الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٥٠
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الخمسون
كابس - ليث
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
1417 ه‍ / 1997 م
الطبعة الأولى
2

" حرف الكاف "
" ذكر من اسمه (1) كابس "
5775 كابس بن ربيعة بن مالك السامي (2) البصري
كان يشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) استقدمه معاوية بن أبي سفيان فنظر إليه له ذكر
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسن (3) بن علي
الجوهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي حدثني إبراهيم بن نعيم وأبو عثمان قالا حدثنا محمد
ابن عمر المقدمي حدثنا ريحان بن سعيد قال سمعت عباد بن منصور قال كان رجل منا
يقال له كابس بن ربيعة يشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فقال قوم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما رأينا بعد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشبه به منه إلا أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أحد حسنا منه قال إبراهيم يعني أرق
منه رقة حسن
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنبأنا أبو
عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4) حدثنا إسحاق بن إبراهيم
ابن يونس حدثنا محمد بن عمر المقدمي حدثنا ريحان بن سعيد الناجي قال سمعت عباد
ابن منصور قال كان رجل منا يقال له كابس (5) بن زمعة (6) بن ربيعة بن ربيعة فرآه أنس بن

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) في م و " ز ": الشامي.
(3) في " ز ": الحسين، تصحيف.
(4) الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 338 في ترجمة عباد بن منصور الناجي.
(5) كذا بالأصل وم و " ز " وصحف اسمه في الكامل لابن عدي: عابس بن زمعة بن ربيعة.
(6) قوله " بن زمعة " سقط من " ز ".
3

مالك فعانقه وبكى وقال من أحب أن ينظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلينظر إلى كابس (1) بن زمعة
بن ربيعة فذكر فيه قصة طويلة فرفعه إلى معاوية وأشاد معاوية أيضا في معناه وشهادة سبعة
من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) له بذلك كما شهد أنس (2) قرأت على أبي غالب بن البنا عن
أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني قال ولأهل البصرة رجل يقال له كابس بن
ربيعة بالكاف بن مالك من بني سامة بن لؤي كان يشبه النبي (صلى الله عليه وسلم) فوجه إليه معاوية
فأشخصه لذلك فنظر إليه وقبل بين عينيه وأقطعه المرغاب وكان أنس بن مالك إذا رآه
بكى وقال هذا أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
روى حديثه عباد بن منصور وهو كابس بالكاف وإنما ذكرناه لئلا يلتبس على بعض
من لم يتبحر في العلم بعابس بن ربيعة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3)
وأما حسم بحاء وسين مهملتين فهو حسم بن ربيعة بن الحارث بن سامة بن لؤي
من ولده كابس بن ربيعة بن مالك بن عدي بن الأسود بن حسم بن ربيعة كان يشبه بالنبي
(صلى الله عليه وسلم) وكان في زمن معاوية
ثم قال (4) وأما كابس أوله كاف وبعد الألف باء معجمة بواحدة وسين مهملة فهو
كابس بن ربيعة ثم ساق باقي نسبه
آخر الجزء الرابع والثمانين بعد الخمسمائة من الفرع "
ذكر من اسمه (5) كافور "
5776 - كافور أبو المسك الإخشيدي (6) صاحب مصر
ولي إمرة دمشق بعد سيده الإخشيد محمد بن طغج بن جف (7) وكانت وفاة الإخشيد

(1) في ابن عدي: عابس.
(2) الخبر السابق سقط من " ز " هنا وأخر فيها إلى ما بعد الخبر التالي.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 102.
(4) الاكمال لابن ماكولا 6 / 20.
(5) زيادة منا للإيضاح.
(6) انظر أخباره في: وفيات الأعيان 4 / 99 والبداية والنهاية (الفهارس).
ذوي الألباب للصفدي 1 / 351 الكامل لابن الأثير (الفهارس) النجوم الزاهرة 4 / 1 وأمراء دمشق ص 70
وخطط المقريزي 2 / 26 المنتظم 7 / 50 سير أعلام النبلاء 16 / 190 العبر 2 / 306 شذرات الذهب 3 / 21.
(7) ترجمته في تحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 344.
4

في سنة أربع ويقال خمس وثلاثين وثلاثمائة بدمشق فلما مات أقعد ابناه أبو القاسم
أونوجور (1) وأبو الحسن علي ابنا الإخشيد مكان أبيهما وكان المدبر لأمرهما كافور ثم
سار كافور إلى مصر فقتل غلبون المغربي المتغلب عليها وملكها وقصد سيف الدولة (2)
دمشق فمكلها ثم إن أهل دمشق خافوا من حيف (3) سيف الدولة فكاتبوا كافورا فجاء إلى
دمشق فملكها سنة خمس وقيل سنة ست وثلاثين وثلاثمائة فأقام بها يسيرا ثم ولي بدر
الإخشيدي ويعرف ببدير ورجع كافور إلى مصر
أنبأنا (5) أبو منصور موهوب بن أحمد بن الخضر بن الجواليقي اللغوي حدثنا أبو
زكريا يحيى بن علي التبريزي الخطيب قال حكى لنا الرئيس أبو الحسن بن علي بن باري
الواسطي حدثنا أبو الحسن بن أدين النضر النحوي قال حضرت مع والدي مجلس كافور
الإخشيدي وهو غاص بالناس فدخل إليه رجل وقال في دعائه أدم الله أيام سيدنا بكسر
الميم من الأيام وفطن بذلك جماعة من الحاضرين أحدهم صاحب المجلس حتى شاع
ذلك فقام من أوساط الناس رجل فأنشأ يقول:
لا غرو إن لحن الداعي لسيدنا * أو غص من دهش بالريق أو حصر
فمثل هيبته حالت جلالتها * بين الأديب وبين القول بالحصر
وإن يكن خفض الأيام عن غلط * في موضع النصب لا عن قلة البصر
فقد تفاءلت من هذا لسيدنا * والفأل مأثورة عن سيد البشر
فإن أيامه خفض بلا نصب * وإن أوقاته صفو بلا كدر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد (6) الكتاني (7) قال وفيها يعني سنة

(1) ترجمته في تحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 349 والنجوم الزاهرة 3 / 325.
(2) هو علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي، ترجمته في وفيات الأعيان 3 / 401.
(3) الحيف: الظلم والجور في الحكم.
(4) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 355 والوافي بالوفيات 10 / 94.
(5) كتب فوقها في الأصل: موهوب.
(6) الأصل: بكر، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(7) الأصل: الكناني، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
5

ست وخمسين وثلاثمائة توفي كافور الإخشيدي وذكر غيره أنه توفي بمصر وحمل إلى بيت
المقدس وقيل إنه دفن بداره بمصر
كتب إلي أبو الحسن محمد بن محمد بن مرزوق الزعفراني وحدثنا أبو طاهر إبراهيم
ابن الحسن بن طاهر عنه قال قرأت على أبي الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم التميمي
المكي بالبصرة قال لك الشيخ أبو نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي السجستاني الحافظ
وجدت على قبر الأمير أبي المسك كافور الإخشيدي رحمه الله بيتين وهما (1)
ما بال قبرك يا كافور منفردا * بالصحصح المرت (2) بعد العسكر اللحف
يدوس قبرك أفناء (3) الرجال وقد * كانت أسود الثرى تخشاك في الكثب
قال لنا أبو الفضل قال لنا الشيخ أبو نصر وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر بقين من
جمادى الأولى من سنة سبع وخمسين وثلاثمائة بمصر رضي الله عنه وذكر بعضهم أن وفاته
كانت يوم الثلاثاء بعد الزوال لعشر بقين من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة
وقيل لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا أبو الحسين بن الحنائي أنبأنا أبو بكر الحداد
أخبرني أبو نصر بن الجبان (4) حدثني بعض إخواني من أصحاب الحديث قال قرأت على
قبر كافور الإخشيدي بمصر مكتوب على القبر في الجص منقور:
ما بال قبرك يا كافور منفردا * بالصحصح المرت بعد العسكر اللجف
يدوس (5) قبرك أفناء الرجال وقد * كانت أسود الثرى تخشاك من كثب
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله
حدثني الوليد بن بكر العمري أنه قرأ على قبر كافور بمصر (6)
أنظر إلى غير الأيام ما صنعت * أفنت أناسا بها كانوا وما فنيت

(1) البيتان في تحفة ذوي الألباب 1 / 354.
(2) الصحصح: الأرض الجرداء، والمرت: الأرض أو المكان الذي لا نبات فيه، القفر. وفي تحفة ذوي الألباب:
الخرب.
(3) في تحفة ذوي الألباب: أعقاب.
(4) في " ز ": الحباب، تصحيف، وفي م كالأصل.
(5) سقط البيت التالي من " ز ".
(6) البيتان في تحفة الألباب 1 / 354 والكامل لابن الأثير 8 / 581.
6

دنياهم ضحكت أيام دولتهم * حتى إذا فنيت (1) ناحت لهم وبكت
5777 - كافور بن عبد الله أبو الحسن الحبشي الخصي الليثي الصوري
سمع بصور الفقيه أبا الفتح الزاهد وببغداد مالك بن أحمد البانياسي وأبا الحسين
ابن الطيوري وبطبرستان القاضي أبا المحاسن عبد الواحد الروياني وغيرهم
وسكن بغداد ودخل دمشق على ما ذكر لي كتبت عنه ببغداد وكان أديبا (2)
أخبرنا أبو الحسن (3) كافور بن عبد الله أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد البانياسي
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر حدثنا أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي إملاء حدثنا الحسين بن الحسن (4) المروزي حدثنا ابن
المبارك أنبأنا يحيى بن عبد الله قال سمعت أبي قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى به (5) شيئا فليمطه عنه (6) [10591]
وأخبرنا أبو الحسن أيضا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو علي بن شاذان
أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني حدثنا علي بن حرب الطائي حدثنا سفيان
ابن عيينة حدثنا الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقرأ في
المغرب بالطور
أنشدنا أبو الحسن كافور وذكر أنهما له:
ضيعت أيامي ببست وهمتي * تأبى المقام بها على الخسران
وإذا الفتى في البؤس أنفق عمره * فمن الكفيل له بعمر ثاني
قرأت بخط أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنشدنا كافور لنفسه وكتب به (7) إلى
الرئيس محمد بن منصور البيهقي
هل من قرى يا أبا سعد بن منصور * لخادم قادم وأفاك من صور

(1) في ابن الأثير: حتى إذا انقرضوا.
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " وبخاراذبيان " مكان " وكان أديبا ".
(3) بالأصل: المحاسن، والمثبت عن م و " ز ".
(4) في " ز ": الحسين.
(5) زيادة عن م و " ز ".
(6) كلمة " عنه " سقطت من م.
(7) الزيادة عن م و " ز ".
7

شعاره إن دنت دار وإن بعدت * الله يبقي أبا سعد بن منصور
توفي كافور في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ببغداد ودفن بالوردية
قرأت بخط أبي بكر بن كامل
وفيها يعني سنة إحدى وعشرين وخمسمائة مات كافور الليثي ليلة الأربعاء تاسع
وعشرين رجب حدثنا عن مالك وغيره "
ذكر من اسمه (1) كالب "
5778 - كالب بن يوقنا (2) بن بارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
الخليل عليه السلام
ورد مع موسى عليه السلام بأرض كنعان من البلقاء من نواحي دمشق وهو الذي قام
بأمر بني إسرائيل بعد يوشع بن نون ويقال بل القائم بعد يوشع فنحاس بن العازر
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو (3) محمد بن أبي
نصر إجازة أنبأنا القائد أبو (4) محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني قراءة ح قال عبد
العزيز وأنبأنا أبو (5) الحسين الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا الفرغاني أنبأنا
محمد بن جرير الطبري (6) حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما نشأت
النواشي من ذراريهم يعني الذين أبوا قتال الجبارين مع موس وهلك آباؤهم وانقضبت
الأربعون سنة الذين تيهوا (7) فيها سار بهم موسى عليه السلام ومعه يوشع بن نون وكلاب (8)
بن يوقنا فلما انتهوا إلى أرض كنعان وبها بلعم بن باعور المعروف وكان قد آتاه الله
علما وكان فيما أوتي من العلم اسم الله الأعظم فيما يذكرون الذي إذا دعي الله به أجاب
وإذا سئل به أعطى

(1) الزيادة منا للإيضاح.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المختصر: يوفنا.
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن م و " ز ".
(4) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(5) سقطت من الأصل واستدركت عن م و " ز ".
(6) الخبر في تاريخ الطبري 1 / 437.
(7) بالأصل وم و " ز ": تنبهوا.
(8) كذا بالأصل وم و " ز "، والطبري، وفي الكامل لابن الأثير 1 / 143 والبداية والنهاية 1 / 371 كالب.
(9) كذا بالأصل، وم، و " ز "، والبداية والنهاية، وفي الطبري: " يوفنه " وفي ابن الأثير: يوفنا.
8

وذكر ابن إسحاق عن سالم أبي النضر قال كان بلعم ببالعة (1) قرية من قرى البلقاء
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد إذنا قالا حدثنا
أبو بكر أحمد بن علي أخبرني محمد (2) بن أحمد بن رزقويه أنبأنا أحمد بن سندي (3)
حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى حدثنا إسحاق بن بشر أنبأنا أبو
إلياس يعني عبد المنعم (4) بن إدريس عن وهب بن منبه عن كعب قال إن يوشع بن نون
لما حضرته الوفاة استخلف على بني إسرائيل كالب بن يوقنا ولم تكن لكالب نبوة ولكنه
كان رجلا صالحا وكانت بنو إسرائيل منقادة له فوليهم زمانا يقسم فيهم من طاعة الله ما كان
يقيم يوشع بن نون والناس لا يختلفون عليه يعترفون له بالفضل وذلك مما كان الله جل
وعز أكرمه حتى قبضه الله على منهاج يوشع واستخلف ابنا له يقال له يوسافاس بن كالب
وهو نظير يوسف بن يعقوب في الحسن والجمال فافتتن الناس بالنظر إليه يردون إليه من كل
أفق حتى شغله ذلك عن حكم بني إسرائيل وكن النساء كدن أن يغلبنه على نفسه
وكانوا يأتونه زوارا ويقولون له أيها العبد الصالح أتيناك لتعلمنا وتفقهنا في ديننا ويجعلون
ذلك علة لما يريدون من النظر إليه حتى ضاعت الحدود والأحكام وافتتن به النساء فتنة
عظيمة خاف منها الله عز وجل فدعا ربه ورغب إليه أن يغير حسنه وجماله وأن يضرب
وجهه بآفة من البلاء تشوهه ويغير حسنه وأن يسلم له سمعه ولسانه وبصره وعقله
وقلبه وجسده فضربه الله بالجدري فشتر عينه ومعط لحيته وحاجبيه وخرم أنفه وأذنيه
وقشر أديم وجهه فاستقل من ذلك الوجع مشوها معيرا مسرورا بذلك فرحا يعدها نعمة من
الله حتى أنكره كثير ممن كان يعرفه ورقت له النساء يبكين عليه حزنا ورحمة وتلهفا على
ما فاتهن من حسنه وصفاء لونه ولما صار إليه من البلاء حتى صار فيهم مثل مشغلته الأولى
فلما رأى ذلك سأل ربه أن يشوه وجهه بعاهة أخرى يقذرنه النساء ويكرهه إليهن (6) فاسا (7)
أسفل وجهه الذقن والفم حتى صار له خرطوم مثل خرطوم السبع فيه أضراس فقصر الناس

(1) راجع معجم البلدان 1 / 329.
(2) بالأصل: " أحمد بن محمد " وفوقهما علامتا تقديم وتأخير، والمثبت يوافق ما جاء في م، و " ز ".
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": سيدي.
(4) بالأصل: عبد المؤمن، والمثبت عن م و " ز ".
(5) كذا بالأصل وم و " ز ".
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": ويكرهنه إليه.
(7) كذا رسمها بالأصل و " ز "، وفي م: فأتينا.
9

عنه والنساء حتى لم يستطع أحد أن (1) ينظر إليه وسودته بنو إسرائيل وشرفوه وأقروا به
بالفضل لما كان من اختياره التغيير على الحسن والجمال ولما يرون من طيب نفسه
وسروره فلبث بذلك أربعين عاما قائما فيهم بالعدل فلما توفاه الله اختلفت بنو إسرائيل
وتعصبت فيما بينهم (2) فدعا كل إلى نفسه وإلى سبطه فقال هؤلاء منا الإمام وقال
هؤلاء منا الإمام فلما رأى ذلك ولد موسى وسبطه الذي هم من ولده قالوا ما أمرنا الله عز
وجل بذلك ولا أوصانا به موسى وإنا نبرأ (3) إلى الله مما يعمل هؤلاء وهم الذين يقول
الله عز وجل " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " (4) " ذكر من اسمه كامل "
5779 - كامل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلامة بن الحسين بن محمد بن يزيد
ابن أبي جميل أبو التمام المقرئ الضرير
قرأ القرآن بحرف ابن عامر على أبي الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط
وسمع أبا طاهر الحنائي وأبا الحسن الموازيني وأبا محمد بن الأكفاني وجماعة من
شيوخنا وحدث بشئ يسير سمعت منه وقرأت عليه القرآن العظيم
وكان خيرا ثقة كثير الدرس للقرآن مواظبا على صلاة الليل وحج مرتين توفي في
الثانية منهما محرما قبل قضاء نسكه في السابع من ذي الحجة سنة أربعين وخمسمائة ودفن
بمكة ومات بعلة البطن غريبا فحصلت له الشهادة من وجهين رحمه الله
5780 - كامل بن ديسم بن مجاهد بن عروة بن تغلب بن محمود أبو الحسن النصري
الفقيه العسقلاني المعروف المقدسي
سمع أبا الحسين محمد بن الحسين (5) بن الترجمان وأبا نصر محمد بن إبراهيم
الهاروني الجرجاني وأبا الحسن علي بن صالح العسقلاني وأبا سعيد عبد الكريم بن علي
ابن أبي نصر القزويني وأبا محمد زيد بن الحسن الموسوي وأبا الفضل عبد الله بن الحسين

(1) زيادة منا.
(2) في " ز ": بينها.
(3) بالأصل: " وأنابوا " والمثبت: " وإنا نبرأ " عن م، و " ز ".
(4) سورة الأعراف، الآية: 159.
(5) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الحسن.
10

ابن بشرى (1) الجوهري
روى عنه عمر بن عبد الكريم الدهستاني وحدثنا عنه ابنه أبو الحسين وأبو القاسم
ابن السمرقندي
وقدم دمشق مرتين في سنة أربع وثمانين وسنة خمس وثمانين وأربعمئة (2)
أخبرنا أبو الحسين بن كامل أنبأنا أبي ببيت المقدس سنة سبع وستين وأربعمائة
أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن علي بن الترجمان أنبأنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن يوسف الجندري بعسقلان حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي حدثنا علي
يعني ابن حرب حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن
جرير (3) قال سمعت أبا هريرة يقول أتى جبريل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال هذه خديجة قد أتتك
ومعها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك (4) فاقرأ عليها السلام من ربها ومني
وبشرها ببيت (5) في الجنة من قصب (6) لا صخب فيه ولا نصب (7)
حدثنا أبو القاسم بن السمرقندي لفظا قال قرأت على القاضي أبي الحسن كامل
ابن ديسم بن مجاهد العسقلاني ببيت المقدس قلت له أخبركم أبو الحسين محمد بن
الحسين بن علي بن الترجمان قراءة عليه وأنت تسمع فاقرأه أنبأنا أبو حفص عمر بن داود
ابن سلمون بن داود الأطرابلسي حدثنا الحسين بن محمد بن داود بمصر حدثنا محمد بن
هشام بن أبي خيرة حدثنا يحيى بن (8) سعيد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن
عمر
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبق بين الخيل المضمرة منها من الحفياء إلى ثنية الوداع (10) وما

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": بشر بن الجوهري.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) اختلف في اسمه، ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 / 8.
(4) كلمة أتتك التي مرت قبل كلمات بمعنى قصدتك أو توجهت إليك، وكلمة أتتك هنا معناها وصلتك، أو وصلت
إليك.
(5) البيت هنا، القصر، قاله الخطابي.
(6) القصب، قال جمهور العلماء المراد به قصب اللؤلؤ.
(7) النصب: المشقة والتعب.
(8) كتبت " بن " فوق الكلام في " ز ".
(9) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الجفنا.
والحفياء موضع قرب المدينة أجرى منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل في السابق (معجم البلدان).
(10) ثنية الوداع: ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة (معجم البلدان).
11

لم يضمر منها من ثنية الوداع إلى مسجد بني رزيق (1)
حدثني أبو الحسين بن كامل أن أباه قتلته الفرنج خذلهم الله يوم دخلوا ببيت المقدس
وهو يصلي وكان دخولهم بيت المقدس في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة
5781 - كامل بن علي بن أحمد السلمي
روى عن عبد الله بن الحسن بن عبيد الله الحوراني وهو عبد الدائم صاحب
الكلابي
سمع منه طاهر بن بركات الخشوعي وأبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني
وروى عنه
5782 - كامل بن علي بن سالم بن علي أبو التمام السنبسي الهيتي الأعور
حدث عن أبيه
روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن علامة الكفرطابي المعروف بابن الحرامببة (2)
وكان مقامه بشيرز يعلم بها أولاد الأمير أبي سلامة بن منقذ وكان قد تأدب بالعراق
وكان له شعر جيد وقدم دمشق وكان ينسخ بالأجرة رأيته غير مرة ولم أسمع منه شيئا
ذكر أبو محمد عبد الرحمن بن سلامة حدثني أبو التمام كامل بن علي بن سالم
السنبسي من لفظه حدثنا أبي حدثنا سعيد بن محمد حدثنا محمد بن علي القاضي حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة حدثنا محمد بن يحيى القزار (3) حدثنا يزيد بن
بيان (4) حدثنا أبو الرحال (5) عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أكرم شاب
شيخا لكبر سنه إلا قيض الله من يكرمه عند كبر سنه [10592]

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": زريق.
(2) كذا رسمها بالأصل، وفي م: " الحراسه " وفي " ز ": " الجرامشيه ".
(3) بالأصل: " الفوار " وفي م: " النوار " والمثبت عن " ز "، وهو محمد بن يحيى بن المنذر أبو سليمان القزاز، انظر
الحاشية التالية.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 292.
(5) بالأصل و " ز ": " الرجال " والمثبت عن وتهذيب الكمال 20 / 292 في ترجمة يزيد بن بيان. واسمه محمد بن
خالد ويقال خالد بن محمد الأنصاري البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 225.
12

أخبرناه عاليا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ أنبأنا أبو عبد الله
الحسين (1) بن أحمد النعالي ببغداد أنبأنا جدي (2) أبو الحسن محمد بن طلحة النعالي (3)
حدثنا أحمد بن إبراهيم العديمي (4) حدثنا محمد بن يونس بن (5) موسى حدثنا يزيد بن
بيان المعلم حدثنا أبو الرحال (6) عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أكرم شاب شيخا
لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه (7) [10593]
وقال أبو محمد بن سلامة حدثني أبو التمام كامل بن علي حدثني أبي حدثنا سعيد
قال وأنشدني محمد بن علي القاضي أنشدني القاضي محمد بن الحسن لمنصور الفقيه:
الناس بحر عميق * والبعد منهم سفينة
وقد نصحتك فانظر * لنفسك المسكينة
أنشدنا القاضي أبو القاسم الحسين بن حمزة بن الحسين الحموي قاضي حماة (8)
قال أنشدنا أبو التمام لنفسه:
نبئت عيسى له في العلم معرفة * وفطنة بلغات العجم والعرب
فهات قل لي ما حجر وما حجر * وما الحجي والحجى يا بارع الأدب
الحجر المنع وحجر الثوب أيضا بالفتح ويقال بالكسر وحجر اسم رجل
والحجي بكسر الحاء العقل والحجا بفتح الحاء واحدتها حجاة وهي القبيبة (9) تكون على
وجه الماء من وقع المطر ومثل الحجاة الجعدبة والكعدبة:
وما حجين وساهور وما سمر * والفخت والهالة الشوهاء في الشهب
حجين اسم من أسماء القمر وكذلك الساهور والسمر ضوء القمر ومنه اشتقاق
السمرة والفخت الظل منه ويقال الفخت ضوءه أيضا والهالة الدارة التي تكون حول
القمر والشوهاء الحسنة ههنا والشوهاء أيضا القبيحة والشوهاء المرأة الشديدة الإصابة
بالعين والشهب النجوم

(1) بالأصل وم: الحسن، والتصويب عن " ز "، ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 101.
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": أنا أحمد بن أبي الحسن نا محمد بن طلحة.
(3) بالأصل وم: النعال، والمثبت عن " ز ".
(4) كذا رسمها بدون إعجام، وفي " ز "، وم: " القديسي ".
(5) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وبعده صح، وهو يوافق عبارة م، و " ز ".
(6) بالأصل، و " ز "، وم: الرجال، تصحيف.
(7) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": شيبه.
(8) كلمة " حماه " كتبت فوق الكلام بين السطرين في " ز ".
(9) بدون إعجام بالأصل وم، والمثبت عن " ز ".
13

وما السكاك (1) وما لوح وجونته * يوح وما الضح ذات النجر واللهب
السكاك (1) واللوح الجو وهو الهواء البعيد من الأرض والجونة الشمس ويوح
أيضا الشمس والضح الشمس أيضا والنجر الحر
وما براح إذا اذكت وديقتها * وما ذكاء وراح البارح الحصب
براح أيضا من أسماء الشمس وهي مبنية على الكسر وأذكت أو قدت والوديقة
شدة الحر وذكاء أيضا من أسماء الشمس والراح اليوم الشديد الريح والبارح الريح
الحارة والحصب الذي يرمي بالحصباء
وابنا سمير وما إل وما يلل * وما الشغا في خلال الظلم والنشب
ابنا سمير الليل والنهار والإل الربوبية والقدرة والإل العهد والإل القرابة
واليلل إقبال الأسنان على باطن الفم يقال منه قد يللت فأنا أيل يللا والشغا هو أن
يختلف نبتة الأسنان فلا تتسق والظلم ساكن اللام ماء الأسنان والشنب برد الأسنان
وعذوبة مذاقتها
وهي قصيدة طويلها فيها علم كثير
5783 - كامل بن علي بن محمد بن سلم (2) بن عقيل بن عمارة أبو القاسم التميمي
البصري
ذكر أنه سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس وأحمد بن محمد بن إبراهيم الآجري
بمكة
روى عنه القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أحمد القزويني وسمع
منه بالري سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
5784 - كامل بن محمد بن عبد الله بن هارون بن محمد بن موسى أبو البركات
القرشي الصوري
سمع بصيدا أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة

(1) في " ز ": " الببكال " وفوقها في الموضعين فيها ضبة.
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": سالم.
(3) تصحفت في " ز " إلى: قصيدا.
14

روى عنه غيث بن علي
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه أنبأنا أبو البركات كامل بن محمد بن
عبد الله بن هارون بن محمد بن موسى القرشي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن
طلحة الصيداوي بها أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي بحمص
حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري (1) حدثنا عبد الله بن عمران حدثنا عبد الرحيم بن
زيد العمي عن أبيه عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من مشى لأخيه المسلم في حاجة كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة ومحى عنه
بكل خطوة سبعين سيئة منذ سدى في الحاجة إلى أن تقضى فإن قضيت الحاجة خرج من
ذنوبه كيوم ولدته أمه فإن مات قبل ذلك دخل الجنة [10594]
5785 - كامل بن المخارق (2) الصوفي
من ساكني دمشق له ذكر
أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت أنبأنا جعفر بن أحمد السراج
أنبأنا إبراهيم بن سعيد بمصر وأنبأنا أبو الحسن السلمي الفقيه وأبو الفضل بن
ناصر قالا أجاز لنا (3) إبراهيم بن سعيد حدثنا أبو صالح السمرقندي الصوفي حدثنا
الحسين بن القاسم (4) بن اليسع حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر الدينوري حدثنا أبو
محمد جعفر بن عبد الله الصوفي قال قال أبو حمزة كان كامل بن المخارق الصوفي من
أحسن من رأيته من أحداث الصوفية وجها وكان قد لزم (5) منزله وأقبل على العبادة وكان
لا يخرج إلا من جمعة إلى جمعة فإذا خرج يريد المسجد وقف له الناس ورموه بأبصارهم
ينظرون إليه فقدم علينا حجار بن قيس المكي دمشق وكان أحد الفصحاء العقلاء وكان لي
صديق فكلمني جماعة من أصحابنا أسأله أن يجلس لهم مجلسا يتكلم عليهم فيه ويسألونه
فكلمته فوعدني يوما يتكلم فاتعدنا بذلك اليوم ودعا الناس بعضهم بعضا فلما أن كان يوم
الجمعة وصلى الناس الغداة أقبلوا من كل ناحية فوقف يتكلم عليهم فبينا هو كذلك إذ أقبل

(1) بالأصل: الخضائري، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(2) تصحفت في " ز " إلى المحارف.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " حدثنا " بدل " أجاز لنا ".
(4) الأصل: الفهم، والمثبت عن م و " ز ".
(5) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": كرم.
15

كامل بن المخارق فلما نظر إليه الناس رموه بأبصارهم وشغلوا بالنظر إليه عن الاستماع منه
وفطن بهم حجار فقطع كلامه وقال يا قوم ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا
ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا
فوالله لما تنظرون منهما على بعدهما أعجب من نظركم إلى هذا فاحذروا أن تعود (1) عليكم
النفوس بعوائد حكمها (2) إذا جالت القلوب في غامض فكرها أتنظرون إلى جمال يجول عند
نضرته ووجه تتحرمه الحادثات بعد حيرته ما هذا أنظر المشتاقين أين تذهب بكم
الشهوات عرضتكم لمحنة عظيمة على أنكم لا تبلغون منها محبوب نفوسكم ومطالبة
قلوبكم إلا بإحدى ثلاث إما بتوبة يتلقاكم الله بها أو عصمة يتغمدكم برحمته فيها أو يطلقكم
وما تطلبونها أو تبلغونها فتسخطونه عليكم أما سمعتموه تعالى ذكره يقول " ذلك بأنهم اتبعوا
ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم " (3) ثم أخذ في كلامه فأحصيت من أحرم في
مجلسه ذلك اليوم نيفا على سبعين بين رجل وغلام
5786 - كامل بن مكرم أبو العلاء
سمع محمد بن مروان البيروتي (4) ببيروت والربيع بن سليمان وهلال بن العلاء
الرقي ومحمد بن يعقوب بن العرجي (5) ومحمد بن سهل المصيصي (6)
روى عنه أبو حاتم محمد بن حبان البستي (7)
أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن (8) السجزي (9) المعروف
بالبخاري مناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد المقرئ أنبأنا
أبو عبد الله أحمد بن محمد الشروطي ببست (10) أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي
أنبأنا كامل بن مكرم حدثنا محمد بن مروان البيروتي حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد
العزيز عن محمد بن كعب القرظي في قوله " فلنحييه حياة طيبة " (11) قال القناعة

(1) الأصل وم: تعودوا، والمثبت عن " ز ".
(2) الأصل: حكيها، وفي م: حكها، والمثبت عن " ز ".
(3) سورة محمد، الآية: 28.
(4) في " ز ": القيزوي.
(5) كذا رسمها بالأصل، وفي م: الفوجي، وفي " ز ": الفرحي.
(6) في " ز ": المضفي.
(7) في " ز ": السبتي.
(8) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الحسين.
(9) في " ز ": الشجري.
(10) سقطت من " ز ".
(11) سورة النحل من الآية: 97.
16

قال وحدثنا كامل بن مكرم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا
ضمرة عن أبي سعيد قال كان عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود إذا غضب على غلامه
قال ما أشبهك بمولاك تعصيني وأنا أعصي الله فإذا اشتد غضبه قال أنت حر لوجه الله
5787 - كتائب بن علي بن حمزة بن الخضر بن أحمد بن إسحاق أبو البركات
السلمي المعروف بابن المقصص
سمع بدمشق أبا بكر الخطيب وعبد العزيز (1) الكتاني (2) وأبا الحسين طاهر بن
أحمد بن علي القايني وأبا إسحاق إبراهيم بن شكر بن محمد بن علي العثماني وببغداد أبا
عبد الملك مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم البانياسي وبأصبهان أبا زكريا يحيى بن عبد
الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة رأيته مرات ولم يسمع منه شيئا
وسمع منه أبو محمد بن صابر وابنه
وذكر أنه سأله عن مولده فقال ولدت في النصف من ربيع الأول سنة أربع وأربعين
وأربعمائة بدمشق وكان قد صنف رسالة ذكر فيها بعض الخلفاء وجماعة من الأئمة بسوء
فحملت إلى الرحبة فوقف عليها فقيه من أهل الرحبة فحملها إلى حسن والي الرحبة من
قبل اليوسفي (3) وأوقفه على ما فيها فكتب حسن إلى طغتكين أتابك والي دمشق فعرفه
ذلك فقبض على ملكه ونفاه عن دمشق فمضى إلى الغازي بن أرتق وتشفع به فكتب له إلى
طغتكين كتاب شفاعة فأمر طغتكين برد ملكه ولم يأذن له في دخول البلد فأقام بمسجد أبي
صالح إلى أن مات
وسمعت شيخنا أبا (4) محمد بن الأكفاني يقول لأبي طاهر الأصبهاني الحافظ بلغني
أنك سمعت من ابن المقصص فقال نعم دخل إلينا إلى الدويرة وسمعنا منه فقال هذا
كان في صباه يغني ويأخذ الجزر (5) على الغناء فاعتذر إليه أبو طاهر بأنه ما علم بذلك.

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن م و " ز ".
(2) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن م و " ز ".
(3) في " ز ": اليرسقي، وفي م: " الرسقى ".
(4) بالأصل: " أبو " تصحيف والمثبت عن م و " ز ".
(5) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الجزاء.
17

" ذكر من اسمه كثير "
5788 - كثير بن الحارث أبو أمين (1) الحميري (2)
روى عن القاسم أبي عبد الرحمن
روى عنه معاوية بن صالح وخالد بن معدان وهو أكبر منه وأرطأة بن المنذر
السكوني
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد (3) وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا أنبأنا
أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة
حدثنا ابن وهب حدثني معاوية عن كثير بن الحارث عن القاسم مولى معاوية أنه سمع
علي بن أبي طالب يذكر أنه أمر فاطمة تستخدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءته فقالت يا رسول الله
إنه قد شق علي الرحى وأرته أثرها في يدها من اثر الرحا فسألته أن يخدمها خادما فقال ألا
أعلمك خيرا من ذلك أو قال خير من الدنيا وما فيها إذا أويت إلى فراشك فكبري أربعا
وثلاثين تكبيرة وثلاثا وثلاثين تحميدة وثلاثا وثلاثين تسبيحة فذلك خير لك من الدنيا وما
فيها [10595] فقال علي ما تركتها منذ سمعتها فقيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة
صفين
أخبرنا (4) أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة حدثني يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية بن
الوليد حدثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان حدثني كثير بن الحارث عن القاسم أنه
حدثه عن فضالة بن عبيد أنه سمعه يقول الإسلام ثلاثة أبيات سفلى وعلى وغرفة فالسفلى
الإسلام والعلى النوافل والغرفة الجهاد (5)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن

(1) أمين، بالتصغير، (تقريب التهذيب).
(2) ترجمته في في تهذيب الكمال 15 / 353 (5524) وتهذيب التهذيب (6 / 549 الترجمة 5798) وتقريب التهذيب
الترجمة (5798) أيضا طبعة دار الفكر 1995 م. التاريخ الكبير 7 / 214 والجرح والتعديل 7 / 150.
(3) في " ز ": أحمد، وفي م كالأصل.
(4) كتبت فوق الكلام بالأصل.
(5) لم أعثر على الخبر في تاريخ أبي زرعة.
18

الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد - زاد
أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدا أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (1)
كثير بن الحارث عن القاسم مولى معاوية روى عنه معاوية بن صالح
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي
حاتم قال (2)
كثير بن الحارث روى عن القاسم أبي عبد الرحمن روى عنه معاوية بن صالح
سمعت أبي يقول ذلك وسألته عنه فقال لا بأس به وفي نسخة فقال صالح الحديث (3)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا أبو القاسم البجلي
أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال شيوخ معناهم واحد علي بن يزيد الهلالي
وكثير بن الحارث وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي هؤلاء نفر (4) من أصحاب القاسم
موضعهم أحسن ظاهرا من أحاديثهم عن القاسم (5)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب
أنبأنا أحمد إجازة وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا الحسن بن أحمد أنبأنا أبو
الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد قراءة قال سمعت أبا الحسن بن
سميع يقول في الطبقة الخامسة كثير بن الحارث هو أبو أمين
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه
أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (6) أبو أمين كثير بن الحارث حديثه في الشاميين عن القاسم
أبي عبد الرحمن القرشي مولى معاوية روى عنه أبو عمرو معاوية بن صالح الحضرمي
وأرطأة بن المنذر أبو عدي (7) السكوني

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 214.
(2) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 150.
(3) هذه رواية الجرح والتعديل المطبوع.
(4) تقرأ بالأصل: نبز، والمثبت عن م و " ز ".
(5) تهذيب الكمال 15 / 353.
(6) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 2 / 72 رقم 440.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الأسامي والكنى: " أبو علي " انظر ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 497 وكناه: أبا
عدي.
19

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي
قراءة عن أبي الحسن الدارقطني [ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن
المحاملي (1) أنا أبو الحسن الدارقطني (2) قال أبو أمين كثير بن الحارث عن القاسم أبي
عبد الرحمن قال الجارودي سمعت أبا أيوب البهراني يقول كثير بن الحارث أبو أمين
الحميري
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) في باب أمين بضم
الهمزة أبو أمين كثير بن الحارث البهراني عن القاسم أبي عبد الرحمن قال الجارودي (4)
سمعت أبا أيوب البهراني يقول كثير بن الحارث أبو أمين الحميري
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو محمد بن أبي طاهر حدثنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة قال (6) قلت يعني لعبد الرحمن بن إبراهيم
دحيم فكثير بن الحارث قال ما أعرفه قلت فتدفعه وقد روى عنه خالد بن معدان
ومعاوية بن صالح قال لا يدفع
5789 - كثير بن زيد أبو محمد المدني الأسلمي ثم السهمي سهم أسلم مولاهم (7)
سمع سالم بن عبد الله وربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد ونافعا مولى ابن عمر
والوليد بن رباح (8) وعثمان بن عبد الله بن سراقة وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه
والمطلب بن عبد الله بن حنطب والحارث بن أبي يزيد (9)
روى عنه حماد بن زيد وعبد العزيز الدراوردي وعبد العزيز بن أبي حازم وحاتم
ابن إسماعيل وأبو نباتة يونس بن يحيى المدنيون ووكيع وعيسى بن يونس وأبو أحمد

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
(2) الزيادة عن م و " ز ".
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 6 و 7.
(4) العبارة في الاكمال: قاله الجارودي عن أبي أيوب البهراني.
(5) الزيادة عن " ز ".
(6) رواه أبو زرعة في تاريخه 1 / 398.
(7) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 356 (5227) ط دار الفكر وتهذيب التهذيب (6 / 551 الترجمة 5801) ط دار
الفكر وقال في تقريب التهذيب (25801): صدوق يخطئ 4 / 579 وميزان الاعتدال 3 / 404 والكامل لابن
عدي 6 / 67 والتاريخ الكبير 7 / 216 والجرح والتعديل 7 / 150.
(8) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي تهذيب الكمال: الوليد بن كثير.
(9) بالأصل: زيد، تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، وتهذيب الكمال.
20

الزبيري وأبو عامر العقدي وسفيان بن حمزة ومحمد بن عمر الواقدي ومالك بن أنس
والمعافى بن عمران الموصلي وسليمان بن بلال وأبو خالد سليمان بن حيان (1) الأحمر
وزيد بن الحباب العكلي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) حدثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري حدثنا
كثير بن زيد عن نافع قال كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه
وأشار بإصبعه وأتبعها بصره ثم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لهي أشد على الشيطان من
الحديد يعني السبابة [10596]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو عبد الله الحسين
ابن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد الدقاق العسكري أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى بن
سليمان بن زيد المروزي أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا زيد بن الحباب أو بلغني
عنه عن كثير بن زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه [10597]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (3) سمعت أحمد بن حفص يقول سئل أحمد بن
حنبل يعني وهو حاضر عن التسمية في الوضوء فقال لا أعلم فيه حديثا يثبت أقوى شئ
فيه حديث كثير بن زيد عن ربيح وربيح رجل ليس بمعروف
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا سليمان بن إسحاق حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد (4) أنبأنا
محمد بن عمر حدثنا كثير بن زيد قال قدمت خناصرة في خلافة عمر بن عبد العزيز فرأيته
يرزق المؤذنين من بيت المال
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن

(1) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن م، و " ز ".
(2) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 2 / 462 رقم 6007.
(3) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 67.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 359 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
21

الفضل أنبأنا عبد الله (1) بن جعفر حدثنا يعقوب (2) حدثنا محمد بن أبي زكير أنبأنا ابن
وهب حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز قال ذات ليلة ومعه مزاحم ورجل يقال له ابن
صافية (3) قال فأذن له قال فدخلت عليه فإذا بمائدة عليها صحفة مخمرة بمنديل وعمر
قائم يركع قال فركع ركعتين ثم أقبل فجلس فاجتبذ المائدة بيده ثم قال لي كل أين
عيشنا اليوم من عيشنا إذ كنا بمصر قال فقلت لا شئ يا أمير المؤمنين فقال عمر لقد
رأيتني وكنا ولو ضافني أهل قرية لوجدت ما يعمهم ثم قال أين عيشنا هذا من عيشنا
بالمدينة ثم استبكى قال فنادى مزاحم أن قم قال فقمت قال فأخبرني من الغد أنه إذا
أصابه مثل هذا لم يعد إلى طعامه
قال مالك وهذا يعجبني من فعل عمر أن يخدم الإنسان نفسه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي قال قال أبو عبد
الله يعني مصعبا وأبو زكريا يعني يحيى بن معين كثير بن زيد مولى أسلم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا محمد
ابن أحمد بن إسحاق حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال (4) في
الطبقة السابعة من أهل المدينة كثير بن زيد يكنى أبا محمد مولى لبني سهم من أسلم يقال
له ابن صافية (5) هي أمه توفي في آخر زمن أبي جعفر
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (6) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد (7) قال في
الطبقة الخامسة من أهل المدينة كثير بن زيد ويكنى أبا محمد مولى لبني سهل (8) من

(1) بالأصل وم عبد العزيز، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(2) لم أعثر على الخبر في المعرفة والتاريخ المطبوع.
(3) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": صافنة.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 475 رقم 2453.
(5) كذا بالأصل وطبقات خليفة المطبوع، وفي م و " ز ": صافنة، وفي تهذيب الكمال: ما فنه. ونص عليها في تقريب
التهذيب: ما فنه بفتح الفاء وتشديد النون.
(6) بالأصل وم و " ز ": اللبناني، تصحيف.
(7) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(8) كذا بالأصل وم و " ز "، وسينبه المصنف إلى الصواب.
22

أسلم وكان يقال له ابن صافية وهي أمه مات في آخر زمن أبي جعفر
قال ابن عساكر الصواب سهم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد (1)
قال في الطبقة الخامسة من أهل المدينة كثير بن زيد ويكنى أبا محمد وهو مولى لبني
سهم من أسلم وكان يقال له ابن صافية وهي أمه وروى عن المطلب بن عبد الله بن
حنطب المخزومي وغيره وتوفي في خلافة أبي جعفر وكان كثير الحديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل (2) قال كثير بن زيد مولى الأسلميين المدني (3) سمع سالم بن عبد الله والوليد
بن رباح روى عنه حماد بن زيد ووكيع
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنا أبو القاسم بن
منده أنا حمد (4) إجازة ح قال: وأنا أبو طاهر أنا علي قالا
أنا ابن أبي حاتم قال (5) كثير بن زيد مولى الأسلميين (6) أبو محمد توفي في آخر
زمان (7) أبي جعفر روى عن سالم ونافع ومطلب وربيع بن عبد الرحمن بن أبي سعيد
والوليد بن رباح وعثمان بن عبد الله بن سراقة روى عنه حماد بن زيد وعبد العزيز بن
أبي حازم وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز الدراوردي وأبو نباتة يونس بن يحيى وعيسى
بن يونس ووكيع وأبو أحمد الزبيري وأبو عامر العقدي وسفيان بن حمزة سمعت أبي
يقول ذلك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا يوسف بن

