الكتاب: ذيل تاريخ بغداد
المؤلف: ابن النجار البغدادي
الجزء: ٤
الوفاة: ٦٤٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر يحيى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

ذيل
تاريخ بغداد
تأليف
الامام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود
ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن
المعروف بابن النجار البغدادي
المتوفى 643 ه‍
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء التاسع عشر
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتاب العلمية
بيروت - لبنان
2

[قال] 1 رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، كلما ذهب
نبي خلفه نبي، وإنه [ليس] (2) بكائن بعدي نبي " قالوا: يا رسول الله! فما يكون؟
قال: " يكون خلفاء ويكثرون " قالوا: يا رسول الله فما نصنع؟ قال: " أوفوا بيعة
الأول فالأول، أدوا الذي عليكم، ويسألهم الله [عن] (3) الذي عليهم " (4).
804 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن عبد
الوهاب بن حمويه بن حيويه الدامغاني، أبو الحسن (5)
قاضي القضاة ابن قاضي القضاة أبي عبد الله، تفقه على والده، وشهد عنده في
الثامن من شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة. فقبل شهادته وقلده القضاء بباب
الطاق وعمره ست عشرة (6) سنة، ولم يسمع أن قاضيا تولى القضاء أصغر منه سنا،
ثم ولاه والده القضاء بربع باب الأزج في محرم سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ولم يزل
على القضاء إلى [أن] (7) توفي (8) والده وولي الشامي قضاء القضاة وعزل نفسه عن
القضاء، فبعث إليه الشامي يقول له: أنت على عدالتك وقضائك، فنفذ إليه يقول: أما
الشهادة فإنها استشهدت، أما القضاء فقضى عليه، وانقطع عن الولاية، ولازم
الاشتغال بالعلم إلى أن قلده الامام المستظهر بالله قضاء القضاة بعد موت الشامي في
يوم الأحد ثاني عشري شعبان سنة وثمانين وأربعمائة، وبقي على قضاء القضاة

(1) الأصل المخطوط ناقص من أوله، وهي النسخة الوحيدة، بمكتبة باريس. وما بين المعقوفتين
ليست في الأصل، وزيدت من المصادر.
(2) بياض في الأصل مكان " ليس " وزدناها من المصادر.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 297. وسنن ابن ماحة 212.
(5) انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 5 / 219. والجواهر المضية 1 / 373. والعبر 4 / 30.
(6) في الأصل: " سنة عشر "
(7) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(8) في الأصل: " في " تصحيف.
3

إلى آخر أيام (1) المستظهر بالله، فلما ولى ولده الامام المسترشد بالله الخلافة أقره على
ولايته إلى حين وفاته، ولا نعلم أن قاضيا ولي لأربعة خلفاء غيره وغير شريح القاضي،
وناب في ديوان المجلس عن الوزارة في الأيام المستظهرية والمسترشدية مرات، وجرت
أموره في قضاياه وأحكامه على السداد والاستقامة.
وكان فقيها فاضلا، كثير المحفوظ، متدينا عفيفا نزها، ذا مروءة وصدقات وبر
ومعروف، وكانت له معرفة حسنة بالشروط وكتبة السجلات، وهو الذي تولى البيعة
للامام المسترشد بالله على الناس.
سمع الحديث من والده ومن القاضي أبي يعلى بن الفراء (2)، وأبي محمد الصريفيني
وأبي الحسن بن النقور، وأحمد بن محمد بن السمناني، وأبي بكر الخطيب وغيرهم،
وحدث باليسير، روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بن رواج بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمد السلفي، أنبأنا قاضي القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن
الحسن الدامغاني الحنفي ببغداد في داره.
وأخبرنا أبو علي ضياء بن علي [بن] (3) أحمد بن أبي علي، والحسين بن سعيد أبو
عبد الله الأمين، وعبد الله بن دهبل بن علي قالوا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي
ابن محمد الشاهد.
وأخبرنا أبو الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف، أنبأنا أبو سعد أحمد بن
محمد بن علي الزوزني قالوا جميعا:
أنبأنا القاضي الاجل أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الفقيه إملاء، أنبأنا موسى
ابن عبد الله السراج، حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا عبد
الأعلى بن حماد النرسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن غيلان بن جرير، عن
عبد الله بن معبد الزماني (4)، عن أبي قتادة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " صوم يوم عاشوراء

(1) في الأصل: " إلى آخر الأيام "
(2) في الأصل: " ابن الفراه "
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) في الأصل " الرماني " تصحيف.
4

يكفر العام الذي قبله، وصوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله والذي بعده " (1).
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: حدثني أبو البركات ابن الجلاء الأمين قال: حضر
أبو الحسن الدامغاني وجماعة أهل الموكب باب الحجرة فخرج الخادم فقال: انصرفوا
إلا قاضي القضاة! فلما انصرفوا فقال له: إن أمير المؤمنين بحيث (2) يسمع كلامك
وهو يقول: أنحن نحكمك أم أنت تحكمنا؟ قال: فكيف يقال لي هذا وأنا بحكم أمير
المؤمنين، فقال: أليس يتقدم إليك بقبول قول شخص فلا تفعل؟ قال: فبكى وقال: قل
لأمير المؤمنين: يا أمير المؤمنين! إذا كان يوم القيامة جئ بديوان ديوان فسئلت عنه
فإذا جئ بديوان القضاء كفاك أن تقول: وليته لذاك المدبر الدامغاني فتسلم أنت
وأقع أنا، فبكى الخليفة وقال: افعل ما تريد.
أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن هبة الله النحوي، أنبأنا القاضي أبو العباس
أحمد بن بختيار الواسطي قال: حكى لي جماعة أن عاملا من عمال السلطان - يعني
محمد بن ملك شاه وجب عليه حق فحبسه - يعني قاضي القضاة علي بن محمد
الدامغاني، فنفذ السلطان بهروز لاجل الافراج عنه - وموضع بهروز من الدولة
الموضع المشهور، فقال له: السلطان يقول لك: تفرج عن هذا العامل! فقال له: من
السلطان؟ فقال له: محمد العجمي، فقال له: قل له غير أن السلطان محمدا العربي قال
لي: لا تفرج عنه، فعاد بهروز وقد ضاق صدره من ذلك، فحكى للسطان ما قال له،
فقال له: قل نقبل من السلطان محمد العربي.
أخبرني عبد الوهاب بن ظافر بالإسكندرية قال: سمعت أبا طاهر السلفي يقول:
سألته - يعني قاضي القضاة أبا الحسن عن مولده، فقال: مستهل رجب سنة تسع
وأربعين يعني وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي قال: توفي قاضي القضاة أبو الحسن علي بن
محمد الدامغاني في بكرة يوم الأحد رابع عشر المحرم سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
ذكر غيره أنه دفن في داره بنهر القلائين بعد أن صلى عليه ولده أبو عبد الله محمد
وحضر أرباب الدولة والقضاة والشهود وأهل العلم وخدم الخليفة، وكانت الصلاة

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 296، 297، 304.
(2) في الأصل: " بحث "
5

805 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن بن أبي زيد الفصيحي النحوي (1):
من أهل إستراباذ، قرأ الأدب على أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد بن
الحسن الجرجاني بن بنت الإسماعيلي (2) حتى يرع فيه، ولقب بالفصيحي لكثرة
إعادته كتاب " الفصيح " لثعلب، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، ودرس بها
الأدب بالمدرسة النظامية بعد أبي زكريا التبريزي، وسمع شيئا من الحديث من أبي
الحسين عاصم من الحسن الشاعر، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب
الأنباري، وروى " الجمل " لعبد القاهر و " المسحر " في النحو له، وغير ذلك من
مصنفاته عنه. روى عنه: الشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي،
وأبو طاهر السلفي، ومنوجهر بن تركانشاه الكاتب.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الصوفي بالقدس، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد
السلفي، أنشدنا أبو الحسن الفصيحي ببغداد لبعض النحويين:
النحو شؤم كله فاعلموا * يذهب بالخير من البيت
خير من النحو وأصحابه * تريدة تعمل بالزيت
قال: وسمعت الفصيحي يقول: وقال له بعض الفقهاء: حفظت " الاصلاح "
ونسيته، فقال: النسيان فعل ولكن فعل مدبر كما حكى عن بعضهم. وسئل عن
مسألة فقال: لا أدري، ولا أدري نصف العلم، فقال: نعم، هو النصف الاخر.
أنبأنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنشدنا أبو
الحسن الفصيحي ببغداد لابن نباتة:
وأعيش بالبلد الذي لو أنه * دمع لما رويت به الآماق
ويزيدني عدم الدراهم عفة * وعلى الدراهم تضرب الأعناق
قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرى، عن الشريف أبي علي الحسن بن
جعفر المتوكلي قال: حدثني الشيخ الامام الفصيحي وقت قراءتي عليه ديوان أبي
الطيب المتنبي وهو ابن عبدان السقا، قال: قدم بعض الاشراف من الكوفة فدخل إلى
مجلس فيه المتنبي فنهض الناس كلهم له سوى المتنبي، فجعل كل واحد من الحاضرين

(1) انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 3 / 24. ومعجم الأدباء 15 / 66 - 75. وبغية الوعاة 351
- 352
(2) في إنباه الرواة 2 / 188: " ابن أخت الشيخ أبي علي الفارسي ".
6

يسأله عن الأحول بالكوفة وما تجدد هناك، فقال له المتنبي: يا شريف! كيف خلفت
الأسعار بالكوفة؟ فقال:: كل رواية برطلين خبزا (1) - فأخجله.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ونقلته من خطه قال: أنشدني منوجهر بن محمد
ابن تركانشاه، أنشدنا أبو الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي (2) أنشدنا أبو سعد بن
هندو لجده:
يتيه زماني أنني بعض أهله * وآنف أن أعزى إليه لجهله
وتعجبني أن أخرتني (3) صروفه * فتأخيرها الانسان برهان فضله
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: أبو الحسن
الفصيحي كان علما في علم النحو يشار فيه إليه ويعول في قراءته عليه، وكان من
تلامذة عبد القاهر الجرجاني، وقرأت أنا عليه في تواليف عبد القاهر غير كتاب
وعلقت عنه أشياء كثيرة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات
الفصيحي النحوي في يوم الأربعاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست عشرة
وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالوردية.
806 - علي بن محمد بن علي القيار، أبو الحسن البزاز (4):
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وحدث باليسير، روى عنه أبو
بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه.
807 - علي بن محمد بن علي التميمي العنبري، أبو الحسن، المعروف والده
بدواس القنا (5).
من أهل البصرة، قدم واسطا وسكنها إلى حين وفاته، وكان أديبا، فاضلا، تام
المعرفة بالعربية، وشاعرا مجودا، قدم بغداد بعد التسعين وأربعمائة، ومدح بها سيف
الدولة صدفة بن منصور بن يزيد الأسدي وغيره، وروى بها شيئا من شعره، وقرأ

(1) في الأصل: " خبر ".
(2) في الأصل: " الصبيحي " تصحيف.
(3) في الأصل: " أن أخبرتني ".
(4) انظر ترجمته في: تكملة إكمال الاكمال ص 346.
(5) انظر: المستفاد ص 198.
7

الأدب على أبي زكريا التبريزي، كتب عنه ببغداد أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين
وغيره.
وقرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال: أنشدني الأديب أبو الحسن علي بن محمد
التميمي البصري لنفسه من قصيدة:
قد صرف الدهر حالي بالصروف وما * أبقى وصير بوجودي إلى العدم
فبت يعلقني ليلان ما انصرما * داج من الهم في داج من الظلم
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ: أن علي بن محمد بن دواس القنا البصري،
[أنشد] (1) لنفسه من قصيدة يمدح بها الوزير علي بن طراد الزينبي:
لو أنك الناجم من أمية (2) * مالج في طغيانها وليدها
أنبأنا أبو البركات عمر بن أحمد بن محمد الحسيني، أنشدنا أبو جعفر هبة الله بن
يحيى بن الحسن الواسطي قال: أنشدني علي بن محمد العنبري لنفسه:
ومن يعتمد يوما على الله يكفه * مخافة ما في اليوم والأمس والغد
فلا ترج غير الله في كل حالة * معينا فما لا يصلح الله يفسد
كتب إلي أبو جعفر المبارك بن المبارك المقرى الواسطي: أن أبا الكرم خميس بن
علي الحوزي أخبره، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الهاشمي البصري الشاهد
المعروف والده بدواس القنا لنفسه من قصيدة:
ساقوا الجمال وخلفوني إثرهم * متململا أدعوهم وأنادي
يا راحلين عن العقيق وخاطري * لمطيهم هاد وقلبي حاد
إن كان قد حكم الهوى أن ترقدوا * عما أجن وتذهبوا برقادي
فترفقوا على أفوز بنظرة * تطفي غليلا دائم الايقاد
أسكنتم جسمي الضنا وسلبتم * جفني الكرى وذهبتم برقادي (3)
إن تتهموا فتهامة أكرم بها * لبني الهوى من منزل ومراد
أو تنجدوا فالقلب منذ بلى بكم * وقف على الاتهام والانجاد

(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
(2) في الأصل: " أمه "
(3) في المستفاد: " بفؤادي "
8

فقلت هذه الأبيات من حفظ خميس الحوزي، وكان لفظه " الهاشمي " في نسب
الشاعر مكشوطة مصلحة بغير قلم خميس ومداده فكأنها كانت والله أعلم " التميمي " أو
" العنبري " وقد غيرهما الشاعر بيده،، فإني رأيت أولاده ينسبون إلى هاشم - فالله أعلم.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي ونقلته من خطه، قال: سمعت الشريف
محمد بن عبد السميع بن أبي تمام أبا الفتح العباسي الزاهد يقول: سمعت أبا الجوائز
سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني يقول: كنت جالسا في سوق البزازين
بواسط وإذا قد دخل علينا الأمين أبو الحسن علي (1) بن دواس القنا العنبري وهو
يومئذ مريض مسلول، فاشترى ثوبا زنديجيا واستدعى خياطا وفصله دراعة
ورأينا (2)، فقلت له: علام عولت؟ فقال: أنحدر البحرين وأمتدح أبا سنان ملك تلك
البلاد، فقلت له: إنك مريض وهذا الوقت حار، فقال: تكتب؟ نعم، فقال:
اكتب! وأملى علي فكتبت على ظهر الميزان لنفسه:
دم الفضل ما دام الزمان مساعدا * فما كل ما يأتي بما شئت آتيا
ومن لم يجد بنيانه في شبابه * يجد كل ما يبنيه في الشيب واهيا
وإن ثمار العود ما دام أخضرا * يرجى ولا يرجى إذا صار ذاويا
وليس على الانسان إنجاح سعيه * ولكن عليه أن يجيد المساعيا
ثم خرج، فما خرجت الثياب من الخياط حتى مات رحمه الله.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي يقول: قال القاضي أبو العباس
أحمد بن بختيار بن الماندائي ومن خطه نقلت: توفي علي بن محمد بن دواس القنا ليلة
الجمعة سادس رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ودفن بداور دان.
808 - علي بن محمد بن علي بن [محمد بن] (3) موسى بن جعفر، أبو الحسن
ابن أبي بكر الخياط المقرى:
من أهل باب البصرة، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أبا القاسم علي بن
أحمد بن محمد بن البسري وغيره، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري،
وأبو القاسم بن العساكر في معجميهما.

(1) في الأصل: " أبو علي ".
(2) في الأصل الكلمة غير منقوطة.
(3) ما بين المعقوفتين ليست في الأصل، إنما زدناه من الأسانيد التالية.
9

أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله الشافعي، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن محمد بن موسى بن جعفر أبو
الحسن بن أبي بكر الخياط المقرى بقراءتي عليه ببغداد، وأنبأنا أبو القاسم فرج بن
معالي القصباني، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قالا: حدثنا أبو القاسم علي
ابن أحمد بن محمد بن علي البسري (1) إملاء أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن
العباس المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء، حدثنا عبد الله
[ابن] (2) أحمد بن محمد بن حنبل [حدثني أبي] (3) حدثنا يحيى بن [سعيد] (4)، عن
شعبة، أخبرني أبو حمزة قال: سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمرهم بالايمان بالله، قال: " أتدرون ما الايمان؟ " قالوا: الله ورسوله
أعلم، قال: " شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء
الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم " (5).
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي
أبو الحسن علي بن أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط في ذي الحجة سنة ثلاث
وعشرين وخمسمائة.
809 - علي بن محمد بن علي بن عمر المحليان، أبو الحسن:
كان يسكن باب المراتب ثم انتقل إلى رحبة جامع القصر، وكان يتصرف في
الاعمال الديوانية، سمع القاضي أبا يعلى بن الفراء، وحدث باليسير، روى عنه أبو
المعمر (6) الأنصاري وأبو القاسم بن عساكر في معجميهما.
قرأت في بيت أبي محمد بن الخشاب لمسموعاته بخطه قال: قرأت يوم السبت تاسع
شهر ربيع الأول من سنة إحدى وثلاثين على الرئيس أبي الحسن علي بن محمد بن
علي بن عمر المحليان في منزله بين الدربين شرقي مدينة السلام مجلسا ثالثا من أمالي
أبي يعلى بن الفراء سماعه من ابن الفراء، سألته عن مولده: فذكر أنه كان في الغرق

(1) في الأصل: " النسوي " تصحيف.
(2) بياض في الأصل مكان " بن "
(3) الزيادة من مسند أحمد.
(4) الزيادة من مسند أحمد.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 627. ومسند أحمد 1 / 228.
(6) في الأصل: " أبو المعمر بن الأنصاري "
10

نحو من سنة خمس (1) عشرة سنة، توفي رحمه الله في جمادى الآخرة من هذه السنة
بباب المراتب. قلت: كان الغرق في سنة ست وستين وأربعمائة.
810 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن بن أبي عثمان الهروي (2):
طلب الحديث بنفسه، وكتب بخطه، وقرأ الأدب، وحصل منه طرفا صالحا، وكان
يؤدب أولاد الوزير أنو شروان بالحريم الطاهري.
سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن [إبراهيم بن الفراء] (3) البانياسي، وأبا
الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، وأبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد
ابن يوسف، وأبا بكر أحمد بن علي بن الحسين بن الطريثيثي، وأبا عبد الله محمد ابن أبي
نصر الحميدي، وحدث باليسير، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب
الخفاف، وحدثنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
حدثنا ابن الأخضر من لفظه وأصله بجامع القصر، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد
ابن علي الهروي قراءة عليه وأنا أسمع مع والدي في السادس من جمادى الأولى سنة
ثلاثين وخمسمائة قرى على أبي بكر أحمد بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وأنا
أسمع، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطيري، أنبأنا محمد بن أحمد بن
علي بن حامد، أنبأنا أحمد بن السري بن صالح، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا
سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق،
عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قا ل: " إنما هما اثنان:
الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم
ومحدثات الأمور! فإن شر الأمور محدثاتها، وأن كل محدثة بدعة، ألا لا يطول عليكم
الأمد فتقسو قلوبكم " (4).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي علي
ابن محمد بن علي الهروي في شعبان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.

(1) في الأصل: " خمسة "
(2) انظر ترجمته في: بغية الوعاة ص 355. وإنباه الرواة 2 / 311. ومعجم الأدباء 14 / 248.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من الأنساب 2 / 67.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1081. وصحيح مسلم 1 / 285. وسنن ابن ماجة
ص 6.
11

811 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن السكن،
أبو الحسن، المعروف بابن المعوج:
من أهل باب المراتب، وهو أخو محمد بن محمد الذي قدم ذكره، سمع أبا القاسم
علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب، وسافر إلى العراق وخراسان، وحدث
بأصبهان، روى عنه أبو القاسم بن عساكر في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن هبة الله
الحافظ، أنبأنا علي بن محمد بن السكن أبو الحسن البغدادي المعروف بابن المعوج
بأصبهان، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الرزاز، وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم
ابن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم الرزاز، أنبأنا أبو الحسن محمد بن
محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار،
حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة، حدثني معتمر بن سليمان التميمي قال: سمعت
عاصما الأحول يقول: حدثني شرحبيل أنه سمع أبا سعيد وأبا هريرة وابن عمر رضي
الله عنهم يحدثون: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل من
زاد أو ازداد فقد أربى " (1).
قال شرحبيل: إن لم أكن سمعته منهم أدخلني الله النار.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن محمد بن
علي بن السكن أخو شيخنا أبي عبد الله محمد، سافر إلى بلاد خراسان وتغرب،
وكان فيه فضل وتمييز وعزة نفس، لقيته بمرو، سمع بقراءتي صحيح البخاري. وكان
شابا، حسن الهيئة، مليح المنظر، ما اتفق أني سمعت منه شيئا. وقال لي أخوه محمد سنة
ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة. احتسب صديقك عليا فإنه مات بالغربة.
812 - علي بن محمد بن علي بن محمد السمناني، أبو الفتح بن أبي جعفر،
المعروف بابن الحلواني (2):
تقدم ذكر والده وجده، وهو من أولاد المحدثين، وكان يسكن بقراح ابن أبي
الشحم، سمع أبا الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري، وحدث باليسير، وكان به

(1) انظر الحديث في صحيح مسلم 2 / 25. ومسند أحمد 3 / 85.
(2) انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 7 / 239.
12

صمم،
روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم
شيوخه (1).
813 - علي بن محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني،
أبو الحسن بن أبي بكر.
من أهل أصبهان، من أولاد المحدثين، وكانت الرحلة لأبيه في حديث أبي الشيخ
لأنه آخر من رواه غالبا، وقد رواه عاليا، وقد روى لنا عنه بأصبهان، وأبو الحسن هذا
قدم بغداد حاجا بعد العشرين وخمسمائة، وحدث بها عن جده لامه أبي بكر محمد
ابن الحسن بن سليم، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم بن عساكر في
معجميهما.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله الحافظ، أنبأنا علي بن محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم أبو
الحسن بن أبي بكر الصالحاني الأصبهاني بقراءتي عليه ببغداد قدمها حاجا، أنبأنا
القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم.
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الصوفي بهمذان، أنبأنا أبو المحاسن
نصر بن المظفر البرمكي، وأنبأنا سليمان بن داود الواعظ، وعلي بن الحسين اليمني،
وأبو جعفر محمد بن محمد الشبري بأصبهان قالوا: أنبأنا أبو القاسم رجاء بن حامد
المعداني قالا: أنبأنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الواعظ قالا: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن جعفر إملاء، حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، حدثنا
أبو بكر محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عثمان بن
غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض الحوائط
ومعه عود ينكت به بين الماء والطين، فجاء رجل فاستفتح فقال: " افتح له وبشره
بالجنة ". فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة، ثم جاء رجل فاستفتح، فقال: " افتح له وبشره
بالجنة "، ففتحت وإذا هو عمر فبشرته بالجنة، ثم جاء آخر فاستفتح، فقال: " افتح له
وبشره بالجنة على بلوى تكون "، ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى
تكون، فقال: " الله المستعان وعليه التكلان " (2).

(1) انظر معجم البلدان 7 / 41.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 91. ومسند أحمد 4 / 406.
13

814 - علي بن محمد بن علي البرداني، البقال، أبو الحسن (1):
من أهل ا الحريم الطاهري، سمع أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد بن البرداني، وقيل:
إنه سمع من طرد ا لزينبي وأبي الخطاب بن البطر ولم يظهر لي شئ عنهما. حدث
باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
قرأت في كتاب عمر بن المبارك بن أحمد بن نهلان بخطه قال: وفي سنة سبع
وثلاثين وخمسمائة توفي أبو الحسن علي بن البقال، ودفن بباب حرب.
815 - علي بن محمد بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن
ابن المسلمة، أبو الحسين بن أبي نصر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم:
من بيت الرئاسة والوزارة، تقدم ذكر والده، تولى الأستاذية بدار الخلافة في أيام
الامام المسترشد بالله وفي أيام ولده الراشد بالله، وسمع الحديث من أبو الحسن علي
ابن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري، وعلي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبي
الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه: أبو
الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وهو من أقرانه وأقدم أسنادا منه، وروى عنه:
أبو سعد بن السمعاني، وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن ثابت
الحنفي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي الملقب برئيس الرؤساء ببغداد،
وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن علي بن النفيس الأنباري قدم علينا، أنبأنا أبو الفتح
محمد بن أحمد بن الخلال قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري، أنبأنا
القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين، حدثنا أبو الحسين نعيم بن
عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي إملاء، حدثنا أبو جعفر أحمد بن القاسم بن
مساور الجوهري، حدثنا سعيد، عن مبارك بن فضالة، عن كثير أبي محمد، عن البراء
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " صاحب الدين مأسور في قبره يشكو إلى الله الوحدة " (2).
وأنبأنا إسماعيل، أنبأنا عبد الخالق بن أسد، [وأنبأنا] (3) شهاب الحاتمي بهراة قال:
سمعت ابن السمعاني قال: سئل أبو الحسين علي بن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء

(1) انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 2 / 145.
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 507. والصغير له 2 / 47.
(3) ما بين المعقوفتين ليست في الأصل.
14

عن مولده، فقال ونحن نسمع: في النصف من شوال سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو الحسين علي
ابن محمد بن علي بن رئيس الرؤساء في شعبان سنة أربعين وخمسمائة، وصلى عليه
بجامع القصر، وحضر أرباب الدولة: قاضي القضاة وابن ع مه أستاذ الدار أبو الفتوح
وغيرهم، ودفن بتربتهم بباب أبرز عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وبلغ من عمره
السبعين، وكان من أهل السنة والاعتقاد الصالح.
816 - علي بن محمد بن علي بن القواس، أبو الفوارس المقرى، المعروف بابن
القابلة.
كان شيخا صالحا متجردا من الدنيا، يسكن سقاية الرازي بجامع المنصور يخلو فيها
بالعبادة.
سمع الشريف أبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي وغيره، وحدث
باليسير، روى عنه: أبو الفتح المبارك بن أبي بكر بن أبي العز بن الديك المقرى.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن محمد بن سعد السقلاطوني: ويعرف بابن عين
البقرة، وكان من طلبة الحديث، قال: حدثني أبو منصور عبد الملك بن أبي طاهر بن
محمد النجار قال: فكرت في ليلة من الليالي في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يقول الله عز وجل
لعبده: هل واليت لي وليا؟ هل عاديت لي عدوا؟ " فقلت في نفسي: ترى هل من أوالي
أو من أعادي؟ قال: فبينا أنا نائم رأيت شخصا فقال لي: وال (1) أبا الفوارس ابن
القابلة، وعاد من يقول: القرآن مخلوق أو محدث.
أنبأنا أبو علي الأصبهاني، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد قال:
مات أبو الفوارس بن القابلة في يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الآخرة من سنة ثلاث
وأربعين خمسمائة، وصلى عليه بجامع المنصور، ودفن بباب الجامع المذكور، وكان
زاهد صالحا على طريقة حسنة.
817 - علي بن محمد بن علي، أبو الفرج بن أبي غالب، المعروف بابن البزاز:
سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي بن الزينبي، وأبا عبد الله الحسين
ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان

(1) في الأصل: " قال أبا الفوارس "
15

الرزاز، وحدث باليسير، روى عنه: أبو سعد بن السمعاني، وسمع منه شيخانا: عبد
الخالق بن عبد الوهاب الصابوني، ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف.
أنبأنا عبد الخالق بن عبد الوهاب، ويوسف بن المبارك قالا: أنبأنا أبو الفرج علي
ابن أبي غالب بن البزاز قراءة عليه في ربيع الأول سنة ست وثلاثين وخمسمائة ونحن
نسمع، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد
الرحمن بن عبيد الله الحرفي، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن موسى الأهوازي
إملاء، أنبأنا بن الحباب الجمحي، عن هشام أبي المقدام، عن أبيه، عن فاطمة
بنت الحسين، عن أبيها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من أصابته مصيبة فقال إذا ذكرها * (إنا
لله وإنا إليه راجعون) * جدد الله له من الاجر مثل ما كان له يوم أصابته " (1).
قرأت في كتاب سلمان بن مسعود حامد الشحام بخطه قال: مات أبو الفرج
ابن البزاز ليلة الأحد ثاني عشر شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة
الإمام أحمد.
818 - علي بن محمد بن علي بن الكوفي، أبو سعد الوكيل، المعروف بابن
القارى:
من أهل باب الأزج، كان وكيلا على أبواب القضاة، سمع: أبا عبد الله بن طلحة،
والوزير أبا منصور محمد بن محمد بن محمد بن جهير، وحدث باليسير، سمع منه: أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي: وشيخنا أبو العباس أحمد بن أبي العز
صالح بن طاهر المصري التواريخي في سنة ست وخمسين وخمسمائة.
أنبأنا أبو العباس المصري، أنبأنا أبو سعد علي بن محمد بن علي الكوفي الوكيل
قراءة عليه باب الأزج، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي
قراءة عليه في شهر ربيع الاخر سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، أخبرنا أبو الحسين علي
بان محمد بن بشران، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن عبيد الله،
حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله
عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من اشترى طعاما فلا بيعه حتى يستوفيه " (2).

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 201
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 286. وصحيح مسلم 2 / 5. وسنن أبي داود
2 / 137.
16

819 - علي بن محمد بن علي الدواني (1)، أبو طالب:
ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي فيما رأيته بخطه أنه حدث بيسير
عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأنه توفي في سنة ست وخمسين
وخمسمائة بعد أن [......] (2) طلحة صاحب المخزون بشئ يسير.
820 - علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن أبي مسلم، أبو الحسن،
المعروف بالدبيل (3):
من أهل الكرخ، قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وحدث
بها بيسير عن: أبي القاسم غانم بن عبد الواحد التاجر، وأبي القاسم إسماعيل بن محمد
ابن الفضل الحافظ، وأبي منصور أحمد بن محمد بن ينال الصوفي الأصبهانيين، وأبي
الحسن محمد بن عبد الملك بن محمد، وأبي نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد
الأديب الكرخيين، وكان موصوفا بكثرة السماع والصيانة والديانة والصلاح، روى
لنا عنه: أبو نصر عمر بن محمد بن أحمد الصوفي.
أخبرنا أبو نصر الصوفي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الكرخي قدم علينا بغداد
بقراءتي عليه وكتبه لي بخطه، أنبأنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفر بن أحمد الأديب
قراءة عليه بالكرخ، أنبأنا سعد بن ناصر بن علي، أنبأنا حدي علي بن محمد بن علي
الامام، [أنبأنا] (4) أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الفقيه، أنبأنا عمير بن مرداس،
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا عبد الرحمن بن زيد، عن أبي حازم بن دينار، عن
سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إن لهذا الخير خزائن وجعل لها
مفاتيح ومغاليق، فطوبى لرجل جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله
الله مغلاقا للخير مفتاحا للشر " (5).
توفي أبو الحسن الكرخي في (6) يوم العيد من سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
821 - علي بن محمد بن علي بن الحسين الزيتوني، أبو الحسن الضرير المقرى

(1) في الأنساب: " الدواتي "
(2) هكذا في الأصل، وسياق الكلام فيه نقص.
(3) في الأصل: " المعروف بالدنيل ".
(4) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
(5) انظر الحديث في: سنن ابن ماحة ص 21 (المقدمة).
(6) في الأصل: " يمن ".
17

الفقيه الحنبلي، المعروف بالبراندسي (1):
من أهل قرية براندس (2) على نهر عيسى فوق المحول، سكن باب البصرة، وقرأ
القرآن وتفقه، وكان حسن التلاوة محققا، له معرفة بالقراءات، وقد حصل طرفا
صالحا من المذهب، وسمع الحديث بعد الأربعين من عمره من أبي القاسم بن الحصين
وأبي غالب بن البناء وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي البركات الأنماطي وغيرهم،
روى لنا عنه غير واحد، وكان عبدا صالحا.
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي بأصبهان، أنبأنا
الفقيه الزاهد أبو الحسن علي بن محمد بن علي البراندسي بقراءة والدي عليه ومن
لفظه وأنا أسمع ببغداد في صفر سنة تسع وخمسين وخمسمائة قال (3): أنبأنا أبو القاسم
هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه، وأخبرنا أبو طاهر لاحق بن
أبي الفضل الصوفي، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو
بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل،
حدثني أبي، حدثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا: حدثنا عبيد الله (4) يعني ابن
عمرو، عن (5) عبد الكريم، عن ابن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يكون
قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل حمام لا يريحون رائحة الجنة " (6).
قرأت في كتاب معجم مشايخ أبي عبد الله محمد بن محمود الحراني بخطه قال:
أنشدني شيخنا أبو الحسن البراندسي لغيره ولم يسمه:
أما لو قصدت (7) الله في كل حاجة * بصدق يقين لم تفتك المطالب
ولكنما أملت من ليس مثله * يؤمل فانسدت عليك المذاهب
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: ذكر من توفي في هذه السنة -

(1) انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4 / 286. والتقييد لابن نقطة 2 / 208.
(2) في الأصل: " براندين " تصحيف.
(3) في الأصل: " قالا ".
(4) في الأصل: " عبد الملك " تصحيف، والتصحيح من المصادر.
(5) في الأصل: " يعني ابن عمر بن عبد الكريم " خطأ.
(6) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 226. وسنن النسائي ص 758. ومسند الإمام أحمد 1 / 273.
(7) في الأصل: " تصدق ".
18

يعني سنة ست وثمانين وخمسمائة - أبو الحسن علي بن محمد البراندسي قرأ القرآن
بالروايات، وسمع المسند والأحاديث الكثيرة، وسمع الفقه وعرف المذهب، وكان دينا
صالحا كثير الذكر لله، حافظا للسانه ممتنعا من غيبة (1) مسلم، توفي ليلة الثلاثاء
سادس عشر ربيع الأول، ودفن بقرب جامع المنصور، وقد بلغ من العمر مائة سنة.
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق ونقلته من خطه، قال: توفي أبو
الحسن علي بن محمد بن الزيتوني البراندسي بكرة الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول سنة
ست وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب البصرة، ومولده سنة ثمانين وأربعمائة.
822 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش، أبو
الحسن بن أبي عبد الله الكاتب، سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن قاضي
القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني (2):
تقدم ذكر والده وجده آنفا، سمع في صباه من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن
الحصين وهبة الله بن عمر بن أحمد الحريري، وزاهر بن طاهر الشحامي، وأبي بكر
محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي،
وغيرهم، كتبت عنه، وذكر لي أنه من ولد أبي ذر الغفاري، فإن نسبه إليه كان
مكتوبا عنده خرقه بعض أهله، وكان شيخا حسن الاخلاق متواضعا، له أصول
صحيحة، وسماعات بخط الحفاظ، وكان كاتبا باب طراد من دار الخلافة، ثم عزل
عن ذلك، وكان يلعب بالحمام، وكان يسكن بالمأمونية مقابل الرباط.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يعيش، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه،
أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا
جعفر بن كزال (3)، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عثمان بن مطر، عن ثابت
البناني، عن أنس رضي الله عنه قال: مر علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن صبيان نلعب، فقال:
" السلام عليكم يا صبيان " (4).
أخبرنا أبو الحسن الكاتب، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي قدم علينا أبو

(1) في الأصل: " عنه ".
(2) انظر ترجمته في: شذرات الذهب 4 / 336 و
(3) في الأصل: " كرال ".
(4) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 299. ومسند أحمد 3 / 174.
19

عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري (1)، حدثنا [أبو] (2) عمرو محمد بن أحمد بن
حمدان، أنبأنا محمد بن زنجويه بن الهيثم القشيري، حدثنا عبد العزيز [بن] (3) يحيى،
حدثنا سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته (4).
أخبرنا علي بن محمد بن يعيش، أنبأنا أبو القاسم الشحامي، أنشدنا أسعد بن علي
البارع الزوزني (5) لنفسه:
إذا زدت (6) الصديق زرعت منا * وكم ود تولد من زيادة
تدل على الوفاء وحسن عهد * لبنيان الصفاء به عمادة
سألت أبا الحسن بن يعيش عن مولده فقال: يوم الاثنين مستهل شعبان سنة تسع
عشرة وخمسمائة عند انفجار الصبح وذهاب النجوم.
وتوفي ليلة الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر من سنة ثمان وتسعين
وخمسمائة، ودفن من الغد بمقابر قريش.
823 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن النيريزي (7) الخطيب:
من أهل شيراز، وكان تولى الخطابة بها، سمع أبا المبارك عبد العزيز بن محمد (8) بن
إبراهيم الادمي، وغيره، قدم بغداد حاجا في سنة أربع وخمسمائة وحدث بها باليسير،
روى لنا عنه ابن القطيعي.
أنشدني أبو الحسن بن القطيعي قال: أنشدني علي بن محمد بن علي النيريزي (9)
لنفسه ببغداد:
ألم بنا طيف يجل عن الوصيف * وفي طرفه خمر وخمر على الكف

(1) في الأصل: " البحتري ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) الزيادة ليست في الأصل، وزدناه من المصادر.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1000. وسنن أبي داود 2 / 49.
(5) في الأصل: " الروزني ".
(6) في الأصل: " إذا أردت ".
(7) في الأصل: " التبريزي " بالتاء، والصحيح: بالنون.
(8) في الأصل: " عبد العزيز عبد العزيز بن محمد ".
(9) في الأصل: " التبريزي ".
20

فأسكر أصحابي بخمرة كفه * وأسكرني والله من خمرة الطرف
ذكر ابن القطيعي أنه سأل النيريزي (1) عن مولده فقال: ولدت بنيريز في سنة ثمان
عشرة وخمسمائة، ونشأت بشيراز.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: توفي النيريزي (2) في سنة اثنتين
وستمائة، وكان خطيب شيراز، وكان فاضلا، له معرفة بالأدب والتفسير سمعنا منه
بواسط.
824 - علي بن محمد بن علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح بن علي
السلمي، أبو الحسن بن أبي بكر بن الفقيه أبي الحسن بن أبي الفضل، الفقيه
الشافعي (3).
من أهل دمشق، كان يدرس بالمدرسة الأمينية، وكان من أعيان الفقهاء، وجده
كان فقيه الشام ومحدثها، سمع في صباه أبا العشائر محمد بن خليل القيسي وأبا يعلى
حمزة بن علي بن الحبوبي (4)، وأبا القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، وسكر بنت
سهل بن بشر الاسفرائيني، وغيرهم.
وأخرج من دمشق مزعجا منها فلجا إلى دار الخلافة مستشفعا إلى الديوان في
عوده إلى دمشق، فقدم علينا بغداد في أوائل سنة إحدى وستمائة، وكتبنا عنه شيئا
يسيرا، وكان حسن الاخلاق متواضعا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي السلمي الفقيه قراءة عليه بالجانب الغربي
من بغداد برباط الزوزني، أنبأنا أبو العشائر محمد بن خليل القيسي، وأبو يعلى حمزة
ابن علي بن الحبوبي قراءة عليهما قالا: أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي
المصيصي، أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا إبراهيم بن محمد
ابن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا أحمد بن بكر البالسي، حدثنا داود بن الحسن المديني،
حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول

(1) في الأصل: " التبريزي ".
(2) في الأصل: " التبريزي ".
(3) انظر ترجمته في: طبقات السبكي 5 / 127. والدارس 1 / 182.
(4) في الأصل بدون نقط في كل المواضع.
21

الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " رأيتني على حوض فوردت (1) غنم سود وبيض، فأولت السود:
العرب، والعفر: العجم، فجاء أبو بكر فأخذ الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين (2) في نزعه
ضعف - والله يغفر له، ثم جاء عمر فملا الحياض وأروى الوارد " (3).
بلغني أن مولد شيخنا أبي الحسن الفقيه كان في المحرم سنة اثنتين وأربعين
وخمسمائة بدمشق.
سمعت يوسف بن خليل الدمشقي بحلب يقول: توفي علي بن محمد بن علي بن
المسلم السلمي بحمص في يوم السبت تاسع جمادى الآخرة سنة اثنتين وستمائة.
825 - علي بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن الخراز (4)، أبو الحسن:
من أهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وحده وجد أبيه،
سمع: أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء،
وأبا محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وعم والده أبا علي أحمد بن أحمد بن
الخراز (5)، وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا متعبدا.
أخبرنا أبو الحسن بن الخراز، أنبأنا أحمد بن أبي غالب، أنبأنا عبد العزيز بن علي،
أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا إسحاق بن شاهين،
حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال: مات محرم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " اغسلوه ولا تقربوه،
شيئا كان يحرم عليه، وكفنوه في ثوبيه، فإنه يبعث يوم القيامة يلبي " (6).
خرج شيخنا أبو الحسن بن الخراز (7) مع قافلة الحاج إلى مكة للحج في سنة ثلاث
وستمائة ففقد في ليلة الخميس مستهل ذي الحجة بالعسيلة، وكان مريضا، فحدثني
عبد الوهاب بن العيني المقرى - وكان عديله - قال: لما عدنا قافلين من الحج اجتزت
به وهو مستند إلى جبل وهو مشير بإصبعه كان يتشهد وهو ميت - رحمة الله عليه.

(1) في الأصل: " فرددت ".
(2) في الأصل بدون نقط.
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1039. ومسند أحمد 5 / 455.
(4) في الأصل: " الحرار ".
(5) في الأصل: " الحزاز ".
(6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 249. ومسند أحمد 1 / 333.
(7) في الأصل: " الجراز ".
22

826 - علي بن محمد بن علي بن أبي بكر، أبو الحسن بن أبي بكر التاجر:
من أهل جرجان، سافر الكثير، وطاف البلاد في طلب الكسب، ثم إنه قدم بغداد
واستوطنها، وكان يسكن بدار الخلافة، وكان من أعيان التجار مكثرا من المال، سمع
شيئا من الحديث من أبي الفضل أحمد بن سعيد الميهني، وأبي الفتح محمد بن عبد
الباقي بن البطي وغيرهما، وحدث ببغداد ودمشق، علقت عنه شيئا من الأناشيد
ببغداد في مجلس شيخنا أبي أحمد بن سكينة، وكان شيخنا (1) متميزا، ذا فهم وفضل،
وله معرفة بالأصول على مذهب الأشعري، وأنس وفصاحة، وكان حسن الخلق (2)
والخلق، مليح الشيبة مهيبا وقورا.
أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني من حفظه، أنشدنا أبو الفتح
محمد بن محمد بن الأديب لنفسه، من قصيدة يمدح بها أبا الفضل يحيى بن عبد الله بن
جعفر صاحب المحزن (3):
لكل زمان من أماثل أهله * برامكة بمناخهم (4) كل معشر
أبو الفضل يحيى مثل يحيى بن خالد * ندى وأبوه جعفر مثل جعفر
سألت أبا الحسن الجرجاني عن مولده فقال: ولدت بجرجان في سنة تسع وعشرين
وخمسمائة.
وتوفي ليلة السبت السادس والعشرين من رجب سنة أربع وستمائة، وصلي عليه
من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بمقابر قريش.
827 - علي بن محمد بن علي بن سديد، أبو الحسين الطبيب:
من أهل المدائن، كان أديبا فاضلا، يقول الشعر، وله معرفة بالطب، ويعالج الناس،
وكان دمثا طيب الاخلاق، مطبوعا متواضعا، كان يقدم علينا بغداد كثيرا، وقد
علقت عنه شيئا من شعره بإفادة أبي عبد الله محمد بن سعيد الواسطي الحافظ برباط
المأمونية، وبلغنا أنه توفي بالمدائن فجأة في العشر الاخر من شهر رمضان من سنة ست
وستمائة، ولعله جاوز الستين.

(1) في الأصل: " أبي أحمد بن سكينة، وكان شيخنا ".
(2) في الأصل: " الحلق ".
(3) هكذا في الأصل.
(4) في الأصل بدون نقط.
23

828 - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن البواب:
كانت له معرفة حسنة بتعبير الرؤيا، وسمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن
منصور بن الموصلي، وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ومن أمثالهما، وحدث
باليسير، رأيته كثيرا وسمعت كلامه في التعبير، ولم أكتب عنه شيئا، وكان حسن
الاخلاق مليح الشيبة.
توفي فجأة في ليلة الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وستمائة،
ودفن من الغد بباب حرب، وأظنه جاوز السبعين.
829 - علي بن محمد بن علي بن أبي سعد، أبو الحسن بن أبي البركات
الحافظ (1):
موصلي الأصل، من ساكني درب الفالوذج، وكان بزازا، وخياطا بخان الصفة (2)
بسوق الثلاثاء، ثم كبر وعجز فلزم منزله، أسمعه أخوه الأكبر في صباه وعمر حتى
انفرد بأكثر ما سمعه وبعامة شيوخه، سمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن
السلال الوراق، والحسين بن علي بن أحمد الخياط، وأبا البركات عبد الوهاب بن
المبارك الأنماطي، وأبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، وأبا منصور محمد
ابن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، وأبا المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن،
وأبا القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ (3)، وأبا البركات إسماعيل بن أبي
سعد الصوفي، وأبا بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري، وأبا الفضل محمد بن
عمر بن يوسف الأرموي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري، وأبا
إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي (4) الرقي، وجماعة غيرهم، سمعت منه
كثيرا، وكان شيخا ساذجا لا بأس به.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الموصلي الخياط بقراءتي عليه، أنبأنا
إسماعيل بن أحمد الصوفي، وعبد الخالق بن عبد الصمد أبو المعالي الصفار قراءة عليهما
قالا: أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، حدثنا

(1) انظر ترجمته في: التقييد 2 / 209.
(2) في الأصل: " بحان الصفة ".
(3) في الأصل بدون نقط.
(4) في الأصل: " شهاب العنوي ".
24

عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا يحيى بن أيوب العابد، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن
الجمحي (1) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن المرء -
أو الرجل - ليعمل علم أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة " (2).
كان مولد شيخنا أبي الحسن في سنة ثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم الأربعاء لست
عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة من سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن من الغد
بالشونيزية عند أبيه.
830 - علي بن محمد بن علي بن محمد بن السقا، أبو الحسن بن أبي عبد الله
المقرى:
من أهل الحريم الطاهري، تقدم ذكر والده، أسمعه والده الكثير في صباه من أبي
علي أحمد بن أحمد بن علي الخراز، وأبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي،
وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي،
وغيرهم، وكان يسكن بحرنى (3) من أعمال دجيل، ويقدم علينا بغداد في كل سنة في
رجب طالبا لرسوم له من الزكاة، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله
متيقظا صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقا بقراءتي عليه، أنبأنا [أبو] (4) محمد
المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وسعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليهما
قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد
الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن حبيب بن محمد
الجارودي، حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بابن له وغلام له فقال: يا رسول الله! أشهد بغلامي هذا لابني هذا، قال: " لكل
ولدك جعلت مثله؟ " قال: لا، قال: " لا أشهد ولا على رغيف محترق " (5).
سألت أبا الحسن بن السقا عن مولده فقال: في يوم الجمعة السادس من ذي الحجة

(1) في الأصل: " الحمي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 334.
(3) هكذا في الأصل.
(4) الزيادة ليست في الأصل.
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير 2 / 414.
25

سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي بحرني (1) في يوم الجمعة لخمس خلون من شهر
رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة ودفن هناك.
831 - علي بن محمد بن عمر بن الحشف المغازلي.:
كان من المعمرين، ذكر ابن بن أخيه أبو بكر المبارك بن كامل بن الحسين بن محمد
الخفاف (2) أنه صحب الشيخ [أبا] (3) المعالي الصالح، ورأى أبا الحسن بن القزويني
الزاهد، وسمع من طاهر بن الحسين القواس وغيره، وروى عنه في كتاب " سلوة
الأحزان " من جمعه.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل، عن أبيه ونقلته من خطه، قال: أنشدني عم أبي
علي بن محمد قال: أنشدني أبو المعالي الصالح:
قد مضى ما مضى * عد إلى الوصل والوفا
لا تلحني بالبكاء * على منزل عفا
كل هذا سينقضي * كسراج إذا انطفا
قرأت بخط أبي بكر بن كامل قال: مات عم والدي علي بن أبي طاهر في ذي
الحجة سنة خمس وعشرين وخمسمائة، ودفناه بباب حرب بجنب [أبي] (4) معالي
الصالح صاحبه، عمر مائة وعشرين سنة.
832 - علي بن محمد بن أبي عمرو البزاز، أبو الحسن بن أبي منصور الدباس،
المعروف والده بابن الباقلاني (5):
وكان خال أمه، يسكن درب نصير قديما، وكان شيخا صالحا من أهل السنة
والصدق، صحب أبا الوفاء بن عقيل الفقيه، وغيره من شيوخ الحنابلة، ويتأدب
بأخلاقهم، سمع: النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وأبا محمد رز 4
الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر، وأبا
عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبا الحسن علي بن الحسين بن

(1) هكذا في الأصل.
(2) في الأصل: " الحفاف ".
(3) ما بين المعقوفتين ليست في الأصل.
(4) ما بين المعقوفتين ليست في الأصل.
(5) انظر ترجمته في: تكملة إكمال الاكمال ص 346.
26

أيوب البزاز، وغيرهم، روى عنه: شيخنا أبو الفرج بن الجوزي، أثنى عليه، وروى
لنا عنه: يوسف بن المبارك بن كامل، وعبد الملك بن مظفر بن غالب الحربي.
أخبرني يوسف بن المبارك، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي عمرو البزاز
بقراءة والدي عليه، أنبأنا نصر بن أحمد، أنبأنا محمد بن أحمد بن رزقويه، حدثنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن سنان البصري، حدثنا يحيى بن كثير، حدثنا
شعبة، عن أبي إسرائيل، عن جعدة: أن رجلا يعني جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعل
يسأله عن رؤيا - وكان سمينا - قال: فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومئ إليه ويقول: " لو كان هذا
في غير هذا لكان خيرا لك ".
جعدة صحابي من ساكني البصرة، والراوي عنه مولاه أبو إسرائيل - ذكر ذلك ابن
أبي حاتم.
قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي، وأخبرنيه عنه ابن الجوزي قال: سألته -
يعني أبا الحسن بن أبي عمرو (1) البزاز - عن مولده، فقال: في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو
الحسن علي بن محمد بن أبي عمرو (2) البزاز يوم الجمعة بعد صلاتها لست بقين من
شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه يوم السبت بالنظامية ولده أبو
جعفر، وحضره خلق من الناس، ثم حمل إلى باب حرب فدفن بها عند أهله، وكان
سماعه صحيحا، وقع له بعض سماعاته، لأنها كانت كثيرة في أصول الناس وأيديهم،
فما وقع إليه حدث [به] (3)، وكان على السير القديم، والمذهب المستقيم، ومضى
مستورا حميدة طرائقه، حسنة أفعاله.
833 - علي بن محمد بن عمر بن بركة بن أبي الريان الوراق، أبو الحسن بن
أبي بكر المؤدب:
من أهل دار القز، تقدم ذكر والده، سمع أبا الفضل أحمد بن محمد بن شنيف،
ودهبل (4)، ولاحق ابني علي بن منصور (5) بن كارة وغيرهم، كتبت عنه، وكان

(1) في الأصل: " بن أبي عمر ".
(2) في الأصل: " بن أبي عمر ".
(3) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(4) في الأصل: " دحبل " والتصحيح من المصادر.
(5) في الأصل: " بن منصور أبنا محمد بن كارة ".
27

متيقظا نبيها حسن الاخلاق.
أخبرنا علي بن محمد بن عمر، أنبأنا دهبل، ولاحق ابنا علي بن منصور، أنبأنا محمد
ابن سعيد الكاتب، أنبأنا أبو علي بن شاذان دعلج بن أحمد الشاهد، أنبأنا علي
ابن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا أبو النضر عن عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة عن الزهري عن أبي المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا يموت لمؤمن ثلاثة أولاد لم تسمه النار إلا تحلة القسم " (1).
سألت أبا الحسن بن أبي الريان عم مولده فذكر أنه بعد الخمسين وخمسمائة.
وتوفي في الثالث عشر من ربيع الاخر سنة خمس وثلاثين وستمائة، ودفن بباب
حرب.
834 - علي بن محمد بن عمير الكناني، أبو الحسن النحوي المقرى (2):
صاحب أبي علي الفارسي، قرأ القرآن علي أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم،
قرأه عليه أبو الحسن علي بن محمد بن فارس الخياط المقرى، وحدث بأمالي أبي العباس
أحمد بن يحيى بن ثعلب، عن أبي بكر بن مقسم عنه، سمعها منه أبو غالب بن أحمد بن
البلاج (3) وأبو الفتح بن المقدر الغدلي (4) في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة
وأربعمائة، وقد حدث أيضا عن القاضي أبي محمد الكسائي، ومحمد بن [الفضل] (5)
المقلب بسندان، روى عنه: أبو منصور العكبري، ومحمد بن أحمد بن سيف المقرى.
أنبأنا سعيد بن محمد الفقيه، عن أحمد بن علي بن المجلي، حدثنا أبو منصور محمد
ابن محمد بن عبد العزيز العكبري من لفظه، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن
[عمير] (6) الكناني النحوي الربعي قدم علينا عكبرا من حفظه قال: حدثنا القاضي
أبو محمد الكسائي بجرجرا (7) سنة اثنتين (8) وأربعين وثلاثمائة، حدثنا إبراهيم الصياد،

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 2 / 473.
(2) انظر ترجمته في: معجم الأدباء 14 / 245. وبغية الوعاة ص 352.
(3) في الأصل: " السلاح " والتصحيح من المصادر.
(4) هكذا في الأصل.
(5) ما بين المعقوفتين من السند التالي.
(6) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(7) في الأصل بلا نقط.
(8) في الأصل: " اثنين ".
28

حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" من صلى المغرب في جماعة ثم انتقل من غير أن يكلم أحدا، فأتى بركعتين يقرأ في
الأولى بالحمد و * (قل يا أيها الكافرون) * وفي الثانية بالحمد و * (قل هو الله
أحد) * خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها " (1).
أنبأنا أبو بكر غياث بن الحسن بن سعيد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء، عن
أبي الفتح بن المظفر بن الحسين بن علي المردوستى (2)، أنبأنا أبو منصور محمد بن
محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن
عمير الكناني النحوي المقرى قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الفضل الربعي
الملقب بسندان في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن
قتيبة: قال الكسائي: التبن أعظم الأقداح لا يكاد يروي العشرين، ثم الصحن مقارب
له، ثم العين يروي الثلاثة والأربعة، ثم القدح يروي رجلين، ثم العقب يروي الرجل.
قرأت بخط أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأنبأنيه عنه أبو القاسم الحذاء
قال: حدثني أبو سعد محمد بن أحمد بن سيف المقرى العكبري، حدثنا أبو الحسن علي
ابن محمد بن عمير الكناني بعكبرا سنة سبع عشرة وأربعمائة قال: اجتزت ببغداد على
تربة عليها - مكتوب باجر: مكحول - أبياتا:
كنت العزيزة في قومي فما انتفعت * نفسي بعزتها لما أتى القدر
لما أتاني الذي قد كنت أحذره * سلمت واستعجلني دمعتي درر
فأخرجوني من الدنيا وزينتها * فكان ألين ما وسدته الحجر
فسألت عنها فقيل: هذه تربة بنت موسى ذي الجود، وكان أبوها أميرا من أمراء
الديلم ببغداد، ثم خرجت إلى الشام وعدت إلى الشام وعدت إلى الموضع للتذكر، فإذا
بالتربة قد صارت مزرعة.
835 - علي بن محمد بن عيسى بن المؤمل، أبو الحسن الفقيه الشافعي،
المعروف بابن كراز (3):

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 794.
(2) هكذا في الأصل.
(3) انظر ترجمته في: الأنساب 11 / 59. والمشتبه للذهبي ص 545.
29

من أهل واسط، قدم بغداد شابا، وأقام بها مدة، فقرأ القرآن على الشريف عبد
القاهر بن عبد السلام العباسي، [و] (1) على غيره، والفقه على إلكيا أبي الحسن
الهراسي. وصار يناظر ويتكلم في مسائل الخلاف.
سمع الحديث بواسط من أبي الفضل بن العجمي وأبي (2) غالب محمد بن حمد
الخازن البغدادي، وبالبصرة من أبي عمر (3) محمد بن أحمد بن النهاوندي، وبمكة من
أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، وببغداد من أبي أحمد منصور بن بكر بن محمد بن
علي بن جند (4) النيسابوري، وتولى القضاء بأدرايا، وبأكسايا، ونواحي الجبل، وكان
يقدم بغداد كثيرا ويحدث بها، وبها مات.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن عيسى الواسطي بقراءة والدي عليه في جمادي الأولى سنة أربع وثلاثين
وخمسمائة، وأخبرنا يعيش بن عبد الرحمن النحوي، وأحمد بن أبي عميد بحلب قالا:
أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب قالا: أنبأنا أبو أحمد منصور بن بكر بن محمد بن علي
ابن جند، أنبأنا جدي، أنبأنا محمد بن يعقوب الأصم، أنبأنا محمد بن عبد الله بن
الحكم، أنبأنا أبي، وشعيب بن الليث قالا: أنبأنا الليث، عن ابن النهاد، عن عمرو ابن
أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
" إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار " (5).
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أين
كراز الفقيه في محرم سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية.
836 - علي بن محمد بن غالب، أبو فراس العامري، المعروف بمجد العرب:
شاعر مجيد، حال ما بين العراق والشام، ومدح الملوك والأكابر، ونشر فضله
وظهر نبله.
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال أخبرني عمي أبو القاسم

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل: " وأبا غالب ".
(3) في الأصل: " من أبي عمر بن محمد ".
(4) في الأصل: " بن حبد ".
(5) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 313.
30

علي بن القاسم [بن] (1) علي بن الحسن الحافظ قال: علي بن محمد بن غالب أبو
فراس العامري المعروف بمجد العرب شاعر بغدادي، قدم دمشق وأتى ببغداد، وسمع
منه بها شيئا من شعره صديقنا أبو الندى يعمر بن ألت شاور (2) المقرئ، وكان
يذكره ويثني عليه، ويصفه بالبلاغة والكرم.
أخبرنا أبو البركات الأمين بدمشق قال: أنبأنا عمي أبو القاسم الحافظ، أنشدنا أبو
سعد ثابت بن جبير العليمي، أنشدنا مجد العرب أبو فراس علي بن محمد بن غالب
العامري بهمذان لنفسه:
أمتعب مارق من جسمه * بحمل السيوف ونقل الرماح
علام تكلفت حملانها وبين * جفونك أمضى السلاح
وأنشدنا لنفسه:
كلفت به وقلت بياض وجه * فقيل أسأت فأكلف بالنهار
فلما جف بالاصباح ليل * وعذر قام عذري العذار
وأنشدنا أيضا لنفسه:
تركتك للمغضين فيك على القذي * وأشفعت من لوم اللوائم فيك
وإني وإن قلبت قلبي على لظى * لأرفع نفسي عن هوى بشريك
قرأت في كتاب " جريدة القصر " لابي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب
أقطاعا أوردها لمجد العرب أبي فراس العامري ونقلتها من خطه:
لا تنكرن علي يا شمس الهدى * أني مررت عليك [غير] مسلم
فالشمس لا تخفي ولكن ضوؤها * مخف لها عن ناظر المتوسم
وقوله:
لا تحتجب عن قاصديك فدون ما * يرجون من جدواك (3) ألف حجاب
وعلى محياك المشيم جهامة * تغشيك (4) عن باب وعن نواب

