الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٥١
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الحادي والخمسون
محمد
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى 1418 ه‍ / 1997 م
دار الفكر - بيروت - لبنان
حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - ص. ب 7061 / 11
تلفون: 838305 / 838136 فاكس 009611837898
دولي: 009611860962
2

" حرف الميم "
نبدأ بذكر من اسمه محمد لأن البداية بمن سمي بالنبي (صلى الله عليه وسلم) أحمد ونرتب ذكرهم عند
إيرادهم على ترتيب الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم "
ذكر من اسمه محمد
حرف الألف في أسماء آبائهم
ذكر من اسم أبيه (1) أحمد من المحمدين "
5868 محمد بن أحمد بن أبان أبو محمد عبد الله (2)
سمع أبا نصر بن زلزال
ذكر أبو الحسن علي بن الحسن الربعي أنه وجد في كتابه محمد بن أحمد بن أبان
هو محمد بن أحمد بن محمد بن أبان يأتي بعد
5869 محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى أبو عبد الله الغساني
روى عن هشام بن خالد وعن أبيه أبي حارثة
روى عنه محمد بن عمارة بن أبي الخطاب وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم
الأذرعي (4) وعن من يثق به عنه وأبو سهل سعيد بن الحسن الأصبهاني وأبو سعيد أحمد

(1) سقطت من الأصل، واستدركت للايضاح عن م، وت، ود.
(2) بالأصل: " أبو محمد " والمثبت عن م، وت، ود.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 478.
3

ابن محمد بن رميح النسوي (1)
تقدمت روايته في باب فضل المغارة وذكر المقابر
5870 محمد بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن بكار
أبو بكر بن أبي عبد الملك القرشي البسري (2) (3)
حدث عن يوسف بن بحر قاضي جبلة (4) (5)
روى عنه أبو علي محمد بن هارون بن شعيب
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نا عبد العزيز بن أحمد لفظا وأبو علي
الحسين بن عقيل بن ريش قراءة قالا أنا عبد الرحمن بن عثمان نا محمد بن هارون (6)
حدثنا أبو بكر محمد بن أبي عبد الملك القرشي حدثنا يوسف بن بحر حدثنا محمد بن
مصعب حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك قال
ركب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرسا فصرع فجحش شقه الأيمن فصلى لنا جالسا فصلينا
خلفه جلوسا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع
فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا
سجد قاعدا فاسجدوا قعودا أجمعون [10708]
5871 محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس بن قسيم النميري
حدث عن من تبلغني روايته عنه
روى عنه عبد الوهاب الكلابي
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا جدي أبو محمد أنبأنا أبو علي الأهوازي إجازة
قال قال لنا عبد الوهاب الكلابي في تسمية شيوخه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام ابن ملاس

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 169.
(2) راجع نسب أبيه في تهذيب الكمال 1 / 100 والبسري نسبة إلى بسر بن أبي أرطأة.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 14 / 350 وسير الاعلام 13 / 122.
(4) جبلة بالتحريك: قلعة مشهورة بساحل الشام من اعمال حلب قرب اللاذقية (معجم البلدان).
(5) بياض بالأصل، ود، وم، وت، وكتب بداخل البياض في الأخيرتين: كذا.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن م، وت، ود، للايضاح.
4

5872 محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشنبوذي (1) المقرئ (2)
قرأ على أبي الحسن بن الأخرم وأبي بكر محمد بن موسى بن محمد بن سليمان
(3) وعلى أبي عبد الله إبراهيم بن محمد عرفة نفطويه وأبي بكر الحسن بن علي بن
بشار الضرير المعروف ابن العلاف وأبوي بكر ابن مجاهد والنقاش وأبي الحسن (4) بن
شنبوذ وأبي مزاحم الخاقاني
قرأ عليه أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ إمام مسجد سوق اللؤلؤ وأبو علي
الأهوازي وقدم الشام ودخل حمص وحكى عنه فارس بن أحمد
وقال عبد الرحمن بن عبد الله كنت أجلس إلى الشنبوذي ببغداد وأسمع منه تفسير
القرآن وكان من أعلم الناس به
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (5)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) قال سمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد
ابن علي الصيرفي يذكر أبا الفرج الشنبوذي فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات (7) وحفظه
للتفسير وقال سمعته يقول أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن (8)
قال الخطيب (9) قال لي أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ مولد الشنبوذي
في سنة ثلاثمائة
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي وأبو منصور بن خيرون قالوا قال
لنا أبو بكر الخطيب (10)

(1) بالأصل وت: السنودي، بالسين المهملة، والمثبت عن م ود.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 271 وتذكرة الحفاظ 3 / 1020 وميزان الاعتدال 3 / 461 والعبر 3 / 40 وغاية النهاية
لابن الجزري 2 / 50 ومعرفة القراء الكبار 1 / 333 رقم 252 والمنتظم 7 / 204 والوافي بالوفيات 2 / 39.
(3) رسمها بالأصل: " الرسي " وفي د: " الرنى " وفي ت: " المرسي " وفي م: " المرسي ".
(4) الأصل: الحسين، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت. وهو أبو الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ كما في
تاريخ بغداد 1 / 271.
(5) زيادة لتقويم السند عن م، ود، وت.
(6) تاريخ بغداد 1 / 271 - 272.
(7) بالأصل وم، ود، وت: بالقران، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(8) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: للقراءات.
(9) تاريخ بغداد 1 / 272.
(10) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 271.
5

محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج المقرئ يعرف بغلام الشنبوذي (1) روى عن
أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ (2) وغيره كتب في القراءات وتكلم الناس في رواياته
فحدثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي قال كان أبو الفرج الشنبوذي
يذكر أنه قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الأشناني فتكلم الناس فيه قال وقرأت عليه
القرآن بحرف ابن كثير وزعم أنه قرأ بذلك الحرف على أبي بكر بن مجاهد فسألت أبا
الحسن الدارقطني عنه فأساء القول فيه والثناء عليه
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأنا جدي أبو محمد حدثنا أبو علي
الأهوازي أنشدنا أبو الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد
ابن عرفة نفطويه
* الإلف لا يصبر عن إلفه * أكثر من يوم ويومين *
* وقد صبرنا عنكم جمعة * ما هكذا فعل المحبين *
قال وأنشدنا أيضا أبو الفرج الشنبوذي أنشدنا أبو عبد الله نفطويه (3)
* وكم ظفرت (4) بمن أهوى فيمنعني * منه الحياء وخوف الله والحذر
وكم خلوت (5) بمن أهوى فيقنعني * منه الفكاهة والتحديث والنظر
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم * وليس لي في فساد (6) منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية * لا خير في لذة من بعدها سقر *
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا (7) أبو
منصور (8) بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (9) حدثني القاضي أبو العلاء محمد بن علي ابن
يعقوب أنبأنا أبو الفرج الشنبوذي مات في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وحدثني

(1) بالأصل: السنبوذي، بالسين المهملة، والمثبت عن م، ود، وت وتاريخ بغداد.
(2) راجع الحاشية السابقة.
(3) الأبيات في معجم الأدباء 1 / 265 وأنباء الرواة 1 / 212.
(4) في المصدرين: كم قد خلوت.
(5) في المصدر: كم قد خلوت.
(6) في انباه الرواة: " في حرام " وفي معجم الأدباء: " وفي سواه ".
(7) زيادة عن م، ود، وت.
(8) بالأصل: نصر، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت.
(9) تاريخ بغداد 1 / 272.
6

القاضي أبو القاسم علي بن المحسن قال مات أبو الفرج الشنبوذي يوم الاثنين الثالث عشر
من صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة
5873 محمد بن أحمد بن أزهر
هو محمد بن أحمد بن المثنى يأتي بعد
5874 محمد بن أحمد (1) بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد
أبو عمرو النيسابوري النحوي المعروف بأبي عمرو الصغير
(2) رفيق أبي علي النيسابوري في الرحلة
سمع بدمشق والعراق وغيرها أبا الحسن بن جوصا وأبا العباس بن قتيبة وأبا محمد
ابن سلم المقدسي وأحمد بن عبيد الله الدارمي الأنطاكي والحسين بن عبد الله بن يزيد
القطان الرقي وأبا عروبة الحراني وأبا القاسم البغوي وأبا بكر محمد بن أبي داود
ويحيى بن محمد بن صاعد وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني ومحمد بن هارون
الحافظ الرازيين وأبا بكر بن خزيمة وعبد الله بن محمد بن شيرويه وجماعة سواهم
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال
محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النحوي أبو (3) عمرو الصغير ولقد كان
كبيرا في العلوم والعدالة وإنما لقب بالصغير لأنهما كانا أبوي عمرو لا يزايلان مجلس أبي
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو أصغرهما فكان أبو بكر يقول أبو عمرو الصغير فيثني
عليه ولقد أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ببغداد حدثنا محمد بن
العباس الكابلي قال قلت لأحمد بن حنبل كتبت عن إبراهيم بن موسى الصغير فقال لا
تقل الصغير هو الكبير
سمع بنيسابور عبد الله بن شيرويه وأقرانه قبل أبي بكر ثم كتب عن أبي بكر وأقرانه

(1) " بن أحمد " كررت اللفظتان في الأصل، والمثبت يوافق ما جاء في م، ود، وت.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 277 وأنباء الرواة 3 / 54 والوافي بالوفيات 2 / 31 وسير أعلام النبلاء 16 / 49.
(3) بالأصل: " أبا عمرو " والمثبت عن م، وت، ود.
7

إلى ستة عشر وثلاثمائة ثم رحل به أبو علي الحافظ إلى العراق فسمع وسمع بالجزيرة
وبالشام وتوفي يوم الثلاثاء الخامس من جمادى الأولى سنة ثنتين وخمسين وثلاثمائة وهو
ابن ثلاث وستين سنة
5875 محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس (1) بن إسماعيل
أبو الحسين البغدادي الواعظ الصوفي المعروف بابن سمعون (2)
سمع بدمشق أحمد بن سليمان بن زبان الكندي ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة
وروى عنهما وعن أبي بكر بن أبي داود وأبي عبد الله بن مخلد العطار وأبي الحسن علي
بن أحمد بن الهيثم وأحمد بن عثمان السمسار وأبي بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن
يزيد وأبي بكر محمد بن يونس المقرئ وأبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم
المخرمي وعمر بن الحسن الأشناني وأبي الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري
البزاز وأبي عمرو بن السماك وجعفر الخلدي وأبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد
العبدي وأبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز
روى عنه أبو طالب العشاري وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو الحسين بن
الآبنوسي وأبو الحسن علي بن طلحة بن محمد المقرئ وعلي بن الحسن بن محمد
الدقاق
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا أبو
الحسين بن سمعون
ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد
ابن محمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو الحسين بن سمعون أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان الكندي
بدمشق حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن المقدام بن شريح بن
هانئ عن أبيه قال قالت عائشة من حدثك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بال قائما فلا تصدقه ما بال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائما منذ أنزل عليه الفرقان [10709]

(1) في الوافي بالوفيات: عبيس بالعين المهملة المضمومة والباء الموحدة والياء المثناة من تحت والسين المهملة على
وزن فليس.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 274 والاكمال لابن ماكولا 4 / 362 والمنتظم 7 / 198 وصفة الصفوة 2 / 266 وفيات
الأعيان 4 / 304 سير أعلام النبلاء 16 / 505 والوافي بالوفيات 2 / 51.
8

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى
ابن إبراهيم المزكي أنبأنا أبو (1) عبد الرحمن السلمي قال (2) محمد بن أحمد بن سمعون
كنيته أبو الحسين من مشايخ البغداديين له لسان عال في هذه العلوم لا ينتمي إلى أستاذ
وهو لسان الوقت والمرجوع إليه في آداب المعاملات يرجع إلى فنون من العلم القراءات
وعلم الظاهر يذهب إلى أشد المذاهب وهو إمام المتكلمين على هذا اللسان في الوقت
لقيته وشاهدته مات سبع وثمانين وثلاثمائة
وذكر أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية أيضا فقال أبو الحسين محمد بن
أحمد بن سمعون الذي هو لسان الوقت والمعبر عن الأحوال بألطف بيان مع ما يرجع إليه
من صحة الاعتقاد وصحبة الفقراء
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن
خيرون قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (3) محمد بن أحمد بن
إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل أبو الحسين الواعظ المعروف بابن سمعون كان واحد دهره وفريد (4) عصره في
الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان الوعظ دون الناس حكمه (5) وجمعوا
كلامه وحدث عن عبد الله بن أبي داود السجستاني وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي
ومحمد بن مخلد الدوري ومحمد بن جعفر المطيري ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة
وأحمد بن سليمان بن زبان (6) الدمشقيين وعمر بن الحسن الشيباني حدثنا عنه حمزة بن
محمد بن طاهر الدقاق والقاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي والحسن بن محمد
الخلال وأبو بكر الطاهري وعبد العزيز بن علي الأزجي وغيرهم وكان بعض شيوخنا إذا
حدث عنه قال حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (7) أما سمعون بسين

(1) كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 16 / 506.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 274.
(4) بالأصل، ود، وم، وت: وفرد، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: حكمته.
(6) في تاريخ بغداد: زيان، تصحيف.
(7) الاكمال لابن ماكولا 4 / 362.
9

مهملة فهو أبو الحسين محمد بن أحمد بن العباس (1) بن إسماعيل (2) كسر فقيل سمعون
سمع أبا بكر بن أبي داود وأحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي وغيرهما وكان من الأعيان
لم ير مثله جودة لسان وسرعة خاطر وملاحة إشارة
أخبرنا أبو القاسم الحسيني وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (3) أبو منصور
ابن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) حدثنا الحسن بن أبي طالب قال سمعت أبا الحسين
ابن سمعون يقول ولدت في سنة ثلاثمائة
قال الخطيب (5) قال عبد العزيز ذكر لنا أن ابن سمعون أن جده إسماعيل كسر اسمه
فقيل سمعون قال الخطيب أخبرني الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ قال سمعت
أبا الفضل التميمي يقول سمعت أبا بكر الأصبهاني وكان خادم الشبلي قال كنت بين
يدي الشبلي في الجامع يوم جمعة فدخل أبو الحسين بن سمعون وهو صبي وعلى رأسه
قلنسوة بشفاشك مطلس بفوطة فجار علينا وما سلم فنظر الشبلي إلى ظهره وقال يا أبا بكر
تدري أيش لله في هذا الفتى من الذخائر
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد
حدثنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني حدثني أبو محمد السني (6) البغدادي صاحب ابن
سمعون قال (7)
كان ابن سمعون في أول عمره (8) ينسخ بأجرة ويعود بأجرة نسخه على نفسه وعلى
أمه وكان كثير البر لها فجلس يوما ينسخ وهي جالسة بقربه فقال لها أحب أن أحج قالت
له يا ولدي كيف يمكنك الحج وما معك نفقة ولا لي ما أنفقه إنما عيشنا من أجرة هذا
النسخ وغلب عليها النوم فنامت وانتبهت بعد ساعة وقالت يا ولدي حج فقال لها

(1) كذا بالأصول واصل ابن ماكولا.
(2) زيد بعدها بالاكمال، وقد استدرك فيه بين معكوفتين: بن عنبس بن إسماعيل الواعظ المعروف بابن سمعون، وقال
الأزجي قال لي ابن سمعون إسماعيل جدي كسر اسمه فقيل سمعون.
(3) زيادة عن م، ود، وت، للايضاح.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 275.
(5) تاريخ بغداد 1 / 277.
(6) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت، والمثبت عن سير الاعلام.
(7) الخبر في تبيين كذب المفتري ص 202 وسير أعلام النبلاء 16 / 506.
(8) سير الاعلام: أول امره.
10

منعت قبل النوم وأذنت بعده قالت رأيت الساعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول دعيه يحج فإن
الخير له في حجه في الآخرة والأولى ففرح وباع من دفاتره ما له قيمة ودفع إليها من ثمنها
نفقة لها وخرج مع الحجاج وأخذ العرب الحجاج وأخذوه في الجملة
قال ابن سمعون فبقيت عريا (1) ووجدت مع رجل عباءة فكانت علي عدل فقلت له
هب لي هذه العباءة أستر نفسي بها فقال خذها فجعلت نصفها على كتفي ونصفها على
وسطي وكان عليها مكتوب يا رب سلم وبلغ برحمتك يا أرحم الراحمين وكنت إذا غلب
علي الجوع ووجدت قوما يأكلون وقفت أنظر إليهم فيدفعون لي الكسرة فأقتنع بها ذلك
اليوم ووصلت إلى مكة فغسلت العباءة وأحرمت بها وسألت أحد (2) بني شيبة أن
يدخلني البيت وعرفته فقري فأدخلني بعد خروج الناس وغلق الباب فقلت اللهم إنك
بعلمك غني عن إعلامي بحالي اللهم ارزقني معيشة أستغني بها عن سؤال الناس فسمعت
قائلا يقول من ورائي اللهم إنه ما يحسن أن يدعوك اللهم ارزقه عيشا بلا معيشة فالتفت
فلم أر أحدا فقلت هذا الخضر أو أحد الملائكة فأعدت القول فأعاد الدعاء فأعدت
فأعاد ثلاث مرات وعدت إلى بغداد وكان الخليفة قد حرم جارية من جواريه وأراد
إخراجها من الدار فكره ذلك إشفاقا عليها قال أبو محمد بن السني فقال الخليفة اطلبوا
رجلا مستورا يصلح أن يزوج هذه الجارية فقال من حضر وصل ابن سمعون من الحج وهو
يصلح لها فاستصوب الخليفة قوله وتقدم بإحضاره وحضور الشهود فأحضروا وزوج
بالجارية ونقل معها من المال والثياب والجواهر ما يحمل الملوك فكان ابن سمعون يجلس
على الكرسي للوعظ فيقول أيها الناس خرجت حاجا فكان من حالي كذا وكذا ويشرح
حاله جميعها وها أنا اليوم علي من الثياب ما ترون وطيبي ما تعرفون ولو وطئت على
العتبة تألمت من الدلال ونفسي تلك
أخبرنا أبو القاسم الحسني وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (3) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال

(1) في المختصر: " عريان " وفي سير أعلام النبلاء: عريانا.
(2) بالأصل: " إحدى " والمثبت عن م، وت، ود.
(3) زيادة لتقويم السند عن م، ود، وت.
(4) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 275 وسير الاعلام 16 / 507.
11

قلت لأبي الحسين بن سمعون أيها الشيخ إن تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والترك لها
وتلبس أحسن الثياب وتأكل أطيب الطعام فكيف هذا فقال كل ما يصلحك لله فافعله إذا
صلح حالك مع الله يلبس لين الثياب وأكل طيب الطعام فلا يضرك
قال (1) وحدثني الحسن بن محمد الخلال قال قال لي أبو الحسين بن سمعون ما
اسمك فقلت حسن فقال قد أعطاك الله الاسم فسله أن يعطيك المعنى
قال (2) وحدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن المظفر الملاح قال سمعت ابن
سمعون يقول رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو ذر إجازة
وحدثني عنه أبو النجيب الأرموي وقرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن
أحمد حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قال سألت أبا ذر عبد بن
أحمد عن ابن سمعون هل (3) اتهمته بشئ فقال بلغني أنه روى جزءا عن أبي بكر (4) بن
أبي داود وكان فيه وأبو الحسين بن سمعون وكان رجل آخر سواه لأنه كان صبيا ما كانوا
يكنونه في ذلك الوقت فأما سماعه من غير ابن أبي داود فصحيح لا شك فيه قال وكان
القاضي أبو بكر الأشعري وأبو حامد يقبلان يد ابن سمعون إذا جاءاه وكان القاضي يقول
ربما خفي علي من كلامه بعض الشئ لدقته (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسين بن الفراء قالا حدثنا أبو بكر الخطيب
أنبأنا أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد المقرئ قال سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد
ابن سمعون الواعظ يقول كل من لم ينظر بالعلم فيما لله عليه فالعلم حجة عليه ووبال
أخبرنا (6) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو (7) بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سمعت محمد بن أحمد بن سمعون وكان قد سئل عن الرضا الرضا (8)

(1) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 275 وسير أعلام النبلاء 16 / 507.
(2) تاريخ بغداد 1 / 275.
(3) بالأصل: " قال " والمثبت عن م، ود، وت.
(4) في د: بكير، تصحيف.
(5) تبيين كذب المفتري ص 201 وسير الاعلام 16 / 507.
(6) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(7) بالأصل: " أبا " تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت.
(8) بالأصل، ود، وت، وم: " فقال الرضا بالحق " حذفنا " فقال " لا لزوم لها هنا.
12

بالحق والرضا عنه والرضا له فقال الرضا به مدبرا مختارا والرضا عنه قاسما ومعطيا
والرضا له إلها وربا
قال وأنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال حضرت مجلس أبي الحسين (1) بن سمعون
فسأله رجل عن التصوف (2) ما هو قال إن له اسما وحقيقة فعن أيهما تسأل فقال عنهما
جميعا قال أما اسمه فنسيان الدنيا ونسيان أهلها وأما حقيقته فالمداراة مع الخلق
واحتمال الأذى منهم من جهة الحق (3)
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان الصوفي أنبأنا أبو بكر
ابن خلف أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا الحسين بن سمعون ببغداد وسئل
عن هذه الآية " وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر " (4) فتكلم فيه بفصول ثم قال في
آخر كلامه مواعيد الأحبة وإن اختلفت فإنها تؤنس كنا صبيانا ندور على الشط ونقول
* ما طليني وسوفي * وعديني ولا تفي
واتركيني مزملا * (5) أو تجودي فتعطفي *
(6) أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا (7) وأبو (8)
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (9) حدثنا أبو بكر محمد بن محمد الطاهري
قال سمعت أبا الحسين بن سمعون يذكر أنه خرج من مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم) قاصدا بيت
المقدس وحمل في صحبته تمرا صيحانيا فلما وصل إلى بيت المقدس ترك التمر مع غيره
من الطعام في الموضع الذي يأوي إليه ثم (10) طالبته نفسه بأكل الرطب فأقبل عليها
باللائمة وقال من أين لنا في هذا الموضع رطب فلما كان وقت الإفطار عمد إلى التمر

(1) الأصل وت وم ود: الحسن، تصحيف.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 16 / 510.
(3) كتب بعدها في ت: إلى.
(4) سورة الأعراف، الآية: 142.
(5) كذا بالأصل وم وت، وفي سير الاعلام: مولها.
(6) الخبر والشعر في سير أعلام النبلاء 16 / 507 - 508.
(7) بالأصل: أنبأنا، وفي م: أنا، وفي ت ود: " نا " والمثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(8) بالأصل: " أبو " والمثبت " وأبو " بزيادة الواو، عن م ود، وت، لتقويم السند.
(9) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 275.
(10) كلمة " ثم " مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
13

ليأكل منه فوجده رطبا صيحانيا (1) فلم يأكل منه شيئا ثم عاد إليه من الغد عشية فوجده تمرا
على حالته الأولى فأكل أو كما قال
قال الخطيب (2) وسمعت أبا الحسن أحمد بن علي بن الحسن البادا (3) يقول سمعت
أبا الفتح القواس يقول لحقني إضافة وقتا من الزمان فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس
لي وخفين كنت ألبسهما فأصبحت وقد عزمت على بيعهما وكان يوم مجلس أبي الحسين
ابن سمعون فقلت في نفسي أحضر المجلس ثم انصرف فأبيع الخفين والقوس قال
وكان القواس قلما يتخلف عن حضور مجلس ابن سمعون قال أبو الفتح فحضرت
المجلس فلما أردت الانصراف ناداني أبو الحسين يا أبا الفتح لا تبع الخفين ولا تبع
القوس فإن الله سيأتيك برزق من عنده أو كما قال
قال الخطيب (4) وحدثني رئيس الرؤساء شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن
حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف قال حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في
مجلس الوعظ وهو جالس على كرسية يتكلم وكان أبو الفتح القواس جالسا إلى جنب
الكرسي فغشيه الناس ونام فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح
ورفع رأسه فقال له أبو الحسين رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نومك قال نعم قال أبو
الحسين لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج وتنقطع عما كنت فيه أو كما قال
قال (5) وحدثني رئيس الرؤساء أيضا قال حكى لي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي
قال حكى لي دجى مولى الطائع لله قال أمرني الطائع لله بأن أوجه إلى ابن سمعون فأحضره
دار الخلافة ورأيت الطائع على صفة من الغضب وكان يتقى في تلك الحال لأنه كان ذا
حدة فبعثت إلى ابن سمعون وأنا مشغول القلب لأجله فلما حضر أعلمت الطائع حضوره
فجلس (9) مجلسه وأذن له في الدخول فدخل وسلم عليه بالخلافة ثم أخذ في وعظه فأول
ما ابتدأ به أن قال روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذكر خبرا أو أحاديث بعده

(1) التمر الصيحاني، نوع من أنواع التمر بالمدينة، اسود صلب المضغة.
(2) تاريخ بغداد 1 / 275 - 276 والخبر التالي سقط من د.
(3) في تاريخ بغداد: بن البادا.
(4) تاريخ بغداد 1 / 276.
(5) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 276.
(6) بالأصل: جلس، والمثبت عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
14

ثم قال روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وذكر عنه خبرا ولم يزل
يجري في ميدان الوعظ حتى بكى الطائع وسمع شهيقه وابتل منديل بين يديه بدموعه
فأمسك ابن سمعون حينئذ ودفع إلي الطائع درجا فيه طيب وغيره فدفعته إليه فانصرف
وعدت إلى حضرة الطائع فقلت يا مولاي رأيتك على صفة من شدة الغضب على ابن
سمعون ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره فما السبب فقال رفع إلي عنه أنه ينتقص
علي بن أبي طالب فأحببت أن أتيقن ذلك لأقابله عليه إن صح ذلك منه فلما حضر بين يدي
افتتح كلامه بذكر علي بن أبي طالب والصلاة عليه وأعاد وبدأ (1) في ذلك وقد كان له
مندوحة في الرواية عن غيره وترك الابتداء به فعلمت أنه وفق لما تزول به عنه الظنة وتبرأ
ساحته عندي ولعله كوشف بذلك أو كما قال
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا علي بن الحسن بن
محمد الدقاق قال سمعت أبا الحسين بن سمعون وكانوا يقرءون عليه الحديث فرأى رجلا
ينسخ في حال القراءة فقال حضرت لتسمع أو (2) لتنسخ وقال كن كأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
جالس يحدثنا ونسمع حديثه إذا فرغ من القراءة يقول للذي يكتب السماع فلان لينسخ أو
يسمع
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (3) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال توفي أبو الحسين (5) بن
سمعون في ذي القعدة أو ذي الحجة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة الشك من أبي نعيم
قال (6) وأنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال سنة سبع وثمانين فيها توفي أبو الحسين بن
سمعون الواعظ يوم النصف من ذي القعدة وكان ثقة مؤمونا
قال الخطيب وذكر لي غير العتيقي أنه توفي يوم الخميس الرابع عشر من ذي القعدة
ودفن في داره بشارع الغتابيين (7) فلم يزل هناك حتى نقل في يوم الخميس الحادي عشر من

(1) بالأصل وم وت ود: " وابدا " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعدها صح.
(3) زيادة لتقويم السند عن م، ود، وت.
(4) تاريخ بغداد 1 / 277.
(5) بالأصل: الحسن، تصحيف.
(6) القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 1 / 277.
(7) بدون اعجام الأصل وم، وت، وفي م: " العباسن " والمثبت عن تاريخ بغداد، وكتب مصححه بالهامش: " كذا في
الأصل المصور، وفي المخطوط بالعين والمهملة، ولم نقف عليها ".
15

رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة فدفن بباب حرب وقيل لي إن أكفانه لم تكن بليت بعد
5876 محمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي ويقال ابن إسماعيل بن محمد
أبو عبد الله ويقال أبو بكر البرزي المقرئ الصوفي
روى عن أبي سليمان بن زبر
روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السمان وعلي بن الخضر وعبد العزيز
الكتاني (1) وكنوه أبا عبد الله وعلي الحنائي وكناه أبا بكر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن إسماعيل بن علي البرزي المقرئ قراءة عليه حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله
ابن أحمد بن زبر حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز حدثنا عبد الله بن هانئ حدثنا
ضمرة عن ابن شوذب عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) لا يزني الزاني حين يزني هو مؤمن ولا يسرق السارق (2) حين يسرق وهو مؤمن
ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن [10710]
قال لنا أبو محمد بن الأكفاني قال لنا عبد العزيز الكتاني توفي شيخنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد البرزي المقرئ يوم الأحد النصف من المحرم سنة خمس عشرة حدث عن
أبي سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الحافظ وكان ثقة
5877 محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت
أبو الحسن البغدادي المقرئ المعروف بابن شنبوذ (3)
أحد القراء المشهورين
سمع بدمشق الخطاب بن سعد الخير وقرأ بها على أبي الحسن أحمد بن نصر بن شاكر
بحرف عبد الله بن عامر وهارون بن موسى بن شريك الأخفش وبغيرها على أبي بكر

(1) بالأصل: الكناني تصحيف، والتصويب عن م، وت.
(2) زيادة عن المختصر.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 280 والأنساب، والمنتظم 6 / 307 معجم الأدباء 17 / 167 معرفة القراء الكبار 1 / 276 الوافي
بالوفيات 2 / 37 غاية النهاية 2 / 52 سير أعلام النبلاء 15 / 265 وتذكرة الحفاظ 3 / 844 العبر 2 / 213 شذرات الذهب 2 / 311.
16

محمد بن عمران الحريمي وأبي إسحاق بن أحمد بن إسحاق الخزاعي وأبي الحسن إسماعيل
بن عبد الله بن عمر التجيبي وعمر بن عبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاس بمصر
وحدث عن علي بن بشر بن هلال وعمرو بن أحمد بن عمرو بن السرح المصري
ومحمد بن سهل بن حماد التستري وعبد الرحمن بن منصور الحارثي ومحمد بن عبد
الملك الأرسوفي ومحمد بن شعيب بن الحجاج الزبيدي وأبي مسلم الكجي وبشر بن
موسى وإسحاق بن إبراهيم الدبري (1)
قرأ عليه أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل وأبو الحسن علي بن
الحسن (2) بن عثمان بن سعيد الغضائري وأبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي
وروى عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر وعبد الله بن محمد بن الحجاج
الأصبهانيان وأبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الجوري الفقيه النيسابوري وأبو الحسن
أحمد بن الخضر الشافعي وأبو سعيد محمد بن الفضل المقرئ وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن شاذان ومحمد بن إسحاق القطيعي
أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن
محمد بن مسرور ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد (3) محمد بن عبد
الرحمن قالا أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الحوري (4) حدثنا أبو الحسن أحمد
بن محمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ حدثنا خطاب بن سعد الدمشقي بدمشق حدثنا
أبو عمرو عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد الحمصي حدثنا العطاف بن خالد عن نافع عن
ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو أن الله أذن لأهل الجنة بالتجارة لتبايعوا بينهم العطر
والبز [10711]
قال ابن عساكر (5) كذا قال الحوري وأخطأ في تسمية ابن شنبوذ فقلب اسمه
واسم أبيه والصواب

(1) بالأصل: الديري، تصحيف، والتصويب عن د.
(2) كذا بالأصل وم، وت، ود، وفي معرفة القراء: الحسين.
(3) بالأصل: سعيد، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت.
(4) كذا وردت هنا بالأصل، وم، ود، وت: الحوري، وهو تصحيف وسينبه المصنف إلى ذلك، والصواب
" الجوري " ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 340.
(5) زيادة منا للايضاح.
17

ما أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي حدثنا أبو
حفص ابن (1) شاهين إملاء حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب المعروف بابن شنبوذ حدثني
محمد بن رزيق المديني حدثنا الهيثم بن حبيب الخراساني حدثنا عكرمة بن إبراهيم عن
عبد الملك بن عمير عن محمد بن المستنير عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة قال
الصلاة في جوف الليل قال فأي الصيام أفضل بعد رمضان قال شهر الله الذي تدعونه
المحرم [10712]
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المقرئ أبو عبد الله بن شنبوذ ويقال أبو
الحسن البغدادي سمع ببغداد والشام الكثير عن الطبقة الثالثة مثل أبي يحيى العطار
ومحمد بن عوف الحمصي وعلي بن حرب والحسن بن عرفة وأقرانهم وهو أحد أئمة
القراء ورد نيسابور سنة خمس وتسعين ومائتين فأقام بها مدة ثم خرج إلى مرو وكتب
عن المراوزة وغيرهم ثم انصرف إلى نيسابور وانصرف إلى بغداد وامتحن بها ثم مات
بها وإليه كان ينتمي شيخنا أبو بكر بن عبدش والصحيح أن ابن شنبوذ أبو الحسن
قال أنبأنا عمر الزاهد الأنماطي قرأ عليه وقال قال لنا أبو الحسن بن شنبوذ أنبأنا أبو
علي المقرئ وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه قال قال لنا أبو نعيم الحافظ (2) محمد
ابن أحمد بن أيوب بن الصلت المقرئ أبو الحسن بن شنبوذ البغدادي قدم أصبهان سنة
ثلاث وثلاثمائة وقال أبو العباس بن محمود حدثنا سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (3) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (4) محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت أبو الحسن
المقرئ المعروف بابن شنبوذ حدث عن أبي مسلم الكجي وبشر بن موسى وعن محمد
ابن الحسين الحنيني (5) وإسحاق بن إبراهيم الدبري (6) وعبد الرحمن بن جابر الكلاعي
الحمصي وعن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر روى عنه أبو بكر بن شاذان ومحمد بن

(1) بالأصل: " أبو " تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) رواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصفهان 2 / 260.
(3) زيادة عن م، وت، للإيضاح.
(4) تاريخ بغداد 1 / 280.
(5) في تاريخ بغداد: الحسيني، تصحيف.
(6) رسمها مضطرب بالأصل وتقرأ: الزبري، والمثبت عن م، وت، وتاريخ بغداد.
18

إسحاق القطيعي وأبو حفص بن شاهين وغيرهم وكان قد تخير لنفسه حروفا من شواذ
القراءات تخالف الإجماع فقرأ بها فصنف أبو بكر بن الأنباري وغيره كتبا في الرد عليه
ح قال (1) وأخبرني إبراهيم بن مخلد فيما أذن لي أن أرويه عنه أنبأنا إسماعيل بن علي
الخطبي (2) في كتاب التاريخ قال واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبوذ يقرئ الناس
ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف مما يروي عن عبد الله بن مسعود وأبي
ابن كعب وغيرهما مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان يتبع
الشواذ فيقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش وأنكره الناس فوجه السلطان فقبض (3)
عليه في يوم السبت لست خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وحمل إلى دار
الوزير محمد بن علي يعني ابن مقلة وأحضر القضاة والفقهاء والقراء وناظره يعني الوزير
بحضرتهم فأقام على ما ذكر عنه ونصره واستنزله الوزير عن ذلك فأبى أن ينزل عنه أو
يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالفه فأنكر ذلك
جميع من حضر المجلس وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع فأمر بتجريده
وإقامته بين الهنبازين (4) وضربه بالدرة على قفاه فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم
يصبر واستغاث وأذعن بالرجوع والتوبة فخلي عنه وأعيدت عليه ثيابه واستتيب وكتب
عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة
قال (5) وحدثني القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال قال لي أبو الفرج
الشنبوذي وغيره مات ابن شنبوذ في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة قال لي غير أبي العلاء
إنه توفي يوم الاثنين لثلاث خلون من صفر
5878 محمد بن أحمد بن بشر أبو سعيد الهمذاني (6)
قدم دمشق وسكن القباب

(1) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 80.
(2) بالأصل: الخطيبي، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
(3) بالأصل وم ود وت: يقبض، والمثبت عن تاريخ بغداد و
(4) رسمها بالأصل: " المعساربى " وم، ود، وت، والمثبت عن تاريخ بغداد، وكتب مصححة بالهامش: " كذا
بالأصل، وفي القاموس: الهنيزة: الأذية ".
(5) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 281.
(6) كذا بالأصل وم وت، وفي د: الهمداني، بالدال المهملة.
19

وحدث بها (1) عن عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الجواليقي ومحمود بن محمد
الواسطي وعبد الله بن محمد بن وهب بن حمران الدينوري وأبي معشر الحسن بن محمد
الدارمي ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأبي يعلى الموصلي وأبي جعفر محمد بن موسى
الحلواني وأبي القاسم البغوي وجعفر بن محمد الفريابي وأبي خليفة الجمحي وأبي
إسحاق إبراهيم بن إسحاق الختلي ومحمد بن خالد الراسبي وزكريا بن يحيى الساجي (2)
روى عنه أبو الحسين الرازي وسمع منه بأنطاكية وابنه تمام بن محمد
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو سعيد محمد بن أحمد بن بشر الهمذاني قراءة عليه سنة أربعين وثلاثمائة
حدثنا عبدان الجواليقي حدثنا زاهر بن نوح حدثنا عبد الله بن جعفر عن سهيل يعني ابن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه [10713]
هذا حديث غريب
قرأت بخط تمام بن محمد خرج الشيخ يعني أبا سعيد هذا إلى الرملة ومات بالرملة
5879 محمد بن أحمد بن بشر أبو العباس القرشي
حدث بصيدا عن أبي خليفة الجمحي
روى عنه أبو الحسين بن جميع
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنبأنا
أبو نصر بن طلاب أنبأنا أبو الحسين بن جميع أنبأنا محمد (3) بن أحمد يعني بن بشر أبا
العباس القرشي بصيدا حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا المازني قال
قال رجل لابنه يا بني اجتنب صحبة ثلاثة واصحب من سواهم اجتنب صحبة
الفاسق فإنه يبيعك بأكلة وشربة والجبان فإنه يسلمك ويسلم والديه والبخيل فإنه يخذلك
أحوج ما تكون إليه

(1) زيادة عن م، وت، ود.
(2) الأصل: الشاحبي، والمثبت عن م، ود، وفي ت: الشاجي.
(3) اللفظة مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود
20

5880 محمد بن أحمد بن بكير بن سعيد أبو بكر التنوخي الخياط (1)
إمام مسجد أبي صالح
حدث عن عبد الوهاب الكلابي وأبي بكر عبد الله بن محمد الحنائي
روى عنه عبد العزيز الكتاني وأثنى عليه هو والحداد ونجا بن أحمد وإسماعيل بن
علي السمان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو بكر محمد بن
بكير (2) بن أحمد التنوخي الشيخ الصالح قراءة أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن
الوليد عن محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا مالك بن أنس حدثنا محمد بن
شهاب الزهري عن أنس
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخل مكة وعلى رأسه المغفر
أخبرناه عاليا أبو محمد المزكي وعبد الكريم بن حمزة وأبو المعالي ثعلب بن
جعفر قالوا أنبأنا أبو القاسم الحنائي حدثنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي لفظا حدثنا
محمد بن خريم فذكره وله عندنا طرق كثيرة كذا نسبه الكتاني وقد قلب نسبه والصواب
محمد بن أحمد بن بكير بن سعد كذلك قرأت نسبه بخط نفسه في كتابه عن عبد الوهاب
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز حدثني نجا بن أحمد العطار قال
توفي أبو بكر محمد بن بكير التنوخي إمام مسجد أبي صالح في المحرم سنة ست وثلاثين
وأربعمائة
قال عبد العزيز حدث عن عبد الوهاب الكلابي بشئ يسير
5881 محمد بن أحمد بن تغلب بن إبراهيم أبو عبد الله التاجر
كان أبوه من أهل آمد وولد هو ببغداد وسمع بها الحديث من أبي القاسم علي بن
أحمد بن محمد بن بيان وأبي علي بن نبهان (3)
وقرأ الأدب على أبي منصور بن الجواليقي

(1) كذا ورد اسمه بالأصل وم وت ود، مقلوبا فيه اسمه وسينبه المصنف إلى هذا الخطأ في آخر الحديث.
(2) في م: شهاب، تصحيف، وفي د، وت فكالأصل
21

وقدم دمشق غير مرة ومضى إلى مصر وكتبت عنه شيئا يسيرا (1)
حدثنا أبو (2) عبد الله بن تغلب الآمدي لفظا بدمشق أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن
أحمد بن محمد بن بيان وأنبأنا أبو القاسم بن بيان حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد
الله بن عبد الله الحرمي إملاء حدثنا أحمد بن سلمان حدثنا الحارث بن محمد بن أبي
أسامة حدثنا يحيى بن هاشم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال وحدثنا أحمد بن سلمان قال وقرئ على عبد الملك بن محمد الرقاشي وأنا أسمع
حدثنا أشهل (3) بن حاتم حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) (4)
قال احتج آدم وموسى فقال موسى أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك
ملائكته أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة قال آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله
برسالته وكلمك تكليما أتلومني على عمل كتبه الله علي قبل أن يخلق السماوات والأرض قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحج آدم موسى عليهما السلام [10715]
5882 محمد بن أحمد بن أبي جحوش أبو جحوش الخريمي (5) المري
خطيب جامع دمشق
سمع الحديث بدمشق وبنيسابور من أبوي حامد أحمد بن عبد الرحمن الجلودي
وأحمد بن محمد بن الشرقي وأبي بكر بن خزيمة وأبي العباس السراج وأحمد بن يحيى
ابن عبد الله الصوفي وأبي عمرو أحمد بن محمد النيسابوري الأزهري ومحمد بن الحسن
ابن قتيبة ومحمد بن يوسف الهروي وأحمد بن أنس بن مالك ومحمد بن يزيد بن عبد
الصمد
روى عنه تمام بن محمد وعبد الوهاب الميداني

(1) لم أجده في مشيخة ابن عساكر.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت عن م، وت، ود، للإيضاح.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 294.
(4) من قوله: قال: وحديثنا... إلى هنا سقط من م، وهو في باقي النسخ.
(5) كذا بالأصل وم الخزيمي، وفي د، وت: " الحريمي " وفي المختصر: " الخريمي " ومثله في الاكمال لابن
ماكولا، وهو ما أثبتناه وقد صوبناها في كل المواضع و
22

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو جحوش محمد بن أحمد بن أبي جحوش الخريمي قراءة عليه حدثنا أبو
حامد أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل الجلودي بنيسابور حدثنا محمد بن عبد الرحمن
شيخ قدم علينا حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان الناس يعودون داود ويظنون أن به مرضا وما به إلا شدة
الخوف من الله عز وجل [10715]
غريب جدا ومحمد بن عبد الرحمن هذا هو ابن غزوان بن أبي قراد (1) الضبي
ضعيف
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي الرضا
أنبأنا تمام بن محمد أخبرني أبو جحوش محمد بن أحمد بن أبي جحوش الخريمي حدثنا
محمد بن إسحاق النيسابوري بنيسابور حدثنا محمد بن أبي صفوان حدثنا سلمة بن
سعيد عن صدقة بن أبي عمران عن علقمة عن زاذان عن البراء قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) زينوا القرآن بأصواتكم [10717]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني
أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنبأنا أبو جحوش محمد بن أحمد الخريمي الخطيب أن
أبا عمرو أحمد بن محمد النيسابوري أخبره حدثنا أبو أحمد (2) قال سمعت أبي يقول كنا
نأتي مالك بن أنس فنجلس في دهليز له وتجئ هاشم فتجلس على منازلها وقريش على
منازلها ثم يجئ فيجلس وتخرج جارية له بمراوح بيدها فيأخذ الناس يتروحون
بالمراوح فيقول الشيخ بالمصراع هكذا فيفتحه فينظر إلى قريش كأن على رؤوسها الطير إذا
خرج
قال أبو أحمد وفيه قال الأول يعني مالكا
* يسل الجواب فما يراجع هيبة * والسائلون نواكس الأذقان
أدب الوقار وعز سلطان التقى * فهو المطاع وليس ذا سلطان *

(1) بالأصل: فردا، وفي ت: فواد، والمثبت عن م ود.
(2) بالأصل: أبو محمد، والمثبت عن م، وت، ود.
23

ذكر عبد الوهاب الميداني فيما وجدته بخطه أنه من أهل العلم والستر وأهل البيوتات
والأقدار وأنه لما خطب كان مقصرا في صلاته وخطبته غير بليغ فيها لأنه مقام عظيم هائل
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال
محمد بن أحمد بن أبي جحوش أبو جحوش الخزيمي الدمشقي كان خطيب الجامع بها
وحدث عن أحمد بن أنس بن مالك ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقيين وعن أبي
بكر بن خزيمة وأبي العباس السراج النيسابوري وأحمد بن محمد بن الأزهر وكان سمع
منهم بنيسابور روى عنه تمام بن محمد الرازي وعبد الوهاب بن الميداني
قرأت على أبي محمد بن حمزة على أبي نصر بن ماكولا قال (1) أما الخريمي بضم
الخاء وبالراء فهو محمد بن أحمد بن أبي جحوش أبو جحوش الخريمي الدمشقي وكان
خطيب الجامع بها حدث عن أحمد بن أنس بن مالك ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد
الدمشقيين وعن أبي بكر بن خزيمة والسراج وغيرهما روى عنه تمام بن محمد الرازي
وعبد الوهاب بن الميداني
5883 محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد (2) بن الحسن بن
مهران بن أبي جميلة أبو العلاء الذهلي الكوفي (3)
نزيل مصر يعرف بالوكيعي
سمع بدمشق هشام بن عمار وإبراهيم بن يعقوب وحدث عنهما وعن أبيه أحمد
بن جعفر الوكيعي وعلي بن الجعد وعلي بن المديني ومحمد بن إبراهيم الأسباطي
وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وأبي خيثمة زهير بن حرب وأحمد بن عمران الأخنسي
وأحمد بن جميل المروزي ومحمد بن الصباح الدولابي وداود بن عمرو الضبي وعبيد بن
جناد (4) الحلبي وعاصم بن علي بن عاصم وأبي إبراهيم إسماعيل بن هود الواسطي
ومحمد بن خالد بن عبد الله الطحان وأحمد بن صالح وهارون بن سعيد ومحمد بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 3 / 243.
(2) " بن محمد " ليس في تهذيب الكمال.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 33 وتهذيب التهذيب 5 / 17 وسير أعلام النبلاء 14 / 138 والنجوم الزاهرة 3 /
181.
(4) رسمها مضطرب بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود.
24

رمح وعيسى بن حماد وأبي طاهر بن السرح والحارث بن مسكين وعمرو بن سواد
وسلمة بن شبيب
روى عنه أبو جعفر الطحاوي (1) وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو أحمد بن عدي
وأبو سعيد بن يونس المصري وابن الأعرابي وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن
حيوية والحسن بن رشيق وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو علي الحسن بن الخضر
السيوطي (2) وأبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي وأبو إسحاق محمد بن القاسم
ابن شعبان (3) القرطبي الفقيه وأبو عيسى أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الجوهري
المصري وأبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر
أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4) حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن
جعفر الكوفي حدثنا هشام بن عمار حدثنا سليمان بن موسى الزهري حدثنا مظاهر بن
أسلم المخزومي المكي حدثنا القاسم بن محمد قال أشهد على عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال للأمة تطليقتان ولها قرء (5) وحيضتان ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره [10718]
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه
أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
ح وحدثنا أبو بكر أنبأنا أبو عمرو بن مندة إجازة عن أبيه أبي (6) عبد الله قال قال لنا ابن يونس
محمد بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن مهران بن أبي جميلة الذهلي يكنى أبا العلاء
ولد بالكوفة سنة أربع ومائتين قدم إلى مصر قديما تاجرا وكان ثقة ثبتا توفي بمصر يوم
الخميس لست بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة وصلى عليه أبو عبيد علي بن الحسين

(1) بالأصل: الطحان، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت. واسمه: أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، راجع
تهذيب الكمال.
(2) كذا بالأصل وم، وت، وتهذيب الكمال وسير الاعلام: الأسيوطي.
(3) في تهذيب الكمال: سيار.
(4) رواه ابن عدي في الكمال في ضعفاء الرجال 6 / 450 ف ياخبرا مظاهر بن مسلم.
(5) القرء: الطهر.
(6) بالأصل: " أبو " والمثبت عن م، ود، وت.
25

القاضي وكان قد عمي قبل وفاته بيسير وما رأيته أنا إلا وهو أعمى وكذا ذكر أبو جعفر
الطحاوي إلا أنه قال لخمس بقين (1)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قراءة عن أبي زكريا البخاري
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
يونس بن محمد أنبأنا أبو زكريا
وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا رشأ بن نظيف قالا
حدثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب الذهلي قال وأبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر
الذهلي الوكيعي مات بمصر سنة ثلاثمائة سمع من محمد بن الصباح الدولابي وعاصم بن
علي
5884 محمد بن أحمد بن جعفر أبو أحمد الحربي
حدث ببيروت عن جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي المعتمر
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا علي بن
محمد الحنائي ح وأنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن حمزة بن
أبي فجة الفارسي قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن البابي حدثنا
أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الرقي قدم علينا سنة ثمان وتسعين
وثلاثمائة حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن جعفر الحربي ببيروت قراءة عليه سنة إحدى
وخمسين وثلاثمائة حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري حدثنا هشام بن عمار
حدثنا صدقة بن خالد حدثنا يحيى بن الحارث الذماري قال سمعت أبا أسماء الرحبي
يحدث عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
قال ابن عساكر (2) كذا رواه موقوفا
26

5885 محمد بن أحمد بن جعفر أبو الحسن اليزدي
سمع بدمشق أبا العباس محمد بن جعفر بن هشام بن ملاس النميري
روى عنه أبو منصور محمد بن جبريل بن ماح (1) الفقيه الهروي
أخبرنا أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي المعدل (2) وأبو عبد
الله محمد بن علي بن محمد الطبيب حفيد العميري (3) بهراة قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد
ابن علي بن محمد العميري أنبأنا أبو منصور بن ماج أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
جعفر اليزدي بنيسابور أنبأنا محمد بن جعفر النميري حدثنا يزيد بن عبد الصمد حدثنا
سلامة بن بشر بن بديل العدوي حدثنا صدقة بن عبد الله السمين عن سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قال ربكم أعددت
لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر [10719]
5886 محمد بن أحمد بن الحسن أبو حاتم السجستاني الحافظ
قدم دمشق سنة سبع وأربعين وثلاثمائة طالب علم وحدث بها عن الحسن بن أحمد
ابن المبارك الطوسي وإبراهيم بن أحمد الأصبهاني
روى عنه تمام بن محمد
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الله بن أحمد بن عمر قالا أنبأنا أبو
الحسن بن صصري أنبأنا تمام بن محمد حدثنا أبو حاتم محمد بن أحمد السجستاني
حدثنا إبراهيم بن أحمد بأصبهان حدثنا علي بن محمد الزياد اباذي حدثنا ربعي بن عليه
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله مرني خر لي فقال ههنا
بيديه نحو الشام فإنكم محشورون رجالا وركبانا وتجرون على وجوهكم [10720]
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
الرازي الحافظ أن أبا حاتم محمد بن أحمد بن محمد (4) بن الحسن السجستاني الحافظ
حدثه بدمشق في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قدم طالب علم حدثنا الحسن بن أحمد بن

(1) تهذيب الكمال 16 / 34.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(1) رسمها غير واضح بالأصل، وفي م، ود، وت: " ماج " والمثبت " ماح " بالمهملة عن تبصير المنتبه 4 / 1244.
(2) مشيخة ابن عساكر 107 / ب.
(3) مشيخة ابن عساكر 202 / ب.
(4) كذا ورد نسبه هنا بالأصل، وم، وت، ود.
27

المبارك الطوسي بتستر حدثنا أحمد بن صالح بن أرسلان الفيومي بمكة حدثنا أبو الفيض
ذو النون بن إبراهيم المصري حدثني يونس يعني ابن زيد حدثني الزهري عن أنس قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة [10721]
5887 محمد بن أحمد بن الحسن أبو الحسين الغزي (1) الكرجي (2)
نزيل بيت المقدس
سمع بدمشق إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي وبأطرابلس أبا الرضا الحسين
ابن عيسى الأنصاري وخيثمة بن سليمان وعبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل
وبغيرها عمرو بن محمد بن عبد ربه بن صدقة الأرسوفي ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق
السراج نزيل القدس وأبا سعيد بن الأعرابي وإبراهيم بن محمد القومسي وأبا جعفر
أحمد بن إسماعيل بن عاصم وإسماعيل بن يعقوب الجراب (3) وأحمد بن بهزاد بن مهران
السيرافي (4) وأبا الليث محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز
ابن ربيعة الجرشي (5) ومحمد بن صالح بن يوسف الصيداوي بصيدا وأبا عبد الله محمد
بن هارون بن عبد الخالق الديبلي وأبا عمرو عثمان بن محمد السمرقندي وأبا نصر محمد
ابن حاتم بن الطيب السمرقندي بمكة وأبا الحسين عثمان بن محمد بن علان البغدادي
الذهبي وأبا القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي الطوسي
روى عنه أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي النحوي وسمع منه ببيت
المقدس سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وانتقى عليه عبد الغني بن سعيد الحافظ
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي أخبرني
أبو الفرج عبيد الله بن محمد النحوي إجازة أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن
الحسن الكرجي قراءة عليه ببيت المقدس في شعبان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة حدثنا

(1) في م، وت: المقرى.
(2) هذه النسبة بفتح الكاف والراء نسبة إلى الكرج بلدة من نواحي الجبل بين أصبهان وهمذان (الأنساب).
(3) الأصل، وم، ود، وت: الحراب، ترجمته في سيرة أعلام النبلاء 15 / 497.
(4) ترجمته في سيرة أعلام النبلاء 15 / 518.
(5) بالأصل وم وت ود: الحرشي، بالحاء المهملة.
28

أبو الليث محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز بن ربيعة
الجرشي بصيدا أنبأنا الحسين بن السميدع الأنطاكي حدثنا محمد بن المبارك الصوري
حدثنا القاسم بن عبد الله العمري عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا رأيتم الحريق فكبروا فإن التكبير
يطفئه [10722]
5888 محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم
أبو بشر الأنطاكي الوراق الحافظ المعروف بالدولابي (1)
من أهل الري
طاف في طلب الحديث وقدم دمشق وسمع بها محمد بن إسماعيل بن علية
القاضي وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن الحسن الجعفي ومحمد بن عبد الرحمن بن
أشعث وبشر بن عبد الوهاب الزاهد ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وسمع ببغداد
والبصرة ومصر وغيرها
وحدث عن محمد بن عبد الله بن يزيد وعبد الرحمن بن الحسن السلمي وموسى بن
عامر المري ومعاوية بن صالح وأحمد بن عبد الواحد بن عبود وأبي حارثة أحمد بن
إبراهيم بن هشام الغساني ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار ومحمد بن منصور
الجواز (2) وإبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمد بن يحيى الصوفي وأحمد بن أبي سريج
الرازي وزياد بن أيوب الطوسي وأحمد وعلي ابن حرب الطائيين ومحمد بن عبد الملك
الدقيقي والربيع بن سليمان المرادي وعبد الله بن عبد الله بن عبد الحكم ويزيد بن سنان
نزيل مصر وسهل بن صالح الأنطاكي ومحمد بن خلف العسقلاني وهارون بن سعيد
الأيلي ويحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير ومحمد بن عوف وأبي عتبة أحمد بن الفرج
الحجازي وأبي عمير عيسى بن محمد وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وإبراهيم بن
مرزوق البصري

(1) ترجمته في الأنساب (الدولابي)، الوافي بالوفيات 2 / 36 والمنتظم 6 / 169 وفيات الأعيان 4 / 352 تذكرة الحفاظ
2 / 759 ميزان الاعتدال 3 / 459 سير أعلام النبلاء 14 / 309 لسان الميزان 5 / 41 شذرات الذهب 2 / 260.
والدولابي بفتح الدال كما صححها السمعاني، نسبة إلى دولاب قرية من قرى الري (الأنساب).
(2) إعجامها ناقص بالأصل، وم، ود، وت، والصواب ما أثبت، راجع سيرة أعلام النبلاء 14 / 309.
29

روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل المهندس ومحمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبو أحمد بن عدي وأبو الحسن
محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري وسليمان بن أحمد الطبراني
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي حدثنا شبابة
حدثنا ورقاء عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
كتب إلى حبر تيماء (1) فسلم عليه
قال وأنبأنا ابن المقرئ حدثنا أبو يعلى ومحمد بن الحسن بن علي بن بحر البري
وأبو عروبة الحراني وأبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي الأنصاري الرازي في
مسجد الحرام قالوا حدثنا بندار حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا سفيان عن صفوان
ابن سليم عن أبي سلمة عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله " أو إثارة من علم " (2) قال
الخط [10723]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله
ابن إبراهيم بن عمر بن الصواف بالفسطاط أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن
الفرج حدثنا محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم الدولابي حدثني أبو بكر بن
أخت حسين الجعفي بدمشق حدثنا أبو أسامة عن أبي عفار الطائي عن أبي تميمة
الهجيمي (3) عن أبي جري (4) جابر بن سليم قال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إياك وإسبال الإزار
فإنها مخيلة وإن الله لا يحب المخيلة [10724]
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو
شعيب المكتب وأبو محمد بن عبد الرحمن قالا أنبأنا الحسن بن رشيق أنبأنا أبو بشر
الدولابي قال وفيها سنة أربع وعشرين ومائتين ولدت

(1) تيماء بليد في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى (معجم البلدان).
(2) سورة الأحقاف، الآية: 4.
(3) رسمها بالأصل مضرب وغير واضحة، والمثبت عن م، ود، وت، وانظر الحاشية التالية.
(4) بالأصل وم وت ود: " حرى " والصواب ما أثبت وضبط راجع ترجمته في أسد الغابة 1 / 303 وجرى بالتصغير،
كما في الإصابة 4 / 32.
30

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
قال وقال ابن عدي وابن حماد متهم فيما يقول يعني في نعيم لصلابته في أهل الرأي (1)
قال وأنبأنا حمزة بن يوسف قال وسألته يعني الدارقطني عن أبي بكر محمد بن
أحمد بن حماد أبي بشر الدولابي الأنصاري بمصر فقال تكلموا فيه ما تبين من أمره إلا
خير (2)
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه
أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال اللفتواني وأنبأنا أبو عمرو إجازة عن أبيه
قال قال لنا أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء محمد بن أحمد بن حماد بن سعد
الدولابي مولى الأنصار الوراق يكنى أبا بشر قدم مصر نحو سنة ستين ومائتين وكان يورق
على شيوخ مصر في ذلك الزمان وحدث بمصر عن شيوخ بغداد والبصرة والشام
ومصر وكان من أهل صنعة الحديث حسن التصنيف وله بالحديث معرفة وكان يضعف
توفي وهو قاصد إلى الحج بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة سنة عشر وثلاثمائة
وبلغني عن أبي بكر المهندس أن أبا بشر توفي بذي الحليفة والله أعلم
5889 محمد بن أحمد بن أبي حماد أبو بكر الإسكندراني
سمع بدمشق هشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وبمصر أبا صالح عبد الله
بن صالح كاتب الليث وسعيد بن الحكم بن أبي مريم وهانئ بن المتوكل الإسكندراني
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله الأنصاري
أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز وخالاي أبو المعالي
محمد وأبو المكارم سلطان ابنا (3) يحيى قالوا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين البزاز الجزري
ح وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا هبة الله بن
سليمان الجزري بآمد قالا حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الأنصاري حدثنا أبو بكر
محمد بن عبد السلام بن الحارث القيرواني وأبو بكر محمد بن أحمد بن أبي حماد

(1) سير أعلام النبلاء 14 / 310.
(2) سير أعلام النبلاء 14 / 310.
(3) بالأصل: " أنبأنا " والمثبت عن م، وت، ود.
31

الإسكندراني الزاهد قالا حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث حدثنا سوار بن
مصعب عن كليب بن وائل عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من صافح أخاه المسلم ليس في صدر أحدهما على صاحبه إحنة لم تتفرق أيديهما حتى
يغفر الله لهما ما مضى من ذنوبهما ومن نظر إلى أخيه المسلم نظرة ليس في قلبه عليه إحنة
وقال ابن أبي العلاء حنة لم يرفع طرفه حتى يغفر الله له ما مضى من ذنبه [10725]
قال أبو صالح قال سوار الإحنة الحقد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ونقلته من خطه حدثنا عبد العزيز الكتاني قال قرأت
على أبي القاسم هبة الله بن سليمان بن داود الجزري حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن
محمد بن عبد الله الأنصاري بالجزيرة حدثنا محمد بن أحمد بن أبي حماد الإسكندراني
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار قالا حدثنا الوليد بن مسلم عن إسماعيل بن
صالح الهاشمي عن أبيه عن صالح عن جده أن نوحا لما هبط عن السفينة اصطنع خيمة
من قصب يعني كاخا (1) من بردي فقال له بنوه إنك قد استقللت (2) من الدنيا فابن لنا
ولك نكون معك فقال إن من يتوقع من الموت ما يتوقع منه فالخيمة فيه كثير
لم يذكره ابن يونس في تاريخ مصر
5890 محمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى
أبو الطيب المروروذي (3) ثم الرسعني (4) الوراق (5)
سكن رأس العين مدينة بالجزيرة
سمع بدمشق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ومحمد بن أحمد بن مطر بن العلاء
الفزاري ومحمد بن عبد الرحمن بن الحسن الجعفي وأبا عمران موسى بن عمران بن

(1) الكوخ والكاخ: بيت مسنم من قصب بلا كوة (القاموس المحيط).
(2) في م وت: " استقللته " وفي د: " استقللت " كالأصل.
(3) المروروذي نسبة إلى مرو الروذ وهي بلدة حسنة مبنية على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا (الأنساب).
(4) الرسعني نسبة إلى رأس العين: بلدة من ديار بكر قاله السمعاني. وعقب ابن الأثير في اللباب على قوله قال:
وليست من ديار بكر وانما هي من ارض الجزيرة، بينها وبين حران يومان. (راجع الأنساب واللباب ومعجم
البلدان).
(5) المغني 2 / 550 والكامل لابن عدي 6 / 297.
32

موسى الطرسوسي وبمصر الربيع بن سليمان وأحمد بن عبد الرحمن بن أخي ابن وهب
ومحمد بن عبد الحكم وبكر بن سهل ويحيى بن عثمان بن صالح وسليمان بن شعيب
الكسائي وعبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ومحمد بن مسعود الجمحي ويحيى بن
بشر القرقساني وسعيد بن محمد بن زريق (1) وجعفر بن محمد بن فضيل وأبا فروة يزيد
بن محمد بن يزيد بن سنان وموسى بن سليمان المنبجي ورزق الله بن موسى وأحمد بن
الخطاب وعمر بن مدرك ومحمد بن يحيى الأزدي وأحمد بن إبراهيم بن فيل والحارث بن
أبي أسامة وأبا الليث يزيد بن جهور الطرسوسي وسوار بن عبد الله العنبري وإبراهيم
بن إسماعيل بن زرارة وأبا قرصافة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن خلف العسقلانيين
وأبا (2) حميد بن سيار الحمصي وأبا يحيى بن أبي مسرة (3) وأبا عتبة أحمد بن الفرج
وعمران بن بكار وإسحاق بن شاهين وأبا هشام الرفاعي وغيرهم
روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن علان (4) وبكير الطرسوسي وأبو أحمد بن
عدي والحاكم أبو أحمد الحافظ ومحمد بن أحمد بن محمد المفيد والحسين بن أيوب
الهاشمي البغدادي
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر وأبو القاسم تمام بن محمد وعبد الوهاب الميداني قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن
عيسى ح قال وأنبأنا تمام أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان قالا أنبأنا أبو
الطيب محمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى الرسعني الوراق حدثنا محمد بن أحمد بن
محمد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء الفزاري بدمشق حدثنا أيوب بن أبي حجر الأيلي
عن بكر بن صدقة الأيلي عن أبيه عن نافع مولى ابن عمر قال سمعت ابن عمر يقول
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطبنا فيقول إذا جاء أحدكم يوم الجمعة فليغتسل
وليتنظف [10726]

(1) في م وت: " زريق " بتقديم الزاي كالأصل.
(3) بالأصل: " وأنبأنا " والمثبت عن م، وت، ود.
(3) بالأصل: ميسرة، والمثبت عن م وت، د.
واسمه عبد الله بن أحمد المكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 632.
(4) ترجمته في سير الاعلام 16 / 20.
33

قال ابن عساكر كذا قال وهو محمد بن أحمد بن مطر
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الوراق الرسعني
كان يسكن رأس العين مدينة من الجزيرة عن الحسن بن أبي أمية الأنطاكي وشعيب بن أيوب
الصريفيني رأيتهم يكذبونه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (1) محمد بن أحمد بن عيسى أبو الطيب الوراق
المروروذي مقيم (2) برأس العين كتبت عنه بها يضع الحديث ويلزق أحاديث قوم لم
يرهم يتفردون بها على قوم يحدث عنهم ليس عندهم وسمعت أبا عروبة يقول لم أر في
الكذابين أسفق (3) وجها منه أو كلاما هذا معناه
قال ابن عدي (4) ولو ذكرت من أحاديثه ما هو منكر ويتهم به ويسويه (5) لطال به
الكتاب وسمعت مشايخ بلده رأس العين (6) وحران يقولون هو الذي حمل سليمان بن المعافى
ابن سليمان وكان قاضي رأس العين على أن روى عن أبيه المعافى ولم يكن قد سمع من
أبيه شيئا وعندي عن ابن عيسى هذا آلاف حديث ولو ذكرت مناكيره لطال به الكتاب
5891 محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد
أبو عبد الله المصري المعروف بالأعدالي
قدم دمشق وسكن مسجد الزيتونة وحدث بها عن أبي عبد الرحمن بكتاب السنن
وعن محمد بن جعفر بن الإمام الدمياطي وأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس
المنجنيقي وأبي الطيب أحمد بن عبيد الله بن يحيى الدارمي وبكر بن سهل الدمياطي
ومحمد بن نصر السراج

(1) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدى 6 / 279.
(2) كذا بالأصل، وم، وت، ود وفي الكامل: يقيم.
(3) كذا بالأصول وابن عدي. وسفق وجهه: لطمة. وفي ميزان الاعتدال: " وأصفق وجها منه " وهو أوجه.
(4) الكامل لابن عدي 6 / 299.
(5) كذا رسمها بالأصل، وم، وت، ود، وليست في الكامل لابن عدي.
(6) من قوله: " وحران... إلى هنا سقط من م.
34

روى عنه تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر وعبد
الرحمن بن عمر بن نصر وأبو أحمد عبيد الله بن بكر الطبراني وأبو قابوس أحمد بن لبيب
ابن عبد المنعم البزاز
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد بن يزيد المصري الأعدالي قراءة عليه في
آخرين قالوا أنبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قراءة عليه حدثنا يوسف بن
واضح حدثنا قدامة بن شهاب الماري عن برد بن سنان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر
ابن عبد الله أن جبريل أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فعلمه مواقيت الصلاة [10727]
وذكر الحديث قال تمام حدث به ابن جوصا عن أبي عبد الرحمن
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني حدثني أبو الحسين عبد
الوهاب بن جعفر الميداني قال وفي يوم الثلاثاء لثمان عشرة ليلة مضت من جمادى الآخرة
من تسع وأربعين وثلاثمائة توفي أبو عبد الله محمد بن خالد بن يزيد الأعدالي المصري بمدينة
دمشق
قال عبد العزيز حدث عن أحمد بن شعيب النسائي بالسنن وغير ذلك حدثنا عنه عبد
الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وتمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر لم أسمع
فيه شيئا وذكر الميداني أنه دفن بباب الفراديس وكان قد نيف على السبعين سنة
5892 محمد بن أحمد بن خلف
هو محمد بن أحمد بن محمد بن خلف بن أبي المعتمر يأتي بعد
5893 محمد بن أحمد بن أبي خنيش
هو محمد بن أحمد بن محمد بن أبي خنيش يأتي بعد
آخر الجزء الثالث والتسعين بعد الخمسمائة من الفرع (1)

(1) من قوله: آخر الجزء إلى هنا، ليس في م ود، وهو مثبت في ت.
35

5894 محمد بن أحمد بن داود بن سيار بن أبي عتاب (1)
أبو بكر البغدادي المؤدب (2)
قدم دمشق وسمع بها هشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وعباس بن الوليد بن
صبح الخلال وحدث بها عن يحيى بن إبراهيم بن أبي عبيدة المسعودي وأبي المعتمر عمار
بن زريق ومحمد بن حسان الواسطي الأزرق ويحيى ابن المفضل الخرقي وأبي كامل
فضيل بن حسين وسلمة بن شبيب وحاتم بن بكر بن غيلان ونصر بن علي الجهضمي
ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن
مسكين اليمامي وغيرهم
روى عنه أبو عبد الله بن مروان وأبو علي بن شعيب ومحمد بن مخلد الدوري
وسليمان بن أحمد الطبراني ومحمد بن معمر الذهلي الأصبهاني وأبو بكر أحمد بن محمد
ابن السري الكوفي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا (3)
وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن
معمر الذهلي حدثنا محمد بن أحمد بن داود المؤدب البغدادي حدثنا محمد بن يحيى بن
فياض الزماني حدثني أبي يحيى بن فياض حدثنا سفيان حدثني جابر عن ابن سابط عن
عائشة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) (5) أرسل عائشة إلى امرأة فقالت ما رأيت طائلا فقال لقد رأيت خالا
بخدها اقشعرت منه ذوائبك فقلت ما دونك سر ومن يستطيع أن يكتمك [10728]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا الحسن بن أحمد السلمي أنبأنا أبو الحسن
ابن السمسار أنبأنا أبو عبد الله بن مروان حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عتاب البغدادي
قدم علينا حدثنا يحيى بن إبراهيم بن أبي عبيدة بن معن المسعودي حدثنا أبي عن أبيه عن
جده عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله بن مسعود
يحك المعوذتين من مصاحفه يقول إنها ليست من كتاب الله

(1) في م: عناب، تصحيف.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 301.
(3) زيادة عن م وت ود، للايضاح.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 301.
(5) في تاريخ بغداد: " أرسلها " بدل " ارسل " عائشة.
36

قال سليمان بن مهران الأعمش وحدثنا عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن
أبي بن كعب قال سألنا عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال قيل (1) لي فقلت [10729]
أخبرنا أبو الحسن زيد بن حمزة بن يزيد (2) الموسوي أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد
الله بن مندوية
ح وأنبأنا أبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن معمر
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن داود المؤدب حدثنا هشام بن عمار حدثنا بقية حدثنا
ابن (3) جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كسا وليا لله ثوبا كساه
الله من خضر الجنة ومن أطعمه على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقاه على ظمأ
سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة [10730]
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو محمد بن طاوس المقرئ وأبو
القاسم بن عبدان قالوا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر حدثنا
أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثنا محمد بن أحمد بن داود بن سيار بن
أبي عتاب البصري بدمشق قدم علينا حدثنا أبو عمرو حاتم بن بكر الضبي حدثنا أبو عباد
محمد بن عباد الهنائي (4) حدثنا مجاعة بن الزبير (5) عن الحسن عن (6) عبد الرحمن بن
سمرة قال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن
أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على
يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير وكفر عن يمينك [10731]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن
خيرون قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (7) محمد بن أحمد بن داود بن سيار بن أبي عتاب أبو
بكر المؤدب سمع يوسف بن واضح البصري ونصر بن علي الجهضمي ومحمد بن يحيى

(1) الأصل: " قفل " وفي م وت: " معل " والمثبت عن د.
(2) كذا بالأصل وم وت، وفي د: الموسى.
(3) في الأصل: أبو " جريج " والمثبت عن م، وت، ود.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 401 وبالأصل وت ود: الهناني، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 169.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن م وت ود.
(7) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 301.
37

ابن فياض الزماني وسلمة بن شبيب النيسابوري روى عنه محمد بن مخلد الدوري
وسليمان بن أحمد الطبراني ومحمد بن معمر أبو مسلم الأصبهاني زاد ابن خيرون وذكره
الدارقطني فقال لا بأس به
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
سألت الدارقطني عن محمد بن أحمد بن داود بن سيار (1) المؤدب فقال بغدادي
5895 محمد بن أحمد بن ذرة القرشي
حدث عن محمد بن الفيض الغساني الدمشقي
روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي
5896 محمد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم (2)
أبو بكر الثقفي مولاهم (3)
أصبهاني رحل وسمع بدمشق والعراق ومصر
وحدث عن أبيه وعمه محمد بن راشد ومحمد بن يعقوب وبن حبيب الغساني ويزيد
بن محمد بن عبد الصمد وموسى بن عامر المري وعبد الرحمن بن عبد الصمد بن شعيب
بن إسحاق الدمشقيين وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن عبد الله بن خالد
المصيصي وعصام بن رواد بن الجراح وأبي مسعود أحمد بن الفرات وأحمد بن إبراهيم
ابن هشام بن ملاس وعبد الرحمن بن الحسن (4) بن عبد الله بن يزيد بن تميم الحوراني
والوليد بن مزيد البيروتي والهيثم بن مروان الدمشقي وعبد الله بن أبي رومان
الإسكندراني والربيع بن سليمان المرادي وأبي السائب سلم بن جنادة ومحمد بن خالد
ابن خداش وعيسى بن شاذان البصري وأبي حاتم الرازي وإبراهيم بن الحسن المقسمي
وغيرهم
روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال وأبو الشيخ وأبو

(1) صحفت هنا بالأصل إلى: بشار.
(2) كذا بالأصل وت ود، وفي م: عبد الرحمن.
(3) ترجمته في ذكر اخبار أصبهان 2 / 243 وتاريخ بغداد 1 / 302 وسير أعلام النبلاء 14 / 404 وتذكرة الحفاظ 3 / 814.
والوافي بالوفيات 3 / 68 وشذرات الذهب 2 / 258.
(4) بالأصل: الحسين، والمثبت عن م، وت، ود.
38

بكر محمد بن جعفر بن يوسف وأبو (1) بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب ومحمد بن
عبيد الله بن المرزبان الواعظ ومحمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبو عبد الله محمد بن أحمد
بن بطة الأصبهانيون وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو الحسين بن المنادي وأبو عبد الله
محمد بن خفيف الصوفي
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
ابن المقدمي حدثنا محمد بن أحمد بن راشد حدثنا يحيى بن حكيم يعني المقوم حدثنا
عبد المجيد بن عبد العزيز حدثنا معمر (2) بن راشد عن الزهري عن أنس قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) المرء مع من أحب [10732]
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن (3) أبي منصور أنبأنا أبو الفتح منصور بن
الحسين بن علي بن القاسم وأبو طاهر بن محمود قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا
محمد بن أحمد بن راشد بن معدان حدثنا أبو السائب سلم (4) بن جنادة حدثنا أبو أسامة
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوجوا النساء فإنهن يأتين
بالمال
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو عبد الله الأصبهاني حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان
الأصبهاني قال سمعت الهيثم بن مروان فذكر الحكاية
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنبأنا
أبو نعيم الحافظ قال (5)
محمد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم مولى لثقيف أبو بكر محدث بن
محدث توفي بكرمان سنة تسع وثلاثمائة (6) كتب بالعراق ومصر كثير الحديث
والتصانيف حدث عنه ابن الباغندي والناس حدثنا عنه القاضي والجماعة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون

(1) في م وت ود: أبا بكر.
(2) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م وت ود.
(3) في د: " عن ".
(4) في م: سالم، تصحيف.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه ذكر اخبار أصبهان 2 / 243.
(6) لفظة " وثلاثمئة " ليست في اخبار أصبهان.
39

قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (1)
محمد بن أحمد بن راشد الأصبهاني قدم بغداد وحدث بها عن يونس بن حبيب
صاحب أبي داود الطيالسي روى عنه أبو الحسين بن المنادي ولم يزد على هذا
5897 محمد بن أحمد بن رزقان (2) أبو بكر المصيصي
حدث بدمشق عن علي بن عاصم وحجاج بن محمد الأعور وأبي غسان مالك بن
إسماعيل النهدي وعبد الله بن علي بن موسى
روى عنه أبو الميمون بن راشد وأبو بكر بن أبي دجانة وأبو علي بن حبيب وأبو
الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال وأبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة (3)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي قراءة عليه
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن رزقان المصيصي بدمشق سنة تسع وستين ومائتين حدثنا
علي بن عاصم عن أبي ريحانة بن مطر عن سفينة مولى النبي (صلى الله عليه وسلم) قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يوضئه
المد من الماء ويغسله الصاع من الجنابة [10733]
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال محمد بن أحمد بن رزقان
أبو بكر (4) المصيصي بكسر الراء حدث عن علي بن عاصم وحجاج بن محمد روى
عنه الحسن بن حبيب وأبو الميمون بن راشد الدمشقيان
قرأت على أبي محمد أيضا عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (5) أما رزقان بكسر
الراء بعدها زاي ساكنة فهو محمد بن أحمد بن رزقان أبو بكر المصيصي حدث عن علي
بن عاصم وحجاج بن محمد روى عنه الحسن بن حبيب وأبو الميمون عبد الرحمن بن
عبد الله بن عمر بن راشد البجلي الدمشقيان

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 302.
(2) رزقان ضبطت بكسر الراء وسكون الزاي عن الاكمال لابن ماكولا.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 331.
(4) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(5) الاكمال لابن ماكولا 4 / 184.
40

5898 محمد بن أحمد بن سعيد أبو عبد الله الواسطي المعروف بابن كساء
سمع بدمشق هشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق ودحيما والقاسم بن عثمان
الجوعي وأحمد بن أبي الحواري ومحمد بن سليمان المصيصي لوينا والعلاء بن سالم
وأبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح وعيسى بن مثرود الغافقي المصري ومحمد بن
الوزير الدمشقي ومحمد بن حرب النشائي وحماد بن إسماعيل بن علية ومحمد بن معمر
البحراني وعمر بن شبة وأبا الطاهر بن السرح (1) وعبد الرحمن بن عبيد الله وعبيد بن
هشام الحلبي وأحمد بن صالح المصري ومحمد بن صدران (2)
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أحمد بن يحيى الفقيه وأبو الشيخ عبد الله
بن محمد بن جعفر بن حيان وأبو الحسين علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي وعبد
الباقي بن قانع وأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي (3) وأبو محمد عبد
الله بن محمد بن عثمان المزني الواسطي المعروف بابن السقا (4) وسليمان بن أحمد
الطبراني وأبو بكر الإسماعيلي وأبو علي الحسن بن هشام بن عمرو ومحمد بن عبد الله
ابن يوسف العماني نزيل بخارى وأبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي
كتب إلي أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود المعدل عنه أنبأنا أبو القاسم عبد
الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني (5) حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد
ابن جعفر حدثني محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي حدثنا هشام بن خالد حدثنا الوليد
بن مسلم حدثني ربيعة بن ربيعة عن نافع بن كيسان عن أبيه كيسان قال سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق [10734]
5899 محمد بن أحمد بن سعيد البيروتي
حكى عنه إبراهيم بن علان

(1) كذا بالأصل وم وت ود: " وأبا الطاهر بن السرح " ولعله تكرار فقد مر: أبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح.
(2) ضبطت بضم الصاد عن الأصل ود.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 73.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 351.
وهو من مزينة مضر، ولم يكن سقاء، بل هو لقب له.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 608.
41

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين إجازة قال سمعت الشريف الفاضل أبا الحسن محمد بن علي بن الحسين بن
الحسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن الحسن (1) بن علي بن
أبي طالب الصوفي السني (2) رحمه الله قال سمعت إبراهيم بن علان يقول سمعت محمد
بن أحمد بن سعيد البيروتي رحمه الله يقول الحكيم بحر من البحور وجسر من
الجسور إن غصت أخرجت اللآلئ وإن عبرت عليه أشرفت على المعالي
5900 محمد بن أحمد بن سعيد بن الفضل أبو بكر البغدادي الكاتب (3)
صاحب شعر مستحسن ونثر في الكتابة حسن
قدم دمشق وكتب عنه أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن صابر السلمي
أنبأنا أبو محمد بن صابر ونقلته من خطه قال سمعت الشيخ الرئيس الأجل أبا بكر
محمد بن أحمد بن سعيد بن الفضل البغدادي الكاتب يقول في استهداء مداد وأقلام وكاغد
محل مولاي الرئيس الأجل السيد أطال الله بقاءه وأدام علاه وحرس عزه وبهاه وكبت
حسدته وأعلاه (4) في نفسي ومكانه من نفننى (5) وأنسي يوجب الانبساط فيما دق وجل
وكثر وقل وإن كان كرمه مستفيضا وفضه طويلا عريضا وكان بيني وبين الوالد صداقة
متأكدة ومودة مستحصدة توجب مثل هذه الحال وأنا استمد من معونته مدادا كلون
الشباب أو سويداء دائم الاكتئاب كأنما كرع في ناظري رشا مذعورا وسويداء قلب غير
مسرور فإن الدواة قد شابت ذوائبها وتبسم قاطبها وضحكت مستديرة وأضاءت
مستنيرة
* أشكو إليك مشيبا لاح بارقه * في فرع رهماء تجري بالأساطير
كانت مفارقها مسكا مضمخة * فما لها بدلت منها بكافور
ومقلة عهدت كحلا مرهها * طول البكاء على بيض الطوامير *

(1) " بن الحسن " كذا كررت بالأصل، وم، وت، ود، وسقطت من الأنساب (الوصي).
راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 77.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، ولعله: " الحسني " راجع سير أعلام النبلاء والأنساب.
(3) ترجمته في الوافي بالوفيات 2 / 110.
(4) الأصل وم: واعداه، وفي ت: واغداه، ولعل ما أثبت عن د، هو الوجه.
(5) كذا رسمها بالأصل وم وت ود.
42

وأقلاما يعلم أظفار الخطوب ويؤذن بدرك المطلوب (1) كالسمهريات (2)
مرقوشة كالحيات تهزأ بالسمر الطوال وتستكن في جريها الأرزاق والآجال
* بها يدرك المرء آماله * ويسمو إلى درجات العلى
تروق العيون بإزهارها * وتخبر عن مضمرات الحشا *
وبياضا مصقولا يتكافأ عرضا وطولا نقيا كعرضه الوافر وقدحه الظافر الفائز يرتاح
القلب بإشراقة ويبتهج عند وجوده ولحاقه
* صحائف لو شئنا لقلنا صفائح * فما منها إلا أغر صقيل *
وإذا تطول بالمقترح أضاف السالف إلى تاليه وعقد إعجازه بهواديه واستخلص ثنائي
وشكري ورأيه في ذلك أعلى إن شاء الله
قال أبو محمد بن صابر وأنشدني له أيضا من قصيدة يمدح بها المعروف بالأفضل أبا
القاسم بن بدر الأرمني المعروف بأمير الجيوش (3)
* أعلى الكثيب عرفت رسم المنزل * وملاعب الظبي الغرير الأكحل
ومجال أفراس ومبرك هجة * عقيل ولدان وموقع مرجل
يا حبذا طلل الجميع وحبذا * دار لعمرة باللوى لم يشكل
إن الألى رحلوا شموس محاسن * وخدت بهم خوص الركاب الذلل
فسقى ديارهم سحاب صيب * يهتز في ريح الصبا والشمأل
يا صاحبي تبصرا من وائل * هل بعد رامة واللوى من منزل
فلقد عهدت بجوة من عامر * هيفاء تهزأ بالغصون الميل
نشوانة اللحظات من خمر الصبى * تفتر عن برد (4) الرضاب السلسل
حكم الظلام لها على بدر الدجى * يا عز مصقول وجيد معزل
ولقد نعمت من الزمان بشاشة * ما بين أقمار الخدور الأفل
فالآن إذ نسج المشيب شبيبتي * وألان عودي للخطوب النزل
أعرضن عني بالخدود وطالما * غادرنني عرضا لمرمى عذل

(1) كلمة رسمها بالأصل: " مغنومة " كذا، وفي ت: " منومة " وفي م: " متومه " وفي د: مموهة.
(2) السمهريات: الرماح الصلبة، واحدها: ال‍.
(3) بعض الأبيات في الوافي بالوفيات 2 / 111.
(4) الأصل: بعض، والمثبت عن م، وت، ود.
43

ولقد حللت حبي الظلام بفتية * مثل الأهلة في ظهور البزل
ركب كحيطان الأراك هديتهم * والليل في غلوائه لم ينجل
لعب الكلال بهم على طول السرى * وطلاهم ملوية بالأرجل
متباريات بالنجاد ودونها * لقم على مجرى الحصا والجندل
فاتت وقد حدر الصباح لثامه * مستبشرات بالمليك الأفضل
ملك يجير على الزمان وصرفه * ويقيم مائل كل خطب معضل
وإذا الوفود تزاحموا بفنائه * برقت أسرة وجهه المتهلل
يعطي الجزيل من النوال تبرعا * وينيل مسؤولا وإن لم يسأل
قد بخل الأنواء جود يمينه * وأعاد حاتم في ملابس جرول
* يا سيد الأمراء جودك قادني * وإليك من أرض العراق ترحلي
فارقت أوطاني وجئت مهاجرا * أسعى لمجد في الأنام مؤثل
وقد التقت حلق البطان وليس لي * عن جود كفك في الورى من معدل *
جرول الحطيئة الشاعر وكان بخيلا
5901 محمد بن أحمد بن سلم (1)
هو محمد بن أحمد بن محمد الضراب يأتي بعد
5902 محمد بن أحمد بن سليمان أبو العباس الهروي الفقيه (2)
سمع بدمشق أبا الحكم الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران وموسى بن عامر
المري ومسلم بن حاتم الأنصاري ومحمد بن حفص بن عمر المقرئ وزيد بن أخرم
الطائي وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن مسكين اليمامي وأبا عمير عيسى بن محمد بن
النحاس
روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن سياه ومحمد بن إسحاق بن أيوب وأحمد بن
بندار الشعار وأبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهانيون وأبو جعفر
محمد بن عمرو العقيلي

(1) كذا بالأصل وت، وفي م ود: سالم.
(2) ترجمته في ذكر اخبار أصبهان 2 / 219.
44

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم
الحافظ (1) حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي
إملاء سنة أربع وثمانين ومائتين حدثنا موسى بن عامر حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن أبي
ذئب عن نافع عن ابن عمر أن رجلا زوج ابنته بكرا (2) فكرهت فرد النبي (صلى الله عليه وسلم)
نكاحه [10735]
قال أبو نعيم (3) محمد بن أحمد بن سليمان أبو العباس الهروي فقيه محدث كثير
المصنفات كتب عنه عامة شيوخنا جعفر بن أحمد بن فارس والوليد بن أبان وإسحاق
وأبو عمرو ابنا ممك خرج من عندنا سنة ست وثمانين ومائتين إلى الجبل ومات بها
كتب إلي أبو سعد محمد بن محمد بن محمد وأبو علي الحسن بن أحمد وأبو
القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني بمرو أنبأنا أبو علي
الحداد قالوا أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر
قال سنة اثنتين (4) وتسعين ومائتين فيها مات أبو العباس محمد بن أحمد بن سليمان الهروي
في رجب ببروجرد (5)
5903 محمد بن أحمد بن سليمان أبو النضر الشر مغولي (6) النسوي
سمع بدمشق أبا الدحداح وأبا محمد عبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة وأبا
بكر محمد بن الحسن بن فيل بأنطاكية
وحدث عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (7) النسوي
روى عنه أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الشر مغولي

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في ذكر اخبار أصبهان 2 / 219.
(2) بالأصل: " بكر " تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود، واخبار أصبهان.
(3) ذكر اخبار أصبهان 2 / 219.
(4) بالأصل: اثنين، والمثبت عن م، وت، ود.
(5) ضبطت بفتح ثم الضم ثم السكون وكسر الجيم وسكون الراء بلدة بين همذان وبين الكرج، بينها وبين همذان
ثمانية عشر فرسخا في (معجم البلدان).
(6) ضبطت بفتح الشين المعجمة وسكون الراء وفتح الميم وضم الغين المعجمة، هذه النسبة إلى شر مغول قرية فيها
قلعة حصينة بنسا، على أربعة فراسخ من نسا (الأنساب).
(7) هذه النسبة إلى رذان، الذال مخففة، قرية من قرى نسا، السمعاني وترجم له (الأنساب: الرذاني).
45

البجلي (1) والقاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة وأبو سعد الخير بن عثمان بن
أحمد الشيرازي
أخبرنا جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال
قرئ على القاضي أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله المالكي بميافارقين
حدثنا أبو النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشر مغولي بنسا في جمادى الآخرة من سنة ست
وثمانين وثلاثمائة أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي بدمشق قراءة
عليه حدثنا أبو عبد الله محمد بن هاشم البعلبكي بدمشق حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن
ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل أنه
سمعه يقول سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي الأعمال أحب إلى الله قال أن تموت ولسانك
رطب من ذكر الله [10736]
سمع أبو مسعود الشر مغولي منه سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وقال حدثنا الشيخ الثقة
الصالح
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني وحدثني أخي أبو الحسين هبة
الله بن الحسن الفقيه رحمه الله عنه أنشدني أبو القاسم لاحق بن محمد التميمي في
آخرين قالوا أنشدنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الحافظ إملاء قال
ودعت أبا النضر الشر مغولي فأنشدني
* شيئان لو بكت الدماء عليهما * عيناي حتى يؤذنا بذهاب
لم يبلغا المعشار من حقيهما * فقد الشباب وفرقة الأحباب *
5904 محمد بن أحمد بن سهل (2) أبو عبد الله البركاني (3) القاضي المالكي
حدث عن محمد بن عبد الله بن المستهل وبندار وابن مثنى ومحمد بن عباد بن

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 62.
(2) بالأصل والمختصر: " سعد " والمثبت عن ت، وم، ود.
(3) ضبطت عن المختصر، وكتب محققه بالهامش - نقلا عن نسخة محققة من الأنساب: " البركاني بفتح أوله وثانيه
مشددا، أحسبه منسوبا إلى بيع البركان، وهو ضرب من الأكسية ".
ولم ترد هذه النسبة في الأنساب ولا في اللباب، راجع التهذيب للأزهري 10 / 442 وفي اللسان (بركن) وتاج
العروس (بتحقيقنا) بركن: نقلا عن الفراء: يقال للكساء الأسود بركان، كذا ضبطت فيهما بالقلم.
وفي: " المركاني " وفي د، وت: " البركاني " بدون اعجام الحرف الأول.
46

آدم وعبد الله بن محمد الزهري وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ومحمد بن
مسكين اليمامي ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان وحوثرة بن محمد المنقري والنضر بن
طاهر ومحمد بن معمر البحراني ويحيى بن حبيب بن عربي وأبي زرعة الرازي ونصر
بن علي الجهضمي وعبد الله بن شبيب وأبي داود السجستاني
روى عنه زكريا بن أحمد القاضي البلخي ومحمد بن خفيف الصوفي وسليمان بن
أحمد الطبراني وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان بن السقا الواسطي وأبو علي بن
أبي الزمزام وأبو القاسم عبد الوهاب بن هلال بن عبد الوهاب البيروتي وعبد الله بن أحمد
ابن ربيعة بن زبر القاضي ومحمد بن سليمان الربعي البندار ويوسف الميانجي وأبو هاشم
المؤدب وأبو بكر بن أبي دجانة وإبراهيم بن محمد بن صالح بن سا (1) وأحمد بن
كامل بن خلف بن شجرة القاضي وحمزة بن محمد الكناني وأبو بكر محمد بن عدي بن
زحر المنقري البصري
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو علي
الحسن بن علي بن أبي الفضل الكفرطابي حدثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر
الفرائضي إملاء حدثنا محمد بن أحمد البركاني القاضي قاضي دمشق حدثنا عبد الله بن
محمد الزهري حدثنا محمد بن جعفر عن عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لو كان الدين بالثريا لناله رجال من أبناء فارس [10737]
أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي أنبأنا أبو المنجا حيدرة بن علي بن محمد بن
إبراهيم الأنطاكي العابر قراءة عليه أنبأنا أبو علي (2) الحسن بن علي بن الحسن بن أبي
الفضل الكفرطابي حدثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي إملاء في المسجد
الجامع بدمشق حدثنا محمد بن أحمد البركاني حدثنا بندار محمد بن بشار حدثنا يحيى
ابن سعيد حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول إذا بدا حاجب
الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب [10738]

(1) كذا ورد بالأصل وم وت ود: " سا " قسم من اللفظة، ثم بعدها بالأصول بياض. لعل الصواب: " سنان " وهو
إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان القرشي الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 534.
(2) زيادة عن د، وت، وم.
47

أخبرناه (1) عاليا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور الخباز أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة أنا وكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر
قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب [10739]
ومن عالي حديثه ما
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي أنبأنا أبو الحسين بن أبي
نصر أنبأنا القاضي أبو بكر الميانجي (2) حدثنا محمد بن علي التوري ببغداد والقاضي
البركاني بالرقة وغيرهما قالوا حدثنا رزق الله بن موسى حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا
مالك عن نافع عن ابن عمر قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل في الصلاة رفع يديه نحو
صدره وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ولا يرفع بعد ذلك [10740]
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني حدثنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن هارون العسكري قال سمعت البركاني
القاضي يقول
الإيمان شجرة والكفر شجرة وكل واحدة أغصان وأغصان الإيمان السنة
وأغصان الكفر البدعة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد إجازة أنبأنا أبو عبد الله بن مروان قال ثم صرف يعني عمر بن الجنيد سنة ست
وثلاثمائة وولي مكانه محمد بن أحمد البركاني فاستخلف أحمد بن عبد الله الحماري فتسلم
من عمر بن الجنيد الديوان لتسع بقين من ذي الحجة سنة ست وثلاثمائة وقدم البركاني فأقام
قاضيا ثم شخص معزولا للنصف من المحرم سنة عشر وثلاثمائة ثم ولي القضاء بعده على
دمشق زكريا بن أحمد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو
سليمان بن زبر قال سنة عشر وثلاثمائة فيها توفي أبو عبد الله محمد بن أحمد البركاني
القاضي بالبصرة عشي يوم الأحد سلخ ذي الحجة

(1) الخبر التالي، سقط من الأصل، واستدرك بين معكوفتين عن م، وت، ود.
(2) بالأصل وم وت: اليانجي، والمثبت عن د.
48

5905 محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل أبو بكر البغدادي الأصباغي (1)
صاحب المواريث
سكن دمشق وحدث بها عن أبي سليمان محمد بن يحيى بن المنذر القزاز (2)
ومحمد بن الحسين بن البستنبان
روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن مسرور وأبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد
السلمي المؤدب (3)
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا
تمام بن محمد حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن
الأصبهاني الجواربي (4) وأبو القاسم محمد بن أحمد بن سهل البغدادي الأصباغي قالا
حدثنا أبو سليمان محمد بن يحيى بن المنذر القزاز بالبصرة حدثنا خالد بن حمزة العطار
حدثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر قال أمك قلت ثم من قال ثم أمك
قلت ثم من قال ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب
فالأقرب
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي وأبو منصور بن خيرون قالوا قال
لنا أبو بكر أحمد بن علي (5)
محمد بن أحمد بن سهل بن عقيل أبو بكر الأصباغي البغدادي صاحب المواريث
سكن دمشق وحدث بها عن محمد بن الحسين بن البستنبان روى عنه أبو الفتح بن
مسرور وقال ما علمت من أمره إلا خيرا
5906 محمد بن أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرملي المعروف بابن النابلسي
حدث عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن شيبان الرملي وسعيد بن هاشم بن مرثد
الطبراني وعمر بن محمد بن سليمان العطار وعثمان بن محمد بن علي بن جعفر الذهبي

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 307.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 418.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 152.
(4) تقرأ بالأصل وت: " الحوارى " والمثبت عن م ود. والجواربي نسبة إلى الجوارب وعلمها. (الأنساب).
(5) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 307.
49

ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأحمد بن ريحان وأبي الفضل العباس بن الوليد القاضي
وأبي عبد الله جعفر بن أحمد بن إدريس القزويني وإسماعيل بن محمد بن محفوظ وأبي
سعيد بن الأعرابي وأبي منصور محمد بن سعد
روى عنه تمام بن محمد وسمع منه بالرملة وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن
الدارقطني وأبو مسلم محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأصبهاني وأبو القاسم علي بن
عمر بن جعفر الحلبي وبشرى بن عبد الله مولى فلفل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة عليه حدثنا أبو محمد الكتاني حدثنا أبو
الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن أحمد بن زياد أنبأنا الشيخ أبو بكر محمد بن
أحمد بن سهل بن نصر النابلسي الشيخ الصالح رحمه الله أنبأنا عمر بن محمد بن سليمان
العطار حدثني أبو بكر أحمد بن سليمان بن عمرو الأنماطي بحلب
حدثنا مخلد بن مالك حدثنا مخلد بن يزيد عن مجاشع بن عمرو عن محمد بن الزبرقان عن مقاتل بن حيان
عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك انهم يزورون الله عز وجل في
كل جمعة فيقول لهم تمنوا علي ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء فيقولون ماذا نتمنى
فيقولون تمنوا عليه كذا وكذا قال فهم يحتاجون إليهم في الجنة كما يحتاجون إليهم في
الدنيا [10741]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني عبد الملك بن
عمر الرزاز ومحمد بن عبد الملك القرشي قالا أنبأنا علي بن عمر الحافظ حدثني أبو
بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشهيد بالرملة حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة
فذكر حديثا
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني حدثني أبو النجيب عبد الغفار
ابن عبد الواحد الأرموي قال قال لنا أبو ذر الهروي أبو بكر النابلسي سجنه بنو عبيد
وصلبوه على السنة وسمعت الدارقطني يذكره ويبكي ويقول كان يقول وهو يسلخ " كان
ذلك في الكتاب مسطورا " (1)

(1) سورة الإسراء: الآية: 58.
50

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني وفيها يعني سنة ثلاث وستين وثلاثمائة توفي العبد
الصالح الزاهد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل بن نصر الرملي المعروف بابن النابلسي
وكان يرى قتال المغاربة وبغضهم أنه واجب وكان قد هرب من الرملة إلى دمشق فقبض عليه
الوالي بها أبو محمود الكتامي صاحب العزيز بن تميم بدمشق وأخذه وحبسه في شهر رمضان
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وجعله في قفص خشب وحمله إلى مصر فلما حصل بمصر
قيل له أنت الذي قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحدا في الروم
فاعترف بذلك وقال قد قلته فأمر أبو تميم بسلخه فسلخ وحشي جلده تبنا وصلب
رحمه الله
سمعت أخي أبا الحسين رحمه الله
يقول سمعت أبا طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني يقول سمعت المبارك بن عبد الجبار ببغداد يقول سمعت محمد بن علي الصوري الحافظ
وكتبه لي بخطه قال سمعت أبا بكر محمد بن علي الأنطاكي يقول سمعت ابن الشعشاع
المصري يقول رأيت أبا بكر بن النابلسي بعدما قتل في المنام وهو في أحسن هيئة فقلت
له ما فعل الله بك فقال
* حباني مالكي بدوام عز * وواعدني بقرب الانتصار
وقربني وأدناني إليه * وقال أنعم بعيش في جوار *
وكان الذي تولى القبض على أبي بكر النابلسي ظالم بن مرهوب العقيلي الذي كان أولا
في جملة أصحاب القرمطي ثم خالفه وصار في جملة المصريين
5907 محمد بن أحمد بن أبي سهل أبو عبد الله المروذي
قدم دمشق وحدث عن أبي الحسن بن الصلت المجبر (1)
روى عنه علي بن الخضر بن سليمان السلمي
5908 محمد بن أحمد بن سلامة بن بشر بن بديل العذري
روى عن جده أبي كلثم سلامة بن بشر ويحيى بن صالح الوحاظي
روى عنه ابنه أبو بكر أحمد بن محمد وقد تقدم حديثه في ترجمة أبيه

(1) هو أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 186.
51

أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو محمد الصوفي أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي كلثم حدثني أبي عن جده أبي كلثم بن سلامة بن بشر
بن بديل حدثنا يزيد بن السمط عن الأوزاعي أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن
ابن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة
فلان (1) [10742]
وهذا مثل حديث قبله
5909 محمد بن أحمد بن سيد حمدويه (2) أبو بكر التميمي (3)
ويقال مولى بني هاشم الزاهد صاحب الكرامات المشهورة
صحب قاسما الجوعي وحدث عنه وعن شعيب بن عمرو الضبعي ومؤمل بن
إهاب وأبي موسى عمران بن موسى الطرسوسي وأبي حبيب محمد بن علي بن عصان
الكوفي وأبي أحمد القاسم بن منصور وعباس بن الوليد بن مزيد ومحمد بن إسماعيل
الصايغ
روى عنه أبو بكر محمد بن محمد بن عمير الجهني وأبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي
دجانة وأبو حفص عمر بن سعيد البري وأبو القاسم بن بحرا وابن يحيى وأحمد بن
عمار وأبو علي بن شعيب وأبو صالح الذي ينسب إليه مسجد أبي صالح وأبو القاسم بن
أبي العقب وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر وأبو هاشم المؤدب
أخبرنا أبو الحسن الفرضي حدثنا عبد العزيز الصوفي أنبأنا تمام بن محمد حدثني
أبو زرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله بن أبي دجانة النصري قالا حدثنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن سيد حمدوية حدثنا قاسم الجوعي حدثنا عبد الله بن نافع عن مالك
عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض
الجنة وإن منبري لعلى حوضي [10743]
وقد مضى عاليا في ترجمة قاسم بن عثمان

(1) من طريق اخر روي في تهذيب الكمال 8 / 236 في اخبار سلامة بن بشر بن بديل العذري. وانظر تخريجه فيه.
(2) صحفت في الوافي بالوفيات إلى: حمدونه.
52

أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا جدي الحسن بن
أحمد أنبأنا أبو الحسن بن السمسار حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة
النصري حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سيد حمدوية حدثنا شعيب بن عمرو حدثنا
سفيان عن عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو
بن سليم عن أبي قتادة يذكره للنبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل
أن يجلس [10744]
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبي أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن
ابن محمد الإسفرايني حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق حدثنا يونس وشعيب بن عمرو
قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان عن عامر بن عبد الله
بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا دخل أحدكم
المسجد فليركع ركعتين من قبل أن يجلس [10745]
أنبأني أبو محمد بن صابر ونقلته من خطه أخبرني عبد الرحمن بن الحنائي قراءة
أنبأنا أبي قراءة عليه حدثنا أبو محمد بن عثمان بن القاسم حدثني أبو حفص عمر بن سعيد
ابن البري عن أبي بكر بن سيد حمدوية المعلم (1) أنه كان يصحب البصري في مغاير في
جبال قاسيون إلى أن توفي البصري ثم صحب قاسم الجوعي إلى أن توفي قاسم ثم عاد
إلى المغائر فأقام إحدى عشرة سنة لا يكلم أحدا فكان يصلي الجمعة قال فلقيه إبليس
لعنه الله يوما فقال له يا غلام ارجع فقد صلينا قال فرفعت رأسي فرأيت الشمس في كبد
السماء فمضيت ولم أكمله ثم لقيني أيضا في غير تلك الصورة فأعاد قوله فلم أكلمه
ثم جئت فلحقت الصلاة
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن سليم
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة حدثنا أبو أحمد عبد الله بن بكر
الطبراني بالأكواخ (2) قال سمعت أبا حفص عمر بن سعيد يقول سمعت المعلم يعني ابن
سيد حمدوية يقول كنت أمشي في اليوم أربعين ميلا وأختم ختمة فلما كان في بعض
الأيام تعبت تعبا شديدا وغلب علي الجوع وضعفت فأتيت في البرية على موضع فيه ماء

(1) كان محمد بن أحمد بن سيد حمدويه يلقب بلمعلم، راجع سير أعلام النبلاء 14 / 112.
(2) الأكواخ: ناحية من اعمال بانياس ثم من اعمال دمشق (معجم البلدان).
53

طيب من عين تنبع فجلست عنده واسترحت وقلت في نفسي لو كان مع الماء شئ من
طعام فآكله ونشرب معه شيئا من هذا الماء فمع هذا الخاطر في نفسي إذا جارية سوداء
واقفة على رأسي فقالت مولاي فقلت ما شأنك فقالت إن لي مولى قد أرسلني إليك
بهدية فقال إن قبله فأنت حرة لوجه الله يا مولاي فما تعتقني فقلت ضعيه مكانه واذهبي
لشأنك قال فبصرت فإذا هو فرنيتان معهما بيض مسلوق قال فتركته بحاله ومضيت لم
أرزأ منه شيئا قال حفص كأنه جزع من سرعة الإجابة
قال وسمعت أبا حفص يقول سمعت المعلم يقول مضت لي أيام لم أشرب فيها
ماء وكنت إذ ذاك في المسجد الجامع في الليل فاحتجت إلى الطهارة فأتيت باب المسجد
لأخرج فوجدته مغلقا فرجعت إلى المقصورة فجلست فيها وأنا عطشان ومحتاج إلى
الطهارة فبكيت وقلت يا سيدي قد علمت حاجتي إلى الطهارة وما يشق علي من تركها
قال فظهرت لي كف من الحائط فيها كوز فقالت خذ فاشرب فقلت الطهارة أغلب
علي فقالت خذ فاشرب وتوضأ قال فأخذت الكوز وخرجت إلى صحن المسجد
فتوضأت للصلاة وفضلت في أسفل الكوز فضلة من ماء فشربتها فأقمت بعد ذلك ثمانين يوما لا أحتاج إلى شرب الماء
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر أخبرني عبد الرحمن بن الحسين بن
الحنائي أنبأنا أبو القاسم حدثنا أبو محمد بن أبي نصر حدثني عمر بن سعيد بن البري
أن أباه كان صديقا لأبي بكر وأنه كان يبيت عنده لا يبيت في دار ابن البري قال فقال
له ليلة تقوم بنا إلى المسجد قال فقلت له هذا ليل قال قم ويحك قال فقمنا إلى
باب الدرب فوجدناه مغلقا فقال افتحه فلم أقدر ففتحه وصرنا إلى درب العقبة فانفتح أو
فتحه وكان هناك كلب فنبح فأخسأه فمات الكلب (1) وصرنا إلى باب المسجد فانفتح
له
قال وحدثنا عمر أن أبا بكر قال خرجت حاجا فصرنا إلى مغار وأصابنا شتاء
فجمعت نارا أصطلي عليها والقوم فإذا برجل قائم فقال لي يا غلام سر فسرت وراءه
وأخذنا المطر حتى انتهينا إلى رابية أو نحو ذلك فقال قد طلع الفجر فصل (2) فصليت به

(1) الوافي بالوفيات 2 / 31.
(2) بالأصل وم وت ود: " فصلي " تصحيف.
54

ثم لاحت برقة على جدار فقال هذه المدينة ادخلها وانتظر أصحابك فدخلت فأقمت
أربعة عشر يوما إلى أن قدم أصحابي
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن
زكريا الطريثيثي ببغداد أنبأنا أبي أبو الحسين أنبأنا أبو سعد الماليني قال سمعت أبا
القاسم عبد الواحد بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي يقول سمعت أبا أحمد عبد الله بن محمد
المفسر يقول
أقام أبا بكر محمد بن سيد حمدويه خمسين سنة ما استند ولا مد رجله بين يدي الله
هيبة له (1)
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا أبو الحسين بن الحنائي أنبأنا أبي
أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر حدثني عمر بن البري ان المعلم بن سيد حمدويه أضاف به قوم فقال لرجل من
أصحابه جئني بشواء ورقاق فقدمه إليهم فقالوا يا أبا بكر ما هذا من طعامنا فقال أيش
طعامكم قالوا البقل فأمر من يجيئهم ببقل فأكلوا وأكل هو الشواء والخبز وقاموا هم
يصلون بالليل ونام المعلم على ظهره وصلى بهم صلاة الغداة وهو على طهارة العتمة وقال
لهم تخرجون بنا نتفرج فخرجوا إلى الحد عشرية (2) عند البريكة فأخذ رداءه فألقاه على
الماء وصلى عليه ودفع إلي الرداء ولم يصبه ماء (3) ثم قال هذا عمل الشواء فأين عمل
البقل
أنبأنا أبو محمد بن صابر وأبو الحسين أحمد بن سلامة قالا أنبأنا ابن الحنائي أنبأنا
أبي حدثنا أبو الفرج بن المعلم يعني محمد بن عبد الله حدثنا عمر بن البري قال
مات بعض تلامذة المعلم بن سيد حمدوية فخرجنا فصلينا عليه ودفناه ورجعنا
فقرأ رجل في المسجد فزعق بعض أصحاب الشيخ فمات فأعجب القارئ بذلك وقال
للشيخ مات الرجل فقال الشيخ إنما مات من القرآن لا منك فقال له المعلم الله حسبي
الله فمات الرجل فقال خذوا في أمرهما واحدة بواحدة (4)

(1) سير أعلام النبلاء 14 / 112.
(2) عنى بالماء هنا نهر بردى، فنهر بردى يمر في هذا الموضع، حيث يمثل الحد عشرية بداية غوطة دمشق الشرقية.
(3) سير أعلام النبلاء 14 / 112.
(4) كذا بالأصل: " واحدة بواحدة " وفي م، ود، وت: واحد بواحد.
55

قال وأنبأنا ابن الحنائي أنبأنا أبي أنبأنا أبو الفرج حدثنا عمر بن البري قال
جاء رجل إلى أستاذنا المعلم ابن سيد حمدويه الدمشقي فقال له يا أبا بكر بلغني
عنك أن الخضر عليه السلام كثير الزيارة لك فإن رأيت أن تريني إياه فلعل الله ينفعني
برؤيته فقال المعلم أفعل ذلك فلما جاء الخضر إلى عند المعلم قال له المعلم ما قال له
الرجل فقال له الخضر قل له يجلس في جامع دمشق عند خزانة الزيت فأنا ألقاه إن شاء
الله ثم جاء الرجل إلى المعلم فأخبره بما قال له الخضر فجاء الرجل فجلس في الجامع
عند خزانة الزيت فلم ير لذلك أثرا ثم جاء إلى ابن سيد حمدويه فقال له يا معلم ما
جاءني الخضر كما وعدتني فقال له المعلم إن الخضر قد جاء إلى عندي وقال لي إنه رآك
جالسا عند خزانة الزيت في الجامع وجلس عندك وسلم عليك فقلت له قم يا هذا إلى
موضع غيره ما وجدت في الجامع موضعا غير هذا تجلس فيه ما كنت بالذي أسلم على
رجل يتكبر على الفقراء فقال الرجل يا معلم قد كان هذا الحديث كله وما أعود إلى مثل
هذا قال المعلم ليس إلى هذا سبيل قيل لعمر بن البري أنت سمعت هذا من المعلم
فقال والله ما قلت عن المعلم إلا ما سمعت منه ورأيته في هذه الحكاية وغيرها
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
سليم حدثنا أبو بكر بن مردة حدثنا (1) أبو أحمد العسال حدثني أبو العباس بن أبي خيرة
قال سمعت أبا حفص يقول تركنا المعلم أغنياء لا نفتقر بعده تركنا فقراء لا نستغني
بعده فسألت أبا حفص عن علم ذلك فقال أغنانا بأخلاقه وآدابه عن غيره وأفقرنا بعده
من وجود مثله
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قال قرئ على جدي أبي محمد وأنا
أسمع عن أبي علي الأهوازي أنبأنا طلحة بن أسد بن المختار الرقي قال سألت أبا الفرج
يعني الموحد بن إسحاق بن البري عن موت المعلم ابن سيد حمدويه فقال توفي سنة
ثلاثمائة وكذا ذكر أبو هشام المؤدب
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو سليمان بن زبر قال وأبو بكر بن سيد حمدويه يوم الأحد قبل الظهر لثماني ليال بقين من

(1) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
56

صفر سنة إحدى وثلاثمائة يعني مات (1)
5910 محمد بن أحمد بن الضحاك بن الفرج
أبو بكر بن العردي الجدلي جديلة قيس
إمام جامع دمشق وابن إمامه
حدث عن هشام بن عمار ومحمد بن رمح
روى عنه أبو علي بن شعيب وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري قراءة عليه
أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثني أبو بكر
محمد بن أحمد بن الضحاك بن الفرج إمام جامع دمشق حدثنا هشام بن عمار حدثنا
حجوة بن مدرك الغساني حدثنا جرير بن حازم الأزدي عن الحسن بن أبي الحسن البصري
عن عبد الرحمن بن سمرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة الحديث (2) [10746]
أخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو
الحسين بن المظفر حدثنا أبو بكر الباغندي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير حدثنا
الحسن حدثنا عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عبد الرحمن بن سمرة لا
تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة أكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت
عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وائت الذي هو
خير [10747]
رواه مسلم عن شيبان (3)
5911 محمد بن أحمد بن طالب أبو الحسن البغدادي (4)
حدث بأطرابلس عن أبي بكر بن الأنباري وأبي بكر بن دريد وأبي القاسم البغوي

(1) سير أعلام النبلاء 14 / 112 وزاد الذهبي: وكان من أبناء الثمانين.
(2) تقدم الحديث قريبا.
(3) صحيح مسلم (211) كتاب الايمان، (3) باب، رقم 1652 (3 / 1273).
(4) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 310 ومعجم الأدباء 6 / 299 الوافي بالوفيات 2 / 47
57

وأبي بكر بن أبي داود وحرمي بن أبي العلاء وإبراهيم بن محمد نفطويه وأبي علي
الحسين بن القاسم الكوكبي وأبي بكر أحمد بن عيسى الوشاء
روى عنه أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسن بن الشام وأبو الحسن عبيد الله
بن القاسم الأطرابلسيان
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (1)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) حدثني محمد بن علي الصوري أنبأنا أبو
الحسن عبيد الله بن القاسم بن زيد بن إسماعيل الهمداني القاضي بأطرابلس حدثنا محمد بن
أحمد بن طالب البغدادي أنشدني أبو علي الأعرابي لنفسه
* كنت دهرا أعلل النفس بالموعد * وأخلوا مستأنسا بالأماني
فمضى الواعدون واقتطعتنا * (3) عن فضول المنى صروف الزمان *
(4) وقالوا قال لنا الخطيب (5)
محمد بن أحمد بن طالب أبو الحسن الإخباري سكن الشام وحدث بطرابلس عن عبد
الله بن محمد البغوي وأبي بكر بن أبي (6) داود وحرمي بن أبي العلاء ومحمد بن
الحسن بن دريد وإبراهيم بن محمد بن عرفة وأبي علي الكوكبي ومحمد بن القاسم بن
الأنباري
روى عنه عبيد الله بن القاسم الأطرابلسي
بلغني أن أبا الحسن بن طالب توفي بعد (7) سنة سبعين وثلاثمائة
5912 محمد بن أحمد بن الطيب أبو بكر النصيبي المقرئ
حكى عن أبي بكر الشلبي
حكى عنه عبد الوهاب بن عبد الله بن الجبان

