الكتاب: تذكرة الحفاظ
المؤلف: الذهبي
الجزء: ٢
الوفاة: ٧٤٨
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: صحح عن النسخة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية

الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي
المتوفى 748 ه‍ = 1348 م
كتاب
تذكرة الحفاظ
(الجزء الثاني)
(من الطبقة الثامنة إلى الطبقة العاشرة)
صحح عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي
تحت إعانة وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية
احياء التراث العربي
412

بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة [من الكتاب]
من أكابر الحفاظ وعدتهم مائة وعشرون نفسا 1
419 1 / 8 خ د ت س - الحميدي
الامام العلم أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي الأسدي الحميدي
المكي الحافظ الفقيه. اخذ عن ابن عيينة ومسلم بن خالد وفضيل بن
عياض والدراوردي وهو معدود في كبار أصحاب الشافعي وكان قد تهيأ
للجلوس في حلقة الشافعي بعده 2 فتعصب عليه ابن عبد الحكم. حدث
عنه البخاري والذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم وبشر بن موسى وخلق.
أخبرنا محفوظ بن معتوق البزاز في سنة ثلاث وتسعين وست مائة
انا عبد اللطيف بن محمد انا أحمد بن عبد الغنى انا محمد بن أحمد المقري

(1) المترجمون في هذه الطبقة مائة وثلاثون فكأن المؤلف يرى أن عشرة
منهم ليسوا هناك ويمكن تعيينهم ظنا فتدبر (2) هذا وهم.
413

انا عبد الغفار بن محمد انا أبو على ابن الصواف نا بشر بن موسى نا الحميدي
ثنا سفيان نا أبو حازم سمع سهل بن سعد يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: بعثت انا والساعة كهذه من هذه، فأشار سفيان
بالسبابة والوسطى. قال أحمد بن حنبل: الحميدي عندنا امام. وقال
أبو حاتم: أثبت الناس في سفيان بن عيينة الحميدي. وقال الفسوي:
ما لقيت أحدا انصح للاسلام وأهله من الحميدي. توفى الحميدي بمكة
سنة تسع عشرة ومائتين وقد كان من كبار أئمة الدين.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا ابن قدامة انا سعد الله بن نصر
انا أبو منصور الخياط انا عبد الغفار بن محمد انا أبو على ابن الصواف انا بشر
ابن موسى نا الحميدي قال: أصول السنة فذكر أشياء منها قال: وما نطق
به القرآن والحديث مثل (وقالت اليهود يد الله مغلولة) (والسماوات
مطويات بيمينه) وما أشبه هذا لا نزيد فيه ولا نفسره ونقف على
ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول (الرحمن على العرش استوى)
ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي.
420 2 / 8
السوريني
الحافظ البارع مفيد نيسابور أبو إسحاق إبراهيم بن نصر المطوعي
رحل وتعب وصنف المسند. سمع ابن المبارك وجرير بن عبد الحميد
وأبا بكر بن عياش وطبقتهم. مات في الكهولة فلم ينتشر حديثه. حدث
عنه أبو زرعة وأبو حاتم وأحمد بن يوسف السلمي، وكان أبو زرعة
414

يقدمه في حفظ المسند ويثني عليه. استشهد في سبيل الله في وقعة بابك
الخرمي التي بالدينور في سنة عشر ومائتين، وقيل قتل سنة ثلاث عشرة
ومائتين رحمه الله، ذكره الحاكم.
421 3 / 8 خ م س ت - يحيى بن يحيى
الامام الحافظ شيخ خراسان أبو زكريا التميمي المنقري النيسابوري.
قال الحاكم: هو إمام عصره بلا مدافعة، ولد سنة اثنتين وأربعين ومائة.
سمع من كثير بن سليم الأبلي ومالك والليث وزهير بن معاوية وسليمان
ابن بلال وخارجة بن مصعب وطبقتهم. وعنه إسحاق والذهلي ومحمد
ابن أسلم والبخاري ومسلم وداود بن الحسين البيهقي وإبراهيم بن علي
الذهلي وخلائق.
أخبرنا محمد بن عبد السلام العصروني وزينب بنت كندي عن
زينب الشعرية انا إسماعيل بن أبي القاسم انا عبد الغافر بن محمد الفارسي
انا بشر بن أحمد سنة تسع وستين وثلثمائة انا داود بن الحسين نا يحيى بن
يحيى نا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني أبو بكر بن حزم
ان عباد بن تميم أخبره ان عبد الله بن زيد المازني أخبره أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى المصلى يستسقى، وانه لما أراد أن
يدعو استقبل القبلة وحول رداءه، أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى. قال
ابن راهويه: ما رأيت مثل يحيى بن يحيى ولا أظنه رأى مثل نفسه. وقال
أبو داود الخفاف: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى
مثل نفسه وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: مات
415

يحيى يوم مات وهو امام لأهل الدنيا. وقال يحيى ابن الذهلي: ما رأيت
أحد اجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى. وعن ابن راهويه قال:
ظهر ليحيى بن يحيى نيف وعشرون الف حديث. وقال الذهلي: لو أشاء
لقلت: هو رأس المحدثين في الصدق. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي
يثنى على يحيى بن يحيى ويقول: ما أخرجت خراسان مثله، كنا نسميه
يحيى الشكاك، من كثرة ما كان يشك في الحديث يعنى انه كان كلما
توقف في كلمة أبطل سماعه لذلك الحديث ولم يروه ومناقبه جمة. مات
في صفر سنة ست وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى وكان أسن من
الشافعي بثمانية أعوام.
422 4 / 8 ع - سعيد بن منصور
ابن شعبة الحافظ الإمام الحجة أبو عثمان المروزي، ويقال الطالقاني
ثم البلخي المجاور صاحب السنن. سمع مالكا وفليح بن سليمان والليث
ابن سعد وعبيد الله بن أياد وأبا معشر وأبا عوانة وطبقتهم. وعنه احمد
وأبو بكر الأثرم ومسلم وأبو داود وبشر بن موسى وأبو شعيب الحراني
ومحمد بن علي الصائغ وخلق. قال سلمة بن شعيب: ذكرت سعيد بن
منصور لأحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخم امره وقال أبو حاتم:
ثقة من المتقنين الاثبات ممن جمع وصنف. وقال حرب الكرماني: أملى
علينا نحوا من عشرة آلاف حديث من حفظه. مات سعيد بمكة في
رمضان في سنة سبع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. قلت: وهو في
عشر التسعين.
416

ومن الغيلانيات ثنا بشر بن موسى ثنا سعيد بن منصور نا سفيان
عن ابن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن أبيه قال دخلت على رسول الله
صلى الله عليه وآله فإذا هو يأكل طعما فيه دباء فقلت ما هذا
يا رسول الله قال نكثر به طعامنا.
423 5 / 8 - أبو عبيد القاسم بن سلام
الامام المجتهد البحر القاسم بن سلام البغدادي اللغوي الفقيه صاحب
المصنفات. سمع إسماعيل بن جعفر وشريكا القاضي وهشيما وابن عيينة
وعباد بن العوام وطبقتهم من بعدهم إلى أن روى عن هشام بن عمار
ونحوه. حدث عنه الدارمي وأبو بكر بن أبي الدنيا وعلي بن عبد العزيز
والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن يحيى المروزي وآخرون، مولده بهراة
وكان أبوه روميا. قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول:
الله يحب الحق، أبو عبيد أعلم منى وأفقه وقال أيضا: نحن نحتاج إلى
أبى عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا. وقال أحمد بن حنبل: أبو عبيد
أستاذ، وهو يزداد كل يوم خيرا، وسئل يحيى بن معين عنه فقال: أبو
عبيد يسأل عن الناس. وقال أبو داود: ثقة مأمون. قلت: من نظر في
كتب أبى عبيد علم مكانه من الحفظ والعلم، وكان حافظا للحديث
وعلله ومعرفته متوسطة، عارفا بالفقه والاختلاف، رأسا في اللغة،
إماما في القراءات، له فيها مصنف، ولى قضاء الثغور مدة. مات بمكة
سنة أربع وعشرين ومائتين، رحمه الله تعالى وقع لي من تصانيفه كتاب
417

الأموال وكتاب الناسخ والمنسوخ.
424 6 / 8 د ت ق - نعيم بن حماد
الامام الشهير أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور نزيل
مصر. سمع إبراهيم بن طهمان ورأى الحسين بن واقد وكأنه ما سمع
منه وسمع [أيضا 1] من أبى حمزة السكري وعيسى بن عبيد الكندي
وخارجة بن مصعب وابن المبارك وهشيم وخلق كثير. فهو شيخ قديم
ينبغي تحويله إلى طبقة التبوذكي. وروى عنه البخاري مقرونا بآخر
والدارمي وأبو حاتم وبكر بن سهل الدمياطي وخلق خاتمتهم حمزة بن
محمد الكاتب.
قرأت على محمد بن قايماز وعلي بن محمد وسليمان بن قدامة والحسين
ابن علي أخبركم عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى انا أبو إسماعيل
عبد الله بن محمد انا عبد الجبار بن محمد [انا محمد 1] بن أحمد بن محبوب
نا أبو عيسى نا أبو إسحاق الجوزجاني نا نعيم بن حماد عن ابن عيينة عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: أنتم اليوم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك،
وسيأتي على الناس أو على أمتي زمان - شك نعيم - من عمل منهم بعشر
ما أمر به فقد نجا. هذا حديث منكر لا أصل له من حديث رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ولا شاهد 2 ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم

(1) من المكية (2) اما الشاهد فبلى راجع مسند أحمد (5 / 155) وتاريخ
البخاري (1 / 2 / 371)
418

وهو مع إمامته منكر الحديث.
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن طبرزذ انا القاضي أبو بكر انا أبو محمد
الجوهري انا علي بن لؤلؤ انا حمزة بن محمد نا نعيم بن حماد نا أبو حمزة
السكري عن عبد الكريم 1 أبى أمية عمن حدثه: قال: سألت أبا هريرة قلت:
انى ربما شككت في الحدث وانا في صلاتي؟ فقال يا ابن أخي لا تقطع
صلاتك حتى تجد ريح فسوة أو تسمع صوت ضرطة.
(2) قرئ على القاضي سليمان بن قدامة أخبركم محمد بن عبد الواحد
الحافظ انا محمد بن أحمد ان فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم انا محمد بن ريذة
انا سليمان بن أحمد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا محمد بن الصباح الدولابي
ثنا إسماعيل بن زكريا عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى
ان رجلا مدح رجلا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: لا تسمعه
فتهلكه، لو سمعك لم يفلح [غريب فرد 3] أخرجه احمد في المسند وابنه
والبخاري ومسلم بنحوه عن الدولابي.
وكان شديد الرد على الجهمية وكان يقول: كنت جهميا فلذلك
عرفت كلامهم، فلما طلبت الحديث علمت أن مآلهم إلى التعطيل.
قال الخطيب: يقال: انه أول من جمع المسند. وقال ابن معين: كان
نعيم صديقي، وهو صدوق، كتب بالبصرة عن روح خمسين الف حديث.
وقال أحمد بن حنبل والعجلي: ثقة. وقال أبو زرعة الدمشقي: وصل

(1) زاد في الأصلين " بن " خطأ (2) من هنا إلى قوله عن الدولابي ليس هذا
موضعه وانما يتعلق بترجمة الدولابي الآتية رقم 448 (3) من المكية.
419

أحاديث يوقفها الناس. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال النسائي:
ضعيف. وقال أبو سعيد بن يونس: روى أحاديث مناكير عن الثقات.
قلت: حمل من مصر مع الفقيه أبى يعقوب البويطي إلى بغداد في محنة
القرآن مقيدين فحبسا بسامرا حتى مات نعيم في جمادى الأولى سنة ثمان
وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. وقيل سنة تسع، والأول أصح،
وكان من أوعية العلم ولا يحتج به.
425 8 / 7 خ م ق - يحيى بن بكير
هو محدث مصر الامام الحافظ الثقة أبو زكريا يحيى بن عبد الله
ابن بكير المصري مولى بنى مخزوم، صاحب مالك والليث أكثر عنهما.
روى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وخلق كثير. وروى مسلم
عن رجل عنه، وكان من أوعية العلم مع الصدق والأمانة. قال أبو حاتم:
كان يفهم هذا الشأن، يكتب حديثه ولا يحتج به.
قلت: قد علم تعنت أبى حاتم في الرجال، والا فالشيخان قد احتجا به،
نعم وقال النسائي: ضعيف. وأسرف بحيث انه قال في وقت آخر:
ليس بثقة وأين مثل ابن بكير في إمامته وبصره بالفتوى وغزارة علمه،
وعلى هذا فقد روى البخاري عن رجل عنه أيضا، ويروى عن حماد
ابن زيد لقيه بالموسم. قال بقى بن مخلد: سمع يحيى بن بكير الموطأ من
مالك سبع عشرة مرة. توفى يحيى في صفر سنة إحدى وثلاثين ومائتين
رحمه الله تعالى. سمعنا الموطأ باسناد شامي عال من طريقه. ووقع لي
من حديثه حديث بعلو أودعته تاريخي وهو في جزء ابن نجيد.
420

426 8 / 8 - د ت س - مسدد بن مسرهد
الحافظ الحجة أبو الحسن الأسدي البصري. سمع جويرية بن أسماء
وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وطبقتهم. روى عنه أبو زرعة والبخاري
وأبو داود وإسماعيل القاضي وأبو خليفة الجمحي وخلق. قال يحيى القطان:
لو أتيت مسددا لا حدثه لكان أهلا. وقال ابن معين: هو ثقة ثقة. وقال
أبو حاتم: أحاديثه عن القطان عن عبيد الله بن عمر كالدنانير، كأنك تسمعها
من النبي صلى الله عليه وآله.
قلت: لمسدد مسند سمعت بعضه. وتوفى سنة ثمان وعشرين ومائتين
رحمه الله تعالى وقد شاخ.
أخبرنا أحمد بن عبد المجيد انا عبد الله بن أحمد الفقيه انا علي بن المبارك
انا أبو نعيم محمد بن إبراهيم انا أحمد بن المظفر العطار نا عبد الله بن محمد بن
عثمان الحافظ نا أبو خليفة نا مسدد عن يزيد بن زريع نا أيوب عن نافع
عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن المزابنة،
والمزابنة بيع ما في رؤس النخل بتمر مكيل مسمى ان زاد فلي وان
نقص فعلى. ويقع لي حديث مسدد عاليا بإجازة، وقد وضع في نسبه
بعض الكذابين عدة آباء.
أنبأنا أحمد بن سلامة عن عبد الغنى الحافظ انا السلفي انا ثابت بن بندار
انا الحسين بن جعفر السلماسي انا الوليد بن بكر الأندلسي نا منصور بن
عبد الله الخالدي - قلت وهو تالف - قال نا إبراهيم بن أحمد بن مسدد
ابن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل بن سرندل بن عرندل
421

ابن ماسك 1 بن مستورد الأسدي حدثني أبي حدثني أبي مسدد انا عيسى
ابن يونس عن هشام عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كان يقبل الهدية ويكافئ عليها. فاما البخاري فما زاد بعد مسربل على
ابن مرعبل وذلك في تاريخه، وكذلك مسلم في الكنى لكنه قال:
مغربل بدل مرعبل، وكذا نسبه الكلاباذي وزاد بعد مغربل: ابن رامك
ابن ماهك. قيل إن بعض الطلبة رأى ما ساقه الخالدي فقال: لو كتب
أمامها بسم الله الرحمن الرحيم لكانت رقية للعقرب.
427 8 / 9 خ - محمد بن سلام
الحافظ الثقة محدث بخارى أبو عبد الله البيكندي رحال جوال
اخذ عن [إسماعيل بن جعفر وأبى الأحوص وهشيم وأبى إسحاق الفزاري
وطبقتهم. وعنه 2] البخاري وتخرج به الدارمي وعبيد الله بن واصل
وخلق من أهل ما وراء النهر قال محدث قال لي يحيى بن يحيى: بخراسان
كنزان كنز عند إسحاق وكنز عند محمد بن سلام البيكندي. وقال سهل
ابن المتوكل عنه: أنفقت في طلب العلم ونشره ثمانين ألفا. قال عبيد الله
ابن شريح: سمعت محمد بن سلام يقول: أحفظ نحوا من خمسة آلاف
حديث. وذكر غنجار في تاريخه ان ابن سلام كان له مصنفات في
كل باب من العلم. وقال سهل بن المتوكل: سمعته يقول: انا محمد بن سلام
بالتخفيف. مات في صفر سنة خمس وعشرين ومائتين، وله أربع
وستون سنة رحمه الله. يقع لي حديثه في صحيح البخاري وكتاب الدارمي.

(1) وفي التهذيب " بن ما سند " ج 10 ص 109 (2) من المكية.
422

428 8 / 10 - يحيى بن عبد الحميد
الحافظ الكبير أبو زكريا ابن الثقة أبى يحيى، الحماني الكوفي صاحب
المسند. سمع من عبد الرحمن بن الغسيل وقيس بن الربيع وسليمان بن
بلال وأبى عوانة وطبقتهم. وعنه أبو حاتم وابن أبي الدنيا ومطين
والبغوي وخلق. كان من أعيان الحفاظ وليس بمتقن.
قرأت على أحمد بن إسحاق أخبركم الفتح بن عبد الله انا هبة الله بن
الحسين انا أبو الحسين ابن النقور نا عيسى بن علي نا البغوي نا يحيى بن
عبد الحميد نا شريك ثنا منصور نا ربعي بن حراش نا علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال: اما انى سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول:
لا تكذبوا على فمن كذب على متعمدا فليلج النار.
قال أبو حاتم: سألت ابن معين عن يحيى الحماني فقال: ماله، وأجمل
القول فيه، وقال: كان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا، وحديث
شريك ثلاثة آلاف. وقال ابن عدي: هو أول من صنف المسند بالكوفة،
ومسدد أول من صنف المسند بالبصرة، وقد تكلم في الحماني احمد وعلى
وغير هما ووثقه يحيى. مات في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وقال مطين: سألت ابن نمير عن يحيى الحماني فقال: هو أكبر من هؤلاء كلهم
فاكتب عنه، عمل القراءات. له ترجمة في بضع عشرة ورقة.
429 8 / 11 م د س ق - يزيد بن عبد ربه الجرجسي
الحمصي الزبيدي الحافظ محدث حمص ومفيدها ومؤذنها كان منزله
423

عند كنيسة جرجس فنسب إليها، سمع بقية والوليد بن مسلم وطبقتهما.
وعنه أحمد بن حنبل ومحمد بن عوف وأبو داود وطائفة، وروى مسلم
عن رجل عنه. اثنى عليه احمد وقال: ما كان أثبته. توفى [يزيد 1]
في سنة أربع وعشرين ومائتين، وله ست وخمسون سنة. يقع لي
حديثه بنزول.
أخبرنا محمد بن سليمان والحسن بن علي وسليمان بن قدامة وفاطمة
بنت سليمان قالوا أنبأنا كريمة بنت عبد الوهاب وانا الحسن انا مكرم قالا
انا عبد الرحمن بن أبي الحسن انا أحمد بن الفرات انا ابن أبي نصر انا أبو على
الحضائري نا أبو أمية الطرسوسي نا يزيد بن عبد ربه نا بقية عن خالد بن
يزيد عن عطاء بن السائب سمعت محارب بن دثار سمعت ابن عمر سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: توضئوا من لحوم الإبل،
ولا توضئوا من لحوم الغنم وتوضئوا من البان الإبل ولا توضئوا من
البان الغنم، وصلوا في مرابض الغنم، ولا تصلوا في معاطن الإبل.
أخرجه ابن ماجة عن شيخ له عن ابن عبد ربه.
430 8 / 12 - أبو زرعة الجرجاني
أحمد بن حميد الحافظ الصيدلاني. ذكره حمزة السهمي في تاريخه
فقال: حافظ عارف بالعلل، مات بمكة سمع يحيى بن سعيد القطان وطبقته.
روى عنه موسى بن هارون الحمال سمعت الإسماعيلي سمعت أبا عمران
ابن هانئ يقول: كان أبو زرعة الجرجاني احفظ من أبى زرعة الرازي.

(1) من المكية.
424

431 8 / 13 د - محمد بن سعد
الحافظ العلامة البصري. مولى بنى هاشم مصنف الطبقات الكبير
والصغير ومصنف التاريخ ويعرف بكاتب الواقدي. سمع هشيما وسفيان
ابن عيينة وابن علية والوليد بن مسلم وطبقتهم فأكثر وعن محمد بن عمر
الواقدي وينزل في الرواية إلى يحيى بن معين وأقرانه. حدث عنه ابن أبي
الدنيا واحمد ين يحيى البلاذري والحارث بن أبي أسامة والحسين بن فهم
وآخرون. قال ابن فهم: كان كثير العلم كثير الكتب كتب الحديث
والفقه والغريب.
قال: وتوفى في جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين عن اثنتين وستين
سنة، وقد أنبأنا بكتابه الطبقات الكبرى شيخنا الحافظ شرف الدين الدمياطي
بسماعه من ابن خليل باسناده. قال إبراهيم الحربي: كان أحمد بن حنبل يوجه
في كل جمعة بحنبل إلى ابن سعد يأخذ منه. جزئين من حديث الواقدي
ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يرد هما ويأخذ غير هما. ثم قال إبراهيم
ولو ذهب ليسمعها 1 كان خيرا له. قال ابن أبي حاتم: سألت أبى عن محمد بن
سعد فقال: يصدق رأيته جاء إلى القواريري وسأله عن أحاديث فحدثه.
432 8 / 14 خ د ت ق - حياة ين شريح
ابن يزيد الامام الحافظ الثقة أبو العباس بن أبي حياة الحضرمي
الحمصي عن أبيه وإسماعيل بن عياش وبقية وابن حرب وطائفة. وعنه احمد
والكوسج وعبد الله الدارمي والذهلي وابن وارة وأبو زرعة الدمشقي

(1) وفي التهذيب " ولو ذهب سمعهما " ج 9 - ص 183.
425

وأبو حاتم والدير عاقولي وخلق. وثقة ابن معين وغيره مات سنة أربع
وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
433 8 / 15 - محمد بن أبي يعقوب
إسحاق بن حرب الحافظ الإمام أبو عبد الله البلخي اللؤلؤي. حدث
عن مالك وخارجة بن مصعب ويحيى بن يمان وطائفة. وعنه أبو بكر
ابن أبي الدنيا والحسين بن أبي الأحوص وآخرون. قال أحمد بن سيار
المروزي: كان آية من الآيات في الحفظ، وكان لا يكلم أحدا الا علاه
في كل فن. وزعموا أنه ذاكر سليمان الشاذكوني فانتصف منه. وقد أشار
الخطيب إلى تضعيفه. يقع لنا من روايته في تواليف ابن أبي الدنيا.
434 8 / 16 ع - عمرو بن عون
الحافظ الثبت أبو عثمان السلمي الواسطي البزاز. عن حماد بن سلمة
وشريك وابن الماجشون وهشيم. وعنه البخاري وأبو داود وأبو حاتم
وأبو زرعة وعلي بن عبد العزيز وخلق. وثقه جماعة وقال فيه يزيد بن
هارون: هو ممن يزداد كل يوم خيرا. وقال أبو زرعة: قل من رأيت
أثبت منه. وقال أبو حاتم: ثقة حجة. قال حاتم بن الليث: مات سنة
خمس وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى يقع حديثه من صحيح البخاري.
أخبرنا أحمد بن [محمد بن 1] إبراهيم انا أبو إسحاق الكاشغري انا احمد
ابن محمد الكاغدي انا أحمد بن علي الصوفي انا الحسن بن أحمد البزاز

(1) من المكية.
426

انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب الحافظ نا عمرو بن عون بن أوس نا يحيى
ابن أبي زائدة عن إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن
ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما أكثر أحد من الربا
الا كان عاقبة امره إلى قل. أخرجه ابن ماجة عن عباس بن جعفر عن
عمرو فوقع بدلا عاليا.
435 8 / 17 - خ م س - سعيد بن عفير
عالم الديار المصرية الإمام أبو عثمان سعيد بن كثير بن عفير بن
مسلم الأنصاري مولاهم المصري. سمع يحيى بن أيوب ومالكا والليث
وسليمان بن بلال وطبقتهم. وعنه البخاري وروح بن الفرج وأحمد ابن
حماد زغبة وأحمد بن محمد الرشديني ويحيى بن عثمان وخلق كثير.
وثقه ابن عدي وغيره وتحامل عليه الجوزجاني. وقال أبو حاتم: كان
يقرأ في كتب الناس وهو صدوق. وقال ابن يونس: كان من اعلم
الناس بالأنساب والاخبار الماضية وأيام العرب والتواريخ، كان في
ذلك كله عجبا، وكان أديبا فصيحا حاضر الحجة لا تمل مجالسته ولا ينزف
علمه، وكان مليح النظم - إلى أن قال: مولده في سنة ست وأربعين
ومائة وتوفى في شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا يوسف بن الوبار انا ابن الزبيدي انا أبو الوقت انا الداودي
انا ابن مطر نا البخاري نا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عبد الرحمن
ابن خالد عن ابن شهاب عن سالم ان ابن عمر قال صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم العشاء في آخر حياته فلما سلم قال: أرأيتكم ليلتكم
427

هذه، فان رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد.
436 8 / 18 - خ د ت س - علي بن المديني
حافظ العصر وقدوة أرباب هذا الشأن أبو الحسن علي بن عبد الله
ابن جعفر ابن نجيح السعدي مولاهم المديني ثم البصري صاحب التصانيف.
ولد سنة إحدى وستين ومائة. سمع أباه وحماد بن زيد وهشيما وابن
عيينة وطبقتهم. وعنه الذهلي والبخاري وأبو داود وإسماعيل القاضي
وأبو يعلى والبغوي وأمم. قال أبو حاتم: كان ابن المديني علما في الناس
في معرفة الحديث والعلل، وما سمعت أحمد بن حنبل سماه قط انما كان
يكنيه تبجيلا له. وعن ابن عيينة قال: يلومونني على حب على ابن
المديني، والله لما أتعلم منه أكثر مما يتعلم منى. وقال أحمد بن سنان: كان
ابن عيينة يسمى عليا حية الوادي.
قال روح بن عبد المؤمن: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: على
ابن المديني اعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وخاصة
بحديث سفيان بن عيينة. وقال القواريري: سمعت يحيى القطان يقول:
انا أتعلم من على أكثر مما يتعلم منى. قال النسائي: كأن على ابن المديني
خلق لهذا الشأن. وقال إبراهيم بن معقل سمعت البخاري يقول: ما استصغرت
نفسي عند أحد الا عند على ابن المديني. وقال أبو داود: ابن المديني اعلم
من احمد باختلاف الحديث. قلت: مناقب هذا الامام جمة لولا ما كدرها
بتعلقه بشئ من مسألة القرآن وتردده إلى أحمد بن أبي داود الا انه
تنصل وندم وكفر من يقول بخلق القرآن فالله يرحمه ويغفر له. مات
428

بسامرا في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين. قال العلامة محيي الدين
النووي: لابن المديني نحو من مائتي مصنف. وقع لي حديثه عاليا وفي
الطريق اجازة واحدة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا تميم بن أبي سعيد
انا أبو سعيد الكنجرودي انا أبو أحمد الحافظ انا أبو القاسم البغوي نا على
ابن المديني نا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن
انس قال كانت أمه أم سليم امرأة أبى طلحة قالت صنعت خزيرا فقال
أبو طلحة اذهب يا بنى فادع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله،
قال فجئته وهو بين ظهراني الناس فقلت أبى يدعوك فقام فقال للناس
انطلقوا فلما رأيته قام بالناس تقدمت فجئت فقلت يا أبت قد جاء
رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس، فقام على الباب فأتى
رسول الله صلى الله عليه وآله بالناس فقال له أبو طلحة يا رسول الله
انما كان شئ يسير، فقال: هلمه فان الله سيجعل فيه البركة، فجاء به فجعل
رسول الله صلى الله عليه وآله يده فيه ودعا فيه ثم قال: ادخلوا
عشرة عشرة، قال فجاء منهم ثمانون رجلا فتملأوه. رواه مسلم
عن عبد بن حميد عن القعنبي عن الدراوردي عبد العزيز وما رواه
أحد غيره.
437 8 / 19 ع - يحيى بن معين
الامام الفرد سيد الحفاظ أبو زكريا المري مولاهم البغدادي.

(1) في المكية " أدخل ".
429

مولده في سنة ثمان وخمسين ومائة وكان أبوه من نبلاء الكتاب
فخلف له الف ألف درهم فيما قيل. سمع هشيما وابن المبارك وإسماعيل
ابن مجالد ويحيى بن أبي زائدة ومعتمر بن سليمان وهذه الطبقة. وعنه
احمد وهناد والبخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وأبو يعلى وأحمد ابن
الحسن الصوفي وخلائق. أخبرني أحمد بن إسحاق انا أحمد بن يوسف
والفتح بن عبد الله قالا انا محمد بن عمر القاضي (ح) وأخبرنا أحمد بن
تاج الامناء عن عبد المعز بن محمد انا يوسف بن أيوب الزاهد قالا انا احمد
ابن محمد البزار انا علي بن عمر الحربي انا أحمد بن الحسن الصوفي نا يحيى
ابن معين انا ابن عيينة عن حميد الأعرج عن سليمان بن عتيق عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وآله أمر بوضع الجوائح ونهى عن بيع السنين،
أخرجه أبو داود عن ابن معين. قال النسائي: أبو زكريا الثقة المأمون
أحد الأئمة في الحديث. قال ابن المديني: لا نعلم أحدا من لدن
آدم عليه السلام كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين. قال عباس
الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: لو لم نكتب الحديث خمسين مرة
ما عرفناه. وعن يحيى بن معين قال: كتبت بيدي الف الف حديث.
وقال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين. وقال يحيى
القطان: ما قدم علينا مثل هذين أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقال
أحمد بن حنبل: يحيى بن معين أعلمنا بالرجال.
قلت: يحيى أشهر من أن نطول الشرح بمناقبه. قال حبيش بن مبشر
أحد الثقات: رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت: ما فعل الله بك فقال:
430

أعطاني وحباني وزوجني ثلاث مائة حوراء ومهد لي بين البابين 1
توفى في ذي القعدة غريبا بمدينة النبي صلى الله عليه وآله سنة
ثلاث وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى.
438 8 / 20 ع - أحمد بن حنبل
شيخ الاسلام وسيد المسلمين في عصره الحافظ الحجة أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذهلي الشيباني المروزي ثم
البغدادي. ولد سنة أربع وستين ومائة. سمع هشيما وإبراهيم بن سعد
وسفيان بن عيينة وعباد بن عباد ويحيى بن أبي زائدة وطبقتهم. وعنه
البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة ومطين وعبد الله بن أحمد
وأبو القاسم البغوي وخلق عظيم، وكان أبوه جنديا من أبناء الدعوة
ومات شابا. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ
الف الف حديث، ذاكرته الأبواب. وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله
يقول: حفظت كل شئ سمعته من هشيم في حياته. وقال إبراهيم الحربي:
رأيت احمد كان الله قد جمع له علم الأولين والآخرين.
أخبرنا يوسف بن أحمد وعبد الحافظ بن بدران قالا انا موسى
ابن عبد القادر انا سعيد بن أحمد انا علي بن أحمد انا أبو طاهر المخلص
نا عبد الله البغوي نا أحمد بن حنبل وعبيد الله القواريري قالا ثنا معاذ
ابن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلا أتى
النبي صلى الله عليه وآله فقال يا نبي الله انى شيخ كبير يشق على

(1) في تاريخ بغداد ج 14 ص 177 - " بين الناس ".
431

القيام فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر، فقال: عليك بالسابعة "
لفظ احمد تفرد به معاذ.
قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد فما خلفت
بها رجلا أفضل ولا اعلم ولا أفقه من أحمد بن حنبل. وقال على ابن
المديني: ان الله أيد هذا الدين بابى بكر الصديق يوم الردة وبأحمد بن حنبل
يوم المحنة. وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة، أفقهم احمد. وقال
ابن معين من طريق عباس عنه: أرادوا ان أكون مثل احمد والله
لا أكون مثله ابدا. قال أبو همام السكوني: ما رأى أحمد بن حنبل مثل
نفسه. وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور يقول: احمد اعلم
أو قال أفقه من الثوري. قلت: سيرة أبى عبد الله قد أفردها البيهقي في مجلد،
وافردها ابن الجوزي في مجلد، وافردها شيخ الاسلام الأنصاري في مجلد
لطيف. توفى إلى رضوان الله تعالى في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول
سنة إحدى وأربعين ومائتين. وله سبع وسبعون سنة. عندي من
عواليه حديثان وحكاية فاما بالإجازة فالمسند كله.
439 / 8 / 21 خ م د س ق - أبو بكر بن أبي شيبة
الحافظ عديم النظير الثبت النحرير عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم
ابن عثمان بن خواستي العبسي مولاهم الكوفي صاحب المسند والمصنف
وغير ذلك. سمع من شريك القاضي وأبى الأحوص وابن المبارك وابن
عيينة وجرير بن عبد الحميد وطبقتهم. وعنه أبو زرعة والبخاري ومسلم
وأبو داود وابن ماجة وأبو بكر بن أبي عاصم وبقى بن مخلد والبغوي وجعفر
432

الفريابي وأمم سواهم. قال احمد: أبو بكر صدوق، هو أحب إلى من
أخيه عثمان. وقال العجلي: ثقة حافظ. وقال الفلاس: ما رأيت احفظ
من أبى بكر بن أبي شيبة. وكذا قال أبو زرعة الرازي. وقال أبو عبيد:
انتهى الحديث إلى أربعة فأبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد أفقهم
فيه، وابن معين أجمعهم له، وابن المديني أعلمهم به. وقال صالح بن
محمد: اعلم من أدركت بالحديث وعلله على ابن المديني، واحفظهم له
عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة. وعن أبي عبيد قال: أحسنهم وضعا
لكتاب أبو بكر بن أبي شيبة. وقال الخطيب: كان أبو بكر متقنا حافظا.
صنف المسند والاحكام والتفسير. قال البخاري: مات في المحرم سنة
خمس وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى وقع لي من عواليه أحاديث عدة.
فمنها ما أخبرنا عبد الحافظ بن بدران 1 انا ابن عبد القادر انا سعيد
ابن احمد انا علي بن أحمد انا محمد بن عبد الرحمن نا عبد الله بن بشر بن
محمد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا حميد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن
أبيه سمعت أسامة بن زيد وسئل كيف كان سير رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم حين دفع من عرفات قال: كان يسير العنق فإذا
وجد فجوة نص. قال هشام والنص ارفع من العنق، أخرجه مسلم عن أبي
بكر على الموافقة.
440 8 / 22 خ م د س ت - إسحاق بن إبراهيم
الامام الحافظ الكبير أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي نزيل

(1) في الأصلين هنا " طرخان ".
433

نيسابور وعالمها بل شيخ أهل المشرق يعرف بابن راهويه. ولد سنة ست
وستين ومائة، وقيل سنة إحدى وستين. وسمع من ابن المبارك وهو
صبي وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وفضيل بن
عياض وعيسى بن يونس والدراوردي وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى
ابن ماجة، واحمد وابن معين وشيخه يحيى بن آدم والحسن بن سفيان
وأبو العباس السراج وخلق كثير.
قرأت على أبى المعالي الأبرقوهي انا الفتح الكاتب انا محمد بن عمر
ومحمد بن أحمد ومحمد بن علي قالوا انا ابن المسلمة انا أبو الفضل عبيد الله
الزهري انا جعفر الفريابي نا إسحاق بن راهويه انا عيسى بن يونس
نا الأوزاعي عن هارون بن رئاب ان عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة
خطب إليه رجل ابنته فقال انى قد قلت فيه قولا شبيها بالعدة وإني
أكره أن ألقى الله بثلث النفاق. قال محمد بن أسلم الطوسي وبلغه موت
إسحاق: ما اعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله (انما يخشى الله
من عباده العلماء). وكان اعلم الناس، ولو كان الثوري والحمادان في
الحياة لاحتاجوا إليه. وعن أحمد قال: لا اعلم لإسحاق بالعراق نظيرا.
وقال النسائي: إسحاق ثقة مأمون امام. وقال أبو داود الخفاف: سمعت
إسحاق بن راهويه يقول: كأني انظر إلى مائة الف حديث في كتبي،
وثلاثين ألفا أسردها، قال: وأملى علينا إسحاق من حفظه أحد عشر
الف حديث ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا.
وقال أبو زرعة: ما رئي احفظ من إسحاق. قال أبو حاتم: العجب
434

من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. وقال عبد الله
ابن أحمد بن شبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق لم يلق مثله.
وقال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: جمعني وهذا المبتدع
ابن أبي صالح مجلس الأمير عبد الله بن طاهر فسألني الأمير عن اخبار
النزول فسردتها، فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء لي
سماء فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء هذه حكاية صحيحة رواها البيهقي
في الأسماء والصفات. قال البخاري: مات ليلة نصف شعبان سنة ثمان
وثلاثين ومائتين وله سبع وسبعون سنة.
441 8 / 23 م س - إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند
الحافظ الصدوق أبو إسحاق السامي البصري. عن جعفر بن سليمان
الضبعي وغندر ويحيى القطان وعدة. وعنه أبو زرعة ومسلم وأبو يعلى
وأحمد بن الحسن الصوفي وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وغمزه احمد
ابن حنبل، نقله الأثرم عنه. ووثقه ابن معين. وقال القاسم بن الصفوان
البرذعي: قال لنا عثمان بن خرزاذ: احفظ من رأيت أربعة، فذكر
إبراهيم بن عرعرة منهم.
قلت: مات في رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى.
لي من عواليه جملة بإجازة.
أخبرنا محمد بن عبد السلام الفقيه بقراءتي سنة ثلاث وتسعين
انا عبد المعز بن محمد أذنا انا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا انا محمد
ابن عبد الرحمن انا محمد بن أبي جعفر سنة أربع وسبعين وثلاث مائة
435

انا أحمد بن الحسين الصوفي انا إبراهيم بن محمد بن عرعرة انا يحيى بن سعيد
عن شعبة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم كان يستقبل الركن بمحجنه ويقبل الحجر. قال يحيى:
ليس هذا مكتوبا عندي قلت: كذا في كتابي ويقبل الحجر وصوابه
المحجن. رواه النسائي عن عثمان بن خرزاذ عن إبراهيم فوقع لنا
بدلا عاليا.
442 8 / 24 خ - خليفة بن خياط
الحافظ الإمام أبو عمرو العصفري البصري المعروف بشباب محدث
نسابة أخباري علامة، صنف التاريخ والطبقات، وسمع ابن عيينة ويزيد
ابن زريع وغندرا وطبقتهم. وعنه البخاري وبقى بن مخلد وعبدان
وأبو يعلى وطائفة. قال ابن عدي: مستقيم الحديث صدوق من متيقظي
الرواة: قال مطين: مات سنة أربعين ومائتين رحمه الله تعالى يقع لنا
حديثه عاليا من مسند أبى يعلى الموصلي.
أخبرنا أحمد بن تاج الامناء في سنة اثنتين وتسعين عن أبي روح
الهروي انا تميم الجرجاني انا أبو سعيد النحوي انا أبو عمرو الحيري انا
أبو يعلى الموصلي نا شباب العصفري نا معتمر بن سليمان سمعت أبي عن
انس قال كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من نخله
الصدقات حتى فتحت قريظة والنضير فجعل رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يرد بعد ذلك وان أهلي أمروني ان آتيه فأسأله الذي
كانوا أعطوه وكان أعطاهن أم أيمن فلوت الثوب في عنقي وهي تقول
436

كلا والذي لا اله غيره لا يعطيكهن. والنبي صلى الله عليإ وآله
يقول: لك كذا ولك كذا، حسبت انه قال: وهي تقول: كلا والله
حتى أعطاها عشرة أمثاله، أخرجه (خ) عن شباب.
443 8 / 25 خ م د س ق - أبو خيثمة زهير بن حرب
النسائي الحافظ الكبير محدث بغداد. سمع هشيما وابن عيينة
وجريرا وابن إدريس وأمما. وعنه ابنه الحافظ أبو بكر احمد والبخاري
ومسلم وأبو داود والقزويني وأبو يعلى الموصلي والبغوي، وثقه ابن
معين وغيره. وقال يعقوب بن شيبة: هو أثبت من أبى بكر بن أبي شيبة.
وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال الفريابي: سألت ابن نمير عن أبي
خيثمة وأبى بكر بن أبي شيبة: أيما أحب إليك أبو خيثمة أو أبو بكر؟
فقال: أبو خيثمة وجعل يطريه. توفى سنة أربع وثلاثين ومائتين عن
أربع وسبعين سنة.
أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي انا محمد بن أحمد القطيعي انا أبو بكر
ابن الزاغوني انا محمد بن محمد انا أبو طاهر المخلص انا أبو القاسم البغوي نا
أبو خيثمة زهير بن حرب وشجاع بن مخلد والحسن بن عرفة قالوا ثنا
هشيم قال انا حميد عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
اعتدلوا في صفوفكم، وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري، زاد شجاع
والحسن: قال انس فلقد رأيت أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه
بقدمه فلو ذهبت افعل هذا اليوم لنفر أحدكم كأنه بغل شموس.
437

444 8 / 26 خ 4 - سليمان بن عبد الرحمن
الحافظ الكبير أبو سليمان الدمشقي ابن بنت شرحبيل بن مسلم
الخولاني سمع إسماعيل بن عياش ويحيى بن حمزة والوليد بن مسلم وابن
عيينة وطبقتهم، وعنه أبو زرعة والبخاري وأبو داود وجعفر الفريابي
وروى (ت س ق) عن رجل عنه. مولده سنة ثلاث وخمسين ومائة
وكان محدث دمشق ومفتيها. قال أبو زرعة النصري: ثنا سليمان فقيه أهل
دمشق وقال ابن معين: ليس به بأس، له مناكير. وقال أبو داود يخطئ
[كما يخطئ 1] الناس، وهو خير من هشام بن عمار. وقال الدارقطني:
ثقة عنده مناكير عن الضعفاء. وقال أبو إسحاق الجوزجاني: لم يأذن لنا
سليمان ابن بنت شرحبيل أياما، فلما دخلنا قال بلغني ورود هذا الغلام
الرازي يعنى أبا زرعة فدرست للقائه ثلاث مائة الف حديث.
مات في صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بدمشق، وله ما ينكر
الا انه حافظ كبير وحديثه في حفظ القرآن لا يحتمل، تفرد به عن الوليد
قال حدثنا ابن جريج وأحسب سليمان وهم في قول " حدثنا " فكأنها " ابن
جريج " فيكون مما دلسه الوليد، وقد رواه هشام بن عمار عن محمد بن إبراهيم
أحد المجهولين عن رجل عن عكرمة عن ابن عباس، قال أبو حاتم: سليمان
أروى الناس عن الضعفاء، وعندي هو في حد لو وضع له حديث لم يفهم.
445 8 / 27 خ م د س - القواريري
عبيد الله بن عمر بن ميسرة الحافظ الشهير أبو سعيد البصري مولى

(1) من المكية.
438

بنى جشم من كبار أئمة هذا العلم ببغداد سمع حماد بن زيد وعبد الوارث
ومسلما الزنجي والدراوردي وطبقتهم، وعنه أبو زرعة والبخاري
وأبو داود ومسلم وأبو يعلى والبغوي وخلق، قال ابن معين والنسائي: ثقة.
وقال أحمد بن سيار: لم أر مثل مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد وذكر
آخر. وقال صالح جزرة: ما رأيت أحدا اعلم بحديث البصرة من
القواريري وابن المديني وابن عرعرة. قال ثعلب: سمعت من القواريري
مائة الف حديث، قلت: مات سنة خمس وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى
يقع لنا حديثه عاليا في صفة المنافق وفي المخلصيات.
أخبرنا علي بن أحمد الهاشمي انا أبو الحسن القطيعي انا أبو بكر المجلد
(ح) وأخبرنا أبو المعالي الهمذاني انا عمر بن محمد الزاهد انا هبة الله
القصار قالا انا أبو نصر الزينبي انا أبو طاهر الذهبي نا أبو القاسم البغوي
نا عبيد الله بن عمر القواريري نا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن جابر
ابن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا هلك قيصر
فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي
بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل.
446 8 / 28 ع - محمد بن عبد الله بن نمير
الحافظ الثبت أبو عبد الرحمن الهمداني الخارفي الكوفي أحد
الاعلام. سمع أباه والمطلب بن زياد وسفيان بن عيينة وابن إدريس
وطبقتهم. وعنه الستة لكن (ت س) بواسطة، وبقى بن مخلد ومطين
وأبو يعلى وأمم سواهم. قال أبو إسماعيل الترمذي: كان أحمد بن حنبل
439

يعظم ابن نمير تعظيما عجبا وقال إبراهيم بن مسعود الهمذاني: سمعت احمد
ابن حنبل يقول: ابن نمير درة العراق. وقال علي بن الحسين بن الجنيد
ما رأيت بالكوفة مثله، جمع العلم والفهم 1 والسنة والزهد، وكان
فقيرا. وقال أبو حاتم: ثقة حجة. وقال النسائي: ثقة مأمون. قال
أحمد بن محمد بن رشدين المصري: سمعت أحمد بن صالح يقول: ما رأيت
بالعراق مثل احمد وابن نمير. قال البخاري: مات في شعبان أو في رمضان
سنة أربع وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء في سنة (692) انا عبد المعز
انا تميم انا أبو سعيد انا ابن حمدان نا أبو يعلى نا ابن نمير نا محمد بن بشير
نا عبيد الله عن أبي بكر بن سالم [عن سالم 2] عن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إني أريت في النوم أنى انزع
بدلو على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله
يغفر له، ثم جاء عمر فاستسقى فاستحالت غربا فلم أر عبقريا من الناس
يفرى فريه حتى روى الناس وضربوا بعطن، أخرجه البخاري ومسلم
عن ابن نمير، ولا يكاد يعرف لأبي بكر بن سالم غيره.
447 8 / 29 خ 4 - أبو جعفر النفيلي
الحافظ الثبت المسند الامام العلامة عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل
ابن زراع القضاعي الحراني. لقى محمد بن عمران الحجبي المدني ومالكا وزهير
ابن معاوية وعفير بن معدان وخلقا نحوهم. وعنه ابن معين واحمد والذهلي

(1) في المكية " والفقه " (2) من المكية.
440

وأبو داود ومحمد بن إبراهيم البوشنجي والفريابي وخلق، وروى البخاري
عن رجل عنه وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت
احفظ من النفيلي قال: وكان الشاذكوني لا يقر لأحد في الحفظ الا للنفيلي
وكان أحمد بن حنبل إذا ذكره يعظمه وما رأيت بيده كتابا قط. وقال
أبو حاتم: ثقة مأمون. وقال ابن وارة: احمد ببغداد وأحمد بن صالح
بمصر وابن نمير بالكوفة، والنفيلي بحران، هؤلاء أركان الدين. واما
ابن نمير فروى عنه انه قال: النفيلي رابع أربعة، وكيع وابن مهدي
وأبو نعيم. قلت: لولا تأخر موته لذكرته في الطبقة الماضية مات في أحد
الربيعين سنة أربع وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى، وعندي حديثه بعلو.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا المسلم بن أحمد انا عبد الرحمن بن أبي الحسن
انا سهل بن بشر انا علي بن محمد الفارسي انا محمد بن أحمد القاضي نا جعفر نا
النفيلي قال: قرأت على معقل بن عبيد الله عن عطاء عن جابر قال: لان
تأتيني ضبع سمينة أحب إلى من [ان 1] يأتيني كبش سمين، ومن
قتلها وهو محرم فجزاؤها كبش وليس اسناده بثابت 2.
448 8 / 30 ع - الدولابي
الحافظ المتقن أبو جعفر محمد بن الصباح البزار 3 مولى مزينة مصنف
السنن. سمع إسماعيل بن زكريا وشريك بن عبد الله وابن أبي الزناد
وإسماعيل بن جعفر وهشيما وغيرهم. وعنه احمد وابنه وإبراهيم الحربي

(1) من المكية (2) في المكية " فجزاؤها كبش. اسناد ثابت " (3) في شذرات
الذهب والتهذيب " البزاز ".
441

والبخاري ومسلم وأبو داود وحديثه في الكتب الستة. وآخر من بقى
من أصحاب أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي وثقه احمد، وقال
أبو حاتم: ثقة حجة. وقال تمتام: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي الثقة
المأمون. وقال ابن حبان: ولد بقرية دولاب من الري. وقال غيره:
كان أحمد بن حنبل يعظمه. وقال ابن معين: ثقة مأمون. وقال يعقوب
ابن شيبة: ثقة صاحب حديث عالم بهشيم. وقال ابن سعد: مات بالكرخ
في المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى وقال ولده احمد:
عاش أبى سبعا وسبعين سنة غير شهر أو شهرين.
ومات في سنة سبع. أحمد بن حاتم الطويل. وإبراهيم بن بشار
الرمادي 1 وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الفراديسي الدمشقي.
وبشر بن الحارث الحافي شيخ العراق. وإسماعيل بن عمرو البجلي مسند
وقته بأصبهان. وسهل بن بكار البصري. وأبو الأحوص محمد بن حيان
البغوي ببغداد. وشعيب بن محرز البصري. ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي.
والهيثم بن خارجة. ويحيى بن بشر الحريري. والخليفة أبو إسحاق المعتصم.
وأحمد بن يونس. وسعيد بن منصور. وقد مضيا.
قرأت على سنقر الأسدي بحلب أخبركم عبد اللطيف بن يوسف
انا أبو بكر ابن النقور وعبد الله بن منصور الموصلي قالا انا المبارك بن
عبد الجبار انا محمد بن محمد ابن السواق انا مخلد بن جعفر نا أحمد بن يحيى
الحلواني نا محمد بن الصباح البزار نا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن

(1) في الأصلين " المرادي " خطأ.
442

أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أتدرون
ما الغيبة؟ قلنا الله ورسوله اعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قال
أرأيت ان كان في أخي ما أقول؟ قال، ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته،
وان لم يكن فيه فقد بهته، رواه مسلم 1.
449 8 / 31 م د س - شيبان بن فروخ
الامام الثقة محدث البصرة ومسندها أبو محمد بن أبي شيبة الحبطي
مولاهم الأبلي البصري. سمع جرير بن حازم وأبا الا شهب العطاردي
وحماد بن سلمة ومبارك بن فضالة وأبان بن يزيد وطبقتهم. وعنه مسلم
وأبو داود وجعفر الفريابي وعبدان الأهوازي وأبو يعلى الموصلي
والبغوي ومطين وخلق. قال عبدان: كان عنده خمسون الف حديث،
وهو عندهم أثبت من هدبة وقال أبو زرعة: صدوق. وقال أبو حاتم:
قدري اضطر الناس إليه بأخرة قلت: مات سنة ست وثلاثين ومائتين
وله ست وتسعون سنة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران وآخر قالا انا موسى بن عبد القادر
انا سعيد ابن البناء انا علي بن أحمد انا محمد بن عبد الرحمن نا عبد الله البغوي
نا شيبان نا جرير بن حازم ثنا عبد الملك بن عمير عن سالم بن منقذ عن
عمرو بن أوس الثقفي قال دخلت على عتبة بن أبي سفيان 2 وهو بنزع فقال:
ما أحب انك وراءك انى محدثك حديثا حدثتنيه أم حبيبة ان رسول الله

(1) راجع رقم 424 فان ثم ما يتعلق بهذه الترجمة كما نبهت عليه هناك.
(2) لعله عنبسة بن أبي سفيان كما في صحيح مسلم عن عمرو بن أوس قال حدثني
عنبسة بن أبي سفيان إلى آخره وكذا في السنن الكبرى للبيهقي والإصابة.
443

صلى الله عليه وآله وسلم قال: من صلى ثنتي عشرة ركعة مع صلاة النهار
بنى الله له بيتا في الجنة.
450 8 / 32 خ م د س ق - عثمان ابن أبي شيبة
الحافظ الكبير أبو الحسن عثمان بن محمد بن إبراهيم بن عثمان
الكوفي صاحب المسند والتفسير. سمع شريكا وهشيما وإسماعيل بن
عياش وابن المبارك وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى الترمذي وأبو يعلى
وأحمد بن الحسن الصوفي وجعفر الفريابي والبغوي وخلق كثير. قال
ابن معين: ثقة مأمون وسئل عنه أحمد بن حنبل فقال: ما علمت الا خيرا.
قلت: له افراد وغرائب وقد أكثر عنه البخاري وكان مزاحا حتى
في ما يتصحف من القرآن، ولعله تاب. قال إبراهيم بن أبي طالب جئته
فقال لي: إلى متى لا يموت إسحاق بن راهويه؟ فقلت له: شيخ مثلك يتمنى
هذا؟ قال: دعني فلو مات لصفا لي جرير بن عبد الحميد. قلت: عاش بعد إسحاق
ستة أشهر، ومات في أول سنة تسع وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى.
قرأت على عبد الحافظ بن بدران ببلبيس 1 ويوسف بن أحمد بدمشق
أخبر كما موسى بن عبد القادر انا سعيد بن أحمد انا علي بن أحمد انا محمد
ابن عبد الرحمن انا عبد الله بن محمد انا عثمان بن أبي شيبة ثنا إسماعيل
ابن عياش أبو عتبة عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه
حذو منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.

(1) بلد بمصر وتحرفت الكلمة في الأصلين " لنا بيس ".
444

451 8 / 33 ق - علي بن محمد
ابن إسحاق ابن أبي شداد، وقيل بدل إسحاق شروا، وقيل نباتة
وقيل عبد الرحمن. الحافظ الثبت أبو الحسن الطنافسي الكوفي محدث
قزوين وعالمها. يروى عن أخواله (؟) يعلى بن عبيد ومحمد بن عبيد،
وأبى معاوية وابن عيينة وابن وهب وطبقتهم. وعنه ابن ماجة
وأبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن أيوب الرازيون وخلق. وقد روى
النسائي عن زياد بن أيوب عنه في مسند على. قال أبو حاتم: ثقة صدوق
هو أحب إلى من أبى بكر بن أبي شيبة في الفضل والصلاح، وأبو بكر
أكثر حديثا منه وأفهم. قال أبو يعلى الخليلي: أقام على وأخوه بقزوين
وارتحل إليهما الكبار ولهما محل عظيم. قال: وتوفى على في سنة ثلاث
وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى قلت: حديثه يقع لنا في سنن ابن ماجة.
أخبرنا التاج عبد الخالق انا ابن قدامة انا أبو زرعة انا أبو منصور
المقومي انا القاسم بن أبي المنذر انا علي بن إبراهيم نا محمد ابن ماجة نا على
ابن محمد نا ابن إدريس عن يزيد بن أبي زياد عن الحكم عن مقسم عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال كفن رسول الله صلى الله عليه وآله
في ثلاثة أثواب، قميصه الذي قبض فيه وحلة نجرانية. يزيد سيئ الحفظ.
452 8 / 34 خ م د س - عمرو الناقد
هو الحافظ الكبير أبو عثمان عمرو بن محمد بن بكير بن شابور
البغدادي نزيل الرقة. سمع هشيما وأبا خالد الأحمر ومعتمرا وابن عيينة
445

وعدة. وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو يعلى والبغوي والفريابي
وخلائق. قال أحمد بن حنبل: كان يتحرى الصدق. وقال أبو حاتم:
ثقة امين. وقال الحسين بن فهم: ثقة فقيه صاحب حديث من الحفاظ
المعدودين.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي انا الفتح بن عبد السلام انا هبة الله بن أبي
شريك انا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي املاء قال قرئ على
أبى القاسم البغوي وانا اسمع قيل له حدثكم عمرو الناقد نا سفيان نا عمرو
ابن دينار عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم.
قال ابن فهم: توفى عمرو الناقد لا ربع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين
وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى.
453 8 / 35 ع - قتيبة بن سعيد
الشيخ الحافظ محدث خراسان أبو رجاء الثقفي مولا هم البلخي
البغلاني ولد سنة تسع وأربعين ومائة. وسمع من مالك والليث
وابن لهيعة وشريك وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى ابن ماجة، وموسى بن
هارون والحسن بن سفيان والفريابي وأبو العباس السراج وخلائق.
وكان ثقة عالما صاحب حديث ورحلات، وكان غنيا متمولا. قال
أحمد بن سيار قال لي قتيبة: أقم عندي هذه الشتوة حتى اخرج إليك مائة
الف حديث عن خمسة. قال ابن سيار: وكان ثبتا صاحب سنة، كتب
الحديث عن ثلاث طبقات. وقال ابن معين: ثقة وقال النسائي:
446

ثقة مأمون.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله الدمشقي قالا
نا عبد المعز بن محمد في كتابه انا محمد بن إسماعيل انا محلم الضبي انا الخليل
ابن احمد السجزي انا محمد بن إسحاق نا قتيبة نا بكر بن مضر عن عمرو بن
الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة عن سلمة قال: لما نزلت (وعلى
الذين يطيقونه فدية طعام مساكين) كان من أراد منا ان يفطر ويفتدي
حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. أخرجه الجماعة سوى القزويني
عن قتيبة مات في شعبان سنة أربعين ومائتين رحمه الله تعالى عن إحدى
وتسعين سنة، وعندي أحاديث بالاتصال من عواليه.
454 / 8 / 36 خ م د س - محمد بن المنهال
التميمي البصري الضرير الحافظ الحجة أبو جعفر. سمع جعفر بن
سليمان ويزيد بن زريع وأبا عوانة والطبقة. وعنه البخاري ومسلم
وأبو داود والدارميان وأبو يعلى الموصلي ويوسف القاضي وخلق. امام
ثبت يسرد من حفظه، قال احمد العجلي: بصرى ثقة، لم يكن له كتاب،
فسألته ألك كتاب؟ قال: كتابي صدري. وقال عثمان بن خرزاذ:
احفظ من رأيت أربعة محمد بن المنهال الضرير وابن عرعرة وأبو زرعة
وأبو حاتم. وذكر أبو يعلى الموصلي ابن المنهال ففخم امره وذكر انه
كان احفظ من بالبصرة في وقته وأثبتهم في يزيد بن زريع، قال:
وتوفى في شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. أخبرنا
أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي وزينب الشعرية قالا أخبرتنا فاطمة
447

بنت على 1 انا عبد الغافر بن محمد انا أبو عمر بن حمدان نا الحسن بن
سفيان نا محمد بن المنهال الضرير نا يزيد بن زريع ثنا كهمس بن الحسن
(ح وبه) قال ابن سفيان وثنا حبان بن موسى انا ابن المبارك عن كهمس
عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال ظهر هاهنا معبد الجهني
وهو أول من قال بالقدر هاهنا فانطلقت انا وحميد بن عبد الرحمن حاجين
أو معتمرين فقال أحدنا لصاحبه لو لقينا بعض أصحاب النبي صلى الله عليه
وآله وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فلقينا عبد الله بن عمر
وذكر الحديث بطوله. فاما محمد بن منهال البصري العطار فأخو حجاج
ابن منهال ثقة معروف يروى عن جعفر بن سليمان ويزيد بن زريع
أيضا. وعنه أبو زرعة ومطين وأبو يعلى، ثم مات أيضا مع صاحب
الترجمة في سنة واحدة، فهذا بصير والأول ضرير رحمة الله عليهما.
455 8 / 37 خ م د - محمد بن مهران
الحافظ الأوحد أبو جعفر الرازي الجمال سمع معتمر بن سليمان
والدراوردي وابن عيينة وعيسى بن يونس وطبقتهم. وعنه البخاري
ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وأبو العباس السراج وموسى بن هارون
وعدة قال أبو حاتم: كان الجمال أو سع حديثا من إبراهيم بن موسى
الفراء، وكان موسى 2 أتقن. وقال أبو بكر الا عين: مشايخ خراسان

(1) هي فاطمة بنت علي بن المظفر بن زعبل، ذكرت في الأنساب (الزعبلي)
(2) كذا في الأصلين والذي في كتاب ابن أبي حاتم " وإبراهيم " فلعل الأصل
هنا " وكان [إبراهيم بن] موسى ".
448

ثلاثة، قتيبة ومحمد بن مهران وعلي بن حجر. مات الجمال سنة تسع
وثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى. لم يقع لي من عواليه الا بالإجازة.
456 8 / 38 ع - إبراهيم بن موسى
الحافظ الكبير أبو إسحاق الرازي الفراء. سمع أبا الأحوص وجرير
ابن عبد الحميد ويحيى بن أبي زائدة والوليد بن مسلم وطبقتهم. وعنه
البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة ومحمد بن إسماعيل الترمذي وخلق.
قال أبو زرعة هو أتقن من أبى بكر بن أبي شيبة وأصح حديثا واحفظ من
صفوان بن صالح وقال صالح بن محمد: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت
عن إبراهيم بن موسى مائة الف حديث، وعن ابن أبي شيبة كذلك.
وقال النسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: هو من الثقات، هو أتقن من
محمد بن مهران الجمال قلت: توفى في حدود الثلاثين ومائتين، أو قبل
ذلك رحمه الله تعالى.
قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا أبو القاسم
الشحامي انا أبو يعلى الصابوني انا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي انا محمد
ابن أيوب البجلي نا إبراهيم بن موسى الفراء انا عيسى بن يونس نا موسى
ابن عبيدة أخبرني أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله [اليوم 1] الموعود يوم القيامة،
والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ما طلعت شمس ولا غربت
على يوم أفضل من يوم الجمعة، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله
.

(1) من المكية
449

فيها بخير الا استجاب له، أخرجه الترمذي.
457 8 / 39 خ م س ت - علي بن حجر بن اياس
الحافظ الكبير أبو الحسن السعدي المروزي رحال جوال. سمع
شريكا وإسماعيل بن جعفر وهشيما وابن المبارك وأمثالهم. وعنه الجماعة
سوى أبى داود وابن ماجة وأبو بكر بن خزيمة والحسن بن سفيان
وخلق. قال محمد بن علي بن حمزة المروزي: كان فاضلا حافظا نزل
بغداد ثم تحول إلى مرو. وقال النسائي: ثقة مأمون حافظ. وقال
الخطيب: كان صادقا متقنا حافظا. وقال الخليل بن أحمد السجزي: سمعت
السراج انا قتيبة قال: كتب إلى علي بن حجر: ان أحببت ان تستمتع
ببصرك فلا تنظر بعد العصر في كتاب. قلت: وله أدب وشعر، وله
تصانيف منها كتاب احكام القرآن. توفى في منتصف جمادى الأولى
سنة أربع وأربعين ومائتين وقد أكمل التسعين رحمه الله. وقع لنا
جملة من عواليه.
أخبرنا أبو الفضل بن تاج الامناء عن عبد المعز بن محمد انا أبو القاسم
المستملي انا أبو سعد أحمد بن إبراهيم انا محمد بن الفضل بن محمد نا جدي
أبو بكر بن خزيمة نا علي بن حجر و عبد الجبار بن العلاء وابن عبد الحكم
وهذا حديث على، حدثنا حرملة بن عبد العزيز عن عمه عبد الملك
ابن الربيع عن أبيه عن جده قال قال النبي صلى الله عليه وآله:
علموا الصبى الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر. رواه
ت عن علي بن حجر.
450

458 8 / 40 خ 4 - هشام بن عمار
العلامة شيخ الاسلام أبو الوليد السلمي الدمشقي خطيب دمشق
ومقرئها ومحدثها ومفتيها ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة حدث عن
مالك ومسلم الزنجي وإسماعيل بن عياش والهيثم بن حميد وطبقتهم فأكثر
جدا ورحل في طلب العلم. حدث عنه أبو عبيد والبخاري وأبو داود
والنسائي وجعفر الفريابي وعبدان وأمم سواهم، وعرض القرآن
على عراك بن خالد وأيوب بن تميم وتصدر للاقراء والاشغال تلا عليه
أبو عبيد مع تقدمه وأحمد ابن الحلواني وإسماعيل بن الحويرس وأحمد بن
حامويه. وعدة. وحدث عنه لجلالته من شيوخه الوليد بن مسلم ومحمد
ابن شعيب وثقه ابن معين وغيره، وقال ابن معين أيضا: كيس كيس
وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل. وروى عنه عبدان قال ما أعددت
خطبة منذ عشرين سنة. ثم قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله. قال محمد
ابن خريم سمعت هشاما يقول: في خطبته قولوا الحق ينزلكم الحق منازل
أهل الحق يوم لا يقضى الا بالحق. قال أبو زرعة الرازي: من فاته
هشام بن عمار يحتاج ان ينزل في عشرة آلاف حديث.
أخبرنا الأبرقوهي انا الفتح انا الأرموي ومحمد بن الداية وأبو عبد الله
الطرائفي قالوا انا أبو جعفر بن المسلمة انا أبو الفضل الزهري نا جعفر
الفريابي نا هشام بن عمار نا أسد بن موسى نا محمد بن سليمان - هو ابن
هلال قال: سأل أبان الحسن أتخاف من النفاق؟ قال: وما يؤمنني؟ وقد
خافه عمر رضي الله عنه. مات في المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين.
451

459 8 / 41 ق - سهل بن زنجلة
الحافظ الإمام أبو عمرو الرازي الخياط الأشتر صاحب السنن،
سمع سفيان بن عيينة وأبا معاوية وحفص بن غياث وأبا بكر بن عياش
وجرير بن عبد الحميد وطبقتهم. وله رحلة واسعة ومعرفة جيدة، وهو
سهل ابن أبي سهل. حدث عنه ابن ماجة وإدريس بن عبد الكريم
وإبراهيم الحربي وأبو يعلى الموصلي وأحمد بن الحسن الصوفي. حدث
ببغداد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، قال أبو حاتم: صدوق. وقال
العجلي: ثقة حجة، ارتحل مرتين، وله تصانيف، ولا يقدم عليه في
الديانة والإتقان من أقرانه في وقته. وابنه محمد يروى عن عمرو بن
خالد والنفيلي.
أخبرنا سنقر القضائي انا عبد اللطيف اللغوي انا طاهر بن محمد
[انا محمد 1] بن الحسين انا القاسم بن أبي المنذر انا أبو الحسن القطان
انا ابن ماجة انا سهل بن أبي سهل وهشام بن عمار وإسحاق بن إسماعيل
قالوا انا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عباد بن الصامت
ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا صلاة لمن لم يقرأ
بفاتحة الكتاب.
460 8 / 42 م - سهل بن عثمان
الحافظ أبو مسعود العسكري، أحد الاعلام، سمع حماد بن زيد

(1) من المكية
452

وشريكا وأبا الأحوص وعلي بن مسهر وطبقتهم، وعنه مسلم وجعفر
ابن أحمد بن فارس وعبدان الأهوازي وعلي بن أحمد بن بسطام وخلق
سواهم، وقد حدث عنه من الكبار على ابن المديني، قال أبو حاتم:
صدوق وقال ابن أبي عاصم: توفى سنة خمس وثلاثين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله عن زينب
الشعرية ان فاطمة بنت على 1 أخبرتهم انا أبو الحسين الفارسي انا إسماعيل
ابن ميكال انا عبد الله بن أحمد الأهوازي عبدان انا سهل بن عثمان
انا يحيى عن الا عمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود
قال: ما سمعت مناشدا ينشد حقا له أشد من مناشدة محمد صلى الله عليه
وآله وسلم يوم بدر جعل يقول اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك،
اللهم انك ان تهلك هذه العصابة لا تعبد. ثم التفت كأن شق وجهه
القمر فقال: كأنما انظر إلى مصارع القوم عشية. قال أبو الشيخ: قدم
سهل أصبهان ثم خرج إلى الري ورجع إلى العراق ومات بعسكر مكرم.
461 8 / 43 س - إبراهيم بن يوسف
الحافظ الكبير الإمام أبو إسحاق الباهلي البلخي ويعرف بالماكياني
عالم بلخ وهو أخو عاصم ومحمد. حدث عن حماد بن زيد ومالك
وشريك وأبى الأحوص وإسماعيل بن جعفر وهشيم وطبقتهم، وعنه
النسائي وجعفر بن محمد بن سوار ومحمد بن عبد الله الدويري ومحمد بن

(1) في المكية " زعبل " هي فاطمة بنت علي بن المظفر بن زعبل - راجع التعليق
على رقم 454.
453

المنذر شكر وأحمد بن قدامة البلخي ومحمد بن محمد بن الصديق وزكريا
خياط السنة وخلق، وثقه النسائي وابن حبان، وقال ابن حبان: كان
ظاهر مذهبه الارجاء واعتقاده في الباطن [السنة 1] وقال ابن الصديق:
سمعته يقول: من وقف في القرآن فهو جهمي. مات في جمادى الأولى
سنة تسع وثلاثين ومائتين، وكان مقاطعا لقتيبة بن سعيد لأنه آذاه عند
مالك فقال: هذا مرجئ، فأقامه من مجلسه، وما سمع من مالك غير
حديث واحد.
قرأت على محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد انا تميم
ابن أبي سعيد انا محمد بن عبد الرحمن انا أبو عمرو بن حمدان انا محمد بن
عبد الله بن يوسف الدويري نا إبراهيم بن يوسف البلخي نا المسيب بن
شريك عن عبيدة بن معتب عن أبي إسحاق عن عقبة بن عامر 2 ان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا فرغ أحدكم من وضوئه فقال أشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فتحت له
ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء.
462 8 / 44 م ق - سويد بن سعيد
الحافظ الرحال المعمر أبو محمد الهروي الحدثاني سكن حديثة النورة
تحت عانة. حدث عن مالك بالموطأ وعن. حفص بن ميسرة وشريك
القاضي وإبراهيم بن سعد وعلي بن مسهر وابن عيينة وعدة. وعنه م ق
ومطين وابن تاجيه وعبد الله بن أحمد والباغندي والبغوي وخلق كثير.

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " عمران " كذا وراجع سنن ابن ماجة.
454

وقال البغوي: كان من الحفاظ، كان أحمد بن حنبل ينتقى عليه لولديه.
وقال أبو حاتم: صدوق كثير التدليس. وقال أبو زرعة: أما كتبه
فصحاح، وأما إذا حدث من حفظه فلا. وقال البخاري: عمى فلقن
ما ليس من حديثه، فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: كان
من أوعية العلم ثم شاخ وأضر ونقص حفظه فأتى في حديثه أحاديث
منكرة، فترى مسلما يتجنب تلك المناكير ويخرج له من أصوله المعتبرة.
قال البخاري: مات في شوال سنة أربعين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن المؤيد انا الفتح بن عبد السلام انا هبة الله بن الحسين
انا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي نا عبد الله بن محمد البغوي نا سويد
ابن سعيد نا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: على منى وانا من على لا يؤدى عنى الا
نا أو هو.
463 8 / 45 م د - محمد بن حاتم
ابن ميمون السمين الحافظ الإمام أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي
سمع عبد الله بن إدريس وسفيان بن عيينة وابن علية ووكيعا والقطان
وأمثالهم. وعنه مسلم وأبو داود والحسين بن سفيان وأحمد بن الحسن
الصوفي وآخرون. وثقه ابن عدي والدار قطني، قال محمد بن سعد:
جمع كتابا في تفسير القرآن كتبه الناس عنه ببغداد، وكان ينزل قطيعة
الربيع. وقال أبو حفص الفلاس: ليس بشئ. قلت: هذا جرح
مردود. مات في آخر سنة خمس وثلاثين ومائتين.
455

فاما محمد بن حاتم المصيصي العابد ولقبه حبى فمن طبقة السمين،
وكذا محمد بن حاتم الزمي، ومحمد بن حاتم بن بزيع بقى إلى قريب عام
خمسين ومائتين،
فاما محمد بن حاتم بن نعيم المصيصي فبقى حتى لحقه ابن عدي وهو
من صغار مشيخة النسائي 1.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد بن محمد انا محمد بن الفضل انا عبد الغفار
الفارسي انا ابن عمرويه انا إبراهيم بن سفيان انا مسلم انا زهير ومحمد بن حاتم
وعبد قال عبد حدثني وقال الآخران انا يعقوب بن إبراهيم انا ابن أخي
ابن شهاب عن عمه قال قال سالم: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول كل أمتي معافى الا المجاهرين وان من
الاجهار ان يعمل العبد عملا بالليل ثم يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان
عملت البارحة كذا وكذا. محمد بن حاتم هو السمين.
464 8 / 46 خ - أحمد بن حميد
الحافظ المجود أبو الحسن الكوفي الطريثيثي ختن عبيد الله بن موسى
ويعرف بدار أم سلمة. سمع ابن المبارك وحفص بن غياث ويحيى بن أبي
زائدة وعبيد الله الأشجعي. وعنه البخاري والدارمي وعباس الدوري
وحنبل وخلق. وثقه أبو حاتم. توفى سنة عشرين ومائتين.

(1) ذكر هؤلاء الأربعة في ترجمة السمين للتمييز وتراجمهم في التهذيب، والعابد
والزمي من رجال (د س) وابن بزيع (خ د) وابن نعيم (س) والخبر الآتي
من رواية السمين صاحب الترجمة كما سينبه عليه المؤلف.
456

465 8 / 47 م س - داود بن عمرو
ابن زهير بن عمرو بن جميل أبو سليمان الضبي البغدادي الثقة محدث
بغداد حدث عن جويرية بن أسماء وحماد بن زيد ونافع بن عمر الجمحي
وشريك وأبى معشر السندي وإسماعيل بن عياش وعدة. وعنه احمد
وإبراهيم الحربي ومسلم والبغوي وأحمد بن الحسن الصوفي وآخرون.
قال أبو الحسن بن العطار: رأيت أحمد بن حنبل يأخذ لداود بن عمرو
بالركاب. وقال البغوي: حدثنا داود بن عمرو الثقة المأمون. وقال ابن
معين: ليس به بأس. قلت: توفى في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا الفتح بن عبد السلام انا هبة الله بن أبي
شريك انا أحمد بن محمد انا عيسى بن علي نا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو
الضبي نا محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو عن جابر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: الحرب خدعة.
466 8 / 48 خ د س ت - اصبغ بن الفرج
الفقيه الحافظ أبو عبد الله الأموي مولى عمر بن عبد العزيز. ولد
بعد الخمسين ومائة. وحدث عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقيل إنه
أخذ عن أسامة بن زيد أيضا، وسمع من عبد العزيز الدراوردي
وحاتم بن إسماعيل وعيسى بن يونس وابن وهب وطبقتهم. وتفقه بابن
القاسم وابن وهب وبرع في الفروع وحدث عنه البخاري وأحمد بن
الفرات وأبو الدرداء عبد العزيز المروزي وبكر بن سهيل الدمياطي وأبو يزيد
457

القراطيسي ويحيى بن عثمان بن صالح وخلق. قال ابن معين: كان من
اعلم خلق الله برأي مالك، يعرفها مسألة مسألة، متى قالها مالك، ومن
خالفه فيها. وقال العجلي: ثقة صاحب سنة. وقال أبو حاتم: كان من
اجل أصحاب ابن وهب. قال ابن يونس: ذكر لقضاء الديار المصرية
عند عبد الله بن طاهر فسبقه سعيد بن عفير. وقال بعض الكبار:
ما أخرجت مصر مثل اصبغ، وكان الربيع والمزني يتفقهان بأصبغ قبل
قدوم الشافعي. قال ابن قديد: كتب المعتصم ليحمل إليه اصبغ في المحنة
فهرب واختفى بحلوان. مات في شوال سنة خمس وعشرين ومائتين.
أخبرنا عبد الله بن قوام وطائفة قالوا انا ابن الزبيدي انا عبد الأول
انا الداودي انا عبد الله بن أحمد انا الفربري نا أبو عبد الله البخاري انا اصبغ
ابن الفرج انا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن قتادة ان انسا حدثه
ان النبي صلى الله عليه وآله صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء
ثم رقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به. تابعه الليث عن
ابن يزيد 1 عن سعيد عن قتادة
467 8 / 49 ع - الحسن بن الربيع البوراني
الحافظ الثقة أبو على البجلي القسري الكوفي الخشاب الحصار.
حدث عن عبيد الله بن أياد وعبد الجبار بن الورد وحماد بن زيد وأبى
الأحوص ومهدي بن ميمون وأبى إسحاق خازم الحميسي وطبقتهم.
.

