة العارف فقال صدره مشروح وقلبه مجروح وجسمه
مطروح (1) والعارف الذي عرف الله وعرف مراد الله وعمل لما أمر الله وأعرض عما نهى
الله ودعا عباد الله إلى الله والصوفي من صفا قلبه فصفا وسلك طريق المصطفى ورمى
الدنيا خلف القفا وأذاق الهوي طعم الجفا والتصوف التآلف والتطرف والإعراض عن
التكلف
وقال أيضا هو التعظيم لأمر الله والشفقة على عباد الله
وقال أيضا الصوفي من صفا من الكدر وخلص من الغير وامتلأ من الفكر
وتساوى عنده الذهب والمدر
وقيل له ما علامة القاصد قال أن لا يكون للدرهم راصد
وقيل له في أي شئ أعجب قال قلب عرف ربه ثم عصاه (2)
وقال المعارف تبدو فتطمع ثم تخفى فتؤيس فلا سبيل إلى تحصيلها ولا طريق
إلى الهرب منها فإنها تطمع الآيس وتؤيس الطامع
وسئل (3) إلى ماذا تحن قلوب أهل المعارف فقال إلى بدايات ما جرى لهم في
الغيب من حسن العناية وأنشد
* سقيا لمعهدك الذي لو لم يكن * ما كان قلبي للصبابة معهدا *
وقال الدنيا خيال وظلها وبال وتركها جمال والإعراض عنها كمال والمعرفة بالله
اتصال
وسئل (4) ما الفرق بين رق العبودية ورق المحبة فقال كم بين عبد إذا عتق (5) صار
حرا وعبد كلما عتق (6) ازداد رقا

(1) إلى هنا الخبر رواه الذهبي في سير الاعلام 15 / 369.
(2) الخبر في صفة الصفوة 2 / 458.
(3) الخبر في طبقات أبي عبد الرحمن السلمي ص 354.
(4) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 391 من طريق هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري.
(5) كذا في مختصر أبي شامة، وفي تاريخ بغداد: أعتق.
(6) انظر الحاشية السابقة.
64

وقال
* لتحشرن عظامي بعد إذ بليت * يوم الحساب وفيها حبكم علق *
وسئل هل يتسلى (1) عن حبيبه دون مشاهدته فأنشأ يقول
* والله لو أنك توجتني * بتاج كسرى ملك المشرق
ولو بأموال الورى جدت لي (2) * أموال من باد ومن قد بقي
وقلت لي (3) لا نلتقي ساعة * اخترت يا مولاي أن نلتقي *
وسئل هل يعرف المحب أنه محب قال نعم إذا كتم حبه ثم ظهر عليه مع
كتمانه
وأنشد
* قد يسحب الناس أذيال الظنون بنا * وفرق الناس فينا قولهم فرقا
فكاذب قد رمى بالظن غركم * وصادق ليس يدري أنه صدقا *
قال زيد بن رفاعة الهاشمي (4)
سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة يوم الجمعة والناس حوله
* يقول خليلي كيف صبرك عنهم * فقلت وهل صبر فتسأل عن كيف
بقلبي هوى أذكى من النار حره * وأحلى (5) من التقوى وأمضى من السيف *
قال أبو جعفر الفرغاني (6)
كنت أنا وأبو العباس بن عطاء وأبو محمد الجريري (7) جلوسا عند الجنيد إذ أقبل
الشبلي وهو متغير (8) فلم يتكلم مع أحد وقصد الجنيد فوقف على رأسه وصفق بيديه
وقال (9)

(1) كلمة مطموسة في مختصر أبي شامة.
(2) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
(3) سقطت من مختصر أبي شامة، وزيادة لتقويم الوزن.
(4) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 393 - 394.
(5) في تاريخ بغداد: وأصلي.
(6) الخبر والشعر في حلية الأولياء 10 / 367 باختلاف الرواية.
(7) هو أحمد بن محمد بن الحسين الجريري أبو محمد، من كبار أصحاب الجنيد، انظر أخباره في الرسالة القشيرية
ص 402.
(8) في الحلية: سكران.
(9) البيتان من ثلاثة أبيات في الحلية 10 / 367 ووفيات الأعيان 2 / 273 والبداية والنهاية 11 / 216.
65

* عودوني الوصال والوصل عذب * ورموني بالصد والصد صعب
لا وحسن (1) الخضوع عند التلاقي * ما جزا من يحب ألا يحب *
قال فضرب الجنيد برجله الأرض وقال هو ذاك يا أبا بكر هو ذاك وخر مغشيا
عليه (2)
قال عامر الدينوري
كنت جالسا عند الشبلي فاجتاز أبو بكر بن داود الأصبهاني فسلم عليه فقال له
الشبلي أنت الذي أنشدت (3) لك وحقيقته لنا
* موقف للرقيب لا أنساه * لست أح‍... (4) باه
مرحبا بالرقيب من غير وعد * جاء يجلو علي من أهواه
لا أحب الرقيب إلا لأني * لا أرى من أحب حتى أراه *
فقال ابن داود ما علمت أن لله فيها إشارة حتى نبهني الشبلي عليها
وسئل الشبلي عن حقيقة التوكل فقال حفظ العبد حركات همته من الطلب بما ضمنه
الباري عز وجل من رزقه
وقال الشبلي ذكر الله على الصفاء ينسي العبد مرارة البلاء
وقال ذكر الغفلة يكون جوابه اللعن وأنشد (5)
* ما إن ذكرتك إلا هم يلعنني (6) * ذكري وسري وفكري عند ذكراكا (7)
حتى كأن رقيبا منك يهتف بي * إياك ويحك والتذكار إياكا *
وقال ليس مع العالم إلا ذكر قال الله تعالى " إن هو إلا ذكر للعالمين " (8)

(1) في وفيات الأعيان: وحق.
(2) الزيادة عن الحلية. وفي وفيات الأعيان: أنه أجابه فقال:
وتمنيت أن أرا * ك فلما رأيتكا
غلبت دهشة السرو * ر فلم أملك البكا
(3) مطموسة في مختصر أبي شامة.
(4) مطموس في مختصر أبي شامة لم يظهر من اللفظة الأولى إلا حرفان ومن الأخيرة " باه ".
(5) البيتان في الرسالة القشيرية ص 223 لبعضهم.
(6) في الرسالة القشيرية: يزجرني.
(7) عجزه في الرسالة القشيرية: قلبي وسري وروحي عند ذكراكا.
(8) سورة يوسف، الآية: 104.
66

وسئل من أقرب أصحابك إليك قال ألهجهم (1) بذكر الله وأقومهم بحق الله
وأسرعهم مبادرة في مرضاة الله
قال أبو نصر محمد بن علي الطوسي
سمعت الشبلي يوما في مجلسه وقد غلبه حاله جثا على ركبتيه وهو يقول
* إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا * كفى لمطايانا بذكرك هاديا *
وقطع المجلس
وسمعته يوما ينشد وهو في في مثل هذه الحال
* إذا أبصرتك العين من بعد غاية * وعارض فيك الشك أثبتك القلب
ولو أن ركبا أمموك لقادهم * نسيمك حتى يستدل بك الركب *
فقطع المجلس أيضا بمثل هذا
وسئل الشبلي عن التصوف فقال تريح القلوب بمراوح الصفاء وتجليل الخواطر
بأردية الوفاء والتخلق بالسخاء والبشر في اللقاء
وقال السلمي سمعت أبي (2) والسجزي يقولان
بلغنا أن رجلا قال للشبلي (3) من أصحابك وهم في المسجد الجامع فقال
الشبلي مر بنا إليهم فمر الرجل معه حتى دخل المسجد فرأى الشبلي قوما عليهم
المرقعات والفوط (4) فقال هؤلاء هم قال نعم فأنشأ يقول
* أما الخيام فإنها كخيامهم * وأرى نساء الحي غير نسائها *
قال عيسى بن علي الوزير
دخل الشبلي على أبي فدفع إليه صرة فيها أربعون دينارا فقال له خذ هذه نفقة
للصوفية فأخذها وخرج فقيل لأبي إنه عبر على الجسر فرأى رجلا صوفيا قد وقف على
دكان الحجام يقول له قد احتجت إليك ساعة أتفعل ذلك من أجل الله فقال له أدخل

(1) غير مقروءة في مختصر أبي شامة، واستدركت اللفظة عن هامشه.
(2) مطموس في مختصر أبي شامة.
(3) مطموس في مختصر أبي شامة.
(4) الفوط جمع فوطة: وهي ثوب قصر غليظ يكون مئزرا، والفوطة: ثوب من صوف، والفوط: ثياب تجلد من
السند، أو مآزر مخططة.
67

فدخل إليه فأصلح وجهه وحلق رأسه وحجمه والشبلي بباب الدكان فلما فرغ وجاء
الرجل ليخرج قال الشبلي للحجام خذ هذه الصرة أجرة خدمتك لهذا الرجل فقال الرجل
إنما فعلت ذلك من أجل الله فقال له إن فيها أربعين دينارا فقال الحجام ما أنا بالذي أحل
عقدا عقدته بيني وبين الله بأربعين دينارا فلطم الشبلي وجهه وقال كل أحد خير من الشبلي
حتى الحجام
قال الخطيب (1) أخبرني أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي
بنيسابور أخبرنا (2) علي (3) بن جعفر السيرواني
دخلت أنا وفقير على الشبلي فسلمنا عليه فقال إلى أين تريدان فقلنا البادية
فقال على أي حكم فقال صاحبي على حكم الفقراء فقال احذروا ألا تسبقكم
همومكم ولا تتأخر
قال أبو الحسن السيرواني (4) فجمع لنا العلم كله في هذه الكلمة
قال أبو حاتم الطبري (5) سمعت أبا بكر الشبلي يقول في وصيته
وإن أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها فانظر إلى مزبلة فهي الدنيا فإذا (6) أردت أن
تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب فإنك منها (7) خلقت وفيها (8) تعود ومنها تخرج
ومتى أردت أن تنظر ما أنت فانظر ما يخرج منك في دخولك الخلاء فمن كان حاله كذلك
لا يجوز أن يتطاول ويتكبر (9) على من هو مثله
قال أبو طالب العلوي
كنت مع الشبلي بباب الطاق فجاء رجل راكب وبين يديه غلام فقال رجل لرجل

(1) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 392.
(2) ما بين معكوفتين زيادة للايضاح عن تاريخ بغداد.
(3) في مختصر أبي شامة: " أحمد " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) هذه النسبة بكسر السين المهملة وسكون الياء وفتح الراء نسبة إلى السيروان (الأنساب: واللباب).
(5) الخبر من طريقه رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 2 / 459.
(6) في صفة الصفوة: وإذا.
(7) في صفة الصفوة: منه.
(8) في صفة الصفوة: وفيه تعود، ومنه تخرج.
(9) في صفة الصفوة: أو يتكبر.
68

من هذا قال صقعان الأمير ومسخرته فغدا الشبلي فقبل فخذه فرمى الرجل نفسه من
الفرس فقال يا سيدي أحسبك ما عرفتني قال بلى قد عرفتك أنت تأكل الدنيا بما
تساويه اركب فأنت خير ممن يأكل الدنيا بالدين
قال أبو بكر الرازي (1) سمعت الشبلي يقول
ما أحوج الناس إلى سكرة فقيل أي سكرة فقال سكرة (2) تغنيهم عن ملاحظات
أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم (3) والأكوان وما فيها وأنشد
* وتحسبني حيا وإني لميت * وبعضي من الهجران يبكي على (4) بعض *
وسئل عن متابعة الإسلام فقال أن تموت عند نفسك
وقال ليس في الوقت مرح الوقت جد كله
وقال من فني عن نفسه وقام الحق بتوليه لا ينكر له تقليب الأعيان واتخاذ المفقود
وقال احذر أماكن الإتصال فإنها خدع كلها وقف بحيث وقف العوام تسلم
وقال لا أشك إلا أني قد وصلت ولا أشك إلا أن الوصل دوني ولكن أبكي ثم
أنشأ يقول
* فيبكي إن نأوا شوقا إليهم * ويبكي إن دنوا خوف الفراق
فتسخن (5) عينه عند التنائي (6) * وتسخن عينه عند التلاقي *
وسئل الشبلي ما الحيلة قال ترك الحيلة لأن الحيلة إما رشوة أو قرار وهما
بعيدان عن طرق الحقيقة فاطلب الدواء من حيث جاء الداء فلا يقدر على شفائك إلا من
أعلك وأنشد (7)

(1) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 394 من هذا الطريق. ورواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 10 / 372.
(2) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد وحلية الأولياء.
(3) في مختصر ابن منظور: تفنيهم.
(4) في مختصر أبي شامة: إلى. والمثبت عن حلية الأولياء وتاريخ بغداد.
(5) تسخن عينه: سخنة العين نقيض قرتها، وقد سخنت وسخونا وسخنة فهو سخين العين، وأسخن الله عينه أي
أبكاه نقيض أقر عينه (تاج العروس).
(6) تناءوا: تباعدوا، ومصدره التنائي (تاج العروس: نأى).
(7) البيتان في وفيات الأعيان 2 / 274.
69

* إن الذين بخير كنت تذكرهم * هم أهلكوك (1) وعنهم كنت أنهاكا
لا نطلبن دواء عند غيرهم (2) * فليس يحييك إلا من توفاكا *
واجتاز الشبلي بدرب سليمان عند الجسر في شهر رمضان فسمع البقلي ينادي من
كل لون فحال لونه وأخذه السماع وأنشأ يقول
* فيا ساقي القوم لا تنسني * ويا ربة الحدر غني رمل
وقد كان شئ يسمى السرور * قديما سمعنا به ما فعل
خليلي إن دام هذا الصدود * على ما أراه سريعا قتل *
وفي رواية
* خليلي إن دام هم النفوس * على ما تراه قليلا قبل
مؤمل دنيا لتبقى له * فمات المؤمل قبل الأمل *
وقال الشبلي لولا أن الله خلق الدنيا على العكس لكان منفعة الإهليلج (3) في
اللوزينج
وقال كن مع مولاك مثل الصبي مع أمه تضربه ويمسكها ويقول يا أمي لا أعود
وقال ما ظنك بمعان هي شموس كلها بل الشموس فيها ظلمة
وقيل له يا أبا بكر الرجل يسمع الشئ ولا يفهم معناه فيؤاخذ عليه لم هذا
فأنشأ يقول
* رب ورقاء (4) هتوف بالضحى * ذات شجو صدحت في فنن
ذكرت إلفا ودهرا صالحا * فبكت حزنا فهاجت حزني
فبكائي ربما أرقها * وبكاها ربما أرقني
ولقد تشكو (5) فما أفهمها * ولقد أشكو (6) فما تفهمني

(1) في الوفيات: كنت أذكرهم قضوا عليك.
(2) صدره في الوفيات: لا تطلبن حياة غير حبهم.
(3) الإهليلج: معرب إهليله. ثمر معروف. وهو على أقسام منه أصفر ومنه أسود وهو البالغ النضيج. وله منافع جمة
(تاج العروس).
(4) الورقاء: الحمامة. جمع وراقى، ووراق.
(5) في مختصر أبي شامة: أشكو.
(6) في مختصر أبي شامة: تشكو.
70

غير أني بالجوى (1) أعرفها * وهي أيضا بالجوى تعرفني *
وقال الشبلي الوجد اصطلام (2) ثم قال
* الوجد عندي جحود * ما لم يكن عن شهود
وشاهد الحق عندي * يفني شهود الوجود *
قال السلمي (3) سمعت عبد الله بن محمد الدمشقي يقول
حضرت مع الشبلي ليلة في مجلس سماع وحضره المشايخ فغنى قوال شيئا فصاح
الشبلي والقوم سكوت فقال له بعض المشايخ يا أبا بكر أليس هؤلاء يسمعون معك ما
لك من بين الجماعة فقام وتواجد وأنشأ يقول (4)
* لو يسمعون كما سمعت كلامها (5) * خروا لعزة ركعا وسجودا *
وقال (6)
* لي سكرتان (7) وللندمان واحدة * شئ خصصت به من بينهم وحدي *
قال سمعت أبا العباس البغدادي يقول
كنا جماعة من الأحداث نصحب أبا الحسين بن أبي بكر الشبلي وهو حدث
ونكتب الحديث فأضافنا ليلة أبو الحسين فقلنا بشرط ألا (8) يدخل علينا أبوك فقال لا
يدخل فدخلنا داره فلما أكلنا إذا نحن بالشبلي وبين كل إصبعين من أصابعه شمعة ثماني
شموع فجاء وقعد في وسطنا فاحتشمنا منه فقال يا سادة عدوني فيما بينكم طست
شمع ثم قال أين غلامي أبو العباس فتقدمت إليه فقال لي غن الصوت الذي كنت
تغني

(1) الجوى: الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن.
(2) الاصطلام: الصلم: القطع المستأصل. واصطلمه: استأصله.
(3) الخبر في طبقات الأولياء ص 206 باختلاف الرواية.
(4) البيت لكثير عزة، وهو في ديوانه ص 76 (ط. بيروت).
(5) كذا في مختصر أبي شامة، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش وكتب عليه: " حديثها " والمثبت يوافق رواية الديوان.
(6) البيت لأبي نواس، وهو في ديوانه ص 27 من قصيدة مطلعها:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند * واشرب على الورد من حمراء كالورد
(7) في الديوان: نشوتان.
(8) في مختصر أبي شامة: أن لا يدخل.
71

* ولما بلغ الحير * ة حادي جملي حارا
فقلت أحطط بها رحلي * ولا تحفل بمن سارا *
فغنيته فتغير (1) فألقى الشموع من يده وخرج
قال أبو يعقوب الخراط
كنت في حلقة الشبلي فبكى رجل حتى علا صوته وبكى الشبلي وأهل الحلقة
ببكائه وأنشأ يقول
* أنافعي دمعي فأبكيكا * هيهات ما لي طمع فيكا
لو كنت تدري بالذي نالني * أقصرت عن بعض تجنيكا *
وقيل للشبلي (2) كم تهلك نفسك بهذه الدعاوي ولا تدعها فقال
* إني وإن كنت قد أسأت بي * اليوم لراج للعطف منك غدا
أستدفع الوقت بالرجاء وإن * لم أر منكم ما أرتجي أبدا
أغر نفسي بكم وأخدعها * نفس (3) ترى الغي فيكم رشدا *
وسئل هل يقع بين الإلفين تهاجر فقال يزاد رشدا ثم أنشأ يقول
* هجرتك لا قلى (4) مني ولكن * رأيت بقاء ودك في الصدود
كهجر الحائمات الورد لما * رأت أن المنية في الورود *
وسئل عن قوله تعالى " ولله على الناس حج البيت " (5) فوصفه بصفة تضبط عنه ثم
قال
* لست (6) من جملة المحبين إن لم * أجعل القلب بيته والمقاما
وطوافي إجالة السر فيه * وهو ركني إذا أردت استلاما *
قال أبو السري وقفت يوم عيد على حلقة الشبلي عليه فجاء حدث من أولاد

(1) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
(2) الخبر والشعر في طبقات الصوفية ص 347.
(3) في طبقات الصوفية: نفسا.
(4) قلى: وقلى زيدا قلى بالكسر مقصور وقلاء: أبغضه، وقلاه في الهجر قلى (تاج العروس).
(5) سورة آل عمران، الآية: 97.
(6) في مختصر أبي شامة: ليس.
72

الوزراء حسن الوجه والزي وكثر الناس فلما رآه الشبلي قال من نظر اعتبارا سلم ومن
نظر اختيارا فتن ثم قال له مر من عندي وإلا أخرق ثيابك
قال الخطيب (1) أخبرني التنوخي حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن أبي صابر
الدلال قال
وقفت على الشبلي في قبة الشعراء في جامع المنصور والناس مجتمعون عليه فوقف
عليه في الحلقة غلام لم يكن ببغداد في ذلك الوقت أحسن وجها منه يعرف بابن مسلم فقال
له تنح فلم يبرح فقال له الثانية تنح يا شيطان عنا فلم يبرح فقال له الثالثة تنح وإلا
والله خرقت كل ما عليك وكان (2) عليه ثياب في غاية الحسن تساوي جملة كبيرة (3)
فانصرف الفتى (4)
وقيل خرج الشبلي يوما من منزله وعليه خريق (5) وأطمار (6) فقيل له ما هذا فقال
* فيوما ترانا في الخزوز (7) نجرها * ويوما ترانا في الحديد عوابسا
ويوما ترانا في الثريد نبسه (8) * ويوما ترانا نأكل الخبز يابسا *
وقال الشبلي ضاق صدري ببغداد فضاقت علي أوقاتي فوقع لي أن أنحدر إلى
البصرة فاكتريت سمارية (9) وركبت فيها فلما بلغت البصرة وخرجت من السمارية زاد

(1) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 95 - 96 في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد بن أبي صابر
الدلال.
(2) في تاريخ بغداد: وكانت.
(3) في تاريخ بغداد: كثيرة.
(4) زيد بعدها في تاريخ بغداد: فقال الشبلي ونحن نسمع:
طرحوا اللحم للبرزاة * على ذروتي عدن
ثم لاموا البزاة لم * خلعوا فيهم الرسن
لو أرادوا صلاحنا 8 ستروا وجهه الحسن
(5) خرق الثوب يخرقه: جابه ومزقه، وخرق الثوب خرقا: شقه.
(6) أطمار واحدها طمر، بالكسر الثوب الخلق، أو هو الكساء البالي من غير الصوف (تاج العروس).
(7) الخزوز، الخز من الثياب ما ينسج من صوف وإبريسم.
(8) البس اتخاذ البسيسة بأن يلت السويق أو الدقيق أو الاقط المطحون بالسمن أو الزيت ثم يؤكل ولا يطبخ (تاج
العروس).
(9) سمارية: جاء في تاج العروس: سمر: والسميرية ضرب من السفن.
73

علي ما كنت أجده ببغداد أضعاف ذلك فركبت تلك السمارية ورجعت إلى بغداد فلما
بلغت دار الخليفة إذا بجارية تغنى له في التاج (1)
* أيا قادما من سفرة البحر مرحبا * أناديك لا أنساك ما هبت الصبا
قدمت على قلبي كما قد تركته * كئيبا حزينا بالصبابة متعبا *
فلما سمعت غناءها طرحت نفسي في دجلة فقيل أدركوا الرجل فأخذت إلى
الشط فقال المقتدر من هذا فقالوا أبو بكر الشبلي فحملت إليه ووقفت بين يديه
فقال يا أبا بكر تبلغنا عنك في كل وقت أعاجيب فما هذا فقصصت عليه القصة
وخرجت
وفي رواية فصاح صيحة ووقع في دجلة مغشيا عليه فقال الخليفة الحقوه
واحملوه فحمل إلى بين يديه فقال له أمجنون أنت فقال يا أمير المؤمنين كان من
أمري كيت وكيت فتحيرت فيما هو يجري علي فبكى الخليفة مما رأى من حرقته
قال أبو الصقر الصوفي
دخلت على شيخ من شيوخنا أهنئه يوم عيد فرأيت عنده نخالة وهندباء (2) وخلا
فشغل ذلك قلبي فخرجت من عنده ودخلت على أحد أرباب الدنيا فذكرت ذلك له
فدفع إلى صرة فيها دراهم فقال احملها إليه
فعدت ودخلت إليه فأخبرته فقال وما الذي رأيت من حالي قلت رأيت هندباء
وخلا ونخالة فقال كأنك افتقدت (3) منزلي وكذلك لو كانت في بيتي حرمة أكنت
تفتقدها قم فاخرج أشهد لا كلمتك شهرا قال فخرجت فنطح الباب وجهي ففتحته
فمسحت الدم ومشيت فلقيني الشبلي فقلت يا أبا بكر رجل مشى في طاعة الله ينطح
وجهه ما يوجب هذا قال لعله أراد أن يجئ إلى شئ صاف فيكدره
وقال للشبلي رجل يا أبا بكر اليوم يوم العيد فأنشأ يقول

(1) التاج: اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة كان أول من وضع أساسه
وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد (معجم البلدان).
(2) الهندباء بكسر الهاء وفتح الدال وقد تكسر، مقصور ويمد: بقلة معروفة نافعة للمعدة والكبد والطحال أكلا.
(القاموس).
(3) افتقد الشئ وتفقده: تطلب ما كان غائبا عنه.
74

* الناس بالعيد قد سروا وقد فرحوا * وما سررت به والواحد الصمد
لما تيقنت أني لا أعاينكم * غمضت طرفي فلم أنظر إلى أحد *
قال السلمي
وبلغني أن الشبلي كان واقفا على قبر الجنيد فسئل عن مسألة فنظر إلى الرجل ونظر
إلى القبر وقال
* وإني لأستحييه والترب بيننا * كما كنت أستحييه حين يراني *
وقيل له أن فلانا رجلا من أصحابه مات فجاءة فقال
* قضى الله في القتلى قصاص دمائهم * ولكن دماء العاشقين جبار (1) *
ومات أخ من أخوان الشبلي فعز عليه فرجع من (2) جنازته وهو يقول
* سأودع الإحسان بعدك والنهى * إذ حان منك البين والتوديع
ولأستقل لك الدموع صبابة * ولو أن دجلة لي عليك دموع *
وحكايات الشبلي رحمه الله كثيرة في إنشاده للشعر الحسن والتمثل به والطرب
عليه والتواجد في مسامعه
وأنشد
* كادت سرائر سري أن تشير بما * أوليتني من سرور لا أسميه
فصاح بالسر سر منك ترقبه * كيف السرور بسر دون مبديه
فظل يلحظني فكري لألحظه * والحق يلحظني أن لا أراعيه
وأقبل الحق يفني اللحظ عن صفتي * وأقبل اللحظ يفنيني وأفنيه *
وقال
* وكم كذبة لي فيك لا أستقلها * أقول لمن ألقاه إني صالح
وأي صلاح بي وجسمي ناحل * وقلبي مشغوف ودمعي سافح *
وقال

(1) ذهب دمه جبارا، الجبار بالضم: الهدر في الديات، والساقط من الأرض. والجبار من الحروب: ما لا قود فيها
ولا دية (تاج العروس: جبر).
(2) في مختصر أبي شامة: عن.
75

* ذكرتك لا أني نسيتك لمحة * وأيسر ما في الذكر ذكر لساني
وكدت بلا وجد (1) أموت من الهوى * وهام علي القلب بالخفقان
فلما أراني (2) الوجد أنك حاضر * شهدتك موجودا بكل مكان
فخاطبت موجودا بغير تكلم * ولاحظت معلوما بغير عيان *
وقال
* إني عجبت وما في الحب من عجب * فيه الهموم وفيه الوجد والكلف
أرى الطريق قريبا حين أسلكه * إلى الحبيب بعيدا حين أنصرف *
قال جعفر الخلدي
أحسن أحوال الشبلي أن يقال له مجنون
وقال الشبلي
* كلما قلت قد دنا حل قيدي * قدموني وأوثقوا المسمارا *
وقال لأصحابه ذات يوم ألست عندكم مجنونا وأنتم أصحاء زاد الله في جنوني وزاد
في صحتكم ثم قال (3)
* قالوا جننت بمن تهوى (4) فقلت لهم * ما لذة العيش إلا للمجانين (5) *
وقال أيضا
* بي جنون الهوى وما بي جنون * وجنون الهوى جنون الجنون *
قال أبو نصر الهروي (6) كان الشبلي يقول
إنما يحفظ هذا الجانب بي يعني من الديالمة فمات هو يوم الجمعة وعبرت
الديالمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت مات هو وعلي بن عيسى في يوم واحد
قال منصور بن عبد الله (7)

(1) في مختصر أبي شامة: " وجه " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) في مختصر أبي شامة: رآني نعيم الحافظ 10 / 372.
(3) البيت في حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ 10 / 372.
(4) في الحلية: جننت على ليلى.
(5) عجزه في حلية الأولياء: الحب أيسره ما للمجانين.
(6) الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 396.
(7) من طريقه الخبر والشعر في تاريخ بغداد 14 / 395 - 396.
76

دخل قوم على الشبلي في مرضه الذي مات فيه فقالوا كيف تجدك (1) يا أبا بكر
فقال
* إن سلطان حبه * قال لا أقبل الرشا
فسلوه فديته * لم بقلبي (2) تحرشا *
وسأل جعفر بن نصير (3) بكران الدينوري وكان يخدم الشبلي ما الذي رأيت منه
يعني عند وفاته (4) فقال قال لي علي درهم مظلمة وتصدقت عن صاحبه بألوف فما
على قلبي شغل أعظم (5) منه ثم قال وضئني للصلاة ففعلت فنسيت تخليل لحيته وقد
أمسك على لسانه فقبض على يدي وأدخلها في لحيته ثم مات
فبكى جعفر وقال ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة
وفي رواية ما يمكن أن يقال في رجل لم يذهب عليه تخليل لحيته في الوضوء في وقت
نزع (6) روحه
وقيل دخل عليه قوم من أصحابه وهو في الموت فقالوا قل لا إله إلا الله فأنشأ
يقول (7)
* إن بيتا (8) أنت ساكنه * غير محتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا * يوم يأتي الناس بالحجج
لا أتاح الله لي فرجا * يوم أدعو منك بالفرج *
قال بكير صاحب الشبلي (9)

(1) في مختصر أبي شامة: نجدك، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) في تاريخ بغداد: بقتلى.
(3) الخبر من طريقه رواه أبي بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 396 وأبو نعيم في الحلية 10 / 371 وابن الجوزي في
صفة الصفوة 2 / 459 والمنتظم 14 / 51.
(4) الزيادة للايضاح عن تاريخ بغداد وصفة الصفوة والمنتظم.
(5) في مختصر أبي شامة: " أعظم شغل منه " والمثبت عن تاريخ بغداد وصفة الصفوة. والمنتظم.
(6) في حلية الأولياء: نزوع روحه.
(7) البيتان الأول والثاني في تاريخ بغداد 14 / 396.
(8) في تاريخ بغداد: كل بيت.
(9) الخبر من طريقه في تاريخ بغداد 14 / 396 - 397 والمنتظم 14 / 52 وفيه: أبو بكر غلام الشبلي وكان يعرف
ببكير.
77

وجد الشبلي في (1) يوم الجمعة آخر (2) ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة خفة من
وجع كان به فقال تنشط نمشي (3) إلى الجامع قلت نعم فاتكأ على يدي حتى انتهيت (4)
إلى الوراقين من الجانب الشرقي فتلقانا رجل جاء من الرصافة فقال بكير قلت لبيك
قال غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن ثم مضينا وصلينا ثم عدنا فتناول شيئا من
الغداء فلما كان الليل مات رحمه الله فقيل في درب السقائين رجل شيخ صالح يغسل
الموتى قال فدلوني عليه في سحر ذلك اليوم فنقرت الباب خفيا فقلت سلام عليكم
فقال مات الشبلي قلت نعم فخرج إلي فإذا به الشيخ فقلت لا إله إلا الله فقال لا
إله إلا الله تعجبا ثم قلت قال لي الشبلي أمس لما التقينا بك في الوراقين غدا يكون لي
مع هذا الشيخ شأن بحق معبودك من أين لك أن الشبلي قد مات قال يا أبله (5) فمن
أين للشبلي أنه (6) يكون له معي شأن من الشأن اليوم
كان موت الشبلي يوم الجمعة لليلتين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وقيل
سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ودفن في الخيزرانية
8400 أبو بكر الوراق الصوفي
من الطوافين صحب أبا سعيد الخزاز (7) وكان معه في الساحل بحر صيدا في حكاية
تقدمت (8)
8401 أبو بكر الجصاص البصري الصوفي
سكن دمشق وكان له كتاب يكتب فيه عمله حسنه وسيئه
8402 أبو بكر الدمشقي
من أهل الأدب سكن بغداد
حكى عنه علي بن هارون بن يحيى المنجم

(1) سقطت من تاريخ بغداد.
(2) في المنتظم: سلخ.
(3) في تاريخ بغداد: " نمضي " وفي المنتظم: تعزم الجامع.
(4) في تاريخ بغداد: " انتهينا " وفي المنتظم: حصلنا.
(5) في المنتظم: فقال لي: فقدتك أمك ما أجهلك.
(6) في تاريخ بغداد: أن.
(7) هو أحمد بن سعيد الخراز، أبو سعيد، من أهل بغداد توفي سنة 277 أخباره في الرسالة القشيرية.
(8) ترجمته ليست في تاريخ دمشق المطبوع، فهي ضمن تراجم الأحمد بن المفقودة.
78

8403 أبو بكر الزعفراني
قدم دمشق
روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغاني (1) صاحب التاريخ (2)
8404 أبو بكر بن العطار الداراني
قرأت بخط عبد الوهاب بن جعفر
يوم السبت لاثنتي عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة مات أبو
بكر الداراني المعروف بابن العطار المتعبد في المسجد الجامع بدمشق مات بداريا
وأخرجت جنازته بداريا من الغد ضحى نهار بعد أن نودي له في جامع دمشق وخرج جماعة
من الناس من الأشراف والشيوخ والتجار وغيرهم فشهدوا جنازته بداريا بلاس (3)
8405 أبو بكر القلانسي (4)
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني
في يوم الأحد سلخ شهر رمضان يعني سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة مات أبو بكر
المعروف بالقلانسي الذي كان مقيما بسطرا (5) وكان رجلا مستورا وأخرجت جنازته في
يوم الاثنين إلى باب شرقي وشهد جنازته جماعة من الناس
8406 أبو بكر بن عريف الأفكاني
من أهل باب الجابية
حدث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي
روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر

(1) ترجمته في سير الاعلام 16 / 132.
(2) يعني التاريخ المذيل على تاريخ محمد بن جرير الطبري.
(3) بلاس: " بالفتح والسين مهملة، بينه وبين دمشق عشرة أميال " ويؤكد قربها من داريا قول حسان بن ثابت:
عن الدار أقفرت بمعان * بين شاطئ اليرموك فالصمان
فالقريات من بلاس فدار * يا فسكاء فالقصور الدواني
(4) بفتح القاف واللام. هذه النسبة إلى القلانس جمع قلنسوة وعملها، ولعل أجداد المنتسب إليه كانت صنعته
القلانس (الأنساب).
(5) سطرا: من قرى دمشق. (معجم البلدان). وفي غوطة دمشق لمحمد كرد علي ص 172: كانت قرب بيت لهيا
شمالي خربت. وقال دههمان: كانت في الطريق المقابل لباب جامع القصب.
79

8407 أبو بكر بن الفريابي
أحد الصالحين قال عبد الوهاب
مات لإحدى عشرة خلت من رحب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة فأخرجت جنازته إلى
باب توما العصر وكان له مشهد عظيم عفا الله عنا وعنه
8408 أبو بكر الواسطي الصوفي
قرأت بخط غيث بن علي
حدثت أن أبا بكر الواسطي توفي بدمشق بعد مضيه من عندنا في ذي القعدة سنة خمس
وسبعين وأربعمائة وأقام بدار الحجارة نحوا من يومين لم يعلم به
ذكر هو لي رحمه الله أنه سمع من القاضي أبي عمر الهاشمي وعلي بن بشران
وهلال الحفار (1) وطبقتهم ولم يصحبه شئ من سماعه وكان يذكر أنه شئ كثير وما
أظنه حدث وكان يظهر لي أنه قد نيف على السبعين
8409 أبو بكر السمرقندي الفقيه الحنفي المعروف بالظهير
قدم دمشق وأقام بها مدة وعقد له مجلس التدريس في الخزانة الشرقية بالشام من
جامع دمشق التي جعلت مسجدا ثم فوض إليه التدريس بمسجد خاتون (2) إلى أن مات
بدمشق في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة
" حرف التاء "
8410 ابن تجراة (3) الكندي (4)
وفد على معاوية بن أبي سفيان في أمر (5) سعد بن أبي طلحة العبدري مع
شيبة بن عثمان الحجبي له ذكره

(1) اسمه القاسم بن جعفر بن عبد الواحد، أبو عمر العباسي البصري الهاشمي، ترجمته في سير الاعلام 17 / 225.
(2) هو هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان أبو الفتح الحفار الكسكري البغدادي، ترجمته في سير الاعلام 17 / 293.
(3) مسجد خاتون على الشرف القبلي عند مكان يسمى صنعاء المطل على وادي الشقراء، وهو مشهور بدمشق.
وخاتون هي أم شمس الملوك أخت الملك دقاق، وهي ابنة الأمير جاولي (الدارس في تاريخ بغداد 1 / 384 - 385).
(4) تجراة: بكسر المثناة وسكون الجيم (كما في الإصابة).
(5) ترجمته في الإصابة 4 / 26 رقم 157.
(6) في الإصابة: إمرة.
80

عن الحسن بن زيد أنه قال يوما
قاتل الله ابن هشام ما كان أجره على الله دخلت عليه مع أبي في هذه الدار يعني دار
مروان وقد أمره هشام أن يفرض للناس فدخل عليه ابن لعبد الله بن جحش المجدع (1)
في الله فانتسب له وسأله الفريضة فلم يجبه بشئ ولو كان أحد يرفع إلى السماء كان
ينبغي له أن يرفع ثم دخل عليه ابن أبي تجراة وهم أهل بيت من كندة رفعوا بمكة فقال
ابن أبي تجراة صاحب عمل عمارة بن الوليد في سفره الذي يقول فيه (2)
* تزوج (3) أبا تجراة (4) من يك أهله * بمكة يرحل (5) وهو للظل آلف *
فقال له لتعلمن أن مودة أبي فائد قد نفعتك اليوم ففرض له ولأهل بيته
8411 أبو تميمة مولى بني مروان الأموي (6)
روى عن عمر بن عبد العزيز
روى عنه عبيد الله بن الوليد
أرى حديثه في الشاميين (7)
حدث أبو تميمة مولى لبني مروان قال إنه دخل (8) على عمر بن عبد العزيز
فقال (9) أين منزلك قال بالعراق قال أو ما علمت أو بلغك أنه لا ينزله أحد إلا
سيق (10) إليه قطعة من البلاء

(1) وكان عبد الله بن جحش يقال له المجدع في الله، حيث جدع أنفه وأذنه في وقعة أحد. الإصابة 2 / 287.
(2) البيت في نسب قريش للمصعب ص 322 ونسبة لعمارة بن الوليد بن المغيرة، وفي الإصابة 4 / 26 ونسبه مع بيت
آخر لشيبة بن عثمان.
(3) في الإصابة: يروح.
(4) في نسب قريش: " أبا نحراة " تصحيف.
(5) في الإصابة: يظعن.
(6) ترجمته في الأسامي والكنى للحاكم 2 / 400 رقم 946.
(7) ما بين معكوفتين سقط من مختصر أبي شامة واستدرك للايضاح عن الأسامي والكنى.
(8) ما بين معكوفتين زيادة عن الأسامي والكنى.
(9) الخبر في الأسامي والكنى 2 / 401.
(10) في الأسامي والكنى: سبق.
81

8412 أبو توبة المصري
حدث عن عبد الله بن عمر
روى عنه محمد بن أبي حميد (1)
ووفد على عمر بن عبد العزيز
وقال كنت عند عمر بن عبد العزيز ونحن بالإسكندرية حين استخلف قال
فجمعني وجمع فقهاء فقال لا يبقين أحد منكم إلا أعلمني ما سمع في الخمر فذكر
حديث تحريم الخمر
قال الحافظ ابن عساكر
لا أعرف أن عمر بن عبد العزيز دخل الإسكندرية بعد أن استخلف وأبو توبة هذا لم
أجد له ذكرا في كتاب من الكتب المشهورة ومحمد بن أبي حميد سئ الحفظ والله أعلم
بسم (2) الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي
" حرف الثاء "
8413 أبو ثابت الدمشقي (3)
يروى عن مكحول
روى عنه سعيد بن أبي أيوب

(1) محمد بن أبي حميد، واسمه إبراهيم، الأنصاري الزرقي، أبو إبراهيم المدني ترجمته في تهذيب الكمال 16 /
227.
(2) هنا يبدأ المجلد المخطوط 19 من النسخة السليمانية " نسخة سليمان باشا الحافظ " وهي الأصل الوحيد الذي
اعتمدناها، وقد انتهى المجلد الثامن عشر المخطوط في ترجمة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ولم تنته بعد.
وانتهت أيضا المخطوطة الأزهرية المرموز لها بحرف " ز "، والنسخة المغربية المرموز لها بحرف " م ". وتتوقف
نسخ التاريخ هذه والموجودة بين يدينا هنا، ويبقى الأصل الوحيد المعتمد بين أيدينا، واستمر الخرم أيضا في
كتاب الكنى إلى هنا. وقد حفظت لنا المكتبة الأهلية في باريس - فرنسا، مجلدا يبدأ من يزيد بن جابر وينتهي
بترجمة يونس المديني وقسم منه خاص بالكنى يبدأ بأبي محمد بن عباس العطار وجميعه 234
ورقة. وقد نستفيد منه في ترميم الخرم الموجود، في حال الحصول عليه قريبا.
(3) ترجمته في الجرح والتعديل 9 / 351 والأسامي والكنى 2 / 429 رقم 972 وفي كنى ابن عبد البر الورقة 402 يقال
له جبار الرحبي.
82

أخبرنا أبو الحسين مناولة وأبو عبد الله اذنا قالا أنا ابن مندة أنا حمد (1)
إجازة
ح قال وأنا أبو الطاهر أنبأ علي
قالا أنا أبو محمد قال (2)
أبو ثابت الدمشقي سمع مكحولا (3) سمع منه سعيد بن أبي (4) أيوب سمعت أبي
يقول ذلك انتهى
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد قال (5) باب أبي ثابت أبو ثابت الدمشقي سمع أبا عبد الله مكحول الهذلي
سمع منه أبو يحيى سعيد بن أبي (6) أيوب كناه محمد بن إسماعيل
وذكر أبو عمر يوسف بن عبد الله الأندلسي في كتاب الكنى هذا فقال أبو ثابت
الدمشقي عن مكحول روى عنه سعيد بن أبي أيوب دخل بيت المقدس عن أبي
حاتم بن حبان أنه قال أبو ثاقب بالقاف والباء ولم يصب في ذلك انتهى
8413 م أبو الثريا الكردي (7) (8)
ولي إمرة دمشق يوم الخميس مستهل ربيع الأول سنة أربع وستين (9) وثلاثمائة من قبل
أبي محمود المغربي (10) أمير الشام قي أيام الملقب بالعزيز (11) فوليها مدة يسيرة ثم عزل

(1) تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
(2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 351.
(3) الأصل: مكحول.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن الجرح والتعديل.
(5) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 2 / 429 رقم 972.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن الأسامي والكنى.
(7) بالأصل: " أبو البرقا الكرخي " تحريف.
(8) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 390 وأمراء دمشق ص 23.
(9) الأصل: وتسعين، والمثبت عن المختصر وتحفة ذوي الألباب.
(10) هو أبو محمود إبراهيم بن جعفر الكتامي ترجمته في الوافي بالوفيات 5 / 340.
(11) هو العزيز بالله ابن المعز لدين الله، الخليفة الفاطمي، ترجمته في وفيات الأعيان 5 / 371 وخطط المقريزي 2 /
284.
83

بأبي الفتوح جيش بن الصمصامة (1) ولايته الثانية (2)
8414 أبو ثعلبة الخشني صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) (3) (4)
اختلف (5) في اسمه اختلافا كثيرا على ما سنورده وكان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) روى
عنه أحاديث
روى عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل
روى عنه أبو إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وعمير بن هانئ وأبو
عبد الله مسلم بن مشكم وجبير بن نفير وأبو الزاهرية حدير بن كريب وحميد بن
عبد الله المزني وأبو أسماء الرحبي وأبو رجاء العطاردي وعطاء بن يزيد الليثي وأبو
أمية محمد الشعباني (6) ومكحول
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو صالح طرفة بن أحمد بن محمد بن طرفة
الحرستاني أنا (7) أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا محمد بن خريم نا
دحيم ثنا الوليد بن مسلم نا الأوزاعي عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي
ثعلبة الخشني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن كل ذي ناب من السباع [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر الفقيه أنا أبو عثمان البحيري (8) أنا أبو
علي زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد ثنا أبو مصعب الزهري نا مالك عن ابن
شهاب عن ابن إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن أكل كل
ذي ناب من السباع

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 230 وخطط المقريزي 2 / 285.
(2) أقحم بعدها بالأصل جملة: " فهو لعله الحسن ".
(3) زيادة منا للايضاح.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 122 وتهذيب التهذيب وتقريبه: (10 / 53 ت 8287) ط دار الفكر وطبقات ابن
سعد 7 / 416 وأسد الغابة 5 / 44 والإصابة 4 / 29 والاستيعاب 4 / 27 (هامش الإصابة) وسير أعلام النبلاء (4 /
168 ترجمة 216) ط دار الفكر وشذرات الذهب 1 / 82.
(5) كتب على هامش الأصل: سقط أول ترجمة أبي ثعلبة. أشموني.
(6) تحرفت بالأصل إلى: " التسقياني " والصواب ما أثبت، وهو أبو أمية الشعباني الدمشقي راجع ترجمته في تهذيب
الكمال 21 / 39.
(7) سقطت من الأصل.
(8) تحرفت بالأصل إلى: البختري.
84

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو القاسم بن
حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا عبد العزيز بن عبد الله عن ابن
شهاب عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينهى
عن أكل كل ذي ناب من السباع
قال ونا البغوي نا شريح وابن أبي (1) خيثمة قالا نا سفيان عن الزهري عن
أبي إدريس عن أبي ثعلبة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع زاد شريح في
حديثه قال الزهري ولم أسمعه الا بالشام
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي وأبو بكر محمد بن شجاع ومحمد بن جعفر بن
محمد بن مهران وأبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم بن هاجر ومعمر بن
منصور بن محمد البزار وأبو محمد زيد بن الرضا (2) بن زيد بن علي الجعفري قالوا أنا أبو
المظفر محمود بن جعفر بن محمد الكوسج أنا عم والدي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن
جعفر العدل أنا إبراهيم بن علي السدي نا الزبير بن بكار حدثني سفيان عن الزهري عن
أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن كل ذي ناب من السباع
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا علي بن محمد بن طوق أنا
عبد الجبار بن محمد بن مهني قال (3)
ذكر أبي ثعلبة الخشني واسمه جرذوم بن ناشر والدليل على نزوله داريا ومقامه بها
حديث ابن جابر عن عمير بن هانئ العنسي (4) حيث يقول كنا بداريا في المسجد ومعنا
أبو ثعلبة الخشني (5) صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع من روى عنه من أهل داريا وقد قيل إن أبا
ثعلبة كان يسكن بقرية البلاط (6) وإن من ولده بها قوما إلى هذا اليوم قال أبو على وأرى
أن ولده انتقلوا من داريا فسكنوا البلاط لأن حديث ابن جابر عن عمير بن هانئ مشهور
معروف عند أهل العلم والله أعلم

(1) سقطت من الأصل.
(2) تقرأ بالأصل: " الزما " والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 68 / ب.
(3) رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص 58 وعنه المزي في تهذيب الكمال 21 / 123.
(4) تحرفت بالأصل إلى: العبسي، والتصويب عن تاريخ داريا وتهذيب الكمال.
(5) الخشني بضم أوله وفتح ثانية، كما في تقريب التهذيب.
(6) البلاط: من قرى غوطة دمشق، تقع شرقي المنيحة (راجع معجم البلدان - وغوطة دمشق لمحمد كرد علي).
85

أخبرتنا أم بهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا محمد بن جعفر المنبجي
أخبرنا أبو القاسم (1) أنا أبو الطيب أنا الحسن بن علي الجوهري أنا علي بن
عيسى بن علي بن عيسى الوزير أنا محمد بن زيد أنا عبد الله حدثني عمي نا (2)
سليمان بن أحمد (3) نا أبو مسهر سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول اسم (4) أبي ثعلبة
جرثوم بن لاشر وقال (5) عبيد الله (6) بن سعد بن إبراهيم قال (7) قال أحمد بلغني عن
أبي مسهر قال سمعت سعيد بن عبد العزيز أبو ثعلبة اسمه جرثوم (8)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (9) قال سمعت أبا مسهر يقول اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم
أخبرنا أبو محمد أيضا أنا أبو محمد أنا تمام بن محمد أنا عبد الله الكندي
أنا أبو زرعة وأبو ثعلبة الخشني ومنزله بدمشق اسمه جرثوم عن أبي مسهر
وقال أبو زرعة في غير هذه الرواية حدثني سليمان بن عبد الرحمن قال سألت بعض
ولد أبي ثعلبة الخشني عن اسم أبي ثعلبة فقال لاشر بن جرثوم (10)
قرأت على أبي الفضل بن ناصر (11) عن جعفر بن علي أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي (12) أنا
عمرو بن منصور نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال اسم أبي ثعلبة جرثوم
وقيل جرهم

(1) غير واضحة بالأصل ورسمها: " الرسلم ".
(2) زيادة منا.
(3) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 123 وسير الاعلام 2 / 568.
(4) الأصل: " أنزلني " والمثبت " اسم أبي " عن تهذيب الكمال.
(5) بالأصل: وولده.
(6) بالأصل: عبد الله.
(7) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 123.
(8) في تهذيب الكمال: جرثومة.
(9) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 387.
(10) تهذيب الكمال 21 / 123.
(11) تحرفت بالأصل إلى: باهر.
(12) من طريق النسائي في تهذيب الكمال 21 / 123.
86

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا أبو محمد بن
رباح أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي (1) نا معاوية بن صالح نا أبو مسهر عن
سعيد بن عبد العزيز قال اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله نا يعقوب (2) نا العباس بن الوليد بن صبيح نا أبو مسهر قال
سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول اسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم
قال ونا يعقوب قال (3) قلت لهشام بن عمار ما اسم أبي ثعلبة الخشني قال
جرثوم بن عمرو فقلت له يقولون قوم ها هنا نحن من ولده اسمه فلان قال
كذبوا ليس له من ولده
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الطيب أنبأنا بشرى بن عبد الله
الرومي أنا أبو بكر بن مالك نا محمد بن جعفر الراشدي
قال وأنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنا محمد بن عبد الله بن خلف نا عمر بن
محمد الجوهري قالا أنا أبو بكر الأثرم قال (4) قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل أبو
ثعلبة أي شئ اسمه فقال قد اختلفوا فيه فقالوا جرثوم قلت جرثوم بن عمرو فقال
نعم قال عبد الله وقالوا جرهم بن ناشم وقال البرمكي لاشم
أخبرنا أبو القاسم الشروطي أنا أبو بكر الخطيب أنا الحسن بن علي أنا عبيد بن
علي أنا (5) ابن زنجويه قال بلغني أن (6) اسم أبي ثعلبة جرهم بن ناشم وقال
هارون بن عبد الله جرهم ياشم أبو ثعلبة
قال أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه أنا ابن حنبل
حدثني أبي قال أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ياشم سمعته من فهم

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 65.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 3 / 170.
(3) من طريق يعقوب بن سفيان رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 123.
(4) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 123.
(5) بياض بالأصل.
(6) سقطت من الأصل.
87

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد قراءة قال سمعت ابن سميع يقول وأبو
ثعلبة الخشني قال أبو سعيد (1) اسمه جرثوم داره بالبلاط وولده بها مات بالشام (2)
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله قالا أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله قال أبو ثعلبة
الخشني جرهم بن ياشم
قال بلغني عن سعيد بن عبد العزيز قال أبو ثعلبة جرثوم وفي رواية ابن بشران
ناشم بالنون والشين وكان في الأصل العتيق باشم بالباء والشين وكذلك هو في (3) نسخة
بخط أبي عمر بن حيوية كتبها عن ابن السماك والله أعلم (4)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
وأخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ثابت بن بندار قالا أنا أبو القاسم الأزهري أنا
عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا العباس بن العباس بن محمد أنا صالح بن أحمد بن
محمد قال قال أبي أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم قال أبي بلغني عن أبي مسهر
قال سمعت سعيد بن عبد العزيز قال أبو ثعلبة اسمه جرثوم (5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول (6) واسم أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن عمرو (7) سمعته من هشام بن عمار

(1) يعني دحيما، كما في تهذيب الكمال.
(2) تهذيب الكمال 21 / 124.
(3) سقطت من الأصل.
(4) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 124 عن الحافظ أبي القاسم ابن عساكر.
(5) تهذيب الكمال 21 / 124.
(6) تهذيب الكمال 21 / 124.
(7) بالأصل: عمر، والمثبت عن تهذيب الكمال.
88

وقال نوح في موضع آخر أبو ثعلبة الخشني اسمه جرهم بن ناشم
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن
عبد الله بن حسنويه أنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا عمر بن أحمد الأهوازي نا
خليفة بن خياط (1) قال وأبو ثعلبة الخشني اسمه ألاشق (2) بن جرهم ويقال اسمه
جرثومة بن ناشم ويقال اسمه جرهم انتهى
قال وأنا الأزهري والجوهري
وأنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر نحنه (3) أنا أبو محمد الجوهري قالا أنا محمد بن
المظفر نا أحمد بن علي بن الحسن المدائني نا أبو بكر بن البرقي (4) قال
أبو ثعلبة الخشني اسمه جرثومة بن الأشتر قال ابن عفير الأشتر بن جرثم ممن
بايع تحت الشجرة وقال بعض الناس أبو ثعلبة الأشق بن جرهم ويقال جرثومة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوه أنا أبو
الحسن اللنباني (5) نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (6) قال في تسمية من نزل الشام من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو ثعلبة الخشني واسمه جرهم بن ناشم وخشينة (7) من قضاعة
مات سنة خمس وسبعين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم أنا محمد بن سعد قال (8) أبو ثعلبة الخشني
وخشين بن قضاعة واسم أبي ثعلبة فيما أخبرنا أصحابنا جرهم بن ناشم وأخبرت عن أبي
مسهر الدمشقي أنه قال اسمه جرثومة بن عبد الكريم

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 199 رقم 743.
(2) في طبقات خليفة بن خياط: الاشق، والمثبت عن الإصابة ونص ابن حجر الاشق بفتح الهمزة وتخفيف اللام.
(3) كذا رسمها بدون إعجام بالأصل.
(4) تهذيب الكمال 21 / 125.
(5) تحرفت بالأصل إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(6) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(7) بالأصل: وحشية، خطأ. والتصويب عن تهذيب الكمال.
(8) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 416 وعن ابن سعد في تهذيب الكمال 21 / 125.
89

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم وأبو
نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالوا أنا عبد الجبار بن
محمد بن عبد الله أنا محمد بن أحمد بن محبوب أنا أبو عيسى الترمذي قال أبو ثعلبة
اسمه جرثوم ويقال جرهم ويقال ناشب
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأ أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو ثعلبة
الخشني جرثوم بن ناشم وقيل ناشب انتهى
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد أنا أبو القاسم علي بن الحسن أنبأ محمد بن
المظفر بن بكر بن أحمد بن جعفر نا أحمد بن محمد بن عيسى قال قي تسمية من نزل
حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو ثعلبة الخشني اسمه جرثوم فيما ذكر أبو مسهر
عن سعيد بن عبد العزيز وقال لي بعض الأشياخ عن بعض ولده أن اسمه لاشر بن
جرثوما حدث عنه جبير بن نفير من أهل حمص وقال حميد بن عبد الله المزني إن أول
صلاة المسلمين بحمص في كنيسة يحنا صلى بهم أبو ثعلبة الخشني
قال أبو بكر بن عيسى وبلغني (1) أن أبا ثعلبة أقدم إسلاما من أبي هريرة ولم يقاتل
مع علي ولا مع معاوية ومات في أول إمرة معاوية
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الكتاني (2) أنا أبو المعمر مسدد بن
علي بن عبد الله الحمصي أنا أبي أنا عبد الصمد سعيد القاضي قال في تسمية من نزل
بحمص من الصحابة أبو ثعلبة الخشني واسمه جرثوم نزل حمص ثم ارتحل عنها
حدثنا عبد الله بن علي بن عبيدة (3) وعبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الرحمن العمري قالا نا عبد الله بن عبد الجبار عن عبد الله بن حميد المزني عن
أبيه
أن أول صلاة صلاها المسلمون يعني بحمص في كنيسة يحنا صلى بهم أبو ثعلبة

(1) تهذيب الكمال 21 / 126.
(2) تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
(3) غير واضحة بالأصل.
90

الخشني ويقال أنه أقدم إسلاما من أبي هريرة ومات في أيام معاوية حدث عنه جبير بن
نفير وأبو الزاهرية وحميد وأبو أسماء الرحبي وأبو رجاء العطاردي وغيرهم
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر بن سوار وأبو الحسين بن عبد الجبار
وقالا أنا أحمد بن علي الطناجيري أنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم التميمي نا القاضي أبو
عبد الله عبد الملك بن بدر بن الهيثم نا أحمد بن هارون بن (1) روح البرديجي الحاجب
في الطبقة الأولى من الأسماء المفردة ولي (2) جرثومة وهو أبو ثعلبة الخشني بالشام
أخبرنا أبو محمد بن حمزة قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن
نصر
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا إبراهيم بن يونس بن محمد أنا أبو زكريا
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى أنا سهل بن بشر (3) أنا رشأ بن
نظيف قالا نا عبد الغني بن سعيد قال وأما ناشر بالنون في أوله والراء المهملة في آخره
فهو ناشر والد أبي ثعلبة الخشني جرثوم (4) وقيل ناشب
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال جرثوم بن ناشب ويقال ابن ناشم وقيل ابن عمرو وقيل ابن ناشر وقيل
جرهم سماه سعيد بن عبد العزيز ورواه العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده قال جاء أبو ثعلبة واسمه جرثوم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل وقال الخشنيون منهم أبو ثعلبة
جرثومة
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو طاهر الثقفي أنا أبو بكر بن المقرئ
محمد بن جعفر نا عبد الله بن سعد قال قال أحمد بن حنبل أبو ثعلبة الخشني
جرهم بن ناشم انتهى

(1) سقطت من الأصل، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء (11 / 192 ترجمة 2587) ط دار الفكر.
(2) كذا رسمها.
(3) الأصل: يسر، تصحيف.
(4) سير الاعلام 2 / 568 والمؤتلف والمختلف لعبد الغنى ص 135.
91

قرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الملك بن عمير (1)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسين بن الطيوري (2) أنا عبد الملك أنا أبو
جعفر بن شاهين نا محمد بن مخلد
قال وأنا العتيقي أنا عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي نا إسماعيل الصفار
قالا نا عباس (3) الدوري نا أبو (4) أبي الأسود قال أبو ثعلبة جرهم بن ناشم
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنا أحمد بن
عبيد بن الفضل أنا محمد بن أبي (5) محمد نا ابن أبي خيثمة قال سمعت أحمد بن
حنبل يقول أبو ثعلبة الخشني جرهم
قال ونا أحمد بن حنبل قال بلغني عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز (6) قال
أبو ثعلبة جرثوم انتهى
قال وسمعت يحيى بن معين يقول أبو ثعلبة جرهم بن ناشر قال أحمد بن حنبل
ابن ناشر وبلغني أنه يقال ابن ناشم وابن ناشب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله نا يعقوب حدثني محمد بن عبد الرحيم قال قال علي أبو (7) ثعلبة
الخشني جرهم بن ناشم
وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنا عبيد الله بن
أحمد بن عثمان أبو القاسم الصيرفي أنا أبو عمر محمد بن العباس الحزاز (8) أنا
إبراهيم بن محمد الكندي نا أبو موسى بن المثنى قال أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم
ويقال اسمه جرثوم

(1) الأصل: عمر.
(2) الأصل: الطيور.
(3) تحرفت بالأصل إلى: عياش.
(4) غير واضحة بالأصل وصورتها: " نلرنه ".
(5) كلمة غير مقروءة وصورتها: فرمن.
(6) بالأصل: عبد الرحمن.
(7) بالأصل: أبي.
(8) تقرأ بالأصل: الحران، تحريف.
92

أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع المصقلي أنا أبو عبد الله بن (1) مندة قال (2) أنا
عبد الله بن الحارث نا محمد بن منصور البلخي قال قال محمد بن سعد كاتب (3)
الواقدي وممن نزل الشام أبو ثعلبة واسمه جرهم بن ناشم وخشينة حي من قضاعة مات
سنة خمس وسبعين
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني أنا
محمد بن عبد الله بن خميرويه نا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار
قال أبو ثعلبة الخشني اسمه جرهم بن ناشم قلنا (4) ابن المديني عن أبي ثعلبة
الخشني فقال ابن عيينة يقول الخشني
أخبرنا أبو القاسم بن عبد الله الشروطي قال أبو بكر الحافظ أنا ابن الفضل أنا
علي بن إبراهيم المستملي أنا أبو أحمد بن فارس
وأنبأنا أبو الغنائم بن النرسي حدثنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد الغندجاني زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا
أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل قالا أنا البخاري قال (5) جرهم ويقال
جرثوم بن ناشم ويقال ناشب ويقال عمرو أبو ثعلبة الخشني نزل الشام انتهى حديث
الشروطي وزادوا المقدمي نا معتمر قال سمعت ليثا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
عبد الله بن عمرو عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فقام إليه عمرو بن جرثوم في قصة أهل الكتاب (6) وروى
الأوزاعي وحبيب المعلم وعبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب في حديثه أن أبا
ثعلبة سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) في قصة الصيد انتهى
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو حازم العبودي قال سمعت
محمد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع

(1) الأصل: بن بن منده.
(2) أقحم بعدها بالأصل: أنا عبد الله بن مندة.
(3) زيادة منا للايضاح، والخبر نقله المزي في تهذيب الكمال عن ابن سعد 21 / 125.
(4) تقرأ بالأصل: " ليس ".
(5) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 250 رقم 2357.
(6) بالأصل بودن إعجام وصورتها: " اللباب " والمثبت عن التاريخ الكبير.
93

وأخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي (1) بن عبدان قال سمعت مسلم الحجاج يقول أبو ثعلبة جرهم بن
ناشم الخشني ويقال جرثوم له صحبة وقال الدارمي لاش بن حمير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال (2) أبو ثعلبة الخشني جرهم بن باشخ وفي
نسخة ناشم وهو الصواب
قال يعقوب (3) قال أبو مسهر سمعت سعيد بن عبد العزيز قال أبو ثعلبة اسمه
جرثوم
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنا أبو الفتح الفقيه أنا أبو الفتح الفقيه أنا طاهر بن
محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت
أبا عبد الله القدمي قال أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم
أخبرنا أبو السعود بن المجلي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد الحسن بن
محمد بن عبد الله بن حيوية الأصبهاني أنا عبد الله بن محمد بن جعفر نا عمر بن
أحمد نا خليفة بن خياط (4) قال ومن خشين وهو وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلبة بن
حلوان بن الحاف بن قضاعة أبو ثعلبة الخشني من ساكني الشام
أخبرنا أبو البركات أنا أبو طاهر وأبو الفضل
وأخبرنا أبو (5) بن منصور أنا أبو طاهر قالا أنا محمد بن الحسن أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد نا خليفة (6) قال من خشين وهو وائل بن
النمر بن وبرة بن ثعلبة (7) بن حلوان بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير أبو ثعلبة

(1) الأصل: علي.
(2) المعرفة والتاريخ 3 / 72.
(3) المعرفة والتاريخ 3 / 170.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 199 رقم 743.
(5) الأصل: " الوماس " وفوقها ضبة.
(6) طبقات خليفة بن خياط ص 199 و 557.
(7) الأصل: ثعلب، والمثبت عن طبقات خليفة.
94

الخشني اسمه ألاشق (1) بن جرهم ويقال جرثومة بن ناشم ويقال جرهم من ساكني
الشام مات سنة خمس وسبعين
أخبرنا أبو السعود بن المجلي أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب أنا أبو القاسم
الأزهري وأبو محمد الجوهري قالا أنا ابن المظفر أنا أحمد بن علي بن الحسين
المدائني أنا (2) أبو بكر بن البرقي قال ومن خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلبة بن (3)
حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو ثعلبة الخشني وكان ممن بايع تحت الشجرة
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي أخبرني أبو الفضل محمد بن ناصر عنه أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال
ومن خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلبة (4) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة أبو
ثعلبة الخشني واسمه جرثومة بن الأشتر وقال ابن عفير الأشتر بن خريم وكان ممن بايع
تحت الشجرة وضرب له بسهمه في حنين وأرسله إلى قومه فأسلموا توفي في خلافة
يزيد بن معاوية وقال بعض الناس أبو ثعلبة ألاشق بن جرهم ويقال ابن جرثومة
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا عبد العزيز بن علي الخياط أنا
أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنا أبو عمرو يوسف بن يعقوب النيسابوري أنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال أبو ثعلبة الخشني لاشر بن حمير
أخبرنا أبو البركات (5) ابن المبارك أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء أنا
البابسيري أنا الأحوص بن المفضل أنا أبي حدثني رجل من قيس يقال له عبد الله بن
الحارث عن رجل من أهل دمشق يسكن قرية الخشنيين من بيت البلاط أن اسم أبي ثعلبة
الخشني لاشر بن جرهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي (6) العبدي أنا هبة الله بن

(1) في طبقات خليفة " الاشق " والمثبت عن الإصابة.
(2) زيادة منا.
(3) تهذيب الكمال 21 / 125.
(4) بالأصل: ثعلب.
(5) تحرفت بالأصل إلى: الزناتي.
(6) كذا.
95

إبراهيم أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال أبو ثعلبة الخشني لاشر بن حمير
ويقال جرثوم
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو
القاسم البغوي حدثني عمي عن أبي عبيد قال أبو ثعلبة الخشني صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) اسمه
لاشر بن جرهم بن النمر بن وبرة
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنا الخطيب أنا محمد بن عبد الله بن شهريار أنا
سليمان بن أحمد الطبراني أنا (1) أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نا حياة بن شريح قال
سمعت بقية بن الوليد يقول اسم أبي ثعلبة الخشني لاشومة بن جرثومة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران
أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال (2) سمعت عمي يقول
اسم أبي ثعلبة الخشني لاشر (3) بن حمير
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا ابن منجويه أنا أبو محمد الحاكم
قال (4)
أبو ثعلبة الخشني جرهم ويقال جرثوم بن ناشر ويقال ابن ناشب ويقال
عمرو (5) بن جرثوم من النمر بن وبرة ويقال ألاشق بن جرهم ويقال اسمه جرثومة بن
ناشج وخشينة وهو وائل بن النمر بن وبرة بن ثعلبة (6) بن حلوان بن الحاف بن قضاعة بن
مالك بن حمير نزل الشام له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال (7) وأما خشين فهي قبيلة وهم خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن

(1) زيادة لازمة لتقويم السند.
(2) سير أعلام النبلاء 2 / 568.
(3) عن سير الاعلام، وبالأصل: ناشر.
(4) رواه أبو أحمد الحاكم النيسابوري في الأسامي والكنى 3 / 25 رقم 990.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الأسامي والكنى لاقتضاء السياق.
(6) بالأصل: ثعلب.
(7) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 125.
96

عمران بن الحاف بن قضاعة منهم أبو ثعلبة الخشني صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال ابن الكلبي (1) أبو ثعلبة الأشر بن جرهم بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيعة الرضوان
وضرب له بسهمه يوم حنين (2) وأرسله إلى قومه فأسلموا وأخوه عمرو بن جرهم أسلم
على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وهما من ولد لبوان بن مر بن خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلب
قرأت ذلك في كتاب أبي (3) بكر بن الحلواني بخطه عن أبي سعيد السكري عن ابن حبيب عنه
وقال غيره اسم أبي ثعلبة الخشني جرهم بن ياشم ويقال جرثوم
قال مسلم بن الحجاج وقال الدارمي اسم أبي ثعلبة لاش بن حمير روى عنه أبو
إدريس الخولاني
أخبرنا أبو البركات المجهز أنا أبو الفضل المقدسي أنا أبو مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال
جرهم ويقال جرثوم بن ناشم ويقال ابن ناشب ويقال جرثوم بن قيس
ويقال عمرو بن جرثوم ويقال ابن أبي شيبة لاشر بن حمير أبو ثعلبة الخشني وخشينة
حي في قضاعة نزل الشام سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه أبو إدريس الخولاني في الذبائح
قال ابن سعد كاتب الواقدي مات سنة خمس وسبعين
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال أنا أبو نعيم الحافظ (4)
لاشر بن حمير ويقال لاشومة بن جرثوم وقيل ناشب بن عمرو وقيل لاش بن
جلهم وقيل عرنوف بن ناشم وقيل ناشر وقيل جرثمة (5) بن ناشب وقيل جرهم بن
ناشم وقيل جرثوم أبو ثعلبة الخشني
وقال أبو نعيم في موضع آخر (6) جرثوم بن ناشب وقيل ابن ناشم وقيل ابن
ناشر وقيل ابن لاش وقيل جرهم واختلف فيه وقيل غير ما ذكرنا كنيته أبو ثعلبة

(1) أسد الغابة 5 / 44.
(2) في أسد الغابة: " يوم خيبر " وهو الصواب.
(3) بالأصل: أبو.
(4) تهذيب الكمال 21 / 125.
(5) في تهذيب الكمال: خريم.
(6) تهذيب الكمال 21 / 125.
97

الخشني وخشينة بطن من قضاعة سكن الشام وتوفي سنة خمس وسبعين روى عنه
عبد الله بن عمرو بن العاص وأبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير وعطاء ويزيد
ومسلم بن مشكم وأبو أمية الشعباني ومكحول وغيرهم
قال قي حرف اللام (1) لاشر بن حمير وقيل لاشومة بن جرثوم وقيل لاش بن
جلهم أبو ثعلبة الخشني مختلف في اسمه وقيل عرنوف (2) بن ناشم وقيل ناشر
وقيل ناشب بن عمرو (3) وقيل خريم بن ناشب وقيل جرهم بن ناشم وقيل
جرثوم تقدم ذكره في باب الجيم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) أما خشين بضم الخاء
المعجمة وفتح الشين المعجمة فهو خشين بن النمر بن وبرة بن ثعلب (5) بن حلوان بن
عمران بن الحاف بن قضاعة وإليه ينسب أبو ثعلبة الخشني صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
ابن الكلبي اسمه ألاشق بن جرهم بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيعة الرضوان وضرب له بسهمه
يوم حنين (6) وأرسله إلى قومه فأسلموا وأخوه عمرو بن جرهم أسلم على عهد
النبي (صلى الله عليه وسلم) وهما من ولد لبوان بن مر بن خشين وقال غير ابن الكلبي اسمه جرهم بن
ناشم ويقال جرثوم وقال الدارمي اسمه لاش بن حمير
وقال في باب الخشني (7) أوله خاء مضمومة معجمة بعدها شين معجمة مفتوحة ثم
نون فهو أبو ثعلبة الخشني له صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مختلف في اسمه ونسبه روى
عنه أبو إدريس الخولاني وأبو أسماء الرحبي
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو القاسم علي بن الفضل بن
طاهر بن الفرات
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد وأنبأ أبو الحسن

(1) تهذيب الكمال 21 / 125 - 126.
(2) تهذيب الكمال: غرنوق.
(3) بالأصل: عمر، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 467.
(5) في الاكمال: تغلب.
(6) كذا بالأصل والاكمال، ولاحظنا فيما تقدم في أسد الغابة عن ابن الكلبي: يوم خيبر.
(7) الاكمال لابن ماكولا 3 / 260 - 261.
98

الربعي قالا أنا عبد الوهاب الكلابي أخبرنا ابن (1) جوصا قراءة
وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي
أنا أبو القاسم بن عتاب أنا أبو جوصا إجازة نا محمد بن هاشم نا سويد عن
محمد بن عبد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
أن أبا ثعلبة جرثوم بن عمرو الخشني (2) في سفر فأتى أبو ثعلبة النبي (صلى الله عليه وسلم)
زاد ابن عتاب وذكر الحديث
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا خيثمة بن سليمان ومحمد بن يعقوب قالا نا أحمد بن الفرج نا بقية بن
الوليد نا الزبيدي عن ابن سيف حدثني أبو إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني قال
أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فصعد في النظر وصوبه وقال نويئبة (3) فقلت يا رسول الله أنويئبة خير
أم نويئبة شر قال بل نويئبة خير قلت يا رسول الله إني في أرض صيد فأرمي بقوسي
فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لا (4) أدرك ذكاته فأرسل كلبي المكلب فمنه ما أدرك ذكاته
ومنه ما لا (5) أدرك ذكاته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ردت عليك قوسك وكلبك فكل
ذكيا (6) وغير ذكي (7) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد وأبو
محمد بن أبي نصر وعقيل بن عبيد الله
وأخبرنا أبو محمد أيضا أنبأ أبو الحسن بن أبي الحديد وأنا أبو محمد بن أبي
نصر قالوا أنا أبو بكر أحمد بن القاسم نا أبو زرعة نا إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن
زبر حدثني أبي عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم عن أبي ثعلبة الخشني قال أتيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي نويئبه فقلت يا رسول الله نويئبة خير أو نويئبة شر قال بل

(1) بالأصل: أبو.
(2) الجملة غير واضحة بالأصل وصورتها: وابن عنر له فاتا.
(3) في مسند أحمد، في كل المواضع: نويبتة.
(4) زيادة عن المسند.
(5) زيادة عن المسند.
(6) الأصل: ذكي، والمثبت عن المسند.
(7) رواه أحمد بن حنبل في مسنده 6 / 224 رقم 17763.
99

نويئبة خير لا تأكلوا الحمار الأهلي ولا ذا ناب من السبع [* * * *]
أنبأنا أبو علي بن نبهان
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أبو الحسن بن محمد بن
إسحاق وأبو علي بن نبهان
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا
محمد بن الحسن بن مقسم نا أحمد بن يحيى ثعلب قال في الحديث نويئبة خيب ونويئبة
شر أي نائبة تصغير
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) نا محمد بن
عمر حدثنا عبد الرحمن بن صالح عن محجن بن وهب (2) قال قدم أبو ثعلبة الخشني
على رسول الله وهو يتجهز (3) إلى خيبر فأسلم وخرج معه فشهد خيبر ثم قدم بعد
ذلك سبعة نفر من خشين فنزلوا على أبي ثعلبة فأسلموا وبايعوا ورجعوا إلى قومهم
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي أنا أبو المظفر محمود بن جعفر وأبو
الطيب محمد بن أحمد بن إبراهيم قالا أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد البغدادي
نا الفضل بن الخصيب نا أبو بكر محمد بن أبي بكر البرجمي البصري نا الأنصاري عن
ابن جريج أخبرنا (4) أبو الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي عن أبي ثعلبة قال
قلت يا رسول الله مات لي ولدان في الإسلام قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مات له
ولدان في الإسلام أدخله الله بفضل رحمته إياهم (5) الجنة [* * * *] فلقيني أبو هريرة قال أنت
الذي قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الولدان ما قال قلت له نعم قال لأن يكون قالها لي

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 416.
(2) في ابن سعد: وهيب.
(3) تقرأ بالأصل: " وكلف مجهز " والمثبت: " وهو يتجهز " عن ابن سعد.
(4) من هذا الطريق رواه ابن حجر في الإصابة 4 / 28 في ترجمة أبي ثعلبة الأشجعي. ونقل ابن حجر عن الدارقطني
أن بعضهم رواه عن ابن جريج فقال: " الخشني ". ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 5 / 43 في ترجمة أبي ثعلبة
الأشجعي أيضا. وقال أبو عيسى الترمذي: أبو ثعلبة الأشجعي له حديث واحد، هو هذا الحديث. وليس هو
بالخشني.
(5) في الإصابة وأسد الغابة: " إياهما ".
100

