الكتاب: ذيل تاريخ بغداد
المؤلف: ابن النجار البغدادي
الجزء: ٢
الوفاة: ٦٤٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر يحيى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

ذيل
تاريخ بغداد
تأليف
الإمام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود
ابن المحسن بن هبة الله بن محاسن
المعروف بابن النجار البغدادي
المتوفى 643 ه‍ ج‍
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء السابع عشر
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

جميع الحقوق محفوظة
جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لدار الكتب
العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة
أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة
كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على أسطوانات
ضوئية إلا بموافقة الناشر خطيا.
الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
العنوان: رمل الظريف، شارع البحتري، بناية ملكارت
تلفون وفاكس: 364398 - 366135 - 602133 (1 961)..
صندوق بريد: 9424 - 11 بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
261 - عبيد الله بن إبراهيم بن إدريس الإسكافي:
من إسكاف بني الجنيد، من نواحي النهروان، حدث عن أبي العباس محمد بن
يونس بن موسى الكديمي، روى عنه القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني في
كتاب " الجليس والأنيس " من جمعه.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن
كادش العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري، أنبأنا المعافى بن
زكريا، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم بن إدريس الإسكافي، حدثنا محمد بن يونس،
حدثنا أبو داود (1)، حدثنا الأعمش عن مجاهد قال: نوح (2) بالأسد فضربه برجله
فخمشه الأسد، فبات ساهرا، فشكى ذلك نوح إلى الله تعالى، فأوحى الله تعالى إليه:
" أني لا أحب الظلم ".
262 - عبيد الله بن إبراهيم بن عبد المؤمن الإسكافي (3):
عبيد الله (ه) العتبي.
كتب إلى أبو محمد الأمين عن أبي المعالي الفضل بن سهل الإسفرائيني قال: أنبأنا
أبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي، حدثنا محمد بن أحمد - يعني وزير
المقتدر - حدثنا عمي عبيد الله بن إبراهيم بن عبد المؤمن، حدثنا العتبي قال: قال
عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية لصديق له: يا أخي! أترضى الحال التي أنت
عليها؟ قال: لا والله! قال: أفأجمعت على التحول عنها إلى غيرها؟ قال: لا والله!

(1) في النسخ " حدثنا ابن داود " والتصحيح من العبر 2 / 78.
(2) هكذا مكرره بالأصول.
(3) انظر: الوافي بالوفيات 2 / 41.
(4) في (ب)، (ج): " عمه الوزير ".
(5) في النسخ: " بن عبد الله ".
3

قال: فهل تأمن أن يدر كك الموت عليها؟ قال: لا والله! قال: فهل من دار غير هذه
تقول: إن لم أعمل في هذه عملت في تلك؟ قال: لا والله! قال: فهل رأيت عاقلا
رضي لنفسه بهذا.
263 - عبيد الله بن إبراهيم بن علي بن القبار، أبو القاسم الشاهد:
من أهل الجانب الشرقي، كان من شهود القاضي بكر محمد بن عبد الله بن
صبر، توفي ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة، وذكر
هذا هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه، ونقلته من خطه.
264 - عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي، أبو القاسم المقرى (1):
حدث بالرملة وصور سنه ثمان وتسعين ومائتين عن إبراهيم بن أحمد بن مروان
وأحمد بن عبد الجبار العطاردي والفضل بن يعقوب الرخامي ومحمد بن علي
الرافقي (2) وهارون بن موسى شريك المقرى وحفص بن عمرو الربالي (3) وعلي بن
داود القنطري (4) ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ومحمد بن حسان الأزرق وعلي بن
إشكاب وعنبس الدوري وز كريا بن يحيى وجماعة سواهم. روى عنه أبو جعفر أحمد
ابن محمد بن إسماعيل النحاس المصري، ثم إنه سكن مصر إلى حين وفاته.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي (5) الأمين قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه قال:
كتب إلى القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن (6) الحسين الخلعي قال: أنبأنا
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي (7)، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي
الأدفوي (8)، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس، حدثنا عبيد الله بن
إبراهيم البغدادي بالرملة، حدثنا حفص بن عمر بن الصباح (9) الرقي أبو عمرو،
حدثنا أبو نعيم، حدثنا شريك عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى:

(1) انظر: طبقات القراء، ص 484.
(2) في (ب): " الرافعي ".
(3) في النسخ: " الزبانى " والتصحيح من الأنساب 6 / 71.
(4) في الأصل: " القنطوى ".
(5) في (ج): " بن عبد الأمين ".
(6) " بن الحسن " ساقطة من (ج).
(7) في الأصل، (ب): " الحرقى " وفى (ج): " الحزلى ".
(8) في النسخ: " الأدنوى " والتصحيح من العبر 3 / 41.
(9) في (ج): " الصباغ ".
4

(الم) قال: أنا الله أعلم، (الر) أنا الله أرى، (المص) أنا الله أفضل، وبه قال:
أنبأنا أبو جعفر النحاس، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم المقرئ البغدادي بالرملة،
حدثنا عباس الدوري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا أبو جعفر الرازي عن الربيع
عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم) * إلى قوله: * (المبطلون) * قال: جمعهم جميعا فجعلهم أرواحا (1) ثم
صورهم ثم استنطقهم (2) فقال: * (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) * إنك ربنا وإلهنا لا
رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك قال: فأرسل إليكم رسلي وأنزل عليكم كتبي فلا
تكذبون رسلي وصدقوا وعيدي، فإني سأنتقم ممن يشرك بي ولم يؤمن بي، فأخذ
عهدهم وميثاقهم.
قرأت على أبي عبيد الله (3) أحمد بن محمد الجيزي (4) بأصبهان عن أبي بكر
محمد بن أحمد الباغبان قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن
منده، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو سعيد عبد الله الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي
بمصر قال: عبيد الله (5) بن إبراهيم بن المهدي يكنى أبا القاسم، قدم من بغداد إلى
مصر، أراه بصريا، وحدث بمصر وتوفي بها في شوال سنة سبع وثلاثمائة.
265 - عبيد الله بن إبراهيم، أبو القاسم السوسي الصوفي، المعروف
بالسراج:
كان ينزل في مسجد الشونيزية صاحب أحوال حكايات.
أخبرنا سليمان بن علي، أنبأنا محمد بن علي البغدادي، أنبأنا عمر بن أحمد بن
منصور النيسابوري، أنبأنا علي بن عبد الله بن باكويه الشيرازي قال: سمعت
أبا القاسم السراج في مسجد الشونيزية [قال] سمعت أبا بكر (6) بن إسماعيل المخرمي
يقول: الأرواح جبلت من الأفراح والأجساد من الأكماد، والذي يروحك من

(1) في النسخ: " أزواجا ".
(2) في (ب): " استطلقهم " وفى (ج): " استطلهم ".
(3) في (ج): " أبي عبد الله ".
(4) في الأصل: " الحيزى ".
(5) في النسخ: " عبد الله ".
(6) في (ج): " أبا خر ".
5

الأشياء فهو مزاح روحك، والذي يكمدك فهو حسن نفسك.
قرأت على أبي بكر محمد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري
أخبره قال: سمعت أبا عثمان سعيد بن محمد العدل يقول: سمعت أبا القاسم السراج
الزاهد ببغداد لفظا بالشونيزية يقول: خرج أبو بكر الشبلي يوم عيد فرأى اجتماع
الناس وتحية بعضهم لبعض للعيد فصاح وشق ثيابه وقال: تزين الناس يوم العيد للعيد * وقد لبست ثياب الرزق والسود
فأصبح الناس مسرورا بعيدهم * ورحت فيه إلى ترح وتفريد
والناس في فرح والقلب في ترح * شتان (1) بيني وبين الناس في العيد
كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور (2) الحرضي
فقرأه عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن
السلمي قال: عبيد الله بن إبراهيم أبو القاسم السوسي المعروف بالسراج مقيم ببغداد
نازل في مسجد الشونيزية وإليه يجمع الفقراء والغرباء ببغداد من أحسن المشايخ تعهدا
للفقراء وتفقدا لأحوالهم يرجع إلى أخلاق طاهرة (3) وفتوة كاملة.
266 - عبيد الله بن إبراهيم أبو القاسم البرمكي:
حكى عن أبي بكر النسفي، روى عنه أبو سعيد (4) الماليني.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب قال: كتب إلي أبو الطيب حبيب بن محمد بن
أحمد بن محمد الطهراني، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت
أبا القاسم عبيد الله بن إبراهيم البرمكي ببغداد يقول: سمعت أبا بكر الشبلي وقد سئل
عن قوله عز وجل: * (وكتبنا له في الألواح من كل شئ) * لم يكن في الألواح ما
كان عند الخضر من العلم حتى أحوجه إلى أن (5) يمر إلى الخضر، فقال: نعم، كان
العلم الذي أعطى الخضر كان في الألواح ولكن الله أمر موسى أن يأخذ الألواح بقوة

(1) في (ج): " سيان ".
(2) في (ج): " بن منظور ".
(3) في (ج): " أخلاق ظاهرة ".
(4) في كل المواضع في الأصل، (ب): " أبو سعد ".
(5) في (ج): " يمد ".
6

فلما أخذها وغضب (1) ألقاها فانكسر، فلما انكسر حول الله علم الخصوص منها
وأعطاه الخضر، وأحوج موسى أن يطلب من عند الخضر.
267 - عبيد الله بن أحمد بن الحسن، أبو القاسم اليزدي:
قدم بغداد، وسمع الكثير من أبي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي الفتح هلال بن
محمد بن جعفر الحفار وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبي الحسين علي
وأبي القاسم (2) عبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران وأبي محمد الحسن بن
علي الجوهري وأمثالهم.
وكتب بخطه كثيرا وحدث باليسير، وتفقه على أبي حامد الإسفراييني، وكان
صائما زاهدا.
ذكر أبو الفضل بن خيرون أنه توفي ليلة الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة إحدى
وأربعين وأربعمائة، وأنه حدث.
268 - عبيد الله بن أحمد بن الحسين بن السمسار بن عمر الداودي القاضي:
من تلاميذ أبي بكر محمد بن داود الأصبهاني، وروى عنه وعن ابنه داود أيضا
وعن أبي جعفر محمد بن جرير (3) الطبري وإسماعيل بن إسحاق القاضي، روى عنه
القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في " كتاب نشوار (4) المحاضرة " من جمعه،
وأبو الحسن علي بن نصر بن الصباغ الكاتب البغدادي نزيل مصر، وكان من خواص
أصحابه وذكر أنه قرأ عليه مصنفات أبي بكر بن داود بأسرها و " كتاب الموضح "
لأبي الحسن المغلس، وأنه كان إماما كبيرا.
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن
محمد المعدل قال: كتب إلي القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي
وحدثني عنه عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال: حدثني أبو الحسن علي بن نصر
ابن الصباغ البغدادي قال: حدثنا القاضي أبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار أن

(1) في الأصل، (ب): " عصمت " وفى (ج): " عصيت ".
(2) في (ج): " وأبى القاسم بن يحيى عبد الملك ".
(3) في الأصل، (ج): " عزيز " وفى (ب): " عزيزي ".
(4) في الأصل: " بسوار " وفى (ج): " سورا ".
7

حدثا (1) كان يعرف بابن سمنون الصوفي نشأ مع أبي بكر يعني ابن داود في كتاب
واحد وكانا لا يفترقان، وإذا عمل أبو بكر كتابا في الأدب ناقضه وعمل في معناه،
وأن أبا بكر نقش على فص خاتمه سطرين، الأول منهما * (وما وجدنا لأكثر هم من
عهد) * والآخر: * (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) * فكان إذا رأى إنسانا (2)
ينظر إلى حدث رمى إليه بخاتمه وقال: أقر ما عليه فينتهي عن ذلك، فقال لا بن
سمنون (3): إن بدران يناقضني في هذا، فقال نعم، ولما كان من الغد جاءه بخاتم على
فصه [سطران] (4) والأول منهما: * (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) * والثاني
* (ولنصبرن على ما آذيتمونا) *.
قال: وحدثنا القاضي أبو عمر (5) أن أبا بكر يعني ابن داود كان يجعل طريقه إلى
الجامع من سكة الربيع وكانت امرأة تقف خلف بابها وتفتح منه بقدر ما تنظر إليه،
فلما كان بعد مدة جذبت طيلساني وكنت أمشي خلفه فقالت: يا هذا! إني أشتهي
أن استفتي صاحبك في مسألة وأستحي أن أخاطبه على الطريق فاعمل (6) على أن
يدخل إلى مسجد مقابل باب دارها لنسأله فيه، ودفعت إلي دملج، وقالت: خذ هذا
بارك الله فيه! فرددته إليها (7) وقلت: أنا في غنى عنه ولكني أتلطفه في ذلك عند
انصرافنا من الجامع، فلما قربنا من ذلك المسجد عرفته أن البول قد أتلفني وسألته أن
ندخل المسجد إلى أن أقضي حاجتي ففعل، ودخلت عليه وعدت فإذا هي تشكو إليه
وتقول: والله! إني لأحبك وإني لأشتهي أن انظر إليك فقال: ألك زوج؟ قالت:
نعم، فأطرق ثم أنشأ يقول:
أما الحرام فلست أركب محرما * ووصال مثلك في الحلال شديد
إن امرءا أمسيت ملك يمينه * يقضي عليك بحكمه لسعيد
وترك الاجتياز بتلك السكة إلى أن مات.

(1) في (ج): " حديثا ".
(2) في الأصل، (ب): " أبياتا ".
(3) في الأصل: " لا بن سمعون ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) في الأصل، (ج): " أبو عمرو ".
(6) في (ج): " عمل ".
(7) في (ب): " عليها ".
8

قال: وحدثنا القاضي أبو عمر أنه حضر مجلس أبي جعفر محمد بن جرير الطبري
فسأله عن مسألة من الفقه واتصل الكلام فيها - وكان من رجال التأليف ولم يكن من
رجال النظر - فلما ضاق عليه الكلام قال لي: ألست ابن جارنا أحمد السمسار؟ قلت:
بلى، قال: فأنا أعرف دينه فكيف اعترف بك؟ فقلت: لأنه شاهد من شهر به (1) ما
لم يجده جرير فيك، فوجم (2) ساعة ثم قال: نحن استدعينا المكروه لأنفسنا وأسألك
ألا تجئ إلي دفعة أخرى.
قال: وسمعت علي بن نصر بن الصباح يقول: كان القاضي أبو عمر ابن السمسار
لا يأكل السمك إلا دفعة واحدة عند وقت العنب، وهو أسمن ما يكون ببغداد
فيشتري له منه شئ كثير، ويستدعي جماعة من القضاة والشهود ووجوه الأشراف
والتجار لأكله ويعقد قبل فالوذج محكم وتشوى فراخ كثيرة، فيقدم طبق فالوذج فيأخذ كل واحد منها فرخا، ثم يرفع
ويقدم أنواع السمك فيأكل الناس إلى أن يستكفون، ثم تعاد الفراخ إليهم ثم
الفالوذج فيأتون على آخره، فإذا رفع الطعام قال لأصحابه: أبشروا بالسلامة من
ضرره فقد حصل بين الصفاقين.
وبه: قال وقال لنا أبو الحسن بن الصباح: وشاهدت لهذا القاضي أبي عمر عجبا
وهو أنه كان كثير الخدمة للملوك والرؤساء، مغرما (3) بقضاء حقوق الناس موقوفا
بالسلامة، فصاحبته بضعة عشر يوما حتى يغص المسجد بهم وينقطع الطريق لازدحام
دوابهم، فلما مات لم يخلف ولدا ولا ذا قرابة يعزى به، ولم يحضر جنازته إلا تلاميذه
ومن كان يقرأ عليه، وكان نيفا وعشرين رجلا ولم يشهده أحد من تلك الجماعات
ولا صلى عليه، وكان هذا من أعجب ما شاهدت.

(1) في الأصل، (ج): " شبهي ".
(2) في الأصل، (ب): " فرجهم ".
(3) في (ج): " معزيا " وفى الأصل: " معربما ".
9

قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: وفي يوم الثلاثاء
الثالث عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة توفي أبو عمر عبيد الله بن الحسين
المعروف بابن السمسار القاضي الشاهد فجأة، وكان يتولى سوق الرقيق.
269 - عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه، أبو القاسم الكاتب (1):
كان (2) جده خرداذبه مجوسيا فأسلم على يد البرامكة، وتولى عبيد الله (3) هذا
البريد والخبر (4) بنواحي الجبل، ونادم المعتمد (5) وخص به، وكان راوية للأخبار
والآداب روى عنه أبو علي الكوكبي وأبو عبد الله الحكيمي ومحمد بن عبد الملك
التاريخي، وله مصنفات، منها كتاب " المسالك والممالك " وكتاب " الندماء والجلساء "
وكتاب " اللهو والملاهي " وكتاب " الطبخ " وكتاب " الشراب ".
قرأت في كتاب أحمد بن أبي طالب الكاتب بخطه قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه قال: حدثني أبي
قال: كان كسرى ابرويز قال له منجموه: إنك تقتل، فقال لأقتلن الذي يقتلني فأمر
بسم يخلط له في أدوية ثم كتب عليه: دواء للجماع مجرب، من أخذ منه وزن كذا
جامع كذا وكذا مرة - وصيره في خزانة الطب، فلما قتله ابنه شيرويه وفتش خزائنه مر
به فقال في نفسه: بهذا الدواء كان يقوى على شيرين فأخذ منه فمات، فقتله أبوه
وهو ميت.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين بن محمد بن عبد الباقي الشاهد أن الحسن بن
علي الجوهري أخبره قال: أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قراءة عليه عن
أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال: أنشدت لا بن خرداذبه: في مثل وجهك يحسن الشعر * ويكون فيه لذي الهوى عذر
ما إن نظرت إلى محاسنه * إلا يداخلني له كبر
تتزين الدنيا بطلعته * ويكون بدرا حين لا بدر

(1) انظر: معجم المؤلفين 6 / 236. والأعلام 4 / 343.
(2) " أبو القاسم الكاتب كان جده فرداذبه ساقطة من (ج). (3) في النسخ: " عبد الله ".
(4) في (ب): " الخيل ".
(5) في النسخ: " المعضد ".
10

270 - عبيد الله بن أحمد بن رزق الله بن محمد بن أبي عمر البزاز،
أبو الفرج، الوكيل:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن
العلاف وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في
سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
271 - عبيد الله بن أحمد بن سهل، أبو القاسم السامري:
حدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي بن أحمد بن محمد بن الكسائي الشاهد قال: كتب إلي أبو
نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي قال: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن محمد
البغدادي المعروف بالخازن، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن سهل السامري
قراءة عليه فأقر به سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد (1) بن
محمد بن عقيبة الشيباني، حدثنا خضر بن أبان القرشي، حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن
هدبة (2)، حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله سلم: " إن الرحم ليتعلق بالعرش
يوم القيامة فيقول: يا رب! اقطع من قطعني وصل من وصلني " (3).
272 - عبيد الله بن أحمد بن سلامة بن مخلد الكرخي، أبو محمد أبن القاضي
أبي العباس المعروف بالرطبي:
أخو عبد الله المقدم ذكره، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبا بكر
محمد بن الحسين المرزقي وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، وحدث
باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه.
وذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أن مولده في رجب سنة عشر وخمسمائة، وأنه
توفي في المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
273 - عبيد الله بن أحمد بن العباس بن عاصم أبو أحمد:

ذكره أبو عثمان سعيد بن محمد المعدل النيسابوري في جملة شيوخه الذين كتب
(1) في النسخ: " بن أحمد ".
(2) في النسخ: " ابن هبة ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 163، 193. وفتح الباري 10 / 423. ومجمع الزوائد
8 / 150.
11

عنهم بمدينة السلام.
274 - عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن العباس، أبو القاسم الدمشقي:
سمع ياسين بن يوسف المقرئ بالمصيصة، وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد
الإمام بحلب، وأيا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ببغداد، وحدث عنهم ببغداد،
روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ وأبو نعيم أحمد بن عبد الله
الأصبهاني في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع منه ببغداد في جامع المدينة.
كتب إلي أحمد بن صالح الهروي قال: أنبأنا محمد بن بنمان (1) بن يوسف الأديب،
أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع، أنبأنا أبو غانم حميد بن المأمون بن حميد، حدثنا
أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن
العباس الدمشقي ببغداد، حدثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا عمر بن التل (2)، حدثنا
أبي، حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " نعم الإدام
الخل " (3)
275 - عبيد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد، أبو الطيب الذهبي:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب
الطائي وأبي طالب عبد الله بن محمد بن شهاب العكبري، روى عنه الحسين بن أحمد
ابن بكير أبو عبد الله الحافظ وعلي بن بشرى الليثي السجزي (4) في معجم شيوخه.
كتب إلي عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي بن
محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني بها قال: أنبأنا جدي، أنبأنا
أبو الحسن علي بن بشرى الليثي، حدثنا أبو الطيب عبيد الله بن أحمد بن عبد الرحمن
العكبري بها. حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب (5) الطائي،
حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(1) هكذا في النسخ.
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 3820. وسنن الترمذي 1839، 1840، 1842. وسنن
النسائي، كتاب الإيمان باب 21. ومسند أحمد 3 / 301، 304.
(4) في الأصل: " السحري ".
(5) في (ج) زيادة: " حدثنا علي بن حرب ".
12

" اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما " (1).
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ويوسف بن كامل بن المبارك (2) الحذاء، قالا:
أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح وأنبأنا عمر بن معمر المؤدب، أنبأنا محمد بن
عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن
عبد الله بن بكير قال: حدثنا عبيد الله (3) بن أحمد بن عبد الرحمن الذهبي (4)
أبو الطيب وعبيد الله بن يحيى بن زكريا بن يريد بن أبي عمرو الدقيقي قالا: حدثنا
أبو طالب عبد الله بن محمد بن الحسن بن شهاب العكبري، حدثنا أبو القاسم عبد
الله بن محمد بن غياث الهروي الخراساني، حدثنا أحمد بن عامر بن سليمان الطائي،
حدثنا علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى، حدثني أبي جعفر، حدثني أبي محمد،
حدثني أبي علي، حدثني أبي الحسين، حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا
له وجها " (5).
276 - عبيد الله (6) بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد، أبو القاسم ابن
الشمعي:
سمع الكثير من أبو ي القاسم عيسى بن علي الوزير وموسى بن محمد بن جعفر بن
محمد بن عروة وأبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي أحمد عبيد الله بن محمد بن
أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد
الكاتب وأبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأمثالهم، وكتب بخطه
كثيرا، وكان يكتب خطا حسنا، وكان يتولى العيار (7) بدار الضرب، حدث باليسير،

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3662، 3805. وسنن ابن ماحة 97. ومسند أحمد
5 / 382، 385، 399، 401، 402. وكشف الخفا.
(2) في (ب): " يوسف بن المبارك بن كامل ".
(3) في النسخ: " عبد الله ".
(4) في (ج): " المذهبي ".
(5) انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1 / 54. وكشف الخفا 1 / 94. ومجمع الزوائد 8 / 48. وكنز
العمال 45197، 45220. وتذكرة الموضوعات 88.
(6) في (ج): " عبد الله ".
(7) في النسخ: " العباز ".
13

روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر الصيد لا ني بأصبهان عن
أبي بكر المبارك بن عبد العزيز بن محمد الشيرازي قال: حدثنا أبو مسعود سليمان بن
إبراهيم الحافظ من لفظه وأصله قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله
الحافظ الشمعي الزهراني (1) فيما قرأت عليه في مسجد أبي علي بن شاذان في الرحلة
الأولى قال: حدثنا أبو القاسم موسى بن محمد بن جعفر بن محمد بن عروة، حدثنا
أبو علي الحسن الطيب بن حمزة البلخي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الربيع بن
بدر عن أبيه عن جده أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اثنان وما
فوقهما جماعة " (2).
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال: أنشدنا أبو القاسم بن
الشمعي قال: أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه في المصلوب:
على الجذع موف لا يزال كأنه * صليب دعا قومه إليه فأقبلوا
فقام بمأدبهم وقد مد باعه * يقول لهم عرض أم الطول أطول
قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي بخطه قال: توفي
أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن الشمعي ليلة الاثنين الرابع من شوال سنة إحدى
وعشرين وأربعمائة، ومولده بمدينة السلام في ليلة الاثنين الرابع عشر من رجب سنة
ثلاث وثمانين وثلاثمائة (3).
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد بخطه وأنبأنا
نصر الله بن سلامة الهنى (4) قرئ على محمد بن ناصر وأنا أسمع عن أبي الفضل بن
خيرون قال: سنة إحدى وعشرين وأربعمائة أبو القاسم عبيد الله بن الشمعي في شوال - يعني مات - كتب الكثير وسمع الكثير، سمع عيسى بن علي الوزير ومن بعده،
وكان حسن الطريقة ثقة.

(1) في (ب): " الزهراني " وفى (ج): " الزهراني السمعاني ".
(2) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 972. والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 69. وكشف الخفا
1 / 47.
(3) في (ج): " وأربعمائة ".
(4) في الأصل زيادة: " على ".
14

277 - عبيد الله بن أحمد علي بن علي بن السمين، أبو جعفر ابن أبي
المعالي (1):
من أهل الجانب الغربي، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع الكثير من أبوي
القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وعبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن
يوسف وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد
ابن عبد الواحد القزاز وأبي الحسن محمد بن طراد الزينبي وعلي بن هبة الله بن عبد
السلام وعلي بن هبة الله بن راهوايه وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبي الفرج
عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبي المعالي أحمد بن محمد بن المذاري
وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن
الطلابة وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء
وجماعة غيرهم، وكتب بخطه كثيرا لنفسه وللناس، وخرج التخاريج وحدث الكثير،
ولم يكن له كثير معرفة، وتوفي قبل طلبي للحديث.
أخبرني عبد القادر بن عبيد الله الهاشمي قال: أنبأنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن
علي بن السمين وأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن سعيد الأمين قالا: أنبأنا أبو القاسم
هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد
البرمكي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، أنبأنا إسماعيل
ابن موسى بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم بن محمد الذارع، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا
أنس بن سيرين قال: سألت عمر عن الركعتين قبل الغداة أطيل فيهما القراءة؟ قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة، قال قلت: لست عن
هذا أسألك، قال: إنك لضخم (2) ألا تدعني أستقري لك الحديث، كان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ويصلي ركعتين الغداة وكأن الأذان
بأذنيه (3)، قال حماد: يعني سرعته.
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول عبيد الله بن أبي المعالي بن السمين كتبت (4)

(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 293.
(2) في الأصل: " لصخر ".
(3) في الأصل: " بأذنه ".
(4) في (ج): " كتبت ".
15

عنه، وكان ثقة صدوقا من أهل التقشف والصلاح والنسك، كتب الكثير وأكل من
كسب يده، مولده سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
سمعت أبا عبد الله محمد بن النفيس بن منجب الأزجي يقول: توفي أبو جعفر عبيد
الله بن أحمد بن علي بن السمين من أهل قطفتا في العشر الأخير من شهر رمضان سنة
ثمان وثمانين وخمسمائة بالموصل ودفن بتل تربة، أخبرني بذلك بعض أصحابنا قال:
حضرت جنازته، سمعت منه وكان صالحا ثقة دينا.
278 - عبيد الله بن أحمد بن القاسم بن جناح، أبو محمد الكو في، ويقال:
الواسطي:
حدث ببغداد عن محمد بن هبة الله بن زيدان بن يزيد البجلي وعلي بن العباس
المقانعي وأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، روى عنه أبو عبد الله
[أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي] (1) ومحمد بن علي بن عمرو النقاش
الأصبهاني في معجميهما، وذكرا أنهما سمعا منه ببغداد وسميا عبيد الله، وقد ذكره
الخطيب في " التاريخ " فيمن اسمه [عبد الله] (2)، والصحيح ما ذكرناه.
قرأت في كتاب " معجم شيوخ أبي سعيد النقاش " بخطه قال: أنبأنا القاضي
عبيد الله بن أحمد بن جناح الكوفي ببغداد قال: حدثنا علي بن العباس البجلي، حدثنا
المقدم بن عبد الله، حدثنا عمي القاسم بن يحيى عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت: " خيرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يكن طلاقا ".
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بقراءتي عليه بأصبهان عن أبي طاهر محمد
ابن أبي نصر التاجر أن أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره
قال: أنبأنا أبو سعيد النقاش قراءة عليه في معجمه - فذكره.
قرأت في كتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي بخطه قال: حدثنا
أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن القاسم بن جناح الواسطي المعدل قراءة عليه من أصل
كتابه في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة قال: قرأت على أبي العباس أحمد بن

(1) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(2) ما بين المعقوفتين من تاريخ بغداد 9 / 393.
16

محمد بن سعيد الكوفي من كتابه فأقر به بالكوفة قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي طاهر
أحمد بن الحسن الكرخي قال: مات أبو محمد بن جناح وكان يخلف قاضي القضاة
ابن معروف بالجانب الغربي على الفرضي في جمادى الآخرة سنة ست وستين
وثلاثمائة.
279 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن الحسن بن
خسرو فيروز بن المهروان (1)، أبو القاسم الكلوذاني (2):
من نسل أردشير بن بابك، هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن إسحاق النديم في
كتاب الفهرست من جمعه، تولى ديوان السواد، ولما عزل المقتدر وزيره أبا العباس
الخصيي (3) عن الوزارة أحضر أبا القاسم هذا في يوم الخميس لإحدى عشرة خلت
من ذي القعدة سنة أربع عشرة وثلاثمائة، وعرفه أنه قد قلد أبا الحسن علي بن عيسى
ابن الجراح الوزارة وهو بالشام واليا عليها وقد استخلفه إلى أن يقدم، وتقدم إليه
بالنيابة عنه وأمر سلامة الطولوني بالنفوذ في البرية إلى دمشق وإحضار علي بن عيسى
منها، فوصل إلى بغداد يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة،
ثم إن المقتدر قلد عبيد الله الكلوذاني الوزارة في يوم السبت لخمس بقين من رجب
سنة تسع عشرة وثلاثمائة، وجعل علي بن عيسى بن الجراح مشرفا عليه ومجتمعا معه
على تدبير الأمر، ثم عزل في شهر رمضان من السنة، فكان مدة نظره شهرين وثلاثة
أيام، وكان عارفا بالأعمال ثقة ما تعلق عليه بشئ.
وذكر الصولي أنه لم يزل ممدحا موصوفا بالحمد على نفسه في مودته وكرمه،
وجرت أموره على أجمل أمر، وذكر النديم أنه له مصنفا في الخراج نسختين الأولى
عملها سنة ست وعشرين، والأخرى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وذكر هلال بن الصابئ في " كتاب الوزراء " من جمعه ونقلته من خطه أن
الكلوذاني ولد في ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثمان
وستين ومائتين، وتوفي يوم الاثنين لإحدى عشرة من شهر ربيع الآخر سنة أربعين

(1) في الأصل: " أربى من المهران ".
(2) انظر الفهرست، ص 188.
(3) في الأصل: " الخضيبى " وفى (ب)، (ج): " المصينى ".
17

280 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمران، أبو القاسم البندار:
حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن معاذ بن مأمون المعروف بابن شاذان، روى
عنه أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وذكر أنه سمع منه في منزله بدار
البطيخ.
281 - عبيد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن البخاري، أبو القاسم، ويقال
له: أبو الفرج بن أبي المعالي:
من ساكني درب نصير، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده سمع أبا محمد عبد الله
ابن محمد بن عبد الله الصريفيني، وحدث باليسير، وكانت سيرته غير مرضية.
روى عنه شيخنا أبو القاسم بن بوش (1) أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أبو الفرج
عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري قراءة عليه في رجب سنة عشرة وخمسمائة
وأنبأنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي وعمر بن محمد بن معمر المؤدب قالا: أنبأنا
محمد بن عبد الباقي بن محمد الشاهد قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد
الله الصريفيني، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص إملاء، حدثنا البغوي،
حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن
ابن جبير عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كل مسكر حرام " (2).
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي
أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن البخاري يوم السبت، ودفن من الغد تاسع عشري
شعبان سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
282 - عبيد الله بن أحمد بن نصر، أبو الحسن الحنبلي الفامي المعروف بالحناي:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي محمد خلف بن عمرو (3) بن عبد الرحمن البزاز

(1) في (ج): " يونس " في (ب): " نوش ".
(2) انظر الحديث في صحيح البخاري 5 / 205، 8 / 36. وصحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 6.
وفتح الباري 8 / 62، 10 / 34، 42، 45، 24، 13 / 162.
(3) في (ج): " عبد ".
18

العكبري وعبد الوهاب بن أبي عصمة ومحمد بن صالح بن ذريح وعبد الله بن الوليد
ابن جرير والعباس بن يوسف الشكلي وأبي بكر بن أبي داود وعمر بن الحسن
القاضي الحبي وأبي القاسم البغوي وأحمد بن محمد بن عمرو الأطروشي، روى عنه
أبو الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي.
283 - عبيد الله بن أحمد بن هبة الله بن الحسين بن عبد القادر بن الحسين بن
عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن المنصور بالله،
أبو الفضل بن أبي العباس بن أبي القاسم الخطب:
أخو عبد الله بن أحمد الذي قدمنا ذكره، قرأ القرآن بالروايات على أبي الكرم
المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري وعلى أبي المعالي أحمد بن علي بن
السمين، وسمع الحديث منهما ومن أبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي
وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن الطرائقي وأبي
العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد
النيسابوري وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبي الحسن سعد الخير بن
محمد بن سهل الأنصاري وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وغيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثي في يوم الأحد لثلاث
عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وستين خمسمائة فقبل شهادته، وعزله
عن الشهادة قبل موته بسنين عديدة، وكان يتولى الخطابة بجامع السلطان مدة، ثم
خطب بجامع القصر مناوبة مع ابن المهتدي، كتبنا عنه، وكان شيخا فاضلا متدينا،
حسن الأخلاق، جميل السيرة، مليح الإيراد للخطبة، جيد القراءة، صحيح الأداء،
صدوقا أمينا إلا أنه كان عسرا في الرواية جدا.
أخيرنا أبو الفضل عبيد الله [بن] (1) أحمد بن هبة الله الخطيب قال: أنبأنا
أبو منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن
البسري (2)، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي، حدثنا القاضي أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن عمرو بن جنان، حدثنا بقية، حدثنا

(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(2) في (ج): " البسيرى ".
19

الفرج بن فضالة، حدثنا سليمان بن سليمان عن يحيى بن حامد عن المقداد بن الأسود
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا
استجمعت غليانا " (1).
توفي عبيد الله بن أحمد بن المنصوري الخطيب في يوم الأربعاء السابع عشر من
رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة، وصلى عليه من الغد بجامع السلطان ودفن بباب
حرب، وقد بلغ خمسا وثمانين سنة أو أكثر.
284 - عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن نصر بن طالب، يعرف بابن أبي زيد:
كان أديبا راوية للأخبار والأشعار، حدث ببغداد بكتاب الخط والقلم (2) من
جمعه.
[و] روى فيه عن محمد بن أحمد المعطي وإسحاق بن موسى الرملي وإسماعيل بن
إبراهيم بن خلاد وأبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحبيب بن بديل الضرير الكوفي
ومفضل بن عبد العزيز الكاتب وأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله مولى عمر بن
الخطاب ومحمد بن عمر الغالبي والحسين بن علي بن مصعب بن بدر أبي الأشنان
وسهل بن أحمد بن عثمان بن مخلد الأسلمي وأبي زرعة أحمد بن موسى المكي ومحمد
ابن حنيفة بن ماهان وجبير بن محمد السمسار وأبي بكر بن أبي داود السجستاني
ومحمد بن محمد بن يحيى (3) بن سليم المصيصي والحسن بن محمد بن عبدان
الشمشاطي ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن خلف المرزبان، سمع منه
أبو الفوارس القاسم بن محمد بن جعفر المزني في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وحدث أيضا عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب وأبي بكر محمد بن داود
الأصبهاني وأبي العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار ويوسف بن موسى المروروذي
ويموت بن المزرع وابنه مهلهل بن يموت وأبي عثمان الناجم وسهل بن أبي سهل
الواسطي وسوار بن أبي شراعة وعلي بن بسام الشاعر، روى عنه أبو محمد هارون بن

انظر الحديث في: مسند أحمد 6 / 4. والمستدرك 2 / 289. ومجمع الزوائد 7 / 211. والسنة
لابن أبي عاصم 1 / 102. وتاريخ بغداد 3 / 129.
(2) في الأصل: " والعلم ".
(3) بن يحيى " سقط من (ب).
20

موسى العكبري وأبو بكر محمد بن زهير بن أخطل بن زهير وأبو الحسين علي بن عبد
الرحيم بن دينار الواسطي وعبد الصمد بن محمد بن خنبش الخولاني وأبو الحسن أحمد
ابن محمد بن عمران الجندي، وكان من شيوخ الشيعة.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الحذاء قال: أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا
جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا أبو العباس أحمد بن علي النسفي (1) بمكة، أنبأنا أبو بكر
محمد بن زهير بن أخطل بن زهير، حدثنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
الأنباري، يوسف بن موسى المروروذي قراءة عليه أن أزهر بن زفر بن صدقة
المصري حدثهم قال: أنبأنا أبو غيلان محمد بن الحسن، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن
خفتان، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن بيان بن بشر عن قيس عن أبي حازم
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول في سعد: " اللهم! سدد سهمه وأجب دعوته وحببه " (2).
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا محمد بن نصر، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
أبي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا
أبو الحسين بن دينار، أنبأنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري، حدثنا يموت بن
المزرع بن يموت عن المبرد قال: حدثني أحمد بن المعدل البصري قال: كنت جالسا
عند عند الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال: يا أبا مروان!
أعجوبة، قال: وما هي؟ قال: خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن صحرت وبعدت
عن البيوت بيوت المدينة تعرض إلي رجل فقال اخلع ثيابك! قلت: وما يدعوني إلى
خلع ثيابي؟ قال: أنا أولى بها منك، قلت: ومن أين؟ قال: لأني أخوك وأنا عريان
وأنت مكس، قلت: فالمؤاساة، قال: كلا قد لبستها برهة وأنا أريد أن ألبسها كما
لبستها، قلت: فتعريني وتبدي وتبدي عورتي، قال: لا بأس بذلك، قد روينا (3) عن مالك أنه
قال: لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا، قلت: فيلقاني - يعني الناس - فيرون عورتي،
قال: لو كان الناس يلقونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها، قال: فقلت: أراك

(1) في (ب): " الفسفى ".
(2 انظر الحديث في شرح السنة 14 / 125. وإتحاف السادة المتقين 10 / 117. والمستدرك 3 / 500.
ومصنف عبد الرازق 20423.
(3) في النسخ: " رأينا ".
21

طريقا فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك، قال: كلا،
أردت أن توجه إلي أربعة من عبيدك فيقيموا (1) علي ويحملوني إلى السلطان فيحبسني
ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد، قلت: كلا، أحلف أيمانا أفي لك بما وعدتك
ولا أسوءك، قال: لا إنا روينا عن مالك أنه قال: لا تلزم الأيمان التي يحلف بها
اللصوص، قلت: فأحلف ألا أحتال في أيماني هذه، قال: هذه يمين مر كبة على أيمان
اللصوص، قلت: فدع المناظرة بيننا، فوالله لأوجهن لك بهذه الثياب طيبة بها نفسي،
فأطرق ثم رفع رأسه وقال: تدري فيما فكرت؟ قلت: لا، قال: تصفحت أمر
اللصوص من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ بنسيئة، وأكره أن
ابتدع في الاسلام بدعة يكون علي وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة،
اخلع ثيابك، قال: فخلعتها ودفعتها إليه - فأخذها وانصرف.
وبه: قال أنشدنا أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا ابن دينار قال: أنشدنا
أبو طالب الأنباري، أنشدنا الناجم يعني أبا عثمان، أنشدنا ابن الرومي لنفسه:
إذا ما مدحت الباخلين فإنما * تذكرهم ما في سواهم من الفضل
وتهدي لهم غما طويلا وحسرة * فإن منعوا منك النوال فبالعدل
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله محمد بن محمد الوراق قال: أنبأنا
أبو علي محمد بن وشاح الزينبي، أنبأنا عبد الصمد بن أحمد الخولابي، أنشدني أبو
طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري، أنبأنا ثعلب أبو العباس أحمد بن يحيى
الشيباني:
متى تؤنس العنان الطلال دمنة * بنعف اللوى يرفض (2) دمعها رفضا
ألا ربما تقضي بما يعجب الفتى * ويا ربما تقضي بغير (3) الذي ترضا
إذا فرقت بين الخليلين نية * فإن لتفريق الهوى وجعا مضا
فما بال ديني أن يحل عليكم * أرى الناس يقضون الديون ولا اقضا
لقد كان ذاك الدين نقدا وبعضه * بقرض فما أديت نقدا ولا قرضا

(1) في الأصل، (ب): " فيقثموا ".
(2) في الأصل، (ب): " يرقص ".
(3) في (ج) في (ج): " لغير " وفى الأصل، (ب): " بعير ".
22

ولكن ما كان الذي كان بيننا * أماني ما لاقت سماء ولا أرضا
فإن كنت تنوين القضاء لديننا * لعجلت لي بعضا وأخرت لي بعضا
وبه: قال أنشدنا أبو طالب الأنباري قال: أنشدنا سهل بن أبي سهل الواسطي، أنشدنا أبو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه:
أنشدنا أبو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه
جراك عفوي على الذنوب فقد * أمنت عند الذنوب إعراضي
أشد يوما أكونه غضبا عليك * فالقلب ضاحك راضي
أنت أمير علي محتكم حكمك * في سفك مهجتي ماضي
والمرء لا يرتجي النجاح يوما * إذا كان خصمه القاضي
أنبأنا أبو أحمد الصوفي عن [أبي] (1) بكر الأنصاري قال: كتب إلى أبو غالب بن
بشران قال: أنشدنا ابن دينار، أنشدنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
الأنباري، أنشدنا أبو العباس بن عمار، أنشدنا محمود الوراق لنفسه:
يا عامر الدنيا على شيبه * فيك أعاجيب لمن يعجب
ما عذر من يعمر بنيانه * وجسمه مستهدم يخرب
ابن علي نفسك بيتا ولا * تلعب فإن الشيب لا يلعب
أنبأنا زاهر بن رستم الأصبهاني عن أبي عبد الله محمد بن محمد الوراق قال: أنبأنا
علي بن وشاح، أنشدنا عبد الصمد بن أحمد بن خنبش الخولاني، أنشدني أبو طالب
عبيد الله بن أحمد الأنباري، أنشدني مهلهل بن يموت بن المزارع لنفسه: (2)
جلت محاسنه عن كل تشبيه * وجل عن واصف في الناس يحكيه
انظر إلى حسنه واستغن عن صفتي (5) * سبحان خالقه سبحان باريه
النرجس الغض والورد الجني له * والأقحوان النضير النضر في فيه
دعا بألحاظه قلبي إلى عطبي (6) * فجاءة مسرعا طوعا يفديه

(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(2) تكرر النص السابق وسند هذا النص في (ج).
(5) في الأصل: " مغتى "
(6) في الأصل: " عطر "
23

مثل الفراشة تأتي أن ترى لهبا * إلى السراج فتلقي نفسها فيه
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلي
أبو غالب بن بشران قال: أنشدنا أبو الحسين دينار، أنشدنا أبو طالب عبيد الله بن
أحمد بن الأنباري يعرف بابن أبي يزيد، أنشدنا علي بن بسام لنفسه:
سنصبر إن جفوت وكم صبرنا * لمثلك من أمير أو وزير
وجزناهم فلما أخلفونا (1) * أذالت منهم عقب الدهور
ولما لم ننل منهم سرورا * رأينا فيهم كل السرور
وأبنا بالسلامة وهي حظ * وآبوا بالمحابس (2) والقبور
أخبرني عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثني
الأزهري قال: أنشدنا محمد بن جعفر الهاشمي قال: أنشدنا عبيد الله بن أحمد الأنباري
قال: أنشدني محمد بن داود الأصبهاني لنفسه:
وإني لأدري إن في الصبر راحة * ولكن إنفاقي على الصبر من عمري
فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا * سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر
قرأت في كتاب " فهرست العلماء " لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال: مات
أبو طالب عبيد الله بن أحمد يعقوب الأنباري وكان مقيما بواسط، وقيل إنه من
الشيعة البابوشية قال (3) لي أبو القاسم بوباش بن الحسن: إن له مائة وأربعين كتابا
ورسالة، من ذلك كتاب " البيان عن حقيقة الانسان " كتاب " الشافي في علم الدين "
كتاب " الإمامة ".
285 - عبيد الله أحمد، أبو القاسم الحنبلي:
من أهل دير العاقول، روى عن أبي الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري شيئا
من شعره، روى عنه ولده أبو بكر محمد.