(1) زيادة عن م وت ود، للايضاح.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 310.
(3) الأصل: " واقطعتنا " والمثبت عن م، ود، وت.
(4) الأصل وم وت ود: " الأماني " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) تاريخ بغداد 1 / 310.
(6) سقطت من الأصل، واستدركت عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
(7) سقطت " بعد " من تاريخ بغداد.
58

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي لفظا قال وجدت في كتاب
جدي لأمي عبد الرحمن بن بكران الدربندي المقرئ أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله
بن عمر المري حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن الطيب النصيبي المقرئ أخو الحكاك
الفقيه قال سمعت الشبلي وقد سأله الحداد تلميذه فقال له يا أستاذ قوله عز وجل " ولهم
ما يدعون " (1) فقال الشبلي فاكهة فقال له الحداد فقد قال قيل ذا " لهم فيها فاكهة
ولهم ما يدعون " قال الشبلي (2) فقد قال قيل ذا " إن أصحاب الجنة اليوم في شغل
فاكهون " (3)
قال وسمعت محمد بن أحمد بن الطيب المقرئ يقول وسئل الشبلي فقيل له أيما
أفضل الفكر أو الذكر فقال الشبلي فكر ثم ذكر
5913 محمد بن أحمد بن الطيب أبو الحسين البغدادي
قدم دمشق وحدث بها عن أبي سعد الحسن بن علي بن أحمد التستري (4) وعبد
السلام بن محمد النقوي (5) الصنعاني
روى عنه أبو الحسن بن طاهر وأبو طاهر بن الحنائي
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم وحدثنا أبو البركات الخضر
ابن شبل الفقيه عنه أنبأنا أبو الحسن علي بن طاهر بن جعفر قالا أنبأنا أبو الحسين محمد
بن أحمد بن الطيب البغدادي قدم علينا قراءة عليه وأنا أسمع حدثنا أبو سعد الحسن بن علي
بن أحمد بن إبراهيم بن بحر التستري وكان ثقيل السمع فقرأ علي من كتابه بالبصرة سنة
إحدى وأربعين وأربع مائة وأنا أسمع حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إدريس بن بحر
التستري إملاء في جامع تستر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة حدثنا أبو سعيد الحسن بن
عثمان حدثنا محمد بن الربيع الأهوازي حدثنا دينار بن عبد الله خادم أنس بن مالك عن

(1) سورة يس، الآية: 57.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، وت، ود.
(3) سورة يس، الآية: 55.
(4) بدون اعجام بالأصل وت ود، والمثبت عن م.
(5) رسمها واعجامها مضطربان بالأصل وت ود، والمثبت عن م وهذه النسبة بفتح النون والقاف بعدها واو، إلى:
" نقو " من قرى صنعاء اليمن، في ظن السمعاني (الأنساب).
59

أنس بن مالك قال كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بستان وأهدي له طائر مشوي فقال اللهم
ائتني بأحب الخلق إليك فجاء علي بن أبي طالب فقلت رسول الله مشغول فرجع ثم جاء
بعد ساعة ودق الباب ورددته مثل ذلك ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا أنس افتح له فطال ما
رددته فقلت يا رسول الله كنت أطمع أن يكون رجلا من الأنصار فدخل علي بن أبي
طالب فأكل معه من الطير فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسليما كثيرا المرء يحب قومه [10748]
5914 محمد بن أحمد بن عبادة أبو سعيد البيروتي
حدث بدمشق عن عبد المؤمن بن المتوكل القاضي البيروتي
كتب عنه بعض أهل دمشق
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد القيسي لفظا وإملاء أنبأنا أبو محمد
ابن الأكفاني وأجازه لنا أبو محمد قال نقلت من كتاب عتيق ما صورته حدثني أبو سعيد
محمد بن أحمد بن عبادة البيروتي بمدينة دمشق حدثني عبد المؤمن بن المتوكل القاضي
بها حدثني أبو عبد الرحمن مكحول حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن
عروة عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال تثور بنو الأصفر بالعرب فتكون بينهم وقعة في
موضع يقال له الرأس واللفيكة فيسفك فيها دما حتى تخوض الخيل في الدماء إلى أرساغها
قال ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا رسول الله أفمن قلة قال لا ولكن أعمال السوء
ولينزع الله تعالى المهابة من صدور أعدائكم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيكونون في أعينهم
كغثاء (1) السيل ويقتحمون الملعونتين قال ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا رسول الله وما
الملعونتان قال أنطاكية وصيدا [10749]
5915 محمد بن أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد
أبو علي بن أبي العباس بن أبي الفضل العذري البيروتي
سمع أبا بكر محمد بن المرجي بيافا
روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان القاضي

(1) الغثاء: كغراب الزبد، والغثاء: البالي من روق الشجر المخالط زبد السيل.
60

5916 محمد بن أحمد بن عبد الله أبو الحسن
قدم دمشق حاجا وحدث عن صالح بن علي النوفلي (1)
روى عنه أبو علي بن أبي الزمزام الفرائضي
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله الدوري أنبأنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي حدثنا أبو
الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الفقيه قدم علينا حاجا حدثنا صالح بن علي النوفلي
حدثنا أبو نعيم الحلبي حدثنا ابن أبي فديك عن عمرو بن كثير عن الحسن قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
من جاءه الموت (2) وهو يطلب العلم يحيي به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا
درجة [10750]
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رحمة الله على خلفائي قالوا ومن خلفاؤك يا رسول الله
قال الذين يحييون سنتي ويعلمونها الناس [10751]
5917 محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الفرج
أبو بكر الأنصاري المعروف بابن عبد الله العطار
شيخ كان في عقله شئ وهو عم أبي جعفر بن عبد الله العطار
حدث عن من لم يسم لنا
كتب عنه أبو الحسين الرازي
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي
البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا عبد الله بن الحسين البستي حدثنا أحمد بن
محمد بن يوسف الهيتي حدثنا محمد بن عبد الله الرازي بدمشق حدثنا أبو بكر محمد بن
أحمد بدمشق قال قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ولدت في ذي القعدة لأربع
عشرة بقيت من سنة ثنتين وثمانين ومائة ولو أدركت الشافعي لاستخرجت من بين جنبيه
علوما جمة ما كان أتمه في كل فن لقد قرأت عليه من أشعار هذيل فما أذكر له قصيدة إلا

(1) بالأصل: " النوفي " وفي م: " النوفا " والمثبت عن د، وت.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن د، وم، وت.
61

أنشدنيها من أولها إلى آخرها على أنه مات وله أربع وخمسون سنة
قال ابن عساكر (1) صوابه عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن السني ولم يزد في
نسب أبي بكر وقد روى الرازي (2) عن هذا عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي
هشام وعن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو السلمي ولست أعرف لواحد منهم
سماعا من ابن عبد الحكم فالله أعلم أيهم هو
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله وذكر باقي نسبه وقال
مات في المحرم سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة
5918 محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير (3) بن عبد الله
بن صالح بن أسامة أبو طاهر الذهلي البغدادي القاضي (4)
نزيل مصر
أحد الثقات المكثرين
ولي قضاء دمشق وبغداد وواسط ومصر واستخلف على قضاء دمشق ابن مروان
وأبا الحسن بن حذلم
روى عن أبي غالب علي بن أحمد بن النضر وأبي بكر محمد بن يحيى بن سليمان
المروزي وإسحاق بن خالويه البابسيري والحسين بن الكميت ومحمد بن عثمان بن أبي
سويد الذراع وأبي مسلم الكجي وأحمد بن يحيى ثعلب وهو آخر من حدث عنه
وموسى بن زكريا التستري وموسى بن هارون الحمال وأبي أحمد محمد بن عبدوس بن
كامل وأبي خليفة الفضل بن الحباب وجعفر بن محمد الفريابي وإبراهيم بن شريك
سمع منه أبو الحسن الدارقطني وقدم دمشق فروى عنه من أهلها تمام بن محمد
وعبد الرحمن بن عمر بن نصر ومن غيرهم عبد الغني بن سعيد الحافظ وأبو العباس

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) تقرأ بالأصل وم وت: الراوي، والمثبت عن د.
(3) بدون اعجام بالأصل، واعجامها ناقص في م وت ود. والمثبت عن تاريخ بغداد وضبطت عن الوافي بالوفيات:
بالباء الموحدة المضمومة والجيم المفتوحة والياء الساكنة.
(4) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 313 وترتيب المدارك 3 / 286 والعبر 2 / 344 والوافي بالوفيات 2 / 45 سير أعلام النبلاء 16 / 204 شذرات الذهب 3 / 60.
62

أحمد بن محمد بن الحاج الإشبيلي وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف وأبو الحسن
محمد بن الحسين المعروف بابن الطفال وهو آخر من حدث عنه وانتقى عليه أبو الحسن
الدارقطني وعبد الغني بن سعيد الحافظان
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد البغدادي القاضي بدمشق حدثنا أبو عثمان محمد بن
عثمان بن أبي سويد الذارع بالبصرة حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن حدثنا عبد الله بن
عون عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في
التشهد التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله [10752]
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم وحدثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن
تمام عنه أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن محمد النيسابوري بمصر أنبأنا القاضي أبو
الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم
الكجي حدثنا أبو عاصم عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
عن ابن عباس عن أبي طلحة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة [10753]
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (1)
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة أبو طاهر
الذهلي سمع أبا شعيب الحراني ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن عبدوس بن
كامل السراح وأحمد بن يحيى ثعلبا وموسى بن هارون الحافظ وجماعة من طبقتهم
وولي القضاء بمدينة المنصور وبالشرقية (2) وحدث ببغداد شيئا يسيرا ونزل مصر وحدث
بها فأكثر وكتب عنه عامة أهلها وسمع منه أبو الحسن الدارقطني وعبد الغني بن سعيد

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 313.
(2) كذا بالأصل ود، وت: " وبالشرقية " وفي تاريخ بغداد: " بالشرقية " بحذف الواو.
63

الحافظان وكان ثقة وآخر من حدث عنه أبو الحسن محمد بن الحسين المعروف بابن
الطفال المصري
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) القاضي أبو الطاهر
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير سمع بشر بن موسى وأبا مسلم الكجي
وأحمد بن يحيى ثعلبا وهو آخر من حدث عنه وخلقا كثيرا وكان ثقة ثبتا كثير السماع
فاضلا سمع منه الدارقطني ومن بعده وهذا ثبت (2) جليل في الحديث والقضاء أخبرني أبو
القاسم بن الحسين بن ميمون الصدفي أنبأنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد قال (3)
قرأت على القاضي أبي الطاهر كتاب العلم ليوسف بن يعقوب لأبي الفضل الوزير
وكان من مذهبه رحمه الله إذا قرئ له الحديث فانتهت القراءة يقرر الحديث فيقول كما
قرئ عليك قلت (4) له لما فرغت من القراءة كما قرئ عليك فقال نعم إلا اللحنة
بعد اللحنة فقلت أيها القاضي سمعت معربا قال لا قلت هذه بهذه وقمت من ليلتي
فجلست عند اليتيم النحوي
أخبرنا أبو القاسم الحسيني وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (5) أبو منصور
ابن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا إبراهيم بن مخلد أنبأنا إسماعيل بن علي
الخطبي قال
صرف الحسين بن عمر بن محمد القاضي عن قضاء مدينة المنصور وولي مكانه أبو
طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير وكان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي
القضاة عمر بن محمد وله تقدم عنده وخاصية ثم ولاه القضاء بواسط فأقام بها مدة طويلة
يلي القضاء بين أهلها إلى أن توفي عمر بن محمد وهو على ذلك وأقام بعده مدة على ولايته
ثم عزله بجكم (7) عند دخوله إلى واسط ونكبه وصار إلى بغداد فأقام في منزله ثم ولي

(1) الاكمال لابن ماكولا 1 / 196 في باب: بجير.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الاكمال: بيت.
(3) سير أعلام النبلاء 16 / 205 - 206.
(4) بالأصل وم وت ود: " فقال "، والمثبت عن سير اعلام.
(5) زيادة عن م، وت، ود. لتقويم السند.
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 313.
(7) بدون اعجام، ود، وم، والمثبت عن ت، وتاريخ بغداد.
64

قضاء المدينة وأعمالها ببغداد ونواحيها وكان حسن السيرة جميل الأمر
قال (1) وأنبأنا علي بن المحسن القاضي أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر قال
واستقضى المتقي لله على مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أبا
طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر وله أبوة في القضاء شديد (2) المذهب متوسط
الفقه على مذهب مالك وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويتناظرون بحضرته وكان
يتوسط بينهم ويكلمهم كلاما سديدا (3) ويجري معهم فيما يجرون فيه على مذهب
محمود (4) وطريقة حسنة ثم صرف أبو طاهر بعد أربعة أشهر من هذه السنة في شوال ثم
استقضى المستكفي أبا طاهر على الشرقية في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة فكانت ولايته
أقل من خمسة أشهر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد قال قال لنا الشيخ
أبو العباس إسماعيل بن عبد الرحمن بن النحاس مات القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن
عبد الله السدوسي البصري يوم الثلاثاء سلخ ذي القعدة سنة سبع وستين وثلاثمائة بمصر (5)
قرأت بخط أبي طاهر مشرف بن علي بن الخضر بن التمار أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن مرزوق المعدل بمصر قال سنة سبع وستين وثلاثمائة توفي القاضي أبو الطاهر
محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة الذهلي يوم
الثلاثاء سلخ ذي القعدة وصلى عليه أبو إسماعيل النرسي وكان مولده سنة تسع وسبعين
ومائتين
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (6) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) حدثني محمد بن علي الصوري قال توفي
أبو الطاهر القاضي سنة سبع وستين وثلاثمائة حدثني بذلك جماعة من شيوخنا المصريين

(1) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 313 - 314 سير أعلام النبلاء 16 / 206.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وتاريخ بغداد، وفي المختصر: سديد المذهب.
(3) بالأصل وم وت ود: " شديدا " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) سقطت اللفظة من الأصل، واستدركت عن د، وم، وت، وتاريخ بغداد.
(5) سير أعلام النبلاء 16 / 209.
(6) زيادة من م، وت ود، لتقويم السند.
(7) تاريخ بغداد 1 / 314.
65

قال ومولده في سنة سبع وستين (1) ومائتين وكان قاضيا بمصر ثم استعفى من القضاء قبل
موته بيسير وبمصر مات وكان فاضلا ذكيا متقنا لما حدث به
5919 محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد
أبو زيد المروزي الفقيه الشافعي الزاهد (2)
قدم دمشق وحدث بها وبغيرها بكتاب الصحيح للبخاري عن محمد بن يوسف
الفربري وعن عمر بن علي بن علك الجوهري وأبي عمرو محمد بن عبد الله بن عمرو
السعدي وأبي بكر المنكدري (3) وإبراهيم بن سنان ومحمد بن عبد الرحمن الدغولي
روى عنه أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ وعبد الوهاب الميداني وأبو الحسن بن
السمسار وأبو القاسم الحسن بن أحمد بن موسى بن السمسار وأبو محمد بن مشاش (4)
وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو الحسين محمد بن الخضر بن عمر الفارض وأبو محمد
عيسى بن محمد بن السمط الشاهد ومن أهل خراسان الحاكم أبو عبد الله وأبو القاسم
عبد الله بن أحمد القفال المروزي وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم أحمد بن محمد
ابن غالب البرقاني وأبو الحسن الدارقطني ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي ومن
أهل العرب أبو الحسن علي بن محمد بن أبي بكر القابسي الفقيه (5) وأبو محمد عبد الله
بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر الأصيلي (6)
أخبرنا جدي أبو المفضل (7) يحيى بن علي القرشي حدثنا عبد العزيز بن أحمد

(1) كذا بالأصل، وت، ود، وم والذي في تاريخ بغداد: " سنة تسع وسبعين ومئتين ".
ونقل الذهبي في سير الاعلام عن ابن زولاق ولادته في تاريخ بغداد في ذي الحجة سنة تسع وسبعين.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 314 والوافي بالوفيات 2 / 71 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2 / 108 تبيين كذب
المفتري ص 188 ووفيات الأعيان 4 / 208 والمنتظم 7 / 112 وسير أعلام النبلاء 16 / 313 والعبر 2 / 360
وشذرات الذهب 3 / 76.
(3) هو أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 532.
(4) كذا رسمها بالأصل، وفي م وت ود: " مشماس " وسيرد قريبا: مشماش.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 158. والقابسي: نسبة إلى قابس مدينة بإفريقية بين القيروان والإسكندرية.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 650 والأصيلي نسبة إلى أصيلا، وهي من بلاد العدوة. (كما في سير الاعلام)
وفي معجم البلدان: أصيل بلد بالأندلس، وفي كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري انها أول مدينة بالعدوة
مما يلي الغرب، وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة. (نقله عنه ياقوت في معجم البلدان).
(7) بالأصل: وم، الفضل والمثبت عن ت ود.
66

الكتاني لفظا أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني وأبو محمد عبد الواحد بن
أحمد بن مشماش الهمداني وأبو الحسن علي بن موسى بن السمسار
ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسين بن أبي الفضل أنبأنا علي بن
موسى بن السمسار قالوا أنبأنا أبو زيد محمد بن أحمد المروزي أنبأنا محمد بن يوسف
الفربري أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (1) حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي
الكوفي أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة والحج (2) وصوم رمضان [10754]
ذكر أبو محمد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي أنه سأل أبا زيد عن مولده فقال ولدت
سنة إحدى وثلاثمائة فقيل له في أي سنة لقيت الفربري قال سنة ثمان عشرة
وثلاثمائة (3)
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال
محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفقيه الزاهد أبو زيد المروزي وكان أحد أئمة
المسلمين ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي وأحسنهم نظرا وأزهدهم في الدنيا قدم
نيسابور غير مرة أولها للتفقه قبل الخروج إلى العراق وبعده لتوجهه إلى غزو الروم
وقدمها الكرة الخامسة متوجها إلى الحج في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وأقام بمكة سبع
سنين ثم انصرف أيضا وحدث بمكة وببغداد بالجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري
عن الفربري وهي أجل الروايات لجلالة أبي زيد سمع بمرو من أصحاب علي بن حجر
وعلي بن خشرم وأكثر عن أبي بكر المنكدري وأقرانهم
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن
خيرون قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (4) محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد أبو زيد

(1) صحيح البخاري (2) كتاب الايمان (2) باب - ح رقم 8 (1 / 9).
(2) سقطت من الأصل وم وت ود، واستدركت عن صحيح البخاري.
(3) سير أعلام النبلاء 16 / 315.
(4) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 314.
67

المروزي الفقيه الشافعي (1) سمع محمد بن عبد الله السعدي وجماعة من أصحاب علي بن
حجر وأكثر عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري وكان أحد أئمة المسلمين
حافظا لمذهب الشافعي حسن النظر مشهورا بالزهد والورع ورد بغداد وحدث بها فسمع
منه وروى عنه أبو الحسن الدارقطني ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي وخرج أبو
زيد إلى مكة فجاور بها وحدث هناك بكتاب صحيح البخاري عن محمد بن يوسف
الفربري وأبو زيد أجل من روى ذلك الكتاب
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
ح وأخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (2) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن
محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال سمعت أبا بكر البزاز (4) يقول عادلت (5) الفقيه
أبا زيد من نيسابور إلى مكة فما أعلم أن الملائكة كتبت عنه خطيئة
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد الفقيه يعني ابن عبدوس بن حاتم الحاتمي النيسابوري
يقول سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول (6) لما عزمت على الرجوع إلى خراسان من مكة
تقسم قلبي بذلك وكنت أقول لما عزمت على الرجوع إلى خراسان من مكة تقسم قلبي بذلك وكنت أقول متى يمكنني هذا والمسافة بعيدة والمشقة لا أحتملها فقد
طعنت في السن فرأيت في المنام كأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاعد في المسجد الحرام وعن يمينه
شاب فقلت يا رسول الله قد عزمت على الرجوع إلى خراسان والمسافة بعيدة فالتفت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الشاب بجنبه فقال يا روح الله تصحبه إلى وطنه قال أبو زيد فأريت أنه
جبريل عليه السلام فانصرفت إلى مرو فلم أحس بشئ من مشقة السفر
هذا أو نحوه فإني لم أرجع إلى المكتوب عندي من لفظ أبي الحسن
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال توفي أبو زيد بمرو يوم الخميس الثالث عشر من

(1) كلمة " الشافعي " ليست في تاريخ بغداد.
(2) زيادة لازمة لتقويم السند عن م وت ود.
(3) تاريخ بغداد 1 / 314 والوافي بالوفيات 2 / 72.
(4) كذا بالأصل، وم، وت، ود: " البزاز " وفي تاريخ بغداد: البزار وفي الوافي بالوفيات: الخباز.
(5) بالأصل: عدلنا، والمثبت عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد وعادل الرجل الرجل إذا ركب معه (راجع تاج العروس
بتحقيقنا: عدل) واللسان (عدل).
(6) ورد مختصرا في الوافي بالوفيات 2 / 72.
68

رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة (1)
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن المالكي وأبو منصور بن خيرون أنبأنا
أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن عبد الله بن نعيم
النيسابوري فذكره (2)
5920 محمد بن أحمد بن عبد الله أبو الفرج الطرسوسي الخواتيمي الإمام
حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الحنائي
حكى عنه علي بن محمد الحنائي وعلي بن الخضر السلمي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن عبد الله
الطرسوسي الخواتيمي قال
ذكر قوم في مسجد سوق اللؤلؤ كنت أصلي معهم عشاء الآخرة قوما في الجامع
يقولون القرآن مخلوق فبت متفكرا فيهم فانتبهت وأنا أقرأ " حم تنزيل من الرحمن
الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا
يسمعون " (3)
5921 محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور
أبو بكر البغدادي الدقاق المعروف بابن الخاضبة (4)
حدث عن أبي جعفر بن المسلمة وأبي بكر الخطيب وأبوي الحسن بن النقور
وابن المهتدي وأبي بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ الخياط وأبي عبد الله محمد بن
علي بن الحسين بن سكينة (5) وأبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري وأبي نصر أحمد
ابن علي الدينوري وسمع منهما ببيت المقدس (6)
واجتاز بدمشق وكتب الحديث الكثير بخط حسن صحيح وكان مفيد بغداد في زمانه

(1) سير أعلام النبلاء 16 / 315 والوافي بالوفيات 2 / 72.
(2) تاريخ بغداد 1 / 314.
(3) سورة فصلت، الآيات من 1 إلى 4.
(4) ترجمته في معجم الأدباء 17 / 226 الوافي بالوفيات 2 / 89 البداية والنهاية (12 الفهارس)، ميزان الاعتدال 3 /
465 تذكرة الحفاظ 4 / 1224 المستفادة من ذيل تاريخ بغداد ص 5، ولسان الميزان 5 / 7 وسير أعلام النبلاء
19 / 109.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 346.
(6) نقله عن ابن عساكر الذهبي في سير اعلام 19 / 113.
69

وكان رجلا صالحا حسن الأخلاق متواضعا سمعت أبا الفضل محمد بن محمد بن
عطاف الفقيه الموصلي ببغداد يحكي عنه أنه كان قد طلع في يد بعض بني الرؤساء ببغداد
إصبع زائدة وأنه تألم منها ليلة واشتد تألمه فدخل عليه أبو بكر بن الخاضبة فشكى إليه ما لقي
منها فمسح عليها وقال ما أمر هذه إلا يسير فلما كانت الليلة الثانية نام وانتبه فوجدها قد
سقطت أو كما قال (1) (2)
5922 محمد بن أحمد بن عبد الخالق أبو زرعة
حدث عن أبي الوليد عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن سميع وأبي إسماعيل
الترمذي
حكى عنه أبو الحسين الرازي
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأنا
تمام بن محمد إجازة حدثني أبي حدثني أبو زرعة محمد بن أحمد بن عبد الخالق
الدمشقي قال سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي يقول سمعت البويطي
يقول وحكاه عن الشافعي أنه كان في مجلس مالك بن أنس وهو غلام فجاء رجل إلى
مالك فاستفتاه فقال إني حلفت بالطلاق الثلاث إن هذا البلبل لا يهدأ من الصياح قال
فقال له مالك قد حنثت فمضى الرجل فالتفت الشافعي إلى بعض أصحاب مالك فقال
إن هذه الفتيا خطأ فأخبر مالك بذلك قال وكان مالك مهيب المجلس لا يجسر أحد أن
يراده وكان ربما جاء صاحب الشرطة فيقف على رأسه إذا جلس في مجلسه قال فقالوا
لمالك إن هذا الغلام الشافعي يزعم أن هذه فتيا إغفال أو خطأ فقال له مالك من أين
قلت هذا فقال له الشافعي أليس أنت الذي رويت لنا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قصة فاطمة ابنة
قيس (3) أنها قالت للنبي (صلى الله عليه وسلم) إن أبا جهم ومعاوية خطباني فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أما أبو جهم فلا
يضع عصاه عن عاتقه (4) [10755]
وإنما أراد الأغلب من ذلك قال فعرف مالك محل

(1) سير أعلام النبلاء 19 / 113 من طريق ابن عساكر.
(2) مات ابن الخاضبة في ثاني ربيع الأول سنة 489 وقد ولد سنة نيف وثلاثين وأربعمئة كما في سير أعلام النبلاء
19 / 110 و 113.
(3) وكانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي وقد طلقها ثلاثا.
(4) لا يضع العصا عن عاتقه: فيه تأويلان مشهوران: أحدهما كثير الاسفار، والثاني انه كثير الضرب للنساء، وهذا
أصح. والعاتق: هو ما بين العنق إلى منكب.
70

الشافعي ومقداره قال الشافعي فلما أردت أن أخرج من المدينة جئت إلى مالك فردعته
فقال لي مالك حين فارقته يا غلام اتق الله ولا تطفئ هذا النور الذي أعطاكه الله بالمعاصي
يعني بالنور العلم وهو قول الله عز وجل " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " (1)
ذكر أبو الحسين الرازي حدثني أبو زرعة محمد بن أحمد بن عبد الخالق الدمشقي
قال سمعت أبا الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع الدمشقي يقول كان المزني (2) رحمه
الله قد شدد على نفسه في حضور الجماعات وكان يخرج إلى الصلاة كيف ما أمكنه وإن
أصابته مشقة شديدة وكان إذا فاتته الصلاة في الجماعة يعيد خمسا وعشرين صلاة
قال وعاتب المزني (3) يوما بعض إخوانه فقال له كنت عليلا فلم تعدني فقال
للمزني كنت ألقاك في الصلاة يعني في المسجد فاقتصر على ذلك ولم أعلم بعلتك
فقال يا هذا متى رأيتني تخلفت عن الصلاة في الجماعة فاشهد جنازتي
5923 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أبو الحسين الملطي المقرئ (4)
سمع بأطرابلس خيثمة بن سليمان وأبا عمير عدي بن عبد الباقي الأذني وبحلب
أحمد بن مسعود الوراق (5) ومحمد بن بركة برداعس (6) وأبا الطيب علي بن محمد بن
أيوب بن حجر بن أبي سليمان الصوري وعبيد بن محمد بن يعقوب الأنصاري بحران وأبا
بكر محمد بن الحسين الخزاعي وأبا محمد عبيد الله بن الحسين الصابوني القاضي بأنطاكية
وأبا بكر محمد بن إسحاق بن فروخ بربض الرافقة وبشر بن سعيد بن قلبويه الرقي
روى عنه أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي وأبو بكر محمد بن داود بن مصحح
العسقلاني وأبو محمد إسماعيل بن رجاء العسقلاني وعبيد الله بن سلمة بن حزم
المكتب (7) وأبو محمد عبد الله بن عمر بن العباس العدني نزيل تنيس

(1) سورة النور، الآية: 40.
(2) بالأصل وت: " المزي " والمثبت عن م ود.
(3) الأصل: المزي، والمثبت عن م، ود، وت.
(4) ترجمته في غاية النهاية 2 / 67 ومعرفة القراء الكبار 1 / 343 رقم 269 وطبقات الشافعية الكبرى 2 / 112 وتاريخ
الاسلام (حوادث سنة 350 - 380) ص 615.
(5) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي تاريخ الاسلام ومعرفة القراء الكبار: الوزان.
(6) بالأصل وم ود وت: " برداعش " وفي الاكمال وتذكرة الحفاظ: " برداغس " ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 81
وفيه برداعس، وبرداعس: لقب.
(7) في م: الكاتب.
71

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو القاسم
عمر بن أحمد بن الواسطي أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي أنبأنا أبو الحسن
خيثمة بن سليمان بن حيدرة حدثنا هلال بن العلاء حدثنا أبي حدثنا إسحاق بن يوسف
الأزرق أنبأنا أبو سنان حدثنا الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة الهلالي قال
وافقنا من على ذات يوم طيب نفس ومزاج فقلنا له يا أمير المؤمنين حدثنا عن
أصحابك قال كل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابي الحديث
قال وأنبأنا نصر أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد الواسطي أنبأنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن عبد الرحمن الملطي حدثني أبو بكر أحمد بن صالح بن محمد الفارسي حدثني
أبو حنيفة جعفر بن بهرام حدثنا حامد بن محمود الهمداني حدثنا إبراهيم بن عبد الله
البصري حدثنا محمد بن حازم عن الضحاك بن مزاحم عن أبي بن كعب قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
إن جبريل أتاني ليلة النصف من شعبان قال قم فصل وارفع رأسك ويديك إلى
السماء قال فقلت يا جبريل ما هذه الليلة قال يا محمد يفتح فيها أبواب السماء
وأبواب الرحمة ثلاثمائة باب فيغفر لجميع من لا يشرك بالله شيئا غير مشاحن أو عاشر (1)
أو مدمن خمر أو مصر على زنى فإن هؤلاء لا يغفر لهم حتى يتوبوا فأما مدمن الخمر فإنه
يترك له باب من أبواب الرحمة مفتوحا حتى يتوب فإذا تاب غفر الله له وأما المشاحن فيترك
له باب من أبواب الرحمة حتى يكلم صاحبه فإذا كلمه غفر له قال النبي (صلى الله عليه وسلم) يا جبريل
فإن لم يكلمه حتى يمضي عنه النصف قال لو مكث إلى أن يتغرغر بها في صدره فهو
مفتوح فإن تاب قبل منه فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى بقيع الغرقد فبينا هو ساجد قال وهو
يقول في سجوده أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك
جل ثناؤك لا أبلغ الثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فنزل جبريل عليه السلام
في ربع الليل فقال يا محمد ارفع رأسك إلى السماء فرفع رأسه فإذا أبواب الرحمة مفتوحة
على كل باب ملك ينادي طوبى لمن تعبد في هذه الليلة وعلى الباب الآخر ملك ينادي
طوبى (2) لمن سجد في هذه الليلة وعلى الباب الثالث ملك ينادي طوبى لمن ركع في هذه

(1) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي المختصر: غاش.
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وبعده صح.
72

الليلة وعلى الباب الرابع
ملك ينادي طوبى لمن دعا ربه هذه الليلة وعلى الباب الخامس ملك ينادي طوبى لمن ناجى ربه في هذه الليلة وعلى الباب السادس ملك ينادي طوبى
للمسلمين في هذه الليلة وعلى الباب السابع ملك ينادي طوبى للموحدين وعلى الباب
الثامن ملك ينادي هل من تائب يتب عليه وعلى الباب التاسع ملك ينادي هل من مستغفر
فيغفر له وعلى الباب العاشر ملك ينادي هل من داعي (1) فيستجاب له ثم إن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال يا جبريل إلى متى أبواب الرحمة مفتوحة قال من أو الليل إلى صلاة الفجر
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيها من العتقاء أكثر من شعور الغنم فيها ترفع أعمال السنة وفيها
تقسم الأرزاق [10756]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني سمعت إسماعيل بن رجاء يقول
كان أبو الحسين الملطي كثير العلم كثير التصنيف في الفقه وكان يتفقه للشافعي
وكان يقول الشعر ويسره ويعجب به (2)
قال وسمعت إسماعيل يقول توفي أبو الحسين الملطي بعسقلان سنة سبع وسبعين
وثلاثمائة
5924 محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بن جرير ويقال
ابن جرير بن عبدوس ويقال ابن عبد القدوس
أبو عبد الملك الربعي التغلبي الصوري المعروف بابن عبدوس
قدم دمشق وحدث بها وبصور عن سليمان بن عبد الرحمن ويعقوب بن كعب
الأنطاكي وموسى بن أيوب النصيبي وزهير بن عباد وعمر بن الوليد وخالد بن يزيد
الإمام وصفوان بن صالح وهشام بن عمار ومهدي بن جعفر الرملي وإبراهيم بن هشام
ابن يحيى بن يحيى الغساني وعمر بن الوليد الصوري (3)
روى عنه أبو عبد الله بن مروان وأبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة وأبو
القاسم علي بن محمد بن طاهر الصوري وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر محمد بن النعمان

(1) كذا بالأصل وم وت ود: داعي، باثبات الياء.
(2) معرفة القراء الكبار 1 / 343 وتاريخ الاسلام (350 - 380). ص 615.
(3) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وقد مر، ولعله تكرار. ولم ينسبه في المرة الأولى.
73

ابن نصير وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليم وسليمان بن أحمد
الطبراني وأبو علي بن حبيب وابن شعيب الأنصاري وأبو عمران موسى بن عبد الرحمن
الصباغ البيروتي الإمام وأبو إسحاق بن محمد بن سنان
أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن أحمد
الطبراني (1) حدثنا محمد بن عبدوس بن جرير الصوري بمدينة صور حدثنا هشام بن عمار
حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا طريف أبو سفيان (2) عن عبد الله بن الحارث عن
أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الله تعالى أخرجوا من النار من كان في قلبه
مثقال حبة شعيرة (3) من إيمان ثم يقول أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من
خردل من إيمان ثم يقول وعزتي (4) لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار كمن لم (5)
يؤمن بي [10757]
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه أنبأنا أبو
نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن عبدوس بن جرير الصوري حدثنا
هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثني يزيد بن أبي مريم عن القاسم أبي عبد
الرحمن عن عقبة بن عامر (6) قال جئت وأصحاب (7) لي حتى حللنا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال
أصحابي ترعى إبلنا حتى ننطلق فنقتبس من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ففعلت ذلك أياما ثم إني
ذكرت في نفسي فقلت لعلي مغبون يسمع أصحابي ما لم أسمع ويعلمون ما لم أتعلم من
نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فحضرت يوما فسمعت رجلا يقول قال النبي (صلى الله عليه وسلم) من توضأ وضوءا كاملا
ثم قام إلى صلاته كان من خطيئته كيوم ولدته أمه [10758]
فعجبت لذلك فقال عمر بن الخطاب فكيف لو سمعت الكلام الأول كنت أشد عجبا
فقلت أردد علي جعلني الله فداك فقال إن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال من مات لا يشرك بالله شيئا

(1) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير 2 / 41.
(2) هو طريف بن شهاب أبو سفيان السعدي، ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 228.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الطبراني: مثقال شعيرة وفي المختصر: مثقال حبة شعير.
(4) في المعجم الصغير: وعزتي وجلالي.
(5) المعجم الصغير: " لا " بدل " لم ".
(6) رواه عساكر من طريق آخر بسنده إلى عقبة بن عامر، في اخبار عقبة بن عامر (راجع تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا
40 / 495) ترجمة رقم 4726 الحديث رقم 8163.
(7) فيما تقدم: جئت في اثني عشر راكبا.
74

فتح الله له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء ولها ثمانية أبواب [10759]
فخرج علينا نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فجلست مستقبله فصرف وجهه عني حتى فعل ذلك ثلاث
مرات فلما كانت الرابعة قلت بأبي وأمي لم تصرف وجهك عني فأقبل إلي فقال
أواحد أحب إليك أو اثنا (1) عشر مرتين أو ثلاثا فلما رأيت ذلك رجعت إلى
أصحابي [10760]
5925 محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن صالح بن سعيد بن الحسن بن علي بن
جعفر بن عبد الله أبو المغيث الأموي مولاهم الصفار
حدث عن عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري القاضي وبكار بن قتيبة وأحمد
بن العلاء بن هلال أخي هلال وأبي سعيد إسماعيل بن حمدوية البيكندي
روى عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب الكلابي
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
أبو الحسن علي بن الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أبو المغيث محمد بن
أحمد بن عبد الواحد الصفار حدثنا بكار حدثنا روح بن عبادة القيسي حدثنا زكريا بن
إسحاق عن أبي الزبير عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه
قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من
كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو المغيث محمد بن أحمد ونسبه كما تقدم القرشي
مولى بني أمية وكان نحاسا مات في شوال سنة تسع عشرة وثلاثمائة
قال ابن عساكر (2) كذا فيه والصواب تسع وعشرين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد الصوفي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو سليمان بن زبر قال سنة تسع وعشرين وثلاثمائة مات أبو المغيث النحاس
5926 محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض أبو سعيد العثماني الزاهد (3)
روى عن أبي الطاهر بن السرح هشام بن عمار وأبي موسى عيسى بن يونس

(1) بالأصل وم: اثني عشر، والمثبت عما سبق في ترجمة عقبة بن عامر، وعن د، وت.
(2) الزيادة منا للايضاح.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14.
230.
75

الفاخوري وصفوان بن صالح وعيسى بن هلال السليحي (1) ودحيم وعبد الله بن أحمد
ابن ذكوان ومحمد بن خالد والوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن الضحاك وهشام بن
خالد وأبي القاسم نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة وقاسم الجوعي وأحمد بن
أبي الحواري ومسيب بن واضح وهشام أبي التقي ومحمد بن مصفى ونوح بن حبيب
وأبي سليم عبد الرحمن بن الحسن بن الضحاك وعيسى بن حماد زغبة وعيسى بن سليمان
الشيزري
روى عنه أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة وأبو علي بن أبي الزمزام وأبو القاسم
الحسن بن علي بن الحسن بن سلمة بن الطبري المري وأبو الحسن أحمد بن محمد بن
أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف وأبو أحمد بن عدي الجرجاني وأبو علي أحمد بن
محمد بن علي الخزاعي ابن الزفتي وأبو بكر محمد بن يوسف الربعي وأبو هاشم عبد
الجبار بن عبد الصمد وأبو طلحة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة (2) الضبي وأبو
العباس أحمد بن عتبة بن مكين وجمح بن القاسم وأبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد
ابن أبي شعبة وأبو علي بن منير وأبو القاسم الحسن بن محمود الربعي وأبو بكر بن
المقرئ وأحمد بن عبد الوهاب بن الحسين اللهبي وأحمد بن محمد بن إسحاق السني (4)
ومحمد بن حميد بن معيوف الهمداني وبكر بن شعيب بن بكر وأحمد بن إسحاق بن يزيد
الحلبي وحمزة بن محمد الكناني (5)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ حدثنا محمد بن أحمد بن فياض الدمشقي بدمشق حدثنا هشام بن عمار بن
نصير أبو الوليد حدثنا عيسى بن يونس عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت
النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله وإلى
رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها
فهجرته إلى ما هاجر إليه

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 568 والسليحي نسبة إلى سليح، وسليح، وسليح بطن من قضاعة.
(2) في د: عروة.
(3) بالأصل وم ود وت: وأبا.
(4) بدون اعجام بالأصل وم وت، والمثبت عن سير الاعلام راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 255.
(5) بالأصل وم: الكتاني، والمثبت عن د، وت، وسير أعلام النبلاء. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 179.
76

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف قال وسألته يعني الدارقطني عن أبي سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض
القرشي وراق هشام بن عمار بدمشق فقال ليس به بأس (1)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد الصوفي أنبأنا مكي المؤدب أنبأنا أبو
سليمان الربعي قال وفيها يعني سنة عشر وثلاثمائة مات أبو سعيد بن فياض
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالا حدثنا عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب قال مات أبو سعيد بن فياض
يوم الخميس ودفن يوم الجمعة في شهر ربيع الآخر من سنة عشر وثلاثمائة (2) وهو ابن
نيف وتسعين سنة
5927 محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان
أبو بكر بن أبي الحديد السلمي العدل (3)
رحل في الحديث وسمع بمصر من أبي زيد
عبد العزيز بن قيس بن حفص وأبي محمد عبد العزيز بن أحمد بن الفرج بن شاكر الأحمري ومحمد بن بشر الزبيري (4) العكري (5)
وأبي جعفر محمد بن منير بن محمد بن عنبسة بن منير ومحمد بن أيوب بن حبيب الصموت
وأبي أحمد حاتم بن عبد الله بن حاتم الجهاري وأبي الحسين محمد بن علي بن أبي الحديد
ومحمد بن الحسين بن محمد الخزاعي وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي
وسمع بدمشق من أبي الدحداح وأبوي بكر الخرائطي ومحمد بن بركة
برداعش (6) وأبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن بشير بن عبادل وأبي العباس

(1) سير أعلام النبلاء 14 / 231.
(2) سير أعلام النبلاء 14 / 231.
(3) ترجمته في الوافي بالوفيات 2 / 60 وسير أعلام النبلاء 17 / 184 والعبر 3 / 91 والاكمال لابن ماكولا 2 / 55.
(4) بالأصل، وم، ود، وت: الزنبري، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
وفي تبصير المنتبه 2 / 656 الزنبري بنون ساكنة ثم موحدة مفتوحة. وكذا ضبطه ابن نقطة فوهم، انما هو من موالي
آل الزبير وقال ابن يونس الحافظ: ولاؤه لعتيق بن مسلمة الزبيري، وكذا ضبطه الصوري بالضم.
راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 314.
(5) بالأصل وم وت ود: العسكري، تصحيف، والصواب والضبط عن تبصير المنتبه 2 / 656، راجع الحاشية
السابقة.
(6) كذا بالأصل، ود، وم، وت: " برداعش " انظر ما مر فيه قريبا.
77

محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن بشر
الهروي وأبي علي الحسن بن علي بن يحيى الشعراني الطبراني وأبي هاشم عبد الغافر بن
سلامة الحمصي وأبوي محمد ابن زبر وعبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة وأبي
عمر محمد بن عمير الجهني وأبي علي الحسن بن حبيب (1) الحصائري وأبي علي محمد
بن محمد بن أبي حذيفة القاسم بن عبد الغني وزكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى
القاضي ومحمد بن بكار بن يزيد السكسكي وأبي علي الفياض بن القاسم بن حريش
روى عنه ابنا ابنه أحمد وعبيد الله (2) وأبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة
الشرابي والقاضي أبو الحسين عبد الوهاب بن أحمد بن هارون بن الجندي وأبو علي
الأهوازي وأبو الحسن بن السمسار وعلي بن الحسن وتمام بن محمد وأبو القاسم
الحنائي وأبو محمد الحسن بن علي النحوي المعروف بابن المصحح وأبو العباس أحمد
بن محمد بن يوسف بن مردة الأصبهاني وعلي بن محمد الحنائي وعلي بن محمد بن
صافي بن شجاع بن أبي الهول وأبو نصر بن الجبان (3) وأبو الحسن العتيقي وعبد الوهاب
الميداني
أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو الحسين (5) بن أبي الحديد أنبأنا جدي
أبو بكر أنبأنا أبو الدحداح حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي حدثنا سفيان
عن الزهري عن سالم عن أبيه يبلغ به النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى
المسجد فلا يمنعها [10761]
قال سفيان عن نافع عن ابن عمر إنما هو بالليل
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي وأنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز
الكتاني أنبأنا علي الحنائي (6) أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي الشاهد

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن م، وت، ود.
(2) وهما ابنا عبد الواحد بن محمد بن أبي بكر.
(3) بدون اعجام بالأصل، وت، وم، وفي د: " ألحان " والصواب ما أثبت وضبط.
(4) بالأصل وم وت ود: أبو.
(5) كذا، وفي م وت ود: الحسن.
(6) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
78

المعروف بابن أبي الحديد الثقة الأمين الرضا الشيخ النبيل
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (1) وأبو بكر محمد
بن أحمد بن عثمان أبي الحديد حدث عن أبي الدحداح وهو آخر من حدث عنه وعن
الخرائطي وأبي عبد الله الهروي الحافظ وغيرهم وكان من الأعيان حدثنا عنه جماعة من
الدمشقيين وابنه أبو الفضل حدث وابنا أبي الفضل أبو الحسن أحمد سمعت منه الكثير
عن جده وعن غيره وأبو محمد عبيد الله حدث أيضا عن جده ولم أسمع منه
قرأت بخط إبراهيم بن محمد الحنائي قال لي أخي علي قال لي أبو الفرج بن عمرو
رحمه الله
رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقال لي أبو بكر بن أبي الحديد قوال بالحق (2)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال توفي أبو بكر محمد
بن أحمد بن عثمان المعروف بابن أبي الحديد رحمه الله في شوال سنة خمس وأربع مائة
وحضرت داره وأنا أعرفه ولكن لم أسمع منه شيئا حدث عن أبي الدحداح وغيره من شيوخ
الشاميين وحدث عن أبي بكر الخرائطي وعن ابن منير ومحمد بن بشر العكري المصريين
وغيرهم وكان ثقة مأمونا حدثنا عنه جماعة وذكر أن مولده سنة تسع وثلاث مائة وذكر
غيره أن مولده لعشر خلون من شعبان سنة تسع وذكر أبو علي الأهوازي أنه مات وله سبع
وتسعون سنة
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي قال مات أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي
الحديد في يوم الجمعة لثلاث وعشرين ليلة خلت من شوال من سنة خمس وأربعمائة
وأخرجت جنازته إلى الجامع بعد صلاة العصر وصلي عليه وردوه إلى داره ودفن في بيت
في داره وكان له مشهد عظيم وكان الذي صلى عليه ابنه أبو الفضل
آخر الجزء الرابع والتسعين بعد الخمسمائة من الفرع (3)

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 54 - 55.
(2) سير أعلام النبلاء 17 / 185.
(3) من قوله: اخر الجزء إلى هنا ليس في م ود.
79

5928 محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد أبو الفرج الزملكاني (1) الإمام (2)
من أهل قرية زملكا (3)
حدث في سنة إحدى وعشرين وأربع مائة عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن
الوليد الكلابي وتمام بن محمد وأبي بكر عبد الله بن محمد بن هلال الحنائي (4) الأديب
روى عنه أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني الصوفي نزيل بيت
المقدس وأبو الحسن علي بن الخضر السلمي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو عثمان
محمد بن ورقاء الأصبهاني أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد الزملكاني أنبأنا أبو
الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمارة
العطار حدثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا محمد بن
عبيد الله عن عبيد الله (5) بن زحر عن علي عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
إن الله بعثني هدى ورحمة للعالمين وأمرني أن أمحق المعازف والمزامير والخمور
والأوثان التي كانت في الجاهلية وأقسم ربي بعزته لا يشرب عبد من عباده الخمر في الدنيا
إلا سقيته مثلها من جهنم معذب بعد أو مغفور له وأقسم ربي بعزته لا يدعها عبد من عبادي
حرجا إلا سقيته إياها من حظيرة القدس [10762]
أخبرنا أبو محمد الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني قال توفي أبو بكر محمد بن
أحمد الزملكاني في جمادى الآخرة من هذه السنة يعني سنة إحدى وعشرين وأربعمائة (6)
كتب الكثير واشترى حدث بشئ يسير عن عبد الوهاب بن الحسن أخي تبوك

(1) هذه النسبة إلى زملكا، كما تلفظ اليوم، وفي معجم البلدان: " زملكان بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام واخره
نون. قال السمعاني أبو سعد: هما قريتان أحدهما ببلخ والأخرى بدمشق، واما أهل الشام فإنهم يقولون: زملكا
بفتح أوله وثانيه وضم لامه والقصر، لا يلحقون به النون قرية بغوطة دمشق ".
(2) ترجمته في معجم البلدان " زملكان ".
(3) راجع الحاشية السابقة.
(4) في معجم البلدان: الجبائي، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 149.
(5) في ت: " محمد بن عبيد بن زحر " و " الله عن عبيد الله " استدرك على هامشها وبعده صح.
(6) معجم البلدان " زملكان ".
80

قال ابن عساكر (1) كذا قال أبو بكر وهو أبو الفرج كذلك وجدته بخطه
5929 محمد بن أحمد بن عثمان ابن الفرج بن الأزهر بن إبراهيم
أبو طالب الصيرفي الأزهري البغدادي (2)
أخو أبي القاسم الأزهري
قدم دمشق وحدث بها وببغداد عن أبي الحسن بن لؤلؤ الوراق وأبو الحسين بن
المظفر وأحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبي جعفر عمر بن علي بن الزيات وأبي عبد الله
الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد بن إسحاق القطيعي
روى عنه عبد العزيز الكتاني وعلي بن محمد بن أبي الهول وعلي بن الخضر بن
سليمان السلمي (3) وأبو بكر الخطيب
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (4) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان
حدثنا محمد بن المظفر الحافظ حدثنا محمد بن الحسين بن حفص حدثنا أبو كريب نا
سفيان بن عقبة (6) حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يأكل
الرجل بشماله وأن يحتبي في ثوب واحد وإن يشتمل الصماء [10763]
سفيان بن عقبة هو أخو قبيصة السوائي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو طالب محمد بن
أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر بن إبراهيم الصيرفي البغدادي أخو أبي القاسم ابن
السوادي قدم علينا حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق حدثنا أبو معشر
الحسن بن سليمان بن نافع الدارمي حدثنا عباس بن الوليد النرسي حدثنا يحيى بن سعيد
القطان حدثنا إسماعيل حدثنا قيس عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) الزيادة منا للايضاح.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 319.
(3) زيادة عن م، ود، وت.
(4) زيادة عن م وت ود، لتقويم السند.
(5) تاريخ بغداد 1 / 319.
(6) الزيادة بين معكوفتين عن م، وت، ود.
والذي في تاريخ بغداد: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا سفيان عن أبي الزبير.
راجع ترجمة سفيان بن عقبة في تهذيب الكمال 7 / 367 وترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 7 / 368.
81

أنزل علي آيات لم ير مثلها " قل أعوذ برب الناس " إلى آخر السورة و " قل أعوذ
برب الفلق " إلى آخر السورة [10764]
أخبرناه عاليا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو
الحسن بن لؤلؤ فذكره مثله
قال لنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن
خيرون قال لنا أبو بكر الخطيب (1) قال لي أبو القاسم الأزهري ولد أخي أبو طالب في
سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وأنا أكبر منه بثمان (2) سنين ولدت في سنة خمس وخمسين
قال أبو بكر الخطيب سألت أبا طالب عن مولده فقال ولدت في ليلة الجمعة لعشر
بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة
قال الخطيب (3)
محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر أبو طالب المعروف بابن السوادي أخو
أبي القاسم الأزهري وكان الأصغر سمع أبا حفص بن الزيات والحسين بن محمد بن
عبيد العسكري وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق ومحمد بن إسحاق القطيعي ومحمد بن
المظفر وأبا بكر بن شاذان كتبنا عنه وكان صدوقا وتوفي بواسط في (4) ذي الحجة من
سنة خمس وأربعين وأربع مائة وكنت إذ ذاك بمكة
5930 محمد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد
أبو بكر القرشي الكريزي (5) الدمشقي
روى عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد وأبي زرعة الدمشقي
روى عنه تمام بن محمد وأبو عبد الله بن مندة وعبد الرحمن بن عمر بن نصر
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 319.
(2) بالأصل وت وم، د: بثلاث، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) تاريخ بغداد 1 / 319.
(4) بالأصل: " من " والمثبت عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
(5) بدون اعجام بالأصل وم وت ود، والمثبت عن المختصر.
82

محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد القرشي قراءة عليه
حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا عبد الحميد بن
سليمان الأسلمي حدثنا أبو حازم (1) بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي أنه سمع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن العبد ليعمل عمل أهل الجنة فيما يرى الناس وأنه لمن أهل النار وإنه
ليعمل عمل أهل النار فيما يرى الناس وإنه لمن أهل الجنة [10765]
5931 محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم
أبو يعقوب البغدادي النحوي (2)
حدث بتدمر من أعمال دمشق (3) عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري
ومضى إلى مصر فمات بها
واجتاز بدمشق فسمع منه أبو الفتح عبد الواحد (4) بن محمد بن مسرور
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن
خيرون قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (5)
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن يزيد بن حاتم أبو يعقوب النحوي
البغدادي ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدثه بتدمر عن أبي مسلم الكجي ويقال (6) توفي
بمصر يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وكان ثقة
5932 محمد بن أحمد بن علي بن محمد أبو الحسن البغدادي الواعظ (7)
يعرف بصاحب الجلاء
حدث بدمشق سنة ثمان وستين وثلاثمائة عن أبي (8) القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي
داود والعباس بن يوسف الشكلي وأحمد بن المعلى الدمشقي

(1) في م: خازم، تصحيف.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 320.
(3) كذا، وفي معجم البلدان: تدمر: مدينة قديمة مشهورة في برية الشام.
(4) بالأصل: " عبد الرحمن " ثم شطبت كلمة " الرحمن " واستدرك على الهامش: " الواحد " وبعدها صح.
(5) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 320.
(6) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي تاريخ بغداد: قال.
(7) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 383.
(8) سقطت من الأصل وم وت ود.
83

روى عنه أبو نصر بن الجبان وأبو الحسين الميداني وأبو عبد الله الحسين بن
جعفر الجرجاني
قرأت على جدي أبي المفضل (1) يحيى بن علي القاضي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
أبو نصر بن الجبان حدثنا أبو سليمان بن زبر (2) وأبو الحسن محمد بن أحمد البغدادي
الواعظ قالا حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ببغداد حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي
قال
ركب المأمون إلى الشماسية (3) فنظر إلى الناس وعظمهم وعن يمينه يحيى بن أكثم
القاضي فالتفت إليه فقال أما ترى (4) أما ترى حدثني يوسف بن عطية الصفار عن ثابت
عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله [10766]
أخبرنا (5) أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة
بن يوسف السهمي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر الجرجاني حدثنا أبو الحسن
محمد بن أحمد البغدادي بدمشق حدثنا أحمد بن المعلى الأسدي حدثنا سليمان بن عبد
الرحمن حدثنا عبد الله بن مروان الجرجاني عن سفيان الثوري عن أبيه عن جده أنه
شهد أبا بكر زوج الأشعث بن قيس الكندي أخته (6)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور محمد
ابن عبد الملك قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (7) محمد بن أحمد أبو الحسن الواعظ
البغدادي يعرف بصاحب الجلاء حدث بدمشق عن أبي بكر بن أبي داود روى عنه عبد
الوهاب بن عبد الله (8) المري الدمشقي
ذكره الخطيب فيمن لم يحفظ اسم جده

(1) بالأصل: الفضل، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(2) في م: زبير، تصحيف.
(3) الشماسية: بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم سين مهملة منسوبة إلى بعض شماسي النصارى، وهي مجاورة لدار الروم
التي في أعلى مدينة بغداد (معجم البلدان).
(4) كذا بالأصل وم ود، وفي المختصر: اما ترى ما نرى وفي ت: " اما ترى " واستدركت " اما ترى " على هامشها.
(5) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(6) كتب بعدها بالأصل وم وت: إلى.
(7) تاريخ بغداد 1 / 373.
(8) الزيادة عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
84

5933 محمد بن أحمد بن علي بن الحسين أبو مسلم البغدادي الكاتب (1)
سمع أبا علي الحصائري وإبراهيم بن أبي ثابت بدمشق وببغداد أبا القاسم البغوي
وأبا بكر بن أبي داود ويحيى بن محمد بن صاعد وأبا عثمان سعيد بن محمد أخا زبير
الحافظ وأبا بكر بن مجاهد المقرئ ومحمد بن علي بن محمد المادرائي ومحمد بن
الحسن بن دريد وأبا علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحراني بالرقة وأبا بكر أحمد
ابن عمرو بن جابر الرملي وأبا جعفر محمد بن أحمد الخلال بالرملة وأبا بكر محمد بن
أحمد بن محمد بن بالس وأبا القاسم زياد بن يونس بن عصب بالقيروان
وسكن بمصر وحدث بها وروى عنه من أهلها أبو محمد عبد الغني بن سعيد
الحافظ والقاضي أبو عبد الله القضاعي وأبو سعد عبد الملك بن محمد بن إبراهيم
النيسابوري الواعظ وأبو علي الأهوازي ورشأ بن نظيف وأبو الحسن (2) بن المكي وأبو
الفضل الرازي وأبو الفتح أحمد بن بابشاذ (3) بن داود بن سليمان الجوهري الواعظ وأبو
الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد البابي القاضي وأبو البركات الحسين بن إبراهيم بن
الحسن بن محمد بن القراب وعبد العزيز بن بندار بن علي
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي
ح وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أبو الحسين بن مكي قالا أنبأنا
أبو مسلم الكاتب حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو نصر بن التمار وعلي بن الجعد
وعبد الأعلى بن حماد وكامل بن طلحة وعبيد الله بن محمد العايشي وقال ابن مكي
العيشي (4) قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الشعراء عن أبيه قال
قلت يا رسول الله ما تكون الزكاة إلا من اللبة زاد الرازي أو الحلق وقالا قال
لو طعنت في فخذها لأجزأك [10767]

(1) ترجمته في تاريخ النبلاء بغداد 1 / 323 والوافي بالوفيات 2 / 52 والمنتظم 7 / 245 وغاية النهاية 2 / 73 والعبر 3 / 71
وسير أعلام النبلاء 16 / 558 وشذرات الذهب 3 / 156.
(2) كذا بالأصل وم ود، وت: " وأبو الحسن بن مكي " وفي سير أعلام النبلاء: أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي
وسيرد في الخبر التالي: " أبو الحسين ".
(3) في م: باشاد، تصحيف، وفي د، وت كالأصل.
(4) هو عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر، أبو عبد الرحمن القرشي البصري راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء
10 / 564.
85

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا أبو مسلم محمد بن أحمد
بن علي الكاتب بفسطاط مصر سنة خمس وتسعين وثلاثمائة حدثنا أبو علي الحسن بن
حبيب بن عبد الملك بدمشق حدثنا فهد بن سليمان حدثنا عثمان بن هارون القرشي
حدثنا عصام بن قدامة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا غفر له ذنوبه ولو
كانت عدد رمل عالج وغثاء (1) البحر وعدد نجوم السماء [10768]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ أنبأنا أبو
مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب حدثنا أبو بكر بن دريد قال وأنشدني أيضا يعني
أبا حاتم السجستاني
* إذا أنت جاريت السفيه كما جرى * فأنت سفيه مثله غير ذي حلم
إذا أمن الجهال جهلك مرة * فعرضك للجهال غنم من الغنم
فلا تغضبن (2) عرض السفيه وداره * بحلم فإن أعيا عليك فبالصرم
وعم عليه الحلم والجهل وألقه * بمنزلة بين العداوة والسلم
فيرجوك تارات ويخشاك تارة * ويأخذ فيما بين ذلك بالحزم
فإن لم تجد بدا من الجهل فاستعن * عليه بجهال فذاك من العزم *
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (3) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) قال محمد بن أحمد بن علي بن الحسين أبو
مسلم كاتب الوزير أبي الفضل بن حنزابة (5) نزل مصر وحدث بها عن أبي القاسم البغوي
وعبد الله بن أبي داود ويحيى بن محمد بن صاعد وبدر بن الهيثم زاد ابن خيرون
وسعيد بن محمد أخي زبيرة (6) وقالوا وأبي بكر بن دريد وأبي بكر بن مجاهد المقرئ
وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي حدثنا عنه أحمد بن محمد العتيقي والقاضي أبو عبد
الله محمد بن سلامة القضاعي المصري بمكة زاد ابن خيرون وغيرهما وقال قال

(1) غثاء البحر: اي زبده.
(2) الأصل وت ود، وفي م: تقضين.
(3) زيادة عن م، ود، وت، لتقويم السند.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 323.
(5) بالأصل وم وت ود: خنزابه، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) كذا بالأصل، وفي م وت ود: " زبير " وفي تاريخ بغداد " زبيراء " وكتب مصصحه بالهامش: " في المخطوط: زبير
الحافظ، وفي الميزان: سعيد بن أبي أخي الزبير الحافظ ".
86

الخطيب قال لي محمد بن علي الصوري كان بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره
جيادا قلت فكيف حاله من حال ابن الجندي فقالوا قد اطلع منه على تخليط وهو أمثل
من ابن الجندي
قال (1) وحدثني الصوري حدثني أبو الحسين العطار وكيل أبي مسلم الكاتب وكان
من أهل العلم والمعرفة بالحديث كتب وجمع ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن سعيد أفهم
منه قال ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا غير جزء واحد كان
سماعه فيه صحيحا ما عدا ذلك مفسود
قال الخطيب (2) وأنبأنا أحمد بن محمد العتيقي قال سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فيها
توفي أبو مسلم الكاتب البغدادي بمصر وكان آخر من بقي (3) من أصحاب ابن منيع
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبي الفضل بن ناصر الحافظ قلت
لهما أجاز لكم إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال قال سنة تسع وتسعين يعني
وثلاثمائة أبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب في ذي القعدة يعني مات
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (4) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (5) قال لي الصوري مات أبو مسلم في آخر سنة تسع
وتسعين زادنا النسيب وابن قبيس عن الخطيب وقال غيره مات في ذي القعدة
5934 محمد بن أحمد بن علي أبو عبد الله بن أبي سعد القزويني المقرئ (6)
نزيل مصر
قرأ على أبي الحسن علي بن داود الداراني بحرف ابن عامر بدمشق وسمع بدمشق
عبد الوهاب الكلابي وبمصر أبا (7) الميمون بن حمزة الحسيني وأبا الحسن علي بن
محمد الحلبي وأبا الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون وأبا بكر محمد بن أحمد بن
جابر التنيسي

(1) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 323.
(2) المصدر السابق.
(3) تقرأ بالأصل وت: يفتي، والمثبت عن د، وتاريخ بغداد.
(4) الزيادة عن م، وت، ود.
(5) تاريخ بغداد 1 / 323.
(6) ترجمته في مرآة الجنان 3 / 74 وغاية النهاية 2 / 75 ومعرفة القراء الكبار 1 / 416 رقم 354.
(7) كذا بالأصل وم وت ود: " أبا الميمون بن حمزة " وفي معرفة القراء الكبار وغاية النهاية: ميمون بن حمزة.
87

روى عنه عبد العزيز الكتاني وأبو عبد الله بن الحطاب (1) وأبو الحسين يحيى بن
علي بن الفرج المقرئ الخشاب
كتب إلي أبو عبد الله محمد (2) بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب (3) وحدثنا أبو بكر
يحيى بن سعدون عنه أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي المقرئ القزويني
والحسين بن أحمد بن بكار المقرئ الكندي بمصر قالا أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن
الحسن بن الوليد الكلابي بدمشق حدثنا أبو العباس طاهر بن محمد بن الحكم التميمي
حدثنا هشام بن عمار حدثنا البختري بن عبيد قال هشام وذهبنا إليه إلى القلمون (4) في
موضع يقال له الأفاعي (5) حدثنا أبي حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الأذنان من
الرأس [10769]
قال أبو عبد الله بن الحطاب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي القزويني المقرئ
كان من المذكورين بالقراءات ورواياتها بمصر وقد سمع بها وبالشام والحجاز وغيرها
وأبوه أحمد يكنى أبا سعد عندي عنه مشيخة لهشام بن عمار الدمشقي رواها لنا سنة أربعين
وأربع مائة عن عبد الوهاب الكلابي وعندي عنه الجزء الأول من الفوائد المجددة انتقاء عبد
الغني الحافظ من حديث الميمون بن حمزة العلوي أخبرنا به عن الميمون والجزء الثالث
عشر من انتقاء خلف الحافظ على القاضي أبي الحسن الحلبي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني قال سنة اثنتين وخمسين وأربع
مائة ورد الخبر من مصر في شهر رمضان بوفاة القزويني وهو أبو عبد الله محمد بن أبي
سعد الساكن بمصر كان يحدث عن عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي وابن جابر
التنيسي وغيرهما وقرأ على علي بن داود الداراني بحرف ابن عامر سمعت منه بمدينة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد منصرفنا من الحج

(1) بالأصل: الخطاب، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود، وهو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي، أبو
عبد الله راجع معرفة القراء الكبار، وغاية النهاية.
ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 583.
(2) كتبت " محمد " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) الأصل وم: الخطاب، تصحيف، والمثبت عن د، وت، راجع الحاشية السابقة.
(4) بفتح أوله وثانيه بوزن قربوس، قرية بدمشق (معجم البلدان).
(5) الأفاعي قرية من القلمون التي بدمشق ومنها: بحتري بن عبيد الله بن سليمان الطانجي كذا نقل ياقوت عن أبي
القاسم بن عساكر (معجم البلدان: القلمون).
88

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو الفضل بن ناصر قراءة عن إبراهيم بن س
عيد الحبال قال
أبو عبد الله محمد بن أبي سعد القزويني المقرئ زاد ابن ناصر يوم الأحد الرابع
والعشرين قالا من ربيع الآخر يعني سنة اثنتين وخمسين يعني مات (1)
5935 محمد بن أحمد بن علي أبي القاسم أبو بكر الطوسي الصوفي المقرئ
إمام صخرة بيت المقدس
سمع أبا حفص عمر بن أحمد الواسطي ببيت المقدس
حدثنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي واستجاز منه ابنا (2) صابر بدمشق سنة خمس
وثمانين
حدثنا أبو القاسم بن السمرقندي لفظا قال قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن
أبي القاسم الطوسي المقرئ إمام الصخرة المقدسة ببيت المقدس قلت له أخبركم أبو
حفص عمر بن أحمد بن محمد الخطيب الواسطي قراءة عليه وأنت تسمع ببيت المقدس في
محراب يعقوب سنة أربعين وأربعمائة أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن عبد الملك بن
مويس قراءة عليه في المسجد الأقصى حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سلم (3)
حدثنا حرملة بن يحيى بن حرملة بن عمران بن قراد التجيبي المصري حدثنا ابن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري حدثه أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول
قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتبسهم على الله قال أبو عشانة مرة في سبيل الله ولم
يقلها مرة أخرى وجبت له الجنة [10770]
ذكر أبو محمد بن الأكفاني
أن أبا بكر محمد بن أحمد بن علي الطوسي المقرئ الصوفي قتلته الفرنج خذلهم الله
عند دخولهم بيت المقدس في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة

(1) معرفة القراء الكبار 1 / 416 وغاية النهاية 2 / 75 وزيد فيها عن نيف وثمانين سنة.
(2) بالأصل: " انباتا " تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(3) كذا بالأصل وت ود، وفي م: سالم.
89

5936 محمد بن أحمد بن علي أبو عبد الله المجاشعي الهروي الأديب
قح دم دمشق وسمع بها أبا نصر بن طلاب وكان مواظبا على سماع الحديث بدمشق
وكان كراميا (1)
قرأت بخط أبي الفضل طاهر بن بركات الخشوعي أنشدني الشيخ أبو عبد الله محمد
بن أحمد بن علي المجاشعي لنفسه
* أحسن بربك ظنا أنه أبدا * يكفي المهم إذا ما عن أو نابا
كم قد تكشر لي عن نابه زمن * ففل بالفضل منه ذلك النابا
لا تيأسن لباب سد في طلب * فالله يفتح بعد الباب أبوابا *
قال وأنشدني أيضا لنفسه
لا تبلسن لذا المهم فإنه * يكفيكه المنفرد القيوم
أو ليس ما قد سر لم يك دائما * فكذاك ما قد ساء ليس يدوم *
قال وله أيضا
* إني لأرجو العفو من خالقي * وتوبة أخلص من ذي قبل
إن تكن العقبى لنا جنة * فكلما قاسيت عمري حلل *
5937 محمد بن أحمد بن عمارة أبو الحسن العطار
روى عن أبي هشام الرفاعي ومحمد بن يزيد الآدمي وعبدة بن عبد الرحيم
المروزي والمسيب بن واضح وسعيد بن يحيى الأموي ويوسف بن موسى والحسين بن
علي بن الأسود وحميد بن الربيع وزياد بن أيوب
روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وابن طغان المحتسب وأبو العباس محمد
وأبو بكر أحمد ابنا موسى بن الحسين بن السمسار وعبد الوهاب الكلابي وأبو الحسن
جعفر بن عبد الرزاق (2) بن عبد الوهاب وأبو علي بن المهنى وأبو بكر بن المقرئ وأبو
محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار وأبو سليمان بن زبر وأبو الحسين الرازي وأبو

(1) الكرامي بفتح الكاف وتشديد الراء، وهم الكرامية اتباع محمد بن كرام السجزي أبو عبد الله النيسابوري امام
الكرامية وهو القائل بأن معبوده مستقر على العرش وانه جوهر في مكان مماس لعرشه فوقه تعالى الله عن ذلك علوا
كبيرا (راجع ما جاء فيه في تاج العروس بتحقيقنا - كرم).
(2) في م: الوراق.
90

زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة والعباس بن محمد بن حبان وأبو علي الحسن بن القاسم بن
درستويه وعبد الله بن محمد بن أيوب القطان وأبو عمرو عثمان بن عمر بن عبد الرحمن
الشافعي وأبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ حدثنا محمد بن أحمد بن عمارة حدثنا المسيب بن واضح حدثنا ابن
المبارك عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال
حمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعض أغيلمة بني عبد المطلب واحدا خلفه وواحدا بين
يديه [10771]
قال وحدثنا محمد بن أحمد بن عمارة العطار نزيل دمشق الثقة الأمين كرم الله وجهه
وأسكنه جنته حدثنا عبدة بن عبد الرحيم أنبأنا النضر بن شميل المازني أنبأنا ابن جريج
عن يونس بن سيف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس على أبي هريرة فقال له قائل من
أهل الشام أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول أول ما يقضى فيه يوم القيامة ثلاث رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها
قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت قاتلت ليقال هو
جرئ فقد قيل (1) ذلك ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم
وعلمه وقرأ القرآن يعني فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال ما عملت فيها قال تعلمت
فيك وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عالم فقد قيل
وقرأت ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل أوسع
الله عليه وأعطاه من أنواع المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال
ما تركت من شئ يجب أن ينفق فيها إلى أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال
هو جواد فقد قيل ذلك ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار [10772]
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأنا أبو محمد مقاتل بن مطكود أنبأنا
أبو علي الأهوازي إجازة قال قال عبد الوهاب بن الحسن في تسمية شيوخه محمد بن
أحمد بن عمارة أبو الحسن العطار سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة يعني مات

(1) الأصل: فعل، والمثبت عن د، وت.
91

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمارة العطار
مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو (1) سليمان بن زبر قال
وفيها يعني سنة سبع وعشرين ومائتين ولد ابن عمارة أنا سألته عن مولده
قال وأنبأنا أبو سليمان قال
في شهر رمضان يعني سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة توفي أبو الحسن محمد بن أحمد
ابن عمارة العطار بدمشق وهو ابن ست وتسعين سنة
5938 محمد بن أحمد بن عمران بن موسى بن هارون بن دينار
أبو بكر الجشمي (2) البغدادي المطرز (3)
سمع بدمشق الحسن بن حبيب ومحمد بن بكار البتلهي وهشام بن أحمد القارئ
وأبا الدحداح أحمد بن محمد وأبا الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبادل ومحمد بن يوسف
الهروي وبالرملة أبا نعيم محمد بن جعفر بن محمد البغدادي وأبا بكر أحمد بن عمرو بن
جابر الحافظ وبالرقة أبا علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحراني وبحمص محمد
ابن سعيد الترخمي (4) وببغداد إسماعيل بن العباس الوراق وأحمد بن محمد بن يزيد
الزعفراني ومحمد بن منصور بن أبي الجهم ومحمد بن مخلد الدوري وبالكوفة الحسن
بن محمد بن بشر البجلي وجعفر بن إدريس القزويني والنعمان بن محمد بن النعمان بن
ملحان العدني بمكة
روى عنه أبو القاسم التنوخي وعبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري (5)

(1) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) كذا بالأصل وم وت ود: الجشمي، بالجيم. وفي تاريخ بغداد: الحشمي، بالحاء المهملة، وضبطت بالقلم بضم
الحاء وفتح الشين.
وفي الأنساب بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة الساكنة أو المفتوحة.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 328.
(4) الأصل، وم، ود، وت: الترحمي. تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 14.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 578.
92

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن عمران الجشمي المطرز حدثنا أحمد بن عمرو بن جابر الرملي أبو بكر حدثنا عبد
العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود حدثني أبي عن جدي عن سفيان الثوري عن حماد بن
سلمة حدثني أبو العشراء عن أبيه قال قلت يا رسول الله ليس الذكاة (1) إلا في الحلق
واللبة قال بل لو طعنت في فخذها لكان ذكاة [10773]
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون في كتابه ثم أخبرنا أبو محمد بن طاوس
ثم حدثنا أبي أبو البركات قالا أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
عمران الحشمي (2) المطرز حدثنا الحسن بن حبيب بدمشق بحديث ذكره
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن
خيرون قالوا قال أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) محمد بن أحمد بن عمران بن موسى بن
هارون بن دينار أبو بكر الجشمي (4) المطرز سمع محمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي
وإسماعيل بن العباس الوراق وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني ومحمد بن مخلد
الدوري وأبا الدحداح أحمد بن محمد الدمشقي ومحمد بن يوسف بن بشر والهروي (5)
وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري وعلي بن المحسن
التنوخي وقال لي الأزهري كان هذا الشيخ زمنا (6) ينزل في التستريين وسمعت منه مع ابن
طلحة النعالي (7) وكان ثقة وقال لي أبو القاسم التنوخي سمعت من الجشمي (8) في دكانه
بباب الشعير في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة أفادني عنه أبو عبد (9) الله بن بكير

(1) الذكاة: الذبح.
(2) كذا بالأصل هنا الحشمي، وفي م وت ود: الجشمي.
(3) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 328.
(4) الذي في تاريخ بغداد: " الحشمي ".
(5) بالأصل: " والهروي " تصحيف والصواب " الهروي " بحذف " الواو " كما في م وت ود، وتاريخ بغداد.
راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 252.
(6) الزمن: من الزمانة، وهي العاهة (تاج العروس: زمن).
(7) الأصل وم ود: النعال، والمثبت عن تاريخ بغداد، وت.
(8) كذا بالأصول، وفي تاريخ بغداد: الحشمي.
(9) كذا بالأصل وم وت ود: أبو عبد الله، وفي تاريخ بغداد: عبد الله بن بكير.
93

5939 محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن سليمان
أبو بكر الرملي الداجوني المقرئ المكفوف (1)
قرأ القرآن على محمد بن موسى بن عبد الرحمن المقرئ الدمشقي صاحب ابن ذكوان
وأبي محمد عبد الله بن جبير الهاشمي بحرف ابن كثير وعلى عبد الله بن أحمد بن سليمان بن
سلكويه والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي وعبد الرزاق بن الحسن وعلى أبي بكر محمد
ابن أحمد (2) بن عثمان بن شبيب الرازي وهارون بن موسى الأخفش وأبي نعيم محمد بن
أحمد بن محمد الشيباني وأبي الحسن محمد بن مامويه القزاز وإسماعيل الجوريسي (3)
وحدث عن أبي بكر أحمد (4) بن محمد بن عثمان بن شبيب الرازي ومحمد بن يونس
بن هارون القزويني والعباس بن الفضل بن شاذان الرازي
قرأ عليه أبو القاسم زيد بن علي بن أحمد بن أبي بلال العجلي الكوفي وقدم عليهم
الكوفة سنة ست وثلاثمائة وأبو بكر عبد الله بن محمد بن فورك بن عطاء القباب وأبو
العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي
روى عنه أبو محمد عبيد الله بن علي بن محمد الصيدلاني والحسن بن رشيق
العسكري وأبو بكر بن مجاهد ولم يصرح باسمه
أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو علي الأهوازي
حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله العجلي المقرئ حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر
الداجوني المقرئ حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عثمان الرازي عن أحمد بن أبي
شريح أنبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين عن سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كذب في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده
من النار [10774]

(1) ترجمته في غاية النهاية 2 / 77 ومعرفة القراء الكبار 1 / 268 رقم 184 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 320 - 330)
ص 160 وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الاسلامي 4 / 79.
والداجوني: نسبة إلى داجون قرية من قرى الرملة، وتعرف اليوم: " ببيت دجن ".
(2) الزيادة عن م، ود، وت، وفي غاية النهاية: أحمد بن عثمان بن شبيب.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي معرفة القراء الكبار: " إسماعيل بن الحويرس البزاز " وفي غاية النهاية: " وابن
الحويرس ".
(4) كذا بالأصول هنا: " أحمد بن محمد بن عثمان " راجع ما مر قريبا.
94

أخبرناه أتم من هذا وأعلى بثلاث درجات أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو
الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو القاسم البغوي حدثنا ليث بن حماد
الصفار حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى وهو (1) أبو عامر الثعلبي (2) عن سعيد بن جبير
عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
اتقوا الحديث إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن
كذب في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار [10775]
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (3) أما الداجوني
بالجيم فصاحب القراءة أبو بكر محمد بن عمرو بن سليمان الداجوني
قال ابن عساكر (4) كذا نسبه ووهم في نسبه وكان الداجوني مقرئا جليلا حافظا
ثقة حكى أبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ عن فارس بن أحمد قال قدم الداجواني
بغداد وقصد حلقة ابن مجاهد فرفعه ابن مجاهد وقال لأصحابه هذا الداجوني اقرأوا عليه
5940 محمد بن أحمد بن عمرو أبو بكر السلمي
حدث عن أحمد بن أنس بن مالك وأبي زرعة الدمشقي
روى عنه أبو الحسين الرازي والد تمام
5941 محمد بن أحمد بن عمرو أبو الفتح الحنظلي السجستاني
قدم دمشق وحدث عن أبي الحسن علي بن عبد الله النيسابوري وأبي يعلى أحمد بن
علي الموصلي
روى عنه محمد بن سليمان الربعي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن
عبد الله بن عمر المري أنبأنا محمد بن سليمان هو الربعي البندار حدثنا أبو الفتح محمد

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تهذيب الكمال 11 / 6 في ترجمته: عبد الاعلى بن عامر الكوفي الثعلبي والد عبد
الاعلى.
(2) بالأصل ود: الثعلبي، والمثبت عن م وت.
ونص في تهذيب الكمال على " الثعلبي " بالثاء والمثلثة والعين المهملة.
(3) الاكمال لابن ماكولا 3 / 368.
(4) زيادة منا للايضاح.
95

ابن أحمد بن عمر الحنظلي السجستاني في مجلس أبي الحسن بن جوصا أنبأنا أبو الحسن
علي بن عبد الله النيسابوري حدثنا بندار محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن
سفيان بن سعيد الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) إن لله قبة لها يقال لها الفردوس في وسطها دار يقال لها دار الكرامة وفيها جبل يقال
له جبل النعيم وعليه قصر يقال له قصر الفرح وفي القصر اثنا (1) عشر ألف من باب إلى
باب خمس مائة عام لا يفتح منها باب إلا لصرير قلم عالم أو لصوت طبل غازي (2) وإن
صرير القلم أفضل عند الله من سبعين ضعفا من طبل غازي (3) [10776]
قال ابن عساكر (4) هذا حديث منكر والحمل فيه على السجستاني أو النيسابوري
وكلاهما مجهول
5942 محمد بن أحمد بن عياض أبي غسان بن عبد الملك أبي طيبة بن نصير
أبو علاثة الجنبي مولاهم المصري (5)
حدث بدمشق وبمصر عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض وأحمد بن سعيد الهمداني
ومحمد بن سلمة (6) المرادي ومكي بن عبد الله الرعيني وعبد الملك بن شعيب بن الليث
وحرملة بن يحيى ومحمد بن رمح وأبي نعيم عبد الأعلى بن عبد الله المصري وعبيد الله
بن يحيى بن معبد المرادي وعمرو بن يوسف بن يزيد المصري
روى عنه أبو عبد الله بن مروان وأبو إسحاق بن سنان وعون بن الحسن وأبو
جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم المصري وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الواعظ
المعروف بالمصري وأحمد بن محمد بن عبد الله البيروتي وسليمان بن أحمد الطبراني
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا علي بن
موسى بن الحسين بن السمسار أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان حدثنا أبو
علاثة محمد بن أبي غسان حدثنا الهمداني يعني أحمد بن سعيد حدثنا عبد الله بن

(1) بالأصل: اثني، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) كذا بالأصل، وم، ود، وت: غازي، باثبات الياء.
(3) راجع الحاشية السابقة.
(4) زيادة منا للايضاح.
(5) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 465 وسير أعلام النبلاء 13 / 554 ولسان الميزان 5 / 57.
(6) الأصل: مسلمة، تصحيف، والمثبت عن م وت ود.
96

وهب أنبأنا جرير بن حازم أنه سمع قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال
عق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن حسن وحسين بكبشين [10777]
أخبرناه عاليا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (1) وأم المجتبى بنت ناصر قالا أنبأنا
أبو طاهر بن محمود قالت فاطمة وأنا حاضرة أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس
محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني بمدينة الرملة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا عبد الله
بن وهب أخبرني جرير بن حازم عن قتادة عن أنس قال
عق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الحسن والحسين بكبشين [10778]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني
قال
أبو طيبة عبد الملك بن نصير مولى جنب من مذحج عداده في المصريين كان مفرض
أهل مصر وفي ولده أيضا علم بالفرائض ومن ولده أبو علاثة المفرضي محمد بن أحمد
ابن عياض بن أبي طيبة (2)
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر أنبأنا محمد بن إبراهيم بن يونس
المقدسي أنبأنا إبراهيم بن مكي بن مروان المقدسي حدثنا الشريف أبو (3) محمد عبد الله
ابن ميمون بن محمد بن الأذرع الحسني أنبأنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد حدثنا محمد بن
يوسف بن يعقوب (4) أخبرني ابن قديد قال أقبح ما أتى أهل المسجد شهادتهم على
العطاس (5) حتى باعوه وعلى أبي علاثة حتى قتلوه
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم إجازة
ح وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله
ابن مندة قال قال أبو سعيد بن يونس محمد بن أحمد بن عياض بن عبد الملك بن نصير
مولى جنب من مراد يكنى أبا علاثة يروي عن حرملة بن يحيى توفي ليلة الخميس لست
إن بقين من رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين شهد عليه بزور فضرب فمات من ذلك
الضرب في الحبس وكان في لسانه فضل فتكلم بشئ في بعض عمال البلد فاسترعى عليه

(1) في م: احمد، تصحيف.
(2) راجع المؤتلف والمختلف للدارقطني.
(3) في م: " بن " ثم شطبت، واستدركت " أبو " علي هامشها.
(4) رواه أبو عمر الكندي في كتاب ولاة مصر ص 267.
(5) كذا بالأصل وم وت، وفي د: " الفطاس " وفي المختصر: " القطاس " وفي ولاة مصر: ابن الغطاس.
97

شهادة جماعة ممن كان يشنأه فشهدوا عليه بزور عند السلطان فضرب وسجن فمات من ذلك
الضرب بعد أيام (1)
5943 محمد بن أحمد بن عيسى أبو بكر القمي
حدث بصيدا عن أبي العباس بن قتيبة وأبي عروبة الحسين بن محمد بن مودود الحراني
روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني (2) عن أبي محمد الحسن بن محمد بن
جميع حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عيسى القمي بصيدا في ذي القعدة سنة ثلاث وستين
وثلاثمائة أنبأنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني قراءة عليه بمدينة الرملة في
شهر ربيع الآخر من سنة تسع وثلاثمائة قال قرئ على أبي موسى عيسى بن حماد يعرف
بابن زغبة (3) وأنا حاضر سنة أربعين ومائتين ح وأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك
وأبو القاسم غانم بن خالد قالا أنبأنا أبو الطيب بن شمة أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا
أبو العباس بن قتيبة قال وحدثني عيسى بن حماد أنبأنا الليث بن سعد عن محمد بن
عجلان عن أبي الزناد عن أبي هرمز عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من أطاعني
فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير
فقد عصاني [10779]
وفي حديث ابن المقرئ أنه قال والباقي سواء
5944 محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله بن عبد الوهاب
أبو الفضل السعدي البغدادي الفقيه الشافعي القاضي (4)
سمع ببغداد أبا القاسم موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار وأبا الحسن
أحمد بن محمد بن الجندي ومحمد بن عمر بن زنبور وأبا زرعة عبيد الله بن عثمان بن

(1) راجع سير أعلام النبلاء 13 / 554.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 437.
(3) كذا بالأصل وم وت ود: ابن زغبة، وزغبة لقب، قيل إنه لقب أبيه حماد، وقيل: لقب عيسى.
راجع ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 537 وسير أعلام النبلاء 11 / 506.
(4) ترجمته في الوافي بالوفيات 2 / 65 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4 / 103 والعبر 3 / 197 وسير أعلام النبلاء
18 / 5 وشذرات الذهب 3 / 267.
98

علي الصيدلاني وأبا القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام الصرصري وهلال الحفار وأبا
الحسن بن رزقويه وأبا عبد الله بن بطة (1) بعكبرا وأبا (2) الحسن علي بن محمد السامري
بسامرا والقاضي أبا عبد الله الجعفي بالكوفة (3) وبمكة أبا الحسن بن جهضم
وبالموصل حامد بن محمد بن إدريس أبا طاهر المعدل وبصيدا أبا الحسين بن جميع
وبأطرابلس أبا القاسم بن رزيق البغدادي وبمصر عبد الغني بن سعيد وأبا مسلم الكاتب
ومنير بن أحمد بن الحسن
واستوطن مصر إلى أن مات بها
روى عنه أبو الفرج الإسفرايني وأبو نصر الطريثيثي وأبو الحسن علي بن مكي بن
عبد الله الأزدي وأبو عبد الله بن الحطاب (4)
وكتب عنه عبد العزيز النخشبي
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب (5) وحدثنا أبو بكر
يحيى بن سعدون عنه أنبأنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر
أنبأنا أبو القاسم موسى بن محمد بن عرفة السمسار ببغداد حدثنا عبد الله بن إسحاق
المدائني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن أبي عبد
الرحمن السلمي عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من هم بحسنة كتبت له حسنة ومن عملها كتبت له عشرا أو هم بسيئة لم تكتب
عليه ومن عملها كتبت عليه سيئة واحدة [10780]
قال ابن الحطاب (6) القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله بن عبد
الوهاب السعدي البغدادي بيتهم بيت القضاء والتقدمة وكان من المرضيين يملي بمصر
ويحدث وقد كان أبوه مالكي المذهب فأما هو فمن تلامذة أبي حامد الإسفرايني شافعي

(1) هو عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري الحنبلي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / رقم 389.
(2) بالأصل: " وأنبأنا " تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(3) راجع الحاشية السابقة.
(4) بالأصل: الخطاب، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(5) راجع الحاشية السابقة.
(6) راجع الحاشية السابقة.
99

وقد كتب عنه الحديث شيخه أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ (1) فمن بعده من الحفاظ
وكتب عنه عبد العزيز النخشبي وسمعت أنا عليه كثيرا وتوفي في شوال (2) سنة إحدى
وأربعين وأربع مائة وذكر بعض من سمع منه
قرأت على أبي الحسن علي بن المسلم وأبي الفضل بن ناصر قلت لهما أجاز لكم
إبراهيم بن سعيد الحبال قال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة أبو الفضل محمد بن أحمد
السعدي في شوال يعني مات
5945 محمد بن أحمد بن الغاز الصيداوي
روى عن محمد بن حمزة بن أبي كريمة
روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الجبار الصيداوي
5946 محمد بن أحمد بن الفضل أبو المضاء الصيداوي
حدث عن محمد بن المعافى الصيداوي
روى عنه عبد الغني بن سعيد
قرأت بخط عبد الغني بن سعيد وأنبأنيه أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي
وأخبرنيه أبو التمام كامل بن أحمد المقرئ عنه أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى
السعدي في كتابه إلينا من مصر أنبأنا عبد الغني بن سعيد حدثني أبو المضاء محمد بن
أحمد بن الفضل بصيدا أنبأنا محمد بن المعافى حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الملك
ابن محمد الصنعاني حدثنا زهير بن محمد حدثنا موسى بن عقبة حدثني عبد الرحمن
الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا
واحدا (3) من حفظها دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر [10781]
5947 محمد بن أحمد بن القاسم بن عبد الوهاب أبو بكر التنوخي القيني
من أهل قينية (4)

(1) هو عبد الغني بن سعيد أبو محمد الأزدي المصري، صاحب كتاب مشتبه النسبة، توفي سنة 409 راجع ترجمته
في سير أعلام النبلاء 17 / رقم 164.
(2) جاء في سير أعلام النبلاء: مات في شعبان، وقيل: في شوال سنة إحدى وأربعين وأربعمئة، في عشر الثمانين.
(3) بالأصل وم وت ود: واحد.
(4) بالأصل وم: قينة، والمثبت عن د، وت. وقينية بالفتح ثم السكون كسر النون وياء خفيفة: قرية كانت مقابل الباب
الصغير من مدينة دمشق صارت الآن بساتين (معجم البلدان).
100

حكى عن أبي علي الحسن بن حامد بن الحسين
روى عنه أبو الحسين الرازي والد تمام
5948 محمد بن أحمد بن القاسم أبو منصور الأصبهاني المقرئ
المقيم بآمد
قدم دمشق وحدث بها وبآمد عن أبي بكر محمد بن الحسن بن محمد بن محمويه
البصري وأبي عتاب أحمد بن الحسن بن علي بن أيوب المعدل البصري وأبي العباس
أحمد بن الحسن الرازي الحافظ وأبي الحسن محمد بن القاسم المعروف بالسباك البصري
وأبي النعمان عبد الأعلى بن أحمد بن عبد الله بن مالك وأبي الحسن علي بن محمد بن
موسى التمار وأبي بكر محمد بن عدي بن زحر المنقري البصريين
روى عنه أبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الفتح نصر بن إبراهيم وأبو صالح سعد بن
أبي سعد الفرغاني وعمر بن أحمد بن عمر الآمدي وأبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد
الكناني (1) الفلسطيني وأبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزة وأبو الحسن
علي بن أحمد بن يوسف الهكاري
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس وأبو الحرم مكي بن الحسن بن
المعافى الجبيلي قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن
القاسم المقرئ الأصبهاني نزيل ثغر آمد حماه الله قدم علينا دمشق قافلا من الحج فقرأ
علينا من لفظه في المسجد المعروف بمسجد أبي صالح سلخ جمادى الأولى من سنة اثنتين
وعشرين وأربعمائة حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه بالبصرة
حدثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق الجوهري
حدثنا بدل بن المحبر (2) حدثنا شعبة حدثني هشام بن عروة قال سمعت أبي يحدث عن
عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الله لا يذهب بالعلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء فإذا لم يبق

(1) كذا بالأصل ود، وت، وفي م: الكتاني.
(2) رسمها واعجامها مضطربان بالأصل، وتقرأ: " المجتر " والمثبت عن م وت ود، وهو بدل بن المحبر بن المنبه
التميمي، أبو المنير البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 16.
101

عالما أو إذا لم يبق عالم شعبة ذكر الشك اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير
علم فضلوا وأضلوا [10782]
5949 محمد بن أحمد بن لبيد أبو عبد الله السلاماتي البيروتي الحطاب (1)
إمام جامع بيروت المعروف بورد
روى عن عمرو بن هشام (2) البيروتي وعبد الحميد بن بكار وعبيد بن حبان
الجبيلي وصفوان بن صالح ومحمد بن عقبة بن علقمة وعباس بن الوليد بن مزيد
روى عنه محمد بن شعيب وأبو (3) عبد الله بن مروان وسليمان بن أحمد
الطبراني وإبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حسنون وأبو القاسم بن أبي العقب
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا وأبو علي
الحسين بن عقيل بن ريش قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر حدثنا أبو علي محمد بن
هارون حدثنا محمد بن أحمد بن لبيد السلاماتي ببيروت حدثنا عمرو بن هشام (4) البيروتي
قال سمعت الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال من حلف على يمين فاستثنى ثم أتى ما حلف فلا كفارة عليه [10783]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي
عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي
حدثنا صفوان بن صالح
ح قال وحدثنا إبراهيم (5) بن دحيم حدثنا أبي قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا
ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة [10784]
قال أبو عبد الله بن مندة توفي سنة نيف وثمانين يعني ومائتين قاله لي أبو عمران
البيروتي المقرئ

(1) الأصل: الخطاب، والمثبت عن م، ود، واستدركت اللفظة على هامش ت.
(2) في م وت ود: هاشم.
(3) بالأصل: " وأبا ".
(4) كذا بالأصل، وفي م، وت، ود: هاشم.
(5) من هذا الطريق، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 4 / 127 رقم 3881.
102

5950 محمد بن أحمد بن الليث أبو نصر الرافعي القاضي
حدث بصيدا سنة سبع عشرة وثلاثمائة عن عثمان بن سعيد الدارمي وإبراهيم بن علي
الذهلي النيسابوري ومحمد بن معاذ الدينوري ومحمد بن عبد الله بن سليمان مطين (1)
وإبراهيم بن إسحاق الأنصاري الغسيلي (2) ومحمد بن إبراهيم الكتاني
روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الوراق وأبو العباس أحمد بن محمد بن
حمدان بن أبي سليعة الصيداوي
أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار حدثنا محمد بن علي الصوري أخبرني القاضي
أبو الحسين عطية الله بن عطاء بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة بصيدا قال ذكره الرافعي
يعني محمد بن أحمد حدثنا محمد بن إبراهيم الكتاني (3) قال قال بشر بن الحارث
الحافي رأيت على باب ناووس مكتوبا
* همومك بالعيش مقرونة * فلا تقطع الدهر إلا بهم
حلاوة دنياك مسمومة * فلا تطعم الشهد إلا بسم
إذا تم أمر ودنا نقصه * برفع قناة إذا قيل ثم
إذا كنت في نعمة فارعها * فإن المعاصي تزيل النعم *
5951 محمد بن أحمد بن محمد بن مطر بن العلاء بن
أبي الشعثاء ويقال ابن أبي الأشعث أبو بكر الفزاري الفذائي (4)
يعرف بابن الخراط
روى عن سليمان بن عبد الرحمن وأيوب بن أبي حجر الأيلي ومحمد بن يوسف بن
بشر القرشي وهشام بن عمار ومحمد بن خالد الفزاري (5) ويحيى بن الغمر وقاسم بن
عثمان الجوعي وإبراهيم بن المنذر الحزامي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 41.
(2) بالأصل، وم، ود، وت: العسيلي، والصواب ما أثبت ترجمته في سير الاعلام 13 / 493 ويعود بنسبه إلى عبد
الله بن حنظلة بن المغسيل.
(3) بالأصل: الكناني، والمثبت عن م وت ود.
(4) ترجمته في معجم البلدان (فذايا).
والفذائي نسبة إلى فذايا، من قرى دمشق، قاله ياقوت.
(5) كذا بالأصل وم وت ود، وفي معجم البلدان: الفذايي.
103

روى عنه أبو إسحاق بن سنان وأبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرسعني
وأحمد بن سليمان بن حذلم (1) وأبو عبد الرحمن محمد (2) بن عبد الله مكحول وأبو عبد
الله محمد بن إسماعيل بن علي الأيلي وأبو علي بن شعيب وأبو علي بن مكحول
والقاسم بن عيسى العصار (3) والحسن بن حبيب الحصائري (4) وأبو الفضل أحمد بن عبد
الله السلمي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا إبراهيم بن محمد بن صالح أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن مطر بن العلاء
الفزاري الفذائي بقرية فذايا حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثني جدك مطر بن العلاء
حدثتني عمتي آمنة ابنة أبي الشعثاء وقطبة مولاتنا أنهما رأتا مدلوكا (5) أبا سفيان قال
أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) مع مولاي فأسلمت فمسح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على رأسي قالت آمنة
فرأيت أثر ما مسح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسود وسائره أبيض (6) [10785]
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن البري وأبو
الفضل بن الفرات
ح وأخبرنا أبو الفتح نصر بن القاسم المقدسي أنبأنا أبو محمد بن البري
ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة وأبو نصر غالب بن أحمد قالا أنبأنا أبو
الفضل بن الفرات
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب حدثنا
محمد بن أحمد بن مطر بن أبي الشعثاء الفزاري حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا
شعيب بن إسحاق عن مسعر بن كدام عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن
علي قال رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يشرب قائما [10786]

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي معجم البلدان: " جذام " تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 514.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وفي معجم البلدان: وأبو عبد الرحمن عمر بن عبد الله بن مكحول.
(3) كذا بالأصول، وفي معجم البلدان: العضاد.
(4) كذا بالأصول، وفي معجم البلدان: الخطايري. تصحيف.
(5) راجع ترجمة مدلوك أبي سفيان الفزاري، في أسد الغابة 4 / 357.
(6) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة من طريق مطر بن العلاء الفزاري في ترجمة مدلوك 4 / 357.
104

قال أبو عبد الله بن مندة مات بعد الثمانين يعني ومائتين
5952 محمد بن أحمد بن محمد أبو بكر الشيباني المقرئ
قرأ القرآن بدمشق بحرف ابن عامر على هشام بن عمار
قرأ عليه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر بن سليمان الداجوني
5953 محمد بن أحمد بن محمد بن الوليد المري المقرئ
قرأ القرآن على عبد الله بن ذكوان
قرأ عليه ابنه أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد
5954 محمد بن أحمد بن محمد بن أبان بن سلم
أبو العباس السلمي الرقي الضراب
سمع بدمشق الهيثم بن مروان وبغيرها محمد بن سليمان لوينا وسليمان بن عمر (1)
الأقطع وعلي بن جميل الرقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وأبا يوسف أحمد بن محمد
ابن يوسف الصيدلاني وعباس بن محمد الدوري وأبا حذافة أحمد بن إسماعيل
السهمي (2)
روى عنه أبو بكر بن المقرئ وأبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي
الموصلي الحافظ (3) وأبو الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي القاضي وأبو
الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ (4) وأبو الحسن بن المظفر الحافظ وأبو
بكر أحمد بن يعقوب القرشي الأموي (5) وأبو الحسن علي بن الحسين بن بندار الأذني
القاضي (6)
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن أبان بن سلم (7) الضراب الرقي
بحران حدثنا الهيثم بن مروان أنبأنا محمد بن عيسى بن سميع حدثنا روح بن القاسم عن

(1) كذا بالأصل ود، وت، وفي م: عمرو.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 2 / 24.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 347.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 20.
(5) من قوله: المنبجي القاضي إلى هنا سقط من م.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 464.
(7) في م: " سالم ".
105

معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن أبي طلحة عن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل [10787]
5955 محمد بن أحمد بن محمد بن أبي خنبش أبو بكر البعلبكي القاضي
حدث عن أبي عمرو موسى بن عيسى الحمصي ويحيى بن أيوب بن بادي العلاف
المصري وأبي الفضل العباس بن الفضل الأسفاطي بمكة وحميد بن محمد بن النضير
البعلبكي وأبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن عوسق وعبد الله بن الحسين المصيصي وأبي
عمرو سعيد بن محمد الهمداني وإبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي
روى عنه أبو بكر بن مهران وأبو محمد بن ذكوان وأبو العباس بن السمسار
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو عثمان الصابوني
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن قالا
أنبأنا الأستاذ أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
محمد بن أبي خنبش القاضي ببعلبك حدثنا أبو عمرو عيسى بن موسى وقال زاهر موسى
ابن عيسى بن المنذر حدثنا أبو اليمان (1) الحكم بن نافع أنبأنا شعيب بن أبي حمزة عن
الزهري حدثني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من
أنفق زوجين من شئ من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير
وللجنة ثمانية أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من باب
الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من
أهل الصيام دعي من باب الريان
قال أبو بكر الصديق ما على أحد وفي حديث زاهر فقال أبو بكر ما على الذي
يدعى من تلك الأبواب من ضرورة هل يدعى منها كلها يا رسول الله قال (صلى الله عليه وسلم) نعم وأرجو
أن تكون منهم يا أبا بكر [10788]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو بكر
أحمد بن الحسين بن مهران حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي خنبش القاضي

(1) بالأصل: اليمن، تصحيف، والمثبت عن م وت ود.
106

ببعلبك حدثنا يحيى بن أيوب بن بادي حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ويعرف
بزبريق حدثنا بقية حدثنا مبشر بن عبيد قال سمعت الزهري يحدث عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الإحصان إحصانان إحصان النكاح وإحصان
العفاف فمن قرأها " والمحصنات " بكسر الصاد فهن العفائف ومن قرأها " والمحصنات "
فهن المتزوجات [10789]
أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم الآدمي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
إبراهيم بن محمد بن أيمن الدينوري ثم الدمشقي المؤدب أنبأنا أبو الحسن محمد بن عوف
ابن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عوف المزني (1) إجازة حدثنا أبو العباس محمد
ابن موسى بن الحسين بن علي السمسار حدثنا محمد بن الوليد بن محمد بن عرق حدثنا
عمي
ح قال وحدثنا محمد بن أحمد بن أبي خنبش أبو بكر البعلبكي حدثنا إبراهيم بن
عرق حدثنا أبو أيوب سليمان بن سلمة حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن أبي
عبلة قال سمعت أم الدرداء تحدث عن أبي الدرداء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا كتب
أحدكم إلى أناس فليبدأ بنفسه وإذا كتب فليترب كتابه فإنه أنجح [10790]
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن أحمد بن إسحاق بن
ذكوان حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي خنبش القاضي حدثنا أبو زكريا يحيى بن
إبراهيم بن (2) عوسق الإمام حدثنا أبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري حدثنا خلف بن
خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال
إن المتحابين في الله لعلى عمود من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة إذا
أشرفوا على أهل الجنة أضاء حسنهم الجنة كما تضئ الشمس لأهل الدنيا فيقول أهل
الجنة انطلقوا فلننظر إلى المتحابين في الله عليهم ثياب سندس خضر مكتوب على
جباههم هؤلاء المتحابون في الله تعالى [10791]

(1) بالأصل وم ود: المري، تصحيف، والتصويب عن ت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 550
(2) بالأصل: " عن " تصحيف، المثبت عن م وت ود
107

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى حدثنا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنبأنا أبو زكريا حدثنا عبد الغني بن سعيد قال
خنبش بالنون والباء معجمة بواحدة والشين معجمة محمد بن أحمد بن أبي خنبش
البعلبكي قاضيها يحدث عن حميد بن محمد بن النضير البعلبكي وغيره
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (1) أما خنبش أوله
خاء معجمة مفتوحة بعدها نون ساكنة وباء مفتوحة معجمة بواحدة وآخره شين معجمة
محمد بن أحمد بن أبي خنبش البعلبكي قاضيها حدث عن حميد بن محمد بن النضير (2)
وغيره
5956 محمد بن أحمد بن محمد بن الصلت أبو الحسن البغدادي الصفار
حدث بدمشق عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل وأبي قلابة
الرقاشي والوزير بن القاسم الجبيلي وأبي خالد يزيد بن الهيثم وأبي جعفر محمد بن علي
الطبري ونفطويه ومحمد بن يونس الكديمي
روى عنه عبد الوهاب الكلابي وأبو هاشم المؤدب ومحمد بن سليمان البندار
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو الحسين
عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن
الصلت حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غالب حدثنا دينار بن عبد الله عن أنس بن
مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قال العبد أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
وأتوب إليه غفر الله له وإن كان موليا من الزحف [10792]
لم يذكره الخطيب في تاريخه
5957 محمد بن أحمد بن محمد بن الوليد بن شعيب بن ثابت بن مدرك بن وردان
أبو السقر السقطي الهاشمي مولاهم
حدث بحديث واحد

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 341.
(2) زيد بعدها في الاكمال: البعلبكي.
108

كتب عنه أبو الحسين الرازي وهو نسبه
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق أبو السقر محمد بن أحمد بن محمد مولى بني هاشم وكان يبيع
السقط (1) ولم يكن عنده إلا حديث واحد مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني فيما نقله من خط بعضهم في تسمية من سمع منه
بدمشق سنة ست عشرة وثلاثمائة محمد بن أحمد البيروتي إمام مسجد ابن بركان حديث
واحد ولا أدري (2) هو الذي سمع منه الرازي أو غيره
5958 محمد بن أحمد بن محمد بن غزوان أبو الحسين
حدث عن أحمد بن المعلى ومحمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال
كتب عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي
قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب
عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن غزوان وجده محمد بن
غزوان روى عن الأوزاعي حديثا منكرا في ماء البحر وهم أهل بيت القدر روى عن جده
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وكان أبو الحسين ثقة في الحديث مات سنة (3) وعشرين
وثلاثمائة
5959 محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن رواحة بن محمد بن
النعمان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو النعمان بن بشير بن سعد
أبو عبد الله الأنصاري الصرفندي (4)
حدث بدمشق وغيرها عن أبي عمرو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي (5) وكتب عنه أبو
الحسين الرازي

(1) السقط هي الأشياء الخسيسة كالخرز والملاعق وخواتيم الشبه والحديد وغيرها (الأنساب).
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن م وت ود.
(3) بياض الأصل وم ود وت. وكتب في م ود: كذا فيه مبيض.
(4) ترجمته في معجم البلدان (صرفندة) نقلا عن ابن عساكر.
(5) في معجم البلدان: أبو الحسن بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي.
109

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد
أنبأنا عمر بن أحمد الخطيب الواسطي أنبأنا أبو الحسين الملطي حدثنا أبو عبد الله محمد
ابن أحمد بن رواحة الأنصاري الصرفندي حدثنا أبو عمرو بن المنذر بحمص حدثنا أحمد
ابن خالد الوهبي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن شيخ من قريش يقال له عامر بن
مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة أما الليل فطويل وأما
النهار فقصير
قال ابن عساكر (1) كذا جاء في هذه الرواية وقد أسقط من إسناده نمير بن عريب
بين أبي إسحاق وبين عامر (2)
أخبرناه على الصواب أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد
بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد (3) حدثني أبي حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي
إسحاق عن نمير بن عريب عن عامر بن مسعود الجمحي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الصوم
في الشتاء الغنيمة الباردة [10793]
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا عبيد الله القواريري
ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر قالا حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان
ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله
ابن مندة أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا أسيد بن عاصم حدثنا الحسين بن
حفص حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب عن عاصم بن مسعود وفي
حديث فاطمة ابن سعد وهو وهم عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الصوم في الشتاء الغنيمة
الباردة [10794]

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) راجع ترجمة عامر بن مسعود الجمحي في تهذيب الكمال 9 / 376 وقد اخرج الحديث فيه من طريق اخر، وفيه
" نمير بن عريب " بين أبي إسحاق وعامر.
(3) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 7 / 9 رقم 18981.
110

وهكذا رواه أبو الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن نمير عن رجل من قريش
ولم يسمه
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي
في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد وساق باقي
نسبه وقال كان من أهل صرفندة حصن بين صور وصيدا على الساحل (1) وكان كثيرا ما
يقدم دمشق ثم يخرج عنها
5960 محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل
ابن حماد بن سليمان الخشني البلاطي (2)
حدث عن جده محمد بن الخليل
روى عنه ابنه أبو الحسين علي بن محمد
أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره عن أبي علي الأهوازي أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب
ابن جعفر الميداني حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل السلمي أنبأنا
أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل الخشني البلاطي ببلاط حدثني
أبي محمد بن أحمد بن محمد عن جده محمد بن الخليل حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني
مسلم بن خالد عن جعفر بن محمد عن محمد بن كعب القرظي
أنه جمع القرآن في زمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خمسة نفر من الأنصار معاذ بن جبل وعبادة
بن الصامت وأبي بن كعب وأبو الدرداء وأبو أيوب (3)
5961 محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن يزيد
ابن عبد الله بن يزيد بن تميم بن حجر أبو بكر السلمي
مولى نصر بن الحجاج إمام مسجد سوق الشيخ
حدث عن يزيد بن أحمد بن يزيد السلمي وإبراهيم بن عبد الواحد العبسي وإسماعيل
ابن محمد بن قيراط

(1) قارن مع معجم البلدان (صرفنده).
(2) البلاطي بكسر الباء وفتحها، في عدة مواضع، منها بيت البلاط من قرى غوطة دمشق.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم المعنى عن م، وت، ود.
111

روى عنه أبو سليمان بن زبر وأبو الحسين الرازي وهو نسبه وأبو حفص عمر بن
علي العتكي وأبو هاشم المؤدب
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأنا جدي أبو محمد حدثنا أبو علي
الأهوازي حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني حدثنا أبو هاشم عبد الجبار بن
عبد الصمد السلمي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي حدثنا إسماعيل بن
محمد بن قيراط حدثنا أحمد بن صالح المصري حدثنا سليمان بن سلمة الخبائري حدثنا
بقية بن الوليد حدثنا محمد بن سوار عن أبي عمرو عن عائشة رضي الله عنها قالت قال
لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إياك يا حميراء وأكل الطين فإنه يعظم البطن ويعين على
القتل [10795]
قال ابن عساكر (1) هذا حديث منكر
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر وابنه أبو علي وأبو الحسين الميداني وأبو نصر بن الجبان المري واللفظ لابني
أبي نصر قالوا أنبأنا سليمان بن زبر أنبأنا محمد بن أحمد السلمي حدثنا إبراهيم بن عبد
الواحد حدثني يزيد بن أحمد السلمي حدثنا عبد الله بن يزيد المعروف بحمار الفرا قال
أصاب رجل سوارين من ذهب فعرفهما فلم يعرفهما أحد فعلقهما بسحاء على باب جيرون
فأقاما من الجمعة إلى الجمعة لم يعرفهما أحد
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وحدثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه
حدثني عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد أخبرني أبي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد
بن محمد بن عمرو السلمي الدمشقي حدثنا يزيد بن أحمد بن يزيد السلمي حدثنا محمد
بن المغيرة حدثني أيوب بن العلاء عن عبد العزيز بن عبد الصمد عن مالك قال
وجدت في بعض الكتب يؤتى (2) براعي السوء يوم القيامة فيقال يا راعي السوء
شربت اللبن وأكلت اللحم ولبست الصوف ولم تجبر الكسير ولم ترعها في مراعيها
اليوم أنتقم لها منك
قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) بالأصل: يؤت، والمثبت عن م وت ود.
112

كتب عنه بدمشق أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن يزيد بن عبد الله بن يزيد بن
تميم بن حجر مولى نصر بن الحجاج السلمي وكان إمام مسجد سوق الشيخ مات وأنا
بدمشق سنة ست وعشرين وثلاثمائة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
الحسن المؤدب أنبأنا أبو محمد بن زبر الربعي قال وفي شهر رمضان سنة ست وعشرين
توفي أبو بكر محمد بن أحمد السلمي إمام مسجد الفسقار
5962 محمد بن أحمد بن محمد بن شيبان
أبو جعفر الخلال الرملي
سمع بدمشق أبا عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري والحسن بن جرير الصوري
ومقدام بن داود بن تليد الرعيني (1) ومحمد بن حماد الطهراني وأبا بكر الحسين بن
السميدع الأنطاكي وأبا عمرو بن خزيمة وأحمد بن إسماعيل الصفار وأبا أمية محمد بن
إبراهيم الطرسوسي وإسماعيل بن حمدوية البيكندي وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم
البرقي وعلي بن محمد النعال
روى عنه أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحمصي (2) وأبو مسلم
محمد بن أحمد بن علي الكاتب وأبو الطيب محمد بن جعفر بن دران غندر البغدادي (3)
وأبو حفص بن شاهين
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أبو الحسين بن مكي أنبأنا أبو مسلم
محمد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد الخلال
بالرملة حدثنا مقدام بن داود حدثنا عبد الملك بن مسلمة حدثنا سليمان بن بلال عن
العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة أشياء من صدقة جارية أو علم ينتفع
به أو ولد صالح يدعو له

(1) هو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد، أبو عمرو الرعيني المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 345.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 415.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 215.
113

5963 محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج
أبو عبد الله وقيل أبو بكر الأندلسي القرطبي القاضي (1) (2)
مولى عبد الرحمن بن الحكم الأموي ويقال مولى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام
ابن عبد الملك
سمع بالأندلس من قاسم بن أصبغ البياني ثم رحل فسمع بمصر أبا الحسن محمد بن أيوب
الصموت وأحمد بن بهزاد السيرافي وسعيد بن السكن وبمكة أبا سعيد بن
الأعرابي وبأطرابلس خيثمة بن سليمان وبدمشق أبا الميمون بن راشد وأنبأنا الحسن
بن حذلم وأبا يعقوب الأذرعي وأبا القاسم بن أبي العقب
روى عنه أبو سعيد بن يونس المصري وهو من أقرانه وأبو عمر أحمد بن محمد بن
عبد الله الطلمنكي وأبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي وعبد الله بن
الربيع التميمي وأبو إسحاق إبراهيم بن شاكر
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو القاسم
صادق بن يخلف بن كفيل الأنصاري الأندلسي قرأت عليه حدثنا أبو بكر محمد بن محمد
ابن العربي الفقيه حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حسين قال قرأت على أبي عبد
الله محمد بن أحمد بن مفرج القاضي أخبرك أبو أحمد منصور بن أحمد الهروي حدثنا
أحمد بن جعفر السمسار حدثني عيسى بن موسى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
حدثني بعض الحكماء قال خرجت وأنا أريد الرباط حتى إذا كنت بعريش مصر أو دون
عريش مصر إذا أنا بمظلة وإذا فيها رجل (3) قد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وإذا هو يقول
اللهم إني أحمدك حمدا يوافي محامد خلقك إذ فضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا
فقلت والله لأسألنه أعلمه أم إلهاما قال فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام
فقلت إني سائلك عن شئ أتخبرني به قال إن كان عندي منه علم أخبرتك به فقلت
على أي نعمة من نعمه تحمده عليها أم على أي فضيلة من فضائله تشكره عليها قال أليس