أحب إلي مما أغلقت عليه حمص وفلسطين
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا عبد الرزاق نا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن
أبي ثعلبة قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت له يا رسول الله اكتب لي بأرض كذا وكذا لأرض
بالشام لم يظهر عليها النبي حينئذ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا تسمعون (2) إلى ما يقول هذا [* * * *]
فقال أبو ثعلبة والذي نفسي بيده لتظهرن عليها قال فكتب له بها
كتب إلي أبو بكر الشيروي ثم حدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي
نصر أنا أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا عبد الوهاب
هو ابن العطاء أنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي ثعلبة الخشني
أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا رسول الله أكتب (3) لي بأرض قال أكتب لك بأرض
الشام أو بالروم [* * * *] قال يا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) والذي بعثك بالحق لتملكن ما تحت أقدامهم فأعجب
ذلك النبي (صلى الله عليه وسلم) وجعل ينظر إلى الصحابة أي انظروا ما يقول أبو ثعلبة قال فكتب له بها
كتابا قال قلت يا رسول الله أنا بأرض صيد فماذا يحل لنا من ذلك وما يحرم علينا
قال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أرسلت كلبك المعلم أو المكلب شك سعيد وذكرت اسم الله عليه
فأخذ أو قتل فكل وإذا أرسلت كلبك الذي ليس بمعلم فما أدركت ذكاته فكل وما لم
تدرك ذكاته فلا تأكل وما رد سهمك فكل [* * * *] قال قلت يا رسول الله أنا بأرض أهلها أهل
الكتاب وإنا نحتاج إلى قدورهم (4) وآنيتهم قال فلا تقربوها ما وجدتم بدا فإن لم تجدوا
بدا فاغسلوها بالماء ثم اطبخوا واشربوا [* * * *] قال ونهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن لحم الحمار
الأهلي وعن كل سبع ذي ناب قال فزعموا أنهم لما ظهروا على الشام أخرج كتاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعطى ما فيه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر الباقلاني قال أبو علي بن شاذان أنا

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 6 / 221 رقم 17752 طبعة دار الفكر، وعن أحمد في مسنده رواه الذهبي في سير
أعلام النبلاء: (4 / 185) ط دار الفكر.
(2) الأصل: " تسمعوا " والمثبت عن المسند وسير الاعلام.
(3) بالأصل: كتب.
(4) بالأصل: قدرهم.
101

عبد الله بن إسحاق البغوي قال وأنا أبو الفوارس محمد وأحمد بن عياض (1)
وجابر (2) بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة أن أبي ثعلبة الخشني قال
يا رسول الله أكتب في أرض كذا وكذا أرض هي يومئذ بأيدي الروم فكأنه أعجبه
الذي قال فقال ألا تسمعون ما يقول [* * * *] فقال والذي بعثك بالحق لتفتحن عليك قال
فكتب له بها
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
أنا محمد بن أحمد بن حمدان
وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه وأبو عبد الله الحسين بن
عبد الملك قالا أنبأ إبراهيم بن منصور أنا محمد بن إبراهيم بن المدني قالا أنا أبو
يعلى أحمد بن علي نا أبو خثيمة نا جرير عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي
ثعلبة الخشني قال
كان أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل يتناجيان بينهما بحديث فقلت لهما ما
حفظتما وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد بن حمدان في قال وقالا وكان أوصاهما في قالا
ما أردنا أن ننتجي بشئ دونك إنما وقال ابن المقرئ إنا ذكرنا حدثنا (3) حديثا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجعلا يتذكرانه قالا إنه بدأ هذا الأمر نبوة
ورحمة ثم كائن خلافة ورحمة ثم كائن ملكا عضوضا ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الأمة فيستحلون الحرير
والخمر وقال ابن حمدان والخمور وزاد الفروج والفساد في الأمة وقال ابن المقرئ
وفسادا في الأرض وقالا ينصرون على ذلك ويرزقون أيدا حتى يلقوا الله وفي حديث
ابن المقرئ ثم كانت في المواضع الثلاثة
قالا ونا أبو يعلي نا محمد بن المنهال أخو حجاج نا عبد الواحد بن زياد عن
ليث باسناده فذكر نحوه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو

(1) كلمة غير واضحة بالأصل.
(2) بياض في الأصل.
(3) بالأصل: " أبا زكريا حدثنا ".
102

عمرو بن حمدان أنا حامد بن محمد بن شعيب نا داود بن رشيد نا عمر بن عبد الواحد
الدمشقي (1) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيد الله قال
بينا أبو ثعلبة الخشني وكعب (2) جالسين ذات يوم إذ قال أبو ثعلبة يا أبا إسحاق ما
من عبد تفرغ لعبادة الله إلا كفاه الله مؤونة الدنيا قال أشئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أم (3) شئ تراه قال بل شئ أراه قال قال في كتاب الله المنزل من جمع همومه هما
واحدا فجعله في طاعة الله كفاه الله ما همه وضمن السماوات والأرض رزقه فكان رزقه على
الله وعمله لنفسه ومن فرق همومه فجعل في كل واد هما لم يبال الله في أيها هلك ثم
تحدثنا ساعة فمر رجل يختال بين بردين فقال أبو ثعلبة يا أبا إسحاق بئس الثوب ثوب
الخيلاء فقال أشئ سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم شئ تراه قال بل شئ أراه قال قال
في كتاب الله المنزل من لبس ثوب خيلاء لم ينظر الله إليه حتى يضعه عنه وإن كان يحبه
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني
وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد إذنا أنا جدي أبو عبد الله قالا أنا علي بن
الحسن الربعي أخبرني أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي أنا أبو الخليل
العباس بن الخليل الحضرمي نا أبو علقمة يعني نصر بن خزيمة بن علقمة بن
محفوظ بن علقمة أخبرني عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن (4) ابن
عائذ (5) قال قال ناشرة بن سمي ما (6) رأينا أصدق حديثا من أبي ثعلبة الخشني لقد
صدقنا حديثه في الفتنة الأولى فتنة علي وكان أبو ثعلبة لا يأتي عليه ليلة إلا خرج ينظر إلى
السماء فينظر كيف هي ثم يرجع فيسجد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا عبد العزيز أنا علي بن محمد بن طوق أنا
عبد الجبار بن محمد بن مهنى (7) أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر نا أبو زرعة قال

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 569 - 570 والمزي في تهذيب الكمال 20 / 126.
(2) بالأصل: أيوب، والمثبت عن المختصر وسير الاعلام وتهذيب الكمال.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن تهذيب الكمال.
(4) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 127.
(5) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن تهذيب الكمال، وفيه: عن عبد الرحمن بن عائذ.
(6) الزيادة لازمة للايضاح عن تهذيب الكمال.
(7) رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص 58.
103

غزا (1) أبو ثعلبة الخشني للقسطنطينية مع يزيد بن معاوية سنة خمس وخمسين
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا محمد بن علي بن
حبيش نا إسماعيل بن إسحاق بن السراج نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم أن أبا ثعلبة
كان يقول إني لأرجو أن لا يخنقني الله كما يخنقكم فبينما هو في صرحة داره إذ نادى يا
عبد الرحمن وقد قتل عبد الرحمن جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما أحس بالموت أتى مسجد بيته
فخر ساجدا فمات وهو ساجد
قال وأنا أبو نعيم (3) نا أحمد بن بندار قال أبو بكر بن أبي عاصم نا عمرو (4) بن
عثمان نا أبي نا خالد بن محمد الكندي وهو أبو محمد وأحمد ابنا خالد الوهبي قال
سمعت أبا الزاهرية يقول سمعت أبا ثعلبة يقول إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز وجل كما
أراكم تخنقون عند الموت قال فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد فرأت
ابنته أن أباها قد مات فاستيقظت فزعة فنادت أمها أين أبي قالت قي مصلاه فنادته فلم
يجبها فأنبهته فوجدته ساجدا فحركته فوقع لجنبه ميتا
أخبرنا أبو علي الحداد وغيره إذنا قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (5) أنا سليمان بن
أحمد نا محمد بن علي المديني سعه (6) ثنا أبو موسى هارون بن عبد الله قال مات أبو
ثعلبة الخشني سنة خمس وسبعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن محمد البسري أنا أبو طاهر المخلص
إجازة نا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني
أبي حدثني القاسم بن سلام قال سنة خمس وسبعين فيها توفي أبو ثعلبة الخشني
بالشام (7) وكذا ذكر أبو حسان الزيادي في تاريخ وفاته

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن تاريخ داريا.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 31 ومن طريق داود بن رشيد رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 127.
(3) حلية الأولياء 2 / 30 - 31 وتهذيب الكمال 21 / 127 من طريق خالد بن محمد الكندي، وسير الاعلام 2 / 570 - 571.
(4) تحرفت بالأصل إلى: عمر، والمثبت عن الحلية وسير الاعلام.
(5) غير مقروءة بالأصل.
(6) كذا رسمها بالأصل.
(7) تهذيب الكمال 21 / 127 وسير الاعلام 2 / 571.
104

" حرف الجيم "
8415 أبو الجراح الغساني
حكى عن أمه
روى عنه مستنير بن الزبير
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم وغيرهما قالوا ثنا
عبد العزيز بن أحمد الكتاني (1) أنا أبو الحسين بن أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان أنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن
جش بن محمد بن جش أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي المصيصي أنا
عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي قال وحدثني مستنير بن الزبير قال حدثني أبو الجراح
الغساني قال
كانت أمي من ذلك السبي يومئذ يعني يوم أغار خالد بن الوليد على غسان بمرج
راهط قسمهم قبل افتتاحهم دمشق قال فلما رأت هدي المسلمين وصلاحهم وحسن
صلاتهم وما هم فيه وقع الإسلام في قلبها فأعجبها ما رأت منهم فأسلمت فكانت مع
المسلمين ثم إن أبي طلبها في السبي فوجدها (2) فجاء إلى المسلمين فقال لهم يا أهل
الإسلام إني امرؤ مسلم وقد جئتكم مسلما وهذه امرأتي قد أصبتها فإن رأيتم أن
تصلوني بها وتحفظوا حقي وتردوا علي أهلي فعلتم قال وقد كانت امرأته أسلمت وحسن
إسلامها فقال لها المسلمون ما تقولين في زوجك فقد جاء يطلبك وهو مسلم فقالت
إن كان مسلما رجعت إليه وإن لم يكن مسلما فلا حاجة لي فيه ولست براجعة إليه فلما
عرفت إسلامه طابت نفسها بالرجوع إليه فدفعوها إليه
8416 أبو الجعد السائح
بلغ في سياحته جبل لبنان من أعمال دمشق
حكى عنه علي بن سيابة الصوفي
105

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المبارك بن الخل (1) الفقيه وغيره إذنا قالوا أنا
جعفر بن أحمد السراج أنا أبو طاهر محمد بن علي الواعظ نا أبو حفص عمر بن
أحمد بن عثمان المروروذي نا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير نا أحمد بن محمد بن
مسروق الطوسي نا أبو محمد عبد الصمد الصوفي نا علي بن سيابه وكان من ظرفاء
الصوفية ونساكهم قال لي أبو الجعد السائح رأيت رجلا حسن الوجه كأنه الشن البالي
بجبال لبنان وعليه خرقة وما معه شئ ولا عليه غير تلك الخرقة فسمعته يقول
* شدة الشوق والهوى * تركاني كما ترى *
8417 أبو جعدة القرشي مولاهم دمشقي
له ذكر فيمن قاتل مع يزيد بن الوليد
تقدم ذكره
8418 أبو جعفر الصاحي
حكى عن شعيب
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ وغيرهما قالوا أنا رشأ بن
نظيف إجازة أنا أبو الحسن بن السمسار أنا أبو سليمان بن زبر نا أبو إسحاق
إبراهيم بن مروان قال سمعت العباس بن الوليد يقول حدثني عبد الحميد بن بكار نا
محمد بن شعيب قال
كان معنا رجل يقرأ في حلقة المساكين فقال لنا يوما ألا أحدثكم برؤيا رأيتها قلنا
وما هي قال رأيت كأن طائرا وقع على جانب القبة ثم مثل لي أنه صار رجلا فقال فلان
قدري وفلان كذا وأبو جعفر الصاحي نعم الرجل وابن عمرو خير من يمشي على
الأرض وأنت يا فلان ميت غدا
قال فلما أصبحنا قلت أرعاه ببصري (2) فقمت بعدما طلعت الشمس فإذا هو
جالس في الصحن يتفلى فقال لي أسبق تأخذ السرير قبل أن تسبق إليه قال ثم انصرفت

(1) كلمة غير واضحة بالأصل، ولم أعثر على هذا الشيخ في مشيخة ابن عساكر، والمثبت عن وفيات الأعيان 4 / 227
ترجم له وكناه أبا الحسين.
(2) تقرأ بالأصل: مصري، والمثبت عن المختصر.
106

إلى البيت مستخفيا (1) فلما كان قبل الظهر ذكرت فقلت إيش علي لو ذهبت حتى أنظر
مصداق رؤيا هذا الرجل فرحت إلى المسجد فلقيت من يخبرني أنه مات
كذا في هذه الرواية
ورواها أحمد بن أنس بن مالك عن عباس فقال بدل أبي جعفر الصاحي أبو حفص (2)
عثمان بن أبي العاتكة وهو الصواب وهذه الرواية تصحيف تصحف أبو حفص (3) بأبي
جعفر وتصحف القاص (4) بالصاحي والله أعلم (5)
8419 أبو جعفر الخراساني الشافعي
كان بدمشق
وحكى عن الأصمعي
حكى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن سعيد الخشاب المصري
ذكر أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرظي الفقيه حدثني إبراهيم بن
عثمان حدثني أبو جعفر الخراساني بدمشق من أصحاب الشافعي قال قال الأصمعي
دخلت المقام (6) فإذا أنا بامرأة تبكي ابنا لها وهي تقول
* لما نشأ ورجوته لغد (7) * وظننت أن يقوى به ظهري
ويكون من أعمامه خلفا * ونشد بعد ناظر (8) أزري
رشقته عن قوس بلا ترة (9) * سهم المنون بمنزل قفر
ما زلت حتى ذقت لوعتها * فأمر منها لوعة الصبر *

(1) بالأصل: مستخفا، والمثبت عن المختصر.
(2) بالأصل: جعفر، خطأ، والصواب ما أثبت راجع ترجمة عثمان بن أبي العاتكة في تهذيب الكمال 12 / 419.
(3) بالأصل: جعفر.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(5) لم يذكر المصنف في ترجمة عثمان بن أبي العاتكة هذه الرواية راجع في تاريخ مدينة دمشق 38 / 391
(طبعة دار الفكر) ولم ترد أيضا في ترجمته في تهذيب الكمال.
(6) كذا بالأصل، وفي المختصر: المقابر.
(7) في المختصر: ذخري.
(8) في المختصر: ويشد بعد تأطر.
(9) في المختصر: وتر.
107

وقال أيضا رأيت أخرى تبكي ابنها وتقول
* قد كنت آملة وأرجو نفعه * وأعيذه بالله من حسد العدى
وأزال أرقيه وأنفت حوله * حتى يغطي الصبح أستار الدجا
حذر العيون عليه إلا أنه * لا ينفع الحذر التمائم والرقى
أبني قد أبليتني قيل البلى * قدما وقد أنسيتني ما قد مضى
أما الفراق فقد شربت بكأسه * فمتى يكون حبيب نفسي الملتقى *
8420 أبو جعفر بن بحبري (1)
روى عن منبه بن عثمان
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي (2)
8421 أبو جعفر ابن بنت أبي سعيد الثعلبي
حكى عن عبيد بن صرد الكوفي وحاجب بن أبي علقمة العطاردي ومحمد بن أبي
مالك الغنوي
روى عنه أبو بكر الخرائطي ومحمد بن المهاجر العدل
قرأت على أبي يعلى حمزة بن علي بن هبة الله عن أبي القاسم عبد الواحد بن
علي بن محمد بن فهد العلاف نا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس أنا أبو
عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد الهروي نا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي نا أبو
جعفر ابن بنت أبي سعيد الثعلبي الدمشقي قال سمعت عبيد بن صرد أخا ضرار بن
صرد يقول سمعت رجلا من ولد الربيع بن خثيم (3) يقول كتب الربيع بن خثيم (4) إلى
أخ له أما بعد فرم جهازك وأفرغ من زادك (5) وكن وصي نفسك ولا تجعل الناس

(1) كذا صورتها بالأصل.
(2) الصرفندي هذه النسبة إلى الصرفندة، وهي من قرى صور، وهي بلد على ساحل بحر الروم (الأنساب) راجع
معجم البلدان 3 / 402 وقد ترجمه ياقوت وقال: " سمع بدمشق... وأبا جعفر محمد بن يعقوب بن حبيب " لعله
صاحب الترجمة.
(3) تحرفت في المختصر إلى: خيثم.
(4) تحرفت بالأصل هنا إلى: خيثم.
(5) الأصل: دارك، والمثبت عن المختصر.
108

أوصياءك ولا تجعل الدنيا أكبر همك فإنه لا عوض من تقوى الله ولا خلف من الله
أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن السجزي المعروف بالبخاري
بهراة فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني أنا أبو محمد أحمد بن أحمد
التوني ثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد الشروطي ببست أنا أبو حاتم محمد بن حبان بن
أحمد البستي أنا محمد بن المهاجر المعدل نا أبو جعفر بن ابنة أبي سعيد الثعلبي
الدمشقي حاجب ابن أبي علقمة العطاردي قال سمعت أبي يقول قال مطرف بن
عبد الله بن الشخير لابن أخيه يا ابن أخي إذا كانت لك حاجة إلي فاكتب بها إلي في رقعة
فإني أصون وجهك عن ذل السؤال وأنشد في ذلك
* يا أيها المتبع نبل الرجال * وطالب الحاجات من ذي الأنوال
لا تحسبن الموت موت البلى * وإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت والردى * أعظم لذل السؤال *
8422 أبو جعفر بن ماهان الرازي
سمع بدمشق هشام بن عمار ودحيما
روى عنه أبو الشيخ الأصبهاني
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا عبد الله بن محمد نا أبو
جعفر بن ماهان الرازي نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال سمعت
بلال بن سعد السكوني يقول إن المؤمن ليقول قولا فلا يدعه الله وقوله حتى ينظر في عمله
فإن كان عمله موافقا لقوله لم يدعه حتى ينظر (2) ما نوى به فإن سلمت له النية فبالحري أن
يسلم له سائر ذلك إن المؤمن ليقول قولا يوافق قوله (3) عمله وإن المنافق ليقول بما يعلم
ويعمل بما ينكر انتهى
8423 أبو جعفر الطبري
اسمه محمد بن جرير تقدم في حرف الميم

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 229 - 230 في ترجمة بلال بن سعد.
(2) في الحلية: حتى ينظر في ورعه، فإن كان ورعه موافقا لقوله وعمله لم يدعه حتى ينظر فيما نوى به.
(3) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
109

8424 أبو جعفر الحداد الصوفي (1)
سافر ودخل دمشق وهو من أقران الجنيد بن محمد (2) ورويم بن يزيد
لقي أبا تراب النخشبي (3)
حكى عنه جعفر بن محمد بن نصير الخلدي وأبو الحسن العلوي وأحمد بن
النعمان البصري ومحمد بن الهيثم
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز أنا عبد الله الحسين (4) بن
يحيى بن إبراهيم المكي أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا أبو الحسن بن
جهضم حدثني أبو بكر أحمد بن محمد البادي (5) مذاكرة عن أبي جعفر الحداد قال
كنت اختلفت إلى الصوفية وأنا حدث فلما كان ذات يوم تبعني رجل فتعرض لي
فدفعته عن نفسي جهدي وطاقتي فلازمني حيث ما مضيت وجئت وذهبت يتبعني
وخشيت أن يقطعني عن صحبة الفقراء ومجالستهم وضاق بذلك صدري فخرجت يوما إلى
البرية فتبعني لا أكلمه وهو لا يكلمني كلما مشيت مشى وإذا جلست جلس فلما كان
بعد ثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب وجئنا إلى بئر طويل فقلت له لئن أنت أعفيتني منك
وانصرفت عني وإلا طرحت نفسي في هذا البئر فلم يصدقني أني أفعل ذلك فسكت
وجلس ناحية فرميت نفسي في البئر فوقعت على صخرة في وسط البئر فجلست عليها
وبقي الرجل يصيح في الصحراء وقد جعل التراب على رأسه ويجئ كل ساعة يطلع في
البئر ثم هام على وجهه فبقيت في البئر ثلاثة أيام على حالتي فلما كان يوم الرابع إذا حية
عظيمة قد خرجت من ثقب في (6) البئر ودارت حول البئر على رأس الماء فقلت في نفسي
قد أمرت في بأمر مرحبا بحكم الله فلما بلغت إلى عندي قاءت (7) فرمت شيئا أصفر كأنه

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 14 / 412 والرسالة القشيرية ص 167 و 235 وحلية الأولياء 10 / 339.
(2) ترجمته وأخباره في الرسالة القشيرية ص 430 رقم 65 وحلية الأولياء 10 / 255.
(3) رسمها بالأصل: " الحسسى " تصحيف، وهو أبو تراب النخشبي، راجع ترجمته وأخباره في حلية الأولياء 10 / 45
والرسالة القشيرية ص 436 رقم 75.
(4) كلمة غير مقروءة بالأصل، ولعل الصواب ما أثبت.
(5) كذا رسمها بالأصل.
(6) كتبت فوق الكلام بالأصل.
(7) رسمها بالأصل: " ما - ب " والمثبت عن المختصر.
110

صفرة البيض على وجه الماء ومرت الحية ورجعت في الثقب فقلت هذا ما أشك هو
رزقي فمسسته وإذا فيه لبن فأخذته وتذوقته فإذا طعمه طيب فأكلته فوجدت فيه شبعا
فلما كان اليوم الثاني إذ بالحية قد خرجت من الثقب ودارت في البئر على رأس الماء حتى
بلغت إلى عندي فقاءت مثل ذلك فأخذته وأكلته وأقمت (1) على هذا ثلاثة أيام فكأني
أنسيت بالموضع وغمني فوات الصلوات فخرجت الحية يوم الرابع وانسابت في الحائط
حتى صار رأسها عند رأس البئر وذنبها في آخر البئر فثبتت رأسها فوقع لي أنها تقول
تمسك بي فتعلقت بها فإذا هي قد رفعتني إلى رأس البئر وخرجت ودخلت إلى البصرة
وجئت إلى الفقراء فحدثتهم فدعوا لي دعاء رأيت بركته ثم صرت إلى أهلي فحدثتهم
بقصتي
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا وأبو الحسن بن سعيد نا الخطيب (2) أنا
محمد بن علي بن الفتح
وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا أبو بكر المزكي
قالا قال أبو عبد الرحمن السلمي أبو جعفر الحداد الكبير بغدادي من أقران
الجنيد ورويم وكان أستاذ أبي جعفر الحداد الصغير
أخبرنا أبو منصور وأبو الحسن قالا قال أنا أبو بكر الخطيب (3) أبو جعفر الحداد
من مشايخ الصوفية كان شديد الاجتهاد معروفا بالإيثار
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر (4) بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن (5) أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا العباس البغدادي يقول سمعت محمد (6) بن
عبد الله الفرغاني يقول حدثني (7) أبو جعفر الحداد قال دخلت دمشق فوقفت على قاسم

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن المختصر.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 412.
(3) تاريخ بغداد 14 / 412.
(4) قوله: " عبد الغافر " مكرر بالأصل.
(5) كلام ناقص بعدها بالأصل، والكلام متصل، ولعله محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه،
ابن المزكي، راجع ترجمته في سير الاعلام 18 / 398، وراجع الحاشية المتعلقة بقاسم الجوعي.
(6) بالأصل: " ابن محمد ".
(7) تقرأ بالأصل: " حسن " والمثبت عما تقدم في ترجمة القاسم الجوعي.
111

الجوعي وهو يتكلم فذكر حكاية هي في ترجمة قاسم (1)
قال (2) وأنا السلمي قال سمعت علي بن سعيد يقول سمعت أحمد بن محمد بن
علي يقول سمعت أحمد بن النعمان البصري قال قال أبو جعفر الحداد
أشرف علي أبو تراب يوما وأنا جالس على بركة في البادية فيها ماء ولي ستة عشر يوما
لم آكل ولم أشرب من البركة وأنا جالس فقال لي ما جلوسك قلت أنا (3) بين العلم
واليقين انتظر من يغلب فأكون معه قال سيكون لك شأن من الشأن
أخبرنا أبو جعفر المكي إذنا أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم أنا الحسين بن علي
الشيرازي أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم حدثني أبو العباس أحمد بن محمد
البردعي حدثني أحمد بن النعمان البصري عن أبي جعفر الحداد (4) قال
أشرف علي أبو تراب وأنا جالس على طرف بركة في البادية فيها ماء ولي ستة عشر
يوما لم آكل ولم أشرب من البركة فقال لي ما جلوسك هنا فقلت أنا بين العلم واليقين
انظر من يغلب فأكون معه فقال أبو تراب سيكون لك شأن
قال وأنا السلمي (5) قال سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت أبا عمر
الأنماطي يقول مكث أبو جعفر الحداد عشرين سنة يكتسب كل يوم دينارا (6) فيتصدق به أو
ينفقه على الفقراء وهو أشد الناس اجتهادا وخرج بعد العشاءين فيتصدق من (7) الأبواب ولا
يفطر إلا في وقت ما أحل الله على الميتة وكان من رؤساء المتصوفة
وأنا أبو (8) المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن أبي (9)
أخبرنا أبو منصور زريق أنا وأبو الحسن بن سعيد نا (10) الخطيب (11) أنا

(1) يعني القاسم بن عثمان الجوعي، راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق - طبعة دار الفكر - 49 / 119.
(2) يعني أبا بكر المزكي.
(3) بالأصل: ان.
(4) الخبر في الرسالة القشيرية ص 178 - 179.
(5) تقرأ بالأصل: " أسلم " ولعل الصواب ما أثبت.
(6) بالأصل: " يكتسب حل من مر " كذا صوبنا الجملة عن المختصر.
(7) بالأصل: ومن.
(8) سقطت من الأصل.
(9) كذا.
(10) الأصل: بن، خطأ. والسند معروف.
(11) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 412 والقشيري في الرسالة القشيرية ص 167.
112

عبد الكريم بن هوازن قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا العباس
البغدادي يقول سمعت محمد بن عبد الله الفرغاني (1) يقول سمعت أبا جعفر الحداد
يقول مكثت بضع عشرة سنة أعتقد التوكل وأنا أعمل في السوق آخذ كل يوم أجرتي ولا
أنتفع بها بشربة ماء ولا بدخلة حمام وكنت أجئ بأجرتي إلى الفقراء في الشونيزي (2)
وأكون على حالي
قال (3) وأنا محمد بن علي بن الفتح أنا محمد بن الحسين بن موسى الصوفي أبو
عبد الرحمن قال سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت أبا عمر الأنماطي
يقول مكث أبو جعفر الحداد عشرين سنة يكتسب كل يوم دينارا يتصدق به أو قال ينفقه
على الفقراء وهو أشد الناس اجتهادا ويخرج بين العشاءين فيتصدق من الأبواب ولا يفطر إلا
في وقت ما أحل الله عليه الميتة وكان من رؤساء المتصوفة
أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنا محمد بن يحيى نا أبو عبد الرحمن السلمي قال
سمعت عبد الله بن يحيى يقول سمعت أحمد بن محمد البردعي يقول سمعت أبا الحسن
العلوي البصري يقول كان أبو جعفر الحداد يمكث عشرين سنة يكسب كل يوم دينارا وعشرة
دراهم وينفقه على الفقراء ولا يسألهم عن مسألة ويصوم النهار كله ثم يخرج بين
العشاءين ويدور على الأبواب ويسأل
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت منصور بن عبد الله الأصبهاني يقول
سمعت (4) بن محمد يقول سمعت أبا جعفر الحداد (5) يقول الفراسة هي أول خاطر
بلا معارض فإن عارض معارض (6) من جنسه فهو خاطر وحديث نفس
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز سمعت أبي أبا القاسم يقول سمعت
أبا عبد الله السواري يقول سمعت عبد الواحد بن (7) يقول سمعت أبا بكر الجوال

(1) في تاريخ بغداد: الزعفراني.
(2) كذا بالأصل وتاريخ بغداد، وورد في معجم البلدان: الشونيزية: مقبرة ببغداد.
(3) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 14 / 412.
(4) كذا بالأصل.
(5) الخبر في الرسالة القشيرية ص 235.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن الرسالة القشيرية.
(7) تقرأ بالأصل: " أكمل ".
113

يقول سمعت أبا عبد الله الحصري يقول مكث أبو جعفر الحداد عشرين سنة يعمل كل يوم
بدينار وينفقه على الفقراء ويصوم ويخرج بين العشاءين فيتصدق من الأبواب
أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم أنا الحسين (1) بن علي بن محمد الشيرازي
وكتب إلي أبو سعد بن الطيوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي
وأنبأنا أبو الحسن علي الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن بندار قالا أنا
أبو الحسن بن جهضم حدثني أبو العباس أحمد بن هارون حدثني أبو الحسن العلوي
وكان جارا لأبي جعفر الحداد قال
مكث أبو جعفر عشرين سنة يعمل كل يوم بدينار أو عشرة دراهم وأقل وأكثر ينفقه
على الفقراء ولا يسألهم عن مسألة وفي حديث الشيرازي ولا يسألهم عن علم ولا عن
مسألة ويصوم النهار ثم يخرج بين العشاءين فيتصدق من الأبواب ما قسم الله له ولا
يرتفق من كسبه شئ
قالا وأنا أبو جهضم
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا وأبو الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب (2) نا
عبد العزيز الأزجي ثنا علي بن عبد الله الهمداني حدثني علي بن إسماعيل الطلاء
حدثني أستاذي محمد بن الهيثم قال قال لي أبو جعفر الحداد
كنت أحب أن أدري كيف تجري أسباب الرزق على الخلق فدخلت البادية بعض
السنين على التوكل فبقيت سبعة عشر يوما لم آكل فيها شيئا فضعفت عن المشي فبقيت
أياما أخر لم أذق فيها شيئا حتى سقطت على وجهي وغشي علي وغلب علي القمل
شئ (3) ما رأيت مثله ولا سمعت به فبينا أنا كذلك إذ مر بي ركب فرأوني على تلك
الحال فنزل أحدهم عن راحلته فحلق رأسي ولحيتي وشق علي ثوبي وتركني في الرمضاء
وساروا فمر بي ركب آخر فحملوني إلى حيهم وأنا مغلوب وطرحوني ناحية فجاءتني
امرأة وحلبت على رأسي وصبت اللبن في حلقي ففتحت عيني قليلا وقلت لهم أقرب

(1) تقرأ بالأصل: الخشني.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 412 - 413.
(3) في تاريخ بغداد: شيئا.
114

المواضع منكم أين قالوا جبل الشراة فحملوني إلى الشراة (1)
قال أبو جعفر وحين سقطت كنت قد قبضت على حصاة وجهدوا في البادية أن يفتحوا
يدي فلم يطيقوا وإذا هي حصاة كلما هممت برميها لم أجد إلى رميها سبيلا فدخلت بيت
المقدس واجتمع حولي الصوفية والحصاة في يدي أقلبها فأخذها مني بعض الفقراء
وضرب بها الأرض فتفتت وخرج منها دودة صغيرة ثم صرف يده إلى ورقة فأخذها
ووضعها على رأس الدودة فلم تزل تقشر حتى قورت الورقة (2) وأنا أنظر إليها فقلت نعم
يا سيدي لم تطلعني على سبب مجاري الأرزاق إلا بعد حلق رأسي ولحيتي واللفظ
للخطيب
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد أنا الحسين بن يحيى أنا الحسين بن علي
وكتب إلي أبو سعد بن الطيوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي
أنبأنا أبو الحسن الموازيني عن عبد العزيز بن بندار قالوا نا ابن جهضم حدثني
علي بن إسماعيل حدثني محمد بن الهيثم قال
قلت لأبي جعفر الحداد الناس يقولون أنك أقمت في البادية سبعين يوما ما أكلت فيها
ولا شربت فحدثني فقال لي أنا معتقد للتوكل وأرى رزقي يجري بين أيدي الناس
وكنت أريد أن يجئ به الجن أو الوحش أو يخرج من الأرض أو ينزل من السماء
فاعتقدت أني أدخل البادية فإذا رأيت سوادا عدلت عنه فأقمت أربعين يوما ما أكلت ولا
شربت حتى ضعفت فجئت إلى مصنع (3) فأخذت ماء وقال أبو جعفر مصنع فيه ماء
فأخذت الماء وغسلت وجهي ورجلي واسترحت ثم وجدت نصف دبة (4) كان فيها قطران
قد مر عليها الحر والسيول وقد استرقت فقمت وأخذتها وتركتها في حجري ودققتها بين
حجرين حتى صارت مثل السويق فاسنفقتها وشربت عليها الماء فرجعت نفسي وقمت
فطلبت السواد (5) فلما أشرفت عليهم ذبحوا وخبزوا فأكلت واسترحت فلم أزل أعدل إلى

(1) زيادة عن تاريخ بغداد.
(2) من قوله: فتفتت إلى هنا سقط من تاريخ بغداد.
(3) المصنع: محبس يتخذ للماء، والجمع: المصانع.
(4) الدبة واحده الدباب، وهي ما يجعل فيها الزيت والبزر والدهن.
(5) السواد، راجع معجم البلدان.
115

البوادي حتى أتيت مكة وأقبل شعر رأسي ولحيتي يتناثر حين دخلت مكة وأنا أقرع بغير
لحية وجلست في موضع وأهل الصوفية يذهبون ويجيئون وينكرون وبعضهم يقول هو
أبو جعفر وبعضهم يقول لا حتى جاءني واحد منهم فقال لي أنت أبو جعفر الحداد
فقلت نعم فمضى وحشر علي الصوفية وجلسوا حولي فقال بعضهم يا أبا جعفر
التوكل ما هو فقلت أيما أحب إليك أصفه لك علما أو تراه حقيقة فقال أراه حقيقة
فقلت له حلق الرؤوس واللحى
أنبأنا أبو الحسن (1) عبد الغافر بن إسماعيل أنا أبو بكر المزكي (2) أنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال سمعت علي بن سعيد يقول سمعت أحمد بن هارون يقول
سمعت أبا الحسن العلوي يقول قال لي أبو جعفر الحداد إذا (3) رأيت ضر الفقير في ثوبه
فلا ترجو خيره (4) ملؤه في (5)
سمعت أبا المظفر (6)
وقال (7) أبو جعفر الحداد (8)
كنت بمكة فطال شعري ولم يكن معي قطعة آخذ بها شعري فتقدمت إلى مزين
توسمت فيه الخير وقلت تأخذ شعري لله قال نعم وكرامة وكان بين يديه رجل من أبناء
الدنيا فصرفه وأجلسني وحلق شعري ثم دفع لي قرطاسا فيه دراهم وقال استعن بها
على حوائجك فأخذتها واعتقدت أني أدفع إليه أول شئ يفتح علي قال فدخلت
المسجد فاستبقني بعض أخواني وقال خذ صرة أنفذها بعض إخوانك من البصرة فيها
ثلاثمائة دينار قال فأخذت الصرة وحملتها إلى المزين وقلت هذه ثلاثمائة دينار تصرفها في
بعض أمورك فقال لي ألا تستحي يا شيخ تقول لي احلق شعري لله ثم آخذ عنه شيئا
انصرف عافاك الله

(1) بالأصل: أبو الحسن عن عبد الغافر.
(2) تقرأ بالأصل: المرطي.
(3) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(4) حلية الأولياء 10 / 340.
(5) رسمها بالأصل: " الرريف " وفوقها ضبة.
(6) كذا بالأصل ن ثم ينتقل إلى ترجمة جديدة.
(7) الخبر التالي استدرك عن المختصر لابن منظور 28 / 218 ومختصر أبي شامة ورقة 118.
(8) في مختصر أبي شامة: قال أبو بكر الصائغ، سمعت أبا جعفر الحداد - أستاذ الجنيد، قال.
116

قال (1) أبو جعفر الحداد (2)
جئت الثعلبية وهي خراب ولي سبعة أيام لم آكل فدخلت القبة وجاء قوم قراء
يبكون أصابهم جهد وطرحوا أنفسهم على باب القبة فجاء أعرابي على راحلة وصب
تمرا بين أيديهم فاستقبلوا الأكل (3) ولم يقولوا لي شيئا ولم يرني الأعرابي فلما كان بعد
ساعة فإذا الأعرابي جاء وقال لهم معكم غيركم فقالوا نعم هذا الرجل داخل القبة
قال فدخل الأعرابي وقال أيش أنت لم لم تتكلم فعارضني أن قد خلفت
إنسانا لم تطعمه ولم يمكني أن أمضي وطولت علي الطريق لأني رجعت عن أميال
وصب بين يدي التمر الكثير ومضى فدعوتهم فأكلوا وأكلت
8425 أبو جعفر الدمشقي
حدث عن وريزة (4) بن (5) محمد الغساني
روى عنه أيضا أبو الفضل صالح بن محمد بن شاذان الأصبهاني الكرجي
أبو جعفر كأن اسمه سعيد تقدم ذكره في حرف السين
8426 أبو الجعيد
شهد اليرموك
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن
هارون وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن قالا أنا علي بن يعقوب نا أبو
عبد الملك نا محمد بن عائذ قال قال الوليد وأخبرني غير واحد من الشيوخ منهم شيخ
من بني أبي الجعيد عن أبيه أبي الجعيد
أنه أشار على المسلمين ببيات الروم فقبلوا ذلك منه فبعثوا معه خيلا عظيمة وأمروا
أهل العسكر بإيقاد النيران قال فانطلق بهم أبو الجعيد على مدقة الطريق وجسر اليرموك
حتى واقع عسكرهم فقاتلوهم مليا فلما أنشب القتال انحاز بهم في ظلمة الليل على الطريق

(1) الخبر التالي سقط من الأصل واستدرك عن المختصر لابن منظور 28 / 218 ومختصر أبي شامة الورقة 114.
(2) في مختصر أبي شامة: قال محمد بن عبد الله الفرغاني سمعت أبا جعفر الحداد يقول.
(3) في مختصر أبي شامة: فاشتغلوا بالاكل.
(4) تحرفت بالأصل إلى: وزيره، والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه.
(5) كتبت فوق الكلام بالأصل.
117

التي أقبل عليها والجسر (1) وتنادت الروم إن العرب قد انهزمت فخرجت تراكض تؤم
النيران فتوقص (2) منهم في وادي اليرموك أكثر من ثمانين ألفا لا يعلم الآخر ما لقي الأول
8427 أبو جلتا البهراني
حمصي فارس شهد حرب سليمان بن هشام بن عبد الملك لما وجهه يزيد بن
الوليد لقتال عسكر أهل حمص الذين توجهوا إلى دمشق لطلب دم الوليد وقتل (3) أبو جلتا
في ذلك الموطن بالسليمانية من قرى (4) دمشق بقرب عذراء له ذكر
8428 أبو الجلد التميمي
حكى عن عبد الملك بن مروان
روى عنه يحيى بن يحيى الغساني
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد نا محمد بن
سليمان الربعي نا محمد بن الفيض الغساني نا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى عن
أبي عن جدي عن أبي الجلد التميمي قال
دخلت على عبد الملك بن مروان في الخضراء وبين يديه كانون فضة يوقد فيه بالعود
الألنجوج (5) فقلت زادك الله في النعمة عندي يا أمير المؤمنين قال أعجبك ما ترى يا أبا
الجلد قلت أي والله يا أمير المؤمنين فتمم الله ذلك برضوانه والجنة قال فلا يعجبك
هذا ابن هند ملك الناس أربعين سنة عشرين سنة أميرا وعشرين سنة خليفة وها هو ذاك
على قبره سومان (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين (7) بن الطيوري أنا أحمد بن

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور ومختصر أبي شامة. الورقة 114.
(2) الأصل: " فتوقف " والمثبت عن مختصر ابن منظور، ومختصر أبي شامة. ووقص عنقه يقصها وقصا: كسرها
ودقها، فوقصت العنق بنفسها.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن مختصر ابن منظور.
(4) تقرأ بالأصل: " ولي " والمثبت عن مختصر ابن منظور، ومختصر أبي شامة.
(5) غير واضحة وبدون إعجام بالأصل، والمثبت عن المختصر لابن منظور، واليلنجوج: عود طيب
الريح، يتبخر به.
(6) كذا رسمها بالأصل، وسقطت اللفظة من المختصر.
(7) تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
118

عمر بن أحمد البرمكي أنا محمد بن أحمد بن سمعون أنا محمد بن محمد بن أبي
حذيفة نا أبو حارثة وهو أحمد بن إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن أبيه عن جده
قال دخل أبو الجلد التميمي على عبد الملك بن مروان وبين يديه كانون من فضة يوقد فيه
بالعود الألنجوج (1) فألح النظر إلى عبد الملك فقال أعجبك ما ترى يا أبا الجلد قال
أي والله يا أمير المؤمنين فتمم الله ذلك لك برضوانه والجنة قال فلا يعجبك هذا ابن
هند ملك الناس أربعين سنة عشرين أميرا وعشرين خليفة وها هو ذاك على قبره بنبونان (2)
8429 أبو الجماهر لقب
واسمه أبو محمد بن عثمان
تقدم ذكره في حرف الميم
8430 أبو جميع بن عمر بن الوليد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي
كان من أجواد بني أمية
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أخبرنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
ومن ولد عمر بن الوليد أبو جميع بن عمر بن الوليد كان جوادا ممدحا له يقول
إبراهيم بن علي بن هرمة يمدحه
* من مبلغ عمرا عني بعسكره * وقد تبلغ عن ذي الحاجة الخبر
أن قد أتى بامرئ ضخم دسيعته (3) * أبي جميع وجاء بهم عمر
هل يفعل المرء إلا فعل والده * أني تيمم والعيدان تعتصر *
أخبرني ذلك نوفل بن ميمون عن أبي مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة
8431 أبو جميل القدري
من الصدر الأول
أمر أبو إدريس الخولاني بترك مجالسته

(1) انظر ما تقدم.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) الدسيعة: العطية.
119

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا عبد العزيز
الأزجي أنا عبيد الله بن محمد بن سليمان الحرسي أنا جعفر بن محمد الفريابي حدثني
أبو المنذر عنبسة بن يحيى نا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج نا أبو بكر بن أبي
مريم حدثني أبو مالك الطائي عن أبي إدريس الخولاني أنه قال
لأن أسمع في ناحية المسجد بنار تحرق أحب إلي من أن أسمع ببدعة ليس لها مغير ألا
إن أبا جميل لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه
قرأت على محمد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نا أبو زرعة نا أبو مسهر نا
سعيد بن عبد العزيز قال قال أبو إدريس إن أبا جميل لا يؤمن بالقدر فلا تجالسوه فانتقل
من دمشق إلى حمص
8432 أبو جناب الكلبي
اسمه يحيى بن أبي حية
تقدم ذكره في حرف الياء
8433 أبو جندل (1) العامري
اسمه العاص بن سهيل
تقدم ذكره في حرف العين
8434 أبو جندل بن سهيل (2)
سأل بلالا عن المسح على الخفين بدمشق
روى حديثه أبو الأشعث الصنعاني ومكحول وقد قيل إنه ابن سهيل (3) بن عمرو
العامري (4) وقد فرق بينهما الزبير بن بكار (5)

(1) جندل بوزن جعفر انظر الفتح 5 / 344.
(2) ترجمته في الإصابة 4 / 37 والأسامي والكنى لأبي أحمد 3 / 176 رقم 1216.
(3) بالأصل: سهل، خطأ، والمثبت عن المختصر لأبي شامة 114 والأسامي والكنى للحاكم.
(4) زاد أبو شامة هنا بعدها: يعني الذي تقدمت ترجمته في باب العين - اسمه العاص بن سهيل.
(5) سماه ابن حجر في الإصابة 4 / 34 عبد الله. وقال ابن حجر في فتح الباري 5 / 344 أبو جندل... كان اسمه
العاصي فتركه لما أسلم وله أخ اسمه عبد الله أسلم أيضا قديما وحضر مع المشركين بدرا ففر منهم إلى المسلمين
ثم كان معهم بالحديبية ووهم من جعلهما واحدا وقد استشهد عبد الله قبل أبي جندل.
120

أخبرنا أبو الحسن الفرضي حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أخبرني أبو زرعة وأبو بكر ابنا عبد الله بن أبي دجانة قالا نا إبراهيم بن دحيم نا محمود
وهو ابن خالد نا الوليد وهو ابن (1) مسلم أخبرني سعيد بن بشير عن مطر الوراق أنه
أخبره عن أبي قلابة الجرمي عن أبي الأشعث الصنعاني
أن أبا جندل بن سهيل والحارث بن معاوية مرا على بلال مؤذن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يتوضأ
عند ميضأة مسجد دمشق فسألاه عن المسح على الخفين فقال بلال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يمسح على الخفين والخمار [* * * *]
هذا حديث غريب والمحفوظ
ما أخبرنا أبو محمد بن محمد الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن
محمد حدثني أبو بكر بن أبي دجانة نا إبراهيم بن دحيم نا محمود بن خالد نا
مروان عن محمد نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال كان الحارث بن معاوية
الكندي وأبو جندل بن سهيل يتوضآن عند مطهرة باب البريد فذكرا المسح على الخفين
فمر بهما بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسألاه عن ذلك فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
امسحوا على الخفين والخمار [* * * *]
رواه أحمد بن المعلى عن محمود وقال ابن عمرو
وأخبرناه أبو محمد (2) أيضا نا عبد العزيز أنبأ تمام بن محمد أنا ابن مروان نا
أحمد بن المعلى عن (3) محمود بن خالد نا مروان نا سعيد بن عبد العزيز عن
مكحول بن الحارث بن معاوية الكندي وأبا جندل بن سهيل بن عمرو تذاكروا المسح على
الخفين فمر بهما بلال فسألا فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول امسحوا على الخفين
والخمار [* * * *]
ورواه أبو وهب الكلاعي عبيد الله بن عبيد (4) عن مكحول عن الحارث بن
معاوية الكندي وجوده

(1) الأصل: أبو.
(2) سقطت من الأصل.
(3) سقطت من الأصل.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 238.
121

أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه نا عبد العزيز لفظا أنبأ أبو نصر بن الجبان أنا
جمح بن القاسم نا أحمد بن عبد الواحد نا مروان نا الوليد حدثني يحيى بن حمزة
وغيره عن أبي وهب عن مكحول عن أبي جندل بن سهيل والحارث بن معاوية الكندي
أنهما كانا على ميضأة مسجد دمشق فأزال أحدهما خفه حتى صارت قدمه في الساق
فتذكرا المسح فأفتاهما بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمسح (1) فرد قدمه في الخف ومسح
على خفيه
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو الحسن الدارقطني نا
أبو بكر يعقوب بن إبراهيم البزار نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن
عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن الحارث بن معاوية الكندي وأبي جندل بن
سهيل قالا سألنا بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن على مطهرة الدرج بدمشق ونحن نتوضأ
منها عن المسح على الخفين ونحن نريد أن ننزع خفافنا فقال بلال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول امسحوا على النصيف (2) والموق (3) [* * * *]
ورواه بعضهم فقلبه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو منصور علي بن
علي بن عبيد الله قالوا أخبرنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة أنا
أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا ابن (4) ثوبان عن أبيه عن مكحول عن
الحارث بن معاوية وسهيل بن أبي جندل بأنهما سألا بلالا عن المسح فقال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول امسحوا على الخمر والموق [* * * *]
انتهى أبو جندل بن سهيل اسمه عبد الله بن سهيل قتل يوم اليمامة وأبو جندل
هذا سأل بلالا بدمشق في خلافة عمر هو غيره (5) (6)

(1) استدركت عن مختصر أبي شامة.
(2) النصيف: الخمار.
(3) الموق، واحد الامواق، وهو ضرب من الخفاف.
(4) بالأصل: أبو.
(5) بالأصل: " عبد الله " خطأ والتصويب عن المختصر.
(6) عقب أبو شامة في مختصره الورقة 114 قال: قلت هو هو لا شك فيه، والذي باليمامة ليس أبا جندل، إنما هو
أخوه عبد الله وأبو جندل ليس اسمه عبد الله وإنما اسمه العاص، كذلك سماه الحافظ أبو القاسم في موضعه
من هذا الكتاب، في أول باب العين. وليس له ترجمة في تاريخ مدينة دمشق الذي حققناه، فتراجم حرف العين
تبدأ فيمن اسمه: عاصم.
122

8435 أبو الجنوب المؤذن (1) المؤدب مؤذن الضحاك بن قيس
له ذكر
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا ابن المهندس أنا علي بن عمر بن محمد
الحربي نا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا الهيثم بن خارجة نا
إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر
أن أبا الجنوب مؤذن (2) الضحاك بن قيس كان معلم كتاب فجاءه فسلم عليه ثم
قال والله إني لأحبك أيها الأمير لله تعالى فقال له الضحاك بن قيس وأنا والله أبغضك لله
قال ولم قال إنك ترتشي في التعليم وتبغي في التأذين
8436 أبو الجهم بن حذيفة العدوي
اسمه عبيد
تقدم ذكره في حرف العين
8437 أبو الجهم بن أبي كنانة الكلبي
من خاصة الحجاج بن يوسف
وفد على عبد الملك بن مروان برأس قطري (3) بن الفجاءة الخارجي لما قتل
بطبرستان وولي عمالة الري ثم وفد مرة أخرى على الوليد بن عبد الملك مع آل
الحجاج بن يوسف بعد موته قيما عليهم وحافظا لهم
8438 أبو الجودي اسمه الحارث بن عمير
تقدم ذكره في حرف الحاء
8439 أبو الجلاس (4) العبدري (5)
كانت له قطيعة بدمشق وكان في عقله شئ

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن مختصر أبي شامة.
(2) بالأصل: كان مؤذن، والمثبت يوافق مختصر أبي شامة.
(3) تحرفت بالأصل إلى: فطر.
(4) الجلاس: بضم الجيم وتخفيف اللام وآخره مهملة، تقريب التهذيب.
(5) كذا بالأصل ومختصر أبي شامة، والذي في مختصر ابن منظور: العبدي.
123

ذكره أبو حسين الرازي في كتاب الدور
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا أبو محمد الجوهري نا أبو
سعيد الحسن بن جعفر بن الوضاح السمسار نا أبو بكر جعفر (1) بن محمد بن الحسن
الفريابي نا ميمون بن الأصبغ نا عبد الله بن يوسف نا سعيد بن عبد العزيز عن
عطية بن قيس قال
خرج أبو الدرداء حتى إذا أتى الدرج رفع يديه وأصحابه قال فعاب الناس ذلك عليه
وأبو الجلاس قال فقال أبو الدرداء أن تعيبوا علينا أن نرفع أيدينا في الدنيا خير من أن
تسلك في الأغلال يوم القيامة
قرأته في كتاب أبي حسين الرازي أخبرني أبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر
القرشي أخبرني أبي حدثني الشافعي قال قال أبو الدرداء
إنا لنعرف خياركم من شراركم فذهب أبو الجلاس إلى معاوية فقال هذا أبو الدرداء
يزعم أنه يعلم الغيب يزعم أنه يعرف خيارنا من شرارنا فبعث إليه معاوية فقال يا أبا
الدرداء ما هذا الذي يقول أبو الجلاس زعم أنك تعلم الغيب أنك تعلم خيارنا من
شرارنا فقال أبو الدرداء نعم خياركم الذين إذا ذكرنا أعانونا وإذا نسينا ذكرونا وشراركم
الذين إذا ذكرنا لم يعينونا وإذا نسينا لم يذكرونا والذين يتخذون مجالس الذكر هجرا ولا
يأتون الصلاة إلا دبرا قال فقال معاوية لأبي الجلاس خذها إليك حكمة غير جلاسية
" حرف الحاء "
8440 أبو حاتم الرازي اسمه محمد بن إدريس الحنظلي
تقدم ذكره في حرف الميم
8441 أبو حاتم بن حبان البتسي (2) اسمه محمد بن حبان
تقدم ذكره في حرف الميم

(1) تحرفت بالأصل إلى: " جعد " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 96.
(2) بالأصل: " السسى ".
124

8442 أبو حارثة أظنه ابن عراك بن خالد
بن يزيد بن صالح بن صبيح (1) المري (2)
حكى وفاة خالد بن يزيد
حكى عنه أبو زرعة الدمشقي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني (3) أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (4) حدثني أبو حارثة حدثني ابن عراك قال مات خالد بن
يزيد بعد سعيد بن عبد العزيز بنحو من سنة وهو ابن تسع وثمانين سنة يكنى أبا هاشم
انتهى
وأورد أبو زرعة هذه الوفاة بعينها في موضع آخر فقال (5) حدثني ابن عراك بن
خالد بن يزيد عن أبيه أن خالد بن يزيد
قال ابن عساكر (6) وأظن أنا أن ابن عراك هو أبو حارثة وأن الصواب في هذه
الوفاة حدثني أبي عراك بدل ابن عراك لأن ابن عراك حكاها عن أبيه لا عن نفسه والله
أعلم
8443 أبو الحارث بن الحسن بن يحيى الخشني البلاطي
يحدث عن أبيه
روى عنه عبد الكريم بن زيد الغساني
تقدمت روايته
8444 أبو الحارث بن أبي عطية
حدث عن أبي الحسين محمد بن حامد بن السري البغدادي

(1) تحرفت بالأصل إلى: صبح، والتصويب عن مختصر أبي شامة.
(2) بالأصل: المزني، تحريف، والتصويب عن مختصر أبي شامة.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
(4) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 2 / 704.
(5) تاريخ أبي زرعة 1 / 276.
(6) زيادة منا.
125

كتب عنه أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي
8445 أبو الحارث الأولاسي (1) فيض بن الخضر
تقدم ذكره في حرف الفاء (2)
8446 أبو الحارث الصوفي
حكى عن أبي الحسن علي بن خشاف
حكى عنه أحمد بن عبد الله بن سليمان الواعظ
أخبرنا أبو محمد بن حمزة ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أخبرني
أحمد بن عبد الله بن سليمان الواعظ حدثني أبو الحارث الدمشقي الصوفي حدثني أبو
الحسن علي بن خشاف حدثني الجنيد قال قال لي سري السقطي
وقفت على راهب فناديته فأشرف علي فقلت منذ كم أنت في هذه الصومعة قال
منذ ثلاثين سنة قال قلت فأيش ورثك الله قال فقال لي هل رأيت وزيرا قط أخرج سر
خليفته انتهى
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا أبو بكر المزكي أنا عبيد الرحمن
السلمي قال أبو الحارث الدمشقي صحب الزقاق الكبير (3) كان من السائحين دخل
خراسان بعد قتل ابن ورقاء
8447 أبو الحارث بن أبي العجل
حكى عن أبيه
حكى عنه أبو القاسم عثمان بن سعيد بن عبيد الله بن فطيس (4)
8448 أبو حازم الأسدي بن الخناصري (5)
حدث عن أبي هريرة 4

(1) أقحم بعدها بالأصل: أحمد.
(2) راجع تاريخ مدينة دمشق 49 / 24 رقم 5643 طبعة دار الفكر.
(3) هو أبو بكر أحمد بن نصر الزقاق الكبير، وكان من أقران الجنيد ومن أكابر مصر. راجع أخباره في الرسالة القشيرية.
(4) بالأصل: " رضيا " والمثبت عن الحلية.
(5) أي شاقة.
(6) في مختصر أبي شامة: عبد الله.
126

وحكى عن عمر بن عبد العزيز ووفد عليه إلى دمشق
روى عنه رجل غير مسمى وأبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني انتهى
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) أنا عبد الله بن محمد نا إسحاق بن
إسماعيل الرملي (2) حدثنا هشام بن عمار نا بقية بن الوليد عن رجل عن أبي حازم
الخناصري الأسدي قال
قدمت دمشق في خلافة عمر بن عبد العزيز يوم الجمعة والناس رائحون إلى الجمعة
قلت إن أنا صرت إلى الموضع الذي أريد نزوله فاتتني الصلاة ولكن أبدأ بالصلاة
فصرت إلى باب المسجد فإذا أمير المؤمنين على الأعواد يخطب الناس فلما أن بصر بي
عرفني فناداني يا أبا حازم إلي مقبلا فلما أن سمع الناس نداء أمير المؤمنين لي أوسعوا
لي فدنوت من المحراب فلما أن نزل أمير المؤمنين فصلى بالناس التفت إلي فقال يا أبا
حازم متى قدمت بلادنا قلت الساعة وبعيري معقول بباب المسجد فلما أن تكلم عرفته
فقلت أنت عمر بن عبد العزيز قال نعم قلت له تالله لقد كان عندنا بالأمس
بخناصرة أمير لعبد الملك بن مروان فكان وجهك وضيئا (3) وثوبك نقيا ومركبك
وطيئا (4) وطعامك شهيا وحرسك شديدا فما الذي غيرك وأنت أمير المؤمنين قال لي
يا أبا حازم أناشدك الله إلا حدثتني بالحديث الذي حدثتني بخناصرة قلت له نعم سمعت
أبا هريرة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن بين أيديكم عقبة كؤودا (5) لا يجوزها إلا
كل ضامر مهزول [* * * *]
ثم ذكر معنى
ما أخبرنا أبو القاسم هبة الله (6) بن أحمد بن عمر أنا أبو إسحاق البرمكي أنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت نا أحمد بن مطرف نا أحمد بن المغلس

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 300 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(2) كذا بالأصل ومختصر أبي شامة، وفي الحلية: الحربي.
(3) بالأصل: " رضيا " والمثبت عن حلية الأولياء ومختصر أبي شامة.
(4) بالأصل: " رطبا " والمثبت عن الحلية.
(5) أي شاقة.
(6) في مختصر أبي شامة: عبد الله.
127

الحمامي (1) نا يحيى بن عبد الحميد الحماني نا ابن المبارك عن سفيان عن أبي الزناد
عن أبي حازم (2) قال
قدمت على عمر بن عبد العزيز وقد ولي الخلافة فلما نظر إلي عرفني ولم أعرفه
فقال أدن مني فدنوت منه فقلت أنت أمير المؤمنين قال نعم فقلت ألم تكن عندنا
بالمدينة أميرا على المسلمين فكان مركبك وطيئا وثوبك نقيا ووجهك بهيا وطعامك
شهيا وقصرك مشيدا وخدمك (3) كثيرا فما الذي غيرك وأنت أمير المؤمنين قال فبكى
ثم قال يا أبا حازم كيف لو رأيتني بعد ثلاث في قبري وقد سالت حدقتاي عن وجنتي ثم
جف لساني وانشق بطني وجرت الديدان في بدني لكنت لي أشد إنكارا منك يومك هذا
أعد علي الحديث الذي حدثتني به بالمدينة فقلت يا أمير المؤمنين سمعت أبا هريرة
يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن بين أيديكم عقبة كؤودا (4) مضرسة (5) لا يجوزها إلا
كل ضامر مهزول قالا فبكى بكاء طويلا ثم قال يا أبا حازم ألا (6) ينبغي لي (7) أن
أضمر نفسي لتلك العقبة فعسى أنجو منها يومئذ وما أظن أني مع هذا البلاء الذي أبتليت به
من أمور المسلمين بناج (8) ثم رقد ثم تكلم الناس فقلت أقلوا الكلام فما فعل به ما
ترون إلا سهر الليل ثم تصبب عرقا في نوم الله أعلم كيف كان ثم بكى حتى علا نحيبه ثم
تبسم فسبقت الناس إلى كلامه فقلت يا أمير المؤمنين رأيت منك عجبا إنك لما رقدت
تصببت عرقا حتى ابتل ما حولك حتى علا نحيبك ثم تبسمت فقال لي وقد رأيت ذاك
قلت نعم من كان حولك من الناس رآه فقال لي يا أبا حازم إني لما وضعت رأسي
فرقدت رأيت كأن القيامة قامت واجتمع الخلق فقيل إنهم عشرون ومئة صف ملء
الأفق أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) من ذلك ثمانون " مهطعين إلى الداع " (9) ينتظرون متى يدعون إلى

(1) تحرفت بالأصل إلى: الحمامي.
(2) راجع حلية الأولياء 5 / 301 - 302.
(3) في الحلية: وحديثك كثيرا.
(4) بالأصل: كؤود.
(5) تقرأ بالأصل: " مفترشة " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) زيدت للايضاح عن مختصر ابن منظور، وفي مختصر أبي شامة: أما.
(7) زيادة عن مختصري أبي شامة وابن منظور.
(8) من طريق آخر بسنده إلى إبراهيم بن هراسة رواه المصنف في ترجمة أبي حازم سلمة بن دينار، راجع تاريخ مدينة
دمشق 22 / 17 رقم 2613 طبعة دار الفكر.
(9) سورة القمر، الآية: 8.
128

الحساب إذ نودي أين عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق فأجاب فأخذته الملائكة
فأوقفوه (1) أمام ربه فحوسب ثم نجا فأخذ به ذات اليمين ثم نودي بعمر فقربته الملائكة
فأوقفوه أمام ربه فحوسب ثم نجا ثم أمر به وبصاحبه إلى الجنة ثم نودي بعثمان فأجاب
فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به إلى الجنة ثم نودي بعلي بن أبي طالب فحوسب ثم أمر به
إلى الجنة فلما قرب الأمر مني أسقط في يدي ثم جعل يؤتى بقوم لا أدري ما حالهم ثم
نودي أين عمر بن عبد العزيز فتصييت عرقا ثم سئلت عن الفتيل والنقير والقطمير وعن
كل قضية قضيت بها ثم غفر لي فمررت بجيفة ملقاة فقلت للملائكة من هذا قالوا
إنك إن كلمته كلمك فوكزته برجلي فرفع رأسه إلي وفتح عينيه فقلت له من أنت فقال
من أنت قلت أنا عمر بن عبد العزيز قال ما فعل الله قلت تفضل علي وفعل بي ما
فعل بالخلفاء الأربعة الذين غفر لهم وأما الباقون فما أدري ما فعل بهم فقال لي هنيئا
لك ما صرت إليه من أنت قال أنا الحجاج قدمت على الله فوجدته شديد العقاب
فقتلني بكل قتلة قتلت قتلة وها أنا ذا موقوف بين يدي الله أنتظر ما ينتظر الموحدون من
ربهم إما إلى الجنة وإما إلى النار
قال أبو حازم فعاهدت الله تعالى بعد رؤيا عمر بن عبد العزيز أن أقطع على أحد
بالنار ممن يموت يقول لا إله إلا الله انتهى
ورواها السري بن عاصم عن إبراهيم بن هراسة عن سفيان الثوري عن أبي الزناد
عن أبي حازم مختصرة (2) وكأن رواية بقية (3) أشبه بالصواب في قوله كنت أميرا بخناصرة
من قول ابن المبارك كنت أميرا بالمدينة في هذه الرواية
ورواها أبو التقي هشام بن عبد الملك اليزني عن إبراهيم بن هراسة عن سفيان عن
أبي حازم
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي أنبأ
أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل البلخي نا أبو
عبد الله محمد بن صالح الترمذي ثنا أبو التقي هشام بن عبد الملك نا إبراهيم بن
هراسة عن سفيان عن أبي الزناد عن أبي حازم قال

(1) في مختصر أبي شامة: فوقفوه.
(2) بالأصل: مختصر، والمثبت عن أبي شامة.
(3) تقرأ بالأصل: " فقيه " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
129

قدمت على عمر بن عبد العزيز بخناصرة وهو يومئذ فلما نظر إلى عرفني ولم أعرفه
فقال لي أدن يا أبا حازم فلما دنوت منه عرفته فقلت أنت أمير المؤمنين فقال نعم
قلت ألم تكن عندنا بالمدينة بالأمس أميرا لسليمان بن عبد الملك فكان مركبك وطيئا
وثوبك نقيا ووجهك بهيا وطعامك شهيا وقصرك مشيدا وحرسك كثيرا فما الذي غير
ما بك وأنت أمير المؤمنين فبكى ثم قال لي يا أبا حازم كيف لو رأيتني بعد ثالثة وقد
سالت حدقتاي على وجنتي وسال الصديد والقيح من منخري وانشق بطني وجرت
الديدان في بدني لكنت لي أشد انكارا منك من يومك هذا أعد علي الحديث الذي حدثتنيه
بالمدينة قال قلت نعم يا أمير المؤمنين سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إن بين أيديكم عقبة كؤودا مضرسة لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول فبكى طويلا ثم
قال لي يا أبا حازم أتلومني أن أضمر نفسي لتلك العقبة عسى أنجو منها يوما ما وما أظنني
بناج ثم فتر ثم رقد فتكلم الناس فقلت أقلوا الكلام فما فعل به ما ترون إلا سهر
الليل ثم تصبب عرقا في نومه حتى بل ما حوله ثم بكى حتى علا نحيبه ثم ضحك حتى
تبدت ثناياه ثم استيقظ فسبقت الناس إلى كلامه فقلت يا أمير المؤمنين لقد رأيت منك
عجبا إنك لما رقدت تصببت عرقا في نومك حتى بللت ما حولك ثم بكيت حتى علا
نحيبك ثم ضحكت حتى بدت ثناياك قال رأيتموني في تلك الحالات كلها قلت نعم
فبكى ثم قال لي يا أبا حازم إني لما وضعت رأسي فرقدت رأيت كأن القيامة قامت وكأن
الله حشر الخلائق حفاة عراة ما على أحد منهم خرقة فكانوا عشرين ومائة صف ما بين
كل صف ملء الأفق أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) من ذلك ثمانون والموحدون من سائر الأمم
أربعون صفا مغتمين " مهطعين إلى الداع " (1) ينتظرون متى يقربون إلى الحساب إذ نادى
مناد (2) أين عبد الله بن عثمان وهو أبو بكر الصديق غير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اسمه فخرج رجل
طويل القامة حسن الوجه يخضب بالحناء والكتم فأخذت الملائكة بيده (3) فأوقفوه
أمام الله فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنة ثم نادى المنادي أين
عمر بن الخطاب فخرج رجل طويل القامة حسن الوجه حذر من الرجال له شعرة
ناتئ الثديين يخضب (4) بالحناء فأخذت الملائكة بيده فأوقفوه أمام الله فحوسب حسابا

(1) سورة القمر، الآية: 8.
(2) بالأصل: منادي.
(3) في حلية الأولياء 5 / 300 بضبعيه.
(4) تقرأ بالأصل: مخضب.
130

يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنة ثم نادى المنادي أين عثمان بن عفان فخرج رجل
طويل القامة حسن الوجه طلق يتبسم أحيانا يصفر لحيته فأخذت الملائكة بيده فأوقفوه
أمام الله فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به ذات اليمين إلى الجنة ثم نادى المنادي أين
علي بن عبد مناف فخرج رجل ربعة عظيم البطن مضطرب (1) الساقين أصلع أبيض
الرأس واللحية فأخذت الملائكة بيده فأوقفوه أمام الله فحوسب حسابا يسيرا ثم أمر به
ذات اليمين إلى الجنة ثم قال عمر يا أبا حازم فلما أن قرب الأمر مني شغلت بنفسي
فجعل المنادي ينادي بالخلفاء الذين بيني وبين علي أين فلان لا أدري ما يفعل بهم إذ
نادى المنادي أين عمر بن عبد العزيز فتصببت عرقا فذلك العرق الذي رأيتموه ثم
أخذت الملائكة بيدي فأوقفوني أمام الله فسألني عن الفتيل والنقير والقطمير وعن كل قضية
قضيت بها حتى ظننت أني لست بناج ثم إن الله تفضل علي برحمته فغفر لي وأمر بي ذات
اليمين إلى الجنة فمررت بجيفة ملقاة فقلت للملائكة من هذا قالوا كلمه يكلمك
فوكزته برجلي فرفع رأسه وفتح عينيه فإذا رجل أفطس أثرم شديد الأدمة وحش
المنظر فقال لي من أنت قلت عمر بن عبد العزيز قال ما فعل الله بك قلت
تفضل علي برحمة منه فغفر لي وأمر بي ذات اليمين قال فما فعل أصحابك الخلفاء
الذين معك قلت أما أربعة فغفر لهم وأمر بهم ذات اليمين إلى الجنة وأما الباقون فلا أدري
ما فعل بهم فسبق إلي البكاء ثم قال لي هناك ما صرت إليه قلت من تكون قال أنا
الحجاج بن يوسف قدمت على ربي فوجدته شديد العقاب ذا بطشة منتقم ممن عصاه
فقتلني بكل قتلة قتلت قتلة وبكل شئ قتلت قتلة مثله ثم ها أنا ذا موقوف بين يدي
ربي (2) أنتظر ما ينتظر الموحدون من ربهم إما إلى الجنة وإما إلى النار قال أبو حازم
فأعطيت الله عهدا من رؤيا عمر بن عبد العزيز ألا أقطع الشهادة على أحد يقول
لا إله إلا الله انتهى (3)

(1) في الحلية: دقيق الساقين.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت للايضاح عن الحلية.
(3) قال أبو شامة في المختصر الورقة 117: قلت: قد تقدم في حرف السين في ترجمة سلمة بن دينار أبي حازم
الأعرج دون هذه الترجمة إن كان صاحب هذه الترجمة معروفا فإن أدا من الحفاظ لم يذكره في كتابه، ولم يسبق
الحافظ ذكره في شئ سوى هذه الحكاية الأولى وراويها بقية بن الوليد على ضعفه عن رجل مجهول، فكيف
يقدمها الحافظ أبو القاسم على رواية مثل عبد الله بن المبارك وغيره عن مثل سفيان الثوري عن أبي الزناد فإذا لم
يقدم رواية ابن المبارك على رواية بقية فلا أقل من أن يجعلهما قضيتين، والأشبه أن يكون الوهم في رواية بقية عن
الرجل المجهول حيث جعل أبا حازم خناصريا، والقدوم إلى دمشق والله أعلم.
131

8449 أبو حازم الأعرج
اسمه سلمة بن دينار
تقدم ذكره في حرف السين (1)
8450 أبو حامد الجرجاني اسمه أحمد بن علي بن إسحاق
تقدم ذكره في حرف الألف (2)
8451 أبو حديرة (3) ويقال أبو حديرج (4)
ويقال أبو حدير الجذامي ويقال الأجذمي ويقال اللخمي (5)
ثم من بني جذيم بن (6) لخم أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد خطبة عمر بالجابية
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بقراءتي عليه عن عبد العزيز بن أحمد أنا
محمد بن أحمد بن هارون وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب
قالا أنا علي بن يعقوب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ قال قال
الوليد حدثني عبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب
أن عبد العزيز بن مروان سأل عن من شهد خطبة عمر هذه فأخبروه بسفيان بن
وهب فأرسل إليه فأتاه فقال أشهدت خطبة عمر بالجابية فقال نعم شهدتها قال
قال عمر قد اجتمعت هذه الأموال فأنا قاسمها على من أفاءها الله عليه إلا هذين الحيين من
لخم وجذام فقام أبو حديرة الجذامي فقال أنشدك الله يا أمير المؤمنين والعدل فقال
عمر العدل أردت والله أجعل أقواما أنهكوا الظهر وشدوا الغرض (7) فلو أن الهجرة

(1) تاريخ مدينة دمشق 22 / 17 رقم 2613 طبعة دار الفكر.
(2) تاريخ مدينة دمشق 5 / 29 رقم 15.
(3) في الإصابة: أبو حديدة.
(4) في الأصل: حدير، والمثبت عن المختصر لأبي شامة.
(5) ترجمته في الإصابة 4 / 47.
(6) زيادة عن مختصر ابن منظور، وفي مختصر أبي شامة: بني أجذم.
(7) الغرض: حزام الرحل، وأغرضت البعير: شددت عليه الغرض.
132

كانت بصنعاء ما هاجر من لخم وجذام فقال أبو حديرة إن الله وضعنا في بلاده حيث شاء
ثم ساق إلينا الهجرة فأسلمنا وقاتلنا ونصرنا فذلك الذي تقطع بحظنا فقال عمر
حظكم مع المسلمين
كذا في هذه الرواية وقد أسقط من اسناده أبو الخير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله نا يعقوب (1) حدثني سعيد بن كثير بن عفير المصري نا ابن لهيعة
أن يزيد بن أبي حبيب حدثه أن أبا الخير حدثه
أن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة أحضرت عمر بن الخطاب بالجابية
قال لا قال فمن يحدثنا عنها قال كريب إن بعثت إلى سفيان بن وهب الخولاني
حدثك عنها فأرسل إليه فقال حدثني عن خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية قال سفيان
إنه لما اجتمع الفئ أرسل أمراء الأجناد إلى عمر بن الخطاب أن يقدم نفسه فقدم
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن هذا المال نقسمه على من أفاء الله عليه بالعدل
إلا هذين الحيين من لخم وجذام فلا حق لهم فيه فقام إليه أبو حديرة الأجذمي فقال
ننشدك الله يا عمر في العدل فقال عمر العدل أريد أنا أجعل أقواما أنفقوا في الظهر
وشددوا الغرض وساحوا في البلاد مثل قوم مقيمين في بلادهم ولو أن الهجرة كانت بصنعاء
أو عدن ما هاجر إليها من لخم ولا جذام أحد فقام أبو حديرة فقال إن الله وضعنا من بلاده
حيث شاء وساق إليها الهجرة في بلادنا فقبلناها ونصرناها أفذلك يقطع حقنا يا عمر
قال لكم حقكم مع المسلمين ثم قسم فكان للرجل نصف دينار فإذا كانت معه امرأته
أعطاه دينارا ثم دعا ابن قاطوراء صاحب الأرض فقال أخبرني ما يكفي الرجل من القوت
في الشهر وفي اليوم فأتى بالمدي (2) والقسط فقال يكفيه هذان المديان في الشهر وقسط
زيت وقسط خل فأمر عمر بمدين من قمح فطحنا ثم عجنا ثم خبزا ثم أدمهما بقسطين
زيت ثم أجلس عليهما ثلاثين رجلا فكان كفاف شبعهم ثم أخذ عمر المدين بيمينه
والقسط بيساره ثم قال اللهم لا أحل لأحد أن ينقصها بعدي اللهم فمن أنقصها فأنقص من

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 464 ومن هذا الطريق في الإصابة 4 / 47.
(2) المدي: مكيال لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا، والمكوك: صاع ونصف.
133

عمره فغضب عبد العزيز وقال إنك شيخ قد خرفت قال سفيان قد اعتذر (1) الله لي في
العمر ثم قال عمر بن الخطاب هل من شراب فقال عندنا العسل ولا يشبع وعندنا
شراب نشربه من العنب فدعا به عمر فأتي به وهو مثل الطلاء (2) طلاء (3) الإبل فأدخل
عمر فيه إصبعه ثم قال ما أرى بهذا بأسا انتهى
ورواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد فقال أبو جدير
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بن شكرويه أنا أبو
بكر بن مردويه أنا أبو بكر الصائغ نا معاذ بن المثنى بن معاذ نا مسدد بن مسرهد نا
يحيى عن عبد الحميد بن جعفر حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سفيان (4) بن وهب
الخولاني قال
شهدت خطبة عمر بن الخطاب بالجابية فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال
أما بعد فإن هذا الفئ فئ أفاءه الله عليكم الرفيع فيه بمنزلة الوضيع ليس أحد أحق فيه
من أحد إلا ما كان من هذين الحيين لخم وجذام فإني غير قاسم لهما شيئا فقام رجل من
لخم فقال يا ابن الخطاب أنشدك الله في العدل والتسوية فقال إنما يريد ابن الخطاب
العدل والتسوية والله إني لأعلم لو كانت الهجرة بصنعاء ما خرج إليها من لخم وجذام إلا
قليل فلا أجعل (5) من تكلف السفر وابتاع (6) الظهر بمنزلة قوم إنما قاتلوا في ديارهم فقام
أبو جدير حينئذ فقال يا أمير المؤمنين إن كان الله ساق إلينا الهجرة في ديارنا فنصرناها
وصدقناها فذاك الذي يذهب حقنا في الإسلام فقال عمر والله لأقسمن ثلاث مرات ثم
قسم بين الناس غنائمهم فأصاب كل رجل نصف دينار وإذا كانت معه امرأته أعطاهما
دينارا وإذا كان وحده أعطاه نصف دينار انتهى
ورواه أبو عبيد (7) بن يحيى فقال أبو حدير (8)