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) هكذا في الأصل.
(3) في الأصل: " حدواك ".
(4) في الأصل بلا نقط.
31

وقوله: وفاتن الخلق ساحر الحلق * منطق حيث حل بالحدق
خفت ظلالا عن ليل غرته * فبان لي وجهه عن الفلق
بات صحفي وبت معتبقا * لطيف كشح شهى معتنق
وقد خفينا عن الرقيب فما * نم بنا عن يسرة العنق
وقوله: أزهر مثل البدر قد طاف موهنا * على بمثل الشمس من قرقف الخمر
فوالله ما أدري وقد علني * أمن طرقه أم من مدامته سكرى
وقوله: فارق نجد عوضا ممن يفارقه
في الأرض وانصبت تلاف الرفه في النصب (5)
فالأسد لولا فراق الخيس ما فرست
والسهم لولا فراق القوس لم تصب
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال: مجد
العرب علي بن محمد بن غالب (1) العامري، شاعر مبرز محقق، وله خاطر معجز مفلق،
هو الداهية الدهيا وأعجوبة الدنيا، وله المفره النفا (2) والغرة الزهراء والرتبة الشماء،
يصب الشعر في قالب السحر، ويباهي الفضلاء بالنظم والنثر ويصوغه في أسلوب
غريب، ومهده على قانون عجيب، له اليد البيضاء في استخراج جواهر الأفكار من
بحار الخواطر، والقدم الراسخة في اختراع معان هي على فلك الفضل بمنزلة النجوم
الزواهر، كلماته متوافقة المعنى واللفظ، مستوفية من الحسن أكمل الحظ، قدم في سنة
سبع وثلاثين وخمسمائة أصبهان، وكان مقيما بها إلى سنة ثمان وأربعين،
وانهالت (3) التلامذة عليه، ومالت أعناق المستفيدين إليه، ومدح بقصائده الصدور،
وشرح بفوائده الصدور وضاع (4) بها عرفه ولكن ضاع فيها عرفه فإنه غير محدود
بفضله وكدى الزمان عذرا بمثله يوما في الجامع في بعض المجامع ضيق الصدر
متورع الفكر، مطرقا رأسه مصعدا أنفاسه، فسألته عن حاله فأنشدني من مقاله:

(1) في الأصل: " محمد بن طالب ".
(2) هكذا في الأصل.
(3) في الأصل: " اسالت ".
(4) في الأصل: " وصاع ".
32

هجرت للعدم كل خدن * وصرت للانقباض خدنها
فلا أعزي ولا أعزى * ولا أهني ولا أهنى
وكان أملى ديوانه على الأخ فخر الدين القسام الذي هو باكورة العصر في النظم
والنثر، فكتبه وجمعه ورتبه، وقصائده التي أنشأنها بالشام أجزل (1) وأحسن مما أنشأه
العراق وقدما قيل: اللهى تفتح اللهى والبقاع تغير الطباع، وديوانه ضخم الحجم،
لكني اخترت منه قصائد، وإن كان الكل فرائد، ولما وصلت إلى الشام لقيته بالموصل
وهو غير زيه وهو يلبس الأتراك، جليس الاملاك قريبا من صاحبها بعيدا من مذاهب
النساك.
توفي بالموصل سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
837 - علي بن محمد بن غليس، أبو الحسن الزاهد:
من أهل اليمن، كان رجلا من الرجال طوف البلاد ما بين الحجاز واليمن،
وصحب الأولياء والصالحين، وكانت له مجاهدات ورياضيات شديدة، وقوة على
الجوع والعطش والسهر، ومقاساة البراري والقفار والجبال، حتى ظهرت كراماته
وأطلع الله عباده على أحواله، قدم علينا بغداد في سنة ست وتسعين وخمسمائة، ونزل
على شيخنا [أبي] (2) أحمد بن سكينة، وكانت بينهما صحبة بمكة، وكان شيخنا
كثير الاعظام له، فأقام مدة، وسمع بقراءتي شيئا من الحديث على شيخنا أبي أحمد،
وقد سمع الناس منه كثيرا من كلامه وحكاياته ببغداد وغيرها، وكتبوا عنه، ولم يتفق
لي أن أكتب عنه شيئا.
قرأت بخط عبد الحق بن عبد العي بن علي الأنصاري قال: أملى علي الشيخ أبو
الحسن علي بن محمد بن غليس في المسجد الأقصى قال: قال لي شيخي علي بن عبد
الرحمن الحداد: من اعتقد أنه يصل إلى الله بلا عمل فهو متمن، ومن اعتقد أنه يصل
بعمله فهو متعن، اعمل وانس، فلك من لا ينسى. قال: وعلمني شيخي ابن عبد
الرحمن الحداد هذا الدعاء " يامن أجله (3) عن تسميتي وندائي، أنت العالم بضري
واشتكائي، وقفت على بابك بفقر فادح، وعمل غير صالح، ولم أجد رجلا يشفع،

(1) في الأصل: " أحرل ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل: " أحله ".
33

ولا حصنا يصون منك ويمنع، فاصنع بي ما يليق بكرمك أن تصنع يامن يصنع ولا
يصنع ".
قال: وحفظت منه هذا الدعاء يعني الحداد: " يامن لوجهه عنت الوجوه، بيض
وجهي بالنظر إليك، واملا قلبي من المحبة لك، وأجرني من زلة التوبيخ، فقد آن لي
الحياء (1) منك وحان لي الرجوع من الاعراض عنك. لولا حلمك لم يسعني عملي،
ولولا عفوك لم يبسط فيما لديك أملي، فأسألك بك أن تغفر لي وتخير لي ما أخبره
لنفسي (2)، وتفعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل
المغفرة، اللهم صل على محمد وآله ".
حدثني عمر بن هبة الله العقيلي بحلب، حدثني عبد الرحيم بن علي بن شيت
القرشي قال: بلغني عن ابن غليس أنه في مجيئه في طريق مكة لقي أسدا فأتى إليه،
ومس بيديه على لحييه (3) وفتح فاه إلى أن سار الحاج فخلى عنه ولحق الحاج،
فكنت أسأله من أصحابه عن الدعاء الذي دعا به هل سألوه؟ فلم يخبرني أحد بشئ،
فكنت أبدا كثير التطلع إلى ذلك ولم أحدا أسأله عن ذلك إلى أن استدعاني
الصفي بن شكر إلى دمشق، وما شككت في أنه يضرب عنقي بقصده، فلقيت رجلا
يقال له أفلاطون الطبيب، وكان يخدم ابن غليس ويتردد إليه، فقال: أنا والله سألته
عن ذلك، فقال: كنت ليلة في الطريق نائما فرأيت أسدا قد جاء وثار في طريق الحاج
فاختبط الناس ورجع أول الحاج إلى آخره لخوفهم فجاءني هاتف قال لي: " قل: يا
كلب الله! اتق الله في عباده واخضع لمن خضعت له السماوات والأرض " وامش له
فإنه لا يضرك! ففعلت ذلك وقبضت على لحييه إلى أن مر الناس، قال: فلما انتبهت
لم أحفل بالمنام لأني أرى في اليقظة أشياء فوق هذا، فبينا نحن سائرون في ذلك اليوم،
وإذا بالحاج قد اختبط ورجع أوله إلى آخره وقالوا: هاهنا سبع ضاري، ولخوف الناس
منه، فأقبلت عليه وقلت له: " يا كلب الله اتق الله في عباد الله واخضع لمن خضعت
له السماوات والأرض " ثم جئت إليه ومسكت فكه الأعلى بيدي وفكه الأسفل بيدي
الأخرى وقعدت، وقعد معي إلى الأرض إلى أن مر الحاج، ثم قمت ووليت عنه

(1) في الأصل: " الحياء ".
(2) في الأصل: " ويختر لي ما أختره لنفسي ".
(3) في الأصل: " لحيته ".
34

وجعلت ألتفت إليه فأداه ملتفتا إلي كالتفاتي إليه، وأنا أقول له هذه الكلمات، فقال:
إن شئت - فقلت في نفسي: ما يكون ابن شكر أعظم من أسد، وصليت الجمعة في
جامع دمشق، فلما مر في الجامع قلت هذه الكلمات فلم يمكن الله ابن شكر مني.
رأيت بخط الشيخ علي بن غليس في أول كتاب كتبه إلى شيخه أبي أحمد بن
سكينة: خادمه علي بن غليس الذي لا يسوى فليس.
وذكر محمد بن أبي البركات بن قرباص الحموي، وقد رأيته بحلب وكان من
الصالحين. قال: كان الشيخ علي بن غليس يكتب إلى والده: خادمه علي بن غليس
الذي لا يسوى نصف فليس. قال: وكتب إليه آخر كتاب كتبه علي بن غليس الذي
ما يسوى ربع فليس، وقد نقصت القسمة لكبر السن والتقصير في الخدمة.
ذكر صديقنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن القاسم الإدريسي: أن
الفقيه إبراهيم بن عيسى الحسيني اليماني أنشده لابن غليس اليماني:
ألا قل لمن يهوى سوانا * هواه حرام ولكن هوانا له الويل
ومن كان يبغي (1) رضا غيرنا ألا * أخطى ولكن رضانا
قف وخيم على بابنا * ترى الخير منا جهارا عيانا
سألت أبا طالب محمد بن عبد الله بن صابر السلمي عن وفاة الشيخ أبي الحسن
ابن غليس، فقال: توفي بدمشق في الليلة السابعة عشر من شهر رمضان سنة ثمان
وتسعين وخمسمائة.
ذكر لنا غير أبي طالب أنه كان بمقبرة باب الصغير قريبا من أم الدرداء وكان قد
قارب الستين - رحمه الله.
838 - علي بن محمد بن غنيمة بن علي بن عصفور، أبو محمد بن شيخنا أبي
عبد الله:
من أهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع: أبا شجاع
أحمد، وأبا نصر يحيى بن موهوب بن المبارك بن السدنك، وأبا بكر المبارك بن المبارك
ابن حكيم وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا لا بأس به (2).

(1) في الأصل: " يبقي ".
(2) في الأصل: " لا بأس منه ".
35

أخبرني أبو محمد بن عصفور، أنبأنا أحمد، ويحيى: ابنا موهوب، وأبو بكر بن
الحكيم قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز الهاشمي، أنبأنا
عبيد الله بن أحمد بن محمد بن لؤلؤ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن جعفر
الكاتب، حدثنا أحمد بن محمد بن صيد، أنبأنا أبو صالح المروزي، حدثنا علي بن
الحسن، حدثنا أبو حمزة، عن عاصم، عن رزين (1) عن عمرو بن أم مكتوم قال:
جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله! إني رجل كبير ضرير شاسع الدار
ولي قائد لا يلائمني، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: " تسمع النداء؟ " قال:
قلت: نعم، قال: " فما أجد لك رخصة " (2).
توفي أبو محمد بن عصفور في سحرة يوم السبت التاسع عشر من صفر سنة ثلاثين
وستمائة، ودفن بباب حرب، وقد نيف على السبعين.
839 - علي بن محمد بن الفرج، أبو الحسن الواعظ، المعروف بالغربلاني:
سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وحدث باليسير، روى عنه أبو علي
الحسن بن أحمد بن البناء، ومحمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي في مشيختهما.
قرئ على أبي طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار، عن الشريف أبي علي
ابن المهدي، وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الفرج الواعظ صاحب ابن
شاهين قراءة عليه في جامع الحربية، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن
شاهين، وأنبأنا يحيى بن محاسن الفقيه بقراءتي عليه، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، أنبأنا عيسى بن علي الوزير قالا: حدثنا عبد
الله بن محمد البغوي، حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا أبو هشام القواد البصري قال:
كنت أحمل المتاع من البصرة إلى الحسين بن علي عليهما السلام وكان يماكسني فيه
فلعلي لا أقوم من عنده حتى يهب (3) عامته، فقلت: [يا ابن] (4) رسول الله أجيئك
بالمتاع من (5) البصرة تماكسني فيه فلعلي لا أقوم حتى تهب عامته؟ فقال: إن أبي
حدثني يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " المغبون لا محمود ولا مأجور ".

(1) في الأصل: " عن رز ".
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 423.
(3) في الأصل بدون نقط.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) في الأصل: " بالمتاع إلى ".
36

أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أ بي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ، أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بقراءتي عليه قال: مات أبو الحسن علي بن محمد
ابن الفرج يعرف بالغربلاني ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة الحادي عشر جمادى الآخرة
سنة إحدى وأربعمائة، وحدث بيسير عن ابن (1) شاهين، ولد سنة سبع وستين
وثلاثمائة.
840 - علي بن محمد بن فورين، أبو الحسن:
حكى عن إبراهيم الحربي، روى عنه أبو عبد الله بن بطة العكبري.
قرأت في كتاب ابن بطة قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن فورين، وأبا
الفتح بن بنت أبي القاسم بن منيع يقولان: سمعنا أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق
الحربي يقول: الناس كلهم عندي عدول إلا من عدله القاضي.
841 - علي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي الشاعر (2):
مولده ومنشؤه باليمن، وطرا إلى الشام، وسافر منها إلى العراق وإلى الجبل، ولقي
الصاحب بن عباد، وانتحل مذهب الاعتزال وأقام ببغداد، وروى بها شيئا من شعره،
ثم عاد إلى الشام وتنقل في بلادها، وتقلد الخطابة بالرملة، وتزوج بها، وكانت نفسه
تحدثه بمعالي الأمور ويحدثه إليها، وكان يكتم نسبه فيقول تارة إنه من الطالبيين، وتارة
من أبي أمية، ولا يتظاهر بشئ من الامرين.
وذكر أبو الخطاب الجبلي (3) أنه كان أديبا فاضلا شاعرا متورعا ظلف النفس
متدينا متقشفا، يطلب الشئ بوجهه ولا يريده إلا من حله وبلغ من تورعه أنه كان
نسخ شعر البحتري، فلما بلغ إلى أبيات هجو امتنع من كتبها وقال: لا أسطر بخطي
مثالب (4) الناس ومساويهم تحرجا (5) من ذلك.
أخبرني أحمد بن أبي بكر الحافظ، أنبأنا بن عبد الباقي قراءة عليه، عن أبي

(1) في الأصل: " عن أبي شاهين ".
(2) انظر ترجمته في: شذرات الذهب 3 / 204، ووفيات الأعيان 3 / 60 - 62. والمستفاد ص
199. والنجوم الزاهرة 4 / 263. والأنساب 3 / 100. وهدية العارفين 1 / 686. والاعلام
5 / 145.
(3) في الأصل: " الحيلي ".
(4) في الأصل: " سالب ".
(5) في الأصل: " محرجا ".
37

عبد الله الحميدي، أنشدنا أحمد بن إبراهيم بن محمد الكرجي أنشدنا أبو الحسن علي
ابن محمد التهامي لنفسه ببغداد سنة خمس عشرة وأربعمائة من قصيدة يرثي ولدا له:
حكم المنية في البرية جاري * أن تسترد فإنهن عوارى ما هذه
بينا ترى الانسان فيها محبرا * الدنيا بدار قرار
طبعت على كدر وأنت تريدها * حتى ترى حبرا من الأحبار (1)
ومكلف الأيام ضد طباعها * صفوا من الاقذار والأكدار
وإذا رجوت المستحيل فإنما * متطلب في الماء جذوة (2) نار
العيش نوم والمنية يقظة * تبنى الرجاء على شفير هار
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت * والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مأربكم عجيلا إنما * منقادة بأزمة المقدار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا * أعمالكم سفرا من الاسفار
فالدهر يخدع بالمنى ويعض إن * هنا ويهدم ما بني بنوار
ليس الزمان وإن حرصت مساعدا * خلق الزمان عداوة الأحرار
ومنها:
ذهب التكرم والوفاء من الورى * وتصرما إلا من الاشعار
وفشت خيانات الثقات وغدرهم * حتى اتهمنا رؤية الابصار
ولربما اعترض الحليم بجاهل * لا خير في يمنى بغير يسار
لله در النائبات فإنها صدأ * اللئام وصيقل الأحرار
ما كنت إلا زبرة فطبعتني * سيفا والحلق هدهن عذارى
قرأت على الشريف عبد الواحد [بن] (3) محمد بن عبد الواحد بن أحمد الهاشمي،
عن محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي
إذنا، أنشدنا أحمد بن إبراهيم الكرجي، أنشد أبو الحسن التهامي لنفسه:

(1) في الأصل: " خيرا من الاخبار ".
(2) في الأصل بدون نقط.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
38

عبس من شعر في الرأس مبتسم * ما يفر البيض في اللمم
ظنت (1) مشيبته تبقى وما علمت * أن الشبيبة مرقاة إلى الهرم
ما شاب عزمي ولا حزمي ولا خلقي * ولا وفائي ولا ديني ولا كرمي
وإنما اعتاص رأسي غير صبغته * والشيب في الرأس غير الشيب في الشيم
بالنفس قائلة في يوم رحلتنا * هواك عندي فسر إن شئت أو أقم
فبحت وحدا فلامتني فقلت لها * لا تعذليه فلم يلؤم ولم يلم
لما صفا قلبه صفت سرائره * والسر في كل صاف غير مكتتم
كيف المقام بأرض لا يخاف بها * لا يرجى شيئا رمحي ولا قلمي
فقبلتني توديعا فقلت لها * كفى فليس ارتشاف الخمر من شيمي
لو لم يكن خمرها ريقها لما انتظقت * بلؤلؤ من حباب الثغر منتظم
ولو تيقنت غير الراح في فمها وزاد * ما كنت ممن يصد اللثم باللثم
ريقها بردا يحدره * على حصني برد من ثغرها الشيم
إني لأطرف (2) طرفي عن محاسنه * تكرما وأكف الكف عن لمم
ولا أهم ولي نفس تناوغني * استغفر الله إلا ساعة الحلم
لا أكفر الطيف نعمى أنشرت رمما * منا كما تفعل الأرواح بالرمم
والطيف أفضل قولا إن لذته * تخلو من الاثم والتنغيص والندم
حا ما حبا (3) فأغنتنا زيارته * عن اعتساف الفلا بالأنيق الرسم
وصل الخيال ووصل الجود إن وصلت * سيان ما أشبه الوجدان بالعدم
والدهر كالطيف بؤساه وأنعمه * من غير قصد فلا تمدح ولا تلم
لا تمدح الهر في بأساء يكشفها * فلو أردت دوام البؤس لم يدم
خالف هواك فلولا أن أهوية * سخر لما اقتنص العقبان بالرخم
ترجو الشفاء بجفنيها وسقمهما * وهل رأيت شفاء جاء من سقم
وتدعى الصبا نجد فإن خطرت * كانت جوى لك دون الناس مضطرم
وكيف تطفئ صبا نجد صبابته * والريح زائدة في كل مضطرم
أصبو وأصحو ولم يكلم ببائقة * عرضي كما تكلم الاعراض بالكلم

(1) في الأصل: " طبت ".
(2) في الأصل: " لا أطرق ".
(3) في الأصل: " حاب ".
39

ولا أريد ثناء لا يصدقه فعلى * ولا أرتضى في التهم بالتهم
لا تحسبي حسب الاباء مكرمة * فمن يقصر عن غايات مجدهم
حسن الرجال بحسناهم وفخرهم * بطولهم في المعالي لا بطولهم
ما غابني حاسدي إلا شرفت به * فحاسدي منعم في زي منتقم
فالله يكلأ حاسدي ما نعمهم * عندي وإن وقعت من غير قصدهم
ينبهون على فضلي إذا كتبت * صحيفتي في المعالي عنونت بهم
قرأت على أبي الكرم العباسي، عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا محمد بن أبي نصر
الحميدي من كتابه، أنشدنا أحمد بن إبراهيم الكرجي، أنشدنا أبو الحسن التهامي
لنفسه ببغداد:
هل الوجد إلا أن تلوح خيامها بإهداء السلام ذمامها
وقفت (1) بها أبكي وترزم أينقى * وتصهل أفراسي وتدعو حمامها
ولو بكت الورق الحمائم شجوها * بعيني محا أطواقهن انسجامها
وفي كبدي أستغفر الله غلة * إلى برد (2) يثنى عليه لثامها
وبرد رضاب سلسل غير أنه * إذا شربته النفس زاد هيامها
فيا عجبا من غلة كلما ارتوت * من السلسبيل العذب زاد اضطرامها
كأن بعيد النوم في رشفاتها * سلاف رحيق رق منها مدامها
وتعبق رياها وأنفاسها معا * كنافجة قد فض عنها ختامها
ولم أنسها يوم التقى در دمعها * ودر الثنايا فذها وتوامها (3)
وقد بسمت عن ثغرها فكأنه * قلائد در في العقيق انتظامها
وقد نثرت در الكلام بعتبها * ولذ بسمعي عتبها وملامها
فلم أدر أي الدر أنفس قيمة * أأدمعها أم ثغرها أم كلامها
وقد سفرت عن وجهها فكأنما * تحسر عن شمس النهار جهامها
ومن حيثما دارت بطلعتها ترى * لاشراقها في الحسن نورا تمامها
وألقت عصاها في رياض كأنما * يفض عن المسك الفتق ختامها
وضاحكها نور الأقاحي فراقني * تبسمه رأد الضحى وابتسامها

(1) في الأصل: " ووقفت ".
(2) في الأصل: " برد ".
(3) في الأصل: " قدها وثوامها ".
40

نظرت ولي عينان عين ترقرقت * ففاضت وأخرى حار فيها جمامها
فلم أر عينا غير سقم جفونها * وصحة أجفان الحسن سقامها
خليلي هل يأتي مع الطرف نحوها * سلامي كما يأتي إلى سلامها
ألمت بنا في ليلة مكفهرة * فما سفرت حتى تجلي ظلامها
أتت موهنا والليل أسود فاحم وهل * طويل حكاه فرقها وقوامها
نافعي أن يجمع الدار بيننا * بكل مقام وهي صعب مرامها
أسيدتي رفقا بمهجة وامق * يعذبها بالبعد منك غرامها
لك الخير جودي بالجمال فإنه * سحابة صيف ليس يرجى داومها
وما الحسن إلا دولة فاصنعي بها * بدا قبل أن يمضي ويعبر دامها
أرى النفس تستحلى الهوى وهو حتفها * بعيشك هل يحلو لنفس حمامها
أخبر أبو الفتوح نصر بن محمد الحافظ بقراءتي عليه في يوم التروية بعرفة، أخبرنا
محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب
الأنباري، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد التهامي وقد ورد علينا الأنبار وجاءه قوال
يعرف بابن المعلم فقال: إن رأى سيدنا أن يلقى علي من النظم الشريف ما ألحنه،
فأنشد في التنقل:
حازك البين حين أصبحت * بدار إن للبدر عذرا
إرحلي إن أردت أو فأقيمي * أعظم الله للهوى في أجرا
لا تقولي لقاؤنا بعد عشر * لست ممن يعيش بعدك عشرا
سقام الجفون أمرض قلبي * ليت أن الجفون تبرى فأبرا
كتب إلى أبو اليمن الكندي: أن محمد بن عبد الباقي الفرضي أخبره عن أبي غالب
محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن محمد التهامي
لنفسه:
لها ريقة أستغفر الله إنها * ألذ وأشهى في المذاق من الخمر
وصارم طرف ما يفارق غمده * ولم أر سيفا قط في غمده يفري
كتب أبو جعفر الواسطي: أن أبا الكرم خميس بن علي الجوزي أخبره قال: سمعت
أبا الحسين بن النجم بن بيان الموصلي الشاعر يقول: بت مع أبي الحسن التهامي في
41

خان بميافارقين فلسعته عقرب في بعض الليل فسكت إلى الغداة، فلما انتشر الناس
صاح وتألم، فقلت: مالك؟ فقال: لسعتني عقرب، قلت: متى! قال: في الليل، قلت:
فكيف سكت إلى الآن؟ [فقال] (1): احتملت لئلا ينزع الناس بي ويتنغضوا بنومهم.
ذكر أبو الخطاب الجبلي: أن التهامي أظهر الانتساب في ولد الحسن بن علي بن
أبي طالب عليهما السلام وحصل في أحياء طي ودعا إلى نفسه، فأنفد الطاهر بن
الحاكم صاحب [مصر] (2) إلى ابن عليا أمير طي، فقبض عليه وأنفده إلى مصر
فحبس بها وقيل إنه قتل.
842 - علي بن محمد بن فهد العلاف، أبو الحسن (3):
أخو أبي علي الحسن الذي تقدم ذكره، وكان أكبر من أبي علي بثلاث سنين،
وهو حمو أبي علي البناء، سمع: أبا الفتح يوسف بن عمر القواس، وأبا حفص عمر ابن
أحمد بن شاهين، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، وأبا عمر عبد الواحد ابن
محمد بن مهدي، روى عنه: أبو علي بن البناء في مشيخته، وذكر أنه كان كثير
السماع، من أهل السنة والصلاح.
أنبأنا أبو الفرج الحراني، عن يحيى بن عثمان الفقيه، أنبأنا أبو [علي] (4) الحسن بن
أحمد بن البناء قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن فهد العلاف، أنبأنا
يوسف بن عمر بن مسرور القواس الزاهد، حدثنا البغوي، حدثنا عقبة بن مكرم أبو
عبد الملك البصري، حدثنا عبد الله بن عيسى، عن يونس، عن الحسن، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء " (5).
843 - علي بن محمد بن القاسم، أبو البناء (6) الكلوذاني:
روى عنه: أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع الحديث الكثير
بنفسه وأنه كان يقول الشعر، وذكر أنه سمع منه في شوال سنة تسع عشرة وخمسمائة.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من المستفاد
(3) انظر ترجمته في: تكملة الاكمال ص 208. والعبر للذهبي 4 / 9.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 84.
(6) سيأتي في السند التالي أنه: " أبو الثناء ".
42

قرأت على أبي محمد الأمين قال: عن أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب
الخفاف قال: أنشدني أبو الثناء بن محمد الكلوذاني لنفسه:
قد خلت الدنيا من الناس * أين أولوا المعروف والناس
لا أحد يرجى ولا يتقي * الحمد لله على الناس
844 - علي بن محمد بن مكرم بن أبي عبد الله بن محمد، أبو الحسن القواس،
المعروف بالشكري:
ذكر لي أن جده كان (1) من أهل سجستان ويقال: إنه السجزي، فأبدله العوام
فقالوا: الشكري فعرف به، كان يتولى فئ البندق، وقرأ الأدب على شيوخنا وقال
الشعر، وسمع كثيرا من الحديث، وكتب الأدب من شيوخنا كأبي الفرج بن كليب
وأبوي القاسم ذاكر بن كامل وابن بوش وأمثالهما، وكتب بخطه كتبا، ثم إنه سافر
إلى الشام وديار مصر وكان صديقنا، وكان حسن الاخلاق متوددا، وأقام هناك مدة
طويلة وجالس الأدباء والفضلاء، وكان يتجر، ويروى هناك شيئا من مسموعاته،
ورأيته بدمشق ومصر، وكان صديقنا وكان حسن الاخلاق متوددا محبا لأهل العلم
وأهله، قدم بغداد في سنة خمس وعشرين وستمائة، وأقام بها إلى حين وفاته وحدث،
وكتب الناس عنه، وعلقت عنه شيئا يسيرا ولم يكن به بأس.
أخبرني علي بن محمد القواس، أنبأنا علي بن يحيى بن علي الكاتب قال: كتب إلى
أبو سعد محمد بن محمد المطرز، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد قالا: أنبأنا أبو نعيم
أحمد بن عبد الله الحافظ قراءة عليه، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا حامد بن شعيب،
حدثنا بشر بن الوليد، حدثنا عثمان بن مطر، عن معمر بن راشد، عن خلاد بن عبد
الرحمن، عن أبيه، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله "،
قالوا: بلى يا رسول الله! قال: " أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس ".
سألت أبا الحسن القواس عن مولده فذكر أنه يكون تقديرا في سنة خمس وستين
وخمسمائة ببغداد.
وتوفي في شهر رمضان من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
845 - علي بن محمد بن الكيس، أبو القاسم:

(1) في الأصل: " أن جده كان جده من... ".
43

روى عن: أبي بكر القطيعي حكاية رواها عنه رزق الله بن عبد الوهاب التميمي
قرأت على أبي بكر الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي: أن أبا محمد التميمي أخبره قال:
سمعت الأستاذ أبا القاسم علي بن محمد بن الكيس يقول: [سمعت] (1) أبا بكر أحمد
ابن جعفر بن مالك القطيعي في مسجده بعد عشاء المغرب بحضرة جدك أبي القاسم
هبة الله بن سلامة المفسر يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كنت أصبو
فأخذ أبي بيدي وعبر بي الجسر فمضى إلى جامع الرصافة، فلما انتهينا إلى جامع
الرصافة رأينا حبابا فيها السويق والسكر والماء المبرد بالثلج، وخدما في أيديهم
الطاسات يقولون للناس: اشربوا على حب معاوية بن أبي سفيان! قال: يا أبة من
معاوية؟ فقال: هؤلاء قوم بغضوا رجلا لم يكن لهم إلى الطعن عليه سبيل فأحبوا
أعداءه.
قال الشيخ: أحفظ هذه الحكاية عن ابن مالك فهذه حكاية عجيبة ظريفة من قول
أحمد رضي الله عنه.
846 - علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن البدري الحافظ:
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن محمد بن عبد الباقي: أن القاضي أبا المظفر هناد
ابن إبراهيم النسفي أخبره، أنبأنا عبد الملك بن عيسى بن محمد الوراق بعكبرا، حدثنا
أبو الحسن علي بن محمد بن المبارك البدري الحافظ بعكبرا، أنبأنا الحافظ أبو القاسم
الحسن بن محمد بن سلمة القادسي، أنبأنا أبو سعيد المفصل بن محمد الجندي، حدثنا
عبد الله بن أبي غسان، ومسلمة بن شبيب قالا: حدثنا أبو الحسن الكوفي، حدثني
محمد بن الجهم بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " كان البيت قبل هبوط آدم ياقوته من يواقيت الجنة وكان لها بابان
شرقي وغربي - وذكر حديثا طويلا " (2).
847 - علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن النهري:
الفقيه الحنبلي، قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء حتى
يرع في المذهب والخلاف، وكان قيما بالفرائض، ودرس في حياة شيخه وبعد وفاته،
وكان حسن الكلام في المناظرة ظريفا من ملاح البغداديين، سمع الحديث من شيخه

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر: تاريخ مكة للأزرقي 1 / 8.
44

أبي الفراء ومن أبي الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل المخبري، وما أظنه روى شيئا
من الحديث، كان مولده بالكرخ بدرب النهر فلهذا قيل له النهري.
أخبرني محمد بن يوسف، أنبأنا أبو العز الحنبلي، أنبأنا القاضي أبو الحسين محمد بن
محمد بن الحسين بن الفراء قال: سمعت أبا الحسن النهري يقول: كنت في بعض الأيام
أمشي مع القاضي الامام والدك فالتفت فقال لي: لا تلتفت إذا مشيت فإنه ينسب
فاعل ذلك إلى الحمق: قال: وقال لي والدك يوما آخر وأنا معه: إذا مشيت مع من
تعظمه أين تمشي منه؟ فقلت: لا أدري، فقال: عن يمينه تقيمه مقام الامام في الصلاة
وتخلى له الجانب الأيسر إذا أراد أن يستنثر أو يزيل أذى جعله في الجانب الأيسر.
قرأت بخط أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قال: توفي أبو الحسن
النهري عشية يوم الجمعة ودفن يوم السبت لأربع خلون من ذي القعدة من سنة تسع
وثمانين وأربعمائة. ورأيت وفاته بخط أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري كذلك،
وذكر أنه دفن في مقبرة الجامع بباب البصرة.
848 - علي بن محمد بن المبارك، أبو الحسن النجار:
من أهل شارع دار الرقيق، سمع أبا الحسن علي بن طاهر بن الملقب الموصلي،
وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
قرأت في كتاب عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان بخطه قال: مات أبو الحسن
علي بن محمد بن المبارك النجار في شهر رمضان من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
ودفن بباب حرب.
849 - علي بن محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس، أبو الحسن بن أبي بكر
ابن أبي العز الحمامي (1):
من ساكني درب القيار، وهو أخو أحمد الذي تقدم ذكره، وعلى الأصغر، قرأ
الفقه على أبي بكر الدينوري، والفرائض والحساب على الحسين الشقاق، وسمع
الحديث بنفسه من الشريف أبي الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله
وأبوي القاسم هبة بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، وهبة الله بن أحمد بن
عمر الحريري، وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء، وأخيه يحيى، وأبوي بكر محمد

(1) انظر ترجمته في: تكملة الاكمال ص 209.
45

ابن الحسين بن المزرفي (1)، ومحمد بن عبد الباقي البزاز وغيرهم.
ولم يزل يقرأ على المشايخ ويفيد جيرانه إلى آخره عمره. حدث باليسير وكان
صدوقا صالحا متدينا حسن الطريقة، حافظا لكتاب الله يفهم طرفا صالحا من الفقه.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد الخياط جارنا، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن المبارك
ابن بكروس قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي قراءة عليه، وأنبأنا علي
ابن محمد الخياط، أنبأنا محمد بن علي أبو غالب قالا: أنبأنا محمد بن أحمد بن المسلمة،
حدثنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف إملاء، حدثنا جعفر بن محمد بن
المغلس، حدثنا محمد بن زياد الزيادي، حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب،
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلاء قال: " أعوذ بالله من
الخبث والخبائث " (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن الفرضي قال: سألته - يعني أبا الحسن بن بكروس
- عن مولده، فقال: في رجب سنة أربع وخمسمائة.
أنبأنا أبو بكر بن مشق - ونقلته من خطه - قال: توفي أبو الحسن بن بكروس في
ليلة الاثنين ثالث ذي الحجة سنة ست وسبعين (3) وخمسمائة ودفن من الغد بباب
حرب، ومولدي في ثامن ذي الحجة سنة أربع وخمسمائة.
850 - علي بن محمد بن المحسن بن يحيى بن جعفر بن علي بن محمد بن علي
ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو غالب
العلوي الحسيني، نقيب مشهد بات التبن:
سمع القاضي أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي وغيره، وحدث باليسير، روى
عنه: أبو القاسم المبارك بن محمد بن الحسين بن البزوري، وأبو طاهر السلفي، وكتب
عنه: أبو عبد الله الحسين بن محمد البخلي، ونقلت نسبه بخطه.
أخبرنا عتيق بن الحسن الأنصاري بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي،
أنبأنا أبو طالب علي بن محمد بن المحسن نقيب المشهد ببغداد، أنبأنا أبو الحسين محمد

(1) في الأصل: " المزوقي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 26.
(3) في الأصل: " سنة أربع وخمسمائة ".
46

ابن علي بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثنا محمد بن هارون
الحضرمي، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا إسماعيل (1)، عن سعيد بن أبي
عروبة، عن قتادة، عن أبي الخليل (2)، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا رزقا بركة
بيعهما وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهما " (3).
وأنبأنا عتيق بن الحسن أن السلفي أخبره أنه سأل أبا طالب النقيب عن مولده
فذكر أنه سنة ثلاث وأربعمائة، وأنه سمع ابن قشيش وآخرين.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات الشريف أبو
طالب علي بن المحسن العلوي نقيب المشهد بمقابر قريش يوم الأربعاء تاسع عشر المحرم
سنة خمسمائة وكان قد جاوز المائة سنة من عمره.
851 - علي بن م حمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن البيضاوي،
أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه الشافعي:
سبط القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، كان شابا فاضلا صالحا من
الأدب (4) الأئمة والقضاة، سمع كثيرا من الحديث، ومات قيل والده، ذكر أبو الفضل
ابن خيرون أنه مات في يوم الثلاثاء سادس عشري شهر رمضان سنة خمسين
وخمسمائة، وكان شابا صالحا.
852 - علي بن محمد بن النعمان، المعروف بابن المعلم، أبو القاسم
ابن أبي عبد الله المفيد:
كان والده من شيوخ الشيعة ورؤسائهم، وله مصنفات على مذهب الإمامية،
حدث على هذا بشئ يسير فكان بلغنا بحمام (5).
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، حدثنا
أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي أبو القاسم علي بن محمد بن محمد بن

(1) في الأصل: " بن إسماعيل بن أبي عروبة عن أبي قتادة ".
(2) في الأصل: " الحليل ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 402.
(4) هكذا في الأصل.
(5) هكذا في الأصل.
47

النعمان بن المعلم صاحب الحمام في يوم الأحد الثالث من جمادى الآخرة سنة إحدى
وستين وأربعمائة، وقد سمع منه أحاديث يسيرة قوم.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم
علي بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم الحمامي في يوم
الأحد ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وأربعمائة، كان يذكر أنه سمع من أبي
الفضل الشيباني ولم يصح عنه شئ.
853 - علي بن محمد بن محمد بن الحسن الديناري، أبو الحسن بن أبي الفتح
النحوي (1):
تقدم ذكر والده، كان على هذا ممن يشار إليه في النحو وعلم الأدب، درس النحو
ببغداد بعد وفاة أبي القاسم الرقي في السابع من شهر بيع الاخر سنة خمسين
وأربعمائة، وروى عن والده، روى عنه أبو نصر بن المجلي.
أنبأنا ترك بن محمد الكاتب قال: قرئ على عبد الرحمن بن زيد بن الفضل عن أبي
نصر هبة الله بن علي بن المجلي وأنا أسمع قال: أنشدني أبو الحسن علي بن محمد بن
محمد بن الحسن بن الديناري النحوي، أنشدنا أبي، أنشدنا أبو الحسين اللغوي لنفسه:
من كان في الدنيا له شارة * فنحن من نظارة الدنيا
رمقها من كثب (2) حسرة * كأننا لفظ بلا معنى
أنبأنا ذاكر بن كامل، عن أبي البركات بن السقطي قال: مات أبو الحسن بن
الديناري (3) ببلد النيل في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
ذكر غير ابن السقطي أن وفاته كانت في رجب من السنة.
وذكر محمد بن طاهر المقدسي: أنه مات في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
854 - علي بن محمد بن محمد بن الحسين البسطامي، أبو الحسن (4): قرأ الفقه على القاضي أبي عبد الله الصيمري، وحصل منه طرفا صالحا، وشهد

(1) انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 5 / 453.
(2) في الأصل: " زمقها كسب ".
(3) في الأصل: " الأنباري ".
(4) انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1 / 374.
48

عند قاضي القضاة ابن الدامغاني في يوم الثلاثاء لأربع بقين من شهر ربيع الاخر سنة
ثمان وخمسين وأربعمائة فقبل شهادته، وتولى القضاء بباب الطاق، والنظر بالمارستان
العضدي، وروى عن خاله شيئا من شعره، وروى عنه أبو نصر هبة الله بن علي بن
المجلي.
قرأت في كتاب أبي نصر بن المجلي وأنبأنيه عنه علي بن يوسف، عن عبد
الرحمن بن زيد عنه، أنشدنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسين
البسطامي، أنشدنا خالي أبو يعلى الحسين بن عبد العزيز محمد الشالوشي يرد على
من عاب عليه قوله في قصيدة ذكر فيها الضريحة ولم يقل الضريح بغيرها من قصيدة:
هذا الفرزدق بحر الشعر ينعته * والبحر توجد أحيانا به الدرر
رثى ابن ليلى بن مروان قال به * عبد العزيز الذي من نجله (1) عمر
لله أرض أجنته ضريحتها * وكيف يدفن في الملحودة القمر
قرأت في كتاب أبي علي بن البرداني بخطه قال: حدثني سلطان بن عيسى: أن
مولد القاضي أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسين البسطامي في سنة
أربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو
الحسن علي بن محمد البسطامي أحد الشهود المعدلين في يوم الخميس تاسع ربيع
الاخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة معروف الكرخي.
855 - علي بن محمد بن محمد بن الطيب بن أبي يعلى بن الجلابي (2)، أبو
الحسن، المعروف بابن المغازلي:
من أهل واسط، والد محمد الذي قدمنا ذكره، سمع كثيرا وكتب بخطه وحصل،
وخرج التاريخ وجمع مجموعات، منها الذيل الذي ذيله على " تاريخ واسط " بحشل (3)
ومشيخة (4) لنفسه، وكان كثير الغلط، قليل الحفظ والمعرفة، سمع أحمد بن المظفر بن
أحمد العطار، وأبا الحسن علي بن عبد الصمد بن عبيد الله الهاشمي، وأبا بكر أحمد بن

(1) في الأصل بدون نقط.
(2) في الأصل: " الحلاني ".
(3) في الأصل: " لحشل ".
(4) في الأصل بدون نقط.
49

محمد بن أحمد الهاشمي الخطيبين، وأبا طالب محمد بن أحمد بن عثمان الصيرفي
البغدادي، وعبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن الواسطي العدل بقراءة الحميدي عليه
وأنا أسمع ببغداد.
وأنبأنا القاضي الفقيه أبو علي يحيى بن الربيع الواسطي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
علي بن محمد بن محمد بن الجلابي (1) قراءة عليه قال: أخبرني والدي، أنبأنا أحمد بن
المظفر، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الحافظ، حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب
الجمحي، حدثنا مسدد، عن يحيى، عن حميد، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت: لمن هذا؟ قيل: لشاب من قريش، فظننت
أني أنا هو، قلت: من هذا؟ قيل: عمر بن الخطاب " (2).
أخبرني عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد
السلفي قال: سألت أبا الكرم خميس (3) بن علي الجوزي (4) عن أبي الحسن علي بن
محمد بن الطيب المغازلي، فقال: كان مالكي المذهب، شهد عند أبي الفضل محمد بن
إسماعيل، وكان عارفا بالفقه والشروط والسجلات، سمع الحديث الكثير عن عالم من
الناس من أهل واسط وغيرهم، وجمع التاريخ المجدد التالي لتاريخ بحشل، وأصحاب
شعبة، وأصحاب يزيد بن هارون، وأصحاب مالك، وكان مكثرا خطيبا على المنبر
يخلف (5) صاحب الصلاة بواسط، وكان مطلعا على كل علم من علوم الشريعة،
عرف ببغداد بعد الثمانين وأحدر إلى واسط فدفن بها، وكان يوما مشهودا.
ذكرا أبو نصر محمود بن الفضل الأصبهاني، ونقلته من خطه: أن أبا الحسن بن
المغازلي قدم بغداد فأقام بها أياما يسيرة، ثم نزل إلى دجلة بباب العزبة ليتوضأ فوقع في
الماء، وأخرج من وقته ميتا، وحمل إلى واسط فدفن بها، وذلك يوم الأحد عاشر صفر
سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
856 - علي بن محمد بن محمد بن محمد بن يحيى بن شعيب بن الحسن
الشيباني، أبو الحسن بن أبي نصر بن أبي الطيب بن أبي بكر بن أبي القاسم

(1) في الأصل: " الحلابي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1040. ومسند أحمد 3 / 107.
(3) في الأصل: " أبا الكريم خميس ".
(4) في الأصل: " الجورى ".
(5) في الأصل: " محلف ".
50

الخطيب، المعروف بابن الأخضر (1):
من أهل الأنبار، كان يتولى الخطابة بها، قدم بغداد في صباه وأقام بها مدة يتفقه
على مذهب أبي حنيفة، وسمع بها الحديث من أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد
الفرضي، وأبي عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، وأبي الحسن محمد
ابن أحمد بن رزق الله البزاز، وأبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران،
وأبي عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال، وأبي محمد الحسن بن الحسين بن
محمد بن رامين الاستراباذي، وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن دوست العلاف، وأبي
بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عنترة الموصلي، ومحمد بن أحمد بن يوسف
الصياد، وأحمد بن محمد بن غالب البرقاني، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر
الحمامي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وغيرهم، وحصل النسخ
والأصول، وعمر [عمرا] (2) طويلا حتى حدث بجميع مروياته بالأنبار وبغداد مرارا،
وسمع منه الحفاظ والكبار، وقصده الطلبة من البلدان ومضى على الاستقامة، روى
عنه: من أهل الأنبار ولده أبو بم (3) يحيى، وأبو الفتح محمد بن أحمد بن عمير الخلال،
وخليفة بن محفوظ المؤدب، والقاضي محمد بن محمد بن الصفار، ومن أهل بغداد: أبو
غالب بن البناء، وأبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو منصور بن
الجواليقي، وأبو الفضل بن ناصر، وأبو بكر بن الزاغوني، ومحمد بن مسعود بن
السدنك، وأبو الفتح ابن البطي، وجماعة غيرهم.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي، أنبأنا أبو غالب أحمد بن
الحسن بن أحمد بن البناء، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن
الخطيب الأنباري المعروف بابن الأخضر، قدم علينا بغداد قراءة عليه، أنبأنا أبو عمر
عبد الواحد بن محمد الديباجي، أنبأنا إسماعيل الصفار، حدثنا أحمد يعني ابن منصور،
حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يتمنى (4) أحدكم الموت لضر أصابه " (5).

(1) انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1 / 374.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من الجواهر المضية.
(3) هكذا في الأصل.
(4) في الأصل: " لا ينمي ".
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 920.
51

أخبرنا محمد بن نصر أبو الفتوح الحافظ معرفة، أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد
الباقي، أنشدنا الخطيب أبو الحسن علي بن محمد بن الأنباري، لنفسه في المقتدى
بأمر الله أمير المؤمنين:
يا أيها المولى الامام * ومن يناط به الأمور
يا واحدا في الكرمات * فما يعاد له نظير
مثلي يعان على الزمان * فما بقي مني يسير
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي
قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي، عن أبي الحسن علي بن الخطيب
الأنباري فقال: حدث عنه جماعة وكان صدوقا لا بأس به.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: سألت أبا
نصر المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ، عن علي بن محمد الخطيب الأنباري فقال: كان
يذهب مذهب الرأي ثقة فيما كان عنده، محبا للحديث والاسماع.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد من السمعاني يقول: سألت
إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، عن علي بن محمد الخطيب الأنباري فقال: شيخ
ثقة.
كتب إلى علي بن المفضل الحافظ: أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره، عن القاضي
عياض بن موسى التجيي قال: سألت القاضي أبا علي الحسين بن محمد الصدفي
المعروف بابن سكرة، عن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري فقال: كان
أقطع اليد حنفي المذهب، قديم السماع، ذكر لي أنه سأل وهو صبي في مجلس الشيخ
أبي حامد الاسفراييني، عن مسألة الوضوء من مس الذكر وقال لي: رأيت جد جدي
وأنا اليوم جد جد.
قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن
محمد الخطيب الأنباري، وكان أقطع من يده اليمنى، سمعت صالح بن علي بن النفيس
ابن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري العدل قدم علينا يقول: لما دخل
البساسيري (1) الأنبار أمر جدنا عليا، وكان الخطيب بها يومئذ أن يقطع الخطبة للامام

(1) في الأصل: " القساسيري ".
52

القائم بأمر الله، ويخطب للمستنصر صاحب مصر، فلما صعد المنير خطب للامام
القائم، ولم يمتثل أمر البساسيري، فقبض عليه البساسيري، وأمر بقطع يده على المنبر
فقطعت فنحن نعرف ببني الأقطع.
قرأت بخط أبي نعيم عبد الله بن الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني، وأنبأنيه عنه
أبو عبد الله الفارقاني قال: سمعته يعني أبا الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري
يقول: ولدت في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة لاثنتي عشرة خلون منه في يوم
الجمعة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن
علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري الأقطع ويعرف بابن الأخضر في العشر
الأول من شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة بالأنبار ودفن بها، وهو آخر من حدث
في الدنيا عن أبي أحمد الفرضي وبلغ من العمر خمسا وتسعين سنة.
857 - علي بن محمد بن محمد بن قنين العبدي، أبو الحسن الخراز:
من أهل الكوفة، قدم بغداد في سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وحدث بها عن أبي
طاهر محمد بن محمد بن الحسين بن الصباغ القرشي. سمع منه أبو بكر محمد بن
منصور السمعاني، وأبو طاهر محمد بن محمد السنجي (1) المروزيان، وقد حدث
السنجي عنه.
قرأت بخط أبي طاهر السلفي، وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر، أنبأنا أبو
الحسن علي بن محمد بن قنين العبدي بالكوفة كان شيخا كبير السن كثير البر وصولا
للرحم، وكان زيدي المذهب عبدي النسب مثنيا (2) على الصحابة مع ميله إلى
القرابة.
أخبرني الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت بخط والدي:
قدم ابن قنين علينا بغداد وحدثنا وسألته عن مولده، فقال: سنة خمس وعشرين
وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي بخطه قال: مات

(1) في الأصل: " السيخي ".
(2) في الأصل: " مثبنا ".
53

ابن قنين الكوفي بالكوفة في ذي القعدة سنة إحدى وخمسمائة.
858 - علي بن محمد بن محمد بن جهير، أبو القاسم بن أبي نصر الوزير (1):
كان يلقب بزعيم الرؤساء، وهو أخو الوزير عميد الدولة أبي منصور محمد، ولي
النظر بديوان الزمام بعد وفاة أبي نصر محمد بن أحمد بن جميلة صاحب الديوان في
جمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة، فنظر فيه أربعة عشر سنة حتى عزله المقتدي بأمر
الله بأبي الحسن علي بن الحسين بن المعوج، وخرج مع والده أبي نصر، ذكر شرف
الدولة مسلم بن قريش فرد إليه حصار ميافارقين ومحاربة أهلها، فأخذ البلد ونظر بعد
وفاة والده في الموصل وديار ربيعة، ثم ورد بغداد في وزارة أخيه أبي منصور محمد،
فلما قبض على أخيه وعلى أخيه محمد الكافي أبي البركات جهيز تقدم المستظهر بالله
بصيانته وأمره بملازمة منزله وهو يخاف ويحذر إلى أن هرب إلى عند سيف الدولة،
وأقام عنده أحد عشر شهرا حتى استدعى المستظهر لوزارته في آخر شعبان سنة ست
وتسعين وأربعمائة، وخلع عليه في يوم الخميس لثلاث خلون من شهر رمضان، فلم
يزل وزيرا حتى عزل في يوم الأحد الرابع عشر من صفر سنة خمسمائة، فكانت مدة
وزارته ثلاث سنين وخمسة أشهر وأيام ونقضت (2) داره ولم تحمد سيرته في ولايته،
ونفذ سيف الدولة من أخذه، وعاده إلى الحلة فأقام عنده إلى أن قتل سيف الدولة،
فنفذ السلطان محمد، فاستدعاه فوصل إلى بغداد في شهر رمضان سنة إحدى
وخمسمائة، وقيل له: هذا ابن الحصين يكبك ويكب أهلك في النفس والمال والجاه
والحال، وقد أمكنك أن تقاتله على هذه الحال، فقال: معاذ ا لله أن أبسط في ذكره
لساني أو أخط بما يسوؤه بناني ولأبذلن له جهدي في إصلاح قلب السلطان،
ولأحفظنه كما أحفظ أداني الأولاد والاخوان، وخرج من المعسكر، وعاد بعد سنة
من خروجه وزيرا في يوم الفطر سنة اثنتين وخمسمائة، وخلع عليه يوم الاثنين لسبع
خلون من شوال، ولم يزل على ولايته إلى حين وفاته، وكان قد تدرج في الولايات
والمراتب خمسين سنة، وكان معروفا بالرزانة والحلم، موصوفا بجودة الرأي والتدبير،
وحسن التأني (3) في الأمور والصبر والسكينة.
وقد رأيت له سماعا من القاضي أبي المظفر منصور بن أحمد البسطامي ببلخ بقراءة

(1) انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 5 / 186. ومرآة الزمان 8 / 55.
(2) في الصال بدون نقط.
(3) في الأصل: " أنتاني ".
54

أبي محمد بن السمرقندي في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، فلعله كان
هناك في رسالة من الديوان والله أعلم، وما علمت أنه حدث بشئ.
قرأت بخط أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: الوزير مجد الدين أبو
القاسم علي بن فخر الدولة أبي نصر محمد بن محمد بن جهير مولده بالموصل سنة سبع
وثلاثين وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي الوزير أبو القاسم علي بن
محمد بن محمد بن جهير في يوم الاثنين سادس عشري ربيع الأول من سنة ثمان
وخمسمائة، ودفن في يومه في داره بباب العامة.
وذكر ابن الهمداني أنه نقل إلى تربة أخيه عميد الدولة، قال: ولم يخلف بعده من
يجرى مجراه في علو سنة واشتهار اسمه.
859 - علي بن محمد بن محمد بن جهور، أبو الكرم:
من أهل واسط، قدم بغداد في سنة سبع وتسعين وأربعمائة في رجب وفي سنة اثنتي
عشرة وخمسمائة، وحدث بها في المرتين عن القاضي أبي تمام علي بن محمد بن الحسن
العبدي، وأبي غالب محمد بن أحمد بن بشران، سمع منه أبو عبد الله الحسين ابن محمد
ابن خسرو البلخي، والحسين بن محمد العربي وروى عنه.
قرأت على ابن الجوزي، عن العربي، أنبأنا أبو الكرم علي بن محمد بن محمد بن
جهور الواسطي، قدم علينا بقراءة (1) البلخي عليه وأنا أسمع أنبأنا أبو غالب محمد بن
أحمد بن سهل النحوي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن دينار، أنبأنا أبو بكر محمد
ابن الحسن بن مقسم المقرئ، حدثنا يحيى بن عبد الباقي الثغري، حدثنا إدريس ابن
سليمان الكاتب الرملي، حدثنا حمزة بن ربيعة، عن يحيى بن راشد، عن حميد الطويل،
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رمضان فلم يعب
الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم (2).
840 - علي بن محمد بن محمد بن الحارث القرشي:
شاعر، مدح الامام المستظهر بالله، وبيض.

(1) في الأصل: " بقراءتي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 261.
55

861 - علي بن محمد بن محمد بن قنين، أبو الحسن:
شاب، قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث الكثير من أبي الحسين بن الطيوري
وأمثاله، ومات قبل أوان الرواية، ذكر لي شيخنا أبو محمد بن الأخضر أنه سمع محمد
ابن ناصر الحافظ يذكر أن ابن قنين كان يسرق أصول ابن الطيوري منه، فلم ينفعه
الله بالعلم.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أبو الحسن علي بن محمد بن
محمد بن قنين ليلة الجمعة السادس عشر من شهر رمضان من سنة أربع عشرة
وخمسمائة، وصلى عليه يوم الجمعة بجامع المنصور وحضرت ذلك، ودفن بمقبرة جامع
المنصور، وكان مولده سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وكان قد قرأ القرآن وسمع
الحديث، وكان مجتهدا في ذلك مستهبا (1) له.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني قال: مات أبو
الحسن علي بن قنين يوم الخميس خامس عشر رمضان سنة أربع عشرة وخمسمائة،
ودفن بمقبرة جامع المنصور، وكان قد سمع الحديث الكثير، وقرأ القرآن وشيئا من
العربية والفقه وهو شاب لم يحدث بكثير.
862 - علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عامر الوكيل، أبو الحسن:
والد محمد وأحمد المقدم ذكرهما، كان حاجب الحجاب في أيام المسترشد بالله (2).
سمع شيئا من الحديث من أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي،
وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر بن كامل بن أبي غالب، وأخرج عنه حديثا في
معجم شيوخه، وبلغني أنه توفي يوم السبت لسبع خلون من شعبان سنة ثمان عشرة
وخمسمائة.
863 - علي بن محمد بن محمد بن النقيب الشهرستاني، أبو الحسن:
أخو محمد بن محمد الذي قدمنا ذكره، رتب نائبا في الحسبة ببغداد عن القاضي أبي
العباس الكرخي في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وكان مشددا على الناس في الحسبة،
وكان أديبا يقول الشعر، كتب عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره وأورده في معجم

(1) هكذا في الأصل.
(2) في الأصل: " الأيام المسترشد به ".
56

قرأت على أبي محمد إسماعيل بن سعد الله الأمين عن أبي بكر (1) المبارك [بن] (2)
كامل بن غالب الخفاف قال: أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن
النقيب الشهرستاني لنفسه وكتب لي بخطه:
خففي يا نفس عني * ويك كم هذا التجني
واتركي الجهل فقدته * وين منه كل فن
ودعي الحرص مع * الآمال فيه والتمني
وأيقظي من رقدة الغفلة * للشوب وحني
عجبي والموت يأتي * بغتة إذ تطمأني
كم تغريني فإني * خائف أن يدهمني
راقبي الله وتحت ال‍ * خوف منه فاستكني
واذكري البعث إلي * هو اذكري ذاك فإني
ليس لي إلا جواب * واحد إذ يسألني
نفثي بالجود منه * فرجائي حسن ظني
ويك يا نفسي أراني * قبل أن يكبر سني
كنت ذا قلب خشوع * فيه لين وتثني
وأرى الآن معاصي * كأزالت ذاك عني
يا أخي قل مثل قولي * بحنين وفقني
ارحموا ذلي فإني * ضاع ذاك القلب مني
864 - علي بن محمد بن محمد بن ردعان، أبو الحسن الموصلي، سبط أبي
منصور بن جهير:
سمع شيئا من الحديث من أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي
وغيره، ذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع فيما نقلته من خطه: أنه توفي ليلة
السبت الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه
بجامع القصر يوم السبت، ثم دفن في تربة جده لامه عميد الدولة أبي منصور بن جهير
بقراح ابن رزين قال: وما أظنه حدث.