(1) هو خالد بن يزيد ولفظ البخاري في الصحيح في باب طواف الوداع تابعه
الليث حدثني خالد
458

وعنه الشيخان وأبو داود وأبو زرعة وعلي بن عبد العزيز وسمويه وخلق.
قال العجلي: ثقة صالح متعبد كان يبيع البواري وقال أبو حاتم: كان
من أوثق أصحاب عبد الله بن إدريس. وقال ابن سعد: مات في رمضان
سنة إحدى وعشرين ومائتين، وكان من أصحاب ابن المبارك.
أخبرنا إسماعيل بن صديق الغزال انا يحيى بن أبي السعود أخبرتنا
شهدة الكاتبة (ح) وانا شهاب بن علي انا علي بن هبة الله انا يحيى بن
يوسف قالا انا المبارك بن عبد الجبار انا الحسن بن أحمد انا عثمان بن
السماك نا حنبل بن إسحاق نا الحسن بن الربيع نا جعفر بن سليمان عن علي
ابن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إذا افتتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك
اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك.
468 8 / 50 ق - سنيد بن داود
الحافظ أبو على المصيصي واسمه الحسين كان أحد أوعية العلم. حدث
عن حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وعبد الله بن المبارك وأبى بكر بن
عياش ونحوهم. وعنه أبو بكر الأثرم وأبو زرعة وأحمد بن أبي خيثمة
وعبد الكريم الدير عاقولي وخلق سواهم. قال أبو داود: لم يكن بذاك.
وقال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي فتجاوز الحد: لم يكن ثقة. مات
سنيد سنة ست وعشرين ومائتين. وقفت على تفسيره.
أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ انا يحيى بن قميرة أخبرتنا شهدة
الكاتبة انا أبو عبد الله النعالي انا أبو عمر الفارسي نا محمد بن أحمد بن يعقوب
459

ابن شيبة نا جدي نا سنيد بن داود حدثني حجاج عن ابن جريج عن
عكرمة (وأنذر به الذين يخافون ان يحشروا إلى ربهم) قال أتى شيبة
وعتبة ابنا ربيعة ونفر معهما سماهم، أبا طالب فقالوا [لو 1] ان ابن أخيك
محمدا يطرد موالينا وحلفاء نا، فإنما هم عبيدنا وعسفاؤنا، وكان أعظم في
صدورنا وأطوع له عندنا، فأتى أبو طالب النبي صلى الله عليه وآله
فحدثه بالذي كلموه فأنزل الله تعالى (وأنذر به الذين يخافون ان يحشروا
إلى ربهم ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي). قال وكانوا
بلال وعمار وسالم مولى أبى حذيفة وصبيح مولى 2. ومن الحلفاء ابن
مسعود والمقداد بن عمرو وغيرهم هذا مرسل.
469 8 / 51 م - محمد بن أسد
الحافظ الإمام أبو عبد الله الخوشي الأسفرائني، كان أحد أوعية
العلم رحل وسمع الفضيل بن عياض وعبد الله بن المبارك وسفيان بن
عيينة وبقية والوليد بن مسلم وطبقتهم، حدث عنه محمد بن عند الوهاب
[الفراء 1] وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وأبو بكر الصغاني وأبو لبيد الشامي
وآخرون. ولما سمع إسحاق بن راهويه بوفاته قال: كان نصف خراسان
" وخوش " ويقال خش قرية من قرى اسفرائن.
470 8 / 52 د س ت - سعد بن يعقوب الطالقاني
الحافظ الحجة أبو بكر، رحال جوال. حدث عن حماد بن زيد
.

(1) من المكية (2) كذا في الأصول وفي تفسير روح المعاني سورة أنعام
" مولى أسيد "
460

وأيوب بن جابر ويزيد بن زريع وهشيم وخالد الطحان ومعتمر
وطبقتهم. وعنه (د ت س) والا ثرم وإسحاق بن إبراهيم البستي وجعفر
الفريابي والسراج، قدم بغداد وبقى يذاكر الإمام أحمد. وثقه أبو زرعة
والنسائي. قال البخاري: مات سنة أربع وأربعين ومائتين.
471 8 / 53 صاحب البصري
الحافظ البارع أبو أيوب سليمان بن أيوب أحد الاعلام سمع
حماد بن زيد وهارون بن دينار ويحيى القطان وطائفة سواهم. روى عنه
إسماعيل القاضي وصالح جزرة وأحمد بن الحسن الصوفي وأبو القاسم
البغوي وغيرهم. قال يحيى بن معين: ثقة حافظ. وقال الحسين بن حبان:
قال يحيى: سليمان صاحب البصري من الحفاظ الثقات، كان يتحفظ 1
عند يحيى بن سعيد، يأنف ان يكتب. وقال علي بن الجنيد: كان من
الحفاظ لم أر بالبصرة انبل منه. قال مطين: توفى سنة خمس وثلاثين ومائتين.
أخبرنا إسماعيل بن الفراء انا ابن قدامة أخبرتنا شهدة انا أبو غالب
الباقلاني انا أبو على البزاز انا أبو سهل القطان انا إسماعيل القاضي نا سليمان
ابن أيوب نا حماد عن أيوب قال حدثني رجل من أهل المدينة عن
عروة عن عائشة قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نختبز.
472 8 / 54 خ م س ق - الرقاشي
الامام الثبت الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن

(1) في المطبوع " يتحافظ ".
461

عبد الملك البصري حدث عن حماد بن زيد ومالك بن انس وطائفة،
وعنه [ابنه 1] أبو قلابة والبخاري ومحمد بن إسماعيل الترمذي وأبو حاتم
وقال: ثقة رضا. وقال العجلي: ثقة من عباد الله الصالحين. وقال يعقوب
السدوسي: ثقة ثبت. قال العجلي: يقال انه كان يصلى في اليوم والليلة
أربعمائة ركعة رحمه الله. توفى سنة تسع عشرة ومائتين.
أخبرتنا هدية بنت عسكر وغيرها قالوا انا ابن اللتي انا أبو الوقت
انا أبو الحسن الداودي انا ابن حمويه انا عيسى بن عمر نا أبو محمد الدارمي
انا محمد بن عبد الله الرقاشي نا يزيد بن زريع نا محمد - هو ابن إسحاق
حدثني فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر سمعت امرأة تسأل
رسول الله صلى الله عليه وآله عن ثوبها إذا طهرت من محيضها،
قال: إذا رأيت فيه دما فحكيه ثم اقرصيه بماء ثم انضحي في سائره
وصلى فيه. هذا حديث حسن تفرد به محمد، أخرجه أبو داود.
473 8 / 55 خ م ت س ق - معلى بن أسد
الحافظ الحجة أبو الهيثم العمى البصري أخو بهز. روى عن
عبد العزيز بن المختار. ووهيب بن خالد وعبد الله بن المثنى الأنصاري
ويزيد بن زريع وطبقتهم. حدث عنه البخاري والدارمي وعثمان الدارمي
وهلال بن العلاء وعلي بن عبد العزيز وحفص بن عمر سنجة ألف
وآخرون. قال أبو حاتم: ما اعلم انى عثرت له على حديث خطأ غير حديث
واحد. توفى معلى سنة ثمان عشرة ومائتين وقيل سنة تسع عشرة.
.

(1) من المكية
462

أخبرنا عمر بن محمد الفارسي وجماعة قالوا انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول
ابن عيسى انا عبد الرحمن بن محمد انا عبد الله بن حمويه انا عيسى بن عمر
انا عبد الله بن عبد الرحمن انا معلى بن أسد نا سلام هو ابن ابن مطيع سمعت
أبا الهزهاز يحدث عن الضحاك قال قال عبد الله بن مسعود اغد عالما
أو متعلما ولا خير فيما سواهما.
474 8 / 56 خ س ق - أحمد بن عبد الملك بن واقد
الحافظ الحجة محدث الجزيرة أبو يحيى الأسدي مولاهم الحراني
حدث عن حماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وزهير بن معاوية ابن المليح
وعبيد الله بن عمرو وأبى عوانة، وعنه احمد [والبخاري - 1] وأبو زرعة
وأبو حاتم وتمتام وأبو شعيب الحراني وخلق. قال احمد: رأيته حافظا
لحديثه صاحب سنة، فقيل له أهل حران يتكلمون فيه، فقال: أهل حران
قلم يرضون عن أحد، هو يغشى السلطان بسبب ضيعة له. قال أبو حاتم
كان نظير النفيلي في الصدق والإتقان. وقال أبو عروبة: مات سنة
إحدى وعشرين ومائتين.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران انا عبد الله بن أحمد سنة 615 انا
أبو الفتح بن البطي انا أبو الفضل بن خيرون انا الحسن بن أحمد البزاز انا
أحمد بن محمد القطان انا أبو جعفر محمد بن غالب حدثني أحمد بن عبد الملك
الحراني انا أبو المليح الرقي عن زياد بن بيان عن علي بن نفيل عن سعيد بن

(1) من المكية.
463

المسيب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: المهدى من
ولد فاطمة عليها السلام.
475 8 / 57 د - أحمد بن شبويه الامام القدوة
شيخ وقته أبو الحسن أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان الخزاعي
المروزي الحافظ سمع ابن المبارك والفضل بن موسى وسفيان بن عيينة
وطبقتهم، روى عنه أبو داود وأحمد بن أبي خيثمة وأبو زرعة الدمشقي
وآخرون. وقد حدث عنه رفيقه يحيى بن معين. قال النسائي: ثقة.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أبي يقول. من أراد علم القبر
فعليه بالأثر، ومن أراد علم الخبر فعليه بالرأي، وقال عبد الله بن أحمد
ابن حنبل حدثني ثابت بن أحمد بن شبويه: كان يخيل إلى أن لأبي فضيلة
على أحمد بن حنبل للجهاد وفكاك الأسرى ولزوم الثغور، فسألت أخي
عبد الله فقال: أحمد بن حنبل أرجح. قال أبو حاتم: مات سنة ثلاثين
ومائتين. قلت: عاش ستين سنة. روى البخاري عن [احمد 2] بن
محمد عن ابن المبارك في الوضوء والأضاحي والجهاد فقال الدارقطني
هو ابن شبويه، واما أبو نصر الكلاباذي وجماعة فقالوا: بل هو احمد
ابن محمد بن موسى بن مردويه السمسار - والله أعلم.
أخبرنا الحسن بن عبد الكريم انا عيسى بن عبد العزيز اللخمي انا
أبو طاهر الحافظ انا أحمد بن علي الصوفي انا أبو علي بن شاذان انا أبو بكر

(1) لعله " الخبز " يريد علم الأثر ينفع في الآخرة والرأي ينفع في الدنيا
(2) من المكية.
464

النجاد نا أبو داود نا أحمد بن محمد بن ثابت حدثني علي بن الحسين عن أبيه
عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال (ان تبدوا ما في
أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) نسخت فقال (لا يكلف الله نفسا الا
وسعها).
476 8 / 58 خ م د - هدبة بن خالد بن اسود بن هدبة
الحافظ الصدوق محدث البصرة أبو خالد القيسي الثوباني البصري
ويقال له هداب بن خالد شهد جنازة شعبة صبيا وسمع مبارك بن فضالة
وحماد بن سلمة وجرير بن حازم وسليمان بن المغيرة وأبان العطار
وطبقتهم بالبصرة ولم يرحل. روى عنه الشيخان وأبو داود وبقى بن مخلد
وابن أبي عاصم وأبو يعلى والحسن بن سفيان وعبدان والبغوي وخلق
كثير، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن عدي: لا بأس
به، ولا أعرف له حديثا منكرا، سمعت أبا يعلى وسئل عن هدبة وشيبان
قال: هدبة أفضلهما وأوثقهما وأكثرهما حديثا، واما النسائي فقال:
هو ضعيف. قلت: هنا لا يقبل تضعيف أبى عبد الرحمن، وهذا
ابن عدي الذي اخذ علم هدبة عن طائفة كبار عنه يصرح بأنه لا يعرف
له ما ينكر، وهذا ابن معين ملك الحفاظ يفصح بأنه ثقة، روى ذلك
عنه علي بن الجنيد. قال عبدان الأهوازي: كنا نتجنب الصلاة خلف
هدبة من التطويل، كان يسبح في سجوده نيفا وثلاثين تسبيحة، وكان
من أشبه خلق الله بهشام بن عمار لحيته ووجهه وكل شئ منه حتى صلاته.
توفى سنة خمس وثلاثين ومائتين.
465

أخبرنا أحمد بن إسحاق انا الفتح بن عبد الله انا محمد بن عمر ومحمد بن أحمد
ومحمد بن الداية قالوا نا أبو جعفر بن المسلمة انا أبو الفضل الزهري
نا جعفر الفريابي نا هدبة بن خالد نا همام عن قتادة عن انس عن أبي موسى
ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: مثل المؤمن الذي يقرأ
القرآن كمثل الأترجة - وذكر الحديث. قلت: كان هدبة من
أبناء التسعين.
477 8 / 59 خ ق - يعقوب بن حميد بن كاسب
الامام المحدث عالم المدينة ونزيل مكة. سمع إبراهيم بن سعد
وعبد العزيز بن أبي حازم وعبد الله بن وهب وخلقا كثيرا وتفرد بأشياء
وله مناكير. حدث عنه البخاري وابن ماجة وعبد الله بن أحمد وإسماعيل
القاضي وأبو بكر بن أبي عاصم وطائفة، وذكره البخاري فقال: لم نر
الا خيرا وقال أبو حاتم ضعيف واخرج البخاري له في شهداء بدر وفي
الصلح فقال: ثنا يعقوب انا إبراهيم بن سعد، فهو هو، ويقال: هو
يعقوب الدورقي، فاما من قال هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقد أخطأ
لأنه ما أدركه البخاري، وكذا من قال هو يعقوب بن محمد الزهري
أحد الضعفاء. مات ابن كاسب في آخر سنة إحدى وأربعين ومائتين.
أخبرنا التاج عبد الخالق انا الموفق عبد الله بن أحمد الفقيه انا أبو زرعة
المقدسي انا أبو منصور المقومي انا القاسم بن أبي المنذر انا علي بن إبراهيم
نا محمد بن يزيد نا يعقوب بن حميد نا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد
466

عن أبي الغيث عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: من اخذ أموال الناس يرد اتلافها أتلفه الله.
478 8 / 60 خ م د س - عبد الأعلى بن حماد
الحافظ الثقة مسند البصرة أبو يحيى الباهلي مولاهم المعروف بالنرسي
ابن عم المحدث عباس بن الوليد النرسي. سمع حماد بن سلمة ومالكا
ووهيب 1 بن خالد وعبد الجبار بن الورد وسلام بن أبي مطيع ويزيد
ابن زريع وخلقا كثيرا، روى عنه الشيخان وأبو داود وأبو حاتم
وعبد الله بن ناجية وأبو يعلى والفريابي والبغوي والناس، وثقه أبو حاتم
وغيره. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين عن نحو
من تسعين عاما.
أخبرنا أبو المعالي الهمذاني انا الفتح بن عبد السلام انا هبة الله بن
حسين انا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي املاء نا أبو القاسم البغوي
نا عبد الأعلى بن حماد نا خالد بن عبد الله عن سهيل عن عبد الله بن
دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: الايمان بضع وستون - أو - وسبعون - بابا، أفضلها لا إله إلا الله
، وأدناها اماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان.
479 8 / 61 خ م س - المقدمي
الحافظ الثبت أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم
البصري مولى ثقيف، روى عن عمه عمر بن علي وحماد بن زيد وأبى عوانة

(1) في الأصلين " وهب "
467

ويزيد بن زريع ويوسف بن الماجشون وخلق كثير. وعنه الشيخان
وإسماعيل القاضي وابن أبي عاصم وأبو يعلى والحسن بن سفيان وأحمد ابن
علي المروزي وعدة وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة، وكانت وفاته
في أول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
أخبرنا. أحمد بن المؤيد انا الفتح بن عبد السلام انا الأرموي
وابن الداية ومحمد بن أحمد قالوا انا أحمد بن محمد المعدل انا عبيد الله
ابن عبد الرحمن انا جعفر بن محمد نا محمد بن أبي بكر المقدمي نا عبد الله بن
يزيد (ح وبه) إلى جعفر قال ونا قتيبة قالا ثنا ابن لهيعة عن مشرح بن
هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
أكثر منافقي أمتي قراؤها. هذا لفظ قتيبة. وقال المقدمي " هذه الأمة ".
أخبرنا ابن تاج الامناء عن أبي روح انا تميم المؤدب انا أبو سعيد
الأديب انا أبو عمرو بن حمدان انا أبو يعلى نا محمد بن أبي بكر نا المعتمر
سمعت أبي نا أبو عثمان قال: لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وآله
في تلك الأيام التي كان يقاتل غير طلحة وسعد عن حديثهما. أخرجه
البخاري ومسلم عن المقدمي فوافقنا.
480 8 / 62 خ م د - الزهراني
الحافظ الثقة المقرئ أبو الربيع سليمان بن داود الأزدي العتكي
البصري سمع جرير بن حازم وفليح بن سليمان ومالكا وحماد بن زيد
وابن شهاب الحناط وشريك بن عبد الله وطائفة. وعنه الشيخان
وأبو داود وعلى ابن المديني وإسحاق واحمد وأبو يعلى والبغوي وخلق.
468

وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي. توفى سنة أربع وثلاثين ومائتين.
أخبرنا علي بن أحمد الحسيني انا محمد بن أحمد انا محمد بن عبيد الله
(ح وانا) أحمد بن إسحاق قال انا [عمر بن محمد قال انا 1] هبة الله بن أحمد
قالا انا محمد بن محمد الزينبي انا أبو طاهر المخلص نا عبد الله البغوي
انا أبو الربيع الزهراني نا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن [عمر
عن 1] بلال ان النبي صلى الله عليه وآله صلى بين العمودين تلقاء
وجهه [في 1] جوف الكعبة. 481 8 / 63 خ س ق - الهيثم بن خارجة
الحافظ الثقة المحدث أبو أحمد ويقال أبو يحيى المروزي ثم البغدادي.
حدث عن مالك والليث وحفص بن ميسرة ويعقوب القمي وخلق.
لقيهم بالعراق والحجاز ومصر والشام وخراسان وعنى بهذا العلم.
حدث عنه البخاري وأحمد بن حنبل وابنه عبد الله بن أحمد وأبو زرعة
وأبو يعلى وأحمد بن الحسن الصوفي وآخرون. قال الصوفي: كان يسمى
شعبة الصغير. وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس
وقال صالح جزرة: كان يتزهد وكان احمد يثنى عليه، وكان ضيق
الخلق. قال البخاري: مات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين.
أخبرنا عمر بن القواس أنبأنا عبد الجليل بن مندويه انا نصر بن مظفر
انا ابن النقور انا علي بن عمر انا أحمد بن الحسن نا الهيثم بن خارجة
نا الجراح بن مليح البهراني نا حاتم بن حريث سمعت أبا امامة يقول قال

(1) من المكية.
469

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العارية [مؤداة 1] والمنحة
مردودة، ومن وجد لقحة مصراة فلا يحل له صرارها حتى يردها،.
أخرجه النسائي عن عمرو بن منصور عن الهيثم.
482 8 / 64 د ت - علي بن بحر بن بري
الحافظ الثقة أبو الحسن القطان الفارسي ثم البغدادي عن حاتم
ابن إسماعيل وجرير بن عبد الحميد وعيسى بن يونس وهشام بن يوسف
وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل وعباس الدوري وإبراهيم الحربي
وأبو داود وهلال بن العلاء وخلق كثير. وثقه ابن معين والعجلي،
وكانت له رحلة إلى الحجاز واليمن والشام. مات بناحية الأهواز في
سنة أربع وثلاثين ومائتين ببلد بابسير. ففي فوائد سمويه نا علي بن
بحر نا هشام نا معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت جد
بنى عامر، جمل آدم مقيد يعصم يأكل من سدرة يعنى بجدهم حظهم.
483 8 / 65 خ ت س ق - إبراهيم بن المنذر
الامام المحدث الثقة أبو إسحاق الحزامي الأسدي المدني. سمع
سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم ومعن بن عيسى وابن وهب وأبا ضمرة
وطبقتهم. وعنه البخاري وابن ماجة وبقى بن مخلد ومحمد بن إبراهيم
البوشنجي ومطين وخلق كثير. قال أبو حاتم وغيره صدوق وقيل إنه
رأى مالكا وضبط عنه مسألة واحدة. قال الفسوي: مات سنة

(1) من المكية.
470

ست وثلاثين ومائتين في المحرم.
أخبرنا عمر بن خواجا امام انا ابن اللتي انا عبد الأول انا الداودي
انا ابن حمويه انا عيسى بن عمر انا أبو محمد الدارمي انا إبراهيم بن
المنذر نا عبد العزيز بن أبي ثابت حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن عمه
موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه. أخرجه
الترمذي في الشمائل عن الدارمي، ولم يحتجوا بعبد العزيز.
484 8 / 66 خ م د س - أبو معمر الهذلي
الحافظ الثبت البارع إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهروي القطيعي
محدث بغداد. سمع إسماعيل بن جعفر وخلف بن خليفة وابن المبارك
وهشيما وإسماعيل بن عياش وشريكا وسفيان بن عيينة وطبقتهم.
حدث عنه البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وصالح بن محمد وأبو يعلى
وخلق. وروى البخاري أيضا والنسائي عن رجل عنه قال ابن سعد:
ثقة ثبت صاحب سنة وفضل. وقال عبيد بن شريك: كان من شدة
إدلاله بالسنة يقول: لو تكلمت بغلتي لقالت انها سنية، فاخذ في المحنة
فأجاب، فلما خرج قال: كفرنا وخرجنا. قال أبو يعلى: حدث أبو معمر
بالموصل بنحو ألفي حديث من حفظه فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم
بما أخطأ فيه نحو ثلاثين حديثا. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبا معمر
الهذلي يقول: من زعم أن الله لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر ولا يرضى
471

ولا يغضب فهو كافر. وقال أبو شعيب صالح الهروي: سمعت أبا معمر
يقول: آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء اله. مات أبو معمر في
جمادى الأولى سنة ست وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن هبة الله [بقراءتي 1] عن عبد المعز بن محمد انا تميم
ابن أبي سعيد انا أبو سعيد الكنجرودي انا محمد بن أحمد الحيري انا أبو يعلى
انا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم عن علي بن هشام عن هاشم بن عروة
عن بكر بن وائل عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ما ضرب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسم امرأة قط ولا ضرب خادما له
قط، ولا ضرب بيده شيئا قط، الا ان يجاهد في سبيل الله. وما نيل
منه شئ فانتقم من صاحبه الا ان تنتهك محارم الله فينتقم، أخرجه
النسائي عن أبي بكر بن علي المروزي عن أبي معمر.
485 8 / 67 خ م د س - أبو توبة الحلبي
الحافظ الحجة الربيع ابن نافع شيخ طرسوس [ومحدثها 1].
حدث عن معاوية بن سلام وأبى المليح الرقي وإبراهيم بن سعد وشريك
وابن المبارك وخلق. وعنه أبو داود، واخرج الشيخان عن رجل
عنه، وحدث أيضا أحمد بن حنبل والدارمي وأبو حاتم ويعقوب الفسوي
وخلق. [قال أبو حاتم: ثقة حجة وقال 1] أبو داود: كان يحفظ
الطوال يجئ بها ورأيته يمشى حافيا وعلى رأسه طويلة، ويقال انه
كان من الابدال رحمه الله. قلت: هو آخر من حدث عن معاوية،

(1) من المكية.
472

وعمر دهرا. توفى في سنة إحدى وأربعين ومائتين. أخبرنا أبو المحاسن
محمد بن أبي الحرم والحسن بن علي قالا انا جعفر بن علي انا أبو طاهر
السلفي انا أبو منصور الخياط وعمر بن المبارك ومحمد بن المنذر قالوا
انا عبد الملك بن بشران انا أحمد بن إسحاق بن نيخاب انا إبراهيم بن ديزيل
نا أبو توبة نا محمد بن المهاجر عن أبيه عن أسماء قالت: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: من ترك دينارا ترك كية.
486 8 / 68 د - محمد بن أبي السرى
الحافظ الصدوق محدث فلسطين أبو عبد الله بن المتوكل العسقلاني.
سمع فضيل بن عياض ومعتمر بن سليمان ورشدين بن سعد وابن عيينة
وابن وهب وطبقتهم فأكثر، وعنه أبو داود وبكر بن سهل الدمياطي
والحسن بن سفيان وعلي بن محمد الجكاني ومحمد بن الحسن بن قتيبة
وآخرون، وثقه يحيى بن معين. وقال ابن حبان: كان من الحفاظ.
وقال ابن عدي: كثير الغلط. وقال أبو حاتم: لين الحديث قلت: مات
سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي انا الفتح بن عبد الله انا محمد بن أحمد
ومحمد بن عمر ومحمد بن علي قالوا نا أبو جعفر بن المسلمة انا عبيد الله بن
عبد الرحمن نا جعفر بن محمد نا محمد بن أبي السرى العسقلاني نا زيد بن أبي
الزرقاء عن سفيان قال: خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث،
يقولون: الايمان قول ولا عمل، ونقول: قول وعمل، ونقول: انه
473

يزيد وينقص، وهم يقولون: لا يزيد ولا ينقص، ونحن نقول: النفاق،
وهم يقولون: لا نفاق.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد بن محمد وزينب بنت عبد الرحمن
قال أخبرتنا فاطمة بنت عجلان 1 انا عبد الغافر بن محمد سنة إحدى وأربعين
وأربعمائة انا أحمد بن محمد الحيري نا الحسن بن سفيان الحافظ نا محمد
ابن المتوكل العسقلاني نا المعتمر وشعيب بن إسحاق قالا نا ابن عون عن
الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: الحلال بين والحرام بين، الحديث.
487 8 / 69 م س ق - الحكم بن موسى ابن شير زاد
الحافظ الزاهد العابد أبو صاحب البغدادي القنطري أصله من نسا
رأى الامام مالكا وروى عن إسماعيل بن عياش والهقل بن زياد وابن
المبارك والهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وعبد الرحمن بن أبي الرجال
وخلق. وعنه البخاري تعليقا ومسلم وأبو داود وأحمد بن الحسن
الصوفي وأحمد بن علي المروزي وأبو يعلى الموصلي ومطين وابن أبي
الدنيا والبغوي وعبد الله بن أحمد وحدث عنه من الكبار أحمد بن حنبل
وابن المديني وثقة ابن معين والعجلي. وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث بزاز صالح ثبت في الحديث.
قلت: مات في شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائتين له حديث في مسند

(1) كذا وهي فاطمة أم الخير بنت أبي الحسن علي بن المظفر بن زعبل، راجع
رقم 454 و 460 مع التعليق.
474

احمد مما سمعه عبد الله أيضا منه: نا عيسى بن يونس نا هشام عن محمد
عن أبي هريرة مرفوعا: من ذرعه القئ فليس عليه قضاء ومن استقاء
فليقض. غريب فرد، رواه (ق) عن أبي زرعة عن الحكم فوقع لنا بدلا
عاليا [بدرجتين 1]. قال الحاكم: حدثنا علي بن محمد الحبيبي نا صالح بن
محمد عن سريج بن يونس فقال: ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك، وسألت
عن يحيى بن أيوب فقال: ثقة ثقة لو رأيته لقرت عينك ثالثهما الحكم بن
موسى الثقة المأمون، هؤلاء الثلاثة تقطعوا من العبادة.
488 8 / 70 خ م ت س ق محمود بن غيلان
الحافظ المتقن أبو أحمد العدوي مولاهم المروزي أحد أئمة الأثر
حدث عن سفيان بن عيينة والفضل بن موسى السيناني والوليد بن مسلم
وأبى معاوية ووكيع وعبد الرزاق وخلق، وعنه الجماعة سوى أبى داود،
ومطين والهيثم بن خلف الدوري والحسن بن سفيان والبغوي وآخرون.
قال ابن حنبل: أعرفه بالحديث، صاحب سنة، قد حبس بسبب محنة
القرآن. وقال النسائي: ثقة. وعن محمود قال: سمع منى إسحاق بن
راهويه حديثين. قلت: توفى في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين،
فاما من قال توفى في سنة تسع وأربعين فقد غلط. أخبرنا يوسف بن أحمد
وعبد الحافظ بن بدران قالا انا موسى بن عبد القادر انا سعيد بن أحمد
انا علي بن أحمد البندار انا أبو طاهر المخلص انا عبد الله بن محمد
نا محمود بن غيلان نا الفضل بن موسى السيناني نا الجعيد عن عائشة

(1) من المكية.
475

بنت سعد قالت: سمعت سعدا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: لا يكيد أهل المدينة أحد بسوء الا انماع كما ينماع الملح في الماء.
489 8 / 71 خ د ت - الحسن بن الصباح بن محمد
الحافظ الامام علم السنة أبو على الواسطي ثم البغدادي البزار.
حدث عن سفيان بن عيينة وأبى معاوية ومبشر بن إسماعيل وشعيب بن
حرب ومعن بن عيسى وإسحاق الأزرق وخلق كثير. روى عنه
البخاري وأبو داود والترمذي وأبو يعلى الموصلي والفريابي وعمر بن
بجير البخاري وابن صاعد وخلق سواهم آخرهم موتا أبو عبد الله المحاملي.
قال أبو حاتم: صدوق له جلالة عجيبة ببغداد، كان احمد يرفع من
قدره ويجله. وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: ما يأتي على أبى على
ابن البزار يوم الا وهو يعمل فيه خيرا وقد كنا نختلف إلى شيخ
فكنا نقعد نتذاكر إلى خروج الشيخ وابن البزار قائم يصلى. وروى
أبو العباس السراج عن ابن الصباح قال: أدخلت على المأمون ثلاث
مرات رفع إليه انه يأمر بالمعروف وكان نهى ان يأمر أحد بمعروف
فقال لي: أنت حسن البزار؟ قلت نعم، قال: تأمر بالمعروف؟ قلت:
لا ولكن أنهى عن المنكر، فضربت خمس درر ورفع إليه انى اشتم
عليا. فقلت: يا أمير المؤمنين انا لا اشتم يزيد لأنه ابن عمك، فكيف
اشتم مولاي [وسيدي 1] عليا؟ قال: وحملت في المحنة إلى الروم.
مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين.

(1) من المكية.
476

أخبرنا محمد بن إبراهيم النحوي وأحمد بن محمد وعلي بن محمد وطائفة
قالوا انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى أخبرتنا بيبى بنت عبد الصمد
انا عبد الرحمن بن أبي شريح انا يحيى بن محمد نا الحسن بن الصباح البزار
نا شبابة عن ورقاء عن عبد الله بن عبد الرحمن سمعت انسا يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لن يبرح الناس يسألون حتى يقولوا
هذا الله خلق كل شئ وذكر كلمة، أخرجه البخاري عن البزار
فوافقناه بعلو.
490 8 / 72 خ د ت س - خت الحافظ الحجة
الإمام أبو زكريا يحيى بن موسى بن عبد ربه بن سالم الحداني البلخي
السجستاني ولقبه " خت " حدث عن سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم
ووكيع وأبى معاوية ويزيد بن هارون وطبقتهم وارتحل إلى عبد الرزاق،
حدث عنه (خ د ت س) وأبو محمد الدارمي وموسى بن هارون
والحسن بن سفيان وأبو العباس السراج ومحمد بن عبد الله بن يوسف
الدويري، وثقه أبو زرعة والنسائي والدار قطني، وقال السراج: ثقة
مأمون. وقال موسى بن هارون: كان من خيار المسلمين. قيل: مات
في رمضان سنة ثلاثين ومائتين.
خبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد انا زاهر المستملي انا
أبو سعد الكنجرودي انا أبو عمر بن حمدان انا محمد بن عبد الله بن يوسف
الدويري نا يحيى بن موسى نا محمد بن سليمان بن مسمول حدثني عبيد الله
بن سلمة بن وهرام عن أبيه عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله
477

صلى الله عليه وآله: الناس معادن والعرق دساس وأدب السوء
كعرق السوء.
491 8 / 73 م 4 - هارون الحمال
هو الحافط الامام الثقة أبو موسى هارون بن عبد الله بن مروان
البغدادي البزاز المعروف بالحمال سمع سفيان بن عيينة ومعن بن عيسى
وأبا أسامة وسيار بن حاتم وابن أبي فديك وطبقتهم. وعنه ولده موسى
الحافظ ومسلم والنسائي 1 وأبو القاسم البغوي و [يحيى] بن صاعد وعدة.
قال الحافظ الخطيب: كان ثقة حافظا عارفا. قال المروزي: سألت أبا عبد الله
عن هارون الحمال: اكتب عنه؟ قال: أي والله. قلت: انهم حكموا عنك
انك سكت حين سألوك عنه، قال: ما أعرف هذا. وقال إبراهيم
الحربي: لو كان الكذب حلالا لتركه هارون الحمال تنزها. وقال النسائي:
هارون الحمال ثقة. وقال ابن شاهين انا أحمد بن محمد المؤذن جارنا قال:
سمعت هارون بن عبد الله يقول: جاءني أحمد بن حنبل بالليل ومساني فقال
شغلت اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفئ وهم في الشمس بأيديهم
الأقلام لا تفعل إذا قعدت فاقعد مع الناس.
أخبرنا علي بن أحمد العلوي انا أبو الحسن القطيعي انا أبو بكر بن
الزاغوني انا أبو نصر الزينبي انا أبو طاهر الذهبي حدثنا أبو القاسم البغوي
حدثني جدي وهارون بن عبد الله قالا ثنا يزيد بن هارون نا حميد عن
انس قال كنا نبكر إلى الجمعة ثم نقيل بعدها. قال مطين وغيره: توفى

(1) في التهذيب " عنه " الجماعة سوى البخاري ".
478

سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
492 8 / 74 د - حامد بن يحيى ابن هانئ
الحافظ المكثر الثقة أبو عبد الله البلخي نزيل طرسوس حدث عن
سفيان بن عيينة فأكثر جدا وعن أيوب بن النجار ويحيى بن سليم الطائفي
وحسين الجعفي وعمر بن هارون البلخي ومحمد بن معن الغفاري وعبد الله
ابن الحارث المخزومي وعدة. وعنه أبو داود وأبو زرعة وأبو حاتم وابن أبي
عاصم وجعفر الفريابي وأبو خيثمة علي بن عمرو الحراني وعمر بن سعيد
المنبجي. قال ابن حبان: كان من اعلم أهل زمانه بحديث سفيان،
أفنى عمره في مجالسته، وذكر الفريابي انه سأل على ابن المديني عنه،
فقال: يا سبحان الله، بقى حامد إلى زمان يحتاج ان يسأل عنه. وقال
أبو حاتم: صدوق. قال مطين وغيره مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
493 8 / 75 د - سعيد بن نصير
الامام المحدث أبو عثمان البغدادي الوراق مصنف كتاب البكاء،
وكتاب العوائد، سكن الثغور والرقة يروى عن سفيان بن عيينة ووكيع
وأبى أسامة وسيار بن حاتم وعبد الصمد بن عبد الوارث وروح بن عبادة
وأبى نعيم إلى أن ينزل النفيلي والقواريري ومحمد بن المصفى الحمصي.
روى عنه أبو داود، والنسائي خارج السنن، وأبو عبد الملك التستري
وأبو طاهر بن قيل ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وأبو شعيب الحراني وسليمان
بن محمد بن الفضل البجلي وعدة وهو صدوق عالم ما علمت فيه جرحا.
479

494 8 / 76 خ د س ق - دحيم
عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الحافظ الفقيه الكبير أبو سعيد
الأموي مولاهم الدمشقي الأوزاعي المذهب محدث الشام ولد سنة سبعين
ومائة وسمع سفيان بن عيينة ومروان ابن معاوية والوليد بن مسلم
وإسحاق الأزرق وطبقتهم بمصر والشام والحجاز والكوفة والبصرة
حدث عنه (خ د س ق) وبقى بن مخلد وأبو زرعة وابناه عمرو
وإبراهيم ومحمد بن محمد الباغندي وعدة وكان من الأئمة المتقنين لهذا
الشأن ولى قضاء الأردن وقضاء فلسطين ثم طلب لقضاء القضاة بمصر فبغته
الاجل، قال الحسن بن علي بن بحر قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة
ومائتين فرأيت أبى واحمد وابن معين وخلف بن سالم قعودا بين يديه
كالصبيان. قال الخطيب: كان على مذهب الأوزاعي وقال أبو حاتم:
ثقة. وقال أبو داود: حجة، لم يكن بدمشق في زمانه مثله وقال النسائي:
ثقة مأمون.
أخبرنا الأبرقوهي انا ابن عبد السلام انا جماعة قالوا انا أبو جعفر
المعدل انا أبو الفضل الزهري انا الفريابي انا عبد الرحمن بن إبراهيم انا مروان
ابن محمد نا عبد العزيز بن محمد عن قدامة بن موسى عن عبد الله بن دينار
عن وهب بن منبه - أو وهب الذماري - قال: صفة المنافق، تحيته
لعنة، وطعامه سحت، وغنيمته غلول، صخب النهار، خشب الليل.
مات بفلسطين سنة خمس وأربعين ومائتين لثلاث عشرة بقيت من
رمضان رحمه الله تعالى.
480

495 8 / 77 س - خلف بن سالم
الحافظ المجود أبو محمد السندي مولى آل المهلب من أعيان حفاظ
بغداد يروى عن هشيم وأبى بكر بن عياش وعبد الرزاق والطبقة.
وعنه أحمد بن أبي خيثمة والحسن بن علي المعمري وأبو القاسم البغوي
وآخرون، واخرج النسائي عن رجل عنه. مات سنة إحدى وثلاثين
ومائتين وكان يتبع الغرائب، قال المروذي: سألت أبا عبد الله عنه فقال:
ما أعرفه بكذب، نقموا عليه لتتبعه هذه الأحاديث. وقال يحيى بن معين:
صدوق. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا أثبت من مسدد والحميدي.
قلت: ويروى عنه أحمد بن الحسن الصوفي وقال: توفى لسبع بقين
من رمضان من سنة إحدى وثلاثين رحمه الله.
أخبرنا عبد المؤمن الحافظ انا يحيى اليربوعي [أخبرتنا شهدة انا
النعالي 1] انا أبو عمر بن مهدي انا محمد بن أحمد بن يعقوب السدوسي نا
جدي نا خلف بن سالم نا وهب بن جرير نا جويرية نا يحيى بن سعيد عن
عمه قال لما كان اليوم الذي أصيب فيه عمار إذا رجل قد برز بين الصفين
جسيم على فرس جسيم ضخم ينادى بصوت موجع روحوا إلى الجنة
يا عباد الله ثلاث مرار، ثم قال: فإنها تحت ضلال السيوف فثار الناس
فإذا هو عمار بن ياسر فلم يلبث ان قتل.
496 8 / 78 ع - أحمد بن منيع
الحافظ الحجة أبو جعفر البغوي ثم البغدادي الأصم صاحب المسند

(1) من المكية.
481

المعروف حدث عن هشيم وعباد بن العوام وعبد العزيز بن أبي حازم
وابن المبارك وطبقتهم. وعنه الستة لكان البخاري بواسطة، وسبطه
أبو القاسم البغوي وابن ماجة وابن صاعد، قال سبطه أخبرت عن جدي
انه قال: انا من نحو أربعين سنة اختم القرآن في كل ثلاث. وثقه
صالح بن محمد جزرة وغيره. قال البغوي: وفاته في شوال سنة أربع
وأربعين ومائتين، وعاش أربعا وثمانين سنة.
قرأت على أبى الحسن الغرافي انا أبو الحسن القطيعي انا أبو بكر
الزاغوني انا أبو نصر الزينبي انا أبو طاهر المخلص نا عبد الله البغوي حدثني
جدي نا هشيم قال إن لم أكن سمعته من الزهري فحدثني سفيان بن حسين
عنه عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا وضع
العشاء وأقيمت الصلاة فابدأوا بالعشاء.
497 8 / 79 ع - أبو مصعب
الامام الفقيه أحمد بن أبي بكر الزهري العوفي المدني أحد الاثبات
وشيخ أهل المدينة وقاضيهم ومحدثهم، ولد سنة خمسين ومائة ولزم
مالك وتفقه به وحدث عن مالك وإبراهيم بن سعد ويوسف بن
الماجشون وعدة وعنه الستة لكن (س) بواسطة وأبو زرعة وبقى بن
مخلد وخلائق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وعاش اثنين
وتسعين عاما. قال عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي أتى قوم أبا مصعب
فقالوا: ان قبلنا ببغداد رجلا يقول لفظه بالقرآن مخلوق، فقال هذا
482

كلام خبيث [نبطي 1]. قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة في الموطأ.
وقال ابن حزم: آخر ما روى عن مالك موطأ أبى مصعب وموطأ أبى
حذافة وفيهما زيادة على الموطآت نحو من مائة حديث. قال الزبير
بن بكار: أبو مصعب هو فقيه أهل المدينة غير مدافع. مات على القضاء
في رمضان سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
قرأت على الامام محيي الدين محمد بن يعقوب الأسدي وابن عمه
بهاء الدين أيوب ومحمد بن علي الصالحي وأحمد بن مؤمن (ح) وقرئ
على إسماعيل بن عبد الرحمن وعبد الكريم بن محمد وبيبرس بن عبد الله
ونحن نسمع قالوا انا إبراهيم بن عثمان الكاشي انا محمد بن عبد الباقي وعلى
ابن عبد الرحمن (ح) وأخبرنا أحمد بن الرفيع الزاهد انا محمد بن إبراهيم
ومحمد بن أبي القاسم وعمر بن بركة والأنجب الحمامي وسعيد بن محمد
وصفية بنت عبد الجبار وغيرهم (ح) وقرأت على سنقر الثغري أخبركم
عبد اللطيف بن يوسف وانجب بن أبي السعادات وعلي بن أبي الفخار
وعبد اللطيف بن محمد ومحمد بن محمد بن السباك قالوا كلهم انا أبو الفتح
[محمد] بن عبد الباقي قالا انا مالك بن أحمد البانياسي انا أحمد بن محمد
ابن موسى سنة (405) انا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي املاء في رجب
سنة (324) (ح) وأخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن المؤيد الطوسي
انا هبة الله بن سهل انا سعيد بن محمد انا ظاهر بن أحمد انا إبراهيم الهاشمي
نا أبو مصعب الزهري عن مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه ان

(1) من المكية.
483

رسول الله صلى الله عليه وآله مر على رجل وهو يعظ أخاه في
الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحياء من الايمان،
رواه (خ) عن عبد الله بن يوسف عن مالك.
498 8 / 80 ت ق - إبراهيم بن عبد الله
الحافظ الكبير أبو إسحاق الهروي نزيل بغداد. سمع إسماعيل بن
جعفر وعبد الرحمن بن أبي الزناد وهشيما والدراوردي وطبقتهم. وعنه
الترمذي وابن ماجة وابن أبي الدنيا والفريابي وأبو يعلى وخلق كثير،
وكان صدوقا عالما زاهدا عابدا صواما كبير القدر، من اعلم الناس
بحديث هشيم، روى عنه صالح جزرة قال: ما من حديث لهشيم الا
وقد سمعته منه عشرين مرة أو أكثر. قال يحيى بن معين: أصحاب هشيم محمد
ابن الصباح الدولابي وإبراهيم الهروي، وإبراهيم أكيسهما. واما أبو داود
فضعفه. مات في رمضان سنة أربع وأربعين ومائة وهو في عشر المائة.
أنبأنا علي بن أبي احمد انا عمر بن محمد انا أبو بكر الأنصاري انا محمد
الجوهري انا أبو علي محمد بن أحمد العطشى نا الباغندي نا إبراهيم بن
عبد الله الهروي نا أبو إسماعيل المؤدب عن عطية عن أبي سعيد قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان أهل الدرجات - أو قال عليين
ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء، وان أبا بكر
وعمر منهم وأنعما.
499 8 / 81 د س - إسحاق بن أبي إسرائيل
الامام الحافظ الكبير محدث بغداد أبو يعقوب بن إبراهيم المروزي
484

عن شريك وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان وكثير بن عبد الله الأبلي
وخلق، وعنه أبو داود والبخاري في الأدب وأبو العباس السراج وأبو يعلى
الموصلي وابن ناجية والبغوي والحسن بن سفيان وعبد الرحمن بن مهدي
شيخه وخلق، قال عبدوس بن عبد الله النيسابوري: حافظ جدا لم يكن
مثله في الحفظ والورع. قال: واتهم بالوقف. قال مصعب الزبيري:
قال لي إسحاق بن أبي إسرائيل انا لم أقل على الشك - [يعنى 1] في القرآن
ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي. قال أبو القاسم البغوي: كان
ثقة مأمونا، لكنه قليل العقل. وقال صالح جزرة: صدوق، الا انه
كان يقول القرآن كلام الله ويقف. قال شاهين بن السميدع: سمعت
أحمد بن حنبل يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشهور 2 الا انه صاحب
حديث كيس وقال زكريا الساجي: صدوق تركوه للوقف.
قرأت على أحمد بن إسحاق انا مبارك بن أبي الجود انا أحمد بن أبي طالب
انا عبد العزيز بن علي انا محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص
نا محمد بن هارون نا أبى إسرائيل 3 انا كثير بن عبد الله الأبلي نا انس
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كذب
على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. مات في شعبان سنة خمس وأربعين
ومائتين قاله ابن قانع. قال علي بن الحسين بن حبان وجدت في كتاب
أبى قال أبو زكريا: وابن أبي إسرائيل من ثقات المسلمين، ما كتب حديثا

(1) من المكية (2) في التهذيب وغيره " مشئوم " وهو الظاهر (3) كذا في
الأصل ولعله ابن أبي إسرائيل هو صاحب الترجمة.
485

قط عن أحد الا ضبطه في الواحة أو كتابه هو أثبت من القواريري،
ثقة مأمون ضابط. وقيل كتب عنه يحيى بن معين كثيرا.
500 8 / 82 م س ق - حرملة بن يحيى
الحافظ العلامة أبو حفص التجيبي مولاهم المصري الفقيه صاحب
الشافعي. روى مائة الف حديث عن عبد الله بن وهب، أو أكثر،
وروى عن أيوب بن سويد وبشر بن بكر التنيسي وأبى عبد الله الشافعي
وعنه مسلم والقزويني وبقى بن مخلد والحسن بن سفيان وابن قتيبة العسقلاني
وعدة. قال ابن معين: شيخ بمصر يقال له حرملة، اعلم الناس بابن وهب
وقال أبو عمر الكندي: لم يكن بمصر أحد أكتب عن ابن وهب منه،
وذلك لان ابن وهب اختفى في منزلهم سنة وأشهرا لما طلب للقضاء.
وقال هارون بن سعيد: ونظر إلى حرملة اشهب فقال: هذا خير أهل
المسجد. وقال أبو حاتم لا يحتج به. قال ابن عدي: فتشت حديث
حرملة الكثير فلم أجد في حديثه ما يجب ان يضعف من اجله رجل
يوارى ابن وهب ويكون حديثه كله عنده فليس يبعد ان يغرب على
غيره، وقد سألت عبد الله بن محمد الفرهاذاني عنه فقال: ضعيف. قال
ابن يونس: ولد سنة ست وستين ومائة ومات في شوال سنة ثلاث
وأربعين ومائتين. قال وكان أملأ الناس بما حدث به ابن وهب.
أخبرنا عبد الخالق بن علوان انا ابن قدامة (ح) وأخبرنا أبو سعيد
الزيني انا عبد اللطيف الطبيب قالا انا أبو زرعة انا المقومي انا ابن أبي
المنذر انا ابن سلمة القطان نا ابن ماجة نا حرملة بن يحيى نا عبد الله بن وهب
486

أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عبد الله بن الزبير أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا رضاع الا ما فتق الأمعاء.
501 8 / 83 خ - يحيى بن جعفر بن أعين
الحافظ الكبير أبو زكريا البخاري البيكندي. سمع سفيان بن عيينة
ووكيعا ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وطبقتهم وكان من أئمة زمانه
حدث عنه البخاري وعبيد الله بن واصل ومحمد بن أبي حاتم الوراق
وآخرون توفى في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.
502 8 / 84 ع - عمرو بن علي بن بحر بن كنيز
الحافظ الامام الثبت أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي الفلاس
أحد الاعلام، مولده بعيد الستين ومائة. سمع يزيد بن زريع وعبد العزيز
ابن عبد الصمد العمى وسفيان بن عيينة ومعتمر بن سليمان وطبقتهم فأكثر
وأتقن وجود وأحسن. حدث عنه الستة، والنسائي أيضا بواسطة،
وعفان وهو من شيوخه، وأبو زرعة ومحمد بن جرير وابن صاعد
والمحاملي وأبو روق الهزاني وأمم سواهم. قال النسائي: ثقة حافظ صاحب
حديث. وقال أبو حاتم: كان أرشق من على ابن المديني وقال عباس
العنبري: ما تعلمت الحديث الا منه وقال حجاج ابن الشاعر: عمرو بن علي
لا يبالي أحدث من حفظه أو من كتابه وقال أبو زرعة: ذاك من
فرسان الحديث لم نر بالبصرة احفظ منه ومن ابن المديني والشاذكوني.
قال الفلاس: حضرت مجلس حماد بن زياد وانا صبي وضئ فأخذ رجل
487

بخدي ففررت فلم أعد. وقال ابن اشكاب: ما رأيت مثل الفلاس وكان
يحسن كل شئ. وعنه قال: ما كنت فلاسا قط.
أخبرنا الأبرقوهي انا ابن أبي الجود انا ابن الطلابة انا عبد العزيز
الأنماطي انا المخلص نا محمد بن هارون نا عمرو بن علي نا يحيى بن سعيد عن
سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك العرب رجل من
أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. مات الفلاس بسامرا في ذي القعدة سنة
تسع وأربعين ومائتين وقد تردد إلى أصبهان مرات.
503 8 / 85 - الشاذكوني
الحافظ الشهير أبو أيوب سليمان بن داود المنقري البصري من
افراد الحافظين الا انه واه. روى عن حماد بن زيد وعبد الوارث
وعبد الواحد بن زياد وطبقتهم. وعنه أبو قلابة الرقاشي وأبو مسلم
الكجي والحسن بن سفيان وأبو يعلى وكانا يدلسانه ويسترانه لا يزيدان
على: نا سليمان أبو أيوب. قال عمرو الناقد: قدم الشاذكوني بغداد
فقال لي أحمد بن حنبل: اذهب بنا إلى سليمان نتعلم منه نقد الرجال.
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: أعلمنا بالرجال يحيى بن معين،
واحفظنا للأبواب سليمان الشاذكوني، وكان ابن المديني احفظنا للطوال.
وقال عباس العنبري: الشاذكوني اعلم بصغير الحديث وعلى بجليله.
وقال زكريا الساجي: أحفظهم الشاذكوني. وسئل صالح بن محمد جزرة
488

عن الشاذكوني فقال: ما رأيت احفظ منه لكنه يكذب في الحديث.
وقال يحيى بن معين: جربت عليه الكذب. وقال النسائي وغيره: ليس
بثقة. واما ابن عدي فقال: سألت عبدان عنه فقال: معاذ الله ان يتهم،
انما كان قد ذهبت كتبه فكان يحدث حفظا. قال مطين وجماعة: مات
سنة أربع وثلاثين ومائتين سامحه الله تعالى. قال ابن معين: فأرسل لنا
الشاذكوني 1: هاتوا لي حرفا من رأى الحسن لا أحفظه.
أخبرنا ابن عساكر انا أبو روح انا زاهر انا سعيد الأديب انا
أبو عمرو بن حمدان انا أبو يعلى نا سليمان الشاذكوني نا حفص بن غياث عن
ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم أفطر بعرفة.
504 8 / 86 خ م د س - عبد الله بن محمد بن أسماء
الإمام الحجة الزاهد العابد أبو عبد الرحمن الضبعي البصري. سمع
عمه جويرية بن أسماء ومهدي بن ميمون وابن المبارك وجماعة. وعنه
البخاري ومسلم ويوسف القاضي وأبو خليفة وأبو يعلى الموصلي وخلق.
قال أبو حاتم: ثقة. وقال ابن وارة: ذكرته لابن المديني فعظم شأنه.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: لم أر بالبصرة أفضل منه. قلت: توفى
سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر انا عبد المعز بن محمد انا زاهر المستملي
وتميم المؤدب قالا أخبرنا أبو سعيد الأديب انا أبو عمرو بن حمدان

(1) في لسان الميزان وميزان الاعتدال " قال لنا سليمان الشاذكوني " إلى آخره.
489

نا أبو يعلى نا عبد الله بن محمد بن أسماء نا جويرية بن أسماء عن نافع عن
ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من حمل علينا
السلاح فليس منا. هذا حديث صحيح من العوالي سمعته مرة في مسند
أبى [يعلى 1] ومرة في سؤالات ابن حمدان.
505 8 / 87 خ م د س - عبيد الله بن معاذ بن معاذ
الحافظ أبو عمرو العنبري البصري. حدث عن أبيه ومعتمر
ابن سليمان ويحيى القطان ووكيع وعدة. وعنه مسلم وأبو داود
وأبو زرعة وزكريا الساجي وجعفر الفريابي والبغوي وخلق. قال
أبو داود: كان يحفظ عشرة آلاف حديث، منها أحاديث أشعث بمسائله
المعقدة، وأحاديث معتمر، وأحاديث خالد، ورأيته يدرس حديث
سفيان على ولده، وكان فصيحا. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة. قال
البخاري: مات سنة سبع وثلاثين ومائتين. وقد اخرج البخاري
والنسائي عن رجل عنه.
وباسنادي إلى جعفر الفريابي نا عبيد الله بن معاذ نا أبى نا حسين
المعلم عن ابن بريدة 2 عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ان أخوف ما أخاف عليكم بعدي منافق عليم اللسان.
506 8 / 88 د ت ق - محمد بن حميد بن حيان
أبو عبد الله الرازي الحافظ عن يعقوب القمي وابن المبارك وجرير
والفضل السيناني وخلق، وهو من بحور العلم لكنه غير معتمد يأتي

(1) من المكية (2) وقع في المكية " عن أبي بردة " كذا.
490

بمناكير كثيرة. حدث عنه أبو داود والترمذي وابن ماجة ومحمد بن محمد
الباغندي ومحمد بن جرير والبغوي وخلق. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي
يقول: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا. وقال أبو زرعة:
من فاته ابن حميد يحتاج ان ينزل في عشرة آلاف حديث. وقال البخاري
في حديثه نظر. وقال صالح جزرة: كنا نتهمه. وقال ابن خزيمة: لو
عرفه أحمد بن حنبل لما اثنى عليه. [وقال صالح جزرة: ما رأيت أحدا
أحذق بالكذب من الشاذكوني وابن حميد 1] وقال النسائي: ليس بثقة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا انا موسى بن
عبد القادر انا سعيد بن البناء انا علي بن أحمد انا أبو طاهر الذهبي نا عبد الله
ابن محمد نا محمد بن حميد نا سلمة - يعنى ابن الفضل - نا عبد الله بن عبد الرحمن
ابن أبي مليكة سمعت القاسم بن محمد يقول حدثني السائب قال قال لي
سعيد 2 يا ابن أخي هل قرأت القرآن؟ قلت: نعم، قال: تغن بالقرآن
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تغنوا بالقرآن
ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وابكوا فان لم تقدروا على البكاء فتباكوا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن عبد الله وعبد الرحيم بن أبي
سعد، قال القاسم: انا أبو الأسعد انا أبو محمد البحيري وقال عبد الرحيم
انا عبد الله بن محمد أخبرتنا فاطمة بنت الدقاق قالا انا أبو نعيم الأزهري
نا أبو عوانة الحافظ نا أبو أمية نا داود بن مهران نا عبد الجبار بن الورد
نا ابن أبي مليكة قال قال عبيد الله بينا انا وعبد الله بن سائب إذ مر بنا

(1) من المكية (2) كذا في الأصلين.
491

أبو لبابة فقال لنا قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس منا
من لم يتغن بالقرآن.
وبه إلى أبى أمية الطرسوسي نا مسلم نا الحارث بن عبيد انا عبيد الله
ابن الأخنس عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. وقد روى على وجوه
أخر عن ابن أبي مليكة.
507 8 / 89 خ ت - المسندي
أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي
مولاهم البخاري الحافظ الحجة الملقب بالمسندي لاعتنائه بالأحاديث المسندة.
سمع ابن عيينة ومروان بن معاوية وإسحاق الأزرق ودخل إلى اليمن
خلف عبد الرزاق وأقدم شيخ عنده الفضيل بن عياض. حدث عنه
البخاري والذهلي وأبو زرعة وعبيد الله بن واصل ومحمد بن نصر المروزي
وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. قال الحاكم: هو امام في الحديث في
عصره بما وراء النهر بلا مدافعة، وهو أستاذ البخاري. مات في ذي القعدة
سنة تسع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى. يقع لنا حديثه في الجامع الصحيح
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري انا جعفر بن منير انا أحمد بن محمد
انا المبارك بن عبد الجبار وأحمد بن محمد قالا انا هناد بن إبراهيم انا محمد
ابن أحمد بن محمد غنجار نا أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي
نا محمد بن نصر المروزي نا عبد الله بن محمد المسندي نا هشام بن يوسف
(ح) وأخبرنا المسلم بن محمد كتابة انا الكندي انا الشيباني انا أبو بكر
492

الخطيب البغدادي انا محمد بن عمر النهدي انا علي بن عمر الحافظ انا محمد
ابن مخلد نا حمدون بن عمارة البزاز نا عبد الله بن محمد المسندي نا هشام
ابن يوسف نا معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة عن ابن عباس ان
امرأة ثابت بن قيس اختلعت من زوجها فجعل رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عدتها حيضة ونصفا، غريب جدا وحمدون ثقة. وفي تاريخ
غنجار باسناده: قال البخاري: قال لي الحسن بن شجاع: من أين يفوتك
حديث وأنت وقعت على هذا الكنز يعنى المسندي.
508 8 / 90 خ د ت - ابن أبي الأسود
هو الحافظ المجود أبو بكر عبد الله بن محمد بن حميد البصري قاضى
همذان ابن أخت عبد الرحمن بن مهدي. سمع مالكا وأبا عوانة وجعفر
ابن سليمان ويزيد بن زريع وجده أبا الأسود حميد بن الأسود. حدث
عنه البخاري وأبو داود وابن أبي الدنيا ويعقوب الفسوي وخلق. قال
أبو بكر الخطيب: كان حافظا متقنا. وقال ابن معين: لا بأس به، سمع
من أبى عوانة وهو صغير، وكان يطلب الحديث.
قلت: مات أبو بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين
وله ستون سنة رحمه الله تعالى.
509 8 / 91 ع - أبو معمر
الحافظ الثبت عبد الله بن عمرو بن [أبى 1] الحجاج المنقري مولاهم
البصري المقعد. حدث عن أبي الأشهب جعفر العطاردي وعبد الوارث

(1) من المكية.
493

وعبثر وطائفة. وعنه (خ د) والباقون بواسطة، والدارمي وأبو زرعة
وخلق. وليس له في الكتب الستة شئ عن غير عبد الوارث وهو
أثبت الناس فيه. قال ابن معين: ثقة ثبت. وقال أبو حاتم: صدوق متقن
غير أنه لم يكن يحفظ. واما أبو زرعة فقال: كان ثقة حافظا. وقال
أبو داود: هو أثبت من عبد الصمد. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صحيح
الكتاب قدري. قال (خ): مات في سنة أربع وعشرين ومائتين. أخبرنا أيوب بن أبي بكر الأسدي وأخوه إسحاق بقراءتي انا ابن
رواحة انا السلفي انا محمد بن عبد الجبار الضبي انا عمر بن أحمد الزعفراني
انا أبو بكر محمد بن عمر الحافظ نا أبو خليفة نا أبو معمر نا عبد الوارث
عن عمرو بن عبيد عن الحسن عن انس انه قال صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وآله فلم يزل يقنت بعد الركو حتى فارقته
510 8 / 92 س - ابن عمار
الحافظ الإمام الحجة أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي
شيخ الموصل. سمع أبا بكر بن عياش وسفيان بن عيينة والمعافى بن عمران
وعيسى بن يونس وأمما سواهم وله كتاب كبير في الرجال والعلل.
حدث عنه النسائي وجعفر الفريابي والباغندي وأبو يعلى وآخرون وكان
يتردد إلى بغداد للتجارة. كان عبيد العجل يعظم امره ويرفع قدره.
وقال النسائي: ثقة صاحب حديث. وقال الخطيب: كان أحد أهل الفضل
المتحققين بالعلم حسن الحفظ كثير الحديث. وقال يزيد بن محمد الأزدي:
كان ابن عمار من أهل الموصل، كان فهما بالحديث وعلله رحالا فيه
494

جماعا له، قال عبيد العجل سمعت أبا يوسف القلوسي يقول لإسماعيل القاضي
محمد بن عبد الله بن عمار مثل ابن المديني - يعنى في علم الحديث، وكان
عبيد يعظم امره. واما ابن عدي فقال: سمعت أبا يعلى يسئ القول في
ابن عمار ويقول شهد على خالي بالزور. قلت: مات سنة اثنتين وأربعين
ومائتين وله ثمانون سنة.
أخبرنا أحمد بن تاج الامناء عن المؤيد وزينب الشعرية قالا أخبرتنا
أم الخير فاطمة بنت على انا عبد الغافر بن محمد انا أبو عمرو بن حمدان نا
الحسن بن سفيان نا محمد بن عبد الله بن عمار نا المعافى عن حنظلة بن أبي
سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر أن رجلا قال ألا تغزو؟
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: بنى الاسلام
على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج
وصوم رمضان. رواه النسائي عن [ابن 1] عمار.
511 8 / 93 خ د - أحمد بن صالح
الامام الحافظ أبو جعفر الطبري ثم المصري أحد الاعلام، قال
ابن يونس: كان صالح من أجناد طبرستان فولد له احمد بمصر في سنة
سبعين ومائة. قلت: سمع سفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وابن أبي
فديك وعبد الرزاق وطبقتهم، حدث عنه البخاري وأبو داود وصالح
جزرة وأبو إسماعيل الترمذي وأبو بكر بن أبي داود وخلق، قال صالح
جزرة: لم يكن بمصر من يحسن الحديث غيره، وكان جامعا يعرف

(1) من المكية.
495

الفقه والحديث والنحو، ويتكلم في حديث الثوري وشعبة والزهري
يدرى ذلك.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: إذا جاوزت الفرات فليس
أحد مثل أحمد بن صالح. وقال أبو حاتم: ثقة. وقال البخاري: ثقة،
ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة. وقال أحمد العجلي: ثقة صاحب سنة.
وقال يعقوب الفسوي: كتبت عن الف شيخ وكسر، حجتي فيما بيني
وبين الله رجلان، أحمد بن صالح وأحمد بن حنبل. وقال حافظ ابن
وارة: أحمد ببغداد والنفيلي بحران وابن نمير بالكوفة وأحمد بن صالح
بمصر، هؤلاء أركان الدين.
قلت: الرجل حجة ثبت لا عبرة بقول من نال منه، ولكنه كما
قال الخطيب: كان فيه الكبر وشراسة الخلق نال النسائي جفاء منه في
مجلسه فذلك الذي أفسد بينهما قلت: قد استوفيت اخبار أحمد بن صالح
في تاريخي.
أخبرنا أبو المعالي الهمذاني انا أبو القاسم بن أبي الجود انا أحمد بن
الطلابة انا عبد العزيز بن علي انا أبو طاهر المخلص نا أبو بكر عبد الله بن
سليمان السجستاني نا أبو جعفر أحمد بن صالح المصري نا ابن أبي فديك
حدثني ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله
انى اسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فقال: ابسط رداءك، فبسطه، فغرف
بيده ثم قال: ضمه، فضممته، فما نسيت حديثا بعد. مات في ذي القعدة.
سنة ثمان وأربعين ومائتين.
496

512 8 / 94 ع - أبو كريب
محمد بن العلاء الهمداني الكوفي الحافظ الثقة محدث الكوفة.
سمع ابن عيينة وابن المبارك وهشيما وعمرو بن عبيد وحاتم بن إسماعيل
وطبقتهم. وعنه الجماعة وعبد الله بن أحمد والفريابي وابن خزيمة
وأبو عروبة ومحمد بن القاسم المحاربي وخلق كثير. قال ابن نمير: ما بالعراق
أحد أكثر حديثا من أبى كريب، ولا أعرف بحديث بلدنا منه. وكان
ابن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم،
ويقول: ظهر له بالكوفة ثلاث مائة الف حديث. وقال موسى بن
إسحاق: سمعت من أبى كريب مائة الف حديث. وقال أبو حاتم:
صدوق. وقال الحاكم: سمعت أبا الفضل محمد إبراهيم سمعت إبراهيم بن أبي طالب
يقول: قال لي محمد بن يحيى: من احفظ من رأيت بالعراق؟
قلت: لم أر بعد أحمد مثل أبى كريب. قال أبو عمر النيسابوري الخفاف:
ما رأيت في المشايخ بعد ابن راهويه احفظ من أبى كريب. وعن أبي
كريب قال: اتيت بدمشق يحيى بن حمزة فوجدت عليه سواد القضاء
فلم اسمع منه. قال مطين: أوصى أبو كريب بكتبه ان تدفن معه فدفنت.
مات في جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين وله سبع
وثمانون سنة.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي انا الفتح بن عبد السلام انا هبة الله بن
الحسين انا أبو الحسين بن النقور انا عيسى بن علي املاء قال قرئ على أبى
القاسم بدر بن الهيثم وانا اسمع قيل له حدثكم أبو كريب انا أبو معاوية
497

نا عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: ان في الجنة سوقا ما فيه بيع ولا شراء
الا الصور من النساء والرجال فإذا اشترى 1 الرجل صورة دخل فيها،
وان فيها لمجمعا من الحور العين يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق مثلها
نحن الخالدات فلا نبيد. ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن الناعمات
فلا نبأس، فطوبى لمن كان لنا وكنا له. رواه ابن فضيل عن عبد الرحمن
ابن إسحاق فلم يرفعه
513 8 / 95 خ - صدقة بن الفضل
الحافظ الكبير أبو الفضل المروزي شيخ مرو. حدث عن أبي حمزة
محمد بن ميمون السكري وسفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وحفص
ابن غياث وطبقتهم. وعنه البخاري والدارمي وأبو الموجه محمد بن عمرو
وأهل خراسان، وكان إماما حجة صاحب سنة. وآخر أصحابه وفاة
الإمام محمد بن نصر المروزي. قال عباس النرسي: كنا نقول: صدقة
ابن الفضل بخراسان وأحمد بن حنبل بالعراق.
قلت: توفى سنة ست وعشرين ومائتين، وقيل سنة ثلاث
رحمه الله تعالى. ولم يقع لي حديثه عاليا سمعناه في الصحيح.
514 8 / 96 خ 4 - محمد بن أبان
الحافظ الثبت أبو بكر البلخي مستملي وكيع. سمع سفيان بن عيينة
وأبا خالد الأحمر وعبد الله بن وهب وطبقتهم. حدث عنه الجماعة فمسلم

(1) كذا في الأصل - وفي الترمذي " فإذا اشتهى الرجل ".
498

في غير الصحيح وابن خزيمة وأبو العباس السراج ومحمد بن عبد الله بن
يوسف الدويري وخلق كثير، وكان من الأئمة المصنفين في هذا الشأن
مشهورا بالعلم والحفظ. توفى ببلخ [في المحرم 1] سنة أربع
وأربعين ومائتين.
أخبرنا أبو المعالي ابن أبي عصرون عن عبد المعز بن محمد البزاز انا تميم
ابن أبي سعيد وزاهر قالا انا أبو سعيد الكنجرودي انا محمد بن أحمد
الحيري انا محمد بن عبد الله بن يوسف الدويري نا محمد بن أبان البلخي
نا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن مسلم عن يونس بن عبيد وثابت عن
انس بن مالك انه صلى خلف النبي صلى الله عليه وآله وحده
وخلفه امرأة حتى جاء الناس بعد. إسماعيل هذا البصري صدوق خرج
له مسلم يشتبه بإسماعيل بن مسلم المكي ثم البصري أحد الضعفاء وهما
عصريان لا يمتازان الا بشيوخهما.
أخبرنا عمر بن القواس انا ابن الحرستاني حضورا انا جمال الاسلام
انا ابن طلاب انا ابن جميع انا أبو الطيب عبد الله بن محمد المقري ببغداد
نا عبد الله بن محمد البلخي الحافظ نا محمد بن أبان البلخي نا شقيق البلخي عن
إسرائيل عن ثور عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من شرب من الخمر قليلا أو كثيرا سقاه الله من حميم
جهنم يوم القيامة.
وأخبرنا أحمد بن هبة الله انا عبد المعز انا زاهر انا أبو المظفر سعيد

(1) من المكية.
499

ابن منصور وأحمد بن إبراهيم المقري قالا انا محمد بن الفضل بن محمد بن
إسحاق انا جدي أبو بكر نا محمد بن أبان نا وكيع نا عكرمة بن عمار عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال جاءت أم سليم إلى النبي
صلى الله عليه وآله فقالت علمني كلمات ادعو بهن في صلاتي قال
سبحي الله عشرا واحمديه عشرا وكبريه عشرا ثم سليه حاجتك يقول:
نعم، نعم. قال محمد بن أبان البلخي نا إبراهيم بن الحكم عن أبيه قال بلغني
ان في الهوى ملكا لو اذن له لجعل السماوات والأرض في نقرة إبهامه.
515 8 / 97 خ م س - عبيد الله بن سعيد
الحافظ الا وحد أبو قدامة السرخسي مولى بنى يشكر نزل نيسابور.
وحدث عن سفيان بن عيينة وإسحاق الأزرق ويحيى بن سعيد القطان
وحفص بن غياث وطبقتهم. وقيل إنه لقى حماد بن زيد، ولم يصح
ذلك. روى عنه البخاري ومسلم وجعفر الفريابي والنسائي وابن خزيمة
والسراج وخلق. قال النسائي: ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله وقال
إبراهيم بن أبي طالب: ما قدم علينا نيسابور أثبت من أبى قدامة ولا أتقن
منه. قال ابن حبان: هو الذي أظهر السنة بسرخس ودعا الناس إليها.
وقال يحيى بن الذهلي: كان إماما فاضلا خيرا. قلت: مات بفربر في سنة
إحدى وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. قرأت على أحمد بن سحاق
انا الفتح بن عبد السلام انا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا انا محمد
ابن احمد انا عبيد الله بن عبد الرحمن انا جعفر بن محمد نا أبو قدامة عبيد لله
ابن سعيد بالفيرياب سنة سبع وعشرين ومائتين سمعت عبد الرحمن بن
500

مهدي عن سلام بن أبي مطيع (ح) قال جعفر وانا يعقوب الدورقي
ببغداد سنة أربع وثلاثين نا عبد الرحمن بن مهدي عن سلام سمعت أيوب
وعنده رجل من المرجئة فقال الرجل: أرأيت قوله عز وجل (وآخرون
مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم) أمؤمنون أم كفار؟
قال: اذهب فاقرأ القرآن فكل آية فيها ذكر النفاق فإني أخاف على نفسي.
516 8 / 98 م ت س ق - العدني
الحافظ المسند أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر المجاور بمكة.
حدث عن فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة والدراوردي ومعتمر
وطبقتهم. وصنف المسند وعمر دهرا وحج سبعا وسبعين حجة وصار
شيخ الحرم في زمانه وكان صلحا عابدا لا يفتر عن الطواف. حدث عنه
(م ت ق) والمفضل الجندي وعلي بن عبد الحميد الغضائري وخلق،
وروى النسائي عن رجل عنه. قال أبو حاتم: صدوق صالح وفيه غفلة،
رأيت عنده حديثا موضوعا رواه عن سفيان. قال الحسن بن أحمد بن
الليث: بلغني انه لم يقعد عن الطواف ستين سنة. مات في آخر سنة
ثلاث وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى ورضى عنه.
517 8 / 99 ع - الأشج
الامام شيخ الا سلام أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي
الكوفي الحافظ محدث الكوفة وصاحب التفسير والتصانيف. حدث
عن هشيم وأبى بكر ابن عياش وعبد الله بن إدريس وعقبة بن خالد
501

وخلائق. وعنه الجماعة وابن خزيمة وأبو يعلى وزكريا الساجي وعمر
البجيري وعبد الرحمن بن ابن حاتم وأمم سواهم. ذكره أبو حاتم فقال:
هو امام أهل زمانه. وقال محمد بن أحمد بن بلال الشطوي: ما رأيت
أحدا احفظ منه. وقال النسائي: صدوق مات في ربيع الأول سنة سبع
وخمسين ومائتين وقد زاد على التسعين رحمه الله.
وفيها توفى أحمد بن منصور [زاج 1] المروزي، وإسحاق بن
إبراهيم بن حبيب بن الشهد البصري، والحسن بن عبد العزيز الجروي،
والمعمر أبو على الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، وزهير بن محمد بن
نمير المروزي الحافظ، وأبو طالب زيد بن أخزم البصري الحافظ،
وسليمان بن معبد السنجي المروزي، وعباس أبو الفضل الرياشي، وعلى
ابن خشرم المروزي، ومحمد بن حسان أبو جعفر البغدادي الأزرق،
ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي، ومحمد بن وزير الواسطي.
أخبرنا أبو سعيد سنقر بن عبد الله الزيني انا عبد اللطيف بن يوسف
وعبد اللطيف ابن محمد والا نجب بن أبي السعادات وعلي بن أبي الفخار ومحمد
ابن محمد بن الحسن قالوا انا أبو الفتح ابن البطي انا مالك بن أحمد البانياسي انا
احمد ابن محمد بن الجرائحي نا أبو إسحاق الهاشمي املاء نا أبو سعيد الأشج نا
عبد السلام بن حرب عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال: في كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة وفي
كل أربعين مسنة.