(1) الخبر سقط من طبقات ابن سعد المطبوع، فهو ضمن القسم الضائع من تراجم طبقات أهل المدينة.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 216.
(3) في م و " ز ": المديني.
(4) في م: أحمد، تصحيف.
(5) رواه ابن حاتم في الجرح والتعديل 7 / 150.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن م، و " ز "، والقسم الأول من التاريخ الكبير أيضا، والقسم الأخير
عن الجرح والتعديل أيضا.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الجرح والتعديل: زمن.
23

رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال
سمعت يحيى يقول كثير بن زيد مديني صالح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1) حدثنا أحمد بن علي بن بحر حدثنا عبد الله الدورقي
حدثنا يحيى بن معين قال كثير بن زيد الأسلمي ليس به بأس
قال وأنبأنا ابن عدي (2) حدثنا علان حدثنا ابن أبي مريم قال سمعت يحيى بن
معين يقول كثير بن زيد ثقة
أخبرنا (3) أبو البركات أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي بن يعقوب أنبأنا
محمد بن أحمد بن محمد أنا (4) الأحوص بن المفضل بن غسان (5) حدثنا أبي قال قال
أبو زكريا كثير بن عبد الله المزني لجده صحبة (6) ضعيف الحديث وهو الذي
يحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جعل عقل الأنصار على الأنصار النبيت والخزرج وعدد القبائل
وكثير بن زيد المدني أقوى منه وأصلح حديثا
وقال في موضع آخر وكثير بن زيد مولى المطلب صالح
وحكى أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت
أبي عن كثير بن زيد فقال ما أرى به بأسا (7)
أخبرنا أبو محمد بن حمزة فيما قرأت عليه عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر
البرقاني أنبأنا أحمد بن عبد الله بن خميرويه حدثنا الحسين (8) بن إدريس أنبأنا محمد بن
عبد الله بن عمار الموصلي قال كثير بن زيد ثقة (9)
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن
مخلد أنبأنا علي بن محمد بن خزفة أنبأنا محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا ابن أبي

(1) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 67.
(2) المصدر السابق.
(3) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(4) الزيادة عن " ز "، وم.
(5) غير واضحة بالأصل، وفي " ز ": عباد، والمثبت عن م.
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " بن محمد " بدلا من " لجده صحبة ".
(7) تهذيب الكمال 15 / 356.
(8) الأصل: الحسن، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(9) تهذيب الكمال 15 / 357.
24

خيثمة قال وسئل يحيى بن معين عن كثير بن زيد يروي عنه عبد الحميد الخثعمي قال ليس
بذلك القوي وكان قال أولا ليس بشئ (1)
قرأت على الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد
أنبأنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم أنبأنا أبو الحسين بن حمة أنبأنا محمد بن
أحمد بن يعقوب بن شيبة حدثنا جدي يعقوب حدثني عبد الله بن شعيب قال قرأ علي
يحيى بن معين (2) كثير بن زيد ليس بذاك القوي
قال وحدثنا يعقوب قال وكثير بن زيد ليس بالساقط وإلى الضعف ما هو وهو مولى
لبني سهم يكنى أبا محمد وكان يقال له ابن صافية وهي أمه توفي في آخر خلافة أبي
جعفر
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا حمد (3) إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4) سئل أبو زرعة عن كثير بن زيد فقال هو صدوق
وفيه لين وسئل أبي عن كثير بن زيد فقال صالح ليس بالقوي يكتب حديثه
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو يعلى حمزة بن علي قالا أنبأنا سهل
ابن بشر أنبأنا علي بن منير أنبأنا الحسن بن رشيق أنبأنا أبو عبد الرحمن النسائي قال كثير
ابن زيد ضعيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (5) كثير بن زيد مولى بني سهم ويقال له ابن
صافية (6) وهي أمه يكنى أبا محمد مدني هكذا ذكره الواقدي
قال ابن عدي (7) ولكثير بن زيد غير ما ذكرت من الحديث ويروي ابن أبي حازم
وسفيان بن حمزة وسليمان بن بلال كل واحد منهم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن

(1) تهذيب الكمال 15 / 356.
(2) أقحم بعدها بالأصل وم: " كثير بن معين " والمثبت يوافق " ز ". وانظر تهذيب الكمال 15 / 356.
(3) في م: أحمد، تصحيف.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 151.
(5) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 67.
(6) كذا بالأصل وابن عدي، وفي م و " ز ": صافنه.
(7) الزيادة منا للإيضاح، والخبر في الكامل لابن عدي 6 / 69 ونقلا عنه في تهذيب الكمال 15 / 357.
25

أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نسخة ويرويه عن ابن أبي حازم إبراهيم بن حمزة وأبو مصعب
وابن كاسب وغيرهم ويرويه عن سفيان بن حمزة إبراهيم بن المنذر وابن كاسب وغيرهما
ويروي عن سليمان بن بلال ابن وهب وكل واحد منهم يتفرد عنه بهذا الإسناد نسخة وربما
اتفقوا في شئ منه ولكثير بن زيد عن غير الوليد بن رباح أحاديث لم أذكرها (1) ولم أر
بحديثه بأسا وأرجو أنه لا بأس به
بلغني أن كثيرا بقي إلى آخر أيام المنصور ومات المنصور وسنة ثمان (2) وخمسين
ومئة (3)
5790 - كثير بن زيد بن محمد بن سلامة أبو الطيب الغساني اللاذقي (4)
حدث ببيروت عن الحسين بن السميدع الأنطاكي
روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيان الدمشقي
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد وأبو نصر غالب بن أحمد قالا أنبأنا علي بن
أحمد بن زهير حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان المعروف بابن الطيان
الدمشقي أنبأنا أبو الطيب كثير بن زيد بن محمد بن سلامة الغساني اللاذقي ببيروت قراءة
عليه حدثنا الحسين بن السميدع الأنطاكي حدثنا أحمد بن الوليد بن برد بن إسحاق
الأموي حدثنا ابن أبي فديك أخبرني شبل بن العلاء عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر [10598]
آخر الجزء السابع بعد الأربعمائة (5)

(1) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الكامل لابن عدي: أنكرها.
(2) مكانها بياض في " ز ".
(3) بالأصل: وخمسمئة، تصحيف، والتصويب عن م، و " ز ".
(4) اللاذقي نسبة إلى اللاذقية، بلدة على ساحل بحر الشام (الأنساب).
(5) قوله: " آخر الجزء السابع بعد الأربعمئة " سقط من م. وكتب هنا في " ز ": آخر السابع بعد الأربعمئة من الأصل،
يتلوه: كثير بن شهاب بن الحصين.
بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله فسمعه ابني محمد
وكتبه القاسم بن علي بن الحسن في أواخر شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة ه‍.
سمع جميعه على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدث الشام
أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله ابنه أبو الفتح الحسن وابن أخيه القاضي أبو البركات
الحسن بن محمد بن الحسن والشيخ الفقيه الإمام جمال الدين أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعد الحنفي
والشيخ الصابح أبو بكر محمد بن بركة بن خلف بن كرما الصالحي والشيخ الأجل الأمين بهاء الدين أبو القاسم
علي بن الحسن بن علي بن سواس وفتاه بن عش بقراءة القاضي بهاء الدين أبي المواهب الحسين بن هبة الله بن
محفوظ بن صصرى والأخوان الأمير شمس الدولة أبو علي الحسين والشيخ الفقيه شمس الدين أبو عبد الله محمد
ابنا المحسن بن الحسين بن أبي المضا وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن يحيى بن علي بن
مؤمل ومحسن بن سراج بن محسن وإبراهيم وطوق ابنا علي بن أبي سليمان وإبراهيم بن مهدي بن علي ومحسن
ابن خضر بن عسل الشواغرة وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز ويوسف بن أبي الحسين بن أحمد
وإسماعيل بن حماد الدمشقي وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار وأبو القاسم بن شبل وبستكين بن
عبد الله عيسى بن أبي عقيل وأبو الحسين بن علي بن خلدون وعمر بن كأم بن عبد الله وابنه عبد الرزاق وحمزة بن
إبراهيم بن عبد الله ومحمد بن محمد بن أبي بكر وداود بن علي بن يحيى وهلال ابن منصور بن محمد وخليل بن
حسان بن أبي الفرج النساج وعبد الرحمن بن أحمد بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الفضل بن أبي الفتح وأبو الزهر
ابن إبراهيم بن عبد الوهاب ويوسف بن عبد الله بن أبي الفرج ورفاعة بن محمد بن إبراهيم ومحمد بن كامل بن
سالم وأبو محمد بن عيسى بن عبد الواحد القزاز وعبد الغني بن عبد الله بن سلمان المغربي وعبد الغني بن برهان
ابن عبد العزيز وعين الدولة بن اللمس بن مستكين ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله وأبو البيان بن أبي الكرم بن أبي
الوحش وأبو الفضل بن صبيح بن حران وعثمان بن يوسف بن إلياس وإبراهيم بن يوسف بن عبد الله ومحمد بن
عبد الله بن علي وأبو عبد الله بن أبي محمد بن أبي العجايز وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وإبراهيم بن أحمد
ابن عبد الرحمن وأجازه لكاتب الأسماء عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وذلك
في يوم الجمعة التاسع عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت
سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث
الشام بن محمد القاسم شيخ الإسلام مصنفه أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله بتوفيقه بقراءة
القاضي الفقيه بهاء الدين أبي المواهب الحسن وقد قرأه على مصنفه رحمه الله وأخوه القاضي أبو القاسم الحسين
ابنا أبي الغنائم نصر الله بن محفوظ بن صصرى التغلبيان وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري وأبو عبد
الله محمد بن ميمون بن مالك ومحمد بن علي بن عساكر العربي ومحمد بن عبد الله المغربيون ومحمد بن عبد
الله ومحمد بن علي بن محمد الحلبي والحسن بن علي ومحمد بن هبة الله بن الحسن التغلبي وأبو علي الحسن
ابن علي بن الحسين السقسيني وأبو الحسين بن علي بن هبة الله بن خلدون المصري وأبو حفص عمر بن أحمد بن
الحسن الدومي وعثمان بن أبي القاسم بن عبد الباقي الضرير ومثبت الأسماء إبراهيم بن يوسف بن محمد المغافري
البوني وسمع أكثره إبراهيم بن عبد الله وأبو يعلى حمزة بن أبي الفضل بن أبي الفواس الأنصاري والعميد عبد
الواحد بن أبي البركات بن أبي الحسين الصفاران وعمر بن محمد بن أحمد الفهاطي وحلاج بن كامل بن نافع
ومحمود بن تمام بن محمود وذلك في مجالس آخرها يوم الاثنين سابع عشر شعبان سنة سبع وسبعين وخمسمائة
بمدينة دمشق حرسها الله تعالى والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وصحبه وسلم ه‍. صح سماع الجزء
الحسن بن علي بن هبة الله بن علي بن الحسن وكتبه القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله وصح وثبت.
بلغ من أول الجزء إلى آخره سماعا على الشيخ الأجل الإمام العالم الأوحد الحافظ الثقة البارع بهاء الدين شمس
الحفاظ ثقة الثقات معتمد الرواية زين الأئمة محدث الشام جمال الإسلام أبي محمد القاسم بن الشيخ الإمام
الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أبقاء الله ولده أبو القاسم
علي ابن القاسم وسبطه أبو المجد الفضل بن تبا بن المفضل الحميري جبرهما الله والشيخ أبو جعفر أحمد بن علي
بن بكر القرطبي وابناه أبو الحسن محمد بقراءته وأبو الحسين إسماعيل وفتاهم فرج الحبشي وأبو علي الحسن بن
علي ابن عبد الوارث التونسي وأبو سعيد بن خلف بن محمد بن سملون التنويري وأبو محمد عبد السلام بن أبي
بكر بن أحمد الشافعي وعبد الرحمن بن عبد المنعم بن الخضر الحارثي وأبو الحسن علي بن عمر بن عثمان
الصقلي وعلي ابن تميم بن عبد السلام البخاتي والشريف أبو علي محمد بن عبد الله بن إبراهيم الحسيني الغرناطي
وأبو الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن أبي الوفاء والمتطيب وأبو الفضل جعفر بن أبي عبد الله بن يونس الأزدي
وإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الفضل بن المعروف بن الأنماطي وهذا خطه وسمع نفسه من سمع
البقية من نسخة الفرع وذلك في مجلسين آخرهما رابع رجب سنة خمس وسبعين وستمائة سمع جميع هذا الجزء
على الشيخ الأمير الأصيل العادل أمين الأمناء ثقة الثقات أبي البركات الحسن بن محمد ابن الشيخ الشافعي أيده الله
بسماعه فيه عن مؤلفه والملحق بإجازته منه بقراءة الشيخ الإمام العالم محب الدين بن أبي محمد عبد العزيز بن أبي
الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي أبو المعالي عبد الله بن الشيخ أبي طالب محمد بن عبد الله بن عبد
الرحمن بن صابر البناء وإسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي وهذه خطه وولده أبو بكر محمد بن رزق الله وسمع من
الأول ترجمة قيس بن هبيرة إلى آخر الجزء أبو طالب بن صابر المذكور وذلك بالمسجد الجامع بدمشق بكرة يوم
الأحد ثاني عشر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وستمائة.
سمع جميع هذا الجزء على سيدنا القاضي العالم الأصيل أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله
الشافعي أبقاه الله بسماعه فيه والملحق بإجازته من عمه محمد بن يوسف بن محمد الرزالي الإشبيلي بقراءته وهذا
خطه وعارض به وذلك في مجلسين آخرهما يوم الأربعاء الثاني والعشرون من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة
وستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسه الله وسمع من ترجمة قيس بن هاني إلى آخر ترجمة قيس بن
مكشوح حسب أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك الرندي المالقي وصح ذلك والحمد لله
وحده وصلاته على محمد وسلامه، تم. نقل لابن البكري.
الجزء الثامن بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها
من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها.
تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه الله.
سماع ولده القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه الله.
26

5791 - كثير (1) بن شهاب بن الحصين بن ذي الغصة ويقال الحصين ذو الغصة بن
يزيد بن شداد بن قنان (2) بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن
الحارث بن كعب بن مذحج أبو عبد الرحمن الحارثي المذحجي (3)
يقال إن له صحبة ولا يصح

(1) كتب قبلها في " ز ": بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال.
(2) الإصابة: قباث.
(3) ترجمته في الإصابة 3 / 287 وأسد الغابة 4 / 159 والاستيعاب 3 / 318 (هامش الإصابة)، والتاريخ الكبير 7 /
206.
28

سمع عمر بن الخطاب
روى عنه قرظة (1) بن أرطأة وصبيح المري وعدي بن حاتم الطائي ولا أراه
محفوظا
ووفد على معاوية حين أتى بحجر بن عدي وكان قد ولي الري في أيام معاوية وهو
الذي تولى فتح قزوين وقيل تولى فتحها البراء بن عازب
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا محمد بن عبد الله بن معروف الأصبهاني بنيسابور حدثنا أحمد بن عمار بن
خالد حدثنا عمر (2) بن حفص بن غياث حدثنا أبي أراه عن الأعمش عن عثمان بن قيس
عن أبيه عن عدي بن حاتم حدثني كثير بن شهاب في الرجل الذي لطم الرجل فقالوا يا
رسول الله ولاة يكونون (3) علينا لا نسألك عن طاعة من اتقى وأصلح فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
اسمعوا وأطيعوا [10599]
كذا رواه أحمد بن عمار بن خالد ولم يحفظ إن كان حفظه من رواه عنه وقد رواه غيره
عن عمر (4) بن حفص ولم يذكر كثير بن شهاب في إسناده كذلك
أخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن
أحمد حدثنا أبو زرعة وعلي بن عبد العزيز قالا حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي
عن عثمان بن قيس الكندي عن أبيه عن عدي بن حاتم قال قلنا يا رسول الله لا نسألك
عن طاعة من اتقى وأصلح ولكن من فعل وفعل يذكر المسئ فقال اتقوا الله واسمعوا
وأطيعوا [10600]
قال وأنبأناه أبو نعيم حدثناه أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا
أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي عن عثمان بن قيس عن
أبيه عن عدي مثله ولم يذكر الأعمش ولا كثير (5)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ أنبأنا طراد بن محمد بن علي أنبأنا أبو

(1) رسمها بالأصل: " برطة " وفي م و " ز ": " قرطة ".
(2) بالأصل وم: عمرو، تصحيف، والمثبت عن " ز "، ترجمته في سير الأعلام 10 / 639.
(3) بالأصل وم و " ز ": يكونن.
(4) بالأصل وم: عمرو.
(5) أسد الغابة 4 / 159.
29

الحسن (1) بن رزقويه أنبأنا أبو جعفر (2) محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب (3)
حدثنا علي بن حرب حدثنا سفيان حدثنا أبو إسحاق الهمداني (4) عن كثير بن شهاب عن
قرظة بن أرطأة عن عمر قال إن الجبن لبنا أو لبا فكلوه
كذا قال وهو وهم والصواب قرظة بن كثير
قرأت على أبي غالب الحريري عن الحسن بن علي الشيرازي أنبأنا أبو عمر
الخزاز (5) أنبأنا أبو الحسن (6) الساجي حدثنا أبو علي الفقيه حدثنا أبو عبد الله
الكاتب (7) حدثنا عبد الله بن نمير عن الحجاج عن أبي إسحاق عن قرظة بن أرطأة
العبدي عن كثير بن شهاب قال سألنا عمر عن الجبن فقال سموا عليه وكلوا
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد
السلام قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت قرظة يحدث
عن كثير بن شهاب قال
سألت عمر بن الخطاب عن الجبن فقال إن الجبن يصنع من اللبن واللبا فكلوا
واذكروا اسم الله ولا يغرنكم أعداء الله
تابعه عاصم بن علي الواسطي عن شعبة (8)
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي (9) جعفر
الطبسي (10) أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي أنبأنا الحسن بن محمد بن حليم
العامري أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه أخبرني أبي أنبأنا جرير أنبأنا حمزة
الزيات قال كتب عمر إلى كثير بن شهاب مر من قبلك فليأكل الخبز الفطير بالجبن فإنه
أبقى في البطن

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الحسين.
(2) الأصل وم، وفي " ز ": حفص، تصحيف، ترجمته في سير الأعلام 15 / 357.
(3) زيد في " ز ": الطائي.
(4) في " ز ": الهمذاني، تصحيف.
(5) بالأصل وم و " ز ": الخراز، تصحيف.
(6) الأصل وم: وفي " ز ": الحسين.
(7) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6 / 149.
(8) من قوله: تابعه إلى هنا، سقط من " ز ".
(9) كتبت فوق الكلام في م.
(10) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الطستي.
30

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد
الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا
محمد بن جرير الطبري قال (1) قال هشام بن محمد قال أبو مخنف عن من ذكره قال
وكتب يعني زيادا شهادة الشهود يعني الذين شهدوا على حجر وأصحابه في صحيفة
ثم دفعها إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب الحارثي وبعثهما عليهم وأمرهما
أن يخرجا بهم (2) وجاء وائل بن حجر وكثير بن شهاب فأخرجا القوم عشية قال فمضوا بهم
حتى انتهوا إلى الغريين (3) فلحقهم شريح بن هانئ معه كتاب فقال لكثير بلغ كتابي هذا
أمير المؤمنين فقال ما فيه فقال لا تسألني ما فيه حاجتي فأبى كثير وقال ما أحب أن
آتي أمير المؤمنين بكتاب لا أدري ما فيه وعسى لا يوافقه فأتى به وائل بن حجر فقبله منه
ثم مضوا حتى انتهوا إلى مرج عذراء وبينها وبين دمشق اثنا (4) عشر ميلا
أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي أنبأنا
محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل الغلابي حدثنا أبي عن يحيى (6) بن
معين قال
كثير بن شهاب خولاني نزل الكوفة روى عن عمر بن الخطاب
قال ابن عساكر كذا قال خولاني وإنما هو حارثي (8) (9)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد بن
رباح أنبأنا أبو بكر المهندس أنبأنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت
يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة كثير بن شهاب الحارثي سمع من عمر في
الجبن
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة

(1) رواه الطبري في تاريخه 5 / 270 و 271 في حوادث سنة 51.
(2) الأصل وم و " ز ": " يخرجاهم " والمثبت عن الطبري.
(3) الغريان هما بناءان بظاهر الكوفة (راجع معجم البلدان).
(4) الأصل وم و " ز ": اثني عشر، والمثبت عن الطبري.
(5) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(6) في " ز ": عدي، تصحيف.
(7) زيادة منا للإيضاح.
(8) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": كوفي.
(9) كتب فوقها في الأصل: إلى.
31

أنبأنا أبو الحسن اللنباني (1) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال (2) كثير
ابن شهاب الحارثي روى عن عمر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال (3) في الطبقة
الأولى من أهل الكوفة كثير بن شهاب بن الحصين ذي الغصة سمي بذلك لغصة كانت في
حلقه ابن يزيد بن شداد بن قنان (4) بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة ابن الحارث بن
كعب بن مذحج وكان أبوه شهاب بن الحصين قتل قاتل أبيه الحصين يوم الردة (5) وكان
كثير بن شهاب سيد مذحج الكوفة (6) وكان بخيلا وقد روى عن عمر بن الخطاب وولي
الري لمعاوية بن أبي سفيان ومن ولده محمد بن زهرة بن الحارث بن منصور بن قيس بن
كثير بن شهاب الذي ينزل ماسبذان وقد ولي ماسبذان وكان له قدر ببغداد أيام هارون وكان
يعني كثير بن شهاب قليل الحديث
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي (7) أنبأنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب أبو
محمد زاد الباقلاني ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أبو بكر الشيرازي أنبأنا أبو الحسن
المقرئ أنبأنا البخاري قال (8) كثير بن شهاب سمع عمر روى عنه قرظة بن أرطأة
وصبيح المري (9)
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا عبد الرحمن بن محمد
أنبأنا حمد (10) - إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم
قال (11) كثير بن شهاب الحارثي روى عن عمر روى عنه قرظة بن أرطأة وصبيح

(1) الأصل وم: اللبناني، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6 / 149.
(4) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": قباب، والمثبت عن ابن سعد.
(5) كذا بالأصل وم و " ز ": وفي ابن سعد: يوم الرزم.
(6) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي ابن سعد: بالكوفة.
(7) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م و " ز ".
(8) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 206.
(9) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي البخاري: المدني.
(10) في م: أحمد، تصحيف.
(11) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 153.
32

المري (1) سمعت أبي يقول ذلك وسمعت أبا زرعة يقول فتح قزوين كثير بن شهاب بعد
فتح الري بكم
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الرحمن كثير بن شهاب سمع عمر بن
الخطاب روى عنه قرظة بن أرطأة العبدي وصبيح أبو المليح المديني
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال كثير بن شهاب عداده في الكوفيين روى عنه عدي بن حاتم إن كان محفوظا (2)
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ (3) كثير بن شهاب ذكره بعض
المتأخرين وقال عداده في الكوفيين وقال روى عنه عدي بن حاتم إن كان محفوظا
وأخرج له حديث أحمد بن عمار بن خالد عن عمر بن حفص والصحيح ما رواه علي (4)
وأبو زرعة عن عمر بن حفص وتابعهما أبو شيبة العبسي وغيره على ذلك
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني عنه أبو مسعود المعدل قال قال لنا أبو نعيم الحافظ
في تاريخ أصبهان (6) كثير بن شهاب البجلي أخو طارق بن شهاب وطارق يكنى أبا عبد الله
رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه قيس بن مسلم قدم كثير أصبهان مع أبي موسى الأشعري روى
إسماعيل بن أبي خالد وزياد الجصاص عن أبي إسحاق عن كثير عن عمر في الجبن قال
إنما هو من اللبا واللبن
قال ابن عساكر (7) وهذا وهم من أبي نعيم ليس كثير بجليا ولا هو أخو طارق وقد
سقنا نسبه (8)
أنبأنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن بشران
أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال كثير بن شهاب أبو عبد
الرحمن

(1) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الجرح والتعديل: المزني.
(2) راجع أسد الغابة 4 / 159.
(3) أسد الغابة 4 / 159.
(4) هو علي بن عبد العزيز، كما في أسد الغابة.
(5) هو إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم العبسي، ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 377.
(6) ذكر أخبار أصبهان 2 / 166.
(7) الزيادة منا للإيضاح.
(8) كتب في أول الخبر بالأصل: ملحق، وكتب فوقها هنا فيه: إلى.
33

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين (1) بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن
العتيقي ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر
قالا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال
كثير بن شهاب كوفي تابعي ثقة (2)
5792 - كثير بن الصلت بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر
القرد (3) بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث الأكبر بن
معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة أبو عبد الله الكندي المدني (4)
قيل إنه أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن
عفان وزيد بن ثابت
روى عنه يونس بن جبير الباهلي
وهو أخو (5) زييد (6) بن الصلت وكان كاتبا لعبد الملك بن مروان على الرسائل
وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة يحيى بن بحدل الكلبي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري حدثنا أبو عوانة الإسفرايني حدثنا
مسرور بن نوح حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة حدثني عبد العزيز
الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن كثير بن الصلت كان اسمه
قليلا فسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثيرا وأن مطيع بن الأسود كان اسمه العاص فسماه مطيعا (7)
قال ابن مندة هذا حديث غريب لا يعرف عن عبيد الله إلا من هذا الوجه

(1) بالأصل: الحسن، تصحيف والمثبت عن م و " ز ".
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 396 رقم 1406.
(3) بدون إعجام بالأصل، وفي م و " ز ": الفرد، والمثبت عن ابن حزم وابن سعد.
(4) ترجمته في الإصابة 3 / 310 وأسد الغابة 4 / 160 وجمهرة ابن حزم ص 428 وطبقات ابن سعد 5 / 14 والتاريخ
الكبير 7 / 205.
(5) سقطت من م.
(6) بدون إعجام بالأصل، وإعجامها ناقص في م، وفي " ز ": زبيد تصحيف والصواب ما أثبت، والتصويب عن
ترجمته في أسد الغابة 2 / 302 رقم 1882.
(7) رواه ابن حجر في الإصابة 3 / 310.
34

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبي الأستاد أبو (1) القاسم أنبأنا أبو نعيم عبد
الملك بن الحسن (2) أنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرايني حدثني مسرور بن نوح
بن بشر (3) حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (4) حدثني عبد الرحمن (5) بن المغيرة حدثني
الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
أن كثير بن الصلت كان اسمه قليلا فسماه النبي (صلى الله عليه وسلم) كثيرا وأن مطيع بن الأسود كان
اسمه العاص فسماه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مطيعا وأن أم عاصم بن عمر كان اسمها عاصية فسماها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جميلة وكان يتفاءل بالاسم (6)
رواه سليمان بن بلال عن عبيد الله فجعله من فعل عمر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن بن علي أنبنا محمد بن
العباس أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا أبو علي الفقيه حدثنا محمد بن سعد (7) أنبأنا أبو
بكر بن عبد الله بن أبي أويس حدثنا سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن
كثير بن الصلت كان اسمه قليلا فسماه عمر بن الخطاب كثيرا
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا زهير هو ابن حرب حدثنا أبو عامر العقدي عن شعبة عن
قتادة عن يونس بن جبير عن كثير بن الصلت عن يزيد بن ثابت قال
أشهد لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما
البتة [10601]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا يوسف بن الحسن
قالا أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو بكر بن فورك
أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن قتادة

(1) الأصل: أبي، والمثبت عن م و " ز ".
(2) الأصل وم، وفي " ز ": الحسين.
(3) في " ز ": حدثني مسرور بن نوح، نا أبو بشر إبراهيم بن المنذر.
(4) في " ز ": الحارثي.
(5) في " ز ": عبد العزيز.
(6) أسد الغابة 4 / 160.
(7) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 14.
35

قال سمعت (1) يونس بن جبير حدث عن كثير بن الصلت أنهم كانوا يكتبون المصاحف عند
زيد بن ثابت فأتوا على هذه الآية فقال زيد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الشيخ والشيخة
إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله ورسوله [10602] رواه غندر عن شعبة أتم منه
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن
يونس بن جبير عن كثير بن الصلت قال كان ابن العاص وزيد بن ثابت يكتبان المصاحف
فمروا على هذه الآية فقال زيد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الشيخ والشيخة إذا زنيا (3)
فارجموهما البتة فقال عمر لما أنزلت أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4) فقلت اكتبينها قال شعبة
فكأنه كره ذلك فقال عمر ألا ترى (5) أن الشيخ إذا لم يحصن جلد وأن الشاب إذا زنا وقد
أحصن رجم [10603]
أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا محمد بن علي بن
يعقوب أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري حدثنا الأحوص بن المفضل قال قال الزبيري
يعني مصعبا كثير بن الصلت من كندة حليف بني هاشم إلى كثير عدادهم في بني جمح
وكان اسمه قليلا فسماه عمر كثير بن الصلت وإنما صاروا إلى بني هاشم في سلطانهم (7)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن خيرون. ح
وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا أبو
الحسين الأهوازي أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة قال (8) في الطبقة الأولى
من أهل المدينة كثير وزييد (9) ابنا الصلت كان عدادهم في بني جمح وتحولوا إلى العباس
بن عبد المطلب كثير يكنى أبا عبد الله
وأخبرنا (10) أبو البركات أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر

(1) بالأصل: " حدثنا " ثم شطبت وكتب فوقها: " سمعت " وهو موافق لما في م، و " ز ".
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 /... / 141 رقم 21652 طبعة دار الفكر.
(3) الزيادة عن المسند.
(4) من قوله: الشيخ... إلى هنا سقط من " ز ".
(5) بالأصل وم و " ز ": لا يرى " والمثبت عن المسند.
(6) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(7) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(8) طبقات خليفة بن خياط ص 415 رقم 2041 و 2042.
(9) بالأصل وم و " ز " وطبقات خليفة: زبيد.
(10) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
36

البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل قال وقد ذكر لي أن لكثير بن الصلت صحبة ولم
يصح ذلك
أخبرنا أبو البركات أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا يوسف بن زياد البصري
أنبأنا محمد بن أحمد المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال
سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة كثير بن الصلت الكندي
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة (1) أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا اللنباني (2) حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال (3) في الطبقة الأولى من
أهل المدينة كثير بن الصلت الكندي ويكنى أبا عبد الله ولد في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان
عدادهم في بني جمح فتحولوا إلى العباس بن عبد المطلب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر الخزاز أنبأنا
أبو الحسن الخشاب أنبأنا أبو علي الفقيه حدثنا محمد بن سعد قال (4) في الطبقة الأولى
من تابعي أهل المدينة زييد (5) بن الصلت وأخوه كثير بن الصلت ابن معدي كرب بن وليعة
بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن كندة وهو
كندي بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن
كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإنما سمي الحارث الولادة لكثرة ولده
وسمي حجر القرد (6) والقرد (6) في لغتهم الندي الجواد والحارث الولادة هو أخو حجر بن
عمرو آكل المرار والملوك الأربعة مخوس ومشرح وجمد وأبضعة بنو معدي كرب بن وليعة
بن شرحبيل وهم عمومة زييد (7) وكثير ابني الصلت وكانوا قد وفدوا على النبي (صلى الله عليه وسلم) مع
الأشعث بن قيس فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير (8) وإنما سموا

(1) في " ز ": أنا أبو عمر قال [أنا ابن] منده وما بين معكوفتين استدرك على هامشها.
(2) الأصل: اللبناني، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 13.
(5) بالأصل و " ز ": زبيد، والمثبت عن م وابن سعد.
(6) بالأصل هنا: القود، والمثبت عن م و " ز "، وابن سعد.
(7) الأصل و " ز ": زبيد، والمثبت عن م وابن سعد.
(8) إعجامها مضطرب بالأصل وم، والمثبت عن " ز "، وابن سعد والنجير: حصن باليمن قرب حضر موت (معجم
البلدان).
37

ملوكا لأنه كان لكل واحد منهم واد يملكه بما فيه وهاجر كثير وزييد (1) وعبد الرحمن بنو
الصلت إلى المدينة فسكنوها وحالفوا بني جمح بن عمرو من قريش فلم يزل ديوانهم
ودعوتهم معهم حتى كان زمن المهدي أمير المؤمنين فأخرجهم من بني جمح وأدخلهم في
حلفاء العباس بن عبد المطلب فدعوتهم اليوم معهم وعيالهم (2) هم بعد في بني جمح
قال محمد بن عمر (3) ولد كثير بن الصلت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان يكنى أبا عبد
الله وقد روى عن عمر وعثمان وزيد بن ثابت وغيرهم وكان له شرف وحال جميلة في
نفسه وله دار بالمدينة كبيرة في المصلى وقبلة المصلى في العيدين وهي تشرع على بطحان
الوادي الذي في وسط المدينة وكان من ولد كثير بن الصلت محمد بن عبد الله بن كثير
وكان سريا مريا ولي قضاء المدينة للحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب حين
ولاه أبو جعفر المدينة فلما ولي المهدي الخلافة عزل عبد الصمد بن علي عن المدينة وولاها
محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك ومحمد واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين
محمد بن الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (4) كثير بن الصلت الكندي الحجازي أدرك عثمان
أنبأنا أبو الحسين (5) وأبو عبد الله قالا أنبأنا ابن مندة أنبأنا حمد - إجازة ح قال:
وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6) كثير بن الصلت الكندي
حجازي أبو عبد الله ولد في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان عدادهم في بني جمح (7) فتحولوا إلى
العباس روى عن أبي بكر الصديق وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت سمعت أبي يقول
ذلك
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن
علي بن منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله كثير بن الصلت يعد في أهل

(1) بالأصل و " ز ": زبيد.
(2) الأصل وم و " ز ": عمالهم، والمثبت عن ابن سعد.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 5 / 14.
(4) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 205.
(5) الأصل: الحسن، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(6) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 153.
(7) في الجرح والتعديل: في جمح.
38

الحجاز ولد في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان عدادهم في بني جمح فتحولوا إلى العباس بن عبد
المطلب سمع أبا حفص عمر بن الخطاب العدوي وأبا سعيد وزيد بن ثابت النجاري
روى عنه يونس بن جبير الباهلي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة ح وأنبأنا أبو علي الحداد قال أنبأنا أبو نعيم قالا كثير بن الصلت كان اسمه قليلا
فسماه النبي (صلى الله عليه وسلم) كثيرا (1)
أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أحمد بن محمد
العتيقي والحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن السلمانيان (3) قالا (4) أنبأنا الوليد بن بكر
الأندلسي أنبأنا علي (5) بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي حدثني أبي قال (6) كثير بن الصلت مدني تابعي ثقة
5793 - كثير بن عبد الله ويقال كثير بن فروة بن خيثم (7) بن عبد بن حبيب بن
مالك بن عوف بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم
بن منصور أبو أحمد السلمي المعروف بأبي العاج ولقب بذلك لطول ثناياه
كان من أهل الشام وكان مسكنه العراق واستخلفه عدي بن أرطأة على واسط وولاه
يوسف بن عمر البصرة في أيام هشام بن عبد الملك وولي كثير هذا الشرطة بدمشق من قبل
عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي إذ كان أمير دمشق للوليد بن يزيد فيما ذكر
أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي ونقلته من خطه وبلغني أنه تقدم إليه رجل فقال
أصلحك الله يا أبا العاج فقال أنا أبو محمد يا بن البظراء فقال لا تقل هذا فإنها كانت
مسلمة قد حجت فقال إن بظرها لا يمنعها من الحج
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السكري

(1) الأخبار الأربعة السابقة سقطت من " ز "، من قوله: أنبأنا أبو الغنائم إلى هنا.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) غير واضحة بالأصل، وفي " ز ": السلاماني.
(4) كذا بالأصل وم و " ز ".
(5) في " ز ": " نا أبي " بدل " أنبأنا علي ".
(6) تاريخ الثقات للعجلي ص 396 رقم 1407.
(7) غير واضحة بالأصل، ورسمها: " حثم " وفي " ز ": حيثم والمثبت عن " ز ".
39

حدثنا زكريا بن يحيى المنقري قال قال الأصمعي ثم ولي يعني هشام بن عبد الملك
يوسف بن عمر على البصرة وولي يوسف أبا العاج كثير بن عبد الله السلمي من أهل الشام
ثم عزله
قال وحدثنا الأصمعي حدثنا يونس بن حبيب النحوي قال سمعت أبا العاج وكان
على البصرة من قبل هشام بن عبد الملك وكان أعرابيا يقال له كثير من أهل الشام فقرأ
فأدبر فاشتد يسعى قال الأصمعي وهو الذي حفر نهر كثير بسيحان
قال وحدثنا الأصمعي قال كان أبو العاج رجلا من أهل الشام من بني سليم يقال له
كثير بن عبد الله ولي البصرة سنة واحتفر نهرا كبيرا بسيحان وكان أعرابيا
قال وحدثنا الأصمعي حدثنا أبو عاصم النبيل حدثني عتبة رجل من..... (1)
كلبة قال أتي أبو العاج برجل مأبون في نفسه فقال تريدون ماذا أوكل به رجالا يحفظون
دبره لقد وقعت إذا في عناء أطلقوه يذهب حيث شاء
5794 - كثير بن عبيد بن نمير أبو الحسن المذحجي الحمصي (2)
إمام جامع حمص
سمع بحمص بقية بن الوليد ومحمد بن حزم الأبرش وأبا حياة شريح بن يزيد
وبدمشق الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور وحج فسمع بمكة سفيان بن عيينة
ويحيى بن سليم الطائفي ومسلم بن خالد الزنجي وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي
رواد ومروان بن معاوية الفزاري وأيوب بن سويد الرملي ومحمد بن إسماعيل بن أبي
فديك وأبا ضمرة أنس بن عياض الليثي
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود السجستاني وأبو عبد الرحمن
النسائي وأبو عبد الله بن ماجة في سننهم (3) وأبو بكر بن أبي داود وأبو عروبة الحسين بن
محمد بن مودود الحراني وأبو الخليل سلمة بن الخليل الحمصي وأبو الحسن بن جوصا
والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل (4) الأنطاكي والعباس بن أحمد الشامي (5) نزيل

(1) كلمة غير واضحة بالأصل وم و " ز ".
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 371 وتهذيب التهذيب 4 / 584.
(3) في " ز ": في نسبهم.
(4) في " ز ": قبل.
(5) بالأصل وم: السامي، والمثبت عن " ز ".
40

البصرة وأبو العباس عبد الله بن زياد بن خالد وأبو بكر الباغندي
أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد بن البيضاوي وأبو القاسم بن
السمرقندي قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف
بن زنبور الوراق حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا كثير بن عبيد حدثنا بقية (1)
والوليد بن مسلم قالا حدثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه
عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من قتل قتيلا فله سلبه) [10604]
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن
حبيب الماوردي البصري ببغداد حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الجيلي المؤدب
حدثنا العباس بن أحمد الشامي (2) حدثنا كثير بن عبيد أبو الحسن حدثنا بقية بن الوليد
عن ابن أبي مريم عن راشد بن سعد عن ثوبان عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه رأى ناسا على دوابهم في
جنازة فقال (ألا تستحيون الملائكة يمشون على أقدامهم وأنتم ركبان [10605]
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك قالا
أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي - إجازة - ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا
أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3) كثير بن عبيد الحذاء المقرئ الحمصي أبو الحسن وهو ابن عبيد
بن نمير المذحجي روى عن بقية ومحمد بن حرب الأبرش ويحيى بن سليم الطائفي
ومروان الفزاري وأبي حياة ومحمد بن شعيب بن شابور روى عنه أبي وأبو زرعة سئل
أبي عنه فقال كان ثقة
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (4) أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو
أحمد الحاكم قال (5)
أبو الحسن كثير بن عبيد بن نمير المذحجي الحذاء الحمصي سمع محمد بن حرب
الخولاني (6) وبقية بن الوليد الكلاعي (7) روى عنه أبو عروبة الحراني وأبو بكر (8) بن

(1) بالأصل: " بقية بن الوليد بن مسلم ". تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(2) الأصل وم: السامي، والمثبت عن " ز "، وتهذيب الكمال.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 155.
(4) بالأصل وم: الهمداني، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(5) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 3 / 353 رقم 1492.
(6) الزيادة عن الأسامي والكنى.
(7) الزيادة عن الأسامي والكنى.
(8) الزيادة عن الأسامي والكنى.
41

أبي داود كناه لنا أبو الخليل الحمصي (1)
أخبرنا (2) أبو المعالي الفضل بن سهل بن بشر بن الإسفرايني إجازة أنبأنا ابن أبو
الفرج حدثنا أبو الحسن علي بن بقاء الوراق حدثنا جدي أبو محمد عبد الغني بن سعيد
حدثنا أبو الحسن علي بن عمر عن أبي بكر بن أبي داود أن كثير بن عبيد حدثهم قال أبو
بكر بن أبي داود كان يقال إنه أم بأهل حمص ستين سنة فما سها في صلاة قط قال الشيخ أبو
محمد فذاكرت بذلك أبا الحسن أحمد بن محمد ابن عمر بن عامر الفرضي الحمصي فقال
قل لكثير بن عبيد في ذلك فقال ما دخلت من باب المسجد قط وفي نفسي غير الله (3)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن
محمد أنبأنا أبو سليمان الربعي قال سنة سبع وأربعين ومائتين قال الحسن بن علي فيها
مات كثير بن عبيد الحذاء
وأنبأنا أبو الحسن الفرضي وغيره عن عبد العزيز بن أحمد أن أبا الحسن علي بن
الحسن الربعي حدثهم أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن عمير بن جوصا أنبأنا
أبو الحسن كثير بن عمير بن نمير الحذاء الإمام بحمص سنة خمس وخمسين ومائتين حدثنا
بقية بحديث فالله أعلم
5795 - كثير بن قيس ويقال قيس بن كثير (4) الحمصي (5)
روى عن أبي الدرداء ويقال عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء
روى عنه يزيد بن سمرة وداود بن جميل ويقال روى عنه عاصم بن رجاء
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو
الحسين بن المظفر حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك
حدثنا ابن عياش عن عاصم بن رجاء بن حياة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال
جاء رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء بدمشق يسأله عن حديث بلغه يحدث به أبو (6)

(1) في الأسامي والكنى: أبو الخليل العباس بن الخليل بن جابر الحصمي.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(4) عقب ابن حجر في تقريب التهذيب: والأول أكثر.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 376 وفيه: شامي بدل حمصي وتهذيب التهذيب 4 / 586.
(6) بالأصل: " أبا " والمثبت عن م و " ز ".
42