(1) في الأصل: " غير أنى ذكر ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
57

865 - علي بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء، أبو
الفرج بن أبي حازم بن القاضي أبي يعلى الفقيه الحنبلي:
من أهل باب الأزج، تقدم ذكر والده، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن
طلحة، والحسين بن علي بن البسري، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد
الصيرفي وغيرهم، وسمع كثيرا من المتأخرين، وأسمع أولاده، وحصل الاجزاء
والأصول، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث
عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وحدث باليسير، سمع منه جماعة.
أنبأنا أبو الحسين محمد بن بقا بن الحسن البرسفي (1) الضرير، أنبأنا أبو الفرج علي
ابن محمد بن الفراء قراءة عليه في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وأنبأنا
أبو الكرم عبد السلام بن أحمد المقرئ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم
الدينوري، وأبو السعادات المبارك بن محمد بن أحمد بن كبة قالوا جميعا: أنبأنا أبو عبد
الله الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا عبد الواحد بن محمد أبو عمر، حدثنا أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن هاني، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني
معاوية، عن عبد الوهاب بن بخت (2)، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمثل ذلك يعني: من لقي أخاه فليسلم عليه إن حال بينهم شجرة
أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه " (3).
قرأت بخط أبي بكر محمد بن علي بن اللتي المقرئ قال: مولد القاضي أبي الفرج
علي بن محمد بن الفراء (4) في شعبان سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
أنبأنا أبو علي الأصبهاني، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع قال: توفي
القاضي أبو الفرج بن الفراء في ليلة الأحد ثاني عشر رمضان سنة ست وأربعين
وخمسمائة، ودفن بباب حرب، وكان متحريا ضابطا.
866 - علي بن محمد بن محمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو

(1) في الأصل بدون نقط.
(2) في الأصل: " محت ".
(3) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 360.
(4) في الأصل: " الفداء ".
58

المكارم بن أبي جعفر بن أبي عبد الله بن الوزير أبي المعالي (1):
تقدم ذكر والده وجده وجد جده في المحمدين، قرأ الأدب حتى برع، وسمع
الحديث من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبي الفرج عبد
الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، وأبي المعالي أحمد بن علي بن علي بن
السمين، وأبي المعمر الأنصاري وغيرهم. واقتنى كتبا ملاحا بخطوط العلماء، وصنف
كتبا حسنة، منها كتاب " الافصاح في اختصار كتاب الاصلاح " لابن السكيت، رتبه
على حروف المعجم، واختصر كتاب " الغريبين " للهروي، وسافر إلى الشام في سنة
إحدى وستين وخمسمائة. واتصل بخدمة الملوك، ونقلت به المناصب، وسافر إلى مصر
وتولى النقابة لتقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن أخي الملك صلاح الدين،
وهو صاحب حماة، وسمع بالإسكندرية من أبي طاهر السلفي وحدث بمصر بشئ
يسير، سمع منه عبد الخالق بن زيدان، وأبو عبد الله محمد بن هبة الله بن علي الحموي
خطيب القاهرة، وكان قيما بالنحو واللغة، بليغا كاتبا سديدا مليخ الخط رئيسا نبيلا،
عاد مع تقي الدين عمر إلى حماة فأقام بها إلى حين وفاته.
أنشدني عيسى بن عبد العزيز الأندلسي بالإسكندرية:
تخل لحاجتي واشدد عراها * فقد أضحت بمنزلة الضياع
إذا أرضعتها بلبان أخرى * أضرتها مشاركة الرضاع
قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن محمد بن الكاتب الأصبهاني بخطه هذه
الأبيات، وذكر أنها لابن المطلب في أول كتاب:
يا عاريا من عار وكاسيا بالفخار * علام كتبك عنا مقطوعة الاخبار
ألست من حر وجدي إليكم في أوار * ومن سحاب دموعي آثاركم في بحار
ودي كما قد علمتم على بعاد للدار * محض صريح صحيح صاف من الأكدار
867 - علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الأنباري، أبو منصور بن
أبي الفرج بن أبي عبد الله الكاتب:
تقدم ذكر والده وجده في أول الكتاب، تولى على هذه الكتابة بديوان الانشاء في
ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ولم يزل على ولايته إلى أن توفى في يوم

(1) انظر ترجمته في: بغية الوعاة، ص 353.
59

السبت الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وكان شابا.
868 - علي بن محمد بن محمد بن أفلح، أبو الحسن بن أبي البشائر بن أبي
البركات:
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وحدث بيسير، سمع منه القاضي أبو
المحاسن القرشي، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرئ على أبي البركات بن أبي المحاسن القرشي، عن أبيه وأنا أسمع، أنبأنا أبو
الحسن علي بن أبي البشائر، وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن علي قراءة عليه
قالا: أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي،
حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا ابن أبي ليلى، عن
عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بنا القرآن ما لم يكن جنبا (1).
وأنبأنا أبو البركات، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن بن أبي البشائر عن مولده
فقال: في حادي (2) عشري رمضان من سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
869 - علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن زاهر بن علي بن
محمد بن السكون، أبو الحسن بن أبي طالب الكاتب (3):
من أهل الحلة السيفية - هكذا رأيت نسبه بخط يده، قدم بغداد وأقام بها طالبا
للعلم، فقرأ النحو على أبي محمد بن الخشاب، واللغة على أبي الحسن بن الصعار،
وكان يحفظ اللغة حفظا جيدا، وقرأ الفقه على مذهب الشيعة حتى برع فيه وصار
يدرسه، وكان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا.
وذكر لي الحسن بن معالي الحلي النحوي أنه كان متدينا، كثير الصلاة بالليل، وفيه
سخاء ومروءة، سافر إلى مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقام بها، وصار كاتبا لأميرها، ثم قدم الشام
ومدح ملكها صلاح الدين يوسف بن أيوب، ذكره أبو عبد الله الكاتب في كتاب
" الخريدة " وأورد له هذه الأبيات من قصيدة

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1 / 83.
(2) في الأصل: " في جمادى ".
(3) انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15 / 75. وبغية الوعاة ص 352.
60

خذا من لذيذ العيش مارق أو صفا * ونفسكما عن باعث الهم فاصرفا
ألم تعلما أن الهموم قواتل وأحجي * الورى (1) من كان للنفس منصفا
خليلي إن العيش بيضاء طفلة * إذا رشف الظمآن ريقتها اشتفى
من المشرقات الآنسات كأنها * سقته نردى توسطت الجفا
أتاه كأن البدر ألقى ضياءه * عليها وردتها الغزالة مطرفا
إذا خطرت هزت من السمر عاملا * وإن نظرت سلت من البيض مرهفا
وتفتر عن أحوى اللثاث لحاله * حصا بردا وأقحوانا مرقفا
خليلي إني رضت دهري وراضني * وجريت أحوال الرجال مكشفا
وكم قد سرحت النفس في شهواتها * وكنت لأخدان الصبابة مألفا
وجررت ذيل اللهو في مسرح الصبا * ونازعت أرباب البطالة قرقفا
معتقة شهباء عطرية الشذا * إذا شحها الساقي كأن بارق خفا
وقد طال ما أنصبت راحلة الهوى * ليالي كان الدهر بالوصل معفا (2)
وبت أعاطي الراح بيضاء خرعبا * مبتلة أو ذا احورار منطفا
أعن إذا عازلته رق لفظه * وأصحب أو جمشته لان معطفا
كأن السلاف البابلي أعاره ال‍ * رضاب وسحبان الفصاحة متحفا
إذا وسنت أجفانه استيقظ الهوى * ونبه وجدا يوقظ الصب إن غفا
بميل به راح الجمال فينثني * دلالا ويكسو البان قدا مهفهفا
سقى الله أرض الجامعين وتربها * من الغيث هطال (3) العشيات أو طفا
إذا اصطبحت فيه الرعود تضاحكت * عقائق أضحى برقها متكشفا
وحنت به نيب القطار وأورمت * رواعنه حين ازلأم وردفا
وألقى على عام الرواتي بقاعة * وحللها الزهر النضير وألحفا
محل به انصنى الزمان شبيبتي * وخط عذاري بالمشيب ونصفا
فلما رأيت الامر قد جد جده * ونكر ما قد كان بالأمس عرفا

(1) في الأصل: " رضيت الورى ".
(2) هكذا في الأصل.
(3) في الأصل: " عطال ".
61

ووجهت أمالي إلى وجه يوسف * قواصده حسبي اعتمادي يوسفا
ذكر الشيخ بن علي بن الحلي الأديب: أن علي بن محمد بن السكون توفي في حدود
سنة ست وستمائة وأنه كان نصيريا، وذكر لي ابن الحلي أنه مات وقد جاوز
السبعين.
870 - علي بن محمد بن محمد بن علي الأنصاري، أبو الحسن بن أبي بكر
الرزاز:
من أهل باب الأزج، سمع الشريف أبا معمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز
الأنصاري، وأبا جعفر أحمد بن أحمد بن القاضي، وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه
رفيقنا ابن النفيس بن منجب (1) الأزجي وحدثني عنه بحديث واحد، ولقيت هذا
الشيخ في يوم جمعة خارجا من الجامع ولم يكن معي شئ من مسموعاته، فأجاز لي
الرواية عنه وكتب بخطه لي بذلك في أواخر سنة أربع وتسعين وخمسمائة، ولم يتفق لي
به الاجتماع بعد ذلك، وكان شيخا صالحا ظاهر السكون على وجهه سيما الخير.
أخبر علي بن محمد الأنصاري مشافها وخطا، حدثنا أبو المعمر الأنصاري من لفظه
في سلخ ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي
الطريثيثي، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي (2)،
حدثنا إدريس بن جعفر العطار، حدثنا أبو بدر شجاع بن وليد، حدثنا محمد بن
عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله وملائكته
يصلون على الصفوف الأول " (3).
توفى الأنصاري هذا فيما يغلب على ظني في سنة خمس أو ست وتسعين
وخمسمائة، وقد جاوز السبعين.
871 - علي بن محمد بن مرعول الصيرفي، أبو الحسن البغدادي:
كان يخلف قاضي القضاة أبا السائب على قضاء الشرقية، وخلف القاضي أبا
القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي علي أعمال من نواحي واسط وكور

(1) في الأصل: " منحب ".
(2) في الأصل: " الحطي ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 296.
62

الأهواز، وكان من أعيان أصحاب أبي الحسن الكرخي، روى عنه: أبو الحسن محمد
ابن محمد بن جعفر الأنباري الشاهد حكاية أوردناها في ترجمته في المحمدين، ورأيت
نسبه مقيدا بخط أبي بكر الخطيب.
872 - علي بن محمد بن المستنير النحوي البصري، المعروف والده بقطرب:
روى عن والده شيئا من تصانيفه، كان يسكن بمصر، وقد روى عنه: أبو العباس
المبرد، وكان أبوه بصريا يسكن بغداد.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي
المقرئ، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن يعقوب النحوي، أنبأنا أبو القاسم عبد
الواحد بن برهان الأسدي، أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري، وأبو
الحسن علي بن عبيد الله السميني قالا: أنبأنا أبو الفتح عثمان بن حسين النحوي،
أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن وكيع، عن أبي الحسن أحمد بن سعيد بن عبد الله
الدمشقي قال: حدثني أحمد بن صالح المصري وارق علي بن قطرب قال: قرأت على
أبي علي بن المستنير قطرب من سورة النحل إلى آخر القرآن، وقرأت على علي بن
قطرب من البقرة إلى آخر النحل عن أبيه محمد بن المستنير بمصر في سنة تسع وأربعين
ومائتين - يعني من كتابه في القراءات الشواذ.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، أنبأنا أبو سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي
قراءة عليه وأنا أسمع في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، عن القاضي أبي القاسم علي بن
المحسن التنوخي، عن أ بي عبد الله محمد بن عمران المرزباني، أنشدنا علي بن سليمان
ابن الأخفش، أنشدنا محمد بن يزيد النحوي قال: أنشدني علي بن قطرب لأبيه:
أشتاق بالنظرة الأولى قرينتها * كأني لم أسلف فيها النظر
وبه: عن المرزباني، أنبأنا محمد بن يحيى قال: وعد علي بن قطرب الحسين الجمل
البصري بأضحية وأخلفه فقال:
سألنا القطربي كبشا لنسك فوعدناه * فلم يعد ليالي النحر للحين انتظرناه
فلا كبش ولا تيس ولا ديك رأيناه * فلما أخلف الكبش الذي كنا وعدناه
تللنا للجبين الشكر تلا فذبحناه
63

873 - علي بن محمد بن المطلب، أبو القاسم الكاتب:
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، أنبأنا الاخوان عبد الله، وإسماعيل، ابنا أحمد بن عمر
السمرقندي إذنا، عن أبي الحسن محمد بن المحسن الكاتب قال: حدث أنه
مرض أبو القاسم علي بن محمد بن المطلب مرضة أيس فيها من نفسه وكانت له حال
جمعة ونعمة ضخمة، فأحضر جارا له وصديقا كوفيا يعرف بخواجا أبي عبد الله أخي
الصاحب أبي الغنائم العارض، فقال له: اعلم أنني قد علمت وتحققت أن المنية قد
قربت والحياة قد نفدت وأحب أن تحمل (1) تابوتي إلى مشهد أمير المؤمنين على ابن
أبي طالب عليه السلام، فانظر ما ترى من المئونة لذاك لأعطيكه قبل وفاتي، فإن ابني
لا يفعل ذاك معي ولا يخرج من يده حبة، فقال: يبقيك الله ويهب عافيتك ويزيل
السوء عنك، فقال: دع مثل هذا القول عنك، وخذ فيما قلت لك، فقال له: نحتاج
إلى عشرين دينار، فقال له: كثير، وما زال يحاسبه ويناقشه إلى أن استقر الحال على
اثنى عشر دينارا وأخذ الدواة، وكتب بها على بعض معامليه، وكتب بجنب اثنى عشر
دينارا نقدا ليسقط (2) من كل دينار بذاك قيراطا، فتعجبت من شحه في ذلك الوقت
وعلى ذلك الامر أشد العجب. وتوفي فلم يمكني ولده من حمله والنفقة عليه وارتجع
الدنانير مني ودفنه في مقبرة الشونيزية المسبلة.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسين هلال بن الحسن الكاتب بخطه قال: سنة
ثلاث وعشرين وأربعمائة في يوم الخميس لأربع بقين من شوال توفي أبو القاسم علي
ابن محمد بن المطلب الكاتب عن ستين سنة وبشهور قمرية.
874 - علي بن محمد بن المظفر، أبو الحسن، المعروف بالمطرز:
صاحب أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ، حدث عنه بيسير، سمع
منه محمد بن بدر أبو غالب الهمداني بدار الخلافة في سنة خمسين وأربعمائة.
875 - علي بن محمد بن منصور الأسدي، أبو الحسن العمراني:
من أولاد المعافى بن عمران، حكى عن أبيه وروى عن [أبي بكر] (3) محمد بن

(1) في الأصل: " أن تحمل أن "
(2) في الأصل: " ليستقط ".
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
64

ثابت الخجندي (1) الفقيه، روى عنه: أبو بكر بن كامل بن معجم شيوخه.
قرأت على إسماعيل بن سعد الله الأمين، عن المبارك بن كامل بن أبي غالب
الخفاف قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن منصور العمراني يقول: سمعت
والدي أبا بكر يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده بآمد فقلت: يا رسول الله! روينا
عنك أنك قلت: " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "، فقال لي:
نعم (2).
876 - علي بن محمد بن أبي منصور بن أبي الغنائم:
صاحب الحاتم بن أبي غالب محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن
ابن عيسى الرومي بن محمد الأزرق بن عيسى الرومي النقيب بن محمد بن علي
العريضي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الغنائم
العلوي العريضي، من أهل المدائن، هكذا رأيت نسبه بخط يده، كان شاعرا كثير
القول عالما باللغة والغريب وهو الغالب على شعره، وهو قليل المعاني متكلف المباني،
سكن بمشهد موسى بن جعفر رضي الله عنهما ببغداد مدة، وكان يتردد إلى الحلة
والكوفة وواسط، وسمع الناس منه شيئا من شعره ولم اجتمع به.
أنشد أبو الحسن علي بن مقبل بن عبد الرحمن بن عبد الواحد العنبري قال:
أنشدني أبو الغنائم علي بن محمد بن أبي منصور بن صاحب الحاتم لنفسه:
هاجني الورق مطربات الغناء * فاعترتني نواعج البرحاء (3)
وبدا الورق لامعا كالتماع الصارم * المنتضي (4) فزاد عنائي
وشجاني ادكار أوقات لذاتي * فأمسيت واجما ذا بكاء
واكف المقلتين أبكى اشتياقا * لزمان الاطراب والأهواء
أذكر اللهو والتنغم بالعيد * الغواني فأرتدي بالشقاء
لادكاري أيام أقتطف اللذات * أسعى لها أجر ردائي
فارحا أبلغ المراد وأختار * التذاذا بالغادة الحسناء

(1) في الأصل: " الحنحدى ".
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 354. ومسند أحمد 2 / 85.
(3) في الأصل: " المضي ".
(4) في الأصل: " المعلين ".
65

كان ذاك المراح والعود داج * حالك كالدخنة الظلماء
وإذا الغصن ناضر ونضارى * وأمروا العنا يا صاح نائي
فغدا الغصن ذا بلا ونضارى * راحلا والمشيب قاذى الضياء
إذا بدا الشيب ذا سنا واشتعال * بعذارى فأطعنني بجفاء
ويأبني البيض الحسان وأعرضن * حفافا غرف سحاب النساء
صاح فات الصبي وتذكار ما * فاتك يهتاج راقد البرجاء
فازجر النفس وادكر وأنب * وارجع واخلص مبادرا بارعواء
ذكر لنا أنه توفي بالحلة في سنة ثمان وستمائة.
877 - علي بن محمد بن موسى بن صفوان، أبو القاسم:
حدث بالأنبار عن أحمد بن هيثم، روى عنه: أحمد بن محمد الطاهري.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمود الصالحاني بأصبهان عن فاطمة بنت محمد
ابن أحمد البغدادي: أن أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها (1)، أنبأنا أبو العباس أحمد
ابن محمد النسوي بمكة، أنبأنا أبو الحسين إسماعيل بن عمر بن الحسن بن كامل، حدثنا
إبراهيم بن أحمد بن المولد، حدثنا أحمد بن محمد الطاهري قال: قرأت على أبي القاسم
علي بن محمد بن موسى بن صفوان بالأنبار، أنبأنا أحمد بن هيثم () 2)، حدثنا عبيد الله
ابن موسى بن مطر بن ميمون، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي بن أبي
طالب: " أنا وأنت حجة الله تعالى على خلقه يوم القيامة " (3).
878 - علي بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، أبو الحسن بن أبي
جعفر الكاتب (4):
من أهل همينبا (5) قرية بين بغداد وواسط، وذكر الصولي أنه من قرية يقال لها:
بابلي قريبة من صرفين وأن جدهم ابتاع ضياعا من العاقول وانتقل إليها فنسبهم الناس

(1) في الأصل: " أخبرهما ".
(2) في الأصل: " ميثم ".
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 157.
(4) انظر ترجمته في: وفيات الأعلام 3 / 97. والوزراء 8 / 8. والاعلام 5 / 141.
(5) في الأصل: " هميلتا ".
66

إليه، كان يتولى أمر الدواوين في أيام المكتفي، فلما أفضت الخلافة ألى أخيه المقتدر
ووزيره العباس بقي ابن الفرات على ولايته، فلما وقعت فتنة عبد الله بن المعتز، وقتل
الوزير العباس بن الحسن استدعى المتقدر بأبي الحسن بن الفرات وقلده الوزارة في يوم
الأحد لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين ومائتين وخلع عليه من
الغد، وركب الناس جميعا بين يديه إلى داره.
قال الصولي: ودخل عليه علي بن يحيى المنجم فأنشده:
أبا حسن لتهنئك الوزارة * فقد أبدلت ظلمتها إناره
أشار لها سواك فلم ترده * وقد قصدت إليك بلا إشارة
وما ظلمت بأن جاءتك عفوا * لقد كانت عليك لها أماره
فخذها شاكرا قوسا أعيدت * إلى الرامي وكانت مستعاره
وما زالت تبغي مستقرا * فكنت لها وقد فلقت قراره
تحرت لها برأيك في أمور * تحف لها فأربحت التجارة
وأما الراكضون لها يحرق * فعاد الربح منهم للخساره
وليس وزارة الخلفاء تهنأ * وليس خلافة الرحمن عاره
فكن لهم من المكروه جارا * فليس يخاف من أصبحت جاره
ولما أن ذكرت لنا علمنا * فإن الملك أصبح في خفاره
تجلت فتنة كنا أسفنا * بها والمسلمون على إماره
وأعقبنا الاله رضي بسخط * وأبدلت الحلاوة بالمراره
فقد أنزعت أيدينا نضارا * وقد أنزعت دنيانا نضاره
لقد عين المبشر عين يرضى * بأن أعطيه مثلك يدي بشاره
فأبقاك الاله لنا وأبقى * لنا النعمى ووقاك الحراره
ثم إن المقتدر فوض إليه الأمور كلها، واعتمد عليه وبسط يده ومكنه، فسار
بالعدل والاحسان والعفو عن الجناة، وبذل المعروف وحسن الصنيعة وسلامة المحضر،
وبسط الكرم والافضال، وكان موصوفا بسعة الصدر والسخاء.
قال الصولي: كان أجل الناس نفسا وكرما ووفاء، وكان أخوه أبو العباس أحمد
أكبر منه سنا وأرفع طبقة في الآداب العلوم، وكان أبو الحسن يتقدم أخاه في
الحساب والخراج، وله فيه مصنف، وكان له ثلاثة أولاد: أبو أحمد المحسن، وأبو
67

الفضل، والحسين، وعزل عن الوزارة وقبض عليه في يوم الأربعاء لأربع خلون من ذي
الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين، فكانت مدة وزارته ثلاث سنين وثمانية أشهر وثمانية
عشر يوما، ثم أعيد إلى الوزارة مرة ثانية في يوم الاثنين لثمان خلون من ذي الحجة
سنة أربع وثلاثمائة بعد عزل علي بن عيسى بن الجراح، ثم عزل في يوم الاثنين لثلاث
بقين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثمائة، فكانت مدة وزارته الثانية سنة واحدة
وخمسة أشهر وتسعة عشر يوما، وولي مكانه حامد بن العباس، ثم أعيد إلى الوزارة
مرة ثالثة في يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة
وخلع عليه وعلى ابنه أبي أحمد المحسن وولاه أمر الدواوين فبسط يده، وصادر الناس،
وعذبهم بأنواع العذاب حتى هلكوا، وجاهر الأكابر بالعداوة، ولم يزل هو وأبوه
على أقبح سيرة حتى عزل أبوه من الوزارة في يوم الثلاثاء لسبع خلون من شهر ربيع
الأول سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة: فكانت مدة وزارته الثالثة عشرة أشهر وثمانية عشر
يوما، ويقال: إن ابن الفرات وصل الشعراء في أيام وزارته الأخيرة بعشرين ألف
درهم، وأنه أطلق لطلاب الحديث والآداب عشرين ألف درهم، وقال: لعل أحدهم
يبخل على نفسه بدانق فضة ويصرفه في ثمن ورق وحبر وأنا أولى من عاونهم على
أمرهم.
وقال أبو الحسن ثابت بن نبهان: أنا أذكر أنه كان كما يتقلد أبو الحسن بن
الفرات الوزارة وقد زاد سعر الثلج (1) والشمع والقراطيس والحيس (2) زيادة مفرطة
وافرة، وكان ذلك متعارفا عند التجار.
أنبأنا ذاكر بن كامل النعال قال: كتب إلى أبو بكر الشيروي أن أبا نصر الشيرازي
أخبره، أنبأنا أبو القاسم موسى بن الحسن بن علي الساوي، أنبأنا محمد بن عمر
الكاتب قال: حدثني جماعة من مشايخنا: أن صاحب الخبز (3) رفع إلى أبي الحسن
علي بن محمد بن الفرات وهو وزير أن رجلا من أرباب الحوائج اشترى خبزا وجبنا
أكله في الدهليز، فأقلقه ذلك، وأمر بنصب مطبخ لمن يحضر من أرباب الحوائج، فلم
يزل (4) ذلك طول أيامه.

(1) في الأصل: " بشعر البلح ".
(2) في الأصل: " الحنش ".
(3) في الأصل: " الخبر ".
(4) في الأصل: " فلم تزل ".
68

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن أبي طاهر التاجر، أنبأنا أبو القاسم
ابن منده إذنا عن أبي الحسن أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي قال: حدثني أبو الحسين
البصري قال: قال لي رجل: كنت أخدم علي بن الفرات وهو وزير فغضب عليه
السلطان ونفذ بحبسه قال: وكانت عندي خمسمائة دينار - فقلت لامرأتي - وكانت
ذات عقل ورزانة: إني أريد أن أحمل هذه الدنانير إلى الوزير لعله يحتاج إليها في
حبسه، قالت: ويحك إن ابن الفرات لا يحمل إليه خمسمائة دينار، فإنه يستحقرها
وصاحبها، قال: فغضبت امرأتي وحملت الدنانير إليه خمسمائة دينار، فإنه يستحقرها
وصاحبها، قال: فغضبت امرأتي وحملت الدنانير ولطفت لبواب السجن حتى أذن لي
عليه، فلما رآني تعجب وقال: فلان؟ فقلت: نعم، أيد الله سيدنا، قال: فما حاجتك؟
فأخرجت الصرة وقلت: هذه خمسمائة دينار لعلها تصلح أن تبر بها بوابا، أومأ: كلا!
ثم قال: خذها تكون وديعة لي عندك، قال: فخجلت ورجعت إلى امرأتي وحدثتها،
فقالت: قد كنت أشرت عليك ألا تفعل فأبيت، قال: ثم إن السلطان رضي عن
الوزير وأفرج عنه بعد مديدة، وعاد إلى أفضل ما كان عليه فدخلت عليه، فلما
بصرني طأطأ رأسه ولم ميلا مني عينه، فقلت: قد جاء ما قالته لي امرأتي وكنت أغدو
إليه بعد وأروح، فلا يزداد إلا إعراضا عني حتى أنفقت تلك الدنانير وبقيت متعطلا
أبيع ما في بيتي وثياب حالي، وبكرت إلى ابن الفرات يوما على ما بي من انكسار
وضعف حال ومنه، فدعاني وقال: وردت البصرة سفني من بلاد الهند، فانحدر إليها
وفسرها وأقبض حق بيت المال، وما كان من رسم المستثنى! فعدت إلى أهلي وقلت
لها من تمام المحنة أنه كلفني سفرا وأنا لا أقدر على ما أنفقه، قال: فناولتني حمارا لها
وقرطين، فبعت ذلك وجعلت ثمنه نفقتي وانحدرت وفسرت السفن، وقبضت حق بيت
المال، وما كان من رسم الوزير فحملته إلى بغداد وعرفت الوزير، فقال: سلم بيت
المال واقبض الرسم المثتنى لنا وكم هو؟ قلت له: خمسة وعشرون ألف دينار، قال:
أدها إلى منزلك!
فأخذت إلى منزلي وسهرت ليلي لحفظها على اهتمامي وطول نهاري بها، ومضى
لهذا الحديث زمان ليس بالطويل وأبلغ ذلك إلي، وأبان الضر في وجهي، فدخلت إليه
يوما، فلما رآني قال: ادن مني مالي أراك متغير اللون سيئ الحال؟ فحدثته بقصتي في
إقلالي وإضافتي، فقال: ويحك وأنت ممن ينفق في مدة يسيرة خمسة وعشرين ألف
دينار، قلت: أيد الله سيدنا الوزير من أين لي خمسة وعشرون ألف دينار؟ قال: يا
جاهل! أما قلت لك احملها إلى منزلك أتراني لم أحد من أودعه مالي غيرك، ويحك
69

أما رأيت إعراضي عنك حياء منك وتذكرت جميل صنعتك وأنا محبوس، وقلت: متى
أقضي حق هذا فيما فعله، فعجل إلى منزلك واتسع في النفقة وأنا أنظر لك ما يغنيك
ويغني عقبك إن شاء الله! فعدت إلى منزلي عودة عبد من حضرة مولى كريم وذلك
سبب غنائي.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا أبو القاسم علي
ابن المحسن بن علي التنوخي، عن أبيه قال: حدثني أبو الحسين علي بن هشام قال:
حدثني أبو علي بن مقلة، وأبو عبد الله زنجي أنهم حضروا مجلس أبي الحسن بن
الفرات في ثاني عيد الفطر سنة ست وتسعين وهي أول سني وزارته وأدخل إليه أبو
أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر في نجفته وأجلس في مرتبته، فاستدعى ابن الفرات
أحمد بن مروان وكيله فأسر إليه سرا، فبادر ودفع إلى حاجب أبي أحمد عشرة آلاف
درهم فأعلمه الحاجب ذلك فشكره ونهض مبادرا مسرورا لعظم إضافته، فلما نهض
أنشده لنفسه:
أياديك عندي معظمات جلائل * طوال المدى شكري لهن قصير
فإن كنت عن شكري عنيا فإنني * إلى شكر ما أوليتني لفقير
أنبأنا محمد بن حامد الضرير، عن زاهر بن طاهر الشحامي قال: كتب إلي أبو
القاسم بن أحمد: أن أبا أحمد المقرئ أخبره، عن أبي بكر الصولي قال: حدثني أحمد بن
العباس النوفلي وكان جليسا لبني الفرات قال: سمعت الوزير قبل الوزارة يقول: ما
رأيت أحدا قط في داري وعلى بابي ليس لي عنده إحسان إلا كنت أشد اهتماما
بإيصال (1) ذلك إليه منه بطلبه والاحتيال له.
قال الصولي: وحدثني أبو أمية العلائي قال: ما رأيته قط رد أحدا عن حاجة رد
آيس حتى يخلط ذلك بأمل يعقله فيقول: تعاودني، أو يقول: أعوضك من هذا، أو
يقول: نمهل قليلا - أو شبيه هذا.
قال الصولي: وسمعت أبا أحمد عبيد الله بن عبد الله بن طاهر يقول: حين ولي ابن
الفرات الوزارة ما افتقرت الوزارة إلى أحد قط افتقارها إليه.
قال الصولي: خرجت يوما مع أبي العباس بن النوفلي من داره - يعني ابن الفرات -

(1) في الأصل: " باتصال ".
70

صلاة المغرب فخرج معنا فراشان بشمعتين، فلما جلسنا في الماء دفعا (1) الشمعتين إلى
غلماننا فرددناهما فقالا: لا نأخذهما قد أمرنا أن ندفع بعد اصفرار الشمس إلى كل
من خرج شمة، فقلنا: قد قبلناهما ووهبناهما لكما، فقالا: أتريدان أن نعاقب ونخرج
من الدار؟ فتركاهما ومضيا.
قال الصولي: وحدثني أبو الفضل بن الفرات قال: لما قبض على ابن الفرات بعد
وزارته الأولى نظرنا فإذا هو يجري على خمسة آلاف من الناس أقل جاري أحدهم
خمسة دراهم في الشهر ونصف قفيز دقيق إلى عشرة أقفزة ومائة دينار في كل شهر.
قال الصولي: وحدثني أحمد بن العباس النوفلي أنهم كانوا يجالسونه قبل الوزارة
بتكاء لكل واحد، فلما ولي الوزارة وجلس معهم ليلة لم يجئ الفراشون بالتكاء،
فغضب عليهم وقال: إنما رفعني الله لأضع من جلسائي، والله لا جالسوني إلا
بتكائين، فكنا كذلك ليال حتى استعفينا، فقال لنا: والله ما أريد الدنيا إلا لخير أقدمه
أو صديق أنفعه، وما أقول إني أحسنت إليكم بمقدار ما تستحقون وأنتم إخواني،
ولولا أن النزول عن الصدر سخف لا يصلح لمثل حالي لما أخذته عليكم ولساويتكم
في المجلس.
قال الصولي: ومن فضائله أني لم أسمعه قط ولا غيري دعا أحدا من كتابه غير
كنيته وكذلك سائر حجابه وأصحابه، وكذلك إذا ذكره وهو غائب، وربما قال: أين
فلان؟ فسبقه لسانه بتسميته رجع فكناه.
وقال الصولي: حدثني سوار بن أبي شراعة قال: سرت مع ابن الفرات قبل الوزارة
في طريق إلى بعض إخوانه فلما أراد الرجوع قلت له: هاهنا طريق أقرب من ذلك،
فقال: قد عرفته ولكني قد ألفت هذا الطريق فما أحب أن أسلك غيره لأني آلف كل
شئ حتى الطريق.
قال الصولي: وكان اعتل في أيام وزارته علة صعبة، فكان إذا أفاق [قال] (2) ما
غمي بعلتي بأشد من غمي بتأخر حوائج الناس وفيهم المضطر والمعتل ومن يريد سفرا،
فضعوا الاعمال بين يدي، وكان كلما أفاق نظر في الشئ بعد الشئ منها وهو من
الضعف لا يبين الكلام.

(1) هكذا في الأصل، وفي كتاب الوزراء: " فلما نزلنا إلى التميرية "
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
71

قال الصولي: ورأيته حين ولي وزارته الأولى وقد مشى الناس بين يديه كما كانوا
يمشون بين يدي العباس بن الحسن، فمنع من ذلك وغضب وقال: أنا لا أرضى
لغلماني أن فعلوا هذا، أكلفه قوما أحرارا لا الاحسان سؤالي عندهم.
أنبأنا أبو القاسم الحذاء، عن أبي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب
قال: حدث أبو الحسين أحمد بن محمد بن الميمون قال: كنت بحضرة أبي الحسن بن
الفرات في بعض العشايا فقط الفراش شمعة كانت بين يديه قطا استعجل فيه وسقط
منها شرار قرب منه وخاف الفراش ومضى مبادرا وتبعه خادم كان يرؤس (1) على
حواشيه لينكر (2) عليه ويضربه، فصاح الوزير به وقال له: عد إلى مكانك أتراه
البائس تعمدني بما فعل واعتقد أنه يحرقني؟ وإنما اتفق على ما اتفق من سبيل الغلط.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر، عن أبي منصور المقرئ: أن الحسن بن علي الشاهد
أخبره، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي (3) إملاء قال: وجدت
في كتاب والدي: حدثني الوزير أبو علي محمد بن علي عن الوزير أبي الحسن علي بن
محمد بن الفرات قال: ولد لبعض الكتاب ولد فسماه عليا وكناه أبا حفص، قال:
فقال له أخي أبو العباس: لم كنيته بأبي حفص؟ قال: أردت أن أنغصه على الرافضة.
قرأت على أبي القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق، عن أبي محمد عبد
الرحمن بن أحمد بن محمد الطوسي قال: سمعت أبا محمد القاسم بن علي الحريري
البصري ببغداد يقول: حكى أن بعض الأدباء جوز بحضرة الوزير أبي الحسن بن
الفرات أن مقام السين مقام الصاد في كل موضع، فقال له الوزير: أتقرأ جنات عدن
يدخلونها ومن سلح؟ فخجل الرجل وانقطع.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب، عن شجاع بن فارس الذهلي، حدثنا أبو بكر
الخطيب قال: حدثني أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الأهوازي، حدثنا
الوليد بن معن الموصلي قال: حكى لنا إبراهيم بن يحيى، حدثني أبو علي بن مقلة أنه
كان يوما بحضرة ابن الفرات قال: فوقع في يده فضة في جملة الفصص فتأملها طويلا،
ثم رمى بها إلي ثم أمر أن يطلب صاحبها فلم يوجد، وإذا فيها:

(1) في الأصل: " يروس ".
(2) في الأصل: " لينكد " تصحيف.
(3) في الأصل: " المضي " تحريف.
72

لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم * ظننت ما أنا فيه دائما أبدا
فقد سكنت إلى أني وأنكم * سنستجد (1) خلاف الحالتين (2) غدا
فقلت: أيها الوزير لو وجدت رافعها ما كنت تفعل به؟ قال: كنت أحسن إليه.
قرأت في كتاب بعض الأدباء بخطه قال: أنشدني أبو الحسين علي بن هشام
الكاتب قال: أنشدني أبو عبد الله الزنجي الكاتب قال: أنشدني أبو الحسن بن الفرات
لنفسه وعملهما وأنا حاضر وليس له شعر غيرهما فيما علمت:
معذبتي (3) هل لي إلى الوصل حيلة * وهل لي إلى استعطاف قلبك من وجه
فلا خير في الدنيا وأنت بخيلة * ولا خير في وصل (4) يكون على كره
أنبأنا أبو القاسم الحذاء، عن أبي غالب الذهلي، أنبأنا هلال بن المحسن الكاتب في
كتابه قال: لابي الحسن بن الفرات - وأورده في كتاب " الوزراء ":
خليلي قد أمسيت حيران موجعا * وقد بان شرخ للشباب فودعا
ولابد أن أعطي اللذاذة حقها * وإن شاب رأسي في الهوى وتصلعا
إذا كنت للأعمال غير مضيع * فما حق نفسي أن أكون مضيعا
أنبأنا أحمد بن سكينة، عن أبي بكر الأنصاري، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن
ابن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثني أبو الحسين بن علي بن هشام بن عبد الله
الكاتب قال: دخلت مع أبي على أبي الحسن علي بن الفرات في وزارته الثالثة وقد
غلب ابنه المحسن عليه في أكثر أموره، فقال له أبي (5): هو ذا يسرف أبو أحمد المحسن
في مكاره الناس بغير فائدة، ويضرب من لو قيل له اكتب بغير ضرب لكتب، ثم
يطلب فيوافق على أداء المال وقتا بعينه فيتأخر (6) إيراد الروزنة فيضرب القوم وقد
أدى المال فيضرب الضرب ضياعا وقد أدى المال، فقال له أبو الحسن: يا أبا القاسم،
لو لم يفعل أبو القاسم هذا بأعدائه ولمن أساء إليه لما كان من أولاد الأحرار ولكان

(1) في الأصل بدون نقط.
(2) في الأصل: " الحاليين ".
(3) في الأصل: " معذبني ".
(4) في الأصل: " رحل ".
(5) في الأصل: " إني ".
(6) في الأصل: " فياخر ".
73

ميتا، أنت تعلم (1) أني قد أحسنت إلى الناس دفعتين فما شكروني، ومشوا على دمي
والله لأسيئن، فلما خرجنا من حضرته قال لي: إني سمعت بأعجب من هذا الكلام
نحن لم ننجب من الاحسان دفعتين [ما] (2) ننجب من الإساءة، فما مضت إلا أيام
يسيرة حتى قبض عليه وجرى ما جرى على أمره.
قال الصولي: لما ولي ابن الفرات الوزارة الثالثة خرج متغيظا على الناس لما كان
فعله حامد بن العباس لما ولي الوزارة بابنه المحسن فأطلق يد ابنه على الناس، فقتل (3)
حامد بن العباس بعد أن عذبه عذابا عظيما، وترك طلب المال وطلب الأنفس،
فأثار (4) العالم وكان مشؤوما على أهله وماحيا (5) لمناقبهم، ولما أسرف في ضلاله
ولعنته اعتل فأصبح الناس يرجفون به لما في نفوسهم، ثم خرج مثل الشيطان، فقلت
في وقتي:
يامن لسجنه عين منه تقرأ العيون * ومن إذا أسر يوما فكلنا محزون
قالوا المحسن أوذي فقلت ذا لا يكون * إني اهتدت بالقوى إلى المنون المنون
قال الصولي: وقبض المقتدر على ابن الفرات، وأفلت ابنه المحسن فاشتد السلطان
وجميع الأولياء في طلبه إلى أن وجد وقد حلق لحيته وتشبه بالنساء ولبس خفا وإزارا
وطولب هو وابنه بالأموال، وسلما إلى الوزير القاسم [بن] (6) عبيد الله بن محمد بن
عبيد الله فعلما أنهما لا يفلتان، فما أذعنا بشئ واختالا ممن مضى إلى السلطان،
فتضمن عنهما أنهما إن أخرجا عن أيدي أعدائهما وأخذهما السلطان إلى داره حملا
إليه مالا كثيرا، فهم السلطان بذلك، فاجتمع الرؤساء: مؤنس، ونصر الحاجب،
وشفيع اللؤلؤي، ونازوك، وشفيع المقتدري، فتشاوروا وقالوا: إن تمكن من السلطان
أهلك الجماعة، فأشار نصر الحاجب بأن يتقدم إلى الغلمان الحجرية أن يحملوا السلاح
ويقولون (7) أترى مولانا يوليه وزارة رابعة، وأنهم لا يرضون بتلفه وتلف ابنه المحسن،

(1) في الأصل: " أنت تعلم أنت تعلم ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل: " فقبل ".
(4) في الأصل: " فامار ".
(5) في الأصل: " ماحنا ".
(6) مما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(7) هكذا في الأصل.
74

لما حملوا السلاح كتب شفيع اللؤلؤي بالخبر إلى الخليفة، وعظمه، وزعم أنه [إن] (1)
لم يقتلا لفل على رؤساء الدولة وغيرهم، فهاب ذلك السلطان وخاف الحجرية خوفا
شديدا إلا أنه لم يثق بهم، فتقدم إلى نازوك فقتلهما في الدار التي بشط المحرم التي كان
ينزلها ابن الفرات لما ولي الوزارة، ووجه برأسيهما إلى المقتدر في سفط، وغرق
جسديهما عند بن ظاهر، ففعل ذلك شفيع ابن المقتدري، فقلت في ذلك:
ذلل الدهر عز (2) الفرات غدوا جميعا * قبل ما قد رأوه في الأموات
فلعمري لراحة الموت خير * من صغار وذلة في الحيات
لم يزالوا للملك أنجم عز * وضياء فأصبحت كاسفات
قال: وقيل فيهم أيضا:
يا أيها اللحد الضنين بما له * يحمي بتعطيب قليل نواله
أوما رأيت ابن الفرات وقد أتى * أدباره من بعد ما اقباله
أيام تطرقه السعادة بالمنى * وينال ما يهواه من آماله
فحل من النعمى وأصبح يشتكي * أقياده ألما إلى أغلاله
وكذا الزمان بأهله متقلب * فاسمع بما أعطيت قبل زواله
ذكر القاضي أبو القاسم التنوخي: أن القاضي أبا جعفر أحمد بن إسحاق بن
البهلول الأنباري التنوخي قال في ابن الفرات بعد عزله من وزارته الثالثة:
قال لهذا الوزير قول محق * فيبثه النصح أيما (3) ابثاث
قد تقلدتها ثلاثا ثلاثا * وطلاق البتات (4) عند الثلاث
قال: وكان الامر على ما قاله: فإن ابن الفرات لم يعد بعد الوزارة الثالثة إلى النظر.
وقيل في محبسه لما قبض على ابن الفرات استتر ولده المحسن أياما، ثم ظهر عليه فقبض
عليه وعذب بأنواع العذاب وضربت عنقه في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من
شهر ربيع الاخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وأحضر رأسه فألقي بين يدي أبيه، فارتاع

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل: " عن ".
(3) في الأصل: " إنما ".
(4) في الأصل: " الثبات ".
75

لذلك، ثم ضرت عنقه واحتز رأساهما، فحملا إلى دار الخلافة وألقيت جثتاهما (1)
إلى الماء، ثم ألقي بعد ذلك الرأسان في الفرات.
وكان لابي الحسن بن الفرات إحدى وسبعون سنة وشهور، لان الصولي ذكر أن
مولده لسبع بقين من شهر ربيع الاخر سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان لابنه
المحسن ثلاث وثلاثون سنة.
879 - علي بن محمد بن موسى، أبو الحسن الصابوني المقرئ (2):
أقر القرآن على أبي القاسم زيد بن علي الكوفي بحرف عاصم، ورواه عنه. قرأ
عليه أبو علي الحسن بن القاسم الواسطي غلام الهراس ببغداد في أصحاب الزبيب
وروى عنه.
880 - علي بن محمد بن ميسرة، [أبو] (3) الحسن:
حدث عن أبي يونس محمد بن أحمد، روى عنه أبو بكر بن [أبي] (4) دارم الكوفي
في كتاب " المنافع " من جمعه.
أنبأنا أبو الفرج الحراني، عن أبي الغنائم محمد بن علي القرشي، أنبأنا الشريف أبو
عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي، أنبأنا الحسن بن حسين بن
حبيش، وزيد بن محمد المؤدب قالا: أنبأنا أحمد بن محمد بن السري بن يحيى التميمي
أبو بكر بن أبي دارم، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن ميسرة البغدادي، حدثنا
محمد بن أحمد أبو يونس، حدثنا إبراهيم بن حمزة، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري،
عن أخيه، عن جده، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ثلاث مهلكات وثلاث
منجيات، فأما المنجبات: فخشية الله تعالى في السر والعلانية والاقتصاد في الفقر
والغنى، والحكم بالعدل في الغضب والرضا، والمهلكات: شح مطاع، وهوى متبع،
وإعجاب المرء بنفسه " (5).

(1) في الأصل: " جثثيهما ".
() 2) انظر ترجمته في: طبقات القراء للجزري ص 576.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) انظر الحديث في: الجامع الصغير 1 / 119.
76

881 - علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان، أبو الحسن الدينوري (1):
سكن غزته، وكان من الجوالين في طلب الحديث، سمع وكتب بخطه الكثير وجمع،
وكانت له عناية بهذا الشأن، سمع بالدينور: أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن
ميمونة المقرئ، وبأصبهان أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وأبا سعيد محمد بن علي
ابن عمرو النقاش، وأبا بكر بن أبي علي الحافظ، ومحمد بن عبد الله الرباطي، وأبا
الحسن بن هيلة (2) ومحمد بن محمد بن سليمان الواعظ، ومحمد بن عمر بن محمد
الكوكبي، وبنيسابور: أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، وأبا بكر أحمد بن
الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأحمد بن علي بن منجويه
الحافظ، ومنصور بن محمد بن أحمد المفسر، وعلي بن محمد الطرازي (3) وعبد الله بن
عبد الرحمن الحرضي، وبأسفرائين: أبا الحسين علي بن محمد المقرئ، وبجرجان: أبا
القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وعبد الرحمن بن محمد بن الحسين الفارسي،
وبتستر: محمد بن يعقوب الديباجي، وذا النون بن محمد الصائغ، وبالأهواز عبد
الصمد بن أحمد الأهوازي، ومحمد بن الحسن الأصبهاني، وأحمد بن علي بن عبدوس،
وأبا القاسم الحسين بن أحمد الكواز، وبالبصرة: القاضي أبا عمر القاسم بن عبد
الواحد الهاشمي، وأحمد بن إسحاق بن خربان (4) النهاوندي، وأبا بكر محمد بن علي
ابن نخبة الصيرفي، وعلي بن أحمد بن إبراهيم البزاز، وعلي بن الحسن النجاد، وعلي
ابن حمزة المقرئ المواقيتي (5)، وأبا تمام الحسن بن محمد بن محمد الأنصاري، ومحمد
ابن أحمد بن داسة، وأبا محمد الحسن بن أحمد بن بشار السابوري، وعلي بن عمر
الرقاص، وأبا يوسف رياح بن علي بن موسى القاضي، والقاضي أبا عمر محمد بن
عبد الرحمن بن محمد بن اشتافنا (6)، وبدير العاقول: المبارك بن محمد بن علي بن
يوسف بن هزوما، وقدم بغداد بعد الأربعمائة وسمع بها: أبا الحسن أحمد بن محمد بن
موسى بن الصلت، وأبا عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي،
وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار،

(1) انظر ترجمته في: كتاب التقييد لابن نقطة 2 / 208.
(2) في الأصل بدون نقط.
(3) في الأصل: " الطوازي ".
(4) في الأصل: " بن جريان ".
(5) هكذا في الأصل.
(6) هكذا في الأصل.
77

وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وأبا الحسين علي بن محمد
ابن عبد الله بن بشران، وجماعة غيرهم، وحدث باليسير، روى عنه: أبو بكر
الخطيب.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد المؤدب، عن أبي السعود أحمد بن علي بن
المجلي (1)، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءة عليه قال: حدثني أبو
الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري، حدثنا حمزة بن يوسف السهمي بجرجان،
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد الاجري برباط دهستان - وكان ثقة -
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بركض آمد، حدثنا الحسن بن محمد بن
الصباح الزعفراني، حدثني محمد بن إدريس الشافعي، حدثني مالك بن أنس الحجازي،
عن ربيعة، عن أبي عبد الرحمن، عن نافع، عن ابن عمر قال: خرج إلينا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " أيها الناس! سلوا ربكم العفو والعافية ". قال ابن عمر: قلت: يا رسول
الله زدني! قال: " إن أعطيتهما فقد أفلحت " (2).
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن محمد وعلي ابني أحمد اللباد قالا:
أنبأنا أبو الحسين المبارك بن محمد بن عبيد الله بن السوادي في كتابه إلينا قال: سمعت
أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري اللبان بعكبرا لفظا يقول: سمعت الأستاذ أبا
إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم الواعظ يقول: سمعت أبا الحسين الخفاف يقول:
سمعت أبا العباس السراج يقول: سمعت هارون بن عبد الله، سمعت هارون بن
معروف يقول: من زعم أن القرآن مخلوق فكأنما عبد اللات والعزى، يا أبا موسى
احك عني.
كتب إلى إسماعيل بن محمد الخطيب، أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قال: قرأت بخط
والدي قال سمعت الموفق به ع بد الكريم الهروي يقول: كان شيخنا أبو الحسن بن
اللبان عنده " حلية الأولياء " سماعه من أبي نعيم فأتاه صوفي فسأله أن يقرأه فقال له
الشيخ: إن في هذا الكتاب ذكر الممتحنين فإن أردت أن تقرأه فوطن نفسك على
المحنة، فقال الصوفي: نعم، فابتدأ في قراءته وكان يقرأه أياما فاتفق أنه انتهى إلى موضع
فيه ذكر أبي حنيفة وذمه، وكان في المجلس انسان حنفي، فسمع ذلك وسعى بالشيخ

(1) في الأصل: " المحلي ".
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 199. ومسند أحمد 3 / 127.
78

إلى القاضي، ورفع الامر إلى السلطان، فأمر الشيخ أبا الحسن بلزوم بيته وأقفل باب
المسجد، ومنع من التحديث، قال: وكان ذلك في آخر عمره، فنالته في ذلك بلية
شديدة، وأخذ الصوفي وضرب ضربا عنيفا ونفي من البلدة، وصحت فراسة الشيخ في
ذكر المحنة.
كتب إلى محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني: أن يحيى بن عبد الوهاب بن
محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما: قال علي بن محمد بن نصر اللبان الدينوري رحل
إلى خراسان والبصرة وواسط، مات بغزنة وكان مذكورا في حفاظ الحديث موصوفا
بالفهم.
كتب إلى عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني، أنبأنا أبو منصور شهردار بن
شيرويه بن شهردار الديلي، أنبأنا أبي قراءة عليه في كتاب " طبقات الهمدانيين ومن
دخل همدان من الغرباء " قال: علي بن محمد بن نصر بن علي اللبان أبو الحسن
الدينوري قدمها في رجب سنة سبع وعشرين وأربعمائة، روى عن: هلال الحفار وأبي
عبد الله بن خربان وأبي القاسم السهمي، وأبي بكر الحيري، وأبي عمر بن مهدي،
وأبي الحسن بن الصلت، والقاضي أبي عمر الهاشمي، حدثنا عنه: أبو العلاء محمد بن
طاهر العابد، وأبو بكر أحمد بن عمر المعبر، وكان صدوقا يحسن (1) هذا الشأن،
وعاجله الموت ولم يحمل (2) عنه إلا القليل.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه، وأنبأنا نصر الله بن
سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه، عن ابن خيرون قال: بلغنا وفاة أبي
الحسن علي بن محمد بن نصر بن اللبان الدينوري بغزنة في أول هذه السنة - يعني سنة
تسع وتسعين وأربعمائة. كان سمع في الدنيا كلها في كل بلد: بغداد وواسط والبصرة
وبلاد خراسان، وطاف الدنيا وجمع الشئ الكثير، وحدث وهو ثقة.
882 - علي بن محمد بن الصواف، أبو الحسن:
سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، وحدث باليسير، وذكر
أنه ولد بمصر، سمع منه السيد أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل الحسيني (3)

(1) في الأصل: " محسن ".
(2) في الأصل: " محمل ".
(3) في الأصل: " الحسني ".
79

الهمداني في محرم سنة اثنتين وخمسمائة.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي المناقب الحسيني (1)، أنبأنا علي بن محمد بن نصر
الحسين بن علي بن أحمد الخياط قالا: أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون
قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر
بواسط، حدثنا محمد بن كثير بن بنت (2) بن هارون، حدثنا سرور بن المغيرة، عن
سليمان التميمي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كان
له ثلاث بنات يعولهن ويرحمهن فله بهن الجنة " (3).
883 - علي بن محمد بن النعمان، أبو الحسن الأنباري:
روى عن والده أبي سعيد محمد بن النعمان، روى عنه: ابنه أبو جعفر محمد بن
علي، وقد تقدم ذكر أبيه وابنه في أول الكتاب.
884 - علي بن محمد بن الوزير، أبو الحسن المستعمل:
من أهل النصرية، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال، وحدث باليسير، روى
عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي في معجم شيوخه.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي نصر محمود بن الفضل الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن الوزير المستعمل قراءة عليه، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال
إملاء، حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم
الصلحي، حدثنا إبراهيم بن أبي حميد ا الحراني (4)، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن
طلحة بن زيد، عن أبي الزبير المتكي، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [قال] (5): " ولا
تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم إشارة بالأكف والأصابع والحواجب " (6).
885 - علي بن محمد بن وهب، أبو الحسن التاجر، المعروف بابن الضييع:

(1) في الأصل: " الحسين ".
(2) هكذا في الأصل.
(3) الحديث سبق تخريجه.
(4) في الأصل: " الجراني ".
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 94.
80

من أهل الحربية، وهو أخو شيخنا وهب، سمع مع أبيه من أبي البركات عبد
الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأظنه حدث بالموصل في جمادى الآخرة من سنة ثلاث
وتسعين وخمسمائة، فإني رأيت بخطه إجازة كتبها بالموصل في هذا التاريخ.
أنبأنا أحمد بن سلمان الحربي - ونقلته من خطه - قال: مات علي بن الضييع يوم
الثلاثاء العشرين من شعبان من سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
886 - علي بن محمد بن هبة الله بن عبد الله بن علي بن عبد الصمد
العباسي النسابة، يعرف بابن كلبون:
من أهل الكرخ، تقدم ذكر والده، كان عارفا بالأنساب، وله مصنفات في ذلك،
وقد قرأت عليه في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وروى عن السيد النقي عبد الله بن أسامة بن أحمد بن الحسيني، وعلي بن علي بن
نصر الكاتب البصري، قرأ عليه الشريف محمد بن أحمد بن محمد بن عمر العلوي
الزيدي الحسيني.
887 - علي بن محمد بن يحيى، أبو الحسن الدريني، المعروف بثقة الدولة بن
الأنباري (1):
كان من الأعيان الأمالي، وكان خصيصا بالامام المقتفى (2) لامر الله، وكان فيه
أدب، ويقول الشعر اللطيف، وبنى مدرسة لأصحاب الشافعي على شاطئ دجلة
بباب الأزج، وبنى إلى جانبها رباطا للصوفية، وأقف عليهما وقوفا حسنة، سمع
الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وأبي عبد الله الحسين
ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن
البطر، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر.
أخبرنا ابن الأخضر بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدريني
وزوجته شهدة بنت أحمد الإبري قراءة عليهما قالا: أنبأنا النقيب طراد بن محمد
الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، حدثنا
الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، حدثني يعقوب بن

(1) انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2 / 173. والاعلام 5 / 150.
(2) في الأصل: " بالأيام المتقي ".
81

إسماعيل، أنبأنا حبان (1) بن موسى، أنبأنا عبد الله، أنبأنا حيوة (2) بن شريح، أخبرني
أبو هاني الخولاني: أنه سمع عمرو بن مالك الجهني: أنه سمع فضالة بن عبيد يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " المجاهد من جاهد نفسه في الله تعالى ".
قرأت على أبي بكر عبد العزيز بن أحمد بن عمر العدل بالقاهرة، عن شهدة بنت
أحمد بن عمر الإبري قالت: أنشدنا الاجل ثقة الدولة أبو الحسن علي بن محمد الإبري
لنفسه:
ألا هل لأيام الصبا من يعيدها * فيطرب صب الغضا يستعيدها
وهل عند باب اللوح من رمل حاجر * بميل إلى نوحي مع الورق عودها
سقى الله أيامي بها كل مزنة * تصوب ثراها بالحيا ونجودها (3)
ورد لنا لبنا بجرعاء مالك * فقد طال ما ابيضت من العيش سودها
أرى الأرض والأوطان فيها فسيحة * وما يستميل القلب إلا زودها
وكيف يلذ العيش من غير أنه * إذا ازدراه طرف الرقيب بدودها
غريم إذا ما حدث القلب سلوة * بناحلة لا يريدها (4)
وما العذل إلا جذوة بين أضلعي * فليت عذولي والرقيب وقودها
وكيف فكاك القلب من يد ظبية * وقد أسرته مقلتاها وجيدها
إذا غاب واشيها وأسعف وصلها * وألقت عصاها واستحال صدودها
أو مد بناني الشوق حتى أضمها * إلى ح صدري مانعتني نهودها
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن محمد بن
يحيى الدريني كان يخدم أبا نصر أحمد بن الفرج الإبري وزوجه بنت شهدة الكاتبة، ثم
علت درجته وارتفعت منزلته إلى أن صار خصيصا بالمقتفى وكان يشاوره ويدينه
كتب عنه، وكان متوددا متواضعا.
قرأت بخط يوسف بن محمد الدمشقي قال: علي بن محمد الدريني مولده سنة خمس

(1) في الأصل: " حتان ".
(2) في الأصل: " خباه ".
(3) هكذا في الأصل.
(4) في الأصل: " حدوة ".
82

وسبعين - يعني وأربعمائة.
أنبأنا أبو البركات الزيدي، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
توفي ثقة الدولة بن الإبري في يوم الثلاثاء سادس عشر شعبان سنة تسع وأربعين
وخمسمائة، ودفن في داره برحبة الجامع، وكان خيرا كثير الصدقة، ثم نقل بعد موت
زوجته شهدة فدفنا باب أبرز (1) قريبا من المدرسة التاجية في محرم سنة أربع وسبعين
وخمسمائة.
888 - علي بن محمد بن يحيى بن عمر بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين
ابن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب، أبو القاسم الزيدي الحسيني (2):
من أهل الكوفة، شاعر مجيد، قدم بغداد ومدح الامام المقتفي لامر الله والوزير ابن
هبيرة.
قرأت في كتاب " خريدة القصر " لابي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب
الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قال: أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى الزيدي
الكوفي شيخ طويل، شريف جليل، نبيه، كأن نظمه نسيم عليل، أبو نسيم وسلسبيل،
أرق عبارة من غيره من أرقة السوق وأحسن حلية من جيد ورقاء حلاها الطوق، وفد
الديوان العزيز في صفر سنة سبع وخمسين يخاطب على ملك له قد انتزع (3). ورسم
له قطع، وكنا نجتمع في دار الوزير ابن هبيرة كل ليلة ننتظر إذنه للخواص في اللقاء
وجلوسه لأهل الفضل، وأما الرخا فاستأنس الشريف بمجاورتي استيناسي بمجاورته
وأتحفني من رقيق عبارته بيتين له في عمي العزيز رحمه الله في تكيته وهما:
بني حامد إن دهر أو اعتدى * عليكم فكم للدهر عندكم وتر
أجرتم عليه من أخافت صرونه * فأصبح يستقصيكم وله العذر
قال: ولم يزل الشريف لي جليسا، يهدي إلي من أعيان كلامه نفيسا، إلى أن يتحر
توفيعا (4) لما توقعها، واستخلص بملكه واسترجعه، فركب إلى الكوفة مطى النوفة (5)،

(1) في وفيات الأعيان: " بباب أيزر ".
(2) انظر: شذرات الذهب 3 / 251.
(3) في الأصل: " ابترع ".
(4) هكذا في الأصل.
(5) هكذا في الأصل.
83

وعاد في سنة تسع وخمسين إلى الوزير متظلما شاكيا متألما، وأنشده وأنا حاضر قصيدة
مقتصدة في أسلوبها، مستجيرا به من الليالي وخطوبها، فيها بيتان جعلهما لتلك
الكلمة مقطعا، ما ألطفهما معا، وهما:
أجرني على الدهر فيما بقي * بقيت فما قد مضى قد مضى
فلست أبالي بسخط الزمان * وأنت تراني بعين الرضا
قال: ويبدد سلكه ولد بعد ملكه وسافر إلى مصر، كأنما ساقه القدر بها إلى القبر،
لكنه عاش فيها مديدة في ظل الكرامة، وانتقل إلى دار الخلد والبقاء، والسلامة.
أنبأنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه، قال لابي
القاسم علي بن محمد بن يحيى العلولي الكوفي في معذر:
خلعت في حبه عذارى * للبسه خلعة العذار
كأنها إذا بدت عليه * خطة ليل على نهار
قال: وله أيضا:
لله معسول الثنايا وأصبح * مجدول (1) ما تحوى الغلايل أهيف
ظلمت محياه اللحاظ بما جنت * فيه فالأولى أنه لا ينصف
أنكرت قلبي حين أنكر وده * وعرفت في جنبيه (2) من لا أعرف
889 - علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين، أبو
الحسن بن أبي المعالي بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن أبي محمد القرشي، المقلب
بزكي الدين (3):
من أهل دمشق، كان يتولى القضاء بها هو وأبوه وجده، وكان فقيها فاضلا أديبا
عالما مليح الخط، موصوفا بحسن السيرة والعفة والنزاهة والصلاح والديانة، سمع
الحديث بدمشق من أبي محمد هبة الله بن أحمد بن الأنهاني، وعبد الكريم بن حمزة
الحداد، وطاهر بن سهل الاسفراييني، وأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين، وعلي

(1) في الأصل بدون نقط.
(2) في الأصل: " حببه ".
(3) انظر ترجمته في: العبر في خبر من غير 4 / 188. وشذرات الذهب 4 / 213.
84

ابن المسلم السلميين، وعلي بن أحمد بن قبيس الغساني، وأبي المعالي الحسين بن حمزة
ابن الحسين الشعيري، وأبي القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى الطرسوسي وغيرهم،
واستعفى من القضاء وحج، وقد بغداد وأقام بها سنة وأشهرا يسمع بها الحديث من
أصحاب طراد الزينبي، وأبي الخطاب بن البطر، وأبي عبد الله بن طلحة، وخرج له
أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن الشعار فوائد عن شيوخه الدمشقيين، وحدث بها
ببغداد قرأها عليه مخرجها، فسمعها أبو بكر الناقد، وأبو الفضل بن شافع، والشريف
أبو الحسن الزيدي، والقاضي أبو المحاسن القرشي، والعدل أبو الفرج بن النقور،
وشيخانا: أبو محمد بن الأخضر، وأبو الفتح ابن سعترة.
أخبرني أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن سعترة بقراءتي عليه، أنبأنا القاضي أبو
الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي، قدم علينا بغداد بقراءة ابن الشعار وانتقائه،
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين السلمي الموازيني قراءة عليه وأنا أسمع،
أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر قراءة عليه، أنبأنا يوسف
ابن القاسم الميانجي، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا الحسين بن
الأسود، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا أبي ورقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " انطلق ثلاثة يمشون فدخلوا في غار، فأرسل الله عز وجل عليه
صخرة، فأطبقت الغار عليهم، فقال بعضهم لبعض: تعالوا فلينظر كل رجل منا أفضل
عمل عمله فيما بينه وبين الله عز وجل فيذكره، ثم ليدعو الله عز وجل أن يفرج عنا
مما نحن فيه، ونلقي هذه الصخرة! فقال رجل: اللهم أنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم
فطلبت منها نفسها فقالت: والله لا أفعل أو تعطيني مائة دينار، فجمعتها حتى أتيتها
بها، فلما قعدت منها مقعد الرجل من المرأة أرعدت وبكت وقالت: يا عبد الله اتق
الله، ولا تفتح هذا الخاتم إلا بحقه، قال: فقمت عنها وتركتها لها، فإن كنت تعلم أني
تركتها يعني في مخافتك فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء! ففرج الله عنهم منها
فرجة فنظروا السماء، وقال الثاني: اللهم إنه كان لي أبوان وكان لي ولد صغار،
فكنت أرعى على أبوي، وكنت أجئ بالحلاب، فجئت فوجدت أبوي نائمين
ووجدت الصبية يتضاغون من الجوع، فلم أزل بهم حتى ناموا ثم قمت بالحلاب
عليهما حتى قاما وشربا، ثم انطلقت للصبية بفضله فسقيتهم، فإن كنت تعلم
[أني] (1) إنما فعلت تلك من مخافتك فافرج عنا فرجة! قال: ففرج الله تعالى عنهم

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
85

فرجة، وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير فأعطيته أجره فغضب
وذهب وتركه، فعملت له بأجره حتى صار له بقرا وغنما فأتاني يطلب أجره، فقلت:
انطلق إلى تلك البقر ورعائها فخذها، قال: يا عبد الله اتق الله ولا تهزأ بي، قال:
فقلت انطلق وخذها، قال: فانطلق فأخذها، فإن كنت تعلم أني إنما كنت فعلت ذلك
من مخافتك فألقها عنا! فألقاها الله عنهم فخرجوا يمشون " (1).
أخبرنا عبد الواحد بن محمود، أنبأنا القاضي أبو الحسن القرشي، أنبأنا محمد بن
القاسم الشافعي، أنبأنا علي بن أحمد النيسابور قال: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي
يقول: سمعت أبا القاسم النصرابادي يقول: سمعت علي بن أحمد بن رزين يقول كان
يقال: الأيام صحائف آجالكم فجلدوها أحسن أعمالكم.
أخبرنا أبو الفتح بن سعترة، أنبأنا علي بن محمد بن يحيى الدمشقي قال: قرأت على
والدي قال: قرأت على عبد المحسن بن عثمان النفيسي، أنبأنا منصور بن النعمان بن
منصور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، أنشدنا أبو القاسم منصور بن
أحمد لأحمد بن المعدل:
ما ناصحتك خبايا الود من رجل * ما لم ينلك بمكروه من العذل
مودتي لك أتى أن تسامحني * بأن أراك (2) على شئ من الزلل
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: بلغني أن القاضي أبا
الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي ولد بدمشق في سنة سبع وخمسمائة.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قال: توفى القاضي زكي
الدين أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى القرشي يوم الجمعة الثامن والعشرين من
شوال سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن من يومه بمقبرة باب حرب بالقرب من قبر
الإمام أحمد بن حنبل، وصليت عليه بجامع القصر بعد الصلاة وتبعته إلى المدفن، سمعت
منه عن شيوخ دمشق، وكان ذا وقار وهيئة وتدين وعلم مع نزاهة وحسن خلق
وظلف نفس، استعفى عن القضاء بدمشق فأعفي ولم يعلم له أمر يغمض به فرحمه الله
وألحقه بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فلقد رزق الشهادة والسعادة وكان من أهل ذلك.