(1) في (ب): " خلقونا ".
(2) في (ب): " بالمحاسن ".
(3) في النسخ: " اليابوسية ".
24

كتب إلي أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا بكر أحمد بن موسى
المقرئ أخبره عن مسعود (1) بن ناصر السجزي قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عبيد
الله الحنبلي بدير عاقول قال: أنشدني والدي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد قال:
أنشدني الأحنف العكبري لنفسه:
يغدو الفقير وكل شئ ضده * والأرض تغلق دونه أبوابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا برة * أصغت إليه (2) وحركت أذنابها
وإذا رأت يوما فقيرا مقبلا * هرت (3) عليه وكشرت أنيابها
وبالإسناد المذكور قال: أنشدني والدي قال: أنشدني الأحنف العكبري لنفسه:
بادر إلى كل معروف هممت به * فليس في كل (4) وقت يمكن الكرم
كم مانع نفسه إمضاء مكرمة * عند التمكن حتى عاقه العدم
ليس لندامة في إمضاء مكرمة * بل في التخلف عنها يحدث الندم
286 - عبيد الله بن أحمد الإسكافي، أبو القاسم الكاتب:
روى عن الشريف أبي الحسن محمد بن علي بن عمر العلوي حكاية عجيبة رواها
عنه القاضي أبو [علي] (5) المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتاب " نشوار (6)
المحاضرة " من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن بن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد
الإسكافي الكاتب قال سمعت الشريف محمد بن عمر العلوي الكوفي يقول إنه لما بني
داره وكان فيها حائط عظيم العلو فبينما البناء قائم على أعلاه لإصلاحه حتى سقط
الرجل إلى الأرض فارتفع الضجيج استعظاما للحال لأن العادة لم تجر بسلامة من

(1) في الأصل: " محمود ".
(2) في (ج): " ذلت إليه " وفى (ب): " ذلته لديه ".
(3) في (ب): " تهرت ".
(4) في الأصل: " فليس فليس كل " وفى (ب): " فليس لي كل ".
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم المؤلفين ".
(6) في (ج): " بشوار " وفى الأصل: " لشوار ".
25

يسقط (1) من ذلك الحائط فقام الرجل سالما لا فلتة به وأراد العود إلى الحائط ليتم
البناء فقال له أبو الحسن بن عمر: قد شاع سقوطك من أعلى هذا الحائط وأهلك لا
يصدقون بسلامتك ولست أحب أن يردوا إلى بابي صوارخ فامض إليهم يشاهدوا
سلامتك وعد إلى شغلك! فمضى مسرعا فعثر بعتبة الباب التي للدار فسقط ميتا.
287 - عبيد الله بن أحمد، أبو القاسم الخوارزمي: حدث الحافظ أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار القرائي القزويني قال: حدثنا الشيخ
الزاهد أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الخوارزمي في مدرسة الشيخ أبي إسحاق
الشيرازي ببغداد قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين حديثا (2) سنورده إن
شاء الله تعالى في باب العين في ترجمة علي بن أحمد بن عثمان بن شاهين.
288 - عبيد الله بن إسحاق بن الحسن بن المنذر، أبو محمد:
من أهل دير العاقول، حدث عن أبي خبيب (3) العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى
البرتي (4) وأبي جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الموصلي وشعيب بن محمد الذارع
وغيرهم، روى عنه أبو سعيد النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه وأبي بكر أحمد بن
عبد الرحمن الشيرازي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني وأخرج عنه
حديثا في معجم شيوخه.
قرأت على أبي محمد سفيان العيدي وحامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن
أبي طاهر بن أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره قال:
أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو (5) النقاش قراءة عليه قال: أنبأنا أبو محمد
عبيد الله بن إسحاق بن المنذر الدير العاقولي بها، حدثنا أبو خبيب العباس بن أحمد بن
عيسى البرتي، حدثنا يحيى بن المغيرة المخزومي عن أبيه عن عثمان بن عبد الرحمن عن
ابن شهاب عن عائذ الله عن عبد الله بن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلام: " أنزل
(1) في (ج): " من سقط ".
(2) في (ب): " حدثنا ".
(3) في النسخ: " حبيب ".
(4) في النسخ: " البسرتى ".
(5) في (ب): " عمر ". (*)
26

الله تبارك وتعالى بعض كتبه (1) وأو حي إلى بعض أنبيائه: قل للذين يتفقهون لغير
الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا لعمل الآخرة ويلبسون لباس مسوك
الكباش وقلوبهم قلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر،
إياي ينخدعون أو بي يستهزءون، في حلفت لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم
حيران " (2). 289 - عبيد الله بن إسحاق بن سلام المكاربي، أبو العباس الأخباري:
ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب " الورقة في أخبار شعراء المحدثين " من
جمعه فقال: صاحب الكتب شاعر مجيد، توفي في سنة إحدى وسبعين ومائتين، وكان حسن العلم بالفقه والغريب والآثار والشعر صدوقا ودفن شعره لما مات لئلا يوصل
إليه، وكان قال في المتوكل قصيدة يهجوه بها، فبلغ خبرها المتوكل فأمر بقتله فعوجل
المتوكل بالحادث عليه وأفلت.
وله القصيدة المشهورة يرثي أبا الحسين يحيى بن عمر الطالبي
أنشدنيها محمد بن
الأزهر وعرضتها عليه:
الأقل لنصل السيف هل أنت نادب * هماما تنكبه (3) القنا والقنا والقواضب
وفيها يقول:
فان تك بابن المصطفى فترسد * يعقر خيل حوله ونجائب
فقيرك أجرى أن يعقر حوله * رجال المعالي والنساء الكواعب
بني هاشم قد جرب الناس وقعكم * وهل حازم من لم تعظه (4) التجارب
وإن حمل الدهر الرزايا نفوسكم * فلستم (5) قروم الحادثات المصاعب

(1) في الأصل، (ج): " كتابه "
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 29054.
(3) في (ج): " تبكيه "
(4) في الأصل: تقظه "
(5) في الأصل، (ب): " قلتم "
27

قرأت في كتاب " مقاتل الطالبين " لأحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار قال:
أنشدني عبيد الله بن إسحاق بن سلام الكتبي وكان معدنا من معادن الأدب، وسمعت
محمد بن الجهم صاحب الفراء يقول: ما أعلم أحدا ببغداد أعلم بالشعر منه، وروى
عنه قصيدته التي رثي بها يحيى بن عمر العلوي.
قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي طاهر الكرخي بخطه قال: مات عبيد الله بن
إسحاق بن سلام الأخباري (1) في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين.
290 - عبيد الله بن إسحاق، أبو الحسن الأنباري:
روى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس الباهلي
المعروف بغلام خليل شيئا من مصنفاته.
291 - عبيد الله بن أبي البركات بن عبد الله، أبو محمد الرفا:
حدث باليسير عن أبي الحسين علي بن أحمد بن بكار المقرئ، سمع منه القاضي
أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: مات عبيد الله
ابن أبي البركات الرفا يوم الجمعة لأربع بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين
وخمسمائة.
292 - عبيد الله بن جعفر الأكبر بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
أمه أم ولد، ذكره أبو هاشم الخزاعي وذكر أن له عقبا، وذكر الصولي أنه مات في
سنة أربع وستين ومائة.
293 - عبيد الله بن جعفر، أبو الحسين الحريري:
حدث عن سهل بن أبي سهل الواسطي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله
ابن البيع النيسابوري في كتاب " علامات أهل الحقائق " من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلى عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أن
أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي أخبره قراءة عليه أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن

(1) في (ج): " الحجازي ".
28

عبد الله النيسابوري، أنبأنا أبو الحسين عبيد الله بن جعفر الحريري ببغداد، حدثنا
سهل بن أبي سهل الواسطي، حدثنا أبو موسى قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول: ما هو عندي إلا عبث كما يعبث الانسان بالكلاب والحمام والشئ - يعني الحديث.
294 - عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن محمد، أبو القاسم
التميمي:
حدث بالأهواز عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، روى عنه
أبو نصر عبد الكريم بن أحمد بن عبد الله بن زكريا الفقير الأصبهاني.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني
قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن فضلويه الجمال إذنا قال: أنبأنا
أبو نصر عبد الكريم بن أحمد بن عبد الله بن زكريا الفقير الأصبهاني قال: أنبأنا
أبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن محمد التميمي البغدادي
بقراءتي عليه بالأهواز وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ وعبد الواحد بن عبد
السلام ومحمد بن الحسين بن مكي النهرواني قالوا: أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن
علي بن الخزاز، أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن الحيان قالا: أنبأنا أبو الحسين علي
ابن محمد بن بشران قراءة عليه، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن
السماك، حدثنا إبراهيم بن جعفر، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الواعظ، حدثنا
محمد بن خضر المروزي، حدثنا محمد بن مسلم عن خالد بن يوسف، حدثنا عبد
الرحمن بن خالد، أخبرني أبو بريدة عن أبي الأسود الديلي (2) عن معاذ بن معاذ بن جبل قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من علق في مسجد قنديلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى
ينطفئ ذلك القنديل " (3) 295 - عبيد الله بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل، أبو أحمد
الشاهد المعروف بابن المسلمة:
* (هامس) * (1) في (ب): " بن يعقوب ".
(2) في الأصل: " الديلمي ".
(3) انظر الحديث في الفوائد المجموعة 26. وتنزيه الشريعة 2 / 135. وكشف الخفا 2 / 365. وتذكرة
الموضوعات 37. والدر 3 /، 217 وإتحاف السادة المتقين 3 / 31. (*)
29

والد محمد بن عبيد الله الذي قدمنا ذكره، كان من المعدلين بمدرسة السلام، ذكر
أبو طاهر الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
296 - عبيد الله بن الحسن علي بن الحسن بن الدوامي، أبو الفرج بن
أبي علي الكاتب:
تقدم ذكر والده، سمع الكثير من والده أبي علي الحسن ومن أبي منصور بن
عبد الملك بن خيرون وأبي عبد الله الحسين وأبي محمد عبد الله ابني علي بن أحمد بن الخياط وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال وأبي سعد أحمد بن محمد بن
أحمد بن الحسن البغدادي وأبي القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ
وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وغيرهم، وحدث باليسير.
سألته الإجازة بجميع مروياته فشافهني بها وكتب خطه لي بذلك فلم يتفق لي
السماع منه، وكان شيخا نبيلا حسن الأخلاق جليلا، قد خالط العلماء وجالس
الأدباء وولى النظر في ديوان التركات الحشرية مدة فحمدت سيرته وشكره الناس.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ قراءة عليه، أنبأنا أبو منصور محمد بن
محمد بن أحمد العكبري، أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أنبأنا
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، حدثنا محمد بن حماد البغدادي المعروف بابن
الخشن، حدثنا القاسم بن عبيد الله الهمداني، حدثنا الهيثم بن عدي عن مجالد عن
الشعبي قال: قال علي رضي الله عنه: إني لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من
عفوي أو جهل أعظم من حلمي أو عورة [لا] (1) يواريها ستري أو خلة لا يسدها
جودي.
سألت أبا الفرج بن الدوامي عن مولده فقال: في الحرم سنة إحدى وعشرين
وخمسمائة، وتوفي يوم الخميس العاشر من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين
وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.، (ب).
30

297 - عبيد الله بن الحسن بن عياش إبراهيم بن أيوب الجوهري (1):
كان من الشيعة، ويسكن في القطيعة. روى عنه ابن ابنه أحمد بن محمد، وقد تقدم
ذكره.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار (2) الواسطي قال: كتب إلى
أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال: أنبأنا السيد أبو عبد الله الحسين بن زيد
الحسيني بجرجان، حدثني أبو عبد الله محمد بن وهبان البصري، حدثنا أحمد بن محمد
ابن عبيد الله الجوهري ببغداد سنة ستين وثلاثمائة قال: حدثنا جدي عبيد الله بن
الحسن عن محمد بن عبد الجبار قال: حدثني جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من
أصحابنا (3) عن أبي عبد الله الصادق قال: لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركن الغربي
فجازه فقال له الركن: يا رسول الله! ألست قعيدا من قواعد بيت ربك فما لي لا
أستلم؟ فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله منه فقال: " اسكن عليك السلام غير مهجور ".
298 - عبيد الله بن الحسين بن علوية البزاز:
ذكر أبو محمد هارون بن موسى العكبري أنه بغدادي وأنه سمع منه في سنة خمس
عشرة وثلاثمائة عن الحسن بن علي بن سهل العاقولي، وروى عنه حديثا في مشيخته.
299 - عبيد الله بن الحسين بن محمد بن خلف العكبري: حدث عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطه. روى عنه
القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي في كتاب " سوق أصحاب الحديث " من
لفظه.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي البركات بن السقطي قال: أنبأنا
أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه قال: سمعت عبيد الله بن الحسين بن
محمد بن خلف العكبري يقول: سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد يقول: سمعت أحمد
ابن سهل النحوي يقول: اجتاز الأعمش وأصحابه على رجل شيخ طاعن في السن

(1) انظر: لسان الميزان 4 / 98.
(2) في (ج) في (ج): " بن مختار ".
(3) في (ب): " أصحابه ".
31

حسن المنظر مليح الجملة وافي الحرمة، فقال لأصحابه: من هذا الشيخ شيئا من الحديث، فجلسوا بين يديه وقالوا له: الشيخ - حفظه الله - تملي علينا شيئا من
الحديث؟ فقال له: ما عنيت به في عمري، قالوا: فشئ من الفرائض؟ قال: ولا عنيت
به أيضا، قالوا فشئ من الفقه؟ قال: ولا عنيت به أيضا، قالوا: فشئ من اللغة؟ قال:
ولا عنيت به أيضا، قالوا: فشئ من أخبار الخلفاء والملوك، قال: ولا عنيت به، قالوا:
فحد (1) علينا جزءا من القرآن؟ قال: ولا عنيت به، قال: فجاء وإلى الأعمش فأخبروه
بحال الشيخ، فقال لهم: ارجعوا إليه واصفعوه خمسة وخمسين صفعة فقيل له: أي
حساب خمسة وخمسين؟ قال: عشرين لكتاب الله عز وجل وعشرين لسنة رسول الله
صلى الله عليه وآله وعشرة لسائر العلوم وخمسة أشفي بها صدري من شيخ مثل هذا ما تعلم في طول
عمره شيئا.
300 - عبيد الله بن حمزة بن إسماعيل بن حمزة بن حمزة بن أبي جعفر
المخدر (2) - واسمه محمد - بن أبي علي أحمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى
ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم الموسوي
العلوي:
من أهل هراة، سمع القاضي أبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبا سهل نجيب بن
ميمون بن سهل الواسطي، وقدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه أبو بكر المبارك
ابن كامل بن أبي غالب الخفاف حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بن أبي غالب بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال:
أنبأنا عبيد الله وعلي ابنا حمزة بن إسماعيل الموسوي أنبأنا نجيب بن ميمون بن سهل
أنبأنا منصور بن عبد الله الخالدي، أنبأنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق، حدثنا محمد
ابن عبيد الله بن أبي داود المخرمي، حدثنا شبابة بن سوار عن محمد بن المنكدر عن
[جابر] (3) بن عبد الله (3) عن أبي بكر الصديق عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(1) في (ب): " فخد ".
(2) في الأصل: " المحدر " وفى (ب): " المحد ".
(3) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(4) في النسخ: " عبيد الله ".
32

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد ابن السمعاني قال: عبيد الله بن
حمزة بن إسماعيل الموسوي علوي زاهد ورع متعبد بالغ في العبادة رضي الوجه قليل
الكلام كثير الخير مشتغل بما يعنيه، ورد بغداد حاجا وحدث بها، كتب عنه أبو بكر
ابن كامل، كتبت عنه بهراة. وسألته عن مولده فقال: في رمضان سنة ست وستين
وأربعمائة.
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: كتب إلى أبي الفتح محمد بن
عبد الرحمن الفامي أن السيد أبا القاسم توفي يوم الجمعة رابع عشري ذي القعدة سنة
خمسين وخمسمائة ودفن بباب خشك.
301 - عبيد الله بن حمزة بن طلحة بن علي الرازي، أبو نصر بن أبي الفتوح:
تقدم ذكر والده، كان من الأعيان، ولى حجبة باب المراتب في أيام الإمام
المستضئ بأمر الله إلى أن توفي في ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة
خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بتربتهم بالحربية وقد جاوز الأربعين.
302 - عبيد الله خالد بن الحسن، أبو القاسم الضرير:
روى كتاب " معاني القرآن " لأبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج عنه، رواه
عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي المغربي، وذكر أنه قرأه عليه ببغداد في
جامع المنصور في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
303 - عبيد الله بن خلف بن علي بن الحسن بن مليح، أبو القاسم
الشروطي:
من أهل عكبرا، كان يتولى الكتابة لقضاتها، حدث عن أبوي بكر محمد بن الحسن
ابن دريد الأزدي ومحمد بن إبراهيم الهمداني القاضي ومحمد بن حمدان السلماني (1)،
روى عنه أبو الفتح عبد الملك بن عيسى الأنصاري العكبري وأبو الحسين محمد بن
عمر بن علوية القطان وأبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي.

(1) في الأصل، (ب): " الشيلماني " وفى (ب): " السليماني ".
33

قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الله بن نصر أن
أبا منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز الشاهد أخبره قال: أنبأنا أبو الحسين محمد بن
عمر بن علوية (1) القطان قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن خلف بن علي بن
الحسن بن مزيد منصور، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان
الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه أنه كان إذا نظر إلى
الهلال قال: اللهم! إني أسألك خير هذا الشهر وفتحه ونصره وبركته ورزقه ونوره
وظهوره وهداه، وأعوذ بك من شره وشر ما فيه وشر ما بعده.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي بقراءتي عليه قال:
أنبأنا أبو الحسن علي بن بكر بن محمد بن حيد (2) النيسابوري، أنبأنا أبو القاسم
عبد العزيز بن علي الأزجي، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة، حدثنا
عبيد الله بن خلف العكبري بها، حدثنا محمد بن حمدان السلماني، حدثنا السري بن
إسحاق بن بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا يوسف بن عطية،
حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ليس الإيمان بالتمني ولا
بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل (3)، العلم علم باللسان وعلم في
القلب، فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة الله على بني آدم " (4)
304 - عبيد الله بن سعد الله بن إبراهيم بن دبوس، أبو غالب البيع:
من أهل قطيعة العجم بباب الأزج، هكذا رأيت اسمه بخط يده
في إجازة كتبها،
وهو أخو شيخنا عبد الرحمن الذي تقدم ذكره وكان الأكبر، سمع أبا عبد الله محمد
ابن أحمد بن الحسن بن الطرائفي وأبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغيرهما، وحدث
باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.
أخبرني أبو الحسن ابن القطيعي أنه مات في ليلة الثلاثاء العشرين من المحرم سنة

(1) في الأصل، (ج): " علود ".
(2) في (ج): " بن حيدر ".
(3) في النسخ: " وصدقه العقل ".
(4) انظر الحديث في: الكامل لا بن عدى 6 / 2290.
34

أربع وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
305 - عبيد الله بن سعيد بن الحسن بن علي بن عبيد الله الخوزي (1)،
وكيل الوزير أبي المظفر بن هبيرة، سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش
الكاتب وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وأبا سعد أحمد بن محمد بن
شاكر، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حدثنا أبو محمد ابن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو منصور عبيد الله بن سعيد بن
الخوزي الوكيل، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خشيش وأنبأنا
أبو الفرج بن المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غير مرة قال: أنبأنا أبو القاسم
علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو الحسن بن مخلد، أنبأنا إسماعيل بن
محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني الوليد بن الفضل العنزي، حدثني
إسماعيل بن عبيد (2) العجلي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة
ابن قيس عن عمار بن ياسر قال كقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " يا عمار! أتاني جبريل آنفا
فقلت: يا جبريل! حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، فقال لي جبريل: لو
حدثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السماء، مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا
خمسين عاما ما نفذت فضائل عمر، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر " (3).
سمعت ابن القطيعي يقول: مات عبيد الله بن سعيد بن الخوزي في يوم السبت
لخمس عشرة مضت من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
306 - عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد، أبو القاسم الكاتب (4):
تقدم ذكر والده، ولى الوزارة للمعتضد بالله، وهو ولي عمه المعتمد على الله في
أواخر صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين واستولى على جميع أموره، وكان يكفيه ويجلسه

(1) في (ج): " الجوزي ".
(2) في (ب): " عبيد الله
(3) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9 / 68. والفوائد المجموعة 400. والكامل لابن عدى
7 / 2541.
(4) انظر: فوات الوفيات 2 / 58.
35

بين يديه، توفي المعتمد وولى المعتضد الخلافة أقر عبيد الله على وزارته إلى حين
وفاته.
قال أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات الكاتب: كان عبيد الله
نسيج (1) وحده وواحد دهره سياسة وتدبيرا وضبطا لأمور المملكة.
أنبأنا أبو القاسم الحذاء عن أبي سعد بن الطيوري قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن
المحسن بن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال: حدثني عبد الله بن عمر الحارثي قال:
حدثني أبي وكان يخدم في دار الموفق [و] المعتضد بعده أن المعتضد أراد أن يشهد على
نفسه العدول في كتاب صدره هذا، فأشهد على نفسه الشهود شهدوا جميعا أن أمير
المؤمنين عبد الله أبا العباس المعتضد بالله أشهدهم على نفسه في صحة منه وجواز
أمر، وعرضت النسخة على عبيد الله بن سليمان فضرب عليها وقال: هذا لا يحسن
كتبه عن الخليفة، اكتبوا: في سلامة من جسمه وإصابة من رأيه.
قال: وأنبأنا التنوخي عن أبيه قال: حدثني الحسين بن عياش قال: حدثني شيخ من
شيوخنا - ذكره وقد غاب عني اسمه - قال: حدثني أبو عبد الله ابن أبي عون قال:
استقر عندي عبيد الله بن سليمان فدخلت عليه يوما في حجرة كنت أفردته فيها من
داري، فقام إلى فقلت له ممازحا كما جرى على لساني: يا سيدي! إخبأ لي هذا
القيام إلى وقت انتفع به، قال: فلما كان بعد مدة انتقل من عندي، فما مضت الأيام
يسيرة حتى ولى الوزارة فقال لي أهلي: لو قصدته، وكان حالي إذ ذاك صغيرة، فقت
لهم: لا أفعل وأنا في ستر وقصدي له الآن كأنه اقتضاء لثمن معروف أستدعيه (2)
لنفسي، ما أرضى لنفسي بهذا، ولو كان لي عنده خير لابتدأني، وبت ليلتي مفكرا
وكان يوم الخلع، فلما كان في السحر جاءني فراشه برقعة بخطه يعاتبني على ما جرى
عنه ويستدعيني، فصرت إليه وإذا هو جالس والخلق عنده، فلما صرت مع دسته (3) قام لي قائما وعانقني وقال لي: أرى هذا وقتا ينتفع فيه بقيامي لك وجلس وأجلسني
معه على طرف الدست. فقبلت يده وهنأته ودعوت له، ومضيت ساعة فإذا قد

(1) في الأصل: " نسيح " وفى (ب)، (ج): " فسيح ".
(2) في النسخ: " اسندنبه ".
(3) في (ب): " سمه ".
36

استدعاه المعتضد فقام وأمرني ألا أبرح فجلست وامتدت العيون إلي وخوطبت في
الوقت بأجل خطاب وعوظمت، ثم عاد عبيد الله ضاحكا وأخذ بيدي إلى دار الخوة
وقال: ويحك إن الخليفة استدعاني بسببك وذلك أنه كوتب بخبرنا وخبر قيامي لك في
مجلس الوزارة، فلما استدعاني الآن بدأ ينكر علي وقال: تبذل مجلس الوزارة بالقيام
لتاجر، ولو كان هذا لصاحب طرف كان محظورا أو ولي عهد كان كثيرا، واحذر
تتجاوز ذلك، فقلت: يا أمير المؤمنين! لم يذهب على حق المجلس وتوفية الرتبة حقها،
ولكن لي عذر، فإن رأى أمير المؤمنين أن يسمعه ثم ينفذ (1) حكمه في، أخبرته بخبرته بخبري
معك واستتاري عندك، فقال: أما الآن فقد عذرتك ولكن لا تعاود، فانصرفت، ثم
قال لي عبيد الله: يا أبا عبد الله! إني قد شهرتك إن لم يكن معك مائة ألف
دينار معدة للنكبة هلكت، فيجب أن تحصلها لك لهذه (2) الحال فقط، ثم يحصل لك
نعمة بعدها تسعك وعقبك، فقلت: أنا عبد الوزير وخادمه ومؤمله، فقال: هاتوا (3) فلانا الكاتب! فجاء فقال: أحضر التاجر الساعة نسعر مائة ألف كر من غلات
السلطان بالسواد [عليهم] (4) ما تساوي وعرفني، فخرج وعاد بعد ساعة وقال: قد
قررت (5) ذلك معهم، فقال له: بع على أبي عبد الله هذه المائة الألف الكر ينقصان
دينار واحد مما قررت به السعر مع التجار وبعه له عليهم بالسعر المقرر معهم وطالبهم
أن يعجلوا له فضل ما بين السعرين اليوم وأجرهم بالثمن إلى أن يستلموا الغلات
واكتب إلى النواحي بتقبيضهم إياها، قال ففعل ذلك وقمت من المجلس وقد وصل
إلى مائة ألف دينار في بعض يوم وما عملت شيئا، ثم قال لي: اجعل هذه أصلا
لنعمتك ومعدة لنكبة ولا يسألنك أحد من الخلق شيئا إلا أخذت رقعته ووافقته على
أجرة ذلك وخاطبني (6)، قال: كنت أعرض عليه في كل يوم ما يصل إلي بما فيه ألوف
دنانير وأتوسط الأمور الكبار وأداخل في المكاسب الجليلة حتى بلغت النعمة إلى هذا
الحد، وكنت ربما عرضت عليه رقعة فيقول: كم ضمن لك عليها، فأقول: كذا

(1) في (ب): " تنفذ " وفى الأصل، (ج): " ينفد ".
(2) في (ج): " هذه ".
(3) في النسخ: " هاتم ".
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
(5) في الأصل: " قرردت ".
(6) في (ب): " خاطبتني " وفى (ج): " خاصبتنى ".
37

وكذا، فيقول: هذا غلط هذا يساوي كذا وكذا، ارفجع فاستزد، فأقول: إني
أستحيي فيقول: عرفهم أني لا أقضي لك ذلك إلا بهذا القدر وأني رسمت لك هذا
المال، قال: فأرجع فأستزيد ما يقوله لي فأزاد.
قال: وأنبأنا التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبي قال: سمعت القاضي أبا عمر يقول:
عرض إسماعيل القاضي وأنا معه على عبيد الله بن سليمان رقاعا في حوائج الناس،
فوقع فيها فعرض أخرى فخشي أن يكون قد ثقل عليه فقال له: إن جاز (1) أن
يتطول الوزير أعزه الله بهذا التوقيع (2) فوقع وعرض أخرى وقال: إن أمكن الوزير
أن يجيب إلى هذا فوقع، ثم عرض أخرى وقال: إن سهل على الوزير أن يوقع فوقع،
وعرض أخرى وقال شيئا من هذا الجنس، فقال له عبيد الله: يا أبا إسحاق! كم
تقول إن أمكن وإن جاز وإن سهل، من قال لك إنه يجلس هذا المجلس ثم يتعذر عليه
فعل شئ على وجه الأمور فقد كذبك (3) هات رقاعك كلها في موضع واحد، قال
فأخرجها إسماعيل من كمه وطرحها لحضرته (4) فوقع فيها فكانت مع ما وقع فيه قبل
الكلام وبعده نحو ستين رقعة.
قرأت في كتاب " أخبار الوزراء " لمحمد بن عبدوس الجهشياري قال: كان عبيد الله
ابن سليمان يرعى يسير الحرمة ويحافظ على قليل الخدمة، وكان ممن خدمه في نكبته
رجل يعرف بيعقوب الصائغ وكان عاميا ساقطا وكان يحتمل سقوطه ونقصه وتحركه
ويرفع منه حتى قلده الحسبة بالخضرة وكان لها إذ ذاك مقدار، فلما عزم عبيد الله
على الشخوص إلى الجبل جلس يوما للنظر فيما يحمل معه من خزانته (5) ومن
يشخص معه لخدمته، ويعقوب الصائغ حاضر للخاصية (6) التي كانت له به، فأمر ما
يحمل معه، فلما انتهى إلى فصل منه قال له يعقوب بغباوته: ويحمل كفن وحنوط،
فتطير عبيد الله وقطب وأعرض عنه ثم أخذ يأمر وينهي، فلما انتهى إلى فصل من
كلامه أعاد يعقوب الصائغ القول فقال: يحمل كفن وحنوط، فأعرض عبيد الله

(1) في النسخ: " إن جاد ".
(2) في الأصل، (ج): " بهذا الوقيع ".
(3) في الأصل، (ب): " كذلك ".
(4) في (ج)، (ب): " فخضرته ".
(5) في (ج): " من خزائنه ". (6) في (ج): " للخاضبه ".
38

ضجرا ثم عاد فأمر ونهى فلما أمسك قال له الصائغ ثالثة، كفن وحنوط، فأظهر
عبيد الله الضجر ثم قال له: يا هذا أتخاف على مثلي إن مات أن يصلب أو يطرح
على قارعة الطريق بغير كفن، إن تعذر الكفن كفنوني في ثيابي.
وقال الجهشياري: حكى محمد بن أحمد بن أبي البغل قال: كنت مع عبيد الله بن
سليمان وقد ركب بنهاوند ليروض جسمه فخرج إلى الصحراء فسار فيها ثم انصرف
راجعا وكان رجع من أبوابها وكان له حاجب يقال خفيف، كان غليظا غبيا،
فقال له: تستأذننا في الطريق ندخل من حيث خرجنا، فقال له عبيد الله: أما أنا فلا.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي أن أبا الحسن
هلال بن المسن الكاتب بخطه قال: حدثني أبو إسحاق قال: حدثني أبو أحمد عبيد الله
ابن طاهر قال: كان أبو القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب وأبوه صديقين لي فلما
أفضت وزارة المعتضد بالله إلى عبيد الله خدمه الناس فلحقني في بعض أيام (1) قصدي
له حجاب قليل فكتبت إليه:
آن بلغت الذي كنا نؤمله * واستحكمت يعني وارتاح ألافي
أنكرت منك أمورا كنت أعهدها * من حسن بدؤ وإكرام وألطاف
واستصعب الإذن إلا أن تعرفه * أولا فمطرح في مدرج الشافي
ولست بالباب إن عزت (2) مداخله * ولج آذنه يوما بوقاف
فإني الضيم أني لا ألايمه * وانني خلف من خير أسلاف
لولا يد سبقت لي منك صالحة * الفيتني في محل القاطع الجافي
لكنني رهن معروف سبقت به * حتى أجازيك الحسنى بأضعاف
فلما كان من غد جاءني معتذرا.
أنبأنا أبو القاسم الحذاء عن أبي غالب الذهلي قال: أنبأنا هلال بن المحسن إذنا
قال: أنشدني والدي علي بن المحسن إذنا، أنشدني أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن
زنجي الكاتب قال: أنشدني الوزير أبو علي الحسين بن القاسم بن عبيد الله قال:
أنشدني الوزير أبو الحسين القاسم بن عبيد الله قال: أنشدني الوزير أبو القاسم

(1) في (ج): " بعض الأيام ".
(2) في (ج): " عدت ".
39

عبيد الله بن سليمان لنفسه:
كفاية (1) الله خير من توقينا * وعادة الله في الماضين تكفينا
كاد الأعادي فلا والله ما تركوا * قولا وفعلا وتلقينا وتهجينا
ولم نزد (2) نحن في سر ولا علن * شيئا على قولنا يا ربنا اكفينا
فكان ذاك (3) ورد الله حاسدنا * بغيظه لم ينل تقديره فينا
ذكر الصولي أن مولد عبيد الله بن سليمان بن وهب سنة ست وعشرين ومائتين.
قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري قال: وفيها يعني سنة
ثمان وثمانين ومائتين في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر توفي
عبيد الله بن سليمان الوزير ودفن في داره وصلى عليه ابنه أبو الحسين، فكانت مدة
تقلده الوزارة للمعتضد عشر سنين وشهرين وعشرة أيام.
حدثنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ قال: أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن
ابن نصر المؤتمن بن أحمد الساجي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العميري قراءة
عليه عن إسحاق بن إبراهيم القراب قال: سمعت أبا الفضل بن أبي عمران الصوفي
يقول: سمعت محمد بن موسى، سمعت محمد بن محمد بن عثمان دخل عبد الله بن
المعتز على القاسم بن عبيد الله وقد أصيب بأبيه فأنشأ يقول:
إني معزيك لا أني على ثقة * من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزى بباق بعد صاحبه * ولا المعزى وإن عاشا إلى حين
فلما درج في أكفانه فأنشأ يقول:
قد استوى الناس ومات الكمال * وقال صرف الدهر: أين الرجال
هذا أبو القاسم في قبره * قوموا انظروا كيف تزول الجبال
فلما حملته الرجال على أعناقها أنشأ يقول:

(1) في (ج): " كناية ".
(2) في (ج)، (ب): " نرد ".
(3) في الأصل، (ب): " ذلك ".
40

وما كان ريح المسك ريح حنوطه * ولكنه هذا الثناء المخلف
وليس صرير النعش ما تسمعونه * ولكنه أصلاب قوم تقصف
فلما وضع فتقدم للصلاة عليه أنشأ يقول:
قضوا ما قضوا من أمرهم ثم قدموا * إماما لهم والنعش بين يديه
فصلوا عليه خاشعين كأنهم * وقوف خضوع للسلام عليه
307 - عبيد الله بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد،
أبو محمد الكرخي المعروف بابن الرطبي (1):
أخو أحمد الذي قدمنا ذكره، كان من أعيان الفقهاء على مذهب الشافعي، وولي
القضاء على شهراباذ والبندنيجين وجبل: كتب إلي علي بن الفضل الحافظ أن علي بن
عتيق بن مؤمن أخبره عن القاضي عياض بن موسى اليحصبي قال: سمعت القاضي
أبا محمد عبيد الله بن سلامة البجلي المعروف بابن الرطبي ببغداد وصحبته، وكان جليلا من أصحاب أبي إسحاق الشيرازي، وولى القضاء ببعض السواء وهو أكبر بني
الرطبي، قرأت في كتاب التاريخ لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: وفي
هذا الشهر - يعني ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة - توفي أبو محمد بن
الرطبي في بعض (2) طريق الخراسان، وكان شافعي المذهب ولم أر أكثر تنفلا وصلاة
وتطوعا منه.
308 - عبيد الله سيف بن محمد بن جعفر بن إبراهيم بن عبيد الله بن
سليمان: روى عنه ابن أخيه عمر بن محمد بن سيف البغدادي نزيل البصرة.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي قال: أنبأنا إسماعيل بن أبي صالح المؤذن قدم علينا، أنبأنا
أبي قال: أنشدني أبو الحسين محمد بن عبد الواحد، أنشدنا عمر بن محمد بن سيف،
أنشدنا عمي عبيد الله لمحمود الوراق:

(1) انظر: طبقات الشافعية للإسنوى 1 / 586.
(2) في (ب)، (ج): " ببغص ".
41

يا عائب الفقراء لا تزدجر * عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله * على الغني إن صح منك النظر
إنك لتعصي لتنال الغنى * وأنت لا تعصي لكي تفتقر
309 - عبيد الله بن شعيب بن الحسن العكبري:
حدث عن محمد بن صالح بن ذريح، سمع منه عمر بن إبراهيم بن عبد الله
العكبري. 310 - عبيد الله بن العباس بن أحمد بن الفرات، أبو القاسم بن أبي الخطاب:
حدث عن أبي عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد اليزيدي، سمع منه
أخواه أبو الحسن محمد وأبو الحسين ابنا اليباس وعبيد الله بن أحمد النحوي المعروف
بجخجخ في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
311 - عبيد الله بن العباس بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي حمزة
الحنبلي، أبو القاسم، ويقال: أبو العباس الزيات البغدادي ثم الغمري:
والغمر فوهة السماوة، وأظنه سكنها، قرأ القرآن بالروايات على أبي (1) عمر
الدوري، وروى عنه قراءة أبي عمر وطريق أبي الصقر عن أبي الزعراء، روى عنه
أبو علي الحسن بن القاسم الواسطي، وذكر أنه قرأ عليه بالغمر، وروى عنه أيضا
أبو الحسن رشا بن نظيف الدمشقي.
312 - عبيد الله بن العباس، أبو محمد البغدادي:
حدث بدمشق عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، روى عنه أبو الحسن محمد
ابن بكار بن يزيد السكسكي.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرئ على
أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان بن عبد العزيز بن أحمد الكناني وأنا أسمع
قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي، أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن

(1) في الأصل: " عن أبي عمر ".
42

الميداني، أنبأنا أبو الحسن محمد بن بكار بن يزيد السكسكي، حدثنا أبو محمد عبيد
الله بن العباس البغدادي بدمشق، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا عثمان ابن
فائد، حدثنا الوضين بن عطاء عن راشد بن سعد عن عبادة (1) بن الصامت قال:
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه قطيفة رومية قد عقدها على عنقه ثم صلى بنا إماما
عليه غيرها.
313 - عبيد الله بن عبد الله بن الحسن، أبو عمرو الشيباني:
من أهل الأنبار، حدث عن أبي القاسم علي بن محمد بن كادش النخعي، روى
عنه أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي الخطاب.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ويوسف بن المبارك بن كامل الحذاء قالا: أنبأنا
يحيى بن علي بن محمد بن الطراح وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب، أنبأنا أبو بكر محمد
ابن عبد الباقي الشاهد ويحيى بن علي بن محمد بن الطراح قالا: أنبأنا أبو الحسن محمد
ابن أحمد الهاشمي، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الحافظ
قال: حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد
ابن أبان بن أبي الحطاب لفظا قال: حدثنا أبو عمرو عبيد الله بن عبد الله بن الحسن
الشاهد الأنباري بالأنبار، حدثنا علي بن محمد النخعي أبو القاسم، حدثنا أحمد بن
منصور الزيادي: حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، حدثنا عمرو بن جميع عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا سميتموه محمدا فعظموه ووقروه
وبجلوه ولا تذلوه ولا تحقروه ولا تجبهوه تعظيما لمحمد " صلى الله عليه وآله (2).
314 - عبيد الله بن عبد الله بن روح بن أبي سعد بن أحمد بن علي الدهان،
أبو نصر بن أبي عاصم بن أبي الفضل الصوفي:
من أهل هراة، كان شيخا صالحا متعبدا من أعيان مشايخ الصوفية، صحب
عبد الله بن محمد الأنصاري وسمع منه الحديث ومن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد
العزيز الفارسي وأبي عاصم الفضيل بن [أبي] (3) يحيى الفضيلي وأبي محمد عبد الله

(1) في الأصل، (ب): " راشد بن سعد بن عبادة ".
(2) انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 1 / 53. وتذكرة الموضوعات 88. وكشف الخفا 1 / 94.
(3) بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ج).
43

ابن أبي بكر السقطي وأبي عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن محمد المليحي
وغيرهم، وطلب بنفسه وكتب بخطه، قدم بغداد حاجا في سنة سبع عشرة وخمسمائة
وحدث بها، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وشيخنا أبو القاسم بن بوش
ورويا عنه، ثم قدمها مرة أخرى في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وحدث بها أيضا،
سمع منه شيخنا أبو الفرج بن الجوزي، وقد روى لنا [عنه] (1) سبطه أبو روح عبد
المعز (2) بن محمد الصوفي بهراة.
أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أبو نصر عبيد الله بن عاصم الهروي قراءة عليه سنة سبع
عشرة وخمسمائة قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنبأنا أبو روح
ابن أحمد بن أبي شريح الأنصاري وأنبأنا أبو الفرج المبارك بن أحمد بن إسماعيل البزاز
قال: أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح وأنبأنا أبو الفتوح داود بن معمر القرشي بأصبهان
قال: أنبأنا أبو المحاسن نصر بن المظفر [عن] (3) المبارك قالا: أنبأنا أبو الحسين أحمد
ابن محمد بن النقور أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق البزاز قالا: أنبأنا
أبو القاسم البغوي، حدثنا مصعب بن عبد الله، حدثني مالك عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثا
ويقول: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير " (4)، يصنع ذلك ثلاث مرات، ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك.
ذكر أبو سعد ابن السمعاني في معجم شيوخه أن أبا نصر الصوفي ولد في سنة أربع
وأربعين وأربعمائة، وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بهراة.
315 - عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن توبة أبو محمد الخياط:
من أهل عكبرا، سكن بغداد وروى بها شيئا من شعر أبي الحسن عقيل بن محمد
الأحنف العكبري عنه، روى عنه أبو بكر الخطيب.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الله بن مسلم البزاز قالا: أنبأنا عبد

(1) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب).
(2) في الأصل: " عبد العز ".
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
44

الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب قال: أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال: أنشدنا
أبو الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري لنفسه:
وهينا من زمان ليس فيه * سوى متشامت أو مستريب
وحاسد نعمة وصديق وقت * إذا ما غبت ذمك في المغيب
فمن أولاك ودا من صديق * ومن ذي قربة أو من غريب
فحب خديعة لمكان رفق * متى ما زال ذمك من قريب
فحب خديعة لمكان رفق * متى ما زال ذمك من قريب
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الفقيه المالكي بالإسكندرية قال: أنبأنا طاهر بن
أحمد بن محمد الأصبهاني، حدثنا أبو منصور محمد بن أحمد بن النقور قال: أنشدني
أبو بكر الخطيب قال: أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال:
أنشدني (1) أبو الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري لنفسه:
إذا كان العدو يريد غيظي * ويلقاني العدو بكل سوء
ويوسعني الصديق الغيظ مزحا * تباعا في الرواح وفي الغدو
ويجتمعان في غيظي جميعا * فما فضل الصديق على العدو
قال: وأنشدنا الأحنف لنفسه:
أقلل من الخطة للناس * وعارض الأطماع باليأس
وأقنع إذا لم يكن حظ ثمل * بل اللهي من أسفل الكأس
وأحذر بني آدم وأنس إلى * من شئت من وحش ونسناس
ولا تمار أبدا جاهلا * محضا ولو كنت ابن عباس
لا يترك الانسان أخلاقه * طوعا ولو شد بإمراس
ولا تعب ما عشت خلقا وقل * حسنا على رفق وإيناس
وجملة الأمر ورأس الحجى * في الصمت أو قول بقسطاس
وكلما أوتيت من نعمة * فغطها عن أعين الناس

(1) " أبو بكر الخطيب قال أنشدني أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن توبة العكبري قال أنشدني "
ساقطة من (ب).
45

قرأت في كتاب " التاريخ " لأبي علي ابن البناء قال: سنة إحدى وستين وأربعمائة
في يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرم مات ابن توبة العكبري والحنبلي صاحب الخط
والأدب وأخرج يوم الأربعاء.
316 - عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل (1)، أبو الفتح بن
أبي محمد الدباس (2):
من أهل باب المراتب، تقدم ذكر والده، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد
ابن محمد بن البسري وأبا غالب محمد بن الحسن بن أحمد البقال وأبا بكر أحمد بن
المظفر بن سوسن التمار وأبا الحسن علي بن محمد بن علي العلاف - وانفرد بالرواية
عنهم، وسمع أباه أبا محمد عبد الله وأبا سعد بن عبد الكريم بن حشيش وأبوي
القاسم علي بن الحسن الربعي وعلي بن أحمد بن محمد بن بيان وأبا علي محمد بن
سعيد بن نبهان وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون بن النرسي وأبا عبد الله محمد بن
عبد الباقي الدوري وغيرهم، ووجد سماعه على جزء فيه حديث الإفك وغيره منقولا
بخط أبي بكر بن كامل بن أبي الخطاب بن البطر (3) سنة تسعين وأربعمائة فسمعه
عليه (4)، فإن كان صحيحا فتأريخ سماعه سهو وإلا فهو باطل على قول من سأله عن
مولده على ما ذكره بعض أصحاب الحديث في سنة تسع وثمانين فقد كان له في وقت
سماعه سنتان أو دونها فيكون حضورا وينبغي أن يبين مع أن أكثر أصحاب الحديث
أبطلوا سماعه من ابن البطر ولم يسمعوا منه - والله أعلم بالصواب. حدث بالكثير
وسمع من الحفاظ والكبار، وروى عنه أبو سعد ابن السمعاني وغيره من المتقدمين،
وقد أدر كت أيامه وروى لي عنه جماعة من شيوخنا ورفقائنا.
حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا
أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله الدباس بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين
ابن علي البسري قراءة عليه في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وأربعمائة قال: أنبأنا

(1) 316 في الأصول: " بن شامل ".
(2) انظر: تذكرة الحفاظ 4 / 1336. والعبر 4 / 244. وشذرات الذهب 4 / 272.
(3) في (ج): " النظر ".
(4) بياض في الأصل.
46

أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال: قرئ على أبي علي إسماعيل
ابن محمد الصفار وأنا أسمع، حدثنا سعدان بن نصر، حدثنا سلام بن سالم عن علي بن
عروة الدمشقي عن محمد بن المنكدر عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من قاد
أعمى أربعين ذراعا وجبت له الجنة " (1).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألت أبا الفتح بن
شاتيل عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: سألت أبا الفتح بن شاتيل عن مولده فقال: في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وتوفي يوم الخميس العشرين من رجب سنة
إحدى وثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
317 - عبيد الله بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن
عبد الله [بن] (2) المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب،
أبو القاسم:
أخو عبد الله المقدم ذكره، حكى عن والده، روى عنه محمد بن موسى البربري.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قراءة
عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) قال: حدثنا أبو الفرج المعافى عن
زكريا النهرواني، حدثنا محمد بن يحيى الصولي، حدثني محمد بن موسى (4)، حدثنا
عبيد الله بن المأمون قال: غضب المأمون على أمي أم عيسى فقصدني لذلك حتى كاد
يتلفني، فقلت له يوما: يا أمير المؤمنين! إن كنت غضبان على ابنة عمك فعاقبها بغير
فإني منك قبلها ولك دونها، فالحمد الله الذي أظهر هذا لي منك وبين لي هذا الفضل
فيك، لا ترى والله بعد يومك هذا مني سوء ولا ترى إلا ما تحب، فكان ذلك سبب
رضاه عن أمي.

(1) انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 12 / 353. واللآلئ المصنوعة 2 / 47. والموضوعات
2 / 172، 186. ومجمع الزوائد 3 / 138. وتنزيه الشريعة 2 / 138. وكشف الخفا
2 / 371.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(3) في (ج): " الحازرى " وفى الأصل، (ب): " الحارزى ".
(4) في الأصل، (ب): " بن عيسى ".
47

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي أن
أبا الحسين أحمد بن علي التوزي أخبره قال: حدثنا أبو عبيد الله المرزباني، أخبرني
الصولي، حدثني محمد بن موسى أبو موسى، حدثنا عبيد الله بن المأمون وأبو القاسم
أخوه وأمهما أم عيسى بنت موسى الهادي عن أبيهما المأمون قال وقد أقبلت جارية
بيدها قدح من ذهب فيه شراب:
ذهب في ذهب يسعى به غصن لجين * قمر يحمل شمسا مرحبا بالنيرين
فهي له قرة عين من يدي قرة عين * آلف يحمل ألفا حفظا من ألفين
لا جرى بيني وبينكما طائر بين
318 - عبيد الله بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان:
شاعر متقدم في الأدب والرواية ويقول الشعر، وهو أخو محمد بن عبد الله الذي
قدمنا ذكره.
ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب " الورقة " في أخبار شعراء المحدثين وقال:
أنشد له أبو هيفان: سأصبر حرا لم يضق عنه صبره * وإن كان قد ضاقت عليه مذاهبه
كأن الغمام الغر (1) يخلف حالها * وإن الحسام العضب (2) تنبو مضاربه
319 - عبيد الله بن عبد الله، الملقب جزاعة:
بغدادي نزل شيرز، ذكره أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الحافظ الشيرازي في كتاب
" الألقاب " من جمعه، ولم يزد على هذا.
320 - عبيد الله بن عبد الله الحمال البغدادي الصوفي:
لقي الشبلي وكان يحكي عنه، وأقام بمكة سنين يخدم الشيوخ، وكان قد أسن،
وكان كثير الطواف والمجاهدة، ومات بمكة في سنة سبعين وثلاثمائة، ذكر ذلك أبو
العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي في كتاب " تاريخ الصوفية ".

(1) في النسخ: " الحر ".
(2) في (ج): " القضب " وفى (ب): " الغضب ".
48

321 - عبيد الله بن عبد الجبار، أبو عمر البغدادي:
قال: كنا عند هارون الرشيد، روى [لنا] (1) عنه أبو العباس بن محمد بن أسامة
العلوي.
322 - عبيد الله بن عبد الرحمن الخزاعي:
حدث عن أبي بكر إسماعيل بن الفضل بن موسى البخي نزيل بغداد، روى عنه
أبو الشيخ الأصبهاني في معجم شيوخه.
أخبرنا محمد بن محمد بن غانم أبو عبيد الله الحافظ بأصبهان قال: أنبأنا عبد الصمد
ابن أبي الرجاء، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو أحمد محمد بن علي المكفوف، حدثنا
أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن
الخزاعي البغدادي، حدثني إسماعيل بن الفضل البلخي، حدثنا محمد بن عباد (2) بن
موسى، حدثنا هشيم عن ابن شبرمة عن الشعبي عن جابر بن عبد الله: " أن النبي صلى الله عليه وآله
رجم يهوديا ويهودية ".
323 - عبيد الله بن عبد الرزاق بن إسماعيل، أبو القاسم الصيرفي:
سمع أبا الحسين عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ نزيل
بغداد، روى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن محمد بن ناصر وأبي منصور بن موهوب بن أحمد
ابن الجواليقي قالا: أنبأنا أبو الحسين (3) المبارك بن عبد الجبار الصيرفي [قال: أنبأنا
أبو القاسم عبيد الله بن عبد الرزاق الصيرفي] (4) قراءة عليه في ذي القعدة سنة خمس
وثلاثين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله
الأصبهاني قراءة عليه، حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني
بمدينة أصبهان، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، حدثنا شريح بن

(1) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب).
(2) في (ب): " عياد ".
(3) في (ج): " أبو الحسين بن المبارك ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
49

النعمان أبو الحسين صاحب اللؤلؤ، حدثنا إسماعيل بن أبي حزم القطعي عن أبي
عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من قال في القرآن
برأيه فأصاب فقد أخطأ " (1).
وبه: قال حدثنا أبو حاتم، حدثنا الربيع بن روح الحمصي الحضرمي أبو روح (2)،
حدثنا محمد بن حرب، حدثنا أبو سلمة سليمان بن سليم عن أبي حصين الكوفي عن
أبي صالح مولى أم هانئ قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: القرآن على أربعة
وجوه، فوجه حلال وحرام ولا يسع (3) أحدا جهله، ووجه عربي تعرفه العرب،
ووجه تأويل تعلمه العلماء، ووجه تأويل لا يعلمه إلا الله، من استحل فيه علما فقد
كذب.
324 - عبيد الله بن عبد العزيز بن العباس بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر
ابن عبيد الله بن محمد بن مروان، يعرف بابن رزق، أبو القاسم البغدادي:
حدث بمصر عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، روى عنه
أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الزاري في معجم شيوخه.
325 - عبيد الله بن عبد العزيز بن المؤمل، أبو نصر الرسولي:
كان أديبا راوية للحكايات والأشعار، سمع أبا الحسين أحمد بن عمر بن روح
النهرواني وأبا الحسن علي بن محمود الزوزني وأبا القاسم علي بن الحسين الموسوي
المعروف بالمرتضى والشريف أبا يعلى مسعود بن المحسن بن البياضي وأبا علي محمد بن
الحسين بن الشبل (4) وأبا الحسين محمد بن محمد بن أحمد النصروي وأبا الجوائز الحسن
ابن علي بن بادي (5) الواسطي واصبهدوست بن با منصور الديلمي وأبا الحسن علي
ابن طاهر الجبار وأبا نصر منصور بن محمد النيري (6) الواسطي وأبا الحسن محمد بن

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2950، 2951. ومسند أحمد 1 / 233. والمعجم الكبير
2 / 175. وشرح السنة 1 / 258، 259.
(2) " الحمصي الحضرمي أبو روح " ساقطة من (ب).
(3) في النسخ: " يشبع ".
(4) في (ب): " الشبلي ".
(5) في النسخ: " بن بارى ".
(6) في (ج): " التستري ".
50

جعفر الجهري وأبا الحسين محمد بن المظفر بن نحرير وأبا القاسم عبد الواحد بن محمد
المطرز وجماعة غيرهم من الشعراء ببغداد، وسافر إلى الموصل وسمع بها من أبي الفضل
محمد بن محمد الموصلي وغيره، ودخل ديار بكر فسمع بميافارقين من العابد أبي الرضا
الفضل بن منصور الظريف الفارقي وأبي الفتح محمد بن الحسين بن وحشي الموصلي
النحوي، روى عنه عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبو الفضل
عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الإخوة وأبو المظفر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب
الدباس وأبو طاهر أحمد بن محمد السلفي وأبو الفضل منوجهر بن محمد بن تركاشا
الكاتب.
قرأت على أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد الفيروزآبادي في معبده بقرافة
مصر قلت له أخبر كم أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه بالإسكندرية فأقر
به، قال أنشدنا أبو نصر عبيد الله بن عبد العزيز بن المؤمل الرسولي ببغداد من أصله
قال: أنشدني أبو الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال: أنشدنا القاضي
أبو الفرج (1) المعافى بن زكريا الجريري لنفسه:
عز الفتى في حسن صبره * وهوانه في بث سره
كتمانه لشؤونه خير * (2) له من ريب دهره
ذو الحزم من أغضى * ورافق رفقة في كل أمره
ومحا كثير الذنب عن * ذي وده بلطيف عذره
كم بين طي الثوب في * طول البقاء وبين نشره
ويرى مدى الصغر الفتى * في زهوه (3) وعظيم كبره
ولما تواضع سيد * إلا لفرط علو قدره
وبه: قال أنشدنا الرسولي قال: أنشدني أبو الحسن علي بن طاهر الجبار لنفسه:
أعرضت حين أبصرت شعرات * في عذارى كأنهن الثغام
قلت هذا تبسم الدهر قالت * قد سعى في خدودك الابتسام

(1) في الأصل، (ج): " المفرج ".
(2) في (ج)، (ب): " حرز ".
(3) في الأصل، (ب): " في رهوه ".
51

قال: وأنشدنا الرسولي قال: أنشدني النصروي لنفسه:
تقول وراعها شيب (1) برأسي * إلا غيرت شيبك بالخضاب
فقلت لها: وما يغني ويجدي * على وقد مضى زمن التصابي
وهب (2) رد الشباب على من لي * بإخوان الشباب مع الشباب
أخبرنا أبو عبد الله الفارسي بمصر قال: أنبأنا أبو طاهر الأصبهاني قال: أنشدني
أبو نصر الرسولي ببغداد قال: أنشدني القائد أبو الرضا الفضلي بن منصور الفارقي
بميافارقين لنفسه في غلام تركي وقد رآه (3) وعليه سلاح:
لما رأيتك طالعا * البدر ويعجب من نمامك
والشمس تخفي شخصها * أو ظن ذلك لاحتشامك
ورأيت طرفك في القلوب * أشد وثقا من حسامك
وسهامه (4) في أنفس العشاق * أقضى من سهامك
أيقنت أني هالك * إن لم أقل أنافي ذمامك
فلعل طيفك في الكرى * يسخو بضمك والتزامك
هيهات هذا باطل * النوم أقعد من مرامك
فامنن علي بوقفة * أجد السلامة في سلامك
وبه: قال أنشدني أبو الرضا لنفسه وكتب بها إلى صديق له يستزيده:
نحن وبدر التم في مجلس * والبدر ناهيك به حسنا
والراح من راحته يجتلي * والورد من وجنته يجنى
وإن تثاقلت كتبناك في * جملة من يطغى إذا استغنى

(1) في (ب): " مشيب ".
(2) في (ج): " هل ".
(3) في (ج): " زاره ". (4) في (ج): " شهامة ".
52