الدرداء عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له أبو الدرداء ما جاء بك تجارة [قال لا] (1) قال ولا
جئت (2) طالب حاجة قال لا قال وما جئت تطلب إلا هذا الحديث قال لا قال
فابشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ما من رجل يخرج من بيته يطلب
علما إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضى بما يطلب وإلا سلك الله به طريقا إلى الجنة
وإن العالم يستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر ويفضل العالم على
العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم
يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم [10606]
وهكذا رواه عبد الله بن داود الخريبي (3) عن عاصم
أخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا أبو
القاسم جعفر بن عبد الله حدثنا محمد بن هارون حدثنا نصر بن علي حدثنا ابن داود
عن عاصم بن رجاء عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء
في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء أتيتك من المدينة مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لحديث بلغني أنك تحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فما جاء بك تجارة قال لا قال
ولا شئ غير ذلك قال لا قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من سلك طريقا
يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم
وإن طالب العلم ليستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء العلماء هم ورثة
الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ أو
قال حظ وافر [10607] رواه ابن ماجة في سننه عن نصر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان وأبو طاهر
القصاري ح وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري أنبأنا أبي قالا أنبأنا أبو القاسم
الصرصري ح وأخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن الرزاز وأبو الطيب سعيد بن يخلف
الكتامي (4) وأبو الحسن (5) سعد الخير بن محمد وعلي بن أحمد الخياط وأبو البيضاء
سعد بن عبد الله الحجبي وأم الحسن كمال بنت عبد الله بن أحمد بن السمرقندي قالوا

(1) الزيادة عن " ز " وم.
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": تجيب.
(3) في " ز ": الحريثي.
(4) مشيخة ابن عساكر 74 / ب.
(5) الأصل وم، وفي " ز ": الحسين.
43

أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد أنبأنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى حدثنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي (1) حدثنا القاسم بن محمد المهلبي حدثنا عبد الله بن داود عن عاصم
بن رجاء بن حياة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في
مسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء أتيتك من المدينة مدينة الرسول لحديث
بلغني أنك تحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فما جاء بك غير ذلك قال لا قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه
وأخبرناه (2) أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الفقيه وأبو القاسم زاهر بن
طاهر قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن
وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس العطار قالوا أنبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا عبد الله بن داود الخريبي (3) عن عاصم بن رجاء
ابن حياة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد
دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء جئتك من المدينة مدينة رسول الله (4) (صلى الله عليه وسلم) لحديث
بلغني أنك تحدثه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ولا جئت لحاجة قال لا قال ولا لتجارة
قال لا ولا جئت إلا لهذا الحديث قال لا قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع
أجنحتها رضى لطالب العلم وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر
الكواكب وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض وكل شئ حتى الحيتان
في جوف الماء إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وأورثوا
العلم فمن أخذ أخذ بحظ وافر [10608] أخرجه أبو داود عن مسدد عن الخريبي (5)
أخبرناه أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد
ابن الحسين أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني وأخبرنا أبو طالب علي بن
عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين أنبأنا أبو محمد بن

(1) من قوله: بن عبد الله الحجبي إلى هنا سقط من " ز ".
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": وأخبرنا.
(3) في " ز ": الحريثي.
(4) في " ز ": مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5) سنن أبي داود، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، رقم 3641.
44

النحاس قالا أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي أحمد بن محمد بن زياد ح وأخبرناه أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنبأنا أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن بن العباس حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قالا حدثنا أبو يعلى
الساجي وهو زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري حدثنا عبد الله بن داود الخريبي (1) قال
سمعت وفي حديث هبة الله حدثنا عاصم بن رجاء بن حياة يحدث عن داود بن جميل
عن كثير بن قيس قال أتيت أبا الدرداء وهو جالس في مسجد دمشق فقلت يا أبا الدرداء
إني جئتك من مدينة الرسول وقال ابن أبي عقيل (2) إني جئت من المدينة مدينة رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) في طلب حديث وقال ابن السمرقندي في حديث بلغني زاد هبة الله عنك وقالوا
إنك تحدثه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت نعم قال فإني وقال ابن السمرقندي قال إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من سلك طريقا يطلب
فيه علما وقال ابن السمرقندي يطلب علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم زاد ابن
أبي عقيل وهبة الله رضى بما يصنع وقالوا وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة
البدر على سائر الكواكب وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض وقال ابن
السمرقندي والأرض حتى الحيتان في جوف الماء وإن وقال هبة الله السدي وإن
العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وورثوا وقال ابن السمرقندي
ورثوا العلم فمن وقال ابن السمرقندي من أخذه فقد أخذ بحظ وافر [10609]
وكتب به إلي أبو علي بن نبهان أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو سهل أحمد بن
محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا محمد بن يونس حدثنا عبد الله بن داود
الخريبي (3) حدثنا عاصم بن رجاء بن حياة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي
الدرداء قال كنت جالسا معه في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال يا أبا الدرداء إني جئتك
من مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أبو الدرداء
أما جئت لتجارة وما كانت لك حاجة غيره قال لا قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول من سلك طريق علم سهل الله له به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها
رضى لطالب العلم وإن السماوات والأرض والحوت في الماء ليدعوا (4) له وإن فضل العالم

(1) في " ز ": الحريثي.
(2) زيد في " ز ": وأبي القاسم.
(3) في " ز ": الحريثي.
(4) كذا بالأصل وم و " ز ".
45

على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء
لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن اخذ به فقد أخذ بحظ وافر [10610]
ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن عاصم عن من حدثه ولم يسم داود
أخبرنا (1) أبو سهل المزكي أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله حدثنا
محمد بن هارون حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا الفضل بن دكين حدثنا عاصم بن رجاء
بن حياة (2) عن من حدثه عن كثير بن قيس قال كنت عند أبي الدرداء بدمشق فأقبل رجل
من المدينة فقال جئتك في حديث بلغني أنك تحدثه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فما جاء بك
تجارة قال لا قال ولا جئت في طلب حاجة قال لا إلا في طلب هذا الحديث الذي
بلغني أنك تحدثه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من سلك طريقا
يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب
العلم وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وإن فضل
العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن
الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ من العلم أخذ بحظ
وافر [10611]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر القطان وعبد الرحمن بن
الحسين قالوا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب قال قال أبو زرعة إسماعيل بن عياش (3)
أعلم بهذا الحديث من أبي نعيم ورواه غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش (4) فأفسده
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنبأنا
علي (5) بن غنائم (6) بن عمر المالكي أنبأنا أبو النعمان تراب بن عمر بن عبيد بن محمد بن
عياش (7) حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس الكتاني الحافظ

(1) بالأصل وم: أخبرنا، والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل: حيوية، والمثبت عن م و " ز ".
(3) في " ز ": عباس، وفي م كالأصل.
(4) في " ز ": عباس، وفي م كالأصل.
(5) في م: أبو علي.
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": غانم.
(7) كذا بالأصل وم وفي " ز ": عباس.
(8) بالأصل: الكناني، والمثبت عن م و " ز ".
46

إملاء حدثنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش (1)
عن عاصم بن رجاء بن حياة عن جميل بن قيس (2) أن رجلا جاء من المدينة إلى أبي
الدرداء وهو بدمشق فسأله عن حديث فذكر نحوه
ورواه محمد بن يزيد الواسطي عن عاصم بن رجاء فأسقط داود بن جميل من إسناده
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان وأبو طاهر
القصاري ح وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري أنبأنا أبي قالا أنبأنا أبو القاسم
الصرصري ح وأخبرنا أبو منصور بن الرزاز (3) وأبو الطيب الكتامي وأبو الحسن
الأندلسي والخياط وأبو البيضاء الحجبي (4) وأم الحسن قالوا أنبأنا أبو الخطاب أنبأنا
أبو محمد البيع قالا حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا علي بن مسلم حدثنا محمد بن
يزيد الواسطي حدثنا عاصم بن رجاء عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء قال جاءه رجل
من أهل المدينة وهو بمصر (5) قال فقال له أبو الدرداء ما (6) أقدمك أي (7) أخي قال
حديث بلغني عنك أنك تحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قل أما قدمت لتجارة قال لا
قال أما قدمت لطلب حاجة قال لا قال فما قدمت إلا لطلب وقال الصرصي في
طلب (8) هذا الحديث (9) قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من سلك طريقا يطلب
فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم وإن
العالم يستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان جوف وقال الصرصري في جوف
الماء ولفضل العالم على العابد وقال أبو محمد على العامل كفضل القمر على سائر
الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم
فمن أخذه به أخذ بحظ وافر [10612]. ورواه أحمد بن حنبل عن محمد بن يزيد هكذا إلا
أنه قلبه فقال قيس بن كثير
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": عباس.
(2) كذا بالأصل وم و " ز ": " عن جميل بن قيس ".
(3) في " ز ": الدرداء.
(4) في " ز ": الحجر.
(5) بالأصل: " وقد بصر " تصحيف والمثبت عن م و " ز ".
(6) بالأصل: " أما " والمثبت عن م و " ز ".
(7) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": ابن.
(8) قوله: " وقال الصرصري: في طلب " سقط من " ز ".
(9) أقحم بعدها بالأصل وم و: " قال: لا " والمثبت يوافق " ز ".
47

حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) حدثنا محمد بن يزيد الواسطي (2) أنبأنا عاصم بن
رجاء بن حياة عن قيس بن كثير قال قدم رجل من المدينة إلى أبي الدرداء وهو بدمشق
فقال ما أقدمك أي أخي قال حديث بلغني أنك تحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أما
قدمت لتجارة قال لا قال أما قدمت لحاجة قال لا قال أما قدمت إلا في طلب هذا
الحديث قال نعم قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من سلك طريقا يطلب فيه
علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم وإنه
يستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد
كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا
درهما وإنما ورثوا العلم فمن اخذ به أخذ بحظ وافر [10613]
رواه الترمذي (3) عن محمود بن خداش عن محمد بن يزيد وقال أبو عيسى هكذا
حدثنا محمود بن خداش هذا الحديث وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن
حياة عن الوليد بن جميل عن كثير
قال ابن عساكر (4) قال الوليد بن جميل وإنما هو داود بن جميل
وروي عن الأوزاعي على وجه آخر أخبرناه أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبي
منصور الدامغاني بها حدثنا أبو الفتح المظفر بن حمزة الجرجاني إملاء أنبأنا أبو بكر عبد
الله بن محمد السكري ح وأخبرنا أبو المعالي المروزي حدثنا أبو بكر بن خلف أنبأنا أبو
عبد الله الحافظ ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد
الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد السوسي قالوا أنبأنا أبو العباس محمد بن
يعقوب حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا إبراهيم بن عرعرة حدثنا عبد
الملك بن عبد الرحمن الذماري عن سفيان عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن
سمرة عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما
سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة تضع (5) أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 166 رقم 21774.
(2) كلمة " الواسطي " ليست في المسند.
(3) سنن الترمذي، 42 كتاب العلم، (19) باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم 2682 (5 / 48).
(4) الزيادة منا للإيضاح.
(5) في " ز ": لتضع.
48

وإنه لتستغفر له دواب البحر حتى الحيتان في البحر وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر
ليلة البدر على الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يدعوا دينارا ولا درهما
ولكنهم وفي حديث زاهر ولكن ورثوا العلم فمن أخذ به وقال زاهر فمن أخذه فقد
أخذ بحظ وافر [10614] تابعه نوح بن حبيب عن عبد الملك
أخبرناه أبو العلاء حمد بن مكي بن حسنويه بزنجان (1) حدثنا أبو (2) سهل غانم بن
محمد بن عبد الواحد بن عبيد الله (3) بن أحمد بن شهريار إملاء بأصبهان حدثنا أبو
الحسين أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب حدثنا موسى بن
هارون حدثنا نوح بن حبيب القومسي (4) حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري
حدثنا سفيان الثوري عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن
الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وإنه يستغفر (5) له دواب الأرض حتى
الحيتان في البحر وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يخلفوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم فمن
أخذ به اخذ بحظ وافر [10615]
وأخبرنا (6) أبو عبد الله الحسين بن عمر بن الحسين المؤدب أنبأنا أبو سعد أحمد بن
الحسن بن أحمد بن علي أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم حدثنا أبو الشيخ أنبأنا أبو بكر بن
أبي عاصم حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن المبارك عن
الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن ميسرة (7) عن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا
العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر [10616]
قال ابن عساكر (8) كذا قال وصوابه ابن سمرة

(1) بالأصل: " بن بحال " وفي " ز ": " بركات " والمثبت عن م.
(2) " أبو استدركت عن هامش الأصل.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": عبد الله.
(4) الأصل وم، وفي " ز ": التونسي.
(5) في م و " ز ": ليستغفر.
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": وأخبرناه.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى الصواب.
(8) زيادة منا للإيضاح.
49

ورواه بشر بن بكر عن الأوزاعي على وجه آخر
أخبرناه (1) أبو الحسن (2) علي بن المسلم الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
تمام بن محمد أخبرني أبو زرعة وأبو بكر ابنا (3) عبد الله بن أبي دجانة قالا حدثنا
محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض حدثنا أبو الطاهر عن (4) بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي
حدثني عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة وغيره من أهل العلم عن كثير بن قيس قال
أقبل رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء وهو بدمشق في طلب حديث بلغه أنه يحدث به
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (5) أبو الدرداء ما جاء بك يا أخي قال جئت في طلب حديث
بلغني أنك تحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (6) ما جاء بك تجارة ولا جئت لطلب
حاجة قال لا قال ولا جئت إلا في طلب هذا الحديث قال نعم (7) قال فأبشر
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى
الجنة إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا (8) وانه ليستغفر للعالم من في السماوات
والأرض حتى الحيتان في جوف الماء ولفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على
الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا
العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر [10617]
آخر الجزء الخامس والثمانين بعد الخمسمائة (9)
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي إذنا ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك وابن النرسي قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين قالا
أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (10) كثير بن قيس
سمع أبا الدرداء روى عنه داود بن جميل

(1) قدم الحديث في " ز "، إلى ما قبل عدة أحاديث، ورد فيها قبل رواية الفضل بن دكين عن عاسم.
(2) في م: أبو الحسين.
(3) في " ز ": " أنبأنا " تصحيف.
(4) في " ز ": نا.
(5) زيادة عن م و " ز ".
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و " ز "، لتقويم المعنى.
(7) بالأصل وم: " لا " وكانت في " ز ": " لا " ثم شطبت، واستدركت كلمة " نعم " على هامشها.
(8) زيد في " ز ": " لطلب العلم " وزيد في م: كذا لطلب العلم.
(9) قوله: " آخر الجزء الخامس والثمانين بعد الخمسمئة " سقط من م و " ز ".
(10) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 208.
50

أنبأنا (1) أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا عبد الرحمن بن
محمد أنبأنا حمد - إجازة - ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم
قال (2) كثير بن قيس روى عن أبي الدرداء روى عنه داود بن جميل سمعت أبي يقول
ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (3) أنبأنا أبو القاسم البجلي
حدثنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وهي العليا كثير بن قيس يحدث عن أبي الدرداء
أخبرنا أبو غالب بن أبي علي أنبأنا أبو الحسين الصيرفي أنبأنا عبد الله بن عتاب
أنبأنا أحمد إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا
الحسن بن أحمد أنبأنا علي بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد قراءة قال سمعت ابن سميع
يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام قال وكثير بن قيس أمره ضعيف لم يثبته أبو
سعيد يعني دحيما
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن أنبأنا
محمد بن المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى (4) في
تسمية أهل حمص قال وكثير بن قيس يحدث عن أبي الدرداء
5796 - كثير بن كثير (5) وقال ابن أبي كثير أبو كامل الجرشي
مولى هشام بن الغاز سمع مكحولا أبا عبد الله
روى عنه (6) محمد بن المبارك الصوري وهشام بن عمار
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا نصر بن إبراهيم وعبد الله بن عبد
الرزاق ح وأخبرنا أبو الحسن بن زيد المؤدب أنا نصر بن إبراهيم (7) قالا أنبأنا أبو

(1) سقط الخبر التالي من " ز ".
(2) الخبر رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 155.
(3) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن م و " ز ".
(4) أقحم بعدها في " ز ": وأخبرنا عمي أن الزينبي قراءة قال.
(5) بالأصل وم: كثير بن محمد كثير، والمثبت يوافق " ز " والمختصر.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم، ومكانه فيهما " و ".
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن م و " ز ".
51

الحسن بن عوف أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر بن خريم (1) حدثنا هشام بن عمار في
مشيخة الدمشقيين حدثنا كثير بن كثير الجرشي (2) أبو كامل قال اشترى هشام بن الغاز
جارية جارية رومية فوجد معها نفقة قد خبأتها في عقاص (3) رأسها فسأل مكحولا وأنا معه فقال
له إني أصبت مع هذه الجارية نفقة فما رأيك فيها فقال مكحول أما الغزاة فقد انقضت
والناس قد افترقوا والفئ قد قسم فلا أرى لها وجها أفضل من أن تصدق بها على
المساكين
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب (4) بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
كامل كثير بن كثير
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول كثير
بن كثير يكنى أبا كامل مولى هشام وفي نسخة بن أبي كثير
قرأنا على أبي الفضل السلامي عن أبي طاهر الأنباري أنبأنا أبو القاسم بن الصواف
أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال (5) أبو كامل كثير بن
أبي كثير يروي عنه محمد بن مبارك الصوري
وقرأنا على أبي الفضل أيضا عن محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي (6) حدثنا أحمد بن عبد
الواحد حدثنا محمد (7) بن المبارك حدثنا كثير بن أبي كثير الدمشقي مولى هشام بن الغاز
وقال الدولابي أبو كامل دمشقي قال صليت خلف مكحول على بساط وخلفه يزيد بن
يزيد بن جابر فكلما سجد مكحول رفع يزيد بن يزيد البساط فسجد على الأرض فلما سلم
مكحول قال ليزيد إنك إمام يقتدى بك فلا تعد لمثل هذا

(1) في م و " ز ": خزيم.
(2) بالأصل وم: الحرشي، والمثبت عن " ز ".
(3) عقاص رأسها: العقيصة: الخصلة من الشعر.
(4) الأصل و " ز ": وفي م: الخطيب.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 89.
(6) الخبر رواه الدولابي في الكنى والأسماء 2 / 89.
(7) في الكنى والأسماء: أحمد.
52

5797 - كثير بن مرة أبو شجرة ويقال أبو القاسم الحضرمي الحمصي (1)
أدرك سبعين من أهل بدر
وحدث عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وعمرو بن عبسة (2) وعقبة بن عامر
وأبي الدرداء وعوف بن مالك الأشجعي وعبد الله بن عمر بن الخطاب ونعيم بن عمار
وعبد الله بن فيروز (3) الديلمي
روى عنه خالد بن معدان وأبو الزاهرية حدير بن كريب ومكحول الفقيه والحسن
ابن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي ويزيد بن أبي حبيب النوبي (4)
وصالح بن أبي غريب (5) وعمرو بن جابر الحضرميان المصريون
وحضر الجابية من قرى دمشق
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنبأنا عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله
أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر
القاضي حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي حدثني أبي حدثنا سعيد بن عبد الجبار
عن سعيد بن سنان (6) حدثنا أبو الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي قال سمعت عمر بن
الخطاب يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تبنى بيعة في الإسلام ولا يجدد ما خرب
منها [10618]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل الفقيه أنبأنا أبو عثمان البحيري (7) أنبأنا أبو عمرو
بن حمدان أنبأنا علي بن سعيد بن عبد الله العسكري حدثنا محمد بن عمرو بن حبان
الحمصي حدثنا بقية بن الوليد عن بحير (8) بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 381 وتهذيب التهذيب 4 / 588 الإصابة 3 / 312 وأسد الغابة 4 / 161 التاريخ
الكبير 7 / 208 والجرح والتعديل 7 / 157 وطبقات ابن سعد 7 / 448 وتذكرة الحفاظ 1 / 49 وسير أعلام النبلاء
4 / 46.
(2) بالأصل و " ز ": عنبسة، تصحيف، والتصويب عن م، وتهذيب الكمال.
(3) في " ز ": خيرون.
(4) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي تهذيب الكمال: المصري.
(5) بالأصل وم، " صالح بن عريب " وفي " ز ": " صالح بن غريب " والمثبت والزيادة عن تهذيب الكمال، وفيه: صالح
ابن أبي غريب الحضرمي المصري.
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": شيبان.
(7) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": البحتري.
(8) الأصل: " بحر " والمثبت عن م و " ز ".
53

مرة عن عمرو بن عبسة (1) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بنى لله مسجدا بني له بيت في
الجنة [10619]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا موسى بن عيسى بن
عبد الله السراج حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا هشام بن عبد الملك اليزني (2) أبو تقي
حدثنا عتبة بن السكن حدثنا الأوزاعي عن سليمان بن موسى عن مكحول عن كثير بن
مرة الحضرمي عن عوف بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ساعة السبحة حين تزول عن
كبد السماء وهي صلاة المخبتين وأفضلها (3) في شدة الحر [10620]
قرأت بخط أبي محمد التميمي ثم أخبرنيه أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان
عنه أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي الحافظ أخبرني أبو علي الحسن بن عبد الله
ابن سعيد الحمصي ببعلبك أنبأنا أبو الخليل العباس بن الخليل الحضرمي بحمص حدثنا
أبو علقمة يعني نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة أخبرني أبي عن نصر بن
علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ قال قال كثير بن مرة وكان يرمى بالفقه
لمعاذ بن جبل ونحن بالجابية من المؤمنون قال معاذ أمبرسم والكعبة إن كنت لأظنك
أفقه مما أنت هم الذين أسلموا وصاموا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد
ابن الحسن زاد ابن المبارك وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن
الحسن (4) أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق حدثنا عمر بن أحمد حدثنا خليفة قال (5) في
الطبقة الثانية من محدثي أهل الشام كثير بن مرة الحضرمي وأبو (6) شجرة حمصي
قال ابن عساكر كذا فيه والصواب أبو شجرة بغير واو
وأخبرنا أبو البركات أيضا أنبأنا أبو طاهر أنبأنا يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر
المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال في تسمية تابعي أهل الشام

(1) الأصل و " ز ": عنبسة، تصحيف، والمثبت عن م.
(2) رسمها بالأصل: " النونى " وفي " ز ": " البرقي " والمثبت عن م.
(3) في " ز ": ولفضلها.
(4) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الحسين.
(5) طبقات خليفة بن خياط ص 565 رقم 2917.
(6) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي طبقات خليفة: " هو أبو شجرة " وسينبه المصنف إلى زيادة " الواو ".
(7) الزيادة منا للإيضاح.
54

كثير بن مرة الحضرمي قال لي أبو مسهر قد أدرك عبد الملك يكنى أبا شجرة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا أنبأنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال
سمعت يحيى بن معين يقول [ح] وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل
المعدل أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري حدثنا الأحوص بن المفضل
حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال كثير (1) بن مرة أبو شجرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن حدثنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوحا
يقول أبو شجرة الذي يروي عنه أبو الزاهرية هو كثير بن مرة الحضرمي
قرأت على أبي غالب الحريري عن الحسن بن علي (2) أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن محمد حدثنا أبو عبد الله الكاتب قال (3) في الطبقة
الثانية من تابعي أهل الشام كثير بن مرة الحضرمي يكنى أبا شجرة وكان ثقة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا محمد بن
سعد قال في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الشام كثير بن مرة الحضرمي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أبو بكر الشيرازي أنبأنا أبو الحسن المقرئ حدثنا أبو
عبد الله البخاري قال (4) كثير بن مرة أبو شجرة الحضرمي الرهاوي سمع معاذا قال الليث
عن يزيد بن أبي حبيب أدرك سبعين بدريا وروى قتادة عن الحسن بن عبد الرحمن عن
كثير (5)
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم

(1) من هنا سقط من " ز "، سنشير إلى نهايته في موضعه.
(2) إلى هنا ينتهي السقط من " ز ".
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 448.
(4) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 208.
(5) زيد في التاريخ الكبير: ويقال كثير أبو القاسم أيضا.
55

ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي
حاتم قال (1) كثير بن مرة الحضري أبو شجرة الحمصي روى عن معاذ بن جبل
وعمرو (2) بن عبسة (3) وعقبة بن عامر وروى يزيد بن أبي حبيب أنه قال أدرك كثير سبعين
بدريا روى عنه خالد بن معدان ومكحول وأبو الزاهرية والحسن بن عبد الرحمن ويزيد
بن أبي حبيب سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد
ابن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو شجرة كثير بن مرة عن معاذ
بن جبل روى عنه خالد بن معدان
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا جعفر بن محمد حدثنا عبد الرحمن بن عمرو قال في الطبقة التي تلي
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا كثير بن مرة يكنى أبا شجرة جالس أبا الدرداء وعوف
بن مالك
قرأت على أبي (4) الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي أنبأنا أبو نصر عبيد الله
ابن سعيد أنبأنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرحمن
أخبرني أبي قال أبو شجرة كثير بن مرة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا ابن جوصا إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي (5) أنبأنا أبو عبد الله
الخطيب أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب أنبأنا ابن جوصا قراءة قال سمعت
ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام كثير بن مرة الحضرمي يكنى أبا
شجرة قديم حمصي روى عن أبي الدرداء
قرأنا على أبي الفضل السلامي عن أبي طاهر الخطيب أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن
إبراهيم أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر قال (6) أبو شجرة كثير (7) بن مرة
الحضرمي

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 157.
(2) في م: عمر.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": عنبسة.
(4) الزيادة عن م و " ز ".
(5) في " ز ": السنوسي.
(6) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 8.
(7) الزيادة عن م و " ز "، والكنى والأسماء.
56

أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد (1) أنبأنا علي بن المحسن أنبأنا محمد بن
المظفر أنبأنا أبو محمد الشعراني حدثنا أبو بكر البغدادي قال كثير بن مرة الحضرمي
وهو الصدفي وهو الأعرج يكنى أبا شجرة جالس أبا الدرداء وعوف بن مالك سألت
أبا شريح عمرو بن نمير بن شريح بن عبيد الله بن شريح بن عبيد الحضرمي عن كثير بن مرة
فقال لي كثير ابن عمنا وقد صاهرنا قد سمعت أبي يذكر ذلك قال أبو شريح ولا
نعلم (2) لكثير عقبا
كتب إلي أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي
أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو القاسم ويقال أبو شجرة كثير بن مرة الحضرمي الرهاوي
سمع أبا عبد الرحمن معاذ بن جبل وأبا نجيح عمرو بن عبسة السلمي وأبا حماد عقبة بن
عامر الجهني ويقال أدرك سبعين بدريا روى عنه أبو عبد الله خالد بن معدان وداود بن
جميل وأبو الصلت شريح بن عبيد المقرائي (4) كناه البخاري
كتب إلي أبو زكريا بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنبأنا عمي أبو القاسم عن
أبيه أبي (5) عبد الله قال قال لنا ابن يونس كثير بن مرة الحضرمي يكنى أبا شجرة من
سكان حمص قدم مصر على عبد العزيز بن مروان روى عنه من أهل مصر يزيد بن أبي
حبيب وصالح بن أبي غريب (6) وعمرو بن جابر الحضرميان
أخبرنا أبو محمد بن حمزة عن أبي زكريا البخاري ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السوسي (7) أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس الخطيب أنبأنا أبو زكريا ح وأخبرنا أبو
الحسين أحمد بن سلامة أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا رشأ بن نظيف قالا حدثنا عبد الغني
بن سعيد قال في باب الحضرمي بالحاء كثير بن مرة الحضرمي أبو شجرة عن معاذ بن
جبل

(1) زيد بعدها في " ز ": الزينبي، وأخبرنا عمي، أنا الزينبي قراءة.
(2) في " ز ": ولا يعلم.
(3) في " ز ": عنبسة.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 324.
(5) الأصل: أبو، والمثبت عن م و " ز ".
(6) الأصل وم: صالح بن عريب، والمثبت والزيادة عن تهذيب الكمال.
(7) في " ز ": السنوسي.
57

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري (1) أنبأنا أبو عمر (2) بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد (3) قال قال
عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد حدثني يزيد بن أبي حبيب أن عبد العزيز بن مروان
كتب إلى كثير بن مرة الحضرمي وكان قد أدرك بحمص سبعين بدريا من أصحاب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال ليث وكان يسمي الجند المقدم قال فكتب إليه أن يكتب إليه بما سمع من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أحاديثهم إلا حديث أبي هريرة فإنه عندنا
أخبرنا أبو محمد المزكي حدثنا أبو محمد الصوفي أنبأنا أبو محمد المعدل أنبأنا
أبو الميمون حدثنا أبو زرعة قال (4) قلت يعني لدحيم فمن يكون معهم في طبقتهم من
أصحابنا يعني جبير بن نفير وأبا إدريس الخولاني فقال كثير بن مرة فذاكرته سنة
ومناظرته أبي الدرداء إياه في القراءة خلف الإمام وقول عوف بن مالك فيه أرجو أن تكون يا
كثير رجلا صالحا فرآه معهما في طبقة (5)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت
بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا
صالح بن أحمد حدثني أبي قال (6) كثير بن مرة الحضرمي شامي تابعي ثقة
قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله محمد بن علي أنبأنا رشأ بن
نظيف أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد أنبأنا محمد بن محمد بن داود حدثنا عبد
الرحمن بن يوسف بن سعيد قال كثير بن مرة حمصي صدوق
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد وأم المجتبى العلوية قالا أنبأنا أبو طاهر بن
محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة أنبأنا ابن وهب
قال قال معاوية بن صالح وحدثني أبو الزاهرية حدثني كثير بن مرة الحضرمي [ح] (7)
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد ابن أبي نصر

(1) زيد في " ز ": وحدثنا عمي، أنا ابن يوسف، أنا الجوهري قراءة.
(2) الأصل: عمرو، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 448.
(4) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 597.
(5) في تاريخ أبي زرعة: طبقتهما.
(6) تاريخ الثقات للعجلي ص 397 رقم 1410.
(7) " ح " حرف التحويل أضيف عن " ز ".
58

أنبأنا أبو الحسن بن حذلم حدثنا أبو زرعة حدثنا عبيد الله بن صالح حدثني معاوية عن
أبي الزاهرية عن كثير بن مرة الحمصي قال (1) دخلت المسجد يوم الجمعة فمررت بعوف
بن مالك الأشجعي وهو باسط رجليه قال فضم رجله وقال ابن طاوس رجليه ثم قال
يا كثير بن مرة أتدري لم بسطت رجلي زاد ابن طاوس بسطتهما وقالوا رجاء أن يجئ
رجل صالح فأجلسه (2) وإني أرجوا أن تكون رجلا صالحا
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا أنا أبو بكر
أحمد بن الحسين (3) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا
الحسن بن مكرم حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا حريز (4) بن عثمان حدثنا سلمان بن سمير (5)
قال سمعت كثير بن مرة الحضرمي يقول لا تحدث بالحكمة عند السفهاء فيكذبونك ولا
تحدث بالباطل عند الحكماء فيمقتوك ولا تمنع العلم أهله فتأثم ولا تحدث به غير أهله
فتجهل إن عليك في علمك حقا كما إن عليك في مالك حقا
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن علي
ابن محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي أنبأنا أبو حامد (6) بن حسنويه المقرئ ح
وأخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا علي بن أبي بكر الطرازي
بنيسابور أنبأنا أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ
حدثنا محمد بن زيد حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا حريز (7) بن عثمان عن سلمان
ابن سمير (8) عن كثير بن مرة الحضرمي قال
لا تمنع العلم أهله فتأثم ولا تحدث به غير أهله فتجهل واعلم أن عليك في علمك
حقا كما أن عليك في مالك حقا زاد أبو القاسم ولا تحدث بالحق عند السفهاء فيكذبوك
ولا تحدث بالباطل عند الحكماء فيمقتوك

(1) الخبر في تهذيب الكمال 15 / 383 وسير أعلام النبلاء 4 / 47 من طريق معاوية بن صالح.
(2) سقطت من الأصل وأضيفت عن م و " ز "، والمصدرين.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن م و " ز "، لتقويم السند.
(4) بالأصل و " ز ": جرير، تصحيف، والتصويب عن م.
(5) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": سمين، تصحيف.
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": خالد.
(7) بالأصل وم و " ز " هنا: جرير، تصحيف.
(8) في " ز ": سمين، تصحيف.
59

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد البغدادي أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو
الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني الحسن بن
الصباح حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني سليم بن
عامر (1) حدثني كثير بن مرة قال رأيت في منامي كأني دخلت دوحة عليا من الجنة
فجعلت أطوف بها وأتعجب منها وإذا أنا بنساء من نساء المسجد في ناحية منها فذهبت
حتى سلمت عليهن ثم قلت بم بلغتن هذه الدرجة (2) قلن (3) بسجدات وكسيرات
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو منصور النهاوندي أنبأنا أبو
العباس أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر حدثنا محمد بن إسماعيل (4) قال قال أبو مسهر أدرك
كثير بن مرة عبد الملك يعني وفاة (5) عبد الملك وكنية كثير أبو شجرة الشامي
أخبرنا أبو البركات أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي أنبأنا الأحوص بن
المفضل حدثنا أبي قال قال أبو مسهر أدرك كثير بن مرة عبد الملك
5798 - كثير بن المنذر الغساني
أخو النعمان بن المنذر
حدث عن القاسم بن مخيمرة
روى عنه أخوه النعمان بن المنذر
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر حدثني أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن
مندة أنبأنا أبي أنبأنا جعفر بن محمد بن هشام الكندي بدمشق حدثنا أحمد بن محمد بن
يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه قال حدثني النعمان بن المنذر أن أخاه كثير بن المنذر
حدث عن القاسم بن محمد (6)..... (7) في التشهد وقال إن (8) البراء بن عازب قد أتقن
فقال إنما كان يقال أيها النبي إذ كان حيا
قال ابن عساكر (9) صوابه القاسم بن مخيمرة

(1) في " ز ": غانم، تصحيف، وفي م كالأصل.
(2) سقطت من الأصل وم، والزيادة عن " ز ".
(3) بالأصل: " قالوا " وفي م و " ز ": قال.
(4) تهذيب الكمال 15 / 383 وسير أعلام النبلاء 4 / 47.
(5) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي تهذيب الكمال وسير الأعلام: خلافة.
(6) كذا بالأصل وم و " ز ": وسينبه المصنف إلى الصواب في آخر الخبر.
(7) بياض بالأصل مقدار كلمة، والكلام متصل في م و " ز "، بدون بياض.
(8) كذا، وفي م و " ز ": ابن.
(9) الزيادة منا للإيضاح.
60

5799 كثير بن ميسرة
مصري وفد على عمر بن عبد العزيز وقيل إنه روى عن عمر بن الخطاب
روى عنه الحارث بن يعقوب وأرسل عنه عمرو بن الحارث بن يعقوب
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر عن أبيه أنبأنا علي
ابن داود حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث قال حسبت أن عمرو (1) بن الحارث
حدثني أن كثير بن مرة قدم على عمر بن عبد العزيز بعد قفل القسطنطينة (2) فقال عمر يا بن
ميسرة هل كنت ترجو قفلا من القسطنطينة (2) قبل افتتاحها فقال ما كنت أرجو ذلك إلا
بمكانك رجاء (3) أن تكلم سليمان في أن يأذن لنا فقال هيهات يرحم الله أبا أيوب لقد
كان حسم ذكر ذلك من الناس فلا يقدر أحد على أن يكلمه فيه إلا بتقريب فتحها وإني
لأذكر أنها حلقة كان الله أبهمها على مدينة الكفر فأكون أنا أفكها ثم ذكرت الذي أخاف أن
يكون وصل إليهم من الجهد فرأيت أن آذن لهم فقيل لعمر أن أهل القسطنطينة (4) أصابهم
جرب شديد قال فأي الأمور خير للجرب قال زيت الزيتون مطبوخ بالدفلى (5) فأمر
بروايا (6) كثيرة فطبخت ثم حملت إليها
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني أبو بكر
محمد بن شجاع اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة
قال قال لنا أبو سعيد بن يونس كثير بن ميسرة يروي عن عمر بن الخطاب روى عنه
الحارث بن يعقوب
قال ابن عساكر (7) كذا قال ويبعد أن يكون سمع من عمر بن الخطاب زمن عمر بن
عبد العزيز والله أعلم
5800 - كثير بن هراسة الكلابي البصري
كان من صحابة عبد الملك بن مروان حكى عنه خلف الأحمر النحوي

(1) الأصل: عمر، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(2) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": القسطنطينية.
(3) في م: رجلا.
(4) في م و " ز ": القسطنطينية.
(5) الدفلى، شجر مر أخضر، يكون في الأدوية.
(6) الروايا واحدتها راوية، أوعية يكون فيها ماء.
(7) الزيادة منا للإيضاح.
61

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم
وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب أنبأنا أبو بكر
محمد بن الحسن (1) بن دريد أنبأنا أبو عثمان عن الثوري عن أبي عبيدة قال وفد
الحجاج إلى عبد الملك فوجد عنده كثير بن هراسة العامري وعند عبد الملك يومئذ وجوه
الناس من قريش وغيرهم فقال عبد الملك يا حجاج قال لبيك يا أمير المؤمنين قال
إن العلماء يزعمون أن ثقيفا من إياد وقد قال الشاعر:
قومي إياد لو أنهم أمم * ولو أقاموا لتمت النعم
فقال الحجاج أصلح الله أمير المؤمنين وأمتع به إن الحق أبلج وإن مسلك الصدق
منهج وإن طريق الباطل أعوج وإنه لم يخز من ركب الحق ولم يعم من قصد الصدق
ونحن من قيس عيلان أورقت غصوننا بورقه وقد قال شاعرنا:
بان إيادكم ضل من ضل * وأنا من إيادكم براء
وإنا معشر من جذم قيس * فنسبتنا ونسبتهم سواء
خلقنا منهم وبنوا علينا * كما بنيت على الأرض السماء
فقال ابن هراسة والله يا أمير المؤمنين إن هذا الشر (2) أصيل وعار وبيل وخطب
جليل دخول رجل في قوم ليس منهم وخروجه عن قوم رغبة عنهم إلا أنه قد عرف أنه
ليس من الفريقين جميعا فأحب أن يغتر (3) بالعدد والعدة والله يا أمير المؤمنين ما كثرونا من
قلة ولا اعتززنا بهم من ذلة وما بنا إليهم من حاجة ولكن ساقتهم إلينا الفاقة ونحن قوم
نجير الذمار ونحفظ الجوار فلجأوا إلينا حين ضاقت عليهم المذاهب وكدحتهم
المخالب وكبحتهم المضارب وأيم الله لوددت أنهم لحقوا بعشائرهم فإنهم يفسدون إذا
أصلحنا ويصلحون إذا أفسدنا لئام الجدود قصار الحدود بقية آل ثمود وأمساخ
القرود عبيد وأبناء عبيد ابتزوا (4) أشرا واستنوا مرحا واختالوا بطرا
فقال له الحجاج والله يا بن هراسة إنك لتمد بيد قصيرة وباع ضيقة لا تنزع عن

(1) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(2) في م و " ز ": لشر.
(3) في " ز ": ابتروا ابتراء واستنوا من جاء واحتالوا بظراء.
(4) في " ز ": يعتز.
62

المحارم ولا يشار إليك بالمكارم ولا تستشار في القوم ولا يرجى لدفع اليوم والله لولا
مكان أمير المؤمنين وحقه لاستوعرت مركبك ولاستطلت موكبك (1) ولأوردتك موارد
تضيق بمصادرها
فقال ابن هراسة والله لأنت أضعف كوعا وأهون كرسوعا وأقصر بوعا وأقل ورعا
من أن تذكر منا شيئا نعرفه وتناول منا شيئا نكرهه ولكن قل في تضييعك الأمانة وإظهارك
الخيانة كيف تبدل من حلاوتها علقما وتمج من مسكنتها دما حين يطلع أمير المؤمنين على
خيانتك ويفشو له صنيعك
فلما سمع عبد الملك مقالتهما خشي أن يبلغ أمرهما إلى أعظمه فعزم عليهما حتى
سكتا وخرج الحجاج من فوره إلى واسط وفتح الله بعد ذلك على المختار فتحا من قبل
أفريقية فبعث وفدا إلى الحجاج وهو إذ ذاك على العراق وبعث فيهم كثير بن هراسة فدخل
كثير بن هراسة على عبد الملك فقام بين يديه فقال يا أمير المؤمنين إن الله جعلك لنا ملجأ
وعزا وحرزا نؤول إليه إن أصابتنا نائبة أو دهمتنا بائقة وقد بعثتني (2) يا أمير المؤمنين إلى
بلد أتخوفه وأمير أفرقه قد شمخ بأنفه دون السماء واجترأ على الدماء بأرض مجهلة
نائية ليس بها عشيرة ولا حفدة فليقلني (3) أمير المؤمنين إذ كبرت (4) ويتركني إذ سهوت
فإن ذلك بي أرفق ولي موافق
فقال له عبد الملك انطلق فلعمري للحجاج أحكم رأيا وأصدق وأيا أن يأخذك
بإحنة وأيم الله لئن فعل ليفارقن إمارته وليذوقن مرارته وليتركن الكرامة وليندمن على
العواقب كل الندامة وإلا فبالحري أن يكون قد أحكمته التجارب وقومته العواقب وثاب
إليه عقله وتجرد (5) عنه جهله
قال فخرج الوفد حتى قدموا على الحجاج فجعل يتصفحهم رجلا رجلا حتى مر به
كثير فتجاهل عليه حتى كأنه لا يعرفه فقال له من أنت فقال أصلح الله الأمير أنا كثير

(1) الزيادة عن م و " ز ".
(2) الأصل: بعثته، وفي " ز ": بعثني، والمثبت عن م.
(3) بالأصل وم: فليقلني، وفي " ز ": فيلقتلني.
(4) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": كبوت، وهو أوجه.
(5) رسمها بالأصل: " ونمود " وفي م: وغرب، والمثبت عن " ز ".
63

ابن هراسة العامري فقال الحجاج مرحبا يا بن هراسة أهل الشرف والرياسة من بهاليل
سادة كرام قادة حماة ذادة كيف أنت وهنتك (1) وجميع قومك فقال أصلح الله الأمير (2)
إنه قد كانت بيني وبينه أشياء ضقت بها ذرعا وامتلأت منها رعبا وأنت صحيح الأديم في
الحسب الصميم لا يشتكي منك الضعيف ولا يخاف منك العنف فإن ترض (3) عني اغتبط
وإن تتركني انهبط فقال له الحجاج ما احتجنا إلى ثنائك (4) ولا رغبنا في هوائك ثم ألحقه
بأفضلهم رجلا قال فرجع الوفد حتى قدموا على عبد الملك فنظر إلى ابن هراسة فقال
ما لي أراك حديد النظر إذ أهلا أم عائبا أم راضيا أم ساخطا كيف رأيت رأي من رأيك (5)
أوجدت الحجاج جريا (6) ذاهيا لا يأخذ أمره بالعجلة حتى يصيب من عدوه غفلة قال
أصلح الله أمير المؤمنين أنت كنت أحسن من نظر وأصدق قولا وأبعد غورا قاتله الله ما
أدق لحظه وأحسن لفظه وأسكن فوره وأبعد غوره لا يشتكي منه العجلة ولا يؤمن منه
الغفلة والله يا أمير المؤمنين لو سهل له من أمره ما توعر وتقدم له ما تأخر لطحنني طحن
المرداة الململمة حب الفلفل
ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي أنبأنا أحمد بن زهير حدثنا علي بن نصر
عن محمد بن حرب الهلالي قال قال كثير بن هراسة لابنه (7)
أي (8) بني إن من الناس ناسا ينقصونك إن زدتهم وتهون عليهم إذا خاصمتهم (9)
وليس لرضاهم موضع تعرف ولا لسخطهم موضع تنكره (10) فإذا رأيت أولئك بأعيانهم
فابذل لهم وجه المودة وامنعهم موضع الخلصة (11) يكن ما بذلت لهم من المودة دافعا
لشرهم وما منعتهم من موضع الخلصة (11) قاطعا لحرمتهم