(1) استدركت الكلمة على هامش د.
(2) ترجمته في تاريخ علماء الأندلس 2 / 91 وجذوة المقتبس ص / 40 وبغية الملتمس ص 49 ونفح الطيب 2 / 218
وسير أعلام النبلاء 16 / 390 وتذكرة الحفاظ 3 / 1007 والعبر 3 / 13 وشذرات الذهب 3 / 97.
(3) الأصل: برجل، والمثبت عن م، ود، وت.
114

ترى ما قد صنع بي قال قلت نعم قال فوالله لو أن الله صب علي السماء نارا
فأحرقتني وأمر الجبال فدمرتني وأمر البحار فغرقتني وأمر الأرض فخسفت بي ما ازددت
له إلا حبا وما ازددت له إلا شكرا وإن لي إليك حاجة فتى كان لي يتعاهدني لوقت
صلاتي ويطعمني عند إفطاري وقد فقدته منذ أمس انظر هل تحسه لي قال فقلت إن
في قضاء حاجة هذا العبد لقربة إلى الله قال فخرجت في طلبه حتى إذا كنت بين كثبان من
رمال إذا أنا بسبع قد افترس الغلام فأكله قال فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون كيف أتي
هذا العبد الصالح أتيه من وجه رفق فأخبره الخبر لا يموت قال فأتيته فسلمت عليه فرد
علي السلام فقلت له إني سائلك عن شيخ أتخبرني قال إن كان عندي من شئ
أخبرتك قلت أنت أكرم على الله منزلة أم أيوب قال بل أيوب أكرم على الله مني وأعظم
عنده منزلة مني قلت أليس ابتلاه الله فصبر حتى استوحش منه من كان يأنس به وصار
غرضا لمار الطريق قال بلى فقلت إن ابنك الذي أخبرتني من قصته ما أخبرتني إني
خرجت في طلبه حتى إذا كنت بين كثبان من رمال إذا بسبع قد افترس الغلام فأكله فقال
الحمد لله الذي لم يجعل في قلبي حسرة من الدنيا قال ثم شهق شهقة فمات قال
فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون من يعينني على غسله وكفنه وحفر قبره ودفنه قال فبينا أنا
كذلك إذا أنا بركب قد بعثوا رواحلهم يريدون الرباط قال فأشرت إليهم فأقبلوا إلي
فقالوا ما أنت وهذا فأخبرتهم الذي كان من أمره قال فثنوا أرجلهم فغسلناه بماء البحر
وكفناه بأثواب كانت معهم ووليت الصلاة عليه من بينهم ودفناه في مظلته ومضى القوم
إلى رباطهم (1) قال وبت في مظلته تلك الليلة أنسا به قال فلما مضى من الليل مثل ما
بقي إذا أنا بصاحبي في روضة خضراء عليه ثياب خضر قائم يتلو الوحي فقلت ألست
صاحبي قال بلى قلت فما الذي صيرك إلى ما أرى قال إني وردت من (2) الصابرين
على درجة لم ينالوها إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء
قال لي الأوزاعي قال لي الحكيم يا أبا عمرو ما تنكر من هذا الولي والاه وابتلاه
فصبر وأعطاه فشكر والله لو أن ما خفت عليه أقطار الجبال وصمت عليه أصداف البحار
وأتى عليه الليل والنهار أعطاه أدنى خلق من خلقه ما نقص ذلك من ملكه شيئا

(1) بالأصل: ارباطهم، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي المختصر: مع الصابرين.
115

قال لي الوليد قال لي الأوزاعي ما زلت أحب أهل البلاء مذ حدثني الحكيم هذا
الحديث
ذكر أبو الوليد بن الفرضي (1)
أن أبا عبد الله سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة فسمع
بمكة وبمدينة الرسول وبجدة وبزبيد وبعدن وبمصر وببيت المقدس وبغزة
وبعسقلان وبطبرية وبدمشق وبأطرابلس الشام وببيروت وبصيدا وبصور وبقيسارية
وبالرملة وبالفرما (2) وبالإسكندرية وبالقلزم (3) وذكر بعض من سمع منهم في هذه
البلدان ثم قال وعدة (4) الشيوخ الذين لقيهم وروى عنهم في جميع الأمصار مائتا شيخ
وثلاثون شيخا (5) وقدم الأندلس من رحلته سنة خمس وأربعين واتصل بأمير المؤمنين
وكانت له مكانة وخاصة وألف له عدة دواوين واستقضاه على إستجة (6) ثم استقضاه على
رية وكان حافظا للحديث عالما به بصيرا بالرجال صحيح النقل جيد الكتاب على كثرة ما
جمع سمع منه الناس كثيرا وسألته عن مولده فقال لي ولدت سنة خمس عشرة (7)
وثلاثمائة في أولها وتوفي ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمانين
وثلاثمائة شهدت جنازته وشهده جماعة من أهل العلم
وذكر أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف أن عبد الله كان من أغنى الناس بالعلم
وأحفظهم للحديث وأبصرهم بالرجال ما رأيت مثله في هذا الفن من أوثق المحدثين
بالأندلس وأصحهم كتبا وأشدهم تتبعا لروايته وأجودهم ضبطا لكتبه وأكثرهم تصحيحا
لها ولا يدع فيها شبهة مهملة ولا يجوز عليه فيها خطأ ولا وهم
قرأت على أبي الحسن سعد (8) الخير بن محمد بن سهل عن أبي عبد الله محمد بن

(1) تاريخ علماء الأندلس لأبي الوليد الفرضي 2 / 91.
(2) الفرما: مدينة على الساحل من ناحية مصر. (معجم البلدان).
(3) القلزم: راجع معجم البلدان 4 / 387.
(4) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ علماء الأندلس: وعده.
(5) كذا بالأصل وم وت ود، " مائتا شيخ وثلاثون شيخا " والذي في تاريخ علماء الأندلس: مائتا شيخ وشيخا.
(6) استجة بالكسر ثم السكون وكسر التاء اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة
(معجم البلدان).
(7) بالأصل: " خمسة عشر " والمثبت عن م، وت، ود.
(8) بالأصل: سعيد، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود.
116

أبي نصر الحميدي صاحب تاريخ الأندلس (1) قال
محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج القاضي أبو عبد الله وقيل أبو بكر محدث
حافظ جليل سمع بالأندلس من أبي محمد قاسم بن أصبغ البياني وطبقته وله رحلة سمع
فيها من أبي الحسن محمد بن أيوب بن حبيب الرقي الصموت صاحب أحمد بن عمرو بن
عبد الخالق البزار البصري ومن أحمد بن بهزاد السيرافي المصري وأبي سعيد أحمد بن
محمد بن زياد بن الأعرابي وخيثمة بن سليمان وأبي يعقوب بن حمدان صاحب أبي يحيى
زكريا بن يحيى الساجي وغيرهم وحدث بالأندلس وصنف كتبا في فقه الحديث وفي فقه
التابعين منها فقه (2) الحسن البصري في سبع مجلدات وفقه الزهري في أجزاء كثيرة
وجمع مسند حديث قاسم بن أصبغ للحكم المستنصر فروى عنه بمصر أبو سعيد بن يونس
وبالأندلس أبو الوليد بن الفرضي وأبو عمرو أحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ المعروف
بالطلمنكي وغيرهم
5964 محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو
أبو الحسن البغدادي وقيل الواسطي البزاز (3)
نزيل مدينة جونية وإمامها وخطيبها وجونية من ناحية أطرابلس من أعمال دمشق (4)
حدث عن الحسن بن علي القطان وأبي بكر السراج
روى عنه أبو عبد الله بن أبي كامل مكاتبة وأبو محمد بن أبي نصر سماعا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه
قالا حدثنا أبو بكر الخطيب قال (5)
كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي وحدثنيه عبد العزيز بن أحمد
الكتاني عنه حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو البغدادي إمام جونية

(1) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وكتاب الحميدي هو جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس. الخبر في كتابه ص
40.
(2) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود، وجذوة المقتبس.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 340 ومعجم البلدان " جونية ".
(4) قارن مع ما كتب عنها في معجم البلدان " جونية ".
(5) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 340.
117

وخطيبها في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة حدثنا أبو بكر السراج حدثنا جبارة بن مغلس
عن كثير يعني بن سليم عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال نعم الإدام الخل [10796]
5965 محمد بن أحمد بن محمد البغدادي العطار
حدث بأطرابلس عن أبيه أحمد بن محمد عن القاضي محمد بن أحمد المقدمي
كتب عنه بعض طلبة العلم إن لم يكن إمام جونية فهو غيره
5966 محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن أبي عطاء واسم أبي عطاء عبد
الرحمن بن سعد أبو الفتح بن أبي بكر القرشي
مولى عثمان بن عفان يعرف بالحقود ويعرف بابن صريرة وأبوه أبو بكر محدث
حكى عنه تمام بن محمد
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
حدثني أبو الفتح الحقود محمد بن أحمد بن أبي عطاء من موالي عثمان بن عفان يعرف بابن
صريرة قال قرأت في بعض كتب الفتن ليحيى بن حمزة ببيت لهيا من الكتب العتيقة
بإسناد لا أحفظه قال لما هدم عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب سور
دمشق وقع منه حجر مكتوب عليه باليونانية فطلب من يقرأه فلم يجد أحدا يقرأه حتى دل
على رجل بالجزيرة فوجه خلفه فقرأه فإذا فيه ويك ارم الجبابرة تعيشين أربعة آلاف
سنة رغدا فالويل لك من الخمسة الأعين عين بن عين بن عين بن عين بن عين فإذا وهي
منك الجناح الشرقي ووهت الطايات من جيرون بعث الله عليك من يحلل منك العقد
ويتداعى عليك العرب فيصابون في كل سهل وجبل لا يعبأ الله بهم شيئا وإذا وهى منك
الجناح الغربي أديل لك ممن يعرض بك
5967 محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله
أبو بكر المفيد الجرجرائي (1)
سمع بدمشق أحمد بن موسى الهاشمي وعبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 346 وميزان الاعتدال 3 / 460 وتذكرة الحفاظ 3 / 979 ولسان الميزان 5 / 45 وسير
أعلام النبلاء 16 / 269 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 351 - 380) ص 630 وشذرات الذهب 3 / 92 والمنتظم
7 / 144 والأنساب (الجرجرائي) والجرجرائي نسبة إلى جرجرايا وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد وواسط.
118

ومحمد بن أحمد بن الهيثم التميمي وأبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب وحدث عنهم
وعن علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي وأبي شعيب الحراني ومحمد بن عمران
المروزي صاحب أبي عبيد وموسى بن هارون الحمال وأحمد بن يحيى الحلواني وأبي
يعلى الموصلي ومحمد بن إبراهيم بن المسلم بن البطال اليماني بالمصيصة
روى عنه أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود الهروي الجارودي
الحافظ وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني وعبد العزيز بن علي الأزجي وأبو
نعيم الحافظ وأبو بكر البرقاني وجماعة سواهم
وقد تقدم ذكر قدومه في ترجمة أحمد بن موسى الهاشمي (1)
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي قالا أنبأنا أبو علي الحسن
بن غالب المباركي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد أنبأنا أبو عمرو عثمان
بن الخطاب الأشج قال سمعت علي بن أبي طالب قال إنه لعهد النبي الأمي (صلى الله عليه وسلم) إلي أنه لا
يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قالا
حدثنا و (2) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا أبو سعد الماليني
أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح فذكر عنه حديثا قالوا وقال لنا أبو
بكر الخطيب (4) محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله أبو بكر المفيد ذكر لي
أبو نعيم الحافظ إنه بغدادي الأصل سكن جرجرايا ووصفه بالحفظ وسمعت محمد بن
عبد الله بن محمد يحكي عنه قال موسى بن هارون سماني المفيد وقال لنا محمد بن
أحمد بن شعيب الروياني لم أر أحفظ من أبي بكر المفيد وحدثنا عنه أبو سعد الماليني
فقال حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الشيخ الصالح حدث المفيد عن علي بن محمد بن
أبي الشوارب القاضي وأبي شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن يحيى
ابن سليمان المروزي وموسى بن هارون الحافظ وأبي يعلى الموصلي وعن خلق لا
يحصون من أهل الشام ومصر فإنه كان سافر الكثير وكتب عن الغرباء وروى مناكير

(1) راجع المرجع السابق.
(2) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 346.
(4) تاريخ بغداد 1 / 346.
119

وعن مشايخ مجهولين منهم الحسن بن عبيد الله العبدي حدث عنه عن عفان وعبد الله
بن رجاء ومحمد بن كثير وعمرو بن مرزون ومسدد ومنهم أحمد بن عبد الرحمن
السقطي روى عنه جزءا عن يزيد بن هارون وذكر أنه سمع منه ببغداد في سنة خمس
وتسعين ومائتين والسقطي هذا مجهول فحدثني عبد العزيز بن علي قال رأيت في كتاب
أبي سعد الماليني بخطه سمعت أبا سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن ممجة يقول
سمعت أبا الحسن الدارقطني وسئل عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي الذي حدث عنه أبو
بكر المفيد فقال حدثنا عنه جماعة عن يزيد بن هارون ولا أعلم أحدا من البغداديين ولا
غيرهم عرف أحمد بن عبد الرحمن السقطي هذا ولا روى عنه سوى المفيد وفي هذه
الحكاية نظر من جهة ابن ممجة وأكثر أحاديث السقطي عن يزيد صحاح ومشاهير إلا ما
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد (1) المفيد حدثنا أحمد
ابن عبد الرحمن السقطي حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا عاصم الأحول عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الموت كفارة لكل مسلم [10797]
قال الخطيب (2) وهذا الحديث إنما يحفظ من رواية مفرج بن شجاع الموصلي عن
يزيد
أخبرناه عبد الواحد بن محمد بن أبي عمرو (3) البجلي حدثنا جعفر بن محمد
الواسطي وأخبرناه الحسن بن أبي بكر أنبأنا أبو علي عيسى بن محمد الطوماري قالا
حدثنا بشر بن موسى حدثنا مفرج بن شجاع عن يزيد بن هارون عن عاصم عن أنس
قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) الموت كفارة لكل مسلم [10798]
قال الخطيب وحدثني أبو بكر أحمد بن محمد المستملي الغزال أنبأنا محمد بن
جعفر الوراق أنبأنا أبو الفتح الأزدي الحافظ قال مفرج بن شجاع الموصلي واهي الحديث
قال الخطيب إنما عنى الأزدي هذا الحديث خاصة ومفرج في عداد المجهولين والحديث
عن يزيد شاذ مع أنه قد روى عن نصر بن علي الجهضمي أيضا عن يزيد وليس بثابت عنه
ورواه أصرم بن غياث النيسابوري عن عاصم الأحول وأصرم لا تقوم به حجة والله أعلم

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
(2) زيادة منا للايضاح، تاريخ بغداد 1 / 347.
(3) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي تاريخ بغداد: " عمر ".
120

ورواه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن الحسن بن صالح عن عاصم الأحول
وإسماعيل كان كذابا
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الزاهد قالا حدثنا و (1) أبو منصور عبد
الرحمن بن محمد بن زريق أنبأنا الخطيب (2) حدثني عبد العزيز بن علي الوراق لفظا
قال سئل أبو بكر المفيد وأنا حاضر عن سماعه من أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن
السقطي (3) صاحب يزيد بن هارون فذكر أنه سمع منه سنة خمس وتسعين ومائتين قال
وكان سني في ذلك الوقت إحدى عشرة سنة ومولدي سنة أربع وثمانين ومئتين وكان سن
السقطي وقت سماعي منه مائة سنة وخمس سنين
أنبأنا أبو عبد الله بن أبي العلاء وغيره قالوا أنبأنا أبو القاسم أحمد بن سليمان بن
خلف بن سعيد (4) الباجي (5) قال قال أبي أبو الوليد (6) أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه
أسانيد ادعاها (7) وأبو العباس السقطي (8) رجل مجهول وقد أنكر على أبي بكر المفيد
إخراجه عنه لأنه لو كان على ما ذكر من سماعه من أبي خالد لكان مشهورا
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا (9) أبو منصور
محمد بن عبد الملك أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (10) وكان شيخنا أبو بكر البرقاني قد
أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا فكان كلما قرئ عليه اعتذر من روايته
عنه وذكر أن ذلك الحديث لم يقع إليه إلا من جهته فأخرجه عنه وسألته عنه فقال ليس
بحجة
وقال لنا البرقاني أيضا رحلت إلى المفيد فكتبت عنه الموطأ فلما رجعت إلى بغداد

(1) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4 / 244 في اخبار أحمد بن عبد الرحمن السقطي.
(3) في تاريخ بغداد: وكان سن أحمد بن عبد الرحمن السقطي.
(4) كذا بالأصل وم وت ود، وتذكرة الحفاظ، وفي سير أعلام النبلاء: " سعد " وفي ترتيب المدارك: " سعدون ".
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 545.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 535. والباجي نسبة إلى باجة بليدة بقرب إشبيلية وقد تحول إليها جده، واصله
من بطليوس، قال الذهبي: لا كما قال ابن عساكر انه من باجة المدينة التي بإفريقية.
(7) سير أعلام النبلاء 16 / 270.
(8) يعني أحمد بن عبد الرحمن السقطي.
(9) زيادة عن م وت ود.
(10) تاريخ بغداد 1 / 348.
121

قال لي أبو بكر بن أبي سعد أخلف الله عليك نفقتك فدفعته إلى بعض الناس وأخذت بدله
بياضا
قال الخطيب روى المفيد الموطأ عن الحسن بن عبيد الله (1) العبدي عن القعنبي
فأشار ابن أبي سعد على أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته وذلك أن العبدي مجهول لا
يعرف
قال (2) وحدثني عبد العزيز بن علي قال ذكر لنا المفيد أن مولده سنة أربع وثمانين
ومائتين فسألت عبد العزيز عن وفاته فقال مات قبل سنة ثمانين وثلاثمائة
وأنبأنا البرقاني قال توفي أبو بكر المفيد سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وقال لي
القاضي أبو علاء الواسطي مات المفيد في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
قال الخطيب وكان مولده ببغداد ووفاته بجرجرايا وقبره هناك معروف قد رأيته
5968 محمد بن أحمد بن محمد بن (3) خلف
أبو الحسين الرقي المعروف بابن أبي المعتمر ويعرف بابن الفحام (4)
سكن دمشق
وقرأ القرآن على أبي القاسم زيد بن أبي بلال الكوفي
وحدث بدمشق وبأطرابلس عن أبيه وأبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني والحسن
ابن علي بن عمرو بن الدقم الرقي ومحمد بن عمر بن الحعابي وأبي إسحاق إبراهيم (5)
ابن أحمد القرميسيني وعثمان بن محمد السمرقندي وأبي جعفر بن دحيم الشيباني
الكوفي وأحمد بن عبيد الحمصي الصفار وأبي هاشم محمد بن أحمد بن سنان الموصلي
وعبد الله بن أحمد بن الورد بمصر وأحمد بن سلمان النجاد (6) وأحمد بن سلمة بن
الضحاك وأبي العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع السكري وعلي بن عبد الرحمن بن مأتي
وجعفر بن محمد الخلدي وأبي سهل بن زياد القطان وأبي محمد عبد الله بن إسحاق

(1) كذا بالأصل وم وت ود: " عبيد الله " وفي تاريخ بغداد: عبد الله.
(2) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 348.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن م وت ود.
(4) ترجمته في غاية النهاية 2 / 83.
(5) زيادة عن م، وت، ود.
(6) في م: النجار، تصحيف.
122

البغوي ابن الخراساني ودعلج بن أحمد وحمزة بن محمد بن الفضل العقبي وعمر بن
علي العتكي الخطيب ومحمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية
كتب عنه أبو الحسن الميداني
وروى عنه علي وإبراهيم الحنايان (1) وأبو علي الأهوازي وأبو الفرج عمر بن عبد
الله بن جعفر الرقي وأبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري الطوسي
وقال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني كان خيرا فاضلا زاهدا متقشفا يقول بالفقر
وصحبة الفقراء (2)
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء وأبو محمد بن طاوس قالا أنبأنا
أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا علي بن محمد الحنائي حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد
ابن خلف الرقي حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة حدثنا أحمد بن
حازم بن أبي غرزة الغفاري (3) أنبأنا يعلى بن عبيد الطنافسي عن محمد بن إسحاق عن
الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالخيف (4) من منى
فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمع فرب حامل فقه لا فقه
له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن إخلاص العمل
والنصيحة لأولي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تجوز من ورائهم [10799]
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد
ابن المبارك السلمي الفراء قراءة عليه سنة ثلاث وثمانين حدثنا أبو الفرج عمر بن عبد الله
بن جعفر الرقي لفظا قدم علينا (5) دمشق في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة حدثنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن أبي المعتمر الرقي حدثنا أبو هاشم محمد بن أحمد بن سنان
بالموصل حدثنا جدي حدثنا عبد الله بن أيوب بن أبي علاج حدثنا أيوب بن عتبة عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله ما منتهى العلم

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي غاية النهاية: " الحياناني " تصحيف.
(2) غاية النهاية 2 / 84.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 239.
(4) الخيف بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره ياء، ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي مسجد
الخيف من منى (معجم البلدان).
(5) كلمة " علينا " استدركت على هامش ت.
123

الذي إذا علمه العبد كان عالما فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حفظ على أمتي أربعين حديثا من
أمور دينها (1) بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما [10800 *]
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين وأبو طاهر بن الحنائي قالا أنبأنا أبو
علي الأهوازي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن خلف المقرئ حدثنا أبو حفص عمر بن
محمد الحداد حدثنا محمد بن أبي العوام حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثنا هشام
الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) إذا بقي ثلث الليل ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول من ذا الذي
يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يستغفرني فأغفر له من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه
عنه (2) حتى ينفجر الصبح [10801]
أنبأنا أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر (3) حدثنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد
ابن محمد الفرخزادي لفظا ثم أخبرنا أبو سعيد محمد بن إسماعيل بن أبي سعيد محمد بن
سعيد القاضي أنبأنا محمود بن عمر بن محمود النوقاني أنبأنا القاضي أبو سعيد
الفرخزادي أنبأنا السيد أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد الجعفري حدثنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن (4) المعتمر الرقي أنبأنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني
حدثنا أبو يعلى محمد بن زهير القاضي بالأبلة (5) حدثنا محمد بن ثواب الهباري (6) قال
لقيت محمد بن كناسة بكناس (7) بالكوفة فقلت أبا يحيى أنت القائل
* في انقباض وحشمة فإذا * لاقيت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها * وقلت ما قلت غير محتشم *
فقال نعم أنا القائل لهذا وأقول الآن لك

(1) في م ود وت: امر دينها.
(2) في المختصر: " فأكشفه " وكلمة: " عنه " ليست فيه.
(3) قارن مع مشيخة ابن عساكر 83 / ب.
(4) كذا بالأصل وم وت هنا: ابن المعتمر الرقي.
(5) تقرأ في د: " بالأيلة " تصحيف، وفي م وت كالأصل: بالأبلة، وقد تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.
(6) تقرأ بالأصل: " الهفاري " تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود، ضبطت اللفظة بفتح الهاء والباء المشددة وفي
اخرها الراء، عن الأنساب، وهذه النسبة إلى هبار اسم جد عبد العزيز بن علي بن هبار الهباري.
ذكره السمعاني وترجم له.
(7) في معجم البلدان: الكناسة بالضم، محلة بالكوفة.
124

* ضعفت عن الإخوان حتى مللتهم * على غير زهد في اللقاء ولا الود
ولكن أيامي تخر من قوتي * فما أبلغ الحاجات إلا على جهد *
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني قال سمعت أبا علي المقرئ
يقول
توفي ابن المعتمر وهو أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي المعتمر الرقي المقرئ في
سنة تسع وتسعين يعني وثلاثمائة وكان يرمى بالتشيع
زاد غيره عن الأهوازي في شهر ربيع الأول (1)
5969 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن
ابن يحيى بن جميع أبو الحسين الغساني الصيداوي (2)
رحل وطوف
سمع بدمشق أبا الحارث أحمد بن محمد بن عمارة وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم
الأذرعي والحسن بن حبيب الحصائري ويوسف بن القاسم الميانجي وبمكة محمد بن
عبد الله الخزار وأبا سعيد بن الأعرابي ودعلج بن أحمد السجستاني وببغداد أبا العباس
محمد بن أحمد الأثرم ومحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى العطار وأبا بكر محمد بن
جعفر المطيري وأبا جعفر محمد بن عبيد الله بن العلاء ومحمد بن مخلد العطار وأبا عبد
الله المحاملي وإسماعيل الصفار والحسين بن سعيد بن المطبقي (3) والحسين بن يحيى
ابن عياش وحمزة بن القاسم الإمام وبالبصرة أبا علي اللؤلؤي وأبا بكر محمد بن أحمد
ابن محمويه العسكري وأبا بكر بن داسة وأبا روق أحمد بن محمد بن بكر وأبا علي
الحسن بن عمر بن عثمان الفسوي وأبا الحسن علي بن إسحاق المادرائي وبالكوفة أبا
العباس بن عقدة وأبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني وبمصر أبا
الحسن محمد بن أيوب بن حبيب الصموت وأبا طاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني
وأحمد بن إبراهيم بن محمد بن جامع وأحمد بن بهزاد بن مهران وأحمد بن عبد الله بن

(1) غاية النهاية 2 / 84.
(2) ترجمته في الأنساب (الصيداني) و (الصيداوي) ومعجم البلدان (صيدا) وسير أعلام النبلاء 17 / 152 والوافي
بالوفيات 2 / 60 وشذرات الذهب 3 / 164.
(3) بدون اعجام بالأصل، وتقرأ في م: المطيعي، واعجامها ناقص في د، وت، والمثبت عن أعلام النبلاء.
125

علي الناقد وأبا هريرة أحمد بن عبد الله وبالرملة أبا بكر محمد بن الحسين البغدادي
ومحمد بن أحمد بن سنان الخلال وأبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر وبواسط محمد بن
الحسين الزعفراني وأبا بكر محمد بن محمد بن سعدان الصيدلاني وخلقا كثيرا غير
هؤلاء
وسمع بحلب وأنطاكية وبالس وشيراز والرقة وحمص وطرسوس وبلد (1)
وسيراف (2) والأثارب والأهواز وأذنة والمصيصية والموصل ورامهرمز (3) وعين
زربة (4) والأبلة وقرقيسياء والقلزم
روى عنه أبو محمد عبد الغني بن سعيد وهو من أقرانه وتمام بن محمد وأبو عبد
الله الصوري وعبد الله بن أبي عقيل وأبو نصر بن طلاب وأبو العباس أحمد بن محمد بن
يوسف بن مردة الأصبهاني وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المصري
الصواف وأبو نصر علي بن الحسن بن أحمد بن أبي سلمة الوراق الصيداوي وأبو الحسين
محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان وأبو علي الأهوازي وأبو الحسن الحنائي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنبأنا
أبو نصر بن طلاب أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع بصيدا حدثنا
يعقوب بن عبد الرحمن ببغداد حدثنا حميد بن الربيع حدثنا حفص بن غياث حدثنا
الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم)
اقرأ علي من سورة النساء قال أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أشتهي أن
أسمعه من غيري فقرأته عليه حتى انتهيت إلى قوله " فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " (5) فسالت عيناه فسكت [10802]
بلغني أن مولد ابن جميع سنة خمس وثلاثمائة

(1) بلد: مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل، بينهما سبعة فراسخ وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا.
(2) مدينة جليلة على ساحل بحر فارس، كانت قديما فرضة الهند.
(3) قلعة بين حلب وأنطاكية بينها وبين حلب نحو ثلاثة فراسخ وتحت جبلها قرية تسمى باسمها.
(4) مدينة مشهورة بنواحي خوزستان.
(5) عين زربة: بلد من الثغور، من نواحي المصيصة.
(6) سورة النساء الآية: 41.
126

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد ح وحدثنا خالي
القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم حدثنا أبو زكريا
البخاري حدثنا عبد الغني بن سعيد قال في باب جميع بالضم وشيخ لقيته بصيدا كتبت
عنه يكنى أبا الحسين بن جميع
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا منجى بن سليم بن عيسى الكاتب قال قال لي
سكن بن محمد بن جميع (1) صام أبي وله ثماني عشرة (2) سنة إلى أن توفي
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن أحمد بن عيسى وأنبأنيه أبو الفرج غيث بن علي
أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد السلام بن أحمد بن الأسواني وأبو سعيد عبد الرحمن بن
محمد بن مسلم الأبهري قالا أنبأنا أبو الفضل السعدي أنبأنا الشيخ الثقة أبو الحسين
محمد بن أحمد بن جميع بصيدا بحديث ذكره
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي سألت الشيخ أبا بكر (3) عن محمد بن جميع
الصيداوي فقال ثقة (4)
قرأت على أبي (5) القاسم بن السوسي عن سهل وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي
أنبأنا سهل سمعت القاضي أبا الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي قال توفي شيخنا
أبو الحسين (6) محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي بها في رجب سنة اثنتين
وأربعمائة (7)
قرأت على أبي الحسن السلمي وأبي الفضل السلامي قلت لهما أجاز لكم إبراهيم بن
سعيد الحبال قال سنة اثنتين وأربعمائة أبو الحسين بن جميع بصيدا في رجب يعني
مات (8)
وكذا ذكر ابنه السكن ولم يذكر الشهر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني قال وفيها يعني سنة ثلاث

(1) سير أعلام النبلاء 17 / 155.
(2) بالأصل وم وت ود: ثمانية عشر.
(3) يعني أبا بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت، صاحب كتاب تاريخ بغداد.
(4) سير أعلام النبلاء 17 / 155 والوافي بالوفيات 2 / 60.
(5) زيادة لازمة عن م وت ود.
(6) بالأصل وم ود وت هنا: أبو الحسن.
(7) سير أعلام النبلاء 17 / 156.
(8) المصدر السابق.
127

وأربعمائة فيما بلغني توفي أبو الحسين محمد بن أحمد بن بن جميع بصيدا (1) وأبو الحسن
أحمد بن إبراهيم بن فراس بمكة وذكر ابنه السكن أنه عاش سبعا وتسعين سنة
آخر الجزء الخامس والتسعين بعد الخمس مائة
5970 محمد بن حمد بن محمد بن علي بن محمد بن النعمان
أبو الفتح الأنباري المعروف بابن النحوي
نزيل الرملة
حدث عن أبيه وسمع بدمشق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت وصالح بن
علي الدمشقي وخيثمة بن سليمان بأطرابلس والحسين بن إسماعيل المحاملي وعبد الغافر
ابن سلامة وعبد الملك بن عبد الكريم الطبراني وجعفر بن سعيد بن جعفر البعلبكي
ببعلبك وأبا الحسين علي بن الحسن بن أحمد بن خالد الحراني وعلي بن الحسن بن علي
الهيتي ومحمد بن عبد الله بن مطرف ورشاد بن عبد الله الخادم ويوسف بن يعقوب بن
البهلول وسعيد بن عثمان بن سعيد البزاز وأبا العباس بن عقدة والحسين بن محمد بن
سعيد المطبقي
روى عنه أبو الحسين بن الترجمان وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد
الهمذاني القاضي وتمام بن محمد الرازي وأبو علي الأهوازي وأبو الحسن الحنائي وأبو
سعد الماليني وعبد الله بن جعفر الخبازي الطبري وأبو الحسن بن جهضم الهمذاني (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءة أنبأنا أبو علي الحسن بن علي المقرئ
قراءة أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن النعمان بالرملة حدثنا
أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي حدثنا العباس بن يزيد الحراني حدثنا بشر بن
السري حدثنا مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
أرهقوا القبلة [10803]
قال المحاملي معناه ادنوا منها (3)

(1) سير أعلام النبلاء 17 / 156 قال الذهبي: والصحيح الأول، يعني سنة 402 ووهم الكتاني.
(2) بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 275.
(3) جاء في تاج العروس بتحقيقنا: رهق: وفي الحديث: إذا صلى أحدكم إلى شئ فليرهقه " اي فليغشه أو رهقه
رهقا إذا دنا منه.. وطلبت فلانا حتى رهقته اي حتى دنوت منه.
128

أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل أنبأنا أبي أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد
ابن الترجمان أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن النعمان
الأنباري المعروف بابن النحوي بالرملة حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي حدثنا أحمد بن إسماعيل حدثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ح وأخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن الآبنوسي أنبأنا
أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن جعفر بن خشنام أنبأنا أبو عبد الله المحاملي حدثنا
أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم
زاد ابن النحوي " وإن منكم إلا واردها " [10804] (1)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود أنبأنا جدي أبو محمد حدثنا
أبو علي الأهوازي أنبأنا أبو الفتح بن النحوي بالرملة حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
ابن أحمد بن أبي ثابت بدمشق بحديث ذكره
5971 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز
ابن عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب
أبو بكر السلمي المعروف بابن الجنبي الأطروش المقرئ (2)
قرأ على أبيه أبي الحسن أحمد بن محمد وأبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم
وأبي الفضل جعفر بن سليمان بن حمدان النيسابوري وأبي الحسين علي بن محمد المري
وأبي علي الحسين بن محمد بن علي بن عتاب البزاز وأبي العباس أحمد بن محمد بن الفتح
النجاد وأبي القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر البزاز (3) وأبي هاشم عبد الجبار
ابن عبد الصمد السلمي وأبي بكر محمد بن أبي حمزة بن محمد إمام مسجد باب الجابية

(1) سورة مريم، الآية: 71.
(2) ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 373 رقم 303 وغاية النهاية 2 / 84 وطبقات المفسرين للداودي 2 / 70 والوافي
بالوفيات 2 / 60.
(3) كذا بالأصل، ود، وت، وفي م: البزار.
129

وأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق بن الحسن إمام جامع دمشق وأبي بكر أحمد
ابن عثمان غلام السباك
قرأ عليه أبو الحسن علي بن الحسن الربعي وأبو أحمد عبد الواحد بن محمد بن
جبريل الهروي ورشأ بن نظيف وأبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة (1)
الأصبهاني وأبو علي الأهوازي وعلي الحنائي وروى عنه وقال حدثنا الشيخ الصالح
أنبأنا أبو محمد بن طاوس وأبو المعالي الفضل بن سهل
بن بشر أنبأنا أبو علي الأهوازي قال مات الشيخ الصالح الفاضل المقرئ السلمي
المعروف بالجبني (2) يوم الأحد ودفن الاثنين بعد الظهر في باب الصغير في شهر ربيع الأول
من سنة سبع وأربعمائة (3) وصلى عليه الشريف القاضي أبو عبد الله الحسيني رحمه الله
وتفضل عليه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد قال توفي أبو بكر السلمي
المعروف بالجبني الأطروش المقرئ وهو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال
السلمي الدمشقي يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربع مائة قرأ على
أبي الحسن محمد بن النضر بن مر بن الحرا الربعي يعرف بابن الأخرم (4) وانتهت إليه
الرياسة في قراءة ابن عامر وقرأ على جماعة من أصحاب الأخفش منهم أبوه أبو الحسن
أحمد بن محمد وأبو العباس أحمد بن محمد بن النجاد وأبو هاشم عبد الجبار بن عبد
الصمد وأبو الفضل بن أبي داود وأبو الحسين المري والحسين بن محمد بن عتاب
البزار وأبو القاسم علي بن السفر البزار وقرأ هؤلاء كلهم على أبي عبد الله هارون بن
موسى الأخفش وقرأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي على أبي هاشم عبد الجبار
ابن عبد الصمد السلمي قال قرأت على أبي عبيدة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن بشير بن
ذكوان
قال عبد العزيز ورأيت بخط أبي أحمد عبد الواحد بن محمد بن جبريل الهروي
المعروف بالطيني رحمه الله

(1) صحف في غاية النهاية هنا 2 / 85 إلى " يزده " وقد ترجم له في غاية النهاية 1 / 129 وقيده " مرده " صوابا.
(2) قيل له: الجبني، لان أباه كان امام سوق الجبن.
(3) معرفة القراء الكبار 1 / 373.
(4) ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 290 رقم 206.
130

قرأت بدمشق القرآن من أوله إلى آخره على أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد
الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي
الشيخ الصالح قال قرأت على أبي بكر محمد بن أبي حمزة بن محمد بن محمد بن منصور
ابن القاسم بن عبدان التميمي الدمشقي إمام مسجد باب الجابية قال قرأت على أبي عبد
الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش وعلي أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق
ابن الحسن إمام جامع دمشق وعلي أبي بكر أحمد بن محمد بن الوليد المري وأخبروني
أنهم قرأوا على أبي عمرو عبد الله بن أحمد بن ذكوان (1) قال أبو بكر السلمي وقرأت أيضا
على أبي الحسن محمد بن النضر بن الأخرم قال قرأت على الأخفش وذكر بقية الإسناد
متصلا إلى عبد الله بن عامر رحمه الله
5972 محمد (2) بن أحمد بن محمد أبو عبد الله التغلبي
سمع بدمشق أبا نصر بن الجبان
وحدث بالرملة سنة خمس وعشرين وأربعمائة
5973 محمد بن أحمد بن محمد بن منصور
أبو جعفر البيع ويعرف بالعتيقي الروياني الطبري (3)
نشأ بطرسوس وسمع بها الخواتيمي وأبا العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري
المعروف بابن القاص (4)
سمع منه ابنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي (5) وقدم أبو جعفر دمشق
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (6) محمد بن أحمد بن محمد بن منصور أبو (7) جعفر البيع
ويعرف بالعتيقي ذكر لي ابنه أبو الحسن أحمد أنه ولد برويان (8) في سنة إحدى وثلاثين

(1) ترجمته في الجرح والتعديل 5 / 5 وتهذيب التهذيب 5 / 140.
(2) سقطت ترجمته من م.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 353.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 371.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 602.
(6) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 353.
(7) في تاريخ بغداد: " ابن جعفر " تصحيف.
(8) رويان بضم أوله وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت واخره نون: مدينة كبيرة من جبال طبرستان وكورة واسعة.
(معجم البلدان).
131

وثلاثمائة قال وحمل إلى طرسوس وهو ابن سبع سنين فنشأ بها وسمع الحديث من
شيخ كان بها يعرف بالخواتيمي وسمع أيضا من أبي العباس بن القاص كتاب المفتاح وكان
أبو العباس فقيه أخل طرسوس ومفتيهم ولم يزل بها حتى غلبت الروم على البلد فانتقل عنه
إلى دمشق ثم ورد بغداد فسكنها حتى مات بها في يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرم
سنة ثلاث عشرة وأربع مائة قال أبو الحسن وقد حدث بشئ يسير وسمعت منه
5974 محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم أبو أسامة الهروي المقرئ (1)
نزيل مكة
سمع بدمشق أبا سليمان بن زبر الربعي وأبا علي بن أبي الزمزام وأبا بكر محمد بن
حميد بن معيوف بن بكر المعيوفي وأبا هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن الحسن بن منير
التنوخي والفضل بن جعفر المؤذن وأسد بن سليمان بن حبيب الطبراني وبمصر القاضي
أبا الطاهر محمد بن أحمد الذهلي والحسن بن رشيق وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن
حيوية وأبا بكر محمد بن القاسم بن أحمد الصوفي وعتيق بن موسى بن هارون المصري
وبمكة أبا بكر أحمد بن عبد الله بن عبد المؤمن المكي وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن
أحمد الدينوري وأبا الحسين أحمد بن عبد الله البغدادي وأبا العباس أحمد بن إبراهيم
الكندي صاحب الخرائطي وأبا القاسم عبد السلام بن محمد بن أبي موسى البغدادي وأبا
يعقوب إسحاق بن زوزان الفقيه وأبا الحسن محمد بن عثمان بن سعيد الطبراني وبتنيس
أبا بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش وبغزة أبا بكر محمد بن العباس بن وصيف
الغزي وأبا الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الجلاء ببيت المقدس وأبا عبد الله الحسين
ابن موسى بن هارون الصوري وأبا بكر محمد بن أحمد بن جابر البزار التنيسي ومنصور بن
أحمد بن جعفر
روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو الحسن علي بن محمد بن شجاع بن أبي الهول
وأبو محمد بن أبي معاذ الهروي وعلي بن الخضر السلمي وأبو بكر البيهقي وسعيد بن
محمد بن الحسن الإدريسي وأبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البرمكي وأبو الغنائم بن
الفراء البصري وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد المطرز المقرئ

(1) ترجمته في غاية النهاية 2 / 87 وسير أعلام النبلاء 17 / 364 وميزان الاعتدال 3 / 464 ولسان الميزان 5 / 55.
132

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل أنبأنا الشيخ أبو محمد بن أبي معاذ
الصيرفي الهروي حدثنا الشيخ أبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد المقرئ الهروي في باب
الندوة أنبأنا أبو علي الحسن بن منير بن محمد التنوخي بدمشق حدثنا أبو بكر أحمد بن
الحسن بن هارون البغدادي بتنيس حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو معاوية
نا (1) الأعمش عن ابن بريدة عن أبيه قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحي سبعين
شيطانا [10805]
5975 محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر بن سليمان بن أحمد بن عبد
الواحد بن جعفر بن جابر بن عبد الله الأنصاري أبو الحسين
قدم دمشق وحدث بها عن محمد بن بشار النهاوندي وأبي القاسم جعفر بن محمد
التفليسي ومحمد بن جاوران الهمذاني وأبي اليسر حرمي بن محمد الموصلي الفقيه
وإسماعيل بن محمد النجار بطوس
روى عنه عبد العزيز الكتاني وهو نسبه وأبو القاسم بن أبي العلاء الفقيه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن محمد بن موسى الأنصاري قدم علينا حدثنا محمد بن بشار النهاوندي حدثني
سهل بن سخيت الفارسي بنصيبين حدثني محمد بن عون حدثنا يحيى بن معين عن
يحيى بن أبي كثير عن زائدة بن قدامة عن أبيه عن معاذ بن جبل أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي بن
أبي طالب ألا أنبئك بأشر الناس قال بلى يا رسول الله قال من أكل وحده ومنع
رفده وسافر وحده وضرب عبده ثم قال يا علي ألا أنبئك بأشر من هذا قال بلى
يا رسول الله قال من يخشى شره ولا يرجى خيره ثم قال يا علي ألا أنبئك بأشر
من هذا قال بلى يا رسول الله قال من باع آخرته بدنيا غيره ثم قال يا علي ألا
أنبئك بأشر من هذا قال بلى يا رسول الله قال من أكل الدنيا بالدين [10806]
قال ابن عساكر كذا في الأصل (2) والصواب بشر في المواضع كلها وإسناد
هذا الحديث مضطرب فإن قدامة الثقفي لم يدرك معاذا وإنما يروي عن عبد الله بن أبي

(1) زيادة لازمة لتقويم السند عن م، ود، وت.
(2) يعني قوله: " بأشر ".
133

مليكة وطبقته ويحيى الذي يروي عنه يحيى بن معين ويروي عن زائدة هو ابن أبي بكير
الكرماني (1) فأما ابن أبي كثير (2) فهو أقدم منه
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن موسى الأنصاري قال
دخلت على المرشدي في بلد يقال له جرموز (3) فقلت أنشدني أيها الشيخ من قيلك
وكان عليه ثوب رث فأنشدني
* تعيرني قومي على الملبس الدوني * وما أنا فيما قد لبست بمجنون
لبست ثياب العز من تحت ذلة * وقلت لنفسي عند هاربة كوني
إذا كنت مولى للقناعة مالكا * فإن ملوك الأرض كلهم دوني *
وأنشدنا مثله الحسن بن بندار التفليسي لنفسه
* يقل علي الهم يا أم مالك * إذا كان عندي في النهار رغيف
أصون به نفسي فإن بت طاويا * صبرت وصبر المستعف ظريف
وقالوا ظريف قلت ظرفي قناعتي * وكل قنوع في الزمان ظريف *
5976 محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن جعفر بن سعيد
أبو الفرج العين زربي (4) البزار
يعرف بابن الفاثوري (5)
روى عن الفضل بن جعفر بن محمد (6) المؤذن وأبي (7) بكر أحمد بن علي الحبال
الصوفي والقاضي الميانجي وأبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر وأبي بكر أحمد بن
عبد الوهاب الصابوني

(1) راجع ترجمة يحيى بن أبي بكير الكرماني في تهذيب الكمال 20 / 42.
(2) راجع ترجمة يحيى بن أبي كثير في تهذيب الكمال 20 / 196.
(3) كذا بالأصل، وم، وت، ود والمختصر، ولم أعثر عليه.
(4) العين زربي نسبة إلى عين زربى بفتح الزاي وسكون الراء وباء موحدة والف مقصورة: بلد بالثغر من نواحي
المصيصة (معجم البلدان).
(5) كذا رسمها بالأصل ود وت وفي م: " القاثوري " وفي المختصر: الغاثوري.
(6) في م: " الفضل بن جعفر بن سفيذ أبو الفرج محمد المؤذن ".
(7) من هنا إلى جابر سقط من م.
134

روى عنه عبد العزيز الكتاني وأبو نصر بن طلاب وأبو عبد الله بن أبي الحديد
وعلي الحنائي وأبو سعد السمان ونجا بن أحمد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو الفرج محمد بن
أحمد بن محمد بن علي بن جعفر العين زربي قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر
ابن محمد التميمي حدثنا عبيد الله بن أحمد بن الصنام الرملي حدثنا أحمد بن محمد بن
ماهان أخبرني أبي حدثنا طلحة عن الوضين بن عطاء عن بلال بن سعد عن جابر بن
عبد الله الأنصاري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من ستر عورة فكأنما أحيا موؤدة من قبرها [10807]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني قال سنة أربع وثلاثين وأربع
مائة توفي أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد العين زربي المعروف بابن الفاثوري فيها
حدث عن ابن أبي الزمزام والميانجي بشئ يسير
5977 محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن عزون بن محمد
أبو بكر ويقال أبو عبد الله البجلي يعرف بابن القماح
روى عن يوسف بن القاسم الميانجي وكان يسكن مربعة القزازين
روى عنه أبو محمد الكتاني وعلي بن محمد الحنائي وأبو سعد السمان ونجا بن
أحمد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن محمد بن عزون حدثنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي حدثنا أبو خليفة
الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير حدثنا سفيان عن منصور عن ربعي عن علي
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
لا يؤمن العبد حتى يؤمن بأربع حتى يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني
بالحق ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر [10808]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني حدثني نجا بن أحمد
العطار قال
توفي أبو عبد الله بن القماح في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وأربع مائة قال عبد
العزيز حدث عن الميانجي بشئ يسير ولم يكن الحديث من شأنه
135

5978 محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر
أبو سعيد الأصبهاني الفقيه الواعظ المعروف بابن ملة
قدم دمشق سنة أربع وعشرين وأربعمائة وسمع بها أبا نصر عبد الوهاب بن عبد الله
عن أبي علي الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي وأبي الحسن هبة الله بن علي بن
الحسين وأبي محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن زكريا البيع (1) ومحمد بن محمد بن
حازم وأبي الحسن بن رزقويه البغدادي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر
الجرجاني وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الشيرازي الحافظ (2) وأبي الفرج
عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي وأبي منصور طاهر بن العباس بن منصور العماري
المروزي
سمع منه أبو الحسن (3) بن أبي زروان وعلي والحسين ابنا محمد الحنائي (4) وعلي
ابن صصري وعبد العزيز الكتاني وأبو المكارم محمد بن سلطان بن حيوس ومحمد بن
علي الحداد وغيرهم
وروى عنه أبو غانم عبد الرزاق بن عبد الله بن المحسن المعري وعلي بن الخضر بن
سليمان وابنه أبو عثمان إسماعيل بن محمد
حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي حدثنا أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن
أحمد بن جعفر بن ملة الأصبهاني حدثنا الشيخ الإمام والدي أبو سعيد الله يرحمه حدثنا
أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري بدمشق حدثنا أحمد بن عتبة بن
مكين السلامي المطرز حدثنا أحمد بن عمير بن جوصا حدثنا سعيد بن رحمة بن نعيم
حدثنا عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن (5) عن حفص
ابن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبعة يظلهم الله في ظله (6) يوم لا ظل

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 221.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 209.
(3) بالأصل: الحسين، والمثبت عن م وت ود.
(4) راجع ترجمة علي بن محمد بن إبراهيم بن حسين، أبي الحسن الحناني في سير أعلام النبلاء 17 / 565.
وترجمة الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين، أبي القاسم الحنائي، في سير أعلام النبلاء 18 / 130.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 445.
(6) قال القاضي: إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظل فهو الله، وملكه وخلقه وسلطانه والمراد هنا ظل
العرش.
136

إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من
خشية الله ورجل قلبه معلق بالمسجد (1) من حبه إياه ورجلان تحابا في الله تعالى ورجل
دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله (2) ورجل تصدق بصدقة فأخفاها لا
تشعر شماله (3) ما صنعت يمينه [10809]
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر (4) أنبأنا أبو الحسن علي بن
الخضر بن سليمان قراءة أنبأنا الشيخ أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر
الأصبهاني حدثنا الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي حدثنا محمد بن القاسم بن زهير
حدثنا الحسن بن سليمان الأصبهاني حدثنا عمر بن محمد المستملي حدثنا إبراهيم بن
أحمد الخزاعي حدثنا محمد بن شجاع عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من حفظ على أمتي أربعين حديثا لقي الله عز وجل فقيها عالما [10810]
قرأت فيما سمعه جماعة من الدمشقيين بخط أبي الحسن بن صصري من أبي سعيد بن
ملة قال
حدثنا الشيخ السيد المستجاب الدعاء أبو علي الحسين بن علي بن يعقوب الخطابي
أنبأنا أبو بكر أحمد بن العباس بن محمد بن المرزبان حدثني عبيد الله بن لؤلؤ بن جعفر بن
حمويه الساجي ببغداد أخبرني محمد بن عمرو بن واصل الصحري أنه سمع سهل بن عبد
الله بنهر الدير (5) سنة ثمانين ومائتين يقول أخبرني محمد بن سوار بن الفضل عن سليمان
عن عمر الكوفي عن عبد الرحمن بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) في صحيح مسلم: في المساجد. معناه: شديد الحب له، والملازمة للجماعة فيه، وليس معناه دائم القعود في
المسجد.
(2) الزيادة لازمة، وقد ذكر في أول الحديث " سبعة " ولم يذكر الا ستة، وما بين معكوفتين استدرك لتقويم المعنى عن
صحيح مسلم - (12) كتاب الزكاة، (30) باب، ح رقم 1031 (2 / 715).
(3) في صحيح مسلم: " لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ".
والصحيح المعروف ما ورد في أصولنا، وهو وجه الكلام، لان المعروف في النفقة فعلها باليمين.
(4) كذا بالأصل وت ود، وفي م: الفراء.
(5) نهر الدير: نهر كبير بين البصرة ومطارا، بينه وبين البصرة نحو عشرين فرسخا سمي بذلك لدير كان على فوهته
يقال له دير الدهدار (معجم البلدان).
137

أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه ورجل علم
علما فانتفع به من سمعه منه دونه [10811]
روى هذا الشيخ أربعين حديثا بهذا الإسناد وعن سهل عن خاله محمد بن سوار
بأسانيده عن شيوخه كلها منكرة ولا أدري على من الحمل فيها
قرأت بخط أبي الحسن بن صصري أنشدني الشيخ الفاضل أبو سعيد محمد بن أحمد
ابن محمد بن جعفر الأصبهاني لنفسه
* كان لي قلب فضاع * كان لي سر فذاع
أين سري أين قلبي * هل ينادي هل يباع
كيف حالي يوم روحي * أذنت لي بوداع
تسلب العينان نورا * تسلب الأذن السماع
ينقل العبد عن الدار * إلى قفر وقاع
ما رجا الأصبهاني * سة وي رب مطة اع *
أنبأنا أبو القاسم الكلابي أنبأنا أبو الحسن علي بن الخضر أنشدنا أبو سعيد
الأصبهاني لنفسه
* القبر منزلنا واللحد مأوانا * إذا المنايا وريب الدهر نادانا
ما أضيق القبر إلا أن يوسعه * رب كريم بفضل الجود أبدانا
تفاقم الداء واشتد البلاء بنا * لولا إله بفضل الجود داوانا (1)
يا عامرا لخراب الدهر بستانا * هل لا جعلت خراب الدهر عمرانا
بنيت قصرك من حرص ومن أمل * والقبر تملؤه ظلما وعدوانا
من كان مغناه دنياه وشهوته * فالله همتنا والله مغنانا *
قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر بن سليمان أنشدني الشيخ أبو سعيد محمد بن
أحمد الأصبهاني لنفسه
* بذكر الله قد طابت قلوب * تجافت عن مضاجعها الجنوب
كأن القلب عند الذكر غصن * تحركه النعامي والجنوب
وجيب الصدر للأحباب شرط * ودمع العين منهمل سكوب

(1) في م: وارانا.
138

إذا ما كان نصف الليل نادى * غياث المستغيث من المنيب
ألا يا معشر العاصين قوموا * ونادوا ربكم فهو المجيب
ألا يا أهل معرفة وعلم * هلموا إن مولاكم قريب
فحينئذ يقوم القوم شكرا * ومقلته بدمعته تذوب
تراه قائما يبكي ويتلو * وحسرته المآثم والذنوب
ورب العالمين به يباهي * وقال برحمة عبدي يؤوب
فأشهدكم ملائكتي بأني * غفرت له فما هذا النحيب
فهل من سائل أعطيه فضلا * وهل من تائب طوعا يتوب
وهل عبد جريح القلب يدعو * فيشفي صدره الشافي الطبيب
وهل من خائف أكسوه أمنا * عبادي لا أمل ولا أغيب *
هنالك تسكب العبرات شوقا * وتنشق القلوب فما الجيوب
بكى وجدا وناح أبو سعيد * فما ينفك أو يرضى الحبيب *
5979 محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمرو بن ليث
أبو عبد الله الشيرازي الصوفي المعروف بالنذير (1)
سمع أبا الحسن زيد بن إبراهيم بن عبد الله البلوطي بأكواخ بانياس وأبا الحسين أحمد
ابن فارس اللغوي وأبا سعيد عبد الله بن محمد الكرجي وأبا العباس أحمد بن منصور
الشيرازي الحافظ (2) وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله الشيرازي وعلي بن محمد بن عمر
الشيرازي القصار ومحمد بن عمر بن خزر (3) الهمداني (4) وإسماعيل بن محمد بن أحمد
ابن حاجب الكشاني (5) وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي (6)
روى عنه أبو عبد الله الحسين بن محمد المشكاني (7) الستوي (8) وأبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 359.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 472.
(3) اعجامها مضطرب بالأصل وتقرأ: خرز، والمثبت عن م، ود، وت.
(4) في م: الهمذاني: تصحيف.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 481.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 555.
(7) هذه النسبة إلى مشكان قرية من اعمال رو ذراور، قريبة منها من نواحي همذان.
(8) كذا رسمها بالأصل وم وت.
139

أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد السلماسي الواعظ بدمشق أنبأنا
أبي أبو طاهر إجازة أنبأنا الحسين بن محمد المشكاني إجازة أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن محمد الشيرازي قال سمعت أبا الحسين التوزي التوز (1) من ناحية فارس بأكواخ
بانياس يقول سمعت أبا إسحاق البلوطي الزاهد يقول يا أبا الحسين عليك بالجد فإن
أكثر الخلق مع الهزل
قال النذير ودخلت على أبي الحسين أحمد بن فارس وقد وصفت له فقال هات يا
أبا عبد الله فسكت فقال هات فقلت صفاتك استولت علي فأنستني كل شئ فقال
أشهد أنك من فارس
قال الشيرازي أراد قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لسمان لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من
أبناء فارس [10812]
ثم قال ابن فارس في خلال كلامه أبو عبد الله من الخيرة لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خيرتان
من خلقه فخيرته من العرب قريش ومن العجم فارس [10813]
قال الشيرازي اعتقادي اعتقاد أحمد بن حنبل ومذهبي مذهب الشافعي وأنشدنا
النذير لنفسه
* حكم التدين قد عفا * فعلى المودات العفا (2)
ولقد تكدر ما صفا * والقلب صلد كالصفا * (3)
يا من تلا صحف الجفا * لم تتل حرفا في الوفا
ما هكذا نزل القرآن * وفي معانيه الشفا
ما هكذا سن النبي * الهاشمي المصطفا *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن (4) بن قبيس قالا حدثنا و (5) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنشدني أبو عبد الله الشيرازي لبعضهم

(1) ضبطت بالفتح وتشديد ثانيه أيضا عن معجم البلدان، وفيه انها بلدة بفارس، وهي توج.
(2) العفاء: الدروس والهلاك.
(3) الصفا: جمع صفاة، وهي الحجارة العريضة الملساء.
(4) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود، والسند معروف.
(5) زيادة عن م، ود، لتقويم السند.
(6) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 1 / 360.
140

إذا ما أطعت النفس في كل لذة * نسبت إلى غير الحجى والتكرم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة * دعتك إلى الأمر القبيح المحرم *
قالوا وقال لنا الخطيب (1)
محمد بن أحمد بن موسى أبو عبد الله الواعظ الشيرازي قدم بغداد وأقام بها مدة
يتكلم على الناس بلسان الوعظ ويشير إلى (2) الزهد ويلبس المرقعة ويظهر عزوف النفس
عن طلب الدنيا فافتتن الناس به لما رأوا من حسن طريقته وكان يحضر مجلس وعظه خلق
لا يحصون وعمر مسجدا خرابا بالشونيزية فسكنه وسكن فيه جماعة من الفقراء وكان
يعلو سطح المسجد في جوف الليل ويذكر الناس ثم إنه قبل ما كان (3) يوصل به بعد امتناع
شديد كان يظهره من قبل وحصل له ببغداد مال كثير ونزع المرقعة ولبس الثياب الناعمة
الفاخرة وجرت له أقاصيص وصار له تبع وأصحاب ثم أظهر أنه يريد الغزو فحشد الناس
إليه وصار معه من أتباعه عسكر كبير ونزل بظاهر البلد من أعلاه وكان يضرب له بالطبل في
أوقات الصلوات ورحل إلى الموصل ثم رجع جماعة من أتباعه وبلغني أنه صار إلى نواحي
أذربيجان واجتمع إليه أيضا جمع وضاهى أمير تلك الناحية وقد كان حدث ببغداد عن علي
ابن عمر بن محمد القصار الرازي ومحمد بن عمر بن خزر الهمداني وإسماعيل بن محمد
ابن أحمد بن حاجب الكشاني وأحمد بن محمد بن عمران بن الجندي وغيرهم وكتبت (4)
عنه أحاديث يسيرة وذلك في سنة عشر وأربعمائة وحدثني عنه بعض أصحابنا بشئ يدل
على ضعفه في الحديث
قال (5) وحدثني المعمر بن أحمد الصوفي
أن أبا بكر الشيرازي مات بنواحي أذربيجان في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
قال لنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي مات النذير أبو عبد الله محمد بن أحمد
بن موسى الشيرازي رحمه الله بتبريز في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وأربع مائة
آخر الجزء الخامس عشر بعد الأربعمائة من الأصل

(1) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 359 - 360.
(2) في تاريخ بغداد: ويشير إلى طريقة الزهد.
(3) كتبت اللفظة فوق الكلام بالأصل بين السطرين.
(4) بالأصل، وم، ود، وت: " وكتب " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 360.
141

5980 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو الفتح المصري (1) الصواف (2)
سمع بصيدا من ساحل دمشق أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع وبمصر
القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي وبدمشق أبا بكر بن أبي الحديد
وببغداد أبا الحسن بن رزقويه
روى عنه أبو بكر الخطيب
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب وأبو الحسن علي بن أحمد الفقيه قالا
حدثنا و (3) أبو منصور محمد بن عبد الملك أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (4) حدثني أبو
الفتح محمد بن أحمد المصري حدثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد
الحلبي بمصر حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي
حدثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن
مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسحروا فإن في السحور بركة [10814]
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا علي بن عبد الحميد الغضائري (5) حدثنا عبد الله بن معاوية
الجمحي حدثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب عن
أنس
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال تسحروا فإن في السحور بركة [10815]
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي وأبو منصور بن خيرون قالوا قال
لنا أبو بكر الخطيب (6) محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو الفتح المصري سمع
القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي ومن بعده بمصر وأبا الحسين بن جميع
بصيدا وقدم بغداد قبل سنة أربع مائة فأقام بها وكتب عن عامة شيوخها حديثا كثيرا
واحترقت كتبه دفعات وروى شيئا يسيرا فكتبت عنه على سبيل التذكرة سألت (7) أبا الفتح
المصري عن مولده فقال في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وسمعت أبا علي الحسن بن أحمد

(1) تقرأ بالأصل: المعري، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 354.
(3) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 354.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 432.
(6) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 354.
(7) تاريخ بغداد 1 / 355.
142

الباقلاني وغيره من أصحابنا يذكرون أن المصري كان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن
سمعها ويسمع فيها لنفسه وحدثني أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون حدثني خالي
الحسن بن أحمد الباقلاني قال جاءني المصري بأصل لأبي الحسن بن رزقويه عليه
سماعي (1) لأشتريه منه ولم يكن عليه سماعه وقال لي لو كان هذا سماعي لم أبعه
فمكث عندي مدة ثم رددته عليه فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إلي ذلك الأصل بعينه وقد
سمع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إلي قبل التسميع فرددته عليه قال أبو الفضل
وأنا رأيت الأصل عند خالي وعليه تسميع المصري لنفسه بخطه
قال الخطيب (2) ومات يعني المصري ببغداد يوم الجمعة تاسع المحرم من سنة
أربعين وأربعمائة
5981 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون
أبو الحسين بن النرسي البغدادي (3)
سمع بدمشق أبا الحسين الكلابي وببغداد أبوي الحسن الدارقطني والحربي (4)
وأبا بكر بن إسماعيل وأبا الحسين ابن أخي ميمي وأبا حفص الكتاني ويوسف بن عمر
القواس وأحمد بن منصور النوشري وعيسى بن موسى السراج وغيرهم
روى عنه أبو بكر الخطيب وجماعة من البغداديين وحدثنا عنه أبو بكر الأنصاري
وأبو غالب بن البنا وأبو العز بن كادش
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن
أحمد بن حسنون النرسي قراءة عليه وأنا أسمع في شوال سنة خمس وخمسين وأربعمائة
أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي قراءة عليه بدمشق في جمادى
الآخرة سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبد العزيز الحلبي حدثنا أبو
نعيم عبيد بن هشام حدثنا المعتمر عن أبيه عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من

(1) سقطت من الأصل واستدركت للايضاح عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
(2) تاريخ بغداد 1 / 355.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 356 وسير أعلام النبلاء 18 / 84 والعبر 3 / 240 وشذرات الذهب 3 / 201.
والنرسي نسبة إلى نرس وهو نهر من أنهار الكوفة عليه عدة من القرى (الأنساب، وانظر معجم البلدان).
(4) أبو الحسن الحربي وهو علي بن عمر بن محمد البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 609.
143

قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة قال يا نبي الله أفلا أبشر الناس قال إني أخاف
أن يتكلوا [10816]
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب الحافظ (1) محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون أبو الحسين
المعروف بابن النرسي سمع محمد بن إسماعيل الوراق زاد ابن خيرون وموسى بن
عيسى (2) السراج وقالوا وعلي بن عمر الحربي وأبا حفص الكتاني ويوسف
القواس (3) ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي وأحمد بن منصور القرشي وغيرهم زاد ابن
خيرون من البغداديين وسمع بدمشق عبد الوهاب بن الحسن الكلابي (4) وقالوا كتبنا
عنه وكان صدوقا ثقة (5) من أهل القرآن حسن الاعتقاد وسألته عن مولده فقال في سنة
سبع وستين وثلاثمائة
قرأت على أبي محمد عبد الكريم السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (6) وأما
حسنون بعد الحاء المهملة سين مهملة ونون أبو الحسين محمد بن أبي نصر أحمد بن
محمد بن أحمد بن حسنون النرسي سمع محمد بن إسماعيل الوراق وطبقته وسمع بدمشق
من عبد الوهاب الكلابي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني قال ورد الخبر من بغداد في
شعبان أن أبا الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي توفي في صفر من هذه السنة يعني
سنة ست وخمسين وأربع مائة
أخبرنا أبو القاسم العلوي حدثنا و (7) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب قال (8) مات يعني أبا الحسين بن النرسي في يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء
الثالث عشر من صفر سنة ست وخمسين وأربعمائة في مقبرة باب حرب

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 356.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: وموسى بن جعفر السراج.
(3) قوله: " ويوسف القواس " سقط من تاريخ بغداد.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه وبعد كلمة: صح.
(5) سقطت اللفظة من الأصل وم وت ود، واستدركت عن تاريخ بغداد.
(6) الاكمال لابن ماكولا 2 / 375 و 376.
(7) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(8) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 356 وقد وضعت العبارة فيه بين معكوفتين.
144

5982 محمد بن أحمد بن محمد بن ورقاء أبو عثمان الأصبهاني الصوفي
سمع ببلده أبا عبد الله بن مندة وأبا سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش والقاضي
أبا الحسن (1) سوار بن أحمد الأصبهانيين والقاضي أبا عمر القاسم بن جعفر بالبصرة
وبدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري (2) وأبو الحسن علي
ابن موسى بن السمسار وعلي بن محمد الحنائي وبغيرها أبا سعد الماليني وأبا الحسين
ابن بشران وأبا علي الحسن بن علي بن الفضل الكفرطابي
وسكن بيت المقدس فروى عنه من أهلها الفقيه أبو الفتح الزاهد ويحيى بن تمام
الخطيب وأبو الخير سلامة بن محمد بن سلامة القطان وأبو الحسن علي بن حمزة
الجعفري ومكي بن عبد السلام بن الحسن بن الرميلي (3) وأبو إسحاق إبراهيم بن يونس
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد أنبأنا أبو
عثمان محمد بن ورقاء الأصبهاني قراءة أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر
قراءة عليه في منزله بدمشق حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب
إملاء حدثنا أبو زرعة حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها
المساكين وإذا أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار واطلعت
في النار فإذا عامة من يدخلها النساء [10817]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر
الشافعي حدثني إسحاق بن الحسن الحربي حدثنا هوذة فذكر بإسناده معناه
أنبأنا أبو الحسين يحيى بن تمام بن علي الرملي أنبأنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن
ورقاء الأصبهاني شيخ الصوفية ببيت المقدس سنة خمس وستين قال قرأت على القاضي
أبي عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن عباس الهاشمي (4) في داره بالمربد فقلت له
حدثكم أبو العباس محمد بن أحمد بن الأثرم حدثنا يحيى بن مالك السوسي حدثنا عبد

(1) الأصل: الحسين، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 415.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 178 وسمى جده: الحسين، بدل " الحسن " وفي، م، وت، ود: " الحسن "
كالأصل.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 225.
145

الوهاب بن عطاء حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
والذي نفسي بيده إن في الجنة لبابا (1) يسمى باب الريان لينادي عليه يوم القيامة أين
الصائم (2) هلموا إلى باب الريان لا يدخل معهم أحد غيرهم [10818]
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس المقدسي أنبأنا أبو
عثمان بن ورقاء الأصبهاني أنشدنا القاضي أبو الحسن سوار بن أحمد إملاء أنشدنا أبو
طاهر بن أبي عبيد أنشدنا أبي لنفسه
إذا نحن فضلنا عليا فإننا * روافض بالتفضيل عند ذوي الجهل
وفضل أبي بكر إذا ما ذكرته * رميت بنصب عند ذكري ذا الفضل
فلا زلت ذا رفض ونصب كلاهما * بحبهما حتى أغيب في الرمل *
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال ذكر لي الفقيه نصر أن أبا عثمان بن ورقاء ذكر
أن مولده بأصبهان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
قرأت بخط أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يونس المقدسي دخل الشيخ أبو عثمان
القدس المحروس سنة إحدى عشرة وأربع مائة وبقي في الشام يتردد توفي مستهل صفر من
سنة خمس وستين وأربع مائة
وهكذا ذكر ابن الأكفاني وأظنه نقله من خط ابن يونس
5983 محمد بن أحمد بن محمد أبو البركات بن قفرجل البغدادي البزار
قدم دمشق وحدث بها بجزء واحد عن أبي الحسين بن بشران
سمع منه أبو محمد بن الأكفاني وطاهر الخشوعي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا الشيخ أبو البركات محمد بن أحمد بن محمد بن
قفرجل البغدادي البزار قراءة عليه في شهر ربيع الأول من سنة ستين وأربع مائة أنبأنا أبو
الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران في ربيع الأول سنة إحدى وأربعمائة ببغداد قراءة

(1) بالأصل وم وت ود: لباب.
(2) كذا بالأصل وم، وت، ود، وفوقها ضبة، وفي المختصر: أين الصائمون؟ وهو الوجه.
146

عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري (1) في شهر ربيع الأول
سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة حدثنا سليمان بن شعيب الكسائي حدثنا بشر بن بكر حدثنا
الأوزاعي حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد [10819]
ذكر أبو محمد بن السمرقندي أنه سأله عن مولده فقال ولدت في سنة خمس
وتسعين وثلاثمائة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال سنة خمس وستين وأربعمائة توفي أبو البركات
محمد بن أحمد بن قفرجل البغدادي البزار ببغداد في شهور هذه السنة وكان قدم دمشق وأقام
بها وحدث عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي عن أبي الحسن
علي بن محمد المصري بجزء واحد وكان يذكر أنه سمع من أبي الحسن بن رزقويه وغيره
قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون سنة خمس وستين وأربعمائة أبو البركات محمد بن
أحمد بن قفرجل في جمادى الأولى يعني مات حدث بشئ يسير ثقة
5984 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد
أبو طاهر بن أبي الصقر اللخمي الأنباري الخطيب (2)
سمع بدمشق أبا محمد بن أبي نصر وأبا الحسن مبارك بن سعيد بن إبراهيم الخطيب
وأبا علي الحسن بن علي بن شواش وأبا القاسم عبد العزيز بن أحمد بن علي بن حمدان
اللخمي وأبا القاسم بن الطبيز وأبا نصر بن الجبان وأبوي الحسن ابن (3) عوف المزني
ورشأ بن نظيف (4) وظفر بن مظفر الناصري والحسين بن محمد بن عامر وبمصر
القاضي أبا القاسم الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الأنباري وأبا القاسم هبة الله بن
إبراهيم بن عمر بن الحسن وأبا محمد إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل بن راشد

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 381.
(2) ترجمته في الوافي بالوفيات 2 / 86 والبداية والنهاية 12 / 125 والعبر 3 / 285 والمنتظم لابن الجوزي 16 / 232
وفيه: " ابن أبي السقر " وسير أعلام النبلاء 18 / 578 والنجوم والزاهرة 5 / 118.
(3) هو محمد بن عوف بن أحمد، أبو الحسن الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 550.
(4) ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / رقم 342 وجاء أسماء الرواة عنه في سير الاعلام: وأبا عبد الله بن نظيف،
ولعله يريد محمد بن الفضل المصري الفراء.
147

المقرئ (1) وأبا القاسم عبد الواحد بن محمد بن عيسى بن موسى الشطوي
روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو الحسن علي بن الخضر السلمي وأبو عبد الله
محمد بن علي بن المبارك الفراء وأبو أحمد حامد بن يوسف بن الحسين وسمع منه بدمشق
بعد عوده من مصر أبو بكر عبد الرزاق بن الفضيل (2) وابنه أبو محمد عبد الله بن عبد
الرزاق وحدث عنه
حدثنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل بن ناصر وأبو الفتح محمد بن
أحمد بن عمر بن أحمد بن الخلال الخطيب الأنباري
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو الفضل محمد بن ناصر قالا أنبأنا أبو
طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن
يوسف الأصبهاني الصنعاني في المسجد الحرام سنة إحدى وعشرين وأربعمائة أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي (3) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري
أنبأنا عبد الرزاق بن همام أنبأنا معمر عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كان يشير في الصلاة [10820]
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن الخلال خطيب الأنبار بها
أنبأنا الشيخ الخطيب العدل أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأنباري بها أنبأنا أبو
الحسن محمد بن المغلس أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق حدثنا أحمد بن جعفر
أخبرني أحمد بن العباس الفارسي قال أنشدني أبو حمزة الأنصاري
العلم يجلو العمى عن قلب صاحبه * كما يجلي سواد الظلمة القمر
وليس ذو العلم بالتقوى كجاهله * ولا البصير كأعمى ما له بصر *
قال ابن عساكر (4) سألت أبا القاسم بن السمرقندي عن مولد أبي طاهر بن أبي
الصقر فقال في سنة ست وتسعين (5) وثلاثمائة

(1) ترجمته في معرفة الكبار 1 / رقم 321.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وجاء في سير أعلام النبلاء 18 / 579 " الفضل ".
(3) بدون اعجام بالأصل وم وت ود، والصواب ما أثبت وضبط والنقوي بفتح النون والقاف نسبة إلى نقو، قال:
وظني انها من قرى صنعاء اليمن (راجع الأنساب واللباب).
(4) زيادة منا للايضاح.
(5) في المنتظم 16 / 232 ولد منتصف ذي الحجة سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
148

كتب إلي أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي وحدثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة عنه
أنشدنا أبو طاهر محمد بن أحمد لنفسه
حبيب خص بالكرم * إمام الحسن في الأمم
بوجه نور جوهره * يريك البدر في الظلم
مهذبة خلائقه * سما بالأصل والشيم
حلفت على الوداد له * برب البيت والحرم
لأنت أعز من بصري * علي وكل ذي رحم
فقال لك ألوفا أبدا * ولو لم تأت بالقسم *
قال وأنشدني لنفسه
فؤادي كاد يحترق * ودمعي ظل يستبق
وبان الصبر يا أنسي * وحالف مقلتي الأرق
لفقد أخ رزئت به * فقلبي هائم قلق
تكاملت الخصال له * فتم الخلق والخلق
وكل مصاحب لأخ * سيسلاه إذا افترقوا *
سألت أبا الفتح محمد بن أحمد بن عمر بن الخلال خطيب الأنبار وأبا الفوارس خليفة
ابن محفوظ بن محمد بن علي المؤدب عن وفاة أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر
فقالا في سنة ست وستين (1) زاد أبو الفتح في جمادى الآخرة (2)
5985 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور
أبو غالب بن أبي الحسن العتيقي البغدادي
حدث بدمشق وبصور عن أبيه وأبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان
وأبي عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي (3) حدثنا عنه أبو محمد بن الأكفاني

(1) كذا بالأصل، وم، ود، وت. وجاء في سير أعلام النبلاء 18 / 579 والوافي بالوفيات 2 / 86 سنة ست وسبعين
وذكره ابن الجوزي في المنتظم 16 / 232 وفي وفيات سنة 476 وزاد الذهبي في سير الاعلام: وكان من أبناء
الثمانين. وعلى ما جاء في المنتظم يكون عمره مئة سنة.
(2) في المنتظم: توفي في شعبان، وقيل في جمادي الآخرة.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 221.
149

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن
محمد بن منصور العتيقي سنة ثمان وخمسين وأربع مائة أنبأنا أبي حدثنا الحسين بن محمد
ابن سليمان الكاتب حدثنا محمد بن أبي الأزهر الأنصاري أبو عبد الله إملاء من لفظه
قال سمعت أبا هشام الرفاعي يقول قام وكيع لسفيان فأنكر عليه قيامه إليه فقال أتنكر
علي قيامي إليك وأنت حدثتني عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم قال فأخذ سفيان بيده فأقعده إلى
جانبه [10821]
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي ورد يعني أبا غالب العتيقي إلى صور وحدث
بها عن أبي علي بن شاذان بجزء سمعناه منه وجماعة بإفادة أبي بكر الحافظ إيانا له وحدثنا
أبو بكر الحافظ أن أبا غالب توفي في شهور سنة ستين وأربع مائة بصور وفي هذه السنة كان
سماعنا منه رحمه الله وكان قد نيف على الستين
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا غيث بن علي رحمه الله قال توفي أبو غالب
محمد بن أحمد بن منصور العتيقي البغدادي بصور في شهور سنة ستين وأربعمائة قال ابن
الأكفاني وكان قد حدث بدمشق عن أبي عمر بن مهدي عن المحاملي بجزء وعن أبيه بجزء
سمعتهما منه
5986 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يونس بن حبيب بن إسماعيل
أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي السرقسطي المقرئ
قدم دمشق وحدث بها عن أبي حفص عمر بن أبي القاسم بن أبي زيد القفصي (1) وأبي
عمر يوسف بن عبد البر وأبي عمرو عثمان بن سعيد الأموي وأبي الوليد سليمان بن خلف
الباجي والقاضي أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مورس (2) وأبي عبد الله محمد بن
سماعة السرقسطيين وأبي الوليد هشام بن الوقشي (3)
سمع منه الأكفاني

(1) هذه النسبة بفتح القاف وسكون الفاء إلى قفصة، بلدة بالمغرب تقارب قسطيلية (الأنساب).
(2) كذا رسمها بالأصل، وم، وت، ود.
(3) هو هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد، أبو الوليد الكناني الأندلسي الطليطلي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 /
134.
150

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي أراني الأمين إجازة قد كتبها محسن بن طاهر بن
الحسن المالكي لأبي محمد أحمد بن محمد الأنصاري الأندلسي في شهر ربيع الآخر سنة
سبع وخمسين وأربع مائة وقد عمد أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري
الأندلسي إلى محمد أصلحه عبد والحق فوقه اسم الله تعالى حتى صار أبا عبد الله وكشط
الخاء من خمسين في التاريخ وجعلها سبعين وقال الأمين توفي المحسن سنة ستين
وأربعمائة وعجبنا جميعا من فعل أبي عبد الله وأثنى عليه الأمين خيرا في دينه وطريقته
وكيف استجاز ما فعله نسأل الله السلامة
وقال لنا أبو محمد بن الأكفاني
سنة تسع وسبعين وأربعمائة فيها توفي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي
المالكي في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الآخرة بدمشق وقال في موضع آخر
التاسع عشر وكذلك قال أبو محمد بن صابر وقال غيرهما في رجب
5987 محمد بن أحمد بن محمد أبو عبد الله الطوسي الشلانجردي (1) المقرئ (2)
استجاز منه أبو محمد بن صابر
وذكر أنه سأل غيث بن علي عنه فقال ما علمت من أمره إلا خيرا
5988 محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن أبو المكارم الهروي
حدث عن أبي الحسين بن مكي
سمع منه أبو محمد بن صابر
قرأت بخط أبي محمد بن صابر توفي شيخنا أبو المكارم محمد بن أحمد بن محمد
الهروي ليلة الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من صفر سنة إحدى وخمسمائة
ودفن في مقابر باب الصغير وسألته عن مولده فقال في سنة إحدى وخمسين وأربع
مائة (3) بدمشق صادق في روايته

(1) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت ود، والمثبت عن الأنساب فيها بضم الشين المعجمة ولام الف
وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء وكسر الدال المهملة. هذه النسبة إلى شلانجرد، من قرى طوس.
(2) ان يكن المترجم في الأنساب (الشلانجردي)، ومعجم البلدان (شلانجرد) كانت وفاته بديار مصر بعد سنة ستين
وأربعمئة. والا فهو شخص اخر.
(3) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
151

5989 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى
أبو عبد الله المخزومي القصاع المعروف بابن اللباد ويعرف بابن عروس أيضا (1)
سمع جده (2) أبا محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللباد وأبا العباس بن قبيس
كتبت عنه وكان شيخا مستورا ملازما للجامع
أخبرنا أبو عبد الله المخزومي بقراءتي عليه أنبأنا جدي أبو محمد الحسن بن علي
ابن عبد الصمد اللباد المقرئ حدثنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن معاذ العنسي الإمام
إملاء بداريا في جمادى الأولى سنة تسع وأربعمائة حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن
أيوب بن حذلم القاضي حدثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة البكراوي (3) حدثنا أبو داود
الطيالسي حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن عامر العقيلي
عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون
الجنة فالشهيد عبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال وأما
أول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط وذو ثروة من مال لا يعطي حق ماله وفقير
فجور [10822]
ذكر أبو عبد الله أن مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة وتوفي يوم الاثنين الرابع
من شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة ودفن بباب الصغير بعد صلاة العصر حضرت دفنه
والصلاة عليه
5990 محمد بن أحمد بن المثنى وهو ابن أحمد بن إبراهيم أبو بكر
حدث عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني والعباس بن الوليد بن مزيد
روى عنه أبو القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن الحارث بن حكيم القرشي وأبو
سليمان بن زبر وأبو هاشم المؤدب
قرأت بخط علي بن محمد الحنائي أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني

(1) مشيخة ابن عساكر 172 / ب.
(2) هو جده لامه، كما يفهم من العبارة في مشيخة ابن عساكر 172 / ب.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 599.
152

حدثنا أبو القاسم الحسن بن سعيد بن حكيم القرشي الحافظ أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد
ابن المثنى وأبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس قالا حدثنا إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة (1) حدثنا أبو حمزة (2) قال سمعت الأعمش
يحدث عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر
للمؤذنين فقال رجل تركتنا نتنافس في الأذان فقال إن من بعدكم زمانا سفلتهم
مؤذنوهم [10823]
5991 محمد بن أحمد بن محمويه أبو بكر العسكري
سمع بدمشق أبا زرعة ووريزة (3) بن محمد الغساني بأطرابلس وأبا بكر أحمد بن
علي بن سعيد قاضي حمص وجعفر بن محمد القلانسي وعمران بن موسى بن أيوب
النصيبي وأبا الحسين محمد بن خالد بن خلي (4) وعيسى بن غيلان الحمصيين وعيسى بن
إبراهيم بن كثير وأبا عبد الله أحمد بن بشر بن حبيب الصوريين وأبا عمرو محمد بن عبد
الله السوسي وعبيد الله بن رماحس الكلبي الرملي وهارون بن أبي الهيذام العسقلاني
روى عنه أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري (5) وهو أكبر منه وأبو الحسن
علي بن أحمد بن عبدان وأبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري (6)
البصري وأبو العلاء علي بن أحمد بن موسى الأهوازي والحسين بن محمد بن عمرو
وأبو الحسين بن جميع الصيداوي وعبد الواحد بن محمد بن شاه الشيرازي والقاضي أبو
محمد عبد الله بن أبي زرعة الرازي الفقيه
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد بميهنة حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد
بن إسماعيل الشجاعي إملاء أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي أنبأنا أبو

(1) بالأصل وت ود: حبله، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 270 وتهذيب الكمال 10 / 322.
(2) هو محمد بن ميمون السكري، أبو حمزة السكري المروزي، ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 284.
(3) بدون اعجام بالأصل، وت، أعجمت عن د، وفي م: وزيره وضبطت عن تبصير المنتبه.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 64.
(5) بالأصل: المصري، والمثبت عن م، ود، وت.
(6) هذه النسبة إلى سابور بلدة من بلاد فارس قريبة من كازرون.
153

بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي
حدثنا محمد بن عثمان التنوخي حدثنا الهيثم بن حميد عن محمد بن يزيد الرحبي عن
أبي الأشعث الصنعاني عن أبي عثمان الصنعاني قال كنا مع أبي الدرداء بمسلحة ببرزة ثم
تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله لنا ما دون النهر وحاصرنا عانات (1) وقدم علينا سلمان
الخير في مدد لنا فقال ألا أعينكم على رباطكم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول رباط يوم
وليلة خير من صيام شهر وقيامه صائم لا يفطر وقائم لا يفطر (2) [10824]
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين وأخوه
أبو الفضل محمد بن الحسن قالوا أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا السابوري حدثنا
محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال سمعت وريذة (3) بن محمد الغساني بأطرابلس
فذكر حديثا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الروذباري
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة
حدثنا جعفر بن محمد القلانسي بحديث ذكره
5992 محمد بن أحمد بن المرزبان المرزباني
قاضي دمشق
ولي القضاء بها بعد أبي زرعة محمد بن عثمان بن زرعة (4) من قبل جعفر المقتدر
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد إجازة
أنبأنا أبو عبد الله بن مروان قال ثم تقلد القضاء بعد يعني أبا زرعة محمد بن أحمد بن
المرزبان فاستخلف على القضاء بدمشق عبد الصمد بن عبد الله بن أبي يزيد وإبراهيم بن
محمد بن أحمد بن أبي ثابت فأقاما على خلافته إلى أن قدم هو البلد ستة أشهر ثم توفي

(1) معجم البلدان 4 / 71 - 72.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه (33) كتاب الامارة، (50) باب رقم 1913 (3 / 1520).
وقوله: " صائم لا يفطر، وقائم لا يفطر " ليس في صحيح مسلم وكذا بالأصل وم وت ود: " وقائم لا يفطر "
وبهامش المختصر كتب محققه: " ولعل الصواب: وقائم لا يفتر ".
(3) بدون اعجام بالأصل، والمثبت عن م وت ود.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 231.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 460.
154

في جمادى الأولى من سنة أربع وثلاثمائة ثم ولي بعده عمر بن الجنيد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو سليمان بن زبر فقال
وفيها يعني سنة أربع وثلاثمائة توفي المرزبان القاضي بدمشق في جمادى الآخرة
5993 محمد بن أحمد بن مرشد أبو بكر المعروف بابن الزرز (1) المقرئ (2)
قرأ على هارون بن موسى الأخفش
قرأ عليه عبد الباقي بن الحسن بن السقا الخراساني
حكى أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان فيما قرأته في كتابه في طبقات القراء قال
حدثنا فارس بن أحمد أنبأنا عبد الباقي بن الحسن قال
قرأت على أبي بكر محمد بن أحمد بن مرشد المقرئ الدمشقي ويعرف بالزرز ثلاث
ختمات متواليات وكان من خيار المسلمين صابرا على صيام الدهر ولزوم الجماعة (3)
وأخبرني أنه قرأ على الأخفش بدمشق قبل سنة تسعين ومائتين (4) وكان يقول لنا هذه القراءة لا
تجوز الراهب وهو ربض من أرباض دمشق قال أبو بكر وكان ينقلنا إلى غير قراءة ابن
عامر فقرأت عليه ختمات كثيرة بعد قراءتي لابن عامر بقراءة أبي عمرو بن العلاء
5994 محمد بن أحمد بن المعلى بن زيد أبو شبيب الأسدي
حدث عن أبيه
روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي حدثنا أبو شبيب محمد بن
أحمد بن المعلى أنبأنا أبي حدثني أحمد بن أبي العباس حدثنا ضمرة عن علي بن أبي
حملة

(1) بالأصل وم: " الررز " والمثبت عن د، وت.
(2) ترجمته في غاية النهاية 2 / 88 ومعرفة القراء الكبار 1 / 304 رقم 221.
(3) إلى هنا الخبر في معرفة القراء الكبار 1 / 305.
(4) والى هنا الخبر في غاية النهاية 2 / 88.
155

أنه لما ولي عمر بن عبد العزيز قال نصارى دمشق يا أمير المؤمنين قد علمت حال
كنيستنا أنها قد صارت إلى ما ترى فعوضهم كنيسة من كنائس دمشق لم تكن في صلحهم
يقال لها كنيسة توما
5995 محمد بن أحمد بن المنيب
من أهل ساحل دمشق
حدث عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي
روى عنه أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة الصيداوي
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن محمد بن أحمد بن محمد الأنباري أنبأنا
أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع أنبأنا أبو يعلى عبد الله بن محد
حدثنا محمد بن أحمد بن المنيب حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي
قال سمعت الأوزاعي يقول لين المتكأ يجلب النوم
5996 محمد بن أحمد بن أبي (1) ميمون
من أهل قينية (2)
حكى عنه تمام بن محمد الرازي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي
الميمون بعض شيوخ أهل دمشق أنه حضر بعض القضاة بدمشق طلع المئذنة الغربية فرأى
حجارة مكتوبة فطلب من يقرأها حتى دل على رجل فقرأ واحدا منها فإذا عليه مكتوب فيما
زعم هذا الحجر قسيم الحجر الذي انفلق لموسى بن عمران عليه السلام وقرأ حجرا آخر
فإذا عليه مكتوب بني هذا الهيكل لعبادة إله الآلهة على جزاز (3) الصوف وجراز الكرم
5997 محمد بن أحمد بن نصر البغدادي
قدم دمشق وحدث بها عن أبي بكر المروزي
روى عنه أبو هاشم المؤدب
قرأت بخط أبي علي الأهوازي وأنبأنيه أبو القاسم النسيب عن الأهوازي أنبأنا عبد

(1) زيادة عن م، وت، ود.
(2) تقدم التعريف بها قريبا.
(3) جزاز الصوف: ما جز منه، أو الجزة من صوف نعجة أو كبش إذا جز فلم يخالطه غيره. (تاج العروس بتحقيقنا:
جزز).
156

الوهاب الميداني حدثنا أبو هاشم (1) عبد الجبار بن عبد الصمد أنبأنا محمد بن أحمد بن
نصر البغدادي قدم علينا حدثنا أبو بكر المروزي حدثنا أبو بلال الأشعري حدثنا إسماعيل
ابن عياش عن جبرة (2) بنت محمد بن عبد الرحمن عن أبيها عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
اطلبوا الخير عند حسان الوجوه [10825]
5998 محمد بن أحمد بن نوح أبو الفرج المصيصي
حدث بدمشق عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري
روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحنائي
5999 محمد بن أحمد بن الوليد أبو بكر البغدادي الكرابيسي (3)
سمع بدمشق هشام بن خالد الأزرق وإسحاق بن سعيد بن الأركون الدمشقيين وأباه
أحمد بن الوليد
روى عنه أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي وأبو الحسين أحمد بن عبد الباقي بن
قانع الحافظ وأبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي العطار وأظنه الذي روى عن
محمد بن أبي السري وروى عنه الطبراني
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (4) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير
المقرئ حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد
الكرابيسي البزاز قراءة عليه حدثنا إسحاق بن سعيد بن أركون الدمشقي حدثنا سهل بن
هاشم عن إبراهيم بن أدهم عن شعبة بن الحجاج قال أنبأنا أبو إسحاق الهمداني عن
سعيد بن وهب قال قال عبد الله
لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم عن علمائهم وكبرائهم وذوي أسنانهم فإذا أتاهم
العلم عن صغارهم وسفلتهم فقد هلكوا

(1) رسمها مضطرب بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) في تبصير المنتبه 1 / 236 ان محمد بن عبد الرحمن زوج جبرة، وهي كما يفهم منه: جبرة بنت محمد بن ثابت بن
سباع، وراجع الاكمال لابن ماكولا 2 / 29.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 368.
(4) زيادة لتقويم السند عن م وت ود.
(5) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 368.
157

قال الخطيب هذا حديث غريب عجيب من رواية إبراهيم بن أدهم الزاهد عن شعبة لا
أعلم حدث به غير سهل بن هاشم ولا عن سهل سوى ابن الأركون والله أعلم
قالوا وقال لنا الخطيب (1)
محمد بن أحمد بن الوليد أبو بكر الكرابيسي حدث عن أبيه وعن إسحاق بن
الأركون الدمشقي روى عنه عبد الباقي بن قانع وأحمد بن يوسف بن خلاد العطار
6000 محمد بن أحمد بن الوليد بن هشام
أبو بكر
القرشي مولاهم (2) يعرف بابن أبي هشام القنبيطي
روى عن أبيه أحمد وأحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس وأحمد بن نصر بن
شاكر ومحمد بن سعيد بن راشد ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وأبي مسعود هاشم بن
خالد وإبراهيم بن يعقوب ومحمد بن عتبة بن حماد والحسن بن عبد الله بن منصور
ومحمد بن عبد الرحمن الجعفي وجرير بن غطفان بن جرير وأبي علي أحمد بن محمد بن
موسى النوفلي المكي (3) ومحمد بن عمرو بن يونس السوسي وشعيب بن شعيب بن
إسحاق والعباس بن الوليد بن مزيد (4) وأبي حامد أحمد بن محمد بن مخلد الهروي
ومحمد بن إسماعيل بن علية وأبي الوليد هشام بن عبيد الله الكلبي وشعيب بن عمرو
الضبعي وأبي عبد الغني الحسن بن علي المعاني ونصر بن منصور الطرسوسي وغيرهم
روى عنه أبو علي بن مهنا وأبو الحسين الرازي وأبو محمد عبد الله بن عمر بن
أيوب بن الحبان وأبو هاشم المؤدب وعبد الوهاب الكلابي ومحمد بن موسى بن
السمسار وأبو بكر محمد بن مسلم بن السمط وأبو سليمان بن زبر وسليمان الطبراني
وإنما سمي القنبيطي لأن جده الوليد بن هشام لما خرج مع أبي العميطر استكتبه فلما
قتل الوليد جعل رأسه على أصل قنبيطة
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة (5) أنبأنا سليمان
ابن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد بن أبي (6) هاشم أنبأنا العباس بن الوليد بن

(1) المصدر السابق.
(2) تاريخ داريا ص 79، 81، 109، 110.
(3) من قوله: وجرير.. إلى هنا سقط من م.
(4) في م: يزيد، تصحيف.
(5) اعجامها مضطرب بالأصل، ود، والمثبت عن م وت.
(6) كذا بالأصل وم وت ود هنا: ابن أبي هاشم، وسينبه المصنف في اخر الحديث إلى الصواب.
158

مزيد حدثني أبي حدثنا الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كل مسكر خمر وكل مسكر حرام
ولم يروه عن الأوزاعي إلا الوليد والصواب ابن أبي هشام (1)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا علي بن محمد أنبأنا
عبد الجبار بن محمد بن مهنى (2) حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد بن هشام حدثنا أحمد بن
إبراهيم بن هشام حدثنا مروان بن محمد حدثنا كلثوم بن زياد حدثني أبو كثير (3) قال
سمعت أبا هريرة يقول قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اخرج فناد في الناس أنه من شهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله وجبت له الجنة قال فلقيني عمر بن الخطاب فأخبرته بما أمرني
به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال ارجع فإني أخاف أن يتكل الناس ولا يعملون قال فرجعت إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته بما قال لي عمر فقال أحسن ابن الخطاب أحسن ابن
الخطاب [10826]
وقال الكلابي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي هشام القنبيطي الشيخ الصالح
بحديث ذكره
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية
من سمع منه بدمشق في الدفعة الثانية
أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن هشام القرشي مولاهم ويعرف بابن أبي هشام
القنبيطي شيخ جليل من أهل دمشق مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة
كذا قال وقال ابن زبر فيما قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد
العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال وفي هذه السنة يعني
سنة إحدى وعشرين توفي أبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد بن هشام القنبيطي

(1) كذا ورد بالأصول: " ابن أبي هشام " وقد مر في المتن: أبي هاشم.
(2) رواه عبد الجبار بن مهنى في تاريخ داريا ص 79.
(3) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وكانت بأصل تاريخ داريا: " أبو كثير " فغيرها محققها إلى " أبو كبير " وكتب
بالهامش: " كثير، " تصحيف، وقد وهم في ذلك.
وهو أبو كثير السحيمي الغبري راجع ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 477 وفيها روى عن أبي هريرة... روى
عنه:... وكلثوم بن زياد.
159

6001 محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان
أبو نصر بن الجندي الغساني (1)
إمام جامع دمشق وخليفة القاضي بها
روى عن خيثمة بن سليمان وأبي عبد الله بن مروان (2) وأبي القاسم بن أبي العقب
وأبي جعفر محمد بن جعفر بن جبارة الجوهري وأبي بكر محمد بن حاتم بن زنجويه
البخاري الفقيه وأبي عمر بن فضالة والمظفر بن حاجب بن أركين وأبي عمر محمد بن
العباس بن كودك وأبي علي الحسين بن إبراهيم بن جابر وعثمان بن الحسين بن نصر
الخرقي وأبي بكر أحمد بن عبد الوهاب بن محمد الصابوني وجمح بن القاسم والفضل
بن جعفر ويوسف الميانجي وأبي الحسن الدارقطني وأبي علي الحسن بن منير بن محمد
التنوخي وأبي علي الحسن بن هارون بن عيسى
روى عنه عبد العزيز بن أحمد وأبو المكارم وأبو الفتيان ابنا حيوس (3) وأبو نصر
ابن طلاب وأبو القاسم بن أبي العلاء وابن بنته أبو الحسن بن أبي الحديد وأبو الحسن
علي بن محمد الحنائي وأبو علي الأهوازي وأبو الحسن علي بن محمد بن صافي بن
شجاع بن أبي الهول وأبو نصر بن الجبان وأبو سعد السمان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي
القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان الغساني إمام جامع دمشق
وقاضيها أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الأطرابلسي أنبأنا هاشم بن
هشيم أبو العباس المعروف بابن القدوري حدثنا خالد بن عبد الرحمن المروزي حدثنا
شعبة حدثنا هشام بن عروة عن امرأته عن أسماء ابنة أبي بكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه نهى عن
الواصلة (4) والمستوصلة [10827]

(1) ترجمته في الأنساب (الجندي)، الوافي بالوفيات 2 / 126 وسير الاعلام 17 / 400 الاكمال لابن
ماكولا 2 / 222، وشذرات الذهب 3 / 209.
(2) هو محمد بن إبراهيم بن مروان، أبو عبد الله.
(3) أبو الفتيان اسمه محمد بن سلطان بن محمد الغنوي الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 413.
(4) في تاج العروس بتحقيقنا: وصل: في تفسيره للحديث: الواصلة المرأة تصل شعرها بشعر غيرها، والمستوصلة
الطالبة لذلك، وهي التي يفعل بها ذلك.
ونقل عن عائشة قولها: ليست بالواصلة بالتي تعنون.. انما الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها، فإذا اسنت
وصلتها بالقيادة.
160

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو بكر الخطيب قال وأبو
نصر محمد بن أحمد بن هارون الغساني قاضي دمشق يعرف بابن الجندي حدث عن
خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ومحمد بن جعفر بن جبارة الجوهري حدثنا عنه أبو الحسن
أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد وهو ابن بنته وأبو الفتيان محمد بن سلطان وغيرهما
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) وأما الجندي بضم
الجيم وسكون النون فهو أبو العباس أحمد بن هارون بن الجندي الغساني قاضي الغوطة
وابنه أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون هو جد شيخنا أبي الحسن بن أبي الحديد لأمه
حدث عنه هو وغيره من الدمشقيين روى عن خيثمة وابن جبارة (2) روى عنه ابن ابنته أبو
الحسن بن أبي الحديد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني قال
توفي شيخنا القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى الغساني المعروف
بابن الجندي إمام جامع دمشق وقاضيها يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من صفر سنة سبع عشرة
وأربع مائة حدث عن خيثمة بن سليمان وعلي بن يعقوب بن أبي العقب وأبي عبد الله
محمد بن إبراهيم بن مروان (3) وغيرهم وكان ثقة مأمونا وذكر أن مولده سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة (4)
6002 محمد بن أحمد بن هاشم أبو الحسن البيروتي
حكى عن أبي محمد الجريري (5) الصوفي
حكى عنه أبو الحسن بن جهضم
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنبأنا الحسين بن يحيى بن
إبراهيم بن الحكاك أنبأنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا علي بن عبد الله (6)

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 222 - 223.
(2) بالأصل، وم، ود، وت: ابن الجبان، تصحيف، والتصويب عن الاكمال المطبوع، ووقع في بعض نسخه:
" حبان " وابن جبارة هو أبو جعفر محمد بن جعفر بن جبارة الجوهري.
(3) تقرأ في م: ثروان، تصحيف.
(4) سير أعلام النبلاء 17 / 401.
(5) بالأصل ود " الحريري "، والمثبت: الجريري. عن م، وت. راجع ترجمته في حلية الأولياء 10 / 347.
(6) تقرأ في م: عبيد الله، تصحيف وفي د، وت، كالأصل.
161

الهمذاني (1) حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هاشم البيروتي حدثنا الجريري أبو محمد
قال
سمعت جنيدا يقول كان أبو بكر بن مسلم رجلا نبيلا يظن أن كل متكلم وبائع
ومشتري (2) مشغولين بذكر الله عز وجل وكان قد تقدم إلى أصحابه أن لا يأتوه بين الظهر
والعصر فجئته يوما في ذلك الوقت ودققت عليه الباب فقال من هذا قلت جنيد
فقال لي ما كان لك شغل يشغلك عني حتى جئتني فقلت له فإذا كنت أنت شغلي بالله
فأنزل قال لا وأذن لي فدخلت عليه فلم أزل أذاكره حتى أخذ علي وعدا متى أرجع
إليه فخرجت من عنده فوجدت على باب داره رجلا كان يصحبه من البزازين فسألني عن
التوبة فقلت له منذ كم تصحب هذا الشيخ فقال لي منذ ثلاثين سنة فقلت له ما
أعجب هذا الأمر تصحب إمامنا وتسألني أنا عن التوبة فقال دع عنك ذا حكم المسلم أن
يعرف التوبة في كل وقت وأن يتوب فعلمت أنه أفقه مني
6003 محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد الله بن الحصين (3)
أبو الحسن التميمي (4)
حدث بدمشق عن محمد بن سليمان بن هارون وأبي الشريف إبراهيم بن سليمان
المصري
روى عنه أبو (5) بكر المفيد وجعفر بن أحمد بن سلم ومحمد بن عمر بن سلم
ومحمد بن المظفر الحافظ
وذكره أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الشيرازي في كتاب الألقاب فقال
فروجة محمد بن صالح الحافظ
قال ابن عساكر (6) كذا قال ابن صالح نسبه إلى جد أبيه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (7) أبو

(1) بالأصل: الهمداني، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 275.
(2) كذا بالأصل وم وت ود: وشتري، بإثبات الياء.
(3) كذا رسمها بالأصل، وم، ود، وت، " الحصير "، والمثبت عن المختصر وتاريخ بغداد.
(4) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 370.
(5) بالأصل ود، وم، وت: " أبا ".
(6) الزيادة منا للايضاح.
(7) الزيادة لتقويم السند عن م وت ود.
162

منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله
ابن حسنويه الأصبهاني حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي حدثنا أبو الحسن
محمد بن أحمد بن الهيثم التميمي قدم من مصر من أصل كتابه حدثنا إبراهيم بن سليمان
أبو الشريف حدثنا حبيب بن أبي حبيب عن شبل بن عباد عن عمرو بن دينار عن جابر
في قوله تعالى " واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " (2) قال في أعين المشركين يوم بدر
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد
ابن أحمد الماليني حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد حدثنا محمد بن أحمد
ابن الهيثم التميمي بدمشق حدثني محمد بن سليمان بن هارون حدثنا محمد بن عبيد بن
ميمون المدني حدثنا أبي عن محمد بن جعفر بن أبي كثير عن موسى بن عقبة عن أبان بن
تغلب عن إبراهيم عن علقمة عن علي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا رضاع بعد فطام ولا يتم
بعد احتلام [10828]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (3)
محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد الله بن الحصين (4) بن علقمة بن لبيد بن
نعيم بن عطارد بن حاجب بن زرارة أبو الحسن التميمي البصري يلقب فروجة قدم بغداد
وحدث بها عن جماعة من المصريين روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم (5) ومحمد بن عمر
الجعابي ومحمد بن المظفر وغيرهم وكان ثقة حافظا
6004 محمد بن أحمد بن الهيثم أبو بكر البلخي الروذباري المقرئ (6)
قرأ القرآن العظيم بدمشق على أبي علي الأهوازي ثم سكن غزنة (7) من إقليم الهند
وأقرأ بها القرآن وحدث بها

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 370.
(2) سورة الأعراف، الآية: 85.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 370.
(4) بالأصل وم ود، وت: الحصير: والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(6) ترجمته في غاية النهاية 2 / 90 ومعرفة القراء الكبار 1 / 446 رقم 384.
(7) في معرفة القراء الكبار: غزنة من أول حد الهند.
وفي معجم البلدان: مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان وهي الحد بين خراسان والهند.
163

حدثني عنه أبو نصر عبد السلام بن عبد الرحيم بن عبد الملك الهروي المقرئ
وذكر لي عنه أنه كان عالما بالقراءات (1)
أخبرني أبو نصر المقرئ بهراة وكتبه لي بخطه أنبأنا الشيخ الإمام أبو بكر محمد بن
أحمد بن الهيثم الروذباري روذبار بلخ المقرئ بحضرة غزنة في سنة تسع وثمانين
وأربعمائة أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي بدمشق في سنة
خمس وأربعين وأربعمائة حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني (2) حدثنا
أبو عمران موسى بن عبد الرحمن بن موسى المقرئ ببيروت حدثنا أبو عامر محمد بن
إبراهيم بن عامر السلمي حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني حدثنا سعد بن
سعيد عن نهشل بن عبد الله القرشي عن الضحاك عن ابن عباس قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشراف أمتي حملة القرآن وقوام الليل [10829]
6005 محمد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد بن الحكم
أبو بكر الحجوري الدمشقي
حكى عن أبيه وعن أبي بكر محمد بن سعيد الرازي
حكى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر بن أبي دجانة
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الحسن بن
السمسار حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة النصري حدثنا محمد بن أحمد بن
يحيى حدثنا أبو بكر محمد بن سعيد الرازي حدثني محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن
عبيد الله بن العباس بن علي في المسجد الحرام حدثنا الفضل (3) بن محمد بن الفضل (3)
ابن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي حدثني أبي حدثني محمد بن جعفر بن محمد
ابن علي عن أبيه عن جده عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما شئت (4) أن أرى جبريل
متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول يا واحد يا ماجد لا تزل عني نعمة أنعمت بها علي إلا
رأيته [10830]

(1) عن ابن عساكر في معرفة القراء الكبار 1 / 446.
(2) بالأصل: الهمداني، والمثبت عن م، وت ود.
(3) بالأصل: المفضل، والمثبت عن م وت ود.
(4) رسمها بالأصل وم ود: " نسيت " والمثبت عن ت، وفي المختصر أيضا: شئت.
164

6006 محمد بن أحمد بن يحيى أبو عبد الله البغدادي
حدث بأطرابلس عن أبي الحسن علي بن إبراهيم
روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن محمويه الصوفي النيسابوري
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني علي بن الحسين حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى البغدادي بأطرابلس
حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا الحكم بن سعيد
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قال العبد يا رب يا رب قال الله لبيك عبدي سل
حاجتك [10831]
6007 محمد بن أحمد بن يحيى بن حيي
أبو عبد الله العثماني الديباجي (1) المقدسي الواعظ الفقيه (2)
سمع أبا الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد والحسين بن علي الطبري بمكة وأبا الحسن
ابن مرزوق الزعفراني وغيره ببغداد وسكن بغداد إلى أن مات بها وكان يعقد المجلس في
جامع الخليفة ببغداد (3) وبالمدرسة النظامية ويناظر في مسائل الخلاف نظرا (4) حسنا
ويفتي على مذهب الشافعي وله حرمة عند الخليفة وعند العامة لتصوفه وتعففه ولزومه
مسجده وحج دفعات وجاور وتولى عمارة الحرم
سمعت منه بمكة أحاديث يسيرة
وسمعت منه ببغداد وذكر لي أن مولده ببيروت
وقدم دمشق مع جماعة من المقادسة متظلمين من قاضيهم أبي عبد الله التركي
البلاساغوني (5)

(1) الديباجي نسبة إلى الديباج، وهو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، لقب بالديباج لحسن وجهه
(الأنساب).
(2) ترجمته في الأنساب (الديباجي)، والمنتظم 10 / 33 والوافي بالوفيات 2 / 109 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
6 / 88 وسير أعلام النبلاء 20 / 44 والبداية والنهاية 12 / 205 وتبيين كذب المفتري ص 321.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن م، ود، وت.
(4) بالأصل: نظر، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت.
(5) هذه النسبة إلى بلد ماغون بلدة من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريبة من كاشغر.
ذكره السمعاني وترجمه (الأنساب: البلاساغوني).
165

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد العثماني بمكة تجاه الكعبة زادها الله شرفا أنبأنا
القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الطبري بمكة أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر
ابن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد محمد بن عيسى حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا مسلم
ابن الحجاج حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال
إني لا ألو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي بنا فكان أنس يصنع شيئا لا
أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائما حتى يقول القائل قد نسي وإذا
رفع رأسه من السجود مكث حتى يقول القائل قد نسي
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي حدثنا عبد الغافر فذكره ذكر العثماني أن مولده
في غالب ظنه سنة اثنتين وستين (1) وأربعمائة ببيروت
كتب إلي الشريف أبو المعمر الأنصاري يذكر أن المقدسي توفي يوم الأحد السابع عشر
من صفر سنة سبع (2) وعشرين وخمسمائة
قرأت بخطه في موضع آخر أنه توفي في سلخ صفر
قرأت بخط أبي بكر بن كامل أنه صلى عليه في جامع القصر ودفن بالوردية وكان
الجمع عظيما وكان يوما مشهودا ولم أر في زماني مثله جمع الزهد والورع والعلم
والعمل بالعلم والمروءة وحسن الخلق (3) وحدثنا عن نصر المقدسي وغيره
6008 محمد بن أحمد بن يزيد السكسكي
حدث عن أبي جعفر محمد بن الوليد بن أبان القلانسي
روى عنه أبو محمد بن الجبان (4)
قرأت بخط أبي نصر بن الجبان (5) وأنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني عن أبي علي
الحسين بن أحمد بن أبي حريصة أنبأنا أبو نصر بن الجبان حدثني أبي حدثنا محمد بن

(1) في الوافي بالوفيات: اثنين وأربعين.
(2) في الوافي بالوفيات: سنة ست وعشرين وخمسمئة وقيل تسع وعشرين.
(3) سير أعلام النبلاء 20 / 45.
(4) بدون اعجام بالأصل وم ود، وت. راجع الحاشية التالية.
(5) بدون اعجام بالأصل وم وت، والمثبت عن د، وهو عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر، أبو نصر المري الدمشقي،
ابن الجبان.
166

أحمد بن يزيد السكسكي حدثنا أبو جعفر محمد بن الوليد بن أبان القرشي حدثنا الحسين
بن قيس حدثنا عمر بن راشد قال سمعت الحسن يقول
حدث القوم ما حدقوك بأبصارهم وأصغوا إليك بأسماعهم فإذا رأيتهم يلتفتون يمينا
وشمالا فاعلم أن للقوم حوائج
6009 محمد بن أحمد بن يزيد بن وركشين بن بركراز أبو عبد الله البلخي (1)
يعرف بالزر مولى بني هاشم (2) ويعرف بالأزر ويقال ابن وركشين بن وزجزا
وكان يسكن دار الضيافة
حدث بدمشق عن علي بن المديني (3) وعبد الأعلى بن حماد ويحيى بن أكثم وأبي
مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي وهشام بن عمار
روى عنه أبو هاشم المؤدب ومحمد بن سليمان بن يوسف الربعي وأبو (4) أحمد بن
عدي
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله الخطيب أنبأنا جدي الحسن بن أحمد
أنبأنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله الحمصي حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن
يوسف الربعي حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يزيد بن وركشين البلخي حدثنا يحيى
بن أكثم حدثنا الفضل بن موسى السيناني حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أكثروا ذكر هادم (5) اللذات [10832]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (6) حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد العسكري بدمشق
حدثنا هشام بن عمار حدثنا خالد بن يزيد حدثنا أبو روق الهمداني عن الضحاك عن ابن
عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للمرأة ستران القبر والزوج قال فأيهما أفضل قال
القبر [10833]

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 455 ولسان الميزان 5 / 34 والكامل في ضعفاء الرجال 6 / 295.
(2) بالأصل وم ود: بالرز، والمثبت عن ت والمختصر، وفي الكامل لابن عدي: " زرين ".
(3) في م: المدني.
(4) في م: " واحمد " تصحيف.
(5) هادم، بالدال المهملة وهاذم بالذال المعجمة اي قاطعها.
(6) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 15 في اخبار خالد بن يزيد بن أسد البجلي.
167

قال أبو أحمد (1)
محمد بن أحمد بن يزيد البلخي كتبت عنه بدمشق يلقب زر (2) وكان يقول أنه من
أهل سامرة ضعيف حدثنا بأشياء منكرة وسرق الحديث ولم (3) يكن من أهل الحديث
6010 محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن صالح بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو الفضل الهاشمي (4)
من أهل المصيصة
سمع بدمشق عامر بن خريم المري
وحدث عن علي بن عبد الحميد الغضائري ومحمد بن سعيد الترخمي وأبي عروبة
الحراني وسعيد بن عثمان الحلبي الوراق وأحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي (5)
وأحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي
روى عنه أبو القاسم الأزهري وعبيد الله بن عبد العزيز البردعي والحسن بن علي
الجوهري وأبو العباس أحمد بن بكرون بن عبد الله الدسكري العطار
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (6)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) أخبرني عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر
البردعي من أصل كتابه حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي المصيصي حدثنا (8)
أحمد بن عمير (9) بن يوسف بن جوصا الدمشقي حدثنا هشام بن عمار حدثنا مالك بن
أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أفرد الحج [10834]

(1) الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 295.
(2) بالأصل وم ت: " رز " وفي الكامل لابن عدي: " رزين " والمثبت عن د.
(3) بالأصل، وم، وت، ود: " ومن لم يكن " والمثبت عن كامل لابن عدي.
(4) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 375.
(5) بالأصل، ود، وت: المشعراني، وفي م: الشعراوي، تصحيف والصواب ما أثبت وضبط، وهذه النسبة إلى
مشغرى قرية من قرى دمشق (الأنساب) وهي اليوم من قرى البقاع الغربي في لبنان.
(6) زيادة عن م، ود، وت لتقويم السند.
(7) الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 375 - 376.
(8) مطموسة بالأصل، واستدركت عن هامشه وبعدها صح.
(9) غير مقروء بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود.
168