أبا السري تكنى ولابد أن * يصدر هذا الاسم عن معنا
قال: وأنشدنا الرسولي قال أنشدنا أبو الحسن الجهري لنفسه:
نبه نداماك واحثث القدحا * إن صاح السرور قد وضحا
وأجل علينا الكؤوس مترعة * فكل قلب وناظر فرحا
ولا تدع سكرة تفوت فما * صح سرور لمن يقال صحا
قال: وأنشدني الرسولي قال: أنشدنا أبو القاسم المطرز لنفسه:
يا نعم ما اشتقت الليالي فيك من * سهري ولا ملتني الأسقام
فتعود عاطفة علي برأفة * لا أنت تنصفه ولا الأيام
قالوا فزعت إلى الدموع من الأسى * صدق الوشاة فهل علي ملام
جهد المجد إذا تطاول ليله * عين تفيض ولوعة وغرام
قال: وأنشدني الرسولي قال: أنشدنا المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن
موسى الموسوي لنفسه:
أمر على الأحداث في كل ليلة * وقلبي بمن فيها رهين معلق
وأقرئهم مني السلام وبيننا * رتاج ومسدول من الترب مطبق
ولو أنني أنصفت من في ترابها * لما رحت عنه مطلقا وهو موثق
وإن له مني قليلا جوانح (1) * خفقن وعين بالدموع ترقرق
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عبيد الله
ابن عبد العزيز الرسولي أبو نصر ما كان بمرضي السيرة، وكان جماعة من مشايخي
يسيئون الثناء عليه منهم أبو الفضل بن ناصر.
قرأت بخط ضياء بن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: مات أبو نصر الرسولي يوم
السبت ثامن ذي القعدة سنة تسع وخمسمائة، ومولده سنة عشرين يعني وأربعمائة.
326 - عبيد الله بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن

في (ب)، (ج): " حوائج ".
53

منصور القشيري، أبو الفتح بن أبي القاسم الصوفي (1):
من أهل نيسابور، وكان فاضلا كثير العبادة، له مصنفات في علم الطريقة، وسكن
إسفرايين إلى حين وفاته، سمع الحديث من والده ومن أبي الحسن عبد الغافر بن محمد
الفارسي وأبي حفص عمر بن محمد بن سرور وأبي عثمان سعيد بن محمد البحتري (2)
وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن الحرزوذي (3) وأبي الوليد الحسن بن محمد الدينوري،
وروى عنه أهل بلده، وقدم بغداد حاجا سنة ثمانين وأربعمائة، وحدث بها عن والده
بكتاب " منثور الخطاب في مشهور الأموات " من جمعه، سمعه أبو القاسم
عبد الرحمن بن محمد المقرئ المعروف بتاج القراء وأبو العباس أحمد بن موسى الأشنهي
الفقيه وجماعة، ذكر صالح بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن
النيسابوري عبيد الله بن القشيري (4) هذا في تاريخه فقال: خامس الإخوة وأحسنهم
خلقا وأظرفهم شمائل وأكثرهم مخالطة مع الصوفية والترسم برسمهم والتحقق في
صفاتهم والتخلق بأخلاقهم تحقيقا لا ترسما ومجازا.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول: عبيد الله
ابن عبد الكريم هوازن القشيري سألت ولده أبا المعالي عبد الكريم عن وفاته
فقال: في رجب (5) وعشرين وخمسمائة بإسفرايين، وقال غيره: في رمضان.
327 - عبيد الله بن عبد الملك بن أحمد بن علي بن الشهرزوري، أبو غالب
ابن أبي البركات:
كان أمين الحكم بنهر معلى (6). سمع أبا علي الحسن بن علي بن المذهب
وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيرهما، وكانت له إجازة من أبي منصور محمد
ابن محمد بن عثمان بن السواق والفقيه أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي نزيل صور
وعبد العزيز بن بندار الشيرازي نزيل مكة، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي

(1) انظر: الأنساب للسمعاني 1 / 427.
(2) في (ج): " النحرى ".
(3) في الأصل، (ب): " الحررودى ".
(4) في (ب)، (ج): " التستري
(5) هكذا في الأصول
(6) في النسخ: " بنهر يعلى "
54

غالب الخفات وأبو نصر هبة الله بن المكرم الصوفي وشيخنا أبو القاسم يحيى بن أسعد
ابن بوش (1).
أنبأنا ابن بوش قال: أبو غالب الشهرزوري قراءة عليه، أنبأنا عمر بن محمد
المؤدب، أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن النباء قال:
أنبأنا أبو محمد الجواهري، أنبأنا
أبو بكر القطيعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا داود بن
عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار عن أبي المنهال عن إياس بن عبد أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم " نهى عن بيع فضل الماء ".
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال: مات أبو غالب
ابن الشهرزوري يوم الجمعة سادس عشري جماد الأولى سنة ثمان عشرة وخمسمائة،
وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
أخبرني ابن المذهب وغيره قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: توفي
أبو غالب عبيد الله بن عبد الملك بن أحمد البقال الشهرزوري في يوم الجمعة السادس
والعشرين من حماد الأولى من سنة ثمان عشرة وخمسمائة، صلى عليه في يوم
الجمعة قبل الصلاة وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن هناك على أبيه، وكان قد سمع
من أبي علي بن المذهب وأبي علي محمد الجواهري وغيرهما، ولم يكن من أهل هذا
الشأن، وكان شيخا فيه سلامة وسماعه صحيح، وأخبرت أن مولده سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة.
328 - عبيد الله بن عبد الواحد بن محمد، أبو ياسر (2) الزعفراني:
سكن صور وسمع بها أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال،
وحدث باليسير، سمع منه أبو الفرج غيث بن علي الصوري
قرأت بخط غيث الصوري وأنبأنيه ذاكر الحذاء قال: أنبأنا أبو عبيد الله بن
عبد الواحد بن محمد الزعفراني البغدادي، أنبأنا أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن
عمر بن برهان الغزال بصور، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عبد الوهاب
*
هامش
(1) في (ب): " بن نوش ".
(2) في (ب): " بن ياسر " (*).
55

ابن المبارك {بن} (1) الأنماطي وأنبأنا سعيد بن محمد المؤدب، أنبأنا إسماعيل بن أحمد
ابن السمرقندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام قالوا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
محمد الصريفيني قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي، حدثنا عبد
الله هو ابن سليمان بن الأشعث، حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الحنفي، حدثنا أبو
عبد الرحمن المقرئ، حيوة (2) عن أبي صخر قال: حدثني مكحول قال: سمعت
أبا هند الداري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من قام مقام (3) رياء وسمعة رائى
الله تعالى به يوم القيامة ". (4)
329 - عبيد الله بن عثمان بن محمد، أبو الحسن البزاز، المعروف بابن الحلبي:
بغدادي، سكن دمشق وكان ينزل بباب الجابية، حدث عن أبي سعيد الحسن بن علي
بن زكريا بن صالح العدوي وأبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي
وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأبي بكر عبد الله بن أبي داود
السجستاني وأبي الفضل صالح بن الأصبغ بن عامر بن مالك بن خليد بن عمرو
التنوخي المنجي وعبد الله بن إسحاق المدائني وأبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد،
روي عنه أبو بكر محمد بن عبد الله المقرئ وأبو القاسم تمام بن محمد الرازي.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء قال: كتب إلى أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي
وهبة الله بن أحمد بن الأكفاني قالا: أنبأنا أبو بكر عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أنبأنا
أبو بكر محمد بن عبد الله المقرئ، حدثنا عبيد الله بن عثمان بن محمد البزاز بباب
الجابية في قيسارية الجعفري، الحسن بن علي العدوي، حدثنا محمد بن الحارث
مولى بني هاشم سنة اثنتين وعشرين ومائتين بعبادان، حدثنا أبو وهب الحكم بن سنان
عن محمد بن سيرين عن أخيه أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لبيك حقا حقا تعبدا ورقا " (5) (*)
هامش
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
(2) في النسخ: " بن حرة ".
(3) في الأصل (ب): " بقيام " (4) انظر الحديث في: المعجم الكبير 18 / 56. ومسند أحمد 5 / 270. وسنن الدارمي 2 / 309. ومجمع
الزوائد 10 / 223.
(5) انظر الحديث في مجمع الزوائد 3 / 223. وتاريخ بغداد 14 / 215، 216. (*)
56

330 - عبيد الله بن عثمان بن محمد بن يوسف بن محمد بن دوست العلاف،
أبو منصور بن أبي عمرو بن أبي بكر، المعروف بابن الشوكي:
من ساكني النصرية من أولاد المحدثين، سمع أبا عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد
الغضائري (1) وأبا القاسم عبيد الله بن منصور بن علي المقرئ الحربي وغيرهما، روى
عنه أبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعمر بن أبي البركات بن
الشريك، أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا عمر بن أبي البركات بن،
أبي طاهر بن الشريك، أنبأنا أبو منصور عبيد الله بن عثمان (2) بن محمد العلاف،
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى
الصولي، حدثنا عبد الملك بن محمد أبو قلابة، حدثنا عفان بن مسلم، أنبأنا شعبة،
أنبأنا الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلي أن علي بن أبي طالب حدث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جاءه سبي من جهينة فأتته فاطمة عليها السلام تسأله خادما لما تلقى يدها من الرحا،
فلم توافقه فأخبرت عائشة لما جاءت له، فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرته بمجئ فاطمة وما
قالت لها، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم فقال: " مكانكما! " فقد
بيننا حتى وحدت برد قدمه على صدري ثم قال: " ألا أخبر كما بخير مما سألتما، إذا
أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين وكبراه ثلاثا وثلاثين (3) واحمداه أربعا
وثلاثين، فإنه خير لكما من خادم " (4).
قرأت بخط أبي القاسم ابن السمرقندي وأنبأنا عنه أبو القاسم الأزجي قال: سألت
أبا منصور بن العلاف عن مولده، فقال: في السادس من رجب سنة ثلاث وتسعين (5).
وثلاثمائة ببغداد.
قرأت بخط أبي على أحمد بن محمد البرداني قال: توفي أبو منصور عبيد الله بن
عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف في ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شعبان
*
هامش
(1) في النسخ: " الغضائري " في كل المواضع.
(2) في (ب): " أبي عثمان "
(3) " وكبراه ثلاثا وثلاثين " ساقطة من (ج).
(4) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10 / 100. وكنز العمال 41309 والترغيب والترهيب
4 / 452.
(5) في (ج): " وسبعين " (*).
57

من سند سبع وسبعين وأربعمائة، ودفن يوم الثلاثاء في مقبرة باب حرب عند أبيه،
وكان عنده عن أبي عبد الله الغضائري عن الصولي مجلسان وعن غيره.
وسألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
331 عبيد الله بن عثمان بن علي بن الحسين بن شاذان، أبو القاسم:
حدث عن أحمد بن الوليد الفحام وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبي العباس محمد
ابن يونس بن موسى الكديمي وعبد الله بن أحمد بن حنبل والحارث بن أبي أسامة
وسهل بن علي الدوري، روي عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن شاذان في
معجم شيوخه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي بن الحسن بن علي الجواهري
أخبره عن أبي بكر بن شاذان قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن {عثمان} (1) علي بن الحسين بن شاذان، حدثنا سهل بن علي الدوري، حدثنا عمر بن شبة عن
الأصمعي قال: محمد بن خالد البرمكي: إذا يقرأ (2) الشريف كانت همته
التواضع، وإذا يقرأ الدني (3) كانت همته التوثب علي الناس.
332 - عبيد الله بن علي بن الحسين بن محمد الروذراوري، أبو منصور بن
أبي جعفر بن الوزير الربيب أبي منصور بن الوزير أبي شجاع:
من ساكني درب المراتب، وقد تقدم ذكر جده وجد أبيه في هذا الكتاب، ولد
أبو منصور هذا بأصبهان وقدم بغداد صغيرا ونشأ بها، سمع شيئا من الحديث بالاتفاق
من أبي محمد عبد الله بن نجم اليزدي القادم علينا بغداد، كتبنا عنه، وكان حسن
الأخلاق مرضي الطريقة، وكان أحنف الرجلين.
أخبرنا أبو منصور عبيد الله بن علي بن الحسين الوزير قال: أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن نجم بن محمد اليزدي قدم علينا، أنبأنا أبو العلاء غياث بن أحمد بن محمد
ابن (4) غياث، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، حدثنا سليمان بن أحمد
*
هامش
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل
(2) هكذا في الأصول.
(3) في (ج): " الذي ".
(4) في (ب): " محمد بن أحمد " (*).
58

الطبراني، حدثنا أحمد بن عبد القاهر بن الخيبري (1)، حدثنا بن عثمان، حدثنا
صدقة بن عبد الله، حدثني الوضين (2) بن عطاء بن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن
ابن عائذ (3) الأزدي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله وآله وسلم قال: " وأشرف الهجرة أن تهجر
السيئات، وأشرف الجهاد أن تقتل وتقر فرسك ".
سألت أبا منصور عن مولده فقال: في رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة
بأصبهان، توفي ببغداد يوم الأحد الثالث عشر من جمادى الأولى سنة وثلاثين
وستمائة.
333 - عبيد الله بن علي بن عبد الجبار بن المتهدي بالله:
روي عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي حديثا في معجم شيوخه، وذكر
أنه سمعه من عبد الودود بن عبد المتكبر بن المتهدي بالله.
334 - عبيد الله بن علي بن عبيد الله الخطيبي، أبو إسماعيل بن أبي الحسن
الفقيه الحنفي، الملقب بقاضي القضاة بن قاضي القضاة (4):
من بيت القضاء والرئاسة والخطابة والتقدم، قدم بغداد في شهر ربيع الآخر من
سنة إحدى وخمسمائة وحدث بها بكتاب " الأربعين " لابن المقرئ عن أبي الطيب
عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن سمه التاجر، سمعه منه أبو منصور محمود بن الفضل
الأصبهاني وأبو الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن يوسف وهزارست بن
عوض (5) الهروي وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي.
حدثنا ذاكر الحذاء عن أبي منصور الأصبهاني وأبي الفضل عبد الملك وهزارست
الهروي وأبي عبد الله البلخي قالوا: أنبأنا أبو إسماعيل عبيد الله بن علي الخيبي قدم
*
هامش
(1) في (ب): " الحيبري ".
(2) في (ب): " اليوصين ".
(3) في (ب): " عن عائد ".
(4) انظر: الجواهر المضية، 338.
(5) في (ج): " عن عوض الهروي " (*).
59

علينا بغداد {و} (1) أنبأنا محمد بن طالب بن زيد بن شهريار ومحمد بن أبي نصر بن
غانم التاجر وابن عمه محمد بن أبي طاهر بقراءتي عليهم بأصبهان قالوا: أنبأنا
أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد التاجر قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو الطيب
عبد الرازق بن موسى التاجر قراءة عليه أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي
المقرئ، أنبأنا أبو يعلي الموصلي وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز قالا: حدثنا
علي بن الجعد، أنبأنا شعبة وهشام وحماد بن سلمة عن عبد العزيز (2) بن صهيب عن
أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل قال: " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " (3)
قرأت بخط أبي بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني قال: قتل قاضي القضاة
أبو إسماعيل عبيد الله بن علي بن عبيد الله الخطيي بهمدان يوم الجمعة ثالث صفر
سنة اثنتين وخمسمائة قتله ملحد من الملحدين.
وسمعت أبا نصر اليونارتي (4) يقول سألته عن مولده فقال: ولدت في صفر سنة
ثلاث وخمسين وأربعمائة.
335 - عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن شاشير المخرمي، أبو القاسم
الحنبلي:
كان يصلي إماما في مسجد بدرب فراشا، وكان شيخا صالحا، سمع أبا القاسم
علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبي الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان وأبا
عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب
التميمي وغيرهم. وحدث باليسير، روي عنه شيخنا أبو القاسم بن بوش (5).
أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن شاشير قراءة عليه وأنبأنا
أبو المسعود عبد الواحد بن محمد بن الداريخ (6) قراءة عليه، أنبأنا أبو الفضل
عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن يوسف قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو عبد الله مالك
هامش
(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في النسخ: بن عبد العزيز ".
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 48، 8 / 88. وفتح الباري 1 / 142، 11 / 129.
(4) في (ب): " اليوناني ".
(5) في الأصل، (ب): " بن نوش " في كل المواضع.
(6) في الأصل، (ج): الدارح " وفي (ب) بدون نقط (*).
60

ابن أحمد البانياسي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن موسى القرشي، أنبأنا
أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا عبيد بن أسباط، حدثنا أبي علي عن
الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عبيد الله بن مغفل قال: إني ممن رفع
أغصان الشجرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يخطب فقال: " لولا أن الكلاب أمة من الأمم
لأمرت بقتلها ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم، وأيما أهل بيت يرتبطون كلبا إلا
نقض من أورهم كل يوم قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم " (1)
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو القاسم بن
شاشير في يوم السبت سابع عشري رجب سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وصلى عليه
بجامع الخليفة وجامع النصور، ودفن بقير أحمد.
336 - عبيد الله بن علي بن عمر بن حقي (2)، أبو القاسم:
من أهل عكبرا، حدث {عن} (3) أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز
العكبري.
أخبرنا عبد العزير بن محمود الحافظ وعبد القادر بن خلف المؤذن قالا: قرئ على
محمد بن عبيد الله بن نصر عن أبي منصور العكبري ونحن نسمع قال: أنبأنا أبو
القاسم عبيد الله بن علي بن عمر، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز
المعدل، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال، حدثنا أبو يعقوب الخطابي
بالبصرة قال: كنا بين يدي المهدي فقال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن آبائه قال:
قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد من العجم قد حلقوا لحاهم وحفوا شواربهم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " خالفوا عليهم، فخفوا الشوارب وأعفوا اللحى " (4)، قال: والحف
أن يؤخذ على طرة الشفة.
337 - عبيد الله بن علي بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن نغوبا، أبو
*
هامش
(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2849. وسنن النسائي 7 / 185. وسنن ابن ماجة 3205.
ومسند أحمد 5 / 56، 57. وكشف الخفا 2 / 232.
(2) الأصل: " هي ".
(3) ما بين المعقوفتين سقط من النسخ.
(4) انظر الحديث في صحيح البخاري 7 / 206. وصحيح مسلم، كتاب الطارة باب 16 (*).
61

المعالي بن أبي الحسن بن أبي السعادات:
من أهل واسط من أولاد المحدثين، سمع أباه وأبا محمد أحمد بن عبيد الله بن
الآمدي المقرئ وأبا الفضل (1) محمد بن محمد بن أبي زنبقة ت (2) صالح بن
سعد الله بن سعد الله بن الجوابي العلوي، وقدم بغداد مع والده وهو صبيي فسمع بها
أبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن
البطي وأبا عبد الله أحمد بن علي بن المعمر الحسيني وأبار العباس أحمد بن المبارك بن
الرقعاني (3) ثم قدم بغداد بعد علو سنة مرات وسمع بها من جماعة من المتأخرين
وسكنها في أخر عمره إلى حين وفاته، وحدث بها وكتبنا عنه، وكان شيخا حسنا لا
بأس به.
أخبرنا أبو العالي عبيد الله بن علي بن المبارك بن نغوبا قراءة عليه بجامع القصر من
شرقي بغداد قال: أنبأنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي، أنبأنا
أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن
المخلص، حدثنا عبد الله (4) هو البغوي، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثني هاني
ابن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الكندي (5) وكان
قومه (6) بعثوه وافد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم تمس (7)
ركبتي ركبته مستقبل الشام بوجهه مول إلى اليمن ظهره إذا أتاه رجل فقال: يا رسول
الله! أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها،
فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " بل كذبوا بل الآن جاء القتال، لا تزال فئة من أمتي يقاتلون
عن أمر الله عز وجل يزيغ (8) الله بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم
الساعة أو حتى يأتي أمر الله، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو
هامش
(1) في النسخ: " المفضل ".
(2) في النسخ: " رينقة ".
(3) في (ج): " المرقعاني ".
(4) في (ب): " عبيد الله ".
(5) في الإصابة والتهذيب: " السكوني ".
(6) في النسخ: " وكان يومه ".
(7) في الأصل، (ب): " تمشي ".
(8) في النسخ: " يرفع الله لهم " (*).
62

يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث وأنكم متبعي أفنادا {يضرب بعضكم رقاب
بعض - (1)} وعقر دار (2) المؤمنين بالشام 2 (3).
سألت أبا المعالي بن نغوبا عن مولده فقال: في إحدى الجماديين من سنة إحدى
وأربعين وخمسمائة بواسط، وتوفي ببغداد في ليلة الجمعة العشرين من جمادى الأولى
سنة اثنتين وعشرين وستمائة ودفن من الغد بالوردية.
338 - عبيد الله بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء،
أبو القاسم بن أبي الفرج بن أبي حازم بن أبي يعلى الحنبلي (4):
من أهل باب الأزج، أسمعه والده الكثير في صباه من أبوي منصور عبد الرحمن بن
محمد بن عبد (5) الواحد القزاز (6) ومحمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون
وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن وأبي سعد أحمد بن محمد بن علي
الزوزني وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبي عبد الله محمد بن محمد
ابن أحمد بن السلال (7) الوراق وآباء الحسن علي بن هبة الله بن الآبنوسي وأبي
الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأموي وأبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن
المقرئ، وسمع هو بنفسه من أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن الزاغوني وسعيد بن
أحمد بن البناء، وأكثر عن أصحاب عاصم وابن أبي عثمان وابن البطر وابن طلحة
وطراد الزينبي، وبالغ في الطلب حتى سمع من جماعة من المتأخرين.
وكتب بخطه وحصل الأصول الحسان، وكانت داره مجمعا الأهل العلم يحضر بها
المشايخ ويقرأ عليهم، ويحضر الناس منزله للسماع. وكان ينفق عليهم بسخاء نفس
وجود بموجوده وكان لطيفا حسن الأخلاق ذا مروءة وصدر واسع شهد عند قاضي
هامش
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر، وليست في النسخ.
(2) في النسخ: " وعقوداو ".
(3) انظر الحديث في: سنن النسائي 6 / 214. وصحيح ابن حبان 1617. وطبقات ابن سعد
7 / 143. وكنز العمال 11345، 11349
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 109.
(5) في الأصل: " عبد الرحمن ".
(6) في (ج): " الفرار ".
(7) في (ج): " السلام " (*).
63

القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الأولي في يوم الأربعاء التاسع من
شهر ربيع الأول من سنة خمس وخمسمائة فقبل شهادته، ولم يزل يشهد عند القضاة
إلى أن طرت عنه أشياء لا تليق بأهل الدين في شهادته، فعزل عن الشهادة قبل موته
بقليل، حدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وشيخنا
أبو محمد بن الأخضر وروي لنا عنه، وكان بصفة كثيرا، بالسخاء وسعة النفس
والبذل والعطاء وحسن الخلق ولطف المعاشرة
أخبرنا ابن الأخضر قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء
وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين وسليمان بن محمد بن علي الموصلي
وسعيد بن المبارك بن النحاس وعبد المجيد بن الحسن بن النهاوندي قراءة عليهم قالوا
جميعا أنبأنا إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي، أنبأنا أحمد البغوي، حدثنا داود بن
رشيد، حدثنا بقية عن معاوية بن سعيد التجيي (1) قال: أبا قبيل (2) يقول:
سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من مات ليلة الجمعة
أو يوم الجمعة وقي فتنة القبر " (3)
قرأت بخط القاضي أبي الفرح علي بن محمد بن الفراء قال: مولد ابني أبي القاسم
عبيد الله ليلة الاثنين رابع عشر ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمسمائة، سمعت
أبا الحسن بن القطيعي يقول: أصاب القاضي أبا القاسم بن الفراء الفالج ليلة السبت
ثالث ذي الحجة وتوفي عاشر ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب،
وكان عارفا بالشهادة والقضاء مهيب المجلس عدلا من رواية ضعيفا في شهادته.
339 - عبيد الله بن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز، أبو جعفر بن أبي
الحسن الدباس المعروف بابن الباقلا:
من أولاد المحدثين كان يسكن بخرابة الهراس، ذكر لي والده أبو الحسن على أنه قرأ
القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط،
*
هامش
(1) في النسخ: " النجيبى ".
(2) في النسخ: " أبا عقيل ".
(3) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 318. ومصنف عبد الرزاق 5595. (*)
64

كانت له سماعات مع أبي الفتح بن شاتيل من أبي بكر أحمد بن علي بن بدران
الحلواني في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة وما أظنه روى شيئا.
ذكر لي ولده أبو الحسن أنه توفي في التاسع والعشرين من شعبان سنة إحدى
وثمانين وخمسمائة ودفن بباب حرب.
340 - عبيد الله بن علي بن المعمر بن محمد بن المعمر بن أحمد بن محمد بن
محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله (1) بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب أبو الحسين بن أبي الحسن بن أبي الغنائم العلوي الحسيني:
أخو أبي عبد الله أحمد الذي قدمنا ذكره وكان الأسن (و) (2) كان أبوهما
وجدهما نقيبي (3) الطالبين ببغداد وسيأتي ذكرهما إن شاء الله. كان أبو الحسين
هذا شادنا (4) حسن الطريقة، أدركه أجله شابا وقد روى عنه ابن السمعاني أناشيد
علقها عنه وكان أسن منه.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قال: أنشدني
أبو الحسين عبيد الله بن علي بن المعمر لابي تمام:
ألا يا خليلي اللذين كلاهما * ملبيك عند النائبات نجيب
أعينا على ظني جعلت نصيبه * وما لي فيه ما حييت نصيب
بلغني أن أبا الحسين بن النقيب أبي الحسن ولد في شعبان سنة تسع وخمسمائة
أخبرني الحاتمي قال: أنبأنا ابن السمعاني قال: عبيد الله بن علي بن المعمر كان حسن
الاخلاق والصحبة متوددا لطيفا متواضعا سمع بقراءتي الحديث علقت عنه أبياتا من
الشعر.
مات يوم الاثنين تاسع صفر سنة أربع وأربعين وخمسمائة ودفن بمقابر قريش.
341 - عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة (5) بن علي بن عبيد الله أبو بكر

(1) في (ج): (عبد الله).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
(3) في النسخ: (يفتني) وعلى هامش (ب)، (نقيب).
(4) في (ج): (شاديا).
(5) في النسخ: (بن حمزة) في كل المواضع. خطأ.
65

ابن أبي الفرج التيمي المعروف بابن المارستانية (1).
هكذا كان يذكر نسبه ويوصله إلى أبي بكر الصديق. ورأيت المشايخ الثقات من
أصحاب الحديث وغيرهم ينكرون نسبه هذا ويقولون: (إن) (2) أباه وأمه كانا
يخدمان المرضى بالمارستان البتشي (3) في أسفل البلد وكان أبوه مشهورا بفريج -
تصغير أبي الفرج - عاميا لا يفهم شيئا وأنه سئل عن نسبه فلم يعرفه وأنكر ذلك ثم
إنه ادعى لامه نسبا إلى قحطان وادعى لأبيه سماعا من أبي بكر محمد بن عبد الباقي
الأنصاري وسمعته منه وكذلك ادعى لنفسه سماعا من أبي الفضل محمد بن عمر
الأرموي وكل ذلك باطل وكان قد طلب العلم في صباه فقرأ الأدب وتفقه على
مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل وسمع كثيرا من الحديث من أبي المظفر بن الشبلي
وأبي الفتح بن البطي ويحيى بن ثابت بن بندار وأمثالهم وقرأ كثيرا على المتأخرين
وعلى مشايخنا.
وكتب بخطه. وحصل الأصول ولم يقنع بذلك حتى ادعى السماع عمن لم يدركه
وألحق طباقا (4) على الكتب بخطوط مجهولة تشهد بكذبه وتزويره (5) وجمع (6)
مجموعات في فنون من التواريخ وأخبار الناس. من نظر فيها ظهر له من كذبه
وقبحه (7) وتهوره ما كان مخفيا عنه وبان له تركيبه الاسناد على الحكايات والاشعار
والاخبار وتزويق الكلام فيخفى بينه الكذب والاخلاق ويأبى الله سبحانه إلا إظهار
ما أخفاه نعوذ بالله من تسويل الشيطان.
وكان قد قرأ كثيرا من علم الطب والمنطق والفلسفة وكانت بينه وبين عبيد الله
ابن يونس صداقة ومصاحبة فلما أفضت إليه الوزارة اختص به وقوى جاهه وبني دارا
بدرب الشاكرية وسماها دار العلم وجعل فيها خزانة كتب وأوقفها على طلاب
العلم وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ فيها الحديث يوم الجمعة ويحضر عنده الناس

(1) انظر الاعلام 4 / 351. وشذرات الذهب 4 / 339.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ج).
(3) في (ب): (النتشمي).
(4) في (ب): (طببا).
(5) في ب: (تزوره).
(6) في (ب): (جميع).
(7) في النسخ: (قحه).
66

فيسمعون منه ورتب ناظرا في أوقاف المارستاني العضدي فلم تحمد (1) سيرته
فقبض عليه وسجن في المارستان مدة مع المجانين مسلسلا وبيعت دار العلم بما فيها
من الكتب مع سائر أمواله وقبضت وبقي معتقلا مدة ثم أطلق فصار يطبب الناس
ويدور على المرضى في منازلهم وصادف قبولا في ذلك فأثرى وعاد إلى حالة حسنة
وحصل كتاب كثيرة ثم إنه ندب للتوجه في رسالة من الديوان فخلع عليه خلعة سوداء
قميص وعمامة وطرحة وأعطى سيفا وأركب مركبا جميلا وتوجه إلى تفليس في
صفر سنة تسع وتسعين إلى الأمير أبي بكر المذكر بن البهلوان زعيم تلك البلاد
فأدركه أجله هناك.
وكان أديبا فاضلا فصيحا مليح العبارة بليغا حسن التصنيف وقد حدث بكثير مما
اختلقه وعن جماعة لم يلقهم سمع منه الغرباء ومن لا يعرف طريقة الحديث ورأيته
كثيرا ولم أكتب عنه شيئا.
وقد نقلت في هذا الكتاب من خطه وقوله وروايته أشياء العهدة عليه في صحتها
فإني لا أطمئن إلى صحتها ولا أشهد بحقيقة بطلانها - والله أعلم بالصحيح.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر
القرشي ونقلته من خطه قال: أنشدني أبو بكر عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة
التيمي لنفسه:
أفردتني بالهموم * ذات ذل ونعيم
أودعت قلبي سقاما * (و) (2) الحشا نار الجحيم
ليس لي شغل سواها * من خليل وحميم
هي داء للمعافي * ودواء للسقيم
شغلت قلبي بأمر * مقعد فيها مقيم
سمعت أبا الحسين (3) بن القطيعي يقول: سمعت أبا الفرج بن الجوزي يقول: قال
لي أبو بكر ابن المارستانية: مولدي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.

(1) في (ب): (فلم نجد).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
(3) في (ج): (الحسن).
67

بلغنا أنه توفي في موضع (بجرخ بند) (1) وكان راجعا من تفليس قاصدا للأمير
أبي بكر في ليلة الأحد غرة ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ودفن في ذلك
الموضع - رحمه الله.
342 - عبيد الله بن علي بن نصر بن عقيل بن أحمد بن علي العبدي
المعروف بابن الغبران ويلقب بالصارم:
أخو الحسن بن علي الملقب بالهمام من أهل الحلة السفينة سكن الشام وكان يمدح
ملوكها وأعيانها ويقال: إنه كان يسرق شعر أخيه الحسن ويدعيه ويمدح به الناس
رأيت له قصيدة يمدح بها الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن
أيوب أولها:
كم برسم لعلع من البدور الطلع * يمنعن أقمار السماء في الدجى عن مطلع
يراغم وراتع أكرم بها من * كل رداح كالقضيب سهلة المقنع
تعصمي لقلوب بسهام من حلال البرقع * صحيحة لا نايلي عن قلبي المصدع
وأحر قلبي لبرود ريقها الممنع * وآه من ذكر لئيلات الحمى والأجرع
لهفي على تفريق طيب شملي المجتمع * وما خلا بذلك المصطاف والمرتبع
واستبدلت بعد الأنيس بالغراب الأبقع * وبالقيان أنة الفرعل والسمعمع
تعد بعد أهلها من الديار البلقع * كم لي على رسومها من وقفة المعجع
وزفرة تذكى لهيب النار بين أضلعي * أندب ماضي زمن بربعها لم يرجع
وأستهل في ذرى تلك الرسوم أدمعي * ولم أجد للقذل في سلوهم سمعا يعي
ومن مديحها:
الملك المنصور والطول الجزيل الرفع * وطرد ناس وحجى بالخطب لم تزعزع
جامع فضل تسوى غلاه لم يجمع * بالبأس والنوال والاحسان والتورع
ذو مقول بخرس كل مفصح ومصقع * كهف العفاة ملجأ الخائف والمنقطع
يردي الكماة بالمراضي والرماح الشرع * سل عنه في يوم النزال بالقنا المزعزع
هل غيره كان المجيب في الوغا إذا دعي

(1) في النسخ: (بحرخ نبذ).
68

بلغني أنه توفي بحلب في سنة ست أو سبع وستمائة.
343 - عبيد الله بن علي بن أبي الوفا بن عزيز بن علي بن عزيز بن الحسين
أبو بكر بن أبي الحسن الدباس:
من أهل باب الأزج سمع أبوي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ومحمد
ابن ناصر الحافظ وغيرهما كتبت عنه وكان شيخا متيقظا حسن الاخلاق.
أخبرنا أبو بكر عبيد الله بن علي الدباس فيما قرئ عليه قال: أنبأنا أبو الفضل
محمد بن عمر الأرموي قال: حدثنا الوزير نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن
إسحاق إملاء بمدرسته ببغداد قال: أنبأنا محمد بن أحمد أبو بكر بأصبهان حدثنا محمد
ابن أحمد حدثنا محمد بن عياش الجصاص حدثنا أبو هاشم بن أبي خداش حدثنا
المعافى عن عبد الأعلى بن أبي المساور قال: قدم عدي (1) بن حاتم الكوفة فأتيته في
أناس من رفقائهم (2) وأنا شاب قلنا: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
نعم قال: قلت: يا رسول الله! ما الاسلام؟ قال: (شهادة أن لا إله إلا الله وأني
رسول الله وتؤمن بالاقدار خيرها وشرها)
سألته عن مولده فقال: في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وتوفي في سنة اثنتين
وستمائة ودفن بمقبرة معروف الكرخي.
344 - عبيد الله بن علي الطحان:
حكى عن أبي محمد الخلدي روى عنه أبو علي بن المبارك في مشيخته.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى
ابني أبي علي الحسن بن أحمد بن البنا قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك
المقرئ قال: أنبأنا عبيد الله بن علي الطحان قال: أنبأنا أبو محمد جعفر بن نصير
الخلدي قال: سافرت عشرين سنة فكتبت كثيرا وقمت أطلب العراق فجئت إلى نيل
مصر فلم أجد معبرا فأرشدوني إلى مكان ضيق فإذا جبلان فجئت أعبر فزلقت
فوقعت الكتب في الماء فرأيتها تمر على رأس الماء فقلت: وابعد سفراه! فسمعت

(1) في النسخ: (علي بن حاتم) تحريف.
(2) في (ب): (فقابهم).
69

هاتفا يقول أسمع صوته ولا أراه: يا جعفر! لا تكن من أصحاب الورق وكن من
أصحاب الخرق. قال: ففهمت كل ما كان قد مر مني.
345 - عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن البقال المقرئ أبو
الكرم:
من أهل باب الأزج من أولاد المحدثين سمع الأمير أبا محمد الحسن بن عيسى بن
المقتدر بالله وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا طاهر محمد بن
علي بن العلاف وأبوي القاسم (1) (روى عنه) أبو بكر عبد الله بن عمر بن أحمد
ابن النقور.
حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: حدثنا أبو بكر عبد الله (2) بن محمد بن
أحمد بن النقور أنبأنا أبو الكرم عبيد الله بن عمر بن عبد الله المعروف بابن البقال:
أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف المقرئ أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن
حمدان أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد
ابن حنبل حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن
علي رضي الله عنه قال: عهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (انه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا
منافق) (3).
قرأت بخط أبي عامر العبدري وأنبأنيه عنه أبو الحسن الحاكم قال: سألته يعني
أبا الكرم عبيد الله بن عمر (بن) (4) البقال - عن مولده فقال: في السادس
والعشرين من شوال سنة ست وعشرين وأربعمائة وتوفي ليلة الأحد رابع عشر ذي
القعدة سنة ثلاث وخمسمائة.
346 - عبيد الله بن الفضل بن إبراهيم أبو الحسين القصيري:
من أهل القصير بلدة على الفرات (5) من نواحي هيت والأنبار روى عنه

(1) هكذا في النسخ.
(2) في الأصل: (عبيد الله).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 95 والأحاديث الصحيحة 1720 وتاريخ بغداد 14 / 426.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل).
(5) في الأصل (ب): (القراءات).
70

أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الجيزي بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن
محمد بن أحمد الواعظ قال: كتب إلى أبو هشام محمد بن الحسين الخفافي حدثنا
أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي إملاء قال: أنبأنا القاضي أبو الحسين عبيد الله بن
الفضل بن إبراهيم القصيري بها وهي بلدة على الفرات حدثنا محمد بن عبد الله
البغدادي حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي حدثنا محمد بن سعد الأصبهاني
حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قلت له: أكنت
تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ (قال: نعم) (1) وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل
الضحك.
347 - عبيد الله بن الفضل بن محمد بن جعفر الأنباري:
حدث عن إسماعيل بن مسرور روى عنه محمد بن جعفر غندر أبو الطيب
البغدادي.
348 - عبيد الله بن القاسم الواسطي أبو القاسم الصوفي:
روى عنه حمزة بن يوسف السهمي في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله النحوي عن أبي سعد الواعظ قال: كتب إلي أبو هاشم
الخفافي قال: حدثنا أبو القاسم السهمي إملاء قال: سمعت أبا القاسم عبيد الله (2) بن
القاسم الواسطي الصوفي ببغداد يقول: سمعت أبا شعيب صالح بن العباس بن حويرة
يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: اللهم! اجعلني لك كما تحب وإن كنت فيما
يورث سخطك أسعى وأدب ولم أقم لك طرفة عين كما تحب يا خير واهب!
اجعلني لك تقيا مراقبا ولا تجعل الهوى لي غالبا.
349 - عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار بن ثعلب أبو القاسم بن
شيخنا أبي محمد الدقاق المعروف بابن السيبي (3):

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد 5 / 86.
(2) في (ب): (عبد الله).
(3) انظر: لسان الميزان 4 / 111.
71

من أهل باب الأزج سمع الحديث الكثير بنفسه وقرأ على المشايخ في صباه إلى أن
شاخ وحصل الأصول الكثيرة وكتب بخطه واستكتب بخط غيره وبالغ في ذلك
واجتهد من غير فهم ولا معرفة وكان خطه في غاية الرداءة ثم إنه فتر وتزهد في
ذلك وباع أصوله واشتغل بما لا يليق بأهل الدين ثم رجع في آخر عمره وعلو سنه
إلى سماع الحديث وسلوك طريق الستر (1) وبذل شيئا من المال حتى شهد عند قاضي
القضاة أبي القاسم عبد الله (2) بن الحسين الدامغاني في شهر ربيع الأول سنة إحدى
عشرة وستمائة فقبل شهادته وكان سيئ الطريقة في شهادته يشهد بالزور بحطام
يسير يتناوله ولم يكن محمود الطريقة في الحديث ولا مأمونا - عفا الله عنا وعنه.
سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا الحسن عبد الحق بن عبد الباقي (3)
ابن يوسف وأبا عبد الله بن منصور بن هبة الله بن منصور الموصلي وأبا أحمد الأسعد
ابن يلدرك الجبريلي وشهدة بنت أحمد الإبري وجماعة غيرهم من أصحاب ابن بيان
وابن نبهان وابن النرسي وابن يوسف وأكثر عن أصحاب ابن الحصين وابني البنا
وابن كادش والأنصاري وسمع معنا من جماعة من الشيوخ كتبت عنه شيئا يسيرا.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن المبارك ابن السيبي بقراءتي عليه في منزلنا قال: أنبأنا
أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد
ابن يوسف إملاء قال: قرأت على أبي محمد الحسن بن محمد الخلال قلت له: حدثكم
أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء حدثنا أبو بكر عبد الله بن
سليمان بن الأشعث السجستاني حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي
عبد الله بن وهب عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السلطان ظل الله في الأرض يأوى إليه الضعيف وبه ينتصر
المظلوم ومن أكرم سلطان الله عز وجل في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة) (4)
سألت أبا القاسم ابن السيبي عن مولده فقال: في جمادي الأولى سنة خمسين

(1) في الأصل، (ب): (طريق السير).
(2) في (ج): (عبيد الله).
(3) في (ب)، (ج): (عبد الخالق).
(4) انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3 / 169. ومجمع الزوائد 4 / 96. والأحاديث االضعيفة
604، 475.
72

وخمسمائة.
وتوفي في ليلة الجمعة الرابع والعشرين من رجب سنة تسع عشرة وستمائة وصلى
عليه من الغد بجامع القصر ودفن بباب حرب.
350 - عبيد الله بن المبارك بن أحمد بن أحمد بن علي البغدادي أبو محمد بن
أبي المظفر البقال المؤدب ويعرف بالمجة:
من أهل باب المراتب وسيأتي ذكر أبيه في باب الميم إن شاء الله تعالى ذكر لي
أنه سمع شيئا من أبي الفتح بن شاتيل وهو كبير وحدث عن والده وروى لنا عن
عمه أبي الحسن علي بن أحمد شيئا من شعره وعن ابن شاتيل بالإجازة وهو متأدب
لا بأس به أضر في آخر عمره.
قرئ على عبيد الله بن المبارك بن أحمد المؤدب وأنا أسمع عن أبي الفتح عبيد الله
ابن عبد الله الدباس قال: أنبأنا الحسين بن علي بن أحمد البندار قال: أنبأنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن شاذان أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان حدثنا
أحمد بن الوليد حدثنا أبو أحمد هو الزبير حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من
النبوة) (1).
سألته عن مولده فقال: في ليلة السبت منتصف صفر من سنة سبع وخمسين
وخمسمائة بباب المراتب.
وتوفي يوم السبت لست خلون من شهر ربيع الأول من سنة تسع وثلاثين
وستمائة ودفن بمقبرة الحلال بباب الأزج.
351 - عبيد الله بن المبارك بن الحسن بن علي بن طراد (2) الباماوردي:
أبو القاسم بن أبي النجم الفرضي المعروف بابن القابلة:
من أهل القطيعة بباب الأزج وهو أخو عبد الرحيم الذي تقدم ذكره وكان
الأكبر سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيره.

(1) انظر الحديث في: الأحاديث الصحيحة 1869.
(2) في الأصل: (بن طرد).
73

وحدث باليسير كتبت عنه وكان شيخا صالحا يتكلم على الفقراء بكلام أهل
الحقيقة ويقصده الناس لذلك.
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أبي النجم الفرضي بقراءتي عليه قال: أنبأنا
أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال أنبأنا أبي أنبأنا أبو الحسن الصوفي الصغير
حدثنا عبد الله بن مطيع حدثنا خالد بن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن عطية عن
أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أفضل أهل الدرجات العلى ليراهم من أسفل منهم
كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما) (1)
توفي يوم الجمعة لاحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وعشرة وستمائة
بيعقوبا وقد بلغ السبعين أو جاوزها.
352 - عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن شاذة الفارسي:
حدث عن أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد بحديث منكر كأنه مركب
على إسناد صحيح.
حدث أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد الكازروني قال: سمعت أبا سعد سعيد
بن محمد بن جعفر المعدل بنيسابور قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن
جعفر النسوي إملاء حدثنا خالي عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن شاذة الفارسي
ببغداد قال: قرئ على أحمد بن سلمان (2) النجاد وأنا حاضر أسمع حدثكم عبد الله
ابن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا روح بن عبادة حدثنا عون حدثنا حيان بن
العلاء عن قطن بن قبيصة عن قبيصة بن المخارق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أجود خراسان
نيسابور) (3).
353 - عبيد الله بن محمد بن إبراهيم أبو الحسين:
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد (بن) (4) الكسائي قال:
كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي قال: حدثنا أبو سعد أحمد

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 206.
(2) في (ج): (بن سليمان).
(3) انظر الحديث في: لسان الميزان 4 / 232. وتنزيه الشريعة 2 / 64.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
74

ابن محمد الماليني قال: حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن إبراهيم ببغداد حدثنا
أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن هلال حدثنا الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين
السامري حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن إبراهيم بن سعد الزهري قال: قال
لي الرشيد أمير المؤمنين من بالمدينة ممن يحرم الغنا؟ فقلت: من قنعه الله بحزبه فقال:
بلغني أن مالك بن أنس يحرمه قلت: ولمالك بن أنس يا أمير المؤمنين أن يحلل أو يحرم؟
والله! ما كان هذا لابن عمك النبي صلى الله عليه وسلم وهو أكرم الخلق على الله عز وجل إلا على
وحي من ربه تعالى فمن جعل هذا لمالك بن أنس؟ وسماعي من أبي (1) أنه سمع مالك
ابن أنس في عرس حنظلة الغسيل يتغنى:
سليمي أزمعت بينا * فأين يقولها (2) أينا
قال: فتبسم الرشيد:.
354 - عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه أبو الفضل بن أبي سهل:
من أهل أصبهان تقدم ذكر والده سمع الكثير من أبي الفضل المطهر بن
عبد الواحد البزاني وأبي منصور محمد بن أحمد بن علي بن سكرويه وأبي عيسى
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زيادة وأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن
ماجة وأبي الخير محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن رزا (3) إمام جامع أصبهان
وأبي مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وجماعة غيرهم.
قدم بغداد مع والده حاجا وحدث بها سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن
أبي غالب الخفاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب (المعجم) لابي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه عنه ابنه يوسف قال:
أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه قراءة عليه ببغداد وأنبأنا
أبو الفرج محمد بن علي الحراني قال: أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي قدم علينا
قالا: أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن سكرويه أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن حوشيد
قوله (4) أنبأنا أحمد بن محمد بن سليمان المخرمي (5) حدثنا الزبير بن بكار حدثنا

(1) في النسخ: (لبيته).
(2) في تاريخ بغداد: (لقاؤها).
(3) هكذا في النسخ.
(4) هكذا في النسخ.
(5) في (ب): (المحرمي).
75

أبو ضمرة عن عبيد الله بن يرفا عن عبد الرحمن بن فروخ (1) عن عبد الله بن أبي
قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
الله فذل بها لسانه واطمأن بها قلبه لم تطعمه النار) (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبيد الله بن
محمد بن إبراهيم بن سعدويه شيخ عالم فاضل صالح متميز من أهل العلم والدين
والخير ومن بيت الحديث والعدالة والتزكية مليح الشبيه بهي المنظر سمعت منه
الكثير وكانت له أصول حسنة بخطوط قديمة وكان تقيا ثبتا سديدا متفننا.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
355 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر أبو القاسم السقطي.
سمع الكثير من أبي جعفر محمد بن عمرو بن البحتري وأبي علي إسماعيل بن محمد
الصفار وأبوي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي وأبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وأبي محمد جعفر بن
محمد (3) بن نصير الخلدي وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ وأبي العباس
عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري وأبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم (4)
الختلي وأبي محمد عبد الخالق بن الحسن السقطي وأبي عمرو عثمان بن أحمد (ابن) (5)
السماك وأبي بكر أحمد بن السندي ابن الحداد وأبي الحسن علي بن محمد بن يوسف
السقطي وأبي جعفر محمد بن يحيى بن علي بن عمر (6) بن حرب الطائي وأبوي
إسحاق إبراهيم بن أحمد التوزي وإبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري وأبي
القاسم عبد الصمد بن علي الطستي وأبي بحر (7) محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري
وأبي جعفر محمد بن أبي الحسن اليقطيني وأبي الحسين عبد الله بن إبراهيم الزينبي

(1) في النسخ: (فروح).
(2) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(3) (جعفر محمد) سقط من (ب).
(4) في (ج): (سالم).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ج).
(6) في (ب): (عمر بن علي).
(7) في الأصل: (أبي بكر).
76

وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي وأبي عمر محمد بن العباس بن
حيويه الخزاز وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني وجماعة غير عم.
وسافر إلى مكة وحاور بها إلى آخر عمره وسمع بها أبا سعيد أحمد بن محمد بن
زياد بن الأعرابي وأبا بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري خرج له الحافظ
أبو الفتح بن أبي الفوارس فوائد في مائة جزء ثم انتخب منها عشرة أجزاء وكان
من الصالحين حدث بالكثير روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي
الجرجاني وأبو الحسن علي بن بشرى الليثي السجزي في معجميهما وأبو القاسم
عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني وأبو سعد المظفر بن الحسن السبط
الهمذاني وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو الفضل عبد الصمد بن جعفر بن محمد
البغدادي وأبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي المكي وأبو القاسم عبد العزيز بن علي
الأزجي وأبو الوفا إسماعيل بن عبد العزيز العكي.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط قال: أنبأنا
أبي أنبأنا أبي (1) حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي
ببغداد أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو بكر بن
عياش بن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل
القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح) (2).
حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد
ابن عبد العزيز المكي: أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد
الشافعي أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر بن السقطي وأنبأنا
أبو الفرج الحراني أنبأنا أبو القاسم بن بيان أنبأنا أبو الحسن بن مخلد قالا: أنبأنا
إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا علي بن ثابت الجزري (3)
عن بكير بن سمسار مولى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد يقول قال سعد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: (ثلاثا لا يكون لي واحدة منهم أحب أبي من حمر النعم)

(1) (أنبأ أبى أنبأ أبى (سقط من (ب).
(2) انظر الحديث في (السنة لابن أبي عاصم 1 / 103. وتفسير القرطبي 1 / 188.
(3) في الأصل (ب): (الخزري).
77

نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فأدخل (1) عليا وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال:
(اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول
الله! خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة) وقوله يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يحب
الله ورسوله يفتح الله على يديه) فتطاول المهاجرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراهم فقال:
(أين علي؟) فقالوا: هو رمد قال: (ادعوه!) فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على
يديه) (2).
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت
الامام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني بمكة وما رأيت مثله يقول: كان أبو القاسم
عبيد الله بن محمد السقطي البغدادي ببغداد يدعو الله تعالى أن يرزقه الحج والإقامة
بمكة أربعين سنة (3) فحج وأقام بمكة مجاورا أربعين سنة فلما تمت الأربعون رأى رؤيا
كان قائلا يقول: يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين لان الحسنة بعشر
أمثالها.
ومات في تلك السنة بلغنا أن السقطي مات بمكة سنة ست وأربعمائة.
356 - عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو الحسن
ابن أبي عبد الله بن أبي بكر البيهقي (4):
كان جده من أئمة الحديث وله المصنفات الكثيرة فيه وأبو الحسن هذا مما كان
يعرف شيئا من العلم سمع من جده كثيرا من مصنفاته وسمع أيضا من أبي سعد أحمد
ابن إبراهيم المقرئ وأبي يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني وغيرهما وقدم بغداد
حاجا وحدث بها روى عنه ابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري وسمع منه شيخنا
أبو الفتح محمد بن أحمد بن الماندائي الواسطي ببغداد (كتاب الأسماء والصفات) من
جمع جده وكان سماعه منه ورواه شيخنا عنه ببغداد غيرة مرة وسمعت منه قطعة منه