(1) الأصل: " وهبنك " والمثبت عن " ز ".
(2) من قوله: كيف أنت.. إلى هنا سقط من م.
(3) بالأصل وم: ترضى، والمثبت عن " ز ".
(4) الأصل: ثيابك، وإعجامها ناقص في م، والمثبت عن " ز ".
(5) كذا الأصل وم و " ز ".
(6) كذا الأصل وم، وفي " ز ": مرتا.
(7) الخبر في العقد الفريد 2 / 173.
(8) كذا بالأصل وم و " ز ".
(9) وفي العقد الفريد: خاصصتهم.
(10) كذا الأصل وم و " ز "، وفي العقد الفريد: تحذره.
(11) الأصل وم و " ز "، وفي العقد الفريد: الخاصة.
64

5801 - كثير بن هشام أبو سهل الكلابي الرقي (1) نزيل بغداد
نسبه بعض أهل العلم إلى دمشق لأنه كان يجهز إليها
حدث عن جعفر بن برقان وحماد بن سلمة وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي
وشعبة بن الحجاج
روى عنه قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو
الناقد وأبو موسى محمد بن المثنى ومحمد بن يحيى الأزدي ومحمد بن حسان الأزرق
والعباس بن محمد الدوري وأحمد بن الوليد الفحام والحارث بن أبي أسامة ومحمود بن
خداش الطالقاني
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر حدثنا عمران
البصري القصير عن أنس بن مالك قال خدمت النبي (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت
عنه أو صنعته فلامني وإن لامني أحد من أهله إلا قال دعوه فلو قدر أو قال لو قضي -
أن يكون كان [10621]
أخبرنا أبو الحسن (3) بن قبيس حدثنا و (4) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (5) أنبأنا أبو عمر بن مهدي (6) حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي إملاء حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن
برقان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن نكاحين أن
تزوج (7) المرأة على عمتها ولا على خالتها

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 384 الترجمة (5551) ط دار الفكر وتهذيب التهذيب 6 / 567 (5825) ط دار
الفكر وفي التقريب الترجمة (5825) أيضا. وتاريخ بغداد 12 / 482 والتاريخ الكبير 7 / 218 والجرح والتعديل
7 / 158 وطبقات ابن سعد 7 / 334.
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 461 رقم 13417 طبعة دار الفكر.
(3) الأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن " ز "، وم، والسند معروف.
(4) الزيادة لتقويم السند عن م و " ز ".
(5) تاريخ بغداد 12 / 482.
(6) في تاريخ بغداد: أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي.
(7) في تاريخ بغداد: يتزوج.
65

أخبرنا أبو القاسم بن (1) السمرقندي أنبأنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان
وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري ح‍ وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
أنبأنا أبي أبو طاهر قالا أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري حدثنا
أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأنماطي إملاء حدثنا
العباس بن محمد بن حاتم حدثنا كثير بن هشام وكان من خيار المسلمين حدثنا جعفر بن
برقان حدثنا يزيد بن الأصم قال سمعت معاوية بن أبي سفيان ذكر حديثا رواه عن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) لم أسمعه روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) على منبره حديثا غيره قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين
على من ناوأهم إلى يوم القيامة [10622]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و (2) أبو منصور محمد بن عبد الملك أنبأنا
أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا البرقاني أنبأنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي حدثنا
الحسين بن إدريس قال قال ابن (4) عمار كثير بن هشام دمشقي سمسار كان يكون
ببغداد وقال في موضع آخر كثير بن هشام أبو سهل كان يجهز إلى دمشق سمسارا وإلى
الرقة وإلى ذي الناحية وهو ثقة وببغداد كان يكون وسمعته منه ببغداد وهشيم حي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر
الباقلاني زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد
أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد حدثنا خليفة بن خياط العصفري (5) قال كثير بن هشام يكنى
أبا سهل مات بفم الصلح (6) سنة سبع ومائتين
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا أبو محمد
يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر حدثنا معاوية عن يحيى قال في
تسمية من نزل بغداد كثير بن هشام

(1) لفظة " بن " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) زيادة عن م و " ز " لتقويم السند.
(3) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 482 - 483.
(4) الزيادة عن م، و " ز " وتاريخ بغداد.
(5) طبقات خليفة بن خياط ص 614 رقم 3218.
(6) فم الصلح: نهر كبير فوق واسط.
66

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1) حدثنا محمد بن
سعد (1) قال في طبقات أهل بغداد كثير بن هشام ويكنى أبا سهل صاحب جعفر بن
برقان نزل بغداد ومات (2) بفم الصلح في شعبان سنة سبع ومائتين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا [و] (3) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (4) أنبأنا الأزهري وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد
بن سعد قال (5) كثير بن هشام زاد الجوهري ويكنى أبا سهل وهو صاحب جعفر ابن
برقان وقالا نزل بغداد بباب الكرخ في السور وكان يجهز على التجار إلى الرقة وغيرها
الجزيرة والشام وكان ثقة صدوقا ثم (6) خرج إلى الحسن بن سهل وهو بفم الصلح
فمات هناك في شعبان سنة سبع ومائتين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني
زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل
أنبأنا محمد بن إسماعيل قال (7) كثير بن هشام أبو إسماعيل (8) الكلابي الرقي سمع جعفر
بن برقان مات سنة سبع ومائتين
قال ابن عساكر (9) صوابه أبو سهل
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم حدثنا ابن أبي خيثمة قال وكثير بن هشام يكنى أبا
سهل حدثنا عنه غير إنسان توفي في شعبان سنة سبع ومائتين

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) الزيادة عن " ز "، وم، للإيضاح.
(3) الزيادة عن م و " ز "، لتقويم السند.
(4) الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 48.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 334.
(6) كتبت " ثم " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(7) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 218.
(8) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي التاريخ الكبير: " أبو سهل " وبهامشه عن إحدى نسخه " أبو إسماعيل " وسينبه المصنف
في آخر الخبر إلى الصواب.
(9) الزيادة منا للإيضاح.
67

أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا
أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1) كثير بن هشام أبو سهل الكلابي نزل بغداد روى عن جعفر بن
برقان روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وإبراهيم بن موسى سمعت أبي
يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا محمد بن
عبد الله التاجر أنبأنا أبو حاتم التميمي قال سمعت مسلما يقول أبو سهل كثير بن هشام
الكلابي سمع جعفر بن برقان روى عنه إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما (2) قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا عبيد
الله بن سعيد بن حاتم أنبأنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن أبي عبد
الرحمن أخبرني أبي قال أبو سهل كثير بن هشام
قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر الخطيب أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر
أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي (3) قال أبو سهل كثير بن هشام
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي (4) علي أنبأنا أبو بكر الصفار انا أحمد بن علي بن
منجويه (5) أنبأنا أبو (6) أحمد قال أبو سهل كثير بن هشام الكلابي الرقي سكن بغداد سمع
جعفر بن برقان وفرات بن سلمان روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وقتيبة بن سعيد
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا [و] (7) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (8) قال كثير بن هشام أبو سهل الكلابي الرقي سمع ببغداد وحدث بها عن جعفر
بن برقان وحماد بن سلمة روى عنه قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن
راهويه وعمرو بن محمد الناقد ومحمد بن يحيى الأزدي وأبو موسى محمد بن المثنى

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 158.
(2) الأصل وم، وفي " ز ": بينما.
(3) الكنى والأسماء 1 / 197.
(4) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و " ز ".
(6) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
(7) زيادة من و " ز " لتقويم السند.
(8) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 482.
68

ومحمد ابن حسان الأزرق والعباس بن محمد الدوري وأحمد بن الوليد الفحام والحارث
بن أبي أسامة وغيرهم
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن السقا
حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول كثير بن
هشام ثقة نحن أول من كتب عنه كتبت عنه مرتين مرة قبل أن يصنف ومرة بعدما
صنف أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا [و] (1) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (2) أنبأنا حمزة بن محمد بن طاهر ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد
الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأنا الحسين بن
جعفر زاد ابن الطيوري ومحمد بن الحسن قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن
أحمد أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي (3) قال كثير بن هشام الكلابي يكنى أبا سهل
سكن بغداد ثقة رجل صدوق يتوكل للتجار يحترف من أروى الناس لجعفر بن برقان
روى عنه (4) ألف ومائة (5) حديث ويروي أيضا عن شعبة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا [و] (6) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (7) أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد
الشافعي بالأهواز حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سألته يعني أبا داود
سليمان بن الأشعث عن كثير بن هشام فقال ثقة لما مات كثير بن هشام قيل اليوم مات
جعفر بن برقان قال أبو عبيد كثير أراه بغداديا
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا عبد الرحمن بن
محمد أنبأنا حمد (8) إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي
حاتم قال (9) سئل أبي عن كثير بن هشام فقال يكتب حديثه

(1) زيادة عن م و " ز " لتقويم السند.
(2) تاريخ بغداد 12 / 483.
(3) ثقات العجلي ص 397 رقم 1411.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) كذا بالأصل وم و " ز "، وتاريخ بغداد، وفي تاريخ الثقات: ألف ومئتي حديث.
(6) زيادة عن م و " ز " للإيضاح.
(7) تاريخ بغداد 12 / 483.
(8) الأصل وم، وفي " ز ": أحمد، تصحيف.
(9) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 158.
69

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (1) وفيها يعني سنة سبع
ومائتين مات كثير بن هشام
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال سنة سبع ومائتين فيها مات كثير بن هشام الرقي
ببغداد
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا [و] (2) منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (3) أخبرنا الأزهري (4) أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ح قال الخطيب وأنبأنا ابن (5) الفضل أنبأنا جعفر بن
محمد الخلدي ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو
القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد قالا أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا الحسن بن
محمد بن الحسن قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قالا سنة سبع
ومائتين فيها مات كثير بن هشام
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا [و] (6) أبو منصور العطار أنبأنا أبو بكر
الخطيب (7) أنبأنا الحسين بن علي الصيمري حدثنا علي بن الحسن الرازي حدثنا محمد
ابن الحسين (8) الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير قال كثير بن هشام يكنى أبا سهل توفي في
شعبان سنة سبع ومائتين
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد بن أبي طاهر أنبأنا مكي
ابن محمد أنبأنا أبو سليمان الربعي قال وفيها يعني سنة سبع ومائتين مات كثير بن هشام
في شعبان بفم الصلح

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 472 (ت. العمري).
(2) زيادة عن م و " ز "، لتقويم السند.
(3) تاريخ بغداد 12 / 483.
(4) زيادة لتقويم السند عن تاريخ بغداد.
(5) بالأصل: " أبو " تصحيف، والمثبت عن م، و " ز "، وتاريخ بغداد.
(6) زيادة عن م و " ز "، لتقويم السند.
(7) تاريخ بغداد 12 / 483.
(8) بالأصل: الحسن، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
70

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب أخبرني أبو موسى أخبرني أبي قال أنبأنا عبد الله بن أحمد عن محمد (1) قال
مات كثير بن هشام أبو سهل الكلابي الرقي بفم الصلح في شعبان سنة سبع ومائتين سكن
بغداد
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا محمد بن أحمد بن
رزق أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي حدثنا الحارث بن محمد حدثنا كثير بن هشام أبو
سهل الكلابي مات بفم الصلح سنة ثمان ومائتين
5802 - كثير بن يسار أبو الفضل الطفاوي (3) البصري (4)
حدث عن يوسف بن عبد الله بن سلام والحسن بن أبي الحسن البصري وثابت
البناني (5) وعامر بن شراحيل الشعبي وأبي محمد حبيب بن محمد العجمي الزاهد
روى عنه سفيان الثوري وحماد بن زيد وجعفر بن سليمان الضبعي وصدقة بن أبي
سهل وروح بن عبادة وأبو عاصم النبيل وخالد بن الحارث الهجيمي (6) وسعيد بن عامر
الضبعي
ووفد على الوليد بن عبد الملك
أخبرنا (7) أبو بكر اللفتواني أنبأنا سليمان بن إبراهيم الحافظ وسهل بن عبد الله
الغازي وأحمد (8) بن عبد الرحمن الذكواني ومحمد بن أحمد بن ررا (9) الإمام وعبد
الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي (10) ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا أبو مسعود

(1) " عن محمد " كذا بالأصل وم، وسقطت اللفظتان من " ز ".
(2) تاريخ بغداد 12 / 483 - 484.
(3) الطفاوي بضم الطاء المهملة وفتح الفاء، هذه النسبة إلى طفاوة، وطفاوة، قال ابن الأثير: لم يذكر طفاوة من أي
العرب هي، وهذه النسبة إلى ثعلبة وعامر ومعاوية أولاد أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، وأمهم طفاوة بنت جرم
ابن ريان فنسبوا إليها، ولا خلاف أنهم نسبوا إلى أمهم (اللباب 2 / 283).
(4) ترجمته في التاريخ الكبير 7 / 213 والجرح والتعديل 7 / 158.
(5) في " ز ": الشامي.
(6) كذا بالأصل وم و " ز "، وكتب على هامش " ز ": الجهمي " وبنو الهجيم من بني العنبر من تميم، راجع ترجمته في
تهذيب الكمال 5 / 333.
(7) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(8) في " ز ": وأخبرني.
(9) فوقها في م ضبة، وسقطت اللفظة من " ز ".
(10) الأصل وم، وفي " ز ": الخشاب.
71

سليمان بن إبراهيم قالوا أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني أنبأنا محمد بن
الحسين بن الحسن القطان (1) حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر حدثنا روح بن عبادة
حدثنا أبو الفضل كثير بن يسار حدثنا (2) ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أتي بتمر ريان فقال أنى لكم هذا التمر قالوا كان عندنا تمر فبعنا صاعين بصاع فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ردوا على صاحبكم فبيعوا بغير التمر [10623]
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك وابن النرسي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو
الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (4) قال عبد الله بن أبي الأسود حدثنا روح بن عبادة حدثنا كثير بن يسار أبو
الفضل قال عبد الله وأثنى عليه سعيد بن عامر خيرا حدثنا ثابت البناني حدثنا أنس بن مالك
قال أتي النبي (صلى الله عليه وسلم) بتمر ريان فقال أنى لكم فقالوا عدنا تمر بعل فبعنا صاعين بصاع
فقال ردوه (5) على صاحبكم فبيعوه بسعر التمر [10624]
أخبرنا أبوا (6) الحسن (7) الفقيهان قالا (8) أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا
جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم (9) الدورقي
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة (10) حدثنا عمرو بن النعمان عن كثير أبي الفضل قال
أخبرني أبو صفوان شيخ من أهل مكة عن أسماء بنت أبي بكر قالت خرج علي خراج (11)
في عنقي فتخوفت معه فأخبرت به عائشة فقلت سلي النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت فسألته فقال
ضعي يدك فيه ثم قولي ثلاث مرات بسم الله اللهم اذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك
الطيب المبارك المكين عندك بسم الله [10625] قالت ففعلت فانخمص
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله حدثنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن

(1) الأصل وم، وفي " ز ": العطار.
(2) مكانها في " ز ": " بن " تصحيف.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": فبيعون بعض الثمر.
(4) رواه البخاري في التاريخ الكبير 12 / 214.
(5) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي التاريخ الكبير: ردوا.
(6) بالأصل وم و " ز ": أبو.
(7) في " ز ": الحسين، تصحيف، وفي م كالأصل.
(8) في " ز ": قال، وفي م كالأصل.
(9) في " ز ": " إبراهيم بن مرزوق "، وفي م كالأصل.
(10) في " ز ": بن حبابة، وفي م كالأصل.
(11) الخراج: كغراب: قروح (القاموس).
72

عبد الله المعدل أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا
حدثني محمد بن عمر المقدمي حدثنا سعيد بن عامر حدثنا أبو الفضل كثير بن يسار قال
دخلنا على حبيب أبي محمد وهو بالموت فقال أريد أن آخذ طريقا لم أسلكه قط لا أدري
ما يصنع بي قلت أبشر يا أبا محمد أرجو أن لا يفعل بك إلا خيرا قال ما يدريك أنت
تلك الكسرة (1) الخبز التي أكلناها لا تكون سما علينا
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي حدثنا
إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد بن الحارث حدثنا كثير أبو الفضل قال قلت للشعبي ما
تقول ما في أعلام الحرير (2) قال أحبها إلي أجودها أعلاما
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو (3) عمرو بن أبي عبد الله أنبأنا الحسن بن
محمد أنبأنا أحمد بن محمد حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا علي بن مسلم حدثنا
سعيد بن عامر عن كثير أبي الفضل قال شهدت الوليد بن عبد الملك بدمشق صلى الجمعة
والشمس على الشرف (4) ثم صلى العصر
أخبرنا أبو الغنائم الحافظ إذنا وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل وأبو
الحسين وأبو الغنائم قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا
أنبأ أحمد بن عبدان نا محمد بن سهل أنا البخاري قال (5) كثير بن يسار أبو الفضل (6)
سمع (7) يوسف بن عبد الله بن سلام (8) روى عنه حماد (9) بن زيد وجعفر بن سليمان
وصدقة بن أبي سهل وقال عمرو بن علي حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن كثير

(1) في " ز ": الكسيرة.
(2) الأصل: الحريري، والمثبت عن م و " ز ".
(3) " أبو " كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
(4) بالأصل وم و " ز ": " الشرق "، تصحيف، والتصويب عن المختصر.
(5) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 213.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و " ز "، لتقويم السند، وقارن مع التاريخ الكبير.
(7) زيد بعدها في التاريخ الكبير " الحسن و " وقد وضعت بين معكوفتين، لأنها استدركت عن إحدى نسخ التاريخ
الكبير.
(8) زيد بعدها في التاريخ الكبير: " وثابتا " وقد استدركت فيه أيضا عن إحدى نسخه.
(9) في " ز ": خالد.
73

أبي الفضل عن الحسن قال كانت (1) راية النبي (صلى الله عليه وسلم) سوداء
قال عمرو وكنيته أبو الفضل روى عنه أبو عاصم كتابا (2) وأبو الفضل الذي روى
عن الحسن من نسي الصلاة
أخبرنا أبو بكر الشقاني أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو سعيد أنبأنا مكي قال سمعت
مسلما يقول أبو الفضل كثير بن يسار سمع الحسن ويوسف بن عبد الله بن سلام روى
عنه الثوري وحماد بن زيد وجعفر بن سلمان وروح أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو
عبد الله الأديب قالا أنبأنا ابن مندة أنبأنا أحمد إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا
علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3) كثير بن يسار أبو الفضل روى عن الحسن وثابت
البناني ويوسف بن عبد الله بن سلام روى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وصدقة
بن أبي سهل وروح بن عبادة سمعت أبي يقول ذلك
قال ابن أبي حاتم جعل البخاري هذا الاسم اسمين وسمعت أبي يقول هما واحد
والذي ظن هو أنه أحدهما ونسب رواية الثوري وأبي عاصم النبيل إليه فهو بحر (4) السقا
وليس من كثير بن يسار بشئ
أخبرنا علي أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل المكي أنبأنا أبو النصر (5) أنبأنا
الخصيب أخبرني أبو موسى أخبرني أبي قال أبو الفضل كثير بن يسار
قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر الخطيب أنبأنا أبو القاسم بن الصواف
أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال (6) أبو الفضل كثير بن يسار (7) سأل
الشعبي حدث عنه خالد بن الحارث
أخبرنا أبو (9) الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن
أيوب الفقيه أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي حدثنا أبو القاسم علي بن

(1) بالأصل وم و " ز ": كان، والمثبت عن التاريخ الكبير.
(2) بالأصل وم و " ز ": كتاب.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 158.
(4) كذا بالأصل وم والجرح والتعديل، وفي " ز ": غير.
(5) في " ز ": أبو نصر.
(6) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 80.
(7) في الكنى والأسماء: كثير بن شاذان يسار.
(8) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(9) سقط الخبر التالي من " ز ".
74

إبراهيم بن أحمد الحوري حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت القاضي محمد بن
أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي يقول كثير بن يسار بصري أبو الفضل (1)
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا محمد بن محمد قال أبو الفضل كثير بن يسار الطفاوي سمع يوسف بن عبد
الله بن سلام الخزرجي وأبا سعيد الحسن بن أبي الحسن الأنصاري وأبا محمد ثابت بن
أسلم البناني روى عنه أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري وأبو إسماعيل حماد بن زيد
الأزدي وأبو سليمان جعفر بن سليمان الضبعي أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر
الخطيب قال كثير بن يسار أبو الفضل البصري سمع حبيبا أبا محمد العابد روى عنه سعيد
بن عامر الضبعي
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن علي بن هبة الله قال (2) أما (3) يسار أوله ياء
معجمة باثنتين من تحتها وسين مهملة كثير بن يسار أبو الفضل البصري سمع حبيبا أبا
محمد العابد روى عنه سعد بن عامر الضبعي حكاية
5803 - كثير الصنعاني اليماني
حكى عن عروة بن الزبير والضحاك بن فيروز الديلمي ووفد على عبد الملك بن
مروان
روى عنه أمية بن شبل الصنعاني اليماني
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس هو الأصم حدثنا محمد هو ابن إسحاق
الصنعاني (4) حدثنا يحيى هو ابن معين حدثنا هشام بن يوسف أنبأنا أمية بن شبل عن كثير
الصنعاني قال كنت مع الضحاك بن فيروز الديلمي يوم رد عبد الملك على عروة سيف
الزبير قال فخرجا به إلي فقال فسمعت الضحاك يعتذر إليه قال وسمعت عروة يقول
له (5)

(1) كتب بعدها بالأصل وم و: إلى.
(2) الاكمال لابن ماكولا 1 / 311 و 318.
(3) بالأصل: أنبأنا، والمثبت عن م و " ز "، والاكمال.
(4) الأصل: الصغاني، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(5) الشعر لأبي قلابة الهذلي، شرح أشعار الهذليين 2 / 713.
75

لا تأمن الموت في حل ولا حرم (1) * إن المنايا بجنبي كل إنسان
واسلك طريقك هونا غير مكترث * فسوف يأتيك ما يمني له ألماني
الخير والشر مجموعان في قرن (2) * بكل ذلك يأتيك الجديدان
ولا تقولن لشئ سوف أفعله (3) * لعل فيه غد يأتي بتبيان
5804 - كثير بن عبد الرحمن ابن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد (4) بن سبيع (5)
بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن إلياس
بن مضر أبو صخر الخزاعي الحجازي (6)
الشاعر المعروف بابن أبي جمعة وهو كثير عزة
وفد على عبد الملك بن مروان وروى عنه خطبة له
ووفد على عمر بن عبد العزيز وغيره من خلفاء بني أمية وكان من فحول الشعراء
روى عنه حماد الرواية
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا
علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد
ابن سلام قال (7) كثير بن عبد الرحمن الخزاعي وهو ابن أبي جمعة وكنيته أبو صخر
وهو عند أهل الحجاز أشعر من كل من قدمنا عليه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني
قال أما كثير فهو كثير بن عبد الرحمن أبو صخر صاحب عزة الشاعر مشهور يقال

(1) صدره في أشعار الهذليين: لا تأمنن ولو أصبحت في حرم.
(2) صدره في أشعار الهذليين: إن الرشاد وان الغي في قرن.
(3) الذي في أشعار الهذليين، صدر هذا البيت، روى فيه صدرا للبيت الثاني الذي بدايته: واسلك طريقك.
(4) في الأغاني: مخلد بن سعيد بن سبيع.
(5) قال أبو ذر الخشني في شرح السيرة: صوابه يثيع، بالياء المثناة.
(6) ترجمته وأخباره في:
الشعر والشعراء 1 / 503 والأغاني 9 / 3 والمؤتلف والمختلف ص 169 ومعجم الشعراء ص 350 وفيات الأعيان
4 / 106 عيون الأخبار 2 / 144 خزانة الأدب 2 / 381 الاشتقاق 280 وطبقات فحول الشعراء ص 165 و 167
وديوانه المطبوع ط. دار الكتاب العربي) بيروت.
(7) طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي ص 167.
76

مات هو وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد فقال الناس مات اليوم أفقه الناس وأشعر
الناس
ويقال هو كثير بن أبي جمعة أبو جمعة هو جده أبو أمه واسمه الأشيم من خزاعة
قرأت على أبي محمد بن حمزة بن عبد الرحيم بن أحمد ح وحدثنا خالي القاضي
أبو المعالي محمد بن يحيى حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا عبد الرحيم أنبأنا عبد الغني بن
سعيد قال وكثير بضم الكاف وتشديد الياء المعجمة كثير بن عبد الرحمن وهو ابن أبي
جمعة ويكنى أبا صخر مات هو وعكرمة في يوم واحد يقال سنة خمس ومائة دخل على
الخلفاء وأنشدهم ذكر عنه جماعة من العلماء الأبيات الشعر للخلفاء وغير ذلك
قرأت على أبي محمد الحداد عن أبي نصر الحافظ قال (1) وأما كثير مثل ما قبله إلا أن
كافة مضمومة وثاءه مفتوحة وياءه مشددة (2) فهو كثير ابن عبد الرحمن بن أبي جمعة أبو
صخر الشاعر المشهور صاحب عزة كان متنقلا في المذاهب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا وأبو الحسين بن الفراء قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن
بكار قال فولد النضر بن كنانة مالكا ويخلد والصلت وبه كان يكنى وأمهم عكرشة بنت
عدوان بن عمرو بن قيس عيلان واسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان وإنما سمي
عدوان أنه عدا على أخيه فهم ففقأ عنه فسمي بها عدوان
قال وحدثنا الزبير قال قال عمي فأما الصلت بن النضر فإن من الملحيين من خزاعة
من يزعم أنه من ولده وقد قال كثير بن عبد الرحمن يذكر ذلك (3):
أليس أبي بالصلت أم ليس إخوتي * بكل هجان (4) من بني النضر أزهرا
رأيت ثياب العصب مختلط (5) السدى * بنا وبهم والحضرمي (6) المخصرا

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 126.
(2) في الاكمال: وبعدها ياء مشددة مكسورة.
(3) الشعر في ديوان كثير ط. بيروت (دار الكتاب العربي) ص 94 وسيرة ابن هشام 1 / 97 - 98 والأغاني 9 / 11.
(4) الأصل وم و " ز ": هجاني، والمثبت عن الديوان، والهجان: الكريم.
(5) في الديوان: فاختلط.
والعصب: ثياب يمنية، لأنها تصبغ بالعصب، وهو والورس لا ينبتان إلا باليمن. والسدي: ما مد من خيوط
الثوب طولا.
(6) الحضرمي: النعال، والمخصر: التي من جانبيها كأنها ناقصة الخصرين.
77

فإن لم تكونوا من بني النضر فاتركوا * أراكا (1) بأذناب الفوائج (2) أخضرا
إذا ما قطعنا من قريش قرابة * بأي نجاد نحمل (3) السيف ميسرا
ميسرة أبو علقمة وقد أنكرت ذلك عليه خزاعة
وقال أبو علقمة البارقي يرد عليه (4):
لعمري لقد زار العراق كثير * بأحدوثة من وحيه (5) المتكذب
أيزعم أني من كنانة والدي (6) * وما لي من أم هناك ولا أب
وقال عبد العزيز بن وهب بن جبير مولى خزاعة قال زبير وقال غير عمي عبد العزيز
ابن وهب مولى صالح بن السفاح الخزاعي (7):
ستأبى بنو عمرو عليك وينتمي * بهم نسب (8) في جذم (9) غسان معرق
فإنك لو أعذرت أو قلت شبهة * من الأمر (10) فيها للمخاصم معلق
عذرناك أو قلنا صدقت وإنما * يصدق بالأقوال من كان يصدق
فإنك لا عمرا (11) أباك ترومه (12) * ولا النضر إذ ضيعت شيخك تلحق
فأصبحت كالمهريق (13) فضل سقاية (14) * لجاري شراب (15) بالملا يترقرق

(1) الأصل دراكا، والمثبت عن م و " ز "، والديوان.
(2) إعجامها ناقص بالأصل وم، وفي " ز ": الفوائح، والمثبت عن الديوان وابن هشام، والفوائج: رؤوس الأودية.
وقيل عيون ماء.
(3) الأصل: نحعل، والمثبت عن م و " ز " والديوان.
(4) في الأغاني 9 / 12 للأحوص، ويقال: بل قاله سراقة البارقي، وقال أبو الفرج في خبر الزبير: أبو علقمة
الخزاعي. ثم ذكر البيتين.
(5) تقرأ بالأصل وم: وجبة، وفي " ز ": وجنة، والمثبت عن الأغاني.
(6) الأغاني: أولي.
(7) الأبيات في الأغاني 9 / 12 - 13 منسوبة للأحوص يجيب كثير.
(8) الأغاني: حسب.
(9) الجذم: الأصل.
(10) الأغاني:
فإنك لو قاربت أو قلت شبهة * لذي الحق فيها
(11) الأصل وم و " ز ": عمرو.
(12) الأغاني: حفظته.
(13) الأصل: كالنهرين، والمثبت عن م و " ز " والأغاني.
(14) الأغاني: فضلة مائة.
(15) الأصل: و " ز ": شراب، والمثبت عن م، وفي الأغاني: لبادي سراب.
78

قال الزبير وزادني المؤملي عن أبي عبيدة بن عبد الله على أثر بأذناب الفوائج (1)
أخضرا:
أتيت (2) الذي قد سمتني فنكرتها * وإن سمتها يوما قبيصة أنكرا
قبيصة بن ذؤيب
قال الزبير وقال عمر بن أبي بكر قائل:
ستأبى بنو عمرو عليك وينتمي * بهم نسب في جذم غسان معرق
قال وحدثنا الزبير قال وحدثني عبد الرحمن بن الخضر الخزاعي من ولد جمعة
بنت كثير أن كثيرا قال في نسبهم إلى النضر لأبي علقمة الخزاعي (3)
أبا علقم (4) أكرم كنانة إنهم * مواليك إن أمر سما (5) بك معلق
بنو النضر ترمي من ورائك بالحصى * أولو حسب فيهم حفاظ (6) ومصدق
يفيدونك المال الكثير ولا تجد * لملكهم شبها لو أنك تصدق
إذا ركبوا ثارت عليك عجاجة * وفي الأرض من وقع الأسنة أولق (7)
قال الزبير وقال غير عبد الرحمن بن الخضر قال كثير:
أبا حتبر أحبب كنانة إنهم * مواليك إن أمر نبابك محدق
فقال الأحوص الأنصاري (8):
دع القوم ما احتلوا ببطن قراضم (9) * وحيث تفشى بيضه المتغلق
فإنك لو قربت أو قلت شبهة * لذي الحق فيها والمخاصم معلق
عذرناك أو قلنا صدقت وإنما * يصدق بالأقوال من كان يصدق
ستأبى بنو عمرو عليك وتنتمي * بهم نسب في جذم غسان معرق
وإنك لا عمرا (10) أباك حفظته * ولا النضر إذ ضيعت شيخك تلحق

(1) إعجامها ناقص بالأصل وم و " ز ". وقد صوبناها: الفوائج.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الديوان ص 95: أبيت.
(3) الأبيات في ديوان كثير ص 127 والأغاني 9 / 12.
(4) الديوان والأغاني: " أبا خبث " قال أبو الفرج: وفي رواية الزبير: أبا علقم.
(5) بالأصل وم و " ز ": " وسما " والمثبت عن الديوان.
(6) الديوان والأغاني: وفاء.
(7) الأولق: الجنون.
(8) الأغاني 9 / 12 ونسبها للأحوص.
(9) قراضم موضع بالمدينة.
(10) الأصل وم و " ز ": عمرو، والمثبت عن الأغاني.
79

ولم تدرك القوم الذين طلبتهم * فكنت كما كان السقاء المعلق
بجذمة (1) ساق ليس منه لحاؤها * ولم يك عنه قلبها يتعلق
وأصبحت كالمهريق فضل (2) سقائه * لباقي سراب (3) بالملا يترقرق
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي حدثنا
علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا
محمد بن سلام قال (4) سمعت يونس النحوي يقول كان ابن أبي إسحاق يقول
كثير أشعر أهل الإسلام ورأيت ابن أبي حفصة يعجبه مذهبه في المديح جدا يقول
كان يستقصي المديح كان فيه مع جودة شعره خطل وعجب وكانت له منزلة عند قريش
وقدر
أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي وأخبرنا أبو الحجاج
يوسف بن مكي الفقيه عنه أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن (5) أحمد العتيقي أنبأنا أبو
بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا محمد بن مزيد (6) بن أبي الأزهر قال يروى عن
طلحة بن عبد الله بن عوف قال لقي الفرزدق كثيرا بقارعة البلاط وأنا معه فقال أنت يا أبا
صخر أنسب العرب حين تقول (7):
أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل
فقال له كثير وأنت يا أبا فراس أفخر العرب حين تقول (8):
ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا * وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
قال وهذان البيتان لجميل سرق أحدهما كثير والآخر الفرزدق فقال له الفرزدق يا
أبا صخر هل كانت أمك ترد البصرة قال لا ولكن كان أبي يردها

(1) الأصل: بخدمة، وإعجامها غير واضح في م، والمثبت عن " ز "، والجذمة: القطعة.
(2) الأغاني: فضلة مائة.
(3) الأصل و " ز ": شراب، والمثبت عن م، وفي الأغاني: لبادي سراب.
(4) طبقات فحول الشعراء للجمحي ص 167.
(5) من قوله: بن عبد العزيز إلى هنا سقط من م، فاختل فيها السند واضطرب.
(6) الأصل وم، وفي " ز ": يزيد، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 41.
(7) ديوان كثير ص 176.
(8) ديوان الفرزدق (ط بيروت) 2 / 32.
80

قال طلحة بن عبد الله (1) والذي نفسي بيده لعجبت من كثير ومن جوابه وما رأيت
أحدا قط أحمق منه وقد دخلت عليه ومعي جماعة من قريش وكان عليلا فقلنا كيف
تجدك يا أبا صخر قال بخير (2) سمعتم الناس يقولون شيئا وكان يتشيع فقلنا نعم
يقولون إنك الدجال قال والله لئن قلت ذاك إني لأجد ضعفا في عيني هذه منذ أيام
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي
علي قالوا أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنبأنا أحمد
بن سليمان حدثنا الزبير حدثني عمران بن موسى بن فليح حدثني عمي سليمان بن
فليح قال
استنشدني يوما أمير المؤمنين هارون الرشيد لكثير] (3) فأنشدته نسيب قصيدة له ثم
وقفت فقال لي مالك فقلت إنه قد مدح بني مروان يا أمير المؤمنين فقال امضه
فمضيت في مديحها حتى فرغت ثم استزادني فزدته شباب (4) قصيدة أخرى فلما انتهيت إلى
المديح وقفت فقال لي ما لك (5) فقلت إنه مدح بني مروان يا أمير المؤمنين فقال
امضه فمضيت في مديحها حتى أنشدتها قصائد له فجعل يتعجب من شعره فقال له يحيى
ابن خالد ما مدحكم به ابن أبي حفصة أجود من هذا حين يقول:
نور الخلافة في المهدي تعرفه * وذلك النور في موسى وهارون
فقال له أمير المؤمنين الرشيد: دع هذا الكلام عنك يا أبا علي فوالله لا نمدح بمثل
شعر كثير حتى يحاك لنا مثل طراز هشام
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا أبو الحسن
الطاهري أنبأنا أبو بكر الختلي أنبأنا أبو خليفة الجمحي حدثنا أبو عبد الله الجمحي (6)
قال وكان لكثير في النسيب (7) نصيب وافر وجميل مقدم عليه في النسيب وله في فنون

(1) الخبر في الأغاني 9 / 20 وفيها: طلحة بن عبيد الله.
(2) الأغاني: أجدني ذاهبا.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و " ز ".
(4) رسمها بالأصل: " سات " وفي م: " سبات " وفي " ز ": " شيان " والمثبت عن المختصر.
(5) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، وبعدها صح.
(6) طبقات فحول الشعراء ص 168.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي طبقات الشعراء: التشبيب.
81

الشعر ما ليس لجميل وكان جميل صادق الصبابة والعشق وكان كثير يقول ولم يكن
عاشقا وكان رواية جميل وهو الذي يقول (1):
ألمم بعزة إن الركب منطلق * وإن نأتك ولم تلمم بها خرق
قامت تراءى لنا والعين ساجية * كأن إنسانها في لجة غرق
ثم استدار على أرجاء مقلتها * مبادرا خلسات الطرف يستبق
كأنه حين مار المأقيان به * در تحلل من أسلاكه نسق
قال وسمعت الناس يستحسنون من قوله ويقدمونه (2):
أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل
قال وسمعت من يطعن عليه ويقول ما له يريد أن ينسى ذكرها
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنبأنا أبو جعفر
المعدل أنبأنا أبو طاهر الذهبي أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير قال وحدثني
عثمان بن عبد الرحمن قال حضرت مجلس أبيك أبي بكر بن عبد الله بن مصعب وعنده
عبد العزيز بن عمران الزهري وكان عبد العزيز يقول شعرا ضعيفا فقال له أبو بكر عجبا
لك يا أبا عبد الرحمن مع عقلك كيف تقول ضعيف الشعر فقال له عبد العزيز أصلحك
الله إن كثيرا أنشد طلحة بن عبد الله بن عوف قوله (3):
وإني على سقمي بأسماء والذي * تراجع مني النفس بعد اندمالها (4)
لأرتاح من أسماء للذكر قد خلا * وللربع من أسماء بعد احتمالها
فقال له طلحة إنك لقائل هذا الشعر يا أبا صخر فقال له كثير كأنك عجبت لجودة
شعري مع رأيي قال نعم قال كثير إن عقلك نفذ ذلك في شعري ولم ينفذ لك في رأيي
قال عبد العزيز لأبي بكر وعقلك أصلحك الله نفذ لك في عقلي ولم ينفذ لك في شعري
أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت أنبأنا جعفر بن أحمد
السراج أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ح وأنبأنا أبو القاسم علي بن

(1) الأبيات في ديوانه ص 130 وطبقات فحول الشعراء ص 168.
(2) مر البيت قريبا.
(3) البيتان من قصيدة، ديوانه ص 191 حكي عنه أنه قال: هي خير قصائدي.
(4) يعني تماثله للشفاء من المرض.
82

إبراهيم العلوي وجماعة عن القاضي أبي الطيب الطبري
حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا
محمد بن يزيد حدثنا ابن عائشة حدثني أبي حدثني رجل من بني عامر بن لؤي ما رأيت
بالحجاز أعلم منه حدثني كثير أنه وقف على جماعة يفيضون فيه وفي جميل أيهما أصدق
عشقا ولم يكونوا يعرفونه بوجهه ففضلوا جميلا في عشقه فقلت لهم ظلمتم كثيرا
كيف يكون جميل أصدق عشقا من كثير وإنما أتاه عن بثينة بعض ما يكره فقال (1):
رمى الله في عيني بثينة بالقذى * وفي الغر من أنيابها بالقوادح
والقوادح ما يصيبها ويعيبها وكثيرا أتاه عن عزة ما يكره فقال (2):
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من أعراضنا ما استحلت
فما انصرفوا إلا على تفضيلي
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا عبد الوهاب البزاز (3) أنبأنا علي بن عبد
العزيز أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام قال (4)
وقدم يعني كثيرا على عبد الملك بن مروان الشام فأنشده والأخطل عنده فقال عبد
الملك كيف ترى يا أبا مالك
قال أرى شعرا حجازيا مقرورا لو قد ضغطة برد الشام لاضمحل
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا عبد الكريم
ابن علي القزويني قراءة عليه حدثني أبو القاسم صلة بن المؤمل بن خلف البزاز حدثنا
أبو (5) مسلم محمد بن علي الكاتب حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي حدثنا
محمد بن أبي يعقوب حدثنا أبو نصر بن منصور عن العتبي قال [كان] (6) عبد الملك بن
مروان يحب النظر إلى كثير عزة إذ دخل آذنه يوما فقال هذا كثير بالباب فاستبشر عبد
الملك وقال أدخله فدخل فإذا هو حقير قصير تزدريه العين فسلم بالخلافة فقال عبد

(1) ديوان جميل ص 54.
(2) ديوانه ص 56.
(3) الأصل وم: وفي " ز ": البزار.
(4) طبقات فحول الشعراء ص 167.
(5) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(6) سقطت من الأصل واستدركت للإيضاح عن م و " ز ".
83

الملك تسمع بالمعيدي لا أن تراه (1) فقال مهلا يا أمير المؤمنين فإنما المرء بأصغريه:
قلبه ولسانه إن نطق نطق ببيان وإن قال (2) قال بجنان وأنا الذي أقول يا أمير المؤمنين (3):
وجربت الأمور وجربتني * وقد أبدت عريكتي الأمور
وما يخفى الرجال علي إني * بهم لأخو مثاقبة خبير
ترى الرجل النحيف فتزدريه * وفي أثوابه أسد يزير (4)
ويعجبك الطرير فتختبره * فيخلف ظنك الرجل الطرير
وما عظم الرجال لها (5) بزين * ولكن زينها كرم وخير
بغاث الطير أطولها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور
وقد عظم البعير بغير لب * فلم يستغن بالعظم البعير
فيركب ثم يضرب بالهراوي * فلا عرف لديه ولا نكير
وعود النبع ينبت مستمرا * وليس يطول والقصباء خور
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (6) حدثنا الحسن بن علي بن المرزبان النحوي
حدثنا عبد الله بن هارون النحوي أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينوري أخبرني
نصر بن منصور عن العتبي قال كان عبد الملك بن مروان يحب النظر إلى كثير إذ دخل عليه
آذنه يوما فقال يا أمير المؤمنين هذا كثير بالباب فاستبشر عبد الملك وقال أدخله يا
غلام فدخل كثير وكان دميما حقيرا تزدريه العين فسلم بالخلافة فقال عبد الملك
تسمع بالمعيدي خير من أن تراه فقال كثير مهلا يا أمير المؤمنين فإنما المرء بأصغريه
قال القاضي العرب تقول تسمع بالمعيدي لا أن تراه وأن تسمع بالمعيدي خير من

(1) مثل، ونصه في جمهرة الأمثال للعسكري: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. قائله: شقة بن ضمرة، من بني
تميم، انظر خبره في جمهرة الأمثال 1 / 266.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المختصر: " وإن قاتل قاتل.. " ومثله في جمهرة الأمثال، ونسب القول أيضا فيها إلى
شقة بن ضمرة.
(3) الأبيات ليست في ديوانه المطبوع.
(4) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": برير، وكتب على هامشها: " زئير " وفي المختصر: مزير.
(5) الأصل وم، وفي " ز ": لنا.
(6) الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 1 / 584 وما بعدها، وانظر أمالي القالي 1 / 13 و 1 / 46.
84

أن تراه وهو مثل سائر بلسانه وقلبه وإن نطق نطق ببيان وإن قاتل قاتل بجنان وأنا الذي
أقول يا أمير المؤمنين:
وجربت الأمور وجربتني * فقد أبدت عريكتي الأمور
وما يخفى الرجال علي إني * بهم لأخو مثاقبة خبير
ترى الرجل النحيف فتزدريه * وفي أثوابه أسد يزير
ويعجبك الطرير فتبتليه * فيخلف ظنك الرجل الطرير
وما عظم الرجال لهم بزين * ولكن زينها كرم وخير
بغاث الطير أكثرها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور
ويرى بغاث (2) وبغاث بالفتح والكسر فأما الضم فخطأ عند أهل العلم باللغة وقد
أجاز بعضهم الضم والمقلات التي لا يعيش لها ولد والقلت بفتح اللام الهلاك ومن
ذلك ما روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال المسافر وما معه على قلت إلا ما وقى الله [10626]
ومنه قول الشاعر:
فلم أر كالتجمير منظر ناظر * ولا كليالي الحج أقلتن ذا هوى (4)
ويروى أفلتن بالفاء (5) فأما القلت بسكون اللام فالنقرة في الجبل أو الحجر يجتمع
فيها الماء يجمع قلات قال الشاعر:
كأن عينيه من الغثور * قلتان في جوف صفا منقور (6)
ثم رجعنا إلى شعر كثير:
لقد عظم البعير بغير لب * فلم يستغن بالعظم البعير