(1) من المكية.
502

518 8 / 100 ق - البحراني
الحافظ الامام القاضي أبو الفضل العباس بن يزيد بن أبي حبيب
البصري أحد من جمع بين علو الرواية ومعرفة الحديث. حدث عن
يزيد بن زريع وغندر وابن عيينة ومروان بن معاوية وعبد الوهاب
الثقفي وعبد الرزاق وخلق. روى عنه ابن ماجة وابن صاعد وابن أبي حاتم
والمحاملي وابن مخلد وإسماعيل الوراق وآخرون.
أخبرنا محمد بن بطيخ وأحمد بن مؤمن وابن عبد الهادي وابن خولان
قالوا انا عبد الرحمن بن نجم الواعظ أخبرتنا شهدة الكاتبة انا أبو عبد الله
النعالي ح وأخبرنا أبو المعالي القرافي انا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز
الدينوري انا عمى محمد انا عاصم بن الحسن قالا انا عبد الواحد بن محمد
ابن مهدي نا الحسين بن إسماعيل املاء نا العباس بن يزيد البحراني نا ابن عيينة
عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن السائب عن عبد الرحمن بن سعاد
عن أبي أيوب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: الماء من الماء. هذا حديث حسن غريب أخرجه (س ق). قال
صالح بن أحمد الحافظ: قدم البحراني همذان وحدث به كتبا كثيرة
من مصنفاته. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بسامرا مع أبي. وقال
ابن أورمة: محله الصدق. قال محمد بن إسحاق المسوحي الأصبهاني: وافيت
البصرة اطلب الحديث فقال لي المحدثون: عندكم العباس بن يزيد البحراني؟
قلت: نعم، قالوا: فما تصنع عندنا؟ روى السلمي عن الدارقطني قال:
البحراني ثقة مأمون. وقال أبو نعيم الحافظ: البحراني يلقب عباسويه
503

وكان حافظا.
قلت: ولى قضاء همذان مدة وحدث بها وببغداد وأصبهان.
قال ابن مخلد: مات سنة ثمان وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. وقال
الخطيب: انا الأزهري قال: سئل الدارقطني عن عباس البحراني فقال:
تكلموا فيه.
519 8 / 101 م د س ق - ابن السرح
الحافظ الفقيه أبو طاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح
الأموي مولاهم المصري مصنف شرح الموطأ. حدث عن سفيان بن عيينة
وعبد الله بن وهب وسعيد الآدم وغيرهم. وعنه (م د س ق) وأبو بكر
ابن أبي داود وعبد الرحمن بن أحمد الرشديني وطائفة. وكان من كبار
العلماء. مات في ذي القعدة سنة خمسين ومائتين، له حديث ينفرد عنه.
قال ابن عدي: حدثناه أبو العلاء الكوفي والقاسم بن مهدي والعباس
ابن محمد ومحمد بن زبان وغيرهم قالوا نا ابن السرح انا ابن وهب عن عمرو
ابن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: كل بني آدم سيد، والرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها.
رواته ثقات.
قرأت على عبد الله بن الحسن القاضي انا خطيب مرو انا ابن يسين انا
محمد بن أحمد انا علي بن بقاء الوراق نا محمد بن الحسين التنوخي نا عبد الرحمن
ابن أحمد بن محمد بن رشيدين املاء نا أبو طاهر ابن السرح حدثني رشدين
ابن سعد عن يونس عن ابن شهاب عن انس ان رسول الله صلى الله عليه
504

وآله وسلم قال: من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
520 8 / 102 م د ت ق - الدورقي
أحمد بن إبراهيم بن كثير الحافظ الكبير المجود أبو عبد الله العبدي
النكري البغدادي الدورقي أخو يعقوب الدورقي. وتلك نسبة إلى عمل
القلانس الدورقية. كان والد هما ناسكا عابدا فيقال: كان من تنسك
في ذلك الوقت يقال له: دورقي. سمع احمد هشيما ويزيد بن زريع
وجريرا وحفص بن غياث وطبقتهم. وعنه (م د ت ق) والهيثم بن
خلف ومحمد بن محمد الباهلي وآخرون - صنف وجمع وكان حافظا فهما
حسن التأليف. قال أبو حاتم: صدوق.
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العلوي وأحمد بن محمد الحلبي قالا انا
عبد الله بن عمر انا عبد الأول انا عبد الرحمن بن عفيف انا عبد الرحمن بن أحمد
نا أبو القاسم البغوي نا أحمد بن إبراهيم العبدي نا عبد الرحمن بن غزوان
أبو نوح سمعت شعبة يقول: ما رأيت عمرو بن مرة في صلاة [قط 1]
الا ظننت انه لا ينفتل حتى يستجاب له. وبه نا أحمد بن إبراهيم العبدي
انا أبو داود عن شعبة قال: كان أيوب يمشى إلى مسجد بنى ضبيعة يسأل
عن الحديث فحدث أيوب يوما بحديث قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب
ان امرأة أرادت الحج فقال أيوب: هاتوا اسنادا مثل [هذا 1]. مات في
شعبان سنة ست وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى وقد أكمل الثمانين.
521 8 / 103 ع - وأخوه يعقوب بن إبراهيم الدورقي
الحافظ الكبير المعمر الامام محدث العراق أبو يوسف العبدي.
.

(1) من المكية
505

رأى الليث بن سعد ببغداد وسمع إبراهيم بن سعد وهشيما وعيسى بن
يونس و [عبد العزيز - 1] الدراوردي وطبقتهم وعنه الجماعة والنسائي
أيضا بواسطة وقاسم المطرز ويحيى بن صاعد وأبو عبد الله المحاملي وابن
مخلد وخلق كثير. وثقه النسائي وغيره. قال الخطيب: كان ثقة حافظا
متقنا صنف المسند. مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين وقد ناطح
التسعين، كان أسن من أخيه بعامين.
أخبرنا محمد بن علي الصالحي انا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه سنة
عشرين وستمائة وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغنى المعدل انا عبد اللطيف
ابن يوسف قالا انا أبو الفتح ابن البطي - زاد أبو محمد فقال: والمبارك بن
محمد الباذرائي (ح) وأنبأنا أحمد بن أبي محمد المقري انا إبراهيم بن
عبد الرحمن القطيعي ببغداد انا الباذرائي (ح) وأخبرنا أحمد بن إسحاق
انا مرتضى بن حاتم (ح) وأخبرنا عيسى بن أبي محمد انا علي بن محمود
(ح) وأخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن أبي الحسن (ح) وأخبرتنا
زينب بنت يحيى ومحمد بن عبد الكريم المقرئ قالا انا أبو القاسم بن رواحة
(ح) وأخبرنا محمد بن [أبى - 1] القاسم الثغر انا يوسف بن عبد المعطى
وعبد الوهاب بن رواح قالوا انا أبو طاهر السلفي قالوا ثلاثتهم انا نصر
ابن أحمد بن البطر (ح) وأخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي انا زيد بن يحيى
انا أحمد بن المبارك بن قفرجل انا أبو الغنائم محمد بن أبي عثمان قالا انا
عبد الله بن عبيد الله ابن البيع نا أبو عبد الله المحاملي نا يعقوب بن إبراهيم نا

(1) من المكية
506

يحيى بن سعيد عن ابن عجلان حدثني سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم انه كان إذا سافر قال: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء
السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الاهل والمال، اللهم أنت الصاحب
في السفر والخليفة في الاهل، اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر،
أخرجه النسائي عن يعقوب، واسناده حسن.
522 8 / 104 م 4 - هناد بن السرى بن مصعب
الحافظ القدوة الزاهد شيخ الكوفة أبو السرى التميمي الدارمي
المحدث. حدث عن أبي الأحوص سلام وشريك بن عبد الله وإسماعيل
ابن عياش وعبثر وعشيم وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى البخاري،
وأبو زرعة وعبدان وأبو العباس السراج وخلق كثير. سئل أحمد بن
حنبل: عمن نكتب بالكوفة؟ قال: عليكم بهناد. قال قتيبة: ما رأيت
وكيعا يعظم أحدا تعظيمه هنادا ثم يسأله عن الاهل. وقال النسائي: ثقة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعيد وغيره ان وجيه
ابن طاهر أخبرهم انا عبد الكريم بن هوازن انا أحمد بن محمد انا أبو العباس
الثقفي نا هناد بن السرى نا وكيع عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن
انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل الخلاء
قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، رواه الترمذي عن هناد.
قال أحمد بن سلمة النيسابوري: كان هناد كثير البكاء، فرغ يوما من القراءة
لنا فتوضأ وجاء إلى المسجد فصلى إلى الزوال وانا معه في المسجد، ثم رجع
إلى منزله فتوضأ وجاء فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلى إلى
507

العصر و يرفع صوته بالقرآن ويبكي كثيرا ثم صلى بنا العصر واخذ
يقرأ في المصحف حتى صليت المغرب، قلت لبعض جيرانه: ما أصبره على
العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة فكيف لو رأيت عبادته
بالليل، وما تزوج قط ولا تسرى وكان يقال له راهب الكوفة.
قلت توفى في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين عن إحدى
وتسعين سنة رحمه الله تعالى وله مصنف كبير في الزهد.
523 8 / 105 خ د ت س - زياد بن أيوب
الحافظ الحجة أبو هاشم الطوسي ثم البغدادي دلويه ويلقب أيضا
شعبة الصغير لاتقانه وحفظه. سمع هشيما وعباد بن العوام وأبا بكر بن
عياش وابن إدريس ومروان بن شجاع وطبقتهم. وعنه البخاري
وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن صاعد والمحاملي وخلق.
حتى أن أحمد بن حنبل حدث عنه. قال أبو إسحاق بن أورمة: ليس على
بسيط الأرض أوثق من زياد بن أيوب. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال
المروذي: قال لنا أحمد بن حنبل: اكتبوا عن زياد فإنه شعبة الصغير. قال:
مولدي سنة ست وستين ومائة، وطلبت الحديث في سنة إحدى وثمانين
قلت: توفى في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن بطيخ السمسار وأحمد بن عبد الحميد وأحمد بن
مؤمن وعبد الحميد بن أحمد قالوا انا الناصح عبد الرحمن بن نجم (ح)
وأخبرتنا خديجة بنت الرضى انا البهاء عبد الرحمن (ح) وأخبرنا احمد
ابن إسحاق انا نصر بن عبد الرزاق قالوا أخبرتنا شهدة انا الحسين بن طلحة
508

النعالي (ح) وأخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي انا محمد بن هبة الله ابن البيع
انا عمى أبو بكر الدينوري انا عاصم بن الحسن قالا انا أبو عمر بن مهدي
انا أبو عبد الله المحاملي نا زياد بن أيوب نا علي بن ثابت نا ابن أبي ذئب
عن شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم لم يكن يصلى الركعتين بعد الجمعة ولا بعد المغرب الا في بيته.
524 8 / 106 د س ق - عمرو بن عثمان
ابن سعد بن كثير الحمصي
الحافظ الثقة محدث حمص. عن إسماعيل بن عياش وسفيان بن عيينة
وبقية. وعنه (د س ق) وأبو بكر بن أبي داود وأبو عروبة وآخرون.
مات سنة خمسين ومائتين. (وقع) لي من عواليه في كتاب البعث
لأبي بكر بن سليمان السجستاني، وكان ممن اجتمع له علو الأسانيد إلى
المعرفة والإتقان. وكذلك أخوه يحيى بن عثمان كان ثقة عالي الاسناد.
أخبرنا الأبرقوهي انا أكمل بن أبي الأزهر انا سعيد بن أحمد انا محمد بن
محمد الزيني انا محمد بن عمر انا أبو بكر بن أبي داود نا عمرو بن عثمان نا
بقية حدثني الزبيدي أخبرني الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه ان
رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم قال: يحشر الناس يوم القيامة فأكون
انا وأمتي على تل فيكسوني ربى حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله
ان أقول، فذلك المقام المحمود. اسناد صالح والمتن غريب.
525 8 / 107 خ م د ت س - محمد بن رافع
لحافظ القدوة أبو عبد لله القشيري مولاهم النيسابوري أحد الاعلام
509

سمع سفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس والنضر بن شميل وعبد الرزاق
وطبقتهم وهو أحد من عنى بالسنن حالا وقالا. روى عنه الجماعة
سوى ابن ماجة، وأبو زرعة وأبو خزيمة، وآخر من زعم أنه سمع منه
حاجب بن أحمد الطوسي، وذلك من أعلى شئ وقع لنا في الثقفيات.
أخبرنا علي بن محمد وأحمد بن محمد قالا انا أبو القاسم الأنصاري
(ح) وأخبرنا أبو الحسين اليونيني انا أحمد بن محمد وجعفر بن علي وعلى
ابن هبة الله قالوا. انا أبو طاهر السلفي انا أبو عبد الله الثقفي نا ابن محمش
انا حاجب بن أحمد نا محمد بن رافع نا إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي
عن عكرمة ان أبا هريرة حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مر برجل يسوق بدنة وهو يمشى فسأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: انها بدنة، فأمره ان يركبها. قال جعفر بن أحمد الحافظ: ما رأيت
في المحدثين أهيب من محمد بن رافع، كان يستند إلى شجرة الصنوبر في
داره فيجلس العلماء بين يديه على مراتبهم وأولاد الظاهرية ومعهم
الخدم كأن على رؤسهم الطير، فيأخذ الكتاب ويقرأ بنفسه ولا ينطق
أحد ولا يتبسم اجلا لا له فان نطق أحد قام. قال زكريا بن دلويه بعث
الأمير طاهر إلى ابن رافع بخمسة آلاف فردها وقال: الشمس قد بلغت
رأس الحيطان وبعد ساعة تغرب ولم يقبل: قال أحمد بن عمر بن يزيد
نا محمد بن رافع سمعت عبد الرزاق سمعت معمرا يقول: رأيت باليمن
عنقود عنب وقربغل تام. قال مسلم والنسائي: ابن رافع ثقة مأمون.
وقال زنجويه: ان محمدا مات في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين
510

رحمه الله تعالى.
526 8 / 108 ع - بندار
الحافظ الكبير الإمام أبو بكر محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري
النساج كان عالما بحديث البصرة متقنا مجودا لم يرحل برا بأمه ثم ارتحل
بعدها. سمع مرحوم بن عبد العزيز العطار وعبد العزيز العمى ومعتمر بن
سليمان وغندرا ويحيى بن سعيد وعمر بن علي المقدمي وطبقتهم. حدث
عنه الجماعة والبغوي وابن خزيمة وأبو العباس السراج وابن صاعد
وابن أبي داود وخلق كثير. قال الأرغياني: سمعته يقول: كتب عنى
خمسة قرون، وحدثت وانا ابن ثماني عشرة سنة. وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال العجلي: ثقة كثير الحديث حائك. وقال أبو داود: كتبت عن
بندار خمسين الف حديث، وأبو موسى أثبت منه، ولولا سلامة في بندار
لترك حديثه وقال ابن خزيمة: سمعت بندارا يقول: ما جلست مجلسي هذا
حتى حفظت جميع ما خرجته. قال ابن خزيمة في (كتاب التوحيد) له:
حدثنا امام أهل زمانه في العلم والاخبار محمد بن بشار.
قلت: توفى في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى
ولا عبرة بقول من ضعفه، وكان يقول ولدت عام توفى حماد بن سلمة.
ومات معه طائفة من الحفاظ. منهم محمد بن منصور الجواز،
وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم
الأزدي، وأحمد بن عبد الله بن سويد بن منجوف، والمستعين رحمهم
الله تعالى.
511

أخبرنا أحمد بن إسحاق انا كامل بن أبي الأزهر انا أبو القاسم ابن
البناء انا محمد بن محمد الزينبي انا محمد بن عمر بن خلف انا عبد الله بن سليمان
نا محمد بن بشار انا حماد بن مسعدة انا أشعث عن الحسن عن انس عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: عدد آنية الحوض كعدد نجوم السماء.
527 8 / 109 ع - محمد بن المثنى
الحافظ الحجة أبو موسى العنزي البصري الزمن محدث البصرة.
سمع يزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان وسفيان بن عيينة وغندرا
وعنه الجماعة، والنسائي أيضا عن رجل عنه وابن صاعد وابن خزيمة
والمحاملي وخلق. قال صالح جزرة: كنت أقدمه على بندار وكان في
عقله شئ. قال أبو عروبة الحراني: ما رأيت بالبصرة أثبت من أبى موسى
ويحيى بن حكيم. مات أبو موسى سنة اثنتين وخمسين، ومولده وموته
وطلبه مع بلدية بندار رحمة الله عليهما.
أخبرنا أحمد بن إسحاق نا محمد بن هبة الله انا جدي محمد بن عبد العزيز
الدينوري انا عاصم بن الحسن نا عبد الواحد بن مهدي ثنا الحسين بن إسماعيل
القاضي املاء نا محمد بن المثنى نا ابن عيينة عن هشام عن أبيه عن عائشة
ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج
من أسفلها، رواه الخمسة عن أبي موسى.
528 8 / 110 د ق - أبو ثور
الامام المجتهد الحافظ إبراهيم بن خالد الكلبي البغدادي ويكنى
512

أيضا أبا عبد الله. حدث عن سفيان بن عيينة وعبيدة بن حميد وأبى معاوية
ووكيع والشافعي وطبقتهم. وعنه أبو داود وابن ماجة ومحمد بن إسحاق
السراج وقاسم المطرز ومحمد بن صالح [بن 1] ذريح وخلق. قال
أبو بكر الأعين سألت احمد عنه فقال: أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة وهو
عندي في مسلاخ الثوري. وقال النسائي: هو ثقة مأمون أحد الفقهاء.
وقال ابن حبان: كان أحد أئمة الدنيا فقها وعلما ورعا وفضلا صنف
الكتب وفرع على السنن وذب عنها. قيل: مات في صفر سنة أربعين
ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعيد وغيره قال انا وجيه
ابن طاهر انا أبو القاسم القشيري انا أبو الحسين الخفاف انا أبو العباس الثقفي
نا أبو ثور الكلبي نا أبو قطن نا شعبة عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو تعلمون
ما في الصف الأول لكانت قرعة. أخرجه ابن ماجة عن أبي ثور.
529 8 / 111 م ت س ق - إسحاق بن موسى الأنصاري
الخطمي المديني
الفقيه الحافظ الثبت أبو موسى قاضى نيسابور. سمع سفيان بن عيينة
وعبد السلام بن حرب ومعن بن عيسى، وكان من أئمة الحديث صاحب
سنة. ذكره أبو حاتم الرازي فأطنب في الثناء عليه، وقال النسائي: ثقة.
حدث عنه مسلم والترمذي والنسائي والفريابي وابن خزيمة وابنه موسى بن

(1) من المكية.
513

إسحاق وآخرون، والترمذي إذا قال: حدثنا الأنصاري، فإياه يعنى.
قيل: انه توفى بحوسية بليدة من اعمال حمص في سنة أربع وأربعين
ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن أبي عصرون عن زينب الشعرية انا زاهر انا أبو سعيد
النحوي انا أبو أحمد الحافظ أخبرني محمد بن أحمد بن سلم بحران نا إسحاق -
يعنى ابن موسى نا المحاربي عن موسى الفراء عن سلمة بن كهيل عن أبي
عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه.
530 8 / 112 د س - الحارث بن مسكين
الحافظ الفقيه عالم الديار المصرية وقاضيها أبو عمرو مولى بنى أمية.
رأى الليث وسأله عن مسألة، وتفقه بابن وهب وابن القاسم، وحدث
عنهما وعن سفيان بن عيينة وبشر بن عمر وأشهب وعدة. وعنه
(د س) وأبو يعلى ومحمد بن زبان وابن أبي داود وخلق. اثنى عليه
احمد وقال فيه قولا جميلا، وقال ابن معين: لا بأس به. وقال مرة:
هو خير من اصبغ وأفضل وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال الخطيب
كان فقيها ثقة ثبتا حمل إلى بغداد وسجن في المحنة فلم [يجب فلم 1]
يزل محبوسا إلى أن ولى المتوكل فأطلقه ثم ولاه قضاء مصر ثم استعفى
من القضاء سنة خمس وأربعين فأعفي. مات سنة خمسين ومائتين في
ربيع الأول وله ست وتسعون سنة رحمه الله تعالى وكان مع إمامته

(1) من المكية.
514

في العلم وزهده وعبادته قوالا بالحق من قضاة العدل.
531 8 / 113 د س ق - يحيى بن حكيم
الحافظ الحجة أبو سعيد البصري المقوم. عن سفيان بن عيينة وغندر
والقطان وطبقتهم. وعنه (د س ق) وابن أبي داود وابن خزيمة وعمر
ابن بجير وخلق قال أبو داود: كان حافظا متقنا. وقال النسائي: ثقة حافظ.
وقال أبو عروبة: ما رأيت بالبصرة أثبت منه ومن ابن المثنى. وصفه
أبو موسى بالعبادة والورع. وقال ابن حبان: كان ممن جمع وصنف. ثم
قال: توفى سنة ست وخمسين ومائتين.
قلت: كان ممن نيف على الثمانين وقع لي من عالي حديثه.
أخبرنا عبد الحافظ ويوسف الحجار قالا انا ابن عبد القادر
انا أبو القاسم ابن البناء انا علي بن البسري انا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن
محمد نا يحيى بن حكيم نا محمد بن الحسن بن محبوب نا داود بن أبي هند قال
دخلت انا والحسن وثابت على إسحاق بن عبد الله بن الحارث الهاشمي
فقال له ثابت: يا أبا يعقوب حدث أبا سعيد بحديث الكتف فقال إسحاق:
حدثتني أم حكيم بنت الزبير انها كانت تصنع للنبي صلى الله عليه وآله
طعاما فيأتيها فربما أكل عندها، وانها زعمت أنه اتاها يوما فأتته بكتف
فجعل يتحساها فأكل منها ثم صلى ولم يتوضأ.
532 8 / 114 م 4 - إبراهيم بن سعيد الجوهري
الحافظ [العلامة] أبو إسحاق الطبري ثم البغدادي. سمع سفيان بن
515

عيينة وعبد الوهاب الثقفي ومروان بن معاوية وأبا معاوية وطبقتهم.
وعنه الجماعة سوى البخاري، وأبو طاهر بن فيل وابن جوصاء وابن
صاعد وخلق، وروى النسائي عن رجل عنه في كتاب الخصائص ووثقه.
قال عبد الله بن جعفر بن خاقان: سألت إبراهيم بن سعيد عن حديث لأبي
بكر الصديق رضي الله عنه فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين
من مسند أبى بكر، فقلت: أبو بكر لا يصح له خمسون حديثا فمن أين
هذا؟ قال: كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه فانا فيه يتيم.
قال الخطيب: كان ثبتا ثقة مكثرا صنف المسند. وقال إبراهيم بن عبد الله:
كان أبوه سعيد ثقة محتشما نبيلا حج معه أربع مائة أنفس، منهم هشيم
وإسماعيل بن عياش وكنت انا منهم. مات إبراهيم مرابطا بعين زربة
سنة أربع وقيل سنة سبع وأربعين ومائتين، وقيل سنة تسع.
أخبرنا أبو الحسن الغرافي 1 انا أبو الحسن القطيعي انا أبو بكر بن
الزاغوني انا أبو النصر الزينبي انا أبو طاهر الذهبي انا يحيى بن محمد نا إبراهيم
ابن سعيد ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة [عن أبي موسى 2] عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الله ليملي للظالم فإذا اخذه لم يفلته
ثم قرأ (وكذلك اخذ ربك إذا اخذ القرى وهي ظالمة)، أخرجه الترمذي
عن إبراهيم.
533 8 / 115 - عمر بن شبة
ابن عبيدة الحافظ العلامة الاخباري الثقة أبو زيد النميري البصري

(1) في الأصلين " العراقي " خطأ (2) من المكية.
516

صاحب التصانيف. عن يوسف بن عطية وغندر ويحيى بن سعيد القطان
وعبد الوهاب الثقفي وعدة. وعنه ابن ماجة وابن صاعد والمحاملي
ومحمد بن أحمد الا ثرم ومحمد بن مخلد وخلق، وكان بصيرا بالسير والمغازي
وأيام الناس صنف تاريخا للبصرة وكتابا في اخبار المدينة وغير ذلك.
وثقه الدارقطني وغيره. مات بسامرا في جمادى الآخرة سنة اثنتين
وستين ومائتين وله تسعون الا سنة وقع لي من عواليه. وفيها توفى
مسند أصبهان أبو جعفر محمد بن عاصم الثقفي صاحب الجزء المشهور.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران انا موسى بن عبد القادر انا سعيد ابن
البناء انا علي بن البسري انا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن محمد انا عمر بن شبة
حدثني أبو غسان محمد بن يحيى نا عبد العزيز بن عمران عن أبي النعمان بن
عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال بعثني رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم اعلم على اشراف حرم المدينة فأعلمت شرف ذات
الجيش وعلى مشيرف وعلى اشراف مخيض وعلى الحفياء وعلى العشيراء 1
وعلى قلت.
534 8 / 116 خ - زكريا بن يحيى
ابن صالح الحافظ الفقيه الحجة أبو يحيى البلخي اللؤلؤي أحد الاعلام
اخذ عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله مفتى بلخ ووكيع وأبى أسامة
وعبد الله بن نمير وطبقتهم. حدث عنه البخاري وأحمد بن سيار ويحيى
ابن منصور الهروي والفريابي وآخرون، وهو أحد من قال فيه شيخه

(1) في المكية " العسير " وراجع وفاء الوفاء ج 1 ص 67.
517

قتيبة: فتيان خراسان أربعة، زكريا بن يحيى البلخي، والحسن بن شجاع،
والدارمي، والبخاري. وقال ابن حبان: كان ثقة صاحب سنة وفضل
وممن يرد على أهل البدع، وهو مصنف كتاب الايمان. مات في
ذي الحجة سنة ثلاثين ومائتين في آخر الكهولة، وقيل مات سنة
اثنتين وثلاثين رحمه الله تعالى.
أخبرنا الأبرقوهي انا الفتح انا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا
انا المسلمة انا الزهري انا الفريابي نا زكريا بن يحيى انا أبو مطيع عن جعفر
ابن حيان قال قيل للحسن انهم يقولون: لا نفاق، فقال: لان اعلم انى
برئ من النفاق أحب إلى من طلاع الأرض ذهبا.
535 8 / 117 - إسحاق بن بهلول بن حسان
الحافظ الناقد الإمام أبو يعقوب التنوخي الأنباري. سمع أباه
وسفيان بن عيينة وأبا معاوية وابن علية ووكيعا وطبقتهم. وعنه
إبراهيم الحربي وجعفر الفريابي وابن صاعد والمحاملي وحفيده يوسف
ابن يعقوب الأزرق وآخرون. قال الخطيب: صنف كتابا في الفقه،
وله أقوال اختارها، وصنف كتابا في القراءات وصنف المسند الكبير
وكان ثقة. قال بهلول بن إسحاق: استدعى المتوكل أبى وسمع منه وأقطعه
ما يغل في السنة اثنى عشر ألفا ووصله بمال - إلى أن قال وحدث
ببغداد بخمسين الف حديث لم يخطئ في شئ منها. وفي رواية أخرى
انه حدث من حفظه بأربعين ألفا وعمر دهرا. مات بالأنبار في ذي الحجة
سنة اثنتين وخمسين ومائتين وله ثمان وثمانون سنة.
518

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران انا الإمام أبو محمد بن قدامة سنة خمس
عشرة وست ومائة انا محمد بن عبد الباقي انا علي بن محمد الأنباري انا أبو أحمد
الفرضي نا يوسف بن يعقوب بن إسحاق نا جدي نا إسحاق الا زرق عن
عوف عن ابن سيرين عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ان أبيع ما ليس عندي. هذا لم يسمعه محمد بن سيرين
من حكيم.
536 / 8 / 118 ع - نصر بن علي الجهضمي
الحافظ العلامة أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري. حدث عن نوح
ابن قيس ويزيد بن زريع ومرحوم بن عبد العزيز العطار وبشر بن
المفضل وفضيل بن سليمان وسفيان بن عيينة وخلق. وعنه الجماعة
وزكريا الساجي وابن خزيمة وابن أبي داود وابن صاعد ومحمد بن هارون
الحضرمي وخلق. قال احمد: ما به بأس. وقال أبو حاتم: هو أحب إلى
من الفلاس واحفظ منه وأوثق. قال النسائي: ثقة. وقال ابن أبي داود:
بعث إليه المستعين ليشخصه للقضاء فدعاه متولي البصرة فأخبره فقال:
أستخير الله، فرجع وصلى ركعتين وقال: اللهم ان كان لي عندك خير
فاقبضني إليك ثم نام فنبهوه فإذا هو ميت. مات سنة خمسين ومائتين
في ربيع الآخر رحمه الله تعالى.
537 / 8 / 119 خ د س - المخرمي
الحافظ الحجة قاضى حلوان أبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك
519

القرشي مولاهم البغدادي المخرمي. سمع وكيعا ويحيى بن سعيد القطان
وأبا معاوية وإسحاق الا زرق وأبا أسامة وطبقتهم. حدث عنه (خ د س)
ثم روى 1 عن أحمد بن علي عنه، وأبو بكر بن خزيمة وابن صاعد والمحاملي
وخلق كثير. قال عبد الله بن أحمد قال لي أبى في جانب المخرم شاب
يقال له محمد بن عبد الله فاكتب عنه. وقال الباغندي: كان حافظا متقنا.
وقال النسائي وغيره: ثقة. وقال عبد الله بن محمد الفرهياني سمعتهم
يقولون قدم على ابن المديني بغداد فاجتمع الناس إليه قال: فقيل له من
وجدت أكيس القوم؟ قال: الغلام المخرمي. قال الخطيب: كان من
احفظ الناس للأثر وأعلمهم بالحديث.
قرأت على علي بن أحمد أخبركم أبو الحسن القطيعي انا أبو بكر بن
الزاغوني انا محمد بن محمد انا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن محمد سمعت محمد
ابن عبد الله المخرمي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أبو واقد الليثي هو
صالح بن محمد بن زائدة. توفى المخرمي سنة أربع وخمسين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو المعالي القرافي انا أكمل بن أبي الأزهر انا سعيد بن أحمد
انا محمد بن محمد انا محمد بن عمر الوراق نا عبد الله بن سليمان نا محمد بن
عبد الله المخرمي نا روح نا ابن جريج عن العلاء بن عبد الرحمن عن ابن
دارة مولى عثمان قال قال أبو هريرة: انا اعلم الناس بشفاعة محمد صلى الله
عليه وآله وسلم يوم القيامة، قال فمال الناس عليه فقالوا هيه رحمك الله،

(1) يعنى النسائي كما في التهذيب.
520

قال يقول اللهم اغفر لكل مسلم يؤمن بك لا يشرك بك شيئا. قوله
يقول، يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله.
538 8 / 120 خ م د س ق - أحمد بن سنان بن أسد بن حبان
الحافظ الحجة أبو جعفر الواسطي القطان صاحب المسند. سمع أبا معاوية
الضرير ووكيعا وعبد الرحمن بن مهدي وطبقتهم. حدث عنه الجماعة
سوى الترمذي وولده جعفر بن أحمد وابن خزيمة وابن صاعد وعلى
ابن عبد الله بن مبشر وعبد الرحمن بن أبي حاتم. قال أبو حاتم: ثقة
صدوق. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: هو امام أهل زمانه. قال
جعفر سمعت أبي أحمد بن سنان يقول: ليس في الدنيا مبتدع الا يبغض
أصحاب الحديث، إذا ابتدع الرجل بدعة نزعت حلاوة الحديث من
قلبه. قيل: مات سنة ست وخمسين ومائتين وقيل: بعدها. رحمه
الله تعالى.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني وأبو العباس الظاهري والعز أحمد بن
عبد الهادي وأحمد بن يوسف السمسار وعدة قالوا انا عبد الله بن عمر
انا سعيد بن أحمد حضورا (ح) وأخبرنا الأبرقوهي انا أكمل العلوي
انا سعيد بن البناء انا محمد بن محمد بن محمد الزينبي انا محمد بن عمر الوراق
نا أبو بكر عبد الله بن أبي داود نا أحمد بن سنان نا يزيد انا شريك عن
محمد بن جحادة عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمس
مائة عام.
521

539 8 / 121 خ م د ت ق - الحلواني
الحافظ الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الخلال محدث مكة
حدث عن أبي معاوية ووكيع بن الجراح ومعاذ بن هشام وخلق
ورحل إلى عبد الرزاق فأكثر وصنف وتعب في هذا العلم. قال إبراهيم
ابن أورمة: بقى اليوم في الدنيا ثلاثة، الذهلي بخراسان وابن الفرات
بأصبهان والحلواني مكة.
قلت: حدث عنه الجماعة سوى النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم
وأبو العباس السرج ومحمد بن المجدر وخلق سواهم. قال أبو داود:
كان عالما بالرجال ولا يستعمل علمه. وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة
ثبتا متقنا. مات الحلواني في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
قرأت على زينب بنت عمر ببعلبك عن عبد المعز بن محمد انا زاهر بن
طاهر انا محمد بن عبد الرحمن انا محمد بن أحمد الحيري نا محمد بن هارون بن
حميد نا الحسن بن علي الحلواني ثنا عمر بن أبان نا مسلم عن إسماعيل
ابن أمية أخبرني أبو الزبير عن طاوس عن عكرمة عن ابن عباس ان
النبي صلى الله عليه وآله دخل على ضباعة وهي شاكية فقال:
حجى واشترطي وقولي محلى حيث حبستني.
أخبرنا أبو المعالي القرافي انا سلامة بن صدقة الفرضي انا ابن شاقيل
انا محمد بن عبد الباقي انا محمد بن أبي القاسم القرشي انا محمد بن إبراهيم
الدير عاقولي انا عبد الله بن زيدان نا الحسن الحلواني نا نصر بن حماد
522

نا شعبة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب سمعت سعدا سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول [يعنى 1] لعلى: أنت منى
بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
540 8 / 122 د - محمد بن مسعود بن يوسف ابن العجمي
الحافظ الإمام أبو جعفر محدث طرسوس. حدث عن عيسى بن
يونس ويحيى بن سعيد القطان وهذه الطبقة وارتحل إلى عبد الرزاق
وأمعن في هذا الشأن وبرز فيه. حدث عنه أبو داود وجعفر الفريابي
ومحمد بن وضاح الأندلسي وحاجب بن أركين وأبو العباس السراج
وابن أبي داود والمحاملي وآخرون، وثقه الخطيب وغيره. ذكره ابن
وضاح فقال: ما رأيت أحدا اعلم بالحديث منه، وهو فاضل رفيع الشأن
ليس بدون أحمد بن حنبل. قلت: بقى إلى سنة سبع وأربعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن تاج الامناء عن عبد الرحيم بن أبي سعيد انا سعيد
ابن حسين الريوندي سنة أربع وأربعين وخمس مائة انا أبو القاسم بن
المحب انا أحمد بن محمد الخفاف انا أبو العباس السراج نا محمد بن مسعود
الطرسوسي نا عبد الرزاق انا معمر عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة
انه كان يقنت في الركعة الآخرة من الظهر والعشاء والصبح ويذكر أن
رسول الله صلى الله عليه وآله كان يفعله.

(1) من المكية.
523

541 8 / 123 م 4 - العنبري
الامام الثبت أبو الفضل العباس بن عبد العظيم البصري الحافظ.
سمع يحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن هشام ويزيد بن هارون وابن مهدي
وعبد الرزاق وطبقتهم. حدث عنه الجماعة لكن البخاري تعليقا وبقى
ابن مخلد وابن خزيمة وعمر بن بجير وزكريا الساجي وآخرون. وقال
النسائي: ثقة مأمون. وقال محمد بن المثنى السمسار: كان من سادات
المسلمين قلت: كان معدودا في عقلاء أهل البصرة وفضلائهم ونبلائهم.
مات سنة ست وأربعين ومائتين رحمه الله وقع لي من عواليه.
542 8 / 124 خ م ت س ق - الكوسج
الحافظ الامام الفقيه أبو يعقوب إسحاق بن منصور المروزي الفقيه
نزيل نيسابور. سمع سفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان ووكيع
ابن الجراح وعبد الرزاق والفريابي وطبقتهم وتخرج بأحمد وإسحاق.
روى عنه الجماعة سوى أبى داود، وأبو العباس السراج وابن خزيمة
وأحمد بن حمدون الأعمشي وخلق كثير. قال مسلم: ثقة مأمون. وقال
النسائي: ثقة ثبت. وقال الخطيب: هو الذي دون عن أحمد بن حنبل
وإسحاق المسائل في الفقه. وقال حسان بن محمد الفقيه: سمعت مشايخنا
يذكرون ان إسحاق الكوسج بلغه ان أحمد بن حنبل رجع عن بعض
تلك المسائل فحملها في جراب على كتفه وسافر راجلا إلى احمد ثم
عرض خطوط احمد على كل مسألة استفتاه عنها فأقر له بها واعجب به.
524

توفى في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
543 8 / 125 خ 4 - الزعفراني
الحافظ الفقيه الكبير أبو على الحسن بن محمد بن الصباح البغدادي
الزعفراني من درب الزعفران. حدث عن سفيان بن عيينة وعبيدة بن
حميد ومحمد بن أبي عدى وأبى معاوية الضرير وإسماعيل بن علية وتفقه
بالشافعي وحمل عنه قوله القديم. روى عنه الجماعة سوى مسلم، وزكريا
الساجي وابن خزيمة وأبو عوانة الأسفرائني ومحمد بن مخلد وأبو سعيد ابن
الاعرابي وخلائق. قال النسائي: ثقة. وقال ابن حبان: كان يحضر
عند الشافعي أحمد بن حنبل وأبو ثور وكان الزعفراني هو الذي يتولى
القراءة عليه. وعنه قال لهم الشافعي: التمسوا من يقرأ لكم؟ فلم يجترئ
أحد أن يقرأ عليه غيري وكنت أحدث القوم سنا وما في وجهي شعرة.
قال ابن عدي: كان فصيحا بليغا. قال أبو عمر الزاهد سمعت أبا القاسم
ابن بشار الأنماطي سمعت المزني سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد
نبطيا ينتحي على حتى كأنه عربي وانا نبطي، فذكر الزعفراني مات سنة
ستين ومائتين ببغداد في سلخ شعبان وهو في عشر التسعين.
أخبرنا محمد بن الحسين القرشي بمصر انا محمد بن عماد انا عبد الله
ابن رفاعة انا أبو الحسن الخلعي انا عبد الرحمن بن عمر بن النحاس انا احمد
ابن محمد بن زياد ابن الاعرابي نا الحسن بن محمد الزعفراني نا سفيان عن
عمرو هو ابن دينار عن هلال بن يساف قال جرح رجل على عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ادعوا له طبيبا مرتين
525

فقالوا يا رسول الله وهل يغنى الطبيب؟ قال: نعم، ما انزل الله من داء
الا وانزل الله له شفاء. هذا من أعلى المراسيل.
544 8 / 126 د ت س - عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع الوراق
الامام المحدث القدوة أبو أنس النسائي ثم البغدادي العابد سمع يحيى
ابن سليم الطائفي ومعاذ بن معاذ وأبا ضمرة وطائفة. حدث عنه (د ت س)
وابن صاعد والبغوي وأبو عبد الله المحاملي وعدة وثقه النسائي، قال
أبو مزاحم الخاقاني حدثني الحسن بن عبد الوهاب الوراق قال: ما رأيت
أبى ضاحكا قط الا تبسما ولا رأيت مازحا، رآني أضحك مع أمي فجعل
يقول: صاحب القرآن يضحك هذا الضحك؟. وقال أحمد بن حنبل
وذكر عبد الوهاب: عافاه الله، قل ان يرى مثله قلت: كان مختصا بالإمام أحمد
. قال المروذي: سمعت احمد يقول: هو رجل صالح، مثله يوفق
لا صابة الحق. توفى عبد الوهاب في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين
ومائتين وكان من أبناء الثمانين تقريبا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر سنة
سبع وعشرين وخمسمائة بهراة انا أحمد بن إبراهيم المقرئ انا محمد بن
الفضل بن محمد بن خزيمة انا جدي أبو بكر نا عبد الوهاب بن الحكم الوراق
انا عبد المجيد بن أبي رواد عن أبي جريج عن المطلب بن حنطب عن
انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عرضت على أجور أمتي
حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت على ذنوبها فلم أر شيئا
هو أعظم من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها، قال الترمذي ذاكرت
526

به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه، وأنكر على ابن المديني ان يكون المطلب
سمع من انس بن مالك. قيل للإمام أحمد بن حنبل: من نسأل بعدك
قال: سلوا عبد الوهاب الوراق. ومن كلام عبد الوهاب في السنة قال
الله فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة.
545 8 / 127 م س ق - يونس بن عبد الأعلى
عالم الديار المصرية الإمام أبو موسى الصدفي المصري الحافظ المقرئ
الفقيه. مولده في آخر سنة سبعين ومائة قرأ القرآن على ورش
وغيره، وسمع من سفيان بن عيينة والوليد بن مسلم وابن وهب ومعن
ابن عيسى وأبى ضمرة والشافعي وعدة وتفقه بالشافعي. اخذ عنه
القراءة أسامة التجيبي وابن خزيمة وابن جرير الطبري. حدث عنه
(م س ق) وأبو بكر بن زياد وابن أبي حاتم وأبو طاهر المديني وخلائق
روى عن الشافعي قال: ما رأيت بمصر أحدا أعقل من يونس وقال
يحيى بن حسان: هو ركن من أركان الاسلام. وقال (س) وغيره:
ثقة وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يوثق يونس ويرفع من شانه. قلت:
له حديث منكر عن الشافعي، قرأت على محمد بن الحسين القرشي وعلى
ابن احمد العلوي ويحيى بن أحمد الجذامي قالوا انا محمد بن عماد انا ابن
رفاعة انا أبو الحسن الخلعي انا عبد الرحمن بن عمر انا أبو الطاهر المديني
انا يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي عن محمد بن خالد الجندي عن أبان
ابن صالح عن الحسن عن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال
لا يزداد الامر الا شدة، ولا الدنيا الا ادبارا ولا الناس الا شحا ولا تقوم
527

الساعة الا على شرار الناس، ولا مهدي الا عيسى ابن مريم أخرجه
ابن ماجة عن يونس. توفى في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين
رحمة الله عليه.
546 8 / 128 ق - الزبير بن بكار
الامام الحافظ النسابة قاضى مكة أبو عبد الله بن أبي بكر القرشي الأسدي
المكي حدث عن سفيان بن عيينة وأبى ضمرة انس بن عياض والنضر
ابن شميل وعبد الله بن نافع الصائغ وخلق كثير. حدث عنه (ق)
وابن الدنيا وإسماعيل الوراق والقاضي المحاملي ويوسف الأزرق
وآخرون. قال الدارقطني: ثقة. وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا عالما
بالنسب واخبار المتقدمين. له مصنف في نسب قريش. مات الزبير
في ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن أبي بكر بن بطيخ وأحمد بن مؤمن وعبد الحميد بن أحمد
قالوا انا الناصح عبد الرحمن بن نجم أخبرتنا شهدة انا ابن طلحة
(ح) وأخبرنا الأبرقوهي انا محمد بن هبة الله انا عمى أبو بكر انا عاصم
ابن الحسن قالا انا أبو عمر ابن مهدي نا المحاملي نا الزبير بن بكار حدثني
أبو غزية عن فليح عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنى
عبده ورسوله، من لقى الله بها غير شاك لم يحجب عن الجنة.
547 8 / 129 د س ق - أبو التقى
الحافظ المجود هشام بن عبد الملك اليزني الحمصي محدث حمص.
528

روى عن إسماعيل بن عياش وبقية ومحمد بن حرب الأبرش وعدة.
وعنه (د س ق) وأبو عروبة الحراني وابن جوصاء وخلق. قال
النسائي: ثقة. وقال أبو حاتم: كان متقنا في الحديث. قيل: مات سنة
إحدى وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا الفتح بن عبد الله انا الأرموي وابن الداية
والطرائفي قالوا انا أبو جعفر بن المسلمة انا أبو الفضل الزهري نا جعفر
الفريابي نا أبو التقى الحمصي نا محمد بن حرب نا الزبيدي عن سليم بن عامر
عن أبي امامة قال: المنافق الذي إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف،
وإذا اؤتمن خان، وإذا غنم غل وإذا أمر عصى، وإذا لقى جبن،
فمن كن فيه فقيه النفاق كله ومن كان فيه بعضهن كان فيه بعض النفاق،
موقوف صحيح.
548 8 / 130 - علي بن الحسن
الحافظ الإمام أبو الحسن الذهلي الأفطس صاحب المسند ومحدث
نيسابور، سمع أبا خالد الأحمر وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس
وجرير بن عبد الحميد والمحاربي وطبقتهم، روى عنه إبراهيم بن محمد بن
سفيان ومحمد بن سليمان بن فارس وجماعة، قال الحاكم: هو شيخ عصره
بنيسابور، وكان في سنة إحدى وخمسين ومائتين حيا، وقال أبو حامد
ابن الشرقي: متروك الحديث.
فهؤلاء المسمون في هذه الطبقة
هم ثقات الحفاظ ولعل قد أهملنا طائفة من نظرائهم فان المجلس
529

الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه أزيد من عشرة آلاف محبرة
يكتبون الآثار النبوية ويعتنون بهذا الشأن وبينهم نحو من مائتي امام
قد برزوا وتأهلوا للفتيا، فلقد تفانى أصحاب الحديث وتلاشوا وتبدل
الناس بطلبة يهزأ بهم أعداء الحديث والسنة ويسخرون منهم، وصار
علماء العصر في الغالب عاكفين على التقليد في الفروع من غير تحرير لها،
ومكبين على عقليات من حكمة الأوائل وآراء المتكلمين من غير أن يتعقلوا
أكثر ها فعم البلاء واستحكمت الأهواء ولاحت مبادي رفع العلم
وقبضه من الناس، فرحم الله امرءا اقبل على شأنه وقصر من لسانه
واقبل على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأدمن النظر في الصحيحين.
وعبد الله قبل ان يبغته الاجل. اللهم فوفق وارحم.
الطبقة التاسعة
وعدتهم مائة وستة أنفس
549 9 / 1 خ 4 - الذهلي
الامام شيخ الاسلام حافظ نيسابور أبو عبد الله محمد بن يحيى بن
عبد الله بن خالد بن فارس النيسابوري مولى بنى ذهل. ولد بعد السبعين
ومائة وسمع الحفصين وترك الرواية عنهما وسمع عبد الرحمن بن مهدي
وأسباط بن محمد وأبا داود الطيالسي وعبد الرزاق وخلائق بالحرمين
والشام ومصر والعراق والري وخراسان واليمن والجزيرة وبرع في
هذا الشأن. حدث عنه الجماعة سوى مسلم، وسعيد بن أبي مريم والنفيلي
530

وهما من شيوخه، وأبو زرعة وابن خزيمة والسراج وأبو حامد ابن الشرقي
وأبو حامد بن بلال وأبو على الميداني ومحمد بن الحسين القطان وخلق
كثير، وانتهت إليه مشيخة العلم بخراسان مع الثقة والصيانة والدين
ومتابعة السنن. قال محمد بن سهل بن عسكر: كنا عند أحمد بن حنبل فدخل
محمد بن يحيى الذهلي فقال إليه احمد وتعجب الناس منه وقال لأولاده
وأصحابه اذهبوا إلى أبى عبد الله فاكتبوا عنه. قال محمد بن داود المصيصي:
كنا عند أحمد بن حنبل فذكر الذهلي حديثا فيه ضعف فقال احمد: لا يذكر
[مثلك] مثل هذا، فخجل محمد، فقال احمد: انما قلت هذا اجلا لا لك
يا أبا عبد الله. وعن أحمد: قال ما رأيت أحدا اعلم بحديث الزهري من
محمد بن يحيى.
قلت: قد كان الذهلي اعتنى بحديث الزهري وصنفه وتعب عليه.
وروى ابن زياد النيسابوري عن محمد بن يحيى قال قال لي على ابن المديني:
أنت وارث الزهري. وقال أبو حاتم: هو امام أهل زمانه. وقال
أبو بكر بن زياد: كان أمير المؤمنين في الحديث. قال الحسين بن الحسن:
سمعت محمد بن يحيى يقول: ارتحلت ثلاث رحلات، وأنفقت على العلم
مائة وخمسين ألفا وأتيت البصرة فاستقبلتني جنازة يحيى القطان على باب
البلد. وقال ابن خزيمة: نا محمد بن يحيى امام عصره. وعن الدارقطني
قال: من أحب ان ينظر قصور علمه فلينظر في علل حديث الزهري
لمحمد بن يحيى. قال أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف: رأيت محمد بن يحيى
[في المنام] فقلت ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي قلت: فما فعل بحديثك؟
531

قال كتب بماء الذهب ورفع في عليين. مات الذهلي في ربيع الأول
سنة ثمان وخمسين ومائتين وهو في عشر التسعين رحمه الله تعالى،
والجزء المروى من حديثه من أعلى ما يكون عند سبط السلفي.
وفيها مات أحمد بن بديل اليامي الكوفي قاضى همذان. والمحدث
أحمد بن سنان 1 القطان. والمحدث أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي
النيسابوري، والمحدث حميد بن الربيع الخزاز الكوفي. وشيخ الصوفية
يحيى بن معاذ الرازي الواعظ رحمة الله عليهم.
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العابر وجماعة قالوا انا عبد الرحمن السبط
انا أبو طاهر السلفي انا مكي بن علان انا أبو بكر الحيري انا أبو على المعقلي
نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله بن المثنى أخبرني أشعث عن محمد بن سيرين
عن خالد الحذاء عن أبي قلابة [عن أبي المهلب 2] عن عمران بن
حصين ان رسول الله صلى الله عليه وآله صلى بهم فسها في صلاته
فسجد سجدتي السهل ثم تشهد ثم سلم. هذا حديث غريب فرد
من رواية الشيوخ عن تلامذتهم، وقد أخرجه أبو داود وأبو عيسى
وابن ماجة عن محمد بن يحيى فوافقناهم بعلو.
550 9 / 2 - محمد بن أسلم بن سالم
ابن يزيد الكندي مولاهم الامام الرباني شيخ المشرق أبو الحسن
الطوسي. سمع يعلى بن عبيد وأخاه محمدا وجعفر بن عون ويزيد بن
هارون وعبيد الله بن موسى والمقرئ وطبقتهم. صنف المسند وجود

(1) في الأصلين " سيار " خطأ (2) من المكية.
532

وكان من الثقات الحفاظ والأولياء الابدال سمعت الأربعين له بالعلو،
وأقدم شيخ له النضر بن شميل. حدث عنه إبراهيم بن أبي طالب والحسين
ابن محمد القباني وابن خزيمة وابن أبي داود ومحمد بن وكيع الطوسي
وآخرون. قال محمد بن رافع دخلت على محمد بن أسلم الطوسي فما شبهته
الا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله. وقال ابن خزيمة: حدثنا
رباني هذه الأمة محمد بن أسلم. قال محمد بن يوسف البناء الأصبهاني
الزاهد حدثنا محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن أسلم قال: سمعت إسحاق
ابن راهويه يقول: وسئل عن قوله عليه السلام: فعليكم بالسواد الأعظم،
قال: هو محمد بن أسلم وأصحابه ومن تبعه لم اسمع علما منذ خمسين سنة
أشد تمسكا بالأثر منه. وقال ابن خزيمة مرة: حدثني من لم تر عيناي
مثله محمد بن أسلم. قال أحمد بن نصر النيسابوري قيل لي: انه صلى على
محمد بن أسلم الف الف انسان. قلت: قد استوفيت مناقب هذا الامام
في تاريخ الاسلام وكان يشبه أحمد بن حنبل. مات في المحرم سنة
اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر وزينب بنت كندي عن أبي روح
الهروي انا زاهر بن طاهر انا أبو عثمان البحيري انا زاهر بن أحمد الفقيه
انا محمد بن وكيع الطوسي نا محمد بن أسلم نا محمد بن عبيد نا سليمان بن يزيد 1
المحاربي عن عبد الله ابن أبي أوفى ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم. تابعه أبو معاوية عن

(1) سماه في التهذيب " سليمان بن زيد " وسيشير إليه المؤلف.
533

سليمان وهو أبو آدم أحد الضعفاء وقيل ابن زيد.
551 9 / 3 م ت - عبد بن حميد بن نصر
الامام الحافظ أبو محمد الكسي منصف المسند الكبير والتفسير
وغير ذلك اسمه عبد الحميد فخفف. رحل على رأس المائتين في شبيبته
فسمع يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وعلي بن عاصم وابن أبي
فديك وحسين بن علي الجعفي وأبا أسامة وعبد الرزاق وطبقتهم. حدث
عنه (م ت) وعمر بن بجير وبكر بن المرزبان وإبراهيم بن خزيم الشاشي
وخلق. وعلق له البخاري في دلائل النبوة من صحيحه فسماه عبد الحميد
وكان من الأئمة الثقات. وقع المنتخب من مسنده لنا ولصغار أولادنا
بعلو. مات سنة تسع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى. وفيها مات
شيخ بغداد أبو على الحسن بن الصباح البزاز، ومحدث الجزيرة أبو سليمان
أيوب بن محمد بن زياد الرقي الوزان، وطائفة كبار.
أخبرنا أبو الحسين ابن الفقيه ببعلبك والشيخ عيسى بن أبي محمد
وجماعة بدمشق وأحمد بن بيان بكفر بطنا قالوا انا عبد الله بن عمر
انا عبد الأول بن عيسى انا عبد الرحمن بن محمد انا عبد الله بن حمويه انا إبراهيم
ابن خزيم الشاشي نا عبد بن حميد نا محمد بن بشر العبدي عن سيعد بن أبي
عروبة نا قتادة عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: من أحاط حائطا على ارض فهي له.
552 9 / 4 م د ت - الدارمي
الامام الحافظ شيخ الاسلام بسمرقند أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن
534

ابن الفضل بن بهرام بن عبد الصم التميمي الدارمي السمرقندي صاحب
المسند العالي الذي في طبقة منتخب مسند عبد بن حميد. مولده عام توفى
ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة. سمع النضر بن شميل ويزيد بن
هارون وسعيد بن عامر الضبعي وجعفر بن عون وزيد بن يحيى بن عبيد
الدمشقي ووهب بن جرير وطبقتهم بالحرمين وخراسان والشام والعراق
ومصر. حدث عنه مسلم وأبو داود والترمذي ومطين وجعفر الفريابي
وعمر بن بجير والنسائي خارج سننه وحفص (؟) بن أحمد بن فارس
الأصبهاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وعيسى بن عمر السمرقندي
وآخرون. قال الخطيب: كان أحد الحفاظ والرحالين، موصوفا بالثقة
والورع والزهد، استقضى على سمرقند فقضى قضية واحدة ثم استعفى
فأعفي - إلى أن قال - وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل، يضرب
به المثل في الديانة والحلم والاجتهاد والعبادة والتقلل. صنف المسند
والتفسير وكتاب الجامع. قال أبو حاتم: ثقة صدوق. وعن أحمد بن
حنبل - وذكر الدارمي فقال: عرضت عليه الدنيا فلم يقبل. وقال رجاء
ابن مرجي: رأيت الشاذكوني وابن راهويه - وسمى جماعة - فما رأيت
احفظ من عبد الله الدارمي. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: عبد الله
ابن عبد الرحمن امام أهل زمانه.
أخبرنا محمد بن عبد الغنى وأحمد بن مكتوم وعمر بن خواجا امام
وسنقر الزيني ومحمد بن حمزة وعبد العالي بن عبد الملك ومحمد بن يوسف
وعبد الحميد بن أحمد وإسماعيل بن يوسف وعبد الاحد بن تيمية وسليمان
535

ابن قدامة وإبراهيم بن صدقة وأحمد بن محمد الحافظ والحسن بن علي
وهدية بنت على وعبد الرحمن بن عقيل وعيسى بن أبي محمد قالوا انا
أبو المنجا عبد الله بن عمر انا أبو الوقت انا الداودي انا عبد الله بن أحمد
نا عيسى بن عمر نا عبد الله بن عبد الرحمن نا يزيد بن هارون انا حميد عن
انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعبد الرحمن
ابن عوف - ورأى عليه أثرا من صفرة -: مهيم؟ قال: تزوجت، قال:
أو لم ولو بشاة مات الدارمي يوم التروية سنة خمس وخمسين ومائتين
رحمه الله تعالى. وفيها مات محدث نيسابور أبو عبد الرحمن عبد الله بن
هاشم الطوسي ومحدث واسط محمد بن حرب النشائي ومحدث دمشق
موسى بن عامر [بن عمارة 1] بن خريم المري الدمشقي راوية الوليد،
وعبد الغنى بن رفاعة اللخمي المصري بقية من روى عن بكر بن مضر،
ورأس الكرامية محمد بن كرام.
553 9 / 5 خ ت - الترمذي الكبير
هو الحافظ العلم أبو الحسن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي. سمع
يعلى بن عبيد وأبا النضر وعبد الله بن موسى وسعيد بن أبي مريم وطبقتهم
فأكثر وأكثر الترحال،. حدث عنه البخاري وأبو عيسى الترمذي وابن
خزيمة وغيرهم، وسألوه عن العلل والرجال والفقه، وكان من أصحاب
أحمد بن حنبل ورواية البخاري عنه عن أحمد بن حنبل في المغازي من
صحيحه. توفى سنة بضع وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.

(1) من المكية.
536

554 9 / 6 عبد الملك بن حبيب
الفقيه الكبير عالم الأندلس أبو مروان السلمي ثم المرداسي الأندلسي
القرطبي، ولد بعد السبعين ومائة واخذ عن صعصعة بن سلام والغازي
ابن قيس 1 وزياد شبطون، وحج فأخذ عن عبد الملك ابن الماجشون
وأسد السنة واصبغ بن الفرج وطبقتهم. ورجع إلى الأندلس بعلم جم.
روى عنه بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح ويوسف المغامي ومطرف بن قيس
وآخرون، وكان رأسا في مذهب مالك وله تصانيف عدة مشهورة،
ولم يكن بالمتقن للحديث ويقنع بالمناولة. قال ابن الفرضي: كان [فقيها 2]
نحويا شاعرا أخباريا نسابة طويل اللسان متصرفا في فنون العلم. قال ابن
بشكوال قيل لسحنون فقيه المغرب: مات ابن حبيب. قال: مات عالم
الأندلس، بل والله عالم الدنيا. قال الصدفي في تاريخه: كان ابن حبيب
كثير الجمع معتمدا على الاخذ بالحديث ولم يكن يميزه ولا يدرى الرجال.
وقال أحمد بن محمد بن عبد البر: هو أول من أظهر الحديث بالأندلس،
وكان لا يفهم صحيحه من سقيمه، وكان الذي بينه وبين يحيى بن يحيى الليثي
سيئا وكان كثير المخالفة ليحيى، وكان قد قرر معه في المشاورة والنظر، فلما
مات يحيى انفرد ابن حبيب برئاسة العلم قيل: مات في آخر سنة تسع
وثلاثين ومائتين. وقال سعيد بن فحلون: مات في رابع رمضان سنة
ثمان رحمه الله تعالى.
أنبأنا ابن هارون عن ابن بقى عن شريح عن ابن حزم حدثني احمد

(1) في المكية " قبيس " (2) من المكية.
537

ابن عمر نا الحسين بن يعقوب نا سعيد بن فحلون نا يوسف المغامي نا عبد الملك
ابن حبيب نا هارون بن صالح الطلحي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن
ربيعة بن محمد بن حارث التيمي ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال: لا يحج أحد عن أحد الا ولد عن والده، هذا منقطع.
555 9 / 7 س - عبيد الله بن فضالة
الحافظ المجود أبو قديد النسائي. سمع عبد الرزاق باليمن. والأنصاري
بالبصرة، والمقرئ بمكة، ويحيى بن يحيى بنيسابور، وأبا اليمان بالشام،
حدث عنه النسائي وابن أبي عاصم والحسن بن سفيان وآخرون. قال
النسائي: ثقة مأمون.
أخبرنا إبراهيم ابن الدرجي في كتابه عن أبي جعفر الصيدلاني انا
محمود بن إسماعيل حضورا انا أبو بكر بن شاذان انا أبو بكر القباب انا
أبو بكر بن أبي عاصم نا عبيد الله بن فضالة نا عبد الرزاق عن معمر عن
يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن زيد البكالي عن عتبة بن عبد السلمي قال
جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله فسأله عن الجنة وذكر
الحوض فقال: أفيها فاكهة قال: نعم فيها شجرة تدعى طوبى، الحديث.
556 9 / 8 خ م د س ت - الرباطي
الحافظ الإمام أبو عبد الله أحمد بن سعيد بن إبراهيم الخراساني الأشقر
نزيل نيسابور. سمع وكيع بن الجراح وعبد الرزاق ووهب بن جرير،
وسعيد بن عامر وإسحاق السلولي وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى ابن ماجة
538

وأبو العباس السراج وابن خزيمة وعدة. وكان قد ولاه ابن طاهر أمر
الرباط فلهذا لما دخل إلى أحمد بن حنبل لم يبش به وقال له: هل بد من أن
يقال غدا: أين ابن طاهر واتباعه؟ فانظر أين تكون. قيل مات سنة
ثلاث وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن عساكر عن عبد الرحيم ابن السمعاني [انا سعيد بن الحسين
انا ابن المحب انا 1] أبو الحسين القنطري انا أبو العباس الثقفي نا أحمد بن سعيد
الرباطي (وبه) إلى الثقفي نا أبو يحيى نا القواريري قالا نا محبوب بن
الحسن نا داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت فرض صلاة
الحضر والسفر ركعتان ركعتان 2 فلما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة
الفجر لطول القراءة والمغرب لأنها وتر النهار. قال الحاكم: سمعت
أبا على الحافظ كان يقول: كان الرباطي والله من الأئمة المقتدى بهم.
وقال الخليلي: كان حافظا متقنا. وقال محمد بن علي الصفار لو كان الحسن
البصري حيا لاحتاج لي إسحاق ولم أر بعد اسحق مثل احمد الرباطي.
557 9 / 9 - محمد بن عميرة
الامام الحافظ محدث جرجان أبو عبد الله نزيل هراة. حدث عن
إسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وعبد الرزاق وطبقتهم. وعنه محمد
ابن عبد الرحمن الشامي ومحمد بن شاذان وأبو يحيى البزاز وآخرون. بلغني

(1) من المكية (2) في صحيح مسلم " عن عائشة قالت فرضت الصلاة ركعتين
ركعتين في الحضر والسفر ".
539

انه كان يحفظ سبعين الف حديث رحمه الله تعالى.
558 9 / 10 خ 4 - زيد بن أخزم
الحافظ الإمام أبو طالب الطائي البصري. سمع يحيى بن سعيد
وعبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن هشام وطبقتهم. روى عنه الجماعة سوى
مسلم، وأبو عروبة وعبد الله بن محمد بن وهب والبغوي وابن صاعد والمحاملي.
وثقه النسائي. ذبحته الزنج لما استباحوا البصرة وقتلوا أهلها سنة سبع
وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الحسن العلوي انا أبو الحسن ابن القطيعي انا أبو بكر ابن
الزاغوني انا أبو نصر الزينبي انا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا زيد
ابن أخزم نا عبد القاهر بن شعيب انا ابن عون عن محمد عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يزال العبد في صلاة ما كانت
الصلاة تحبسه.
559 9 / 11 ت س - أحمد بن نصر
الامام الحافظ أبو عبد الله القرشي النيسابوري فقيه نيسابور ومقرئها
وزاهدها. حدث عن ابن نمير ونضر بن شميل وابن أبي فديك وطبقتهم.
حدث عنه سلمة بن شبيب وأبو بكر بن خزيمة وأبو عروبة الحراني
وآخرون. قال الحاكم: هو فقيه أهل الحديث في عصره بنيسابور وعليه
تفقه ابن خزيمة قبل ان يرحل. مات سنة خمس وأربعين ومائتين رحمه
الله تعالى. يقع لي حديثه من طريق ابن خزيمة.
وتوفى معه أحمد بن عبدة الضبي البصري، ومقرئ مكة أبو الحسن
540

أحمد بن محمد بن عون القواس النبال، وإسماعيل بن موسى الفزاري
الكوفي ابن بنت السدى، وعبد الله بن عمران العابدي المكي، وشيخ
الصوفية ذو النون المصري وآخرون. 560 9 / 12 م د س ت - علي بن نصر بن علي
ابن نصر بن علي بن صهبان، الحافظ الناقد أبو الحسن الجهضمي
محدث البصرة وابن محدثها. حدث عن أبي عاصم النبيل ووهب بن جرير
ويزيد بن هارون وطبقتهم. حدث عنه الجماعة سوى البخاري وابن
ماجة، وجعفر الفريابي وأبو بكر بن أبي داود وخلق. نعم وروى عنه
البخاري في التاريخ. قال ابن أبي حاتم: سألت أبى عنه فوثقه وأطنب في
ذكره والثناء عليه، وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث. مات
في سنة خمس ومائتين. وفيها مات أبوه، شيخ مصر الحارث بن
مسكين أبو عمرو القاضي، ومحدث مصر أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح،
ومقرئ مكة أبو الحسن أحمد بن محمد البزي، ومحدث الشيعة عباد بن
يعقوب الرواجني، وعمرو بن بحر الجاحظ صاحب الكتب.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عبد المعز بن محمد انا زاهر انا أبو سعيد
الكنجرودي انا أبو طاهر بن خزيمة انا جدي نا علي بن نصر بن علي
وعبد القدوس بن محمد وهذا لفظه حدثني عمرو بن عاصم نا همام ثنا قتادة
عن النضر بن انس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه ان
النبي صلى الله عليه وآله قال: من نسى ركعتي الفجر فليصلهما إذا
طلعت الشمس.
541

561 9 / 13 ت - الحسن بن شجاع
الحافظ الكبير أبو على البلخي. سمع عبيد الله بن موسى ومكي بن
إبراهيم وأبا مسهر الغساني وأبا الوليد الطيالسي وطبقتهم وأكثر الترحال.
حدث عنه أبو زرعة وأبو العباس السراج ومحمد بن زكريا البلخي وخلق.
قال البخاري في صحيحه نا الحسن نا إسماعيل بن الخليل. فالظاهر أنه هو
وحدث الترمذي عن رجل عنه. قال قتيبة: فتيان خراسان أربعة، الدارمي،
والبخاري، وزكريا اللؤلؤي، والحسن بن شجاع وقال غيره: كان ابن شجاع
لا يجارى في معرفة الأبواب، وعده أحمد بن حنبل في الحفظ من نظراء
أبى زرعة وانما لم يشتهر لموته كهلا، جميع ما عاش تسع وأربعون سنة.
قال محمد بن جعفر البلخي: مات في نصف شوال سنة أربع وأربعين
ومائتين رحمه الله تعالى.
562 9 / 14 د ق - رجاء بن مرجي
الحافظ العلم أبو محمد المروزي ويقال السمرقندي مفيد بغداد. سمع
النضر بن شميل ويزيد بن أبي حكيم العدني وأبا نعيم وأبا اليمان وطبقتهم.
حدث عنه أبو داود وابن ماجة وأبو العباس السراج ويحيى بن صاعد
والمحاملي وآخرون يقع لنا حديثه عاليا. قال الدارقطني: ثقة حافظ.
وقال الخطيب: كان ثقة إماما في علم الحديث وفي حفظه والمعرفة به.
قال البخاري: مات ببغداد في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عبد الرحيم بن أبي سعد انا أبو طالب محمد
542

ابن عبد الرحمن بصومعته نا إسماعيل بن زاهر انا عبد العزيز بن السرى
بحرباذقان انا محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان نا أبو داود السجزي نا رجاء بن
مرجي نا النضر بن شميل نا موسى بن ثروان حدثني طلحة بن عبد الله بن كريز
حدثتني أم الدرداء حدثني سيدي انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثل.
أخبرنا سنقر الحلبي انا عبد اللطيف انا عبد الحق انا علي بن العلاف
انا أبو الحسن ابن الحمامي نا ابن قانع نا محمد بن الفضل بن جابر السقطي
نا رجاء بن مرجي نا عبد الله بن رجاء نا سعيد بن مسلمة عن مسلم بن أبي
مريم عن عبد الله بن شرحبيل ان النبي صلى الله عليه وآله
صلى يوما وعليه نمرة فقال لرجل: هات نمرتك، فقال يا رسول الله هي
خير من نمرتي، قال: اجل ولكن عليها خيط احمر فخشيت ان
تفتني في صلاتي.
563 9 / 15 م 4 - سلمة بن شبيب
الحافظ الجوال أبو عبد الرحمن النسائي النيسابوري نزيل مكة.
سمع يزيد بن هارون وأبا داود وسمع أبا أسامة والجارود بن يزيد ويعلى
ابن عبيد ومروان بن محمد الطاطري وعبد الرزاق وطبقتهم. روى عنه
الستة سوى البخاري، وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن
هارون الروياني وحاتم بن محبوب وآخرون. وقيل إن أحمد بن حنبل
حدث عنه. قال النسائي: ليس به بأس. مات في شهر رمضان سنة أربع
وتسعين ومائتين وكان قدم مصر قبل بعام وحمل عنه المصريون يقع
543

حديثه عاليا في حديث الأخميمي. وفيها مات شيخ العربية أبو عثمان
المازني والخليفة المتوكل على الله بن المعتصم.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا انا موسى بن
[عبد القادر انا سعيد بن أحمد انا علي بن أحمد انا أبو طاهر المخلص نا يحيى
ابن محمد نا سلمة بن شبيب نا عبد الحميد بن عبد الرحمن 1] الحماني نا أبو سعيد
عن انس بن مالك قال أرسلني أبو طلحة ادعو النبي صلى الله عليه وآله
وسلم لطعام صنعه [له 1] فقال النبي صلى الله عليه وآله انا ومن
معي؟ قال قلت نعم، فجاء ومعه نحو من سبعين رجلا فلما جاء النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قالت له امرأته، انما طعامنا يسير قال
فلا تعجلوني بخروجه فدعا النبي صلى الله عليه وآله فجعل يدخل
عشرة عشرة فيأكلون ثم يخرجون حتى أكلوا وفضل لهم.
564 9 / 16 د - أحمد بن الفرات
الحافظ الحجة أبو مسعود الرازي محدث أصبهان وصاحب
التصانيف. سمع عبد الله بن نمير وأبا أسامة ويزيد بن هارون وابن أبي
فديك وعبد الرزاق، وأكثر الترحال في لقى الرجال. حدث عنه أبو داود
وابن أبي عاصم والفريابي وعبد الرحمن بن يحيى بن منده وعبد الله بن جعفر
ابن فارس وآخرون. قال إبراهيم بن محمد الطيان: سمعت أبا مسعود
يقول كتبت عن الف وسبع مائة شيخ، وكتبت الف الف حديث
وخمس مائة الف فعملت من ذلك في تواليفي خمس مائة الف حديث.
.