قال (1) وأخبرني عبيد الله حدثنا محمد حدثنا أحمد بن عمير حدثنا هشام بن
عمار حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قطع في مجن (2) قيمته ثلاثة
دراهم [10835]
قال الخطيب هكذا روى هذين الحديثين عن ابن جوصا عن هشام ولا نعلم أن ابن
جوصا روى عن هشام شيئا ولا سمع منه حرفا فالله أعلم
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر أحمد بن علي أخبرني عبيد
الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن يعقوب الهاشمي
المصيصي حدثنا أبو القاسم عامر بن خريم الدمشقي بدمشق نا أبو حفص عمر بن نصر
حدثنا محمد بن خالد الهاشمي حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) الندم توبة [10836]
تفرد به محمد عن مالك
قال وأخبرني أبو القاسم الأزهري حدثنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن
يعقوب بن أحمد بن محمد بن عبد الملك (3) ب صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب المصيصي حدثني أبو عثمان سعيد بن عثمان بن سعيد الوراق بحلب فذكر عنه
حديثا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (4) أبو
منصور المقرئ قال أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا أحمد بن بكرون الدسكري حدثنا
القاضي محمد بن أحمد الهاشمي المصيصي بالدسكرة حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن
حمزة الحضرمي من أهل بيت لهيا فذكر حديثا (6)
قال الخطيب هكذا حدثناه ابن بكرون وهذا الهاشمي إنما يروي عن ابن جوصا

(1) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 1 / 376.
(2) المجن: الترس.
(3) بالأصل هنا: عبد الله، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(4) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(5) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4 / 57 في اخبار أحمد بن بكرون الدسكري.
(6) وتمامه كما في تاريخ بغداد بسنده إلى رسول الله (ص) قال: لا تنتفوا الشيب فإنه نور الاسلام، وما من عبد يشيب
شيبة في الاسلام الا كانت له نورا يوم القيامة.
169

وطبقته وكان ضعيفا وروايته عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة مستحيلة (1) فالله
أعلم
قالوا وقال لنا الخطيب (2) محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمد بن عبد
الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو الفضل الهاشمي من
أهل المصيصة ولي القضاء بدسكرة الملك في طريق خراسان وورد بغداد وحدث بها عن
علي بن عبد الحميد الغضائري ومحمد بن سعيد الترخمي الحمصي وأبي عروبة الحراني
وسعيد بن عثمان الوراق الحلبي وأحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي (3) وأحمد بن
عمير بن جوصا الدمشقي حدثنا عنه أبو القاسم الأزهري وعبيد الله بن عبد العزيز
البردعي والحسن بن علي الجوهري وأحمد بن بكرون العطار بالدسكرة وكان سيئ
الحال في الحديث
6011 محمد بن أحمد بن يعقوب (4) الجرجاني
سمع بدمشق أبا (5) عبد الله بن الفرج بن البرامي القرشي (6)
روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ
حدثنا أبو الحسين أحمد بن حمزة السلمي لفظا أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن
الحسن المقرئ في كتابه أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني
حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الجرجاني حدثنا عبد الله بن الفرج القرشي حدثنا القاسم
ابن عثمان الجوعي حدثنا سفيان بن عيينة عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان
عن عبادة بن الصامت
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى في شملة قد عقدها خلفه [10837]

(1) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي تاريخ بغداد: مستمليه.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 375.
(3) بالأصل: الشعراني، وفي م، وت، ود وتاريخ بغداد: المشعراني، والصواب ما أثبت، تقدم التعريف بها قريبا.
(4) كذا بياض بالأصل وم وت ود، عدة كلمات، وكتب في البياض في م وت ود: كذا.
(5) بياض بالأصل وم وت ود.
(6) بياض بالأصل وم وت ود.
170

6012 محمد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد
أبو بكر الطائي الكوفي الخزاز (1)
قدم دمشق وحدث بها عن أبي عبد الله أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الكندي
الحلبي وإبراهيم بن أحمد بن عمرو الصحاف والقاسم بن محمد بن عباد الدلال وأحمد
ابن حماد بن سفيان وأبي جعفر أحمد بن موسى الحمار (2) وأبي علي محمد بن معاذ دران
البصري (3) وأبي عبد الله محمد بن أحمد الواسطي ومحمد بن عبد الله بن سليمان مطين
ويوسف بن يعقوب الكوفي السمسار وعبيد بن غنام (4) الكوفي
روى عنه تمام بن محمد وعقيل والحسين ابنا عبيد الله بن عبدان وعبد الرحمن
بن عمر بن نصر وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق وأبو الحسن بن رزقويه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسين بن قبيس قالا حدثنا و (5) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) حدثنا محمد بن أحمد بن رزق إملاء في
صفر من سنة سبع وأربعمائة أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد (7)
قدم علينا نا (8) محمد بن معاذ بن المستهل دران البصري حدثنا عبد الله بن مسلمة
القعنبي حدثني أبي عن أبي إسحاق عن عبادة بن الصامت هكذا في كتابي عن ابن رزق
قال بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة
علينا وأن نقول بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بريد (9) الكوفي قراءة عليه في سنة
خمس وأربعين وثلاثمائة وحدثني أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 376.
(2) بالأصل وم وت ود: الجمار، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 376.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 536.
(4) هو عبيد بن غنام بن حفص بن غياث أبو محمد النخعي الكوفي ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 558.
(5) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 376 - 377.
(7) بالأصل: يزيد، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
(8) زيادة عن م، وت، ود، وفي تاريخ بغداد: قال: نبأنا.
(9) الأصل: يزيد، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود.
171

القاضي في آخرين قالوا أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن خليد بن يزيد بن عبد الله الكندي
بحلب حدثنا أبو يعقوب يونس بن موسى الأفطس حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن
دينار عن ابن عمر قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد من
عبيده فيقعد بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله [10838]
واللفظ لابن بريد
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني وأبو منصور بن خيرون قالوا قال
لنا أبو بكر الخطيب (1) محمد بن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن بريد (2) أبو بكر الطائي
الكوفي سمع إبراهيم بن أحمد بن عمرو الصحاف وأحمد بن موسى بن إسحاق الحمار
والقاسم بن محمد الدلال ومحمد بن معاذ دران وأحمد بن خليد الحلبي وقدم بغداد
وحدث بها روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن بن رزقويه وكان ثقة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3)
وأما بريد بضم الباء وفتح الراء فذكر جماعة ثم قال وأبو بكر محمد بن أحمد بن بريد
كوفي يروي عنه تمام الرازي
أخبرنا أبو بكر الخطيب قال (4)
قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه توفي أبو بكر بن بريد الكوفي الخزاز (5) بدمشق في
شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة
6013 محمد بن أحمد أبو عبد الله الواسطي الكاتب (6)
ولي إمرة دمشق نيابة عن أبي الجيش خمارويه بن أحمد
وحدث بدمشق عن الهيثم بن سهل وعاصم بن علي
روى عنه أبو سليمان عوف بن إسماعيل بن عوف ومحمد بن حمدون بن خالد
البيلي النيسابوري

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 376.
(2) بالأصل: يزيد، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود وتاريخ بغداد.
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 227 و 231.
(4) تاريخ بغداد 1 / 337.
(5) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي تاريخ بغداد: الجزاز.
(6) ترجمته في امراء دمشق ص 75 وتحفة ذوي الألباب 1 / 328.
172

كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان رحمهم الله حدثنا محمد بن حمدون بن خالد
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الواسطي في جامع مصر حدثنا عاصم بن علي حدثنا
حسان بن إبراهيم عن الصلت بن بهرام عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود أنه كان
يخط (1) المعوذتين من المصاحف ويقول إنما أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يتعوذ بهما ولم يكن
عبد الله يقرأهما [10839]
بلغني أن محمد بن أحمد الواسطي هرب من دمشق بعد وقعة الطواحين إلى
أنطاكية فأقام بها مديدة ومات كمدا حين كان الظفر لأبي الجيش بن طولون وكانت وقعة
الطواحين (2) بظاهر الرملة سنة إحدى وسبعين ومائتين
6014 محمد بن أحمد بن أبي الميمون أبو بكر
حدث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي
روى عنه تمام
قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد ثم قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن
علي بن الحسين بن أحمد بن صصري أنبأنا تمام بن محمد حدثني أبو بكر محمد بن أحمد
الدمشقي يعرف بابن أبي الميمون حدثنا سعيد بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم الحلبي حدثنا
ابن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد [10840]
6015 محمد بن أحمد أبو الحسن البغدادي الناقد
سكن أطرابلس
وحكى عن الحسن بن علي بن خلف

(1) كذا رسمها بالأصل وم، ود، " يحك " والمثبت عن ت، والمختصر.
(2) الطواحين موضع قرب الرملة من ارض فلسطين (معجم البلدان) وفيها كانت الوقعة بين المعتضد
وأبي الجيش خمارويه، والتقى الجمعان، وهزم كل واحد صاحبه، فرجع المعتضد إلى دمشق، وصار أبو الجيش إلى دمشق
فملكها.
(راجع تحفة ذوي الألباب 1 / 312 والكامل لابن الأثير 7 / 414).
173

حكى عنه الحسن بن جهضم إن لم يكن صاحب الجلاء فهو غيره
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم لفظا أنبأنا أبو رجاء هبة
الله بن محمد الشيرازي إجازة أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم
حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد البغدادي ساكن أطرابلس حدثنا الحسن بن علي بن خلف
صاحب أبي الحارث الأولاسي (1) عن أبي الحارث الفيض بن الخضر قال رأيت على رأس
جبل رجلا (2) كأنه الشن البالي شاخص ببصره نحو السماء ما يفتر من الذكر وجرى بيني
وبينه كلام وسألته المقام معه فقال إن أطعت ما طوقت فأقم ترى ما تحب وإلا فما
أسرع فراقك إياي فقلت وما هو قال يكون الذهب والفضة عندك بمنزلة الحصى
والمدر والسباع (3) والهوام بمنزلة الطير والأنعام فرقك من ولد جنسك كفرقك من السباع
الضارية وخوفك على تلف دينك بينهم كخوفك عليه من الشيطان حينئذ تنال ما تريد
وتثبت على ما تروم ومتى كان الذهب والفضة أكبر في قلبك فإنك يوما ما ستميل إلى
الأكبر ومتى كان للسباع في قلبك هيبة يوشك ألا تأمن ومتى كانت مؤانسة المخلوقين قائمة
في قلبك فيوشك ألا تخرج إلى حال الانس واعلم يا فيض أن ثلاثة أشياء هي ملاك ذا الأمر
تمامه تعلم أن لك رزق مقسوم من كل شئ معلوم ولذلك كله أجل معلوم بقدر الله محتوم
فلا تشتغل بطلب ولا بتوقيت ولا بتمييز حتى يرد عليك في وقته ما كان رزقك إباحة لك
فتناله بشكر وتفتقد على الصبر وأخرى قصر الأمل لا يكون فيك فضل لهم يعترض على
همك حتى تكون بهم واحدا قائما (4) وأخرى تعلم أنك ميت لا محالة ولذلك وقت موقت لا
تدري أنت متى هو فلا تبالي متى وافاك فهنالك لا تبالي أين حللت من البلاد ولا من
شاهدت من العباد فتقدم إن أردت على بصيرة وإلا فتأخر على علم بضعف وعجز قلت
رحمك الله فصف لي حالا يزيد في صبري ويشد عزمي في احتمال المؤن ويزيل عني
الجزع فقال تعلم أن الله جل ثناؤه ناظر إليك وأنت بعينه أو ما بلغك أن الله يقول بعيني
ما يتحمل المتحملون من أجلي وما يكابد المكابدون في طلب مرضاتي قلت له زدني بما
أتقوى به على الصبر قال إذا علمت أن صبرك لمولاك ما يرضى عنك مولاك فاصبر

(1) غير واضحة بالأصل، وفوقها ضبة، والمثبت عن م وت ود.
(2) سقطت اللفظة من م.
(3) سقطت من الأصل، واستدركت عن م، وت، ود.
(4) بالأصل وم وت ود: واحد قائم.
174

6016 محمد بن أحمد أبو الفرج الغساني المعروف بالوأواء الشاعر (1)
له شعر حسن مطبوع
روى عنه شيئا من شعره أبو الحسين الميداني وأبو منصور بن بية (2) وأبو محمد
الجوهري
وذكره أبو منصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر فقال (3) ومن حسنات الشام واحد (4)
صاغة الكلام ومن عجيب شأنه ما أخبرني أبو بكر الخوارزمي قال كان الوأواء مناديا في دار
البطيخ بدمشق ينادي على الفواكه وما زال يشعر حتى جاد شعره وسار كلامه ووقع منه
ما يروق ويشوق ويفوق حتى يعلو العيوق (5)
أنشدنا أبو العز أحمد بن عبيد الله أنبأنا أبو منصور يوسف بن هلال بن بية صاحب
أبي الفضل التميمي أنشدني أبو الفرج الملقب بالوأواء الدمشقي لنفسه (6)
زمان الربيع (7) زمان أنيق * وعيش الخلاعة عيش رقيق
وقد جمع الوقت حيالهما * فمن ذا يفيق ومن يستفيق *
ويوم ستارته غيمة * وقد طرزت رفرفيه (8) البروق
تظل به الشمس محجوبة * كأن اصطحابك فيه غبوق
عقدنا (9) من الند دخانه * ومن شرر الراح فيه حريق
سجدنا لصلبان منثوره (10) * وقد بصرتنا (11) لديه الرحيق

(1) ترجمته في الوافي بالوفيات 2 / 53 وفوات الوفيات 3 / 240 ويتيمة الدهر 1 / 334.
(2) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت ود، والمثبت والضبط عن الاكمال لابن ماكولا 1 / 183 وفيه: بية أوله باء
مفتوحة معجمة بواحدة وبعدها ياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها.
(3) رواه الثعالبي في يتيمة الدهر 1 / 334 (ط، بيروت).
(4) ليست اللفظة في يتيمة الدهر، وفي المختصر: وجد.
(5) العيوق: نجم احمر مضئ في طرف المجرة الأيمن يتلو الثريا ولا يتقدمها.
(6) من أبيات له في يتيمة الدهر 1 / 340 - 341.
(7) في يتيمة الدهر: زمان الرياض.
(8) في يتيمة الدهر: رفرفيها البروق.
(9) صدره في يتيمة الدهر: جعلنا البخور دخانا له.
(10) في يتيمة الدهر: منثورها.
(11) كذا بالأصل، والحرف الأول بدون اعجام في م وت ود، وفي يتيمة الدهر: نصرتنا عليها الرحيق.
175

فذا أصفر وجل خائف * وذا أحمر وكذاك العشيق (1)
أدر يا غلام كؤوس المدام * وإلا فيكفيك لحظ وريق
تغنم بنا غفلة الحادثات * فوجه الحوادث وجه صفيق *
وهي أطول من هذا أنشدنا منها هذا القدر
وأنشدنا أبو العز أنشدنا أبو منصور أنشدنا الوأواء لنفسه
ترشفت من شفتيه العقارا * وقبلت من خده جلنارا
وشاهدت منه كثيبا مهيلا * وغصنا رطيبا وبدرا أنارا (2)
وأبصرت من وجهه في الظلام * بكل مكان بليل نهارا *
ولم أجدها في ديوانه
قال وأنشدنا الوأواء لنفسه
عقرتهم معقورة لو سالمت * شرابها ما سميت بعقار
ذكرت طوائلها القديمة إذ غدت * صرعى تداس بأرجل العصار
لأنت لهم حتى انتشوا فتمكنت * منهم ونادت فيهم بالثار
سجدوا لكاسات العقار كأنهم * صور الوجوه إلى بيوت النار
وأماتهم طرب الأغاني ميتة * أخذوا لها الأوتار بالأوتار *
ولم أجدها في ديوانه أيضا
آخر الجزء السادس والتسعين بعد الخمسمائة
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي المؤذن وأبو الحسن علي بن
محمد بن أبي الحسن الجوهري بمرو قالا أنبأنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن
الفضل بن عبد الصمد التاجر بنيسابور أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
السراج الكوشكي أنشدني أبو نصر عبد الله بن أبي الحسن السراج أنشدني أبو الفرج أحمد
ابن محمد الغساني بدمشق لنفسه

(1) روايته في يتيمة الدهر:
فذا عاشق وجل خائف * وذا خجل وكذاك العشيق
(2) في المختصر بدرا ونارا.
176

ساروا وما عاجوا عليك بنظرة * والله يحفظ من جفاك ويصحب
ليس التعجب من بكاك لفقدهم * لكن بقاك مع التفرق أعجب
قال وأنشدني أبو الفرج أحمد بن محمد الغساني بدمشق (1)
تنفست الغداة وقد تولوا * وعيرهم (2) معارضة الطريق *
فنادوا (3) بالحريق فظلت أبكي * فنادوا (3) بالحريق وبالغريق *
قال ابن عساكر (4) وهذا وهم إنما هو محمد بن أحمد كذلك وجدت اسمه في
نسختين من ديوانه وكذلك سماه لنا أبو العز بن كادش عن أبي منصور بن بية
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الفرج الوأواء لنفسه
ولم أجدها في ديوانه
يا سادتي هذه روحي تودعكم * إذ كان لا الصبر يسليها ولا الجزع
قد كنت أطمع في روح الحياة لها * فالآن مذ غبتم لم يبق لي طمع
لا عذب الله روحي بالبقاء فما * أظنها بعدكم بالعيش تنتفع *
أنشدنا أبو العز أيضا أنبأنا أبو منصور يوسف بن هلال بن بية صاحب أبي الفضل
أنشدني الوأواء لنفسه وأنشدناها أبو العز مرة أخرى قال أنشدنا الجوهري أنشدنا أبو
الفرج ووهم في ذلك (5)
باح بما قد كتما * لما جرى الدمع دما (6)
رماه ريم فأصاب * القلب منه إذ رمى
واحنج في قتلته * بأنه ما علما
يا معشر الناس أما * ينصفني من ظلما *
علي مقام طرفه (7) * جسمي منه سقما
فسقم جسمي في الهوى * من طرفه تعلما

(1) البيتان في فوات الوفيات 3 / 244 - 245.
(2) في فوات الوفيات: وقد تولت ركائبهم.
(3) في فوات بالوفيات: تنادت... فنادت.
(4) الزيادة منا للايضاح.
(5) الأبيات من مجزوء الرجز، وهي في يتيمة الدهر 1 / 342.
(6) هذا البيت ليس في يتيمة الدهر.
(7) صدره في يتيمة الدهر: علم سقم طرفه.
177

لو قيل لي ما تشتهي * قل أمنا محتكما (1)
لقلت أن ألثمه * ثغرا وخدا وفما (2) *
قال وأنشدنا أبو منصور قال وأنشدنا لنفسه في الشمعة *
وهيفاء من ندماء الملوك * صفراء كالعاشق المدنف
تكيد الزمان كما كادها * فتفنى وتفنيه في موقف *
قال وأنشدنا الوأواء لنفسه (3) *
قد كان مولاي الأجل * فصيرته الخمر عبدي
ليست بأول منه مشكورة * للخمر عندي *
وهي أطول من هذا
قال وأنشدنا الوأواء لنفسه *
لجنون الهوى وهبت جناني * فدعاني يا صاحبي دعاني
سقياني ذبيحة الماء في الكأس * وكفا عن شرب ما تسقياني
إنني قد أمنت إذ مت بالأمس * بها أن أموت موتا ثاني *
قال وأنشدنا الوأواء لنفسه *
رب ليل أمد من نفس العاشق * طولا قطعته بانتخاب
ونهار ألذ من نظر المعشوق * بدلته ببؤس عتاب *
وهي عشرون بيتا
6017 محمد بن أحمد أبو عبد الله الرزاز
حكى عنه أبو الفرج محمد بن أحمد بن عثمان الزملكاني
قرأت بخط أبي الفرج الزملكاني حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد الرزاز قال
دخلت على أبي محمد الشريف الكوفي داره التي عند قناة صالح وإذا عنده جماعة
يتفاوضون في البركات فبين مصدق ومكذب قال فقال لي الشريف ما تقول أنت يا أبا
عبد الله قال قلت ما أدري ما يقولون أنا كنت مع أمي في دارنا وأنا صبي فرأيتها قد

(1) عجزه في يتيمة الدهر: مخيرا محلما.
(2) في يتيمة الدهر: نحرا ووجها وفما.
(3) فوات الوفيات 3 / 240 والوافي بالوفيات 2 / 53.
178

جعلت سمنا في قدر لتسخنه فجعل السمن يفور وهي تغرف منه وتجعله في أواني قال
فجاءت امرأة فدخلت من باب الدار فلما رأت ذلك السمن يفور شهقت له فسكن قال
وسألت أبا عبد الله كم يجي من ربع الرز إذا أزرع قال كان يجيئنا من ربع أوفر من مائة
غرارة فأما اليوم فلا
6018 محمد بن أحمد الجلاب
حكى عن أبي صالح بن جميع الصيداوي
حكى عنه أبو بكر محمد بن إدريس الحافظ
أخبرني أبو الحسن محمد بن أميرك الحسيني بهراة أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد
ابن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن سلة الأصبهاني (1) المعروف بسمكويه أنشدني عبد
الصمد بن صالح ببخارى أنشدني الحافظ أبو بكر محمد بن إدريس أنشدني محمد بن
أحمد الجلاب بدمشق أنشدني أبو صالح بن جميع بصيدا
* طوبى لمن رزق القناعة * وأفاد معرفة وطاعة
ونفى مضلات الهوى * عنه وصلى في جماعة
وأحب أصحاب النبي * فحبهم نعم البضاعة
صديقهم فاروقهم * وحييهم وفتى الشجاعة
أرجو بحب محمد * وبحب عترته الشفاعة
مقدار من يغتابني * فيهم كمقدار النخاعة *
6019 محمد بن أحمد أبو العباس النحوي
أظنه نيسابوريا
قدم بدمشق حاجا وحدث بها عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد
العدل
سمع منها بها أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي
6020 محمد بن أحمد أبو بكر الهروي الخفاف
قدم دمشق وحدث بها عن أبي عبد الرحمن السلمي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 16.
179

روى عنه عبد العزيز الكتاني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد
الخفاف الهروي قدم علينا حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي حدثنا محمد
بن إسحاق الضبعي حدثنا الحسن بن علي بن زياد حدثنا ابن أبي أويس حدثني ابن
وهب عن سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله (1) بن بزرج (2) قال سمعت أبا هريرة يقول
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أخاف على أمتي إلى ضعف اليقين [10841]
قال ابن عساكر هكذا في كتابي وهو خطأ أظنه من الكتاني وصوابه عبد الرحمن
ابن بزرج (3)
وقد أخبرناه عاليا على الصواب أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر
ابن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن عبد الرحمن بن بزرج قال
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين [10842]
6021 محمد بن أحمد أبو المظفر التميمي المروروذي الفقيه الشافعي الواعظ
قدم دمشق وحدث بها وبغيرها وعاد إلى بلده وحدث به عن أبي محمد بن أبي
نصر وأبي عبد الله محمد بن محمد الخازمي وأبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم (4)
بن فراس وأبي الفضل عبد السلام بن عبد الصمد وأبي طاهر محمد بن الحارث وأبي
القاسم إبراهيم بن محمد الساهي والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز المعروف
بالشريحي
روى عنه عبد العزيز الكتاني وعلي بن الخضر وأبو المظفر عبد الجليل بن عبد
الجبار المروروذي وأبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد البغوي ثم المروروذي الفراء
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو المظفر

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وسينبه المصنف في اخر الحديث إلى الصواب.
(2) برزج ضبطت بفتح الباء المعجمة بواحدة وبعد زاي مضمومة وراء ساكنة (الاكمال 1 / 256).
(3) ترجمه ابن ماكولا في الاكمال 1 / 256 عبد الرحمن بن برزج / الفارسي مولى أم حبيبة زوج النبي (ص) يروي عن
أبي هريرة روى عنه سعيد بن أبي أيوب، قاله ابن يونس.
(4) قوله: " بن إبراهيم " استدرك على هامش ت.
180

محمد بن أحمد التميمي المروروذي الواعظ قدم علينا قراءة عليه حدثنا أبو عبد الله محمد
ابن محمد بن خازم الخازمي الحافظ حدثنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن الحسن
ابن أحمد بن عيسى بن سليمان التميمي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن عمر
القرشي حدثنا علي بن الحسن بن شقيق العبدي حدثنا الحسين بن واقد حدثنا عبد الملك
بن عمير قال سمعت ابن الزبير يخطب يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب فقال
أكرموا أصحابي ثم الذي يليهم ثم الذي يليهم ثم يظهر الكذب حتى يشهد الرجل
ولا يستشهد ويحلف الرجل ولا يستحلف فمن أحب منكم بحبحة الجنة فليلزم الجماعة
فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما
ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن [10843]
كان أبو المظفر هذا حيا إلى بعد الخمسين وأربعمائة
6022 محمد بن أحمد أبو الحكم الأندلسي الأنصاري الفقيه
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر توفي الشيخ الفقه أبو الحكم محمد بن أحمد
الأنصاري الأندلسي قدم علينا دمشق في يوم الخميس التاسع عشر من جمادى الآخرة من
سنة تسع وتسعين وأربعمائة في بيت الخطبة وكان أشعريا
* ذكر من اسم أبيه أبان من المحمدين *
6023 محمد بن أبان بن حوي (1) أبو عتبة السكسكي
حدث عن الربيع بن حظيان ويزيد بن حاتم
روى عنه نوح بن عمرو بن حوي (2)
6024 محمد بن أبان بن عبيد الله بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي
له ذكر

(1) ضبطت بحاء مهملة مضمومة واخره ياء مشددة عن الاكمال 2 / 574.
(2) ترجمه ابن ماكولا في الاكمال 2 / 574.
181

* ذكر من اسم أبيه إبراهيم من المحمدين *
6025 محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق
أبو طاهر الأصبهاني المحتسب المعروف بالثغري (1) (2)
سمع بدمشق محمد بن هارون بن شعيب الأصبهاني وأبا الصقر زاهر بن محمد بن
الفيض الحميري الشيرزي بشيرز وأبا بكر بن المنذر صاحب الخلافيات بمكة وأبا عبد الله
ابن عياش ببغداد ومحمد بن سعيد بن محمد الطحان بواسط ومحمد بن القاسم البغدادي
الصابوني وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك
روى عنه أبو نعيم الحافظ
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله حدثنا محمد بن
إبراهيم بن أحمد حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأصبهاني بدمشق حدثنا
محمد بن هارون بن حسان حدثنا أحمد بن يحيى بن الوزير حدثنا محمد بن إدريس
الشافعي عن يحيى بن سليم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن
علي بن أبي طالب
أنه خطب الناس يوما فقال في خطبته وأعجب ما في الإنسان قلبه وله مواد من
الحكمة وأضداد من خلافها فإن سنح له الرجاء أولهه الطمع وإن هاج به الطمع أهلكه
الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ وإن أسعد
بالرضا نسي التحفظ وإن ناله الخوف شغله الحزن وإن اصابته مصيبة قصمه الجوع وإن
أفاد مالا أطغاه الغنى وإن عضته فاقة شغله البلاء وإن أجهده الجوع فند به الضعف فكل
تقصير به مضر وكل إفراط له مفسد
قال فقام إليه رجل ممن كان شهد معه الجمل فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن
القدر فقال بحر عميق فلا تلجه قال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر قال بيت
مظلم فلا تدخله قال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر قال سر الله فلا تتكلفه قال يا
أمير المؤمنين أخبرنا عن القدر قال أما إذا أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض

(1) في ذكر أصبهان: النفري.
(2) ترجمته في ذكر اخبار أصبهان 2 / 298.
182

قال يا أمير المؤمنين إن فلانا يقول بالاستطاعة وهو حاضرك فقال علي به فأقاموه فلما
رآه سل من سيفه قدر أربع أصابع فقال الاستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله وإياك أن
تقول أحدهما فترتد فأضرب عنقك قال فما أقول يا أمير المؤمنين قال قل أملكها بالله
الذي إن شاء ملكنيها
قال وأنبأنا أبو نعيم (1) حدثنا محمد بن إبراهيم
حدثنا محمد بن هارون (2) الأنصاري حدثنا محمد بن هارون حدثنا أحمد بن يحيى بن الوزير قال
خرج الشافعي يوما من سوق القناديل متوجها إلى حجرته فتبعناه فإذا رجل يسفه (3)
على رجل من أهل العلم فالتفت إلينا الشافعي فقال نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا كما
تنزهون ألسنتكم عن النطق به فإن المستمع شريك القائل وإن السفيه ينظر إلى أخبث شئ
في وعائه فيحرص أن يفرغه في أوعيتكم ولو ردت كلمة السفيه لسعد رادها كما شقي بها
قائلها
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه قال قال لنا أبو
نعيم (4)
محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق أبو طاهر الثغري (5) المحتسب ابن سبط محمد
ابن يوسف بن عمي توفي في شوال سنة أربع وستين يعني وثلاثمائة سمع من محمد بن
إبراهيم بن المنذر النيسابوري بمكة ومن الحسين بن يحيى بن عياش وكتب بالشام والعراق
الكثير
6026 محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يعقوب أبو بكر السوسي
شيخ الصوفية بدمشق حدث بها عن أبي علي محمد بن هارون بن شعيب وأبي عبد
الله أحمد بن عطاء الروذباري ومحمد بن داود الرقي
روى عنه أبو نصر بن الجبان وأبو الحسين بن الترجمان

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 9 / 123 في اخبار محمد بن إدريس الشافعي.
(2) حلية الأولياء: حدثنا محمد بن إبراهيم الأنصاري ثنا محمد بن هارون بن حسان ثنا أحمد بن يحيى الوزير.
(3) تقرأ بالأصل: " سبقه " والمثبت عن م وت ود، حلية الأولياء.
(4) رواه أبو نعيم في ذكر أصبهان 2 / 298.
(5) كذا بالأصل وم وت ود، وفي ذكر أصبهان: النفري.
183

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفرج سهل بن بشر أنبأنا أبو
الحسين محمد بن الحسن بن علي بن الترجمان بعسقلان أنبأنا محمد بن إبراهيم بن أحمد
السوسي بدمشق أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري أخبرني أبو صالح عبد الله بن
صالح حدثنا مسبح بن حاتم عن عبد الجبار بن عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال
رأيت سفيان الثوري في النوم فقلت ما فعل الله بك فقال لم يكن إلا أن وضعت في
اللحد ووقفت بين يدي الله عز وجل فحاسبني حسابا يسيرا ثم أمر بي إلى الجنة فبينا أنا
بين رياحينها وأشجارها لا أسمع حسا ولا حركة فإذا بصوت يقول يا سفيان بن سعيد هل
تعلم أنك آثرت الله على نفسك فقلت أي والله فأخذتني صواني النثار من كل جانب
قرأت على أبي الفتح أيضا عن نصر بن إبراهيم الزاهد أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد
الله الهمداني إجازة قال سمعت أبا الفرج محمد بن المظفر الطرسوسي ببيت المقدس
قال
رأيت علي بن أبي طالب في المنام على عجلة من نور يسير في الهواء فقال لي يا أبا
الفرج أبو بكر السوسي صوفي قالها ثلاثا
قال وسمعت أبا بكر السوسي بدمشق سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة يقول ما عقدت
لنفسي قط على دينار ولا درهم ولا اغتسلت من مباشرة حلال ولا حرام قط فقلت أكنت
تحتلم في المنام قال كان ذلك قبل دخولي في طريق الجد ثم زال عني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت
الحافظ أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال توفي أبو بكر محمد بن إبراهيم
السوسي في ذي الحجة سنة ست وثمانين وثلاثمائة
قال أبو محمد عبد العزيز بدمشق كانت وفاته وكان شيخ الصوفية وقد حدث به
وقرأت بخط عبد المنعم بن علي النحوي أنه توفي في يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة
خلت من ذي الحجة
6027 محمد بن إبراهيم بن أحمد أبو بكر الإمام المؤدب المعروف بالشراك
روى عن أبي سليمان بن زبر
روى عنه علي الحنائي وعلي بن الخضر وعبد العزيز بن أحمد
184

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن
إبراهيم المؤدب قراءة عليه حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر حدثنا
أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الفقيه حدثنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية
الأسدي قاضي الرملة حدثنا محمد بن مخلد الحضرمي حدثنا عباد بن جويرية عن
الأوزاعي عن قتادة عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قوله " خذوا زينتكم عند كل مسجد " (1) قال
صلوا في نعالكم وقد تقدم في ترجمة عبد العزيز عاليا (2)
6028 محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن زياد
أبو بكر العقيلي الأصبهاني (3)
حدث بدمشق عن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم وأسيد بن عاصم وعبد الله بن أحمد
ابن أبي مسرة (4) وأبي مسعود أحمد بن الفرات وإبراهيم بن محمد بن حرة
روى عنه أبو أحمد بن عدي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف حدثنا عبد الله بن عدي حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح
ابن زياد أبو بكر العقيلي الأصبهاني بدمشق حدثنا إبراهيم بن عامر بن إبراهيم حدثني أبي
عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار
عن ابن عباس قال احتجم النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو محرم [10844]
6029 محمد بن إبراهيم بن أسد أبو بكر الأسدي الصوري المعروف بالقنوي
سمع بدمشق أبا الجهم بن طلاب ومحمد بن عثمان الأذرعي وببيروت
مكحولا (5) وبصور جعفر بن محمد بن علي الهمذاني وعبد الجبار بن محمد بن كوثر
الصوري ومحمد بن المعافى بصيدا ومحمد بن الحسن بن قتيبة وأحمد بن صالح بن
محمد التميمي وأبا القاسم نصر بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل الموصلي وأحمد بن

(1) سورة الأعراف، الآية: 31.
(2) راجع تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 36 / 362 رقم 4147.
(3) ترجمته في ذكر اخبار أصبهان 2 / 232.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 632.
(5) قوله: " وببيروت: مكحولا " استدرك على هامش ت، وبعده صح.
185

بشر بن حبيب وأحمد بن هاشم البعلبكي وجعفر بن محمد بن شاكر ومحمد بن الحسين
المصيصي وأبو يحيى زكريا بن يحيى الأذرعي
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو القاسم
عمر بن أحمد الواسطي أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي حدثني أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن أسد القنوي حدثنا ابن قتيبة حدثنا أحمد بن البحتري حدثنا ضمرة عن بكر
ابن إسحاق عن فيروز عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي قال
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا استهل هلال شهر رمضان استقبله بوجهه ثم يقول اللهم أهله علينا
بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية المجللة ودفاع الأسقام والعون على الصلاة
والصيام وتلاوة القرآن اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا وسلمه منا حتى يخرج رمضان وقد
غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا ثم يقبل على الناس بوجهه فيقول أيها الناس إنه إذا أهل
هلال شهر رمضان غلت فيه مردة الشياطين وغلقت أبواب الجحيم وفتحت أبواب الرحمة
ونادى مناد من السماء كل ليلة هل من سائل هل من تائب هل من مستغفر اللهم أعط
كل منفق خلفا (1) وكل ممسك تلفا حتى إذا كان يوم الفطر نادى مناد من السماء هذا يوم
الجائزة فاغذوا فخذوا جوائزكم [10845]
قال محمد بن علي لا تشبه جوائز الأمراء
قال (2) وحدثنا نصر حدثنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمد الواسطي أنبأنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد
القنوي حدثنا يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما عبد الله بشئ أفضل من الفقه في الدين والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد
ولكل شئ عماد وعماد هذا الدين الفقه ثم قال أبو هريرة لأن أقعد ساعة في الفقه أحب
إلي من أن (3) أحيي ليلة إلى الصباح

(1) في م: خلقا، تصحيف.
(2) القائل: أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن: م، وت، ود.
186

أنبأنا أبو محمد بن صابر حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي أنبأنا عمر بن أحمد
أنبأنا الملطي حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم الزاهد وكان قد قارب المائة فذكر حديثا
6030 محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة أبو طلحة الضبي
روى عن محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض
روى عنه أبو نصر بن الجبان
قرأنا على جدي القاضي أبي المفضل (1) يحيى بن علي عن عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا أبو نصر المري حدثنا أبو طلحة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة الضبي حدثنا
أبو سعيد محمد بن أحمد بن فياض حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم حدثنا عبد
الرحمن بن بشير قال قال محمد بن إسحاق وحدثني يحيى بن عباد عن أبيه عن جدته
أسماء ابنة أبي بكر
أنها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصف سدرة المنتهى فقال يسير الراكب في ظل الفنن (2)
مائة سنة أو يستظل في الفنن مائة راكب فيها فراش من ذهب كأن ثمرها القلال (3)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني حدثنا عبد الوهاب بن عبد
الله بن الجبان أنبأنا أبو طلحة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن غزرة الضبي قراءة عليه من
أصل كتابه بالشاغور (4) في سنة خمس وستين وثلاثمائة بحديث ذكره
6031 محمد بن إبراهيم بن البطال
هو ابن مسلم يأتي بعد
6032 محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله الكردي النشابي (5) المقرئ
سمع أبا القاسم بن أبي العلاء وسهل بن بشر وأبا محمد بن فضيل وأبا الفضل بن
الفرات وأبا الحسين بن الحنائي

(1) بالأصل: الفضل، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت.
(2) الفنن: الغصن.
(3) القلال واحدها قلة، وهي حب يسع مزادة من الماء (النهاية).
(4) الشاغور: محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة، وهي في ظاهر المدينة (معجم البلدان).
(5) اعجامها بالأصل وم وت ود، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 176 / أ.
187

وقرأ القرآن بروايات على مقاتل بن مطكود السوسي وأقرأ مدة
كتبت عنه وكان خيرا مستورا
أخبرنا أبو عبد الله النشابي أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثني أبو عبد الله محمد بن
يحيى بن مندة الأصبهاني بأصبهان حدثنا عبد الله بن داود الأصبهاني حدثنا إبراهيم بن
أيوب حدثنا النعمان بن عبد السلام عن عنبسة وهو ابن سعيد الرازي حدثنا أبو الفضل
السامي عن حديث راشد بن سعد عن عبد الله بن بسر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لا تغالوا بالشاء فإنما سقيا وليدك إذا حلبتموها فلا تجهدوها ودعوا داعية اللبن
أو داعي اللبن [10846]
توفي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ودفن يوم السبت الرابع عشر من صفر سنة خمس
وثلاثين وخمسمائة ودفن بباب الصغير عند قبر بلال رضي الله عنه وصليت على قبره
6033 محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد
بن تيم بن مرة أبو عبد الله القرشي التيمي المدني
حدث عن ابن عمر وابن عباس مرسلا وعن أنس بن مالك ومعاذ بن عبد الرحمن
التيمي وعلقمة بن وقاص الليثي وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن
عثمان التيمي وعطاء بن يسار وعروة بن الزبير وعيسى بن طلحة وبسر بن سعيد
روى عنه ابنه موسى ومحمد بن مسلم الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري
وعمارة بن غزية ويزيد بن عبد الله بن الهاد وعبد الله بن طاووس وعبيد الله بن عمر
ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق بن يسار ويحيى بن أيوب المصري وأسامة بن
زيد
ووفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو القاسم التنوخي

(1) ترجمته واخباره في تهذيب الكمال 16 / 7 وتهذيب التهذيب 5 / 7 والتاريخ الكبير 1 / 22 والجرح
والتعديل 7 / 184 وميزان الاعتدال 3 / 445 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 101 - 120) وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى
وترجمته.
188

ح وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري قالا أنبأنا أبو
حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات حدثنا محمد بن علي الضرير حدثنا هارون بن
عبد الله حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة عن أبيه عن موسى بن
محمد بن إبراهيم التيمي عن جابر وأنس قالا كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعو على الجراد اللهم
اقتل كباره وأهلك صغار وأفسد بيضه وأهلك دابره وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنا
إنك سميع الدعاء فقال رجل يا رسول الله تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنما الجراد (1) نثرة حوت في البحر [10847]
قال زياد فحدثني من رأى الحوت ينثره
أخرجه ابن ماجة عن هارون (2) ولم يذكر فيه عبد الله أبا زياد
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي
حدثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد بن ريح البزاز قالا حدثنا يزيد بن هارون حدثنا
يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص يقول
سمعت عمر بن الخطاب على المنبر يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنما الأعمال
بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى
رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر [10848]
رواه مسلم (3) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون
أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنبأنا أبو
الحسين بن النقور أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي حدثنا أحمد بن الحسن
ابن عبد الجبار حدثنا يحيى بن معين حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق حدثني يحيى بن
أيوب عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن ثابت بن شرحبيل عن عبد الله بن سويد
الخطمي عن أبي أيوب الأنصاري
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن

(1) نثرة الحوت: عطسته.
(2) سنن ابن ماجة (28) كتاب الصيد، (9) باب، رقم 3221 (2 / 1073).
(3) تقدم الحديث قريبا، في اخبار محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض. وراجع صحيح مسلم (كتاب الامارة) رقم
1907.
189

بالله واليوم الآخر (1) فلا يدخل الحمام إلا بمئزر من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا
أو ليصمت من كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخلن الحمام قال فنميت ذلك
إلى عمر بن عبد العزيز في خلافته فأرسل إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم أن سل محمد بن
ثابت عن حديثه فإنه رضي فسأله ثم كتب إلى عمر فمنع عمر النساء من الحمام
يحيى بن أيوب قد أدرك محمد بن إبراهيم غير أني لا أعلم له سماعا منه وإنما يروي
عن يحيى بن سعيد ويزيد بن عبد الله بن الهاد عنه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد
ابن الحسن زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا
محمد بن أحمد بن إسحاق حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال (2)
في الطبقة الرابعة (3) من أهل المدينة محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن
عامر بن كعب بن سعد بن تيم مرة بن كعب بن لؤي أمه حفصة بنت أبي يحيى واسمه
عمرو ويكنى أبا عبد الله توفي سنة إحدى وعشرين ومائة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (4) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد (5) قال في
الطبقة الثالثة من أهل المدينة محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي تيم قريش ويكنى أبا
عبد الله توفي سنة عشرين ومائة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن
سعد قال
في الطبقة الثالثة من أهل المدينة محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي تيم قريش
ويكنى أبا عبد الله توفي سنة عشرين ومائة (6)

(1) من قوله: فليكرم.. إلى هنا سقط من م.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 445 رقم 2238.
(3) جاء ذكره في الطبقة الثالثة من طبقات أهل المدينة في طبقات خليفة.
(4) بالأصل ود: اللبناني بتقديم الباء تصحيف، والتصويب اللنباني، بتقديم النون عن م وت.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(6) هذا الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
190

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أبو سليمان بن إسحاق الجلاب حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد
قال (1)
في الطبقة الثالثة من أهل المدينة محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن
عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه حفصة بنت أبي يحيى واسمه عمرو (2) وكان
من قدماء موالي بني تيم وهم (3) عدد بالمدينة ثم انتموا إليهم حديثا من الزمان فولد
محمد بن إبراهيم موسى بن محمد وكان فقيها محدثا وإبراهيم وإسحاق وأمهم أم
عيسى بنت عمران بن أبي يحيى
قال محمد بن عمر وكان محمد بن إبراهيم يكنى أبا عبد الله وكان جده الحارث بن
خالد من المهاجرين الأولين توفي محمد بن إبراهيم سنة عشرين ومائة بالمدينة في آخر
خلافة هشام بن عبد الملك وكان محمد بن إبراهيم ثقة كثير الحديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الحسين
المبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له قالا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني أنبأنا أحمد
ابن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا البخاري قال (4) محمد بن إبراهيم بن الحارث بن
خالد التيمي مدني (5) سمع علقمة بن وقاص وأبا سلمة سمع منه يحيى بن سعيد
الأنصاري ومحمد بن إسحاق
قال أحمد وحدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني يحيى بن أيوب عن يزيد بن الهاد
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث وكان أبوه من المهاجرين الأولين
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة

(1) ترجمته سقطت من الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، وهي ضمن القسم الضائع من طبقات أهل المدينة.
ومن طريق ابن سعد روي الخبر في تهذيب الكمال 16 / 8 - 9 والجزء الأخير منه في سير أعلام النبلاء 5 / 295.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تهذيب الكمال: " عمير " وتقدم عن خليفة بن خياط: عمرو.
(3) كذا بالأصل وم وت ود وتهذيب الكمال، وفي المختصر: ولهم.
(4) التاريخ الكبير 1 / 22.
(5) في التاريخ الكبير: مديني.
191

ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1)
محمد بن إبراهيم بن الحارث يكنى أبا عبد الله وهو إبراهيم بن الحارث بن خالد
التيمي روى عن ابن عمر مرسلا وابن عباس مرسلا وعن أنس بن مالك وعن الغفاري
وللغفاري صحبة وعن معاذ بن عبد الرحمن التيمي وعن علقمة بن وقاص وأبي سلمة بن
عبد الرحمن وعبد الرحمن بن عثمان التيمي وعطاء بن يسار روى عنه الزهري ويحيى
ابن سعيد الأنصاري وعمارة بن غزية ويزيد بن الهاد وعبد الله بن طاوس وعبيد الله بن
عمر ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق بن يسار سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد بن
صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي التيمي القرشي المدني
وأمه حفصة بنت أبي يحيى واسم أبي يحيى عمرو سمع ابن عمر وأنس بن مالك روى
عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن إسحاق ويزيد بن الهاد ويقال كان أبوه من
المهاجرين الأولين كناه خليفة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا الفضل المقدسي أنبأنا مسعود بن ناصر أنبأنا
عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال (2) محمد بن إبراهيم بن الحارث بن
خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي أبو عبد الله
التيمي القرشي المدني سمع علقمة بن وقاص وأبا سلمة وعروة بن الزبير وعيسى بن
طلحة وبسر بن سعيد روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير ويزيد بن
الهاد في بدء الوحي وتفسير سورة المؤمن
قال ابن سعد قال الواقدي توفي سنة عشرين ومائة وقال ابن نمير مثله
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الجلاب أنبأنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد (3)
أنبأنا محمد بن عمر حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 1 / 184.
(2) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / رقم 1662.
(3) لم أعثر على الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
192

رأيت سعد بن أبي وقاص وابن عمر يأخذان برمانة المنبر ثم ينصرفان
أخبرنا (1) أبو الحسن السلمي حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة أخبرني هارون بن سعيد يعني الأيلي في
كتابه إلي حدثنا ابن وهب حدثني أسامة بن زيد أن محمد بن إبراهيم التيمي قال كنت أرى
عبد الله بن عمر يخرج إذا زالت الشمس فيصلي اثنتي عشرة (2) ركعة قبل الظهر قال فجئت
يوما فسألني من أنت فانتسبت له وقال كان جدك من مهاجرة أرض الحبش
قال أبو زرعة محمد بن إبراهيم التيمي رأى ابن عمر (3)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد
الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني أنبأنا أبو بكر
الشيرازي أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا البخاري (4) حدثني عمرو بن خالد حدثنا ابن
وهب حدثني أسامة أن محمد بن إبراهيم التيمي حدثه قال لما قرأت القرآن وأنا فتى
لزمت المسجد فكنت أصلي عند طريق عمر (5) بن الخطاب في المسجد وكنت أرى عبد
الله بن عمر يخرج إذا زالت الشمس فيصلي ثنتي عشرة ركعة ثم يقعد فجئته يوما فسألني من
أنا فانتسبت له قال جدك من مهاجرة الحبشة فأثنى القوم علي خيرا فنهاهم (6)
أخبرناه (7) عاليا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمود أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا
حرملة بن يحيى أنبأنا عبد الوهاب بن وهب أخبرني أسامة أن محمد بن إبراهيم بن الحارث
التيمي حدثه قال
لما قرأت القرآن وأنا فتى لزمت المسجد قال وكنت أصلي عند طريق عمر بن
الخطاب إلى المسجد قال وكنت أرى عبد الله بن عمر يخرج إذا زالت الشمس إلى
المسجد فيصلي ثلاث عشرة ركعة قبل الظهر ثم يقعد فجئته يوما فسألني من أنا فانتسبت

(1) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(2) بالأصل وم وت ود: اثني عشر.
(3) كتب بعدها بالأصل وم: إلى.
(4) رواه البخاري في التاريخ الكبير 1 / 22 - 23.
(5) كذا بالأصل وم وت ود، وفي التاريخ الكبير: عند طريق آل عمر بن الخطاب إلى المسجد.
(6) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م وت ود.
(7) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
193

له قال كان جدك من مهاجرة الحبشة فأثنى القوم علي خيرا فأشار إليهم بيده أن لا
تفعلوا ونهاهم وقال لي ذلك خير لك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار والمبارك بن عبد الجبار قالا
أنبأنا الحسين بن جعفر زاد المبارك ومحمد بن الحسين قالا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا
علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي أنبأنا صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي أنبأنا أبي أبو
الحسن قال (1) محمد بن إبراهيم التيمي مدني ثقة
أخبرنا أبو الحسين إذنا وأبو عبد الله مشافهة قالا أنبأنا أبو القاسم أنبأنا حمد
إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2) ذكره أبي عن
إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال محمد بن إبراهيم بن الحارث ثقة سألت
أبي عن محمد بن إبراهيم التيمي فقال ثقة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا علي بن
الحسن الربعي ورشأ بن نظيف قالا أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال محمد بن إبراهيم بن
الحارث التيمي ثقة (3)
وقرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي الفراء أنبأنا رشأ
بن نظيف أنبأنا أبو الفتح أنبأنا أبو بكر حدثنا عبد الرحمن بن يوسف قال موسى بن
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه عن السلولي هذا حديث منكر محمد بن
إبراهيم ثقة والسلولي لا أعرفه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد
ابن المغيرة حدثني أبي حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة تسع عشرة ومائة فيها

(1) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 400 رقم 1432.
(2) رواه ابن أبي حاتم الجرح والتعديل 7 / 184.
(3) تهذيب الكمال 16 / 9 وسير أعلام النبلاء 5 / 295.
194

توفي محمد بن إبراهيم التيمي أبو عبد الله (1)
أخبرنا (2) أبو السعود بن المجلي حدثنا أبو الحسين بن المهتدي
وأخبرنا أبو الحسين بن أبي يعلى أنبأنا أبي قالا أنبأنا عبيد الله بن أحمد
الصيدلاني أنبأنا محمد بن مخلد (3) قال قرأت على علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم
ابن عدي قال محمد بن إبراهيم الحارث التيمي في سنة عشرين ومائة يعني مات
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي
بن محمد أنبأنا محمد بن الحسين بن شهريار حدثنا أبو حفص الفلاس قال ومات محمد
ابن إبراهيم بن الحارث سنة عشرين ومائة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو (4) سليمان بن زبر قال قال الواقدي وعمرو فيها يعني سنة عشرين ومائة مات أبو
بكر بن (5) محمد ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (6)
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي محمد الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر
أنبأنا علي بن أحمد المقابري أنبأنا موسى بن إسحاق الأنصاري أنبأنا محمد بن عبد الله
قال
مات محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي سنة عشرين ومائة
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (7) سنة إحدى وعشرين
ومائة فيها مات محمد بن إبراهيم التيمي

(1) تهذيب الكمال 16 / 9.
(2) كتب فوقها في الأصل وم وت: ملحق.
(3) بالأصل: خالد، والمثبت عن م وت ود.
(4) سقطت " أبو " من م.
(5) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(6) بالأصل: التميمي، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود.
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 352 (ت. العمري) وعن خليفة في تهذيب الكمال 16 / 9 وسير أعلام النبلاء 5 / 295.
195

6034 محمد بن إبراهيم بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن
أبو العباس الحنائي (1)
أصله من حلب وهو والد أبي (2) الحسن (3) وأبي إسحاق وأبي القاسم (4)
حدث عن أبي بكر بن أبي الحديد
روى عنه ابنه أبو الحسين (5)
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي وأنبأنيه أبو محمد هبة الله بن أحمد حدثنا عبد
العزيز بن أحمد أنبأنا علي بن محمد أنبأنا أبي أبو العباس محمد بن إبراهيم رضي الله عنه
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الجهازي حدثنا أبو محمد عبد الله بن زبر القاضي حدثنا
الهيثم بن سهل حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن
أبي ذر قال
قلت يا رسول الله الرجل يعمل العمل الصالح لنفسه ويحمده الناس قال تلك
عاجل بشرى المؤمن [10849]
عبد الله بن أحمد هو أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الحديد دلسه الحنائي لنزوله
أخبرناه عاليا أبو الحسن الفقيه الشافعي أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي
أبو بكر بن زبر فذكر مثله
6035 محمد بن إبراهيم بن أبي حمزة
حكى عن أبي حفص عمر بن سعيد بن البري
روى عنه أبو أحمد بن بكر الطبراني (6)
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن

(1) الأنساب (الحنائي)، هذه النسبة بكسر الحاء، نسبة إلى بيع الحناء وهو نبت يخضبون به الأطراف، ترجم لابنه
الحسين.
(2) بالأصل وم: " والدي الحسن " والمثبت عن د، وت.
(3) أبو الحسن اسمه علي بن محمد بن إبراهيم بن حسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 565.
(4) وأبو القاسم اسمه الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 130 وفي الأنساب
كناه: أبا عبد الله.
(5) كذا بالأصل وم وت ود: " أبو الحسين " ولعل الصواب: " أبو الحسن ".
(6) واسمه عبد الله بن بكر بن محمد الطبراني، أبو أحمد، ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 423 وفيه: ابن أبي بكر.
196

محمد بن سليم حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن مردة أنبأنا أبو أحمد عبد
الله بن بكر بالأكواخ حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي حمزة وحبان (1) الحرم سابى (2)
قالا سمعنا أبا حفص بن البري يقول
سمعت المعلم يعني ابن سيد حمدويه يقول مجلسان ما شهدتهما من عمري
مجلسا من مجالس هؤلاء المخنثين ولا مجلسا من مجالس الصوفية
6036 محمد بن إبراهيم بن زياد أبو عبد الله الإسكندراني الفقيه المالكي (3)
يعرف بابن المواز
مصنف على مذهب مالك بن أنس قدم دمشق
روى عنه ابنه أبو القاسم بكر بن محمد بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أبي مطر (4)
الأسكندراني
قدم دمشق مع أحمد بن طولون سنة تسع وستين ومائتين لما قدمها لخلع الموفق (5)
وذكره أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي الحافظ في تسمية الفقهاء من أصحاب
مالك فقال
محمد بن إبراهيم بن المواز أبو عبد الله كان بالإسكندرية تفقه بابن الماجشون (6)
وابن عبد الحكم واعتمد على أصبغ (7) وهو أجل من محمد بن عبد الله بن عبد
الحكم (8) ومن محمد بن سحنون (9) في نمط محمد بن عبدوس (10) في التفريعات (11)

(1) بدون اعجام بالأصل، وفي م: " حيان " والمثبت عن ت ود.
(2) كذا رسمها بالأصل ود وت وفوقها ضبة، وفي م: " سان ".
(3) ترجمته في سير الوافي بالوفيات 1 / 335 سير أعلام النبلاء 13 / 6 والعبر 2 / 66 وشذرات الذهب 2 / 177.
(4) سير أعلام النبلاء 13 / 6 وفيه: علي بن عبد الله بن أبي مطر.
(5) سير أعلام النبلاء 13 / 6.
(6) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله، أبو مروان تلميذ مالك، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 359.
(7) هو اصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع، أبو عبد الله المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 656.
(8) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 430.
(9) هو محمد بن عبد السلام بن سعيد، أبو عبد الله التنوخي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 60.
(10) محمد بن إبراهيم أبو عبد الله فقيه المغرب، ترجمته في سير الاعلام 13 / 63.
(11) كذا العبارة بالأصل وت، وفي م ود: في نمط محمد بن عبدوس في كثرة الحفظ، واعوص من ابن عبدوس في التفريعات.
197

فالعمل بمصر مستقر على قول ابن المواز وبالقيروان والأندلس على قول سحنون وربما
تابع أصبغ بن الفرج في تخطئة ابن القاسم وصرح بذلك في كتبه وهو في جملة أصبغ لأن
مدار عليه في كتبه
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة
قال قال لنا أبو سعيد بن يونس محمد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني مولى قيس يكنى
أبا عبد الله كانت له تصانيف في الفقه على مذهب مالك كتب إلي علي بن أبي مطر
الإسكندراني قال توفي محمد بن إبراهيم المواز بدمشق سنة تسع وستين ومائتين قال أبو
سعيد آخر من حدث عنه ابن أبي مطر
أخبرنا (1) أبو القاسم بن السمرقندي قال قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن
يوسف الشيرازي الفقيه في كتاب طبقات الفقهاء من أصحاب مالك
ومنهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المواز كان بالإسكندرية تفقه بابن الماجشون
وابن عبد الحكم واعتمد على أصبغ وطلب في المحفة فخرج من الإسكندرية هاربا إلى
الشام ولزم حصنا من حصونها حتى مات وذلك سنة إحدى وثمانين ومئتين (2) والمعول
بمصر على قوله
6037 محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن ميمون بن مهران
أبو عبد الله الرازي
حدث بدمشق وحلب سنة تسعين ومائتين عن محمد بن مهران (3) الحمال وأبي
مصعب الزهري وأحمد بن خليد الكرماني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي
كريب ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني وسهل بن عثمان العسكري وإبراهيم بن عبد
الحميد وعلي بن الأزهر الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الرازي وبدمشق
سمع منه

(1) الخبر التالي سقط من الأصل، واستدرك عن م وت ود، واللفظ عن م.
(2) وصحح الذهبي في سير أعلام النبلاء وفاته سنة 269.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 404 وميزان الاعتدال 3 / 448 وسير أعلام النبلاء 14 / 458 والمنتظم 13 258
والعبر 2 / 157 ولسان الميزان 5 / 22 وشذرات الذهب 2 / 268.
(4) من قوله: أبو عبد الله إلى هنا سقط من م.
198

روى عنه أبو بكر بن الزجاج وأبو حذيفة أحمد بن محمد بن علي الدينوري وراق ابن
الأعرابي وأبو جعفر أحمد بن إسحاق قاضي حلب وأبو الحارث عبد الله بن أحمد
القاضي الطبراني وأبو علي بن شعيب وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي وأبو يعقوب
الأذرعي وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية النيسابوري وأبو علي الحسن
ابن علي بن زيد النيسابوري
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو القاسم
تمام بن محمد أنبأنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجاج العبدي حدثنا أبو
عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد بن ميمون الرازي حدثنا محمد بن مهران الحمال حدثنا
الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) * "
يوم يقوم الناس لرب العالمين " (1) مقدار نصف يوم يكون ذلك اليوم على المؤمنين
كتدلي الشمس للغروب [10850]
قال وأنبأنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث بن الزجاج حدثنا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي قال غير عبد الكريم (2) بدمشق سنة تسع وثمانين ومائتين
حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر حدثنا مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه
وشرابه (3) فإذا قضى أحدكم نهمته (4) من سفره فليعجل إلى أهله (5) [10851]
قال عبد الله محمد بن إبراهيم الرازي هكذا روى هذا الحديث أبو مصعب عن
مالك
قال ابن عساكر (6) قد أخطأ الرازي على أبي مصعب فإنه إنما رواه عن مالك على ما
رواه عنه غيره من الثقات عن سمي عن أبي صالح

(1) سورة المطففين، الآية: 6.
(2) يعني أبا محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي شيخ المصنف.
(3) بالأصل: " وشرابكم " والمثبت عن م، ود، وت، والموطأ.
(4) نهمته: اي حاجته.
(5) موطأ مالك، ما يؤمر به من العمل في السفر رقم 1792.
(6) الزيادة منا للايضاح.
199

وقد أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم
ابن البسري (1) وأحمد بن علي بن أبي عثمان قالوا أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى بن
القاسم بن الصلت
ح وأخبرناه أبو محمد السيدي أنبأنا أبو عثمان البحيري أنبأنا زاهر بن أحمد قالا
حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد أنبأنا أبو مصعب حدثنا مالك عن سهيل عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (2)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (3) أنبأني أحمد بن علي اليزدي (4)
أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي عمر
الكثير فكان يروي عن المعافى بن سليمان الرسعني وأمية بن بسطام العيشي (5) وإبراهيم
ابن حمزة الزهري (6) والله أعلم أشرها كان ذلك منه أم صدقا
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي سكن
قرميسين (7) يروي عن يحيى بن معين وإبراهيم بن موسى الفراء روى عنه يحيى بن
صاعد وأبو علي الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري ثم عمر وكان يروي عن المعافى بن
سليمان وأمية بن بسطام وأبي إسحاق إبراهيم بن حمزة فالله أعلم أشرها كان ذلك منه أم
صدقا
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو محمد بن صابر وأبو يعلى حمزة بن الحسن
قالوا أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمذاني

(1) بالأصل وم: " السري، تصحيف والتصويب عن د، وت.
(2) الزيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(3) رواه الخطيب أبو بكر في تاريخ بغداد 1 / 406.
(4) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: اليزيدي.
(5) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: العبسي.
(6) كذا بالأصل وم وت ود " الرمري " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) قرميسين: بلد معروف، بينه وبين همذان ثلاثون فرسخا قرب الدينور (معجم البلدان).
200

بمصر قال سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الأنماطي الهمذاني (1) يقول
محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي نزيل قرماسين (2) روى عن إبراهيم بن موسى الفراء وأبي
مصعب الزهري وعلي بن حكيم الأودي وعبيد الله بن عمر (3) القواريري ومحمد بن
حميد روى عنه ابن أوس ومحمد بن محمد الصفار وحكي عن محمد بن محمد أنه قال
تكلموا فيه وكان فهما بالحديث مسنا وذكر أن ابن وهب الدينوري تكلم فيه وأفسد حاله
وهو وابن وهب ضعيفان جدا
أخبرنا أبو القاسم الخطيب وأبو الحسن المالكي وأبو منصور بن خيرون قالوا قال
لنا أبو بكر الخطيب (4) محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله أبو عبد الله الطيالسي
الرازي كان جوالا حدث ببغداد وبمصر وطرسوس وسكن قرميسين وعمر عمرا
طويلا كان يحدث عن إبراهيم بن موسى الفراء والمعافى بن سليمان الرسعني ويحيى بن
معين وعبيد الله بن عمر القواريري وأبي مصعب الزهري وعلي بن حكيم الأودي
ومحمد بن حميد الرازي وأبي غسان زنيج (5) وهارون بن عبد الله البغدادي وأبي سلمة
المخزومي وعبد الكريم بن أبي عمير الدهقان وعبد الرحمن بن يونس الرقي وغيرهم
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد والحسن بن محمد بن شعبة ومكرم بن أحمد
القاضي وجعفر بن محمد الخلدي وأبو بكر بن الجعابي في آخرين
كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني أبو علي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن ميمون
إن حلت الرواية عنه
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (6) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) أنبأنا محمد بن عيسى البزار حدثنا صالح بن
أحمد الحافظ قال

(1) بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، والمثبت عن م وت ود.
(2) كذا بالأصل وم، ود وت هنا، قرماسين. وهي قرميسين تعريب كرمان شاهان، تقدم التعريف بها.
(3) بالأصل: " عمرو " تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 404.
(5) في تاريخ بغداد: " ذبيح " تصحيف.
(6) زيادة عن م وت ود، لتقويم السند.
(7) رواه أبو بكر في تاريخ بغداد 1 / 406.
201

محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي نزيل قرميسين حدثنا عنه أحمد بن محمد المقرئ
ومحمد بن أحمد الصفار سمعت أبا جعفر يعني الصفار يقول تكلموا فيه وكان فهما
بالحديث مسنا وقال صالح سمعت أبي يقول كتب ابن وهب الدينوري وأفسد حاله بمرة
فذكرت ذلك لأبي جعفر فقال ابن وهب يتكلم في الناس وله في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ
لغيره
وقال صالح وسمعت أبا جعفر يقول توهمت أن الناس لا يحملون حديثه لضعفه
قال الخطيب (1) وسألت أبا حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور
عن محمد بن إبراهيم (2) بن زياد فقال سمعت أبا أحمد الحافظ ذكره فقال لو أنه اقتصر
على سماعه لكان له فيه مقنع لكنه حدث عن شيوخ لم يدركهم أو قال كلاما هذا معناه
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنبأنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز أنبأنا
أحمد بن محمد بن غالب إجازة قال هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من
المتروكين
ح وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق (3) بن بشرى أنبأنا القاضيان أبو تمام علي بن
محمد بن الحسن وأبو الغنائم محمد بن علي بن علي في كتابيهما عن أبي (4) الحسن
الدارقطني قال
محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي بقرماسين دجال زاد ابن بطرين يضع الأحاديث
ولم يقل بقرماسين (5)
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (6) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) قال قرأت في كتاب أبي الحسن الدارقطني بخطه
محمد بن إبراهيم بن زياد متروك وفي موضع آخر ضعيف
قال الخطيب (8) سألت أبا بكر البرقاني عنه فقال بئس الرجل قال الخطيب (9) قد

(1) الخبر في تاريخ بغداد / 406 - 407.
(2) " بن إبراهيم " ليستا في تاريخ بغداد.
(3) بالأصل: " بطر " والمثبت عن م، ود، وت.
(4) زيادة عن م، وت، ود.
(5) كذا بالأصول.
(6) زيادة عن م وت ود، لتقويم السند.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 407.
(8) تاريخ بغداد 1 / 307.
(9) المصدر السابق 1 / 306.
202

كان محمد بن إبراهيم حيا سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة (1)
6038 محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن بن موسى ويقال ابن موسى
ابن عبد الرحمن أبو عبد الله العبدي البوشنجي (2) الماستوي (3)
أحد الأئمة الفقهاء والحفاظ العلماء
سمع بدمشق أبا بكر عبد الله بن يزيد المقرئ وسليمان بن عبد الرحمن وحدث
عنهم وعن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي ويعقوب بن كعب الحلبي وابن
مصفى وسليمان بن سلمة الخبائري وأمية بن بسطام ويحيى بن بكير (4) وعبد الله بن
محمد بن أسماء ومحمد بن أبي بكر المقدمي وأبي يعقوب يوسف بن عدي وأبي نصر
التمار وعبيد بن عبيدة التمار
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو حامد بن
الشرقي وأبو العباس الدغولي ودعلج بن أحمد وعلي بن عيسى بن عبدويه وعلي بن
محمد بن نصر وأبو بكر محمد بن سليمان بن داود الزاهد وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم
ابن عبدويه العبدوي وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي (5) وأبو عبد الله محمد
ابن يعقوب بن يوسف وأبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور وأبو محمد
عبد الله بن أحمد بن سعد وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة السليطي
وعلي بن حمشاد العدل ويحيى بن منصور (6) العنبري وأبو القاسم علي بن المؤمل بن
الحسن بن عيسى بن ماسرجس وأبو عبد الله محمد بن رحمويه بن الأحنف البخاري
الطواويسي وأبو عمرو عثمان بن عبد الله البصري النيسابوري وأبو عمرو بن نجيد وأبو
عمرو أحمد بن أحمد (7) الحرشي وأبو الحسن علي بن محمد بن سختويه وغيرهم

(1) ذكره الجوزي في المنتظم في وفيات سنة 314 ج 13 / 258 رقم 2240.
(2) بالأصل وت: " البوسنجي " وفي م ود: البر سنجي، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 11 وتهذيب الكمال 5 / 9 والجرح والتعديل 7 / 187 وتذكرة الحفاظ 2 / 657
والوافي بالوفيات 1 / 342 وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2 / 189 وسير أعلام النبلاء 13 / 581.
(4) هو يحيى بن عبد الله بن بكير.
(5) بالأصل: الضبعي، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود، وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء
(6) كذا م وت ود: وفي تهذيب الكمال: محمد.
(7) كذا بالأصل، وفي م وت ود: محمد، وفي تهذيب الكمال: موسى.
203

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر
وإسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس قالوا
أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور أنبأنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد السلمي
حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي (1) حدثنا يحيى بن عبد الله بن
بكير حدثني الليث بن سعد عن حياة بن شريح عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن
الحارث بن جزء الزبيدي قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار [10852]
قال وحدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي (2) حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير
حدثني المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن موسى عن أبيه عن أبي هريرة أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا يحل لامرأة أن (3) تصوم وزوجها شاهد إلا
بإذنه أو تأذن في بيته إلا بإذنه وما أنفقت من نفقة من غير أمره فإنها تؤدي إليه شطره
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن أبي حاتم
قال (4)
محمد بن إبراهيم أبو عبد الله البوشنجي (5) وهو ابن (6) إبراهيم بن سعيد بن موسى
ابن عبد الرحمن العبدي روى عن يحيى بن عبد الله بن بكير وأبي صالح محبوب بن
موسى الفراء وعبيد بن عبيدة ويعقوب بن كعب الحلبي وأمية بن بسطام كتب إلي ببعض
فوائده
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن

(1) بالأصل وم وت ود: البوسنجي، بالسين المهملة.
(2) بالأصول: البوسنجي، بالسين المهمة.
(3) زيادة عن المختصر، سقطت اللفظة من الأصل وم وت ود.
(4) رواه ابن حاتم في الجرح التعديل 7 / 187.
(5) بالأصل ود، وت: البوسنجي، والمثبت عن الجرح والتعديل، وفي م: البرسنجي.
(6) الزيادة عن الجرح والتعديل.
204

علي بن منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد بن
موسى العبدي البوشنجي (1) سكن نيسابور ومات بها سمع مسدد بن مسرهد وأبو جعفر
النفيلي روى عنه أبو عمرو الحرشي وأبو حامد بن الشرقي (2) كناه لي علي بن محمد
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي أنبأنا
أبو ذر عبد بن أحمد إجازة أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد
ابن مقاتل المزكي أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد (3) بن يونس البزاز (4) قال محمد بن
إبراهيم البوشنجي (5) أبو عبد الله العبدي كان فقيه البدن فصيح اللسان كتب عن أهل الشام
وعن أهل مصر والكوفة والبصرة وكان يحدث عن يحيى بن بكير ومن كان في عصره
وكتب بمصر الحديث مع أبي زرعة الرازي وبالشام مع أحمد بن سيار وتوفي بنيسابور سنة
إحدى وتسعين (6) ومائتين في المحرم
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال
محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الرحمن بن موسى العبدي أبو عبد الله الفقيه الأديب
البوشنجي (7) شيخ أهل الحديث في عصره سمع بمصر والحجاز وبالكوفة وبالبصرة
وببغداد وبالشام وذكر بعض شيوخه ثم قال روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري
ومحمد بن إسحاق الصغاني (8)
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال (9) سمعت دعلج بن أحمد السجزي يقول
حدثني بعض الفقهاء من أصحاب داود أنهم حضروا مجلس داود بن علي يوما ببغداد
ودخل عليه المجلس رجل جلس آخر الناس ثم إنه كلم داود بن علي في بعض ما كان يتكلم
به فتعجب داود من حسن كلامه فقال لعلك أبو عبد الله البوشنجي (10) قال نعم فقام

(1) بالأصول: " البوسنجي.
(2) في م: السرقي.
(3) " بن محمد " استدركتا على هامش ت.
(4) بالأصل: البزار، والمثبت عن م، وت، ود.
(5) بالأصول: البوسنجي.
(6) بالأصل: سبعين، والمثبت عن م، وت، ود.
(7) بالأصول: البوسنجي.
(8) تهذيب الكمال 16 / 12.
(9) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 12 وبعضه في سير أعلام النبلاء 13 / 582.
(10) بالأصول: البوسنجي.
205

داود بنفسه إليه وأخذه بيده حتى أجلسه إلى جنبه وقال لأصحابه قد حضركم من يفيد ولا
يستفيد
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي طالب
قالا أنبأنا أبو بكر بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله قال سمعت أبا زكريا العنبري
يقول (1) شهدت جنازة الحسين بن محمد القباني سنة تسع وثمانين ومائتين فقدم أبو عبد
الله للصلاة عليه فصلى عليه فلما أراد أن ينصرف قدمت دابته وأخذ أبو عمرو الخفاف
بلجامه وأبو بكر محمد بن إسحاق بركابه وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن أبي طالب
يسويان عليه ثيابه فمضى ولم يكلم واحدا منهم
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال (2) سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول سمعت
أبا بكر محمد بن إسحاق يقول لو لم يكن في أبي عبد الله البوشنجي (3) من البخل في العلم
ما كان وان يعلمني ما خرجت إلى مصر
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قال أخبرتنا أم سعد أسماء بنت أحمد بن مهران
قراءة عليها قالت أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور بن الحسين الخطيب
البوشنجي العالي إجازة قال دخلت على أبي الحسين بن المظفر الحافظ ببغداد فقال لي
من أين قلت من بوشنج (4) فقال لي هي التي منها محمد بن إبراهيم البوشنجي (5)
فقلت نعم فقال محمد بن إبراهيم صاحب حديث فاره كيس (6)
قال العالي وسمعت منصور بن العباس يقول صح عندي أن اليوم الذي توفي أبو عبد
الله محمد بن إبراهيم البوشنجي بنيسابور سئل محمد بن إسحاق بن خزيمة عن مسألة وكان
شيع جنازته فقال لا أفتى حتى يواريه لحده (7)

(1) من طريق العنبري روي الخبر في سير أعلام النبلاء 13 / 582 وتهذيب الكمال 16 / 12 وتذكرة الحفاظ 2 / 658.
(2) من طريقه الخبر في تهذيب الكمال 16 / 12 - 13 وسير أعلام النبلاء 13 / 586.
(3) بالأصول: البوسنجي.
(4) بالأصول: بوسنج، وبوشنج بشين معجمة كما قيدها السمعاني: بلدة على سبعة فراسخ من هراة.
(راجع الأنساب - ومعجم البلدان) قال الذهبي في سير الاعلام 13 / 589 " قلت وبعضهم يقولها بسين مهملة ".
(5) بالأصول: البوسنجي.
(6) تهذيب الكمال 16 / 13.
(7) تهذيب الكمال 16 / 13.
206

قال العالي (1) وسمعت حاجب بن إبراهيم بن محصن الهوجاني أبا طاهر يقول
سمعت أبا أحمد بن أبي أسامة يقول دخلت يوما على محمد بن إبراهيم البوشنجي وكان من
أفصح الناس فقال يا بني إن السماع خلس قلت ولو أمكنني أن أزقك زق الدراج وأغرك
غر (2) الحمام لفعلت (3)
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي إجازة أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ قال (4) سمعت أبا العباس أحمد بن سعيد الفقيه المروزي ببخارى يقول سمعت أبا
عمرو محمد بن أحمد الضرير يقول حضرت أبا عبد الله البوشنجي بمرو وقد وصف له
حالي وما انقلب فيه من العلوم فقال أسألك عن مسألة فقلت مثل الشيخ لا يسأل مثلي
فقال صدقت أنا روباس الناس من الشاش إلى مصر ثم قال لي أتدري ما الروباس
قلت لا قال هي الآلة التي يميز بها بين جيد الفضة وخبيثها
أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم إجازة أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو
عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن جعفر يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي
يقول للمستملي الزم لفظي وخلاك ذم (5)
قال وأنبأنا الحافظ قال (6) سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى
يقول كان عمرو بن الليث بنيسابور وبشرويه قاضيه بها فالتمس فقيها يكتب له قبالة لصدقة
كان تصدق بها فقيل له أبو عبد الله البوشنجي (7) ليس بخراسان أفقه منه فدعاه ودفع إليه
تلك النسخ فأملى أبو عبد الله تلك القبالات ثم إن عمرو بن الليث تقدم إلى بشرويه
القاضي بأن يجمع الشهود فجمعهم وأخذ بشرويه يقرأ القبالة بنفسه فلم يهتد بقراءتها
لفصاحة البوشنجي والألفاظ الغريبة التي أملاها فقال أيها الأمير ليس هذا بألفاظ
الشروطيين فقال أبو عبد الله يا بشرويه تعلمنا هذا العلم وأنت تلتقط الكذا وتكلم
بلفظه

(1) بالأصل وم: العال، والمثبت عن د، وت.
(2) غر الفرخ: زقه، (القاموس المحيط).
(3) تهذيب الكمال 16 / 13.
(4) تهذيب الكمال 14.
(5) تذكرة الحفاظ 2 / 658 وسير أعلام النبلاء 13 / 584 وتهذيب الكمال 16 / 14.
(6) من طريق الحاكم أبو عبد الله الحافظ رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 13.
207

آخر الجزء السادس عشر بعد الأربعمائة من الأصل
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو أحمد عبد الرحمن بن إسحاق العامري
حدثنا الأستاذ أبو عمرو أحمد بن أبي (1) قال سمعت أبا النضر محمد بن محمد
ابن يوسف الطوسي يقول (2) سمعت أبا عبد الله البوشنجي (3) يقول من أراد العلم والفقه
بغير أدب فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله
قرأت على أبي القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي يقول سمعت أبا عثمان سعيد بن
إسماعيل يقول تقدمت يوما لأصافح أبا عبد الله البوشنجي تبركا به فقبض عني يده ثم قال
يا أبا عثمان لست هناك (4)
كتب إلي أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله قال سمعت أبا زكريا العنبري يقول قال لي أبو عبد الله البوشنجي في
شئ سألني عنه أحسنت ثم التفت إلى أبي فقال يا أبا عبد الله قد قلت لابنك أحسنت
ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح به (5)
قال وأنبأنا محمد بن عبد الله قال سمعت أبا عمرو بن إسماعيل بن نجيد يقول كان
أبو عبد الله البوشنجي من الكرم بحيث لا يوصف وكان يقدم لسنانيره من كل طعام يأكله
فبات ليلة ثم ذكر السنانير فقال لخادمه أطعمتم اليوم سنانيرنا من طعامنا فقال لا فأمر
بالليل حتى طبخ من ذلك الطعام وأطعم السنانير (6)
أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحسن بن أحمد وأبو القاسم
غانم بن محمد بن عبيد الله في كتبهم ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد
الحلواني أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قالوا أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق

(1) رسمها بالأصل وم وت ود: " العرابي ".
(2) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 14 وفيه: " الطرسوسي " بدل " الطوسي " والذهبي في سير أعلام النبلاء
13 / 586.
(3) بالأصول: البوسنجي، والمثبت عن المصدرين السابقين.
(4) تهذيب الكمال 16 / 14 وسير أعلام النبلاء 13 / 583 وطبقات الشافعية للسبكي 2 / 191.
(5) سير أعلام النبلاء 13 / 583 وتهذيب الكمال 16 / 14.
(6) تهذيب الكمال 16 / 14.
208

قال سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول سمعت أبا جعفر
الأرزناني وهو محمد بن عبد الرحمن يقول وفيها يعني سنة إحدى وتسعين ومائتين مات
محمد بن إبراهيم البوشنجي بنيسابور
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر الحافظ أنبأنا أبو عبد الله الحاكم
قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري وأبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقولان
توفي أبو عبد الله البوشنجي (1) يوم الخميس غرة المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين ودفن
من الغد يوم الجمعة في مقبرة الحيرة وصلى عليه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في
ميدان هانئ بعد الصلاة ودفن في مقبرة الحيرة بجنب الدرب على طريق خراسان (2)
6039 محمد بن إبراهيم بن سهل بن حية بن يحيى بن صالح أبو بكر البزاز (3)
كان يسكن عقبة الصوف
روى عن أبي زرعة الدمشقي وأبي الحسن مساور بن شهاب بن مسرور المزني (4)
وأبي معاوية عبيد الله بن محمد القري (5) والحسين بن محمد بن جمعة وأبي نصر
إسماعيل بن محمد العذري وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس وأبي العلاء أحمد بن
صالح الأثط الصوري وأحمد بن بشر بن حبيب الصوري وأبي بكر أحمد بن محمد بن
الوليد المري المقرئ وأبي علي إسماعيل بن محمد بن قيراط وعلي بن غالب السكسكي
وعيسى بن إدريس البغدادي
روى عنه تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وعبد الله بن بكر
الطبراني
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن يحيى بن صالح بن حية البزاز قراءة عليه
من أصل كتابه حدثنا أبو معاوية عبيد الله بن محمد القري (6) المؤدب عند دار ابن أنس

(1) بالأصول: البوسنجي.
(2) تهذيب الكمال 16 / 14 - 15 وانظر سير أعلام النبلاء 13 / 589.
(3) كذا بالأصل، وم، ود، وت: " البزار " وفي المختصر: البزاز وسيرد فيما يلي: " البزاز " وهو ما أثبتناه.
(4) بالأصل: المري، والمثبت عن م، وت، ود.
(5) كذا رسمها بالأصل وم وت ود، راجع ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 38 / 99 رقم 4482 وفيها " المقرئ ".
(6) راجع الحاشية السابقة.
209

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عج (1) حجر إلى الله عز
وجل فقال إلهي وسيدي عبدتك منذ كذا وكذا سنة ثم جعلتني في أس كنيف فقال أما
ترضى (2) أن عدلت بك عن مجالس القضاة [10853]
قال تمام هذا حديث منكر من حديث الأوزاعي ولأبي معاوية فيه إسناد آخر قد
ذكرته في ترجمته (3)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب قال محمد بن إبراهيم
ابن سهل بن يحيى بن صالح بن حية أبو بكر البزاز الدمشقي حدث عن أبي نصر (4) إسماعيل
ابن محمد العذري روى عنه تمام بن محمد الرازي
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن علي بن هبة الله بن جعفر قال (5) وأما حية أوله
حاء مهملة وبعدها ياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن
يحيى بن صالح بن حية البزاز (6) الدمشقي روى عن أبي نصر (7) إسماعيل بن محمد
العذري حدث عنه تمام بن محمد الرازي ساكن دمشق
6040 محمد بن إبراهيم بن أبي عامر الصوري النحوي
سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار وعبد الله بن أحمد بن بشير
ابن ذكوان وعمرو بن خالد الحراني البصري وعمران بن هارون البصري وعمران بن
هارون الرملي
روى عنه أبو علي محمد بن هارون بن شعيب وأبو القاسم الطبراني وموسى بن عبد
الرحمن المقرئ البيروتي
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ
حدثنا سليمان بن أحمد (8) حدثنا المقدام بن داود حدثنا أسد بن موسى

(1) عج يعج: رفع صوته وصاح.
(2) في م: ترض.
(3) راجع الحديث رقم 7598 و 7599 في ترجمة أبي معاوية عبيد الله بن محمد بن الحكم 38 / 99.
(4) في م: قصي.
(5) الاكمال لابن ماكولا 2 / 323 و 327.
(6) بالأصل وم وت ود هنا: البزار.
(7) في م، ود، وت هنا: قصي، تصحيف.
(8) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 59 رقم 108 في اخبار عوف بن مالك.
210

ح قال وحدثنا محمد بن إبراهيم أبو عامر النحوي الصوري حدثنا سليمان بن عبد
الرحمن قالا حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني عصمة بن راشد التنوخي (1) وأبو بكر بن
أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن عوف بن مالك قال صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على جنازة
رجل من الأنصار فسمعته يقول اللهم صل عليه واغفر له وارحمه وعافه واعف عنه
وأكرم نزله ومنقلبه واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من
الدنس وأبدله بداره دار أخيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وقه فتنة القبر وعذاب النار
قال عوف فقد رأيتني في مقامي ذلك أتمنى أن أكون أنا الميت مكان ذلك الأنصاري لما
رأيت من صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
6041 محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان (2)
أبو بكر الحارثي الأنطاكي (3)
سمع بدمشق محمد بن يحيى بن محمد حامل كفنه وزكريا بن يحيى السجزي خياط
السنة والحسن بن علي بن خلف الصيدلاني وبغيرها محمد بن عبد الرحمن بن بحير بن
ريسان ومحمد بن محمد بن مشكان وعبد الله بن محمد القرشي وأبا طالب عبد الله بن
أحمد بن سوادة البغدادي ويوسف بن يزيد القراطيسي ومحمد بن عمرو بن خالد
المصريين ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصوري
روى عنه أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد الدهان وأبو بكر أحمد بن علي بن
جعفر الواصلي الحلبي وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع والفرج بن إبراهيم
النصيبي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن
سكينة البغدادي الأنماطي قراءة عليه أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم
ابن جامع الدهان قراءة عليه حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن
زوزان الحارثي بأنطاكية حدثنا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني الدمشقي حدثنا

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي المعجم الكبير: الأملوكي.
(2) بالأصل: " روذان " والمثبت عن م، وت، ود.
(3) سير أعلام النبلاء 15 / 334 والاكمال لابن ماكولا 4 / 192.
211

سليمان بن عبد الرحمن حدثنا صندل بن زياد حدثنا عباد بن منصور عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس
حمار [10854]
قال وحدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا أبو بكر عبيد الله بن منصور بدمشق حدثنا
محمد بن خالد بن أسد الخراساني حدثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن النبي
(صلى الله عليه وسلم) قال الندم توبة [10855]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنبأنا أبو
نصر (1) بن طلاب أنبأنا أبو الحسين بن جميع حدثنا محمد بن إبراهيم بن روزان (2) أبو بكر
الحارثي بأنطاكية حدثنا الحسين بن إسحاق حدثنا أبو الوليد خالد بن يزيد العمري حدثنا
سفيان الثوري حدثنا عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه
قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نضر الله امرأ سمع مقالتي هذه فوعاها وحفظها وعقلها فرب
حامل فقه ليس بفقيه [10856]
قال ابن عساكر (3) كذا قال روزان براء (4) وزاي الصواب زوزان بزاءين
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو بكر الخطيب قال
ذكر أبو محح مد يعني عبد الغني بن سعيد فيما روى لنا عنه الصوري خاصة محمد
بن إبراهيم بن زوزان الأنطاكي وقال حدث عن الناس
قال الخطيب وهذا الرجل كان سافر الكثير وكتب بالعراق والشام ومصر وحدث
عن أبي الوليد بن برد وبشر بن موسى ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصوري وأبي يزيد
القراطيسي وأبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد المصري وأحمد بن يحيى بن خالد بن

(1) الأصل: منصور، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) الأصل هنا: روزان، وسينبه المصنف في اخر الحديث إلى الصواب وفي م وت ود: زروان.
(3) زيادة منا للايضاح.
(4) كذا بالأصل وفي م وت ود: كذا قال: زروان، بزاي وراء.
212

حيان الرقي والحسن بن إسحاق التستري روى عنه فرج بن إبراهيم النصيبي وأبو الحسين
ابن جميع الصيداوي ثم ساق له هذا الحديث الذي رويناه عن ابن جميع عنه
رواه عن الصوري عن ابن جميع
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر الحافظ قال (1) أما زوزان بزاءين الأولى
منهما مضمومة فهو أبو بكر محمد بن إبراهيم الأنطاكي الحارثي له رحلة في الحديث
وحديثه منتشر كتب بالعراق والشام ومصر وحدث عن أبي الوليد بن برد وبشر (2) بن
موسى ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصوري وأبي يزيد القراطيسي وأبي علاثة محمد بن
عمرو بن خالد المصري وأحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي وخلقا (3) كثيرا روى
عنه فرج بن إبراهيم النصيبي وأبو الحسين بن جميع
6042 محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن بندار
ابن سهل بن إسحاق بن سعيد بن عبد الواحد
أبو زرعة الأستراباذي المؤذن المعلم المعروف باليمني (4) (5)
سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا وبالجزيرة أبا عروبة الحسين بن محمد بن
مودود وبالعراق أبا القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبا بكر بن أبي داود
وبخراسان محمد بن إسحاق السراج وبفارس علي بن الحسين بن معدان
روى عنه حمزة بن يوسف السهمي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف (6) إجازة
حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم (7) اليمني بأستراباذ حدثنا أبو العباس محمد بن

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 192 و 193.
(2) بالأصل وم وت: بسر، والمثبت عن الاكمال، ود.
(3) في الاكمال: وخلق كثير.
(4) ترجمته في تاريخ جرجان ص 540 وسير أعلام النبلاء 17 / 48 وتذكرة الحفاظ 3 / 998.
والاستراباذي بفتح الهمزة وسكون السين وفتح التاء وهذه النسبة إلى استراباذ بلدة كبيرة مشهورة، وهي من اعمال
طبرستان بين سارية وجرجان (معجم البلدان).
(5) لقب باليمني لسكناه مدة باليمن (قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء).
(6) رواه السهمي في تاريخ جرجان ص 540 ترجمة رقم 1160.
(7) في تاريخ جرجان: محمد بن عبد الرحمن اليمني.
213

إسحاق السراج حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث يعني ابن سعد عن عياش بن عباس
عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد أن سعد بن أبي وقاص قال عند فتنة عثمان
ابن عفان أشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم
خير من الماشي والماشي خير من الساعي قال أفرأيت إن دخل علي بيتي وبسط يده
ليقتلني قال كن كابن آدم [10857]
أخبرناه أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي أنبأنا أبو عامر محمود بن
القاسم وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا أنبأنا عبد
الجبار بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد بن محبوب أنبأنا محمد بن عيسى الترمذي حدثنا
قتيبة حدثنا الليث فذكر بإسناده مثله
قال لنا أبو القاسم بن السمرقندي قال لنا أبو القاسم الإسماعيلي قال حمزة (1) فيما
أجاز لنا
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن بندار بن سهل بن إسحاق بن سعيد بن عبد
الواحد الأستراباذي أبو زرعة المؤذن المعلم يعرف باليمني لأنه سكن اليمن مدة وتزوج بها
وولد له بها إبراهيم ابنه ويقال له العطاري لأنه حافد محمد بن بندار العطار كتب الكثير
ورحل إلى خراسان وكتب عن محمد بن إسحاق السراج وبالشام عن ابن جوصا
وبالجزيرة عن أبي عروبة وبمصر والعراقين عن البغوي وابن أبي داود وابن صاعد
وعن عبد الكريم التمار وبفارس عن علي بن الحسين بن معدان مات بأستراباذ (2)
6043 محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عمر أبو همام الطوسي الحافظ
حدث بدمشق عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي الحافظ ومحمد
بن مخلد الدوري وأبي علي محمد بن سعيد الحراني وأبي علي عبد الصمد بن محمد بن
يزيد الحلبي وحسين (3) الحاملي وعلي بن جعفر بن مسافر التنيسي وأبي محمد عبيد
الله بن الحسن بن عبد الرحمن القاضي الصابوني وأبي العباس بن عقدة

(1) يعني حمزة بن يوسف السهمي، والخبر في تاريخ جرجان ص 540 رقم 1160.
(2) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 17 / 48 انه بقي إلى حدود نيف وسبعين وثلاثمائة.
(3) بالأصل: يزيد، ثم شطبت، وكتب فوقها: " وحسين ".
214

روى عنه عبد الوهاب الميداني وأبو الحسن الربعي وأبو بكر أحمد بن الحسن بن
أحمد بن الطيان وعبد الغني بن سعيد وأبو إسحاق بن السمسار وأبو طاهر الحسين بن
محمد بن عامر المقرئ الأيلي إمام الجامع بدمشق
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن عمر قالا حدثنا عبد العزيز
الكتاني حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي حدثنا أبو همام محمد بن إبراهيم حدثنا
أبو علي محمد بن سعيد حدثنا حفص بن عمر بن الصباح حدثنا عبد الله بن رجاء أنبأنا
أبو حفص بن العلاء قال وما أدري ما اسمه عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان
يخطب إلى جذع فلما وضع إليه المنبر حن إليه الجذع فأتاه فمسحه فسكن [10858]
6044 محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد أبو بكر الحلواني (1)
ولي قضاء بلخ
وسمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن وأبا الطاهر موسى بن محمد البلقاوي
وبحمص محمد بن إسماعيل بن عياش وعبيد بن جناد الحلبي وعمرو بن خالد الحراني
بمصر وبالجزيرة أبا جعفر النفيلي وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحرانيين وعلي بن بحر
ابن بري وسعيد بن أشعث السمان ومحمد بن جعفر الفيدي (2) والحسن بن إدريس
الحلواني ويحيى بن معين وأحمد بن المنذر وهدبة بن خالد ومحمد بن عبيد بن
حساب والحسن بن حماد سجادة (3)
روى عنه أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الكاتب وإسماعيل بن محمد النحوي
الصفار وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك
وأبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد النيسابوري
أخبرنا أبو القاسم بن علي وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (4) أبو
منصور المقرئ أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا هلال بن محمد الحفار حدثنا أبو
جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز إملاء حدثنا محمد بن إبراهيم الحلواني حدثنا

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 398.
(2) الفيدي نسبة إلى فيد، وهي قلعة بالنجد على منتصف الطريق في ناحية العراق (الأنساب).
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 392.
(4) زيادة لتقويم السند عن م وت ود.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 398 - 399.
215

محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد
عن عبد الرحمن بن عائذ أن أبا بردة (1) بن أبي موسى حدثه عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
رأيت رجالا تقرض جلودهم بمقاريض من نار قلت ما شأن هؤلاء فقال هؤلاء
الذين يتزينون إلى ما لا يحل لهم ورأيت جبا خبيث الريح فيه صياح قلت ما هذا قال
هن نساء يتزين إلى ما لا يحل لهن ورأيت قوما اغتسلوا في ماء الحياة قلت ما هؤلاء
قال هم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا [10859]
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا (2) طاهر قالا أنبأنا أحمد بن الحسن بن
محمد أنبأنا أبو بكر بن حمدون حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني حدثنا
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء بن
أبي رباح عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
يا بن عوف إنك من الأغنياء ولن تدخل الجنة إلا زحفا فأقرض الله يطلق
قدميك [10860]
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا و (3) أبو الحسن بن سعيد حدثنا أبو بكر
الخطيب (4) أنبأنا محمد بن الحسين القطان أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن
إبراهيم بن عبد الحميد حدثنا محمد بن جعفر الفيدي (5) عن جابر بن نوح عن إسماعيل
ابن قيس عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنا فرطكم على الحوض وإني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلوا
بعدي [10861]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر الحافظ (6)

(1) صحفت في تاريخ بغداد إلى: برزة.
(2) بالأصل: " أنبأنا " تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(3) زيادة عن م وت ود لتقويم السند.
(4) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 7 / 237 في اخبار جابر بن نوح الحماني.
(5) بدون اعجام بالأصل، وتقرأ في م: العبدي، وفي ت: العيدي، والتصويب عن د، وتاريخ بغداد.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 398.
216

محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد أبو بكر الحلواني قاضي بلخ سكن بغداد وحدث بها
عن أبي جعفر النفيلي وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني وعلي بن بحر القطان
وسعيد بن أشعث السمان ومحمد بن إسماعيل بن عياش وموسى بن محمد المقدسي (1)
ومحمد بن جعفر الفيدي (2) روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز
وأبو عمرو بن السماك وحمزة بن محمد الدهقان وكان ثقة
6045 محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان
أبو عبد الله القرشي (3)
روى عن أبيه وأبي عبد الملك البسري وزكريا بن يحيى خياط السنة وسليمان بن
أيوب بن حذلم والحسن بن علي بن خلف وعبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن
فضالة والحسين بن محمد بن جمعة وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي ومكحول البيروتي وأبي طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة وأبي علي بن قيراط ومحمد بن يزيد بن
محمد بن عبد الصمد وأبي بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار وعمرو بن دحيم
وأحمد (4) بن أحمد بن عبد الواحد بن جرير الصوري ومحمد بن أحمد بن أبي عتاب
ومحمد بن حسن الألوسي وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة وأحمد بن العباس بن
الوليد بن مزيد وأحمد بن المعلى بن يزيد وعمر وعثمان ابني الحسن بن نصير الحلبيين
وأبي علاثة محمد بن أبي غسان المصري وأبي عقيل أنس بن سلم الخولاني
روى عنه تمام بن محمد وأبو الحسن بن السمسار وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم
ابن عبد الله بن سيما المؤدب وأبو الحسين محمد بن الخضر بن عمر الفارض وعبد
الوهاب الميداني وأبو بكر محمد بن رزق الله بن عبد الله بن أبي الأسود المنيني وأبو
الفتح محمد بن عمر بن أحمد اليبروذي (5) وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن موسى بن
السمسار وأبو أحمد عبد الواحد بن الحسين بن الحسن بن الوراق وأبو شعيب صالح بن

(1) كذا بالأصل، وم، ود، وتاريخ بغداد، وفي ت: القدسي.
(2) بدون اعجام بالأصل وت، وفي م: العبدي، والمثبت عن د، وتاريخ بغداد.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 62 والوافي بالوفيات 1 / 942 والعبر 2 / 311 وشذرات الذهب 3 / 27.
(4) كذا وت، وفي م ود: ومحمد بن أحمد.
(5) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت ود، البيرودي بتقديم الباء تصحيف والصواب ما أثبت اليبروذي بتقديم الياء، وهذه
النسبة إلى ببرود بلدة بين حمص وبعلبك (معجم البلدان) وقد ذكره ياقوت فيمن نسب إليها نقلا عن ابن عساكر.
217

محمد بن صالح وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن يعقوب وأبو
الفرج الهيثم بن أحمد الصباغ الفقيه وأبو محمد بن أبي نصر وأبو عبد الله الحسن بن
عثمان بن أحمد اليبرودي (1) والخصيب بن عبد الله بن محمد القاضي وأبو القاسم حوي
ابن علي بن صدقة بن حوي وأبو الحسن عبيد الله بن الحسن بن أحمد الوراق
وانتقى عليه ابن مندة فوائده وأملى في الجامع
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد
ابن صالح السلمي المقرئ المعروف بالمطرز قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد بن
عبد الله
ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الحسن بن
السمسار قالا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد
الرحمن القرشي حدثنا أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى السجزي حدثنا سعيد بن كثير حدثنا إسحاق يعني ابن إبراهيم
عن صفوان يعني ابن سليم قال قال عبد الله بن دينار قال أبو صالح قال أبو هريرة
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الحلة وعبد الخميصة تعس
ونكس وإذا شيك (2) فلا انتقش (3) طوبى لعبد مغبر قدمه في سبيل الله شعث رأسه إذا
كانت الساقة كان فيهم وإذا كان الحرس كان فيهم إن شفع لم يشفع وإن استأذن لم يؤذن
له طوبى له ثم طوبى له [10862]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني حدثني أبو القاسم تمام بن
محمد وعبد الوهاب بن جعفر الميداني وغيرهما قالوا
توفي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مروان (4) يوم الجمعة عند غروب الشمس لعشر
خلون من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة

(1) اعجامها مضطرب بالأصل وت ود والصواب: اليبرودي بتقديم الياء، وهذه النسبة إلى يبرود من قرى البيت
المقدس، ذكره ياقوت فيمن ينسب إليها وسماه: الحسين (معجم البلدان).
(2) بالأصل وم وت ود: شاك، والمثبت عن النهاية لابن الأثير. فيها: شيك الرجل فهو مشوك وكذلك إذا دخل في
جسمه شوكة.
(3) انتقش: نقش الشوكة إذا استخرجها من جسمه، وقد نقشها وانتقشها قال ابن الأثير: إذا شيك فلا انتقش: اي إذا
دخلت فيه شوكة لا أخرجها من موضعها. (النهاية نقش).
(4) كذا بالأصل ود، وت، وفي م: " موسى " تصحيف.
218

قال عبد العزيز حدث عن أبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي وزكريا بن يحيى
السجزي وغيرهما وكان ثقة مأمونا جوادا انتقى عليه أبو عبد الله محمد بن مندة الأصبهاني
الحافظ فوائده ثلاثين جزءا (1)
حدثنا عنه عبد الرحمن بن أبي نصر وتمام بن محمد وعدة غيرهما وقال غيرهم
توفي يوم السبت الحادي عشر منه
6046 محمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله بن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود أبو عبد الله الهذلي العبدوي النيسابوري
سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا وبعسقلان أبا عمر عبد الرحمن بن أبي قرصافة
ومحمد بن الحسن بن قتيبة وبمصر علان علي بن أحمد بن سليمان وبالبصرة أبا خليفة
الجمحي وبخراسان أبا عب الله البوشنجي (2) والحسين بن إدريس وأحمد بن نجدة بن
العريان الهرويين وبمكة المفضل بن محمد الجندي وبالجزيرة أبا عروبة الحراني
وبالأهواز عبدان (3) العسكري وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (4) وجماعة سواهم
روى عنه إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وأبو محمد عبد الله بن محمد بن علي
ابن زياد والحسين بن محمد الماسرجسي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان قال سمعت أبا إسحاق
إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الله
مستملي محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت محمد بن سختويه البردعي سكن
عسقلان يقول سمعت أبا عمير بن النحاس عيسى بن محمد بن عيسى وذكر عنده أحمد بن
حنبل فقال رحمه الله عن الدنيا ما كان أصبره وبالماضين ما كان أشبهه وبالصالحين ما
كان ألحقه عرضت له الدنيا فأباها والبدع فنفاها
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال

(1) سير أعلام النبلاء 15 / 63.
(2) بالأصل وم وت ود: البوسنجي.
(3) هو عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمد الأهوازي الجواليقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 168.
(4) رسمها بالأصل: " السحاني " وفي م: " السنجابي " وفي د، وت: " السنجابي " والصواب ما أثبت ترجمته في سير
أعلام النبلاء 14 / 115.
219

محمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن عتبة بن
مسعود الهذلي أبو عبد الله العبدوي النيسابوري المعروف بكثرة السماع والرحلة في طلب
الحديث والتصنيف وإفادة الناس في الحضر والسفر وكان يستملي على أبي بكر بن
خزيمة
قال وأنبأنا أبو عبد الله قال سمعت أبا الحسن أحمد بن إبراهيم العبدوي وسألته عن
وفاة أخيه أبي عبد الله قال توفي أخي أبو (1) عبد الله رحمه الله شهيدا بالكوفة سنة
القرمطي أصابته جراحة في البادية فرد إلى الكوفة فمات بها في عشر ذي الحجة سنة ثلاث
وعشرين وثلاثمائة
6047 محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان
أبو بكر المعروف بابن المقرئ الأصبهاني (2)
أحد المكثرين الرحالين والمحدثين المشهورين
سمع بدمشق أبا بكر بن خريم (3) وأبا سعيد محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض وأبا
العباس محمد بن صالح بن أبي عصمة وأبوي الحسن محمد بن عون الوحيدي ومحمد
ابن أحمد بن عمارة العطار وأبا الجهم بن طلاب ومحمد بن بكار بن يزيد البتلهي وأحمد
ابن هشام بن عمار ومحمد بن حامد اليحياوي وأبا عبد الله الهروي وغيرهم وبمصر أبا
بكر محمد بن زبان وعلي بن أحمد الصقيل علان وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن حماد
ابن مسلم ومحمد بن بشر الزنبري ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان وأبا جعفر محمد
ابن جعفر بالرملة ومحمد بن سلمة بن قربا بعسقلان ومحمد بن معافى بصيدا ومحمد بن
الربيع الجيزي وغيره بمكة وعبد الله بن محمد بن سلم (4) ببيت المقدس وأحمد بن عبد
الجبار الصوفي ببغداد وعبد الله بن زيدان بالكوفة وأحمد بن محمد الواسطي بواسط
وجماعة سواهم
كتب عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر وهو من أقرانه وروى عنه أبو نعيم

(1) بالأصل: أبي تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(2) ترجمته واخباره في: سير أعلام النبلاء 16 / 398 وذكر اخبار أصبهان 2 / 297 وتذكرة الحفاظ 3 / 973 والوافي
بالوفيات 1 / 342 وغاية النهاية 2 / 45 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 381 - 400).
(3) بالأصل وم وت ود: حريم، تصحيف.
(4) في م: سالم.
220

الحافظ وأبو سعد الماليني وعبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن وأبو الحسن علي
بن محمد بن عبد الصمد الدليلي (1) وأبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان الفضاض (2)
وأبو الفتح منصور بن الحسين الكاتب وأبو طاهر بن محمود الأديب وأبو القاسم إبراهيم
ابن منصور سبط بحرويه وأبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمة وأبو مسلم محمد بن
علي بن محمد بن مهرابزد وجماعة غيرهم وسمع بحلب والرقة وحران والموصل
وأصبهان وهمذان والعسكر وتستر وبابسير (3) والبصرة وغيرها من البلدان وجمع
معجم أسماء شيوخه في أربعة أجزاء وخرج الفوائد في أربعة عشر جزءا وكان مكثرا ثقة
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ أنبأنا محمد بن نصير بن أبان المدني حدثنا إسماعيل بن عمرو حدثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ينام وهو جنب ولا يمس ماء
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم
وأحمد بن محمود بن أحمد قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو بكر محمد بن خريم
ابن محمد بن مروان بن عبد الملك العقيلي البزار الدمشقي بها حدثنا دحيم حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو سلمة قال سألت عائشة أكان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينام وهو جنب قالت نعم ويتوضأ وضوءه للصلاة
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الخطيبي خطيب جامع أصبهان بها
أنبأنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة (4) أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال
سمعت ابن منيع بمكة عند الحجر الأسود يقول سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول
سمعت المعتمر بن سليمان يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا عمرو الشيباني يقول
سمعت عبد الله بن مسعود يقول سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول سباب المسلم فسوق وقتاله
كفر [10863]

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي سير الاعلام: الصائغ.
(2) ضبطت بضم الدال المهملة وفتح اللام وسكون الياء عن الأنساب وهذه النسبة إلى دليل، اسم جد.
(3) بابسير: بفتح الباء وكسر السين المهملة، بلدة من نواحي الأهواز (معجم البلدان).
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 149.
221

أخبرنا أبو نصر محمد بن حمد الكبريتي أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد
أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال سمعت هارون بن معروف
يقول رأيت فيما يرى النائم كأن قائلا يقول لي من شغله الحديث عن القرآن عذب
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه قال قال لنا أبو
نعيم الحافظ (1)
محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم (2) أبو بكر بن المقرئ محدث كبير ثقة أمين
صاحب مسانيد وأصول سمع بالعراق والشام ومصر ما لا يحصى كثرة توفي يوم
الرابع والعشرين (3) من شوال سنة إحدى وثمانين وكان من المعمرين توفي عن ست
وتسعين سنة
سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر (4) يقول (5) سمعت عمي
محمد بن عبد الواحد يقول سمعت أبا نصر بن أبي الحسن بن أبي عمر يقول سمعت ابن
سلامة يقول
قيل للصاحب إنك رجل معتزلي (6) وأبو بكر بن المقرئ رجل صاحب حديث
وتحبه أنت لماذا فقال لمسألتين اثنتين كان أبو بكر بن المقرئ صديق والدي وقيل
مودة الآباء قرابة الأبناء ولمسألة أخرى أني كنت نائما فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام
فقال أنت نائم وولي من أولياء الله على بابك فانتبهت ودعوت البواب وقلت من بالباب
قال أبو بكر بن المقرئ بالباب
حدثنا أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني الحافظ ببغداد قال رأيت
بخط أبي القاسم العنبري والد أبي الفوارس كتب الصاحب إسماعيل بن عباد إلى أبي سعيد بن
الفرخان بسبب أبي الربيع الأستراباذي مستملي أبي بكر بن المقرئ رحمه الله كتابا نسخته

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في ذكر اخبار أصبهان 2 / 297.
(2) في ذكر اخبار أصبهان: بن عاصم بن زاذان.
(3) قوله: " يوم الرابع والعشرين " ليس في ذكر اخبار أصبهان.
(4) مشيخة ابن عساكر 224 / ب.
(5) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 16 / 401.
(6) بالأصل وم: معتزل، والمثبت عن د، وت، وسير أعلام النبلاء.
222

هذا بسم الله الرحمن الرحيم لي عندك أدام الله عزك كتب جواب جميعها مرقوب بإذن الله
وكان في كتابك اليوم أن جماعة من حملة الآثار حاطهم الله حضروا يشكون المعروف بأبي
الربيع في تصييره حجابا وحجازا بينهم وبين السماع من أبي بكر بن المقرئ أعزه الله تصرفا
مع الطمع واخلادا إلى الشرة فاستعظمت ما يجري إليه ذلك الغبي إذ من المفروض على أهل
البصائر حسن التعاون على نقل السنن والرفق بمن هجر الأوطان وامتطى الأقدام وصبر
على لأواء السفر وشق النفس وضنك العيش ومفارقة الأهل والولد كل ذلك حرصا على
أن يتحمل صالح ما نقل عن سيد المرسلين وخير الأنبياء أجمعين (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله
الطاهرين فمن أعنت وافدهم وجفا واردهم ورد طالبهم وخيب واعيهم كان على خسر
وضلال وجهل وخبال فقد كتبنا في الأثر المسموع والمسند المعروف أن الملائكة تضع
أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وسبيل هذا المشكو أن يمنع من الاستملاء ليتولاه من
هو لين يحنو على الغريب ويرفق بالضعيف ويقرب الأمد على السامع ويلطف للشيخ
أعزه الله فيتحين أوقات نشاطه ويرفهه عند ضجره وانقباضه ويطلب وجه الله بفعله
ويتوخى الأجر بحسن هديه فأحسن أدام الله عزك الاهتمام بذلك لتجري أمور هذه العصبة
على سداد واستقامة واستمداد واستفادة جعلنا الله من الذين إذا رأوا خيرا سارعوا إليه وإذا
شاهدوا نكرا لم يغاروا عليه
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي أنبأنا
أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قال
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو بكر بن المقرئ بأصبهان في شوال ثقة
مأمون كتب إلي بما يصح من حديثه وله ست (1) وتسعون سنة (2)
6048 محمد بن إبراهيم بن العلاء أبو عبد الله الزاهد السائح (3)
من أهل غوطة دمشق
حدث عن شعيب بن إسحاق وبقية بن الوليد وعمار بن سيف الضبي وإسماعيل بن
عياش وأبي عبد الرحمن المقرئ وأحمد بن محمد العنبري ابن أخي سوار القاضي

(1) بالأصل وم وت ود: ستة.
(2) سير أعلام النبلاء 16 / 400.
(3) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 186 وتهذيب الكمال 16 / 21 وتهذيب التهذيب 5 / 12 والكامل في ضعفاء
الرجال 6 / 271.
223

وسعيد بن مسلمة الأموي وعبيد الله بن عمرو الرقي وأيوب بن سويد الرملي ومبشر بن
إسماعيل الحلبي وعبد الله بن يونس الإسكندراني وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن
الحجاج اللخمي
روى عنه يحيى بن أبي طالب وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي
وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي وأبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح
الجرجاني ومحمد بن سعيد بن مهران الأبلي وعبد العزيز بن معاوية القرشي العتابي
والحسين بن حميد بن الربيع الخزار والحسن بن سفيان وأبو عبد الله بن ماجة في سننه
وأبو إسحاق الجرجاني وعبد القدوس بن محمد الحبحابي وأبو عبد الله أحمد بن محمد
غلام خليل
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السعدي قالا أنبأنا أبو عثمان البحيري
أنبأنا أبو عمرو بن حمدون حدثنا الحسن بن شقيق حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي
بعبادان حدثنا سعيد بن مسلمة عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه [10864]
قال وأنبأنا ابن حمدان قال وأنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن
الصباح حدثنا سعيد بن مسلمة نحوه
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر وأبو بكر محمد بن الحسين وأبو عبد الله الحسين
بن محمد البارع وأبو غالب عبد الله بن أحمد بن بركة السمسار قالوا أنبأنا أبو الغنائم بن
المأمون أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي حدثنا جعفر بن أحمد بن محمد
الجرجاني حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء السامي (1) حدثنا محمد بن الحجاج اللخمي أبو
إبراهيم الواسطي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن ابن عباس قال
هجت امرأة من بني حطمة (2) النبي (صلى الله عليه وسلم) هجاء لها قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم) فاشتد عليه
ذلك وقال من لي بها فقال رجل من قومها (3) أنا يا رسول الله وكانت تمارة تبيع

(1) كذا بالأصل، وم، وت، وفي د: " الشامي " وقد تقدم في الخبر السابق " الشامي " في كل النسخ.
(2) اسمها عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، وزوجها يزيد بن حصن الحطمي. كما في جمهرة الأمثال
للعسكري.
(3) سماه العسكري في جمهرة الأمثال: عمير بن عدي.
224

التمر قال فأتاها فقال لها عندك تمر فقالت نعم فأدته تمرا فقال أردت أجود من
هذا قال فدخلت لتريه قال فدخل خلفها ونظر يمينا وشمالا فلم ير إلا خوانا قال فعلا
به رأسها حتى دمغها به قال ثم أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله كفيتكها قال فقال النبي
(صلى الله عليه وسلم) إنه لا ينتطح فيها عنزان فأرسلها مثلا (1) [10865]
آخر الجزء السابع والتسعين بعد الخمسمائة
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان بن عبد الله الحراني الحافظ (2) أنبأنا أبو
يعلى أحمد بن علي بن المثنى قراءة عليه حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي من قرية من قرى
دمشق كتبت عنه بعبادان حدثنا أحمد بن محمد بن أخي سوار القاضي عن الأوزاعي عن
عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس
وأخبرناه عاليا أبو محمد هبة الله بن سهل أنبأنا أبو عثمان البحيري أنبأنا أبو عمرو
ابن حمدان أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا محمد بن إبراهيم السامي (3) حدثنا أحمد بن
محمد بن (4) سوار القاضي عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن الجنة لتتزين من الحول إلى الحول في شهر رمضان وإن الحور لتتزين من الحول
إلى الحول في شهر رمضان فإذا دخل شهر رمضان قالت زاد ابن حمدان الجنة اللهم
اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك سكانا ويقلن وقالا الحور العين اللهم اجعل لنا في
هذا الشهر من عبادك أزواجا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من صان نفسه في شهر رمضان لم يشر
فيه مسكرا ولم يقف (5) فيه مؤمنا ببهتان ولم يعمل فيه خطيئة زوجه الله تبارك وتعالى في
كل ليلة مائة حوراء (6) وبنى له قصرا في الجنة من لؤلؤ وياقوت وزبرجد لو أن الدنيا كلها

(1) راجع جمهرة الأمثال 2 / 403 ومجمع الأمثال للميداني 2 / 117 والمستقصى للزمخشري 285 والحيوان
للجاحظ 1 / 335.
(2) ترجمته في سير علام النبلاء 16 / 20.
(3) كذا بالأصول هنا: السامي.
(4) كذا بالأصول هنا، ومر انه: ابن أخي سوار القاضي.
(5) قفوته قفوا: ورميته بأمر قبيح. والقفوة بالكسر: ان تقول للانسان ما فيه وما ليس فيه والتقافي: البهتان
(القاموس المحيط: قفو).
(6) كذا بالأصل وم وت ود، وفي المختصر: حورية.
225