(1) في الأصل: (فأدخلت)
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 214.
(3) هكذا في الأصل.
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 116. والعبر 4 / 54.
78

وناولني باقيه.
أخبرنا القاضي أبو الفتح الواسطي قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد
ابن أحمد بن الحسين البيهقي قراءة عليه ببغداد في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال:
أنبأنا جدي أبو بكر أحمد بن الحسين قراءة عليه في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال:
أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان حدثنا أحمد بن يوسف
السلمي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا
أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يمين الله ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل
والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض (فإنه) (1) لم ينقص (ما) (2)
في يمينه قال: وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض) (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عبيد الله
ابن محمد بن أحمد البيهقي ورد بغداد وحدث بها بعدة من تصانيف جده عنه سمع
منه جماعة وكره (4) آخرون السماع منه لقلة معرفته بالحديث روى لنا عنه أبو
القاسم الدمشقي وسألته عنه فقال: ما كان يعرف شيئا وكان يتغالى بكتب الإجازة
وكان يقول: ما أجيز إلا بطسوج (5) قال: وسمع (6) لنفسه في جزء عن جده
تسميعا طريا وكان سماعه في غير ذلك صحيحا عن جده.
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: ومرض هذا الشيخ يعني
أبا الحسن بن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي عن مولده فقال: في سنة تسع
وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: ومرض هذا الشيخ يعني
أبا الحسن بن البيهقي ثلاثة عشر يوما وتوفي ليلة الأربعاء الثالث من جمادي الأولى
سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وصلى عليه في يوم الأربعاء في الجامع وحمل فدفن في

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب) (ج).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الزكاة 36 ومسند أحمد 2 / 242. وسنن
الترمذي 3045. وسنن ابن ماجة 197.
(4) في النسخ: (كثيرة).
(5) في (ج): (لطسبرح) وفي الأصل: لطرح).
(6) في (ج): (سمعت).
79

مقبرة الوردية وكان ابن بضع وسبعين سنة لان (1) تاريخ سماعه في سنة اثنتين
وخمسين وأربعمائة.
357 - عبيد الله بن محمد المنتصر بن محمد المتوكل على الله بن محمد المعتصم
بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن
عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (2):
ذكره أبو بكر الصولي فيمن خلفه المنتصر من الأولاد ولا أدري إلى أين انتهت
حاله.
358 - عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدي أبو القاسم النحوي (3):
من أهل الموصل سكن بغداد وسمع بها من أبي عبيد الله محمد بن عمران
المرزباني وقرأ الأدب على أبي سعيد السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي الحسن
الرماني وأبي بكر بن الجراح وغيرهم وكان حسن الحظ صحيح النقل جيد الضبط
وله مصنفات في علوم القرآن والعروض والقوافي وكان معتزليا سمع منه ولده
أبو الفتح أحمد.
قرأت في كتاب التاريخ لهلال بن المحسن الصابي بخطه قال: في يوم الثلاثاء لأربع
بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة توفي أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن جرو
الأسدي.
359 - عبيد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء أبو القاسم
ابن القاضي أبي يعلى (4) الفقيه الحنبلي (5):
أخو أبي الحسين وأبي حازم محمد ومحمد ابني أبي يعلى المتقدم ذكرهما كان
الأكبر من أولاد أبيه قرأ القرآن بالروايات على أبي بكر محمد بن علي بن موسى
الخياط وأبي علي الحسن بن أحمد (6) بن البنا وأبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي

(1) في النسخ: (لابن).
(2) انظر: النجوم الزاهرة 2 / 93 101.
(3) انظر: لسان الميزان 4 / 115. والاعلام 4 / 354 وبغية الوعاة ص 320
(4) في (ج): (ابن يعلى).
(5) انظر: شذرات الذهب 3 / 334.
(6) في (ج): (محمد).
80

وأحمد بن الحسن (بن) اللحياني وغيرهم وقرأ الفقه على والده مدة حياته ثم بعده
على الشريف أبي جعفر بن أبي موسى وعلق عنهما مسائل الخلاف وسافر إلى آمد
وقرأ بها على أبي الحسن البغدادي تلميذ والده قطعة صالحة من المذهب والخلاف
وسمع الحديث الكثير ببغداد وسافر في طلبه إلى الكوفة والبصرة وواسط والموصل
والجزيرة وآمد وصحب أبا بكر الخطيب وأبا عبد الله الصوري ونقل عنهما معرفة
الحديث وتحقيق أسماء الرواة وأنسابهم وكتب بخطه كثيرا من الحديث والفقهيات
ومصنفات الخطيب وكان يكتب خطا حسنا صحيحا ويحضر مجالس النظر في الجمع
وغيرهما ويتكلم مع شيوخ عصره في مسائل الخلاف.
وكان شابا عفيفا نزها متدينا فاضلا عالما كان والده يأتم به في صلاة التراويح إلى
حين وفاته سمع أباه وأبا محمد الجوهري وأبوي الحسين بن المهتدي وابن الآبنوسي
وأبا الغنائم بن المأمون وأبا جعفر بن المسلمة وأبا علي بن وشاح وأبا محمد الصريفيني
وأبا الحسين بن النقور وجده لامه جابر بن ياسين الحنائي وجماعة غيرهم وحدث
باليسير لامه مات شابا طريا لم يبلغ الثلاثين روى عنه أبو الحسين المبارك بن
عبد الجبار الصيرفي وعمر بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن محمد بن ناصر الحافظ أخبره قال: أنبأنا أبو الحسين
المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه قال: حدثنا القاضي أبو القاسم عبيد الله بن
القاضي الامام أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال: أنبأنا القاضي أبو محمد همام
ابن الحسن الأيلي حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن قسانية الخطيب حدثنا
أبو عبد الله الحسين بن بكر الوراق حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر حدثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما انطلق أبي إلى المحنة خشى أن يجئ إليه إسحاق بن
راهويه فرحل أبي إليه يعني ابن حنبل - فلما بلغ أبي إلى الري دخل إلى المسجد
فجاءه مطر كأفواه القرب فلما كان العتمة قالوا له: أخرج من المسجد فأنا نريد أن
نغلقه فقال لهم: هذا مسجد الله وأنا عبد الله فقيل له: بعد كرى الصناع ما
أعطيناهم أيما أحب إليك تخرج أو نجر برجلك قال: فقلت: سلاما فخرجت من
المسجد والمطر والرعد والبرق فلا أدري أين أضع رحلي ولا أين أتوجه فإذا رجل قد
خرج من داره فقال لي: يا هذا إلى أين تمر في هذا الوقت؟ فقلت: لا أدري أين أمر
81

فقال لي: ادخل! فأدخلني دارا ونزع ثيابي وأعطوني ثيابا جافة وتطهرت للصلاة
فدخلت إلى بيت فيه كانون فحم وكبود ومائدة منصوبة قيل لي: كل! فأكلت
معهم فقال لي: من أين أنت؟ قلت: أنا من بغداد فقال لي: تعرف رجلا يقال له
أحمد بن حنبل؟ فقلت: أنا أحمد بن حنبل فقال لي: وأنا إسحاق بن راهويه.
أنبأنا القاضي أبو القاسم سعيد (1) بن محمد الموصلي عن القاضي أبي الحسين محمد
ابن محمد بن الحسين بن الفراء قال: أنشدني أخي أبو القاسم عبيد الله لبعضهم
(قوله) (2):
وليس خليلي بالملول (3) ولا الذي * إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يدوم وصاله * ويحفظ سري عند كل دخيل
قرأت بخط أبي علي بن البناء قال: ولد أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن الحسين
ابن الفراء في ليلة الأحد لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب القاضي أبي الحسين بن الفراء بخطه قال: وكانت وفاة الأخ
عبيد الله في (4) مضيه إلى مكة بموضع يعرف بمعدن البقرة في أواخر ذي القعدة من
سنة تسع وستين وأربعمائة وله ست وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونيف وعشرون
يوما.
360 - عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل أبو القاسم البزاز:
حدث عن موسى بن الحسن الكوفي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني روى عنه أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الحسن الصواف
البصري.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا أبو طاهر محمد بن
أحمد بن أبي الصقر الأنباري إذنا قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف
ابن سهل البغدادي البزاز حدثنا موسى بن الحسن الكوفي حدثنا خشيش بن أصرم

(1) في (ج): (سعد).
(2) (ج) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
(3) في (ب): (بالملوك).
(4) في (ج): (بن).
82

حدثنا عبد الرزاق حدثنا داود بن قيس عن عبد الله بن عطاء قال: سمعت ابني جابر
يحدثان عن أبيهما جابر قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ شق قميصه حتى
خرج منه فقيل له: (إني واعدتهم أن يقلدوا هدي اليوم فنسيت) (1).
وبه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بمصر قال: حدثنا أبو القاسم
عبيد الله بن محمد بن خلف البغدادي حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر
القزويني حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: قال لي أبو عبد الله محمد بن إدريس
الشافعي: لا يقبل الوديعة إلا خائن أو طامع.
361 - عبيد الله بن محمد بن خلف أبو القاسم البني القاضي:
روى عن والده حكاية رواها عنه أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وقد تقدم
ذكر والده.
قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي البزاز
وإسماعيل بن أحمد السمرقندي أن القاضي أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أخبرهما
قال: أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف البني القاضي قال: حدثنا أبي
حدثنا الحسين بن صافي القاضي حدثني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد
الكاتب البني قال: كان لي صديق من أهل زاذان عظيم النعمة والضيعة فحدثني قال:
تزوجت في شبابي امرأة ببغداد من آل وهب ضخمة النعمة حسنة الخلق والأدب
والمروة ذات جوار مغنيات فأحببتها حبا مبرحا وتمكن لها في قلبي أمر عظيم وكان
عيشي بها طيبا مدة طويلة ثم جرى بيني وبينها بعض ما يجري بين الناس فغضبت
علي وهجرتني وغلقت باب حجرتها من الدار دوني ومنعتني الدخول إليها وراسلتني
أن أطلقها فرضيتها بكل ما يمكنني فلم ترض وتوسطت بيننا أهل أنسها فلم تنجع
ولحقني من الغم والكرب والقلق والجزع ما كاد (2) أن يذهب عقلي وهي مقيمة
على حالها فجئت إلى باب حجرتها وجلست عنده مفترشا للتراب ووضعت خدي
على العتبة أبكي وانتحب وأتلافاها وأسألها الرضا وأقول كما يجوز أن يقال في مثل
هذا وهي لا تكلمني ولا تفتح لي الباب ولا تراسلني بشئ ثم جاء الليل فتوسدت

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 12885.
(2) في (ج): (ما كان).
83

العتبة إلى أن أصبحت وأقمت على ذلك ثلاثة أيام بلياليها وهي مقيمة على الهجر لي
فأيست منها وعذلت نفسي ووبختها ومضيت إلى الحمام وكان في داري فأمطت من
جسدي الوسخ الذي قد لحقني وخرجت فجلست لأغير ثيابي وأبتخر وإذا بزوجتي
قد خرجت إلي وجواريها معها مع بعضهن طبق فيه أوساط وسبوسج وبزناورد وما
أشبه ذلك فحين رأيتها استطرت فرحا وقمت إليها فانكببت على يديها ورجليها
فقلت: ما هذا يا ستي؟ فقالت: تعال حتى نأكل ونشرب ودع السؤال وجلست
وقدم الطبق فأكلنا جميعها وجئ بالشراب واندفع الجواري في الغناء وقد كان عقلي
يزول فرحا وسرورا فلما توسطنا أمرنا قلت لها: يا سيدتي! إنك قد هجرتني بغير
ذنب كبير أوجب مما بلغته من الهجران وترضيتك بكل ما في القدرة فما رضيت ثم
تفضلت ابتداء بالرجوع إلى وصالي بما لم تبلغه آمالي فعرفيني ما سبب هذا؟ فقالت:
قد كان الامر في سبب الهجر ضعيفا كما قلت ولكن تداخلني في التجني ما تداخل
المجنون ثم استمر بي اللجاج وأراني الشيطان الصواب فيما فعلته فأقمت على ما
رأيته فلما كان الساعة أخذت دفترا (فلما كان) (1) بين (2) يدي فصفحته فوقعت
عيني منه على قول الشاعر:
الدهر أقصر مدة * من أن تلحق (3) بالعتاب
أو أن تكدر ما صفا * منه بهم واجتناب
فتعمني أوقاته * فتمرها مر السحاب
فعلمت أنا عظة (و) (4) أن سبيلي أن لا أسخط الله تعالى بإسخاط زوجي ولا
أستعمل اللجاج فجئتك أترضاك وأرضيك فانكببت على يديها ورجليها وصفا ما
بيننا أحسن صفاء.
362 - عبيد الله بن محمد بن طلحة بن الحسن أبو محمد الدامغاني (5):
ابن أخت قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني شهد عند خاله في

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ج): (من يدي).
(3) في (ج): (يمحق).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من (ب) الأصل.
(5) انظر: الجواهر المضية 340.
84

يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فقبل
شهادته ثم ولاه القضاء بربع الكرخ في يوم الثلاثاء التاسع عشر من رجب سنة سبعين
وأربعمائة... (1) قاضي القضاة أبي بكر الشامي عن الحكم ومنع الشهود من حضور
مجلسه (أذن لابي محمد) (2) بالنظر في الحكم في السابع عشر من المحرم سنة إحدى
وثمانين وأمر الشهود بحضور مجلسه والشهادة عنده وعليه فيما يثبته ويسجله وكان
صالحا ورعا عفيفا سمع أبا القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبا محمد الحسن بن علي
الجوهري وأبا الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن المحاملي (3) وأبا نصر بن أحمد
ابن الحسين بن علي السكري وغيرهم روى عنه عبد الوهاب الأنماطي وعمر بن ظفر
المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن المفضل المقدسي بالإسكندرية قال: أنبأنا
أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة بن
الحسن الدامغاني ببغداد أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي وأنبأنا أبو
علي ضياء (4) بن أحمد وعبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قالا: أنبأنا محمد بن عبد
الباقي البزاز أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن
أحمد بن كيسان النحوي أنبأنا يوسف بن يعقوب القاضي حدثنا عبد الواحد بن
غياث حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن حكيم بن حزام قال: يا
رسول الله! إني أعتقت (في الجاهلية) (5) مائة رقبة وحملت على مائة بعير وفي
الاسلام مثل ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسلمت على ما سلف من خير) (6).
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: ذكر لي عبيد الله
ابن محمد الدامغاني أن مولده بالدامغان سنة ثلاث وعشرين على ما ذكره له خاله
أبو عبد الله الدامغاني.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي

(1) بياض بالأصول مكان النقط.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في (ب) زيادة: (وأبا نصر بن أحمد بن المحاملي)
(4) في (ب): (أبو ضياء).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.
(6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 141 3 / 107 197 8 / 7.
85

أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة الدامغاني في ليلة الاثنين السابع والعشرين من
صفر سنة اثنتين وخمسمائة ودفن من الغد في مقبرة الخيزران عند قبر أبي حنيفة.
363 - عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن علي بن
الحسن بن المسلمة أبو الفضل بن الوزير أبي الفرج المعروف بابن رئيس
الرؤساء (1):
تقدم ذكر والده كان يلقب بكمال الدين وكان والده يتولى أستاذية دار
الخلافة فلما ولى الوزارة في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وخمسمائة ولي ولده
هذا أستاذية دار الخلافة وكانت فيه شدة وصرامة (2) وغلظة وجفاء وشدة بطش
وقسوة وجبرية وسوء سيرة ولم يكن في بيته أسوأ طريقة منه ورأيت الناس وكافة
مجتمعين على ذمه وقد سمع الحديث في صباه من جماعة ومات شابا لم يرو شيئا
وكان أديبا يقول الشعر الحسن.
كتب (3) إلي أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من
كتابه (4) قال: عبيد الله بن محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء الملقب بكمال الدين
أستاذ الدار العزيزية شهم مهيب وله فهم مصيب وهو غضنفر بني المظفر وصيل
أبي الرفيل وله شعر مروق ومفرق فمن ذلك قوله في بعض المماليك المستنجدية كان
مليحا:
وأهيف معسول الفكاهة والملهى (5) * مليح التثني والشمائل والقد (6)
به ري عيني وهو ظام إلى دمي * وخدي له ورد ومن خده وردي
وله يمدح المستنجد:
رب الزمان أجل قدرا * أن يهنئ بالزمان
لكنها العادات في * رفع المدائح والتهاني

(1) انظر: الاعلام 4 / 355.
(2) في (ب) (ج): (حرابة)
. (3) في (ب) (ج): (كتبت).
(4) (من كتابه) قط من (ب). وفي (ج): (بخطه).
(5) في (ج): (اللهى).
(6) في (ب) (ج): (القر).
86

أنت الذي أثنت على * عليائه السبع المثاني
ملك يدين لامره * الثقلان من إنس وجان
يلقي الندى والعفو عفوا * عنده جان وجاني
أضحى بسيرته الأنام * (من) الحوادث في أمان
أفنى بذابله ذبائله * الأعادي والأماني
لا زلت محفوظ العدا * سام الدعائم والمباني
خذلان مخضر الثرى * والعود مجمر السنان (1)
ما افتر في وجه الربيع * الطلق ثغر الأقحوان
واستخدمت عين ألقوا * في منك أبكار المعاني (2)
وعزل عبيد الله عن أستاذية دار الخلافة ووالده وزير في عاشر شوال سنة سبع
وستين وخمسمائة لما اشتهر عنه من سوء السيرة في أذى الناس واهتضامهم ومات في
محرم سنة ست وسبعين وخمسمائة ولم يبلغ الخمسين.
364 - عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن الحسن الساوي
أبو محمد بن أبي الفتح بن أبي سعد القاضي (3):
شهد هو وأبوه وجده وقد تقدم ذكرهما شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم
علي بن الحسين الزينبي في يوم الأربعاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة إحدى
وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته واستنابه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد
الدامغاني في الحكم والقضاء بدار الخلافة في سنة ثمانين وأذن للشهود بالشهادة عنده
وعليه فيما يسجله فكان على القضاء إلى أن مات قاضي القضاة في آخر ذي القعدة
سنة ثلاث وثمانين فلما ولى ابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن أحمد
الدامغاني القضاء ببغداد في سنة ست وثمانين استناب القاضي عبيد الله بن الساوي
مدة ولايته إلى أن عزل في رجب سنة أربع وتسعين فلزم ابن الساوي منزله وعجز
عن الحركة والنهوض وصار حليف الفراش إلى حين وفاته.

(1) هكذا في النسخ.
(2) في (ب): (المعالي).
(3) انظر: الجواهر المضية ص 341.
87

وكان شيخ القضاء والشهود في وقته وآخر من بقي من شهود الزينبي وكان
فقيها فاضلا على مذهب أبي حنيفة عارفا بالاحكام والقضايا ورعا متدينا عفيفا
نزها عليه مهابة ووقار وله جلالة في النفوس ومكانة وعلى وجهه أنوار الطاعة
وهيبة الدين وكان يقيم جاه الشرع ويستوي عنده القوي والضعيف والشريف
والدني في مجلس الحكم وإذا وجب حق على فقير وسأل صاحب الحق حبسه أدى
عنه من ماله مع قلة ذات يده بقي نيفا وخمسين سنة يشهد ويقضي بين الناس على
أحسن طريقة وأجمل سيرة بشكره الخاص والعام سمع الحديث من أبي القاسم
هبة الله بن محمد بن الحسين وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء
وأبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبي نصر أحمد بن محمد بن عبد
الملك الأسدي وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح وأبي الفتح مفلح بن أحمد الدومي
وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم.
حدث بكتاب (السنن) لابي داود السجستاني وكتاب (النسب) للزبير بن بكار
عن أبي الحسين بن الفراء وبغير ذلك من الاجزاء كتبت عنه وكان ثقة نبيلا لم أر
مثله في معناه.
أخبرنا القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل الساوي بقراءتي عليه
قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين قراءة عليه في رجب سنة إحدى
وعشرين وخمسمائة أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حدثنا
أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان قال: أنبأنا أبو خليفة حدثنا عبد الرحمن
ابن سلام حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أكثروا الصلاد علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا) (1).
أخبرنا القاضي أبو محمد بن الساوي قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد
ابن عمر الحريري قراءة عليه أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي
أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق
المدايني حدثنا أبو بكر بن أبي النضر حدثنا شبابة حدثنا حدثني أبو العطوف قال: سمعت
الزهري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: (هل قلت في أبي بكر قيلا)؟ قال: نعم

(1) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
88

قال: (قل وأنا أسمع) قال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ يصعد الجبلا
وكان ردف رسول الله قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: (صدقت يا حسان! هو كما
قلت) (1).
سمعت من أثق به يحكي (2) أن شيخنا القاضي أبا محمد بن الساوي قصده رجل
تاجر بعد صلاة المغرب في منزله وذكر أن له غريما في الحبس وأنه قد أذن في إطلاقه
لأنه متوجه إلى السفر في سحرة تلك الليلة فلم يقدر القاضي في تلك الساعة على
أحد من الغلمان بباب الحكم لينفذه إلى الحبس وكان يومئذ شيخا كبيرا ضعيفا
فقال للتاجر: خذ بيدي حتى نصل إلى الحبس فاتكي على يد الرجل حتى أتى الحبس
فأخرج المحبوس وقال: ما (3) كان الله ليراني وقد حبسته هذه الليلة عن مصالحه وقد
أفرج عنه خصمه ثم عاد إلى منزله - رحمة الله عليه.
سألت القاضي أبا محمد بن الساوي عن مولده (فقال) (4): في المحرم سنة اثنتي
عشرة وخمسمائة.
ورأيت بخط أبي سعد بن حمدون قال: سألت ابن الساوي عن مولده فقال: في
محرم سنة ثلاث عشرة - فالله أعلم بالصحيح وتوفي يوم الأحد التاسع من المحرم سنة
ست وسبعين وخمسمائة ودفن بالشونيزية عند أهله وكان آخر من بقي من بيته ولم
يعقب.
365 - عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن الخراساني (5):
حدث عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي روى عنه الحاكم أبو عبد الله
النيسابوري في كتاب (المستدرك الصحيح) على البخاري ومسلم أو أحدهما بما لم

(1) انظر الحديث في: المستدرك 3 / 77 78 وطبقات ابن سعد 3 / 1 / 123. وكنز العمال
35673.
(2) في (ب) (ج): (فحكى).
(3) في الأصل: (مما).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) انظر الخبر: الجامع الصغير 2 / 147.
89

يخرجاه.
أخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور الصفار بنيسابور
قال: أنبأنا جدي أنبأنا أحمد بن علي بن عبد الله الشيرازي قال: أنبأنا الحاكم
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن
الخراساني: من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد فقد احتج البخاري بأبي صالح
وأبو عامر الألهاني - ظنه الهوزني وهو صدوق.
366 - عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي أبو غالب البزاز المعروف
بابن الدهان:
من أهل النصرية سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان وأبا محمد
الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير روى عنه أبو البركات بن السقطي
وأبو طاهر (1) السلفي.
كتب إلي علي بن المفضل (2) الحافظ قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي
قراءة عليه قال: أنبأنا أبو غالب عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ببغداد
بالنصرية وأنبأنا عبد الله بن ذهيل بن علي وعبد الله بن مسلم بن ثابت قالا: أنبأنا
أبو بكر محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن (علي الجوهري
أنبأنا أبو علي بن بشر بن) (3) موسى الأسدي حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف
عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه
فأراد الطهور فلا يضعن يده في الاناء حتى يغسلها فإنه لا يدري أين باتت يده) (4).

(1) (أبو طاهر) ساقطة من (ج).
(2) في (ب): (بن الفضل).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الطهارة 87 وصحيح البخاري 1 / 52 وفتح الباري
1 / 263.
90

أخبرني جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية قال: أنبأنا أبو طاهر
السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن عبيد الله بن محمد بن
الدهان الطرائفي فقال: سمع معنا الحديث من شيوخنا الذين أدركناهم وكان لا بأس
به.
قرأت بخط أبي نصر بن الحسن بن محمد اليونارتي وأنبأنيه عنه محمد بن معمر
القرشي قال: سألت الشيخ يعني أبا غالب عبيد الله بن محمد الطرائفي عن مولده
فقال: ولدت سنة عشر وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو غالب
عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ويعرف بابن الدهان البزاز في يوم الثلاثاء
عاشر صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ودفن في هذا اليوم بمقبرة باب حرب.
367 - عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبيد الله أبو حازم ابن أبي بكر
المقرئ:
من أهل دار القز سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الغنائم محمد بن
عبد الواحد بن محمد الأزرق وأبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي
الخطيب وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وحدث باليسير سمع منه شيخنا أبو
علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي وأخوه أبو بكر أحمد ومحمد بن الحسين بن
القاسم التكريتي.
أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن الفارسي قال: أنبأنا عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز
أبو حازم المقرئ قراءة عليه أنبأنا أبو الغنائم محمد بن عبد الواحد بن محمد الأزرق
قراءة عليه في صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي
أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن شبيب
المعمري حدثنا الأشج عبد الله بن سعيد حدثنا ابن فضيل حدثنا عثمان بن حكيم
قال: سمعت محمد بن كعب يقول: سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
91

إذا انصرف من الصلاة: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا
الجد منك الجد) (1).
أنبأنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع الجيلي عن أبيه قال: توفي عبيد الله بن محمد
ابن عبد العزيز (2) بن عبيد الله أبو حازم المقرئ من ساكني دار القز يوم الثلاثاء ثامن
عشر من شعبان (3) سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ودفن بمقبرة باب حرب سمع
أبا المعالي ثابتا.
368 - عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي أبو
إبراهيم:
من أهل أصبهان أخو عبد اللطيف (4) المتقدم ذكره كان فقيها فاضلا وأديبا
كاملا وسمع الحديث الكثير وطلب بنفسه وكتب بخطه وقدم بغداد حاجا ثلاث
مرات: الأولى سنة اثنتين وستين والثانية سنة ست وستين والثالثة سنة ثلاث وثمانين
وحدث في هذه بيسير ذكر أبو بكر عبيد الله بن علي التيمي أنه سمع منه.
قرأت في كتاب أبي بكر التيمي بخطه قال: أنشدني أبو إبراهيم عبيد الله بن محمد
الخجندي رفيقنا قال: أنشدني أبو الفتح محمد بن علي النظيري لنفسه ولقد أحسن:
يامن يحاول في الانشاء غايته * قف حيث أنت فإن السبق فيه ليه
الدال والذال في التقطيع واحدة * والدال أربعة والذال سبعمايه
أنشدني أبو المفاخر بن محمود الخطاط الأصبهاني بأصبهان قال: أنشدنا عبيد الله
ابن محمد بن عبد اللطيف الخجندي لنفسه في أبي موسى الحافظ لما دفن زوجته وعاد

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 214 8 / 157.
وصحيح مسلم كتاب المساجد 137 138.
(2) في النسخ: (عبد الله بن محمد).
(3) في (ج): (الثلاثاء من عشر شعبان) وفي (ب): (الثلاثاء ثامن عشر شعبان).
(4) في الأصل: (عبد المطلب).
92

مرتجلا:
إمام غدا فردا فعاد مفردا * عن الأهل في خفض الزمان ورفعه
أحب الاله الوتر وهو حبيبه * فصيره وترا شفيعا لشفعه
سمعت أبا غانم المهذب بن الحسين بن محمد بن زينة بأصبهان يقول: توفي عبيد الله
ابن الخجندي في جمادي الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
369 - عبيد الله بن محمد بن عبد الملك الزيات (1):
كان والده وزيرا للمعتصم وقد ذكر الخطيب أخويه عمر وهارون ابني محمد بن
عبد الملك في التاريخ كان عبيد الله هذا أديبا فاضلا له نظم حسن.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا الحسين بن علي الكوفي أنبأنا
المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي البيع أنبأنا إبراهيم بن
مخلد بن جعفر أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال: جنى الخادم غلام
سليمان بن وهب كان من أحسن الناس وجها وغناء وفيه يقول عبيد الله بن محمد
ابن عبد الملك الزيات:
غناؤك (يا) جني وانكاس بكرة * يشبان (بي) (2) نار الهوى تتوقد
على كبدي من حب من صار حبه * مكان دمي بين الحشا يتردد
قالوا إلى كم يمنح الود مخلفا * فقلت كفاني منه قول وموعد
370 - عبيد الله بن محمد بن عبيد بن عبد مسيح: أبو عمر العطار:
حدث عن أبي بكر القاسم بن إبراهيم الصفار القنطري وأبي محمد المنتصر بن تميم
ابن المنتصر وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي إسحاق إبراهيم بن
موسى الحوزي وأبي العباس أحمد بن علي الابار روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن

(1) في (ب) (ج): (بن الزيات).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
93

محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري.
أخبرنا عمر بن محمد بن عمر القطان بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن
عبيد الله بن نصر بن الزغواني البسري قراءة عليه كتب إلى أبو عبد الله بن بطة قال:
حدثني أبو عمر عبيد الله بن محمد بن مسيح العطار حدثنا أحمد بن علي الابار
حدثنا عبيد الله (1) بن محمد العيشي حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا ثابت عن أنس عن
النبي صلى الله عليه وسلم: (بينما هو يلعب مع الصبيان إذ أتاه آت فصرعه فشق عن بطنه (2)
فاستخرج قلبه ثم استخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في
طست بماء زمزم ثم لامه ورده مكانه) قال أنس: فجاء الصبيان يسعون إلى أمه يعني
ظئره (3) فقالوا: إن محمدا قد قتل! فاستقبلته فإذا هو منقطع اللون قال أنس: ولقد
كنا نرى أثر المخيط في صدره (4).
وبه قال: حدثني أبو (عمر) (5) عبيد الله بن محمد بن مسيح العطار قال: حدثنا
أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الحوزي قال ابن (6) بطة وأخبرني أبو بكر محمد بن
الحسين حدثنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري حدثنا أبو علي بن الصواف
حدثنا أبو أحمد هارون ويوسف بن هارون قالوا: أنبأنا محمد بن أبي عمر العدي
حدثني عمر بن خالد حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجيلي عن عبد الله بن
الفرات عن عثمان بن الضحاك عن ابن عباس أن قريشا كانت نورا بين يدي الله
تعالى قبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام يسبح ذلك النور ويسبح الملائكة
بتسبيحه فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأهبطني
الله إلى الأرض في ظهر آدم في صلب آدم وجعلني في صلب نوح في السفينة وقذف
بي في النار في صلب إبراهيم ثم لم يزل ينقلني من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام

(1) في الأصل (ب): (العشى) وفي (ج): (العبسي).
(2) في (ج): (في بطنه).
(3) في النسخ: (يعني طيره).
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 149.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(6) في (ب): (به بطه).
94

الطاهرة حتى أخرجني بين أبوي لم يلتقيا على سفاح) (1).
371 - عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن توبة المذهب أبو القاسم الأديب:
شاعر روى عنه أبو الحسن بن عبد السلام وأبو القاسم بن السمرقندي.
قرأت على أبي القاسم الصوفي عن مسعود بن علي بن النادر قال: أنشدنا
أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قال: أنشدنا أبو القاسم (2) بن
توبة لنفسه:
وكميد شقه الكمد * بان عنه الصبر والجلد
ساهر في الليل دمعته * فوق صحن الخد تطرد
قد خلا ممن يؤانسه * فهو فرد ما له أحد
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنشدنا
الفاضل الأديب أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن توبة لنفسه:
ما زلت أبذل نفسي في مودته * وكلما ازددت حبا زادني ضجرا
حتى إذا استأنست عيني برؤيته * ورمت (3) أشكو إليه صده نفرا
تركته واتخذت الصبر مدرعا * فما أبالي أعاد الوصل أم هجرا
فعاد يطلب حبا كان يعهده * عندي فلم ير في قلبي له أثر
372 - عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر الأيدي
أبو بكر بن أبي البنا بن أبي بكر بن أبي عبد الله المعروف بابن الإغلاقي:
من أهل واسط من بيت مشهور بالصلاح والديانة والرواية سمع القاضي أبا علي

(1) انظر الحديث في: السيرة الحلبية 1 / 38.
(2) في الأصل (ج): (ابن القاسم).
(3) في الأصل (ب): (ودمت).
95

الحسن بن أحمد (بن إبراهيم) (1) بن برهون الفارقي وأبا الحسن علي بن هبة الله بن
عبد السلام الكاتب وغيرهما.
ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه قدم بغداد وحدث بيسير
وأنه كان بالجب؟ بالحمام وأنه توفي بواسط في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وقد
قارب الثمانين.
373 - عبيد الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن
جعفر أبو سعد بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن أبي الحسين الكاتب المعروف
بابن حاجب النعمان:
وكان من الأعيان الأماثل! تقدم ذكر والده وقد سماه أبو علي بن البرداني محمدا
وقد ذكرناه في المحمدين وسماه جماعة عدة غير عبيد الله روى عن أبيه وعن جده
بالإجازة روى عنه أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي (2) والقاضي أبو منصور أحمد
ابن محمد بن محمد بن الصباغ وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبو بكر
أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال.
أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي الحسن علي بن أحمد الخياط
قال: أنبأنا القاضي أبو منصور أحمد بن محمد بن محمد بن الصباغ إذنا قال: سمعت
الرئيس أبا سعد بن حاجب النعمان يقول: سمعت أبي أبا الفضل يقول: سمعت أبي
أبا الحسن يقول: كان أبو عمر الزاهد صديق أبي فمرض مرضة تأخر فيها عنه لاجل
الجيش ثم لم يحمل حتى ركب إليه ومعه الجيش فدخل عليه قال أبو الحسن وأنا معه
أصبو وكان أبو عمر علي سرير سعف وبين يديه لبن مطروح من حضر جلس
عليه فأخذ (بيد) (3) والدي وأجلسه معه على السرير فأخذ والدي يعتذر إليه في
التأخر فقال له أبو عمر: الصديق لا يحاسب والعدو لا يحتسب ثم أعاد وأخذ يعتذر

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ب): (المحلي).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
96

إليه فقال: قلة الصبر مع الود في الضمير خير من الحضور مع الغل في الصدور فقال
لي والدي: يا أبا الحسن احفظ هذه هذه ثانية قال أبو بكر: كان محمد بن عمر
يصلني في كل سنة فأنفذ يحملني إلى الكوفة فلم أقدر فقطع عني صلته فقلت: والله ما
أبالي أنا منقطع إلى من إذا غضب رزق.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنبأنا أبو جعفر يحيى
ابن أحمد المأمون قال: أنشدنا أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي قال: أنشدنا أبو
سعد عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن إبراهيم (1) بن حاجب النعمان
قال: أنشدنا أبي للخليل:
لو كان عجبك مثل عقلك لم يكن * بك وزن خردلة من الاعجاب
أو كان عقلك مثل عجبك لم يكن * أحد يقوتك من ذوي الألباب
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو سعد
عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان في يوم الخميس ثاني
المحرم سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.
374 - عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن طاهر بن داذا
ابن علك أبو علي بن أبي منصور بن أبي الحسين (2) البغدادي:
سمع أبا الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي وحدث باليسير سمع منه
القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه وذكر أن مولده
في محرم سنة ست عشرة وخمسمائة وتوفي لتسع خلون من ذي الحجة سنة خمس
وستين وخمسمائة ودفن بمقابر قريش.
375 - عبيد الله بن محمد بن عمار (3):

(1) هكذا في النسخ وفي بداية الترجمة: (محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر).
(2) في (ب): (الحسن).
(3) انظر: لسان الميزان 1 / 219. والاعلام 1 / 160.
97

روى عنه ابنه أبو العباس أحمد المعروف بحمار العزيز في مصنفاته.
376 - عبيد الله بن محمد بن منصور أبو القاسم المتوثي الحنفي:
حدث عن أبي الحسن أحمد بن القاسم بن وهب بن جامع العطار روى عنه
أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي في فوائده.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد الكسائي (قال أنبأنا أبو
نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي) (1) قال: كتب إلي أبو القاسم
عبيد الله بن محمد بن منصور (2) المتوثي الحنفي البغدادي إملاء علي بمدينة السلام في
داره بجانب الغربي قال أملأ علي أبو الحسن أحمد بن القاسم بن وهب بن جامع
العطار البغدادي حدثني أبي وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه قال: أنبأنا
محمد بن عبد الباقي أبو الفتح أنبأنا جعفر بن أحمد السراج أنبأنا الحسن بن أحمد
البزاز أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قالا: حدثنا الحارث بن أبي أسامة عن داود بن
المجبر عن نصر بن طريف عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (قوام المرء عقله ولا دين لمن لا عقل له) (3).
377 - عبيد الله بن محمد بن نعيم أبو محمد القحطاني الكاتب:
حدث عن أبي يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد بن المنقري وحماد بن إسحاق بن
إبراهيم الموصلي وأحمد بن أبي طاهر الكاتب ومحمد بن الجهم السمري وأبي العباس
محمد بن يونس الكديمي وأبي العيناء محمد بن القاسم بن خلاد والحارث بن محمد بن
أبي أسامة وخالد بن يزيد الكاتب روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة
العكبري.

(1) ما بين المعقوفتين: ليست في الأصول وهي إضافة في المطبوعة.
(2) في النسخ: (أبو نصر).
(3) انظر الحديث في الأحاديث الضعيفة 370 والمطالب العالية 2747. والكامل لابن عدي
3 / 967.
98

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري قراءة
عليه عن أبي عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن نعيم
القحطاني الكاتب حدثنا أبو يعلي زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري حدثنا
الأصمعي حدثنا حماد بن زيد قال: سمعت يونس بن عبيد (1) يقول: يوشك لعينك
أن ترى ما لم تر ويوشك لأذنك أن تسمع ما لم تسمع ولا تخرج من طبقة إلا
دخلت فيما هو دونها حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.
قرأت على محمد بن أحمد بن عمر (2) الأزجي عن محمد بن عبيد الله بن نصر عن
علي بن أحمد البندار قال: كتب إلي أبو عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو محمد عبيد
الله بن محمد بن نعيم القحطاني الكاتب حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم حدثني
أبي قال: حدثنا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى امرأة من أهل البصرة أعجبته
فكلمها فلم تلتفت إليه فلما كان في الليلة الثالثة جعل يتبعها حتى كلمها فقالت:
إليك عني أيها الرجل فإنك في موضع عظيم الحرمة فألح عليها حتى شغلها عن
الطواف فانصرفت فأتت محرما لها فقالت له: تعال معي أرني المناسك فإني لا أعرفها
فأقبلت وهو معها وعمر جالس في طريقها فلما رآه عمر عدل عنها وتولى (3)
فتمثلت المرأة:
تعدو السباع على من لا كلاب له * وتتقي صولة المستوسد الحامي
قال إسحاق فحدثني السندي بن شاهك قال حدثت (4) أمير المؤمنين المنصور بهذا
الحديث فقال: وددت أنه لم تبق فتاة من قريش في خدرها إلا سمعت هذا الحديث.

(1) في (ب): (عبيد الله).
(2) ابتداء من هنا حتى تشير مرة أخرى ساقط من (ج).
(3) في (ب): (ولى).
(4) في (ب): (حدث).
99

قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا أبو القاسم
البندار إذنا عن أبي عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن نعيم الكاتب
حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا المدائني قال: كتب زياد بن عبيد الله الحارثي إلى
أبي جعفر المنصور يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه وأبلغ في كتابه فوقع (1) المنصور
فيه أن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطراه وأمير المؤمنين مشفق عليك فاكتف
بالبلاغة.
وبالاسناد قال: أنشدنا أبو محمد بن نعيم قال: أنشدني خالد بن الكاتب لنفسه:
كيف يخفى تحول من هو يطفي * هل ترى لي إلا لسانا وطرفا
إن عيني ردت فؤادي بنار * شوق أطفي وحرها ليس يطفأ (2)
كيف أهدي والنفس تزداد ضعفا * كل يوم والحب يزداد ضعفا
فسقى الله كأس كل سرور * من سقاني كأس المنية صرفا
378 - عبيد الله بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق (3) بالله بن محمد
المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهتدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو جعفر:
ذكر (لي) (4) الصولي أنه كان أكبر أولاد أبيه وأنه ولد في سنة إحدى وأربعين
ومائتين وكان الناس يركبون إليه وذكر أن المهتدي خلف سبعة عشر ذكرا وست
بنات قلت: وكان فاضلا عالما روى عنه أبو محمد التيمي.
أنبأنا الحسن بن محمد الكاتب عن أحمد بن أبي منصور الفقيه قال: أنبأنا جعفر بن
أحمد الأديب إذنا عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال:
أنبأنا أبو الحسن بن فراش حدثنا أبو محمد إبراهيم بن محمد التيمي قال: سمعت أبا
جعفر بن المهتدي بالله يقول: في جماعة كنت فيهم حاضرا ذكروا أنهم من حذاق
المعتزلة فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي: طلب فاطمة والعباس مورثهما من رسول

(1) في الأصل: (لوقع).
(2) إلى هنا الساقط من (ج).
(3) في (ب): (الواثقي).
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل (ج).
100

الله صلى الله عليه وسلم ومنع أبي بكر لهما لا يخلو منع أبي بكر حقا يجب لهما أو يكونا طلبا ما لا
يجب لهما فليس يخلو أن يكون مع أحدهما فاستجابوا له قال أبو محمد التيمي:
ورأيتهم كانوا يحبون مناظرته على ذلك فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي: الحق
معهما فقالوا: كيف ذا؟ قال: ذا لا يشك أنهم علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن معاشر
الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة فتأولت (1) فاطمة والعباس أن ذلك في
الكراع والسلاح وآلة الجهاد دون المال فهما طالبان لحق بتأويل تأولاه ومنعهما أبو
بكر أن المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم من جميع ما يملكه (2) من كراع وسلاح قال: ولم يجز
لابي بكر بعد أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيهما (3) من ذلك شيئا ومنع بحق
وكان طلب فاطمة والعباس بحق.
379 - عبيد الله بن محمد العنبري البغدادي:
ذكره أبو العرب أحمد بن محمد التيمي القيرواني في كتاب (تاريخ قيروان) من
جمعه وقال: قدم علينا وله رجال منهم وكيع ويزيد بن هارون وغيرهما حدثنا عنه
أحمد بن يزيد. وقد روى عنه أيضا داود بن يحيى ومات عبيد الله بن محمد سنة ست
وثلاثين ومائتين وكذلك قال لي أحمد بن يزيد.
380 - عبيد الله بن محمد أبو محمد الصوفي (4):
سكن صور عند أبي عبد الله الروذباري وحدث عن أبي يعقوب إسحاق بن
إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي وأبي الحسن علي بن أحمد بن هارون بن الخليل
الطبري روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي.
كتب لنا (5) أبو الفتوح العجلي أن أبا طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق
الحسن آبادي أخبره قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني قال: أنبأنا أبو العباس
أحمد بن محمد بن هارون بن الخليل الطبري بأنطاكية قال: حدثنا أبو عبد الرحمن

(1) في الأصل (ج): (فناولت).
(2) في النسخ: (ما لا يملكه).
(3) في (ب): (أن يعطيها).
(4) في (ج): (الصافي).
(5) في (ج): (كتب إلى).
101

عبد العزيز بن محمد الهلالي المقرئ بالبصرة حدثنا عون بن عمارة العبدي حدثنا أبو
بكر الهذلي عن الحسن عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تصدق المرء
بصدقة مثل علم ينشر (1)) (2).
قال أنبأنا أبو العباس النسوي قراءة عليه في كتاب (تاريخ الصوفية) كان ساكن
صور عند أبي عبد الله الروذباري ورأيت أبا عبد الله مكرما له وقد لقي شيوخ
الصوفية وصحبهم وكان يتعاهد الفقراء بحيث ما كان ويخدمهم ثم انتقل إلى
أطرابلس بعد موت أبي عبد الله ولقيته بها بآخره ومات بها قرب الثمانين وثلاثمائة.
381 - عبيد الله بن محمد أبو الحسين القصباني النحاس البغدادي:
روى عن أبي إسحاق المعروف ببطيطة البغدادي حكاية سنوردها في الكنى في
آخر الكتاب إن شاء الله تعالى في (أبي إسحاق) رواها عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد
ابن محمد بن أحمد بن روزنه الفارسي وذكر أنه سمع منه بفسطاط مصر.
382 - عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز الرازي أبو البقاء بن أبي ثابت
القاضي:
بغدادي المولد من ساكني رحبة جامع القصر وهو أخو عبد الله المتقدم ذكره
سمع القاضي أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا محمد عبد الله بن محمد بن
عبد الله الصريفيني وغيرهما وحدث باليسير روى عنه أبو معمر الأنصاري وشيخنا
أبو القاسم بن موسى.
أنبأنا بن بوش (3) قال: أنبأنا أبو البقاء عبيد الله بن مسعود الرازي قراءة عليه في
محرم سنة سبع عشرة وخمسمائة وأنبأنا أبو علي ضيلي (4) بن أبي القاسم بن أبي علي
وعمر بن محمد بن محمد بن معمر المؤدب قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا:

(1) في النسخ: (ينشروبه).
(2) وانظر الحديث في: المعجم الكبير 7 / 280. ومجمع الزوائد 1 / 166 والترغيب والترهيب
1 / 119.
(3) في (ب): (أبو نوش) في كل المواضع
(4) في الأصل: (ضلى).
102

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الصريفيني حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن
المخلص إملاء حدثنا البغوي حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا عبد العزيز بن محمد
الرزاز (1) وروى عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده
عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة
وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن
عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن
الجراح في الجنة - رضي الله عنهم أجمعين) (2).
أنبأنا ابن بوش قال: قال لنا أبو البقاء بن الرازي: مولدي في سنة أربع وخمسين
وأربعمائة.
قرأت بخط عبد الرحيم بن هبة الله بن المعراض الحراني قال: سألت أبا البقاء عبيد
الله بن مسعود الرازي عن مولده فقال: في أول رجب سنة ثلاث وخمسين
وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي محمد عبد الله بن محمد بن الخشاب بخطه قال: توفي أبو البقاء
عبيد الله بن أبي ثابت الرازي في يوم الخميس رابع جمادي الأولى من سنة إحدى
وثلاثين وخمسمائة ودفن ليلة الجمعة بباب أبرز سمعت منه.
383 - عبيد الله بن مسعود بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن إسحاق
الطوسي أبو القاسم بن أبي شجاع بن الوزير أبي بكر بن الوزير نظام الملك ابن
علي:
سمع أبا نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش
وغيرهما وحدث باليسير سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر
القرشي وذكر أنه سأله عن مولده فقال: في يوم الجمعة خامس ربيع الأول سنة
خمس وخمسمائة.