(1) من المكية
544

وعن أحمد بن حنبل قال: ما أظن بقى أحد أعرف بالمسندات من ابن
الفرات. قال أبو عروبة الحراني: هو في عداد أبى بكر بن أبي شيبة في
الحفظ، وأحمد بن سليمان الرهاوي في الثبت. وقال ابن عدي: لا اعلم
له رواية منكرة وهو من أهل الصدق والحفظ. قال أبو عمران الطرسوسي:
سمعت الا ثرم يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما تحت أديم السماء
احفظ لاخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أبى مسعود
الرازي. وعن أبي مسعود قال: كتبت الحديث وانا ابن اثنتي عشرة سنة
وذكرت بالحفظ ولى ثمان عشرة سنة. وسئل أبو بكر الا عين أيما
احفظ أبو مسعود أو الشاذكوني؟ فقال: اما المسند فأبو مسعود، واما
المنقطع فالشاذكوني.
قلت جزء ابن الفرات من أعلى شئ يسمع اليوم.
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن مسعود بن أبي منصور انا أبو على
الحداد انا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا أبو مسعود نا عبد الرزاق عن
معمر عن قتادة عن انس عن النبي صلى الله عليه وآله طاف على
نسائه في غسل واحد. توفى في شعبان سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وتوفى فيها خلق، منهم حفص بن عمرو الربالي، والفضل بن يعقوب
الرخامي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، ومحمد بن عمر بن أبي مذعور، وعبدة
ابن عبد الله الصفار الكوفي، وأبو عبيدة بن أبي السفر، رحمة الله عليهم
أجمعين.
565 9 / 17 س ق - أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط
الحافظ الثقة الرحال الجوال أبو الأزهر العبدي النيسابوري، حج
545

ورأى سفيان ولم يمكنه ان يسمع منه. وسمع ابن نمير ويعلى ومحمدا
ابني عبيد، وأسباط بن محمد وعبد الرزاق وأبا ضمرة الليثي ووهب بن
جرير وطبقتهم، وعنه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وأبو حامد
ابن الشرقي ومحمد بن الحسين القطان وعدة. حدث عنه من رفقائه محمد
ابن رافع والذهلي، وكان يقول كتب عنى يحيى بن يحيى التميمي، وكان
أبو الأزهر من علماء المحدثين. قال أبو حاتم: صدوق. وقال النسائي
والدار قطني: لا بأس به. قال ابن الشرقي قيل لي: لم لا ترحل إلى العراق؟
قلت: ما أصنع بها وعندنا من بنادرة الحديث الذهلي وأبو الأزهر وأحمد بن
يوسف. وقيل إن أبا الأزهر لما أنكر عليه ابن معين حديثه عن عبد الرزاق
في الفضائل قال: حلفت الا أحدث به حتى أتصدق بدرهم. توفى في سنة
ثلاث وستين ومائتين رحمة الله عليه.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني وغيره انا جعفر وأحمد بن محمد. وعلي بن
سلامة قالوا انا أبو طاهر السلفي انا أبو عبد الله الثقفي نا محمد بن إبراهيم
الجرجاني إملاء نا محمد بن الحسين القطان انا أبو الأزهر نا أسباط بن محمد
انا الشيباني قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: رجم رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟ [قال نعم 1] قلت: بعد ما نزلت النور أم قبلها؟ قال لا أدري.
566 9 / 18 س - محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
الامام الحافظ فقيه عصره أبو عبد الله المصري، ولد سنة اثنتين

من المكية.
546

وثمانين ومائة. وروى عن ابن وهب وأبى ضمرة وابن أبي فديك والشافعي
وأشهب وإسحاق بن الفرات وعدة. وتفقه بأبيه وبالشافعي. روى عنه
النسائي وابن خزيمة وابن صاعد وابن أبي حاتم وأبو بكر بن زياد والأصم
وخلق. قال النسائي: ثقة. وقال مرة: لا بأس به. وقال ابن خزيمة
ما رأيت في الفقهاء اعلم بأقاويل الصحابة والتابعين منه. وقال ابن أبي حاتم:
ثقة صدوق أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك. وقال أبو إسحاق الشيرازي
حمل في المحنة إلى ابن أبي داود فلم يجبه فردوه وانتهت إليه الرئاسة بمصر
في العلم. وقال ابن خزيمة: اما الا سناد فلم يكن يحفظه. قلت: له كتب
كثيرة منها الرد على الشافعي. وكتاب احكام القرآن، ورد على فقهاء العراق،
وغير ذلك. مات في سنة ثمان [وستين - 1] ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا علي بن أحمد انا أبو الحسن القطيعي انا ابن الزاغواني انا أبو نصر
الزينبي انا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن محمد نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
انا ابن وهب حدثني عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب
عن ابن عباس ان أم هانئ حدثته انها قالت يا رسول الله يزعم ابن أمي
على أنه قاتل من أجرت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
قد أجرنا من أجرت.
قال سعيد بن عثمان رأيت محمد بن عبد الله يركب حمارا قصيرا
حقيرا منتوف الذنب وهو يقول: الطريق، الطريق، ويروح إلى الجمعة
وقميصه مرقوع ولو شاء ان يلبس ارفع ما يكون لفعل لأنه كان عنده

(1) من المكية.
547

من المال أمر كبير وكان عالما متواضعا ثقة كان أهل مصر لا يعدلون به أحدا.
567 9 / 19 خ م د ت ق - أحمد بن سعيد بن صخر
الحافظ الإمام أبو جعفر الدارمي السرخسي سمع النضر بن شميل
وعبد الصمد بن عبد الوارث وجعفر بن عون وطبقتهم. وعنه الستة
سوى النسائي وروى الترمذي أيضا عن رجل عنه.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا أبو القاسم الشحامي
انا أبو سعيد الكنجرودي انا بشر بن محمد بن محمد بن ياسين انا أبو بكر
ابن خزيمة انا أحمد بن سعيد الدارمي نا حجاج بن نصير نا شعبة عن العوام
ابن مزاحم عن أبي عثمان النهدي عن عثمان ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال: ان الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة. وحدث عنه من
شيوخه محمد بن المثنى العنزي ومن المتأخرين وأبو بكر بن خزيمة. ولى
قضاء سرخس وكان مبرزا في العلم. قال أحمد بن حنبل: ما قدم علينا
خراساني أفقه بدنا منه.
قال أبو عمر والمستملي عدناه في مرضه فأوصى بعشره آلاف
درهم واعتق عبيدا. قلت: توفى سنة ثلاث وستين ومائتين. وفيها مات
زاهد العراق سرى بن المغلس السقطي، وعلي بن شعيب السمسار، وعلى
ابن مسلم الطوسي، ومقرئ الري محمد بن عيسى التيمي، ومحمد بن يحيى
ابن أبي حزم القطعي، ويوسف بن موسى القطان الرازي، وهارون بن
سعيد الأيلي، وأحمد بن سعيد الهمداني المصري.
548

568 9 / 20 د ت س - الجوزجاني
الحافظ الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي نزيل دمشق
ومحدثها. سمع الحسين بن علي الجعفي ويزيد بن هارون وجعفر بن عون
وشبابة وطبقتهم فأكثر، وتفقه بأحمد بن حنبل. حدث عنه أبو داود
والترمذي والنسائي وأبو زرعة ومحمد بن جرير وابن جوصاء وأبو بشر
الدولابي وآخرون. وثقه النسائي. قال ابن عدي: سكن دمشق فكان
يحدث على المنبر ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بذلك ويقرأ كتابه على
المنبر، قال وكان يتحامل على على رضي الله عنه. وقال الدارقطني: كان
من الحفاظ الثقات المصنفين وفيه انحراف عن علي. قال أبو الدحداح
مات في ذي القعدة سنة تسع، وقال غيره سنة ست وخمسين ومائتين
وله كتاب في الضعفاء. 569 9 / 21 م د - حجاج ابن الشاعر
هو الحافظ الأوحد المأمون أبو محمد حجاج بن يوسف بن حجاج
الثقفي البغدادي ويعرف أبوه بلقوة الشاعر. حدث عن أبي داود
الطيالسي ويعقوب بن إبراهيم وأبى النضر وحجاج الأعور وطبقتهم.
روى عنه أبو داود ومسلم وبقى بن مخلد وأبو يعلى وعبد الرحمن بن أبي
حاتم والمحاملي وخلق. قال ابن أبي حاتم: ثقة حافظ، وقال أبو داود:
هو خير من مائة مثل الرمادي.
أنبأنا جماعة انا الكندي نا الشيباني نا الخطيب انا الأزهري قال لنا
549

أبو بكر بن شاذان نا أبو عبيد المحاملي قال بلغني عن حجاج ابن الشاعر انه
سمعه بعض جيرانه يقول: كذبت يا عدو الله، كذبت يا عدو الله، فدخل
عليه فقال: ما هذا؟ قال: أدخلت إحليلي في جوف البالوعة - يعني
لئلا يصيبه رشاش البول - قال فجاء الشيطان فقال قد أصاب ظهرك.
وبلغني انه مر يوما في درب وفي آخره ميزاب فقال: أصابني أو
لم يصبني؟ فلما طال عليه فجاء فجلس تحته وقال: استرحت من الشك.
قلت: هذه من أطراف ما يقع للموسوسين. قال صالح جزرة: سمعت حجاج
ابن الشاعر يقول جمعت لي أمي مائة رغيف فجعلتها في جراب وانحدرت
إلى شبابة [بالمدائن 1] فأقمت مائة يوم ببابه أجئ بالرغيف فأغمسه في
دجلة وآكله فلما نفدت خرجت. قال ابن قانع مات في رجب سنة تسع
وخمسين ومائتين. وفيها مات إسحاق بن وهب العلاف الواسطي، وبشر
ابن مطر السامري، وعلي بن معبد الرقي نزيل مصر، ومحمود بن آدم
المروزي، وإسحاق بن إبراهيم لؤلؤ البغوي رحمة الله عليهم.
570 9 / 22 د س - حميد بن زنجويه
الحافظ البارع أبو أحمد الأزدي النسائي مصنف (كتاب الأموال
وكتاب الترغيب والترهيب). سمع النضر بن شميل ويزيد بن هارون
وجعفر بن عون وسعيد الضبعي وطبقتهم. حدث عنه أبو داود السجستاني
والنسائي وإبراهيم الحربي وابن صاعد ومحمد بن خريم وعبد الله بن عتاب
الدمشقيان والقاضي المحاملي وخلق كثير. قال أبو عبيد: ما قدم علينا من

(1) من المكية.
550

فتيان خراسان مثل ابن زنجويه وأحمد بن شبويه. وقال النسائي: حميد ثقة.
وقال ابن حبان: هو الذي أظهر السنة بنسا. وقال آخر: كان ثقة حجة
من كبار الأئمة. مات سنة إحدى وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى
واسم أبيه مخلد بن قتيبة.
571 9 / 23 د س - خشيش بن اصرم
الحافظ الحجة أبو عاصم النسائي مصنف (كتاب الاستقامة) يرد
فيه على أهل البدع. سمع عبد الله بن بكر وروح بن عبادة وعبد الرزاق
وطبقتهم. حدث عنه أبو داود والنسائي وعلي بن أحمد بن علان وأبو بكر
ابن أبي داود وأحمد بن عبد الوارث العسال وآخرون. وثقه النسائي.
مات بمصر في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
572 9 / 24 ق - زهير بن محمد بن قمير
الامام الحافظ القدوة أبو محمد المروزي نزيل بغداد. سمع روح
ابن عبادة وأبا النضر وعبد الرزاق وعبيد الله بن موسى وطبقتهم. وعنه
ابن ماجة وأحمد بن عمر والبزار وابن صاعد والمحاملي والحسين بن
يحيى بن عياش. قال السراج: ثقة مأمون وقال الخطيب: كان ثقة صادقا
ورعا زاهدا تحول عن بغداد في آخر عمره فرابط بطرسوس إلى أن
مات. قال أبو القاسم [البغوي 1]: ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل
منه، لقد سمعته يقول: أشتهي لحما في أربعين سنة ولا آكله حتى ادخل

(1) من المكية.
551

الروم فآكله من مغانم الروم. وقال محمد بن زهير: كان أبى يختم في
رمضان تسعين ختمة. مات سنة سبع وخمسين ومائتين [في آخرها 1]
رحمه الله تعالى.
573 9 / 25 الأعين
الامام الحافظ أبو بكر محمد بن أبي عتاب الحسن بن طريف البغدادي
أحد الاثبات. حدث عن روح بن عبادة ويزيد بن هارون والفريابي
وطبقتهم. روى عنه مسلم في مقدمة صحيحه وابن أبي الدنيا والبغوي
والسراج وآخرون. وثقة ابن حبان، وقال أحمد بن حنبل: لما بلغه موته
انى لا غبطه، مات وما يعرف غير الحديث. قلت: مات سنة أربعين
ومائتين في جمادى الآخرة في أوائل سن الشيخوخة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن
عيسى انا عبد الرحمن بن عفيف انا عبد الرحمن بن أبي شريح انا أبو القاسم
البغوي انا أبو بكر الأعين انا محمد بن جعفر المدائني عن ورقاء قال
قلت لشعبة: لم تركت حديث أبي الزبير؟ قال: رأيته يزن فاسترجح في
الميزان فتركته.
574 9 / 26 خ ه‍ د ت س - الفضل بن سهل
أبو العباس البغدادي الأعرج الحافظ من كبار محدثي بغداد.
سمع حسين بن علي الجعفي وهشام بن القاسم وشبابة بن سوار وطبقتهم.

(1) من المكية.
552

حدث عنه الجماعة سوى ابن ماجة وابن صاعد والمحاملي ومحمد بن مخلد
وخلق كثير، وكان موصوفا بالذكاء والمعرفة والإتقان، وثقه النسائي
وغيره، وكان لا يكاد يفوته حديث فرد. قال أحمد بن الحسين الصوفي:
كان الفضل بن سهل أحد الدواهي يعنى في الحفظ. قلت: مات في صفر
سنة خمس وخمسين ومائتين وهو في عشر الثمانين رحمه الله. وقع لنا
من موافقاته الغالية.
575 9 / 27 خ د س ت - صاعقة
الحافظ الكبير أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير العدوي
العمرى مولا هم الفارسي ثم البغدادي. سمع يزيد بن هارون وروح بن
عبادة وأبا احمد الزبيري وعفان وطبقتهم فأكثر جدا. حدث عنه
الجماعة سوى مسلم وابن ماجة وأبو بكر بن أبي داود وابن صاعد
وأبو عبد الله المحاملي وخلق. قال الخطيب: كان متقنا ضابطا عالما حافظا.
وقال محمد بن محمد بن داود الكرخي: سمى صاعقة لحفظه وكان بزازا.
وقال النسائي: ثقة ولد سنة خمس وثمانين ومائة ومات في شعبان سنة
خمس وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
وقع لي من عواليه. أخبرنا أحمد بن إسحاق انا أكمل بن أبي الأزهر
انا سعيد ابن البناء انا محمد بن محمد الزينبي انا محمد بن عمر الوراق نا أبو بكر بن أبي
داود نا محمد بن منصور ومحمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير ان روح بن
عبادة أخبرهم عن ابن عيينة عن عمار الدهني عن عطية عن أبي سعيد قال
553

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أنعم وصاحب الصور
قد التقم الصور ينتظر متى يؤمر ان ينفخ فينفخ، قالوا وماذا نقول
يا رسول الله؟ قال قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل
576 9 / 28 4 - محمد بن عبد الملك بن زنجويه
الحافظ أبو بكر البغدادي الغزال صاحب الإمام أحمد، واسع الرحلة.
سمع يزيد بن هارون وعبد الرزاق ومحمد بن يوسف الفريابي وزيد بن
الحباب وجعفر بن عون وطبقتهم. حدث عنه أصحاب السنن الأربعة
وأبو يعلى وابن صاعد وابنا المحاملي وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخلق كثير.
وثقه النسائي وغيره، وكان من أحلاس الحديث. توفى في جمادى الآخرة
سنة ثمان وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى. يقع لنا من حديثه عاليا
في مواضع.
577 9 / 29 - محمد بن يحيى بن موسى
الحافظ المتقن أبو عبد الله الأسفرائني المعروف بحيويه. حدث عن
سعيد بن عامر الضبعي وأبى النضر وأبى عاصم وعبيد الله بن موسى
وأبى مسهر وخلائق وعنه أبو العباس السراج وابن خزيمة وأبو عوانة
الأسفرائني ومحمد بن محمد بن رجاء. وكان أبو عوانة يقول: محمد بن يحيانا
ومحمد بن يحياكم، ينظره بالذهلي المذكور. قلت: الظاهر أن حيويه لقب لوالده
يحيى. مات يوم التروية سنة تسع وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.
يقع لي حديثه من مسند أبى عوانة.
554

578 9 / 30 ت - البخاري
شيخ الاسلام وامام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
ابن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف
مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة
خمس ومائتين وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي ونشأ يتيما ورحل
مع أمه وأخيه سنة عشر ومائتين بعد أن سمع مرويات بلده من محمد
ابن سلام والمسندي ومحمد بن يوسف البيكندي. وسمع ببلخ من مكي
ابن إبراهيم، وببغداد من عفان، وبمكة من المقرئ، وبالبصرة من
أبى عاصم والأنصاري، وبالكوفة من عبيد الله بن موسى، وبالشام من
أبى المغيرة والفريابي، وبعسقلان من آدم. وبحمص من أبى اليمان،
وبدمشق من أبى مسهر، شدا وصنف وحدث وما في وجهه شعرة،
وكان رأسا في الذكاء، رأسا في العلم، ورأسا في الورع والعبادة.
حدث عنه الترمذي ومحمد بن نصر المروزي الفقيه وصالح بن محمد جزرة
ومطين وابن خزيمة وأبو قريش محمد بن جمعة وابن صاعد وابن أبي
داود، وأبو عبد الله الفربري وأبو حامد ابن الشرقي ومنصور بن محمد
البزدوي وأبو عبد الله المحاملي وخلق كثير، وكان شيخا نحيفا ليس بطويل
ولا قصير إلى السمرة، كان يقول لما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت
أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله بن موسى،
وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وآله في الليالي
المقمرة، وعن البخاري قال: كتبت عن أكثر من الف رجل.
555

ومن مناقبه: قال وراقه محمد بن أبي حاتم سمعت حاشد بن إسماعيل
وآخر يقولان كان البخاري يختلف معنا إلى السماع وهو غلام فلا يكتب
حتى أتى على ذلك أياما فكنا نقول له فقال: إنكما قد أكثرتما على
فاعرضا على ما كتبتما فاخر جنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر
الف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه،
ثم قال أترون انى اختلف هدرا وأضيع أيامي؟ فعرفنا انه لا يتقدمه
أحد. وقال محمد بن خميرويه: سمعت البخاري يقول: أحفظ مائة الف
حديث صحيح، وأحفظ مائتي الف حديث غير صحيح، وقال ابن خزيمة:
ما تحت أديم السماء اعلم بالحديث من البخاري. قلت: قد أفردت مناقب
هذا الامام في جزء ضخم فيها العجب فهو ومسلم وأبو داود والترمذي
رجال الطبقة الخامسة من الأربعين للمقدسي. مات ليلة عيد الفطر سنة
ست وخمسين ومائتين. وفيها توفى الزبير بن بكار، وعلي بن المنذر
الطريقي، ومحمد بن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، ومحمد بن
عثمان بن كرامة رحمة الله عليهم.
قرأت على إسماعيل ابن الفراء ويوسف ابن الشنقاري ومحمد بن
بيان وطائفة أخبركم الحسين ابن الزبيدي انا أبو الوقت انا الداودي انا ابن
حمويه نا ابن مطر نا البخاري نا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن شقيق
قال كنت مع عبد الله وأبى موسى فقالا قال النبي صلى الله عليه وآله
وسلم: ان بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم
ويكثر فيها الهرج - والهرج القتل، رواه (م) عن أبي النضر عن أبيه
556

عن الأشجعي عن سفيان عن الأعمش، فكأن أبا الوقت سمعه من مسلم.
579 9 / 31 م س ت ق - أبو زرعة
الامام حافظ العصر عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ
القرشي مولاهم الرازي، سمع أبا نعيم وقبيصة وخلاد بن يحيى ومسلم
ابن إبراهيم والقعنبي ومحمد بن سابق وطبقتهم بالحرمين والعراق والشام
والجزيرة وخراسان ومصر، وكان من افراد الدهر حفظا وذكاء ودينا
واخلاصا وعلما وعملا. حدث عنه من شيوخه حرملة وأبو حفص
الفلاس وجماعة، ومسلم وابن خالته الحافظ أبو حاتم والترمذي وابن ماجة
والنسائي وابن أبي داود وأبو عوانة وسعيد بن عمرو البرذعي وابن أبي حاتم
ومحمد بن الحسين القطان وآخرون. وفي السابق واللاحق رواية إبراهيم
ابن أورمة الحافظ عن الفلاس عن أبي زرعة الرازي. قال البخاري:
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال نزل أبو زرعة عندنا فقال لي أبى
يا بنى قد اعتضت عن نوافلي بمذاكرة هذا الشيخ. قال صالح بن محمد:
سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عن ابن أبي شيبة مائة الف حديث، وعن إبراهيم
ابن موسى الرازي مائة الف قلت: تقدر أن تملى على الف حديث من حفظك؟
قال: لا، ولكني إذا ألقي على عرفت. وعن أبي زرعة ان رجلا استفتاه
انه حلف بالطلاق انك تحفظ مائة الف حديث، فقال: تمسك بامرأتك.
ابن عقدة نا مطين عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: ما رأيت احفظ من
أبى زرعة. وعن الصغاني قال: أبو زرعة عندنا يشبه بأحمد بن حنبل.
وقال علي بن الجنيد: ما رأيت اعلم من أبى زرعة. وقال أبو يعلى الموصلي
557

كان أبو زرعة مشاهدته أكبر من اسمه يحفظ الأبواب والشيوخ والتفسير.
وقال صالح جزرة: سمعت أبا زرعة يقول: احفظ في القراءات عشرة
آلاف حديث. وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أكثر تواضعا
من أبى زرعة. وقال عبد الواحد بن غياث: ما رأى أبو زرعة مثل نفسه
وقال أبو حاتم: ما خلف أبو زرعة بعده مثله ولا اعلم من كان يفهم
هذا الشأن مثله وقل من رأيت في زهده.
مات أبو زرعة في آخر يوم من سنة أربع وستين ومائتين
[وقد شاخ، رحمة الله عليه 1].
وفيها مات محدث مصر أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بحشل، والامام
أبو إبراهيم المزني الفقيه، والامام يونس بن عبد الأعلى الصدفي، ثلاثتهم
بمصر.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا القاسم بن عبد الله انا أبو الأسعد هبة الرحمن
ابن عبد الواحد انا عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري انا عبد الملك بن الحسن
نا يعقوب بن إسحاق الحافظ نا إبراهيم بن مرزوق نا عمر 2 بن يونس (ح وبه)
قال يعقوب وانا أبو زرعة الرازي نا عمرو بن مرزوق قالا انا عكرمة
ابن عمار انا شداد سمعت أبا امامة 3 قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: يا ابن آدم انك ان تبذل الفضل خير لك، وان تمسكه شر لك،
ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى.
وأخبرنا ابن عساكر عن أبي المظفر ابن السمعاني انا عبد الله بن محمد

(1) من المكية (2) في الأصلين " عمرو " خطأ (3) في الأصلين " أبا أسامة خطأ ".
558

انا عثمان بن محمد نا عبد الملك - فذكره.
580 9 / 32 س - الرهاوي
الحافظ الثقة أبو الحسين أحمد بن سليمان محدث الجزيرة. سمع
زيد بن الحباب وجعفر بن عون ومسكين بن بكير ويحيى بن آدم فمن
بعدهم فأكثر، وكان من أوعية العلم. حدث عنه النسائي وأبو عروبة
ومحمد بن عبد الله مكحول البيروتي وآخرون، وأجاز لعبد الرحمن بن أبي
حاتم أحاديث كتب بها إليه. توفى سنة إحدى وستين ومائتين.
ذكره النسائي فقال: ثقة مأمون صاحب حديث.
وفيها توفى شعيب بن أيوب الصريفيني شيخ واسط، وأبو شعيب
صالح بن زياد السوسي مقرئ الجزيرة، والمحدث علي بن اشكاب وأخوه،
والشيخ أبو يزيد البسطامي من مشاهير القوم.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا زين الامناء الحسن بن محمد انا أبو القاسم
الحافظ انا ابن إبراهيم الحسيني انا أبو القاسم علي بن محمد السميساطي
انا عبد الوهاب الكلابي انا مكحول البيروتي نا أحمد بن سليمان الرهاوي
نا يزيد بن هارون نا الجريري عن أبي العلاء عن مطرف عن عمران بن
حصين ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لرجل من أصحابه:
هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا؟ قال: لا قال: فإذا أفطرت من
رمضان فصم يومين مكانه، رواه مسلم عن ابن أبي شيبة عن يزيد.
581 9 / 33 س - أحمد بن سيار بن أيوب
الحافظ الفقيه أبو الحسن المروزي أحد الاعلام. سمع عبدان بن
559

عثمان وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب ويحيى بن بكير وصفوان بن
صالح وطبقتهم بمدائن الاسلام. حدث عنه محمد بن نصر المروزي
والنسائي وابن خزيمة ومحمد بن عقيل البلخي وأبو العباس المحبوبي
وحاجب بن أحمد الطوسي وآخرون. وروى البخاري عن أحمد عن
محمد بن أبي بكر المقدمي، فقيل انه هو وقد صنف تاريخا لمرو. قال ابن أبي
حاتم: رأيت أبى يطنب في مدحه ويذكره بالعلم والفقه. قلت: هو
صاحب وجه في المذهب، ومن وجوهه ايجاب الاذان للجمعة فقط،
وايجاب رفع اليدين في تكبيرة الاحرام، وكان بعض الأئمة يشبهه
بابن المبارك في زمانه علما وفضلا. عاش سبعين سنة وتوفى في ربيع الآخر
سنة ثمان وستين ومائتين.
وفيها توفى المعمر أحمد بن شيبان الرملي، والمسند أحمد بن يونس
ابن المسيب الضبي الأصبهاني، ومحدث بلخ عيسى بن أحمد العسقلاني،
وفقيه مصر محمد بن عبد الله بن عبد الحكم. وأحمد بن سيار كان امام
الحديث في عصره من أوعية العلم مع الزهد والنبالة والعبادة
وثقه الدارقطني.
582 9 / 34 - العجلي
الامام الحافظ القدوة أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي
الكوفي نزيل طرابلس المغرب. سمع والده وحسين بن علي الجعفي
وشبابة ومحمد بن يوسف الفريابي ويعلى بن عبيد وطبقتهم. حدث عنه
ولده صالح بمصنفه في الجرح والتعديل وهو كتاب مفيد يدل على سعة
560

حفظه. ذكره عباس الدوري فقال: كنا نعده مثل احمد ويحيى بن معين.
قلت: وحدث عنه سعيد بن عثمان وعثمان بن حديد الألبيري وسعيد
ابن إسحاق ومسند الأندلس محمد بن فطيس الغافقي. ومن كلامه رحمه الله
قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، ومن آمن برجعة على فهو كافر.
وقيل إنه فر إلى المغرب أيام محنة القرآن وسكنها للتفرد والتعبد. مولده
سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات بأطرابلس سنة إحدى وستين ومائتين،
ما علمت وقع لنا من حديث شئ، وما أظنه روى شيئا سوى حكايات.
583 9 / 35 د - عيسى بن شاذان البصري القطان
أحد الحفاظ. حدث عن عبد الله بن رجاء وأبى عمر الحوضي
وطبقتهما. وعنه أبو داود وأبو عروبة وعلي بن عبد الله بن مبشر وابن أبي
داود وآخرون. وقال أبو عبيد: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت احفظ
من النفيلي، قلت: ولا عيسى بن شاذان؟ قال: ولا عيسى بن شاذان.
قرأت على أحمد بن تاج الامناء عن عبد المعز الهروي انا زاهر الشحامي
انا أبو سعيد الكنجرودي انا محمد بن محمد الحافظ نا أبو عروبة الحراني نا
عيسى بن شاذان نا إبراهيم بن أبي سويد نا حماد بن سلمة انا يونس وحبيب
وهشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: الايمان يمان، والفقه يمان والحكمة يمانية. بقى إلى بعد الأربعين
ومائتين رحمه الله.
584 9 / 36 - عمار بن رجاء
الحافظ الإمام أبو ياسر التغلبي الاسترآبادي صاحب المسند، سمع
561

يزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي والحسين الجعفي وزيد بن الحباب
ويحيى بن آدم والخريبي وطبقتهم، صنف وجمع وطال عمره. روى
عنه أبو نعيم بن عدي وأحمد بن محمد بن مطرف خاتمة أصحابه ومحمد بن
حسين الأديب وبندار بن إبراهيم القاضي وجعفر بن شهزيل وخلق.
قال أبو سعيد الإدريسي: كان فاضلا دينا كثير العبادة والزهد وقبره
يزار. مات سنة سبع وستين ومائتين بجرجان.
585 9 / 37 الوزدولي
الحافظ الصدوق أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن موسى الجرجاني
العصار صاحب المسند، رحل وسمع من عبيد الله بن موسى ومسلم بن
إبراهيم وآدم بن أبي اياس وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن
وإبراهيم بن موسى الجرجانيان ومحمد بن جعفر البصري وآخرون وكان
ثقة. توفى سنة خمس وتسعين ومائتين. يعسر على تخريج شئ من
رواياته.
586 9 / 38 خ ق - الرخامي
الحافظ الثبت أبو العباس الفضل بن يعقوب البغدادي سمع حجاجا
الا عور ومحمد بن يوسف الفريابي وإدريس بن يحيى وأسد السنة وزيد
ابن يحيى الدمشقي ويحيى بن السكن وطبقتهم. وعنه البخاري وابن ماجة
وابن صاعد وابن المحاملي [وابن خزيمة 1] وابن مخلد وخلق. قال الدارقطني

(1) من المكية.
562

ثقة حافظ. وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وكان ثقة. قلت: مات
في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
أخبرنا المسلم بن محمد والمؤمل البالسي كتابة قالا انا أبو اليمن الكندي
انا أبو منصور الشيباني انا أبو بكر الخطيب انا عبد الواحد بن محمد انا
محمد بن مخلد نا الفضل بن يعقوب نا يحيى بن السكن نا شعبة عن أبي إسحاق
عن أبي عبيدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء. يحيى بن السكن فيه لين.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا أبو الفرج الكاتب انا أبو القاسم الحاسب
انا ابن النقور نا عيسى بن علي قال: قرئ على إسماعيل بن العباس الوراق
وانا اسمع حدثكم الفضل بن يعقوب نا يحيى بن السكن نا شعبة عن أبي إسحاق
عن التميمي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أعظم
سورة في القرآن البقرة، وأعظم آية فيها آية الكرسي.
587 9 / 39 ع - البحراني
الحافظ الثقة أبو عبد الله محمد بن معمر بن ربعي القيسي البصري.
حدث عن أبي أسامة وحرمي بن عمارة وروح بن عبادة وطبقتهم. وعنه
الستة وابن أبي عاصم وأبو بكر بن [أبى داود وابن 1] خزيمة وخلق.
توفى سنة ست وخمسين ومائتين وقد عاش بعده عامين البحراني الكبير
الذي تقدم واسمه العباس.

(1) من المكية.
563

588 9 / 40 حاشد بن إسماعيل
ابن عيسى البخاري الغزال الحافظ محدث الشاش أحد أئمة الأثر.
سمع عبيد الله بن موسى ووهب بن جرير ومكي بن إبراهيم وطبقتهم.
وله رحلة واسعة. حدث عنه محمد بن يوسف الفربري وبكر بن منير
ومحمد بن إسحاق السمرقندي وأحمد بن محمد بن آدم الشاشي وآخرون
ولم يلحقه الهيثم بن كليب. مات سنة إحدى وستين ومائتين [وقيل
سنة اثنتين وستين 1] رحمه الله.
قال غنجار في تاريخ بخارى: حدثنا سهل بن عثمان السلمي سمعت
علي بن محمد بن منصور سمعت أبا حامد بن عيسى المحلوق سمعت العباس
ابن سورة سمعت أبا جعفر المسندي يقول: حفاظنا ثلاثة، محمد بن إسماعيل
وحاشد بن إسماعيل ويحيى بن سهيل. قلت: ابن سهيل رحل وسمع من
أبى عاصم النبيل [ونحوه 1] ولكن لم يشتهر ولا وقعت بترجمته كما ينبغي.
589 9 / 41 ق - الرمادي
الحافظ الحجة أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار بن معارك البغدادي
الرمادي. يقع لنا حديثه كثيرا. سمع يزيد بن هارون وأبا داود وزيد
ابن الحباب وأبا النضر وعبد الرزاق وطبقتهم. صنف المسند وكان
ذا حفظ ومعرفة. حدث عنه ابن ماجة وإسماعيل القاضي والمحاملي
وعبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو عوانة وإسماعيل الصفار وآخرون. وثقه

(1) من المكية.
564

أبو حاتم، وقال ابن أورمة الأصبهاني: لو أن رجلا قال ثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة، وقال الآخر ثنا الرمادي لكانا سواء. قلت: عاش الرمادي
ثلاثا وثمانين سنة ومات في ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين.
وفيها مات مسند بغداد سعدان بن نصر المخرمي، ومسند الموصل
علي بن حرب الطائي، والمحدث عبد الله بن أيوب المخرمي، وشيخ الصوفية
أبو حفص النيسابوري، وفقيه المغرب محمد بن سحنون المالكي.
590 9 / 42 م د س ق - أحمد بن يوسف بن خالد
الامام الحافظ محدث نيسابور أبو الحسن السلمي النيسابوري
حمدان 1. سمع حفص بن عبيد الله وأبا النضر ومحمد بن عبيد الطنافسي
وعبد الرزاق [وجماعة] بالكوفة والبصرة والحجاز واليمن والشام
والجزيرة. حدث عنه (م د س ق) وابن خزيمة وأبو حامد ابن الشرقي
وأبو حامد بن بلال ومحمد بن الحسين القطان وخلق وكان يقول: كتبت
عن عبيد الله بن موسى ثلاثين الف حديث. قلت: متفق على عدالته
وجلالته. عاش اثنتين وثمانين سنة توفى سنة أربع وستين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا عبد الله بن مروان الفقيه انا أبو القاسم بن رواحة انا أبو طاهر
الحافظ انا أبو عبيد الله الثقفي اجازة ان لم يكن سماعا نا أبو طاهر محمد
ابن محمد بن محمش املاء انا محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن يوسف

(1) في التهذيب " المعروف بحمدان ".
565

السلمي نا طلق بن غنام نا إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه عن
عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا خرج من
الغائط قال: غفرانك.
أخبرنا نصر الله بن محمد انا عبد الوهاب بن ظافر انا أحمد بن محمد انا
أبو عبيد الله الثقفي انا محمد بن محمد بن محمش انا محمد بن الحسين نا أحمد بن
يوسف نا محمد بن المبارك نا الهيثم بن حميد عن العلاء بن الحارث عن
مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: من مس فرجه فليتوضأ.
591 9 / 43 - سمويه
الحافظ المتقن الطواف أبو بشر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود
العبدي الأصبهاني. سمع الحسين بن حفص وبكر بن بكار وأبا نعيم
وأبا مسهر الغساني وسعيد بن أبي مريم وعلي بن عياش وطبقتهم. روى
عنه محمد بن أحمد بن يزيد وأبو بكر بن أبي داود وعبد الله بن جعفر بن
أحمد بن فارس وآخرون. قال أبو الشيخ: كان حافظا متقنا يذاكر
بالحديث وقال أبو نعيم الحافظ: كان من الحفاظ والفقهاء. وقال ابن أبي
حاتم: صدوق. قلت: من تأمل فوائده المروية علم اعتناءه بهذا
الشأن. توفى سنة سبع وستين ومائتين.
وفيها مات إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي ومسند مصر
بحر بن نصر الخولاني والمسند عباس بن عبد الله الترقفي والمسند محمد بن
عزيز الأيلي ويونس بن حبيب الأصبهاني صاحب الطيالسي [ويحيى بن
566

محمد بن يحيى الذهلي المحدث الشهيد 1].
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن مسعود الجمال وأبى المكارم
التيمي قالا انا أبو على المقرئ انا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل
ابن عبد الله نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن
عياض [بن عبد الله 1] عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال: لكن قرن من أمتي سابقون، حديث غريب جدا
واسناده صالح.
592 9 / 44 د س - أبو حاتم الرازي
الامام الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أحد الاعلام.
ولد سنة خمس وتسعين ومائة وقال: كتبت الحديث سنة تسع ومائتين
قلت: رحل وهو أمرد فسمع عبيد الله بن موسى ومحمد بن عبد الله
الأنصاري والأصمعي وأبا نعيم وهوذة بن خليفة وعفان وأبا مسهر
وأمما سواهم. وبقى في الرحلة زمانا فقال: أول ما رحلت أقمت سبع
سنين ومشيت على قدمي زيادة على الف فرسخ، ثم تركت العدد،
وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا، ثم إلى الرملة ماشيا، ثم إلى
طرسوس ولى عشرون سنة. قلت: لحق عبيد الله قبل موته بشهرين،
قال: وكتبت عن النفيلي نحو أربعة عشر ألفا، وسمع منى محمد بن مصفى
أحاديث. قلت: وحدث عنه يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عوف
الطائي وأبو داود والنسائي وأبو عوانة الأسفرائني وأبو الحسن على

(1) من المكية.
567

ابن إبراهيم القطان وأبو عمرو أحمد بن محمد بن حكيم و عبد الرحمن بن
حمدان الجلاب وعبد المؤمن بن خلف النسفي وخلق كثير.
قال موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي: ما رأيت احفظ من
أبى حاتم. وقال أحمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد محمد بن يحيى احفظ
للحديث ولا اعلم بمعانيه من أبى حاتم. وقال النسائي: ثقة. وقال
ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قلت على باب أبى الوليد الطيالسي: من
أغرب على حديثا صحيحا فله درهم، وكان ثم خلق أبو زرعة فمن دونه
وانما كان مرادي ان يلقى على ما لم اسمع به لأذهب إلى راويه فأسمعه،
فلم يتهيأ لأحد أن يغرب على. وسمعت أبي يقول: قدم محمد بن يحيى
الري فألقيت عليه ثلاثة عشر حديثا من حديث الزهري فلم يعرف منها
الا ثلاثة أحاديث.
وقال بقيت بالبصرة سنة أربع عشرة فبعت ثيابي حتى نفدت
وجعت يومين فأعلمت رفيقي فقال: معي دينار، فأعطاني نصفه، وطلعنا
مرة من البحر وقد فرغ زادنا فمشينا ثلاثة أيام لا نأكل شيئا فألقينا
بأنفسنا وفينا شيخ فسقط مغشيا عليه فجئنا نحركه وهو لا يعقل فتركناه
ومشينا فرسخا فسقطت مغشيا على، ومضى صاحبي فرأى على بعد سفينة
فنزلوا الساحل فلوح بثوبه فجاؤه فسقوه، فقال أدركوا رفيقين لي
فما شعرت الا برجل يرش على وجهي ثم سقاني ثم أتوا بالشيخ فبقينا
أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة اثنتين وتسعين وست
568

مائة انا محمد بن خلف الفقيه سنة ست عشرة وست مائة انا أبو طاهر
الحافظ انا محمد واحمد ابنا عبد الله بن أحمد الشوذرخاني قالا انا على
ابن محمد الفرضي سنة ثلاث عشرة وأربع مائة انا أبو عمرو أحمد بن محمد
ابن حكيم نا أبو حاتم الرازي نا الأنصاري حدثني حميد عن انس بن
مالك قال افتتح أبو بكر البقرة في يوم عيد فطر أو اضحى فقلت: يقرأ
عشر آيات فلما جاوز العشر فلنا يقرأ مائة حتى قرأها فرأيت أشياخ
أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يميلون. توفى أبو حاتم في شعبان
سنة سبع وسبعين وله اثنتان وثمانون سنة.
وفيها مات مسند بغداد محمد بن الجهم السمري، ومحدث الكوفة
محمد بن الحسين [بن أبي الحنين 1] الكوفي صاحب المسند.
593 9 / 45 د س - ابن البرقي
الحافظ العالم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد
الزهري مولاهم المصري صاحب كتاب الضعفاء. سمع عمرو بن أبي سلمة
التنيسي وأسد بن موسى وعبد الملك بن هشام ومحمد بن يوسف الفريابي
وأبا عبد الرحمن المقري وطبقتهم، واخذ هذا الشأن عن يحيى بن معين
وغيره. حدث عنه أبو داود والنسائي ومحمد بن المعافى وعمر بن البجير
وطائفة، قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن يونس: ثقة، حدث بالمغازي
وقال: انما عرف بالبرقي لانهم كانوا يتجرون إلى برقة. مات سنة تسع
وأربعين ومائتين.

(1) من المكية لكن وقع فيها " الحسين " خطأ.
569

أخبرنا محمد بن عبد السلام عن عبد المعز بن محمد انا تميم بن أبي سعيد
وزاهر بن طاهر قالا انا محمد بن عبد الرحمن انا أبو عمرو بن حمدان انا
عبد الله بن محمد بن سيار نا محمد بن عبد الرحيم البرقي نا أبو حفص نا أبو معيد 1
عن سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر وعن عطاء عن ابن عباس
انهما كان يقولان عن رسول الله صلى الله عليه وآله: قال: من
اشترى بيعا فوجب له فهو بالخيار ما لم يفارقه صاحبه ان شاء اخذه فإذا
فارقه فلا خيار له.
594 9 / 46 - أخوه أحمد بن عبد الله
الحافظ أبو بكر بن البرقي سمع من عمرو بن أبي سلمة وطبقته كأخيه
وله مصنف في معرفة الصحابة رواه عنه أحمد بن علي المدائني وكان من
الحفاظ المتقنين. رفسته دابة في رمضان سنة سبعين ومائتين [فتلف 2]
رحمه الله. وقد وهم الطبراني وروى عنه كثيرا وانما غلط سمع السيرة
من أخيه عبد الرحيم بن عبد الله ابن البرقي واعتقد أن اسمه احمد.
595 9 / 47 - الأثرم
الحافظ الكبير العلامة أبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الإسكافي
صاحب الإمام أحمد. سمع أبا نعيم وهوذة بن خليفة وأحمد بن إسحاق
الحضرمي وعبد الله بن بكر السهمي وعبد الله بن صالح المصري وعفان
وأبا الوليد والقعنبي [ومسددا 2] وطبقتهم وصنف التصانيف. حدث

(1) في الأصلين " أبو معبد " خطأ (2) من المكية.
570

عنه النسائي في السنن وموسى بن هارون وابن صاعد وعلي بن أبي طاهر
القزويني وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري وأحمد بن محمد بن الشاكر
وآخرون وله كتاب في العلل وكان من افراد الحفاظ، قال أبو بكر الخلال:
كان جليل القدر حافظا، لما قدم عاصم بن علي بغداد طلب من يخرج
له فوائد فلم يجد مثل أبى بكر فلم يقع منه بموقع لحداثة سنه، فأخذ يقول
هذا خطأ وهذا وهم، فسر عاصم به، كان للأثرم تيقظ عجيب حتى قال
يحيى بن معين وغيره. كأن أحد أبويه جنى - إلى أن قال وأخبرني أبو بكر
ابن صدقة سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول: الأثرم احفظ من أبى زرعة
الرازي وأتقن. وقال محمد بن اشكاب. سمعت يحيى بن أيوب المقابري
يقول: أحد أبوي الأثرم جنى. قال الخلال وسمعت الحسن بن علي بن
عمر الفقيه يقول: قدم شيخان من خراسان للحج فقعد هذا ناحية معه
خلق مستمل، وقعد الآخر ناحية كذلك فجلس الأثرم بينهما فكتب
ما أمليا معا. قلت: أظنه مات بعد الستين ومائتين وله كتاب نفيس
في السنن يدل على إمامته وسعة حفظه.
أخبرنا عبد الولي بن عبد الرحمن الخطيب وعيسى بن بركة السلمي
وجماعة قالوا انا عبد الله بن عمر انا سعيد بن أحمد حضورا نا محمد الزينبي
انا أبو بكر بن عمرنا ابن صاعد نا أبو الأشعث نا يزيد بن زريع نا روح
عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال صلى بنا رسول
صلى الله عليه وآله صلاة زاد فيها أو نقص فلما فرغ قلنا
يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدث في الصلاة شئ؟ فثنى
571

رجله فسجد سجدتين. وبه قال ابن صاعد وزاد أبو بكر الأثرم عن
محمد بن المنهال عن يزيد في هذا الحديث: قلنا صليت كذا وكذا
وذكر الحديث.
596 9 / 48 - قبيطة
الحافظ الثقة أبو على الحسن بن سليمان البصري نزيل مصر. سمع
أبا نعيم وأبا غسان النهدي وعبد الله بن يوسف التنيسي وطبقتهم. حدث
عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو بكر بن زياد النيسابوري وجماعة. وصفه
ابن يونس بالحفظ وقال: مات بمصر سنة إحدى وستين ومائتين.
597 9 / 49 - داود بن علي
الحافظ الفقيه المجتهد أبو سليمان الأصبهاني [البغدادي 1] فقيه
أهل الظاهر. ولد سنة مائتين سمع عمرو بن مرزوق والقعنبي وسليمان
ابن حرب ومسددا ومحمد بن كثير العبدي وتفقه بإسحاق بن راهويه
وصنف التصانيف وكان بصيرا بالحديث صحيحه وسقيمه، قال الخطيب:
كان إماما ورعا ناسكا زاهدا وفي كتبه حديث كثير، لكن الرواية
عنه عزيزة جدا. حدث عنه ابنه محمد وزكريا [بن يحيى 1] الساجي
ويوسف بن يعقوب الداودي وعباس بن أحمد المذكر. قال أبو إسحاق
في طبقات الفقهاء ولد سنة اثنتين ومائتين. واخذ العلم عن إسحاق وأبى
ثور وكان زاهدا متقللا، قال ثعلب: كان عقل داود أكثر من علمه.

(1) من المكية.
572

قال أبو إسحاق: كان في مجلسه أربع مائة صاحب طيلسان. قال أبو عمرو
أحمد بن المبارك المستملي رأيت داود بن علي يرد على إسحاق بن راهويه،
وما رأيت أحدا قبله ولا بعده يرد عليه هيبة له. قلت: منع الإمام أحمد
ان يدخل إليه داود وبدعه لكونه قال القرآن محدث. قال ابن كامل
مات في رمضان سنة سبعين ومائتين.
وفيها توفى بكار بن قتيبة البصري قاضى مصر ومحدثها، ومحدث
الكوفة الحسن بن علي بن عفان العامري، ومحدث أصبهان أسيد بن عاصم
الثقفي، وشيخ مصر الربيع بن سليمان المرادي.
أخبرنا المؤمل البالسي وجماعة قالوا انا الكندي انا الشيباني انا الخطيب
انا الحسن بن أبي طالب ثنا القاضي أبو الحسن الجراحي نا أبو عيسى يوسف
ابن يعقوب بن مهران الداودي (ح) قال الخطيب وانا القاضي أبو بكر
محمد بن عمر الداودي نا عبد الله بن محمد الشاهد نا العباس بن أحمد المذكر
قالا نا أبو سليمان داود بن علي حدثني إسحاق الحنظلي نا عيسى بن يونس
نا الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا تنكح البكر حتى تستأذن
وللثيب نصيب من أمرها ما لم تدع إلى سخطة، فإذا عدت إلى سخطة
وأولياؤها إلى الرضا رفع شأنها إلى السلطان. العباس المذكور غير ثقة.
598 9 / 50 م 4 - الصاغاني
الحافظ الحجة محدث بغداد أبو بكر محمد بن إسحاق. سمع يزيد
ابن هارون وروح بن عبادة ويعلى بن عبيد وأبا مسهر وسعيد بن أبي
573

مريم وطبقتهم. حدثت عنه الجماعة سوى البخاري وابن خزيمة
وأبو عوانة وإسماعيل الصفار وأبو العباس الأصم وشجاع بن جعفر
وخلق. قال ابن أبي حاتم: هو ثبت صدوق. وقال ابن خراش: ثقة
مأمون. وقال الدارقطني: ثقة: وفوق الثقة. وعن أبي مزاحم الخاقاني:
كان أبو بكر الصاغاني يشبه بيحيى بن معين في وقته. وقال أبو بكر
الخطيب: كان أحد الاثبات المتقنين مع صلابة في الدين واشتهار بالسنة
واتساع في الرواية. قال ابن كامل: مات في صفر سنة سبع ومائتين.
أخبرنا محمد بن بطيخ وأحمد بن عبد الرحمن وعبد الحميد بن خولان
قالوا انا عبد الرحمن بن نجم (ح) وأخبرتنا خديجة بنت الرضى انا عبد الرحمن
ابن إبراهيم قالا أخبرتنا شهدة الكاتبة انا الحسين بن أحمد انا عبد الواحد
ابن مهدي انا الحسين بن إسماعيل انا محمد بن إسحاق والعباس بن محمد قالا
ثنا الفضل بن دكين نا عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي الزناد عن سعد
أو سعيد بن سليمان عن زيد بن ثابت ان رسول الله صلى الله عليه وآله
كان يقول: الا أدلكم على كنز من كنوز الجنة؟ تكثرون من قول
لا حول ولا قوة الا بالله.
599 9 / 51 خ د س - محمد بن اشكاب
الحافظ الإمام أبو جعفر البغدادي أخو الامام المحدث علي بن
الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان وكان محمد أصغر هما. سمع أبا النصر
وعبد الصمد بن عبد الوارث [وإسماعيل 1] بن عمر وطبقتهم. حدث

(1) من المكية.
574

عنه (خ د س) وابن صاعد والمحاملي ومحمد بن مخلد وآخرون. قال
أبو حاتم: صدوق. قيل مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ومائتين
وله ثمانون سنة.
أخبرنا عمر بن القواس انا ابن الحرستاني [انا 1] جمال الاسلام انا
ابن طلاب انا محمد بن أحمد انا حمزة بن الحسين السمسار ببغداد نا محمد
ابن اشكاب نا وهب بن جرير نا شعبة عن ابن أبي خالد عن المنهال بن
عمر وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال: من عاد مريضا فقال عنده أسأل الله العظيم رب العرش
العظيم يشفيك سبع مرات عوفي ان لم يكن اجله حضر.
600 9 / 52 س - ابن وارة
الحافظ الكبير الثبت أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن وارة
الرازي. حدث عن أبي عاصم والفريابي وأبى نعيم وأبى المغيرة عبد القدوس
وطبقتهم روى عنه النسائي والبخاري خارج صحيحه ومحمد بن المسيب
الأرغياني وأبو بكر بن مجاهد وابن أبي حاتم وخلق. قال ابن أبي حاتم:
هو ثقة صدوق، وجدت أبا زرعة يجله ويكرمه. قال فضلك الرازي
سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: أحفظ من رأيت ابن الفرات وابن وارة
وأبو زرعة قال النسائي: ثقة صاحب حديث.
وقال الطحاوي: ثلاثة بالري لم يكن في الأرض مثلهم في وقتهم
أبو حاتم وأبو زرعة وابن وارة. قال ابن خراش: كان ابن وارة من

(1) من المكية.
575

أهل هذا الشأن المتقنين الامناء، كنت عنده ليلة فذكر أبا إسحاق السبيعي
وشيوخه فذكر منهم في طلق واحد مائتين وسبعين رجلا. قال عثمان
ابن خرزاذ: سمعت الشاذكوني يقول: جاءني محمد بن مسلم فأخذ يتقعر في
كلامه فقلت: من أي بلد أنت؟ قال: من أهل الري، قال: ألم يأتك
خبري؟ ألم تسمع بنبئي؟ انا ذو الرحلتين. قال: فقلت من روى عن
النبي صلى الله عليه وآله ان من الشعر حكمة؟ قال: بعض أصحابنا،
قلت: من؟ قال: أبو نعيم وقبيصة فقلت يا غلام ائتني بالدرة فضربته
خمسين فقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن ان تقول حدثني بعض غلماننا.
وقال زكريا الساجي: جاء ابن وارة إلى أبى كريب وكان في ابن وارة
بأو فقال، ألم يبلغك خبري؟ ألم: يأتك نبئي انا ذو الرحلتين، انا ابن وارة
فقال: وارة وما وارة وما ادراك ما وارة، قم فوالله لا حدثتك
ولا حدثت قوما أنت فيهم. قال ابن عقدة: دق ابن وارة على أبى كريب
فقال من؟ قال: ابن وارة أبو الحديث وأمه. قلت: مات في رمضان
سنة سبعين ومائتين.
أخبرنا سنقر الأسدي وأبو نصر الفارسي قالا انا علي بن محمود انا
أبو طاهر الحافظ انا أبو عبد الله الثقفي نا أبو عبد الرحمن السلمي املاء انا
أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي سعيد الرازي نا محمد بن مسلم بن وارة نا
الفريابي نا الثوري عن إسماعيل السدى عن عبد خير قال: كان لعلى رضي الله عنه
أربعة خواتيم يتختم بها، ياقوت لقلبه وفيروزج لبصره وحديد
صيني لقوته وعقيق لحرزه، وكان نقش الياقوت: لا إله إلا الله الملك
576

الحق المبين، ونقش الفيروزج: الله الملك، ونقش الحديد: العزة لله
جميعا، ونقش العقيق: ما شاء الله لا قوة الا بالله استغفر الله. هذا حديث
مختلق ورواته كلهم مأمونون سوى أبى جعفر هذا فلا أعرف عدالته
فكأنه هو واضعه.
601 9 / 53 - يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور
الحافظ العلامة أبو يوسف السدوسي البصري نزيل بغداد صاحب
المسند الكبير [المعلل 1] ما صنف مسند أحسن منه ولكنه ما أتمه.
سمع علي بن عاصم ويزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبا بدر السكوني
وأبا النضر فمن بعدهم فأكثر حتى أنه كتب عن أصحاب يحيى بن معين
وطبقتهم. حدث عنه حفيده محمد بن أحمد بن يعقوب [ويوسف بن
يعقوب 1] الأزرق وجماعة. وثقه الخطيب وغيره وكان من كبار
علماء الحديث. له دنيا واسعة وتجمل. قال الخطيب نا الأزهري قال
بلغني انه كان في منزل يعقوب أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت
عنده من الوراقين الذين يبيضون المسند. قال ولزمه على ما خرج منه
عشرة آلاف دينار، قال: وقيل إن نسخة بمسند أبي هريرة عنه شوهدت
بمصر فكانت مائتي جزء. قال: والذي ظهر له من المسند مسند العشرة
وابن مسعود وعمار والعباس وبعض الموالى قلت: بلغني ان مسند على
له خمس مجلدات. قال ابن كامل: كان فقيها سريا من أصحاب احمد

(1) من المكية.
577

ابن المعذل والحارث بن مسكين وكان يقف في القرآن. قلت: مات
في ربيع الأول سنة اثنتين وستين ومائتين وقع لي من مسند جزء [واحد 1]
وكان قد عين لقضاء العراق ثم لم يول لمكان الوقف.
602 9 / 54 - محمد بن سنجر
الحافظ الكبير أبو عبد الله، ويعز وقوع حديثه لنا، فأخبرني
الامام عبد الرحمن [بن محمد 1] وعلي بن أحمد أذنا قالا انا عمر [بن محمد 1]
الدارقزي انا أبو غالب ابن البناء انا أبو محمد الجوهري انا محمد بن المظفر
الحافظ نا أبو القاسم عبد الجبار بن أحمد السمرقندي بمصر نا محمد بن سنجر
نا إبراهيم بن زكريا المعلم نا شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي
قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ يوم الجمعة في صلاة
الغداة تنزيل السجدة و (هل أتى على الانسان). ونقلت من تاريخ
مصر لشيخنا القطب ومن غيره قال محمد بن عبد الله بن سنجر الجرجاني
صاحب المسند سمع يزيد بن هارون والفريابي وأبا المغيرة الخولاني
وأبا نعيم وأبا عاصم وخالد بن مخلد وأسد بن موسى والحميدي. وعنه
عيسى بن مسكين وأحمد بن عمرو بن منصور ومحمد بن المسيب الأرغياني
ومحمد بن دليل وعبد الجبار احمد السمرقندي وإبراهيم بن محمد بن الضحاك
وعبد الرحمن بن أحمد الرشديني وآخرون.
وفي القناعة لابن السني عن إبراهيم بن محمد بن الضحاك عن ابن

(1) من المكية.
578

سنجر حديث قال قطب الدين: وعندي له مسند على روى فيه عن يعلى
ابن عبيد ويزيد وابن نمير وخلائق. قال ابن أبي حاتم: ابن سنجر
ثقة وقال ابن سنجر: رحلت ومعي إسحاق الكوسج ومعي تسعة آلاف
دينار فكان إسحاق يورق لي ويتزوج في كل بلد وانا أؤدي عنه المهر.
قلت: ثم إن ابن سنجر سكن قرية قطابة من اعمال مصر. قال ابن يونس:
مات في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين.
603 9 / 55 4 - عباس بن محمد بن حاتم
الحافظ الإمام أبو الفضل الهاشمي مولاهم الدوري البغدادي صاحب
يحيى بن معين. ولد سنة خمس وثمانين ومائة. سمع حسين بن علي
الجعفي وأبا النضر ويعقوب بن إبراهيم وعبد الوهاب بن عطاء وشبابة
ويحيى بن أبي بكير وخلقا كثيرا. حدث عنه أهل السنن الأربعة
وأبو جعفر بن البحتري وأبو العباس الأصم وإسماعيل الصفار وخلق.
قال النسائي: ثقة. وقال الأصم: لم أر في مشايخي أحسن حديثا منه.
قلت: وكتابه في الرجال عن ابن معين مجلد كبير نافع ينبئ عن بصره
بهذا الشأن. وتوفى في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وفيها توفى محمد بن حماد الطهراني ومحمد بن سنان القزاز.
أخبرنا عمر بن القواس انا ابن الحرستاني حضورا انا علي بن المسلم
انا ابن طلاب أخبرنا ابن جميع انا محمد بن العباس بن مهدي الصائغ نا العباس
ابن محمد نا أبو عتاب نا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال صعد ابن
مسعود شجرة فجعلوا يضحكون من دقة ساقيه فقال النبي صلى الله عليه
579

وآله وسلم: لهما في الميزان أثقل من أحد.
604 9 / 56 ق - أبو قلابة
الحافظ العالم المسند عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي الزاهد
محدث البصرة. ولد سنة تسعين ومائتين. وسمع يزيد بن هارون
وعبد الله بن بكر السهمي وروح بن عبادة والعقدي وأبا عاصم وطبقتهم
وعنى بهذا الشأن بحرص والده وقوة ذكائه في الصغر. حدث عنه
ابن ماجة وابن صاعد وأبو بكر النجاد وأبو سهل بن زياد القطان وإبراهيم
ابن علي الهجيمي وخلق سواهم. قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ
لكونه يحدث من حفظه. وقال أحمد بن كامل القاضي: حكى ان
أبا قلابة كان يصلى في اليوم والليلة أربع مائة ركعة، ثم قال: ويقال انه
حدث من حفظه بستين الف حديث. وقال أبو عبيد الآجري سألت
أبا داود عنه فقال: امين مأمون كتبت عنه. وقال محمد بن جرير:
ما رأيت احفظ من أبى قلابة. قلت: مات سنة ست وسبعين ومائتين
في شوال، ويقع حديثه عاليا في الغيلانيات، فمن ذلك: حدثنا أبو قلابة
سنة (276) نا يعقوب الحضرمي وسعيد بن عامر قالا ثنا شعبة عن
سفيان (ح) ونا أبو قلابة نا أبو عاصم انا سفيان عن علي بن الأقمر
عن أبي جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما انا
فلا آكل متكئا. قيل إن أم أبى قلابة أريت وهي حامل به كأنها
ولدت هدهدا فقيل له ان صدقت رؤياك تلدين ولدا يكثر الصلاة.
580

605 9 / 57 - أبو أمية
الحاف الكبير محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي ثم الطرسوسي
صاحب المسند. سمع عبد الله بن بكر السهمي وعبد الوهاب بن عطاء
وروح بن عبادة وجعفر بن عون وأبا مسهر وخلقا كثيرا. حدث عنه
أبو عوانة وابن جوصاء وأبو بكر بن زياد النيسابوري وأبو على
الحصائري وعثمان بن محمد السمرقندي وخلق، وثقه أبو داود وغيره،
وذكره الفقيه أبو بكر الخلال فقال: امام في الحديث رفيع القدر جدا.
أخبرنا ابن مؤمل انا أبو الحسن بن الصابوني انا أبو طاهر السلفي
انا الثقفي انا عبد الله بن أحمد بن جولة سنة ثلاث وأربعمائة. انا أبو عمرو
ابن حكيم نا أبو أمية نا
سعيد بن سليمان نا سليمان بن داود اليمامي نا يحيى
عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من بنى مسجدا لله [من مال حلال 1] بنى الله بيتا
في الجنة من در وياقوت. قال أبو سعيد بن يونس: توفى بطرسوس في
جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين. قلت: وقع لنا جزءان
من حديثه بعلو سوى ما يقع في الثقفيات.
606 9 / 58 د - محمد بن عوف بن سفيان
الحافظ الإمام أبو جعفر الطائي الحمصي محدث الشام سمع عبيد الله
ابن موسى والفريابي وأبا المغيرة وأبا مسهر وآدم بن أبي اياس

(1) من المكية.
581

وعبد السلام بن عبد الحميد السكوني وخلقا. حدث عنه أبو داود وابن
جوصاء وعبد الرحمن بن أبي حاتم وخيثمة بن سليمان وعبد الغافر بن سلامة
وآخرون. قال ابن عدي: هو عالم بحديث الشام الصحيح منه والضعيف
وعليه كان اعتماد ابن جوصاء ومنه يسأل حديث أهل حمص خاصة.
قلت: قد وثقه غير واحد وأثنوا على معرفته ونبله، وقد سمع منه
أحمد بن حنبل حديثا حدثه به عن والده. توفى في وسط سنة اثنتين
وسبعين ومائتين.
وفيها مات مسند الكوفة أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي
ومسند حمص أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي الحمصي، ومحدث نيسابور
أبو أحمد [محمد 1] بن عبد الوهاب العبدي الفرا وغيرهم.
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العلوي وأحمد بن عبد الحميد القدامى
قالا انا محمد بن غسان انا عبد الواحد بن محمد الأزدي انا عبد الكريم
ابن المؤمل حضورا انا عبد الرحمن بن عثمان التميمي انا خيثمة بن سليمان
نا محمد بن عوف نا عبد السلام بن عبد الحميد السكوني عن أبيه عن عمرو
ابن قيس عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وآله:
اليمين الغموس تدع الديار بلاقع.
607 9 / 59 ت س - الفسوي
الحافظ الإمام الحجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي

(1) من المكية.
582

الفسوي صاحب التاريخ الكبير والمشيخة. سمع أبا عاصم والأنصاري
ومكي بن إبراهيم وعبيد الله بن موسى وأبا مسهر وحبان بن هلال وسعيد
ابن أبي مريم وطبقتهم. وعنه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وأبو عوانة و
ابن أبي حاتم ومحمد بن حمزة بن عمارة وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي
وآخرون، وبقى في الرحلة ثلاثين سنة. قال أبو زرعة الدمشقي: قدم
علينا من نبلاء الرجال يعقوب بن سفيان يعجز أهل العراق ان يروا مثله
والثاني حرب بن إسماعيل، وهو ممن كتب عنى. وقال محمد بن داود
الفارسي انا يعقوب بن سفيان العبد الصالح وقيل كان يتكلم في عثمان
رضي الله عنه ولم يصح. مات قبل أبى حاتم الرازي بشهر في سنة سبع
وسبعين ومائتين، وقع لنا حديثه في مشيخته.
أخبرنا محمد بن صاعد انا الحسن بن أحمد انا أبو طاهر السلفي انا
أبو بكر الطريثيثي وابن حشيش قالا انا أبو علي بن شاذان انا عبد الله
ابن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا مكي بن إبراهيم نا بهز بن حكيم ذكره
عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
إذا أتي بطعام سأل عنه: هدية أم صدقة؟ فان قالوا: هدية، بسط يده،
وان قالوا: صدقة، قال لأصحابه: كلوا، حديث غريب.
608 9 / 60 س - يوسف بن سعيد بن مسلم
الحافظ الحجة أبو يعقوب المصيصي سمع حجاج بن محمد [ومحمد 1]

(1) من المكية.
583

ابن مصعب وعبيد الله بن موسى وأبا مسهر وهوذة بن خليفة وطبقتهم.
حدث عنه النسائي وابن صاعد وأبو بكر بن زياد وخلق كثير من الرحالة
قال النسائي: ثقة حافظ. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كان ثقة صدوقا.
توفى في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين ومائتين. يقع لي من
موافقاته.
أخبرنا ابن القواس انا ابن الحرستاني حضورا انا ابن المسلم انا
ابن طلاب نا ابن جميع [نا 1] محمد بن أحمد بن أبي مهزول بالمصيصة نا يوسف
ابن سعيد بن مسلم انا محمد بن مصعب نا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة
عن أبي المهلب عن عمران بن حصين ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال: لعن المؤمن كقتله. حديث غريب من هذا الوجه ينفرد به
ابن مصعب.
609 9 / 61 - الحربي
الامام الحافظ شيخ الاسلام أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق البغدادي
أحد الاعلام. ولد سنة ثمان وتسعين ومائة. سمع أبا نعيم وهوذة بن
خليفة وعفان وعبد الله بن صالح العجلي وأبا عبيد ومسددا وطبقتهم.
وتفقه على الإمام أحمد فكان من جلة أصحابه. حدث عنه [ابن صاعد و 1]
أبو بكر النجاد وأبو بكر الشافعي وعمر بن جعفر الختلي وعبد الرحمن بن
العباس الذهبي وأبو بكر القطيعي وخلق. قال الخطيب: كان إماما في

(1) من المكية.
584

العلم رأسا في الزهد، عارفا بالفقه، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث،
مميزا لعلله، قيما بالأدب، جماعا للغة، صنف غريب الحديث وكتبا كثيرة،
أصله من مرو. قال القفطي: (غريب الحديث) له من أنفس الكتب
وأكبرها. قال ثعلب: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة ولا نحو
من خمسين سنة. قال السلمي: سألت الدارقطني عن إبراهيم الحربي فقال:
كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه. وقيل إن المعتضد سير إلى
الحربي عشرة آلاف فردها، ثم سير إليه مرة أخرى [ألف دينار 1] فردها.
وروى أبو الفضل الزهري عن أبيه عن إبراهيم الحربي قال: ما أنشدت
بيتا قط الا قرأت بعده قل هو الله أحد ثلاث مرات. قال عبد الله بن
أحمد بن حنبل قال لي أبى: امض إلى إبراهيم الحربي حتى يلقى عليك
الفرائض. قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح القاضي قال: لا نعلم أن بغداد
أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الفقه والحديث والأدب والزهد -
يعنى من جميع هذه الأشياء. وقال الدارقطني: وهو امام بارع في
كل علم صدوق. قلت: مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين.
وفيها مات مسند اليمن إسحاق بن إبراهيم الدبري صاحب عبد الرزاق،
وشيخ العربية [أبو العباس 1] محمد بن يزيد المبرد وقد وقع لنا عدة
تأليف لإبراهيم الحربي.
وعلى روايته في الغيلانيات. أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا أبو اليمن
الكندي انا أبو بكر الأنصاري انا علي بن إبراهيم الباقلاني حضورا نا

(1) من المكية.
585

أبو بكر القطيعي املاء نا إبراهيم الحربي سنة أربع وثمانين ومائتين نا علي بن
الجعد نا مبارك بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور.
610 9 / 62 - الختلي
الحافظ العالم أبو إسحاق إبراهيم بن [عبد الله بن 1] الجنيد نزيل
سامرا. سمع سعيد بن أبي مريم وأبا نعيم وأبا الوليد وعمرو بن مرزوق
ويحيى بن بكير والنفيلي. وسأل يحيى بن معين عن الرجال وصنف
وجمع. حدث عنه أبو العباس بن مسروق ومحمد بن القاسم الكوكبي
وأبو بكر الخرائطي وأحمد بن محمد الآدمي وآخرون، وثقه الخطيب
وقال: له كتب في الزهد والرقائق. قلت: لم أظفر له بوفاة وكأنها في
حدود الستين ومائتين.
611 9 / 63 4 - المرادي
الحافظ الامام محدث الديار المصرية أبو محمد الربيع بن سليمان
ابن عبد الجبار بن كامل مولى بنى مراد المؤذن صاحب الشافعي وناقل
علمه. ولد سنة أربع وسبعين ومائة. سمع ابن وهب وشعيب 2 بن الليث
وبشر بن بكر ويحيى بن حسان وأسد السنة وطائفة. وعنه أصحاب
السنن لكن الترمذي بواسطة وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم وابن أبي
حاتم وزكريا الساجي والطحاوي وأبو بكر بن زياد والحسن بن

(1) من المكية (2) في الأصلين " سعيد " خطأ.
586

حبيب الحصائري وأبو العباس الأصم وخلق كثير. وثقه ابن يونس،
وعنه قال: كل محدث حدث بمصر بعد ابن وهب فانا كنت مستمليه.
[مات في شوال سنة سبعين ومائتين 1] وآخر من حدث عنه
أبو الفوارس السندي.
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد وغيره قالوا انا الحسين بن المبارك
(ح) وأنبأنا أحمد بن عبد المنعم انا محمد بن سعيد بن الخازن قالا انا أبو زرعة
المقدسي انا مكي بن علان انا أحمد بن الحسن القاضي نا أبو العباس الأصم
انا الربيع بن سليمان انا الشافعي نا عمى محمد بن [علي بن 1] شافع عن
ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قالت: كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج
[سهمها خرج 1] بها. رواه النسائي عن الربيع فوافقناه بعلو.
612 9 / 64 أبو الليث
الحافظ الامام عبد الله بن شريح بن حجر بن عبد الله بن الفضل
الشيباني البخاري والد أبى عبيدة. سمع عبدان بن عثمان ووهب بن زمعة
وأحمد بن حفص الفقيه ومحمد بن سلام البيكندي وحبان بن موسى
وطبقتهم، وقال سهل بن بشر: سمعته يقول: حفظت عشرة آلاف
حديث من غير تكرير. وقال محمد بن يزيد المروزي: رأيت أبا الليث
الحافظ جالسا مع عبدان على سريره، ورأيت عبدان يجله. قلت:

(1) من المكية.
587

لا أعرف أبا الليث وانما علقت هذا من تاريخ غنجار هكذا ولم يؤرخ موته.
613 9 / 65 ت - مسلم بن الحجاج
الامام الحافظ حجة الاسلام أبو الحسين القشيري النيسابوري
صاحب التصانيف. يقال ولد سنة أربع ومائتين وأول سماعه سنة ثماني
عشرة ومائتين فأكثر عن يحيى بن يحيى التميمي والقعنبي وأحمد بن يونس
اليربوعي وإسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن منصور وعون بن سلام
وأحمد بن حنبل وخلق كثير. روى عنه الترمذي حديثا واحدا، وإبراهيم
ابن أبي طالب وابن خزيمة والسراج وابن صاعد وأبو عوانة وأبو حامد
ابن الشرقي وأبو حامد أحمد بن حمدان الأعمشي وإبراهيم بن محمد بن سفيان
الفقيه ومكي بن عبدان وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن مخلد العطار
وخلق سواهم.
أنبأنا الفخر علي بن أحمد انا أبو اليمن الكندي سنة (602) انا
أبو القاسم ابن السمرقندي نا أحمد بن علي الحافظ بدمشق انا أحمد بن محمد
ابن احمد ابن الصلت الأهوازي انا محمد بن مخلد نا مسلم بن الحجاج
نا الحسن بن الربيع البجلي نا فضل بن مهلهل أخو مفضل عن حبيب بن أبي
عمرة قال كان لي على سعيد بن جبير شئ فجئت فقال لا تتقاضاني
حتى آتيك فإني سمعت ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من مشى بحقه إلى أخيه فيقضيه إياه كان له بكل خطوة
درجة، ومن أماط الأذى عن الطريق كان له به صدقة، وكل معروف
صدقة. قال الخطيب لم يسند الفصل سواه. قال إسحاق الكوسج لمسلم
588

لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين. وقال أحمد بن سلمة رأيت أبا زرعة
وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصر هما.
قال: وسمعت الحسين بن منصور يقول: سمعت إسحاق بن راهويه وذكر
مسلما فقال بالفارسية: أي رجل يكون هذا. وقال ابن أبي حاتم: كان
[ثقة 1] من الحفاظ كتبت عنه بالري، قال أبى: صدوق. وقال أبو
قريش الحافظ: حفاظ الدنيا أربعة - فذكر منهم مسلما. قال أبو عمرو
[بن 1] حمدان سألت ابن عقدة أيهما احفظ البخاري أو مسلم؟ فقال:
كان محمد عالما ومسلم عالم، فأعدت عليه مرارا فقال: يقع لمحمد الغلط
في أهل الشام وذلك لأنه اخذ كتبهم ونظر فيها فربما ذكر الرجل
بكنيته، ويذكر في موضع آخر [باسمه 1] يظنهما اثنين، واما مسلم
فقلما يوجد له غلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع
ولا المراسيل. وقال محمد بن الماسرجسي سمعت مسلما يقول: صنفت
هذا الصحيح من ثلاث مائة الف حديث مسموعة. وقال أحمد بن سلمة
كتبت مع مسلم في [تأليف 1] صحيحه خمس عشرة سنة وهو اثنا
عشر الف حديث. قال الحافظ أبو على النيسابوري: ما تحت أديم السماء
كتاب أصح من كتاب مسلم. قلت: لعل أبا على ما وصل إليه صحيح
البخاري. قال ابن الشرقي: حضرت مجلس محمد بن يحيى فقال: الا من
قال: لفظي بالقرآن مخلوق فلا يحضر مجلسنا: فقام مسلم من المجلس.
قال أبو بكر الخطيب: كان مسلم يناضل [عن 1] البخاري حتى أوحش

(1) من المكية
589

ما بينه وبين الذهلي بسببه. قال الحاكم: ولمسلم المسند الكبير على الرجال
ما أرى انه سمعه منه أحد، و (كتاب الجامع على الأبواب) رأيت
بعضه، (وكتاب الأسماء والكنى)، و (كتاب التمييز)، و (كتاب العلل)
وكتاب الوحدان)، و (كتاب الا افراد)، و (كتاب الاقران)
و (كتاب سؤالاته أحمد بن حنبل)، و (كتاب حديث عمرو بن شعيب)
و (كتاب الانتفاع بأهب السباع)، و (كتاب مشايخ [مالك، وكتاب
مشايخ 1] الثوري)، و (كتاب مشايخ شعبة)، و (كتاب من ليس
له الا راو واحد)، و (كتاب المخضرمين)، و (كتاب أولاد الصحابة)
و (كتاب أو هام المحدثين)، و (كتاب الطبقات)، و (كتاب افراد
الشامين). قال ابن الشرقي: سمعت مسلما يقول: ما وضعت شيئا في كتابي
هذا المسند الا بحجة وما أسقطت منه شيئا الا بحجة. مات مسلم في رجب
سنة إحدى وستين ومائتين وقبره يزار.
614 9 / 66 - حمدان
الحافظ المتقن أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن مهران البغدادي
الوراق ولقبه حمدان. سمع عبيد الله بن موسى وأبا نعيم وعبد الله بن رجاء
وقبيصة ومعاوية بن عمرو وطبقتهم. وعنه ابن صاعد وابن مخلد وإسماعيل
الصفار وأبو الحسين بن ثوبان وعدة. قال الخطيب: كان فاضلا حافظا
عارفا ثقة. روى ابن شاهين عن أبيه قال: كان من نبلاء أصحاب احمد.