جعلت في ذلك القصر لكان منها (1) كمربط عنز في الدنيا ومن شرب فيه مسكرا أو قفا فيه
مؤمنا ببهتان أو عمل فيه خطيئة أحبط الله عمله زاد ابن حمدان سنة وقالا فاتقوا شهر
رمضان فإنه شهر (2) جعل الله لكم أحد عشر شهرا تأكلون وتشربون زاد ابن حمدان
وتلذذون وقالا وجعل لنفسه شهر رمضان فاتقوا شهر رمضان فإنه شهر الله عز
وجل [10866]
أخبرنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبو طاهر إبراهيم بن
شيبان (3) بن محمد قالا أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن علي الزينبي أنبأنا أبو بكر
محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق حدثنا أبو بكر محمد بن السري بن عثمان التمار
حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي حدثنا عثمان (4) بن
سيف بحديث ذكره
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الشامي حدثنا عثمان بن
الهيثم مؤذن مسجد الجامع بالبصرة بحديث ذكره
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5) محمد بن
إبراهيم بن العلاء الواسطي روى عن عبيد الله بن عمرو وسويد بن عبد العزيز وأيوب بن
سويد سمع منه أبي بمكة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (6) محمد بن إبراهيم الشامي منكر الحديث وعامة
أحاديثه غير محفوظة

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي المختصر: لكانت منه.
(2) في المختصر: فإنه شهر الله جعل الله.
(3) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت ود، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 23 / أ.
(4) في م: عمار.
(5) رواه ابن حاتم في الجرح والتعديل 7 / 186 - 187.
(6) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 271.
226

أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر البرقاني
قال وسألته يعني الدارقطني عن محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي فقال كذاب
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ (1) محمد بن إبراهيم الشامي عن
الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق وبقية وسويد بن عبد العزيز موضوعات حدث عنه
أبو يعلى والحسن بن سفيان
6049 محمد بن إبراهيم بن القاسم أبو بكر البغراسي (2) الحصري
قدم دمشق وحدث بمسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي في سنة أربع عشرة
وأربعمائة عن أبي علي الحسن بن هبة الله الرملي
سمع منه خلف بن مسعود الأندلسي
6050 محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي (3)
أمير دمشق من قبل المهدي والرشيد
روى عنه ابنه موسى بن محمد وابن ابنه عبد الصمد بن موسى وخالد بن يزيد بن
أبي مالك
وولي مكة وإمرة الموسم غير مرة
أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام الرماني أنبأنا أبو يعلى محمد بن
الحسين بن الفراء أنبأنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزار حدثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب حدثني أبي عن جدي محمد بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن

(1) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 22.
(2) هذه النسبة إلى بغراس وهي من بلاد الشام، وفي ظن السمعاني انها على الساحل. (الأنساب).
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 384 وسير أعلام النبلاء 9 / 88 والعبر 1 / 292 وشذرات الذهب 1 / 309 وتحفة ذوي
الألباب 1 / 240.
227

أبيه عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا خطب حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم
يقول أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن أصدق الهدي هدي محمد وشر الأمور
محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يرفع صوته وتحمر وجنتاه ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة
حتى كأنه منذر جيش ثم يقول صحبتكم أو مستكم ثم يقول بعثت أنا والساعة
كهاتين وفرق بين أصابعه الوسطى والتي تليها وبين الإبهام صحبتكم أو مستكم من ترك
مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا (1) فإلي أو علي ألا وإني ولي المؤمنين [10867]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو محمد بن أبي عثمان وأبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي
ح وأخبرنا أبو غالب محمد بن سعدون بن مرجا وأبو القاسم صدقة بن محمد بن
المحلبان وعبيد الله بن علي بن عبيد الله المخرمي وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن هبة
الله وحمزة بن المظفر بن حمزة (2) وأبو محمد عبد الله بن المبارك بن طالب بن الحسن
ابن ينال العكبري وهبة الله بن أحمد بن طاوس وأبا الحسن علي بن عبد الكريم بن أحمد
بن الكعكي وعلي بن عبد العزيز بن الحسن بن السماك وكافور بن عبد الله الليثي وأبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الرقي الصوفي وأبو الفتح عبد الرحمن بن محمد بن
مرزوق الزعفراني وأبو منصور المبارك بن عثمان بن الحسين بن عثمان وأبو المظفر محمد
ابن أحمد بن محمد بن (3) الدباس وأبو البقاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الشطرنجي
وأبو حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي وأبو الرضا حيدر بن محمد بن أبي زيد وأبو
سعد (4) بندار بن محمد بن علي القاضي قالوا أنبأنا مالك بن أحمد قالوا أنبأنا أحمد بن
محمد بن موسى بن القاسم حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي حدثني أبي حدثني
جدي محمد بن إبراهيم عن جعفر بن محمد عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي
أنه دعا بماء فتوضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال هكذا كان وضوء رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور بن عبد
الملك قالوا قال لنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (5) محمد بن إبراهيم المعروف بالإمام

(1) الضياع: العيال.
(2) من قوله: المخرمي... إلى هنا مكرر في م.
(3) سقطت من م.
(4) كذا بالأصل وت ود، وفي م: سعيد.
(5) رواه أبو بكر الخطيب 1 / 384 - 385.
228

ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب كان يلي إمارة الحج والسير
بالناس إلى مكة وإقامة المناسك في خلافة المنصور عدة سنين وتوفي ببغداد في خلافة
الرشيد سنة خمس وثمانين ومائة وكان الرشيد إذ ذاك قد شخص عن بغداد إلى الرقة فصلى
على محمد بن إبراهيم بن محمد بن هارون الأمين وهو ولي العهد ودفن في المقبرة
المعروفة بالعباسية باب الميدان
ذكر ذلك إسماعيل بن علي الخطبي فيما أنبأني إبراهيم بن مخلد أنه سمعه منه
ولمحمد بن إبراهيم عقب ببغداد وقد روى العلم عن جعفر بن محمد بن علي وعبد الصمد
ابن علي وابن أبي ليلى وعن عمه أبي جعفر المنصور أيضا
ذكر أبو جعفر الطبري (1) أن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي ولد سنة اثنتين
وعشرين ومائة
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أحمد بن حمدون حدثنا مساور بن أحمد
قال
قال إسحاق بن سليمان الهاشمي ودخلت سنة تسع وخمسين ومائة وفيها عزل
المهدي إبراهيم بن عبد الوهاب (2) عن كور دمشق واستعمل مكانه محمد بن إبراهيم الإمام
ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قال وولي هارون الرشيد الخلافة سنة سبعين ومائة
والأمير على كور دمشق إبراهيم بن صالح (3) فعزله وولاها محمد بن إبراهيم فلم يزل واليا
على كور دمشق والأردن إلى سنة اثنتين وسبعين ومائة وفي سنة اثنتين وسبعين ولى هارون
إبراهيم بن صالح كور دمشق والأردن فلم يزل واليا عليها إلى سنة خمس وسبعين ومائة
وفي سنة ست هاجت العصبية بالشام بين اليمانية والنزارية (4)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق أنبأنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال سنة تسع وأربعين ومائة
أقام الحج محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (5) وقال خليفة سنة

(1) رواه الطبراني في تاريخه 7 / 191.
(2) ترجمته في الكامل لابن الأثير 6 / 276 والوافي بالوفيات 6 / 106.
(3) ترجمته في الوافي بالوفيات 2 / 12 وسير الاعلام 8 / 274.
(4) انظر تفاصيل حول هذه الفتنة في الكامل لابن الأثير 6 / 128 وانظر فيه أيضا ص 108 وص 220.
(5) راجع تاريخ خليفة بن خياط سنة 149 لم يذكر فيه من أقام الحج.
229

إحدى وخمسين فيها أقام الحج محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي (1) وأقام الحج يعني
سنة أربع وخمسين ومائة محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (2)
قال وحدثنا خليفة قال سنة ست وستين ومائة أقام الحج محمد بن إبراهيم بن محمد
ابن علي (3) وقال سنة ثمان وستين ومائة أقام الحج محمد بن إبراهيم بن محمد ويقال
علي بن المهدي (4) وقال سنة ثمان وسبعين ومائة أقام الحج محمد بن إبراهيم (5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال (6)
وفي سنة تسع وأربعين وفي سنة إحدى وخمسين وفي سنة أربع وخمسين ومائة
وفي سنة ست وستين ومائة حج بالناس محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله
قال يعقوب (7) وعزل محمد بن إبراهيم عن مكة والمدينة يعني سنة سبع وسبعين
ومائة وولي المدينة علي بن عيسى بن موسى وولي مكة عبيد الله بن قثم
قال يعقوب (8) وفيها يعني سنة ثمان وسبعين ومائة عزل علي بن عيسى عن المدينة
وعبيد الله بن قثم عن مكة وولي محمد مكة فأقام بها ووجه على المدينة العباس ابنه فأقام
للناس يعني الحج محمد بن إبراهيم وهو يومئذ عامل مكة والمدينة واليمن
قال وحدثنا يعقوب قال (9) عزل عبد الصمد بن علي عن مكة واستعمل عليها
محمد بن إبراهيم فدخلها في شوال سنة تسع وأربعين ومائة
قال يعقوب (10) وفيها يعني سنة اثنتين وخمسين ومائة غزا محمد بن إبراهيم
الصائفة ولم يدرب

(1) تاريخ خليفة ص 425 (ت. العمري).
(2) لم يذكر خليفة في تاريخه من أقام الحج في هذه السنة.
(3) تاريخ خليفة خياط ص 438 (ت. العمري).
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 439 (ت. العمري).
(5) تاريخ خليفة ص 450 (ت. العمري).
(6) المعرفة والتاريخ 1 / 134 و 136 و 140 و 154.
(7) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 169.
(8) المعرفة والتاريخ 1 / 169 و 170.
(9) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 1 / 135.
(10) المعرفة والتاريخ 1 / 139.
230

قال يعقوب (1) وعزل محمد بن إبراهيم يعني عن مكة سنة تسع وخمسين واستعمل
عليها الكثيري (2)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (3) ولي أبو جعفر يعني مكة محمد
ابن إبراهيم بن محمد ثم عزله وولى محمد بن عبد الله الكثيري حتى مات أبو جعفر وولى
يعني هارون المدينة محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي (4) وضم إليه مكة واليمن ثم ولى
هارون عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام (5)
أخبرنا (6) أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
ابن الفضل الفضيلي أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الشريحي أنبأنا محمد بن
عقيل بن أبي الأزهر البلخي قال سمعت سليمان بن الربيع يقول حدثنا همام بن مسلم قال
كنت بمكة مع سفيان والأوزاعي فمرض سفيان فأتاه محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد
الله بن عباس أميرهم فلما قيل له هذا محمد بن إبراهيم قام فدخل الكنيف فما زال فيه
حتى استحييت من طول ما قعد ثم خرج فجاء فقال السلام عليكم كيف أنتم وطرح
نفسه ومحمد جالس فحول وجهه إلى الحائط فما كلمه حتى خرج من عنده فلما كان من
الغد بعث إليه يقرئه السلام ويقول كيف تجدك لولا أني أعلم أنه ليس بمكة أبغض إليك مني
لأتيتك (7)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن
بكار قال ولمحمد بن إبراهيم بن محمد بن علي يقول العنبري
إني أتيت بأمر يقشعر له * أعلى الذؤابة أمرا منقطعا عجبا

(1) المعرفة والتاريخ 1 / 147.
(2) هو محمد بن عبد الله الكثيري، كما يفهم من عبارة المعرفة والتاريخ.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 431 ت. العمري)
(4) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
(5) راجع تاريخ خليفة ص 461 تحت عنوان: تسمية عمال أمير المؤمنين هارون.
(6) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(7) كتب بعدها بالأصل وم وت: إلى.
231

لما عمدت كتاب الله أرهنه * أيقنت أن زمان الناس قد كلبا
وما عهدت كتاب الله أرهنه * إلا ولم يبق هذا الدهر لي نشبا
(1) طه ويا سيئا فإنهما * والسبع من محكم الفرقا قد نسبا *
وقال أيضا العنبري لمحمد بن إبراهيم
* اقض عني يا بن عم المصطفى * أنا بالله من الدين وبك *
* من غريم فاحش بقدر لي * أشره الوجه لعرضي منتهك
أنا والظل وهو ثالثنا * أين ما زلت من الأرض مسلك *
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (2) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا الحسن بن أبي بكر قال كتب إلي محمد بن
إبراهيم الجوري من شيراز يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حدثنا أحمد بن
يونس الضبي حدثني أبو حسان الزيادي قال سنة خمس وثمانين ومائة فيها مات محمد بن
إبراهيم الهاشمي لإحدى عشرة بقيت من شوال
6051 محمد بن إبراهيم بن محمد بن رواحة بن محمد بن النعمان بن بشير
أبو معن الأنصاري الصرفندي (4)
من أهل حصن (5) صرفندة من أعمال صور (6)
سمع أبا مسهر بدمشق
روى عنه إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الصرفندي وأبو بكر محمد بن يوسف
الهروي
أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الحسن (7) علي بن
الحسن بن علي بن بكر الربعي حدثنا أحمد بن عتبة حدثنا الهروي حدثنا أبو معن محمد
ابن إبراهيم بن محمد بن رواحة الأنصاري حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز
عن مكحول قال رأيت أنس بن مالك في هذا المسجد يعني مسجد دمشق

(1) كلمة غير مقروءة ورسمها: " فاقتك ".
(2) الزيادة عن م وت ود، لتقويم السند.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 387.
(4) ترجمته في معجم البلدان (صرفنده).
(5) في المختصر: " حمص " تصحيف " (6) قارن مع معجم البلدان 3 / 402.
(7) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
232

سمع منه إبراهيم بن إسحاق سنة ست وستين ومائتين ومات بعد ذلك
6052 محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد
أبو الفتح الجحدري الطرسوسي الغازي البزاز المعروف بابن البصري (1)
من أهل طرسوس
سمع أبا سعيد أحمد بن محمد بن الأعرابي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن سلام
الطرسوسي وأبا بكر محمد بن محمد بن داود بن عيسى الكرجي وأبا عبد الله عبيد الله بن
محمد بن بطة وخيثمة بن سليمان والحسن بن عبد الرحمن (2) بن زريق الحمصي وأبا
عبد الله محمد بن الوليد بن عوف اليحصبي وأبا القاسم يعقوب بن أحمد بن يعقوب بن
ثوابة الحضرمي بحمص وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي (3) وأبا محمد
عبد الله بن السري الحمصي وعلي بن نوح
وقدم دمشق وحدث بها فسمع منه تمام بن محمد
وروى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي وأبو القاسم الأزهري وأبو العلاء
الواسطي ورشأ بن نظيف وأبو القاسم الحنائي وعلي بن محمد بن شجاع بن أبي الهول
وأبو الفتح نصر بن مسرور الزهري وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن عمر القلانسي
المقدسي وأبو الحسين محمد بن الحسن بن الترجمان وعبد الرحيم بن أحمد البخاري
وأبو علي الأهوازي وأبو الحسن الربعي وأحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيان
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنبأنا أبو القاسم الحنائي أنبأنا أبو الفتح محمد بن
إبراهيم بن محمد البصري الجحدري بالقدس حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد
المعروف بابن الأعرابي بمكة حدثنا سعدان بن نصر بن منصور البزاز حدثنا سفيان بن
عيينة عن عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش قال سألت أبي بن كعب عن ليلة القدر
فحلف لا يستثني إنها ليلة سبع وعشرين قلت بما تقول أبا المنذر قال بالآية أو

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 415 والأنساب (الطرسوسي).
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الأنساب (الطرسوسي): الحسن به عبد الرزاق بن زريق.
(3) في الأنساب: " سمع أبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي " وهو خطأ فاحش، فقد مات أبو أمية سنة 273، فيما
توفي صاحب الترجمة سنة 409 أو 410 كما سيأتي.
233

بالعلامة التي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنها تصبح من ذلك اليوم تطلع الشمس وليس لها
شعاع [10868]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
أخبرني محمد بن إبراهيم بن محمد البزاز (1) حدثني أبو محمد عبد الله بن السري بن
الميتمي الحافظ بحمص حدثنا أبو يعلى حمزة بن داود بن سليمان بن
الحكم بن سليمان بن الحكم بن الحجاج بن يوسف حدثنا الحسين بن محمد أبو العباس الأنصاري حدثنا أحمد
ابن سعيد الطبري حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن سعيد بن أبي عروبة ح قال كنت
إلى جانب منبر الحجاج فخطبنا فقال حدثني سمرة بن جندب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الآذان (2) من الرأس [10869]
أخبرناه عاليا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
حدثني أبو علي محمد بن هارون بن شعيب حدثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري
بالبصرة حدثنا هبة بن خالد حدثنا همام عن سعيد بن أبي عروبة قال
كنت عند منبر الحجاج بن يوسف فسمعته يقول حدثني سمرة بن جندب أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال الأذنان من الرأس [10870]
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا علي بن محمد الحنائي
أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد البصري ببيت المقدس وكان من المجاهدين في
سبيل الله
أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل قالا أنبأنا
علي بن أحمد بن زهير التميمي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيان أنبأنا أبو
الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد البصري قراءة عليه بدمشق فذكر حديثا
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (3) محمد بن إبراهيم بن محمد بن يزيد أبو الفتح البزاز
الغازي الطرسوسي يعرف بابن البصري سمع محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي

(1) بالأصل وم وت ود هنا: البزار.
(2) في م وت ود: الأذنان.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 415 - 416.
234

وأحمد بن محمد بن أحمد بن سلام وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي ومحمد بن محمد بن
داود بن عيسى الكرجي وسليمان بن أحمد الملطي وعبيد الله بن الحسين الأنطاكي
وأحمد بن بهزاد السيرافي وأبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي والحسن بن عبد
الرحمن بن زريق الحمصي وقدم بغداد وحدث بها فحدثنا عنه أبو بكر البرقاني ومحمد
ابن الفرج بن علي البزار وأبو القاسم الأزهري وعلي بن طلحة المقرئ والقاضي أبو
العلاء الواسطي وغيرهم قال لي الأزهري سمعت من أبي الفتح في سنة ست وسبعين
وثلاثمائة سألت الأزهري عنه فقال ثقة
قال الخطيب (1) وكان أبو الفتح قد استوطن بآخرة بيت المقدس وبها مات سمعت
أبا الخير سلامة بن إسماعيل الفقيه ببيت المقدس يقول مات أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن
البصري في سنة سبع أو ثمان وأربعمائة (2) شك في ذلك
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال وممن ذكر أنه مات سنة ثمان
وأربعمائة أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن البصري الطرسوسي ببيت المقدس وقيل سنة تسع
وقيل سنة عشر
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (3) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الحافظ قال وقال لي محمد بن علي الصوري وقد سمع منه مات أبو
الفتح ببيت المقدس في سنة تسع أو عشر وأربعمائة (4) الشك من الصوري قال وكان ثقة
قال الخطيب وسمعت الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم النابلسي ببيت المقدس يقول
مات أبو الفتح بن البصري ببيت المقدس نحو سنة عشر وأربع مائة (5)
6053 محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن سليمان
ابن أيوب بن حذلم أبو الحسن الأسدي
سمع أباه أبا إسحاق وأبا محمد بن أبي نصر وصدقة بن المظفر بن علي الأنصاري

(1) المصدر السابق 1 / 416.
(2) كذا بالأصل وم وت ود نقلا عن الخطيب، والعبارة في تاريخ بغداد: مات أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن البصري
ببيت المقدس نحو سنة عشر وأربعمئة.
(3) الزيادة عن م، وت، ود لتقويم السند.
(4) الخبر بهذه الرواية ليس في تاريخ بغداد.
(5) ليس الخبر في تاريخ بغداد.
235

وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطان وأبا نصر بن الجندي وأبا الحسن أحمد بن محمد
ابن سلامة
روى عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم الدهستاني ونجا بن أحمد
وحدثنا عنه أبو القاسم النسيب وذكر أنه ثقة وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد بن
عبد الله بن أحمد بن سليمان بن أيوب الأسدي حدثنا سعد بن محمد البيروتي حدثنا هدبة
ابن عبد الوهاب حدثنا النضر بن شميل والفضل بن موسى قالا حدثنا جعفر بن
سليمان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أخيه يحيى بن سيرين عن أنس بن
سيرين عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلبي لبيك حقا حقا تعبدا
ورقا [10871]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاي حدثنا أبو محمد الكتاني قال توفي أبو الحسن محمد
ابن إبراهيم بن حذلم الأسدي يوم الأربعاء الثامن من ذي القعدة سنة اثنتين وستين وأربعمائة
حدث عن تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وغيرهما بشئ يسير لم
يكن الحديث من شأنه ولكن أبوه سمعه
6054 محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس أبو عبد الله الشيرازي الوراق
سمع بدمشق أبا عبد الله الحسين بن محمد الحلبي وبمصر أبا عبد الله محمد بن
الفضل بن نظيف الفراء
سمع منه أبو نصر هبة الله بن محمد بن علي بن المجلي (1) أخو شيخنا أبي السعود
وشيخنا أبو البركات سعيد (2) بن الحسن بن حسان المجهز البزاز (3)
6055 محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن بندار بن
عباد بن أيمن أبو عبد الله بن أبي إسحاق الدينوري المؤدب
سمع أبا عبد الله بن سلوان (4) ورشأ بن نظيف وأبا المعمر المسدد بن علي

(1) غير مقروءة بالأصل، وفي م وت ود: المحلى، تصحيف.
(2) قارن مع مشيخة ابن عساكر 72 / أ وفيها: سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسان.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي المشيخة: البزار.
(4) هو محمد بن علي بن يحيى، أبو عبد الله المازني الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 647
236

الأملوكي (1) وأبا الحسن بن عوف وأبا الحسن بن السمسار وأبا الحسين بن أبي نصر
وأبا عثمان الصابوني وأبا علي الأهوازي المقرئ وأبا عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي
وأبا القاسم السمسياطي وأبا بكر الخطيب وعلي بن الخضر السلمي
سمع منه أبو محمد بن صابر وذكر أنه ثقة
وحدثنا عنه خالي (2) أبو المعالي القاضي وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم
أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
ابن محمد بن أيمن الدينوري المؤدب سنة ست وثمانين أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن
يحيى بن سلوان (3) المازني
ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو عبد الله بن سلوان أنبأنا الفضل بن
جعفر التميمي أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي
حدثنا يحيى بن صالح أنبأنا حماد بن شعيب حدثنا حكيم بن جبير عن محمد بن عبد
الرحمن النخعي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من سأل وله ما
يغنيه جاء يوم القيامة وفي وجهه كدوح (4) وخدوش وسئل قيل يا رسول الله وما يغنيه
قال خمسون درهما أو شأنها من الذهب [10872]
ذكر أن مولده يوم الجمعة الرابع عشر من شعبان سنة أربع وعشرين وأربعمائة
ذكر أبو محمد بن الأكفاني قال
وفيها سنة سبع وثمانين وأربع مائة توفي أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أيمن
الدينوري المؤدب في يوم الأربعاء الثالث عشر من شهر رمضان بدمشق
6056 محمد بن إبراهيم بن محمود أبو منصور الإسفينقاني (5) (6)
نزيل جرجان

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 518.
(2) الأصل: الخال، والمثبت عن م، وت، ود.
(3) بالأصل: سليمان، ثم شطبت، وكتب بعدها: " سلوان " تقدم التعريف به قريبا.
(4) كدوح: واحدها كدح، وهو كل اثر من خدش أو عض.
(5) بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر الفاء وبعدها ياء وسكون النون وفتح القاف هذه النسبة إلى اسفينقان
بليدة بناحية نيسابور (الأنساب).
(6) ترجمته في تاريخ جرجان ص 426 رقم 760 وجاء فيه: الاسفنيقاني، تصحيف.
237

سمع بدمشق محمد بن خريم
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف السهمي قال (1) أبو منصور محمد بن إبراهيم بن محمود الأسفينقاني نزيل جرجان
روى عن محمد بن خريم الدمشقي وغيره من أهل الشام والعراق
6057 محمد بن إبراهيم بن مخلد الأنصاري الجبيلي
حدث عن وزير بن القاسم الجبيلي
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي (2) الصوري
أخبرنا أبو الفتح نصر لله بن محمد الفقيه وأبو الفرج أحمد وأبو أحمد عبد السلام
ابنا الحسين بن علي بن زرعة الصوريان قالوا أنبأنا نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي
إملاء بصور أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن محمد الواسطي أنبأنا أبو الحسين محمد بن
أحمد بن عبد الرحمن الملطي حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أسد القنوي حدثنا
محمد بن إبراهيم بن مخلد الأنصاري الجبيلي أنبأنا وزير بن القاسم حدثنا موسى بن
محمد حدثنا محمد بن حبيب عن عبد المنعم بن إدريس عن عبد الغفور بن عبد العزيز
عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من صام أول يوم من رجب فكأنما صام سنة ومن صام
سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة
ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ومن صام ثمانية عشر يوما غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وقيل له استأنف العمل وبدل الله سيئاته حسنات ومن زاد زاده الله عز وجل
وفي رجب حمل الله تعالى نوحا في السفينة وصام وأمر من معه فصاموا فجرت بهم السفينة
ستة أشهر واستوت بهم على الجودي يوم عاشوراء وذلك لعشر مضين من المحرم فصام
نوح ومن معه من الطير والوحش شكرا لله عز وجل [10873]
قال ابن عساكر (3) نقلته من الأصل بخط نصر وفيه حدثنا زبر بن القاسم
والصواب وزير بن القاسم

(1) الخبر في تاريخ جرجان ص 426.
(2) بدون اعجام بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود.
(3) زيادة منا للايضاح.
238

6058 محمد بن إبراهيم بن مسلم أبو أمية البغدادي المعروف بالطرسوسي (1)
سكن طرسوس وقدم دمشق قديما فسمع بها وبحمص من أبي مسهر الغساني
وصفوان بن صالح وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن وهشام بن خالد ويحيى
ابن صالح الوحاظي وعتبة بن سعيد بن الرخص ثم قدمها مرة أخرى وحدث بها وببغداد
وطرسوس عن شبابة بن سوار وعبيد الله بن موسى وعثمان بن عمر بن فارس وعمر بن
حبيب القاضي وعمر بن يونس اليمامي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وخلف بن الوليد
الجوهري وعبيد بن إسحاق (2) العطار عطار المطلقات وأبي نعيم الفضل بن دكين
والمعلى بن منصور الرازي وجعفر بن عون العمري ومنصور بن سلمة الخزاعي وخالد
بن مخلد القطواني وأحمد بن إسحاق الحضرمي وقبيصة بن عقبة وروح بن عبادة وعبد
الله بن بكر السهمي والحسن بن موسى الأشيب وبشر بن آدم ومسلم بن إبراهيم وعمرو
ابن عثمان الكلابي الرقي وجماعة سواهم
روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو الحسن بن جوصا ويحيى بن محمد بن صاعد
وأبو الحارث أحمد بن سعيد وأبو علي بن حبيب وأبو العباس أحمد بن يعقوب بن بشر
التنيسي وأبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الحامض وابن ابنه محمد بن إبراهيم بن
أبي أمية وأبو بكر محمد بن منصور الطرسوسيان وأبو محمد عبيد بن عبد القادر بن عبيد
المصيصي وإبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن المقرئ وأبو محمد عبد الصمد بن عبد الله
ابن عبد الصمد وأحمد بن علي بن الحسن وحذيفة بن الحسن وأحمد بن محمد بن
زنجويه وأحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري (3) وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني
ومحمد بن عبيد الله بن الفضيل الكلاعي وأبو الدحداح (4) التميمي وأبو عمرو عثمان بن
محمد السمرقندي وأبو بكر بن زياد النيسابوري ومحمد بن إسماعيل بن محمد بن

(1) ترجمته واخباره في:
تهذيب الكمال 16 / 23 وتهذيب التهذيب 5 / 13 وسير أعلام النبلاء 13 / 91 والجرح والتعديل 7 / 187 وتاريخ
بغداد 1 / 394 وتذكرة الحفاظ 2 / 581 وميزان الاعتدال 3 / 447 والعبر 2 / 51 وشذرات الذهب 2 / 164.
سمي بالطرسوسي لأنه سكن طرسوس، من بلاد الثغور، وهو بغدادي.
(2) من قوله: وخلف إلى هنا مكرر بالأصل وم وت ود وزيد فيها: الحضرمي.
(3) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت ود، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(4) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي.
239

البصال ومحمد بن جعفر بن ملاس وأحمد بن إبراهيم بن عبادل ومحمد بن بكار بن يزيد
السكسكي وأبو الميمون أحمد بن محمد بن بشر القرشي وأبو عوانة الإسفرايني وغيرهم
أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد في كتابه وأخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور
السمعاني وأبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق المروزيان عنه أنبأنا أبو بكر الحيري
حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي حدثنا يعقوب بن
محمد بن عيسى الزهري حدثنا عبد العزيز بن عمران حدثنا عبد الله بن مصعب بن منظور
ابن حميل بن سنان أخبرني أبي قال سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول خرجنا مع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك فاسترقد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما كان منها على ليلة فلم يستيقظ حتى
كانت الشمس قيد رمح (1) قال ألم أقل لك يا بلال أكلأ لنا (2) الفجر فقال يا رسول الله
ذهب بي النوم فذهب بي الذي ذهب بك فانتقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ذلك المنزل غير بعيد
ثم صلى ثم هذب (3) بقية يومه وليلته فأصبح بتبوك فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم
قال (4) أيها الناس أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب (5) الله وأوثق العرى كلمة التقوى
وخير الملل ملة إبراهيم وخير السنن سنة محمد وأشرف الموت قتل الشهداء وأعمى
العمى الضلالة بعد الهدى وخير الأعمال ما نفع وخير الهدى ما اتبع وشر العمى عمى
القلب واليد العليا خير من اليد السفلى وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وشر المعذرة
حين يحضر الموت وشر الندامة ندامة يوم القيامة ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا
دبرا (6) ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا ومن أعظم الخطايا اللسان الكذاب وخير الغنى
غنى النفس وخير الزاد التقوى ورأس الحكمة مخافة الله وخير ما وقر في القلب اليقين
والارتياب من الكفر والنياحة من عمل الجاهلية والغلول من جثى (7) جهنم والكبر (8) كي

(1) اي قدره.
(2) أكلأ: كلأه يكلؤه كلأ: حرسه وحفظه وفي الحديث انه قال لبلال وهم مسافرون: أكلأ لنا وقتنا: هو من الحفظ
والحراسة (تاج العروس): بتحقيقنا: كلأ).
(3) اي أسرع.
(4) كذا، نسب الكلام بالأصول هنا إلى رسول الله (ص) وقد تقدمت هذه الكلمة من خطبة لعبد الله بن مسعود في
ترجمته راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 33 / 179 وانظر حلية الأولياء 1 / 138.
(5) فيما تقدم: كلام الله.
(6) الدبر بالفتح والضم اي اخر الوقت.
(7) في فيما تقدم: من جمر جهنم.
(8) بالأصل وم وت ود: " والسكر " والمثبت عما تقدم.
240

من النار والشعر من (1) إبليس والخمر جماع الإثم والنساء حبالة الشيطان والشباب شعبة
من الجنون وشر المكاسب كسب الربا وشر المآكل مال اليتيم والسعيد من وعظ بغيره
والشقي من شقي في بطن أمه وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع والأمر إلى الآخرى
وملاك العمل خواتمه (2) وشر الروايا رواية (3) الكذب وكل ما هو آت قريب وسباب
المؤمن فسوق وقتال المؤمن كفر وأكل لحمه (4) من معصية الله وحرمة ماله كحرمة دمه
ومن يتأل على الله يكذبه ومن يغفر يغفر الله له (5) ومن يعف يعف الله عنه ومن يكظم
الغيظ يأجره الله ومن يصبر على الرزية يعوضه (6) الله ومن يبتغ السمعة يسمع الله به ومن
يصبر يضعف الله له ومن يعص الله يعذبه الله اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي
قالها ثلاثا أستغفر الله لي ولكم [10874]
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني في كتابه أنبأنا أبو طاهر محمد
ابن أحمد بن عبد الرحيم (7) أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن جعفر المغازلي أنبأنا أبو
الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم السجستاني (8)
بدمشق حدثنا عبد الصمد بن النعمان حدثنا أبو كرز عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه
أنه قال مسح النبي (صلى الله عليه وسلم) على الخفين [10875]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (9) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (10) أخبرني محمد بن عبد الملك القرشي وأبو
يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء قالا أنبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق
البزاز (11) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم
ببغداد قبل أن يخرج حدثنا أبو عاصم النبيل

(1) فيما تقدم: والشعر من مزامير إبليس.
(2) فيما تقدم واملك العمل به خواتيمه.
(3) بالأصل: " الزوايا زاوية الكذب " والمثبت عن م والروايا جمع روية وهي ما يرويه الانسان في نفسه من القول
والفعل، أي يزور ويفكر، وقيل جمع: راوية: الرجل الكثير الرواية (راجع النهاية واللسان).
(4) فيما تقدم: ماله.
(5) زيادة لازمة عن ترجمة ابن مسعود.
(6) فيما تقدم: يعقبه الله.
(7) كذا بالأصل، ود، وت، وفي م: عبد الكريم.
(8) كذا بالأصل، وم، ود، وت هنا: السجستاني.
(9) الزيادة لازمة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(10) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 394 - 395.
(11) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: البزار.
241

ح قال وأنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا علي بن عمر الحافظ حدثنا القاسم بن
إسماعيل وأبو بكر النيسابوري قالا حدثنا أبو أمية الطرسوسي محمد بن إبراهيم حدثنا
أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي
هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس منا من لم يتغن بالقرآن [10876]
قال أبو بكر النيسابوري قول أبي أمية عن سعيد بن المسيب وهم منه في هذا
الحديث وقول أبي عاصم فيه ليس منا من لم يتغن بالقرآن وهم من أبي عاصم لكثرة من
رواه عنه هكذا
قال الخطيب (1) روى هذا الحديث عبد الرزاق بن همام وحجاج بن محمد عن ابن
جريج عن ابن شهاب عن أبي سلمة وحده وكذلك رواه الأوزاعي وعمرو بن الحارث
ومحمد بن الوليد الزبيدي وشعيب بن أبي حمزة ومعمر بن راشد وعقيل بن خالد
ويونس بن يزيد وعبيد الله بن أبي زياد وإسحاق بن راشد ومعاوية بن يحيى الصدفي
والوليد بن محمد الموقري عن الزهري واتفقوا كلهم وابن جريج فيهم على أن لفظه ما
أذن الله لشئ ما أذن لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن وأما المتن الذي ذكره أبو عاصم
فإنما يروي عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم العبدي
أنبأنا حمد إجازة
ح قال وأنبأنا ابن سلمة أنبأنا ابن الفأفاء قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2) محمد بن
إبراهيم أبو أمية الطرسوسي روى عن عثمان بن عمر وعمر بن حبيب وعمر بن يونس
ويعقوب الحضرمي وبشر (3) بن آدم كتب عنه أبي وروى عنه بطرسوس وكتب إلي ببعض
فوائده وأدركته ولم أكتب عنه
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (4) أبو منصور

(1) تاريخ بغداد 1 / 395.
(2) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 187.
(3) بالأصل وم وت ود: بسر، تصحيف، والمثبت عن الجرح والتعديل.
(4) الزيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
242

بن عبد الملك أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) حدثني محمد بن يوسف النيسابوري أنبأنا الخصيب
بن عبد الله القاضي أنبأنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال
محمد بن إبراهيم بن مسلم بغدادي سكن طرسوس
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو أمية
محمد بن إبراهيم بن مسلم بغدادي سكن طرسوس
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو طاهر الخطيب أنبأنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر قال (2) أبو أمية محمد بن إبراهيم
ابن مسلم الطرسوسي
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم (3) قال أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي
سمع أبا حفص عمر بن يونس اليمامي وأبا محمد عبيد الله بن موسى العبسي روى عنه أبو
نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني سماه وكناه لنا يحيى بن محمد بن صاعد
الهاشمي (4)
أخبرنا أبو القاسم بن إبراهيم وأبو الحسن بن أحمد قالا حدثنا و (5) أبو منصور
ابن عبد الملك أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (6) حدثني محمد بن علي الصوري أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد الأزدي حدثنا أبو الفتح عبد الواحد بن
محمد بن مسرور البلخي حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى
قال محمد بن إبراهيم بن مسلم يكنى أبا أمية بغدادي أقام بطرسوس يقال إنه من أهل
سجستان كان من أهل الرحلة (7) فهما بالحديث وكان حسن الحديث توفي بطرسوس في
جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 395.
(2) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 113.
(3) رواه الحاكم أبو أحمد في الأسامي والكنى 1 / 352 رقم 280.
(4) لفظة " الهاشمي " ليست في الأسامي والكنى.
(5) الزيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 395 - 396.
(7) بالأصل: الحلة، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
243

كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه
أنبأنا عمي (1) أبو القاسم عن أبيه أبي (2) عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
محمد بن إبراهيم بن مسلم يكنى أبا أمية بغدادي أقام بطرسوس ومنها قدم إلى مصر
يعرف بالطرسوسي ويقال إنه من أهل سجستان كان من أهل الرحلة وكان فهما
بالحديث وكان يملي عليه بمصر وكان حسن الحديث وخرج عن مصر وتوفي
بطرسوس في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين (3) وقال (4) أبو سعيد مرة أخرة
كانت وفاته بطرسوس سنة ثمان وسبعين ومائتين
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي زكريا البخاري وأخبرنا أبو القاسم بن
السوسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد أنبأنا أبو زكريا
ح وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة أنبأنا أبو الفرج الإسفرايني أنبأنا رشأ بن
نظيف
قالا حدثنا عبد الغني بن سعيد قال وأما الثغري بالثاء المعجمة بثلاث والغين
المعجمة بواحدة فأبو أمية محمد بن إبراهيم البغدادي المعروف بالطرسوسي يسمى
الثغري وعدة سواه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (5) محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم أبو أمية سكن
طرسوس (6) فقيل له الطرسوسي وهو بغدادي سمع عمر بن يونس اليمامي وعمر بن
حبيب القاضي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وعثمان بن عمر بن فارس وأبا عاصم
النبيل ومكي بن إبراهيم وأبا نعيم الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة وحسين بن محمد
المروذي (7) وعبيد الله بن موسى (8) العبسي وإسحاق بن منصور السلولي وأسود بن عامر

(1) تقرأ بالأصل: عيسى، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(2) بالأصل: أبو عبد الله، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(3) عن أبي سعيد ين يونس روي في تهذيب الكمال 16 / 25 وانظر سير أعلام النبلاء 13 / 92.
(4) من هنا إلى اخر الخبر سقط من م.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 394.
(6) بالأصل: طرطوس، والمثبت عن م، وت ود، وتاريخ بغداد.
(7) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: المروروذي.
(8) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
244

شاذان وأبا نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي ومعلى بن منصور الرازي روى عنه أبو
حاتم الرازي ومحمد بن خلف وكيع القاضي ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين
والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي وغيرهم
أخبرنا أبو الحسين بن كامل أنبأنا أبي أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن
الترجمان قال سمعت محمد بن أحمد بن النعمان يقول سمعت محمد بن عبد الله بن
عمرو بن النعمان يقول قلنا لأبي أمية الطرسوسي وقد أملا علينا زدنا رحمك الله فقال
لنا كنا عند الأصمعي وقد أملا علينا مجلسا فقلنا له زدنا يا أبا سعيد فقال لنا لا والله ولا
زيادة طرف زغبة في عنفقة جرذ
أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي أنشدني أبو عمرو عثمان بن أبي الفضل النيسابوري
أنشدنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنشدني أبو بكر محمد بن
داود الزاهد أنشدني عبد الله بن جابر الطرسوسي لأبي أمية الطرسوسي
* في كل يوم أرى بيضاء قد طلعت * كأنما طلعت في ناظر البصر
لئن قطعتك بالمقراض عن بصري * لما قطعتك عن همي وعن فكري *
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (1) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي أنبأنا محمد بن عدي
ابن زحر البصري في كتابه حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الأجري قال سئل أبو داود
سليمان بن الأشعث عن أبي أمية الثغري فقال ثقة
قال الخطيب (3) وحدثت (4) عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي أنبأنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن هارون الخلال قال أبو أمية محمد بن إبراهيم رجل رفيع القدر جدا كان إماما في
الحديث مقدما في زمانه
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة (5) عن أبي الحسين المبارك بن
عبد الجبار أنبأنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري قال سمعت أبا

(1) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(2) الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 395.
(3) تاريخ بغداد 1 / 395.
(4) بالأصل وم وت ود: " وحدث " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل وت: فرآه، والمثبت عن د، وم، وقارن مع مشيخة ابن عساكر 130 / أ.
245

الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول سمعت مسعود بن علي السجزي يقول
سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي صدوق
كثير الوهم (1)
أخبرنا أبو الحسن بن أبي الجن وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (2) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن
العباس قال قرئ على أبي الحسين (4) بن المنادي وأنا أسمع قال وجاءنا نعي أبي أمية
محمد بن إبراهيم من طرسوس في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين وكان له مذ مات نحو
شهرين
6059 محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال أبو عبد الله اليماني الصعدي (5) (6)
نزيل المصيصة
حدث عن محمد بن عقبة بن علقمة وإسحاق بن وهب العلاف ومحمد بن حميد
الرازي واليمان (7) بن سعيد بن خلف ومحمد بن قدامة وأحمد بن يحيى الجلاب ومحمد
ابن يحيى الأزدي وإسحاق بن إسماعيل الأيلي وميمون بن الأصبغ وزياد بن يحيى
وقدم دمشق حاجا وحدث بها
روى عنه محمد بن سليمان الربعي وأبو حفص عمر بن محمد بن القاسم وإبراهيم
بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي وأبو العباس أحمد وأبو طالب عبد الله ابنا عمر بن
عبد الملك بن مويس المقدسيان وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ومحمد بن
علي بن الحسن النقاش وحمزة بن محمد الكناني الحافظ وأبو بكر محمد بن الحارث بن
أبيض القرشي

(1) تهذيب الكمال 16 / 25 وسير أعلام النبلاء 13 / 92.
(2) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(3) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 396.
(4) كذا بالأصل، وم، وت، ود وفي تاريخ بغداد: الحسن.
(5) الصعدي بفتح الصاد وسكون العين وكسر الدال، المهملات نسبة إلى صعدة وهي من بلاد اليمن (الأنساب، وانظر
معجم البلدان ".
(6) ترجمته في الأنساب (الصعدي)، ومعجم البلدان (صعدة) وتاريخ بغداد 1 / 407.
(7) في معجم البلدان: والسماد بن سعيد بن خلف.
246

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
البطال الصعدي حدثنا إسحاق بن وهب العلاف الواسطي حدثنا أبو (1) مروان يحيى بن
زكريا الغساني حدثنا الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عموا بالسلام وعموا بالتشميت [10877]
وبإسناده قال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وعن
يساره السلام عليكم ورحمة الله [10878]
قال ابن عساكر (2) كذا وجدته بخط تمام وهو وهم وصوابه يحيى بن أبي زكريا
روى عنه محمد بن سليمان حديثا غير هذا فقال قدم علينا حاجا ومما وقع لي عاليا من
حديثه ما
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان أنبأنا أبو الحسن بن
الآبنوسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح بن عبد الله المصيصي المعروف بابن
الجلي (3) حدثنا محمد بن إبراهيم بن البطال حدثنا محمد بن يحيى الأزدي حدثنا عبد
الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن محمد بن جحادة عن ابن بريدة عن أبيه قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من أنظر معسرا كان له بكل يوم صدقة ثم سمعته يقول من أنظر معسرا كان له
بكل يوم مثله صدقة قال فقلت يا رسول الله سمعتك تقول كذا ثم سمعتك تقول كذا
قال أقرضته ثم تركته (4) في أجله فله في كل يوم صدقة فإذا حل ثم تركه فله بكل يوم مثله
صدقة [10879]
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (5) أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه
أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن البطال الصعدي اليماني سكن
المصيصة سمع أحمد بن عبيد الله ومحمد بن حرب

(1) في م: ابن، تصحيف.
(2) زيادة منا للايضاح.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 6 / 171.
وجلي بكسر الجيم وتشديد اللام المكسورة، كما في الاكمال لابن ماكولا 2 / 111.
(4) بالأصل، وم، ود، وت: " اقرضه ثم تركه " والمثبت عن المختصر.
(5) بالأصل ود: الهمداني، تصحيف، والمثبت عن م، وت. والسند معروف.
247

قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي زكريا البخاري وأنبأنا أبو القاسم بن
السوسي أنبأنا أبو إسحاق الخطيب أنبأنا أبو زكريا وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة
ابن يحيى أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر أنبأنا رشأ بن نظيف قالا حدثنا عبد الغني الحافظ
قال فأما الصعدي بالصاد والعين المهملتين محمد بن إبراهيم بن مسلم الصعدي حدث عنه
حمزة بن محمد وغيره
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (1) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) قال محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال أبو
عبد الله اليماني نزيل المصيصة وهو من صعدة اليمن قدم بغداد وحدث بها عن علي بن
مسلم الهاشمي روى عنه حبيب بن الحسن (3) القزاز وحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
الجلي (4) وغيره من أهل المصيصة عن محمد بن إبراهيم عن سلمة بن شبيب ومحمد بن آدم
المصيصي والحسين بن علي بن الأسود الكوفي وأحمد بن يحيى الجلاب البغدادي
والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وغيرهم
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر الحافظ قال (5) وأما الصعدي بفتح
الصاد والعين المهملتين فهو محمد بن إبراهيم بن مسلم الصعدي حدث عنه حمزة بن
محمد
كتب إلي أبو زكريا بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنبأنا عمي أبو القاسم عن
أبيه أبي عبد الله وحدثني أبو بكر أنبأني أبو عمرو عن أبيه قال قال لنا أبو سعيد بن
يونس محمد بن إبراهيم بن البطال يكنى أبا عبد الله من أهل صعدة من اليمن قدم علينا
مصر قدمتين وكتبنا عنه كان آخر قدمتيه سنة عشر وثلاثمائة ثم صار إلى الثغر فتوفي هناك
6060 محمد بن إبراهيم بن المسيب
حدث عن إسحاق بن نجيح الملطي
روى عنه الحسن بن سهل الواسطي

(1) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 407.
(3) في تاريخ بغداد: حبيب بن الحسن بن داود القزاز.
(4) بالأصل وت: الحلي، والمثبت عن د، وم، وتاريخ بغداد.
(5) الاكمال لابن ماكولا 5 / 203 - 204.
248

أخبرنا أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن عبد الله البغوي الواعظ ببغشور (1) أخبرني
أبي أبو عبد الله الخطيب حدثنا القاضي الإمام أبو علي الحسين بن محمد الفقيه حدثنا
الشيخ الإمام أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي بن الشاه حدثنا محمد بن إبراهيم وهو أبو
جعفر المروذي حدثنا الحسن بن سهل الواسطي حدثنا محمد بن إبراهيم بن المسيب
الدمشقي حدثنا إسحاق بن نجيح عن عطاء بن ميسرة عن مكحول عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من أكل ما يسقط من المائدة عاش في سعة وعوفي من المحن في ولده وفي جاره
وجار جاره ودويرات جاره [10880]
6061 محمد بن إبراهيم الهاشمي القرشي
إمام جامع دمشق
روى عن أبي صالح وابن جريج
روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار
قال ابن عساكر (2) وأظنه ابن إبراهيم الإمام ابن محمد
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل أنبأنا أبو سعد الجنزروذي أنبأنا الحاكم أبو
أحمد أنبأنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن إبراهيم
القرشي حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال علي بن أبي طالب يا رسول
الله القرآن يتفلت من صدري فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من
علمته ويثبت ما تعلمت في صدرت قال بلى قال فصل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ
في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وياسين وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي
الثالثة بفاتحة الكتاب وتنزيل السجدة وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتنزيل المفصل فإذا فرغت
من التشهد فاحمد الله وصل على النبي (صلى الله عليه وسلم) واستغفر للمؤمنين وقل اللهم ارحمني بترك
المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك
عني اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله

(1) بالأصول: ببغ شور، والمثبت عن معجم البلدان قال ياقوت: بليدة بين هراة ومرو الروذ، ويقال لها: بغ أيضا.
(2) زيادة منا للايضاح.
249

يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني فارزقني أن أتلوه
على النحو الذي يرضيك عني وأسألك أن تنور بكتابك بصري وتطلق به لساني وتفرج به
عن قلبي وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقوني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا
يعين على الخير ولا يوفق له إلا أنت تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمس أو سبع تجب بإذن
الله وما أخطأ مؤمن فأتى على النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك سبع جمع فأخبره بحفظه للقرآن
والأحاديث فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) مؤمن ورب الكعبة علم أبا حسن علم علم [10881]
أخبرناه أبو الحسن الفرضي أنبأنا أبو محمد بن فضيل أنبأنا أبو الحسن بن عوف
أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام بن عمار في مشيخته الدمشقيين
المقلين حدثنا محمد بن إبراهيم الدمشقي فذكر بإسناده نحوه ولم يذكر في ترجمة محمد
ابن إبراهيم غير هذا الحديث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا
يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي قال محمد بن إبراهيم القرشي (1) عن أبي صالح
مجهولان جميعا بالنقل والحديث غير محفوظ وروى سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت
شرحبيل عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة عن ابن
عباس الفقيه وليس يرجع من هذا الحديث إلى صحة
أخبرنا بحديث سليمان أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن
عبد الله الحافظ أنبأنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه (2) وأبو الحسن أحمد بن
محمد العنزي (3) قالا حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي
ح قال وأنبأنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأنا دعلج بن أحمد بن دعلج
حدثنا أبو عبد الله البوشنجي (4) محمد بن إبراهيم
ح قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي حدثنا

(1) ليس له ترجمة في كتاب الضعفاء الكبير.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 490.
(3) في الأصل وت: الغنوي، تصحيف، والمثبت عن م ود.
وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي النيسابوري الطرائفي، ترجمته في سير أعلام النبلاء
15 / 519.
(4) بالأصل وم وت: البوسنجي.
250

محمد بن إبراهيم العبدي قالا حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا
الوليد بن مسلم حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن
عباس أنه بينا هو جالس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال يا نبي الله تفلت
هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا الحسن أفلا
أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وتنفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمته في صدرك قال
أجل يا رسول الله فعلمني قال إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل
الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب وهي قول أخي يعقوب لبنيه " سوف أستغفر
لكم ربي " (1) حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في
أولها فصل أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية
بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي
الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب (2) وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن
الثناء على الله وصل علي وعلى سائر النبيين وأحسن واستغفر لإخوانك الذين سبقوك
بالإيمان ثم استغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم قل آخر ذلك اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا
ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني اللهم
بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والقوة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن
بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو
الذي يرضيك عني اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام
أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني
وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تشغل به بدني فإنه لا يعينني على الحق
غيرك ولا يؤتينه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله (3) العظيم أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث
جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله فوالذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط
قال عبد الله بن عباس فوالله ما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله إن كنت فيما خلا لأتعلم أربع آيات أو نحوهن

(1) سورة يوسف، الآية: 98.
(2) بالأصل: بحم الدخان، والمثبت عن م، وت، ود
(3) كذا بالأصل وت وفي م ود: بالله العلي العظيم.
251

فإذا قرأتهن يتفلتن فأما اليوم فأتعلم الأربعين آية ونحوها فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما
كتاب الله نصب عيني ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت وأنا اليوم أسمع الأحاديث
فإذا حدثت بها لم أخرم منها حرفا فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند ذلك مؤمن ورب الكعبة أبو
الحسن [10882]
رواه أبو عيسى الترمذي (1) في جامعه عن أحمد بن الحسن بن جنيدب الترمذي عن
سليمان وقال غريب لا يعرف إلا من حديث (2) الوليد
قال ابن عساكر (3) وقد سقناه من حديث هشام عن محمد قبل
أنبأنا أبو الحسين بن الحسن وأبو عبد الله بن عبد الملك قالا أنبأنا عبد الرحمن
ابن محمد أنبأنا حمد إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو الحسن قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4) محمد بن
إبراهيم الهاشمي دمشقي روى عن ابن جريج روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار
سمعت أبي يقول ذلك
6062 محمد بن إبراهيم أبو حمزة البغدادي الصوفي (5)
حكى عن طلحة بن علي القتباني وإسماعيل بن مهدي الإفريقي ومحمد بن عبد
الصمد وحاتم الأصم ومكي بن عمر وصالح بن المثنى وتميم بن علوان وهشام بن
الوليد وأبي السمح (6) وسماك بن الأحوص وأيوب بن سليمان الصوفيين
روى عنه جعفر بن عبد الله البغدادي الخياط وأبو بكر أحمد بن محمد الدينوري
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم قال كتب إلي أبو الحسن
علي بن عبد الغالب الضراب أن محمود بن عمر (7) أخبرهم عن عبد الله بن محمد بن

(1) سنن الترمذي 49 كتاب الدعوات 115 باب في دعاء الحفظ رقم 3570 (5 / 563).
(2) في سنن الترمذي: لا نعرفه الا من حديث الوليد بن مسلم.
(3) زيادة منا للايضاح.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 185 رقم 1051.
(5) ترجمته تاريخ بغداد 1 / 390 وحلية الأولياء 10 / 320 الوافي بالوفيات 1 / 344 وسير أعلام النبلاء 13 / 165.
(6) بالأصل: أبي السمك " والمثبت عن م، وت، ود.
(7) الأصل: عمر بن محمود، والمثبت عن م وت ود.
252

شهاب أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد الدينوري حدثني أبو حمزة الصوفي محمد بن
إبراهيم حدثني مذعور الأصم حدثنا رجل من الصوفية ونحن في مسجد بيت المقدس
قال كنت أمشي مع أبي الجهم (1) وكان من خيار عباد الله فنظر إلى رجل من
أصحاب الحديث يكلم غلاما جميلا ويضحك كل واحد منهما إلى صاحبه فقال لي
اذهب إلى ذلك الرجل فادعه فدعوته فجاء فقال السلام عليك فرد عليه السلام فقال
يا بني أخوك في الإسلام ووزيرك في الإيمان وقد رأيتك على أمر لم يسعني أن أسكت فيه
عنك ولست أقبل فيه العذر منك قال وما هو حتى أرجع عنه وأتوب إلى الله تعالى منه
قال رأيتك تضاحك حدثا غرا جاهلا بأمور الله عز وجل وما يجب من حدود الله تعالى
وأنت رجل قد رفع الله قدرك بما تطلب من العلم وإنما أنت رجل من الصديقين لأنك
تقول حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن جبريل عن الله فيسمعه الناس منك
ويكتبونه عنك ويتخذونه دينا يعملون عليه وحكما ينتهون إليه وأنا أنهاك أن تعود لمثل ما
كنت عليه فإني أخاف غضب من يأخذ العارفين قبل الجاهلين ويعذب فساق حملة القرآن
قبل الكافرين
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني
أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي بمكة وكان شيخ الحرم في وقته أنبأنا
أبو بكر محمد بن يحيى أنبأنا محمد بن عبد الله حدثنا عمر بن محمد بن الحلبي حدثنا
أحمد بن محمد الدينوري حدثنا جعفر بن عبد الله قال سمعت أبا حمزة الصوفي قال
كنت مع منصور بن جمهور الصوفي فنظر إلى غلام يعرض للبيع فوقف فنظر إليه ثم التفت
إلي وقال ما أعلم أحدا اشترى ذا إلا متعرضا لمحن الله عز وجل فإما أن يعصمه وإما
أن يفتنه فإن عصمه اتسع للناس القول فيه بما لا يعلمون وإن هو فتنة طال في القيامة
حسابه وفي النار عذابه ثم رفع يديه فقال اللهم اعصمنا فيما بقي من أعمارنا ولا تؤاخذنا
بما قد علمت من أفعالنا وهب لنا عقوبة نظرنا ثم بكى
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (2)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أخبرني أحمد بن علي بن الحسين

(1) غير واضحة بالأصل وت ود، وتقرأ في م: العبسي.
(2) زيادة عن م، وت، ود، لتقويم السند.
(3) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 391.
253

المحتسب أنبأنا محمد بن الحسين (1) بن موسى النيسابوري قال سمعت أبا بكر الرازي
يقول سمعت خير النساج (2) يقول سمعت أبا حمزة يقول خرجت من بلاد الروم فوقفت
على راهب فقلت هل عندك من خبر من قد مضى فقال نعم فريق في الجنة وفريق في
السعير
قرأت بخط أبي الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني فيما سمعه من أبي العيش محمد
ابن علي بن أبي العيش أنبأنا أبو محمد بن النحاس حدثنا أبو يعقوب الرملي الصوفي
حدثني أحمد بن محمد الدينوري حدثنا جعفر بن عبد الله الخياط البغدادي حدثنا محمد
ابن إبراهيم أبو حمزة الصوفي قال كنت مع سماك بن الأحوص الصوفي في مجلس دمشق
فذكر حكاية تقدمت في ترجمة سماك
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو
عبد الرحمن السلمي قال أبو حمزة البغدادي البزاز واسمه محمد بن إبراهيم من أقران سري
السقطي (3) أو أقدم منه كان يتكلم ببغداد في مسجد الرصافة قبل كلامه في مسجد المدينة
وأبو حمزة كان يذكر أنه من أصحاب حسن (4) المسوحي وكان يسميه أستاذ وكان من
أستاذي الجنيد وكان وكان عالما بالقراءات خصوصا بقراءة أبي عمرو وكان قد تكلم في
شئ من علوم الإرادات في المسجد الجامع فسقط عن كرسيه واعتل ودفن في الجمعة
الثانية وكان سافر مع أبي تراب (5) وهو أستاذ جميع البغداديين في هذه العلوم ولما مات
غسله قاسم بن أبي علي المنصوري الصوفي
ذكر ابن الأعرابي أنه سأل بعض أولاد عيسى بن أبان فذكر أن أبا (6) حمزة من أولاد
عيسى بن أبان وكان أبو حمزة يتكلم في مسجد الرصافة ثم انتقل منها إلى مسجد المدينة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن المالكي وأبو منصور بن خيرون

(1) الأصل: الحسن، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
(2) انظر اخباره في حلية الأولياء 10 / 307.
(3) هو السري بن المغلس، أبو الحسن السقطي البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 185.
(4) بالأصل، وم، ود، وت: " حسين " تصحيف، والصواب ما أثبت، اخباره في حلية الأولياء 10 / 322.
(5) هو أبو تراب عسكر بن الحصين النخشي، وقيل في اسمه غير ذلك اخباره في حلية الأولياء 10 / 219.
(6) بالأصل: أباه، تصحيف، والتصويب عن م وت ود.
254

قالوا قال لنا أبو بكر الخطيب (1) محمد بن إبراهيم أبو (2) حمزة الصوفي من كبار
شيوخهم كان يتكلم في جامع الرصافة ثم انتقل إلى جامع المدينة وكان عالما بالقراءات
وبقراءة أبي عمرو خصوصا جالس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وأبا نصر التمار
وسريا السقطي وسافر مع أبي تراب النخشبي حكى عنه محمد بن علي الكتاني وخير
النساج وغيرهما وقال لي أبو نعيم الحافظ أبو حمزة بغدادي واسمه محمد بن إبراهيم
كان مولى عيسى بن أبان القاضي
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري قال قال لنا أبي أبو القاسم القشيري (3) ومنهم أبو
حمزة البغدادي (4) مات قبل الجنيد وكان من أقرانه صحب السري والحسن المسوحي
وكان عالما بالقراءات فقيها وكان من أولاد عيسى بن أبان وكان أحمد بن حنبل يقول له في
المسائل ما تقول فيها يا صوفي قيل كان يتكلم في مجلسه يوم جمعة فتغير عليه الحال
فسقط من كرسيه ومات في الجمعة الثانية وقيل مات سنة تسع وثمانين في نسخة ومائتين
قال أبو حمزة (5)
من علم طريق الحق سهل عليه سلوكه ولا دليل على الطريق إلى الله إلا متابعة
الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أحواله وأفعاله وأقواله
وقال أبو حمزة (6)
من رزق ثلاثة أشياء فقد نجا (7) بطن خال مع قلب قانع وفقر دائم معه زهد حاضر
وصبر كامل معه ذكر دائم
أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن
وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (8) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (9) أنبأنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري قالا (10) أنبأنا محمد بن

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 / 390.
(2) بالأصل وم وت ود: " بن " تصحيف، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(3) الرسالة القشيرية للقشيري ص 395 (ط. بيروت).
(4) زيد في الرسالة القشيرية: البزاز.
(5) الرسالة القشيرية ص 395.
(6) المصدر السابق.
(7) في الرسالة القشيرية: نجا من الآفات.
(8) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(9) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 390.
(10) كذا بالأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: قال.
255

الحسين السلمي قال سمعت محمد بن الحسن البغدادي يحكي عن ابن الأعرابي قال قال
أبو حمزة كان الإمام أحمد يسألني في مجلسه عن مسائل ويقول ما تقول فيها يا صوفي
زاد المزكي عن السلمي وكان أيضا قد جالس بشرا والسري
أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد الميهني أنبأنا أبو شجاع محمد بن
سعدان المقاريضي أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران الصوفي أنبأنا أبو الحسن علي الديلمي
قال وسمعت الشيخ يعني أبا عبد الله بن خفيف (1) يحكي عن بعض شيوخه عن أبي حمزة
محمد بن إبراهيم البغدادي أستاذ الجنيد أنه ولد له مولود في ليلة مطيرة وما كان في منزله
شئ واشتد المطر وكان داره على الطريق قال وأخذ السيل يدخل داره وكان معه في
الدار صبي يخدمه فقام هو والصبي فأخذوا جرتين فكانوا ينقلون الماء إلى الطريق حتى
أصبحوا قال فلما أصبحوا احتالت المرأة درهمين وقالت لأبي حمزة اشتر لنا بهما شيئا
فخرج أبو حمزة والصبي معه فإذا بجارية صغيرة تبكي قال فقال لها أبو حمزة مالك
قالت لي مولى شرير وقد دفع إلي قارورة وانكسرت وهلك الزيت فأخاف أن يضربني
قال فأخذ بيدها وذهب فاشترى لها قارورة وأخذ فيها زيتا فقالت الجارية تجئ معي إلى
عند مولاي وتشفع إليه أن لا يضربني بتأخري عنه قال فذهب أبو حمزة معها إلى مولاها
وتشفع فيها ثم رجع إلى المسجد وقعد في الشمس فقال له الغلام أيش عملت في يوم
مثل هذا أو (2) قصة مثل هذه قال فقال له اسكت فقعدوا إلى العصر ثم قال للصبي قم
بنا نعود إلى المنزل وكان (3) داره في زقاق لا ينفذ قال فجاءوا والزقاق كله من أوله إلى
آخره حمالين قعود معهم كلما يحتاج إليه في الشتاء ومعهم رجل معه رقعة فيها مكتوب
أخبرنا أيها الشيخ أن البارحة ولد لك مولود فحملنا إليك ما حضر فتفضل بقبوله ومع
الرجل كيس فيه خمسمائة درهم فأخذ ثم التفت أبو حمزة إلى الغلام وقال إذا عاملت
فعامل من هذه معاملته
ح وأخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (4) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا أبو القاسم
عبد الكريم بن هوازن

(1) هو محمد بن خفيف بن اسفكشار الضبي أبو عبد الله الفارسي الشيرازي، شيخ الصووفية، ترجمته في سير أعلام النبلاء
16 / 342.
(2) بالأصل وم وت ود: " وقصة ".
(3) كذا بالأصل وم وت و: وكان داره.
(4) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(5) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 391.
256

القشيري النيسابوري ح وأخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري الصوفي أنبأنا (1) أبي قال
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت محمد بن عبد الله الواعظ يقول سمعت خير
النساج يقول سمعت أبا حمزة يقول إني لأستحيي من الله تعالى أن أدخل البادية وأنا
شبعان وقد اعتقدت التوكل لئلا يكون سعيي على الشبع زادا (2) أتزوده
قال الخطيب (3) وأنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم حدثني أبو
بدر الخياط الصوفي قال سمعت أبا حمزة يقول سافرت سفرة على المتوكل فبينا أنا أسير
ذات ليلة والنوم في عيني إذ وقعت في بئر فرأيتني قد حصلت فيها فلم أقدر على الخروج
لبعد مرتقاها فجلست فيها فبينا أنا جالس إذ وقف على رأسها رجلان فقال أحدهما لصاحبه
نجوز ونترك هذه في الطريق السابلة والمارة فقال الآخر فما نصنع قال نطمها قال
فبدرت نفسي أن تقول أنا فيها فنوديت تتوكل علينا وتشكو بلاءنا إلى سوانا فسكت
فمضيا ثم رجعا ومعهما شئ جعلاه على رأسها غطوها به فقالت لي نفسي أمنت طمها
ولكنت جعلت (4) مسجونا فيها فمكثت يومي وليلتي فلما كان الغد ناداني شئ يهتف بي
ولا أراه تمسك بي شديدا فمددت يدي فوضعته على شئ خشن فتمسكت به فعلاها
وطرحني فتأملت فوق الأرض فإذا هو سبع فلما رأيته لحق نفسي من ذلك ما يلحق من
مثله فهتف بي هاتف يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء وكفيناك ما تخاف ما تخاف
قال الخطيب (5) ذكر أبو نعيم أن الواقع في البئر أبو حمزة البغدادي وكذلك يحكى
عن أبي بكر الشبلي
قال (6) وأخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري أنبأنا محمد بن الحسين السلمي أن
الذي وقع في البئر بالبادية هو أبو حمزة الخراساني (7) من أقران الجنيد وليس أبي حمزة
البغدادي فالله أعلم بذلك

(1) الخبر في الرسالة القشيرية ص 167 تحت عنوان: التوكل.
(2) بالأصل وم: " زاد " والمثبت عن ت، وتاريخ بغداد، الرسالة القشيرية.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 391.
(4) في م وت ود والأصل: جعلت، وفي تاريخ بغداد: حصلت.
(5) تاريخ بغداد 1 / 392.
(6) زيادة للايضاح، والقائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 1 / 392.
(7) انظر اخباره في الرسالة القشيرية ص 409 (ط بيروت).
257

قال الخطيب (1) وأخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة
النيسابوري بالري قال سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن الحسن الأزدي الخطيب
بسمنان (2) يقول قال جعفر بن محمد الخلدي خرج طائفة من مشايخ الصوفية يستقبلون أبا
حمزة الصوفي في قدومه من مكة فإذا به قد شحب لونه فقال الجريري يا سيدي هل تتغير
الأسرار إذا تغيرت الصفات قال معاذ الله لو تغيرت الأسرار لتغير (3) الصفات لهلك
العالم ولكنه ساكن الأسرار فحماها (4) وأعرض عن الصفات فلاشاها ثم تركنا وولى وهو يقول
* كما ترى صيرني * قطع قفار الدمن (5)
شردني عن وطني كأنني لم أكن
إذا تغيبت بدا * وإن بدا غية بني
يقول لا تشهد ما * يشهد أو تشهدني *
أخبرنا الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في كتابه أنبأنا أبو بكر
محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي
قال سمعت الحسن بن أحمد قال سمعت الرقي يقول كان أبو حمزة يقول اللهم
ارحمني بكذبي
سمعت (6) أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول (7) سمعت أبا عبد الرحمن
السلمي يقول سمعت عبد الله بن محمد يقول سمعت جعفر بن محمد بن نصير يقول
سمعت أبا علي الوراق يقول سمعت (8) أبا (9) حمزة البغدادي يقول علامة الصوفي
الصادق أن يفتقر بعد الغنى ويذل بعد العز ويخفى بعد الشهرة وعلامة الصوفي الكاذب

(1) الخبر في تاريخ بغداد 1 / 392.
(2) سمنان: بلدة بين الري ودامغان، وهي بكسر السين عند أهل الحديث (راجع معجم البلدان).
(3) بالأصل: لتغيرت، والمثبت عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
(4) بالأصل وم وت ود: فحملها والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) الدمن واحدتها دمنة، وهي اثار الناس.
(6) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(7) الخبر رواه القشيري في الرسالة القشيرية ص 280 (ط بيروت).
(8) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
(9) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
258

أن يستغني بعد الفقر ويعز بعد الذل ويشتهر بعد الخفا (1)
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (2) أخبرني جعفر بن محمد بن
نصير في كتابه حدثني أبو بكر الكتاني قال قال لي أبو الأزهر وجماعة من إخواننا
اجتمع نفر على باب يفتحونه فلم ينفتح فقال أبو حمزة تنحوا فأخذ الغلق بيده فحركه فقال
بكذبي (3) إلا فتحته فانفتح
أخبرنا أبو القاسم الخطيب وأبو الحسن الفقيه المالكي قالا حدثنا و (4) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) حدثنا أبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي
لفظا قال سمعت غالب بن علي الرازي يقول سمعت أبا عثمان المغربي يقول كان أبو
حمزة وجماعة أصحابنا يمشون إلى موضع من المواضع فبلغوا ذلك الموضع فإذا الباب
مغلق فقال أبو حمزة لأصحابه لنتقدم كل واحد منكم إلى هذا الباب ويظهر صدقه
وإخلاصه فينفتح عليه الباب من غير معالجة أحد فتقدم كل واحد من القوم فلم ينفتح على
أحد فتقدم أبو حمزة إلى الباب وقال بكذبي إلا فتحت ففتح عليه الباب فدخلوا ذلك
الموضع
قال الخطيب (6) وحدثني عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال سمعت أبا
الحسن علي بن عبد الله الهمذاني بمكة يقول أنبأنا الخلدي قال كان لأبي حمزة مهر قد
رباه وكان يحب الغزو وكان يركب المهر ويخرج عليه وهو يدعي التوكل فقيل له يا أبا
حمزة أنت قد علمنا كيف تعمل فالدابة أيش كنت تعمل في أمرها قال كان إذا رحل
العسكر تبقى تلك الفضالات من الدواب ومن الناس تدور فتأكل
أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الله السلمي سمعت
منصور بن عبد الله الهروي يقول سمعت جعفرا يقول سمعت الجنيد يقول كان أبو حمزة
حبب إليه الغزو فقال لي كنت آتي بلاد الروم والناس في السلاح وعلي جبة صوف فكان
حجر المنجنيق يمر بوجهي فلا أستتر منه بشئ

(1) كتب بعدها في م وت: إلى.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 10 / 321.
(3) كذا بالأصل وم وت ود: " بكذبي " وفي حلية الأولياء: بكذا. (؟).
(4) زيادة عن م، وت، ود، للايضاح.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 393.
(6) تاريخ بغداد 1 / 390.
259

أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (1) وحكي لي عن عبد الواحد بن
بكر حدثني محمد بن عبد العزيز قال سمعت أبا عبد الله الرملي يقول تكلم أبو حمزة في
جامع طرسوس فقبلوا فبينا هو ذات يوم يتكلم إذ صاح غراب على سطح الجامع فزعق أبو
حمزة وقال لبيك لبيك فنسبوه إلى الزندقة وقالوا حلولي زنديق فشهدوا وأخرج وبيع
فرسه بالمناداة على باب الجامع هذا فرس الزنديق فذكر أبو عمر (2) البصري قال أتبعته
والناس وراءه يخرجونه من باب الشام فرفع رأسه إلى السماء وقال
* لك من قلبي المكان المصون * كل عتب علي فيك يهون *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي قال سمعت أبا عبد الرحمن
السلمي يقول سمعت يوسف بن عمر الزاهد يقول سمعت محمد بن الحسين الآجري
يقول سمعت عبد الله بن محمد العطشي يقول سمعت أبا حمزة يقول من ذاق حلاوة
عمل صبر على تجرع مرارة صرفه ومن صفت فكرته استلذ ذوقه واستوحش ممن يشغله
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان أنبأنا أبو بكر بن
خلف أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سئل أبو حمزة البغدادي هل يتفرغ المحب إلى
شئ سوى محبوبه فقال لا لأنه بلاء دائم وسرور منقطع وأوجاع متصلة لا يعرفها إلا
من باشرها وأنشد
* يقاسي المقاسي شجوه دون غيره * وكل بلاء عند لاقيه أوجع *
قال وسمع أبو حمزة رجلا من أصحابه وهو يلوم بعض إخوانه على إظهاره وجده
وغلبة الحال عليه وإظهار سره في مجلس فيه بعض الأضداد فقال أبو حمزة أقصر يا
أخي فالوجد الغالب يسقط التمييز ويجعل الأماكن كلها مكانا واحدا والأعيان عينا واحدة
لا لوم على من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك وما أحسن ما قال ابن الرومي
* فدع المحب من الملامة إنها * بئس الدواء الموجع مقلاق *
* لا تطفئن جوى بلوم إنه * كالريح يفري النار بالإحراق *
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب قال قرأت في كتاب أبي بكر

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 10 / 321.
(2) في حلية الأولياء: وحكى لي عبد الواحد.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الحلية: أبو عمرو.
260

محمد بن عبد الملك التاريخي (1) بخطه سمعه أبا حمزة الصوفي ينشد
* خفف على أصحابك الموبا (2) أولا * فلست إذا لهم سكنا
لا تغترر بدنو ذي لطف يدنو * إليك وإن دنوت دنا
واعلم جزاك الله صالحة * أن ابن آدم لم يزل أذنا
متصرفا (3) شرس الطباع له * عين تريه قبيحة حسنا *
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (4) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أخبرني أحمد بن علي المحتسب أنبأنا محمد بن
الحسين بن موسى النيسابوري قال سمعت نصر بن أبي نصر يقول سمعت محمد بن عبد
الله المتأفف البغدادي قال سمعت الجنيد يقول وافى أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء
السفر فسلمت عليه وشهيته قال سكباج وعصيدة تخليني بهما فأخذت مكوك دقيق
وعشرة أرطال لحم وباذنجان وخلا وأخذت عشرة أرطال دبس وعملنا له عصيدة
وسكباجة ووضعناها في حيري (6) لنا وأدخلته الدار وأسبلت الستر فدخل وأكله (7) كله
فلما فرغ من أكله قال لي يا أبا القاسم لا تعجب فهذا من مكة الأكلة الثالثة
قال الخطيب (8) وأخبرني أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني (9) حدثنا إبراهيم
ابن أحمد بن محمد الطبري حدثنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ حدثنا أبو سعيد
الزيادي قال كان أبو حمزة أستاذ البغداديين وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب
من صفاء الذكر وجمع الهمة (10) والمحبة والشوق والقرب والأنس لم يسبقه إلى
الكلام بهذا على رؤوس الناس ببغداد أحدا وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن
توفي وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ودفن بباب (11) الكوفة

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 2 / 348.
(2) كذا رسمها بالأصل وم، وفي ت: " الموثا ".
(3) تقرأ بالأصل: " مشرفا " والمثبت عن م، وت.
(4) الزيادة عن م وت لتقويم السند.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 393.
(6) رسمها بالأصل وم: " حبر " وفي ت: " حير " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) بالأصل وم وت: واكل، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(8) تاريخ بغداد 1 / 393.
(9) الأصل: الشرمغاني، والمثبت عن م وت وتاريخ بغداد.
(10) بالأصل وم وت: الهم، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(11) بالأصل وم وت: باب، والمثبت عن تاريخ بغداد.
261

أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو عبد الرحمن قال توفي
أبو حمزة سنة تسع وثمانين ومائتين
أخبرنا أبو القاسم الخطيب وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (1) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا إسماعيل الحيري أنبأنا محمد بن الحسين
السلمي قال أبو حمزة البزاز محمد بن إبراهيم من أقران سري السقطي توفي سنة تسع
وثمانين ومائتين
6063 محمد بن إبراهيم
حدث عن يونس بن عطاء
روى عنه حذيفة بن الحسن المصيصي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (3) حدثنا حذيفة بن الحسن حدثنا محمد بن إبراهيم
الدمشقي حدثنا يونس بن عطاء عن معروف مولى واثلة قال سمعت واثلة يقول رأيت
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمامة سوداء
قال ابن عدي حدثناه عبد الصمد بن عبد الله الدمشقي حدثنا هشام بن عمار حدثنا
معروف قال رأيت على واثلة سوداء قد أرخى لها عذبة من خلفها
قال ابن عدي منكر جدا ومعروف هو مولى واثلة
قال ابن عساكر (4) حذيفة يروي عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي
فأخشى أن يكون محمد بن إبراهيم هذا هو أبو أمية ونسبه إلى دمشق لكونه كان بها والله
أعلم ويونس بن عطاء غير معروف
6064 محمد بن إبراهيم أبو بكر الصوري
حدث بدمشق عن أبي نعيم الحلبي وعبد الرحمن بن عبيد الله أخي الإمام ونوح بن

(1) زيادة عن م وت، لتقويم السند.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 393 - 394.
(3) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 327 في اخبار معروف بن عبد الله الخياط.
(4) زيادة منا للايضاح.
262

حبيب وأحمد بن صالح المصري ومحمد بن المصفى وسعيد بن نصر بن عتاب الوراق
وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجمان ومحمد بن سلام البغدادي
روى عنه أبو الحسن بن حذلم
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد
ابن صصري أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو الحسن بن حذلم حدثنا أبو بكر الصوري
بدمشق واسمه محمد بن إبراهيم حدثنا أبو نعيم الحلبي حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا
مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من استمع إلى
قينة صب في أذنيه الآنك (1) يوم القيامة [1083]
أخبرناه عاليا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي وعبد الكريم بن حمزة قالا أنبأنا
أبو القاسم الحنائي حدثنا أبو الحسين الكلابي أنبأنا أبو سعيد بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم
عبيد بن هشام حدثنا ابن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن أنس بن
مالك
أن رسول الله (2) (صلى الله عليه وسلم) قال من قعد إلى قينة يستمع منها صب الله في أذنيه الآنك يوم
القيامة [10884]
6065 محمد بن إبراهيم البغدادي
سمع بدمشق أبا محمد عبد الرحيم بن محمد بن شعيب بن صالح بن حنظلة
الأنصاري
روى عنه أبو الحسين أحمد بن محمد بن يعقوب البغدادي
6066 محمد بن إبراهيم أبو الفضل الدينوري المقرئ
سكن صيدا وأقرأ بها القرآن
حكى عنه أبو نصر بن طلاب
أنبأنا أبو الحسن الفرضي وأبو محمد الأكفاني وأبو الفرج غيث بن علي قالوا

(1) الآنك: الرصاص، قبل الرصاص الأبيض، وقيل الأسود، وقيل: الخالص منه.
(2) قوله: " ان رسول الله " استدرك عن هامش الأصل، وبعده صح.
263

أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب حدثنا الشيخ أبو الفضل محمد بن
إبراهيم الدينوري المقرئ بصيدا في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قال روي عن أمير
المؤمنين علي عليه السلام قال (1) قرنت الهيبة بالخيبة والحرمان بالحياء والفرص (2) تمر
مر السحاب (3)
وروي عن علي عليه السلام قال (4) اجتنب (5) فاجتنب من الرجال أربعة من إذا
حدثك كذب وإذا حدثه كذبك وإن ائتمنته خانك إن ائتمنك اتهمك وإن أنعمت عليه
كفرك وإن أنعم عليك أمتن عليك
6067 محمد بن إبراهيم أبو بكر الشيرازي
حدث بدمشق سنة سبع وتسعين وثلاثمائة عن أبي الحسن علي بن الحسن الحوري
الفقيه
روى عنه أحمد بن الحسين بن سعد بن أبان الطرسوسي الشاهد
6068 محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الحصري (6) البانياسي (7)
سكن صور
حدث عن أبي أحمد عبد الله بن بكر الطبراني ومحمد بن عبد الملك بن سعيد
الأزدي
وحدث بصور سنة عشرين وأربعمائة فسمع منه بصور أبو منصور نصر بن أبي نصر
الطوسي وغيره
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي توفي أبو عبد الله الحصري في شهر رمضان سنة
ثلاث وثلاثين وأربعمائة ودفن بظاهر البلد وكان قد نيف على الستين حدثني بذلك ابنه
عبد الرحمن

(1) نهج البلاغة، قصار الحكم رقم 21.
(2) في نهج البلاغة: والفرصة.
(3) زيد في نهج البلاغة: فانتهزوا فرص الخير.
(4) زيادة منا للايضاح.
(5) بالأصل وم وت: فاجتنب.
(6) الحصري، النسبة إلى الحصر وهي جمع الحصير وعمله، فهي بضم الحاء وسكون الصاد المهملتين كما في
الأنساب.
(7) والبانياسي نسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين يقال لها بانياس (الأنساب).
264

* ذكر من اسم أبيه إدريس من المحمدين *
6069 محمد بن إدريس بن إبراهيم أبو الحسن الأصبهاني
قدم دمشق وحدث بها عن أحمد بن محمد الرازي البزاز و (1) وصيف خادم
المعتضد
روى عنه محمد بن سليمان الربعي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءة أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد
الرحمن بن عبد الله بن علي بن أبي العجائز أنبأنا أبي أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان بن
يوسف الربعي حدثني أبو الحسن محمد بن إدريس بن إبراهيم الأصبهاني أخبرني أحمد بن
محمد البزاز الرازي بأصبهان أخبرني أبو زرعة الرازي أخبرني فلان بإسناد ذكره أن الحسين
ابن علي بن أبي طالب دفع ذات يوم إلى سائل عشرة آلاف درهم فقالت له جارية له يقال لها
فضة والله لقد أسرفت يا بن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لها يا فضة وأنشأ يقول
* إذا جمعت مالا يداي ولم أنل * فلا انبسطت كفي ولا نهضت رجلي
أريني بخيلا نال خلدا ببخله * وهاتي أريني باذلا مات من هزل
على الله إخلاف الذي أتفلت يدي * فلا مهلكي بذلي ولا مخلدي بخلي *
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو محمد بن أبي العجائز أنبأنا أبي أبو
علي أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي قال أنشدني هذا الشيخ لبعضهم
* إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا * عليك وأبدوا منك ما كان يستر
وقد قال في بعض الأقاويل قائل * له منطق فيه لسان محبر
إذا ما ذكرت الناس فاترك عيوبهم * فلا عيب إلا دون ما فيك يذكر
فإن عبت قوما بالذي ليس فيهم (2) * فذلك عند الله والناس أكبر
وإن عبت قوما بالذي فيك مثله * فكيف يعيب العور من هو أعور *
6070 محمد بن إدريس بن الحجاج بن أبي حمادة أبو بكر الأنطاكي
قدم دمشق سنة إحدى وثمانين ومائتين وحدث بها عن أبي يوسف يعقوب بن كعب

(1) زيادة للايضاح عن م وت.
(2) في م: " بالذي فيك مثله " ثم شطبت " فيك مثله " وكتب على هامشها: ليس فيهم.
265

الأنطاكي (1) ومحمد بن إبراهيم الأسباطي وزهير بن عباد ومحمد بن عبد الرحمن بن
سهم (2) ويحيى بن عثمان بن كثير الحمصي ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي (3)
ومحمد بن عيسى النقاش ومحمد بن حماد ابن أخي أبي غسان النهدي وموسى بن أيوب
العجلي النصيبي (4) والمسيب بن واضح وسعيد بن نصير وأبي تقي هشام بن عبد الملك
اليزني (5) ودحيم وهشام بن عمار وصفوان بن صالح وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم
ابن بسام الترجمان ونوح بن حبيب القومسي (6) ومحمد بن الوليد بن أبان البغدادي
القرشي وأحمد بن الوليد بن برد وأحمد بن هارون ومحمد بن مصفى ومؤمل بن
إهاب ومحمد بن سليمان لوين
روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن عديس (7) وأبو
الميمون بن راشد ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب حدثنا أبو بكر محمد بن إدريس بن الحجاج بن أبي
حمادة الأنطاكي حدثنا أبو تقي هشام حدثنا ابن حمير حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن
يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر قال بعثنا النبي
(صلى الله عليه وسلم) في سرية
فلقينا العدو فحاص الناس حصية فانهزمنا فقلنا نهرب في الأرض ولا نأتي رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) حياء مما صنعنا قال فلقينا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقلنا يا رسول الله نحن الفرارون قال لا بل
أنتم الكرارون وأنا فيتكم [10885]
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو
القاسم بن أبي العقب حدثنا أبو بكر محمد بن إدريس بن الحجاج بن أبي حمادة الأنطاكي
قدم علينا سنة إحدى وثمانين ومائتين حدثنا يعقوب بن كعب حدثنا عيسى بن يونس عن

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 445 ط. دار الفكر.
(2) هو محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 488.
(3) هو أبو عبد الله محمد بن هشام بن أبي خيرة البصري ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 295.
(4) هو موسى بن أيوب بن عيسى أبو عمران الأنطاكي، ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 446.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 261 ط. الفكر.
(6) رسمها غير واضح بالأصل وم وت، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 168.
(7) كذا رسمها بالأصل وفي م وت: عدبس.
266

الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ثمن الكلب والسنور [10886]
6071 محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع
ابن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف
ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
أبو عبد الله القرشي المطلبي الشافعي المكي (1)
إمام عصره وفريد دهره
سمع مالك بن أنس وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وأبا ضمرة
أنس بن عياض وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز بن أبي
سلمة الماجشون وإسماعيل بن جعفر ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وعطاف بن
خالد المخزومي وعبد الله بن نافع الصايغ المدنيين وسفيان بن عيينة وداود بن عبد
الرحمن العطار ومسلم بن خالد الزنجي (2) وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي التيمي
وعمه محمد بن علي بن شافع وعبد الله بن المؤمل المخزومي وإبراهيم بن عبد العزيز بن
أبي محذورة القرشي وعبد الله بن الحارث المخزومي ومحمد بن عثمان بن صفوان
الجمحي وسعيد بن سالم القداح وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد المكيين
ومطرف بن مازن وهشام بن يوسف ومحمد بن خالد الجندي اليمنيين وعبد الوهاب بن
عبد المجيد الثقفي وإسماعيل بن علية ويوسف خالد السمتي البصريين ومحمد بن
الحسن الشيباني الفقيه ويحيى بن حسان وعمرو بن أبي سلمة التنيسيين وأيوب بن سويد
الرملي وغيرهم
روى عنه سليمان بن داود الهاشمي وأحمد بن حنبل وأبو ثور إبراهيم بن خالد

(1) ترجمته واخباره في:
تهذيب الكمال 16 / 39 وتهذيب التهذيب 5 / 20 والتاريخ الكبير 1 / 48 وحلية الأولياء 9 / 63 وتاريخ بغداد 2 /
56 وترتيب المدارك 2 / 382 والأنساب، صفة الصفوة 2 / 95 ومعجم الأدباء 17 / 281 ووفيات الأعيان 4 / 164
وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 304) وتذكرة الحفاظ 1 / 361 والوافي بالوفيات 2 / 171 طبقات
الشافعية الكبرى للسبكي (الجزء الأول) وغاية النهاية 2 / 95، والبداية والنهاية 10 / 251، وسير أعلام النبلاء
10 / 5. ديوان الشافعي نسختان (ط. بيروت).
وانظر بهامش تاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء أسماء مصادر أخرى ترجمته.
(2) قيل له الزنجي لمحبته التمر، وقال عنه ابن سعد: كان ابيض مشربا بحمرة.
267

والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وأبو عبيد القاسم بن سلام وسعيد بن تليد
الرعيني وعمرو بن سواد السرخسي (1) وأحمد بن يحيى بن وزير والحسين بن علي
الكرابيسي وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار البغداديون وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى
المزني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وحرملة بن يحيى والربيع بن سليمان
المرادي والربيع بن سليمان الجيزي وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي ويونس بن
عبد الأعلى وبحر بن نصر المصريون وأبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي وإبراهيم بن
المنذر الحزامي وغيرهم
واجتاز بدمشق أو بساحلها حين ذهب إلى مصر
أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن علي البيهقي أنبأنا أبو علي محمد بن
إسماعيل العراقي الطوسي بها ح وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنبأنا أبو
الحسين محمد بن محمد بن علي بن عبد الله الوراق وأخبرنا أبو عبد الله يحيى بن
الحسن (2) وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر
وعبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري وفتاه أبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي قالوا
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني قالوا أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن
المخلص إملاء ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور
أنبأنا أبو طاهر المخلص قراءة عليه حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري
إملاء ولم يقلها ابن النقور ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو القاسم عمر
بن الحسين بن إبراهيم الخفاف أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد
الزهري حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ح وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري
الطرسوسي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن مكي بن
عثمان أنبأنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني البغدادي بمصر حدثنا أبو
محمد بن صاعد ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي

(1) غير واضحة بالأصل وم وت، وتقرأ: " السرحبي " تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 14 /
241.
(2) الأصل وت، وفي م: " الحسين " تصحيف، وهو يحيى بن الحسن بن أحمد أبو عبد الله البغدادي ابن البنا،
ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 6.
268

قالا أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب بدمشق أنبأنا أبو الحسين محمد
ابن أحمد بن جميع حدثنا أحمد بن بهزاد ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو
محمد عبد الجبار بن محمد قالا أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق زاد ابن الفضل وأبو صادق
محمد بن أحمد العطار وزاد عبد الجبار وأبو سعيد يعني محمد بن موسى بن الفضل
الصيرفي ح وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت أنبأنا أبو بكر أحمد
ابن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قالوا حدثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب قالوا حدثنا الربيع بن سليمان زاد ابن بهزاد المرادي أنبأنا وفي حديث
ابن بهزاد حدثنا الشافعي سماه (1) ابن صاعد محمد بن إدريس حدثنا وفي حديث
النيسابوري وأبي العباس أنبأنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن وفي
حديث المؤمل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وفي حديث ابن بهزاد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وقال أبو بكر النيسابوري وابن بهزاد من صلاة
الفذ (2) وحده بخمسة وعشرين جزءا [10887]
وسقط من حديث ابن بهزاد وحديث أبي بكر الخطيب قوله وحده زاد ابن النقور عن
النيسابوري قال أبو بكر لا أعلم أحدا رواه غير الشافعي إن لم يكن الشافعي وهم فيه لأن
هذا الحديث في الموطأ (3) عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
وقال لنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد قال لنا أبو بكر البيهقي تفرد به الربيع عن
الشافعي ورواه المزني والزعفراني وحرملة بن يحيى عن الشافعي عن مالك عن ابن
شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة فقيل إنه وهم من الربيع وقيل بل هو
محفوظ عن مالك فقد روي من حديث روح بن عبادة عن مالك
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد عبد الجبار بن محمد قالا أنبأنا
أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم
الثقة زاد ابن الفضل المأمون حدثنا إبراهيم بن أبي طالب وعبد الله بن محمد بن عبد

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن د، وت.
(2) الفذ: الفرد.
(3) موطأ مالك، فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ رقم 286 ص 93.
269

الرحمن قالا حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا مالك عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فضل صلاة الرجل في الجماعة
على صلاته وحده بخمسة وعشرين جزءا [10888]
لم أكتب حديث روح إلا من هذا الوجه
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي ح وأخبرنا أبو بكر العامري عنه ح
وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت أنبأنا أبو بكر الخطيب قالا أنبأنا
أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس الأصم أنبأنا الربيع بن سليمان أنبأنا الشافعي أنبأنا
محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال لا تخالط الصدقة مالا إلا أهلكته [10889]
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري وحدثنا أبو الحسن علي بن
سليمان عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن عمر الفقيه بالري أنبأنا عبد الرحمن
ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسن قال سمعت أخي أو غيره يحكي عن الشافعي قال
كنت مع محمد بن الحسن بالرقة فمرضت مرضة فعادني العواد فلما نقهت من مرضي
مددت يدي إلى كتب عند رأسي فوقع في يدي كتاب الصلاة لمالك فنظرت في باب
الكسوف ثم خرجت إلى المسجد فإذا محمد بن الحسن جالس فقلت له جئت أناظرك في
الكسوف فقال ق عرفت قولنا فيه فقلت جئت أناظرك على النظر والخبر فقال هات
قلت أشترط أن لا تحتد علي ولا تقلق وكان محمد رجلا قلقا حديدا فقال أما أن لا
أحتد فلا أشترط ذلك ولكن لا يضرك ذاك عندي فناظرته فلما ضاغطته فكأنه وجد من
ذاك فقلت هذا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وزيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن
ابن عباس واجتمع علي وعليه الناس فقال وهل زدتني على أن جئتني بصبي وامرأة
فقلت لو غيري جالسك وقمت عنه بالغضب فرفع الخبر إلى هارون أمير المؤمنين فقال
قد علم أن الله لا يدع هذه الأمة حتى يبعث عليهم قرشيا قلبا (1) يرد عليهم (2) ما هم فيه من
الضلالة ثم رجعت إلى بيتي فقلت لغلامي اشدد على رواحلك واجعل حملا
قال فقدمت مصر

(1) القلب: الرجل يقلب الأمور، ويعرف تصريفها.
(2) كذا بالأصل وم وت ود.
270

وهذه الحكاية تدل على أن الشافعي دخل مصر مرتين إحدى المرتين على طريق الشام
فإن فيها انه دخلها أيام هارون الرشيد وتوفي هارون سنة ثلاث وتسعين ومائة
ودخلته الثانية مصر سنة تسع وتسعين ومائة على ما ذكر حرملة بن يحيى فأقام بها إلى
أن مات وأظنه في هذه الثانية ذهب إليها من مكة فإن الحميدي (1) صحبه
قرأت بخط أبي الحسين الرازي عن الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثني أحمد
ابن مروان حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال سمعت أبي يقول خرجنا من بغداد
مع الشافعي يريد مصر فدخلنا حران وكان قد طال شعره فدعا حجاما فأخذ من شعره
فوهب له خمسين دينارا وهذا يدل على أنه سلك طريق الشام
آخر (2) الجزء الثامن والتسعين بعد الخمسمائة (2)
قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن الموازيني (3) وأنا اسمع عن أبي عبد الله
محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي (4) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو
ابن شاكر القطان حدثني إسماعيل بن عمر بن الحسن بن يحيى بن كامل الخولاني البزاز
حدثنا عبد الله بن محمد بن الخصيب القاضي حدثنا هارون بن عبد العزيز الوارجي حدثنا
عبد الله بن محمد بن وهب حدثنا عبد الله بن محمد الفريابي قال سمعت محمد بن
إدريس الشافعي ببيت المقدس يقول سلوني عم شئتم أخبركم عن كتاب الله وسنة رسوله
فقلت إن هذا لجرئ ما تقول أصلحك الله في المحرم يقتل الزنبور فقال نعم بسم
الله الرحمن الرحيم قال الله عز وجل " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا " (5)
وحدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر وحدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن
قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن عمر بن الخطاب أمر المحرم بقتل الزنبور
وهذه الحكاية تدل على دخوله الشام وقد روي من وجه آخر أنه سئل عنها بمكة
وذلك فيما

(1) هو أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي.
(2) من قوله: اخر إلى هنا ليس في د، وم.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 437.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 92.
(5) سورة الحشر، الآية: 7.
271

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو سعد أحمد بن
محمد الماليني أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي حدثنا عبد الله بن وهب يعني الدينوري حدثنا
عبد الله (1) بن محمد (2) بن هارون الفريابي قال
سمعت الشافعي محمد بن إدريس بمكة يقول سلوني ما شئتم أجبكم من كتاب الله ومن
سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقلت له أصلحك الله ما تقول في المحرم يقتل الزنبور قال نعم
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى " ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر وحدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس
ابن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أنه أمر المحرم بقتل الزنبور
فلعله سئل عنها وأجاب مرتين في الموضعين والله أعلم (3)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو
الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال
قال الربيع بن سليمان أنبأنا محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن
عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قالا حدثنا
و (4) أبو منصور بن خيرون وفاطمة بنت الحسين بن الحسن قالا أنبأنا أبو بكر أحمد
ابن علي بن ثابت (5) أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذن
المصري صاحب الشافعي قال الشافعي وأخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه
وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي (6) أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن زاد عبد الجبار وأبو عبد الرحمن السلمي

(1) بالأصل، ود وت هنا عبيد الله. ومر في الخبر السابق " عبد الله " ومثله في الأنساب (الفريابي).
(2) " بن محمد " استدركتا على هامش ت.
(3) من طريق اخر روي في سير أعلام النبلاء 10 / 5 وراجع حلية الأولياء 9 / 109 ومناقب البيهقي 1 / 362.
(4) زيادة عن م وت ود، لتقويم السند.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 57 وعن الخطيب روي الخبر في تهذيب الكمال 16 / 41.
(6) مناقب البيهقي 1 / 76.
272

قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا الربيع بن سليمان أنبأنا الشافعي
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن
هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
زاد البيهقي بن الهميسع وقالوا ابن عمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن
محمد الفقيه أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس أنبأنا أبو القاسم عبيد
الله بن أحمد بن عثمان الأزهري قال قرأت على أبي علي الحسن بن الحسين بن حمكان
الفقيه حدثني الزبير بن عبد الواحد الأسداباذي قال
أخذت نسبة الشافعي من اللوح الذي قبره عند رجله إلى عبد مناف محمد بن إدريس
ابن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد
مناف وعبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن
الهميسع بن النبت بن إسماعيل بن إبراهيم
زاد البيهقي قال أبو عبد الله الحافظ فحدثني أبو الفضل بن أبي نصر أنه قرأ هذا
النسب بعينه في مصر في مقابر بني عبد الحكم في الحجر منقور مكتوب على قبر الشافعي
وزاد فيه ابن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل
الرحمن كنيته أبو عبد الله
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني قراءة حدثنا عبد العزيز بن أحمد
حدثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر حدثنا أبو علي الحسن بن درستويه قراءة
عليه حدثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي حدثنا محمد بن عبد الرحمن
الأصبهاني حدثنا أحمد بن روح البغدادي حدثنا الزعفراني قال محمد بن إدريس بن
العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد
مناف قدم علينا سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا شهرا (1) ثم خرج وكان يخضب بالحناء
وكان خفيف العارضين

(1) كذا بالأصل وم وت ود: " شهرا " وفي رواية عن الزعفراني في تهذيب الكمال 16 / 51 وسير أعلام النبلاء 10 / 50
" أشهرا ".
273

أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (1) أبو منصور
محمد بن عبد الملك أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن
أيوب العكبري فيما أجاز لنا أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان البصري بها حدثنا أبو
يحيى زكريا بن يحيى الساجي قال الخطيب وأنبأنا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة
أنبأنا عياش بن الحسن البندار حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني أخبرني زكريا بن يحيى
الساجي قال سمعت الجهمي أحمد بن محمد بن حميد النسابة يقول محمد بن إدريس بن
العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد
مناف وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار أم السائب الشفا بنت الأرقم بن هاشم بن
عبد مناف أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأم الشفا بنت الأرقم خلدة بنت
أسد بن هاشم بن عبد مناف وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع (3) بن عبد
يا ليل بن ناشب بن غيرة (4) بن سعد بن ليث بكر بن عبد مناة بن كنانة وأم عبد يزيد الشفا
بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي كان يقال لعبد يزيد محض لا قذى فيه وأم هاشم بن
المطلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم وأم هاشم والمطلب وعبد شمس بني عبد
مناف عاتكة بنت مرة السلمية وأم شافع أم ولد
قال الخطيب (5) وسمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول شافع بن
السائب الذي ينسب الشافعي إليه قد لقي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو مترعرع وأسلم أبوه السائب يوم
بدر فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر وفدا نفسه ثم أسلم فقيل له لم لم تسلم قبل أن
تفتدي فداك (6) فقال ما كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم في
قال الخطيب (7) قال القاضي وقال بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعي
أنه شقيق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نسبه وشريكه في حسبه لم تنل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طهارة في
مولده وفضيلة في آبائه إلا وهو قسيمه فيها إلى أن افترقا من عبد مناف فزوج المطلب

(1) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 57 ومن هذا الطريق روي في تهذيب الكمال 16 / 42.
(3) رسمها بالأصل: " السابع " والمثبت عن م وت ود، والمصدرين السابقين.
(4) تقرأ بالأصل وم، ود، وت: " عمره " والمثبت عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 58 وتهذيب الكمال 16 / 42.
(6) ليست في تاريخ بغداد.
(7) تاريخ بغداد 2 / 58 وتهذيب الكمال 16 / 42.
274

ابنه هاشما الشفا بنت هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد يزيد جد الشافعي وكان يقال لعبد
يزيد المحض لا قذى فيه فقد ولد الشافعي الهاشميان هاشم بن المطلب وهاشم بن عبد
مناف والشافعي ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وابن عمته لأن المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
والشفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطلب عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأما أم الشافعي فهي
أزدية وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) الأزد جرثومة العرب [10890]
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي قالا سمعنا أبا نصر أحمد بن الحسين بن أبي مروان
قال سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول كان يونس بن عبد الأعلى (1) يقول لا أعلم
هاشميا ولدته هاشمية إلا علي بن أبي طالب ثم الشافعي فأم علي بن أبي طالب فاطمة بنت
أسد بن هاشم وجده الشافعي الشفا بنت أسد بن هاشم وأم الشافعي فاطمة بنت عبيد الله
ابن الحسن بن الحسن (2) بن علي بن أبي طالب زاد (3) أبو عبد الله في روايته وهي
التي حملت الشافعي إلى اليمن وأدبته
قال ابن عساكر (4) كذا روي عن يونس بن عبد الأعلى ولا أحفظه إلا من جهة أبي
نصر كذا حكي عن يونس وأغفل الحسن والحسين وعقيلا وجعفرا فإن أماهم
هاشميتان فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفاطمة بنت أسد
أخبرنا أبو المعالي أيضا أنبأنا البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأني القاضي أبو
القاسم الأسدي شفاها أن زكريا بن يحيى حدثهم قال سمعت أحمد بن محمد ابن بنت
الشافعي يقول كانت أم الشافعي أسدية
قال ابن عساكر (5) كذا قال شيخنا وقال غيره أزدية من الأزد وأسد وأزد لغتان
يرجعان إلى معنى واحد (6)

(1) الخبر " والمناقب " للبيهقي 1 / 85.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، " الحسن " وفي المختصر: الحسين.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن م وت ود.
(4) زيادة للايضاح.
(5) زيادة منا للايضاح.
(6) جاء في تاج العروس بتحقيقنا: أزد: أزد.. وهو أسد، بالسين أفصح وبالزاي أكثر. وهو أزد الغوث بن نبت
ابن مالك بن كهلان بن سبأ.
275

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم الفارسي في كتاب التاريخ للبخاري أنبأنا أبو إسحاق الأصبهاني حدثنا أبو
أحمد محمد بن سليمان بن فارس قال قال محمد بن إسماعيل
ح وأنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الحسين
المبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني أنبأنا
أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا البخاري قال (1) محمد بن إدريس أبو عبد الله
الشافعي القرشي سكن مصر مات سنة أربع ومائتين سمع مالك بن أنس حجازي
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة (2) أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن
أبي حاتم قال
محمد بن إدريس الشافعي وهو إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب
ابن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف مكي الأصل مصري الدار بها
مات روى عن مالك بن أنس وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد
وعمه محمد بن علي بن شافع وعبد الله (3) بن المؤمل روى عنه أحمد بن حنبل
والحميدي وحرملة بن يحيى وأحمد بن عمرو بن السرح أبو الطاهر ويوسف بن يحيى
البويطي وعمرو بن سواد السرحي والربيع بن سليمان المصري ويونس بن عبد الأعلى
المصري وإسماعيل بن يحيى المزني وأبو الوليد الجارودي وأبو ثور والحسن بن محمد
ابن الصباح وأحمد بن سنان الواسطي وبحر بن نصر الخولاني ومحمد بن عبد الله بن
عبد الحكم وأبو عبد (4) الله ابن أخي بن وهب وأحمد بن أبي شريح الرازي وهارون بن
سعيد الأيلي ومحمد بن يحيى بن حسان التنيسي وأحمد بن خالد الخلال وابنه محمد أبو
عثمان سمعت أبي يقول بعض ذلك وبعضه من قبلي

(1) رواه البخاري في التاريخ الكبير 1 / 42.
(2) بالأصل: مسلمة، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود، والسند معروف.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 201 - 202.
(4) بالأصل: " وعمه عبد الله بن المؤمل " والمثبت عن م، وت، ود، والجرح والتعديل.
(5) بالأصل، ود، وت: عبيد الله، والمثبت عن الجرح والتعديل.
276

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف (1) أنبأنا أبو سعيد
ابن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو عبد الله محمد بن إدريس
الشافعي سمع مالكا وابن عيينة والدراوردي روى عنه أحمد بن حنبل وحرملة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد
الله محمد بن إدريس الشافعي
قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال أبو عبد الله محمد بن إدريس
الشافعي الفقيه (2)
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله محمد بن إدريس بن علي بن شافع
ويقال ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم
ابن المطلب بن عبد مناف الشافعي القرشي الحجازي سكن مصر سمع مالك بن أنس
وسفيان بن عيينة روى عنه أحمد بن حنبل ويوسف بن يحيى البويطي كناه لنا محمد بن
إسحاق بن خزيمة عن أبي علي الزعفراني
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه
أنبأنا عمي (3) أبو القاسم عن أبيه أبي (4) عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس محمد بن
إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب
ابن عبد مناف بن قصي يكنى أبا عبد الله الفقيه الشافعي مكي قدم مصر مع عبد الله بن
العباس بن موسى الهاشمي سنة تسع وتسعين ومائة وأقام بمصر وحدث بها بمكتبة الفقهية
وكان كريما إلى أن توفي بها ليلة الخميس آخر ليلة من رجب سنة أربع ومائتين
قال ابن يونس حدثني بوفاته أيضا علي بن قديد قال قدم الشافعي إلى مصر سنة تسع
وتسعين ومائة وتوفي في سنة أربع ومائتين

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود، والسند معروف.
(2) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 59.
(3) بالأصل: عيسى، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود. والسند معروف.
277

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن بن قبيس (1) وأبو منصور بن خيرون
قالوا قال لنا أبو بكر (2)
محمد بن إدريس بن العباس أبو عبد الله الشافعي الإمام زين الفقهاء وتاج
العلماء ولد بغزة من بلاد الشام وقيل باليمن (3) ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبمدينة
الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقدم بغداد مرتين وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته وكان
سمع من مالك بن أنس وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وداود بن عبد الرحمن وعبد
العزيز بن محمد الدراوردي ومسلم بن خالد الزنجي وإبراهيم بن أبي يحيى وعبد
الرحمن بن أبي بكر المليكي وعبد الله بن المؤمل المخزومي وإبراهيم بن عبد العزيز بن
أبي محذورة وعمه محمد بن علي بن شافع وعبد الله بن الحارث المخزومي ومحمد بن
إسماعيل بن أبي فديك وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ومحمد بن عثمان بن
صفوان الجمحي وسعيد بن سالم القداح ويحيى بن سليم الطائفي وحاتم بن إسماعيل
وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون وإسماعيل بن جعفر ومطرف بن مازن وهشام بن
يوسف ويحيى بن (4) حسان التنيسي ومحمد (5) بن الحسن الشيباني وعبد الوهاب بن عبد
المجيد الثقفي وإسماعيل بن علية وغير هؤلاء حدث عنه سليمان بن داود الهاشمي
وأحمد بن حنبل وأبو ثور إبراهيم بن خالد والحسين بن علي الكرابيسي والحسن بن
محمد بن الصباح الزعفراني وأبو يحيى محمد بن سعيد العطار وغيرهم وكتاب الشافعي
الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه
قال الخطيب (6) وأنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أنبأنا محمد بن
جعفر التميمي بالكوفة أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن حامد بن إدريس البلخي
قال سمعت نصر بن المكي يقول سمعت ابن عبد الحكم يقول لما أن حملت أم الشافعي
به رأت كأن المشتري خر من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شظية فتأول

(1) في م: بن أبي قيس.
(2) الخبر رواه أبو بكر الخطيب 2 / 56.
(3) كذا بالأصل وتاريخ بغداد، وقوله: باليمن، يعني القبيلة فان أمه أزدية (راجع سير أعلام النبلاء 10 / 10).
(4) في تاريخ بغداد: " يحيى بن أبي احسان " وفي تهذيب الكمال: محمد بن يحيى بن حسان.
(5) الأصل: " يحيى "، والمثبت عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 58 - 59 وعنه في تهذيب الكمال 16 / 43 وسير أعلام النبلاء 10 / 10
وعقب الذهبي بقوله: هذه رواية منقطعة.
278

أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في سائر البلدان
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علي حدثنا
عبيد الله بن أحمد بن عثمان أنبأنا الحسن بن الحسين بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن
النقاش (1) حدثنا الحسن بن عامر الشيباني بنسا قال
سألت الربيع عن مولد الشافعي وعن سنه وموته فقال ولد في سنة خمسين ومائة
وعمر أربعا وخمسين سنة وتوفي ليلة الجمعة ودفناه يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة
أربع ومائتين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا علي بن
عبد العزيز بن مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
المصري قال ولد الشافعي في سنة خمسين ومائة ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع
ومائتين عاش أربعا وخمسين سنة
أخبرنا أبو القاسم الخطيب وأبو الحسن المالكي وأبو الحسن علي بن الحسن بن
سعيد وأبو منصور بن خيرون قالوا أنبأنا أبو بكر الحافظ (2) أنبأنا محمد بن أحمد بن
رزق حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن شطيم الفامي (3) قدم بلخ أنبأنا نصر
ابن مكي ببلخ حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال قال لي محمد بن إدريس
الشافعي ولدت بغزة سنة خمسين يعني ومائة وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين
قال وأخبرني غيره عن الشافعي قال لم يكن لي مال فكنت أطلب العلم في
الحداثة أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور وأكتب فيها
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين فيما قرئ عليه وأنا أسمع عن أبي عبد
الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قال قرأت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن
محمد بن عمرو بن شاكر حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي

(1) كذا المسند بالأصل وم وت، ومضطرب في د، ونصه فيها: أخبرنا أبو الفتح الفقيه، انا أبو البركات بن طاووس،
انا أبو القاسم الأزهري، انا أبو علي بن حمكان حدثني إبراهيم بن محمد بن الحسن بن النقاش.
(2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 59 وعنه في تهذيب الكمال 16 / 43.
(3) غير واضحة قراءتها بالأصل وم ود وت، والمثبت عن تاريخ بغداد، وفي تهذيب الكمال: " القاضي ".
279

العمري حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني (1) قال قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس
وتسعين ومائة وأقام عندنا سنتين ثم خرج (2) إلى مكة ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين وأقام
عندنا أشهرا ثم خرج وكان يخضب بالحناء وكان خفيف شعر العارضين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (3)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن
بندار بن إسحاق حدثنا أبو الطيب أحمد بن روح البغدادي حدثنا الحسن بن محمد
الزعفراني قال
قدم علينا الشافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة فأقام عندنا سنتين ثم خرج إلى
مكة ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا أشهرا ثم خرج وكان يخضب بالحناء
وكان خفيف العارضين
قال الخطيب (5) وقرأت على الحسن (6) بن عثمان الواعظ عن أبي بكر محمد بن
الحسن بن زياد النقاش حدثنا أبو نعيم الاستراباذي قال سئل الزعفراني وقيل له أي سنة
قدم الشافعي بغداد قال قدم سنة خمس وتسعين ومائة قال وسألته كان مخضوبا قال
نعم
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي حدثنا ابن خزيمة بنيسابور
قال سمعت أبا إبراهيم المزني (7) يقول (8) ما رأيت وجها أحسن من وجه الشافعي ولا
رأيت لحية أحسن من لحيته وكان ربما قبض عليها فلا تفضل عن قبضته ولقد سمعته يوما
ينشد

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 50 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 317 وانظر
القسم الأخير من الخبر فيه ص 310.
(2) يعني إلى مصر، افاده الذهبي في سير الاعلام.
(3) زيادة عن م وت ود، لتقويم السند.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 68 وعنه في تهذيب الكمال 16 / 51.
(5) تاريخ بغداد 2 / 68.
(6) بالأصل: الحسين، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
(7) بالأصل: المديني، والمثبت عن م وت ود.
(8) من طريق المزني رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 11 وتاريخ الاسلام (201 - 210) ص 310.
280

* قوم يرون النبل تطويل اللحا * لا علم دين عندهم ولا تقى
ربوا صغارا ثم خلوهم سدا * بغرة الجهل وآداب النساء
فلو ترى شيخهم إذا احتبى * ثم ابتدى في رخص سعر وغلا *
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن جعفر المزكي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق
يقول سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول سمعت الشافعي يقول ولدت بغزة
وحملتني أمي إلى عسقلان
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (1) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار
الأستراباذي ببيت المقدس أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني بأسترآباذ حدثنا أبو نعيم
عبد الملك بن محمد حدثنا الربيع قال سمعت الشافعي يقول كنت ألزم الرمي حتى كان
الطبيب يقول لي أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر قال وقال الشافعي
كنت أصيب من عشرة تسعة أو نحوا مما قال
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم (3) حدثنا أبي قال سمعت عمرو بن سواد (4) قال قال لي
الشافعي ولدت بعسقلان فلما أتى علي سنتان حملتني أمي إلى مكة وكانت نهمتي في
شيئين الرمي وطلب العلم فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة وسكت عن
العلم فقلت له أنت والله في العلم أكبر (5) منك في الرمي
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم (6) أنبأنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب
الوهبي (7) ابن أخي عبد الله بن وهب قال سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول ولدت

(1) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 60.
(3) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 43.
(4) ومن طريقه في سير أعلام النبلاء 10 / 11 وتاريخ الاسلام (201 - 210 ص 307).
(5) كذا بالأصل وم وت ود، وسير أعلام النبلاء، وفي تهذيب الكمال: " أكثر ".
(6) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 43 وسير أعلام النبلاء 10 / 10 وانظر المناقب للبيهقي 1 / 73
وتاريخ بغداد الاسلام (201 - 210) ص 307.
(7) بالأصل: الوهيبي، والمثبت عن م وت ود، وتهذيب الكمال.
281