(1) في (ج): (الروزار).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 4650 وسنن الترمذي 3747 وسنن ابن ماجة 133.
ومسند أحمد 1 / 187 188 193.
103

384 - عبيد الله بن المظفر بن عبد الله بن محمد أبو الحكم الباهلي
الحكيم (1):
من أهل الأندلس ذكر الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي
الدمشقي أنه ولد بالمرية سنة ست وثمانين وأربعمائة وحج سنة ست عشرة
وخمسمائة ومضى إلى العراق وقرأوا عليه وخدم السلطان محمود بن ملكشاه سنة
إحدى وخمسمائة وأنشأ له في معسكره في المجون توفي بدمشق ليلة الأربعاء رابع ذي
القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة وكان قدم دمشق سنة ثلاثين وخمسمائة.
هذا آخر كلام الحافظ أبي القاسم رحمه الله وقد ذكرناه فيمن اسمه (عبيد الله)
على ما ذكره أبو شجاع بن الدهان في تأريخه والقلب إلى قول الحافظ أبي القاسم
أسكن - والله أعلم بالصواب.
قرأت في كتاب أبي الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي الدمشقي بخطه
وأنبأنيه عنه علي بن المفضل الحافظ قال: أنشدني أبو الحكم عبيد الله بن المظفر بن
عبد الله الباهلي الأندلسي المدني المتطيب لنفسه بدمشق:
محاسن العالم قد جمعت * في حسنه المستكمل البارع
وليس لله بمستنكر * أن يجمع العالم في الجامع
385 - عبيد الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة أبو الفضل بن
أبي الفتح بن الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم:
حدث بالوحادة (2) في كتاب نسيبة أبي علي محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن
عمر بن المسلمة سمع منه أبو الفضائل عبد الله بن محمد بن أحمد بن الخاضبة وذكر
أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون الكاتب في كتاب (التذكرة) من جمعه أنه توفي
في سنة ست وعشرين وخمسمائة وأنه كان أديبا فاضلا.
386 - عبيد الله بن أبي المعمر بن المبارك بن ثابت أبو الفتوح الوراق
المعروف بالمستملي:

(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 153.
(2) في (ب): (الوحادة).
104

كان يستملي على الأمير أبي نصور العبادي وصحب الأمير أبا نصر محمد بن
علي بن أحمد (1) بن نظام الملك وتفقه عليه بمدرسة جده وكان يدرس بها وسمع
منه من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي في كتاب (الجامع الصحيح)
للبخاري ومسند عبد بن حميد وكتب بخطه كثيرا من الكتب توريقا للناس وكان
حسن الخط أديبا فاضلا متدينا حسن الطريقة وأقام في آخر عمره بمسجد عند
الطيوريين ينسخ فيه طول النهار كتبنا عنه وكان صدوقا.
أخبرنا عبيد الله بن أبي المعمر المستملي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الوقت
عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن
محمد بن المظفر الداودي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي أنبأنا
إبراهيم بن حزيم الشاشي حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحيم بن هارون
الواسطي الغساني حدثنا قائد (2) بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى قال:
والله إنا لجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله! أهلكني
الشبق والجوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشبق والجوع؟) قال: هو ذاك قال: (فاذهب
فأي امرأة (3) تلقاها ليس لها زوج فهي امرأتك) قال الأعرابي: فدخلت نخل بني
النجار فإذا جارية (4) تحترف (5) في زبيل فقلت لها: يا ذات الزبيل هل لك زوج؟
قالت: لا قلت: انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنزلت فانطلقت معها إلى
منزلها فقالت لأبيها: إن هذا الأعرابي أتانا وأنا أحترف (6) في الزبيل فسألني: هل لك
زوج؟ فقلت: لا فقال انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم: فخرج أبو الجارية إلى
الأعرابي فقال له الأعرابي (7): ما ذات الزبيل منك؟ قال: ابنتي قال: فهل لها زوج؟
قال: لا قال: فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت الجارية وأبو الجارية إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له رسول الله: (هل لها زوج؟) قال: لا قال: (اذهب فأحسن

(1) في (ج): (علي بن محمد).
(2) في الأصل (ج): (وليد).
(3) في الأصل (ب): (مرة).
(4) في (ج): (بحارية).
(5) في النسخ: (تخترف).
(6) في النسخ: (اخترق).
(7) (فقال له الأعرابي) سقط من (ج).
105

جهازها ثم ابعث بها إليه!) فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته وأحسن القيام عليها ثم
بعث معها بتمر ولبن فجاءت به إلى بيت الأعرابي وانصرف الأعرابي إلى بيته فرأى
جارية مصنعة (1) ورأى تمرا ولبنا فقام إلى الصلاة فلما طلع الفجر غدا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وغدا أبو الجارية إلى ابنته فقالت: والله! ما قربنا ولا قرب تمرنا ولا لبننا
قال: فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعا الأعرابي فقال: (يا أعرابي!
ما منعك من أن تكون ألممت بأهلك؟) قال: يا رسول الله! انصرفت من عندك
ودخلت المنزل فإذا جارية مصنعة ورأيت تمرا ولبنا فكان يجب لله أن أحيي ليلتي إلى
الصبح. (قال): (يا أعرابي اذهب فألم بأهلك).
توفي أبو الفتوح المستملي في ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة
تسع وتسعين وخمسمائة وقد جاوز السبعين.
387 - عبيد الله بن ملد بن المبارك بن الحسين أبو طالب بن أبي المكارم
الهاشمي المعروف بابن الغسال (2) ويدعى بالأكمل:
ولي النظر بديوان الرمام في رجب سنة تسعين وخمسمائة وقلده الامام
الناصر لدين الله النقابة للهاشميين في سلخ شعبان سنة اثنتين وتسعين وعزله في سنة
ست وتسعين. ثم رد إليه النظر في أعمال العراق فانحدر إلى هناك فأقام مدة ثم عزل
فلزم المقام بواسط فأقام بها إلى أن أدركه أجله في يوم الأحد الثالث والعشرين من
شوال سنة ست وتسعين وخمسمائة بالمارستان بواسط ودفن بمقبرة قبلة المصلي هناك
وكان شابا حسنا وقد كتبنا عن والده وعاش بعده مدة وأضر وسيأتي ذكره إن
شاء الله تعالى.
388 - عبيد الله بن نصر (3) بن عبيد الله بن سهل بن السري الزغواني أبو
محمد:
والد علي ومحمد كان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله سمع الشريفين أبا الحسين
محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا جعفر

(1) في (ج): (مصبغة).
(2) في النسخ: (بابن الستال).
(3) في الأصل (ب): (محمد) وفي (ج): (محمد نصر).
106

محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة وأبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني
وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وغيرهم. روى عنه أبو المعمر
الأنصاري وشيخنا زاكر بن كامل.
أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل الحذاء قال: أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن نصر بن
الزاغوني قراءة عليه في محرم سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وأنبأنا عبد العزيز بن محمود
ابن الأخضر وعمر بن محمد بن معمر المؤدب ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف
قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح قراءة عليه قالا: أنبأنا
أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون قراءة عليه حدثنا أبو الحسن علي بن عمر
الدارقطني قال: قرئ علي أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وأنا أسمع
حدثكم يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أنبأنا عمرو بن أبي عمرو عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بعثت من خير قرون بني آدم
قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت منه) (1).
قرأت في كتاب (التاريخ) لابي الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني
الفقيه بخطه قال: وفي يوم الأحد ثامن صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة توفي الوالد
أبو محمد عبيد الله أبي نصر بن الزاغوني وصلينا عليه بجامع القصر في جماعة كثيرة
ذكره غيره أنه دفن بباب حرب وقد جاوز الثمانين.
389 - عبيد الله بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن حمزة القزويني
أبو الوفاء الحنفي الواعظ (2):
من أهل أصبهان كان يعرف شفرود (3) وهو أخو شيخنا رزق الله الذي تقدم
ذكره كان من أعيان أهل بلده فضلا وعلما وأدبا وكان يعظ على الكرسي بكلام
مليح وله النظم والنثر الحسن وكان فصيحا بليغا ظريفا لطيفا ذكر لي ولده أبو
عبد الله الحسين أنه دخل بغداد حاجا عدة مرار وأنه أقام ببغداد سنة وعقد بها

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 4 / 229 259. ومسند أحمد 2 / 373.
(2) انظر الجواهر المضية 1 / 341.
(3) في الجواهر: (بأبي سقرة).
107

مجلس الوعظ بالمدرسة التاجية.
أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن هبة الله القزويني بأصبهان أنشد
والدي ببغداد على المنبر في المدرسة التاجية مرتجلا لنفسه وقد دنت الشمس للغروب
وكان ساعته قد شرع في ذكر مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لا تعجلي يا شمس حتى ننتهي * فضلا لمدح المرتضى ولنجله (1)
يثني عنانك إن غربت ثناؤه * أنسيت يومك إذ (2) رددت لاجله
إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله (3) ولرجله
ذكر لي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله أن والده توفي بشيراز في النصف من
شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة وأن مولده كان تقديرا سنة أربع وثلاثين
وخمسمائة.
390 - عبيد الله بن هبة الله بن الأصباغي أبو غالب الكاتب الملقب بتاج
الرؤساء:
ناب في ديوان الزمام بعد عزل أبي علي بن صدقة إلى النظر بديوان الزمام في سنة
اثنتين وخمسمائة وجعل أبو غالب مشرفا عليه وكان أديبا فاضلا شاعرا مليح الشعر
ظريفا سمع من أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وغيره روى عنه
أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبو الفضل محمد بن محمد بن محمد (4) بن
عطاف الموصلي وأبو الحسن سعد الله بن محمد بن (علي) (5) بن طاهر الدقاق.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن عطاف عن أبيه قال: حدثنا تاج الرؤساء
أبو غالب بن الأصباغي قال: حدثني الرئيس أبو طاهر بن الشاطر أنه حضر عند
الرئيس أبي القاسم بن علي بن الجراح وقد حضر عنده جماعة من الصبية ليسمعوا

(1) في النسخ: (لنحله) و
(2) في الجواهر: (يوما قد).
(3) في الأصول، (الوقت بخيله).
(4) (بن محمد) ساقطة من (ب).
(5) ما بين المعقوفتين بياض بالأصل (ج).
108

حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت عنده امرأة من دار الطائع والتمست منه حاجة
فعدل عنها إلى إتمام الحديث فشق عليها وقالت: بم أنت مشغول؟ فقال: بنقل فضائل
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخراب إلى العامر.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قال:
أنشدنا أبو غالب عبيد الله بن هبة الله الكاتب لنفسه:
عقرتهم معقورة لو سالمت * شرابها ما سميت بعقار
وكيف طوائلها القديمة إذ غدت * صرعى تداس بأرجل العصار (1)
لانت لهم حتى انتشوا فتمكنت * منهم فصاحت فيهم الآثار
سجدوا لكأسات العقار كأنهم * صور المجوس إلى بيوت النار
وأماتهم (2) طرب الأغاني ميتة * أخذوا لها الأنوار بالأوتار
قرأت على أبي العلاء أحمد بن شاكر الكاتب بمعرة النعمان عن أبي عبد الله محمد
ابن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد الحراني (3) قال لتاج الرؤساء أبي غالب بن
الأصباغي:
هربت (4) من لا ألام فيه ولا * أنسب في حبه إلى الغلط
لأنني ما وضعت قط يدي * مذ كنت طفلا إلا على النقط (5)
391 - عبيد الله بن يحيى بن خاقان أبو الحسن أبو الوزير (6):
ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر أن اسم خاقان النضر بن موسى بن مسلم بن
صبيح ومسلم يكنى أبا الضحى الراوي عن ابن عباس وغيره وإنما لقب بخاقان لأنه

(1) في (ب): (العضار).
(2) في (ج): (أمامهم).
(3) في النسخ: (الحرامي).
(4) هكذا في الأصول.
(5) في (ج): (آخر الجزء الثاني بعد الخمسين والمائة من الأصل وأول الجزء 153: عبيد الله بن
يحيى).
(6) انطر: شذرات الذهب 2 / 147 والعبر 2 / 26 والاعلام 4 / 355. وكتاب الوزراء
للجهشياري ص 254.
109

كان معجبا بالغلمان الأتراك فقال: بعض أهل خراسان وقد رآه راكبا: أما أنت (1)
خاقان ملك الترك فبقيت عليه.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله أن علي بن أحمد أخبره عن
عبيد الله بن محمد قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي إذنا قال: حدثنا محمد بن
سعيد قال: سمعت محمد بن صالح النطاح يقول آل (2) خاقان نافلة إلى خراسان بن
المدار؟ وإلى البصرة ينسبون وهم موالي للأزد لقوم منهم يقال لهم بنو واشح بن عمرو
ابن مالك بن فهم بن تميم بن دوس.
وبه: عن الصولي قال حدثنا الحسين بن علي الكاتب قال: لما نكب المتوكل محمد
ابن الفضل الجرجاني قال: قد مللت عرض المشايخ علي فاطلبوا لي حدثا من أولاد
الكتاب وبقي شهرين بلا وزير وأصحاب الدواوين يعرضون عليه أعمالهم
فاختاروا له ثلاثة من أولاد الكتاب وقالوا: يختار منهم من أراد فكان أول من
اختاروا له أبا الفضل إسحاق بن إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب واختاروا له
أبا الفرج محمد بن نجاح بن سلمة وأبا الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأما
إسحاق بن إبراهيم فان أباه استعفى له وحلف أنه لا يصلح لهذا الامر وكان أكتب
الناس وأذكاهم وأحسنهم وجها فأشفق عليه فأعفاه المتوكل وأما أبو الفرج محمد بن
نجاح بن سلمة فإن المتوكل رآه فاستثقله وقال: أريد من يخف على قلبي فوصف له
الفضل بن مروان عبيد الله بن يحيى وزاد في فضله وفرضه وكان يوقع بين يديه
فأمر بإحضاره فأحضر الدار فلما خاطبه أعجبه حركته وحلاوته وكان قدم شفاعة
إلى الفتح بن خاقان فقال الفتح للمتوكل: إن رأى أمير المؤمنين أن يأمره بأن يكتب
بين يديه فقال له: اجلس واكتب! فجلس وكتب خطا حسنا فاستحسن المتوكل
خطه فقال له الفتح: الذي كتب أحسن من خطه قال: وما هو؟ قال: كتب (إنا
فتحنا لك فتحا مبينا) وقد تعالمت (3) ببركته لبركة (4) ما كتب فولاه العرض

(1) في (ب): (إنما أنت).
(2) في الأصل (ج): (إن).
(3) في الأصل: (تعالت).
(4) في (ج): (لتركه).
110

فبقي سنة يؤرخ الكتب عنه وعن وصيف التركي مولى أمير المؤمنين فلما مضت سنة
خص عبيد الله بالمتوكل فطرح اسم وصيف ونفذت الكتب باسم عبيد الله وحده.
قال الصولي: وكان عبيد الله بن يحيى جوادا كريما سمح الاخلاق ممدحا. حدثنا
أبو العينا قال: لما دخلت على المتوكل قال لي: ما تقول لي في عبيد الله بن يحيى؟
قلت: نعم العبد لله ولك منقسم بين طاعته وخدمتك يؤثر رضاك على كل فائدة
وما عاد بصلاح رعيتك على كل لذة.
قرأت في كتاب (الوزراء) (1) لمحمد بن عبدوس الجهشياري قال: سمعت
أبا الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح يقول: وقد جرى ذكر عبيد الله بن
يحيى لم يكن له من الصناعة حظ إلا أنه أيد بأعوان وكفاة من كتاب الزمان وكان
واسع الحياء (2) حسن المداراة.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله العكبري قراءة
عليه أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري (3) حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى
ابن زكريا النهرواني حدثنا محمد بن علي بن محمد بن الجهم أبو طالب الكاتب
حدثني أبو العباس محمد بن عبد الله بن طاهر حدثني أبي عن أحمد بن إسرائيل قال:
خرجت يوما إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان فلما صرت في صحن الدار رأيته
مضطجعا على مصلاه موليا ظهره باب مجلسه فهممت بالرجوع فقال لي الحاجب:
ادخل فإنه منتبه فلما سمع حسي جلس فقلت: حسبتك نائما فقال: لا ولكنني
كنت مفكرا قلت: فيما ذا - أعزك الله تعالى؟ قال: فكرت في أمر الدنيا وصلاحها
في هذا الوقت واستوائها ودرور الأموال وأمن السبل وعز الخلافة فعلمت أنها أمكر
وأنكد وأغدر من أن يدوم صفاؤها لاحد قال: فدعوت له وانصرفت فما مضت
أربعون ليلة منذ ذلك اليوم حتى قتل المتوكل ونزل به من النفي ما نزل.
قال الصولي: نزل جماعة من أعداء عبيد الله يحرضون المنتصر على قتله ويعرفونه

(1) انظر كتاب الوزراء: ص 254.
(2) في (ب) (ج): (الحيلة).
(3) في الأصل: (الحازري) وفي (ب): (الحارزى) وفي (ج): (الحارابي).
111

ميله إلى المعتز حتى هم بذلك وأحمد بن الخصيب (1) يروعه عنه حتى نفاه وأبعده
إشفاقا على نفسه إلى أقريطش.
قرأت في كتاب أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النحوي المعروف بجخجخ بخطه قال:
أخبرني أبو الحسين عبد الواحد بن أحمد بن الخصيب قال: حدثني أبو أحمد
عبد الرحمن بن محمد بن يزداد الكاتب قال: كنت في دار عبيد الله بن يحيى بن خاقان
انتظر إذنه ونحن جماعة قبل الحادث عليه بأيام يسيرة فوقعت عيني على كتاب وسادة
في الموضع الذي كنا فيه فإذا هو:
إني أقول لكم يا أيها البشر * إن الميتة لا تبقي ولا تذر
ما لي أراكم كأن الدهر أمنكم * من أن يحل بكم أو يحدث الغبر
وانصرفنا: فما كانت الأيام (إلا) قلائل حتى حدث من أمره ما حدث.
وبالاسناد الأول إلى الصولي قال: سمعت ولي (2) المعتمد الخلافة وتم أمر البيعة له
سموا للوزارة سليمان بن وهب والحسن بن مخلد وجمع الكتاب فقال الحسن: هذا
عبيد الله بن يحيى ببغداد قد رأس الجماعة واصطنعهم وهو لجميع الموالي كالوالد
كل يطيعه وأمره في مناصحة المتوكل والميل إلى ولده طاهر وما أحسنه بحيث إلا
بعد كل عظيم فصدقه الكتاب والقواد وقالوا مثل قوله وكان أول من استصوب
هذا الامر سليمان بن وهب فقال المعتمد وأبو عيسى بن المتوكل: ما لنا حط في غيره
فأنفذوا جماعة إلى بغداد وكتب أبو عيسى بخطه كتابا جميلا يستحثه إلى سرعة
النهوض إلى سر من رأى ليشاوره أمير المؤمنين في أشياء يحتاج عليها ولطف له
وخاف أن يذكر له الوزارة واستتر (3) لما كان يعلم من زهده (4) فيها واقتصاره وأمنه
على نفسه وتقدم على الرسل أن يستروا (5) أمرهم حتى تقع (6) أعينهم عليه ففعلوا
ذلك ودفعوا الكتاب إليه فكرهه وشخص معهم غير نشيط لذلك فأدخل على

(1) في (ب): (الخطيب) في كل المواضع.
(2) في (ج): (تولى).
(3) في (ج): (سيسنتر) و (ب): (فيستر).
(4) في (ج): (عن هذه) وفي (ب): (من الاوده).
(5) في (ج): (أن ستر).
(6) في (ب): (يقع).
112

المعتمد فأمر أن يخلع عليه للوزارة فخرج من بين يديه فامتنع من ذلك أشد
الامتناع وقال: إن تركت ببغداد وسر من رأى وإلا صرت إلى بعض الثغور؟ فخلا به
أبو عيسى ابن المتوكل وأعلمه أنه لا تجوز له مخالفة أمير المؤمنين ووجه الحسن إلى
أبي عيسى أن رأى الأمير أن يعلمه أنه متى ولي هذا الامر تضمنت له القيام بأمر الملك
وإعطاء الموالي والتكفل بجميع النفقات فلان قليلا وأمر أن (1) يدخل الحسن بن مخلد
إليه يجئ به فضمن له ما راسله به شفاها وخلع عليه يوم الخميس لثلاث خلون من
شعبان يعني من سنة ست وخمسين ومائتين فولى الامر بعفاف وسعة نفس وحسن
تدبير وإظهار مروءة أدته إلى أن مات وعليه ستمائة ألف دينار لغرماء قد ربحوا عليه
أضعافها مع كثرة ضياعه ووفور ارتفاعها ووجده الناس قد وقزته السن وأدبته
النكبة فزاد عفافه وتوقيه.
وبه: عن الصولي قال: حدثني الحسين بن علي قال: سمعت سليمان بن وهب غير
مرة يقول: ما رأيت أجل نفسا من عبيد الله بن يحيى ولا أتم نزاهة ولا أكمل جلالة
ولا أحق رئاسة كأنه والله خلق لما هو فيه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد (2) بن سعيد بن محمد الشافعي قال: أنبأنا
عبد المحسن بن محمد التاجر أنبأنا أبو الحسن وأبو الحسين أحمد وعلي أنبأنا محمد وأبو
قدومة الصيدلاني بمصر قالا: أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن
الدينوري أخبرني أبو بكر عبد الله بن عيسى حدثني أبو علي أحمد بن إسماعيل
الكاتب قال: كنت في موكب عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأخذ رجل بلجام دابته
وقال له: يا زنديق! فقال: كذبت ما عبدت إلا الله عز وجل فقال له: يا فاسق!
فقال له: كذبت ما أنا بفاسق فقال: يا كذاب! فقال: صدقت نبلى بأنكاد مثلكم
فتضطرونا إلى أن نكذب لكم خل اللجام ثم أمر أن لا يتبعه أحد من حاشيته
فتعجب من حلمه.
أنبأنا يوسف بن المبارك الشافعي عن محمد بن أبي طاهر الكاتب (3) أن علي بن

(1) في (ب) (ج): (وأمر بأن).
(2) في (ب): (علي بن محمد).
(3) في (ب): (الحاسب).
113

المحسن بن علي التنوخي أخبره عن أبيه قال: حدثني أبو الحسين علي بن هشام بن أبي
قيراط حدثني أبو الحسن بن بسطام المعروف بالفتى حدثني أبي قال: كنت واقفا
على باب عبيد الله بن يحيى بن خاقان أنتظر الاذن وكان محتجبا فأقبل أبو غانم سعيد
ابن حميد الكاتب وكان خاصا به فحجب (1) فخجل لما رآني قد عرفت ذلك ثم
أخذ دواة وكتب لنفسه وأنشدنيه وهو على ظهر دابته رقعة ترجمها باسمه وليس فيها
إلا هذه الأبيات:
حجبت وقد كنت لا أحجب * وأبعدت عنك فما أقرب
وما لي ذنب سوى أنني * إذا أنا أغضبت (2) لا أغضب
وأن ليس دونك لي مطلب * ولا دون بابك لي مرغب
فليتك تبقى سليم المكان * وتأذن إن شئت أو تحجب
قال: فلما وصلت الرقعة إليه أذن له وحلف على حاجبه أنه إن حجبه ليلا أو نهارا
صرفه.
قرأت في كتاب (الوزراء) للجهشياري قال: حدثني نصر بن الفتح حدثني الحسن
ابن موسى كاتب مسرور البلخي قال: سايرت عبيد الله بن يحيى وهو يريد دار
المعتمد فوقف له بشيخ فتظلم إليه فقال له: يا هذا! منا أحوجك إلى اعتراضي في
الطريق وأنا أقعد للمظالم في كل جمعة يوما ووقف عليه ونظر في أمره قال: وكان
يقف على المرأة والصبي ويلطف مخاطبة من يكلمه.
أنبأنا ذاكر بن كامل أن أبا سعد (3) بن الطيوري أخبره عن علي بن المحسن بن علي
التنوخي عن أبيه قال: حدثني أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني حدثني
الحسن بن علي حدثني ابن مهرويه حدثني أبو الشبل عصم بن وهب البرجمي قال:
حضرت مجلس عبيد الله بن يحيى بن خاقان وكان إلي محسنا وعلي مفضلا فجرى
ذكر البرامكة فوصفهم الناس بالجود والكرم وقالوا في كرمهم وجوائزهم وأكثروا

(1) في (ب): (لحجب).
(2) في الأصل (ج): (اعضب) في الأصل (ج): (اعضب).
(3) في (ج): (أبو سعيد).
114

فقمت وقلت:
رأيت عبيد الله أفضل سؤددا * وأحزم من فضل بن يحيى بن خالد
أولئك جادوا والزمان مساعد * وقد جاد ذا والدهر غير مساعد
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي بكر محمد بن الحسين
المزرقي عن محمد بن أحمد بن محمد الشاهد أخبره عن أبي القاسم إسماعيل بن سعيد
المعدل أنبأنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي قال: أنبأنا محرز الكاتب قال: اعتل
عبيد الله بن يحيى بن خاقان فأمر المتوكل الفتح أن يعوده فأتاه فقال: أمير المؤمنين
يسألك عن علتك فقال عبيد الله:
عليل من مكانين * من الاسقام والدين
وفي هذين لي شغل * وحسبي شغل هذين
فأمر المتوكل له بألف ألف درهم.
قرأت على المتوكل عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن الفرضي أن الصولي أخبره
قال: حدثني عون بن محمد ومحمد بن داود ومحمد بن الفضل أن عبيد الله (1) بن يحيى
دخل إلى الميدان في داره يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وستين
ومائتين يضرب بالصوالجة فصدمه على ثلاث ساعات من النهار خادمه رشيق
فسقط عن دابته وبادره غلمانه فحملوه فما نطق بحرف حتى مات بعد ثلاث
ساعات من صدمته والناس في صلاة الجمعة (2).
392 - عبيد الله بن يحيى بن الوليد بن عبادة البحتري أبو أحمد:

(1) في (ج): (ابن عبيد الله).
(2) (في (ج) ما نصه: (انتهى المجلد العاشر من ذيل تاريخ بغداد وأخبار فضلاتها الاعلام ومن
وردها من علماء الأنام) تأليف الشيخ الامام الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن محاسن
البغدادي المعروف بابن النجار رحمه الله آمين. وكان الفراغ منه يوم الخميس الواقع في سبعة
عشر ربيع الثاني ألف وثلاثمائة وثلاثين بقلم الفقير إلى ربه المائح محمد صادق بن السيد أمين
المالح المقيم المستقيم بالمكتبة العمومية الظاهرية بدمشق رحمة الله عليه وعلى والديه وعلى من
دعا لهما بخير ولجميع عباد الله. تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني من المجلد العاشر من (ذيل
تاريخ بغداد) أوله: (عبيد الله بن يحيى بن الوليد بن عبادة). تم النصف الثاني من المجلد العاشر
من ذيل تاريخ بغداد تأليف الشيخ الامام الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن محاسن البغدادي
المعرف بابن النجار رحمه الله آمين صادق.
115

من أهل منبج الشاعر قدم بغداد وروى بها شيئا من شعر جده قرأ عليه أبو
عثمان الناجم.
قرأت في كتاب إسماعيل بن علي بن الحسين السمان (1) الرازي بخطه وأنبأنيه محمد
ولامع أنبأنا أحمد بن نصر الصيدلاني عن أبي علي الحداد عنه قال: حدثنا أبو الحسين
أحمد بن يحيى بن سهل بن السري الطائي المنبجي من لفظه قا: حدثنا أستاذنا أبو
العباس أحمد بن فارس الأديب المنبجي قال: حدثني أبو أحمد عبيد الله بن يحيى بن
الوليد البحتري قال: لقيني أبو عثمان الناجم صاحب ابن الرومي وأنا ببغداد فقرأ علي
قصائد من شعر جدي وحدثني قال: قال لي ابن الرومي يوما: ويحك ألا أعجبك
وأطرفك من هذا الفلك المبارك؟ قلت: وما هو لا تأخذ معي في كفرياتك فقال:
ولو كفرت لم أكن ملوما من ذلك إنا جماعة من الشعراء أنا (2) نتردد إلى باب
الوزير صاعد بن مخلد منذ خمسة أشهر لم يؤذن لواحد منا فلما كان في (3) هذا اليوم
وافى البحتري إلى باب صاعد فلما أشرف رفعت له الستور ودخل من وقته فأنشده
شعرا وخرج وبين يديه خمس بدر فليت شعري ما الذي أنشده أتراه جاءه بما لم ينزل
إلا عليه بالله لما صرت إليه وجئتني بالقصيدة لننظر فيها فمضيت إلى جدك فسألته
عنها فقال: هي في ذلك اللوح لم أبيضها فإن شئت أن تكتبها فافعل! فكتبها
ودفعتها إلى ابن الرومي وهي القصيدة التي أولها (4):
سواي مرجي سلوة أو مريدها * إذا وقدات الحب حب خمودها
فنظر فيها فلما وصل إلى هذا الموضع:
مقيم بأكناف المصلي تصيدني * لأهل المصلي ظبية ما أصيدها
نرغب عن صبغ المجاسد قدها * ليحلو واستغنى عن الحلي جيدها
حرك رأسه تعجبا فلما وصل إلى قوله في المدح:

(1) في (ج): (السماك) وفي (ب): (السمال).
(2) في (ب): (لنا).
(3) في (ج): (كان لي).
(4) تم تصحيح الأبيات من الديوان للبحري 1 / 293.
116

لقد وفق الله الموفق للتي * تباعد عن غي الملك رشيدها
رأى صاعدا أهلا لأشرف (1) رتبة * فشق على ساري النجوم صعودها
قال: والله لو أعطاه عليه مائة بدرة لكان له باخسا فرجعت إلى البحتري فعرفته
بما قال ابن الرومي فقال: إني أظن أن أبا الحسن هذا في وقته مضيفا وليس بيني
وبينه فرق في حال! فدفع إلي مائة دينار وقال لي: ادفعها إليه فلما أوصلتها إليه (1)
أسهب في أثناء عليه وعمل من وقته أبياتا في صاعد يقول فيها:
وإنك إذا تصغي إلى شعر شاعر * فإنك مثل البحتري لماجد
393 - عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل أبو أحمد (3):
من أهل أصبهان. ذكره أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ في تاريخ أصبهان من
جمعه. وقال: لقيته ببغداد ثم رجع إلى أصبهان وتوفي بها يوم الأربعاء سلخ شعبان
سنة ست وثمانين وثلاثمائة سمع الكثير من أصول جده (4) وروى عن الحسن بن
عثمان النسوي بعض كتب يعقوب بن سفيان.
394 - عبيد الله بن يونس بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله أبو المظفر (5):
من أهل باب الأزج قرأ القرآن والفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل
على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني ثم قرأ الأصول والكلام على أبي الفرج
صدقة بن الحسين ابن الحداد وسمع الحديث من الشريف أبي العباس أحمد بن محمد
ابن عبد العزيز العباسي وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبي القاسم نصر
ابن نصر بن علي العكبري وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزغواني وأبي
منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي
وجماعة دونهم.
ثم سافر إلى همدان فقرأ القرآن على الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن العطار

(1) في (ج): (أهل الأشرف).
(2) في النسخ: (إليها).
(3) انظر العبر 3 / 33.
(4) (ج): (سمع الوصول من حده والكثير منه).
(5) انظر: لسان الميزان 4 / 117. والاعلام 4 / 355.
117

وسمع منه الحديث ثم عاد إلى بغداد وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن
أحمد الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الأربعاء حادي عشر ذي القعدة من سنة خمس
وسبعين وخمسمائة ثم رتب وكيلا للجهة أم الامام الناصر لدين الله بعد وفاة والده
وكان وكيلها.
ثم ترقت به الحال فرتب ناظرا في ديوان الزمام في رجب سنة اثنتين وثمانين
وخمسمائة ولم تزل السعادة (1) له شاملة إلى أن ولى الوزارة وخلع عليه في يوم الجمعة
الثاني والعشرين من شوال من سنة ثلاث وثمانين.
ثم نفذ مع العسكر المنصور إلى همذان لمناجزة طغرل بن أرسلان بن طغرل بن
محمد السلجوقي الخارج هناك المتسمي بالسلطان فتوجه في غرة (2) صفر سنة أربع
وثمانين فلما تلاقي الجمعان انكسر الوزير وقلت جموعه وأخذ أسيرا (3) وحمل إلى
همذان ثم منها إلى آذربيجان.
ثم أطلق فتوجه إلى الموصل (4) ثم جاء إلى بغداد فدخلها مستترا في شهر رمضان
من سنة أربع وثمانين المذكورة وبقي في بيته لا يظهر مدة ثم إنه رتب ناظرا في
المخزن المعمور وأعماله مدة ثم نقل إلى أستاذية دار الخلافة في سنة سبع وثمانين
وردت أمور الديوان إليه فصار كالنائب في الوزارة يصدر الأمور وينفذها والناس
سامعون له مطيعون إلى أن رتب ابن القصاب وزيرا في شهر رمضان من سنة تسعين
فعزل ابن يونس عن ولايته وقبض عليه واعتقل بدار ابن القصاب فبقي بها معتقلا إلى
أن توفي ابن القصاب في سنة اثنتين وتسعين فنقل ابن يونس من داره إلى دار الخلافة
فحبس في بواطنها وكان آخر العهد به.
وكان ذكيا حسن الفهم غزير الفضل له يد حسنة في علم الأصول ثم يعرف
الكلام معرفة جيدة. وقد صنف كتابا في الأصول ومقالات الناس فكان يقرأ عليه في
داره ويحضر (الفقراء) (5) والفقهاء والعلماء لسماعه وكانت له معرفة حسنة

(1) في الأصل: (الشهادة).
(2) في (ج): (عشرة).
(3) في الأصل: (يسيرا).
(4) في النسخ: (المتوصل).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ج).
118

بالفرائض والحساب وقد حدث بشئ يسير سمع منه عبد العزيز بن دلف وأبو
الحسن بن القطيعي ولم تكن سيرته محمودة في ولايته كلها ولا طريقته مرضية.
أخبرنا أبو الخير داود بن بندار بن إبراهيم الفقيه الشافعي قال: أنبأنا الوزير أبو
المظفر عبيد الله بن يونس قراءة عليه وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه
وأصله قالا: أنبأنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي قراءة
عليه أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي حدثنا أبو الحسن أحمد بن
إبراهيم العبقسي أنبأنا أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني
حدثنا أبو عمير حدثنا ضمرة عن الشيباني عن عمرو بن عبيد الحضرمي عن أبي
أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى استقبل بي الشام واستدبر بي اليمن ثم
قال لي: يا محمد! جعلت لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف ظهرك مددا
ولا يزال الله تعالى يريد الاسلام وأهله وينقص من الشرك وأهله حتى يسير الراكب
بين النطفتين لا يخشى إلا جور وليبلغن (1) هذا الدين ما بلغ الليل) (2).
ذكر بعض المؤرخين أن ابن يونس مات في يوم الثلاثاء سابع عشر صفر سنة ثلاث
وتسعين وخمسمائة في محبسه بدار الخلافة فدفن فيه وهو السرداب - والله أعلم.
395 - عبيد الله بن أحمد بن مخلد بن أبان الدقاق المعروف بالعسكري:
سمع عيسى بن أبي حرب الصفار وأبا بكر محمد بن أحمد (3) بن يعقوب بن شيبة
وغيرهما وكتب بخطه روى ابن ابنه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد عن
وجوده في كتابه وذكر أن جده عبيدا سافر إلى سر من رأى فلما عاد إلى بغداد سمى
العسكري.
أخبرني أبو الفتوح نصر بن محمد بن علي الحافظ بمكة قال: أنبأنا أحمد بن المبارك
ابن سعد أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا علي بن محمد السمسار أنبأنا الحسين بن محمد
العسكري قال: وجدت في كتاب بخط جدي عبيد بن أحمد بن مخلد الدقاق قال:
أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال: رأيت في كتاب جدي بخطه

(1) في (ج): (وليعلمن).
(2) انظر الحديث في: المعجم 8 / 171. ومجمع الزوائد 10 / 60. والأحاديث الصحيح 35.
(3) في الأصل: (بن حمد).
119

سمع عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي (1) يقول: سمعت أبي يقول: لما قبض ولد
العباس خزائن بني أمية وجدوا سقطا مختوما ففتحوه فإذا فيه رق مكتوب عليه:
(شفاء بإذن الله) قال: ففتح فإذا هو: (بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم أسكن أيها الوجع سكنت بالذي له ما سكن (2) في الليل والنهار وهو
السميع العليم بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسكن أيها
الوجع بالذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف
رحيم بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسكن أيها الوجع
الذي بالذي إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل
صبار شكور بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اسكن أيها
الوجع سكنت بالذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من
أحد من بعده إنه كان حليما غفورا). قال عبيد الله قال لي: فما احتجت بعده إلى (3)
علاج ولا دواء قال جدي قال عبيد الله: قال لنا أبي: إن بني أمية أصابوه في نقل
الحسين عليه السلام.
396 - عبيد بن جناد مولى بني جعفر بن كلاب:
ولد بالرقة وتحول إلى حلب وولاه المأمون قضاءها فحدث عن عطاء بن مسلم
الخفاف وعبيد الله بن عمرو الرقي وعبد الله (4 9 بن المبارك المروزي وسفيان بن عيينة
وغيرهم يروي عنه أحمد بن أبي الحواري وأبو زرعة الرازي وقدم بغداد وحدث بها
روي عنه أبو جعفر أحمد بن بن يحيى الحلواني وأبو زيد (5) عمر بن شبة (6) النميري.
أخبرنا محمود بن محمد بن عبد الواسع السقطي بهراة قال: أنبأنا عبد الواسع بن
الموفق بن أميرك الصواف قال: أنبأنا عبد الله بن محمد الأنصاري أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى بنيسابور أنبأنا أبو عمر عبد الملك بن

(1) في الأصل (ب): (العشى) وفي (ج): (العبسي).
(2) في النسخ: (سكن له ما).
(3) في (ج): (بعد لي).
(4) في (ج): (عبيد الله).
(5) في (ب): (أبو يزيد).
(6) في (ج): (بن شيبة).
120

الحسن بن يوسف السقطي ببغداد حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا عبيد بن
جناد الحلبي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن يحيى عن أبي سلمة (1) عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتقدم قبل الشهر بصيام يوم أو يومين إلا يكون
رجلا كان له صيام فأتى عليه (2).
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن محمد بن عبد الباقي أن أبا محمد الجوهري أخبره عن
أبي عمر بن حيويه قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار قال:
حدثنا أبو زيد عمر بن شبة النميري قال: حدثني عبيد بن جناد الحلبي قال: سمعت
سفيان بن عيينة وسألوه أن يحدث فقال: والله ما أراكم للحديث موضعا ولا أراني
من أن يؤخذ عني أهلا وما مثلي ومثلكم إلا ما قال الله افتضحوا فاصطلحوا.
وبه قال: حدثنا عبيد بن جناد الحلبي الكلابي قال: قال لي المأمون ما مهنتك؟
قلت: قلاء وما قلوت شيئا قط وكان لي غلمان قلاؤون فقال: وهل تضع المهنة
أحدا فولاني القضاء.
أخبرنا محمود بن أحمد القطان بأصبهان قال: قرئ على أبي الفرج مسعود بن
الحسن الثقفي عن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده وأنا أسمع قال: كتب إلى
أحمد بن عبد الله الأصبهاني أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: عبيد بن
جناد الحلبي روى عن عطاء بن مسلم وابن المبارك روى عنه أحمد بن أبي الحواري
وأبو زرعة سئل أبي عنه فقال: صدوق لم أكتب عنه.
قرأت بخط أبي نصر المؤتمن بن أحمد الساجي قال: عبيد بن جناد الحلبي قدم بغداد
فحدث مجلسين ثم فقد.
397 - عبيد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو محمد الكوفي:
أخو أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الشاعر كان ضريرا قدم بغداد وروى بها
شيئا.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد الكسائي قال: كتب إلي أبو

(1) في النسخ: (ابن أبي سلمة).
(2) انظر الخبر في: سنن الدارمي 1 / 213.
121

نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي قال: أنشدنا أبو عبد الله
الحسن بن محمد بن الحسن الطيب الشافعي قال: أنشدني أبو محمد عبيد بن الحسين
الكوفي أخو أبي الطيب المتنبي ببغداد وكان مكفوف البصر من ظهر قلبه للقائل:
هل حبيب يزيل عنا هموما * وإليه في كل أمر نميل
فدعاوى الهوى تخف علينا * وخلاف الهوى علينا ثقيل
398 - عبيد بن الصباح بن أبي شريح، أبو محمد النهشلي المقرئ
البغدادي (1):
قرأ بحرف أبي عمرو بن العلاء على أبي عمر حفص بن عمر بن سليمان بن المغيرة
الأسدي البزاز قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سهل بن العيزران الأشناني (2) نقلت هذا
من خط ناصر بن محمد بن علي المقرئ:
399 - عبيد بن محمد بن إبراهيم الأنماطي المعروف والده بمربع:
كان من حفاظ الحديث من أصحاب يحيى بن معين - وقد ذكره الحافظ أبو بكر
الخطيب في التاريخ وعبيد هذا حدث بيسير عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة
القواريري ولم تنشر (3) عنه رواية.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب قال: أنبأنا تركانشاه بن محمد بن
تركانشاه أنبأنا أبي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن جولة الأبهري حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن
حكيم حدثني أبو أحمد عبد الله بن محمد السامري حدثني أبو أيوب الطيالسي
ببغداد حدثني عبيد بن مربع حدثنا القواريري عن علي بن الفضيل بن عياض قال:
سأله رجل وقد كف بصره: كيف وجدت ذهاب بصرك؟ قال: أصبت فيه راحتين
عصمهما عن محارم الله ولا أنظر إلى ثقيل (4).
400 - عبيد بن محمد بن عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي بن سعيد - ويقال:

(1) انظر: طبقات القراء للجزري 495 496 وميزان الاعتدال 4 / 119.
(2) في (ب) (ج): (الاشباني).
(3) في (ب) (ج): (لم ينتشر).
(4) في (ج): أي مثلك).
122

سلمة - بن عاصم بن عبيد الله أبو العلاء بن أبي الفضل بن أبي محمد القشيري
التاجر:
من أهل نيسابور من بيت العدالة والرواية سمع أبا سعيد (1) عبد الرحمن بن
حمدان النضروي وأبا منصور عبد القاهر بن طاهر وأبا حسان محمد بن أحمد
ابن جعفر المزكي وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبا حفص عمر بن
أحمد بن مسرور وغيرهم وسافر وهو شاب إلى بلاد المغرب في تجارة وأقام بها مدة
حتى حصلت له نعمة وافرة وعاد إلى نيسابور وانزوى في بيته وكان قليل المخالطة
للناس ورد بغداد حاجا مع أخيه الفضل وحدثا بها روى عنهما من أهلها أبو الفتح
محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام.
أنبأنا أحمد بن طارق بن سنان قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن
عبد السلام من لفظه قال: أنبأنا أبو العلاء عبيد والفضل (2) ابنا محمد بن عبيد
النيسابوري بمدينة السلام في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة قالا: أنبأنا أبو سعيد (3)
عبد الرحمن بن حمدان بن محمد النضروي قراءة عليه في شعبان سنة ثمان وعشرين
وأربعمائة وأنبأنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي والحرة زينب بنت عبد
الرحمن بن أحمد الشعري بنيسابور قالا: أخبرتنا فاطمة بنت علي بن الحسن البغدادي
أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قالا: أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن
حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عقيل عن
الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولات
يشتمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج
الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) (4).
قرأت في كتاب أبي نصر الحسن بن محمد اليونارتي بخطه وأنبأنيه عنه محمد بن
معمر الأصبهاني قال: سألت أبا العلاء عبيد بن محمد بن عبيد عن مولده فقال: سنة

(1) في الأصل (ب): (أبا سعد).
(2) في الأصول: (أبو الفضل).
(3) في الأصل: (أبو سعد).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 168 9 / 28. وصحيح مسلم كتاب البر والصلة
32 58 ومسند أحمد 2 / 277 311 491 5 / 24 25 71 379.
123

سبع عشرة وأربعمائة وغاب عن نيسابور نيفا وعشرين سنة ثم رجع إليها بآخره.
ذكر أبو الحسين (1) عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عبيد بن محمد
ابن عبيد في كتاب (ذيل تاريخ نيسابور) من جمعه وأثنى عليه ثناء حسنا ووصفه
بالصدق والعدالة والأمانة وصحة السماع وأنه كان مشتغلا بنفسه وبالعبادة
والانفاق على الفقراء وزمن مدة في بيته وظهر ثقل في أذنه وتصدق في آخر عمره
بصدقات كثيرة وتوفي في يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة
بنيسابور.
401 - عبيد بن النضر البغدادي:
حكى عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني روى عنه أبو أمية محمد بن إبراهيم
الطرسوسي.
كتب إلي أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني قال: أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي
الرجاء الصيرفي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني حدثنا عبد الله بن محمد بن
أحمد الأبهري حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم
(عن) (2) عبيد بن النضر البغدادي قال: سمعت عبد الرزاق يقول: رأيت ابن جريج
يصلي كأنه كعب أخذ ذلك عن عطاء وأخذ ذلك عطاء عن ابن الزبير وأخذه ابن
الزبير عن أبي بكر وأخذه أبو بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
402 - عبيدة بن أشعب (3) الطامع ويقال: عبيدة (4).
(و) (5) كان خصيصا بإبراهيم بن المهدي وكان مطبوعا لطيفا كأبيه.
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد الموصلي قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري
إذنا عن الحسن بن علي الجوهري قال: أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز من
كتابه وخطه قال: أنبأنا عمر بن سعد قال: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سليمان
ابن أبي شيخ قال: حدثني يحيى بن خالد بن طلحة قال: كنت عند إبراهيم بن شكلة

(1) في الأصول: (أبو الحسن).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في النسخ: (أشعت).
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 125.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
124

وعنده ابن أشعب بطيلسان كردي قد قطع وخيط فأخذه بيده فنظر إليه فقال: فيه
ثقل ثم أمر برفعه ثم أقبل على ابن أشعب فقال: حدثنا عن طمع أبيك فقال: وما
تصنع بطمع أبي أحدثك عن طمعي والله! ها هو إلا أن قلت في الطيلسان ثقل
طمعت فيه وقال: ردوا الطيلسان! فدفعه إليه.
كتب إلي أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال: قرئ على أبي الوفاء
حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد الغفور بن أحمد الكناني (1) وأنا أسمع قال: أنبأنا
عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر
أنبأنا محمد بن جرير قال: قال الأصمعي: قال جعفر بن سليمان: قال أشعب لابنه
عبيدة: إني أراني سأخرجك من منزلي وأنتفي منك قال: لم يا أبت قال: إني أكسب
خلق الله لرغيف وأنت أخي قد بلغت هذا السن وأنت في عيالي ما تكسب شيئا.
قال: بلى والله! إني لأكسب ولكني مثل الموزة (2) لا تحمل حتى تموت أمها.
403 - عتاب بن ورقاء الشيباني (3):
قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين عن إبراهيم بن محمد الغنوي
الرقي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال: أخبرني أحمد بن عمر
العذري حدثنا محمد بن عبد الواحد الزبيري حدثنا أبو سعيد السيرافي حدثنا أبو
إسحاق الزجاج حدثنا المبرد قال: لما وصل المأمون إلى بغداد قال ليحيى بن أكثم:
وددت لو أني وجدت رجلا مثل الأصمعي ممن يعرف أخبار العرب وأيامها وأشعارها
فيصحبني كما صحب الأصمعي الرشيد فقال له يحيى: هاهنا شيخ يعرف هذه الأخبار
يقال له عتاب بن ورقاء من بني شيبان قال: فابعث لنا فيه! فحضر فقال له
يحيى: إن أمير المؤمنين يرغب في حضورك مجلسه ومحادثته فقال: أنا شيخ كبير ولا
طاقة لي لأنه ذهب مني الأطيبان فقال له المأمون: لا بد من ذلك فقال له الشيخ:
فاسمع ما حضرني فقال:
أبعد ستين أصبو * والشيب للمرء حرب

(1) في (ج): (الكتاني) وفي (ب): (الكتابي).
(2) هكذا في الأصول.
(3) انظر: معجم الأدباء 12 / 79.
125

شيب وسن وإثم * أمر لعمرك صعب
يا بن الإمام فهلا * أيام عودي رطب
وإذ شفا الغواني * مني حديث وقرب
وإذا مشيبي (1) قليل * ومنهل العيش عذب
فالآن لما رآني * عواذلي ما أحبوا
آليت أشرب راحا * ما حج لله ركب
فقال المأمون: ينبغي أن يكتب بالذهب وأعفى الشيخ وأمر له بجائزة.
404 - عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي أبو
العميس (2):
من أهل الكوفة روى عن الشعبي وأبي إسحاق الهمداني وعمرو بن مرة والقاسم
ابن عبد الرحمن وعلي بن الأقمر وإياس بن سلمة بن الأكوع وعون بن أبي جحيفة
روى عنه سفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق وشعبة وحفص بن غياث ووكيع بن
الجراح وأبو نعيم الفضل بن دكين ذكر أبو محمد بن قتيبة أنه مات ببغداد.
أخبرنا محمود بن أحمد القطان بأصبهان أنبأنا مسعود عن الحسن الثقفي قراءة عليه
عن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده قال: كتب إلى أبو علي حمد بن عبد
الله بن محمد قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: أنبأنا علي بن أبي طاهر
فيما كتب إلي قال حدثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل
عن أبي العميس فقال: ثقة.
405 - عتبة بن عبد الملك بن عاصم بن الوليد بن عتبة بن عبد المهيمن بن
المغيرة بن محمد بن عبد الرحمن بن أبان بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبان (3) بن
عثمان بن عفان أبو الوليد العثماني المغربي (4).
من أهل الأندلس كان من أعيان القراء المشاهير سمع من والده بالأندلس في سنة

(1) في الأصل: (مشيني) وفي (ب): (مشببي).
(2) انظر: تهذيب التهذيب 7 / 97.
(3) (بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبان) ساقط من (ج).
(4) انظر طبقات القراء للجزري 1 / 499.
126

خمس وسبعين وثلاثمائة وسافر إلى ديار مصر فقرأ القرآن بالفسطاط على أبي أحمد
عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي وأبي حفص عمر بن محمد بن عراك بن
محمد بن عراك الحضرمي وأبي بكر محمد بن أحمد الأدفوي وقدم بغداد واستوطنها
إلى حين وفاته وقرأ بها القرآن وحدث بها عن والده وأبي الطيب عبد المنعم بن
عبيد الله بن غلبون المقرئ قرأ عليه القرآن بالروايات أبو طاهر أحمد بن علي بن
سوار المقرئ وروى عنه (1) وروى عنه أيضا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
وأبو بكر أحمد بن الحسين القطان المقدسي وأحمد بن علي الطريثيثي وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي.
أخبرنا ياقوت بن عبد الله الرومي الحمامي قال: حدثنا محمد بن ناصر الحافظ من
لفظه قال: أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي قراءة عليه حدثنا
أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني (2) أنبأنا أبي أنبأنا أبو العباس أحمد بن يحيى
اللبناني بتنيس أنبأنا يحيى بن بكير عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في
إنائه حتى يغسلها ثلاثا فان أحدكم لا يدري أين باتت يده) (3).
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن عطاف المؤدب عن أبي بكر محمد بن
عبد الباقي الأنصاري أن أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبره قال: أنشدني
أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني القرشي لعبد المحسن الصوري:
إذا ما رأيت بالسوق ظبيا * حسن المقلتين والطرف رائي
قلت سرا من حيث لا يعلم الناس * لنفسي هذا الفتى من ورائي
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا
أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قال: مات أبو الوليد عتبة بن عبد الملك
العثماني المقرئ ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين التاسع من رجب سنة خمس وأربعين
وأربعمائة وكان رجلا صالحا حدث عن ابن غلبون المصري سمعت منه.