(1) من المكية.
590

وقال ابن المنادى: حمدان بن علي مشهود له بالفضل والصلاح والصدق
بلغنا انه قال في علة الموت ما لصق جلدي بجلد ذكر ولا أنثى قط.
وقال الدارقطني: ثقة. توفى سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن عبد الرحيم في كتابه انا داود بن أحمد الوكيل انا
محمد بن عبيد الله الكرخي انا علي بن أحمد البندار انا أبو طاهر المخلص
نا إبراهيم بن حماد انا محمد بن علي الوراق نا محمد بن عمر الرومي انا
عبيد الله بن سعيد الجعفي قائد الأعمش حدثني صالح بن حيان عن ابن بريدة
عن أبيه لا أعلمه الا قد رفعه قال: الصمد السيد الذي لا خوف 1 له.
وفي السادس من حديث الصفار أحاديث رواها عنه.
615 9 / 67 ت س - أبو داود
الامام الثبت سيد الحفاظ سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير
ابن شداد بن عمرو الأزدي السجستاني صاحب السنن. قال أبو عبيد الآجري
سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين وصليت على عفان ببغداد سنة
عشرين. سمع أبا عمر الضرير ومسلم بن إبراهيم والقعنبي وعبد الله بن
رجاء وأبا الوليد الطيالسي وأحمد بن يونس وأبا جعفر النفيلي وأبا توبة
الحلبي وسليمان بن حرب وخلقا كثيرا بالحجاز والشام ومصر والعراق
والجزيرة والثغر وخراسان.
حدث عنه الترمذي والنسائي وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو عوانة
وأبو بشر الدولابي وعلي بن الحسن بن العبد وأبو أسامة محمد بن عبد الملك

(1) كذا وراجع تفسير ابن جرير وغيره.
591

وأبو سعيد ابن الاعرابي وأبو علي اللؤلؤي وأبو بكر بن داسه وأبو سالم
محمد بن سعيد الجلودي وأبو عمرو أحمد بن علي، فهؤلاء السبعة رووا
عنه سننه. وحدث أيضا عنه محمد بن يحيى الصولي وأبو بكر النجاد ومحمد
ابن أحمد بن يعقوب المتوثي وغيرهم. وكتب عنه شيخه أحمد بن حنبل
حديث العتيرة وأراه كتابه فاستحسنه. وقال محمد بن إسحاق الصاغاني.
لين لأبي داود الحديث كما لين لداود الحديد. وكذلك قال إبراهيم
الحربي. وقال الحافظ موسى بن هارون: خلق أبو داود في الدنيا للحديث
وفي الآخرة للجنة، ما رأيت أفضل منه. وقال ابن داسه: [سمعت
أبا داود 1] يقول: ذكرت في كتابي الصحيح وما يشبهه وما يقاربه،
قال: وما كان فيه وهن شديد بينته. وبلغنا ان أبا داود كان من العلماء
العاملين حتى أن بعض الأئمة قال: كان أبو داود يشبه بأحمد بن حنبل
في هديه ودله وسمته، وكان احمد يشبه في ذلك بوكيع، وكان وكيع يشبه
في ذلك بسفيان، وسفيان بمنصور، ومنصور بإبراهيم، وإبراهيم بعلقمة،
وعلقمة بعبد الله بن مسعود، وقال علقمة: كان ابن مسعود يشبه بالنبي
صلى الله عليه وآله: في هديه ودله. قال الحاكم أبو عبد الله:
أبو داود امام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. قال ابن داسه: كان
لأبي داود كم واسع وكم ضيق، فقيل له في ذلك، فقال: الواسع
للكتب، والآخر لا يحتاج إليه. قال أبو داود في سننه: شبرت قثاء
بمصر ثلاثة عشر شبرا، ورأيت أترجة على بعير قطعت قطعتين وعملت

(1) من المكية.
592

مثل عدلين. قال ابن أبي داود: سمعت أبي يقول: خير الكلام ما دخل
الاذن بغير اذن. مات أبو داود في سادس عشر شوال سنة خمس
وسبعين ومائتين بالبصرة، كان أخو الخليفة التمس منه بعد فتنة الزنج
ان يقيم بها لتعمر من العلم بسببه، قال زكريا [الساجي 1]: كتاب الله
أصل الاسلام، وسنن أبي داود عهد الاسلام. وعن أبي داود قال:
كتبت عن النبي صلى الله عليه وآله: خمس مائة الف حديث،
انتخبت منها هذا السنن، فيه أربعة آلاف وثماني مائة حديث. قلت:
الثبت ان أبا داود من سجستان إقليم يتاخم أطراف مكران والسند وهو
وراء هراة، وبعضهم يقول: انه من سجستان قرية من قرى البصرة.
قرأت على حسن بن عبد الكريم أخبركم عيسى بن عبد العزيز انا احمد
ابن محمد الحافظ انا أحمد بن علي الصوفي انا الحسن بن أحمد نا أحمد بن
سلمان الفقيه نا أبو داود نا موسى بن مسعود نا شبل عن ابن أبي نجيح عن
مجاهد ان ابن عباس كان يقول: أول آية نسخت من القرآن القبلة ثم
الصيام الأول.
616 9 / 68 س - سليمان بن يوسف
الحافظ الثقة أبو داود الحراني محدث حران. سمع يزيد بن هارون
وجعفر ابن عون وسعيد الضبعي وعبد الله بن بكر السهمي ووهب بن
جرير وطبقتهم فأكثر وجود. روى عنه النسائي كثيرا ووثقه، وأبو عروبة،

(1) من المكية.
593

وأبو عوانة، وأبو نعيم الجرجاني، ومحمد بن المسيب الأرغياني،
وأبو علي محمد بن سعيد الحافظ وخلق كثير. ارخ ابن عقدة وفاته في
شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قرأت على [عمر بن 1] عبد المنعم
الغربيلي عن أبي القاسم الحرستاني حضورا انا علي بن المسلم الفقيه سنة
ثمان وعشرين وخمس مائة انا الحسين بن محمد الخطيب انا محمد بن أحمد
الغساني نا هشام بن أحمد بن بنصيبين نا سليمان بن سيف نا أبو عتاب سهل
ابن حماد نا عزرة بن ثابت عن عمرو بن دينار حدثني ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما
ينفيان الفقر [والذنوب 1] كما ينفى الكبير خبث الحديد، أخرجه
النسائي عن سليمان.
617 9 / 69 - ابن أبي غرزة
هو الحافظ المجود أبو عمرو أحمد بن حازم الغفاري الكوفي صاحب
المسند الذي وقع لنا منه جزء. سمع جعفر بن عون ويعلى بن عبيد
وعبيد الله بن موسى فمن بعدهم. حدث عنه مطين ومحمد بن علي بن دحيم
الشيباني وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم وابن عقدة الحافظ وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا. قلت: توفى في ذي الحجة
سنة ست وسبعين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن منير انا أحمد بن محمد الحافظ

(1) من المكية.
594

انا المعمر بن محمد الحبال انا زيد بن جعفر العلوي انا محمد بن علي بن دحيم
انا أحمد بن حازم نا يعلى بن عبيد نا الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزا
أبو أيوب ارض الشام فلما حضر قال: إذا مت فاحملوني، فإذا لقيتم العدو
فادفنوني تحت أقدامكم، أما انى سأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وآله، لولا انى على حالي هذه لم أحدثكم، سمعته
يقول: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. هذا حديث صحيح
الاسناد وما خرجوه في الكتب الستة.
618 9 / 70 - أحمد بن ملاعب
الحافظ الثقة أبو الفضل البغدادي المخرمي. سمع عبد الله بن بكر
السهمي وأبا نعيم وعفان ومسلم بن إبراهيم وعبد الصمد بن نعمان. روى
عنه أبو محمد بن صاعد وإسماعيل الصفار والنجاد وأبو عمرو بن السماك
وآخرون. قال ابن عقدة: سمعت أحمد بن ملاعب يقول: ما أحدث الا
بما أحفظه كحفظي للقرآن. قال: ورأيته يفصل بين الفاء والواو. وقال
ابن خراش وغيره: ثقة. وقع لنا جزء عال من حديثه، ومات في
جمادى الأولى سنة خمس وسبعين ومائتين.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن وأحمد بن مؤمن قالا انا إبراهيم بن
عثمان انا ابن البطي انا أبو الحسن الأنباري انا أبو عمر بن مهدي انا محمد
ابن عمرو الزراد انا أحمد بن ملاعب انا عمرو بن طلحة القناد انا أسباط
عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم كان يصلى على حصير. اسناده صالح.
595

619 9 / 71 - أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب
الحافظ الحجة الإمام أبو بكر ابن الحافظ النسائي ثم البغدادي صاحب
التاريخ الكبير. سمع أباه وأبا نعيم وهوذة بن خليفة وقطبة بن العلاء
وعفان ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل وخلقا كثيرا. حدث عنه
البغوي وابن صاعد ومحمد بن مخلد وإسماعيل الصفار وأبو سهل القطان
وأحمد بن كامل وآخرون. قال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال الخطيب
ثقة عالم متقن حافظ بصير بأيام الناس راوية للأدب، أخذ علم الحديث
عن أحمد بن حنبل وابن معين وعلم النسب عن مصعب: وأيام الناس
عن علي بن محمد المدائني، والأدب عن محمد بن سلام الجمحي، ولا أعرف
أغزر فوائد من تاريخه، قال ابن المنادى: بلغ أربعا وتسعين سنة، ومات
في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائتين.
أخبرنا عز الدين بن الفراء انا ابن قدامة انا ابن هلال انا عبد الله بن علي
انا علي بن محمد نا محمد بن عمر نا أحمد بن زهير نا عفان نا عبد الصمد
ابن كيسان نا حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي
صلى الله عليه وآله: قال: قد رأيت ربى.
620 9 / 72 - البرتي
القاضي العلامة أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه الحافظ،
ولد قبل المائتين، وسمع أبا نعيم ومسلم بن إبراهيم القعنبي وأبا عمر الحوضي
وأبا الوليد الطيالسي وطبقتهم وتفقه لأبي حنيفة على أبى سليمان
596

الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن. حدث عنه ابن صاعد وإسماعيل
الصفار وابن البختري وأبو [بكر النجاد وأبو 1] سهل بن زياد وطائفة.
قال الخطيب: ولى قضاء بغداد وكان ثقة ثبتا حجة يذكر بالصلاح
والعبادة، وقال أبو عمر القاضي رأيت إسماعيل القاضي يعظمه اعظاما
شديدا وسأله عن حاله وأهله، فلما ذهب فقال: هذا لزم بيته واشتغل
بالعبادة، هكذا يكون القضاة لا كما نحن. قلت: سمعت مسند أبي هريرة
للبرتي بسند عال، ومات في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين.
وفيها مات محدث الرقة هلال بن العلاء بن هلال الرقي.
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة قالوا انا عمر بن محمد انا ابن الحصين
انا ابن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي
نا أبو نعيم نا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال:
انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنودي:
الصلاة جامعة، فركع ركعتين بسجدة، ثم قام فركع ركعتين بسجدة،
ثم جلس حتى جلى عن الشمس. فقالت عائشة: ما سجد سجودا قط
ولا ركع ركوعا قط أطول منه.
621 9 / 73 أحمد بن مهدي بن رستم
الحافظ الكبير الزاهد العابد أبو جعفر الأصبهاني. سمع أبا نعيم
وقبيصة وأبا اليمان وسعيد بن أبي مريم ومسلم بن إبراهيم وطبقتهم. روى

(1) من المكية.
597

عنه محمد بن يحيى بن منده وأحمد بن إبراهيم وأحمد بن معيد السمسار وطائفة.
قال أبو نعيم: كان صاحب أموال، أنفق على أهل العلم ثلاث مائة ألف درهم.
وقال محمد ابن يحيى بن منده: لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق
منه، صنف المسند. ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة، صاحب عبادة.
روى أبو الشيخ عن أبي على أحمد بن محمد بن إبراهيم ان أحمد بن مهدي [ذكر
أنه 1] جاءته امرأة ببغداد ليلة فذكرت انها من بنات الناس وانها امتحنت:
فبالله استرني، وقد أكرهت، وانا حبلى فلا تفضحني، فقد قلت: انك
زوجي، فسكت، فبعد أيام جاءني امام المحلة والجيران يهنئوني بالولد
فشكرتهم ووزنت دينارين ليوصلها للمرأة نفقة وكنت أعطيها كل شهر
دينارين إلى أن صار للود سنتان. فمات فجاءوا يعزوني فأظهرت التسليم لله
ثم بعد أيام جاءت بالذهب وقالت: سترك الله خذ ذهبك، فقلت: هذه
الدنانير كانت صلة منى للصغير وأنت قد ورثتيه. مات سنة اثنتين وسبعين
ومائتين.
قرأت على أحمد بن محمد المعلم انا يوسف بن خليل انا مسعود بن أبي
منصور (ح) وانا أحمد بن أبي الخير عن مسعود انا على الحداد انا
أبو نعيم الحافظ انا أحمد بن إبراهيم بن يوسف انا أحمد بن مهدي نا أبو نعيم
نا شريك عن ليث عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: الخال وارث.

(1) من المكية.
598

622 9 / 74 س - أبو أحمد الفراء
الحافظ العلامة أبو أحمد العبدي، واسمه محمد بن عبد الوهاب بن
حبيب النيسابوري الأديب. سمع حفص بن عبد الله ومحاضر بن المورع
وجعفر بن عون ويعلى وشبابة بن سوار وحفص بن عبد الرحمن الفقيه
والواقدي والأصمعي. وكان مكثرا حجة، اخذ الأدب عن الأصمعي
وأبى عبيد، والحديث عن ابن المديني واحمد، والفقه عن أبيه وعلي بن
عثام. قال الحاكم: وكان يفتى في هذا العلوم ويرجع إليه فيها، كتب
عنه أبو النضر هاشم بن القاسم. قلت: وأبو النضر أحد شيوخه، وروى
عنه بشر بن الحكم والذهلي والنسائي وابن خزيمة والحسن بن يعقوب
البخاري وأبو عبد الله بن الأخرم وخلق. وثقه مسلم وحدث عنه في
غير الصحيح، وجاء عن أبي احمد انه ذكر السلاطين فقال: اللهم أنسهم
ذكرى ومن أراد ان يذكرني فاشدد على قلبه فلا يذكرني. وجاء في
صحيح البخاري: نا أبو أحمد نا أبو غسان - فذكر حديثا، فقيل: هذا
أبو أحمد الفراء وقيل مرار بن حمويه، وقيل محمد بن يوسف البيكندي.
عاش الفراء خمسا وتسعين سنة، وتوفى سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
قرأت على عبد الله بن محمد المخزومي انه قرأ على أبى يعقوب
الساوي انا السلفي انا الثقفي انا أبو زكريا المزكى انا محمد بن يعقوب الحافظ
نا محمد بن عبد الوهاب العبدي نا يعلى نا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت اشترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طعاما
من يهودي بنسيئة ورهنه درعا له من حديد. رواه البخاري عن محمد
599

لم ينسبه عن يعلى بن عبيد.
623 9 / 75 - فضلك الصائغ
الحافظ الناقد أبو بكر الفضل بن العباس الرازي أحد الأئمة،
طوف وصنف. وحدث عن عيسى قالون وعبد العزيز بن عبد الله
الأويسي وهدبة وقتيبة بن سعيد وطبقتهم. حدث عنه أبو عوانة وأبو بكر
الخرائطي ومحمد بن مخلد العطار ومحمد بن جعفر المطيري وآخرون.
قال المروذي: ورد على كتاب من ناحية شيراز ان فضلك قال بناحيتهم:
ان الايمان مخلوق، فبلغني انهم أخرجوه من البلد بأعوان. قلت: توفى
في صفر سنة سبعين ومائتين واما مسألة خلق الايمان وعدمه ففيها
بحث ليس هذا موضعه والسكوت أولى وأسلم. قال الخطيب: كان
ثقة ثبتا حافظا سكن بغداد.
أنبأنا ابن علان انا الكندي انا القزاز انا الخطيب انا ابن مهدي
انا محمد بن مخلد نا الفضل بن العباس نا محمد بن مهران نا عبد العزيز بن
عيسى الحراني عن عبد الكريم الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يدخل الجنة
من أتى ذات محرم. لم أعرف عبد العزيز بعد.
624 9 / 76 - حنبل بن إسحاق بن حنبل بن هلال بن أسد
الحافظ الثقة أبو على الشيباني ابن أعم الإمام أحمد وتلميذه. سمع
أبا نعيم وعفان ومحمد بن عبد الله الأنصاري وسليمان بن حرب والحميدي
600

ومسددا وخلائق. وصنف تاريخا حسنا وغير ذلك. حدث عنه
ابن صاعد وأبو بكر الخلال ومحمد بن مخلد وعثمان بن السماك ومحمد بن
عمرو الرزاز وطائفة. قال الخطيب كان ثقة ثبتا. وقال ابن المنادى كان
حنبل قد خرج إلى واسط فجاء نا نعيه منها في جمادى الأولى سنة ثلاث
وسبعين ومائتين. وقلت سمعنا جزءا من كتاب الفتن له وكتاب المحنة
جمعه وجزءا من حديثه، مات وقد قارب الثمانين رحمه الله.
625 9 / 77 - الطرسوسي
الحافظ البارع أبو بكر محمد بن عيسى بن يزيد التميمي الطرسوسي
رحال جوال حدث بأصبهان وبخراسان وبلخ. روى عن أبي نعيم وأبى
عبد الرحمن المقرئ [وعفان 1] وأبى اليمان وجماعة. وعنه أبو عوانة
وابن خزيمة وأبو العباس الدغولي ومكي بن عبدان وعبد الله بن إبراهيم
ابن الصباح [الأصبهاني 1] ومحمد بن أحمد المحبوبي. قال الحاكم: هو من
المشهورين بالرحلة والفهم والتثبت، أكثر عنه أهل مرو. واما ابن عدي
فقال: هو في عداد من يسرق الحديث. قلت توفى سنة ست وسبعين
ومائتين وهو في عشر التسعين.
أخبرنا يحيى بن أحمد الفقيه انا محمد بن عبد الله السلمي انا منصور
ابن الفراوي انا عبد الجبار بن محمد انا أبو بكر البيهقي انا أبو الحسن العلوي
نا عبد الله ابن الشرقي نا عبد الله بن هاشم نا معاذ العنبري نا سفيان عن
ابن المنكدر عن جابر قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) من المكية.
601

وسلم: أ ينام أهل الجنة؟ قال: النوم أخو الموت، ولا يموت أهل
الجنة. غريب جدا.
وبه إلى البيهقي انا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس المحبوبي نا محمد
ابن عيسى الطرسوسي نا سنيد بن داود نا يوسف بن محمد بن المنكدر عن
أبيه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قالت أم
سليمان لسليمان: يا بنى لا تكثر النوم بالليل فان كثرة النوم بالليل يدع
صاحبه فقيرا يوم القيامة.
626 9 / 78 - الدير عاقولي
الحافظ الصدوق أبو يحيى عبد الكريم بن الهيثم البغدادي القطان.
طوف وكتب الكثير. وسمع أبا نعيم وسليمان بن حرب والحكم بن
نافع ومسلم بن إبراهيم والحميدي. وعنه ابن صاعد وابن السماك وأبو سهل
القطان وآخرون. قال ابن كامل: كتبنا عنه وكان ثقة مأمونا. قلت:
وقع لنا الجزء الأول من حديثه، ذكره الخطيب فقال: كان ثقة ثبتا.
مات في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين. قلت: كان من أبناء الثمانين.
وفيها مات مسندا وقتهما ببغداد، موسى بن سهيل كثير الوشاء.
وأبو يعلى محمد بن شداد المسمعي، وهما أكبر شيخ لأبي بكر الشافعي
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا ابن قدامة انا محمد بن عبد الباقي
انا أبو الفضل بن خيرون انا الحسن بن أحمد انا أبو سهل بن زياد انا
عبد الكريم بن الهيثم انا أبو توبة انا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام

(1) من المكية.
602

سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله بن فروخ انه سمع عائشة تقول قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الله كل انسان على ستين
وثلاث مائة مفصل، فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله [وسبح الله 1]
واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق المسلمين أو أمر بمعروف أو نهى
عن منكر أو عزل شوكة عدد تلك الستين وثلاث مائة سلامي فإنه
يمسي حينئذ وقد زحزح نفسه عن النار. أخرجه (م) عن الحلواني
عن أبي توبة.
627 9 / 79 س - الميموني
الحافظ الفقيه أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد [بن عبد الحميد 1]
ابن ميمون بن مهران الجزري الميموني الرقي عالم بلده ومفتيه، وكان
من كبار أصحاب أحمد بن حنبل. سمع محمد بن عبيد الطنافسي وإسحاق
الأزرق وروح بن عبادة وحجاج بن محمد والقعنبي وطبقتهم. حدث
عنه النسائي ووثقه، وأبو عوانة الأسفرائني وأبو بكر بن زياد وأبو علي
محمد بن سعيد الرقي وخلق سواهم وكان من كبار العلماء. مات في ربيع
الأول سنة أربع وسبعين ومائتين.
وفيها توفى محمد بن عيسى بن حبان المدائني خاتمة أصحاب ابن
عيينة ببغداد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن الصفار انا هبة الرحمن القشيري
انا عبد الحميد البحيري انا أبو نعيم الأسفرائني نا أبو عوانة الحافظ نا الميموني

من المكية.
603

وأبو داود الحراني قالا نا محمد بن عبيد نا عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن
ابن القاسم عن أبيه عن عائشة [انها 1] قالت وددت انى كنت استأذنت
رسول الله صلى الله عليه وآله: كما استأذنته سودة فأصلي الصبح
بمنى وأرمى قبل ان يجئ الناس.
628 9 / 80 - عبيد الله بن واصل بن عبد الشكور بن رين
الحافظ الامام البطل الكرار أبو الفضل البخاري محدث بخارى،
رحل وأكثر عن أبي الوليد الطيالسي وعبدان بن عثمان ويحيى بن يحيى
ومسدد وعبد السلام بن مطهر. روى عنه البخاري في غير صحيحه وصالح
ابن محمد جزره وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي الفقيه وآخرون من
أهل ما وراء النهر. مولده سنة مائتين واستشهد في وقعة خوكنجة 2 سنة
اثنتين وسبعين ومائتين في شوال وقيل بل في سنة ست وسبعين.
629 9 / 81 ت س - محمد بن إسماعيل
الحافظ الكبير الثقة أبو إسماعيل السلمي الترمذي. سمع محمد بن
عبد الله الأنصاري وأبا نعيم وقبيصة ومسلم بن إبراهيم والحميدي وسعيد
ابن أبي مريم وطبقتهم فأكثر وجود وصنف، روى عنه الترمذي في
جامعه والنسائي في سننه وموسى بن هارون وإسماعيل الصفار وأبو بكر
النجاد وأبو عبد الله بن مخرم وآخرون. قال النسائي: ثقة. وقال
الدارقطني: ثقة صدوق. وتكلم فيه أبو حاتم 2 وقال الخطيب: كان فهما

(1) من المكية (2) في المكية " خوكيحة " ولم أجدها.
604

متقنا مشهورا بمذهب السنة. وقال أبى المنادى: مات في رمضان سنة
ثمانين ومائتين.
أنبأنا أبو زكريا ابن الصيرفي وجماعة قالوا: انا عمر بن محمد انا هبة الله
ابن محمد انا محمد بن غيلان انا أبو بكر الشافعي سنة اثنتين وخمسين
وثلاث مائة نا محمد بن إسماعيل السلمي نا الحسن بن سوار أبو العلاء نا
عبد العزيز بن الماجشون عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبد الحميد
ابن عبد الرحمن بن يزيد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال استأذن
عمر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعنده نسوة من قريش يسألنه
ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته، فلما أذن له النبي صلى الله عليه
وآله وسلم تبادرن الحجاب فدخل ورسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يضحك، وذكر الحديث. أخرجاه من حديث إبراهيم بن سعد عن
صالح، وقد حدث به الليث بن سعد مع جلالته وسنه عن يزيد بن
الهاد عن إبراهيم بن سعد عن صالح، فمداره على صالح.
630 9 / 82 ق - أبو الأحوص
الحافظ الحجة قاضى عكبراء محمد بن الهيثم بن حماد البغدادي. حدث
عن أبي نعيم وعبد الله بن رجاء ومسلم بن إبراهيم والنفيلي وخلائق.
وعنه ابن ماجة وابن صاعد وأبو عوانة وعثمان بن السماك وأبو بكر

(1) هذه كما في التهذيب حكاية الحاكم عن الدارقطني واحسب ذلك وهما انما قال
ابن أبي حاتم " سمعت منه بمكة وتكلموا فيه " ولم يذكر عن أبيه شيئا - المعلمي.
605

الإسكافي وأبو بكر الشافعي وخلق. قال الدارقطني: كان من الحفاظ
الثقات. قلت: توفى في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين ومائتين بعكبراء.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن القاسم بن أبي سعيد انا هبة الرحمن بن
عبد الواحد انا عبد الحميد بن عبد الرحمن [ح] وأنبأنا احمد عن أبي المظفر
ابن السمتاني انا عبد الله بن محمد انا عثمان بن محمد المحمى، قالا أبو نعيم
الأسفرائني انا أبو عوانة الحافظ سنة ست عشرة وثلاث مائة انا أبو
الأحوص قاضى عكبراء ومحمد بن يحيى قالا نا الحسن بن الربيع نا ابن إدريس
نا حصين عن خبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس قال: جاء اعرابي فقال:
يا رسول الله لقد جئتك من عند قوم ما يتزود لهم راع ولا يخطر لهم
فحل، فصعد المنبر فحمد الله ثم قال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا مريا
طبقا غدقا عاجلا غير رائث، ثم نزل فما يأتيه أحد من [وجه من 1]
الوجوه الا قال قد أحيينا. لم يرو ابن ماجة عن ابن الأحوص سواه.
631 9 / 83 - أبو معين
الحافظ المجود الحسين بن الحسن الرازي هكذا سماه أبو محمد بن أبي
حاتم وهو أخبر به، سماه الحاكم محمد بن الحسين، حدث عن سعيد
ابن أبي مريم وموسى بن إسماعيل وأحمد بن يونس ويحيى بن بكير وأبى
توبة الربيع بن نافع وخلق كثير وبرع في فنون الحديث. روى عنه
أبو نعيم بن عدي ومحمد بن الفضل المحمد آباذي وابن أبي حاتم ويوسف
ابن إبراهيم الهمذاني وأحمد بن قشمرد. قال أبو عبد الله الحاكم: هو من

(1) من المكية.
606

كبار حفاظ الحديث وقال غيره: توفى في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
أخبرنا عيسى المغازي انا جعفر الهمذاني انا أبو طاهر السلفي انا على
ابن احمد بسراة انا عبد الله بن علي الشعبي 1 بأردبيل نا يحيى بن محمد البزاز
نا حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ نا أبو معين الرازي نا عبد السلام بن
مطر نا حفص عن هشام عن الحسن قال قال صفوان: إذا اكلت رغيفا
سد بطني وشربت كوزا من ماء فعلى الدنيا وأهلها العفاء.
632 9 / 84 كيلجة
الامام الحافظ أبو بكر محمد بن صالح البغدادي الأنماطي عرف
بكيلجة. سمع مسلم بن إبراهيم وعفان وسعيد بن أبي مريم والتبوذكي
ومحبوب بن موسى وطبقتهم. وعنه ابن صاعد والمحاملي وإسماعيل
الصفار وطائفة. قال الخطيب: كان حافظا متقنا سئل عنه أبو داود
فقال: صدوق، وقال ابن عقدة نا الفضل ابن أشرس: قال لنا بكر بن
خلف ورأى محمد بن صالح: قد جاء كم من ينقر هذا العلم تنقيرا.
وقال النسائي: أحمد بن صالح بغدادي ثقة. قال الخطيب: هو محمد
بلا شك، وقد كان ابن مخلد يسميه احمد أيضا. وقال ابن عقدة: توفى
الحافظ أبو بكر [محمد 2] بن صالح بمكة سنة إحدى وسبعين [ومائتين 2]
ورأيته لا يخضب.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا زيد بن هبة الله البيع انا أحمد بن المبارك
انا عاصم بن الحسن انا ابن مهدي نا أبو عبد الله المحاملي نا محمد بن صالح

(1) في المكية " السفني " (2) من المكية.
607

نا ابن أبي مريم انا يحيى بن أيوب أخبرني يحيى بن سعيد أخبرني أبو صالح
ان رجلا من بنى أسد حدثه قال مررت على أبي ذر بالربذة فحدثني
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أشد أمتي
حبا لي أناس يكونون بعدي يود أحدهم لو يعطى أهله وماله بأن يراني.
633 9 / 85 - ابن ديزيل
الحافظ الرحال أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين الكسائي الهمذاني.
ويلقب بدابة عفان وبسيفنة، وسيفنة طائر لا يحط على شجرة الا اكل
ورقها وكذا كان إبراهيم لا يأتي شيخا الا. وينزفه. سمع أبا مسهر
وعفان وأبا نعيم ومسلم بن إبراهيم وقالون وعلي بن عياش وطبقتهم.
حدث عنه أبو عوانة وأحمد بن هارون البرديجي وأحمد بن مروان
الدينوري وأبو الحسن علي بن إبراهيم القطان وعبد الرحمن ابن حمدان
الجلاب وأحمد بن إسحاق بن نيخاب وخلق كثير. قال الحاكم:. ثقة
مأمون.
أخبرنا القاضي عبد الخالق انا البهاء بن عبد الرحمن انا أبو الحسين
عبد الحق انا أبو الحسن العلاف انا عبد الملك بن بشران انا أحمد بن نيخاب
انا إبراهيم بن ديزيل [بهمذان 1] نا موسى بن إسماعيل نا داود 2 بن أبي
الفرات حدثني عبد الله بن بريدة ان عمر خرج ذات ليلة يس فإذا هو
بنسوة يتحدثن فإذا هن يقلن: أي أهل المدينة أصبح؟ فقالت امرأة منهن
أبو ذؤيب، فلما أصبح سأل عنه فإذا رجل من بنى سليم فأرسل إليه فاتاه

(1) من المكية (2) في الأصلين " أبو داود " خطأ.
608

فإذا هو من أجمل الناس، فلما نظر إليه عمر قال: أنت والله ذئبهن، مرتين
أو ثلاثة، والذي نفسي بيده لا تجامعني بأرض انا بها، فقال: ان كان
ولابد تسيرني حيث سيرت ابن عمى فامر له بما يصلحه: وسيره إلى
البصرة. كان يضرب بضبط كتابه المثل.
قال صالح بن أحمد محدث همذان سمعت علي بن عيسى يقول:
الاسناد الذي يأتي به ابن ديزيل لو كان فيه ان لا يؤكل، لصحة اسناده
وقيل إنه سمع خبر أبي جمرة عن ابن عباس من عفان أربع مائة مرة وقال
القاسم ابن [أبى 2] صالح سمعت إبراهيم بن ديزيل يقول لي يحيى بن
معين حدثني بنسخة الليث عن ابن عجلان. ويروى ان ابن ديزيل جلس
ينسخ ليلة وغرق في الكتابة حتى كتب مدة ليلتين ويوم وفاتته صلاة
الجمعة وغيرها وهذا لا يثبت. مات في آخر شعبان سنة إحدى وثمانين
ومائتين.
أخبرنا عبد الخالق بن علوان انا البهاء بن عبد الرحمن انا عبد الحق
اليوسفي انا علي بن محمد العلاف انا عبد الملك بن محمد انا أحمد بن إسحاق
الطيبى ثنا إبراهيم بن الحسين بهمذان نا عفان انا مبارك بن فضالة عن
الحسن أخبرني أبو بكرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان
يصلى فإذا سجد وثب الحسن على ظهره أو على عنقه فيرفعه رسول الله
صلى الله عليه وآله رفعا رفيقا لئلا يصرع فعل ذلك غير مرة، فلما
قضى صلاته قالوا يا رسول الله انا رأيناك فعلت بالحسن شيئا ما رأيناك

(1) سقط من الأصلين.
609

صنعته بأحمد،. قال إنه ريحاني من الدنيا وان ابني هذا سيد وعسى الله
ان يصلح به بين فئتين من المسلمين. هذا حديث حسن.
634 9 / 86 - رعاب 1
الحافظ الثقة أبو موسى عيسى بن عبد الله بن سنان بن دلويه الطيالسي
بغدادي صاحب حديث ذا إتقان. سمع عبيد الله بن موسى وعفان والمقرئ
وأبا نعيم والحميدي وطبقتهم. وعنه إسماعيل الصفار وابن البختري وأحمد ابن
كامل وأبو بكر الشافعي، وثقه الدارقطني. قال أبو الحسين ابن المنادى.
كان بعد من الحفاظ. قال: ومات في شوال سنة سبع وسبعين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن عبد السلام والمسلم بن محمد وجماعة أذنا قالوا نا عمر
ابن محمد انا [ابن 2] الحصين انا محمد انا أبو بكر الشافعي نا عيسى بن
عبد الله الطيالسي نا أبو غسان (ح وبه) قال الشافعي ونا معاذ بن المثنى نا
عبد الرحمن بن المبارك (ح) ونا محمد بن بشر بن مطر نا شيبان قالوا نا عمارة
وهو ابن زاذان انا ثابت عن انس ان النبي صلى الله عليه وآله كان
بعجبه الدناء وهو القرع.
635 9 / 87 - محمد بن حماد الطهراني
المحدث الحافظ الثقة الجوال في الآفاق أبو عبد الله الرازي العبد
الصالح نزيل عسقلان. سمع عبد الرزاق بن همام وعبيد الله بن موسى
وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي وأبا عاصم النبيل وطبقتهم بالعراق والشام

(1) في المكية " زغاث " بضم أوله (2) من المكية.
610

واليمن.
روى عنه ابن ماجة في سننه وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت
وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: هو ثقة كتبت عنه بالري وبغداد
والإسكندرية. وقال الدارقطني: ثقة. قال أبو أحمد بن عدي سمعت منصورا
الفقيه يقول: لم أر من الشيوخ أحدا فأحببت ان كون مثله - يعنى في الفضل
الا ثلاثة أنفس، أولهم محمد بن حماد الطهراني. مات الطهراني في شهر
ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين ومائتين وله نيف وثمانون سنة.
636 9 / 88 بشر بن موسى
المحدث الامام الثبت أبو على الأسدي البغدادي حضر مجلس أبى أسامة
فما أمكنه ان يكتب عنه سوى قوله: نا هشام بن عروة. وسمع من
روح بن عبادة حديثا سمعه منه إسماعيل الخطبي وهو قال قال: نا روح
نا حبيب بن الشهيد [عن الحسن 1] قال: ثمن الجنة لا إله إلا الله.
وسمع الكثير من أبى نعيم وهوذة بن خليفة والمقرئ والحسن الأشيب
والأصمعي وخلاد بن يحيى ويحيى بن إسحاق السيلحيني والحميدي وعفان
وطبقتهم. وعنه محمد بن مخلد والنجاد وأبو علي ابن الصواف وأبو بكر
الشافعي وأبو بكر القطيعي والطبراني وخلق سواهم. قال أبو بكر
الخلال: بشر كان أحمد بن حنبل يكرمه، وكتب له [إلى 1] الحميدي
إلى مكة. وقال الدارقطني: ثقة نبيل. ولد بشر في سنة تسعين ومائة،
ومات في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين.

(1) من المكية.
611

أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا الكندي انا أبو بكر القاضي نا أبو محمد
الجوهري املاء انا أبو بكر القطيعي نا بشر بن موسى نا هوذة نا عوف
الأعرابي عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال: إذا صام أحدكم فنسى فأكل وشرب فليتم صومه فإنما
أطعمه الله وسقاه.
637 9 / 89 س - هلال بن العلاء
ابن هلال بن عمر بن هلال، الحافظ الصدوق محدث الجزيرة أبو عمره
ابن المحدث أبى محمد الباهلي مولاهم الرقي الأديب، سمع أباه وحجاج
ابن محمد [ومحمد 1] بن مصعب القرقساني وأبا جعفر النفيلي وعبد الله
ابن جعفر وطبقتهم. حدث عنه النسائي وأبو بكر النجاد وخيثمة الطرابلسي
ومحمد بن الصموت وآخرون. ورحل إليه الحفاظ، وله نظم رائق.
قال النسائي: ليس به بأس روى مناكير عن أبيه فلا أدري الريب منه
أو من أبيه. مات في يوم النحر الثالث 2 من سنة ثمانين ومائتين.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الحكيم المالكي بالثغر انا علي بن مختار
العامري 3 انا أبو طاهر السلفي انا أحمد بن علي الطريثيثي انا علي بن أحمد
ابن داود نا أحمد بن سلمان الفقيه نا هلال بن العلاء الباهلي نا أبى نا عبيد الله
ابن عمرو عن زيد عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال: ان الله عز وجل يقول: الصوم لي وانا أجزي به،
ولخوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك. ولهلال فيما

(1) من المكية (2) كذا وراجع التهذيب (3) في المكية " الغافري ".
612

سمع منه خيثمة:
- اقبل معاذير من يأتيك معتذرا * ان بر عندك فيما قال أو فجرا -
- فقد أطاعك من أرضاك ظاهره * وقد أخلك من يعصيك مستترا -
638 9 / 90 - حرب بن إسماعيل الكرماني
الفقيه الحافظ صاحب الإمام أحمد. سمع أبا الوليد الطيالسي والحميدي
وسعيد بن منصور وأبا عبيد وطبقتهم. اخذ عنه أبو حاتم الرازي مع
تقدمه وعبد الله بن إسحاق النهاوندي والقاسم بن محمد الكرماني وأبو بكر
الخلال وغيرهم. توفى سنة ثمانين ومائتين.
أخبرنا علي بن أحمد في كتابه عن المؤيد بن عبد الرحيم وجماعة قالوا
انا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أبرويه الصالحاني انا أبو عمرو بن منده انا أبى
نا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني انا أبو محمد حرب بن إسماعيل
نا سعيد بن منصور نا أبو الأحوص عن ميمون أبى حمزة عن إبراهيم عن
الأسود عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من
دعا على من ظلمه فقد انتصر.
639 9 / 91 - عبد الله بن شبيب الربعي
الحافظ المكثر أبو سعيد المدني الاخباري أحد أوعية العلم على
ضعفه. روى عن أبي جابر محمد بن عبد الملك وعبد العزيز بن عبد الله
الأويسي وإسماعيل بن أبي أويس وإسحاق بن محمد الفروي وأيوب بن
سليمان وخلق. روى عنه الزبير بن بكار، وهو أكبر منه، وأبو زرعة
613

وإبراهيم الحربي وابن صاعد والمحاملي وأبو روق الهراتي وآخرون. قال
أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث. وقال فضلك الرازي: يحل ضربه عنقه.
قلت مات كهلا قبل الستين ومائتين.
أخبرنا علي بن أحمد الحسيني انا أبو الحسن القطيعي انا أبو بكر الزاغوني
انا محمد بن محمد الزينبي انا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد نا أبو سعيد
عبد الله بن شبيب نا إبراهيم بن المنذر نا ابن وهب حدثني داود بن قيس
عن زيد بن أسلم عن ابن عمران النبي صلى الله عليه وآله قال: من
نزع يدا من طاعة فلا حجة له، ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات
ميتة جاهلية.
640 9 / 92 - ابن سميع
الحافظ المجود أبو [القاسم 1] محمود بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن
القاسم بن سميع الدمشقي صاحب كتاب الطبقات. سمع إسماعيل بن أبي أويس
ويحيى بن بكير وأبا جعفر النفيلي وصفوان بن صالح وطبقتهم. حدث
عنه أبو حاتم وأبو زرعة الدمشقي وأبو الحسن بن جوصا وآخرون. قال
أبو حاتم: صدوق، ما رأيت بدمشق أكيس منه. قال عمرو بن دحيم:
مات بدمشق في انسلاخ جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين ومائتين.
641 9 / 93 م - موسى بن قريش بن نافع التميمي
الحافظ الجوال الصدوق أبو عمران البخاري. حدث عن أبي نعيم

(1) من المكية.
614

ومسلم بن إبراهيم وعلي بن عياش وعبد الله بن صالح وإسحاق بن بكر بن
مضر وطبقتهم. وعنه مسلم في صحيحه والحسين بن الحسن بن الوضاح
وعلي بن الحسن بن عبيدة وإسحاق بن أحمد بن خلف وآخرون. مات
في سنة أربع وخمسين ومائتين، أرخه ابن مأكولا.
642 9 / 94 - تمتام
الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبي البصري
التمار نزيل بغداد. سمع أبا نعيم ومسلم بن إبراهيم وعفان والقعنبي
وطبقتهم وصنف وجمع. حدث عنه ابن البختري وإسماعيل الصفار
وعثمان بن السماك وأبو سهل القطان وأبو بكر الشافعي وأبو بحر البربهاري
وخلق. قال الدارقطني: ثقة مجود. وقال أيضا. ثقة مأمون الا انه
يخطئ. قلت: توفى في رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن عبد السلام وجماعة اجازة قالوا انا عمر بن محمد انا
هبة الله بن الحصين انا أبو طالب بن غيلان انا أبو بكر الشافعي نا محمد بن
غالب نا عبد الصمد بن النعمان نا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما صف صفوف
ثلاثة على ميت فيشفعون له الا شفعوا فيه.
643 9 / 95 - أبو الموجه
الحافظ الثقة محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري المروزي اللغوي.
سمع سعيد بن منصور وسعيد بن سليمان وعلي بن الجعد وصدقة بن
615

الفضل وعبدان بن عثمان وطبقتهم بخراسان والعراق والحجاز. ذكره
ابن أبي حاتم مختصرا. حدث عنه ابن أبي حاتم والحسن بن محمد بن حليم
وعلي بن محمد الحبيبي [وبكر بن محمد 1] الدخمسيني وأبو بكر بن أبي نصر
وخلق من المراوزة. توفى سنة اثنتين وثمانين ومائتين بمرو.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا القاسم بن عبد الله انا جدي عمرو بن أحمد
انا أبو بكر بن خلف انا أبو عبد الله الحاكم نا أبو بكر بن أبي نصر المروزي
نا أبو الموجه نا سعيد بن هبيرة نا وهيب عن صالح بن حيان 2 عن محمد بن
كعب القرظي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها وامسحوا بها
وجوهكم. أخرجه الحاكم في مستدركه، وصالح واه قال البخاري:
فيه نظر.
644 9 / 96 - حيكان
المحدث الحافظ الشهيد أبو زكريا يحيى ابن الحافظ الكبير محمد بن
يحيى الذهلي النيسابوري، امام نيسابور ومفتيها بعد أبيه وأمير المطوعة
وكان له بيت يتعبد فيه. سمع يحيى بن يحيى وسليمان بن حرب وأحمد بن
يونس مسددا وعلي بن الجعد وإسماعيل ابن أبي أويس وطبقتهم. حدث

(1) سقط من الأصلين وراجع ترجمتي الحبيبي والدخمسيني في الأنساب وللحبيبي
ترجمة في اللسان (2) مثله المستدرك وتلخيصه فإذا صح فهو القرشي كما بنى عليه
المؤلف ما يأتي في كلامه وليس هو بصالح بن صالح بن حي، وقد يكون الاسم
تصحف وصوابه صالح بن حسان، وهو واه أيضا. المعلمي
616

عنه أبوه وابن خزيمة وأبو عبد الله بن الأخرم ومحمد بن صالح بن هانئ
وإبراهيم بن إسماعيل وأحمد بن محمد بن شعيب وأحمد بن علي بن حسنويه
وآخرون.
قال الحاكم: كان امام نيسابور في الفتيا والرياسة وابن إمامها،
سمعت ابن هانئ يقول حضرنا الاملاء عند يحيى بن محمد في رمضان
وقتل في شوال سنة سبع وستين ومائتين فرضت مجالس الحديث
وخبئت المحابر حتى لم يقدر أحد يمشى بمحبرة ولا كراس ودام ذلك
إلى سنة سبعين فاحتال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الزاهد في ورود
السرى بن خزيمة وعقد له مجلس الاملاء وعلق المحبرة بيده واجتمع
عنده خلق عظيم.
محمد بن عبد الوهاب الفراء: لا نستطيع ان نشكر يحيى نحن ولا
أعقابنا رجل جعل نحره لنا ونحن مطمئنون نعبد ربنا. وقال صالح
جزرة في كتابه إلى ابن أبي حاتم: ان اخبار الدين وعلم الحديث دون
سائر العلوم اليوم مجفو مطروح وحماله وأهل الكتابة به في شغل التي
دهمتهم وتواترت عليهم عند مقتل أبى زكريا، وقد مضى هو وأبوه
لسبيلهما ولم يخلفا مثلهما ولزم كل خاصة نفسه ومرقت طائفة ممن كانوا
يظهرون السنة فصارت تدين بدين ملوكها. قال ابن الشرقي سمعت الذهلي
ذكر ابنه فقال أبو زكريا والد. قال أبو أحمد الحاكم عن شيوخه قال
الذهلي: قد رأيت العلماء وأولادهم ولم أر مثل ابني يحيى. وقال الصبغي
سمعت نوح بن أحمد [سمعت احمد - 1] بن عبد الله الخجستاني يقول

(1) من المكية.
617

دخلت على حيكان الحبس على أن اضربه خشبات وما كنت عازما على
قتله فمددت يدي إلى لحيته فقبضت عليها فقبض على خصيتي حتى لم أشك
انه قاتلي فذكرت سكينا في خفى فجذبتها وشققت بطنه. قلت كان احمد
قد خرج وعسف فانتدب لحربه حيكان والتقاه فتقلل جمعه وهرب
حيكان ثم ظفروا به وسجن.
أخبرنا الأبرقوهي انا الفخر الفارسي انا السلفي انا الثقفي انا محمد بن
موسى الصيرفي انا محمد بن يعقوب الحافظ نا يحيى بن محمد الذهلي نا إسماعيل
ابن أبي أويس حدثني أبي عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان
عن [عمر عن - 1] أبى بكر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لا نورث، ما تركناه صدقة.
645 9 / 97 - الكديمي
الحافظ المكثر المعمر أبو العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي
السامي البصري محدث البصرة، وهو واه. حدث عن أبي داود والخريبي
وأزهر السمان وزوج أمه روح بن عبادة. وعنه ابن الأنباري وإسماعيل
الصفار وأبو بكر الشافعي وأبو بكر بن خلاد النصيبي وأبو بكر القطيعي
وخلق. وكان يقول كتبت عن الف ومائة وستة وثمانين نفسا من
البصريين، وحججت فرأيت عبد الرزاق وفاتني السماع منه.
قال حسن الصائغ نا الكديمي قال خرجت انا وابن المديني
الشاذكوني نتنزه وكان الأمير قد منع من ذلك فكما قعدنا جاء فأخذنا

(1) من المكية.
618

وكنت أصغرهم فبطحوني فقلت أيها الأمير اسمع منى، نا الحميدي نا سفيان
عن عمرو عن أبي قابوس عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. قال: أعده،
فأعدته، فقال: تحفظ مثل هذا وتخرج تتنزه. قال ابن عدي: اتهم
الكديمي بوضع الحديث. وقال ابن حبان: لعله قد وضع أكثر من
الف حديث. وقال ابن عدي: ترك عامة مشايخنا الرواية عنه ورماه
أبو داود بالكذب. وقال موسى بن هارون وهو متعلق بأستار الكعبة:
اللهم إني أشهدك ان الكديمي كذاب يضع الحديث. وقال قاسم
المطرز: انا أجاثى الكديمي بين يدي الله، وأقول يكذب على نبيك.
وقال الدارقطني: يتهم بالوضع. واما إسماعيل الخطبي فقال: ثقة، ما
رأيت جمعا أكثر من مجلسه. مات في جمادى الأولى سنة ست وثمانين
ومائتين، وكان من أبناء المائة، الله يسامحه، ومات فيها أئمة.
646 9 / 98 - الحارث بن محمد بن أبي أسامة
داهر الإمام أبو محمد التميمي البغدادي الحافظ صاحب المسند،
ومسنده لم يرتبه. ولد سنة ست وثمانين ومائة. وسمع يزيد بن هارون
وعبد الوهاب الخفاف وعلي بن عاصم وعبد الله بن بكر وروح بن
عبادة وأبا بدر السكوني والواقدي وخلائق. وعنه أبو جعفر الطبري
وأبو بكر النجاد وابن خلاد النصيبي وأبو بكر الشافعي وعبد الله بن
الحسين النضري شيخ مرو وخلق كثير. وثقه إبراهيم الحربي مع علمه
بأنه يأخذ الدراهم، وأبو حاتم بن حبان، وقال الدارقطني: صدوق،
619

واما اخذ الدراهم على الرواية فكان فقيرا كثير البنات. وقال أبو الفتح
الأزدي وابن حزم: ضعيف. قلت عاش سبعا وتسعين سنة. وتوفى
يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
أنبأنا الامام عبد الرحمن بن قدامة وجماعة قالوا: انا عمر بن محمد
انا هبة الله بن الحصين انا محمد بن محمد انا أبو بكر الشافعي نا الحارث بن أبي
أسامة انا الأسود بن عامر نا أبو هلال الراسبي عن عبد الله بن بريدة،
أحسبه قال: قلت عائشة يا رسول الله ان وافيت ليلة القدر بماذا ادعو
قال: قولي اللهم إني أسألك العفو والعافية. رواه النسائي عن يونس
عن ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن عبد الرحمن بن مرزوق عن
الجريري عن ابن بريدة عن عائشة فوقع لنا عاليا جدا.
647 9 / 99 - أبو مسلم الكجي
الحافظ المسند إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز البصري صاحب
كتاب السنن وبقية الشيوخ. سمع أبا عاصم النبيل والأنصار والأصمعي
وبدل بن المحبر ومسلم بن إبراهيم وخلقا كثيرا، حدث عنه النجاد
وفاروق الخطابي وحبيب القزاز وأبو بكر القطيعي وأبو القاسم الطبراني
وأبو محمد ابن ماسي وخلائق.
أخبرنا أحمد بن المؤيد انا عمر بن كرم انا عبد الأول انا عبد الوهاب
ابن احمد انا محمد بن باكويه انا أبو يعقوب النجيرمي انا أبو مسلم نا أبو عاصم
عن عبد الحميد حدثني صالح بن أبي غريب عن كثير بن مرة عن معاذ
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان آخر كلامه
620

لا إله إلا الله دخل الجنة. وثقه الدارقطني وغيره، وكان سريا نبيلا
عالما بالحديث، مدحه البحتري، وقيل إنه لما حدث تصدق بعشرة آلاف،
وعن فاروق الخطابي قال لما فرغنا من سماع السنن منه عمل لنا مأدبة أنفق
فيها ألف دينار. وقال أحمد بن جعفر الختلي لما قدم الكجي بغداد أملى
في رحبة غسان فكان في مجلسه سبعة مستملين يبلغ كل واحد منهم
الآخر ويكتب الناس عنه قياما ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر
بمحبرة فبلغ ذلك نيفا وأربعين الف محبرة سوى النظارة. هذه حكاية
ثابتة رواها الخطيب في تاريخه عن بشرى الفاتني انه سمع الختلي يقولها.
وقيل إنه أضر بأخرة. قال جعفر بن محمد بن محمد الطبسي: كنا ببغداد عند أبي
مسلم الكجي فعرف إننا من أصحاب صالح جزرة فعظمه، وقال
ألا تقولون: سيد المسلمين، وأكرمنا، وقال ما تريدون؟ قلنا: أحاديث
ابن عرعرة، وحكايات الأصمعي، فأملى علينا عن ظهر قلب. مات ببغداد
في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين وحمل إلى البصرة وقد قارب المائة.
648 9 / 100 - الدارمي
الحافظ الإمام الحجة أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد السجستاني
محدث هراة وتلك البلاد سمع أبا اليمان البهراني وسعيد بن أبي مريم
وسليمان بن حرب ويحيى الوحاظي وطبقتهم، وأخذ هذا الشأن عن
ابن المديني ويحيى واحمد وإسحاق، وأكثر الترحال. حدث عنه أبو عمرو
أحمد بن محمد الحيري ومحمد بن يوسف الهروي وأحمد بن محمد بن عبدوس
621

الطرائفي وأبو النضر محمد ابن محمد الفقيه وحامد الرفاء وخلق كثير.
قال أبو الفضل يعقوب القراب: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد ولا رأى
هو مثل نفسه. وقال أبو حامد الأعمشي: ما رأيت مثله ومثل الذهلي
ويعقوب الفسوي. وقال آخر: هو نظير إبراهيم الحربي. قلت: ولعثمان
سؤالات عن الرجال ليحيى بن معين، وله مسند كبير وتصانيف في
الرد على الجهمية، وهو الذي قال على ابن كرام وطرده من هراة فيما
قيل: مولده سنة مائتين ظنا. وعن عثمان بن سعيد وقال له رجل كان
يحسده: ماذا كنت لولا العلم؟ فقال له: أردت شينا فصار زينا. توفى
الدارمي في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين.
أخبرنا أبو علي بن الخلال انا ابن اللتي انا أبو الوقت انا أبو إسماعيل
الحافظ [نا 1] محمد بن أحمد الجارودي ويحيى بن عمار ومحمد بن جبرئيل
أملوه وانا محمد بن عبد الرحمن قالوا انا أبو يعلى أحمد بن محمد الواشقي
هروى نا عثمان بن سعيد الدارمي نا يحيى الحماني عن عبد الله بن نمير عن
مجالد عن الشعبي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل، ولو كان
حيا ثم أدرك نبوتي لا تبعني.
649 9 / 101 - علي بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور
الحافظ الصدوق أبو الحسن البغوي شيخ الحرم ومصنف المسند.
سمع أبا نعيم وعفان والقعنبي ومسلم بن إبراهيم وأبا عبيد وخلائق

(1) من المكية.
622

فأكثر. روى عنه ابن أخيه أبو القاسم البغوي وعلي بن محمد بن مهرويه
القزويني وأبو علي حامد الرفاء وأبو الحسن بن سلمة القطان وعبد المؤمن
ابن خلف النسفي والطبراني وأمم سواهم. وعاش بضعا وتسعين عاما، قال
الدارقطني: ثقة مأمون. وقال ابن أبي حاتم: صدوق. واما النسائي فمقته
لكونه كان يأخذ على الحديث، ولا شك انه كان فقيرا مجاورا، قال
ابن السني: بلغني انه كان إذا عوتب على ذلك قال يا قوم انا بين الأخشبين
وإذا ذهب الحجاج نادى أبو قبيس قعيقعان يقول من بقى؟ فيقول:
المجاورون، فيقول: أطبق. توفى سنة ست وثمانين ومائتين.
أخبرنا الحسن بن علي انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى
انا عبد الله بن محمد انا محمد بن محمد بن يوسف انا حامد بن محمد انا على
ابن عبد العزيز نا أبو نعيم نا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن
سلمة قال كان من دعاء على رضي الله عنه قال: اللهم ثبتنا على كلمة
العدل والهدى والصواب وقوام الكتاب هادين مهديين راضيين مرضيين
غير ضالين ولا مضلين.
650 9 / 102 س - عثمان بن خرزاذ
الحافظ الحجة محدث أنطاكية أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن محمد
ابن خرزاذ الأنطاكي. سمع عفان وأبا الوليد الطيالسي وعمرو بن مرزوق
وسعيد بن عفير وسعيد بن منصور وطبقتهم. حدث عنه النسائي ووثقه.
وأبو عوانة وابن جوصاء وخيثمة الا طرابلسي وهشام بن محمد الكندي
623

وآخرون. وأجاز للطبراني قال محمد بن محمويه الأهوازي: هو احفظ
من رأيت. وقال أبو عبد الله الحاكم: ثقة مأمون. توفى في شهر ذي الحجة
سنة إحدى وثمانين ومائتين.
أخبرنا ابن غدير انا ابن الحرستاني حضورا انا جمال الاسلام انا
ابن طلاب انا ابن جميع انا محمد بن أحمد بن الربيع الحذاء بحلب نا عثمان
ابن خرزاذ نا أحمد بن يونس نا أبو إسرائيل الملائي عن فضيل الفقيمي
عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله اخر صلاة
العشاء حتى نام النائم واستيقظ المستيقظ وتهجد المتهجد ثم خرج فأقيمت.
الصلاة فصلاها، وقال: لولا أن أشق على أمتي لامرتهم ان يصلوا هذا
الوقت وهذا الحين.
651 9 / 103 - أبو زرعة الدمشقي
الحافظ الثقة محدث الشام عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن
صفوان بن عمرو النصري. حدث عن هوذة بن خليفة وأبى نعيم وأحمد ابن
خالد الوهبي وأبى مسهر الغساني وعفان بن سليمان بن حرب وطبقتهم.
وعنه أبو داود وابن صاعد وأبو العباس الأصم والطحاوي وعلي بن أبي
العقب والطبراني وخلق، قال أبو الميمون بن راشد نا أبو زرعة قال:
أعجب ابن مسهر بمجالستي إياه صغيرا. وذكر أحمد بن أبي الحوارى وأبا زرعة
فقال: هو شيخ الشاب. وقال أبو حاتم: صدوق. قلت مات في جمادى
الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين.
624

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن محمد بن إسماعيل الطرسوسي
(ح وأخبرتنا) نحوه بنت محمد انا ابن خليل انا الطرسوسي انا أبو على
الحداد انا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة نا أبو اليمان
نا شعيب عن الزهري: قال طاوس قلت لابن عباس ذكروا ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤسكم وان
لم تكونوا جنبا وأصيبوا من الطيب؟ فقال: اما الغسل فنعم، واما الطيب
فلا أدري. خ عن الحكم.
652 / 9 / 104 إسماعيل القاضي
الامام شيخ الاسلام أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل ابن
محدث البصرة حماد بن زيد الأزدي مولاهم البصري ثم البغدادي المالكي
الحافظ صاحب التصانيف وشيخ مالكية العراق وعالمهم، ولد سنة
تسع وسبعين ومائة، وسمع من محمد بن عبد الله الأنصاري والقعنبي
ومسلم وعبد الله بن رجاء وإسماعيل بن أبي أويس وقالون وقرأ عليه،
وتفقه بأحمد بن المعذل، واخذ علم الحديث وعلله عن علي ابن المديني،
روى عنه أبو بكر النجاد وأبو بكر الشافعي والحسن بن محمد بن كيسان
وأبو بحر البربهاري وآخرون. وتفقه عليه عدد كثير. قال الخطيب: كان
عالما متقنا فقيها شرح مذهب مالك واحتج له، وصنف المسند، وصنف
في علوم القرآن، وجمع حديث أيوب، وحديث مالك. قلت وقد
صنف موطأ، وصنف كتابا حافلا نحو مائتي جزء في الرد على محمد بن
625

الحسن لم يتمه. قال الخطيب: استوطن بغداد وولى قضاءها إلى أن توفى
وتقدم حتى صار علما. قال: وله كتاب احكام القرآن لم يسبق إلى
مثله، وكتاب معاني القرآن، وكتاب القراءات. قال المبرد: إسماعيل
القاضي اعلم منى بالتصريف. وعن يحيى بن أكثم ورأى إسماعيل القاضي
مقبلا فقال: قد جاءت المدينة. وقد روى النسائي في كتاب الكنى له
كنية عن إبراهيم بن موسى نا إسماعيل القاضي نا على ابن المديني. مات
إسماعيل فجأة في ذي الحجة سنة اثنتين ومائتين رحمه الله، يقع
من عواليه في الغيلانيات.
653 9 / 105 - جعفر بن محمد بن أبي عثمان
الحافظ المجود أبو الفضل الطيالسي البغدادي. سمع عفان ومسلم
ابن إبراهيم وعارما وإسحاق بن محمد الفروي وسليمان بن حرب وخلقا
بعدهم، حدث عنه ابن صاعد وإسماعيل الصفار [والنجاد 1] وابن
نجيح وأبو بكر الشافعي، يقع حديثه عاليا في الغيلانيات. قال أحمد بن
المنادى: كان مشهورا بالإتقان والحفظ والصدق. قال الخطيب: كان
ثقة ثبتا حسن الخط صعب الاخذ. مات في رمضان سنة اثنتين
وثمانين ومائتين.
654 9 / 106 الشعراني
الحافظ الامام الجوال أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي

(1) من المكية.
626

من ذرية ملك اليمن باذام الذي أسلم بكتاب النبي صلى الله عليه وآله.
سمع سليمان بن حرب وقالون عيسى وسعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح
وإسماعيل بن أبي أويس و [أبا 1] توبة الحلبي وأبا جعفر النفيلي وخلائق.
روى عنه ابن خزيمة وابن الشرقي وعلي بن حمشاذ وأبو عبد الله بن الأخرم
ومحمد بن المؤمل وخلق وحفيده إسماعيل بن محمد بن الفضل. قال
ابن المؤمل: كنا نقول ما بقى بلد لم يدخله الفضل الشعراني في طلب الحديث
إلا الأندلس. قال الحاكم: كان أديبا فقيها عابدا عارفا بالرجال، كان
يرسل شعره فلقب بالشعراني وقال ابن مأكولا: كان قد قرأ القرآن
على خلف، وعنده عن أحمد بن حنبل تاريخه، وعن سنيد المصيصي
تفسيره. قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه. وقال ابن الأخرم: صدوق غال
في التشيع. وقال الحاكم: ثقة لم يطعن فيه بحجة. مات في أول سنة
اثنتين [وثمانين ومائتين 1].
ولقد كان في هذا العصر وما قاربه من أئمة الحديث النبوي
خلق كثير وما ذكرنا عشرهم هنا وأكثرهم مذكورون في تاريخي،
وكذلك كان في هذا الوقت خلق من أئمة أهل الرأي والفروع وعدد
من أساطين المعتزلة والشيعة وأصحاب الكلام الذين مشوا وراء المعقول
واعرضوا عما عليه السلف من التمسك بالآثار النبوية، وظهر في الفقهاء
التقليد وتناقص الاجتهاد، فسبحان من له الخلق والامر فبالله عليك
يا شيخ أرفق بنفسك والزم الانصاف ولا تنظر إلى هؤلاء [الحفاظ 1]

(1) من المكية.
627

النظر الشزر، ولا ترمقنهم بعين النقص، ولا تعتقد فيهم انهم من جنس
محدثي زماننا حاشا وكلا، فما في من سميت أحد ولله الحمد الا وهو
بصر بالدين عالم بسبيل النجاة، وليس في كبار محدثي زماننا أحد يبلغ
رتبة أولئك في المعرفة فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال
ان أعوزك المقال: من احمد؟ وما ابن المديني؟ وأي شئ أبو زرعة
وأبو داود؟ هؤلاء محدثون ولا يدرون ما الفقه؟ وما أصوله؟ ولا يفقهون
الرأي، ولا علم لهم بالبيان والمعاني والدقائق، ولا خبرة لهم
بالبرهان والمنطق، ولا يعرفون الله تعالى بالدليل، ولا هم من فقهاء الملة
فاسكت بحلم أو أنطق بعلم فالعلم النافع هو النافع ما جاء عن أمثال هؤلاء
ولكن نسبتك إلى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا إلى أئمة الحديث،
فلا نحن ولا أنت، وانما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل، فمن
اتقى الله راقب الله واعترف بنقصه، ومن تكلم بالجاه وبالجهل أو بالشر
والبأو فأعرض عنه وذره في غيه فعقباه إلى وبال. نسأل الله العفو
والسلامة.
الطبقة العاشرة
من أئمة الحديث النبوي، وأوردت منهم تسعة وتسعين حافظا 1
655 10 / 1 - إبراهيم بن أورمة
الحافظ البارع أبو إسحاق الأصبهاني مفيد بغداد في زمانه. حدث

(1) المترجمون فيها أكثر من هذا لكن منهم من لم يوصف بأنه " حافظ "
ومنهم من لم يشتهر لبعد بلده أو ضعفه. المعلمي.
628

عن محمد بن بكار وصالح بن حاتم بن وردان وعاصم بن النضر وعمرو
ابن علي الفلاس وطبقتهم. وعنه أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن يحيى
ابن منده وأبو بكر الباغندي وطائفة. قال الدارقطني: ثقة حافظ نبيل.
وقال ابن المنادى: ما رأيت في معناه مثله، مرض وكان ينتخب على عباس
الدوري. وقال أبو نعيم الحافظ: فاق إبراهيم أهل عصره في المعرفة
والحفظ، وأقام بالعراق يكتبون بفائدته. قلت لم ينتشر حديثه لأنه عاش
خمسا وخمسين سنة.
قال ابن المنادى وغيره: مات في آخر سنة ست وستين ومائتين.
قلت: فيها مات الفقيه صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني
قاضى أصبهان، والمحدث أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي
الواسطي، والعلامة محمد بن شجاع ابن الثلجي البغدادي صاحب التصانيف.
أخبرنا ابن القواس أخبرنا ابن الحرستاني انا ابن المسلم انا ابن طلاب
انا ابن جميع نا طاهر بن محمد بالبصرة نا ابن علي السراج نا إبراهيم بن أورمة
نا عبيد الله ابن معاذ نا أبى نا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن انس
ان النبي صلى الله عليه وآله نهى عن الوصال.
656 10 / 2 - بقى بن مخلد
الامام شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن القرطبي [الحافظ 1] صاحب
المسند الكبير والتفسير الجليل الذي قال فيه ابن حزم: ما صنف تفسير

(1) من المكية.
629

مثله أصلا. مولده في رمضان سنة إحدى ومائتين. وسمع يحيى بن يحيى الليثي
القرطبي وأبا مصعب الزهري ويحيى بن بكير وإبراهيم بن المنذر الحزامي
وزهير بن عباد وصفوان بن صالح ويحيى بن عبد الحميد الحماني وابن نمير
وابن أبي شيبة، وطوف الشرق والغرب وشيوخه مائتان وثمانون
ونيف. روى عنه ابنه احمد وأحمد بن عبد الله الأموي وأسلم بن
عبد العزيز ومحمد بن عمر بن لبابة والحسن بن سعيد وعبد الله بن يونس
القيري وآخرون. وكان إماما علما قدوة مجتهدا لا يقلد أحدا ثقة حجة
صالحا عابدا متهجدا أواها عديم النظير في زمانه، ذكره أحمد بن أبي
خيثمة فقال: ما كنا نسميه الا المكنسة، وهل يحتاج بلد فيه بقى ان يأتي
منه إلينا أحد؟
قال أبو الوليد الفرضي: ملا بقى الأندلس حديثا. وقال أبو عبد الملك
القرطبي في تاريخه: كان بقى طوالا أقنى ذا لحية مضبرا، وكان متواضعا
ملازما لحضور الجنائز، وكان يقول: انى لأعرف رجلا كانت تمضي
عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيش الا ورق الكرنب وعن بقى
قال: لما رجعت من العراق أجلسني يحيى بن بكير إلى جنبه وسمع منى
سبعة أحاديث. وقد تعصبوا على بقى لاظهاره مذهب أهل الأثر فدفعهم
عنه أمير الأندلس محمد بن عبد الرحمن المرواني واستنسخ كتبه وقال
لبقى: انشر علمك. وعن بقى قال: لقد غرست للمسلمين غرسا بالأندلس
لا يقلع الا بخروج الدجال. قال ابن حزم: كان بقى ذا خاصة من احمد
ابن حنبل وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي. وعن بقى قال: كل
630

من رحلت إليه فماشيا على قدمي. وذكر عن بقى خير ونسك وايثار
حتى بثوبه، وكان مجاب الدعوة، وقيل إنه كان يختم القرآن كل ليلة في
ثلاث عشرة ركعة ويسرد الصوم وحضر سبعين غزوة. مات في
جمادى الآخرة سنة ست [وسبعين 1] ومائتين.
وفيها توفى العلامة أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري
صاحب التصانيف، ومحدث مكة محمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ، ومحدث
دمشق يزيد بن محمد بن عبد الصمد أبو محمد الدمشقي، والمسند أبو بكر
محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد الرياحي.
أخبرنا محمد بن عطاء الله بالثغر انا عبد الرحمن بن مكي سنة ست
وأربعين وست مائة عن خلف بن عبد الملك الحافظ انا أبو محمد بن
عتاب انا أبو عمر النمري انا محمد بن عبد الملك نا عبد الله بن يونس نا بقى
ابن مخلد نا هانئ بن المتوكل عن معاوية بن صالح عن رجل عن مجاهد
عن علي ابن أبي طالب انه قال: لو أنى أنسى ذكر الله ما تقربت إلى الله إلا
بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله سلم يقول: قال جبريل يا محمد ان الله يقول من صلى عليك عشر
مرات استوجب الأمان من سخطي.
657 10 / 3 - المروذي
الامام القدوة شيخ بغداد أبو بكر أحمد بن محمد الحجاج الفقيه،

(1) من المكية.
631

اجل أصحاب الإمام أحمد، كان أبوه خوارزميا وأمه مروذية، لزم
احمد دهرا. واخذ عنه العلم والعمل. سمع محمد بن المنهال الضرير ومحمد
ابن عبد الله بن نمير وعبيد الله القواريري وأحمد بن حنبل وهارون بن
معروف وسريج بن يونس وطبقتهم. وعنه أبو بكر الخلال الفقيه ومحمد
ابن مخلد العطار ومحمد بن عيسى بن الوليد وآخرون.
أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي كتابة عن أبي الفجر أسعد بن
روح وعائشة بنت معمر قالا انا سعيد بن أبي الرجاء انا أحمد بن محمود
ومنصور بن حسين قالا نا أبو بكر محمد بن إبراهيم نا محمد بن دبيس بن
بكار ببغداد نا أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي نا محمد بن أبي بكر البصري
نا سلام عن ثابت عن انس رضي الله عنه قال أوحى الله إلى يوسف
عليه السلام: يا يوسف من نجاك من القتل إذ هم إخوتك بقتلك؟ قال:
أنت يا رب،. قال: فمن نجاك من المرأة إذ هممت بها؟ قال: أنت
يا رب،. قال: فما لك نسيتني وذكرت مخلوقا؟ قال: يا رب كلمة تكلم
بها لساني روحت بها قلبي، قال: وعزتي لأخلدنك في السجن سنين.
وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد كتابة انا عمر بن محمد انا يحيى بن علي
[انا محمد بن علي 1] العباسي انا عمر بن إبراهيم الكناني نا أبو حامد احمد
ابن عبد الله الحذاء نا أحمد بن اصرم وأبو بكر المروذي قالا نا محمد بن
نوح رفيق أحمد بن حنبل نا إسحاق الأزرق عن عبيد الله عن نافع عن
ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله وقال: كل أمة بعضها في الجنة

(1) من المكية.
632

وبعضها في النار إلا هذه الأمة فإنها كلها في الجنة.
قال إسحاق بن داود: لا اعلم أحدا أقوم بأمر الاسلام من أبى بكر
المروذي. وقال أبو بكر بن صدقة: ما علمت أحدا أذب عن الدين من
المروذي. قال الخلال: خرج المروذي للغزو فشيعوه إلى سامرا وجعل
يردهم فلا يرجعون فحزر من وصل معه إلى سامرا نحو خمسين الف
انسان. مات في جمادى الأولى في سنة خمس وسبعين ومائتين، وغيره
أكثر تحصيلا لفنون الحديث ولكنه كان إماما في السنة شديد الاتباع،
له جلالة عظيمة.
وفيها مات محدث بغداد يحيى بن أبي طالب جعفر بن الزبرقان.
ابن قتيبة
من أوعية العلم لكنه قليل العمل في الحديث، فلم أذكره.
658 10 / 4 - الترمذي
الامام الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي الترمذي
الضرير مصنف الجامع وكتاب العلل. أخبرنا محمد بن قايماز وجماعة
قالوا انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى انا أبو إسماعيل الأنصاري
انا عبد الجبار بن الجراح انا ابن محبوب نا أبو عيسى الترمذي نا زياد بن
أيوب نا المحاربي عن ليث عن عبد الملك عن عكرمة عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: لا تمار أخاك ولا تمازحه ولا تعده
موعدا فتخلفه. قال أبو عيسى: عبد الملك عندي ابن بشير. قلت:
633

المزاح قد رخص في يسيره. سمع قتيبة بن سعيد وأبا مصعب وإبراهيم
ابن عبد الله الهروي وإسماعيل بن موسى السدى وسويد بن نصر وعلى
ابن حجر ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وعبد الله بن معاوية
الجمحي وطبقتهم، وتفقه في الحديث بالبخاري. حدث عنه مكحول بن
الفضل ومحمد بن محمود بن عنبر وحماد بن شاكر وعبد بن محمد النسفيون
والهيثم بن كليب الشاشي وأحمد بن علي بن حسنويه وأبو العباس المحبوبي
وخلق سواهم. قال ابن حبان في كتاب الثقات: كان أبو عيسى ممن
جمع وصنف وحفظ وذاكر. وقال أبو سعد الإدريسي: كان أبو عيسى
يضرب به المثل في الحفظ. وقال الحاكم سمعت عمر بن علك يقول:
مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبى عيسى في العلم والحفظ والورع
والزهد، بكى حتى عمى وبقى ضريرا سنين.
قال شيخنا ابن دقيق العيد: وترمذ بالكسر هو المستفيض على
الألسنة حتى يكون كالمتواتر. وقال مؤتمن الساجي سمعت عبد الله بن محمد
الأنصاري يقول: هو بضم التاء. وعن أبي على منصور بن عبد الله
الخالدي قال قال أبو عيسى: صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز
والعراق وخراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب - يعنى
الجامع - فكأنما في بيته نبي يتكلم. قال أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الحق
اليوسفي: الجامع على أربعة أقسام قسم مقطوع بصحته، وقسم على
شرط أبى داود والنسائي كما بينا وقسم أخرجه وأبان عن علته، وقسم
رابع أبان عنه فقال: ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثا قد عمل به
634

بعض الفقهاء. وقيل إن بعض المحدثين امتحن أبا عيسى بأن قرأ له أربعين
حديثا من غرائب حديثه فأعادها من صدره فقال: ما رأيت مثلك.
ونقل الإدريسي باسناد له ان أبا عيسى قال: كنت في طريق مكة فكتبت
جزئين من حديث شيخ فوجدته فسألته وانا أظن الجزئين معي فسألته
فأجابني فإذا معي جزاء بياض فبقى يقرأ على من لفظه فنظر فرأى في
يدي ورقا بيضا فقال أما تستحي منى؟ فأعلمته بأمري وقلت أحفظه كله
قال: اقرأ فقرأته عليه فلم يصدقني وقال: استظهرت قبل ان تجئ فقلت
حدثني بغيره فحدثني بغيره فحدثني بأربعين حديثا وقال: هات، فأعدتها
عليه ما أخطأت في حرف.
وقد سمع من أبى عيسى أبو عبد الله البخاري وغيره، ومات
في ثالث عشر رجب سنة تسع وسبعين ومائتين بترمذ.
وفيها مات المسند المحدث أحمد بن الخليل بن ثابت أبو جعفر
البرجلاني نسبة إلى البرجلانية محلة ببغداد، والمسند إبراهيم بن عبد الله
العبسي الكوفي القصار خاتمة أصحاب وكيع، ومحدث مكة أبو يحيى
عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، والمحدث جعفر بن محمد بن شاكر ببغداد
عن تسعين سنة 1.