باليمن (1) فخافت أمي على الضيعة وقالت الحق بأهلك فتكون مثلهم فإني أخاف أن
تغلب على نسبك فجهزتني إلى مكة فقدمتها وأنا يومئذ ابن عشر أو شبيها بذاك فصرت
إلى نسيب لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي لا تشتغل بهذا وأقبل على ما ينفعك
فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبه حتى رزقني الله منه ما رزق
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن روح قال سمعت الزبير بن سليمان
القرشي يذكر عن الشافعي قال طلبت هذا الأمر عن خفة ذات يد كنت أجالس الناس
وأتحفظ ثم اشتهيت أن أدون وكان منزلنا بمكة بقرب شعب الخيف (2) فكنت آخذ العظام
والأكتاف فأكتب فيها حتى امتلأ في دارنا من ذلك جبان
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم حدثني أبو بشر بن أحمد بن حماد الدولابي في طريق مكة
حدثني أبو بكر بن إدريس وراق الحميدي قال أخبرني عن الشافعي قال كنت يتيما في
حجر أمي ولم يكن معها ما تعطي المعلم وكان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام
فلما ختمت القرآن دخلت المسجد وكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسألة
وكانت لنا جرة قديمة فإذا امتلأ العظم طرحته في الجرة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علي أنبأنا عبيد الله
ابن أحمد بن عثمان حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان حدثني الزبير بن عبد الواحد
الأسداباذي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن إدريس أبو حاتم الرازي إملاء علي
من حفظه قال سمعت عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي قال سمعت محمد بن
إدريس يقول كنت يتيما في رقبة أمي ولم يكن عندها ما تعطي المعلم وكان المعلم قد
رضي مني أن أقوم على الصبيان إذا كان غائبا وأخفف عنه إذا حضر فلما ختمت القرآن
قلت يا نفس قد حصل لك القطب الأعظم فدخلت المسجد فكنت أجالس العلماء والفقهاء
فكنت إذا سمعت منهم الحديث أو المسألة حفظتها وكان منزلنا في شعب الخيف فكنت
أنظر إلى العظم يلوح فآخذه وأكتب فيه الحديث أو المسألة وأطرحه في جرة كانت عندنا
قديمة فقدم علينا والي اليمن فكلمه بعض القرشيين في أن أصحبه ولم يكن عند أمي ما

(1) كذا بالأصول وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء وزاد الذهبي بعدها: " يعني القبيلة، فان أمه أزدية "
وتقدم عن الشافعي قوله انه ولد بغزة.
(2) الخيف: راجع معجم البلدان 2 / 412.
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 11 وتاريخ الاسلام (201 - 210) ص 310 وحلية الأولياء 9 / 73.
282

تعطيني أتحمل به فرهنت دارها على ستة عشر دينارا ودفعتها إلي فتحملت بها مع والي
اليمن فلما وصلنا سالمين استعملني على عمل فحمدت فيه فزادني عملا آخر فحمدت
فيه ودخل العمال مكة فأحسنوا علي الثناء وأكثروا من المدح فلما قدمت مكة لقيت ابن
أبي يحيى فسلمت عليه فقال لي تصنعون كذا وتفعلون كذا فتركته ولقيت سفيان بن
عيينة فسلمت عليه فسلم علي وقال لي قد بلغنا خبر ولايتك وحسن ما انتشر عنك
فاحمد الله وتمسك بالعلم يرفعك الله به وينفعك فكان كلام سفيان أبلغ في مما كلمني به
ابن أبي يحيى
قال (1) ثم وليت نجران وكان بها قوم من بني الحارث وموالي ثقيف فرفع إلي
الناس مظالم كثيرة فجمعتهم وقلت لهم اختاروا لي سبعة منكم من عدلوه كان عدلا
مرضيا ومن جرحوه كان مجروحا قصيا فاختاروا لي منهم سبعة فجلست وأجلست السبعة
بالقرب مني فكلما شهد عندي شاهد بعثت إلى السبعة فإن عدلوه كان عدلا وإن جرحوه
كان مجروحا فلم أزل أفعل ذلك حتى أتيت على جميع من تظلم إلي فكنت أكتب وأسجل
قال فنظروا إلى حكم جار فقالوا أي شئ يعمل إن هذه الأمور التي تحكم علينا فيها
ليست لنا إنما هي في أيدينا لمنصور بن المهدي فكتبت في أسفل الكتاب وأقر فلان بن
فلان الذي وقع عليه الحكم في هذا الكتاب أن الذي حكمت به عليه ليس له إنما هو لمنصور
ابن مهدي في يديه ومنصور بن المهدي على حجته ما قام فلما نظروا إلى ذلك خرجوا إلى
مكة ورفعوا ولم يزالوا يرفعون علي حتى حملت إلى العراق فقيل لي الزم الباب
فقلت إلى من أجلس إلى من أختلف وكان محمد بن الحسن جيد المنزلة عند هارون
فجالسته حتى عرفت قوله ووقعت منه موقعا فلما عرفت ذلك كان إذا قام هو ناظرت
أصحابه واحتججت عليهم
فقال (2) لي ذات يوم بلغني يا محمد أنك تخالفنا في الغضب فقلت إنما هو من
طريق المناظرة فقال لي لقد بلغني غير هذا أفتناظرني قلت إني أجلك عن المناظرة
قال لا فافعل فلما رأيت ذلك قلت له هات قال ما تقول في رجل اغتصب من
رجل (3) ساجة فبنى عليها بنيانا فأنفق عليه ألف دينار فجاء صاحب الساجة فأتى بشاهدين

(1) الخير في حلية الأولياء 9 / 76.
(2) راجع حلية الأولياء 9 / 75.
(3) في حلية الأولياء: غضب من رجل عمودا فبنى عليه قصرا.
283

عدلين أنها ساحته وان هذا الرجل غصبه عليها قلت أقول لصاحب الساجة ترضى بأن
تأخذ القيمة فإن رضي دفعت إليه قيمتها وإن أبى قلعت البنيان من الساجة ودفعتها إليه
قال أفليس قد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لا ضرر ولا ضرار [10891] قلت له من أدخل عليه الضرار
إنما هو أدخل الضرر على نفسه قال فما تقول في رجل اغتصب من رجل خيط إبريسم (1)
فخاط به بطنه (2) فجاء صاحب الخيط فأقام البينة بشاهدين عدلين أن هذا الخيط خيطه وأنه
اغتصبه عليه أكنت تنزع الخيط من بطن هذا فتدفعه إليه فقلت لا قال الله أكبر تركت
قولك ثم قال لي أصحابه قد تركت قولك فقلت لهم لا تعجلوا قال فما تقول في
رجل اغتصب من رجل لوحا فأدخله في سفينة ثم لجج (3) البحر فأقام صاحب اللوح البينة
بشاهدين عدلين أن هذا اللوح لوحه وأنه غصبه إياه أكنت تنزع اللوح من السفينة وتدفعه
إلى الرجل المحق قلت لا قال الله أكبر تركت قولك وقال أصحابه تركت قولك
فلت لهم مهلا لا تعجلوا ثم قلت له ما تقول أنت لو كانت الساجة ساجته لم يغصب
عليها أحدا فأراد أن يهدم البنيان الذي قد أنفق عليه ألف دينار كان ذلك له مباحا قال نعم
قلت أرأيت لو كان الخيط خيط نفسه ثم أراد أن ينزعه أكان له نزع ذلك قال لا قلت له
رحمك الله فلم تقيس على مباح محرما قال فكيف تصنع بصاحب اللوح قلت آمره أن
يقرب إلى أقرب المراسي إليه مرسى لا يكون عليه وعلى أصحابه فيه هلكة ثم أنزع اللوح
فأدفعه إلى صاحبه وأقول لصاحب السفينة أصلح سفينتك (4) ثم قلت له ولكن ما تقول أنت
في رجل اغتصب رجلا من الزنج جارية فأولدها أولادا كلهم قد قرأ القرآن وخطب على
الناس وقضى بين المسلمين ثم جاء صاحب الجارية فأقام البينة بشاهدين عدلين أن هذه
الجارية جاريته وأنه غصبه عليها وأولادها هؤلاء الأولاد كلهم بم كنت تحكم في ذلك كله
قال كنت أجعلهم رقيقا له وأرد الجارية عليه قلت له أنشدك الله أيما أعظم ضررا أن
تجعل أولاده هؤلاء رقيقا أم تنزع البنيان من الساجة قال فبقي ولم يرد علي جوابا ثم إنه
بعد ذلك عرف حقي وموضعي وقال بفضلي
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين عن أبي عبد الله محمد بن سلامة أنبأنا

(1) الإبريسم: الحرير.
(2) في حلية الأولياء: فخاط به خرجه.
(3) لجج البحر: اي ركب اللجة، واللجة معظم الماء حيث لا يدرك قعر البحر.
(4) العبارة في حلية الأولياء: فيخير بين القيمة وبين الخشبة، فان اخذ قيمتها والا نقض السفينة ورد الخشبة إلى
صاحبها.
284

محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو حدثنا الحسن بن إسماعيل بن محمد المالكي حدثني
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الرقي (1) يعرف بابن المولد حدثنا أبو المجاهد عبد الواحد بن
محمد الملطي حدثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا النيسابوري حدثنا الربيع قال وحدثنا زكريا
ابن يحيى الساجي حدثنا الربيع وبعضهم يزيد على بعض في الحكاية قال سمعت الشافعي
يقول كنت أنا في الكتاب أسمع المعلم (2) يلقن الصبي الآية فأحفظها أنا ولقد كنت (3)
و (4) يكتبون الصبيان أئمتهم فإلى أن يفرغ المعلم من الإملاء عليهم قد حفظت جميع ما
أملي فقال لي ذات يوم ما يحل لي أن آخذ منك شيئا قال ثم لما خرجت من الكتاب
كنت ألتقط الخزف (5) والدفوف (6) وكرب (7) النخل وأكتاف الجمال وأكتب فيها
الأحاديث وأجئ إلى الدواوين فاستوهب منها الظهور (8) وأكتب فيها حتى كان لأمي
حباب (9) فملأتها أكتافا وخزفا ثم إني خرجت من مكة فلزمت هذيلا في البادية أتعلم كلامها
وآخذ طبعها وكانت أفصح العرب فبقيت فيهم سبع عشرة سنة أرتحل برحلتهم (10) وأنزل
بنزولهم فلما أن رجعت إلى مكة جعلت أنشد الأشعار وأذكر الآداب والأخبار وأيام
العرب فمر بي رجل من بني عثمان (11) من الزبيريين فقال يا أبا عبد الله عز علي أن لا
يكون مع هذه اللغة وهذه الفصاحة والذكاء فقه فتكون قد سدت أهل زمانك قال فقلت
ومن بقي يقصد إليه فقال لي هذا مالك بن أنس سيد المسلمين يومئذ قال فوقع في
قلبي فعمدت إلى الموطأ فاستعرته من رجل بمكة فحفظته في تسع ليال ظاهرا ثم دخلت
إلى والي مكة فأخذت كتابه إلى والي المدينة وإلى مالك بن أنس قال فقدمت المدينة
وأبلغت الكتاب إلى الوالي فلما أن قرأه قال والله يا فتى إن مشي من جوف المدينة إلى

(1) من طريقه رواه ياقوت الحموي في معجم البلدان 17 / 284 وما بعدها.
(2) تقرأ بالأصل العلم، والمثبت عن م وت ود، ومعجم الأدباء.
(3) بالأصل، وم، ود، وت: كان، والمثبت عن معجم الأدباء.
(4) زيادة لازمة للايضاح عن معجم الأدباء.
(5) الخزف: الاجر، وكل ما عمل من طين وشوي حتى يكون فخارا.
(6) الدفوف واحدها، دف وهي الجلود التي يعمل منها الطبل والضمامات.
(7) كرب النخل: الواحدة كربة، وهي أصول السعف الغلاظ العرض التي تقطع معها.
(8) الظهور: الأوراق.
(9) حباب: جمع حب، وهي الجرار.
(10) في معجم الأدباء: ارحل برحيلهم.
(11) كذا بالأصل وم وت ود، وفي معجم الأدباء: رجل من الزبيريين من بني عمي.
285

جوف مكة حافيا راجلا أهون علي من المشي إلى باب مالك بن أنس فإني لست أرى الذل
حتى أقف على بابه فقلت أصلح الله الأمير إن رأى الأمير أن يوجه إليه ليحضر فقال
هيهات ليتني إذا ركبت أنا معك ومن معي وأصابنا من تراب العقيق نلنا حاجتنا قال فواعدته
العصر وركبنا جميعا فوالله لقد كان كما قال لقد أصابنا ن تراب العقيق قال فتقدم
رجل فقرع الباب فخرجت إلينا جارية سوداء فقال لها الأمير قولي لمولاك إني بالباب
فدخلت فأبطأت ثم خرجت فقالت إن مولاي يقرئك السلام ويقول إن كانت مسألة
فارفعها في رقعة يخرج إليك الجواب وإن كان للحديث فقد عرفت يوم المجلس
فانصرف فقال لها قولي له معي كتاب والي مكة إليه في حاجة مهمة قال فدخلت ثم
خرجت وفي يدها كرسي فوضعت ثم إذا أنا بمالك قد خرج وعليه المهابة والوقار وهو
شيخ طوال مسنون (1) اللحية فجلس وهو متطلس (2) فدفع الوالي الكتاب من يده ثم قال
يا سبحان الله وصار علم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يؤخذ بالرسائل قال فرأيت الوالي وقد تهيبه أن
يكلمه فتقدمت إليه فقلت له أصلحك الله إني رجل مطلبي ومن حالي ومن قصتي
فلما أن سمع كلامي نظر إلي ساعة كان لمالك فراسة (3) فقال لي ما اسمك فقلت
محمد فقال لي يا محمد اتق الله واجتنب المعاصي فإنه سيكون لك شأن من الشأن ثم
قال نعم وكرامة إذا كان غدا تجئ ويجئ من يقرأ لك الموطأ قال فقلت فإني أقوم
بالقراءة قال فغدوت عليه وابتدأت أن أقرأه ظاهرا والكتاب في يدي فكلما تهيبت مالكا
وأريد أن أقطع القراءة أعجبه حسن قراءتي وإعرابي يقول لي بالله يا فتى زد حتى قرأته في
أيام يسيرة ثم أقمت بالمدينة إلى أن توفي مالك بن أنس ثم خرجت إلى اليمن وأقمت
بها وارتفع بها الشأن وكان بها وال من قبل هارون الرشي وكان ظلوما غشوما فكنت
ربما آخذ على يده وأمنعه من الظلم قال وكان باليمن سبعة (4) من العلوية قد تحركوا
فكتب والي هارون إلى هارون إن ههنا سبعة (5) من العلوية قد تحركوا فإني أخاف أن
يخرجوا وههنا رجل من ولد شافع بن المطلب لا أمر لي معه ولا نهي فكتب إليه هارون

(1) مسنون اللحية: طويلها.
(2) متطلس: اي لابس الطيلسان، وهو كساء مدور أخضر لا أسفل له.
(3) فراسة بالكسر الاسم من التفرس، والفراسة بالفتح: الحذق بركوب الخيل.
(4) كذا بالأصل وم وت ود، وفي معجم الأدباء: تسعة.
(5) انظر الحاشية السابقة.
286

أن أحمل هؤلاء واحمل الشافعي معهم قال فاقترنت معهم فلما أن قدمنا على هارون
قال أبو المجاهد قال الشافعي فحدثني بعض أصحابنا من أهل العلم عن محمد بن
زياد المدني وكان يديم مجلس هارون فقال كنت جالسا عند هارون حين أدخل عليه
الطالبيون والشافعي وعنده محمد بن الحسن فدعا هارون بالنطع (1) والسيف يضرب رقاب
العلوية قال ثم التفت محمد بن الحسن فقال يا أمير المؤمنين هذا المطلبي لا يغلبك
بفصاحته ولسانه فإنه رجل لسن قال فقلت يا أمير المؤمنين فإنك الداعي وأنا المجيب
الدعاء إنك القادر على ما تريد مني ولست القادر على ما أريد منك يا أمير المؤمنين ما
تقول في رجلين أحدهما يراني أخاه والآخر يراني عبده أيما أحب إلي قال الذي يراك
أخاه قال قلت كذاك أنت يا أمير المؤمنين فقال لي كيف ذلك قال قلت يا أمير
المؤمنين إنكم ولد العباس ونحن بنو المطلب ترونا إخوانكم وولد علي هم يرونا عبيدهم
قال فسري ما كان به واستوى جالسا وقال يا بن إدريس كيف علمك بالقرآن فقلت يا
أمير المؤمنين عن أي علومه تسألني عن حفظه فقد حفظته ووعيته في جنبي وعرفت وقفه
وابتداءه وعدده مكية ومدنيه وكوفيه وبصريه وقد عرفت ناسخه ومنسوخه وليليه
ونهاريه ووحشيه وأنسيه وسهليه وجبليه وما خوطب من العام يريد به الخاص وما
خوطب من العام يراد به العام
فقال لي والله يا ابن إدريس لقد ادعيت علما (2) فكيف علمك بالنجوم فقلت إني
لأعرف منها البري والبحري والسهلي والجبلي والفيلوج (3) والمصبح (4) وما يجب
معرفته قال فكيف علمك بأنساب العرب فقلت إني لأعرف أنساب اللئام وأنساب
الكرام ونسبي ونسب أمير المؤمنين فقال والله لقد ادعيت علما فهل من موعظة تعظ بها
قال فذكرت موعظة لطاوس اليماني فوعظته بها فبكى ثم أمر لي بخمسين ألفا وحملت
على فرس وركبت بين يديه وخرجت فما وصلت الباب حتى فرقت الخمسين ألفا على
حجبة أمير المؤمنين وبوابيه قال فلحقني هرثمة وكان صاحب هارون بعشرين ألفا فقال
خذ هذه واقبلها مني فقلت له إني لا آخذ العطية ممن هو دوني وإنما آخذها ممن هو

(1) النطع: بساط من الأديم.
(2) الزيادة للايضاح عن معجم الأدباء.
(3) كذا بالأصل وم وت ود وفي معجم الأدباء: والفيلق، وكتب بهامشه: " بهامش الأصل: كلمة يونانية ".
(4) في م: والمصباح.
287

فوقي قال فوجد في نفسه وخرجت كما أنا حتى جئت إلى منزلي ووجهت إلى كاتب
محمد بن الحسن بمائة دينار وقلت له أجمع لي الوراقين الليلة على كتب محمد بن الحسن
وانسخها لي ووجه بها إلي فكتبت لي في ليلة ووجه بها إلي
قال ثم إنا دخلنا في مجلس أنا ومحمد بن الحسن على هارون وكان موضع على باب
هارون يجلس فيه القضاة والأشراف ووجوه الناس إلى أن يؤذن لهم فاجتمعنا في ذلك
المكان وفيه جماعة من بني هاشم وقريش والأنصار قال والخلق يعظمون محمد بن الحسن
لقربه من أمير المؤمنين وتمكنه منه فاندفع يعرض بي ويذم أهل المدينة فقال من أهل
المدينة وأيش يحسنون (1) أهل المدينة والله لقد وضعت كتابا على أهل المدينة كلها لا
يخالفني فيه أحد ولو علمت أن أحدا يخالفني في كتابي هذا تبلغني إليه الرواحل لضربت إليه
حتى أرد عليه قال الشافعي فقلت في نفسي إن أنا سكت نكست رؤوس من ههنا من بني
هاشم وقريش وإن أنا رددت عليه أسخطت علي السلطان ثم إني استخرت الله تعالى في الرد
عليه فتقدمت إليه فقلت له أصلحك الله طعنك على أهل المدينة وذمك أهل المدينة إن كنت
أردت رجلا واحدا وهو مالك بن أنس فألا ذكرت ذلك الرجل بعينه ولم تطعن وتذم أهل حرم
الله وحرم رسوله وكلهم على خلاف ما ادعيته وأما كتابك الذي ذكرت أنك وضعته على أهل
المدينة فكتابك من بعد بسم الله الرحمن الرحيم خطأ إلى آخره قلت في مسألة كذا وكذا
وهو خطأ وقلت في مسألة الحامل كذا وكذا وهو خطأ وقلت في شهادة القابلة كذا وكذا وهو
خطأ قال فاصفر محمد بن الحسن ولم يحر جوابا وكتب أصحاب الأخبار إلى هارون بما
كان فضحك وقال ماذا ينكر لرجل من ولد المطلب أن يقطع مثل محمد بن الحسن
قال فعارضني رجل في المجلس من أصحابه فقال لي ما تقول في رجل دخل إلى
منزل رجل فرأى بطة فرماها ففقأ عينها ماذا يجب عليه قال قلت ينظر إلى قيمتها وهي
صحيحة وقيمتها وقد ذهبت عينها فيغرم (2) ما بين القيمتين ولكن ما تقول أنت وصاحبك في
محرم نظر إلى فرج امرأة فأنزل قال ولم يكن لمحمد حذاقة بالمناسك فصاح به محمد
وقال ألم أقل لك لا تسأله
قال ثم إنا دخلنا على هارون فلما استوينا بين يديه قال لي يا أبا عبد الله تسأل أو

(1) كذا بالأصل وم وت ود.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وفي معجم الأدباء والمختصر: فيقوم.
288

أسألك قال قلت ذاك إليك فقال خبرني عن صلاة الخوف أواجبة هي فقلت نعم
فقال ولم فقلت بقول الله " وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة " (1) الآية قال ما
تنكر من قائل قال لك إنما أمر الله بنيه (صلى الله عليه وسلم) وهو فيهم فلما زال عنهم النبي (صلى الله عليه وسلم) زالت عنهم
تلك الصلاة فقلت وكذلك الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) " خذ من أموالهم صدقة " (2) الآية فلما أن
زال عنهم النبي (صلى الله عليه وسلم) زالت عنهم الصدقة قال لا قلت وما الفرق بينهما والنبي (صلى الله عليه وسلم) المأمور
فيهما جميعا قال فسكت
فقال يا أهل المدينة ما أجرأ لم على كتاب الله عز وجل فقلت أجرؤنا على كتاب
الله من يخالفه فقال لي الله يقول " وأشهدوا ذوي عدل منكم " (3) فقلتم أنتم نقضي باليمين
مع الشاهد فقلت لكنا نقول بما قال الله ونقضي بما قضى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكنك أنت
خالفت قضاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فأين قلت في قصة حويصة ومحيصة وعبد الرحمن
حين قال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) في قصة القتيل أتحلفون وتستحقون دم صاحبكم قالوا لم نشهد
ولم نعاني قال فتحلف لكم يهود فلما أن نكلوا عن اليمين رد اليمين على اليهود قال
فقال إنما كان ذلك استفهام من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) استفهم من اليهود
فقال هارون ثكلتك أمك يا بن الحسن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستفهم من اليهود نطع
وسيف قال فلما رأيت الجد من هارون قلت يا أمير المؤمنين إن الخصمين إذا اجتمعا
تكلم كل واحد منهما بما لا يعتقده ليقطع به صاحبه (4) وما أرى محمدا أراد بهذا نقصا
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسريت عنه ثم ركبنا وخرجنا من الدار فقال لي يا أبا عبد الله فعلتها
قال قلت فكيف رأيتها بعد ذلك
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله أنبأنا
أبو القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا
الحسين بن إدريس بهراة حدثني داود بن علي الأصبهاني قال سمعت الشافعي يقول (5)
كنت امرأ أكتب الشعر فآتي البوادي فأسمع منهم قال فقدمت مكة ثم خرجت وأنا
أتمثل بشعر لبيد وأضرب وحشي قدمي بالسوط فجذبني (6) رجل من ورائي من الحجبة قال

(1) سورة النساء، الآية: 102.
(2) سورة التوبة، الآية 103.
(3) سورة الطلاق، الآية 2.
(4) يقطع به صاحبه: اي ليسكته بالحجة.
(5) الخبر من طريق اخر في حلية الأولياء 9 / 70 وجزء منه في سير أعلام النبلاء 10 / 85.
(6) في حلية الأولياء: فضربني.
289

لي رجل من قريش ثم من بني المطلب رضي من دنياه ودينه أن يكون معلما ما الشعر يا
هذا إذا استحكمت فيه وبلغت منه كنت إلا معلما تفقه رحمك الله يعليك (1) الله ويرفعك
وينفعك قال فنفعني الله بكلام ذلك الحجبي فرجعت إلى مكة فكتبت من ابن عيينة ما شاء
الله أن أكتب ثم إني كنت أجالس مسلم بن خالد الزنجي ثم قدمت (2) على أبي عبد الله
مالك بن أنس فكتبت موطأه ثم قلت يا أبا عبد الله أقرأ عليك فقال لي يا بن أخي تأتي
برجل يقرأه علي وتسمع فقلت له أنا أقرأه عليك فتسمع إلى قراءتي فقال لي اقرأ فلما
سمع قراءتي وأصغى إلى كلامي بقراءة الكتب أعجبه ذلك فلم يزل يقول لي اقرأ فقرأت عليه
كتبه حتى بلغت كتاب السير فقال الصلاة يا بن أخي فانتهيت ثم قال لي يا بن أخي تفقه
تعل (3) تفقه يرفعك الله بالعلم في الدنيا والآخرة واعلم يا بن أخي أن العلم لا يحتمل
الدنس وفقك الله أرشدك الله سددك الله قال فمضيت إلى أبي (4) مصعب بن عبد الله
فكلمته وسألته أن يكلم لي بعض أهلنا رجلا من قريش أسميته له أن يدفع إلي شيئا من دنياه
فإنه كان بي من الفقر ولفاقة ما الله به عليم فقال لي أبو مصعب أتيت الرجل وكلمته في
بابك فقال أتكلمني في رجل كان منا فخالفنا فلم أدعه حتى أعطاني مائة دينار وها هي هذه
قال فدفعها أبو مصعب إلي ثم قال أبو مصعب إن أمير المؤمنين هارون الرشيد أصلحه الله
قد كتب إلي أن أصير إلى اليمن قاضيا عليها فتخرج معي فلعل الله أن يعوضك ما أملت من
هذا الرجل وأكثر قال فخرج أبو مصعب قاضيا على اليمن وخرجت معه فلما صرنا باليمن
وجالسنا الناس كتب مطرف بن (5) مازن إلى أمير المؤمنين إن أردت يا أمير المؤمنين
أصلحك الله اليمن وأردت أن لا تخرج عن يدك فأخرج عنها محمد بن إدريس وذكر معي
أقواما من الطالبيين قال فكتب أمير المؤمنين هارون إلى حماد البربري أن أقبض على
محمد بن إدريس وأوثقه بالحديد وأنفذه إلي إن شاء الله قال فأخذني حماد وثقلني
بالحديد ولم يكن لأبي مصعب حيلة في أمري فلم أزل مثقلا بالحديد من اليمن إلى أن
قدمت على أمير المؤمنين وهو إذ ذاك بالرقة فأدخلت عليه وأخرجت من عنده وكان قد

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي سير الاعلام: " يعلك " وفي الحلية: يعلمك.
(2) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي الحلية: قرأت.
(3) بالأصل وم وت ود: " تعلوا " والتصويب عن حلية الأولياء.
(4) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الحلية وسير الاعلام: مصعب بن عبد الله.
(5) بالأصل: " من " تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود، والحلية.
290

تبقى معي من تلك الدنانير نحو من خمسين دينارا وكان محمد بن الحسن يومئذ بالرقة
فأنفقت تلك الدنانير على كتبهم قال فوجدت مثلهم ومثل كتبهم كمثل رجل كان عندنا يقال
له فروخ وكان يحمل دهنا يبيعه في زق له فكان إذا قيل له عندك برسيان (1) قال نعم
عندك زنبق قال نعم عندك خيري (2) قال نعم فإذا قيل له أرنا منه وكان للزق رؤوس
كثيرة فيخرج لهم من تلك الرؤوس وإنما هو دهن واحد وكذلك وجدت كتبهم وإنما
يقولون كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وهم يخالفون الله ويخالفون الرسول قال وسمعت
محمد بن الحسن وأنا من أشد الناس غما وهو يقول لأصحابه إن تابعكم محمد بن إدريس
الشافعي فما عليكم من حجازي كلفة بعده
قال فجئت يوما فجلست إلى محمد بن الحسن وأنا من أشد الناس هما وغما وقلقا
وأرقا من سخط أمير المؤمنين علي وأخرى أن زادي قد فني والدراهم التي أنفقتها على
كتبهم فلما أن جلست إليه وبصرني أقبل يطعن على دار الهجرة قال فقلت له على من
تطعن أعلى البلد أم على أهله فوالله لئن طعنت على أهله فإنما تطعن على مثل أبي بكر
وعمر والمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين وإن طعنت على البلد فإنما تطعن
على بلدته التي دعا لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يبارك لهم في صاعهم ومدهم وحرمها رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) كما حرم إبراهيم مكة لا يقتل صيدها فعلى أيهما تطعن فقال لي معاذ الله أن أطعن
على أحد منهم أو على بلدته وإنما أطعن على حكم من أحكامهم فقلت له ما هو فقال
لي اليمين مع الشاهد قال فقلت له ولم طعنت عليه قال لأنه مخالف لكتاب الله عز
وجل قال فقلت له أفكل خبر يأتيك مخالفا لكتاب الله تسقطه قال فقال لي كذا
يجب قال فقلت له فما تقول في الوصية للوالدين والأقربين قال ففكر ساعة فقلت
له أجب فقال لا يجب قال فقلت له فهذا مخالف لكتاب الله ثم قلت له لم لا
تجب قال لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا وصية لوارث (3) [10892] قال فقلت له أخبرني
عن الشاهدين حتم من الله تعالى قال لي ماذا تريد من هذا قال قلت لأنك زعمت أن
الشاهدين حتم من الله تعالى لا غير كان ينبغي لك أن تقول إذا زنى زان (4) فشهد عليه

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي حلية الأولياء: فرشنان.
(2) كذا رسمها بالأصل وم وت ود، وفي الحلية: حبر.
(3) في الحلية: لا وصية للوالدين.
(4) بالأصل وم وت ود: زاني بإثبات الياء، والمثبت عن الحلية.
291

شاهدان إن كان محصنا رجمته وإن كان غير محصن جلدته قال لي فإن قلت لك ليس
هما حتما (1) من الله قال قلت له فإذا لم يكونا حتما (2) من الله فيترك (3) في كل حكم
منزلة في الزنا أربع وفي غيره شاهدان وفي غيره رجل وامرأتان (4) وإنما أعني في القتل لا
يجوز إلا شاهدان فلما رأيت قتلا وقتلا أعني شهادة الزنا وشهادة القتل فكان هذا قتلا (5)
وهذا قتلا غير أن أحكامهما مختلفة فكذلك كل حكم أنزل حيث أنزل الله منها بأربع
ومنها بشاهدين ومنها بشاهد وامرأتين ومنها بشاهد ويمين وأنت قد تحكم بدون هذا
قال فقال لي وما أحكم بدون هذا قال قلت له ما تقول في الرجل والمرأة إذا اختلفا في
متاع البيت فقال لي أصحابي يقولون فيه ما كان للرجال فهو للرجال وما كان للنساء فهو
للمرأة قال (6) فقلت له أفي كتاب الله تعالى قلت هذا أم بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قلت له
ما تقول في الرجلين إذا اختلفا في الحائط قال فقال لي من قول أصحابنا أنه إذا لم تكن
لهما بينة ينظر إلى العقد من أين (7) هو البناء فأحكم لصاحبه به فقلت له أفبكتاب الله
قلت هذا أم بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قلت له ما تقول في رجلين يكون بينهما خص فيختلفان
فيه لمن تحكم به إذا لم تكن لهما بينة قال لي أنظر إلى معاقده من أي وجه هي فأحكم له
فقلت له أفبكتاب الله قلت هذا أم بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قلت له ما تقول في ولادة المرأة
إذا لم يحضرها إلا امرأة واحدة هي القابلة ولم يكن ثم غيرها فقال لي الشهادة جائزة
شهادة القابلة وحدها نقبلها قلت له أفبكتاب الله قلت هذا أم بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قلت
له من كانت هذه أحكامه فليس من سبيله أن يفكر على غيره قال فبقي متعجبا فقلت له
أتعجب من حكم حكم به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحكم به أبو بكر عمر وحكم به علي بن أبي
طالب بالعراق وقضى به شريح قال ورجل من ورائي يكتب ألفاظي وأنا لا أعلم به ثم
إنه أدخل ما كتب من ألفاظي وكلامي على أمير المؤمنين هارون الرشيد فقرأه علي فقال لي
هرثمة بن أعين وكان متكئا فاستوى جالسا ثم قال أقرأه علي ثانية فقرأه عليه فأنشأ أمير
المؤمنين يقول صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله حتى قالها ثلاث مرات ثم قال قال

(1) بالأصل وم وت ود: حتم.
(2) راجع الحاشية السابقة.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الحلية: فتنزل الاحكام منازلها.
(4) في الحلية: " في الزنا أربعا وفي غيره شاهدين، وفي غير رجلا وامرأتين " وفي م وت ود الجملة بالرفع كالأصل.
(5) بالأصل وم وت ود: " فكان هذا قتل وهذا قتل " والمثبت عن الحلية.
(6) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(7) الزيادة عن م وت ود.
292

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعلموا من قريش ولا تعلموها قدموا قريشا ولا تؤخروها [10893] ما أنكر
أن يكون محمد بن إدريس الشافعي أعلم من محمد بن الحسن ثم إنه رضي عني وأمر لي
بألف دينار قال فخرج هرثمة فقال لي بالسوط هكذا فاتبعته فحدثني بالقصة كلها وقال لي
قد أمر لك أمير المؤمنين أطال الله بقاءه بألف دينار (1) وقد أضفت إليها مثلها غير خمسين
دينارا فإن أمير المؤمنين لا يساوى في جائزته قال فوالله ما ملكت قبلها مثل هذا المال
قط وكان أول مال كثير ملكته وكنت رجلا استتبع فوقاني (2) الله على يدي أبي مصعب
فلما كان بعد ذلك جلست إلى محمد بن الحسن ووقفت تجاهه ومعي جزء أنظر فيه
فقال لي أرني في أي شئ تنظر فلم أره فتناول القلم والقرطاس وكتب إلي (3)
* قل لمن لم تر عينا * من رآه مثله
ومن كان قد رآه * قد رأى من قبله
العلم ينهى أهله * أن يمنعوه أهله
لعله ببذله * لأهله لعله *
قال فلما قرأت هذه الأبيات دفعت الجزء إليه
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد
العزيز بن مردك أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم أخبرني محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم (4) قراءة أنبأنا الشافعي حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين (5) يعني
قارئ مكة قال قرأت على شبل يعني بن عباد وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير
وأخبر عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس وأخبر ابن
عباس أنه قرا على أبي بن كعب وقرأ أبي بن كعب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الشافعي وقرأت
على إسماعيل بن قسطنطين وكان يقول القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت

(1) في حلية الأولياء: بخمسمئة دينار.
(2) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الحلية: فأغناني.
(3) الأبيات في ديوان الشافعي ص (320) ط دار الفكر تحقيق محمد عبد الرحيم.
(4) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 13 والمزي في تهذيب الكمال 16 / 46.
(5) إسماعيل من عبد الله بن قسطنطين أبو إسحاق المكي مولى بني مخزوم مقرئ مكة، غاية النهاية 1 / 166 والجرح
والتعديل 2 / 180.
293

يعني ولو أخذت من قرأت كان كلما قرئ قرآنا ولكنه اسم القرآن فكان
يهمز قرأت ولا يهمز القرآن كان يقول وإذا قرأت القرآن
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي وأخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله
العامري وأبو منصور برغش بن عبد الله عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (1) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) قالا أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى بن
الفضل الصيرفي بنيسابور حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أنبأنا محمد بن عبد
الله بن عبد الحكم المصري أنبأنا الشافعي محمد بن إدريس حدثنا إسماعيل بن قسطنطين
قال قرأت على شبل وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير وأخبر عبد الله بن كثير أنه
قرا على مجاهد وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي
وقال ابن عباس وقرأ أبي على النبي (صلى الله عليه وسلم) قال الشافعي وقرأت على إسماعيل بن قسطنطين
وكان يقول القرآن اسم ليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت ولو أخذ من قرأت كان
كلما قرئ قرآنا ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل يهمز قرأت ولا يهمز القرآن وإذا
قرأت القرآن يهمز قرأت ولا يهمز القرآن
أخبرنا أبو القاسم وأبو الحسن أيضا قالا حدثنا و (3) أبو منصور أنبأنا أبو بكر
الخطيب (4) أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الطبري أنبأنا أحمد بن عبد الله بن
الخضر المعدل حدثنا علي بن محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن إبراهيم الطائي الأقطع
حدثنا إسماعيل بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين
وحفظن الموطأ وأنا ابن عشر سنين
أخبرنا (5) أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن محمد بن
أحمد بن رزقويه قال سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن محمد الفامي النيسابوري يقول

(1) زيادة للايضاح عن م وت ود، والسند معروف.
(2) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 62 وانظر تهذيب الكمال 16 / 46 وسير أعلام النبلاء 10 / 13.
(3) زيادة لازمة لتقويم السند عن م وت ود.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 62 - 63 وتهذيب الكمال 16 / 46 وسير أعلام النبلاء 10 / 13.
(5) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
294

سمعت غسان بن أحمد يقول سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول أردت مالك بن
أنس وقد حفظت الموطأ فقدمت عليه فقال لي اطلب من يقرأ لك فقلت له إن أعجبك
قراءتي فقرأت عليه الموطأ كله حفظا (1)
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا
أبو محمد بن أبي حاتم (2) حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول
قدمت على مالك وقد حفظت الموطأ ظاهرا فقلت إني أريد أن أسمع الموطأ منك
فقال اطلب من يقرأ لك قلت لا عليك أن تسمع قراءتي فإن سهل عليك قرأت لنفسي
قال اطلب من يقرأ لك وكررت عليه فقال اقرأ فلما سمع قراءتي قال اقرأ فقرأت عليه
حتى فرغت منه
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا
أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله وقال عبد الجبار سمعت أبا عبد الله وقالا الحافظ
قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول قال
الشافعي
جئت مالكا وقد حفظت الموظأ ظاهرا فقال لي اطلب من يقرأ لك فقلت لا عليك
أن تسمع قراءتي فإن خفت عليك قرأت لنفسي قال فلما سمع قراءتي قرأت لنفسي
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على أبي عثمان البحيري أنبأنا أبو
الحسين الخفاف حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد حدثني علي بن عبد الرحمن
علان (3)
ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو عثمان البحيري قال سمعت أحمد بن
محمد بن أحمد بن عمر يقول سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمد يقول سمعت علي بن
عبد الرحمن بن المغيرة علان المصري يقول سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي
يقول (4)

(1) كتب بعدها بالأصل وت: إلى.
(2) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 10 / 14 وتاريخ الاسلام (201 - 210) ص 311 ومن طريق اخر في حلية
الأولياء 9 / 69 وانظر المناقب للبيهقي 1 / 101.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 141.
(4) سير أعلام النبلاء 10 / 12 وتاريخ الاسلام (201 - 210) ص 308 وانظر حلية الأولياء 9 / 69.
295

أتيت مالك بن أنس وأنا ابن ثلاث عشرة سنة وكان ابن عم لي والي المدينة فكلم لي
مالكا فأتيته لأقرأ عليه فقال اطلب من يقرأ لك فقلت أنا أقرأ فقال اطلب من يقرأ
لك فقلت أنا أقرأ قال فقرأت عليه وكان ربما قال لي لشئ قد مر أعد حديث كذا
فأعيده حفظا فكأنه أعجبه ثم سألته عن مسألة فأجابني ثم أخرى زاد ابن القشيري ثم
أخرى وقالا فقال أنت تحب أن تكون قاضيا
أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا
ابن أبي حاتم أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قال أبي قال
الشافعي أنا قرأت على مالك وكان يعجبه قراءتي قال أبي لأنه كان فصيحا
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الجنيد رفيق أبي
في الرحلة قال سمعت عمرو بن سواد السرخسي (1) يقول سمعت الشافعي يقول تمنيت
من الدنيا شيئين العلم والرمي فأما الرمي فإني أصيب من عشرة عشرة والعلم مما
ترون (2)
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا
محمد بن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا (3) حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف
حدثني أحمد بن الصلت الحماني قال سمعت أبا عبيد يقول رأيت الشافعي عند محمد بن
الحسن وقد دفع إليه خمسين دينارا وقد كان دفع إليه قبل هذا خمسين درهما وقال إن
اشتهيت العلم فالزم ثم دفع إليه هذه الدنانير ولزمه الشافعي قال أبو عبيد فسمعت الشافعي
يقول كتبت عن محمد بن الحسن وقر بعير وسمعته يقول لمحمد بن الحسن وقد
دفع (4) إليه الدنانير بعد الخمسين درهما وقال له لا تحتشم (5) فقال ما أنت عندي في
موضع أحتشمك وجرى ذكر الشراب فقال الشافعي الحمد لله لو علمت أن الماء البارد

(1) رسمها واعجامها مضطربان بالأصل، وم، ود، وت، تقرأ: " السرحي " تصحيف والصواب ما أثبت، تقدم
التعريف به.
(2) تقدم الخبر فيما مضى، بأوسع من هذه الرواية.
(3) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 3 / 131.
(4) الزيادة للايضاح عن م، وت، ود، والجليس الصالح.
(5) اي لا تخجل.
296

يضر مروءتي في ديني لما شربت إلا الماء الحار حتى ألقى الله ولو كنت عندي ممن
أحتشمك ما قبلت برك
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا
أبو محمد بن أبي حاتم (1) حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول حملت عن
محمد بن الحسن حمل بختي ليس عليه إلا سماعي
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم (2) حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أبي شريح (3) قال سمعت
الشافعي يقول أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين دينارا ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب
كل مسألة حديثا يعني ردا عليه (4)
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسن بن عبدان أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السلام
ابن أبي الحزور أنبأنا أبو الحسن بن السمسار أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه
أنبأنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي حدثنا أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي
حدثني أبي وعمي أو أحدهما أن محمد بن إدريس الشافعي أقام في بطون العرب عشرين
سنة يأخذ لغاتها وأخبارها وأشعارها
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (5) أبو منصور بن
عبد الملك أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا أبو (7) محمد عبد الله بن علي بن عياض بن
أبي عقيل القاضي بصور أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيدا قال سمعت أبا
بكر محمد بن أحمد بن (8) عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب
الضرير بمكة يقول قال أبي سمعت عمي يقول سمعت الشافعي يقول
أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها وحفظت القرآن فما علمت

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 14 وحلية الأولياء 9 / 78.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 15.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي سير الاعلام وتهذيب الكمال: أحمد بن أبي سريج، وورد في سير الاعلام في
أسماء الذين حدثوا عن الشافعي: ابن أبي شريح الرازي.
(4) في سير أعلام النبلاء: رد عليه.
(5) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(6) الخبر في تاريخ بغداد 2 / 63 وسير أعلام النبلاء 10 / 12 - 13 وتهذيب الكمال 16 / 46.
(7) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن م، وت، ود، وتاريخ بغداد.
297

أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين قال أبي حفظت
أحدهما ونسيت الآخر أحدهما " دساها " (1)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين (2) أنبأنا أبو
عبد الله الحسين بن محمد بن منجويه الدينوري بالدامغان حدثنا الفضل بن الفضل
الكندي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا ابن بنت الشافعي قال سمعت أبي يقول
أقام الشافعي على العربية وأيام الناس عشرين سنة فقلنا له في ذلك فقال ما أردت
بهذا إلا الاستعانة على الفقه
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه حدثنا إبراهيم
ابن محمود حدثني أبو سليمان يعني داود الأصبهاني حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري
قال
قرأ علي الشافعي أشعار هذيل حفظا ثم قال لي لا تخبر بهذا أهل الحديث فإنهم لا
يحتملون هذا
قال مصعب وكان الشافعي يسمر مع أبي من أول الليل حتى الصباح ولا ينامان قال
وكان الشافعي في ابتداء أمره يطلب الشعر وأيام الناس والأدب ثم أخذ في الفقه بعد قال
وكان سبب أخذه في الفقه أنه كان يوما يسير على دابة له وخلفه كاتب لأبي فتمثل الشافعي
ببيت شعر فقرعه كاتب أبي بسوطه ثم قال له مثلك يذهب (3) بمروءته في مثل هذا أين
أنت عن الفقه فهزه ذلك فقصد لمجالسة الزنجي بن خالد مفتي مكة ثم قدم علينا فلزم
مالك بن أنس
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن الخبازي (4) المقرئ
قال سمعت الشيخ أبو علي السيوري (5) وهو الحسين بن علي بن محمد السراج يقول
سمعت محمد بن يعقوب يقول حدثنا الربيع بن سليمان عن الشافعي قال

(1) من سورة الشمس من الآية 10 وتمامها (وقد خاب من دساها).
(2) كتاب المناقب للبيهقي 1 / 96.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن المختصر.
(4) الخبازي بفتح الخاء وتشديد الباء المفتوحة وبعد الألف زاي، هذه النسبة إلى الخبز، علمه أو بيعه (اللباب).
(5) هذه النسبة إلى عمل السيور، وذكر السمعاني: أبو علي الحسين محمد بن علي بن إبراهيم السيوري من أهل
نيسابور.
298

كنت في مجلس ببغداد فرأيت في المنام كأن عليا رضي الله عنه دخل علي فنزع
خاتمه من يده وجعله في يدي فلما كان من غد دعوت بجعد المعبر فعبرها وقال إن
صدقت رؤياك لم يبق من المشرق والمغرب موضع إلا ذكرت فيه وعمل بقولك فيه
أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (1)
أبو منصور محمد بن عبد الملك أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أبو الحسن محمد بن
أحمد بن إبراهيم بن شاذي الهمذاني (3) حدثنا أبو نصر منصور بن عبد الله الهروي الصوفي
بهمذان قال سمعت أبا الحسن المغازلي يقول سمعت المزني يقول سمعت الشافعي
يقول رأيت علي بن أبي طالب في النوم فسلم علي وصافحني وخلع خاتمه فجعله في
إصبعي وكان لي عم ففسرها لي فقال لي أما مصافحتك لعلي أمان من العذاب وأما خلع
خاتمه فجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب قال
الخطيب (4) وحدثني أبو القاسم الأزهري
ح وأخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا الحسن بن الحسين أبو علي الفقيه الهمداني (5) حدثني أحمد بن عبد الرحمن
بن الجارود الرقي قال سمعت الربيع بن سليمان يقول والله لقد فشا ذكر الشافعي في الناس
بالعلم (6) كما فشا ذكر علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد
العزيز أنبأنا ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عثمان النحوي الفسوي قال سمعت أبا محمد
قريب الشافعي قال سمعت إبراهيم بن محمد الشافعي يقول حبس الشافعي مع قوم من
الشيعة بسبب التشيع فوجه إلي يوما فقال ادع لي فلانا المعبر فدعوته فقال رأيت البارحة
كأني مصلوب على قناة مع علي بن أبي طالب فقال له إن صدقت رؤياك شهرت

(1) زيادة لازمة لتقويم السند عن م وت ود.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 60 وتهذيب الكمال 16 / 44.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وتهذيب الكمال، وفي تاريخ بغداد: الهمداني.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 60 وعنه المزي في تهذيب الكمال 16 / 44.
(5) كذا بالأصل وت وتاريخ بغداد، وفي م ود، وتهذيب الكمال: الهمذاني بالذال المعجمة.
(6) سقطت من الأصل ود، واستدركت عن م وت، وتاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
299

وذكرت وانتشر أمرك قال ثم إلى الرشيد معهم فكلمه ببعض ما خلبه به فخلا عنه
أخبرنا (1) أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن الحسن بن
موسى الصوفي قال سمعت يعقوب بن أحمد بن يوسف الأبهري يقول سمعت أبا عبد الله
الزبيري يقول جاءني رجل من أهل البصرة يقال له أبو محمد القرشي من أهل الستر
والصلاح فقال لي يا أبا عبد الله أخبرك رؤيا تسر به فقلت (2) هات فقال لي رأيت
النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم إذ جاءه أربعة
نفر فقربهم فتعجبت من تقريبه لهم فسألت من بحضرته عن النفر فقال لي هذا مالك
وأحمد وإسحاق والشافعي فرأيت كأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخذ (3) بيد مالك وأجلسه بجنب أبي بكر
الصديق وأخذ بيد أحمد فأجلسه بجنب عمر وأخذ بيد إسحاق فأجلسه بجنب عثمان
واخذ بيد الشافعي فأجلسه بجنب علي قال أبو عبد الله الزبيري فسألت بعض العلماء
بالتعبير عن ذلك فقال لي أجلس مالك بحنب أبي بكر كأن منزلة مالك في العلماء كمنزلة
أبي بكر في الصحابة ومنزلة أحمد من الفقهاء كمنزلة عمر في صلابته لأنه لم يتكلم في
القرآن إلا بحق ومنزلة إسحاق في العلماء كمنزلة عثمان في الصحابة لقي عثمان الفتن
والمحن كذلك لقي إسحاق في بلده من أهل الإرجاء بما فارق به بلده ومنزلة الشافعي في
العلماء كمنزلة علي في الصحابة فإنه كان أعلمهم وأفضلهم وأقضاهم وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
أقضاكم علي [10894] كذلك الشافعي كان أعلم العلماء بالفقه والقضاء
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد العزيز بن
مردك أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثني هارون بن سعيد الأيلي (4) قال قال لنا
الشافعي أخذت اللبان (5) سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن أحمد
الرزاز حدثنا علي بن محمد بن سعيد الموصلي حدثنا أبو عبد الله أحمد (6) بن إبراهيم

(1) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(2) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م وت ود.
(3) بالأصل: آخذا.
(4) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 15.
(5) اللبان: نبات، يسمى الكندر، وهو من الفصيلة البخورية يفرز صمغا.
(6) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن م، وت، ود.
300

الطائي حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت مالكا
يقول ما يأتيني قرشي أفهم من هذا الفتى يعني الشافعي
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (1) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
ابن حيان حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا عمرو بن العباس (2) يقول قيل لعبد الرحمن بن
مهدي إن الشافعي لا يورث المرتد قال فقال عبد الرحمن إن الشافعي شاب معهم لأن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لا يتوارث أهل ملتين [10895]
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثني الزبير بن عبد الواحد قال سمعت جعفر بن علي بن مليح
الهمداني بصور يقول سمعت هلال بن العلاء يقول الشافعي أصحاب الحديث عيال عليه
فتح لهم الأقفال
أخبرنا أبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح (3) وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن
أحمد بن محمد بن حيان (4) قالا أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن (5) محمد الصرام
أنبأنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود
ابن هارون الرقي أنبأنا علي بن عبد العزيز بن يحيى قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام
يقول ما رأيت قط رجلا أعقل ولا أروع ولا أفصح من الشافعي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (6) أبو
منصور محمد بن عبد الملك قال أنبأنا أحمد بن علي (7) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا

(1) زيادة لتقويم السند عن م، وت، ود.
(2) الخبر الذي في تاريخ بغداد 2 / 65 بهذا السند، وتمامه من هنا: قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي - وذكر
الشافعي فقال - كان شابا مفهما.
وبهذه الرواية روي عن أبي بكر الخطيب في تهذيب الكمال 16 / 48.
ولم أجد الحديث بهذا السند، وبهذه الرواية في تاريخ بغداد، وفيه من طرق أخرى 5 / 290 و 8 / 407 و 9 / 30.
(3) قارن مع مشيخة ابن عساكر 101 / ب.
(4) قارن مع مشيخة ابن عساكر 90 / أ.
(5) من قوله: وأبو سعد... إلى هنا سقط من.
(6) زيادة لازمة عن م وت ود.
(7) تاريخ بغداد 2 / 67 وتهذيب الكمال 16 / 50 وسير الاعلام 10 / 15.
301

أحمد بن بندار بن إسحاق (1) الفقيه حدثنا أحمد بن روح البغدادي عن أحمد بن العباس
قال سمعت علي بن عثمان وجعفر الوراق يقولان سمعنا أبا عبيد يقول ما رأيت رجلا
أعقل من الشافعي
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا
أبو بكر أحمد بن الحسن أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرني الحسن بن رشيق إجازة
قال ذكر زكريا بن يحيى عن علي بن عثمان قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول ما
رأيت رجلا زاد أبو المعالي قط وقالا أعقل من الشافعي
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين قراءة عن أبي عبد الله القضاغي قال
قرأت على أبي عبد الله بن شاكر حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا محمد بن سفيان بن سعيد
قال قال لنا يونس بن عبد الأعلى ما رأيت أحدا أعقل من الشافعي لو جمعت أمة فجعلت
في عقل الشافعي لوسعهم عقله (2)
قال وقال لنا يونس ناظرت الشافعي يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم
قال لي يا أبا موسى لا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السلام بن أبي الحزور
أنبأنا أبو الحسن بن السمسار أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه
ح وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن أبي هشام أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
الحسن بن أبي فجة أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر أنبأنا أبو موسى هارون
ابن محمد الموصلي قالا حدثنا أبو (3) يحيى زكريا بن أحمد حدثنا أبو جعفر الترمذي
حدثني أبو الفضل الواشجردي (4) قال سمعت أبا عبد الله الصغاني (5) قال سألت يحيى بن
أكثم عن أبي عبيد القاسم بن سلام والشافعي أيهما أعلم عندك فقال أبو عبيد كان يأتينا
ههنا كثيرا وكان رجلا إذا ساعدته الكتب كان حسن التصنيف من الكتب ويرتبها بحسن

(1) بالأصل: بندار، والمثبت عن م وت ود، وتاريخ بغداد.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 15 وتاريخ بغداد الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 313 والبداية والنهاية 10 / 253.
(3) لفظة " أبو " استدركت على هامش م.
(4) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت ود، والصواب ما أثبت وهذه النسبة بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وكسر
الجيم وسكون الراء هذه النسبة إلى واشجرد، وهي وراء جيحون (الأنساب).
(5) كذا بالأصل، وفي م وت ود: الصاغاني.
302

ألفاظه لاقتداره على العربية وأما الشافعي فقد كنا عند محمد بن الحسن كثيرا في المناظرة
فكان رجلا قرشي العقل والفهم والذهن صافي العقل والفهم والدماغ سريع الإصابة أو
كلمة نحوها ولو كان أكثر سماعا للحديث لاستغنى أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) به عن غيره من
الفقهاء (1)
أخبرنا أبو بكر عبد الجبار بن محمد وأبو سعد عبد الله بن أسعد قالا أنبأنا محمد
ابن عبيد الله (2) الصرام أنبأنا محمد بن الحسين البسطامي أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن قال
سمعت الربيع يقول لو وزن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجح بهم ولو كان في
بني إسرائيل احتاجوا إليه
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (3) حدثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار حدثنا
محمد بن الحسن بن محمد بن ميمون حدثنا وزيرة بن محمد بمصر حدثنا معمر بن شبيب
قال سمعت المأمون يقول قد امتحنت محمد بن إدريس (4) في كل شئ فوجدته به
كاملا (5) وقد بقيت خصلة وهو أن أسقيه من النبيذ ما يغلب على الرجل الجيد الشراب
قال فحدثني ثابت الخادم وقد دعا به فأعطاه رطلا فقال اشرب يا محمد فقال يا أمير
المؤمنين ما شربته قط قال عزمت عليك (6) لتشربن فشربه (7) ثم والى عليه بالأرطال
حتى سقاه عشرين رطلا فما تغير ولا زال عن حجة
قال القاضي (8) وهذا ممن لم يعتد شربه ولم يأنس به مزاجه وطباعه أبلغ في
الأعجوبة وأدل على اعتدال التركيب وقوة الطبيعة (9) ووثاقة البنية والله أعلم بصحة هذه
الحكاية وثبوتها من جهة الرواية

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 17.
(2) بالأصل: عبد الله، تصحيف، والتصويب عن م، وت، ود.
(3) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في كتابه الجليس الصالح 3 / 131.
(4) صحف اسمه في الجليس الصالح إلى: محمد بن العباس.
(5) إلى هنا فقط في سير أعلام النبلاء 10 / 17.
(6) زيادة عن الجليس الصالح.
(7) بالأصل: فشربته، والمثبت عن م، وت، ود، والجليس الصالح.
(8) يعني المعافى بن زكريا الجريري، راوي الخبر.
(9) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الجليس الصالح: الطبع.
303

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني أبو أحمد عبد الله (1) بن أحمد بن إسماعيل
العطار الجرباذقاني بها (2) حدثنا إبراهيم بن متوية الإمام الأصبهاني قال سمعت المزني أبا
إبراهيم يقول قال لي الشافعي حضرت مالك بن أنس وأنا أسمع منه الحديث ولي دون
الأربع عشرة سنة (3) فجاءه رجل فوقف عليه ثم قال له إني رجل أبيع القماري فبعت
قمريا (4) على هذه فرده إلي فقال ما له صوت فحلفت بالطلاق أنه لا يسكت فقال
أوسكت قلت نعم قال أنت حانث قال الشافعي فتبعته فقلت له يا رجل كيف حلفت قال
حلفت بما سمعت قال فقلت له صياحه أكثر من سكوته فقال صياحه
فقلت مر فإن امرأتك لك حلال قال فماذا أصنع وقد أفتاني مالك بما أفتى فقال عد
إليه فقل له إن في مجلسك من أفتاني بأن امرأتي هي لي حلال وأومئ إلي ودعني وإياه
فرجع ورجعت وجلست فيما بين الناس فقال له إني رأيت أن تنظر في يميني قال أليس
قد أفتيناك بأنك حانث فقال في مجلسك من أفتاني بأن امرأتي هي لي حلال قال أفي
مجلسي قال نعم قال ومن هو فأومأ إلي فقال لي مالك أنت أفتيته بذلك قلت
نعم قال ولماذا أفتيته بذلك فلت له سمعتك تروي عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة بنت قيس (5) إذا حللت فإذنيني فلما حلت قالت له قد خطبني معاوية
وأبو جهم فقال أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه
وعلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أبا جهم يضع عصاه عن عاتقه ويتصرف في أموره فإنما نسب إلى
ضرب النساء فذكر أنه لا يضع عصاه عن عاتقه وحمله على الأغلب من أمره وإني سألته
وقلت سكوته أكثر أم صياحه فقال صياحه فأفتيته بذلك قال فتبسم مالك وقال
القول قولك ثم ناظرني عبد الملك فضرب بيده بين منكبيه فقال افت فقد آن لك أن تفتي

(1) في معجم البلدان (جرباذفان) والأنساب (الجرباذقاني): عبيد الله.
(2) يعني بجرباذفاقان: بالفتح، بلدة قريبة من همذان، بينها وبين الكرج وأصبهان.
(3) بالأصل وم وت ود: الأربعة عشر سنة.
(4) القمري، واحد القماري، وهو طائر يشبه الحمام.
(5) وكانت فاطمة بن قيس قد طلقها زوجها أبو عمر بن حفص البتة وهو غائب - طلقها ثلاثا - فجاءت تعرض أمرها
على رسول الله (ص).
راجع الحديث في صحيح مسلم (18) كتاب الطلاق رقم 1480.
304

أخبرنا أبو بكر عبد الجبار بن محمد وأبو سعد عبد الله بن أسعد قالا أنبأنا أبو
الفضل الصرام أنبأنا أبو عمر البسطامي (1) أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن الرقي قال سمعت
يونس يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول للشافعي (2) يا أبا عبد الله ما معنى قول النبي
(صلى الله عليه وسلم) أقروا الطير في مكانها (3) [10896] قال فقال له يا أبا محمد كان الرجل من العرب
إذا أراد سفرا أخذ معه طيرا فإن أخذ الطير ذات اليمين مضى في سفره وإن أخذ ذات
الشمال رجع وكان ابن عيينة قبل أن سمع من الشافعي إذا سئل أجاب على صيد الليل
قال فرجع سفيان إلى تأويل الشافعي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (4) حدثنا محمد بن روح عن إبراهيم بن محمد
الشافعي قال
كنا في مجلس ابن عيينة والشافعي حاضر فحدث ابن عيينة عن الزهري عن علي بن
الحسين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر به رجل في بعض الليل وهو مع امرأته
صفيه فقال تعال فهذه امرأتي صفيه فقال سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم
فقال ابن عيينة للشافعي ما فقه هذا الحديث يا أبا عبد الله قال إن كان القوم اتهموا النبي
(صلى الله عليه وسلم) كانوا بتهمتهم إياه كفارا لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) أدب (5) من بعده فقال إذا كنتم هكذا فافعلوا
هكذا حتى لا يظن بكم ظن السوء لا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) يتهم وهو أمين الله في أرضه فقال ابن
عيينة جزاك الله خيرا يا أبا عبد الله ما يجيئنا منك إلا كل ما نحبه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ
بأصبهان حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان حدثنا عمرو بن عثمان المكي
حدثني أحمد بن محمد بن بنت الشافعي قال (6) سمعت أبي وعمي يقولان كان سفيان بن

(1) هو محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم، أبو عمر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 320.
(2) الحديث في حلية الأولياء 9 / 94 و 95.
(3) في الحلية 9 / 94 في رواية: وكناتها.
وفي الحلية 9 / 95 في رواية أخرى: مكناتها.
(4) الحديث في حلية الأولياء 9 / 92 من طريقه.
(5) صحفت في الحلية إلى: اذن.
(6) من طريقه روى الخبر في سير أعلام النبلاء 10 / 17 والمناقب للبيهقي 2 / 240.
305

عيينة إذا جاءه شئ من التفسير والفتيا يسأل عنها التفت إلى الشافعي فيقول سلوا هذا
أخبرنا (1) أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد
الرحمن محمد بن الحسين حدثنا عياش بن الحسن حدثنا محمد بن الحسين بن سعيد
الزعفراني حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثني ابن بنت الشافعي قال سمعت أبي وعمي
يقولان كنا عند ابن عيينة وكان إذا جاءه شئ من التفسير والفتيا سئل عنها التفت إلى
الشافعي فقال سلوا هذا
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا
أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني
ح وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد
ابن النحاس قالا أنبأنا أبو سعيد بن زياد حدثنا تميم بن عبد الله أبو محمد قال (2)
سمعت سويد بن سعيد يقول كنا عند سفيان بن عيينة بمكة فجاء الشافعي فسلم وجلس
فروى ابن عيينة حديثا رقيقا (3) فغشي على الشافعي فقيل يا محمد مات محمد بن إدريس
فقال ابن عيينة إن كان مات محمد بن إدريس فقد مات أفضل أهل زمانه
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد
الواحد بن أبي الحديد الخطيب أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد العنبري المعروف بابن
الفاثوري حدثنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي قال سمعت عبد الله بن محمد
القاضي القزويني بمصر ويوسف بن عبد الأحد جميعا قالا حدثنا الربيع بن سليمان
قال (4) سمعت الحميدي يقول سمعت (5) مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي محمد بن
إدريس رحمه الله أفت أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي وهو ابن ست عشرة سنة (6)

(1) الخبر التالي سقط من م، وهو في د، وت.
(2) من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 10 / 17 - 18 وحلية الأولياء 9 / 95.
(3) بدون اعجام بالأصل، والمثبت عن م وت ود. والمصدرين السابقين.
(4) سير أعلام النبلاء 10 / 15 وحلية الأولياء 9 / 39.
(5) عقب الذهبي في سير أعلام النبلاء على سماع الحميدي من الزنجي بقوله: " فإن الحميدي يصغر عن السماع من
مسلم " والأشبه عن الحميدي قال قال الزنجي، قاله الذهبي.
(6) كذا بالأصل وم وت ود.
306

أخبرنا (1) أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني أبو حميد أحمد بن إبراهيم الحنظلي بالطبران حدثنا أبو عبد الله الشافعي
حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أبو بكر الحميدي قال سمعت مسلم بن خالد يقول
للشافعي أفت يا أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي قال وكان ابن خمس (2) عشرة سنة (3)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت أبا نعيم الفقيه
يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الحميدي يقول سمعت مسلم بن خالد يقول
للشافعي قد والله آن لك أن تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد
العزيز أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال سمعت
الحميدي يقول سمعت الزنجي بن خالد يعني مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي
أفت يا أبا عبد الله فقد والله آن لك أن تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (4) أبو
منصور العطار أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (5) حدثني الحسن بن أبي طالب
حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثني الربيع بن سليمان
حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال سمعت مسلم بن خالد الزنجي ومر على الشافعي
وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة فقال يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي
قال الخطيب هكذا ذكر في هذه الحكاية أنه سمع مسلم بن خالد ومر على الشافعي
وهو ابن خمس عشرة سنة يفتي فقال له أفت وليس ذلك بمستقيم لأن الحميدي كان يصغر
عن إدراك الشافعي وله تلك السن
قال الخطيب (6) والصواب ما أخبرنا علي بن المحسن حدثنا محمد بن إسحاق

(1) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(2) هذه رواية سير الاعلام والحلية.
(3) كتب بعدها بالأصل وم وت: إلى.
(4) زيادة لتقويم السند عن م وت ود.
(5) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 64 وعنه في تهذيب الكمال 16 / 47.
(6) زيادة منا للايضاح.
307

الصفار حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني قال سمعت الربيع بن سليمان يقول
سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول قال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي يا أبا عبد
الله أفت الناس آن لك والله أن تفتي وهو ابن دون عشرين سنة
قال ابن عساكر (1) لم يضبط القزويني مبلغ سنه
حدثنا أبو الحسن السلمي إملاء أنبأنا أبو نصر (2) بن طلاب أنبأنا أبو بكر بن أبي
الحديد أنبأنا أبو بكر محمد بن بشر الزنبري قال سمعت الربيع يعني ابن سليمان يقول
أخبرني الحميدي قال قال الزنجي بن خالد للشافعي يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك والله أن
تفتي وهو ابن خمس عشرة سنة (3)
وقد رويت هذه الحكاية عن غير الحميدي عن مسلم
أخبرناها أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا الحسن بن الحسن بن حمكان حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمرو بن يعقوب
الأصبهاني القاضي بهمذان حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا داود بن
عمرو الضبي قال سمعت مسلم بن خالد الزنجي يقول للشافعي وهو من أبناء ثمان (4) عشرة
سنة يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا عبد الرحمن بن محمد أخبرني أبو محمد بن ابنة الشافعي فيما كتب إلي قال
سمعت أبا الوليد يعني الجارود أو عمي أو أبي كلهم عن مسلم بن خالد أنه قال لمحمد بن
إدريس الشافعي وهو ابن ثمان عشرة أفت يا أبا عبد الله فقد آن لك أن تفتي
أخبرنا أبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح وأبو سعد عبد الله بن أسعد
الصوفي قالا أنبأنا محمد بن عبيد الله بن محمد أنبأنا أبو عمر محمد بن الحسين
البسطامي أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال سمعت الربيع يقول كان الشافعي
يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة وكان يحيي الليل إلى أن مات (5)

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) بالأصل: منصور، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت والسند معروف.
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 16.
(4) بالأصل: ثمانية عشر. وفي م، ود، وت: ثمانية عشرة.
(5) تهذيب الكمال 16 / 47.
308

رواها الخطيب (1) عن القاضي أبي الطيب (2) عن (3) علي بن إبراهيم البيضاوي عن
ابن الجارود
أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4) قال سمعت سليمان بن
أحمد يقول سمعت أحمد بن محمد الشافعي يقول كان الحلقة في الفتيا بمكة في المسجد
الحرام لابن عباس وبعد ابن عباس لعطاء بن أبي رباح وبعد عطاء لعبد الملك بن عبد
العزيز بن جريج وبعد ابن جريج لمسلم بن خالد الزنجي وبعد مسلم لسعيد بن سالم
القداح وبعد سعيد لمحمد بن إدريس الشافعي وهو شاب
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عثمان
سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان قال سمعت أبا العباس الأصم يقول سمعت الربيع بن
سليمان يقول سمعت الشافعي يقول لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن
يلقاه بشئ من الهوى
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن
الحسين بن طلاب أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد أنبأنا أبو بكر محمد بن بشر الزبيري (5)
المعروف بالعكري بمصر قال سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول لأن يلقى الله عز
وجل العبد بكل ذنب خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشئ من الأهواء (6)
رواها ابن أبي حاتم عن الربيع عن من سمع الشافعي
أخبرنا بها أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو
الحسن علي بن عبد العزيز أنبأنا ابن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان قال أخبرني من
سمع الشافعي يقول لأن يلقى الله المرء بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه
بشئ من الأهواء

(1) تاريخ بغداد 2 / 64.
(2) يعني طاهر بن عبد الله الطبري، كما في تاريخ بغداد.
(3) سقطت من الأصل واستدركت لتقويم السند عن م وت ود.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 93.
(5) كذا بالأصل وم وت ود: " الزبيري " هنا، وقد مر " الزنبري " وبعضهم قال فيه: الزبيري. وتقدم التعريف به.
(6) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 16 من طريق جماعة عن الربيع.
309

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي الفقيه حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسداباذي (1) حدثنا محمد بن
علي المدائني بمصر حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت محمد بن إدريس الشافعي
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا عبد الله
ابن محمد بن حيان القاضي حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن زياد حدثنا أبو يحيى الساجي
أو فيما أجاز لي مشافهة حدثنا الربيع سمعت الشافعي يقول لأن يلقى الله العبد بكل ذنب
ما خلا الشرك زاد الساجي بالله خير من أن يلقاه بشئ من هذه الأهواء وذلك أنه رأى
قوما يتجادلون في القدر بين يديه فقال الشافعي في كتاب الله المشيئة له دون خلقه
والمشيئة إرادة الله يقول الله وقال المدائني قال الله تعالى " وما تشاءون إلا أن يشاء
الله " (2) فأعلم عز وجل زاد الساجي خلقه وقالا إن المشيئة له وكان يثبت القدر
قال وحدثني الزبير (3) حدثني محمد بن يحيى بن آدم الحرشي بمصر حدثنا محمد
ابن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول
لو علم الناس ما في الكلام في الأهواء لفروا منه كما يفر (4) من الأسد
قال وحدثني الزبير (5) أخبرني علي بن محمد بمصر حدثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم قال
كان الشافعي بعد أن ناظر حفص الفرد يكره الكلام وكان يقول لأن يفتي العالم فيقال
أخطأ العالم خير له من أن يتكلم فيقال زنديق وما بشئ أبغض إلي من الكلام وأهله
قال وحدثني الزبير أخبرني محمد بن عبد الله (6) بن عبيد العطار ببغداد أخبرني
أحمد بن يوسف بن تميم حدثنا الربيع بن سليمان أنشدنا الشافعي (7)

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي سير الاعلام هنا: الاستراباذي تصحيف، راجع ترجمته في سير الاعلام 15 / 570.
(2) سورة الانسان، الآية: 30.
(3) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 16 / وحلية الأولياء 9 / 111.
(4) في سير أعلام النبلاء وحلية الأولياء: يفرون.
(5) سير أعلام النبلاء 10 / 18 - 19.
(6) بالأصل: عبيد الله، والمثبت عن م، ود، وت.
(7) البيتان في ديوانه ص 77 (وفي نسخة: ص 87) والبداية والنهاية 10 / 254.
310

* قد نفر (1) الناس حتى أحدثوا بدعا * في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل
حتى استخف بحق الله أكثرهم * وفي الذي حملوا من حقه شغل *
قال وحدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد حدثنا
الربيع بن سليمان قال ناظر رجل الشافعي في مسألة فدقق والشافعي ثابت يجيب
ويصيب فعدل الرجل إلى الكلام في مناظرته فقال له الشافعي هذا غير ما نحن فيه هذا
كلام لست أقول بالكلام واحدة وأخرى ليست المسألة متعلقة به ثم أنشأ الشافعي يقول
* متى ما تقد بالباطل الحق بابه * وإن قدت بالحق الرواسي ينقد
إذا ما أتيت الأمر من غير بابه * ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتد *
فدنا منه الرجل فقبل يده
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ
حدثني الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسدآباد حدثني يوسف بن عبد الأحد حدثنا الربيع
ابن سليمان قال
سمعت الشافعي يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا علي بن
عبد العزيز بن مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا أبي قال (2) سمعت حرملة بن
يحيى قال اجتمع حفص الفرد ومصلان الإباضي عند الشافعي في دار الجروي يعني
بمصر في الإيمان فاحتج مصلان في الزيادة والنقصان واحتج حفص الفرد في الإيمان قول
فعلا حفص الفرد على مصلان وقوي عليه وضعف مصلان قحمي الشافعي وتقلد المسألة
على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فطحن حفص الفرد وقطعه
قال وحدثني أبي حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني حدثني أبو عثمان
محمد بن محمد الشافعي قال سمعت أبي يعني محمد بن إدريس الشافعي (3) يقول ليلة
للحميدي ما يحتج عليهم يعني أهل الإرجاء بآية أحج من قوله " وما أمروا إلا ليعبدوا الله
مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " (4)

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الديوان: لم يفتأ.
(2) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 115.
(3) الخبر في حلية الأولياء 9 / 115.
(4) سورة البينة، الآية: 4.
311

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله أنبأنا أبو
القاسم عبيد الله بن أحمد أنبأنا الحسن بن الحسين حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني
محمد بن عبد الله بن محمد أبو بكر العطار الدينوري بأسدآباذ حدثني أبو عيسى محمد بن
عياض بن أبي شيخ الضبعي العطار الدينوري حدثنا محمد بن راشد أبو بكر الأصبهاني قال
سمعت إسماعيل بن يحيى المزني يقول أنشدي الشافعي من قيله (1)
* شهدت بأن الله لا شئ (2) غيره * وأشهد أن البعث حق وأخلص
وإن عرى الإيمان قول مبين * وفعل زكي قد يزيد وينقص
وأن أبا بكر خليفة ربه * وكان أبو حفص (3) على الخير يحرص
وأشهد ربي أن عثمان فاضل * وأن عليا فضله تخصص (4)
أئمة قوم يقتدى بهداهم * لحا الله من إياهم يتنقص
فما لغواة يشهدون سفاهة * وما لسفيه لا يحس (5) ويحرص (6) *
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد وأبو
القاسم زاهر بن طاهر قالوا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال
سمعت عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زياد يقول سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة
يقول (7) سمعت الربيع يقول لما كلم الشافعي حفص الفرد فقال حفص القرآن مخلوق
فقال له الشافعي كفرت بالله العظيم
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد
العزيز أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان حدثني من أثق به وكنت
حاضرا في المجلس فقال حفص الفرد القرآن مخلوق فقال الشافعي كفرت بالله العظيم
قال وحدثني الربيع بن سليمان المرادي المصري في أول لقية لقيته في المسجد الجامع
فسألته عن هذه الحكاية وذلك أني كنت كتبتها عن أبي بكر بن القاسم عنه قبل خروجي إلى

(1) الأبيات في ديوان الشافعي ص 62.
(2) الديوان: رب.
(3) يريد: عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(4) الأصل وم وت ود: يتخصص، والمثبت عن الديوان.
(5) كذا رسمها بالأصل وم وت ود.
(6) البيت ليس في ديوانه (في النسختين اللتين بين يدي).
(7) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 30.
312

مصر فحدثني الربيع قال (1) سمعت الشافعي يقول من حلف باسم من أسماء الله فحنث
عليه الكفارة لأن اسم الله غير مخلوق (2) ومن حلف بالكعبة (3) وبالصفا والمروة فليس عليه
الكفارة لأنه (4) مخلوق وذلك غير مخلوق
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو الحسن البيهقي وأبو القاسم الشحامي وأبو محمد
عبد الجبار بن محمد البيهقي قالوا أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر حدثني حمك بن عمرو (5) العدل حدثنا محمد بن
عبد الله بن فورش عن علي بن سهل الرملي أنه قال سألت الشافعي عن القرآن فقال لي
كلام الله غير مخلوق
انتهت رواية عبد الخالق وزادوا قلت فمن قال بالمخلوق فما هو عندك قال لي
كافر
قال وقال الشافعي ما لقيت أحدا منهم يعني من أستاذيه إلا قال من قال القرآن
مخلوق فهو كافر وفي رواية الشحامي قال كافر فقلت للشافعي من لقيت من أستاذيك
قالوا ما قلت قال ما لقيت أحدا منهم إلا قال من قال في القرآن مخلوق فهو كافر
عندهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين قراءة عن أبي عبد الله القضاعي
أنبأنا أبو عبد الله بن شاكر حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا علي بن يعقوب الوراق حدثنا
الربيع بن سليمان قال
سمعت الشافعي يقول في قول الله تعالى " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " (6)
علمنا بذلك أن قوما غير محجوبين ينظرون إليه لا يضامون في رؤيته كما جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنه قال ترون ربكم يوم القيامة كما ترون الشمس لا تضامون في رؤيتها [10897]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال

(1) من طريقه روي الخبر في حلية الأولياء 9 / 113.
(2) في الحلية: لان أسماء الله غير مخلوقة.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الحلية: أبو بالصفا.
(4) من قوله: لان اسم... إلى هنا سقط من م.
(5) كذا بالأصل وت ود، وفي م: عمر.
(6) سورة المطففين، الآية: 15.
313

سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن الحارث يقول سمعت أبا عبد الله الحسن بن محمد بن
الضحاك المعروف بابن بحر يقول سمعت إسماعيل بن يحيى المزني يقول سمعت ابن
هرم (1) القرشي يقول سمعت الشافعي يقول في قول الله " كلا إنهم عن ربهم يومئذ
لمحجوبون " فلما حجبهم في السخط كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضا فقال له
أبو النحم القزويني يا أبا إبراهيم (2) به تقول قال نعم وبه أدين إليه قال فقام إليه عصام
فقبل رأسه فقال يا سيد الشافعيين اليوم بيضت وجوهنا
قال وأنبأنا زكريا بن أبي إسحاق حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا عبد
الله بن محمد بن جعفر حدثنا الفريابي محمد بن عقيل حدثنا المزني (3) حدثنا ابن هرم
قال سمعت الشافعي يقول في قوله " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " قال هذا
دليل على أن أولياءه يرونه يوم القيامة (4)
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري نزيل الدامغان بها
حدثنا عبد الله بن محمد بن شنبة حدثنا محمد بن إسحاق السني قال سمعت أحمد بن
سلمان الخطابي يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن عاصم يقول سمعت إبراهيم بن محمد
ابن هرم وكان من علية أصحاب الشافعي يقول سمعت الشافعي يقول في قول الله عز وجل "
كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " دليل على أن أولياءه يرونه على ما وصف نفسه قال
المزني فلا أنكر ما قال الشافعي وشبه أن قول موسى " ربي أرني أنظر إليك " (5) أنه لم
يسأل محالا
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال ذكر إسحاق
الطحان المصري حدثنا سعيد بن أسد قال قلت للشافعي ما تقول في حديث الرؤية فقال
لي يا بن أسد اقض علي حييت أو مت أن كل حديث يصح عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإني أقول به
وإن لم يبلغني
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني الزبير بن عبد الواحد الحافظ حدثنا أبو أحمد

(1) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الحلية: أبو هرم.
(2) كنية إسماعيل بن يحيى المزني. راجع ترجمته في سير الاعلام 12 / 492.
(3) من طريقه روي الحديث في حلية الأولياء 9 / 117.
(4) في حلية الأولياء: يرونه على صفته.
(5) سورة الأعراف، الآية: 143.
314

حامد بن عبد الله المروزي حدثنا عمران بن فضالة حدثنا الربيع بن سليمان قال سئل
الشافعي عن القدر فأنشأ يقول قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أحمد
ابن محمد بن مقسم يقول أخبرني بعض أصحابنا يقول أخبرني المزني قال دخلت على
الشافعي في مرضه الذي مات فيه فأنشدني لنفسه وأخبرنا (1) أبو عبد الله الفراوي وأبو
الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
ح وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد حدثنا أبو بكر بن خلف أنبأنا
الشيخ أبو زكريا المزكي
حدثنا الزبير بن عبد الواحد
زاد الشحامي الحافظ حدثني حمزة بن علي العطار زاد الشحامي بمصر حدثنا الربيع قال سئل الشافعي عن القدر فقال وفي رواية الزبير
فأنشأ يقول وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله
المقرئ قالا أنبأنا أبو الخطاب عبد الملك بن أحمد بن عبد الله الشوكي أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي المعروف بالخالع أنبأنا النقاش أخبرني ابن خزيمة
أنشدني المزني أنشدنا الشافعي لنفسه (2)
* ما (3) شئت كان وإن لم أشأ * وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على (4) ما علمت * ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد * ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت وهذا خذلت * وهذا أعنت وذا لم تعن *
آخر الجزء التاسع والتسعين بعد الخمسمائة من الفرع (5)
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين قراءة عن محمد بن سلامة بن جعفر

(1) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(2) الأبيات في ديوان الشافعي ص 92 والبداية والنهاية 10 / 254 والوافي بالوفيات 2 / 179.
(3) بهذه الرواية، البيت مخروم، وفي الديوان: فما.
(4) الديوان: " لما قد علمت " وفي م، وت، ود، كالأصل.
(5) من قوله: اخر الجزء إلى هنا سقط من م، ود.
315

قال قرأت على محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن غالب بن ما شاء الله
حدثنا عمر بن الحسن الحراني حدثنا محمد بن أحمد بن الليث الهروي (1) حدثنا زكريا بن
يحيى الساجي حدثنا عيسى بن إبراهيم حدثنا محمد بن نصر الترمذي قال سمعت الربيع
يقول سمعت الشافعي يقول أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
ثم علي (2)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ أنبأنا أبو عبد
الرحمن السلمي أنبأنا إدريس بن علي المؤدب قال سمعت أبا بكر عبد الله بن محمد بن
زياد قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول في الخلافة والتفضيل نبدأ
بأبي بكر وعمر وعثمان وعلي
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا الحسن بن علي بن محمد أنبأنا علي بن عبد العزيز
أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال أبي حدثنا حرملة بن يحيى قال سمعت
الشافعي يقول الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز (3)
أخبرنا (4) أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ أنبأنا أبو
عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه يقول
سمعت إبراهيم بن محمود بن حمزة يقول حدثنا أبو سليمان يعني داود بن علي
الأصبهاني حدثني الحارث بن سريج النقال (5) قال سمعت إبراهيم بن عبد الله الحجبي
يقول للشافعي ما رأيت هاشميا يفضل أبا بكر على علي فقال له الشافعي علي بن أبي
طالب ابن عمي وابن خالي وأنا رجل من بني عبد مناف وأنت رجل من بني عبد الدار ولو
كانت هذه مكرمة لكنت أولى بها منك ولكن ليس الأمر على ما تمنيت
قال أحمد كذا قال ابن خالي والصواب ابن خالتي يعني ابن خالة جده من قبل أمه

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود.
(2) كتاب " المناقب " للبيهقي 1 / 432.
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 20 وكتاب المناقب للبيهقي 1 / 448.
(4) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(5) اعجامها مضطرب بالأصل وم وت ود، وتقرأ: " البقال " والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب، وذكره السمعاني
وترجمته. وقال السمعاني: وظني انه اشتهر بالنقال لنقله رسالة الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي.
316

أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أحمد بن عبد الله أنبأنا أبو القاسم الصيرفي أنبأنا
الحسن بن الحسين الفقيه حدثني الزبير بن عبد الواحد حدثني الحسن بن علي بن يعقوب
أبو علي الأصبهاني حدثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا بن حيوية النيسابوري (1) قال سمعت
محمد بن عبد الله يقول سمعت الشافعي يقول ما أرى الناس ابتلوا بشتم أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
إلا ليزيدهم الله بذلك ثوابا عند انقطاع عملهم
قال وأنبأنا الحسن بن الحسين حدثني أبو العباس بن الدرعي الوكيل بهمذان حدثنا
أبو بكر محمد بن زكريا الآدمي السري قال سمعت الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني
يقول قال الشافعي إذا حضر الرافضي الوقعة وغنموا لم يعط من الفئ شيئا (2) لأن الله ذكر
آية الفئ ثم قال فيها " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا
بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " (3) فمن لم يقل بهذا
لم يستحق
أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة عليه عن أبي عبد الله الفضاعي قال قرأت على
أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد حدثنا الحسين بن علي بن محمد بن إسحاق
الحلبي حدثني جد أبي محمد وأحمد ابنا إسحاق بن محمد قالا سمعنا جعفر بن أحمد
ابن الرواس بدمشق يقول سمعت الربيع يقول خرجنا مع الشافعي من مكة نريد منى فلم
ينزل واديا ولم ينزل شعبا إلا وهو يقول (4)
* يا راكبا قف بالمحصب (5) من منى * واهتف بقاعد خيفها (6) الناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كمتلطم الفرات الفائض *
* إن كان رافضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي *
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير حدثني محمد بن محمد بن الأشعث

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 243.
(2) الأصل وم وت ود: شئ.
(3) سورة الحشر الآية: 10.
(4) الأبيات في ديوان الشافعي ص 63 ومعجم الأدباء 17 / 310 وسير أعلام النبلاء 10 / 58 والوافي بالوفيات 2 /
178.
(5) المحصب: موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب (معجم البلدان).
(6) هو خيف بني كنانة في المحصب (راجع معجم البلدان).
317

الكوفي بمصر حدثنا الربيع قال سمعت الشافعي يقول ذكر الأبيات
قال وحدثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي أخبرني أبو عمران موسى بن عمران
القلزمي بقلزم حدثنا الربيع بن سليمان المصري أبو محمد قال سمعت الحميدي يقول
لما أخذ حماد البربري للشافعي أحضره وأحضر جماعة معه فكان يقوم الرجل عريانا
في سراويل فيقول أمير المؤمنين للفضل بن مروان قل له يتكلم فيقول له الفضل تكلم
فإذا تكلم يقول اضرب فيضرب عنقه حتى قام الشافعي عريانا في سراويل قال الحميدي
وقد كان استطلق بطن الشافعي من الليل وكان إذا انطلق بطنه عذب لسانه فقال أمير
المؤمنين للفضل قل له يتكلم فتكلم الشافعي بكلام لم يسمع مثله فعجب أمير المؤمنين
من حسن كلامه فقال لفضل بن مروان ويحك سمعت مثل هذا قط قل له يعيد ما قال فأعاد
عليه وزاد قال فكان فيما قال له أصلح الله أمير المؤمنين لأن أكون مع قوم يرون أني
من أنفسهم أحب إلي من أن أكون مع قوم يرون أني عبد لهم قال ألبسوه ثيابه وأجازه
بعشرة آلاف دينار في منديل فحملها فضرب خيمة وبقي يطعم الناس ولم يقلع الخيمة حتى
لم يبق منها شئ قال ورأيته في الحمام وهو يجعل النخالة ليس فيها شئ إلا الحسور
قال وحدثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل العطار الجرباذقاني بها حدثنا
إبراهيم بن معاوية الأصبهاني الإمام حدثنا المزني قال سمعت الشافعي يقول (1) بعث إلي
هارون الرشيد في الليل بالربيع فقحم علي من غير إذن فقال لي أجب فقلت له في مثل
هذا الوقت وبغير إذن قال بذاك أمرت فخرجت معه فلما صرت بباب الدار قال لي
اجلس فلعله قد نام أو قد سكن سورة غضبه فدخل فوجد الرشيد منتصبا فقال ما فعل
محمد بن إدريس قلت قد أحضرته قال فجئني به قال فخرجت فأدخلته إليه فلما
مثلت بين يديه تأملني ثم قال يا محمد أرعبناك فانصرف رشدا يا ربيع (2) واحمل معه
بدرة دراهم قال فقلت لا حاجة لي فيها قال أقسمت عليك إلا أخذته قال فحمل بين
يدي فلما خرجت قال لي الربيع بالذي سخر لك هذا الرجل ما الذي قلت فإنني أحضرتك
وأنا أرى موضع السيف من قفاك فتبسم فقلت نعم سمعت مالك بن أنس يقول سمعت
نافعا يقول سمعت عبد الله بن عمر يقول

(1) راجع حلية الأولياء 9 / 79 - 80.
(2) هو الربيع بن يونس، أبو الفضل الأموي الوزير، ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 335.
318

دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الأحزاب بهذا الدعاء فكفي وهو
اللهم إني أعوذ بنور قدسك وبركة طهارتك وعظم جلالك من كل طارق يطرق إلا
طارقا (1) يطرق بخير اللهم أنت غياثي فيك أغوث (2) وأنت عياذي فبك أعوذ وأنت ملاذي
فبك ألوذ يا من ذلت له رقاب الجبابرة وخضعت له مقاليد (3) الفراعنة أجرني من خزيك
وعقوبتك فإنني في حرزك في ليلي ونهاري ونومي وقراري لا إله إلا أنت تعظيما
لوجهك وتكريما لسبحانك فاصرف عني شر عقابك واجعلني في حفظ عنايتك وسرادقات
حفظك وعد علي بخير منك يا أرحم الراحمين [10898]
آخر الجزء الثامن عشر بعد الأربع مائة من الأصل
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد أنبأنا أبو
محمد الحسن بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني
حدثنا زياد بن عبيد الله البكراوي القزويني (4) بقزوين حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
إبراهيم بن جامع السكري حدثنا عبد الله بن محمد البولي حدثني خالي عمارة بن زيد
المدني قال
كنت صديقا لمحمد بن الحسن فدخلت معه على الرشيد فسأله عن أحواله فقال في
خير يا أمير المؤمنين ثم تسارا فسمعت محمد بن الحسن يقول إن محمد بن إدريس
الشافعي يزعم أنه للخلافة أهل قال فغضب الرشيد وقال علي به فأتي به حتى وقف
بين يدي الرشيد فكره الرشيد أن يعجل عليه من غير امتحان فقال له هيه قال وما هيه يا
أمير المؤمنين أنت الداعي وأنا المدعو (5) وأنت السائل وأنا المجيب قال فكيف علمك
بكتاب الله فإنه أول أن يبتدأ به قال جمعه الله في صدري وجعل جنبي دفتيه قال
فكيف علمك به قال أي علم تريد يا أمير المؤمنين أعلم تأويله أم علم تنزيله أم مكية أم
مدنيه أم ليليه أم نهاريه أم سفريه أم حضريه أم هجريه أم عربية أم إنسيه أم وحشيه

(1) بالأصل وم وت ود: طارق، المثبت عن الحلية.
(2) في الحلية: أنت غياثي بك استغيث.
(3) كذا بالأصل وم وت ود، وفي الحلية: أعناق الفراعنة.
(4) بياض بالأصل، واستدركت اللفظة عن د، وم.
(5) بالأصل ود، وم: المدعي.
319

أم (1) وضعه أم تسوية سورة (2)
فقال له الرشيد لقد ادعيت من علوم القرآن أمرا عظيما فكيف علمك في الأحكام
قال أفي الفتاوي أم في الطلاق أم في القضايا أم في الأشرية أم في المحاربات أم في الديات
قال فكيف علمك بالطب قال أعرف منه ما قالت الروم وبابل وبقراط وساهمرد
واسطا طالس وجالينوس فقال فكيف علمك بالنجوم قال أعرف القطب الدائر والمائي
والنهاري والمذكر والمؤنث وما أهتدي به في بري وبحري قال فكيف علمك بالشعر
قال أعرف الشاذ منه وما نبه للمكارم قال فكيف علمك بأنساب العرب قال أعرف نسب
الكرام وفيها نسب أمير المؤمنين ونسبي
فقال له الرشيد لقد ادعيت من العلوم أمرا عظيما يطول به المحنة فعظ أمير المؤمنين
موعظة يعين له فيها كلما قلت قال نعم يا أمير المؤمنين على رفع الحشمة وترك الهيبة
وقبول النصح وإلقاء رداء الكبر عن منكبيك (3) قال لك ذلك قال فجثا الشافعي على
ركبتيه ثم نادى يا ذا الرجل إنه من أطال عنان الأمن في العزة طوى عذر الحذر في المهلة
ومن لم يعدل على طرق النجاة كان بجانب قلة الاكتراث بالمرجع إلى الله مقيما ومن أحسن
الظن كان في أمنة المحذور في مثل نسج العنكبوت لا يأمن عليها نفسها أو يحجرها عن
شفقتها ألا ولو جرعها سم مخالفتها لبادرت مطايا خوف المراجعة بالنزول إلى دار المقام لو
فعلت ذلك يا رجل ما امتدت إليك يد الندامة ولا ابتدرتك الحسرات غدا في القيامة لكنه
أوتيت من خلد لا يؤدي إليك فهمك ومن أذن تمج الكلام من سمعك فمن ثم أعقبك
التواني والاغترار بنفسك ألا ولو كان له أمير من عقلك يفتقد لك ما سقط من عيبك
لشغلك ذلك عن النظر في عيب غيرك لكن ضرب الهوى عليك رواق الحيرة فتركك وإذا
أخرجت يد موعظة لم تكد تراها ومن لم يجعل الله له نورا ما له من نور
قال فبكى الرشيد بكاء شديدا حتى بل منديلا كان بين يديه فقال له خاصة من يقوم
على رأسه اسكت فقد أبكيت عيني أمير المؤمنين فالتفت إليهم فقال يا عبيد الرجعة
والذين باعوا أنفسهم من محبوب الدنيا أما رأيتم ما استدرج به من قبلكم من الأمم

(1) كلمة غير واضحة ورسمها بالأصل: " مس " وفي م: " مسير " وفي د: سيق.
(2) من قوله: أم إنسيه إلى هنا سقط من المختصر.
(3) الأصل: منكبك، والمثبت عن د، وز.
320

بالأمارة (1) أما ترون (2) كيف فضح مستورهم وأمطر بواكر الهوان عليهم بتبديل سرورهم
فأصبحوا بعد (3) خفض عيشهم ولين رفاهيتهم في روح بين مصايد النعم ومدارج المثلات
فقال له الرشيد قدك قد سللت علينا لسانك وهو أمضى سيفيك قال هو لك إن
قبلت ولا عليك قال فهل من حاجة خاصة بعد العامة قال بعد ذل مكنون النصيحة
وتجريد الموعظة أفتأمرني أن أسود وجه موعظتي بالمسألة قال ثم ماذا قال النظر في
أمور الرعية والقسمة بينهم بالسوية قال ومن يطيق ذلك قال من تسمى باسمك ونسب
إلى موضعك قال ثم ماذا قال الإحسان إلى حرم الله وجيران قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما
والله لو أردت عمارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للزمك في ذلك مؤونة فاعمر قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بأولاده وأولاد أصحابه
قال فأمر الرشيد بمال للمهاجرين والأنصار والعلوية ثم التفت إلى محمد بن
الحسن فقال ناظره بين يدي حتى أكون فاصلا بينكما فإذا اختلفتما في فرع رجعتما إلى
أصل قال فالتفت محمد بن الحسن فقال يا شافعي ما تقول في رجل تزوج بامرأة ودخل
بها وتزوج الثانية ولم يدخل بها وتزوج بالثالثة ودخل بها وتزوج بالرابعة ولم يدخل بها
أصاب الثانية أم الأولى وأصاب الثالثة عمة الرابعة فقال الشافعي ينزل عن الثانية و (4)
الرابعة من غير أن يلزمه شئ ويتمسك بالأولى والثالثة قال ما حجتك قال الشافعي أما
الثانية فإن الله عز وجل يقول " فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم " (5) وأما الرابعة
فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى أن يتزوج الرجل المرأة على عمتها أو خالتها ما تقول أنت يا محمد بن
الحسن كيف استقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) القبلة يوم النحر وكبر قال فتتعتع محمد بن الحسن
فقال عبد الله بن محمد البلوي ولو سأله كيف فعل أبو حنيفة لأجابه فقال الشافعي
يسألني عن الأحكام فأجيبه وأسأله عن سنة من سنن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحتاج إليها الصادر
والوارد فلا يجيبني أفمن الإنصاف هذا قال فتبسم الرشيد وأمر للشافعي بعشرة آلاف
دينار فخرج الشافعي ففرقه على باب داره وانصرف مكرما

(1) تقرأ بالأصل: " بالأمان " واللفظة غير واضحة في د، وم.
(2) الأصل: " تروا " وفي د: ألم تروا.
(3) بالأصل: " بض " تصحيف، والمثبت عن د.
(4) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وبعده صح.
(5) سورة النساء، الآية: 23.
321

قال ابن عساكر (1) لما سمعنا هذه الحكاية من شيخنا أبي بكر وجيه الشحامي أنا
والشيخ أبو سعد بن السمعاني رحمه الله في بيت ابنه يوسف بن وجيه ليلا كأنا استبعدنا
صحتها وأنكرناها لحال البلوى في إسنادها ونمنا فلما استيقظنا ذكر لنا الشيخ أنه رأى في
نومه النبي (صلى الله عليه وسلم) أو الشافعي أنا أشك وهو يقول أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا
تبكون أو كما قال
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو
القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا أبو
الحسن مهران بن هارون بالري حدثنا أبو موسى هارون بن يزيد حدثنا أبو الحسن علي بن
حمزة الكسائي قال
استحضرني ذات يوم أمير المؤمنين الرشيد فلما دخلت عليه دفعني وأدناني منه وإذا
المجلس فيه جميع عظيم ومحمد بن الحسن الفقيه جالس فلما سكن روعي قال لي أتدري
لم أحضرتك يا أبا الحسن فقلت لا يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك قال إني
أحضرتك لأمر سرني فأحببت أن أسرك به أيضا فقلت سرك الله في جميع الأمور
ووقاني فيك كل محذور فقال إني رأيت البارحة فيما يرى النائم سيدي وابن عمي رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) كأنه قد دخل علي في البيت الذي كنت فيه وقائل يقول لي يا هارون هذا رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قد دخل عليك فلما بصرت به وقعت علي الرعدة وأخذني الزمع (2) واعتراني البكاء
وسقطت على وجهي فجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى وقف علي وقال لي ارفع رأسك يا هارون
وأبشر فإن الله قد شكر لك خوفك منه ولجأك إليه فغفر لك ورحمك فلا خوف عليك
وإن الله قد جعل الخلافة في ذرية ولدك محمد إلى أن تقوم الساعة فرفعت رأسي وأقبلت
أحمد الله وأثني عليه وإذا بمحمد بن إدريس الشافعي يده في يد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكأني قد
غبطته بمكانه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا هارون أتعرف هذا فقلت نعم يا
رسول الله بأبي أنت وأمي هذا الشافعي فقال نعم هذا المطلبي هذا سيد المسلمين
الفقيه الورع أفهمت يا هارون فقلت نعم يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي استوص به خيرا
فإنه على الحق مع سنتي وإن الله سينفع به بشرا كثيرا ثم أقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الشافعي

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) الزمع: شبه الرعد تأخذ الانسان إذا هم بأمر. أو من خوف ونشاط (تاج العروس: زمع).
322

فقال ادع الله لهارون هذا بالصلاح والإصلاح والمراقبة فدعا لي ثم انتبهت وإنني
لمسرور بذلك فما تقول أنت في الشافعي فقلت يا أمير المؤمنين أنا رجل كوفي وإني
أدين الله بحب محمد بن إدريس الشافعي وأخذ في كثير من أقوالي بقوله فقال سررتني (1)
يعلم الله تأخذ الناس في الدعاء له فقال قد عزمت على أن أكتب إليه بهذا يعني
الشافعي وأمر له بمال جزيل إن شاء الله
قال الكسائي فلما ركبت لحق بي محمد بن الحسن فقال لي يا أبا الحسن حملت
على أهل بلدك اليوم فقلت له ما قلت إلا ما يعلمه الله مني في الشافعي فامتقع لونه ثم
افترقنا
قال وأنبأنا بن حمكان حدثنا محمد بن عبد الله بن برزة الروذراوري حدثنا الكديمي
محمد بن يونس حدثنا الأصمعي قال رأيت أمير المؤمنين المأمون سنة أربع عشرة ومائتين
يقول لقد خص الله تعالى محمد بن إدريس الشافعي بالورع والعلم والفصاحة والأدب
والصلاح والديانة لقد سمعت أبي هارون يتوسل إلى الله به والشافعي حي يرزق
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين
الحافظ أنبأنا أبو الحسين (2) بن بشران أنبأنا دعلج بن أحمد بن دعلج (3)
ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد وأبو محمد هبة
الله بن أحمد (4) المزكي قالوا حدثنا و (5) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (6) أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا دعلج بن أحمد قال
سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول سمعت جعفر بن أخي أبي ثور يقول سمعت
عمي يقول كتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، ود.
(2) بالأصل وم ود: الحسن، تصحيف، واسمه علي بن عبد الله، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 311.
(3) هو دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن، أبو محمد السجستاني البغدادي ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 /
30.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن م، ود.
(5) زيادة لتقويم السند عن م، ود.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 64 - 65 والذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 44 والمزي في تهذيب
الكمال 16 / 48.
323

القرآن ويجمع فنون (1) الأخبار فيه وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن
والسنة فوضع له كتاب الرسالة قال عبد الرحمن بن مهدي ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو
للشافعي فيها
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله أنبأنا عبيد
الله بن أحمد بن عثمان أنبأنا الحسن بن الحسين حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا
عبد الله بن محمد الكرجي بطرسوس حدثنا رستة (2) الأصبهاني قال سمعت عبد الرحمن
بن مهدي يقول لما نظرت في كتاب الرسالة لمحمد بن إدريس أذهلتني لأنني رأيت كلام
رجل عاقل فقيه ناصح وإني لأكثر الدعاء له
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين بن علي بن القاسم
وأحمد بن محمود قال أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال سمعت محمد بن الحسن النجيرمي
يقول حدثنا عمر بن الحسن بن مالك حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال سمعت أبا بكر بن
خلاد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أنا أدعو الله دبر صلاتي للشافعي
أخبرنا (3) أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن
رزقويه أنبأنا دعلج بن أحمد أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا الحارث بن سريج الثقفي قال
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما أصلي صلاة إلا وأدعو الله تعالى فيها للشافعي رحمه
الله (4)
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي وأبو المعالي محمد بن إسماعيل
قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت الزبير بن عبد الواحد
قال سمعت الحسن بن سفيان يقول سمعت الحارث بن سريج النقال يقول سمعت يحيى
ابن سعيد يقول أنا أدعو الله للشافعي أخصه به
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت الزبير بن عبد الواحد (5) الحافظ بأسدآباذ يقول سمعت عبدان الأهوازي يقول

(1) كذا بالأصل وم ود: " قبول "، وفي تاريخ بغداد: " فنون " وفي سير أعلام النبلاء وتهذيب الكمال: قبول.
(2) هو عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير، أبو الفرج الزهري المديني الأصبهاني، ترجمته في سير أعلام النبلاء
12 / 242.
(3) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(4) كتب فوقها بالأصل وم: إلى.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل: واستدرك عن م، ود.
324

حدثني محمد بن الفضل حدثنا هارون قال ذكر يحيى بن سعيد القطان الشافعي فقال ما
رأيت أعقل أو أفقه (1) منه قال وعرض عليه كتاب الرسالة له
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد
الخطيب أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد العينزربي حدثنا يوسف بن القاسم الميانجي حدثنا
عبد الله بن محمد القاضي حدثنا الحسن بن الصباح قال حدثت عن يحيى بن سعيد
القطان أنه قال أنا أدعو الله عز وجل للشافعي في صلاتي منذ أربع سنين (2)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال أخبرت عن
يحيى بن سعيد القطان أنه قال
إني لأدعو الله تعالى للشافعي في كل صلاة أو في كل يوم يعني لما فتح الله عليه من
العلم ووفقه للسداد فيه
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو
القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد حدثنا الحسن بن
سفيان حدثنا الحارث بن سريج النقال قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول
ربما دعوت للشافعي أخصه قال الحارث وأنا حملت كتاب رسالة الشافعي إلى
عبد الرحمن بن مهدي فأعجب بها وجعل يقول لو كان أقل ليفهم فهذا محله عند هذين
الإمامين فقد أظهر يحيى بن سعيد مع جلالته فضل الشافعي بالدعاء له وعبد الرحمن بن
مهدي مع قدمته ومحله من العلم والورع يظهر فضله وكفى بهذه الفضيلة الجليلة التي أظهرها
الله تعالى له ونطف لسان أئمة المسلمين بالقول بفضله وعلمه وورعه
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي
ابن محمد بن أحمد بن لؤلؤ حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي
حدثنا ابن أبي الشوارب (3) يعني محمد بن عبد الملك حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي
عن النضر بن حميد عن الجارود عن أبي الأحوص عن عبد الله يرفع الحديث قال لا

(1) كذا بالأصل وم، وفي د: ما رأيت أفقه أو أعقل منه.
(2) كتب فوقها بالأصل وم: إلى.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 103.
325

تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما هذا مختصر من حديث [10899]
أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (1) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر (2) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر بن
أحمد بن فارس حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا جعفر بن سليمان عن
النضر بن حميد (3) الكندي أو العبدي عن الجارود عن أبي الأحوص عن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما اللهم إنك أذقت أولها عذابا أو وبالا
فاذق آخرها نوالا
قال الخطيب (4) وأنبأنا أبو سعيد إسماعيل بن علي الأسترآباذي حدثنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور حدثنا محمد بن إبراهيم المؤذن حدثنا عبد الملك بن
محمد هو أبو نعيم حدثنا محمد بن عوف حدثنا الحكم بن نافع حدثنا ابن عياش عن
عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
اللهم اهد قريشا فإن عالمها يملأ طباق (5) الأرض علما اللهم كما أذقتهم عذابا فأذقهم
نوالا دعا بها ثلاث مرات [10900]
قال عبد الملك بن محمد في قوله (صلى الله عليه وسلم) فإن عالمها يملأ الأرض علما ويملأ طباق
الأرض علامة بينة للمميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر
علمه وانتشر في البلاد وكتبوا تأليفه كما تكتب المصاحف واستظهروا أقواله وهذه صفة لا
نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي إذ كان كل واحد من قريش من علماء الصحابة والتابعين ومن
بعدهم وإن كان علمه قد ظهر وانتشر فإنه لم يبلغ مبلغا يقع تأويل هذه الرواية عليه إذ كان
لكل واحد منهم نتف وقطع من العلم ومسألات وليس في كل بلد من بلاد المسلمين

(1) زيادة عن م، ود، لتقويم السند.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 60 وحلية الأولياء 9 / 65 وسير أعلام النبلاء 10 / 82.
(3) تقرأ بالأصل وم ود هنا: " معبد " وفي تاريخ بغداد: " سعيد " وفي حلية الأولياء: معبد.
راجع ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي في تهذيب الكمال 3 / 401 وذكر من شيوخه: النضر بن حميد الكندي.
راجع ترجمته في ميزان الاعتدال 4 / 256.
(4) تاريخ بغداد 2 / 60 - 61 وحلية الأولياء 9 / 65 وسير أعلام النبلاء 10 / 82.
(5) في حلية الأولياء: فان علم العالم منهم يسع طباق الأرض.
326

مدرس ومفتي ومصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه فعلم أنه بعينه لا غيره
وهو الذي شرح الأصول والفروع وازدادت على مر الإسلام حسنا وبيانا
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي
صالح قالا أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد أنبأنا أبو عمر محمد بن الحسين
بن محمد أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال سمعت الربيع بن سليمان يقول
ناظر الشافعي محمد بن الحسن فقطعه (1) فبلغ ذلك هارون الرشيد فقال أما علم
محمد بن الحسن أنه إذا ناظر رجلا من قريش أن يقطعه سائلا ومجيبا والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول
قدموا قريشا ولا تتقدموها واسمعوا منهم فإن علم العالم منهم يسمع طباق
الأرض [10901]
رواها الخطيب (2) عن القاضي أبي الطيب الطبري عن البيضاوي عن ابن الجارود (3)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنبأنا عبد
الوهاب الكلابي إجازة حدثنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي حدثنا محمد بن يعقوب بن
الفرجي (4) قال سمعت أبا الحسن الحسن بن عثمان (5) الزيادي يقول كنت في دهليز محمد
ابن الحسن يوما وقد ركب محمد فجاء الشافعي قال فلما نظر محمد إلى الشافعي ثنى
رجله فنزل ثم قال لغلامه اذهب فاعتذر قال فقال له الشافعي لنا وقت غير ذا قال
فأخذ بيده فدخلا الدار قال أبو حسان فاختار مجالسته للشافعي على مرتبته في الدار
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد
الله الحافظ حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن أبي رجاء قال
سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول
كان محمد بن الحسن يقرأ علي جزءا فإذا جاء أصحابه قرأ عليهم أوراقا فقالوا له
إذا جاء هذا الحجازي قرأت عليه جزءا وإذا جئنا قرأت علينا أوراقا فقال اسكتوا إن
تابعكم هذا لم يثبت لكم أحد (6)

(1) يعني ان الشافعي أثبته بحجته، وغلب عليه.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 61.
(3) أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي.
(4) بدون اعجام بالأصل وم، والمثبت عن د
(5) مطموسة وغير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م، ود.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 93.
327

أخبرنا أبو محمد أيضا حدثنا أبو بكر أنبأنا أبو نعيم حدثنا
ح وأخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين وأحمد بن
محمود قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي قال سمعت خضر بن داود يقول
سمعت الحسن بن محمد الزعفراني يقول قال محمد بن الحسن إن تكلم أصحاب الحديث
يوما فبلسان الشافعي يعني لما وضع كتبه
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو
القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني أبو العباس الكندي يعني الفضل بن
الفضل حدثنا الساجي زكريا بن يحيى حدثنا داود بن علي الأصبهاني قال سمعت إسحاق
ابن راهويه يقول لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك
مثله فأراني الشافعي
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المظفر بن القشيري وأبو المعالي محمد
ابن إسماعيل قالوا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعد الماليني
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف قالا أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا زكريا الساجي حدثني داود
الأصبهاني قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال تعال
حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله قال فجاء فأقامني على الشافعي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (1)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا
عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن إسماعيل الرقي حدثني الربيع بن سليمان قال
سمعت بعض من يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال
تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله فذهب بي إلى الشافعي
قال ابن عساكر (3) الرجل الذي لم يسم هو حميد بن زنجويه

(1) زيادة لازمة لتقويم السند عن م، ود.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 65 - 66.
(3) زيادة منا.
328

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر
قال سمعت أبا الحسن البحيري يقول سمعت أبا نعيم الأسترآباذي يقول سمعت الربيع بن
سليمان يقول
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو عثمان الصابوني أنبأنا أبو الحسين
الخفاف أنبأنا أبو نعيم الفقيه حدثنا الربيع بن سليمان مرارا قال سمعت حميد بن زنجويه
يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول أخذ أحمد بن حنبل بيدي فقال تعال حتى أذهب
بك إلى رجل لم تر عيناك مثله فذهب بي إلى الشافعي (1)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي
ابن عبد العزيز أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال سمعت من أبي إسماعيل الترمذي بمكة
أحاديث عن أيوب بن سليمان بن بلال سنة ستين ومائتين وقال أبو إسماعيل الترمذي
سمعت إسحاق بن راهويه يقول كنا بمكة والشافعي بها وأحمد بن حنبل بها فقال لي أحمد
ابن حنبل يا أبا يعقوب جالس هذا الرجل يعني الشافعي قلت وما أصنع به سنة قريبا
من سننا أترك بن عيينة والمعري فقال ويحك إن ذاك لا يفوت وذا يفوت فجالسته
أخبرنا (2) أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو
عبد الله الحافظ حدثنا أبو الوليد الفقيه حدثنا أبو جعفر محمد بن علي العمري حدثنا أبو
إسماعيل محمد بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي وكان من الإسلام بمكان
قال
رأيت الشافعي بمكة يفتي الناس ورأيت إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن حنبل
حاضرين فقال أحمد لإسحاق يا أبا يعقوب تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله
فقال إسحاق لم تر عيناي مثله قال نعم فجاء به فأوقفه على الشافعي وذكر فهمه
لمناظرته إياه في رباع مكة
أخبرنا (3) أبو الحسن الموازيني أنبأنا محمد بن سلامة القضاعي في كتابه قال
قرأت على أبي عبد الله القطان حدثنا عبد الله بن محمد القاضي فيما أجازه لي حدثني أبو

(1) حلية الأولياء 9 / 170.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
329

علي السمرقندي وراق داود بن علي قال سمعت أبا سليمان داود بن علي (1) يقول قال لي
إسحاق بن إبراهيم بن راهويه ذهبت أنا وأحمد بن حنبل إلى الشافعي بمكة فسألته عن
أشياء فرأيته رجلا فصيحا حسن الأدب فلما فارقناه أعلمني جماعة من أهل الفهم
بالقرآن أنه كان أعلم الناس في زمانه بمعاني القرآن وأنه قد كان أوتي فهما في القرآن (2) ولو
كنت عرفت ذلك منه قال أبو سليمان فرأيته يتأسف على ما فاته من الشافعي قال أبو
سليمان عبد العزيز المكي أحد من له فهم بمعاني القرآن كان أحد أصحاب الشافعي وممن
أخذ عنه (3)
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الصيرفي أنبأنا
الحسن بن الحسين حدثني إبراهيم بن محمد بن جعفر الطبري الجلابي الروياني بهمذان
قدم حاجا قال سمعت أبا العباس أحمد بن محمد العتابي يقول سمعت أبا بكر أحمد بن
الفضل النجار يقول
سمعت إسحاق بن راهويه يقول وقد اجتمع مع أحمد بن حنبل ببغداد والشافعي
نازل بباب الطاق يا أحمد بلغني أن رجلا من قريش جاء إلى بغداد إلى عندكم وهو نازل
بباب الطاق فكيف ترى أن نلقاه قال أحمد إنه رجل إمام من أئمة المسلمين وقد رأيته
مرات وعدت إليه عودة بن عودة ولكن قم بنا إليه قال إسحاق فقمنا إليه فوجدناه يقرأ
القرآن فسلمنا عليه وأجلسنا فجلسنا بجنبه فلما أن فرغ من درسه التفت إلى أحمد فقال
يا أبا عبد الله من الرجل فقال أخونا إسحاق بن راهويه قال إسحاق
فأدناني منه وأدناني
وعانقتي وقال الحمد لله الذي جمع بيني وبينكما قال إسحاق فتناظرنا في الحديث فلم أر
أعلم منه ثم تناظرنا في الفقه فلم أر أفقه منه ثم
تناظرنا في القرآن فلم أر أقرأ منه ثم تناظرنا في اللغة ووجدته بيت اللغة وما رأت عيناي مثله قط حتى تمنيت أن أكون سريا
لثيابه في سرجه قال فخرجنا من عنده فالتفت إلي أحمد فقال لي يا أبا يعقوب كيف
رأيت الرجل قال فقلت راجحا وافرا زاد الله مثله في المسلمين
أخبرنا (4) أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 97 وتاريخ بغداد 8 / 369.
(2) كذا بالأصل وم ود، وفي المختصر: قراءات.
(3) كتب بعدها بالأصل وم، إلى.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
330