(1) لم ترد الأبيات في الديوان الذي بيدي، وهي معجم الشعراء منسوبة للعباس بن مرداس، والبيت الرابع في تاج
العروس (طرر) منسوبا للعباس من مرداس، وقيل: للمتلمس، وقال الصاغاني: لمعاد بن مالك معود الحلماء.
(2) كذا بالأصل وم، والذي في " ز ": والجليس الصالح:
بغاث الطير أطولها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور
ويروى:
بغات الطير أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلات نزور.
وفي بغاث الطير لغتان: بغاث وبغاث بالفتح والكسر.
(3) بالأصل و " ز ": وفي، والمثبت عن م والجليس الصالح.
(4) البيت لعمر بن أبي ربيعة ديوانه ط بيروت ص 19.
(5) وهي رواية الديوان.
(6) نسب الشعر بحواشي الجليس الصالح إلى العجاج.
85

فيركب ثم يضرب بالهراوي * فلا عرف لديه ولا نكير
قال القاضي فيروى:
يجرره الصبي بكل سهب * ويحبسه على الخسف الجرير
قال القاضي الجرير الحبل وبه سمي الرجل قال الشاعر:
ترى في كف صاحبه حلاه (1) * فيعجبه ويفزعه الجرير
رجعنا إلى شعر كثير:
وعود النبع ينبت مستمرا * وليس يطول والقصباء خور
قال القاضي النبع من كريم الشجر ويتخذ منه القسي قال الشاعر:
ألم تر أن النبع يصلب عوده * ولا يستوي والخروع المتقصف
وقال الأعشى:
ونحن أناس عودنا عود نبعة * إذا افتخر الحيان بكر وتغلب (2)
قال فاعتذر إليه عبد الملك ورفع مجلسه ثم قال له يا كثير أنشدني في إخوان دهرك
هذا فأنشده (3):
خير إخوانك المشارك في المر * وأين الشريك في المر أينا
الذي (4) إن حضرت سرك في الحي * وإن غبت كان إذنا وعينا
ذاك مثل الحسان أخلصه * القين جلاه الجلاء (5) فازداد زينا
قال القاضي ويروى جلاه التلام يريد التلامذة والتلاميذ وهم الصياقلة ههنا ويقال
التلام المدوس وهو حجر يجلى به رجع الشعر:
أنت في معشر إذا غبت عنهم * بدلوا كلما يزينك شينا
فإذا ما رأوك قالوا جميعا * أنت من أكرم الرجال علينا

(1) في الجليس الصالح:
صاحبه خلاء * فيفزعه ويجبنه الجرير
(2) ديوانه ص 12 من قصيدة يهجو الحارث بن وعلة.
(3) الأبيات في ديوانه ص 222 - 223.
(4) الأصل: للذي إن حضرت يسرك الحي. والمثبت عن م و " ز " والديوان.
(5) زيادة عن م و " ز " والديوان والجليس الصالح لتقويم السند.
86

فقال له عبد الملك يغفر الله لك يا كثير وأين الأخوان غير اني أنا الذي أقول (1):
صديقك حين تستغني كثير * وما لك عند فقرك من صديق
فلا تنكر على أحد إذا ما * طوى عنك الزيارة عند ضيق
وكنت إذا الصديق أراد غيظي * على حنق (2) واشرقني بريقي
غفرت ذنوبه وصفحت عنه * مخافة أن أكون بلا صديق
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد
العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام (3)
أخبرني أبان بن عثمان البجلي قال:
دخل كثير على عبد الملك فأنشده مدحته التي يقول فيها (4):
على ابن أبي العاص دلاص حصينة * أجاد المسدي سردها وأذالها
فقال له عبد الملك أفلا قلت كما قال الأعشى لقيس بن معدي كرب (5):
وإذا تجيئ كتيبة ملمومة * شهباء (6) يخشى الذائدون نهالها
كنت المقدم غير لابس جنة * بالسيف تضرب معلما أبطالها
فقال يا أمير المؤمنين وصفه بالخرق ووصفتك بالحزم
أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنبأنا
القاضي أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف أنبأنا الشريف أبو جعفر
محمد بن عبد الله بن طاهر بن يحيى الحسيني ويعرف بمسلم (7) حدثني جدي طاهر بن
يحيى حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني أبو الحسن المدائني قال
دخل كثير بن عبد الرحمن على عبد الملك فأنشده القصيدة التي يقول فيها:
على ابن أبي العاص دلاص حصينة * أجاد المسدي سردها وأذالها

(1) الأبيات في ديوان كثير ص 135.
(2) رسمها بالأصل: " حنفى " وفي م: " حمد " والمثبت عن " ز "، والديوان والجليس الصالح.
(3) الخبر والشعر في طبقات فحول الشعراء ص 167.
(4) ديوان كثير من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان ص 150 رقمه 59.
(5) ديوان الأعشى من قصيدة يمدح قيس بن معدي كرب (ط بيروت) ص 150 و 154.
(6) عجزه في الديوان: خرساء تغشي من يذود نهالها.
(7) ضبطت بتشديد اللام عن " ز ".
87

فقال له عبد الملك الأعشى أشعر منك فقال يا أمير المؤمنين وما يقول الأعشى
قال الأعشى يقول:
فإذا تكون كتيبة ملمومة * خرساء يخشى الذائدون ثمالها
كنت المقدام غير لابس جنة * بالسيف يضرب معلما أبطالها
فلم يجعلني مكفرا في الحديد قال يا أمير المؤمنين الأعشى وصف حاجبه بالتعرير
وأنا وصفتك بالحزم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا أبو الحسن عبد
العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا أبو خليفة حدثنا أبو عبد الله الجمحي (1)
أخبرني عثمان بن عبد الرحمن قال أنشد كثير عبد الملك حين أزمع بالمسير إلى مصعب (2)
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه (3) * كعاب (4) عليها نظم در يزينها
نهته فلما لم تر النهي عاقه * بكت وبكى مما شجاها قطينها (5)
فقال عبد الملك والله لكأنه شهد عاتكة بنت يزيد بن معاوية امرأته وهي أم يزيد بن
عبد الملك (6)
أخبرنا أبو العز السلمي مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا
المعافى بن زكريا (7) حدثنا محمد بن يحيى الصولي حدثنا محمد بن يزيد أخبرني محمد
بن عبد الله بن طاهر عن أبيه عن جده قال
وفد كثير على عبد الملك وهو يريد الخروج إلى مصعب فقال له لما خرج يا بن أبي
جمعة ذكرتك بشئ من شعرك الساعة فإن أصبته فلك حكمك قال نعم يا أمير
المؤمنين أردت الخروج فبكت عاتكة بنت يزيد وحشمها يعني امرأته فذكرت قولي

(1) الخبر والشعر في طبقات فحول الشعراء ص 167.
(2) ديوان كثير ص 230 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان، والأغاني 9 / 21.
(3) الديوان: عزمه.
(4) في الديوان وطبقات فحول الشعراء والأغاني: " حصان ".
(5) القطين: الخدم والأتباع.
(6) وكانت عاتكة، امرأته، قد لاذت بعبد الملك بن مروان لما أراد الخروج لحرب مصعب، وقالت: يا أمير المؤمنين
لا تخرج هذه السنة لحرب مصعب، وبكت وبكى جواريها معها.
(7) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الكافي 1 / 588 وما بعدها.
88

إذا ما أراد الغزو لم يثن همه * حصان (1) عليها نظم در يزينها
نهته فلما لم تر النهي عاقه * بكت فبكى مما عراها قطينها
قال أصبت والله احتكم قال مائة ناقة من نوقك المختارة قال هي لك فلما كان
الغد نظر عبد الملك إلى كثير يسير في عرض الناس ضاربا بذقنه على صدره يفكر فقال
علي بكثر فجئ به فقال إن أصبت ما كنت تفكر فيه فلي حكمي قال نعم قال الله
قال قلت في نفسك ما أصنع بالمسير مع هذا (2) رجل (3) ليس على نحلتي ولا مذهبي
نسير إلى رجل كذلك وكلاهما عندي ظالم من أهل النار ويلتقي الحيان فيصيبني سهم غرب
فأكون قد خسرت الدنيا والآخرة قال والله يا أمير المؤمنين ما أخطأت حرفا فاحتكم قال
حكمي أن أحسن صلتك وأن أصرفك إلى أهلك ففعل ذلك به
قال القاضي يقال أصابه سهم غرب وغرب والتحريك أعلاهما وهو أن يصيبه
السهم على حين غفلة منه والغرب أيضا علة تعرض للعين (4) والغرب دلو عظيمة ومنه
ما سقي بالغرب ففيه نصف العشر ويجمع غروبا كما قال الأعشى (5):
من ديار بالهضب هضب القليب * فاض ماء الشؤون فيض الغروب
الغرب مقابل الشرق والغرب بالتحريك ضرب من الشجر معروف والغرب بالفتح
أيضا من أسماء الفضة قال الأعشى (6):
إذا انكب أزهر بين القساة * تراموا (7) به غربا أو نضارا
قال أبو عبيدة الغرب الفضة والنضار الذهب وقال الأصمعي الغرب
الخشب والنضار الأثل وكل ناعم فهو نضار وقيل للأصمعي إنهم لم يكونوا يشربون
في أنية الخشب يعني الأكاسرة ويقال للفضة اللجين والقطعة من سبيكة والدبلة (8)
والذهب نضر وعقيان وعسجد ويقال له الزخرف والغرب أيضا ما سال من الحوض

(1) الحصان: المرأة العفيفة.
(2) " هذا " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الجليس الصالح: الرجل.
(4) الغرب: علة تصيب العين فلا يرقأ دمعها.
(5) مطلع قصيدته التي يمدح قيس بن معدي كرب، ديوانه ط بيروت ص 26.
(6) البيت في ديوانه ص 81 من قصيدة يمدح قيس بن معدي كرب.
(7) تقرأ بالأصل: " تراهنا " والمثبت عن م، و " ز "، وديوان الأعشى، وفي الجليس الصالح: ولعوا به.
(8) بالأصل وم و " ز ": ووذيله، والمثبت عن الجليس الصالح.
89

والبئر من الماء كما قال ذو الرمة (1):
وأدرك المستبقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستنشئ الغرب (2)
قوله واستثنى الغرب (3) معناه أنه شم من قولهم شممت منه نشوة طيبة أي ريحا
طيبة يقول شممن الماء من شدة العطش يعني حمير الوحش (4)
أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن
إبراهيم وحدثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام أنبأنا أبو صادق قالا أنبأنا أبو الحسن
محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري ح وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن
أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا علي بن منير بن أحمد قالا أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد الذهلي
قال قرئ على أبي العباس أحمد بن يحيى بن زيد النحوي الشيباني المعروف بثعلب وأنا
حاضر في سنة تسع وثمانين ومائتين حدثنا شيبان بن مالك بن شيبان حدثنا عبد الله بن
إسماعيل شيخ لنا عن حماد الرواية قال (5) قدمت المدينة فدخلت المسجد فكان أول
من دفعت إليه كثير عزة فقال يا أبا صخر ما عندك من بضاعتي قال عندي ما عند
الأحوص ونصيب قلت وما عندهما قال هما أحق بإخبارك قلت إنا (6) لم نحث
المطي نحوكم شهرا غلا لطلب ما عندكم ليبقى لكم وقل من يفعل ذلك قال أفلا أخبرك
إلى ما دعاني إلى ترك الشعر [لما] (7) كان هذا الرجل واليا يعني عمر بن عبد العزيز قلت
له بلى قال إني شخصت أنا والأحوص ونصيب وكل واحد منهما يدل بسابقة له عند عبد
العزيز بن مروان وإخاء لعمر وكل واحد منا ينظر في عطفيه لا يشك يشرك في الخلافة
فلما رفعت لنا أعلام خناصرة (8) وهي منزل عمر لقينا مسلمة بن عبد الملك وهو يومئذ
فتى العرب وقبل ذلك ما بلغتنا الأخبار [بأنه] (9) لا خير لنا عنده فجعلنا نكذب ويغلب

(1) ديوان ذي الرمة ص 11.
(2) أدرك: هلك، والثميلة: بقية كل شئ، أي ما بقي من الطعام في الجوف. (شرح ديوانه).
(3) الزيادة عن " ز "، والجليس الصالح. سقطت الجملة من الأصل وم.
(4) في الجليس الصالح: حمر الوحش.
(5) القصة بتمامها في العقد الفريد 1 / 323 والشعر والشعراء 1 / 504 والأغاني 9 / 256.
(6) الأصل: إنما، والمثبت عن م و " ز ".
(7) زيادة عن م و " ز ".
(8) خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين (معجم البلدان).
(9) زيادة عن م و " ز "، للإيضاح.
90

الطمع اليأس فلما التقينا مسلمة سلمنا عليه فرد علينا ثم قال أما بلغكم أن إمامكم لا يقبل
الشعر فقلنا له وصح لنا خبر حتى انتهينا إليك يا بن الخليفة ووجمنا له وجمة عرفها في
وجوهنا فقال إن يك ذو دين بني مروان تخشيم حرمانه فإن صاحب دنياها قد بقي لكم
عنده ما تحبون (1) فما ألبث (2) حتى انصرف وأمنحكم وآتي ما أنتم أهله فلما رجع
كانت رحالنا عنده وأكرم منزلنا وأقمنا عنده أربعة أشهر يطلب الإذن لنا هو وغيره فلم
يؤذن لنا إلى أن قلت في جمعة من تلك الجمع لو أني دنوت من عمر فسمعت كلامه
فتحفظته كان ذلك رأيا ففعلت فكان مما حفظته من قوله يومئذ
لكل سفر زاد لا محالة فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى وكونوا كمن
عاين ما أعد الله له من عذابه وثوابه فترغبوا وترهبوا (3) ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو
قلوبكم وتنقادوا لعدوكم فإنه والله ما بسط أمل من لا يدري لعله لا يمسي بعد إصباحه
ولا يصبح بعد إمسائه وربما كانت له بين ذلك خطرات المنايا وإنما يطمئن من وثق بالنجاة
من عذاب الله وأهوال يوم القيامة فأما من لا يداوي من الدنيا كلما (4) إلا أصابه جارح من
ناحية أخرى فكيف يطمئن أعوذ بالله من آمركم (5) بما أنهى عنه نفسي فتخسر صفقتي
وتبدو مسكنتي في يوم لا ينفع فيه إلا الحق والصدق ثم بكى حتى ظننا أنه قاض نحبه
وارتج المسجد وما حوله بالبكاء والعويل
فانصرفت إلى صاحبي فقلت خذا شرخا من الشعر غير ما كنا نقول لعمر وآبائه فإن
الرجل آخري وليس بدنياوي إلى أن استأذن لي مسلمة في يوم جمعة بعد ما أذن للعامة فلما
دخلنا سلمت ثم قلت يا أمير المؤمنين طال الثواء وقلت الفائدة وتحدث بجفائك إيانا
وفود العرب فقال يا كثير " إنما الصدقات للفقراء والمساكين " إلى آخر الآية (6) أفمن
واحد [من] (7) هؤلاء أنت فقلت ابن سبيل منقطع قال أو لست ضيف أبي سعيد
قلت بلى قال ما أرى من كان ضيف أبي سعيد منقطعا به قلت أيأذن لي أمير المؤمنين

(1) الأصل وم: تخفون، والمثبت عن " ز ".
(2) الأصل: لبث، والمثبت عن م و " ز ".
(3) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المختصر: أو ترحبوا.
(4) الأصل: " كلبا " تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(5) الأصل: آثركم، والمثبت عن م و " ز ".
(6) سورة التوبة، الآية: 60.
(7) زيادة للإيضاح عن " ز "، وم.
91

في الإنشاد قال نعم أنشد ولا تقولن إلا حقا فأنشدته (1):
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا ولم تقبل إشارة (2) مجرم
وصدقت بالفعل المقال مع الذي * أتيت فأمسى (3) راضيا كل مسلم
ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه (4) * من الأود البادي ثقاف المقوم
وقد لبست تسعى إليها ثيابها (5) * تراءى لك الدنيا بكف ومعصم
وتومض أحيانا بعين مريضة * وتبسم عن مثل الجمان المنظم
فأعرضت عنها مشمئزا كأنها * سقتك مدوفا (6) من سمام وعلقم (7)
وقد كنت من أجبالها (8) في ممنع * ومن بحرها في مزبد الموج مفعم
وما زلت تواقا إلى كل غاية * بلغت بها أعلى البناء المقدم
فلما أتاك الملك عفوا ولم يكن * لطالب دنيا بعده من تكلم (9)
تركت الذي يفنى وإن كان مونقا * وآثرت ما يبقى برأي مصمم
وأضررت بالفاني وشمرت للذي * أمامك في يوم من الشر مظلم
وما لك إذ كنت الخليفة مانع * سوى الله من مال رغيب ولا دم
سما لك هم في الفؤاد مؤرق * بلغت به أعلى المعالي بسلم
فما بين شرق الأرض والغرب كلها * مناد ينادي من فصيح وأعجم
يقول أمير المؤمنين ظلمتني * بأخذك ديناري (10) ولا أخذ درهم

(1) الأبيات من قصيدة يمدح عمر بن عبد العزيز، ديوانه ص 214 ومطعلها:
عرج بأطراف الديار وسلم * وإن هي لم تسمع ولم تتكلم
والأبيات أيضا في الشعر والشعراء 1 / 505 والأغاني 9 / 258 - 259 والعقد الفريد 1 / 324 - 325.
(2) في الأغاني: مقالة.
(3) في الأغاني:
وقلت فصدقت الذي قلت بالذي * فعلت فأضحى
(4) العقد الفريد: زيفه.
(5) الديوان والأغاني: وقد لبست لبس الهلوك ثيابها.
(6) الأصل: مذربا، والمثبت عن م و " ز "، والديوان، والأغاني، والشعر والشعراء والعقد الفريد.
(7) في " ز ": " علم " وعلى هامشها: علقم.
(8) الأصل: " اجفالها " وفي " ز ": " أحبالها " والمثبت عن م، والديوان والمصادر.
(9) الأصل: " تكرم " وفي العقد الفريد: " تقدم " والمثبت عن م، و " ز "، والديوان.
(10) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الديوان والمصادر: بأخذ لدينار.
92

ولا بسط كف لامرئ غير مجرم (1) * ولا السفك منه ظالما ملء محجم
ولو يستطيع المسلمون لقسموا (2) * لك الشطر من أعمارهم غير ندم
فعشت بها ما حج لله راكب * مغذ مطيف بالمقام وزمزم
فأربح بها من صفقة لمبايع * وأعظم بها أعظم بها ثم أعظم
فأقبل علي فقال يا كثير إنك تسأل عما قلت قلت ثم تقدم الأحوص فاستنشده في
الإنشاد فقال قل ولا تقولن إلا حقا فأنشأ يقول (3):
وما الشعر إلا خطبة (4) من مؤلف * بمنطق حق أو بمنطق باطل
فلا تقبلن إلا الذي وافق الرضا * ولا يرجعنا كالنساء الأرامل
رأيتك لم تعدل عن الحق يمنة * ولا شامة (5) فعل الظلوم المخاتل
ولكن أخذت القصد جهدك (6) كله * فنلت (7) مثال الصالحين الأوائل
فقلنا ولم نكذب لما قد بدا لنا * ومن ذا يرد (8) الحق من قول قائل
ومن ذا يرد السهم بعد مضائه * على فوقه إذ عاد منزع (9) نابل
فلولا الذي قد عودنا خلائف * غطاريف كانوا كالليوث البواسل
لما وخدت شهرا برحلي رسلة * تقدمتان النيف (10) بين الرواحل
ولكن رجونا منك مثل الذي به * صرفنا قديما عن ذويك الأوائل
فإن لم يكن للشعر عندك موضع * وإن كان مثل الدر في قيل قائل (11)
وكان مصيبا صادقا لا يعيبه * سوى أنه يبنى بناء (12) المنازل
فإن لنا قربى ومحض مودة * وميراث آباء مشوا بالمناصل

(1) الأغاني: لا مرئ ظالم له.
(2) الأصل وم: " تقسموا " وفي " ز ": " يقسموا " والمثبت عن الديوان والمصادر.
(3) الأبيات أيضا في المصادر السابقة.
(4) العقد الفريد: حكمة.
(5) الأصل وم و " ز "، وفي المصادر: يسرة.
(6) الأصل: " جملك " ثم شطبت وكتب فوقها: جهدك.
(7) الأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: " وتقفو مثال " وفي الشعر والشعراء، تقد مثال.
(8) في " ز ": يزل.
(9) كذا بالأصل و م و " ز ": " عاد منزع نابل " وفي الأغاني والشعر والشعراء: إذ عار من نزع نابل.
(10) الأصل وم و " ز "، وفي الشعر والشعراء: " نقد متان البيد " وفي الأغاني: " تفل متون البيد ".
(11) الشعر والشعراء: في قتل فاتل.
(12) الأصل وم و " ز ": " يبقى بقاء المنازل " والمثبت عن الأغاني.
93

فذادوا عدو السلم عن عقر دارهم * وأرضوا (1) عمود الدين بعد التمايل
فقبلك ما أعطى الهنيدة (2) جلة * على الشعر كعبا بالضحى والأصائل
فكل الذي عددت يكفيك بعضه * وقلك خير من بحور سوائل (3)
ثم تقدم نصيب فاستأذنه في الإنشاد فأبى أن يأذن له وأمره بالغزو إلى دابق فخرج
محموما وأمر لي وللأحوص بثلاثمائة درهم لكل واحد منا وأمر لنصيب بخمسين ومائة
درهم وقال للأحوص حين أنشد إنك تسأل عما قلت
آخر الجزء الثامن بعد الأربعمائة من الأصل (4)

(1) الأصل وم و " ز "، وفي الأغاني والشعر والشعراء: وأرسوا.
(2) الهنيدة: المئة من الإبل.
(3) القل: القليل.
(4) آخر الجزء الثامن بعد الأربعمئة من الأصل، ليس في م.
وكتب بعدها في " ز ":
يتلوه أنا أبو علي الحسن أحمد إذنا وأبو الفرج بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله بن عبد الله فسمعه ابن محمد بن القاسم وكتب القاسم بن علي في يومين آخرهما ثالث ذي
العقدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
سمع جميعه على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدث
الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله ابنه أبو الفتح الحسن وابن أخيه القاضي أبو البركات
الحسن بن محمد بن الحسن والشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله الحنفي والشيخ
الصالح أبو بكر محمد بن بركة بن خلف بن كرما الصالحي وشمس الدولة أبو الحارث عبد الرحمن بن محمد بن
مرشد بن منقذ الكتاني وزين الدولة أبو علي الحسين بقراءة أخيه الشيخ الفقيه شمس الدين أبي عبد الله محمد ابنا
المحسن بن الحسين بن أبي المضاء وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن عبدان وأبو زكريا يحيى
ابن علي بن مؤمل وأبو المحاسن سليمان وأبو البيان ثنا ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان ومحسن بن سراج بن
محسن وإبراهيم وطوق وابنا غازي بن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي ومحاسن بن خضر بن عبيد ومحمد بن
كامل بن سالح الشواغرة وإسماعيل بن حماد الدمشقي وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله وأبو القاسم بن عبد الصمد
ابن علي الحموي وأبو القاسم بن شبل وبنان بن أبي الكرم بن أبي الوحش وأبو الحسين بن علي بن خلدون
وعثمان بن يوسف بن جوهر وعمر بن عبد الله الأندلسي وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد وبستكين بن عبد الله
عتيق بن أبي عقيل وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وعين الدولة بن مدكين بن عبد الله وعبد الله بن المظفر بن
عبد الله بن شافع وعمر بن كأم بن عبد الله السراج وابنه عبد الرزاق وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وكاتب الأسماء
عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وسمع نصفه الأول ابن أخ الشيخ أبو منصور عبد
الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله ويوسف بن أبي الحسين بن أحمد وعين الدولة بن النمش بن كمستكين
وسمع نصفه الآخر بركا بن فرجا وزين فرلون الديلمي وعمر بن أبي عبد الله بن أبي الفضل الموازيني وعلي بن
محمد بن علي وبدران بن عبد الله ورمضان بن علي بن أبي الفرج وبركات بن عبد الله عتيق بن أشليها وعبد
الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس من المحرم سنة أربع وستين
وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق ه‍.
(2) سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث
الشام أبي محمد القاسم بن الشيخ الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله
بتوفيقه بقراءة القاضي الفقيه بهاء الدين أبي المواهب الحسن ابنا أبي الغنائم بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى
التغلبيان وأبو العباس أحمد بن علي بن يعلي السلمي وأحمد بن ناصر بن طعان الطريفي وأبو طالب بن علي بن
أبي الفرج الكتاني وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري وأبو عبد الله محمد بن ميمون بن مالك
الأنصاري ومحمد بن علي بن عساكر ومحمد بن عبد الله والحسن بن أبي الحسن علي بن عقيل الثعلبي وأبو
الحسين بن علي بن هبة الله بن خلدون المصري وعيسى بن يحيى بن يوسف والعميد أبو محمد عبد الواحد بن
أبي البركات بن أبي الحسين الصفار وعلي بن عبد الله وسليمان بن سليمان بن دلج ولدج الباشقردي وأبو حفص
عمر بن محمد بن الحسن الرومي وأحمد بن علي بن أحمد الأزدي وعثمان بن أبي القاسم بن عبد الباقي الضرير
وكاتب الأسماء إبراهيم بن يوسف بن محمد المعافري البوني وسمع أكثره أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد
الحلبي وسمع أكثره أيضا أبو العباس الخضر بن عبد العزيز بن رمضان الواعظ وابنه أبو عبد الله محمد والقاضي
أبو منصور عبد الرحيم بن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسن بن هبة الله في آخرين أسماؤهم على نسخة الفرع
وذلك في مجالس في أواخر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة بمدينة دمشق والحمد لله وحده وصلواته على
نبيه محمد وصح وثبت سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الإمام الأوحد الحافظ الثقة الأصيل العالم بهاء
الدين شمس الحفاظ محدث الشام جمال الإسلام ثقة الثقات معتمد الرواة ناصر السنة أبي محمد القاسم بن الإمام
الحافظ شيخ الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيده الله وولده أبو القاسم علي وسبطه أبو
المجد الفضل بن نبا بن الفضل الحميري أطال الله أعمارهما ونفعهما والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن
بكر القرظي وابناه أبو الحسين محمد وحران وأبو الحسين إسماعيل وفتاهم فرج الحبشي وأبو علي الحسن بن علي
ابن عبد الوارث التونسي وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وأبو الحجاج يوسف بن أبي الفرج بن مهذب
التنوخي وابنه عبد العزيز وأبو سعيد خلف بن محمد بن سمدون التوزري والبريد أبو علي محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الحسيني الغرناطي وأبو محمد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشبلي وعبد السلام بن أبي بكر بن أحمد
الشافعي وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن أبي القاسم الأندلسي وعلي بن تميم بن عبد السلام البحاني وعلي بن
عمر بن عثمان الصقلي وأبو يعلى حمزة بن أسيد بن أبي الفوار بن الصفار والأمين أبو الحسن علي بن عوضة
العرضي وأبو الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن أبي الفوار بن الصفار والأمين أبو الحسن علي بن عوضة
العرضي وأبو الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن أبي الوقار وعمر بن عيسى بن صقال الدمشقي وأبو الفضل جعفر
ابن أبي عبد الله بن موسى الأزدي وإبراهيم بن سليمان بن إبراهيم الصنهاجي وإسماعيل بن عبد الله بن عبد
المحسن الأنصاري المعروف بابن الأنماطي وهذا خطه في سابع رجب سنة خمس وخمسمائة.
سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الأمين الأصيل زين الأمناء شيخ الشام أبي البركات الحسن بن محمد بن
الحسن الشافعي أيده الله بسماعه فيه من عمه ومؤلفه والملحق بإجازته منه بقراءة الشيخ الإمام العالم المحدث
محب الدين أبي محمد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي ابنا المسمع أبو علي عبد اللطيف
وأبو سعد عبد الله وأبو المعالي عبد الله بن أبي طالب بن عبد الله بن صابر السلمي وأبو بكر محمد بن إسماعيل
بن عبد الله بن الأنماطي وفتاه صفي وسمع أبوه إسماعيل المذكور من أول ترجمة كثير بن هراسة في نصف الجزء
إلى آخر الجزء وذلك بالمسجد الجامع بدمشق بكرة يوم الأربعاء منتصف شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة
وستمائة سمع جميع هذا الجزء على سيدنا القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن
هبة الله بسماعه فيه من المصنف والملحق فبالإجازة له من عمه المصنف بن الفقيه أبو محمد عبد العزيز عثمان بن
أبي طاهر الإربلي ومحمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي بقراءته وهذا خطه وعارض بن نسخته وسمع
نصفه الأول حسب الشيخ الفقيه الزاهد سفيان بن عبد الله بن حسان اليمني وسمى أيضا محمدا وصح ذلك وثبت
لعبد العزيز الإربلي من أوله شئ بجامع دمشق حرسها الله والحمد لله وحده وصلاته على محمد نبيه وسلامه. ه‍.
سمع جميع هذا الجزء على سيدنا القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله
بسماعه فيه والملحق فبإجازته من عمه والفقهاء الورع أبو عبد الله محمد وسمى أيضا سفيان بن عبد الله بن حسان
ابن محمد بن سفيان اليماني وأبو محمد عبد العزيز عثمان بن أبي طاهر الإربلي ومحمد بن يوسف بن محمد
البرزالي الإشبيلي بقراءته وهذا خطه وعارض به نسخته وسمع آخرهما يوم الاثنين السابع والعشرون من جمادى الأولى
سنة ثمان عشرة وستمائة المجلس الأولى بدار الحديث يوم الأربعاء ومن غده كمل بجامع دمشق حرسها الله
والحمد لله وحده وصلاته على نبيه وسلامه.
نقل لابن البكري.
الجزء التاسع بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل.
من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها
وأهلها.
تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمهم الله.
سماع ولده القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله وأجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم الله.
94

أخبرنا (1) أبو علي الحسن (2) بن أحمد المقرئ إذنا وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء
مشافهة قالا أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا
أبو عروبة حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا خالد بن يزيد عن معاوية قال كان لا يقوم أحد
من بني أمية إلا سب عليا فلم يسبه عمر فقال كثير عزة:
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا ولم تقنع سجية مجرم
وقلت فصدقت الذي قلت بالذي * فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا
علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد
ابن سلام قال (3)
وقدم كثير على يزيد بن عبد الملك وقد مدحه بقصائد جياد مشهورة فأعجب بهن يزيد

(1) كتب قبلها في " ز ":
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال.
(2) في " ز ": الحسين.
(3) الخبر في طبقات فحول الشعراء ص 167 - 168.
96

وقال له احتكم قال وقد جعلت ذاك إلي قال نعم قال مائة ألف قال ويحك
مائة ألف قال أعلى جود أمير المؤمنين أبقى (1) أم على بيت المال قال ما بي استكثارها
ولكن أكره أن يقول الناس أعطى شاعرا مائة ألف ولكن فيها عروض قال نعم يا أمير
المؤمنين فكان يحضر سمر يزيد ويدخل عليه فقال له ليلة يا أمير المؤمنين ما يعني
الشماخ بن ضرار بقوله (2):
إذا عرقت مغابنها وجادت * بدرتها قرى حجن قتين (3)
فسكت عنه يزيد فقال بصبصن إذ حدين (4) ثم أعاد بصبصن إذ حدين (5) فقال يزيد
وما على أمير المؤمنين لا أم لك أن يعرف هذا هو القراد أشبه الدواب بك وكان قصيرا
متقارب الخلق فحجب عن يزيد فلم يصل إليه فكلم مسلمة بن عبد الملك يزيد فقال يا
أمير المؤمنين مدحك قال بكم مدحنا قال بسبع قصائد قال سبع مائة دينار والله
لا أزيده عليها
أخبرنا أبو الحسن (6) محمد بن محمد وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله ابنا البنا
قالوا أنبأنا أبو جعفر العدل أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير
قال (7) وكان كثير شيعيا حربيا يزعم أن الأرواح تناسخ ويحتج بقول الله عز وجل " في أي
صورة ما شاء ركبك " (8) ويقول ألا ترى أنه محوله في صورة بعد صورة
قال وحدثنا الزبير (9) حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر عن سعيد بن عقبة
الجهني عن أبيه قال:
سمعت كثيرا ينشد علي بن عبد الله بن جعفر لنفسه في محمد بن علي بن أبي
طالب (10):
أقر الله عيني إذ دعاني * أمين الله يلطف في السؤال
وأثنى في هواي علي خيرا * وساءل عن بني وكيف حالي

(1) في طبقات فحول الشعراء: أبغى.
(2) ديوان الشماخ ص 95.
(3) المغابن، واحدها مغبن، وهي مراق الجلد. والقتين: القليل الدم.
(4) الأصل وم و " ز ": " حديثا " والمثبت عن طبقات فحول الشعرا.
(5) راجع الحاشية السابقة.
(6) في " ز ": الحسين.
(7) الخبر في الأغاني 9 / 17.
(8) سورة الانفطار، الآية: 8.
(9) الخبر والشعر في الأغاني 9 / 16.
(10) الأبيات في ديوانه ص 182 يمدح ابن الحنفية.
97

وكيف ذكرت شأن (1) أبي خبيب * وزلة نعله عند النضال
هو المهدي خبرناه كعب * أخو الأحبار في الحقب الخوالي (2)
فقال له علي بن عبد الله يا أبا صخر ما يثني عليك في هواك خيرا إلا من كان على
مثل ذلك (3) فقال أجل بأبي أنت قال وكان كثير خشبيا (4) يرى الرجعة قال وأبو
خبيب الذي ذكر كثير عبد الله بن الزبير كان يكنى بابي بكر وخبيب ابنه وأسن ولده وكان
من العباد وكان من هجا عبد الله بن الزبير كناه بابنه خبيب وكان كثير سيئ الرأي في عبد
الله بن الزبير ينال منه
وحدثني محمد بن حسن عن أبي بكر عبد الحميد بن عبد الله بن أويس عن أبيه
عن موسى بن عقبة قال هول ليلة لكثير في منامه فغدا على آل الزبير فأنشدهم:
بمفتضح البطحاء ثاو لو أنه * [أقام] (5) بها ما لم يرمها الأخاشب
سرحنا سرويا آمنين ومن يخف * بوائق ما يخشى تنبه النوائب
تبرأت من عيب ابن أسماء إنني * إلى الله من عيب ابن أسماء تائب
هو المرء لا تزري به أمهاته * وآباؤه فينا الكرام الأطايب
قال الزبير وجدت بخط الضحاك بن عثمان الحزامي قال كثير:
تبرأت من عيب ابن أسماء أنني * إلى الله من عيب ابن أسماء تائب
ذكر الزبير بن بكار فيما رواه عنه أحمد بن سعيد الدمشقي ويحيى بن علي بن يحيى
المنجم حدثني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم عن أبي أحمد حدثني عبد العزيز
ابن عمران قال
قدم الفرزدق المدينة فقال لكثير هل لك بنا في الأحوص بن محمد نأتيه ونتحدث

(1) في الديوان والأغاني:
حال أبي خبيب * وزلة فعله عند السؤال
(2) الأصل وم: الخوال، والمثبت عن " ز "، والديوان والأغاني.
(3) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": " رأيك " وفي الأغاني: مذهبك.
(4) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: كيسانيا.
والخشبية هم أصحاب المختار بن أبي عبيد، وقيل هم قوم من الجهمية يقولون إن القرآن مخلوق. وقد اختلفوا في
سبب تسميتهم بالخشبية، راجع في ذلك تاج العروس: خشب.
(5) الزيادة عن م و " ز "، لتقويم الوزن.
98

عنده قال وما نصنع عنده إذا والله تجد عنده أسود يؤثره عليك فقال إن هذا من عداوة
الشعراء بعضهم لبعض قال فانهض بنا إذا لا أبا لغيرك قال الفرزدق فأردفت كثيرا وقلت
له تلفف يا أبا صخر فإن مثلك لا يكون ردفا فخمر رأسه وألصق بي وجهه فجعلت لا أمر
بمجلس قوم إلا قالوا من هذا وراءك يا أبا فراس فأقول جارية وهبها لي الأمير فلما
أكثرت عليه من ذلك واجتاز ببني زريق وكان يبغضهم فسألوني فقلت لهم ما كنت أقول قبل
ذلك فكشف رأسه وارتفض وقال كذب ولكني كنت أكره أن أكون له ردفا كان حديثه
لي معجبا فركبت وراءه ولم يكن دابة أركبها إلا دابته فقالوا لا تعجل يا أبا صخر فهذه
دواب كثيرة تركب منها ما أردت فقال دوابكم والله أبغض إلي من ردفه فسكتوا عنه فجعل
يتخشم عليهم حتى جاوز أقصاهم فقلت والله ما قالوا لك بأس قال إني والله ما أعلم نفيرا
أشد بغضا للقرشيين من نفير اجتزت بهم قلت ما أنت وقريش لا أرض لك قال أنا والله
أحدكم قلت إن كنت أحدهم فأنت دعيهم قال دعيهم خير من صحيح نسب العرب وإلا
أنا والله من أكرم بيوتهم أنا أحد بني الصلت بن النضر فقلت أما قريش أولاد فهر بن مالك
فقل كذبت وما علمك يا بن الجعداء بقريش هم بنو النضر بن كنانة (1) ألا ترى أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اعتزى إلى النضر فلم يكن ليجاوز أفضل نسبه قال فخرجنا حتى أتينا
الأحوص فوجدناه في مشربة له فقلنا أنرقى ليك أو تنزل إلينا قال لا أقدر على ذاك
عندي أم جعفر ولم أرها منذ أيام ولي فيها شغل فقال لي كثير أم جعفر والله بعض عبيد
الزرانيق قال فقلنا له فأنشدنا بعض ما أحدثت فأنشدنا:
يا بيت عاتكة التي أتغزل
حتى أتى على آخرها
قال الفرزدق فقلت لكثير قاتله الله ما أشعره لولا ما أفسد به نفسه قال ليس هذا فساد
هذا خسف إلى النجوم قلت صدقت فانصرفنا من عنده فقال أين تريد قلت إن شئت
فمنزلي وأحملك على البغلة وأهب لك المطرف وإن شئت فمنزلك ولا أرفدك شيئا (2) قال:
بل منزلي وأبذل لك ما قدرت عليه فانصرفنا إلى منزله فجعل يحدثني وينشدني حتى جاءت
الظهر فدعا لي بعشرين دينارا فقال استعن بها يا أبا فراس على مقدمك فقلت هذا أشد

(1) من قوله: فقلت: أما قريش إلى هنا سقط من " ز ".
(2) من قوله: فمنزلي إلى هنا سقط من " ز ".
99

علي من حملان بني زريق إياك قال [إنك] (1) والله ما تأنف من هذا من أحد وإني والله ما
أقبل من أحد غير الخليفة قال الفرزدق فجعلت والله أقول في نفسي تالله إنه لمن قريش
وهممت ألا أقبل منه فدعتني نفسي وهي طمعة إلى أخذ منه فأخذتها
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن
عثمان - إجازة - أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن خلف المرزبان حدثني أحمد بن
زهير أخبرني مصعب بن عبد الله قال (2):
بعثت عائشة بنت طلحة بن عبيد الله إلى كثير عزة فجاءها فقالت له ما الذي يدعوك
إلى ما تقول في الشعر من عزة وليست على ما تصف من الحسن والجمال فلو شئت صرفت
ذلك إلى غيرها فمن (3) هو أول به أنا وأمثالي فأنا أشرف وأفضل من عزة وإنما أرادت أن
تخبره (4) وتبلوه فقال (5):
صحا قلبه يا عز أو كاد يذهل * وأضحى يريد الصرم أو يتبدل
وكيف يريد الصرم من هو وامق * لعزة لا قال ولا متبدل (6)
إذا وصلتنا خلة كي تزيلنا (7) * أبينا وقلنا الحاجبية أول
سنوليك عرفا إن أردت (8) وصالنا * ونحن لتيك الحاجبية أوصل (9)
وحدثها الواشون أني هجرتها (10) * فحملها غيظا علي المحمل
فقالت عائشة والله لقد سميتني لك خلة وما أنا لك بخلة وعرضت علي وصلك وما
أردت ذلك (11) فهلا (12) قلت كما قال جميل فهو والله أشعر منك حيث يقول (13):
يا رب (14) عارضة علينا وصلها * بالجد تخلطه بقول الهازل

(1) الزيادة عن " ز "، وم، (2) الخبر والشعر في الشعر والشعراء 1 / 508.
(3) بالأصل: متن، والمثبت عن م، و " ز ".
(4) الأصل: تخفره، والمثبت عن م، و " ز ".
(5) من أبيات في ديوانه ص 159 يمدح عبد الملك بن مروان، والشعر والشعراء 1 / 509.
(6) ليس في الديوان والشعر والشعراء.
(7) صدره في الديوان والشعر والشعراء: إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا.
(8) الأصل: أرادت،، والمثبت عن " ز "، والديوان.
(9) سقط البيت من م.
(10) صدره في الديوان، وليس البيت في الشعر والشعراء: وخبرها الواشون أني صرمتها.
(11) الجملة في الشعر والشعراء: وما أريد ذلك وإن أردت.
(12) بالأصل وم و " ز ": " قالا " وقد شطبت الكلمة في " ز "، واستدرك على هامشها " فهلا " وهو ما أثبتناه، وفي الشعر
والشعراء: ألا قلت.
(13) ديوان جميل ص 178 والشعر والشعراء 1 / 509.
100

فأجبتها بالقول (1) بعد تستر * حبي بثينة عن وصالك شاغلي (2)
لو كان في قلبي بقدر قلامة * فضل (3) وصلتك أو أتتك رسائلي
فقال والله ما أنكرت فضل جميل ولا أنا إلا حسنة من حسناته واستحيا
آخر الجزء السادس والثمانين بعد الخمسمائة (4)
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (5) حدثنا أبو الحسين بن المهتدي بالله أنبأنا أبو
الفضل محمد بن الحسن بن المأمون أنشدنا محمد بن القاسم الأنباري ح وأخبرنا أبو
القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد
المجبر حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم (6)
أنشدني أبي لكثير بن عبد الرحمن (7):
بأبي وأمي أنت من معشوقة (8) * طبن العدو لها فغير حالها
ومشى إلي بعيب عزة نسوة * جعل الإله (9) خدودهن نعالها
الله يعلم لو جمعن ومثلت * لاخترت قبل تأمل تمثالها (10)
ولو أن عزة خاصمت شمس الضحى * في الحسن عند موفق لقضي لها
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بركات بن محمد المقدسي الدهان أنبأنا أبو محمد عبد
الله بن الحسن بن عمر بن رذاذ (11) المقرئ التنيسي ببيت المقدس أنشدنا أبو ذر عبد بن
أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير (12) الهروي (13) بمكة أنشدني أبي لكثير بن عبد
الرحمن صاحب عزة:
بأبي وأمي أنت من معشوقة * ظفر العدو بها فغير حالها

(1) الديوان: " فلرب " وفي الشعر والشعراء: ولرب.
(2) الشعر والشعراء: في الحب.
(3) الأصل وم: شاغل: والمثبت عن " ز ".
(4) الشعر والشعراء: حب.
(5) من قوله: آخر الجزء... إلى هنا سقط من م و " ز ".
(6) الأصل و " ز ": المحلى، والمثبت عن " ز ".
(7) من قوله: ح وأخبرنا إلى هنا سقط من " ز ".
(8) الأبيات في ديوانه ص 153 وذيل الأماني للقالي ص 67.
(9) الديوان: مظلومة.
(10) الذي في الديوان وذيل الأمالي. وسعي إلي بصرم عزة نسوة جعل المليك.
(11) سقط البيت من الديوان وذيل الأمالي.
(12) كذا وفي " ز ": رداد، وفي م: رادان.
(13) صحفت في " ز " إلى عفير، والمثبت يوافق تبصير المنتبه 3 / 1047.
(14) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 554.
101