(1) (وروى عنه) ساقطة من (ج).
(2) من هنا حتى (العثماني) في سند الرواية التالية ساقط من (ج).
(3) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
127

406 - عتيق بن عبد الله البكري أبو بكر الواعظ (1).
من ولد محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه من أهل المغرب كان مليح
الوعظ فاضلا عارفا بالكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري هاجر إلى نظام الملك
الوزير فنفق عليه لانبساطه وخف على قلبه وصادف منه قبولا كثيرا فنفذ به إلى بغداد
وأجرى له الجراية (2) الوافرة فقدم بغداد في سنة خمس وسبعين وأربعمائة وعقد
مجلس الوعظ بالمدرسة النظامية وبجامع المنصور وذكر معائب الحنابلة ولقب بعلم
السنة من جهة الديوان العزيز وأعطى دنانيرا وثيابا وكان قد قصد في بعض الأيام
دار قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني بنهر القلائين (3) فتعرض بأصحابه قوم من
الحنابلة فكبست دور بني الفرا وأخذت كتبهم ووجد فيها كتاب الصفات فكان
يقرئ بين يدي البكري وهو جالس على الكرسي ويشنع به (4) عليهم وكان عميد
البلد يومئذ أبا الفتح بن أبي الليث فخرج البكري إلى العسكر شاكيا منه فلما عاد
مرض في طريقه ودخل بغداد فمات.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: سمعت عبد الوهاب يعني الأنماطي
يقول جاء البكري وقد كتب له نظام الملك أن يجلس في كل جامع ببغداد فجلس
فيها كلها إلا جامع المنصور فلما هم بالجلوس قال نقيب النقباء وقد تقدم إليه بذلك:
قفوا لي حتى أنقل أهلي من باب البصرة قيل: كيف؟ قال: لأني أعلم أن المكان
ينتهب ويجري مقتله - ونحو ذلك قيل: لابد أن تدبر هذا فقال: مروا كل أمير ببغداد
معه تركي أن يبعثه إلي قال: فانتفى الأتراك وأغلق باب جامع المنصور إلا الباب الذي
يلي باب البصرة وحده وترك على كل باب مع غلقه تركيين يحفظونه وقال: لا
يخرج أحد منكم يا أهل البصرة! أعيرونا الجامع نكفر فيه ساعة ومن خرج فعلت (5)
به وصنعت وكان الخطيب يذكر في خطبته شاة أم معبد في أكثر أوقاته فقال له
النقيب: عجل الخطبة لا تذبح الشاة اليوم فلما فرغوا من الصلاة وقد أخرج

(1) انظر: شذرات الذهب 3 / 353. والعبر في خبر من غبر 3 / 284.
(2) في (ب): (الجرائد).
(3) في (ب): (الغلايين).
(4) في الأصل (ب): (ويشفع).
(5) في (ب) (ج): (فقلت).
128

الكرسي إلى الصحن الذي يلي القبلة صعد البكري والأتراك معهم القسي والنبل
كأنهم يريدون القتال ولم يكن الجمع إلا قليلا فتكلم ومدح أحمد وقال: وما كفر
ولكن الشياطين كفروا فجاءت حصاة وأخرى فأحس بذلك النقيب فلما خرجوا
أخذ القوام وقال: ويلكم أفعل ما أفعل ويجري ما يجري قد جاءت ثلاث حصيات
من أين هذا؟ فقالوا: لا ندري فعاقب بعضهم فقالوا: والله فلان - وفلان عدوا
عشرة أو نحوهم منهم من يقرب إلى النقيب من الهاشميين واختفوا في السطح وفعلوا
هذا فأخذهم فعاقبهم.
قرأت في كتاب (التاريخ) لابي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قال: مات + بو
بكر عتيق بن عبد الله البكري الأشعري الواعظ في ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء
لعشر خلون من جمادي الأولى سنة ست وسبعين وأربعمائة عند قبر أبي الحسن
الأشعري بمشرعة الرواية.
407 - عتيق بن عبد العزيز بن علي بن صيلا أبو بكر الخباز:
من أهل الحربية والد شيخنا عبد الرحمن وأخيه عبد العزيز المقام ذكرهما روى
لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي وأحمد بن البندنيجي
وقد سماه أبو الحسن علي بن محمد الشهرستاني النيسابوري لما سمع عليه محمدا
وذكره ابن السمعاني في المحمدين.
أخبرنا أحمد بن أحمد بن البندنيجي قال: أنبأنا أبو بكر عتيق بن عبد العزيز بن
صيلا قراءة عليه أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان الشيباني قراءة عليه أنبأنا أبو
عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف حدثنا أبو بكر أحمد بن
سليمان النجاد حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعي حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا
يحيى بن سعيد عن سفيان أخبرني أشعث بن أبي الشعثاء عن عبد الله بن عمير أخي
عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن مسعود قال: إذا عمل (1) الخطيئة (2) في الأرض
كان من شهدها وكرهها (3) كمن غاب عنها ومن غاب عنها ورضيها كان كمن

(1) في المصادر: (إذا عملت).
(2) في الأصول: (الخطبة) تحريف.
(3) في المصادر: (فكرهما).
129

شهدها.
قرأت بخط أبي العباس أحمد بن عمر بن لبيدة المقرئ سئل الشيخ - يعني أبا بكر
ابن صيلا - عن مولده فقال: مولدي ليلة دخول ابن آبق إلى بغداد وقال الشيخ أبو
الفضل - يعني ابن شافع ودخوله في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
408 - عتيق بن عبد الكريم كراز أبو بكر:
ذكره شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في معجم شيوخه وذكر أنه
أجاز له.
409 - عتيق بن عبد الواحد أبو بكر الصوفي:
من أهل المغرب قدم بغداد وحدث بها عن أبي ذر عبد بن أحمد بن الهروي وأبي
الفضل بن الجوهري الواعظ روى عنه أبو البركات ابن السقطي في معجم شيوخه
وقال: كان من شيوخ الصوفية وظرافهم أربى على الثمانين سنة.
قرأت على عائشة بنت محمد بن علي الواعظة (1) عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله
ابن المبارك السقطي قال: حدثنا أبي حدثنا عتيق بن عبد الواحد الصوفي حدثني أبو
ذر عبد بن أحمد الهروي بمكة حدثنا ثابت بن عبد الله أبو عمرو القزاز حدثنا أحمد
ابن سلمان الفقيه حدثنا الحسن بن علي حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا مؤمل
حدثنا سفيان عن شعبة عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء
ابن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون
الصفوف) (2).
قرأت على أبي محمد سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي وحامد بن محمد الأعرج
عن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد قال: كتب إلي أبو الفتح نصر بن الحسن
الشاشي قال: أنشدنا أبو بكر عتيق بن عبد الواحد الصوفي المقرئ ببغداد قال: أنشدنا
أبو الفضل الجوهري الواعظ بمصر على الكرسي:

(1) في (ب): (الواعظ).
(2) (انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 995. ومسند أحمد 6 / 67 89 160 وصحيح ابن خزيمة
1550، 1556.
130

أقبل جيش الهجر في موكب * بين يديه علم يخفق
وانهزم الوصل إلى عسكر * عليه سور وله خندق
وصار قلبي في حصار الهوى * كأنما النار له تحرق
فحسب قلبي من تباريحه * أني أسير والهوى مطلق
410 - عتيق بن علي بن الحسن الصنهاجي أبو بكر الحميدي (1):
من أهل الأندلس قدم بغداد بعد الثمانين وخمسمائة وأقام بها مدة للتفقه على أبي
القاسم بن فضلان (و) (2) سمع الحديث من أبي السعادات بن زريق وأمثاله وجمع
مقامة وصف بغداد وقدومه إليها وسمعها منه جماعة وعاد إلى بلاده.
ذكر لي بركات بن ظافر الصبان بمصر أن عتيقا الحميدي بفتح الحاء نسبة إلى بعض
أجداده وأنه أندلسي قدم عليهم مصر مرتين: الأولى متوجها إلى الشام والعراق
والثانية عائدا إلى بلاده وذكر أنه كان أديبا فاضلا له ديوان شعر في مجلدة وصنف
كتابا في الحلي والشيات (3) وما يليق بالملوك من الآلات صنعه لبعض ملوك المغرب
وذكر أنه تولى القضاء بالمعدن (4) وتوفي هناك.
411 - عتيق بن عمران بن محمد بن عبد الله الربعي أبو بكر (5):
من أهل سبتة بلدة بالمغرب على ساحل البحر المسمى بالزقاق (6) وعليه عبر بنو
أمية قديما إلى المغرب والمتون حديثا صحب عتيق هذا ملكهم يوسف بن تاشفين
الملقب بأمير المسلمين وكان يدعو إلى بني العباس وولاه قضاء شبتة وكان فقيها
محققا على مذهب مالك وله في كل علم قدم قدم بغداد وأقام بها سنين يتفقه ويقرأ
الأدب وسمع بها الحديث من أبي الحسين بن الطيوري وأبي عبد الله الحميدي
وانحدر إلى البصرة وسمع بها من أبي يعلى أحمد بن محمد المالكي وأبي القاسم عبد

(1) انظر: الأعلام للزركلي 4 / 362.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصول: (الشات).
(4) في المستفاد: (تولى القضاء بالغرب).
(5) انظر الأنساب للسمعاني 7 / 52.
(6) في الأصول: (بالرقاق).
131

الملك بن علي بن خلف بن شعبة الأنصاري وحدث ببغداد بيسير عن الحسن بن
محمد بن عمران الإشبيلي سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي وروى
عنه في معجم شيوخه وذكر: كان ورعا ذا أمانة.
أخبرنا القاضي أبو نصر الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله الشافعي قال: بلغنا أن عتيق بن عمران قتله أمير الجيوش وكان طلب
بدله بعد مرجعه من بغداد فردته الريح إلى إسكندرية فحمل إليه فقتله وذلك في سنة
أربع وثمانين وأربعمائة وسبب قتله أنه وجد معه كتب من المقتدي بأمر الله إلى أمير
المغرب.
412 - عتيق بن محمد بن (1) عبد الله بن علي بن إبراهيم بن عبيد:
(سكن بغداد) (2) وسمع بها أبا نصر الزينبي وحدث بها روى عنه أبو الفضل
محمد بن علي بن منصور الغازي ذكر ذلك أبو سعد بن السمعاني.
413 - عتيق بن محمد بن عبد الله بن علي بن إبراهيم بن عبيد الله بن الحاكم
التميمي أبو القاسم الصقلي (3):
سكن بغداد وكان من عباد الله الصالحين معرضا عن الدنيا راغبا في الآخرة
مقبلا على العبادة والزهد وكان الناس يتبركون به سمع من أبي بكر محمد بن علي
ابن الحسن بن البر التميمي القروي.
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف يقول: سمعت عبد
الخالق بن يوسف يقول: سمعت (4) أبا القاسم بن الحكم الصقلي ينشد لابي عبد الله
ابن طوبى الصقلي الكاتب:
ليس التصوف لبس الصوف ترقعه * ولا بكاؤك إن غنى المغنونا
ولا صراخ ولا رقص ولا طرب * ولا ارتعاش كأن قد صرت مجنونا

(1) في الأصل (ب): (بن عبد الله).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر: الأنساب للسمعاني 8 / 321.
(4) (عبد الخالق بن يوسف يقول سمعت) مكررة في (ب).
132

بل التصوف أن تصفو بلا كدر * وتتبع الحق والقرآن والدينا
وأن ترى خاشعا لله ذا وجل * طوال دهرك ما قد عشت مجنونا
أخبرنا بهذه الأبيات أبو محمد إسماعيل بن سعد الله الأمين إذنا عن عبد الخالق بن
أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال: سمعت أبا القاسم بن الحاكم ينشد
فذكرها. ذكر أبو بكر بن كامل أنه مات في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة
ودفن بالوردية ونقلته من خطه.
414 - عتيق بن منصور أبو بكر الضرير:
قرأت في كتاب علي بن أبي الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال: حدثنا أبو بكر
عتيق بن منصور الضرير الهروي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن يزيد بن
سعيد الهمداني بها حدثنا أبو علي الطوسي - فذكر حديثا.
415 - عثمان بن إبراهيم بن فارس بن مقلد الشيبي الدقاق أبو عمرو:
من أهل باب الأزج وهو أخو إسماعيل الذي قدمنا ذكره سمع الكثير من أبوي
الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر الحافظ وأبي بكر محمد بن
عبيد الله بن الزاغوني وغيرهم وخرج من بغداد وسكن الموصل وحدث بها كتبت
عنه وكان شيخا حسنا متيقظا فهما صالحا أضر في آخر عمره.
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن إبراهيم (بن) (1) الشيبي بقراءتي عليه بالموصل قال:
أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي أنبأنا أبو الحسن جابر بن ياسين
ابن الحسن بن محمويه الحنائي قال: أنبأنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني قال: حدثنا
عبد الله هو البغوي (2) حدثنا حاجب بن الوليد أبو أحمد الأعور حدثنا الوليد (3)
ابن محمد الموقري عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل
المريض إذا برئ وصح من مرضه كمثل البردة (4) تقع في الماء في صفائها ولونها) (5).

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل (ج).
(2) في (ج): (البغدادي).
(3) في الأصل: (عن الوليد) وفي (ج): (بن الوليد).
(4) في الأصول: (البودة) تحريف.
(5) انظر الحديث في (مجمع الزوائد 2 / 303 وإتحاف السادة المتقين 9 / 526. وتنزيه الشريعة
2 / 352. والموضوعات 3 / 201.
133

بلغنا أن عثمان توفى بالموصل في يوم السبت الحادي عشر من جمادي الأولى سنة
عشر وستمائة وأظنه بلغ الثمانين.
416 - عثمان (1) بن أحمد بن أيوب أبو عبد الله البغدادي:
أنبأنا ذاكر بن كامل عن تغلب بن جعفر السراج قال: كتب إلي علي بن الحسين
ابن محمد بن الحداد التنيسي أنبأنا جدي أبو العباس محمد بن إبراهيم حدثنا
أبو عبد الله عثمان بن أحمد بن أيوب البغدادي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر
الامام حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا سفيان بن عيينة قال: قلت لسهيل بن
أبي صالح أن عمرو بن دينار حدثنا (عن) (2) القعقاع عن أبيك عن عطاء بن يزيد
الليثي حديثا (3) فحدثنا به أنت عن أبيك! قال فقال سهيل: سمعته من الذي سمعه
أبي منه حدثني عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين
النصيحة الدين النصيحة) قيل، لمن يا رسول الله؟ قال: (لائمة المسلمين وعامتهم) (4).
417 - عثمان بن أحمد بن عبيد الله بن دحروج أبو عمرو القزاز:
من أهل النصرية أخو محمد الذي قدمنا ذكره سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن
النقور وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وغيرهما روى عنه أبو
المعمر الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الشافعي قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبيد الله بن دحروج أبو
عمرو القزاز بقراءتي عليه بالنصرية بالجانب الغربي عن مدينة السلام وأنبأنا عبد
الوهاب بن علي الأمين أنبأنا الحسين بن علي بن أحمد الخياط قالا: حدثنا أبو الحسين
أحمد بن محمد بن النقور قراءة عليه قال: حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى

(1) في الأصول: (عتيق).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(3) في (ب): (حدثنا).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 22 وصحيح مسلم كتاب الايمان باب 23. وفتح
الباري 1 / 137 138.
134

ابن داود بن الجراح حدثنا (1) أبو (2) القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
البغوي إملاء حدثنا محمود بن عون عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال: ما
رأيت أحدا فط حلة حمراء أجمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم مترجلا وكان له شعر قريبا من
أذنيه - أو قال: منكبيه.
قرأت في كتاب القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز الأنصاري بخطه قال:
مات عثمان بن أحمد بن دحروج مسندي في ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رمضان
سنة تسع وعشرين وخمسمائة وصليت عليه يوم الثلاثاء ودفن في مقبرة باب حرب
418 - عثمان بن أحمد بن عثمان بن الحسين أبو عمرو البغدادي:
قدم أصبهان في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن
سلمان بن الحسن النجاد ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش ومحمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي وأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبي محمد جعفر بن محمد بن
نصير الخلدي روى عنه أبو بكر محمد بن علي الجوزداني المقرئ وأبو الحسين محمد
ابن أحمد بن موسى بن مردويه.
كتب إلى أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن محمد الصيدلاني أن يحيى بن
عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما عن أبي بكر محمد بن علي
الجوزداني المقرئ قال: أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان بن الحسين بن
الحسن البغدادي قدم (علينا) (3) أصبهان حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش
المقرئ حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد الذهلي حدثنا سرهب بن داهر الراسبي
حدثنا سعيد بن هبيرة العامري حدثنا حماد بن سلمة عن (4) عطاء بن السائب عن
أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسمع غرابا يقول:
قاق قاق فقال: (ما تدرون ما يقول؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: (فإنه يقول: في
الكتاب الأول مكتوب: صدق أبو بكر الصديق وفي الكتاب الثاني: صدق عمر وفي

(1) في الأصل (ج): (أبو عبد الله).
(2) في الأصول: (بن).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(4) في (ج): (بن عطاء...).
135

الكتاب الثالث: صدق عثمان ذو النورين وفي الكتاب الرابع صدق علي الهاشمي)
قلنا: يا رسول الله! غراب يتكلم؟ فقال: (خلوا عنه فإنه يحكي عن ربه عز وجل.
هذا الحديث (1) منكر (و) في إسناده غير واحد من المجهولين والنقاش مشهور
برواية الغرائب والمنكرات.
419 - عثمان بن أحمد بن محمد أبو الموفق الخليلي:
من أهل بلخ قدم بغداد حاجا في صفر سنة ست وعشرين وخمسمائة وحدث
بها عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن علي الماسكاني والقاضي أبي سعيد الخليل بن
أحمد السجزي وأبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز وأبي المظفر منصور بن أحمد
البسطامي روى عنه أبو بكر بن كامل.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: حدثني والدي من
لفظه وكتابه قال: أنبأنا عثمان بن أحمد الخليلي قدم علينا بغداد قال: أنبأنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن علي القزاز أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن خلف أنبأنا أبو
إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الصائغ أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن
إبراهيم المستملي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عقيل الفقيه حدثنا سليمان بن الربيع
النهدي الكوفي حدثنا همام بن مسلم حدثنا مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم
عن عبد الله بن عباس (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ولى من أمور المسلمين شيئا
فحسنت سيرته (3) رزق الهيبة في قلوبهم (4) وإذا بسط يده لهم (5) بالمعروف رزق
المحبة منهم وإذا وفر عليهم أموالهم وفر الله عليه ماله وإذا أنصف الضعيف من
القوي قوى الله سلطانه وإذا عدل (6) فبهم مد في عمره) (7).
أنبأنا محمد بن محمود المعدل عن أبي سعد بن السمعاني قال عثمان بن أحمد بن

(1) في (ب): (هذا حديث).
(2) في (ج): (عياش).
(3) في (ج): (سريرته).
(4) في (ج): (من قلوبهم).
(5) في (ب): بسط لهم يده).
(6) في (ج): (عدلت).
(7) انظر الحديث في: كنز العمال 14631 14645 14740.
136

محمد الخليلي الخلمي أبو عمرو إمام فاضل فقيه مناظر ولى الخطابة ببلخ وصار شيخ
الاسلام بها تفقه على الامام أبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز وسمع منه الحديث
ومن القاضي الخليل بن أحمد السجزي وأبي بكر الماسكاني الخطيب كتب إلى
الإجازة في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
420 - عثمان بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي ياسر المقرئ أبو عمرو
الصوفي المعروف بابن البوقي (1):
من أهل الحريم الظاهري سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا بكر
محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبا الفتح
مفلح بن أحمد الدومي وغيرهم وصحب أبا النجيب السهروردي وسرد الصوم
سنين كثيرة وحدث بالكثير سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي
وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه وأثنى عليه.
قرئ على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي القرشي عن أبيه وأنا أسمع
قال: أنبأنا عثمان بن أحمد بن محمد المقرئ الصوفي بزيران وأنبأنا أبو حامد عبد الله
ابن مسلم بن ثابت البزاز بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قراءة
عليه أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن السخير (2)
حدثنا أبو عمر عثمان بن جعفر حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو قرصافة بعسقلان
حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة عن موسى (3) بن عقبة عن الزهري عن أبي
بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من باع سلعة لم
يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له فإن كان قد قبض منها شيئا فهو أسوة الغرماء) (5).
قرأت بخط أبي المحاسن القرشي وأخبرنيه ابنه عبد الرحيم عنه قال: توفي عثمان بن
أحمد بن البوقي وكان يوم الأربعاء ثامن عشرين من جمادي الآخرة من سنة ثلاث
وسبعين وخمسمائة.

(1) في الأصل (ب): (التوفي).
(2) في الأصل (ب): (السخير) وفي (ج): (السجز).
(3) في الأصول: (عن موسى عن بن عقبة).
(4) (في الأصول: (بن أبي هريرة).
(5) انظر الحديث في كنز العمال 10473.
137

1421 - عثمان بن إدريس بن عبد الرحمن الكتامي أبو عمرو الصوفي
المواقيتي (1):
من أهل المغرب قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وكانت له معرفة تامة بعلم
النجوم والهيئة وعمل الأصطرلاب وآلات الفلك من الرخامات وموازين الشمس
ومعرفة أوقات الليل والنهار وله في ذلك مصنفات حسنة قرأ عليه جماعة من أهل
بغداد وانتفعوا به وتوفي في جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
422 - عثمان بن أبي بكر بن محمد أبو بكر القلعي:
من أهل المغرب ذكره أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي في كتاب (زينة
الدهر) من جمعه وقال: أنشدني لنفسه ببغداد:
قم هاتها في كف أحور أو طفا * راحا أرق من النسيم وألطفا
يسعى بها حيث الدلال كأنما * يحيكه خد للنديم وأرشفا
فكأنها في الكأس دابة (2) عسجد * وحبابها در عليه قد طفا
فانهض إلى بيت الكروم فإنها * نجم بشيطان الهموم تكلفا
فالروض يعبق من ريح مسكه * والجو يدفق من غمام قرقفا
والسحب تلعب بالبروق كأنها * قار على عجل يقلب مصحفا
قد قلدت بالنور أجياد الربى (3) * خليا وألبست الحمائل مطرفا
فكأنها جود بن فياض الذي * أضحى يجدد في المكارم ما عفا
وأورد (4) له أيضا:
كأن رياض ساحته سماء * وناجم زهرها زهر النجوم
نزلنا من رباة فوق هام * معممة من البيت العميم

(1) انظر: معجم المؤلفين 6 / 251.
(2) في الأصل (ج): (كانت).
(3) في (ج): (الذي).
(4) في (ج): (ورد).
138

تعطرنا الرياح به كأنا * نسوم المسك من كف النسيم
423 - عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي أبو عمرو النسابة:
أملي أنساب مضر بن نزار بجامع المنصور في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وحدث
بكتاب (النسب) لابي العباس محمد بن يزيد المبرد عن أبي الفضل الخطاب بن مخلد بن
أحمد بن الخطاب بن حماد الكلبي النسابة قال: قرأته عليه بميافارقين في سنة أربعين
وثلاثمائة وقال قرأته على المبرد وقرئ عليه دفعات وأنا أسمع قرأه على أبي عمر علي
ابن إبراهيم المالكي في يوم عاشوراء من سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة في مسجده
وقال: كان يرد على من حفظه.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: أنشدنا
أبو علي بن وشاح أنشدنا أبو عمرو عثمان بن حاتم التغلبي (1) النسابة أنشدني المفجع
السامي لنفسه:
رأيت قوما عليهم سمة الخير * يحمل البكاء (2) مستكمله (3)
معتزلي الناس في مساجدهم * سألت عنهم فقيل متكله
الحال والوقت والحقيقة والبر * هان والفلس عندهم مسله (4)
فلم أزل تابعا لهم زمنا * حتى تبينت (5) أنهم أكله
424 - عثمان بن الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن عبد
الرحمن المعروف بابن الخصيب أبو عمرو البغدادي:
ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: قدم علينا إشبيلية في سنة عشرة وأربعمائة
فقرأنا عليه وكان يروي عن أبي طاهر المقرئ البغدادي قراءة عليه بالقراءات السبع
وروى عن جلة البغداديين وغيرهم وكان مجودا للتلاوة محسنا عالما بمعاني القرآن

(1) في (ب): (التعلبي).
(2) في الأصل: (الركاب).
(3) في (ج): (مستملة) وفي الأصل: (بتكمل).
(4) في (ب) (ج): (سلمة).
(5) في (ب): (تبثنت).
139

وكان كبير السن جدا قلت: وقد ذكر الخطيب جده عثمان في التاريخ (1).
425 - عثمان بن الحسن بن عرفة بن يزيد أبو سعيد (2) بن أبي علي
العبدي:
حدث عن أبيه.
كتب إلى أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا العباس أحمد بن ثابت
الطرقي أخبره قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه أنبأنا أبو بكر أحمد
ابن موسى بن مردويه حدثنا عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم حدثنا أبو سعيد
عثمان بن الحسن بن عرفة حدثني أبي حدثنا أبو عبيدة الحداد عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني لاستغفر الله وأتوب إليه
كل يوم مائة مرة) (3).
426 - عثمان بن الحسين بن محمد بن الحكيم أبو عمرو بن أبي عبد الله:
من أهل الحريم الظاهري أخو محمد الذي تقدم ذكره سمع أبا القاسم هبة الله بن
محمد بن الحصين وأبا الفضل محمد بن أحمد الدلال وأبا البركات عبد الوهاب بن
المبارك الأنماطي كتبت عنه وكان شيخا صالحا خدم المرضى بالمارستان العضدي
وكان قد سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا
في معجم شيوخه.
أخبرنا عثمان بن الحسين بن الحكيم قراءة عليه قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن
محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي حدثنا أبو
أحمد الغطريفي حدثنا عمر بن محمد الكاغذي حدثنا أبو عبيدة ابن أبي السفر
حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم حدثنا الحسين بن زيد عن عمرو بن علي عن جعفر
ابن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي رضي الله عنهم
أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة عليها السلام: (إن الله يغضب لغضبك ويرضى

(1) انظر: تاريخ بغداد الجزء الحادي عشر.
(2) في (ب): (أبو سعد).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 394.
140

لرضاك) (1).
ذكر القاضي أبو المحاسن القرشي أنه سأل عثمان بن الحسين بن الحكيم عن
مولده فذكر ما يدل أنه في سنة خمس عشرة (وخمسمائة) (2) وتوفي عثمان بن
الحكيم في ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة.
427 - عثمان بن خمارتاش بن عبد الله أبو القاسم:
من أهل هيت كان أديبا فاضلا مليح الشعر لطيف (3) الطبع كيسا طيب
المعاشرة (4) ظريفا كان يقدم بغداد أحيانا وينزل بالمدرسة النظامية اجتمعت به
كثيرا وأنشدني شيئا من شعره ولم أحفظ عنه شيئا وكان متهاونا بالأمور الدينية
عفا الله عنا وعنه.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد قال: أنشدني عثمان
ابن خمارتاش الهيتي لنفسه ببغداد:
شيئان لم يبلغهما واصف * فيما مضى بالنظم والنثر
مدح ابنة العنقود في كأسها * وذم أفعال بني الدهر
أنشدني القاضي أبو الفتوح بن جدا الهيتي قال: أنشدني ابن خمارتاش لنفسه:
المال أفضل ما ادخرت فلا تكن * في مرية ما عشت من (5) تفضيله
ما صنف الناس العلوم بأسرها * إلا بحيلته على تحصيله
وأنشدني ابن جدا قال: أنشدنا ابن خمارتاش لنفسه لما تزوج:
كان رأي أن لا يكون الذي * كان فيا ليتني تركت برائي
لا يزال الانسان يخدمه السعد * إلى أن يقول بيت (6) أحمائي

(1) انظر الحديث في: المستدرك 3 / 153. ومجمع الزوائد 9 / 203. والمعجم الكبير 1 / 66.
(2) ما بين المعقوفتين بياض في الأصول.
(3) في (ج): (كصيف).
() 4) في (ج): (طيب المعاشرة أديبا).
(5) في الأصل: (من شاغل).
(6) في (ب): (يقول بيت في أحمائي).
141

توفى عمان بن خمارتاش بالرقة في رجب سنة تسع عشرة وستمائة وقد جاوز
الخمسين.
428 - عثمان بن سعادة بن غنيمة المعاز أبو عمرو اللبان:
كان له دكان عند عقد الحديد قريبا من البدرية سمع الحديث من أبي الفضل بن
ناصر وأبي الوقت الصوفي وحدث باليسير روى لنا عنه عبد الله بن أحمد الخباز في
مشيخته.
أخبرنا عبد الله الخباز أنبأنا عثمان بن سعادة اللبان وأنبأنا يوسف القطان وأحمد
ابن علي بن الحسين الواعظ قالوا: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه أنبأنا أبو القاسم
ابن البسري حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد البغوي
حدثنا عبد الجبار حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن تمام بن نجيح عن الحسن عن
أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من حافظين يرفعان إلى الله ما حفظا
يرى الله في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال الله لملائكته: أشهدكم أنى
قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة) (1).
ذكر لنا عبد الله الخباز: أن (2) عثمان بن سعادة مات في سنة ست وثمانين
وخمسمائة ودفن بمقبرة أحمد.
429 - عثمان بن أبي سعد بن عبد الوهاب أبو عمرو الخباز:
من أهل باب الأزج حدث عن أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء بيسير روى
لنا عنه عبد الله بن أحمد في مشيخته.
أخبرنا عبد الله الخباز أنبأنا عثمان بن أبي سعد بن عبد الوهاب الخباز (و) أنبأنا
القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن الفراء قالا: أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء قراءة
عليه أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن
المخلص حدثنا يحيى بن محمد حدثنا القاسم بن محمد المروزي حدثنا محمد بن
مقاتل حدثنا معاذ بن خالد حدثنا عبد الله بن مسلم عن سفيان مولى سعد بن أبي

(1) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10 / 208. وسنن الترمذي 981.
(2) في (ج): (عبد الله بن الخباز بن عثمان).
142

وقاص عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفترق هذه
الأمة على ثلاث وسبعين فرقة) (1).
430 - عثمان بن سعيد بن أحمد بن نوح الفيريابي (2):
حدث ببغداد عن محمد بن تميم السعدي بحديث منكر.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي المحاسن محمد بن عبد الخالق
الجوهري قال: كتب إلى ظفر بن الداعي العلوي أن أبا الحسن محمد بن القاسم
الفارسي أخبره قا: حدثنا أحمد بن يعقوب القرشي حدثنا عثمان بن سعيد بن أحمد
ابن نوح الفيريابي ببغداد حدثنا محمد بن تميم السعدي عن عثمان بن عبد الله
القرشي (3) عن غنيم بن سالم عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لي
حرفتين اثنتين من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني ألا وهما الفقر
والجهاد) (4).
431 - عثمان بن سليمان بن أحمد المطرز الفقير:
صحب في صباه عبد الغني بن يقظة وسلك طريق الفقر والتجريد من أسباب
الدنيا وسمع الحديث من أبي المظفر بن محمد بن عبد الخالق النجار معبر الرؤيا ومن
عمر بن أبي بكر بن الثبان (5) ومن شيوخنا أبي الفرج بن كليب وأبي القاسم بن
بوش وذاكر بن كامل وأمثالهم وكان يلازم حلقة شيخنا ابن الأخضر في كل جمعة
وسكن برباط (6) ابن رئيس الرؤساء بالقصر من دار الخلافة مدة طويلة من أجمل
طريقة وأحسن قاعدة وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به وكان صبيح الوجه
ساكنا حسن الاخلاق متواضعا ولما اشتهر وشاخ (7) وصار له أتباع ومريدون سكن
بالحريم الظاهري في زاوية اتخذها لنفسه وانضاف إليه جماعة من الاتباع والفقراء

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 332. وكشف الخفا 1 / 369.
(2) انظر: لسان الميزان 4 / 142.
(3) في هامش (ب): (عثمان القرشي هو الأموي متهم بوضع الحديث).
(4) انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 121 178. وتنزيه الشريعة 2 / 182.
(5) في (ب) (ج): (التبان).
(6) في (ج): (وسكن رباط).
(7) في الأصل (ب): (وساح).
143

وقصده أبناء الدنيا وخدم دار الخلافة بالصدقات والعطايا فقبلها وفرقها على أصحابه
وكثر أتباعه وقاصدوه وعمر موضعا كبيرا أضافه إلى زاويته واستغنى جماعة من
أصحابه حتى صاروا ينفذون التجارات والبضائع إلى البلاد طلبا للكسب ومع هذا
فيعطيهم من الصدقات التي تأتيه ولم يدخر هو لنفسه شيئا وكان مديما للصلاة
والصيام يلبس الخشن والوسخ وما أظنه تزوج قط ولا اجتمع بامرأة وكان باذلا
للطعام لأكثر من يقصده ويخص أبناء الدنيا باللطيف والفقراء بما دونه وحدث
بشئ يسير من الحديث سمع منه أحاد الطلبة.
وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادي الأولى من سنة ست وثلاثين
وستمائة وصلى عليه من الغد بباب الحريم وحضره خلق كثير ودفن بالشهداء من
باب حرب وكان قد ناطح السبعين.
432 - عثمان بن سليمان بن عمرو البغدادي:
ابن أخت علي بن داود القنطري قدم دمشق وسمع بها أحمد بن صاعد الصوري
الزاهد حكى عنه أبو شيبة داود بن إبراهيم بن رزوبه الفارسي البصري هكذا ذكره
أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي في تاريخ دمشق من جمعه ونقلته من
خطه.
433 - عثمان بن أبي صالح أبو عمرو:
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن عبد
الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره عن أبي سعيد النقاش قال: سمعت نصر بن
أبي نصر الطوسي العطار يقول:
يا قارع الأبواب ترجو الغنى * ليس الذي استرزقت بالرازق
سألت من يعجز عن نفسه * فارجع إلى ما في يد الخالق
434 - عثمان بن عبد الله بن مسلم أبو عمرو البغدادي:
حدث بحديث منكر غريب الاسناد على أبي علي بن أبي داود الأنباري.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف أن أبا البركات هبة الله بن المبارك بن
موسى أخبره قال: حدثني هبة الله بن عبد الله أخبرني عمي أحمد بن محمد السيبي
144

أنبأنا أبو زيد الحسين بن عامر حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن مسلم
البغدادي حدثنا أبو علي بن أبي داود الأنباري حدثنا يعيش بن أبي الجهم حدثنا
داود بن سليمان الحديثي عن الزهري عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا
بدا شيب الرجل في عارضيه فذلك من همه وإذا بدا في متقدمه فذلك من كرمه
وإذا بدا في قفاه فذلك من لومه وإذا بدا في شاربه فذلك من قشفه).
435 - عثمان بن عبد الله بن عفان أبو عمرو الغسولي:
من أهل جرجرايا حدث عن موسى بن عبد الرحمن القلا وأبي الحسن محمد بن
أيوب روى عنه أبو الطيب العباس بن أحمد بن محمد بن إسماعيل الشافعي الهاشمي.
كتب إلى أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن حمزة الأنصاري قال أنبأنا أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي قراءة عليه أنبأنا محمد بن الحسين بن البسري
المقرئ بمصر أنبأنا أبو الطيب العباس بن أحمد بن إسماعيل الهاشمي حدثنا عثمان بن
عبد الله بن عفان الجرجرائي المعروف بالغسولي بأنطاكية حدثنا موسى بن عبد
الرحمن القلا حدثنا معمر بن سليمان الرقي النخعي عن الحجاج بن أرطأة عن عكرمة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا نكاح إلا بولي
والسلطان ولي من لا ولي له) (1).
436 - عثمان بن عبد الله بن محمد الجوهري:
من أهل نيسابور سكن بغداد إلى حين وفاته وروى بها شيئا ذكره أبو طاهر
السلفي في معجم شيوخه وذكر أنه كان ظاهر الصلاح كبير السن ذكر أنه حضر
مجلس القاضي أبي بكر الحيري في صغره بنيسابور ثم لما كبر صحب أبا عثمان
الصابوني وأبا سعيد بن أبي الخير وأبا القاسم القشيري وغيرهم من شيوخ خراسان
وصحب بالشام سليم بن أيوب الرازي وبمصر أبا عبد الله القضاعي وجاور بمكة
سنين.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: سمعت أبا
عمرو عثمان بن عبد الله الجوهري النيسابوري ببغداد يقول: سمعت أبا الفتح سليم بن

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 250.
145

أيوب الرازي الفقيه بثغر صور وسئل عمن له مال (1) وافر لا يعرف كميته (2)
كيف يخرج الزكاة؟ فتوقف ساعة ثم قال: يخرجها على ظنه ثم لا يرد سائلا يقصده
بوجه.
قال السلفي: سألته عن مولده: سنة خمس وتسعين وأربعمائة أو قبلها بقليل أو
بعدها؟ فقال: قد جاوزت التسعين.
437 - عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان أبو عمرو البغدادي:
قدم واسطا وروى بها حكاية عجيبة رواها عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن موسى
البابسيري.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي من لفظه وأصله قال: أنبأنا أبو
العباس هبة الله بن نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي الشاهد قال: حدثنا أبو
السعادات المبارك بن إبراهيم بن المبارك الخطيب إملاء قال: أنبأنا أبو البركات إبراهيم
ابن محمد بن خلف السقطي حدثنا الحسين بن أحمد بن علي بن التباني (3) حدثنا
أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان
البغدادي بواسط أخبرني أبو بكر محمد بن يزيد في درب بقيع قال: سمعت الفراء
محمد بن الجراح يقول: بينما أنا ذات ليلة أسير على شاطئ بحر قلزم (إذا) (4)
استقبلني رجل كأن رأسه فرد رحا فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قلت له: من
أنت رحمك الله؟ فقال: إنا إلياس أخو الخضر ألا أحدثكم عجبا؟ قال قلت: حدثني
قال فقال: لي إنه إذا كان يوم القيامة ينزع الله أفئدة أهل الكبائر من أهل التوحيد لئلا
يجدوا لم العذاب ثم شخص من بين عيني (5) فلم أره.
438 - عثمان بن عبد الملك بن عثمان اللخمي أبو عمرو الصفار الواعظ:
أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره سمع أبوي الحسن علي بن محمد بن العلاف

(1) في (ب) (ج): (عمن له قال).
(2) في (ب): (كيميته).
(3) في (ج): (النسباني).
(4) (ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) في (ج): (مرتين عنى).
146

وعلي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان وأبا علي
محمد بن سعيد بن نبهان وأبوي طالب الحسين بن محمد الزينبي وعبد القادر بن محمد
ابن يوسف وأبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني روى لنا عنه أبو محمد بن
الأخضر وغيره.
حدثنا ابن الأخضر من لفظة قال: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن وأبو عمرو عثمان
ابنا عبد الملك بن عثمان اللخمي وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني
قراءة عليه قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن بيان قراءة عليه أنبأنا أبو الحسن محمد بن مخلد
أنبأنا إسماعيل الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا خلف عن حميد (1) الأعرج عن
عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يوم كلم الله موسى عليه السلام كانت عليه جبة صوف وسراويل صوف وكساء
صوف وكماة صوف ونعلاه من جلد حمار غير ذكي) (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي عثمان بن عبد
الملك اللخمي في الثلاث من سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بالبمارستان.
439 - عثمان بن علي بن أحمد بن محمد أبو عبد الله بن أبي نصر المؤدب
المقرئ المعروف بابن الصالح:
من أهل باب المراتب كان يؤدب الصبيان ويصلي بالناس إماما في مسجد النارنج
على باب محلة المراتب وكان شيخا صالحا دينا خيرا سمع أبا محمد رزق الله بن عبد
الوهاب بن عبد العزيز التميمي وأبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز وأبا
الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب
الجرجاني وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد النعالي وأبا سعد هبة الله بن علي
الكواز المقرئ وغيرهم سمع منه أبو محمد بن الخشاب النحوي وروى عنه أبو سعد
ابن السمعاني وأثنيا عليه ثناء صالحا وروى عنه أبو البركات سعيد بن هبة الله بن
علي بن الصباغ.
أخبرنا أبو البركات بن الصباغ قال: أنبأنا أبو عبد الله عثمان بن علي بن الصالح

(1) في الأصل (ب): (عن عبد الأعرج).
(2) انظر الحديث في: المستدرك 1 / 28. واللآلئ المصنوعة 1 / 85.
147

مؤدبي قراءة عليه وأنا حاضر قال: أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي
قراءة عليه أنبأنا الحسن بن أحمد أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا عبد الرحمن بن
منصور حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا ابن جريج أخبرني عطاء عن جابر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل من هذه الشجرة الثوم ثم قال بعد: الثوم والبصل والكراث
فلا يقربنا في مسجدنا فان الملائكة تتأذى مما يتأذى عنه الانسان) (1).
قرأت بخط أبي الحسين عبد الرحمن بن الحسين بن عبدان الدمشقي: أبو عبد الله
عثمان بن أبي نصر بن أحمد البغدادي المعروف بابن الصالح (ولد) (2) سنة ست
وستين وأربعمائة ببغداد قلت: وقرأ عليه أبو محمد بن الخشاب في تواريخ آخرها
شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
440 - عثمان بن علي بن عبد الله الوقاياتي المقرئ أبو القاسم أخو فاطمة
بنت الوقاياتي:
سمع الكثير من النقيب أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبي الخطاب
نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبوي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن
طلحة النعالي والحسين بن علي بن أحمد (3) بن البسري وأمثالهم وكتب بخطه كثيرا
وحصل النسخ والأصول وحدث باليسير لأنه مات شابا وكان من أهل القرآن
والستر والديانة والصيانة.
قرأت على أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق
عن أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي وأبي الحسن علي بن مهدي بن الفرج
الهلالي قالا: أنبأنا أبو القاسم عثمان بن علي بن عبد الله بن الوقاياتي البغدادي قدم
علينا دمشق قراءة عليه في سنة ثلاث وخمسمائة وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين
ويوسف بن المبارك بن كامل الشافعي قالا: أنبأنا أبو المحاسن أحمد بن محمد بن الدباس
قالا: أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد قراءة عليه أنبأنا عبد الله (4) بن عبيد الله

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1806. وسنن النسائي 2 / 43. والمعجم الصغير 2 / 35.
وصحيح ابن خزيمة 1665. وفتح الباري 9 / 575.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل: (أحمد بن علي).
(4) في (ج): (عبيد الله).
148

(ابن) (1) البيع حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا محمد بن عمرو الباهلي
حدثنا أبو عامر حدثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تلبسوا الحرير والا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة هو
لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) (2).
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشافعي قال: سئل أبو القاسم الوقاياتي
عن مولده فقال: سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ببغداد في الجانب الشرقي قرأت في
كتاب التاريخ لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي أبو القاسم
عثمان بن علي بن عبد الله الوقاياتي (3) في ليلة الخميس الرابع والعشرين من محرم
سنة خمس عشرة وخمسمائة وصلى عليه في جماعة القصر ودفن في دار له بدرب
الدير.
441 - عثمان بن علي بن المعمر بن أبي عمامة أبو المعالي البقال (4).
أخو أبي سعد المعمر بن علي الواعظ سمع شيئا من الحديث من أبي طالب (5) بن
غيلان وأبي الفتح عمر بن عبد الملك الرزاز وقرأ الأدب على عبد الواحد بن علي بن
برهان الأسدي وأبي محمد الحسن بن محمد الدهان وغيرهما وحدث باليسير وكان
عسرا في الرواية غير مرضي السيرة يخل (6) بالصلوات ويرتكب المحظورات روى
عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو الفضل بن الاخوة وأبو طاهر السلفي.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سعيد الخرقي بأصبهان قال: أنبأنا عبد الرحيم بن أحمد بن
محمد بن الاخوة البغدادي أنبأنا أبو المعالي عثمان بن علي بن أبي عمامة بالرصافة
وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين أنبأنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب
قالا: أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 7 / 99 146 وصحيح مسلم كتاب اللباس باب 2.
(3) في الأصول: (بن الوقاياتي).
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 148.
(5) في الأصول: (أبي غالب).
(6) في (ج): (نجل).
149

عبدويه (1) حدثنا عبد الله بن روح المدائني حدثنا شبابة بن سوار حدثنا أبو الزبير
عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: أهللت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعمرة في حجة (الوداع) (2).
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان عن أبي القاسم إسماعيل بن
أحمد بن عمر السمرقندي قال: أنشدنا عثمان بن علي بن أبي عمامة لنفسه:
أيا جمال الدولة المرتجى * لكل خير كم أناديكما
ما لي على أني أخفي الذي * يأتي وبالخير أياديكا
اجلس في الحمام من شقوتي * أغسل أثوابي المراويكا
والديك في دارك ذو بسطة * يروح عنها ويغاديكا
محتكرا بلفظ ما عاينت * عيناه أو مر بناويكا
فكلم البواب في الاذن لي * مقربا أو كشكش الديكا
وعش كما يؤثر (3) في نعمة * يكبت بالذل أعاديكا
قال: هذه الأبيات في عفيف القائمي وأراد (4) بالديك أخاه أبا سعد الواعظ فإنه
كان يلقب بالديك.
قرأت في كتاب لابي المعالي بن أبي عمامة من لفظه:
أرى شعرة بيضاء في الخد نابته * لها لوعة في صفحة الصدر ثابته
ومن شومها أني إذا ردت نتفها * نتفت سواها وهي تضحك شامته
قرأت على مرتضى بن حاتم بن نصر عن أبي طاهر السلفي قال: أبو المعالي عثمان
ابن علي بن المعمر الفامي (5) الأديب قرأ اللغة على ابن برهان وأبي محمد الدهان
وغيرهما غزير الفضل وله الشعر الحسن إلا أن في عقله تخللا وهو حسن الطريقة.
أخبرني شهاب الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول سمعت عبد

(1) في (ب): (عبد ربه).
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
(3) في الأصل (ج): (لوثر).
(4) في (ب): (و... د).
(5) في أول الترجمة: (البقال).
150

الوهاب الأنماطي يقول: رأينا جمعة من الجمع أبا المعالي بن أبي عمامة في جامع
المنصور وكان معنا جزء من حديث أبي بكر الشافعي فأردنا أن نقرأه عليه فمضينا
إليه وسألناه أن يقعد لنا فأبى فألححنا عليه قال: فرفع صوته عند سقاية الراضي
قال: الناس شهدوا أني كذاب ثم قال: لا يحل لكم أن تسمعوا من الكذاب قوموا!
قال عبد الوهاب: ثم سمعنا بعد ذلك أحاديث بجهد قال: وكان شاعرا هجاء خبيث
اللسان.
قرأت بخط أبي بكر محمد بن علي بن فولاذ الطيري قال: ولد - يعني عثمان بن أبي
عمامة - سنة ست وعشرين - يعني وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات
عثمان بن أبي عمامة في ربيع الأول (1) سنة سبع عشرة وخمسمائة حدثنا (2) عن
ابن غيلان وأبي الفتح الرزاز.
442 - عثمان بن علي بن منصور بن أبي طالب بن محمد بن الحبال أبو
عمرو المقرئ:
من أهل بغداد سكن رأس العين وتولى الخطابة بها لقيته برأس العين في رحلتي
الأولى إلى الشام في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة وسألته أن أسمع منه شيئا من
الحديث فذكر لي أنه سمع كثيرا ببغداد مع أبي الفضل بن شافع على المشايخ ومنه
أيضا ولم يكن بيده شئ من الأصول فسألته أن ينشدني شيئا فأنشدني بيتين لم
أكتب عنه سواهما وكان شيخا حسنا كيسا متواضعا.
أنشدني عثمان بن علي بن منصور الخطيب برأس العين قال: أنشدني محمد بن أبي
المعالي الصوفي لبعضهم:
هي المقادير تجري (3) في أعنتها * فاصبر فليس لها صبر على حال
يوما تريك وضيع القدر مرتفعا * إلى السماء ويوما تخفض العالي (4)

(1) في (ج): (في ربيع الثاني).
(2) في الأصول: (حديثا).
(3) في (ب): (خرى).
(4) في الأصل (ج) بياض بقدر سطرين وفي الأصل بالهامش: (كذا في الأصل).
151

443 - عثمان بن عمر بن عبد الرحمن بن الربيع أبو عمرو الفقيه الشافعي
المعروف بابن أخي النجاد:
ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق وذكر أنه بغدادي حدث
عن أحمد بن عيسى الوشاء ومحمد بن أحمد بن عمارة وأبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن
عبادل وعبد الله بن الحسين بن جمعة وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن بشر الهروي
وأبي الحسن إسماعيل بن محمد بن سنان الشيرازي وأحمد بن عمير بن حوصا ومحمد
ابن جعفر الخرائطي ومحمد بن إسحاق بن فروخ وعلي بن جعفر بن مسافر ومحمد بن
أحمد بن محمد بن بكر البالسي روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني وعبد الرحمن
ابن عمر بن نصر وأبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر (1) وأبو القاسم تمام بن محمد
الرازي وعبد الغني بن سعيد الحافظ المصري.
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم
علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ أنبأنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد الخياط
أنبأنا أبو بكر بن الفضل الباطرقاني حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله حدثني أبو
عمرو عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الشافعي المعروف بابن أخي النجاد بدمشق
حدثني أحمد بن عيسى الوشا حدثني مؤمل بن إهاب حدثني عبد الرزاق حدثني
معمر حدثني هشام بن عروة حدثني أبي حدثتني عائشة رضي الله عنها قالت: قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النظر إلى وجه علي عبادة) (2).
444 - عثمان بن عمرو الدباغ (3):
قرأت على أبي بكر محمد بن حامد الضرير بأصبهان عن أبي القاسم زاهر بن
طاهر الشحامي قال: أنبأنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور إذنا قال: أنبأنا أبو بكر
الطرازي يعني محمد بن محمد بن عثمان البغدادي حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن
زكريا النصري حدثنا عثمان بن عمرو الدباغ البغدادي بعبادان حدثنا محمد بن

(1) في الأصول: (المعمر).
(2) انظر الحديث في: المستدرك 3 / 141. والمعجم الكبير 10 / 93 18 / 110. ومجمع الزوائد
9 / 119.
(3 انظر: ميزان الاعتدال 2 / 168. ولسان الميزان 4 / 149.
152

علاثة القاضي حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة زر غبا تزدد حبا) (1).
445 - عثمان بن عيسى بن أحمد الضرير:
حدث بالبردان عن علي بن محمد بن نصير الرحال عن الحسن بن عرفة بمنام رواه
عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الصيقلي.
446 - عثمان بن عيسى بن الحسن أبو عمرو البرداني يعرف بالكيس.
أظنه هو الأول.
كتب إلي أبو جعفر المبارك بن المبارك المقرئ الواسطي أن أبا الكرم خميس بن علي
الجوزي أخبره قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الطيب أنبأنا أبو الحسن أحمد
ابن المظفر بن أحمد العطار حدثنا أبو الحسن أحمد بن سهلان بن جابر بباب المراتب
سنة تسع وسبعين وثلاثمائة حدثنا أبو عمرو عثمان بن عيسى بن حسن البرداني
المعروف بالكيس حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الشيباني حدثنا محمد بن الصباح
ابن إسماعيل بن زكريا عن محمد بن عون الخراساني عن عبد الله بن العباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لحوضي أربعة أركان: الأول في يد أبي بكر والثاني في يد عمر
والثالث في يد عثمان والرابع في يد علي فمن أحب أبا بكر وأبغض عمر ما يسقيه
أبو بكر ومن أحب عمر وأبغض أبا بكر لم يسقه عمر ومن أحب عثمان وأبغض
عليا لم يسقه عثمان) (2) وذكر باقي الحديث
447 - عثمان بن أبي الفرج بن الحسين أبو عمرو النهرببي (3) الزاهد
المعروف بابن الأطروش:
من ساكني قطيعة العجم بباب الأزج كان من الزهاد الصالحين المنقطعين إلى
طاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته والخلوة عن الناس وقد سمع الحديث من أبي القاسم

(1) انظر الحديث: المستدرك 3 / 347 4 / 330 وفتح الباري 10 / 498 والدرر المنثرة 91.
وكشف الخفا 1 / 528.
(2) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1 / 406.
(3) في الأصل: (النهرسى) وفي (ج): (البهرسي)
153

ابن الحصين وأبي غالب بن البنا ومن غيرهما وما أظنه روى شيئا توفي يوم الاثنين
لتسع خلون من (شهر) (1) ربيع الآخر من سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن
بباب حرب (2).
448 - عثمان بن القاسم بن محمد أبو عمرو المقرئ:
حكى عن الشبلي روى عنه أبو سعد الماليني.
كتب إلي أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد الأصبهاني أن أبا عبد الله
الحسين بن محمد بن الحسين الدوغي أخبره قال: أنبأنا أبو منصور الحسن بن محمد بن
أحمد الواعظ قراءة عليه أنبأنا أبو سعد (3) أحمد بن محمد الماليني قال: سمعت أبا
عمرو (4) عثمان بن القاسم بن محمد البغدادي المقرئ بمصر يقول: رأيت أبا بكر
الشبلي يحمل لي المارستان فما بلغ إلى أصحابه الرياحين قال: والله لا برحت حتى
يجعلوا لي إكليلا وسوارين فأنشأ يقول:
سل جزعي مذ صددت عن حالي * هل خطر الصبر على بالي
لا غير الله سوء فعلك بي * إن كنت أرضيت فيك عذالي
ولا ملكت البكاء عليك ولا * حمدت عقبي السلو من سالي
449 - عثمان بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن رستم أبو عمرو بن أبي عبيد
الله المادرائي (5):
تقدم ذكر والده في أول الكتاب سمع أباه وأبا إسحاق إبراهيم بن شريك الكوفي
وأبا شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني وأبا العباس محمد بن
يونس الكديمي وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأبا حامد محمد بن هارون

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ج): (آخر الجزء الثالث والخمسين بعد المائة من الأصل ويليه: عثمان بن القاسم بسم
الله الرحمن الرحيم).
(3) في الأصول: (يوسف).
(4) في الأصول: (أبا القاسم).
(5) في الأصل: (الماوراى) خطأ.
154

الحضرمي وعبد الغافر بن سلامة الحمصي وأبا بكر محمد بن علي الحفار ببغداد
وبمكة أبا الفضل جعفر بن محمد السوسي وأبا جعفر محمد بن خالد (1) بن يزيد
البردعي وأبا محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي وأبا جعفر أحمد بن زيد (2) بن هارون
القزاز وبشيراز محمد بن داود الجوزي وبدمشق أبا محمد (3) جعفر بن أحمد بن
عاصم الأنصاري وبعسقلان أبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة وبيت المقدس أبا
محمد عبد الله بن محمد بن مسلم الخطيب وسكن مصر وحدث بها بالكثير روى
عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء وأبو الحسن أحمد بن محمد بن
القاسم بن مرزوق الأنماطي وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن عبد الله الصيرفي
الغازي (4) وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبو محمد الحسن بن إسماعيل
الضراب المصريون ومحمد بن عبد الله بن محمد بن حماد قاضي الموصل وأبو بكر عبد
الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن روزبه الفارسي.
أخبرنا يحيى بن عقيل بن شريف المصري بالمدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحمد
ابن عماد الحراني بالإسكندرية قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير
السعدي حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي أنبأنا (أبو) (5) عبد
الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن إبراهيم
المادرائي إملاء حدثنا أبو شعيب الحراني عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب
حدثنا هاشم بن خالد حدثنا الحسن بن يحيى عن الأوزاعي قال (حدثني) (6) يحيى
ابن أبي كثير حدثني أبو قلابة حدثني أبو أسماء الرحبي حدثني ثوبان قال: خرجت
أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمان عشرة خلت من شهر رمضان فلما كنا بالبقيع نظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفطر الحاجم والمحجوم) (7).