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 302، 303. ومسند أحمد 2 / 116.
(2) في الأصل: " أداك ".
86

890 - علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة، أبو الحسن بن أبي عبد الله بن الوزير
أبي المظفر:
كان والده يلقب بعز الدين، وقد تقدم ذكره، سمع الحديث في صباه من أبي الفتح
ابن البطي، وأبي محمد بن الرخلة وأمثالهما، وخرج عن بغداد قديما وسكن الشام
مدة، وحدث بدمشق، سمع منه رفيقنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد
المقدسي، ولما دخلت دمشق في رحلتي الأولى، كان قد سافر إلى آمد فلم أصادفه،
وذكر لي أنه كان عسرا في الرواية.
حدثني محمد بن عبد الواحد المقدسي من لفظه في منزله بحبل قاسيون ظاهر
دمشق، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبيرة من لفظه، أنبأنا أبو محمد
صالح بن المبارك بن الرخلة قراءة عليه ببغداد في ذي الحجة سنة سبع وستين
وخمسمائة.
وأخبرنا أحمد بن أبي بكر الشاهد أبو عبد الله بن سعد الوراق، وعبد الله بن
منصور العدل، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا أبو عمر بن مهدي،
حدثنا أبو عبد الله المحاملي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي، حدثنا ابن
علية، حدثنا معمر بن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين: رجل آمن بالكتاب الأول والكتاب
الاخر، ورجل كانت له أمة فأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها فتزوجها، وعبد مملوك
أحسن عبادة ربه ونصح لسيده " (1).
سألت أبا البركات [بن] (2) علي بن محمد بن هبيرة عن وفاة والده فقال: توفي
بآمد في يوم الجمع ة ثامن جمادى الأولى سنة تسع وستمائة، وكان في عشر السنين.
891 - علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن الحارث بن محمد بن أبي أسامة وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
كتب إلى عبد الرحمن بن علي الأنصاري: أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم
الرازي أخبره، عن القاضي أبي الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الكسائي الهمداني،

(1) انظر الحديث في: سنن الدارمي ص 290.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
87

أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن
يعقوب البغدادي إملاء من حفظه قال: سمعت الحارث بن محمد بن أبي أسامة يقول:
سمعت علي بن عاصم سمعت عبد الرزاق، سمعت معمرا، سمعت الأعمش، سمعت أبا
صالح يقول: رأيت في الطواف شيخا كبيرا على عنقه عجوز كبيرة، فقلت: ما هذه؟
قال أمي أحج بها على كتفي، فقلت: سلها ما تذكر؟ قال: يا أمه! إن هذا الشيخ
يسألك ما تذكرين، فقالت: يا بني رأيت عبد المطلب في هذا الطواف وهو يقول:
مات الناس ذهب الناس.
حدثنا أبو الحسين، حدثنا علي بن محمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا
أبي قال: سمعت محمد بن السماك يقول: دخلت على أمير المؤمنين الرشيد فقلت: يا
أمير المؤمنين بلغني في بعض الخبر: أن رجلا أعطاه الله ثروة في ماله وجمالا في وجهه
وشرفا في نسبه فواسى من ماله وعف في جماله وتواضع في شرفه كتب في ديوان الله
تعالى من خاصته، فقال الرشيد: يا محمد هذا يصلح أن يكتب بالذهب.
892 - علي بن محمد بن يوسف بن إبراهيم، أبو الحسن الرفا القرقوبي
السوسنجردي:
سكن نيسابور وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، وأبي
بكر محمد بن علي بن رزق الخلال، روى عنه: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن
إسحاق بن منده الأصبهاني، وأبو بكر إسماعيل بن علي الخطيب النيسابوري.
قرأت على محمد بن أبي سعيد الأديب بأصبهان، عن محمد بن أبي نصر التاجر: أن
عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن
يوسف السوسنجردي البغدادي نزيل نيسابور، حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن
خلاد النصيبي ببغداد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا
يزيد بن هارون، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما
نهى الله عنه " (1).
قال عبد الرحمن بن منده، أنبأنا علي بن محمد بن يوسف السوسنجردي قال:

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 6.
88

ولدت سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في سلخ جمادى الآخرة، ودفن ليلة
رجب سنة سبع عشرة وأربعمائة.
893 - علي بن محمد القادسي:
حدث بعكبرا عن محمد بن حماد - أظنه الطهراني، روى عنه: أبو بكر أحمد بن
الحسن بن هارون الأشعري.
أخبرتنا عين الشمس بنت أحمد بن محمود الثقفي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن
علي بن أبي ذر الصالحاني قراءة عليه في سنة ست وعشرين وخمسمائة، أنبأنا أبو
طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن
فورك القباب، حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان الأشعري، حدثنا
علي بن محمد القادسي سنة ست وخمسين ومائتين بعكبرا، حدثنا محمد بن حماد، عن
مقاتل بن (1) سليمان، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس في قوله عز وجل
* (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * [سورة الإسراء، الآية 79] قال: إذا كان
يوم القيامة ينادي مناد: أين حبيب الله؟ فيتخطى صفوف الملائكة حتى يصير إلى
العرش فيمد يده العزيز عز وجل حتى يجلسه معه على العرش حتى تمس ركبته ركبته.
894 - علي بن محمد، أبو الحسن النجيرمي:
قرأت علي أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان، عن الخضر بن الفضل، أنبأنا أبو القاسم
الفضل بن محمد البقال إذنا، عن أبي الحسين خدا دوست بن أصفهند الديلمي، أنبأنا
أبو العباس أحمد بن الحسين بن غزوان البخاري بهمدان قال: سمعت أبا الحسن علي
ابن محمد النجيرمي ببغداد قال: سمعت صدقة بن علي الزاهد يقول: سمعت الحلاج
يقول:
يا شاهدا غائبا في حال غيبته * إن غاب شخصك فالتذكار موجود
والصبر عنك فمذموم عواقبه * والصبر في سائر الأشياء محمود
ومن دنا منك نال الخير أجمعه * ومن نأى عنك مكروب ومجهود
895 - علي بن محمد، أبو الحسين بن الزنجاني الصوفي:
هكذا سماه عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب " تاريخ الصوفية " من جمعه،

(1) في الأصل: " عن مقاتل بن سليمان ".
89

صحب أبا القاسم الجنيد وأبا محمد الحريري، وأبا العباس بن عطاء، وكان له كلام
مليح في التصوف.
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الأنصاري قال: كتب إلي ظفر
ابن الداعي العلوي: أن أبا عبد الرحمن البلخي أخبره قال: سمعت أبا بكر الرازي،
سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن
وصفه ربحه.
قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله، سمعت أبا الحسين بن الزنجاني يقول: أصل
العبادة على ثلاثة أركان: العين، واللسان، والقلب، العين: بالعبرة (1)، واللسان:
بالصدق، والقلب: بالتفكر.
كتب إلى أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره، أنبأنا أبو بكر
الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد النسوي قال: أبو الحسين بن
الزنجاني من ظراف مشايخ بغداد من أصحاب جنيد والحريري وابن عطاء، يرجع إلى
فهم ودراية، وله حظ في علوم القوم، وكان حسن السماع، مات ببغداد بعد العشرين
والثلاثمائة.
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني، أنبأنا أبو نصر الحرضي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر
المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو الحسين بن الزنجاني من ظراف
مشايخهم حسن السماع، توفى بعد العشرين وثلاثمائة.
896 - علي بن محمد الفقيه، المعروف بالمسوحي:
كان يخلف القضاة ببغداد، روى عنه: القاضي أبو علي التنوخي في " كتاب
النشوار ".
أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثني علي بن محمد الفقيه المعروف بالمسوحي (2)
أحد خلفاء القضاة ببغداد قال: حدثني أبو عبد الله الزعفراني الفقيه قال: كنت
بحضرة أبي العباس ثعلب (3) يوما فسئل عن شئ فقال: لا أدري، فقيل له: أتقول لا
* (هامش 9 * (1) في الأصل: " بالغيرة ".
(2) في الأصل: " بالتنوخي ".
(3) في الأصل: " بعلب " بدون نقط. (*)
90

أدري وإليك تضرب أكباد الإبل وإليك الرحلة من كل بلد؟ فقال للسائل: لو كان
لامك بعدد مالا أدري بعر لاستغنيت (1).
897 - علي بن محمد التميمي، أبو الحسن الشاعر:
ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب " الفهرست "، ذكر أنه من أهل بغداد إمام
بالموصل، وعمل شعره نحو خمسمائة ورقة.
898 - علي بن محمد، أبو الحسن السمرقندي:
أخبرنا يوسف بن محمد الأرغياني بنيسابور، أنبأنا أبو البركات عبد الله بن محمد
الفراوي، أنبأنا الحاكم أحمد بن الحسين العمروي، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن
حمدان النصروي، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد السمرقندي ببغداد، حدثنا الحسن بن
علي العدوي، حدثنا خراش بن عبد الله، حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: " الصوم جنة " (2).
899 - علي بن محمد، أبو الحسين الجرجاني الفقيه:
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في " معجم
شيوخه ".
قرأت علي أبي عبد الله الخيري بأصبهان، عن الخضر بن الفضل، أنبأنا عبد
الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده إذنا، عن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا
الحسين علي بن محمد الفقيه الجرجاني ببغداد يقول: سمعت عمرو بن أحمد الفقيه
[يقول] (3): كنت قاعدا بين يدي منصور بن إسماعيل الشافعي دخل عليه بعض
أصحابه فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو علي الأنطاكي، فأنشأ أبو منصور يقول:
يا قمرا باهت على ال‍ * دنيا به أنطاكيه
أنت الذي أحبه * كما أحب العافية
900 - علي بن محمد، أبو السن العطاردي:

(1) في الأصل بدون نقط.
(2) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1 / 196.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
91

من ساكني نهر الطابق (1)، شاعر مدح عضد الدولة القاضي القضاة أبا محمد بن
معروف، وجماعة من الملوك والوزراء وطبقته نازلة في الشعر، وكان يتقدم على
الشعراء، وذكر أبو عبد الله الخالع أنه كان ماجنا مزاحا يعاشر الاحداث (2) ويحضر
مجلس قاضي المردان، ويعمل أشعار الهيف.
ومن شعره:
انتظر إلى دجلة مستطرفا * سكونها والقمر الساري
كأنها من فضة وسطها * ساقية من ذهب جاري
وله في صفة الجسر:
كأنما دجلة والجسر وما * مد من السفن له حتى وقف
خيل على مرودها مربوطة * رافعة رؤسها من العلف
901 - علي بن محمد، أبو الحسن الصوفي:
نزيل بيت المقدس، ذكره أبو العباس النسوي أنه بغدادي ينزل بيت المقدس، ويخدم
الفقراء ويتعاهدهم إذا دخلوا عليه، وكان قد صحب أبا عمران الطبرستاني، وتأدب
به وأخذ عنه طريقته، وبقي على خدم الفقراء خمسين سنة إلى أن توفي ببيت المقدس
سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وقد رأيته وكان حسن الخدمة والافتقاد خدمني وأحسن
إلي، وروى النسوي في تلميذه هارون بن محمد عنه حكايات.
902 - علي بن محمد المعنوي، أبو الحسن:
أظنه من أهل حلب، كان صاحبا لابي بكر أحمد بن محمد الصنوبري، روى عنه
شعره، روى عنه: أبو محمد الجوهري، أبو القاسم التنوخي.
أنبأنا أحمد بن يوسف القرميسيني، أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أخبرنا أبو
الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي الموصلي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي
الجوهري قال: أنشدني أبو الحسن المعنوي الشيخ الأديب قال: أنشدني الصنوبري
لنفسه:

(1) في الأصل: " الطالق ".
(2) في الأصل بدون نقط.
92

لا النوم أدري به ولا الأرق * يدري من [له] (1) بهذين (2) رمق
إن دموعي من طول ما استبقت * كلت فما تستطيع تستبق
ولي مليك لم تبد صورته * مذ كان إلا ضلت له الحدق
نويت تقبيل نار وجنته * وكدت أدنو منها فأحترق
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا
الخطيب، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد
المعنوي، أنشدنا أبو بكر الصنوبري لنفسه:
لا واشتياقي واشتياقك * غب (3) انطلاقي وانطلاقك
ما عانق الطرف الكرى * بعد انصرافي من عناقك
لم لا العزاء على فراقي * مذ عزمت على فراقك
فدع المقيم على اعتناقي * بالملام أو اعتناقك
أنا واثق إن ليس تطلقني * الصبابة من وثاقك
903 - علي بن محمد، أبو الحسن الشمشاطي (4):
مصنف " كتاب الأنوار " و " كتاب الديارات "، كان شاعرا يمدح الملوك، أصله من
الموصل، سكن بغداد ودخل واسط في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، روى أبو غالب بن
أحمد بن بشران الواسطي، عن أبي الحسن محمد بن محمد بن جمهور الشعباني عنه
هذين الكتابين.
قرأت في كتاب " الفهرست " لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال: أبو الحسن علي
ابن محمد العدوي أصله من شمشاط (5) - من بلاد أرمينية، كان يعلم أبا تغلب (6) بن
ناصر الدولة وأخاه ثم نادمهما، وهو شاعر مصنف مؤلف، مليح الحفظ كثير الرواية،

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل
(2) في الأصل: " بها دين ".
(3) في الأصل بدون نقط.
(4) انظر ترجمته في: الفهرست ص 220. والاعلام 5 / 143.
(5) في الفهرست: " سميساط ".
(6) في الأصل: " ثعلب ".
93

وفيه تزيد (1)، كذا كنت أعرفه قديما، وقد قيل إنه ترك كثيرا من أخلاقه عند علو
سنه، ويحيى في عصرنا هذا، وله من الكتب: " كتاب الأنوار " يجري مجرى الأوصاف
والتشبيهات، عمله قديما ثم زاد فيه بعد ذلك " كتاب الديارات " كبير، و " كتاب
أخبار أبي تمام "، و " المختار " من شعره، " كتاب القلم " (2)، وجود من تأليفه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن يحيى بن الحسن بن البناء قال: كتب إلى أبو غالب
ابن بشران، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور الحلبي الاخباري، حدثنا علي بن محمد
العدوي الشمشاطي قال: أنشدني أبي، أنشدني علي بن العباس الرومي لنفسه:
لولا فواكه أيلول إذا اجتمعت * من كل نوع ورق الجو والماء
إذا لما حفلت (3) نفسي متى اشتملت * على قبابله (4) الحالين عذاء (5)
يا حبذا ليل أيلول إذا بردت * فيه مضاجعنا والريح سحواء
وحمش القر فيه الجلد فانتقلت * من الضجيعين أحشاء وأحشاء
وأسفر القمر الساري فصفحته * ريا لها في صفاء الجو لألاء
يا حبذا نفحة من ريحه سحرا * يأتيك فيها من الريحان أنباء
قل فيه ما شب من دهر تعهده * في كل عام يد الله بيضاء
904 - علي بن محمد، أبو الحسن المقرئ، المعروف بقرابا:
من ساكني باب الشام، حدث عن: أبي جعفر محمد بن عمرو (6) بن البختري
الرزاز، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته،
وذكر أنه توفى في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ودفن بباب حرب.
905 - علي بن محمد، أبو الحسن المروزي:
قدم بغداد حاجا وحدث بها في شعبان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، سمع منه أبو
البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس المقرئ، وذكر أبو عثمان سعيد بن محمد
النيسابوري العدل أنه كتب عن علي بن محمد المروزي هذا ببغداد.

(1) في الأصل: " وفيه نريد ".
(2) في كتاب الفهرست: " كتاب المعلم ".
(3) في الأصل: " جعلت ".
(4) هكذا في الأصل.
(5) في الأصل: " غداء ".
(6) في الأصل: " بن عرور ".
94

906 - علي بن محمد بن الكسائي، أبو الحسن المقرئ:
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في يوم الخميس
ثاني ربيع الاخر سنة خمس وأربعمائة، ودفن بمقابر قريش، وكان شيخا صالحا، مولده
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة لا
907 - علي بن محمد بن الزنانيري (1)، أبو الحسن السابح الزاهد:
صنف في السباحة كتابا نفيسا سماه " كتاب فنون الملاحة في أصناف السباحة " قرأه
عليه أبو ياسر محمد بن عبيد الله بن كادش بباب الحرم الشريف في جمادي الآخرة
سنة ثمانين وأربعمائة، وسمعه بقراءاته أبو عبد الله حمزة بن المظفر بن حمزة، ورواه
عنه: أبو محمد بن الخشاب وكتبه بخطه، رأيت النسخة والكتاب حسن في فنه.
908 - علي بن محمد، أبو الحسن المطرز، المعروف بابن المزين:
سمع أبا ممد الحسن بن محمد الخلال، وأبا الحسن علي بن عمر القزويني، وأبا
إسحاق البرمكي وغيرهم وحدث باليسير.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن
علي بن محمد المطرز يعرف بابن المزين في يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من المحرم سنة
ثلاث وتسعين وأربعمائة.
909 - علي بن محمد، أبو الحسن الدمشقي:
حدث ببغداد عن أبي نصر أحمد بن عبيد الله الغازي الآمدي، سمع منه: أحمد بن
محمد بن الحسن الباجسرائي وغيره في رجب سنة ست وتسعين وأربعمائة - ذكر
هكذا أبو القاسم بن عساكر في " تاريخ دمشق ".
910 - علي بن محمد، أبو الحسن الأسدي، قرأت في كتاب أبي الوفا أحمد بن
محمد بن الحصين بخطه: أنشدنا الرئيس الأديب ذو البراعتين أبو الحسن علي بن
محمد الأسدي لنفسه:
يا فاضح الرطيب تنعما من رطبه * ومغير قلبي بالغرام تلهفا من هجره
ألا عطفت على الغريب مسلما في حبه * نهب الفتى هبة الكرام تعطفا في وزره

(1) هكذا في الأصل.
95

911 - علي بن محمد بن الأيسر، أبو الحسن العكبري:
ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي في معجم شيوخه، وروى عنه حكاية، ذكر
أنه سمعها منه ببغداد.
912 - علي بن محمد السنبسي:
شاعر مدح الامام المستظهر بالله بقصيدة رأيتها بخطه - وأولها:
نادى الرحيل منادي الحي فابتكروا * كادت لذاك حصاة القلب تنفطر
ثم استقلوا فلم أملك غداة نأوا * نطقا لديهم فكان المخبر النظر
أبدى الذي كانت الاسرار تضمره * يوم الرحيل بدمع فيضه درر
وأضحت الدار قفرى لا أنيس بها * كأنها صحف عادية نكر
ما أن تحير (1) جوابا أن دعوت بها * وكيف ينطق رسم دارس دثر
أبدت معالمها الأيام واختلفت * فيها العواصف حتى ما بها أثر
وكم عهدت بها والدار جامعة * حورا من الانس في ألحاظها حور
إذا برزت رأيت الأرض مشرقة * كأنما نثرت من فوقها درر
تكنفن (2) حمصا به كالغصن ناعمة * ترنو بعيني ظبي في قلبه ذعر
تصمي (3) القلوب بنيل في تقلبها * عن غير كف بقوس ماله وتر
فالعين في خفة من حسن منظرها * والقلب يصلي بنار دونها سقر
كأنها بين أبواب خصصن بها * بدر السماء حوتها الأنجم الزهر
في صورة الشمس يغشى الطرف نزها (4) * وحسنا عن صفات الحسن معتبر
هي التي سلبت لبى بمبتسم * عذب المجاجة لا صاب ولا كدر
غداة قالت لأتراب يلدن بها * هذا قتيل غرام ماله خطر
تراه يستر ما يلقاه من ألم ومن تهتك فيها كيف يستتر
قضت على قضاء لا انقضاء له * وليس ينفذ حتى تنفد العمر

(1) في الأصل: " تخبر ".
(2) في الأصل بدون نقط.
(3) في الأصل: " انحاظها ".
(4) في الأصل:: " يربوا ".
96

علت عنها على أني بها كلف * راجي الامام الذي ما مثله بشر
ملقى العفاة أبا العباس خير فتى * أصحى لدفع صروف الدهر يدخر
من حر وجه الطاهر المبعوث من مصن * زكت وطابت فطاب العود والثمر
913 - علي بن محمد، أبو الحسن المدائني:
ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب في " كتاب تاريخ
الخلفاء " من جمعه، وقال: صار إلى ديوان شعره بخطه فوجدته مدح ا الامامين المستظهر
بالله والمسترشد بالله، وعامة أرباب دولتهما، وقد أكثر في مدحهما، ولم أرض شعره
لعدم جبذه (1)، ولم أر اسقاط ذكره من هذا الكتاب لكونه اتسم (2) بمدحهما، قال
يمدح الامام المستظهر بالله:
ليل ذي الوجد أليل * والمصوبات أقبل
ولذي الراح راحة * وهوى الغيد أميل
والتصابي أشهى إلي * وأحلى وأقبل
إن حيران عالج * حرموا ثم حللوا
والخيام التي ثووا * وحشوها ورحلوا
ليتني كنت عالما * أين أموا، وأقفلوا
فصل القلب عنهم * من القلب يسأل
ما بقي للوداد إلا * فؤاد معلل
وتأمل فما شفاؤك * إلا التأمل
قد جهدنا وقصروا (3) * لو أسأنا لأجملوا
ووصلنا فقاطعوا * لو قطعنا لأوصلوا
فاقصد الماجد الامام * تنل ما يؤمل
فأياديه جمعة * وهي أهني وأجزل
وعطاياه للعفا * ة من الودق أشمل
وسجاياه دأبه * ن الندى والتفضل
مالنا من علا * ه إلا التقى والتطول

(1) في الأصل بدون نقط.
(2) في الأصل: " اسم ".
(3) في الأصل: " قصر ".
97

914 - علي بن محمد، أبو الحسن الأنباري الولاقي (1):
أحد الغرباء الذين كتب عنهم أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف
شيئا من شعره [و] (2) شيئا من الأناشيد.
قرأت بخط أبي بكر بن كامل، وأنبأنيه ابنه يوسف عنه، أنشدنا أبو الحسن علي بن
محمد اليناقي الولاقي قال: أنشدني السيد الإمام زيد بن حمزة أو حمزة بن زيد البلخي
نزيل سرخس لنفسه:
لجبر الصبر في قلبي انكسار * عشية ودعوا وزمان ساروا
بقيت (3) وأدمعي ومضوا وقلبي * فلا أدري أجاروا أم أجاروا
وأنشدنا على البياري أيضا قال: أنشدني القاضي الإمام أبو بكر محمد بن الحسين
الأرسابندي قال: كتب إلى القاضي أبو نصر أحمد بن عبد العزيز الروزني لنفسه:
تناسيتم عهدي ولم أنس عهدكم * وأعرضتم عني وما كنت مذنبا
هنيئا لكم بعدي السرور فإن لي * فؤادا (4) بنيران الفراق معذبا
915 - علي بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن بن هبة الله النجار،
أبو الحسن البزاز الأمين أخي الأبوي:
قرأ الفرائض والحساب حتى برع (5) فيهما، وصار أعرف زمانه بقسمة التركات،
وكان يعرف الجبر والمقابلة في الحساب، ويستخرج العويص (6) من المسائل من غير
أن يكتب بيده شيئا، وحضر يوما بمعي عند شيخنا أبي البقاء بن العكبري، وكان شيخ
وقته في معرفة الفرائض والحساب، فسألته أن يسأله عن مسائل مشكلة من
المناسخات، فسأله فكان يجيبه من غير توقف ولا طول فكرة، فعجب الشيخ من ذلك
وقال: ما رأيت مثل هذا الرجل قط، وأمره أن يخط خطه في الفتاوى، فكان يفتي إلى
حين وفاته، وكنت أقرأ عليه شيئا من خط أبي بكر الأنصاري الحاسب المعروف
* (هامش 9 * (1) في الأصل: " الولافى ".
(2) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصل.
(3) في الأصل بدون نقط.
(4) في الأصل: " فؤاد ".
(5) في الأصل: " حتى نزع ".
(6) في الأصل بدون نقط. (*)
98

يقاضي المارستان من مشكلات المسائل في المسائل واستخراج الضمير ولا أقرأ عليه
الجواب فكان يفتكر فيه قليلا ويجيبني بالجواب الذي كتبه القاضي بعينه، وكان يحفظ
من الأناشيد والحكايات والاخبار وأيام الناس والتواريخ شيئا كثيرا، ولما توفى والدي
سافر ألى الشام ودخل ديار مصر ورأى الناس وخالط الفضلاء وعاد إلى بغداد، وكان
يجلس في دكان له بسوق الثلاثاء في خان الصفة يبيع فيه البز، مضى على ذلك أكثر
عمره، وكان أمينا نزها عفيفا متورعا عن الشبهات متحريا في طلب الحلال، فاشتهر
بذلك بين الناس.
فلما ولي أبي القاسم بن الدامغاني قضاء القضاة واتصلت له به معرفة، وعرف ما
هو عليه من معرفة الفرائض ومعرفة قسم الأمتعة، وما اشتهر عنه من حسن الطريقة
والعفة والنزاهة ألزمه بأن ينظر في أموال الأيتام، فأجاب إلى ذلك على أحسن طريقة
وأجمل سيرة شكره عليها الخاص والعام، وظهر من ورعه وتقشفه، ونزاهته ما اشتهر
به، فلما عزل ابن الدامغاني قبض على أخي وهلك وعند الله يجتمع الخصوم.
وكان رحمه الله كثير الصوم والصلاة والذكر وقراءة القرآن، وله أوراد بالليل
والنهار لا يخل بها، وكان كثير الصدقة دائم المعروف محتاطا في اخراج الزكاة مسارعا
إلى قضاء حوائج الناس محبا لأهل الخير.
علقت عنه كثيرا من الحكايات والأناشيد والتواريخ، وكان هو الذي رباني، فإن
والدي رحمه الله توفي ولي سبع سنين، وكان يحملني معه إلى الجامع في أيام الجمعة
وأيام العيدين ويعلمني كيف أقول، وحججت مع والدتي ولي تسع سنين، فكان أخي
يأخذني علي عنقه ويريني المناسك ويطوف بي المشاهد، وكان يؤدبني ويثقفني وينبهني
على معالي الأمور، جزاه الله عني خيرا فهو والدي وأخي، وكان رحمه الله قد جمع
كتابا جليلا في الفرائض ذكر فيه كل فريضة تقع في الدنيا، وقسمها، وفقدته بعد
موته، وذهب في جملة ما ذهب من ماله.
أنشدني أخي علي بن محمود الشهيد رحمه الله من لفظه وحفظه لبعضهم:
يزداد بخلا ولؤما كلما كثرت * أمواله فهو لا ترجى مواهبه
كالبحر كل مياه الأرض قاطبة * تجرى إليه ويظمى فيه راكبه
سألت أخي عن مولده فقال: في ليلة الجمعة لست خلون من المحرم سنة أربع
99

وستين وخمسمائة، وقتل في ليلة الجمعة الرابع عشر من شهر رمضان من سنة إحدى
عشرة وستمائة، وصلي عليه ليلة السبت بالمدرسة التاجية، ودفن عند والده بباب أبرز
- رحمه الله عليه ورضوانه
916 - علي بن محمود بن عبد الله القطان، أبو الحسن السمسار:
جاءنا بالظفرية، سمع أبا حفص عمر بن ظفر بن أحمد المغازلي المقرئ، كتبت عنه
شيئا يسيرا، وكان شيخا متيقظا فهما حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمود القطان، أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا الشريف أبو
منصور عبد الميهمن بن محمد بن الحسين العباسي، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز، أنبأنا
أبو سهل أحمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا أبو يحيى الناقد، حدثنا عثمان بن
عبد الوهاب، حدثنا أبي، عن يونس وعنبسة، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص
قال: شكوت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعا أجده في جوفي فقال: " ضع يدك عليه وقل: أعوذ
بعزة الله وقدرته من شر هذا الوجه وشر ما أجده " سبع مرات، قال: ففعلته فذهب
عني (1).
سألت أبا الحسن السمسار عن مولده فقال: في جمادى الآخرة أو رجب سنة أربع
وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في سحرة يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع
الاخر سنة خمس وستمائة وصلينا عليه من الغد بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله
عنه بباب أبرز، ودفن بالمحمدية بين يدي تربة أبي سعد الصوفي.
917 - علي بن محمود بن أبي القاسم بن مقلد الغمري، أبو القاسم
القصار (2):
من ساكني قراح ابن أبي الشحم، سمع أبا السعادات نصر الله بن عبد الرحمن بن
محمد القزاز (3)، كتبت عنه وهو شيخ لا بأس به.
أخبرنا علي بن محمود الغمري، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن، أنبأنا علي بن
الحسين الربعي، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، حدثنا أبو جعفر بن البحيري، حدثنا محمد
* (هامش 9 * (1) انظر الحديث في: عمل اليوم والليلة ص 155.
(2) انظر ترجمته في: الأنساب 10 / 74. وهامش الاكمال 6 / 366.
(3) في الأصل: " القراز ". (*)
100

ابن أحمد بن أبي العوام الرياحي (1)، حدثنا سلمة بن سليمان، حدثنا خليد بن دعلج،
عن كلاب بن أمية: أنه لقي عثمان بن أبي العاص قال: ما جاء بك؟ قال: استعملت
على عشور الأبلة، قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن الله يدنو من خلقه
فيغفر لمن استغفر إلا البغي (2) بفرجها والعشار " (3).
سألت أبا القاسم الغمري، عن مولده، فذكر أنه تقريبا سنة ستين وخمسمائة،
وتوفي في الحادي عشر من ذي الحجة من سنة أربعين وستمائة، ودفن من الغد بباب
حرب.
918 - علي بن المختار بن الأشرف بن الوزير بن فخر الملك أبي غالب محمد
ابن علي بن خلف أبو نصر:
تقدم ذكره جده الوزير في أول هذا الكتاب، وأبو نصر هذا سمع شيئا من الحديث
من أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر
المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
919 - علي بن المختار بن محمد، أبو الحسن الهرثاني (4):
من أهل الهرث قرية بواسط، قدم بغداد وقرأ بها القرآن على أبي منصور محمد بن
أحمد الخياط المقرئ، والكلام على مذهب الأشعري على أبي عبد الله القيرواني،
وسمع الحديث من أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وحدث باليسير،
روى عنه: أبو بكر بن كامل في معجم شيوخه، وروى عنه أبو الفضل محمد بن ناصر
الحافظ مناما رآه، وأثنى عليه خيرا.
قرأت في معجم مشايخ أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه
وأنبأنيه ابنه يوسف عنه، أنشدنا أبو الحسن علي بن مختار بن محمد الهرثاني قال:
أنشدني بعضهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
تغيرت المودة والإخاء * وقل الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمان إلى أناس * كثيري الغدر ليس لهم وفاء

(1) في الأصل: " الرياحي ".
(2) في الأصل: " البقي ".
(3) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4 / 22.
(4) في الأصل: " الهرثاي ".
101

يديمون المودة ما رأوني * ويبقى الود ما بقي اللقاء
فإن غيبت عن أحد قلاني * وجازاني بما فيه اكتفاء
سيغنيني الذي أغناه عني * فلا فقر يدوم ولا ثراء
وكل شديدة نزلت بحي * سيأتي بعد شدتها رخاء
وكل جراحة فلها دواء * وجرح الجهل ليس له دواء
920 - علي بن المديني الأصبهاني:
روى عنه: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفرائيني الامام صاحب " المسند
الصحيح الكبير ".
قرأت بخط أبي عمر محمد بن عبد الله بن معروف الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن عمر بن أبان الطبري، حدثنا أبو عوانة الاسفرائيني، أنشدني علي بن
المديني الأصبهاني ببغداد:
لكل امرئ شكل من الناس مثله * وكل امرئ يهوى إلى من يشاكل
921 - علي بن المرتضى بن علي بن محمد بن الداعي زيد بن حمزة بن علي
ابن عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلقي (1) بن الحسن بن جعفر بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن بن أبي الحسن بن أبي ثعلب
العلوي الحسني المعروف بالأمير السيد.
ولد جده بنيسابور وكذلك والد المرتضى، ونشأ بأصبهان ثم قدم بغداد، وولد له
علي هذا بها، وقرأ الفقه على مذهب أبي حنيفة حتى برع فيه وفي الخلاف، وقرأ
الأدب وحصل منه طرفا صالحا، وسمع الحديث، ثم ولي التدريس بجامع السلطان،
وانتهت إليه رئاسة أصحاب الرأي، وكان عالما بالمذهب متدينا زاهدا في الرتب (2)
والولايات المنيفة، كريم النفس، كانت داره مجمعا لأهل العلم والأدب، وكان يكتب
خطا مليحا، وله كتب كثيرة أصول بخطوط العلماء، سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن
البغدادي، وأبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، وأبا منصور محمد بن عبد

(1) هكذا في الأصل.
(2) في الأصل: " الرب ".
102

الملك بن خيرون، وموهوب بن أحمد بن الجواليقي، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد
ابن سهل، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي (1) الرقي، وأبا الفضل
محمد بن ناصر وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي
القرشي، وعمر حتى أدركناه ولم يتفق لنا منه سماع.
قرأت في " الخريدة " لابي عبد الله الكاتب بخطه للأمير السيد علي بن المرتضى:
صن حاضر الوقت عن تضييعه ثقة * أن لابقاء لمخلوق على الدوم
وله أيضا:
وهبك أنك باق بعده * أبدا ولا تجزع لات
واغنم لنفسك حظها * في البين من قبل الفوات
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: سألته - يعني الأمير السيد علي بن
المرتضى - عن مولده فقال: في ليلة الثلاثاء ثاني عشر ربيع الاخر سنة إحدى وعشرين
وخمسمائة ببغداد رب الشاكرية، توفى الأمير (2) السيد علي بن المرتضى في ليلة
الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد
بمقابر قريش
922 - علي بن مرشد بن علي بن المقلد بن نصر بن منفذ بن محمد بن منفذ
ابن نصر بن هاشم، أبو الحسن بن أبي سلامة الكناني (3):
من أهل شيزر (4)، قلعة بنواحي حلب، من أولاد أمرائها، كان أديبا فاضلا شاعرا متفننا، ورد بغداد حاجا بعد العشرين وخمسمائة، سمع بها الحديث، وروى شيئا من
شعره، سمع منه أبو بكر بن كامل ويوسف بن محمد الدمشقي.
قرأت على أبي محمد الأمين، عن أبي بكر المبارك الخفاف قال: أنشدني الأمير (5)
أبو الحسن علي بن مرشد الكناني، أنشدنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمر:

(1) في الأصل: " العنوي ".
(2) في الأصل: " الأمين ".
(3) انظر ترجمته في: الأنساب 8 / 238.
(4) في الأصل: " شيرز ".
(5) في الأصل: " الأمين ".
103

أقمت فكنت في بصري مقيما * وغبت فكنت في ضمن الفؤاد
وما شطت بنا دار ولكن * نقلت من السواد إلى السواد
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا يوسف بن
محمد الدمشقي، أنشدنا علي بن مرشد لنفسه:
ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم * وما علمت بأن الدمع يدخر
وضل قلبي عن صدري فعدت بلا * قلب فيا ويح ما آتى وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر منبعثا * أطفاء نار بقلبي منك تستعر
أنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: سمعت علي
ابن مرشد قال: سمعت دراجا يصيح بدرب حبيب فعملت فيه هذه الأبيات -
وأنشدنيها:
يا طائرا لعبت (1) أيدي الفراق به * مثلي فأصبح ذا هم وذا حزن
داني الأسى نازح الأحباب مغتربا * عن الأحبة مصفودا عن الوطن
بلا نديم ولا جار تسر به * ولا حميم ولا دار ولا سكن
لكن نطقت فزال الهم عنك ولي * هم يقلقل أحشائي ويخرسني
وكل من باح بالشكوى استراح ومن * أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن
أرقت عني بنوح لست أفهمه * معما بوجدي من وجد يورقني
وما بكيت ولي دمع غواربه * إذا ارتمت منه لم تنسق السفن
أخبرنا الحاتمي، أنشدنا السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: وأنشدني علي بن
مرشد لنفسه وكتب بها إلى صديق له:
ما فهمت مع متحدث شاغلا * إلا رأيتك خاطرا في خاطري
فلو استطعت لزرت أرضك ماشيا * بسواد قلبي أو بأسود ناظري
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا
عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: علي بن مرشد بن علي الكناني كان
أكبر إخوانه، بلغني أنه ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة بشيزر (2)، سمع الحديث ببغداد

(1) في الأصل: " العمت ".
(2) في الأصل: " بشيرر ".
104

من أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وأبي القاسم بن السمرقندي، وكتب الحديث بخط
حسن، وكان فهما شاعرا. ذكر لي أخوه الأمير أبو عبد الله أنه استشهد بعسقلان
سنة ست وأربعين وخمسمائة، ذكر الأمير أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني أن أخاه
أبا الحسن عليا استشهد على غرة في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة في
حرب الإفرنج. وما كان له صبوة ولا ميل إلى لهو وغواية، وكان منقطعا إلى الخير
والعمل وتلاوة القرآن والنظر في العلوم الدينية مع ما سواها من العلوم.
923 - علي بن المسبح، أبو الحسن الحارزي، المعروف بالسديد:
من أهل الحارزة من أعمال واسط، وكان من قضاتها، كان شاعرا حسن القول،
قدم بغداد ومدح الوزيرين أبا علي بن صدقة وعلي بن طراد الزينبي، فمن قوله في ابن
صدقة:
مدحت الوزير بطياته * كأن المعاني فيها رياض
فأنت بتوقيعه ظافر * وعندي أن ليس فيه اعتراض
فلم يمتثل وحصلنا على * سواد الوجوه وضاع البياض
وأورد له أبو المعالي الكتبي (1) في كتاب " زينة الدهر " قوله:
ما أباديك من وراء حجاب * فأدم البعاد بالاقتراب
أنت في ناظري في موضع اللحد * ومن منطقي مكان الصواب
924 - علي بن مرة، أبو القاسم البغدادي:
شاعر، ذكره شيخنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون، وأورد له هذه الأبيات
ونقلتها من خطه:
زعمت إنما هواي محال * أتراها ظنت نحولي انتحالا (2)
ولقد زارني الخيال فما صا * دف مني الخيال إلا خيالا
بت أرعى النجوم فيها وباتت * من وراء السجوف تنعم (3) بالا
وشكوت الهوى إليها وقالت * حضرى تنمق الأقوالا

(1) في الأصل بدون نقط.
(2) في الأصل بدون نقط.
(3) في الأصل: " نعم ".
105

925 - علي بن مسعود أحمد بن المقرئ، أبو القاسم بن أبي البركات
الحاجب:
من ساكني قراح ابن رزين، كان من الحجاب الكبار بالديوان، وكان شيخا بهيا
مليح الهيئة جميلا، متدينا محبا لأهل الخير، سمع أحاديث الحسن بن عرفة بن أبي المعالي
عبد الملك بن علي الهراسي ورواها عنه، سمع منه أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ
الواسطي، وقد سمعت منه في المفاوضة حكايات، ولم أكتب عنه شيئا من الحديث،
وهو والد أحمد الذي قدمنا ذكره، توفي يوم الاثنين ثاني جمادى الآخرة سنة سبع
عشرة وستمائة، ودفن من يومه بباب أبرز.
926 - علي بن مسعود بن الحسن بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن
جعفر بن الحسن بن الناصر للحق بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن بن أبي الغنائم العلوي، الفقيه الحنفي:
من ساكني المختارة (1)، كان جارنا بدار الكتب بمشهد أبي حنيفة بباب الطاق،
حدث بشئ يسير عن الحسن بن ناصر الكاغذي، سمع منه أبو المعالي مسعود بن عبد
الرحمن بن أبي الحسن بن المحتسب الرصافي، وقد رأيته كثيرا ولم أكتب عنه شيئا،
وكان شيخا صالحا مليح الوجه حسن السمت، توفي في أواخر سنة ستمائة وقد
قارب السبعين.
927 - علي بن مسعود بن علي بن طليب، أبو الحسن بن أبي السعادات:
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وحدث باليسير،
سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، وتوفي في يوم الخميس لسبع خلون
من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
928 - علي بن مسلم بن علي بن فننا (2)، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي
الحسن الضرير:
من أهل الحريم الطاهري، وهو [أخو] (3) شيخنا أبي البركات المبارك، ومظفر ابني

(1) في الأصل: " المحتارة ".
(2) هكذا في الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
106

مسلم، وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى. سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور
الكرجي، وأبا بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال، وأبا الحسن سعد الخير بن
محمد بن سهل الأنصاري، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، وأبا محمد
المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وغيرهم، كان يتولى الخطابة بقرية تعرف (1)
بالزهيرية من أعمال دجيل (2)، حدث باليسير، سمع منه عبد الرحمن بن عمر بن
الغزال الواعظ بأوانا.
929 - علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص، أبو الحسن الدينوري:
تفقه على أبي حامد الغزالي، وسمع الحديث من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد
ابن علي الزينبي، وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ومنصور بن بحر بن حيد
النيسابوري، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، حدث باليسير، روى عنه
أبو القاسم بن عساكر وأبو سعد بن السمعاني.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن
هبة الله الحافظ قال: أخبرني علي بن المطهر بن مقلاص أبو الحسن الدينوري إمام
المدرسة النظامية للصلوات الجهرية بقراءتي عليه بها، أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد
الكرخي، أنبأنا الحسن بن أبي بكر الفاري، أنبأنا مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم
أبو بكر البزاز، حدثنا أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي، حدثنا عباد بن
صهيب، حدثنا هشام وهو ابن عروة قال: أخبرني أبي [قال] (3): أخبرني أبو أيوب
الأنصاري بالروم في الغزوة التي غزاها (4) بها عن أبي [بن] (5) كعب رضي الله عنه:
أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أرأيت أحدنا يصيب المرأة فيكسل ولا ينزل؟ قال: " ليغسل ما
أصاب المرأة منه ثم يتوضأ ويغتسل " (6).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن المطهر بن
مكي بن مقلاص الدينوري كان يسكن النظامية، وكان إمام الصلوات بها، وكان

(1) في الأصل:، " نعرف ".
(2) في الأصل: " دحبل ".
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) في الأصل: " التي غزاها في الروم ".
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5 / 114.
107

فقيها صالحا، كتبت عنه، وكان يسمع بقراءتي من شيوخنا البغداديين، توفي ليلة
الأحد سابع عشري رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
930 - علي بن المظفر بن بدر، أبو الحسن الشافعي الضرير، المعروف بابن
الخلوقي (1): من أهل البندنيجين، سافر إلى البصرة، وسمع بها أبا النعمان عبد الأعلى بن أحمد
ابن عبد الله بن مالك البجلي، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن بكر الوراق، وأبا
الحسن علي بن يوسف القطان، وأبا الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله ابن
بحر، وأبا الحسين طاهر بن أبوه (2)، ومضى إلى العسكر فقرأ على أبي أحمد
العسكري، روى عنه أبو بكر الخطيب، ومحمد بن علي بن موسى الخياط، وأبو علي
الحسن بن أحمد بن البناء، وأبو نصر محمد بن عبد الله (3) بن ثابت البندنيجي.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد
الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أبو الحسن علي بن
المظفر بن بدر الفقيه بالبندنيجي بالبندنيجين، حدثنا أبو الحسن علي بن وصيف القطان
بالبصرة، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا عبد الله
ابن موسى بن شيبة بالنهروان، حدثنا مصعب بن عبد الله النوفلي من آل نوفل بن
الحارث بن عبد المطلب، عن [ابن] (4) أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة
مسح على ناصيته بيمينه " (5).
أنبأنا عبد الرحمن الدقيقي، عن أبي المعمر الأنصاري قال: قرأت على أبي زكريا
يحيى بن علي الخطيب التبريزي وكتبت من خطه قال: حكى لنا الرئيس أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني الشيباني قال: حدثني أبو الحسن علي بن
المظفر بن بدر العلامة البندنيجي بها في سنة خمش وعشرين وأربعمائة قال: كنت أقرأ
بالبصرة على الشيوخ في سنة سبعين وثلاثمائة، فلما دخلت سنة تسع وسبعين بلغني

(1) في الأصل: " الحلوقي ".
(2) هكذا في الأصل.
(3) في الأنساب: " هبة الله ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) انظر الحديث في: الجامع الصغير 4 / 405.
108

حياة أبي أحمد العسكري فقصدته وقرأت عليه، فوصل فخر الدولة والصاحب بن
عباد، قال: فبينا نحن جلوس نقرأ عليه إذ دخل إليه ركابي ومعه رقعة ففضها وقرأها
وكتب على ظهرها جوابها، فقلت له: أيها الشيخ، ما هذه الرقعة وما جوابها؟ فقال:
هذه الرقعة للصاحب، قلت: فأين كان الأصل وما كان في جوابه؟ فقال: كتب إلي:
ولما (1) أبيتم أن تزوروا وقلتم * ضعفنا (2) فما نقوى على الوخدان
أتيناكم من بعد أرض نزوركم * فكم (3) منزل بكر لنا وعوان
أناشدكم هل من قرى لتزيلكم * بطول [.....] (4) لا يمل حفان
أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي * تعود أعضائي من الرجفان
فضمنت ببيت ابن الشريد كأنما * تعمد تشبيهي به وعناني
أهم بأمر الحرم لا أستطيعه * وقد قيل بين العبر والثروان
ثم نهض فقال: لا بد من الحمل على النفس، قال الصاحب: لا يقنعه هذا، وركب
بغلة فلم يتمكن من الوصول إلى الصاحب لاشتيال الخيم، فصعد على بغلة ورفع
صوته بقول أبي تمام:
مالي أرى القبة الفتحاء (5) مقفلة * دوني (6) وقد طال ما استفتحت مقفلها
كأنها جنة الفردوس معرضة * وليس لي عمل زاك فأدخلها
قال: فناداه الصاحب: ادخلها أبا أحمد فلك السابقة الأولى! فتبادر إليه أصحابه
فحملوه حتى جلس بين يديه وسأله عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " ما أحسن من محسن مسلم ولا
كافر إلا جازاه الله " (7). ويروى مسلما وكافرا، فقال أبو أحمد: الخبير صادفت،
فقال الصاحب: يا أبا أحمد تغرب في كل شئ حتى بالمثل (8) الساير، فقال: نغالب
عن السقوط بحضرة مولانا وإنما كلام العرب للعرب وعند استخبارهم على الخبير سقطت.

(1) في الأصل: " وما ".
(2) في الأصل: " صعفنا ".
(3) في الأصل: " فكم من ".
(4) بياض في الأصل مكان النقط.
(5) في الأصل: " الفحا ".
(6) في الديوان: عنى ".
(7) انظر الجامع الكبير للسيوطي 1 / 690.
(8) في الأصل: " بالميل ".
109

قرأت في مشيخة علي بن البناء بخطه أنبأنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر
الشافعي البندنيجي بها في المحرم سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
931 - علي بن المظفر بن الحسن، أبو الحسن البغدادي:
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان، عن فاطمة بنت محمد بن
أحمد أبي سعد الواعظ: أن أبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرها قال: سمعت أبا
الحسن علي بن المظفر بن الحسن البغدادي نزيل نيسابور - قدم علينا - يقول: رأيت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وكان متكئا على حصير بغدادي وكان في رحليه نعلان فخرج
إحدى النعلين ووضعت رجلي فيها فقلت: يا رسول الله! أتعلم الكلام؟ فقال: " لا،
عليك بتعلم الفقه " - بهذا اللفظ.
932 - علي بن المظفر بن حمزة بن زيد بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد
ابن الحسن بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو
القاسم بن أبي يعلى بن أبي القاسم العلوي الحسيني (1):
من أهل دبوسية - بلدة بين سمرقند وبخارا، هكذا رأيت اسم أبيه وجده بخط مرتين
الدينوري، كان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي، كامل المعرفة بالفقه
والأصول، وله يد قوية في الأدب وباع ممتد في المناظرة ومعرفة الخلاف، وكان
موصوفا بالكرم والعفاف وحسن الخلق والخلق، سمع الحديث من أبي عمرو محمد بن
عبد العزيز القنطري، وأبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي وأبي كامل أحمد بن محمد
النصيري، وأبي مسعود أحمد بن محمد البجلي، وعبد الكريم بن عبد الرحمن
الكلاباذي، وأبي بكر المظفر بن أحمد البغوي، وأبي الحسن علي بن أحمد
الاستراباذي، وغيرهم.
قدم بغداد في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وأربعمائة للتدريس بالمدرسة
النظامية، فدرس بها يوم الأحد مستهل جمادى الآخرة من السنة ولم يزل على
التدريس إلى حين وفاته، وحدث ببغداد وأملى مجالس، روى عنه: أبو البركات هبة
الله بن المبارك بن السقطي، وأبو العز محمد بن الحسين بن بندار المقرئ، وعبد
الوهاب بن المبارك بن الحسين الأنماطي.