قال أنبأني أبو عمرو بن السماك شفاها أن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثهم قال قال
لي أبي
إني كنت أجالس محمد بن إدريس الشافعي بمكة فكنت أذاكره بأسماء الرجال فقال
روينا عن عمر بن الخطاب عن أهل المدينة عن فلان بن فلان بن فلان فلا يزال يسمي
رجلا رجلا وأسمي له جماعة ويذكر هو عددا من أهل مكة وأذكر أنا جماعة منهم
قال (1) فقال لنا عبد الله وكان أبي يصف الشافعي فيطنب في وصفه وقد كتب أبي
عنه حديثا صالحا وكتب من كتبه بخطه بعد موته أحاديث عدة مما سمعه من الشافعي رحمة
الله عليهما (2)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد
الجوهري قال محمد إملاء سنة سبع وأربعين وأربعمائة أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم أنبأنا أبو عثمان الخوارزمي فيما كتب إلي (3) قال وسمعت محمد
ابن الفضل البزاز (4) قال سمعت أبي يقول حججت مع أحمد بن حنبل ونزلت في مكان
واحد معه أو في دار يعني بمكة وخرج أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل باكرا وخرجت
أنا بعده فلما صليت الصبح درت المسجد فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة فكنت أدور
مجلسا مجلسا طلبا لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل حتى وجدت أحمد بن حنبل عند
شاب أعرابي وعليه ثياب مصبوغة (5) وعلى رأسه جمة فزاحمت (6) حتى قعدت عند أحمد
ابن حنبل فقلت يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة وعنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد
ابن علاقة والتابعين ما الله به عليم فقال لي اسكت فإن فاتك حديث يعلو تجده بنزول
لا يضرك في دينك ولا في عقلك أو في فهمك وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف أن لا
تجده إلى يوم القيامة ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله من هذا الفتى القرشي قلت من
هذا قال محمد بن إدريس الشافعي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله أنبأنا عبيد

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) كتب بعدها في م: إلى.
(3) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 98.
(4) كذا بالأصل وم ود، وفي حلية الأولياء: البزار.
(5) بالأصل وم ود: مصبوغ، والمثبت عن حلية الأولياء.
(6) كذا بالأصل وم ود، واضطربت اللفظة في الحلية ورسمها: " فراجمية ".
331

الله بن أحمد بن عثمان أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير حدثني يوسف بن عبد
الأحد قال سمعت الربيع يقول سمعت الحميدي يقول قال لي أحمد بن حنبل تعال
حتى أذهب بك إلى رجل لم تر عيناك مثله قال فذهب بي إلى الشافعي
أخبرنا أبو الطيب نوشتكين بن عبد الله عتيق بن التميمي (1) أنبأنا أبو الحسن محمد
ابن أحمد بن محمد البرداني (2) أنبأنا أبو الحسن أحمد بن علي بن البادا (3) أنبأنا أبو بكر
محمد بن خلف بن حيان حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي حامد حدثنا العابدي
المخزومي بمكة عن ابن أبي عمر يعني العدني عن الحميدي قال قلت لأحمد بن حنبل
الليلة يقعد سفيان بن عيينة فقال الليلة يقعد الشافعي قال قلت سفيان بن عيينة يفوت
والشافعي لا يفوت قال الشافعي يفوت وابن عيينة لا يفوت قال فحضرنا مجلس
الشافعي قال فلما قمنا قال كيف رأيت قلت أخطأ في ستة أحاديث قال يا سبحان
الله رجل من قريش يقعد فيروي في مجلس واحد شبيها بمائتي حديث تنكر أن يخطئ في
ستة أحاديث أيش هي قلت حديث كذا وكذا قال هذا رواه فلان قلت حديث كذا
قال هذا رواه فلان قال فإذا الستة كلها صحاح وأنا لم أدر
أخبرنا (4) أبو الحسن علي بن الحسن السلمي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سلامة في
كتابه إلينا قال قرأت على محمد بن أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن بشر بن إسماعيل بن
عذق الأزدي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن
شافع الشافعي قال سمعت أبي يقول سمعت الزبير بن أبي بكر يقول
أملى علي عمي مصعب بن عبد الله يعني الزبيري أشعار هذيل ووقائعها وأيامها
ثم قال أملاه يا بني علي شاب من قريش ما رأيت بعيني مثله محمد بن إدريس الشافعي
من أوله إلى آخره حفظا (5) فقلت له يا أبا عبد الله أين أنت بهذا الزمن عن الفقه فقال
إياه أردت

(1) قارن مع مشيخة ابن عساكر 233 / أ.
(2) البرداني - ضبطت بفتح الباء الموحدة والراء والدال عن الأنساب، وهذه النسبة إلى بردان قرية من قرى بغداد. ذكره
السمعاني وترجمه.
(3) الأصل وم: الباد، وفي د: الباذ، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 233 / أ.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) سير أعلام النبلاء 10 / 49 وكتاب المناقب للبيهقي 2 / 45.
332

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن
رزق حدثنا أحمد بن كامل القاضي حدثني أبو الحسين بن القواس حدثني ابن بنت
الشافعي قال سمعت زبير بن بكار يقول قال لي عمي مصعب كتبت عن فتى من بني شافع
من أشعار هذيل ووقائعها وقرا لم تر عيناي مثله قال قلت يا عم أنت تقول لم تر عيناي
مثله قال نعم يا بني لم تر عيناي مثله
قال الخطيب وقد رأى مصعب مالك بن أنس ومن عاصره من العلماء بالمدينة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا يحيى بن زكريا بن حيوية وإبراهيم بن إسحاق بن
عمر قالا حدثنا الربيع قال سمعت أيوب بن سويد يقول ما ظننت أني أعيش حتى أرى
مثل الشافعي (1) وقد رأى الأوزاعي
أخبرنا أبو الأعز (2) الأزجي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم قال في كتابي عن الربيع بن سليمان قال سمعت أيوب بن سويد
الرملي (3) لما رأى الشافعي قال ما ظننت أني أعيش حتى أرى مثل هذا الرجل ما رأيت
مثل هذا الرجل قط
أخبرنا أبو الفتح المصيصي أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا أبو علي الهمذاني (4) حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني بزنجان حدثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال
سمعت أبي يقول ما رأيت مثل محمد بن إدريس الشافعي ولا ترى إني لأدعو (5)
الله له في سجودي أكثر مما أدعو الله لأبوي
قال وأنبأنا الهمذاني (6) حدثنا محمد بن أبي زكريا حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد

(1) حلية الأولياء 9 / 94 وسير أعلام النبلاء 10 / 46.
(2) بالأصل: " العز " والمثبت عن م، ود.
(3) بياض الأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، ود.
(4) الأصل: الهمذاني، والمثبت عن م، ود.
(5) بالأصل: " لأدع " واللفظة غير واضحة في م لسوء التصوير، والمثبت عن د.
(6) بالأصل: الهمذاني، بالدال المهملة، والمثبت عن د.
333

قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول كان الفقهاء أطباء والمحدثون صيادلة فجاء
محمد بن إدريس الشافعي طبيبا صيدلانيا ما مقلت العيون مثله أبدا (1)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد
الله الحافظ قال سمعت إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان يقول سمعت جدي يقول
سمعت أبا ثور يقول ما رأينا مثل الشافعي ولا رأى الشافعي مثل نفسه (2)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا الحسن
ابن سفيان النسائي حدثنا أبو ثور قال
ما رأيت ولا رأى الراؤون مثل الشافعي رضي الله عنه وغفر له سأله رجل عن الرياء
ما هو فقال له مسرعا الرياء فتنة عقدها الهوى حيال أبصار قلوب العلماء فنظروا إليها
بسوء اختبار النفوس فأحبطت الأعمال
قال وأنبأنا الأزهري
وأخبرنا أبو القاسم الخطيب وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (3) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أخبرني الأزهري أنبأنا الحسن بن الحسين
الهمذاني (5) حدثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو
ثور قال من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته ومعرفته وثباته
وقال نصر الله وبيانه وتمكنه فقد كذب كان محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في
حياته فلماضي لسبيله لم يعتض منه
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي الفارسي قالا أنبأنا أبو بكر
البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الوليد الفقيه حدثنا إبراهيم بن محمود قال
سمعت الزعفراني يقول ما رأيت مثل الشافعي أفضل ولا أكرم ولا أسخى ولا أنقى
ولا أعلم منه

(1) زيادة عن د.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 46.
(3) زيادة عن م ود، لتقويم السند.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 67.
(5) كذا بالأصل، وم، ود، وفي تاريخ بغداد: الهمذاني.
334

قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن الموازيني وأنا أسمع عن القاضي أبي عبد
الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي (1) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن
عمرو بن شاكر القطان (2) حدثنا عبد الله بن جعفر بن ورد البغدادي (3) حدثنا العباس بن
محمد بن العباس البصري حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت أبي
ويوسف بن عمرو بن يزيد يقولان ما رأينا مثل الشافعي
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4) حدثنا محمد بن المظفر حدثنا أبو
الحديد (5) عبد الوهاب بن سعد بن عثمان بن الحكم حدثنا جعفر بن أبي (6) خلف حدثنا
سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت أبي يقول ما رأت عيناي مثل الشافعي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول
ما أحد ممن خالفنا يعني خالف مالكا أحب إلي من الشافعي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن علي بن أحمد
المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر التميمي بالكوفة أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن حاتم بن
إدريس البلخي حدثنا نصر بن المكي حدثنا ابن عبد الحكم قال
ما رأينا مثل الشافعي كان أصحاب الحديث ونقاده يجيئون إليه فيعرضون عليه فربما
أعل نقد النقاد منهم ويوقفهم على غوامض من علل الحديث لم يقفوا عليها فيقومون وهم
يتعجبون منه ويأتيه أصحاب الفقه المخالفون والموافقون فلا يقومون إلا وهم مذعنون له
بالحذق والدراية ويجئ (7) أصحاب الأدب فيقرؤون عليه الشعر فيفسره ولقد كان يحفظ
عشرة آلاف بيت شعر من أشعار هذيل بإعرابها وغريبها ومعانيها وكان من أضبط الناس

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 92.
(2) بياض بالأصل، واستدركت اللفظة عن م، ود.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 39 وسماه: عبد الله بن جعفر بن محمد بن ورد، أبو محمد البغدادي
المصري.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 96.
(5) كذا بالأصل وم ود، وفي حلية الأولياء: أبو جعفر الجرير.
(6) لفظة " أبي " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(7) الأصل وم: ود، ويجيئون.
335

للتاريخ (1) وكان يعينه على ذلك شيئان وفور عقل وصحة دين وكان ملاك أمره (2)
إخلاص العمل لله
أخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا سليمان بن إبراهيم بن محمد حدثنا محمد بن
إبراهيم بن جعفر اليزدي حدثني محمد بن محمد الجرجاني أنبأنا أبو علي قتيبة بن عبد
العزيز اليماني قال سمعت عبد الله بن محمد البلوي بمكة يقول
جلسنا ذات يوم نتذاكر الزهاد والعباد والعلماء وما بلغ من فصاحتهم وزهدهم
وعلمهم فبينا نحن كذلك إذ دخل علينا عمر بن بنانة فقال فيم تتحاورون فقلنا نتذاكر
الزهاد والعباد وفصاحتهم فقال عمر والله ما رأيت رجلا قط أورع ولا أخشع ولا
أفصح ولا أصبح ولا أسمح ولا أعلم ولا أكرم ولا أجمل ولا أنبل ولا أفضل من
محمد بن إدريس الشافعي رحمة الله عليه خرجت أنا وهو والحارث بن لبيد إلى الصفا
وكان الحارث بن لبيد قد صحب صالحا المري وكان من الخاشعين المتقين الزاهدين وكان
حسن الصوت بالقرآن فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين
فإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين " (3) قال فرأيت الشافعي قد اضطرب وتغير
لونه وبكا بكاء شديدا حتى لصق بالأرض قال فأبكاني والله قلقه وشدة خوفه لله عز
وجل ثم لم يتمالك أن قال إلهي أعوذ بك من مقام الكذابين وأعلام الغافلين إلهي
خشعت لك قلوب العارفين وولهت بك همم المشتاقين فهب لي جودك وجللني سترك
واعف عني بكرم وجهك يا كريم قال ثم قمنا وتفرقنا
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا محمد بن
هارون بطبرستان حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال ما هبت عالما قط ما هبت مالكا
حتى لحن فذهبت هيبته من قلبي وذلك أنني سمعته يقول مطرنا مطرا وأي مطرا فقلت
له في ذلك فقال كيف لو قد رأيت ربيعة بن أبي عبد الرحمن كنا إذا قلنا له كيف أصبحت
يقول بخيرا بخيرا وإذا مالك قد جعل لنفسه قدوة يقتدي به في اللحن ثم رأيت محمد بن

(1) بالأصل وم ود: لتاريخ.
(2) ملاك امره: الملاك بالكسر والفتح: قوام الشئ، وما يعتمد عليه فيه.
(3) سورة المرسلات، الآيات 38 / 40.
336

إدريس في وقت مالك وبعد مالك فرأيت رجلا فقيها عالما حسن المعرفة بين البيان
عذب اللسان يحتج ويعرب لا يصح إلا لصدر سرير أو ذروة منبر وما علمت أني أفدته
حرفا فضلا عن غيره ولقد استفدت منه ما لو حفظ رجل يسيره لكان عالما رحمه الله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
الحسن بن سعيد (1) بن جعفر البصري حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا الزعفراني قال
حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله
سائلا ولا مجيبا يعني الشافعي
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (2) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أحمد بن علي بن ثابت (3) أنبأنا إسماعيل بن علي أنبأنا
محمد بن عبد الله الحافظ (4)
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد أنبأنا
أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى قيل له أخبركم محمد بن عبد الله
الحافظ
أنبأنا حسان بن محمد قال سمعت ابن سريج يقول عن أبي بكر بن الجنيد قال حج
بشر المريسي فرجع فقال لأصحابه رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا
منه يعني الشافعي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني الزبير حدثنا يوسف حدثنا داود قال سمعت
محمد بن عتاب كان من جلة أصحاب المريسي يقول سمعت المريسي يقول قد كلمت
بمكة رجلا ما رأيت مثله إن وافقكم لم تبالوا من خالفكم يعني الشافعي
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسين الغساني قالا حدثنا و (5) أبو منصور بن

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، ود.
(2) زيادة عن م، ود، لتقويم السند.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 65.
(4) من أول الخبر إلى هنا، سقط من الأصل واستدرك عن هامشه، وبعده: صح.
(5) زيادة عن د، وم، لتقويم السند.
337

خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أنبأنا عياش بن
الحسن حدثنا محمد بن الحسين (2) الزعفراني أخبرني زكريا بن يحيى حدثني الحسن بن
محمد الزعفراني قال
حج بشر المريسي سنة إلى مكة ثم قدم فقال لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله
سائلا ولا مجيبا يعني الشافعي قال فقدم الشافعي علينا بعد ذلك بغداد فاجتمع إليه الناس
وخفوا عن بشر فجئت إلى بشر يوما فقلت هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم فقال
إنه قد تغير عما كان عليه قال الزعفراني فما كان مثله إلا مثل (3) اليهود في أمر عبد الله بن
سلام حيث قالوا سيدنا وابن سيدنا فقال لهم فإن أسلم قالوا شرنا وابن شرنا
قال (4) وأنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا
إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي حدثنا عثمان بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني
سعيد بن أبي أيوب حدثنا شراحيل بن يزيد عن أبي علقمة عن أبي هريرة قال لا أعلمه
إلا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن اله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها
دينها قال (5) وأنبأنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي
حدثنا أبو محمد بن الورد حدثنا أبو سعيد الفريابي قال قال أحمد بن حنبل
إن الله يقيض للناس في كل رأس مائة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد
الله الحافظ أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر العدل أنبأنا أبو الحسن محمد بن أيوب بن
يحيى بن حبيب بمصر قال سمعت أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار يقول سمعت
عبد الملك الميموني يقول

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 65 والذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 44 والمزي في تهذيب الكمال
16 / 48 - 49.
(2) بالأصل وم ود: الحسن، تصحيف، والمثبت عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
(3) في تاريخ بغداد: كمثل.
(4) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 2 / 61 - 62.
(5) الخبر في تاريخ بغداد 2 / 62 وسير أعلام النبلاء 10 / 46 وحلية الأولياء 9 / 97.
338

كنت عند أحمد بن حنبل وجرى ذكر الشافعي فرأيت أحمد يرفعه وقال يروي عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يقرر لها دينها فكان عمر بن
عبد العزيز على رأس المائة وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى [10902]
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا أبو عبد الله محمد بن العباس العصمي
حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين الهروي قال سمعت إبراهيم بن إسحاق
الأنصاري يقول سمعت المروروذي صاحب أحمد بن حنبل يقول قال أحمد إذا سئلت
عن مسألة لا أعرف فيها خبرا قلت فيها يقول الشافعي لأنه إمام عالم من قريش وروي عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال عالم قريش يملأ الأرض علما وذكر في الخبر أن الله يقيض في رأس
كل مائة سنة رجلا يعلم الناس دينهم
وروى أحمد بن حنبل ذلك عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال أحمد بن حنبل فكان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز وفي المائة الثانية
الشافعي
قال أبو عبد الله وإني لأدعو للشافعي منذ أربعين (1) سنة في صلاتي
أخبرنا أبو الفتح المصيصي أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا أبو علي بن حمكان قال سمعت محمد بن الحسن النقاش يقول روي عن حميد بن
زنجويه أنه ذكر عن أحمد بن حنبل فقال روي في الحديث أنه يأتي على رأس كل مائة سنة
من يذب عن السنن فنظرنا فإذا على رأس المائة الأولى عمر بن عبد العزيز ثم نظرنا في
رأس المائة الثانية فإذا هو الشافعي
قال وأنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن علي
الأسدآباذي حدثني عبد الله بن محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا أحمد بن حمدويه
الدينوري قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول وروي فيه
حديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن الله يقيض في رأس كل مائة سنة رجلا (2) من أهل بيتي يعلم
أمتي الدين [10903] قال أبي فنظرنا في المائة الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز ونظرنا في
المائة الثانية فإذا هو الشافعي محمد بن إدريس

(1) حلية الأولياء 9 / 98 وفيها: ثلاثين سنة.
(2) بالأصل وم ود: رجل.
339

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا
أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعد الماليني
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا أبو القاسم
السهمي قالا أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال قال محمد بن علي بن
الحسين سمعت أصحابنا يقولون كان في المائة الأولى عمر بن عبد العزيز وفي المائة الثانية
محمد بن إدريس الشافعي
أخبرنا أبو محمد البيهقي وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا أبو بكر
البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا الوليد حسان بن محمد الفقيه غير مرة
يقول سمعت شيخنا من أهل العلم يقول لأبي العباس بن سريج (1)
أبشر أيها القاضي فإن الله تعالى ذكره بعث عمر بن عبد العزيز على رأس المائة ومن
على المسلمين به فأظهر كل سنة وأمات كل بدعة ومن الله على المسلمين على رأس
المائتين بالشافعي حتى أظهر السنة وأخفى البدعة ومن الله علينا على رأس الثلاثمائة بك
حتى قويت كل سنة وضعفت كل بدعة وقد قيل في ذلك
* اثنان قد مضيا فبورك فيهما * عمر الخليفة ثم حلف السؤدد
الشافعي الألمعي المرتضى * خير البرية وابن عم محمد *
قال وربما قال حبل البرية وابن عم محمد
* أرجو أبا العباس أنك ثالث * من بعدهم سقيا لتربة أحمد *
قال فبكى أبو العباس بن سريج (2) حتى علا بكاؤه ثم قال إن هذا الرجل نعى إلي
نفسي قال فمات في تلك السنة
قال عبد الجبار عن البيهقي وقرأته بخط شيخنا أبي عبد الله رحمه الله في موضع آخر
* الشافعي الألمعي محمد * إرث النبوة وابن عم محمد *
وقال في البيت الثالث أبشر بدل أرجو

(1) بالأصل وم: شريح، تصحيف، والصواب ما أثبت، وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي الفقيه.
القاضي ترجمته في تاريخ بغداد 4 / 287.
(2) راجع الحاشية السابقة.
340

أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي قال هكذا أخبرنا به في كتاب
المناقب وقرأته بخطه بعد وفاته في أجزاء كتبها للمذاكرة والحفظ سمعت الشيخ أبا الوليد (1)
يقول (2) كنا في مجلس القاضي أبي العباس بن سريج سنة ثلاث وثلاثمائة فقام إليه شيخ من
أهل العلم فقال أبشر أيها القاضي فإن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها (3) أمر
دينها وإنه تعالى بعث على رأس المائة عمر بن عبد العزيز وتوفي سنة ثلاث ومائة وبعث
على رأس المائتين أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وتوفي سنة أربع ومائتين وبعثك
على رأس الثلثمائة ثم أنشأ يقول
* اثنان قد مضيا فبورك فيهما * عمر الخليفة ثم حلف السؤدد
الشافعي الألمعي (4) محمد * إرث النبوة وابن عم محمد
أبشر أبا العباس إنك ثالث * من بعدهم سقيا لتربة أحمد *
قال فصاح أبو العباس وبكى وقال قد نعى إلي نفسي قال الشيخ أبو الوليد
فمات القاضي أبو العباس في تلك السنة قال الحاكم أبو عبد الله (5) فلما رويت أنا هذه
الحكاية كتبوها وكان ممن كتبها شيخ أديب فقيه فلما كان المجلس الثاني قال لي بعض
الحاضرين إن هذا الشيخ قد زاد في تلك الأبيات ذكر الشيخ أبي الطيب سهل بن محمد (6)
وجعله على رأس الأربع مائة فسألت ذلك الفقيه عنه فأنشدني قوله في قصيدة مدحه بها
* والرابع المشهور سهل بن محمد * اضحى إماما عند كل موحد
يأوي إليه المسلمون بأسرهم * في العلم إن جاؤوا بخطب مؤيد
لا زال فيما بيننا شيخ الورى * للمذهب المختار خير مجدد *
قال الحاكم فسكت ولم أنطق وغمني ذلك إلى أن قدر الله وفاته رحمه الله في تلك
السنة

(1) هو حسان بن محمد بن أحمد بن هارون، أبو الوليد الفقيه النيسابوري شيخ خراسان، ترجمته في سير أعلام النبلاء
15 / 492.
(2) من هذا الطريق الخبر والشعر في سير أعلام النبلاء 14 / 202 - 203 في ترجمة أبي العباس ابن سريج،
والمستدرك للحاكم 4 / 522 وتاريخ بغداد 4 / 289 وتذكرة الحفاظ 3 / 812.
(3) يعني للأمة، كما في سير الاعلام.
(4) في المستدرك: الأبطحي.
(5) راجع المستدرك للحاكم 4 / 522 - 523.
(6) هو شيخ الشافعية بخراسان، أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان بن محمد العجلي الصعلوكي النيسابوري،
ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 207.
341

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون أنبأنا و (2) أبو الحسن علي
بن الحسن بن سعيد حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (3) أنبأنا محمد بن عبد الملك
القرشي أنبأنا عياش بن الحسن البندار حدثنا (4) محمد بن الحسين الزعفراني أخبرني
زكريا بن يحيى الساجي قال سمعت الحسن بن محمد الزعفراني قال
قدم علينا الشافعي واجتمعنا إليه فقال التمسوا من يقرأ لكم فلم يجترئ أحد يقرأ
عليه غيري وكنت أحدث القوم سنا ما كان في وجهي شعرة وإني لأتعجب اليوم من
انطلاق لساني بين يدي الشافعي وأتعجب من جسارتي يومئذ فقرأت عليه الكتب كلها إلا
كتابين فإنه قرأهما علينا كتاب المناسك وكتاب الصلاة ولقد كتبنا كتب الشافعي يوم
كتبناها وقرأناها عليه وإنا لنحسب أنا في اللعب وما يحصل في أيدينا شئ وأنه ضرب (5)
من اللعب ولا نصدق أنه يكون آخر أمره إلى هذا وذلك أنه قد كان غلب علينا قول
الكوفيين (6)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم أخبرني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلي
قال قال أبو ثور
كنت أنا وإسحاق بن راهويه وحسين الكرابيسي (7) وذكر جماعة من العراقيين ما تركنا
بدعتنا حتى رأينا الشافعي
قال أبو عثمان وحدثنا أبو عبد الله الفسوي عن أبي ثور قال
لما ورد الشافعي جاءني حسين الكرابيسي وكان يختلف معي إلى أصحاب الرأي
فقال قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر به فقمت وذهبنا حتى دخلنا

(1) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
(2) زيادة عن م، ود، لتقويم السند.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7 / 408 في اخبار الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
(4) من قوله: حدثنا أبو بكر... إلى هنا سقط من م.
(5) " وانه ضرب " مطموستان بالأصل، والمثبت عن م، ود، وتاريخ بغداد.
(6) كتب بعدها بالأصل وم: إلى.
(7) هو الحسين بن علي بن يزيد: أبو علي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 79.
والكرابيسي نسبة إلى الكرابيس وهي الثياب غليظة، واحدها بكسر السين، فارسي معرب، وكان حسين بن علي بن
يزيد يبيعها فنسب إليها راجع وفيات الأعيان 2 / 133.
342

عليه فسأله الحسين عن مسألة فلم يزل الشافعي يقول قال الله وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى
أظلم علينا البيت وتركنا بدعتنا واتبعناه
قال وأخبرني أبو عثمان فيما كتب إلي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدينوري قال
سمعت أحمد بن حنبل قال كانت (1) أصحاب الحديث في أيدي يعني أصحاب
الرأي ما (2) حتى رأينا الشافعي وكان أفقه الناس في كتاب الله وفي سنة رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) ما كان يكفيه قال قليل الطلب في الحديث
قال وأخبرني أبو عثمان فيما كتب إلي قال وسمعت دبيس قال كنت مع أحمد بن
حنبل في المسجد الجامع فمر حسين يعني الكرابيسي فقال هذا يعني الشافعي رحمة
من الله لأمة محمد (صلى الله عليه وسلم) من (3) ثم جئت إلى حسين فقلت ما تقول في الشافعي قال ما
أقول في رجل ابتدأ في أفواه الناس الكتاب والسنة والإجماع
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (4)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد المجهز
قال سمعت عبد العزيز الحنبلي صاحب الزجاج يقول سمعت أبا الفضل الزجاج يقول
لما قدم الشافعي إلى بغداد وكان في الجامع إما نيف وأربعون (6) حلقة أو
خمسون (7) حلقة فلما دخل بغداد ما زال يقعد في حلقة ويقول لهم قال الله وقال
الرسول وهم يقولون قال أصحابنا حتى ما بقي في المسجد حلقة غيره
أخبرنا أبو الحسن الموازيني فيما قرئ عليه وأنا أسمع عن أبي عبد الله القضاعي
أنبأنا أبو عبد الله بن شاكر حدثنا علي بن محمد بن إسحاق بن محمد الحلبي حدثنا أبو
طالب الخولاني حدثنا حرملة قال سمعت الشافعي يقول سميت ببغداد ناصر الحديث
قال ابن عساكر (8) كذا قال وإنما هو أبو طالب قال حدثنا الخولاني أخبرنا بها

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل وم ود.
(2) كلمة غير واضحة بالأصل وم ود.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمة، وفي م ود: من حسين (؟).
(4) زيادة عن م، ود، لتقويم السند.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 68.
(6) الأصل وم ود، وأربعين، والمثبت عن تاريخ بغداد
(7) الأصل وم ود: وخمسين، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(8) زيادة منا للايضاح.
343

أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو (1) منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا
أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زيد الأنماطي (3) حدثنا إبراهيم بن غياث (4) الطرائفي
حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ (5) حدثنا علي بن عبد الله الخولاني عن حرملة بن
يحيى عن الشافعي قال سميت بالعراق ناصر الحديث
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (6) أبو
منصور بن عبد الملك أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (7) أنبأنا عبد الله بن علي بن عياض
القاضي بصور أنبأنا محمد بن أحمد بن جميع قال قرأت على أبي طالب عمر بن الربيع بن
سليمان حدثكم أحمد بن عبد الله قال سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول
سميت ببغداد ناصر الحديث
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله أخبرني أبو
القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن غياث الطرائفي
ببغداد في مجلس ابن مالك حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ حدثنا علي بن عبد الله
الخولاني قال سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول سميت بالعراق ناصر الحديث
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا أبو بكر بن إدريس وراق الحميدي قال قال
الحميدي كنا نريد أن نرد على أصحاب الرأي فلم نحسن كيف نرد عليهم حتى جاءنا
الشافعي ففتح لنا (8)
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو نعيم الحافظ (9) حدثنا أبو محمد بن
حيان (10) حدثنا عبد الرحمن بن داود حدثنا أبو زكريا النيسابوري حدثنا علي بن حسان
حدثنا ابن إدريس أخبرني رجل من أخواننا من أهل بغداد قال

(1) بالأصل: " حدثنا بها أبو منصور " صوبنا عن م، ود.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6 / 140 في اخبار إبراهيم بن غياث النعالي الطرائفي.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 5 / 476.
(4) اعجامها مضطرب بالأصل وم وتقرأ فيهما: " عتاب "، وبدون اعجام في د، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) ترجمته في تاريخ بغداد 5 / 182.
(6) زيادة لتقويم السند عن م ود.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 68.
(8) حلية الأولياء 9 / 96.
(9) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 101 ومعجم الأدباء 17 / 301.
(10) الأصل وم ود: حبان، والمثبت عن حلية الأولياء.
344

قال أحمد بن حنبل قدم علينا نعيم بن حماد وحثنا على طلب المسند فلما قدم علينا
الشافعي وضعنا على المحجة (1) البيضاء
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن الخبازي أنبأنا أبو
الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم قال سمعت الزبير بن عبد الواحد أخبرني أبو عبد الله محمد
بن مخلد العطار وأخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني الزبير بن عبد الله الحافظ بأسدآباذ أخبرني محمد بن مخلد حدثنا أبو بكر
أحمد بن عثمان بن سعيد الأحول قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ما كان أصحاب
الحديث يعرفون معاني حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى قدم الشافعي فبينها لهم
أخبرنا أبو المعالي أيضا أنبأنا البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت
محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت أبا القاسم بن منيع يقول سمعت أحمد بن حنبل
يقول كان الفقه قفلا على أهله حتى فتحه الله بالشافعي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن
رزق حدثنا عبد الله بن جعفر بن شاذان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت
أبي يقول لولا الشافعي ما عرفنا فقه الحديث
أخبرنا أبو محمد أيضا أنبأنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله أنبأنا عبد الوهاب
الكلابي إجازة حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي قال رأيت في كتاب
مسموع من أبي إسماعيل الترمذي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وذكر الشافعي فقال
لقد كان يذب عن الآثار رحمه الله
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان قال سمعت الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي يقول
سمعت أبا عبد الله محمد بن مخلد يقول حدثنا أبو إسماعيل الترمذي قال سمعت أحمد
ابن حنبل وذكر الشافعي فقال رحمه الله لقد كان يذب عن الآثار
قال وحدثنا الزبير حدثنا محمد بن عبد الله مكحول حدثنا يحيى بن زكريا بن
حيوية أخبرني جعفر بن محمد القلانسي قال سمعت ابن سافري يقول سمعت أبا عثمان

(1) في حلية الأولياء: وم ود: الحجة البيضاء.
345

ابن الشافعي (1) يقول قال لي أحمد بن حنبل إني لأدعو الله للشافعي رحمه الله
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (2) حدثنا أبو محمد بن حيان (3) حدثنا إسحاق
بن أحمد حدثنا محمد بن خالد بن يزيد الشيباني قال سمعت أحمد بن حنبل ثم ثبتني فيه
الفضل بن زياد قال (4) هذا الذي ترون أو عامته من الشافعي وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا
أدعو للشافعي
أخبرنا أبو القاسم (5) الحسيني وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (6) أبو منصور
بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) أنبأنا أحمد بن علي بن أيوب القاضي إجازة أنبأنا
علي بن أحمد بن أبي غسان البصري (8) حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال الخطيب
وأنا محمد بن عبد الملك القرشي قراءة أنبأنا عياش بن الحسن حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني أخبرني زكريا الساجي حدثني محمد بن خلاد (9) وفي حديث ابن أيوب
محمد بن خالد البغدادي حدثني الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال هذا الذي ترون
كله أو عامته من الشافعي وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو الله للشافعي وأستغفر له
أخبرنا أبو الفتح الفقيه حدثنا أبو الفتح الفقيه الزاهد أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد
الأنماطي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أخي العلاء أنبأنا الحسن بن سعيد
العباداني حدثنا أبو يحيى الساجي حدثنا بدر بن مجاهد قال سمعت محمد بن الليث
يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما صليت صلاة منذ أربعين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أحمد بن عدي قال سمعت محمد بن الفضل بن سليمان الهروي يقول

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، ود.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 98.
(3) بالأصل: حبان، تصحيف، والتصويب عن م، ود، حلية الأولياء.
(4) كذا وردت العبارة بالأصل وم ود، وفي الحلية: ثنا محمد بن خالد بن يزيد الشيباني قال: سمعت الفضيل بن زياد
ينبي عن أحمد بن حنبل فقال.
(5) في د: " أخبرنا أبو الحسين القاسم. " تصحيف.
(6) زيادة لتقويم السند عن م، ود.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 62 وتهذيب الكمال 160 / 45.
(8) في م: النصري، تصحيف.
(9) بالأصل: " حداد " وفي م، ود: " خذاد " والمثبت عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
346

سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول أنا أدعو الله لخمسة كل يوم أو
كل صلاة أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم أحدهم الشافعي
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام أنبأنا عبد الله بن الحسن
ابن حمزة أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أنبأنا أبو موسى هارون بن محمد
الموصلي حدثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي حدثنا أبو جعفر الترمذي حدثنا عبد
الرحمن بن محمد بن برزة النيسابوري حدثني أبو الحسن بن عبد الحميد بن ميمون بن
مهران قال
سمعت محمد بن محمد بن إدريس الشافعي أبا عثمان القاضي قال قال لي أحمد بن
حنبل أبوك خامس من أدعو له في السحر
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن وأبو عمرو عبد الوهاب ابنا
محمد بن إسحاق ومحمد بن أحمد بن علي بن شكرويه قالوا أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن
محمد أنبأنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قال سمعت الميموني يقول قال لي
محمد بن محمد بن إدريس الشافعي قال لي أحمد بن حنبل أبوك أحد الخمسة الذين أدعو
لهم سحرا
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (1) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أخبرني عبد الغفار بن محمد بن جعفر
المؤدب حدثنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد قال سمعت
الميموني بالرقة يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ستة أدعو لهم سحرا أحدهم
الشافعي
أخبرنا (3) أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (4) أبو منصور
عبد الرحمن بن محمد بن زريق (5) أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) حدثني الحسن بن محمد

(1) زيادة عن م ود، لتقويم السند.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 66 وعن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 49 وسير أعلام النبلاء
10 / 45.
(3) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(4) زيادة عن م ود، لتقويم السند.
(5) قارن مع مشيخة ابن عساكر 110 / أ.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3 / 198 في ترجمة محمد بن محمد بن إدريس الشافعي.
347

الخلال حدثنا علي بن الحسن الجراحي حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد حدثنا
الميموني قال قال لي محمد بن محمد بن إدريس الشافعي القاضي قال لي أحمد بن
حنبل أبوك أحد الستة الذين أدعو لهم في السحر
وقال أبو بكر (1) وأنبأنا علي بن طلحة المقرئ حدثنا محمد بن العباس حدثني
جعفر بن محمد الصندلي (2) حدثنا خطاب بن بشر قال جعلت أسأل أبا عبد الله أحمد بن
حنبل فيجيبني يلتفت إلى ابن الشافعي فيقول هذا مما علمنا أبو عبد الله يعني
الشافعي قال خطاب (3) وسمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يذاكر (4) أبا عثمان أمر أبيه
فقال أحمد يرحم الله أبا عبد الله ما أصلي صلاة إلا أدعو فيها لخمسة هو أحدهم وما
يتقدمه منهم أحد (5)
أخبرنا أبو القاسم وأبو الحسن قالا حدثنا و (6) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو
بكر الخطيب (7) أخبرني أبو القاسم الأزهري
ح وأخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا الحسن بن الحسين الهمذاني (8) الفقيه حدثنا محمد بن هارون الزنجاني بزنجان
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي يا أبة أي رجل (9) كان الشافعي فإني
سمعتك تكثر الدعاء له فقال لي يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس
فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض وفي رواية نصر الله حدثنا أبو الحسين محمد
بن هارون الزنجاني حدثنا والباقي مثله
حدثني أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس
العلوي بقراءتي عليه وأنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد

(1) يعني أبا بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 3 / 198.
(2) الأصل: الصيدلي، والمثبت عن م، ود، وتاريخ بغداد
(3) الأصل: " خطابا " تصحيف، والتصويب عن م، ود، وتاريخ بغداد.
(4) بالأصل: يذكر، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وتاريخ بغداد.
(5) كتب بعدها في م: إلى.
(6) زيادة عن م، ود، لتقويم السند.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 66 وسير أعلام النبلاء 10 / 45 وتهذيب الكمال 16 / 49.
(8) كذا بالأصل وم ود، وتهذيب الكمال، وفي تاريخ بغداد: الهمذاني.
(9) في تاريخ بغداد: شئ.
348

ابن صخر الأزدي في كتابه أخبرني أبو الحسن علي بن عبد الله المجاور بمكة قال سمعت
أبا علي الصواف ببغداد يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول
قلت لأبي أحمد بن حنبل يا أبت أي رجل كان الشافعي فإني أسمعك كثيرا تذكره
وتدعو له فقال يا بني كان الشافعي كالعافية للناس وكالشمس للدنيا فانظر هل لهذين
من عوض أو منهما خلف
أخبرنا أبو الفتح الشافعي أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي أخبرني أحمد بن منصور
ابن محمد أبو العباس قال سمعت محمد بن أحمد بن سمويه يقول سمعت أبا جعفر
الأصبهاني الفقيه يقول حدثنا عبد الله بن محمد بن الأشقر قال سمعت الفضل بن زياد
يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما أحد يمس بيده محبرة إلا وللشافعي في عنقه منه (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد
الرحمن الصابوني النيسابوري قدم علينا أنبأنا الأستاذ أبو عبد الله محمد بن علي الخبازي
أنبأنا أبو عبد الله الحاكم حدثني أبو الحسن أحمد بن محمد بن السري المقرئ بأبيورد
حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن حدثنا أبو القاسم عبيد الله (2) بن محمد الأشقر
البغدادي قال سمعت الفضل بن زياد العطار يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما أحد
مس محبرة وقلما إلا وللشافعي في عنقه منة
قال ابن عساكر (3) الصواب عبد الله بن محمد بن الأشقر كما تقدم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو رجاء هبة الله بن
محمد بن علي الشيرازي وأبي الحسين بن بشران حدثنا عبد الرحمن بن عمر التميمي
أنبأنا القاسم بن راشد الدينوري حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن القاضي حدثنا
الفضل بن زياد قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ما أحد مس بيده محبرة ولا قلما إلا
وللشافعي في رقبته منة
أخبرنا أبو الحسن الموازيني أنبأنا أبو عبد الله القضاعي في كتابه إلينا قال قرأت

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 47.
(2) كذا بالأصل، وم ود، هنا، وسينبه المصنف في اخر الخبر إلى الصواب.
(3) زيادة من للايضاح.
349

علي بن محمد بن أحمد القطان حدثنا أحمد بن غالب بن ما شا الله الشافعي حدثنا عمر بن
الحسن الحراني حدثنا محمد بن أحمد الهروي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا
جعفر بن أحمد قال قال أحمد بن حنبل كلام الشافعي في اللغة حجة
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن
أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول كان الشافعي من أفصح الناس (1) قلت له إيش
أله سن قال لم يكن بالكبير قلت إن مصعب الزبيري قال هو أسن مني بأربع أو خمس
سنين قال كذا كان قال أبي قال الشافعي انا قرأت على مالك فكان يعجبه قراءتي قال
أبي لأنه كان فصيحا
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي الفارسي قالا أنبأنا أبو بكر
البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ (2) أخبرني الزبير بن عبد الواحد حدثني أبو المؤمل
العباس بن الفضل وقال عبد الجبار عباس بن أبي الفضل بأرسوف (3) قال سمعت محمد
ابن عوف يقول
سمعت أحمد بن حنبل يقول الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء في اللغة واختلاف
الناس والمعاني والفقه
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن السلمي قراءة عليه وأنا أسمع عن أبي عبد الله
القضاعي أنبأنا أبو عبد الله بن شاكر حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد بن ورد البغدادي
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحكم حدثنا حميد بن مخلد بن زنجويه قال
سمعت أحمد بن حنبل يقول ما أحد يعلم في الفقه كان أحرى أن يصيب السنة لا
يخطئ إلا الشافعي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد
العزيز أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد حدثني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 47.
(2) من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 10 / 81 والبيهقي في المناقب 2 / 41.
(3) ضبطت بالفتح عن معجم البلدان، وهي مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا.
وضبطت في الأنساب بضم الهمزة (راجع البلدان والأنساب).
350

كتب إلي حدثنا أبو تراب حميد بن أحمد البصري قال كنت عند أحمد بن حنبل نتذاكر في
مسألة فقال رجل لأحمد يا أبا عبد الله لا يصح فيه حديث فقال إن لم يصح فيه حديث
ففيه قول الشافعي وحجته أثبت شئ فيه ثم قال قلت للشافعي ما تقول في مسألة كذا
وكذا فأجاب فيها فقلت من أين قلت هل فيه حديث أو كتاب قال بلى فنزع (1) في
ذلك حديثا للنبي (صلى الله عليه وسلم) وهو حديث نص
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح
قالا أنبأنا محمد بن عبيد الله بن محمد الصرام أنبأنا محمد بن الحسين البسطامي أنبأنا
أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود أنبأنا محمد بن عوف قال سمعت أحمد بن حنبل يقول
الشافعي أتبع للسنة والأثر من مالك بن أنس
أخبرنا (2) أبو المظفر بن أبي القاسم أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأني أبو عبد الرحمن
السلمي حدثنا أبو بكر بن زكريا أنبأنا مكي (3) بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج
يقول
قال أحمد بن حنبل سمعت ابن إدريس يعني الشافعي ربما تكلم في الفقه يقول أنا
والله سمعت مالكا قال وذكر أحمد بن إدريس فقال كان نسيج وحده (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني الحسن بن أبي
طالب حدثنا محمد بن العباس الخزار ح وأخبرنا أبو الثناء حامد بن عبد الله بن أحمد بن
المفرج القضاعي الماكسيني بالرحبة حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعدون من
لفظه أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طاهر بن يونس بن جعفر بن الصباح أنبأنا أبو
عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي قال حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني قال
سمعت العباس بن محمد يقول سألت أحمد بن حنبل عن الشافعي فقال قد سألناه واختلفنا
إليه فما رأينا إلا خيرا
أخبرنا أبو محمد المزكي حدثنا أبو بكر الحافظ أنبأنا عبد الله بن يحيى بن عبد

(1) بدون اعجام بالأصل، وفي م: " منوع " والمثبت عن د.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، ود.
(4) كتب بعدها وم، إلى.
(5) قارن مع مشيخة ابن عساكر / 41 / أ.
351

الجبار السكري حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا إبراهيم الحربي قال سألت
أحمد بن حنبل حدثنا الشافعي فقال حديث صحيح ورأي صحيح (1)
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (2) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني أنبأنا
أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز أنبأنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال
سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول ما رأيت أحمد بن حنبل يميل إلى أحد ميله إلى
الشافعي
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا عبد الله بن شيرويه بمرو
قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول
كان أحمد بن حنبل مشغوفا بالشافعي وبعلمه وفقهه ووالله ما وضع أبو عبد الله
أحمد بن حنبل شيئا إلا في موضعه
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (4) أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم حدثنا محمد بن خلف
بن جيان (6) الخلال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن دبيس الحداد حدثنا محمد بن الحسن بن
الجنيد قال سمعت الحسن بن محمد يقول
كنا نختلف إلى الشافعي عندما قدم إلى بغداد ستة أنفس أحمد بن حنبل وأبو ثور
وحارث النقال وأبو عبد الرحمن الشافعي وأنا ورجل آخر سماه وما عرضنا على
الشافعي كتبه إلا وأحمد بن حنبل حاضر لذلك
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل حدثنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني أبو تراب المذكر قال سمعت محمد بن المنذر الهروي يقول

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 47 واعاده في صفحة 81.
(2) زيادة عن م ود، لتقويم السند.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 66.
(4) زيادة عن م ود، لتقويم السند.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 68.
(6) بدون اعجام بالأصل، وفي م، ود: حيان، والمثبت: جيان، بالجيم، عن تاريخ بغداد راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء
16 / 359 سماه: محمد بن خلف بن محمد بن جيان الخلال وتاريخ بغداد 5 / 239.
352

لما قدم عليهم الشافعي (1) العراق سمع الكتب منه حسين الكرابيسي وأبو ثور
والزعفراني وغيرهم وحدثهم بأحاديث كثيرة فسمع منه أحمد بن حنبل وإسحاق بن
راهويه وغيرهما فسمعت الزعفراني يقول ما دخلت على الشافعي قط إلا وأحمد كان قد
سبقني إليه
اخبرني (2) أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أنبأنا الوليد الفقيه يقول سمعت أبا نعيم الحافظ يقول
قلت للحسن بن محمد الزعفراني هذه الكتب من قرأها على الشافعي قال أنا قرأتها
عليه وما قرأت عليه حرفا إلا وأحمد بن حنبل حاضر (3)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو عثمان الصابوني أنبأنا أبو الحسين
الخفاف أنبأنا أبو نعيم الفقيه قال وسمعت أبا علي الحسن بن محمد الزعفراني وقلنا له
هذه الكتب من قرأها على الشافعي فقال أنا قرأتها عليه ما قرأها عليه أحد غيري وما
قرأت عليه حرفا إلا وأحمد بن حنبل حاضر
أخبرنا أبو القاسم (4) زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
وأخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنبأنا عمر بن أحمد بن
عمر (5) قالا أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري أنبأنا أبو نعيم الجرجاني
قال سمعت الحسن بن محمد الزعفراني يقول قرأت على الشافعي جميع هذه الكتب وما
قرأت عليه حرفا إلا وأحمد بن حنبل حاضر
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعد الماليني
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
قالا أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني حدثنا صالح بن
أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول
سمعت الموطأ من محمد بن إدريس الشافعي لأني رأيته فيه ثبتا وقد سمعته من جماعة
قبله

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن م ود.
(2) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
(3) كتب بعدها في م: إلى.
(4) بالأصل: " الفتح " تصحيف، والمثبت عن م، ود.
(5) " بن عمر " ليستا في م.
353

أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا
أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا إبراهيم بن يوسف قال سمعت الحسن بن محمد بن الصباح
يقول قال لي أحمد بن حنبل إذا رأيت أبا عبد الله الشافعي قد خلا فأعلمني قال وكان
يجيئه ارتفاع النهار فيبقى معه
قال وأنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم أخبرني أبي حدثنا حرملة بن يحيى قال
سمعت الشافعي يقول وعدني أحمد بن حنبل أن يقدم علي مصر
أخبرنا أبو القاسم الحسيني وأبو الحسن بن قبيس قالا و (1) حدثنا أبو منصور
العطار أنبأنا أحمد بن علي (2) حدثنا الحسن بن أبي طالب حدثني علي بن عمر التمار
حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثوني عن إبراهيم الحربي أنه قال قال أستاذ
الأستاذين قالوا من هو قال الشافعي أليس هو أستاذ أحمد بن حنبل
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله (3)
الحافظ أخبرني أبو الفضل بن أبي نصر العدل عن (4) أبي القاسم بن منيع قال لي صالح
ابن (5) أحمد بن حنبل ركب الشافعي حماره فجعل أبي يسايره يمشي والشافعي راكب وهو
يذاكره فبلغ ذلك يحيى بن معين فبعث إلى أبي فبعث إليه إنك لو كنت في الجانب الآخر
من الحمار كان خيرا لك هذا أو معناه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (6)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم حدثنا
محمد بن خلف بن جيان (8) الخلال حدثني عمر بن الحسن عن أبي القاسم بن منيع
حدثني صالح بن أحمد بن حنبل قال مشى أبي مع بغلة الشافعي فبعث إليه يحيى بن
معين فقال يا أبا عبد الله أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته فقال يا أبا زكريا لو مشيت
من الجانب الآخر كان أنفع لك

(1) زيادة عن م ود، لتقويم السند.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 66.
(3) " عبد الله " ليست في د.
(4) في د: " وحدث عن.. ".
(5) في د: صالح بن أبي صالح أحمد بن حنبل.
(6) زيادة عن م ود، لتقويم السند.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 66 ومعجم الأدباء 17 / 301.
(8) بدون اعجام بالأصل. وفي د: حبان، وفي م: حيان، حيان، تصحيف، والتصويب عن تاريخ بغداد، تقدم
التعريف به.
354

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد قال سمعت موسى بن القاسم بن الحسن بن موسى الأشيب يذكر
عن بعض مشايخه قال لما قدم الشافعي بغداد لزمه أحمد بن حنبل يمشي مع بغلة له ما خلا
الحلقة التي يقعد فيها أحمد ويحيى وأبو خيثمة وغيرهم فوجه يحيى بن معين إنك تمشي
مع بغلة هذا الرجل يعني الشافعي فوجه أحمد لو كنت من الجانب الآخر كان أنفع لك
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (1) الحافظ حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا
أحمد بن روح حدثنا محمد بن ماجة القزويني قال جاء يحيى بن معين يوما إلى أحمد بن
حنبل فبينا هو عنده إذ مر الشافعي على بغلته فوثب أحمد فسلم عليه وتبعه فأبطأ ويحيى
جالس فلما جاء قال يحيى يا أبا عبد الله كم هذا فقال أحمد دع هذا عنك إن أردت
الفقه فالزم ذنب البغلة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت أبا
إسماعيل الترمذي قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول
ما تكلم أحد بالرأي وذكر الثوري والأوزاعي ومالكا وأبا حنيفة إلا والشافي
أكثر اتباعا وأقل خطأ منه (2)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو بكر بن طاوس أنبأنا أبو
القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني علي بن أحمد بن قرقور التمار ومحمد
ابن الحسن النقاش قالا حدثنا محمد بن علي الصايغ بمكة قال سمعت يحيى بن معين
يقول محمد بن إدريس الشافعي في الناس بمنزلة العافية للخلق والشمس للدنيا جزاه الله
عن الإسلام وعن نبيه (صلى الله عليه وسلم) خيرا
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال سمعت أبا إسحاق الشافعي
يعني إبراهيم بن محمد (3) وذكر محمد بن إدريس فقال هو ابن عمي فعظمه وذكر من
قدره وجلالته يعني في العلم

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 99 وسير أعلام النبلاء 10 / 86 - 87 وانظر المناقب للبيهقي 2 / 252.
(2) حلية الأولياء 9 / 102.
(3) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 165.
355

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو
القاسم الصيرفي أنبأنا حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا الحسن بن
سفيان بنسا حدثنا أبو ثور (1) قال سمعت الشافعي وكان من معادن الفقه وجهابذة الألفاظ
ونقاد المعاني يقول حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية
وممدودة إلى غير نهاية وأسماء المعاني مقصورة معدودة ومحصلة محدودة وجميع أصناف
الدلالات على المعاني لفظ وغير لفظ خمسة أشياء لا تزيد ولا تنقص أولها اللفظ ثم
الإشارة ثم العقد ثم الخط ثم الذي يسمى النصبة والنصبة في الحال الدالة التي تقوم
مقام تلك الأصناف ولا تقصر عن تلك الدلالات ولكل واحد من هذه الخمسة صورة
مواتية من صورة صاحبتها وحيلة مخالفة لحيلة أختها وهي التي تكشف لك من أعيان
المعاني في الجملة وعن معانيها في التفسير وعن أجناسها وأفرادها وعن خاصها وعامها
وعن طباعها في السار والضار وعما يكون لهوا بهرجا وساقطا مدحرجا
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب قال قرأت على محمد بن
أحمد بن يعقوب حدثنا محمد بن نعيم النيسابوري قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد
العنبري يقول سمعت أبا حفص محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن
سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب يقول سمعت الحسن بن محمد الزعفراني يقول كان
أصحاب الحديث رقودا حتى جاء الشافعي فأيقظهم فتيقظوا
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن أبي العباس قالا حدثنا و (2) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أخبرني أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب
الروياني حدثنا عياش بن الحسن بن عياش قال سمعت أحمد بن عيسى بن الهيثم التمار
قال سمعت عبيد بن محمد بن خلف البزاز (4) يقول سئل أبو ثور فقيل له (5) أيما أفقه
الشافعي أو محمد بن الحسن فقال أبو ثور الشافعي أفقه من محمد وأبي يوسف وأبي
حنيفة وحماد وإبراهيم وعلقمة والأسود

(1) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن د، وم.
(2) زيادة لتقويم السند عن م ود.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 69.
(4) بالأصل: " البزار " واللفظة غير مقروءة في م لسوء التصوير، والمثبت عن د، وتاريخ بغداد.
(5) سقطت من الأصل ود، واستدركت للايضاح عن تاريخ بغداد. واللفظة لم تتضح في م لسوء التصوير.
356

أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد الصوفي أنبأنا أبو الفضل الصرام أنبأنا أبو عمر
البسطامي حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال سمعت الربيع يقول كان أصحاب
الحديث لا يعرفون مذاهب الحديث وتفسيره حتى جاء الشافعي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني الزبير قال سمعت جعفر بن علي بن مليح
الهمذاني بصور يقول سمعت هلال بن العلاء يقول الشافعي أصحاب الحديث عيال
عليه فتح لهم الأقفال
قال وأنبأنا ابن حمكان قال سمعت عبد الرحمن بن أحمد الجلاب بهمذان يقول
سمعت هلال بن العلاء الرقي يقول من الله تعالى على الناس بأربعة في زمانهم بالشافعي
وأحمد بن حنبل وأبي عبيد ويحيى بن معين فأما الشافعي فتفقه بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وأما أبو عبيد ففسر لهم غريب الحديث ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ وأما يحيى بن
معين فنفى الكذب عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وبين الصادق من الكاذب وأما أحمد بن حنبل فجعله الله
للناس إماما في القرآن ولولا ذلك لكفر الناس
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي
الحديد أنبأنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن بي السجيس (1) حدثنا القاضي أبو
بكر محمد بن عبد الرحمن بن عمرو (2) الرحبي حدثنا أبو العباس أحمد بن منصور بن
محمد الشيرازي قال سمعت أبا تراب محمد بن الحسين بطوس يقول سمعت محمد بن
المنذر بن سعيد النيسابوري يقول حضرت عند داود بن علي فذكر مسألة فقيل (3) له يا أبا
سليمان هذا قول من هو قال هذا قول مطلبينا الذي علاهم بنكته وقهرهم بأدلته وباينهم
بشهامته التقي في دينه النقي جيبه الفاضل في نفسه المتمسك بكتاب الله المقتدي قدوة
رسوله (صلى الله عليه وسلم) الماحي آثار يعني المبتدعين الذاهب بخبرهم الطامس لسيرهم فأصبحوا كما
قال الله " هشيما تذروه الرياح " (4)
أخبرنا (5) أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله بن

(1) بدون اعجام بالأصل، والمثبت عن د.
(2) بالأصل: عمر، والمثبت عن م ود.
(3) بالأصل: " فقال "، والمثبت عن م، ود.
(4) سورة الكهف، الآية 45.
(5) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
357

فنجويه (1) الدينوري حدثنا العباس بن الفضل الكندي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال
قلت لأبي داود السجستاني من أصحاب الشافعي قال أولهم عبد الله بن الزبير الحميدي
وأحمد بن حنبل ويوسف بن يحيى أبو يعقوب والربيع بن سليمان وأبو ثور إبراهيم بن
خالد وأبو الوليد بن أبي الجارود المكي والحسن بن محمد الزعفراني والحسين بن علي
الكرابيسي وإسماعيل بن يحيى المدني وحرملة بن يحيى وقال ورجل ليس بالمحمود أبو
عبد الرحمن أحمد بن يحيى الذي يقال له الشافعي وذلك أنه بدل وقال الاعتزال هؤلاء ممن
تكلم في العلم وعرفوا به من أصحابه (2)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله الذبياني يقول سمعت أبا المنير سهل بن عبد
الصمد الرقي يقول سمعت داود بن علي هو الأصبهاني يقول اجتمع للشافعي رحمه الله من
الفضائل ما لم يجتمع لغيره فأول ذلك شرف نسبه ومنصبه وأنه من رهط النبي (صلى الله عليه وسلم)
ومنها صحة الدين وسلامة الاعتقاد من الأهواء والبدع ومنها سخاوة النفس ومنها
معرفته بصحة الحديث وسقمة ومنها معرفته بناسخ الحديث ومنسوخه ومنها حفظه
لكتاب الله وحفظه لأخبار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعرفته بسير النبي (صلى الله عليه وسلم) وبسير خلفائه ومنها
كشف لتمويه مخالفيه ومنها تأليفه الكتب القديمة والجديد منها ما اتفق له من الأصحاب
والتلامذة مثل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه وإقامته على
السنة ومثل سليمان بن داود الهاشمي وعبد الله بن إدريس الحميدي والحسين الفلاس
وأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وأبي يعقوب
يوسف بن يحيى البويطي وحرملة بن يحيى التجيبي والربيع بن سليمان المرادي وأبي
الوليد موسى بن الجارود والحارث بن سريج (3) النقال وأحمد بن خالد الخلال والقائم
بمذهبه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني ولم يتفق لأحد من العلماء والفقهاء من
الأصحاب ما اتفق له رحمة الله عليه وعليهم أجمعين قال البيهقي إنما عدد داود بن علي من
أصحاب الشافعي جماعة يسيرة وقد عد أبو الحسن الدارقطني من روى عنه أحاديثه وأخباره
وكلامه زيادة على مائة مع قصور سنه عن سن أمثاله من الأئمة وإنما تكثر الرواة عن العالم

(1) بدون اعجام بالأصل، وفي م ود: " فتحويه " تصحيف.
(2) كتب بعدها بالأصل وم: إلى.
(3) بالأصل وم ود: شريح، تصحيف.
358

إذا جاوز سنه الستين أو السبعين والشافعي لم يبلغ في السن أكثر من أربع وخمسين والله
أعلم
تم الجزء بحمد الله وعونه وحسن توفيقه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم القيامة آمين (1)
أخبرنا (2) أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا
أخبرنا أبو بكر البيهقي أنا أحمد بن محمد بن الخليل الماليني
ح وأخبرنا أبو القاسم بن أحمد (3) أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف
قالا
أنا أبو أحمد بن عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت منصور بن إسماعيل الفقيه
ويحيى بن زكريا يقولان سمعت أبا عبد الرحمن النسائي يقول
سمعت عبد الله بن فضالة النسائي الثقة المأمون يقول سمعت إسحاق بن راهويه
يقول الشافعي إمام
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله اليوسفي
وأخبرنا أبو المعالي الفارسي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني
القاسم بن غانم بن حمويه قال سمعت أبا عبد الله البوشنجي (4) يقول سمعت قتيبة بن
سعيد يقول الشافعي إمام (5)
رواها الخطيب عن إسماعيل بن علي عن الحاكم
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني قالا نا وأبو منصور بن خيرون أنا
أبو بكر الخطيب (6) نا إسماعيل بن علي أنا أبو الحسن علي بن محمد الطيني نا عبد

(1) كتب في اخر المجلد المخطوط، رقم 26 من النسخة المغربية: تم الجزء بحمد الله وعونه.
قال في أصله: وهو اخر المجلدة الستين من النسخة المباركة والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب. إليه المرجع
والمآب وصلى الله على سيدنا محمد آله وسلم تسليما.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن د وهي الأصل الوحيد المعتمد.
(3) كلمة غير واضحة في د
(4) في د: البوسنجي.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 67.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 67 - 68 وعنه في تهذيب الكمال 16 / 51.
359

الملك بن محمد بن عدي نا محمد بن يزداد قال سمعت أحمد بن علي الجرجاني يقول
كان الحميدي إذا جرى عنده ذكر الشافعي يقول حدثنا سيد الفقهاء الشافعي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب نا أبو نعيم الحافظ نا أحمد بن
بندار بن إسحاق الفقيه نا أحمد بن ووح نا الزعفراني قال كنت مع يحيى بن معين في
جنازة فقال (1) يا أبا زكريا ما تقول في الشافعي دع هذا عنك لو كان الكذب مطلقا
لكانت مروءته تمنعه أن يكذب
أخبرنا أبو المعالي الفارسي نا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا
محمد بن طلحة المروذي نا أحمد بن علي الأصبهاني حدثنا زكريا بن يحيى الساجي نا
أحمد بن روح البغدادي قال سمعت الزعفراني يقول كنت مع يحيى بن معين في جنازة
فقلت له يا أبا زكريا ما تقول في الشافعي فقال دعنا لو كان الكذب له مطلقا لكانت
مروءته تمنعه أن يكذب
قال البيهقي
أخبرنا به مرة أخرى فلم يذكر في إسناده زكريا بن يحيى
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أخبرني الأزهري حدثنا علي
ابن عمر الدارقطني حدثنا محمد بن مخلد العطار نا الزبير بن عبد الواحد حدثني محمد
ابن بشر وعبد الملك بن محمد بن صالح الحراني قالا حدثنا هاشم بن مرشد
ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعد
الماليني
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف السهمي (2) أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال سمعت يحيى بن (3)
ابن (4) حيوية يقول سمعت هاشم بن مرثد الطبراني يقول سمعت يحيى بن معين

(1) كلمة غير واضحة في د، وهي الأصل الوحيد المعتمد.
(2) ما بين معكوفتين سقط من د وهو الأصل الوحيد المعتمد بين يدينا واستدرك على هامشها: " أنبأنا حمزة.. قالا "
وهذا السند معروف.
(3) كلمتان غير مقروءتين في د.
(4) من هنا يبدأ المجلد الخامس عشر المخطوط من الأصل الذي نعتمده، وهو من النسخة الظاهرية نسخة سليمان.
باشا المرمور لها ب‍ " س "
وكتب على هامشها:
" بين هذا الجزء والذي قبله انخرام غير معلوم مقداره، والظاهر أن الخرم قليل... وما قبله في ترجمة الإمام الشافعي
رضي الله عنه ". وقد تم استدراك النقص عن نسخة مصورة عن أحمد الثالث والمرموز لها ب‍ د.
360

يقول الشافعي صدوق لا بأس به وفي حديث (1) ليس به بأس (2)
أخبرنا (3) أبو محمد المزكي (4) حدثنا أحمد بن علي الحافظ أنبأنا رضوان بن محمد
ابن الحسن الدينوري قال سمعت أبا عبد الله الحسن بن جعفر المعروف بالرقي يقول
سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر القروي يقول
سمعت أبا زرعة الرازي يقول ما عند الشافعي حديث غلط فيه (5)
أخبرنا (6) أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن
ابن مردك أنبأنا ابن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول محمد بن إدريس الشافعي فقيه البدن
صدوق (7)
أخبرنا بها عالية أبو محمد عبد الجبار أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ قال سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني يقول فذكر نحوها (8)
وأخبرنا أبو محمد أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله حدثنا أبو الوليد الفقيه
قال سمعت أبا بكر بن أبي داود السجستاني يقول سمعت أبي يقول (9) ما من العلماء أحد
إلا وقد أخطأ في حديثه غير ابن (10) علية وبشر بن المفضل وما أعلم للشافعي حديثا
خطأ (9)

(1) رسمها بالأصل ود: " قدوة "؟!.
(2) حلية الأولياء 9 / 97 وسير أعلام النبلاء 10 / 47.
(3) هنا بدأ الجزء 27 من المخطوطة المغربية المرموز لها بحرف " م " وكتب قبلها:
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
(4) كذا بالأصل ود، وفي م: الركبي.
(5) سير أعلام النبلاء 10 / 47.
(6) في د، وم: وأخبرنا.
(7) سير أعلام النبلاء 10 / 48.
(8) كذا بالأصل، وفي م ود: " فذكرها " بدل " فذكرها نحوها ".
(9) سير أعلام النبلاء 10 / 48.
(10) بالأصل: " أبي علية " تصحيف، والتصويب عن م ود.
361

أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو الوليد الفقيه حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدة (1) قال كنا نسمع
من يونس بن عبد الأعلى تفسير زيد بن أسلم فقال لنا يونس كنت أولا أجالس أصحاب
التفسير وأناظر عليه فكان الشافعي إذا أخذ في التفسير فكأنه شهد التنزيل (2)
قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن (3) بن الحسين وأنا أسمع عن القاضي أبي عبد
الله بن شاكر حدثنا عبيد الله بن محمد البزاز أنبأنا عبد الله بن محمد القاضي فيما أجازه
لي حدثنا محمد بن يعقوب البرجي قال سمعت أبا حسان الزيادي يقول لما رأيت إكرام
الشافعي وإصغاءه إلى ما تقول وانتزاعه من القرآن المعاني والعبارة عن المعاني أنست به
فكنت أسأله عن معاني القرآن فما رأيت أحدا أقدر على معاني القرآن والعبارة عن المعاني
والاستشهاد على ذلك من قول الشعر أو اللغة منه
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان ح وأخبرنا بها عالية أبو (4) المعالي الفارسي أنبأنا أبو
بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قالا أنبأنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ الأسداباذي (5)
قال سمعت أبا سعيد محمد بن عقيل الفاريابي (6) يقول قال المزني أو الربيع (7)
كنا عند الشافعي بين الظهر والعصر عند الصحن في الصفة والشافعي قد استند (8) إلى
اصطوانة وأما قال إلى غيرها إذ جاء شيخ عليه جبة صوف وعمامة صوف وإزار
صوف (9) وفي يده عكازة قال فقام الشافعي وسوى عليه ثيابه واستوى جالسا (10) إلي

(1) كذا بالأصل، وفي م: " عبيد " وفي د: أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 81 وكتاب المناقب للبيهقي 1 / 284.
(3) اللفظتان " بن الحسن " ليستا في م ود.
(4) في د: " ابن ".
(5) قسم من اللفظة: " الأس " مكانه بياض في م.
(6) بدون اعجام بالأصل، وفي م ود: " الفارياني " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى فارياب، وقد ينسب إليها:
الفيريابي والفريابي. (الأنساب).
والفارياب: مدينة مشهورة بخراسان من اعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون (انظر معجم البلدان).
(7) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 83 - 84 من طريق الزبير بن عبد الواحد.
(8) بياض في م مقدار كلمة، والكلام متصل فيها.
(9) الزيادة بين معكوفتين عن د، وفي م بعد: وعمامة صوف: بياض مقدار كلمة ثم: " أو صوف.. ".
(10) بعدها بياض في م، والكلام متصل فيها.
362

وسلم الشيخ وجلس وأخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبة له إذ قال الشيخ أسأل فقال
سل (1) قال أيش الحجة في دين الله فقال الشافعي كتاب الله قال وماذا قال وسنة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال وماذا قال اتفاق الأمة قال من أين قلت اتفاق الأمة من كتاب
الله زاد نصر الله أمن سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقال من كتاب الله قال فتدبر
الشافعي ساعة فقال الشافعي وقال نصر الله فقال يا شيخ قد أجلتك ثلاثة أيام ولياليها
فإذا جئت بالحجة من كتاب الله وقال الفارسي من كتاب في الاتفاق وإلا تب إلى الله عز
وجل قال فتغير لون الشافعي ثم إنه ذهب فلم يخرج ثلاثة أيام ولياليهن قال فخرج
إلينا اليوم وقال نصر الله في اليوم الثالث في ذلك الوقت يعني بين الظهر والعصر وقد
انتفخ وجهه ويداه ورجلان وهو مسقام فجلس فلم يكن بأسرع أن جاء الشيخ فسلم
وجلس فقال حاجتي فقال الشافعي أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم قال الله عز وجل " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل
المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم " (2) لا يصليه على على خلاف المؤمنين إلا وهو مرضي
قال فقال صدقت وقال فذهب
قال (3) الفريابي قال المزني أو الربيع قال الشافعي فلما ذهب الرجل قرأت القرآن
في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقفت عليه (4)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان قال سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول سمعت عبد
الله بن محمد بن جعفر يقول سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول لما أردت إملاء
تصنيف أحكام القرآن قرأت القرآن مائة مرة
قال وحدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسد آباذي حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر
قاضي الرملة حدثنا أبو حاتم الرازي حدثني يحيى بن عبد الرزاق قال سمعت المزني
يقول ما رأيت رجلا أعقل من الشافعي
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن

(1) مكان " فقال: سل " بياض في م.
(2) سورة النساء الآية: 115.
(3) زيادة منا للايضاح عن م، ود.
(4) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن م، ود.
363

السلمي أنبأنا محمد بن علي بن طلحة حدثنا أحمد بن علي الأصبهاني حدثنا زكريا
الساجي قال سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول ما رأيت مثل الشافعي قدم علينا مصر
فقالوا قدم رجل من قريش فجئناه وهو يصلي فما رأيت أحسن صلاة ولا وجها منه فلما
قضى صلاته تكلم فما رأينا أحسن كلاما منه فافتتنا به
أخبرنا أبو الأعز بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك
أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا يحيى بن نصر الخولاني المصري قال قدم الشافعي من
الحجاز فبقي بمصر أربع سنين ووضع هذه الكتب في أربع سنين ثم مات وكان أقدم معه
من الحجاز كتب ابن عيينة وخرج إلى يحيى بن حسان (1) فكتب عنه وأخذ كتبا من
أشهب بن عبد العزيز (2) فيه آثار وكلام من كلام أشهب فكانت الكتب بين يديه ويصنف
الكتب إذا ارتفع له كتاب جاءه صديق له يقال له ابن هرم (3) فيكتب ويقرأ عليه
البويطي (4) ويجمع من يحضر يسمع في كتاب ابن هرم ثم ينسخون فكان الربيع على
حوائج الشافعي فربما غاب في حاجة فيعلم له فإذا رجع قرأ الربيع (5) عليه ما فاته
أخبرنا أبو الفتح نصر بن محمد أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله (6) أنبأنا (7)
أبو القاسم الصيرفي أنبأنا أبو علي بن حمكان (8) قال سمعت محمد بن إبراهيم القاضي
يقول سمعت أبا بكر محمد بن هارون (9) يقول سمعت المزني يقول سمعت البويطي
يقول قلت للشافعي إنك تتغنى (10) في تأليف الكتب وتصنيفها والناس لا يلتفتون

(1) بياض بالأصل وم، والمستدرك بين معكوفتين عن " د " وهو أبو زكريا يحيى بن حسان البصري ثم التنيسي، نزيل
تنيس ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 127.
(2) اشهب بن عبد العزيز بن داود، أبو عمرو العامري المصري، يقال اسمه مسكين، واشهب لقب له. ترجمته في
سير أعلام النبلاء 9 / 500.
(3) بياض بالأصل، وم والمستدرك عن " د ".
(4) هو يوسف بن يحيى أبو يعقوب المصري البويطي، صاحب الشافعي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 /
58.
(5) بياض بالأصل وم، والمثبت عن د.
(6) بياض بالأصل، وفي م: " عبد " وبعدها بياض، والمثبت عن د.
(7) من هنا بدأ الأخذ عن نسخة مصورة عن النسخة الأزهرية المرموز لها بحرف " ز ".
(8) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، ود، وز.
(9) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، ود، وز.
(10) كذا بالأصل وم، ود، وز، وفي المختصر: تتعبنا.
364

عليك (1) ولا إلى تصنيفك (2) فقال لي إن هذا هو الحق والحق لا يضيع
وقرئ على أبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين وأنا أسمع حدثنا القاضي أبو
عبد الله محمد بن سلامة أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر حدثنا علي بن
محمد بن إسحاق البزار (3) حدثنا عثمان بن محمد بن شاذان القاضي حدثنا أبو الحسن
أحمد بن عثمان حدثنا محمد بن الحسن الهمداني حدثنا يحيى بن عبد الباقي حدثنا
محمد بن عامر عن البويطي قال سمعت الشافعي يقول قد ألفت (4) هذه الكتب ولم آل
منها ولا بد أن يوجد فيها الخطأ لأن الله تعالى يقول " ولو كان من عند غير الله لوجدوا
فيه اختلافا كثيرا " (5) فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب أو السنة فقد رجعت عنه
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين وأبو بكر محمد بن الحسين بن
المزرفي (6) قالا حدثنا أبو الحسين بن المهتدي حدثنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن
إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي حدثنا الفضل بن الفضل الكندي أبو العباس الهمذاني
حدثنا عبد الله بن جامع قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول وددت
أن الناس تعلموا هذه الكتب ولا ينسب إلي منها شئ
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي ودخلت
عليه وهو مريض فذكر ما وضع من كتبه فقال لوددت أن الخلق تعلمه ولم ينسب إلي منه
شئ أبدا (7)
قال وأنبأنا أبو محمد حدثني أبي حدثنا حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي
يقول وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أؤجر عليه ولا يحمدوني (8)
قال وأنبأنا أبو محمد حدثنا محمد بن مسلم بن وارة الرازي قال (9) سألت أحمد بن

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " إلى كتبك " وفي د: على كتبك.
(2) في د: ولا إلى كتبك.
(3) الأصل: البرار، والمثبت عن " ز "، ود.
(4) بالأصل ود: " التقفت " والمثبت عن " ز ".
(5) سورة النساء، الآية: 82.
(6) الأصل ود، وفي " ز ": " المزرقي " بدون اعجام في م.
(7) حلية الأولياء 9 / 118.
(8) حلية الأولياء 9 / 119 والبداية والنهاية 10 / 253 وسير أعلام النبلاء 10 / 55.
(9) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 9 / 97 والذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 55.
365

حنبل قلت ما ترى لي من الكتب أن أنظر فيه لتفتح لي الآثار رأي مالك أو الثوري أو
الأوزاعي فقال لي قولا أجلهم أن أذكر ذاك وقال عليك بالشافعي فإنه أكثرهم صوابا أو
أتبعهم للآثار الشك مني قلت لأحمد فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب
إليك أو التي عندهم بمصر (1) قال عليك بالكتب التي وضعها بمصر فإنه وضع هذه
الكتب بالعراق ولم يكملها (2) ثم رجع إلى مصر فأحكم ذاك ثم فلما سمعت ذلك من
أحمد بن حنبل وكنت إلى ذلك قد عزمت على الرجوع إلى البلد وتحدث بذلك الناس ثم
تركت ذاك وعزمت على الرجوع (3) إلى مصر
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا أبو بكر
أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن
الرازي الصوفي أنبأنا عبد الله بن محمد بن ناجية قال سمعت محمد بن مسلم بن وارة
قال لما قدمت من مصر أتيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل أسلم عليه فقال لي كتبت (4)
كتب الشافعي فقلت لا فقال لي فرطت ما عرفنا العموم من الخصوص وناسخ (5)
حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المنسوخ حتى جالسنا الشافعي قال ابن وارة فحملني ذلك على
أن رجعت إلى مصر فكتبتها (6)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو عثمان الصابوني أنبأنا أبو
الحسين (7) الخفاف (8) أنبأنا أبو نعيم الفقيه قال وسمعت الميموني عبد الملك (9) بن
عبد الحميد بن ميمون بن مهران الرقي بالرقة (10) وكان صاحب (11) أحمد بن حنبل

(1) بياض بالأصل وم، وم واستدركت اللفظة عن " ز " ود، والمصدرين.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز " يكتبها، وفي سير أعلام النبلاء وحلية الأولياء: " ولم يحكمها " ومكانها بياض في م.
(3) من قوله: الرجوع إلى هنا سقط من " ز ".
(4) بالأصل: كتبته، والمثبت عن " ز "، ود، وم.
(5) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، والمستدرك عن، و " ز "، ود.
(6) معجم الأدباء 17 / 312 وسير أعلام النبلاء 10 / 55 وحلية الأولياء 9 / 97.
(7) في د: الحسن.
(8) بياض بالأصل، والمثبت عن م، ود وفي " ز ": الحباك.
(9) كذا بالأصل، وفي م، ود، و " ز ": " عبد الله " تصحيف. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 52 (ط. دار
الفكر).
(10) بياض الأصل وم - وفيه كلمة: بالرقة، والمثبت بين معكوفتين عن د، وفي " ز ": " بن صفوان الرملي بالرقة ".
(11) في " ز " " حاجب " والمثبت يوافق م، ود، وتهذيب الكمال 12 / 52.
366

ورفيقه قلت إن أبا حاتم الرازي حكى لي عنك أنك سمعت أبا عبد الله أحمد بن
حنبل (1) يقول عليك بكتب الشافعي فما أعلم أحدا وضع كتابا حتى ظهر أتبع للأثر منه (2)
ففكر فيه الميموني ساعة وأقر به ثم قال لي الميموني بعد ذلك قال أبو عبد الله أحمد بن
حنبل يوما يا أبا الحسن لم لا تنظر في كتب الشافعي فقلت يا أبا عبد الله فيها قصص
طوال ونحن قد اشتغلنا بالحديث وطلبه فقال انظر في كتاب الرسالة فإنه من أحسن كتبه
فقلت قد نظرت ثم حدثني الميموني أخبرني محمد بن محمد الشافعي قال قال أحمد
بن حنبل إني لأدعو الله في الليل أو في السحر لإخواني ولأصحابي أبوك خامسهم
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا علي بن عبد العزيز
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس وذكر عبد الله بن أبي عمرو البكري قال سمعت عبد
الملك الميموني قال قال لي أحمد بن حنبل لم أنظر في كتاب أحد ممن وضع كتب الفقه
غير الشافعي إنه قال لي لم لا تنظر فيها وذكر لي كتاب الرسالة فقدمه من كتبه فقلت
يا أبا عبد الله تم ذلك الكتاب بالاحتجاج ونحن مشاغيل بالحديث
قال وأنبأنا عبد الرحمن حدثنا أحمد بن عثمان النحوي قال سمعت أبا قديد النسائي
يقول سمعت إسحاق بن راهويه يقول كتبت إلى أحمد بن حنبل وسألته أن يوجه إلي من
كتب الشافعي ما يدخل حاجتي فوجه إلي بكتاب الرسالة
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ
أنبأنا محمد بن أحمد بن رزقويه أنبأنا دعلج بن أحمد قال سمعت جعفر الساماني يقول
سمعت المزني يقول كتبت كتاب الرسالة منذ زيادة على أربعين سنة وأنا أقراه وأنظر فيه
ويقرأ علي ما من مرة قرأت أو قرئ علي إلا واستفدت منه شيئا لم أكن أحسنه
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أنبأنا عبد الواحد بن
إسماعيل الروياني (3) كتابة أنبأنا أبو محمد الخبازي يعني عبد الله بن جعفر قال
سمعت أبا سعيد (4) بن محمد بن خيران بهمذان يقول سمعت أبا عبد الله محمد

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز "، وم، ود.
(2) حلية الأولياء 9 / 100.
(3) بياض بالأصل، واستدركت اللفظة عن م، و " ز "، ود، وبعدها في م بياض، والكلام متصل، بحيث لا يوجد نقص.
(4) بياض بالأصل، وفي د: " عبد الرحمن " وفي " ز ": " علي " والكلمة غير مقروءة في م، قسم منها موجود ورسمه:
" عبد " والباقي غير ظاهر من سوء التصوير.
367

ابن حمدان الطرائفي يقول سمعت أبا الحسن الشافعي ببغداد يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فيما يرى النائم فقلت يا رسول الله بما جزي محمد بن إدريس الشافعي حين يقول في ذكر
الصلاة عليك في كتاب الرسالة وصلى الله على محمد كلما ذكره ذاكر وغفل عن ذكره
غافل قال جزي أنه لا يوقف للحساب يوم القيامة
أخبرنا أبو القاسم الخضر (1) بن الحسين بن عبدان أنا (2) أبو الحسن علي بن الحسن
ابن عبد السلام بن أبي الحزور (3) أنبأنا أبو الحسن (4) بن السمسار حدثنا أبو أحمد (5)
عبد الله بن بكر حدثني البردعي أحمد بن محمد قال سمعت بكار بن محمد السلمي
يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول غير مرة رأيت الشافعي في المنام فقلت له ما فعل
الله بك قال أنا في الفردوس الأعلى فقلت بماذا بكتاب صنفته وسميته بكتاب
الرسالة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران
قال قال لي أحمد بن حنبل ما لك لا تنظر في كتب الشافعي فما من أحد وضع الكتب
حتى ظهرت أتبع للسنة من الشافعي
قال وأنا أبو محمد نا أبو زرعة قال نظر أحمد بن حنبل في كتب الشافعي (6)
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا أبو نعيم إسحاق بن أبي عمران
قال سمعت الصومعي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول صاحب حديث لا يستغني عن
كتب الشافعي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة أنبأنا عبد الدائم

(1) مكانها بياض في م.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت لتقويم السند عن م، و " ز "، ود.
(3) ضبطت بتشديد الواو المكسورة، في " ز " ضبط قلم.
(4) بياض بالأصل، واستدركت اللفظة عن م، و " ز " ود.
(5) بالأصل: حمد، والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن م، و " ز " ود.
368

بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب ابن الحسن الكلابي إجازة أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الهروي حدثنا محمد بن
يعقوب بن الفرجي (1) قال سمعت علي بن المديني يقول لعلي بن المبارك وقد ذكر مسألة
فقال له علي بن المديني عليكم بكتب الشافعي (2)
قال وحدثني محمد بن يعقوب قال سمعت محمد بن علي بن المديني يقول قال لي
أبي لا تترك للشافعي حرفا واحدا إلا كتبته فإن فيه معرفة (3)
أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا عبد
الرحمن بن محمد بن إدريس حدثنا أبو زرعة قال بلغني أن إسحاق بن راهويه كتب له كتب
الشافعي فتبين له في كلامه أشياء قد أخذه عن الشافعي وقد جعله لنفسه
قال وأنبأنا عبد الرحمن حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري قال
تزوج إسحاق بن راهويه بمرو بامرأة رجل كان عنده كتب الشافعي وتوفي ولم يتزوج
بها إلا لحال كتب الشافعي فوضع جامع الكبير على (4) كتاب الشافعي ووضع جامع
الصغير على جامع الثوري الصغير وقدم أبو إسماعيل الترمذي نيسابور وكان عنده كتب
الشافعي عن البويطي فقال له إسحاق بن راهويه لي إليك حاجة أن لا تحدث بكتب الشافعي
ما دمت بنيسابور فأجابه إلى ذلك فلم يحدث به حتى خرج
أخبرنا أبو محمد الأكفاني قراءة أنبأنا عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب
الكلابي أنبأنا محمد بن يوسف الهروي قال وسمعت الربيع بن سليمان يقول وكنا في
جنازة شهدها (5) ونحن معه فجلس في مسجد المقابر (6) ينتظر دفن (7) الميت وما يتبع
الجنازة وجلس أبو عبد الله محمد بن عبد الحكم بالقرب منه وكان بينهما المحراب فقال
لنا أبو محمد الربيع بن سليمان هاتوا ما معكم فقلنا كتابنا اختلاف (8) فجعل القارئ

(1) بدون اعجام بالأصل وم، و " ز " ود.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 56 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 332.
(3) كتاب المناقب للبيهقي 2 / 248.
(4) بياض بالأصل وم، واستدركت اللفظة عن " ز "، ود.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، و " ز "، ود
(6) سقطت اللفظة من د، وم، وتقرأ في " ز ": الغابة.
(7) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(8) بياض بالأصل وم، والمثبت عن د، و " ز ".
369

يقرأ عليه منه وهو يتهلل وجهه ومحمد بن عبد الحكم يسمع ويذكر أبو عبد الله الشافعي
وفهمه (1) ومعرفته ويستحسن تلك المسائل إلى أن فرغوا من دفن الميت أو قبله أو بعده حتى
قمنا
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو
الحسن علي بن عبد العزيز أنبأنا أبو محمد الحنظلي قال سمعت أبا زرعة يقول سمعت
كتب الشافعي من الربيع أيام يحيى بن عبد الله بن بكير سنة ثمان وعشرين ومائتين وعندما
عزمت على سماع كتب الشافعي بعت ثوبين رقيقين كنت حملتهما (2) لأقطعهما لنفسي فبعتهما
وأعطيت الوراق
قال وأنبأنا أبو محمد قال وسمعت أبي يقول قال لي أحمد بن صالح تريد أن
تكتب كتب الشافعي قلت نعم لا بد من أن أكتبها
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثني محمد بن القاسم بن سريح قال سمعت محمد
ابن عبد الله المعمري يقول سمعت الجاحظ يقول نظرت في كتب هؤلاء النبغة (3) الذين
نبغوا فلم أر أحسن تأليفا من المطلبي كأن فاه نظم (4) درا إلى در
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ قال سمعت أبا الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي يقول سمعت يحيى
ابن منصور القاضي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وقلت له هل تعرف
سنة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحلال والحرام لم يودعها الشافعي كتابه قال لا
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال قال أبو الوليد الفقيه حدثنا أبو بكر بن أبي داود
السجستاني قال سمعت هارون بن سعيد الأيلي يقول سمعت الشافعي يقول لولا أن
نطول (5) على الناس لوضعت في كل مسألة جزء حجج وبيان
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو
القاسم الصيرفي أنبأنا أبو علي الهمذاني حدثنا الزبير (6) بن عبد الواحد الأسدآباذي

(1) بالأصل: ومجيئه، والمثبت عن د، و " ز ".
(2) في " ز ": جعلتهما.
(3) في " ز ": النابغة.
(4) بالأصل، وم، ود، و " ز ": در.
(5) في م، و " ز "، ود: يطول.
(6) بياض بالأصل وم، واللفظة استدركت عن " ز "، ود.
370

حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول لو أردت أن
أضع على كل مخالف كتابا كبير لفعلت ذلك ولكن ليس الكلام من شأني ولا أحب ان
ينسب إلي منه شئ
أخبرنا القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (1) أبو منصور
بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا (3) أحمد بن علي بن أيوب إجازة أنبأنا
علي بن أحمد بن أبي غسان حدثنا زكريا بن يحيى الساجي
ح قال الخطيب وأنبأنا محمد بن عبد الملك قراءة أنبأنا عياش بن الحسن حدثنا
محمد بن الحسين (4) الزعفراني أخبرني زكريا بن يحيى حدثنا ابن بنت الشافعي قال
سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكبر من مشاهدته إلا (5)
الشافعي إلا أن لسانه كان أكبر (6) من كتابه
أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا محمد بن علي بن زياد يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت
الربيع بن سليمان وذكر الشافعي فقال لو رأيتموه لقلتم إن هذه ليست كتبه كان والله لسانه
أكبر من كتبه (7)
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هاشم أنبأنا أبو محمد عبد الله
ابن الحسن بن حمزة أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر أنبأنا أبو موسى
هارون بن محمد حدثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن
رشدين بن سعد حدثنا أحمد بن صالح قال وما كتب الشافعي من كلامه كان له لسان يضعه
فيما شاء
قال وحدثنا أبو يحيى حدثنا أبو جعفر الترمذي قال وقال يونس بن عبد الأعلى ما

(1) زيادة عن م، و " ز " ود، لتقويم السند.
(2) بياض بالأصل، واستدركت اللفظة عن " ز "، وصحفت في د وفي م إلى: الخطابي.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 67.
(4) بالأصل ود، وم: الحسن، والمثبت عن " ز "، وتاريخ بغداد.
(5) بياض بالأصل والمثبت عن " ز "، ود.
(6) في تاريخ بغداد: أكثر.
(7) سير أعلام النبلاء 10 / 48 وكتاب المناقب للبيهقي 2 / 49.
371

كان الشافعي إلا ساحر ما كنا ندري ما يقول إذا قعدنا حوله (1)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن أنبأنا أبو سعد
أحمد بن محمد الماليني وأخبرني أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة
أنبأنا حمزة بن يوسف قالا أنبأنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا يحيى بن زكريا بن
حيوية قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول كانت ألفاظ الشافعي كأنها سكر (2)
قال وحدثنا يحيى بن زكريا قال سمعت أبا سعيد الفريابي يقول سمعت محمودا (3)
النحوي يقول سمعت ابن هشام النحوي يقول طالت مجالسنا محمد بن إدريس الشافعي
فما سمعت منه لحنا قط (4) ولا كلمة غيرها أحسن منها
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن (5)
بن مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال قال أبي قال أحمد بن أبي سريح ما رأيت
أحدا أفوه ولا أنطق من الشافعي (6)
قال وأنبأنا أبو محمد قال سمعت الربيع بن سليمان يقول كان الشافعي عربي
النفس عربي اللسان
قال وأنبأنا أبو محمد أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قال
أبي كان الشافعي من أفصح الناس (7) وكان مالك يعجبه قراءته لأنه كان فصيحا
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن (8)
أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس الأموي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن
حنبل يقول ح وأخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا عبد الله بن أحمد

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 48.
(2) كتاب المناقب للبيهقي 2 / 50 وسير أعلام النبلاء 10 / 48.
(3) كذا بالأصل، ود، وم، وفي " ز ": محمود.
(4) سير أعلام النبلاء 10 / 49.
(5) بالأصل: الحسين، تصحيف، والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(6) سير أعلام النبلاء 10 / 49.
(7) سير أعلام النبلاء 10 / 47.
(8) بالأصل، وم، و " ز "، ود: الحسن، تصحيف، والصواب ما أثبت.
372

ابن حنبل قال سمعت أبي يقول قال الشافعي أنا قرأت على مالك كان يعجبه قراءتي قال
أبي لأنه كان فصيحا
أخبرنا أبو المعالي أيضا أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي
عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل
يقول سمعت أبي يقول كان الشافعي من أفصح الناس
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
الحسن بن الحسين بن حمكان قال سمعت الغطريف بن محمد الهذلي بالبصرة يقول
سمعت الساحبي زكريا بن يحيى بالبصرة يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول كلما ذكرت
ما أكل التراب من لسان الشافعي هانت علي الدنيا
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال قال الربيع بن سليمان
سمعت عبد الملك بن هشام النحوي صاحب المغازي وكان بصيرا بالنحو والعربية
يقول الشافعي ممن يؤخذ عنه اللغة (1)
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم قال حدثت عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال كان الشافعي
ممن يؤخذ عنه اللغة أو من أهل اللغة الشك مني
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السلام أنبأنا أبو الحسن
ابن السمسار أنبأنا أبو علي محمد بن الحسن بن درستويه أنبأنا أبو يحيى البلخي حدثنا
الحسن بن علي بن الأشعث قال سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم وقيل له يا أبا
عبد الله كان الشافعي حجة في اللغة فقال إن كان أحد من أهل العلم حجة في شئ
فالشافعي حجة في كل شئ
أخبرنا (2) أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي
قال سمعت الحسين بن أحمد بن موسى البيهقي يقول سمعت محمد بن يحيى الصولي
يقول قال المبرد (3) رحم الله الشافعي كان من أشعر الناس وآدب الناس وأفصح الناس
وأعرفهم بالقراءات

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 49 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 316.
(2) الخبر التالي سقط من " ز ".
(3) معجم الأدباء 17 / 312.
373

أخبرنا أبو سعد (1) عبد الله بن أسعد النسوي وأبو بكر عبد الجبار بن محمد
النيسابوري الصوفيان قالا أنبأنا محمد بن عبيد الله الصرام أنبأنا القاضي أبو عمر محمد
ابن الحسين البسطامي أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن (2) بن الجارود الرقي قال سمعت
يونس يقول سمعت الشافعي يقول تعلموا العربية فإنها تثبت الفضل وتزيد في المروءة زاد
أبو سعد قال وسمعته يقول إعراب القرآن أحب إلي من بعض حروفه
أخبرنا أبو سعد وأبو بكر قالا أنبأنا الصرام أنبأنا أبو عمر (3) أنبأنا أحمد قال
سمعت المزني يقول
قرأ رجل على الشافعي فلحن فقال الشافعي أضرستني
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله بن
فنجويه (4) الدينوري حدثنا الفضل بن الفضل الكندي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال
سمعت جعفر بن محمد الخوارزمي (5) يحدث عن أبي عثمان المازني قال سمعت
الأصمعي يقول قرأت شعر الشنفرى (6) على الشافعي بمكة قال زكريا فذكرت ذلك
للرياشي (7) فقال ما أنكرت (8) قرأتها على الأصمعي فقال أنشدنيها رجل من قريش بمكة
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا علي بن عمر الحافظ حدثنا عمر بن
الحسين بن علي القراطيسي حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي
قال قلت لعمي يا عماه من قرأت شعر هذيل قال على رجل من آل المطلب يقال
له محمد بن إدريس (9)
أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو علي البيهقي أنبأنا أبو عبد الله بن فنجويه

(1) في م: سعيد.
(2) بالأصل: عبد، وفوقها ضبة، والمثبت عن م، ود وفي " ز ": عبد الله، تصحيف، راجع مشيخة ابن عساكر 90 /
أ.
(3) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن م، و " ز "، ود. وهو أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، تقدم التعريف
به، والسند معروف.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك عن م، ود، و " ز ".
(5) بياض بالأصل وم، والزيادة عن د، و " ز ".
(6) بياض بالأصل وم، والمستدرك عن " ز "، ود.
(7) قوله: " ذلك للرياشي " مكانه بياض في م.
(8) في م، ود، و " ز ": أنكره.
(9) المناقب للبيهقي 2 / 44 وسير أعلام النبلاء 10 / 49.
374

الدينوري حدثنا الفضل بن الفضل البيكندي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا ابن
بنت الشافعي قال سمعت الزبير بن بكار قال أخذت شعر هذيل ووقائعها عن عمي
مصعب فسألته عن من أخذتها فقال أخذتها من محمد بن إدريس الشافعي حفظا (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا الحسين بن إسماعيل النقار حدثنا موسى بن سهل
حدثني أحمد بن صالح قال قال لي الشافعي يا أبا جعفر تعبد من قبل أن ترأس فإنك إن
ترأست لم تقدر أن تتعبد (2)
قال (3) وكان الشافعي إذا تكلم كأن صوته صنج (4) أو جرس من حسن صوته
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (5)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا إسماعيل بن علي الأستراباذي
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو سعد
إسماعيل بن علي بن الحسن أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني الزبير بن عبد الواحد
الأسدآباذي وقالا قال سمعت عباس بن الحسين قال سمعت بحر بن نصر يقول كنا إذا
أردنا أن نبكي قلنا بعضنا وفي رواية نصر بعض لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي
نقرأ القرآن فإذا أتيناه استفتح القرآن حتى تتساقط الناس بين يديه ويكثر عجيجهم (7)
بالبكاء فإذا رأى ذلك أمسك عن القرآن من حسن صوته
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد
ابن محمد المؤذن حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي إملاء
قال سمعت أبا عبد الله الزبير بن عبد الواحد يقول سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى بن

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 49 ومناقب البيهقي 2 / 45.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 49.
(3) يعني أحمد بن صالح، راوي الخبر عن الشافعي.
(4) الصنج: صفحة مدورة من النحاس الأصفر تضرب على أخرى مثلها للطرب.
(5) زيادة عن م، ود، و " ز "، لتقويم السند.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 64.
(7) بالأصل، وم، و " ز "، ود: " عجبهم " والمثبت عن تاريخ بغداد.
375

زكريا يقول سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول كنت إذا رأيت من يناظر
الشافعي رحمته (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين عن أبي عبد الله القضاعي أنبأنا أبو
عبد الله بن شاكر حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا محمد بن يحيى قال سمعت محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم يقول لو رأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك (2)
قال وحدثنا الحسن بن رشيق حدثنا محمد بن يحيى الفارسي قال سمعت محمد
ابن عبد الله بن عبد الحكم يقول الشافعي علم الناس الحجج (3) أخبرنا أبو المعالي
الفارسي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (4) أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا محمد بن
علي بن طلحة نا أحمد بن علي الأصبهاني نا زكريا الساجي نا أبو بكر (5)
ح أخبرني أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس (6) قالا حدثنا و (7)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (8) أنبأنا أحمد بن علي بن أيوب إجازة
قال أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسان (9) حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال الخطيب
وأنبأنا محمد بن عبد الملك (10) قراءة قال أنبأنا عياش بن الحسن (11) حدثنا محمد بن
الحسين الزعفراني قال وقال زكريا بن يحيى حدثنا أبو بكر بن سعدان قال سمعت هارون
ابن سعيد الأيلي يقول
لو أن الشافعي ناظر على هذا العمود التي من حجارة أنه من خشب (12) لغلب
لاقتداره على المناظرة

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 49.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 50.
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 50.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، و " ز " ود.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، و " ز "، وفي د: " " نا زكريا " وسقط منها " الساجي، نا أبو بكر ".
(6) بياض بالأصل وم، وفي " ز ": أبو الخير بن " بعدها بياض، والمثبت عن د، والسند معروف.
(7) الزيادة لازمة عن " ز "، وسقطت من الأصل وم ود
(8) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 67 وسير أعلام النبلاء 10 / 50.
(9) بياض بالأصل وم، والمستدرك بين معكوفتين عن " ز "، ود، وتاريخ بغداد.
(10) بالأصل: " عبدان " تصحيف، والمثبت عن م، و " ز " ود، وتاريخ بغداد.
(11) بياض بالأصل، والمستدرك عن م، و " ز "، ود، وتاريخ بغداد
(12) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، و " ز "، ود، وتاريخ بغداد.
376

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي
ناظرت بعض أهل العراق فلما فرغت قال زلفت يا قرشي قال بعض أهل العربية
يعني قربت من أفهامهم بفصاحته
قرئ على أبي الحسن الموازيني وأنا أسمع عن أبي عبد الله القضاعي أنبأنا أبو عبد
الله بن شاكر حدثني عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن يوسف الصدفي حدثنا أبو بكر
محمد بن بشر العكري حدثنا الربيع بن سليمان (1) قال سئل الشافعي عن مسألة فأعجب
بنفسه فأنشأ يقول
* إذا المشكلات تصدينني * كشفت حقائقها بالنظر *
* ولست بإمعة (2) في الرجال * أسائل هذا وذا ما الخبر
ولكنني مدره (3) الأصغرين * فتاح خير وفراج شر *
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن أحمد حدثنا إبراهيم بن
متويه الإمام الأصبهاني قال سمعت المزني يقول حضرت الشافعي وقد سأله سائل عن
رجل في فيه تمره فحلف بالطلاق أنه لا يبلعها ولا يرمي بها فقال له الشافعي يبلع نصفها
ويرمي بنصفها حتى لا يكون بالعا لها كلها ولا يلفظ بها كلها (4) ثم أنشأ يقول (5)
* إذا المشكلات تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر
إن برقت في عيون الأمور * عمياء لاجتليها الفكر (6)

(1) الخبر والابيات في سير أعلام النبلاء 1 / 50 والابيات في طبقات الشافعية للسبكي 1 / 300 ومعجم الأدباء 17 /
309 وديوان الشافعي ص 54، ونسبت أيضا لعلي بن أبي طالب، انظر ما سيلي قريبا.
(2) الإمعة الذي رأى له، يتابع كل أحد على رأيه.
(3) المدرة: خطيب القوم، والمتكلم عنهم، واليه يرجع القوم في أمورهم وشؤونهم.
(4) حلية الأولياء 9 / 143 وسير أعلام النبلاء 10 / 53.
(5) الأبيات التالية في ديوان الشافعي ص (243 - 244) ط دار الفكر.
وانظر ما تقدم قريبا.
(6) كذا بالأصل، وم، ود، و " ز "، وفي ديواني الشعر المذكورين: البصر.
377

مبرقعة في عيون الأمور * وضعت عليها حسان النظر (1)
لسان كشقشقة الأرحبي * أو كاليماني (2) الحسام الذكر
ولست بأمعة في الرجال * أسائل وهذا وذا ما الخبر
ولكنني مدره الأصغرين * أقيس (4) بما قد مضى ما غبر *
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن روح قال سمعت الزبير بن سليمان القرشي
يذكر عن الشافعي (5) قال كنت أجلس إلى محمد بن الحسن للفقه فأصبح ذات يوم
فجعل يذكر المدينة ويذم أهلها ويذكر (6) أصحابه ويرفع من أقدارهم ويذكر أنه وضع
على أهل المدينة كتابا لو علم أحدا ينقص منه حراف يبلغه أكباد الإبل لصرت (7) إليه فقلت
يا أبا عبد الله أراك قد أصبحت تهجو أهل المدينة وتذم أهلها فإن كنت أردتها فإنها حرم (8)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمته سماها الله طابة ومنها خلق النبي (صلى الله عليه وسلم) (9) ولئن أردت أهلها فهم أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وأنصار (10) الدين مهدوا الأيمان وحفظوا الوحي وجمعوا السنن
ولئن أردت من بعدهم ف‍ (11) أبناؤهم وتابعيهم بإحسان وأخيار هذه الأمة ولئن أدت رجلا
واحدا وهو مالك بن أنس فما عليك لو ذكرته وتركت المدينة فقال ما أردت إلا مالك بن
أنس فقلت لقد نظرت في كتابك الذي وضعته على أهل المدينة فوجدت فيه خطأ قلت في
رجلين تداعيا جدارا ولا بينة بينهما أن الجدار لمن يليه القمط ومعاقد اللبن (12) وقلت في
الرفاف يدعيها الساكن ورب الحانوت إن كانت ملزقة فهي للساكن وإن كانت مبنية فهي لرب

(1) روايته في ديوان الإمام علي، ديوان الشافعي:
مقنعة بغيوب الأمور * وضعت عليها صحيح الفكر
(2) في الديوانين: أو كالحسام اليماني الذكر.
(3) بالأصل: اسائل ذا وهذا وذا ما الخبر.
(4) في ديوان الشافعي: أبين.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك عن م، و " ز "، ود.
(6) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، و " ز "، ود.
(7) في الأصل: لصرف، وفي " ز ": " لضرب " والمثبت عن د، وم
(8) بياض بالأصل، والمستدرك عن " ز "، وم، ود.
(9) بياض بالأصل، والمستدرك عن " ز "، وم، ود.
(10) بياض بالأصل، والمستدرك عن " ز "، وفي د: اصهاره وأنصاره الذين.
(11) بياض بالأصل، والمستدرك عن م، و " ز "، ود.
(12) رسمها بالأصل: " السن " والمثبت عن م، و " ز "، ود.
378

الحانوت وقلت في امرأة جاءت بولد فأنكر الزوج وقال استعرتيه ولم تلديه أنك تقبل فيها
شهادة القابلة وحدها ورددت علينا الشاهد واليمين وكل سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء وقول
الحكام عندنا بالمدينة وأنت تقول هذا برأيك وعددت عليه الأحكام التي خالفها وكان على
الدار هرثمة فكتب الخبر ودخل على الخليفة فقرأ عليه الخبر فقال الخليفة أكان يأمن محمد
ابن الحسن أن يقطعه (1) رجل من بني عبد مناف فاخرج إلى الشافعي وأقره سلامي وقل له
إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسة آلاف دينار فعجلها لك من بيت مال الحضرة قال
فخرج هرثمة وأقرأني سلامه وقال إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسة آلاف دينار وقال
هرثمة لولا أن أمير المؤمنين لا يساوي لأمرت لك بمثلها ولكن ألق غلامي فاقبض منه
أربعة آلاف دينار فقال يعني الشافعي جزاك الله خيرا لولا أني لا اقبل جائزة إلا من
قومي (2) لقبلت جائزتك ولكن عجل لي ما أمر به أمير المؤمنين ثم جاءني هرثمة فقال
تأهب للدخول على أمير المؤمنين مع محمد بن الحسن فدخلنا عليه فأخذنا مجالسنا
فقلت لمحمد بن الحسن ما تقول في القسامة قال استفهام قلت تزعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يحتاج أن يستفهم وجرى بيننا كلام وخرجنا من عنده (3)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي
بن عبد العزيز بن مردك (4) أنا أبو محمد بن أبي حاتم (5) أخبرني أبو الحسن السجستاني
نزيل مكة فيما كتب إلي عن إبراهيم بن خالد أبي ثور قال قال الشافعي
قال لي الفضل بن الربيع أحب ان أسمع مناظرتك للحسن بن زياد اللؤلؤي فقال
الشافعي قلت ليس اللؤلؤي في هذا الحد ولكن أخضر بعض أصحابي حتى يكلمه

(1) اي يغلب عليه بالحجة.
(2) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، و " ز "، ود.
(3) كتب بعدها في " ز ".
اخر الجزء التاسع عشر بعد الأربعمئة من الأصل.
بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ العالم أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بإجازته من عمه
المصنف وكتب محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي، وعارض بالأصل يوم الأربعاء الثامن والعشرون من
شهر جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله تعالى، والحمد لله وحده
وصلاته على محمد نبيه وسلامه
(4) بالأصل: داود، تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، ود.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، ود، و " ز ".
379

بحضرتك فقال لي ذاك لك قال أبو ثور فحضر الشافعي وأحضر معه رجلا من
أصحابنا كوفيا كان سجل قول أبي حنيفة فصار من أصحابنا فلما دخل اللؤلؤي أقبل
الكوفي عليه والشافعي حاضر فحضر الفضل بن الربيع (1)
فقال إن أهل المدينة ينكرون على أصحابنا بعض قولهم وأريد أن أسأل مسألة من
ذلك فقال اللؤلؤي سل (2) فقال له ما تقول ف رجل قذف محصنة وهو في الصلاة
فقال صلاته فاسدة فقال له فما حال طهارته قال طهارته بحالها ولا ينقض قذفه
طهارته فقال له فما تقول إن ضحك في صلاته قال يعيد الطهارة والصلاة فقلت له
تقذف المحصنة أيسر من الضحك فيها فقال له وقفنا في هذا ثم وثب فمضى
فاستضحك الفضل بن الربيع فقال له الشافعي ألم أقل لك إنه ليس في هذا الحد
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي أنبأنا أحمد بن عبد الله المقرئ أنبأنا
أبو القاسم الصيرفي أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا أبو جعفر محمد بن معذور بن الفضل
الفرغاني قدم حاجا بهمذان قال سمعت أستاذي سعيد بن حاجب يقول بينما بشر
المريسي (3) والشافعي يتناظران إذ قال الشافعي هذا كلام تحته معنيان وكرر هذه اللفظة
فقال بشر للشافعي إلى متى تقول هذا كلام تحته معنيان جعلك الله جوذابة تحتي خصي
فرعون وهامان قال فغضب الشافعي وقال والله ما يمنعني عن جوابك إلا ضنا بعرضي
لمثلك يا زنديق أما علمت أن للاستعجال في الكلام فلتات تعتري بعض الأعتام
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا ابن
أبي حاتم أخبرني أبو محمد البستي السجستاني نزيل مكة فيما كتب إلي عن أبي ثور قال
سمعت الشافعي يقول (4) ناظرت بشر المريسي في القرعة فقال القرعة قمار فذكرت ما
دار بيني وبينه لأبي البختري (5) وكان قاضيا فقال ائتني بآخر يشهد معك حتى أضرب عنقه
قال وأنبأنا أبو محمد البستي عن أبي ثور قال وسمعت الشافعي يقول (6) قلت لبشر

(1) بياض بالأصل، والفقرة التي استدركت بين معكوفتين عن م، ود، و " ز ".
(2) بياض بالأصل، والزيادة عن م، ود و " ز ".
(3) هو أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة العدوي المريسي ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 56.
(4) الخبر في سير أعلام النبلاء 10 / 200 وتاريخ بغداد 7 / 60 في ترجمة بشر المريسي.
(5) هو وهب بن وهب كثير بن عبد الله القرشي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 374.
(6) الخبر في تاريخ بغداد 7 / 60 في اخبار بشر المريسي.
380

المريسي ما تقول في رجل قتل وله أولياء صغار وكبار هل للكبار أن يقتلوا دون الأصاغر
فقال لا فقلت فقد قتل الحسن بن علي ابن ملجم ولعلي أولاد صغار فقال أخطأ
الحسن بن علي فقلت له أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ قال وهجرته منذ يومئذ
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثني أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل العطار الجرباذقالي
بجرباذقان حدثني علي بن محمد بن أبان الطبري القاضي (1) نا أبو يحيى الساجي (2) نا
المزني قال
لما وافى الشافعي مصر قلت في نفسي إن كان أحد يخرج ما في ضميري وتعلق به
خاطري من أمر التوحيد فهو فصرت إليه وهو جالس في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه
قلت له إنه قد كان في ضميري مسألة في التوحيد فقلت إن أحدا لا يعلم علمك فما الذي
عندك فغضب ثم قال لي أتدري أين أنت جالس قلت نعم أنا جالس بفسطاط مصر (3)
في مسجدها بين يدي أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي قال هيهات إنك
بتاران (4) وجنبلان (5) يضربك تياره وأنت لا تعلم وهذا هو الموضع الذي غرق فيه
فرعون أبلغك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر بالسؤال عن ذلك فقلت لا فقال هل تكلم فيه
الصحابة قلت لا فقال لي تدري كم نجم في السماء قلت لا قال فكوكب من هذه
الكواكب الذي تراه تعرف جنسيته (6) طلوعه أفوله مم خلق قلت لا قال فشئ تراه
بعينك خلق ضعيف من خلق الله لست تعرفه تتكلم في علم خالقه ثم سألني عن مسألة
في الوضوء فأخطأت فيها ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شئ منه ثم قال لي
شئ تحتاج إليه في اليوم مرارا خمسة (7) تدع تعلمه وتتكلف علم الخالق إذا هجس في

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 31.
(2) رسمها في " ز ": " العناخى " والمثبت عن د، وم، وسير الاعلام.
(3) ما بين معكوفتين - مكانه بياض بالأصل، واستدرك عن م، ود، و " ر "، وانظر سير أعلام النبلاء 10 / 31
والمناقب للبيهقي 1 / 458.
(4) بالأصل: بثارات، وفي " ز ": مارق " وفي م ود: " بتارات " والمثبت عن سير الاعلام، وفيها ان تاران: موضع في
بحر القلزم.
(5) بياض بالأصل، الزيادة عن م، ود، و " ز ".
(6) بدون اعجام بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، ود، وفي سير الاعلام: جنسه.
(7) كذا بالأصل وم و " ز " ود.
381

ضميرك ذلك فارجع إلى الله وإلى قوله عز وجل " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن
الرحيم إن في خلق السماوات والأرض " الآية (1) فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا
تتكلف علم ما لا يبلغه عقلك فقلت فقد تبت إن عدت في ذلك
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه قال سمعت أبي
يقول اجتمعت مع الشافعي بمكة فسمعته يقول عن كري بيوت مكة فقلت له أسألك
هذه المسألة لا أجاوز بك إلى غيره قال ذاك أقدر لك
قال وأنبأنا أبو محمد قال سمعت أبا إسماعيل الترمذي بمكة سنة ستين ومائتين
فحدثنا بأحاديث عن أيوب بن سليمان بن بلال وقال أبو إسماعيل الترمذي سمعت إسحاق
ابن راهويه يقول جالست الشافعي بمكة فاذكرنا في بيوت مكة وكان يرخص فيه وكنت
لا (2) رخص فيه فذكر الشافعي حديثا وسكت وأخذت أنا في الباب أسرد فلما فرغت منه
قلت لصاحب لي من أهل مرو بالفارسية مردك مالاي هشت قرية بمرو ويعلم أني واطئت
صاحبي بشئ هجنته فيه فقال لي أتناظر قلت وللمناظرة جئت قال قال الله عز
وجل " الذين أخرجوا من ديارهم " (3) أنسبت الديار إلى مالكيها أو غير مالكيها وقال النبي
(صلى الله عليه وسلم) يوم فتح مكة من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن وهل ترك (4)
عقيل لنا من رباع نسبت الديار إلى أربابها أو غير أربابها وقال لي اشترى عمر بن الخطاب
دار السجن من مالك أو غير مالك فلما علمت أن الحجة قد لزمتني قمت
قال وأنا أبو محمد قال في كتابي عن الربيع بن سليمان قال (5) حضرت الشافعي أو
حدثني أبو شعيب (6) إلا أن أعلم (7) أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو بن
يزيد وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه المنفرد فسأل حفص عبد الله بن عبد الحكم
فقال ما تقول في القرآن فأبى أن يجيبه فسأل يوسف بن عمرو بن يزيد فلم يجبه فكلاهما

(1) سورة البقرة الآيتان 163 - 164.
(2) بالأصل: إذا، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(3) سورة الحج، الآية 40، وسورة الحشر، الآية 8.
(4) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن م، ود، و " ز ".
(5) مكانها بياض في م، وبعدها: بحضرة.
(6) في " ز ": أبو نجيب، والمثبت عن م، ود.
(7) مكان: " الا ان اعلم " في م بياض.
382

أحال إلى الشافعي فقال الشافعي واحتج عليه الشافعي فطالت فيه المناظرة فقام الشافعي
بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وكفر حفص الفرد
قال الربيع فلقيت حفصا في المسجد بعد فقال أراد الشافعي قتلي (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ أنبأنا الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن
علي بن يزيد المقرئ الخياط أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان قال سمعت أبا
الحسن أحمد بن محمد بن مقسم يقول سمعت أبا بكر عبد الله بن واصل الخلال يقول
سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول ما أوردت الحق والحجة على أحد
فقبلها مني إلا هبته واعتقدت مودته ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من
عيني (2)
أخبرنا أبو القاسم بن أبي هشام (3) أنبأنا أبو محمد بن أبي فجة أنبأنا أبو محمد بن
ياسر أنبأنا أبو موسى هارون بن محمد الموصلي حدثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى
البلخي حدثنا الترمذي يعني أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر (4) فيما قرأت عليه
حدثني عبد الله بن سوار قال بلغني أن الشافعي قال ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا عبيد الله بن
أحمد بن عثمان أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد قال سمعت أبا بكر
عبد الله بن محمد النيسابوري قال سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول سمعت
الشافعي يقول ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا الحسن (5) بن علي أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم أخبرني أبو محمد قريب الشافعي فيما كتب إلي قال
سمعت الزعفراني يعني الحسن بن محمد بن الصباح (6) وأبا الوليد بن أبي الجارود قال
أحدهما