(1) هذا آخر الجزء الأول في المكية وعلى الهامش ما لفظه " بلغ تصحيحها على
شهر نسخة المؤلف وعليها خطه وفيها سماعات عليه وأرجو أنه قد صح صحتها في
ربيع الآخر سنة 1183 ه‍. كتبه الفقير إلى مولاه الغنى أحمد بن محمد قاطن عفا الله
عنهما وتجاوز عنهما ".
635

659 10 / 5 ابن ماجة
الحافظ الكبير المفسر أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ابن ماجة
الربعي صاحب السنن والتفسير والتاريخ ومحدث تلك الديار. ولد سنة
تسع ومائتين. وسمع محمد بن عبد الله بن نمير وجبارة بن المغلس وإبراهيم
بن المنذر الحزامي وعبد الله بن معاوية وهشام بن عمار ومحمد بن رمح وداود
ابن رشيد وطبقتهم. وعنه محمد بن عيسى الأبهري وأبو عمر وأحمد بن محمد
ابن حكيم وأبو الحسن القطان وسليمان بن يزيد الفامي وأحمد بن روح
البغدادي وآخرون. فعن ابن ماجة قال: عرضت هذه السنن على أبى
زرعة فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه
الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في
اسناده ضعف. قال أبو يعلى الخليلي: ابن ماجة ثقة كبير متفق عليه محتج
به له معرفة وحفظ ارتحل إلى العراقين ومكة والشام ومصر قلت سنن أبي
عبد الله كتاب حسن لولا ما كدره أحاديث واهية ليست بالكثيرة.
وكانت وفاته لثمان بقين من رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين رحمه الله
تعالى وعدد كتب سننه اثنان وثلاثون كتابا. قال أبو الحسن القطان صاحب
ابن ماجة: في السنن الف وخمس مائة باب وجملة ما فيها أربعة آلاف
حديث.
وفي سنة ثلاث مات محدث نصيبين إسحاق بن سيار.
أخبرنا عبد الخالق البعلي انا ابن قدامة انا أبو زرعة انا المقومي انا
القاسم بن أبي المنذر انا علي بن إبراهيم القطان نا ابن ماجة نا إسماعيل
636

ابن حفص نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا ادخل الميت القبر مثلث له
الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي. رواه
الحافظ الضياء في المختارة عن ابن قدامة.
660 10 / 6 - أحمد بن سلمة
الحافظ الحجة أبو الفضل النيسابوري البزاز المعدل رفيق مسلم في
الرحلة إلى بلخ وإلى البصرة. سمع قتيبة بن سعيد وابن راهويه وعبد الله
ابن معاوية وأبا كريب وعثمان بن أبي شيبة وطبقتهم. حدث عنه أبو زرعة
وابن وارة، وهما من شيوخه، وأبو حامد بن الشرقي وأبو الفضل محمد
ابن إبراهيم وطائفة. وله مستخرج كهيئة صحيح مسلم. قال الشيخ أبو القاسم
النصر آبادي رأيت أبا على الثقفي في النوم فقال لي: عليك بصحيح
أحمد بن سلمة. قال علي بن عيسى سمعت أحمد بن سلمة يقول: دعا أبى
إسحاق إلى طعام وأراد أن يستشيره في خروجي إلى قتيبة فقال: ان ابني
هذا قد ألح على في خروجه إلى قتيبة فما ترى أنت؟ وذكر له شفقته على،
فنظر إلى إسحاق وقال هذا يجلس في مجلسي بالقرب منى، وقد سمع منى
كثيرا، وأبو رجاء عنده من اللقى ما ليس عندنا، فأرى لك ان تأذن له
عسى ان ينتفع يوما ما. مات في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين.
وفيها مات شيخ الصوفية أبو سعيد الخراز. وراوي السيرة أبو سعيد
عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي. وشاعر زمانه أبو عبادة
الوليد بن عبيد الطائي البحتري، والمسند أحمد بن علي البغدادي الخزاز،
637

وأحمد بن المعلى الدمشقي القاضي، وأصحاب عبد الرزاق باليمن، وإبراهيم
ابن سويد السامي، وإبراهيم بن برة الصنعاني، والحسن بن عبد الأعلى اليوسي،
ومحمد بن وضاح القرطبي، إلى آخرها وآخرون.
661 10 / 7 - إبراهيم بن أبي طالب
محمد بن نوح بن عبد الله الامام الحافظ شيخ خراسان أبو إسحاق
النيسابوري. سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن أبان البلخي ومحمد بن مهران
وداود بن رشيد وأبا مصعب وطبقتهم. حدث عنه ابن خزيمة وأبو الوليد
حسان بن محمد وأهل بلده وكان عظيم الشأن. قال الحاكم: امام عصره
بنيسابور في معرفة الحديث والرجال، جمع الشيوخ والعلل، ودخل
على أحمد بن حنبل وذاكره وعلق عنه. قال عبد الله بن سعد: ما رأيت
مثل إبراهيم بن أبي طالب ولا رأى هو مثل نفسه. وقد رآه الحافظ
أبو على النيسابوري وهو صبي وقال رأيت شيخا لم تر عيناي مثله وقال
الحاكم سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: انما خرجت مدينتنا هذه
ثلاثة، محمد بن يحيى، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب. وسمعت أحمد بن
إسحاق الفقيه يقول: ما رأيت في المحدثين أهيب من إبراهيم بن أبي طالب،
كنا نجلس كأن على رؤوسنا الطير، لقد عطس أبو زكريا العنبري فأخفى
عطاسه، فقلت له سرا: لا تخف، فلست بين يدي الله تعالى. وسمعت
أبا عبد الله بن يعقوب عن ابن الشرقي قال: انما أخرجت خراسان خمسة،
الدارمي، والبخاري، ومحمد بن يحيى، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب.
قال الحاكم: كان إبراهيم يتبلغ من كراء حانوت له بسبعة عشر درهما،
638

وقد أملى كتاب العلل وغير شئ. مات في رجب سنة خمس وتسعين.
أخبرنا سماعا عن المؤيد بن محمد انا محمد بن الفضل انا عمر بن مسرور
انا إسماعيل بن نجيد نا إبراهيم بن أبي طالب ثنا أبو كريب نا أبو خالد عن
شعبة عن عاصم عن زر عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: يا علي سل الله الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق.
وبالسداد تسديدك السهم.
وفيها توفى شيخ الصوفية أبو الحسن أحمد بن محمد النوري، ومسند
بغداد أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، وفقيه
العراق أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي الشافعي عن تسعين سنة.
662 10 / 8 - الأبار
الحافظ الإمام أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم محدث بغداد. حدث
عن مسدد وعلي بن الجعد وشيبان بن فروخ وأمية بن بسطام ودحيم
وخلق كثير. حدث عنه دعلج وأبو بكر النجاد وأبو سهل بن زياد
والقطيعي وآخرون. قال الخطيب: كان ثقة حافظا متقنا حسن المذهب،
قال جعفر الخلدي: كان الأبار أزهد الناس، استأذن أمه في الرحلة
إلى قتيبة فلم تأذن له، فلما ماتت رحل إلى بلخ وقد مات قتيبة، وكانوا
يعزونه على هذا. قلت وله تاريخ وتصانيف. مات يوم نصف شعبان
سنة تسعين ومائتين.
وفيها توفى الحسن بن سهل المجوز صاحب أبى عاصم، ومحمد بن
زكريا الغلابي الاخباري، ومحمد بن العباس المؤدب، ومحمد بن يحيى بن
639

المنذر القزاز، رحمهم الله تعالى، وكلهم من شيوخ الطبراني.
أنبأنا ابن أبي عمر والفخر على قالا انا عمر بن محمد انا أحمد بن الحسن
انا أبو محمد الجوهري انا أبو بكر القطيعي نا أحمد بن علي الأبار نا علي بن
عثمان اللاحقي نا أبو عوانة (وبه) قال الأبار: ونا هدبة نا همام، جميعا
عن قتادة عن انس عن مالك بن صعصعة ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال: بينما انا عند البيت بن النائم واليقظان إذ سمعت قائلا
يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين، فانطلق بي فشرح صدري وأتيت بماء
زمزم في طست من ذهب فاستخرج قلبي فغسل ثم أعيد مكانه وحشى
حكمة وايمانا ثم اتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل
فحملت عليه [فانطلقنا 1] حتى اتينا السماء الدنيا - وذكر الحديث، رواه
البخاري في أربعة مواضع عن هدبة فوافقناه.
663 / 10 / 9 - ابن أبي عاصم
الحافظ الكبير الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن النبيل أبى عاصم
الشيباني الزاهد قاضى أصبهان. سمع جده لامه أبا سلمة التبوذكي وأبا
الوليد وهدبة بن خالد وهشام بن عمار والأزرق بن علي وخلقا كثيرا.
وله الرحلة الواسعة والتصانيف النافعة. روى عنه أحمد بن بندار الشعار
وأحمد بن معبد السمسار وأبو محمد بن حيان الحافظ وأبو أحمد العسال
ومحمد بن أحمد الكسائي وعبد الرحمن بن محمد بن سياه وخلق من
الأصبهانيين. قال ابن أبي حاتم: صدوق. وقد ولى قضاء أصبهان ست عشرة

(1) من المكية.
640

سنة وعزل لشئ وقع بينه وبين علي بن متويه، وقيل ذهبت كتبه بالبصرة
في فتنة الزنج فأعاد من حفظه خمسين الف حديث.
وقال ابن الاعرابي في طبقات النساك: فاما ابن أبي عاصم فسمعت
من يذكر انه كان يحفظ لشقيق البلخي الف مسألة، وكان من حفاظ
الحديث والفقه، وكان مذهبه القول بالظاهر وترك القياس. قال أبو
نعيم الحافظ: كان ظاهري المذهب، ولى القضاء بعد صالح بن أحمد،
ومات في ربيع الآخر سنة سبع وثمانين ومائتين رحمه الله. وقع لنا جملة
من كتبه، وقد أفرد له أبو موسى المديني ترجمة طويلة.
وفي هذا العام مات صاحب نسخة نبيط بن شريط التي افتعلها احمد
ابن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الأشجعي الكوفي بمصر وكان
يدعى انه ولد سنة سبعين ومائة [كذاب 1].
قرأت على إسحاق بن أبي بكر أخبركم يوسف بن خليل انا محمد بن
إسماعيل الطرسوسي انا محمود بن إسماعيل انا أبو بكر بن شاذان انا أبو بكر
عبد الله بن محمد انا أبو بكر أحمد بن عمرو نا هدبة انا أبو هلال انا سوادة
ابن حنظلة عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا يمنعكم أذان بلال السحور، ولا الصبح المستطيل، ولكن [الصبح 1]
المستطير في الأفق.
664 10 / 10
جزرة
الحافظ العلامة الثبت شيخ ما وراء النهر أبو على صالح بن محمد بن

(1) من المكية.
641

عمرو بن حبيب الأسدي مولاهم البغدادي نزيل بخارى. ولد سنة خمس
ومائتين [ببغداد 1]، وسمع سعيد بن سليمان سعدويه وخالد بن خداش
وعلي بن الجعد وأبا نصر التمار ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل [ويحيى
الحماني 1] وطبقتهم بالحجاز والشام ومصر وخراسان وما وراء النهر.
وعنه مسلم بن الحجاج في غير الصحيح وأبو النضر محمد بن محمد الفقيه
وخلف بن محمد الخيام وأبو أحمد علي بن محمد الحبيبي وبكر بن محمد الدخمسيني
وأحمد بن سهل ومحمد بن محمد بن صابر وخلق. استوطن بخارى في سنة
ست وستين فأكرمه متوليها وأجله. قال الدارقطني: كان ثقة حافظا
عارفا.
وقال أبو سعد الإدريسي: ما اعلم بعصر صالح بالعراق ولا بخراسان
في الحفظ مثله، دخل ما وراء النهر فحدث مدة من حفظ، وما اعلم
اخذ عليه خطأ فيما حدث، رأيت ابن عدي يفخم امره ويعظمه. وقال
الخطيب: حدث دهرا من حفظه ولم يكن استصحب معه كتابا، وكان
ثبتا صدوقا مشهورا بالمزاح. قال سهل بن شاذويه سمعت الأمير خالد
ابن احمد يسأل أبا على: لم لقبت جزرة؟ فقال: قدم علينا عمر بن زرارة
فحدثهم بحديث لعبد الله بن بسر انه كان له خرزة للمريض، وانا غائب،
فسألته عن الحديث وصحفته " جزرة " فصاح المجان فبقى على. قد سقت
في تاريخي ترجمة صالح بتمامها وشيئا من نوادره. مات في ذي الحجة
سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

(1) من المكية.
642

وفيها مات مسند أصبهان محمد بن أسد المديني خاتمة من روى عن
الطيالسي، والمسند محمد بن عبدوس بن كامل السراج، ومسند نيسابور
داود بن الحسين البيهقي رحمة الله عليهم.
665 10 / 11 - ابن الضريس
الحافظ المسند أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي
الرازي. مصنف كتاب فضائل القرآن. ولد على رأس المائتين. وسمع
القعنبي ومسلم بن إبراهيم وأبا الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير العبدي
وطبقتهم. وعنه أحمد بن إسحاق بن نيخاب وإسماعيل بن نجيد وعبد الله بن
محمد ابن عبد الوهاب الرازي وآخرون. قال بعض العلماء سمعت محمد بن
أيوب يقول: آخر قدمة قدمتها البصرة أديت أجرة الوراقين عشرة آلاف
درهم. وثقه عبد الرحمن بن أبي حاتم والخليلي وقال: هو محدث ابن محدث،
وجده يحيى من أصحاب الثوري. قلت سمعنا بإجازة من روح الهروي
من عواليه. مات بالري في يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بقراءتي سنة ثلاث وتسعين عن زينب
بنت أبي القاسم وعبد العزيز بن محمد قالا انا زاهر الشحامي انا أبو يعلى
الصابوني انا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي انا محمد بن أيوب نا مسلم
ابن إبراهيم نا هشام عن قتادة عن انس ان النبي صلى الله عليه وآله
نهى ان يشرب الرجال قائما. أخرجه أبو داود عن مسلم فوافقناه بعلو،
ورواه مسلم في صحيحه عن ابن أبي شيبة عن وكيع عن هشام. ويقع لي
643

من عواليه في جزء ابن نجيد.
666 10 / 12 - أبو عمرو المستملي
الحافظ القدوة أحمد بن المبارك النيسابوري الزاهد المجاب الدعوة.
سمع قتيبة بن سعيد ويزيد بن صالح وأحمد بن حنبل وسهل بن عثمان
العسكري وعبيد الله القواريري وطبقتهم. وعنه أبو حامد ابن الشرقي
وزنجويه بن محمد ومحمد بن صالح وأهل نيسابور، وكان من علماء الحديث
استملى من سنة ثمان وعشرين إلى أواخر أيامه. قال أبو بكر الصبغي: كان
أبو عمرو يصوم النهار ويحيى الليل قلت وممن حدث عنه أبو عبد الله
بن الأخرم ومحمد بن داود الزاهد. يقع لنا حديثه في المزكيات. مات
في جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين ومائتين.
وفيها مات الفقيه إسحاق بن الحسن الحربي راوي الموطأ عن القعنبي،
وأبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي وهشام بن علي السيرافي، ويزيد
ابن الهيثم الناد 1، ومحمود بن الفرج الأصبهاني الزاهد،
667 10 / 13 - محمد بن جابر بن حماد المروزي
الامام الحافظ الفقيه أبو عبد الله ذكره الحاكم فقال: أحد أئمة زمانه،
أدركته المنية في حد الكهولة. قلت ما توفى الا وقد شاخ. سمع هدبة بن
خالد وشيبان بن فروخ وأبا مصعب وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل
[وإسحاق 2] وحبان بن موسى وعلي بن حجر وأحمد بن صالح، وارتحل

(1) في المكية " الباذا ". (2) من المكية.
644

إلى مصر والشام والحجاز والعراق. حدث عنه البخاري في تاريخه وابن
خزيمة وأبو حامد ابن الشرقي وأبو العباس الدغولي وأبو العباس المحبوبي.
مات بمرو لسبع بقين من شوال سنة تسع وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى.
668 10 / 14 - الحكيم الترمذي
الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر الزاهد الحافظ
المؤذن صاحب التصانيف. روى عن أبيه وقتيبة بن سعيد والحسن بن
عمر بن شقيق وصالح بن عبد الله الترمذي ويحيى بن موسى خت وعتبة
ابن عبد الله المروزي وعباد بن يعقوب الرواجني وطبقتهم، وعنى بهذا
الشأن ورحل فيه. روى عنه يحيى بن منصور القاضي والحسن بن علي
وعلماء نيسابور فإنه قدمها في سنة خمس وثمانين ومائتين. قال السلمي:
نفوه من ترمذ بسبب تأليفه كتاب ختم الولاية، وكتاب علل الشريعة،
وقالوا: زعم أن للأولياء خاتما، وانه يفضل الولاية، واحتج بقول عليه
السلام " يغبطهم النبيون والشهداء " وقال: لو لم يكونوا أفضل لما غبطوهم
فجاء إلى بلخ فأكرموه لموافقته إياهم في المذهب. قلت عاش نحوا من
ثمانين سنة.
669 10 / 15 - أحمد بن النضر ابن عبد الوهاب
الحافظ الإمام أبو الفضل النيسابوري أحد أئمة الحديث، سمع شيبان
وأبا مصعب وسهل بن عثمان وإسحاق بن راهويه وهدبة بن خالد وطبقتهم.
قال الحاكم: هو مجود في البصريين، وكان البخاري ينزل نيسابور عليه
645

وعلى أخيه محمد بن النضر. قال: وحدث عنهما في الصحيح، واسنادهما
وسماعهما معا. قلت روى عن أحمد البخاري وهو أكبر منه وأبو حامد
ابن الشرقي ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وأحمد بن إسحاق الصيدلاني
ومحمد بن صالح بن هانئ وأبو الفضل محمد بن إبراهيم وغيرهم. قال البخاري
في حديث: ثبتني احمد في بعضه - يعنى ابن النضر، ولم يعن أحمد بن حنبل.
وقال البخاري في موضع آخر: حدثنا محمد نا عبيد الله ابن معاذ. قال
الحاكم: هذا هو محمد بن النضر. قلت توفى في حدود التسعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن تاج الامناء انا عم أبى زياد الامناء انا أبو القاسم الحافظ
انا إسماعيل بن أحمد انا أحمد بن علي الأديب انا محمد بن عبد الله الحافظ
انا محمد بن يعقوب الحافظ انا أحمد بن النضر نا عبيد الله بن معاذ نا أبى
نا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي سمع انسا يقول قال أبو جهل (اللهم
ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا
بعذاب اليم). فنزلت (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) الآية رواه (خ)
عن أحمد بن النضر ومسلم وعاليا عن عبيد الله.
670 10 / 16 - محمد بن وضاح بن بزيع
مولى ملك الأندلس عبد الرحمن بن معاوية الأموي الداخل وهو
الحافظ الكبير أبو عبد الله القرطبي. ولد سنة تسع وتسعين أو سنة
مائتين بقرطبة. سمع يحيى بن يحيى الليثي وإسماعيل بن أبي أويس وزهير
ابن عباد واصبغ بن الفرج وحرملة وإسحاق بن أبي إسرائيل ويعقوب
646

ابن كاسب وطبقتهم وقد ارتحل قبل ذلك ولحق آدم بن أبي اياس
ونحوه فلم يسمع إذ ذاك، ثم ارتحل إلى الحجاز والشام والعراق ومصر،
وبه وببقى صارت الأندلس دار حديث. قال ابن الفرضي: كان عالما
بالحديث بصير بطرقه متكلما على علله كثير الحكاية عن العباد ورعا زاهدا
متعففا صبورا على نشر العلم نفع الله به أهل الأندلس، كان أحمد بن
الجباب لا يقدم عليه أحدا ممن أدركه، وكان يعظمه جدا، ويصف عقله
وفضله وورعه، غير أنه ينكر عليه كثرة رده لكثير من الأحاديث.
قال ابن الفرضي: كان كثيرا ما يقول: ليس هذا من كلام النبي صلى الله
عليه وآله وسلم في شئ - وهو ثابت من كلامه، وله خطأ كثير محفوظ
عنه، ويغلط ويصحف، ولا علم له بالعربية ولا الفقه. قلت: روى عنه
أحمد بن خالد بن الجباب وقاسم بن اصبغ ومحمد بن عبد الملك بن أيمن
وأبو عمر أحمد بن عبادة ومحمد بن المسور الفقيه وخلق سواهم أندلسيون،
قال ابن حزم: كان ابن وضاح يواصل أربعة أيام. قلت: مات في المحرم
سنة تسع وثمانين ومائتين.
كتب إلينا أبو محمد بن هارون من المغرب عن أبي القاسم بن بقى عن
شريح بن محمد عن علي بن أحمد الحافظ نا أحمد بن محمد بن الحسور نا عبد الله
ابن أبي دليم ثنا محمد بن وضاح نا أبو بكر بن أبي شيبة نا يزيد بن هارون
نا حميد عن بكر بن عبد الله عن ابن عمر قال انما أهل رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بالحج وأهل لنا معه فلما قدم قال من لم يكن معه هدى فليحل
فأحل الناس الا من كان معه هدى وكان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
647

هدى [فلم يحل 1]
671 10 / 17 قاسم بن محمد بن قاسم بن محمد بن سيار
الامام الحافظ أبو محمد البياني الأندلسي القرطبي، مولى الخليفة
الوليد بن عبد الملك، شيخ الفقهاء والمحدثين بالأندلس مع ابن وضاح
وبقى. حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمد الشافعي
وأبى الطاهر بن السرح والحارث بن مسكين وطبقتهم ولازم ابن
عبد الحكم حتى برع في الفقه وصار إماما مجتهدا لا يقلد أحدا وهو
مصنف كتاب الايضاح في الرد على المقلدين روى عنه أحمد بن الجباب
ومحمد بن عمر بن لبابة وابنه محمد بن قاسم ومحمد بن عبد الملك بن أيمن
وسعيد بن عثمان الأعيافي 2. قال ابن الفرضي: لزم ابن عبد الحكم وتحقق
به في الفقه وبالمزني وكان يذهب مذهب الحجة والنظر ويميل إلى مذهب
الشافعي، ولم يكن بالأندلس مثله في حسن النظر والبصر بالحجة.
قال أحمد بن خالد: ما رأيت مثل قاسم في الفقه. وقال محمد بن عبد الله
ابن قاسم الزاهد سمعت بقى بن مخلد يقول: قاسم بن محمد اعلم من محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم. وقال أسلم بن عبد العزيز سمعت ابن عبد الحكم
يقول: لم يقدم من الأندلسين اعلم من قاسم بن محمد. وقال ابن عبد البر:
لم يكن أحد بقرطبة أفقه من قاسم بن محمد وأحمد بن خالد بن الجباب.
مات قاسم سنة ست وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى.

(1) من المكية. (2) من المكية " الأعثافي ".
648

672 10 / 18 الخشني
الحافظ الإمام أبو الحسن محمد بن عبد السلام بن ثعلبة القرطبي
اللغوي صاحب التصانيف. روى عن يحيى بن يحيى الليثي ومحمد بن أبي عمر
العدني وسلمة بن شبيب ومحمد بن بشار وطبقتهم فأكثر. وعنه أسلم بن
عبد العزيز ومحمد بن القاسم بن محمد وقاسم بن اصبغ وابنه محمد بن محمد
الخشني وآخرون.
أنبأنا عبد الله بن محمد الطائي عن أحمد بن بقى أنبأنا شريح بن محمد
أنبأنا أبو محمد بن حزم نا محمد بن سعيد نا أحمد بن عون الله نا قاسم بن
اصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا بندار نا غندر نا شعبة عن أبي قزعة
عن انس قال كنت رديف أبى طلحة وكانت ركبة أبى طلحة تكاد تمس
ركبة النبي صلى الله عليه وآله فكان يهل بهما جميعا قلت: وكان
ثقة كبير الشأن، يذكر مع بقى وذويه، أريد على قضاء الجماعة فامتنع،
وقد بث بالأندلس حديثا كثيرا. ومات في سنة ست وثمانين ومائتين
وهو في عشر الثمانين، وقد مر رفاقه في الموت رحمهم الله تعالى.
ومات فيها معه سميه محدث نيسابور أبو عبد الله محمد بن عبد السلام
ابن بشار النيسابوري الوراق الزاهد صاحب يحيى بن يحيى التميمي شيخ
خراسان. سمع منه كتبه وسمع التفسير من إسحاق وكان صواما قواما
ربانيا ثقة. روى عنه أبو حامد بن الشرقي ومؤمل بن الحسن وطائفة.
توفى في رمضان رحمه الله.
649

673 10 / 19 س - خياط السنة
الحافظ الكبير الثقة أبو عبد الرحمن زكريا بن [يحيى بن 1] اياس
السجزي [المحدث 1] نزيل دمشق. سمع قتيبة بن سعيد وشيبان بن فروخ
وصفوان بن صالح وبشر بن الوليد وإسحاق بن راهويه وطبقتهم. وله
رحلة واسعة. روى عنه النسائي كثيرا وابن جوصا وأبو علي بن هارون
والطبراني وخلق آخرون. قال النسائي: ثقة. وقال عبد الغنى الأزدي: كان
ثقة حافظا. قلت: مات سنة تسع وثمانين ومائتين عاش أربعا وتسعين سنة.
وفيها مات أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي البسري، والمسند
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة السلمي، وأنس بن السلم الدمشقيون. [انا
محمد بن عبد الرحمن التميمي وعلي بن محمد البعلي وإسماعيل بن عميرة ومحمد
ابن أبي العز قالوا انا الحسن بن يحيى انا ابن رفاعة انا علي بن الحسن انا
محمد بن نظيف انا أحمد بن إبراهيم بن الحداد نا زكريا بن يحيى السجزي
نا أبو مروان العثماني نا أبى عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقى عثمان فقال: هذا
جبريل يخبرني ان الله زوجك أم كلثوم على مثل صداق رقية وعلى مثل
صحبتها 1].
674 10 / 20 - محمد بن نصر
الامام شيخ الاسلام أبو عبد الله المروزي الفقيه. ولد سنة اثنتين

(1) من المكية.
650

ومائتين. سمع يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه ويزيد بن صالح وصدقة
ابن الفضل وشيبان بن فروخ وسعيد بن عمرو الأشعثي ومحمد بن عبد الله
ابن نمير وهشام بن عمار وأمما سواهم. وبرع في هذا الشأن وذكر
الخطيب انه حدث عن عبدان بن عثمان المروزي وقال: كان من اعلم
الناس باختلاف الصحابة فمن بعدهم. قلت: روى عنه أبو العباس السراج
وأبو حامد ابن الشرقي وأبو عبد الله بن الأخرم وأبو النضر محمد بن محمد
الفقيه ومحمد بن إسحاق السمرقندي وخلق سواهم.
أخبرنا جماعة كتابة وقرئ على الفخر [على 1] جميعا عن منصور
ابن عبد المنعم انا محمد بن إسماعيل انا أحمد بن الحسين الحافظ انا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه نا محمد بن نصر الامام نا أبو كامل الجحدري
نا عبد الواحد بن زياد نا طلحة بن يحيى [بن طلحة 1] بن عبيد [الله حدثتني
عائشة بنت طلحة 1] عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ذات يوم: يا عائشة هل عندكم شئ؟ قالت: ما عندنا شئ، قال: فإني صائم.
أخرجه مسلم عن أبي كامل قال الحاكم: هو امام أهل الحديث في عصره
بلا مدافعة. وقال أبو بكر الصيرفي الفقيه: لو لم يصنف الا كتاب القسامة
لكان من أفقه الناس. وقال الصبغي: لم نر بعد يحيى بن يحيى من فقهاء
خراسان [إماما 1] أعقل من محمد بن نصر. عبد الله بن محمد الأسفرائني:
سمعت ابن عبد الحكم يقول: كان محمد بن نصر بمصر إماما فكيف بخراسان؟
وقال [أبو 1] عبد الله بن الأخرم: انصرف محمد بن نصر من الرحلة الثانية

(1) من المكية.
651

سنة ستين ومائتين فنزل نيسابور وتجارته مع مضارب له وهو يشتغل
بالعلم والعبادة، ثم سار إلى سمرقند سنة خمس وسبعين ومائتين. قال
ابن قتيبة سمعت محمد بن يحيى غير مرة إذا سئل عن مسألة قال: سلوا
أبا عبد الله المروزي. قال أبو بكر الصبغي: محمد بن نصر امام، وما رأيت
أحسن صلاة منه، لقد بلغني ان زنبورا قعد على جبهته فسال الدم
على وجهه ولم يتحرك. وقال ابن الأخرم: كان يقع الذباب على اذنه في
صلاته ويسيل الدم فلا يذبه، لقد كنا نتعجب من حسن صلاته
وخشوعه، يضع ذقنه على صدره وينتصب كأنه خشبة، وكان مليح
الصورة كأنما فقئ في وجهه حب الرمان، ولحيته بيضاء. قال محمد بن
عبد الوهاب الثقفي: كان إسماعيل بن أحمد وإلى خراسان يصل ابن نصر
في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصله أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل
سمرقند بمثلها، فينفق ذلك من غير أن يكون له عيال، فقيل له: لو ادخرت
فقال: كان قوتي بمصر وثيابي وكاغذي في السنة عشرين درهما، فترى
ان ذهب ذا لا يبقى ذاك. قال السليماني الحافظ: محمد بن نصر امام
موفق من السماء، سمع يحيى بن يحيى وعبدان، له كتاب تعظيم [قدر 1]
الصلاة.
أخبرنا أبو الغنائم القيسي اجازة انا الكندي انا الشيباني انا الخطيب
انا الجوهري انا ابن حيويه انا عثمان بن جعفر اللبان حدثني محمد بن نصر
قال: خرجت من مصر ومعي جارية [فركبت البحر 1] أريد مكة

(1) من المكية.
652

فغرقت فذهب منى ألفا جزء وصرت إلى جزيرة انا وجاريتي فما رأينا فيها
أحدا وأخذني العطش ولم أقدر على الماء فوضعت رأسي على فخذها
مستسلما للموت فإذا رجل قد جاءني بكوز فشربت وسقيتها ثم مضى ما
أدري من أين جاء.
قال الوزير أبو الفضل البلعمي سمت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول:
كنت بسمرقند فجلست للمظالم إذ دخل محمد بن نصر فقمت اجلالا له
فلما خرج عاتبني أخي إسحاق وقال: تقوم لرجل من الرعية؟ فنمت
فرأيت النبي صلى الله عليه وآله ومعي أخي فأقبل النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فأخذ بعضدي وقال: ثبت ملكك وملك بنيك
باجلالك محمد بن نصر وذهب ملك [هذا 1] باستخفافه به.
قال أبو محمد بن حزم: اعلم الناس من كان أجمعهم للسنن وأضبطهم
لها وأذكرهم لمعانيها وأدراهم بصحتها وبما أجمع عليه الناس مما اختلفوا
فيه - إلى أن قال: وما نعلم هذه الصفة بعد الصحابة أتم منها في محمد بن
نصر المروزي، فلو قال قائل ليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ولا لأصحابه [حديث 1] الا ما عند محمد بن نصر، بعد عن الصدق.
مات في المحرم سنة أربع وتسعين ومائتين بسمرقند وله اثنتان وتسعون
سنة وما ترك بعده مثله.
675 10 / 21 - البزار
الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري صاحب

(1) من المكية.
653

المسند [الكبير 1] المعلل. سمع هدبة بن خالد وعبد الأعلى بن حماد
والحسن بن علي بن راشد وعبد الله بن معاوية الجمحي ومحمد بن يحيى بن
فياض الزماني وطبقتهم. روى عنه عبد الباقي بن قانع ومحمد بن العباس
ابن نجيح وأبو بكر الختلي وعبد الله بن الحسن وأبو الشيخ وخلق كثير.
فإنه ارتحل في آخر عمره إلى أصبهان وإلى الشام والنواحي ينشر علمه
ذكره الدارقطني فأثنى عليه وقال: ثقة يخطئ ويتكل على حفظه. قلت:
توفى بالرملة سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وفيها مات القاضي أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي المحدث
شيخ النسائي، ومقرئ بغداد إدريس بن عبد الكريم [الحداد 1] صاحب
خلف، والقاضي أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز الحنفي ببغداد، وكان
من خيار القضاة رحمة الله عليهم.
أخبرنا إسحاق بن طارق انا عبد الله بن رواحة انا أبو طاهر بن سلفة
انا بندار بن محمد الخلقاني انا عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي على نا عبد الله
ابن محمد الحافظ نا أحمد بن عمرو نا محمد ين يحيى بن فياض انا عبد الأعلى
ثنا حميد قال سألت ثابتا عن الرجل يتكلم بعد ما تقام الصلاة، فقال
سمعت انس بن مالك يقول: أقيمت الصلاة فعرض لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم رجل فكلمه [فحبسه 1] بعد ما أقيمت الصلاة.
676 10 / 22 - أبو عمرو الخفاف
الحافظ الامام محدث خراسان أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري.

(1) من المكية.
654

سمع إسحاق بن راهويه وأبا مصعب الزهري ويعقوب بن كاسب ومحمد بن
عبد العزيز بن أبي رزمة وأبا كريب وطبقتهم فأكثر. حدث عنه أبو حامد
ابن الشرقي وأحمد بن أبي بكر الحيري ومحمد بن أحمد بن حمدون وأبو بكر
الصبغي وخلق كثير. قال أبو زكريا العنبري: كان أولا في الزهد وصحبة
الا بدال إلى أن بلغ من العلم ما بلغ ولم يعقب فلما كبر تصدق بأموال
يقال ان قيمتها خمسة آلاف [الف 1] درهم.
وقال الصبغي: كنا نقول ان أبا عمرو الخفاف يفي بمذاكرة مائة الف
حديث، وصام الدهر نيفا وثلاثين سنة. وقال الحاكم سمعت أحمد بن
إسحاق الفقيه يقول دخلت مع أبي عمرو على أبي ذر القاضي فلما هم بالرواح
قال له القاضي: يمكث الشيخ ساعة، قال فدخل أبو أحمد بن ياسين الباهلي
فأجلسه القاضي عن يساره ثم قال: أيها الشيخ ان السلطان كاره لما يبلغه
من وحشة بينكما، فلو تقربتما إليه بالصلح. فقال أبو عمرو: ألهذا حبسني
القاضي؟ قال: نعم، فمد أبو عمرو فكشف رأس أبى احمد وأمر بلسانه
على كفه وصفع أبا احمد وقال: قل للسلطان أبو أحمد لي ولد ثم قال أبو أحمد
أيحسن هذا أيها القاضي؟ قال لا وأبلغ السلطان أبا إبراهيم فضحك
كثيرا وقال: لا تعاود هذا الشيخ.
وقال الحاكم سمعت أبا الطيب الكرابيسي يقول سمعت امام الأئمة
ابن خزيمة يقول على رؤوس الملا يوم مات أبو عمرو الخفاف: لم يكن
بخراسان احفظ منه. وقال أبو العباس السراج: ما رأيت احفظ من

(1) من المكية.
655

أبى عمرو الخفاف، وكان يسرد الحديث سردا حتى المقاطيع والمراسيل.
قال محمد بن مؤمل الماسرجسي سمعت أبا عمرو الخفاف يقول: كان عمرو
ابن الليث الصفار - يعنى المستولي على خراسان - يقول لي: يا عم متى ما
عملت شيئا لا يوافقك فاضرب رقبتي إلى أن أرجع إلى هواك. قلت:
كان عظيم الجلالة نافذ الامر يلقبونه بزين الاشراف. مات في شعبان
سنة تسع وتسعين ومائتين.
وفيها مات المحدث محمد بن حامد خالد والد السني، والمسند احمد
ابن انس بن مالك [الدمشقي 1] وشيخ الصوفية ممشاذ الدينوري.
أخبرنا ابن عساكر انا أبو روح كتابة انا أبو القاسم الشحامي انا
أبو سعد أبو عمرو بن حمدان نا أبو عمرو أحمد بن نصر الخفاف نا نصر
ابن علي نا عبد الله بن داود عن ثور عن خالد بن معدان عن ربيعة الجرشى
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتحرى يوم
الاثنين والخميس ويصوم شعبان ورمضان. هذا حديث صحيح وربيعة
مختلف في صحبته.
677 10 / 23 - عبد الله بن أبي الخوارزمي
الحافظ قاضى خوارزم رحال جوال مفضال. لحق أحمد بن يونس
اليربوعي وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وسليمان ابن بنت شرحبيل
وإسحاق بن راهويه وطبقتهم. حدث عنه الإمام أبو عبد الله البخاري

(1) من المكية.
656

في كتاب الضعفاء ومحمد بن علي الحساني الخوارزمي وأبو العباس محمد بن
أحمد بن حمدان الحيري شيخا البرقاني. وقد روى البخاري في صحيحه
[فقال 1] انا عبد الله نا سليمان بن عبد الرحمن. فقيل انه هو. مات سنة
نيف وتسعين ومائتين عن سن عالية تقارب التسعين.
قرأت على القاضي أبى محمد بن علوان ببعلبك أخبركم [عبد الرحمن 1]
ابن إبراهيم الفقيه أخبرتنا شهدة انا محمد بن عبد السلام الأنصاري انا أبو بكر
أحمد بن محمد بن غالب الحافظ قال قرأت على محمد بن علي الحساني حدثكم
عبد الله بن أبي القاضي نا هدبة ثنا حماد بن سلمة انا يحيى بن سعيد وربيعة
ابن أبي عبد الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد أن رجلا
سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن اللقطة، فقال: اعرف عفاصها
ووكاءها، ثم عرفها فان جاء صاحبها فعرف عفاصها ووكاءها فادفعها إليه،
والا فهي لك. أخرجه مسلم عن إسحاق الكوسج عن حبان عن حماد به.
678 10 / 24 - البوشنجي
الامام العلامة الحافظ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد [العبدي 1]
البوشنجي الفقيه المالكي صاحب التصانيف والرحلة الواسعة. سمع يحيى
ابن بكير ويوسف بن عدي والنفيلي وروح بن صلاح ومحمد بن سنان
العوقي ومسدد بن مسرهد وإسماعيل بن أويس وسعيد بن منصور وأحمد ابن
يونس وأبا نصر التمار وأمية بن بسطام ومحمد بن المنهال وطبقتهم.

(1) من المكية.
657

حدث عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وأبو عبد الله البخاري وابن خزيمة
وأبو حامد ابن الشرقي وأبو بكر الصبغي ودعلج السجزي وإسماعيل بن
نجيد وخلق كثير. حضر مرة عند داود بن علي الظاهري فأكرمه وقال
جاءكم من يفيد ولا يستفيد.
قال البخاري في آخر تفسير البقرة: نا محمد نا النفيلي نا مسكين بن
بكير عن شعبة، فهذا هو البوشنجي وقيل بل الذهلي. قال أبو زكريا
العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني فصلى عليه أبو عبد الله البوشنجي
فلما أراد الانصراف قدمت دابته فأخذ الحافظ أبو عمرو الخفاف بلجامه
وأخذ الإمام ابن خزيمة بركابه وإبراهيم بن أبي طالب والجارودي يسويان
ثيابه فلم يمنعهم من ذلك. قلت: وكان رأسا في علم اللسان، قال أبو بكر
ابن جعفر سمعته يقول للمستملي: الزم لفظي وخلاك ذم. وقال أبو عبد الله
ابن الأخرم سمعت البوشنجي يقول: ثنا يحيى بن بكير وذكره يملأ الفم.
وعن أبي عبد الله قال: وصلني من الليثية - يعنى أمراء خراسان الصفار
وأخاه - سبع مائة ألف درهم.
أخبرنا أحمد بن هبة الله ومحمد بن عبد السلام التميمي وزينب بنت
عمر عن المؤيد الطوسي ان الفراوي أخبره (وأخبرونا) عن زينب الشعرية
ان إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها وعن عبد المعز [بن محمد 1] ان تميما
المؤدب أخبره، قالوا انا عمر بن أحمد الزاهد انا [أبو 1] عمرو بن نجيد
ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي نا روح بن صلاح نا موسى بن علي بن رباح

(1) من المكية.
658

عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
الحسد في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه،
ورجل آتاه الله مالا فوصل منه أقرباءه ورحمه وعمل بطاعة الله، تمنى
ان يكون مثله، ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما زوى عنه من الدنيا
حسن خليقته وعفاف وصدق [حديث 1] وحفظ أمانة. ولد البوشنجي
سنة أربع ومائتين، ومات في آخر يوم من سنة تسعين ومائتين بنيسابور،
ودفن أول سنة إحدى.
وفيها توفى شيخ القراء محمد بن عبد الرحمن قنبل المكي، وشيخ
الأدب أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، ومحدث مكة محمد بن علي الصائغ،
ومحمد بن أحمد بن البراء العبدي، ومحمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية
ابن عمرو الأودي، وهارون بن موسى الأخفش مقرئ دمشق، رحمة الله
عليهم.
679 10 / 25 - ابن أخت عراك
الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن علي البغدادي نزيل مصر. حدث
عن سعيد بن داود الزنبري وأحمد بن عبد الملك الحراني وأحمد بن حنبل
ويحيى بن معين. وعنه أبو جعفر الطحاوي وعلي بن أحمد علان وغيرهما
قال أبو سعيد بن يونس: كان يحفظ الحديث ويفهم، حدث بمصر وخرج
إلى قرية من أسفل بلاد مصر فتوفى بها في ربيع الأول سنة أربع وستين

(1) من المكية.
659

ومائتين وكان حسن الحديث. ذكره الخطيب وساق له حديثا غريبا.
680 10 / 26 - يوسف القاضي
هو الامام الحافظ أبو محمد يوسف بن يعقوب بن [إسماعيل بن 1]
حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري ثم البغدادي صاحب السنن.
ولد سنة ثمان ومائتين وطلب العلم صغيرا فسمع مسلم بن إبراهيم وسليمان
ابن حرب ومسددا وشيبان بن فروخ وطبقتهم. روى عنه أبو عمرو بن
السماك وابن قانع ودعلج وأبو بكر الشافعي والطبراني وابن ماسي وعلى
ابن محمد بن كيسان وخلق. قال الخطيب: كان ثقة صالحا عفيفا مهيبا
سديد الاحكام، ولى قضاء البصرة وواسط سنة ست وسبعين وضم
إليه قضاء الجانب الشرقي. قال: ومات في رمضان سنة سبع وتسعين
ومائتين.
وفيها مات مسند دمشق عبد الرحمن بن القاسم بن الرواس الهاشمي
صاحب أبى مسهر، ومحدث الكوفة عبيد بن غنام الكوفي المحدث، والفقيه
محمد بن داود بن علي الظاهري صاحب كتاب الزهرة.
أخبرنا علي بن أحمد في جماعة كتابة قالوا انا عمر بن محمد انا محمد بن
عبد الباقي انا [أبو 1] محمد الجوهري انا علي بن كيسان انا يوسف القاضي
نا عمرو بن مرزوق انا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن انس ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: تسحروا فان في السحور بركة.

(1) من المكية.
660

681 10 / 27 محمد بن عثمان ابن أبي شيبة
الحافظ البارع محدث الكوفة أبو جعفر العبسي الكوفي. سمع أباه
وأحمد بن يونس وعميه أبا بكر والقاسم وعلى ابن المديني ويحيى الحماني
ويحيى بن معين وسعيد بن عمرو الأشعثي ومنجاب بن الحارث وطبقتهم
وصنف وجمع. روى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو علي ابن الصواف
وأبو بكر الشافعي وسليمان الطبراني والحسين بن عبيد الدقاق وسعد الناقد
وآخرون. قال صالح جزرة: ثقة. وقال ابن عدي: لم أر له حديثا
منكرا فأذكره، وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به. واما عبد الله
ابن احمد فقال كذاب ورماه ابن خراش بالوضع وقال مطين: هو عصا
موسى يلقف ما يأفكون. وقال البرقاني: لم أزل اسمع انه مقدوح فيه.
أخبرنا [إسحاق الأسدي انا ابن خليل انا 1] مسعود بن سعد وأحمد ابن
محمد ونبأني عنهما ابن سلامة قالا انا أبو على الحداد انا أبو نعيم نا سعيد
ابن محمد الصيرفي نا محمد بن عثمان نا إبراهيم بن محمد بن ميمون نا الحكم بن
ظهير عن السدى عن عبد خير عن علي رضي الله عنه قال: لما قبض رسول الله
صلى الله عليه وآله أقسمت ألا أضع ردائي عن ظهري حتى أجمع
ما بين اللوحين، فما وضعته عن ظهري حتى جمعت القرآن. مات في جمادى
الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين أيضا. وذكر ابن المنادى وقاة ابن أبي
شيبة ثم قال: وكنا نسمع شيوخ أهل الحديث يقولون: مات حديث

(1) من المكية.
661

الكوفة بموت محمد بن عثمان وموسى بن إسحاق ومطين وعبيد بن غنام.
قلت ماتوا في عام رحمهم الله تعالى.
682 10 / 28 - مطين
الحافظ الكبير أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي.
رأى أبا نعيم وسمع أحمد بن يونس ويحيى الحماني ويحيى بن بشر الحريري
وسعيد بن عمرو الأشعثي، وكان من أوعية العلم. حدث عنه أبو بكر
النجاد وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي وعلي بن حسان الدممي
وعلي بن عبد الرحمن البكائي وعدة. وقد صنف المسند وغير ذلك وله
تاريخ صغير. قال أبو بكر بن [أبى 1] دارم الحافظ: كتبت عن مطين مائة
الف حديث. وسئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل. قلت ولد سنة
اثنتين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين
أيضا، ولأبي جعفر العبسي كلام في مطين وعدد له نحوا من ثلاثة
أوهام فلا يلتفت إلى كلام الاقران بعضهم في بعض، وبكل حال فمطين
ثقة مطلقا، وليس كذلك العبسي.
أخبرنا شعبان الإربلي انا عبد الغنى بن [بنين 1] انا عشير بن علي
انا مرشد بن يحيى وأبو عبد الله الرازي قالا انا محمد بن إسحاق القهستاني
انا علي بن حسان الجديلي نا أبو جعفر الحضرمي نا أحمد بن يونس نا إسرائيل
عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي قال قال رسول الله

(1) من المكية.
662

صلى الله عليه وآله: ألا أعلمك كلمات؟ ثم ذكر كلمات الكرب.
683 10 / 29 س - المروزي
الحافظ الحجة القاضي أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي مولى
[بنى 1] أمية. سمع علي بن الجعد وأبا نصر التمار وكامل بن طلحة ويحيى
ابن معين وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن الحجاج السامي وسويد بن سعيد
وطبقتهم. وعنه أبو عبد الرحمن النسائي وقال: لا بأس به. وأبو عوانة
وابن جوصا وأبو علي ابن معروف وأبو القاسم الطبراني وأبو أحمد المفسر
وآخرون. وكان من أوعية العلم وثقات المحدثين. له تصانيف مفيدة
ومسانيد. ناب 2 في القضاء بدمشق، وولى قضاء حمص، وعاش نحوا
من تسعين سنة. توفى في منتصف ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
قرأت على أبى الفتح محمد بن عبد الرحيم غير مرة انا عبد الوهاب
ابن ظافر انا أبو طاهر السلفي انا مرشد بن يحيى انا علي بن محمد الفارسي
انا عبد الله بن محمد الناصح [الفقيه 1] انا أحمد بن علي القاضي انا إبراهيم
ابن الحجاج انا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله معتكفا في المسجد فيخرج
رأسه فأغسله بالخطمي وانا حائض. أخرجه النسائي عن أحمد بن علي.
فاما محمد بن يحيى المروزي فشيخ آخر. صدوق من طبقة أبى بكر

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " مات ".
663

حدث ببغداد قبل الثلاث مائة عن أبي عبيد وعاصم بن علي.
684 10 / 30 - بحشل
هو الحافظ الصدوق محدث واسط وصاحب تاريخها أبو الحسن أسلم
ابن سهل بن سلم بن زياد بن حبيب الواسطي الرزاز. سمع من جده لامه
وهب بن بقية ومن عم أبيه سعيد بن زياد ومحمد بن أبي نعيم وسليمان
ابن احمد ومحمد بن خالد الطحان وطبقتهم ممن كان موجودا بعد الثلاثين
ومائتين. حدث عنه محمد بن عثمان بن سمعان ومحمد بن عبد الله بن يوسف
وإبراهيم بن يعقوب الهمداني وعلي بن حميد البزاز ومحمد بن جعفر بن
الليث الواسطي وأبو القاسم الطبراني وآخرون. قال خميس الحافظ: هو
منسوب إلى محلة الرزازين ومسجده هناك وهو ثقة ثبت امام يصلح
للصحيح. قلت توفى سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
أخبرنا محمد بن داود بكفريطنا انا المرجى ابن أبي الحسن الواسطي
سنة اثنتين وأربعين وستمائة انا أبو طالب محمد بن علي سنة ثلاث وسبعين
وخمس مائة انا محمد بن أحمد العجمي انا محمد بن محمد بن مخلد انا على الحسن
ابن معاذ الصلحي انا أبو بكر محمد بن عثمان المعدل نا أسلم [بن سهل 1] نا
محمد بن أبي نعيم نا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس (لا شرقية
ولا غربية) قال: هي الشجرة تكون بالصحراء لا يواريها جبل ولا كهف،
تطلع عليها الشمس حين تطلع، وتغرب فيها حين تغرب وهو أنور لزيتها.

(1) من المكية.
664

685 10 / 31 س - عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل
الامام الحافظ الحجة أبو عبد الرحمن محدث العراق ولد امام العلماء
أبى عبد الله الشيباني المروزي الأصل البغدادي. ولد سنة ثلاث عشرة
ومائتين وسمع من أبيه فأكثر ومن يحيى بن عبدويه صاحب شعبة، والهيثم
ابن خارجة ومحمد بن أبي بكر المقدمي وشيبان بن فروخ وطبقتهم، ومنعه
أبوه من السماع من علي بن الجعد. حدث عنه النسائي وابن صاعد وأبو بكر
النجاد ودعلج وإسحاق الكاذي وأبو علي ابن الصواف وأبو بكر الشافعي
وأحمد ابن محمد اللنباني وأبو بكر القطيعي وخلائق. قال الخطيب: كان
ثقة ثبتا فهما. وقال أحمد بن المنادى في تاريخه: لم يكن أحد أروى في الدنيا
عن أبيه من عبد الله بن أحمد، لأنه سمع منه المسند وهو ثلاثون ألفا والتسفير
وهو مائة وعشرون ألفا سمع ثلثيه والباقي وجادة، وسمع منه التاريخ،
والناسخ والمنسوخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر من كتاب الله،
و [جوابات 1] القرآن والمناسك الكبير، وغير ذلك وحديث الشيوخ،
وما زلنا نرى أكابر شيوخنا يشهدون لعبد الله بمعرفة الرجال ومعرفة علل
الحديث والأسماء والمواظبة على الطلب حتى أفرط بعضهم وقدمه على
أبيه في الكثرة والمعرفة.
قال إسماعيل بن محمد بن حاجب سمعت مهيب بن سليم يقول سألت
عبد الله بن أحمد قلت: كم سمعت من أبيك؟ قال مائة الف وبضعة عشر

(1) من المكية.
665

ألفا. ويروى عن أبي زرعة قال لي احمد: ابني عبد الله محظوظ من علم
الحديث لا يذاكرني الا بما لا احفظ. قال عباس الدوري قال لي أبو عبد الله:
يا عباس قد وعى عبد الله علما كثيرا. وقال أبو على ابن الصواف عنه قال:
كل شئ أقول: قال أبى، قد سمعته منه مرتين أو ثلاثا، وأقله مرة.
قلت مات عبد الله في سن أبيه في شهر جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين
وكانت جنازته مشهودة، رحمه الله تعالى.
686 10 / 32 - ثعلب
العلامة المحدث شيخ اللغة والعربية أبو العباس أحمد بن يحيى بن
يزيد الشيباني مولاهم البغدادي المقدم في الكوفيين. سمع إبراهيم بن
المنذر الحزامي ومحمد بن سلام الجمحي وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد
ابن الاعرابي وطائفة سواهم. حدث عنه نفطويه ومحمد بن العباس اليزيدي
وعلى الأخفش وأحمد بن كامل وأبو عمر الزاهد ومحمد بن مقسم وآخرون.
مولده سنة مائتين وابتدأ بالطلب سنة ست عشرة حتى برع في علم الأدب،
ولو سمع إذ ذاك لسمع من عفان وذويه وانما أخرجته في هذا الكتاب
لأنه قال، سمعت من القواريري مائة الف حديث، وقال الخطيب: كان
ثعلب حجة دينا وصالحا مشهورا بالحفظ. قلت: له تصانيف كثيرة، وقيل
[انه 1] خلف ستة آلاف دينار. توفى في جمادى الأولى سنة إحدى
وتسعين ومائتين، وكان يلحن إذا تكلم، وتردد إليه الطلبة من سنة خمس

(1) من المكية.
666

وعشرين ومائتين. قال المبرد: اعلم الكوفيين ثعلب، فذكر له الفراء
فقال: لا يعشره. ويحكى عن ثعلب تقتير على نفسه مع الجدة.
687 10 / 33 - المعمري
الحافظ العلامة البارع أبو على الحسن بن [علي بن 1] شبيب البغدادي،
وقيل له المعمري لان جده للام أبو سفيان المعمري صاحب معمر. سمع
خلف بن هشام وأبا نصر التمار وعلى ابن المديني وشيبان بن فروخ ودحيما
وعيسى بن زغبة وخلقا بالعراق والشام ومصر. روى عنه أبو بكر النجاد
وأحمد بن كامل وأبو القاسم الطبراني والمفيد وخلق سواهم. [قال الخطيب 1]:
كان من أوعية العلم يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ، وفي حديثه غرائب
وأشياء ينفرد بها. وقال الدارقطني: صدوق حافظ. جرحه موسى بن
هارون وكانت بينهما عداوة وأنكر عليه أحاديث فأخرج أصوله بها ثم
ترك روايتها. قال عبدان الأهوازي: ما رأيت صاحب حديث في الدنيا
مثل المعمري. وقال ابن عقدة سألت عبد الله بن أحمد عن المعمري فقال:
لا يتعمد الكذب. وقال ابن عدي: كان كثير الحديث صاحب حديث
بحقه، قال عبدان انه لم ير مثله، وما ذكر عنه انه رفع أحاديث وزاد في
متون فهذا موجود في البغداديين خاصة وفي حديث ثقاتهم وانهم يرفعون
الموقوف ويصلون المرسل ويزيدون في الأسانيد. قلت: ربما فعلوا ذلك
إذا ثبت عندهم الرفع أو الوصل، ولا ريب ان هذا ترخص لا ينبغي.

(1) من المكية.
667

قرأت على سنقر الزيني بحلب أخبركم الموفق عبد اللطيف انا أبو الحسين
عبد الحق اليوسفي انا علي بن محمد انا أبو الحسن ابن الحمامي نا عبد الباقي بن
قانع نا الحسن بن علي المعمري نا هشام بن عما نا عمرو بن واقد عن
موسى بن يسار عن مكحول عن جنادة بن 1 أبى أمية عن حبيب بن مسلمة
ان النبي صلى الله عليه وآله جعل السلب للقاتل.
قال الحاكم سمعت أبا بكر بن أبي دارم [الحافظ 2] يقول كنت
ببغداد لما أنكر موسى بن هارون على المعمري وأنهى أمرهم إلى يوسف
القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسط بينهما فقال موسى بن هارون:
هذه أحاديث شاذة عن ثقات لابد من اخراج الأصول بها. فقال
المعمري: قد عرف من عادتي انى كنت إذا رأيت حديثا غريبا عند
شيخ لا اعلم عليه انما كنت أقرأه من كتاب الشيخ وأحفظه فلا أصل
بهذا. مات المعمري في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين قاله أحمد بن
كامل، ثم قال: وكان في الحديث وجمعه وتصنيفه إماما ربانيا ولى قضاء
القصر وأعمالها.
688 10 / 34 - موسى بن إسحاق بن موسى
القاضي الامام الحافظ أبو بكر الأنصاري الخطمي الفقيه الشافعي
قاضى نيسابور ثم الأهواز. قرأ القرآن على قالون فكان آخر من قرأ
عليه وفاة، وسمع منه ومن أحمد بن يونس وعلي بن الجعد وأبيه وأبيه

(1) وقع في الأصلين " عن " خطأ. (2) من المكية.
668

إسحاق بن موسى وطبقتهم. وعنه عبد الباقي بن قانع وحبيب القزاز
وأبو محمد بن ماسي وآخرون. وكان من أجلة العلماء. قال ابن أبي حاتم:
كتبت عنه وهو ثقة صدوق. وقال أحمد بن كامل: كان فصيحا كثير
السماع محمودا ينتحل مذهب الشافعي، سمعت ابنه أحمد بن موسى يقول
عن أبيه سمعت من أبى كريب ثلاث مائة الف حديث. قال ابن المنادى:
بلغني انه اقرأ الناس القرآن وله ثماني عشرة سنة. وقيل إن المعتضد
أوصي وزيره بموسى وبإسماعيل القاضي، وقال: بهما يدفع عن أهل
الأرض. مات بالأهواز في سنة سبع وتسعين ومائتين وعاش قريبا
من مائة عام والله يرحمه.
أنبأنا عبد الرحمن بن قدامة انا عمر بن محمد انا أحمد بن الحسن انا أبو محمد
الجوهري انا أحمد بن جعفر نا موسى بن إسحاق الأنصاري نا إبراهيم بن
إسحاق الضبي نا قيس بن الربيع عن الأسود بن قيس عن أبيه عن عمر
قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا فاته شئ من رمضان قضاه
في شهر ذي الحجة.
689 10 / 35 - موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان
الحافظ الإمام الحجة أبو عمران ابن المحدث أبى موسى الحمال
البغدادي البزاز محدث العراق. سمع أباه وعلي بن الجعد وأحمد بن حنبل
ويحيى الحماني وخلف بن هشام وطبقتهم وصنف وجمع. حدث عنه
أبو سهل القطان وأبو الطاهر الذهلي وجعفر الخلدي وأبو بكر الشافعي
669

ودعلج والطبراني وأبو بكر الصبغي والقاضي أبو الطاهر الذهلي (؟) وخلق.
قرأت على أحمد بن هبة الله أخبركم المسلم بن أحمد انا عبد الرحمن
ابن أبي الحسن انا سهل بن بشر انا علي بن محمد الفارسي انا محمد بن أحمد
القاضي نا موسى بن هارون نا حباب بن جبلة الدقاق نا مالك عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من أدرك ركعة قبل طلوع الشمس فقد أدرك الفجر، ومن أدرك
ركعة قبل غروب الشمس فقد أدرك العصر. قال الصبغي: ما رأينا في
حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون. وقال الخطيب:
كان ثقة حافظا. وقال عبد الغنى بن سعيد الحافظ: أحسن الناس كلاما
على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله على ابن المديني في زمانه،
وموسى بن هارون في وقته، والدار قطني في وقته. قال الحاكم سمعت
أبا سهل بن زياد يقول كان إسماعيل القاضي يجلس موسى بن هارون معه
على سريره ينظر في كل ما يقرأ عليه. وقيل كان موسى كثير الحج
يقيم ببغداد سنة ويجاور سنة. مولده سنة أربع وعشرة ومائتين، ومات
في شعبان سنة أربع وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى.
690 10 / 36 - أبو خليفة
الامام الثقة محدث البصرة الفضل بن الحباب الجمحي البصري.
سمع مسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب ومسددا وأبا الوليد الطيالسي

(1) من المكية.
670

وحفص بن عمر الحوضي وطبقتهم، وكان محدثا صادقا مكثرا عن طبقة
الوقت. حدث عنه أبو بكر الجعابي والطبراني والإسماعيلي وابن عدي
وأبو الشيخ وأبو أحمد الغطريفي [وخلق كثير 1]. وعاش مائة سنة غير
أشهر. مات في جمادى الأولى سنة خمس وثلاث مائة.
وفيها مات المحدث عبد الله بن [محمد بن 1] شيرويه صاحب إسحاق
بنيسابور، والمحدث عمران بن موسى بن مجاشع السختياني بجرجان،
والمحدث المقرئ أبو محمد القاسم بن زكريا البغدادي المطرز. وقع لنا حديث أبي
خليفة عاليا في جزء الغطريفي وكان حسن المعرفة صاحب فنون.
691 10 / 37 - علي بن الحسين بن الجنيد
الحافظ الثبت أبو الحسن الرازي ويعرف في بلده بالمالكي لكونه
جمع حديث مالك، كان بصيرا بالرجال والعلل. سمع أبا جعفر النفيلي
وصفوان بن صالح وأبا مصعب والمعافى بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن
نمير وطبقتهم. حدث عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وأحمد بن إسحاق
الصبغي ودعلج وأبو أحمد العسال وإسماعيل بن نجيد وآخرون. قال ابن أبي
حاتم: ثقة صدوق. وقال أبو يعلى الخيلي: هو حافظ علم مالك. قلت
وكان يحفظ أيضا أحاديث الزهري. مات في آخر سنة إحدى وتسعين
ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي أنبأنا المؤيد الطوسي انا محمد بن

(1) في المكية.
671

الفضل انا عمر بن مسرور انا إسماعيل بن نجيد نا علي بن الحسين بن الجنيد
نا المعافى بن سليمان نا زهير نا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي
أوفى قال دعا رسول الله صلى الله عليه وآله على الأحزاب فقال:
اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اللهم اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم
وزلزلهم.
692 10 / 38 - عبيد العجل
هو الحافظ المتقن أبو على حسين بن محمد حاتم البغدادي تلميذ يحيى
ابن معين. حدث عن داود بن رشيد وإبراهيم بن عبد الله الهروي ويعقوب
ابن حميد بن كاسب ومحمد بن عبد الله بن عمار وطبقتهم وعنه أبو بكر الشافعي
والطبراني وعثمان بن سنقة وآخرون. قال الخطيب: كان حافظا متقنا.
وقال ابن المنادى: كان متقدما في حفظ المسند خاصة. وقال ابن قانع:
مات في صفر سنة أربع وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد سنة عشرين وستمائة
انا ابن البطي انا أبو الحسن بن أيوب انا أبو علي بن شاذان انا أبو سهل القطان
الحسين بن محمد بن حاتم نا يعقوب بن محمد نا ابن أبي حازم عن العلاء
ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سلمة انه رأى أبا هريرة يسجد في خاتمة
النجم، فقلت: رأيت النبي صلى الله عليه وآله يسجد فيها؟ فقال:
[انى 1] لو لم أر النبي صلى الله عليه وآله يسجد فيها لم اسجد.
أخبرنا سنقر الزيني انا علي بن محمود انا السلفي انا أحمد بن عبد الغفار

(1) من المكية.
672

انا محمد بن علي الحافظ إملاء انا علي بن محمد بن عبد الله بن حيويه البزاز
نا الحسين بن محمد بن حاتم نا سويد نا معاوية بن عمار عن أبي الزبير قال
سئل جابر عن علي فقال: ما كنا نعرف منافقينا الا ببغضهم على ابن أبي
طالب رضي الله عنه.
693 10 / 39 - محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد
الحافظ أبو بكر الجارودي النيسابوري الفقيه الحنفي. أخبرنا
إسماعيل ابن الفراء انا ابن قدامة انا ابن البطي انا ابن خيرون انا أبو بكر
البرقاني قرأت على أبى العباس بن حمدان حدثكم محمد بن النضر الجارودي
نا أبو مروان محمد بن عثمان نا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عطاء بن
يزيد عن أبي هريرة قال قال الناس يا رسول الله صلى الله عليه وآله
هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في الشمس ليس دونها
سحاب، والقمر ليلة البدر؟ قالوا: لا، يا رسول الله، قال: كذلك ترونه.
وذكر الحديث بطوله أخرجه مسلم.
سمع إسحاق بن راهويه وسويد بن سعيد ومحمد بن عبد الملك بن أبي
الشوارب وإسماعيل ابن بنت السدى وأبا كريب وطبقتهم. وعنه ابن
خزيمة وأبو حامد ابن الشرقي وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وقال ابن أبي
حاتم: سمعت منه بالري وهو صدوق من الحفاظ. وقال الحاكم: كان
شيخ وقته حفظا وكمالا ورياسة وأبوه وأهل بيته حنفيون، وقيل كان
رفيق مسلم في الرحلة. وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى الذهلي
يستعين بعربية أبى بكر الجارودي في مصنفاته ويبيته عنده. مات في ربيع
673

الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين.
أخبرنا الحسن علي بن الجوهري انا جعفر بن منير انا السلفي انا ابن
ماكي نا أبو يعلى الحافظ نا الحاكم نا يحيى بن منصور نا محمد بن النضر الجارودي
نا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي نا محمد بن بكر عن صدقة بن أبي
عمران عن أياد بن لقيط عن البراء قال مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بفلاة بميتة فقال: الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها.
قال الجارودي: محمد بن بكر يقال له الحصني، ليس بالبرساني، وقال
الحاكم: انما المحفوظ من حديث المستورد بن شداد.
وأخبرنا ابن عساكر انا أبو المظفر ابن السمعاني أذنا انا أبو البركات
ابن الفراوي والحسين بن علي الشحامي قالا انا أبو بكر بن خلف انا الحاكم
حدثني علي بن عيسى الحيري انا أبو بكر الجارودي نا إسحاق بن إبراهيم - هو
الصواف - نا سالم بن نوح نا عبيد الله بن عمر عن [نافع عن 1] ابن عمر
ان النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يصل الضحى الا ان يقدم من غيبة.
694 10 / 40 - أبو معشر
حمدويه بن الخطاب بن إبراهيم البخاري الضرير الحافظ الثقة مستملي
أبى عبد الله البخاري. سمع محمد بن سلام البيكندي وأبا جعفر المسندي
ويحيى بن جعفر وأبا قدامة السرخسي [وطبقتهم 1] وما أحسبه رحل.
روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن حامد السعداني وأهل بخارى 2

(1) من المكية. (2) بهامش المكية ما لفظه " بعده بياض في الام ".
674

695 10 / 41 - عبدوس
الحافظ الكبير أبو محمد عبيد الله بن محمد بن مالك النيسابوري نزيل
سمرقند، قال غنجار في تاريخ بخارى: سمع يحيى بن يحيى وقتيبة وابن
راهويه وابن أبي الشوارب وعمرو بن زرارة والفلاس - وسمى جماعة -
روى عنه محمد بن محمد بن نصر المروزي وعمر بن بجير وسهل بن شاذويه
[وغيرهم 1] قال أبو عمر محمد بن إسحاق [بن جميلة 1] السمرقندي: مات
عبدوس الحافظ [بسمرقند 1] في سنة اثنتين وثمانين. وقال غيره: مات في
شعبان سنة ثلاث وثمانين رحمه الله تعالى.
696 10 / 42 - تميم بن محمد بن طمغاج
الحافظ الثقة أبو عبد الرحمن الطوسي. ذكره الحاكم فقال: محدث
ثقة مصنف. سمع أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وشيبان بن فروخ
وإبراهيم بن الحجاج ومحمد بن رمح وابن زغبة وعلي بن حجر وهدبة بن
خالد وطبقتهم وجمع المسند الكبير. روى عنه محمد بن زهير وعلي بن
حمشاذ وأبو عبد الله بن الأخرم ومحمد بن العباس البخاري وآخرون وأبو
النضر الفقيه ومحمد بن إبراهيم بن المنذر صاحب الخلافيات.
قال الحاكم حدثني أبو عمرو بن أبي جعفر نا الحسن بن سفيان في
مسنده قال حدثني [ابني 1] أبو بكر نا تميم بن محمد الطوسي نا سليمان
ابن سلمة الخبائري نا عبد الله بن عبد القدوس نا هشام بن عروة عن أبيه

(1) من المكية.
675

عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أربع لا تستغنى من
أربع، عين من نظر وارض من مطر وأنثى من ذكر وعالم من علم. قال
أبو القاسم بن منده مات تميم بعد التسعين ومائتين.
697 10 / 43 - الخفاف
الحافظ الكبير أبو يحيى زكريا بن داود بن بكر النيسابوري. قال
الحاكم: هو المقدم في عصره صاحب التفسير الكبير. سمع يحيى بن يحيى
ويزيد بن صالح الفراء وعلي بن الجعد وأبا مصعب الزهري وأبا بكر بن أبي
شيبة وطبقتهم. روى عنه أبو حامد ابن الشرقي والحسن بن يعقوب
ومحمد بن صالح بن هانئ ومحمد بن داود بن سليمان وعلي بن عيسى وطائفة
سواهم. مات في سنة ست وثمانين ومائتين رحمه الله تعالى.
698 10 / 44 - نصرك
هو الحافظ الماهر أبو محمد نصر بن أحمد بن نصر الكندي البغدادي نزيل
بخارى. سمع محمد بن بكار بن الريان وعبد الأعلى بن محمد النرسي وعبيد الله
القواريري [وطبقتهم 1]. وعنه أبو العباس بن عقدة وخلف بن محمد
الخيام وطائفة. صنف المسند وكان من أئمة هذا العلم. قال أبو الفضل
السليماني: يقال انه كان احفظ من صالح بن محمد بن جزرة الا انه كان يتهم
بشرب المسكر. قلت هذا لا يكاد يقع لي حديثه. مات سنة ثلاث وتسعين
ومائتين.

(1) من المكية.
676

وفيها مات إبراهيم بن علي الذهلي، وداود بن الحسين صاحب يحيى
ابن [يحيى 1] النيسابوري، وعيسى بن محمد الطهماني [المروزي 1]، والفضل
ابن العباس بن مهران الأصبهاني، والمعمر محمد بن أسد المديني، خاتمة أصحاب
الطيالسي، ومحمد بن عبدوس بن كامل السراج، وهميم بن همام الطبراني.
أخبرنا الحسن بن يونس انا جعفر بن منير انا أبو طاهر ابن سلفة انا
أبو على البرداني وأبو الحسين ابن الطيوري قالا انا هناد بن إبراهيم انا محمد بن أحمد
الحافظ نا خلف بن محمد نا نصر بن أحمد الكندي وسهل بن شاذويه
قال نا محمد بن سهل بن عثمان نا أبى نا عيسى الغنجار عن أبي حمزة عن
الأعمش عن أيوب بن أبي تميمة عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال: لا تسموا العنب الكرم، فان الكرم الرجل المسلم.
قال سهل: لما قدم مسلم بن الحجاج بخارى أفدته هذا الحديث عن محمد بن
سهل فسمعه وحدث به عنه.
قلت: اسناده ضيق المخرج فرد. و (به) إلى محمد بن أحمد قال نا
منصور بن جرير نا عبد الله بن محمد ابن الشرقي نا مسلم حدثني أبو عبد الله
ابن سهل انا أبى - فذكره.
699 10 / 45 ابن أبي الدنيا
المحدث العالم الصدوق أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان
ابن أبي الدنيا القرشي الأموي مولاهم البغدادي صاحب التصانيف. ولد

(1) من المكية.
677

سنة ثمان [ومائتين 1] وسمع سعيد بن سليمان وعلي بن الجعد وسعيد بن
محمد الجرمي وخلف بن هاشم وخالد بن خداش وعبد الله بن خيران
صاحب المسعودي وأبا نصر التمار وعبيد الله العيشي وخلائق، حدث
عنه الحارث بن أبي أسامة مع تقدمه وأحمد بن محمد اللنباني والحسين بن
صفوان البرذعي وأبو بكر النجاد وأحمد بن خزيمة وأبو بكر الشافعي
وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو صدوق. وقال الخطيب:
أدب غير واحد من أولاد الخلفاء، قال ابن كامل: هو مؤدب المعتضد.
قال أبو بكر بن شاذان انا أبو ذر القاسم بن داود حدثني ابن أبي الدنيا قال
دخل المكتفى على الموفق ولوحه بيده فقال مالك لوحك بيدك؟ فقال:
مات غلامي واستراح من الكتاب، قال: ليس هذا من كلامك، كان
الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده فعرضت فقال لا بنه ما لغلامك
ليس لوحك معه؟ قال: مات واستراح من الكتاب، قال: وكأن
الموت أسهل عليك من الكتاب؟ [قال: نعم، قال: فدع الكتاب 1] قال
ثم جئته فقال: كيف محبتك لمؤدبك؟ قلت: كيف لا أحبه وهو أول
من فتق لساني بذكر الله، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك وإذا شئت
أبكاك، قال: يا راشد أحضرني [هذا، قال فأحضرني 1] ثم ابتدأت في
اخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا، قال وابتدأت فذكرت نوادر
الاعراب فضحك ضحكا كثيرا، ثم قال لي: شهرتني، شهرتني.

(1) من المكية.
678

أنبأنا ابن قدامة انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا أبو بكر
الشافعي نا ابن أبي الدنيا نا خالد بن خداش نا صالح المري عن جعفر بن
زيد العبدي عن انس قال بينما النبي صلى الله عليه وآله جالس في
أصحابه إذ مر رجل فقال بعض القوم: مجنون، فقال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: انما المجنون المقيم على المعصية، ولكن هذا رجل مصاب
[قلت: حديثه في غاية العلو لابن البخاري، بينه وبينه أربعة أنفس،
مات في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين،
وفيها توفى عالم المالكية محمد بن إبراهيم ابن المواز بالإسكندرية 1].
700 10 / 46 - العنبري
الحافظ العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الطوسي صاحب المسند.
سمع يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وقتيبة وعبيد الله القواريري وهشام
ابن عمار وحرملة وأبا مصعب وطبقتهم، بخراسان والحرمين ومصر
والشام [والعراق 1] والجزيرة. حدث عنه أبو النضر الفقيه وأبو الحسن
ابن زهير ومحمد بن صالح بن هانئ وآخرون. قال أبو النضر: كتبت عنه
مسنده بخطى في مائتي جزء وبضعة عشرا جزءا. وذكره الحاكم فقال:
هو محدث عصره بطوس، وزاهدهم بعد شيخه محمد بن أسلم، وأخصهم
بصحبته، وأكثرهم رحلة. وذكره صاحب تاريخ حلب. لعله توفى قبل
التسعين ومائتين.

(1) من المكية.
679

701 10 / 47 - الحسين بن فهم
الحافظ الكبير أبو على الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن
محرز البغدادي. سمع من محمد بن سعد الكاتب طبقاته، ومن خلف بن
هشام ومحمد بن سلام الجمحي ويحيى بن معين ومصعب بن عبد الله وطبقتهم.
وعنه أحمد بن معروف الخشاب وأحمد بن كامل وإسماعيل الخطبي وأبو علي
الطوماري، وكان عسرا في التسميع. قال ابن كامل: كان حسن المجلس،
مفننا في العلوم، كثير الحفظ للحديث مسنده ومقطوعه، ولأصناف
الاخبار والنسب والشعر والمعرفة بالرجال، فصيحا متوسطا في الفقه،
قال لي اخذت عن ابن معين معرفة الرجال - وسمى جماعة اخذ عنهم.
وقال الدارقطني: ليس بالقوى. وقال الخطبي: مات في شهر رجب سنة
تسع وثمانين ومائتين، وولد سنة إحدى عشرة.
وفيها توفى مسند مصر أبو يزيد يوسف [بن يزيد 1] القراطيسي،
ومسند دمشق أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ابن البسري، وبكر بن سهل
الدمياطي، والخليفة المعتضد بالله رحمة الله عليهم أجمعين.
702 10 / 48 خ - القباني
الحافظ الإمام أبو على الحسين بن محمد بن زياد النيسابوري أحد
أركان الحديث بنيسابور. سمع إسحاق وسهل بن عثمان وإبراهيم بن المنذر
ومنصور بن أبي مزاحم وأبا مصعب وابن أبي شيبة وطبقتهم. روى عنه

(1) من المكية.
680

البخاري في صحيحه إن شاء الله، [فإنه 1] قال: حدثنا حسين نا احمد
ابن منيع، فقال الكلاباذي وغيره: هو القباني، وقيل هو الحسين بن
يحيى بن جعفر البيكندي، والأول أشبه فان القباني كان عنده كتاب مسند
أحمد بن منيع، وكان ملازما للبخاري بنيسابور. وحدث عنه أيضا
دعلج السجزي ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وأبو الفضل محمد بن إبراهيم
الهاشمي ويحيى بن محمد العنبري وخلق. قال الحاكم: هو أحد أركان
الحديث وحفاظ الدنيا، رحل وصنف المسند والأبواب والتاريخ
والكنى. وعن القباني قال: كان لجدي زياد قبان وما كان وزانا وكان يعيره
فشهر به، وقد كان استصحبه معه من بلاد فارس. قال أبو عبد الله بن
الأخرم: كان أبو على القباني يجتمع أهل الحديث عنده بعد مسلم. وقال
محمد بن صالح بن هانئ سمعت الحسين يقول: حدثت البخاري عن سريج
ابن يونس فرأيت في كتاب بعض الطلبة قد سمعه من البخاري عنى. مات
القباني سنة تسع وثمانين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد انا زاهر انا أبو بكر
البيهقي انا أبو عبد الله الحافظ انا أبو عبد الله محمد بن يعقوب انا حسين
ابن محمد انا أبو بكر بن أبي شيبة نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق سمعت عمرو
ابن ميمون عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما حق الله
على العباد؟ قلت: الله ورسوله اعلم، قال: ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا -
وذكر الحديث [رواه البخاري عن إسحاق عن يحيى بن آدم عن

(1) من المكية.
681

أبى الأحوص 1].
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن انا أبو محمد الفقيه انا ابن البطي انا ابن
خيرون انا أبو بكر الخوارزمي قرأت على أبى العباس بن حمدان حدثكم
الحسين بن محمد بن زياد انا أبو معمر عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن
الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان
يقرأ يوم الجمعة [في الفجر 1] آلم تنزيل وهل أتى على الانسان (م)
عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن إبراهيم - نحوه.
703 10 / 49 - الإسماعيلي
محمد بن [إسماعيل 1] بن مهران الحافظ الثبت البارع أبو بكر
النيسابوري المعروف بالإسماعيلي وهذا غير الإسماعيلي المتأخر رفيق ابن عدي
. سمع هشام بن عمار وحرملة وعيسى بن حماد وأحمد بن أبي الحوارى
وأبا نعيم الحلبي وإسحاق بن موسى الخطمي وإسحاق بن راهويه ويحيى بن
طلحة اليربوعي وطبقتهم بالحرمين والشام ومصر والكوفة والبصرة
وبغداد ونيسابور وأماكن. حدث عنه أبو العباس السراج وأبو حامد
ابن الشرقي وأبو بكر أحمد بن علي الرازي وأبو عبد الله الأخرم ودعلج وابن
نجيد وعلي بن خمشاذ وأبو العباس محمد بن حمدان نزيل خوارزم وأحمد بن
إسحاق الصيدلاني وولده أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسماعيل وعدة.
قال الحاكم: هو أحد أركان الحديث بنيسابور كثرة ورحلة

(1) من المكية.
682

واشتهارا، وهو مجود عن البصريين والشاميين، جمع حديث الزهري
وجوده، وكذلك حديث مالك ويحيى بن سعيد وعبد الله بن دينار
وموسى بن عقبة، وهو ثقة مأمون. وقال إبراهيم بن أبي طالب: لم يخرج
لنا حديث مالك كما خرجه الإسماعيلي، فإنه مجود. قال الحاكم: سمعت
أحمد بن محمد بن إسماعيل يقول: مرض أبى في صفر سنة تسع وثمانين
وبقى في مرضه إلى أن مات في ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين.
قال الحاكم: ورأيت عبد الله بن سعد يتأسف غير مرة على ما فاته من
الإسماعيلي ويقول: أدركناه وقد اخذته اللقوة وبقى فيها إلى آخر عمره.
أخبرنا ابن أبي عصرون وابن عساكر وبنت كندي عن المؤيد
الطوسي وأبى روح الهروي وزينب بنت الشعرى [كتابة، قال المؤيد
ثنا أبو عبد الله المذاري، وقالت زينب انا إسماعيل القاري، وقال أبو روح
انا تميم الجرجاني 1] قالوا انا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر الزاهد انا إسماعيل
ابن نجيد انا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران نا سوار بن عبد الله نا المعتمر
ابن سليمان عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: إذا ولغ الكلب في الاناء غسل سبع مرات أولهن -
أو أولاهن بالتراب، وإذا ولغ الهر غسل مرة.
704 10 / 50 - ابن عبدوس
هو الحافظ الثبت المأمون أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل السلمي

(1) من المكية.
683

البغدادي السراج صديق عبد الله بن أحمد كان اسم أبيه عبد الجبار.
سمع علي بن الجعد وداود بن عمرو الضبي وأحمد بن حبان وأبا بكر بن أبي
شيبة وطبقتهم. وعنه جعفر الخلدي وأبو بكر النجاد ودعلج السجزي
وابن ماسي والطبراني وعدة. قال أبو الحسين ابن المنادى: كان ابن
عبدوس من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس
عنه لثقته وضبطه، وكان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل. مات في
آخر رجب أو أول شعبان سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وبإسنادي
إلى ابن نجيد انا محمد بن عبدوس ببغداد انا مسروق بن المرزبان نا عبد السلام
ابن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن محمد بن مسلم عن جابر بن عبد الله
قال: نهينا عن قتل تجار المشركين.
705 10 / 51 - ابن خراش
الحافظ البارع الناقد أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن
خراش المروزي ثم البغدادي. سمع عبد الجبار بن العلاء المكي وخالد
ابن يوسف السمتي وعمرو بن علي الفلاس وعلي بن خشرم وأبا عمير
ابن النحاس وأبا التقى هشام بن عبد لملك الحمصي ونصر بن علي وطبقتهم
ما بين مصر إلى خراسان. حدث عنه أبو سهل القطان وأبو العباس بن
عقدة وبكر بن محمد الصيرفي وغيرهم. قال بكر بن محمد سمعته يقول:
شربت بولي في هذا الشأن خمس مرات. وقال أبو نعيم [بن عدي 1]

(1) من المكية.
684

ما رأيت أحدا أحفظ من ابن خراش. قال ابن عدي الجرجاني: ذكر بشئ
من التشيع وأرجو انه لا يتعمد الكذب، سمعت ابن عقدة يقول: كان
ابن خراش عندنا إذا كتب شيئا من باب التشيع يقول: هذا لا ينفق
الا عندي وعندك. وسمعت عبدان يقول: حمل ابن خراش إلى بندار
كان عندنا جزئين صنفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفي درهم بنى له
بها حجرة فمات إذ فرغ منها.
وقال أبو زرعة محمد بن يوسف: خرج ابن خراش مثالب الشيخين
[وكان 1] رافضيا. وقال ابن عدي سمعت عبدان يقول قلت لابن خراش:
حديث ما تركنا صدقة؟ قال: باطل، اتهم مالك بن أوس بالكذب 2،
ثم قال عبدان: وقد روى مراسيل وصلها، ومواقيف رفعها. قلت
جهلة الرافضة لم يدروا الحديث ولا السيرة ولا كيف ثم، فاما أنت
أيها الحافظ البارع الذي شربت بولك ان صدقت في الترحال فما عذرك
عند الله؟ مع خبرتك بالأمور، فأنت زنديق معاند للحق فلا رضى الله
عنك. مات ابن خراش إلى غير رحمة الله سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وفيها مات إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي مؤلف الديباج، وشيخ
الصوفية سهل بن عبد الله التستري، ومحمد بن سليمان بن الحارث الباغندي

(1) من المكية. (2) ضرب في المكية على كلمة " بالكذب " فراجعنا لسان الميزان
ووجدنا في حرف العين ج 3، ص 444 و 445 " قلت من تتهم به قال مالك
ابن أوس (قلت) لعل هذا بدا منه وهو شاب فإني رأيته ذكر مالك بن أوس بن
الحدثان في تاريخه فقال ثقة " كذا في ميزان الاعتدال ج 2، ص 111 (م - د).
685

والد الحافظ أبى بكر محمد بن محمد، ومحمد بن غالب بن حرب التمتام المحدث.
706 10 / 52 - محمد بن محمد بن رجاء بن السندي
الحافظ الإمام أبو بكر الأسفرائني مصنف الصحيح ومخرجه على
كتاب مسلم. سمع إسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وعلى ابن المديني
وابن نمير وأبا بكر بن أبي شيبة وأمثالهم، وأكثر الترحال. روى عنه
أبو عوانة وأبو حامد ابن الشرقي ومحمد بن صالح بن هانئ وابن الأخرم
وأبو النضر محمد بن محمد وآخرون. قال الحاكم: كان دينا ثبتا مقدما في
عصره، سمع من جده رجاء - وسمى طائفة. وقال بشر بن أحمد: مات
أبو بكر في سنة ست وثمانين ومائتين رحمه الله تعالى. قلت كان من
أبناء الثمانين.
707 10 / 53 - إبراهيم بن معقل بن الحجاج
الحافظ العلامة أبو إسحاق النسفي قاضى نسف وعالمها ومصنف
المسند الكبير والتفسير وغير ذلك. سمع قتيبة بن سعيد وجبارة بن
المغلس وهشام بن عمار وطبقتهم. وحدث بصحيح البخاري عنه. قال
المستغفري: وكان فقيها حافظا بصيرا باختلاف العلماء عفيفا صينا. روى عنه
ابنه سعيد ومحمد بن زكريا وعبد المؤمن بن خلف النسفيون، مات في
ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين رحمه الله تعالى، قال الخليلي: هو
حافظ ثقة [أخبرنا أحمد بن عبد الله انا عبد الرحيم بن أبي سعد في كتابه انا
عبد الله بن محمد وآخر قالا انا محمد بن عبد الله الصرام انا أبو عبد الله الحاكم
686

انا خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري انا إبراهيم بن معقل نا أبو كريب
نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني موسى بن عبد الله بن المثنى عن
عمه ثمامة بن عبد الله بن انس عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: من صلى الضحى بنى الله له قصرا في الجنة من ذهب. خرجه
الترمذي عن أبي كريب فقال: موسى بن فلان بن انس عن ثمامة 1].
708 10 / 54 - عبدان بن محمد بن عيسى
الفقيه الحافظ أبو محمد المروزي. سمع قتيبة بن سعيد وإسماعيل بن
مسعود الجحدري وعلي بن حجر وأبا كريب وطبقتهم بخراسان والحرمين
والعراق. روى عنه عمر بن علك وابن الشرقي وأبو العباس الدغولي
ويحيى بن محمد العنبري وأبو أحمد العسال وأبو القاسم الطبراني وخلق
سواهم. وكان مفتى مرو وعالمها وزاهدها، وكان قد ارتحل إلى مصر
وتفقه على أصحاب الشافعي وبرع في المذهب وصنف الموطأ وغير ذلك.
أخبرنا جماعة أذنا عن منصور الفراوي انا محمد بن إسماعيل انا احمد
ابن الحسين الحافظ انا محمد بن عبد الله الحافظ انا أحمد بن حاتم الدار بردى
بمرو نا عبدان بن محمد الحافظ نا قتيبة نا معن بن عيسى نا إبراهيم بن طهمان
عن أبي الزبير [عن جابر 1] قال رمى رجل في صدره أو في حلقه فمات
فأدرج كما هو في ثيابه ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
غريب، وحديثه أعلى من هذا في معجم الطبراني. قال الخطيب: كان ثقة

(1) من المكية.
687

حافظا صالحا زاهدا، ولد سنة عشرين ومائتين، وتوفى سنة ثلاث
وتسعين ومائتين. قال ابن السمعاني: هو أحد من أظهر مذهب الشافعي
بخراسان، وكان المرجوع إليه في الفتاوى والمعضلات بعد أحمد بن سيار.
قلت: لقيه الطبراني بمكة.
709 10 / 55 عبدان
الامام رحلة الوقت أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد
الأهوازي الجواليقي صاحب التصانيف. سمع أبا كامل الجحدري ومحمد
ابن بكار بن الريان وسهل بن عثمان العسكري وهشام بن عمار وخليفة بن
خياط وابني أبى شيبة وأقرانهم. حدث عنه ابن قانع وحمزة الكناني
وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو بن حمدان وأبو بكر
ابن المقرئ وآخرون.
قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر المستملي انا
أبو سعيد الكنجرودي انا أبو عمرو بن حمدان انا عبد الله بن أحمد الحافظ
انا هشام بن عمار نا الوليد نا الأوزاعي عن عطاء عن عائشة ان رسول
الله صلى الله عليه وآله دخل عليها وعندها حميم لها يخنقه الموت
فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله ما بها قال لا تبتئسي على حميمك
فان ذلك من حسناتك. رواته ثقات لكنه منكر 1. وقد رواه ابن ماجة
عن هشام فوافقناه بعلو.
أنبأنا ابن أبي الخير عن خليل بن بدر انا جعفر بن عبد الواحد انا

(1) علته ان الوليد يدلس التسوية وكذا هشام فيما يظهر. المعلمي
688

ابن عبد الرحيم انا [أبو محمد بن حبان نا 1] عبدان نا عباس بن عبد العظيم
نا الأحوص بن جواب نا عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت
عن انس بن مالك: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأبى بكر وعمر فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم.
قال الحافظ أبو على النيسابوري رأيت من أئمة الحديث أربعة،
إبراهيم بن أبي طالب، وعبدان الأهوازي، وأبا عبد الرحمن النسائي...
فاما عبدان فكان يحفظ مائة الف حديث ما رأيت في المشايخ احفظ
منه. قال حمزة الحافظ سمعت عبدان يقول: دخلت البصرة ثماني عشرة
مرة من اجل حديث أيوب، وجمعت ما يجمعه أصحاب الحديث إلا حديث
مالك فإنه لم يكن عندي الموطأ بعلو ولا حديث أبي حصين، وجمعت لبشر
ابن المفضل ست مائة حديث، من شاء يزيد. وقال ابن حبان أتانا عبدان
بعسكر مكرم وكان عسرا نكدا. وقال ابن عدي: عبدان كبير الاسم.
قلت: لعبدان غلط ووهم يسير وهو صدوق. عاش تسعين سنة ومات
في آخر سنة ست وثلاث مائة.
وفيها مات فقيه العراق أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الشافعي
عن سبع وخمسين سنة، ومسند بغداد أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن
عبد الجبار الصوفي وهو في عشر المائة، وشيخ الصوفية أبو عبد الله أحمد بن
يحيى بن الجلاء، والمسند علي بن إسحاق بن زاطيا المخزومي، والقاضي محمد بن
خلف ولقبه وكيع، ومحدث قزوين محمد بن مسعود الأسدي.