(1) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي 4 / 6. والأنساب 5 / 308، 309. والمنتظم لابن
الجوزي، وفيات سنة 482 ه‍.
110

أخبرنا عبد العزيز بن أزهر الوكيل، أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا
الشريف أبو القاسم علي بن أبي يعلى الحسيني الدبوسي قراءة عليه ببغداد، أنبأنا
الحاكم أبو الحسن علي بن أحمد الاستراباذي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبدوس قراءة
عليه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن إدريس، حدثنا أبو نعيم الفقيه الاستراباذي، حدثنا
يوسف بن سعيد بن مسلم، حدثنا حجاج عهن ابن جريح قال: أخبرني زياد بن سعد،
عن ابن عجلان، عن سعيد (1) المقبري أن أبا شريح العدوي حدثه أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يومه وليلته الحديث (2).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا عبد الكريم بن محمد بن منصور، أنشدنا عبد
الرحمن بن الحسن بن علي الشرابي، أنشدنا أبو القاسم الدبوسي لنفسه:
أقول بنصح يا ابن دنياك لا تنم * عن الخير ما دامت فإنك عادم
وإن الذي لم يصنع العرف في غنى * إذا ما علاه الفقر لاشك نادم
فقدم صنيعا عند يسرك واغتنم * فأنت عليه عند عسرك قادم
أخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت من أثق به يقول:
تكلم الدبوسي مع أبي المعالي الجويني بنيسابور في مسألة فآذاه (3) أصحاب أبي المعالي
حتى خرجوا إلى المخاشنة (4) فاحتمل الدبوسي وما قابلهم بشئ، وخرج إلى
أصبهان، فاتفق خروج أبي المعالي إليها على أثره في مهم يرفعه إلى نظام الملك فجرى
بينهما مسألة بحضور الوزير، فظهر كلام الدبوسي عليه فقال له: أين كلابك
الضارية (5).
أنبأنا أبو بكر البيع، عن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي قال: سمعت أبي
يقول: علي بن أبي يعلى أبو القاسم العلوي الحسيني يعرف بالدبوسي (6) إمام

(1) في الأصل: " سعد المقبري ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 889.
(3) في الأصل: " نادوه ".
(4) في الأصل: " المحاشة ".
(5) في الأصل: " الغاربة ".
(6) في الأصل: " الدبوس ".
111

الشافعية والقائم بالمدرسة النظامية ببغداد، كان متوحدا (1) منفردا، قرأ القرآن
والحديث والفقه والأصول واللغة والعربية، وكان قطبا في الاجتهاد والفصاحة في
الجدال والخصام، أقوم الناس بالمناظرة وتحقيق الدروس، وكان موفقا في فتواه، وقد
شاهدت له مقامات في النظم، أبان عنها عن كفاية وفضل وافر جمل آل (2) أبي
طالب، وقد روى أجزاء قربه (3) وسماعه فيها محقق، وكان صحيح المعتقد، حسن
الخلق والخلق، وقورا عفيفا فصيحا حجة نبيلا.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي البركات بن السقطي بخطه قال: توفي السيد الإمام
المرتضى أبو القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي في يوم الخميس العشرين من جمادى
الآخرة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وكان المشار إليه في المذهب والخلاف والقيام
بالنظر ومعرفة الغريب واللغة، وإليه انتهت رئاسة الشافعية.
933 - علي بن المظفر بن الحنو (4) بن إبراهيم، أبو الحسن العقيلي:
سمع القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وحدث عنه بأحاديث أبي أحمد
ابن الغطريف، سمعها منه أبو المعالي عبد الملك بن علي بن محمد الطبري الهراسي،
وأخوه أبو جعفر محمد، وأحمد بن محمد بن أحمد بن هالة (5) الرناني الأصبهاني في
شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
934 - علي بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة (6)، أبو القاسم بن أبي
الفتح:
ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم الوزير أخو أبي الحسن محمد الذي تقدم ذكره،
كان أديبا فاضلا، له النظم والنثر، وله رسائل مدونة، ولم أعلم له رواية في الحديث.
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال: ولد أبو القاسم علي بن المظفر بن
رئيس الرؤساء في يوم الأحد ثالث شهر رمضان سنة خمس وخمسين وأربعمائة لا

(1) في الأصل: " موحدا ".
(2) في الأصل: " حمل إلى ".
(3) هكذا في الأصل.
(4) في الأصل: " الحو ".
(5) هكذا في الأصل
(6) قد سبق أنه: " بن المسلمة ".
112

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم
علي بن المظفر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن بن أحمد في يوم الجمعة
الخامس والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب أبرز
عند والده المظفر التربة التي فيها أبو إسحاق الشيرازي
935 - علي بن المظفر بن علي بن الحسين بن الظهيري (1)، أبو القاسم:
من ساكني باب المراتب، كان والده يلقب الأعز، وكانوا حجابا، سمع أبا عبد الله
هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي، وأبا القاسم محمد بن علي بن ميمون النرسي،
وغيرهما، روى لنا عنه: ابن الأخضر، وابن الحصري.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر، أنبأنا أبو القاسم علي بن الأعز الظهيري، أنبأنا أبو
عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد الموصلي، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن
عبد الله بن بشران، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، حدثنا
عبد الكريم بن الهيثم، حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب، عن الزهري، عن جابر بن
عبد الله الأنصاري (2): أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم الجمعة إلى جذع منصوب في
المسجد حتى إذا بدا له أن يتخذ المنبر شاور فيه ذوي الرأي من المسلمين، فرأوا
[أن] () 3) يتخذه قاعدة (4) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يجلس على المنبر، فلما فقد ذاك الجذع
حن حنينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مجلسه حتى جاءه فنظر إليه ومسه، فهذا ثم لم
نسمع له حنينا بعد ذلك اليوم (5).
سألت أبا الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ بمكة عن أبي القاسم بن
الظهيري، فقال: شيخ مهيب وقور، دائم الصمت، مليح الهيئة، كان يخرج في كل
جمعة إلى الجامع من بعد صلاة الصبح، فخرج يوما من بيته بباب المراتب وكان
صحيحا، فلما وصل إلى البستان قعد ليستريح وأسند ظهره إلى الحلبية فمات فجأة -
رحمه الله.
قرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي قال: سألته - يعني أبا القاسم الظهيري -

(1) نظر: الأنساب 9 / 137.
(2) في الأصل: " الأفصان ".
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) هكذا في الأصل.
(5) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 3 / 324. وسنن الترمذي 2 / 203.
113

عن مولده، فقال: في جمادى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، لم يحق في أي الجماديين،
وهو خير لا بأس به.
قرأت بخط محمد بن عثمان بن العكبري الواعظ قال: سألته - يعني ابن الظهيري -
عن مولده، فقال: سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي علي بن المظفر بن
الظهيري يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وكان ينزل
بباب المراتب، وعادته البكور في أيام الجمع إلى جامع القصر، فأخبرت أنه بكر على
عادته فجلس في بعض الطريق ومال ميتا.
936 - علي بن مظفر بن علي بن محمد بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن
لوهيان، أبو الحسن النجاد، المعروف بابن الحلو (1):
من أهل باب الأزج، سمع أبا الفتح ابن البطي، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا
متيقظا نبيها، له دكان في العطابين بباب الأزج، وكان بوابا بدار الخلافة.
أخبرنا علي بن مظفر النجاد، أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح، أنبأنا أحمد بن
الحسن بن خيرون، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا
عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا علي بن عثمان النفيلي،
حدثنا بسرة بن صفوان اللخمي، حدثنا العمري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " (2).
سألت ابن الحلو (3) عن مولده، فقال: في رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة،
وتوفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة،
ودفن بباب حرب (4).
937 - علي بن مظفر بن علي بن نعيم، أبو الحسن التاجر، المعروف بابن
الخبير:
من ساكني البدرية، وهو أخو شيخنا يحيى وهو الأصغر، سمع أبا الفتح محمد بن

(1) هكذا في الأصل.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 55.
(3) هكذا في الأصل.
(4) في الأصل: " بباب خرب ".
114

عبد الباقي البطي، كتبت عنه بمكة، وكان قد تولى النظر بالمسجد الحرام ومصالح
الكعبة الشريفة، وأقام بمكة إلى حين وفاته، وكان شيخا صالحا مرضي الطريقة متدينا.
أخبرنا علي بن مظفر بن علي التاجر البغدادي بمكة، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد
الباقي بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن يمن بن عبد الله أمير الجيوش، حدثنا أبو عبد الله
الحسين بن أحمد الحافظ، أنبأنا محمد بن عبيد الله أبو الحسن، حدثنا عثمان بن أحمد
الدقاق، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجيلي، حدثنا علي بن قتيبة التميمي، حدثنا يحيى
ابن سعيد القطان، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله يتجلى للمؤمنين عامة ويتجلي
لابي بكر خاصة " (1).
سمعت يحيى بن مظفر بن علي بن الحسين يقول: ولد أخي علي في سنة ست
وأربعين وخمسمائة، وبلغت أنه توفى بمكة في يوم الأربعاء لأربع خلون من صفر سنة
ست وعشرين وستمائة، ودفن بالمعلى.
938 - علي بن مظفر بن علي بن نصر بن نصر بن علي بن يونس العكبري،
أبو الحسن الكاتب:
من ساكني درب البصريين، من أولاد المحدثين، ويتصرف في أعمال الديوان، سمع
شيئا من الحديث من جاره أبي محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري، كتبت عنه، وكان
شيخا ساكنا حسن الطريقة متدينا (2)، لديه فهم وفضل.
أخبرنا علي بن مظفر بن علي بن العكبري، أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى الزهري،
أنبأنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد بن عبد الله الأنصاري، أنبأنا أبو
الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي إملاء، حدثنا عبد الله بن
إسحاق الخراساني، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا خلف بن موسى، حدثنا
أبي، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أصحابه
فرأى ثلاثة نفر يمرون، فجاء أحدهم فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأما الثاني فمر قليلا
ثم جلس، وأما الثالث فمر على وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ألا أنبئكم عن هؤلاء الثلاثة؟
أما هذا الذي جلس إلينا فإنه تاب فتاب الله عليه، وأما الذي مضى قليلا فإنه استحيى

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 141.
(2) في الأصل: " شيخ ساكن حسن الطريقة متدين ".
115

فاستحيى الله منه، وأما الذي مضى على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه " (1).
سألت ابن العكبري عن مولده فقال: في ذي القعدة من سنة أربع وخمسين
وخمسمائة.
939 - علي بن المظفر، المعروف بعليك الصغير:
وذكره القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي الأزدي في
كتاب " الألقاب " من جمعه وقال: أنبأنا المعاندي، حدثنا محمد بن محمد أبو بكر
المعيطي، حدثنا علي بن المظفر البغدادي عليك الصغير، حدثنا حميد بن الربيع، حدثنا
سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبا بكر وعمر
يمشون أمام الجنازة (2).
940 - علي بن المظفر، غلام أبي بكر الشبلي الزاهد:
حدثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري الدمشقي قال: حدثني عبد
الرحمن بن عمر الشبلي قال: سمعت علي بن المظفر البغدادي غلام الشبلي قال: رأيت
الشبلي يتواجد ويصيح وينشد في وجوده:
إن الطبيب بدائه ودوائه * لا يستطيع دفاع مقدور أتى
مات المداوى والمداوي والذي * جلب الدواء وباعه ومن اشترى
941 - علي بن معالي بن أبي عبد الله بن غانم المقرئ، أبو الحسن:
من أهل الرصافة، طلب الحديث بنفسه. فسمع الكثير، وحصل النسخ والأصول
بهمة وافرة واجتهاد، وحفظ القران وجود قراءته، وسمع معنا كثيرا، واصطحبنا في
الطلب، وهو حسن الصحبة مرضي الطريقة متدين متعفف، سمع من شيوخنا أبوي
الفرج بن كليب وابن الجوزي، وأبوي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش،
وجماعة من أصحاب أبي القاسم بن الحصين، وأبي غالب بن البناء، وأبي العز بن
كادش، وأبي بكر بن عبد الباقي، وبالغ في الطلب حتى سمع من أصحاب ابن البطي،
وشهدة الكاتبة، وحدث، وسمع منه جماعة من أصحاب الحديث وقد سمعنا منه وهو

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 16.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 120.
116

942 - علي بن أبي المعالي بن أبي الكرم بن البوري:
أخو محمد الذي تقدم ذكره وهو الأصغر، من أهل باب الأزج، ولي في الأيام
الناصرية الشرطية ببغداد مدة، ثم ولى ديوانا من دواوين السواد فظلم الناس وسفك
الدماء وانتهك المحارم، فلما توفى الامام الناصر قصده الناس في داره وأرادوا قتله
فهرب إلى دار الخلافة، فاختفى فيها، ونهبت داره وألقى فيها النار، ثم إن الامام
المستنصر بالله قده النظر في المظالم، ورتبه حاجبا بالباب النوبي في يوم الثلاثاء
العشرين من شوال سنة تسع وعشرين وستمائة، وعزل في السادس والعشرين من
شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وذكر لي أن له معرفة بالأدب ويقول
الشعر.
توفي ليلة الأربعاء لتسع خلون من ذي القعدة ثمان وثلاثين وستمائة، وصلي
عليه من الغد بالنظامية ودفن من الغد.
943 - علي بن معالي (1) بن منصور، أبو الحسن النجار:
جارنا بالظفرية، سمع شيئا من الحديث من أبي الفضل عبد الملك بن علي بن محمد
الهمداني، كتبت عنه.
أخبرنا علي بن معالي النجار، أنبأنا عبد الملك الهمداني، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد
الدوني، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد السني،
أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن شعيب النسائي، أنبأنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن
مضر، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنها هي من الله فليحمد الله عليها
وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك بما يكره فإنها من الشيطان فليستعذ بالله من شرها
ولا يذكرها لاحد فإنها لا تضره " (2).
توفي علي بن معالي في رجب سنة ثمان عشرة وستمائة، وقد قارب الثمانين.
944 - علي بن معلى بن أحمد، أبو الحسن النساج:
من أهل باب البصرة، سمع أبا القاسم الحريري، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا
أبو بكر محمد بن المبارك بن البيع.

(1) في الأصل: " بن معاد ".
(2) انظر الحديث في: سنن الدارمي ص 273.
117

أنبأنا ابن مشق، أنبأنا علي بن معلى النساج، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب بقراءتي
عليه قالا: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قراءة عليه، أنبأنا أبو
الحسن محمد بن عبد الواحد بن جعفر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان،
أنبأنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن بوانه بحمص، حدثنا محمد بن خالد بن خلي (1)،
حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، عن الزهري قال: أخبرني سحيم (2)
مولى بني زهرة، وكان يصحب أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " تغزو هذا البيت
جيش فيخسف بهم في البيداء " (3).
أنبأنا ابن مشق ونقلته من خطه قال: مات علي بن معلى (4) النساج في ليلة
الخميس تاسع عشرين جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
945 - علي بن المعمر بن أبي القاسم، أبو الحسن المقرئ:
من أهل واسط، قرأ القرآن على أبي الفضل بن بسام، وأبي بكر عبد الله بن
منصور الباقلاني، وأبي علي الحسن بن أحمد بن محمد الجوهري ولازمه وقرأ عليه
طرفا صالحا من الأدب، وسمع الحديث من القاضي أبي طالب محمد بن علي الكتاني،
وأبي القاسم علي بن محمد بن ماكن النحوي، وأبي جعفر إقبال بن المبارك بن
العكبري، وغيرهم، وقدم بغداد في صباه وقرأ بها الأدب على أبي الحسن بن العصار،
وأبي البركات الأنباري، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت الإبري، ثم قدمها بعد
ذلك واستوطنها، وروى بها شيئا يسيرا، ورأيته كثيرا، وكان كاتبا في وقف
المارستان، وكان فاضلا حسن التلاوة للقرآن مجودا عارفا بالأدب، له شعر حسن،
وكان متدينا صالحا حسن الطريقة طيب الاخلاق ساكنا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الواسطي، أنشدنا علي بن المعمر الواسطي
لنفسه ببغداد:
يا نهر عيسى إلى عيسى نسبت وما * نسبت إلا بتحقيق وإيضاح
فإنه بك إحياء القلوب كما * عيسى المسيح به إحياء أرواح (5)

(1) في الأصل: " بن علي ".
(2) في الأصل: " أخبرني شحم ".
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 388.
(4) في الأصل: " معالي ".
(5) انظر: معجم البلدان 8 / 343.
118

توفى علي بن المعمر في يوم السبت الثاني من شهر رمضان من سنة تسع وستمائة
بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرة معروف الكرخي، وكان قد جاوز الخمسين.
946 - علي بن المعمر بن محمد بن المعمر العلوي الحسيني، أبو الحسن، نقيب
الطالبيين، كان يلقب بالطاهر:
وهو والد (1) النقيب أبي عبد الله أحمد الذي تقدم ذكره - وسيأتي ذكر والده
المعمر في باب الميم إن شاء ا لله، ونسبه سمتوفى هناك.
ولي علي هذا النقابة على الطالبيين ببغداد بعد وفاة أخيه أبي الفتوح حيدرة بن
المعمر سنة اثنتين وخمسمائة، ثم عزل في محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة، فلما خرج
الامام المسترشد بالله إلى العراق في سنة تسع وعشرين وخمسمائة خرج على هذا معه،
فلما انهزم العسكر وأسر المسترشد حصل النقيب في قبضة الأعاجم فبقي عندهم مدة
محبوسا ثم أطلقوه وهو مريض مدنف، فمات بعد خروجه، وكان قد سمع الحديث من
أبي الحسين بن الطيوري، وأبي علي بن نبهان وغيرهما، وما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب بعض الفضلاء بخطه: مولد النقيب الطاهر أبي الحسن علي بن
المعمر في شوال سنة سبعين وأربعمائة.
ذكر أبو الفضل بن صالح بن شافع في تاريخه ونقلته من خطه أن النقيب علي
ابن المعمر كان محبوسا بقلعة يقال لها: ماسرجهان، فأطلق يوم الجمعة تاسع عشري
محرم سنة ثلاثين وخمسمائة وكان مريضا، فتوفي عصر هذا اليوم خارج القلعة.
947 - علي بن المعمر:
قرأت بخط ولده (2) أبي القاسم نصر بن علي بن المعمر المعروف سبط طالب بيع
الخاتم (3) قال أخبرني أبي بقراءتي عليه فأقر به، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن
عبد الله السكري المعدل قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن
ثابت بن ثابت الوكيل، أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو
بكر محمد بن هبه الله بن الحسين الطيوري، أنبأنا أبو الحسين السكري، أنبأنا أبو علي

(1) في الأصل: " والده ".
(2) في الأصل: " والده ".
(3) في الأصل: " الحاتم ".
119

الحسين بن صفوان البردعي، أنشدنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد، أنشدني
محمود الوراق:
يا ناظرا يرنو (1) بعيني راقد * ومشاهدا للامر (2) غير مشاهد
منيت نفسك ضلة وأنختها * طرق الرجاء وهن غير قواصد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى * درك الجنان بها وفوز العائد
ونسيت أن الله أخرج آدما * منها إلى الدنيا بذنب واحد
من ساكني سيراف، قدم بغداد في شوال سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة طالبا للحج،
واستجاز (3) منه أبو عامر العبدري، وأجاز له، وشاهدت خطه بالإجازة، وسافر إلى
مكة فحج وعاد إلى بغداد فتوفي بها في خان الدرجة عند رباط أبي سعد الصوفي في
يوم الجمعة تاسع عشري صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة - هكذا رأيته بخط
العبدري، وقد حدث أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن الأسدي الجوهري
البروجردي، عن علي بن المفرج هذا في معجم شيوخه بحديث رواه عن أبي الحسن
عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي (4) البوسنجي (5).
949 - علي بن مقدحة، أبو الحسن المقرئ:
من أهل دار القز، ذكره أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في
مشيخته وقال: كان زاهدا، قرأت عليه القرآن، وكان يصوم دائما، وله غنيمات
يقتات (6) منها، وكانت حاله صالحة، خرج يوما وقد تحرج ظهره، فقيل له في ذلك،
[فقال] (7): حملت اللبن من باب الدار إلى الدار، فقيل: لو استدعيت دور جاري
تحمله! فبكى ثم قال: لي نفس لو جوزتها على الحسك لكان ذلك قليلا لها - أنبأنا
بهذا الكلام أبو طاهر العطار إذنا عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن
المهدي قال: سمعت أبي يقوله.

(1) في الأصل: " يدنوا ".
(2) في الأصل: " للأمير ".
(3) في الأصل: " استجار ".
(4) في الأصل: " الراودي ".
(5) في الأنساب: " الفوشنجي ".
(6) في الأصل: " نعات ".
(7) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
120

950 - علي بن المقرب بن المنصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبار (1)
ابن عبد الله بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو عبد الله الربعي البحراني
العيوني (2):
من أهل العيون أرض بالبحرين، قدم علينا بغداد وذكر لنا أنه من ربيعة الفرس،
وأقام عندنا سنة عشر وسنة أربع عشرة أو بعضها، وسمعنا منه كثيرا من شعره، وكان
عربيا جيد الشعر مليح المعاني فصيح العبارة من فحول الشعراء.
أنشدنا علي بن المقرب البحراني لنفسه من قصيدة بالمدرسة النظامية ببغداد:
ألا رحلت نعم وأقفر نعمان * فتح باسمها إن عز صبر وسلوان
شريكته مرية حل أهلها * بحيث تلاقي بطن مر ومروان
وعهدي بها إذ ذاك والشمل جامع * وصفو التداني لم يكدره صفوان
ونحن جميعا صالحون وحالنا * ونسوء العدى والكل في اللهو خذلان
فكم يوم لهو قد شهدت وليلة * وليس علينا للعواذل سلطان
نروح ونغدو ولا نرى الغدر شيمة * ولا بيننا في الوصل مطل وليان
ومندية تبها على وقد رأت * بياضا برأسي قد بدا منه ريعان
فقلت لها لا يا ابنة القوم إنني * أعز إذا ذلت كهول وشبان
وإني لمن قوم أباة أعزة * مصاليت ما خافوا قديما ولا خانوا
إلى النسب الوضاح قد علمت به * معد إذا عد الفخار وعدنان
وأنشدنا علي بن المقرب لنفسه من قصيدة:
سائل ديار الحي من ماوان * ما أحدثت فيها [يد] الحدثان
وأطل وقوفك يا أخي بدمنة * قد طال في أطلالها أدماني
كانت جنانا كالجنان فأصبحت * للوحش موحشة وللجنان
لما وقفت العيس في عرصاتها * ذهب العزاء وأقبلت أجفاني
وذكرت أياما خلون وأعصرا * ذكرى لهن لسلوتي إنساني
وكواعبا بذوي العقول لواعبا * بيض الخدود نواعم الأبدان
من كل خرعبة تريك إذا بدت * بدر الدجنة فوق غصن البان

(1) في الأصل: " صبار ".
(2) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 175. ومعجم البلدان 6 / 259.
121

وإذا تراءت للحليم رأيته * في فتنة من طرفها الفتان
لم أنس يوم البين موقفنا وقد * حمى الفراق وفاضت العينان
وتتابعت زفرات وجد لم تزل * منها القلوب كثيرة الخفقان
بانوا وكنت أعدهم لي جنة * فبقيت بعدهم بغير جنان
قرن الأسى بجوانحي لما بدت * أظعانهم كالنخل من قرآن
أقوت مغانيهم وكانت حقبة * مأوى الحسان وملعب الفتيان
ومناخ ممتاح النوال وعصمة * للمستجير وملجأ للجان
ومحل كل معظم ومحال ك‍ * - ل مطيهم ومجر كل سنان
بالبيض بيض الهند يحمي بيضه * يوم الوغى وذوابل المران
وبكل أشوس باسل ذي نجدة * سمح الخلائق غير ما خوان
يوم النزال تخاله في بأسه * ملك الملوك وآفة الشجعان
سألت علي بن المقرب عن مولده فقال: في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة
بالأحساء من أرض البحرين، وبلغنا أنه توفى بالبحرين في المحرم سنة إحدى وثلاثين
وستمائة.
951 - علي بن مقلد بن عبد الله بن كرامة بن عبد الله بن المعار، أبو الحسن
البواب، المعروف بالأطهري (1):
كان صاحبا للأطهر أبي محمد الحسن بن المرتضى علي بن الحسين الموسوي، كان
بوابا لباب المراتب، وكان موصوفا بالخيرة والأمانة، وكان ولده مقلد الحاجب شيخ
بغداد، سمع الحديث مع الأظهر من أبوي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، ومحمد بن
محمد بن مخلد، وأبي الحسين بن بشران، وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن
خالد الكاتب، ومحمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان، والحسين بن الحسن، روى
عنه: أبو البركات بن السقطي وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو الحسن بن عبد السلام.
أنبأنا أبو الحسن عبد اللطيف بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي، وأبو علي الحسن

(1) انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 1 / 303.
122

ابن عبد الرحمن الفارسي قالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي
قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن المقلد قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين بن بشران،
وأنبأنا عبد الواحد بن عبد السلام العدل، ومحمد بن الحسين النهرواني قراءة قالا:
أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي بن الخزاز (1)، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
الحبان، أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا الحسن
ابن عبد الوهاب، حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا الجارود، عن بهز بن
حكيم، عن أبيه، عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " أترعون من ذكر الفاجر!
اذكروه بما فيه تعرفه الناس ".
قرأت بخط أبي البرداني قال: سألته - يعني علي بن مقلد البواب - عن مولده فقال:
في المحرم سنة أربعمائة.
وتوفي ليلة الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الفيل بباب الأزج.
952 - علي بن مقلد، أبو الحسن النديم:
كان من مشايخ المغنين وأعيانهم، له معرفة بالغناء الألحان، وله كتاب مصنف في
الأغاني، وكان أديبا فاضلا يقول الشعر، وقد نادم المستظهر والمسترشد، وكان من
محاسن الناس.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف (2) عن أبيه، أنشدنا محمد
ابن عبد الباقي بن أحمد بن بشر المقرئ قال: أنشدنا أبو الحسن بن المقلد هذين
البيتين:
ونبئت ليلي أرسلت بشفاعة * إلى فهلا نفس ليلي شفيعها
أأكرم من ليلى علي فيبتغي * به الجاه أم كنت امرءا لا أطيعها
قال: فحضر أبو عبد الله بن عطية الضرير فأجازها وأنشدني إياها لنفسه:
صغت أذني دهري إليها فأذنت * بهجر فليت الاذن صم سميعها
وهامت بها عيني غراما فما الذي * به أنقع التبريح لولا دموعها

(1) في الأصل: " الخرار ".
(2) في الأصل: " الحفاف ".
123

قرأت بخط يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال: وأخبرنيه عنه الحسين بن هبة الله
التغلبي بقراءتي عليه بدمشق قال: أنشدني الشيخ الصالح المقرئ أبو الفرج هبة الله بن
علي بن الفرج البغدادي قال: أنشدني علي بن مقلد لنفسه:
يا مليح الشمائل * ما قضيت الغلائل
لك في اللحظ أسهم * قد أصابت مقائلي
أنت عن كل ما تسر * به النفس شاغلي
لو (1) يذوق الذي أذو * ق من الوجد عاذلي
لبكا من صبابتي * ورئي من بلابلي
ذكر أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون: أن أبا الحسن بن مقلد مات في سنة
سبع عشرة وخمسمائة.
953 - علي بن مكارم بن عبد العزيز، أبو الحسن الصوفي:
كان يتولى المشيخة برباط ابن المطلب، وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله،
كان يحج في كل سنة عن الامام المستضئ بأمر الله، ثم إنه رتب إماما بالمقام بمكة في
سنة ثلاث عشرة وستمائة وأقام بها إلى حين وفاته، وقد حدث ببغداد بالإجازة عن
الامام الناصر لدين الله، وسمع منه جماعة.
بلغنا أنه توفى بمكة في السادس من صفر سنة ثلاث وعشرين وستمائة ودفن
بالمعلى، وقد قارب الثمانين، وكان صديقنا رحمه الله.
954 - علي بن المكرم بن هبة الله بن المكرم، أبو الحسن الصوفي:
من أولاد المشايخ والمحدثين، حدث هو وأبوه، وجده، سمع في صباه من أبي الفتح
عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وغيره، وكان يكتب خطا حسنا، وقد حدث
باليسير، وسافر إلى نصيبين فأدركه أجله بها في أوائل شهر رمضان سنة عشرين
وستمائة ودفن هناك، وما أظنه بلغ الخمسين.
955 - علي بن مكي بن علي بن ورخز، أبو الحسن الفقيه الحنبلي:
قرأ الفقه عليه القاضي أبي يعلى محمد بن أبي حازم بن الفراء، وعلى أبي الفتح ابن

(1) في الأصل: " لم يذوق ".
124

المنى حتى برع فيه وأفتى وناظر، وكان موصوفا بالزهد، توفى في الحادي والعشرين
من صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
956 - علي بن مكي بن محمد بن هبيرة الدوري، أبو الحسن بن أبي جعفر
ابن أخي الوزير أبي المظفر يحيى:
كان أديبا فاضلا بليغا مليح النظم والنثر، له رسالة في الصيد والقنص مليحة،
رواها لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أنشدنا عبد الرحمن بن عمر، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه:
هذا الربيع يسدي من زخارفه * وشيا يكاد على الألحاظ يلتهب
كأنها هي (1) أيام الوزير غدت * محليات بما يعطي وما يهب
أنشدنا ابن الغزال، علي بن مكي بن هبيرة لنفسه:
نسج الربيع لربعها ديباجة * من جوهر الأنوار بالأنواء
بكت السماء بها رذاذ (2) دموعها * فغدت تبسم عن نجوم سماء
أنشدنا عبد الرحمن بن الواعظ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه:
ما تريد الحمام في كل واد * من عميد صب بغير عميد
كلما أخمدت له نار شوق هيجتها بالبكاء والتغريد
أنشدنا عبد الرحمن الواعظ، أنشدنا علي بن مكي بن هبيرة لنفسه في صفة عدو
فهدين للصيد:
يتعاوران من الغبار (3) ملاءة * بيضاء محدثة هما نسجاها
تطوى إذا وطيا مكانا جاسئا * وإذا السنابك أسهلت نشراها
957 - علي بن مكي، أبو الحسن الحلاوي:
سمع أبوي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني، وعبد الله بن عطاء الإبراهيمي،
وحدث باليسير، سمع منه: أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وشيخنا

(1) في الأصل: " كأنها هو ".
(2) في الأصل: " رداد ".
(3) في الأصل: " العار ".
125

أبو القاسم يحيى بن سعد بن بوش التاجر.
أنبأنا أبو القاسم بن بوش، أنبأنا أبو الحسن علي بن مكي الحلاوي بقراءة خالي
عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة ست عشرة وخمسمائة، أنبأنا [أبو] (1) محمد
عبد الله بن عطاء الإبراهيمي الهروي قدم علينا، أنبأنا أبو الحسن عبد الوهاب بن
إبراهيم بن أحمد بن البيع الرازي (2) بالري، حدثنا محمد بن أحمد الرازي الحافظ، أنبأنا
أبو العباس إبراهيم بن حمد السرخسي بمرو، أنبأنا محمد بن إدريس، حدثنا طاهر ابن
أبي أحمد الزبيري، عن أبي بكر بن عياش، عن موسى بن عبيدة (3) عن أخيه عبد الله
ابن عبيدة، عن ابنة سعد، عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن بني إسرائيل اختلفوا
في بضع وأربعين فرقة ولن تذهب الأيام والليالي حتى تفترق أمتي على مثلها كل فرقة
منها في النار إلا الجماعة " (4).
958 - علي بن منصور بن طالب، أبو الحسن الحلبي، الملقب دوخلة (5):
أديب فاضل شاعر، راوية للاخبار والآداب، يعلم أولاد الأكابر، قدم بغداد،
وصحب أبا علي الفارسي النحوي، وأقام مدة وروى بها شيئا، روى عنه من أهلها
أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.
قرأت على أبي الكرم الهاشمي، عن محمد بن عبد الباقي، حدثنا أبو محمد التميمي
إذنا، أنشدنا أبو الحسن الحلبي المؤدب وذكر أنه مؤدب الوزير المقرئ، أنشد الوزير
المغربي لنفسه:
قطعت الشام في شهري ربيع * إلى مصر وعدت إلى العراق
فقال لي الحبيب وقد رآني * سبوقا (6) للمضمرة العتاق
سريت على البراق فقلت كلا * ولكني سريت على اشتياق (7)
قرأت في كتاب " الشعراء وأخبارهم " للوزير أبي سعيد محمد بن الحسين بن عبد

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل: " الرزاري ".
(3) في الأصل: " عبدة ".
(4) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 134.
(5) انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15 / 83.
(6) في الأصل: " سوفا ".
(7) في الأصل: " استياق ".
126

الرحيم قال: أبو الحسن علي بن منصور بن طالب الحلي يلقب دوخلة، شيخ من أهل
الأدب، شاهدناه ببغداد راوية للاخبار وحافظا لقطعة كبيرة من اللغة والاشعار،
وقئوما بالنحو، وكان ممن خدم أبا علي الفارسي في داره وهو صبي، ثم لازمه وقرأ
عليه على زعمه جميع كتبه وسماعاته، وكانت معيشته التعليم بالشام ومصر، وكان
يحكى أ نه كان مؤدبا لابي القاسم المغربي الذي ورد بغداد، وله في هجو كثير، وكان
يذمه، ويعدد معايبه، وشعره يجري مجرى شعر المعلمين، قليل الحلاوة، خاليا من
الطلاوة، وكان آخر عهدي به بتكريت في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، فإنا كنا
مقيمين بها واحتاز بنا، وأقام عندنا مدة، ثم توجه إلى الموصل، وبلغني وفاته من بعد
وكان يذكر مولده بحلب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ولم يتزوج ولا أعقب،
فمهما أنشدنيه لنفسه في الشمعة:
لقد أشبهتني شمعة في صبابتي * وفي طول ما القى وما أتوقع
نحول وحرق في فناء ووحدة * وتسهيد عين واصفرار وأدمع
959 - علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير
ابن أسد بن عبد الله بن حجر التميمي القزويني، أبو الحسن بن أبي نصر المؤدب،
المعروف بالقراء:
من ساكني درب حبيب، وهو والد [أبي] (1) منصور محمد الذي تقدم ذكره، ولد
ببغداد ونشأ بها، وسمع الحديث والفقه وناظر. وكان يؤدب الصبيان، وكان أبوه ممن
طاف ورحل في طلب الحديث، وسمع وكتب وجمع، وما حدث إلا باليسير، سمع على
هذا أباه، وأبا بكر أحمد بن محمد بن طالب البرقاني، وأبا القاسم هبة الله بن الحسن
ابن منصور الطبري اللالكائي وأبا علي الحسن بن محمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز،
روى عنه: ابنه أبو منصور محمد، وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو الكرم بن
الشهرزوري.
أنبأنا أحمد بن طارق، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن [بن] (2) أحمد بن
الشهرزوري قراءة عليه، حدثنا أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم
القزويني مؤدبي، حدثنا أبي، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات البغدادي

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
127

بها، حدثنا أبو يعلى الأبلي، حدثنا محمد بن الوليد القرشي الثقفي، عن أيوب، عن
أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " مامن أيام أحب إلى الله
تعالى فيهن العمل الصالح من هذه الأيام " - يعني عشر ذي الحجة، قالوا: يا رسول
الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بماله
ونفسه فلم يرجع إلى ذلك بشئ " (1).
قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي، قال لي أبو منصور محمد بن علي بن منصور بن
القراء: القراء لقبه لجدنا لكثرة قراءته، فقلت له: هو لفظ موضوع للجمع، فقال: يا
مغفورا له! أليس يقول رجل هذا للمبالغة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن
علي بن منصور بن القراء القزويني المؤدب في شهر ربيع الاخر سنة إحدى وثمانين
وأربعمائة.
960 - علي بن منصور بن عبيد الله بن علي بن عبد الله الخطيبي، أبو الحسن
ابن أبي جعفر اللغوي (2):
أصبهاني الأصل، قرأ اللغة على أبي الحسن بن العصار، وأبي البركات الأنباري،
وغيرهما، وكان يحفظ " المجمل " لفارس طاهرا قرأه على ابن العصار في مدة يسيرة من
حفظه، وكان ينقل اللغة نقلا صحيحا، وتفرد بمعرفتها في وقته، ومات ولم يخلف
مثله، وكان قد سمع الحديث من عمه أبي حنيفة محمد بن عبد الله الخطيبي الأصبهاني
لما قدم بغداد حاجا، وامتنع من الرواية فلم يحدث، وكان يسكن بالمدرسة النظامية،
وكان سيئ الطريقة متهاونا بأمور الدين، عليه ظلمة، وله شعر لا بأس به.
أنشدني علي بن الحسين بن علي السعدي بسنجار قال: أنشدني أبو الحسن علي
ابن منصور اللغوي لنفسه:
فؤاد معنى بالعيون الفواتر * وصبوة باد مغرم بالحواضر
سميران ذادا عن جفون متيم * كراه وباتا عنده شر سامر

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 94.
(2) انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15 / 81 - 83. وإنباه الرواة 2 / 321. وبغية الوعاة ص
356.
128

وأنشدني علي بن الحسين قال: أنشدني ابن منصور لنفسه:
لمن غزال بأعلى رامة سنحا * فعاود القلب سكر منه صحا
مقسم بين أضداد فطرته * جنح وغرته في الجنح ضوء ضحا (1)
سألت علي بن منصور اللغوي عن مولده فقال: في صفر سنة سبع أو تسع
وأربعين وخمسمائة ببغداد - الشك منه.
وتوفي ليلة الاثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة،
ودفن من الغد بالوردية.
961 - علي بن أبي منصور بن علي بن أبي الفضل بن معالي الجزري (2)
النجاد، أبو الحسن المقرئ المعروف بابن نحلة - وهو لقب لأبيه أبي منصور.
وكان يسكن بالظقرية، سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، وأبا
الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، وغيرهما، وسافر إلى ديار مصر،
وسمع بها من أبي عبد الله الكيذاني ديوان شعره، وعاد إلى بغداد، وحدث باليسير،
روى لنا عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ، وسألته عنه فقال: كان شيخا حسنا
طيب التلاوة للقرآن.
أخبرنا ابن الغزال، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي منصور ابن نحلة بقراءتي عليه،
أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
علي بن سكينة، وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا أبو المعالي أحمد
ابن محمد بن المذاري، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء قالا: أنبأنا أبو الحسين
علي بن محمد بن بشران، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن
عبيد، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا وكيع، وعبد الله بن نمير، عن الربيع بن سعد
الجعفي، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" حدثوا عن بني إسرائيل فإن فيهم الأعاجيب، ثم أنشأ يحدث قال: خرجت رفقة
يسيرون في الأرض فمروا بمقبرة فقال بعضهم لبعض: لو صلينا ركعتين ثم دعونا الله
عز وجل لعله يخرج لنا بعض أهل هذه المقبرة فيخبرنا عن الموت، قال: فصلوا ركعتين.

(1) في الأصل: " ضو صحا ".
(2) في الأصل: " الحرري ".
129

ثم دعوا فإذا هو برجل خلاسي قد خرج من قبر ينفض رأسه وبين عينيه أثر السجود
فقال: يا هؤلاء ما أردتم إلى هذا لقد مت منذ مائة سنة فما سكنت عني حرارة الموت
إلى ساعتي هذه فادعوا الله أن يعيدني كما كنت " (1).
962 - علي بن منصور بن كوسا الخياط، أبو الحسن الضرير:
سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، وحدث باليسير، سمع منه
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة،
وقرأت بخطه قال: سألته عن مولده، فقال: بعد العشرين بسنة واحدة، فيكون سنة
سبع وستين وأربعمائة.
3 963 - علي بن منصور بن محمد بن يوسف بن سوار الضرير:
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي البلخي في معجم
شيوخه.
أخبرنا محمد بن أبي السعادات قال: كتب إلى القاسم بن الفضل بن الحسن بن
أحمد السمرقندي أخبره (2)، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس البلخي، أنبأنا
إبراهيم بن أحمد المستملي، حدثنا علي بن منصور بن يوسف بن سوار الضرير ببغداد
في مسجد ابن عيسى، حدثنا أبو القاسم المؤذي العسكري، حدثنا عبد الرحمن بن
مهدي قال: قال لي سفيان: كنا عند رابعة (3) فعذلها جماعة منا، فقالت لنا: ويحكم
كم تعذلون أني لأؤمل من الله آمالا لو وضعت على الجبال (4) ما حملتها ولكني
كيف بحسرة السباق.
964 - علي بن منصور بن مظفر الجوهري، أبو الحسن، المعروف بابن
الزاهدة:
من أهل باب الأزج، سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبا الفتح
محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان حسن الاخلاق مرضي
الطريقة متواضعا متوددا.

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 500.
(2) هكذا في الأصل.
(3) في الأصل: " ربعة ".
(4) في الأصل: " الحبال ".
130

أخبرنا علي بن منصور الجوهري، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، أخبرتنا
بيي بنت عبد الصمد، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، أنبأنا عبد الله بن محمد
البغوي، حدثنا مصعب بن عبد الله، حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل الكعبة هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي (1) فأغلقها
عليهم ومكث فيها، قال عبد الله بن عمر فسألت بلالا حين خرج: ماذا صنع رسول
الله عليه وآله؟ فقال: جعل عمودا عن يساره وعمودا عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه - وكان
البيت يومئذ على ستة أعمدة - ثم صلى (2).
توفي علي بن منصور الجوهري في ليلة الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة
ثمان وستمائة، ودفن من الغد بالوردية، وقد قارب السبعين.
965 - علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن محمد المهدي بن عبد الله
المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الحسن:
كان أديبا فاضلا ينادم الخلفاء، روى عن أبي الحسن أحمد بن جعفر المعروف
بجحظة (3) شيئا من شعره، روى عنه: القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في
" نشوار المحاضرة " وروى عنه ولده أيضا أبو القاسم علي بن أبي علي التنوخي.
قرأت على محمد بن أحمد الحنبلي، عن أبي الحسين بن أبي الفرج الأصبهاني، أنبأنا
أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار إذنا، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي،
أنشدني علي بن منصور بن هبة بن إبراهيم بن المهدي قال: أنشدني جحظة (4)
لنفسه:
يا راقدا ونسيم [الورد] (5) منتبه * في رقة القفص والأوتار تصطخب
أفديه من زائر تحيى النفوس به يزور في العام شهرا ثم يحتجب
أنبأنا أبو القاسم الحذاء، عن أبي غالب أحمد بن عبيد الله المعين، أنبأنا أبو القاسم
على المعين، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، أنشدنا علي بن منصور بن هبة

(1) في الأصل: " الحخي ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 57، 419، 2 / 614.
(3) في الأصل: " بجحطة ".
(4) في الأصل: " ححطة ".
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم الأدباء 2 / 268.
131

الله بن إبراهيم بن المهدي قال: أنشدني جحظة لنفسه:
يا راقدا والصباح قد أفدا * أما ترى الورد كيف قد وردا
لم تبق في الأرض زهرة طلعت * إلا وقد أظهرت له حسدا
قال: وأنشدنا أيضا جحظة:
الورد أحسن منظرا * فتمتعوا [...] (1) منه
فإذا انقضت أيامه * بدت الخدود تنوب عنه
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسين هلال بن المحسن الكاتب، وأنبأنيه ذاكر
الحذاء، عن شجاع الذهلي عنه قال: وفي ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة توفي
أبو الحسن علي بن منصور بن هبة الله بن إبراهيم بن المهدي، وكان ينادم الخلفاء
والملوك ويغني بالطنبور، وهو من أصحاب القعدد بينه وبين المهدي ثلاثة آباء في قعدد
المنتصر.
966 - علي بن منصور الأنباري:
حدث عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، والشرقي (2) بن القطامي، روى عنه:
بشر بن حجر السامي البصري.
أنبأنا يحيى بن أسعد، أنبأنا أحمد بن عبيد الله بن كادش أبو العز قراءة عليه، أنبأنا
أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا
النهرواني، حدثنا عبد الباقي بن قانع، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي (4)، حدثنا بشر
ابن حجر السامي، حدثنا علي بن منصور الأنباري، عن عثمان بن عبد الرحمن
الوقاصي، عن محمد بن كعب القرظي قال: بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه
جالس ومعه أصحابه إذ مر رجل فسلم عليه فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين
أتعرف هذا المسلم؟ قال: هذا سواد بن قارب الذي أتاه رئيه من الجن بظهور رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعا عمر الرجل فقال: أنت سواد بن قارب؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قال:
أنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ قال: فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال: يا

(1) مكان النقط بياض في الأصل.
(2) في الأصل: " السرفي ".
(3) في الأصل: " الحاررى ".
(4) في الأصل: " العلابي ".
132

أنت على ما كنت عليه من كهانتك؟ قال: فغضب الرجل غضبا شديدا ثم قال: يا
أمير المؤمنين: ما استقبلني بهذا منذ أسلمت أحد غيرك، فقال له عمر: ما كنا عليه من
الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك فأخبرني بإتيانك رئيك (1) بظهور رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم! قال: نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا نائم ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئيي
فضربني برجله ثم قال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل قد بعث رسول من لؤي
ابن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وأخبارها * وشدها العيس بأكوارها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما مؤمن الجن ككفارها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * من روابيها وأحجارها
فقلت: دعني أنام فإني [أمسيت] ناعسا، فلما كان في الليلة الثانية أتاني فضربني
برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل إنه قد بعث رسول
من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عز وجل وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وتطلابها * وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * ليس قدماها كأذنابها
فقلت: دعني أنام فأني أمسيت ناعسا، فلما كانت الليلة الثالثة أتاني فضربني برجله
وقال: قم يا سواد بن قارب فافهم واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤي بن
غالب يدعو إلى الله تعالى وإلى عبادته، ثم أنشأ الجني يقول:
عجبت للجن وتجساسها * وشدها العيس بأحلاسها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى * ما خير الجن كأنجاسها
فارحل إلى الصفوة من هاشم * واسم بعينيك إلى رأسها
فلما أصبحت شددت على راحلتي رحلها وصرت إلى مكة، فقيل لي: قد صار إلى
المدينة، فأتيت المدينة فصرت إلى المسجد فعلقت ناقتي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جماعة
من أصحابه، فلما نظر إلي قام: هات يا سواد بن قارب! فقلت:
أتاني رئيي بعد هدء ورقدة * ولم يك فيما بلوت بكاذب

(1) في الأصل: " ربك ".
133

فشمرت من ذيلي الازار ووسطت * بي الذعلب الوجناء بين السباسب
وأشهد أن الله لا شئ غيره * وأنك مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة * إلى الله يا ابن الأكرمين الأطائب
فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى * وإن كان فيما جاء شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * سواك بمغن عن سواد بن قارب
قال: ففرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فرحا شديدا، فقام إليه عمر فالتزمه وقبل بين
عينيه وقال: لقد كنت أحب أن أسمع هذا الخبر منك فأخبرني هل يأتيك رئيك اليوم؟
قال: أنا منذ قرأت كتاب الله فلا، ونعم العوض كتاب الله من الجن.
967 - علي بن منصور، أبو الحسن القابسي:
أديب شاعر، مدح الوزير أبا منصور بن جعير وغيره، كتب عنه أبو عبد الله
البخلي شيئا من شعره.
أنبأنا القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن العمري، عن أبي عبد الله الحسين بن
محمد البلخي، أنشدنا أبو الحسن علي بن منصور القابسي لنفسه:
نارا جنى القلب من نارنجة (1) بدلت * ممن غدا مالكا للسمع والبصر
حلو الشمائل مثل الغصن تجذبه * يد الشمال مع الآصال والبكر
كأنما خده لون الشمول إذا * راحت براحة ريمه ريم في نفر
فقلت لما تبدت في أنامله * تزهو مهاوبه تزهى على البشر
تأملوا صنع باريه وباريها * شمس النهار بدت في راحة القمر
968 - علي بن منيع بن علوان:،
من أهل الأنبار، سمع أبا الحسن علي بن محمد الخطيب، وحدث باليسير، سمع منه
يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي بالأنبار في المحرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
969 - علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب، أبو الحسن، الملقب بالرضا (2):

(1) من أول البيت إلى هنا بدون نقط في الأصل.
(2) انظر ترجمته في: الأعلام 5 / 178. وشذرات الذهب 2 / 6. وتاريخ اليعقوبي 2 / 453.
والبداية والنهاية 10 / 250.
134

وأمه أم ولد نوبية، واسمها مسكينة، ولد بمدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنة ثمان وأربعين ومائة
ونشأ بها، وسمع الحديث من والده وعمومته إسماعيل، وعبد الله، وإسحاق، وعلي
بني جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي، وغيرهم من أهل الحجاز، وكان من
العلم والدين بمكان، كان يفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة،
استدعاه أمير المؤمنين المأمون إلى خراسان وجعله ولي عهده فلم تطل أيامه حتى
أدركه أجله، وكان قد حدث بخراسان وغيرها من البلاد، روى عنه عبد السلام بن
صالح أبو الصلت الهروي، وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي، وعبد الله بن العباس
القزويني، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حنبل، والمعلى بن منصور الرازي، وآدم بن
أبي إياس العسقلاني، ومحمد بن رافع التستري، وخالد بن أحمد الذهلي، ونصر بن
علي الجهضمي، وأبو أحمد داود بن سليمان بن يوسف بن عبد الله الغازي، وغيرهم.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الحنبلي بقراءتي عليه بأصبهان، أنبأنا أبو
القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي
العطار الحافظ، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد الواسطي بها، حدثنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل،
حدثني أبي، أنبأنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى، عن آبائه، عن علي رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " مامن قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من
اسمه أحمد أو محمد فشاوره إلا خير لهم ".
وقد وقع لنا حديث علي بن موسى الرضا أعلى من هذا الاسناد برجل في نسخة
رواها داود بن سليمان الغازي، أخبرتنا رقية بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر
قراءتي عليها بأصبهان (1) قالت: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا
أبو عثمان سعيد بن أحمد النيسابوري، أنبأنا علي بن الحسين بن بندار بن المثنى
العنبري، أنبأنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني، حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان
ابن يوسف بن عبد الله الغازي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي
موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين بن
علي عن أبيه، عن [علي بن] (2) أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" يقول الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني أتحبب إليك بالنعم وتنقمت إلي

(1) في الأصل: " عليهما بأصبهاني ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
135

بالمعاصي خيري عليك منزل (1) وشرك إلي صاعد (2) ولا يزال ملك كريم يأتيني
عنك كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا
تدري من الموصوف لسارعت إلى مقته ".
قرأت على أبي عبد الله الواسطي، عن أبي المحاسن الجوهري قال: كتب إلي ظفر
ابن الداعي العلوي: أن أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أخبره قال: سمعت
محمد بن محمد بن أحمد الحربي يقول: سمعت الصولي، حدثنا القاسم بن إسماعيل قال:
سمعت إبراهيم بن العباس الصولي، حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه أنه قال: إذا
أقبلت الدنيا على انسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبت عنه محاسن نفسه.
قرأت على أبي غانم محمد بن الحسين بن زينة بأصبهان، عن القاسم بن الفضل بن
عبد الواحد: أن أحمد بن عبد الرحمن الهمداني أخبره، أنبأنا أبو الربيع الاستراباذي،
أنبأنا أبو بكر اليشكري، حدثني علي بن محمد مولى بني هاشم، حدثني الحسن بن
محمد بن يونس قال: سمعت علي بن موسى الرضا يقول: لا تغتر بكرامة الأمير إذا
غشك الوزير.
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان، أنبأنا أبو ا الحسن بن أبي القاسم
ابن أحمد الثقفي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحافظ قال: أخبرني حاتم بن
أبي سعد الحلواني، أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ، حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل
المعلم قال: سمعت الفضل بن فضالة النسوي يقول: قال يحيى بن أكثم: كنت يوما
عند المأمون أمير المؤمنين وعنده علي بن موسى الرضا، فدخل الفضل بن سهل ذو
الرئاستين فقال للمأمون: قد وليت ثغر الفلاني فلانا التركي، فسكت المأمون، فقال
علي بن موسى: ما جعل الله لامام المسلمين وخليفة رب العلمين والقائم بأمور الدين
أن يولي شيئا من ثغور المسلمين أحدا من سبي ذلك الثغر، لان الأنفس تحن إلى
أوطانا وتشفق على أجناسها وتحب مصالحها، وإن كانت مخالفة لأديانها، فقال
المأمون: اكتبوا هذا الكلام بماء الذهب.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، عن أبي منصور عبد الرحمن ابن
محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور،

(1) في الأصل: " منزول ".
(2) في الأصل: " ساعد ".
136

محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور،
حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء قال: وحدث في كتاب
والدي قال: حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد الطائي، حدثني أبي قال: لما دخل
على المأمون رجل نصراني قد وجد مع امرأة هاشمية، فلما أدخل عليه أسلم فغاظ
المأمون ذلك غيظا شديدا فاستفتى الفقهاء فكل قال: هدر إسلامه ما فعله، فقال
رجل: يا أمير المؤمنين اكتب إلى علي بن موسى في هذا، قال: فكتب إليه فوافاه علي
ابن موسى فقال: يا أمير المؤمنين، اضرب عنقه، فإنه إنما أسلم مخافة من السيف، فقال
الفقهاء: من أين لك هذا؟ قال: فقرأ علي بن موسى * (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله
وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله
التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون) * [غافر: 84، 85].
أخبرنا القاضي عبد المجير (1) بن محمد بن عشاير الشافعي بحلب، أنبأنا عبد الله ابن
أحمد الطوسي، أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن الجراح، حدثنا عبد الملك بن محمد ابن
عبد الله بن بشران إملاء قال: وجدت في كتاب والدي قال: حدثني أحمد بن محمد
ابن موسى، حدثنا إبراهيم بن محمد الأهوازي، حدثني محمد بن أحمد بن الحسن،
حدثني أبو الحسين بن أبي مسعود الشعراني، عن أبي الحسين كاتب الفياض (2)، عن
أبيه قال: حضرنا مجلس الرضا فشكى رجل أخاه فأنشأ الرضا يقول:
أعذر أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهت السفيه * وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه
أخبرنا ضياء بن أحمد، أنبأنا محد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا القاضي هناد بن
محمد بن علي بن الإمام، أنشدني محمد بن أحمد بن أبي الثلج الكاتب، أنشدني
النوفلي لعلي بن موسى الرضا:
رأيت الشيب مكروها وفيه * وقار لا يليق به الذنوب
إذا ركب أخو مشيب * فما أحد يقول متى يتوب

(1) في الأصل: " المحبر ".
(2) في الأصل: " القاض ".
(3) في الأصل: " المخرومي ".
137

لئن كان الشباب لي حبيبا * فإن الشيب أيضا لي حبيب
سأصحبه بتقوى الله حتى * يفرق بيننا الاجل القريب
أنبأنا أبو أحمد الصوفي قال: كتب إلى أبو الغنائم العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن
الشاذياخي قراءة عليه، حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال:
حدثني الزبير بن عبد الله بن موسى البغدادي، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا
أحمد بن يحيى بإسناد ذكره عن الشعبي أنه قال: أفخر بيت قيل في الاسلام قول
الأنصار يوم بدر:
وينير بدر إذ نرد وجوهم * جبريل تحت لوائنا ومحمد
قال الصولي: أقول: أفخر من هذا قول الحسن بن هانئ في علي بن موسى الرضا:
قيل لي أنت واحد الناس في * كل كلام من المقام بديه
لك في جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى * كان جبريل خادما لأبيه
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلى أبو الغنائم هبة الله بن حمزة
العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله الحاكم النيسابوري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن سورة الصغاني بمرو،
حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو الفقيه، حدثنا خالد بن أحمد بن خالد الذهلي، حدثنا
أبي قال: صليت خلف علي بن موسى الرضا بنيسابور، فجهر " بسم الله الرحمن
الرحيم " في كل سورة ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يجهر " بسم الله الرحمن الرحيم ".
أخبرنا الحاكم أبو عبد الله، حدثنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن علي بن خالد
الهاشمي بالكوفة، حدثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني، حدثني أبو الصلت عبد
السلام بن صالح، حدثني علي بن موسى الرضا قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا الحسن عبد الله بن محمد بن علي بن
الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بمدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الروضة يقول: سمعت
أبي يذكر عن آبائه: أن علي بن موسى كان يقعد في الروضة وهو شاب ملتحف
بمطرف خز (1) فتسأله الناس ومشايخ العلماء في المسجد فسئل عن القدر فقال: قال
الله عز وجل: * (إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم

(1) في الأصل: " حز ".
138

الله عز وجل: * (إن المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم
ذوقوا مس سقر * إنا كل شئ خلقناه بقدر) * [القمر: 47، 48] [قال علي] (1)
الرضا: كان أبي يذكر عن آبائه: أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول: الله تعالى
خلق كل شئ بقدر حتى العجز والكيس، وإليه [...] (2) وبه الحول والقوة (3).
حدثنا الحاكم أبو عبد الله قال: أخبرني أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين بن
مهدي المذكر بالنوقان (4)، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل البغدادي، حدثنا مذكور
ابن سليمان قال: سمعت أبا الصلت عبد السلام بن صالح الهروي يقول: حججت مع
علي بن موسى الرضا فسمعته يقول يدعو بالموقف بهذا الدعاء: اللهم كما سترت
علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك، وكما ابتدأتني
بالاحسان فأتم نعمتك بالغفران، وكما أكرمتني بمعرفتك فاستعفها، فمغفرتك وكما
عرفتني وحدانيتك فألزمني طواعيتك، وكما عصمتني مما لم أكن أعتصم منه إلا
بعصمتك فاغفر لي ما لو شئت لعصمتني منه يا جواد يا كريم يا ذا الجلال والاكرام.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف قراءة عليه قال: قرئ على أبي منصور
محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري
وأنا أسمع، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني إذنا، أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان
البستي في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروي عن أبيه العجائب، روى عنه
أبو الصلت وغيره، كأنه كان يهم ويخطئ.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ونقلته من خطه، أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار فيما
قرأته عليه عن أبيه، حدثنا أبو ثعلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي، أنبأنا
القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري، حدثنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله،
حدثنا عبد الله بن محمد الجمال (5) الزوزني قال: كنت وعلي بن موسى بن نوبا
القمي وفد أهل الري فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي: هل لك في
زيارة قبر الرضا بطوس؟ فقال: خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل به عدو لنا إلى

(1) ما بين المعقوفتين مطموس بالأصل.
(2) بياض في الأصل مكان النقط.
(3) انظر: الدر المنثور للسيوطي 6 / 138.
(4) مطموس بالأصل.
(5) في الأصل: " الحمال ".
139

يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئا وأرجع إليهم رافضيا، فقلت:
فتنتظرني في مكانك؟ فقال: أفعل، وخرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس
وأزمعت المبيت على القبر، فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر: هل من جدير
بالليل؟ فقالت: لا، فاستدعيت منها سراجا وأمرتها بإغلاق الباب ونويت أن أختم
القرآن على القبر، فلما كان في بعض الليل سمعت قراءة فبدرت أنها قد أذنت لغيري،
فأتيت الباب فوجدته مغلقا فانطفأ السراج، فبقيت أسمع الصوت، فوجدته من القبر
وهو يقرأ سورة مريم فقرأ * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق
المجرمين إلى جهنم وردا) * [مريم: 85 - 86]، وما كنت سمعت هذه القراءة، فلما
قدمت الري بدأت بأبي القاسم بن العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قرأ أحد
بذلك؟ فقال: نعم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخرج له قراءته صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا هو قرأ به عليه السلام.
ذر محمد بن جرير الطبري في تاريخه: أن عيسى بن محمد بن أبي خالد بينما هو
فيه من عرض أصحابه منصرفه من معسكره إلى بغداد ورد عليه كتاب من الحسن بن
سهل يعلمه فيه: أن أمير المؤمنين المأمون قد جعل علي بن موسى بن جعفر ولي عهده
من بعده، وذلك أنه نظر (1) في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا هو أفضل ولا
أورع ولا أعلم منه، وأنه سماه الرضا من آل محمد وأمره [بطرح] (2) لبس السواد
ولبس ثياب الخضرة - وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى
ومائتين ويأمره أن يأمر [من] (3) قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له
وأن يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم، ويأخذ أهل بغداد جميعا
بذلك، فلما أتي عيسى الكتاب دعا أهل بغداد على ذلك على أن يعجل لهم رزق
شهر والباقي إذا أدركت الغلة، فقال بعضهم: لا نبايع، ولا نلبس الخضرة ولا تخرج
هذا الامر من ولد العباس، وإنما هذا دسيس من قبل الفضل بن سهل، فمكثوا بذلك
أياما، وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم وتكلموا فيه وقالوا: ونولي بعضنا
وتخلع المأمون، وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له إبراهيم ومنصور ابنا
المهدي (4).