ومشى إلي بعيب عزة نسوة * جعل الإله خدودهن نعالها
الله يعلم لو جمعن ومثلت * لاخترت قبل تأمل تمثالها
ولو أن عزة خاصمت شمس الضحى * في الحسن عند موفق لقضى لها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو الحسن أحمد
بن محمد ابن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار
حدثنا أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار قال
كتب إلي إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول حدثني أبو المشيع قال خرج كثير
يلتمس عزة معه شنينة فيها ماء فأخذه العطش فتناول الشنينة فإذا هي عظم ما فيها من الماء
شئ ورفعت له نار فأمها فإذا بقربها مظلة بفنائها عجوز فقالت له من أنت قال أنا
كثير قالت قد كنت أتمنى ملاقاتك فالحمد لله الذي أرانيك قال وما الذي تلتمسنيه
عندي قالت ألست القائل:
إذا ما أتينا خلة كي نزيلها * أبينا وقلنا الحاجبية أول
سنوليك عرفا إن أردت وصالنا * ونحن لتلك الجاجبية أوصل
قال بلى قالت أفلا قلت كما قال سيدك جميل:
يا رب عارضة علينا وصلها * بالجد تخلطه بقول الهازل
فأجبتها في القول بعد تأملي * حبي بثينة عن وصالك شاغلي
لو كان في قلبي كقدر قلامة * فضل (1) لغيرك ما أتتك رسائلي
قال دعي هذا واسقيني ماء قالت فوالله لا سقيتك شيئا قال ويحك إن العطش
قد أضر بي قال ثكلت بثينة إن طمعت عندي قطرة ماء فركض راحلته ومضى يطلب
الماء فما بلغه حتى أصبح وأضحى النهار وقد كرب يقتله العطش
أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن الشحامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين
أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو الصقر أحمد بن الفضل الكاتب بهمذان حدثنا المبرد
قال قال لي الجاحظ أتعرف مثل قول إسماعيل بن القاسم:
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه * على نائبات الدهر حين تنوب

(1) بالأصل وم و " ز ": فضلا.
102

فقلت قول كثير ومنه أخذ (1):
فقلت لها يا عز كل مصيبة * إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
قال أبو العباس المبرد ويروى أن عبد الملك بن مروان لما سمع هذا قال لو قاله في
صفة الحرب كان فيه أشعر الناس
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان وأبو القاسم غانم بن محمد عن
أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف
الأصبهاني حدثنا أحمد بن محمد الضبعي حدثنا ابن أبي يحيى حدثنا محمد بن عبد
الرحمن التيمي حدثني أبي عن ابن جعدبة قال كان لكثير بن أبي جمعة غلام تاجر فبايع
عزة وهو لا يعرفها فما طلته فقال يوما وهو يتقاضاها (2):
قضى كل ذي دين فوفى غريمه * وعزة ممطول (3) معنى غريمها (4)
فقالت (5) له المرأة التي ابتاعت منه الثياب فهذه والله دار عزة ولها ابتعت منك
الثياب قال والله فأنا غلام كثير فأشهد الله أن الثياب لها وأني لا آخذ من ثمنها شيئا فبلغ
ذلك كثيرا فقال وأنا أشهد الله أنه حر وأن ما بقي معه من المال فله (6)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن

(1) من قصيدة يمدح عزة، ديوانه ص 55 البيت رقم 10.
(2) البيت من قصيدة في ديوان كثير ص 207.
(3) الممطول من المطل أي التسويف والتأجيل.
(4) جاء في الشعر والشعراء أن أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان سألت عزة - وقد دخلت عليها - ما كان ذلك الدين؟
فقالت عزة: وعدته بقبلة فتخرجت منها. فقالت أم النبيين: أنجزيها وعلي إثمها.
(5) العبارة في م و " ز ": فقالت له امرأة: أتعرف عزة؟ قال: لا، قالت: هذه عزة كثير، قال: والله لا آخذ منها شيئا،
ورجع إلى كثير، فأخبره، فأعتقه.
(6) زيد بعده خبر في م، وقد سقط من الأصل، نثبته هنا تعميما للفائدة: وقد أخر في " ز "، إلى ما بعد عدة أخبار
تالية:
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه، أنا إبراهيم بن علي بن
إبراهيم البغدادي بمصر، نا محمد بن يحيى الصولي، نا الفضل بن الحباب نا محمد بن سلام قال: كان لكثير بن
عبد الرحمن صاحب عزة، غلام تاجر يأتي الشام بمتاع يبيعه، وأرسلت عزة امرأة تطلب لها ثيابا، فدفعت إلى
غلام كثير وهي لا تعرفه فابتاعت منه حاجتها ولم تدفع إليه الثمن، فكان يختلف إليها مقتضيا، فأنشد ذات يوم
قول مولاه:
أرى كل ذي دين يوفي غريمه * وعزة ممطول يعنى غريمها
فقالت له المرأة التي ابتاعت منه الثياب، فهذه والله دار عزة، ولها ابتعت منك الثياب، قال: والله فأنا غلام كثير،
فأشهد الله أن الثياب لها، وأني لا آخذ من ثمنها شيئا، فبلغ ذلك كثير فقال: وأنا أشهد الله أنه حر، وأن ما بقي
معه من المال فله. (راجع الأغاني 9 / 28).
103

أبي الصقر حدثنا رشأ بن نظيف بدمشق أنبأنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغدادي
الكاتب حدثنا أبو بكر محمد بن دريد [ثنا] (1) السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن
الكلبي قال (2)
مرت عزة بكثير متنكرة لا يعرفها تميس في مشيتها يكاد خصرها ينبتر (3) فاستوقفها
ليكلمها فقالت (4) وهل تركت عزة لأحد فيك بقية فقال والله لو أن عزة أمة لي لوهبتها
لك فسفرت فقالت يا عدو نفسه إنك لها هنا فندم على ما فرط من قوله وأنشأ يقول (5):
ألا ليتني قبل الذي قلت شيب لي * من الزعف القاضي وماء الذرارح (6)
فمت ولم تعلم علي خيانة * ألا رب باغي الربح ليس برابح
أبوء بذنبي إنني قد ظلمتها * وإني بباقي سرها غير بائح (7)
فلا تحمليها واجعليها خيانة * تروحت منها في مناحة نائح
أنبأنا أبو الحسن (8) علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد
عنه ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنبأنا عبد الملك بن محمد بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن
جعفر حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري حدثنا الزبير بن بكار أخبرني سعيد بن
يحيى بن سعيد الأموي حدثني أبي
أن امرأة لقيت كثير عزة وكان قليلا دميما فقالت من أنت قال كثير عزة قالت
تسمع بالمعيدي خير من أن تراه قال مه رحمك الله فإني أنا الذي أقول (9):

(1) الزيادة عن " ز "، وفي م: نا.
(2) الخبر والشعر في الأغاني 9 / 32.
(3) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": " يسير " وفي م: ينتثر والمثبت عن المختصر.
(4) الأصل: فقال، والمثبت عن م و " ز ".
(5) ليست الأبيات في ديوان كثير الذي بين يدي، والأبيات في الأغاني.
(6) الأغاني: من السم جدحات بماء الذرارح، والذرارح دويبات أعظم من الذباب، لها أجنحة تطير بها وهي سم
قاتل.
(7) عجزه بالأصل كلمات غير واضحة مشطوبة، واستدرك عن م و " ز ".
(8) الأصل: الحسين، والمثبت عن م و " ز ".
104

فإن أك معروق العظام فإنني * إذا ما وزنت القوم بالقوم وازن
قالت وكيف تكون بالقوم وازنا وأنت لا تعرف إلا بعزة قال والله لئن قلت ذاك لقد
رفع الله بها قدري وزين بها شعري وإني لكما قلت (1):
ما روضة بالحزن ظاهرة (2) الثرى * بمج الندى جثجاثها (3) وعرارها (4)
بأطيب من أردان عزة موهنا * وقد أوقدت (5) بالمندل (6) الرطب نارها
من الخفرات البيض لم تلق شقوة * وبالحسب المكنون صاف فجارها (7)
فإن برزت كانت لعينك قرة * وإن غبت عنها لم يعمك عارها (8)
قالت أرأيت حين تذكر طيبها فلو أن زنجية استجمرت بالمندل الرطب لطاب ريحها
ألا قلت كما قال امرؤ القيس (9):
خليلي مرا بي على أم جندب * نقض (10) لبانات الفؤاد المعذب
ألم تر أني (11) كلما جئت طارقا * وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
قال الحق والله خير ما قيل هو والله أنعت مني لصاحبته
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
أنبأنا أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي حدثنا عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ
حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا الزبير بن بكار حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن
يعقوب عن أبي عبد الله قال
لقيني أبو السائب يوما فقال أنشدني لكثير وأحسن قال فأنشدته له:

(1) البيت في ديوانه ص 224.
(2) الأبيات في ديوانه ص 109 - 110 والشعر والشعراء 1 / 508.
(3) الديوان والشعر والشعراء: طيبة الثرى.
(4) الجثجات: ريحانة طيبة الريح، برية.
(5) والعرار: البهار البري وهو حسن الصفرة، طيب الريح.
(6) الأصل وم و " ز ": " وقدت " والمثبت عن الديوان.
(7) المندل: عود طيب الرائحة يتبخر به.
(8) روايته في الديوان:
من الخفرات البيض لم تر شقوة * وفي الحسب المحض الرفيع نجارها
(9) رواية الديوان:
وإن خفيت كانت لعينيك قرة * وإن تبد يوما لم يعمك عارها
(10) البيتان في ديوان امرئ القيس ص 46 (ط بيروت).
(11) الأصل وم: نقضي، والمثبت عن م والديوان.
(12) الأصل وم و " ز "، وفي الديوان، ترياني.
105

وإني لألقى أم عمرو ولا أرى * إلى ابتلاج الواجد المتهلل
وإن جئت يوما أم عمرو بدت لنا * ثواكل من بعض على البعض مجمل
فقد كان يبدو من عزيزة إذ بدا * لنا الصرم إلا صفحة المتجمل
سيرمضه منها تشكر ما مضى * وإن عز أن يمشي حوى متذلل
أبى الله إلا أن ذلك عزة * هناك وإن الباوليس بأجمل
قال فقال أبو السائب أليس يزعمون أن كثيرا خشبيا يرى الرجعة قال قلت بلى
والله قال فوالله لا يعذب الله أحدا خضع هذا الخضوع وأقر هذا الإقرار
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسن حدثنا أبو الفرج القاضي (1) حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح حدثنا أبو عبد الله ابن النطاح حدثنا أبو عبيدة عن
أبي عبد الرحمن عن صالح بن كيسان قال
كان عقيلة بنت عقيل بن أبي طالب تجلس للرجال فاستأذن عليها جميل فاذنت له
فلما دخل قيل لها هذا كثير بالباب فقالت أدخلوه فما لبث أن قيل لها هذا الأحوص
بالباب فقالت أدخلوه فأقبلت على جميل وقالت ألست القائل (2):
فلو تركت عقلي معي ما طلبتها * ولكن طلابيها لما فات من عقلي
أما تطلبها إلا لذهاب عقلك أما والله لولا أبيات قلتها ما أذنت لك وهي (3):
علقت الهوى منها وليدا فلم يزل * إلى اليوم ينمي حبها ويزيد
فلا أنا مرجوع (4) بما جئت طالبا * ولا حبها فيما يبيد يبيد
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها * ويحيى إذا ما فارقتها فيعود
ثم أقبلت على كثير فقالت وأما أنت يا كثير فأقل الناس وفاء في قولك (5):
أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل
أما تريد أن تذكرها حتى تمثل لك أما والله لولا أبيات قلتها ما أذنت لك وهي (6):

(1) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 4 / 101.
(2) البيت في ديوان جميل ص 98 (ط. بيروت).
(3) الأبيات في ديوان جميل ص 38 و 40 و 41.
(4) في الديوان: مردود.
(5) البيت في ديوان كثير ص 176.
106

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها * فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
فيا حب ليلى قد بلغت بي المدى * وزدت على ما ليس يبلغه الهجر (1)
قال القاضي المشهور من هذين البيتين أنهما من كلمة لأبي صخر الهذلي منسوبة إليه
أولها:
لليلى بذات الجيش (2) دار عرفتها * وأخرى بذات البين (3) آياتها سطر
وقد أملها علينا عن أحمد بن يحيى عن عبد الله بن شبيب معزوة إلى أبي صخر محمد
ابن القاسم الأنباري ومحمد بن يحيى الصولي
ثم أقبلت على الأحوص وقالت وأما أنت يا أحوص فألأم العرب في قولك (4):
من عاشقين تراسلا وتواعدا * ليلا إذا نجم الثريا حلقا
باتا بأنعم عيشة وألذها * حتى إذا وضح النهار تفرقا
لم قلت تفرقا أما والله لولا شئ قلته ما أذنت لك وهو (5):
كم من دني لها قد صرت أتبعه * ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا
قال ثم قالت لكثير يا فاسق أخبرني عن قولك (6):
أإن زم أجمال (7) وفارق جيرة (8) * وصاح غراب البين أنت حزين
أين الحزن إلا عندها فقال كثير أعزك الله قد قلت شيئا أذهبت هذا العتب (9) عني
وهو (10):

(1) ليس البيتان في ديوان كثير، وسيرد أنهما لأبي صخر الهذلي، راجع شعر أبي صخر الهذلي في شرح أشعار
الهذليين 3 / 956 وهما في شعره. 3 / 958.
(2) روايته في شرح أشعار الهذليين:
فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى * وزدت على ما لم يكن بلغ الهجر
(3) شرح أشعار الهذليين: بذات البين.
(4) شرح أشعار الهذليين: بذات الجيش آياتها عفر.
(5) شعر الأحوص ص 162.
(6) شعر الأحوص ص 153.
(7) ديوان كثير ص 224.
(8) الأصل وم و " ز ": " أجمالا " والمثبت عن الديوان والجليس الصالح.
(9) غير مقروءة بالأصل وم وبدون إعجام، وفي " ز ": خيرة والمثبت عن الديوان والجليس الصالح.
(10) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الجليس الصالح: أذهب هذا العيب عني.
(11) البيتان في ديوانه ص 79 من قصيدة مرفوعة القافية.
107

وأزمعن بينا عاجلا وتركنني * بصحراء خريم قاعدا متبلدا (1)
فبين التراقي واللهاة حرارة (2) * مكان الشجا لا تطمئن فتبردا (3)
وقد كانت قالت لجواريها * مزقن ثيابه عليه فلما أنشد هذين البيتين قالت خلين عنه
يا خبائث وأمرت له بحلة يمانية وبمائة دينار فأخذها وانصرف
أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن العلاف
قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن جعفر أنشدني
محمد بن علي الهاشمي لكثير عزة (4):
فما أحدث النأي الذي كان بيننا * سلوا ولا طول اجتماع تقاليا
وما زادني الواشون إلا صبابة * ولا كثرة الناهين إلا تماديا
قال وأنشدني أبو جعفر العدوي لكثير عزة (5):
لو قاس من قد مضى وجدي بوجدهم * لم يبلغوا من عشير العشر معشارا
وصالكم جنة فيها كرامتها * وهجركم يعدل الغسلين والنارا
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو عبيد الله
المرزباني حدثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال قرأ علينا أبو عبد الله
محمد بن العباس اليزيدي قال قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمد وذكر أنه قرأها
على أبي المنهال عيينة بن المنهال وهي تأليفه قال أنشد لكثير (6):
ومن لا يغمض عينه عن صديقه * وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
ومن يتتبع جاهدا (7) كل عثرة (8) * يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
وله أيضا (9):

(1) عجزه في الديوان: بفيفا خريم قائما أتلدد، وفي الجليس: بصحراء خريم قاعدا أتيلد.
(2) الأصل وم و " ز ": حزارة، والمثبت عن الديوان والجليس الصالح.
(3) الديوان: مكان الشجا ما إن تبوح فتبرد، وفي الجليس الصالح: مكان الشجا لا تطمئن فتبرد.
(4) البيتان ليسا في ديوانه.
(5) البيتان ليسا في ديوانه.
(6) البيتان في ديوانه ص 33 ومعجم الشعراء ص 350 والشعر والشعراء 1 / 513.
(7) الأصل: جاهد، والمثبت عن م و " ز "، والمصادر.
(8) في " ز ": غيره.
(9) تقدم البيت قريبا، وهو في معجم الشعراء أيضا ص 350.
108

فقلت لها يا عز كل مصيبة * إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
وله أيضا (1):
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من أعراضنا ما استحلت
وله أيضا (2):
فأصبحت وودعت الصبي غير أنني * إذا واله حنت شجا في حنينها (3)
كتب إلي أبو طالب عبد القادر بن محمد أنبأنا أبو إسحاق البرمكي ثم حدثني أبو
المعمر الأنصاري أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن بن القزويني الزاهد وأبو
إسحاق البرمكي
قالا أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكري
حدثنا ابن قتيبة قال قال كثير (4):
بآية أني إذا ما ذكرت * عرفت خلائق مني ثلاثا
عفافا ومجدا إذا ما الرجال * تبالوا خلائقهم واحتراثا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر أنبأنا
هبة الله بن إبراهيم بن الصواف أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم الكاتب أنبأنا أبو
بكر محمد بن يحيى الصولي حدثني أبو زهير النصيبي حدثني إسحاق بن جعفر النوبختي
قال قيل لكثير عزة ما بقي من شعرك قال
ماتت عزة فما أطرب وذهب الشباب فما أعجب ومات ابن ليلى فما أرغب يعني
عبد العزيز بن مروان وإنما الشعر بهذه الخلال
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن
أحمد العكبري أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي أنبأنا أبو محمد علي بن عبد
الله بن المغيرة حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني أبو عبد الله الزبير بن بكار قال
وقال عمر بن عبد العزيز:

(1) تقدم البيت، وهو أيضا في معجم الشعراء ص 350.
(2) الزيادة عن م و " ز ".
(3) لم أجده في ديوانه.
(4) لم أجدهما في ديوان كثير، وهما في غريب الحديث لابن قتيبة 1 / 287.
(5) هو عبد العزيز بن مروان، وأمه ليلى بنت زبان بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث.
109

إني لأعرف صلاح بني هاشم وفسادهم بحب كثير من أحبه منهم فهو فاسد ومن
أبغضه منهم فهو صالح لأنه كان خشبيا يرى الرجعة
أخبرنا أبو القاسم أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد
الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال قال أحمد قال إبراهيم بن خالد الصنعاني عن أمية بن
شبل حدثني رجل من أهل المدينة قال مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو محمد البزار أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ
على أبي بكر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام قال (1) وحدثني ابن
جعدبة وأبو اليقظان عن جويرية بن أسماء قال
مات كثير وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد فأجفلت (2) قريش في جنازة كثير
ولم يوجد لعكرمة من يحمله
أخبرنا (3) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي الواسطي
أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي قال
وتوفي عكرمة وكثير سنة خمس ومائة صلي عليهما في موضع واحد في موضع الجنائز (4)
أخبرنا (5) أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوحا
يقول ومات عكرمة وكثير عزة بعده في يوم واحد يعني سنة خمس ومائة
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا محمد بن علي بن
يعقوب أنبأنا علي بن الحسن بن علي ح قال وأنبأنا الحسن بن الحسين بن العباس أنبأنا
إسحاق بن محمد النعالي (6) قالا أنبأنا عبد الله بن محمد المدائني حدثنا قعنب بن المحرز
الباهلي قال:

(1) الخبر في طبقات فحول الشعراء لابن سلام ص 168.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي طبقات فحول الشعراء: فاحتفلت.
(3) كتب فوقها في الأصل: ملحق يؤخر.
(4) كتب فوقها في الأصل: إلى.
(5) كتب فوقها بالأصل: " يقدم "، وقد جاء الخبر في م و " ز " إلى ما قبل الخبر المتقدم بسنده إلى أبي عبد الله محمد
ابن سلام الجمحي.
(6) الأصل: " النعال " والمثبت عن م و " ز ".
110

ومات عكرمة مولى ابن عباس بالمدينة في سنة سبع ومائة
قال وحدثنا قعنب عن الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال ما حمله إلا الريح يعني
كثير عزة كان رافضيا صفريا عكرمة (1) قال قعنب لم يصل عليه أحد
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أبي طاهر أنبأنا مكي بن محمد
أنبأنا أبو سليمان بن أبي محمد قال:
مات يعني عكرمة هو وكثير عزة في يوم واحد يعني سنة خمس ومائة
قال ابن عساكر (2) وفي موت عكرمة خلاف قد ذكرناه في ترجمته
5805 - كدام بن حيان العنزي
من تابعي أهل الكوفة كان من الشيعة الذين أخذوا مع حجر بن عدي وفد بهم على
معاوية إلى عذراء فقتل كدام مع حجر
وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة أرقم بن عبد الله (3)
[ذكر من اسمه] كردم
5806 - كردم بن معبد
حكى عن أبيه وسلامة القس مولاة يزيد بن عبد الملك
حكى عنه عبد الله بن عمران بن أبي فروة
ووفد مع أبيه على الوليد بن يزيد وسيأتي ذلك في ترجمة أبيه إن شاء الله

(1) كذا بالأصل وم، والجملة في " ز ": كان رافضيا كبير صقر بن عكرمة ".
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 8 / 27 رقم 588. ط الدار.
(4) زيادة منا للإيضاح.
111

" ذكر من اسمه كريب "
5807 - كريب بن أبرهة بن الصباح بن مرثد بن ينكف بن نيف بن معدي كرب بن عبد
الله بن عمرو بن ذي أصبح واسمه الحارث بن مالك بن زيد بن غوث بن
سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية
بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن قطن بن عوف بن زهير
بن أيمن بن حمير بن سبأ أبو رشدين ويقال أبو راشد الأصبحي (1)
يقال إن له صحبة شهد خطبة عمر بن الخطاب
وروى عن أبي الدرداء وحذيفة بن اليمان وأبي ريحانة شمعون ومرة بن كعب
البهزي وكعب الأحبار
روى عنه ثوبان بن شهر وسليم بن عتر التجيبي (2) وشعبة والد سليط بن شعبة
وأبو وعلة العكي والهيثم بن خالد التجيبي
وقدم دمشق وافدا على معاوية وعلى عبد الملك بن مروان وحدث بدمشق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد قال حدث نصر بن علي حدثني أبي عن حريز (3) بن عثمان قال:
سمعت سعيد بن مرة يحدث عن حوشب عن كريب بن أبرهة الأصبحي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
عن أبي ريحانة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعيبه
قال ابن عساكر (4) كذا قال وفيه أوهام ثلاثة منها قوله ابن مرة وإنما هو ابن
مرثد ومنها قوله عن حوشب وإنما هو عبد الرحمن بن حوشب ومنها أنه أسقط منه ثوبان
بن شهر بين ابن حوشب وكريب
وقد رواه جماعة عن حريز (5) على الصواب وليس في حديث واحد منهم أن كريبا من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) والله أعلم

(1) ترجمته في الإصابة 3 / 313 وتهذيب التهذيب 4 / 591 وأسد الغابة 4 / 171.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 / 131.
(3) بالأصل و " ز ": جرير، والمثبت عن م.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) الأصل و " ز ": " جرير " تصحيف، والتصويب عن م.
112

أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن يحيى الشعراني حدثنا صالح بن بشر الطبراني
حدثنا أبو اليمان حدثنا حريز (2) عن سعيد قال سمعت عبد الرحمن بن حوشب يحدث
عن ثوبان بن شهر قال سمعت كريب بن أبرهة [و] (3) أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد
الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن سليمان بن حذلم
حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا أبو اليمان (4) الحكم بن نافع حدثنا حريز (5) بن عثمان عن
سعيد بن مرثد (6) ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا
الحسن بن أبي بكر أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا عبد الكريم بن
الهيثم حدثنا أبو اليمان حدثنا حريز (7) يعني ابن عثمان
ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر
الحافظ قالوا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن
سفيان (8) حدثنا أبو اليمان (9) وعلي بن عياش (10) قالا حدثنا حريز (11) بن عثمان واللفظ
لحديث الحسن بن أبي بكر عن سعيد بن مرثد قال سمعت عبد الرحمن بن حوشب يحدث
عن ثوبان بن شهر قال سمعت كريب بن أبرهة وكان جالسا مع عبد الملك في سطح بدير
المران وذكر الكبر فقال كريب سمعت أبا ريحانة يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا
يدخل شئ من الكبر الجنة ح فقال قائل يا رسول الله إني أحب أن أتجمل بعلاق (12)
سوطي وشسع (13) نعلي فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) إن ذلك ليس بالكبر إن الله جميل يحب
الجمال إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس بعيبه [10627]

(1) الأصل وم و " ز ": " أبو ".
(2) الأصل وم و " ز ": جرير، تصحيف.
(3) الزيادة عن " ز ".
(4) بالأصل: أبو اليمن، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(5) بالأصل و " ز ": جرير.
(6) من قوله: ح وأخبرناه... إلى هنا سقط من م.
(7) بالأصل و " ز ": جرير، والمثبت عن م.
(8) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 317.
(9) بالأصل: اليمن، تصحيف، والتصويب عن م و " ز " والمعرفة والتاريخ.
(10) بالأصل وم و " ز ": علي بن عباس، تصحيف، والتصويب عن المعرفة والتاريخ.
(11) بالأصل و " ز ": جرير، تصحيف، والتصويب عن م والمعرفة والتاريخ.
(12) العلاق مكان تعليق السوط.
(13) الشسع: سير النعل.
113

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل الغلابي أنبأنا أبي حدثنا يحيى بن عبد
الحميد العامري قال قدم الشام ذو الكلاع وحوشب وبحير بن ريسان (1) وبنو أبرهة بن
الصباح كريب (2) ابن أبرهة والصباح بن أبرهة وأخ لهم ثالث
أخبرنا أبو الحسن (3) علي بن المسلم حدثنا نصر بن إبراهيم لفظا (4) وعلي بن
محمد المصيصي قراءة قالا أنبأنا أبو الحسن بن عوف حدثنا محمد بن موسى بن
الحسن (5) أنبأنا أبو بكر بن خريم (6) حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا بكر بن بكار حدثنا
عبد الحميد بن جعفر حدثنا يزيد بن أبي حبيب أن عبد العزيز بن مروان قال لكريب بن أبرهة
بن الصباح يا كريب أشهدت خطبة عمر بن الخطاب بالجابية قال حضرتها وأنا غلام في
إزار أسمع خطبته ولا أدري ما يقول
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب (7) حدثنا أبو يحيى زكريا بن نافع
الأرسوفي (8) ومحمد بن عبد العزيز الرملي قالا حدثنا عباد بن عباد أبو عتبة عن أبي زرعة
عن أبي وعلة شيخ من عك قال قدم علينا كريب من مصر يريد معاوية فزرناه
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسن وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد ابن خيرون
ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (9) كريب بن أبرهة أبو رشدين سمع حذيفة بن اليمان وأبا الدرداء وأبا
ريحانة وكعبا روى عنه سليم بن عتر (10) وثوبان بن شهر وشعبة والد سليط

(1) في " ز ": سيار.
(2) في " ز ": بحديث.
(3) في " ز ": الحسين، تصحيف.
(4) الأصل وم، وفي " ز ": العطار.
(5) في " ز ": الحسين.
(6) أقحم بعدها في " ز ": ثم حدثنا نصر الله بن محمد الفقيهان.
(7) المعرفة والتاريخ 2 / 298.
(8) هذه النسبة إلى أرسوف بلدة بفلسطين تقع على السالح " الأنساب).
(9) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 231.
(10) في م: عمر.
114

أنبأنا أبو الحسين (1) هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك قالا
أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا
أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2) كريب بن أبرهة أبو رشدين مديني روى عن حذيفة بن اليمان
وأبي الدرداء وأبي ريحانة ومرة بن كعب وكعب روى عنه سليم بن عتر وثوبان بن
شهر وأبو وعلة شيخ من عك وشعبة والد سليط سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي قال سمعت مسلما يقول أبو رشدين كريب بن أبرهة سمع حذيفة
وأبا الدرداء وأبا ريحانة وكعبا روى عنه سليم بن عتر (3) وثوبان بن شهر وشعبة والد
سليط
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو رشدين
كريب بن أبرهة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا كريب بن أبرهة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر الأنباري أنبأنا أبو القاسم الصواف
أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال (4) أبو رشدين كريب بن أبرهة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو رشدين كريب بن أبرهة سمع أبا عبد الله حذيفة بن
اليمان وأبا الدرداء وعوف بن مالك وأبا ريحانة شمعون روى عنه سليم بن عتر التجيبي
المصري وثوبان بن شهر كناه محمد بن إسماعيل
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد في كتابيهما
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس

(1) بالأصل: الحسن، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(2) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 168.
(3) بالأصل: عمرو، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(4) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 178.
115

كريب بن أبرهة بن الصباح بن لهيعة بن معدي كرب الأصبحي يكنى أبا رشدين أمه
كبشة بنت عيدان بن ربيعة بن عيدان الحضرمي شهد فتح مصر واختط بجيزة فسطاط
مصر وأدركت قصره بالجيزة قائما (1) بحاله معروف مشهور حتى هدمه ذكاء الأعور أمير
كان على مصر ونقل عمده وطوبه فابتنى به القيسارية الجديدة التي بالرابية المعروفة بقيسارية
ذكاء يباع فيها البز (2) روى كريب بن أبرهة عن أبي ريحانة ومرة بن كعب البهزي روى
عنه من أهل مصر والشام غير واحد منهم الهيثم بن خالد التجيبي وشعبة الشعباني وثوبان
ابن شهر الأشعري وغيرهم وقد ولي لعبد العزيز بن مروان رابطة الإسكندرية وكان شريفا
بمصر في أيامه توفي كريب بن أبرهة سنة خمس وسبعين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين (3) بن الطيوري أنبأنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي
أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي أنبأنا
صالح العجلي حدثني أبي قال (4) كريب بن أبرهة تابعي ثقة وكان من كبار التابعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أحمد بن حماد (5)
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ميمون بن
يحيى عن مخرمة بن بكير عن يعقوب بن عبد الله قال دخلنا مصر في ولاية عبد العزيز
ابن مروان فرأيت كريب بن (6) أبرهة يخرج من عند عبد العزيز فيمشي تحت ركابه خمسمائة
من حمير
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر المؤدب
عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس
حدثنا محمد بن أبي عدي حدثنا أسد بن سعيد بن كثير بن عفير حدثني أبي حدثنا أبو أمية
ميمون بن يحيى بن مسلم الأشج عن مخرمة بن بكير عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج

(1) الزيادة عن " ز "، وم.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المختصر: البزر.
(3) الأصل: الحسن، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(4) تاريخ الثقات للعجلي ص 397 رقم 1414.
(5) الخبر رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 178.
(6) استدركت الزيادة عن هامش الأصل.
116

قال قدمت مصر في ولاية عبد العزيز بن مروان فرأيت كريب بن أبرهة قد خرج من عنده
يعني عبد العزيز وتحت ركابة خمسمائة من حمير يسعون (1)
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله
حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة بن سعد حدثنا بكر بن مضر عن عبيد الله بن
زحر (2) عن الهيثم بن خالد عن سليم بن عتر قال لقينا كريب بن أبرهة راكبا وراءه غلام له
فقال سمعت أبا الدرداء يقول لا يزال العبد يزداد من الله بعدا كلما مشى خلفه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر الأنباري أنبأنا أبو القاسم بن
الصواف حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أحمد بن حماد (3) أنبأنا
أحمد بن شعيب عن سويد بن نصر أنبأنا عبد الله يعني ابن المبارك عن يحيى بن
أيوب عن عبيد الله بن زحر عن الهيثم بن خالد قال كنت خلف عمي سليم بن عتر (4)
فمر عليه كريب بن أبرهة راكبا ووراءه علج يتبعه فقال سليم (5) يا أبا رشدين ألا حملته
وراءك قال أحمل علجا مثل هذا ورائي قال فهلا قدمته بين يديك إلى باب المسجد
قال ولم أفعل قال أفلا نظرت غلاما صغيرا فحملته وراءك قال وما فعلت قال
سليم (6): سمعت أبا الدرداء يقول لا يزال العبد من الله بعيدا ما مشي خلفه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا محمد بن الحسن
أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب (7) قال قال ابن بكير مات كريب أظنه سنة ثمان
وسبعين (8)
5808 - كريب بن الصباح الحميري
شهد صفين مع معاوية وقتل يومئذ وكان موصوفا بشدة البأس

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " سبعون " تصحيف.
(2) زحر: بفتح الزاي وسكون المهملة. (تقريب التهذيب).
(3) رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 178.
(4) في الكنى والأسماء: سليمان بن عنز.
(5) الكنى والأسماء: سليمان.
(6) في الكنى والأسماء: سليمان.
(7) المعرفة والتاريخ 3 / 322.
(8) في المعرفة والتاريخ: " ثمان وخمسين. " وفي الإصابة 3 / 314 نقلا عن يعقوب: " ثمان وخمسين " أيضا.
117

أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن (1) بن أحمد أنبأنا أبو
علي بن شاذان أنبأنا أبو الحسن بن نيخاب حدثنا إبراهيم الكسائي حدثنا يحيى بن سليمان
الجعفي حدثني نصر بن مزاحم (2) حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الشعبي
عن صعصعة بن صوحان العبدي أن عليا كان مصاف (3) أهل الشام يوما بصفين حتى يبدر (4)
رجل من حمير من آل ذي يزن اسمه كريب بن الصباح ليس في أهل الشام يومئذ أشهر بشدة
البأس منه بدر بين الصفين ثم نادى من مبارز فبرز إليه شرحبيل بن طارق البكري (5)
فقتل شرحبيل ثم نادى كريب من مبارز فبرز إليه الحارث بن الجلاح الحكمي فاقتتلا
فقتل الحارث ثم نادى من مبارز فنزل إليه عائد بن مسروق الهمداني فقتل عائدا ثم رمى
كريب بأجسادهم بعضا على بعض ثم قام عليها بغيا وعدوانا ثم قال هل بقي لنا من مبارز
فخرج إليه علي بن أبي طالب فناداه علي ويحك يا كريب إني أحذرك الله وأدعوك إلى
كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويلك لا يدخلك ابن أكالة الأكباد النار فقال له كريب ما أكثر
ما سمعنا هذه المقالة منك لا حاجة لنا فيها أقدم إن شئت من يأخذ سيفي وهذا أثره
فقال علي لا حول ولا قوة إلا بالله ثم مشى إليه علي فاقتتلا هنيهة ثم إن عليا ضربه
فقتله
5809 - كريب بن أبي مسلم أبو رشدين (6)
مولى ابن عباس الهاشمي المكي
روى عن ابن عباس وأسامة ومعاوية وعائشة وأم سلمة وميمونة أمهات
المؤمنين والمسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن أزهر وأم الفضل بنت الحارث
روى عنه عمرو بن دينار وسلمة بن كهيل والزهري وسالم بن أبي الجعد وشريك
ابن عبد الله بن أبي نمر ومكحول ومحمد بن أبي حرملة وإبراهيم وموسى ومحمد بنو

(1) في " ز ": الحسين، تصحيف.
(2) الخبر رواه نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص 315 - 316.
(3) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي وقعة صفين: صاف.
(4) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي وقعة صفين: برز.
(5) الذي في وقعة صفين: المرتفع بن الوضاح الزبيدي، فقتل المرتفع.
(6) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 390 وتهذيب التهذيب 4 / 591 والتاريخ الكبير 7 / 231 والجرح والتعديل 7 /
168 وطبقات ابن سعد 5 / 293 والعبر 1 / 117 وسير أعلام النبلاء 4 / 479 وشذرات الذهب 1 / 114.
118

عقبة وبكير بن عبد الله بن الأشج ومخرمة بن سليمان والحارث بن عبد الرحمن خال ابن
أبي ذئب وصفوان بن سليم وابناه محمد ورشدين ابنا كريب
وبعثته أم الفضل والدة ابن عباس إلى معاوية رسولا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن وأبو القاسم
عثمان بن أبي الفضل بن محمد الهراس فرقهما قالا أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة أنبأنا
جدي أبو بكر حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا محمد بن أبي حرملة
قال وأخبرني كريب أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت
الشام فقضيت حاجتها واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة
ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن
عباس ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة قال أنت رأيته
ليلة الجمعة قلت نعم أنا رأيته ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية قال:
لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت أولا نكتفي برؤية
معاوية وصيامه فقال لا هكذا أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وسياق الحديث للجنزرودي (1)
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى أنبأنا ابن وهب أخبرني عمرو
ابن الحارث عن بكير عن كريب مولى ابن عباس إن عبد الله بن عباس وعبد الرحمن
بن أزهر والمسور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا اقرأ عليها السلام منا
جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر وقل إنا أخبرنا أنك تصليهما وقد بلغنا أن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عنهما قال ابن عباس وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليهما قال
كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به فقالت سل أم سلمة فخرجت إليهم
فأخبرتهم بقولها فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني (2) به إلى عائشة فقالت أم سلمة:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما أما حين صلاهما فإنه صلى العصر ثم
دخل علي وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت إليه الجارية فقلت

(1) يعني أبا سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي.
(2) جزء من الكلمة " سلوني " استدرك على هامش م.
119

قومي بجنبه فقولي له تقول أم سلمة يا رسول الله إني سمعتك تنهى عن هاتين الركعتين
وأراك تصليهما فإن أشار بيده فاستأخري عنه قالت ففعلت فأشار بيده فاستأخرت عنه
قال يا ابنة أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر إنه أتاني أناس من عبد القيس
بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين من بعد الظهر وهما هاتان [10628]
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن
مخلد أنبأنا علي بن محمد بن خزفة حدثنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة قال
سمعت مصعب بن عبد الله يقول كريب بن أبي مسلم يكنى أبا رشدين روى عن ابن
عباس وهو مولاه مات بالمدينة سنة ثمان وتسعين ولكريب ابن يقال له رشدين بن
كريب
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني زاد
الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن
إسحاق حدثنا عمر بن أحمد حدثنا خليفة بن خياط قال (1) في الطبقة الثانية من أهل مكة
كريب مولى ابن عباس يكنى أبا رشدين مات سنة ثمان وتسعين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا يوسف بن
رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت
يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم كريب مولى ابن عباس
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (2) أنبأنا أبو بكر بن عبيد حدثنا محمد بن سعد (3) قال:
في الطبقة الثانية من أهل المدينة كريب مولى عبد الله بن عباس يكنى أبا رشدين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر (4) بن حيوية
إجازة - أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا حارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن
سعد قال (5) كريب بن أبي مسلم ويكنى أبا رشدين مولى عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب وكان ثقة حسن الحديث

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 492 رقم 2538.
(2) بالأصل وم و " ز ": اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 293.
(5) في م: عمرو، تصحيف.
120

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1) حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عبد الرحمن
ابن عمر بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي يعقوب قال
وكريب هو ابن أبي مسلم يكنى أبا رشدين يعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة بعد
الصحابة ممن أدرك عثمان وعليا وزيد بن ثابت وغيرهم وروى محمد بن عمر عن عبد
الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة قال مات كريب بالمدينة سنة ثمان وتسعين في
آخر خلافة سليمان بن عبد الملك
أخبرنا أبو الغنائم بن ميمون في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل السلامي الحافظ أنبأنا أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (2) كريب بن أبي مسلم أبو رشدين مولى ابن عباس الهاشمي
سمع ابن عباس ومعاوية روى عنه عمرو بن دينار وابناه رشدين ومحمد
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم
قال (3) كريب بن أبي مسلم والد رشدين بن كريب مولى ابن عباس مديني روى عن ابن
عباس وميمونة ومعاوية وأم سلمة روى عنه عمرو بن دينار وسلمة بن كهيل
والزهري وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وسالم بن أبي الجعد ومكحول ومحمد بن
أبي حرملة وابناه محمد ورشدين وإبراهيم وموسى ومحمد بني عقبة المطرفيون سمعت
أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو رشدين كريب بن أبي مسلم
مولى ابن عباس سمع ابن عباس روى عنه عمرو بن دينار وسالم بن أبي الجعد
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو رشدين

(1) الأصل وم و " ز ": المحلى، تصحيف.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 231.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 168.
121

كريب بن أبي مسلم مولى ابن عباس أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر محمد
بن أحمد حدثنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر
الدولابي قال (1) أبو رشدين كريب مولى ابن عباس
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو الفتح الفقيه أنبأنا أبو نصر طاهر
ابن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال
سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول كريب مولى ابن عباس أبو رشدين
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (2) أنبأنا أبو بكر أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه (3) أنبأنا
أبو أحمد قال أبو رشدين كريب بن أبي مسلم القرشي مولى عبد الله بن عباس سمع عبد
الله بن عباس ومعاوية بن أبي سفيان روى عنه أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري
وأبو محمد عمرو بن دينار
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو الفضل محمد بن طاهر أنبأنا مسعود بن
ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر الحافظ قال كريب بن أبي مسلم أو
رشدين مولى عبد الله بن عباس الهاشمي المدني والد رشدين ومحمد سمع ابن
عباس وأسامة بن زيد وعائشة وأم سلمة وميمونة روى عنه عمرو بن دينار وسالم بن
أبي الجعد وموسى بن عقبة وبكير ومخرمة بن سليمان ومحمد بن أبي حرملة قال
البخاري مات بالمدينة سنة ثمان وتسعين وقال الذهلي قال ابن بكير مثله وقال عمرو بن
علي الواقدي وابن نمير مثله
أخبرنا أبو القاسم الواسطي حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أحمد بن محمد بن إبراهيم
قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس يقول سمعت عثمان بن سعيد يقول قلت ليحيى
بن معين كريب أحب إليك أو عكرمة فقال كلاهما ثقة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو بكر الأشناني أنبأنا
أبو الحسن الطرائفي حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن

(1) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 178.
(2) بالأصل وم: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم، واستدرك لتقويم السند، قياسا إلى أسانيد مماثلة. ومكانها في " ز ": أنا أبو
بكر أنا أبو بكر.
(4) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 431 - 432.
122

الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان يسمي عبيده بأسماء العرب عكرمة ومسمع
وكريب وأنه قال لهم تزوجوا فإن العبد إذا زنا نزع منه نور الإيمان رد الله إليه بعد أو
أمسكه
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (1) حدثنا أبو الحسين (2) بن المهتدي أنبأنا أبو الحسين
عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير يعني ابن معاوية حدثنا موسى بن عقبة
قال (3) وضع عندنا كريب حمل بعير أو عدل بعير من كتب ابن عباس فكان علي بن عبد
الله ابن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه ابعث إلي بصحيفة كذا وكذا قال فينسخها ويبعث
إليه بإحداهما
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن
بشران ح وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (4) حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا ابن رزقويه (5)
قالا أنبأنا أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا أحمد بن يونس حدثنا
زهير حدثنا موسى بن عقبة قال وضع عندنا كريب حمل بعير من كتب ابن عباس فكان
علي بن عبد الله بن عباس إذا أراد الكتاب كتب إليه ابعث إلي بصحيفة كذا وكذا فينسخها
ويبعث بها رواه محمد بن سعد عن أحمد بن يونس (6)
أخبرنا أبو بكر المؤدب أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو محمد بن
يوة أنبأنا أبو الحسن حدثنا أبو بكر حدثنا ابن سعد (7) حدثنا الواقدي عن ابن أبي الزناد
عن موسى بن عقبة قال مات كريب سنة ثمان وتسعين
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن
محمد أنبأنا أبو إسحاق قال قال المدائني وفي سنة ثمان وتسعين مات كريب مولى ابن
عباس وشريح وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك

(1) الأصل و " ز ": المحلى، تصحيف، والتصويب عن م.
(2) " حدثنا أبو الحسين " سقط من " ز ".
(3) رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 391.
(4) في م: المرزقي، وفي " ز ": المرزقي، كلاهما تصحيف.
(5) بالأصل وم: زرقويه، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(6) راجع طبقات ابن سعد 5 / 293 وفيه: أحمد بن عبد الله بن يونس.
(7) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
123