(1) بياض بالأصل، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(2) الأصل: " الطا " والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(3) طلاء الإبل هو القطران، وطلى به البعير.
(4) تقرأ بالأصل: " سدى " خطأ ".
(5) في الأموال لأبي عبيد: أفأجعل.
(6) ابتاع الظهر أي اشترى ما يركبه.
(7) رواه أبو عبيد في كتاب الأموال ص 113 (طبعة مؤسسة ناصر للثقافة).
(8) الذي في كتاب الأموال: " أبو حدير " وهو ما أثبتناه، وكان بالأصل: أبو جدير.
134

أخبرناه أبو علي بن نبهان في كتابه
ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد قالا أنا أبو
علي بن شاذان أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
وأخبرنا أبو البركات أيضا أنا طراد بن محمد أنا أحمد بن علي بن الحسين أنا
حامد بن محمد أنا علي بن عبد العزيز نا القاسم بن سلام نا يحيى بن سعيد عن
عبد الحميد بن جعفر حدثني يزيد بن أبي حبيب عن سفيان بن وهب الخولاني قال
شهدت خطبة عمر بالجابية قال فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد
فإن هذا الفئ شئ أفاءه الله عليكم الرفيع فيه بمنزلة الوضيع ليس أحد أحق به من أحد إلا
ما كان من هذين الحيين لخم وجذام فإني غير قاسم لهما شئ فقال رجل من لخم
أحدنا (1) فقال يا ابن الخطاب أنشدك الله في العدل والتسوية فقال ما يريد ابن
الخطاب بهذا إلا العدل والتسوية والله إني لأعلم أن الهجرة لو كانت بصنعاء ما خرج إليها
من لخم وجذام إلا قليل أفأجعل من تكلف السفر وابتاع الظهر بمنزلة قوم إنما قوتلوا (2) في
ديارهم فقام أبو حدير (3) فقال يا أمير المؤمنين إن كان الله ساق الهجرة إلينا في ديارنا
فنصرناها وصدقناها أذاك الذي يذهب حقنا فقال عمر والله لأقسمن لكم ثم قسم بين
الناس فأصاب كل رجل منهم نصف دينار إذا كان وحده فإذا كانت معه امرأته أعطاه
دينارا
8452 أبو حرب اليماني المبرقع الذي زعم أنه السفياني
خرج على السلطان بفلسطين ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم قتل
بناحية دمشق
قرأت على أبي القاسم الخضر (4) بن الحسين بن علي أنا (5) عبد العزيز بن أحمد
أنا عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا أبو

(1) غير مقروءة بالأصل وصورتها: " أحرنا حدم " وليست في كتاب الأموال.
(2) كذا بالأصل، وفي كتاب الأموال: قاتلوا.
(3) بالأصل: أبو جدير، والمثبت عن كتاب الأموال.
(4) بالأصل: الحصري.
(5) زيادة منا لتقويم السند، راجع مشيخة ابن عساكر 61 / ب.
135

جعفر الطبري (1) قال ثم دخلت سنة سبع (2) وعشرين ومائتين كان فيها من الأحداث خروج
أبي حرب المبرقع اليماني بفلسطين وخلافه على السلطان
ذكر لي بعض أصحابي ممن ذكر أنه خبر (3) أمره وأن سبب خروجه على السلطان كان
لأن بعض الجند أراد النزول في داره وهو غائب عنها وفيها إما زوجته وإما أخته فمانعته
عن ذلك فضربها بسوط معه فاتقته بذراعها فأصاب السوط ذراعها فأثر فيها فلما رجع
أبو حرب إلى منزله بكت وشكت إليه ما فعل بها وأرته الأثر الذي بذراعها من ضربه فأخذ
أبو حرب سيفه ومشى إلى الجندي وهو غار فضربه حتى قتله ثم هرب وألبس وجهه برقعا
كيلا يعرف فصار إلى جبل من جبال الأردن وطلبه السلطان فلم يعرف له خبرا فكان أبو
حرب يظهر بالنهار فيقعد على الجبل الذي آوى إليه مبرقعا فيراه الرائي فيأتيه يذكره ويحرضه
على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويذكر السلطان وما يأتي إلى الناس ويعيبه فما زال
ذلك دأبه حتى استجاب له قوم من حراثي أهل تلك الناحية وأهل القرى وكان يزعم أنه
أموي فقال الذين استجابوا له هذا السفياني فلما كثرت غاشيته وتباعه من هذه الطبقة من
الناس دعا أهل البيوتات من تلك الناحية فاستجاب له جماعة من رؤساء اليمانية منهم
رجل يقال له ابن بيهس (4) وكان مطاعا في أهل اليمن ورجلان آخران من أهل دمشق
واتصل الخبر بالمعتصم وهو عليل علته التي مات فيها فوجه إليه رجاء بن أيوب
الحضاري (5) في زهاء ألف رجل من الجند (6) فلما صار رجاء إليه وجده في عالم من
الناس
قال أبو جعفر فذكر الذي أخبرني بقصته أنه كان في زهاء مائة ألف فكره رجاء
مواقعته (7) وعسكر (8) بحذائه حتى إذا كان أول عمارة الناس الأرضين وحراثتهم انصرف

(1) رواه أبو جعفر الطبري في تاريخه 9 / 116 حوادث سنة 227.
(2) تحرفت بالأصل إلى: تسع.
(3) عند الطبري: خبير بأمره.
(4) بالأصل: " بهيس "، وفي المختصر لأبي شامة: " بهيش " والمثبت عن الطبري.
(5) بالأصل: الخضاري، والمثبت عن الطبري ومختصر أبي شامة.
(6) تقرأ بالأصل: " الخيار " والمثبت عن تاريخ الطبري.
(7) الأصل: " مواقفته " أو " موافقته " والمثبت عن الطبري.
(8) بالأصل: وعسكره، والمثبت عن تاريخ الطبري.
136

من كان من الحراث مع أبي حرب إلى حراثته وأرباب الأرضين إلى أرضيهم وبقي أبو حرب
في نفر في زهاء ألف أو ألفين ناجزه رجاء الحرب فالتقى العسكران عسكر رجاء
وعسكر المبرقع فلما التقوا تأمل رجاء معسكر المبرقع فقال لأصحابه ما أرى في عسكره
رجلا له فروسية غيره وإنه سيظهر لأصحابه من نفسه بعض ما عنده من الرجلة (1) فلا
تعجلوا عليه قال فكان الأمر كما قال رجاء فلما لبث المبرقع أن حمل على عسكر رجاء
فقال رجاء لأصحابه أفرجوا له فأفرجوا له حتى جاوزهم ثم كر راجعا إلى عسكر نفسه
ثم أمهل رجاء وقال لأصحابه إنه سيحمل عليكم مرة أخرى فأفرجوا له فإذا أراد أن يرجع
فحولوا بينه وبين ذلك وخذوه ففعل المبرقع ذلك حمل على أصحاب رجاء فأفرجوا له
حتى جاوزهم ثم كر راجعا فأحاطوا به وأخذوه وأنزلوه عن دابته
قال وقد كان قدم على رجاء حين ترك معاجلة المبرقع الحرب (2) من قبل المعتصم
مستحث فأخذ الرسول فقيده إلى ما كان من أمره وأمر أبي حرب ما كان مما ذكرنا
فأطلقه فلما قدم رجاء بأبي حرب على المعتصم عذله المعتصم على ما فعل برسوله فقال
له رجاء يا أمير المؤمنين وجهتني في ألف إلى مائة ألف فكرهت أن أعاجله فنهلك ويهلك
من معي ولا نغني شيئا فتمهلت حتى خف من معه ووجدت فرصة ورأيت لحربه وجها
فناهضته وقد خف من معه وهو في ضعف ونحن في قوة وقد جئتك بالرجل أسيرا
قال أبو جعفر وأما غير من ذكرت أنه حدثني حديث أبي حرب على ما وصفت
فإنه زعم أن خروجه كان في سنة ست وعشرين ومائتين وأنه خرج بفلسطين (3) أو قال
مكة فقالوا إنه سفياني فصار في خمسين ألف من أهل اليمن وغيرهم واعتقد ابن بيهس (4)
وآخران معه من أهل دمشق فوجه إليه المعتصم رجاء الحضاري في جماعة كثيرة فواقعهم
بدمشق فقتل من أصحاب ابن بيهس وصاحبيه نحوا من خمسة آلاف وأخذ ابن بيهس أسيرا
وقتل صاحبيه وواقع أبا حرب بالرملة فقتل من أصحابه نحوا من عشرين ألفا وأسر أبا
حرب فحمل إلى سامرا (5) فجعل وابن بيهس في المطبق انتهى

(1) الرجلة: القوة والشجاعة.
(2) زيادة عن الطبري.
(3) في تاريخ الطبري: " بالرملة " قوله: " أو قال مكة " ليس في تاريخ الطبري.
(4) بالأصل: بهيس.
(5) رسمها بالأصل: " سرمرا " والمثبت عن الطبري.
137

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله نا يعقوب قال سنة سبع وعشرين ومائتين خرج المبرقع بفلسطين
وقاتل رجاء الحضاري أهل كفربطنا
8453 أبو حرة الحجازي
وفد على عبد الملك بن مروان
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد (1) العكبري أنا أبو الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن أحمد أنا أبو القاسم عبد العزيز علي الأزجي أنا أبو الحسين
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الخلال نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا
جدي نا أحمد بن رشويه المروزي نا سليمان بن صالح قال قال عبد الله بن المبارك
قال عروة بن الزبير لأبي حرة كأنك ببعض بني أمية قد ملك فأتيته فلم يزدك على مائتين
فلما ملك عبد الملك قدم عليك وعنده عروة فأمر له بمائتي درهم فكلمه عروة فيه فزاده
مائة
8454 أبو حريش الكناني
من أهل دمشق
روى عن مكحول
روى عنه حمزة بن أبي محمد المديني والوليد بن مسلم
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو حامد أحمد بن نصر بن علي الحاكمي بطوس أنا أبي أبو الفتح
قالا أنا القاضي أبو بكر الحيري نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نا
إبراهيم بن سليمان البرلسي نا أصبغ بن الفرج أخبرني حاتم بن إسماعيل عن حمزة بن
أبي محمد عن شيخ من أهل دمشق يقال له أبو حريش عن مكحول الدمشقي قال
شهدت مع أنس بن مالك جنازة بالبصرة فرجعت معه إلى منزله فأتى فراشا له
فاضطجع عليه ثم أخذ رائطة بصرية (2) فغطى بها وجهه ثم بكى قال مكحول فقلت ما

(1) بياض في الأصل، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 208 / أ.
(2) كذا بالأصل، وفي مختصر ابن منظور: مصرية.
138

يبكيك يا أبا النضر فوالله إنك لخادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنك لنجي (1) وإن في بيتك لطعام
وشراب (2) قال ما على هذا أبكي أبكي على هذه الأمة (3) أخاف عليها الشرط (4)
والشهوة الخفية قال مكحول لا يجعل في هذه الأمة شركا قال فقال أنس وأنا من
الأخرى أخوف قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ركب فرسه ثم استعرض أمتي يقتلهم بسيفه خرج
من الإسلام وأما الأخرى فانطلاق الرجل إلى جاره يخالفه في أهله انتهى [* * * *]
ورواه إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان عن إبراهيم بن سليمان بن أبي داود
البرلسي فقال فيه لا يجعل الله في هذه الأمة شركا
وكذلك رواه محمد بن عباد عن حاتم إلا أنه قال عن حمزة أبي محمد وهو وهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد نا محمد بن إسحاق نا محمد بن عباد نا
حاتم بن إسماعيل عن حمزة أبي محمد عن شيخ من أهل دمشق يقال له أبو حريش عن
مكحول قال
شهدت مع أنس جنازة فرجعت معه إلى منزله فأتى فراشا له فاضطجع عليه وأخذ
ريطة فغطى بها وجهه ثم بكى قال مكحول فقلت ما يبكيك يا أبا النضر فوالله إنك لخادم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن (5) لبخير وإن في بيتك لطعام وشراب فقال ما على هذا
أبكي ولكن أبكي على هذه الأمة أخاف عليها الشرك والشهوة الخفية قال مكحول
فقلت لا يجعل الله في هذه الأمة شركا (6) وأنا من الاثنين أخوف قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من ركب فرسه ثم استعرض أمتي يقتلهم خرج من الإسلام [* * * *] وأما الأخرى فانطلاق الرجل
إلى جاره يخالفه في أهله انتهى
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة

(1) كذا بالأصل، وفي مختصر ابن منظور: وإنك لبخير.
(2) كذا بالأصل: وفي مختصر ابن منظور: وإن في بيتك لطعاما وشرابا.
(3) الزيادة للايضاح عن مختصر ابن منظور.
(4) في مختصر ابن منظور: الشرك.
(5) رسمها بالأصل: حرى.
(6) بياض بالأصل.
139

ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد (1) قال
سألت أبي عن حمزة بن أبي محمد فقال ضعيف الحديث منكر الحديث لم يرو
عنه غير حاتم وسئل أبو زرعة عنه فقال مديني لين (2)
أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو محمد بن الأكفاني وأبو تراب حيدرة بن أحمد
المقرئ قالوا ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم نا
أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ أنا الوليد عن أبي حريش الكناني قال
كنا في سنة خمس يعني وثلاثين ومئة وعبد الله بن علي يومئذ بدابق (3) على
صائفة الناس ومعه من أهل الشام وغيرهم نحو من مائة ألف قال أبو الحريش أظنه عام
عمورية قلنا وما ذلك يا أبا حريش قال غزونا الصائفة مع عثمان بن (4) حيان في خلافة
يزيد بن عبد الملك حتى نزلنا على عمورية وأقام عليها ستة وثلاثين منجنيقا وجد في
حصارها وقتالهم إذ خرج رجل منا من كنانة من أهل فلسطين إلى البراز في دير الحبيش
الذي دونها فكلمه الحبيش وقال له في ذلك قولا أتانا به عنه فذهبنا به إلى عثمان بن حيان
فأخبره بمقالته فركب معه حتى وقف على الحبيش وأمر صاحبنا أن نكلمه فتقدم فكلمه
فقال إني قد أخبرت أميرنا (5) بمقالتك وها هو ذا قد أحب أن يسمعه منك قال الحبيش
أجل هو كما قلت لك لا تقدرون على فتحها حتى يكون الذي بينكم رجل من أهل بيت
نبيكم وحتى يكون فيكم قوم شعورهم شعور النساء ولباسهم لباس الرهبان فيومئذ
يفتحونها فوالله لكأني أنظر إليهم يدخلونها من هذا الباب ويخرجون من ذاك
قال أبو الحريش فعاد عثمان إلى منزله وأمر بتحريق المجانيق وأمر مناديا ينادي يا
أيها الناس أصبحوا على ظهر مغيرين إلى داخل أرض الروم ففعل الناس فمضى ثم قفل
بنا

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1 / 2 / 215.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " ابن " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور، ومختصر أبي شامة.
(4) بالأصل: " وابن " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(5) بالأصل: " اخترت أمرنا " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
140

قرأت على أبي محمد بن حمزة عن علي بن هبة الله (1) قال أما حريش بفتح الحاء
المهملة وكسر الراء وبالشين المعجمة أبو حريش الدمشقي يحدث عن مكحول روى
جابر بن إسماعيل عن حمزة بن أبي محمد عنه
8455 أبو حزابة اسمه الوليد بن حنيفة
تقدم ذكره في حرف الواو
8456 أبو حسان بن حسان البسري
أخو أبي عبيد محمد بن حسان
حكى عن أخيه
روى عن أبو بكر بن معمر الطبراني وابنه عبيد الله بن أبي حسان
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره قالوا أنا أبو علي الأهوازي
وقرأت على أبي الحسين أحمد بن كامل بن ديسم عن عبد الرحمن بن علي بن
القاسم الصوري أنا أبو بكر محمد بن علي الطوسي الخطيب بصد (2) علي بن
محمد بن إبراهيم الحنائي قالا نا عبدان بن عمر المنبجي نا أبو بكر الدقي (3) محمد بن
داود قال وسمعت أبا بكر بن معمر يقول سمعت أبا حسان يقول
وأنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم
أنا الحسين بن علي بن محمد أنا أبو الحسن بن جهضم قال سمعت أبا بكر محمد بن
داود يقول سمعت ابن أبي حسان يقول قال لي أبي قال لي أخي أبو عبيد البسري يوما
زاد ابن كامل يا أبا حسان وقالا ما غمي ولا أسفي إلا أن يجعلني ممن يعفا وقال
ابن (4) جهضم ممن عفا عنه زاد ابن كامل غدا فقلت يا أخي الخلق على العفو
تذابحوا فقال أجل ولكن أيش يصبح (5) بشيخ مثلي (6) يوقف غدا بين يدي الله جل اسمه

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 419 و 422.
(2) كذا بالأصل، لم يكتب إلا حرفان من اللفظة " بصد " ولعله: بصور.
(3) تقرأ بالأصل: الرقي، تصحيف، راجع ترجمته في سير الاعلام 16 / 138.
(4) تحرفت بالأصل إلى: أبي.
(5) رسمها بالأصل: " امح " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) الأصل: " منكر " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
141

فيقال له شيخ سوء كنت إلي اذهب فقد عفونا عنك أنا أملي في الله جل اسمه أن يهب لي
كل من جنى وقال ابن جهضم كل من اجتنى
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا
تمام بن محمد قال أخبرتنا أم الحسين سيدة بنت عبيد الله بن مرحوم الطرسوسية الماجدية
قراءة عليها قالت قال أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي سمعت أبا
بكر بن معمر يقول سمعت أبا حسان يقول وجاء ابن أبي حسان عبيد الله إليه فقال إني
خرجت بجرة فيها سمن فوقعت فانكسرت فذهب رأس مالي فقال له يا بني اجعل
رأس مالك رأس مال أبيك فوالله ما لأبيك رأس مال في الدنيا والآخرة إلا الله عز وجل
8457 أبو حسان الزيادي اسمه الحسن بن عثمان
تقدم ذكره في حرف الحاء
" ذكر من اسمه أبو الحسن " (1)
8458 أبو الحسن بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم
ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور
بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي
قدم مع أبيه المتوكل دمشق سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيما قرأته بخط أبي محمد
عبد الله بن محمد الخطابي وكان يعرف بابن فريدة
ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق قال مات أبو الحسن بن المتوكل
المعروف بابن فريدة في آخر ذي الحجة سنة اثنين وسبعين ومائتين
8459 أبو الحسن بعض أخوان أبي الميمون بن راشد
حكى عنه أبو ميمون
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه ثنا عبد العزيز بن أحمد من لفظه
في شوال سنة ثمان وخمسين وأربع مائة أنبأ أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون بن

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر أبي شامة الورقة 119.
142

راشد قال أنشدني بعض أخواننا ويعرف نا (1) أنشدني (2) أبو عبد الله الأعرابي
* إذا ضيعت أول كل أمر * أبت اعجازه ألا التواء (3)
وإن اتبعت رأيك رأي وغد * ضعيف كان رأيكما سواء *
8460 أبو الحسن الأعرابي الصوفي
صاحب سياحة ورباط صبور على الفقر والشدائد
اجتاز بجبل لبنان من أعمال دمشق
حكى عنه أبو الحسن علي بن الحسن شيخ لأبي أحمد عبد الله بن بكر الطبراني (4)
8461 أبو الحسن الأطرابلسي
حدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي الحمصي
روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون البردعي
أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي بن المفرج أنبأ أبو طاهر بن الحنائي وأبو الحسن
وأبو الفضل الموازينيان (5)
وأنبأنا أبو طاهر وأبو الحسن وأبو الفضل قالوا أنا أبو علي الحسن بن علي
الأهوازي إجازة أنا عبد الوهاب بن عبد الله القرشي نا أبو العباس أحمد بن محمد بن
علي بن هارون البردعي نا أبو الحسن الطرابلسي نا أحمد بن الفرج نا بقية عن إبراهيم
يعني ابن أدهم قال إن الحكمة لتكون في (6) جوف المنافق فما تزال (7) تجلجل (8)
في جوفه حتى يخرجها فيتلقاها المؤمن فيعمل بها

(1) كذا بالأصل.
(2) رسمها بالأصل: " ابرى " ولعل الصواب ما ارتأيناه.
(3) في الأصل: " الثواء " والمثبت عن مختصر ابن منظور أبي شامة.
(4) كذا بالأصل ولم يظهر من اللفظة إلا: " الر " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(5) الأصل: الموارسان.
(6) سقطت من الأصل.
(7) الأصل: قال.
(8) الأصل: تخلخل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
143

8462 أبو الحسن بن حفص
حكى عن رجل من أهل قرية سمسكين (1) حكاية حكاها عنه أبو الحسن محمد بن
عوف بن أحمد المزني (2)
8463 أبو الحسن التهامي الشاعر اسمه علي بن محمد
تقدم ذكره في حرف العين (3)
8464 أبو (4) الحسن المعاني
من أهل معان (5) من البلقاء أحد شيوخ الصوفية له معاملات وكرامات
قال إبراهيم بن شيبان
خرجت مع أبي عبد الله المغربي على طريق تبوك (6) فلما أشرفنا على معان كان له
بمعان شيخ يقال له أبو الحسن المعاني ينزل عليه وما كنت رأيته قبل ذلك وسمعت
باسمه فوقع في خاطري إذا دخلت إلى معان قلت له يصلح لنا عدسا بخل فالتفت إلي
الشيخ فقال لي احفظ خاطرك فقلت له ليس إلا خيرا فأخذ الركوة من يدي فجعلت
أتقلب على الرمضاء (7) وأقول لا أعود فلما رضي عني رد الركوة إلي فلما دخلنا إلى معان
قال لي الشيخ أبو حسن وما رآني قط قد عاد خاطرك على الجماعة كل من عندنا عدس
بخل
8465 أبو الحسن الدمشقي
حكى عنه عبد الله القفاف (8)

(1) كذا رسمها بالأصل، ولم أعثر عليها، وذكر ياقوت: سمكين، وهي ناحية من أعمال دمشق من جهة حوران.
(2) تحرفت بالأصل إلى: المرقي.
(3) بعدها سقط كبير بالأصل من هنا إلى أواخر ترجمة " أبي ذر " وكتب على هامش الأصل: سقطت بداية ترجمة أبي ذر.
(4) سقطت التراجم التالية من الأصل الوحيد الذي نعتمد، وهو نسخة سليمان باشا، ونستدرك هذه التراجم عن
مختصر أبي شامة، وسنشير في موضعه إلى نهايتها.
(5) معان بالفتح وآخره نون، والمحدثون يقولونه بالضم، وهي مدينة في طرق بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي
البلقاء (معجم البلدان).
(6) تبوك: بالفتح ثم الضم موضع بين وادي القرى والشام، وقال أبو زيد: تبوك بين الحجر وأول الشام على أربع
مراحل من الحجر نحو نصف طريق الشام (معجم البلدان).
(7) الرمضاء: الأرض الشديدة الحرارة، يقال: رمضت قدمه رمضا: احترقت من الرمضاء (تاج العروس).
(8) قوله: " حكى عنه أبو عبد الله القفاف " كتب في مختصر أبي شامة في آخر الترجمة.
144

حكى عمن حدثه قال
كان لنا شيخ قد صحبناه نتأدب به فكنا معه فاشتد بنا الجوع فشكونا إليه ما نجده
من شدة الجوع فقال ويعرض لكم الجوع ثم قال أما إنكم لا تصحبوني بعدها ثم أخذ
إزارا فتباعد عنا ونحن ننظر إليه فجعل يسفي (1) فيه الرمل ثم جمع طرفيه وحمله على
كتفه وجاءنا به فوضعه بين أيدينا ثم قال كلوا فإذا هو خبز حار فأكلنا ومضينا وما
قدرنا نصحبه بعدها
8466 أبو الحسن الدويدة
شاعر مشهور حج واجتاز بدمشق في طريقه وقيل اسمه علي بن أحمد بن محمد
ومن شعره
* ستور بيتك ذيل الأمن منك وقد * علقتها مستجيرا أيها الباري
وما أظنك لما أن علقت بها * خوفا من النار تدنيني من النار
وها أنا جار بيت قلت أنت لنا * حجوا إليه وقد أوصيت بالجار *
وولد له ولد على كبر فقال
* رزقتك يا محمد بعد يأس * وقد شابت من الرأس القرون
فبعضي ضاحك طربا وبعضي * من الإشفاق مكتئب حزين
مخافة أن تروعك الليالي * بفقدي أو تعاجلك المنون *
وله في أبي اليسر شاكر بن زيد بن عبد الواحد بن سليمان
* يا أبا اليسر غدا أليس * ر بكفيك دفاقا (2)
فقت في السبق إلى * السؤدد والمجد البراقا (3)
بالذي زادك ما زاد * أعاديك احتراقا
لا تقل إن لم أكن ذا * حاجة لا نتلاقى (4)
إنما أدعوك للأمر * إذا اشتد وضاقا *

(1) سفت الريح التراب واليبيس والورق تسفيه سفيها: ذردته، أو حملته، والسفى: وإن لم تسفه الريح.
(2) سيل دفاق بالضم، يملا جنبتي الوادي، والدفاق أيضا: المطر الواسع الكثير.
(3) البراق: كغراب اسم دابة ركبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة المعراج، وكانت دون البغل وفوق الحمار، سمي بذلك لنصوع
لونه وشدة بريقه، وقيل: لسرعة حركتها (تاج العروس: برق).
(4) في مختصر أبي شامة: نتلافا.
145

وله
* يا سيدي خذ خبري جملة * وارث له مثلي له يرثى
مجتمع لي باجتماعي مع * القلة ما يتركني خنثى (1)
خبز شعير والثمانون * والعجور (2) والرائب والقثا
فهذه الأشياء لو جمعت * لآدم لم يدن من أنثى *
وله (3)
* أبا الحسن استمع قولي وبادر * إلى ما تشتهيه فدتك (4) نفسي
وكن مستشفعا بأبي علي * إلى ندمائنا ليتم أنسي (5)
فعندي عجة (6) تقلى (7) بلوز * كلون التبر من عشر وخمس
أجادت في صناعتها عجوز * ها هي القلي حس أي حس
ولم أر قبل رؤيتها عجوزا * تصوغ من الكواكب عين شمس
فدونكم إلي فإن يوما * أراكم حولها هو يوم عرسي *
" ذكر من اسمه أبو الحسين "
8467 أبو الحسين بن أحمد بن الطيب النصيبي (8)
الفقيه المعروف بالحكاك
خرج من دمشق إلى مصر في صفر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة مستصرخا إلى الملقب

(1) الخنث من فيه انخناث أي تكسر وتثن، وتخنث الرجل وغيره: سقط من الضعف. ويقال رجل خنثى: له ما للذكر
والأنثى، وقيل: الأنثى من له ما للرجال والنساء جميعا (تاج العروس).
(2) العجور: نوع من القثاء.
(3) الأبيات في خريدة القصر 2 / 178 (قسم شعراء الشام) منسوبة لأبي نصر ابن النحاس الحلبي.
(4) عجزه في خريدة القصر: إلى ما تشتهي تفديك نفسي.
(5) ليس البيت في خريدة القصر.
(6) العجة بالضم دقيق يعجن بسمن ثم يشوى، وفي الصحاح: العجة طعام يتخذ من البيض، مولد، (راجع تاج
العروس: عجج).
(7) في خريدة القصر:
.... تزهى بلون * كلون البدر في عشر وخمس
(8) النصيبي: نسبة إلى نصيبين، بلدة عند آمد وميافارقين من ناحية ديار بكر (الأنساب 5 / 496).
146

بالعزيز ومستحثا له بإخراج عسكر إلى الشام بسبب العدو أنه قد نزل على حلب
8468 أبو الحسين بن بنان المصري الصوفي (1)
صفة وطريقة
صحب أبا سعيد الخراز (2) وعمرو بن عثمان المكي (3) وأبا بكر محمد بن الحسن
الزقاق (4)
قال أبو عبد الرحمن السلمي
أبو الحسين بن بنان من أهل مصر كان يبيع شقاق (5) الصوف وكان يجالس القوم
ويخالطهم فلما دخل أبو سعيد الخراز مصر ذكر له أمر أبي الحسين بن بنان فقعد أبو سعيد
على حانوته فسأله أبو الحسين عن الضنة (6) فقال ضنتك ألحن أو ضنة بك فأنفق أبو
الحسين جميع ماله على الفقراء ولم يأخذ أبو سعيد من ماله شيئا ولم يأكل له لقمة وقال
إن أكلت له لقمة لا يفلح أبدا
قال وحكى لي عن محمد بن علي الكناني قال ما أعلم أن أحدا خرج من الدنيا
وليس في قلبه من الدنيا شئ إلا أبا الحسين بن بنان
وادعى في أبي الحسين بن بنان عمرو المكي وأبو سعيد الخراز والزقاق كلهم
قالوا إنه صاحبه وبه تخرج من فضله وحسن سيرته
وسمعت أبا الحسن بن أحمد يقول سمعت بعض أصحابنا يقول سمعت ابن بنان
يقول
تشهى علي أبو سعيد الخراز كبولا (7) فحملت إلية ستين عدلا قنبا (8) وقلت إلى أن
أحمل إليك آلته

(1) أخباره في الرسالة القشيرية ص 399.
(2) تقدم التعريف به، قريبا.
(3) انظر أخباره في حلية الأولياء 10 / 291 رقم 573.
(4) تقدم التعريف به قريبا.
(5) شقاق الصوف، الشقاق واحدتها شقة، والشقة بالضم نوع من الثياب.
(6) الضنة: الامساك والبخل.
(7) كبول. الكبل الكثير الصوف الثقيل، وقال ابن الأثير: الكبل فرو كبير، وبه فسر حديث ابن عبد العزيز كان يلبس
الفرو الكبل (تاج العروس).
(8) القنب: بالكسر فالتشديد: ضرب من الكتان، وهو الغليظ الذي تتخذ منه الحبال (تاج العروس).
147

قال أبو القاسم القشيري (1)
ومنهم أبو الحسين بن بنان ينتمي إلى أبي سعيد الخراز وهو (2) من كبار مشايخ
الصوفية
قال ابن بنان كل (3) صوفي كان هم الرزق قائما في قلبه فلزوم العمل أقرب له (4)
وعلامة سكون القلب إلى الله تعالى أن يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده
وفي رواية أن يكون قويا عند زوال الدنيا وإدبارها عنه وفقده إياها ويكون بما في
يد الله عز وجل أقوى وأوثق منه بما في يده
وقال اجتنبوا دناءة الأخلاق كما تجنبون (5) الحرام
وقال اتفقت مع السجزي في السفر من طرابلس فسرنا أياما لم نأكل شيئا فرأيت
قرعا مطروحا فأخذت آكله فالتفت إلي شيخ ولم يقل شيئا فرميت به وعلمت أنه
كره ثم فتح علينا خمسة دنانير فدخلنا قرية فقلت يشتري لنا شئ لا محالة فمر ولم
يفعل ثم قال لعلك تقول نمشي جياعا ولم يشتر لنا شيئا هو ذا نوافي اليهودية قرية
على الطريق وثم رجل صاحب عيال إذا دخلناها يشتغل بنا فأدفعه إليه لينفق علينا وعلى
عياله فوصلنا إليها ودفع الدنانير إلى الرجل ولا نفقة فلما خرجنا قال لي إلى أين
فقلت أسير معك فقال لا إنك تخونني في قرعة وتصحبني لا تفعل وأبى أن أصحبه
وقال السلمي (6) سمعت أبا عثمان المغربي يقول سمعت أبا علي بن الكاتب يقول
كان ابن بنان يتواجد وكان أبو سعيد الخراز يصفق له
قال السلمي
ثم وجد ابن بنان في آخر عمره مطروحا على تل في التيه وهو يجود بنفسه ويقول
أربع فهذا مربع الأحباب (7)

(1) الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري ص 399.
(2) زيادة عن الرسالة القشيرية.
(3) في مختصر أبي شامة: " كان ". والمثبت عن الرسالة القشيرية.
(4) في الرسالة القشيرية: إليه.
(5) في مختصر ابن منظور: تجتبنوا.
(6) رواه أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية 404.
(7) جاء في الرسالة القشيرية ص 309: وكان سبب موت أبي الحسين بن بنان أنه ورد على قلبه شئ فهام على وجهه
فلحقوه في متاهة بني إسرائيل في الرمل، ففتح عينيه وقال: ارتع فهذا مرتع الأحباب، وخرجت روحه.
148

قلت وقال السلمي في كتاب طبقات أئمة الصوفية (1)
ومنهم أبو الحسين بن بنان وهو من جلة مشايخ مصر صحب أبا سعيد الخراز وإليه
ينتمي مات في التيه
قال أبو عثمان
كان أبو الحسين يقول الناس يعطشون في البراري وأنا عطشان وأنا على شط
النيل
وقال (2) لا يعظم أقدار الأولياء إلا من كان عظيم القدر عند الله
8469 أبو الحسين بن حريش
قاضي دمشق خلافة لأبي عبد الله الحسين بن أبي زرعة محمد بن عثمان بن زرعة إلى
أن مات ابن أبي زرعة
8470 أبو الحسنين بن عمرو بن محمد السلمي الداراني
مات سنة ثمانين وأربعمائة وكانت له يد في علوم شتى مات أبوه سنة ستين
وأربعمائة
8471 أبو الحسين
حكى عن قاسم بن عثمان الجوعي قوله
روى عنه أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري
8472 أبو الحسين الرائق المري (3) الشاعر
قدم دمشق وله فيها شعر سبق ذكره في أول الكتاب يقول فيه من قصيدة
* أبباب البريد (4) أذكر وجدي * أم بباب الجنان (5) أم جيرون *

(1) طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي ص 404.
(2) طبقات الصوفية للسلمي ص 405.
(3) المعري نسبة إلى المعرة، وهي معرة النعمان، وهي مدينة قديمة كبيرة مشهورة من أعمال خمص بين حلب وحماه
(معجم البلدان).
(4) باب البريد من أبواب دمشق، وهو من أنزه المواضع.
(5) باب الجنان من أبواب مدينة الرقة، وباب من أبواب حلب.
149

يقول فيها وهي في مدح أميرها ينجوتكين (1)
* عزمات كأنما خلقت من * عزمات الأمير ينجوتكين
يا أمير الجيوش شاعرك الرائق * رب المثقف الموزون *
وله
* وفى لي الدهر بموعدي * وتابع النعمى بتجديد
يا عمري زد في المدى فسحة * ويا ليال ذهبت عودي *
وفيها
* لما أثيرت من دمشق إلى * ورد من الإنعام مورود
لاذ بها سكان جيرون عن * وجد وصبر غير موجود
وكان دمع القوم يجلى به * سواد تلك الدرج السود
وودعت من ودعت واغتدت * تنصاع من بيد إلى بيد
تزاحم الثلج بمن حلقه * يوقد نارا بهوى الغيد *
8473 أبو حفص الدمشقي (2)
حكى عن مكحول روى عنه عن أبي أمامة (3)
روى عنه أبو عبد الرحمن ويقال أبو محمد إسحاق بن أسيد (4) الأنصاري
المروزي (5)
كان بمصر
وأظن أن أبا حفص هذا عمر الدمشقي الذي روى عنه (6) المصريون والله أعلم (7)

(1) تقدمت ترجمته في تاريخ مدنية دمشق 60 / 278 رقم 7640 طبعة دار الفكر، وسماه ابن عساكر: منجوتكين -
بالميم - ويقال ينجوتكين.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 183 وتهذيب التهذيب 6 / 338 والأسامي والكنى للحاكم 3 / 266 رقم 1354.
(3) تحرفت في مختصر أبي شامة إلى: أسامة، والتصويب عن تهذيب الكمال.
(4) أسيد، بالفتح، كما في تهذيب الكمال.
(5) ترجمته كما في تهذيب الكمال.
(6) ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 34 وذكر في شيوخه: أبا حفص الدمشقي.
(7) قول ابن عساكر نقله المزي في تهذيب الكمال 21 / 183.
150

وحديثه عن مكحول (1) أن رجلا قال لأبي أمامة الباهلي
الرجل استودعني الوديعة أو يكون لي عليه دين يجحدني فيستودعني أو يكون له
عندي شئ أفأجحده قال لا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ذا الأمانة إلى من أئتمنك
ولا تخن من خانك [* * * *]
قال أبو الحافظ أبو بكر البيهقي (2)
أبو حفص الدمشقي هذا مجهول ومكحول لم يسمع عن أبي أمامة شيئا قاله
الدارقطني
8474 أبو حفص الدمشقي
حدث عن صدقة بن عبد الله
روى عنه محمد بن قدامة
وأظنه هو عمرو بن أبي سلمة
" ذكر من اسمه أبو الحكم "
8475 أبو الحكم بن أبي الأبيض العبسي (3)
كان من أصحاب هشام بن عبد الملك وبعثه خطيبا إلى مصر حين قتل زيد بن
علي (4)
8476 أبو الحكم الدمشقي
حدث عن عبادة بن نسي
روى عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي المجالد

(1) رواه أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 3 / 267 من طريق أحمد بن عمير بسنده إلى أبي أسامة، وانظر تخريجة
فيه.
(2) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 183 نقلا عن أبي بكر البيهقي.
(3) له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 103 ووفيات الأعيان 5 / 122.
(4) وكان ذلك في سنة 122، في جمادي الآخرة.
151

8477 أبو الحكم ويقال أبو الحكيم بن الرداد الفزاري
حكى عن يزيد بن معاوية العاملي
حكى عنه إسماعيل بن أبان بن حوي السكسكي
8478 أبو حلحة الفزاري
من أهل دمشق شاعر له ذكر
8479 أبو حلحة بن الرداد الشاعر
من أهل دمشق
حكى عن أبي تمام الطائي الشاعر
حكى عنه أبو بكر محمد ابن النائحة الشاعر الدمشقي وأظنه الأول
قرأت بخط أبي الحسين الرازي قال ذكر لي عن أبي بكر بن النائحة
أن أبا تمام الطائي وافى دمشق وجاء إلى باب حلحلة فاستأذن عليه فقال أبو
حلحلة لغلامه سله من هو فقال قل له إذا صعدت إليك عرفتك فأذن له فصعد
وعليه ثوب كردواني قال فقلت له من أخونا فقال أبو التمام وما جئت هذا البلد يعني
دمشق إلا ملتمسا لقاءك فقلت أحب أن تنشدني شيئا فقال (1)
* شهدت لو أقوت (2) مغانيهم (3) بعدي * ومحت (4) كما محت وشائع (5) من برد *
إلى آخرها فاستحسنها قلت ما لي أرى عليك أثر خلة (6) وقد جئت من مصر
قال أصبت في طريقي فقلت قل في الأمير مالك بن طوق (7) شعرا وكان يتقلد دمشق

(1) البيت في ديوان أبي تمام ص 120 من قصيدة يمدح موسى بن إبراهيم الرافقي ويعتذر إليه (ط. بيروت).
(2) اقوت: خلت من السكان.
(3) مغانيكم: المغاني جمع مغنى وهو المنزل الذي أقام به أهله ثم ظعنوا.
(4) مح الثوب: بلي.
(5) الوشائع جمع وشيعة وهي الغزل الملفوف من اللحمة التي يداخلها الناسج بين السدى.
(6) الخلة: الحاجة والفقر.
(7) هو مالك بن طوق بن مالك بن غياث بن زافر، ينتهي إلى تغلب، أحد أجود العرب ولي إمرة دمشق في أيام
الواثق ثم في أيام المتوكل، وقدم عليه أبو تمام ومدحه، وكان قدومه إلى دمشق في سنة 232. انظر أخباره في
البداية والنهاية 11 / 32 ومعجم البلدان (الرحبة).
152

فقال قصيدته التي يقول فيها (1)
* سلم على الجزع (2) من سلمى بذي سلم * عليه وسم من الأيام والقدم *
وعنيت بوصله إلى مالك بن طوق فاستحسن شعره وأمر له بمائتي دينار
وتختين (3) ثيابا وبغلة فقلت لأبي تمام يمدح الكروس وتبوك (4) فإنها شيخا دمشق
فمدحهما بقصيدة أولها (5)
* ضحك الزمان وكان غير ضحوك * بكروس حلف الندى وتبوك *
فأمر له كل واحد منهما بمائة دينار وحسنت حاله واجتذبه نوح بن عمرو بن حوي
السكسكي إليه فامتدحه أبو التمام بقصيدته التي يقول فيها (6)
* يوم الفراق لقد خلقت طويلا * لم تبق لي جلدا ولا معقولا
لا تدعون نوح بن عمرو دعوة * في الخطب (7) إلا أن يكون جليلا *
قال فبره نوح بن عمرو وأكرم مثواه ثم خرج من دمشق
8480 أبو حلخان الصوفي
دمشقي ويقال حلبي
قال السلمي
أبو حلخان الحلبي دخل دمشق يحكى عنه في الشواهد والأرواح مناكير إن صح
عنه ذلك فما هو من القوم في شئ وكان اسمه عليا (8) وكنيته أبا (9) الحسن وأبو حلخان
لقب وأصله من فارس ودخل بغداد بعد رجوعه من الشام ونزل الرميلة (10) ولم يكن

(1) مطلع قصيدة لأبي تمام يمدح مالك بن طوق، في ديوانه ص 252.
(2) في الديوان: الربع.
(3) التخت: وعاء تصان فيه الثياب.
(4) الكروس وتبوك من أولاد خالد بن يزيد بن عبد الله السلمي، تقدمت ترجمة تبوك في تاريخ دمشق 11 / 26 رقم
987 طبعة دار الفكر.
(5) ليست القصيدة في ديوان أبي تمام الذي بين يدي.
(6) البيتان من قصيدة في ديوانه ص 228 و 229.
(7) في الديوان: للخطب.
(8) في مختصر أبي شامة: علي.
(9) في مختصر أبي شامة: أبو.
(10) الرميلة: تصغير، رملة، منزل في طريق البصرة إلى مكة، وقرية في البحرين، وقرية من قرى بيت المقدس (معجم
البلدان).
153

مذهبه إن صح ما يحكى عنه في قدم الأرواح مذهب الصوفية ولكنه كان ينتمي إليهم
ويقعد معهم
سمعت الحسن بن أحمد يقول سمعت العباس يقول
رأيت أبا حلخان الحلبي راكعا بين يدي شخص من أول الليل إلى آخره يبكي بين يديه
وذكر القشيري بسنده قال
سمع أبو (1) حلخان الدمشقي طوافا ينادي يا سعتر بري فسقط مغشيا عليه فلما
أفاق سئل فقال حسبته يقول أشنع تر بري
8481 أبو حمزة البغدادي
اسمه محمد بن إبراهيم تقدم ذكره (2)
8482 أبو حمزة الخرساني الصوفي (3)
من مشايخ الصوفية المعروفين ينسب في بعض الروايات إلى دمشق فيحتمل أن
يكون سكنها وإلا فهو من أهل خرسان وهو معاصر الجنيد
قال أبو عبد الرحمن السلمي
أبو حمزة الخرساني من أقران الجنيد وأقدم منه كان يجالس الفقراء وأظن أن أصله
جرجرائي (4) وقيل كان بنيسابور من أهل محلة ملقباذ (5) وسكنه ينسب إليه بعد
قال القشيري (6)
هو من أقران الجنيد والخراز وأبي تراب النخشبي وكان ورعا دينا
وقال السلمي في الطبقات (7)

(1) في مختصر ابن منظور: ابن حلخان.
(2) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 51 / 252 رقم 6062 طبعة دار الفكر.
(3) أخباره في الرسالة القشيرية ص 409 والطبقات الكبرى للشعراني 1 / 103 وطبقات الصوفية للسلمي 328.
(4) جرجرائي نسبة إلى جرجرايا بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من جانب الشرقي (معجم
البلدان).
(5) في معجم البلدان: ملقاباذ، بالضم ثم السكون والقاف: محلة بأصبهان وقيل بنيسابور.
(6) الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري ص 409.
(7) طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي 328 والطبقات الكبرى للشعراني.
154

صحب مشايخ ببغداد وسافر مع أبي تراب النخشبي وأبي سعيد الخراز وهو من
أفتى المشايخ وأورعهم
قال أبو حمزة من استشعر ذكر الموت حبب إليه كل باق وبغض إليه كل فان (1)
وقال العارف يدافع عيشه يوما بيوم ويأخذ عيشه يوما ليوم (2)
وقال له رجل أوصني فقال هيئ زادك للسفر الذي (3) بين يديك (4) فكأني بك
وأنت في جملة الراحلين وهيئ لنفسك منزلا تنزل فيه إذا نزل أهل الصفوة منازلهم لئلا
تبقى متحسرا
وقال انظر رسل البلايا وسهام المنايا
وسئل عن الإخلاص فقال الخالص من الأعمال ما لا يحب أن يحمد عليه إلا الله
عز وجل
وقال (5) كنت قد بقيت محرما في عباء (6) أسافر كل سنة ألف فرسخ تطلع علي
الشمس وتغرب كلما أحللت (7) أحرمت (8)
وقال (9) حججت سنة من السنين فبينا أنا أمشي قي الطريق وقعت في بئر فنازعتني
نفسي أن أستغيث فقلت لا والله لا أستغيث فما استتممت (10) هذا الخاطر حتى مر برأس
البر رجلان فقال أحدهما للآخر تعال حتى نسد رأس هذا البئر في هذا الطريق (11) فأتوا
بدلا من: " في هذا الطريق " في الرسالة القشيرية: " لئلا يقع فيه أحد ".

(1) الرسالة القشيرية ص 409.
(2) الرسالة القشيرية ص 409.
(3) زيادة عن الرسالة القشيرية.
(4) إلى هنا الخبر في الرسالة القشيرية.
(5) رواه عنه الشعراني في الطبقات الكبرى 1 / 103.
(6) في الطبقات للشعراني: " عباءة " والعباء ضرب من الأكسية، والعباءة لغة فيه.
(7) في الطبقات للشعراني: تحللت.
(8) يعني أني كلما ملت إلى شهوة جددت توبة، قاله الشعراني في الطبقات الكبرى.
(9) الخبر والابيات رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 171 - 172. ورواه أبو بكر الخطيب في تاريخ
بغداد 1 / 391 في ترجمة أبي حمزة محمد بن إبراهيم البغدادي.
(10) في مختصر أبي شامة: " استممت " والمثبت عن الرسالة القشيرية.
155

بقصب وبارية وطموا رأس البئر (1) فهممت أن أصيح فقلت (2) في نفسي أصيح على (3)
من هو أقرب إلي منهما فسكت (4) حتى طووا رأس البئر فإذا بشئ قد جاء وكشف رأس
البئر وما عليها ودلى رجليه في البئر كأنه يقول في همهمة (5) له تعلق بي من حيث كنت
أفهم همهمته فتعلقت به فأخرجني من البئر فنظرت إليه فإذا هو سبع وإذا هاتف يهتف
بي وهو يقول يا أبا حمزة أليس ذا أحسن نجيناك بالتلف من التلف فمشيت وأنا أقول
* نهاني (6) حيائي منك أن أكشف (7) الهوى * وأغنيتني بالفهم (8) منك عن الكشف
تلطفت في أمري فأبديت شاهدي * إلى غائبي واللطف يدرك باللطف
تراءيت لي بالغيب حتى كأنما * تبشرني بالغيب أنك في الكف
أراك وبي من هيبة (9) لك وحشة * فتؤنسني باللطف (10) منك وبالعطف
وتحيي محبا أنت في الحب حتفه * وذا عجب كون الحياة مع الحنف *
وقيل أن صاحب هذه الحكاية أبو حمزة البغدادي (11) وقيل الدمشقي والله أعلم
قال أبو محمد الرصافي
خرج أبو حمزة فسمع قائلا يقول
* نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب إلا للحبيب الأول *
قال فسقط مغشيا عليه
قال القشيري

(1) زيادة للايضاح عن الرسالة القشيرية.
(2) في الرسالة القشيرية: ثم قلت.
(3) في الرسالة القشيرية: إلى.
(4) في الرسالة القشيرية: وسكنت.
(5) في مختصر ابن منظور: " مهمهة ".
(6) قبله في الرسالة القشيرية:
أهابك أن أبدي إليك الذي أخفي * وسري يبدي ما يقول له طرفي
(7) في الرسالة القشيرية: أكتم الهوى.
(8) في تاريخ بغداد 1 / 392 بالقرب.
(9) في تاريخ بغداد والرسالة القشيرية: من هيبتي.
(10) تاريخ بغداد: بالعطف.
(11) وهي رواية أبي بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 391 - 392 في أخبار أبي حمزة بن إبراهيم البغدادي.
156

توفى أبو حمزة سنة تسعين ومائتين (1)
قال أبو حمزة الخرساني (2)
من نصح نفسه كرمت عليه ومن تشاغل عن نصيحتها هانت عليه
وقال الأنس ضيق الصدر في (3) معاشرة الخلق
وقال العارف يخاف زوال ما أعطي والخائف يخاف نزول ما وعد
قال خف سطوة العدل وارج رقة الفضل ولا تأمن مكره وإن أنزلك الجنان ففي
الجنة وقع لأبيك آدم ما وقع وقد يقطع بقوم فيها فقال " كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في
الأيام الخالية " (4) فشغلهم عنه بالأكل والشرب ولا مكر فوق هذا ولا حسرة أعظم منه
وقال من خصه الله منه بنظرة شفقة فإن تلك النظرة تنزله منازل أهل السعادة وتزينه
بالصدق ظاهرا وباطنا
وقال الصوفي من صفا من كل درن فلا يبقى فيه وسخ المخالفة بحال
8483 أبو حملة
والد علي بن أبي حملة الدمشقي أدرك معاوية
ذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة وكذلك ابن سميع وقال هو مولى لقريش لأبي
هشام بن عتبة
8484 أبو حمل الكلبي
من بادية دمشق ممن كان بالسماوة
حكى عبد الله بن الزبير
حكى عنه سلمة بن معيب الكلبي

(1) الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري ص 409 وذكر الشعراني في الطبقات الكبرى 1 / 103 أنه توفي سنة تسع
وثلاثمائة.
(2) رواه السلمي في طبقات الصوفية ص 328.
(3) في طبقات الصوفية: عن.
(4) سورة الحاقة، الآية: 24.
157

8485 أبو حيي الأذرعي (1)
حكى عن ابن عباس
روى عنه ابنه محمد
" حرف الخاء "
8486 أبو خالد الحرسي
من حرس عبد الملك بن مروان
روى عنه (2) عروة بن رويم اللخمي
8487 أبو خالد الدمشقي
حدث عن خالد بن معدان
روى عنه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (3) وإسحاق بن يعيش
8488 أبو خالد الفارسي
مولى عمر بن عبد العزيز
كان رجلا صالحا أعتقه عمر
روى عنه حياة بن شريح
8489 أبو خالد القصاع
حكى عن الحسن بن يحيى الخشني
روى عنه أحمد بن أبي الحواري
فقال أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو خالد القصاع قال
سمعت الحسن وسئل ما علامته في أوليائه قال توفيقهم في دار الدنيا الأعمال
التي يرضى بها

(1) الأذرعي نسبة إلى أذرعات وهي ناحية بالشام (الأنساب).
(2) في مختصر أبي شامة: عن.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 508.
158

8490 أبو خداش بن عتبة بن أبي لهب
ابن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي
ابن ابن عم النبي (صلى الله عليه وسلم) (1) له ذكر
8491 أبو خرسان بن تميم الفارسي
أخو الليث بن تميم (2)
ولي غازية البحر في خلافة الوليد وسليمان ابني عبد الملك وكان يكون في ببيروت
وطرابلس (3) من ساحل دمشق وأثر في جهاد الروم آثارا حسنة
قال محمد بن عائذ حدثنا الوليد قال
حدثني الليث بن تميم الفارسي
أن سفن المسلمين كانت متفرقة في ساحل الشام فكانت طائفة منها باللاذقية (4)
بساحل حمص وعليها سفيان الفارسي وطائفة منها بأطرابلس ساحل دمشق أو قال
ببيروت وعليها أخي أبو خراسان الفارسي وكان أيما رجل في كماله وبأسه قال
سليمان بن أبي كريمة ما رأيت مثله من رجال فارس فلم يزل الأمر كذلك حتى ولي الأمر
عمر بن هبيرة فعزل سفيان الفارسي أبا خراسان وصاحب عكا عما كانوا يلون من ذلك
حملهم معه في مركبه لئلا يكون لهم الذكر دونه وولى عليها رجالا غيرهم
قال الوليد وأخبرني الليث
أن ولاة غازية البحر في زمان الوليد بن عبد الملك سحيم وأبو خراسان وسفيان
فكان سفيان الفارسي على سفن حمص بمدينة اللاذقية وأبو خراسان على سفن دمشق بمدينة
طرابلس وسفن الأردن وفلسطين بعكا فلما ولي سليمان بن عبد الملك ولى على جماعة
سفن المسلمين من أهل الشام ومصر وإفريقية ألف سفينة عمر بن هبيرة الفزاري فعزل
عمر بن هبيرة هؤلاء النفر عن ولايتهم وولى على ذلك غيرهم من رجال العرب

(1) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(2) تقدمت ترجمته في كتابنا مدينة دمشق 50 / 337 رقم 5861 طبعة دار الفكر، ولأخيه أبي خراسان ذكر فيها.
(3) قال ياقوت: أطرابلس بضم الباس الموحدة واللام، مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام بين اللاذقية وعكا. وزعم
بعضهم أنها بغير همز (معجم البلدان 1 / 216).
(4) اللاذقية بالذال المعجمة المكسورة مدينة في ساحل بحر الشام تعد من أعمال حمص وهي غربي جبلة بينهما ستة
فراسخ، وهي الان من أعمال حلب (معجم البلدان 5 / 5).
159

8492 أبو الخطاب
من تابعي أهل دمشق
أظنه حمادا وقد سبقت ترجمته (1)
له ذكر
8493 أبو الخير الأقطع التيناتي (2) (3)
وتينات من نواحي المصيصة (4) نسب إليها لأنه أقام بها وأصله من المغرب وقيل
إن اسمه حماد بن عبد الله وكان أسود من العباد المشهورين والزهاد المذكورين
صحب أبا عبد الله الجلاء (5) وسكن جبل لبنان أيضا من نواحي دمشق ودخل
أطرابلس
حكى عنه أبو القاسم بكر بن محمد وأبو علي الأهوازي وغيرهما
قال أبو عبد الرحمن السلمي
أبو الخير التيناتي سكن جبل لبنان وتينات على أميال من المصيصة وأقام بها
وكان يعرف بأبي الخير الأقطع وله آيات وكرامات وكان ينسج الخوض بإحدى يديه لا
يدري كيف ينسجه وكان تأوي إليه السباع ويأنسون به (6) لم تزل ثغور الشام محفوظة أيام
حياته إلى أن مضى لسبيله رحمه الله
كان أبو الخير أصله من المغرب وله كرامات وآيات يطول شرحها
وقال (7) في كتاب الطبقات

(1) ترجمته في تاريخ دمشق 15 / 158 رقم 1729.
(2) التيناتي نسبة إلى تينات قرية بالقرب من أنطاكية، وهو من أهل المغرب سكنها فنسب إليها كما في بغية الطلب 6 /
2909.
(3) انظر أخباره في معجم البلدان (2 / 68 تينات) وصفة الصفوة 4 / 282 وحلية الأولياء 10 377 والطبقات الكبرى
للشعراني 1 / 109 وبغية الطلب 6 / 2909 والرسالة القشيرية ص 394.
(4) راجع معجم البلدان 2 / 68.
(5) اسمه أحمد بن يحيى البغدادي، سكن الرمة، صحب ذا النون وأبا تراب وأباه يحيى الجلاء، انظر أخباره في حلية
الأولياء 10 / 314.
(6) انظر حلية الأولياء 10 / 377 ومعجم البلدان 2 / 68.
(7) القائل أبو عبد الرحمن السلمي، والخبر في طبقات الصوفية ص 382 والطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109.
160

ومنهم أبو الخير الأقطع وكان أوحد في طريقته في التوكل وكان يأنس إليه السباع
والهوام وكان حاد الفراسة مات سنة نيف وأربعين وثلاثمائة
قال أبو الخير (1) دخلت مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأنا بفاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت
ذواقا (2) فقدمت إلى القبر وسلمت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلى أبي بكر وعمر رضي الله
عنهما وقلت أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت في
المنام النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره (3) وعلي بن أبي طالب بين يديه
فحركني علي وقال لي قم قد جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقمت إليه وقبلت بين عينيه
فدفع إلي رغيفا فأكلت نصفه فانتبهت (4) فإذا في يدي نصف رغيف
وقال أبو الخير لن يصفو قلبك إلا بتصحيح النية لله تعالى ولن يصفو بدنك (5) إلا
بخدمة أولياء الله تعالى
وقال أبو الخير (6) ما بلغ أحد إلى حالة شريفة (7) إلا بملازمة الموافقة ومعانقة
الأدب وأداء الفرائض وصحبة الصالحين وخدمة الفقراء الصادقين
وقال حرام على قلب مأسور بحب الدنيا أن يسبح في روح الغيوب
وقال (8) القلوب ظروف فقلب مملوء ايمانا فعلامته الشفقة على جميع المسلمين
والإهتمام بما يهمهم ومعاونتهم على أن يعود صلاحه إليهم (9) وقلب مملوء نفاقا
فعلامته (10) الحقد والغل والغش والحسد
وقال (11) الدعوى رعونة لا يحتمل القلب إمساكها فيلقيها (12) إلى اللسان فتنطق

(1) الخبر في طبقات الصوفية للسلمي 382 والطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109 وصفة الصوفة 4 / 283.
(2) الذواق: طعم الشئ، أي أنه لم يذق شيئا من طعام أو شراب.
(3) في صفة الصفوة وطبقات الصوفية: شماله.
(4) في صفة الصفوة وطبقات الصوفية: وانتبهت.
(5) في مختصر أبي شامة: و " وأن يصفو بذلك " والتصويب عن طبقات للسلمي.
(6) الخبر في صفة الصفوة 4 / 284 وحلية الأولياء 10 / 378.
(7) في مختصر أبي شامة: " شهية " تصحيف، والصواب عن الحلية وصفة الصفوة.
(8) الخبر في حلية الأولياء 10 / 378.
(9) في الحلية: ومعاونتهم على مصالحهم.
(10) في الحلية: وعلامته.
(11) رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 4 / 283.
(12) في صفة الصفوة: فليلقها إلى اللسان.
161

بها ألسنة الحمقى (1) ولا يعرف الأعمى ما يبصره البصير من محاسنه وقباحه
قال أبو القاسم القشيري (2)
ومنهم أبو الخير الأقطع مغربي الأصل سكن تينات وله كرامات وفراسة حادة
كان كبير الشأن
قال أبو الحسين القيرواني (3)
زرت أبا الخير التيناتي فلما ودعته خرج معي إلى باب المسجد فقال يا أبا
الحسين (4) أنا أعلم أنك لا تحمل معك معلوما ولكن احمل هاتين التفاحتين فأخذتهما
ووضعتهما في جيبي وسرت فلم يفتح لي بشئ ثلاثة أيام فأخرجت واحدة منهما
فأكلتها ثم أردت أن أخرج الثانية فإذا هما في جيبي فكنت آكل منهما وتعودان إلى باب
الموصل فقلت في نفسي إنهما تفسدان علي حال توكلي إذا صارتا معلوما لي فأخرجتهما
من جيبي بمرة فنظرت فإذا فقير (5) ملفوف في عباءة يقول أشتهي تفاحة فناولتهما إياه
فلما عبرت وقع لي أن الشيخ إنما بعث بهما إليه وكنت في رفقة في الطريق فانصرفت إلى
الفقير فلم أجده
قال أبو نعيم الأصبهاني (6)
سمعت غير واحد ممن لقي أبا الخير يقول إن سبب قطع يده أنه كان عاهد الله ألا
يتناول بشهوة نفسه شيئا مشتهيا (7) فرأى يوما بجبل لكام (8) شجرة زعرور فاستحسنها
فقطع منها غصنا فتناول منها شيئا من الزعرور فذكر عهده فتركه (9) ثم كان يقول
قطعت غصنا فقطع مني عضو

(1) إلى هنا الخبر في صفة الصفوة.
(2) رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص 394.
(3) الخبر في صفة الصفوة 4 / 285.
(4) في صفة الصفوة أنه رجل فقير يعرف بالأنصاري.
(5) في صفة الصفوة: فإذا بعليل ينادي من الخراب.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 10 / 278.
(7) في مختصر أبي شامة: مشتها، والمثبت عن حلية الأولياء.
(8) جبل اللكام: بالضم وتشديد الكاف، ويروى بتخفيفها: الحبل المشرف على أنطاكية (معجم البلدان).
(9) في الحلية: وتركه.
162

قال أبو ذر الهروي
سمعت عيسى بن أبي الخير التيناتي بمصر وكان رجلا صالحا وقلت له لم كان
أبوك أقطع قال ذكر لي أنه كان عبدا أسود قال فضاق صدري في الملك فدعوت الله
فأعتقت فكنت أجئ إلى الإسكندرية فأحتطب وأتقوت بثمنه وكنت أدخل المسجد
أقف على الحلق وأعلم أنهم لا يعلموني شيئا لأني عبد أسود فكنت أقف عليهم فيسهل
الله على لسانهم ما كنت أريد أن أسأل عنه فأحفظه وأستعمل ذلك
سمعت (1) مرة حكاية يحيى بن زكريا وما عملوا به فقلت في نفسي إن الله ابتلاني
بشئ في بدني صبرت ثم خرجت إلى الثغر بطرطوس (2) وكنت آكل المباحات ومعي
حجفة (3) وسيف وكنت أقاتل (4) العدو مع الناس فآواني الليل إلى غار هناك فقلت في
نفسي إني أزاحم الطير في أكل المباحات فنويت ألا آكل فمررت بعد ذلك بشجرة
فقطعت منها شيئا فلما أردت أن (5) آكله ذكرت فرميته ثم دخلت المغارة بالليل فإذا
هناك (6) قطعوا الطريق ودخلوا إلى الغار قبلي ولم أعلم فلما دخلت إلى هناك فإذا
نحن بصاحب الشرطة يطلبهم فدخل الغار فأخذهم وأخذني معهم فقدموا جميعا
فقطعوا فلما قدمت قالت اللصوص لم يكن هذا الأسود معنا وكان أهل الثغر يعرفونني
فغطى الله عنهم حتى قطعوا يدي فلما مدوا رجلي قلت يا رب هذه يدي قطعت لعقد
عقدته فما بال رجلي فكأنه كشف عنهم وعرفوني وقالوا هذا أبو الخير واغتموا (7)
فلما أرادوا أن يغمسوا يدي في الزيت امتنعت وخرجت ودخلت الغار وبت ليلة عظيمة
فأخذني النوم فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقلت يا رسول الله فعلوا بي وفعلوا فأخذ
يدي المقطوعة فقبلها فأصبحت ولا أجد ألم الجرح وقد عوفيت
قال أبو جهضم حدثني أبو بكر بن محمد قال

(1) كذا في مختصر أبي شامة، وفي مختصر ابن منظور: ذكرت.
(2) طرسوس، مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم (معجم البلدان).
(3) الحجفة: الترس، جمعها الحجف.
(4) في مختصر ابن منظور: أغزو.
(5) زيادة للايضاح.
(6) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(7) الطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109 باختلاف الرواية.
163

كنت عند الشيخ أبي الخير بالتينات فبسط محادثته لي إلى أن هجمت عليه فسألته
عن سبب قطع يده وما كان منه فقال يد جنت فقطعت فظننت أنه كانت له صبوة في
حداثته في قطع طريق أو نحوه مما أوجب ذلك فأمسكت ثم اجتمعت معه بعد ذلك بسنين
مع جماعة من الشيوخ فتذاكروا مواهب الله لأوليائه وأكثروا كرامات الله لهم إلى أن ذكروا
طي المسافات فتبرم الشيخ بذلك فقال لم يقولون فلان مشى إلى مكة في ليلة
وفلان (1) مشى في يوم أنا أعرف عبدا من عبيد الله حبشيا كان جالسا في جامع أطرابلس
ورأسه في جيب مرقعته فخطر له طيبة الحرم فقال في سرة يا ليتني كنت بالحرم ثم
أمسك عن الكلام
فتغامز الجماعة وأجمعوا على أنه ذلك الرجل
وقال أبو القاسم بكر بن محمد
كنت عند أبي الخير التيناتي وجماعة اجتمعوا على أن يسألوه (2) عن سبب قطع يده
فقال يد جنت فقطعت فقيل قد سمعنا منك هذا مرارا كثيرة أخبرنا كيف سببه فقال
نعم
أنتم تعلمون أني من أهل المغرب فوقعت في مطالبة السفر فسرت حتى بلغت
إسكندرية فأقمت بها اثنتي عشر سنة ثم سرت منها إلى أن صرت بين شطا (3) ودمياط (4)
فأقمت أيضا اثنتي عشر سنة فقيل له مكانك إلى ها هنا انتهينا الإسكندرية بلد عامر
أمكن أن تقيم بها بين شطا ودمياط لا زرع ولا ضرع أي شئ كان قوتك اثنتي عشرة سنة
فقال نعم كان في الناس خير في ذلك الزمان وكان يخرج من مصر خلق كثير يرابطون
بدمياط وكنت قد بنيت كوخا على شط الخليج فكنت أجئ من الليل إلى الليل إلى تحت
السور فإذا أفطر المرابطون نفضوا سفرهم (5) خارج السور فأزاحم الكلاب على قمامة
السفر فآخذ كفايتي فكان هذا قوتي في الصيف فقالوا ففي الشتاء قال نعم كان بنبت

(1) استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
(2) في مختصر أبي شامة: يسألونه.
(3) شطا: بالفتح والقصر، وقيل: شطاة: بليدة بمصر (معجم البلدان).
(4) دمياط: مدينة قديمة بين تنيس ومصر على زاوية بين بحر الروم ونهر النيل (معجم البلدان).
(5) سفرهم: السفرة بالضم، طعام المسافر، المعد للسفر، والسفرة ما يوضع فيه الأديم، والسفرة التي يؤكل عليها،
وسميت لأنها تبسط إذا أكل عليها (تاج العروس).
164

حول الكوخ من هذا البردي (1) الجافي فيخصب في الشتاء فأقلعه فما كان منه في التراب
يخرج غضا أبيض فآكله وأرمي بالأخضر الجافي فكان هذا قوتي إلى أن نوديت (2) في
سري يا أبا الخير تزعم أنك لا تزاحم الخلق في أقواتهم وتشير إلى التوكل وأنت في
وسط العموم جالس فقلت إلهي وسيدي ومولاي وعزتك لا مددت يدي إلى شئ مما
تنبت الأرض حتى تكون أنت الموصلي إلى رزقي من حيث لا أكون أنا أتولى فيه فأقمت
اثنى عشر يوما أصلي الفرض وأتنفل (3) ثم عجزت عن النافلة فأقمت اثني عشر يوما أصلي
الفرض لا غير ثم عجزت عن القيام فأقمت اثني عشر يوما أصلي جالسا ثم عجزت عن
الجلوس فرأيت إن طرحت نفسي ذهب فرضي فلجأت إلى الله بسري وقلت إلهي
وسيدي ومولاي أفرضت علي فرضا تسألني عنه وضمنت لي رزقا فتفضل علي برزقي ولا
تؤاخذني بما اعتقدته فوعزتك لأجتهدن ألا (4) أخالف عقدي الذي عقدته معك فإذا
بين يدي رغيفان وربما قال قرصان بينهما شئ ولم يذكر الشئ فكنت آخذه على
دوار وقتي من الليل إلى الليل ثم طولبت بالمسير إلى الثغر فسرت حتى دخلت مصر
وكان ذلك يوم الجمعة فوجدت في صحن الجامع قاصا يقص على الناس وحوله حلقة
فوقفت أسمع ما يقول فذكر قصة زكريا والمنشار وما كان من خطاب الله له حين
هرب منهم فنادته الشجرة إلي يا زكريا فانفرجت له فدخلها ثم أطبقت عليه ولحقه
العود فتعلق بطرف عبائه وناداهم إلي فهذا زكريا ثم أخرج إليهم حيلة المنشار فنشرت
الشجرة حتى بلغت رأس زكريا فأن منه أنة أوحى الله تعالى يا زكريا لئن صعدت
منك إلي أنة ثانية لأمحونك من ديوان النبوة فعض زكريا على الصير (5) حتى قطع بشطرين
فقلت في نفسي لقد كان زكريا صابرا إلهي وسيدي ومولاي لئن ابتليتني لأصبرن ثم
سرت حتى دخلت أنطاكية فرآني بعض أخواني وعلم أني أريد الثغر فدفع إلي سيفا وترسا
وحربة للسبيل فدخلت الثغر وكنت حينئذ أحتشم من الله أن أرى وراء سور خيفة العدو
فجعلت مقامي بالنهار في غابة أكون فيها وأخرج بالليل إلى شط البحر فأغرز الحربة على

(1) البردي بالفتح نبات معروف واحدته بردية. (تاج العروس).
(2) في مختصر أبي شامة: توفرت، تصحيف وأثبتنا ما جاء في مختصر ابن منظور.
(3) تنفل فلان: صلى النوافل، والنافلة: ما تفعله مما لم يجب عليك، ومنه نافلة الصلاة (تاج العروس: نفل).
(4) في مختصر أبي شامة: أن لا أخالف.
(5) الصير: الشق.
165

الساحل وأشد الترس إليها محرابا وأتقلد سيفي وأصلي إلى الغداة فإذا صليت الصبح
غدوت إلى الغابة فكنت فيها نهاري أجمع فبدرت في بعض الأيام فبصرت بشجرة بطم
قد بلغ بعضه أخضر وبعضه أحمر قد وقع عليه الندى وهو يبرق فاستحسنته وأنسيت
عقدي مع الله وقسمي به أني لا أمد يدي إلى شئ مما تنبت الأرض فرددت يدي إلى
الشجرة فقطعت منها عنقودا وجعلت بعضه في فمي ألوكه فذكرت العقد فرميت ما في
يدي وبزقت ما في فمي وقلت حلت المحنة ورميت الترس والحربة وجلست موضعي
يدي على رأسي فما استقر جلوسي حتى دار بي فرسان وقالوا لي قم فساقوني إلى أن
أخرجوني إلى الساحل وإذا أمير بناس (1) جماعة على خيول ورجاله كثير وبين أيديهم
جماعة سودان كانوا يقطعون الطريق قبل ذلك اليوم في ذلك المكان فأسرى إليهم أمير بناس
في موضع الأكواخ فكبسهم في السجن وأخذ من كان منهم في الأكواخ وافترقت الخيل تطلب
من هرب منهم في الغابة فوجدوني أسود معه سيف وترس وحربة فساقوني فلما قدمت إلى
الأمير وكان رجلا تركيا قال لي أيش أنت ويلك قلت عبد من عبيد الله فقال
للسودان تعرفونه قالوا لا قال بلى هو رئيسكم وإنما تفدونه بنفوسكم لأقطعن
أيديكم وأرجلكم فقدموهم فلم يزل يقدم رجلا رجلا يقطع أيديهم حتى انتهى إلي آخرهم
فقال لي تقدم مد يدك فمددتها فقطعت ثم قال لي مد رجلك فمددتها فرفعت
سري (2) إلى السماء وقلت إلهي وسيدي ومولاي يد جنت رجلي أيش عملت فإذا
بفارس قد أقبل وقف على الحلقة ورمى نفسه إلى الأرض وصاح أيش تعملون تريدون
أن تنطبق الخضراء على الغبراء هذا رجل صالح يعرف بأبي الخير المناجي وكنت حينئذ
أعرف بالمناجي فرمى الأمير نفسه عن فرسه وأخذ يدي المقطوعة من الأرض يقبلها
وتعلق بي يقبل صدري ويشهق ويبكي ويقول ما علمت سألتك بالله اجعلني في حل
فقلت جعلتك في حل من أول ما قطعتها هذه يد جنت فقطعت (3)
فقال أبو الخير وهو يبكي وأي مصيبة أعظم من مصيبتي هذه يعني قطعت يدي
وأنقطع عني (4)

(1) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
(2) كذا في مختصر أبي شامة، وفي الطبقات الكبرى للشعراني: ثم رفعت رأسي.
(3) انظر الحكاية باختلاف في الطبقات الكبرى للشعراني 1 / 109 - 110.
(4) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
166

وقال أبو الخير (1) جاورت بمكة سنة من السنين ومر علي بها شدائد وهمت نفسي
بالسؤال فهتف بي هاتف أما يستحي الوجه الذي تسجد لي به أن تبذله لغيري فجلست
وقال أبو الخير من أنس بالله لم يستوحش من شئ
قال أبو سعد إسماعيل بن علي الواعظ سمعت جماعة من مشايخنا
أن يوما صلوا خلف أبي الخير الأقطع فلما سلم قال رجل لحن الشيخ ففي نصف
الليل خرج إلى البراز فرأى أسدا والشيخ يطعمه فغشي على الرجل فقال الشيخ منهم من
يكون لحنه في قلبه ومنهم من يكون يلحن بلسانه
قال السلمي (2) سمعت جدي إسماعيل بن نجيد (3) يقول
دخل على أبي (4) الخير الأقطع بعض البغداديين وقعدوا يتكلمون بين يديه وضاق
صدره فخرج فلما خرج جاء السبع ودخل البيت فسكتوا وانضم بعضهم إلى بعض
وتغيرت ألوانهم فدخل عليهم أبو الخير وقال يا سادتي أي تلك الدعاوي
قال أبو القاسم القشيري
وأبو الخير التيناتي مشهور بالكرامات حكي عن (5) إبراهيم الرقي (6) أنه قال قصدته
مسلما فصلى صلاة المغرب فلم يقرأ الفاتحة مستويا فقلت في نفسي ضاعت سفرتي
فلما سلمت خرجت للطهارة فقصدني السبع فعدت إليه فقلت إن الأسد قصدني
فخرج وصاح على الأسد وقال ألم أقل لك لا تتعرض لضيفاني فتنحى وتطهرت
فلما رجعت قال اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم الأسد واشتغلنا بتقويم القلب فخافنا الأسد
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ
بكرت يوما إلى أبي عثمان المغربي (7) فقعدت معه إلى أن أذنوا لصلاة الظهر ثم

(1) الخبر رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 4 / 283.
(2) الخبر من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 10 / 337.
(3) هو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف، أبو عمرو النيسابوري، ترجمته في سير أعلام النبلاء (12 / 281
ت 3302 ط دار الفكر.
(4) في مختصر أبي شامة " أبو " خطأ، والصواب عن حلية الأولياء.
(5) زيادة اقتضاها السياق.
(6) هو إبراهيم بن داود الرقي، أبو إسماعيل، من كبار مشايخ الشام، انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص 415.
(7) اسمه سعيد بن سلام المغربي، أبو عثمان، واحد زمانه لم يوصف قبله مثله، توفي بنيسابور سنة 373، أخباره في
الرسالة القشيرية ص 434.
167