(1) في الأصل: " وذلك تظهر ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من التاريخ.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من التاريخ.
(4) انظر: تاريخ الطبري 10 / 243.
140

وفي هذه السنة بايع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي بالخلافة وخلعوا المأمون.
قلت: ولم يثبت عندي دخول علي بن موسى إلى بغداد لان أحمد بن أبي طاهر
قال في كتاب بغداد: إن المأمون كتب إلى علي بن موسى مع رجاء بن أبي الضحاك
فقدم به على طريق البصرة ثم خرج من البصرة فأخذ على الأهواز ثم أخذ على جبال
أصبهان ومضى إلى خراسان.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أبو الغنائم حمزة (1) بن هبة الله بن
محمد العلوي، أنبأنا الحاكم بن عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه، أنبأنا الحاكم أبو
عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: علي بن موسى بن جعفر الرضا ورد نيسابور
سنة مائتين، بعث أمير المؤمنين المأمون رجاء بن [أبي] (2) الضحاك لاشخاصه من
المدينة إلى البصرة، ثم أمر بحمله منها إلى الأهواز ثم إلى فارس، ثم إلى نيسابور على
طريق بست، وأمره أن لا يسلك به طريق الجبال، فلما وافى الرضا نيسابور وأقام بها
مدة والمأمون بمرو إلى أن أمر باخراجه إليه، ثم كان بعد ذلك ما كان، فعلى هذا أن
يدخل بغداد (3).
وإنما ذكرناه في هذا الكتاب لحكاية أخبرناها القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد
الواسطي، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن بن علي التنوخي، حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الشيباني، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن عجلان اليماني العابد بالدالية قال: سمعت ابن علي بن موسى (4) الرضا
بسر من رأى يقول: الغوغاء قتلة الأنبياء (5) والعامة اسم مشتق (6) من العمى ما
رضي الله لهم أن شبههم بالانعام حتى قال (بل هم أضل).
وفي هذه الحكاية نظر من وجوه أحدها أن اليماني مجهول لا يعرف، والراوي عنه
فهو أبو الفضل الشيباني وهو ذاهب الحديث مشهور بالكذب والوضع، ويبعد أن
يروي عن واحد عن علي بن موسى الرضا - فالله أعلم.

(1) سيأتي أنه: " هبة الله بن حمزة ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) هناك سقط من العبارة.
(4) في الأصل: " ابن عبد الله بن موسى ".
(5) في الأصل: " فبله الأنبياء ".
(6) في الأصل: " مشق ".
141

وقوله " بسامراء " وإنما بنيت بعد علي بن موسى بزمان لان عليا مات سنة ثلاث
ومائتين وبنى المعتصم سامراء سنة إحدى وعشرين ومائتين، فإن المعتصم كان قد
جددها، وقد كانت قبل ذلك مدينة قديمة، ويكون الرضا قد اجتاز بها قبل طلب
المأمون له، وأظنه بعيدا والذي يغلب على ظني أن الذي سمع منه اليماني بسامراء هو
محمد بن علي بن موسى الملقب بالجواد، فإنه كان بسامراء، ومات ببغداد ودفن بمقابر
قريش - فالله أعلم.
والذي دعانا إلى ذكر علي بن موسى في هذا الكتاب مع ضعف هذه الحكاية
الخوف من أن يراها بعض العلماء فيقول هذا الرضا قد دخل سامراء ولم يذكره
الخطيب ولا من ذيل عليه، ويظن أننا جهلنا هذه الحكاية ولم تمر بنا فأوردناها وبينا
عليها وأزلنا ظن من توهم أنها لم تبلغنا.
قال ابن جرير في تاريخه: فلما دخلت سنة ثلاث ومائتين شخص المأمون إلى
طوس، وأقام بها عند قبر أبيه أياما، ثم إن علي بن موسى أكل عنبا فأثر منه فمات
فجأة في آخر صفر، فدفن عند قبر الرشيد، وصلى عليه المأمون، ودخل عليه بموته غم
كثير.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين قال: كتب إلى هبة الله بن حمزة العلوي، أنبأنا أبو
عبد الرحمن الشاذياخي قراءة عليه قال: سمعت أبا عبد الله الحاكم يقول: استشهد
علي بن موسى الرضا بسناباذ من طوس لتسع بقين من شهر رمضان ليلة الجمعة من
سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة وستة أشهر منها مع أبيه موسى تسعا
وعشرين سنة وشهرين وبعد أبيه عشرين وسنة وأربعة أشهر، وذكر غير ابن جرير أن
الرضا خلف من الولد محمدا والحسن وجعفرا وإبراهيم والحسين وعائشة لا
970 - علي بن موسى بن حمزة البزيغي (1):
حدث ببغداد عن إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، روى عنه [أبو] (2) حاتم
محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي في " كتاب الضعفاء " من جمعه.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل الشافعي، أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الملك

(1) في الأصل: " الربعي ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
142

ابن الحسن بن خيرون قراءة عليه، عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري: أن أبا
الحسن علي بن عمر الدارقطني أخبره قال: كتب إلى أبو حاتم محمد بن حبان البستي،
أنبأنا علي بن موسى بن حمزة البزيغي ببغداد، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد
المصيصي، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من شرب مسكرا نجس ونجست صلاته أربعين صباحا، فإن مات
فيهن مات كافرا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد كان حقا على الله عز وجل أن
يسقيه من طينة الخبال "، قيل: يا رسول الله! وما طينه الخبال؟ قال: " ماء يسيل من
صديد أهل النار ".
971 - علي بن موسى بن محمد السكري، أبو سعد:
من أهل نيسابور، كان من وجوه الفقهاء، وحفاظ الحديث، سمع الكثير من
أصحاب الأصم، وجمع وخرج وانتخب على المشايخ وكتب كثيرا، سمع جده الامام
أبا القاسم هبة الله بن عمر بن محمد السكري المزكي، وأبا بكر أحمد بن الحسن
الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد
ابن يحيى المزكي، وأبا علي الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد السختياني، وأبا
إبراهيم إسماعيل النصراباذي، وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفارسي، وأبا نصر
محمد بن محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان
النضروي، وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك، وعبد الرحمن بن الحسن بن علي
الحافظ، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الأرموي، وأبا القاسم عبد الرحمن بن
محمد السراج، وأبا حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي، وأبا عبد الرحمن محمد بن
عبد العزيز، وأبا الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن الحسين الحيري، وأبا الحسن
عبد الملك بن الحسين بن خزيمة، وأبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث
الأصبهاني، وأبا عبد الله أحمد بن علي بن سعدويه النسوي، وأبا بكر أحمد بن علي
ابن منجويه الحافظ، وأبا محمد عبد الملك بن محمد بن علي الكرابيسي، وأبا الفضل
علي بن الحسين الفلكي الحافظ، وأبا الخير عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا حفص
عمر بن أحمد بن مسرور، وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، وأبا سعد
محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي، وخلقا كثيرا غيرهم، قدم بغداد طالبا للحج في سنة
أربع وستين وأربعمائة، وحدث بها. سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر
143

الحميدي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الخاضبة، وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي.
وروى عنه: أبو البركات ابن السقطي، وأحمد بن الحسن بن طاهر الفتح. وحج وعاد
فأدركه أجله بنواحي البصرة.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: حدثنا والدي من
لفظه أنبأنا أحمد بن الحسن بن طاهر الفتح، أنبأنا علي بن محمد السكري قدم علينا
حاجا في شهر رمضان سنة أربع وستين وأربعمائة، ومات في حجته، حدثنا أحمد بن
محمد بن أحمد بن الحارث، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن محمد أبو العباس
الجمال (1)، حدثنا إسماعيل بن يزيد، حدثنا إبراهيم بن الأشعث، حدثنا عبد الرحيم بن
زيد العمي، حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول صبيحة الفطر: " أن مناديا ينادي: اغدوا إلى باب رب كريم جزيل العطاء،
والملائكة يقولون: " إن الله تبارك وتعالى أمركم بصيام هذا الشهر فصمتم وأطعتموه (2)
فيما أمركم فهلموا إلى جوائزكم، فإذا فرغوا من صلاتهم نادى مناد: أن ارجعوا إلى
منازلكم فقد غفرت لكم " (3).
أنبأنا محمد بن المبارك البيع، عن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي قال: حدثنا
أبي في كتاب " معجم شيوخه " قال: علي بن موسى بن محمد أبو سعد الحافظ
النيسابوري، قدم علينا حاجا، وكان حفظة لاخبار الرواة ومتون الأحاديث، له تاريخ
وتراجم ومسانيد ومعاجم وكلام على الحديث مفيد، وقد خرج على الصحيحين
كتابا وجموعه تدل على فضل وافر، وكان مكثرا فاضلا نبيلا حجة معربا فصيحا،
أدرك الحفاظ بخراسان، ذكر محمد بن باشاد البصري أنه سأل علي بن موسى
السكري عن مولده فقال: في يوم الجمعة الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب ناصر بن محمد بن علي بخطه قال: أخبرت أن شيخنا علي بن
موسى السكري النيسابوري مات بعد رجوعه من الحج بين (4) المدينة والبصرة بالرمل
في صفر سنة خمس وستين وأربعمائة لا
972 - علي بن موسى الحداد:

(1) في الأصل: " الحمال ".
(2) في الأصل: " أصعمتموه ".
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 4 / 301.
(4) في الأصل: " من ".
144

روى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن الباقي الأنصاري: أن إبراهيم بن عمر
البرمكي أخبره عن عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد
ابن هارون الخلال قال: أخبرني الحسن بن أحمد الوراق قال: حدثني علي بن موسى
الحداد وكان صدوقا، وكان ابن حماد المقرئ يرشد إليه فأخبرني قال: كنت مع أحمد
ابن حنبل ومحمد بن قدامة الجوهري في جنازة، فلما دفن الميت أجلس رجل ضرير
يقرأ عند القبر، فقال له أحمد: يا هذا إن القراءة عند القبر بدعة، فلما خرجنا من
المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله ما تقول في مبشر الحلبي؟
قال: ثقة قال: كتبت عنه شيئا؟ قال: نعم، قال: فأخبرني مبشر عن عبد الرحمن بن
العلاء بن اللجلاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها
وقال: سمعت ابن عمر يوصي بذلك، فقال له أحمد: فارجع فقل للرجل يقرأ.
973 - علي بن موهوب بن جامع بن عبدون، أبو الحسن البناء:
عم شيخنا محمد بن عبد الله بن البناء الصوفي الذي تقدم ذكره، سمع أبا البركات
يحيى بن عبد الرحمن بن خنفش الفارقي، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا عبد
الوهاب بن بزغش المقرئ، وكتب عنه في سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
974 - علي بن مهدي، أبو الحسن (1) الأصبهاني، المعروف بالكسروي (2):
كان أديبا فاضلا شاعرا رواية للاخبار، وكان عارفا بكتاب " العين " للخليل
خاصة، كان يؤدب هارون بن علي بن يحيى بن المنجم واتصل بعد ذلك ببدر
المعتضدي، وله مصنفات، يروي عن أبيه عن الجاحظ و " ديك الجن " الشاعر واسمه
عبد السلام بن رغبان الحمصي، روى عنه علي بن يحيى بن المنجم، وأبو علي
الكوكبي.
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد الموصلي، عن أبي العز أحمد بن عبيد الله
العكبري، أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قراءة عليه، أنبأنا أبو
القاسم إسماعيل بن سعيد الشاهد، حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي، حدثني

(1) في الأصل: " أبو الحسين ".
(2) في الأصل: " بالكرولي ".
145

علي بن مهدي الكسروي (1)، حدثني أبي، عن سلمة بن هرمزذان قال سمعت (2) ابن
المقفع كاتب الحكماء يقول: ليس للعاقل أن يجيب عما يسئل عنه غيره.
وبالاسناد قال: وأنبأنا علي بن مهدي الكسروي (3)، حدثني أبي قال: كانت
الروم تقول: نحن لا نملك من يحتاج أن نشاوره، قالت الفرس: نحن لا نملك من
يستغنى عن المشورة.
قال قال علي بن مهدي: مر طبيب بأبي الواسع (4) المازني، فشكى إليه ريحا في
بطنه فقال له خذ الصعتر (5)، فقال: يا غلام دواة وقرطاس، قال: قلت ماذا؟
أصلحك الله، قال: كف صعتر ومكوك شعير، قال: لم تذكر الشعير أولا؟ قال: ولا
علمت أنك حمار أيضا إلى الساعة.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء، عن ثعلب بن جعفر السراج، أن أبا محمد الجوهري
أخبره، عن المعافي بن زكريا النهرواني، حدثنا أبو علي الكوكبي، حدثنا أبو الحسن
علي بن مهدي الكسروي (6)، عن أبيه قال: قال حكيم الفرس لابنه: يا بني! إذا
طلبك صاحب أشقر فعليك بالجرن، فإن الأشقر دقيق الحافر، وإن طلبك صاحب
أدهم فعليك بالوحل فإن الأدهم ردئ القوائم، وإن طلبك صاحب كميت فعليك
بالجدد، وحقيق ألا ينجو.
قال: وحدثني علي بن مهدي، عن أبيه قال: كانوا يقولون: اعتفر من الدابة كل
شئ إلا البلادة والغلظ، فإن راكبهما مركوب.
قال: حدثني علي بن مهدي، عن أبيه قال: قال بعض الحكماء لرابض له: ما تقول
في هذا البرذون؟ قال: من أفره الدواب إلا أنه يجذب لجامه، فقال: لا خير فيه إنما
أركب لأودع بدني وما أبالي أيدي أعيت أم رجلي.
قرأت على أبي الكرم العباسي، عن أبي بكر الحنبلي، أنبأنا أبو منصور النديم، إذنا،
عن أبي عبيد الله المرزباني قال: حدثني يحيى بن الحسين، عن علي بن مهدي

(1) في الأصل: " الكردي ".
(2) في الأصل: " قال: قال ابن المقفع ".
(3) في الأصل: " الكرولي ".
(4) في الأصل: " من طبيب يأتي ".
(5) في الأصل: " الصغير " في الموضعين.
(6) في الأصل: " الكرولي ".
146

الكسروي، عن الجاحظ قال: قال لي ثمامة: كنت في مجلس المأمون إذ دخل أبو
العتاهية فأنشد شعرا استحسنه المأمون، ثم قال بعقب شعره: يعرض لي يا أمير المؤمنين
ما في الأرض قوم أشقى من القدرية ولا أضعف حجة، فقال له المأمون: أنت رجل
شاعر وأنت بالشعر أبصر منك بالكلام، فقال: لو جمع أمير المؤمنين بيني وبين واحد
منهم لعرف موضعي، فقال له المأمون: فهذا ثمامة فناظرة! فنظر إلي أبو العتاهية
وتبسم كالمستهزئ فاغتظت عليه، فقال: يا أمير المؤمنين! أقطعه في أول كلمة، قال:
شأنك! فنظر يده فحركها ثم قال: من حرك يدي؟ قلت: من أمه فاعلة، فقال: زنا
بي (1) أمير المؤمنين، قلت: ناقضت يا ماص بظر أمه، فضحك المأمون ضحكا ما رأيته
ضحك مثله قط، فقلت له: ويلك إن كان المحرك ليدك غيرك فلم أزنك وإن كنت
أنت المحرك لها فأنت على قولي، فأفحم، فلما كان بعد أيام لقيني فقال: يا أبا معن!
ما كانت لك في الحجة مندوحة عن السفه، فقلت له: إن خير الكلام ما جمع الحجة
والانتقام.
قرأت على محمد بن عبد الواحد بن أحمد، عن محمد بن عبيد الله بن نصر، أنبأنا
محمد بن محمد بن أحمد الشاهد إذنا، عن محمد بن عمران بن موسى قال: حدثني عبد
الله بن يحيى العسكري، أخبرني أحمد بن سعيد الدمشقي قال: كتب عبد الله بن المعتز
إلى علي بن مهدي:
أبا حسن أنت ابن مهدي فارس * فرفقا بنا لست ابن مهدي هاشم
وأنت أخ في يوم لهو ولذة * ولست أخا عند الأمور العظائم
أجابه علي:
أيا سيدي [إن] (2) ابن مهدي فارس * فداء ومن يهوى لمهدي بن هاشم
بلوت أخا في كل أمر تحبه * ولم تبله عند الأمور العظائم
وإنك لو نبهته لملمة * لأنساك صولات الأسود الضراغم
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، أنبأنا القاضي
أبو العباس أحمد بن محمد الجرجاني، أنشدنا الرئيس ماسرجس بن عيسى النصراني
بالبصرة، أنشدني الكسروي الشاعر لنفسه:

(1) في الأصل: " ربالي ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
147

قم سل قلبي بالمدام * ففيه هم قد أمضه
أو ما ترى بدر السماء * كأنه تعويذ فضة
فإذا المحاق أذابه * فكأنه آثار عضه
قرأت في كتاب " الورقة " لابي عبد الله محمد بن داود بن الجراح قال: علي بن
مهدي الكسروي أبو الحسن الأديب مجيد راوية شاعر من قوله:
ولما أبى أن يستقيم وصلته * على حالتيه مكرها غير طائع
حذارا عليه أن يميل بوده * فأبلى بقلب ليس عنه بنازع
فأصبح كالظمآن يهريق ماءه * لضوء سراب في المهامة لامع
فلا الماء أبقى للحياة ولا أتى * على منهل يجدى عليه بنافع
ذكر عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر: أن علي بن مهدي الكسروي توفي في خلافة
المعتضد.
975 - علي بن ميمون بن محمد الدباس، أبو الحسن الوزان:
والد أبي بكر محمد الذي قدمنا ذكره، سمع أبا عمرو عثمان بن محمد بن يوسف
ابن دوست العلاف، وحدث باليسير، سمع منه ابنه محمد والحسين بن إبراهيم
الدينوري وأبو البركات محمد بن سعد الغسال، وروى عنه ثابت بن منصور الكيلي،
وأبو بكر الأشقر الأصبهاني.
كتب إلى أبو زرعة عبيد الله بن أبي بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني، أنبأنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن عمر الأشقر قراءة عليه وأنا حاضر في شهر رمضان سنة ثمان
وعشرين وخمسمائة، أنبأنا [أبو] (1) الحسن علي بن ميمون بن محمد الدباس قراءة عليه
ببغداد بدار الخلافة المحروسة في ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة قال: قرئ
على أبي محمد عبد الله بن إسحاق الخراساني وأنا أسمع، حدثنا أحمد بن الخليل (2) بن
ثابت البرجلاني (3)، حدثنا محمد بن عمر الواقدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم
الزهري، عن أبيه، عن حنظلة بن علي الأسلمي، عن رافع بن خديج قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أحصوا عدة شعبان لرمضان ولا تقدموا الشهر بصوم، فإذا رأيتموه

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل: " الجليل ".
(3) في الأصل: " المبرحلاني ".
148

فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما ثم أفطروا،
فإن الشهر هكذا وهكذا " - وخنس (1) إبهامه (2).
قرأت بخط أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين قال: سألته - يعني أبا الحسن بن
ميمون الدباس - عن مولده، فقال: في سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو الحسن علي بن
ميمون الوزان في يوم الأحد ثامن عشر المحرم سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
976 - علي بن ثابت بن طالب، أبو الحسن الواعظ، المعروف بابن الطالباني:
من ساكني باب الأزج، تفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وسمع
الحديث من أبي المعالي صالح بن المبارك بن الرخلة (3)، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد
الخالق بن يوسف، وشهدة بنت أحمد الإبري، وسافر إلى الموصل، وسمع بها: أبا
الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي، وغيره، ودخل الشام وحدث بها وبلاد
الجزيرة، وأقام بها متنقلا فيها إلى أن سكن برأس العين إلى حين وفاته، لم يتفق لي
لقاؤه وقد أجاز لي جميع مروياته على يد بعض رفقائنا.
أخبرنا علي بن ثابت في كتابه إلي، وصفية بنت إبراهيم بن محمود الحراني بقراءتي
عليها قالا: أنبأنا صالح بن المبارك قراءة عليه، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أخبرنا
عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا يوسف بن
موسى، حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن
أبيه قال: أصبت سيفا يوم بدر فأعجبني فقلت: يا رسول الله هبه لي! فأنزل الله عز
وجل * (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) * [الأنفال: 1] (4).
بلغنا أن علي بن الطالباني مات برأس العين في شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة.
977 - علي بن ناصر بن علي، أبو الحسن الدهستاني:
ذكره أبو طاهر السلفي في " معجم شيوخه " وقال: كان من الكتاب المتعلقين

(1) في الأصل: " وحبس ".
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 1 / 324، 325.
(3) في الأصل: " الرحلة ".
(4) انظر الخبر في: الدر المنثور للسيوطي 3 / 158.
149

بالوزراء والعمداء القدماء، وكانت له مروءة ظاهرة وأخلاق طاهرة، وختم له بخير في
آخر عمره، وانقطع في الرباط، وصحبة المتصوفة والمواظبة على الصلوات الخمس في
أوقاتها، وذكر لي أن مولده بجرجان سنة أربعين وأربعمائة وأنه نشأ بدهستان.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه
قال: سمعت علي بن ناصر بن علي الدهستاني ببغداد يقول: كنت كثير الاختلاف إلى
أبي بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن النحوي بجرجان ولم أر أورع ولا أقنع منه، فدخل
لص منزله وهو في الصلاة فأخذ ما وجد وهو ينظر ولا يقطع صلاته - رحمه الله.
978 - علي بن ناصر بن محمد بن الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن عبد
الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب، أبو الفضل
العلوي المحمدي، نقيب مشهد باب التبن:
هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن علي بن فولاد الطبري، وهكذا ذكره السلفي في
" معجم شيوخه "، كان يسكن بالكرخ، وله معرفة بالأنساب، سمع أبا محمد الحسن بن
علي الجوهري، وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري، وأبو طالب بن
خضير، وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروز آبادي بمصر، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
السلفي، أنبأنا أبو الفضل علي بن الناصر بن محمد بن الحسن المحمدي ببغداد، أنبأنا أبو
محمد الحسن بن علي الجوهري، حدثنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز (1)،
حدثنا دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا بندار،
حدثنا سلم بن قتيبة، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن عروة بن المغيرة
ابن (2) شعبة عن أبيه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره فدعا بوضوء فتوضأ،
فغسل وجهه فذهب يغسل يديه فضاق كم الجبة، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسل
يديه وتوضأ، فأهويت بيدي إلى الخفين فقال: يا مغيرة أثر الخفين مقرهما، فقال
المغيرة: اشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، وقال عروة: أشهد على المغيرة بذلك، وقال
الشعبي: اشهد على عروة بذلك، وقال يونس: أشهد على الشعبي بذلك، وقال سلم
قلت ليونس: أشهد عليك بذلك؟ قال: نعم، قال بندار: اشهدوا علي بذلك؟ قال:

(1) في الأصل: " الجزار ".
(2) في الأصل: " عن عروة بن المغيرة عن شعبة ".
150

نعم، قال موسى: أشهدوا علي بذلك، وقال لنا دعلج: واشهدوا علي بذلك، وقال لنا
الشريف المحمدي أشهدوا علي بذلك، وقال لنا الفيروز آبادي اشهدوا علي بذلك.
قرأت بخط محمد بن ناصر اليزدي قال: سألت المحمدي فقال: ولدت سنة ثلاث
وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفى الشريف أبو
الفضل المحمدي في يوم الخميس ثالث شوال سنة خمس عشرة وخمسمائة ودفن يوم
الجمعة بمقابر قريش - بعد أن صلى عليه - باب دار الطاهر بنهر البزازين (1) وحضرت
ذلك ومضيت معه إلى قبره.
979 - علي بن ناصر بن مكي، أبو الحسن المدائني:
من ساكني باب الأزج، وهو أخو نصر بن ناصر، وكان الأكبر، كان أديبا فاضلا
شاعرا، سافر إلى الموصل، ومضى (2) إلى مكة، ودخل ديار مصر، وكان يمدح الناس
ويجتدى (3).
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه لقيه بالموصل في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
أنشدني أبو الحسن [بن] (4) القطيعي قال: أنشدني علي بن ناصر المدائني لنفسه
بالموصل:
أعهد الهوى إني لذكراك واصل * وطيف الكرى إني لمسراك راقب
وعهد التداني هل إلى أربع الحمى * معاد وهل يقضي بهن المآرب
فمنذ سرى الركب العراقي لم يزل * تسامر قلبي بالبكاء النواعب
ومذ حبس الحادي المطي عن النقا * وحبت إلى الوفد القلاص النجائب
أراق دمي للبين دمع أرقته * غداة اعتنقنا للفراق الحبائب
وأصمي فؤادي سهم لحظ رمت به * وقد ودعتني بالسلام الحواجب
بنفسي فتاة أيقظ الصبح طرفها * وقد كحلته بالظلام الغياهب

(1) في الأصل بدون نقط
(2) في الأصل: " ومكي ".
(3) في الأصل: " يحدى ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
151

وقامت لفرط الدك مريبه * وقد ذعرتها بالرغاء الركائب
رنت فرنا الحجازي كل وهبت * له ماها الصبا والحبائب
وماست فماس البان زهوا فغردت * شجو فغناها الحمام المجاوب
وسايلت الأتراب ولهى ورددت * تنفسها حتى اهتززن الترائب
وقالت وقد هاج الهوى ما تخبه * وقد رمقتها بالملام العوائب
أذاك الفتى المرى عفر شمله * واعفينه شط المزار النوائب
فقلن لها بل فوض البين ربعه * وسرت به تلو الركاب الحقائب
وأقفر منه الواديان وأوحشت * بمسراه من بطن العقيق الجوائب
فأقطر منها الطرف دمعا كأنه * لآلئ فضتها الأكف الخواضب
وكلل منها المقلتين فحدقت * كما حدقت بالفرقدين الكواكب
وترجسها فرط التألف والأسى * وورد خديها الحياء المغالب
980 - علي بن ناعم بن سهل بن عبد الله المقرئ المستعمل، أبو الحسن البزاز
الحنبلي:
من أهل باب الطاق، سمع أبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث
التميمي، وأبا الفرج أحمد بن محمد بن المسلمة، وأبا الفتح (1) محمد بن أحمد بن
أبي الفوارس، وأبا الحسين علي، وأبا القاسم عبد الملك ابني (2) محمد بن عبد الله بن
بشران، وأبا الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، وغيرهم، روى عنه: محمد بن
عبد الباقي الأنصاري، وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وعلي بن هبة الله بن عبد
السلام، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا.
أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي السقلاطوني، أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا أبو الحسن علي بن ناعم بن علي بن سهل، حدثنا
أبو الحسين علي بن محمد بن بشران إملاء، أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله
ابن زياد، حدثنا محمد بن بشر المرثدي، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا زائدة، عن أبي
الزناد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس منا من لم
يرحم صغيرنا ويعظم كبيرنا " (3).

(1) في الأصل: " بن المسلمة بن أبا الفتح ".
(2) في الأصل: " بن محمد ".
(3) انظر الحديث في: الجامع للسيوطي 2 / 118.
152

قرأت بخط أبي علي محمد البرداني قال: مات أبو الحسن علي بن ناعم المقرئ في
الرابع عشر من رجب سنة سبعين وأربعمائة، ودفن يوم الخامس عشر بباب حرب،
سمعت منه شيئا يسيرا.
981 - علي بن نجاح بن مسعود بن عبد الله، أبو الحسن اليوسفي:
أخو أبي شجاع محمد، وأبي البركات يحيى، سمع أبا العز أحمد بن عبيد الله بن
كادش، وحدث باليسير، ذكر تميم بن أ حمد بن البندنيجي، ونقلته من خطه أنه مات
ليلة الجمعة الثالث والعشرين من شهر جمادى الاخر من سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
982 - علي بن نجيح الباهلي:
حدث عن: يحيى بن الفضل الخرقي صاحب القراءة، روى عنه: محمد بن محمد بن
الأزهر الجوزجاني.
أخبرنا محمد بن علي أبو الفرج، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد الأصبهاني، أنبأنا أبو
عمرو بن منده، وأبو سهل بن ولكيز، وأخبرنا محمد بن محمد بن الزازاني بأصبهان،
أنبأنا أبو طاهر بن أبي نصر التاجر، ويوسف بن أحمد بن ماهان قالا: أنبأنا أبو
منصور شجاع، وأبو زيد أحمد ابنا علي بن شجاع المصقلي، وأخبرنا أحمد بن سعيد
الخرقي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد، الباغبان، أنبأنا أبو عمرو بن منده قالوا
جميعا: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، أنبأنا محمد بن محمد بن
الأزهر الجوزجاني، حدثنا علي بن نجيح الباهلي ببغداد، حدثنا يحيى بن الفضل
الخرقي، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي
عقرب: أن هيفاء أرادت أن تدعى أبا بكرة فقال: أنا مروح مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
983 - علي بن نصر بن أحمد بن الحسين بن هارون بن مالك، أبو الحسن،
الفقيه المالكي:
والد القاضي عبد الوهاب، وأبي الحسن محمد، من أهل الجانب الشرقي، كان من
أعيان الشهود المعدلين ببغداد.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: كتب
ألي أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد
ابن نصر الكاتب قال: كنت عند قاضي القضاة أبي عبد الله الحسين بن ماكوله يوما
153

فحدثه أبو بكر محمد القاضي المعروف بابن الأخضر وهو جالس إلى جانبي قال:
حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن نصر الفقيه المالكي وكان ناهيك عدالة وثقة وضرب
بيده على فخذي وقال: والده قال: زوجت أيام عضد الدولة ببعض غلمانه الأتراك
من صبية في جوارنا، وكان لها ولوالدتها أنس بدارنا وكانت من الموصوفات بالستر
والعفاف، ومضى على ذلك سنتان، وحضر لي الغلام التركي وقال: يا سيدي هذه
المرأة التي قد زوجتني بها قد ولدت لي ابنا، وما أشكو شيئا من أمرها ولا أنكره غير
أنها ما أرتني ولدي منذ ولدته، وكلما طالبتها به دافعتني عنه، وأريد أن تستدعيها (1)
وتخاطبها على هذا، قال: فاستدعيت والدتها فحضرت، وخاطبتها من وراء الستر
على ما قاله، فأسرت إلي وقالت: يا سيدي صدق فيما حكاه، وإنما دفعناه عن هذا
لأنا قد بلينا ببلية قبيحة، وذاك أن زوجته ولدت منه ولدا أبلق من رأسه إلى سرته
أبيض وبقيته إلى قدمه أسود في لون الحبش، قال: وسمع التركي قولها أبلق فصاح
" راست كفت (2) " ثم قال بالعربية: ابني ابني، وهكذا كان جدي بالترك وقد رضيت،
ففرحت المرأة بقوله وانصرفت وأظهرت له الولد.
ومثل هذه الحكاية حدثنا شيخنا أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي وناهيك
به ثقة ونبلا قال: كان عندنا بباب الأزج قوم قد زوجوا ابنة لهم بمملوك تركي من
مماليك الخليفة، وكان موصوفا بالغلظة والشدة، فحملت منه، فلما كان وقت الولادة
أنت بغلام أسود وكان التركي أبيض، وكذلك زوجته، فخافوا منه فأهلكوا الغلام
ودفنوه، وأعلموا أباه أنها أتت بولد ميت ودفنوه، ثم إنا حملت مرة ثانية وأتت بغلام
أسو أيضا ففعلوا به كما فعلوا بأخيه، ثم حملت مرة ثالثة وأتت به على الصفة، ثم
فعل به كما فعل بأخويه، فلما حملت مرة رابعة ودنى () 3) وقت وضعها قعد التركي
عندها وقال: لا بد من أن أنظر إلى ما تأتي به وإن كان ميتا، فأتت بغلام على الصفة
الأولى إخوته، فلما رآه التركي بكا وقال: مرحبا بأبي إن أبي كان أسود مثل لونه
وقبله وفرح به، وزال ما كان عند أمه وأهلها من الخوف وندموا على ما فعلوه في
حق الثلاثة الماضين وكتموا ذلك عن أبيهم.
وقد وقع مثل هاتين الحكايتين في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخرجه البخاري في
" الصحيح ".

(1) في الأصل: " تستديعها ".
(2) كلمة فارسية معناها: " قالت صحيحا ".
(3) في الأصل: " ودنت ".
154

وهو ما: أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي أبو الحسن بنيسابور، أنبأنا أبو المعالي
الفارسي، أنبأنا سعيد بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أبو علي الشنوي، وأنبأنا المؤيد، أنبأنا
عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي، ووجيه بن طاهر أبو بكر الشحامي قالا: أنبأنا أبو
سهل الحفصي، أنبأنا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، وأخبرنا أبو روح عبد المعز
ابن محمد الصوفي بهراة، أخبرنا خلف بن عطاء الماوردي، أخبرنا أبو عمر عبد الواحد
ابن أحمد المليحي، أخبرنا أبو حامد النعيمي، وأنبأنا أبو محمد بن الأخضر وغيره
ببغداد، والسيد أبو بكر محمد بن إسماعيل العلوي بهراة قالوا: أنبأنا عبد الأول ابن
عيسى، أنبأنا أبو الحسن الداودي، أنبأنا أبو محمد السرخسي قالوا جميعا: حدثنا محمد
ابن يوسف الفربري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا يحيى بن
قزعة، حدثنا مالك عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: أن رجلا
أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! ولد لي غلام أسود، فقال: " هل لك من إبل؟ "
قال: نعم، قال: " ما ألوانها؟ " قال: حمر، قال: " هل فيها من أرق؟ " قال: نعم، قال:
فأنى ذلك؟ قال: لعل نزعة (1) عرق، قال: " فلعل ابنك هذا نزعة " (2).
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه: أن علي بن نصر الفقيه المالكي
مات في يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
984 - علي بن أبي نصر بن الحبيق، أبو الحسن:
من أهل الحربية، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية الزاهد، وحدث
باليسير، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا حسن الاخلاق ساكنا.
أخبرنا علي بن أبي نصر بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد،
أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى
ابن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي بالبصرة، حدثنا
أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن بسطام بن مسلم، عن عبد الله بن خليفة العنبري،
عن عائذ بن (3) عمرو المزني، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعطاه، فلما وضع رجله على
أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد
يسأله شيئا " (4).

(1) في الأصل: " قال لعلي نزعة ".
(2) انظر الحديث في: " صحيح البخاري 2 / 799.
(3) في الأصل: " عائذ أبي عمرو ".
(4) انظر الحديث في: سنن النسائي 413.
155

توفي علي بن أبي نصر الحربي (1) في شوال سنة أربع وستمائة، وفدن بباب حرب
وقد جاوز السبعين.
985 - علي بن أبي نصر بن الحسن، أبو الحسن الفتوتي:
من أهل باب البصرة، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن الدهان المرتب، وحدث
باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وشيخنا عمر بن أحمد ابن
بكرون الشاهد.
986 - علي بن نصر بن حمزة بن علي بن النضر بن عبيد الله التيمي، أبو
الفرج بن أبي طالب بن أبي القنابل المارستاني:
والد عبيد الله الذي قدمنا ذكره، هكذا رأيت نسبه بخط ولده، وقد روى عنه
حديثا زعم أنه سمعه من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، ورأيت عامة مشايخنا
يبطلون ذلك من سماعه ونسبه ويذكرون أنه ابنه اختلق له نسبا وسماعا ولم يكن له
معرفة بشئ من ذلك، وكان عاميا يخدم المرضي في المارستان. ذكر عبيد الله بن علي
ونقلته من خطه أنه أباه مات في ليلة الاثنين مستهل شهر رمضان سنة ست وسبعين
وخمسمائة، ودفن من الغد بباب [....] (2).
987 - علي بن نصر بن سعد بن محمد، أبو تراب الكاتب:
والد ع لي بن علي الذي تقدم ذكره، ولد بعكبرا ونشأ بها، ودخل بغداد في صباه
وقرأ الأدب على أبي القاسم بن برهان النحوي، ثم انحدر إلى البصرة وصار كاتبا
لنقيب الطالبيين بها، وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى بغداد في سنة تسعين وأربعمائة
ونزل بالكرخ، وولي الكتابة لنقيب الطالبيين إلى حين وفاته، وكان كاتبا حاذقا أديبا
شاعرا، روى عنه ولده شيئا من شعره.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قال: أنشدني علي بن
سعد الكاتب قال: أنشد أبي لنفسه:
حالي بحمد الله حال جيد * لكنه من كل حظ عاطل
ما قلت للأيام قول معاتب * والرزق يدفع راحتي ويماطل

(1) في الأصل: " الحرفي ".
(2) بياض من الأصل مكان النقط.
156

إلا وقالت لي مقالة واعظ * الرزق مقسوم وحرصك باطل
أخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول: سمعت علي بن علي
يقول: سألت علي بن نصر (1) بن سعد الكاتب عن مولده، فقال: في محرم سنة ثمان
وعشرين وأربعمائة وتوفى في العشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمسمائة،
ودفن بمشهد باب التبن.
988 - علي بن نصر بن محمد، أبو الحسن (2) البغدادي:
روى عن طاهر بن الحسن الحكاية، وكان يقول الشعر، روى عنه عبد الرحمن بن
محمد بن أحمد بن فضالة.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي القاسم بن الحصين قال: كتب إلى القاضي أبو
عبد الله القضاعي، حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحافظ إملاء،
أنبأنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري قال: سمعت
أبا الحسين علي بن نصر بن محمد البغدادي بهمذان يقول: سمعت طاهر بن الحسن
يقول: سمعت أبا الحبش الوراق يقول: قيل لرابعة العدوية: هل رقى (3) لك إلى الله
عز وجل عمل بلا رياء؟ قالت: لا، ثم قالت: بلى علمي بتقصيري يرقى إلى الله عز
وجل بلا رياء.
أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمود الواعظ شفاها بهمدان: أن محمد بن ثابت أخبره،
عن أبي ثابت بحير (4) بن منصور، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري
قال: أنشدني عبد الرحمن بن محمد النيسابوري بهمدان قال: أنشدني أبو الحسين علي
ابن نصر البغدادي لنفسه:
لم أنله قبلته بالأماني * في منامي سرا من الهجران
واصل الحب بيننا بعد يأس * فاجتمعنا ونحن مفترقان
989 - علي بن نصر بن منصور بن الحسين بن العطار الحراني، أبو الحسن
التاجر:

(1) في الأصل: " علي بن علي ".
(2) سيأتي أنه: " أبو الحسين " في السند التالي.
(3) في الأصل: " هل وقي ".
(4) في الأصل بدون نقط.
157

من ساكني المقيدية، وهو أخو عثمان المقدم ذكره، ولد ببغداد ونشأ بها، وكان
يسافر في طلب الكسب إلى الشام وديار مصر، وكان والده من أعيان التجار
ووجوههم، سمع الحديث في صباه من أبي القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري،
وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، وأبي المظفر هبة الله بن أحمد
ابن الشبلي، وجماعة غيرهم، كتبنا عنه، وكان صحيح السماع.
أخبرنا علي بن نصر بن العطار، أنبأنا أبو القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري
الواعظ قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، وأنبأنا أبو
المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي قراءة عليه، أنبأنا الشريف أبو نصر محمد
ابن محمد بن علي الزينبي قالا: أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا
يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري بالبصرة قال: سمعت
محمد بن كثير السلمي قال: سألت يونس بن عبيد عن رجل دخل عليه سارق مجرد
ليس في يده سلاح فلقط من السطح أثوابا فثار به صاحب السطح فضربه بعصا فقتله،
فأراد القاتل الكفارة صوم شهرين، أو عتق رقبة، أو يتصدق بصدقة؟ فقال يونس: ما
أرى له أن يتصدق بصدقة لقتله تلك النفس ولا يصوم يوما بقلته تلك النفس، حدثني
محمد بن سيرين، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الدار حرم فمن
دخل عليك حرمك فاقتله " (1).
توفي علي بن العطار في ليلة الخميس ثالث عشر المحرم سنة أربع وستمائة، ودفن
من الغد بباب حرب، وقد بلغ الستين أو جاوزها.
990 - علي بن نصر هارون، أبو الحسن الواعظ:
من أهل الحلة السيفية، سكن بغداد وصحب الشيخ صدقة بن أحمد بن وزير
الواعظ الواسطي، وسمع معه الحديث من الشريف أبي المظفر محمد بن أحمد بن عبد
العزيز الهاشمي، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي، وأبي القاسم محمود بن عبد
الكريم بن علي بن فورجه الأصبهاني وغيرهم، وقرأ القرآن بالروايات وجوده، وقرأ
الأدب على أبي محمد بن الخشاب وأبي البركات، وأبي الحسن بن القصار حتى أتقنه،
وتكلم بالوعظ على المنابر، وكان فاضلا، حفظة، حسن الاخلاق، كتبنا عنه، وكان
يتشيع.

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5 / 326.
158

أخبرنا علي بن نصر بن هارون الحلي، أنبأنا أبو المظفر محمد بن أحمد الهاشمي، أنبأنا
أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق، حدثنا
أبو بكر بن أبي داود، حدثنا محمد بن مصفا، عن، بقية بن الولية، حدثنا الزبيدي، عن
الزهري، عن عروة (1) عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يبعث الناس يوم
القيامة حفاة عراة غرلا ". فقالت عائشة: يا رسول الله وكيف بالعورات؟ قال:
* (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) * (2).
توفي علي بن نصر بن هارون في ليلة الاثنين الحادي عشر من شوال سنة خمس
عشرة وستمائة، وحمل من الغد إلى الكوفة فدفن بمشهد علي بن أبي طالب رضي الله
عنه، وقد قارب الثمانين.
991 - علي بن نصر، أبو الحسن الشوكي:
حدث عن: سليم بن منصور بن عمار الواعظ، روى عنه: أبو بكر محمد بن
القاسم بن بشار الأنباري.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد: أن الحسن بن علي
الجوهري أخبره، أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حبويه قراءة عليه، حدثنا أبو بكر
محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، حدثنا أبو الحسن علي بن نصر الشوكي في مجلس
الكريمي، حدثنا سليم بن منصور بن عمار، حدثنا أبي، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل (3)
قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام وحملوا رأسه جلسوا يشربون ويحيي
بعضهم بعضا بالرأس، فخرجت يد فكتبت بقلم حديد بدم على الحائط:
أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب؟
فتركوا الرأس وهربوا.
992 - علي بن أبي نصر بن الهيتي، أبو الحسن الزاهد:
كان يسكن بزريران (4) قرية مغربية من بغداد عند المدائن، وله بها رباط يقيم به،
وعنده جماعة من الفقراء والمنقطعين إلى الله عز وجل، وكان يتكلم على الحاضر،

(1) في الأصل: " عروبة ".
(2) انظر الحديث في: " سنن الترمذي 2 / 168.
(3) في الأصل بدون نقط. وهو: حي بن هانئ البصري.
(4) في الأصل: " بزربدان ".
159

ويذكر له كرامات، وكان له قبول عظيم من العوام، ويقال إنه عاش حتى ناهز مائة
سنة من عمره، وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي في تاريخه: أن علي ابن الحسن الزاهد مات في يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الأولى سنة أربع وستين
وخمسمائة، ودفن يوم السبت بزريران على حادة الحاج (1)، قال: كان شيخا صالحا.
993 - علي بن النفيس بن نورندار بن الحسام، أبو الحسن:
من أولاد الأتراك البغدادية، كان من حجاب الديوان العزيز، حفظ القرآن في
صباه، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وصحب مكي بن أبي القاسم بن الغراد (2)،
وسمع بإفادته من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي محمد محمد بن عبد
الكريم بن المادح، وأبي القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن فورجه الأصبهاني
ومن جماعة غيرهم، كتبنا عنه، وكان متدينا صالحا منقطعا عن الناس، كثير العبادة،
حسن الصمت.
أخبرنا علي بن النفيس بن نورندار قراءة عليه، أنبأنا عبد الأول بن عيسى
السجزي، أنبأنا أبو عدنان القاسم بن علي بن محمد القرشي، أنبأنا أبو بشر الحسن ابن
محمد بن أحمد بن محمد بن عمر القهندزي (3)، أخبرنا محمد بن جعفر، حدثنا محمد
ابن أحمد بن أبي العوام، حدثنا أبي، حدثنا داود بن عطاء المديني، حدثني [عمر] (4) بن
صهبان، حدثني صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كل عين باكية [يوم القيامة] (5) إلا عين غضت عن محارم الله
وعين سهرت (6) في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية
الله " (7).
سئل أبو الحسن بن نورندار عن مولده فقال: في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين

(1) في الأصل: " حاده الحاح ".
(2) في الأصل: " الغراه ".
(3) في الأصل بدون نقط
(4) ما بين المعقوفتين مطموس بالأصل.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) في الأصل: " شهدت ".
(7) انظر الحديث في: " الجامع الصغير للسيوطي 2 / 80.
160

وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
994 - علي بن النفيس بن خميس، المعروف بالسديد:
من أهل النيل، كان أحد الشهود المعدلين بها، وكان أديبا فاضلا، يحفظ كتاب
" الايضاح " و " التكملة " لابي علي الفارسي، وكتب كثيرا بخطه، وله النثر الحسن
والنظم الجيد.
أنشدني القاضي أبو علي الحسن بن إسماعيل القليوبي بحلب، أنشدنا السديد علي
ابن النفيس بن خميس النيلي لنفسه من قصيدة:
ما يستفيق القلب من أطراقه * ولا يمل الطرف من تسكابه
أو تكتسى غصون بأنات الحمى * ويعجب الرائد من أعشابه
وغنت الربيع في ربوعه * وتبدل الضبا من ضبابه
وترجع الورق على أفنانه * سواجعا كيدا على غرابه
هدية والروض فيه مؤنق * ونوره يثنى على سحابه
وللضباء الأدم في أرجائه * مسارح اللهو وفي رحابه
وسرتي مغرمة بشادن * بدر الدجى في الحسن من حجابه
يكاد غصن البان يذوى خجلا * إذا بدا يميس في أثوابه
راقت معانيه ودق سحرة * وصارت الألباب من ألبابه
ولو تمر نملة بجسمه * أثرت النملة في إهابة
أرتشف (1) الخمرة من ريقته * طورا وأجني الشهد من رضابه
حتى تبدى صرف ساعات الردى * وننسكب المقدور عن صوابه
هذا شراك للوصال (2) شاردا * ومنزلا يلوى على عتابته
995 - علي بن نمران، أبو الحسن الخواص:
حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي (3)، روى عنه: أبو سعيد
محمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر التاجر: أن عبد الرحمن ابن

(1) في الأصل: " ارتشفت ".
(2) في الأصل: " الوصال ".
(3) في الأصل: " الباغيدي ".
161

محمد بن إسحاق بن منده أخبرنا، أنبأنا أبو سعيد النقاش قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين
علي بن نمران الخواص ببغداد، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا
محمد بن يزيد الأسفاطي، حدثنا أبو بكر بن شيبة الجذامي، حدثنا ابن أبي فديك،
حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، حدثني عمي
موسى بن عقبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: حدثني الحسن بن
علي بن أبي طالب قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أن أقول في دعاء الوتر بعد القراءة
وقبل الركعة: اللهم اهدني فيمن هديت وتولني (1) فيمن توليت وقني شر ما
قضيت " (2).
996 - علي بن نوح العسكري:
حدث ببغداد عن عثمان بن خرزاذ الأنطاكي، روى عنه: أبو محمد عبد الله بن
محمد بن أحمد بن الفرج الحافظ.
قرأت على محمد بن محمد بن صالح الأديب بأصبهان، عن محمد بن عبد الخالق
الجوهري قال: كتب إلى عمر بن عبد الكريم الدهستاني، أنبأنا أبو زيد أحمد بن
الخليل بن عبد الله بن أحمد القزويني بها، أنبأنا أبي، حدثني أبو محمد عبد الله بن
محمد بن أحمد بن الفرج الحافظ وأنا سألته، أنبأنا علي بن نوح العسكري ببغداد،
حدثنا عثمان بن خرزاذ الأنطاكي، حدثنا أحمد بن محمد بن جعفر الدستكويا، حدثنا
جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" ما طال عمر ملك إلا سمه أهله ".
997 - علي وصيف (3) الكاتب، المعروف بخشكنانجه.
ذكره محمد بن إسحاق النديم في كتاب " الفهرست " وذكر أنه بغدادي أقام بالرقة
مدة، ثم انتقل إلى الموصل، وتوفى بها وأنه كان من البلغاء، وله عدة كتب منها
" الايضاح " في الجراح ورسومه ".
998 - علي بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد
ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، كان يلقب بالمؤتمن:

(1) في الأصل: " وتولى ".
(2) انظر الحديث في: " السنن الكبرى للبيهقي 2 / 494.
(3) في الأصل: " فصيف ".
162

وأمه أمة العزيز أم ولد موسى الهادي، حج بالناس في سنة أربع وتسعين ومائة،
ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري في تاريخه. وروى الصولي: أن علي بن الرشيد مات
في سنة أربع عشرة ومائتين.
999 - علي بن هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد
ابن محمد المهدي بن المنصور:
ذكره محمد بن جرير الطبري وقال: توجه من بغداد إلى سامراء في فتنة المستعين
قاصدا المعتز مع أخيه محمد الذي لقب بالمهدي.
1000 - علي بن هارون بن محمد بن هارون بن أحمد بن هارون، أبو الحسن
المغار:
من ساكني درب المجوس من نواحي قطعنا، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم
الزهري، وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال. وحدث باليسير، روى عنه عمر بن ظفر
المغازلي، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو طاهر السلفي.
كتب إلى علي بن المفضل الحافظ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة
عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن هارون المغار ببغداد، أنبأنا أبو طالب عمر بن إبراهيم
ابن حمامة الزهري، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي المبتوتي،
حدثنا أبو علي الحسين بن الكميت بن بهلول الموصلي، حدثنا صبيح (1) بن دينار،
حدثنا عفيف بن سالم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أسهم يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهما (2).
1001 - علي بن هارون، أبو الحسن الصوفي، النساج:
روى عنه: أبو سعد الماليني شيئا من كلامه.
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أبي يزيد بن حمد الكراني: أن أبا الطيب حبيب ابن
محمد بن أحمد بن محمد الظهراني أخبره قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد
الماليني قال: سمعت أبا الحسن علي بن هارون الصوفي النساج ببغداد يقول: العبد إذا
كان بعين المشاهدة فإنه يحس بما يرد عليه.

(1) في الأصل: " ثنا صبح ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 401.
163

1002 - علي بن هبة الله بن أحمد التراسي، أبو الحسن الخطيب:
من أهل مراغة، قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن: أبي الحسن أحمد بن الحسين
ابن علي التراسي القاضي، روى عنه: كمار بن ناصر الحدادي في مشيخته.
أنبأنا محمد بن هبة الله بن كامل الوكيل، حدثنا أبو بكر محمد بن كمار بن ناصر
ابن نصر الحدادي المراغي من لفظه، حدثنا والدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله
ابن أحمد الخطيب قدم علينا بغداد حاجا، حدثنا أحمد بن الحسين بن علي، حدثنا أبو
عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الثقفي،
حدثنا محمد بن علي بن الحسن قال: سمعت أبي يقول: أنبأنا ابن حمزة، عن الأجلح:
أن البراء بن عازب حدثه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أيما مؤمن لقي مؤمنا فصافحه لم يفترقا
حتى يغفر لهما " (1).
1003 - علي بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن رزين، أبو القاسم المقرئ:
من ساكني الصاغة من دار الخلافة، مجاور الديوان، وكان يصلي بالمسجد الذي
هناك إماما، قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث من أبي الوقت الصوفي، وأبي الفتح
ابن البطي، وكان من القراء المجودين موصوفا بحسن القراءة، وجودة الأداء، وطيب
النغمة، وكان يصلي إماما بالوزير أبي المظفر بن هبيرة، ثم بأستاد الدار أبي الفرج بن
المسلمة، وأدركه أجله شابا في يوم السبت الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة
ثلاث وستين وخمسمائة، ودفن بالجانب الغربي، وهو والد شيخنا أحمد المقدم ذكره.
1004 - علي بن هبة الله بن جامع بن شهادة، أبو الفتح:
قرأت على شهاب الحاتمي بهراة، عن أبي سعد ابن السمعاني قال: قرأت بخط أبي
محمد عبد الخالق بن ثابت بن أسد الدمشقي قال: أنشدني أبو الفتح علي بن هبة الله
ابن شهادة لنفسه ببغداد:
أعذر فروحي لما عتت قلت لها * إليك عني وفي آثاره روحي
فكيف يقدر أن يسعى إليك فتى * يرجو لقاك بجثمان بلا روح
1005 - علي بن هبة الله بن الحسن بن إبراهيم التنوخي، أبو الحسن بن أبي
علي المؤدب:

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 97.
164

سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف [......] (1):
ذكر أبو الفضل بن شافع أنه توفي غرقا يوم ا لخميس ثامن عشري المحرم سنة أربع
عشرة وخمسمائة ودفن بمقبرة معروف.
1006 - علي بن هبة الله بن الحسين بن المأمون، أبو الحسن، المعروف بابن
الزوال:
والد القاضي أبي العباس أحمد الذي قدمنا ذكره، كان يتولى النظر في ديوان الزمام
في أيام المسترشد بالله إلى أن صرف عنه في يوم الثلاثاء تاسع جمادى الأولى سنة خمس
عشرة وخمسمائة.
1007 - علي بن هبة الله بن عبد الرازق، أبو الحسن الأنصاري:
من أولاد المحدثين، سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وحدث
باليسير، سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، وقد أخرج عنه أبو بكر بن
كامل في معجمه إسنادا (2).
1008 - علي بن هبة الله بن عبد السلام بن عبد الوهاب بن عبد الله بن
يحيى، أبو الحسن البركات (3):
من ساكني القرية من دار الخلافة، سمع الكثير في صباه من أبي محمد عبد الله بن
محمد الصريفيني، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، وأبي القاسم علي
ابن أحمد بن البسري، وأبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وأبي منصور محمد
ابن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، وأبي بكر محمد بن هبة الله بن
الحسن بن منصور الطبري، وأبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروز آبادي، سمع من
جماعة من المتأخرين، وكتب أكثر مسموعاته بخطه، وكان يكتب خطا حسنا،
وأصوله حسنة، فطاف وحدث بجميع مسموعاته مرارا وبورك له، وانتشرت عنه
الرواية، وروى عنه جماعة من الحفاظ والكبار وتوفوا قبله، روى لنا عنه: أبو أحمد ابن
سكينة، وأبو محمد بن الأخضر، وأبو المعالي محمد بن صافي النقاش، وأبو العباس أحمد

(1) مكان النقط بياض في الأصل بقدر نصف سطر.
(2) في الأصل: " إنسادا ".
(3) انظر ترجمته في: العبر للذهبي 4 / 108.
165

ابن الحسن العاقولي، وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن النحاس، وأبو محمد المبارك بن
المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة البيع، ويوسف بن المبارك بن كامل بن أبي
غالب الخفاف، وأبو القاسم سعيد بن محمد بن عطاف الموصلي، وعبد الرحمن بن
أحمد البيع، وأبو محمد ضياء بن أحمد بن يوسف الحربيان، ويوسف بن محمد بن محمد
ابن عمر الأرموي ببغداد، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة، وأبو اليمن الكندي بدمشق،
وكان من أعيان الكاتب بالديوان، وولي ديوان واسط والنظر به في الأيام المسترشدية
بعد العشرين وخمسمائة، وأقام بواسط مدة، وحدث بها بكثير من مسموعاته، وروى
عنه جماعة من أهلها، وهو آخر من حدث بأحاديث علي بن الجعد رواية البغوي عن
الصريفيني كاملة، وكان ثقة صدوقا نبيلا.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي
ابن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور،
حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن عيسى بن داود بن الجراح
إملاء، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا مالك ابن
أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " السفر قطعة من
العذاب، يمنع أحدكم من طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم سفره فليرجع إلى
أهله " (1).
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر: وأبو المعالي محمد بن صالح
النقاش ببغداد، ويحيى بن ياقوت الفراش بمكة قالوا: أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله
ابن عبد السلام الكاتب، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة
عليهما قالا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله
ابن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا هدبة بن
خالد القيسي، حدثنا همام، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لكل نبي
دعوة دعا بها فاستجب له، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة " (2).
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بقراءتي عليه في منزله بدمشق، أنبأنا أبو
الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قراءة عليه ببغداد، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 242.
(2) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 329.
166

محمد بن أحمد بن النقور، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن
الجراح، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو بكر بن أبي شبية،
حدثنا ابن فضيل، عن حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عرضت على الأمم فجعل النبي والنبيان يمر معهم الرهط والنبي ليس معه
أحد حتى رفع لي سواد عظيم فقلت: هذه أمتي، فقيل لي: بل هذا موسى عليه السلام
وقومه، ثم قيل لي: انظر إلى الأفق! فنظرت فإذا سواد قد ملا الأفق، ثم قيل لي: انظر
من هاهنا وهاهنا في آفاق السماء! قال: فإذا السواد قد ملأها، فقيل لي: هذه أمتك،
ويدخل الجنة سواهم سبعون ألفا بغير حساب، ثم دخل ولم يتبين منهم، قال:
فأفاض (1) القوم فقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا الرسول فنحن هم وأولادنا الذين
ولدوا على الاسلام، فأما نحن ولدنا في الجاهلية، قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون " فقال عكاشة
ابن محصن: أنا منهم [يا] (2) رسول الله؟ فقال: " نعم "، فقال رجل منهم آخر: أنا
منهم يا رسول الله؟ فقال: " سبقك بها عكاشة " (3).
أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي، أنبأنا أبو الحسن علي ابن
هبة الله بن عبد السلام، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، حدثنا القاضي أبو عبد الله
الحسين بن هارون الضبي إملاء، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد المالكي القاضي،
حدثنا أبي، حدثنا يوسف بن موسى قال: قال ابن حبيق (4) قال رجل لابن المبارك:
أوصني! قال: اعرف قدرك.
أخبرنا أبو محمد المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة الأنماطي، وأبو
أحمد عبد الوهاب بن علي بن سكينة الصوفي قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله
ابن عبد السلام، أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور، حدثنا القاضي أبو عبد الله الضبي
إملاء، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي، حدثنا الغساني أبو بكر، حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قرأت على حائط في دار بشر بن الحارث رضي الله
عنه:

(1) في الأصل: " فاض ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 968.
(4) في الأصل بدون نقط.
167

سائل خرابا عن رباع كنده * أين الجماعات وأين العدة
بادوا وخلوا دورهم منهدة * لم يبق منهم كاتب بمده
متى إلى الله تكون الردة
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن هبة الله
ابن عبد السلام الكاتب أبو الحسن شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم، واسع الرواية،
صاحب أصول حسنة مليحة، سمع الحديث بنفسه وأكثر منه، ونقل بخطه وجمع،
وكان له خط مليح واسع، مقروء على طريقة كتاب العراق، وأكثر سماعاته بقراءة ابن
الخاضبة، قرأت عليه الكثير وكتب عنه، سألته عن مولده فقال: سنة اثنتين وخمسين
وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي قال: توفي أبو الحسن
علي بن هبة الله بن عبد السلام يوم الثلاثاء سادس رجب سنة تسع وثلاثين
وخمسمائة، وصلى عليه ابنه في جامع القصر يوم الأربعاء ودفن بمقابر الشهداء، وكان
مولده في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
1009 - علي بن هبة الله بن العلاء بن منصور بن الوليد، أبو الحسن بن أبي
المعالي المخزومي، المعروف بابن الزاهد:
كان يلقب بالقوام، وكان من الأعيان، ثم تولى النظر بالمناثر (1) مدة، ثم جعل
مشرفا على ابن يونس الوكيل بباب الحجرة، تولى الوكالة للأمير أبي نصر محمد بن الإمام
الناصر لدين الله مدة ثم عزل، سمع الحديث في صباه من أبي الحسن محمد بن
أحمد بن إبراهيم الصائغ، وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن السجزي، وحدث
باليسير، رأيته كثيرا ولم يقدر لي أن أكتب عنه شيئا، وكان شيخا مهيبا مليح الهيئة
جميلا.
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي: أنه أخرج عن البصرة منفيا عن بغداد في سنة ثمان
وتسعين وخمسمائة فجس هناك إلى أن بلغنا وفاته في شهر بيع الأول سنة تسع
وتسعين، قلت: ولعله قارب السبعين من عمره - والله أعلم.