(1) بياض بالأصل، والفقرة استدركت عن م، ود، و " ز ". والخبر في حلية الأولياء 9 / 112.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 33.
(3) بالأصل: هاشم، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
383

سمعت محمد بن إدريس الشافعي وهو يحلف ويقول ما ناظرت أحدا إلا على
النصيحة (1) وقال الآخر سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول والله ما ناظرت أحدا
فأحببت أن يخطئ
قال وأنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال قال الحسن بن عبد العزيز الجروي (2)
المصري قال الشافعي ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ وما في قلبي من علم إلا وددت
أنه عند كل أحد ولا ينسب إلي (3)
أخبرنا أبو الفتح الأصولي (4) أنبأنا أبو البركات الأصبهاني (5) أنبأنا أبو القاسم
التيمي (6) أنبأنا ابن حمكان حدثني الزبير حدثني عبد الله بن محمد بن عبد الله الشافعي
أنبأنا محمد بن إسحاق الخفاف قال سمعت أبا العباس البغدادي يقول أخبرنا الحسن بن
عبد العزيز الجروي قال سمعت الشافعي يقول ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ إلا
صاحب بدعة فإني أحب أن ينكشف أمره للناس
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد
الله الحافظ أخبرني الزبير بن عبد الواحد الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن مخلد
الدوري أنبأنا أحمد بن أبي عثمان قال سمعت أحمد بن حنبل يقول
كان أحسن أمر الشافعي عندي أنه كان إذا سمع الخبر لم يكن عنده قال به وترك قوله
أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسن البردعي أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم أخبرني عبد الله بن أحمد فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول
كان الشافعي إذا ثبت عنده الخبر قلده وخير خصلة كانت فيه لم يكن يشتهي الكلام
وإنما همته الفقه (7)

(1) حلية الأولياء 9 / 118.
(2) بدون اعجام بالأصل وم، ود، و " ز "، والصواب ما أثبت وضبط، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 333.
(3) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، ود، و " ز ". وراجع حلية الأولياء 9 / 118.
(4) كذا بالأصل، وم، ود، وفي " ز ": الصوفي.
(5) كذا بالأصل، وفي " ز ": " البغدادي " وفي م ود: الهمذاني.
(6) كذا بالأصل، وفي م، ود، و " ز ": الصيرفي.
(7) سير أعلام النبلاء 10 / 26.
384

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
سليمان بن أحمد اللخمي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي
يقول قال محمد بن إدريس الشافعي أنتم أعلم بالأخبار الصحاح منا فإذا كان خبر صحيح
فأعلمني حتى أذهب إليه كوفيا كان أو بصريا أو شاميا (1)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني نصر بن محمد بن أحمد العدل أنبأنا عمر بن الربيع بن سليمان بمصر
حدثنا الحضرمي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال قال لنا الشافعي أنتم
أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني إن شاء يكون كوفيا أو
بصريا أو شاميا حتى اذهب إليه إذا كان صحيحا
أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسين بن مردك أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قال أبي
قال لنا الشافعي أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا (2) كان الحديث صحيحا
فأعلموني كوفيا كان أو بصريا أو شاميا حتى اذهب إليه إذا كان صحيحا
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
عبد الله بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن زياد قال سمعت عبد الله بن
أحمد بن حنبل يقول قال أبي
قال لنا الشافعي إذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى نذهب إليه
قال أبو بكر وإنما أراد حديث أهل العراق والله أعلم ليأخذ بما صح عندهم من
أحاديث أهل العراق كما أخذ بما صح عنده من أحاديث أهل الحجاز
أخبرني أبو المظفر أيضا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني نصر بن محمد بن أحمد العدل أنبأنا عمر بن الربيع بن سليمان بمصر حدثنا
الحضرمي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي قال قال لنا الشافعي
أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني فإن شاء يكون كوفيا

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 33 وحلية الأولياء 9 / 170.
(2) بالأصل: إذا "، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
385

أو مصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا قال الشيخ أحمد وهذا لأن المتقدمين
من أهل الحجاز كانوا لا يفكرون عن رواية أهل العراق ولا يأخذون بها لما بلغهم من
مساهلة بعضهم في الرواية فلما قام تعلم حديثهم ومعرفة رواية حفاظهم وميزوا صحيح
الحديث من سقيمه أخذ الشافعي رحمه الله بما صح من ذلك وكان أحمد بن حنبل رحمه
الله من أهل العراق وكان قد عرف من أحوال رواتهم لحديثهم ما عساه يخفي على علماء
الحجاز فرجع الشافعي إليه في معرفة رواة الحديث من أهل العراق ثم كان الشافعي أعرف
منه بأحوال رواة الحديث من أهل الحجاز وذلك بين في مذاكرتهما
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد أنبأنا محمد بن عبيد الله الصرام أنبأنا
القاضي أبو عمر البسطامي أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال سمعت المزني
يقول سمعت الشافعي يقول إذا وجدتم سنة فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك أنبأنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا أبي قال سمعت حرملة بن يحيى يقول
قال الشافعي كلما قلت فكان عن النبي (صلى الله عليه وسلم) خلاف قولي مما يصح فحديث النبي (صلى الله عليه وسلم)
أولى فلا تقلدوني (1)
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ ح وأخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا
أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
قال ح وأخبرنا أبو المعالي أيضا أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي
قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول (2)
سمعت الشافعي يقول إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقولوا بسنة
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعوا ما قلت وقال السلمي ودعوا ما قلته
أخبرنا أبو المعالي أيضا أنبأنا أحمد أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 9 / 106 - 107 والذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 33 وتاريخ الاسلام (حوادث
سنة 201 - 210) ص 321.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 34 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 321).
386

عمرو (1) ح وأخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال وسمعت الربيع (2) يقول
روى الشافعي حديثا وقال عبد الجبار الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي وروى
حديثا فقال له رجل تأخذ بهذا يا أبا عبد الله فقال متى رويت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا
صحيحا فلم آخذ به فأشهدكم والجماعة أن عقلي قد ذهب وأشار بيده على رؤوسهم (3)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد
العزيز أنبأنا أبو محمد الحنظلي حدثنا الربيع بن سليمان قال
سمعت الشافعي وذكر حديثا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له رجل نأخذ به يا أبا عبد الله
فقال (4) سبحان الله أروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا لا آخذ به متى عرفت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا
ولم آخذ به فأنا أشهدكم أن عقلي قد ذهب
قال وأنبأنا أبو محمد قال وحدثني أبي عن الربيع بزيادة لم أسمعها من الربيع قال
سمعت الشافعي يقول متى سمعتني حدثت بحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صحيح فلم
آخذ به فأنا أشهدكم أن عقلي قد ذهب
أخبرنا (5) أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد
الرحيم بن علي بن حمد عنه أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ (6) حدثنا أحمد بن
إسحاق حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي حدثني إبراهيم بن أحمد الخطابي قال
سمعت الحميدي يقول
ذكر الشافعي حديثا فقال له رجل تأخذ به يا أبا عبد الله فقال أفي الكنيسة أنا أو
ترى على وسطي زنارا نعم أقول به وكلما بلغني عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قلت به

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز ": الربيع بن سليمان.
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 34 وحلية الأولياء 9 / 106 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 321 وصفة
الصفرة 2 / 256.
(4) زيادة للايضاح عن " ز "، وم، ود.
(5) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ من طريق اخر بسنده إلى الحميدي وسير أعلام النبلاء 10 / 34 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة
201 - 210) ص 321.
387

أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن عمرو بن يعقوب القاضي قال سمعت محمد بن بندار
الدرعي يقول حدثنا ابن حمدوية الزجاج أبو محمد قال سمعت أبا بكر عبد الله بن الزبير
الحميدي قال
روى الشافعي يوما حديثا فقلنا له يا أبا عبد الله أتأخذ بهذا قال رأيتني خرجت من
كنيسة علي زنار حتى إذا سمعت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا لا أقول به وأقويه (1)
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا علي بن الحسن بن أبي الحزور أنبأنا أبو الحسن
ابن السمسار أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه ح وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن
علي بن الخضر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى
أنبأنا هارون بن محمد الموصلي قالا أنبأنا أبو يحيى البلخي حدثنا أبو جعفر الترمذي
حدثني سلمة بن شبيب عن الحميدي قال
كنت بمصر فحدث محمد بن إدريس بحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له رجل يا أبا
عبد الله تأخذ بهذا قال رأيتني خرجت من كنيسة ترى علي زنارا حتى لا أقول بهذا إذا
ثبت الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلته (2) وقولته إياه ولم أزل (3) عنه وإن (4) هو لم يثبت عندي
لم أقوله أنا (5)
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الصيرفي أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا المزكي حدثنا ابن خزيمة حدثنا الربيع بن سليمان قال
سمعت الشافعي وسأله رجل عن مسألة فقال له روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذه المسألة
كذا وكذا فقال له السائل يا أبا عبد الله تقول به فرأيت الشافعي أرعد وانتفض وقال يا
هذا أي ارض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حديثا فلم أقل به
نعم علي السمع والبصر (6)

(1) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(2) كذا بالأصل وفي م، ود، و " ز ": قلت به.
(3) الأصل: " امل " والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(4) بالأصل: " لو أن " والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(5) في م، ود، و " ز ": أباه.
(6) حلية الأولياء 9 / 106 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 321) وصفة الصفوة 2 / 256 وسير أعلام النبلاء
10 / 35.
388

أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله الحافظ أنبأني أبو عمرو بن السماك مشافهة أن أبا سعيد الجصاص (1) حدثهم قال
سمعت الربيع بن سليمان يقول
سمعت الشافعي وسأله رجل عن مسألة فقال يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال كذا وكذا
فقال له السائل يا أبا عبد الله أتقول هذا فارتعد الشافعي واصفر وحال لونه وقال ويحك
أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا رويت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا لم أقل به نعم على
الرأس والعينين على الرأس والعينين
قال وسمعت الشافعي يقول ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتعزب
عنه فمهما (2) قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلاف ما قلت فالقول
ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو قولي قال وجعل يردد هذا الكلام
أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن البردعي أنبأنا
أبو محمد بن أبي حاتم أخبرني أبو محمد البستي السجستاني فيما كتب إلي عن أبي
ثور (3) قال سمعت الشافعي يقول كل حديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فهو قولي وإن لم تسمعوه
مني
قال وأخبرني أبو محمد البستي السجستاني نزيل مكة فيما كتبه إلي قال قال الحسين
قال لنا الشافعي إن أصبتم الحجة في الطريق مطروحة فاحكوها عني فإني قائل بها
أخبرنا (4) أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن
رزق البزار أنبأنا دعلج بن أحمد قال سمعت أبا محمد الجارودي يقول سمعت الربيع
يقول (5)
سمعت الشافعي يقول إذا وجدتم سنة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلاف قولي فخذوا بالسنة
ودعوا قولي فإني أقول بها (6)

(1) هو الحسن بن علي الجصاص، كما في حلية الأولياء.
(2) في " ز ": " فما ".
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 35 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 322 والبداية والنهاية 10 / 253.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) سير أعلام النبلاء 10 / 78.
(6) كتب بعدها في الأصل: إلى.
389

أخبرنا أبو الفتح اللاذقي أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي حدثنا محمد بن
إسحاق بن خزيمة حدثنا الربيع بن سليمان قال
وقف بعض الصالحين على باب محمد بن إدريس الشافعي فقال يا رب الدار تصدق
علينا بما لا يتعب ضرسا ولا يؤلم نفسا فأمر محمد فأخرج إليه طعاما ثم قال حاجتي إلى
كلامك (1) أشد من حاجتي إلى طعامك إني طالب هدى لا طالب ندى (2) فأمر محمدا
بإدخاله (3) فسأله عن مسألة من المسائل فأجابه وأفاده فخرج وهو يقول علم أوضح نفسا
خير من مال أغنى نفسا (4) فقال لنا الشافعي ما رأيت أعقل من هذا الرجل بارك الله فيه (5)
قرئ على أبي (6) الحسن علي بن الحسن بن الحسين وأنا أسمع على أبي عبد الله
محمد بن سلامة بن جعفر أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر حدثنا الحسن
ابن بشر بن إسماعيل بن عدي الأزدي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد
ابن العباس بن عثمان بن شافع الشافعي حدثنا أبي قال سمعت أبي يقول
جلس محمد بن إدريس الشافعي يوما في خيمة (7) فجاءه عالم حدث فسأله عن
مسألة فأجابه فيها ثم سأله عن أخرى فقال له أخطأت يا أبا عبد الله فأطرق طويلا ثم
رفع رأسه ثم قال له أخطأت يا بن أخي ما في كتابك فأما الحق فلا
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني الزبير حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر
قاضي الرملة حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا محمد بن يحيى قال سمعت المزني يقول
قال الشافعي الرجل من أحرز دينه وضن به
قال إسماعيل (8) ورأيت الشافعي يضن بدينه

(1) الأصل طعامك، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(2) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز ": بدن.
(3) في م، ود: " بإدخاله إليه " وفي " ز ": " بإدخاله الدار ".
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن " ز "، ود
(5) في " ز " بان (بياض) الله (بياض).
(6) زيادة عن م، ود، و " ز ".
(7) كذا بالأصل وفي م، ود، و " ز ": حلقة.
(8) يعنى إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل، أبو إبراهيم المزني، تلميذ الشافعي، تقدم العتريف به.
390

أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا علي بن الحسن بن أبي الحزور أنبأنا أبو الحسن
بن السمسار أنبأنا أبو علي بن درستويه أنبأنا أبو يحيى القاضي حدثنا ابن بنت الشافعي
حدثنا عمي أو غيره أن محمد بن إدريس كانت له ذؤابة وهو شاب فكان يربطها بالليل
ويصلي فإذا نعس جذبته
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا أبو بكر
البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن محمد البغدادي حدثنا أبو
الحسن علي بن قرين قال سمعت الربيع بن سليمان يقول كان الشافعي قد جزأ الليل ثلاثة
أثلاث الأول يكتب والثلث الثاني يصلي والثلث الثالث ينام (1)
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي أنبأنا الحسين بن أحمد الصفار الهروي حدثنا محمد بن بشر العكري (2) حدثنا
الربيع بن سليمان قال كان الشافعي جزأ الليل ثلاثة أجزاء الأول يكتب والثاني يصلي
والثالث ينام
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا الحسن بن رشيق إجازة قال ذكر زكريا
الساجي (3) عن محمد بن إسماعيل حدثنا حسين الكرابيسي قال
بت مع الشافعي فكان يصلي نحو ثلث الليل وما رأيته يزيد على خمسين آية فإذا
أكثر فمئة (4) وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين ولا يمر بأية
عذاب إلا تعوذ بالعذاب منه وسأل النجاة لنفسه ولجميع المؤمنين فكأنما جمع له الرجاء
والرهبة معا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (5) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد

(1) حلية الأولياء 9 / 135 وصفة الصفوة 2 / 255.
(2) من طريقه روي في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 322) وسير الاعلام 10 / 35.
وفي " ز ": السكري بدل العكري، تصحيف.
(3) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 35.
(4) بالأصل: " بمئة " والمثبت عن م، ود، و " ز " وسير الاعلام.
(5) الزيادة لتقويم السند عن م، ود، و " ز ".
(6) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 2 / 63.
391

الفقيه أنبأنا عياش بن الحسن بن عياش حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني أخبرني زكريا
ابن يحيى بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني حسين بن علي يعني
الكرابيسي قال
بت مع الشافعي غير ليلة فكان يصلي نحو ثلث الليل فما رأيته يزيد على خمسين
آية فإذا أكثر فمائة وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين ولا يمر
بآية عذاب إلا تعوذ منها وسأل النجاة لنفسه ولجميع المسلمين قال فكأنما جمع له الرجاء
والرهبة جميعا
قال الخطيب (1) قد كان الشافعي بآخرة (2) يديم التلاوة ويدرج القراءة فأخبرنا علي
ابن المحسن القاضي حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن إبراهيم الصفار حدثنا عبد الله بن
محمد بن جعفر القزويني بمصر قال سمعت الربيع بن سليمان يقول
كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة فإذا كان في شهر رمضان ختم في كل ليلة منها
ختمة وفي كل يوم ختمة فكان يختم في شهر رمضان ستين ختمة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب أنبأنا
أبو بكر بن أبي الحديد أنبأنا أبو بكر محمد بن بشر الزنبري المعروف بالعكري بمصر
قال سمعت الربيع يقول كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة (3)
أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسن البردعي أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان المرادي المصري قال كان الشافعي يختم
القرآن في شهر رمضان ستين مرة كل ذلك في صلاة
أخبرنا (4) أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن أنبأنا موسى بن العباس الجريني قال سمعت الربيع بن
سليمان يقول (5) كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة كلها في الصلاة (6)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن

(1) تاريخ بغداد 2 / 63.
(2) رسمها بالأصل: " بادره " والمثبت عن م، ود، و " ز "، وتاريخ بغداد.
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 36.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) حلية الأولياء 9 / 134.
(6) كتب فوقها بالأصل: إلى.
392

محمد بن عوف بن أحمد المزني أنبأنا يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي حدثنا عبد
الله بن محمد القاضي حدثنا الربيع بن سليمان قال
كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة كل ذلك في صلاة وكان
البويطي يختم القرآن في كل يوم مرة
أخبرنا أبو القاسم الخطيب وأبو الحسن الزاهد قالا حدثنا و (1) أبو منصور
العطار أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3) حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن
محمد بن الحسن حدثنا الربيع قال
كان الشافعي يختم القرآن ستين مرة قلت في صلاة رمضان قال نعم
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد
الله بن فنجويه الدينوري حدثنا محمد بن خلف بن حيان حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد
النيسابوري وأحمد بن عبد الله بن سيف قالا سمعنا الربيع بن سليمان يقول
كان للشافعي في كل شهر ثلاثون ختمة وفي شهر رمضان ستون ختمة سوى ما يقرأ
في الصلاة
أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي
قال سمعت علي بن عمر الحافظ يقول سمعت أبا بكر النيسابوري يقول سمعت الربيع بن
سليمان قال
كان الشافعي يختم في كل شهر ثلاثين ختمة وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في
الصلاة
قال وكان يحدث وطست تحته فقال يوما اللهم إن كان لك فيه رضى فزد قال
فبعث إليه إدريس بن يحيى المعافري لست من رجال البلاء فسل الله العافية
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى المزكي حدثنا محمد بن إسحاق

(1) زيادة عن م، ود، و " ز " لتقويم السند.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 63.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 134.
393

ابن خزيمة حدثنا الربيع قال كان الشافعي لا يصلي (1) مع الناس التراويح ولكنه كان
يصلي في بيته ويختم في رمضان ستين ختمة ليس منها سورة إلا في صلاة وكان يختم في
سائر السنة ثلاثين ختمة في كل شهر
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا عبد الله بن محمد الفقيه حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني حدثنا أبو العباس
أحمد بن محمد البغدادي قال سمعت الربيع يقول
سمعت الشافعي يقول ما شبعت منذ عشرين سنة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو عثمان البحيري أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن
الحسن أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني الحافظ قال سمعت الربيع بن سليمان
يقول
سمعت الشافعي يقول ما شبعت منذ ست عشرة (2) سنة إلا سبعة ثم أدخلت يدي
فتقيأته (3)
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا
أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان قال (4) قال الشافعي
ما شبعت منذ ست عشرة سنة إلا شبعة أطرحتها يعني فطرحتها لأن الشبع يثقل
البدن ويقسي القلب (5) ويزيل الفطنة ويجلب النوم ويضعف صاحبه عن العبادة
أخبرنا (6) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
الزبير بن عبد الواحد بأسدآباذ أخبرني أبو بكر محمد بن القاسم بن مطر قال سمعت الربيع
ابن سليمان قال
قال لي الشافعي يا ربيع عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلي على
المرأة الناهد (7)

(1) بالأصل: يصل.
(2) بالأصل: " ستة عشر " وفي د، وم، و " ز ": " ستة عشرة.
(3) حلية الأولياء 9 / 127 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 322) وسير أعلام النبلاء 10 / 36.
(4) المصادر السابقة.
(5) قوله " ويقسي القلب " ليس في تاريخ الاسلام.
(6) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(7) حلية الأولياء 9 / 130 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 322) وسير أعلام النبلاء 10 / 36.
394

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرئ الخبازي
قال سمعت الشيخ أبا الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم يقول سمعت الزبير بن عبد الواحد
الأسدآباذي يقول سمعت إبراهيم بن الحسن الصوفي يقول سمعت حرملة بن يحيى يقول
سمعت الشافعي يقول ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبا (1)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم أخبرني أبو محمد البستي السجستاني نزيل مكة فيما
كتب إلي حدثني الحارث بن سريج (2) قال
دخلت مع الشافعي على خادم الرشيد وهو في بيت قد فرش بالديباج فلما وضع
الشافعي رجله على العتبة أبصره فرجع ولم يدخل فقال له الخادم ادخل فقال لا يحل
افتراش هذا فقام الخادم متبسما حتى دخل بيتا قد فرش بالأرمني (3) فدخل الشافعي ثم أقبل
عليه فقال هذا حلال وذاك حرام وهذا أحسن من ذاك وأكثر ثمنا منه فتبسم الخادم
وسكت
قال وأخبرني السجستاني فيما كتب إلي قال وحدثني أبو ثور (4) قال
أراد الشافعي الخروج إلى مكة ومعه مال فقلت له وقل ما كان يمسك الشئ من
سماحته ينبغي أن تشتري بهذا المال ضيعة تكون لك ولولدك من بعدك فخرج ثم قدم
علينا فسألته عن ذلك المال ما فعل به فقال ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها
لمعرفتي بأصلها (5) أكثرها (6) قد وقفت عليه (7) ولكن قد بنيت بمنى مضربا يكون
لأصحابنا إذا حجوا ينزلون فيه
أخبرنا أبو الحسن علي (8) بن أحمد بن الحسن الموحد (9) المعروف بابن

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 36 وتاريخ الاسلام (ص 323) وحلية الأولياء 9 / 135 برواية: لا صادقا ولا اثما.
(2) حلية الأولياء 9 / 126 وسير أعلام النبلاء 10 / 76.
(3) كذا بالأصول وسير الاعلام، وفي الحلية: " بالارميني " ولعلها كانت فرشا تصنع بأرمينية.
(4) الخبر في حلية الأولياء 9 / 127.
(5) في الحلية: بأهلها.
(6) في الحلية: أكثرها قد رفعت علي.
(7) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن م، ود، و " ز ".
(8) سقطت من الأصل واستدركت عن م، ود، و " ز ".
(9) بياض بالأصل، اللفظة استدركت عن م، ود، و " ز ".
395

البقشلان أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي (1) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن محمد الحافظ البخاري المعروف بغنجار حدثنا خلف بن محمد حدثنا إبراهيم بن
محمود بن حمزة حدثني داود بن علي بن خلف حدثني إبراهيم بن خالد الكلبي (2) قال
أراد الشافعي الخروج إلى مكة ومعه مال فقلت له وكان قل ما يملك شيئا من
سماحته ينبغي أن تشتري بهذا المال ضيعة تكون لك ولولدك من بعدك قال فخرج ثم قدم
علينا فسألته عن ذلك المال ما فعل به قال ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها
لمعرفتي بأصلها أكثرها قد وقفت ولكن قد بنيت بمنى مضربا يكون لأصحابنا إذا حجوا
ينزلون فيه قال فكأني اهتممت فأنشد يعني الشافعي رحمه الله قول ابن حازم (3)
* إذا أصبحت عندي قوت يومي * فخل الهم عني يا سعيد
ولم تخطر هموم غد ببالي * لا غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا * وأترك ما أريد لما يريد
وما لإرادتي وجه إذا ما * أراد الله لي ما لا أريد (4) *
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الشافعي أنبأنا أحمد بن عبد الله بن طاوس
أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد أنبأنا أبو علي الحسن بن الحسين الفقيه أنبأنا محمد بن
الحسن أنبأنا الحسين بن إدريس بهراة حدثنا الربيع بن سليمان قال
قال لنا الشافعي دهمني في هذه الأيام أمر أمضني وآلمني ولم يطلع عليه غير الله
فلما كان البارحة أتاني آت في منامي فقال يا محمد بن إدريس قل اللهم إني لا أملك
لنفسي ضرا ولا نفعا (5) ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني
ولا أتقي إلا ما وقيتني اللهم فوفقني لما تحب وترضى من القول والعمل في عافية فلما أن
أصبحت أعدت ذلك فلما أن ترجل (6) النهار أعطاني الله طلبتي وسهل لي الخلاص مما

(1) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن د، وم، وفيهما: شاه و " ز "، وفيها: " هناه " وسيرد قريبا انه: هناد
ابن إبراهيم النسفي.
(2) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن م، ود، و " ز ".
(3) الأبيات في ديوان الشافعي ص (183) ط دار الفكر.
(4) ليس البيت في " ز ".
(5) بالأصل: " نفعا ولا ضرا " وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير.
(6) ترجل النهار: ارتفع (تاج العروس: رجل).
396

كنت فيه فعليكم بهذه الدعوات فلا تغفلوا عنها
قال وأنبأنا أبو علي حدثني الزبير حدثني يوسف بن عبد الأحد بمصر قال
سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول
قال لي الشافعي يا أبا موسى قد أنست بالفقر حتى صرت لا أستوحش منه
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن
البردعي أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا أبي قال سمعت عمرو بن سواد (1)
السرخسي (2) قال (3)
كان الشافعي أسخى الناس على الدينار والدرهم والطعام فقال لي الشافعي أفلست من
دهري ثلاث إفلاسات فكنت أبيع قليلي وكثيري حتى حلي ابنتي وزوجتي ولم أرهن قط
قال وحدثنا أبي أخبرني يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي أفلست من دهري
ثلاث مرات وربما أكلت التمر بالسمك (4)
كتب إلي أبو القاسم إسماعيل بن إبراهيم بن أبي القاسم البستي وأخبرني أبو سعد
أحمد بن الحاجي (5) بن عمار الواعظ الخوبي (6) حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف
الجويني (7) إملاء أنبأنا محمد بن الحسين قال سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول
سمعت ابن (8) أحمد بن عمرو بن مجاشع يقول سمعت محمد بن أحمد بن وردان يقول
سمعت الربيع بن سليمان يقول قال عبد الله بن عبد الحكم للشافعي إن عزمت أن تسكن
البلد يعني مصر فليكن لك قوت سنة ومجلس من السلطان تتعزز به فقال له الشافعي يا
أبا محمد من لم تعزه التقوى فلا عز له ولقد ولدت بغزة وربيت بالحجاز وما عندنا قوت

(1) سواد بتشديد الواو، كما في تقريب التهذيب.
(2) تقرأ بالأصل وم و " ز " ود: السرحي، تصحيف، تقدم التعريف به.
(3) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 37 وحلية الأولياء 9 / 77 وفيها هنا: سوادة وفيها 9 / 132
عمرو بن سواد السرحي.
(4) حلية الأولياء 9 / 133.
(5) تقرأ بالأصل وم ود " ز ": " الحدى " والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 3 / ب.
(6) تقرأ بالأصول: النحوي، والمثبت عن المشيخة وهذه النسبة إلى خوي مدينة من مدن أذربيجان.
(7) تقرأ بالأصل وم ود، و " ز ": الجوحي. والمثبت عن المشيخة.
(8) كذا بالأصل، وفي " ز ": " سمعت شعيب بن أحمد " وفي د: " سمعت مغيث بن أحمد " ومكان اللفظة بياض في م.
397

ليلة وما بتنا جياعا قط (1)
أخبرنا (2) أبو سعد عبد الله بن أسعد الصوفي وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي
صالح قالا أنبأنا محمد بن عبيد الله بن محمد أنبأنا أبو عمر محمد بن الحسين
البسطامي أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال سمعت المزني يقول سمعت
الشافعي يقول السخاء والكرم يغطيان عيوب الدنيا والآخرة بعد أن لا يلحقهما بدعة
أخبرنا أبو الحسن الموحد أنبأنا هناد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد غنجار
حدثنا خلف بن محمد قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة يقول سمعت
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول كان الشافعي من أسخى الناس قال وكنت آكل مع
الشافعي تمرا ملوزا من هذه الجراب فجاء رجل فقعد وأكل وكان يجلس إليه وكان
الشافعي سخيا فلما فرغ من الأكل قال الرجل للشافعي ما تقول في أكل الفجأة فلوى عنقه
وقال هلا كان السؤال قبل أن تأكل
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني قراءة عليه وأنا أسمع عن
أبي عبد الله القضاعي أنبأنا أبو عبد الله بن شاكر حدثنا الحسين بن رشيق حدثنا سعيد بن
أحمد اللخمي (3) قال سمعت المزني يقول كنت مع الشافعي يوما فخرجنا الأكوام (4)
فمر بهدف وإذا رجل (5) يرمي بقوس عربية فوقف عليه الشافعي ينظر وكان حسن الرمي
فأصاب بأسهم فقال له الشافعي أحسنت وبرك عليه ثم قال لي أمعك شئ فقلت معي
ثلاثة دنانير قال أعطه إياها واعذرني عنده إذ لم يحضرني غيرها
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه الجلاب حدثنا أبو نعيم أنبأنا الربيع قال
أخذ رجل بركاب الشافعي فقال لي يا ربيع أعطه أربعة (6) دنانير واعذرني عنده (7)

(1) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن م، ود و " ز ".
(2) بالأصل: أبو سعد وعبد الله، تصحيف.
(3) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 37.
(4) الأكوام: جبال لغطفان ثم لفزارة (راجع معجم البلدان).
(5) في " ز ": برجل.
(6) بالأصل: " أربع " والمثبت عن " ز "، ود، وم.
(7) سير أعلام النبلاء 10 / 37 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 323) وحلية الأولياء 9 / 130.
398

أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا الحسين بن حزم بهراة حدثني
الربيع بن سليمان قال
مسك رجل للشافعي الركال فقال يا ربيع أعطه خمسة دنانير واعتذر لنا عنده
قال الربيع فأعطيته ولو دفع إليه خمسة دراهم لكان كثيرا ولكن نفس الشافعي
واسعة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
نصر بن محمد حدثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك بدمشق قال سمعت
الربيع بن سليمان يقول
كان الشافعي راكبا حمارا (1) فمر على سوق الحذائين فسقط سوطه من يده فوثب
غلام من الحذائين فأخذ السوط ومسحه بكمه وناوله إياه فقال الشافعي لغلامه ادفع تلك
الدنانير التي معك إلى هذا الفتى
قال الربيع قلت أرى كانت تسعة دنانير أو سبعة (2)
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا أبو نصر بن طلاب أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد
أنبأنا أبو بكر محمد بن بشر العكري (3) قال وسمعت الربيع يقول مر الشافعي بالحذائين
فسقطت من يده فقام رجل من الحذائين فأخذه ومسحه بكسائه وناوله إياه فقال الشافعي
لغلام معه أي شئ معك قال معي سبعة دنانير قال ادفعها له
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا الربيع بن سليمان قال
تزوجت فسألني الشافعي كم أصدقتها فقلت ثلاثين دينارا فقال كم أعطيتها
قلت ستة دنانير فصعد داره وأرسل إلي بصرة فيها أربعة وعشرون دينارا (4)

(1) بالأصل و " ز ": " راكب حمار " وفي د، وم: " راكب حمارا ".
(2) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 323 وسير أعلام النبلاء 10 / 37.
(3) بالأصل: السكري، تصحيف، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(4) حلية الأولياء 9 / 132 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210 ص 324)، سير أعلام النبلاء 10 / 37.
399

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى أنبأنا أبو موسى هارون بن محمد حدثنا أبو يحيى
زكريا بن أحمد البلخي حدثنا أبو جعفر الترمذي (1) قال سمعت الربيع يقول كان الشافعي
به هذه البواسير (2) قال وكانت له لبدة محشوة محلبة فكان يقعد عليها فإذا ركب أخذت
تلك اللبدة ومشيت خلف حماره فبينا هو يمر إلى منزله ناوله إنسان رقعة فيها إنني رجل
بقال أبيع البقل ورأس مالي درهم وقد تزوجت امرأة وأريد أن أدخل بها وليس لي إلا
ذلك الدرهم تعينني بشئ فقال لي يا ربيع أعطه (3) ثلاثين دينارا وأعذرني عنده قال قلت أصلحك الله إن هذا تكفيه عشرة دراهم قال ويحك يا ربيع وما نصنع بثلاثين
دينارا أفي كذا أم في كذا يعد ما يصنع في جهازه أعطه ثلاثين دينارا وأعذرني عنده
أخبرنا أبو الفتح المصيصي أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا الحسين بن إدريس بهراة
حدثنا الربيع بن سليمان قال ولدت لنا شاة في زمان ليس فيه لبأ فأمرت بلبأها فعمل ثم
تركته حتى برد واستحكم وصفيته وجعلته في جام ولفقته في منديل ديبقي وختمته
وأنفذته إلى الشافعي لأتحفه به فأعجبه فقبله ورد علي الجام وفيه مائة دينارا عينا
قرئ على أبي الحسن الموازيني عن أبي عبد الله القضاعي أنبأنا محمد بن أحمد بن
محمد حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد الخالق الخولاني حدثنا أبو بكر أحمد بن
مروان المالكي إملاء من حفظه حدثنا محمد ابن بنت الشافعي قال سمعت عمي إبراهيم
بن محمد يقول
باع الشافعي ضيعة له بعشرة آلاف درهم فصبه على نطع بمنى فكل من أتاه حثى له
من الأشراف وأهل العلم وأهل الأدب بكفه حتى بقي شئ يسير على النطع فأتاه أعرابي
من بني سدوس فقال له يا فتى لي عندك يد فكافئني عليها قال له وما تلك اليد يا عم
قال حضرت هذا الموسم وأنت مع عمومتك وهم يشترون الأضحية فضربت يدك إلى

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 38.
(2) الباسور: علة معروفة، الجمع: البواسير، (القاموس المحيط)، وهذه العلة تحدث في المقعدة.
(3) بالأصل: أعطيه، خطأ، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
400

درة (1) شاة وقلت يا عم اشتر (2) لي هذه فقال للرجل أحسن إلى الفتى فأحسن إليك (3)
بقولي قال الشافعي إن هذه ليد جليلة خذ النطع وما عليهما (4) (5)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو (6) محمد بن أبي حاتم (7) حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا محمد بن
روح حدثنا الزبير بن سليمان القرشي عن الشافعي قال
خرج هرثمة فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون وقال قد أمر لك بخمسة آلاف دينار
قال فحمل إليه المال (8) فدعا بحجام فأخذ من شعره وأعطاه خمسين دينارا ثم أخذ
رقاعا فصر من تلك الدنانير صررا ففرقها في القرشييين الذين هم بالحضرة ومن هم بمكة
حتى ما رجع إلى بيته إلا بأقل من مائة دينار
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا أبو نصر الخطيب أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد
أنبأنا محمد بن بشر العكري قال وسمعت الربيع يقول أخبرني الحميدي قال
قدم علينا الشافعي بصنعاء فضربت له الخيمة ومعه عشرة آلاف دينار فجاء قوم
وسألوه فما قلعت الخيمة ومعه منها شئ (9)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ
حدثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان حدثنا محمد بن أبي زكريا قال سمعت الربيع
ابن سليمان يقول قال الحميدي
قدم الشافعي من اليمن ومعه عشرون ألف دينار فضرب خيمته خارجا من مكة فما
قام حتى فرقها كلها

(1) في " ز ": " قرن " وفي د: " مزن " وفي م: " دون " والمثبت عن المختصر.
(2) في " ز ": اشترى.
(3) من قوله: فقال للرجل إلى هنا بياض مكانه في م.
(4) في " ز ": عليه.
(5) بياض بالأصل، وما بين معكوفتين استدرك عن م، ود، و " ز ".
(6) سقطت من الأصل، واستدركت عن م، ود، و " ز ".
(7) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 38 وحلية الأولياء 9 / 131 وتاريخ بغداد الاسلام (حوادث سنة 201 -
210) ص 324.
(8) بياض بالأصل وم، والمستدرك بين معكوفتين عن " ز "، ود، والمصادر.
(9) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 324، وسير أعلام النبلاء 10 / 38.
401

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي أنبأنا أبو محمد العطار (1) أنبأنا أبو الحسن بن
ياسر أنبأنا أبو موسى هارون بن محمد أنبأنا أبو يحيى زكريا بن أحمد حدثنا أبو جعفر
الترمذي قال قال الربيع عن الحميدي قال
قدم الشافعي بثلاثة آلاف دينار فدخل عليه بنو عمه وغيرهم فجعل يعطيهم حتى قام
وليس معه شئ
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا قال قرئ على أبي (2) عثمان سعيد بن محمد
البحيري (3) أنبأنا أبو الحسين الخفاف حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن عدي قال
ح وأخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر قال
سمعت أبا طاهر محمد بن الفضل يقول سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي
يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول
سمعت الحميدي يقول قدم الشافعي من صنعاء إلى مكة بعشرة آلاف دينار في منديل
فضرب خباءه في موضع خارجا من مكة وكان الناس يأتونه فيه فما برحت حتى ذهبت
كلها
وفي رواية البحيري فكان أناس يأتونه وزاد البيهقي وقال غيره عن الربيع في هذه
الحكاية وفرق المال كله في قريش ثم دخل مكة
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4) حدثنا أبي
حدثنا خالي أحمد بن محمد بن يوسف أنبأنا أبو نصر المصري قال سمعت محمد بن
العباس يقول سمعت إبراهيم بن برانة (5) يقول وكان جليسا للشافعي قال دخلت مع
الشافعي حماما فخرجت قبله وكان الشافعي طوالا جسيما نبيلا وكان إبراهيم طوالا
جسيما فلبس إبراهيم ثياب الشافعي ولبس الشافعي ثياب إبراهيم والشافعي لا يعلم أنها

(1) كذا بالأصل وم، ود، وفي " ز ": القطان.
(2) بالأصل: أبو.
(3) الأصل البحيرمي.
(4) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 9 / 133.
(5) كذا بالأصل، وم، ود، و " ز " وفي حلية الأولياء: " برنه ".
402

ثياب إبراهيم وإبراهيم لا يعلم أنها ثياب الشافعي وانصرف الشافعي إلى منزله فنظر فإذا هي
لإبراهيم فأمر بها فطويت وبخرت وجعلت في منديل ونظر إبراهيم فطواها وبخرها وجعلها
في منديل ثم راحا جميعا فجعل الشافعي ينظر إلى إبراهيم ويتبسم إليه وجعل إبراهيم
ينظر إلى الشافعي ويتبسم إليه فلما صليت العصر قال إبراهيم أصلحك الله هذه ثيابك
فقال الشافعي وهذه ثيابك والله لا يعود إلي منها شئ ولا يلبسها غيرك فأخذهما إبراهيم
جميعا
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال
كان الشافعي أسخى الناس بما يجد وكان يمر بنا فإن وجدني وإلا قال قولوا لمحمد
إذا جاء يأتي المنزل فإني لست أتغدى حتى يجئ (1) فربما جئته فإذا قعدت معه على الغداء
قال يا جارية اضربي لنا فالوذج (2) فلا تزال المائدة بين يديه حتى تفرغ منه فتتغدى (3)
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنبأنا أبو المظفر النسفي أنبأنا محمد بن أحمد
الحافظ حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة
النيسابوري المالكي ببخارى أنبأنا أبو سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني (4) حدثنا
أبو ثور إبراهيم بن خالد قال
كان الشافعي من أجود الناس وأسمحهم كفا كان يشتري الجارية الصناع التي تطبخ
وتعمل الحلواء ويشترط عليها هو أنه لا يقربها لأنه كان عليلا لا يمكنه أن يقرب النساء في
وقته لباسور كان به ويقول لنا تشهوا ما أحببتم فقد اشتريت جارية تحسن أن تعمل ما
تريدون قال فيقول لها بعض أصحابنا اعملي لنا اليوم كذا وكذا فكنا نحن الذي نأمرها
بما نريد وهو مسرور بذلك
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن بن علي الحدادي بتبريز أنبأنا أبو

(1) إلى هنا الخبر في سير أعلام النبلاء 10 / 39.
(2) الفالوذج: حلواء تعمل من الدقيق والعسل والماء.
(3) حلية الأولياء 9 / 132.
(4) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 133 وسير أعلام النبلاء 10 / 39 وتاريخ الاسلام (حوادث
سنة 201 - 210) ص 325.
403

الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني بأصبهان أنشدنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
أحمد بن جعفر اليزدي حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن المعدل قال أنشدت للشافعي (1)
* يا لهف نفسي على مال أفرقه * على المقلين من أهل المروءات
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني * ما لست أملكه إحدى المصيبات *
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم بن أحمد
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني أبو سعيد أوس بن أحمد بن أوس الخطيب
بهمذان حدثنا عبد الله بن محمود المروزي بمرو حدثنا الربيع بن سليمان قال
لما قدم الشافعي مصر واجتمع الناس عليه نظر إلي فقال لي يخف عليك يا بني أن
تبلغ إلى أبي زكير (2) فتأخذ لنا منه الدنانير وكان قد باع فرسا له بستين دينارا فقلت له أي
والله على رأسي وعيني قال اذهب صانك الله وعلمك خيرا فذهبت فأخذت الستين
دينارا ثم رجعت فقلت له (3) هذه الدنانير فقال لي أمسكها معك فتركتها معي فلما
طال مجلسه انصرفت إلى منزلي ثم عدت إليه فقال لي نفقتنا (4) معك فذهب وتركتنا فلما
قام إلى منزله اتبعته حتى دخل المنزل وقعدت على الباب فكتب إلي رقعة إن رأيت أعزك
الله أن تشتري لنا كذا أو كذا بكذا وكذا ولم أكن أعرف من هذا قبل ذلك شيئا فكان
مبتدأ أمري معه ووافق نزول الشافعي يوما وإني أكتب حسابه فلحظني ثم قال لي لا تفسد
قرطاسك والله لا نظرت لك في حساب أبدا (5)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد الجنزرودي أنبأنا أبو الحسين أحمد
ابن محمد بن جعفر البحيري قال سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت الربيع
ابن سليمان يقول والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا

(1) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 39 (وفي نسخة ص 35) وانظر تخريجهما في النسختين، ويشير ابن عبد البر إلى أن
الشعر ليس للشافعي انما تمثل بهما، والله أعلم.
(2) كذا بالأصل، وم، ود وفي " ز ": " زكريا " وفي حلية الأولياء: " ابن دكين ".
(3) سقطت من الأصل، واستدركت عن م، ود، و " ز ".
(4) كذا بالأصل، وم، ود، و " ز " وفي حلية الأولياء: " تعقبنا " تصحيف وشكك مصححها بصحتها.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 9 / 130.
404

أبو علي بن حمكان (1) حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري حدثنا محمد
ابن إسحاق بن خزيمة بنيسابور حدثنا الربيع بن سليمان (2) قال
أصحاب مالك كانوا يفخرون فيقولون إنه يحضر مجلس مالك نحو من ستين معمما (3)
والله لقد عددت في مجلس الشافعي ثلاثمائة معمما سوى من شذ عني
أخبرنا أبو الأعز التركي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا ابن
أبي حاتم حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري قال قال أبو بكر محمد بن إدريس
وراق الحميدي (4) سمت الحميدي يقول قال محمد بن إدريس الشافعي
خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها فلما حان انصرافي
مررت على رجل في طريقي وهو محتبي بفناء داره أزرق العين ناتئ الجبهة سناط
فقلت له هل من منزل فقال نعم قال الشافعي وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراشة
فأنزلني فرأيت أكرم رجل بعث إلي بعشاء طيب وعلف لدابتي وفراش ولحاف فجعلت
أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب إذ رأيت النعت في هذا الرجل فرأيت أكرم رجل
فقلت أرمي بهذه الكتب فلما أصبحت قلت للغلام أسرج فأسرج وركبت ومررت عليه
وقلت له إذا قدمت مكة فمررت بذي طوى فسل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي فقال
لي الرجل أمولى لأبيك أنا قلت لا قال فهل كانت لك عندي نعمة فقلت لا
فقال أين ما تكلفت لك البارحة قلت وما هو قال اشتريت لك طعاما بدرهمين وإداما
* * * * وعطرا بثلاثة دراهم وعلفا لدابتك بدرهمين وكراء الفراش واللحاف درهمين قال
قلت يا غلام أعطه فهل بقي من شئ قال كري المنزل فإني وسعت عليك وضيقت
على نفسي
قال الشافعي فغبطت نفسي بتلك الكتب فقلت له بعد ذلك هل بقي من شئ قال
امض أخزاك الله فما رأيت قط أشر منك

(1) هو أبو علي الحسن بن الحسين بن حكمان الحمداني الفقيه الشافعي نزيل بغداد، والعبر 3 / 89 (وفيات سنة 405).
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 39 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 325.
(3) كذا بالأصل، وم، ود، و " ز "، وفي المصدرين والمختصر: ثلاثمائة معمم.
(4) من طريقه في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 326 وسير أعلام النبلاء 10 / 40 وحلية الأولياء 9 /
78 مختصرا.
405

آخر الجزء الحادي بعد الستمائة من التجزئة الثانية (1)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو
الحسن علي بن عبد العزيز أنبأنا ابن أبي حاتم قال قال الربيع بن سليمان
اشتريت للشافعي طيبا (2) بدينار فقال لي ممن اشتريت فقلت من ذلك الأشقر
الأزرق فقال أشقر أزرق رده رده (3)
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم أخبرني أبي عن الربيع بن سليمان في هذه الحكاية بزيادة
قال سمعت الشافعي يقول ما جاءني خير قط من أشقر (4)
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم أخرني أبي حدثنا حرملة بن يحيى قال
حضرت الشافعي واشتري له طيب (5) فأتي به إليه فوقع فيه كلام بين يديه (6) فقال
ممن اشتريت هذا الطيب (7) ما صفته قالوا أشقر قال ردوه فما جاءني خير قط من
أشقر (8)
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم أخبرني أبي (9) حدثنا حرملة بن يحيى قال سمعت
الشافعي يقول احذر الأعور والأحول والأعرج والأحدب والأشقر والكوسج
وكل من به عاهة في بدنه وكل ناقص الخلق فاحذره فإنه صاحب التواء ومعاملته عسرة
وقال الشافعي مرة أخرى فإنهم أصحاب خب (11)
قال أبو محمد بن أبي حاتم إنما يعني إذا كان ولادهم بهذه الحالة فأما من حدث فيه
شئ من هذه العلل وكان في الأصل صحيح التركيب لم تضر مخالطته (12)

(1) من قوله: اخر الجزء، إلى هنا ليس في د.
(2) بالأصل: " ظبيا " والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 39 وحلية الأولياء 9 / 139.
(4) حلية الأولياء 9 / 140 وسير أعلام النبلاء 10 / 39.
(5) الأصل: ظبي، والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(6) بياض بالأصل، والجملة استدركت عن م، ود، و " ز ".
(7) الأصل: " الظبي " والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(8) حلية الأولياء 9 / 140.
(9) من طريقه روي الخبر في خلية الأولياء 9 / 144 وسير أعلام النبلاء 10 / 40 /
(10) الكوسج: الناقص الأسنان (القاموس المحيط).
(11) الخب: الخداع والافساد، والخبر في حلية الأولياء 9 / 144: خبث بدل خب.
(12) حلية الأولياء 9 / 144.
406

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو نصر الخطيب أنبأنا أبو بكر بن أبي
الحديد أنبأنا محمد بن بشر الزنبري (1) قال (2) وسمعت الربيع يقول
كنت عند الشافعي أنا والمزني وأبو يعقوب البويطي فنظر إلينا فقال لي أنت تموت
في الحديث وقال المزني هذا لو ناظره الشيطان قطعه وجدله وقال للبويطي أنت تموت
في الحديد
قال الربيع فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه مغلولة
يعني يديه إلى عنقه قال (3) وسمعت الربيع يقول كنت في الحلقة إذ جاءه يعني الشافعي
رجل فسأله عن مسألة فقال له الشافعي أنت نساج قال عندي أجراء
أخبرنا أبو الفتح الشافعي أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني محمد بن أبي زكريا الفقيه حدثنا مسبح بن حاتم بالبصرة
حدثنا الربيع بن سليمان قال
جاز أخي في صحن المسجد فقال لي الشافعي يا ربيع أتريد أخاك ولم يكن رآه قط
قلت نعم أيدك الله قال هو ذاك قال فكان أخي (4)
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن
أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى أنبأنا أبو موسى هارون بن محمد حدثنا
أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي قال
وقال ابن أخي ابن وهب ما رأيت محدثا ولا فقيها أو قال ما قدم علينا بلدنا فقيه ولا
محدث أكثر حفظا للحكايات والأسمار من الشافعي
أخبرنا أبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح وأبو سعد (5) عبد الله بن أسعد بن
أحمد قالا أنبأنا أبو الفضل الصرام أنبأنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين أنبأنا أحمد
ابن عبد الرحمن بن الجارود أنبأنا المزني قال سمعت الشافعي يقول

(1) كذا بالأصل ود، واعجامها ناقص في م، وفي " ز ": الزنبور ي.
(2) روي الخبر في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 325، وسير أعلام النبلاء 10 / 40 وحلية الأولياء
9 / 139.
(3) سير أعلام النبلاء 10 / 40 وحلية الأولياء 9 / 139.
(4) سير أعلام النبلاء 10 / 40.
(5) في " ز ": سعيد، تصحيف.
407

من لا يحب العلم فلا خير فيه ولا يكون بينك وبينه معرفة ولا صداقة
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1) أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ
حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان حدثنا أبو إسحاق المزكي قال سمعت ابن خزيمة
يقول حدثنا المزني قال سمعت الشافعي يقول
تعلموا ممن هو أعلم منكم وعلموا من أنتم أعلم منه فإذا فعلتم ذلك علمتم ما
جهلتم وحفظتم ما علمتم
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان (2) حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن هارون العدل (3)
بهمذان حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي حدثنا الأصمعي قال
سمعت الشافعي يقول أصل العلم التثبت وثمرته السلامة وأصل الورع القناعة
وثمرته الراحة وأصل الصبر الحزم وثمرته الظفر وأصل العمل (4) التوفيق وثمرته النجح
وغاية كل أمر الصدق
قال أنبأنا ابن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا محمد بن يونس
البصري أبو العباس حدثنا الأصمعي قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي
يقول
الطبع أرض والعلم بذر ولا يكون العلم إلا بالطلب فإذا كان الطبع قابلا أزكى
وزرع (5) العلم وتفرعت معانيه
قال وأنبأنا ابن حمكان حدثنا أبو جعفر بن برزة الروذراوري (6) حدثنا محمد بن
يونس الكديمي (7) حدثنا الأصمعي قال
سمعت الشافعي محمد بن إدريس يقول العاقل يسأل عما يعلم وعما لا يعلم فيثبت

(1) في " ز " المرزقي، تصحيف.
(2) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز ": المعدل.
(3) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 40 - 41.
(4) بالأصل وم ود، و " ز " العلم "، تصحيف، والتصويب عن سير أعلام النبلاء والمختصر.
(5) كذا بالأصل، وفي م ود: " رتع " وفي " ز ": زرع.
(6) هذه النسبة ضبطت عن الأنساب - إلى روذراور، بلدة بنواحي همذان.
(7) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 41 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 326.
408

فيما يعلم ويتعلم مالا يتعلم والجاهل يغضب من التعليم ويأنف من التعلم (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ
حدثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش
المقرئ حدثنا الحسين بن حزم (2) بهراة حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي
يقول (3)
من قرأ القرآن عظمت قيمته ومن تفقه نبل آمره ومن كتب الحديث قويت حجته
ومن تعلم اللغة رق طبعه ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الصيرفي أنبأنا الحسن بن الحسين (4) بن حمكان حدثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي
حدثنا الحسن بن سفيان النسوي حدثنا داود بن علي قال قال الشافعي
حياة الأرض بالديم وحياة النفوس بالهمم وحياة القلوب بالحكم
قال وأنبأنا ابن حمكان أنبأنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا الحسين بن إدريس
بهراة حدثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي
العلم كثير والحكماء قليل وإنما يراد من العلم الحكمة " ومن يؤت الحكمة فقد
أوتي خيرا كثيرا " (5)
قال وأنبأنا ابن حمكان حدثنا إبراهيم المزكي حدثنا ابن خزيمة حدثنا الربيع بن
سليمان قال
قلت للشافعي من الوغد من الرجال فقال لي الذي يرى الفضل نقصا والعلم
جهلا
قال أنبأنا ابن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا ابن جهور الفقيه
حدثنا الربيع قال

(1) كذا بالأصل، وفي سير الاعلام: " تصعب من التعلم ويأنف من التعليم " وفي تاريخ الاسلام: يأنف من التعليم
ويأنف من التعلم.
(2) في " ز ": حوسم.
(3) باختلاف الرواية، وفيها زيادة، في حلية الأولياء 9 / 132.
(4) بالأصل وم، ود، و " ز ": الحسن، تصحيف.
(5) سورة البقرة الآية: 269.
409

خرج علينا الشافعي ذات يوم ونحن مجتمعون فقال لنا اعلموا رحمكم الله أن هذا
العلم يند كما (1) تند الإبل فاجعلوا الكتب له حماة والأقلام عليه رعاة
أخبرنا أبو الأعز الأزجي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز أنبأنا ابن
أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن يحيى بن حسان قال سمعت الشافعي يقول (2)
إن العلم علمان علم الدين وعلم الدنيا فالعلم الذي للدين فهو الفقه والعلم الذي
للدنيا فهو الطب وما سوى (3) ذلك من الشعر ونحوه فهو سفه أو عبث (4)
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم حدثني محمد بن هارون بن منصور حدثني بعض
الناس (5) عن الشافعي قال لا تسكنن بلدا لا يكونن فيه عالم ينبئك عن دينك ولا طبيب
ينبئك عن أمر بدنك (6)
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أحمد بن عبد الله المقرئ (7) أنبأنا عبيد الله بن
أحمد بن عثمان أنبأنا أبو علي الفقيه حدثنا محمد بن الحسن حدثنا ابن إدريس بهراة
حدثنا الربيع قال
قلت للشافعي من أقدر الفقهاء على المناظرة فقال من عود لسانه الركض في ميدان
الألفاظ ولم يتلعثم إذا رمقته العيون بالألحاظ (8)
قال وأنبأنا أبو علي حدثنا النقاش حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد حدثنا
الربيع بن سليمان قال
قال الشافعي أحسن الاحتجاج ما أشرقت معانيه وأحكمت مبانيه وابتهجت له
قلوب سامعيه

(1) ند البعير: شرد.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 41 وانظر حلية الأولياء 9 / 142.
(3) بالأصل: " ومن ذلك " والمثبت عن م، ود " ز "، ود.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك عن " ز " وفي د: " فهو عبث " وفي م: فهو (بياض) وعبث.
(5) بياض بالأصل وم، والمستدرك عن " ز "، وفي د: " حدثني بعض ".
(6) بياض بالأصل، والجملة استدركت عن م، ود، و " ز ".
(7) بياض بالأصل، والمستدرك عن م، ود، و " ز ".
(8) سير أعلام النبلاء 10 / 41.
410

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي سعيد يحيى بن محمد بن جعفر البوشنجي (1)
الألمعي أنبأنا أبي أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب الهروي أنبأنا الحسن
ابن محمد بن الحسن حدثنا أبو حسان عيسى بن عبد الله حدثنا الربيع بن سليمان قال
سمعت الشافعي يقول بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد (2)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد حدثنا أبو
علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشافعي حدثنا أبو بكر النقاش حدثنا أبو نعيم
الأسترآباذي حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول
أشد الأعمال ثلاثة الجود من قلة والورع من خلوة وكلمة الحق عند من يرجى
ويخاف
قال وحدثنا النقاش المقرئ حدثنا الحسين بن حزم بهراة حدثنا الربيع بن سليمان
قال سمعت الشافعي يقول
اعلموا أن ذا العلم والحصافة لا تبطره المنزلة الرفيعة ولا تعجبه نفسه بالعز الكامل
كالجبل لا يتزعزع وإن اشتدت به الرياح العواصف والخفيف السخيف من الناس تبطره أدنى
منزلة يصير إليها وأيسر ولاية ينالها فهو مثل الحشيشة تحركه أضعف الرياح
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن هارون المعدل
بهمذان حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي حدثنا أبو سعيد عبد الملك بن قريب
الأصمعي قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول
إن لكل رأي ثمرة ولكل تدبير عافية ولكل مشورة اختيار وعلى قدر درجات
الصواب تكون العافية والسلامة وعلى قدر طبقات الخطأ يكون الفوت والندامة
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح (3)
قالا أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد أنبأنا أبو عمر محمد بن الحسين أنبأنا

(1) بالأصل، وم، ود، و " ز "، البوسنجي، بالسين المهملة.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 41 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 326.
(3) قارن مع مشيخة ابن عساكر 101 / ب.
411

أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال سمعت يونس يقول سمعت الشافعي يقول ح
وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك
أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا أبي أخبرني يونس بن عبد الأعلى
قال لنا الشافعي (1) ليس إلى السلامة من الناس سبيل فانظر ما فيه وفي رواية أبي
حاتم الذي فيه صلاحك فالزمه
أخبرنا أبو الفتح الشافعي أنبأنا أبو البركات البغدادي أنبأنا أبو القاسم الأزهري
أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا أبو العباس الكندي حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث
السجستاني حدثنا المسيب بن واضح قال
سمعت الشافعي يوصي شابا من أصحابه يقول له الزم الصمت إلى أن يلزمك التكلم
فإنما أكثر من يندم إنما يندم إذا هو نطق وقل من يندم إذا سكت واعلم بأن الرجوع عن
الصمت إلى الكلام أحسن من الرجوع عن الكلام إلى الصمت العطية بعد المنع أحسن من
المنع بعد العطية
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي النقيب أنبأنا أبو علي الحسن
بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي بمكة أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن
فراس المكي حدثنا أبو علي الحسن بن الفتح بن نصر بن محمد بن عبد الله النيسابوري
قال سمعت محمد بن حمدان بن سفيان يقول
سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول إذا أخطأتك الصنيعة إلى من
يتقي الله فاصنعها إلى من يتقي العار
قال وسمعت الشافعي يقول ما رفعت من أحد فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما
رفعت منه
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم
الصيرفي أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا النقاش حدثنا الحسن بن عامر بنسا حدثنا أبو
ثور إبراهيم بن خالد قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول (2)

(1) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 326 وسير أعلام النبلاء 10 / 41 - 42 وحلية الأولياء 9 / 122.
(2) سير أعلام النبلاء 10 / 42 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 326.
412

ضياع الجاهل قلة عقله وضياع العالم أن يكون بلا إخوان وأضيع من هؤلاء أن
يؤاخي الإنسان من لا عقل له
قال وأنبأنا ابن حمكان حدثنا المزكي حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا
الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول (1)
إذا أنت خفت على عملك العجب فاذكر رضا من تطلب وفي أي نعيم ترغب ومن
أي عقاب ترهب وأي عافية تشكر وأي بلاء تذكر فإنك إن ذكرت في واحدة من هذه
الخصال صغر في عينيك ما قد عملت
أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد وأبو بكر عبد الجبار بن محمد بن أبي صالح
قالا أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله أنبأنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول سمعت الشافعي
يقول (2)
آلات الرياسة خمس صدق اللهجة وكتمان السر والوفاء بالعهد وابتداء النصيحة
وأداء الأمانة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن الحسين
السلمي قال سمعت محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي يقول سمعت محمد بن موسى
ابن النعمان بمصر يقول سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول سمعت الشافعي يقول
التواضع من أخلاق الكرام والتكبر من شيم اللئام
قال وسمعت الشافعي يقول أرفع الناس قدرا من لا يرى قدره وأكثر الناس فضلا
من لا يرى فضله
أخبرنا (3) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو بكر بن أبي إسحاق
قال سمعت الزبير بن عبد الواحد يقول سمعت محمد (4) بن فهد بمصر (5) يقول

(1) سير أعلام النبلاء 10 / 42 وتاريخ الاسلام ص 326.
(2) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 326 327 وسير أعلام النبلاء 10 / 42.
(3) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(4) في حلية الأولياء: " عمر بن فهد ".
(5) بياض بالأصل، والمستدرك عن د، " و " ز ".
413

سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول (1)
من استغضب فلم يغضب فهو حمار ومن استرضي فلم يرض فهو شيطان (2)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا النقاش حدثنا الحسين بن حزم بهراة حدثنا
الربيع بن سليمان قال كتب الشافعي إلى رجل من أهل الحلقة يهنئه بولد رزقه ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فبارك الله لك في الفارس المستفاد وجعله طيبا من
الأولاد وحسن وجهه وجمل صورته وأسعد جده وبلغك أملك به فقر عينا يا أخي
واشدد به عضدا واردد به ولدا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المؤذن قال سمعت محمد بن عيسى الزاهد يقول فيما
بلغنا
أن عبد الرحمن بن مهدي مات له ابن فجزع عليه جزعا شديدا حتى امتنع من الطعام
والشراب فبلغ ذلك محمد بن إدريس الشافعي فكتب إليه
أما بعد فعز نفسك بما تعزي به غيرك واستقبح من فعلك ما تستقبحه من فعل غيرك
واعلم أن أمض المصائب فقد سرور مع حرمان أجر فكيف إذا اجتمعا على اكتساب وزر
فأقول (3)
* إني معزيك على أني على طمع * من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزى بباق بعد صاحبه * ولا المعزي ولو عاشا إلى حين *
قال فكانوا يتهادونه بينهم بالبصرة
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الصيرفي أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا الحسن بن سفيان بنسا
حدثنا إبراهيم بن خالد قال كتب محمد بن إدريس الشافعي إلى رجل من إخوانه من قريش
يعزيه بابن أصيب به

(1) الخبر في حلية الأولياء 9 / 143 وسير أعلام النبلاء 10 / 42 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 327.
(2) كتب بعدها بالأصل: إلى.
(3) المناقب للبيهقي 2 / 90 ومعجم الأدباء 17 / 308 وديوان ص 106.
414

اعلم يا أخي أن كل مصيبة لا يجبر صاحبها ثوابها فهي المصيبة العظمة فكيف يا أخي
رضيت بابنك فتنة ولم ترض به نعمة وكيف رضيت به مفارقا ولم ترض به خالدا وكيف
رضيته على التغرير من الفساد ولم ترض به على اليقين من الصلاح بل كيف لك بمقت منعم
لم تعرف له نعمته يريك ما تحب ويرى منك ما يكره ارجع إلى الله عز وجل وتعز برسول
الله (صلى الله عليه وسلم) وتمسك بدينك والسلام
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو (1) عبد الله
الحسين بن محمد بن فنجويه (2) الدينوري بالدامغان حدثنا عبد الله بن محمد بن سنبة
حدثنا محمد بن إبراهيم الفابجاني (3) الأصبهاني حدثنا عمر بن عبد الله الخباري أخبرني
محمد بن سهل حدثني الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي ينشد
* إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة * ولا أن ما تخفى عليه يغيب
غفلنا لعمرو الله حتى تداركت (4) * علينا ذنوب بعدهن ذنوب
فيا ليت أن الله يغفر ما مضى * ويأذن في توباتنا فنتوب *
أخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان المؤدب بأصبهان أنبأنا أحمد بن محمد
ابن صاعد النيسابوري أنبأنا محمد بن محمد البغدادي أنشدنا عبد الله بن محمد بن زياد
أنشدنا المزني أنشدنا الشافعي لنفسه
* لا تأس في الدنيا على فائت * وعندك الإسلام والعافية
إن فات شئ كنت تدعى له * فقيها من فائت كافية *
أخبرنا أبو الفتح الشافعي أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا عبيد الله بن أحمد
الصيرفي أنبأنا الحسن بن الحسين حدثني عبد الله بن أحمد الجرباذقاني حدثني إبراهيم
ابن متوية الأصبهاني قال سمعت المزني يقول أنشدنا الشافعي
* قدر الله وارد * حيث يرجى وروده *

(1) سقطت من الأصل وأضيفت عن " ز "، ود
(2) بدون اعجام بالأصل، والمثبت عن د، و " ز "، وكتب فوقها في: " ز "، صح.
(3) بفتح الفاء والباء الموحدة المكسورة والجيم المفتوحة هذه النسبة إلى قرية من قرى أصبهان (الأنساب).
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي د: تراكمت.
(5) كذا بالأصل و " ز "، ود
415

* صاحب الحرص حر * صه ليس مما يزيده
فارض فيما يريده * إن لم يكن ما تريده *
قال وأنشدنا الشافعي أيضا
* الليل شيب والنهار كلاهما * رأسي لكثرة ما يدور رحاهما
يتناهبان لحومنا ودماءنا * نهبا علانية ونحن نراهما *
قال وأنبأنا الحسن بن الحسين قال سمعت عبد الله بن محمد الشافعي يذكر بإسناده
عن الشافعي أنه قال
لا ينفع مطبوع إذا لم يكن مسموع (1) ولا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع (2) كما لا
تنفع الشمس وضوء العين ممنوع
قال وأنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثني أبو إسحاق إبراهيم
ابن محمد الطبري قدم حاجا بهمذان قال سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن يحيى
الأسدآباذي يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول
* إذا القوت تأتي * لك والصحة والأمن
فأصبحت أخا حزن * فا فارقك الحزن *
قال وأخبرنا أبو علي أنشدني أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي أنشدنا
ابن جوصا (3) بدمشق للشافعي (4)
* أمت مطامعي فأرحت نفسي * فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتا * ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلب عبد * علته مهانة وعلاه هون (5) *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ

(1) كذا بالأصل و " ز "، ود.
(2) كذا بالأصل و " ز " ود
(3) تقرأ بالأصل ود، و " ز ": " جوط " والمثبت عن المختصر. راجع ترجمة الزبير بن عبد الواحد في سير الاعلام 15 /
570 فقد ذكر الذهبي من شيوخه: ابن جوصا.
(4) الأبيات في ديوانه ص (362 - 363).
(5) الهون: الخزي والذل، قال تعالى: (فأخذتهم صاعقة العذاب والهون) اي ذي الخزي.
416

إملاء أنشدنا علي بن عبد الله الجبلي أنشدنا أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي
للشافعي (1)
* أحب من الإخوان كل مواتي * وكل غضيض (2) الطرف عن عثراتي
يساعدني (3) في كل أمر أحبه * ويحفظني حيا وبعد وفاتي
فمن لي بهذا ليت أني وجدته (4) * فقاسمته ما لي من الحسنات *
اخبرني أبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي أحمد الدارمي الخطيب
بهراة حدثنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري إملاء بهراة حدثنا الشيخ
أبو زكريا يحيى بن عمار إملاء حدثني أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن عاصم حدثني أب
عبد الله جعفر بن أحمد الشيرازي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الأصبهاني عن المزني
قال أخذ الشافعي بيدي ثم أنشدني
* أحب من الإخوان كل مواتي * وكل عفيف الطرف عن عثراتي
يوافقني في كل خير أريده * ويحفظني حيا وبعد مماتي
ومن لي بهذا ليتني قد أصبته * فقاسمته ما لي من الحسنات
فأقسم بالرحمن أن لو وجدته * لقاسمته مالي من الخيرات (5)
تصفحت (6) إخواني فكان جميعهم (7) * على كثرة الإخوان غير (8) ثقات *
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب المأموني يقول سمعت أبا عمر الزاهد ينشد
للشافعي (9)
* وإذا سمعت بأن مجدودا حوى * عودا فأثمر في يديه فصدق

(1) ديوان الشافعي ص 36 (وفي نسخة أخرى ص 40) وأدب الدنيا والدين ص 179.
(2) غض طرفه وبصره فهو مغضوض وغضيض: كفه وخفضه وكسره.
(3) في الديوان: " يوافقني " وسيأتي بهذه الرواية.
(4) في الديوان: أصبته.
(5) البيت ليس في ديوانه (بنسختيه).
(6) اي تأملتهم.
(7) في الديوان: فكان أقلهم.
(8) الديوان: أهل ثقاتي.
(9) من أبيات في ديوان الشافعي ص 299 - 300 وانظر تخريجها فيه.
417

وإذا سمعت بأن مجدودا (1) أتى * ماء ليشربه فغاض فحقق
ومن الدليل على القضاء وكونه (2) * بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق *
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن
عبد العزيز العكبري حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام المقرئ
السامري عن معتصم بن محمد عن ابن خالويه النحوي قال حدثونا عن العباس بن الأزرق
قال دخلت على أبي عبد الله محمد بن إدريس فذكر قصة
وقال فقال الشافعي
* إن الذي رزق اليسار (3) فلم يصب * حمدا ولا أجرا لغير موفق
فالجد يدني كل شئ (4) شاسع * والجد يفتح كل باب مغلق
وإذا سمعت بأن مجدودا حوى * عودا فأثمر في يديه فصدق
وإذا سمعت بأن محروما (5) أتى * ماء ليشربه فغاض فحقق
وأحق خلق الله بالهم امرؤ * ذو همة يبلى بعيش (6) ضيق *
ومن الدليل على القضاء وكونه * بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق *
أخبرنا أبو عبد الله عبد الصمد بن ناصر بن خلف الصوفي الهروي (7) المعروف (8)
بالصراف بهراة قال نا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري املاء علي
قال نا أبو زكريا يحيى بن عمار إملاء نا أبو الحسن الأموي نا أبو عبد الله محمد بن
الربيع بن سليمان الجيزي المصري بمصر من كتابه من ذكر الربيع بن سليمان المرادي
قال وقلت للشافعي يا أبا عبد الله مات فلان فقال الشافعي وهب الله إليه الحسنات
ومحا عنه السيئات (9) على عكرمة وحططت عنا الاعتذار

(1) كتب على هامش الأصل: " محروما " وبعدها صح.
(2) في الديوان: وحكمه.
(3) في إحدى نسخ ديوانه ص 81:
ان أمرا وجد اليسار * فلم يصب أجرا
(4) في الديوان: امر شاسع.
(5) كذا بالأصل هنا، وفي " ز "، ود: مجدودا.
(6) الديوان: برزق ضيق.
(7) مشيخة ابن عساكر 119 / ب.
(8) بعد سقط في الكلام بالأصل، وبياض في " ز "، والمستدرك من هنا بين معكوفتين عن د، وسنشير إلى نهايته.
(9) كلمة غير واضحة في م.
418

وانهضوا بنا إلى فلان حتى نعزيه فقيل له إن الموضع بعيد فأنشأ يقول
* لأن بعدت دار المعزى ونابه * عن الدهر يوم والخطوب تنوب
لمشي إلى حد على علة الوجى * أدب ومن بعض الحقوق وبوب
وهل أحد يصفو له عذر كاذب * أفلا قال لم تأت المقال قلوب *
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي وأخبرني أبو محمد عبد الواحد
ابن (1) القشيري أنشدنا الأستاذ الإمام أبو منصور البغدادي التميمي رحمه الله أنشدنا
عبد الله بن عمر المالكي أنشدني أبي قال أنشدنا يونس بن عبد الأعلى للشافعي (2)
* ما حك جلدك مثل ظفرك * فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجة * فاقصد لمعترف بقدرك *
أخبرنا أبو الفتوح عبد الرزاق بن الشافعي بن أبي القاسم السياري بنيسابور أنا أبو
العطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحي بهراة أنا القاضي أبو عمر محمد بن
الحسين بن محمد البسطامي نا أحمد بن محمود بن خرزاذ الكازوري أنا أبو إسماعيل
إبراهيم بن محمد الأصبهاني نا أبو العباس الأبيوردي قال
خرج الشافعي محمد بن إدريس إلى اليمن إلى ابن عم له خرج الشافعي محمد بن
إدريس إلى اليمن إلى ابن عم له فبرة ببر غير طائل فكتب إليه الشافعي
* أتاني بر منك في غير كنهه * كأنك عن بري يداك تحيد
لسانك هش بالنوال ولا أرى * يمينك إذ جاد اللسان تجود
أتانا ذوو القربى لديك بعيد * لو نال الندى من كان منك بعيد
تفرق عنك الأقربون لشأنهم * وأشفقت أن تبقى وأنت وحيد
وأصبحت بين الحمد والذم وافقا * فيا ليت شعري أي ذاك تريد *
قال فكتب إليه ابن عمه أن خذ هذه خمسمئة دينار وخمسمئة درهم فاصرفها في
نفقتك وخمسة أثواب من عصب اليمن فاجعلها في عينيك وهذا نجيب فاركبه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنشدنا أبو

(1) غير مقروءة في د.
(2) البيتان في ديوان الشافعي ص (242) ط دار الفكر وانظر تخريجهما ثم.
419

الحسين علي بن أحمد بن أسد الأديب أنشدني أبو عبد الله بن واقد الكوفي أنشدني علي
ابن محمد العلوي الجماني للشافعي رحمه الله
* ودي صديقنا بنى حيث لا يرى * مكاني ويثني جمالا حين أسمع
توبق إذ اغتابه من ورائه * وما هو إذ يغتابني ما ورع *
أخبرنا أبو الفتح المصيصي أنا أبو البركات البغدادي أنا أبو القاسم الصيرفي أنا أبو
علي الفقيه نا الزبير نا الحسن بن سفيان نا إبراهيم بن خالد قال
رأيت في منامي ليلة الجمعة قائلا يقول يكون في يوم الاثنين فزع عظيم وفتنة
صماء غير أن الله تعالى عن محمد بن إدريس الشافعي (1) راض (2) وله محب فأعدت
ذلك على الشافعي فقال لي رؤسا نسأل الله خيرها ونعوذ به من شرها وضرها قال فلما
كان يوم الاثنين رأينا من الفزع والفتن أكثر مما قال لنا القائل في المنام
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن عن أبي عبد الله محمد بن سلامة قال قرأت على
محمد بن أحمد بن محمد القطان قال أنا أحمد بن غالب ابن ما شاء الله الشافعي نا عمر بن
الحسن الحراني نا محمد بن أحمد الهروي نا زكريا بن يحيى السبائي نا أحمد بن عمرو
بن أبي عاصم قال سمعت رجلا من بني هاشم من آل نوفل بن أم هرمز يقول
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في منامي وهو يقول قال الشافعي قال المطلبي قال وكان
خصي إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقبل الخصي على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال قد ترك شيئا من
حديثك فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول قال الشافعي قال المطلبي ولم يلتفت إلى كلام الخصي
قال النوفلي وما علمت أن الشافعي من بني المطلب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول في منامي
قال وقرأت على محمد بن أحمد القطان قال نا محمد بن الحسن بن عبد الخالق
الخولاني نا أبو إسحاق إبراهيم بن القاسم المقدسي في بيت المقدس نا المكي نا
الجوار قال حدثني إلى أنه دخل على الربيع بن سليمان في مرضه يعود فقال له رأيت
النبي (صلى الله عليه وسلم) قائما بإزاء الكعبة عند المقام فقلت يا رسول الله اختلف الناس بعدك فرفع طرفه

(1) استدركت على هامش د، وبعدها صح.
(2) في د، راضي.
420

نحو السماء (1) فقلت يا رسول الله ما تقول في محمد بن إدريس الشافعي فقال لي ابن
عمي اتبع سنتي اتبعه ترشد
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا (2) أنا أبو
سعد الجنزروذي نا أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنا أبو الفضل محمد بن
أحمد بن سهل السامري ببغداد نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم البالي قال سمعت أبا بكر
الديلي بالرملة أمام مسجد الرملة قال
كنت بمدينة النبي (صلى الله عليه وسلم) قائما بالروضة فإذا أنا بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه فقلت يا رسول
الله في نفسي حاجة أسألها قال قل فقلت يا رسول الله أحب أن أنتحل أحد المذاهب
فقال لي مذهب الشافعي مرتين فقالوا له في ذلك فقال ما اخترته بل الرسول (صلى الله عليه وسلم)
اختاره
أخبرنا أبو القاسم نصر الله بن محمد أنا أحمد بن عبد الله أخبرنا أبو القاسم عبيد
الله بن أحمد أنا أحمد بن الحسين أنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي قال سمعت
الحسين بن محمد بن داود أبا علي الدينوري بأسدآباذ يقول
رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعه فارسان فسألت عنهما فقيل هذا أبو بكر وهذا عمر فتقدمت
إليه فقلت يا رسول الله إني أذهب مذهب الشافعي فقال لي بيده استمسك به فإنه العروة
الوثقى
قال ونا الحسن بن الحسين نا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ
بأصبهان نا أحمد بن محمد بن مصقلة الراذاري قال سمعت أبا جعفر الترمذي يقول
رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما يرى النائم وأنا بمدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في مسجده فقلت يا رسول
الله ما تقول في رأي مالك قال اكتب منه ما وافق حديثي وسنتي قلت فما تقول في رأي
الشافعي فطأطأ رأسه شبه (3) وقال أما إنه ليس برأي ولكنه اتباع سنتي أو رد على
من خالف سنتي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا نا وأبو منصور

(1) ما بين معكوفتين استدرك على هامش د، وبعده صح.
(2) في د: قال.
(3) كلمة غير مقروءة في د.
421

المقرئ نا أبو بكر الخطيب (1) أنا أبو نعيم الحافظ نا عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان نا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن قال سمعت محمد بن نصر الترمذي يقول
كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة وسمعت مسائل مالك وقوله ولم يكن لي حسن
رأي في الشافعي فبينما أنا قاعد في مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة إذ غفوت غفوة فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم)
في المنام فقلت يا رسول الله أكتب رأي أبي حنيفة قال لا قلت أكتب رأي مالك
قال ما وافق حديثي قلت له أكتب رأي الشافعي فطأطأ رأسه شبه الغصبان لقولي
وقال هذا ليس بالرأي هذا رد على من خالف سنتي فخرجت على أثر هذه الرؤيا إلى
مصر فكتبت كتب الشافعي
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر أنا أبو محمد العطار أنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن علي أنا أبو موسى هارون بن محمد أنا أبو يحيى زكريا بن أحمد
البلخي (2) قال سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي يقول رأيت يعني في
المنام النبي (صلى الله عليه وسلم) في مسجده في المدينة كأني جئت فسلمت عليه فقلت يا رسول الله أكتب رأي مالك قال لا تكتب من
رأي مالك إلا ما وافق حديثي فقلت يا رسول الله أكتب رأي
الشافعي فقال بيده هكذا كأنه انتهرني وقال تقول رأي الشافعي
إنه ليس برأي ولكنه رد على من خالف سنتي
قال أبو جعفر وكنت مغتما لاحتباس (3) من خراسان فقال (صلى الله عليه وسلم) وأدنا برأسه
إلي فذهبت خلفه فدخل بيتنا خلقا وفيه قميش خلق (4) إلي فقال هذا بيت زينب
هذا نا (5) ههنا فوقع في قلبي على المكان أنه يريد أن يعيرني بما كنت فيه من الفسق
وانتبهت
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا نا وأبو منصور بن
خيرون أنا (6) أبو بكر الخطيب (7) أخبرني الأزهري

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ الاسلام 1 / 365 - 366 في ترجمة محمد بن أحمد بن نصر الترمذي.
(2) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 43 وأبو نعيم في حلية الأولياء 9 / 100.
(3) كلمة غير مقروءة في د.
(4) كلمة غير مقروءة واضحة في د.
(5) كذا في د.
(6) في د هنا " نا " أيضا، والصواب ما أثبت، والسند معروف.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 69.
422

ح وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا أبو البركات بن طاووس أنا
الأزهري
أنا الحسن بن الحسين الهمذاني (1) قال نا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي نا أبو
عمران موسى بن عمران القلزمي (2) بها نا أبو عبد الله السكري في مجلس الربيع بن
سليمان نا أحمد بن حسن الترمذي قال
كنت في الروضة فأغفيت فإذا النبي (صلى الله عليه وسلم) قد أقبل فقمت إليه فقلت يا رسول الله
قد كثر الاختلاف في الدين فما تقول في رأي أبي حنيفة
فقال أف نفض يده فقلت في رأي مالك فرفع يده وطأطأ وقال أصاب
وأخطأ قلت فما تقول في رأي الشافعي قال بأبي ابن عمي أحيا سنتي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
مردك نا أبو محمد بن أبي حاتم (3) حدثني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلي نا
محمد بن رشيق نا محمد بن الحسن البلخي قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في النوم قلت يا
رسول الله ما تقول
في قول مالك وأهل العراق قال ليس قولي إلا قولي قلت ما تقول في قول أبي حنيفة وأصحابه
قال ليس قولي إلا قولي قلت ما تقول في قول الشافعي قال ليس قولي إلا قولي ولكن قوله ضد قول أهل البدع
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحم قالا نا وأبو منصور بن
رزيق (4) قالا أنا أبو بكر الخطيب (5) حدثني الحسن بن أبي طالب قال سمعت عمر بن
أحمد بن عثمان الواعظ يقول سمعت أحمد بن عبد الله بن علي الرازي يقول سمعت
الحسين بن أحمد بن الفضل الباهلي قال سمعت أحمد بن الحسن الترمذي قال
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقلت يا رسول الله أما ترى ما في الناس من
الاختلاف قال قال لي في أي شئ قال قلت أبو حنيفة ومالك والشافعي فقال

(1) كذا في د، وفي تاريخ بغداد الهمذاني.
(2) تقرأ في د: " العكري " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 10 / 43 وحلية الأولياء 9 / 100 - 101.
(4) كذا في د هنا، وهو أبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 /
94.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 4 / 230 - 231 في ترجمة أحمد بن عبد الله بن علي الرازي.
423

أما أبو حنيفة فما أدري من هو وأما مالك فقد كتب العلم وأما الشافعي فمني وإلي
أخبرنا أبو القاسم وأبو الحسن أيضا قالا نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (1) أنا أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن الأبهري قال سمعت أبا عبد الله محمد بن
أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي بأصبهان قال سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن
الجارود الرقي قال سمعت المزني يقول
رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فسألته عن الشافعي فقال لي من أراد محبتي وسنتي فعليه
بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي فإنه مني وأنا منه
أخبرنا بها عالية أبو سعد علي بن عبد الله بن أسعد بن أحمد أنا أبو الفضل حمد بن
عبيد الله الصرام أنا أبو عمر محمد بن الحسين أنا أبو أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود
الرقي قال سمعت المزني يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام فسألته عن الشافعي فقال
من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي فإنه مني وأنا منه
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا أبو البركات بن طاووس أنا أبو القاسم
الأزهري أنا أبو علي نا أبو إسحاق المزكي نا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال كنا نسمع
أن من مارس البز وتفقه بمذهب الشافعي وقرأ لعاصم فقد كمل ظرفه
أخبرنا أبو الحسن الموازيني قراءة أنا أبو عبد الله القضاعي إجازة أنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر القطان المصري أنشدنا أبو الحسن علي بن
محمد بن إسحاق الشافعي البزار أملاها علينا املاء أنشدني محمد بن أحمد بن عبد العزيز
المكي لنفسه (2) يمدح أبا عبد الله الشافعي رضي الله عنه
* ما أن ترى قط فيمن ظل مجتهدا * كالشافعي ولا في حسن مذهبه
ذاك امرؤ لا ترى في رأيه أودا * فتق تقر بقويم الرأي مثقبه
موفق للذي (3) نيط الصواب به * حسب امرئ طالب تزيين مطلبه
ما انفك يتبع المفروض طاعته * فزاده رفعة في فضل منصبه
لم يتبع قط إلا ماله ثبتت * عن النبي دلالات تقوم به

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 69.
(2) إلى هنا انتهى السقط من الأصل و " ز " والاستدراك عن د. وتعود من هنا " ز ".
(3) في " ز "، ود: " موفق الرأي " وفي " ز ": قد نيط.
424

لم يرض إلا كتاب الله قدوته * وسنة المصطفى المتبوع فارض به
لا تجعلن كمن لم يلف منتحبا * عن الأمور فنكث ما تجئ به
هل مثله أحد ساواه نعلمه * في علمه النافع القاصي ومنصبه
مقالة حسن عدل بلا حتف * مهذب ليس واعيه بمكذبه
أني يوازي متين القول لجلجه * كلا يكون سنا صبح كفيهبه
كم ضمنت كتبه من حكمة عظمت * مزينا ببليغ القول معجبه
هل كالرسالة في الأول التي سطروا * أنى لهم ببديع النطق مذهبه
قد خصه الله بالتوفيق فهو به * مقارن (1) لسديد الأمر أصوبه
قد قلب الأمر ظهرا منه يقلبه * للبطن من حول ناهيك قلبه
من نصح طال علم ما قد بث من حكم * يصبح (2) له الرشد مقرونا بمطلبه
أو يفد مقتبسا من علمه غنمت * يداه ما كشفت من خير مكسبه
الله أشهد أني ما غششت بذا * والنصح ما خلت فالزم ذاك تنج به
لم يأل نصحا لمن قد ظل يرشده * فجوزي الخير من ناء ومقربه
واجعله يا رب ممن قد شكرت له * أفعاله وسعيدا في تقلبه
مثواه جنة عدن إذ يقال له * سلام ربك وافى بعد مرحبه *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا و (3)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) قال سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد
الله الطبري يقول لقد جمع أبو بكر بن دريد قوافيها في صدقها ووضع أوصافه في حقها
فيما رثى به أفصح الفقهاء لسانا وأبرعهم بيانا وأجزلهم ألفاظا وأسعهم خاطرا وأغزرهم
علما وأثبتهم نحيزة (5) وأكثرهم بصيرة
* وإذا قرأت كلامه قدرته * سحبان أو يوفى على سحبان
لو كان شاهده معد خاطبا * أو ذو الفصاحة (6) من بني قحطان

(1) كذا بالأصل ود، وفي " ز ": مفارق.
(2) في " ز ": نصح.
(3) زيادة عن " ز " ود، لتقويم السند.
(4) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 2 / 72 - 73.
(5) بدون اعجام بالأصل، وفي " ز ": " بحيره " وفي د: " بختره " والمثبت عن تاريخ بغداد، وبهامشه: النحيزة:
الطبيعة.
(6) كذا بالأصل و " ز "، ود، وفي تاريخ بغداد: وذوو الفصاحة.
425

لأقر كل طائعين بأنه * أولاهم بفصاحة وبيان
هادي الأنام من الضلالة والعمى * ومجيرها من جاحم (1) النيران
رب العلوم إذ الرجال (2) قداحه * لم يختلف في فوزهن اثنان
ذو فطنة في المشكلات وخاطر * أمضى وأنفذ من شباه سنان
وإذا تفكر عالم في كتبه * يلقى التقى وشرائط الإيمان
متبينا للدين (3) غير مقلد * يسمو بهمته إلى الرضوان *
أضحت وجوه الحق في صفحاتها * تومي إليه بواضح البرهان
من حجة ضمن الوفاء بنصرها * نص الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سبرها (4) * غر القرائح من ذوي الأذهان
حتى يرى متبصرى في دينه * مقلول غرب الشك بالإيقان
الله وفقه اتباع رسوله * وكتابه الأصلين في التبيان
وأمده من عنده بمعونة * حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله * ممن قضى بالرأي والحسبان *
أنشدني أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر أنشدني عمي أبو عبد الله
محمد بن عبد الواحد الحافظ أنشدني (5) أبو عبد الله محمد بن طاهر الحاجي أنشدني أبو
عبد الله محمد بن المرزبان البغوي لنفسه في الإمام المطلبي رحمه الله
* لقد زان (6) البلاد ومن عليها * إمام المسلمين الشافعي
فلا بالمشرقين له نظير * ولا بالمغربين له كفي
إمام (7) في إمامته همام * تقي هبرزي (8) ألمعي

(1) الجاجم النيران: الشديد الحر.
(2) الأصل ود، و " ز " وفي تاريخ بغداد: إذا اجال قداحه.
(3) الأصل: " هذين " والمثبت عن د، و " ز "، وتاريخ بغداد
(4) الأصل: سترها، والمثبت عن د و " ز "، وتاريخ بغداد.
(5) من هنا إلى: الحاجي، ليس في " ز ".
(6) في " ز ": راق.
(7) البيتان التاليان مكانهما بياض بالأصل و " ز " وقد استدركا عن د.
(8) الهبرزي: الجميل الوسيم من كل شئ، والأسد، (القاموس المحيط).
426

أما عرف إمامته هلال * يلوح وغيره فيها جعي (1)
إمام قبل أن ولدوه قدما * به قد كان بشرنا النبي
عقيدته ومذهبه صراط * إلى الفردوس في العقبى سوي
سعيد من يواليه سعيد * شقي من يعاديه شقي *
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي أنبأنا أبو بكر الحافظ أنشدنا أبو عبد
الله محمد بن إبراهيم بن عبدان أنشدنا أبو الفتح علي بن محمد الكاتب البستي لنفسه
* الشافعي أجل الناس منزلة * وأعلم الناس في دين الهدى أثرا
العدل سيرته والصدق شيمته * والسحر منظومه والدر إن نثرا
فقل لمن عابه وابتاع حاسده * أراك بعت بخوص النخلة الكثرا *
أنشدنا أبو المظفر بن القشيري أنشدنا والدي أبو القاسم الأستاذ لنفسه
الفقه فقه الشافعي وإنما * من بحره كل بقدر يعرف
لولا ضياء علومه ونجومه * ما كان للتحقيق وجه يعرف *
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان أنشدنا الزبير الأسدآباذي أنشدنا ابن جوصا (2) بدمشق للشافعي
* أرى أبدا نفسي تحن إلى مصر * وكم دون مصر من فياف ومن قفر
فوالله ما أدري أللمال والغنى * تطالب نفسي أم تحن إلى قبر *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا
و (3) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو
بكر محمد بن إبراهيم بن علي قال سعت إبراهيم بن علي بن عبد الرحيم بالموصل يحكي
عن الربيع قال سمعت الشافعي يقول في قصة ذكرها (5)
* لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر * ومن دونها أرض المهامة (6) والقفر (7)

(1) كذا رسمها في د.
(2) بالأصل و " ز "، ود: " جاصا " والصواب ما أثبت.
(3) زيادة عن د، و " ز "، لتقويم السند.
(4) الخبر والبيتان في تاريخ بغداد 2 / 69 - 70.
(5) البيتان في ديوان الشافعي ص 91 ط دار الفكر ومعجم الأدباء 17 / 319 وسير أعلام النبلاء 10 / 77.
(6) المهمة: المفازة والبرية والقفر، جمعها مهامه. وقال الليث: المهمة: الفلاة عينها لا ماء بها ولا أنيس.
(7) القفر: الخلاء من الأرض. وقيل: القفر مفازة لا نبات بها ولا ماء.
427

فوالله ما أدري أللفوز والغنى * أساق إليها أم أساق إلى قبر *
قال فوالله ما كان إلا بعد قليل حتى سيق إليهما جميعا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف
حدثنا إبراهيم بن محمد بن سهل الجرجاني أبو إسحاق حدثنا أحمد بن عبد الله أبو الحسن
الجرجاني حدثنا ابن أبي الدنيا قال سمعت أبا سعيد أحمد بن عبد الله بن قبيل (1) قال
سمعت الشافعي يقول قلت بيتين من الشعر
* أرى دائبا (2) نفسي تتوق إلى مصر * ومن دونها أرض المفاوز والقفر
فوالله ما أدري إلى الخفض والغنى * أساق إليها أم أساق إلى قبر *
قال أبو سعيد فسيق والله إليهما جميعا
قال وأنبأنا حمزة بن يوسف قال سمعت أبا أحمد بن عدي الجرجاني يقول سمعت
الحسن بن سفيان يقول سمعت حرملة يقول كان الشافعي كثيرا مما يتمثل بهذين البيتين ح
وأخبرنا أبو الفتح المصيصي أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الصيرفي أنبأنا أبو
علي بن حمكان حدثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي (3) حدثنا الحسن بن سفيان
النسوي قال سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول (4)
* تمنى رجال أن أموت فإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبقى (5) خلاف الذي مضى * تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد *
قال وأخبرنا أبو علي حدثني القاضي أبو منصور عبد الله بن إبراهيم بن صالح
البغدادي بتنيس حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
قال بلغ الشافعي (6) أن أشهب بن عبد العزيز يقول في سجوده اللهم أمت الشافعي فإنك
إن أبقيته اندرس مذهب مالك قال فتعجب من ذلك وأنشد

(1) من طريقه الخبر والشعر رواه ابن عبد ربه في العقد الفريد 3 / 22.
(2) الأصل ود، وفي " ز ": دائما.
(3) من طريقه الخبر والبيتان في حلية الأولياء 9 / 149 - 150.
(4) البيتان في ديوان الشافعي ص 59 ط دار الفكر بيروت.
(5) كذا بالأصل ود، و " ز " وحلية الأولياء، وفي الديوان " يبغي " وفي أصل سير الاعلام: يبقى.
(6) الخبر والبيتان في سير أعلام النبلاء 10 / 72.
428

* تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى * تجهز لأخرى مثلها فكأن قد (1) *
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو
الحسن بن مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا يونس بن عبد الأعلى
قال (2)
ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي فدخلت عليه فقال لي أبا موسى اقرأ علي ما بعد
العشرين والمائة من آل عمران وأخف القرآن ولا تثقل فقرأت عليه فلما
أردت القيام قال لا تغفل عني فإني مكروب قال يونس عني الشافعي بقراءتي ما بعد
العشرين والمائة ما لقي النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أو نحوه
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أحمد بن عبد الله أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان
أنبأنا الحسن بن الحسين حدثني الزبير أخبرني علي بن محمد بن أبي العشراء بمصر
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال
أوصى الشافعي إلى أبي فرأيت في آخر وصيته ومحمد بن إدريس يسأل الله القادر على
ما يشاء أن يصلي على محمد عبده ورسوله وأن يرحمه فإنه فقير إلى رحمته وأن يجيره
من الناس فإن الله غني عن عذابه وأن يخلفه في جميع ما خلفه بأفضل ما خلف به أحدا من
المؤمنين وأن يكفيهم فقده ويجبر مصيبتهم والحاجة إلى أحد من خلقه بقدرته وكتب
في شعبان سنة ثلاث ومائتين
أخبرنا أبو محمد السيدي (3) وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا سعيد بن محمد
ابن أحمد البحيري قال سمعت ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو عثمان العيار
قال سمعت أبا محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الصيرفي يقول سمعت محمد بن إسحاق

(1) وقيل إن البيتين ليسا للشافعي، انما تمثل بهما، وهما من قصيدة لعبيد بن الأبرص، وهذه القصيدة تعد من
مجمهرات العرب ومطلعها:
لمن دمنة اقوت بحرة ضرغد * تلوح كعنوان الكتاب المجدد
ديوان عبيد بن الأبرص ص 65 وما بعدها (ط. صادر، بيروت).
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 10 / 75.
(3) في " ز ": السندي.
429

بن خزيمة (1) يقول سمعت إسماعيل بن يحيى المزني قال
دخلت على محمد بن إدريس الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت يا أبا عبد الله
كيف أصبحت قال فرفع رأسه فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا
ولسوء فعلي وقال الخلال عملي ملاقيا وعلى الله واردا ما أدري روحي تصير إلى الجنة
فأهنئها أو وقال الخلال أم إلى النار فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول (2)
* فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت الرجا من نحو عفوك سلما *
وقال الخلال رجائي نحو
* تعاظمني ذنبي فلما (3) قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما *
* فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما *
زاد البحيري هذه الثلاثة أبيات
* فإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
فلولاك لم يغوى (4) بإبليس عابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وإني لآتي الذنب أعرف قدره * وأعلم أن الله يعفو ويرحما *
أخبرنا أبو الفضل محمد بن حمزة بن إبراهيم القرائي أنبأنا والدي الشيخ العالم أبو
يعلى حمزة بن إبراهيم حدثنا الشيخ إسماعيل بن موسى البقلي حدثنا الشيخ أبو بكر محمد
ابن نصر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الخطيب قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد ابن
شاكر قال سمعت المزني قال
دخلت على الشافعي عند وفاته فقلت له كيف أصبحت يا أستاذ فقال أصبحت من
الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا وبكأس المنية شاربا وعلى الله واردا ولسوء أعمالي
ملاقيا فلا أدري نفسي إلى الجنة تصير فأهنيها أم إلى النار فأعزيها فقلت عظمي فقال
لي اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينيك ولا تنس موقفك بين

(1) الخبر والابيات في سير أعلام النبلاء 10 / 75 - 76 ومعجم الأدباء 17 / 303 والوافي بالوفيات 2 / 179 وتاريخ
والاسلام (حوادث سنة 201 - 210) ص 340 - 341.
(2) الأبيات في ديوان الشافعي ص 179 ط دار الفكر.
(3) بالأصل: " فلو " والمثبت عن د، و " ز ".
(4) في الديوان بنسختيه يصمد.
430

يدي الله وخف (1) من الله عز وجل واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الله حيث كنت
ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلهم بالشكر وليكن صمتك تفكرا وكلامك ذكرا
ونظرك عبرة اعف عن من ظلمك وصل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك واصبر
على النائبات واستعذ بالله من النار بالتقوى فقلت زدني فقال ليكن الصدق لسانك
والوفاء عمادك والرحمة ثمرتك والشكر طهارتك والحق تجارتك والتودد زينتك
والكياسة فطنتك والطاعة معيشتك والرضا أمانتك والفهم بصيرتك والرجاء اصطبارك
والخوف جلبابك والصدقة حرزك والزكاة حصنك والحياء أميرك والحلم وزيرك
والتوكل درعك والدنيا سجنك والفقر ضجيعك والحق قائدك والحج والجهاد بغيتك
والقرآن محدثك (2) بحجتك والله مؤنسك فمن كانت هذه صفته كانت الجنة منزلته ثم
رمى بطرفه نحو السماء ثم استعبر وأنشأ يقول
* إليك إله الخلق (3) أرفع رغبتي * وإن كنت يا ذا المن والجود مجرما *
* فلما قسا قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت الرجاء مني لعفوك (4) سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عن (5) الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما
فلولاك لم يغو (6) بإبليس عابد * فكيف وقد أغوى صفيك آدما
فإن تعف عني تعف عن متمرد * ظلوم غشوم ما يزايل (7) مأثما
وإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو أدخلت (8) نفسي بجرمي جهنما
فجرمي عظيم من قديم وحادث * وعفوك يا ذا العفو (9) أعلى وأجسما *
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا أنبأنا
أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب

(1) بالأصل ود: " وكن " والمثبت عن " ز ".
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": " والقران محجتك "، وفي د: " والقران محدثك.
(3) في " ز "، ود: الحق.
(4) في د، و " ز ": بعفوك.
(5) بالأصل و " ز "، ود: " على " والمثبت عن الديوان.
(6) بالأصل: " ما يقوى " والمثبت عن " ز "، ود
(7) الأصل و " ز " وفي د: يفارق.
(8) الأصل و " ز "، وفي د: دخلت.
(9) كذا بالأصل و " ز "، ود، وفي الديوان (في نسخة): " يأتي العبد " بدل: " بإذا العفو ".
431

يقول (1) سمعت الربيع بن سليمان المرادي يقول
دخلت على الشافعي وهو مريض فسألني عن أصحابنا فقلت إنهم يتكلموا فقال لي
الشافعي ما ناظرت أحدا قط على الغلبة وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب يعني
كتبه على أن لا ينسب إلي منه شئ قال هذا الكلام يوم الأحد ومات هو يوم الخميس
وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة ورأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين
قال وسئل الربيع عن سن الشافعي فقال نيف وخمسين سنة وقال البيهقي وقيل
توفي يوم الجمعة
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن
البردعي أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (2) حدثنا الربيع بن سليمان المصري حدثني أبو
الليث الخفاف وكان معدلا عند القضاة حدثني العزيزي وكان متعبدا قال رأيت ليلة مات
الشافعي في المنام كأنه يقال مات النبي (صلى الله عليه وسلم) في هذه الليلة كأني رأيت يغسل في مجلس عبد
الرحمن الزهري في مسجد الجامع وكان يقال لي نخرج به العصر فأصبحت فقيل لي مات
الشافعي وقيل لي نخرج به بعد الجمعة فقلت الذي رأيته في المنام قيل لي يخرج بعد
العصر وكأني رأيت في النوم حين أخرج به كأنه معه سرير امرأة رثة السرير فأرسل أمير
مصر أن لا يخرج به إلا بعد العصر فحبس إلى بعد العصر قال العزيزي فشهدت جنازته
فلما صرت إلى الموضع الواسع رأيت سريرا مثل سرير تلك المرأة رثة السرير مع سريره
قال الربيع بن سليمان توفي الشافعي ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة بعدما صلى المغرب
آخر يوم من رجب ودفناه يوم الجمعة وانصرفنا فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين
سمعت (3) أبا القاسم بن السمرقندي يقول سمعت أبا (4) القاسم بن مسعدة يقول
سمعت حمزة بن يوسف يقول سمعت أحمد بن عدي الجرجاني يقول سمعت أبا
أحمد بن عدي (5) المدائني حدثنا يحيى بن عثمان قال سمعت حرملة يقول قدم علينا
الشافعي سنة تسع وتسعين ومائة ومات سنة أربع ومائتين عندنا بمصر (6)

(1) من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء 10 / 76.
(2) من طريقه روي في حلية الأولياء 9 / 101.
(3) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(4) سقطت من الأصل ور، ود
(5) بالأصل وز: علي، تصحيف والتصويب عن د. والسند معروف.
(6) كتب فوقها بالأصل: إلى.
432

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا
أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن جعفر
المزكي قال سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول سمعت الربيع يقول مات الشافعي
سنة أربع ومائتين وهو ابن أربع وخمسين سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال سمعت علي بن محمد بن سليم يقول سألت الربيع
عن موت الشافعي فقال مات سنة أربع ومائتين في آخر يوم من رجب يوم الجمعة وهو ابن
نيف وخمسين سنة
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا أبو نصر الخطيب أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد
أنبأنا أبو بكر العكري ح وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت أنبأنا أبو
بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس الأصم قال كل واحد منهما سمعت
الربيع يقول
مات الشافعي سنة أربع ومائتين في آخر رجب وفي رواية الأصم في آخر يوم من
رجب وزاد عن الربيع وسئل عن سنه فقال نيف وخمسين سنة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الخطيب حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا
القاضي أبو بكر الحيري حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال سئل بحر بن نصر
الخولاني وأنا اسمع عن موت الشافعي فقال مات الشافعي سنة أربع ومائتين
أخبرنا أبو القاسم الحسيني وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا و (1) أبو منصور
بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أبو سعد الماليني ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف قالا أنبأنا عبد الله بن
عدي الحافظ قال قرأت على قبر محمد بن إدريس الشافعي بمصر على لوحين حجارة
أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه نسبته إلى إبراهيم الخليل هذا قبر محمد بن إدريس
الشافعي وهو يشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن

(1) زيادة عن د، وز، لتقويم السند.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 70 وعن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 52.
433

الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن
صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمر وهو من المسلمين
عليه يحيا (1) وعليه مات وعليه يبعث حيا إن شاء الله وتوفي أبو عبد الله ليوم بقي من رجب
سنة أربع ومائتين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
مردك أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال مات الشافعي في
أربع أو خمس ومائتين وهو ابن نيف وخمسين سنة
قال ابن عساكر (2) والصحيح سنة أربع
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة أنبأنا عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب بن
الحسن العدل أنبأنا أبو عبد الله الهروي الحافظ قال
رأيت قبر أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ووقفت عليه وهو بالقرب من قبور آل
عبد الله بن عبد الحكم وترحمت عليه وأحسبه قال (3) رأيته قبرا لاطئا بالأرض ورفوف
حوله صغارا
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم أنشدني أبو
القاسم هبة الله بن الحسن المقرئ أنشدنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن حماد لبعض
الأعراب وقد عبر بقبر الشافعي رحمه الله حين راح الناس من دفنه فقال
* راحت وفود الأرض عن قبره * فارغة الأيدي ملأى القلوب
قد علمت ما رزئت إنما * يعرف فقد الشمس بعد الغروب
أظلمت الآفاق من بعده * وعريت من كل حسن وطيب *
أخبرنا أبو الفتح (4) نصر الله بن محمد أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم
الأزهري أنبأنا أبو علي بن حمكان حدثنا محمد بن الحسن النقاش حدثنا الحسين بن
إدريس بهراة حدثنا الربيع قال

(1) كذا بالأصل ود، وز وفي تاريخ بغداد: حيى.
(2) زيادة منا للايضاح.
(3) زيادة عن ز، سقطت من اللفظة من الأصل ود.
(4) بالأصل: القاسم، تصحيف، والتصويب عن د، وز.
434

كنا جلوسا في حلقة للشافعي بعد موته بيسير فوقف علينا أعرابي فسلم ثم قال أين
قمر هذه الحلقة وشمسها فقلنا توفي رضي الله عنه فبكى بكاء شديدا وقال رحمه الله
وغفر له فلقد كان يفتح ببيانه منغلق (1) الحجة ويسد على خصمه واضح المحجة ويغسل
من العار وجوها مسودة ويوسع بالرأي أبوابا منسدة ثم انصرف
قال وأنبأنا ابن حمكان حدثنا محمد بن هارون الزنجاني بزنجان حدثنا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثنا أبي قال رأيت الشافعي أبا عبد الله محمد بن إدريس في المنام
فقلت له يا أخي ما فعل الله بك قال غفر لي وتوجني وزوجني وقال لي هذه بما لم
تره بما أرضيتك ولم تتكبر فيما أعطيتك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا و (2) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي (3) أنبأنا إسماعيل بن علي الأستراباذي
قال سمعت طاهر بن محمد البكري يقول حدثنا الحسن بن حبيب الدمشقي حدثني الربيع
ابن سليمان قال رأيت الشافعي بعد وفاته في المنام فقلت يا أبا عبد الله ما صنع الله بك
قال أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السلام
أنبأنا أبو الحسن بن السمسار أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه أنبأنا أبو يحيى
البلخي حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني حدثنا أحمد بن جعفر الأصبهاني حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال سمعت محمد بن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال وكان ما
علمته صدوق اللسان يقول رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقال الشافعي المطلبي في الجنة أو
من أهل الجنة
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات بن طاوس أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي حدثنا الحسن بن سفيان بنسا
نا سفيان بن وكيع (4) قال
رأيت فيما يرى النائم بعد موت أبي وأخي كأن القيامة قد قامت والناس في أمر

(1) في ز: مغلق.
(2) زيادة عن د، وز، لتقويم السند.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 70 وعن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال 16 / 53.
(4) بياض بالأصل، والمستدرك بين معكوفتين عن ز، ود. وفي ز: شقيق بن رفيع، وفي د: سفيان بن ربيع.
435

عظيم إذ بدر إلي أخي فقلت له يا أخي ما حالكم قال عرضنا على ربنا تعالى قلت له
فما حال أبي وكيع قال غفر له وأمر به إلى الجنة قلت محمد بن إدريس قال حشر
إلى الرحمن وفدا وألبس حلل الكرامة وتوج بتاج البهاء
قال وأنبأنا أبو علي قال سمعت عبد الرحمن بن حمدان يقول سمعت عثمان بن
خرزاد الأنطاكي يقول
رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وكأن الخلائق قد حشروا وكأن الله قد برز
لفصل القضاء وكأن مناديا ينادي من بطنان العرش ألا ادخلوا الجنة أبا عبد
الله وأبا عبد الله وأبا عبد الله فقلت لملك إلى جنبي من هؤلاء أبا عبد الله فقال أما أولهم فسفيان
الثوري وأما ثانيهم فمالك بن أنس وأما ثالثهم فمحمد بن إدريس الشافعي وأما رابعهم
فأحمد بن حنبل أئمة أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) قد سيق بهم إلى الجنة
أخبرني (1) أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبا عبد الرحمن
السلمي قال سمعت عبد الله بن الحسن الوراق يقول سمعت معبد بن جمعة يقول ح
قال وأنبأنا البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
المؤذن حدثني محمد بن أحمد بن زكريا عن معبد بن جمعة قال سمعت أبا زرعة المكي
يقول سمعت عثمان بن خرزاذ الأنطاكي يقول رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت
وكأن الله جل ثناؤه قد برز لفصل القضاء وكأن الخلائق قد حشروا وكأن مناديا ينادي من
بطنان العرش ألا أدخلوا أبا عبد الله وأبا عبد الله وأبا عبد الله وأبا عبد الله الجنة
فقلت لملك إلى جنبي من هؤلاء قال أولهم مالك بن أنس وثانيهم سفيان الثوري
وثالثهم محمد بن إدريس ورابعهم أحمد بن حنبل وزاد أبو عبد الله في روايته هؤلاء أئمة
ومحمد بن إدريس قد سيق إلى الجنة
أخبرنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو البركات المقرئ أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا
أبو علي بن حمكان حدثنا أبو بكر بن لآل الفقيه حدثنا عمر بن علي الصيرفي حدثنا
عثمان بن أحمد أبو سعيد الدينوري حدثنا محمد بن حمدان الطرائفي أبو عبد الله قال
سمعت أبا الحسن الشافعي يقول رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) في المنام فقلت يا رسول الله بما جزء
الشافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة صلى الله على محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
436

عن ذكره الغافلون قال جزي عنه أنه لا يوقف للحساب (1)
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا علي بن الحسن بن عبد السلام أنبأنا أبو الحسن
ابن السمسار أنبأنا أبو علي بن درستويه أنبأنا أبو يحيى البلخي حدثنا عثمان بن سعيد
هو الأنماطي قال سمعت أبا القاسم القزويني يقول كنا في سفر في طلب الحديث ومعنا
رجل كان يطعن على الشافعي وعلى كتبه فأصبحنا يوما فإذا هو يقول أنا خارج إلى مصر
فقلنا له فيماذا قال في كتابة كتب الشافعي قلنا كيف وأنت تقول فيه ما تقول قال
رأيت في النوم (2) طيرا أخضر (3) وإذا الناس يأخذون منها ما شاءوا فذهبت آخذ معهم
فمنعت فقلت ما لي أمنع من بين الناس فقيل لي إنك تطعن على الشافعي فقلت
أعود أبدا فتركت حتى أخذت من تلك الطير
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن المالكي قالا حدثنا و (4) أبو
منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الحافظ (5) قال قرأت على أبي بكر محمد موسى
الخوارزمي عن أبي عبد الله محمد بن المعلى الأزدي قال قال أبو بكر محمد بن الحسن بن
دريد الأزدي يرثي أبا عبد الله الشافعي
* بملتفتيه للمشيب طوالع * ذوائد عن ورد التصابي روادع
تصرفه طوع العنان وربما * دعاه الصبي فاقتاده وهو طائع
ومن لم يزعه لبه وحياؤه * فليس له من شيب فوديه وازع
هل النافر المذعور للحظ راجع * أم النصح مقبول أم الوعظ نافع
أم الهمك المهموم بالجمع عالم * بأن الذي يرعى من المال ضائع
وأن قصاراه (6) على فرط ضنه * فراق الذي أضحى له وهو جامع
ويخمل ذكر المرء ذي المال بعده * ولكن جمع العلم للمرء رافع
ألم ترى آثار ابن إدريس بعده * دلائلها في المشكلات لوامع
معالم يغني الدهر وهي خوالد * وتخفض الأعلام وهي فوارع

(1) مر الخبر قريبا في اثنا الترجمة.
(2) بالأصل: " طير " تصحيف والتصويب عن ز، ود.
(3) كلمة " اخضر " سقطت من د.
(4) زيادة عن ز، ود، لتقويم السند.
(5) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 2 / 70 - 71 - 72 وعن أبي بكر الخطيب في تهذيب الكمال 16 / 53 / 54.
(6) الأصل: قصاره، والمثبت عن د، وز، والمصدرين.
437

مناهج فيها للهدى متصرف * موارد فيها للرشاد شرائع
ظواهرها حكم ومستنبطاتها * لما حكم التفريق فيه جوامع
لرأي ابن إدريس ابن عم محمد * ضياء إذا ما أظلم الخطب ساطع
إذا المعضلات (1) المشكلات تشابهت * سما منه نور في دجاهن لامع
أبى الله إلا رفعه وعلوه * وليس لما يعليه ذو العرش واضع
توخى الهدى واستنقذته يد التقى * من الزيغ إن الزيغ للمرء صارع
ولاذ بآثار الرسول فحكمه * لحكم رسول الله في الناس تابع
وعول في أحكامه وقضائه * على ما قضى في الوحي والحق ناصع
بطئ عن الرأي المخوف التباسه * إليه إذا لم يخشى لبسا مسارع
جرت لبحور العلم أمداد فكره * لها مدد في العالمين يتابع
وأنشا له منشيه من خير معدن * خلائق هن الباهرات البوارع
تسربل بالتقوى وليدا وناشئا * وخص بلب الكهل مذ هو يافع
وهذب حتى لم تشر بفضيلة * إذا التمست إلا إليه الأصابع
فمن بك علم الشافعي أمامه * فمرتعه في باحة العلم واسع
سلام على قبر تضمن جسمه * وجادت عليه المدجنات الهوامع
لقد غيبت أثراؤه جسم ماجد * جليل إذا التفت عليه المجامع
لئن فجعتنا الحادثات بشخصه * لهن لما حكمن فيه فواجع
فأحكامه فينا بدور زواهر * وآثاره فينا نجوم طوالع *
قال ابن عساكر (2) قد جمع الناس في فضائل الشافعي رحمه الله فأكثروا وفضله (3)
رحمه الله أكثر مما جمعوا وسطروا ولأبي الحسين (4) الرازي والد تمام في أخباره عشر
(5) ولأبي بكر البيهقي في فضله مجلد ضخم (6) ولأبي الحسن الآبري (7) مجلد
ضخم ولا يحتمل هذا الكتاب أكثر مما ذكرنا فلذلك اقتصدنا واقتصرنا والله يتغمده
برضوانه ويجمع بيننا وبينه في مستقر جنانه

(1) الأصل وز، ود، المفظعات.
(2) الزيادة منا للايضاح.
(3) بياض بالأصل، واستدركت اللفظة عن د، وز.
(4) بالأصل: الحسن، تصحيف، والمثبت عن ز، ود.
(5) بياض بالأصل، وفي د: " مسرسات " وفي ز: " مشزات ".
(6) بياض بالأصل، والمستدرك عن د، وز.
(7) بياض بالأصل، والمثبت عن د، وز.
438