قلت آذيت الشيخ قال ثم أقبل علي فقال أنا لا أعرف الناس قد كان رجل بمكة يحمل
إلي الطعام ثلاث سنين وأنا لا أعرف اسمه ولكن أجدني قد أنست إليك فاعلم أن طريق
السالكين أحكم من طريق أهل الروايات هذا الأسود الذي كان بالشام يعني أبا الخير
الأقطع خرج إليه إبراهيم بن المولد (1) من العراق فوصل إليه عند المساء فنزل وتطهر
وصلى معه صلاة العتمة فازدرى به لقراءته ففطن أبو الخير لذلك فلما جن عليه الليل أخذ
إبراهيم ركوته وذهب يجدد وضوءا (2) فبينا هو على ذلك إذ جاء سبع فوقف عليه
فترك إبراهيم ركوته وعدا إلى المسجد فأدركه أبو الخير فقال ما لك قال سبع فخرج
أبو الخير وأخذ بأذن السبع وقال يا أبا الحارث ألم أقل لك لا تؤذ الناس وأخذ ركوة
إبراهيم وردها إليه
قال أبو القاسم بكر بن محمد
ورد على أبي الخير رجل فقيه من العراق فلما وجبت صلاة العشاء خرج إلى المسجد
وضيفه معه فتقدم الشيخ فصلى بهم وكان في لسانه عجمة الحبش فلما فرغ من الصلاة
قام الفقيه فأعاد الصلاة التي صلاها خلفه فلما كان من غد قدم الشيخ ضيفه فقال تقدم
صل بنا الصبح فإنك تحقق القراءة أكثر مني فتقدم الرجل وصلى بالشيخ ولجماعة ثم
خرج الرجل بين الآجام (3) فإذا به يصرخ فخرج الشيخ فدخل الأجمة فإذا بالرجل ملقى
على ظهره والسبع على صدره فتقدم الشيخ إلى السبع فأخذ أذنه وقال ويحك تخيف
ضيفي ونحاه عن صدره فأقام الرجل مغشيا عليه ساعة وحمل إلى المسجد فلما أفاق
قال له الشيخ يا هذا لو حققت يقينك كما حققت قراءتك لكنت أحد رجال الله ففطن
الرجل وقال أيها الشيخ التوبة فقال يا هذا لا يعرج إلى السماء إلا كما نزل منها محققا
ولي اجتهادي (4) فصوب يقينك كما صوبت قراءتك ارفع سوء الظن عن عباد الله فقال
سمعا لك وطاعة
قال أبو ذر الهروي سألت عيسى بن أبي الخير
كيف كان حديث السبع معك قال كان أبي يخرج خارج الحصن وعنده آجام

(1) هو إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو الحسن الزاهد الصوفي، انظر أخباره في حلية الأولياء 10 / 364.
(2) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
(3) الآجام واحدتها أجمة بالتحريك، الشجر الكثير الملتف (القاموس).
(4) كذا في مختصر أبي شامة، وفي مختصر ابن منظور: اجتهادك.
168

كثيرة وسباع وكان أبي يضرب السبع ويقول لا تؤذ أصحابي فلما كان ذات يوم قال
ادخل القرية فأتني بعيش (1) فتركت ما أمرني واشتغلت ألعب مع الصبيان بجفنة (2) العشاء
فغضب علي فقال لأحملنك وأبيتنك في الأجمة فأخذني تحت إبطه وحملني إلى أجمة
بعيدة لا أهتدي للطريق منها ورماني هناك ورجع فلم أزل أبكي وأصيح ثم أخذني النوم
فانتبهت قريب السحر فإذا أنا بالسبع إلى جنبي وأبي قائم يصلي فلما فرغ قال له قم فإن
رزقك على الساحل فقام السبع ومضى ثم نمت فلما أصبحت انتهيت وأبي قد ذهب
فخرجت من الأجمة وعرفت الطريق وجئت إلى أبي
قال أبو الحسن بن زيد
ما كنا ندخل على أبي الخير وفي قلبنا سؤال إلا تكلم علينا من ذلك الموضع من غير أن
نسأله
قال حمزة بن عبد الله العلوي
دخلت على أبي الخير التيناتي وكنت اعتقدت في نفسي أن أسلم عليه وأخرج ولا آكل
عنده طعاما فلما خرجت من عنده ومشيت إذا به خلفي وقد حمل طبقا عليه طعام فقال
يا فتى كل هذا فقد خرجت الساعة من اعتقادك
قال أبو الحسن علي بن محمود الزوزني الصوفي
كان أبو الخير التيناتي صاحب مشاهدة وكان يسميني غلام الله وكنت أنبسط إليه
فقلت يا سيدي بأيش وصلت إلى هذا الحال فقال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقبل
صدري فأنا أرى من خلفي كما أرى من قدامي
قال وسمعت العراقي يحكي
إني كنت ماضيا إلى التينات أزور الشيخ فالتقيت بإنسان بغدادي فقال لي إلى أين
تمضي فقلت إلى التينات أزور الشيخ فقال إن نقم بزيارة إليه الساعة ندخل عليه
ويقدم (3) لنا الخبز واللبن وأنا لا أتمكن من أكله فإني صفراوي فدخلنا على الشيخ فقام

(1) العبش: الطعام.
(2) إعجامها مضطرب في مختصر أبي شامة، ورسمها: بجبنة.
(3) العبارة في مختصر أبي شامة: " فقال: أنا هم بنية الزيارة الساعة فدخل عليه وتقدم " صوبنا العبارة عن مختصر ابن
منظور.
169

ودخل إلى بيته وجاء على يده قصعة فيها لبن وخبز وقال كل أنت هذا وفي يده الأخرى
رمان حلو وحامض فتركه بين يدي البغدادي فقال كل أنت هذا ثم قال لي من أين
صحبت هذا فإنه بدعي (1) وما كنت سمعت منه شيئا فلما كان بعد عشر سنين رأيته
بتنيس (2) وهو تاجر وإذا به معتزلي محض
قال عبد العزيز الحبراني وكان يمشي حافيا في أسفاره قال
خرجت من البصرة حافيا ونعلي بيدي إذا وصلت إلى بلد تحظيت فيهما وإذا
خرجت حملتهما بيدي إلى أن دخلت الثغر فلما عدت من الغزو وأردت الخروج من الثغر
أحببت أن ألقى أبا بكر التيناتي فعدلت إلى التينات فسألت صبيا على باب الزقاق كيف
الطريق إلى مسجد الشيخ فقال ما أكثركم قد آذيتم هذا الشيخ الزمن (3) كم تأكلون خبز
هذا الضعيف فوقع في قلبي من قوله فاعتقدت ألا آكل (4) طعاما ما دمت بتينات وأتيته
فبت عنده ليلتين ما قدم لي شئ ولا عرض علي شيئا (5) فلما خرجت وصرت بين
الزيتون إذ به يصيح خلفي قف فالتفت فإذا به فقلت أنا أرجع إليك فاستقبلته فدفع
إلي ثلاثة أرغفة ملطوخة بلبن (6) وقال لي كل هذه فقد خرجت من عقدك ثم قال أما
سمعت قول النبي (صلى الله عليه وسلم) إن الضيف إذا نزل نزل برزقه [* * * *] فقلت بلى قال فلم شغلت قلبي
بقول صبي فاعتذرت إليه وسرت
وقال أبو الحسن العراقي
قدم أبو الخير تنيس فقال لي قم نصعد السور نكبر فصعدت معه ثم قلت في
نفسي ونحن على السور هذا عبد أسود قد نال ما هو فيه فالتفت إلي وقال " يعلم ما في
أنفسكم فاحذروه " (7) فلما سمعت ذلك فزعت وغشي علي فمر وتركني فلما أفقت

(1) بدعي يعني أنه صاحب بدعة، والبدعة بالكسر: الحدث في الدين بعد الاكمال، أو هي ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من الأهواء والأعمال. وقال ابن الأثير: البدعة: بدعتان: بدعة هدى، وبدعة ضلالة ضلال. (انظر تاج العروس: بدع).
(2) تنيس: بكسرتين وتشديد النون: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر، ما بين الفرما ودمياط (معجم البلدان).
(3) الزمن: الزمانة: العاهة: زمن زمنا فهو زمن وزمين وأزمن الله فلانا: جعله زمنا أي مقعدا، أو ذا عاهة (تاج
العروس: زمن).
(4) في مختصر أبي شامة: أن لا آكل.
(5) ليست في مختصر أبي شامة، زيادة للايضاح.
(6) في مختصر أبي شامة: بين.
(7) سورة البقرة، الآية: 235.
170

جعلت أذم نفسي وأستغفر مما جرى في نفسي فجاءني فقال " وهو الذي يقبل التوبة عن
عباده " (1) فقمت معه
قال أبو ذر الهروي وسمعت عيسى بن أبي الخير سمعت أبي يقول
الآن يدخل رجل عليه ثياب ذكرها فلما كان بعد ساعة قال أبي بين يديه ظلمة نعوذ
بالله فلما دخل سلم عليه أبي وقال من أين أتيت قال من الجبل الفلاني قال وما تعمل
هناك قال أتزهد وأتعبد قال وأيش هذه الظلمة بين يديك فقال الرجل ليس إلا خير
فسكت ثم رفع رأسه فقال أعوذ بالله أرى في عنقك رأسا ما هذا فبكى الرجل ولطم
نفسه وقال أعلم أني بليت في شبابي بقتل وقد تبت من ذلك من سنين فما الحيلة قال
ارجع إلى الجبل وأخلص النية لله فلعله يقبل توبتك
وقال أبو الخير كنت واقفا أركع فإذا أنا بإبليس اللعين قد جاء في صورة حية
عظيمة فتطوق بين يدي سجودي فنفضته وقلت يا لعين لولا أنك نجس لسجدت على
ظهرك
وقال كنت بأطرابلس الشام بعد عشاء الآخرة وقد مضى من الليل وقت فذكرت
الحرم وطيبة (2) فاشتد شوقي إليه فقلت أيش أعمل الساعة فسجدت ورفعت رأسي
فإذا أنا في المسجد الحرام
وقال أشرفت على (3) فرأيت أكثر أهلها أصحاب (4) والمرقعات قال
فسمعت بعد ذلك عن بعض الفقراء أنه قال ما استوجبوا ذلك إلا بقلة (5)
قال أبو بكر بن محمد سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله ويعرف بابن أم راغب
قال
دخلت على الشيخ أبي الخير التيناتي في مسجده فإذا هو مع شخص يحدثه فقال

(1) سورة الشورى، الآية: 25.
(2) طيبة: المدينة النبوية، وطيبة بالكسر: اسم بئر زمزم (تاج العروس).
(3) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
(4) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
(5) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
171

لي يا إبراهيم اخرج ورد الباب فخرجت وجلست بالباب طويلا وكانت بي حاجة إليه
فقلت في نفسي إن كانا في سر فقد فرغا ففتحت الباب ودخلت وإذا به جالس وحده
فقلت حبيبي أين الرجل الذي كان معك فإنه لم يخرج فقال يا بني هو لا يخرج من
الباب فقلت من هو قال هو الخضر فبكيت فقال لم تبكي قلت لو عرفت لسألته
الدعاء ثم مضت مديدة ففتح على الشيخ نقود تركية فقال يا بني لو حملت إلى الأذنة
فبعته وابتعت به حوائج ذكرها فانحدرت فاشتريت الحوائج وحملتها في كساء على
ظهري فلقيت رجلا في الطريق فسلم علي وقد بقي إلى التينات ستة أميال فقال يا أخي
قد تعبت فناولني أحمل عنك فناولته فحملها وجعل يحادثني بأخبار الصالحين حتى
بلغنا التينات فدفعها وودعني وقال تقرأ على الشيخ مني السلام فقلت حبيبي أقول
من قال هو يعرف فلما دخلت على الشيخ قال لي يا إبراهيم ما استحييت حملته ستة
أميال ما حسدتك وحسدتني على كلامه إياي فبكيت وقلت هو هو قال هو هو ولا
حيلة تبكي إذا لم تلقه وتبكي إذا لقيته
قال أبو الحسن جعفر بن هارون السيرواني
أنفذ أبو علي المستولي إلى أبي الخير الأقطع صرة دنانير مع أبي عوانة فأخذ الصرة
فقسمها وجعلها قسمين ثم أخذ قسما وقال هذا يصلح لنا وذاك لا يصلح لنا فرد ما رده
من الدنانير إلى أبي علي فدعا بوكلائه وقال من أين حملت هذه الدنانير قالوا وقفت
على بغلة فبعناها على بعض الأخشادية فقال أبو علي من ها هنا أتينا
قال أبو ذر سمعت عيسى يقول
كان خيثمة بن سليمان يبعث كل سنة لي شيئا فلما كان بعض السنين بعث لي ذلك مع
رجل فإذا بين الدراهم التي بتينات وبين الذي معه صرف فباع ما معه بدراهم تينات وأخذ
الزيادة لنفسه ثم جاء إلي وأعطاني فخرج أبو الخير إلى طرابلس من يومه فإذا بخيثمة قد
خرج إلى الصحراء لبعض شأنه فلما رآه عرفه وترجل له وقبل رأسه وقال له ما الذي
أقدمك فقال كنت تبعث لنا في كل سنة بشئ طيب وهذا ليس بطيب والذنب للرسول
ولكن لا تعاقبه ولا تستعمله أبدا وترك تلك الدراهم عنده ورجع فرجع الرسول بعد أيام
قال خيثمة وكنت كتبت اليوم الذي رأيت فيه أبا الخير فقال قدمت تينات وسلمت إليه
ما أمرتني في يوم كذا وكذا قال وهو اليوم الذي جاءني أبو الخير وبين تينات وبين
172

طرابلس مسيرة أيام فوق العشرة فأخرجت إلى الرسول الصرة (1) وفزع فقلت لولا
أنه قال أن لا أعاقبك لعاقبتك (2) ولكن مر فليس تصلح لخدمتي
قال أبو الخير (3) من أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مراء ومن أحب ألا يطلع
الناس على حاله فهو مدع كذاب
قال أبو القاسم بكر بن محمد المنذري
سألني أبو حفص عمر بن عبد الله الأسواني (4) عن أبي الخير التيناتي فقلت قد نحل
جسمه فقال قربت وفاته قلت من أين قلت قال ما هو بمريد فتنحله الرياضة ولا
بخائف تذيبه الهموم وما هو إلا يصفيه حتى يقبضه إليه قال فوصل الخبر بعد مديدة بوفاته
رحمه الله
قال أبو القاسم سمعت أبا الخير التيناتي يقول
بعثت إلى الثغور فبكيت فقيل لي هي محروسة ما عشت وفلان وفلان وفلان
طائفة من الأخيار ما بقي منهم غيري كلهم ماتوا
قال السلمي سمعت أبا الأزهر يقول
عاش أبو الخير التيناتي مائة وعشرين سنة ومات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة أو قريبا
منه (5)
" حرف الدال "
8494 أبو دوس الأشعري
حدث عن معاوية
روى عنه يزيد بن سنان الأشعري

(1) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
(2) من قوله: فأخرجت إلى هنا، سقط من مختصر ابن منظور.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 10 / 377.
(4) الأسواني بفتح الألف وسكون المهملة، نسبة إلى أسوان، وهي بلدة بصعيد مصر. (الأنساب 1 / 158).
(5) جاء في الرسالة القشيرية أنه مات سنة 340 ه‍ (ص 394) وقال الشعراني في الطبقات الكبرى 1 / 109: مات بمصر
سنة نيف وأربعين وثلاثمائة ودفن بجنب منارة الديلمية بالقرافة الصغرى. وقال ابن الجوزي في صفة الصفوة 4 /
285 وتوفي بعد الأربعين وثلاثمائة.
173

" حرف (1) الذال "
8495 أبو ذر الغفاري (2)
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
اختلف في اسمه اختلافا كبيرا والأظهر أنه جندب بن جنادة وهو من أعيان
الصحابة قديم الإسلام أسلم بمكة قبل الهجرة ورجع إلى بلاد قومه ولم يشهد مع
النبي (صلى الله عليه وسلم) بدرا
وحدث عنه بأحاديث كثيرة
روى عنه أبو سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري وابن عباس وابن عمر وأنس
ومعاوية بن حديج ويزيد بن وهب والمعرور بن سويد وعبد الله بن الصامت
ويزيد بن شريك وجبير بن نفير وأبو مسلم الخولاني وأبو إدريس الخولاني وموسى بن
طلحة بن عبيد الله وأبو الأسود الدؤلي وخرشة بن الحر وربعي بن حراش وزر بن
حبيش وأبو الشعثاء وأبو السليل ضريب بن نفير وغيرهم
وشهد فتح بيت المقدس والجابية مع عمر بن الخطاب وقدم دمشق ورآه بها
الأحنف بن قيس وقيل ببيت المقدس وقيل بحمص
وذكر أبو بكر البلاذري قال (3)
بنى معاوية الخضراء بدمشق فقال له أبو ذر إن كانت هذه من مال الله فهي الخيانة
وإن كانت من مالك فهذا الإسراف فسكت معاوية
وقال محمد بن سعد (4) أخبرنا محمد بن عمر حدثنا خالد بن حيان قال
كان أبو ذر وأبو الدرداء في مظلتين من شعر بدمشق

(1) سقط القسم الكبير من ترجمة أبي ذر الغفاري، نستدرك القسم الساقط الكبير من ترجمة أبي ذر الغفاري، نستدرك القسم الساقط من مختصر أبي شامة، ووضعنا القسم
المأخوذ عنه بين معكوفتين، وسنشير إلى نهايته في موضعه.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 213 وتهذيب التهذيب وتقريبه: 10 / والإصابة 4 / 62 والاستيعاب 4 / 61
(هامش الإصابة) وأسد الغابة 5 / 99 وطبقات ابن سعد 4 / 219 والتاريخ الكبير 2 / 221 وحلية الأولياء 1 / 156
وسير الاعلام: (3 / 378 ت 106) ط دار الفكر وأنساب الأشراف 6 / 166.
(3) الخبر في أنساب الأشراف 6 / 167 طبعة دار الفكر.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 236 وعن ابن سعد رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 380) ط دار الفكر.
174

قال الأحنف بن قيس
دخلت مسجد دمشق فإذا رجل يكثر الركوع والسجود قلت لا أخرج حتى أنظر أعلى
شفع يدري هذا ينصرف أم على وتر فلما فرغ قلت يا أبا عبد الله أعلى شفع تدري
انصرفت أم على وتر فقال إلا أدر فإن الله يدري إني سمعت خليلي أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) ثم
بكى ثم قال سمعت خليلي أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه
الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة [* * * *] قلت من أنت رحمك الله قال أنا أبو ذر قال
الأحنف فتقاصرت إلي نفسي مما وقع في نفسي عليه
وقال أبو ذر
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اتق الله حيثما كنت واتبع السنة الحسنة (1) وخالق الناس
بخلق حسن [* * * *]
قال أبو زرعة
وممن نزل الشام من مصر أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري نزل بيت المقدس يوم
ارتحله عثمان إلى المدينة
قال ابن سعد في الطبقة الثانية (2)
وأبو ذر واسمه جندب بن جنادة وساق نسبه إلى غفار بن مليل بن ضمرة بن
بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
قال وكان خامسا في الإسلام ولكنه رجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى قدم على
النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك وتوفي لأربع سنين بقيت من خلافة عثمان وصلى عليه عبد الله بن
مسعود بالربذة زاد غيره سنة اثنتين وثلاثين
ووقع في طبقات ابن سميع أنه بدري وهو وهم فإن أبا ذر لم يشهد بدرا
وقال البخاري (3)
هاجر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) حجازي ومات في الربذة في زمن عثمان

(1) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 219 و 224 و 226.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 221.
175

قال أبو أحمد الحاكم
أبو ذر جندب بن جنادة ويقال برير بن جندب ويقال برير بن جنادة ويقال
جندب بن عبد الله ويقال جندب بن السكن والمشهور جندب بن جنادة الحجازي
له صحبة وأمه رملة بنت الوقيعة (1) من بني غفار أيضا
قال ابن يونس
شهد فتح مصر واختط بها حدث عنه من أهل مصر عمرو بن العاص وأبو بصرة
الغفاري ومعاوية بن حديج (2) وذكر غيرهم
قال ابن مندة
ويقال إن اسم أبي ذر جنادة بن السكن روى عنه عمر بن الخطاب وجماعة من
الصحابة
قال أبو نعيم
اختلف في اسمه ونسبه وكان يتعبد قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بثلاث (3) سنين يقوم بالليل
مصليا حتى إذا كان آخر الليل سقط كأنه خرقة ثم أسلم بمكة في أول الدعوة وهو رابع
الإسلام وهو أول من حيا النبي (صلى الله عليه وسلم) بتحية الإسلام وبايع النبي (صلى الله عليه وسلم) على أن لا تأخذه في الله
لومة لائم ثم كان يشبه بعيسى بن مريم عبادة ونسكا لم يتلوث بشئ من فضول الدنيا حتى
فارقها ثبت على العهد الذي بايع عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) من التخلي عن فضول الدنيا والتبرئ
منها كان يرى إقبالها محنة وهوانا وإدبارها نعمة وامتنانا حافظ على وصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) له
في محبة المساكين ومجالستهم ومباينة المكثرين في مفارقتهم كان يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا
فرغ منه أوى إلى مسجده واستوطنه سيد من آثر العزلة والوحدة وأول من تكلم في علم
الفناء والبقاء وكان وعاء ملئ علما فربط عليه
كان رجلا آدم طويلا أبيض الرأس واللحية توفى بالربذة فولي غسله وتكفينه والصلاة
عليه عبد الله بن مسعود في نفر كان منهم حجر بن الأدبر سنة اثنتين وثلاثين ودفن بها

(1) في مختصر أبي شامة: " الرقيعة " والمثبت عن الإصابة وأسد الغابة.
(2) في مختصر أبي شامة: خديج.
(3) في مختصر أبي شامة: ثلاث.
176

وكان يؤاخي سلمان الفارسي لم تقل الغبراء ولم تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق
منه (1)
قال أحمد بن حنبل (2) حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني
عامر قال
كنت كافرا فهداني الله إلى الإسلام وكنت أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني
الجنابة فوقع ذلك في نفسي وقد نعت لي أبو ذر فحججت فدخلت مسجد منى
فعرفته بالنعت (3) فإذا شيخ معروق (4) آدم عليه حلة (5) قطري (6)
وقال الأحنف بن قيس (7)
قدمت المدينة فدخلت مسجدها فبينما أنا أصلي إذ دخل رجل آدم طوال أبيض
الرأس واللحية محلوق يشبه بعضه بعضا قال فخرج فاتبعته فقلت من هذا قالوا
أبو ذر
وفي صحيح مسلم (8) حدثنا هداب بن خالد الأزدي وقال محمد بن سعد (9)
أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أبو النضر قالا (10) حدثنا سليمان بن المغيرة (11) أخبرنا
حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر
خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا
فنزلنا على خال لنا فأكرما خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا إنك إذا خرجت عن

(1) في الاستيعاب 4 / 64 (هامش الإصابة) روى بسنده إلى أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر.
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 68 رقم 21362 طبعة دار الفكر والإصابة 4 / 63.
(3) رسمها في مختصر أبي شامة: " ما النعب " وفي مختصر ابن منظور: " فالتفت " والمثبت عن مسند أحمد.
(4) تحرفت في مسند أحمد إلى: " معروف " ومععروق: قليل اللحم.
(5) زيادة عن المسند.
(6) قطري: بكسر القاف وسكون الطاء: ضرب من البرود، في حمرة.
(7) رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 50.
(8) صحيح مسلم (44) كتاب فضائل الصحابة (28) باب رقم 2473 (ج 4 / 1919).
(9) ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 219.
(10) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة.
(11) ومن طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 380) ط دار الفكر.
177

أهلك خالف إليهم أنيس فجاء خالنا فنثا (1) علينا الذي قيل له فقلت أما ما مضى من
معروفك فقد كدرته ولا جماع لك (2) فيما بعد فقربنا (3) صرمتنا (4) فاحتملنا عليها
وتغطى خالنا بثوبه فجعل يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر (5) أنيس عن صرمتنا
وعن مثلها فأتيا الكاهن فخير (6) أنيس بصرمتنا ومثلها معها
قال وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بثلاث سنين قلت لمن
قال لله قلت فأين توجه قال أتوجه حيث يوجهني ربي أصلي عشاء حتى إذا كان من
آخر الليل ألقيت كأني خفاء (7) حتى تعلوني الشمس فقال أنيس إن لي حاجة بمكة
فاكفني فانطلق أنيس حتى أتى مكة فراث علي (8) ثم جاء فقلت ما صنعت قال
لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله قلت فما يقول الناس قال يقولون
شاعر كاهن ساحر وكان أنيس أحد الشعراء قال أنيس لقد سمعت قول الكهنة فما هو
بقولهم ولقد وضعت قوله (9) على أقراء الشعر (10) فما يلتئم على لسان أحد يعدو أنه (11)
شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون
قال قلت فأكفني حتى أذهب فأنظر زاد في رواية أخرى قال نعم وكن على
حذر من أهل مكة فإنهم قد شنفوا (12) له وتجهموا (13)
قال فأتيت مكة فتضعفت (14) رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعونه الصابئ

(1) فنثا علينا الذي قيل له: أي أشاعه وأفشاه.
(2) في مختصر أبي شامة: " لي " والمثبت عن صحيح مسلم.
(3) في سير الاعلام: فقدمنا.
(4) الصرمة: القطعة من الإبل.
(5) نافر: حاكم، يقال: نافرت الرجل منافرة إذا قاضيته، والمنافرة، المفاخرة والمحاكمة، فيفخر كل واحد من
الرجلين على الاخر.
(6) في مختصر أبي شامة: " فأبى " والمثبت عن صحيح مسلم.
(7) الخفاء: الكساء، وجمعه أخفية.
(8) أي أبطأ.
(9) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
(10) واحدها قرء، وأقراء الشعر: طرقه وأنواعه.
(11) في صحيح مسلم: " بعدي أنه شعر " وفي طبقات ابن سعد: " بعيد أنه شعر ".
(12) بدون إعجام في مختصر أبي شامة، والمثبت عن صحيح مسلم 4 / 1923 وفي طبقات ابن سعد: شنعوا.
(13) يعني قابلوه بوجوه غليظة وكريهة.
(14) في ابن سعد: " فاستضعفت " وتضعفت " رجلا منهم: أي نظرت إلى أضعفهم.
178

فأشار إلي فقال هذا الصابئ فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا
علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب (1) أحمر فأتيت زمزم فغسلت عني الدماء
وشربت من مائها ولقد لبثت يا بن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم ما كان لي طعام إلا ماء زمزم
فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة (2) جوع
قال فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان (3) إذ ضرب الله على أسمختهم (4) فما
يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين فأتتا علي وهما يدعوان إسافا ونائلة فقلت هن مثل
الخشبة غير أني لا أكني فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان ها هنا أحد من أنفارنا
فاستقبلهما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وهما هابطان (5) قال ما لكما قالتا الصابئ بين
الكعبة وأستارها قال ما قال لكما قالتا إنه قال لنا كلمة تملأ الفم (6) وجاء رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى فلما قضى صلاته كنت أول
من حياه بتحية الإسلام فقال وعليك ورحمة الله ممن أنت قلت من غفار فأهوى
بيده فوضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره أن انتميت إلى غفار فذهبت آخذ
بيده فقدعني (7) صاحبه وكان أعلم به مني فرفع رأسه ثم قال متى كنت ها هنا قلت
منذ ثلاثين بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم
فسمنت حتى تكسرت عكن بطني فما وجدت على كبدي سخفة جوع فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنها مباركة أنها طعام طعم [* * * *] (8)
فقال أبو بكر يا رسول الله ائذن لي في إطعامه الليلة فانطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو
بكر وانطلقت معهما ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف فكان ذلك أول
طعام أكلته بها ثم غبرت ما غبرت (9) ثم أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إنه قد وجهت لي

(1) النصب: الحجر أو الصنم، وقد كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه، فيحمر بالدم، أراد أنهم ضربوه
حتى أدموه.
(2) سخفة الجوع: رقته وضعفه وهزاله.
(3) ليلة إضحيان أي مضيئة ومنورة.
(4) أسمختهم جمع سماخ وهو الخرق الذي في الاذن ويفضي إلى الرأس، والمراد هنا: آذانهم.
(5) في مختصر ابن منظور وسير الاعلام: هابطتان.
(6) أي كلمة كبيرة عظيمة لا شئ أقبح منها.
(7) قد عني صاحبه: أي كفني ومنعني.
(8) طعام طعم: أي تشبع شاربها كما يشبعه الطعام.
(9) أي بقيت ما بقيت.
179

أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك
ويأجرك فيهم [* * * *]
فأتيت أنيسا فقال ما صنعت فقلت صنعت أني أسلمت وصدقت قال ما
لي (1) رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت فأتينا أمنا فقالت لي (2) رغبة عن
دينكما فإني قد أسلمت وصدقت فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا فأسلم نصفهم قبل أن
يقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فأسلم (2) نصفهم الباقي
وجاءت أسلم فقالوا يا رسول الله إخوتنا نسلم على الذي أسلموا عليه فأسلموا فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غفارا غفر الله لها وأسلم سالمها الله [* * * *]
رواه ابن عون (3) عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال
صليت قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بسنتين قلت أين كنت توجه قال حيث وجهني
الله كنت أصلي حتى إذا كان نصف الليل سقطت كأني خرقة فذكر الحديث نحو ما مضى
إلى أن قال فانطلق أخي أنيس فأتى مكة فلما قدم قال أتيت رجلا تسميه الناس
الصابئ هو أشبه الناس بك
قال أبو ذر
فأتيت مكة فرأيت رجلا هو أضعف القوم في عيني فقلت أين الرجل الذي يسميه
الناس الصابئ فرفع صوته علي وقال صابئ صابئ فرماني الناس حتى كأني نصب
أحمر فاختبأت بين الكعبة وبين أستارها فكنت فيها خمس عشرة من بين يوم وليلة فذكر
الحديث في اجتماعه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) نحو ما مضى وقال قال صاحبه يا رسول الله أتحفني (4)
بضيافته الليلة
رواه مسلم في الصحيح مختصرا ثم قال (5) وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة
ومحمد بن حاتم قالا أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى بن سعيد عن أبي

(1) في صحيح مسلم: ما بي.
(2) الزيادة بين معكوفتين عن صحيح مسلم، للايضاح.
(3) راجع صحيح مسلم 4 / 1923.
(4) أتحفني بضيافته: أي خصني بها وأكرمني بذلك.
(5) صحيح مسلم (44) كتاب فضائل الصحابة (28) باب، رقم 2474 ج 4 / 1923 - 1924 وأسد الغابة 5 / 100 -
101 وابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 224 - 225.
180

جمرة (1) عن ابن عباس قال
لما بلغ أبا ذر مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بمكة قال لأخيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم
هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه الخبر من السماء واسمع من قوله ثم ائتني
فانطلق الأخ (2) حتى قدم مكة وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال رأيته يأمر
بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني فيما أردت فتزود وحمل شنة (3)
له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو لا يعرفه وكره أن يسأل
عنه حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي فعرف أنه غريب فلما رآه تبعه فلم
يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد فظل
ذلك اليوم ولا يرى النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال له أما أنى
للرجل أن يعلم منزله فأقامه فذهب به معه ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شئ حتى
إذا كان يوم الثالثة (4) فعل مثل ذلك فأقامه علي معه ثم قال ألا تحدثني ما الذي أقدمك
هذه البلد قال إن أعطيتني عهدا وثيقا لترشدني فعلت فأخبره فقال إنه حق
وهو رسول الله فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئا أخاف عليك منه قمت كأني أريق
الماء فإذا مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على
النبي (صلى الله عليه وسلم) ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ارجع إلى قومك
فأخبرهم حتى يأتيك أمري فقال والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم
فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله وثار القوم فضربوه (5) حتى أضجعوه وأتى العباس فأكب عليه فقال ويلكم
ألستم (6) تعلمون أنه من غفار وأن طرق تجارتكم (7) إلى الشام عليهم فأنقذه منهم ثم عاد

(1) في مختصر أبي شامة: " حمزة " تصحيف، والمثبت عن مصادر الخبر المتقدمة. وهو نصر بن عمران بن عصام
الضبعي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 70.
(2) كذا في أبي شامة وأسد الغابة، وفي ابن سعد: " الرجل " وفي صحيح مسلم: الاخر.
(3) الشنة: القربة البالية.
(4) في ابن سعد وأسد الغابة: " اليوم الثالث "، وفي صحيح مسلم: " يوم الثالث ".
(5) في مختصر أبي شامة: يضربوه، والمثبت عن صحيح مسلم.
(6) في مختصر أبي شامة: ألست، والمثبت عن مسلم.
(7) في مختصر ابن منظور: تجارتكم.
181

من الغد لمثلها وثاروا إليه فضربوه (1) فأكب عليه العباس فأنقذه [* * * *]
وقال أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثنا المثنى بن سعيد القصير حدثني أبو جمرة قال
قال ابن عباس
ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قلنا بلى قال قال كنت رجلا من غفار فبلغنا أن
رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل فكلمه وائتني
بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت ما عندك قال والله لقد رأيته رجلا يأمر بالخير
وينهى عن الشر فقلت لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة
فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد فمر علي
فقال كأن الرجل غريب قلت نعم قال فانطلق إلى المنزل فانطلقت معه لا يسألني
عن شئ ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه
بشئ فمر به علي فقال ما آن للرجل أن يعود قلت لا قال ما أمرك وما أقدمك هذه
البلدة قلت إن كتمته علي أخبرتك قال فإني أفعل قلت بلغنا أنه قد خرج رجل يزعم
أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه (2) فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه
قال أما أنك قد رشدت لأمرك هذا وجهي إليه فاتبعني فادخل حيث أدخل فإني
إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط وامض أنت قال فمضى ومضيت معه حتى
دخل ودخلت معه على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله أعرض علي الإسلام فعرضه
علي فأسلمت مكاني فقال لي يا أبا ذر أكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك
ظهورنا فأقبل قلت والذي بعثك بالحق لأصرخن ما بين أظهركم فجاء إلى المسجد
وقريش فيه فقال يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
رسوله فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت وأدركني العباس فأكب
علي ثم قال ويحكم تقتلون رجل من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني
فلما أصبحت الغد رجعت فقلت ما قلت بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ
فضربوني وأدركني العباس فأكب علي [* * * *]
قال فكان هذا أول إسلام أبي ذر

(1) في مختصر أبي شامة: يضربوه، والمثبت عن مسلم.
(2) في مختصر أبي شامة: " ليطهر " والمثبت عن البخاري.
182

وقد روي عن ابن عباس من وجه آخر
قال أبو يعلى الموصلي حدثنا قطن بن نسير (1) حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي
حدثنا أبو طاهر علي بن زيد المدني عن ابن عباس قال قال أبو ذر كان لي أخ يقال له
أنيس (2) قال كاهن بمكة قال نعم فخرجنا إلى مكة فاجتمعنا عند الكاهن فكأنه
فضل شعر أنيس فقال يا أخي رأيت بمكة رجل يزعم أنه نبي وهو على دينك قال ابن
عباس قلت لأبي ذر ما كان دينك قال رغبت عن آلهة قومي التي كانوا يعبدونها
فقلت أي شئ كنت تعبد قال لا شئ كنت أصلي من الليل حتى أسقط كأني خفاء حتى
يوقظني حر الشمس قال أنيس وقد شانفه قومه يعني كرهوه قال أبو ذر فإني أريد أن
آتيه قال فتجهزت ثم خرجت فقال لي أنيس لا تظهر أنك تطلبه أخاف عليك أن تقتل
دونه قال فجئت حتى دخلت مكة مكثت بين الكعبة وأستارها خمسة عشرة ليلة ويوما
أخرج كل ليلة فأشرب من ماء زمزم شربة فجاءت امرأتان تدعوان ليلة آلهتهما تقول
إحداهما يا أساف هب لي غلام وتقول الأخرى يا نائلة (3) هب لي كذا وكذا فقلت
هن بهن فتولتا تقولان إن الصابئ من الكعبة وأستارها إذ مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر
يمشي وراءه فتكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بكلام (4) ما قلت فظننت أنه رسول الله فخرجت
إليه فقلت السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك رحمة الله ممن أنت قلت من
غفار وكانت غفار يقطعون على الحاج الطريق (5) فذكر نحو ما مضى قال وأقمت مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمكة يعلمني الإسلام ومن القرآن فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني أخاف عليك
أن تقتل قلت لأتبعنك يا رسول الله وإن قتلت فسكت عني وذكر الحديث في ضرب
قريش إياه قال (6) فجئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرأى ما بي من حال فقال لي ألم
أنهك فقلت يا رسول الله كانت حاجة في نفسي قضيتها فقال الحق بقومك فإذا
بلغك ظهوري فأتني فجئت قومي وقد (7) عليهم فلقيت أنيسا فبكى وقال يا أخي

(1) في مختصر أبي شامة: بشير.
(2) كلمات غير مقروءة في مختصر أبي شامة.
(3) أساف ونائلة صنمان، كانت العرب في الجاهلية تزعم أنهما كانا رجلا وامرأة وكانا قد زنيا في الكعبة، فمسخا.
(4) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(5) استدركت على هامش مختصر أبي شامة.
(6) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(7) غير واضحة في مختصر أبي شامة.
183

ما كنت إذ ذاك إلا قد قتلت فما بطأك عنا ما صنعت ألقيت صاحبك الذي طلبت قلت
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم ذكر إسلام أخيه وأمه وناس كثير من
قومه
وقال ابن سعد (1) أخبرنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر عبد الله بن أبي سبرة عن
يحيى بن شبل عن خفاف بن إيماء بن رحضة قال (2)
كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده بقطع (3) الطريق ويغير
على الصرم (4) في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق الحي
ويأخذ ما أخذ ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام وسمع بالنبي (5) (صلى الله عليه وسلم) وهو يومئذ بمكة يدعو
مختفيا فأقبل يسأل عنه حتى أتاه في منزله وقبل ذلك ما قد طلب من يوصله إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يجد أحدا فانتهى إلى الباب فاستأذن فدخل وعنده أبو بكر وقد
أسلم قبل ذلك بيوم أو يومين وهو يقول يا رسول الله والله لا نستسر بالإسلام
ولنظهرنه فلا يرد عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا فقلت يا محمد إلام تدعو (6) قال إلى الله
وحده لا شريك له وخلع الأوثان وتشهد أني رسول الله قلت أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أنك رسول الله ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف إلى أهلي وناظر متى
يؤمر بالقتال فألحق بك فإني أرى قومك عليك جميعا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصبت
فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا
أرد إليكم شيئا حتى تشهدوا (7) أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد
عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومضى بدرا وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم [* * * *]
قال ابن سعد (8) أخبرنا محمد بن عمر حدثني نجيح أبو معشر قال

(1) سقطت من مختصر أبي شامة.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 222.
(3) ابن سعد: يقطع.
(4) الصرم: الجماعة ينزلون بإبلهم ناحية على الماء.
(5) في مختصر أبي شامة: " رسول الله " وفوقها ضبة، واستدرك على هامشه: " بالنبي " وهو يوافق رواية ابن سعد.
(6) في مختصر أبي شامة: " ما تدعو " والمثبت عن ابن سعد.
(7) كتب على هامش أبي شامة: " تقولوا " ثم شطبت وكتب فوقها " تشهوا " وهو ما أثبت وهو يوافق عبارة ابن سعد.
(8) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 222 - 223.
184

كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول لا إله إلا الله ولا يعبد الأصنام فمر عليه رجل
من أهل مكة بعدما أوحى الله إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا ذر إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول
لا إله إلا الله ويزعم أنه نبي قال ممن هو قال من قريش قال فأخذ شيئا من بهش
وهو المقل (1) فتزوده حتى قدم مكة فرأى أبا بكر يضيف الناس ويطعمهم الزبيب فجلس
معهم فأكل ثم سأل من الغد هل أنكرتم على أحد من أهل مكة شيئا فقال رجل من بني
هاشم نعم ابن عم لي (2) يقول لا إله إلا الله ويزعم أنه نبي قال دلني عليه قال
فدله عليه والنبي (صلى الله عليه وسلم) راقد على دكان قد سدل ثوبه على وجهه فنبهه أبو ذر فانتبه فقال
أنعم صباحا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) عليك السلام قال له أبو ذر أنشدني ما تقول فقال ما
أقول الشعر ولكنه القرآن وما أنا قلته ولكن الله قاله قال اقرأه علي فقرأ عليه سورة
فقال أبو ذر أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فسأله النبي ممن
أنت فقال من بني غفار فعجب النبي لأنهم يقطعون الطريق فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم)
يرفع بصره فيه ويصوبه تعجبا من ذلك لما كان يعلم منهم ثم قال إن الله يهدي من يشاء
فجاء أبو بكر وهو عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بإسلامه فقال له أبو بكر ألست ضيفي
بالأمس فقال بلى قال فانطلق معي فذهب مع أبي بكر إلى بيته فكساه ثوبين
ممشقين فأقام أياما ثم رأى امرأة تطوف فذكر نحوا مما تقدم [* * * *]
قال عكرمة (3) حدثنا أبو زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال
كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع فأتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت سلام
عليك يا نبي الله أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فرأيت الاستبشار
في وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال من أنت قلت أنا جندب رجل من بني غفار قال
فرأيتها في وجه النبي (صلى الله عليه وسلم) حيث ارتدع كأنه ود أني كنت من قبيلة أرفع من قبيلتي قال
وكنت من قبيلة فيها رقة كانوا يسرقون الحاج بمحاجن لهم [* * * *]
قال جبير بن نفير (4)

(1) في أبي شامة: شيئا من المقل، والمثبت عن ابن سعد.
(2) زيادة عن ابن سعد.
(3) من طريق عكرمة بن عمار رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 384) ط دار الفكر والمعجم الكبير للطبراني 2 / 147
رقم 1617.
(4) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 384) ط دار الفكر.
185

كان أبو ذر وعمرو بن عبسة كل واحد منهم (1) يقول أنا ربع الإسلام وقال
وكان أبو ذر يقول لقد رأيتني ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وبلال
وعن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر قال
كنت في الإسلام خامسا
قال الواقدي قالوا (2)
وعبأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه وصفهم صفوفا يعني يوم حنين ووضع الرايات
والألوية في أهلها وسمى حامليها قال وكان في بني غفار راية يحملها أبو ذر
قال (3) وكان أبو ذر يقول أبطأت في غزوة تبوك من أجل بعيري كان نضوا (4)
أعجف فقلت أعلفه أياما ثم ألحق برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعلفته أياما ثم خرجت فلما كنت
بذي المروة أذم بي (5) وتلومت عليه يوما فلم أر به حركة فأخذت متاعي فحملته على
ظهري ثم خرجت أتبع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ماشيا في حر شديد وقد تقطع الناس فلا أرى أحدا
يلحقه (6) من المسلمين وطلعت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصف النهار وقد بلغ مني العطش
فنظر ناظر من الطريق فقال يا رسول الله هذا الرجل يمشي على الطريق وحده فجعل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول كن أبا ذر فلما تأملني القوم قالوا يا رسول الله هذا أبو ذر فقام
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى دنوت منه فقال مرحبا بأبي ذر يمشي وحده ويموت وحده
ويبعث وحده فقال ما خلفك يا أبا ذر [* * * *] فأخبره خبر بعيره ثم قال إن كنت لمن أعز
أهلي علي تخلفا لقد غفر الله لك يا أبا ذر بكل خطوة ذنبا إلى أن بلغتني ووضع متاعه عن
ظهره ثم استسقى فأتى بإناء من ماء فشربه [* * * *]
وعن عضيف بن الحارث (7) عن أبي الدرداء قال

(1) في سير الاعلام: منهما.
(2) رواه الواقدي في مغازيه 3 / 895 - 896.
(3) القائل راوي الخبر هو هلال بن أمية الواقفي، كما يفهم من مغازي الواقدي، وقد نقل الخبر الواقدي 3 / 1000.
(4) النضو: الدابة التي أهزلتها الاسفار وأذهبت لحمها (النهاية لابن الأثير).
(5) عند أبي شامة: " ادم " وفي مغازي الواقدي: " عجز بي " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) مغازي الواقدي: يلحقنا.
(7) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 385) ط دار الفكر.
186

كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يبتدئ أبا ذر إذا حضر ويتفقده إذا غاب
وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال أبو ذر
وكان أكثر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له سؤالا
فذكر حديثا
وعن حاطب قال (1) قال أبو ذر
ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا مما صبه جبريل وميكائيل في صدره إلا قد صبه في
صدري ولا تركت شيئا مما صبه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في صدري إلا صببته في صدر مالك بن
ضمرة
وقال أبو ذر لقد تركنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وهو
يذكرنا منه علما
وقال سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كل شئ حتى عن مسح الحصا فقال
واحدة [* * * *]
قال (2) أوصاني حبي بخمس أرحم المساكين وأجالسهم وأنظر إلى من تحتي ولا
أنظر إلى من فوقي وأن أصل الرحم وإن أدبرت وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن أقول
لا حول ولا قوة إلا بالله
قال عمر مولى غفرة
ما أعلم بقي فينا من الخمس إلا هذه قولنا لا حول ولا قوة إلا بالله
وعن عون بن مالك عن أبي ذر (3)
أنه جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا ذر هل صليت الضحى قال لا قال
قم فصل ركعتين فقام فصلى ثم جلس فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين
الإنس قلت يا رسول الله هل للإنس شياطين قال نعم يا أبا ذر ألا أدلك على كنز
من كنوز الجنة قلت ما هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله [* * * *]

(1) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 386) ط دار الفكر من هذا الطريق.
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 386 9 ط دار الفكر.
(3) من طريق آخر وأتم من هذا رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 132 رقم 21608.
187

وعن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال
دخلت المسجد فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا أبا ذر ألا أوصيك بوصايا إن أنت
حفظتها نفعك الله بها قلت بلى بأبي أنت وأمي قال جاور القبور تذكر بها وعيد
الآخرة وزرها بالنهار ولا تزرها بالليل واغسل الموتى فإن في معالجة جسد خاو عظة
وشيع الجنائز فإن ذلك يحرك القلب ويحزنه واعلم أن أهل الحزن في أمن الله وجالس
أهل البلاء والمساكين وكل معهم ومع خادمك لعل الله يرفعك يوم القيامة والبس الخشن
الصفيق (1) من الثياب تذللا لله عز وجل وتواضعا لعل الفخر والبطر لا يجدان فيك مساغا
وتزين أحيانا في عبادة الله بزينة حسنة تعففا وتكرما فإن ذلك لا يضرك إن شاء الله وعسى
أن يحدث لله شكرا [* * * *]
وذكر أبو ذر هل كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصافحكم إذا لقيتموه قال ما لقيني قط إلا
صافحني (2) ولقد جئت مرة فقيل لي إن النبي (صلى الله عليه وسلم) طلبك فجئت فاعتنقني فكان ذلك
أجود وأجود
وقال (3) أرسل إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مرضه الذي توفى فيه فأتيته فوجدته
نائما (4) فأكببت عليه فرفع يده فالتزمني
وسئل علي بن أبي طالب عن أبي ذر فقال (5) علم العلم ثم أوكى (6) فربط عليه
ربطا شديدا
وقال أيضا (7) أبو ذر وعاء ملئ علما ثم أوكى عليه فلم يخرج منه شئ حتى قبض
وقال أيضا (8) وعى علما عجز فيه وكان شحيحا حريصا شحيحا على دينه حريصا
على العلم وكان يكثر السؤال فيعطي ويمنع أما أنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ

(1) في مختصر أبي شامة: " الشقيق " والمثبت عن كنز العمال.
(2) إلى هنا رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 101 رقم 21500 من طريق رجل من عنزة.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 101 رقم 21499 من طريق أيوب بن بشير عن فلان العنزي.
(4) في المسند: مضطعا.
(5) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 387) ط دار الفكر.
(6) أي شده بالوكاء، والوكاء: سير أو خيط يشد به فم السقاء.
(7) القائل: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والخبر عنه في سير الاعلام (3 / 387).
(8) سير أعلام النبلاء المصدر السابق.
188

فلم يدروا ما يريد بقوله وعى علما عجز فيه أعجز عن كشفه أم عما عنده من
العلم أم عن طلب ما طلب من العلم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنه قال
كان أبو ذر جالسا إلى جنب أبي بن كعب يوم الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب فتلا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آية لم يكن أبو ذر سمعها فقال أبو ذر لأبي متى أنزلت هذه الآية فلم
يكلمه فلما أقيمت الصلاة قال له أبو ذر ما منعك أن تكلمني حين سألتك فقال أبي إنه
ليس لك من جمعتك إلا ما لغوت فانطلق أبو ذر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره فقال
صدق أبي فقال أبو ذر استغفر الله وأتوب إليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم تب لأبي
ذر وتب عليه (1) [* * * *]
وعن أبي أمامة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دفع إلى أبي ذر غلاما فقال يا أبا ذر أطعمه مما تأكل واكسه
مما تلبس فلم يكن عنده غير ثوب واحد فجعله نصفين فراح إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
ما شأن ثوبك يا أبا ذر فقال إن الفتى الذي دفعته إلي أمرتني أن أطعمه مما آكل وأكسوه
مما ألبس وإنه لم يكن معي إلا هذا الثوب فناصفته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحسن إليه يا أبا
ذر [* * * *] فانطلق أبو ذر فأعتقه فسأله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما فعل فتاك [* * * *] قال ليس لي فتى قد
أعتقته قال أجرك الله يا أبا ذر [* * * *]
قال عبد الله بن مليل سمعت عليا يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إنه لم يكن قبلي نبي إلا قد أعطاه الله سبعة رفقاء وزراء وأني أعطيت أربعة عشر
فذكرهم وفيهم أبو ذر (2) [* * * *]
وعن ابن بريدة (3) عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أمرت بحب أربعة من أصحابي وأخبرني الله أنه يحبهم علي وأبو ذر وسلمان
والمقداد [* * * *]

(1) سير أعلام النبلاء (3 / 387) ط دار الفكر.
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 387) ط دار الفكر.
(3) رواه الذهبي المصدر السابق.
189

وعن علي وأبي الدرداء وعبد الله بن عمرو بن العاص قالوا (1) قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر زاد علي
طلب شيئا من الزهد عجز عنه الناس
وعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن
ينظر إلى تواضع وفي رواية إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر (2) [* * * *]
وعن مالك بن مرثد عن أبيه قال قال أبو ذر قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه
عيسى بن مريم قال فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله أفنعرف ذلك له قال
نعم فاعرفوه له [* * * *]
وفي رواية أخرى عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
فإذا أردتم أن تنظروا إلى أشبه الناس بعيسى بن مريم هديا وبرا ونسكا فعليكم بأبي
ذر
وعن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء بعد النبيين والصديقين على ذي لهجة أصدق من
أبي ذر ولا خيرا من عمر (3)
وعن ابن مسعود قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن أبا ذر ليباري عيسى بن مريم في عبادته من
سره أن ينظر إلى شبه عيسى بن مريم خلقا وخلقا فلينظر إلى أبي ذر [* * * *]
وعن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من نبي إلا له نظير في أمتي أبو بكر نظير
إبراهيم وعمر نظير موسى وعثمان نظير هارون وعلي نظيري ومن سره أن ينظر إلى
عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر الغفاري [* * * *]

(1) راجع الاستيعاب 4 / 64 (هامش الإصابة)، وسير الاعلام 2 / 59 وطبقات ابن سعد 4 / 228.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 228 وسير أعلام النبلاء 2 / 59.
(3) عقب أبو شامة بعده قال: أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم - والله أعلم - أن أبا ذر قد بلغ في مقام الصدق الدرجة العليا منه، فليس
أحد يفوقه في الصدق، وهذا لا ينافي مساواة أحد له في ذلك.
190

قال الزبير بن بكار حدثني ابن طلحة بن عبيد الله عن عن الرحمن بن أبي بكر
الصديق قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أرحم أمتي أبو بكر الصديق وأحسنهم خلقا أبو عبيدة بن الجراح وأصدقهم لهجة
أبو ذر وأشدهم في الحق عمر وأقضاهم علي (1) [* * * *]
وعن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يا أبا ذر إني رأيت أني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم [* * * *]
وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن عبد الملك ابن أخي أبي ذر عن أبي ذر قال
والله ما كذبت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أخذت إلا عنه أو عن كتاب الله عز
وجل
وقال والله إني لعلى العهد الذي فارقت عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما غيرت ولا بدلت
قال يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه
أن عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر
ما هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحسبه حبسهم المدينة حتى أصيب رواه
ابن إدريس عن شعبة فقال وأبي مسعود بدلا من أبي ذر
وقال أبو ذر قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2)
كيف أنت عند ولاة يستأثرون عليك قلت والذي بعثك بالحق أضع سيفي على
عاتقي واضرب حتى ألحقك قال أفلا أدلك على ما هو خير لك من ذلك اصبر حتى
تلحقني وفي رواية تنقاد لهم حيث قادون وتنساق لهم حيث ساقوك حتى تلقاني وأنت
على ذلك وفي رواية (3) إذا بلع البناء (4) سلعا (5) فاخرج منها وضرب بيده نحو الشام ولا

(1) قال أبو شامة: هذا والذي قبله منقطعان معضلان عن سفيان بن حسين هو الواسطي، روى عن الزهري وأبي بشر
وابن المنكدر قاله البخاري.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 226.
(3) طبقات ابن سعد 4 / 226 وسير الاعلام 2 / 63.
(4) في ابن سعد: النبأ.
(5) سلع: موضع بقرب المدينة.
191

أرى أمراءك إلا يحولون بينك وبين ذلك فآخذ سيفي وأضرب به من حال بيني وبين
أمرك قال لا ولكن تسمع وتطيع ولو لعبد حبشي فلما بلغ البناء سلعا خرج من المدينة
حتى أتى الشام فتكاب الناس عليه فكتب معاوية إلى عثمان إن كان لك بالشام حاجة
فأرسل إلى أبي ذر فكتب إليه عثمان يأمره بالقدوم عليه فقال سمعا وطاعة فلما قدم على
عثمان قال له ها هنا عندي قال الدنيا لا حاجة لي فيها قال تأتي الربذة قال إن أذنت
لي فلما قدم الربذة حضرت الصلاة فقيل له تقدم يا أبا ذر فقال من على هذا الماء
قالوا هذا فإذا عبد حبشي قال أبو ذر الله أكبر أمرت أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي
فأنت عبد حبشي فتقدم فصلى خلفه أبو ذر
وقال أبو ذر (1)
كنت أخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم آتي المسجد إذا أنا فرغت من عملي فاضطجع فيه
فأتاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا مضطجع فيه فضربني برجله فاستويت جالسا ثم قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كيف تصنع إذا أخرجت منها قلت ألحق بأرض الشام قال كيف
تصنع إذا أخرجت منها قلت آخذ سيفي فأضرب به من يخرجني قال فجعل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده على منكبي ثم قال غفرا أبا ذر غفرا أبا ذر بل تنقاد معهم حيث
قادوك وتنساق معهم حيث ساقوك ولو لعبد أسود قال فلما نفيت إلى الربذة أقمت
الصلاة فتقدمهم رجل أسود كان فيها على بعض الصدقة فلما رآني أخذ يرجع ليقدمني
فقلت كما أنت لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم [* * * *]
وقال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يا أبا ذر أنت رجل صالح وسيصيبك بعدي بلاء قلت في الله قال في الله
قلت مرحبا بأمر الله [* * * *]
وقال أبو ذر
أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا نغلب على أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونعلم
الناس السنن [* * * *]
قال عبد الله بن أبي قيس

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 440 رقم 27659 طبعة دار الفكر، ورواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 388)
ط دار الفكر.
192

خرجنا مع غضيف بن الحارث نريد بيت المقدس فأتينا أبا الدرداء فسلمنا عليه
فقال أبو الدرداء الق أبا ذر فقل يقول لك أبو الدرداء اتق الله وخف الناس فقال أبو
ذر اللهم غفرا إن كنا قد سمعنا فقد سمع وإن كنا قد رأينا فقد رأى أو ما علم أني بايعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ألا تأخذني في الله لومة لائم
قال أحمد بن حنبل حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان عن أبي اليمان وأبي المثنى (1) أن
أبا ذر قال
بايعني رسول الله خمسا وواثقني سبعا وأشهد الله علي تسعا (2) ألا أخاف في الله
لومة لائم ثم قال أبو المثنى قال أبو ذر فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال (3) هل لك إلى
بيعة ولك الجنة قلت نعم وبسطت يدي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يشترط علي أن لا
تسأل الناس شيئا قلت نعم قال ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل إليه
فتأخذه
قال الطبراني حدثنا إبراهيم بن محمد بن عوف حدثنا محمد بن المصفى حدثنا بقية
عن صفوان بن عمرو عن أبي اليمان قال
لما قفل الناس عام غزوة قبرس وعليهم معاوية ومعه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين
كانوا بالشام فخرج إلى الكنيسة التي إلى جانب أنطرسوس التي يقال لها كنيسة معاوية
وبمقامه عندها دعيت كنيسة معاوية فقام في الناس قبل أن يتفرقوا إلى أجنادهم فقال إنا
قاسموا غنائمكم على ثلاثة أسهم سهم للسفن فإنها مراكبكم وسهم للقبط فإنكم لم يكن
لكم حيلة إلا بهم وسهم لكم فقام أبو ذر فقال كلا والله لا نقسم سهامنا على ذلك
أتقسم للسفن وهي مما أفاء الله علينا وتقسم للقبط وإنما هم خولنا والله ما أبالي من قال أو
ترك لقد بايعني رسول الله خمسا (4) وأوثقني سبعا وأشهد الله علي سبعا ألا تأخذني
في الله لومة لائم
فقال معاوية تقسم الغنائم جميعا على المسلمين

(1) من هذا الطريق رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 119 رقم 21565 والذهبي في سير الاعلام 2 / 61.
(2) في مختصر أبي شامة: سبعا.
(3) زيادة عن مسند أحمد.
(4) في مختصر أبي شام: على خمسا.
193

قال الطبراني هكذا روى هذا الحديث صفوان عن عبد الرحمن بن نفير عن أبيه قال
بشر بن بكر (1) حدثنا الأوزاعي حدثني أبو كثير حدثني أبي قال
أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس عليه يستفتونه فأتاه
رجل فوقف عليه فقال ألم ينهك أمير المؤمنين عن الفتيا فرفع رأسه إليه ثم قال أرقيب
أنت علي لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار بيده إلى قفاه ثم ظننت أن أنفذ كلمة
سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها
وفي رواية (2) أن رجلا أتى أبا ذر فقال إن المصدقين يعني جباة الصدقة ازدادوا
علينا فنغيب عنهم بقدر ما ازدادوا علينا قال قف مالك عليهم فقل ما كان لكم من
حق فخذوه وما كان باطلا فذروه فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة
وعلى رأسه فتى من قريش فقال أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتوى
فذكر ما سبق
وعن ثعلبة بن الحكم عن علي قال (3)
لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ولا نفسي ثم ضرب بيده
على صدره
عن أبي الطفيل عن ابن أخي أبي ذر قال
أخبرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه لن يسلط أحد على قتلي ولن يفتنونني عن ديني وأخبرني
أني أسلمت فردا وأموت فردا وأبعث يوم القيامة فردا
قال الأحنف بن قيس (4)
أتيت المدينة ثم أتيت الشام فجمعت فإذا أنا برجل لا ينتهي إلى سسارية إلا فر
أهلها (5) يصلي ويخف صلاته فجلست إليه قال قم عني لا أغرك بشر فقلت كيف
تغرني بشر قال إن هذا يعني معاوية نادى مناديه أن لا يجالسني أحد

(1) رواه الذهبي في سير الاعلام من هذا الطريق 2 / 64.
(2) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 160.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 231 وسير أعلام النبلاء 2 / 64.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 229.
(5) في ابن سعد: خر أهلها.
194

وفي رواية كنت جالسا في حلقة بمسجد المدينة فأقبل رجل لا تراه حلقة إلا فروا
حتى انتهى إلى الحلقة التي كنت فيها ففروا وثبت فقلت من أنت فقال أنا أبو ذر
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت فيما يفر الناس منك قال إني أنهاهم عن الكنوز قلت فإن
أعطيتنا قد بلغت وارتفعت أفتخاف علينا منها قال أما اليوم فلا ولكن يوشك أن يكون
أثمان دينكم فإذا كان أثمان دينكم فدعوهم وإياها
وقال (1) قدمت المدينة فبينما أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن
الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال بشر الكنازين برضف (2) يحمى
عليهم في نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض (3) كتفه
ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتجلجل
قال فوضع القوم رؤوسهم فيما رأيت أحدا منهم رجع إليه (4) شيئا فأدبر فتبعته
حتى جلس إلى سارية فقلت ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم فقال إن هؤلاء لا
يعقلون شيئا إن خليلي أبا القاسم دعاني فقال يا أبا ذر فأجبته فقال ترى أحدا
فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظنه يبعث بي في حاجة له فقلت أراه فقال ما يسرني
أن لي مثله ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئا فقلت
ما لك ولإخوانك قريش لا تعتريهم وتصيب منهم قال لا وربك ما أسألهم دنيا ولا
أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله [* * * *]
قال مالك بن أوس بن الحدثان (5)
قدم أبو ذر من الشام فدخل المسجد وأنا جالس فسلم علينا وأتى سارية فصلى
ركعتين تجوز فيهما ثم قرأ " ألهاكم التكاثر " حتى ختمها واجتمع الناس عليه فقالوا له
يا أبا ذر حدثنا ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لهم سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول في الإبل صدقتها وفي البقر صدقتها وفي البر صدقة من (6) جمع دينارا أو

(1) يعني الأحنف بن قيس، والخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء (3 / 390) ط دار الفكر.
(2) الرضف الواحدة رضفة، وهي الحجارة المحماة.
(3) النغض: العظم الرقيق الذي على طرف الكتف.
(4) في مختصر أبي شامة: " إلى " والمثبت عن سير الاعلام.
(5) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 391) ط دار الفكر.
(6) في مختصر أبي شامة: " في " والمثبت عن سير الاعلام.
195

درهما أو تبرا أو فضة لا يعده لغريم ولا للنفقة (1) في سبيل الله كوي به قلت يا أبا
ذر انظر ما تخبر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإن هذه الأموال قد فشت فقال من أنت يا ابن
أخي فانتسبت له قال قد عرفت نسبك الأكبر ما تقرأ " والذين يكنزون الذهب والفضة
ولا ينفقونها في سبيل الله " (2) [* * * *]
وفي رواية قدم أبو ذر من الشام وأنا جالس مع عثمان بن عفان في مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاء أبو ذر فسلم عليه فقال عثمان كيف أنت يا أبا ذر قال بخير
فكيف أنت ثم ولى وهو يقول " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " (3) ورفع صوته وكان
صلب الصوت حتى ارتج المسجد بقراءة السورة كلها حتى مالت القراءة إلى سارية من
سواري المسجد فصلى ركعتين فتجوز فيهما فاحتوشه الناس وقالوا حدثنا عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجلست قبالة وجهه
فذكر نحو ما تقدم
قال عبيد الله بن شميط سمعت أبي يقول
بلغنا أن أبا ذر كان يقول وهو في مجلس معاوية لقد عرفنا خياركم من شراركم
ولنحن أعرف بكم من البياطرة بالخيل فقال رجل يا أبا ذر أتعلم الغيب فقال معاوية
دعوا الشيخ فالشيخ أعلم منكم من خيارنا يا أبا ذر قال خياركم أزهدكم في الدنيا
وأرغبكم في الآخرة وشراركم أرغبكم في الدنيا وأزهدكم في الآخرة
حدثنا عبد الله بن الصامت قال (4)
دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان من الباب الذي لا يدخل عليه منه
فتخوفنا عثمان عليه فانتهى إليه فسلم عليه وقال أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين والله ما
أنا منهم ولا أدركهم لو أمرتني أن آخذ بعرقوتي (5) قتب لأخذت بهما حتى أموت ثم
استأذنه إلى الربذة فقال نعم نأذن لك

(1) في مختصر أبي شامة: النفقة.
(2) سورة التوبة، الآية: 34.
(3) سورة التكاثر، الآيتان 1 و 2.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 232.
(5) العرقوتان خشبتان تضمان ما بين واسط الرحل والمؤخرة، وقال: الليث: وللقتب عرقوتان، وهما خشبتان على
عضديه من جانبيه (تاج العروس: عرق).
196

وقال ضمرة بن شوذب عن سليمان عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت
ابن أخي أبي ذر قال (1)
دخلت مع أبي ذر على عثمان فلما دخل إليه حسر عن رأسه وقال والله ما أنا منهم يا
أمير المؤمنين يريد الخوارج
قال ابن شوذب
سيماهم التسبيت يعني الحلق فقال له عثمان صدقت يا أبا ذر إنما أرسلت إليك
لتجاورنا بالمدينة قال لا حاجة لي في ذلك ائذن لي إلى الربذة قال نعم ونأمر لك
بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك وتروح قال لا حاجة لي في ذلك تكفي أبا ذر
صريمته (2) فلما خرج من عنده قال دونكم معاشر قريش دنياكم فاخذموها (3) ودعونا
وربنا
حدثني غزوان أبو حاتم قال (4)
بينا أبو ذر عند عثمان ليؤذن له إذ مر به رجل من قريش فقال يا أبا ذر ما
يجلسك ها هنا قال يأبى هؤلاء أن يأذنوا لنا فدخل الرجل فقال يا أمير المؤمنين ما
بال أبي ذر على الباب لا يؤذن له فأمر فأذن له فجاء حتى جلس ناحية القوم وميراث
عبد الرحمن يقسم فقال عثمان لكعب يا أبا إسحاق أرأيت المال الذي أدي زكاته هل
يخشى على صاحبه فيه تبعة فقال لا فقام أبو ذر ومعه عصا فضرب بها بين أذني كعب
ثم قال يا ابن اليهودية أنت تزعم أنه ليس عليه حق في ماله إذا أدى (5) الزكاة والله تعالى
يقول " ويؤثرون على أنفسهم " (6) الآية " ويطعمون الطعام على حبه " (7) و " في أموالهم
حق معلوم للسائل والمحروم " (8) فجعل يذكر نحو هذا من القرآن فقال عثمان للقرشي
إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من أجل ما ترى

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 160 وابن سعد 4 / 232.
(2) الصريمة تصغير صرمة، وهي القطيع من الإبل والغنم.
(3) كذا في مختصر أبي شامة، وفي سير الاعلام: " فاعذموها " واخذموها يعني اقطعوها، والخذم: سرعة القطع.
(4) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 392) ط دار الفكر.
(5) في سير الاعلام: آتي.
(6) سورة الحشر، الآية: 9.
(7) سورة الدهر، الآية: 8.
(8) سورة المعارج، الآيتان 3، 4.
197

قال سيف بن عمر عن محمد بن عون عن عكرمة عن ابن عباس قال (1)
كان أبو ذر يختلف من الربذة إلى المدينة مخافة الأعرابية (2) فكان يحب الوحدة
والخلوة فدخل على عثمان وعنده كعب الأحبار فقال عثمان ألا ترضون من الناس بكف
الأذى حتى يبذلوا المعروف وقد ينبغي للمؤدي الزكاة ألا يقتصر عليها حتى يحسن إلى
الجيران والإخوان ويصل القرابات فقال كعب من أدى الفريضة فقد قضى ما عليه فرفع
أبو ذر محجنه فضربه فشجه فاستوهبه عثمان فوهبه له وقال يا أبا ذر اتق الله
واكفف يدك ولسانك وقد كان قال له يا ابن اليهودية ما أنت وما ها هنا والله لتسمعن
مني أو لا أدخل عليك والله لا يسمع أحد من اليهود إلا فتنوه
قال زيد بن وهب حدثني أبو ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إذا بلغ البناء سلعا فارتحل إلى الشام [* * * *] فلما بلغ البناء سلعا قدمت الشام وكنت بها
فتلوت هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة " (3) فقال معاوية هذه للكفار فقلت
هي لأهل الإسلام فكتب إلى عثمان إن هذا يفسد فكتب إلي عثمان فقدمت المدينة
فأجفل الناس ينتظرونني كأنهم لم يروني قط فقال لي عثمان لو ارتحلت إلى الربذة قال
فارتحلنا إلى الربذة
وفي رواية (4) مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر فقلت ما أنزلك هذا قال كنت
بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة " فقال
معاوية نزلت في أهل الكتاب وقلت نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه في ذلك كلام
فكتب يشكوني إلى عثمان فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمت المدينة فكثر الناس
علي كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكر ذلك لعثمان فقال إن شئت تنحيت فكنت قريبا
قال فذلك أنزلني هذا المنزل ولو أمر علي حبشي لسمعت وأطعت
قال موسى بن عبيدة (5) أخبرني ابن نفيع (6) عن ابن العباس قال

(1) رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 392) ط دار الفكر.
(2) يعني توطن البادية بعد الهجرة.
(3) سورة التوبة، الآية: 34.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 226.
(5) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 392).
(6) كذا في مختصر أبي شامة، وسير الاعلام، ولم أعرفه.
198

استأذن أبو ذر على عثمان وأنا عنده فتغافلوا عنه ساعة فقلت يا أمير المؤمنين هذا
أبو ذر بالباب يستأذنك فقال ائذن له إن شئت إنه يؤذينا ويبرح بنا قال فأذنت له
فجلس على سرير مرمول (1) من هذه البحرية فرجف به السرير وكان عظيما طويلا فقال له
عثمان أما إنك الزاعم أنك خير من أبي بكر وعمر قال ما قلت قال عثمان إني أنزع
عليك بالبينة قال والله ما أدري ما بينتك وما تأتي به وقد علمت ما قلت قال فكيف
قلت إذا قال قلت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحق
بي على العهد الذي عاهدته عليه وكلكم قد أصاب من الدنيا وأنا على ما عاهدني عليه
وعلى الله تمام النعمة وسأله عن أشياء فأخبره بالذي يعلمه فأمره أن يرتحل إلى الشام
فيلحق بمعاوية فكان يحدث بالشام فاستهوى قلوب الرجال فكان معاوية ينكر بعض شأن
رعيته وكان يقول لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم لا تبر ولا فضة إلا شئ ينفقه
في سبيل الله أو يعده لغريم وإن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها فلما
صلى معاوية الصبح دعا رسوله الذي أرسله إليه فقال اذهب إلى أبي ذر فقل أنقذ جسدي
من عذاب معاوية أنقذك الله من النار فإني أخطأت بك قال يا بني قل له يقول لك أبو
ذر والله ما أصبح عندنا منه دينار ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك فلما رأى
معاوية أن قوله صدق فعله كتب إلى عثمان أما بعد فإن كان لك بالشام حاجة أو بأهله
فابعث إلى أبي ذر فإنه قد أوغل (2) صدور الناس فكتب إليه عثمان أقدم علي فقدم عليه
المدينة [* * * *]
قال شداد بن أوس (3)
كان أبو ذر يسمع الحديث من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه الشدة ثم يخرج إلى قومه يسلم
عليهم ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرخص فيه بعد فلم يسمعه أبو ذر فتعلق أبو ذر بالأمر
الشديد
قال زيد بن خالد الجهني (4) كنت جالسا عند عثمان إذ أتاه شيخ يقال له أبو ذر

(1) يعني منسوج بالسعف والحبال، ويقال أيضا: سرير مرمول: إذا كان مزينا بالجواهر.
(2) في سير الاعلام: أوغل.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 6 / 80 رقم 17137 بسنده إلى شداد بن أوس، وسير الاعلام (3 / 393) ط دار
الفكر.
(4) الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء (3 / 394) ط دار الفكر.
199

فلما رآه عثمان قال (1) مرحبا وأهلا يا أخي فقال أبو ذر مرحبا وأهلا بأخي (2) لقد
أغلظت علينا في العزيمة وأيم الله لو عزمت علي أن أحبو لحبوت ما استطعت إني خرجت
مع النبي (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة متوجها نحو حائط بني كلاب (3) فأتيته (4) فلما جاء وصفه له
فجعل يصعد بصره (5) ثم قال لي ويحك بعدي فبكيت فقلت يا رسول الله وإني
لباق بعدك قال نعم فإذا رأيت البلاء قد علا سلعا فالحق بالمغرب أرض قضاعة فإنه
سيأتي عليك يوم قاب قوس أو قوسين أو رمح أو رمحين خير من كذا وكذا قال عثمان
أحببت أن أجعلك مع أصحابك خفت عليك جهال الناس قال كلا ولكنه أمر من معاوية
ويوم ما لكم من معاوية
قال سلمة بن نباتة الحارثي
خرجنا عمارا أو حجاجا فمررنا بالربذة فابتغينا أبا ذر فلم نجده في بيته فنزلنا قريبا
فمر علينا يحمل معه عظم جزور فذهب إلى بيته ثم أتانا فجلس فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال لي اسمع وأطع من كان عليك ولو كان عبدا حبشيا مجعدا [* * * *] فأبلاني الله أن نزلت على
هذا الماء وعليه مال الله وعليهم رجل حبشي ولا أراه إلا مجعدا والله ما علمت أنه رجل
صدق وقال له معروفا ملهم من مال الله كل يوم أو ثلاثة أيام جزور ولي من كل جزور عظم
فقال له القوم وما لك يا أبا ذر قال كذا وكذا من الغنم أحدهما يرعاها ابن لي والأخرى
يرعاها عبدي وهو عتيق إلى الحول فذكر كذا وكذا من الإبل قالوا والله إن أكثر الناس
عندنا أمر أصحابك قال والله ما لهم في مال الله حق إلا لي مثله
وفي رواية
فنزلت هذا الماء وعليه رقيق من رقيق مال الله وعليهم عبد حبشي
قال عبد الله بن سيدان السلمي (6)

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الاعلام، ومكانه في مختصر أبي شامة: " فتعلق أبو ذر بالامر الشديد ".
(2) الزيادة اقتضاها السياق عن سير الاعلام.
(3) في سير الاعلام: بني فلان.
(4) كلمة غير مقروءة في أبي شامة.
(5) كلمة غير واضحة عند أبي شامة.
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 227 والذهبي في سير الاعلام 2 / 71.
200

تناجى أبو ذر وعثمان حتى ارتفعت أصواتهما ثم انصرف أبو ذر متبسما (1) فقال
الناس ما لك ولأمير المؤمنين قال سامع مطيع ولو أمرني أن آتي صنعاء أو عدن ثم
استطعت أن أفعل لفعلت وأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة
وفي رواية (2) لو أن عثمان أمرني أن أمشي على رأسي لمشيت وفي رواية
ألا أجلس ما جلست ما حملتني رجلاي ولو كنت على بعير يعني موثقا ما أطلقت نفسي
حتى يكون هذا الذي يطلقني
وقال (3) قال أبو ذر لعثمان أمير المؤمنين افتح الباب لا تحسبني من قوم يمرقون
كما يمرق السهم من الرمية يعني الخوارج
وفي رواية لما قدم أبو ذر على عثمان من الشام قال يا أمير المؤمنين أتحسب أني
من قوم والله ما أنا منهم ولا أدركتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من
الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ولا يرجعون إليه حتى يرجع السهم على فوقه سيماهم
التحليق والله لو أمرتني أن أقوم ما قعدت ما ملكتني رجلاي ولو أوثقتني بعرقوتي قتب ما
حللته حتى تكون أنت الذي تحلني
وقال أبو سعد (4) أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام بن حوشب حدثني رجل
من أصحاب الأجر عن شيخين هم من بني ثعلبة رجل وامرأته قالا
نزلنا الربذة فمر بنا شيخ أشعث أبيض الرأس واللحية فقالوا هذا من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاستأذناه أن نغسل رأسه فأذن لنا واستأنس بنا فبينا نحن كذلك إذ أتاه
نفر من أهل العراق حسبته قال من أهل الكوفة فقالوا يا أبا ذر فعل بك هذا الرجل
وفعل فهل أنت ناصب له راية فنكلمك (5) برجال ما شئت فقال يا أهل الإسلام لا
تعرضوا علي ذاكم ولا تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة له والله لو أن عثمان
صلبني على أطول خشبة وأطول جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن

(1) في مختصر ابن منظور: مبتسما.
(2) سير الاعلام 2 / 71.
(3) راوي الخبر عبد الله بن الصامت، وهو في سير الاعلام 2 / 71.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 227 وسير أعلام النبلاء 2 / 71 - 72.
(5) كذا في مختصر أبي شامة وعلى هامشه: " فنكلمك " وعند ابن سعد: فلنكمل.
201

ذلك خبر لي ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق أو قال ما بين المشرق والمغرب (1)
لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ذلك خير لي ولو ردني إلى منزلي
لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت أن ورأيت أن ذلك خير لي
وعن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال
كنت عند أبي الدرداء إذ جاءه رجل من أهل المدينة فسأله فقال إني تركت أبا ذر
يسير إلى الربذة فقال أبو الدرداء إنا لله وإنا إليه راجعون لو أن أبا ذر قطعني عضوا عضوا
ما هجته مما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول فيه
قال الحافظ أبو القاسم رحمه الله
ولم يسير عثمان أبا ذر لكنه خرج هو إلى الربذة لما تخوف من الفتنة التي حذره
النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما خرج عقيب ما جرى بينه وبين أمير المؤمنين عثمان ظن أنه هو الذي أخرجه
ثم أسند عن عبد الله بن الصامت قال قالت أم ذر (2)
والله ما سير عثمان أبا ذر ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها [* * * *]
فلما بلغ البناء سلعا وجاوز خرج أبو ذر إلى الشام
وذكر الحديث في رجوعه ثم خروجه إلى الربذة وموته بها
وعن ضمرة عن ابن شوذب عن غالب القطان قال (3) قلت للحسن يا أبا سعيد
أعثمان رحمه الله أخرج أبا ذر قال معاذ الله
قال يزيد بن هارون (4) أخبرنا محمد بن عمرو قال سمعت عراك بن مالك قال
قال أبو ذر
أني لأقربكم مجلسا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة وقال إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من يخرج من الدنيا بهيئة (5) ما تركته فيها وإنه
والله ما منكم أحد إلا قد تشبث منها بشئ [* * * *]

(1) في مختصر ابن منظور: والغرب.
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 394) ط دار الفكر.
(3) سير الاعلام 2 / 72.
(4) من ذا الطريق رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 228 - 229 والذهبي في سير الاعلام (3 / 395) ط دار
الفكر وحلية الأولياء 1 / 161 - 162.
(5) عند ابن سعد وسير الاعلام: كهيئة.
202

قال مالك بن دينار قال أبو ذر للنبي (صلى الله عليه وسلم)
والذي بعثك بالحق لا لقيتك إلا على الذي فارقتك عليه
قال الحارث بن سالم سمعت أنسا يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي ذر إن بين أيدينا
عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا المخفون قال أبو ذر أنا منهم يا رسول الله فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم)
لك موت ويوم وليلة قال لا قال فأنت من المخفين [* * * *]
عن أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكون في جهنم عقبة كؤودا لا يقطعها إلا المخفون قلت أمن المخفين أنا يا
رسول الله قال عندك طعام يوم قلت نعم قال أعندك طعام غد قلت نعم
قال أعندك طعام بعد غد قلت لا قال لو كان عندكم طعام ثلاثة أيام لكنت من
المثقلين [* * * *]
وقال أبو ذر
كان قوتي على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كل جمعة صاعا فلست بزائد عليه حتى ألقاه
قال إبراهيم التيمي
دخل شاب من قريش على أبي ذر فقالوا له فضحتنا بالدنيا وأغضبوه فقال ما لي
وللدنيا وإنما يكفيني صاع من طعام في كل جمعة وشربة من ماء في كل يوم
قال المعرور بن سويد (1)
نزلنا الربذة فإذا رجل عليه برد وعلى غلامه برد مثله فقلنا له لو أخذت برد
غلامك هذا فضممته إلى بردك هذا فلبسته كانا حلة واشتريت لغلامك برد غيره قال إني
سأحدثكم عن ذلك كان بيني وبين وبين صاحب لي كلام وكانت أمه أعجمية فنلت منها قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعذره مني فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا ذر ساببت فلانا فقلت نعم
قال ذكرت أمه فقلت من ساب الرجال ذكر أبوه وأمه فقال لي إنك امرؤ فيك
جاهلية قلت على حال ساعتي من الكبر قال على حال ساعتك من الكبر إنهم
أخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من
لباسه ولا يكلفه ما يغلبه [* * * *]

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند بسنده إلى المعرور بن سويد 8 / 99 رقم 21488 والذهبي في سير الاعلام
3 / 395 ط دار الفكر.
203

قال ابن سعد (1) أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا من سمع إسماعيل بن أبي حكيم عن
سليمان بن يسار قال
قال أبو ذر حدثان إسلامه لابن عمه يا ابن الأمة فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما ذهبت عنك
أعرابيتك بعد (2) [* * * *]
حدثنا سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر (3)
أنه رآه في نمرة (4) مؤتزرا بها قائما يصلي فقلت يا أبا ذر ما لك ثوب غير هذه
النمرة قال لو كان لي رأيته علي قلت رأيت عليك منذ أيام ثوبين فقال يا بن أخي
أعطيتهما من هو أحوج مني إليهما قلت والله إنك لمحتاج إليهما قال اللهم غفرا إنك
لمعظم للدنيا ألست ترى علي هذه البردة ولي أخرى للمسجد ولي أعنز نحلبها ولي
أحمرة نحمل (5) عليها ميرتنا وعندنا من يخدمنا ويكفينا مهمة طعامنا فأي نعمة أفضل مما
نحن فيه
قال عفان (6) حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل
على أبي ذر وهو بالربذة وعنده امرأة له سوداء شعثة (7) ليس عليها أثر المجاسد والخلوق
فقال ألا تنظرون إلى ما تأمرني به هذه السويداء (8) تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق
مالوا علي بدنياهم ألا وإن خليلي عهد إلي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض (9) ومزلة
وإنا أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار وفي رواية اضطمار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه
ونحن مواقير

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 225.
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش مختصر أبي شامة.
(3) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 235.
(4) النمرة: شملة فيها خطوط بيض وسود.
(5) في ابن سعد: نحتمل.
(6) من طريقه رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 236 والذهبي في سير الاعلام (3 / 395) ورواه الإمام أحمد في
مسنده 8 / 95 رقم 21473 طبعة دار الفكر.
(7) كذا عند أبي شامة، وعلى هامشه: " مشنقة " وفي سير الاعلام: " مشعثة " وفي ابن سعد: " مشنفة " وفي المسند:
مسغبة.
(8) عند أبي شامة: السوداء، والمثبت عن ابن سعد والمسند.
(9) الدحض: الزلق المزلة.
204

قال عبد الله بن خراش
رأيت أبا ذر بالربذة في ظلة له سوداء وتحته امرأة له سحماء وهو جالس على قطعة
جوالق فقيل له يا أبا ذر إنك امرؤ ما يبقى لك ولد فقال الحمد لله الذي يأخذهم في
الفناء ويدخرهم في دار البقاء قالوا يا أبا ذر لو اتخذت امرأة غير هذه قال لأن أتزوج
امرأة تضعني أحب إلي من امرأة ترفعني قالوا له لو اتخذت بساطا ألين من هذا قال
اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدا لك
وعن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه عن رجل من بني سليم قال
جاورت أبا ذر بالربذة وله فيها قطيع إبل له فيها راع ضعيف فقلت يا أبا ذر ألا
أكون لك صاحبا أكف راعيكم وأقتبس بعض ما لعل الله ينفعني به فقال له أبو ذر إن
صاحبي من أطاعني فما كنت لي مطيعا فأنت لي صاحب وإلا فلست لي بصاحب قلت
وما الذي تسألني الطاعة فيه قال لا أدعوك لشئ من مالي إلا توخيت أفضله قال فلبثت
معه ما شاء الله فذكر له في أهل الماء حاجة فقال ائتني ببعير من الإبل فتصفحت الإبل
فإذا أفضلها فحلها ذلول فهممت بأخذه فذكرت حاجتهم إليه فتركته وأخذت ناقة ليس في
الإبل بعد الفحل أفضل منها فجئت بها فحانت منه نظرة فرآني فقال يا أخا بني سليم
جنبني يا أخا بني سليم اجتنبني فلما فهمتها خليت الناقة ثم رجعت إلى الإبل فأخذت
الفحل فجئت به فقال لجلسائه من رجلان يحتسبان عملهما فقال رجلان نحن فقال
إما لا فأنيخاه ثم أعقلاه ثم انحراه ثم عدوا بيوت الماء فجزئوا لحمه على عددهم
واجعلوا بيت أبي ذر بيتا مما تفعلون
فلما فرقوا اللحم دعاني فقال ما أدري حفظ وصيتي فظهرت بها (1) أم نسيت
فأعذرك قلت ما نسيت وصيتك ولكن لما تصفحت الإبل وجدت أفضلها فحلها فهممت
بأخذه ثم ذكرت حاجتكم إليه فتركته قال ما تركته إلا لحاجتي إليه قلت ما تركته إلا
لذلك قال أفلا أخبرك بيوم حاجتي إليه يوم أوضع في حفرتي فذلك يوم حاجتي إن في
المال ثلاثة شركاء القدر لا يستأمرك أن يذهب بخيرها أو بشرها والوارث ينتظر متى
يوضع رأسك فيستفيئها (2) وأنت ذميم وأنت الثالث فإن استطعت أن أكون أعجز الثلاثة فلا

(1) يعني أنك استخفيت بها.
(2) يستفيئها من الفئ، يعني يأخذها.
205

تكن مع أن الله تعالى قال " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " (1) وإن هذا الجمل كان
مما أحب من مالي فأحببت أن أقدمه لنفسي (2)
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بقراءتي عليه عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر
البرمكي أنا محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو الحسن الساجي أنا أبو علي الفقيه نا
محمد بن سعد (3) نا سليمان بن حرب نا أبو هلال نا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أن
أبا ذر كان عطاؤه أربعة آلاف فكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عما يكفيه للسنة فاشتراه
ثم اشترى فلوسا مما بقي وقال إنه ليس من وعاء ذهب (4) أو فضة يوكى عليه إلا وهو يتلظى
على صاحبه
أخبرنا أبو غالب (5) أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية وأبو
بكر بن إسماعيل قالا ثنا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا
عبد الله بن المبارك (6) أنبأ معمر عن يحيى بن أبي كثير عن رجل من أهل الشام
أنه دخل على أبي ذر وهو يوقد تحت قدر له من حطب قد أصابه مطر ودموعه تسيل
فقالت له امرأته لقد كان لك عن هذا مندوحة فلو شئت (7) لكفيت (8) فقال فأنا أبو ذر
وهذا عيشي فإن رضيت وإلا فتحت كنف الله قال فكأنما ألقمها حجرا حتى إذا أنضج ما
في قدره جاء بصحفة فكسر فيها خبز له غليظا ثم جاء بالذي كان في القدر فكدره عليه
ثم جاء به إلى امرأته فقال لي ادن فأكلنا (10) جميعا (11) ثم أمر جاريته أن تسقينا فسقتنا

(1) سورة آل عمران، الآية: 92.
(2) إلى هنا ينتهي الاخذ عن مختصر أبي شامة، ونعود إلى الأصل المعتمد بين أيدينا نسخة سليمان باشا، ونعود إلى
ما بقي فيها من ترجمة أبي ذر.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 230.
(4) في ابن سعد: " من وعى ذهبا ".
(5) بياض بالأصل.
(6) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 208 - 209 رقم 589.
(7) تقرأ بالأصل: نسبت، والمثبت عن ابن المبارك.
(8) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن ابن المبارك، وفي مختصر أبي شامة: كفيت.
(9) كذا بالأصل والزهد وابن المبارك، وفي مختصر أبي شامة " فكبه ".
(10) بالأصل: فأكلها، والمثبت عن الزهد والرقائق، ومختصر أبي شامة.
(11) بالأصل: جميعها، والمثبت عن الزهد والرقائق.
206

مذقة من لبن معزاة فقلت يا أبا ذر لو اتخذت في بيتك عيشا فقال عباد الله أتريد (1) لي
من الحساب أكثر من هذا العيش هذا مثال نرقد عليه وعباءة نبسطها وكساء نلبسه وبرمة (2)
نطبخ فيها وصحفة نأكل فيها وربطة فيها زيت وغرارة (3) فيها دقيق أتريد لي من الحساب
أكثر من هذا قلت فإن عطاءك أربع مائة دينار وأنت في شرف من العطاء فأين يذهب
عطاؤك فقال لي أما إني لن أعمي عليك لي في هذه القرية وأشار إلى قرية بالشام ثلاثون
فرسا فإذا خرج عطائي اشتريت لهم علفا وأرزاقا لمن يقوم عليها ونفقه لأهلي فإن بقي منها
شئ اشتريت بها فلوسا فجعلته عند نبطي ها هنا فإن احتاج أهلي إلى لحم أخذوا منه وإن
احتاجوا إلى شئ أخذوا منه ثم أحمل عليها في سبيل الله ليس عند آل أبي ذر دينار ولا
درهم (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين (5) بن المهتدي أنبأ أبو أحمد
محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع أنا أبو علي محمد بن سعيد بن
عبد الرحمن الرقي نا هلال بن العلاء نا أبي نا سليمان بن صهيب الرقي عن فرات
عن ميمون قال (6) لما احتضر أبو ذر قال لامرأته أين تلك النفقة قال فجاءت بثلاثة عشر
درهما قال فأمر بها (7) فوضعت مواضعها (8) ثم قال إن كانت محرقتي ما بين عاتقي
إلى ذقني
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنبأ
الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني شريح ثنا يزيد بن
هارون أنبأ محمد بن عمرو عن محمد بن المنذر (9) قال

(1) كذا بالأصل، وفي الزهد: أتريدون من الحساب.
(2) البرمة: قدر من حجارة.
(3) الغرارة: الجوالق.
(4) بالأصل: " دنيا ولا ذر " والمثبت: " دينار ولا درهم " عن الزهد والرقائق.
(5) بالأصل: الحسن.
(6) تاريخ الرقة ص 132.
(7) الأصل: به، والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(8) الأصل: موضعيا، والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(9) الأصل: المنكدر، والمثبت عن مختصر أبي شامة.
207

بعث حبيب بن مسلمة إلى أبي ذر وهو بالشام ثلاثمائة دينار وقال استعن بها على
حاجتك فقال أبو ذر ارجع بها إليه ما أحد أغنى بالله منا ما لنا إلا ظل يتوارى به وتلة
من غنم تروح علينا ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم إني لأتخوف الفصل
أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني (1)
نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا أبو حصين (2) عبد الله بن أحمد بن يونس حدثني
أبي نا أبو بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال
بلغ الحارث رجل كان بالشام من قريش (3) أن أبا ذر كان به عوز فبعث إليه ثلاثمائة
دينار فقال ما وجد عبدا لله هو أهون عليه مني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من مات
وله أربعون فقد ألحف [* * * *] ولآل أبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وماهنان (4)
قال أبو بكر بن عياش يعني خادمين
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري أنا علي بن عمر بن محمد بن
الحسين أنا أبو بكر بن شاذان أنا أبو القاسم البغوي نا أحمد بن حنبل نا عباد بن
العوام عن عاصم بن كليب حدثني سلمة بن نباتة قال
خرجنا إما حجاجا وإما عمارا فمررنا بأبي ذر فمر بنا عشاء فجلس إلينا فقال له
بعضنا يا أبا ذر ما مالك قال لي من الإبل كذا ومن الغنم كذا إحداهما يراعاها ابن
لي والأخرى يرعاها عبد لي وهو عتيق إلى الحول
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا أنا أبو نصر عبد الرحمن بن
علي بن محمد بن موسى أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنا
عبد الله بن الحسن بن الشرقي نا عبد الله بن هاشم نا وكيع ثنا سفيان (5)
بن عمار بن معاوية الدهني عن أبي شعبة قال مر قوم بأبي ذر بالربذة فعرضوا عليه (6)

(1) رواه أحمد بن سليمان الطبراني في المعجم الكبير 2 / 150 رقم 1630.
(2) تقرأ بالأصل: حصن، والمثبت عن المعجم الكبير.
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن المعجم الكبير.
(4) في المعجم الكبير: وما هنين.
(5) من هذا الطريق روي في الطبقات الكبرى لابن سعد 4 / 235.
(6) في مختصر أبي شامة: علي.
208

النفقة فقال أبو ذر عندنا أعنز نحلبها وأحمرة (1) ننتقل عليها ومحررة تخدمنا وفضل
عباءة إني لأخاف الحساب فيها
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء نا أبو بكر الخطيب أنا أبو
الحسين (2) بن بشران أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا محمد بن أحمد بن النضر نا
معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن يحيى (3) قال كان لأبي ذر
ثلاثون فرسا يحمل عليها وكان يحمل على خمسة عشر منها فغزوا عليها ويصلح آلة
بقيتها فإذا رجعت أخذها فأصلح آلتها وحمل على الأخرى
وعن أبي إسحاق عن جسر بن الحسن قال كان عطاء أبي ذر أربعة آلاف فكان يشتري
عشرين فرسا فيرتبطها بحمص فكان يحمل على عشر عاما وعشر عاما
أخبرنا (4) أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أنبأ جدي أبو
عبد الله الحسن بن أحمد أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي أنا أبو محمد
عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن يوسف الشيباني نا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي
ثنا أبو الحسن محمد بن الفيض ثنا إبراهيم بن هشام حدثني أبي عن جدي قال
خرج أبو الدرداء إلى السوق يشتري قميصا فلقي أبا ذر فقال أين تريد يا أبا
الدرداء قال أريد أن أشتري قميصا قال وبكم قال بعشرة دراهم قال فوضع يده
على رأسه ثم قال ألا إن أبا الدرداء من المسرفين ألا إن أبا الدرداء من المسرفين قال
فالتمست مكانا أتوارى فيه فلم أقدر فقلت يا أبا ذر لا تفعل مر معي فاكسني أنت
قال وتقبل قلت نعم فأتى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم قال فانصرفت حتى
إذا كنت بين منزلي والسوق لقيت رجلا لا يكاد يواري سوأته فقلت له اتق الله ووار سوأتك
فقال والله ما أجد ما أوري به سوأتي فألقيت إليه الثوب ثم انصرفت إلى السوق فاشتريت
قميصا بأربعة دراهم ثم انصرفت إلى منزلي فإذا خادمة على الطريق تبكي قد اندق
إناؤها فقلت ما يبكيك فقالت اندق إنائي وأبطأت على أهلي فذهبت معها إلى

(1) في مختصر أبي شامة: وأحمر.
(2) بالأصل: الحسن.
(3) من طريق يحيى بن أبي كثير، رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 396) ط دار الفكر.
(4) الخبر التالي تقدم في ترجمة أبي الدرداء، راجع تاريخ مدينة دمشق 47 / 157 طبعة دار الفكر.
209

السوق فاشتريت لها سمنا بدرهم (1) فقالت يا شيخ أما إذا فعلت ما فعلت فامش معي
إلى أهلي فإني قد أبطأت وأنا أخاف أن يضربوني قال فمشيت معها إلى مواليها (2)
فدعوت فخرج إلي مولاها فقال ما عناك يا أبا الدرداء فقلت خادمتكم (3) أبطأت عنكم
وأشفقت أن تضربوها فسألتني أن آتيكم لتكفوا عنها قال فأنا أشهد أنها حرة لوجه الله
لممشاك معها قال قلت أبو ذر أرشد مني حين كساني قميصا وكسا مسكينا قميصا
وأعتق رقبة بعشرة دراهم
أخبرنا (4) أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
أبو العباس الأصم نا الخضر هو ابن أبان (5) نا سيار (6) هو أبي حكم نا جعفر قال
سمعت ثابت البناني يقول بنى أبو الدرداء مسكنا تدرأ بظله (7) فمر عليه أبو ذر فقال له ما
هذا تعمر دارا أمر الله بخرابها لأن أكون رأيتك تتمرغ في عذرة أحب إلي من أن أكون
رأيتك فيها فلما فرغ أبو الدرداء من بنائه قال إني قائل على بنائي هذا شيئا
* بنيت دارا ولست عامرها * لقد علمت إذ بنيت أين داري *
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنبأ أبو علي بن الفهم نا محمد بن سعد (8) أنا عبد الله بن عمرو أبو
معمر المنقري ثنا عبد الوارث بن سعيد عن الحسين المعلم عن ابن بريدة قال
لما قدم أبو موسى الأشعري لقي أبا ذر فجعل أبو موسى يلزمه وكان الأشعري رجلا
خفيف اللحم وكان أبو ذر رجل أسود كث الشعر فجعل الأشعري يلزمه ويقول
أبو ذر إليك عني ويقول الأشعري مرحبا بأخي ويدفعه أبو ذر ويقول لست بأخيك
إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل قال ثم لقي أبا هريرة فالتزمه وقال مرحبا بأخي فقال له

(1) زيد بعدها في مختصر أبي شامة: وإناء بدرهم.
(2) في مختصر أبي شامة: إلى أهلها.
(3) كذا بالأصل، وفيما تقدم: " خادمكم " وفي مختصر أبي شامة: خادمكم.
(4) الخبر التالي تقدم في ترجمة أبي الدرداء، راجع تاريخ مدينة دمشق 47 / 138.
(5) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الخبر المتقدم.
(6) بالأصل غير مقروءة والمثبت عن الخبر المتقدم.
(7) في الخبر المتقدم: قدر بسطة.
(8) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 230 والذهبي في سير الاعلام 2 / 74.
210

أبو ذر إليك عني هل كنت عملت لهؤلاء قال نعم قال هل تطاولت في البناء أو
اتخذت زرعا أو ماشية قال لا قال أنت أخي أنت أخي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ثنا أبو قدامة عن سفيان
الثوري قال قال أبو ذر
لك في مالك شريكان أيهما جاء أخذ ولم يؤامرك الحدثان والقدر كلاهما يمر
على الغث والسمين والورثة ينتظرون متى تموت فيأخذون ما (1) تحت يديك وأنت تقدم
لنفسك فإن استطعت ألا تكون أحسن الثلاثة (2) نصيبا فافعل
أخبرنا أبو القاسم أنا رشأ أنا الحسن أنا أحمد
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأ أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو
علي رضوان
قالا نا أبي الدنيا ثنا زياد بن أيوب نا سعيد بن عامر عن جعفر بن سليمان
وفي رواية الشحامي حفص بن سليمان قال
دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته فقال يا أبا ذر أين متاعكم
وفي حديث رشأ ما أرى في بيتك متاعا ولا غير ذلك من الأثاث فقال إن لنا بيتا نوجه
إليه صالح متاعنا قال إنه لا بد لك من متاع ما دمت ها هنا فقال إن صاحب المنزل لا
يدعنا فيه
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي أنا أبو طالب العشاري وأبو الحسن بن
الملطي قالا أنا أبو عبد الله بن دوست نا أبو طالب وأبو الحسين بن أخي ميمي قالا أنا
أبو علي البردعي نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا عبد الله بن
محمد التيمي نا عبد الجبار بن النضر السلمي عن بعض رجاله قال
جاء غلام لأبي ذر قد كسر رجل شاة له فقال له أبو ذر من كسر رجل هذه الشاة
قال أنا قال ولم قال لأغيظك فتضربني فتأثم فقال أبو ذر لأغيظن من حرضك على
غيظي قال فأعتقه

(1) في مختصر أبي شامة: من.
(2) بالأصل: لليلته، والمثبت عن مختصر أبي شامة.
211

أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر (1) أحمد المغازلي (2) أنبأ أبو الفوارس طراد بن
محمد بن علي الزينبي أنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أنا أبو
علي إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق أنبأ زكريا بن
إسحاق عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن رجل من بني بكر قال كان أبو بكر ينزل علينا فيحج
من مكة ماشيا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف نا الحسن بن
إسماعيل أنا أحمد بن مروان ثنا جعفر بن محمد الصايغ نا سعيد بن سليمان نا
صالح بن عمر حدثني علي بن مسعدة حدثني عبد الله الرومي عن أم مطلق قالت (3)
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى أنبأ أبو محمد
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل ثنا الصوفي يعني
أحمد بن يحيى نا زيد هو ابن حباب حدثني علي بن مسعدة نا عبد الله الرومي
حدثتني أم مطلق
أنها دخلت على أبي ذر فناولته شيئا من دقيق وسويق فجعله في طرف ثوبه وقال
ثوابك على الله فقلت لها يا أم طلق كيف رأيت هيئة أبي ذر قالت شعثا شحبا وفي
يده صوف منفوش وعودين قد وضع أحدهما على الآخر وهو يغزله من ذلك الصوف
قرأت على أبي غالب البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر السوسي أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد (5) أنبأ محمد بن عمر نا يزيد بن علي
الأسلمي حدثني عيسى بن عميلة الفزاري أخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة له فيبدأ

(1) الأصل: طور، تصحيف، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 155 / ب.
(2) بالأصل: المعاولي.
(3) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء (3 / 396 - 396) ط دار الفكر.
(4) بالأصل: به.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 235 - 236.
212

بجيرانه وأضيافه قبل نفسه (1) ولقد رأيته ليلة حلب ما بقي في ضروع غنمه شئ إلا مصره
وقرب إليهم تمرا وهو يسير ثم تعذر إليهم وقال لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا
به قال وما رأيته ذاق تلك الليلة شيئا
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن المصري (2) أنا أبو بكر المالكي نا ابن أبي
الدنيا نا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان عن ابن جدعان عن من سمع أبا ذر في مسجد
المدينة يقول لرجل بما تخوفني فوالله الفقر أحب إلي من الغنى ولبطن الأرض أحب إلي
من ظهرها
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن الفضل بن محمد قدم علينا حاجا نا خلف بن محمد نا
عبد الله بن محمود المروزي نا الحسين بن حريث نا الفضل بن موسى السيناني (3) نا
حميد وهو الأكاف عن رجل من محارب اسمه يحيى بن يونس بن عبيد عن الحسين
عن أبي ذر قال
أحب الإسلام وأهله وأحب الفقراء وأحب الغريب من كل قلبك وادخل في عموم
الدنيا واخرج منها بالصبر ولا يأمن رجل أن يكون على خير فيرجع إلى شر فيموت بشر
ولا تيأس من رجل (4) يكون على شر فيرجع إلى الخير فيموت بخير وليردك عن الناس ما
تعرف من نفسك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا
عبيد الله بن أحمد
أخبرني أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الحجري (5) أنا أبو منصور
سعد بن عبد الحميد البوسنجي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور الخطيب

(1) تقرأ بالأصل: " بعيشه " والمثبت عن ابن سعد.
(2) غير مقروءة بالأصل، واستدرك على هامشه: المصري.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الشيباني، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 91.
(4) في مختصر أبي شامة: ولا ييأس رجل.
(5) ضبطت بفتحتين عن مشيخة ابن عساكر 246 / ب.
213

العالي (1) أنا أبو عبد الله محمد بن الحسن البندجاني (2) وأبو القاسم منصور بن العباس
الفقيه قالا أنا أبو سليمان داود بن الوسيم البوسنجي حدثني أبو عبد الرحمن
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثني عبيد الله بن محمد القرشي قال (3)
سمعت شيخا يقول بلغنا أنا أبا ذر كان يقول يا أيها الناس إني عليكم ناصح إني
عليكم شفيق صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور وصوموا في الدنيا لحر يوم النشور
وتصدقوا مخافة يوم عسير يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم شفيق
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أنبأ أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا ابن عائشة قال حدثنا شيخ يكنى أبا
زكريا عن بعض رجاله قال كان أبو ذر يقول يا أيها الناس إني لكم ناصح إني عليكم
شفيق صلوا في ظلام الليل لوحشة القبور وصوموا في حر الدنيا لحر يوم النشور
وتصدقوا مخافة يوم عسير لعظائم الأمور
أخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا أبو الحسن المصري أنا أبو بكر الدينوري نا
محمد بن موسى نا محمد بن الحارث عن المدائني قال
قال عمر بن الخطاب لأبي ذر يا أبا ذر من أنعم الناس بالا قال برئ في
التراب (4) قد أمن العقاب وبشر بالثواب قال صدقت يا أبا ذر
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل (5) بن يحيى أنا ابن أبي شريح أنا
محمد بن عقيل بن الأزهر نا عمر بن شبة نا غندر نا شعبة عن يونس بن حباب قال
سمعت مجاهدا يحدث عن أبي ذر قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
ولما ساغ لكم الطعام والشراب ولا نمتم على الفرش ولا حنثتم النساء وخرجتم إلى
الصعدات تحارون وتبكون ولوددت أن الله خلقني شجرة تعضد
أخبرنا أبو القاسم وأبو بكر زاهر ووجبه الشحاميان قالا أنا أبو نصر عبد الرحمن

(1) ترجمته في سير الاعلام 17 / 381.
(2) الأصل: " البيدخاني " ولعل الصواب ما أثبت، نسبة إلى بندجان مدينة بفارس (معجم البلدان).
(3) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 165 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(4) كذا بالأصل ومختصر أبي شامة، وفي المختصر لابن منظور: الثواب.
(5) بالأصل: الفضل، تصحيف.
214

وعلي بن محمد الشاهد أنا أبو (1) حدثني إسماعيل بن يحيى أنا عبد الله بن محمد
ابن (2) نا (3) عبد الله بن هاشم بن حيان (4) نا وكيع نا أبي عن إبراهيم بن مهاجر
عن أبي ذر قال وددت أني كنت شجرة تعضد ووددت أني لم أخلق
أخبرنا أبوا (5) الحسن الفقيهان وأبو المعالي الحسين بن حمزة قالوا أنا أبو
الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي نا الحسن بن عرفة نا
عباد بن عباد المهلبي نا يونس بن عبيد
أن رجلا أتى أبا ذر فقال أنت أبو ذر قال نعم قال فسكت وسكت ثم قال إن
تملي خيرا فيكتب لك خير من السكوت ثم سكت ساعة ثم قال والسكوت خير من أن
تملي شرا ثم سكت ساعة ثم قال والجليس الصالح خير من الجليس السوء ثم سكت
ساعة ثم قال والوحدة خير من جليس السوء
أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو المعالي بن الشعيري أنا أبو الحسن السلمي أنا
جدي أنا الخرائطي نا سعدان بن يزيد البزار نا الهيثم بن جميل نا شريك عن أبي
المحجل عن (6) بن عمران (7) قال رأيت أبا ذر جالسا في المسجد وحده
محتبي (8) بكساء صوف فقال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الوحدة خير من جليس السوء [* * * *] ثم
قال والجليس الصالح خير من الوحدة ثم قال والسكوت خير من إملاء الشر ثم قال
وإملاء الخير خير من السكوت
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد (9) حدثني محمد بن مهدي الأيلي نا أبو الدرداء نا مهدي بن

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل ورسمها: " رمد ".
(2) كلمة غير مقروءة بالأصل وصورتها: " انحفس ".
(3) زيادة منا.
(4) تقرأ بالأصل: ثان، ولعل الصواب ما أثبت، راجع وكيع بن الجراح في تهذيب الكمال 19 / 391 وترجمة
عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي في تهذيب الكمال 10 / 596.
(5) بالأصل: أبو.
(6) كلمة غير معجمة بالأصل.
(7) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(8) كذا بالأصل.
(9) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 137 رقم 21631 طبعة دار الفكر.
215

ميمون (1) عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي
الأسود الديلي قال قد رأيت أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما رأيت بأبي ذر شبيها
أخبرنا أبو بكر اللفتواني وأبو صالح (2) وأبو الفضل محمد بن عبد الواحد
المغازلي قالوا أنا أبو محمد التميمي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد ثنا
علي بن محمد بن عبيد أنا محمد بن إبراهيم بن يحيى المقرئ الطحان بالكوفة نا
عبيد بن يعيش نا يونس وهو ابن بكير نا عبيد بن عيينة العنقزي عن وهب بن
عبد الله بن كعب بن سور عن عبد الملك بن أبي ذر عن أبي ذر قال
إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عهد إلي أني أحشر أمة على حدة
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن
ابن إسحاق (3) عن بريدة بن سفيان ومحمد (4) بن كعب القرظي قالا
لما صار أبو ذر إلى الربذة وأصابه قدره لم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما
أن أغسلاني وكفناني وضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة
الطريق فأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا (5) فلم يرعهم إلا بجنازة
على ظهر الطريق قد كادت الإبل أن تطأها فقام إليهم الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعينونا (6) على دفنه فاستهله عبد الله يبكي فقال صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تمشي وحدك وتموت (7) وحدك وتبعث وحدك (8) ثم نزل هو وأصحابه
فواروه [* * * *]

(1) في مسند أحمد: " الأبلي، حدثنا داود بن ميمون " خطأ راجع ترجمة مهدي بن ميمون في تهذيب الكمال 18 /
425 وفيها روى عن... وواصل مولى أبي عيينة. وروى عنه: وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي.
(2) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(3) رواه ابن هشام في السيرة 4 / 168 وابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 234 والطبري في تاريخه 3 / 107.
(4) كذا بالأصل، وفي ابن سعد وتاريخ الطبري: " عن محمد " بدلا من: " ومحمد ".
(5) بالأصل: عمار، خطأ، والمثبت عن الطبري وابن سعد.
(6) الأصل: فأعيننا.
(7) بياض بالأصل، استدركت اللفظة عن الطبري وابن سعد.
(8) سقطت من الأصل، واستدركت عن الطبري وابن سعد.
216

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا المخلص أنا أبو
بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن
إسماعيل بن رافع عن محمد بن كعب (1)
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قيل له عام (2) تبوك تخلف أبو ذر وهو في الطريق فطلع فقال
يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت (3) وحده ويبعث وحده قال فلما حضرت أبا
ذر الوفاة وذلك في سنة ثمان في ذي الحجة من إمارة عثمان نزل بأبي ذر فلما أشرف قال
لابنته استشرفي يا بنية فهل ترين أحد قالت لا قال فما جاءت ساعتي بعد ثم (4)
أمرها فذبحت شاة ثم قصبتها (5) ثم قال لها إذا جاءك الذين يدفنونني فقولي لهم إن أبا ذر
يقسم عليكم ألا تركبوا حتى تأكلوا فلما نضجت قدرها قال لها انظري هل ترين أحدا
قالت نعم هؤلاء ركب مقبلون قال استقبلي بي الكعبة ففعلت وقال (6) بسم الله
وبالله وعلى ملة رسول الله ثم خرجت ابنته فتلقتهم وقالت رحمكم الله اشهدوا أبا ذر
قالوا وأين هو فأشارت لهم إليه وقد مات فادفنوه فقالوا نعم ونعمة عين لقد أكرمنا الله
بذلك وإذا ركب من أهل الكوفة فيهم ابن مسعود فمالوا (1) إليه وابن مسعود يبكي ويقول
صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يموت وحده ويبعث وحده فغسلوه وصلوا عليه ودفنوه
فلما أرادوا أن يرتحلوا قالت لهم ابنته إن أبا ذر يقرأ عليكم السلام وأقسم ألا تركبوا حتى
تأكلوا ففعلوا وحملوهم حتى أقدموهم مكة ونعوه إلى عثمان فضم ابنته إلى عياله وقال
يرحم الله أبا ذر [* * * *]
قال نا سيف عن القعقاع بن الصلت عن رجل عن كليب عن الحلحال بن ذري
قال (7)
خرجنا حجاجا مع ابن مسعود سنة إحدى وعشرين ونحن أربعة عشر راكبا حتى أتينا

(1) رواه الطبري في تاريخه 2 / 629 حوادث سنة 32 (طبعة بيروت).
(2) بالأصل: " على تبوك ".
(3) بياض بالأصل.
(4) بالأصل: " بعده أمرها " والمثبت والزيادة عن الطبري.
(5) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور، وأبي شامة وفي تاريخ الطبري: " طبختها ". وقصب
الجزار الشاة: قطعها عضوا عضوا.
(6) بالأصل: فمالا.
(7) الخبر في تاريخ الطبري 2 / 629 - 630.
217

على الربذة فإذا امرأة قد تلقتنا فقالت اشهدوا أبا ذر ولا شعرنا بأمره ولا بلغنا فقلنا
وأين أبو ذر فأشارت إلى خباء فقلنا ما له فقالت فارق المدينة لأمر قد بلغه فيها
ففارقها فقال ابن مسعود ما دعاه إلى الأعراب قالت أما إن أمير المؤمنين قد كره ذلك
ولكن كان يقول بعد وهي مدينة فمال ابن مسعود إليه وهو يبكي فغسلناه وكفناه وإذا
خباؤه منضوح بمسك فقلنا للمرأة ما هذا قالت كانت مسكه فلما حضر قال إن الميت
يحضره شهود يجدون الريح ولا يأكلون فدوفي (1) تلك السمكة بماء ثم رشي بها الخباء
واطبخي هذا اللحم فإنه سيشهدني قوم صالحون يلون دفني (2) فأقريهم فلما دفناه دعينا
إلى الطعام فأكلنا وأردنا احتمالها فقال ابن مسعود أمير المؤمنين منا (3) قريب فنستأمره
فقدمنا مكة فأخبرناه بالخبر فقال يرحم الله أبا ذر وغفر له نزوله بالربذة
ولما صدر خرج فأخذ طريق الربذة وضم عياله إلى عياله وتوجه نحو المدينة
وتوجهنا نحو العراق وعدتنا ابن مسعود وأبو مقرر التميمي وبكر بن عبد الله التميمي
والأسود بن يزيد النخعي وعلقمة بن قيس النخعي والحلحال بن ذري الضبي
والحارث بن سويد التميمي وعمرو بن عتبة بن مرقد السلمي وابن ربيعة السلمي (4)
وسويد بن مثعبة التميمي وزياد بن معاوية النخعي وأخو (5) القرثع (6) وأخو معضد
الشيباني وأبو رافع المزني
قال (7) ابن سعد (8) قال محمد بن إسحاق
آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أبي ذر الغفاري وبين المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة وهو
المعنق ليموت
قال وأنكر محمد بن عمر هذه المؤاخاة بين أبي ذر والمنذر بن عمرو وقال لم

(1) داف الطيب دوفا: خلطه.
(2) بالأصل: " يكون كفني " خطأ، والمثبت عن الطبري.
(3) رسمها بالأصل: " فنأمر " والمثبت عن الطبري.
(4) رسمها بالأصل " المرمى " والمثبت عن الطبري.
(5) بالأصل: " وأبو " وكتب فوقها " أخو ".
(6) الأصل: " وأبو " وكتب فوقها " أخو ".
(7) الاخبار التالية استدركت بين معكوفتين عن مختصر أبي شامة.
(8) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 225.
218

تكن المؤاخاة إلا قبل بدر فلما نزلت آية المواريث انقطعت المؤاخاة وأبو ذر حين أسلم
رجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
المدينة بعد ذلك
أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين بن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم
التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال (1)
كنت ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على حمار وعليه بردعة أو قطيفة
أخبرنا (2) عبد الله بن يزيد فذكر حديث أبي ذر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أبا ذر
إني أراك ضيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال
يتيم [* * * *]
وفي حديث آخر أن أبا ذر سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الإمرة فقال إنك ضعيف وإنها
أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها فأدى الذي عليه فيها [* * * *]
أخبرنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا غالب بن عبد الرحمن قال
لقيت رجلا قال كنت أصلي مع أبي ذر في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفيه فإذا بزق
أو تنخع تنخع عليهما قال ولو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما
في بيته قال جعفر فذكرت هذا الحديث لمهران (3) بن ميمون فقال ما أراه كان ما في بيته
يساوي درهمين
أخبرنا (4) عفان أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي
قال رأيت أبا ذر يميد على راحلته وهو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما فدنوت منه
فقلت أنائم أنت يا أبا ذر فقال لا بل كنت أصلي
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا محمد بن إسحاق نا عفان بن مسلم ثنا وهيب نا عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر
أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال (5) ما يبكيك فقالت أبكي

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 227 - 228.
(2) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 231.
(3) في مختصر أبي شامة: " لميمون بن مهران " والمثبت عن ابن سعد.
(4) طبقات ابن سعد 4 / 236.
(5) في مختصر أبي شامة: فقالت.
219

لأنه لا بد لي من تكفينك وليس عندي ثوب يسع لك كفنا (1) فقال لا تبكي فإني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم يقول وأنا عنده في نفر يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض
تشهده عصابة من المؤمنين فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية
ولم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت (2) الطريق فإنك سوف ترين ما
أقول لك وإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت وأني ذلك وقد انقطع الحاج
قال (3) الطريق (4) هي كذلك إذ هي تقوم تخب بهم رواحلهم كأنهم الرخم فأقبل
القوم حتى وقفوا عليها فقالوا ما لك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه
قالوا ومن هو قالت أبو ذر قال ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ثم وضعوا أسيافهم في
نحورها يبتدرونه فقال أبشروا أنتم النفر الذين قال فيكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبشروا
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من امرأين من المسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسبا
وصبرا فيردان النار أبدا ثم قال أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبا من ثيابي يسعني لم
أكفن إلا فيه فأنشدكم الله لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا فكل القوم كان
نال من ذلك شيئا إلا ولي من الأنصار كان مع القوم قال أنا صاحبه الثوبين في عيبتي من
غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال أنت صاحبي فكفني [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن وأبو
طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم
وأخبرنا أبو عبد الله محمد أنبأ أبي قالا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن
عبد الله نا الحسين بن إسماعيل نا يوسف بن موسى نا يحيى بن سليم الطائفي
حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم (5) عن أبيه عن أم
ذر أنها قالت
لما حضر أبا ذر الوفاة قالت بكيت فقال ما يبكيك قالت قلت وما لي لا

(1) العبارة في مختصر أبي شامة: قلت: ومالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يدان لي بتغيبك، وليس
معنا ثوب يسعك كفنا.
(2) غير واضحة بالأصل، وفي ابن سعد: فراقبي الطريق.
(3) غير واضحة بالأصل. وفي ابن سعد: راقبي الطريق.
(4) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(5) بياض بالأصل. والذي تقدم، وفي طبقات ابن سعد 4 / 232 - 233 إبراهيم بن الأشتر.
220

أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يد لي بتكفينك (1) وليس معنا ثوب يسعك كفنا
ولا لك فقال لا تبكي وأبشري فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يموت بين
امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة ويحتسبا فيريان (2) النار أبدا وإني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من
المؤمنين وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة وإني أنا الذي أموت
بالفلاة والله ما كذبت ولا كذبت فأبصري (3) الطريق فقلت أنى وقد ذهب الحاج
وانقطعت الطريق قال فقال انظري فكنت اشتد إلى الكثب فأقوم عليه ثم أرجع إليه
فأمرضه قالت فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رواحلهم كأنهم الرخم فألحت بثوبي
فأسرعوا إلي ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إلي فقالوا ما لك يا أمة الله فقلت
امرؤ من المسلمين تكفنونه يموت قالوا من هو قلت أبو ذر قالوا صاحب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت نعم قالت ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه
فسلموا عليه فرحب بهم وقال أبشروا فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يموت بين
امرأين من المسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبرا ويحتسبا فيريان (4) النار أبدا وسمعته يقول لنفر
أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك
النفر أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة وإني أنا الذي أموت بفلاة والله ما كذبت ولا
كذبت وإنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا أو لامرأتي ثوب يسعني كفنا لم أكفن إلا في ثوب
هو لي أو لها وإني أنشدكم الله لا يكفني منكم رجل كان أميرا ولا عريفا أو بريدا أو نقيبا
قال فليس على القوم أحد إلا وقد قارف من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار قال أنا أكفنك
بكذا (5) مما ذكرت شيئا أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي قال
أنت صاحبي قال فكفني قال فكفنه الأنصاري ودفنه في النفر الذين هم معه منهم
حجر بن الأدبر ومالك الأشتر في نفر كلهم يماني

(1) فوقها ضبة بالأصل، وفي مختصر أبي شامة وابن سعد: بتغييبك.
(2) كذا بالأصل: فيريا.
(3) في ابن سعد: فراقبي الطريق.
(4) بالأصل: فيريا.
(5) كلمة غير واضحة بالأصل.
221

أنبأنا أبو سعد (1) المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم نا سليمان بن
أحمد (2) نا أبو الزنباع نا يحيى بن بكير (3) مات أبو ذر بالربذة سنة اثنين وثلاثين
واسمه جندب بن جنادة
قال ونا أبو حامد النيسابوري نا محمد بن إسحاق أخبرني يونس المديني نا
إبراهيم بن المنذر قال توفي أبو ذر الغفاري واسمه جندب بن جنادة ويقال (4)
لأربع سنين بقين من خلافة عمر وصلى عليه ابن مسعود بالربذة
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنا أحمد بن
عبيد بن الفضل أنبأ محمد بن الحسين بن محمد نا ابن أبي خيثمة أنا المدائني قال أبو
ذر مات بالربذة وصلى عليه ابن مسعود سنة اثنتين وثلاثين
قال قدم ابن مسعود المدينة فأقام عشرة أيام فمات بعد عاشرة (5)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن (6) السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (7) وأبو ذر مات فيها يعني سنة اثنتين وثلاثين
قبل ابن مسعود ابن مسعود صلى على أبي ذر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنبأ أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر
البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبي قال ومات أبو ذر وعبد الله بن
مسعود سنة اثنتين وثلاثين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو
سليمان الربعي قال وقال المدائني وأبو موسى وعمرو والهيثم بن عدي مات سنة اثنتين
وثلاثين أبو الدرداء وأبو ذر وكعب الأحبار وذكر أسانيده

(1) سقطت من الأصل.
(2) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 2 / 148 رقم 1620.
(3) بالأصل: بكر، والمثبت عن المعجم الكبير.
(4) بياض بالأصل بمقدار كلمة.
(5) سير الاعلام 2 / 74.
(6) بالأصل: الحسين، تصحيف.
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 166 - 167.
222

حدثنا أبو بكر السلماسي أنا نعمة الله بن محمد أنا أحمد بن محمد البجلي نا
محمد بن أحمد بن سليم أنا سفيان بن محمد حدثني أبو بكر بن سفيان نا محمد بن
علي عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر الضرير يقول توفي أبو ذر سنة اثنين
وثلاثين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
لؤلؤ أنا محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس قال ومات أبو ذر سنة اثنين
وثلاثين في خلافة عثمان واسمه جندب بن جنادة وكان آدم طوالا
أخبرنا بو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد أنبأ المخلص إجازة أنا
عبيد الله السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد أخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال سنة
اثنتين وثلاثين فيها توفي أبو ذر الغفاري واسمه جندب ويقال برير بن جنادة
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا أبو
القاسم بن الأشقر نا البخاري قال مات أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري بالربذة
ومعاذ بن عمرو بن الجموح زمن عثمان
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا ابن الفضل نا
عبد الله نا يعقوب قال وفيها يعني سنة اثنتين وثلاثين مات أبو ذر بالربذة
آخر الرابع والسبعين بعد السبعمائة
8496 أبو ذر البعلبكي
حدث عن أحمد بن محمد الهاشمي
روى عنه أبو الحسين أحمد بن الحسين الري (1) حديثا تقدم في ترجمة أحمد بن
الحسين (2)
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالوا قال

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) كذا، والقسم الأول من أسماء الأحمدين سقط من النسخ التي بين يدينا لتاريخ مدينة دمشق.
223

أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو ذر البعلبكي شيخ مجهول (1)
8497 أبو الذكر
حكى عنه أبو علي بن شعيب القينني (2)
أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلم أنشدنا أبو محمد الصوفي أنشدنا أبو محمد بن
أبي نصر أنشدنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري أنشدنا أبو الذكر الشامي
وفي نسخة الدمشقي
* وسئمت كل مأربي * فكأن أحسنها خبيث
إلا الحديث فإنه * مثل اسمه أبدا حديث *
8498 أبو ذؤيب الهذلي
الشاعر اسمه خويلد تقدم ذكره في حرف الخاء
8499 أبو الذيال
من ولد بلال بن سعد
حكى عنه أبو الحسن بن جوصا
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي إجازة أنا
أبو القاسم بن عتاب أنا ابن جوصا إجازة
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال حدثني أبو الذيال من ولد
بلال بن سعد قال نسب جدي بلال بن سعد بن تميم وبلال يكنى بأبي عمرو
" حرف الراء "
8500 أبو راشد الخولاني
اسمه عبد الرحمن بن عبد تقدم ذكره في حرف العين

(1) الزيادة استدركت على هامش الأصل.
(2) غير مقروءة بالأصل، والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الاعلام 15 / 528 والقينني نسبة إلى قيننة، وهي
قرية كانت مقابل الباب الصغير في دمشق (راجع معجم البلدان).
224

8501 أبو راشد الحبراني (1) (2)
اسمه أخضر بن حوط (3) ويقال النعمان بن بشير من أهل حمص ويقال إنه
دمشقي
سمع أبا الوليد عبادة بن الصامت وأبا أمامة وعبد الله بن عمرو بن العاص
وكعب الأحبار وسبر (4) بن أبي أرطأة العامري
روى عنه محمد بن زياد الألهاني وأبو عامر لقمان بن عامر الوصابي وأبو اليمان
عامر بن عبد الله الهوزني وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي
أخبرنا أبو الحسن الموازيني وأبو طاهر الحنائي في كتابيهما قالا أنا محمد بن
عبد السلام بن سعدان أنا محمد بن يوسف الربعي البندار نا أحمد بن عامر بن
المعمر نا هشام بن عمار نا ابن عياش عن عقيل بن مدرك السلمي عن لقمان بن عامر
الأوصابي عن أبي راشد الحبراني عن عبادة بن الصامت
أنه قام فينا عند كنيسة معاوية فحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول من عبد الله لا
يشرك به شيئا وأقام الصلاة وآتي الزكاة وسمع وأطاع أدخله الله من أي أبواب الجنة شاء
ولها ثمانية أبواب قال ومن عبد الله لا يشرك به شيئا وسمع وعصى فإن الله من أمره
بالخيار إن شاء رحمه وإن شاء عذبه [* * * *]
كنيسة معاوية إلى جانب انطرطوس نسبت إليه لأنه كان ينزل بها
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو الحسن محمد بن
عبد الواحد بن روح الحرة نا محمد بن إسماعيل إملاء نا يحيى بن محمد بن الصاعد
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد وأبو حمد محمد بن عبد الواحد بن
محمد وأبو الوفاء الفضل بن المطهر بن المفضل قالوا أنا أبو عمرو بن منده أنبأ أبي
عبد الله

(1) الحبراني: بضم المهملة وسكون الموحدة.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 217 وتهذيب التهذيب 6 / 352 وطبقات ابن سعد 7 / 47 وتاريخ الثقات ص 497.
(3) الزيادة عن هامش مختصر أبي شامة.
(4) بالأصل: بشر.
(5) رسمها بالأصل: السرار.
225

ح وأخبرنا أبو عبيد الله الفزاري أنا أبو بكر البيهقي أنا علي الحسين بن محمد
الروذباري بنيسابور وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو الحسين محمد بن
الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد
ح وأخبرنا أبو القاسم الأسدي أنا أبو القاسم السلمي
وأخبرنا أبو المعالي السلمي أنا أبو القاسم بن (1) (2)
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان
وأخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى وأبو سليمان داود بن محمد عنه قالا
أنبأ محمد بن محمد قالوا أنا إسماعيل بن محمد الصفار قالا أنا الحسن بن عرفة نا
إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحبراني قال
أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت ت له حدثنا مما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فألقى إلي صحيفة فقال هذا ما كتب لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فنظرت فإذا فيها إن أبا
بكر الصديق قال يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال يا أبا
بكر قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا الله أنت رب كل
شئ ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقرف على نفسي
سوءا أو أجره إلى مسلم [* * * *]
رواه الترمذي (3) عن الحسن بن عرفة
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن طاهر أنبأ عبد الرحمن وعبد الوهاب ابنا
محمد بن إسحاق
وأخبرنا أبو بكر محمد وأبو الحسين محمد ابنا أحمد بن محمد بن عمر وأبو مسعود
أحمد بن إبراهيم قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد قالا أنا أبو نا محمد بن
إسحاق بن منده أنبأ محمد بن يعقوب بن يوسف نا أبو عتبة أحمد بن الفرج نا بقية بن
الوليد نا محمد بن زياد الألهاني نا أبو راشد الحبراني قال

(1) كلمة ممحوة بالأصل.
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
(3) سنن الترمذي - الدعوات رقم 3526.
226

أخذ بيدي أبو أمامة الباهلي قال أخذ بيدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال يا أبا أمامة إن من
المؤمنين من يلين له قلبي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري نا أبو عمر بن حيوية أنبأ
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد (1) قال في الطبقة الثالثة من أهل الشام
أبو راشد الحبراني من حمير قال إسماعيل بن عياش (2) عن صفوان بن عمرو عن أبي
راشد الحبراني أنه كان يصفر لحيته
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني (3) أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون نا أبو زرعة قال (4) واسم أبي راشد الحبراني أخضر
قال وأنبأ تمام أنبأ أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا أبو راشد الحبراني اسمه أخضر (5)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي
أنا أبو القاسم بن عتاب أنا ابن جوصا إجازة
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأ الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في
الطبقة الثانية أبو راشد الرحباني اسمه أخضر بن حوط (6)
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد أنا أبو القاسم علي بن المحسن أنبأ محمد بن
المظفر أنبأ بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى قال أبو راشد
الحبراني يقال إن اسمه أخضر وقال قوم النعمان بن بشير وقال فيه ابن الجارود إن
اسمه النعمان بن بشير
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أخبرنا أحمد قال

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 457.
(2) تحرفت بالأصل إلى: عباس.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
(4) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 391.
(5) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 217 عن أبي زرعة الدمشقي.
(6) تهذيب الكمال 21 / 217.
227

أبو راشد الحبراني عن عبادة بن الصامت وأبي أمامة الصدي بن عجلان روى عنه
محمد بن زياد الألهاني ولقمان بن عامر الوصابي (1)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال أبو راشد الحبراني اسمه أخضر بن حوط ذكر ذلك محمد بن إبراهيم بن سمبع في
تاريخه
قال ابن عساكر (2) كذا قال وهو أبو محمود بن إبراهيم بن سميع وهو طبقات لا
تاريخ
ذكر محمد بن عمر الواقدي قال (3) حدثت عن أبي راشد الحبراني من حمير قال
ركبت البحر عام قبرس مع ثلاثة عشر من رجلا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم عبادة بن
الصامت وأبو أيوب الأنصاري وأبو ذر الغفاري وأبو الدرداء وفضالة بن عبيد
وعمير بن سعد ومعاوية وهو الأمير
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله وأبو نصر قالا أنا الوليد بن بكر أنا
صالح بن أحمد حدثني أبي قال (4) أبو راشد الحبراني شامي تابعي ثقة لم يكن بدمشق
في زمانه أفضل منه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا محمد بن عوف نا أبو
المغيرة نا صفوان بن عمرو قال رأيت أبا راشد الحبراني يصفر لحيته
8502 أبو الرباب القشيري
اسمه مطرف بن مالك تقدم ذكره في حرف الميم
8503 أبو الربيع الدمشقي
إن لم يكن سليمان بن عتبة فهو آخر يروي عن مكحول

(1) تحرفت بالأصل إلى: الوصافي.
(2) زيادة منا.
(3) رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 218.
(4) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 497 وفي تهذيب الكمال 21 / 217 نقلا عن العجلي.
228

روى عنه حفص بن عمر
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا أبو عبد الله بن سلوان (1) أنا الفضل بن جعفر نا أبو
بكر عبد الرحمن بن القاسم نا يحيى بن صالح نا حفص بن عمر نا أبو الربيع
الدمشقي عن مكحول قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله يقول يا ابن آدم أنعمت عليك
نعما عظاما لا تحصى عددها ولا تطيق شكرها وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين
تنظر بهما وجعلت لهما غطاءا تنظر بعينيك إلى ما أحللت لك فإن رأيت ما حرمت عليك
فأطبق عليهما غطاءهما وجعلت لك لسانا وجعلت له غلافا فانطق بما أمرتك وأحللت لك
فإن عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك وجعلت فرجا وجعلت لك سترا
فأصب بفرجك ما أحللت لك فإن عرض لك ما حرمت عليك فارخ عليك سترك ابن آدم
إنك لا تحمل سخطي ولا تطيق انتقامي
8504 أبو الرجاء مولى أبي قلابة
اسمه سلمان تقدم ذكره في حرف السين
8505 أبو رجاء ابن أخي أبي إدريس الخولاني
روى عن عمه أبي إدريس
روى عنه حميد الطويل
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد
أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني نا أبو العباس الأصم نا أبو غسان مالك بن
يحيى بن مالك السوسي ثنا مالك السوسي ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد نا أبو خيثمة نا حميد الطويل عن
أبي رجاء عن أبي إدريس عمه أنه كان بدمشق قاعدا في يوم بارد فأراد أن يخلع خفيه فيتوضأ
قال فمر به بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا بلال كيف كان نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ قال
يمسح على الخفين والخمار فقال الحمد لله وترك خفيه ولم يخلعهما [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي
الرازي قالا أنا أبو محمد الصريفيني أخبرنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي

(1) غير واضحة بالأصل وصورتها: " سكران " والصواب ما أثبت، وهو محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني
الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 647.
229

نا (1) علي بن الجعد أنبأ زهير عن حميد عن أبي رجاء عن عمه أبي إدريس أنه كان
قاعدا بدمشق فأراد أن يتوضأ فأراد أن يخلع خفيه فمر به بلال مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال يا بلال كيف كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ فقال يمسح على الخفين والخمار فقال
الحمد لله وترك خفيه فلم يخلعهما
ورواه خالد بن عبد الله الواسطي الطحان عن حميد عن أبي رجاء مولى أبي قلابة
عن أبي قلابة عن أبي موسى ورواه معتمر بن سليمان عن حميد عن أبي المتوكل
علي بن داود الناجي (2) عن أبي إدريس
فأما حديث خالد
فأنبأناه أبو علي الحداد قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (3) أنا سليمان بن
أحمد (4) نا يوسف بن يعقوب المقرئ الواسطي نا محمد بن خالد بن عبد الله نا أبي
عن حميد الطويل عن أبي رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة عن أبي إدريس عن بلال
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) توضأ ومسح على الخفين والخمار
وأما حديث معتمر
فأنبأه أبو علي وغيره أنبأ ابن ريذة أنا الطبراني (5) نا عبد الله بن أحمد بن
حنبل نا محمد بن أبي بكر المقدمي نا معتمر بن سليمان عن حميد عن أبي المتوكل
الناجي عن أبي إدريس عن بلال قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح على الخفين
والخمار
أخبرنا عبد الله البلخي أنا أبو المنصور محمد بن الحسين أنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن أحمد بن غالب قال سألته يعني الدارقطني عن حديث وهب عن حميد
عن أبي رجاء عن عمه أبي إدريس (6) عن بلال في المسح فقال ينفرد زهير فيه بزيادة أبي

(1) سقطت من الأصل.
(2) ترجمته في سير الاعلام 5 / 8.
(3) بدون إعجام بالأصل.
(4) رواه أحمد بن سليمان الطبراني في المعجم الكبير 1 / 363 رقم 1116.
(5) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 1 / 363 رقم 1117.
(6) بالأصل: " عن عمه عن أبي إدريس " صوبنا السند عن مختصر أبي شامة وابن منظور.
230

رجاء فقلت يخرج هذا الحديث الصحيح فقال نعم (1)
8506 أبو رجاء الدمشقي
روى عنه شعيب بن الأصم ذكره أبو الفضل المقدسي
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا ابن سهل أنا البخاري قال (2) شعيب الحمصي عن أبي رجاء الدمشقي قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) لبلال قاله أبو عاصم (3) عن ثور عن شعيب مرسل
قال ابن عساكر (4) كذا قال وأظنه ابن أخي أبي إدريس
8507 أبو الرضا الصياد العابد
حكى عن قاسم الجوعي
روى عنه أبو علي الحصائري (5)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأ علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى نا
عبد الرحمن بن عمر بن نصر حدثني أبو علي بن حبيب من حفظه قال سمعت أبا
الرضا الصياد العابد يقول سمعت قاسم الجوعي يقول
العيش في ثلاثة أشياء أولها الاستغناء عن الناس العدو (6) منهم والصديق
والثانية صحة البدن والثالثة الأمن من الدين
أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا الحسن بن حبيب قال سمعت أبا الرضا الصياد وكان من المتعبدين

(1) سقطت من الأصل، واستدركت عن مختصر أبي شامة.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 2 / 2 / 223 في ترجمة شعيب الحمصي رقم 2582.
(3) كذا بالأصل ومختصر أبي شامة، وفي التاريخ الكبير: أبو عامر.
(4) زيادة منا.
(5) هو الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري، أبو علي، ترجمته في سير الاعلام: (12 / 59 ت 3053) ط دار الفكر.
(6) بالأصل: " العد " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
231

8508 أبو الرضا بن النحاس الحلبي
شاعر قدم دمشق
حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن أحمد السلمي بلفظه وكتب لي بخطه قال
أبو الرضا بن النحاس شيخ حلبي هو ابن أخت أبي نصر الوزير العالم المفيد الكاتب
الشاعر المجيد وكان أبو الرضا وصل إلى دمشق عند القبض على خاله لأخذ خاله
فاجتمعت به وتحدثت معه وأنشدني أبو الرضا لخاله
* يا قلب أنت أذنت لي في هجره * وزعمت أنك قاصر عن ذكره
وضمنت إنجادي عليه بسلوة * لا أتقي فيها عواقب غدره
ورجعت تطلبه وأنت أضعته * هيهات فات الحزم فارط أمره *
فاستحسنت هذه الأبيات حتى غنى بها القيان وهام بها الشيوخ والشبان فعمل أبو
الرضا
* يا طرف أنت طرحتني في حبه * وزعمت قلبك في هواه كقلبه
حتى إذا لفحتك نيران الجوى * فحرمت ما أملته من قربه
أنشأت تذكر (1) ما جنيت وقلت خذ * قلبي المعني في هواه بذنبه
ذق مر ما استحسنته (2) وجنيته * لا ينكر المغرور صرعة عجبه
وأغرق بدمعك في البكاء فربما * قتل المتيم نفسه من كربه *
قال ابن الملحي وكتب إلي يوما
* يا من إذا البليغ الحبر جاذبه * حبل (3) الفصاحة منسوب إلى النوك
وابن الألى غمر الأحرار فضلهم * حتى لقد أصبحوا مثل المماليك
الواهبي كل مصقول ومسمعه * وكل أجرد كالسرحان محبوك
قوم إذا ترك الأمجاد مكرمة * فمجدهم لسواهم غير متروك
ما زلت تدأب في العلياء تعمرها * مجاهدا في طريق غير مسلوك
دعوتنا دعوة بالأمس معجزة * فتن لا تجعلنها بيضة الديك *

(1) الأصل: " ننكر " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(2) بالأصل: استحليته، والمثبت عن أبي شامة.
(3) بالأصل: " على " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
232

8509 أبو روح
شيخ صالح
حكى عن أبيه
حكى عنه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن سليمان الغامدي
أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي وأبو تراب حيدرة بن أحمد قالوا (1) ثنا
عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري (2) نا
عبد الوهاب بن الحسن نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان نا أحمد بن إبراهيم بن
ملاس نا إسحاق بن إبراهيم (3) الغامدي عن أبي روح رجل صالح قال ابن ملاس
قد رأيت أبا روح وذكر أنه كان يشبه بالأوزاعي فذكر أن أباه بلغ (4) ماية وست
سنين وأنه ذكر أنه كان ناحية عبادان من أرض البصرة وأن المراكب كانت إذا شحنت
للغزو لم يؤذن لها في المضي حتى يدخلها فيدعو فيها بالبركة والسلامة فذكر عن أبيه أنه
صلى مع الناس صلاة العيد بالبصرة فلما انصرف الناس ذكر الزحام والدولاب فقعد على
رأسه فخف الناس فما علم إلا بفارس قد أقبل على فرس كميت عليه قباء أبيض فسلم
عليه وقال هل مر بك إنسان قال لا قال فما علم إلا بآخر قد جاء في مثل هيئته على
فرس وعليه قباء أبيض قال فقال أحدهما لصاحبه انظر من صح عمله فأجز عليه قال
فأخرج من قبائه كتابا فجعل يجيز على واحد واحد
8510 أبو روق الدمشقي
أحد المجاهيل
حدث عن محمد بن غالب
روى عنه أبو حامد البخاري
أنبأنا الحسن علي بن الحسن بن محمد البلخي نا أبو محمد محمد بن محمد

(1) كذا بالأصل.
(2) تحرفت بالأصل إلى: المزني.
(3) سقطت من الأصل، وزيدت عن أبي شامة.
(4) سقطت من الأصل زيدت عن مختصر ابن منظور وأبي شامة.
233

القطواني أنبأ أبو عبد الله الحسين بن أبي الحسن الفضلي الكاشغري أنا أبو القاسم
محمد بن الحسن أنا أبو محمد طاهر بن محمد أنا أبو حامد البخاري نا أبو روق
الدمشقي نا محمد بن غالب ثنا عمر بن القاسم نا هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله رجل ذكر الله ففاضت
عيناه ورجل يحب عبدا لا يحبه إلا لله ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها
ورجل يعطي الصدقة بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله وإمام مقسط في رعيته وامرأة ذات
جمال عرضت نفسها على رجل فتركها لخوف من الله ورجل كان في سرية فلقيهم العدو
وانكشفوا فحمى أدبارهم (1) حتى نجا (2) ونجوا
8511 أبو الروم بن عمير
اسمه منصور
تقدم ذكره في حرف الميم
8512 أبو رويحة الخثعمي (3)
قيل اسمه عبد الله بن عبد الرحمن ويقال ربيعة بن السكن وآخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه
وبين بلال بن رباح وقدم الشام مع بلال ثم سكن فلسطين
روى عنه عبد الجبار بن عبد الله الخثعمي
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا عبد الله بن محمد حدثني زهير بن محمد أخبرني صدقة بن سابق عن محمد بن
إسحاق (4) قال آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أصحابه فكان بلال مولى أبي بكر مؤذن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو رويحة عبد الله بن إبراهيم الخثعمي أخوين فلما دون عمر الديوان (5)
بالشام كان بلال قد خرج إلى الشام فأقام بها مجاهدا فقال عمر لبلال إلى من تجعل

(1) مكانها بياض في الأصل، والزيادة عن مختصر ابن منظور.
(2) تقرأ بالأصل: " كاد " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) ترجمته في الإصابة 4 / 72 وأسد الغابة 5 / 114 والاستيعاب 4 / 71 (هامش الإصابة) سيرة ابن هشام 2 / 153.
(4) رواه ابن هشام في السيرة 2 / 153 وعن ابن إسحاق في الإصابة 4 / 72.
(5) في سيرة أبن هشام: الدواوين.
234

ديوانك فقال مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا للأخوة التي كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عقد بيني
وبينه فضمه إليه وضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال بينهم فهم مع خثعم إلى هذا
اليوم بالشام
قال البغوي عبد الرحمن الخثعمي أبو رويحة لم يسند عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا
أخبرنا أبو القاسم أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر (1) أنا
أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الصواف أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد حدثني أبو عمران موسى بن سهل نا أبو شبيب
أبان بن السري بن عبد الرحمن بن جابر الخثعمي حدثني عبد الجبار بن محرز بن
عبد الجبار بن عبد الله الفزعي (2) عن أبيه محرز بن عبد الجبار وعن جده
عبد الجبار بن عبد الله الخثعمي ثم الفزعي عن أبي رويحة ربيعة بن السكن الفزعي
قال قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعقد لي راية بيضاء فقال لي يا أبا رويحة اذهب إلى
قومك فناد فيهم من دخل تحت أبي رويحة فهو آمن (3) ففعلته (4) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم (5) أنا أبو طاهر أنا أبو القاسم أنا أبو بكر [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا سهل بن بشر (6) أنا علي بن منير الخلال أنا
أبو محمد الحسن بن رشيق قالا ثنا أبو بشر الدولابي (7) نا إسحاق بن سويد نا
أيوب بن عبد الرحمن الخثعمي نا عبد الجبار بن محرز أبو عبد الله وقال ابن رشيق أبو
عبد الله عن أبيه عن جده عن أبي رويحة الفزعي قال أتيت (8) النبي (صلى الله عليه وسلم) فعقد لي لواء
وقال اخرج فناد من دخل تحت راية أبي رويحة فهو آمن [* * * *]

(1) تقرأ بالأصل: الصفن.
(2) غير مقروءة بالأصل، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى الفزع، بفتح الفاء والزاي، ينتهي نسبه إلى خثعم،
راجع الروض الأنف، وسيرة ابن هشام - والإصابة 4 / 73.
(3) الاستيعاب 4 / 72 (هامش الإصابة)، والإصابة 4 / 72.
(4) رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 30.
(5) كلمة غير واضحة بالأصل.
(6) بالأصل: بسر.
(7) رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 30.
(8) في الكنى والأسماء: رأيت.
235

أخبرنا أبو عبد الله سمعت ابن السوسي محمد بن غانم بن أحمد أنا
عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق أنبأ أبي أنا محمد بن نافع الخزاعي نا محمد بن
حماد الدولابي نا موسى بن سهل قال وممن نزل فلسطين من الصحابة أو رويحة
واسمه ربيعة بن السكن
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة [* * * *]
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب الكلابي أنا ابن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى
أبو رويحة الفزعي بن خثعم سمعت ابن نصر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم أنا
المهندس نا الدولابي قال (1) أبو رويحة ربيعة بن السكن الفزعي سمعت موسى بن
سهل يقول أبو رويحة الفزعي من خثعم اسمه ربيعة بن السكن
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد الحاكم قال
رويحة أخو بلال بن رباح القرشي مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مولى أبي بكر الصديق الذي آخى
بينه وبين أبي رويحة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نزل الشام له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) ولست أقف
على اسمه ونسبه
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال ربيعة بن
السكن أبو رويحة الفزعي يعد في أهل فلسطين قاله موسى بن سهل وذكر أنه من الصحابة
8513 أبو ريحانة الصحابي
اسمه شمعون تقدم ذكره في حرف الشين
8514 أبو ريحانة الجمحي
اسمه علي بن أسيد تقدم ذكره في حرف العين

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 30.
236

" حرف الزاي "
8515 أبو الزاهرية
اسمه حدير بن كريب تقدم ذكره في حرف الحاء
8516 أبو زائد
حكى عن جعفر بن زياد الشامي
حكى عنه بعض الشاميين
أنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو الفوارس (1) هبة الله بن أحمد بن علي بن سوار
وأبو بكر أحمد بن علي بن جبيرة قالوا أنا أبو الحسين الطيوري أخبرنا أبو محمد
الجوهري
وأنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي القاسم التنوخي وأبي محمد
الجوهري
قالا أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنا أبو بكر محمد بن خلف بن
المرزبان حدثني محمد بن جعفر حدثني بعض الشاميين عن أبي زائد الدمشقي حدثني
جعفر بن زياد الشامي قال
هوى رجل منا جارية سوداء فلامه أهله على ذلك وقالوا عشقت سوداء وقدموه إلى
رجل من أهل فلسطين من كبرائهم وقد شكوه إليه فقال له ما حملك على ما فعلت
فأنشأ يقول
* يكون الخال في خد قبيح * فيكسوه الملاحة والجمالا
فكيف يلام إنسان على من * يراه كله في العين خالا *
8517 أبو زبيد الطائي
اسمه حرمله بن المنذر تقدم ذكره في حرف الحاء
8518 أبو الزبير
اسمه اصطفانوس ويقال سنطاس تقدم ذكره في حرف الألف

(1) تقرأ بالأصل: " أبو العوام بن هبة الله والصواب ما أثبت. قارن مع مشيخة ابن عساكر 234 / ب.
237

8519 أبو الزبير الدمشقي (1)
حكى عن أبيه
روى عنه أبو حفص الشامي
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن
عثمان بن السواق وأبو منصور محمد بن محمد بن محمد بن أحمد قالا أنا أبو الفرج
أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير نا أحمد بن
محمد بن مسروق نا أحمد بن داود نا أبو حفص الشامي عن أبي الزبير الدمشقي
حدثني أبي قال
نفق فرس لرجل مع الفضل بن العباس في رفقته فأعطاه فرسا كان يحبب له فعاتبه
بعض المنتصحين إليه فقال أبخيلي (2) تتنصح إلي إنه كفى لوما أن يمنع الفضل وتترك
المواساة والله ما رأيت الله حمد في كتابه المؤثرين (3) على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة (4)
8520 أبو زرارة الحكمي
له ذكر تقدم ذكره في ترجمة الجراح بن عبد الله الحلمي
8521 أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي (5)
اختلف في اسمه فقيل عمرو وقيل هرم بن عمرو وقيل عبد الرحمن بن
عمرو وقيل عبد الله (6)
حدث عن جده جرير وأبي ذر الغفاري ومعاوية بن أبي سفيان وأبي هريرة
وخرشة بن الحر

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور، ومختصر أبي شامة.
(2) بالأصل: " إنه بخيل " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) بالأصل: المؤثرون.
(4) يشير إلى الآية الكريمة (ويؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصه) سورة الحشر، الآية: 9.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 234 وتهذيب التهذيب 6 / 358 وطبقات ابن سعد 6 / 297 والجرح والتعديل 2 /
2 / 265 وسير أعلام النبلاء 5 / 8.
(6) قال الذهبي في سير الاعلام: اسمه كنيته على الأشهر.
238

روى عنه عمارة بن عمير النخعي وإبراهيم النخعي وعمارة بن القعقاع بن شبرمة
والحسن بن عبيد الله وأبو فروة الهمداني وجرير ويحيى ابنا أيوب البجليان وسالم (1)
ابن عبد الرحمن وعبد الله بن يزيد وعلي بن مدرك وإبراهيم بن جرير وعبد الله بن
بشر الخثعمي وجرير بن يزيد وعيسى بن المسيب وأبو حيان يحيى بن سعيد بن
حيان (2) وعمرو بن سعيد الثقفي وأبو التياح يزيد بن حميد (3) الضبعي (4) وطلق بن
معاوية النخعي ويزيد بن زياد
ووفد مع جده جرير على معاوية (5)
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور أخبرنا أبو بكر بن المدني أنا
أبو يعلى ثنا أبو خيثمة نا محمد بن فضيل نا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي
هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى
الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم [* * * *]
رواه البخاري (6) ومسلم (7) عن أبي خيثمة
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن نا أبو الحسين ابن المهتدي نا أبو حفص بن
شاهين نا إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب نا أبو بكر بن أبي شيبة نا محمد بن
فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كبر سكت بين التكبير والقراءة فقلت بأبي أنت وأمي رأيت
سكتتك بين التكبير والقراءة فأخبرني ما تقول قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي
كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من
الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد

(1) في تهذيب الكمال: سلم.
(2) بالأصل: حبان.
(3) تحرفت بالأصل إلى: حمد، ترجمته في سير الاعلام 5 / 251.
(4) في تهذيب الكمال: الضبي.
(5) الزيادة عن مختصر أبي شامة.
(6) صحيح البخاري، الدعوات، رقم (6406)، وفي الايمان والنذور، وفي التوحيد.
(7) صحيح مسلم، كتاب الذكر، رقم 2694.
239