(1) في الأصل: " المياثر ".
168

1010 - علي بن هبة الله بن علي بن جعفر بن علكان بن محمد بن دلف بن
أبي دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شيخ بن معاوية بن
خزاعي بن عبد العزيز بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن
صعب بن علي بن بكر بن وائل بن واسط بن هيت بن أفصى بن دعمى بن جديلة
ابن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أبو نصر بن أبي القاسم، المعروف
بابن ماكولا (1):
أصله من جرباذقان، وكان والده من وزراء الإمام القائم بأمر الله، وعمه قاضي
القضاة، وأحب هو العلم منذ صباه، وطلب الحديث، وكان يحضر المشايخ إلى منزله،
ويسمع منه ويكتب بخطه ويحصل، ثم إنه سافر في طلب الحديث إلى الشام وإلى
الثغور والسواحل وديار مصر وبلاد الجزيرة والعراق والجبال وخراسان، وما وراء
النهر وما وراء ذلك من البلاد، وحصل طرفا صالحا من علم الحديث، وقرأ الأدب
وبرع فيه، وله النثر الحسن الجيد، والمصنفات الملاح، ونفذه (2) الامام المقتدي
بأمر الله رسولا إلى سمرقند، وبخارا لاخذ البيعة له على ملكهما طغاخ الخان، وعاد
إلى بغداد، سمع ببغداد أبا طالب بن غيلان، وبشرى بن عبد الله الفاتني، وأبا القاسم
عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين، وأبا منصور محمد بن محمد بن السواق، وأبا
الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا الحسن محمد
ابن عبد العزيز التككي، وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، والقاضي أبا الطيب
طاهر بن عبد الله الطبري، وأبا القاسم عمر بن الحسين الخفاف، وجماعة أمثالهم،
وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد، وأبا محمد عبد العزيز بن
أحمد الكتاني، وأبا القاسم الحنائي، وبمصر الشريف أبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن
الميمون الحسيني، والقاضي أبا عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وخلقا كثيرا
غيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز الكتاني، وروى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو
عبد الله الحميدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ السمرقندي، والفقيه أبو الفتح
نصر بن إبراهيم المقدسي، وعمر بن عبد الكريم الدهستاني، وأبو القاسم علي بن
أحمد بن محمد بن بنان الرزاز، وأبو عبد الله بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني،
وأبو شجاع شيرويه بن شهر دار البطي، وأبو علي محمد بن محمد المهدي، وأبو

(1) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 183. وفوات الوفيات 2 / 185. ومعجم الأدباء 15 / 102.
(2) في الأصل: " ففده ".
169

غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين ابن يحكم
التركي، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، وأبو القاسم إسماعيل
ابن أحمد بن عمر السمرقندي.
قرأت على أبي محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي، أنبأنا الأمير
الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر قراءة عليه وأنا أسمع في السابع من
شوال سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، أنبأنا المظفر بن الحسن بن لال، حدثنا أحمد ابن
عبد الرحمن الشيرازي الحافظ قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه،
حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغدادي بأنطاكية، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
بحير الحميري، حدثنا خالد بن نجيح، حدثنا سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن فافاه،
عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا تسبوا الأموات فإنهم قد
أفضوا ما قدموا " (1).
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن معمر القرشي: أن أبا نصر الحسن بن محمد
اليورنارتي أخبره، أنشدنا قاضي القضاة أبو محمد سليمان بن الحسين بن علي، أنشدنا
الأديب أبو سعد الحسين بن محمد بن علي، [أنشدنا] (2) الأمير أبو نصر علي بن هبة الله
ابن ماكولا الحافظ البغدادي في رئيس الرؤساء أبي الكفاة معمر بن علي، وكان
كاتب فاوود (3):
شكرت حظي حشمتها في زيارتي * لمجدك فيها ثم لي بعده الفخر
لأنك وفيت التحرم للندى * وقمت بأهل الفضل إذ قعد الدهر
فحسبك إذ أخجلتني متفضلا * فلا تولني بدا فلم يبق لي شكر
قلت: فأجابه رئيس الرؤساء:
مشيت إلى البحر الذي عب موجه * ولم يك للبحر الذي زرته قعر
فلما التقينا كدت أغرق هيبة * ولاغرو أن يرتاع من ضمه البحر
ونلت المنى من طلعة قمرية * فمرت بها الاقبال فارتفع القدر
فمن قر عينا بالذي قد لقيته * فأصغر من يعنو لخدمته الدهر

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 6 / 180.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) هكذا في الأصل
170

أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي، أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ، أنشدنا أبو عبد الله
الحميدي، أنشدنا الأمير أبو نصر علي بن هبة الله لنفسه:
ماذا على من قد أعلى بهجره * ولو كان عللني ببرد (1) رضابه
شبهته صنما وأفرط حسنه * من بعد ذاك فما أقيس رضا به
قرأت على عبد العزيز بن أحمد الشاهد بالقاهرة، عن محمد بن عبد الباقي بن
أحمد، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي، أنشدني الأمير أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر
لنفسه:
ألا ليت شعري هل يعود الذي مضى * فيرجع بالذكرى الحديث المناهيا
وهيهات يا بعد الذي قد طلبته * ففي غابر الأيام كان المنى هيا (2)
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني، عن أبي علي محمد بن محمد
ابن عبد العزيز بن المهدي الخطيب، وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان
الكاتب قالا: أنشدنا أبو نصر بن ماكولا لنفسه:
أميمة ما زال سكر الهوى * يغطي عيوبك عن ناظري
إلى أن كشفت قناع الحيا * وأبديت لي صفحة العاذر
وجئت فعلمت قلبي السلو * وما دار هجرك في خاطري
كلانا تبدل بعد الصدود * فلا ربحت صفقة الخاسر
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي ونقلته من
خطه، أنشدنا أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر لنفسه:
ولما تفارقنا تباكت قلوبنا * فممسك دمع عند ذاك كساكبه
فيا نفسي الحرى البسي ثوب حسرة * فراق الذي تهوينه قد كساك به
قال: وأنشدنا أبو نصر لنفسه أيضا:
وهيج أشواقي وما كنت ساليا * يبرين برق من ذرى الغور أومضا
ذكرت به عيش التصابي وطيه * ولست بناسيه وإن عاد أومضا
أنبأنا أبو القاسم الجذاء، عن أبي بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم قال:
أنشدني الأمير أبو نصر بن ماكولا لنفسه:

(1) في الأصل: " سرد ".
(2) انظر: معجم الأدباء 15 / 104.
171

أقول لقلبي قد سلا كل واجد * ونفض أثواب الهوى عن مناكبه
وحبك ما يزداد إلا تجددا * فيا ليت شعري ذا الهوى من مناك به
قرأت على بعد الوهاب بن علي الأمين، عن أبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد
السلام الكاتب قال: أنشدني الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا لنفسه:
قوض خيامك عن دار أهنت بها * وجانب الذل إن الذل يجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة * فالمندل الرطب في أوطانه حطب
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد البخلي، وأنبأنيه عند عبد الرحمن بن أحمد
القاضي قال: حدثني أبو المعالي هبة الله بن المبارك بن الدواتي قال: اجتمعت مع الأمير
أبي نصر بن ماكولا فقال لي: خذ جزئين من الحديث، واجعل متن الحديث الذي في
هذا الحديث الذي في الاسناد الذي في هذا الجزء من أوله إلى آخره وأرني حتى أرده
إلى حالته الأولى من أوله إلى آخره.
أخبرني عبد الرحمن بن أحمد الحاكم، عن أبي عامر العبدري قال: سمعت أبا عبد الله
الحميدي يقول: كان الأمير ابن ماكولا إذا سألناه عن شئ كأنه على طرف لسانه،
ولو عاش لجاء منه شئ، وما سألنا الخطيب عن شئ قط فأجابنا عنه من حفظه، إنما
يحيل على كتبه.
أنبأنا ذاكر بن كامل، عن محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت أبا إسحاق الحبال
يمدح أبا نصر بن ماكولا ويثني عليه ويقول: دخل مصر في زي الكتبة فلم نرفع به
رأسا، فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.
كتب إلى أبو القاسم عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني أبو منصور شهردار
ابن شيرويه بن شهردار الديلمي، أنبأنا أبي قال: علي بن جعفر العجلي: أبو نصر
البغدادي يعرف بابن ماكولا قدم علينا رسولا مرارا سمعت منه، وكان حافظا متقنا،
أحد من عني بهذا الشأن، وما كان في زمانه بعد، أبي بكر بن ثابت الخطيب أحد
أفضل منه، وحضر مجلسه الكبار من شيوخنا، سمعنا منه، سألناه عن مولده فقال:
ولدت بعكبرا في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر السلفي قال: سألت أبا
غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي نصر بن ماكولا فقال: كان حافظا فهما ثقة،
172

صنف كتبا في علم الحديث وغيره، وسمعت منه شيئا من تصنيفه.
كتب إلي أبو سعد الخليل بن بدر بن ثابت الراراني: سمعت أبا عبد الله محمد بن
عبد الواحد الدقاق الحافظ يقول: رأيت من الحفاظ المبرزين في العلم والحفظ الأمير أبا
نصر علي بن هبة الله بن جعفر الحافظ ابن ماكولا، صادفته بالري في سنة ست
وستين وأربعمائة في مسجد برأس روده وعلقت عنه أحاديث، وله كتاب كبير
مصنف في " المؤتلف والمختلف " طالعت بعضه واستفدت منه.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر، عن أبي طاهر السلفي قال: سألت أبا
نصر المؤتمن بن أحمد الساجي عن أبي نصر بن ماكولا فقال: كان له فهم وحسن
معرفة بالحديث مع وساطة البيت، لم يلزم طريقة أهل العلم فلم ينتفع بنفسه.
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، عن محمد بن طرخان قال: ولد أبو نصر بن ماكولا
بعكبرا في الخامس عشر من شعبان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
قرأت على أبي محمد بن الأخضر، عن أبي الفضل بن ناصر قال: كان أبو نصر ابن
ماكولا قد سافر نحو كرمان وكان معه مماليكه الأتراك فغدروا به وقتلوه وأخذوا
الموجود من ماله - رحمه الله، وذلك في سنة خمس وسبعين وأربعمائة لا
1011 - علي بن هبة الله بن علي بن عمر الدينوري، أبو الحسن بن أبي محمد:
من أهل باب المراتب، من بيت مشهور بالرئاسة والثروة والحشمة، سمع الشريف
أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيره، وحدث باليسير، سمع منه أبو الفضل
المبارك بن سعد الله بن بركة الدباس، وأبو الفضل أحمد بن سالم بن خميس البناء
الأنباري.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: مات أبو الحسن
علي بن هبة الله بن عمر في ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمسمائة لا
1012 - علي بن هبة الله بن إبراهيم بن القاسم بن زهمويه، أبو الحسن
الكاتب (1):
من أهل باب الأزج، سمع الشريف أبا ناصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وأبا

(1) انظر ترجمته في: هامش تكملة الاكمال ص 96. والأنساب 6 / 353.
173

الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن أبي حامد البخاري
قاضي حلب، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبا بكر أحمد بن علي ابن
الحسين بن زكريا الطريثيثي، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
كتب إلي أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة، أنبأنا أبو الحسن
علي بن هبة الله بن الحسن بن علي بن زهمويه بقراءة أبي عليه ببغداد، وأنبأنا أبو
القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط الهمداني بقراءتي عليه، أنبأنا أبي قالا:
أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر
ابن علي الوراق، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا
عيسى بن حماد أبو موسى التجيي، حدثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، أن أبا
حميد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعمل ابن اللتبية الأسدي
على بني سليم، وأنه جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما حاسبه قال: هذا مالكم وهذه هدية
أهديت إلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " هلا جلست في بيت أمك أو أبيك فلتأتك هديتك
إن كنت صادقا! " ثم قام فخطبنا فحمد الله ثم قال: " أما بعد! استعمل رجالا منكم
على أعمال مما والانا الله، فيأتي أحدكم فيقول: هذا مالكم وهذه هدية أهديت لي،
فهلا جلس في بيت أبيه وبيت أمه فتأتيه هديته! فلا والذي نفسي بيده لا تأخذن منها
شيئا بغير حقه إلا جئتم به يوم القيامة، ولأعرفن ما جاء الله رجل عمل بعيرا له رغاء
أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر " ثم رفع يديه حتى إني لأنظر إلى بياض إبطيه ثم قال:
" ألا هل بلغت، ألا هل أبصرت عيناي وسمعت أذناي " (1).
أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد، عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع
الجيلي قال: علي بن هبة الله بن زهمويه كان صحيح السماع متثبتا ضابطا.
أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري، أنبأنا أبو محمد عبد الخالق بن أسد بن
ثابت الحنفي قال: سألت علي بن هبة الله بن زهمويه عن مولده فقال: يوم الاثنين
ثاني المحرم سنة ستين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الحسن علي بن يحيى بن الطراح قال: مات ابن زهمويه في ليلة
الجمعة سابع ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة ودفن بمقبرة أحمد.

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 353. وصحيح مسلم 2 / 123. ومسند أحمد
5 / 423.
174

1013 - علي بن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف، أبو
الحسن الصوفي:
من ساكني القرية بدار الخلافة المعظمة، من بيت قديم مشهور بالتقدم والدين
والفضل، وقد تقدم ذكر جده، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري،
وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وأبا الفوارس عمر بن المبارك بن الخرقي، وأبا
الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، وأبا سعد محمد بن عبد الملك
الأسدي، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبا (1) محمد جعفر ابن أحمد
ابن الحسين السراج وغيرهم.
روى لنا عنه: عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي ابن
هبة الله بن علي بن عبد الملك بن يوسف الصوفي قراءة عليه، أنبأنا ثابت بن بندار،
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي، أنبأنا الوليد بن بكر العمري، حدثنا
منصور بن عبد الله أبو علي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن مسدد ابن
مسرهد الأسدي، حدثني أبي، حدثني مسدد بن مسرهد، حدثنا عيسى بن يونس، عن
هاشم بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل الهدية
ويثبت عليها (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت علي
ابن هبة الله بن علي بن عبد الملك بن يوسف عن مولده فقال: بعد التسعين
وأربعمائة.
قرأت بخط الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي قال: توفي شيخنا أبو الحسن
علي بن هبة الله بن يوسف ليلة الخميس ثالث عشر ربيع الأول من سنة اثنتين
وخمسين وخمسمائة بباب أبرز وحضرت الصلاة عليه.
1014 - علي بن هبة الله بن علي بن سهلان، أبو الحسن البيع:
من ساكني دار الخلافة، كان ذا مال وضياع ونعمة وافرة، سمع أبا بكر محمد بن
الحسين بن علي المزرقي، وأبا نصر غالب بن أحمد بن محمد الادمي القاري، وأبا طاهر

(1) في الأصل: " أنبأ ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 352. ومسند الإمام أحمد 1 / 295، 6 / 90.
175

الخباز الدينوري الشاعر، وحدث باليسير، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن
الخشاب، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي.
أخبرني أبو الحسن محمد بن المحسن بن هبة الله بن محمد الواعظ لفظا وإذنا،
أنشدنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن علي بن سهلان، أنشدنا الخباز الدينوري
الكرخي لنفسه:
ومشمر الأذيال في ممروحه * متوج تاجا من العقيان
بالحاشرية ظل يهتف سحره * ويصيح من طرب إلى الندمان
هبوا إلى شرب الصبوح فإنها * لصبوحكم لا للصلاة أذان
طلعت كؤوس الراح في أيديهم * مثل النجوم وغبن في الأبدان
يا طيب لذة هذه دنياكم * لو أنها بقيت على الانسان
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته - يعني أبا الحسن
ابن سهلان - عن مولده، فقال: في رجب سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وتوفي ودفن
يوم الجمعة رابع عشري ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وذكر أبو الفضل بن شافع وفاته كذلك ثم قال: ودفن بمقابر قريش.
وأخبرني أبو المحاسن الدمشقي أنه قرأ عليه شيئا وما كان لذاك أهلا سامحنا الله
وإياه - هكذا رأيته بخطه.
1015 - علي بن هبة الله بن أبي عيسى، أبو الحسن:
من أهل شهرابان، من بيت مشهور بالفضل والرئاسة والقضاء والعدالة، حدث
بشئ يسير عن أبي أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني، سمع منه شيخنا
القاضي الفقيه عبد الكريم بن المبارك بن محمد بن البلدي الحنفي وأولاده بجامع
شهرابان في مستهل جمادى الأولى سنة سبع وستين وخمسمائة، وكتب عنه بخطه.
1016 - علي بن هبة الله بن علي بن حمزة الحسيني، أبو القاسم بن أبي
السعادات، المعروف بابن الشجري:
من أهل الكرخ، كان والده من أعيان النحاة ببغداد، وسيأتي ذكره إن شاء الله،
وأبو القاسم هذا سمع مع والده الخطب النبهانية من إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي
الرقي في سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وقد سمع من والده أيضا، ورأيت خطه في
176

إجازة، كتبها في العشرين من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة.
1017 - علي بن هبة الله بن علي بن خلدون، أبو المعالي، المعروف بالبصري
الواعظ:
ذكر أنه ولد ببغداد بدرب السلسلة، وحمله أبوه إلى الكوفة فنشأ بها، فلما كبر
سافر إلى مكة وخرج منها إلى مصر فأقام بها قليلا، ثم قدم دمشق بعد العشر
وخمسمائة واستوطنها إلى حين وفاته، وكان أهل دمشق يقولون قد جاء الواعظ
البصري، فغلب عليه ذلك واشتهر به، سمع بدمشق أبا الحسن الموازيني، وأبا طاهر بن
الحنائي، وأبا محمد بن الأكفاني، وأبوي الحسن (1) علي بن المسلم بن قبيس، وعلي
ابن المسلم السلمي، وأبا الفتح نصر الله بن محمد المصيصي وغيرهم، وذكر أنه سمع
بالبصرة المقامات من مؤلفها أبي محمد الحريري، روى عنه: أبو محمد القاسم بن علي
ابن الحسن بن هبة الله الشافعي، وأبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن
صصري.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعين، أنبأنا أبو المعالي علي بن
هبة الله بن خلدون البغدادي الواعظ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين
السلمي، أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي، حدثنا أبو بكر
يوسف بن القاسم القاضي، أنبأنا أبو العباس محمد بن شادل الهاشمي النيسابوري بها،
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنبأنا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن
زيد بن خالد الجهني، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صلى ركعتين لم يسه فيهما غفر
الله له ما تقدم من ذنبه " (2).
قرأت في كتاب أبي المواهب بن صصرى بخطه قال: سألته - يعني أبا المعالي بن
خلدون - عن مولده فقال: في سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وتوفي عشية الاثنين ودفن صبيحتها الثالث عشر من ربيع الاخر سنة خمس وسبعين بمقبرة باب الفراديس ومتع
بسمعه وبصره إلى أن مات.
1018 - علي بن هبة الله بن علي بن علي بن هبة الله بن علي بن زهمويه،
أبو الفتح:

(1) في الأصل: " أبوى الحسن بن قبيس وعلي بن.... ".
(2) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4 / 117.
177

وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه آنفا، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله
ابن الحسين الدامغاني في رابع المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته، وتولى الاشراف
بديوان الجوالي، وخدم في عدة أعمال إلى حين وفاته، علقت عنه شيئا من شعره ولم
أجد له سماعا في شئ من الحديث، وكان حسن الاخلاق متواضعا، ذكر أن مولده
في سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة السبت الثامن عشر من المحرم سنة تسع
وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
9 1019 - علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن المطلب، أبو المكارم بن الوزير
أبي المعالي بن أبي سعد، الملقب بعز الدولة (1):
أخو زعيم الدولة أبي عبد الله محمد، وفخر الدولة أبي علي الحسن - وقد تقدم
ذكرهما، تولى أستاذية دار الخلافة المعظمة في أيام الامام المسترشد بالله في رجب سنة
تسع عشرة وخمسمائة، واستنيب في ديوان الزمامي في ذي القعدة من السنة المذكورة
لاصلاح السواد والعمارات، سمع شيئا من الحديث من أبي المعالي ثابت بن بندار
البقال، وما أظنه روى شيئا، بلغني أن مولده كان في جمادى (2) من سنة ثلاث وثمانين
وأربعمائة.
وقرأت في كتاب " التاريخ " لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو
المكارم بن المطلب في يوم الجمعة التاسع من رجب من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
1020 - علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن بن الصاحب، أبو القاسم:
ولي حاجبا في الباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمس وخمسمائة إلى أن توفي
في عشية الأحد سلخ جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش،
وكانت سيرته جميلة، وله معروف وصدقة، ذكر هذا صدقة ابن الحدا في تاريخه.
1021 - علي بن هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري، أبو الحسن بن أبي
البركات (3):
والد قاضي القضاة أبي طالب علي الذي قدمنا ذكره، كان فقيها فاضلا حسن

(1) انظر ترجمته في: تلخيص مجمع الآداب 4 / 1 / 268.
(2) هكذا في الأصل.
(3) انظر ترجمته في: مرآة الزمان 8 / 281.
178

المناظرة، قرأ الفقه على أسعد الميهني وأبي منصور ابن الرزاز، وسمع الحديث من والده
ومن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم،
وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم الثلاثاء ثالث
عشر شهر رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وخرج عن بغداد قبل
موته بسنين، ودخل الشام فأقام بها مدة، ثم توجه إلى بلاد الروم، وتولى القضاء هناك
بمدينة قونية (1) ولم يزل بها إلى أن توفي، ولم يكن محمود السيرة، وما أظنه روى شيئا
من الحديث.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين - ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي
ابن هبة الله بن البخاري العدل، أنشدني أبو الفتوح أحمد بن محمد الغزالي لبعضهم:
أظلت علينا منك يوما سحابة * أضاءت لنا برقا وأبطى رشاشها
فلا غيمها يجلو فناس طامع * ولا غيثها يأتي فيروى عطاشها
أنبأنا عبد الوهاب الأمين ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو الحسن علي بن هبة
الله بن محمد بن البخاري:
سقى ليلة بالأبرقين وهجعة * ندى الإبل من وادي الأراك سكوب
ليالي تدعوني العواذل في الهوى * فأعصي ويدعوني الهوى فأجيب
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: مولد علي بن هبة الله
ابن البخاري في سنة سبع وتسعين وأربعمائة، أجاز لي.
أنبأنا أبو البركات اليزيدي، عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذه الأيام - يعني أوسط المحرم - وصلت الاخبار
بموت أبي الحسن بن البخاري، توفي في شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة - والله
أعلم بالصواب.
1022 - علي بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد
ابن أبي منصور بن علي بن عبد السميع بن محمد بن عبد الواحد بن عيسى بن
محمد بن موسى بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن العباس بن عبد المطلب، أبو تمام بن أبي الفخار بن أبي منصور:

(1) في الأصل: " قوينة ".
179

من أهل باب البصرة، وسكن في آخر عمره بالكرخ، كان يتولى الخطابة بجامع ابن
المطلب، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين الدامغاني في يوم
الأربعاء لخمس خلون من المحرم سنة أربع وستمائة فقبل شهادته. وخدم في عدة
أعمال للديوان، سمع الحديث في صباه بإفادة خاله أبي القاسم بن الرويح بن أبي الفتح
محمد بن عبد الباقي بن البطي، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وأبي بكر أحمد
ابن المقرب الكرخي، وأبي الحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي، وغيرهم، كتبنا
عنه، وهو حسن الطريقة، محمود السيرة، متدين، ذو أخلاق جميلة وتواضع.
أخبرنا أبو تمام علي بن هبة الله بن محمد الخطيب بقراءتي عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد
ابن المقرب الكرخي قراءة عليه، أنبأنا النقيب أو الفوارس طراد بن محمد بن علي
الزينبي قراءة عليه، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، حدثنا أبو جعفر
محمد بن عمرو بن البحتري إملاء، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا محاضر، عن
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " احتجت الجنة
والنار فقالت الجنة: في ضعفة الناس ومساكنهم، وقالت النار: في الجبارون
والمتكبرون، فقضى بينهما: أنت رحمتي أرحم بها من أشاء، وأنت عذابي أعذب بك
من أشاء وكلتاكما على مملؤها ".
سألت أبا تمام الخطيب عن مولده فقال: ولدت يوم الجمعة مستهل المحرم سنة
إحدى وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء لليلتين خلتا من جمادى الآخرة من
سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور.
1023 - علي بن هبة الله بن مخروطة الكاتب:
من أهل باب الأزج، كان يتصرف في الاعمال الديوانية، وفيه أدب ويقول الشعر،
روى عنه أبو الحسن القطيعي (1) شيئا من شعره.
1024 - علي بن هبة الله بن مسعود البزاز، أبو الحسن بن أبي طاهر،
المعروف بالمغفل:
من أهل باب البصرة، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير، وكتب بخطه كثيرا من
الاجزاء والكتب الكبار، وقرأ كثيرا على الشيوخ، وسمع الناس بقراءته، واشتمل على

(1) في الأصل: " القيطعي ".
180

أبي القاسم بن السمرقندي بجامع المنصور، سمع الشريفين أبا علي محمد بن محمد بن
عبد العزيز بن المهدي، وأبا الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي، وأبا طالب
عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب
أحمد، وأبا عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء، وأبوي بكر محمد بن عبد
الباقي الأنصاري، ومحمد بن الحسين المزرفي، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش،
وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس المعروف بالبارع وخلقا كثيرا
من أصحاب أبي الحسين بن النقور، وأبي محمد الصريفيني، وأبي القاسم بن البسري،
وأبي نصر الزينبي، وأبي بكر الخطيب، ومات شابا لم يبلغ أوان الرواية، كتب عنه
شيخه أبو بكر الأنصاري حديثا، وأخرجه فيما كان يجمعه من مسانيد الخلفاء.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخطه وأنبأنيه عنه جماعة
قال: حدثني أبو الحسن علي بن هبة الله بن مسعود البزاز، أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن الحسين البزاز بباب البصرة، وأخبرتنا خديجة بنت أبي منصور موهوب بن
أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي بقراءتي عليها قالت: أنبأنا أبي قراءة عليه قالا:
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري البندار، حدثنا أبو أحمد
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن
عبد الله الصولي إملاء، حدثنا الحسين بن فهم، حدثنا يحيى بن أكثم، حدثنا أمير
المؤمنين المأمون، حدثنا هشيم، عن أبي الجهم، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي
هريرة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار " (1).
قلت: كان في أبي الحسن غفلة وسلامة مع فضله وصدقه وصلاحه وديانته،
ويحكى عنه في ذلك حكايات منها ما حدثني أبو العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجي
الشاهد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي يقول: رئي أبو
الحسن المغفل يوما ماشيا في السوق ويداه قد بسطهما كأنه يحمل شيئا، فقيل له: ما
هذا؟ فقال: إن أمي قد طلبت مني أن أشتري لها إجانة على هذا القدر وأنا أمضي
لأشتريها لها.
وحدثني ابن البندنيجي قال: رئى أبو الحسن يوما وبيده كوز فيه دهن للسراج
وهو يقطر من أسفله شيئا بعد شئ فقيل له: يا شيخ أبا الحسن إن هذا الكوز الذي

(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 1 / 57.
181

معك هو ذا يقط منه الدهن، فلعله مكسور! قال: فقلب الكوز وتأمل أسفله لينظر
فيه شئ أم لا، فانصب الدهن على ثيابه وعلى الأرض وضحك الناس منه.
وحدثني عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ قال: سمعت بعض المشايخ يحكى
أن أبا الحسن المغفل كان يوما يمشي على شاطئ دجلة، فرأى شيئا طافيا على وجه
الماء، فخلع ثيابه ونزل في الماء وسبح إلى أن لقي ذلك الطافي، إذا هو يقطينة مكسورة
فعاد سريعا ولبس ثيابه وقال: ظننته هاونا أنتفع به فوجدته يقطينة مكسورة - فضحك
من سمعه من قوله.
وذكر لي جماعة من أهل العلم: أن أبا الحسن المغفل كان قد قرأ كتاب " إصلاح
المنطق " لابن السكيت على البارع ابن الدباس، وكان سماعه من ابن المسلمة عدة
مرار، كان كلما قرأني بالكتاب نسخة مليحة أو صحيحة يقول: هذه لم أقرأ منها،
فيعود فيقرأه مرة أخرى.
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات الشيخ أبو
الحسن علي المغفل من أصحاب الحديث في يوم الأحد سلخ ذي الحجة سنة إحدى
وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم الأربعاء مستهل المحرم سنة اثنتين وثلاثين، وهكذا رأيت
وفاته بخط أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
1025 - علي بن هذاب العلثي، المعروف بالمهذب:
أديب، روى ببغداد شيئا من الأناشيد، كتب عنه: أبو عبد الله محمد بن محمد بن
حامد الكاتب الأصبهاني في سنة ستين وخمسمائة.
كتب إلى أبو عبد الله الأصبهاني ونقلته من خطه قال: أنشدني المهذب علي (1) بن
هذاب العلثي ببغداد قال: أنشدني أبو الحسين بن منير الطرابلسي يعني لنفسه:
انحلا فصد عن الحميم وما احتلا * ورأى الحمام نفعه فتوشلا
ما كان واديه بأول مرتع * دعوت طلاوته طلاه فأجفلا
وإذا الكريم رأى الخمول نزيله * في منزل فالحزم أن يترحلا
ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا * أفلا فليت بهن ناصية الفلا
لا ترض من دنياك ما أدناك من * دنس وكن طيفا جلا ثم انجلا

(1) في الأصل: " المهذب بن علي ".
182

فارق ترق كالسيف سل فبان في * متنيه ما أخفى القراب وأخملا
وصل الهجير بهجر قوم كلما * أمطرتهم عسلا جنوا لك حنظلا
وأنشدني علي المهذب ببغداد لابي الحسن علي بن مسهر الموصلي من قصيدة
طويلة:
على الموارد بين السمر والحدق * فردفان المنايا مورد الآبق
وأطيب العيش ما تجنيه من تعب * وأعذب الشرب ما يصفو من الريق
يا دار درتك أخلاف الغمام على * مر النسيم بحارى العرب منبعق
وإن عدتك عوادي المزن فانتحفي * ما روض الأرض من أجفان ذي عرق
1026 - علي بن هشام بن عبد الله بن أبي قيراط، أبو الحسين الكاتب:
حدث عن أبي الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي، وإبراهيم بن محمد بن عرفة
النحوي المعروف بنفطويه، وأبوي عبد الله زنجي الكاتب، والباقطائي، وأبي الحسن
المظفر بن يحيى الشرابي، روى عنه: القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي، وكان
كاتبا أديبا شاعرا.
أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين علي الكوفي
قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي، أنبأنا أبو القاسم
علي بن المحسن بن علي التنوخي قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو الحسين علي بن
هشام بن عبد الله بن أبي قيراط الكاتب البغدادي قال: سمعت أبا عبد الله الباقطائي
الكاتب يقول: سمعت أبا القاسم عبيد الله بن سليمان يحدث في وزارته قال: قال لي
أبي: أصبحت يوما وأنا في حبس محمد بن عبد الملك الزيات في خلافة الواثق آنس ما
كنت من الفرح وأشده محنة وغما حتى وردت على رقعة أخي الحسن بن وهب
وفيها:
خطب أبا أيوب جل محله * فإذا جزعت من الخطوب فمن لها
إن الذي عقد الذي انعقدت * عقد المكاره فيك يحسن حلها
فاصبر فإن الله يعقب فرجه * ولعلها أن تنجلي ولعلها
وعسى تكون قريبة من حيث لا * ترجو ويمحو عن حدك ذلها.
قال: فتفاءلت بذلك وقويت نفسي فكتبت إليه:
183

صبرتني ووعظتني فأنا لها * وستنجلي بل لا أقول لعلها
ويحلها من كان صاحب عقدها * ثقة به إذ كان يملك حلها
قال: فلم أصل العتمة من ذلك اليوم حتى أطلقت فصليتها في داري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن بن علي التنوخي، عن أبيه قال: أنشدني أبو الحسين علي بن هشام لنفسه:
ضنى جسمي أبا حسن ودمعي * شهيدا لي بما تخفى الضلوع
فشاهد صحة البلوى سقامي * وشاهد صحة الشكوى الدموع
قال: وأنشدني علي بن هشام أبو الحسين لنفسه:
أيا بديعا بلا شبيه * ويا حقيقا بكل تيه
يامن جفاني فما أراه * هب لي رقادا أراك فيه
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسين هلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: في يوم
الاثنين لأربع بقين من صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة توفي أبو الحسين علي بن
هشام، وكان مولده ببغداد في يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة
إحدى وتسعين ومائتين.
1027 - علي بن هشام الرقي:
حدث عن أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل النفيلي الحراني، وأبي
مروان هشام بن خالد الأزرق القرشي، روى عنه أبو جابر إبراهيم بن عبد العزيز
الموصلي، ومات ببغداد.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب إلى أبو محمد بن الأكفاني: أن علي بن الحسين
الثعلبي أخبره، أنبأنا تمام بن محمد الرازي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين (1) بن
علان الحافظ الحراني في " تاريخ الجزيرة " (2) من جمعه قال: علي بن هاشم الرقي كان
فاضلا زاهدا، مات ببغداد سنة تسعين ومائتين.
1028 - علي بن هشام البنوي:
شاعر بغدادي وهو القائل:

(1) في الأصل: " بن الحسن ".
(2) في الأصل: " تاريخ الجروين ".
184

يا موقد النار يذكيها ويخمدها * قر الشتاء بأرواح وأمطار
قم فاصطل النار من قلبي مضرمة * بالشوق تغن بها يا موقد النار
1029 - علي بن هلال بن خميس الفاخراني، أبو الحسن الضرير:
من أهل الفاخرانية، قرية من أعمال واسط. قدم بغداد واستوطنها، وقرأ القرآن
وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وسمع الحديث من أبي الحسين بن يوسف، وشهدة
الكاتبة، وخديجة بنت النهرواني، وأمثالهم، وكان فقيها فاضلا متدينا حسن الطريقة،
وقد سمعت منه الحديث ولا أعرفه.
قرأت بخط أبي القاسم عبيد الله بن المبارك بن الشيبي قال: أنشدني أبو الحسن
علي بن هلال بن خميس الفاخراني الواسطي:
صبغت دواتك من يوميك فاشتبهت * على الأنام ببلور ومرجان
فيوم سلمك مبيض بصفو يدي * ويم [حربك] (1) قال بالدم القاني
توفي الفاخراني يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة اثنتين
وتسعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
ذكر عبد المنعم بن أبي نصر الباجسرائي الفقيه أنه رأى الفاخراني في المنام بعد
موته فقال له: ما فعل الله بك؟ قال: احترمني كما يحترم الفقهاء، وأذن لي أن آكل وأشرب، ولا أبول ولا أتغوط.
1030 - علي بن هلال بن البواب، أبو الحسن الكاتب، مولى معاوية بن أبي
سفيان (2): صحب أبا الحسين بن سمعون الواعظ، وقرأ الأدب على أبي الفتح بن جني، وسمع
من أبي عبيد الله المرزباني وغيره، وكانت عنده معرفة بتعبير الرؤيا، وكان يقص على
الناس بجامع المنصور، وكان له نظم ونثر حسن، وإليه انتهت الرئاسة في حسن الخط
وجودة الكتابة، واتخذ لنفسه [طريقة] (3) اقتدى الناس به فيها وشبهوا بخطه، ونال من
رفيع الذكر وسمو المرتبة في الخط ما لم ينله أحد من أبناء جنسه، ورزق من حلاوة
الخط وعبرته وعلا قيمته وتهافت الناس عليه ما لم يرزقه من كان قبله من الكتاب.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر ترجمته في معجم الأدباء 15 / 120. والعبر 3 / 113.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
185

أنبأنا أبو أحمد الأمين، عن أبي الفضل الفارسي: أن أبا علي الحسن بن أحمد البناء
أخبره ونقلته من خط أبي علي قال: حكى لي أبو طاهر بن الغفاري، أن أبا الحسن بن
البواب أخبره أن ابن نبهان استدعاه فأبى المضي إليه وتكرر ذلك، قال: فمضيت إلى
أبي الحسن القزويني وقلت: ما ينطقه الله به أفعله، قال: فلما دخلت إليه قال لي: يا
أبا الحسن ما أخبرك عنا؟ فاعتذرت إليه ثم قال: قد رأيت مناما فقلت مذهبي تفسير
المنامات من القرآن فقال: رضيت، ثم قال: كأن الشمس والقمر قد اجتمعا وسقطا
في حجري، قال: وعنده فرح بذلك كيف يجتمع له الملك والوزارة وهو لا يدري ما
تأويله، فقلت: قال الله تعالى * (وجمع الشمس والقمر * يقول الانسان يومئذ أين
المفر * كلا لا وزر) * وذكرت هذه ثلاثا، قال: فنهض ودخل حجرة النساء ونهضت
ومضيت إلى منزلي، فلما كان بعد ثلاثة أيام انحدر (1) ألى واسط على أقبح حال وكان
قتله هناك.
أنبأنا أبو منصور بن أبي القاسم البزار، عن محمد بن أبي طاهر الشاهد قال: كتب
إلى أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي قال: حدثني أبو الحسن محمد بن علي
ابن نصر الكاتب قال: حدثني أبو الحسن علي بن هلال المعروف بابن البواب قال:
كنت أتصرف في خزانة الكتب لبهاء الدولة بشيراز على اختياري وأراعيها له وأمرها
مردود إلي، قال: فرأيت يوما في جملة أجزاء منبوذة جزءا مجلدا بأسود قدر السكري،
ففتحته فإذا هو جزء من ثلاثين جزءا من القرآن بخط أبي علي بن مقلة، فأعجبني
وأفردته وجعلت وكدي التفتيش على مثله، فلم أزل أظفر بجزء بعد جزء مختلط في
الكتب إلى أن اجتمع تسعة وعشرون جزءا وبقي جزء واحد، واستغرقت تفتيش
الخزانة في مدة طويلة فلم أظفر به، فعلمت أن المصحف ناقص فأفردته ودخلت إلى
بها الدولة وقلت: يا مولانا! هاهنا رجل يسأل حاجة لا كلفة فيها، وهي مخاطبة
أبي علي الموفق على معونته في منازعة بينه وبين خصم له، ومعه هدية ظريفة تصلح
لمولانا، قال: أي شئ هي؟ قل: مصحف بخط أبي علي بن مقلة، فقال: هاته وأنا
أتقدم بما تريد، فأحضرت الاجزاء فأخذ منها واحدا فقال: أذكر وكان في الخزانة ما
يشبه هذا وقد ذهب عني، قلت: هذا مصحفك وقصصت عليه القصة في طلبي له
حتى جمعته، وقلت: هكذا يطرح يصحف بخط أبي علي ينقص جزء، فقال لي: فتممه
لي، قلت: السمع والطاعة ولكن على شريطة لا تبصر الجزء الناقص منا ولا تعرفه

(1) في الأصل: " أيام أحذر ".
186

وعلى أن تعطيني خلعة ومائة دينار! قال: أفعل، وأخذت المصحف من بين يديه
وانصرفت إلى داري ودخلت الخزانة أقلب الكاغذ العتيق وما يشابه كاغذ المصحف،
وكان فيها من أنواع الكاغذ السمرقندي والصيني والعتيق كل ظريف عجيب،
فأخذت من الكاغد ما وافقني وكتبت الجزء وأذهبته وعتقت ذهبه وقلعت جلدا (1)،
من جزء [من] (2) الاجزاء فجلدته به، وجلدت الذي قلعت منه الجلد وعتقته، ونسي
بهاء الدولة المصحف ومضي على ذلك نحو سنة، فلما كان ذات يوم جرى ذكر أبي
علي بن مقلة فقال لي: ما كتبت ذلك؟ قلت: بلي، قال: فأعطيته! فأحضرته
المصحف كاملا، فلم [يزل] (3) يقلبه جزءا جزءا وهو لا يقف على الجزء الذي يخطي،
ثم قال لي: أيما هو الجزء الذي بخطك؟ قلت: لما لك تعرفه فيغتر في عينك هذا
مصحف كامل بخط أبي علي بن مقلة ونكتم سرنا، قال: أفعل، وتركه في ربعة عند
رأسه ولم يعده إلى الخزانة، أقمت مطالبا بالخلعة والدنانير، وهو يمطلني ويعدني، فلما
كان يوما قلت: يا مولانا في الخزانة بياض صيني وعتيق مقطوع وصحيح، فتعطيني
المقطوع منه كله دون الصحيح بالخلعة والدنانير، قال: مر [و] خذه! فمضيت
وأخذت جميع ما كان فيها من ذلك النوع فكتبت فيه سنين.
قرأت في كتاب بعض الفضلاء قال: ومن شعر علي بن هلال بن البواب الكاتب
ما قاله في ضمن رسالة وهو:
فلو أني أهديت ما هو فرض * للرئيس الاجل من أمثالي
لنظمت النجوم عقدا إذا رصع * غيري جواهرا بلالي
ثم أهديتها إلى وأقرر * ت بعجزي في القول والأفعال
غير أني رأيت قدرك يعلو * عن نظير ومشبه ومثال
فتفاءلت في الهدية بالأقلام * علما مني بصدق الفال
فاعتقدها مفاتح الشرق والغر * ب سريعا والسهل والأجبال
فهي تستن إن جرين على القر * طاس بين الارزاق والآجال
فاختبرها موقعا برسوم ال‍ * بر والمكرمات والافضال
واحظ بالمهرجان وابل جديد * الدهر في نعمة بغير زوال

(1) في الأصل: " جزءا ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
187

وابن المجد صاعد الجد عزا * والرئيس الاجل نعم المعالي
في سرور وغبطة تدع ال‍ * حاسد منها مقطع الأوصال
عضدتها السعود واستوطن * الافبال فيها وسألمتها الليالي
أيها الماجد الكريم الذي يبدأ * بالعارفات قبل السؤال
إن آلاءك الجزيلة عندي * شرعت لي طريقة في المقال
أمتني لديك من هجنة ال‍ * رد وفرط الاضجار والاملال
وحقوق العبيد فرض على ال‍ * سادة في كل موسم للمعالي
وحياة الثناء تبقى على الدهر * إذا ما أنقضت حياة المال (1)
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي السعود أحمد بن علي المحلي، أنبأنا أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: وعلي بن أبو الحسن بن البواب صاحب
الخط المستحسن المذكور رأيته، وكان رجلا دينا، لا أعلمه روى شيئا من الحديث،
وقد قال أبو العلاء أحمد بن عبيد الله بن سليمان المعرى في قصيدة له:
ولاح هلال مثل نون أجادها * بماء النضار الكاتب ابن هلال
قرأت في كتاب أن أبا الحسن البتي الكاتب كان مزاحا وأنه اجتاز على باب الوزير
فخر الملك أبي غالب محمد بن خلف، وعلي بن هلال جالس على بابه ينتظر الاذن،
فقال له البتي: جلوس الاستئذان على العتب رعاية للنسب، فغضب ابن البواب وقال:
لو أن إلى أمر ما مكنتك من دخول هذه الدار، فقال البتي: لا يترك الأستاذ صنعة
الوالد بحال.
قرأت في كتاب المتعنسس الأديب بخطه قال: لمحمد بن الليث الزجاج الموصلي
يهجو ابن البواب صاحب الخط، وكان إذ ذاك منقطعا إلى الشريف الرضي وملازما
له:
هب لنا الموسوي بابن هلال * وانع من شئت من ذوي الأحوال
ذاك عين الهدى وأنت عمى * الأعين والنقص مولع بالكمال
قال وله فيه:
أيهذا الشريف حاشاك حاشاك * نرى في فنائك ابن هلال

(1) على هامش الأصل ما نصه: " هذه الأبيات لمحمد بن منظور تلميذ ابن البواب ورأيتها بخطه في
رسالة، وكان خطه يشبه خط ابن البواب ".
188

هو نحس النحوس في سادة العز * وسعد السعود في الأنذال
انظر اللام من هلال تجدها * فيه مشكولة بلا إشكال
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف، عن أبي نصر محمد بن الفضل الأصبهاني، أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه قال: سنة ثلاث عشرة وأربعمائة أبو
الحسن علي بن هلال (1) بن البواب صاحب الخط يوم السبت ثاني جمادى الأولى -
يعني مات، قال: وكان من أهل السنة.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسن محمد بن عبد الملك بن الهمداني قال:
ودخلت سنة ثلاث عشرة وأربعمائة في جمادى الأولى توفي أبو الحسن ابن البواب
صاحب الخط السن، ودفن في جوار أحمد، وكان يقص بجامع المدينة، وجعله فخر
الملك أحد ندمائه لما دخل إلى بغداد، ورثاه المرتضى بقوله:
رديت يا ابن هلال والردى عرض * لم يحم منه على سخط له البشر
ماضر فقدك والأيام شاهدة * بأن فضلك فيها الأنجم الزهر
أغنيت في الأرض والأقوام كلهم * من المحاسن ما لم يغنه المطر
فللقلوب التي أبهجتها حزن * وللعيون التي أقررتها سهر
وما لعيش وقد ودعته أرج * ولا لليل وقد فارقته سحر
وما لنا بعد أن أضحت مطالعنا * مسلوبة منك أوضاح ولا غرر
1031 - علي بن الهيثم الكاتب الأنباري، المعروف بجونقا (2):
كان من جملة الكتاب في ديوان المأمون ومن كان بعده من الخلفاء، وكان أديبا
فاضلا كثير التقعير في كلامه مستعملا للعويص من اللغة في مجاوراته.
قرأت في كتاب " معجم الشعراء " لمحمد بن عمران المرزباني قال: علي بن الهيثم
الثعلبي كتاب الفضل بن الربيع كان لسنا فصبحا شاعرا، عاتبه الفضل يوما على
تأخره عنه وزاد عليه فقال:
وجدني الفضل رخيصا جدا * فعقني وازور عني صدا
وظن والظنون قتد تعدا * أني لا أصيب منه بدا
أعد منه ألف يد عدا

(1) في الأصل: " بن هليل ".
(2) انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15 / 134.
189

قال: وانصرف فلم يعمل للسلطان عملا.
1032 - علي بن ياسر بن علي بن طلحة بن ياسر، أبو الحسن الصوفي
الخياط:
روى عنه: أبو بكر بن كامل بن أبي غالب في معجم شيوخه، وفي مجموعاته
أناشيد له ولغيره.
أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنشدنا أخي أبو بكر
المبارك بن كامل قال: أنشدني علي بن ياسر الصوفي لعمرو بن عامر الرقاشي:
تذكرت إخوانا تبدد شملهم * وكانوا هم إلفي وخالصتي دهرا
فمن نازح شطت به غربة النوى * ومن هالك أودى وأبقى له ذكرا
قال: وأنشدني علي بن ياسر الصوفي لغيره:
لولا تذكر أيامي بذي سلم * وعند رامة أوطاري وأوطاني
لما قدحت بنار الشوق في كبدي * ولا بللت بماء الدمع أجفاني
وأنشدني علي بن ياسر لاخر:
وإني لمجلوب لي الشوق كلما * تنفس شاك أو تألم ذو وجد
ولولا تداوى القلب من ألم الهوى * بذكر تلاقينا قضيت من الوجد
قرأت في كتاب " سلوة الأحزان " لابي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه عنه ابنه يوسف
قال: أنشدني علي بن ياسر الصوفي لنفسه:
أخذوه مني فعيل اصطباري * قمر الليل أو كشمس النهار
وجنة الحبيب وردة في يميني * جعلت وجنتي كلون النهار
1033 - علي بن ياقوت بن عبد الله، أبو الحسن، مولى عنبر بن عبد الله
الصوري:
ولد بالدمشق ونشأ ببغداد، وسمع بها الكثير وكتب بخطه، سمع أبا منصور محمد بن
أحمد بن علي الخياط المقرئ، وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، وأبا
القاسم علي بن أحمد بن بكرون، و [روى عنه] (1): أبو القاسم أحمد بن ترمش
الخياط.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
190

أنبأنا أحمد بن ترمش، أنبأنا علي بن ياقوت أبو الحسن الدقاق قراءة عليه، أنبأنا أبو
منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط، وأنبأنا أبو علي الحسن بن المبارك بن الحسن
الواعظ، أنبأنا جياش بن عبد الله العفاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد العلاف قالا:
أنبأنا عبد الملك بن بشران، أنبأنا دعلج بن أحمد، حدثنا ابن خزيمة، حدثنا محمد بن
عبد الله بن عبيد بن عقيل، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن
عمارة بن غزية، عن عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن
النعمان: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله إذا أحب عبدا أحماه الدنيا كما يظل أحدكم
يحمي سقيمه الماء " (1).
1034 - علي بن ياقوت بن عبد الله، أبو الحسن التيماري:
كتب عنه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي إنشادا سمعه من لفظه.
1035 - علي بن يحيى بن أحمد، أبو الحسن الحوى:
قدم بغداد وحدث بها عن أبي مسلم محمد بن أحمد بن الحسين الأصبهاني المقرئ،
روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد النهاوندي في فوائده.
كتب إلى أبو جعفر، وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني: أن يحيى
ابن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما، أنبأنا أبو بكر محمد بن لامع
النهاوندي المعروف بمدوس المقرئ قراءة عليه بهمدان في شعبان سنة تسع وخمسين
وأربعمائة، أنبأنا أبو الحسن علي بن يحيى بن أحمد الحوى قدم علينا بغداد، حدثنا أبو
مسلم محمد بن أحمد بن الحسين الأصبهاني المقرئ، حدثنا عمر بن سليمان أبو
حفص، حدثنا عبد الله بن محمد بن حبان، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا
عمرو بن عثمان، حدثنا الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن
يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " العالم والمتعلم شريكان في
الاجر، ولا خير في سائر الناس " (2).
1036 - علي بن يحيى بن أحمد، أبو القاسم الصوفي، المعروف بسبط حامد
البناء:

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 24.
(2) انظر الحديث في: الجا مع الصغير 2 / 58.
191

من أهل دار القز، وسكن في آخر عمره بيات المراتب، سمع أبا الفتح عبد الملك بن
أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، وأبا الوقت السجزي، وذكر لنا أنه سمع من أبي
بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وقرأ عليه رفيقنا جعفر بن محمد العباسي شيئا من
أمالي الجوهري - وكان علية طبقة على الأنصاري فيها - وأبو القاسم بن حامد بن
البناء، وذكر الشيخ أن حامدا جده وأنه كان يعرف به ولا يعرف بأبيه، وكان سماعه
في سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وتوافقنا عن سماعه منه وكان سماعه صحيحا في
شئ من سماع الترمذي من الكروخي، ولم يتفق اي أن أسمع منه شيئا، وقد اجتمعت
به مرارا وطلبت منه الإجازة بجميع مروياته فأجاز لي وكتب خطه بذلك، وكان
شيخا حسنا يفهم طرفا من العلم وفيه تميز وطريقته حميدة، وأظنه عاش حتى جاوز
الثمانين.
أخبرني أبو القاسم علي بن يحيى بن أحمد سبط حامد البناء إجازة، وأبو محمد عبد
العزيز بن محمود بن الأخضر بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي
القاسم الكروخي قراءة عليه في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، أنبأنا القاضي أبو عامر
محمود بن عبد الصمد الغور جي قالوا: أنبأنا عبد الجبار بن محمد الجراحي، حدثنا محمد
ابن أحمد أبو العباس المحبوبي، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا
أبو قتيبة، عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله
صلى اله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثا لتعقل عنه.
أنشدني أبو عبد الله بن سعيد الحافظ قال: أنشدني أبو القاسم علي بن
يحيى بن أحمد الصوفي المعروق بسبط حامد البناء من حفظه:
ذهب الناس...... *... (2) كل الا القليل كلاب
أن [من] (1) لم يكن على الناس ذئبا * أكلته في ذا الزمان الذئاب
غير أن الوجوه فط صور الناس * وأبدانهم عليها ثياب
ليس تلقى ألا كذوبا بخيلا * بين عينيه للأناس كتاب
توفى أبو القاسم الصوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، ودفن عند عقد ابن عرب

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) بياض في الأصل مكان النقط.
192

في مقبرة هناك قريبا من باب المراتب.
1037 - علي بن يحيى بن الحسن بن بركة التاجر، أبو الحسن ابن أخت
شيخنا أبي الفرج بن الجوزي
سمع بإفادة خاله من أبوي الفضل محمد بن عمر الأرموي ومحمد بن ناصر الحافظ،
وكانت له إجازة من أبي محمد بن عبد الباقي الأنصاري، كتب عنه.
أخيرنا علي بن يحيى التاجر، أنبأنا أبو الفضل الشريف أبو الحسين محمد بن
علي بن المهتدي بالله من لفظه، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري قراءة عليه، حدثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا
يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن أبي، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله أو تطهر فأحسن طهره ومس ما كتب
الله له من طيب أهله أو من دهن أهله ولبس من أحسن ثيابه ثم أتى المسجد فلم يلغ
ولم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمة الأخرى " (1).
قرأت بخط شيخنا أبي الفرج بن الجوزي قال: ولد ابن أختي أبو الحسن في ثاني
ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين - يعني وخمسمائة، قلت: وتوفي ليلة الاثنين الثامن عشر من شهر رمضان من سنة تسع وتسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1038 - علي بن يحيى بن خالد بن برمك، أخو جعفر بن يحيى البرمكي:
روى عن أبيه، روى عنه ابن ابنه [علي بن] (2) محمد بن علي.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر، عن أبي العلاء صاعد بن سيار
الإسحاقي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العمري، أنبأنا أبو منصور طاهر بن
العباس بن منصور بن عمار المروزي بمكة، أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن علي
الحفاظ - قال: حدثني أحمد بن علي النديم ببغداد، حدثنا علي بن محمد بن علي
البرمكي قال: سمعت جدي علي بن يحيى بن خالد البرمكي سمعت يحيى بن
خالد البرمكي يقول لكاتبه وقد رآه يدرج كتابه في بسم الله الرحمن الرحيم جود

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 752
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
193

جود اسم الله تعالى! فان أبا عبد الله مالك بن أنس الفقه كتب إلى كتابا قال فيه:
ورد على كتابك فرأيتك قد استخفت باسم ربك وكتبته غير مبين من غيره وقد
سمعت نافعا مولى ابن عمر يقول: سمعت ابن عمر يقول: كان عثمان بن عفان يكتب
بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فرآه يخفف خطه ولا يبين حروفه، فقال له: يا عثمان: أنما عميت
أو خففت من الحروف فلا تعم ولا تخفف اسم ربك فإني ضامن لمن بينه وجوده
وعظمه قصرا في الجنة.
قال السلامي: وهذا حديث منكر.
1039 - علي بن يحيى بن عبد الرحمن بن الصائغ، أبو الحسن:
من أهل باجسري، وهو أخو عبد الجبار بن يحيى (1) الذي تقدم ذكره، كان شيخا
صالحا مجاورا بالمسجد الجامع بباجسري منعكفا على العبادة، وحدث بالإجازة عن
أبي بكر المزرفي، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزل حديثا أوردناه في ترجمة
أخيه.
1040 - علي بن يحيى بن عبد الكريم بن الفقيه، أبو الحسن:
من أهل البندنيجين، سكن بغداد مدة وسمع بها كتاب " الصحيح " للبخاري من أبي
الوقت الصوفي، وعلت سنه ولم يرو شيئا فيما أعلم، وكان متزهدا متنسكا متغطا في
منزله لا يخرج منه ولا يراه أحد، ويبقى أياما لا كل الطعام، اتهم أن بعض الأمراء
أودع عنده مالا فقبض عليه وحمل إلى البندنيجين وعوقب وأخذ المال منه، وبقي محبوسا هناك مدة طويلة إلى أن توفي في محبسه في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من
شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستمائة، وقد نيف على الستين.
1061 - علي بن يحيى بن علي بن عبد الله بن الطراح، أبو الحسن بن أبي
محمد بن أبي الحسن المدبر:
من أولاد المحدثين، حدث هو وأبوه وجده، وقد قدمنا ذكره، طلب الحديث
بنفسه، وسمع الكثير من والده ومن آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وهبة
الله بن أحمد بن عمر الحريري، وهبة الله بن عبد الواحد بن أحمد الواسطي، وإسماعيل
ابن أحمد بن السمرقندي، وأبي غالب أحمد، وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد

(1) في الأصل: " عبد الجبار بن عبد الجبار ".
194

ابن البناء وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي البركات يحيى بن عبد
الرحمن بن حبيش الفارقي ومن جماعة من أصحاب أبي الحسين بن النقور، وأبي
القاسم بن البسري، وأبى نصر الزينبي، وأبي بكر الخطيب، وبالغ في الطلب حتى سمع
من أصحاب عاصم بن الحسن، وطراد الزينبي، وأبي الخطاب بن البطر، وأبي عبد الله
ابن طلحة، وحصل الأصول الحسنة، وكتب بخطه كثيرا، وكان صدوقا، ولم يكن
يعرف شيئا من علم الحديث، وحدث بالكثير، روى عنه شيخنا أبو الفرج بن الجوزي
في كتاب " المسلسلات " من جمعه، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ،
وأبو المعالي محمد بن أحمد بن صالح بن شافع.
أخبرني أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا علي بن يحيى بن الطراح بقراءتي عليه، أنبأنا أبو
القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأخيرنا أبو القاسم فرج بن معالي القصباني
قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قالا: أنبأنا علي بن أحمد بن
محمد بن البندار، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم، حدثنا أبو بكر
يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق الكاتب إملاء، حدثنا جدي، حدثنا
شبابة، عن إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث.
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: سألت أبا الحسن ابن الطراح عن
مولده فقال: في ثاني صفر سنة إحدى وخمسمائة، وتوفي ليلة الاثنين خامس عشر
شهر رمضان من سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية، ورأيت بخط أبي
الحسن بن الطراح: مولدي سنة اثنتين وخمسمائة - والله أعلم.
1042 - علي بن يحيى بن علي بن علي بن إسماعيل، أبو المكارم الكاتب،
المعروف بالزينب:
من أولاد الكتبة وأرباب الولايات، أحدث له إجازة وهو طفل من مشايخ أصبهان
أبي سعد محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد المطرز، وأبي منصور محمد بن عبد الله
ابن عبد الواحد بن مندويه الشروطي، وأبي سعد محمد بن علي السفرنج، وتفرد
بالإجازة عنهم، وعن أبي علي الحداد، وغانم بن محمد البرجي، واقرئ على كثيرا
بالإجازة عن هؤلاء، ولم يكن الحديث من شأنه، ذكر لي عنه أنه أول ما ظهرت له
الإجازة، وقصده أصحاب الحديث السماع منه أنكر ذلك وقال: ما سمعت شيئا من
195

الحديث قط، فقيل له: هذه إجازة أخذها لك بعض جيرانك، فقال: ما رأيت أحدا
أكثر فضولا من أخذها وما دعاه إلى هذا.
أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري الحافظ بقراءتي عليه بمكة قال:
قرأت على أبي المكارم علي بن يحيى بن علي بن إسماعيل الكاتب، أخبرك أبو القاسم
غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي إجازة، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن ماشاذه،
أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا الحضرمي، حدثنا عبد
الحميد بن صالح، أنبأنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمجذمين. فقال: ما كان هؤلاء يسألون الله العافية.
سألت شيخنا أبو الفتوح عن أبي المكارم فقال: كان جليلا لا بأس به، بلغني أن أبا
المكارم بن إسماعيل ولد في سنة خمسمائة، وتوفي يوم السبت لثلاث خلون من ذي
الحجة من سنة تسعين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش.
1043 - علي بن يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس، أبو الحسن:
من أهل الأنبار، سكن بغداد، وكان ينزل بباب البصرة، وهو أخو أبي بكر،
وعثمان اللذين تقدم ذكرهما، سمع بالأنبار أبا نصر يحيى بن علي بن محمد الخطيب،
وببغداد أبا زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، والوزير أبا المظفر يحيى بن محمد
ابن هبيرة، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا
حسن الاخلاق مليح السمت صدوقا.
أخبرنا علي بن يحيى بن عيسى الأنباري بقراءتي عليه، أنبأنا أبو نصر يحيى بن علي
ابن محمد بن محمد الخطيب قراءة عليه، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد
الله الفارسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار إملاء، حدثنا حميد بن الربيع،
حدثنا أبو علقمة الفروي، حدثنا هشام بن عروة، عن يسرة قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مس فرجه فليتوضأ " (1).
سألت ابن إدريس عن مولده بالأنبار في رجب سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة،
وتوفي في شهر رمضان سنة خمس عشرة وستمائة.