(1) من المكية.
689

710 10 / 56 - عبد الله بن محمد بن علي
الحافظ العالم أبو على البلخي محدث بلخ: سمع قتيبة بن سعيد وإبراهيم
ابن يوسف وعلي بن حجر وهدية بن عبد الوهاب وطائفة. روى عنه ابن
قانع والجعابي وأبو بكر الشافعي وغير هم. صنف كتاب العلل وكتاب
التاريخ، وحدث في آخر عمره بنيسابور وبغداد.
قال أحمد بن الخضر الشافعي لما قدم عبد الله بن محمد البلخي نيسابور
عجزوا عن مذاكرته فذاكر جعفر بن محمد بن نصر بأحاديث الحج فكان
يسردها عبد الله فقال له جعفر تحفظ للتيمي 1 عن انس ان رسول الله
صلى الله عليه وآله لبى بحجة وعمرة؟ فبهت، فقال جعفر حدثنا
به يحيى بن حبيب انا معتمر عن أبيه. استشهد على يد القرامطة قاتلهم الله
في سنة أربع وتسعين ومائتين. واما أبو عبد الله فقال توفى في سلخ
سنة خمس وتسعين. قال أبو بكر الخطيب: كان أحد [أئمة 2] أهل
الحديث حفظا وإتقانا ثقة واكثارا وله تصانيف. قلت: عندي
حديثه في عاشر معجم ابن قانع، وروى تمام عن أبيه عنه في الجزء الثالث
من فوائده، وعندي في معجم ابن جميع عن عبد الله بن محمد البزاز
عنه وقد مر.
711 10 / 57 - عبد الرحمن بن محمد بن سلم
الحافظ الكبير أبو يحيى الرازي امام جامع أصبهان ومصنف المسند

(1) وقع في الأصلين " للتميمي ". المعلمي (2) من المكية.
690

والتفسير، حدث عن سهل بن عثمان وعبد العزيز بن يحيى والحسين بن
عيسى الزهري وطبقتهم، حدث عنه أبو أحمد العسال وأبو الشيخ
والطبراني وآخرون. وكان من الثقات توفى سنة إحدى وتسعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
712 10 / 58 أبو سعد الهروي
الحافظ الامام يحيى بن منصور أحد الكبار. سمع على ابن المديني
وأحمد بن حنبل وإسحاق وحبان بن موسى وابن نمير وأبا مصعب ويعقوب
ابن كاسب وطبقتهم. وعنه أبو العباس بن عقدة وأبو عبد الله بن الأخرم
ومحمد بن صالح بن هانئ وطائفة آخرهم موتا أحمد بن موسى الغيزاني.
قال الحاكم في تاريخه: أبو سعد الهروي الحافظ امام عصره ببلده، مات
بهراة في شعبان. كذا نقل الحاكم. وقال غيره - وهو أرجح - انه توفى
في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين. وقال الخطيب: هو يحيى بن أبي نصر
الهروي حدث ببغداد فروى عنه من أهلها أبو عمرو بن السماك والخطبي
وأبو بكر الشافعي، قال: وكان ثقة حافظا صالحا زاهدا - إلى أن نقل
وفاته عن إسحاق بن يعقوب القراب في شعبان سنة سبع وثمانين
كما مر.
أنبأنا المسلم بن محمد انا الكندي انا الشيباني انا الخطيب انا إبراهيم
ابن مخلد حدثني إسماعيل الخطبي نا أبو سعد يحيى الهروي الخطيب الشيخ
الصالح نا سويد بن نصر انا ابن المبارك عن موسى بن عقبة عن سالم عن
691

عبد الله قال أكثر ما كان يحلف بهذه اليمين: لا ومقلب القلوب.
713 10 / 59 - الهسنجاني
الحافظ الرحال أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الرازي. سمع طالوت
ابن عباد وعبد الواحد بن غياث وهشام بن عمار وهذه الطبقة وصنف
مسندا يزيد على مائة جزء. حدث به عنه ميسرة بن علي القزويني. وروى
عنه خلق منهم أبو بكر الإسماعيلي وأبو علي الحسن النيسابوري وأبو أحمد
ابن عدي وأحمد بن علي الديلمي والعباس بن الحسين الصفار خاتمة أصحابه.
قال أبو على النيسابوري: ثقة مأمون. وقال أبو الشيخ: مات سنة إحدى
وثلاث مائة يقع لي عواليه بالإجازة.
قرأت على عيسى بن عبد المنعم بن شهاب المؤدب أخبركم عبد العزيز
ابن احمد في سنة (623) انا يحيى بن ثابت بن بندار انا أبى انا أحمد بن
محمد الحافظ انا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي انا الحسن بن سفيان،
ونا إبراهيم بن يوسف وأبو يعلى قالوا ثنا محمد بن عبيد بن حساب نا أبو
عوانة عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
أخرجه مسلم عن ابن حساب.
714 10 / 60 - الفريابي
العلامة الحافظ شيخ الوقت أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن
المستفاض التركي قاضى الدينور وصاحب التصانيف. رحل من الترك
692

إلى مصر وحدث عن علي ابن المديني وأبى جعفر النفيلي وقتيبة وإسحاق
وهدبة بن خالد وهشام ابن عمار وسليمان ابن بنت شرحبيل وابني أبى
شيبة وعبد الأعلى بن حماد وشيبان بن فروخ ومحمد بن أبي بكر المقدمي
وخلائق روى عنه النجاد وأبو علي ابن الصواف وأبو بكر الشافعي
والقطيعي وابن عدي والإسماعيلي والجعابي وأبو الطاهر الذهلي قاضى
مصر وأبو الفضل الزهري وخلق كثير. وكان ثقة مأمونا.
قال ابن الصواف سمعت الفريابي يقول: كل من لقيته لم اسمع منه
إلا من لفظه إلا من اثنين أبى مصعب فإنه ثقل لسانه، ومعلى بن مهدي
الموصلي، وأول ما كتبت سنة أربع وعشرين ومائتين. وعن أبي
حفص الزيات قال: لما ورد الفريابي إلى بغداد استقبل بالطنبارات
والزبازب ثم أوعد له الناس إلى شارع المنار ليسمعوا منه فحزر من حضر
مجلسه لسماع الحديث فقيل كانوا نحو ثلاثين ألفا وكان المستملون ثلاث
مائة وستة عشر.
قال أبو الفضل الزهري لما سمعت من الفريابي كان في مجلسه من
دصحاب ال 3 حابر من يكتب نحو عشرة آلاف انسان، ما بقى منهم غيري هذا
سوى من لا يكتب. قلت: وسماعه منه في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
قال ابن عدي: كنا نشهد مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف أو أكثر.
قال الخطيب: كان من أوعية العلم من أهل المعرفة والفهم طوف شرقا
وغربا ولقى الاعلام وكان ثقة حجة. وقال الدارقطني: قطع الفريابي
الحديث في شوال سنة ثلاث مائة. وقال أبو على النيسابوري الحافظ:
693

قدمت بغداد والفريابي حي [وقد أمسك عن التحديث ودخلنا عليه
غير مرة 1] وبكيت بين يديه وكنا نراه حسرة. قلت: ولد سنة سبع
ومائتين، ومات في المحرم سنة إحدى وثلاث مائة وكان رحمه الله قد
حفر لنفسه قبرا.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد انا الفتح بن عبد السلام انا الأرموي
وابن الداية ومحمد بن أحمد الطرائفي قالوا انا أبو جعفر بن المسلمة انا عبيد الله
ابن عبد الرحمن الزهري نا جعفر الفريابي نا شيبان بن فروخ انا أبو الأشهب
عن طريف قال قلت للحسن: يا أبا سعيد إن ناسا يزعمون أن لا نفاق -
أو لا يخافون النفاق، شك أبو الأشهب، قال: والله لان أكون اعلم
انى برئ من النفاق أحب إلى من طلاع الأرض ذهبا.
715 10 / 61 - البلخي
الحافظ أبو بكر وأبو عبد الله محمد بن علي بن طرخان بن جباش
البلخي ثم البيكندي. سمع قتيبة ولوينا وهشام بن عمار وطبقتهم.
واسع الرحلة على الهمة ذكره ابن مأكولا لأجل جده جباش وقال:
كان حافظا حسن التصانيف. توفى في رجب سنة ثمان وتسعين ومائتين.
حدث عنه ابنه أبو بكر والحسن بن علي الطوسي وأبو حرب محمد بن أحمد
الحافظ وجماعة. قلت عاش سبعا وسبعين سنة، نقله القاسم
ابن منده.

(1) من المكية
694

716 10 / 62 - الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم
الحافظ الثقة أبو على الأنصاري [الهروي 1] حدث عن سعيد بن
منصور وسويد بن سعيد وسويد بن نصر وهشام بن عمار وعثمان بن أبي
شيبة وداود بن رشيد وطبقتهم فأكثر.
أخبرنا ابن الفراء انا محمد بن خلف والبهاء عبد الرحمن قالا أخبرتنا
شهدة انا أبو الفضل الأنصاري انا أبو بكر البرقاني قرأت على أبى حاتم
محمد بن يعقوب أبى إسحاق الهروي [بها 1] أخبركم الحسين بن إدريس
نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة حدثني الأوزاعي عن أبي النجاشي مولى
رافع عن رافع قال أتانا ظهير فقال لنا نهانا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عن أمر كان بنا رافقا، فقلت: وما ذاك؟ ما قال رسول الله
صلى الله عليه وآله [فهو حق 1]، قال قال كيف تصنعون بمحاقلكم؟
قلنا نؤاجرها على الربع والأوسق من التمر والشعير، قال فلا تفعلوا،
ازرعوها [أو أرزعوها 1] أو أمسكوا (م) عن أبي مسهر عن
ابن حمزة.
وروى عنه بشر بن محمد المدني ومنصور بن العباس ومحمد بن
عبد الله بن خميرويه - وأبو حاتم بن حبان وأبو بكر النقاش [وآخرون 1]،
وكان أحد من عنى بهذا الشأن وحصل وعمل تاريخا على هيئة تاريخ
البخاري. قال الدارقطني: ثقة. وقال أبو الوليد الباجي: لا بأس به.

(1) من المكية.
695

وقال ابن أبي حاتم: هو المعروف بابن خرم، كتب إلى بجزء من حديثه
عن خالد بن هياج فيه بواطيل فما أدري ذلك منه أو من خالد. قلت:
الحسين ثقة. وقال أبو النضر الفامي: مات سنة إحدى وثلاث مائة
رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن المنادى انا ابن قدامة انا ابن البطي انا ابن خيرون انا البرقاني
قرأت على أحمد بن محمد حسنويه أخبرك الحسين بن إدريس انا أبو مصعب
عن مالك عن أبي الزبير عن أبي الطفيل ان معاذ بن جبل أخبره انهم
خرجوا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام [غزوة 1] تبوك.
717 10 / 63 - ابن ناجية
الحافظ المفيد أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية بن نجبة البربري
ثم البغدادي. سمع سويد بن سعيد وأبا معمر الهذلي وعبد الواحد بن
غياث وعبد الأعلى بن حماد وأبا بكر بن أبي شيبة وطبقتهم وصنف وجمع.
حدث عنه أبو بكر الشافعي وابن الجعابي وأبو القاسم بن النحاس وإسحاق
النعالي ومحمد بن المظفر وعمر بن الزيات وعدة. وكان ثقة ثبتا عارفا
بهذا الشأن له مسند كبير قاله الخطيب قلت وكان مسندا.
قال الحافظ ابن عبد البر: ناولني خلف بن القاسم مسند ابن ناجية،
وهو في مائة واثنين وثلاثين جزءا بروايته عن سلم بن الفضل عنه.
قلت مات في رمضان سنة إحدى وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
قرأت على أحمد بن هبة الله أخبركم زين الامناء أبو البركات في سنة

(1) من المكية.
696

ثلاث وعشرين وست مائة انا المبارك بن علي انا أبو الحسن العلاف انا
أبو القاسم بن نسوان انا أبو بكر الآجري انا عبد الله بن محمد بن ناجية نا
وهب بن بقية انا خالد الواسطي عن مطرف بن طريف عن أبي إسحاق
[عن الحارث 1] عن علي ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى ان
يرفع الرجل صوته بالقرآن قبل العشاء وبعدها يغلط أصحابه في الصلاة
والقوم يصلون.
718 10 / 64 - السامي
الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الهروي. سمع أحمد بن
يونس اليربوعي وإبراهيم بن محمد الشافعي وإسماعيل بن أبي أويس وأحمد ابن
حنبل وهذه الطبقة. روى عنه ابن حبان وهو من كبار شيوخه
وبشر بن محمد المزني والعباس بن الفضل النضروي وسائر أهل هراة،
مات سنة إحدى وثلاث مائة.
وفيها مات أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء راوي موطأ سويد عنه
وعدة من علماء المحدثين رحمة الله عليهم أجمعين.
أخبرنا التاج عبد الخالق انا البهاء المقدسي أخبرتنا شهدة انا محمد
ابن عبد السلام انا أحمد بن محمد الحافظ قرأت على أبى حاتم محمد بن يعقوب
أخبركم محمد بن عبد الرحمن السامي انا خلف بن هشام انا ابن أبي الزناد
عن أبيه عن خارجة بن زيد عن أبيه قال امرني رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ان أتعلم كتاب يهود فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت، وقال:
والله لا آمن اليهود على كتابي، قال فلما تعلمت كنت اكتب له إلى

(1) من المكية.
697

يهود إذا كتب إليهم فإذا كتبوا إليه قرأت كتابهم له. علقه (خ)
فقال: وقال خارجة. قلت: ابن أبي الزناد ليس من شرط البخاري فنراه
قد علق بصيغة جزم وتفرد به عبد الرحمن.
(وبه) إلى السامي حدثنا سعيد بن منصور نا فليح عن عبد الرحمن
ابن القاسم عن أبيه عن عائشة: كن نسوة يصلين مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم الصبح ثم يرجعن متلفعات بمروطهن لا يعرف بعضهم
بعضا ولا يعرفن من الغلس (خ) عن يحيى بن موسى عن سعيد.
719 10 / 65 - النسائي
الحافظ الامام شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي
بن سنان بن بحر الخراساني القاضي صاحب السنن. ولد سنة خمس
عشرة ومائتين. وسمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وهشام بن
عمار وعيسى بن زغبة ومحمد بن النضر المروزي وأبا كريب وسويد بن
نصر الشاه وأمثالهم بخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام والجزيرة
وبرع في هذا الشأن وتفرد بالمعرفة والإتقان وعلو الاسناد واستوطن
مصر. حدث عنه أبو بشر الدولابي وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري
وحمزة الكناني والحسن بن الخضر السيوطي وأبو بكر بن السني وأبو القاسم
الطبراني ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي والحسن بن رشيق ومحمد
ابن عبد الله بن حيويه وآخرون. رحل إلى قتيبة وله خمس عشرة سنة،
سنة ثلاثين فقال: أقمت عنده سنة وشهرين. وكان النسائي يكون بزقاق
القناديل بمصر وكان مليح الوجه ظاهر الدم مع كبر السن يؤثر لباس
698

البرود النوبية والخضر ويكثر الاستمتاع، له أربع زوجات يقسم لهن
ولا يخلو مع ذلك من سرية، وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشترى
له وتسمن وتخصى.
قال مرة بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن الا انه يشرب النبيذ،
للنضرة التي في وجهه. وقال آخر: ليت شعري ما مذهبه في اتيان
النساء في أدبارهن؟ قال فسئل فقال: النبيذ حرام، ولا يصح في الدبر شئ
لكن حدث محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال اسق حرثك من
حيث شئت فلا ينبغي ان يتجاوز قوله. قال ابن الذهبي: ثبت نهى المصطفى
صلى الله عليه وآله عن أدبار النساء ولى فيه مصنف. عامة ما ذكرت
سمعت الوزير ابن خنزابة عن محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي،
وقال فيه: سمعت قوما ينكرون على أبى عبد الرحمن كتاب الخصائص لعلى
رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك فقال:
دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فصنفت كتاب الخصائص
رجوت ان يهديهم الله، ثم انه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة، فقيل
له وانا اسمع: ألا تخرج فضائل معاوية؟ فقال أي شئ اخرج؟ حديث:
اللهم لا تشبع بطنه، فسكت السائل.
قلت: لعل هذه منقبة معاوية لقول النبي صلى الله عليه وآله:
اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة. قال حافظ خراسان
أبو على النيسابوري: حدثنا الامام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن
النسائي. قال أحمد بن نضر أبو طالب الحافظ من يصبر على ما يصبر عليه
699

النسائي؟ عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة - يعنى عن قتيبة عنه -
فما صنفها. قال الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا
العلم من أهل عصره
قال قاضى مصر أبو القاسم عبد الله بن أبي العوام السعدي: ثنا
النسائي ثنا إسحاق ثنا محمد بن أعين قال قلت لابن المبارك: ان فلانا يقول:
من زعم أن قوله تعالى (انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني) مخلوق فهو
كافر، فقال:: صدق. قال النسائي: بهذا أقول: قال ابن طاهر سألت سعد
ابن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يا بنى ان
لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وقال
محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في
العبادة بالليل والنهار وانه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من
شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس
السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وانه لم يزل ذلك دأبه
إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.
قال الدارقطني كان ابن الحداد أبو بكر الشافعي كثير الحديث ولم
يحدث عن غير النسائي وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله. قال
وأبو عبد الله بن منده عن حمزة العقبى المصري وغيره ان النسائي خرج
من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها معاوية وما جاء من فضائله،
فقال الا يرضى رأسا برأس حتى يفضل؟ قال فما زالوا يدفعون في خصييه
حتى اخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفى بها. كذا في هذه الرواية
700

إلى مكة، وصوابه الرملة.
قال الدارقطني: خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة
فقال: احملوني إلى مكة فحمل وتوفى بها وهو مدفون بين الصفا والمروة
وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاث مائة قال: وكان أفقه
مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجال. قال أبو سعيد بن
يونس في تاريخه: كان النسائي إماما حافظا ثبتا خرج من مصر في شهر
ذي القعدة سنة اثنتين وثلاث مائة وتوفى بفلسطين يوم الاثنين لثلاث
عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاث مائة. قلت سمعت المجتبى من
السنن كله من طريق أبى زرعة المقدسي
720 10 / 66 - الأنماطي
الحافظ الثبت أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النيسابوري مصنف التفسير
الكبير من كبار الرحالة. سمع إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة
وعبد الله بن الرماح ومحمد بن حميد الرازي ولوينا وهارون الحمال وطبقتهم.
حدث عنه ابن الشرقي وأبو عبد الله الأخرم ويحيى بن محمد العنبري
وآخرون. توفى سنة ثلاث وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
721 10 / 67 البشتي
الحافظ الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري
المعروف بالبشتي بمعجمة. سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق وهشام بن عمار
وعبد الله بن عمران العابدي وعدة وصنف المسند. روى عنه محمد بن
701

صالح بن هانئ ومحمد بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن أحمد بن يحيى، وثق،
ما أدري متى توفى إلا أنه بقى إلى سنة ثلاث وثلاث مائة.
فاما سميه إسحاق بن إبراهيم البستي بمهملة أبو محمد فمحدث رحال
سمع محمد بن الصباح [البزار 1] وطبقته.
722 10 / 68 - الأسفرائني
الحافظ الأوحد أبو يعقوب إسحاق بن موسى بن أبي عمران النيسابوري
ثم الأسفرائني. ذكره الحاكم فقال: أحد الأئمة والرحالين تفقه بالمزني
وسمع قتيبة وإسحاق وعلي بن حجر و [ابن 1] حميد ومنصور بن أبي
مزاحم ومحمد بن بكار بن الريان وهشام بن عمار وزغبة. وعنه أبو عمرو
الحيري ومؤمل بن الحسن وأبو عوانة الأسفرائني ومحمد بن عبدك،
وحدثنا عنه محمد بن يعقوب ومحمد بن صالح بن هانئ، مات سنة أربع
وثمانين ومائتين.
723 10 / 69 - الحصيري
الحافظ الإمام أبو محمد جعفر بن أحمد بن نصر النيسابوري، ويعرف
بالحصيري أحد أئمة هذا الشأن. سمع إسحاق بن راهويه وأبا كريب
وأبا مروان العثماني وأبا مصعب الزهري وطبقتهم. روى عنه ابن الشرقي
وأحمد بن الخضر الشافعي ومحمد بن الشرقي ومحمد بن إبراهيم الشافعي وأبو عمرو
ابن حمدان. قال الحاكم قال لي سبطه محمد بن أحمد السكري: كان جدي

(1) من المكية.
702

قد جزأ الليل، ثلثا يصلى، وثلثا ينام، وثلثا يصنف، وكان مرضه ثلاثة
أيام لا يفتر فيها من قراءة القرآن. قال الحاكم بعد أن بالغ في الثناء عليه:
مات سنة ثلاث وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
قرأت على محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد انا
أبو القاسم المستملي وتميم بن أبي سعيد قالا انا محمد بن عبد الرحمن انا أبو عمرو
ابن حمدان انا جعفر بن أحمد الحافظ انا محمد بن رافع انا شبابة حدثني
ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون [كذابون 1] قريب
من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله.
وممن توفى في سنة ثلاث أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير
ببغداد، والمقرئ أبو جعفر أحمد بن فرج الضرير ببغداد، والمحدث الجوال
أبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وأبو حفص عمر بن أيوب
السقطي البغدادي، وشيخ المعتزلة محمد بن عبد الوهاب أبو على الجبائي
بالبصرة.
724 10 / 70 - الحسن بن سفيان بن عامر
الحافظ الامام شيخ خراسان أبو العباس الشيباني النسوي صاحب
المسند الكبير والأربعين. سمع إسحاق ويحيى بن معين وشيبان بن فروخ
وقتيبة وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وسهل بن عثمان وحبان بن موسى

(1) من المكية.
703

وخلائق، وسمع تصانيف ابن أبي شيبة منه، وسمع أكثر المسند من
إسحاق، وسمع كتاب السنن من أبى ثور، وتفقه عليه وكان يفتى بمذهبه،
وسمع التفسير من [محمد بن 1] أبى بكر المقدمي وأكبر شيخ لقيه سعد بن
يزيد الفراء. حدث عنه ابن خزيمة ويحيى بن منصور القاضي والحافظ
أبو على ومحمد بن إبراهيم الهاشمي وأبو بكر الإسماعيلي وأبو حاتم بن حبان
وأبو عمرو بن حمدان وأبو أحمد بن الغطريف وحفيده إسحاق بن سعد
ابن الحسن.
قال جعفر بن محمد البستي سمعت الحسن بن سفيان يقول: لولا اشتغالي
بحبان بن موسى لجئتكم بأبي الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب. قلت: يعنى
انه تعوق بكتب ابن المبارك على حبان، وقال أبو على الحافظ سمعت
الحسن بن سفيان يقول: انما فاتني يحيى بن يحيى بالوالدة لم تدعني اخرج
إليه فعوضني الله بأبي خالد الفراء وكان أسند من يحيى. قال الحاكم: كان
محدث خراسان في عصره متقدما في الثبت والكثرة والفهم والفقه
والأدب.
وقال ابن حبان: كان الحسن ممن رحل وصنف وحدث على
تيقظ مع صحة الديانة والصلابة في السنة. وقال أبو بكر أحمد بن علي
الرازي الحافظ: ليس للحسن في الدنيا نظير. قال الحاكم سمعت محمد بن
داود بن سليمان يقول كنا عند الحسن بن سفيان فدخل ابن خزيمة وأبو عمرو
ابن الحيري وأحمد بن علي الرازي وهم متوجهون إلى فراوة فقال الرازي

(1) من المكية.
704

كتبت هذا الطبق من حديثك، قال: هات، فقرأ ثم ادخل اسنادا في
اسناد فرده الحسن، ثم بعد قليل فعل ذلك، فرده، فلما كان في الثالثة
قال له الحسن: ما هذا قد احتملتك مرتين وانا ابن تسعين سنة فاتق الله
في المشايخ فربما استجيبت فيك دعوة، وقال له ابن خزيمة: مه لا تؤذ
الشيخ، قال: انما أردت ان تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه. مات
بقرية بالور وهي على ثلاثة فراسخ من نسأ.
مات في رمضان سنة ثلاث وثلاث مائة. قال ابن حبان:
حضرت دفنه.
سمعت الأربعين للحسن بن سفيان على أبى الفضل بن عساكر عن
المؤيد عن فاطمة بنت زعبل سماعا انا عبد العزيز بن محمد الفارسي انا أبو عمرو
ابن حمدان انا المؤلف أبو العباس قال نا عبد الحميد بن بيان السكري ثنا
هشيم عن شعبة عن عدى بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة
له الا من عذر. أخرجه ابن ماجة عن عبد الحميد فوافقناه بعلو.
725 10 / 71 - ابن شيرويه
الحافظ الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه
ابن أسد القرشي المطلبي النيسابوري صاحب التصانيف. سمع إسحاق بن
راهويه وعبد الله بن معاوية الجمحي وعمرو بن زرارة وأبا كريب وأحمد ابن
منيع وطبقتهم. روى عنه محمد بن يعقوب الأخرم والحسين بن علي
705

الحافظ وأهل نيسابور. حكى انه أكثر عن بندار، قال: فقال لي: يا ابن
شيرويه أفلستني وأفلسك الوراقون. قال أحمد بن الخضر الشافعي سمعت
ابن خزيمة يقول: كنت أرى عبد الله بن شيرويه يناظر وانا صبي فكنت
أقول: ترى أتعلم مثل ما يعلم ابن شيرويه قط؟.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله سنة أربع وتسعين عن عبد المعز
ابن محمد انا أبو القاسم النيسابوري انا أبو سعيد الكنجرودي انا أبو عمرو
ابن حمدان انا عبد الله بن شيرويه نا أبو كريب ثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق
ومالك عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر
تستأمر في نفسها، وإذنها صماتها.
وأخبرنا إسحاق بن أبي بكر الأسدي انا يوسف بن خليل انا
أبو المكارم التيمي انا أبو على الحداد انا أبو نعيم الحافظ نا أبو أحمد محمد بن أحمد
نا عبد الله بن شيرويه نا إسحاق بن راهويه انا محمد بن سلمة والمحاربي
قالا نا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت القرآن
على ابن عباس ثلاث عرضات أفقه على كل آية فيم نزلت وكيف
كانت، هذا حديث حسن الاسناد.
مات ابن شيرويه سنة خمس وثلاث مائة وهو في عشر التسعين
وهو ثقة باتفاق 1].
وتوفى سنة خمس وثلاث مائة جماعة من العلماء، منهم مسند أصبهان

(1) في المكية " بإتقان ".
706

أبو عبد الله محمد بن بصير بن أبان المديني عن نحو من تسعين سنة أو أزيد،
والمقرئ هارون بن علي المروق.
726 10 / 72 - أبو يعلى الموصلي
الحافظ الثقة محدث الجزيرة أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى
ابن هلال التميمي صاحب المسند الكبير. سمع علي بن الجعد ويحيى بن
معين ومحمد بن المنهال الضرير وغسان بن الربيع وشيبان بن فروخ ويحيى
الحماني وأمما سواهم وقد خرج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة اجزاء.
حدث عنه أبو حاتم بن حبان وأبو علي النيسابوري وحمزة بن محمد الكناني
وأبو بكر الإسماعيلي وأبو بكر بن المقرئ وأبو عمرو بن حمدان ونصر
ابن احمد المرجى ومحمد بن النضر النخاس، وخلق سواهم.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد انا تميم بن أبي
سعيد انا محمد بن عبد الرحمن انا ابن حمدان انا أبو يعلى نا محمد بن أبي بكر
المقدمي ثنا يوسف بن يزيد نا إبراهيم بن عمر بن أبان حدثني ابن شهاب
عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف انه شهد حين أعطى عثمان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ما جهز به جيش العسرة جاء بسبع مائة
أوقية ذهب.
هذا حديث غريب وإبراهيم ضعيف فان صح هذا فهذا المقدار
عشرون ألف دينار. قال يزيد بن محمد الأزدي. كان أبو يعلى من أهل
الصدق والأمانة والدين والحلم غلقت أكثر الأسواق يوم موته حضر
707

جنازته من الخلق أمر عظيم. قال أبو عمرو الحيري - وذكر أبا يعلى ففضله
على الحسن بن سفيان فقيل له: كيف تفضله عليه ومسند الحسن أكبر
وشيوخه أعلى، قال: ان أبا يعلى كان يحدث احتسابا والحسن كان
يحدث اكتسابا.
ووثقه ابن حبان ووصفه بالإتقان والدين، ثم قال: وبينه وبين
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أنفس. وقال الحاكم: كنت
أرى أبا على الحافظ معجبا بأبي يعلى وإتقانه وحفظه لحديثه حتى كان لا يخفى
عليه منه الا اليسير، قال الحاكم: هو ثقة مأمون، قال أبو على الحافظ:
لو لم يشتغل أبو يعلى بكتب أبى يوسف على بشر بن الوليد لأدرك بالبصرة
سليمان بن حرب وأبا الوليد الطيالسي.
قال السمعاني سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول:
قرأت المسانيد كمسند العدني ومسند ابن منيع وهي كالأنهار ومسند
أبى يعلى كالبحر يكون مجتمع الانهار. قلت سمعنا مسند أبى يعلي بفوت
نصف جزء بالإجازة العالية، ويقع من حديثه بعلو لابن البخاري [في
امالي الجوهري 1]، وكان مولده في شوال سنة عشر ومائتين، وارتحل
وهو ابن خمس عشرة سنة، وعمر وتفرد ورحل الناس إليه، وسماعه
ببغداد من أحمد بن حاتم الطويل في سنة خمس وعشرين ومائتين. مات
سنة سبع وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
وفيها مات جماعة من الاعلام، الحافظ زكريا الساجي وسيأتي،

(1) من المكية.
708

والمحدث جعفر بن محمد بن سبا الواسطي القطان، وجعفر بن أحمد بن
عاصم الدمشقي، والحافظ المفيد جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري
الأعرج غريبا بحلب ويقال له جعفرك، والمسند أبو على الحسن بن
الطيب الشجاعي البلخي ببغداد، ومقرئ مصر أبو بكر بن مالك بن سيف
التجيبي ومحمد بن صالح بن دريج العكري، والمعمر أبو جعفر محمد بن علي
ابن مخلد بن فرقد الأصبهاني، والمحدث محمود بن محمد الواسطي، والمسند
أبو عمران موسى بن سهل الخوي محدث البصرة، والمتقن أبو محمد الهيثم
ابن خلف بن محمد الدوري ثم البغدادي، والحافظ أبو زكريا يحيى بن
زكريا النيسابوري صاحب قتيبة بمصر.
727 10 / 73 - الساجي
الامام الحافظ محدث البصرة أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن
ابن بحر بن عدي بن عبد الرحمن بن أبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي
البصري الساجي. سمع عبيد الله بن معاذ العنبري وهدبة بن خالد وأبا الربيع
الزهراني وعبد الأعلى بن حماد النرسي وطالوت بن عباد وسليمان بن
داود المهري وطبقتهم. وجمع وصنف. روى عنه أبو أحمد بن عدي
أبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان والقاضي يوسف
الميانجي وعبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي ويوسف بن يعقوب النجيرمي
وعلي بن لؤلؤ الوراق وطائفة سواهم. وعنه اخذ أبو الحسن الأشعري
الأصولي تحرير مقالة أهل الحديث والسلف، وللساجي كتاب جليل
709

في علل الحديث يدل على تبحره في هذا الفن. مات سنة سبع وثلاث مائة
وقد قارب التسعين رحمه الله.
قرأت على أبى الفضل بن عساكر عن أبي روح الهروي انا زاهر
ابن طاهر انا أبو سعيد الأديب انا أبو عمرو بن حمدان نا زكريا الساجي
بالبصرة نا عبيد الله بن معاذ نا أبى نا سليم بن حيان عن حميد بن هلال عن أبي
صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا
كان أحدكم يصلى فلا يدعن أحدا يمر بين يديه [فان أبى 1] فليدفعه
فان معه شيطانا. وقال ابن بطة انا أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي:
قال أبى: القول في السنة التي رأيت عليها أهل الحديث الذين لقيتهم
ان الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء - وذكر سائر
الاعتقاد.
728 10 / 74 - محمد بن جرير بن يزيد بن كثير
الامام العلم الفرد الحافظ أبو جعفر الطبري أحد الاعلام وصاحب
التصانيف، من أهل [آمل 1] طبرستان أكثر التطواف، وسمع محمد
ابن عبد الملك بن أبي الشوارب وأبا همام السكوني وإسحاق بن أبي
إسرائيل وإسماعيل بن موسى السدى ومحمد بن حميد الرازي وأحمد بن منيع
وأبا كريب وهناد بن السرى وخلائق، وأخذ القراءات عن جماعة. حدث
عنه مخلد الباقر حي وأحمد بن كامل وأبو القاسم الطبراني وعبد الغفار

(1) من المكية.
710

الحضيني وأبو عمرو بن حمدان وخلق سواهم.
قال أبو بكر الخطيب: كان ابن جرير أحد الأئمة يحكم بقوله ويرجع
إلى رأيه لمعرفته وفضله، جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره
فكان حافظا لكتاب الله، [بصيرا بالمعاني، فقيها في احكام القرآن،
عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها 1] عارفا
بأحوال الصحابة والتابعين، بصيرا بأيام الناس واخبارهم، له الكتاب
الكبير المشهور في تاريخ الأمم، وله كتاب التفسير الذي لم يصنف مثله،
وكتاب تهذيب الآثار لم أر مثله في معناه لكن لم يتمه، وله في الأصول
والفروع كتب كثيرة، وله اختيار من أقاويل الفقهاء، وقد تفرد
بمسائل حفظت عنه.
مولد محمد في سنة أربع وعشرين ومائتين، قيل إن المكتفى
أراد أن يقف وقفا يجتمع عليه أقاويل العلماء قال فاحضر له ابن جرير
فأملى عليهم كتابا لذلك، قال فأخرجت له جائزة فلم يقبلها، فقيل له:
فلا بد من قضاء حاجة، قال: أسأل أمير المؤمنين ان يأمر بمنع السؤال
يوم الجمعة، ففعل ذلك. وكذا التمس منه الوزير أن يعمل له كتابا في
الفقه فعمل له كتاب الخفيف فوجه إليه بألف دينار فردها. وقيل مكث
أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة. قال تلميذه أبو محمد الفرغاني:
حسبت تلامذة أبى جعفر منذ احتلم إلى أن مات فقسموا على المدة
مصنفاته فصار لكل يوم أربع عشرة ورقة.

(1) من المكية.
711

وقال العلامة أبو حامد الأسفرائني: لو سافر رجل إلى الصين في
تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا. قال حسينك الحافط: سألني ابن
خزيمة أكتبت عن ابن جرير؟ قلت: لا، لأنه لا يظهر، وكانت الحنابلة تمنع
من الدخول عليه، قال: بئسما صنعت. وقال أبو بكر بن بالويه سمعت امام
الأئمة ابن خزيمة يقول: ما اعلم على أديم الأرض اعلم من محمد بن جرير
ولقد ظلمته الحنابلة. قال أبو محمد الفرغاني: كان محمد لا يأخذه في الله
لومة لائم مع عظم ما يؤذي، فاما أهل الدين والعلم فغير منكرين علمه
وزهده ورفضه للدنيا وقناعته [بما يجيئه من حصة خلفها له أبوه بطبرستان 1]
ذكر عبد الله بن أحمد السمسار أن ابن جرير قال لا صحابه: هل
تنشطون لتاريخ العالم؟ قالوا: كم يجئ؟ فذكر نحوا من ثلاثين الف
ورقة، فقالوا: هذا مما يفنى الأعمار قبل تمامه، قال: انا لله ماتت الهمم،
فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة: ولما أراد ان ان يملي التفسير قال لهم ذلك
ثم أملاه على نحو من التاريخ. قال الفرغاني: بث مذهب الشافعي ببغداد
سنتين واقتدى به، ثم اتسع علمه وأداه اجتهاده إلى ما اختاره في كتبه،
وقد عرض عليه القضاء فأبى. قال محمد بن علي بن سهل الامام سمعت
ابن جرير قال: من قال إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامي هدى يقتل.
قال الفرغاني تم له التفسير، والتاريخ، وكتاب القراءات، وكتاب
العدد والتنزيل، وكتاب اختلاف العلماء، وكتاب تاريخ الرجال، وكتاب
لطيف القول في الفقه، وهو ما اختاره وجوده، وكتاب الخفيف،

(1) من المكية.
712

وكتاب التبصير في الأصول، وابتدأ بتصنيف كتاب تهذيب الآثار
وهو من عجائب كتبه ابتدأ بما رواه أبو بكر الصديق مما صح، وتكلم على
كل حديث وعلته وطرقه وما فيه من الفقه واختلاف العلماء وحججهم
واللغة فتم مسند العشرة وأهل البيت والموالي ومن مسند ابن عباس
قطعة ومات.
قال: وابتدأ بكتاب البسيط، فعمل منه كتاب الطهارة في نحو الف
وخمس مائة ورقة وخرج منه أكثر الصلاة وخرج منه كتاب الحكام
والمحاضر والسجلات. ولما بلغه ان ابن أبي داود تكلم في حديث غدير خم
عمل كتاب الفضائل وتكلم على تصحيح الحديث. قلت: رأيت مجلدا من
طرق الحديث لابن جرير فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق. قال:
ورحل محمد لما ترعرع من آمل وسمح له أبوه وكان طول حياته يوجه
إليه بالشئ إلى البلدان، قال لي: أبطأت عنى نفقة أبى حتى بعت كمي
قميصي. قلت: لو أشاء لكتبت عشرين ورقة من سيرة هذا الامام.
حكى التنوخي عن عثمان بن محمد السلمي حدثني ابن منجو القائد قال
حدثني غلام لابن المزوق قال اشترى مولاي جارية فزوجنيها فأحببتها
وأبغضتني وضجرت فقلت لها أنت طالق ثلاثا لا تخاطبيني بشئ الا قلت
لك مثله فكم احتملك؟ فقالت في الحال: أنت طالق ثلاثا، فأبلست
فدللت على ابن جرير فقال أقم معها بعد أن تقول أنت طالق ثلاثا ان
طلقتك. وذكرها ابن عقيل ثم قال وله جواب آخر أن، تقول كقولها
سواء قل أنت طالق ثلاثا بفتح التاء فلا تحنث. قال ابن الجوزي وما كان
713

يلزمه ان يقول لها ذلك على الفور فله التمادي إلى قبل الموت. قلت: ولو
قال لها أنت طالق ثلاثا وقصد الاستفهام لم تطلق وكذا لو قال وعنى
به طالق من وثاقي أو عنى به الطلق وقت ولادتها.
وثم جواب آخر على مذهب من يراعى سبب اليمين ونية الحالف
بأنه ليس عليه ان يقول لها ما قالت فإنه من المعلوم استثناء ذلك بقرينة
الحال لأنه ما قصد الا ان كلما آذته بكلام آذاها بمثله، وجوابه لها بالطلاق
ليس بمؤذ لها بل مؤذ له وسار لها كما يفهم كل عالم قوله (وأوتيت
من كل شئ) استثناء اللحية والذكر وغير ذلك. وقوله تعالى (تدمر
كل شئ) انها ما دمرت السماء ولا الجبال فيخرج من عموم كل إذا
نطق بها المتكلم أشياء معلومة الاستثناء بالضرورة وذلك فصيح كثير
إذ القائل ما قصد ادخال ذلك في عموم قوله أصلا، ومن المعلوم
بالضرورة ان حالفا لو حلف لا تقول فلانة شيئا الا قلت مثله فكفرت
وسبت الرسل وسكت هو عن جوابها بمثله لم يحنث، نعم الا ان ينوى
ادخال مثل ذلك في حلفه ونعوذ بالله من الضلال.
واما على مذهب داود وابن حزم والشيعة وغيرهم فلا حنث عليه
وهي زوجته ورأوا ايمان الطلاق لغوا وانه لا حلف إلا بالله تعالى،
وذهب امام من علماء عصرنا إلى أن الحالف بالطلاق تلزمه كفارة
إذا فعل المحلوف عليه ولم تطلق منه زوجته الا بطلاق غير معلق على
حض أو منع أو ان يقصد بالشرط الجزاء ولم يقصد اليمين كأن يقول لها
ان زنيت فأنت طالق أو ان تركت الصلاة فأنت طالق منى فهذه تطلق
714

منه بوجود ذلك منها.
والذي عرفنا من مذهب بعض السلف الكفارة في من حلف
بعتق عبيده أو حلف بالحج حافيا أو حلف بصدقة ما يملك ولم يأت عنهم
كفارة في الحلف بالطلاق فيما علمت.
وابن جرير وابن خزيمة وابن صاعد وعبد الرحمن بن أبي حاتم
رجال الطبقة السادسة من أربعي الحفاظ لأبي الحسن المقدسي الحافظ.
قال ابن كامل: توفى ابن جرير عشية الاحد ليومين بقيا من شوال سنة
عشر وثلاث مائة ودفن في داره برحبة بعقوب ولم يغير شيبه وكان
السواد فيه كثيرا وكان أسمر إلى الأدمة أعين نحيف الجسم فصيحا طويلا
وشيعه من لا يحصيهم إلا الله وصلى على قبره عدة شهور ليلا ونهارا
ورثاه خلق من أهل الأدب والدين ومن ذلك قول أبى سعيد ابن
الاعرابي.
- حدث مفظع وخطب جليل * دق عن مثله اصطبار الصبور -
- قام ناعي العلوم أجمع لما * قام ناعي محمد بن جرير -
وعمل ابن دريد قصيدة طنانة يقول فيها.
- ان المنية لم تتلف به رجلا * بل أتلفت علما للدين منصوبا -
- كان الزمان به تصفو مشاربه * والآن أصبح بالتكدير مقطوبا -
- كلا وأيامه الغر التي جعلت * للعلم نورا وللتقوى محاريبا -
- أودى أبو جعفر والعلم فاصطحبا * أعظم بذا صاحبا أو ذاك مصحوبا
ودت بقاع بلاد الله لو جعلت * قبرا له فحباها جسمه طيبا
715

[أخبرنا عبد الرحمن بن محمد انا ابن طبرزذ انا أبو غالب ابن البناء انا
أبو محمد الجوهري انا أبو جعفر أحمد بن علي الكاتب نا محمد بن جرير الطبري
حدثني بشر بن وجيه نا قزعة بن سويد حدثني عمرو بن دينار عن جابر أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ختم له عند موته بلا إله إلا الله
دخل الجنة 1].
729 10 / 75 - الفرهياني
ويقال الفرهاذاني الحافظ الامام الثقة أبو محمد عبد الله بن محمد بن
سيار أحد علماء العجم. سمع قتيبة بن سعيد وهشام بن عمار ودحيما
ومحمد بن وزير وأبا كريب وعبد الملك بن [شعيب بن 1] الليث بن سعد
[وطبقتهم بعدة مدائن 1]. روى عنه محمد بن الحسن النقاش المقرئ
وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وبشر بن أحمد الأسفرائني
وأبو عمرو بن حمدان وغيرهم. قال ابن عدي: كان رفيق النسائي وكان
ذا بصر بالرجال، وكان من الاثبات، سألته ان يملي على عن حرملة
فقال: حرملة ضعيف، ثم أملى على ثلاثة أحاديث [عنه 1] ولم يزدني.
أخبرنا أحمد بن تاج الامناء وزينب الكندية بقراءتي عن أبي
روح الهروي انا أبو القاسم الشحامي انا أبو سعيد الكنجرودي انا أبو عمرو
الحيري انا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاذاني نا هارون بن زيد بن أبي
الزرقاء نا أبى نا شعبة عن يعلى بن عطاء عن [أبيه عن 1] عبد الله بن

(1) من المكية.
716

عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رضى الله في رضى
الوالد وسخط الله في سخط الوالد. توفى الفرهياني سنة نيف وثلاث مائة.
730 10 / 76 - المطرز
الحافظ الثقة المقرئ أبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى البغدادي
المقرئ ويعرف بالمطرز، سمع عمران بن موسى القزاز وسويد بن سعيد
ومحمد بن الصباح الجرجرائي وأبا همام السكوني وإسحاق بن موسى
الأنصاري ومجاهد بن موسى وأبا كريب وعدة. وتلا على أبى حمدون
الطبيب وأبى عمر الدوري. زعم شيخ الأهوازي - يعرف بالغضائري - أنه
تلا عليه. وحدث عنه أبو الحسين ابن المنادى وجعفر الخلدي والجعابي
وأبو بكر الشافعي وعبد العزيز بن جعفر ومحمد بن المظفر وأبو حفص
ابن الزيات وعدة. قال الخطيب: كان ثقة ثبتا. وقال الدارقطني: قاسم
المطرز مصنف مقرئ نبيل. وقال ابن المنادى: توفى قاسم في سابع عشر
صفر سنة خمس وثلاث مائة. قال: ولم يحدث في هذه السنة بشئ
البتة، وكان من أهل الحديث والصدق، والمكثرين في تصنيف المسند
والأبواب والرجال.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه في كتابه انا عمر بن طبرزذ انا محمد
ابن عبد الباقي انا الحسن بن علي الجوهري انا عمر بن محمد الصيرفي نا أبو بكر
القاسم بن زكريا المقرئ نا محمد بن سليمان لوين نا الوليد بن أبي ثور عن
السدى عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات هذا اسناد غريب عال.
717

731 10 / 77 السمناني
الحافظ الرحال المأمون أبو الحسن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن
يونس السمناني، من اعلام الحديث بخراسان. سمع إسحاق بن راهويه
وهشام بن عمار وعيسى ابن زعبة وأبا كريب محمد بن العلاء وطبقتهم.
حدث عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو عمرو بن حمدان
وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو بن مطر وخلق،
وكان بصيرا بالآثار، له شعر وأدب. مات سنة ثلاث وثلاث مائة
رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن عبد السلام عن عبد المعز بن محمد انا تميم بن أبي سعيد
انا أبو سعيد الكنجرودي انا أبو عمرو بن حمدان نا عبد الله بن محمد بن
يونس نا عمرو بن عثمان نا بقية حدثني يونس بن يزيد عن [الزهري عن 1]
سالم عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله قال: من أدرك من
صلاة الجمعة أو غيرها - يعنى ركعة - فقد أدرك الصلاة.
732 10 / 78 - السعدي
الحافظ الثقة محدث مرو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن عبد الله
السعدي المروزي. سمع حبان بن موسى المروزي وعلي بن حجر ومحمود
ابن غيلان وعمر بن شبة وطبقتهم. حدث عنه أبو منصور الأزهري
والفقيه أحمد بن سعيد المعداني والقاضي أبو الفضل الحدادي وآخرون.

(1) من المكية.
718

وقد سمع منه امام الأئمة ابن خزيمة وهو من طبقته. قال الحاكم: ثقة
مأمون. توفى سنة إحدى عشرة وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا محمد بن محمد بن
الحسين وعبد الرحمن بن عبد الجبار الحافظ قالا انا الحسين بن محمد الكتبي
انا أبو نصر محمد بن بكر المروزي الخلال انا الحاكم أبو الفضل محمد بن
الحسين الحدادي انا عبد الله بن محمود السعدي نا محمود بن غيلان نا الفضل
ابن موسى نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى عليه وآله وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس،
الصحة والفراغ. قال الخليلي: محمود والده سمع من ابن عيينة، روى
عنه ولد، عبد الله، وعبد الله حافظ عالم بهذا الشأن.
733 10 / 79 - البجيري
الحافظ الامام الكبير أبو حفص عمر بن محمد بن بجير الهمذاني
السمرقندي. محدث ما وراء النهر، وصاحب الصحيح والتفسير وغير
ذلك. ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وكان والده صاحب حديث
ورحلة يروى عن عارم وطبقته فحرص على ولده أبى حفص وسفره إلى
الأقاليم مرات. سمع عيسى بن حماد زغبة وبشر بن معاذ العقدي وعمرو
ابن علي الفلاس وأحمد بن عبدة الضبي ومحمد بن معاوية خال الدارمي
وخلائق. حدث عنه محمد بن صابر ومحمد بن بكر الدهقان ومحمد بن
أحمد بن عمران الشاشي ومحمد بن علي المؤدب ومعمر بن جبرئيل الكرمي
719

وأعين بن جعفر السمرقندي وعيسى بن موسى الكسائي وآخرون.
وقد دخل مصر فصادف جنازة أحمد بن صالح المصري وشهدها. قال
أبو سعد الإدريسي: كان فاضلا خيرا ثبتا في الحديث، له العناية التامة
في طلب الآثار والرحلة. قلت: لم يقع لي من عواليه لبعد دياره وهو
صدوق، وقد تفرد بحديث حسن فقال: نا العباس بن الوليد الخلال
نا مروان ابن محمد نا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي
سعيد مرفوعا: ان الله زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم،
ألا وهي الركعتان قبل الفجر. توفى ابن بجير سنة إحدى عشرة وثلاث
مائة رحمة الله عليه.
أخبرنا أبو الفضل بن عساكر عن عبد الرحيم ابن السمعاني انا عثمان
بن علي ببخارى انا علي بن محمد بن حزام الواعظ ثنا القاضي أبو على النسفي
جدي نا أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن بجير الهمذاني انا جدي أبو حفص
بن بجير انا محمد بن المثنى نا عثمان بن عمر نا فليح عن هلال بن علي عن
عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم:
كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال:
من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى.
734 10 / 80 - ابن خزيمة
الحافظ الكبير امام الأئمة شيخ الاسلام أبو بكر محمد بن إسحاق
ابن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري. ولد سنة ثلاث
720

وعشرين ومائتين وعنى بهذا الشأن في الحداثة، وسمع من إسحاق بن
راهويه ومحمد بن حميد ولم يحدث عنهما لصغره ونقص إتقانه إذ ذاك،
وسمع من محمود بن غيلان وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي ومحمد
ابن أبان المستملي وإسحاق بن موسى الخطمي وعلي بن حجر وأحمد بن منيع
وأبى قدامة السرخسي وبشر بن معاذ وأبا كريب وعبد الجبار بن العلاء
وطبقتهم، فأكثر وجود وصنف واشتهر اسمه وانتهت إليه الإمامة
والحفظ في عصره بخراسان.
حدث عنه الشيخان خارج صحيحيهما ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أحد شيوخه وأحمد بن المبارك المستملي وإبراهيم بن أبي طالب وأبو علي
النيسابوري وإسحاق بن [سعيد 1] النسوي وأبو عمرو بن حمدان وأبو حامد
أحمد بن محمد بن بالويه وأبو بكر أحمد بن مهران المقري ومحمد بن أحمد
ابن بصير وحفيده محمد بن الفضل بن محمد وخلق لا يحصون.
قال أبو عثمان الحيري: حدثنا ابن خزيمة قال كنت إذا أردت ان
أصنف الشئ دخلت في الصلاة مستخيرا حتى يقع لي فيها ثم ابتدئ.
ثم قال أبو عثمان الزاهد: ان الله ليدفع البلاء عن أهل نيسابور بابن
خزيمة. وقال أبو بكر محمد بن جعفر سمعت ابن خزيمة - وسئل: من أين
أوتيت هذا العلم؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ماء
زمزم لما شرب له، وإني لما شربت ماء زمزم سألت الله علما نافعا.
قال أبو بكر بن بالويه سمعت ابن خزيمة يقول - وقيل له لو حلقت

(1) من المكية.
721

شعرك في الحمام؟ فقال: لم يثبت عندي ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم دخل حماما قط، ولا حلق شعره انما تأخذ شعري جارية لي
بالمقراض. قال محمد بن الفضل: كان جدي لا يدخر شيئا جهده بل
ينفقه على أهل العلم، ولا يعرف الشح، ولا يميز بين العشرة والعشرين.
أبو [بكر محمد بن 1] سهل الطوسي: [سمعت الربيع بن سليمان وقال
لنا: هل تعرفون ابن خزيمة؟ قلنا: نعم، قال: استفدنا منه أكثر مما
استفاد منا. وقال محمد بن إسماعيل السكري 1] سمعت ابن خزيمة يقول:
حضرت مجلس المزني فسئل عن شبه العمد فقال له السائل: ان الله تعالى
وصف في كتابه القتل صنفين عمدا وخطأ فلم قلتم انه على ثلاثة أقسام؟
وتحتج بعلي بن زيد بن جدعان؟ فسكت المزني، فقلت لمناظره: قد روى
هذا الحديث أيضا أيوب وخالد الحذاء، فقال لي: فمن عقبة بن أوس؟
قلت: شيخ بصرى قد روى عنه ابن سيرين مع جلالته، فقال للمزني:
أنت تناظر أو هذا؟ قال: إذا جاء الحديث فهو يناظر لأنه اعلم به منى
ثم أتكلم انا.
محمد بن الفضل: سمعت جدي يقول: استأذنت أبى في الخروج
إلى قتيبة فقال اقرأ القرآن أولا حتى آذن لك، فاستظهرت القرآن،
فقال لي: امكث حتى تصل بالختمة، ففعلت، فلما عيدنا اذن لي فخرجت
إلى مرو وسمعت بمرو الروذ من محمد بن هشام - يعنى صاحب هشيم -
فنعى إلينا قتيبة. قال أبو على النيسابوري: لم أر مثل ابن خزيمة. وقال

(1) من المكية.
722

أبو أحمد حسينك سمعت امام الأئمة أبا بكر يحكى عن علي بن خشرم
عن ابن راهويه انا قال: أحفظ سبعين الف حديث، فقلت لأبي بكر
فكم يحفظ الشيخ؟ فضربني على رأسي وقال: ما أكثر فضولك، ثم
قال: يا بنى ما كتبت سوادا في بياض إلا وانا أعرفه. وقال أبو على
النيسابوري: كان ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ
السورة.
قلت هذا الامام كان فريد عصره فأخبرني الحسن بن علي انا ابن
اللتي انا أبو الوقت انا أبو إسماعيل الأنصاري انا عبد الرحمن بن محمد بن
محمد بن صالح انا أبى انا أبو حاتم محمد بن حبان التميمي قال: ما رأيت
على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح
وزياداتها حتى كان السنن [كلها 1] بين عينيه الا محمد بن إسحاق بن
حزيمة فقط.
الحاكم في تاريخه: انا محمد بن أحمد بن واصل ببيكند حدثني أبي
انا محمد بن إسماعيل حدثني محمد نا أحمد بن سنان حدثني مهدي والد
عبد الرحمن بن مهدي قال: كان عبد الرحمن يكون عند سفيان عشرة
أيام وأكثر لا يجئ إلينا فإذا جاءنا ساعة جاء رسول سفيان فيذهب
ويتركنا.
قال الحاكم: ومحمد هو ابن إسحاق بن خزيمة بلا شك فقد حدثني
أبو أحمد الدارمي نا ابن خزيمة نا ابن سنان بالحكاية، وقرأت بخط مسلم بن

(1) من المكية.
723

الحجاج: حدثني محمد بن إسحاق صاحبنا نا زكريا بن يحيى نا عبد الله بن
يوسف - بحديث في الاستسقاء، وكتب إلى أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم
من الفسطاط يذكر أن محمد بن الربيع الجيزي حدثهم حدثني محمد بن عبد الله
ابن عبد الحكم حدثني محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا موسى بن خاقان
نا إسحاق الأزرق عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد
عن ابن عباس قال: لما أخرجوا نبيهم قال أبو بكر علمت أنه سيكون قتال.
قال أبو بكر القفال كتب أبو محمد بن صاعد إلى ابن خزيمة يستجيزه
كتاب الجهاد فأجازه له. قال الحاكم: حدثني أبو بكر محمد بن حمدون
وجماعة الا ان أبا بكر أعرفهم بالواقعة، قال: لما بلغ ابن خزيمة من السن
والرياسة والتفرد بهما ما بلغ كان له أصحاب صاروا أنجم الدنيا مثل
أبى على الثقفي وأبى بكر بن إسحاق الصبغي خليفة ابن خزيمة في الفتوى
وأحسن الجماعة تصنيفا وسياسة في مجالس السلاطين، وأبى بكر بن أبي
عثمان وهو آدبهم وأكثرهم جمعا للعلوم، وأبى محمد يحيى بن منصور
وكان من أكابر البيوتات وأعرفهم بمذهب ابن خزيمة وأصلحهم للقضاء
فلما ورد منصور الطوسي كان يختلف إلى ابن خزيمة للسماع وهو معتزلي
وعاين ما عاين من الأربعة الذين سميناهم حسدهم واجتمع مع أبي
عبد الرحمن الواعظ فقالا: هذا امام لا يسرع في الكلام وينهى عنه
وقد نبغ له أصحاب يخالفونه وهو لا يدرى فإنهم على مذهب الكلابية،
فاستحكم طمعهما في ايقاع الوحشة بينهم.
قال الحاكم سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: كان من قضاء الله
724

ان الحاكم أبا سعيد لما توفى أظهر ابن خزيمة الشماتة بوفاته هو وجماعة
من أصحابه جهلا منهم فسألوه ان يعمل ضيافة وكانت لابن خزيمة بساتين
نزهة فأكرهت انا من بين الجماعة على الخروج في الجملة إليها. وقال:
وحدثني أبو أحمد الحسين بن علي ان الضيافة كانت في جمادى الأولى
سنة تسع وكانت لم يعهد [مثلها 1]، عملها من ابن خزيمة فاحضر جملة
من الأغنام والحملان وأعدال السكر والفرش والآلات والطباخين
ثم تقدم إلى جماعة من المحدثين من الشبان والشيوخ فاجتمعوا بجنزرود
وركبوا منها. وتقدمهم أبو بكر بن خزيمة يخرق الأسواق سوقا سوقا
يسألهم ان يجيبوه ويقول سألت من يرجع إلى الفتوة والمحبة لي ان
ان يلزم جماعتنا اليوم فكانوا يجيئون فوجا فوجا حتى لم يبق كبير أحد
في البلد والطباخون يطبخون وجماعة من الخبازين يخبزون حتى حمل
جميع ما وجدوا أيضا في البلد من الخبز والشواء على البغال والجمال
والخمير، والامام قائم يجرى أمر الضيافة على أحسن ما يكون حتى شهد
من حضر انه لم يشهد مثلها فحدثني أبو بكر أحمد بن يحيى المتكلم قال: لما
انصرفنا من الضيافة اجتمعنا ليلة عند بعض أهل العلم وجرى ذكر
كلام الله أقديم لم يزل أو يثبت عند اخباره تعالى انه يتكلم به فوقع بيننا
في ذلك خوض، قال جماعة منا ان كلام الباري قديم لم يزل، وقال
جماعة كلامه قديم غير أنه لم يثبت الا باخباره وبكلامه، فبكرت إلى
أبى على الثقفي وأخبرته بما جرى فقال: من أنكر أنه لم يزل فقد اعتقد أنه

(1) من المكية.
725

محدث، وانتشرت هذه المسألة في البلد وذهب منصور الطوسي [في
جماعة 1] إلى ابن خزيمة وأخبروه بذلك حتى قال منصور: ألم أقل
للشيخ ان هؤلاء يعتقدون مذهب الكلابية؟ وهذا مذهبهم. فجمع ابن
خزيمة أصحابه وقال: ألم أنهكم [غير مرة 1] عن الخوض في الكلام؟
ولم يزدهم على هذا ذلك اليوم.
وحدثني عبد الله بن إسحاق الأنماطي المتكلم قال: لم يزل الطوسي
بابى بكر حتى جرأه على أصحابه، وكان أبو بكر بن إسحاق وأبو بكر بن أبي
عثمان يردان على أبى بكر ما يمليه ويحضران مجلس أبى على الثقفي فيقرأون
ذلك على الملاء حتى [استحكمت 1] الوحشة، سمعت أبا سعيد عبد الرحمن
ابن احمد المقرئ سمعت ابن خزيمة يقول: ان القرآن كلام الله ووحيه
وتنزيله غير مخلوق ومن قال: شئ منه مخلوق، أو يقول: ان الله لا يتكلم بعد
ما تكلم به في الأزل، أو يقول إن أفعاله تعالى مخلوقة، أو يقول إن القرآن
محدث فهو جهمي، ومن نظر في كتبي بان له ان الكلابية لعنهم الله
كذبة في ما يحكون عنى - إلى أن قال: وقد صح عندي ان الثقفي والصبغي
ويحيى بن منصور كذبة، قد كذبوا على في حياتي فمحرم على مقتبس
علم أن يقبل منهم شيئا يحكونه عنى، وابن أبي عثمان أكذبهم عندي
وأقولهم ما لم أقله،
سمعت محمد بن أحمد بن بالويه سمعت ابن خزيمة يقول: زعم بعض
[هؤلاء 1] الجهلة ان الله لا يكرر الكلام فلا يفهمون كلام الله ان الله

(1) من المكية.
726

قد أخبر في مواضع انه خلق آدم وكرر ذكر موسى وحمد نفسه في
مواضع وكرر (فبأي آلاء ربكما تكذبان) ولم أتوهم مسلما يتوهم ان الله
لا يتكلم بشئ مرتين.
سمعت الصبغي يقول: لما اغتنموا السعي في فساد الحال انتصب
أبو عمرو الحيري للتوسط وقرر لأبي بكر اعترافا له بالقدم وبين له
غرض المخالفين إلى أن وافقه على أن يجتمع عنده فدخلت انا وابن أبي
عثمان وأبو علي الثقفي فقال له أبو على ما الذي أنكرت من مذاهبنا أيها
الأستاذ؟ حتى نرجع عنه، قال ميلكم إلى الكلابية، فقد كان أحمد بن
حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد وعلى أصحابه كالحارث وغيره -
حتى طال الخطاب بينه وبين أبى على في هذا، فقلت [انا 1] قد جمعت
أصول مذاهبنا في طبق، - وأخرجته، فأخذه منى وتأمله ونظر فيه فقال:
لست أرى هاهنا شيئا لا أقول به، فسألته ان يكتب عليه بخطه ان ذلك
مذهبه فكتب، فقلت لأبي عمرو الحيري: احتفظ بهذا الخط حتى ينقطع
الكلام ولا يتهم واحد منا بالزيادة فيه، ثم تفرقنا فما كان بأسرع من أن
قصده فلان وفلان وقالا: انك لم تتأمل ما كتب في ذلك الخط
وقد غدروا بك وغيروا صورة الحال، فقبل منهم فبعث إلى الحيري
لاسترجاع خطه منه فامتنع عليه، ثم بعد موت أبى بكر رده الحيري
إلى وقد أوصيت ان يدفن معي فأحاجه بين يدي الله، وهو " القرآن
كلام الله وصفة من صفات ذاته ليس شئ من كلامه مخلوقا ولا محدثا،

(1) من المكية.
727

فمن زعم أن شيئا منه مخلوق أو محدث أو زعم أن الكلام من صفة الفعل
فهو جهمي ضال مبتدع، وأقول ان الله لم يزل متكلما والكلام له صفة
ذات، ومن زعم أن الله لم يتكلم الا مرة ولا يتكلم الا ما تكلم به ثم
انقضى كلامه كفر بالله، وانه تعالى ينزل إلى سماء الدنيا، ومن زعم أن
علمه ينزل أو امره ضل، ويكلم عباده بلا كيف، الرحمن على العرش
استوى بلا كيف، لا كما قالت الجهمية انه استولى، وان الله يخاطب
عباده عودا وبدءا ثم ساق المعتقد.
قال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماما ثبتا معدوم النظير. وحكى
أبو بشر القطان قال: رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأن لوحا
على صورة نبينا صلى الله عليه وآله وابن خزيمة يصقله. فقال المعبر:
هذا رجل يحيى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال أبو العباس بن سريج وذكر له ابن خزيمة فقال يستخرج النكت
من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله بالمنقاش.
أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد
مع رسول الله صلى الله عليه وآله قول إذا صح الخبر. الحاكم سمعت محمد بن صالح بن هانئ سمعت ابن خزيمة يقول: من
لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال
الدم وكان ماله فيئا.
وقال أبو الوليد الفقيه سمعت ابن خزيمة يقول: القرآن كلام الله،
ومن قال إنه مخلوق فهو كافر يستتاب فان تاب والا قتل ولا يدفن
728

في مقابر المسلمين.
قال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي
في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل،
والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة اجزاء.
قال حمد بن عبد الله المعدل سمعت عبد الله بن خالد الأصبهاني يقول
سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن ابن خزيمة فقال: ويحكم، هو يسأل
عنا ولا نسأل عنه، هو امام يقتدى به.
وقال الفقيه أبو بكر محمد بن علي الشاشي حضرت ابن خزيمة فقال
له أبو بكر النقاش المقرئ بلغني انه لما وقع بين المزني وابن عبد الحكم قيل
للمزني انه يرد على الشافعي فقال: لا يمكنه الا بمحمد بن إسحاق النيسابوري؟
فقال أبو بكر: كذا كان.
وعن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المضارب قال رأيت ابن خزيمة
في النوم فقلت: جزاك الله عن الاسلام خيرا، فقال: كذا قال لي جبرئيل
في السماء.
قد استوعب الحاكم سيرة ابن خزيمة وأحواله وساق انه عمل دعوة
عظيمة عديمة النظير في بستان خرج إليه يمر في أسواق نيسابور ويعزم
على الناس ويبادرون معه فرحين مسرورين حاملين ما أمكنهم من الشواء
والحلوى والطيبات حتى لم يتركوا في المدينة شيئا من ذلك واجتمع
عالم لا يحصون، وهذه دعوة لم يتهيأ مثلها الا لسلطان.
وكان الإمام أبو على الثقفي مع علمه وكماله قد خالف امام الأئمة
729

ابن خزيمة في مسائل، منها مسألة التوفيق والخذلان، ومسألة الايمان،
ومسألة اللفظ بالقرآن فقام عليه الجمهور والزم بالبيت - أعني الثقفي إلى أن
مات وتمت له محن وكان الثقفي كبير الشأن.
وما زال العلماء يختلفون في المسائل الصغار والكبار، والمعصوم
من عصمه الله بالتجاء إلى الكتاب والسنة وسكوت عن الخوض في
ما لا يعنيه، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم.
وقع لي بالإجازة عدة اجزاء من عوالي ابن خزيمة، وكانت
وفاته في ثاني ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاث مائة وهو في تسع
وثمانين سنة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عبد المعز بن محمد [في 1] كتابه انا
أبو القاسم المستملي انا أبو سعيد الكنجرودي انا أبو عباس البالوي انا ابن
خزيمة نا بشر بن معاذ نا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار قهرمان آل
الزبير عن سالم عن عبد الله عن أبيه عن جده قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت
بيده الخير وهو على كل شئ قدير، كتب الله له الف الف حسنة
ومحا عنه الف الف سيئة وبنى له بيتا في الجنة [وأخبرنا ابن عساكر
عن أبي روح انا زاهر انا أبو سعد انا أبو الحسن البحيري نا ابن خزيمة
نا علي بن معبد نا زيد بن يحيى نا مالك عن نافع عن سالم عن ابن عمر عن

(1) من المكية.
730

النبي صلى الله عليه وسلم قال: الذي يجر ثوبه من الخيلاء لا ينظر الله إليه
يوم القيامة. س عن خياط السنة في جمعه لحديث مالك عن علي بن
معبد، فوقع بدلا عاليا 1].
735 10 / 81 - السراج
الحافظ الامام الثقة شيخ خراسان أبو العباس محمد بن إسحاق بن
إبراهيم بن مهران الثقفي مولاهم النيسابوري صاحب المسند والتاريخ، ولد
سنة ست عشرة ومائتين ورأى يحيى بن يحيى التميمي، وسمع قتيبة بن
سعيد وإسحاق بن راهويه ومحمد بن بكار بن الريان وداود بن رشيد
وأبا كريب ومحمد بن عمرو - زنيج والحسن بن عيسى بن ما سرجس
ومحمد بن حميد وعمرو بن زرارة وأبا همام السكوني وخلقا كثيرا. حدث
عنه البخاري ومسلم في [غير 1] صحيحيهما وأبو حاتم وابن أبي الدنيا وأبو عمرو
ابن السماك وأبو إسحاق المزكى وأبو علي الحافظ وأحمد بن الحسن المخلدي
والخليل بن أحمد السجزي وعبيد الله بن محمد القامي وعبد الله بن أحمد
الصيرفي وأبو الحسن أحمد بن محمد القنطري الخفاف وخلق سواهم.
وقد سمعنا بعلو عدة اجزاء من مسنده.
أخبرنا المسلم بن علان والمؤمل [بن محمد 1] كتابة انا الكندي انا
الشيباني انا الخطيب انا أبو سعد الماليني انا أحمد بن أبي عمران النجار
انا علي بن الحسين بن خالد المروزي نا محمد بن إسماعيل البخاري نا محمد