رواه مسلم (1) وابن ماجة (2) عن أبي بكر بن أبي شيبة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني ونقلته من خطه أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان نا أبو عبيدة السري بن يحيى نا أبو نعيم نا
حرملة بن قيس النخعي حدثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير قال ما وفد جرير قط إلا
وفدت معه ولا دخل على معاوية إلا دخلت معه ولا دخلنا عليه إلا ذكر قتل حجر ثم
يخرج إلى أبي هريرة فيحدثه ويحدثنا أن رب العزة عز وجل نادي محمدا (صلى الله عليه وسلم)
رحمتي سبقت غضبي [* * * *] ثم أنزلت هذه الآية في سورة موسى وفرعون " ما كنت بجانب
الطور إذ نادينا " (3) الآية
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر وأبو الفضل
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنا أبو طاهر
قالا أنا أبو الحسين الأصبهاني أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد
نا خليفة بن خياط (4) قال في الطبقة الثالثة من تابعي أهل الكوفة أبو زرعة بن عمرو بن
جرير بن عبد الله بن جابر وهو الشليل (5) بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن
عويف بن خزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن يزيد (6) بن قيس وهو مالك بن
عبقر (7) بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو محمد بن
رباح أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح قال سمعت
يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل الكوفة أبو زرعة بن عمرو بن جرير سمع من
أبي هريرة

(1) صحيح مسلم: كتاب المساجد رقم 598.
(2) سنن ابن ماجة: الإقامة، رقم 805.
(3) سورة القصص، الآية: 46.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 26 رقم 1157.
(5) تحرفت بالأصل إلى: الشكبك " والمثبت عن طبقات خليفة.
(6) الأصل: " بدير " والمثبت عن طبقات خليفة.
(7) رسمها بالأصل: " عصص " والمثبت عن طبقات خليفة.
240

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوه أنا أبو
الحسن اللبناني نا ابن أبي الدنيا نا ابن سعد قال (1) في الطبقة الثالثة من أهل الكوفة من
الفقهاء بعد أصحاب علي وعبد الله (2) أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد قال (3) في الطبقة الثانية من تابعي أهل
الكوفة أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي روى عن جده وعن أبي هريرة
أخبرنا أبو محمد الأكفاني قال نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد إجازة
أنا أبو عبد الله (4) جعفر بن محمد الكندي نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري فيمن
يكنى بأبي زرعة أبو زرعة بن عمرو بن جرير روى عنه من الأجلة إبراهيم النخعي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن
إبراهيم أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال (5) أبو زرعة بن عمرو بن جرير
حدثنا محمد بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عمر قال أبو زرعة بن عمرو بن جرير
البجلي وكان لجرير ابن يقال له عمرو وبه كان يكنى هلك في امارة عثمان فولد
عمرو (6) ابنا سماه جريرا (7) باسم أبيه وغلب عليه أبو زرعة رأى (8) عليا وكان انقطاعه
إلى أبي هريرة وسمع عن جده أحاديث وكان بين ذلك
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب نا عباس (9) قال سمعت يحيى
يقول أبو زرعة بن عمرو بن جرير عمرو بن عمرو

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
(2) بالأصل: " وعبد " والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6 / 297.
(4) بالأصل: " عبد "، راجع ترجمته في سير الاعلام 15 / 570.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 182 عن الواقدي في تهذيب الكمال 21 / 235.
(6) كذا بالأصل، وفي الكنى والأسماء: فولد لعمرو ابن.
(7) الأصل: جرير، خطأ.
(8) بالأصل: " وأبى " خطأ، والمثبت عن الكنى والأسماء.
(9) تحرفت بالأصل إلى: " عياش " وهو عباس بن محمد الدوري.
241

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو
بكر البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبي قال وأبو زرعة بن عمرو بن
جرير اسمه عمرو بن عمرو بن جرير
أخبرنا أبو البركات أنبأ أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء أنبأ أبو بكر أنا أبو
أمية الكلابي نا أبي قال قال يحيى أبو زرعة بن عمرو بن جرير عمرو بن عمرو
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال (1) أبو
زرعة عمرو بن عمرو بن جرير بن عبد الله
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (2) هرم أبو زرعة بن عمرو بن جرير البجلي
الكوفي سمع (3) ثابت بن قيس سمع أبا موسى قاله قيس بن حفص سمع عبد الواحد
سمع الحسن بن عبيد الله سمع هرما (4)
قال ابن عساكر (5) فرق علي بن المديني بين ابن عمرو بن جرير وبين هرم أبي زرعة
صاحب ثابت بن قيس (6)
أخبرنا أبو السعود المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي بالله
ح أخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلي أنا أبي
قالا أنا عبد الله بن أحمد المقرئ أنا محمد بن مهدي العطار قال قرأت على
علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش أبو زرعة بن
عمرو بن جرير يكنى أبا زرعة فزاد (7) ولم يذكر له اسما

(1) عن النسائي رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 234.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 8 / 243.
(3) الزيادة بين معكوفتين عن التاريخ الكبير.
(4) الأصل: هرم.
(5) زيادة منا.
(6) قول ابن عساكر نقله المزي في تهذيب الكمال 21 / 235.
(7) بياض بالأصل.
242

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا محمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو زرعة هرم بن جرير بن
عبد الله البجلي سمع جريرا وأبا هريرة روى عنه أبو حيان التيمي وعمارة
والحسن بن عبيد الله
قال ابن عساكر (1) كذا قال فنسبه إلى جده
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الفضل المقدسي أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال هرم بن عمرو بن جرير بن
عبد الله (2) أبو زرعة البجلي الكوفي حدث عن أبي هريرة وجده جرير بن عبد الله
روى عنه أبو حيان التيمي وعلي بن مدرك وعمارة بن القعقاع في الإيمان والعين
والتهجد والمغازي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما هرم بفتح الهاء
وكسر الراء هرم بن عمرو بن جرير هو أبو زرعة يروي عن جده وأبي هريرة وأبي
موسى روى عنه عمارة بن القعقاع
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن منده أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4)
عبد الرحمن بن عمرو بن جرير أبو زرعة كوفي روى عن أبي هريرة وجرير بن
عبد الله روى عنه عمارة بن عمير وإبراهيم النخعي وعمارة بن القعقاع والحسن بن
عبيد الله وأبو فروة وجرير (5) ويحيى ابنا (6) أيوب البجلي وسلم (7) بن عبد الرحمن

(1) زيادة منا.
(2) بالأصل: عبد.
(3) الاكمال لابن ماكولا 7 / 316.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2 / 2 / 265.
(5) مكانها بالأصل بياض.
(6) عن الجرح والتعديل: " ابنا " وبالأصل: " بن ".
(7) بالأصل: " وسالم " والمثبت عن الجرح والتعديل.
243

وعبد الله بن يزيد ويزيد بن زاذي (1) سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا أبو
أحمد الحاكم قال
أبو زرعة هرم ويقال عبد الرحمن بن عمرو بن جرير ويقال ابن عمرو بن
عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي سمع أبا هريرة وجده أبا عمرو جرير بن
عبد الله روى عنه أبو عمران إبراهيم بن يزيد النخعي وعمارة بن القعقاع بن شبرمة
الضبي
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد وعن محمد بن مخلد أنا علي بن محمد قالا أنا محمد بن
الحسين نا ابن أبي خيثمة قال سئل يحيى بن معين عن حديث مغيرة عن الحارث
عن أبي زرعة قال بعث عمر جيشا ثم قال عمر لغدوة أو روحة فقال مرسل
وسئل يحيى بن معين عن حديث جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن من عباد الله لأناس ما
هم ناسا [* * * *] فكتب يحيى بيده على أبي زرعة مرسل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأ إبراهيم بن أحمد أنبأ إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب
يقول وعمرو بن جرير أبو أبي زرعة يقول ولده مات في الجاهلية وليس يروى عنه شئ
وروى ابن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب حديثا اختلف فيه بهز وعفان فقال بهز
عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عمرو بن جرير قال كتب عند عمر وقال عن أبي
زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير قال كتب عنه عمر فما قال ولده دليل على الصواب
في قول عفان
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد
الدارمي قال سألت يحيى بن معين قلت فأبو زرعة بن عمرو بن جرير فقال ثقة (2)

(1) بالأصل: زياد، والمثبت عن الجرح والتعديل.
(2) تهذيب الكمال 21 / 235.
244

قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي بن أحمد أنا
رشأ بن نظيف أنا محمد بن إبراهيم أبي محمد أنا محمد بن محمد بن داود نا
عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد قال (1) أبو زرعة كوفي صدوق ثقة (2)
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر
أحمد بن يحيى بن الحسن وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنا عبد الرحمن بن
محمد بن المظفر أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه أنبأ عيسى بن عمر بن العباس أنا
عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام أنبأ محمد بن حميد ثنا جرير (3) عن عمارة بن
القعقاع قال قال إبراهيم إذا حدثتني فحدثني عن أبي زرعة فإنه حدثني بحديث سألته
بعد ذلك بسنة فما أخرم منه حرفا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله يحيى بن الحسن قالا أنا
الصريفيني أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني (4) ثنا أبو القاسم البغوي ثنا
أبو خيثمة نا جرير عن عمارة بن القعقاع قال قال لي إبراهيم حدثني عن أبي زرعة
فإني سألته عن حديث بعد سنين (5) فما أخرم منه حرفا
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو منصور بن شكرويه أنا أبو
بكر بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا يحيى عن سفيان
حدثني أبو (6) غياث النخعي قال مسدد هذا جد حفص بن غياث قال رأيت أبا زرعة بايع
رجلا فخيره بعدما وقع البيع ثلاث مرار (7) فسمعت أبا زرعة يقول سمعنا أبا هريرة يقول
هذا البيع عن تراض
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد أخبر نا أبو عمرو بن حمدان نا (8)

(1) أقحم بعدها بالأصل: " أبو زرعة عن حرسه ".
(2) تهذيب الكمال 21 / 235.
(3) من طريق جرير بن عبد الحميد، رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 235.
(4) تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
(5) كذا بالأصل، وفي تهذيب الكمال: سنتين.
(6) بالأصل: " أبي " والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبى شامة.
(7) في مختصري: ابن منظور وأبي شامة: ثلاث مرات.
(8) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن أسانيد مماثلة.
245

الحاكم أبو أحمد أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد الهاشمي نا (1) نا
لوين (2) يعني محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي نا محمد بن جابر عن طلق بن
معاوية النخعي عن أبي زرعة قال بايعت رجلا (3) ثم قال خيرني فخيره الرجل
8522 أبو زرعة اللخمي
من وجوه عسكر مسلمة بن عبد الملك الذي توجه به من دمشق لحصار القسطنطينية
له ذكر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ
عن الوليد قال فحدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
أن مسلمة أرسل البطال وأبا زرعة اللخمي وسمى ابن جابر آخر إلى ليون يعني المتملك
على الروم أين ما (4) كنت عاهدت الله عليه من النصيحة لنا وإدخالنا إياها فأذن لهم فدخلوا
عليه فعرفهم فقال لئن (5) ظن مسلمة أني أبيع ملك الروم بالوفاء له لبئس ما ظن وقد
رأيت أن أفي له بما يستقيم أصنع له طعاما وحماما فيدخل هو (6) ومن أحب من
أصحابه الحمام ويصيب الطعام ثم ينصرف راشدا (7)
فقال إن هذا لغير كائن وإنا لنقول إن الله قد أحاط بكم ولسنا نبرح دون صغار
الجزية أو يدخلناها الله عنوة فقال إن دون ذلك لصغارا وقتالا شديدا وكم عسى أن
تصبروا فقالوا نصبر ولا بد لطعامك الذي عددت (8) فيه أن يعفن فقال أو ما ترى كيف
دبرته لم أدخله بيتا ولا هريا مخافة عليه فأما (9) هذه السنة فنطحن ما طحنا ونأكل ما

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل وبدون إعجام.
(2) غير مقروءة بالأصل، والصواب ما أثبت، وهو لقبه، تراجع ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 321.
(3) بياض بالأصل بمقدار كلمة.
(4) تقرأ بالأصل: " أينما " والمثبت عن أبي شامة.
(5) تقرأ بالأصل: " ابن " والمثبت عن أبي شامة.
(6) سقطت من الأصل وأضيفت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(7) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن مختصري أبن منظور وأبي شامة.
(8) بالأصل: " غدرت " والمثبت عن أبي شامة.
(9) الأصل: " ما " والمثبت عن أبي شامة.
246

أكلنا ويفسد منه ما فسد وإذا كان قابل أمرت به فطحن من آخره أكلنا منه ما أكلنا
ويفسد منه ما فسد فإذا كان العام الثالث أمرنا فخبز خبز القرابين فأكلناه حتى نأتي على
آخره فهذا إلى ثلاث سنين ما قد كان أمر يحول بينكم وبين ما تريدون ودعا بغدائه
فغداهم من كل الألوان وآتاهم من كل الطرائف ثم أقبل عليهم ثم قال نحن فيما تقولون
من الحصار والأزل (1) نأكل مما ترون فادعوا بما شئتم وتشهوا علينا فقال البطال أمر
يسير عليك خفيف مؤنته تدعو لنا به قال ما هو قال كفا من تراب من خلف الخندق
فقطب وغضب وأمر بهم فخرجوا (2) وأتوا مسلمة بمقالته
8523 أبو زرعة السيباني (3)
اسمه يحيى بن أبي عمرو زرعة تقدم ذكره في حرف الياء
8524 أبو زرعة الدمشقي
اسمه عبد الرحمن بن عمرو تقدم ذكره في حرف العين
8525 أبو زرعة الرازي
اسمه عبد الله بن عبد الكريم تقدم ذكره في حرف العين
8526 أبو زرعة الدمشقي (4) الصوفي
صحب القاسم بن عثمان الجوعي
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم
قال قال أنا أبو عبد الرحمن السلمي أبو زرعة الدمشقي صحب قاسم الجوعي وهو (5)
من فتيان مشايخ الشام ويرجع إلى علم ودراية
قال ابن عساكر (6) فرق السلمي بينه وبين الجنبي (7) وهما عندي واحد والله أعلم

(1) الأزل: الحبس والضيق.
(2) في مختصر أبي شامة: فأخرجوا.
(3) بالأصل: الشيباني.
(4) زيادة عن مختصر ابن منظور. واستدركت على هامش مختصر أبي شامة.
(5) زيادة عن مختصر أبي شامة.
(6) زيادة منها.
(7) بدون إعجام بالأصل ومختصر أبي شامة، راجع ما سيأتي.
247

8527 أبو زرعة الجنبي (1)
صحب أبا عبيد محمد بن حسان البسري (2) والقاسم بن عثمان الجوعي
روى عنه أبو بكر بن معمر الطبراني
أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنا عبد الغافر بن إسماعيل أنا أبو بكر محمد بن
يحيى بن إبراهيم أنا أبو عبد الرحمن السلمي في كتابه مراتب الصوفية قال أبو زرعة
الجنبي من تلاميذه أبي عبيد البسري
أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل بن الأحمد الإسفرايني قالت أنبأ أبي وأبو نصر
أحمد بن محمد بن سعيد قالا أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن أحمد قال خبرنا أبو
القاسم الحسن بن بكر بن محمد العكاوي حدثني المرعشي رحمه الله رفع إلى أبي زرعة
قال قال أبو زرعة يوما لأبي عبيد محمد بن حسان البسري يا أستاذ أنا أحبك شديد
المحبة فقال أبو عبيد مثل أيش تحبني فقال لو أمر بك إلى النار وأمر بي إلى الجنة
لافتديتك بنفسي فقال له أبو عبيد أنا أحبك أشد من هذا فقال أبو زرعة أيش أشد من
هذا فقال أبو عبيد أنا أعرف بالله منك
سمعت أبا المظفر ابن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد الله
الصوفي يقول سمعت الحسين بن أحمد الفارسي يقول سمعت الدقي يقول سمعت أبا
بكر بن معمر يقول سمعت أبا زرعة الجنبي يقول مكرت بي امرأة فقالت ألا تدخل الدار
فتعود مريضا فدخلت فأغلقت الباب ولم أر أحدا فعلمت ما فعلت فقلت اللهم سودها
فاسودت فتحيرت وفتحت الباب فخرجت وقلت اللهم ردها إلى حالها فردها إلى ما
كانت
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو أحمد بن الحسن بن علي بن
زرعة (3) قالا أنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج قراءة عليه أنا أبو القاسم بن شكر
يعني الأزجي

(1) بدون إعجام بالأصل.
(2) أخباره في الرسالة القشيرية ص 395.
(3) تقرأ بالأصل: " روكه " قارن مع مشيخة ابن عساكر 4 / ب.
248

وكتب إلي أبو سعد بن الطيوري يخبرني عن عبد العزيز الأزجي نا علي بن عبد الله
بمكة قال سمعت أبا بكر قال سمعت أبا بكر الدقي (1) يقول سمعت أبا بكر بن معمر يقول قال لي أبو زرعة
الجنبي
مكرت بي امرأة فقالت لي يا أبا زرعة ادخل فشد معي هذا الشئ فلما دخلت
أغلقت علي الباب فلما علمت قصدها قلت اللهم اجعلها سوداء فإذا هي سوداء فحارت
في نفسها ففتحت الباب وخرجت فلما صرت برا قلت اللهم ردها إلى حالتها التي كانت
فرجعت إلى حالها الأول
أخبرنا أبو محمد الأكفاني قراءة عليه أنا أبو بكر محمد بن علي الحداد
إجازة أنا علي بن محمد الحنائي نا عبدان بن عمر المنبجي وصدقة بن المظفر
الأنصاري وسيدة بنت عبد الله
ح وقرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد
أنا تمام بن محمد الرازي قال أخبرتنا أم الحسين سيدة بنت عبد الله بن مرحوم
الطرسوسية الماحدية قراءة عليها قالوا ثنا أبو بكر محمد بن داود الدينوري الدقي قال
سمعت أبا بكر بن معمر يقول قال لي أبو زرعة مكرت بي امرأة فقالت لي يا أبا زرعة
ادخل فشل (2) معي هذا الزنبيل فلما دخلت غلقت الباب علي فلما علمت قصدها قلت
اللهم اجعلها سوداء فإذا هي سوداء فحارت ففتحت الباب وخرجت فلما صرت
خارج الباب قلت اللهم ردها إلى حالها فرجعت
8528 أبو زرعة الحاجب
اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله تقدم ذكره في حرف العين
8529 أبو الزعيزعة
كاتب مروان اسمه سالم تقدم ذكره في حرف السين
8530 أبو (3) زكار الزاهد
من أهل حوران

(1) تحرفت بالأصل إلى: الرقي.
(2) شلت بالجرة شولا: رفعتها.
(3) سقطت ترجمته من الأصل، استدركت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة، واللفظ لابن منظور.
249

ذكره أبو أحمد عبد الله بن بكر الطبراني في كتاب أخبار الأولياء وذكر أنه كان من
أفاضل القوم إشارة وله حالة مع الله جليلة رفيعة ظاهرة البركات
قال أحمد الهلالي قال لي ولد أبي زكار
أقام أبي خمس عشرة سنة لازما البيت وكنا إذا قلنا له قد فرغنا من الزرع أو من
الحصاد أو من الدرس أو نريد سفرا يقول يا بني لا تخبروني بشئ من أموركم
فتشغلوا قلبي
وحدث أبو بكر الهلالي عن بعض شيوخه قال
كان أبو زكار بدمشق فوافاه قوم من أهل قريته فشكوا إليه العطش في نفوسهم
وبهائمهم فدعا لهم عند العصر وعادوا إلى قريتهم فقيل لهم في ساعة الدعاء على ما
حدثوهم ثارت سحابة فمطروا مطرا عظيما امتلأت منه الجباب والأودية
قال الهلالي قال لي ولد أبي زكار
لما حضرت أبي الوفاة قال لنا إذا أنا مت فلا تعترضوا على الخراساني في أمري فلما
توفى أقبل رجل خراساني فقرع الباب بعكاز معه ودخل وتولى جميع أمره وبات عندنا
تلك الليلة فأحضرنا له الطعام وفيه خلاط فأكل منه ثم قدمنا له دجاجة فقال لا آكل
إلا من لون واحد فلم يضع يده في غير الخلاط حتى فرغ من طعامه فودعته بكرة فقال
لي كيف حالك فقلت له إنني فقير فقال أيش تقول في البيضاء وبراق والمرجانية
وهذه ثلاث ضياع نفيسة إن قيل لك خذها ودع شهادة أن لا إله إلا الله كنت تفعل فقلت
سبحان الله فقال أما يستحي من له خير من البيضاء وبراق والمرجانية أن يشكو الفقر
وودعني ومضى
8531 أبو الزناد
اسمه عبد الله بن ذكوان تقدم ذكره في حرف العين
8532 أبو الزهراء (1) القشيري (2)
ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد فتح دمشق وولي صلح أهل البثنية وحوران من قبل
يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر

(1) بالأصل: الزهر، والمثبت عن الإصابة، وفي مختصر أبي شامة: أبو الزهر.
(2) ترجمته في الإصابة 4 / 81.
250

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنبأ أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم أنا سيف بن عمر عن
أبي عثمان عن خالد وعبادة قالا (1) وبعث يزيد بن أبي سفيان دحية بن خليفة الكلبي في
خيل بعد فتح دمشق إلى تدمر وأبا الزهراء القشيري إلى البثنية وحوران فصالحوهما على
صلح دمشق ووليا القيام على فتح ما بعثا إليه وكان أخو أبي الزهراء قد أصيبت رجله بدمشق
يوم دمشق فلما هاجى بنو قشير بني جعدة فخروا (2) وعددوه وععروه (3) فأجابهم نابغة
بني جعدة
* فإن بكر قدم بالشام (4) * فإن بالشام أقداما وأوصالا
وإن بكر حاجب ممن فخرت به * فلم يكن حاجب عما ولا خالا *
(5) ثم فخر عليهم وقال
* تلك المكارم لا قبعان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا *
قال ونا سيف قال (6) وقال أبو الزهراء (7) القشيري في ذلك يعني في حد عمر من
شرب الخمر بالشام
* ألم تر أن الدهر يعثر بالفتى * وليس على صرف المنون (8) بقادر
صبرت ولم أجزع وقد مات إخوتي * ولست على الصهباء يوما بصابر
رماها أمير المؤمنين بحتفها * فخلانها يبكون حول المعاصر *
وقال أبو مفزر (9) في ذلك (10)

(1) رواه الطبري في تاريخه 2 / 359 حوادث سنة 13 (طبعة بيروت).
(2) بدون إعجام بالأصل وفوقها ضبة، والمثبت عن الإصابة.
(3) كذا رسمها بالأصل.
(4) غير مقروءة.
(5) كلمة غير مقروءة.
(6) الخبر والابيات في تاريخ الطبري 2 / 508.
(7) بالأصل: الزهر، والمثبت عن الطبري، ومختصر أبي شامة.
(8) في مختصر أبي شامة: الزمان.
(9) أبو مفزر التميمي له إدراك، جمع شعره نوري القيسي ضمن كتاب " شعراء إسلاميون " وليست الأبيات فيه، ترجمته
في الإصابة 4 / 191.
(10) ثلاث كلمات غير مقروءة.
251

* لعمري لأهل السوارغ (1) و (2) * وأعدل في تلك الأمور الكبائر
صبرنا وكان الصبر منا سجية * ليالي ظفرنا بالقرى والمعاصر
ولم يسبق (3) فيما هنالك حيلة * كما سفهت بالشام خل العشائر *
8533 أبو زياد مولى آل دراج الجمحي (4)
روى عن أبي بكر الصديق
روى عنه خالد بن معدان
أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن العلاف ثم أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن
حمزة نا أبو بكر الخطيب قالا أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا محمد بن أحمد بن علي بن
شكرويه أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه قالا أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي نا
معاذ بن المثنى نا مسدد بن مسرهد نا يحيى هو ابن سعيد نا ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان عن أبي زياد مولى آل دراج قال ما رأيت فنسيت فإني لم أنس أن أبا بكر الصديق
كان إذا قام إلى الصلاة قام هكذا (5) وأخذ بكفه اليمنى على ذراعه اليسرى لازقا بالكوع
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد
أنا أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال ربيعة بن دراج من بني جمح من أهل دمشق
داره بها حدثني بذلك دحيم ممن رأى أبا بكر وذكر محمود بن سميع أن ابن (6) دراج
فلسطيني
8534 أبو زياد أو أبو ثابت أو ثابت
روى عن أبي الدرداء أو عن رجل عن أبي الدرداء

(1) الأصل: " السرواغ " ولعل ما أثبت الصواب، فالسراوغ، موضع، عن معجم البلدان.
(2) كلمة غير واضحة بالأصل.
(3) البيتان الثاني والثالث في الإصابة 4 / 191.
(4) كلمة غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن الإصابة.
(5) ترجمته في الإصابة 4 / 81 وميزان الاعتدال 4 / 526.
(6) في مختصر أبن منظور: " هدلا " يعني مسبل اليدين.
(7) الأصل: " أبي " والمثبت عن مختصري ابن منصور وأبي شامة.
252

روى عنه الأعمش
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي نا وكيع نا سفيان عن الأعمش عن ثابت أو عن أبي
ثابت أن رجلا دخل مسجد دمشق فقال اللهم آنس وحشتي وارحم غربتي وارزقني جليسا
صالحا فسمع أبو الدرداء فقال إن (2) كنت صادقا فلأنا (3) أسعد بما قلت منك سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " فمنهم ظالم لنفسه " (4) قال الظالم يؤخذ منه في مقامه ذلك (5)
فذلك الهم والحزن " ومنهم مقتصد " قال يحاسب حسابا يسيرا " ومنهم سابق
بالخيرات " قال الذين يدخلون الجنة بغير حساب [* * * *]
قال عبد الله (6) قال أبي قال الأشجعي يعني عن سفيان عن الأعمش عن أبي
زياد دخلت مسجد دمشق
8535 أبو زياد (7)
جدث عن أبي سلام ممطور الحبشي
روى عنه محمد بن أبي الزعيزعة (8)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
أنا أبو أحمد بن عدي (9) أنا عمر بن سنان نا عباس بن الوليد الخلال نا محمد بن عيسى
يعني أبي القاسم بن سميع نا محمد بن أبي الزعيزعة عن أبي زياد الدمشقي عن أبي
سلام عن أبي الدرداء أنه كان يحدث أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تعلموا القرآن
فوالذي نفسي بيده إن الشيطان ليخرج من البين تقرأ فيه سورة البقرة [* * * *]

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 421 رقم 27575 طبعة دار الفكر.
(2) في المسند: لئن.
(3) في المسند: لأنا.
(4) سورة فاطر، الآية: 32.
(5) ليست في مسند أحمد.
(6) مسند أحمد بن حنبل حديث رقم 27576.
(7) ترجمته في ميزان الاعتدال 4 / 526.
(8) ترجمته في لسان الميزان 5 / 165.
(9) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 206 ضمن أخبار محمد بن أبي الزعيزعة.
(10)
253

8536 أبو زياد
من أهل جبيل من ساحل دمشق
حكى عن مغيث بن سمي الأوزاعي
روى عنه فرات الجبيلي
8537 أبو زياد السفياني
حكى عن سفيان الثوري
حكى عنه حبيب مؤذن مسجد سوق الأحد
تقدمت حكايته في فصل الجامع وفي ترجمة حبيب
" ذكر من اسمه أبو زيد " (1)
8538 أبو زيد الأسدي ويقال الأردي
رجل فصيح وفد على سليمان بن عبد الملك له ذكر
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي نا أبو بكر الخطيب نا أبو نعيم الحافظ ثنا
سليمان بن أحمد نا محمد بن موسى بن حماد اليزيدي نا يعقوب بن إبراهيم بن صالح
نا عمي علي بن صالح عن عيسى بن يزيد بن دأب
أن أبت زيد الأزدي (2) دخل على سليمان بن عبد الملك وهو قاعد على دكان مبلط
بالرخام الأحمر مفروش بالديباج المطبوخ الأخضر في وسط بستان ملتصق قد أثمر وبإزاء (3)
كل شق من الدكان ميدان ينبت الربيع وعلى رأسه وصفاء كل واحدة منهن من صاحبتها أقمر
وأزهر وقد أشرقت الشمس فنضرت لحسنها الخضرة وتضاعفت الزهرة وتغنت الأطيار
وتجاوبت وهبت الرياح على الأشجار فتمايلت بين أنهار فيه قد شققت ومياه فيها
دفقت فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرفع رأسه وكان مطرقا
فقال أبا زيد أيصاب في هذا اليوم حيا فقلت يا أمير المؤمنين وقد قامت القيامة فقال

(1) زيادة عن مختصر أبي شامة.
(2) الرواية في العقد الفريد 6 / 74 وما بعدها.
(3) في مختصر ابن منظور: " ونار ".
254

نعم على أهل المحبة سرا والمراسلة خفيا قد أكلوا النعيم فمشمشوه (1) وأيقظوا التفكر
فقاربوه ورفعوا الحمام الطيب فمازجوه ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال أبا زيد ما
يطيب في يومنا هذا فقال قهوة حمراء في زجاجة بيضاء تناولتها مقدودة هيفاء كوماء (2)
كحلاء أشربها من يدها وأمسح فمي بفمها
فأطرق عند ذلك مليا تنحاز من عينيه عبارات متواليات بلا (3) شهيق فلما رأى
الوصفاء ذلك تنحوا عنه فقال أبا زيد حللت بيوم فيه انقضاء أجلك وتصرم عمرك
لتخبرني ما أثار هذه الصفة من قبلك أو لأضربن عنقك فقد أبديت مني مكتوما بوصفك
وأعليت مني مستورا بنعتك فقلت الأمان يا أمير المؤمنين قال لك ذلك فقل فقلت
يا أمير المؤمنين بينا أنا ذات يوم قاعد بباب سعيد بن عبد الملك إذا أنا بجارية قد خرجت من
باب القصر تريد رحبة كالغزال الفالت من شبكة الصائد وعليها ثوب سكب (4) إسكندراني
يرى منه نور بدنها وطي عكنها ونقش تكتها وتدوير سرتها في رجلها نعل قد أشرق بياض
قدمها على حمرة نعلها تفرد ذؤابة تضرب الحقو وعينان مملوءتان سحرا الغالب عليها
الفتور بينهما أنف أقنى كأنه قصب در (5) فوقه جناحان (6) قد قوسا على محاجر عينيها
وطرة كالحمم على متن جبينها وصدغان قد تعقربا نونان على صحن خدها وقفا كالعناقيد
على سلتها شغلني عن صفة فمها ذهاب عقلي كأنه قمر غلام قد تبرق شاربه وهي تلون
كلامها وتقول عباد الله ما الدواء لما لا يشتكي والعلاج لما لا يسمى دام الحجاب وأبطأ
الكتاب والنفس محتبس والروح مختلس والنفس واهية والأذن واعية سلم الله على
قوم عاشوا تجلدا وماتوا كمدا
فقلت سماوية أم أرضية أم جنية أم أنسية فقد انتهى جمال خلقك وكمال عقلك
وحسن منطقك فسترت وجهها بكمها وقالت اعذر أيها القاعد فما أشد الوحشة بلا (7)

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) في العقد الفريد: مضمومة لفاء مكحولة دعجاء.
(3) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور والعقد الفريد.
(4) السكب: ضرب من الثياب رقيق.
(5) زيادة عن مختصر ابن منظور.
(6) كذا، وفي المختصر والعقد الفريد: " حاجبان " وهو أشبه.
(7) بالأصل: " ولا " والمثبت عن المختصر والعقد الفريد.
255

مساعد والمقاساة لخصم معاند غلب القضاء وقل العزاء وبرح الخفاء والله شاهد على ما
ترى ورقيب على ما يخفى ثم ولت مدبرة فوالله يا أمير المؤمنين ما استحلي طيبا إلا
غصصت به ولا أرى حسنا إلا سمج في عيني لتشكيها
فقال سليمان كاد الجهل أن يستفزني والصبا أن يعاودني لسحر ما رأيت وحسن ما
سمعت أبا زيد أتدري من تلك هي الزلفاء باعها أمير المؤمنين بألف ألف درهم وهي
عاشقة لمن باعها وأمير المؤمنين عاشق لها والله لا مات من يموت إلا بحسرتها ولا
يفارق الدنيا إلا بغصتها قم (1) أبا زيد واكتم المفاوضة يا غلام نعله وأمر بإخراجه
8539 أبو زيد الدمشقي
حكى عن عمر بن عبد العزيز
روى عنه هشام بن عبيد الله الرازي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
بشران أنا الحسين بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد وهو ابن الحسين
البرجلاني نا هشام بن عبيد الله الرازي نا أبو زيد الدمشقي قال
لما ثقل عمر بن عبد العزيز دعي له طبيب فلما نظر إليه قال أرى الرجل قد سقي
السم ولا آمن عليه الموت فرفع عمر بصره فقال ولا تأمن الموت أيضا على من لم يسق
السم قال الطبيب هل حسست بذلك يا أمير المؤمنين قال نعم قد عرفت حين وقع في
بطني قال فتعالج يا أمير المؤمنين فإني أخاف أن تذهب نفسك قال ربي خير مذهوب
إليه والله لو علمت أن شفائي عند شحمة أذني ما رفعت يدي إلى أذني فتناولته اللهم خر
لعمر في لقائك قال فلم يلبث إلا أياما حتى مات رحمه الله
8540 أبو زيد
شيخ كان بمكة
حكى عن عمر بن عبد العزيز ووفد عليه
روى عنه عبد الله بن رجاء الغداني

(1) بالأصل: " وأبا " والمثبت عن ابن منظور.
256

ذكر أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن أبي الدنيا في كتاب البكاء قال حدثني
محمد بن الحسين حدثني عبد الله بن رجاء الغداني حدثني أبو زيد شيخ بمكة قال رأينا
عمر بن عبد العزيز يبكي على المنبر ما يستطيع أن يتكلم من شدة البكاء
8541 أبو زيد الأعمى
وفد على هشام بن عبد الملك
حكى عنه عبيد الله القعنبي
أنبأنا أبو الحسن الفرضي وأبو محمد بن طاوس وأبو القاسم بن تميم قالوا أنا
أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد أنا أبو المعمر المسدد بن علي نا أبو بكر
أحمد بن عبد الكريم معلم ابن عدنان الحلبي ثنا المنقري ثنا العتبي عن أبيه قال قال أبو
زيد الأعمى
وفدت إلى هشام بن عبد الملك فشهدت وفاته فسمعت ابن عبد الأعلى يتمثل بهذه
الأبيات
* وما سالم عما قيل بسالم * ولو كثرت أحراسه وكتائبه
ومن يك ذا باب سديد وحاجب * فعما قليل يهجر الباب حاجبه
ويصبح بعد الحجب للناس مفردا * رهينة باب لم تنفس جوانبه
وما كان إلا الدفن حتى تفرقت * إلى غيره أدراسه ومواكبه
وأصبح مسرورا به كل كاسح * وأسلمه أحبابه وجنائبه *
رويت هذه الأبيات عن محمد بن زياد بن الأعرابي قال قال زياد الأعجم بدل أبي زيد
الأعمى فالله أعلم
8542 أبو زيد الغساني الدمشقي
حدث عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم
روى عنه مظفر بن مرجا
257

" حرف السين "
8543 أبو ساسان الرقاشي
وهو لقب واسمه حضين (1) بن المنذر وكنيته أبو محمد تقدم ذكره في حرف
الحاء
8544 أبو الساكن
من أهل دمشق له ذكر
أنبأنا أبو غالب بن البنا وغيره عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي نا
أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون المعروف بابن أخي
ميمي نا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص نا أبو العباس أحمد بن مسروق
الطوسي حدثني أبو الحسن بن سراج نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي نا أبو
مسهر نا هشام بن يحيى بن يحيى قال
كان في مسجد دمشق رجل في عقله شئ يقال له أبو الساكن فمر على يحيى بن
يحيى فقال له أنت ذو ميسرة فمر لي بدرهمين قال كيف أصبحت قال بخير قال
فلم تريد الدرهمين قال ثم أعاد عليه القول فأعاد عليه مثل ما قال المرة الأولى فقال له
أبو الساكن ويلي على عقلك من أجل درهميك أقول لك إني بشر
8545 أبو سباع (2)
سمع واثلة بن الأسقع الليثي
روى عنه يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (3) نا أبو النضر نا أبو جعفر يعني الرازي عن يزيد بن
أبي مالك أنا أبو سباع قال اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع فلما خرجت بها أدركنا

(1) بالأصل: حصين، بالصاد المهملة.
(2) ترجمته في ميزان الاعتدال 4 / 527.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 421 رقم 16013 طبعة دار الفكر.
258

واثلة وهو يجر رداءه فقال يا عبد الله اشتريت قلت نعم قال هل بين لك ما فيها
قلت وما فيها إنها لسمينة ظاهرة الصحة قال فقال أردت بها سفرا أم أردت بها لحما
قلت بل أردت عليها الحج قال فإن بخفها نقبا (1) قال فقال صاحبها أصلحك الله ما
تريد إلى هذا تفسد علي قال إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يحل لأحد بيع شيئا
إلا يبين ما فيه ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا يبينه
أخبرنا أبو الحسن بن قيس نا وأبو منصور بن خيرون أنبأ أبو بكر الخطيب (2)
أنا الحسن بن أبي بكر أنا عبد الله بن إسحاق البغوي ثنا الحسن بن مكرم نا أبو النضر
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا عبد الله الحافظ وأبو
بكر أحمد بن الحسن الحيري قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو علي الحسن بن
مكرم نا أبو النضر هاشم بن القاسم
أنا أبو جعفر الرازي عن يزيد بن أبي مالك أنا أبو سباع قال اشتريت ناقة من دار
واثلة بن الأسقع فلما خرجت أدركنا واثلة بن الأسقع وهو يجر رداءه قال يا عبد الله
اشتريت قلت نعم قال هل بين لك ما فيها قلت وما فيها إنها لسمينة ظاهرة الصحة
فقال أردت بها لحما أو أردت بها سفرا قال قلت بل أردت عليها الحج قال فإن
بخفها نقبا قال فقال صاحبها أصلحك الله ما تريد إلى هذا تفسد علي قال إني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من باع شيئا فلا يحل له حتى يبين ما فيه ولا يحل لمن يعلم ذلك إلا
أن يبينه لفظ زاهر
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا البيهقي (3) أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه نا لوين نا محمد بن الفرج الأزرق نا أبو النضر
هاشم بن القاسم أنا أبو جعفر الرازي عن يزيد بن أبي مالك حدثنا أبو سباع قال
اشتريت ناقة من دار واثلة بن الأسقع فلما خرجت بها أدركني واثلة وهو يجر إزاره
قال يا عبد الله اشتريت قلت نعم قال هل بين لك ما فيها قلت وما فيها إنها لسمينة

(1) نقب الخف ينقب: رق، ونقب: تخرق.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 144 ضمن ترجمة عيسى بن أبي عيسى التميمي.
(3) السنن الكبرى للبيهقي 5 / 320.
259

ظاهرة الصحة قال أردت بها سفرا أو أردت بها لحما قلت أردت بها الحج قال فإن
بخفها نقبا فقال صاحبها ما أردت إلى هذا أصلحك الله تفسد علي قال إني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يحل لأحد يبيع شيئا إلا بين ما فيه ولا يحل لمن علم ذلك إلا
يبينه [* * * *]
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقا نا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت يحيى يقول أبو سباع شامي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر الأنباري أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر قال أبو سباع شامي
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد قال أبو سباع عن أبي الأصبغ واثلة بن الأسقع الليثي روى عنه يزيد بن أبي
مالك حديثه في أهل الشام
8546 أبو سبرة (1) النخعي كوفي (2)
سمع عمر حين كان بالشام وفروة بن مسيك المرادي
روى عنه الحسن بن مسافر والحسن بن الحكم النخعي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد نا محمد بن ميمون الخياط وأبو سعيد الأشج قالا نا أبو أسامة عن
الحسن بن الحكم النخعي نا أبو سبرة النخعي عن عروة بن مسبك المرادي قال (3)
أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل فأذن
لي في قتالهم وأمرني فلما خرجت من عنده سأل عني فقال ما فعل الغطيفي فأخبر
أني قد سرت فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه فقال ادع القوم
فمن أسلم فاقبل منه ومن لم يسلم فلا تعجل حتى يحدث إليك [* * * *] قال وأنزل في سبأ ما

(1) سبرة: بفتح أوله وسكون ثانيه.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 246 وتهذيب التهذيب 6 / 362 وميزان الاعتدال 4 / 528 والجرح والتعديل 9 /
385.
(3) رواه ابن حجر في الإصابة 3 / 205.
260

أنزل فقال رجل يا رسول الله وما سبأ أرض أو امرأة قال ليست بأرض ولا امرأة
ولكنه رجل من اليمن ولد عشرة من العرب فتيامن (1) منهم ستة وتشاءم منهم أربعة فأما
الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان وأما الذين تيامنوا فكندة والأشعريون وخثعم
وبجيلة ومذحج وأنمار (2)
أخبرنا أبو عبد الله بن البنا قراءة عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي
عمر بن حيوية أنبأ محمد بن القاسم الكوكبي نا ابن أبي خيثمة نا إبراهيم بن عبد الله
الهروي أنا هشيم أنا جابر الجعفي أخبرنا الحسن بن مسافر (2) عن أبي سبرة النخعي
أنه شهد عمر بن الخطاب حيث قدم الشام فأتي بطعام فأكل منه خبزا ولحما ثم أتي
بثوب كتان ليمسح يديه فقال إن هذا ثوب رجل من المسلمين ثم غسل يده وصلى ولم
يتوضأ
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله الأصبهانيان قالا أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال (3)
أنا سبرة النخعي روى عن فروة بن مسيك روى عنه الحسن بن الحكم النخعي (4)
سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد الحاكم قال قال أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي روى عنه الحسن بن
الحكم حديثه في الكوفيين
8547 أبو سبرة الهذلي
اسمه سالم بن سلمة تقدم ذكره في حرف السين

(1) تيامن يعني قصد نحو اليمن، وقوله: تشاءم قصد نحو بلاد الشام.
(2) تحرفت بالأصل إلى: مساور.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 385.
(4) زيادة عن الجرح والتعديل.
261

8548 أبو سريحة (1)
اسمه حذيفة بن أسيد الغفاري تقدم ذكره في حرف الحاء
8549 أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري (2)
قيل إنه غير أبي سعد الزرقي عامر بن مسعود
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه زياد بن ميناء وقدم الشام وشهد الفتوح بها
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال (3) نا يحيى بن معين نا محمد بن
بكر البرساني نا عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن
أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا جمع الله
الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى منادي (4) من كان أشرك الله (5) في
عمله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك [* * * *]
أخبرناه عليا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد
قالا أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله أنا علي بن عمر بن محمد بن الحسن
ثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي ثنا يحيى بن معين نا محمد بن بكر نا عبد الحميد
ثنا أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري وكان من
الصحابة سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ليوم
لا ريب فيه نادى منادي من كان أشرك في عمله الله عز وجل أحدا فليطلب ثوابه من عنده
فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك [* * * *]
قال ابن عساكر (6) كذا قال أبو سعيد بن فضالة وهو وهم

(1) بالأصل: " سريه " والمثبت عن تهذيب الكمال.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 248 وتهذيب التهذيب 6 / 363 والإصابة 363 4 / 86 وأسد الغابة 5 / 139 طبقات ابن
سعد 5 / 453 وطبقات خليفة رقم 637 والجرح والتعديل 9 / 378.
(3) رواه أبو زرعة الدمشقي 1 / 566.
(4) كذا بالأصل.
(5) زيادة عن تاريخ أبي زرعة.
(6) زيادة منا.
262

وقد رواه ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين على الصواب كما رواه أبو زرعة
وكذلك رواه أحمد بن حنبل عن أبي بكر
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي ثنا محمد بن بكر البرساني أنا عبد الحميد بن جعفر
أخبرني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعد (2) عن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة
أنه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى منادي من كان أشرك الله في عمل
عمله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك [* * * *]
وكذا رواه أحمد بن يزيد المستملي عن أبي بكر إلا أنه قال أبو سعيد
أخبرناه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز النقيب أنا الحسن بن
عبد الرحمن بن الحسن الشافعي أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا أبو جعفر
محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا محمد بن يزيد نا محمد بن بكر البرساني (3)
عن عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن زياد بن ميناء عن أبي سعيد بن أبي فضالة
الأنصاري قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى منادي (4) من كان أشرك في
عمل عمله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك [* * * *]
كذا رواه لنا أبو جعفر وإنما يرويه ابن فراس عن عباس بن محمد بن (5) عن
محمد بن زياد
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (6) أنا محمد بن عمر (7)

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 369 رقم 15838 طبعة دار الفكر.
(2) في المسند: أبي سعيد.
(3) بالأصل هنا: البرشاني.
(4) كذا بالأصل.
(5) بياض بالأصل.
(6) قوله: " أنا محمد بن سعد " مكرر بالأصل.
(7) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 405.
263

حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن ميناء عن أبي سعد (1) بن أبي فضالة
الأنصاري وكانت له صحبة قال اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام ليالي أغزانا (2)
أبو بكر الصديق فذكر حديثا
أخبرناه أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر
البساسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي نا الواقدي نا عبد الحميد بن
جعفر الأنصاري عن زياد بن ميناء عن أبي سعد بن أبي فضالة وكانت له صحبة قال
اصطحبت أنا وسهيل بن عمرو إلى الشام حين ندب (3) أبو بكر البعوث (4) فقال له سهيل
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير من عمله في أهله عمره [* * * *]
فأنا مقيم في سبيل الله حتى أموت لا أرجع إلى مكة أبدا [* * * *]
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن خيرون
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنا أبو طاهر
قالا أنا محمد بن الحسن أنا محمد أنا إسحاق أنا عمر بن أحمد نا خليفة بن
خياط (5) قال ومن الأنصار ممن لم يحفظ لنا نسبه إلى أقصى آبائه أبو سعد (6) بن أبي
فضالة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا جمع الله الأولين والآخرين [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا
ابن حيوية أنا ابن معروف نا ابن فهم نا ابن سعد الكاتب قال في الطبقة الثانية أبو
سعد بن أبي فضالة قال محمد بن عمر أراه من الأنصار كانت له صحبة وروى عن
رسول الله أحاديث
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا ابن مندة أنا حمد
إجازة

(1) في طبقات ابن سعد: أبي سعيد.
(2) اللفظتان بدون إعجام بالأصل، وفوقهما ضبتان.
(3) بياض بالأصل وفي آخر البياض: " يدب " واستدركت اللفظتان عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(4) رسمها بالأصل: " السعور " والمثبت عن أبي شامة.
(5) طبقات خليفة بن خياط ص 175 رقم 637.
(6) الأصل: " سعيد "، والمثبت عن طبقات خليفة.
264

قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قلا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1)
أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري كانت له صحبه قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول
إذا جمع الله الأولين والآخرين روى عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن ميناء
عنه سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو عبد الله بن الحطاب أنا أبو الفضل السعدي أنا أبو عبد الله بن بطة
قال قرئ علي أبي القاسم البغوي قال أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري سكن المدينة
وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا وروى الحديث الأول (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر (3) الدولابي قال أبو سعد بن أبي
فضالة
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا ابن منجويه أنا أبو أحمد قال
أبو سعد بن أبي فضالة الحارثي له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) لا أحفظ له اسما ولا نسبا إلى أقصى
آبائه (4)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
منده قال أبو سعد بن أبي فضالة الأنصاري له صحبة روى عنه زياد بن ميناء أنبأنا أبو
سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال أنا أبو نعيم الحافظ أبو سعد بن أبي فضالة
الأنصاري له صحبة روى عنه زياد ين ميناء
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنا علي بن
محمد بن عبد الله بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال
علي بن المديني زياد بن ميناء الذي روى عن أبي سعد بن فضالة روى عن عبد الحميد بن
جعفر مجهول ولا أعرفه (5)

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 378.
(2) الإصابة 4 / 87.
(3) سقطت من الأصل.
(4) الإصابة 4 / 86.
(5) تهذيب الكمال 21 / 248.
265

قال (1) سئل علي بن المديني عن زياد بن ميناء روى عنه جعفر أبو عبد الحميد بن
جعفر روى عن أبي سعيد بن أبي فضالة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إن الله أغنى الشركاء عن
الشرك [* * * *] فقال أستاذ صالح يقبله القلب ورب إسناده ينكره القلب وزياد بن ميناء
مجهول (2)
8550 أبو سعد ويقال أبو سعيد الزرقي
اسمه عامر بن مسعود تقدم ذكره في حرف العين
8551 أبو سعد الحمصي (3)
حدث عن أبي هريرة وحكى عن واثلة بن الأسقع ورآه بدمشق
روى عنه الفرج بن فضالة
أنبأنا أبو الحسن بن أحمد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن
الحسن بن محمد قالا أنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس نا
يونس بن حبيب نا أبو داود عن الفرج بن فضالة عن أبي سعد (4) الشامي عن أبي هريرة
قال كلمات سمعتهن من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا أدعهن اللهم اجعلني أكثر ذكرك وأعظم
شكرك وأتبع (5) نصيحتك وأحفظ وصيتك [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد (6) حدثني أبي نا وكيع نا فرج بن فضالة عن أبي سعد الحمصي
قال سمعت أبا هريرة يقول دعاء حفظته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا أدعه اللهم اجعلني أعظم
شكرك وأتبع نصيحتك وأكثر ذكرك وأحفظ وصيتك [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا وأبو الفضل محمد بن أحمد بن علي الشروطي قالا أنا
أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا إسحاق بن

(1) تهذيب الكمال 21 / 248.
(2) كتبت على هامش الأصل.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 250 وتهذيب التهذيب 6 / 363.
(4) ورد هنا بالأصل: سعيد.
(5) في مختصر أبي شامة: وأنفع نصيحتك.
(6) رواه أحمد بن حنبل في المسند 3 / 184 رقم 8107 من طريق آخر، وفيه: أبو سعيد المديني عن أبي هريرة.
266

إبراهيم نا فرج بن فضالة عن أبي سعد رأيت واثلة بن الأسقع يصلي في مسجد دمشق
قال فبزق تحت قدمه اليسرى على البواري (1) ثم عركها برجله فقلت تبزق في المسجد
وأنت من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال هكذا رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفعل
رواه أحمد بن حنبل (2) عن أبي النضر هاشم بن القاسم عن الفرج
ورواه ابن داود الطيالسي (3) عن الفرج بن فضالة حدثني أبو سعد الشامي ورواه
مطر عن يحيى الحماني عن فرج عن أبي سعد الثمال وهو وهم
" ذكر من اسمه أبو سعيد " (4)
8552 أبو سعيد الخدري
اسمه سعد بن مالك تقدم ذكره في حرف السين
8553 أبو سعيد المعيطي مولاهم
كان ممن غزا مع مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية
روى عنه الوليد بن مسلم
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ ثنا
الوليد قال فحدثني أبو سعيد مولى محمد بن عمر المعيطي
أن مسلمة كان يقوت المسلمين من ذلك الطعام وأنه سأل أناسا من جلسائه عن حال
العامة في مطعمهم فأخبروه أن الناس في شدة من عيشهم يقوتون أنفسهم بخزيرة (5) يكللون
أنفسهم بها نهارهم وليلهم فقال وما الخزيرة يا غلام اصنع لنا خزيرة فصنعها بقديد

(1) البواري، جمع بوري، حصير مصنوع من قصب (راجع النهاية لابن الأثير).
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 420 رقم 16004 طبعة دار الفكر.
(3) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 250.
(4) الزيادة عن مختصر أبي شامة.
(5) الخزيرة: شبه عصيدة، وهو اللحم الغاب، يقطع صغارا في القدر، ثم يطبخ بالماء الكثير والملح، فإذا أميت
طبخا ذر عليه الدقيق فعصد به، ولا تكون الخزيرة إلا بلحم (تاج العروس).
267

و (1) وتابك (2) وهيأ منها وقدمها إليه فأكل واستطابها وقال إن الناس لفي خير
وعافية الصبر بركة
قال أبو سعيد وقد جهد الناس عامة وإنما يأكل الخزيرة منهم أهل القوة وبقيتهم فيما
لا يصفه واصف من أكل توافق الدواب وأشباه ذلك حتى لقد ذكر له أن قوما أكلوا ميتا لهم
وقد تقدم (3) في ترجمة أبي أيوب الأنصاري أن أبا سعيد المعيطي شهد هذه الغزوة
ورأى كبر أبي أيوب يحضر القسطنطينية
8554 أبو سعيد الرعيني
اسمه جعثل بن هاعان تقدم ذكره في حرف الجيم
8555 أبو سعيد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي
ولي إمرة الأردن في خلافة ابن العباس السفاح وحكى عن أبي جعفر المنصور
حكى عنه أبو الخطاب الأزدي
قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى
المرادي بمصرنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي عن أبي الخطاب
الأزدي قال
لما وجه أبو العباس أبا جعفر إلى خراسان في أخذ البيعة على أبي مسلم قال أبو
سعيد بن حبيب بن المهلب فإني لعند أبي مسلم بمرو إذ دخل عليه أبو جعفر فقام إليه
أبو مسلم فاعتنقه وأقعده على الفراش فالتفت إلي فقال من هذا قال ابن حبيب بن
المهلب بن أبي صفرة فقال نعم أهل بيت شرف وعز وطاعة قال وخرج أبو جعفر
قال أبو سعيد وصرت بعد ذلك إلى العراق فلما وقفت على أبي جعفر قال لي يا أبا
سعيد أتذكر فعل العبد السوء بي وسوء جواره يعني أبا مسلم ثم تمثل
* رويدا بذي (4) الإجرام إن ذنوبه * ستورده عما قليل بمعطب *

(1) بياض بالأصل.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) كتبت فوق الكلام بالأصل.
(4) في الأصل: " رويد لبذي " وفوق: " لبذي " ضبة بالأصل.
268

وقال أبو سعيد وكلم في السفاح قولا في البلقاء
8556 أبو سعيد الساحلي
اسمه أخطل بن المؤمل وقال عبد الله بن سعيد تقدم ذكره في حرف الألف (1)
8557 أبو سعيد الساحلي الجبيلي (2)
روى عن أبي زياد عبد الملك بن داود
روى عنه عبد الله بن يوسف التنيسي
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا إبراهيم بن يونس بن محمد أنبأ
عبد الرحيم
ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة أنا سهل بن بشر أنا رشأ بن نظيف قالا
نا عبد الغني بن سعيد قال فأما الجبيلي بضم الجيم والباء المعجمة بواحدة تليها ياء
معجمة من تحتها باثنتين فهو أبو سعيد الجبيلي يروي عن أبي زياد عبد الملك بن داود
يحدث عنه عبد الله بن يوسف
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن علي بن هبة الله الحافظ قال (3) أما الجبيلي
بضم الجيم وفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الياء باثنين من تحتها نسبه إلى جبيل
فهو أبو سعيد الجبيلي عن أبي زياد عبد الملك بن داود يروي عنه عبد الله بن يوسف
8558 أبو سعيد البجلي
من أهل دمشق
روى عن علي بن عروة الدمشقي
روى عنه هشام بن عمار

(1) ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 7 / 363 رقم 569.
(2) ترجمته في معجم البلدان (جبيل) 2 / 109 والأنساب: الجبيلي 2 / 23. والجبيلي بضم الجيم وفتح الباء نسبة إلى
جبيل، بلدة من بلاد ساحل الشام، شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 258.
269

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي (1) وعلي بن زيد السلميان قالا أنا
نصر بن إبراهيم الزاهد زاد الفرضي وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا أبو الحسن بن
عوف أنبأ أبو علي بن منير أنا أبو بكر بن خريم ثنا هشام بن عمار في ذكر مسألة
الدمشقيين قال حدثنا أبو سعيد البجلي ثنا علي بن عروة عن من حدثه
أن عمار بن ياسر صلى بقوم فاستخفوا صلاته فقال والله ما انصرفت حتى دعوت
بدعاء كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو ويقول إنه لم يدعه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد صالح
إلا كرم بدعائه (2) اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا
لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الحلم (3)
في الغضب والرجاء (4) والفضل في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا
تنقطع وبرد العيش بعد الموت وأسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير
ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين [* * * *] يتلوه
أبو سعيد الساحلي
8559 أبو سعيد الحراني الصوفي
اسمه أحمد بن عيسى تقدم ذكره في حرف الألف
8560 أبو سعيد بن محمد
قدم دمشق
روى عنه أبو علي بن أبي نصر إجازة
قرأت بخط الحسين بن الحسن بن علي الربعي أنا أبو محمد عبد الله بن عطية بن
حبيب أنبأ أبو علي محمد بن القاسم أنا أبو سعيد بن محمد شيخ قدم علينا من ناحية
الفسطاط فيما أجازه لي ووجدته في كتابه عن العيني ولم أدر من حدثه عن العيني قال
سمعت أعرابية فصيحة في الحجاز وهي ترمي رجلا من (5)

(1) غير واضحة بالأصل.
(2) بالأصل: دعائه.
(3) كذا بالأصل، وفي المختصر لابن منظور: كلمة الحق.
(4) في مختصر ابن منظور: والرضي.
(5) كذا بياض بالأصل.
270

8561 أبو سعيد الصوفي
حكى عن أبي عمر الدمشقي الصوفي
حكى عنه الحسين بن يحيى
أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر أنا أبو بكر محمد بن
يحيى بن إبراهيم نا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت الحسين بن يحيى يقول
سمعت أبا سعيد الدمشقي يقول سمعت أبا عمر الدمشقي يقول من غلب عليه إحسان
الصانع يستحسن صنعته
" ذكر من اسمه أبو سفيان " (1)
8562 أبو سفيان
اسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس تقدم ذكره في حرف الصاد
8563 أبو سفيان بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
من سكنا صهيا (2) من إقليم بأناس
له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز وذكر ابنيه زييد بن أبي سفيان
محتلم ومعاوية بن أبي سفيان ابن تسع سنين وابنته أم أبان بنت أبي سفيان بنت ست سنين
وذكر أبو المظفر محمد بن أحمد الأبيوردي أن أبا سفيان أمه أم أبان بنت خالد بن
عمرو (3) بن عثمان بن عفان (4)
8564 أبو سفيان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
أمه أم ولد له ذكر

(1) الزيادة عن مختصر أبي شامة.
(2) بياض بالأصل، والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة، وقد تحرفت فيهما إلى: " صهبا " والتصويب عن
معجم البلدان، وفيه أنها قرية من إقليم بانياس من أعمال دمشق.
(3) في مختصر أبي شامة: عمر.
(4) زيد بعدها في مختصر أبي شامة الورقة 162 / ب وما بعدها ترجمة طويلة لأبي سفيان بن الحارث بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال أبو شامة: لم يذكر الحافظ
أبو القاسم له ترجمة.
271

ذكره أبو المظفر محمد بن أحمد النسابة وغيره
8565 أبو سفيان بن عبد الله بن أبي سفيان بن عبد الله بن يزيد
ابن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي
من أهل شمس (1) من إقليم بيت الأبار (2) من الغوطة
ذكره أحمد بن حميد في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية وذكر ابنه
عبد الله بن أبي سفيان ابن ست سنين وابنته خلادة بنت أبي سفيان رضيع
8566 أبو سفيان بن عبد الله (3) بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
له ذكر ذكره أبو المظفر الأبيوردي وذكر أن أمه أم عثمان بنت سعيد بن العاص
وأمها أمية بنت جرير بن عبد الله البجلي (4)
8567 أبو سفيان بن عتبة الأعور بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
أمه أم خالد بنت عبد الله بن قيس الصاص له ذكر ذكره أبو المظفر النسابة
8568 أبو سفيان بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
أمه (5) أم ولد له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه سليمان بن يزيد
8569 أبو سفيان بن (6) يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي
له ذكر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو

(1) رسمها بالأصل: " سمس " وفي مختصر ابن منظور: " سميس " ومثله عند أبي شامة والمثبت عن غوطة دمشق
لمحمد كرد علي ص 173.
(2) تحرفت في مختصر ابن منظور إلى بيت الأبيات.
(3) زيد بعدها في مختصر أبي شامة: " بن أبي سفيان بن عبد الله ".
(4) بعدها زيد في مختصر ابن منظور، ومختصر أبي شامة أيضا، وصبي على ظهره، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: " من كان له صبي فليتصابى له ". لم أجد ذكره إلا من هذا الوجه.
(5) سقطت من الأصل، واستدركت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن ابن منظور وأبي شامة.
272

جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (1)
فولد يزيد بن معاوية معاوية وخالدا وأبا سفيان وأمهم أم هاشم بنت أبي (2) هاشم بن
عتبة بن ربيعة
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا
عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر نا عبد الله بن أحمد نا محمد بن جرير
قال (3) في تسمية ولد يزيد بن معاوية خالد بن يزيد وكان يكنى أبا هاشم وكان يقال إنه
أصاب عمل الكيمياء وأبو سفيان وأمهم أم هاشم بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن
عبد شمس تزوجها بعد يزيد مروان وهي التي يقول لها الشاعر
* أسلمي (4) أم خالد * رب ساع لقاعد *
8570 أبو سفيان العتبي ويقال القيني (5)
من حرس عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
روى عنه عثمان بن حصن (6) بن عبيدة بن علاق
أخبرنا أبو الحسن الفرضي وعلي بن زيد قالا أنا أبو الفتح الزاهد زاد الفرضي
وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا أبو الحسن بن عوف أنا أبو علي بن منير أنا ابن
خريم نا هشام عن (7) عثمان بن علاق نا أبو سفيان القيني (8) قال
كنت في حرس عمر بن عبد العزيز وكان على كل رجل منا موكل به إذا أبطأ عمر
آذنه فأبطأ (9) في يوم جمعة فقال لي المؤذن آذنه (10) فدخلت فوجدته يعتم على مرآة

(1) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 128.
(2) سقطت من الأصل وأبي شامة، وزيدت عن نسب قريش.
(3) الخبر في تاريخ الطبري 5 / 500 في حوادث سنة 64.
(4) في تاريخ الطبري: أنعمي.
(5) بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة، وليس فيهما: العتبي.
(6) كذا بالأصل، وفي مختصري ابن منظور وأبي شامة: " حصين " راجع ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 390.
(7) بالأصل: بن.
(8) بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مختصري أبي شامة وابن منظور.
(9) بالأصل: " وأذنه " والمثبت عن مختصري ابن منظور، وأبي شامة.
(10) بالأصل: اذن.
273

فقلت إن المؤذن قد استبطأك (1) قال نعم حبستني هذه العمامة أصلح خروقا فيها
أداريها وكان عمر رجلا مقرورا فقال لغلامه في الشتاء أسخن لي الماء أتوضأ به فأقام
بذلك مدة ثم قال له عمر إني لا أدعوك بالماء إلا وجدته عندك عتيدا سخنا وأني ذلك
قال يطبخ للعامة من الحرس وغيرهم فيفضل الجمر فأجعله عليه ثم أطمره لك قال
وكم لذلك احتط وزد قال شهرين (2) قال فأمر بنفقة (3) فجعلت في بيت المال لموضع
ما انتفع به من ذلك الجمر
8571 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
هو عبد الله بن عبد الرحمن
تقدم ذكره في حرف العين
8572 أبو سلمة الصنعاني
أظنه من صنعاء دمشق
حدث عن كعب وأراه (4) لم يلقه
روى عنه إسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن أنا الحسن بن
الحسن بن علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن
إدريس نا أبو النضر الدمشقي نا إسماعيل بن عياش عن أبي سلمة الصنعاني عن كعب
قال قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه زعة حسنة وقلة وزر وخفة من
الذنوب
قال وثنا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن منصور نا الحسن بن محمد نا ابن عياش
عن أبي سلمة الصنعاني أن كعبا كان يقول المنطق حكم عظيم يعني فعليكم بالصمت
فإنه زعة حسنة وقلة وزر وختمة من الذنوب (5)

(1) بالأصل: " أين المؤذن قد استبطأت " صوبنا الجملة عن ابن منظور وأبي شامة.
(2) كذا بالأصل، وفي مختصري ابن منظور وأبي شامة: شهران.
(3) في مختصر أبي شامة: بنفقته.
(4) في مختصر أبي شامة: وأظنه.
(5) استدركت عن هامش الأصل.
274

ح ح 8573 أبو سلمة العاملي
اسمه الحكم بن عبد الله بن خطاف تقدم ذكره في حرف الحاء
8574 أبو سلمى راعي النبي (صلى الله عليه وسلم) (1)
يقال إن اسمه حريث
خدم النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه أبو سلام ممطور (2) الأسود وذكر عنه في بعض طرق الحديث أنه سمع
منه بدمشق وفي رواية في مسجد حمص وفي أخرى في مسجد الكوفة ولعله سمع منه في
الجميع وروى عنه أيضا عباد (3) بن عبد الصمد
وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو عمر بن
حيوية وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد
وأبو المحاسن محمد بن الحسين بن محمد قالوا أنا أحمد بن محمد بن أحمد البزار أنا
عيسى بن علي قالا أنبأ عبد الله البغوي نا كامل بن طلحة نا عباد بن عبد الصمد
حدثني أبو سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4) قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول من لقي الله يشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وآمن بالبعث والحساب دخل الجنة قلنا أنت
سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأدخل إصبعيه في أذنيه ثم قال أنا سمعت هذا منه غير مرة
ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبي العلوية قالت قدمت على إبراهيم بن منصور أنا ابن المقرئ
أنا أبو يعلى نا داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلا
وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر قالا نا أبو سلام حدثني أبو سلمى (5) راعي

(1) ترجمته في الإصابة 4 / 94 وأسد الغابة 5 / 153 وتهذيب الكمال 21 / 267 وتهذيب التهذيب 6 / 369.
(2) الزيادة استدركت عن هامش الأصل.
(3) ما بين معكوفتين استدرك عن مختصر أبي شامة. وانظر أسد الغابة.
(4) رواه ابن الأثير في أسد الغابة 5 / 153.
(5) زيادة عن مختصر أبي شامة.
275

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بخ بخ خمس (1) ما أثقلهن في
الميزان لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء
المسلم فيحتسبه [* * * *]
تابعه صفوان بن صالح وعمرو بن عثمان عن الوليد ورواه إبراهيم بن عبد الله بن
العلاء عن أبيه عن أبي سلام فقال عن ثوبان بدلا من أبي سلمى (2)
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي
أنا أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد (3) نا أبو عبد الملك الدمشقي ثنا إبراهيم بن
عبد الله بن العلاء حدثني أبي ثنا أبو سلام عن ثوبان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إلاه إلا الله والله
أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه [* * * *]
تابعه زيد بن يحيى بن عبيد عن عبد الله بن العلاء
أنبأنا أبو نصر محمود بن الفضل بن محمود وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن
الآبنوسي وأبو عبد الله البلخي وجماعة قالوا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين
الطرائفي أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد ثنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا أحمد بن زكريا بن كثير بن عدي الجوهري أبو
العباس نا سعد بن شعبة بن الحجاج قال سمعت أبي يحدث عن أبي عقيل عن
سابق بن ناجية عن أبي سلام قال
كنا قعود في مسجد دمشق فمر بنا بعض خدام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال القوم قوموا
حتى نسأله عن حديث لم يتداوله الرجال قال من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيا كل يوم إذا أصبح ثلاث مرات وإذا أمسى ثلاث مرات قال حقا على الله
أن يرضيه يوم القيامة ح
رواه خالد بن الحارث ومحمد بن جعفر وعفان وعمرو بن مروان عن شعبة بهذا
الإسناد وذكروا أنه لقيه في مسجد حمص

(1) في مختصر ابن منظور وأبي شامة: " لخمس ".
(2) سلمى ضبطه ابن الفرضي بالضم، قال ابن الأثير: وهو الصحيح (أسد الغابة 5 / 154.
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير 22 / 348 رقم 873 بسنده إلى أبي سلام قال: حدثني أبو سلمى راعي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
276

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر أنا
عبد الله (1) حدثني أبي نا محمد بن جعفر نا شعبة قال سمعت أبا عقيل يحدث عن
سابق بن ناجية عن أبي سلام قال
كنا قعودا في مسجد حمص إذ مر رجل فقالوا هذا خدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فنهضت
فسألته فقلت حدثنا بما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يتداوله (2) الرجال فيما بينكما قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من عبد مسلم يقول ثلاث مرات حين يمسي أو يصبح
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيا إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم
القيامة
قال (3) وحدثني أبي نا عفان نا شعبة قال أبو عقيل أخبرني قال سمعت
سابق بن ناجية من أهل الشام يحدث عن أبي سلام البرا رجل من أهل دمشق قال كنا
قعودا في مسجد حمص فذكر معناه إلا أنه قال يقول إذا أصبح وإذا أمسى رضيت بالله
ربا وبالإسلام دينا وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيا ثلاث مرات إذا أصبح وثلاث مرات وإذا أمسى إلا
كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة (4)
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال (5)
أبو سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول بخ بخ لخمس ما
أثقلهن في الميزان [* * * *] روى الوليد بن مسلم عن أبي جابر وعبد الله بن العلاء عن أبي
سلام الأسود عن أبي سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأيته في مسجد الكوفة وروى
هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام قال حدثني رجل أنه سمع
النبي (صلى الله عليه وسلم) ورواه أحمد (6) عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 9 / 44 رقم 23172 طبعة دار الفكر.
(2) بالأصل: تداوله، والمثبت عن المسند.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 9 / 44 رقم 23173.
(4) الزيادة عن مسند أحمد.
(5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 386.
(6) كذا بالأصل، وفي الجرح والتعديل: أبان.
277

مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورواه زيد بن يحيى بن عبيد عن عبد الله بن العلاء عن أبي
سلام عن ثوبان عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قراءة عن أبي الحسين الصيرفي أنا أبو
القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا الحسن بن أحمد أنا عبد الوهاب بن الحسن
أنا ابن عمير قراءة قال سمعت محمود بن سميع يقول في الطبقة الأولى وأبو سلمى
راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حمصي
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد الحاكم قال فيمن نعرف تكنيته ولا نقف على اسمه أبو سلمى راعي
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له صحبة مع النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثه في أهل الشام
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم أنا محمد بن أحمد بن عيسى أنا
عبيد الله بن محمد بن بطة قال قرئ على عبد الله بن محمد البغوي قال أبو سلمى
راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سكن الكوفة وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا وذكر له حديث كامل بن
طلحة بن عباد قال البغوي حدثني عمي نا سليمان بن أحمد قال زعموا أن اسم أبي
سلمى راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حريث
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد أنبأ شجاع بن علي أنا أبو
عبد الله بن مندة قال حريث راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عداده في الشاميين سماه حنبل بن
إسحاق عن سليمان بن أحمد الواسطي وكذلك سماه ابن أبي عاصم في الآحاد
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا أنو نعيم الحافظ أبو سلمى
راعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحب حديثه عند أبي سلام الأسود وعباد بن عبد الصمد أبو
معمر وقيل أبو سلمى اسمه حريث
8575 أبو سليمان الحرستاني (1) ويقال الخراساني
حدث عن أنس بن مالك

(1) بفتح الحاء والراء وسكون السين، نسبة إلى حرستا قرية على باب دمشق. (الأنساب).
278

روى عنه مطر بن العلاء الفزاري الغداني
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر
العمري قال أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح الأنصاري
قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرزاني أنا أبو أحمد حميد بن
زنجويه النسوي نا أبو أيوب ثنا مطر (1) بن العلاء الفزاري حدثني أبو سليمان الحرستاني
قال أتيت أنس بن مالك فسمعته يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قال حين يصبح وحين
يمسي وحين يصبح أربع مرات اللهم إني أشهدك وملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك
أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أربعا غدوة
وأربعا عشيا ثم مات دخل الجنة [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر وأبو تراب حيدرة بن أحمد إذنا قالا
أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري أنا تمام بن محمد أنا أبو الميمون نا أبو
الأصبع عبد العزيز بن سعيد الهاشمي نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ثنا مطر بن
العلاء الفزاري نا أبو سليمان الحرستاني قال
كان والدي مع أنس بن مالك بنيسابور إذ كان عليها واليا أميرا فتوفي والدي وجعل
وصيته إلى أنس بن مالك وقد احتلمت فدفع إلي ما ترك أبي فسمعته هو يقول قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قال حين يصبح وحين يمسي أربع مرات اللهم إني أشهدك وملائكتك
وحملة عرشك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا
عبدك ورسولك أربعا غدوة وأربعا عشية ثم مات دخل الجنة [* * * *]
رواه أبو الحسن علي بن داود (2) أبي وقال أبو سليمان الحرشاوي
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد قال أبو سليمان الخراساني سمع أنس بن مالك قاله البخاري
8577 أبو سليمان القرشي العامري ثم البسري
من ولد بسر أبي أرطاة (3)

(1) بالأصل: مطرف.
(2) زيادة عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل.
279

حكى عن أهل بيته
روى عنه الوليد بن مسلم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه ثنا أبو محمد الكتاني أنبأ أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا
محمد بن عائذ حدثني الوليد بن مسلم أخبرني أبو سليمان من غير واحد من كبراء أهل
بيته
أن راية بسر بن أبي أرطأة كانت بيضاء مربعة قدر ذراع في ذراع محفوفة بسواد
مضافة إلى رمحها إذا نظرت إليها قلت هذه كوة سوداء
8577 أبو سليمان العنسي
من أصحاب الأوزاعي
حكى عن سليمان بن داود الخولاني الداراني حكاية في الثناء (1) على الأوزاعي
حكى عنه عمرو بن أبي سلمة
ويغلب (2) على ظني أنه أبو سليمان الداراني فإن (3) كان هو (4) فاسمه عبد الرحمن بن
أحمد بن عطية وقد تقدم ذكره
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا علي بن محمد بن طوق
الطبراني أنا عبد الحبار بن عبد الله بن محمد الخولاني (5) نا الهروي نا ابن البرقي
قال وأخبرني أبو سليمان العنسي من أصحاب الأوزاعي قال دخل سليمان بن داود
الخولاني من باب مسجد ذكره ابن البرقي فرأى الأوزاعي يصلي فقال ما رأيت أحدا أشبه
بصلاة عمر بن عبد العزيز من هذا وهو يشير إلى الأوزاعي
قال ابن عساكر (6) كذا فيه وقد أسقط من ذكره عمرو بن أبي سلمة بين ابن البرقي
وأبي سليمان

(1) تقرأ بالأصل: " البنا " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(2) تقرأ بالأصل: " ونقل بن علي " صوبنا الجملة عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " قال " والمثبت عن ابن منظور وأبي شامة.
(4) في مختصر أبي شامة: أباه.
(5) الخبر رواه عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص 88.
(6) زيادة منا.
280