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 12.
196

1044 - علي بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن سعيد، أبو الحسن الشقاق
المقرئ:
جارنا بالظفرية، سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله الدباس
وهو كبير، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا صالحا حسن الطريقة متدينا حافظا
لكتاب الله عز وجل كثير التلاوة، وكان يشق الخشب ويأكل من كسب يده، وكان
والده يعرف بالمهلكان.
أخبرني علي بن يحيى الشقاق بقراءتي عليه على باب منزلنا، أنبأنا عبيد الله بن
عبد الله الدباس، أنبأنا الحسين بن علي البندار، أنبأنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار
السكري، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الهادي، حدثنا عبد
الرزاق بن همام، أنبأنا معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي
الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ويل للعقب من النار " (1).
توفي علي الشقاق في جمادى الآخرة أو رجب من سنة عشر وستمائة فجأة، وله
سبعون سنة.
1045 - علي بن يحيى بن مكي بن رجاء، أبو محمد البغدادي المعدل:
ذكره أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان في كتاب " تاريخ الغرباء القادمين مصر "
من جمعه، وقال: حدثت عنه بحكايات.
1046 - علي بن يحيى بن نجا الإسكاف، أبو الحسن القارئ:
روى عن أبي علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ حكايات رواها عنه أبو
نصر هبة الله بن علي بن المحلي.
1047 - علي بن يحيى بن نزار بن سعيد المنبجي، أبو القاسم بن أبي الفضل
التاجر:
ولد ببغداد ونشأ بها، وسمع الحديث من أبي الوقت الصوفي، وحدث
بالإسكندرية، سمع منه الوحيد عبد العزيز بن عيسى اللخمي وابنه عيسى، وكان أديبا
يقول الشعر.

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 14،، 28.
197

أخبرني عيسى بن عبد العزيز اللخمي بالإسكندرية، أنبأنا أبو القاسم علي بن يحيى
ابن نزار المنبجي قدم علينا بالإسكندرية بقراءة أبي عليه وأنا أسمع في سنة أربع وسبعين
وخمسمائة، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي ببغداد، وأنبأنا
أبو محمد بن الأخضر، ويحيى بن المظفر السلامي والشرفاء عمر بن أحمد الزيدي،
والفضل بن أحمد بن مسعود الهاشمي ومحمد بن عبد الله بن أجمد الرشيدي وعبد الله
ابن هبة الله بن الخص وسعيد بن المبارك الحمامي، وعلي بن المبارك بن صوفي
الصوفي، وأسعد بن علي بن علي بن صعلوك، والأسعد بن أحمد أبو البركات
الكاتب، وعمر بن محمد بن ثابت الوراق، وعبد الله وإبراهيم ابنا أبي نزار البزاز،
ومسمار بن عمر المقرئ، وأسعد بن هبة الله بن وهبان، وأحمد بن الحسين بن عبد
الله بن النرسي، ويحيى بن عبد الملك الطبري، ومحمد بن أحمد بن عمر الأزجي،
وعلي بن محمد القلانسي ببغداد ومحمد بن عبد الرحمن المؤدب بأصبهان وأبو بكر
محمد بن إسماعيل الموسوي، وأبو روح عبد المعز بن محمد الصوفي بهراة قالوا جميعا:
أنبأنا أبو الوقت قراءة، أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر، أنبأنا أبو محمد
ابن عبد الله بن أحمد بن حمويه، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل البخاري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن
الأكوع قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتى بجنازة فقالوا: صل عليها، فقال: " عليه
دين؟ " فقالوا: لا، قال: " فهل ترك شيئا؟ " قالوا: لا، قال: فصلى عليه، ثم أتى بجنازة
أخرى فقالوا: يا رسول الله صل عليها، فقال: " هل عليه دين؟ " قيل: نعم، قال: " فهل
ترك شيئا؟ " قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أتى بالثالثة فقالوا: صل عليها يا
رسول الله! قال: " هل ترك شيئا؟ " قالوا: لا، قال: " فهل عليه دين؟ " قالوا: ثلاثة
دنانير، قال: " صلوا على صاحبكم "، قال أبو قتادة: صل عليه يا رسول الله وعلى
دينه! فصلى عليها (1).
ذكر شيخنا أبو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب في مجموعه أنبأنا علي (2)
ابن يحيى بن نزار ونقلتها من خطه وهي:
سئمت تكاليف الحياة لأني * من الدهر في عيش مرير مذاقه
أقاسي ملمات اغتراب ووجده * وفرقة من يعلو على فراقه

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 305.
(2) في الأصل: " يعلى ".
198

وشوقا لنزعات الضنا في مفاصلي * وأهون ما لاقيت فيه اشتياقه
1048 - علي بن يحيى المدائني، ابن أخي شعيب بن حرب، روى عنه أبو
العباس بن مسروق في كتاب " الانبساط " من جمعه.
أنبأنا أبو القاسم بن أبي علي بن أبي سعد السبط، عن أبيه قال: أنبأنا أبي قراءة
عليه، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، أنبأنا أبو محمد جعفر بن
محمد بن نصير الخلدي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي قال:
حدثني علي بن يحيى ابن أخي شعيب بن حرب قال: سمعت ابن أخي عمير الكاتب
وهو خلف الجنازة يقول: وا عماه صنو أباه، أقول كما قالت العرب: و أظهراه،
وأقول: كما قالت العجم: وايستاه، وأقول كما قالت النبط: واهصاه.
1049 - علي بن يحيى، أبو الحسن المثنى:
ذكر أبو عبد الله الخالع أنه من أهل بغداد من الجانب الغربي، وأنه مدح عضد
الدولة بفارس ومدينة السلام منتحلا، وكنا نعمل له الاشعار فيمدح الناس بها ويأخذ
الجوائز عليها، وكان ماجنا مزاحا يتطايب ويتبادر، وسافر إلى ابن عباد وهو بأصبهان
فأنشده قصيدة كانت معه وعرفه من بعد أنه ينتحل وسأله أن يعمل له ما يلقى به من
في تلك البلاد ممن يجوز مديحه، ففعل ابن عباد ذلك ونفق عليه به، وكان يستطيبه
ويعجبه خفة روحه، وكان فيه خبث وذكاء وجلادة، ولم يكن له معيشة غير
الاجتداء بالشعر.
وذكر الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب " أخبار شعراء
المحدثين " من جمعه فقال: وجدت في مدائح ابن معروف قصيدته منسوبة إليه في غاية
البرد والصوف لم يتخلص منها شئ أختاره، أولها،
عاد الزمان بمن أهواه فانسعا * قاضي القضاة تهن العز والخلعا
يقول فيها:
عف السريرة مأمون الجريدة مشهور * البصيرة للاحسان مضطلعا
199

ضاق المديح علينا في سواء كما * وجدت قولي في علياه متسعا
قال أسو سعد الوزير: وما رأيت أطرف مما اتفق في البيت من قوله: فاتسعا قاضي
القضاة، فإن كان هذا شعره فلقد كان يصيب في الانتحال وإن كان انتحله فلقد أساء
إلى نفسه حيث لم يستعمل قول الفرزدق لجرير:
قالا إذا عزمت على ادعاه * جعلت أباك بليل هاشميا
وحيث أراد أن يدعى وينتحل فليته عول على ما في مثله جمال لمن انتحله.
1051 - علي بن يعقوب بن محمد، أبو الحسن الصوفي البغدادي:
غلام ابن العجمية. ذكره أبو سعد إسماعيل بن علي السمان الرازي في معجم
شيوخه، روى عنه حديثا سمعه منه بصور عن أبي بكر محمد بن خميس الصوفي.
1052 - علي بن يعلى بن عوض بن محمد بن حمزة بن جعفر بن كفل بن
جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي
العمري، أبو القاسم الواعظ:
من أهل هراة، كان مشاهير خراسان في الوعظ والتذكير والعبادة حلو
الإشارة، جال في بلاد خراسان، وظهر له القبول التام من الناس وأحبته القلوب وقدم
بغداد ونزل برباط شيخ الشيوخ وصادف من القبول ما لم يكن في حسابه، وأحبه
الخاص والعام، وكان يظهر السنن ويقول: أنا علوي بلخي ما أنا علوي كرخي،
وجلس ببغداد عدة مجالس في عدة مواضع، وكان يحضر مجلسه خلق يجوز الاحصاء،
سمع الحديث بهراة من أبي عبد الله محمد بن علي العمري، وأبي عطاء عبد الأعلى بن
عبد الواحد المليحي، والنجيب بن ميمون الواسطي، وبنيسابور من أبي علي نصر الله
ابن عثمان الخشنامي، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وإسماعيل بن عمرو البحيري،
وأبي بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي، وغيرهم ببغداد، فروى عنه من
أهلها أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبو المعمر الأنصاري وشيخنا أبو الفرج ابن
الجوزي.
أنبأنا ابن الجوزي ونقلته من خطه، أنبأنا أبو القاسم علي بن يعلى بن عوض
العمري العلوي الهروي بقراءة شيخنا ابن ناصر عليه في يوم الأربعاء السابع عشر من
شهر ربيع الأول من سنة عشرين وخمسمائة أنه في الرباط الذي عند باب السور في
200

الحلبة، أنبأنا أبو أحمد عبد الحميد بن عبد الواحد بن محمد بن أجمد المحمودي، أنبأنا
أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدباس، أنبأنا علي بن محمد بن عيسى، أنبأنا
أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله
عنها قالت: أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء حتى ناداه عمر " نام النساء والصبيان " فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم ولا يصلي يومئذ إلا
بالمدينة ".
قرأت في كتاب أبي الفضل بن ناصر بخطه، وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال: حدثني
الإمام أبو المعالي محمد بن عبد الواسع بن عبد الرحمن الديلكي - بلد من أعمال هراة -
أن السيد أبا القاسم بن يعلى بن عوض الواعظ العلوي الذي قدم علينا بغداد توفى
بمرو الروذ في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت
أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي السيد أبو القاسم علي بن يعلى العلوي بمرو الروذ
في سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
1053 - علي بن يعيش بن سعد بن الحسن بن القواريري، أبو الحسن بن أبي
محمد:
من أهل باب البصرة، سمع في صباه بإفادة والده من أبي القاسم بن الحصين وأبي
السعود بن المحلي، وأبي الفضل محمد بن الحسين الإسكاف وغيرهم، ثم طلب هو
بنفسه وقرأ على المشايخ، وسمع الكثير من أبوي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وأبي
الفتح الكروخي وسعد الخير بن محمد الأنصاري، ومن خلق كثير، وكتب بخطه كثيرا
وصحب الشيخ عبد القادر الجيلي - رضي الله عنه، وكان شابا صالحا متدينا أديبا
فاضلا حسن الخط، حدث بيسير، ورحل في طلب الحديث إلى خراسان فأدركه
أجله.
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن وهب البزاز، أنبأنا أبو الحسن علي بن يعيش بن
القواريري، أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد الإسكاف، أنبأنا أبو بكر محمد
ابن علي بن محمد بن موسى الخياط، حدثنا أبو الحسن بن رزقويه، حدثنا أبو عمرو
ابن السماك، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجبلي، حدثنا الحسن بن أخي عيسى بن أخي
معروف قال: سمعت عمي معروفا يقول: إذا آوى الرجل إلى فراشه فقال: " اللهم لا
تنسنا ذكرك ولا تؤمنا مكرك ولا تهتك عنا سترك ولا تجعلنا مع الغافلين، ونبهني
201

لأحب الساعات إليك أسألك فتعطيني واستغفرك فتغفر لي وأدعوك فتستجيب لي " أتاه
ملك فأيقظه، فإن قام فسبيل ذلك وإلا عرج الملك يصلي، ويكتب ذلك لقائل
الكلام.
ذكر أبو محمد بان سويدة التكريتي: أن علي بن يعيش رحل إلى هراة يسمع من أبي
الوقت فأدركه أجله بهمدان في سنة خمسين وخمسمائة.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: توفى صديقنا أبو الحسن بن
القواريري فبلغنا خبر موته في شوال سنة سبع وأربعين.
1054 - علي بن يقطين بن موسى، أبو الحسن مولى بني أسد:
ولد بالكوفة في سنة أربع وعشرين ومائة، وكان أبوه من وجوه دعاة الامامية،
فطلبه مروان بن محمد فهرب واستتر وهربت به أمه وبأخيه عبيد بن يقطين - وكان
ولد بعد علي بسنتين - إلى المدينة، وكانت له وصلة بعيال جعفر بن محمد الصادق
فأتت منزله بابنيها فاستدنى جعفر عليا وأقعده على حجره ومسح على رأسه فلما
ظهر بنو العباس ظهر يقطين، وعادت أم علي بعلي وعبيد، فلم يزل يقطين في خدمة
أبي العباس وأبي الجعفر، ومع ذلك يرى رأى ابن أبي طالب ويقول بإمامتهم وكذلك
ولده وكان يحمل الأموال إلى جعفر الصادق والالطاف، ثم [وصل] (1) خبره إلى
المنصور والمهدي فلم يكيداه، ولما نقل المهدي إلى الرصافة صبر في حجر يقطين فنشأ
المهدي وعلي بن يقطين كأنهما أخوان، فلما أفضت الخلافة إلى المهدي استوزر علي
ابن يقطين وقدمه وجعله على ديوان الزمام وديوان البسر والخاتم، فلم يزل في يده
حتى توفى المهدي وأفضى الامر إلى الهادي فأقره على وزارته ولم يشرك معه أحدا من
أمره إلى أن توفى الهادي، وصار الامر إلى الرشيد فأقره شهرا ثم صرفه بيحيى بن
خالد البرمكي.
أنبأنا ذاكر بن كامل، ويحيى بن أسعد قالا: أنبأنا محمد بن عبد الجبار الصيرفي إذنا،
عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد، أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن عدي، حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثني
علي بن الحسن بن موسى، عن أبي عدنان بن صالح الناجي، عن علي بن يقطين قال:

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
202

أخبرنا لمع المهدي يوما إذ قال: أصبحت جائعا فأتى بخبز ولحم مبرد فأكل، ثم قال:
إني داخل هذا البهو وأنام فلا تنبهوني حتى أكون أنا الذي أنتبه قال: فدخل فنام
ونمنا، قال علي بن يقطين: فوالله ما انتهينا إلا بندائه، قال: رأيتم ما رأيت؟ قلنا: ما
رأينا شيئا، قال: رأيت شيخا قائما على باب البهو لو كان في كذا وكذا لعرفته وهو
يقول:
كأني بهذا القصر [قد] (1) باد أهله * وأوحش منه ركنه ومنازله
وصار عميد القصر من بعد بهجة * ومال إلى قبر عليه جنادله
ولم يبق إلا ذكره وحديثه * تنادي بليل معولات حلائله
قال: فما أتت عليه إلا عشرة أيام حتى مات.
حدث محمد بن عبد الغفار أبو عبيد الله عمن أسنده إليه من وجوه الكتاب قال:
قال موسى أمير المؤمنين لعلي بن يقطين وهارون يراه: إن أبي كان يسر إليك أشياء
يسترها عمن دونك فحدثني بها! فماطله على بذلك حتى أحفظه موسى، فقال له:
لتخبرني بما أسألك عنه وإلا فما لك ذمة، فقال له علي: أفعل ذاك يا أمير المؤمنين، إنا
عبيد نحمل على السر يا أمير المؤمنين ولكن تؤخرني يومي، قال: فإني قد أخرتك،
فلما كان من غدا غدا علي في ثياب جدد وجد منها رائحة أنكرها موسى فقال: ما
هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين إنا عبيد نحمل على السر، فإذا أفشيناه عمن يمضي لم يسكن
إلينا من بقي، وقد حملتني على أن أحدثك، بما رأيت بذل دمي دونه، فإن أعفيتني من
ذلك وإلا فأنا بين يديك، قال له موسى: فإنك لباذل دمك دون أن تخبرني بما سألتك
عنه، قال: أجل يا أمير المؤمنين، قال: فإني قد أعفيتك من ذلك.
حدث محمد بن عمر الجرجاني، عن الفضل بن دكين قال: قال علي بن يقطين: ما سقط غبار موكبي على لحية رجل إلا أوجبت حقه. روى أبو محلم قال: كان
الرقاشي، وأبو العتاهية متصلين بعلي بن يقطين فتوفى بعض أهل علي فوافاه المعزون
وتأخر الرقاشي أياما، ثم أتاه معزيا فقال علي: التعزية بعد ثلاثة تجدد للمصيبة،
والتهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة، فقال أبو العتاهية:
يا رقاشي تعلم واعترف بالحق تسلم * إن ذكراك التعازي بعد طول العهد مغرم
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي عبد الله محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد بخطه

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
203

قال: سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات علي بن يقطين بن موسى الكوفي مولى بني
أسد ويكنى أبا الحسن ببغداد، وهو ابن سبع وخمسين سنة، وأبوه يومئذ حي.
قرأت في كتاب محمد بن إسحاق النديم بخطه قال: توفي علي بن يقطين بمدينة
السلام سنة اثنتين وثمانين ومائة وسنه سبع وخمسون سنة، وصلى عليه ولي العهد
محمد بن الرشيد، وتوفي أبوه بعده في سنة خمس وثمانين ومائة، ولعلي بن يقطين
كتاب ما سأل عنه الصادق من أمور الملاحم، وكتاب مناظرته للشاك بحضرة جعفر.
1055 - علي بن يلدرك بن أرسلان التركي، أبو الثناء بن أبي منصور
الكاتب (1):
من ساكني دار الخلافة المعظمة، كان شاعرا لطيف الشعر ومترسلا مليح النثر،
روى عنه [أبو] (2) الوفاء بن عقيل الفقيه في كتاب " الفنون " من جمعه وأبو الفضل بن
ناصر.
وأنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه قال: حدثني الرئيس
أبو الثناء بن يلدرك وهو ممن خبر به بالصدق أنه كان في سوق [نهر] (3) المعلى وبين
يديه رجل على رأسه قفص زجاج وذلك الرجل مضطرب المشي فظهر منه عدم
المعرفة بالحمل، فما زلت أترقب منه سقطة لما رأيت من اضطراب مشيه، فما لبث أن
زلق زلقة طاح منها القفص فتكسر جميع ما كان فيه، فبهت الرجل ثم أخذ عند (4)
الإفاقة من البكاء يقول: هذا والله! جميع بضاعتي، والله! لقد أصابني بمكة مصيبة
عظيمة توفى على هذه ما دخل قلبي مثل هذه، واجتمع حوله جماعة يرثون له ويبكون
عليه، فقالوا: ما الذي أصابك بمكة؟ فقال: دخلت قبة زمزم وتجردت لاغتسال وكان
في يدي دملج فيه ثمانون مثقالا فخلفته واغتسلت وأنسيته وخرجت، فقال رجل من
الجماعة: هذا دملجت، له معي سنين، فدهش الناس من إسراع جبر مصيبته.
أنشدنا الزنبيل الأديب علي بن أبي منصور وليدرك الكاتب رفيقنا في سماع الفقه
عند أبي الوفاء بن عقيل في مجلسه من لفظه وحفظه قال: أنشدني بعض من أثق إليه
للأحنف العكبري:

(1) انظر ترجمته في: مرآة الزمان 8 / 99. والمستفاد للدمياطي ص 204. والمنتظم.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(4) في الأصل: " عنه ".
204

من أراد الملك والرحة من هم طويل * فليكن فردا من الناس ويرضى بالقليل
ويرى أن قليلا نافعا غير قليل * ويرى بالحزم أن الحزم في ترك الفضول
ويداوى [...] (1) بالوحدة بالصبر الجميل * لا يمارى أحدا ما عاش في قال وقيل
يلزم الصمت فإن الصمت تهذيب العقول * يذر الكبر لأهليه ويرضى بالخمول
أي عيش لامرئ يصبح في حال ذليل * بين قصد من عدو ومداراة جهول
واعتلال من صديق وتحن من ملول * واحتراس من عدو السوء أو عذل عذول
ومماشاة بغيض ومقاساة ثقيل * إن من معرفة الناس على كل سبيل
وتمام الامر لا يعرف سمحا من بخيل * فإذا أكمل هذا كان في ملك جليل
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان، عن أبي الفضل بن ناصر،
وأخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا أبو الفضل بن
ناصر، أنشدنا أبو الثناء بن يلدرك صديقنا لنفسه:
ومدله علق الغرام يقلبه * فمواقد النيران من نيرانه
إن جن ليل جن لاعج حبه * أو مد سبل كان من أجفانه
عذب العذاب من الهوى بمذاقه * وحلا مرير الجور من سلطانه
يرتاح ما حدر الرياح لثامه * أو ناح قمري على أغصانه
مالج عاذله على بعذله * إلا ولج عليه في عصيانه
بغداد موطنه ولكن الهوى * نجد وأين هواه من أوطانه
لو كان قيس العامري بعصره * دعى الخلي من الهوى لعنانه
أنبأنا أبو بكر الجبلي، عن محمد بن ناصر قال: أنشدني الرئيس أبو الثناء علي بن
يلدرك بن أرسلان الكاتب صديقنا لنفسه من قصيدة:
رقت حواشي الحب بعدك رقة * غارت لها ببلادنا الصهباء
وحفت علينا بعد ذاك خشونة * فكأنها التفريق والقرباء
وأنشدنا أبو الثناء بن يلدرك لنفسه:
وبتنا نسقاها بكف مهفهف * كخديه بل خدي كالورد والورس
فأفواهنا عرت لها وأكفنا * مشارقها والفجر من بيعة القس
أذاعتها الندمان خلف بروقنا * بخديه ما يحكى به شقق الشمس

(1) مكان النقط بياض في الأصل
205

قرأت في كتاب أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين بخطه قال: أنشدنا أبو الثناء
علي بن يلدرك بن أرسلان لنفسه:
يا ناظرا من سحر بابل * ومذيب جسمي بالبلابل
صلني فقد هجر الرقاد * وملني عذال العواذل
لا تأس صل إن الوصال * كمثل هذا الهجر قاتل
بمضيق معترك الأساور * والدمالج والخلاخل
وتخال بلبه الضفاير * بين ألوان العلائل
ويلطف تنفيذ الرستائل * أثر ألطاف الوسائل
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: توفي علي بن يلدرك الكاتب في صفر سنة خمس
عشرة وخمسمائة ودفن بباب حرب.
1056 - علي بن يوسف بن الحسن بن علي المحولي، أبو الحسن:
أخو أبي علي الحسن الذي تقدم ذكره، وعلي هو الأكبر، قرأ الأدب وسمع الكثير
من أبي محمد المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخياط، والقاضي أبي الفضل الأرموي،
وأبي سعد بن البغدادي، وجماعة من هذه الطبقة، وقرأ بنفسه وكتب بخطه وكان
فاضلا، وما أظنه روى شيئا، وكان يتولى سوق الحطب.
توفي سنة ثمانين وخمسمائة، ولعله جاوز الستين.
1057 - علي بن يوسف بن سعد بن علي الخطيري الكتبي:
تقدم ذكر جده، اشتغل بتجويد الخط منذ صباه، وكتب على خطوط الكتاب
حتى بلغ الغاية في حسن الخط وتجويد الكتابة، وخط كثيرا من جوامع القرآن
ودواوين الشعر، وكتب عليه خلق كثير، وصار أكتب أهل زمانه، ورتب خازنا بدار
الكتب بالمدرسة الشريفة المستنصرية، وهو حسن الاخلاق، لطيف الطبع، متودد حسن
العشرة متواضع، علقت عنه شيئا من شعر جده.
أنشدني علي بن يوسف الكاتب لجده أبي المعالي الكتبي:
لا غرو أن أثرى الجهول على * نقص وأعدم كل ذي فهم
إن اليد اليسرى وتفضلها * اليمنى تفوز بمعلم الكم
وأنشدني أيضا لجده:
206

وقالوا لم بكيت دما ودمعا * وقد أولاك بعد العسر يسرا
فقلت بفرحتي برضاه عني * نثرت عليه ياقوتا ودرا
1058 - علي بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، أبو الحسن بن أبي
المحاسن:
كان والده مدرسا بالمدرسة ببغداد، وسيأتي ذكره إن شاء الله، ولد على هذا
ببغداد ونشأ بها وتفقه على والده، وسمع مسند أبي عبد الله الشافعي من أبي زرعة
طاهر بن محمد القاسم، ثم إنه سافر إلى الشام وهو شاب وتوجه إلى ديار مصر
واستوطنها إلى حين وفاته، وولى بها قضاء القضاة مرتين ثم عزل، وكان شيخا وكانت
بضاعته في العلم مزجاة لقيته بمصر، وقرأت عليه مسند الشافعي عند قبره بالقرافة،
وكان صدوقا جليلا.
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن يوسف الدمشقي بقراءتي عليه عند قبر الشافعي
بمصر قلت له: أخبرك أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي قراءة عليه وأنت تسمع
ببغداد؟ فأقر به أنبأنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرخي، أنبأنا أبو بكر
أحمد بن الحسن الحرشي، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، أنبأنا
الربيع بن سليمان، أنبأنا الشافعي، أنبأنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قا ل: " من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة " (1).
سألت القاضي علي بن يوسف عن مولده فقال: ولدت ببغداد في درب السلسلة
في رجب سنة خمسين وخمسمائة * وخرجت من بغداد في سنة سبع وسبعين.
وتوفي يوم الأحد الثالث عشر من جمادى الاخر سنة اثنتين وعشرين وستمائة في
داره بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة، وكنت هناك فلم يتفق لي الصلاة عليه.
1059 - علي بن يوسف بن علي الصيرف، أبو الحسن الحنبلي:
ذكر أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات أنه توفى في يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا
من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، قال: ومولده سنة ثمانين ومائتين.
سمعت منه مصنفات أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال وغير ذلك، ولم
يسمع منه إلا نفر يسير.

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 2 / 98.
207

1060 - علي بن يوسف بن أبي الكرم بن أبي الحسن الحمامي، أبو القاسم:
جارنا بالظفرية، سمع بإفادة خاله أبي الكرم بن صبوحا من أبي الوقت عبد الأول
ابن عيسى السجزي، والوزير أبي المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، وأبي بكر أحمد بن
المقرب الكرخي، وغيرهم، كتبت عنه وكان حسن الطريقة، طيب الاخلاق، له معرفة
ونباهة.
أخبرنا علي بن يوسف أبي القاسم، أنبأنا عبد الأول بن عيسى أبو الوقت، أنبأنا
محمد بن عبد العزيز الفارسي أبو عبد الله، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي
شريح الأنصاري، حدثني يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر
الواسطي، حدثنا عبد الحكيم بن منصور الخزاعي، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" صلاة الرجل في الجميع تفضل على صلاته وحده بخمس وعشرين صلاة " (1).
سألت أبا القاسم بن الحمامي عن مولده فقال: في يوم الاثنين ثالث شوال سنة ثمان
وأربعين وخمسمائة.
وتوفي في يوم الأربعاء السادس والعشرين من رجب سنة إحدى وعشرين
وستمائة، ودفن بالحديد بباب أبرز.
1061 - علي بن يوسف بن محمد بن حبيش الرباحي، أبو القاسم المقرئ:
نزل البصرة، وحدث بها عن: أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي أبي
عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الأزدي، روى عنه: أبو ذر عبد (2) بن أحمد الهروي
في معجم شيوخه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلى هياج
ابن عبيد الحطيني الزاهد [أنبأنا] (3) أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه قراءة
عليه، أنبأنا علي بن يوسف بن محمد بن حبيش الرباحي أبو القاسم المقرئ البغدادي
نزيل البصرة بها أرجو أن ليس به بأس، قرأت عليه، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد،
حدثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، حدثنا عبد الله بن داود، حدثنا محمد بن

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 89. ومسند الإمام أحمد 1 / 376
(2) في الأصل: " عبد الواحد ".
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
208

علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي:
" أنت مني بمنزلة هارون بن موسى " (1).
1062 - علي بن يوسف بن نصر بن أحمد، أبو الحسن:
سكن تنيس، من ديار مصر، وحدث بها هو وأخوه عبد الله بن يوسف، وقد
ذكره الخطيب في " التاريخ " كتب إلي أبو عبد الله محمد بن حمد الأرباحي: أن أبا
الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء أخبره، أنبأنا أبو القاسم خلف بن أحمد بن
الفضل الحوفي قراءة عليه، حدثنا الشيخان أبو محمد عبد الله، وأبو الحسن علي ابنا
يوسف بن نصر بن أحمد البغدادي بتنيس قراءة عليهما قالا: حدثنا أبو بكر محمد بن
علي بن الحسن النقاش، حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي، حدثنا علي
ابن الجعد، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما
أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب إلى الروم قال: " إنهم لا يقرأون كتابا إلا أن يكون
مختوما " قال: فاتخذ خاتما من فضة فكأني أنظر إلى بياضه في يده، ونقش فيه " محمد
رسول الله " (2).
1063 - علي بن يوسف بن يعقوب، أبو القاسم الكناني الواسطي:
شهد ببغداد عنه أبي محمد بن الأكفاني القاضي في يوم السبت لليلتين بقيتا من
شهر ربيع الأول في سنة أربعمائة فقيل شهادته، ذكره هلال بن الصابي، ونقلته من
خطه.
1064 - علي بن يوسف، أبو الحسن، المعروف بابن البقال (3):
ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتاب " أخبار الشعراء "
من جماعة، وقال: شاعر مجود، قال لي أبو عبد الله الخالع: هذا الرجل من أهل بغداد،
وكان ممن نادم المهلبي ونفق عليه، وكانت محاضرة حسنة، وبضاعة في الأدب صالحة،
وطبقة في الشعر جيدة، يذهب مذهب الباقي في التطبيق والتجنيس وطلب الصنعة،
وكان منظره مستكرها، ومخبره بكثرة نوادره مستطابا مستقبلا، وكان حسن اليسار،
جميل الزي، يلبس الدراعة، وخلف لما توفى ما يزيد عن مائة ألف درهم، وكانت

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 180.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 873. ومسند الإمام أحمد 2 / 18.
(3) انظر ترجمته في: معجم الأدباء 15 / 229.
209

وفاته في أيام شرف الدولة، ومنزله في سكة العجم من الزبيدية من الجانب الربي من
مدينة السلام، وكان بخيلا جشعا.
أنشدني الخالع له يعاتب بعض أصدقائه:
وإني في استعطاف رأي محمد * علي ومدي نحو معروفه يدي
لكالمبتغى - من بعد تسعين حجة * تقمصها - رجع الشباب المجدد
سأشكو اعتداء منك لولاه ما درت * صروف الليالي في الهوى كيف تعتدى
فلله قلبي حين أدعو إلى الهوى * وأعلم حقا أنه غير مهتدى
قال: وأنشدني له أيضا:
ولما وقفنا للوداع ودوننا * عيون ترامي بالظنون ضميرها
أماطت عن الشمس المنيرة برقعا * فغيبنا عن أعين الناس نورها
قال: وأنشدني له:
يا خائبا متخيبا * ألزمتني ذنبا بذنبك
شتان بين صنيع قلبي * في الهوى وصنيع قلبك
قال: وأنشدني له أبو الحسن البتي:
يا طرفها هب لطرفي لذة الوسن * واستبق مالا يفل الثوب عن بدني
حاشاك في من الشكوى وإن ذهبت * عيني من الدمع أو قلبي من الحزن
ولا أقول وإن أتلفتني أسفا * يا ليت ما كان من حبيك لم يكن
وحدثني أبو طالب الحاتمي قال: كان ابن البقال يترفع من الاختلاط بالشعراء
ويتكبر، وكان الرؤساء يكرمونه ويقومون له إذا دخل عليهم، وكان ابن العميد يقدمه
على الناس كلهم ويعظمه، وأحضره المهلبي فأنشده، فحضر المتنبي قصيدة، قال:
فحدثني ابن الإمام الهاشمي قال قال لي المتنبي: لما رأيت ببغداد من يجوز أن يقع هذا
الاسم ألا ابن البقال. وحدثني الأستاذ أبو الحسن بن محفوظ وقد جرى ذكر ابن
البقال فقال: كان أقل ما في أبي الحسن الشعر فغلب عليه وعرف به، فإنه كان
يضطلع بعلوم كثيرة من جملتها الكلام وكان قويا فيه مقدما في المعرفة وكان يقول:
بتكافؤ الأدلة وهو بئس المذهب.
1065 - علي بن يوسف، أبو الحسن ابن الذهبية الزاهد:
210

هكذا سماه، ونسبه أبو الحسين محمد بن أبي يعلي بن الفراء في كتاب " الطبقات "
ونقلته من خطه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب، عن أبي غالب أحمد بن أبي علي بن البناء، أنبأنا والدي
قراءة عليه في كتاب " طبقات الفقهاء " من جمعه قال: أبو الحسن ابن الذهبية الزاهد
الحنبلي فشاهدته، وكان ورعا يخضب بالحناء.
توفي يوم الجمعة لست بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
1066 - علي بن يونس بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله بن أبي القاسم:
من أهل باب الأزج، وهو أخو الوزير عبد الله بن يونس الذي تقدم ذكره، وكان
الأصغر، سمع مع أخيه من أبي محمد صالح بن المبارك بن الرخلة الكرخي وغيره،
كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان متدينا كثير العبادة صالحا جميل الطريقة.
أخبرني علي بن يونس بقراءتي عليه في مسجد بانس، أنبأنا صالح بن المبارك
الكرخي، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا
الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني
الليث (1)، حدثني إبراهيم بن نشيط، حدثني كعب بن علقمة قال: سمعت أبا الهيثم
يذكر عن مولى لعقبة بن عامر قال: قلت لعقبة: إن لنا جيرانا يشربون الخمر، قال:
دعهم ثم جاءه الثانية فقال: ألا ندعو عليهم الشرط، فقال له عقبة: ويحك عدهم،
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من رأى عورة فسترها كان كمن استحيى موؤودة
من قبرها " (2).
توفي علي بن يونس يوم الاثنين الرابع والعشرين من ذي الحجة من سنة أربع
وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد نيف على الستين.
1067 - علي بن يونس بن السكن الصفار:
حدث عن: سليمان بن بويه النهرواني عن سلام بن سليمان المدائني، روى عنه أبو
سعد أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري.
أنبأنا أبو بكر الجيلي، عن أبي الفضل الفارسي قال: كتب إلى أبو عبيد علي بن

(1) في الأصل: " الكب ".
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 147، 158..
211

مالك البخاري، حدثنا أبو شعيب صالح بن محمد الحجازي، حدثنا أبو سعيد أحمد بن
محمد بن أبي عثمان النيسابوري بأنطاكية، حدثنا علي يونس بن السكن الصفار
ببغداد، حدثنا سليمان بن بويه، حدثنا سلام، حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن يزيد، عن
محمد بن واسع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اجعلوا
أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم عز وجل " (1).
1068 - علي بن الجرجرائي الزاهد:
أستاذ بشر الحافي، سكن جبل لبنان بالشام، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في
" تاريخ الصوفية ".
أنبأنا أبو المظفر بن السمعاني، أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي قراءة عليه،
أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي
قال: سمعت عبد الواحد بن علي يقول: سمعت القاسم بن القاسم يقول: بلغني أن بشر
الحافي لقي عليا الجرجرائي بجبل لبنان على عين ماه قال: فلما أبصرني قال: نذنب
متى لقيت اليوم إنسيا، فعدوت خلفه وقلت: أوصني! فالتفت إلي فقال: أمستوص
أنت، عانق الفقر، وعاشر الصبر، وعاد الهوى، وخالف الشهوات، واجعل بيتك أحلى
من لحدك يوم تنقل إليه على هذا طاف المسير إلى الله.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد الأصبهاني، أنبأنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن الحداد قراءة عليه، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبيد الله الحافظ، حدثنا
إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ببغداد قال: سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن
حمدان النيسابوري يقول: سمعت إسماعيل الشامي يقول: سمعت سريا السقطي يقول:
خرجت من بغداد أريد الرباط إلى عبادان لأصوم بها رجبا وشعبان ورمضان، فاتفق
لي في طريقي على الجرجرائي وكان من الزهاد الكبار فدنا وقت إفطاري وكان معي
ملح مدقوق وأقراص، فقلت: هلم رحمك [الله] (2)! فقال: ملحك مدقوق ومعك
ألوان الطعام لن تفلح ولن تدخل بستان المحبين، فنظرت إلى مزود كان معه فيه سويق
الشعير يسف فيه، فقلت: ما دعاك إلى هذا؟ فقال: إني حسبت ما بين المضغ إلى
الاستفاف سبعين تسبيحة، فما مضغت الخبز منذ أربعين سنة، فلما دخلنا عبادان

(1) انظر الحديث في الجامع الصغير 1 / 8.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من الحلية 10 / 110.
212

قلت: موعظة أحفظها عنك! قال: نعم إن شاء الله، احفظ عني خمس خصال إنك
إن حفظتها لا تبالي ما أضعت بعدها، قلت: [نعم، قال] (1) عانق الفقر وتوسد الصبر
وعاد الشهوات وخالف الهوى وافزع إلى الله في جميع أمورك، قلت: فإذا كنت
كذلك؟ قال: يهب الله لك خمسا: الزهد ومع الزهد القنوع ومع القنوع الرضا ومع
الرضا المعرفة ومع المعرفة الشوق، ثم يهب لك خمسا: السباق والبدار والتخفف
وحسن البشارة وحسن المنقلب إلى الله، أولئك أحباء الله، قلت: فأين ترى لي أن
أسكن؟ قال: ارحل نحو نكام، قلت: شئ أعيش به؟ قال: فمقت في وجهي
فقال: تفر إلى الله بذنبك وتستبطئه في رزقك، فلا والله ما أدري دخل البحر أم لا.
1069 - علي المسوحي الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب " تاريخ الصوفية " من جمعه، وذكر أنه
بغدادي من أستاذي الجنيد، كان الجنيد يثنى عليه.
1070 - علي، أبو الحسن النصيبي:
أحد شيخ الصوفية، صاحب أسفار كثيرة على التجريد وقطع البادية، ذكره أبو
العباس النسوي في " تاريخ الصوفية " من جمعه.
كتب إلى أبو الفتوح العجلي: أن أبا طاهر الحسن آبادي أخبره، أنبأنا أبو بكر أحمد
ابن الفضل الباطرقاني قراءة عليه، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي
بمكة قال: سمعت أبا عثمان مسعود بن صدقة النصيبي يقول: سمعت أبا بكر المصري
يقول: قلت: لابي الحسن النصيبي: دخلت بغداد؟ نعم، قلت: كيف رأيت البغداديين؟
فقال: رأيت النساء تنطق بغرائب العلوم، قال: فلما وقعت بيني وبينهم المؤانسة، فقال
لي أبو القاسم جنيد: لو جلست الساعة عن السفر فإنك قد ضعفت عنه، فقلت: يا
أبا القاسم ما اختلف الفقهاء في الماء الجاري دائما وإنما اختلفوا في الماء الواقف، فقال:
يا أبا الحسن إذا كنت واقفا فكن بحرا لا يغيرك شئ.
1071 - علي الهاشمي الواسطي الأعرج:
كان من أعيان الصوفية، مات ببغداد في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، حدث عنه
أبو عبد الله بن باكويه.

(1) ما بين المعقوفتين زيد من الحلية 10 / 111.
213

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي جعفر محمد بن الحسن
الصيدلاني قال: كتب إلى عبد الله بن محمد الأنصاري قال: سمعت أبا عبد الله بن
باكويه الصوفي يقول: كنا في دعوة ببغداد فيها على الأعرج الهاشمي فأخذ القوال
يقول:
يا مظهر الشوق باللسان * ليس لدعواك من بيان
لو كان ما تدعيه * لم تذق الغمض أو تراني
فقال علي فرقص على رجلين صحيحين ثم جلس أعرج.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل
الفارسي، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد المحمي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
ابن باكويه الشيرازي قال: رأيت عليا الأعرج الهاشمي الواسطي ببغداد سنة خمس
وسبعين وثلاثمائة في دار مكي القزويني، وكان في المجلس حدود من ستين رجلا
والقوال يقول:
يا مدعى الشوق باللسان * ما لدعواك من بيان
إن كلام ما تدعيه حقا * لم تطعم الغمض أو تراني
فقام ومشى عرجته وشهق شهقة خر مغشيا عليه، ودفنوه بعد ثلاثة أيام.
1072 - علي بن الطستاني الأنباري:
شاعر حسن الشعر، سافر إلى الموصل واستوطنها، ودخل ديار بكر، وروى عنه
أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون المنجم شيئا من شعره.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن محمد بن ظفر المغازلي، أنشدنا أبو الفضل
ابن عيشون قال: أنشدني علي بن الطستاني لنفسه ونحن نتراءى الهلال ليلة عيد
الفطر:
لو تراني في ليلة العيد والناس * لأبصرت أعجب الأشياء
كل عين ترنو إلى مغرب الشمس * وعيني ترنو إلى البطحاء
مقلتي تطلب الهلال على الا - ض وهم يطلبونه في السماء
قرأت بخط أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، أنشدنا أبو الفضل محمد بن محمد
ابن عيشون قال: أنشدني علي بن الطستاني الأنباري لنفسه:
214

وفاتر الطرف في ألحاظه مرض * بها من السقم ما عندي من السقم
تدمى بإيماء ألحاظي وما ألمت * وبين جنبي منها غاية الالم
أسكنته (1) حيث لا يدري الوشاة به * فما أمنت عليه القذف بالتهم
بححنا (2) في السويداء غير أن له * محجة بين صدري واختلاف فمي
وأنشدني علي بن الطستاني لنفسه:
لا رأت عيني إن كان رأت * صورة أحسن من صورته
وهو يصطاد الكرى عن جفنه * قاعدا أذهب من رقدته
شيم الليل فأبدى وجهه * فأضاء الأفق من بهجته
وانجلى عنه الدجى محتشما * فارتقى يعرج في وفرته
قرأت بخط أبي الوفاء بن الحصين قال: قال أبو الفضل محمد بن محمد بن عيشون:
توفي علي بن الطستاني الشاعر الأنباري سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
1073 - علي المدبر الزاهد (3):
كان يسكن بدار بطيخ بالجانب الغربي، له مسجد هناك معروف به اليوم، وكان
بيته إلى جانبه، كان من عباد الله الصالحين المنقطعين إلى العبادة والاشتغال بالله عز
وجل مشهورا بذلك.
ذكر شيخنا أبو الفرج بن الجوزي أنه مات في شهر ربيع الاخر من سنة خمس
عشرة وخمسمائة، ودفن في بيته إلى جانب، وكان يوما مشهورا.
1074 - على البديهي الضرير، المعروف ببختر:
من ساكني أوانا، ذكره أبو عبد الله الكاتب الأصبهاني.
أنبأني الكاتب أبو عبد الله ونقلته من خطه، قال: أنشدني أبو هاشم عمرو لعلي
ابن المأمون قال: كتب إلى علي البديهي:
يا موحشي وخياله عندي * لأذقت ما القى من البعد
فارقت شخصك والفراق له * وقع كوقع الصارم الهندي

(1) في الأصل: " أسكه ".
(2) هكذا في الأصل.
(3) انظر ترجمته في: المنتظم 9 / 230.
215

1075 - علي، أبو الحسن الموصلي، الملقب بالنجم:
ذكره العماد أبو عبد الله الكاتب الأصبهاني في " كتاب الخريدة " وقال: كان فقيها
معنا بالنظامية ببغداد، مات بها، وله نظم حسن وشعر رائق.
كتب إلي أبو عبد الله الأصبهاني ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو المعالي التبي
قال: أنشدني النجم الموصلي لنفسه مما يكتب على كمران أمرد:
لما استدرت بحضره * حزت الكمال بأسره
أضحى أسيري شادن * كل الورى في أسره
وأنشدني لنفسه:
سموه باسم جند * وفعله فعل جندي
وقال أبو المعالي الكتبي في كتاب " ملح الملح " من جمعه النجم أبو الحسن الفقيه على
الموصلي وأنشدنيه:
سموه باسم جنيد * وفعله فعل جندي
1076 - عمار بن أحمد بن عمار العلوي الحسيني:
من أهل الكوفة: تقدم ذكر والده ونسبه، قدم بغداد في سنة تسع وخمسين
وخمسمائة، وروى بها شيئا من شعر أبيه، سمعه منه كتبه عنه أبو عبد الله محمد بن
محمد بن حامد الأصبهاني.
كتب ألي أبو عبد الله الأصبهاني ونقلته من خطه، أنشدنا عمار بن أحمد بن عمار
قال: أنشدني أبي لنفسه في التجنيس:
قالوا ترى قوية مصفرة * وما دروا ما بك على قوته
قد كنت لنا بالأمس درة * فصرت فينا اليوم ياقوته
أنت حياة القلب بل قوته * فيكف يسلو عنك ياقوته
وأنشدني أبي لنفسه:
لئن بسط الزمان يدي كريم * فصبرا للذي فعل الزمان
فكم في الأرض من عبد هجين * يقبل كفه حر هجان
وقد يعلو على الرأس الزباني * كما يعلو على النار الدخان
216

وأنشدني أبي لنفسه:
لئن غدوت مقيما في ربوعكم * وقد دعتني ربوع المجد والشرف
فالماء في حجر والتبر في ثوب * والبدر في سدف والدر في صدف
وأنشدني أبي لنفسه:
ولقد نظرت إلى الزمان بمقلة * نظري إلى أهل الزمان فذاتها
وعجبت من أكل الحوادث للورى * وهم بنو الدنيا وهن بناتها
نيشوا جسومهم بلحم أخيهم * منذ الرمال غداتها أخواتها
1077 - عمار بن أحمد بن محمد، أبو مسعر الوراق:
حدث عن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، روى عنه أبو محمد عبد الله بن
جعفر الخياري المقرئ النيسابوري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أنبأنا
أبو القاسم إسماعيل بن عبد الله الساوي في كتابه، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر
الخياري قال: سمعت أبا مسعر البغدادي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل
يقول: سمعت أبي يقول: الابدال خير الناس وهم الذين يطلبون الحديث ويتبعون
السنة.
1078 - عمار بن محمد بن الحسن بن قطاع الكناني، أبو البقاء التاجر:
من أهل حران، سكن بغداد، وكان من أعيان التجار، صاحب ثروة واسعة
موصوفا بالأمانة والعدالة، سمع شيئا من الحديث من أبي الحسن علي بن هبة الله بن
عبد السلام، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وابنه
عبد الله، وشيخنا أبو الفتوح نصر بن محمد الحصري الحافظ، وأبو الحسن علي بن
المبارك بن الوارث، وروى لنا عنه.
أخبرني أبو الحسن بن الوارث، أنبأنا عمار بن محمد التاجر قراءة عليه، وأنبأنا عبد
الوهاب ن علي الأمين بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد
السلام قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، حدثنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن شمعون، حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود، حدثنا يحيى
ابن حكيم، والحسن بن محمد الزعفراني قالا: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد،
217

حدثنا بعد الوهاب بن مجاهد قال: سمعت مجاهدا يحدث عن معاوية بن أبي سفيان
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تستعجلن إ لي شئ ترى أنك إذا استعجلت إليه أنك
مدركه، وإن كان الله عز وجل لم يقدر ذلك، ولا تستأخرن عن أمر ترى أنك إن
استأخرت عنه أنه مدفوع عنك، وإن كان الله عز وجل قد قدره عليك " (1).
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنه سأل عمارا عن مولده فقال: سنة تسع
وخمسمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن يحيى بن الطراح بخطه قال: مات عمار
الحراني ليلة الأحد ثالث عشر محرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
1079 - عمارة بن محمد بن عمارة، أبو الدلف الباجسرائي:
أخو أبي البدر سعد المقدم ذكره، سمع أبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر، وحدث
باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو بكر محمد بن أبي
غالب الباقداري، والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا أبو الفتوح نصر
ابن محمد بن علي الحصري الحافظ.
أنبأنا أبو الفتوح ابن الحصري، أنبأنا أبو الدلف عمارة بن محمد بن عمارة
الباجسرائي قراءة عليه، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن شاكر قراءة عليه، أنبأنا أبو
الحسن علي بن عمر بن القزويني الزاهد، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عثمان الصفار،
حدثنا أبو محمد عبد الله بن سليمان بن عيسى الفامي، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا
عبيد الله بن موسى، أنبأنا الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله
أقطع " (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عمارة بن محمد الباجسرائي في
يوم الأحد خامس عشري رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
1080 - عمارة بن هارون بن محمد بن الحسن بن إسحاق بن عمارة بن
حمزة، مولى بني هاشم:

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 898.
(2) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة ص 137. والجامع الصغير 1 / 78.
218

أحد قراء القرآن، قرأ على محد بن أحمد بن واصل، وقرأ ابن واصل على
محمد بن سعدان النحوي، قرأ عليه ولده حمزة بن عمارة، وروى عمارة، وروى القراءات، وقد ذر
الخطيب ولده حمزة في " تاريخ بغداد ".
1081 - عمران بن أحمد بن عمران، أبو همام الطبري:
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في
معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الحيري بأصبهان إملاء، حدثنا أبو همام
عمران بن أحمد بن عمران الطبري قدم بغداد، حدثنا أبي أحمد بن عمران، حدثنا
إبراهيم بن زهير الحلواني، حدثنا مكي بن إبراهيم، عن هشام بن حسان، عن الحسن،
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " بنى الاسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن
استطاع إليه سبيلا " (1).
1082 - عمران بن عامر، أبو عيسى الضبي الطبري:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب " تاريخ الصوفية " من جمعه ونقلته من
خطه، وذكر أنه بغدادي، كان يجتمع مع أبي أحمد القلانسي، ورويم في مسجد أبي
الفتح الجمال ببغداد.
1083 - عمران بن محمد، أبو عاصم الأنصاري، يعرف بالمسجدي
والعسكري:
سكن سامراء، سمع أبا عثمان محمد بن بكر البرساني، وأبا العباس وهب بن جرير
ابن حازم الأزدي، روى عنه: أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبو عبد الله بن
المسيب الأرغياني، ذكره الحاكم أبو أحمد النيسابوري في كتاب " الكنى ".
قرأت على الحو بنت عبد الرحمن النيسابور، عن أبي المظفر عبد المنعم بن أبي
القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد
الخفاف، حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، حدثنا أبو عاصم عمران بن
محمد العسكري، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا كثير بن زيد، عن مسلم بن أبي مريم،

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 6. ومسند أحمد 2 / 26.
219

عن نافع قال: كان ابن عمر إذا صلى وضع يديه على ركتبه وقال: بإصبعه السبابة
يمدها يشير بها ولا يحركها وقال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " هي مذعرة الشيطان " (1).
1084 - عمران بن منصور بن عمران بن ربيعة الباقلاني، أبو نعيم المقرئ:
من أهل واسط، وهو أخو أبي بكر عبد الله الذي قدمنا ذكره، سمع بإفادة أخيه
من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي، وأبي عبد الله محمد بن
علي بن الجلابي، وأبي الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن الغندجاني، وأبي
منصور عبد الملك بن محمد بن خالويه الطيي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد
السلام الكاتب وغيرهم، وأخذ له أخوه إجازة من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب
ابن البناء، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وقدم بغداد مرات وروى بها
شيئا يسيرا، ولم يتفق لي لقاؤه ولي منه إجازة كتبها إلي من واسط.
أنشدني عبد الله من محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدني أبو نعيم عمران بن
منصور الباقلاني ببغداد على شاطئ دجلة قال: أنشدني أبو الفرج العلاء بن علي بن
السوادي الواسطي لنفسه:
أدور مع الزمان كما يدور * وأصبر والشجاع هو الصبور
وألقاه بصدر ذي اتساع * إذا جرحت بلقياه الصدور
وأبصر ما يحدده بعيني * وما عندي سوى صدق الأمير
سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: سألت أبا نعيم بن الباقلاني، عن مولده، فقال:
في شعبان سنة عشرين وخمسمائة، ثم سأله غيري فقال: في سنة إحدى وعشرين.
وتوفي بواسط في سنة إحدى وستمائة فيما بلغنا.
1085 - عمران بن موسى بن إبراهيم البغدادي:
ذكره أبو إسحاق المستملي البلخي في كتاب " طبقات البلخيين " من جمعه، وروى
عنه أن إبراهيم بن الهيثم الكندي نزيل بغداد.
قرأت على ست الشرف بنت شعبان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن
إسحاق بن منده بأصبهان، عن أبي نصر محمد بن أبي الرجاء الصائغ، أنبأنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده قراءة عليه، أنبأنا أبو الفضل عبد الصمد بن

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 7 / 339.
220

محمد العاصمي ببلخ، أنبأنا أبو إسحاق بن محمد بن إبراهيم المستملي، حدثنا
عمران بن موسى بن إبراهيم البغدادي الخير الفاضل، حدثنا إبراهيم بن الهيثم بن
المهلب البلدي سنة ثمان وسبعين ومائتين، حدثنا موسى بن داود الضبي، حدثنا ابن
لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن المستورد بن شداد قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدلك أصابع رجليه بخنصره إذا توضأ " (1).
1086 - عمران بن موسى بن سعيد، أبو علي المرزباني:
والد أبي عبيد الله محمد بن عمران صاحب التصانيف، كان صاحب أمير خراسان
بحضرة المعتضد والمكتفي والمقتدر، ومات في ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة، وخلفه
ابنه أبو الحسن وهو الأكبر، وله أيضا أبو محمد الحسن، وأبو إسحاق إبراهيم، ذكر
هذا أبو طاهر بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه.
1087 - عمران بن موسى، أبو حمزة البغدادي:
حدث بالمصيصة عن خلف بن تميم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن موسى بن أبي
موسى النهرتيري.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي العلاء صاعد بن سيار
الهروي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العميري: أن أبا عثمان سعيد بن العباس
القرشي أخبرهم، أنبأنا أبو الفضل العباس بن محمد سنة تسع وستين وثلاثمائة،
أنبأنا أبو الفضل محمد بن أبي جعفر المنذري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى بن
أبي موسى النهرتيري قال: حدثني أبو حمزة عمران بن موسى البغدادي بالمصيصة قال:
سمعت خلف بن تميم يقول: كثيرا ما كنت أسمع سفيان الثوري يقول:
سلمت ولم تسلم ثمانين حجة * كفى بك سوءا أن تعيش مسلما
1088 - عمران بن هارون الصوفي:
حدث عن أبي خالد سليمان بن حبان الأحمر الكوفي، روى عنه إسحاق بن
إبراهيم بن سنين الختلي، وذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي في
" تاريخ الصوفية " من جمعه وذكر أنه بغدادي من شيوخ العراق، وقال: ذكر محمد بن
أحمد أبو الفتح البغدادي، حدثنا محمد بن إبراهيم السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم

(1) انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1 / 76.
221

ابن سنين، حدثنا عمران بن هارون الصوفي، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن داود بن أبي
هند، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله: " إن الله
عز وجل ليعمر بالقوم الديار ويكثر لهم الأموال وما نظر إليهم قال بصلتهم
أرحامهم " (1).
1089 - عمران الواسطي الصفار:
كتب إلى أن أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من
خطه: قال: ذكر صديقنا عمران الواسطي الصفار ببغداد سنة إحدى وستين قال:
دخلت على ابن حيدر الشاعر في أيام المسترشد وأنا صغير وعنده جماعة يعودونه في
مرضه الذي مات فيه وهو ينشد فحفظته من بعض الحاضرين:
خليلي هذا آخر العهد منكم * ومني فعل من موعد نستجده
لان أخاكم حل في دار غربة * يطول بها عن هذه الدار عهده
فلا تعجبوا إذ خف للبين رحله * وقد ج د في أثر الأحبة جده
على أن في الدارين تلك وهذه * له صاحب يهوى وألف يوده
وقد أزمع المسكين عنكم ترحلا * فهل فيكم من صادق يسترده
آخر الجزء التاسع عشر.

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 177.
222