(1) (بن خالد) ساقطة من (ب)
(2) (بن زيد) سلقطة من (ب).
(3) في الأصل: (أبا محمد بن جعفر).
(4) في (ب): (الفاربي).
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل (ب)
(7) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2367 2369 2370 2371. وسنن الترمذي 774.
وسنن ابن ماجة 1679 1680 1681. ومسند أحمد 2 / 364 365 3 / 474 480.
4 / 123.
155

أخبرنا أحمد وعبد الرحمن ابنا سلطان بن أحمد البزاز قالا: أنبأنا عبد الواحد بن
الحسين البزاز أنبأنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي
ابن عبد الله الصوري قال: أنشدنا القاضي أبو بكر محمد بن عبيد الله بن إسحاق بن
الحسين بن إبراهيم بن جابر التنيسي أنشدنا أبو عمرو عثمان بن إبراهيم المادرائي
أنشدنا نصر بن أحمد الحروري لنفسه:
شكوت جلوس انسان ثقيل * لجار لي من هو أثقل
فكنت كمن شكا الطاعون يوما * فزاد وضع الطاعون دمل
قرأت في كتاب أن أبا عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن الأطروشي المادرائي توفي
في أوائل سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
450 - عثمان بن محمد بن أحمد بن عمرو الشامي:
حدث ببغداد بحديث منكر عن أبي القاسم عبد الواحد بن محمد بن أحمد (1) بن
معاذ التميمي المروروذي سمعه منه أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الدقاق
الأصبهاني في مسجد عتاب.
451 - عثمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن بقاقا أبو عمرو النجار:
من ساكني الميدان بنواحي باب الأزج سمع أبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني
وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهما وحدث باليسير
وأضر في آخر عمره روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وأحمد بن أحمد بن
البندنيجي.
أخبرنا ابن البندنيجي قال: أنبأنا عثمان بن محمد بن أحمد بن بقاقا النجار قراءة
عليه أنبأنا أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني وأنبأنا أبو طاهر المبارك بن المبارك
ابن هبة الله العطار بقراءتي عليه أنبأنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي
بالله قراءة عليه وأنبأنا أبو القاسم هبة الله أبو الحسن المظفر السبط الهمداني بقراءتي

(1) (بن أحمد) سقط من (ج).
156

عليه أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري قراءة عليه قالوا جميعا: أنبأنا
أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري قراءة عليه أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد
ابن عثمان بن شاهين حدثنا محمد بن صالح بن زغيل التمار بالبصرة حدثنا طالوت
ابن عباد حدثنا فضال (1) بن جبير قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بم (2) يختم له) (3).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: ذكر لي الشريف أبو
الحسن الزيدي أن عثمان بن بقاقا توفي ودفن يوم الجمعة ثامن عشر محرم سنة خمس
وستين وخمسمائة.
452 - عثمان بن محمد (4) بن أحمد بن الفرج الدقاق أبو عبد الله بن أبي
منصور المعروف بابن العنشنيقي (5):
من أهل باب الأزج من أولاد المحدثين تقدم ذكر أبيه سمع أباه وشهدة بنت
أحمد الكاتبة وغيرهما كتبت عنه ولم يكن به بأس.
أخبرني عثمان بن محمد (6) بن أحمد بن الفرج الدقاق بقراءتي عليه قال: أخبرتنا
شهدة بنت أحمد بن الفرج قراءة عليها أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة
أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء حدثنا
أحمد بن إسماعيل المدني حدثني مالك عن ابن شهاب عن علي بن الحسين عن عمرو
ابن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرث المسلم
الكافر) (7).
سألت عثمان بن محمد بن أحمد عن مولده فقال: في شوال سنة اثنتين وستين

(1) في الأصل (ب): (نصال).
(2) في الأصول: (ثم يختم له).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 120. والأحاديث الصحيحة 1334.
(4) في (ب): (بن حمد).
(5) في (ج): (العفشنيفي).
(6) في (ج): (بن أحمد).
(7) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 194. وصحيح مسلم كتاب الفرائض 1. وفتح
الباري 12 / 50 53. ومسند أحمد 5 / 200 208 209.
157

وخمسمائة وتوفي يوم الخميس سادس المحرم سنة ثمان وعشرين وستمائة.
453 - عثمان بن محمد بن إسحاق أبو عمرو الثمار المالكي:
حدث عن أبي بكر عبد الله (1) بن أبي داود (بن) (2) سليمان بن الأشعث
السجستاني روى عنه أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني في معجم
شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر
أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره قال: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي
ابن عمرو النقاش أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن إسحاق (3) الثمار المالكي
ببغداد حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا حسين بن
زيد (4) بن علي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي رضي الله عنه
قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إذا مت فاغسلني من (ماء) (5) بئر غرس بسبع
قرب).
454 - عثمان بن محمد بن ثابت بن عمرو:
أنبأنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي قالا: أنبأنا عبد الملك بن علي الهمداني
أنبأنا أبو العلاء أحمد بن نصر بن أحمد أنبأنا أبو مسلم عبد الرحمن بن غزو (6) بن
محمد العطار قال: حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن علي الا تروي التستري
بنهاوند وقال حدثني أبو عمرو عثمان بن محمد بن ثابت البغدادي حدثنا أبو الحسن
محمد بن أحمد بن صفرة حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا يحيى بن عيينة
حدثنا حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تتوضؤوا في الكنيف الذي تبولون

(1) في (ب): (عبيد الله).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) (بن منده أخبره قال أنبأ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش أنبأ أبو عمرو عثمان بن
محمد بن إسحاق) سقط من (ج).
(4) في (ج): (يزيد).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(6) في (ج): (عزو).
158

فيه فإن وضوء المؤمن يوزن مع حسناته) (1).
455 - عثمان بن محمد بن جعفر أبو عبد الله بن أبي بكر الادمي القارئ
الشاهد:
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أنه فقد في
الرابع عشر من جمادي الأولى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ثم أخذ يوم الجمعة الثامن
عشر منه بالصراة أو ميتا بسراويله وأخرج ودفن وقيل: إن السوداء غلبت عليه.
456 - عثمان بن محمد بن جعفر أبو القاسم السواق:
حدث عن أبي بكر محمد بن جعفر المطيري:
روى عنه القاضي أبو الوليد عبد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف الأزدي
المعروف بابن الفرضي في كتاب (الألقاب) من جمعه فقال: أنبأنا أبو القاسم عثمان
ابن محمد بن جعفر السواق البغدادي حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري حدثنا
داود بن سليمان الدقاق يعرف ببنان حدثنا عبد الله بن رجاء الفداتي عن يحيى بن
أبي سليمان قال: عبد الله بن رجاء لقيناه ببغداد قال الشيخ - وهو مدني - قال:
حدثنا عطاء (2) بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الله بن مسلم بن ثابت الوكيل قالا: أنبأنا
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن
ثابت الخطيب قال: أخبرني الحسن بن علي بن محمد المقرئ حدثنا أحمد بن محمد بن
يوسف أنبأنا محمد بن جعفر المطيري حدثنا بنان بن سليمان الدقاق حدثنا عبد الله
ابن رجاء عن يحيى بن أبي سليمان لقيناه ببغداد قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح عن
أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا هريرة! أين كنت أمس؟ قال: زرت أناسا من
أهلي قال: (زر غبا تزدد حبا) (3).
457 - عثمان بن محمد بن الحسن بن داود أبو القاسم الوراق السامري:

(1) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2 / 74. والفوائد المجموعة 13. وكشف الخفا 2 / 486.
والاسرار المرفوعة 381. والأحاديث الضعيفة 818.
(2) في الأصول: (عطاف) في كل المواضع.
(3) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
159

سمع أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وأبا بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز
الأنماطي ومحمد بن جعفر بن مخارق وجعفر بن مرشد البزاز ومنصور بن جمهور بن
عون بن سيرين روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري
وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجميهما وأبو سعد أحمد بن
محمد الماليني وأبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن علان وأبو الحسن علي بن أحمد
ابن عمر (1) الحمامي المقرئ.
أخبرنا أبو منصور سعيد بن الحسين الكرخي قال: أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد
الكندي أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر
الحمامي حدثنا أبو القاسم عثمان بن الحسن الوراق السامري حدثنا إبراهيم بن عبد
الصمد بن موسى الهاشمي حدثني أبي حدثتنا زينب (بنت) (2) سليمان بن علي بن
عبد الله بن عباس قالت: حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من أكل مما يسقط من الخوان (3) نفى عنه الفقر ونفى عنه الحمق) (4).
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار الصيرفي قال: أنبأنا
أبو جعفر (5) محمد بن جعفر بن محمد بن عثمان (1) بقراءتي عليه أنبأنا أبو القاسم
عثمان بن محمد بن الحسن بن داود الوراق بسر من رأى قراءة عليه وأنا أسمع حدثنا
أبو القاسم جعفر بن مرشد البزاز حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يعقوب بن الوليد
الأزدي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال: وضع عمر بن
الخطاب للناس ثماني عشرة كلمة حكم كلها قال: ما عاقبت من عصى الله فيك
بمثل أن تطيع الله فيه وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك (7) منه ما يغلبك
ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير حملا ومن كتم سره

(1) في الأصول: (عمر بن أحمد).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
(3) في (ب): (الحواز).
(4) انظر الحديث في: كنز العمال 40821.
(5) في الأصول: (جعفر بن).
(6) هكذا في الأصول وقد سبق أنه: (بن علان).
(7) في الأصول: (يحبك).
160

كانت الخيرة بيده ومن عرض نفسه (1) للتهمة (2) فلا يلومن من أساء به الظن
وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ولا
تهاونوا بالحلف بالله عز وجل فيهينكم الله ولا تسأل عما لم يكن فإن (3) فيما قد
كان شغلا عما لم يكن ولا تعرض بما لا يعنيك وعليك (4) بالصدق (و) (5) إن
قتلك الصدق ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب تجاحها (6) لك واعتزل عدوك
واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من خشى الله ولا تصحب الفجار فتعلم
من فجورهم وذل عند الطاعة واستعصم (7) عند العصية وتخشع عند القبور
واستشر في أمرك الذين يخشون الله فإن الله تعالى يقول: (إنما يخشى الله من
عباده العلماء).
458 - عثمان بن محمد بن الحسن أبو عمرو (8) الدقاق المعرف بابن قديرة:
من أهل باب البصرة والد شيخنا عبد الله الذي تقدم ذكره سمع أبا البدر إبراهيم
ابن محمد بن منصور الكرخي مع ولد وحدث باليسير سمع منه شيخنا أبو بكر
محمد ابن المبارك بن محمد بن مشق (9) البيع وغيره.
أخبرني خطاب بن أبي بكر بن خطاب الفارسي قال: أنبأنا عثمان بن محمد بن
الحسن الدقاق أنبأنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي أنبأنا أبو بكر
أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي
عليه أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي قراءة عليه أنبأنا أبو علي علي بن
أحمد التستري قالا: أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي حدثنا أبو علي
محمد بن عمرو اللؤلؤي حدثنا أبو داود السجستاني حدثنا محمد بن منصور حدثنا

(1) في (ب) (ج): (عرض بنفسه).
(2) في (ب): (ولمهه).
(3) في الأصول: (كان).
(4) في الأصل: (إليك).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) في (ج): (لحالها).
(7) في الأصول: (استعص).
(8) في الأصل: (أبو عمر).
(9) في (ج): (مشتق).
161

يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني أبان بن صالح عن الحكم بن عتيبة (1)
عن عبد الرحمن بن (2) أبي ليلى عن كعب بن (3) عجرة قال: أصابني هوام في رأسي
وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية حتى تخوفت على بصري فأنزل الله في: (فمن
كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) - الآية
فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: (أحلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين
فرقا من زبيب أو انسك بشاة) فحلقت رأسي ثم نسكت (4).
أنبأنا أبو بكر بن مشق ونقلته من خطه قال: مات عثمان بن محمد بن الحسن
الدقاق في يوم الثلاثاء خامس المحرم سنة ست وثمانين وخمسمائة وكان مولده في سنة
ست وخمسمائة.
459 - عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير المدني أبو عمرو السقلاطوني:
من أهل دار القز سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا محمد
رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة
النعالي وأبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال وأبا الفضل محمد بن أحمد بن محمد
العاقولي وغيرهم وحدث باليسير روى عنه أبو المعمر الأنصاري وشيخنا عمر بن
محمد بن طبرزد وكان شيخا صالحا متدينا.
أنبأنا عمر بن محمد المؤدب قال: أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير
المدني (5) قراءة عليه وأنبأنا زيد بن ثابت الوراق بقراءتي عليه حدثنا علي بن المبارك
الجصاص قالا: أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز حدثنا القاضي أبو
بكر أحمد بن كامل حدثنا أحمد بن محمد بن غالب حدثنا دينار عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله تعالى من قالها مخلصا
استوجب الجنة ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه وكان مصيره إلى النار) (6).

(1) في الأصول: (عن عيينة).
(2) في الأصول: (عن).
(3) في الأصول: (عن أخيه عن).
(4) انظر الحديث في: المعجم الكبير 19 / 109 121.
(5) في الأصل (ج): (نصر المدني) ووفى (ب): (نصر الدين).
(6) انظر الحديث في: كنز العمال 227. وأمالي الشجري 1 / 25.
162

قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن هبة الله بن مسعود البزاز بخطه قال: سألته -
يعني عثمان بن نصير عن مولده فقال: في النصف من رجب سنة ثمان وخمسين
وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخطه قال: توفي جارنا
عثمان بن نصير المقرئ ليلة الاثنين خامس عشري المحرم سنة ثلاثين وخمسمائة
وصليت عليه وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن فيها.
460 - عثمان بن محمد بن سعيد أبو القاسم السلمي المغني المعروف بابن
الأصفر:
غلام الشريف أبي الحسن إبراهيم بن عبد السلام البصري الهاشمي روى عنه
القاضي أبو علي التنوخي حكايات من كتاب (نشوار المحاضرة) من جمعه.
أنبأنا عبد الواحد بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أنبأنا أبو
القاسم علي بن القاضي أبي علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي إذنا عن أبيه قال:
حدثني عثمان بن محمد بن سعيد السلمي البغدادي المغني ويعرف بأبي القاسم ابن
الأصفر غلام ابن عبد السلام الهاشمي قا: حدثني بلطون (1) بن منجوا أحد قواد
الحجويه (2) قال: حدثني غلام ابن المسروق (3) العدل البغدادي قال: كان مولاي
مكرما لي فاشترى جارية وزوجنيها فأحببتها حبا شديدا وبغضتني بغضا شديدا
وكانت تنافرني دائما واحتملتها إلى أن أضجرتني يوما فقلت لها: أنت طالق ثلاثا
بتاتا لا خاطبتني بشئ إلا خاطبتك بمثله فقد (4) أفسدك احتمالي لك فقالت لي في
الحال: أنت طالق ثلاثا بتاتا قال: فأبلست ولم أدر ما أجيبها خوفا أن أقول لها مثل
ما قالت فتطلق فسكت في الحال وخرجت إلى مولاي فقلت له ما جرى فقال: قد
طلقت منك وأنا أزوجك غيرها فطلقها طلاقا صحيحا فقلت: يا مولاي إن تم على
طلاقها قتلت نفسي غما لها فالله الله في فقال لي: فامض فاستفت الفقهاء قال:

(1) هكذا في الأصل (ج): (لمطلون).
(2) هكذا في الأصول.
(3) في (ج): (المزوق).
(4) في (ج): (بعد).
163

فطفت على جماعة فأفتوني بأنها لابد أن تطلق وأن علي أن أجيبها مثل ما قالت
فتصير بذلك طالقا مني قال: فأرشدت إلى أبي جعفر الطبري وأخبرته بما جرى فقال
لي: أمض ولا تعاود الايمان وأقم على زوجتك بعد أن تقول لها أنت طالق ثلاثا بتاتا
إن أنا طلقتك فتكون قد خاطبتها بمثل ما خاطبتك به فوفيت يمينك ولم تطلقها.
461 - عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان
ابن عفان:
روى عن عبد الله بن نافع الصائغ رسالة (1) مالك بن أنس رواها عنه ابنه عبيد
الله وقد ذكره الخطيب في التاريخ.
462 - عثمان بن محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي:
حدث عن محمد بن يزيد (2) الآملي روى عنه أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي
الفوارس في أماليه.
أنبأنا أبو منصور بن أبي القاسم البزاز أن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله
البزاز أخبره عن أبيه قال: حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس إملاء حدثنا عثمان بن
محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي في مسجد جامع الرصافة حدثنا محمد بن يزيد
الآملي حدثنا محمد بن إسماعيل الفزاري حدثنا محمد بن كثير العبدي أنبأنا سليمان
ابن كثير عن الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أراد إن يبعث رجلا في حاجة قد أهمته وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره فقال
له علي: ما منعك (3) من هذين؟ قال: (كيف أبعث هذين وهما من الدين بمنزلة
السمع والبصر من الرأس) (4).
463 - عثمان بن محمد أبو عبد الله الحواجبي الصوفي:
ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي الصوفي في كتاب (تاريخ
الصوفية) من جمعه وذكر أنه بغدادي من ظراف الصوفية طيب القلب سافر الكثير

(1) في الأصل (ج): (وسأله).
(2) في الأصل (ج): (زيد).
(3) في (ب): (ما يمنعك).
(4) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 9 / 52 وكنز العمال 32672 36123.
164

ولقي الشيوخ وكان قد صحب أبا العباس بن عطاء قال: وسكن مكة ورأيته بها في
آخر عمره وكان قد أقعد وضعف بصره وكان يقعد بباب إبراهيم في المسجد
الحرام ولم أسمع منه شيئا حدثنا عنه أبو جعفر إسماعيل الموسوي بمكة قال: سمعت
داهر بن داهر (بن) (1) (وراق أبو خليفة يقول (2) - فذكر حكاية.
كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر الحرضي أنبأنا أبو بكر
المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: أبو عبد الله الحواجبي بغدادي كان عالما
بعلوم القوم وكان أبو علي الروذباري يميل إليه في حداثته مات بمكة وذكر أبو
العباس النسوي أنه مات بمكة بعد السبعين والثلاثمائة.
464 - عثمان بن محمد أبو عمرو (3) الرفاء القطيعي:
من أهل شارع العتابيين بالجانب الغربي حدث عن أبي القاسم البغوي روى عنه
أبو سعيد الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي محمد سفيان بن إبراهيم العبدي وحامد بن محمد الأعرج بأصبهان
عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق
ابن منده أخبره قال: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه قال:
أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد الرفاء القطيعي ببغداد حدثنا أبو القاسم المنيعي حدثنا
أحمد بن حنبل حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: أبصر (4) النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا يعاتب أخاه في الحياء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعه فإن الحياء من الايمان) (5)
أخبرنا عاليا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي أنبأنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي أنبأنا محمد بن عمر الوراق حدثنا
المنيعي فذكره.
قرأت في كتاب (معجم شيوخ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني بخطه

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل (ج) (قال لي أبو خليفة) زيادة على ما في (ب).
(3) في الأصول: (أبو عمر).
(4) في (ج): (أنصر).
(5) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الايمان 59 / وفتح الباري 10 / 338 522.
165

قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد الرفاء ببغداد بشارع العتابيين وما كتبت عنه
غيره قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا أحمد بن حنبل فذكره.
465 - عثمان بن المظفر بن محمد أبو عمرو المعروف بابن البازيار:
من أهل الحريم الظاهري شيخ مسن سمع بعد علو سنه من أبي الفتح بن عبد
الباقي بن البطي وأبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كارة وغيرهما وأضر في
آخر عمره كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان لا بأس به.
أخبرنا عثمان بن مظفر بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو محمد بن كاره أنبأنا محمد بن
سعيد الكرخي أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا (أحمد
ابن) (1) حنبل حدثنا الحسين بن محمد حدثنا أيوب بن جابر عن سماك عن جابر بن
عبد الله قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا المكتوبة صلاة لا يطيل فيها ولا يخفف وسطا
من ذلك وكان يؤخر العتمة) (2).
توفي عثمان بن البازيار في سنة ست عشرة وستمائة وقد جاوز الثمانين.
466 - عثمان بن مقبل بن قاسم بن علي أبو عمرو الواعظ الحنبلي (3):
من أهل ياسرية قرية قريبة من بغداد على نهر عيسى قدم بغداد في صباه وقرأ
المذهب والخلاف حتى حصل منهما طرفا صالحا وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب
وحصل وكان يسكن بالمأمونية يدرس ويفتي ويعقد مجلس الوعظ سمع أبا الحسين بن
يوسف وأبا محمد بن الخشاب وأبا الفتح بن شاتيل وأبا السعادات بن زريق والكاتبة
شهدة وجماعة غيرهم وجمع لنفسه معجما في مجلدة وحدث ولم يكن له معرفة
بالحديث والاسناد وقد صنف كتبا في التفسير والوعظ والفقه والتواريخ وفيها غلط
كثير لقلة معرفته بالنقل (4) لأنه كان صحفيا ينقل من الكتب ولم يأخذه من الشيوخ
وكان خطه في غاية الرداءة كتبت عنه وكان متدينا صالحا حسن الطريقة لازما
لبيته قليل المخالطة للناس.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الخبر في: مسند الإمام أحمد 5 / 89.
(3) انظر: شذرات الذهب 5 / 69. ومعجم البلدان 8 / 491.
(4) في (ج): (معرفته النقل).
166

أخبرني عثمان بن مقبل الياسري بقراءتي عليه قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن
الفرج الكاتبة أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر أنبأنا عبد الله بن عبيد الله
حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا يعقوب الدورقي حدثنا علي بن ثابت عن
الحسن بن دينار عن الأسود بن عبد الرحمن عن هصان بن كاهن عن أبي موسى
الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أكل يتيم مع قوم في صحفتهم - أو قصعة - فيقرب
صحفتهم الشيطان) (1).
ذكر لنا عثمان الياسري أن مولده تقريرا في سنة خمسين وخمسمائة وتوفي يوم
الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة (ست) (2) عشرة وستمائة
وصلى عليه بكرة الجمعة (3) بجامع القصر ودفن بباب حرب.
467 - عثمان بن نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن
ابن منازل (4) القزاز الشيباني أبو عمرو بن أبي السعادات بن أبي منصور بن أبي
غالب المعروف بابن زريق:
من ساكني خرابة الهراس من أولاد المحدثين حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه
ذكر لنا أنه سمع من جده ولم نظفر (5) له عنه بشئ بل وجدنا سماعه من والده
فكتبنا عنه شيئا يسيرا وكان شيخا صالحا حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا عثمان بن نصر الله بن عبد الرحمن القزاز أنبأنا أبي أنبأنا أبو سعد محمد
ابن عبد الكريم بن حشيش أنبأنا الحسن بن أحمد بن شاذان أنبأنا أبو بكر محمد بن
جعفر الادمي حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي
حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرة
رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا بقي ثلث الليل ينزل الله إلى سماء الدنيا
فيقول: من ذا الذي يدعوني أستجيب له من ذا الذي يستغفرني أغفر له من ذا
الذي يستكشفني الضر أكشفه عنه من ذا الذي يسترزقني أرزقه - حتى ينفجر
الفجر) (6).

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6083.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصول: (بكرة الجامع).
(4) في تاج العروس ك (بن مبارك).
(5) في (ج): (لم يظفر).
(6) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 258. ومجمع الزوائد 10 / 154.
167

سألت عثمان عن مولده فقال: في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة
وتوفي في النصف من شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة ودفن بباب حرب.
468 - عثمان بن نصر بن منصور بن العطار الحراني أبو عمرو (1) التاجر:
كان من وجوه الناس وذوي الثروة الواسعة والمكانة والجاه عند الأكابر سمع
الحديث الكثير من أبي الوجوه الصوفي ونصر بن نصر بن العكبري وأبي المظفر بن
الشبلي وأبي الفتح بن البطي ومن خلق كثير غيرهم وحدث باليسير سمع منه ولده
عبد الله إبراهيم بن علي بن بكروس ومحمد بن النفيس بن منجب (2) الرزاز ورأيته
كثيرا ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا.
توفي سحرة يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة من سنة خمس وتسعين
وخمسمائة وصلى عليه من الغد بجامع القصر ودفن بباب حرب وقد جاوز
الخمسين.
469 - عثمان بن أبي نصر بن منصور الوتار أبو الفرج المسعودي الواعظ
الفقيه الحنبلي:
من أهل المسعودة تفقه على أبي الفتح بن المنى وكان يتكلم في مسائل الخلاف
ويناظر الفقهاء ويعقد مجلس الوعظ وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أحمد
الآبري ومن خديجة بنت أحمد بن الحسن النهرواني ومن جماعة من المتأخرين وشهد
عند قاضي القضاة أبي صالح الجيلي في السادس عشرة من ذي القعدة سنة اثنتين
وعشرين وستمائة فقبل شهادته ثم إنه منع من الشهادة على الناس في رجب سنة
خمس وعشرين وأذن له في الشهادة على القضاءة في السجلات كتبنا عنه وكان
كيسا حسن الاخلاق متوددا.
أخبرنا عثمان بن أبي نصر المسعودي قال: أخبرتنا خديجة بنت أحمد أنبأنا الحسين

(1) في (ج): (أو عمر)
(2) في الأصل: (من منجب).
168

ابن أحمد بن محمد بن طلحة أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله أنبأنا إسماعيل بن محمد
الصفار حدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل حدثني ثوير
ابن أبي فاختة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزبيب
والتمر أن يخلطا.
توفي المسعودي في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادي الأولى سنة ست
وثلاثين وستمائة وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بباب حرب وقد
قارب السبعين.
470 عثمان بن يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس:
من أهل الأنبار أخو محمد الذي قدمنا ذكره سمع ببغداد أبا زرعة طاهر بن محمد
ابن طاهر المقدسي ولا أدري حدث بشئ أم لا كان مولده بالأنبار في سنة ثمان
عشرة وخمسمائة تقديرا وتوفي ببغداد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ودفن بمقبرة
جامع المنصور.
471 - عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري الأصل البغدادي المولد
والدار أبو عمرو (1):
من ساكني سوق العميد وكان والده يعرف بابن زريق من أهل كاشغر سكن
بغداد وكان يخدم في أصطبل الامام المستظهر بالله وولد عثمان هذا ببغداد ونشأ
بها وتفقه على مذهب أبي حنيفة وسمع الحديث مع أولاده ببغداد من أبي الفتح بن
(2) البطي وأبي بكر بن النقور وأبي المعالي بن حنيفة وأبي طالب بن خضير (3)
وأمثالهم وبواسط من أبي جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن بن البوقي سمع منه عبد
الغني بن عبد الواحد الحافظ وأبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة وأخوه عبد الله
المقدسيون في شوال سنة خمس وستين وخمسمائة وسمع بدمشق من أبي القاسم علي
ابن الحسن بن هبة الله الشافعي وغيره.

(1) انظر الجواهر المضية 1 / 346. وفي (ج): (أبو علي عمرو).
(2) (الفتح بن) ساقطة من (ج).
(3) في (ب): (حضر).
169

سألت إبراهيم بن عثمان الكاشغري عن وفاة والده فقال: مات بواسط بالسنة
التي ولى فيها أردن واسطا وقد جاوز الستين وذلك في سنة ست أو سبع وستين.
472 - عثمان الفوطي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في (تاريخ الصوفية) من جمعه وقال: بغدادي
(من) (1) متأخري لأصحاب الشبلي ومن في عصره ولم يزد على هذا نقلته من أصله
وخطه.
473 - عدنان بن محمد بن الحسين بن موسى بن أحمد الموسوي (2):
وكان والده أبو الحسن يلقب بالرضى صاحب الشعر المليح وجده أبو أحمد قد
تقدم ذكره في هذا الكتاب وعدنان هذا قلد النقابة على الطالبيين وأمر الحج
والحرمين بعد وفاة عمه المرتضى أبي القاسم علي في يوم الاثنين النصف من جمادي
الآخرة سنة ست وثلاثين وأربعمائة وخلع عليه السواد والطيلسان وكتب له العهد
بالتقليد.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن حمزة بن المظفر بن حمزة (3) الحاجب قال:
أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي قراءة عليه قال: أنشدني ذو الحسبين أبو
أحمد عدنان لأبيه الرضي أبي الحسن محمد بن أحمد الموسوي:
حيرني روض على خده * ويلي من ذاك وويلي عليه
قد شهد القلب على طيه * من قبل أن يسمع من رائديه
أي جنى (4) يقطف من حسنه * وكل ما فيه حبيب إليه
نرجسي عينه (5) أم وردتي * خديه (6) أم ريحانتي عارضيه
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أن أبا أحمد عدنان بن الرضي أبي

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر: الاعلام 5 / 7 والكامل 9 / 222.
(3) في (ب): (عن حمزة).
(4) في الأصل: (إلى حتى) وفي (ب): (أي حتى).
(5) في (ج): (عيناه).
(6) في الأصل (ب): (خدته).
170

الحسن الموسوي ولد في يوم الجمعة السادس من رجب سنة أربعمائة وقال أبو الفضل
ابن الحسن بن خيرون: مات الطاهر أبو أحمد عدنان بن الرضي نقيب العلوية ظهر يوم
الاثنين ودفن يوم الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وأربعمائة في
داره بالبركة وصلى عليه نقيب الهاشميين أبو علي بن الأفضل بن (أبي) (1) تمام
الهاشمي وذكر أبو الحسن بن الهمداني أن بناته لم يتزوجن قط وأنهن في الدار التي
دفن فيها ونقلته إلى مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب إلى عند أهله.
474 - عدنان بن محمد بن عدنان بن محمد بن علي أبو هاشم الزينبي:
من أهل شارع دار الرقيق (2) وهو أخو عبد الرحمن الذي قدمنا ذكره سمع
الكثير بإفادة والده من أبي القاسم علي بن الحسين الربعي وأبي سعد محمد بن عبد
الكريم بن خشيش وأبي العز محمد بن المختار بن المؤيد وأبي علي محمد بن محمد بن
عبد العزيز (3) بن المهدي وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهم روى عنه
أبو سعد بن السمعاني وروى لنا عنه ابن الأخضر.
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا أبو القاسم عدنان بن
محمد بن عدنان الزينبي قراءة عليه أنبأنا علي بن الحسين بن عبد الله حدثنا الحسن
ابن محمد الخلال إملاء حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان إملاء حدثنا علي بن الحسن
ابن سليمان القطيعي حدثنا أبو همام حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث
عن عبد ربه (4) بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تداووا
فإذا أصيب الدواء برأ بإذن الله عز وجل).
أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن المشق البيع ونقلته من خطه قال: توفي أبو هاشم
عدنان بن محمد بن عدنان الزينبي يوم السبت سادس عشري جمادي الآخرة سنة ست
وخمسين وخمسمائة ومولده ليلة الثلاثاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين
وأربعمائة.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل (ج): (الرفق).
(3) في الأصل (ج): (محمد بن محمد بن عبد العزيز).
(4) في (ج): (بن الحارث بن عبد ربه).
171

475 - عرس بن محمد بن عرس أبو طاهر:
كان يتولى العيار في دار الضرب روى عن أبي محمد طلحة بن عبيد الله العوني
شيئا من شعره كتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي.
وذكر هلال بن المحسن الكاتب في تأريخه ونقلته من خطه أنه توفي في يوم الخميس
الرابع من صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة.
476 - عرفة بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن
عيسى المعروف ببصلا بن محمد بن حمدويه بن دينار بن شيلة بن تدهرمز بن أه بن
أوه بن أشك بن شكرك بن زاذان بن رخ بن نبغان - وهو الذي أحدث البندنيجين
- ابن زاذان فروخ الأكبر وزير الحجاج بن يوسف أخو يزدجر (1) - آخر ملوك
الفرس - بن هرمز بن كسرى أنوشروان ملك الفرس صاحب الإيوان بالمداين (2).
أبو المكارم الزاهد الصوفي:
من أهل البندنيجين هكذا أملي على نسبه من حفظه قدم بغداد ونشأ بها
وصحب أبا النجيب السهروردي وتفقه عليه وحفظ القرآن وسمع معه الحديث من
جماعة (3) ثم اشتغل بالخلوة والعبادة والمجاهدة والرياضة الشديدة وترك أكل الخبز
وكل مطعوم سوى اللبن الحليب وكان يديم الصيام ويفطر عليه بقي على ذلك ولم
يزل عليه إلى حين وفاته سمع القاضي أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي
وأبا صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي وأبا الفتح بن البطي والقاضي أبا عبد
الله محمد بن عبد الله بن محمد بن البيضاوي وأبا بكر أحمد بن المقرب الصوفي وأبا
القاسم يحيى بن ثابت بندار البقال وغيرهم كتبنا عنه.
أخبرنا أبو المكارم عرفة بن علي بن الحسن الصوفي قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن
عمر الأرموي أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنبأنا أبو الحسن علي
ابن عمر الدارقطني حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا محمد
ابن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي

(1) في الأصل: (يراد) وفي (ب): (يزداخر).
(2) في (ب): (بلد ابن).
(3) في الأصل: (مع جماعة).
172

الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الغداة فيشهدها معه نساء المؤمنين
متلفعات ثم يرجعن وما يعرفن.
توفي رحمه الله في سحرة يوم الاثنين لتسع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتين
وستمائة ونودي بالصلاة عليه فاجتمع الناس بالمدرسة النظامية وجئ بتابوته مشدودا
بالحبال وحوله خلق من العوام يتبركون فيه ويلقون عليه عمائمهم وميازرهم وحمله
الناس على رؤسهم وتقدم الصلاة عليه شيخنا عمر بن محمد السهروردي ودفن
بالشونيزية وكان يوما مشهودا ويقال إنه عاش سبعا وسبعين سنة.
477 - عرفة بن علي بن أبي الفضل أبو المعالي المقرئ الزاهد المعروف بابن
البقلي (1):
من ساكني درب الشوك بالمأمونية كان شيخا صالحا زاهدا كثير الاقراء للناس
منقطعا في مسجده تلقن عليه خلق كتاب الله سبحانه سمع أبا نصر الحسن بن محمد
ابن إبراهيم اليونارتي الأصبهاني وأبا الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن
الشهرزوري (2) وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم وحدث باليسير
وتوفي قبل طلبي للحديث.
أخبرنا (3) أبو عبد الله محمد بن مقبل الفقيه قال: أنبأنا أبو المعالي عرفة بن علي بن
أبي الفضل بن البقلي أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي قدم علينا وأنبأنا أبو
الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه أنبأنا أبو العلاء صاعد بن سيار
الهروي قدم علينا قالا: أنبأنا أبو المظفر عبد الله بن عطاء البغاورداني أنبأنا أبو محمد
الجراحي حدثنا أبو العباس المحبوبي (4) حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا قتيبة
حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصيام بعد شهر الصيام شهر الله المحرم

(1) في (ج): (الباقلي).
(2) في الأصل (ج): (السهروردي).
(3) في (ب) (ج): (أخبرني).
(4) في الأصل (ب): (المحولي).
173

وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) (1).
ذكر أن أبا المعالي بن البقلي ولد في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وأربعمائة أنبأنا
أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع ونقلته من خطه قال: مات أبو المعالي بن
البقلي في ليلة الاثنين ثامن ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ودفن بباب
حرب ببركة (2) بشر الحافي.
478 - عرفة بن نجيب أبو البركات النحوي البلطي:
قرأت بخط بعض العلماء قال: أنشدني أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن منصور
السلمي بدمشق قال: أنشدني أبو البركات عرفة بن نجيب النحوي البلطي ببغداد قال:
نظم بعض الفضلاء خبر النبي صلى الله عليه وسلم: (عمر الانسان لا قيمة له) في بيتين:
بقية العمر عندي ما لها ثمن * وإن عدا خير محبوب من الثمن
يستدرك المرء فيه ما أفات ويحيى * ما أمات ويمحو السيئ بالحسن
479 - عزان بن عبد الله بن عزان أبو مرة البغدادي:
ذكره أبو القاسم هبة الله بن (عبد) (3) الوارث بن علي الشيرازي في كتاب
تاريخ شيراز من جمعه ونقلته من خطه قال: دخل شيراز في سنة نيف وثمانين ومائتين
وحدث بها روى عنه من أهل شيراز محمد بن جعفر التمار وغير واحد ويقال إن
المأمون أمير المؤمنين ركب إليه ببغداد وسمع منه.
480 - عزيز بن الربيع بن عزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد بن (محمد بن) (4)
جعفر بن أحمد بن معبد بن زيد بن مسروق بن معبد بن عامر بن ربيعة بن الفضل
ابن حبيب بن نعيم بن نصر بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد
ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو القاسم بن أبي الوليد
ابن أبي القاسم المقرئ:

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم كتاب الصيام 202 203. وسنن أبي داود 2429. وسنن
النسائي 3 / 207. وسنن الترمذي 74 438.
(2) في (ج): (سكة بشراي في).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
174

من أهل أصبهان من أولاد المحدثين سمع الكثير في صباه وطلب بنفسه وكتب
بخطه وحصل ومات قبل أوان الرواية سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا
منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي وأبا نهشل عبد الصمد بن أحمد بن الفضل العنبري
وأبا طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ والسيد أبا الفضل حمزة
ومحمد بن طاهر بن طباطبا المقرئ وأبا الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج وأبا
بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني وأبا بكر محمد بن عبد الواحد بن محمد
الطرسوسي وأبا الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي وأبا عبد الله
الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال وأبا الفرج سعيد بن أبي الصيرفي وأبا الفتح
سهل بن ناصر بن الحسن بن محمد بن رويزاذ وأبا نصر أحمد بن عمر بن محمد الغازي
وأبا الرجاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز القارئ وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد
الجوزدانية وجحشة بنت علي بن أبي ذر الصالحاني وخلقا كثيرا غيرهم.
قدم بغداد حاجا في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وحدث بها بجزء خرجه
له أبو الخير (1) عبد الرحيم بن أبي الفضل بن موسى الحافظ عن شيوخه سمعه منه
عبد المغيث بن زهير الحربي وأبو الحسن علي بن عساكر البطائحي وأبو الفضل أحمد
ابن صالح بن شافع الجيلي وإبراهيم بن محمود بن السعار وأبو الحسن علي بن أحمد
الزيدي والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأبو العباس أحمد بن عمر بن لبيدة
ومعمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني وابنه داود ويحيى.
أخبرنا داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بقراءتي عليه بأصبهان قال: أنبأنا
أبو القاسم عزيز بن الربيع بن عزيز بن أحمد المقرئ قراءة عليه ببغداد في جامع
المنصور أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن المقرئ قراءة عليه (حدثنا) (2)
أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا إسحاق الديري عن عبد
الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نمت
فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ فقلت: من هذا؟ فقالوا (3): حارثة بن النعمان

(1) في الأصل (ج): (الحمير).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في (ج): (قالوا).
175

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلك البر كذلك البر وكان أبر الناس بأمه) (1).
ذكر عزيز أن مولده بأصبهان في صفر سنة تسع وخمسمائة وذكر الحافظ معمر
أنه مات في ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وخمسمائة
حين رجع من الحج.
481 - عزيزي بن عبد الملك بن منصور أبو المعالي الواعظ المعروف
بشيذلة (2):
من أهل جيلان سمع بها الأستاذ أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
النيسابوري وأبا سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن المثنى التميمي قدما عليهم
حاجين وبآمل طبرستان أبا حاتم محمود بن الحسين القزويني وأبا عبد الله محمد بن
علي الدامغاني وقدم بغداد قبل الأربعين وأربعمائة وسمع بها الأمير أبا محمد الحسن
ابن عيسى بن المقتدر بالله وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز (3)
وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق
وأبا القاسم عبيد الله بن عثمان بن شاهين وأبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد
البرمكي وأبا الحسن علي بن عمر القزويني وأبوي الحسن أحمد بن محمد العتيقي وعلي
ابن أحمد الفالي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا طالب محمد بن علي
العشاري (4) وأبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري والقاضي أبا الطيب
طاهر بن عبد الله الطبري وأبا القاسم منصور بن عمر بن علي الكرخي وأبا الحسين
محمد بن أحمد بن النرسي وجماعة غيرهم.
وجمع لنفسه مشيخة وصنف كتبا كثيرة في الوعظ والتذكير وغير ذلك وكان
فقيها فاضلا حسن المعرفة بمذهب الشافعي ويعرف الأصول على مذهب الأشعري
ويعقد مجلس الوعظ وكان فصيحا حلو الكلام كثير المحفوظ ظريفا مليح النوادر
حدث بمشيخته وغيرها من مصنفاته روى عنه أبو الحسن محمد بن المبارك بن الخل

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 6 / 151 167 المستدرك 4 / 151.
(2) في الأصول: (بشيدلة).
(3) في الأصل: (عبدان الخراز).
(4) في الأصول: (العشاي).
176

الفقيه والحسين بن علي بن سلمان الأنصاري وشهدة بنت أحمد بن أبي الفرج
الأبري شهد عند قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفر الشامي في الثاني عشر من
شهر ربيع الآخر من سنة ست وثمانين وأربعمائة فقبل شهادته وقلده القضاء بربع
باب الأزج في ذي القعدة من السنة.
أخبرنا عبد العزيز بن دلف (1) المقرئ قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن أبي
الفرج أنبأنا القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قراءة عليه أنبأنا أبو
محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك
القطيعي حدثنا علي بن طيفور النسوي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد
الرحمن عن ابن عجلان عن سعيد - يعني المقبري - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات (2) يوم القيامة وإياكم والشح فإنه دعا من
قبلكم فسفكوا دماءهم ودعاهم فقطعوا أرحامهم ودعاهم فاستحلوا محارم الله عز
وجل وإياكم والفحش فإن الله عز وجل لا يجب الفاحش المتفحش) (3).
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن الحسين بن علي الأنصاري قال:
أنشدني القاضي عزيزي بن عبد الملك (قال) أنشدني ابن الحصين لنفسه:
ولما اعتنقنا للوداع وقلبها * وقلبي بفيضان الصبابة والوجدا
بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي * عقيقا فصار الكل في نحرها عقدا
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت
الوزير علي بن طراد يقول: ضاع حمار لواحد سوادي بباب الأزج فكان يطلبه
ويفتش عليه فقال له القاضي عزيزي: خذ المقود وشده في رقبة من شئت (4) من
أهل المحلة فإنهم مثل ما تطلبه.
قرأت في كتاب مشيخة القاضي أبي علي الحسين بن محمد الصوفي المعروف بابن
سكرة قال: عزيزي بن عبد الملك شيذلة شيخ الوعاظ في قضايات الأزج ببغداد بعد

(1) في الأصل: (بن دان).
(2) (ب): (الظلمات).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 106 191 195 431 3 / 323 والمستدرك 1 / 11.
(4) في الأصل (ب): (في ست).
177

موت القاضي أبي علي يعقوب الحنبلي وكان متزهدا متقللا من الدنيا شافعي
المذهب ولم يكن يدري ما الحديث.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو
المعالي عزيزي بن عبد الملك في يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة أربع وتسعين
وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب أبرز.
قلت: وقد زرت قبره غير مرة وهو مقابل تربة أبي إسحاق الشيرازي وكانت
عليه بلاطة فذهبت وقد خرب في هذه الأيام ودثر.
482 - عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم أبو عبد الرحمن العدوي (1):
من أهل نصيبين إمام مسجد كندة بها قدم بغداد في صباه وتفقه بها على مذهب
الشافعي وأقام بها مدة يسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي العز بن
كادش وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي وجماعة
من أصحاب ابن النقور والصريفيني وأبي نصر الزينبي وأبي القاسم بن السري وأبي
بكر الخطيب وحدث بيسير سمع منه ابن السمعاني.
وسألت عنه شيخنا عبد الوهاب الأمين فأثنى عليه كثيرا وقال: كان ناسكا صالحا
ساكنا قليل المخالطة للناس سمع معنا كثيرا قلت: ثم إنه عاد إلى نصيبين وأقام بها
يفتي ويدرس ويحدث وكان عالما زاهدا ورعا ثقة فاضلا له مروءة وفيه عصبية
وخدمة للغرباء الواردين إليه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: أنبأنا
عسكر بن أسامة النصيي ببغداد وأنبأنا عبد الوهاب الأمين قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو
القاسم بن الحصين: أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثني محمد
ابن غالب حدثني عبد الصمد حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن أبي
موسى الكندي عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول (2): (اللهم لا تكلني
إلى نفسي طرفة عين).