8578 أبو سليمان الداراني
اسمه عبد الرحمن بن أحمد بن عطية تقدم ذكره في حرف العين
8579 أبو سليمان السعدي المفسر
اسمه محمد بن عبد الله بن سليمان تقدم ذكره
8580 أبو السمراء الغساني (1)
اسمه العلاء بن عاصم تقدم ذكره في حرف العين
8581 أبو سمال الأسدي
اسمه سمعان بن هيبرة تقدم ذكره في حرف السين
8582 أبو سنان الدمشقي (2)
روى عن معاذ بن جبل
روى عنه إسحاق بن نوح
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنبأ أبو الحسين زيد بن
عبد الله بن محمد النوحي البلوطي نا أبو إسحاق إبراهيم بن حاتم التستيري الزاهد نا
أبو (3) إسحاق إبراهيم بن جعفر بن حمدان التستري نا عبد الله بن أحمد بن عبد الله
اللخمي نا أبي نا أحمد بن عطاء الهجيمي نا عمرو بن عمر عن إسحاق بن نوح عن
أبي سنان الدمشقي عن معاذ بن جبل أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول رحم الله عبدا أخذ من بدنه
لآخرته فأذاب لحمه وأجف جلده فيوشك أن يأتي يوم هبط كل كبد جائعة طال جوعها في
الدنيا وعريها فإن أفضل الناس كل جائع عاري [* * * *]
هذا حديث منكر وفي إسناده عدة مجاهيل
8583 أبو سنان القسملي
اسمه عيسى بن سنان تقدم ذكره في حرف العين

(1) رسمها بالأصل: " العياني " والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في كتابنا في تاريخ مدينة دمشق 47 / 219 رقم 5470
طبعة الدر.
(2) ترجمته في ميزان الاعتدال 4 / 534.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
281

8584 أبو سهل ويقال أبو سهيل الأسود
مولى مروان بن الحكم وحاجبه له ذكر
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (1) وحاجبه يعني مروان أبو سهل الأسود مولاه
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى
قالا أنا أبو القاسم الصيدلاني ثنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على
علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش وكان مروان يأذن عليه مولاه
أبو سهل الأسود
8585 أبو سهيل الأصبحي
عم مالك بن أنس نافع بن مالك تقدم ذكره في حرف النون
8586 أبو سهيل (2)
اسمه عبد العزيز بن سهيل تقدم ذكره في حرف العين
8587 أبو سلام الحبشي
اسمه ممطور تقدم ذكره في حرف الميم
8588 أبو سيار
ولاه عمر بن عبد العزيز بعض جباية الصدقات
حكى عن عمر
حكى عنه أبو إسحاق
ذكر أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة (3) أخبرني محمد بن عيسى الأنصاري

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 263 (ت. العمري).
(2) ما بين معكوفتين استدركت عن هامش الأصل.
(3) بالأصل: " عربة " راجع ترجمته في سير الاعلام 15 / 75.
282

عن عبد الله بن محمد بن عائشة عن أبي إسحاق عن أبي سيار قال ولاني عمر بن
عبد العزيز صدقة فقلت أين (1) أدفعها يا أمير المؤمنين قال إلى من مد يده إليها فإن كان
غنيا عنها فأحوجه الله إليها وإن كان محتاجا إليها فأغناه الله عنها
" حرف الشين "
8589 أبو شبيب
أحد الصلحاء من أهل غوطة دمشق
حكى عن أبي موسى الساوي
حكى عنه أبو محمد المعيوفي وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي البردعي وغيره
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا سهل بن بشر الإسفرايني أنا
محمد بن إسماعيل بن القاسم بن الحسن الحداد ثنا (2) ثنا أبو علي محمد بن
الحسين بن أحمد بن بكر الطبراني ثنا عمي أبو أحمد عبد الله بن بكر حدثني علي بن
محمد المعيوفي
حدثني عمي (3) وأبو محمد المعيوفي رحمهما الله أنهما حضرا أبا شبيب شيخا من
أهل الغوطة وكان وليا من أولياء الله فقال لهما نفسي تطالبني منذ ثلاثين سنة بشئ من
الفريك فلما كان هذا اليوم أطعمتها إياه قال فقلنا له يا أبا شبيب تحب أن تطعمنا (4)
منه قال قوموا إلى تلك القلنسوة ففيها شئ منه قال عمي فقمت إلى القلنسوة فجئت
بها (5) وفيها شئ من بزر الخبيز قد فركه ونقاه قالا فأكلناه فما علمنا أنا طعمنا شيئا قط ألذ
منه وأنه قد جمع فيه طعم كل شئ طيب
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبد العزيز العباسي أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن
الحافظ ثنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا علي بن عبد الله بن جهضم حدثني

(1) في مختصر ابن منظور ومختصر أبي شامة: فقلت: إلى من أدفعها.
(2) كلمة بدون إعجام بالأصل وصورتها: " ساسارمن ".
(3) كذا بالأصل ومختصر أبي شامة، وفي مختصر ابن منظور: عمر.
(4) بالأصل: " تطعمها " والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(5) بالأصل: منها، والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
283

أبو العباس أحمد بن محمد بن علي البردعي قال سمعت أبا شبيب يقول كنا عند أبي
موسى الساوي فمر له كلام حسن فقال في آخره أستغفر الله إن كنا صادقين فإنا حمقى
وإن كنا كاذبين فإنا هلكى
8590 أبو شراحيل
شهد حصار دمشق مع عبد الله بن علي وكان على (1) تقدم ذكره في ترجمة
جبريل بن يحيى
8591 أبو شريف الأسدي (2)
وجهه معاوية وغيره إلى حجر بن عدي الكندي بعذراء فقتله هو وجماعة معه له ذكر
8592 أبو الشعثاء
اسمه سليم بن أسود المحاربي تقدم ذكره في حرف السين
8593 أبو الشعثاء القشيري (3)
شاعر متقدم
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر عن أبيه قال
قال أبو الشعثاء القشيري يذم يزيد بن الوليد وبني أمية
* أمية هذا ما جنته أكفكم * فسقيا ورعيا للفضل اللجب
تعاورتموه بالسيوف سفاهة * فصرتم حديثا بين شرق ومغرب
نصحت فلم يقبل وليد نصيحتي * فأصبح شلوا بين ذيب وثعلب
وأدرك منه ما أراد ابن عمه * وكان ابن عم لم يغب
فقلت أمير المؤمنين سفاهة * فدونك ما استحليته الدهر فاشرب
مستحلب سما ناقعا (4) * فأحسن فضله يزيد ولا تغضب
فلست (5) يزيد زعمت الحق في * ذاك نواضح يلوح لعيني كل عز وأشيب

(1) كلمة غير معجمة بالأصل وصورتها: مرسق.
(2) رسمها بالأصل: " السعسدي " وفوقها ضبة، والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(3) كذا بالأصل، وليست " بن " في مختصر أبي شامة.
(4) كذا.
(5) غير مقروءة بالأصل.
284

فسر إلى مروان فاتيه ناصرا * وفي الصديق منجاة وفي (1)
ففروا فلا يغني الفرار من الردى * إذا لحقت هيجاء ذات تلهب
بكل حسام مشرفي كأنه * حقيقة برق في يدي متلبب
فمن مبلغ مروان عني رسالة * ومروان قرن في الوغا لا يكذب *
8594 أبو شعيب الحضرمي
أظنه من أهل بيت المقدس ويقال أبو الأشعث
روى عن عمر بن الخطاب وأبي أيوب الأنصاري وأظنه شهد الجابية مع عمر
روى عنه عثمان بن أبي سودة وأبو سنان عيسى بن سنان القسملي وأظن أبا سنان
لم يلقه وإنما يروي عن عثمان عنه
أنبأنا أبو سعد المطرز (2) وأبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن
أحمد (3) نا بكر بن سهل نا عمرو بن هاشم البيروتي (4) ثنا الهقل بن زياد عن
الأوزاعي عن عثمان بن أبي سودة عن أبي شعيب الحضرمي عن أبي أيوب الأنصاري
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا تغوط أحدكم فليستنج بثلاثة أحجار فإن ذلك
كافية [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب
وأخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبو محمد الجوهري
قالا أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد (5) حدثني أبي ثنا أسود بن عامر
نا حماد بن سلمة عن أبي سنان (6) عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب
أن عمر بن الخطاب كان بالجابية فذكر فتح بيت المقدس فقال قال أبو سلمة
فحدثني أبو سنان عن عبيد بن آدم قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لكعب أين ترى أن

(1) لفظتان غير مقروءتين بالأصل.
(2) بدون إعجام بالأصل وفوقها ضبة.
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير 4 / 174 رقم 4055.
(4) بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن المعجم الكبير.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 88 رقم 261 طبعة دار الفكر.
(6) رسمها بالأصل: " سسار " والمثبت عن المسند.
285

أصلي فقال إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك فقال
عمر ضاهيت اليهودية لا ولكن أصلي حيث صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتقدم إلى القبلة
فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس الناس
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بقراءتي عليه عن أبي جعفر بن المسلمة
عن أبي الحسن محمد بن عمر بن محمد بن حميد بن بهتة أنبأ أبو بكر محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا موسى بن إسماعيل نا حماد بن سلمة أنبأ أبو
سنان عن عبيد بن آدم وأبي مريم وأبي شعيب
أن عمر بن الخطاب كان بالجابية فقدم خالد بن الوليد إلى بيت المقدس فقالوا له ما
اسمك قال أنا خالد بن الوليد قالوا وما اسم صاحبك قال عمر بن الخطاب قالوا
انعته لنا فنعته قالوا أما أنت فلست تفتحها ولكن عمر فإنا نجد في الكتب كل مدينة تفتح
قبل الأخرى وكل رجل يفتحها بنعته وإنا نجد في الكتاب أن قيسارية (1) تفتح قبل بيت
المقدس فاذهبوا فافتحوها ثم تعالوا بصاحبكم
فكتب خالد إلى عمر بذلك فشاور عمر الناس فقال إنهم أصحاب كتاب وعندهم
علم فما ترون فذهبوا إلى قيسارية ففتحوها وجاؤوا إلى بيت المقدس (2) فصالحهم
فدخل عليهم وعليه قميصان سنبلانيان فصلى عند كنيسة مريم ثم بزق في أحد قميصه فقيل
ابزق فيها فإنها يشرك فيها بالله فقال إن كان يشرك فيها بالله فإنه يذكر الله فيها كثيرا ثم
قال لقد كان عمر غنيا أن يصلي عند وادي جهنم
قال أبو سنان حدثني عبيد بن آدم قال سمعت عمر يقول لكعب أين ترى أن
أصلي قال إن أخذت عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك يعني
المسجد الحرام فقال عمر ضاهيت اليهودية ولكن أصلي حيث صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة
أسري به فتقدم إلى قبلة المسجد فصلى ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه وكنس
الناس
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنبأ أبو بكر الصفار أنا ابن منجويه أنا أبو أحمد أنا
محمد بن المسيب أنا إسحاق حدثني الحارث بن أسد والربيع بن سليمان قالا حدثنا

(1) قيسارية: بلد على ساحل بحر الشام تعد في أعمال فلسطين، بينها وبين طبرية ثلاثة أيام (معجم البلدان).
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لاقتضاء السياق عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
286

بشر بن بكر نا الأوزاعي نا (1) ابن أبي سودة حدثني أبو شعيب الحضرمي قال سمعت
أبا أيوب الذي نزل عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله بن عبد الملك قالا أنا
عبد الرحمن بن محمد أنا حمد إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال (2)
أبو شعيب الحضرمي روى عن أبي أيوب الأنصاري في الاستنجاء روى الأوزاعي عن
عثمان بن أبي سودة عنه (3) سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر أنا أبو بكر أنا ابن منجويه أنا الحاكم قال أبو شعيب ويقال أبو
الأشعث الحضرمي سمع أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري روى عنه عثمان بن أبي سودة
حديثه في الشاميين
8595 أبو شمر بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن شيبة بن مرثد
ابن ينكف بن ينوف بن شرحبيل (4) الحمد بن معدي كرب
ويقال ابن شرحبيل بن لهيعة بن عبد الله وهو مصبح بن عمرو
ابن ذي أصبح واسمه الحارث بن مالك بن زيد بن غوث بن سعد
ابن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية
ابن جشم بن عبد شمس بن وائل (5) بن عوف بن حمير بن قطن بن عوف
ابن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ الأصبحي أخو كريب بن أبرهة (6)
يقال إن له صحبة وهو مصري أخذه معاوية في الرهن وسجنه وقيل إن أبا شمر
وفد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) زيادة منا لتقويم السند.
(2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 389.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن الجرح والتعديل، مكانها فراغ بالأصل.
(4) بدون إعجام بالأصل، وصورتها: " سسب ".
(5) بالأصل: " زائد "، والمثبت عن نسب أخيه فيما تقدم.
(6) تقدمت ترجمته في كتاب تاريخ مدينة دمشق طبعة الدار 50 / 112 رقم 5807.
287

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (1) أخبرني الحارث بن مسكين عن ابن وهب
وأخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أحمد بن ثابت الحافظ
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله قالا أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله نا يعقوب نا ابن بكير وأبو الطاهر قالا أنا ابن وهب عن ابن
لهية عن الحارث بن يزيد (2)
أن عبد الله بن سعد غزا الأساود (3) سنة إحدى وثلاثين فاقتتلوا قتالا شديدا فأصيبت
يومئذ عين معاوية بن حديج وأبي شمر بن أبرهة وحيويل بن ناشرة الكنعي فسموا رماة
الحدق (4) فهادنهم عبد الله إذ لم يطقهم زاد الحارث بن مسكين في روايته فقال
الشاعر يومئذ
* لم تر عيني مثل يوم دمقله (5) * الخيل تعدو بالدروع مثقله *
وفي رواية الحارث الأساودة بزيادة هاء وفيها الضمري بدل الكنعي والصواب
الكنعي وهم بطن من معافر
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله
قالا أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله نا يعقوب نا ابن بكير عن الليث بن
سعد
أن ابن أبي حذيفة خرج من مصر واستخلف وخرج معه قتلة عثمان بأعيانهم
فقذفهم معاوية في سجن له فكسروا السجن وخرجوا وأبى أبو شمر أن يخرج من السجن
وقال لا أكون دخلته أسيرا وأخرج منه آبقا فأقام في السجن (6) وجعل معاوية جعلا لمن

(1) رواه أبو زرعة الدمشقي 1 / 185 - 186.
(2) هو أبو عبد الكريم الحضرمي المصري، الحارث بن يزيد، ترجمته في تهذيب التهذيب 2 / 163.
(3) الأساود هم أهل النوبة، راجع معجم البلدان وفتوح مصر وأخبارها ص 118.
(4) تحرفت بالأصل إلى: " الخندق " والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.
(5) بالأصل: " يوم المقلة " والمثبت عن تاريخ أبي زرعة. ودمقلة: مدينة كبيرة في بلاد النوبة، وهي منزلة ملك النوبة
على شاطئ النيل. وذكر ياقوت البيت لشاعر المسلمين.
(6) الإصابة 4 / 103.
288

يأتيه برؤوسهم فقتل ابن أبي حذيفة وأصحابه
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنبأ أبو عبد الله بن مندة
قال قال لنا أبو سعيد بن يونس أبو شمر بن أبرهة بن الصباح الأصبحي يقال له
صحبة يوجد ذكره في الأخبار (1) وفي الحديث ويقال قتل أبو شمر مع معاوية بصفين
8596 أبو شيبان العبسي (2) ويقال مولى بسر بن أبي أرطأة
والد إبراهيم بن أبي شيبان يقال اسمه يزيد وأظنه أبو رافع أو نفيع
روى عن معاوية وكان من كتاب معاوية
روى عنه ابنه إبراهيم
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وعلي بن زيد السلميان قالا أنا
نصر بن إبراهيم زاد الفرضي وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا أبو الحسن بن عوف
أنا أبو علي بن منير أنا أبو بكر بن خريم نا هشام بن عمار نا أبو إسماعيل بن إبراهيم بن
أبي شيبان العبسي ويخضب بصفرة قال سمعت أبي يقول دخلت على معاوية بن أبي
سفيان وعنده عسان من لبن (3) اللقاح فقال اشرب من أيهما شئت أما هذا فمخيض وأما
هذا فبعسل أما الذي بالعسل فبه كنا نستمشي (4) إذا كنا بالحجاز
أخبرنا أبو القاسم علي بن أبي الجن (5) وأبو الحسن بن قبيس قالا ثنا وأبو
منصور بن زريق قال أخبرنا أبو بكر الخطيب (6) أنا محمد بن أحمد بن رزق (7) نا أبو
حاتم أحمد بن عبد الله بن سهل بن خشنام البستي قدم علينا للحج نا إسحاق بن إبراهيم
قال سمعت أبو محمد البستي نا هشام بن عمار (8) نا إبراهيم بن أبي شيبان ويخضب

(1) الإصابة 4 / 103.
(2) غير واضحة بالأصل وبدون إعجام، والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(3) بالأصل: " أي " خطأ، والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(4) نستمشي أي نشرب المشي وهو دواء يسهل.
(5) الأصل: الحسن.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4 / 233 في ترجمة أبي حاتم البستي.
(7) الأصل: ورق، تحريف، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(8) تحرفت بالأصل إلى: عباد، والمثبت عن تاريخ بغداد.
289

بالصفرة (1) قال سمعت أبي يقول دخلت على معاوية وعنده شرابان فقال اشرب من
أيهما شئت إنما هذا المخيض وإنما هذا بعسل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد نا تمام بن محمد أنا أبو
عبد الله الكندي أنا أبو زرعة قال أبو شيبان العبسي روى عن معاوية
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأ
أبو القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
وأخبرنا أبو القاسم بن البانوسي (2) أنا عبد الله بن أبي الحديد أنبأ أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنبأ أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع
يقول أبو شيبان أبو إبراهيم بن أبي شيبان الدمشقي هو ذكره أبو الحسين (3) الرازي في تسمية
كتاب أمراء دمشق فقال ومنهم أبو شيبان مولى بسر (4) بن أبي أرطأة وابنه إبراهيم بن أبي
شيبان وكان أبو شيبان من كتاب سرجون فكان يدخل معه بما كتبه إلى معاوية
8597 أبو شيبة الخدري (5)
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بحديث واحد
روى عنه والد مشرس وكان فيمن غزا القسطنطينية مع يزيد بن معاوية
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا حبيب بن
الحسن وفاروق الحطابي وسليمان بن أحمد (6) في جماعة قالوا ثنا أبو مسلم الكجي
نا أبو عاصم النبيل عن يونس بن الحارث حدثني أبو مشرس أو أبو مسرح قال سمعت أبا
شيبة يقول أنا أبو شيبة الخدري سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من قال لا إله إلا الله دخل
الجنة [* * * *]

(1) كذا بالأصل، والذي في تاريخ بغداد: بالبصرة.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
(4) تحرفت بالأصل إلى: بشر.
(5) ترجمته في الإصابة 4 / 104 وأسد الغابة 5 / 168 والجرح والتعديل 9 / 390.
(6) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 22 / 313 رقم 790.
290

كذا قال أبو مسلم الكجي وهو مشرس بلا شك ولم نسمعه من أبي شيبة إنما رواه
عن أبيه عن أبي شيبة
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأ أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا عمرو بن علي نا أبو عاصم نا يونس بن الحارث الطائفي أخبرني
مشرس (1) حدثني أبي قال سمعت أبا شيبة الخدري يقول أنا أبو شيبة الخدري سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ح (2)
أخبرنا أبو الحسين بن قيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا
محمد بن يوسف بشر الهروي نا محمد بن حماد (3) أنا أبو عاصم (4) أن يونس بن
الحارث قال قدم (5) مشرس عن أبيه قال سمعت أبا شيبة الخدري يقول أنا أبو شيبة
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ح
قال ومات أبو شيبة بأرض الروم (6) تابعه جابر بن الكردي الواسطي عن أبي
عاصم وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني
أخبرنا أبو الفتح الباقلاني أنا شجاع الصوفي نا أبو عبد الله بن مندة أنا أحمد بن
محمد بن زياد نا عباس (7) بن محمد الدوري نا أبو عاصم النبيل نا يونس بن الحارث
عن مشرس عن أبيه قال سمعت أبا شيبة الخدري يقول أنا أبو شيبة الخدري سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة [* * * *]
قال وأنا محمد بن يعقوب بن يوسف نا يزيد بن محمد بن عبد الصمد نا
محمد بن عائذ
قال وأنا أحمد بن إسحاق الهروي نا علي بن محمد الحكاني الهروي نا محمد بن

(1) في الإصابة: شرس، بمعجمة ثم مهملة بينهما راء ساكنة.
(2) الإصابة 4 / 104.
(3) بياض بالأصل. ولعل مكان البياض " الدولابي " والخبر في الكنى والأسماء 1 / 38 وفيه: حدثنا إبراهيم بن يعقوب
قال: ثنا أبو عاصم قال ثنا ذلك الشيخ يونس بن الحارث.
(4) تقرأ بالأصل: " علام " والمثبت عن الكنى والأسماء.
(5) كذا وفي الكنى والأسماء: " عن ".
(6) بياض بالأصل بمقدار كلمة.
(7) تحرفت بالأصل إلى: عياش.
291

وهب بن عطية قالا نا الوليد بن مسلم ثنا سليمان بن موسى الزهري عن يونس بن
الحارث بإسناده نحوه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو محمد الكتاني (1) أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عائذ قال
الوليد بن مسلم ثنا أبو داود عن يونس بن الحارث الثقفي قال سمعت مشرسا يحدث عن
أبيه قال (2)
بينا نحن وقوف على القسطنطينية إذ هتف أبو شيبة فقال يا أيها الناس فأقبلت إليه
ومعي ناس كثير فإذا نحن برجل متقنع على دابته وهو يقول يا أيها الناس من كان يعرفني
فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو شيبة الخدري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وجبت له الجنة
ومات فدفناه مكانه [* * * *]
أبو داود هو سليمان بن موسى (3)
أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال في الطبقة الثالثة
من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بني الحارث بن الخزرج ثم من بني الأبجر واسمه خدرة بن
عوف بن الحارث بن الخزرج وزعم بعض الناس أن خدرة هي أم الأبجر أبو شيبة
الخدري لم يسم لنا ولم نجد اسمه ونسبه في كتاب نسبة الأنصار وقد روى عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا ثم ذكر حديثه عن أبي عاصم النبيل
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد (4) إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال (5)

(1) تحرفت بالأصل إلى: الكناني.
(2) رواه ابن حجر في الإصابة من هذا الوجه 4 / 104.
(3) هو سليمان بن موسى الزهري، أبو داود الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 118.
(4) تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
(5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 390.
292

أبو شيبة الخدري روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من قال لا إله إلا الله دخل الجنة حسئل أبو
زرعة عنه فقال له صحبة ولا يعرف اسمه
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو شيبة الخدري سمع النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل السعدي أنا أبو
عبد الله بن بطة قال قرئ على أبي القاسم البغوي في معجم أسماء الصحابة أبو شيبة
الخدري كان بأرض الروم وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم أنا
أبو بكر المهندس نا الدولابي قال فيمن لا نعرف له اسم أبو شيبة الخدري (1)
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنبأ أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد قال فيمن لم نقف على اسمه أبو شيبة الخدري سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) مات بأرض
الروم
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن منده
قال أبو شيبة الخدري له صحبة عداده في أهل الحجاز روى حديثه يونس بن الحارث
عن مشرس
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا أبو نعيم الحافظ أبو شيبة
الخدري حجازي حديثه عن يونس بن الحارث
8598 أبو شيبة
من صحابة عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
حكى عنه ابن أخته (2) أبو الأصبغ الأشعري
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد النجار ثنا نصر بن إبراهيم بن

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 38.
(2) تقرأ بالأصل ومختصر أبي شامة: أخيه.
293

نصر الزاهد أنبأ أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي
أنبأ أبو محمد عبد الله بن يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني
أسود بن سالم نا سعيد بن عمارة عن أبي الأضبع الأشعري عن خاله أبي شيبة وكان
حاضنا لعمر بن عبد العزيز قال
إني معه جالس بدير سمعان (1) في مجلس نرى منه الطريق فتبين لي الغضب في وجهه
فأمسكت عن حديثه حتى صعد إلينا كاتبه الليث بن أبي رقية (2) قال يا ليث يحضر معك
رجل من المسلمين وأنت ترفع (3) دابتك لا تقف عليه تسأله عن حاجته قال ما فعلته في
عسكرك إلا مرة وما عجلت إلا إليك مخافة أن تسألني عن شئ من أمر المسلمين قال
لأن عدت لم تصحبني
8599 أبو شيبة
حكى عن عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني (4)
روى عنه أحمد بن أبي الحواري
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم إذنا ثنا عبد العزيز بن أحمد قالا أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو علي الحسن بن حبيب الفقيه نا أبو الحسن محمد بن إسحاق
نا أحمد بن أبي الحواري حدثني أبو شيبة قال
عرض لأبي سليمان حاجة إلى شاب في داريا قال فقال لهشام يا أبا الوليد لنا إلى
فلان حاجة قال سعيت يا أبا سليمان إليه ندعوه قال فكأنه غضب وقال والله ما يسرني
أنه يطلع علي أنني أريد أن يدعى إلي والحاجة لي إليه وإن جميع ما طلعت عليه الشمس لي
قوموا بنا إليه

(1) دير سمعان: دير بنواحي دمشق (راجع معجم البلدان).
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 436.
(3) يقال: رفع البعير في السير يرفع أي بالغ.
(4) في مختصر أبي شامة: " حكى عن أبي سليمان الداراني " وكنية عبد الرحمن أبي سليمان.
294

8600 أبو شيخ بن الغرق التميمي (1)
وفد على سليمان بن عبد الملك
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنا
أحمد بن محمد بن زنجويه أنا أبو أحمد العسكري قال وللبصريين شيخ يقال له
يوسف بن الغرق وأبو شيخ بن الغرق جميعا بالغين المنقوطة والغرق اسم وهو تميمي
وفد إلى سليمان وكان لحانة حكوا أنه قرأ " غير المغضوب عليهم ولا الضالون " (2) وقد ولي
يوسف هذا قضاء عسكر مكرم (3) وقال أحمد بن حنبل سقط ما بعده من الرواية وقال
غير شيخنا رأيته وثم أكتب عنه
" حرف الصاد المهملة "
8601 أبو الصالحات
أحد قواد المعتصم وأبو الصالحات لقبه واسمه مسلم بن محمد وكنيته أبو صالح
تقدم ذكره في حرف الميم
8602 أبو صالح الأشعري (4)
من أهل الأردن (5)
قدم دمشق وسمع أبا أمامة الباهلي وأبا عبد الله الأشعري وأبا مالك الأشعري وأبا
ريحانة الأزدي
روى عنه حسان بن عطية وأبو سلام الأسود وإسماعيل بن عبيد الله (6) بن أبي
المهاجر وأبو الحصين الفلسطيني وراشد بن داود الصنعاني
أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل النوقاني أنبأ خالي أبو الفضل
محمد بن أحمد بن أبي الحسن

(1) في مختصر أبي شامة: التيمي.
(2) سورة الفاتحة، الآية: 7، وقراءة الجمهور: الضالين.
(3) عسكر مكرم: بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء: بلد مشهور من نواحي خوزستان (معجم البلدان 4 / 123).
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 300 وتهذيب التهذيب 6 / 381 وميزان الاعتدال 4 / 538.
(5) فوقها ضبة في مختصر أبي شامة.
(6) بالأصل: عبد الله، تصحيف. والتصويب عن مختصر أبي شامة.
295

قال أخبرنا أبو سعيد الصيرفي أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني
الصفار أنا ابن أبي الدنيا يحيى بن جعفر نا يزيد بن هارون أنا محمد يعني ابن
مطرف عن أبي الحصين عن أبي صالح الأشعري عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الحمى
كير من جهنم فما أصاب المؤمن كان حظه من النار [* * * *]
أخبرناه (1) عليا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان نا أبو بكر
الشافعي حدثني محمد بن غالب نا عبد الصمد بن النعمان نا أبو غسان محمد بن
مطرف عن أبي الحصين عن أبي صالح عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الحمى من
كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار [* * * *]
وروي عن إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح عن أبي هريرة
أخبرناه أبو المعالي الحسن بن محمد بن الحسن الوركاني وأبو القاسم بينمان (2) بن
محمد بن الفضل قالا أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل نا أبو بكر محمد بن جعفر
المقرئ أنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن بندار
وأخبرنا أبو إبراهيم الفتح بن أحمد بن هبة الله البنداري وأبو سعيد النعمان بن
الحسن بن علي بن منصور الخطيب وأبو عبد الله يحيى بن أحمد بن محمد بن زكريا
وأبو أحمد هبة الله بن محمد بن عمر بن الفرج البغال (3) وأبو الحسن نادر بن عبد الله
اليزدي (4) وأبو العلاء الصاعد بن عبد الله بن حمد بن جنة (5) قراءة وأبو (6)
محمد بن أحمد الواعظ لفظا قالوا أنا أبو مطيع محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز
المصري أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه قراءة عليه أنا أبو محمد
عبد الله بن الحسن بن بندار المديني
أخبرنا أبو الفضل مسعود بن محمد بن أحمد المديني القاضي بجي أنا روح بن

(1) من هذا الوجه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 301 في ترجمة 8029 أبي صالح الأشعري.
(2) كذا بدون إعجام بالأصل، أعجمت عن مشيخة ابن عساكر 34 / ب.
(3) كذا رسمها بالأصل، وليست في مشيخة ابن عساكر 237 / ب.
(4) قارن مع مشيخة ابن عساكر 229 / أ.
(5) قارن مع مشيخة ابن عساكر 81 / ب.
(6) بياض بالأصل بمقدار كلمة، ولم أعثر عليها في المشيخة.
296

محمد بن عبد الواحد نا علي بن يحيى الإمام أنا عبد الله بن الحسن بن بندار المديني
ثنا محمد بن إسماعيل الصانع نا أبو أسامة ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن
إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه عاد
مريضا ومعه أبو هريرة من وعك كان به فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبشر إن الله يقول هي
ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار [* * * *]
قوله عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهم من أبي أسامة إنما هو عبد الرحمن بن
يزيد بن تميم والحديث محفوظ عنه
أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري أنا محمد بن عبد العزيز بن
محمد قال أنا أبو محمد بن أبي شريح نا يحيى بن محمد بن صاعد نا محمد بن
هارون نا أبو المغيرة نا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم حدثني إسماعيل بن عبيد الله (1)
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) يعود رجلا من أصحابه وعلي وأنا معه فقبض على يده فوضع يده
على جبهته وكان يرى ذلك من تمام عيادة المريض ثم قال إن الله يقول هي ناري أسلطها
على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار [* * * *]
ورواه سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل فجعله من قول كعب
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله نا يعقوب (2) حدثني أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا أبو
حفص (3) عن سعيد عن إسماعيل قال
مرضت فعادني أبو صالح الأشعري فحدثني عن كعب (4) قال الحمى كير من النار
يبعثه الله على عبده المؤمن في الدنيا فتكون حظه من نار جهنم
وأخبرناه عاليا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل البوسنجي بهراة أنا

(1) تحرفت بالأصل إلى: عبد الله.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 483.
(3) هو عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 124.
(4) يعني كعب الأحبار.
297

أبو بكر بن خلف بنيسابور أنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أنبأ
أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار المعروف بالخشاب (1) نا محمد بن
يحيى نا أبو مسهر نا سعيد يعني ابن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله قال
مرضت فعادني أبو صالح الأشعري فحدثني عن كعب قال الحمى كير من
النار يبعثها الله على عبده المؤمن في الدنيا فتكون حظه من نار جهنم
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد الحاكم أنا أبو العباس الثقفي نا عبد الله بن سعيد نا أيوب بن سويد الرملي أبو
مسعود عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي صالح الأشعري قال
أتيت بيت المقدس فلقيت أبا ريحانة (2) فذكرت الحجاج فصليت عليه فقال لي
هلكت أبا صالح ثلاثا إني لأجد في بعض ما أنزل من الكتب الأبتر القصير قصره (3)
صاحب العراقين مبدل السنة غير السنة والملة غير الملة يلعنه أهل السماء وأهل الأرض
ويل له وويل لمن أحبه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقا نا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت يحيى يقول أبو صالح الأشعري روى
عنه حسان بن عطية
قال وأنا ابن (4) السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا ثنا محمد نا عباس قال (5)
سمعت يحيى يقول أبو صالح الأشعري الذي يروي عنه أبو غسان المديني عن أبي
الحصين عن أبي صالح الأشعري أبو صالح هذا مولى عثمان
قال ابن عساكر (6) قلت إذا كان أشعريا فكيف يكون مولى عثمان إلا أن يكون
أصابه سباء في الجاهلية

(1) بدون إعجام بالأصل، راجع ترجمته في سير الاعلام 15 / 284.
(2) اسمه شمعون بن زيد بن خنافة - وقيل شمغون المعجمة له صحبة، مشهور بكنيته أبي ريحانة، الأزدي،
ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 395.
(3) كذا في تهذيب الكمال 8 / 395.
(4) بالأصل: " أبو السفا ".
(5) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 300.
(6) زيادة منا.
298

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال (1) أبو صالح الأشعري شامي سمع أبا ريحانة وأبا
عبد الله وروى عن أبي أمامة روى عنه حسان بن عطية وأبو سلام الأسود سمعت أبي
يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن حلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو صالح الأشعري
سمع أبا ريحانة روى عنه حسان بن عطية
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا تمام بن محمد أنا أبو عبد الله
الكندي نا أبو زرعة قال في طبقة تلي الطبقة العليا قدم أبو صالح الأشعري
قال وأنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال أبو صالح
الأشعري شامي من أصحاب كعب الأحبار
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو
القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول أبو صالح
الأشعري أزدي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قال أنا ابن الفضل أنا
عبد الله نا يعقوب قال أبو صالح الأشعري روى عنه حسان بن عطية
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي أنا رشأ بن
نظيف أنا محمد بن إبراهيم بن محمد أنا محمد بن محمد بن داود نا عبد الرحمن بن
يوسف بن سعيد قال أبو صالح الأشعري روى عنه إسماعيل بن عبيد الله بن أبي
المهاجر وغيره

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 390.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 478.
299

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عبد الباقي بن محمد بن غالب أنا أحمد بن
محمد بن عمران بن الجندي نا عبد الله بن سليمان الأشعث في ذكر من يكنى أبا
صالح أبو صالح الأشعري روى عن أبي هريرة حدث عن شيبة بن الأحنف
وإسماعيل بن عبيد الله
قال ابن عساكر (1) كذا قال وشيبة إنما يروي عن أبي سلام عنه
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله الخلال قالا أنا ابن مندة أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأ أبو طاهر أنبأ علي
قالا أنا أبو (2) محمد قال (3) سألت أبي عن أبي صالح الأشعري فقال لا بأس
به وسئل أبو زرعة عن أبي صالح الأشعري فقال روى عنه حسان بن عطية وأبو سلام
الأسود وإسماعيل بن عبيد الله ولا يعرف اسمه
8603 أبو صالح
كاتب الليث اسمه عبد الله بن صالح تقدم ذكره في حرف العين
8604 أبو صالح الدمشقي
حكى عنه أبو حمزة محمد (4) بن إبراهيم الدمشقي الصوفي وذكر أنه كان من
الآمرين بالمعروف
8605 أبو صالح بن جميع الصيداوي
سمع محمد بن أحمد الجلاب بصيدا أبياتا تقدمت في ترجمة الجلاب
8606 أبو صالح الجسريني (5)
حدث عن ذؤالة بن محمد

(1) زيادة منا.
(2) زيادة منا للايضاح.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
(4) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(5) الجسريني نسبة إلى جسرين بكسر الجيم والراء وسكون السين، من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
300

روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سنان حديثا تقدم في حرف الذال في
ترجمة ذؤالة
8607 أبو صالح المتعبد
الذي ينسب إليه المسجد الذي خارج الباب الشرقي
صحب أبا بكر بن سيد حمدويه وتأدب به وحكى عنه واسم أبو صالح مفلح بن
عبد الله
روى عنه الموحد بن إسحاق ابن البري وأبو الحسن علي القجة قيم المسجد وأبو
بكر محمد بن داود الدينوري الدقي
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي (1) أنبأ أبو سعد علي بن
عبد الله بن الصادق الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بالويه الشيرازي قال
سمعت الحسين بن أحمد الفارسي يقول سمعت الدقي يقول
سمعت أبا صالح الدمشقي يقول كنت أدور في جبل اللكام (2) أطلب الزهاد والعباد
فرأيت رجلا عليه مرقعة جالسا على حجر مطرقا إلى الأرض فقلت له يا شيخ ما تصنع ها
هنا قال أنظر وأرعى فقلت له ما أرى في يديك إلا الحجارة فما الذي تنظر وترعى
قال فتغير لونه ثم نظر إلي مغضبا وقال أنظر خواطر قلبي وأرعى أوامر ربي (3) وبحق
الذي أظهرك علي ألا جزت عني فقلت له كلمني (4) بشئ أنتفع به حتى أمضي
فقال من لزم الباب أثبت في الخدم ومن أكثر ذكر الذنوب أكثر الندم ومن استغنى بالله
أمن العدم ثم تركني ومضى
قال وسمعت أبا صالح يقول الدنيا حرام على القلوب حلال على
النفوس لأن كل شئ يحل لك أن تنظر إليه بعين رأسك فيحرم عليك أن تنظر إليه بعين
قلبك

(1) الأصل: " البروحركبي " تصحيف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 169 / ب.
(2) جبل اللكام: جبل مشرف على أنطاكية (معجم البلدان).
(3) كلمة غير واضحة بالأصل، وليست في مختصري ابن منظور وأبي شامة، والكلام متصل فيهما، والمعنى تام.
301

قال وسمعته يقول البدن لباس القلب والقلب لباس الفؤاد والفؤاد لباس الضمير
والضمير لباس السر والسر لباس المعرفة
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم و (1) أبو الوحش سبيع بن المسلم وغيرهما
قالوا ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسن عبيد الله بن الحسن بن الوراق إجازة نا
موحد (2) بن البري حدثنا أبو صالح قال
أقمت ستة أيام أو سبعة لم آكل ولم أشرب ولحقني عطش عظيم فخرجت إلى
النهر الذي من وراء المسجد فقعدت أنظر إلى الماء فخطر بقلبي قوله " وكان عرشه على
الماء " (3) فذهب ما بي من العطش وانصرفت فأقمت تمام عشرة أيام
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين
الطوسي أنبأ أبي أبو الحسن نا أبو سعد الماليني قال سمعت أبا بكر أحمد بن
عبد الله بن المنتصر الأندلسي يقول أخبرنا أبو الفرج الموحد بن إبراهيم بن إسحاق بن
البري قال قال لي أبو صالح مفلح بن عبد الله أقمت أربعين يوما ما شربت فلما مضى
أربعون يوما أخذ بيدي الشيخ أبو بكر محمد بن سيد حمدويه وحملني إلى بيته فأخرج لي
ماء وقال اشرب فشربت فحكت لي امرأته أنه قال لها اشربي فضلة رجل له أربعون يوما
ما شرب ماء قال أبو صالح وما أطلع على تركي لشرب الماء أحد إلا الله
قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنائي قال سمعت أبا الحسن علي بن
محارب يقول سمعت أبا الحسن علي المعروف بالقجة القيم يقول كنت عند أبي صالح إذ
جاءه رجل فانكب عليه وقبل رأسه وقال أيها الشيخ كان لي كيس فيه أربع مائة درهم وقد
افتقدته ولم يفتح لي دكان فقال امض إلى الجب توضأ للصلاة وصل ركعتين فإن الله يرد
عليك الكيس فمضى الرجل فتوضأ ودخل المسجد إلى الموضع الذي رسم له الشيخ وصلى
ركعة فلما قام إلى الثانية قطع الصلاة ومضى يعدو فقال الشيخ قد رد عليه الكيس إلا
أنه ما أتم الصلاة فغاب ساعة ورجع فجاء إلى الشيخ فقبل رأسه وقال إلى الله وإليك

(1) زيادة لازمة.
(2) بالأصل هنا: " عمر " وفي مختصر أبي شامة أيضا: " عمر ".
(3) سورة هود، الآية: 7.
302

المعذرة ذكرت أني كنت قد طمرته في زنبيل (1) الملح وكنت قبل أن (2) أجيئك قد
أخرجت زنبيل الملح على باب الدكان فخشيت أن يجئ إنسان فيأخذه فقال له الشيخ
امض فتمم الصلاة
أخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن مقاتل قال قرئ على جدي وأنا أسمع عند
أبي علي الحسن بن علي المقرئ ونقلته أنا من خط المقرئ قال أخبرنا طلحة بن أسد
الرقي قال قال أبو الفرج الموحد بن إسحاق بن إبراهيم بن سلامة بن البري وأبو صالح
سنة ثلاثمائة وثلاثين يعني مات
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو
سليمان بن زبر قال سنة ثلاثين وثلاثمائة أبو صالح الصوفي في جمادى (3) الأول يعني
مات (4)
8608 أبو الصباح بن سوادة
كان عند عمر بن عبد العزيز وهو خليفة وحكى عنه
حكى عنه والد أبي ربيعة (5) الكندي
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصري (6) قال أخبرنا أبو
القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (7) المؤدب أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا
أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه (8) أنبأ أبو الدحداح أحمد بن محمد بن
إسماعيل التميمي ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا أبو توبة يعني
الربيع بن نافع نا أبو ربيعة من ولد عدي بن عدي حدثني أبي نا أبو الصباح بن سوادة
قال رأيت عمر بن عبد العزيز إذا جلس على المنبر جثوا بالبكاء حوله قبل أن يتكلم

(1) الزنبيل: الوعاء يحمل فيه، وقيل هو الجراب.
(2) سقطت من الأصل ومختصر أبي شامة، وأضيفت عن مختصر ابن منظور.
(3) رسمها بالأصل: حرى، والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(4) راجع العبر للذهبي والبداية والنهاية، وفيات سنة 330.
(5) بالأصل: الواني وتبعه الكندي، كذا، صوبنا الاسم عن مختصر أبي شامة.
(6) قارن مع مشيخة ابن عساكر 234 / ب.
(7) بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة.
(8) رسمها بالأصل: " لسرسونه " والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 234 / ب.
303

8609 أبو صفوان الأموي
اسمه عبد الله بن سعيد بن عبد الملك تقدم ذكره في حرف العين
8610 أبو صفوان بن علقمة الرعيني
أحد الزهاد
حكى عن الأوزاعي ويحيى بن حمزة القاضي
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري
أخبرنا خالي (1) القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى أنا أبو القاسم علي بن محمد
ابن أبي العلاء أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري أنا أبو عمر محمد بن فضالة
القرشي أنا أبو عبد الرحمن محمد بن العباس بن الدرفس (2) نا أحمد بن أبي
الحواري (3) نا أبو صفوان عن يحيى قال
شهدت (4) عمرو بن عبيد ويونس بن عبيد يتناظران (5) في المسجد الحرام في قول
الله " إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله " (6) فقالا قالت عائشة كل روعة
تمر بقلب ابن آدم يخوف من شئ لا يحل به فهو كفارة لكل ذنب هم به فلم يفعله (7)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ أنا (8) أبو
عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الحناط ثنا أحمد بن أبي
الحواري قال
سمعت أبا سليمان الداراني يقول لأبي صفوان أي شئ أول حدود الزهد فقال أبو
صفوان استصغار الدنيا فقال له أبو سليمان إذا كان هذا أوله فأي شئ يكون أوسطه

(1) بالأصل: " أبي " قارن مع مشيخة ابن عساكر 219 / ب.
(2) بياض بالأصل، وهو: محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس روى عن أحمد بن أبي الحواري، راجع ترجمة
أحمد في تهذيب الكمال 1 / 179.
(3) بياض بالأصل، والصواب ما أثبت، راجع أول الترجمة.
(4) تحرفت بالأصل، " سهل بن " والتصويب عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(5) بياض بالأصل، استدركت اللفظة عن مختصري أبي شامة وابن منظور.
(6) سورة البقرة، الآية: 284.
(7) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن ابن منظور وأبي شامة.
(8) زيادة لازمة.
304

وأي شئ يكون آخره قال له أبو صفوان إن زهد في شئ من الدنيا ثم تمنعه بعد نفسه
فإذا بلغ الغاية استصغر الدنيا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو محمد عبد الله بن
يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا عبد الصمد بن أبي زيد نا ابن أبي الحواري قال
سمعت أبا سليمان سأل أبا صفوان يعني الرعيني أي شئ أول حدود الزهد فقال له أبو
صفوان استصغار الدنيا
قال أبو سعيد سمعت جماعة ممن ينسب إلى علم ذلك يقولون أول الزهد إخراج
قدرها من القلب وآخره خروج قدرها حتى لا يقوم لها في القلب قدر ولا يخطر بباله رغبة
فيها ولا زهد فيها لأن الرغبة والزهد لا يكونان إلا فيما قام قدره في القلب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا
أبو (1) القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا أبو (6) الحسن بن سميع يقول في الطبقة
السادسة أبو صفوان الرعيني
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي أنا أبو علي الأهوازي
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأ سهل بن بشر أنبأ طرفة بن أحمد قالا أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الجهم بن طالب ثنا أحمد هو ابن أبي الحواري قال
قلت لأبي صفوان الرعيني أيما أحب إليك يجلس ويجوع ويفكر أو يأكل ويقوم يصلي
قال يأكل ويقوم يصلي ويفكر في صلاته أحب إلي فحدثت به مروان فأعجبه وحدثت به
أبا سليمان فقال صدق أبو صفوان التفكر (2) في صلاة خير منه في غير صلاة لأنه في
الصلاة عملان وهو في غير الصلاة عمل وعملان أفضل من عمل واحد فحدثت به
بشر بن السري بمكة فأخذ حصاة من المسجد (3) الحرام بمنزلة القمح فقال لأن أنال من
الجوع الذي وصفت مثل هذه أحب إلي من طواف الطائفين وصلاة المصلين وحج
الحاجين وغزو الغازين

(1) سقطت من الأصل.
(2) في مختصر أبن منظور: التفكير.
(3) بالأصل: مسجد الحرام.
305

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين أنبأ أبو محمد بن يوسف
أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي نا جعفر بن أحمد بن عاصم ثنا ابن أبي الحواري قال قلت
لأبي صفوان الرعيني الدنيا التي ذمها الله في القرآن ينبغي للعاقل أن يجتنبها قال كل ما
عملت في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم وكل ما (1) أصبت منها تريد به الآخرة فليس منها
فحدثت بها مروان فقال الفقه على ما قال أبو صفوان
أخبرنا أبوا (2) محمد بن عبد الله بن أحمد بن عمر وعبد الكريم بن حمزة إجازة
قالا نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين (3) بن بشران أنا الحسن بن صفوان أنا (4)
ابن أبي الدنيا حدثني من سمع ابن أبي الحواري قال قلت لأبي صفوان الرعيني بمكة
وكان سفيان بن عيينة يجئ فيسلم عليه ويقف عليه الدنيا التي ذمها الله في القرآن التي ينبغي
للعاقل أن يجتنها قال كل ما أصبت في الدنيا تريد به الدنيا فهو مذموم وكل ما أصبت فيها
تريد به الآخرة فليس منها
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري نا
عبد الرحمن بن عمر بن نصر نا أحمد بن سليمان بن حذلم نا أبو زرعة نا أحمد بن
أبي الحواري قال قلت لأبي صفوان الرعيني إن نفسي تنازعني الصمت قال فإن كنت
صادقا فتكلم فيما يعنيك ودع ما لا يعنيك
8611 أبو الصلت أو والد الصلت المروزي التوذي (5)
وفد على عمر بن عبد العزيز حكى عنه ابنه الصلت
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني
أنا أبو عبد الله بن منده أنبأ أبو العباس القاسم بن عبد الله بن مهدي السياري قال قال
جدي أحمد بن سيار حدثنا رافع بن أشرس أبو عبد الله نا صلت التوذي قال حدثني
أبي قال

(1) بالأصل: وكلما.
(2) بالأصل: " أبو " راجع مشيخة ابن عساكر 89 / أ و 122 / ب.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
(4) زيادة لازمة.
(5) التوذي بضم التاء المنقوطة باثنتين وفي آخرها الذال المعجمة وهذه النسبة إلى توذ من قرى مرو (راجع الأنساب،
ومعجم البلدان).
306

وفدنا إلى عمر في (1) وادي مرو
قال وقال أحمد بن سيار أبو الصلت شيخ من أهل مرو من قرية يقال لها توذ وكان
ممن وفد علي عمر بن عبد العزيز ولم يرو عنه إلا ابنه
كذا قال أحمد بن سيار فلا أدري أراد بقوله أبو صلت أنه يكنى أبا الصلت أو أراد
والد الصلت
" حرف الضاد "
8612 أبو ضمرة الليثي
اسمه أنس (2) بن عياض تقدم ذكره في حرف الألف
" حرف الطاء "
8613 أبو طالب بن عبد مناف وقيل شيبة بن عبد المطلب
شيبة الحمل بن هاشم (3)
واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن غالب بن فهر بن
مالك بن النضر بن كنانة عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قدم بصرى مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وحكى عنه
حكى عنه ابنه علي وأبو رافع مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقيل أنه أسلم ولا يصح اسلامه وقد
تقدم ذكر وفوده في صدر الكتاب
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن علي بن
إبراهيم البيضاوي أنبأ سليمان بن محمد بن أحمد الشاهد نا أحمد بن الحسن المعروف
بدبيس نا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم العلوي حدثني عم أبي الحسين بن موسى عن
أبيه موسى بن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين عن علي قال سمعت

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(2) تحرفت بالأصل إلى: اش.
(3) ترجمته في الإصابة 4 / 115.
307

أبا طالب يقول حدثني محمد ابن أخي وكان والله صدوقا قال قلت له بما بعثت يا
محمد قال بصلة الأرحام وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة [* * * *]
قال الخطيب لم أكتبه بهذا الإسناد إلا عن هذا الشيخ ودبيس المقرئ صاحب
غرائب وكثير رواية للمناكير (1)
قال وأنا أبو بكر (2) الحافظ نا محمد بن فارس بن حمدان العبدي ببغداد نا
علي بن سراج البرقعيدي نا جعفر بن عبد الواحد القاص قال لنا محمد بن عباد
عن إسحاق بن عيسى عن مهاجر مولى بني نوفل قال سمعت أبا رافع سمع أبا طالب
يقول حدثني محمد أن الله أمره بصلة الأرحام وأن يعبد الله وحده ولا يعبد معه أحدا [* * * *]
ومحمد عندي الصدوق الأمين (3)
قال الخطيب وهذا الحديث لا يثبت عند أهل العلم بالنقل وفي إسناده غير واحد من
المجهولين وجعفر بن عبد الواحد ذاهب الحديث
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيويه أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي سلمة نا محمد بن سعد أنا إسحاق بن
يوسف الأزرق نا عبد الله بن عون عن عمرو بن سعيد أن أبا طالب قال
كنت بذي المجاز (4) مع ابن أخي يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) فأدركني العطش فشكوت إليه
فقلت يا ابن أخي قد عطشت وما قلت له ذاك وأنا أرى عنده شيئا إلا الجزع (5) قال فثنى
وركه ثم نزل فقال يا عم أعطشت قال قلت نعم قال فأهوى بعقبة إلى الأرض
فإذا أنا بالماء (6) فقال اشرب يا عم قال فشربت (7) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن

(1) الخبر من هذا الوجه رواه ابن حجر في الإصابة 4 / 119.
(2) سقطت من الأصل.
(3) رواه ابن حجر في الإصابة 3 / 119.
(4) ذو المجاز: موضع سوق بعرفة كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام (معجم البلدان).
(5) الجزع: منعطف الوادي أو منقطعه أو وسطه أو منحناه (تاج العروس: جزع).
(6) ونقل أبو شامة رواية أخرى قال: وفي رواية: فركل الأرض برجله، فنبع الماء.
(7) رواه ابن حجر في الإصابة عن ابن سعد في الطبقات 4 / 119.
308

بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق قال قال أبو نعيم قلت لمالك بن
أنس ما كان اسم أبي طالب قال شيبة قلت فعبد المطلب قال شيبة قلت فهاشم
قال عمرو قلت فعبد مناف قال لا أدري قلت التي أدري اسمه المغيرة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل ابن
خيرون قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة حدثني هاشم بن محمد عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال اسم أبي
طالب عبد مناف
أخبرنا أبو الأعز قراتكين (1) بن الأسعد أنبأ أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
مردك أنبأ عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثنا علي بن الحسن قال سمعت أحمد
يعني ابن حنبل عن الشافعي قال أبو طالب اسمه عبد مناف بن عبد المطلب
وعبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي وقصي
اسمه زيد
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأ أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو الطيب محمد بن جعفر المنبجي الزراد ثنا عبيد الله بن سعد الزهري أنا
أحمد بن حنبل قال بعضه عن الشافعي وبعضه عن آخر قال علي بن أبي طالب اسمه
عبد مناف بن عبد المطلب وعبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم وهاشم اسمه عمرو بن
عبد مناف بن قصي وقصي اسمه زيد
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا أنا
أبو بكر بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو
الحسن بن السقا وأبو محمد بن بالويه قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال
سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول اسم أبي طالب عبد مناف
زاد وجيه (2) واسم أبي جهل عمرو بن هشام

(1) تحرفت بالأصل إلى: وأبي بكير ".
(2) بالأصل: " ز ": ابن دحية ".
309

قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ هكذا ذكره أحمد بن حنبل عن الشافعي وأكثر
المتقدمين على أن اسمه كنيته والله أعلم
أخبرنا أبو الحسين المعدل وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال (1) فولد عبد المطلب بن هشام عبد الله أبا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا طالب اسمه
عبد مناف وفي حجره كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد جده عبد المطلب قال عمي مصعب وإلى
أبي طالب أوصى عبد المطلب برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ نصر بن أحمد بن نصر أنبأ محمد بن
أحمد بن عبد الله الجواليقي بالكوفة
وأخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو (2) الحسين بن الطيوري وأبو طاهر
أحمد بن علي قالا أنا أبو الفرج الحسين بن علي قالا أنا محمد بن زيد بن علي أنا
محمد بن عقبة نا هارون بن حاتم قال اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب
واسم عبد المطلب شيبة واسم هاشم عمرو واسم عبد مناف مغيرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
محمد بن إسحاق قال (3) قال أبو طالب يعني حين توجه إلى بصرى (4)
* بكى طربا لما رآنا محمد * كأن لا يراني راجعا لمعاد
فبت يجافيني تهلل دمعه * وقربته من مضجعي ووسادي
فقلت له قرب قعودك وارتحل * ولا تخش مني جفوة ببلادي
وخل زمام العيس وارتحلن بنا * على عزمة من أمرنا ورشاد
روح رائحا في الراشدين مشيعا * لذي رحم في القوم غير معادي

(1) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 17.
(2) سقطت من الأصل.
(3) الخبر والابيات في سيرة ابن إسحاق ص 56 - 57.
(4) بصرى: قصبة كورة حوران، مشهورة عند العرب قديما وحديثا (معجم البلدان).
310

فرحنا مع العيس التي (1) راح ركبها * يؤمون من غوري أرض إياد
وحتى رأوا أحبار كل مدينة * سجودا له من عصبة وفراد
فما رجعوا حتى رأوا من محمد * أحاديث تجلوا غم كل فؤاد
زبيرا وتماما وقد كان شاهدا * دريسا (2) وهموا كلهم بفساد
فقال لهم قولا بحيرا وأيقنوا * له بعد تكذيب وطول بعاد
كما قال للرهط الذي تهودوا * وجاهدهم في الله كل جهاد
فقال ولم يملك له النصح رده * فإن له أرصاد كل مضاد
فإني أخاف (3) الحاسدين وإنه * أخو الكتب مكتوب بكل مداد *
أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
المعدل أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال وحدثني محمد بن
حسن عن إسحاق بن عيسى سمعت بعض المشيخة يقول
لم يكن أحد يسود في الجاهلية إلا بمال إلا أبو طالب بن عبد المطلب وعتبة بن
ربيعة
وقيل لتأبط شرا أخبرنا عن أشراف العرب فقال أفعل سيد قريش ذو مالها وإنما
يسود في قريش ذو المال بالفعال
قال عمر بن الخطاب إذا كان هذا المال في قريش فاض وإذا كان في غيرها
غاض (4) قال الزبير وكانت بيده السقاية ثم أسلمها إلى العباس بن عبد المطلب وكان
نديمه مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس وكان مسافر (5) بن أبي عمرو (6) قد
حبن (7) فخرج ليتداوى بالحيرة فمات في بهبالة (8) فقال أبو طالب يرثيه (9)

(1) بالأصل: الذي، والمثبت عن سيرة ابن إسحاق.
(2) زبير، وتمام، ودريس هم نفر من أهل الكتاب رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما كان في سفره مع عمه أبي طالب، فأرادوه
فردهم عنه بحيرا وذكرهم الله فيه (راجع سيرة ابن إسحاق ص 55).
(3) سيرة ابن إسحاق: أخشى.
(4) بالأصل: " فاض " والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(5) تحرفت بالأصل إلى: " مساور " راجع أخباره في الأغاني 9 / 51 وقد صححناه في كل مواضع الخبر.
(6) تحرفت بالأصل إلى: عمر.
(7) الحبن: داء يأخذ في البطن، فيعظم منه ويرم.
(8) هبالة ماء لبني نمير، كما في معجم البلدان.
(9) الأبيات في الأغاني 9 / 51 ونسب قريش ص 136 - 137 ومعجم البلدان (هبالة).
311

* ليت شعري مسافر بن أبي عمرو * وليت يقولها المحزون
كيف كانت مذاقة الموت إذ * مت وماذا بعد الممات يكون
رجع الركب قافلين (1) إلينا * وخليلي في مرمس (2) مدفون
بورك الميت الغريب كما بورك * نضر الريحان والزيتون
ميت رزء (3) على هبالة قد * حالت فياف من دونه وحزون
مدره يدفع الخصوم بأيد * وبوجه يزينه العرنين
كم خليل وصاحب وابن عم * وحميم قفت عليه المنون
فتعزيت بالجلادة والصبر * وإني بصاحبي لضنين
كل من كان بالأباطح والجلس * عليه من شيبة توشين
أصبحوا بعده كدابغة * الهناءة (4) منها معين وعطين *
قال الزبير وقال عمي مصعب بن عبد الله خرج مسافر في تجارة فمات بالحيرة عند
النعمان ولما هلك مسافر نادم أبو طالب عمرو بن عبد بن أبي قيس بن عبد ود بن (5)
نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ولذلك قال عمرو بن عبد لعلي بن أبي طالب
يوم الخندق حين دعاه إلى البراز إن أباك كان لي صديقا
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو نصر المري ثنا
عبد الرحمن بن عمر الشيباني قال حدثنا أحمد بن محمود الشمعي البغدادي نا
محمد بن يونس الكديمي قال حدثنا عفان بن مسلم عن علي بن زيد بن جدعان عن
سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثت ولي أربع عمومة فأما العباس فيكنى بأبي الفضل ولولده
الفضل إلى يوم القيامة وأما حمزة فيكنى بأبي يعلى فأعلى الله قدره في الدنيا والآخرة وأما
عبد العزى فيكنى بأبي لهب فأدخله الله النار وألهبها عليه وأما عبد مناف فيكنى بأبي طالب
فله ولولده المطاولة والرفعة إلى يوم القيامة [* * * *]

(1) الأغاني: " سالمين " وفي نسب قريش: وهل الركب قافلون.
(2) المرمس: القبر.
(3) الأغاني: بيت صدق.
(4) الهناء: ضرب من القطران تطلى به الإبل.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
312

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ومحمد وأحمد ابنا
أبي عثمان
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن أبي عثمان قالوا أنا عبد الله بن
عبيد الله بن يحيى البيع ثنا أبو عبد الله المحاملي قال حدثنا يحيى بن معلى قال
حدثنا محمد بن الصلت حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن جده قال
رأيت عليا على المنبر ضحك ضحكا لم أره ضحك مثله ثم قال بينا أنا والنبي (صلى الله عليه وسلم)
ببطن نخلة نصلي إذ أشرف علينا أبو طالب قال فدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال نعم ما تصنعان أو
نعم ما تقول ولكن والله لا تعلوني استي أبدا قال فضحك علي من قول أبيه
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبو محمد الجوهري
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي الكاتب قالا أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله حدثني أبي (1) نا أبو سعيد مولى بني هاشم قال حدثني يحيى بن سلمة يعني
ابن كهيل (2) قال سمعت أبي يحدث عن حبة العرني قال رأيت عليا ضحك على المنبر
ضحكا لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال ذكرت قول أبي طالب
ظهر علينا (3) أبو طالب وأنا ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن ببطن نخلة فقال ماذا تصنعان يا بن
أخي فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الإسلام فقال ما بالذي تصنعان
بأس أو بالذي تقولان بأس ولكن والله لا تعلوني استي أبدا فضحك تعجبا بقول أبيه ثم قال اللهم لا أعرف أن
عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك مرارا لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ يوسف بن الحسن
قالا أنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا سليمان بن
داود الطيالسي نا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن حبة العرني قال
سمعت عليا يخطب فضحك ضحكا ما رأيته ضحكه وهو على المنبر فقال لقد
رأيتني أصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاطلع أبي علينا وأنا أصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 213 رقم 776 طبعة دار الفكر، ومن طريق أحمد بن حنبل في الإصابة 4 /
115.
(2) تحرفت بالأصل إلى: جهيل.
(3) بالأصل: عليه، والمثبت عن المسند.
313

أبي بني ما كنتما تصنعان قلت كنا نصلي فقال أبو طالب والله والله لا تعلوني استي
أبدا فرأيته يضحك من قول أبيه ثم قال والله لقد رأيتني صليت قبل الناس حججا
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
وكان أبو طالب عليه يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) رفيقا شفيقا يمنعه من مشركي قريش جاءوه
ذات صباح بعمارة بن الوليد فقالوا له قد عرفت حال عمارة بن الوليد في قريش ونحن
ندفعه إليك مكان محمد وادفعه إلينا قال ما أنصفتموني أعطيكم ابن أخي تقتلونه
وتعطوني ابن أخيكم أغذوه (1) لكم وهو الذي يقول (2)
* عجبت لحلم يا بن شيبة حادث * وأحلام أقوام لديك سخاف (3)
يقولون شائع من أراد محمدا * بسوء وقم في أمره بخلاف
أضاميم إما حاسد ذو خيانة * وإما قريب منك غير مصاف
فلا تركبن الدهر مني ظلامة * وأنت امرؤ من خير عبد مناف
فإن له قربى إليك وسيلة * وليس بذي حلف ولا بمضاف (4)
ولكنه من هاشم في صميمها * إلى أبحر فوق البحور طواف
فإن غضبت فيه قريش فقل لهم (5) * بني عمنا ما قومكم بضعاف
فما قومكم بالقوم يغشون ظلمهم * وما نحن فيما ساءكم (6) بخفاف *
وقال أبو طالب (7)

(1) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 189.
(3) السخيف العقل: الرجل الضعيف العقل.
(4) المضاف: الملصق بالقوم، وليس منهم.
(5) بالأصل: لها، والمثبت عن ابن إسحاق.
(6) روايته في سيرة ابن إسحاق:
وما قومنا بالقوم تغشون ظلمنا * وما نحن فيما ساءهم بخفاف
(7) الأبيات من قصيدة طويلة في سيرة ابن هشام 1 / 291 وما بعدها ومطلعها:
ولما رأيت القوم لا ود فيهم * وقد قطعوا كل العرى والوسائل
قالها أبو طالب لما خشي دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، وأنه يخبرهم أنه غير مسلم لهم ابن أخيه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا تاركه لشئ أبدا حتى يهلك دونه.
314

* كذبتم وبيت الله نبزى (1) محمدا * ولما نطاحن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عنى أبنائنا والحلائل
وينهض قوم نحوكم غير عزل * ببيض حديث عهدها بالصياقل
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص
أنبأ رضوان بن أحمد
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2) أنا أبو
عبد الله الحافظ قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا
يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى بن عبيد (3) الله عن موسى بن طلحة أخبرني
عقيل بن أبي طالب قال جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا إن ابن أخيك هذا قد أذانا في
نادينا ومسجدنا فانهه عنا فقال يا عقيل انطلق فائتني بمحمد فانطلقت إليه فاستخرجته
من كبس (4) زاد أبو العباس أو قال حفش وقالا يقول بيت صغير فجاء به إلى الظهيرة في
شدة الحر زاد أبو الحسن فجعل يطلب الفئ يمشي فيه من شدة الحر الرمض قالا
فلما أتاهم قال أبو طالب إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم
فانته عن أذاهم فحلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببصره إلى السماء فقال أترون هذه الشمس قالوا
نعم قال فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك منكم على أن تستشعلوا منها شعلة فقال أبو
طالب والله ما كذبنا (5) ابن أخي فارجعوا وقال أبو العباس ما كذبت يا ابن أخي قط
فارجعوا [* * * *]
رواه البخاري في التاريخ (6) عن محمد بن العلاء عن يونس
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس

(1) نبزي محمدا: أي نسلبه ونغلب عليه.
(2) رواه البيهقي في دلائل النبوة 2 / 186.
(3) في دلائل النبوة: عبد الله.
(4) تحرفت بالأصل إلى: " كنس " والتصويب عن مختصر ابن منظور، ودلائل للبيهقي، والكبس هو الكن الذي
يأوي إليه الانسان.
(5) رسمها بالأصل: " ررسا " والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(6) التاريخ الكبير للبخاري 4 / 1 / 51.
315

أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال نا أبو حفص عمر بن
أحمد بن عثمان ثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد الزيني قرئ عليه الأستاذ بعض المتن
وأنا أسمع وأجاز لنا باقي الحديث قال ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر بن
سليمان حدثني أبي قال
فازداد البلاء من قبل قريش على (صلى الله عليه وسلم) فائتمروا بينهم أن يكلموا أبا طالب في ابن
أخيه فإن فعل وإلا تعاقدوا على عقد أن لا يناكحوهم ولا يبايعونهم حتى يدفعوه إليهم
فكتبوا في صحيفتهم عهدا بينهم أن لا يناكحوهم ولا يبايعونهم ولا يجالسوهم ولا يكلموهم
حتى يدفعوا إليهم محمدا فمشوا إلى أبي طالب وقد كتبوا كتابهم قالوا يا ابن
عبد المطلب أنت أفضل قريش اليوم حلما وأكبرهم سنا وأعظمهم شرفا وقد رأيت
صنيع ابن أخيك والسفهاء الذين معه الصباة (1) المخلصين (2) لأمرهم إن قومك قد نفروا في
أمر فيه صلاح قومك وصلاحهم لك صلاح إن فعلت وإن أبيت فقد أبلغوا إليك في العذر
وفيه هلاكك وهلاك أهل بيتك لا يعدوكم ذلك إلى أحد غيركم قد كتب قومك كتابا فيه
الذي تكرهون إن أبيتم أن تدفعوا (3) إليهم حاجتهم قال ما حاجتكم فيما قبلي قالوا
حاجتنا أن تدفع إلينا هذا الصابئ الذي فرق كلمتنا وأفسد جماعتنا وقطع أرحامنا فنقتله
ونعطيك ديته قال لا تطيب بذلك نفسي أن أرى قاتل ابن أخي يمشي بمكة وقد أكلت
ديته قالوا فإنا ندفعه إلى بعض العرب فيكون هو يقتله وندفع إليك ديته ونعطيك أي
أبنائنا شئت فيكون لك ولدا مكان هذا الصابي فقال لهم ما أنصفتموني تقتلون ولدي (4)
وأغذوا أولادكم أو لا تعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لم تحن إلى غيره ولكن أمر هو
أجمع لكم مما أراكم تخوضون فيه تجمعون شباب قريش ممن كان منهم بسن محمد
ويقتلونهم جميعا وتقتلون معهم محمدا قالوا لا لعمر أبيك لا نقتل أبناءنا وإخواننا من
أجل هذا الصابئ ولكن سنقتله سرا وعلانية فائتمر لذلك أمرك فعند ذلك يقول لهم
* كذبتم وبيت الله نترك (5) محمدا * ولما نضارب دونه ونناضل

(1) بالأصل: " الصسا " والصباة: جمع صبابي، بدون همزة، وكان العرب يسمون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصابئ، وقد خرج
على دينهم وملة آبائهم واتبع ملة جديدة - الاسلام -.
(2) كذا بالأصل، وفي مختصر ابن منظور: المخلطين.
(3) الزيادة عن مختصر ابن منظور.
(4) في مختصر ابن منظور: ابني.
(5) كذا بالأصل هنا، ومر: نبزى.
316

ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وينهض نهضا في نحوركم القنا * كنهض الروايا (1) في طريق حلاحل (2)
وحتى نرى ذا الدرع يركب ردعه * من الطعن مشي الأنكب (3) المتحامل *
في قول كثير يقول لهم
فلما سمعت بذلك قريش وعرفوا منه الجد يئسوا منه وأظهروا لبني عبد المطلب
العداوة واللفظ القبيح والشتم وأقسموا ليقتلنه سرا وعلانية فلما عرف أبو طالب أن القوم
قاتلو (4) ابن أخيه إن استطاعوا خافهم وتتابعت معهم القبائل كلها فلما رأى ذلك أبو طالب
جمع رهطه فانطلق بهم فقاموا بين الأستار والكعبة فدعوا الله على ظلمة قومهم في
قطيعة أرحامهم وانتهاكهم محارمهم وتناولهم سفك دمائهم فقال أبو طالب إن أبى
قومنا إلا البغي علينا فعجل نصرنا وحل بينهم وبين الذي يريدون من قتل ابن أخي ثم
أقبل إلى جمع قريش وهم ينظرون إليه وإلى أصحابه فقال لهم إنا قد دعونا رب هذا
البيت على القاطع المنتهك المحارم والله لتنتهن عن الذي تريدون أو لينزلن الله لكم في
قطيعتنا بعض الذي تكرهون قال (5) فأجابوه أن يا بن عبد المطلب لا صلح بيننا وبينكم أبدا
ولا رحم إلا على قتل الصابئ السفيه ثم عمد فدخل الشعب بابن أخيه وبني أبيه ومن أتبعهم
من بين مؤمن دخل لنصر الله ونصر رسوله ومن بين مشرك يحمي أنفا فدخلوا شعبهم
وهو شعب أبي طالب في ناحية مكة
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم أنا
القاضي أبو القاسم علي بن الحسين الشافعي قال أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن
خشنام المالكي حدثنا أبو يزيد خالد بن النصر القرشي قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى نا معتمر بن سليمان نا أبي قال
وأراد الملأ من قريش قتل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فائتمروا بينهم أن يكلموا أبا طالب في ابن

(1) الروايا واحدتها راوية، وهي الإبل التي تحمل الماء والأسقية.
(2) حلاحل: موضع.
(3) الانكب: المائل إلى جهة.
(4) بالأصل: قاتلي.
(5) بالأصل: كان.
317

أخيه فإن فعل فعل وإلا تعاقدوا أن لا ينكحوهم ولا يبايعوهم حتى يدفعوا إليهم على عقد
محمدا فكتبوا في صحيفتهم عهدا (1) بينهم أن لا ينكحوا بني عبد المطلب ولا يبايعوهم
ولا يجالسوهم ولا يكلموهم حتى يدعوا إليهم محمدا (صلى الله عليه وسلم) فيقتلوه فمشوا إلى أبي طالب
وقد كتبوا كتابهم فقالوا يا ابن عبد المطلب أنت أفضل قريش اليوم حلما وأكبرهم سنا
وأعظمهم شرفا وقد رأيت صنع ابن أخيك والسفهاء الذين معه الصباة (2) المخلطين لأمرهم
وإن قومك قد نفروا إليك في أمر فيه صلاح قومك وصلاحهم لك صلاح إن فعلت وإن
أبيت فقد أبلغوا العذر وفيه هلاكك وهلاك أهل بيتك لا يعدوكم ذلك إلى أحد غيركم قد
كتب قومك كتابا فيه الذي يكرهون إن أبيتم أن تدفعوا إليهم حاجتهم قال ما حاجتهم فيما
قبلي قالوا حاجتنا أن تدفع إلينا هذا الصابئ الذي فرق كلمتنا وأفسد جماعتنا وقطع
أرحامنا فنقتله ونعطيك الدية قال لا تطيب بذلك نفسي أن أرى قاتل ابن أخي يمشي
بمكة وقد أكلت ديته قالوا فإنا ندفعه إلى بعض ذؤبان العرب فيكون هو يقتله وندفع إليك
الدية ونعطيك أي أبنائنا شئت فيكون لك ولدا مكان هذا الصابئ فقال لهم ما
أنصفتموني تقتلون ولدي وأغذو أولادكم إذ لا تعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لم تحن إلى
غيره ولكن أمر هو أجمع لكم مما أراكم تخوضون فيه تجمعون شباب قريش من كان منهم بسن
محمد (صلى الله عليه وسلم) فتقتلونهم جميعا وتقتلون معهم محمدا قالوا لا لعمرو أبيك لا نقتل أبناءنا
وإخواننا من أجل هذا الصابئ ولكنا سنقتله سرا أو علانية فائتمر لذلك أمرك فعند ذلك
يقول أبو طالب
* كذبتم وبيت الله تبارك محمدا * ولما نضارب دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وننهض نهضا في نحوركم القنا * نهوض الروايا في طريق حلاحل
وحتى نرى ذا الدرع يركب ردعه (3) * من الطعن مشي الأنكب المتحامل *
في قول كثير يقول لهم
فلما سمعت بذلك قريش وعرفوا منه الجد يئسوا منه وأظهروا لبني عبد المطلب

(1) قوله: " فكتبوا في صحيفتهم عهدا " مكرر بالأصل.
(2) بالأصل: الصبا.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " درعه " والمثبت عن الروايات السابقة يقال للقتيل: ركب ردعه إذا خر لوجهه على دمه.
318

العداوة واللفظ القبيح السئ وأقسموا لنقتلنه سرا أو علانية
فلما عرف أبو طالب أن القوم قاتلو (1) ابن أخيه إن استطاعوا خافوا وتبايعت معهم
القبائل كلها فلما رأى ذلك أبو طالب جمع رهطه فانطلق بهم فقاموا بين الأستار والكعبة
فدعوا الله على ظلمة قومهم في قطيعة أرحامهم وانتهاكهم محارمهم وتناولهم سفك
دمائهم وقال أبو طالب إن أبى قومنا إلا البغي علينا فعجل نصرنا وخل بينهم وبين
الذي يريدون من قتل ابن أخي ثم أقبل إلى جمع قريش وهم (2) ينظرون إليه وإلى
أصحابه فقال لهم إنا قد دعونا رب هذا البيت على القاطع المنتهك المحارم والله لينتهين
عن الذي تريدون أو لينزلن الله بكم في قطيعتنا بعض الذي تكرهون فأجابوه أن يا ابن
عبد المطلب لا صلح بيننا وبينكم أبدا ولا رحم إلا على قتل هذا الصابئ السفيه فعند
ذلك يقول أبو طالب (3)
* لما رأيت القوم لا ود فيهم * وقد طاوعوا أمر العدو المزايل (4)
حسيبك بالله رهطي ومعشري (5) * وأمسكت من أثوابه بالوصائل (6)
وثور ومن (7) أرسى ثبيرا مكانه * وراق ليرقى في حراء (8) ونازل
وبالحجر الأسود إذ يمسحونه * إذا أسلموه بالضحى والأصائل *
في قول كثير يقول لهم
ثم دعا على قومه في سفره ثم عمد فدخل الشعب بابن أخيه وبني أبيه ومن اتبعهم من
بين مؤمن داخل بنصر الله ونصر رسوله وبين مشرك يحمي أنفا فدخلوا شعبهم وهو شعب
أبي طالب في ناحية مكة