(1) من المكية.
731

ابن إسحاق السراج نا أخي إبراهيم نا محمد بن أبان نا جرير بن حازم عن
نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أتى
الجمعة فليغتسل.
قال أبو بكر بن جعفر المزكى سمعت السراج يقول: نظر محمد بن
إسماعيل البخاري في التاريخ وكتب منه بخطه أطباقا وقرأتها عليه. وعن
السراج انه أشار إلى كتب له فقال: هذه سبعون الف مسألة لمالك
ما نفضت عنها التراب منذ كتبتها. قال حسان بن محمد الفقيه دخل أبو
العباس السراج على أبى عمرو الخفاف فقال له: يا أبا العباس من أين
جمعت هذا المال؟ قال: تعبته داهرا انا وأخواي إبراهيم وإسماعيل،
أكلنا الخشن ولبسنا الخشن فاجتمع هذا المال، لكن أنت يا أبا عمرو
من أين جمعت هذا المال؟ وكان ذا مال عظيم. ثم قال متمثلا:
- أتذكر إذ لحافك جلد شاة * وإذ نعلاك من جلد البعير -
- فسبحان الذي أعطاك ملكا * وعلمك الجلوس على السرير -
قال أبو العباس بن حمدان بخوارزم سمعت السراج يقول: رأيت
في النوم كأني أرقى في سلم طويل فصعدت تسعا وتسعين درجة، فكل
من أقص عليه يقول: تعيش تسعا وتسعين سنة، قال ابن حمدان: فكان
كذلك. قلت: ما بلغها فان أبا إسحاق المزكى حدث عنه انه قال: ولدت
سنة ثماني عشرة ومائتين وختمت عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم اثنى عشر الف ختمة وضحيت عنه اثنى عشر الف أضحية.
قال محمد بن أحمد الدقاق: رأيت السراج يضحى كل أسبوع
732

أو أسبوعين أضحية عن النبي صلى الله عليه وآله ثم يجمع أصحاب
الحديث. قال أبو سهل الصعلوكي: ثنا أبو العباس السراج الأوحد في فنه
الأكمل في وزنه. وقال الحافظ أبو عبد الله بن الأخرم: استعان بي
السراج في تخريجه على صحيح مسلم فكنت أتحير من كثرة حديثه وحسن
أصوله، وكان إذا وجد الخبر عاليا يقول: لابد أن نكتبه، فأقول:
ليس من شرط صاحبنا [فيقول 1] فشفعني فيه. قال أبو عمرو بن نجيد:
رأيت السراج يركب وعباس المستملي بين يديه يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر، يقول: يا عباس غير كذا، يا عباس اكسر كذا.
قال الحاكم سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني وأظهر خلق القرآن
سمعت السراج غير مرة يقول [إذا مر بالسوق 1]: العنوا الزعفراني
فيصيح الناس بلعنه، فراح إلى بخارى. قال الصعلوكي: كنا نقول السراج
كالسراج. وقال أبو الحسين الخفاف. حدثنا أبو العباس السراج املاء
قال: من لم يقر ويؤمن بأن الله تعالى يعجب ويضحك ونزل [كل ليلة 1]
إلى السماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطيه، فهو زنديق كافر يستتاب
فان تاب والا ضربت عنقه.
قال الحاكم سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول [لما وقع
بنيسابور من أمر الكلابية ما وقع كان السراج يمتحن أولاد الناس فلا
يحدث أولاد الكلابية فأقامني في المجلس مرة فقال قل: أبرأ إلى الله 1]
من الكلامية، فقلت: ان قلت هذا لا يطعمني أبى الخبز، فضحك وقال:

(1) من المكية.
733

دعوا هذا.
أبو زكريا العنبري سمعت أبا عمرو الخفاف يقول للسراج: لو دخلت
على الأمير ونصحته، قال فجاء وعنده أبو عمرو فقال أبو عمرو: هذا
شيخنا وأكبرنا وقد حضر، ينتفع الأمير بكلامه، فقال السراج: أيها
الأمير ان الإقامة كانت فرادى، وكذلك هي بالحرمين، وهو مثنى
في جامعنا، وان الدين من الحرمين خرج، فجعل الأمير وأبو عمرو
والجماعة إذ كانوا قصدوه في أمر البلد، ثم عاتبوه فقال: استحييت
من الله ان اسأل أمر الدنيا وادع أمر الدين.
قال أبو الوليد حسان الفقيه سمعت السراج يقول: وا أسفى على
بغداد، فقيل: لم فارقتها؟ قال: أقام بها أخي خمسين سنة فلما توفى سمعت
رجلا يقول لآخر في الدرب: من هذا الميت؟ قال: غريب كان هاهنا،
فقلت: انا لله، بعد [طول 1] إقامة أخي هنا واشتهاره بالعلم وبالتجارة
يقال: غريب، فحملني ذلك على فراقها. مات السراج في ربيع الآخر
سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة.
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله الدمشقي عن
عبد المعز بن محمد انا محمد بن إسماعيل الفضيلي انا سعيد بن أبي سعيد انا
عبيد الله بن محمد الفامي انا محمد بن إسحاق بن السراج نا قتيبة نا الليث بن
سعد عن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله هو على المنبر يقول: ان بنى هشام بن المغيرة

(1) من المكية.
734

استأذنوني ان ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن، ثم لا آذن
الا ان يريد ابن أبي طالب ان يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة
منى يريبني ما يريبها ويؤذيني ما آذاها (رواه الخمسة) عن قتيبة وقد رواه
(خ) عن سعيد الجرمي و (م) عن أحمد كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم
عن أبيه عن الوليد بن كثير عن ابن حلحلة عن الزهري عن علي بن
الحسين عن المسور فكأن عبد المعز الهروي سمعه منهما.
736 10 / 82 - ابن مكرم
الحافظ الامام المسند أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي
ثم البصري. سكن البصرة وحدث بها عن بشر بن الوليد الكندي ومحمد
ابن بكار بن الريان ومنصور بن أبي مزاحم وعبيد الله القواريري
وطبقتهم. روى عنه محمد بن مخلد وأبو القاسم الطبراني وابن عدي
وابن السني وابن المقرئ وخلق. قال إبراهيم بن فهد: ما قدم علينا من
بغداد اعلم بالحديث من ابن مكرم. وقال الدارقطني: ثقة. قلت توفى
سنة تسع وثلاث مائة رحمة الله عليه.
أخبرنا إسحاق الصفار انا ابن رواحة انا السلفي انا أحمد بن محمد بن
مردويه انا علي بن عمر الأسد آبادي انا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق
الحافظ انا محمد بن الحسين بن مكرم نا عمرو بن علي نا أبو داود نا حريث
ابن السائب نا الحسن حدثني حمران بن أبان عن عثمان قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: انما هو جلف هذا الطعام وبيت يكنه وثوب
735

يستتر به وما عدا ذلك فهو فضل.
737 10 / 83 الباغندي
الحافظ الأوحد محدث العراق أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن
الحارث الواسطي ثم البغدادي. سمع على ابن المديني وشيبان بن فروخ
ومحمد بن عبد الله بن نمير وهشام بن عمار وسويد بن سعيد وخلقا كثيرا.
روى عنه دعلج ومحمد بن المظفر وعمر بن شاهين وأبو بكر ابن المقرئ
وعلى ابن المحاملي وأبو بكر أحمد بن عبدان وعبيد الله ابن البواب
وخلق كثير.
قال الخطيب: بلغني ان عامة ما رواه حدث به من حفظه. قال القاضي
أبو بكر الأبهري سمعت أبا بكر ابن الباغندي يقول: أجبت في ثلاث
مائة الف مسألة في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن
شاهين: قال أبو بكر ابن الباغندي ليصلي فكبر وقال: أخبرنا محمد بن
سليمان لوين فسبحنا له فقرأ. قال أبو بكر الإسماعيلي: لا اتهمه بالكذب
ولكنه خبيث التدليس، ومصحف أيضا. وقال الخطيب: رأيت كافة
شيوخنا يحتجون به ويخرجونه في الصحيح. وقال محمد بن أحمد بن زهير
[الحافظ 1]: هو ثقة، لو كان بالموصل لخرجتم إليه ولكنه ينطرح عليكم.
قال حمزة السهمي سألت أحمد بن عبدان عن الباغندي فقال: كان يخلط
ويدلس وهو احفظ من أبى بكر بن أبي داود. وسألت الدارقطني عنه

(1) من المكية.
736

فقال: كثير التدليس يحدث بما لم يسمع. وقال الدارقطني في الضعفاء:
هو مدلس مخلط يسمع من بعض أصحابه عن شيخ ثم يسقط ذكر صاحبه،
وهو كثير الخطأ. قال اللالكائي: ذكر أن الباغندي كان يسرد الحديث
من حفظه كسرد التلاوة السريعة حتى تسقط عمامته.
قلت كان أول سماعه في سنة سبع وعشرين ومائتين بواسط.
ومات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز الهروي انا زاهر المستملي
قدم علينا في سنة سبع وعشرين وخمس مائة انا محمد بن عبد الرحمن
انا أبو الحسين البجيري انا محمد بن محمد بن سليمان نا شيبان نا حماد نا
ثابت وسليمان التيمي عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: اتيت ليلة أسري بي على موسى عند الكثيب الأحمر وهو قائم
يصلى في قبره. أخرجه مسلم عن شيبان فوافقناه بارتفاع درجة.
738 10 / 84 - البغوي
الحافظ الثقة الكبير مسند العالم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز بن المرزبان البغوي الأصل البغدادي ابن بنت أحمد بن منيع.
مولده في رمضان سنة أربع عشرة ومائتين، وبكر بالسماع باعتناء عمه
علي بن عبد العزيز وجده فسمع من علي بن الجعد وعلي بن المديني وأحمد ابن
حنبل وأبى نصر التمار وشيبان بن فروخ وداود بن عمرو الضبي
ويحيى بن عبد الحميد الحماني وسويد بن سعيد وخلق كثير أزيد من ثلاث
737

مائة شيخ. وجمع وصنف معجم الصحابة والجعديات وطال عمره وتفرد
في الدنيا.
حدث عنه ابن صاعد والجعابي والقطيعي والإسماعيلي وأبو حفص 1
ابن شاهين وعمر الكتاني وابن المظفر والدارقطني وأبو القاسم بن حبابة
وأبو طاهر المخلص وعبد الرحمن بن أبي شريح الهروي وأبو مسلم الكاتب
وخلق كثيرون إلى الغاية. وكان يقول: رأيت أبا عبيد ورأيت جنازته،
وأول ما كتبت الحديث سنة خمس وعشرين، وحضرت مع عمى مجلس
عاصم بن علي. قال أحمد بن عبدان الحافظ سمعت البغوي يقول: كنت
ضيق الصدر فخرجت إلى الشط وفي يدي جزء عن يحيى بن معين انظر فيه
فإذا بموسى بن هارون فقال أيش معك؟ قلت جزء عن يحيى بن معين،
فاخذه من يدي ورماه في دجلة وقال: تريد أن تجمع بين أحمد بن
حنبل ويحيى بن معين وعلى ابن المديني؟. قال ابن أبي حاتم: أبو القاسم
البغوي يدخل في الصحيح.
وقال الدارقطني: كان البغوي قل ان يتكلم على الحديث [فإذا
تكلم 2] كان كلامه كالمسمار في الساج. قال ابن عدي: كان البغوي
صاحب حديث وكان وراقا كان يورق على جده وعمه وغيرهما،
وكان يبيع أصل نفسه كل وقت - وأخذ ابن عدي يضعفه، ثم في الآخر
قواه، وقال: طال عمره واحتاجوا إليه وقبله الناس، قال: ولولا انى
شرطت ان كل من تكلم فيه متكلم ذكرته والا كنت لا أذكره.

(1) وقع في الأصلين " جعفر " خطأ. المعلمي (2) من المكية.
738

قلت وقد احتج به عامة من خرج الصحيح كالإسماعيلي والدار قطني
والبرقاني وعاش مائة سنة وثلاث سنين. قال الخطيب أبو بكر: كان
ثقة ثبتا فهما عارفا. وقال السلمي سألت الدارقطني عن البغوي فقال:
ثقة جبل امام أقل المشايخ خطأ. وقال أبو يعلى الخليلي: البغوي شيخ
معمر عنده عن مائة شيخ تفرد بهم في زمانه، منهم الحكم بن موسى
وطالوت بن عباد ونعيم بن الهيصم - إلى أن قال: هو حافظ عارف
صنف مسند عمه، وقد حسدوه في آخر عمره فتكلموا فيه بشئ لا يقدح
فيه. وقال أبو أحمد الحاكم سمعت البغوي يقول: ورقت لألف شيخ.
قرأت على أبى المعالي الأبرقوهي أخبركم الفتح بن عبد السلام ان
هبة الله بن الحسين أخبرهم قال انا أبو الحسين بن النقور ثنا أبو القاسم
عيسى بن علي املاء نا أبو القاسم عبد الله بن محمد نا بشر بن الوليد الكندي
نا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن انس انه أبصر على النبي صلى الله عليه
وآله وسلم خاتم ورق يوما واحدا فصنع الناس خواتيمهم من ورق
فلبسوها فطرح النبي صلى الله عليه وآله خاتمه فطرح الناس خواتيمهم
ورأى في يد رجل خاتما فضرب إصبعه حتى رمى به.
وبه إلى البغوي: نا منصور بن [أبى 1] مزاحم نا إبراهيم بن سعد عن
الزهري ان النبي صلى الله عليه وآله رأى في يد رجل خاتما من ذهب
فضرب إصبعه حتى ألقاه. أرسله منصور. قد علم أن أبا العباس ابن الشحنة
آخر من روى في الدنيا حديث البغوي عاليا وكان بينهما أربعة أنفس.

(1) من المكية.
739

توفى البغوي في ليلة عيد الفطر سنة سبع 1] عشرة وثلاث مائة
رحمه الله تعالى. [وفيها مات بأصبهان أبو على الحسن بن محمد بن الحسن
الداركي، وفقيه البصرة أبو عبد الله أحمد بن سليمان الزبيري البصري
الشافعي، ومحدث مصر أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان ابن الصيقل
علان، ورفيقه أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي 1].
739 10 / 85 - ابن متويه
الحافظ القدوة امام جامع أصبهان أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
الحسن بن متويه الأصبهاني. سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب
وبشر بن معاذ العقدي وأحمد بن منيع وهشام بن خالد الأزرق وعبد الجبار
ابن العلاء ومحمد بن هاشم البعلبكي وهذه الطبقة. وله رحلة واسعة،
وكان ورعا عابدا يصوم الدهر ويدري الحديث ويحفظ، ويعرف أيضا
بابن فيرة الطيان، ويعرف أيضا بأبه.
روى عنه أبو علي بن هارون والطبراني وأبو أحمد العسال وأبو الشيخ
وابن المقرئ - وقال: هو أول شيخ كتبت عنه. وقال أبو الشيخ:
كان من معادن الصدق، توفى في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاث مائة.
قلت فأما إبراهيم بن محمد بن الحسن الأصبهاني فشيخ سوى ابن
متويه لحق هناد بن السرى وأحمد بن الفرات وجماعة ونزل همذان
روى عنه جبريل بن محمد ونصر بن حازم وجماعة.

(1) من المكية.
740

740 10 / 86 - ابن منده
الحافظ الامام الرحال أبو عبد الله محمد بن يحيى بن منده واسم منده
إبراهيم بن الوليد بن سنده بن بطة بن اسبندار العبدي مولاهم الأصبهاني
جد الحافظ الشهير أبى عبد الله محمد بن إسحاق. سمع إسماعيل بن موسى
الفزاري السدى وعبد الله بن معاوية ومحمد بن سليمان لوين وأبا كريب
ومحمد بن العلاء وهناد بن السرى وطبقتهم. حدث عنه أبو أحمد العسال
وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ وأبو إسحاق بن حمزة ومحمد بن أحمد بن
عبد الوهاب وكان ينازع أحمد بن الفرات ويراجعه وهو شاب. قال
أبو الشيخ: هو أستاذ شيوخنا وإمامهم، أدرك سهل بن عثمان، ومات
في رجب سنة إحدى وثلاث مائة.
قرأت على محمد بن يوسف النحوي أخبركم ابن رواحة انا أبو طاهر
السلفي نا يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده
الحافظ انا أبى وعماي قالوا انا أبو [نا أبو 1] عبد الله انا أبى حدثني أبي
نا سعيد بن عنبسة انا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي
زياد قال سألت عائشة رضي الله عنها عن اكل البصل فقالت: آخر طعام
اكله النبي صلى الله عليه وآله فيه بصل.
هذا حديث غريب واسناده صالح رواه احمد في مسنده عن حياة
الحمصي عن بقية.

(1) من المكية.
741

قرأت على إسحاق بن طارق الأسدي أخبركم ابن خليل انا أبو المكارم
التيمي انا أبو على الحداد انا أبو نعيم نا سليمان بن أحمد نا محمد بن يحيى
ابن منده انا أبو بكر بن أبي النضر نا أبو عقيل الثقفي نا مجالد انا عون
ابن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال: ما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم
حتى قرأ وكتب. عبد الله له رؤية برك عليه نبي الله صلى الله عليه وآله
وسلم ودعا له.
قلت وما المانع من جواز تعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسير
الكتابة بعد أن كان أميا لا يدرى ما الكتابة فلعله لكثرة ما أملى على
كتاب الوحي وكتاب السنن والكتب إلى الملوك عرف من الخط
وفهمه وكتب الكلمة والكلمتين كما كتب اسمه الشريف يوم الحديبية
محمد بن عبد الله وليست كتابته لهذا القدر اليسير مما يخرجه عن كونه
أميا ككثير من الملوك أميين ويكتبون العلامة.
741 10 / 87 - محمد بن أبي بكر
أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب، الحافظ الناقد الإمام أبو عبد الله
النسائي ثم البغدادي. سمع نصر بن علي الجهضمي وعباد بن يعقوب
وعمرو بن علي الفلاس وطبقتهم. حدث عنه أحمد بن كامل وأبو بكر
ابن مقسم المقرئ وأبو القاسم الطبراني وآخرون. قال ابن كامل: أربعة
كنت أحب بقاءهم، ابن جرير، ومحمد البربري، وأبو عبد الله بن أبي
خيثمة، والمعمري، وما رأيت احفظ منهم. قال الخطيب: كان
742

أبو [بكر 1] والده يستعين به في عمل التاريخ - إلى أن قال: ومات في
ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين.
أخبرنا الفخر على وغيره اجازة عن محمد بن معمر الفاخر انا أبى
سنة أربع وثلاثين وخمس مائة انا أبو على الحداد انا أبو نعيم الحافظ
انا سليمان بن أحمد نا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة نا عمرو بن علي الصيرفي
نا المنذر بن زياد الطائي نا الوليد بن سريع عن عبد الله بن أبي أوفى:
رأيت النبي صلى الله عليه وآله يمس لحيته في الصلاة. لا يروى هذا
عن عبد الله الا بهذا الاسناد وتفرد به الفلاس.
742 10 / 88 - البرذعي
الحافظ الناقد أبو عثمان سعيد بن عمرو الأزدي، وبرذعة [بلد 1] من
اعمال أذربيجان رحل وسمع أبا كريب وعبدة بن عبد الله وأبا سعيد الأشج
وعمرو بن علي الصيرفي وبندار وأحمد ابن أخي ابن وهب وخلائق،
وصحب أبا زرعة وتخرج به. حدث عنه حفص بن عمر الأردبيلي
وأحمد بن طاهر الميانجي وحسن بن علي بن عباس وإبراهيم بن أحمد
الميمذي وآخرون. قال ابن عقدة: مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا الحسن بن علي انا [جعفر بن علي انا 1] أحمد بن محمد الحافظ
انا إسماعيل بن عبد الجبار انا أبو يعلى الخليلي الحافظ انا عبد الله بن محمد

(1) من المكية.
743

الحافظ سمعت أحمد بن طاهر الحافظ سمعت سعيد بن عمرو الحافظ يقول:
[لما 1] رجعت من مصر أقمت ثانيا عند أبي زرعة فعرضت عليه كتاب
المزني فكلما قرأت عليه مما يخالف الشافعي جعل أبو زرعة يتبسم ويقول:
لم يعمل صاحبك شيئا في اختياره، لا يمكنه الانفصال في ما ادعى،
قلت: هل سمعت منه شيئا؟ قال: لا، وما جالسته الا يومين، وبلغني
عنه انه تكلم في لفظي بالقرآن مخلوق فما خرج عبد الرحيم إليه إمرته
ان يسأله عن ذلك، قال: فبكى وقال: معاذ الله. رحمه الله تعالى.
743 10 / 89 - يحيى بن زكريا بن يحيى
الحافظ الإمام أبو زكريا النيسابوري الأعرج، [حيويه 1] رحال
جوال. حدث عنه إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وقتيبة ومحمد بن
طريف ويحيى خت ويعقوب الدورقي ويونس بن عبد الأعلى وطبقتهم.
وعنه ولد أخيه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن حيويه صاحب النسائي
وأبو حامد ابن الشرقي وابن عقدة ومكي بن عبدان وعدة. قيل إن
النسائي روى عنه، قال ابن يونس: كان حافظا فضلا نبيلا، في ذي القعدة
سنة سبع وثلاث مائة بمصر رحمه الله تعالى.
744 10 / 90 س - أبو الآذان
الحافظ [الامام 1] عمر بن إبراهيم البغدادي. حدث عن محمد بن
المثنى ويحيى بن حكيم المقوم وإسماعيل بن مسعود وعبد الله بن محمد بن

(1) من المكية.
744

المسور الزهري وطبقتهم. حدث عنه النسائي وهو أكبر منه وابن قانع
والخراساني عبد الله بن إسحاق ومظفر بن يحيى وأبو القاسم الطبراني
وآخرون. وثقه الخطيب وغيره قال البرقاني انا الإسماعيلي قال يحكى
ان أبا الآذان طالت خصومة بينه وبين يهودي فقال له: ادخل يدي
ويدك في النار فمن كان محقا لم يحترق، ففعلا فذكر ان يده لم تحترق
وان يد اليهودي احترقت. توفى أبو الآذان سنة تسعين ومائتين.
وله ثلاث وستون سنة رحمه الله تعالى.
745 10 / 91 - قرطمة
الحافظ الباهر أبو عبد الله محمد بن علي البغدادي. سمع محمد بن حميد
الرازي وأبا سعيد الأشج والزعفراني ومحمد بن يحيى الذهلي وطبقتهم
بالحجاز والشام وخراسان والعراق ومصر. وكان آية في الحفظ،
والرواية تعز عنه. قال ابن عقدة سمعت داود بن يحيى يقول: الناس
يقولون أبو زرعة أبو حاتم في الحفظ، والله ما رأيت احفظ من قرطمة،
دخلت عليه فقال [لي 1] ترى هذه الكتب خذ أيها شئت حتى اقرأ،
قلت: كتاب الأشربة، فجعل يسرد من آخر الباب إلى أوله حتى قرأه
كله. قال الخطيب: مات سنة تسعين ومائتين رحمه الله تعالى.
746 10 / 92 - ابن صدقة
[الحافظ 1] الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة

(1) من المكية.
745

البغدادي الحافظ. له مسائل سأل عنها أحمد بن حنبل أيام قطعه التحديث،
وحدث عن إسماعيل بن مسعود الجحدري ومحمد بن مسكين اليمامي ومحمد
ابن حرب النسائي وطبقتهم.
أنبأنا ابن قدامة انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا أبو بكر
الشافعي حدثني أحمد بن [محمد بن 1] صدقة الحافظ نا صالح بن محمد بن
يحيى القطان نا أبى عن عثمان بن مرة عن القاسم عن عائشة قالت: ان
أصحاب هذه الصور يعذبون عذابا لا يعذبه أحد من العالمين، يقال لهم:
أحيوا ما خلقتم. روى عنه ابن قانع وأبو بكر الشافعي وأبو القاسم الطبراني،
وأخذ عنه المسائل أبو بكر الخلال، وكان موصوفا بالضبط والإتقان.
وروى القراءات عن جماعة. قال أبو الحسين بن المنادى: كان من
الضبط والحذق على نهاية، مات في محرم سنة ثلاث وتسعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
747 10 / 93 - البرديجي
الحافظ الامام الثبت أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي
[البرذعي 1] نزيل بغداد. حدث عن أبي سعيد الأشج وعلي بن اشكاب
وهارون بن إسحاق الهمداني وبحر بن نصر الخولاني وعدة طوف وصنف.
روى عنه أبو بكر الشافعي وابن لؤلؤ الوراق وأبو علي ابن الصواف
وآخرون. قال الدارقطني: ثقة جبل. وقال الحاكم: سمع منه شيخنا

(1) من المكية.
746

أبو على الحافظ بمكة سنة ثلاث وثلاث مائة. كذا قال، وانما توفى
البرديجي في سنة إحدى وثلاث مائة، فالله اعلم، ثم قال الحاكم: قدم
على محمد بن يحيى فأفاد واستفاد، ولا نعرف إماما من أئمة عصره إلا وله
عليه انتخاب. قال الخطيب: كان ثقة فهما حافظا. وقال أحمد بن كامل:
مات في رمضان سنة إحدى ببغداد.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة [إجازة 1] قالوا انا عمر بن محمد انا هبة الله
ابن الحصين نا محمد بن محمد نا محمد بن عبد الله نا أحمد بن هارون البرديجي نا
يزيد بن جهور نا أحمد بن حنبل نا الشافعي نا مسلم بن خالد عن هشام
عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطع ان الخراج
بالضمان.
748 10 / 94 - ابن الأخرم
الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن العباس بن أيوب الأصبهاني، ويعرف
بابن الأخرم، كان فقيها محدثا. سمع أبا كريب وزياد بن يحيى الحساني
وعمار بن خالد وعلي بن حرب والمفضل بن غسان الغلابي وطبقتهم.
روى عنه أبو أحمد العسال وعبد الله بن محمد بن عمر وأبو محمد بن حيان
أبو الشيخ وأحمد بن إبراهيم بن يوسف الأصبهانيون، ورأيت له وصية
[يقول فيها 1]: والله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة.
ويقول فيها: من زعم أن لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر. فالظاهر أنه
أراد بلفظ الملفوظ وهو القرآن المجيد المتلو المقروء المكتوب المسموع

(1) من المكية.
747

المحفوظ في الصدور، ولم يرد اللفظ الذي هو تلفظ القارئ فان التلفظ
بالقرآن من كسب التالي، والتلفظ والتلاوة [والكتابة 1] والحفظ
أمور من صفات العبد وفعله، وأفعال العباد مخلوقة، لكن السلف كانوا
لا يسوغون إطلاق ذلك لانهم خافوا ان يتذرع بذلك إلى القول
بخلق القرآن ورأوا إطلاق الخلقية على اللفظ بدعة. وقد ورد عن
الإمام أحمد بن حنبل ما يوضح ذلك فإنه قال من قال لفظي بالقرآن
مخلوق يريد به القرآن فهو جهمي. مات ابن الأخرم هذا في سنة إحدى
وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد وجماعة عن زاهر بن أحمد انا محمد بن علي
بن أبي ذر انا أبو طاهر بن عبد الرحيم انا [أبو 1] محمد بن حيان نا محمد
ابن العباس نا أبو كريب نا محمد بن خازم نا الأعمش عن أبي نصر [عن أبي
ذر 1] قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين السماء إلى
الأرض مسيرة خمس مائة عام وما بين السماء التي تليها خمس مائة عام
كذلك إلى السماء السابعة والأرضين مثل ذلك وما بين السماء السابعة
إلى العرش مثل جميع ذلك ولو حفرتم لصاحبكم فيها لو جد تموه - يعنى
علمه. وأبو نصر لا يعرف، والخبر منكر. رواه البيهقي في الأسماء والصفات.
749 10 / 95 - شكر
الحافظ الثقة الرحال أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر بن سعيد الهروي

(1) من المكية.
748

ولقبه شكر. سمع محمد بن رافع وعلي بن خشرم وأحمد بن عيسى المصري
وعمر بن شبة والرمادي [وطبقتهم 1]، وجمع وصنف وتقدم في هذا الفن.
روى عنه أبو الوليد حسان بن محمد وأبو عمرو بن مطر وأبو بكر أحمد بن علي
الرازي وطائفة سواهم. مات في أحد الربيعين بهراة سنة ثلاث وثلاث
مائة. وفيها مات جماعة من أصحاب الحديث قد ذكروا رحمة الله عليهم.
750 10 / 96 - العسكري
الحافظ الإمام أبو الحسن علي بن سعد بن عبد الله نزيل الري.
سمع أبا حفص الفلاس ومحمد بن المثنى ويعقوب الدورقي والزبير بن
بكار وطبقتهم. وعنه أبو الشيخ الحافظ وأبو بكر القباب وأبو عمرو بن
حمدان وأبو عمرو بن مطر وأهل أصبهان ونيسابور، وآخر من حدث
عنه ميمون الرازي. وقع لنا " كتاب السرائر " تصنيفه وغير ذلك. مات
سنة خمس وثلاث مائة، وقيل سنة ثلاث عشرة بالري.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر
انا محمد بن عبد الرحمن انا محمد بن أحمد الزاهد انا علي بن سعد بن عبد الله
العسكري نا الحسين بن الحسن بن حماد الشغافي حدثني جدتي بانة بنت
بهز بن حكيم عن أبيها عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال: من سبح عند غروب الشمس سبعين تسبيحة غفر الله له
سائر عمله. هذا حديث منكر وبانة لا تعرف ولا صاحبها.

(1) من المكية.
749

751 10 / 97 - علي بن سعيد بن بشير بن مهران
الحافظ البارع أبو الحسن الرازي نزيل مصر ومحدثها. حدث عن عبد الأعلى
ابن حماد وجبارة بن المغلس وبشر بن معاذ العقدي وعبد الرحمن بن خالد
ابن نجيح ومحمد بن هاشم البعلبكي ونوح بن عمرو السكسكي وطبقتهم.
روى عنه أبو سعد ابن الاعرابي وعبد الله بن جعفر بن الورد ومحمد
ابن أحمد بن خروف وأبو القاسم الطبراني والحسن بن رشيق وآخرون.
قال حمزة السهمي سألت الدارقطني عنه فقال: لم يكن في دينه بذاك.
سمعت بمصر انه كان والى قرية فإذا مطلوه الخراج جمع خنازيرهم في
المسجد، قلت فكيف هو في الحديث؟ قال: حدث بأحاديث لم يتابع
عليها. وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات سنة سبع وتسعين
ومائتين في ذي القعدة ويعرف بعليك. أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد
وإسماعيل بن عبد الرحمن قالا انا ابن صباح انا ابن رفاعة انا أبو الحسن
الخلعي انا أحمد بن محمد الحاج الشاهد أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد
ابن عثمان الامام أملانا علي بن سعيد الرازي انا محمد بن أبان الواسطي
نا عقبة الأصم عن عطاء عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عن النظر في النجوم. تابعه أبو نصر التمار عن عقبة أحد
الضعفاء.
752 10 / 98 - جعفرك
الحافظ الرحال أبو محمد جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري الأعرج
750

نزيل حلب وبها مات.
أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي في كتابه عن محمد بن معمر وأخته
عائشة قالا انا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي في سنة (526) انا أبو طاهر
ابن محمود ومنصور بن الحسين قالا انا أبو بكر محمد بن إبراهيم الحافظ ثنا
جعفر بن محمد النيسابوري الأعرج بالموصل نا إسحاق بن عبد الله الخشك
انا حفص بن عبد الله عن مسعر عن ربيعة عن انس قال كان رسول الله
صلى الله عليه وآله ربعة من القوم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير،
وكان أزهر ليس بالأبيض الأمهق ولا بالآدم، وكان رجل الشعر ليس
بالجعد القطط ولا بالسبط، بعث وهو ابن أربعين فأقام بمكة عشرا
وبالمدينة عشرا صلى الله عليه وآله. وحدث عن الحسن بن عرفة
وعبد الله بن هاشم ومحمد بن يحيى الذهلي وعلي بن حرب وطبقتهم.
حدث عنه الحافظان أبو إسحاق بن حمزة الأصبهاني وأبو علي النيسابوري
وأبو بكر الإسماعيلي وابن المقرئ وآخرون. وثقه غير واحد ونعتوه
بالحفظ والمعرفة.
753 10 / 99 - الجارودي
الحافظ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن الجارود الأصبهاني
الرحال المصنف. روى عن أبي سعيد الأشج وعمر بن شبة وهارون بن
إسحاق وأحمد بن الفرات وخلق من الأصبهانيين، وعنى بهذا الشأن.
روى عنه أبو إسحاق بن حمزة وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ وعبد الرحمن
751

ابن محمد بن سياه وآخرون، ومات في سنة تسع وتسعين ومائتين
رحمه الله تعالى.
754 10 / 100 - جعفر بن أحمد بن سنان بن أسد
الحافظ الثقة ابن الحافظ أبى جعفر القطان الواسطي سمع أباه وتميم
ابن المنتصر وأبا كريب محمد بن العلاء وهناد بن السرى وسليمان بن
عبيد الله الغيلاني ومحمد بن بشار وطبقتهم، وحدث عنه أبو بكر ابن
المقرئ وابن عدي وأبو عمرو بن حمدان والقاضي يوسف الميانجي وخلق
سواهم. توفى في سنة سبع وثلاث مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل ابن عساكر عن أبي روح الهروي انا أبو القاسم
النيسابوري انا أبو سعيد الأديب انا محمد بن أحمد الحيري انا جعفر بن
أحمد بن سنان الحافظ بواسط نا تميم بن المنتصر نا إسحاق عن سفيان
وشريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه
من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ
الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.
755 10 / 101 - الروياني
الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن هارون صاحب المسند المشهور،
حدث عن [أبى 1] الربيع الزهراني وإسحاق بن شاهين وأبى كريب

(1) من المكية.
752

ومحمد بن حميد والفلاس ويحيى المقوم وأبى زرعة وخلائق. روى
عن أبو بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن أحمد القرميسيني وجعفر بن عبد الله
ابن فناكي وآخرون. وثقه أبو يعلى الخليلي وذكر أن له تصانيف في
الفقه. مات سنة سبع وثلاث مائة. قال الحافظ أحمد بن منصور
الشيرازي سمعت محمد بن أحمد الصحاف سمعت أبا العباس البكري يقول:
جمعت الرحلة بين ابن جرير وابن خزيمة ومحمد بن نصر والروياني
فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم وجاعوا فاجتمعوا في بيت واقترعوا
على أن من خرجت عليه القرعة يسأل، قال: فخرجت على ابن خزيمة،
فقال: أمهلوني حتى أصلي، وقام: قال: فإذا هم بشمعة وخصي من قبل
أمير مصر ففتحوا فقال: أيكم محمد بن نصر؟ فقيل: هذا، فأخرج صرة
فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم ابن جرير؟ فأعطاه مثلها،
ثم كذلك بابن خزيمة وبالروياني، ثم حدثهم قال: ان الأمير كان
قائلا بالأمس فرأى في النوم: ان المحامد جياع قد طووا، فأنفذ إليكم
هذه الصرر وأقسم عليكم إذا نفدت فعرفوني.
أخبرنا القاضي تقى الدين سليمان غير مرة انا محمد بن عبد الواحد
الحافظ انا أبو زرعة عبيد الله بن محمد انا الحسين [ابن 1] الخلال انا
عبد الرحمن بن أحمد انا جعفر بن عبد الله انا محمد بن هارون الروياني نا محمد
ابن المثنى نا عثمان بن عمر نا فليح عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن
وليدة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حملت من الزنا فسئلت

(1) من المكية.
753

من أحبلك؟ فقالت: أحبلني المقعد، فسئل فاعترف، فقال النبي صلى الله
عليه وآله وسلم: انه لضعيف عن الجلد، فأمر بمائة عثكول فضربه
بها ضربة واحدة. أخرجه النسائي من حديث أبي حازم.
756 10 / 102 - الدينوري
الحافظ العلامة الجوال أبو محمد عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري
سمع أبا عمير بن النحاس ويعقوب الدورقي وأبا سعيد الأشج ومحمد بن
الوليد البسري وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب وطبقتهم وطوف
الأقاليم. روى عنه جعفر الفريابي مع تقدمه وأبو علي النيسابوري
والقاضي يوسف الميانجي والقاضي أبو بكر الأبهري وعمر بن سهل
الدينوري وعبد الله بن سعيد البروجردي خاتمة أصحابه. قال الحافظ
أبو على النيسابوري: بلغني ان أبا زرعة كان يعجز عن مذاكرة ابن وهب
الدينوري. قال ابن عدي: كان ابن وهب يحفظ، وسمعت عمر بن سهل
يرميه بالكذب، وسمعت ابن عقدة يقول: كتب إلى ابن وهب جزئين
من غرائبه عن الثوري، فلم أعرف منها إلا حديثين، وكنت اتهمه.
وقال الدارقطني: متروك الحديث. وقال أبو على الحافظ: سمعت ابن
وهب الدينوري يقول: حضرت أبا زرعة وخراساني يلقى عليه الموضوعات
وهو يقول: باطل، والرجل يضحك، ويقول: كل ما لا يحفظه يقول
باطل، فقلت، يا هذا ما مذهبك؟ قال: حنفي، قلت: ما أسند أبو حنيفة
عن حماد؟ فوقف، فقلت: يا أبا زرعة ما تحفظ لأبي حنيفة عن حماد
754

فسرد أحاديث، فقلت: للعلج: ألا تستحي؟ تقصد إمام المسلمين
بالموضوعات وأنت لا تحفظ حديثا لإمامك؟ فأعجب ذلك أبا زرعة
وقبلني. قال ابن عدي: قد قبل ابن وهب الدينوري قوم وصدقوه.
قلت: توفى سنة ثمان وثلاث مائة.
أخبرنا أبو على ابن الخلال انا أبو المنجا ابن اللتي انا أبو الوقت ابن
الماليني انا أبو إسماعيل الأنصاري انا إسماعيل بن إبراهيم انا محمد بن عبد الله
البيع أخبرني محمد بن علي المهرجاني سمعت محمد بن صبيح سمعت عبد الله
ابن وهب الحافظ سمعت عبيد الله بن محمد بن هارون قال سمعت الشافعي
بمكة يقول: سلوني عما شئتم أحدثكم من كتاب الله وسنة نبيه، فقيل
يا أبا عبد الله ما تقول في محرم قتل زنبورا؟ قال (وما آتاكم الرسول
فخذوه) انا ابن عيينة عن عبد الملك بن عمر عن ربعي عن حذيفة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: اقتدوا باللذين من بعدي أبى بكر
وعمر. هكذا هو مختصر.
أخبرنا سنفر الحلبي انا علي بن محمود انا ابن سلفة انا ابن اشتة انا
أبو سعيد محمد بن علي الحافظ انا أبو محمد مسيح بن الحسين الدينوري نا
عبد الله بن [محمد بن 1] وهب حدثني أحمد بن سعيد الهمداني انا ابن
وهب أخبرني ابن لهيعة عن جندب بن عبد الله سمع سفيان بن عوف
القاري سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ذات يوم ونحن عنده: طوبى للغرباء، قيل: من الغرباء يا نبي الله؟

(1) من المكية.
755

قال: ناس صالحون في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.
جندب العدواني مقل وقد فتشت عليه فما عرفته، ولهم جنيد بن عمرو
العدواني [وهو 1] غير معروف أيضا.
757 10 / 103 - علي بن السراج
الحافظ الإمام أبو الحسن بن أبي الأزهر الحرشي مولاهم البصري.
حدث عن أبي عمير بن النحاس ويوسف بن بحر وسعيد بن أبي زيدون
القيسراني وسعيد بن عمرو السكوني وفهد بن سليمان وخلق كثير،
وجمع وصنف. روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو بكر الإسماعيلي وأبو
احمد العسال وأبو بكر الجعابي [وأبو عمرو بن حمدان 1] وعلي بن عمر
السكري [وعدة 1]. قال الدارقطني: كان يحفظ الحديث: وقال
الخطيب: كان عارفا بأيام الناس حافظا. وقال الدارقطني [أيضا 1]:
كان يشرب المسكر. قلت: توفى في ربيع الأول سنة ثمان وثلاث مائة.
وفيها توفى المسند أبو على الحسن بن محمد بن عنبر البغدادي الوشاء،
والأديب جعفر بن قدامة الكاتب صاحب التصانيف، وأبو حبيب
العباس ابن القاضي احمد ابن محمد بن عيسى البرتي، والفقيه محمد بن المفضل
ابن سلمة بن عاصم الضبي، ومحدث مكة المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي.
أخبرنا علي بن أحمد كتابة انا عمر بن طبرزذ انا القاضي أبو بكر انا
محمد بن علي الهاشمي انا علي بن عمر نا علي بن سراج الحافظ نا أبو عمير

(1) من المكية.
756

الرملي نا رواد بن الجراح نا سعيد بن بشير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رجل يا رسول الله رآني رجل وانا أصلي في السر
فسرني ذلك؟ فقال: لك أجران اجر السر واجر العلانية.
758 10 / 104 - المهلبي
الحافظ العالم أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد الأزدي
محدث جرجان. سمع محمد بن زنبور ومحمد بن حميد الرازي وإبراهيم
بن موسى الوزدولي. روى عنه ابن عدي والإسماعيلي وأحمد بن أبي عمران
الجرجاني وأبو الحسن القصرى وعدة.
وكان من كبراء جرجان وعلمائها قال ابن مأكولا: ثقة يعرف
الحديث 1. ثم قال: مات في المحرم سنة تسع وثلاث مائة.
قلت فيها مات مسند بغداد عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي،
والمعمر أبو يحيى عبد بن علي بن مرزوق السيريني النقاب ببغداد، وأبو بكر
محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي نزل البصرة، وأبو بكر محمد بن خلف
ابن المرزبان صاحب الكتب.
759 10 / 105 - التستري
الحافظ الحجة العلامة الزاهد أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير أحد
الاعلام. سمع أبا كريب ومحمد بن حرب النشائي والحسين بن أبي زيد

(1) راجع ترجمة المهلبي في تاريخ جرجان رقم 415 وفيها " سمعت أبا بكر
الإسماعيلي يقول عبد الرحمن بن عبد المؤمن صدوق ثبت يعرف الحديث ".
757

الدباغ ومحمد بن عمار الرازي وعمرو بن عيسى الضبعي وطبقتهم، فأكثر
وجود وصنف وقوى وضعف وبرع في هذا الشأن. حدث عنه
أبو حاتم بن جبان وأبو إسحاق بن حمزة وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر
[ابن 1] المقري وآخرون.
قال الحاكم سمعت جعفر بن أحمد المراغي يقول: أنكر عبدان
الأهوازي حديثا مما عرض عليه لابن زهير فدخل عليه وقال: هذا أصلي
ولكن من أين لك ابن عون عن الزهري عن سالم؟ فما زال عبدان يعتذر
إليه، ويقول يا أبا جعفر انما استغربت حديثك. قال الحافظ أبو عبد الله
ابن منده، ما رأيت في الدنيا احفظ من أبى إسحاق بن حمزة، وسمعت يقول:
ما رأيت في الدنيا احفظ من أبى جعفر التستري، وقال أبو جعفر:
ما رأيت [في الدنيا 1] احفظ من أبى زرعة، وقال أبو زرعة: ما رأيت
[في الدنيا 1] احفظ من أبى بكر بن أبي شيبة.
قال ابن المقري: حدثنا تاج المحدثين أحمد بن يحيى بن زهير - فذكر
حديثا. قلت: مات سنة عشر وثلاث مائة.
قرأت على محمد بن عبد السلام التميمي عن عبد المعز بن محمد انا تميم
ابن أبي سعيد وآخر قالا انا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن انا محمد بن أحمد
الحيري أخبرني أحمد بن يحيى بن زهير التستري نا محمد بن عبد الله بن عبيد
ابن عقيل نا أبو عاصم نا سفيان عن نعيم بن أبي هند عن أبي المسهر عن
حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صام يوما قبل

(1) من المكية.
758

موته يريد وجه الله دخل الجنة، ومن قال لا اله إلا الله دخل الجنة،
ومن ختم له باطعام مسكين يريد وجه الله دخل الجنة.
وفيها توفى ابن جرير، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن
جميل راوي المسند عن ابن منيع، ومقرئ بغداد أبو على الحسن بن
الحسين بن علي الصواف، ومسند مصر أبو شيبة داود بن إبراهيم بن يزيد
البغدادي، ومسند الكوفة أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي
المقانعي، ومحدث الشام أبوا لعباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني،
وشيخ القراء أبو عمران موسى بن جرير [الرقي 1] النحوي، والوليد بن
أبان الأصبهاني الحافظ.
760 10 / 106 - الدولابي
الحافظ السالم أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم
الأنصاري الرازي الدولابي الوراق. سمع أحمد بن أبي شريح الرازي
ومحمد [بن منصور الحواز ومحمد 1] بن بشر وهارون بن سعيد الأيلي
وموسى بن عامر الدمشقي وزياد بن أيوب وطبقتهم بالحرمين والعراق
ومصر والشام [والجبال، وصنف التصانيف، روى عنه عبد الرحمن
ابن أبي حاتم وعبد الله بن عدي وابن حبان والحسن بن رشيق وهشام
ابن محمد بن مرة وسليمان الطبراني 1] ومحمد بن عبد الله بن حيويه
وأبو بكر أحمد بن المهندس وأبو بكر ابن المقرئ وآخرون. قال الدارقطني:

(1) من المكية.
759

تكلموا فيه وما يتبين من امره إلا خير. وقال ابن عدي: ابن حماد متهم
في ما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي.
قلت: قد أقذع في رميه نعيما بالكذب، مع أن نعيما صاحب
مناكير فالله اعلم قال أبو سعيد بن يونس: كان أبو بشر من أهل الصنعة
وكان يضعف. مات بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة سنة عشر
وثلاث مائة. قلت ومولده كان في سنة أربع وعشرين ومائتين فاما
محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ فمن طبقة الدارقطني.
(1) قرأت على إسحاق بن طارق انا يوسف بن خليل انا المؤيد ابن
الاخوة انا سعيد بن أبي الرجاء انا أحمد بن محمود ومنصور بن الحسين
قالا نا أبو بكر محمد بن إبراهيم نا أبو بشر محمد بن أحمد [بن حماد 2]
الدولابي نا محمد بن عمرو أبو غسان نا حكام بن سلم نا عثمان بن زائدة
عن الزبير بن عدي عن انس قال قبض رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو
ابن ثلاث وستين. أخرجه مسلم عن أبي غسان زنيج.
761 10 / 107 - الغازي
هو الحافظ الصدوق الرحال أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن شعيب

(1) من هنا إلى آخر الترجمة كان في الأصلين في ترجمة الغازي الآتية وهو خطأ
فإنها متعلقة بترجمة الدولابي ولا علاقة لها بالغازي البتة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم
المذكور في هذه العبارة هو ابن المقرئ المذكور في الرواة عن الدولابي. المعلمي
(2) من المكية.
760

الجرجاني محدث جرجان 1 سمع [محمد بن 2] عبد الملك بن أبي الشوارب
وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن يحيى الذهلي وطبقتهم. روى عنه ابن عدي
والإسماعيلي وأبو أحمد الحاكم وآخرون، وكان أحد الثقات لم
أظفر بوفاته. ومات سنة بضع عشرة. قرأت على ابن عساكر عن أبي
روح انا تميم بهراة انا أبو سعيد الطبيب انا محمد بن محمد الحافظ انا محمد
ابن إبراهيم الغازي نا محمد بن حميد نا الحكم بن بشر عن عمرو بن قيس الملائي
عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: إذا كان رمضان تفتحت أبواب الجنة جميعا وتغلق
أبواب النار كلها وتغل مردة الشياطين - وذكر الحديث.
762 10 / 108 - الحيري
الحافظ الزاهد القدوة المجاب الدعوة أبو جعفر أحمد بن حمدان بن علي
بن سنان النيسابوري.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر
انا أبو سعيد الكنجرودي انا محمد بن أحمد بن حمدان حدثني أبي أبو جعفر
انا أحمد بن الأزهر نا أبو النضر نا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن
ابن عمر قال طلقت امرأتي وهي حائض فسأل عن ذلك عمر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فقال: مره فليراجعها حتى تطهر ثم تحيض حيضة

(1) كذا، وانما هو طبري من أهل طبرستان كما في الأنساب ولم يذكره
حمزة السهمي في تاريخ جرجان. (2) من المكية.
761

أخرى ثم تطهر ثم يطلقها قبل ان يمسها ان شاء أو يمسكها، فان تلك العدة
التي أمر الله ان تطلق لها النساء. هذا غريب من هذا الوجه قد رواه الحافظ
ابن عقدة عن أبي جعفر الحيري هذا. سمع عبد الله بن هاشم الطوسي
وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن الأزهر
وعبد الله بن أبي ميسرة وأحمد بن أبي غرزة الغفاري وطبقتهم وصنف
الصحيح على شرط مسلم.
روى عنه ابناه أبو العباس محمد شيخ خوارزم وأبو عمرو محمد،
وحسان بن محمد الفقيه والحافظ أبو على وعبد الله بن سعد وآخرون.
حكى عنه ابنه أبو عمرو انه رحل على كبر السن إلى الموصل إلى أبى يعلى
من اجل حديث محمد بن عباد عن ابن عيينة، ورحل إلى جرجان إلى
عمران بن موسى بن مجاشع لحديث تحويل القبلة: وكان أبى يحيى الليل.
وكان أولاده زاهدين، وكان ابن بنته الشيخ أبو بشر الحلواني أوحد
وقته وشيخ الحرم بقى إلى سنة ست وثمانين وثلاث مائة. توفى أبو جعفر
قبل ابن خزيمة بأيام سنة إحدى عشرة وثلاث مائة.
قال السلمي صحب أبو جعفر أبا حفص النيسابوري والشاه بن شجاع،
وكان الجنيد يكاتبه، وكان أبو عثمان يقول: من أحب أن ينظر إلى سبيل
الخائفين فلينظر إلى أبى جعفر، رحمة الله عليهم.
763 10 / 109 - السختياني
الحافظ الثقة أبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني محدث

(1) من المكية.
762

جرجان. سمع هدبة بن خالد وإبراهيم بن المنذر الحزامي وسويد بن
سعيد وأبا الربيع الزهراني وأبا كامل الجحدري وطبقتهم.
وحدث عنه إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبو عبد الله ابن الأخرم
وأبو علي النيسابوري وأبو عمرو بن نجيد وأبو عمرو بن حمدان وخلق
كثير، وكان [ثقة 1] ثبتا صاحب تصانيف. توفى في شهر رجب سنة
خمس وثلاث مائة [وهو في عشر المائة 1] رحمه الله. قرأت على أبى
عبد الله محمد بن عبد السلام التميمي في سنة ثلاث وتسعين وست مائة
عن عبد المعز بن محمد البزاز. انا تميم بن أبي سعيد وزاهر بن طاهر قالا
انا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن انا أبو عمرو بن حمدان سنة (374)
انا عمران بن موسى الجرجاني نا أبو كامل، نا عبد الواحد بن زياد انا موسى
ابن عبد الله الجهني سمعت مصعب بن سعد يقول سمعت أبي يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيعجز أحدكم ان يكتسب كل يوم
الف حسنة؟ قالوا: وكيف؟ قال: يسبح الله مائة تسبيحة في يوم فيكتب
له الف حسنة ويحط عنه الف سيئة.
764 10 / 110 - الجوني
الحافظ أبو عمران موسى بن سهل البصري، من ثقات الرحالين،
سمع عبد الواحد بن غياث ومحمد بن رمح المصري وطالوت بن عباد
وهشام بن عمار وطبقتهم وسكن بغداد. وثقه الدارقطني، حدث عنه

(1) من المكية.
763

دعلج ومحمد بن المظفر وعلي بن عمر السكري وأبو بكر ابن المقرئ
وآخرون. مات في رجب سنة سبع وثلاث مائة، وكان من علماء
الحديث ومسنديهم رحمة الله عليهم.
أنبأنا ابن أبي عمر انا عمر بن محمد انا أبو غالب ابن البناء انا أبو محمد
الجوهري انا محمد بن المظفر نا موسى بن سهل الجوني نا إسحاق بن إبراهيم
القرقساني انا حجاج بن محمد نا شعبة عن قتادة عن النضر بن انس عن بشير
ابن نهيك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إذا كان جنبا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ. غريب من
هذا الوجه.
765 10 / 111 - ابن قتيبة
الحافظ الثقة أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني محدث
فلسطين، سمع صفوان بن صالح المؤذن وإبراهيم بن هشام الغساني وهشام
ابن عمار ويزيد بن عبد الله بن موهب الرملي ومحمد بن رمح وعيسى بن
حماد وحرملة بن يحيى ومحمد بن يحيى الزماني وطبقتهم.
حدث عنه ابن عدي وأبو علي النيسابوري والقاضي يوسف الميانجي
وأبو بكر بن المقري وخلق سواهم. أحسبه توفى سنة عشر وثلاث
مائة. أخبرنا أحمد بن هبة الله وسليمان بن قدامة قالا أنبأنا محمد بن
عبد الواحد المديني انا إسماعيل بن علي النيسابوري انا الشيخ أبو مسلم محمد
ابن علي بن محمد بن مهريزد النحوي سنة ثمان وخمسين وأربع مائة انا
764

أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم سنة (373) انا ابن قتيبة
وأبو عروبة وابن جوصا قالوا انا كثير بن عبيد انا الحسن عن سفيان عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وانا ألعب بالبنات.
أخبرنا عبد الخالق [القاضي 1] وابنة عمه ست الاهل بقراءتي عليهما
ببعلبك قالا انا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم انا منوجهر بن محمد انا هبة الله
ابن احمد انا الحسين بن علي بن بطحاء سنة (428) انا محمد بن الحسين الحراني
نا محمد بن الحسن بن قتيبة انا أحمد بن سلم الحلبي نا عبد الله بن السرى المدائني
عن أبي عمر البزار عن مجالد عن الشعبي عن تميم الداري قال قلت
يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية، وما
رأيت أكثر مطرا منها، فقال النبي صلى الله عليه وآله: نعم وذلك أن
فيها التوراة وعصا موسى ورضاض الألواح ومائدة سليمان في غار - إلى
أن قال: فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسكنها رجل من عترتي، اسمه
اسمي واسم أبيه اسم أبى، خلقه خلقي، وخلقه خلقي، يملأ الأرض قسطا
وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. هذا حديث منكر ضعيف الاسناد رواه
الخطيب في تاريخه عن أحمد بن الحسن بن خيرون عن ابن بطحاء.
766 10 / 112 - الهيثم بن خلف
الحافظ الثقة أبو محمد الدوري. سمع عبد الأعلى بن حماد وعبيد الله

(1) من المكية.
765

ابن عمر القواريري وإسحاق بن موسى وابن حميد وعثمان بن أبي شيبة
وطبقتهم. وعنه أبو بكر الشافعي وعبد العزيز بن جعفر الخرقي وعلى
ابن لؤلؤ وأبو عمرو بن حمدان وخلق. قال الإسماعيلي: كان أحد الاثبات
وقال أحمد بن كامل: لم يغير شيبه وكان كثير الحديث جدا ضابطا لكتابه.
وقال ابن المنادى: مات في صفر سنة سبع وثلاث مائة رحمه الله.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم عن عبد الجليل بن مندويه انا نصر بن المظفر
انا ابن النقور انا علي بن عمر نا الهيثم بن خلف نا أبو كريب نا أبو خالد
عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق: سألت عائشة عن الخيار، فقالت:
خيرنا رسول الله صلى الله عليه وآله فاخترناه، أفكان طلاقا؟. 1
767 10 / 133 - أبو قريش
الحافظ الحجة محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم. سمع محمد
ابن حميد الرازي وأحمد بن منيع ويحيى بن حكيم المقوم وأبا كريب
وعبد الجبار بن العلاء وأحمد بن المقدام ومحمد بن زنبور وطبقتهم.
روى عنه أبو بكر الشافعي والحافظ أبو على النيسابوري وأبو سهل
الصعلوكي وأحمد بن محمد بن بالويه وأبو حامد أحمد بن سهل الأنصاري
وخلق سواهم. وكان من العلماء الكبار صنف المسند الكبير، وكتابا
على الأبواب، وصنف حديث مالك وسفيان وشعبة، وكان يقظا فهما
[حافظا 2] مذاكرا صاحب إتقان.

(1) بهامش المكية " النصف في نسخة المؤلف ". (2) من المكية.
766

قال الخطيب كان ضابطا حافظا متقنا كثير السماع والرحلة، جمع
المسندين على الأبواب وعلى الرجال، وصنف حديث الأئمة، وكان
يذاكر بحديثهم الحفاظ فيغلبهم. وقال الحاكم سمعت أبا على الحافظ يقول:
أخبرنا أبو قريش الحافظ الثقة الأمين.
قلت: توفى بقرسيان سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة وهو في
عشر التسعين.
وفيها مات أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو العباس
أحمد بن [محمد بن 1] الحسين الماسرجسي، وجماهر بن محمد بن أحمد الأزدي
الزملكاني، وأبو محمد عبد الله بن زيدان البجلي الكوفي، وأبو الحسن
[على 1] بن عبد الحميد الغضائري بحلب، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي
عون النسوي، وأبو الوليد محمد بن إدريس الشامي.
أخبرنا أحمد بن هبة الله وزينب بنت عمر بقراءتي عن عبد المعز
ابن محمد انا أبو القاسم المستملي انا أبو سعيد الكنجرودي سنة اثنتين
وخمسين وأربع مائة انا أبو عمرو الحيري انا أبو قريش الحافظ نا سلمة
ابن شبيب نا الحسن بن محمد بن أعين نا معقل بن 2 عبيد الله عن الزهري
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: المرأة كالضلع إذا ذهبت تقيمها كسرتها وان
تركتها استمتعت بها وفيها عوج.
768 10 / 114 - ابن أبي داود
الحافظ العلامة قدوة المحدثين أبو بكر عبد الله [ابن 1] الحافظ

(1) من المكية. (2) وقع في الأصلين " عن " خطأ. المعلمي
767

الكبير أبى داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني
صاحب التصانيف، ولد بإقليم سجستان وسمع عيسى بن حماد وأحمد بن
صالح وابن السرح ومحمد بن يحيى الزماني وعلي بن خشرم ومحمد بن
أسلم وأبا سعيد الأشج وطبقتهم بخراسان والعراق والحرمين ومصر
والشام والجزيرة، وبرع وساد الاقران، حدث عنه ابن المظفر
والدار قطني وأبو عمر بن حيويه وأبو أحمد الحاكم وأبو حفص 1 بن
شاهين وأبو القاسم بن حبابة وعيسى ابن الوزير وأبو طاهر المخلص ومحمد
ابن عمر بن زنبور وأبو مسلم الكاتب وخلق كثير.
مولده سنة ثلاثين ومائتين وسمع سنة أربعين باعتناء أبيه ولذكائه
وكان يقول رأيت جنازة إسحاق بن راهويه. وقال دخلت الكوفة ومعي
درهم واحد فاشتريت به ثلاثين مدا باقلاء فكنت آكل منه واكتب
عن الأشج فما فرغ الباقلاء حتى كتب عنه ثلاثين الف حديث ما بين
مقطوع ومرسل.
قال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود أصبهان وفي نسخة سجستان -
فسألوه ان يحدثهم فقال: ما معي أصل، فقالوا: ابن أبي داود وأصل؟
قال: فأثاروني فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين الف حديث، فلما
قدمت بغداد قال البغداديون: مضى إلى سجستان ولعب بهم، ثم فيجوا
فيجا اكتروه بستة دنانير إلى سجستان ليكتب لهم النسخة فكتبت وجئ
بها وعرضت على الحفاظ فخطأوني في ستة أحاديث: منها ثلاثة حدثت بها

(1) وقع في الأصلين " جعفر " كذا.
768

كما حدثت وثلاثة أخطأت فيها. هكذا رواها أبو القاسم الأزهري عن
ابن شاذان، ورواها غيره فذكر أن ذلك بأصبهان، وكذا روى
أبو على النيسابوري عن ابن أبي داود، فكأن الأزهري وهم.
قال الحاكم سمعت أبا على الحافظ يقول سمعت أبا بكر يقول:
حدثت من حفظي بأصبهان بستة وثلاثين ألفا ألزموني الوهم فيها في
سبعة أحاديث فلما انصرفت وجدت في كتابي خمسة منها على ما كنت
حدثتهم به.
قال الحافظ أبو محمد الخلال: كان ابن أبي داود احفظ من أبيه.
قال صالح بن أحمد الهمداني الحافظ: كان ابن أبي داود امام أهل العراق
ومن نصب له السلطان المنبر و [قد 1] كان في وقته بالعراق مشايخ
أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو. أبو ذر الهروي: نا
ابن شاهين قال: أملى علينا ابن أبي داود، وما رأيت في يده كتابا، انما
كان يملي حفظا، وكان يقعد على المنبر بعد ما عمى ويقعد دونه بدرجة
ابنه [أبو 1] معمر بيده كتاب فيقول له: حديث كذا، فيسرده من
حفظه حتى يأتي على المجلس، قرأ علينا يوما حديث الفتون من حفظه
فقام أبو تمام الزينبي وقال: لله درك ما رأيت مثلك إلا ان يكون
إبراهيم الحربي، فقال: كل ما كان يحفظ [إبراهيم 1] فأنا أحفظه،
وانا أعرف بالنجوم وما كان يعرفها.
أنبأني أبو الغنائم القيسي وغيره قالوا انا الكندي نا القزاز انا

(1) من المكية.
769

الخطيب قال: أبو بكر بن أبي داود رحل به أبوه من سجستان فطوف به
شرقا وغربا بخراسان والجبال وأصبهان وفارس والبصرة وبغداد
والكوفة والمدينة [ومكة 1] والشام ومصر والجزيرة والثغور يسمع
ويكتب واستوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراءات
والناسخ والمنسوخ وغير ذلك، وكان فقيها عالما حافظا. قلت: كان أبو بكر
مع سعة علمه قوى النفس مدلا بنفسه سامحه الله تعالى، قال أبو حفص
ابن العباس الوزير ان يصلح بين ابن صاعد وابن أبي داود فجمعهما وحضر
ابن شاهين: أراد على أبا عمر القاضي فقال الوزير: يا أبا بكر أبو محمد أكبر
منك فلو قمت إليه، قال لا افعل، فقال الوزير: أنت شيخ زيف، قال: الشيخ
الزيف الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله، قال الوزير:
من الكذاب؟ قال: هذا، ثم قام وقال: تتوهم انى أذل لك لأجل رزقي
انه يصل إلى على يدك؟ والله لا اخذت من يدك شيئا. فكان المقتدر
يزن رزقه بيده ويبعث به في طبق على يد الخادم.
قال أبو أحمد الحاكم سمعت أبا بكر يقول قلت لأبي زرعة ألق على
حديثا غريبا من حديث مالك، فألقى على حديث وهب بن كيسان عن
أسماء: لا تحصى فيحصى عليك، رواه لي عن عبد الرحمن بن شيبة، وهو
ضعيف، فقلت له: يجب ان تكتبه [عنى 1] عن أحمد بن صالح عن عبد الله
ابن نافع عن مالك، فغضب وشكاني إلى أبى، وقال: انظر ما يقول لي
أبو بكر. ويرى باسناد منقطع ان أحمد بن صالح كان يمنع المرد فأحب

(1) من المكية.
770

أبو داود أن يسمع ابنه منه فشد لحية على وجهه وسمع، فعرف الشيخ
فقال: أمثلي يعمل معه هذا؟ فقال أبو داود: لا تنكر على، واجمع ابني
مع الكبار فان لم يقاومهم بالمعرفة فأحرمه السماع.
قال السلمي سألت الدارقطني عن ابن أبي داود فقال: ثقة كثير
الخطأ في الكلام على الحديث. ذكر أبو نعيم حكاية محنة أبى بكر وان
الساعي في خلاصه من القتل محمد بن عبد الله بن حفص الذكواني فإنهم
سعوا 1 عليه انه نال من على، ولم يقع ذلك منه، انما روى شيئا أخطأ بنقله
من قول النواصب لا بارك الله فيهم. قال أحمد بن يوسف الأزرق
سمعت أبا بكر بن أبي داود غير مرة يقول كل من بيني وبينه شئ فهو في
حل إلا من رماني ببغض على رضي الله عنه. قال ابن عدي سمعت محمد
ابن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول: أشهد على محمد بن يحيى بن منده
بين يدي الله انه قال اشهد 2 على أبى بكر بن أبي داود [بين يدي الله 3] انه
قال روى الزهري عن عروة انه قال: حفيت أظافير رجل من كثرة
ما كان يتسلق - الحديث.
قلت هذه حكاية مكذوبة قبح الله من افتراها. قال ابن عدي: لولا
انا شرطنا ان كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود، وقد
تكلم فيه أبوه وإبراهيم بن أورمة، ونسب في الابتداء إلى شئ من
المنصب ونفاه ابن الفرات من بغداد إلى واسط، ثم رده علي بن عيسى
فحدث وأظهر فضائل على ثم تحنبل فصار شيخا فيهم، وهو مقبول عند

(1) في المكية " شيعوا ". (2) في المكية " اشهدوا ". (3) من المكية.
771

أصحاب الحديث. واما كلام أبيه [فيه 1] فلا أدري أيش تبين له منه،
وسمعت عبدان يقول سمعت أبا داود يقول: ومن البلاء ان عبد الله
يطلب القضاء وسمعت علي بن عبد الله الداهري سمعت محمد بن أحمد بن
عمرو سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابني عبد الله
كذاب. ثم قال ابن عدي: وكان ابن صاعد يقول: كفانا أبوه بما قال
فيه. وقال محمد بن عبد الله القطان: كنت عند ابن جرير فقال رجل:
ابن أبي داود يقرأ على الناس فضائل على، فقال: تكبيره من حارس.
قلت: لا ينبغي سماع قول ابن صاعد فيه كما لم نعتد بتكذيبه لابن
صاعد " وكذا لا يسمع قول ابن جرير فيه فان هؤلاء بينهم عدواة بينة
فقف في كلام الاقران بعضهم في بعض. واما قول أبيه فيه فالظاهر أنه
إن صح عنه فقد عنى انه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي، وكأنه
قال هذا وعبد الله شاب طري ثم كبر وساد. قال محمد بن عبد الله بن
الشخير: كان ابن أبي داود زاهدا ناسكا صلى عليه يوم مات نحو من
ثلاث مائة الف انسان أو أكثر، ومات في ذي الحجة سنة ست عشرة
وثلاث مائة وخلف ثلاثة بنين عبد الأعلى ومحمدا وأبا معمر عبيد الله
وخمس بنات، وله سبع وثمانون سنة، وصلى عليه ثمانين مرة.
وفيها أعني سنة موته مات شيخ مصر أبو الحسن بيان ابن محمد
الحمال الزاهد، وأبو بكر محمد بن خريم العقلي الدمشقي، وشيخ النحو
أبو بكر محمد بن البسري بن السراج صاحب المبرد، وأبو عبد الله احمد

(1) من المكية.
772

ابن هشام بن عمار الدمشقي.
أخبرنا أبو المعالي القرافي انا أبو الفرج الكاتب انا هبة الله الحاسب انا احمد
ابن محمد البزاز نا عيسى بن علي قال قرئ على عبد الله بن سليمان وانا
اسمع سنة أربع عشرة وثلاث مائة قيل له: حدثكم أحمد بن صالح
نا ابن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه سمعت يونس بن يوسف عن
سعيد بن المسيب قال قالت عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله عز وجل فيه عبدا من النار
من يوم عرفة.
769 10 / 115 - عبدوس بن أحمد بن عباد الثقفي الهمذاني
الحافظ المجود أبو محمد واسمه عبد الرحمن. حدث عن محمد بن عبيد
الأسدي ويعقوب الدورقي وزياد بن أيوب وأبى سعيد الأشج وحميد
ابن الربيع وعبد الرحمن بن عمر رسته ومحمود بن خداش والعباس
ابن يزيد البحراني وعدة وأبيه حمدويه بن عباد بن سعيد. وعنه احمد
ابن عبيد الأسدي وأحمد بن صالح وعلي بن الحسن بن الربيع وجبريل
العدل والقاسم بن الحسن الفلكي ومحمد بن حيويه بن المؤمل وأبو أحمد
الغطريفي وأبو أحمد الحاكم. قال شيرويه في تاريخ همذان: روى
عنه عامة أهل الحديث ببلدنا، وكان يحسن هذا الشأن ثقة متقنا.
قال صالح بن أحمد الحافظ سمعت أبي يقول: كان عبدوس ميزان بلدنا
في الحديث. مات في صفر سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة، وداره
773

في مدينه الساجي.
قرأت على أحمد بن هبة الله الدمشقي عن عبد المعز بن محمد انا تميم
ابن أبي سعيد المقرئ انا محمد بن عبد الرحمن بنيسابور سنة تسع وأربعين
وأربع مائة انا محمد بن محمد الحافظ نا عبدوس بن أحمد بن عباد الحافظ
بهمذان نا محمد بن عبيد الهمذاني نا الربيع بن زياد نا محمد بن عمرو عن
محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص عن عمر رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انما الأعمال بالنية وانما لامرئ
ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله و [إلى 1] رسول فهجرته إلى الله
و [إلى 1] رسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها
فهجرته إلى ما هاجر إليه. غريب جدا من حديث محمد بن عمرو تفرد به
عنه الربيع ابن زياد وما أظن رواه عنه غير ابن عبيد وهو صدوق
770 10 / 116 - أبو عروبة
الحافظ الامام محدث حران الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود
السلمي الحراني صاحب التاريخ كان أول طلبه لهذا الشأن سنة ست وثلاثين
ومائتين. سمع مخلد بن مالك السلمسيني ومحمد بن الحارث الرافقي ومحمد
ابن وهب بن أبي كريمة وإسماعيل بن موسى الفزاري وعبد الجبار بن
العلاء والمسيب بن واضح وخلائق من طبقتهم وبعدهم، وكان من
نبلاء الثقات. حدث عنه أبو حاتم بن حبان وأبو أحمد بن عدي وابن

(1) من المكية.
774

المقرئ وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن المظفر والقاضي أبو بكر الأبهري
وعمر بن علي القطان وخلق ترحلوا إلى لقيه.
قال ابن عدي: كان عارفا بالرجال وبالحديث، وكان مع ذلك
مفتى أهل حران شفاني حين سألته عن قوم من المحدثين. وقال أبو أحمد
في الكنى: هو الحسين بن محمد بن مودود بن حماد السلمي. سمع أبا عثمان
عبد الرحمن بن عمرو البجلي وأبا وهب بن مسرح وكان من أثبت من
أدركناه وأحسنهم حفظا يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه
والكلام. وقد ذكره ابن عساكر في ترجمة معاوية فقال: كان أبو عروبة
غاليا في التشيع شديد الميل على بنى أمية. قلت: كل من أحب الشيخين
فليس بغال، بلى من تكلم فيهما فهو غال مغتر فان كفرهما والعياذ بالله
جاز عليه التكفير واللعنة، وأبو عروبة فمن أين جاءه التشيع المفرط؟
نعم قد يكون ينال من ظلمة بنى أمية كالوليد وغيره.
أرخ القراب موته في سنة ثماني عشرة وثلاث مائة، قلت مات
في عشر المائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل بن هبة الله سنة ثلاث وتسعين بقراءتي عن
عبد المعز بن محمد انا زاهر بن طاهر سنة سبع وعشرين وخمس مائة
انا محمد بن عبد الرحمن سنة إحدى وخمسين وأربع مائة انا أبو أحمد محمد
ابن محمد الحافظ نا أبو عروبة نا محمد بن العلاء نا خالد بن حيان نا سالم
أبو المهاجر عن ميمون بن مهران عن أبي هريرة وعائشة ان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا.
775

771 10 / 117 - يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب
مولى أبى جعفر المنصور الحافظ الامام الثقة أبو محمد الهاشمي
البغدادي. ولد سنة ثمان وعشرين ومائتين وقال: كتبت الحديث عن
الحسن بن عيسى بن ماسرجس سنة تسع وثلاثين. وسمع من لوين
وأحمد بن منيع وسوار بن عبد الله القاضي ويحيى بن سليمان بن نضلة
والحسن بن حماد سجادة وأبا همام السكوني وهارون بن عبد الله الحمال
وأبا عمار الحسين بن حريث وعبد الله بن عمران العابدي ومحمد بن
زنبور وخلقا لا يحصون. حدث عنه أبو القاسم البغوي مع تقدمه
ومحمد بن عمر الجعابي وابن المظفر والدار قطني وابن حبابة وأبو طاهر
المخلص وعبد الرحمن بن أبي شريح وأبو مسلم الكاتب وأبو ذر عمار بن
محمد وخلق كثير، وله اخوان، يوسف واحمد. قال الدارقطني: ثقة
ثبت حافظ. وقال أحمد بن عبدان - الشيرازي: هو أكثر حديثا من
محمد بن محمد الباغندي، ولا يتقدمه أحد في الدراية. قال أبو على النيسابوري
لم يكن بالعراق في أقران ابن صاعد أحد في فهمه، والفهم عندنا اجل
من الحفظ، وهو فوق ابن أبي داود في الفهم والحفظ. سئل ابن الجعابي:
هل كان ابن صاعد يحفظ؟ فتبسم وقال: لا يقال لأبي محمد: يحفظ،
كان يدرى. قال البرقاني قال لي الفقيه أبو بكر الأبهري كنت عند
ابن صاعد فجاءت امرأة فقالت: ما تقول في بئر سقطت فيه دجاجة
فماتت هل الماء نجس أو طاهر؟ فقال: ويحك كيف وقعت ألا غطيته
776

فقلت لها: إن لم يكن الماء تغير فهو طاهر. قال الخطيب: كان ابن
صاعد ذا محل من العلم وله تصانيف في السنن والاحكام لعله لم يجب
المرأة تورعا فان المسألة فيها خلاف. قلت: لابن صاعد كلام متين
في الرجال والعلل يدل على تبحره. مات في ذي القعدة سنة ثمان عشرة
وثلاث مائة.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ ومحمد بن إبراهيم النحوي وعلي بن محمد
الفقيه وداود بن قدامة وعبد الرحمن بن صومع وجماعة قالوا انا أبو المنجا
عبيد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى أخبرتنا بيبى بنت عبد الصمد انا
عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري نا يحيى بن محمد نا محمد بن بشار نا إبراهيم
ابن صدقة نا يونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات
أولاهن بالتراب. أخرجه الترمذي من طريق أيوب عن محمد. قال ابن
الجنيد: إبراهيم محله الصدق.
أخبرنا المسلم بن محمد وغيره إجازة قالوا نا [القاسم 1] ابن عساكر
إذنا انا أبى علي بن الحسن انا علي بن أحمد انا ابن الآبنوسي انا عيسى بن
الوزير انا البغوي نا يحيى بن محمد بن صاعد ثقة من أصحابنا نا الحسن بن
مدرك نا يحيى بن حماد نا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد
ابن عبد الرحمن قال دخلنا على أسيد، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه

(1) من المكية.
777

وآله وسلم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يأتيك
من الحياء إلا خير.
* * * * *
تم
طبع الجزء الثاني من كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي رحمه الله بحمد الله
وتوفيقه مرة ثالثة بعد مقابلته على نسخة صحيحة قرئت على المؤلف
وسيتلوه الجزء الثالث أوله (الطبقة الحادية عشر)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين
778