(1) انظر طبقات الشافعية للسبكي 4 / 271.
(2) في (ج): (من قول).
178

وأخبرني الحاتمي قال: حدثنا ابن السمعاني قال عسكر بن أسامة بن جامع العدوي
شاب عالم فاضل صالح دين كثير الصلاة والذكر قيم بكتاب الله دائم التلاوة سمع
بقراءتي وكان ورد بغداد قبلي ومدة مقامه (1) وكان مشتغلا بما يعنيه من القراءة
والنسخ والتحصيل وكان حريصا على طلب العلم وكنت أراقبه مدة صحبتنا
فوجدته حسن الصحبة مأمونا صدوقا متمسكا بالسنة والأثر كتب عني وكتبت (2)
عنه بمكة وبغداد وسألته عن مولده فقال: سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بنصيبين.
قرأت في كتاب أبي الحسين أحمد بن حمزة السلمي الدمشقي بخطه قال: سألته -
يعني عسكر بن أسامة - عن مولده فقال: سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وبلغني أن
عسكر مات بنصيبين في سنة ستين وخمسمائة.
483 - عسكر بن القاسم بن محمد المخرمي:
من أهل باب الأزج (كان) (3) صاحبا للقاضي أبي سعد المبارك بن علي
المخرمي ووكيلا بين يديه ولم يكن فقيها وهو جد عبد اللطيف بن يعمر المؤدب
الذي تقدم ذكره.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ
قال: أنشدني عسكر صاحب القاضي أبي سعد المخرمي الفقيه قال: كنت أسمعه -
يعني القاضي أبا سعد - إذا حصل له كتاب أنشد:
كم من كتاب تعبت في طلبه * وكنت من أفرح الخلائق به
حتى إذا مت وانقضى عمري * صار لغيري وعد في كتبه
484 - العسنق الضبي الشاعر:
ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب (الورقة) في أخبار شعراء المحدثين فقال:
بغدادي من أصحاب (أبي) (4) يونس وكان في عصره وله أشعار جياد (5) ومن

(1) هكذا في الأصل.
(2) (وكتبت) ساقطة من (ج).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) في (ب): (جيده).
179

قوله:
أيا من لا يثيب على الوصال * ويا من لا يجيب على السؤال
ويا من قوله (لي) حين أشكو * إليه مت بدائك لا أبالي
ألست ترى الذي ألقى فترثى * لطول صبابتي ولسوء حالي
وقد أبدت لك العينان أني * على طول اعتلالك غير قالي
ولست وإن بدأت بقطع حبلي * على حال لوصلكم بسال
تعالى الله ما أسلاك عني * كذلك كل طلق القلب خال
485 - عصام بن حفص بن سوار أبو هاشم:
سكن بلخ وحدث بها عن محمد بن زياد الجزري وأبي داود سليمان بن عمرو
الحنفي الكوفي روى عنه بكر بن محمد بن بكر بن عطاء والحسن بن العلاء بن
القاسم ويحيى بن الحسن البلخيون.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد وداود بن معمر الواعظ بأصبهان قالا:
أنبأنا حاتم بن شافع الجبلي أنبأنا جعفر بن يحيى المكي أنبأنا أبو نصر عبيد الله بن
سعيد بن حاتم الوايلي السجستاني أنبأنا أبو محمد يحيى بن سعيد بن محمد القطان
الصوفي بهراة حدثنا محمد بن علي الجباخاني أنبأنا الحسن بن العلاء بن القاسم
حدثنا أبو هاشم عصام بن حفص البغدادي حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن
مهران عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكتبوا العلم قبل ذهاب العلماء وإنما
ذهاب العلم موت العلماء) (1).
قرأت على ست الشرف بنت سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن
إسحاق بن مندة قراءة بأصبهان عن أبي نصر محمد بن أبي رجاء الصائغ قا: أنبأنا
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة عليه أنبأنا أبو الفضل عبد
الصمد بن محمد العاصمي ببلخ أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي
حدثنا الحسن بن بكر حدثني أبي حدثنا عصام بن حفص بن سوار البغدادي ببلخ
عن أبي داود عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الزبير عن عمر بن الخطاب

(1) انظر الحديث في: كنز العلماء 28733.
180

رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أشفق من سيئته ورجا حسنته فهو
مؤمن) (1).
كتب إلى أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد بن العطار الهمداني قال: أنبأنا أبو
المحاسن نصر بن المظفر البرمكي أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة
أنبأنا أبي قال: عصام بن حفص حدث عن سليمان بن عمرو عداده في أهل بلخ
روى عنه يحيى بن الحسن البلخي.
486 - عصام بن طليق الطفاوي (2):
من أهل البصرة سمع الحسن بن أبي الحسن البصري وشعيب بن العلاء وسليمان
ابن مهران الأعمش روى عنه طالوت بن عباد والأسود بن عامر وسعد بن عبد ابن
الحميد جعفر وانتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها وحدث بها روى عنه من أهلها
محمد بن بكار بن الريان وغيره وكان ضعيفا في الرواية.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي أن أبا إسحاق البرمكي أخبره
عن أبي الفتح (3) محمد بن الحسين الأزدي أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي حدثنا محمد
ابن بكار بن الريان حدثنا عصام بن طليق البصري حدثنا شعيب بن العلاء قال:
سمعت أبا هريرة يقول: اعلموا ايها الناس! إن أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم
كلاما فيما لا يعنيه هكذا رواه مرسلا وقد رفعه أبو هريرة.
أخبرناه أبو شجاع محمد بن أبي محمد المقرئ إذنا قال: أنبأنا أبو البركات الأنماطي
قراءة عليه قال أنبأنا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر الشامي أنبأنا أحمد بن
محمد العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد بن الرحيل بمكة حدثنا أبو جعفر بن عمر أنبأنا
ابن موسى العقيلي حدثنا محمد بن العباس المؤدب حدثنا سعد بن عبد الحميد بن
جعفر حدثنا عصام بن طليق عن شعيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه) (4).

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 801 802
(2) انظر: تهذيب التهذيب 7 / 195.
(3) في (ج): (الشيخ).
(4) انظر الحديث في: العلل المتناهية 2 / 216. والترغيب والترهيب 3 / 54 ز. والعلل المتناهية
2 / 216.
181

أخبرنا محمد بن أبي سعيد الأديب بأصبهان أنبأنا ذاكر بن أحمد بن عمر أبو بكر
أنبأنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن
البلخي (1) بنيسابور أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم قال: سمعت العباس بن
محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: عصام بن طليق ليس بشئ.
أخبرنا أبو سعد محمود بن أحمد القطان بأصبهان قال: أنبأنا أبو الفرج الثقفي قراءة
عليه عن أبي عمرو بن أبي عبد الله بن منده قال: كتب إلى أبو علي أحمد بن عبد الله
قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: سئل أبو زرعة عن عصام بن طليق
فقال: ضعيف الحديث.
أخبرنا يوسف بن المبارك الشافعي أنبأنا محمد بن عبد الملك المقرئ قراءة عليه عن
أبي محمد الجوهري عن أبي الحسن الدارقطني قال: كتب إلى أبو حاتم محمد بن حبان
ابن أحمد البستي قال: عصام بن طليق شيخ يروي عن الحسن روى عنه البصريون
وأهل بغداد انتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها وكان ممن يأتي بالمعضلات عن
أقوام ثبات.
487 - عصام الحربي الزاهد:
أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار قراءة عليه أنبأنا أبو الغنائم
محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله قراءة عليه أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر
ابن أحمد البرمكي أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال:
حدثنا أبو عيسى حمزة بن الحسين السمسار قال: أخبرني أحمد بن جعفر عن عصام
الحربي قال: رأيت في المنام كأني قد دخلت في درب هشام فلقيني بشر بن الحارث
فقلت: من أين يا أبا نصر (2)؟ فقال: من عليين قلت: ما فعل أحمد بن حنبل؟ قال:
تركت (الساعة) (3) أحمد بن حنبل وعبد الوهاب الوراق بين يدي الله عز وجل
يأكلان ويشربان ويتنعمان قلت: فأنت؟ قال: علم الله تبارك وتعالى قلة رغبتي في

(1) في (ب) (ج): (السلمي).
(2) (يا أبا نصر) ساقطة من (ب).
(3) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصول.
182

الطعام فأباحني النظر إليه.
قرأت على محمد بن حامد المقرئ بأصبهان عن زاهر بن طاهر الشحامي أن أبا
القاسم القشيري أخبره قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثني أبو زرعة
الرازي حدثنا حمزة بن الحسين السمسار حدثنا أحمد بن جعفر عن عصام الحربي
وكان مستجاب الدعوة فذكر الحكاية وقد ذكر الخطيب وقد ذكر هذه الحكاية في ترجمة عبد
الوهاب بن الحكم الوراق ورواها عن الخلال عن ابن شاهين عن حمزة السمسار
وسماه عاصما والصحيح عصام.
488 - عصم بن وهب أبو الشبل البرجمي الشاعر (1):
كان من البراجم مولده بالكوفة ونشأ وتأدب بالبصرة وقدم سر من رأى أيام
المتوكل ومدحه واستوطن سامرا وكان صاحب نادرة كثير الغزل باحثا يفق على
المتوكل وخدمه وخص به وأثرى وأفاد نعمة طائلة روى عنه ميمون بن هارون
الكاتب.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي قال: أنبأنا علي بن المحسن بن
علي التنوخي عن أبيه أن أبا الفرج علي بن الحسين الأصبهاني أخبره قال: ذكر لي
عمي عن محمد بن المرزبان بن الفيروزان عن أبيه قال: لما مدح أبو الشبل المتوكل
بقوله:
أقبلي فالخير مقبل * واتركي قول المعلل
وثقي بالنجح إذ * أبصرت وجه المتوكل
ملك ينصف بإطالتي * فيك ويعدل
فهو الغاية والمأمول * يرجوه المؤمل
أمر له بألف درهم لكل بيت وكانت ثلاثية بيتا فانصرف بثلاثين ألف درهم (2).
489 - عصمة بن المفضل الأواني:
أنبأنا ابن الجوزي عن أبي المفضل المهندس قال: أنبأنا أبو محمد عبد الملك بن محمد

(1) انظر الاعلام 5 / 27 ز ومعجم الشعراء 275.
(2) في الأصل: (دراهم).
183

ابن الحسين البزوغاني إذنا قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس
الكاغذي الشيرازي قراءة عليه أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن علي الرشيفي
أنبأنا القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي قال: أنشدني
الصعبي (1) أنشدني عصمة بن المفضل (2) الأواني قال: أنشدني داود بن جهور (3)
المساهيرواني (4) لنفسه:
يغرون بالدنيا وهم يرضعونها * وقد آذنتهم بالغرور وبالغدر
ألا رب محسود على نعمة الغنى * ولم أر محسودا على نعمة الفقر
490 - عطاء بن أبي سعد بن عطاء بن أبي عياض الثعلبي الفقاعي أبو محمد
الصوف (5):
من أهل هراة كان من خواص أصحاب عبد الله الأنصاري ومجدا في خدمته سمع
منه الحديث وسمع بنيسابور أبوي الحسن أحمد بن محمد الشجاعي وعلي بن أحمد
المديني وأبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وفاطمة بنت أبي علي الدقاق وبالري
أبا ثابت فاهودار بن أبي الفوارس بن أبي الحسن الرازي وقدم بغداد وسمع بها
الشريف أبا نصر محمد بن محمد (6) بن علي الزينبي وأبا القاسم علي بن أحمد بن
البسري وأبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب
التميمي وأبا يوسف عبد السلام بن يوسف القزويني وأبا القاسم عبد الواحد بن علي
ابن فهد العلاف وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبا طاهر أحمد بن الحسن
الباقلاني وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد
ابن طلحة النعالي وأبا الفضل عبد الله بن محمد بن زكريا وأبا تمام هبة (الله) (7) بن
محمد بن علي الهاشمي وأبا عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وأبا بكر أحمد بن علي
ابن الحسين الطريثيثي وأبا القاسم عبد الله بن عبد الصمد بن علي بن المأمون قدمها

(1) في (ج): (القصيي).
(2) في الأصول: (الفضل).
(3) في (ب): (بن جمهور).
(4) في (ب) (ج): (الساهيرواني).
(5) انظر: الأنساب للسمعاني 10 / 235.
(6) في (ب) (ج): (بن أبي محمد).
(7) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
184

ثانيا وحدث بها سمع منه أبو نصر محمود بن الفضل الأصبهاني.
قرأت بخط أبي نصر الأصبهاني وأنبأنيه عنه ذاكر الحذاء قال: أنبأنا أبو محمد عطاء
ابن أبي سعد الهروي بقراءتي عليه ببغداد في ربيع الأول سنة سبع وثمانين وأربعمائة
وأنبأنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قال: أنبأنا أبو المظفر محمد بن أحمد
الهاشمي وأحمد بن عبد الباقي أبو المكارم قالوا جميعا أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن
علي الزينبي أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس حدثنا عبد الله
ابن محمد بن عبد العزيز حدثنا محمد بن جعفر الوركاني حدثنا أيوب بن جابر عن
سماك بن حرب عن النعمان بن بشير (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو
بشق تمرة) (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: عطاء بن
أبي سعد الفقاعي الصوفي سمعت أن مولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة وتوفي
تقديرا سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
491 - عطاء بن (عبد) المنعم بن عبد الله بن محمد الخاني أبو الغنائم
ابن أبي الفتح:
من أهل أصبهان قدم بغداد طالبا للحج في شوال سنة ستين وخمسمائة وحدث
بها عن أبي القاسم بن أبي نصر البرجي روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج
الحصري.
أخبرنا ابن الحصري بمكة قال: أنبأنا أبو الغنائم عطاء بن (أبي الفتوح) (4) عبد
المنعم بن عبد الله بن محمد الخاني الأصبهاني قدم علينا بغداد حاجا قال: أنبأنا أبو
القاسم غانم بن أبي نصر البرجي قراءة عليه أنبأنا أبو علي بن شاذان إجازة أنبأنا أبو
محمد الخراساني حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا ظهر على قوم

(1) في (ب): (بنى بشر).
(2) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(3) ما بين المعقوفتين سقط الأصول.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
185

أقام بالعرصة ثلاثا).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته - يعني عطاء بن
عبد المنعم - عن مولده فقال: في سنة ست وخمسمائة بأصبهان كان عطاء هذا حيا
في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
492 - عطاف بن محمد بن علي بن أحمد الآلسي (1) أبو سعيد الشاعر
المعروف بالمؤيد (2):
ولد بآلس (3) قرية بقرب الحديثة ونشأ بدجيل ودخل بغداد وصار جاويشا في
أيام الامام المسترشد بالله وقد هجاه ابن المفضل الشاعر بأبيات منها:
يختال في السيف المحلي والقنا * كطفان يخطر في سماط مطهر
كطفان: اسم مسخرة كان ببغداد.
ثم إن المؤيد عانى نظم الشعر فأكثر منه حتى عرف به ومدح وهجا وكان قد
لجأ إلى خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه وتفسح في ذكر الامام المقتفي
وأصحابه بما لا ينبغي فقبض عليه وسجن.
قرأت في كتاب (خريدة القصر) لابي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب
الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه قال: المؤيد بن محمد الآلسي (4) بغدادي الدار
ترفع ذكره وأثرت حاله ونفق شعره وكان له قبول حسن واقتنى أملاكا وعقارا
وكثر رياشه وحسن معاشه ثم عثر به الدهر عثرة ضعف منها انتعاشه وبقي في
حبس المقتفي أكثر من عشر سنين إلى أن أخرج في زمان المستنجد سنة خمس وخمسين
عند توليه من الحبس ولقيته حينئذ وقد غشي بصره من ظلمة المطمورة اتي كان فيها
محبوسا وكان زيه زي الأجناد سافر إلى الموصل وتوفي بعد ذلك بثلاث سنين وله
شعر حسن غزل وأسلوب مطرب ونظم معجب وقد يقع له من المعاني المبكرة ما
يندر فمن ذلك ما أنشدني له شمس الدولة علي ابن أخي الوزير عون الدين بن هبيرة

(1) في الأصول: (الآنسى).
(2) انظر: الاعلام 5 / 31.
(3) في (ج): (بالسن).
(4) في الأصول: (الآنسى).
186

في صفة القلم:
ومثقف يغني ويفنى دائما * في طورتي الميعاد والايعاد
وهبت له الآجام حين نشأ بها * كرم السيول وهيبة الآساد
قال: وله هذه الأبيات السائرة التي يغني بها:
لعتبة من قلبي طريف وتالد * وعتبة لي حتى الممات حبيب
وعتبة أقصى منيتي وأعز من * علي وأشهى من إليه أتوب
غلامية الأعطاف تهتز للصبا * كما اهتز في ريح الشمال قضيب
تعلقتها طفلا صغيرا وناشئا * كبيرا وها رأسي بها سيشيب
وصيرتها ديني ودنياي لا أرى * سوى حبها إني إذا لمصيب
وقد أخلقت أيدي الحوادث جدتي * وثوب الهوى ضافي الدروع قشيب
سقى عهدها صوب العهاد بجوده * ملث كتيار الفرات سكوب
وليلتنا والغرب ملق جرانه * وعود الهوى داني القطوف رطيب
ونحن كأمثال الثريا يضمنا * رداء على ضيق المكان رحيب
وبت أدير الكأس حتى لثغرها * شبيهان طعم في المدام وطيب
إلى أن تقضي الليل وامتد فجره * وعاود قلبي للفراق وجيب
فيا ليت دهري كان ليلا جميعه * وإن لم يكن لي فيه منك نصيب
أحبك حتى يبعث الله خلقه * ولي منك في يوم الحساب حسيب
وألهج بالتذكار باسمك دائما * وإني إذا سميت لي لطروب
فلو كان ذنبي إن أديم لودكم * حياتي بذكراكم فلست أتوب
إذا حضرت هاجت وساوس مهجتي * وتزداد بي الأشواق حين تغيب
فوا أسفا لا في الدنو ولا النوى * أي عيشتي يا عتب منك يطيب
لقلبي من حبك نار وجنة * ولي منك داء قاتل وطبيب
فأنت التي لولاك ما بت ساهرا * ولا عاودتني زفرة ونحيب
قرأت على (أبي) عبد الله محمد بن سعيد الحافظ عن أبي المحاسن عمر بن علي
القرشي قال: أنشدني محمد بن المؤيد الآلسي الشاعر قال: أنشدني أبي لنفسه من
187

قصيدة:
بعد الأحبة ميتة العشاق * سيان بعث للفتى وتلاقي
نفسي فداء مضربين وحسنهم * والشوق يزدحمان في الأسواق
رحلوا فأفنيت الدموع تحرقا * من بعدهم وعجبت إذ أنا باقي
وعلمت أن العود يقطر ماؤه * عند الوقود لفرقة الأوراق
لا ينكر البلوى سواد مفارقي * فالحرق يحكم صنعة الحراق
أنا شبت حتى ناظر وسواده * ومعصفرات نجيعة المهراق
أنشدني أبو الحسن علي بن عبيد الله القاضي من لفظه للمؤيد الآلسي:
لنا صديق يغر الأصدقاء ولا * نراه مذ كان في وداود له صدقا
كأنه البحر طول الدهر تركبه * وليس تأمن فيه الخوف والغرقا
قرأت بخط أبي شجاع محمد بن علي بن شعيب بن الدهان في تاريخ جمعه قال:
توفي ثالث عشري رمضان من سنة سبع وخمسين وخمسمائة مات المؤيد الآلسي
الشاعر بالموصل قال: وكان قبل موت المقتفي بسنة عرض المؤيد قصة فبرز عليها
(يفرج عنه) كان هذا ضاحي نهار فأفرج عنه ومضى إلى بيته فاجتمع بزوجته وبرز
(بعد) (1) العصر توقيع الخليفة ينكر الافراج عنه وتقدم بالقبض على صاحب الخبر
فإنه هو الذي عرض القصة وأعيد بعد العصر إلى الحبس فبعد موت الخليفة أفرج
عن المؤيد وقد جاءه ولد ونشأ هذا الولد وقال شعرا جيدا وكان العلوق به في
الساعة التي خرج فيها من الحبس. ذكر محمد بن المؤيد الآلسي أن أباه ولد في سنة
أربع وتسعين وأربعمائة بآلوس.
493 - عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن بن يوسف القرشي (2)
الطبني القيرواني أبو الفضل المعروف بابن لاذخان.
من أهل المغرب جاور مع أبيه بمكة سنين فسمع الحديث من أبي معشر عبد
الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري ثم قدم بغداد مع والده واستوطنها وكان

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(2) في الأصل: (المقزتي) وفي (ج): المقرئ).
188

ينزل بباب المراتب وسمع بها من أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وغيره
وشهد مع أبيه عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة
أربع وسبعين وأربعمائة وكان أديبا يقول الشعر روي عنه أبو طاهر السلفي في
مشيخته.
أخبرنا عيسى بن عبد العزيز الأندلسي قدم علينا القاهرة قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد
ابن محمد السلفي قال: أخبرني أبو الفضل عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن
ابن لاذخان الطبني القدسي ببغداد قال: أنبأنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد بن
محمد الطبري المقرئ بمكة حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي حدثنا محمد بن
سليمان الصنعاني حدثنا جدي يحيى بن عبد الله بن كليب حدثنا أحمد بن يوسف
الحذافي القاضي قال: قلنا لعبد الرزاق بن همام: أدركت همام بن منبه؟ قال: نعم
أدركته شيخا فانيا فسمعته يقول: حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (زر غبا
تزدد حبا) (1).
قال الحذافي: قال ابن أبي الدغيس الدناري سمع عبد الرزاق هذا الحديث من همان
ابن منبه وهو ابن ثمان سنين.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد بن السمعاني قال: أنشدنا أبو
الحسين عبيد الله بن علي بن المعمر الحسيني أنشدني أبو الفضل بن لاذخان
لنفسه (2):
قالوا التحي وانكسفت شمسه * وما دروا عذر عذاريه
مرآة خديه جلاها الصبي * فبان فيها فئ صدغيه
قرأت في كتاب أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين الكاتب بخطه قال: أنشدنا
العدل أبو الفضل عطية بن علي بن لاذخان لنفسه:
أشافيك أطلال عفت ورسوم * ونوى على غدر الزمان سليم
تباكت بها الأنواء واستضحك النوى * فأصبح فيها شقوة ونعيم

(1) الحديث سبق تخريجه راجع الفهرس.
(2) في (ج) زيادة: (أنشدنا بقوله).
189

وقفنا بربع العامرية موهنا * وقد فاح نوار ورق نسيم
فلله دمع شتت البين شمله * وقلب أسير للغرام غريم
ولما التقينا للوداع وسلمت * بدور لها سجف القباب غيوم
وفيهن شكوى اللحظ مخطوفة الحشا * يكاد بأن ينقد حين تقوم
بكيت دما ثم انثنيت ومهجتي * بها من فراق الظاعنين كلوم
لحى الله قلبا لا يزال معذبا * تحكم فيه الحب وهو ظلوم
وليس عجيبا سقم جسمي وإنما * عجبت (نفسي) (1) كيف تقيم (2)
قال: وأنشدني لنفسه:
يامن تبرقع بالجمال * فغض من بدر التمام
يامن أباح لمهجتي * بصدوده نار الغرام
رفقا بقلب متيم * أوردته حوض الحمام
ألحاظ أبناء الملوك * أشد من وقع السهام
كتب إلى حماد بن هبة الله الحراني وأحمد بن طارق الكركي وعلي بن المفضل
المقدسي قالوا: سمعنا أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي يقول: سمعت العدل أبا الفضل
عطية بن علي بن عطية (3) بن لاذخان الطبني المقدسي يقول: رأيت في المنام منشدا في
محراب جامع المنصور ينشد أبياتا من الشعر لم أسمعها قط والناس يبكون فحفظتها
عنه وهي:
يا نفس يا نفس يا حيفي وموبقتي * قطعت عمري بتعليل وتسويف
ما آن أن ترعوي ما آن أن تقفي * لا ترجعي لا بتحذير وتخويف
غدا ترى قلقي غدا ترى ندمي * غدا ترى طول تخجيلي وتعنيفي
أخبرنا الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عطية بن علي بن
عطية القرشي يعرف بابن لاذخان مغربي الأصل انتقل إلى بغداد وسكنها وكان
أحد الشهود المعدلين ظريفا كيسا فاضلا رقيق الطبع حسن الشعر رأيته ببغداد وما

(1) بياض في الأصل (ب).
(2) هكذا في الأصول.
(3) (بن عطية) ساقطة من (ج).
190

سمعت منه حدثني عنه علي بن محمد بن جعفر الشهرستاني ومضى في رسالة من
الديوان إلى سمرقند إلى الخاقان محمد بن (سليمان) (1).
قرأت بخط المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: توفي أبو الفضل (يوم) (2)
السبت غرة صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ودفن يوم الأحد بباب حرب.
494 - عطية بن محمد بن صبر أبو عبد الله:
كان من الأدباء الفضلاء.
قال عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: كتب إلي أبو
غالب محمد بن أحمد بن (بشر) (3) الواسطي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن
نصر الكاتب قال: حدثني أبو عبد الله عطية بن صبر القاضي: كنت بأنطاكية فنزلت
خانا ما رأيت مثله حسنا فلما احتجت إلى بيت الماء دخلت موضعا لم أر أحسن منه
مطبقا مؤزرا بالبلاط الشامي ألوانا وفيه شئ كثير من الأترج والمركب وغير ذلك
قال: فجلست أقضي (4) الحاجة وسهوت أفكر في حسن الموضع ونظافته وإذا على
الحائط مقابلتي (5) سطران مكتوبان بلا زورد فقرأتهما وهما:
يا جالسا متفكرا * لمن الولاية بالعراق
ارحم فديتك واقفا * قد لف ساقا فوق ساق
قال: فضحكت وأسرعت في الخروج وإذا (6) في الدهليز رجل واقف (7) وهو
يدلك ساقيه بعضها ببعض فقلت: ادخل فقد قرأت البيتين وقبلت الوصية.
وبه قال: سمعت أبا الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب يقول كتب إلي أبو عبد
الله بن صبر القاضي صديقنا رحمه الله في كتاب وقد أفصلت أسفاري من البصرة
وواسط والأهواز مترددا عن السلطان في رسائل:

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) في (ب) (ج): (أيضا).
(5) في (ج): (مقابلي).
(6) في (ج): (وأنا).
(7) في (ج): (رأيت رجلا واقفا).
191

أصبو إليك مع البعاد صبابة * أصلي بها كلهيب حر النار
وإذا تباعدت الديار فإنني * أرضى وأقنع منك بالاخبار
وإذا الديار دنت بعدت فكيف لي * بدنو قلبك مع دنو الدار
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب الذهلي قال: أنشدنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن الحسين بن داود النحوي بخال أمه عطية بن محمد بن صبر:
اقنع ودادك ممن أنت عاشقه * واعتز بالصبر إن أولاك هجرانا
واستشعر الناس ممن عز مطلبه * فكل شئ إذ أهونته هانا
495 - عفان بن غالب بن أيوب بن خلف أبو محمد الأزدي:
من أهل سبتة من بلاد المغرب قدم بغداد طالبا للعلم وسمع بها الحديث من
جماعة وكتب عنه في المذاكرة شيخه أبو بكر محمد بن بلتكين بن يحكم التركي
ورفيقه أبو طاهر السلفي.
أخبرنا علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن النحوي وعبد الغفار بن شجاع المحلي
بالقاهرة قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد (بن محمد) (1) السلفي يقول: سمعت عثمان بن
غالب الأزدي المغربي ببغداد يقول عندنا بالمغرب ربما وجد (الكتاب بالعلو) (2) عند
رجل إلا أنه لا يكون عالما بما يرويه أو غير ثقة فيتركونه ويقرؤونه (بالنزول) (3) على
فقيه ثقة ويعتدون به أخذ هذا المذهب خلفنا عن سلفنا علماء الغرب.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي بكر محمد بن بلتكين بن يحكم قال: قال لي:
أبو محمد عفان بن غالب بن أيوب بن خلف الأزدي السبتي من أعرف الناس
بالتواريخ وجمع من كتب التواريخ ما لم يجمعه أحد وكان لا يعير كتابا ويكتب
على كتبه (هذين البيتين) (4).
إني حلفت يمينا غير كاذبة * ألا أعير كتابي الدهر إنسانا

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب)
. (3) ما بين المعقوفتين من الأصل (ب)
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (ب).
192

إلا براهن وايمان مغلظة * كيلا يضيع كتابي أينما كانا
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال:
سمعت أبا محمد عفان بن غالب الأزدي المغربي ببغداد وكان يسمع معنا، كان له انس
بالكلام وكان الغالب عليه، وسمع بقراءتي على جماعة من شيوخ بغداد، ثم رأيته
بالإسكندرية وسمع علي شيئا يسيرا، وعلقت عنه فوائد، وتوفي بسواكن وهو راجع
من اليمن إلى ديار مصر في أوائل شهور سنة خمس وعشرين وخمسمائة (رحمه الله).
496 - عفيف بن عبد الله الحبشي الخادم، أبو الفضائل القائمي:
كان من خواص خدم الإمام القائم بامر الله وكان جوادا يقظا (1)، تام المروءة،
ظريفا لطيفا، محبا للحديث ولطلبته، وكانت داره مجمعا لأهل الفضل، سمع الكثير من
أبي محمد عبد الله بن محمد (2) الصريفيني وأبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن
النقور وأمثالهما ببغداد، وسمع بالكوفة من أبي محمد يحيى بن محمد بن الأقساسي
وغيره، وحصل النسخ بالخطوط الملاح، وكان فاضلا وجيها مقدما عزيز المكانة،
أرسله الامام المقتدي بأمر الله مع الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في رسالة إلى
خراسان، وحدث بنيسابور وببغداد أيضا سمع منه ببغداد أبو بكر ابن الخاضبة وأبو
سعد بن أبي عمامة الواعظ وأبو المبارك بن الحسين الغسال، وروى عنه
أبو القاسم بن السمرقندي.
أنبأنا أبو الفرج الحراني عن أبي الخير الغسال قال أنبأنا الاجل جمال الدولة أبو
الفضل عفيف بن عبد الله القائمي قراءة عليه في شعبان سنة تسع وستين وأربعمائة،
وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين وأحمد بن محمد بن البخيل وفرحة بنت قرطاس
الطفري قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي
قراءة عليه، أنبأنا القاضي أبو عبد الله بن عبد الله بن الحسين الجعفي، حدثنا
علي بن محمد بن هارون الجهري، حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا سفيان
يعني ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: " إذا
* (هامش *) (1) في (ج): " بالعطاء " وفي (ب): " عطا ".
(2) " عبد الله بن محمد " ساقطة من (ب). (*)
193

استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في وضوئه حتى يغسلها ثلاثا " (1).
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن أبي السعادات محمد بن أحمد بن مكي النديم قال:
كنت صبيا.... مغنية (2) تعرف باختيار بنت القاضي، فمرضت والدتي فدخلت عليها
أعودها وهي بدار بالمقتدنه (3)، فسألتها عن حوائجها فقالت لي: أريد كذا وكذا يا
ولدي ما بقي في قلبي حسرة الا كيف تخرج جنازتي من بيت دور الكراء بعد أن
كان لنا الاملاك العزيزة القيمة، فقلت لها: أنت تعلمين اني لا أملك الا ستة عشر
دينارا وهي معك، فهل تعلمين انه يحصل لنا لها عشر دينار؟ وخرجت من عندها
بضيق الصدر واجتمعت باختيار ابنة القاضي وأخبرتها بحالي، فقالت لي: غدا تحضر
عند عفيف وسوف أسألك عن موجب انقباضك فأخبرني بالقصة وهو يسمع،
فقلت: نعم، فلما حضرنا عنده رأينا انبساطه قال: يا أبا السعادات مالك لا تنبسط
على عادتك؟ فقصصت عليها القصة وقلت: هل سمع قط مريضة تشهت عوض
التمر هندي والأجاص دارا؟ فضحك عفيف وسكت، وانفصلنا آخر وقت ولم أر لما
قلت اثرا (4)، فلما كان ثاني ذلك اليوم استحضرنا، فقال: يا أبا السعادات أعد علي
حديث أمك، فأعدته عليه وقلت له: قلت لها لا أملك الا ستة عشر دينارا في خريقة
زرقاء معك، فضحك وقال لفراش: امض إلى أمه وقل لها بهذه العلامة أعطيني الخرقة
الزرقاء التي فيها الذهب، فمضى الفراش واتى بالخرقة فحلها بين يديه وكانت عادته
أن لا يمس بيده ذهبا، وكان يسمى القراضة الحيات، فقلبها بمروحة في يده وأعطى
اختيار بعضها، وسلم إلى الفراش الباقي وقال: ابتع لنا به بقلا وريحانا، ثم امر بمد
الطبق فأكل الحاضرون ولم آكل، فقال: مالك لا تؤكل الجماعة؟ فقلت: قد اخذتم
مالي وذخيرتي وتقولون: كل، والله! ما أقدر على الأكل ولا على الشرب، فجعل
يضحك ويقول: بالله عليك كل، وانا امتنع عليه، فلما طال امتناعي ضرب بيده إلى
ورائه مسنده واخرج كتابا ورماه إلي فوقفت عليه، وإذا فيه: هذا ما اشتري أبو
السعادات بن مكي بن فلانة بنت فلان جميع الدار الفلانية بثلاثمائة دينار، وقد (5)

(1) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) هكذا في الأصول.
(3) هكذا في الأصول.
(4) في (ج): " امرا ".
(5) في (ب): " وقال ".
194

اشهد فيه الشهود، وهي الدار التي بها والدتي فطرت بجناح السرور، فمن أعجب
العجب اننا فارقناه أول الليل وباكرناه فكيف تهيأ ذلك في هذه المدة اليسيرة، وكان
هذا منه في حقي وانا صبي لم أتعرف إلى الناس ولا اتصلت بخدمة الملوك.
قرأت في كتابي أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: سمعت ان باغي
المغنية جلست بين اثنين ببعضهما عفيف ثم قالت لي: يا سيدي اي شئ تحب ان
أغني لك؟ فقال: غني:
أيا جبلي نعمان بالله خليا * نسيم الصبا يخلص إلي نسيمها
قال ابن المهذاني: وفي النصف من ذي القعدة سنة وثمانين وأربعمائة توفي أبو
الفضائل عفيف القائمي ودفن بالرصافة في الترب، وكان يرجع إلى فتوة ومروة
ومعروف ظاهر وذكاء، وكان ملولا حتى قال ابن البياضي فيه:
فإن تك مثل ما زعموا ملولا * لمن يهوي سريع الانتقال
صبرت على ملالك بزعم * وقلت عسى يمل من الملال (1)
497 - عفيف بن المبارك بن الحسين بن محمود الخياط، أبو محمد الوراق:
من اهل الأزج، وهو صهر الشيخ عبد القادر الجيلي وخال أولاده، وكان شيخا
صالحا يورق للناس بالأجرة، وكان خطه حسنا سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله
ابن محمد بن الحصين وأبي غالب احمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد البناء
وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الواحد القزاز وأبي نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي (2) وغيرهم.
حدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي، فاخرج عنه
حديثا في معجم شيوخه.
أخبرنا أبو الحسن بن القطيعي قال: أنبأنا عفيف بن المبارك بقراءتي عليه أنبأنا
إسماعيل بن علي القطان بقراءتي عليه قالا: أنبأنا أبو غالب احمد الحسن بن أحمد
ابن النباء قراءة عليه، أنبأنا أبي، أبو الحسين بن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان،

(1) في (ج): " التلال ".
(2) في الأصل: " اليورنارتي ".
195

حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي، حدثنا ابن أبي فديك
عن الضحاك بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن
النبي (ص) قال: " ان الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلقك: الله، فيقول: من
خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله! فإن ذلك يذهب
عنه " (1).
قرأت بخط عفيف قال: لم أتحقق مولدي الا ان غلبة ظني انه سنة اثنتي عشرة
وخمسمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عفيف الوراق في يوم الاثنين
ثامن عشري شعبان سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ذكرى غيره انه دفن بباب حرب.
498 - عقبة بن موسى البغدادي:
حدث عن أبي عبد الله بن الفضل بن عطية المروزي، روي عنه ابنه موسى.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن
عبد الملك بن الحسن بن خيرون قراءة عليه عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري
قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني اذنا قال: كتب إلي يوم حاتم محمد بن
حبان بن أحمد البستي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد نعم الصالح، حدثنا محمد
ابن الوليد البسري (2)، حدثنا موسى بن عقبة بن موسى البغدادي، حدثنا أبي، حدثنا
محمد بن الفضل بن عطية عن زياد بن علاقة عن عطية بن مالك قال: مررت برسول
الله (ص) وقد أسس مسجد قباء وليس معه الا هؤلاء النفر الثلاثة أبو بكر وعمر
وعثمان، فقلت: يا رسول الله! انك قد أسست هذا المسجد وليس معك الا هؤلاء
النفر الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان، فقال: " ان هؤلاء أولياء الخلافة بعدي " (3).
وبه عن أبي حاتم بن حبان قال: سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول:
سمعت يحيى بن معين يقول: الفضل بن عطية الخراساني ثقة، وهو والد محمد بن
الفضل، ولم يكن محمد ثقة، كان كذابا.

(1) انظر الحديث في: احمد 2 / 331. ومجمع الزوائد 1 / 43.
(2) في (ب): " السرى ".
(3) انظر الحديث في كنز العمال 33066، 36711.
196

449 - عقيل بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن محمد إسماعيل بن الهمذاني:
من اهل البندنيجين، كان أديبا فاضلا، شاعرا ذا، حسن المعرفة بالعروض والقوافي،
قدم بغداد وحدث بها بشئ عن ابن الخلوفي الخطيب عن المفيد بأحاديث الأشج،
روى عنه البركات بن السقطي في معجم شيوخه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا
البدر محمد بن علي بن حمد بن الهمذاني الضرير بقرميسين يقول: سمعت والدي
يقول: سمعت عم والدي عقيل بن الحسين يقول: رأيت قس بن ساعدة في النوم على
نهر بالبندنيجين وهو على جمل أورق كما يحكي يعظ الناس، فتقدمت إليه واخذت
بزمام الجمل وقلت: يا قس سل ربك ان يغفر لي، فقال: انا فقير إلى ما سألت فاعمل
لما أملت، وباري القسم ان المنهج للفم، توبوا إلى خير متاب، تدخلوا الجنة بغير
حساب.
500 - عقيل بن طاهر بن علي بن طاهر بن علي بن يحيى بن طاهر بن محمد
ابن عبد الرحمن بن نباتة الخطيب:
من اهل ميافرقين، قدم بغداد، وروي بها شيئا من خطب جده الأعلى عبد
الرحيم عن جد أبيه أبي سالم طاهر بن علي بن يحيى عن جده يحيى، سمع منه أبو بكر
محمد بن أحمد بن أبي علي السيدي في سنة ست وسبعين وخمسمائة (1).
501 - عقيل بن علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، أبو الحسين بن أبي الوفاء
الفقيه الحنبلي (2):
من ساكني الظفرية، تفقه على والده، وتكلم في مجلس المناظرة وقرأ الأدب، وقال
الشعر الحسن، وكتب خطا مليحا، وسمع الحديث من أبوي الحسن هبة الله بن عبد
الرزاق الأنصاري وعلي بن الحسن بن أيوب البزاز وغيرهما وشهد عند قاضي
القضاة أبي الحسن علي بن محمد بن الدامغاني في يوم السبت الخامس والعشرين من
شوال سنة أربع وخمسمائة فقبل شهادته، وتوفي شابا في حياة والده لم يبلغ الثلاثين،

(1) في (ج): " اخر الجزء الرابع بعد الخمسين والمائة من الأصل، بسم الله الرحمن الرحيم ".
(2) انظر: شذرات الذهب 4 / 39.
197

وكثر المتفجعون عليه وصبر والده صبرا ولم يغير هيئته وصلى عليه بجنان ثابت
وتكلم في الفقه.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الوفاء بن عقيل قال: ثكلت (1) ولدين نجيبين
أحدهما حفظ القرآن وتفقه، ومات دون البلوغ - يشير إلى (ولده) (2) أبي منصور،
والآخر مات وقد حفظ كتاب الله وخط خطا حسنا - يشار إليه، فتفقه وناظر في
الأصول والفروع، وشهد بمجلس الحكم وحضر المواكب وجمع أخلاقا حسنة ودماثة
وأدبا وقال شعرا جيدا، فتعزيت بقصة عمرو بن عبد ود العامري الذي قتله علي
رضي الله عنه فقالت أمه ترثيه:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله * ما زلت أبكي عليه دائم الأبد
لكن قاتله من لا يقاد به * من كان يدعى أبوه بيضة البلد
فقلت: سبحان الله!
كذبت وبيت الله لو كنت صادقا * لما سبقتني بالعزاء النساء
كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا * لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وكذلك أم عمرو كان يسليها ويعزيها جلالة القاتل والافتخار بأن (3) ابنها مقتوله
فهلا نظرت إلى قاتل ولدي وهو الأبدي الحكيم المالك للأعيان المربي بأنواع الدلال،
فهان القتل والمقتول بجلالة القاتل، وقتله احياء في المعنى إذ كان أماتهما على أحسن
خاتمة، الأول لم يجر عليه القلم، والاخر وفقه للخير وختم له بلوائح وشواهد دلت
على الخير، وسألني رجل فقال: هل للطف بي علاقة؟ فقلت: أخبرك بها عن ذوق
كانت عادتي التنعم ففقدت ولدي فتبدلت خشن العيش ونفسي راضية.
قرأت في كتاب " الفنون " لابي الوفاء بن عقيل بخطه قال: ولولدي عقيل كرم الله
وجهه في إمامنا المستظهر بالله أمير المؤمنين:
شاقه والشوق من غيره * طلل عاف سوى اثره

(1) في (ج)، (ب): " تكلمت ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصول " أبان ".
198

مقفر الا معالمه * واكف بالودق من مطره
فانثنى والدمع منهمل * كانسلال السلك عن درره
طاويا كشحا على تعب * مشحنات لسن من وطره
رحلة الأحباب عن وطن * وحلول الشيب في شعره
شيم للدهر سالفة * مستبينات لمختبره
وقبول الدر مبسمها * أبلج يفتر عن خصره
رووه جيدا ناعمة * تستزيد الطرف من نظره
هز عطفيها الشباب كما * ماس غص البان في شجره
ورثت من مقلتي رشا * نفثات السحر من نظره
ذات فرع فوق ملتمع * كدجا ابدى سنا قمره
وبنان زانه نزف * ذاذه التسليم عن خفره
خصرها يشكو روادفها * كاشتكاء الصب من سهره
نصبت عيني لها غرضا * فهو مصمتي بمعتوره
وزهت تيها كان لها * نسبا يزهو بمفتخره
أو أناخت في فناء ملك * دنت الاخطار عن خطره
ذلك المستظهر الندب الذي * ورث العلياء عن مضره
فسقى للدين مجتهدا * دائبا ينضني مطي فكره
ثم للمجد الصميم فقد ذل * ما يرقاه من وعره
عم بالافضال نائلة * فستقام الجود من صغره
فأبية العيس بعملها * كل عاف ظل في سفره
ناويا لا يطبيه كرى * آملا جذواه في صدره
فاز إذ اضحى يعقوته (1) * نازلا يحتال في اثره
سحب الاحسان تمطره * غدقا ينصاع في درره
يا بن من حث الاله على * ودهم في الغر من سوره
بك وجه الدهر مبتسم * مخفيا عنا شبار عبره
كل يوم أنت فيه لنا * عند سعد لاح في غرره

(1) هكذا في الأصول.
199

والتهاني أنت منشؤها * كيف يهدي الروض من زهره
فابق لآمال بربعها * شجرا نعماؤك من ثمره
ما حدا حاد بمعلمه * وشدا القمري في سحره
أنبأنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع الجيلي عن أبيه ونقلته من خط أبيه قال:
قال لي والدي: دخلت علي أبي الوفاء بن عقيل وهو عند ولده بعد ما مات وقبل
الشروع في غسله وهو بمروحة فكأني لم أدر على أي شئ احمل ذلك منه
وما أقدمت على خطابه في مثل تلك الحال، فابتدأني وقال لي: يا فلان ما هو الا كما
وقع لك، ولكن هي جثة كريمة علي وان عدم جوهرها، فما دامت مائلة بين يدي فلا
يطلب قلبي الا بتعاهدها بما أقدر عليه من ذب الأذى عنها، وإذا غابت عني فهي في
استرعاء من هو خير لها مني، قال وقال لي والدي: كان ابن عقيل يقول: لولا أن
القلوب توقن باجتماع ثان لتفطرت المرائر لفراق المحبوبين، قال: وكان يقول: سبحان
من يقبل أولادنا ونحبه.
أنبأنا أحمد بن (1) طارق قال سمعت: أحمد بن أبي نصر بن القناص يقول: سمعت
والدي يقول: غسلت ابن عقيل، فلما فرغت من غسله قلت لوالده: إن شئت ان
تودعه! فجاء إليه وهو ملفوف في أكفانه لا يبين منه الا وجهه فأكب عليه وقبله
وقال له: يا بني استودعتك الله الذي لا يضيع ودائعه، الرب خير لك من الأب! ثم
مضى.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: ولد عقيل بن علي بن عقيل في ليلة الحادي
والعشرين من شهر رمضان من سنة احدى وثمانين وأربعمائة، وتوفي يوم الثلاثاء
منتصف المحرم سنة عشر وخمسمائة، ودفن في داره بالظفرية، ثم لما توفي أبوه اخرج
معه فدفنا بباب حرب في دكة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
502 - عقيل بن محمد بن يحيى بن مواهب بن إسرائيل البرداني، أبو الفتوح
أبو أبي الفتح، الخيار (2):
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، كان يسكن بقراح ظفر ثم انتقل إلى الكرخ،

(1) " أحمد بن " ساقط من (ب).
(2) في الأصل (ج): " الخباز ".
200

اسمعه والده من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق وخمار تاش الدوشابي،
وسمع من أبيه أيضا، فكتب عنه ولا بأس به.
أخبرنا عقيل بن محمد بن يحيى البرداني قال: أنبأنا حمارش بن عبد الله الدوشابي،
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
عمر الحمامي، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي، حدثنا أبو أيوب أحمد بن بشر
الطيالسي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن
إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله (ص): لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في
أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل ثمارها، وتأوي إلى قناديل نم ذهب معلقة
في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا
عنا: انا أبلغهم عنكم، فأنزل الله عز وجل: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون) (1).
503 - عقيل، أبو طالب المقرى:
من أصحاب أبي بكر بن مجاهد، قرأ عليه أبو الحسن (علي) (2) بن عمر الحمامي،
هكذا ذكره أبو علي بن البناء ولم ينسبه، ونقلته من خطه.
504 - علوان بن علي بن مطارد، الأسدي، الضرير المقرئ (3):
شاعر، حسن الشعر، سمع منه سلمان بن مسعود الشحام وأبو بكر المبارك بن
كامل بن أبي غالب الخفاف.
قرأت على عبد الرحمن بن عمر الواعظ عن أبي محمد بن سلمان بن مسعود الشحام
قال: أنشدنا علوان بن علي بن مطارد الأسدي الضرير المقرئ لنفسه يمدح ابن

(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2520. ومسند أحمد 1 / 266. والسنن الكبرى للبيهقي
9 / 163. والمستدرك 2 / 88، 297. ودلائل النبوة 3 / 304. والمصنف لابن أبي شيبة
5 / 394.
(2) ما بين المعوقتين سقط من الأصل.
(3) انظر: فوات الوفيات 2 / 79. والاعلام 5 / 51.
201

الخرزي صاحب المخزن:
أوجهك أم شمس النهار أم البدر * وثغرك أم در وريقك أم خمر
وقدك أم غصن ترنحه الصبا * وغنج أراه حشو جفنيك أم سحر
تبدي لنا والليل ملق جرانه * فعاد نهارا قبل أن يطلع الفجر
كفاك قطوف الدل سيف لحاظها * تريق دم العشاق ديدنها الهجر
أعاذلتي ما اقتل الحب للفتى * إذا كان من يهواه شيمته الغدر
ويا معشر العشاق ما أعجب الهوى * يرى مره عذبا وأعذبه مر
ولم انس حالي يوم زمت ركابهم * أقام بجسمي الضر وارتحل الصبر
وسارت بهم كوم المطي فغادروا * مشوقا يداه من لقائهم صفر
فما للنوى لا الف الله شملها * وما لغراب البين لا ضمه وكر
وليل كيوم الحشر معتكر الدجى * طويل المدى لا يستبين له فجر
ظللت به أذري الدموع مسهدا * تبرح بي وجد وبين الحشا له جمر
أراعي نجوما ليس يلفي زوالها * ولا مؤنس الا التسهد والفكر
أرى أسهم الأيام تقصد مقتلي كأن صروف الدهر عندي لها وتر
الا ايها الدهر المكدر عيشي * رويدك مثلي لا يروعه ذعر
أتحسب ان القي لغدرك ضارعا * فاني وفخر الدين لي في الورى ذخر
أعز الورى جارا وأبذلهم قرى * وأسفرهم وجها إذا قصد البر
إليك جمال الملك زمت أيانقي * يراها السري والبيد والمهمه الفقر
قرأت في كتاب شيخنا أبي الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب لعلوان بن
علي الضرير في غلام اسود:
سواد عيني فدى اسود * في داخل القلب له نقطه
البدر ما استكمل في حسنه حتى اكتسى من لونه خطه
مخطط بالحسن لكنما * قلبي من الخطة في خطه
سمع سلمان الشحام من علوان في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين خمسمائة.
202

505 - علوي بن عبد الله بن عبيد، الشاعر المعروف بالباز الأشهب (1):
من اهل الحلة السيفية، كان شاعرا محسنا من أرباب المعاني، متفننان في علم الأدب،
مليح الايراد للشعر، قدم بغداد مدح بها قاضي القضاة ابن الشهرزوري وغيره،
وروى بها شيئا من شعره.
أنشدني أبو الحسن (بن) (2) القطيعي قال: أنشدنا علوي بن عبد الحلي لنفسه
ببغداد:
سل البانة الغناء هل مطر الحمى * وهل آن للورقاء ان تترنما
وهل عذبات وهل عذبات الرند نبهها الصبا * لذكر الصبا قدما فقد كن نوما
وان تكن الأيام قصت جناحها * فقد طالما مدت بنانا ومعصما
بكتها الغوادي رحمة فتنفست * وأعطت رياض الحزن سرا مكتما
وشقت ثيابا كن سترا لأمرها * فلما رآها الأقحوان تبسما
خليلي هل من سامع ما أقوله * فقد منع الجهال ان أتكلما
عرفت المعالي قبل تعرف نفسها * وما سفرت وجها ولا ثغرت فما
وأوردتها ماء البلاغة منطقا * فصارت بجيد الدهر عقدا منظما
وكانت تناجيني بألسن حالها * فأدرك سر الوحي منها توهما
فما لليالي لا تقر بأني * خلعت لها منها بدورا وأنجما
ورب جهول قال لو كان صادقا * لأمكنت الأيام ان يتقدما
ولم يدر أبي لو شاء حويتها * ولكن صرفت النفس عنها تكرما
أبى الله ان القي بخيلا بمدحه * وقد جعل الشكوى إلى المدح سلما
إذا المرء لم يحكم على النفس قادرا * يمت غير مأجور ويحيى مذمما
فقد كنت لا أبغي سوى العز مطمعا * ولا أرتضي ماء ولو بلغ الظما
وكنت متى مثلت للنفس حاجة * أرى وجه اعراضي ولو كنت أينما
واحسب ان الشيب غير حالتي * ويصير جل الغانيات محرما
رعى الله أياما عرفت بها الهوى * عشية غازلت الغزال المنعما

(1) انظر: فوات الوفيات 2 / 80.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
203

عشية باب الدهر طوع مطالبي * وأيامه تجلو علي التكرما
فان سلبت ما البست من محاسن * وأصبح ديناري من الحظ درهما
فقد ضمنت ابكار فكري ردها * إذا قابلت قاضي القضاة المعظما
فتى عطر الدنيا بأنفاس عدله * وخط على وجه المحامد ميسما
بنى كأبيه بيت دين محمد * علوا ولولا رأيه لتهدما
رآه أمير المؤمنين مسددا * فسد به ممن نمى وتغير ما
أمولاي قال الدهر صم ان رأيته * فصمت وأضحى الدهر والناس صوما
أخبرني ابن القطيعي ان علوي بن عبيد الشاعر مات ببغداد في يوم الأحد لسبع
خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة، دفن بمقابر قريش.
506 - علوي بن يعقوب بن حبارة بن سعنين، الجمال أبو الخير، ويقال: أبو
الحسن، ويعرف بابن أبي علوان الإسكاف (1).
كان شيخا متفقها متصوفا، سمع أبا الغنائم محمد بن ميمون النرسي وأبا طالب عبد
القادر بن محمد بن يوسف وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبا السعادات احمد
ابن احمد المتوكلي وأبا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغواني وغيرهم، وحدث
باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وأبو الفضل أحمد بن صالح
ابن شافع وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري وإبراهيم بن محمود بن الشعار
والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عمر بن أحمد بن بكرون الشاهد.
أنبأنا ابن بكرون قال أنبأنا علوي بن يعقوب بن حبارة بقراءتي عليه أنبأنا ابن
يوسف وأنبأنا أبو على ضياء بن أحمد بن علي بن عبد الله بن مسلم بن ثابت
ويوسف بن المبارك بن كامل قالوا أنبأنا محمد.

(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 175.
204