(1) بالأصل: قاتلي.
(2) غير واضحة وبدون إعجام ورسمها: " حسب ".
(3) الشعر في سيرة ابن هشام 1 / 291.
(4) البيت ملفق من بيتين كما في سيرة ابن هشام وروايتهما:
ولما رأيت القوم لا ود فيهم 8 وقد قطعوا كل العرى والوسائل
وقد صارحونا بالعداوة والأذى * وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
(5) صدره في سيرة ابن هشام: وأحضرت عند البيت رهطي وإخواني.
(6) الوصائل: ثياب حمر فيها خطوط، كانوا يكسون بها البيت.
(7) بالأصل: " وبعدنا عن " والمثبت عن سيرة ابن هشام.
(8) ثور وثبير وحراء جبال بمكة.
319

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (1) هشام بن عمرو يعني
العامري الذي قام في نقض الصحيفة التي كتب مشركو قريش على بني هاشم في نفر قاموا
معهم منهم مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وزمعة بن الأسود بن المطلب بن
أسد بن عبد العزى وأبو البختري بن هاشم (2) بن الحارث بن أسد بن عبد العزى
وزهير بن أبي أمية بن المغيرة تبرءوا من الصحيفة وفي ذلك يقول أبو طالب بن
عبد المطلب (3)
* جزى الله رهطا من لؤي (4) تبايعوا * على ملأ يهدي لحزم ويرشد
قعدوا لدى جنب الحطيم كأنهم * مقاولة بل هم أعز وأمجد
هم رجعوا سهل بن بيضاء (5) راضيا * وسر أبو بكر بها ومحمد
ألم يأتيكم أن الصحيفة مزقت * وأن كل ما لم يرضه الله مفسد
أعان عليها كل صقر كأنه * شهاب بكفي قابس يتوقد
جرئ على جل الأمور كأنه * إذا ما مشى في رفوف الدرع أحرد *
وكان سهل بن بيضاء الفهري الذي مشى إليهم في ذلك حتى اجتمعوا عليه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن (6) إسحاق (7)
قال فقال أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والعاص بن سعيد وأمية بن خلف يا معشر
قريش إن هذا الأمر يزداد وإن أبا طالب ذو رأي وشرف وسن وهو على دينكم وهو
اليوم مدنف فامشوا إليه فاعطوه السواء يأخذ لكم وعليكم في ابن أخيه فإنكم إن خلوتم

(1) راجع حديث نقض الصحيفة في سيرة ابن هشام 2 / 14 وما بعدها.
(2) في سيرة ابن هشام: هشام.
(3) الأبيات من قصيدة في سيرة ابن هشام 2 / 17 - 18.
(4) في سيرة ابن هشام: " بالحجون " بدلا من " من لؤي ".
(5) قوله: سهل بن بيضاء، بيضاء هي أمه وهي دعد بنت جحدم بن أمية بن ضرب بن الحارث، وأبوه وهب بن
ربيعة بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر.
(6) تحرفت بالأصل إلى: أبي.
(7) الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 220 رقم 324.
320

بعمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب وقد خالفا دينكم يكون الحرب بينكم وبين
قومكم فأقبلوا يمشون إلى أبي طالب حتى جاءوه فقالوا أنت سيدنا وأنصفنا في أنفسنا
وقد رأبت الذي فعل هؤلاء السفهاء مع ابن أخيك من تركهم آلهتنا وطعنهم في ديننا وقد
فرق بيننا محمد (صلى الله عليه وسلم) وأكفر آلهتنا وسب آباءنا فأرسل إلى ابن أخيك فأنت بيننا عدل قال
فأرسل أبو طالب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتاه فقال له هؤلاء قومك وذوو أسنانهم فأهل الشرف
منهم (1) وهم يعطونك السواء فلا تمل عليهم كل الميل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قولوا
اسمع لكم فقال أبو جهل بن هشام ترفضنا من ذكرك ولا تلزمنا ولا من آلهتنا في
شئ وندعك وربك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أعطيتكم ما سألتم أمعطي أنتم كلمة
واحدة لكم فيها خير تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم فقال أبو جهل وهو
مستهزئ نعم لله أبوك لكلمة نعطيكها وعشرة أمثالها فقال قولوا لا إله إلا الله وحده
لا شريك له فنفروا من كلامه وخرجوا مفارقين له وقالوا " امشوا واصبروا على آلهتكم
إن هذا لشئ يراد ما سمعنا بهذه الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق أأنزل عليه الذكر من
بيننا بل هم في شك من ذكرى بل لما يذوقوا عذاب " (2) وكان مماشهم إلى أبي طالب لما
لقوا من عمر وسمعوا منه [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأ أبو بكر بن أبي دارم (4) الحافظ بالكوفة نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا
أبي نا محمد بن عبد الله الأسدي نا سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النبي (صلى الله عليه وسلم) وعند رأس أبي طالب مجلس رجل
فقام أبو جهل كي يمنعه ذاك وشكوه إلى أبي طالب فقال يا ابن أخي ما تريد من قومك
قال يا عم إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب ويؤدي إليهم بها جزية العجم كلمة
واحدة قال ما هي قال لا إله إلا الله [* * * *] قال فقالوا " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا "

(1) في سيرة ابن إسحاق: وأهل الشرف بينهم.
(2) سورة ص، الآيات 6 إلى 8.
(3) رواه البيهقي في دلائل النبوة 2 / 34.
(4) كذا بالأصل، وفي دلائل النبوة: " حازم " وبهامشها عن نسخة: دارم.
321

" لشئ عجاب " (1) قال ونزل فيهم " ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق
إلى قوله اختلاق " (2) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم السفياني ثنا أبو علي بن المذهب لفظا أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (3) ثنا يحيى عن سفيان عن سليمان يعني الأعمش
عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال مرض أبو طالب فأتته قريش
وأتاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعوده يعوده وعند رأسه مقعد رجل فقام أبو جهل فقعد فيه فقالوا إن ابن
أخيك يقع في آلهتنا قال ما شأن قومك يشكونك قال يا عم أردتهم (4) على كلمة واحدة
تدين لهم بها العرب ويؤدي العجم إليهم الجزية قال ما هي قال لا إله إلا الله فقاموا
فقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا قال ونزل " ص والقرآن ذي الذكر " فقرأ حتى بلغ " إن
هذا لشئ عجاب "
قال أبي ثنا أسامة نا الأعمش نا عباد فذكر نحوه قال عبد الله قال أبي
وقال الأشجعي يحيى بن عباد
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن
الحسن أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا أبو كريب نا معاوية
عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
مرض أبو طالب فأتاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعوده وهم حوله جلوس وعند رأسه مكان
فارغ فقام أبو جهل فجلس فيه فقال أبو طالب يا ابن أخي ما لقومك يشكونك قال يا
عم أريدهم على كلمة تدين لهم بها العرب ويؤدي إليهم بها العجم جزية فقال ما هي
قال لا إله إلا الله فقاموا وهم يقولون " ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا
اختلاق " (5) قال ونزل القرآن " ص والقرآن ذي الذكر " قال ذي الشرف " بل الذين
كفروا في عزة وشقاق إلى قوله " أجعل الآلهة إلها واحدا " " " " (6)

(1) سورة ص، الآية: 5.
(2) سورة ص، الآيات من 1 إلى 7.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 490 رقم 2008 طبعة دار الفكر.
(4) في المسند: أريدهم.
(5) سورة ص، الآية: 7.
(6) سورة ص، الآيات 1 إلى 5.
322

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا المخلص أنا
رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن قيس بن الربيع عن حبيب بن
أبي ثابت قال حدثني من سمع عن ابن عباس يقول في قوله " وهم ينهون عنه وينأون عنه " (1)
نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذى محمد (صلى الله عليه وسلم) وينأى عما يجي به أن يتبعه
أخبرنا أبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي (2) أنا طراد بن محمد الزينبي أنا
عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار نا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور
الرمادي نا عبد الرزاق أنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن من سمع ابن عباس يقول
في قوله " وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال نزلت في أبي طالب كان ينهى عن أذى
النبي (صلى الله عليه وسلم) وينأى عن ما جاء به (3)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أخبرنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت أخبرني من سمع ابن
عباس يقول في قول الله " وهم ينهون عنه وينأون عنه " قال نزلت في أبي طالب قال
كان ينهى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يؤذى وينأى يجفو عن ما جاء به " وإن يهلكون إلا أنفسهم وما
يشعرون " (4) قال يعني أبا طالب
رواه الواقدي عن الثوري عن حبيب عن ابن عباس نفسه ورواه حمزة الزيات عن
حبيب فسمى الذي سمع ابن عباس
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي (5) أنا أبو عبد الله
الحافظ نا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن منده الأصبهاني نا بكر بن بكار نا حمزة بن
حبيب عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله " وهم
ينهون عنه وينأون عنه " قال نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يؤذوا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويتباعد عما جاء به

(1) سورة الأنعام، الآية: 26.
(2) تحرفت بالأصل إلى: المغازي.
(3) من طريق عبد الرزاق رواه ابن حجر في الإصابة 4 / 115.
(4) سورة الأنعام، الآية: 26.
(5) رواه البيهقي في دلائل النبوة 2 / 340 - 341.
323

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ثابت بن بندار أنبأ أبو العلاء الواسطي نا أبو
بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا يحيى بن معين حدثني هشام بن
يوسف عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال لما حضرت أبا طالب الوفاة قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) عليك بأخوالك (1) فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد أنا علي بن أحمد بن محمد أنبأ
إسماعيل بن إبراهيم الواعظ أنا إسماعيل بن نجيد أنا محمد بن الحسن بن الخليل أنا
محمد بن العلاء نا الجامي نا النضر عن عكرمة عن ابن عباس قال
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحرس وكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم
يحرسونه حتى نزلت عليه هذه الآية فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال يا عماه إن الله
قد عصمني من الجن والإنس يعني قوله " والله يعصمك من الناس " (2)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي (3) أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو سعد أحمد بن محمد
الماليني
وأخبرنا أبو القاسم بن الغمر أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (5) نا يحيى بن محمد بن صاعد نا بقية بن مكرم
العمي نا شريك بن عبد الحميد الحنفي نا هيثم البكاء عن ثابت عن أنس
أن أبا طالب مرض فعاده النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا ابن أخي ادع ربك الذي تعبد فيعافني
فقال اللهم اشف عمي فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال فقال يا ابن أخي إن ربك
الذي تعبد ليطيعك قال وأنت يا عماه لو أطعته [* * * *] أو قال إن أطعت الله
ليطيعنك [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري

(1) في مختصر ابن منظور: بأخوالك بني النجار.
(2) سورة المائدة، الآية: 67.
(3) تحرفت بالأصل إلى: العرادي.
(4) رواه البيهقي في دلائل النبوة 6 / 184.
(5) تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
324

وأخبرنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد الحصري الجواليقي وأبو
الحسين أحمد بن محمد بن الطيب بن الصباغ قالا أنا أبو القاسم بن البسري
قالا أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد نا عقبة بن مكرم
العمي (1) أبو عبد الملك قدم علينا من البصرة سنة اثنتين وأربعين نا شريك بن عبد الحميد
الحنفي نا هيثم البكاء عن ثابت عن أنس
أن أبا طالب مرض فعاده النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له يا ابن أخي ادع ربك الذي تعبد أن يعافيني
فقال اللهم اشف عمي فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال فقال يا ابن أخي إن ربك
الذي تعبد ليطيعك قال وأنت يا عماه لئن أطعت الله ليطيعنك [* * * *]
وكذا رواه داود الرقي عن عقبة
أخبرناه أبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب (2) أنا أبو الحسين أحمد بن
عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله حدثني جدي أنبأ أبو سليمان
داود بن محمد الرقي سنة سبع وثمانين ومئتين قدم للحج نا عقبة بن مكرم نا شريك بن
عبد الحميد الحنفي نا هيثم البكاء عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال
مرض أبو طالب فعاده النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا ابن أخي ادع لي ربك الذي تعبده أن يعافيني
فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) اللهم اشف عمي [* * * *] قال فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال فقال يا ابن
أخي إن ربك الذي تعبده ليطيعك قال وأنت يا عماه إن أطعت الله ليطيعنك [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين وأبو غالب بن البنا وأبو علي بن السبط وأبو
نصر بن رضوان قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا محمد بن
يونس بن موسى القرشي نا شريك بن عبد الحميد وقال ابن السبط عبد المجيد
الحنفي نا هيثم البكاء نا ثابت عن أنس قال
لما مرض أبو طالب مرضه الذي مات فيه أرسل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ادع ربك أن يشفيني
فإن ربك ليطيعك وابعث إلي بقطاف من قطاف الجنة فأرسل إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنت يا عماه إن
أطعت الله أطاعك [* * * *]

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 13 / 138.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8 / 377 في ترجمة داود بن محمد الرقي.
325

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن الحسن أنا أبو علي بن
شاذان أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) نا أبو محمد الحسن بن علي بن زياد البسري
نا محمد بن يوسف بن أسوار الزبيدي أنا أبو قرة موسى بن طارق (2) عن موسى بن
عبيدة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال
جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ألا تركت الشيخ حتى نأتيه قال أبو بكر أردت أن يأجره الله والذي بعثك بالحق لأنا
كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب لو كان أسلم مني بأبي
أخبرناه أعلى من هذا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو حفص
عمر بن علي بن يونس البغدادي القطان أنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود
الحراني ثنا محمد بن معمر نا بهلول بن مورق نا موسى بن عبيدة أخبرني عبد الله بن
دينار عن ابن عمر قال
جاء أبو بكر بأبي قحافة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيخا أعمى يوم فتح مكة فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا تركت الشيخ حتى نأتيه قال أردت يا رسول الله أن يأجره الله أما
والذي بعثك بالحق ما كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي ألتمس بذلك قرة
عينيك
وأخبرناه أبو عبد الله الفزاري ثنا أبو محمد السيدي وأبو محمد بن أبي القاسم
القاري وفاطمة بنت علي بن الحسين قالوا أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا أبو
العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال (3) أنا عبد الله بن أحمد بن موسى
عبدان (4) نا زيد بن الحريش (5) نا أبو همام عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن
دينار عن عبد الله بن عمر قال
جاء أبو بكر بأبي قحافة يقوده إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيخ أبله يوم الفتح فقال

(1) إعجامها مضطرب بالأصل وصورتها: بنجاب.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 473.
(3) رسمها بالأصل: " سكار " راجع ترجمته في سير الاعلام 16 / 156.
(4) رسمها بالأصل: " - يلان " وفوقها ضبة، راجع ترجمته في سير الاعلام 14 / 168.
(5) رسمها غير واضح بالأصل، والصواب ما أثبت، راجع الحاشية السابقة وأسماء شيوخ عبدان.
326

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا تركت الشيخ حتى نأتيه قال أردت يا رسول الله أن يأجره الله أما
والذي بعثك بالحق لأنا كنت أشد فرحا بإسلام أبي طالب مني بإسلام أبي التمس ذلك قرة
عينك قال صدقت [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن منده أنا أبو محمد بن يوه أنا أبو
الحسن اللنباني (1) نا ابن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن محمد عن قتيبة بن سعيد عن
ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد
أن أبا بكر جاء بأبي قحافة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2) فلولا
تركت الشيخ حتى كنت أتيه فقال أبو بكر والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر
لعيني من إسلامه وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك هذا مرسل
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا محمد بن أحمد البزار أنا محمد بن
عبد الرحمن أنبأ أبو الحسين بن جالينوس أنا أبو عمر العطاردي نا يونس بن بكير (3)
عن يونس بن عمرو عن أبي السفر سعيد بن أحمد الثوري قال
بعث أبو طالب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أطعمني من عنب جنتك وأبو بكر الصديق
جالس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو بكر إن الله حرمهما على الكافرين
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قراءة عن محمد بن محمد الأنباري أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا أبو بشر محمد بن أحمد بن
حماد (4) نا أحمد بن عبد الجبار العطاردي نا يونس بن بكير عن يونس بن عمرو عن
أبي السفر سعيد بن أحمد الثوري قال
بعث أبو طالب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أطعمني من عنب جنتك وأبو بكر الصديق
جالس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو بكر حرمها الله على الكافرين فقال أبو طالب فلأبي
قحافة (5) آكل الذبان تدخرها

(1) رسمها بالأصل: اللساني.
(2) زيادة منا اقتضاها السياق.
(3) من هذا الطريق رواه ابن حجر في الإصابة 4 / 116.
(4) رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 202.
(5) تقرأ بالأصل: " فلانة " والمثبت عن الكنى والأسماء.
327

أخبرنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن أحمد الفقيه نا أبو الحسن الواحدي (1) أنا
أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أنا الحسن بن علي بن المؤمل
وأخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه أنا أبو الحسن الواحدي أنا أبو
سعيد بن أبي عمرو النيسابوري أنا حمزة بن شبيب العمري
أنا عمرو بن عبد الله النضري (2) نا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عون (3)
أنا موسى بن عبيدة أنا محمد بن كعب القرظي قال
بلغني أنه لما اشتكى أبو طالب شكواه التي قبض فيها قالت له قريش يا أبا طالب
أرسل إلى ابن أخيك فيرسل إليك من هذه الجنة التي ذكر شيئا يكون لك شفاء فخرج
الرسول حتى وجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر جالسا معه فقال يا محمد إن عمك يقول لك
يا ابن أخي إني كبير ضعيف سقيم فأرسل إلي من جنتك هذه التي تذكر من طعامها وشرابها
شيئا يكون لي فيه شفاء فقال أبو بكر إن الله حرمها على الكافرين فرجع الرسول
فأخبرهم فقال بلغت محمدا الذي أرسلتموني به فلم يجز إلي شيئا وقال أبو بكر إن الله
حرمهما على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه حتى أرسل رسولا من عنده فوجده الرسول في
مجلسه فقال له مثل ذلك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله حرمهما على الكافرين طعامها
وشرابها انتهى حديث عبد الجبار وزاد عمر ثم قام في أثر الرسول حتى دخل معه بيت
أبي طالب فوجده مملوءا رجالا فقال خلوا بيني وبين عمي [* * * *] قالوا ما نحن بفاعلين ما
أنت بأحق به منا (4) إن كنت له قرابة (5) فلنا مثل قرابتك فجلس إليه فقال يا عم
جزيت عني خيرا كفلتني صغيرا وحطتني كبيرا جزيت عني خيرا يا عم أعني على نفسك
بكلمة واحدة أشفع لك بها عند الله يوم القيامة [* * * *] قال وما هي يا ابن أخي قال له قل لا إله
إلا الله وحده لا شريك له قال إنك لي ناصح والله لولا أن تعير بها فيقال جزع (6)
عمك من الموت لأقررت بها عينك قال فصاح القوم يا أبا طالب أنت رأس الحنيفية ملة

(1) رواه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي في أسباب النزول ص 146 - 147 طبعة دار الفكر.
(2) في أسباب النزول: البصري.
(3) قوله: " نا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون " سقط من أسباب النزول.
(4) بالأصل: " ما " والمثبت عن أسباب النزول.
(5) بالأصل: " الرواية " خطأ، والمثبت " له قرابة " عن أسباب النزول.
(6) في مختصر ابن منظور: خرع.
328

الأشياخ (1) فقال لا تحدث نساء قريش أن عمك جزع عند الموت فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لا أزال أستغفر لك ربي حتى يردني [* * * *] فاستغفر له بعدما مات فقال المسلمون ما منعنا أن
نستغفر لآبائنا ولذي قرابتنا قد استغفر إبراهيم لأبيه وهذا محمد (صلى الله عليه وسلم) يستغفر لعمه
فاستغفروا للمشركين حتى نزل " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا
أولي قربى " (2) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا ابن سعد أنا محمد بن عمر حدثني محمد بن
عبد الله ابن أخي الزهري عن أبيه عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري قال قال أبو
طالب يا ابن أخي والله لولا رهبة أن تقول قريش دهرني (3) الجزع فيكون سبة عليك
وعلى بني أبيك لفعلت الذي تقول وأقررت عينك لما أرى من شكرك ووجدك في
ونصيحتك لي ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال لن تزالوا بخير ما سمعتم من
محمد وما اتبعتم بأمره فاتبعوه وأعينوه ترشدوا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتأمرهم (4) بها
وتدعها لنفسك فقال أبو طالب أما إنك لو سألتني الكلمة وأنا صحيح لتابعتك على الذي
تقول ولكني أكره أن أجزع عن الموت فترى قريش أني أخذتها جزعا ورددتها في صحتي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن النقور أنا المخلص أنا رضوان بن
أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق (5) قال
فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تكذيبهم بالحق قال لقد دعوت قومي إلى أمر ما اشتططت
في القول [* * * *] فقال عمه أجل لم تشتط فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند ذلك وأعجبه قول عمه يا
عم بك علي كرامة ويدك عندي حسنة ولست أجد اليوم ما أجزيك به غير أني أسألك
كلمة واحدة تحل لي بها الشفاعة عند ربي أن تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له تصيب
بها الكرامة عند الممات فقد حيل بينك وبين الدنيا وتنزل بكلمتك هذه الشرف الأعلى في

(1) بالأصل: " الأشياع " والمثبت عن أسباب النزول.
(2) سورة التوبة، الآية: 113.
(3) دهر فلانا أمر: إذا أصابه مكروه.
(4) بالأصل: " أيام " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(5) الخبر في سيرة ابن إسحاق ص 221 رقم 325.
329

الآخرة فقال له عمه والله يا ابن أخي لولا رهبة أن ترى قريش إنما ذعرني الجزع فتعهد
بعهدي سبة تكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لفعلت الذي تقول فأقررت بها عينك لما
أرى من شدة وجدك لي ونصحك لي ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال إنكم لن
تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره فاتبعوه وصدقوه ترشدوا فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تأمرهم بالنصيحة وتدعها لنفسك فقال له عمه أجل إنك لو
سألتني هذه الكلمة وأنا صحيح لها لاتبعتك على الذي تقول ولكني أكره الجزع عند
الموت فترى قريش أني أخذتها عند الموت وتركتها وأنا صحيح فأنزل الله تعالى " إنك لا
تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " (1) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عاصم بن الحسن بن محمد بن علي أنا أبو
عمر بن مهدي أنبأ أبو العباس بن عبده نا أحمد بن يحيى الصوفي نا عبد الرحمن بن
شريك نا أبي عن ابن إسحاق (2) عن العباس بن معبد (3) بن العباس عن بعض أهله
عن العباس بن عبد المطلب أنه قال
لما حضرت أبا طالب الوفاة قال له نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يا عم قل كلمة واحدة أشفع لك بها
يوم القيامة لا إله إلا الله [* * * *] فقال لولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة (4) لأقررت
بعينيك ولو سألتني هذه في الحياة لفعلت قال وعنده جميلة (5) بنت حرب حمالة الحطب
وهي تقول له يا أبا طالب مت على دين الإسلام قال فلما خفت صوته فلم يبق منه شئ
قال حرك شفتيه فقال العباس فأصغيت إليه فقال قولا خفيا لا إله إلا الله فقال العباس
للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا ابن أخي قد والله قال أخي الذي سألته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم
أسمعه
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (6) أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب

(1) سورة القصص، الآية: 56.
(2) ورواه ابن حجر من طريق يونس بن بكير بسنده إلى العباس بن عبد المطلب، في الإصابة 4 / 116.
(3) غير مقروءة بالأصل، وفي الإصابة: سعيد، والمثبت عن سيرة ابن إسحاق ص 222.
(4) عليه غضاضة أي ذل.
(5) تقرأ بالأصل: " حملها " والمثبت عن مختصر ابن منظور، وفي نسب قريش ص 123 حمالة الحطب هي أم جميل
بنت حرب.
(6) رواه البيهقي في دلائل النبوة 2 / 346.
330

وأخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو الحسين البزار أنا أبو طاهر أنا رضوان بن
أحمد
قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق (1) حدثني
العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس قال لما أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا
طالب في مرضه فقال له يا عم قل لا إله إلا الله أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة فقال
يا ابن أخي والله (2) في حديث ابن السمرقندي قال والله يا ابن أخي (3) لولا أن
يكون سبة عليك وعلى أهل بيتك من بعدي يرون أني قلتها جزعا حين نزل بي الموت لقلتها
لا أقول إلا لأسرك بها فلما ثقل أبو طالب رئي يحرك شفتيه فأصغى إليه العباس ليسمع
قوله فرفع (4) العباس عنه فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الكلمة التي سألته فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم أسمع
قال ابن عساكر (5) هذا الحديث في بعض إسناده من يجهل والأحاديث الصحيحة
تدل على موته كافرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن النقور أنا محمد بن عبد الله بن الحسين
الدقاق نا عبد الله بن محمد البغوي نا داود بن رشيد نا مروان بن معاوية نا يزيد بن
كيسان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعمه عند الموت قل لا إله إلا الله قال لولا أن تعيرني بها
قريش أقررت بها عينك فأنزل الله تعالى عليه " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من
يشاء " (6)
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن (7) رحمه الله قال

(1) سيرة ابن إسحاق ص 222 رقم 328.
(2) بياض بالأصل والمثبت عن دلائل النبوة.
(3) سقطت من الأصل، واستدركت عن سيرة ابن إسحاق.
(4) كذا بالأصل وسيرة ابن إسحاق، وفي دلائل النبوة: " فرجع " وبهامشه عن نسخة: فرفع.
(5) زيادة منا.
(6) سورة القصص، الآية: 56.
(7) تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
331

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفزاري وأبو المظفر عبد المنعم بن
عبد الكريم قالا أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأ أبو عمرو بن حمدان
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأ إبراهيم بن منصور أنبأ أبو
بكر بن المقرئ قالا أنا أبو علي الموصلي نا الحارث بن شريح نا مروان عن
يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي طالب حين حضره الموت قل لا إله إلا الله أشفع لك يوم
القيامة ح قال يا ابن أخي لولا أن تعيرني قريش لأقررت عينك بها فنزلت " إنك لا تهدي
من أحببت " [* * * *]
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو حفص (1) بن
شاهين نا إبراهيم بن عبد الله العسكري نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا محمد بن
ثور عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال
لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي
أمية فقال يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج بها لك عند الله قال أبو جهل وعبد الله بن
أبي أمية يا أبا طالب أترغب (2) عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شئ
كلمهم به (3) على ملة عبد المطلب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فنزلت " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين " (4) ونزلت " إنك لا تهدي من
أحببت " [* * * *]
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبي أبو سعد (5) إبراهيم
الديبلي نا أبو عبيد الله المخزومي نا سفيان عن (6) عمرو بن دينار عن أبي سعيد بن

(1) تحرفت إلى: " جعفر " بالأصل.
(2) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
(3) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور، وفي مختصر أبي شامة: " حتى كان آخر ما
كلمة ".
(4) سورة التوبة، الآية: 113.
(5) بياض بالأصل مقدار أكثر من نصف سطر.
(6) بالأصل: " بن " راجع ترجمة عمرو بن دينار في تهذيب الكمال 14 / 211.
332

رافع قال (1) سألت ابن عمر أفي أبي طالب نزلت هذه الآية " إنك لا تهدي من
أحببك " فقال نعم
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى أنا أبو العباس محمد بن أحمد السليطي أنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل
الغازي (2) المروزي نا محمود بن آدم المروزي نا سفيان بن عمرو عن سعيد بن رافع
قال قلت لابن عمر " إنك لا تهدي من أحببت " أفي أبي طالب نزلت قال نعم
قال ابن عساكر (3) كذا قال وإنما هو أبو سعيد
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان أنا أبو أحمد
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد الطبري
نا بشر بن مطر الواسطي نا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي سعيد بن رافع قال سألت
ابن عمر قلت " إنك لا تهدي من أحببت " في أبي طالب نزلت قال نعم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر الخطيب نا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن الصلت نا محمد بن مخلد نا العباس بن يزيد البحراني نا سفيان بن عيينة
عن عمرو عن أبي سعيد بن رافع قال قلت لابن عمر في أبي طالب نزلت " إنك لا
تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " قال نعم
رواه أبو داود في كتاب القدر عن أحمد بن عبدة عن سفيان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين البزار أنا أبو طاهر المخلص أنا
رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير (4) عن يونس بن عمرو (5)
قال
لما مات أبو طالب أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت إن أبا طالب عمك الكافر قد مات

(1) بياض بالأصل.
(2) بالأصل: " النار " خطأ، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 15 / 80.
(3) زيادة منا.
(4) من طريقه رواه ابن إسحاق في سيرته ص 223 رقم 330.
(5) زيد في سيرة ابن إسحاق في سنده بعدها: عن أبيه، عن ناجية بن كعب عن علي بن أبي طالب.
333

فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذهب فواره فقلت والله لا أواريه (1) قال فمن يواريه إن لم
تواره فانطلق فواره (2) ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني فانطلقت فواريته ثم رجعت إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال انطلق فاغتسل ثم ائتني ففعلت ثم أتيته فلما آتيته دعا لي بدعوات
ما أحب أن لي بهن على الأرض من شئ [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل الزهري نا أبو
محمد عبد الله بن إسحاق المدائني نا الحسن بن حماد سجادة نا يحيى بن علي
الأسلمي عن سفيان وإسرائيل وشريك عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي
قال
لما مات أبو طالب أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا نبي الله قد مات الشيخ الضال وقال
أحدهم الكافر فماذا ترى قال اذهب فواره قال ما أنا بمواريه قال فمن يواريه
اذهب فواره ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني قال فواريته وجئت وعلي غبار فقال اذهب
فاغتسل ثم ائتني قال فذهبت فاغتسلت ثم جئت فدعا لي بدعوات ما يسرني أن لي بها
حمر النعم (3) [* * * *]
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبو محمد الجوهري
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب
قالا أنا أحمد بن جعفر أنا عبد الله حدثني أبي (4) نا محمد بن جعفر نا شعبة
عن أبي إسحاق قال سمعت ناجية بن كعب يحدث عن علي أنه أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إن أبا
طالب مات فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) اذهب فواره فقال إنه مات مشركا قال اذهب
فواره فلما واريته ورجعت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لي اغتسل [* * * *]
أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا قالوا أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو بكر بن مالك نا أبو علي بشر بن موسى نا أبو نعيم الفضل بن
دكين نا سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال

(1) بالأصل: " أواره " خطأ، والمثبت عن ابن إسحاق.
(2) من قوله: فقلت... إلى هنا مكرر بالأصل.
(3) الإصابة 4 / 117.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 210 رقم 759.
334

أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلت إن عمك الضال قد مات يعني أباه قال اذهب فواره ولا
تحدثن حدثا حتى تأتيني فأتيته فأخبرته فأمرني فاغتسلت ودعا لي بدعوات ما يسرني بهن ما
عرض من شئ [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد هبة الله بن سهل قالا أنا أبو
عثمان البحيري
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأ أبو سعد بن عبد الرحمن قالا أنا
أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان قالا ثنا
عبد الرحمن بن سلام الجمحي نا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق الهمداني عن
ناجية بن كعب عن علي زاد زاهر بن أبي طالب قال لما مات أبو طالب أتيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت إن عمك الشيخ الضال قد مات قال اذهب فواره ولا تحدث شيئا
حتى تأتيني ففعلت الذي أمرني ثم أتيته فقال لي اغتسل [* * * *] وعلمني دعوات هن أحب إلي
من حمر النعم [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ثنا ابن قيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو
بكر الخطيب نا الحسن بن الحسين النعالي (1) نا أحمد بن عبد الله بن نصر الذارع
بالنهروان نا سعيد بن معاذ الأيلي بالأيلة نا منصور بن أبي مزاحم (2) حدثني أبو عبيد الله
صاحب المهدي حدثني المهدي عن أبيه حدثني العطاء قال سمعت ابن عباس يقول
عارض النبي (صلى الله عليه وسلم) جنازة أبي طالب فقال وصلتك رحم جزاك الله خيرا يا عم [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعد الماليني
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا إسماعيل بن مسعدة أنبأ حمزة بن
يوسف
قالا أنا أبو أحمد بن عدي (3) نا محمد بن هارون بن حميد نا محمد بن
عبد العزيز بن أبي رزمة نا الفضل بن موسى السيناني (4) عن إبراهيم بن عبد الرحمن

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 300.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 80.
(3) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1 / 260.
(4) تحرفت بالأصل إلى: الشيباني.
335

عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) عارض جنازة أبي طالب فقال
وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم وليس في حديث الفراوي السيناني (1) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي أنا
أبو العباس السراج نا محمد بن طريف أنا أبو بكر الأعين نا الفضل بن موسى (2) نا
عنبسة بن عبد الواحد القرشي عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن لأبي طالب عندي رحما سأبلها (3) ببلالها [* * * *]
أخبرنا أبوا (4) الحسن الفقيهان قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو
بكر أنا أبو بكر الخرائطي نا علي بن حرب نا زيد بن الحباب ثنا حماد بن سلمة عن
ثابت البناني عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن العباس أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) ما ترجو
لأبي طالب قال كل الخير أرجو من ربي [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ الحسن بن علي أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني
معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي قال
أخبرت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بموت أبي بكر فبكى ثم قال اذهب فغسله وكفنه وواره
غفر الله له ورحمه قال ففعلت قال وجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستغفر له أياما ولا يخرج من
بيته حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية " وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا
للمشركين " (5) قال علي وأمرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فاغتسلت [* * * *]
قال وأنا محمد بن عمر أنا سفيان بن عيينة عن عمرو قال لما مات أبو طالب
قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رحمك الله وغفر لك لا أزال أستغفر لك حتى ينهاني الله قال
فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون فأنزل الله تعالى " وما كان
للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى " [* * * *]

(1) راجع الحاشية السابقة.
(2) غير واضحة بالأصل، ونميل إلى قراءتها: موقف.
(3) بل رحمه: وصلها.
(4) بالأصل: أبو.
(5) سورة التوبة، الآية: 113.
336

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان قالا أنا أبو الحسن السلمي أنا جدي أنبأ أبو
الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا أبو عبد الله عبد الوهاب بن عبد الرحيم
الأشجعي نا سفيان بن عيينة عن عمرو قال
لما مات أبو طالب قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رحمك الله وغفر لك فلا أزال أستغفر لك
حتى ينهاني الله قال فأخذ المسلمون يستغفرون لموتاهم الذين ماتوا وهم مشركون فأنزل
الله " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى "
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو
الحسن علي بن بركات قالوا ثنا أبو بكر أحمد بن علي أنا محمد بن أحمد بن محمد
أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سيدي قالا ثنا الحسن بن علي القطان نا
إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال
لما مات أبو طالب قال النبي (صلى الله عليه وسلم) إن إبراهيم استغفر لأبيه وهو مشرك وأنا أستغفر
لعمي حتى أبلغ فأنزل الله عز وجل " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو
كانوا أولي قربى " يعني به أبا طالب قال فاشتد على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال الله عز وجل لنبيه
" وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه " (2) يعني حين قال " سأستغفر لك
ربي إنه كان بي حفيا " (3) " فلما تبين له أنه عدو الله " (4) يعني مات على الشرك " تبرأ منه "
" إن إبراهيم لحليم أواه منيب " (5) يعني بالحليم السيد والأواه الدعاء إلى الله والمنيب
المستغفر
قال وأنا إسحاق عن شيخ من خزاعة يكنى أبا عبد الرحمن حدثني الحسن بن
عمارة عن رجال سماهم
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعلي بن أبي طالب ذهبا إلى قبر أبي طالب ليستغفرا (6) له فأنزل الله عز

(1) بالأصل: أبو.
(2) سورة التوبة، الآية: 114.
(3) سورة مريم، الآية: 47.
(4) بالأصل: عدو الله.
(5) سورة هود، الآية: 75.
(6) بالأصل: ليستغفر.
337

وجل هذه الآية " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى "
فاشتد على النبي (صلى الله عليه وسلم) موت أبي طالب على الكفر فأنزل الله على نبيه " إنك لا تهدي من
أحببت (1) " يعني به أبا طالب " ولكن الله يهدي من يشاء " يعني به العباس بن
عبد المطلب هذا مكان أبي طالب عوضا للنبي (صلى الله عليه وسلم) من أبي طالب وكان العباس أحب
عمومة النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد أبي طالب إليه لأنه كان يتيما في حجره
أخبرنا أبو بكر الشاهد أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس بن حيوية
الخزاز (2) قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر الخشاب قال أخبرنا أبو
علي الحسين (3) بن محمد بن الفهم الفقيه نا أبو عبد الله محمد بن سعد أنبأ يحيى بن
عون بن زياد ثنا هشام بن يوسف عن معمر عن أيوب عن محمد بن سيرين
لما حضرت أبو طالب الوفاة دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له ابن أخي إذا أنا مت فائت
أخوالك من بني النجار فإنهم أمنع الناس لما في بيوتهم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا يوسف بن بهلول نا
عبد الله بن إدريس نا محمد بن إسحاق عن من حدثه عن عروة بن الزبير عن
عبد الله بن جعفر قال
لما مات أبو طالب عرض لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) سفيه من سفهاء قريش فألقى عليه ترابا
فرجع إلى بيته فأتته امرأة من بناته تمسح عن وجهه التراب وتبكي قال فجعل يقول أي
بنية لا تبكين فإن الله مانع أباك ويقول ما بين ذلك ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى
مات أبو طالب [* * * *]
كتب إلي أبو علي الحداد وحدثني عنه أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد أنا
أبو نعيم الحافظ أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين نا أبو بكر محمد بن الحسن بن

(1) سورة القصص، الآية: 56.
(2) بدون إعجام بالأصل.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
(4) رواه البيهقي في دلائل النبوة 2 / 350.
338

أبي الذيال (1) الأصبهاني بدمشق نا عثمان بن خرزاد (2) بن عبد الله الأنطاكي نا أحمد بن
الدهقان نا فرات بن محبوب عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال لما مات أبو طالب ضرب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ما أسرع ما وجدت فقدك يا
عم [* * * *]
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنا
أبو علي بن شاذان أنا أبو سهل بن زياد القطان نا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثني أبو
بلال الأشعري نا قيس بن الربيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال
النبي (صلى الله عليه وسلم) ما زالت قريش كافة عني حتى مات أبو طالب [* * * *]
كذا قال كافة بالفاء والمحفوظ كاعة بالعين (3)
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو
العباس الأصم نا العباس بن محمد ثنا يحيى نا عقبة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ما زالت قريش كاعة عني حتى توفي أبو طالب [* * * *]
قال ابن عساكر (5) كذا قالا عن عائشة والمحفوظ مرسل
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا عباس بن محمد نا يحيى بن معين نا عقبة
المجدر نا هشام بن عروة عن أبيه قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما زالت قريشة كاعة عني
حتى مات أبو طالب [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما زالت قريش كاعين حتى مات أبو طالب [* * * *]

(1) بدون إعجام بالأصل. راجع ترجمته في سير الاعلام 13 / 378 وتهذيب الكمال 12 / 432.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل والصواب ما أثبت، راجع الحاشية التالية وأسماء الرواة عن ابن خرزاذ، في تهذيب
الكمال.
(3) انظر ما يأتي قريبا.
(4) رواه البيهقي في دلائل النبوة 2 / 349 - 350.
(5) زيادة منا.
339

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا عبد الغافر بن محمد أنبأ أبو سليمان الخطابي قال
كاعة جمع كائع وهو جبان كما يقال بائع وباعة وقائد وقادة يريد أنه كان يحوط
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويذب عنه قريش فكانت تكيع وتجبن عن أذاه يقال كع الرجل عن الأمر
إذا جبن وانقبض يكع وكاع يكيع قال الفراء يقال كععت عن الشئ وكبنت (1)
بمعنى واحد
أخبرنا أبو محمد بن عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أبي الخطاب الليثي ومحمد بن
هارون بن شعيب بن عبد الله الأنصاري قالا أنا أبو مالك أحمد بن إبراهيم
القرشي نا أبو سليمان أيوب المكتب نا الوليد بن سلمة عن عبد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي أبي
طالب وأخ لي كان في الجاهلية [* * * *]
قال تمام الوليد بن سلمة منكر الحديث والمحفوظ ما
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أنا أبو بكر المقرئ أنا أبو طاهر بن
خزيمة
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو
محمد المخلدي قالا أنا أبو العباس السراج نا قتيبة بن سعيد نا الليث بن سعد عن ابن
الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر عنده أبو طالب
زاد إسماعيل عمه وقالا فقال تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح (2) من
النار يبلغ كعبيه ويغلى منه دماغه [* * * *]
رواه مسلم (3) عن قتيبة
أخبرنا أبو بكر الشحامي أنا أبو حامد أنا المخلدي أنا أبو العباس نا أبو جعفر
عمرو بن علي نا يحيى بن سعيد نا إسرائيل نا عبد الملك بن عمير نا عبد الله بن
الحارث بن نوفل نا العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله ما أغنيت عن عمك

(1) رسمها بالأصل: " وارات ".
(2) الضحضاح هو ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين، هكذا في الأصل واستعير هنا في النار.
(3) صحيح مسلم (1) كتاب الايمان، (90) باب شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي طالب رقم 360 (1 / 195).
340

فقد كان يحوطك ويغضب لك قال هو في ضحضاح من النار ولولا أنا كان في الدرك
الأسفل من النار [* * * *]
قال أنا أبو العباس نا مجاهد بن موسى نا قبيصة عن سفيان عن عبد الملك بن
عمير عن عبد الله بن الحارث قال قال العباس يا رسول الله ما أغنيت عن عمك قد كان
يغضب لك ويحفظك قال هو في ضحضاح من النار ولولا أنا كان في الدرك الأسفل من
النار [* * * *]
أخبرنا أبو سعد إسماعيل (1) بن أحمد بن عبد الملك أنا أبو حامد أحمد بن
الحسن أنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن المخلدي نا محمد بن إسحاق الثقفي نا
محمد بن يحيى يعني ابن أبي عمر نا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن
الحارث قال سمعت العباس قال قلت يا رسول الله إن أبا طالب كان يحوطك وينفعك
فهل تنفعه قال نعم وجدته في غمرات (2) النار فأخرجته إلى ضحضاح [* * * *]
رواه مسلم (3) عن محمد بن يحيى
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن أنبأ أبو عمرو بن حمدان
وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ قال أنا أبو يعلى نا أبو بكر بن أبي شيبة زاد ابن المقرئ عبد الله بن
محمد نا وكيع نا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث عن
العباس زاد ابن المقرئ ابن عبد المطلب أنه قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) عمك أبو طالب كان
يحوطك (4) ويفعل بك قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنه لفي ضحضاح من النار ولولا أنا
كان في الدرك (5) الأسفل [* * * *]
قال ونا أبو بكر نا ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث

(1) استدركت عن هامش الأصل.
(2) غمرات جمع غمرة، وهي المعظم من الشئ.
(3) صحيح مسلم (1) كتاب الايمان (90) باب، رقم 358 (1 / 195).
(4) حاطه يحوطه حوطا وحياطة: إذا صانه وحفظه وذب عنه.
(5) الدرك الأسفل قعر جهنم، وأقصى أسفلها، وقالوا: ولجهنم أدراك، فكل طبقة من أطباقها تسمى دركا.
341

قال قال العباس لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أبا طالب كان يحوطك ويمنعك فهل تنفعه زاد ابن
حمدون بشئ وقالا قال فقال وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى
الضحضاح
قال ونا محمد بن أبي بكر المقدمي نا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن
عبد الله بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب قال يا رسول الله هل نفعت
أبا طالب فإنه قد كان يحوطك ويغضب لك قال هو في ضحضاح من النار ولولا أنا
لكان في الدرك الأسفل من النار وفي حديث ابن حمدان ولولاي [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا أبو بكر الخطيب بدمشق أنا أبو الحسن
أحمد بم موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي قال أنا أبو (1) عبد الله محمد بن مخلد
العطار نا العباس بن يزيد بن أبي حبيب أبو الفصل البحراني نا سفيان بن عيينة سمع
عبد الملك لن عمير عن عبد الله بن الحارث قال قال العباس يا رسول الله إن أبا
طالب كان يحوطك ويدفع عنك فهل نفعته بشئ قال نعم وجدته في الغمرة (2)
فأخرجته إلى الضحضاح [* * * *]
أخبرنا أبو غالب البنا أنا أبو يعلى بن الفراء وأبو الحسين بن حسنون قالا أنا أبو
القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج نا محمد بن محمد يعني ابن سليمان
الباغندي (3) نا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي نا أبو عوانة نا
عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب
قال يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشئ فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم
هو في ضحضاح من النار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنبأ أبو الحسين بن
المظفر نا أبو بكر محمد بن محمد الباغندي نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي نا
عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن
العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول الله هل تنفع أبا طالب فإنه قد كان يغضب

(1) بالأصل: قال علي أبي عبد الله.
(2) بالأصل: " العمر " ولعل الصواب ما أثبت، والغمرة واحدة الغمرات.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " أنا عندي ".
342

لك ويحوطك قال نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من
النار [* * * *]
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1) (2) وأبو غالب البنا قالا أنا أبو الغنائم بن
مأمون أنبأ أبو القاسم بن حبابة نا عبد الله
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على أبي عثمان البحيري أنبأ
زاهر بن أحمد أنبأ البغوي المنيعي (3) نا أبو نصر التمار نا حماد عن ثابت عن أبي
عثمان عن ابن العباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أهون أهل النار عذابا أبو طالب في
رجليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه [* * * *] واللفظ لابن حبابة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن
عبد الله بن الحسين الدقاق نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا سريج (4) بن يونس
نا إسماعيل بن مجالد عن الشعبي عن جابر قال
سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) عن أبي طالب هل نفعته بشئ قال نعم أخرج من غمرة جهنم إلى
ضحضاح منها وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام (5) القرآن قال
أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنبأ أبو طاهر المخلص
أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن شيبان بن إسماعيل
الحنفي عن يزيد الرقاشي قال
قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا رسول الله أبو طالب ونصرته لك وحيطته عليك أين منزلته
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو في ضحضاح من نار فقيل وإن فيها لضحضاحا (6) وغمرا (7)

(1) تحرفت بالأصل إلى: المرزقي.
(2) أقحم بعدها بالأصل: " بن المررمي ".
(3) تحرفت بالأصل إلى: المنبعي، والمنيعي نسبة إلى منيع، جد أبي القاسم البغوي.
(4) تحرفت بالأصل إلى: شريح.
(5) قيل إنها ماتت قبل الهجرة بثلاث سنوات، ونقل عن عروة قوله أنها ماتت قبل الهجرة بسنتين، وقال بعضهم: قبل
الهجرة بخمس سنوات، قال البلاذري: وهذا غلط.
(6) بالأصل: لضمضاح.
(7) بالأصل: وعمر.
343

فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم إن أدنى أهل النار منزلة لمن يحذى له منها نعلان من نار يغلى
من وهجهما (1) دماغه حتى يسيل على قوائمه [* * * *] قال شيبان فبلغني أنه ينادي مناد أنه لا يعذب
أحد عذابه من شدة ما هو فيه [* * * *]
قال ونا يونس عن ابن إسحاق قال وقال علي بن أبي طالب يرثي أباه حين مات (2)
* أرقت لنوح آخر الليل غردا * لشيخي ينعى والرئيس المسودا (3)
أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى * وذا الحلم لا جلفا (4) ولم يك قعددا
أخا الهلك خلي ثلمة سيسدها * بنو هاشم أو تستباح وتضهدا (5)
فأمست قريش يفرحون لفقده * ولست أرى حيا لشئ مخلدا
أرادت (6) أمورا زينتها حلومهم * ستوردهم يوما من الغي موردا
يرجون تكذيب النبي وقتله * وأن يفتروا بهتا عليه ويجحدا
كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم * صدور العوالي والصفيح المهندا
ويبدو (7) منا منظر ذو كريهة * إذا ما تسربلنا الحديد المسردا
فإما تبيدونا وإما نبيدكم * وإما تروا سلم العشيرة أرشدا
وإلا فإن الحي دون محمد * بنو هاشم خير البرية محتدا
فإن له منكم من الله ناصرا * ولست بلاق (8) صاحب الله أوحدا
نبي أتى من كل وحي بخطة * فسماه ربي في الكتاب محمدا
أغر كضوء (9) البدر صورة وجهه * جلا الغيم عنه ضؤوه فتعددا (10)

(1) من قوله: نعم، إلى هنا، مطموس بالأصل وغير مقروء، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص 224 رقم 332 وديوان الإمام علي ط بيروت ص 69 - 70.
(3) في سيرة ابن إسحاق هذا العجز جعله عجزا لعجز البيت التالي حيث جعل عجزه صدرا للبيت التالي، وصدر
البيت التالي عجزا للبيت الأول.
(4) الديوان: خلقا.
(5) في الديوان: أخا الملك... فيهمدا.
(6) سيرة ابن إسحاق: أرادوا.
(7) الديوان: ويظهر.
(8) عجزه في سيرة ابن إسحاق: ولست أرى حيا لشئ مخلدا. وفي الديوان: وليس نبي.
(9) في سيرة ابن إسحاق: كضوء الشمس.
(10) بالأصل: تعددا، والمثبت عن ابن إسحاق، وفي الديوان: فتوقدا.
344

أمين على ما استودع الله قلبه * وإن قال قولا كان فيه مسددا *
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر الأسلمي
قال توفي أبو طالب للنصف من شوال في السنة العاشرة من حين تنبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو
يومئذ ابن بضع وثمانين سنة وتوفيت خديجة بعده بشهر وخمسة أيام وهي يومئذ بنت
خمس وستين سنة فاجتمعت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مصيبتان موت خديجة وموت أبي
طالب عمه
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي أما
أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا الواقدي قال وفي هذه السنة يعني
سنة الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين توفيت خديجة وأبو طالب بينهما خمس وثلاثون ليلة
المتقدمة خديجة
8614 أبو طالب الجعفري الفقيه
قدم دمشق في صحبة المتوكل فيما قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد
الخطابي الشاعر الدمشقي
حكى عنه أبو نصر الأوسي وأبو الفضل أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب بغداد
أنبأ أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه أنبأ أبو بكر الخطيب
وعبد المحسن بن محمد البغداديان قالا أنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر
أنا محمد بن عبد الرحيم المازني نا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو نصر
الأوسي حدثني أبو طالب الجعفري قال
جرى بين رجل من قريش ورجل من الأنصار ملاحاة فقال له القرشي تكلمني وأنا
رجل من قريش فقال له الأنصاري من أي قريش ممن آوينا ونصرنا أو ممن حاربنا فقتلنا
أو ممن أسرنا فمننا قال أبو طالب فذهبت لأكلم الأنصاري فقال أبي أسكت اتركهم
ينتصرون لأنفسهم
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا يحيى بن علي نا علي بن بكر ثنا ابن يحيى إملاء ثنا محمد بن
345

الفضل أنشدني أبو طالب الجعفري إنه مما كان يتمثل بها زيد بن علي في حربه (1) وهي
* منخرق الخفين يشكو الوجى * تنكبه (2) أطراف مرو حداد
شرده الخوف وأزرى به * كذاك من يكره حر الجلاد
قد (3) كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)
أنبأ أحمد بن عمر بن روح النهرواني نا المعافا بن زكريا الجريري نا الحسين بن القاسم
الكوكبي حدثني أحمد بن فراس السامي (5) قال
جرت بين أبي طالب الجعفري وبين علي بن الجهم وحشة أرسل أبو طالب يعتذر إليه
فكتب إليه علي
* لم تذقني حلاوة الإنصاف * وتعسفتني أشد اعتساف
وتركت الوفاء جهلا بما في * ه وأسرفت غاية الإسراف
غير أني إذا رجعت إلى [* * * *] * ق بني هاشم بن عبد مناف
لم أجد لي إلى التشفي سبيلا * بقواف ولا بغير قواف
لي نفس تأبى الدنية والأش * راف لا تعتدي على الأشراف *
ذكر أبو علي الحسين القاسم الكوكبي أنشدني أبو نصر الأوسي لأبي طالب
الجعفري
* إني أهابك أن أقو * ل ولست أئتمن الرسولا
فإذا هدت فطن الرسو * ل (6) ورنح السكر العقولا *
فانظر إلى نظري إلي * ك فإن في نظري دليلا
وأبسط لسانك إن رأيت * إلى مؤانستي سبيل

(1) الأبيات في تاريخ الطبري 7 / 535 وعيون الاخبار 1 / 291 - 292.
(2) عن المصدرين السابقين وصورتها بالأصل: " نصه ".
(3) بالأصل: " قدر " والمثبت عن المصدرين السابقين.
(4) الخبر والابيات في تاريخ بغداد 11 / 368 - 369 في ترجمة الشاعر علي بن الجهم.
(5) بالأصل: الشامي، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) الأصل: " الرقيب " والمثبت عن مختصري ابن منظور وأبي شامة.
346

إني أعيذك أن تكون * علي ممتنعا بخيلا
أجمل (1) فديتك في جوابك * إذ ظننت بك الجميلا
ألهيتني بك عن سواك * وصرت لي أملا وسولا *
8615 أبو طالب الدمشقي
حكى عنه أبو محمد القاسم (2)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ عاصم بن الحسن بن محمد أنا أبو السهل
محمود بن عمر بن جعفر العكبري أنا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي بن أبي روح
العكبري ثنا ابن أبي الدنيا حدثني القاسم بن هاشم حدثني أبو طالب الدمشقي
أن رجلا كتب إلى ابن له إنك لن تبلغ أملك ولن تعدوا أجلك فأجمل في الطلب
واستطب المكسب فإنه رب طلب قد جر إلى حرب فأكرم نفسك عن دنيا دنية وشهوة
ردية فإنك لا تعتاض بما (3) تبذل (4) من نفسك عوضا ولا تأمن من خدع الشيطان أن
تقول متى أرى ما أكره نزعت فإنه هكذا هلك من كان قبلك
8616 أبو طالب بن عبد الرحيم الجعفري الهمذاني (5)
سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي
روى عنه أبو بكر عتيق بن علي بن داود السمنطاري وذكر أنه همذاني ثقة سمع منه
أحاديث بهمذان وليس هو أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله الحميري الطوسي
الصوفي الذي روى عن الكلابي أيضا وروى عنه أهل طوس لأني لا أحفظ في نسب حمزة
هذا أبا اسمه عبد الرحيم
8617 أبو طاهر الدمشقي
حدث عن أبيه وهشام بن عمار ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم

(1) بالأصل ومختصر أبي شامة: " فأجمل " حذفنا الفاء لتقويم الوزن.
(2) ما بين معكوفتين زيادة للايضاح عن مختصر أبي شامة.
(3) الأصل: ما، والمثبت عن أبي شامة وابن منظور.
(4) بالأصل: " ندل " والمثبت عن أبي شامة وابن منظور.
(5) في مختصر أبي شامة: " الهمذاني " وهو ما أثبت.
347

روى عنه أبو عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد العطار
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم القرشي المقرئ ببغداد
أنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي نا أبو الطاهر الدمشقي نا هشام بن
عمار نا يحيى بن حمزة حدثني الوضين بن عطاء عن القاسم بن عبد الرحمن قال
حدثني بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في يوم عيد فكبر أربعا
وأربعا فلما انصرف أقبل بوجهه وقبض إبهاميه وأشار بأصابعه وقال لا تنسوا كتكبير
الجنائز [* * * *]
وهو أحمد بن بشر بن عبد الوهاب تقدم ذكره في حرف الألف
8618 أبو طاهر الدمشقي
شاعر
قرأت من شعره
* دوائي مكروهي ودائي محبتي * فقد عيل بي صبري فكيف أقلب (1)
فلا كبدي تبلى ولا لك رحمة * ولا عنك إقصار ولا لي مذهب *
8619 أبو طعمة (2) مولى عمر بن عبد العزيز (3)
سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب
روى عنه عبد الله وعبد الرحمن ابنا يزيد بن جابر وعبد الله بن لهيعة
وعبد الله بن عيسى بن أبي ليلى وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
وأصله من الشام وسكن مصر وكان يقص بها ورماه مكحول بالكذب وهو هلال
مولى عمر الذي تقدم ذكره
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو القاسم بن الفرات أنا عبد الوهاب

(1) بالأصل: أفلت، والمثبت عن أبي شامة.
(2) طعمة: بضم أوله وسكون المهملة.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 317 وتهذيب التهذيب 6 / 388 وميزان الاعتدال 4 / 541 والجرح والتعديل 9 /
398.
348

الكلابي نا ابن جوصا نا يحيى بن عثمان نا محمد بن حمير نا معاوية بن سلام عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي طعمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال
كسفت الشمس على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنودي الصلاة جامعة فركع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ركعتين في سجدتين ثم قام فركع ركعتين في سجدتين ثم جلى عن الشمس وكانت عائشة
تقول ما سجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سجودا ولا ركع ركوعا أطول منه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني
نا أبو نعيم نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عبد الرحمن الغافقي من
أهل مصر ومولى له يقال له أبو طعمة أنهما خرجا من مصر حاجين فجلسا إلى ابن عمر فذكر
القصة فقال ابن عمر أشهد لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعن الله الخمر وشاربها
وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها [* * * *]
أخبرنا أبو غالب ابن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا
محمد بن خريم بن محمد بن مروان نا هشام بن عمار نا سعيد بن يحيى بن صالح
اللخمي ثنا عبد العزيز يعني ابن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن عبد الرحمن الغافقي
عن مولى لهم يقال له أبو طعمة قال
أتينا عمر بالمدينة فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن ما تقول في شرب الطلاء (1)
الحلو الحلال الطيب قال اشرب واسقني فولى الرجل فقال ابن عمر لرجل أدركه
فسله فإن قال أحله له فرده فأدركه فرده فقال ما قلت قال كذا وكذا وهل
يقدر ابن عمر أن يحرم الحلو الحلال الطيب أشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعن
الله الخمر وبائعها ومبتاعها وساقيها وشاربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها
والمحمولة إليه وآكل ثمنها [* * * *]
وكذا رواه أبو أحمد الحاكم عن ابن خريم والصواب ما تقدم وقد رواه وكيع عن
عبد العزيز ورواية أبي نعيم
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري (2) أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري

(1) الطلاء: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه (تاج العروس: طلى).
(2) غير واضحة بالأصل.
349

أنا أبو علي زاهر بن أحمد بن أبي بكر بن موسى السرخسي بها نا أبو عبد الله محمد بن
وكيع الطوسي بها نا أبو الحسن محمد بن أسلم بن سالم بن يزيد الطوسي نا جعفر بن
عون وأبو نعيم عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن عبد الله
ورجل من مواليهم أنهما سمعا ابن عمر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعن الله
الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها
والمحمولة إليه وآكل ثمنها [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا وكيع نا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن أبي
طعمة مولاهم وعن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي أنهما سمعا ابن عمر يقول قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعنت الخمر على عشرة وجوه لعنت الخمرة بعينها وشاربها وساقيها
وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها [* * * *]
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروبي وأخبرني أبو بكر محمد بن
عبد الله بن أحمد بن حبيب عنه أنا أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي (2) أنا الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد قالا أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن عبد الرحمن بن عبد الله وأبي طعمة قالا سمعنا
عبد الله بن عمر يقول أشهد لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعن الله الخمر وشاربها
وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة له وآكل
ثمنها [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو
حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزار ثنا إبراهيم بن عبد الله نا يزيد بن
هارون أنا شريك عن عبد الله بن عيسى عن أبي طعمة عن ابن عمر قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعنت الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها
والمحمولة إليه ومبتاعها وآكل الثمن [* * * *]

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 2 / 254 رقم 4787 طبعة دار الفكر.
(2) أقحم بعدها بالأصل: أنا أبو القاسم بن السمرقندي.
350

أخبرنا أبو القاسم الشيباني أنا الحسن بن علي أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله
حدثني أبي نا حسن يعني ابن موسى نا ابن لهيعة نا أبو طعمة قال ابن لهيعة لا أعرف
اسمه قال سمعت عبد الله بن عمر فذكر حديثا
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال (1)
أبو طعمة قارئ (2) أهل مصر سمع ابن عمر روى عنه ابنا يزيد بن جابر
وعبد الله بن عيسى وابن لهيعة سمع أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد قال
أبو طعمة مولى عمر بن عبد العزيز سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن
الخطاب العدوي ذكره عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (3) القرشي رماه مكحول الهذلي
بالكذب حديثه في الشاميين فلا أدري هو الذي تقدم ذكرنا له أو هما اثنان (4) يعني أبا
طعمة الذي روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص روى عنه يحيى بن أبي كثير الطائي
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني أنبأ
محمد بن عبد الله بن خميرويه نا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار
قال أبو طعمة ثقة (5)
أنبأنا أبو أبو جعفر بن أبي علي أنا الصفار أنا ابن منجويه أنا الحاكم أخبرني أبو
الفضل محمد بن أحمد السلمي أنا يحيى يعني ابن ساسويه الرقاشي نا أحمد بن عبد الله
الطالقاني وهو عندنا أبو إسحاق عن الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
قال سمعت مكحولا وحدثه أبو طعمة بشئ فقال ذروه يكذب (6)

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 398.
(2) تقرأ بالأصل: " قارين " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(3) بالأصل " عبد " راجع ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 517.
(4) تقرأ بالأصل: " أيضا " والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(5) تهذيب الكمال 21 / 317.
(6) الجملة بالأصل تقرأ: " فقال: دروع ان بلغت " صوبنا الجملة عن تهذيب التهذيب 6 / 388 " ذروه يكذب ".
351

8620 أبو طفيل
اسمه عامر بن واثلة تقدم ذكره في حرف العين
8621 أبو طلحة الأنصاري
اسمه زيد بن سهل تقدم ذكره في حرف الزاي
8622 أبو طوالة (1)
اسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر تقدم ذكره في حرف العين
8623 أبو الطيب بن عبد الصمد
حدث عن هشام بن عمار ويزيد بن محمد بن عبد الصمد
روى عنه أبو الحسن أحمد بن حميد بن سعيد بن أبي العجائز
8624 أبو الطيب الوراق
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني وفي يوم السبت لسبع خلون من شعبان يعني سنة
سبع وأربعين وثلاثمائة مات أبو الطيب الوراق وكان فاضلا في صنعته حاذقا بها مقدما
فيها بصيرا يكتب المحاضر والسجلات والإقرار والبيوع وسائر الشروط ولم يترك مثله
في صنعته وكان جماعة للكتب أعني كتب العلم والنحو والأدب وسائر العلوم عفا
الله عنا وعنه
" حرف الظاء المعجمة "
8625 أبو ظبية (2) السلفي (3) ثم الكلاعي الحمصي (4)
سمع عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل والمقداد بن الأسود وعمرو بن عبسة
وعبد الله بن عمرو وأبا أمامة الباهلي وعمرو بن العاص

(1) طوالة: أوله وتخفيف ثانيه.
(2) طبية: بفتح أوله وسكون الموحدة بعدها تحتانية (كما في تقريب).
(3) السلفي: بضم أوله.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 326 وتهذيب التهذيب 6 / 390 وميزان الاعتدال 4 / 542 وسماه: أبا طيبة،
والجرح والتعديل 9 / 399 والمعرفة والتاريخ 2 / 463 والكنى والأسماء 1 / 41 والإصابة 4 / 120.
352

روى عنه أبو سعيد شهر بن حوشب ومحمد بن سعد الأنصاري وثابت البناني
وشريح بن عبيد وبشر (1) بن عطية
وشهد الجابية مع عمر
أخبرنا أبو البقاء هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن البصيذاي (2) ببغداد
أنا أبو محمد الجوهري
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن الدباش (3) وأبو
غالب بن البنا قالا أنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ قالا أنا أبو الفضل
عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري نا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر نا
أبو بكر بن أبي شيبة العبسي نا شريك عن محمد بن سعد الأنصاري عن أبي ظبية عن
أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال المقة من الله والصيت في السماء فإذا أحب الله عبدا نادى
جبريل إن ربكم يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء وينزل له القبول في
الأرض [* * * *]
أخبرناه أبو محمد هبة الله بن سهل وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالا أنا أبو
سعد محمد بن عبد الرحمن أنا الحاكم أبو أحمد أنا أبو الحسن علي بن المبارك
المسروري ببغداد نا أبو بكر يعني ابن أبي شيبة نا شريك بن عبد الله النخعي عن
محمد بن سعد الأنصاري عن أبي ظبية عن أبي أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المقة من
الله والصيت من السماء في السماء فإذا أحب الله عبدا قال يا جبريل إن ربكم يحب فلانا فأحبوه
فينادي جبريل إن ربكم يحب فلانا فأحبوه قال فينزل الله له المقة على أهل
الأرض [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي التميمي أنا أبو بكر بن - حمدان نا
عبد الله بن أحمد نا (4) علي بن حكيم الأودي نا شريك (5)

(1) كذا بالأصل وتهذيب التهذيب ومختصر أبي شامة، وفي تهذيب الكمال: بسر.
(2) قارن مع مشيخة ابن عساكر 236 / ب.
(3) كذا بالأصل، وفي مشيخة ابن عساكر 49 / ب.
(4) سقطت من الأصل.
(5) رواه أحمد بن حنبل في مسند من طريق آخر 8 / 290 رقم 22296 بسنده إلى أمامة.
353

قال ونا أبو بكر بن أبي شيبة (1) عن محمد بن سعد عن أبي ظبية عن أبي أمامة
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا أبو الحسين بن المهتدي نا أبو حفص (2) بن شاهين
نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن
محمد بن سعد الأنصاري عن أبي ظبية عن أبي أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المقة من
الله والصيت في السماء فإذا أحب الله عبدا قال يا جبريل إن ربك يحب فلانا فأحبه فينادي
جبريل فينزل له القمة على الأرض [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن
محمد ثنا يحيى بن محمد بن صاعد نا أبو فروة لرهاوي يزيد بن محمد بن يزيد
حدثني أبي نا يزيد بن سنان ثنا زيد بن أبي أنيسة وعبد الله بن يحيى عن عمرو بن
مرة عن شمر (3) بن عطية عن شهر بن شوحب عن أبي أمامة الباهلي قال قلت يا أبا
أمامة حديث بلغني عنك تحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الوضوء قال أبو أمامة لو لم
أسمعه عن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا لم أحدث
به قال شهر فقلنا له كيف سمعته فقال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من توضأ فأحسن
الوضوء خرجت خطاياه من مسامعه وبصره ويديه ورجليه [* * * *] فقال أبو ظبية الحمصي
ووجدته عند أبي أمامة وأنا سمعت عروة بن عبسة يحدث بذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقول
ما من عبد يبيت على طهر فيذكر الله ثم يتعار (4) من الليل فيدعو الله إلا أعطاه الله ما سأل
من أمر الدنيا والآخرة ح
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالا أنا
أبو القاسم إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا زهير نا جرير عن
الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب قال
دخلت المسجد فإذا أبو أمامة في زاوية المسجد فجلست إليه فجاء رجل أفضل رجل

(1) أقحم بعدها بالأصل: نا جبريل.
(2) تحرفت بالأصل إلى: جعفر.
(3) غير واضحة بالأصل، راجع ترجمة شهر بن حوشب في تهذيب الكمال وانظر فيها أسماء الرواة عنه.
(4) التعار: السهر.
354

بالشام إلا رجلا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث حديثا لو لم
أسمعه يحدثه فذكر شيئا سقط عني أو خمسة أو ستة أو سبعة لم أحدث به يقول ما
من رجل يتوضأ فيحسن وضوءه وسقط شئ رجله وسمعه وبصره [* * * *] قال أبو ظبية وسقط
شئ هذا المرء وذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما من رجل نام طاهرا على ذكر (1) فيتعار
من الليل يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه [* * * *]
أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد عبد الله بن
أحمد بن عبيد الله بن عثمان السكري أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر
ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه
ومحمد بن أحمد بن علي السمسار
قالا أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد قوله قالا نا الحسين بن
إسماعيل المحاملي إملاء حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش عن شمر بن
عطية عن شهر بن حوشب قال
دخلت المسجد فإذا أبو أمامة جالس في زاوية المسجد فجلست إليه فجاء شيخ يقال
له أبو ظبية من أفضل رجل بالشام إلا رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو أمامة لقد
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث حديثا لو لم أسمعه يحدثه وقال ابن خرشيد قوله يحدث
إلا مرة أو اثنتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ستا أو سبعا (2) ما حدثته لكني سمعته
أكثر من ذلك سمعته يقول ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء إلا مرت ذنوبه من سمعه
وبصره ويديه ورجليه حقال أبو ظبية قالا سمعت عمرو بن عبسة (3) زاد ابن الصلت
يحدث هذا الحديث كما حدثت فذكر كما ذكر أبو أمامة وسمعته ثم اتفقا فقالا يقول قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من رجل ينام طاهرا على ذكر فيتعار من الليل فسأل الله خيرا من الدنيا
والآخرة إلا أعطاه الله عز وجل زاد ابن الصلت إياه [* * * *]
أنبأنا أبو طالب بن يوسف أنبأ عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزجي (4) نا

(1) كذا بالأصل، ومر في الرواية السابقة: ذكر الله.
(2) بالأصل: أو اثنين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، أو ستة، أو سبعة.
(3) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن مختصر أبي شامة.
(4) ترجمته في سير الاعلام 18 / 18.
355

الحسن بن جعفر بن الوضاح نا جعفر بن محمد الفريابي حدثني أبو مروان
عبد الملك بن حبيب المصيصي نا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن شمر بن عطية
عن شهر بن حوشب (1) قال
دخلت المسجد فإذا أبو أمامة جالس في زاوية المسجد فجاءه أبو ظبية حتى
جلس وكانوا لا يعدلون به رجلا إلا رجلا صاحب محمدا عليه السلام فقال أبو أمامة
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدث حديثا لو لم أسمعه إلا مرة أو اثنتين (2) حتى عد سبعا ما
حدثتكموه ولكني قد سمعته أكثر من ذلك سمعته يقول ما من رجل يتوضأ فيحسن
وضوءه ثم يقوم إلى الصلاة إلا خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه حقال أبو ظبية وأنا قد
سمعته من عمرو بن عبسة (3) يحدث كما قلت وسمعته يقول ما من مسلم ينام طاهرا على
ذكر فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه قال فقلنا أين أنت
من هذا يا أبا ظبية قال ما آلو [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا
هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن
حماد (4) نا عمران بن بكار بن راشد أبو موسى الكلاعي الحمصي نا أبو المغيرة
عبد القدوس بن الحجاج نا صفوان بن عمرو عن غيلان بن معشر عن أبي ظبية السلفي
قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية في يوم الجمعة فقرأ " إذا السماء انشقت " (5) فنزل
عن المنبر فسجد وسجد الناس معه
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقا ثنا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت يحيى يقول أبو ظبية الكلاعي
شامي هو صاحب معاذ
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله بن عبد الملك قالا أنا أبو

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل.
(2) بالأصل: اثنين.
(3) بالأصل: عسسه.
(4) رواه الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 41.
(5) سورة الانشقاق، الآية الأولى.
356

القاسم العبدي أنا حمد (1) إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد (2) قال
أبو ظبية الكلاعي سمع معاذا والمقداد روى عنه شهر بن حوشب ومحمد بن سعد
وثابت البناني سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
مدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو ظبية الكلاعي عن المقداد بن
الأسود وأبي أمامة روى عنه محمد بن سعد الأنصاري وشهر بن حوشب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال (3) أبو ظبية كلاعي شامي يحدث عن
معاذ بن جبل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني (4) أنا تمام بن محمد أنا أبو
عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال (5) في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من التابعين أبو ظبية
يحدث عن معاذ
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي أنا علي بن المحسن التنوخي أنا
محمد بن المظفر أنبأ بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد عيسى قال أبو ظبية
السلفي يحدث عن معاذ وحضر خطبة عمر بالجابية
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين (6) عن أبي عبد الله محمد بن علي بن
المبارك أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطرسوسي أنا

(1) تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
(2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 399.
(3) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 463.
(4) تحرفت بالأصل إلى الكناني.
(5) عن أبي زرعة الدمشقي رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 326.
(6) بالأصل: " الحصري الحسني " تصحيف.
357

محمد بن محمد بن داود الكرجي نا عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال أبو
ظبية الكلاعي أرجو أن يكون سمع من معاذ
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال وأما ظبية الظاء المعجمة فهو أبو ظبية الكلاعي يروي عن عمرو بن عبسة والمقداد
وأبي أمامة روى عنه محمد بن سعد وشهر بن حوشب (1)
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد الحاكم قال أبو ظبية الكلاعي عن عمرو بن عبسة السلمي والمقداد ومعاذ بن
جبل وعبد الله بن عمر روى عنه أبو سعيد شهر بن حوشب ومحمد بن سعد وثابت
حديثه في الشاميين
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنا
أحمد بن محمد بن زنجويه أنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال وأما أبو ظبية فوق
الطاء نقطة وبعدها باء تحتها نقطة ويليها ياء تحتها نقطتان فأبو ظبية الكلاعي روى عن
معاذ بن جبل والمقداد بن الأسود روى عنه شهر بن حوشب ومحمد بن سعد وثابت
البناني ولا يعرف له اسم ويقال إن اسمه كنيته (2)
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد
حدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا
عبد الرحيم بن أحمد أنا عبد الغني بن سعيد قال ظبية بالظاء معجمة بواحدة ويقال له أبو
ظبية روى عنه محمد بن سعد الأنصاري
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال وأما ظبية بظاء معجمة ثم باء
معجمة بواحدة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها أبو ظبية الكلاعي يروي عن
عمرو بن عبسة والمقداد وأبي أمامة روى عنه محمد بن سعد الأنصاري وشهر بن
حوشب
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا

(1) تهذيب الكمال 21 / 326.
(2) تهذيب الكمال 21 / 326.
(3) الاكمال لابن ماكولا 5 / 250 - 251.
358

محمد بن هارون الروياني نا محمد بن المثنى نا محمد بن عمار نا جرير (1) عن
الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب قال دخلت فإذا أبو أمامة في زاوية
المسجد فجلست إليه فجاء شيخ يقال له أبو ظبية من أفضل رجل بالشام إلا رجلا (2) من
أصحاب نبي الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق الأصبهاني أنا أبو الحسن العدل أنا أبو
أحمد العسكري قال أخبرني علي بن سعدان بن نصر قال سمعت العباس يقول (3)
سئل يحيى بن معين عن أبي ظبية الذي يروي عنه محمد بن سعد الأنصاري فقال ثقة
وقد روى بشر (4) بن عطية عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة لا أدري هو هذا أم غيره
قال ابن عساكر (5) هو هو بلا شك
أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي
يقول (6) قلت ليحيى أبو ظبية الذي يروي عنه محمد بن سعد الأنصاري فقال ثقة
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنبأ حمد إجازة
قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا نا محمد قال (7) سئل أبو زرعة عن أبي ظبية هل يسمى فقال لا أعرف أحدا
يسميه
أنبأنا أبو المظفر القشيري عن محمد بن علي بن محمد الصوفي أنا أبو
عبد الرحمن السلمي أنا أبو الحسن الدارقطني قال أبو ظبية الشامي الكلاعي ليس به
بأس (8).

(1) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 327.
(2) عن تهذيب الكمال: " رجلا " وبالأصل: رجل.
(3) تهذيب الكمال 21 / 326.
(4) بياض بالأصل والزيادة المثبتة عن تهذيب الكمال، وفيه: " بسر ".
(5) زيادة منا.
(6) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 21 / 327.
(8) تهذيب الكمال 21 / 327.
359