أنبأنا (1) أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا محمد بن
عبد الله أنبأنا محمد بن إبراهيم البسري (2) حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا علي بن
عبد الله التميمي قال كريب مولى ابن عباس يكنى أبا رشدين مات سنة ثمان وتسعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني
مات كريب مولى ابن عباس سنة ثمان وتسعين ويكنى أبا راشد
قال ابن عساكر (3) كذا فيه وهو أبو رشدين
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنبأنا محمد بن الحسين بن شهريار حدثنا أبو حفص الفلاس قال
ومات كريب مولى ابن عباس سنة ثمان وتسعين ويكنى أبا رشدين
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (4)
وفي سنة ثمان وتسعين مات كريب مولى ابن عباس
أخبرنا (5) أبو البركات أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو
أمية حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال
كريب بن أبي مسلم ويكنى أبا رشدين مات بالمدينة سنة ثمان وتسعين (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا علي بن أحمد بن البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد أخبرني
أبي حدثني أبو عبيد بن سلام قال سنة ثمان وتسعين فيها توفي كريب مولى ابن عباس أبو
رشدين

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) كذا بالأصل وم: " أنبأنا محمد بن إبراهيم البسري " وفي " ز ": أنا محمد بن إبراهيم أنا أحمد بن إبراهيم البسري.
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 316 (ت. العمري).
(5) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(6) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(7) في " ز ": السري، تصحيف.
124

ثم قال أبو عبيد (1) سنة ثمان ومائة فيها توفي كريب مولى ابن عباس أبو رشدين
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنبأنا أبو منصور النهاوندي أنبأنا أبو العباس
النهاوندي أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر القاضي حدثنا محمد بن إسماعيل قال مات كريب
بن أبي مسلم أبو رشدين مولى ابن عباس الهاشمي بالمدينة سنة ثمان وتسعين
5810 - كريم بن عفيف بن عبد الله بن كعب بن غزية بن مالك بن نصر بن مالك بن
عمرو بن عامر بن شبيب (2) بن شباب
ابن مالك بن دعران بن محارب بن عمرو بن شهران بن عفرس بن حلف (3) ويقال
حلف (4) بن خثعم بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان
ابن سبأ الخثعمي الكوفي
تابعي ممن حمل مع حجر بن عدي إلى عذراء فكلم شمر بن عبد الله القحافي (5)
معاوية فيه فوهبه له وحبسه مدة ثم أطلقه (6) فسكن الموصل ومات بها قبل معاوية بشهر
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
الحسين الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا محمد
ابن جرير الطبري قال (7) قال هشام بن محمد قال أبو مخنف حدثني المجالد بن سعيد
عن الشعبي وزكريا بن أبي زائدة عن إسحاق قالا وأتي زياد بكريم بن عفيف قال ويحك أو
ويلك ما اسمك قال أنا كريم بن عفيف الخثعمي قال ويحك أو ويلك ما أحسن
اسمك واسم أبيك وأسوأ عملك ورأيك قال أما والله إن عهدك برأي لمنذ قريب ثم
بعث زياد إلى أصحاب حجر حتى جمع منهم اثني عشر رجلا في السجن
قال ابن عساكر (8) وقد ذكرت باقي قصته في ترجمة أرقم بن عبد الله "

(1) بالأصل: عبيد الله، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(2) الأصل وم: نسيب، والمثبت عن " ز "، وفي ابن حزم ص 391 مشيب.
(3) حلف بالحاء غير منقوطة مضمومة ولام ساكنة كما في ابن حزم.
(4) حلف بالحاء مفتوحة ولام مكسورة عن ابن حزم.
(5) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م و " ز ".
(6) في جمهرة ابن حزم ص 392 أنه قتل مع حجر بن عدي الأدبر بمرج عذراء.
(7) رواه الطبري في تاريخه 3 / 226 (ط بيروت) حوادث سنة 51.
(8) زيادة منا للإيضاح.
125

ذكر من اسمه كعب "
5811 - كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن
حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل التغلبي الشاعر (1)
سائر القول مشهور الشعر
وفد على معاوية وله مدائح في عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وغيره وبقي حتى (2)
وفد على الوليد بن عبد الملك ومدحه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد
العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام
قال (3):
في الطبقة الثالثة (4) من الشعراء الإسلاميين كعب بن جعيل بن قمير (5) بن عجرة بن
عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل شاعر مفلق قديم في
الإسلام أقدم من الأخطل والقطامي ولقد لحقا به وكانا معه وهو الذي يقول (6):
وأبيض جني عليه سموطه * من الإنس في قصر منيف غواربه
تدليته سقط الندى بعد هجعة * فبت أمنيه المنى وأخالبه
بما ينزل الأروى من الشعف الطلى * وما لو يسنى حية لان جانبه
ندمت (7) على شتم العشيرة بعدما * مضى واستتب للرواة مذاهبه
فأصبحت لا أستطع (8) ردا لما مضى * كما لا يرد الدر في الضرع حالبه
معاوي أنصف تغلب ابنة وائل * من الناس أو دعها وحيا تضاربه

(1) ترجمته في: " خزانة الأدب 1 / 458 وطبقات فحول الشعراء ص 174 والمؤتلف والمختلف للآمدي ص 84
ومعجم الشعراء ص 344 والشعر والشعراء ص 411 والأعلام للزركلي 5 / 226 وشعراء النصرانية (شعراء الدولة
الأموية ص 203) والإصابة 3 / 314.
(2) في " ز ": " فبقى حين وفد ".
(3) الخبر في طبقات فحول الشعراء ص 174.
(4) في " ز ": الطبقة الثانية.
(5) في الأصل: قيس، تصحيف.
(6) الأبيات في طبقات فحول الشعراء ص 174.
(7) هذا البيت والذي بعده في الشعر والشعراء ص 411 وفي شعراء النصرانية ص 211 نسبا لأخيه عمير بن جعيل.
(8) في الشعر والشعراء: دفعا.
126

قليل على باب الأمير لباثتي * إذا ما رابني باب الأمير وحاجبه
ولما تداروا في تراث محمد * سمت بابن هند في قريش مضاربه
وفي نسخة وهو الذي يقول فيها:
قليتك فاهجري فلا ود بيننا * كذلك من يستغن يستغن صاحبه
وذكر أبياته في مرثية عبيد الله (1) بن عمر وتقدمت في حرف العين (2)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب قال كعب بن جعيل بن
قمير بن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن
وائل شاعر مشهور في زمن معاوية قال ذلك الآمدي (3) فيما حدثني ابن حزم أنه قرأه في
كتاب عبد السلام يعني ابن الحسين عنه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4): أما جعيل بالجيم وفتح
العين وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها فهو كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن ثعلبة
بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل شاعر مشهور
إسلامي كان في زمن معاوية
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو
طاهر المخلص حدثنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير قال قال عمي مصعب بن عبد
الله (5) زعموا أن معاوية قال لكعب بن جعيل بعد موت عبد الرحمن ليس لشاعر عهد قد
كان عبد الرحمن يعني ابن خالد لك صديقا فلما مات نسيته فقال ما فعلت ولقد
قلت فيه بعد موته:
ألا تبكي وما ظلمت قريش * بأعوال البكاء على فتاها

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": عبد الله، تصحيف، وهو عبيد الله بن عمر بن الخطاب وقد قتل في وقعة صفين عام
37.
(2) راجع ترجمة عبيد الله بن عمر بن الخطاب في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 38 / 56 رقم 4473 والأبيات في رثائه
38 / 75.
(3) راجع المؤتلف والمختلف للآمدي ص 84.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 106 - 107.
(5) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 325 والإصابة 3 / 314.
(6) بالأصل نسيبه، وفي " ز ": شيبه، والمثبت عن م ونسب قريش والإصابة.
127

ولو سئلت دمشق وبعلبك * وحمص من أباح لكم (1) حماها
فسيف الله أدخلها المنايا * وهدم حصنها وحوى قراها
وأنزلها معاوي بن حرب * وكانت أرضه أرضا سواها
قال الزبير (2) قال غير عمي فلم يزل معاوية متقيا لكعب بن جعيل مكرما له حتى
مات
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش
سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب أنبأنا أبو بكر محمد
ابن الحسن بن دريد حدثنا أبو حاتم حدثنا أبو عبيدة حدثنا مسمع حدثنا أبو فزارة قال:
استعمل معاوية على الجزيرة الضحاك بن قيس فاستعمل الضحاك على صدقات بني
تغلب رجلا من بني عبس نخمس إبل كعب بن جعيل فقال سليم بن عبدة على لسان كعب بن
جعيل أبياتا يهجو بها الضحاك بن قيس وكان سليم بن عبدة وأخوه أتيا الضحاك ليفرض لهما
فأبى فكانا واجدين على الضحاك لذلك فقال سليم على لسان كعب هذا الهجاء وأما مسمع
فزعم أنه يعني كعبا هو قاله فلما بلغ الضحاك ذلك وركه أي حمله على سليم فرارا مما قال:
أرى إبلي أمست تحن كأنما * تعاور أنبوبا أجش مثقبا
تبكي على دين ابن عفان بعدما * تضاحك ضحاك بنا وتلعبا
قصير القميص فاحشن عند بيته * وشر قيس (3) في قريش مركبا
بنى لك قيس في قرى عربية * من اللؤم بيتا ثابت الأس تزنبا
وما ترك العبسي من مربع لنا * من الأرض إلا قد سرى فيه أركبا
معاوي لم يفتح لنا باب هجرة * فيعطي ولم يترك لنا متعربا
وكنت كباري اللحم بعد التحامه * تركب حتى لم تجد متركبا
هم ضيعوا كتب النبي ومنهم * النبي ومن يأمر بها أن يعيبا
وقد كان فرعون وهامان قبلكم * بدار نعيم حقبة ثم عذبا
فلما بلغت الضحاك توعده فخافه فانتقل بأهله عن الجزيرة وإنما قالها سليم فأحالها
عليه فقال يعتذر إلى الضحاك:

(1) في نسب قريش: لها.
(2) الزيادة منا للإيضاح.
(3) في " ز ": وسر قريش.
128

أتاني وعيد لو أتى (1) الفيل لم يقم * له الفيل حتى يستخف ويرعدا
أتاني ودوني من نصيبين حاجب * لسبعين برجا ذا شماريخ أكردا
فكان لنا ما بين دار وقفزة * إلى الرقة السوداء يوما مطردا
أأرمي بأقوال الخراق ولم يكن * إذا قال مهدي السنان مسددا
فإن كنت مقذوفا بكل عظيمة * حكاها خؤون كاذب ثم أقردا (2)
عذت من بني عبد وراحت عليهم * وأصدر منها ابنا قمير وأوردا
سأحلف حتى تبلغ الله حلفتي * لأبلغ عذرا من رضاك وأجهدا
بمن حج بيت الله من كل صارخ * وشعث يسوقون الهدي المقلدا
إذا أعجبتهم سورة يقرؤنها * لربك خروا (3) راكعين وسجدا
لقد كنت عن شعر ابن عبدة نائيا * مكان الثريا من سهيل وأبعدا
فإن قلت ذمته أثرا أو بدأته * ففارقت حيي الوليد ومعبدا
أرى مدح أعراض الكرام وأتقي * هجاء الملوك إنه كان أنكدا
وقد علمت أشراف تغلب أنني * بمدح قريش كنت أحظى وأسعدا
لعمرك للربعان (4) خير شهادة * من النكس أن يدعو جوادا ليشهدا
وكانا كما سماهما الله رائعا (5) * وعبدا نشدناه البيان فأنشدا
أجاز القتادي الشهادة بعدما * نبا نبوة خفناه أن يترددا
القتادي رجل من بني قتادة وكان خلا بهؤلاء النفر الذين سماهم في شعره فشهد
وأشهد بعض لكعب وبعض لسليم وكان جميلا فدخل على الضحاك فأنشده وامرأته خلف
الستر تسمع منه فقالت له أقبل منه فوالله لو اعتذر بها إلى الله عز وجل لقبل منه
قال وأنبأنا أبو حاتم عن الأصمعي قال:
كان أبو جهمة الأسدي قد خص بني تغلب جميعا بالهجاء فقال كعب بن جعيل:
بنا كثرت بنو أسد فتخشى * لكثرتها ولا عز القليل
قبيلة تردد في معد * خدودهم أذل من السبيل

(1) الأصل: أنني، والمثبت عن م و " ز ".
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " بعردا ".
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": فردا.
(4) الأصل و " ز ": وفي م: للرعيان.
(5) الأصل وم، وفي " ز " زائفا.
129

تمنى أن تكون أخا قريش * شحيح البغل يأذن للصهيل
وقال كعب أيضا (1):
إذا احمر بأس الناس ألفيت شرهم (2) * بني أسد إني بما قلت عارف
أغاروا (3) علينا يسرقون رحالنا * وليس لنا في مرج صفين قائف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب أنبأنا
أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا أبو خليفة الجمحي حدثنا محمد بن سلام قال (4) قال أبو
يحيى قال كعب بن جعيل إني قد هجوت نفسي ببيتين وضمزت (5) عليهما فمن أصابهما
فهو الشاعر فقال الأخطل:
سميت كعبا بشر العظام * وكان أبوك يسمى الجعل
وكان محلك من وائل * محل القراد من است الجمل
فقال هما هذان (6)
5812 كعب بن حامد ويقال حامز بالزاي ابن سلمة بن جابر بن شراحيل بن
ربيعة ذي الأربعة العنسي (7) الداراني (8)
كان على شرطة عبد الملك بن مروان وقيل على شرطة الوليد وسليمان ابني عبد
الملك فلما ولي عمر بن عبد العزيز عزله فلما ولي يزيد بن عبد الملك أعاده وأقره هشام
ثلاث عشرة سنة ثم بعثه إلى أرمينية أميرا بعد قتل الجراح بن عبد الله الحكمي

(1) البيتان من قصيدة قالها يرثي عبيد الله بن عمر الخطاب بعد مقتله في وقعة صفين. وهي في وقعة صفين ص
298 وترجمة عبيد الله بن عمر بن الخطاب المتقدمة 38 / 75 (تاريخ دمشق) وانظر الطبري 3 / 97 والفتوح لابن
الأعثم 3 / 130 وشعراء النصرانية ص 210.
(2) في شعراء النصرانية: ألا إن شر الناس في الناس كلهم.
(3) هذا البيت في ترجمة عبيد الله بن عمر المتقدمة 38 / 75 نسب لأبي جهمة الأسدي يرد على كعب بن جعيل،
وروايته فيها:
أغرتم علينا تسرقون ثيابنا * وليس لنا في أرض صفين قائف
(4) الخبر والبيتان في طبقات فحول الشعراء للجمحي ص 149.
(5) الأصل و " ز ": وضمرت، والمثبت عن م طبقات فحول الشعراء.
(6) زيادة عن " ز "، وطبقات فحول الشعراء.
(7) تقرأ بالأصل: العقسي، والمثبت عن م و " ز ".
(8) ترجمته في تاريخ داريا ص 90 وتاريخ خليفة بن خياط (الفهارس) وتاريخ الطبري (4 / 59 - 60 - 271) (ط
بيروت).
130

ذكره ابن مهنى في تاريخ داريا (1) وهو نسبه وقيل إنه كان على شرطة عمر بن عبد
العزيز أيضا
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا علي بن محمد بن
طوق أنبأنا عبد الجبار بن محمد بن مهنا (2) حدثنا أحمد بن سليمان حدثنا يزيد بن
محمد بن عبد الصمد حدثنا أبو مسهر حدثنا يحيى بن حمزة حدثني عمرو بن مهاجر
أن كعب (3) بن حامد جاءه (4) يعني عمر بسارق قد قطعت يداه أخذ في فسطاط قد
أخرج عامة المتاع فوضعه في خرج ثم جعله على دابته ودابته مربوطة بوتد الفسطاط
فسأل كعبا كيف أخذه فأخبره فضربه دون المائة ضربا وجيعا ثم قال يا عمرو خذه
إليك فأخذته فأومأ إلي أن ألبسه جلدا قال ثم سألني عنه بعد ليلتين ما فعل الرجل
الذي ضربنا فقلت عندي يا أمير المؤمنين قال هل أكل قلت نعم قال فألبسته
جلدا قلت نعم قال فإذا كان في ثلث الليل فسرحه
قال ابن مهنى وكعب بن حامد كان على شرطه عمر بن عبد العزيز وولده بداريا إلى
اليوم
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (5) ولي يعني عبد
الملك بن مروان كعب بن حامد يعني الشرط حتى مات عبد الملك يعني بعد غيره (6)
قال وحدثنا خليفة قال (7) في تسمية من ولي شرطة الوليد وسليمان ويزيد بن عبد
الملك قال خليفة
وأقر هشام كعب بن حامد العنسي يعني على الشرط ثلاث عشرة سنة ثم ولاه
أرمينية

(1) راجع تاريخ داريا ص 90.
(2) الخبر رواه ابن مهنى في تاريخ داريا ص 90.
(3) في " ز ": بعث، تصحيف.
(4) في " ز ": أخاه، تصحيف.
(5) تاريخ خليفة ص 299 (ت. العمري).
(6) يعني أنه ولاه بعد غيره، وقد سمى خليفة عدة رجال ولاهم عبد الملك قبله.
(7) انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 312 و 319 و 335 و 361 (ت. العمري).
131

5813 - كعب بن خريم (1) بن جندب أبو حارثة المري (2) (3)
روى عن أبي داود سليمان بن سالم الحراني ويعلى بن بشر ومحمد بن حرب
الأبرش ويحيى بن حمزة وعبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري وعثمان بن حصن بن
علاق (4)
روى عنه ابنه أحمد بن كعب وأبو حاتم الرازي ودحيم وعبد الله بن مروان بن
معاوية الفزاري ومحمد بن عائذ
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا الحسن بن حبيب حدثنا أحمد بن أبي حارثة كعب بن خريم بالراهب حدثني
أبي حدثنا يعلى بن بشر الخفاجي عن نابغة بني جعدة قال (5) أنشدت النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا عن يمينه:
نحلي بأرطال اللجين سيوفنا * ونعلو بها يوم الهياج السنورا
علونا العباد عفة وتكرما (6) * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أين لا أم لك قال قلت إلى الجنة يا رسول الله
قال أجل إن شاء الله يا أبا ليلى ثم أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له * بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أجدت لا يفضض الله فاك قال فلقد رأيته بعد عشرين
ومائة سنة وإن لأسنانه أشرا (7) كأنه البرد [10629]
قال ابن عساكر (8) كذا وقع في هذه الرواية والصواب يعلى بن الأشدق (9) وقد
وقع لي عاليا على الصواب من طرق
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي إذنا وأبو عبد الله الأديب مشافهة قالا أنبأنا أبو

(1) في م: خزيم.
(2) في م: المروي، وفي " ز ": المزني.
(3) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 163.
(4) في " ز ": علاف.
(5) راجع الإصابة 3 / 538 والعقد الفريد 2 / 52 و 3 / 276 وأسد الغابة 4 / 516.
(6) الإصابة وأسد الغابة: بلغنا السماء مجدنا وجدودنا. وفي العقد الفريد: وسناؤنا.
(7) بالأصل وم و " ز ": " أشر. " وفي القاموس المحيط: أشر الأسنان وأشرها: التحريز الذي فيها يكون خلقة
ومستعملا.
(8) الزيادة منا للإيضاح.
(9) جاء على الصواب في الإصابة وأسد الغابة.
132

القاسم بن مندة أنبأنا حمد إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن
أبي حاتم قال (1) كعب بن خريم أبو حارثة الدمشقي روى عن محمد بن حرب الأبرش
سمع أبي عنه في المرحلة الأولى روى عنه وسئل عنه فقال صدوق
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (2) أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق أبو
حارثة المري (3)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب قال كعب بن خريم أبو
حارثة المري (4) الدمشقي حدث عن سليمان بن سالم الحراني (5) وعبد الله بن مصعب بن
ثابت بن الزبير روى عنه ابنه أحمد وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال
وأما حارثة بحاء مهملة وبعد الراء ثاء معجمة بثلاث وخريم أوله خاء معجمة
مضمومة ثم راء مفتوحة (6)
أبو حارثة كعب بن خريم المري (7) الدمشقي حدث عن سليمان بن سالم وهو
سليمان بن أبي داود وابنه محمد يلقب البومة وعن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري
حدث عنه ابنه أحمد وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (8) أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا كعب
ابن خريم أبو حارثة وقد رأيت أنا أبا حارثة وجالسته وكان شيخا صالحا
5814 - كعب بن عبد الله ويقال ابن مالك القيسي المعروف بالمخبل (9)
شاعر من أهل الحجاز مشهور وقع (10) إلى الشام

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 163.
(2) في " ز ": الكناني، تصحيف.
(3) في " ز ": المزني.
(4) في " ز ": المزني.
(5) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الخزامي.
(6) الاكمال لابن ماكولا في باب حارثة 2 / 7 و 8 3 / 132 و 133 في باب خريم.
(7) في " ز ": المزني.
(8) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 572.
(9) المؤتلف والمختلف للآمدي ص 178 ومعجم الشعراء ص 345 وعند المرزباني: القيني. والأغاني 20 / 264
وفيه: المخبل القيسي.
(10) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": دفع.
133

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي في كتابيهما عن أبي تمام علي بن محمد
العبدي عن أبي عمر محمد بن العباس الخزاز (1) أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف المحولي
أخبرني أبو بكر العامري أخبرني رباح (2) بن قطيب بن زيد الأسدي ابن أخت قريبة أم
البهلول ابنة أباق الدبيرية (3) الأسدية أخت الركاض بن أباق الدبيري الشاعر عن قريبة قالت
كان عند المخبل وهو كعب بن مالك وقال غير قريبة هو كعب بن عبد الله من بني
لأي بن شاس بن أنف (4) الناقة وكان من أهل الحجاز ابنة عم له يقال لها أم عمرو وكانت
أحب الناس إليه فخلا بها ذات يوم فنظر إليها وهي واضعة ثيابها فقال لها يا أم عمرو هل
ترين أن أحدا من النساء أحسن منك؟ قالت نعم أختي ميلاء أحسن مني قال فكيف لي
بأن ترينيها؟ قالت إن علمت بك لم تخرج إليك ولكن أخبئوك في الستر وأبعث إليها قال:
ففعلت وأرسلت إليها وهو في الستر وجاءت ميلاء فلما نظر إليها عشقها وترك أختها امرأته
وجلس لها فلما تروحت (5) من عند أختها عارضها من مكان لا تحتسبه فشكا إليها حبها
وأعلمها أنه قد رآها فقالت والله يا بن عم ما وجدت بي من شئ إلا قد وجدت منك مثله
وظنت أم عمرو امرأته أنه قد عشق أختها فتبعتهما ولا يدريان حتى رأتهما قاعدين جميعا
فمضت قصد إخوتها وكانوا سبعة فقالت إن تزوجوا كعبا من ميلاء وإما أن تغيبوها عني
فلما بلغه أن ذلك قد بلغ إخوتها هرب فرمى بنفسه نحو الشام وترك الحجاز وقال وهو
بالحجاز:
أفي كل يوم أنت بارح الهوى * إلى الشم من أعلام ميلاء ناظر
فروى هذا البيت رجل من أهل الشام ثم خرج يريد مكة فمر على أم عمرو وأختها
ميلاء وقد ضل الطريق فسلم عليهما وسألهما عن الطريق فقالت أم عمرو يا ميلاء صفي
له الطريق فذكر الرجل لما سمعها تقول يا ميلاء ببيت كعب:
أفي كل يوم أنت بارح الهوى * إلى الشم من أعلام ميلاء ناظر
فتمثل به فعرفت الشعر فقالت يا عبد الله من أين أنت قال أنا رجل من أهل

(1) في " ز ": الخراز.
(2) الأصل: رياح، والمثبت عن م و " ز ".
(3) في " ز ": البربرية.
(4) الأصل: " أيق " وفي " ز ": " ابق " وكتب على الهامش فيها: " أنف " والمثبت عن م. "
(5) بالأصل وم و " ز ": تزوجت.
134

الشام قالت من أين رويت هذا الشعر قال رويته عن أعرابي بالشام قالت أفتدري ما
اسمه قال اسمه كعب (1) قال فأقسمتا عليه أن لا يبرح حتى يراك إخوتنا فيكرموك
ويدلوك على الطريق فقد أنعمت علينا فقال إني أروي له شعرا آخر فما أدري أتعرفانه أم
لا فقالتا فنسألك بالله إلا أسمعتنا قال سمعته يقول:
خليلي قد رمت الأمور وقستها * بنفسي وبالفتيان كل مكان
فلم أخف لؤما للرفيق ولم أجد * خليلا ولا ذا البث يستويان
من الناس إنسانان ديني عليهما * مليان لولا الناس قد قضياني (2)
منوعان ظلامان ما ينصفانني * بدليهما والحسن قد خلباني
يطيلان حتى يحسب الناس أنني * قضيت ولا والله ما قضياني
خليلي أما أم عمرو فمنهما * وأما عن الأخرى فلا تسلاني
بلينا بهجران ولم ير مثلنا * من الناس إنسانين يهتجران (3)
أشد مصافاة وأبعد من قلى * وأعصى لواش حين يكتنفاني (4)
يبين طرفانا الذي في نفوسنا * إذا استعجمت بالمنطق الشفتان
فوالله ما أدري أكل ذوي الهوى * على شكلنا أم نحن مبتليان
فلا تعجبا مما بي اليوم من هوى * ففي كل يوم مثل ما ترياني (5)
خليلي عن أي الذي كان بيننا * من الوصل أو ماضي الهوى تسلان
وكنا كريمي معشر حم بيننا * هوى فحفظناه بحسن صيان (6)
تذود النفوس الحائمات عن الهوى * ونحن بأعناق إليه تواني
سلاه بأم العمر من هي فقد (7) بدا * به السقم لا يخفى وطول ضمان
فما زادنا بعد المدى نقض مرة * ولا رجعا من علمنا (8) ببيان
خليلي لا والله ما لي بالذي * تريدان (9) من هجر الصديق يدان

(1) بالأصل: قعنب، والمثبت عن عن م و " ز ".
(2) الأصل وم: قضيان، والمثبت عن " ز ".
(3) الأصل: يهتجراني، والمثبت عن م و " ز ".
(4) في م: " يكتفان " وفي " ز ": يلتقياني.
(5) في م و " ز ": تريان.
(6) بالأصل البيت لفق من بيتين، فزيادة الشطور عن م و " ز "، لإقامة المعنى وترتيب الأبيات.
(7) الأصل وم، وفي " ز ": إذ بدا.
(8) الأصل: علينا، والمثبت عن م و " ز ".
(9) الأصل وم، وفي " ز ": يريدان.
135

ولا لي بالهجر اعتلاء إذا بدا * كما أنتما بالبين معتليان
قال فنزل الرجل وحط رحله حتى جاء إخوتها (1) فأخبرهما الخبر وكانا مهتمين
بكعب وذلك أنه كان ابن عمهم وكان ظريفا شاعرا فأكرموا الرجل ودلوه على الطريق
وخرجوا فطلبوا كعبا بالشام فوجدوه فأقبلوا به حتى إذا صار إلى بلدهم نزل كعب في بيت
ناحية من الحي فرأى ناسا قد اجتمعوا عند البيوت فقال كعب لغلام قائم وكان قد ترك بنيا
له صغيرا يا غلام من أبوك قال أبي كعب قال فعلام يجتمعون (2) هؤلاء الناس
وأحس فؤاد كعب بشر قال يجتمعون على خالتي ميلاء ماتت الساعة قال فزفر زفرة
خر منها ميتا فدفن إلى جانب قبرها
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب قال (3) قال عبد الله بن أبي سعد
الوراق فيما أخبرني به حبيب بن نصر المهلبي إجازة عنه حدثني علي بن الصباح بن
الفرات أخبرني علي بن الحسن بن أيوب النبيل عن رباح بن قطيب بن زيد الأسدي قال
كانت عند رجل من بني قيس يقال له كعب بنت عم له وكانت أحب الناس إليه فخلا
بها ذات يوم فنظر إليها وهي واضعة ثيابها فقال يا أم عمرو هل ترين أن الله خلق أحسن
منك قالت نعم أختي ميلاء هي أحسن مني
قال فإني أحب أن أنظر إليها فقالت إن علمت بك لم تخرج ولكن كن من وراء
الستر ففعل وأرسلت إليها وجاءتها فلما نظر إليها عشقها وانتظرها حتى روحت (4) إلى
أهلها فعارضها فشكا إليها حبها فقالت والله يا بن عم ما وجدت من شئ إلا وقد وقع لك
في قلبي (5) أكبر منه وعادت مرة أخرى فأتتها أم عمرو وهما لا يعلمان فرأتهما جالسين
فمضت إلى إخوتها وكانوا سبعة فقالت إما أن تزوجوا ميلاء كعبا وأما أن تكفوني أمرها
وبلغه (6) الخبر ووقوف إخوتها على ذلك فرمى بنفسه نحو الشام حياء منهم وكان منزله
ومنزل أهله الحجاز فلم يدر أهله ولا بنو عمه أين ذهب فقال كعب:
أفي كل يوم أنت من لاعج الهوى * إلى الشم من أعلام ميلاء ناظر

(1) في م و " ز ": إخوتهما.
(2) كذا بالأصل وم و " ز ".
(3) الخبر رواه أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني 20 / 264 وما بعدها.
(4) الأغاني: راحت.
(5) زيادة عن م، و " ز "، والأغاني.
(6) الأغاني: وبلغهما الخبر.
136

بعمشاء من طول البكاء كأنها * بها خزر أو طرفها متخازر (1)
تمنى المنى حتى إذا ملت المنى * جرى واكف من دمعها متبادر
كما ارفض سلك (2) بعد ما ضم ضمة * بخيط الفتيل اللؤلؤ المتناثر
قال فرواه عنه رجل من أهل الشام ثم خرج ذلك الشامي يريد مكة فاجتار بأم عمرو
وأختها ميلاء وقد ضل الطريق (3) فذكر لما نادت يا ميلاء شعر كعب فتمثل به فعرفت
أم عمرو الشعر فقالت يا عبد الله من أين أقبلت قال من الشام قالت وممن سمعت
هذا الشعر قال من رجل من أهل الشام قالت أو تدري ما اسمه قال سمعت أنه كعب
قالت فأقسمنا عليك ألا تبرح حتى يسمع إخوتنا قولك فنحسن إليك نحن وهم فقد
أنعمت علينا فقال أفعل وإني لأروي له شعرا آخر فما أدري أتعرفانه أم لا فقالت
نسألك بالله إلا أسمعتناه قال وسمعته يقول:
خليلي قد رمت الأمور وقستها (4) * بنفسي وبالفتيان (5) كل زمان
ولم أخف شرا للصديق ولم أجد * خليا ولا ذا البث يستويان
من الناس إنسانان ديني عليهما * مليئان لو شاءا لقد قضياني (6)
خليلي أما أم عمرو فمنهما * وأما عن الأخرى فلا تسلاني
بلينا بهجران ولم أر مثلنا * من الناس إنسانين يهتجران
أشد مصافاة وأبعد من قلى * وأعصى لواش حين يكتنفان (7)
تحدث طرفانا بما في صدورنا * إذا استعجمت بالمنطف الشفتان
فوالله ما أدري أكل ذوي الهوى * على ما بنا أو نحن مبتليان
فلا تعجبا مما بي اليوم من هوى * فبي كل يوم مثل ما تريان
خليلي عن أي الذي كان بيننا * من الوصل أم ماضي الهوى تسلان

(1) تخازر الرجل: إذا نظر بمؤخر عينه، أو إذا ضيق جفنه ليحدد النظر.
(2) الأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: " عنها " بدل " سلك ".
(3) زيد في الأغاني هنا: فسلم عليهما ثم سألهما عن الطريق، فقالت أم عمرو: يا ميلاء صفي له الطريق.
(4) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: خليلي قد قست الأمور ورمتها.
(5) الأصل وم و " ز ": والفتيان، والمثبت عن الأغاني.
(6) بالأصل وم: قضيان، والمثبت عن الأغاني.
(6) بالأصل وم: قضيان، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: يكتفيان.
137

وكنا كريمي معشر حم (1) بيننا * هوى فحفظناه بحسن صيان
فما زادنا بعد المدى نقض مرة * ولا رجعا من علمنا ببيان
سلاه بأم العمر ومن هي إذ بدا * به سقم جم وطول ضمان
خليلي لا والله مالي بالذي * تريدان من هجر الحبيب يدان
ولا لي بالشر (2) اعتلاء إذا نأت * كما أنتما بالشر (2) معتليان
قال ونزل الرجل ووضع رحله حتى جاء إخوتها فأخبرتهم (3) الخبر وكانوا مهتمين
بكعب وكان ابن عمهم وأشعرهم وأظرفهم فأكرموا الرجل وحملوه على راحلة ودلوه
علي (4) الطريق وطلبوا كعبا فوجدوه بالشام (5) فأقبلوا به حتى إذا كانوا في ناحية مال (6)
أهلهم إذا الناس قد اجتمعوا عند البيوت وقد كان كعب ترك بنيا له صغيرا فوجده في ناحية
المال فقال كعب ويحك يا غلام من أبوك قال رجل يقال له كعب قال وعلى أي
شئ قد اجتمع الناس وأحس قبله بشر قال قد اجتمعوا على خالتي ميلاء قال وما
قصتها قال ماتت فزفر زفرة مات منها مكانه فدفن حذاء قبرها قال وقال كعب وهو
بالشام:
أحقا عباد الله أن لست ماشيا * بمرحاب حتى يحشر الثقلان
ولا لاهيا يوما إلى الليل كله * يبيض لطيفات الخصور دواني (7)
يمنيننا (8) حتى يزيغ (9) قلوبنا * ويختلطا (10) مطلا ظاهرا بليان
فعيني يا عيني حتى ما أنتما * بهجران أم العمرو تختلجان
أما أنتما إلا علي طليعة * على قرب أعدائي كما ترياني

(1) الأصل وم و " ز ": " خط " والمثبت عن الأغاني.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الموضعين، وفي الأغاني: بالبين.
(3) في الأغاني: فأخبراهم.
(4) الزيادة عن " ز "، وم.
(5) الزيادة عن الأغاني.
(6) الأغاني: ماء أهلهم.
(7) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " دقاني " وفي الأغاني: " رواني ". وهو الأشبه، الرواني جمع رانية، وهي الطروب
اللاهية مع شغل قلب.
(8) الأصل: تمنيتنا، وفي م: " يميتنا " والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(9) الأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: تريع.
(10) في م: و " ز "، والأغاني، ويخلطن.
138

فلو أن أم العمرو (1) أضحت مقيمة * بمصر وجثماني بشحر عمان (2)
إذا لرجوت الله يجمع بيننا (3) * وأنا على ما كان ملتقيان
وقيل إن بعض هذا الشعر لابن الدمينة الخثعمي
5815 - كعب بن عجرة أبو محمد ويقال أبو عبد الله ويقال أبو إسحاق
الأنصاري السالمي المديني (4)
من بلى حليف لبني قوقل (5) بن عوف بن الخزرج من أهل بيعة الرضوان بالحديبية
وشهد غزوة دومة الجندل ثم قدم الشام مرة أخرى
حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن بلال
روى عنه بنوه إسحاق وعبد الملك ومحمد والربيع بنو كعب بن عجرة وعبد
الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وجابر بن عبد الله
وطارق بن شهاب وأبو وائل وزيد بن وهب وعاصم العدوي وعبد الله بن معقل
وعامر الشعبي وعبد الرحمن بن أبي ليلى
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (6) حدثنا هشيم أنبأنا أبو بشر عن مجاهد عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالحديبية ونحن
محرمون وقد حصره (7) المشركون وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تساقط على وجهي
فمر بي النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أيؤذيك هوام رأسك قلت نعم فأمره أن يلحق قال ونزلت
هذه الآية " من كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو

(1) الأصل: " العمر " والمثبت عن م، و " ز "، والأغاني.
(2) الشحر بفتح أو كسر فسكون، صقع على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن (راجع معجم البلدان).
(3) الأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: شملنا.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 394 وتهذيب التهذيب 4 / 592 والإصابة 3 / 297 والاستيعاب 3 / 291 (هامش
الإصابة) وأسد الغابة 4 / 181 والتاريخ الكبير 7 / 220 والجرح والتعديل 7 / 160 والجمع بين رجال الصحيحين
2 / 429 والعبر 1 / 57 وسير أعلام النبلاء 3 / 52 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 41 - 60) ص 293 وانظر
بالهامش فيه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(5) الأصل: " نوفل "، وفي " ز ": " قومك " والمثبت عن م.
(6) رواه أحمد بن حنبل في المسند 6 / 319 رقم 18124 طبعة دار الفكر.
(7) في المسند: حصرنا المشركون.
139

" " نسك " (1) [10630]. أخرجه البخاري (2) عن محمد بن هشام المروزي عن هشيم
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين قالا
أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر أنبأنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي
حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف بن زياد حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن أبي
نجيح وأيوب وحميد وعبد الكريم عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مر به وهو بالحديبية وهو محرم يوقد تحت قدر والقمل يتهافت على
وجهه قال احلق رأسك وأطعم فرقا بين ستة مساكين والفرق ثلاثة آصع (3) أو صم
ثلاثة أيام أو انسك نسيكة قال ابن أبي نجيح أو اذبح شاة [10631]
رواه مسلم (4) والترمذي (5) عن ابن أبي عمر
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد أنبأنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر
ابن موسى بن شمة أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن زبان (6) بن حبيب المصري
الشيخ الصالح من أصل كتابه (7) حدثنا زكريا بن يحيى كاتب العمري حدثنا مفضل بن
فضالة حدثني عبد الله بن سليمان الطويل أبو حمزة عن نافع مولى ابن عمر
أن رجلا من الأنصار أخبره أن كعب بن عجرة رجل من بني سالم كان أصابه في رأسه
أذى فحلقه فقال للنبي (صلى الله عليه وسلم) بماذا أنسك فأمره أن يهدي بقرة يقلدها ثم يسوقها يقفها بعرفة
فيدفع بها مع الناس وكذلك يفعل بالهدي
رواه محمد بن المظفر الحافظ عن ابن زبان (8) فقال عن نافع عن ابن عمر عن كعب بن
عجرة أنه نسك ببقرة ولم يقل إن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمره وكان يقول إنما البدن من الإبل والبقر
وقال نافع أخبرني رجل من الأنصار أن كعب بن عجرة ثم ذكر ما بعده

(1) سورة البقرة، الآية: 196.
(2) في المغازي، باب غزوة الحديبية 7 / 351 وأخرجه في عدة مواضع: في الحج باب قوله تعالى (من كان منكم
مريضا أو به أذى...) وباب النسك: شاة وفي كتاب التفسير، باب (فمن كان منكم مريضا)، وفي الأيمان
والنذور، باب كفارات الأيمان.
(3) آصع جمع صاع، مكيال، يسع خمسة أرطال وثلثا.
(4) صحيح مسلم كتاب الحج، باب جواز حلق الرأس للمحرم.
(5) سنن الترمذي، كتاب الحج، باب ما جاء في المحرم يحلق رأسه في الحج ما عليه.
(6) بالأصل وم و " ز ": ريان، تصحيف، والصواب زبان، ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 519.
(7) بالأصل وم: " من أهل كنانة " والمثبت عن " ز ".
(8) بالأصل و " ز ": ريان، تصحيف، والتصويب عن م.
140

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع أنبأنا محمد بن عمر الواقدي قال (1):
قالوا قال واثلة بن الأسقع حتى إذا بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد إلى أكيدر الكندي
بدومة الجندل خرج كعب بن عجرة في جيش خالد وخرجت معه فأصبنا فيئا (2) كثيرا
فقسمه خالد بيننا فأصابني ست قلائص (3)
أنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن الحسن بن محمد الخلال حدثنا علي بن عمرو بن
سهل الجريري (4) قال كتب إلينا محمد بن القاسم المحاربي يذكر أن حماد (5) بن يعقوب
حدثهم حدثنا يحيى بن سالم عن أبي الجارود عن الشعبي عن كعب بن عجرة قال مررنا
بدير في طريق الشام فأصابنا مطر الحكاية
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو طاهر وأبو المفضل ح وأخبرنا أبو العز
بن منصور أنبأنا أبو طاهر قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا عمر
بن أحمد حدثنا خليفة قال (6) كعب بن عجرة حليف الأنصار من بلي مات سنة إحدى
وخمسين
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو العبدي أنبأنا أبو محمد بن يوة أنبأنا أبو
الحسن اللنباني (7) حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا ابن سعد (8) قال في الطبقة الثانية كعب بن
عجرة وهو من بلي حليف لبني قوقل (9) من بني عوف بن الخزرج وأنكر الواقدي أن يكون
حليفا قال هو من أنفسهم ومات سنة ثنتين وخمسين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا محمد بن العباس
أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال (10) في الطبقة
الثالثة كعب بن عجرة قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري هو من بلي قضاعة

(1) الخبر رواه الواقدي في المغازي 3 / 1029.
(2) في مغازي الواقدي: فيها.
(3) القلائص واحدتها قلوص، وهي الفتية من الإبل.
(4) الأصل وم: الحريري، والمثبت عن " ز ".
(5) كذا بالأصل، وفي م: عباد، وفي " ز ": عياد.
(6) طبقات خليفة بن خياط ص 230 رقم 938.
(7) بالأصل وم و " ز ": اللبناني بتقديم الباء، تصحيف.
(8) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(9) بالأصل و " ز ": نوفل، تصحيف والتصويب عن م.
(10) ليس في الطبقات الكبرى المطبوع، ترجمته ضمن القسم الضائع.
141

حليف لبني قوقل (1) من بني عوف بن الخزرج وقال هشام بن محمد بن السائب هو كعب بن
عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مري بن
أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي ثم انتسب كعب في بني عمرو ابن عوف
وقال محمد بن عمر ليس بحليف ولكنه من أنفسهم قال محمد بن سعد وطلبنا نسبه في
كتاب نسب الأنصار فلم نجده
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد قال وقال محمد بن سعد كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد
بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سويد بن مري بن إراشة بن عامر بن عبيلة بن
قسميل بن فران بن بلي بن ألحاف بن قضاعة قال ابن سعد هكذا نسبه هشام بن محمد بن
السائب وهكذا قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري وقال هو حليف لبني قوقل (2)
من بني عوف بن الخزرج قال وقال محمد بن عمر ليس بحليف ولكنه من أنفسهم قال
ابن سعد وطلبنا نسبه في كتاب نسب الأنصار فلم نجده وقال محمد بن عمر كان كعب
بن عجرة قد استأخر إسلامه ثم أسلم وشهد المشاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو
محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن
أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال كعب بن عجرة حليف بني سالم بن غنم بن عوف
بن الخزرج وهو كعب بن عجرة بن عمرو بن أمية بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن
غنم بن سواد بن امرئ القيس بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فاران بن بلي
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد
ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (3) كعب بن عجرة السالمي الأنصاري المديني (4) له صحبة
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم

(1) الأصل و " ز ": نوفل، تصحيف، والتصويب عن م.
(2) الأصل و " ز ": نوفل، والمثبت عن م.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 220.
(4) في التاريخ الكبير: مدني.
142

ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي
حاتم قال (1) كعب بن عجرة الأنصاري السالمي المديني من بلي حليف لبني قوقل (2) من
بني عوف بن الخزرج له صحبة روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وابنه إسحاق
سمعت أبي يقول ذلك
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو (3) منصور الوائلي
أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال: أبو
محمد كعب بن عجرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين البزاز (4) أنبأنا أبو القاسم الوزير
أنبأنا أبو القاسم البغوي قال كعب بن عجرة الأنصاري يقال أبو محمد ويقال أبو إسحاق
سكن المدينة وجاء إلى الكوفة وبلغني عن ابن نمير قال توفي كعب بن عجرة سنة اثنتين
وخمسين
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (5) أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه
أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو محمد كعب بن عجرة السالمي من بني سالم بن عوف
ويقال حليف بني عوف ابن الحارث ويقال بل هو من بلي حليف لبني قوقل (6) من بني
عوف بن الخزرج وأنكر بعضهم أن يكون حليفا وقال هو من أنفسهم (7) له صحبة من
النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقال مات وهو ابن سبع وخمسين سنة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال كعب بن عجرة أبو محمد المديني الأنصاري روى عنه عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد
الله بن عمرو وجابر بن عبد الله وابن معقل ومن أولاده إسحاق
وعبد الملك ومحمد وربيع بنو كعب وسليمان بن محمد بن كعب ومن سائر التابعين
عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو وائل شقيق بن سلمة ومحمد بن كعب القرظي وسليمان بن

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 160.
(2) بالأصل و " ز " والجرح والتعديل: نوفل، والمثبت عن م والمختصر.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(4) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": البزار.
(5) بالأصل وم: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(6) الأصل و " ز ": نوفل، والمثبت عن م.
(7) وهو قول الواقدي، وقد مر قريبا.
143

يسار وغيرهم توفي سنة ثنتين وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة وقيل ابن تسع
وسبعين
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا محمد بن طاهر أنبأنا مسعود بن ناصر أنبأنا
عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال (1) كعب بن عجرة الأنصاري السالمي
المدني سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله (2) بن معقل في
الحج وفي العمرة
قال الذهلي قال يحيى بن بكير مات كعب بن عجرة سنة ثنتين وخمسين سنة
خمس وسبعون سنة وقال الواقدي مثل ابن بكير إلى آخره وقال عمرو بن علي مات سنة
اثنتين وخمسين وقال أبو عيسى مثل عمرو وقال ابن نمير مثل عمرو
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ كعب بن عجرة أبو محمد
الأنصاري السلمي قال محمد بن سعد كاتب الواقدي لم يوجد نسب في كتاب نسب
الأنصار فقال محمد بن هشام الكلبي هو كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن
الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سويد بن مري بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل
بن فران بن بلي بن الحاف بن قضاعة وكذلك قال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري
واختلف فيه فقيل هو حليف لبني قوقل من بني عوف بن الخزرج وقال محمد بن عمر
الواقدي هو من أنفسهم ليس بحليف تأخر إسلامه ثم أسلم فشهد المشاهد وهو الذي
نزلت فيه بالحديبية الرخصة في فدية المحرم إذا مسه الأذى قوله " فمن كان منم مريضا أو
به أذى من رأسه ففدية من صيام " (3) توفي سنة اثنتين وخمسين وله سبع وقيل خمس
وسبعون سنة روى عنه ابن عمر وجابر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن
عباس وطارق بن شهاب وأبو وائل وزيد بن وهب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعاصم
العدوي وعبد الله بن معقل والشعبي ومن أولاده إسحاق وعبد الملك ومحمد
والربيع
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (4)

(1) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 429.
(2) بالأصل: وعبد الرحمن، تصحيف، والتصويب عن م، و " ز ".
(3) سورة البقرة، الآية: 196.
(4) الاكمال لابن ماكولا 4 / 391.
144

وأما سواد بضم السين وتخفيف الواو فهو سواد بن مري بن أراشة من ولده كعب بن
عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد له صحبة
ورواية ثم انتسب في الأنصار في بني عمرو بن عوف
أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
محمد بن محمد الحاكم حدثنا الثقفي حدثنا محمد بن مسعدة حدثنا أبو ضمرة حدثني
سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن سعيد المقبري عن أبي أمامة قال لقيت كعب بن
عجرة فقلت يا أبا محمد
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسين بن علي أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أبو الحسن الخشاب أنبأنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أنبأنا أنس بن
عياض الليثي حدثني سعد بن إسحاق عن أبان بن صالح أخبرني الحسن بن أبي الحسن
في حديث رواه عن كعب بن عجرة أنه كان يكنى أبا محمد (1)
أخبرنا أبو الحسن الفرضي حدثنا عبد العزيز الصوفي أنبأنا أبو محمد المعدل أنبأنا
أبو الميمون حدثنا أبو زرعة حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أبو ضمرة عن سعد
بن إسحاق عن أبان بن صالح أخبرني الحسن بن أبي الحسن أن رجلا سأل كعب بن
عجرة بالكوفة فقال يا أبا محمد ماذا كانت فديتك قال شاة (2)
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني هارون بن موسى الفروي حدثني أبو ضمرة حدثني
سعد بن إسحاق عن أبان بن صالح أخبرني الحسن بن أبي الحسن أن رجلا قال لكعب بن
عجرة يا أبا محمد
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن (3) بن علي أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد أنبأنا محمد
ابن عمر عن رجاله من أهل المدينة قالوا (4) وكان كعب بن عجرة قد استأخر إسلامه وكان له

(1) الخبر ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.
(2) لم أجده في تاريخ أبي زرعة المطبوع الذي بين يدي.
(3) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن " ز "، وم.
(4) في سير أعلام النبلاء نقلا عن الواقدي مختصرا 3 / 53.
145

صنم في بيته يكرمه ويمسحه من الغبار ويضع عليه ثوبا وكان يكلم في الإسلام فيأباه
وكان عبادة بن الصامت له خليلا فقعد له يوما يرصده فلما خرج من بيته دخل عبادة ومعه
قدوم وزوجته عند أهلها فجعل يفلذه فلذة فلذة وهو يقول:
ألا كل ما يدعى مع الله باطل
ثم خرج وأغلق الباب فرجع كعب إلى بيته فنظر إلى الصنم قد كسر فقال هذا عمل
عبادة فخرج مغضبا وهو يريد أن يشاتم عبادة إلى أن فكر في نفسه فقال ما عند هذا الصنم
من طائل لو كان عنده طائل حيث جعله جذاذا (1) لامتنع ومضى حتى دق على عبادة فأشفق
عبادة أن يقع به فدخل عليه فقال قد رأيت أن لو كان عنده طائل ما تركك تصنع به ما
رأيت وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال ثم شهد كعب بعد ذلك
المشاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه أحاديث
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم ح وأنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد
أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الهمذاني قالا أنبأنا سليمان بن أحمد
الطبراني حدثنا محمد بن عبد الرحيم الديباجي التستري حدثنا أحمد بن عيسى المصري
حدثنا ضمام بن إسماعيل (2) حدثني يزيد بن أبي حبيب وموسى بن وردان عن كعب بن
عجرة قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يوما فرأيته متغيرا قال قلت بأبي أنت ما لي أراك متغيرا
قال ما دخل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث قال فذهبت فإذا يهودي يسقي
إبلا فسقيت له على كل دلو تمرة فجمعت تمرا فأتيت به النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال من أين لك يا
كعب فأخبرته فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أتحبني يا كعب قلت بأبي أنت نعم قال إن الفقر
أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه (3) وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا (4) قال:
ففقده النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال ما فعل كعب قالوا مريض فخرج يمشي حتى دخل عليه فقال
أبشر يا كعب فقالت أمه هنيئا لك الجنة يا كعب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من هذه المتألية على
الله قال هي أمي يا رسول الله قال ما يدريك يا أم كعب لعل كعبا قال ما لا ينفعه أو
منع مالا يعنيه (5) [10632]

(1) الجذاذ والجذاذ: ما كسر من الشئ يقال: جذذت الشئ كسرته وقطعته.
(2) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 3 / 54 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 41 - 60) ص 294.
(3) كذا بالأصل، وم و " ز "، وسير الأعلام، وفي تاريخ الإسلام: مجاريه.
(4) التجفاف: ما يجلل به الفرس من سلاح أو آلة تقية الجراح.
(5) كذا بالأصل وم وفي " ز ": والمصدرين: يغنيه.
146

قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن كعب إلا موسى بن وردان تفرد به ضمام
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد أنبأنا عبيد
الله بن موسى أنبأنا مسعر عن ثابت بن عبيد قال بعثني أبي إلى كعب بن عجرة فأتيت
رجلا أقطع فأتيت أبي فقلت بعثني إلى رجل أقطع فقال إن يداه قد دخلت الجنة
وسيتبعها ما بقي (1) من جسده إن شاء الله (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن نصر حدثنا أبو
إسماعيل المؤدب عن سعد بن إسحاق عن أبان عن الحسن قال دخلت إلى كعب بن عجرة
من البصرة إلى الكوفة فقلت ما كان فداؤك حين أصابك الأذى قال شاة
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم الوزير (3) أنبأنا
أبو القاسم البغوي حدثني هارون بن موسى حدثني أبو ضمرة عن أبي حازم عن لقيس
ابن سلمان مولى كعب بن عجرة قال أشهد لرأيت أربعة أو خمسة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
يلبسون المعصفر المشبع منهم كعب بن عجرة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا
أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنبأنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة أنبأنا
المدائني قال قالوا مات كعب بن عجرة في خلافة عمر
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا
أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (4) وفيها يعني سنة خمسين مات كعب بن
عجرة
ثم قال خليفة (5) سنة إحدى وخمسين فيها مات كعب بن عجرة الأنصاري

(1) بالأصل: يعني، والمثبت عن م و " ز "، وتاريخ الإسلام.
(2) سير أعلام النبلاء 3 / 54 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 41 - 60) ص 294.
(3) " أنبأنا أبو القاسم الوزير " سقط من م.
(4) لم يذكره خليفة بن خياط في تاريخه سنة خمسين.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 213 (ت. العمري) وعن خليفة في تهذيب الكمال 15 / 396.
147

أخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري (1) قالا أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله
حدثنا يعقوب قال سنة إحدى وخمسين في هذه السنة أو سنة ثنتين وخمسين مات كعب بن
عجرة
قرأت (2) على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن
الغمر حدثنا أبو سليمان بن زبر قال قال المدائني
فيها يعني سنة إحدى وخمسين مات كعب بن عجرة (3) ثم قال مات كعب بن
عجرة سنة ثنتين وخمسين وهو يومئذ ابن خمس وسبعين سنة هكذا يقول الواقدي
والهيثم (5) بن عدي وابن نمير (6)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا محمد بن العباس
أنبأنا أبو الحسن الساجي حدثنا أبو علي الفقيه حدثنا أبو عبد الله الكاتب قال وقال
محمد بن عمر مات كعب بن عجرة بالمدينة سنة اثنتين وخمسين وهو يومئذ ابن خمس
وسبعين سنة وقد انقرض عقبه
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنبأنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو
بكر بن بيري إجازة أنبأنا الزعفراني حدثنا ابن أبي خيثمة أنبأنا المدائني قال
مات كعب بن عجرة سنة اثنتين وخمسين وهو ابن خمس وسبعين
أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن
أحمد (7) حدثنا أبو الزنباع روح (8) المصري حدثنا يحيى بن بكير قال توفي كعب بن
عجرة سنة ثنتين وخمسين وهو ابن خمس وسبعين سنة (9)

(1) اللفظة مطموسة بالأصل، واستدركت على هامشه.
(2) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
(3) في " ز ": محمد، تصحيف.
(4) من قوله: ثم قال إلى هنا سقط من " ز ".
(5) في " ز ": والقاسم، تصحيف.
(6) كتب فوقها في الأصل وم: إلى.
(7) المعجم الكبير للطبراني 19 / 104 رقم 207.
(8) في المعجم الكبير: روح بن الفرج المصري.
(9) زيد في " ز " هنا - وقد سقط من الأصل وم:
قال: وأنبأ سليمان، نا عبيد بن غنام نا محمد بن عبد الله بن نمير قال: مات كعب بن عجرة سنة ثنتين وخمسين
وهو ابن خمس وسبعين سنة.
(أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 19 / 104 رقم 208).
148

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي
بن محمد بن أحمد بن نصير أنبأنا محمد بن الحسين بن شهريار حدثنا أبو حفص الفلاس
قال ومات كعب بن عجرة سنة اثنتين وخمسين
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد
الله (1) بن أبي عمرو (2) أنبأنا أبو عبد الله بن مروان أنبأنا أبو عبد الملك البسري حدثنا
سليمان بن عبد الرحمن حدثنا علي بن عبد الله التميمي قال
كعب بن عجرة يكنى أبا عبد الله مات سنة اثنتين وخمسين وله خمس وسبعون سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة أنبأنا عبيد الله (3) بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال
سنة اثنتين وخمسين فيها توفي كعب بن عجرة الأنصاري
5816 - كعب بن عمير الغفاري (4)
وجهه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى ذات أطلاح (5) من ارض البلقاء
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع حدثنا محمد بن عمر الواقدي (6)
حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال
بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كعب بن عمير الغفاري خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات
أطلاح (7) من أرض الشام فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا فدعوهم إلى الإسلام فلم
يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل فلما رأى ذلك أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قاتلوهم أشد القتال حتى

(1) الأصل وم، وفي " ز ": عبد الله.
(2) في م: عمر.
(3) في " ز ": عبد الله.
(4) ترجمته في الإصابة 3 / 301 وأسد الغابة 4 / 185 والاستيعاب 3 / 293 (هامش الإصابة).
(5) ذات أطلاح: موضع من وراء ذات القرى إلى المدينة (معجم البلدان).
(6) رواه الواقدي في مغازيه 2 / 752 وعن الواقدي في دلائل النبوة للبيهقي 4 / 357.
(7) بالأصل: ذات النطاح، تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، ومغازي الواقدي.
149

قتلوا فأفلت منهم رجل جريح (1) في القتلى فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فأخبره الخبر فشق ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم بالبعثة إليهم فبلغه أنهم قد ساروا إلى
موضع آخر فتركهم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو عبد الله
الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي
قالا أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل أنبأنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنبأنا القاسم
بن عبد الله بن المغيرة حدثنا إسماعيل بن أبي أوس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه
موسى بن عقبة ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر البيهقي (2) أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا عثمان بن
صالح عن ابن لهيعة حدثنا أبو الأسود عن عروة قال يعقوب وحدثنا إبراهيم بن المنذر
حدثنا محمد بن فليح عن موسى عن ابن شهاب ح قال وأنبأنا أبو الحسين بن بشران
حدثنا أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا
محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قالوا واللفظ متقارب وبعث رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) كعب بن عمير نحو ذات أباطح من البلقاء فأصيب كعب ومن معه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الشيرازي أنبأنا أبو عمر
الخزاز أنبأنا أبو الحسن الساجي أنبأنا الحسين بن محمد حدثنا محمد بن سعد قال (3):
سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح (4) وهو من وراء وادي القرى في شهر ربيع
الأول سنة ثمان من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو بكر الحاسب عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر محمد بن العباس
أنبأنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن
سعد أنبأنا محمد بن عمر قال وفيها يعني سنة ثمان سرية كعب بن عمير الغفاري إلى
ذات أطلاح بين تبوك وأذرعات في ربيع الأول فقتل أصحاب كعب جميعا وتحامل حتى بلغ
المدينة

(1) بالأصل وم و " ز ": " جريحا " والمثبت عن مغازي الواقدي.
(2) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 462 و 464.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 127.
(4) بالأصل: النطاح، والمثبت عن م، و " ز "، وابن سعد.
150

أخبرنا أبو بكر قراءة أنبأنا أبو محمد أنبأنا أبو عمر أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
معروف حدثنا الحارث بن محمد حدثنا محمد بن سعد قال
في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كعب بن عمير (1)
5817 - كعب بن ماتع (2) بن هيسوع (3) ويقال هلسوع بن ذي هجري بن ميتم بن
سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد ويقال كعب بن ماتع بن عمرو
بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عوف بن حمير بن
قطن بن عوف بن زهير بن أيمن بن حمير بن سبأ ويقال كعب بن ماتع
من ولد زهير سواودي هجران بن ميتم بن مثرة بن يريم بن ذي رعين الأكبر
بن سهل بن زيد بن الجموهر بن عمرو بن قيس بن معاوية بن حسن
أبو إسحاق الحميري (4)
من آل ذي رعين ويقال من ذي الكلاع ثم من بني ميتم المعروف بكعب الأحبار
من مسلمة أهل الكتاب
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق ويقال في خلافة عمر
وروى عن عمر
روى عنه ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبو هريرة وسعيد بن المسيب
وأسلم مولى عمر وأبو سلام ممطور الأسود ومغيث بن سمي ويزيد بن خمير اليزني (5)
وأبو سعيد الحبراني وعبد الله بن غيلان
وقدم دمشق وسكن حمص
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم
الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة حدثنا أبو

(1) الإصابة 3 / 301.
(2) ماتع: بكسر المثناة من فوق، الإصابة 3 / 315.
(3) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": هيتوع.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 399 وتهذيب التهذيب 4 / 595 والإصابة 3 / 351 وأسد الغابة 4 / 187 وطبقات
ابن سعد 7 / 445 والتاريخ الكبير 7 / 223 والجرح والتعديل 7 / 161 وتذكرة الحفاظ 1 / 49 وسير أعلام النبلاء
3 / 489 وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص 397 وانظر بحاشية أسماء مصادر أخرى ترجمته له.
(5) في " ز ": البرني، تصحيف.
151

المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو قال وحدثنا سليمان حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح
حدثنا نعيم بن حماد حدثنا بقية بن الوليد حدثنا صفوان بن عمرو عن أبي المخارق زهير
بن سالم عن كعب الأحبار عن عمر بن الخطاب (1) قال أسر إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال:
إن أخوف ما أخاف عليكم أئمة مضلين [10633]
قال كعب فقلت والله ما أخاف على هذه الأمة وغيرهم
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ح وأخبرنا أبو البركات بن
المبارك أنبأنا ثابت بن بندار قالا أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن
يعقوب أنبأنا العباس بن العباس أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي حدثنا أبو المغيرة
عن صفوان قال كعب الأحبار أبو إسحاق
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر
أنبأنا أبو محمد بن زبر حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا نصر بن علي قال أخبرنا (2)
الأصمعي قال كعب الأحبار هو كعب بن ماتع (3) حميري
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن أنبأنا سهل بن بشر وأحمد بن محمد بن سعيد
قالا أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى أنبأنا منير بن أحمد أنبأنا جعفر بن أحمد
ابن إبراهيم أنبأنا أحمد بن الهيثم قال قال أبو نعيم كعب الأحبار أبو إسحاق وهو ابن
ماتع (4) الحميري
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء أنبأنا أبي أبو يعلى ح وأخبرنا أبو
السعود بن المجلي (5) حدثنا أبو الحسين بن المهتدي قالا أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن علي أنبأنا محمد بن مخلد قال قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي
قال كعب الأحبار يكنى أبا إسحاق
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر زاد
الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و " ز ".
(2) بالأصل وم: خبرنا، والمثبت عن " ز ".
(3) في " ز ": مانع، بالنون.
(4) في " ز ": مانع.
(5) بالأصل، و " ز "، وم " المحلى، تصحيف.
152

الأهوازي أنبأنا أبو حفص حدثنا خليفة قال (1) كعب الحبر (2) بن ماتع بن هيتوع (3) من
ولد أيمن بن الهميسع بن حمير يكنى أبا إسحاق مات سنة ثنتين أو ثلاث وستين
قال ابن عساكر (4) الصواب سنة ثلاث وثلاثين
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد
قال سمعت يحيى يقول كعب الأحبار هو كعب بن ماتع الحميري مات كعب الأحبار في
خلافة عثمان رحمه الله سنة أربع وعشرين (5) قبل مقتل عثمان بعام
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ح وأبو المعالي ثابت بن
بندار (6) قالا أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن
المفضل الغلابي حدثنا أبي عن يحيى بن معين قال كعب الأحبار بن ماتع بن ذي هجر (7)
الحميري
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن (8) عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر محمد بن العباس أنبأنا أبو الطيب الكوكبي حدثنا ابن أبي خيثمة قال سمعت أبي
يقول كعب أبو إسحاق هو كعب بن ماتع (9) الأحبار
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنبأنا أبو منصور النهاوندي أنبأنا أبو العباس
النهاوندي أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر حدثنا محمد بن إسماعيل قال وقال يحيى بن
معين كعب بن ماتع الحميري مات قبل عثمان بعام يقال له الحبر ويقال له الأحبار
سكن الشام
قرأنا (10) على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر الخزاز أنا

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 562 رقم 2895.
(2) بالأصل: الخير، والمثبت عن م، و " ز "، وطبقات خليفة.
(3) كذا بالأصل، وفي طبقات خليفة وم: " هينوع " وفي " ز ": هنيوع.
(4) الزيادة منا للإيضاح.
(5) كذا بالأصل وم و " ز " ولعل الصواب: أربع وثلاثين.
(6) " وأبو المعالي ثابت بن بندار " أخر في " ز " إلى ما بعد لفظة " البابسيري ".
(7) في " ز ": بهجة.
(8) في " ز ": الحسين.
(9) في " ز ": مانع.
(10) الخبر التالي سقط من الأصل، واستدرك عن م و " ز "، واللفظ عن " ز ".
153

أحمد بن معروف أنا أبو علي بن الفهم نا محمد الكاتب قال (1) في الطبقة الأولى من
أهل الشام بعد أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كعب الأحبار بن ماتع (2) ويكنى أبا إسحاق وهو من
حمير من آل ذي رعين وكان على دين يهود فأسلم وقدم المدينة ثم خرج إلى الشام
فسكن حمص حتى توفي بها سنة ثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان
قالوا وذكر أبو الدرداء كعبا فقال إن عند ابن الحميرية لعلما كثيرا
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي وحدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
بن إسماعيل (3) قال
كعب بن ماتع (4) الحبر ويقال الأحبار قال الحسن وهو ابن واقع (5) عن
ضمرة عن ابن عياش قال مات كعب لسنة بقيت من خلافة عثمان كنيته أبو إسحاق
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا
عبد الرحمن بن محمد أنبأنا حمد (6) إجازة ح قال وأخبرنا ابن سلمة أنبأنا علي
قالا ابن أبي حاتم قال (7)
كعب الأحبار وهو كعب بن ماتع من آل ذي رعين مديني أبو إسحاق مات لست بقين
من خلافة عثمان بن عفان (8) روى عن عمر روى عنه ابن عباس وابن عمر وسعيد بن
المسيب سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد محمد بن
عبد الله أنبأنا أبو حاتم التميمي قال سمعت مسلما يقول أبو إسحاق كعب بن ماتع
الحميري الحبر ويقال الأحبار روى عنه ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وابن
الزبير

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 445.
(2) في " ز ": " مانع " والمثبت عن م وابن سعد.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 223.
(4) في " ز ": مانع.
(5) بالأصل: وم: رافع، والمثبت عن " ز ".
(6) في م: أحمد، تصحيف.
(7) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 161.
(8) " بن عفان " ليس في الجرح والتعديل.
154

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن
بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال كعب أبو
إسحاق
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو إسحاق كعب بن ماتع الأحبار
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد أنبأنا عبد الله
ابن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن
عمير قراءة
قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول كعب بن ماتع مات في خلافة عثمان قال
قال أبو سعيد مات بحمص في خلافة عثمان بن عفان
أخبرنا (1) أبو طالب الزينبي أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر
أنبأنا بكر بن أحمد أنبأنا أحمد بن عيسى البغدادي قال كعب بن ماتع (2) أبو إسحاق
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن أيوب
أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد حدثنا يزيد بن محمد بن
إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول كعب الأحبار هو بن ماتع يكنى أبا إسحاق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر الخطيب أنبأنا هبة الله بن إبراهيم
ابن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي (3) قال أبو إسحاق كعب بن
ماتع
قال أبو بشر (4) حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال كنية كعب الأحبار
أبو إسحاق

(1) قبلها في " ز ": أخبرنا عمي رحمه الله، أنا أبو طالب.
(2) في " ز ": مانع.
(3) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 99.
(4) زيادة منا للإيضاح، والخبر في الكنى والأسماء 1 / 100.
155

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن
محمد بن زنجويه أنبأنا أبو أحمد العسكري قال
وكعب الحبر هو ابن ماتع (1) ويقال بكسر الحاء وفتحها أكثر
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (2) أبو إسحاق كعب بن ماتع بن هينوع (3) من ولد
أيمن بن الهميسع الحبر ويقال الأحبار الحميري الحمصي سمع عمر بن الخطاب روى
عنه ابن عباس وأبو هريرة وهو يماني سكن حمص ودمشق
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال كعب بن ماتع الحبر أبو إسحاق أدرك زمان النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره واسلم في زمان
عمر
أنبأنا أبو علي المقرئ قال قال لنا أبو نعيم كعب بن ماتع الحبر أبو إسحاق أدرك
عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره كان إسلامه في خلافة عمر
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن علي بن هبة الله قال (4) وأما الحبر بحاء مفتوحة
وبعدها باء معجمة بواحدة كعب الأحبار ويقال له الحبر
قال (5) وأما ميتم بفتح الميم وسكون الياء وبعدها تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها
في نسب حمير ميتم بن سعد بطن في ذي الكلاع رهط كعب الأحبار بن ماتع بن هيسوع (6)
ابن ذي هجران بن سمي
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنبأنا شجاع أنبأنا ابن مندة أنبأنا محمد بن أحمد أبو
الفضل المروزي حدثنا محمد بن عصام بن سهيل حدثنا حميد بن يزيد حدثنا بقية بن
الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني قال:
كان أبو مسلم الخولاني (7) معلم كعب الحبر وكان يلزمه إبطاءه (8) عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) في " ز ": مانع.
(2) لم أعثر له على ترجمة في الأسامي والكنى، فيمن كنيته " أبو إسحاق ".
(3) في " ز ": هنيوع.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 380.
(5) الاكمال لابن ماكولا 7 / 159.
(6) في " ز ": هنسوع.
(7) كذا بالأصل: " الخليلي " وفي م و " ز ": الجليلي " وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: الجليلي،
بالجيم.
(8) بالأصل وم و " ز ": إبطاؤه.
156

قال وبعثني إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال كعب وخرجت حتى أتيت ذات قرنات (1) فقال لي أين
تأخذ يا كعب فقلت هذا النبي فقال والله لئن كان نبيا إنه الآن لتحت التراب فخرجت
فإذا أنا براكب فقلت الخبر فقال مات محمد (صلى الله عليه وسلم) وارتدت العرب ثم ذكر الحديث
بطوله لم يزد
قال ابن عساكر (2) كذا قيدة محمد بن عبد الواحد الدقاق والصواب جميل
بالجيم
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أخبرني أبي حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس حدثنا الحسن بن محمد بن بكار
ابن بلال قال قال أبو مسهر كان سعيد بن عبد العزيز يقول
أسلم كعب على يدي أبي بكر قال أبو مسهر والذي حدثني غير واحد أن كعبا من
اليمن من ذي الكلاع ثم من بني ميتم وكان مسكنه في أرض اليمن فقدم على أبي بكر
الصديق بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أتى الشام فمات به (3)
أخبرنا (4) أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو
الحسن (5) بن رزقويه أنبأنا أحمد بن سندي (6) الحداد حدثنا الحسن بن علي القطان (7)
حدثنا إسماعيل بن عيسى (8) قال قال إسحاق بن بشر وأنبأنا ابن سمعان أنبأنا شيخ من
الفقهاء أن كعبا قال لعمر بن الخطاب وأسلم في ولايته وذلك أنه مر برجل من أصحاب النبي
(صلى الله عليه وسلم) وهو يقرأ هذه الآية " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا (9) مصدقا لما معكم من
قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله
مفعولا " (10) قال فأسلم كعب ثم قدم على عمر بن الخطاب ثم استأذنه بعد ذلك في غزو
إلى الروم فأذن له وذكر الحديث (11) (12)

(1) كذا بالأصل، وفي م: " ذا قرنات " وفي " ز ": " ذا قربات ".
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) تهذيب الكمال 15 / 400.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) في " ز ": الحسين.
(6) في " ز ": سدى.
(7) في " ز ": العطار.
(8) في " ز ": أعشى.
(9) بالأصل: أنزلنا.
(10) سورة النساء، الآية: 47.
(11) كتب بعدها بالأصل: إلى.
(12) قوله: إلى الروم، فأذن له، وذكر الحديث " سقط من " ز "، ومكانه فيها بياض.
157

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن
النقور أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن
سعيد حدثنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن عمر التميمي (1)
عن أبي حارثة وأبي عثمان والربيع يعني بن النعمان البصري قالوا ووقع الطاعون بعد
بالشام ومصر والعراق واستعز (2) بالشام ومات في الناس الذين هم (3) الناس في المحرم
وصفر وارتفع عن الناس وكتبوا بذلك إلى عمر ما خلا الشام فخرج حتى إذا كان منها
قريبا بلغه أنه أشد ما كان فقال وقال الصحابة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كان بأرض فلا (4)
تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا عليكم (5) [10634] فرجع حتى ارتفع عنها وكتبوا إليه
بذلك وبما في أيديهم من المواريث جمع الناس في سنة سبع عشرة في جمادى الأولى
فاستشارهم في البلدان فقال إني قد بدا لي أن أطوف على المسلمين في بلدانهم ولأنظر في
آثارهم فأشيروا علي وكعب الأحبار في القوم وفي تلك السنة أسلم في إمارة عمر
قال وحدثنا سيف عن سعد عن عكرمة عن ابن عباس قال
وكان بدو إسلامه أنه نزل نازل في إمارة عمر فتهجد من الليل فقرأ " يا أيها الذين
أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها "
الآية فسأله من الغد بعدما أصبح عما قرأ من القرآن فأخبره فأسلم وقال ما ظننت أني
أصبح حتى أمسخ قردا وهاجر إلى عمر فلما استشار الناس سبقهم إلى المشورة وقال
بأيها تريد أن تبدأ فقال بالعراق فقال لا تردها فإن بها شياطين الإنس وكل داء عضال
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا عن أبي محمد الحسن بن علي
الجوهري أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز أنبأنا أبو الحسن أحمد بن
معروف بن بشر الخشاب حدثنا أبو علي الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم الفقيه
حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعد كاتب الواقدي (6) أنبأ يزيد بن هارون وعفان بن مسلم

(1) الخبر في تاريخ الطبري 2 / 486 - 487 (ط. بيروت) حوادث سنة 17.
(2) إعجامها ناقص بالأصل وم و " ز "، والمثبت عن المختصر، والذي في تاريخ الطبري: واستقر.
(3) تاريخ الطبري: الذين هم في كل الأمصار.
(4) في الطبري: بأرض وباء.
(5) الطبري: " فلا تخرجوا منها " بدل: فلا عليكم.
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 445 - 446 ورواء المزي في تهذيب الكمال 15 / 400 من طريق علي بن
زيد بن جدعان.
158

قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قال العباس رضي
الله عنه لكعب ما منعك أن تسلم على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر حتى أسلمت الآن على عهد
عمر رضي الله عنه فقال كعب إن أبي كتب لي كتابا من التوراة ودفعه إلي وقال اعمل
بهذا وختم سائر كتبه وأخذ علي بحق الوالد على ولده ألا أفض الخاتم فلما كان الآن
ورأيت الإسلام يظهر ولم أر بأسا قالت لي نفسي لعل أباك غيب عنك علما كتمك فلو
قرأته ففضضت الخاتم فقرأته فوجدت فيه صفة محمد (صلى الله عليه وسلم) وأمته فجئت الآن مسلما فوالى
العباس (1)

(1) كتب بعدها في " ز ": آخر التاسع بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل.
يتلوه أنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة
أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله فسمعه ابني محمد وكتب العالم في ثالث ذي القعدة.
سمع جميعه علي مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدث
الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله ابنه أبو الفتح الحسن وابن أخيه القاضي أبو البركات
الحسين والشيخ الفقيه جمال الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو بكر
محمد بن بكرة بن خلف بن كرما الصالحي والأمير شمس الدولة أبو الحارث عبد الرحمن بن محمد بن مرشد بن
منقذ والأمير زين الدولة أبو علي الحسين بقراءة أخيه الشيخ الفقيه الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد ابنا
المحسن بن الحسين بن أبي المضا والقاضي الفقيه بهاء الدين أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن
صصري الثعلبي والشيخ الفقيه محمد بن محمد الحنفي وأبو زكرى يحيى بن علي بن مؤمل والشيخ الفقيه ثقة
الدين أبو الثناء محمود بن غازي بن محمد وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز وإسماعيل بن حماد
الدمشقي وعمر بن تمام بن عبد الله السراج وابنه عبد الرزاق وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم ومحسن بن سراج بن
محسن وإبراهيم وطوق ابنا غازي بن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي ومحمد بن كامل بن سالم ومحاسن بن
خضر بن عبيد الشواغرة وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله بن فرج ومرداسا بن فرخاود بن فريون وابن الحسين بن
علي بن خلدون ويوسف بن أبي نصر بن أبي الفرج الأندلسي ويوسف بن فرج بن عبد الله الأندلسي وإبراهيم بن
يوسف بن عبد الله وعبد الغني بن برهان بن عبد العزيز الجرجاني وعين الدولة بن رمدكين وعلي بن عبد الكريم
ابن الكويس وأبو الزهر بن إبراهيم بن عبد الوهاب وعمر بن عبد الله الأندلسي وبستكين بن عبد الله عتيق بن أبي
عقيل وأبو الحسن بن الحسين بن الحسن وايدعذي بن سنقر الموصلي وكاتب الأسماء عبد الرحمن بن أبي منصور
ابن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وذلك في يوم الجمعة السادس من المحرم سنة أربع وستين وخمسمائة
بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت ولله الحمد وأظنه على ذلك.
سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث
الشام أبي محمد القاسم بن الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله بتوفيقه
بقراءة القاضي الفقيه بهاء الدين أبي المواهب الحسن وقد سمعه على مصنفه فسمع أخوه القاضي شمس الدين أبو
القاسم الحسين ابنا أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى الثعلبيان والفقيهان أبو العباس أحمد بن علي بن
... السلمي وأحمد بن ناصر بن طغان الطريفي وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأنصاري وأبا عبد الله
محمد بن ميمون بن مالك الأنصاري ومحمد بن علي بن الحلبي ومحمد بن علي ومحمد بن عبد الله
المغربيون وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن جميل المعافري
المالقي وعلي بن محمد بن عبد الله القرشي وأبو حفص عمر بن محمد بن حسن الدومي وأبو يحيى زكريا بن
عثمان بن خالد الموقاني وعيسى بن يحيى بن يوسف الأنصاري وأبو عبد الله الحسن بن علي بن عقيل الثعلبي
وعبد الخالق بن عبد الله بن محمد اللبودي ومثبت الأسماء إبراهيم بن يوسف بن محمد المغافري التوني وسمع
أكثره وذلك إلى آخر السابع والثمانين بعد الخمسمائة من أجزاء الفرع الفقيه أبو العباس أحمد بن علي بن العلا
السلمي المتقدم وممدود بن رمضان بن عبد الله الحاجب ومحمود بن مهاجر بن محمود وعثمان بن أبي القاسم بن
عبد الباقي الضريران وأبو الفرج بن محمد بن كتائب وإبراهيم بن محمد بن زياد الإشبيلي وأبو بكر عبد الله
وجماعة أسماؤهم عليى الفرع وذلك في مجالس آخرها يوم الجمعة الثامن وعشرين من شعبان سنة سبع وسبعين
وخمسمائة بمدينة دمشق والحمد لله وحده والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وأزواجه
ومحبيهم وسلامه.
سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الأجل الإمام العالم الحافظ الثقة البارع بهاء الدين شمس الحفاظ ثقة الثقات
معتمد الرواة ناصر السنة زين الأئمة أبي محمد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن
الشافعي أيده الله ولده أبو القاسم علي بن القاسم وسبط أبو المجد الفضل بن نبا بن الفضل الحميدي جبرهما الله
والشيخ الإمام الثقة أبو جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر القرظي وابناه أبو الحسن محمد بقراءته وأبو الحسين
إسماعيل وفتاهم فرج الحبشي وأبو طالب بن علي بن أبي الفرج الكتاني وأبو علي الحسن بن علي بن عبد الوارث
التونسي وأبو سعيد خلف بن محمد بن سمدون التوزري ونسخة وعارض بن والشريف أبو علي محمد بن عبد الله
ابن إبراهيم الحسني الغرناظي وأبو محمد عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني وعبد السلام بن أبي بكر بن
أحمد الشافعي وأبو الحجاج يوسف بن أبي الفرج بن مهذب التنوخي وأبو محمد عبد العزيز بن يوسف وأبا
الحسين علي بن عمر بن عثمان وعلي بن تميم بن عبد السلام وعلي بن أبي بكر بن أبي القاسم المغربيون وأبو
الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن أبي الوقار وأبو الفضل جعفر بن أبي عبد الله بن موسى الأزدي وابن داود أبي
منصور البجلي وإسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن الأنصاري بن يعقوب بن الأنماطي وهذا خطه وسمع من
ترجمة كعب بن عجزة لأخر الجزء الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محاسن بن شاذ البغدادي وسمع بعض الجزء من
سمع له من نسخة الفرع في مجلسين أحدهما حادي عشر رجب سنة خمس بعد ختامه وسمع جميع الجزء إبراهيم
ابن سليمان بن إبراهيم الصنهاجي وصح وثبت الحمد لله أهل الحمد وصلى الله على محمد وسلم سمع جميع
هذا الجزء ومن أول الذي بعده إلى آخر ترجمة كعب الأحبار على الشيخ الأجل الأمين الأصيل زين الأمناء شيخ
الشام أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي أيده الله سماعه من عمه ومؤلفه والملحقات بإجازته منه
الشيخ الإمام العالم محب الدين أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي وبقراءته من
أول ترجمة كريب بن الصباح إلى آخر بركة كعب الحبر وأبو المعالي عبد الله بن أبي طالب محمد بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن صابر السلمي وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي وسمع أبوه هذا خطه من أول
هذا الجزء إلى ترجمة كريب بن الصباح وبقراءته سمع الجماعة هذا القدر وسمع بقراءة ابن هلالة من ترجمة كعب
ابن عجزة إلى آخر ترجمة كريب بن الصباح وبقراءته سمع الجماعة هذا القدر وسمع بقراءة ابن هلالة من ترجمة كعب
ابن عجزة إلى آخر ترجمة كعب الأحبار وذلك في مجلسين آخرهما تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة خمسة عشرة
وستمائة وسمع جميع هذا الجزء بالقراءة ومن أول الذي بعده إلى آخر ترجمة كعب الأحبار أبدا السمع أبو علي
عبد اللطيف وأبو سعد عبد الله وسمع من ذكر من اسمه كعب في هذا الجزء إلى آخره وسمع الجماعة من
الجزء الذي بعده وصح وثبت والحمد لله وحده.
نقل لابن البكري.
الجزء العاشر بعد الأربعمائة من تجزئة الأصل من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله وذكر فضلها وتسمية من
حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها.
تصنيف الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي رحمه الله.
سماع ولده القاسم بن علي بن الحسين بن هبة الله وأجازه له من بعض شيوخ أبيه رحمهم الله.
159

أخبرنا (1) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن
أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا الحسن (2) بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر
حدثنا إسحاق بن يحيى عن المسيب بن رافع أو غيره عن كعب الأحبار قال إسحاق بن
بشر وحدثنا ابن أبي ذئب فيه عن المقبري عن أبي هريرة وغيرهما أن كعب الأحبار ذكر بدء
ما رزقه الله الإسلام حين أسلم مقدم عمر وذكر صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال كان أبي من أعلم
الناس بما أنزل الله على موسى وكان لا يدخر عني شيئا مما يعلم فلما حضره الموت دعاني
فقال لي يا بني قد علمت أني لم أدخر عنك شيئا مما كنت أعلم إلا أني كنت قد حبست (3)
عنك ورقتين فيهما ذكر نبي يبعث قد أظل (4) زمانه وكرهت أن أخبرك بذلك فلا آمن أن
يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتطيعه وقد جعلتهما في هذه الكوة التي ترى وطينت عليهما
فلا تعرض لهما ولا تنظرن فيهما حينك هذا فإن كان الله يريد بك خيرا ويخرج ذلك النبي
بعينه فأخرجهما قال ثم مات فلم يكن شئ أحب إلي من أن ينقضي المأتم حتى أنظر في
الورقتين فلما انقضى المأتم فتحت الكوة ثم استخرجت الورقتين فإذا فيهما محمد رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) خاتم النبيين لا نبي بعده مولده بمكة ومهاجره طيبة لا فظ ولا غليظ ولا صخاب
في الأسواق يجزي بالسيئة الحسنة ويعفو ويصفح أمته الحمادون الذين يحمدون الله على
كل حال ألسنتهم بالتهليل والتكبير رطبة وينصر نبيهم على كل من ناوأه يغسلون
فروجهم ويأتزرون على أوساطهم أناجيلهم في صدورهم وتراحمهم بينهم تراحم الأم

(1) كتب قبلها في " ز ":
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله.
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": الحسين.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": خشيت، تصحيف.
(4) الأصل وم، وفي " ز ": أطل.
161

وهم أول من يدخل الجنة يوم القيامة فلما قرأت ذلك قلت في نفسي وهل علمني
أبي شيئا هو أحب إلي من هذا فمكثت بذلك ما شاء الله ثم بلغني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج بمكة
فهو يظهر مرة ويستخفي أخرى فقلت هوذا فلم يزل بذلك حتى قيل إنه قد أتى المدينة
فقلت في نفسي إني لأرجو أن يكون إياه فبلغتني وقائعه مرة له ومرة عليه ثم بلغني أنه قد
توفي صلوات الله عليه فقلت في نفسي لعله ليس الذي كنت أظن حتى بلغني أن خليفة قد
قام مقامه ثم لم يلبث إلا قليلا حتى جاءتنا جنوده فقلت في نفسي ألا أدخل في هذا
الدين ثم قلت حتى أعلم أنه هو الذي أرجو وأنظر سيرتهم وأعمالهم فلم أزل أدفع (1)
ذلك وأؤخره حتى استنبت حين قام علينا عمر بن الخطاب فلما رأيت وفاءهم بالعهد وما
صنع الله لهم على الأعداء أوقع الله تعالى ذلك في نفسي وعدت لصفتهم فعلمت أنهم الذين
كنت أنتظر فحدثت نفسي بالدخول في دينهم فوالله إني لذات ليلة فوق سطح إذا رجل من
المسلمين يتلو قول الله تعالى " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من
قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله
مفعولا " (2) فلما سمعت هذه الآية خشيت أن لا أصبح حتى يحول وجهي في قفاي فما
كان شئ أحب إلي من الصباح فغدوت فسألت عن أمير المؤمنين حتى دخلت عليه
فأخبرته هذا الخبر وأسلمت وقربني وأحببت المسلمين وأحبوني فسألتهم عن الخير
والشر فزادني الله يقينا قال ثم قلت لعمر يا أمير المؤمنين إنه مكتوب في التوراة أن
هذه البلاد التي (3) كان بنو إسرائيل أهلها مفتوحة على رجل من الصالحين رحيم بالمؤمنين
شديد على الكافرين سره مثل علانيته وقوله لا يخالف فعله والقريب والبعيد سواء في
الحق عنده أتباعه رهبان بالليل وأسد بالنهار متراحمون متواصلون متبارون فقال له
عمر ثكلتك أمك يا كعب الأحبار أحق ما تقول قال فقلت أي والذي يسمع ما أقول
قال فالحمد لله الذي أعزنا وشرفنا بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ورحمته التي وسعت كل شئ
وقد قيل إنه أسلم في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) على يدي علي وتأخرت هجرته إلى زمن عمر
أخبرنا بذلك أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر محمد
ابن العباس أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية أنبأ محمد بن شجاع أنبأنا محمد بن عمر

(1) كتبت فوق الكلام بين السطرين في " ز ".
(2) سورة النساء، الآية: 47.
(3) الأصل: " الذي " والمثبت عن م و " ز ".
162

الواقدي (1) قال فحدثني سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن يونس بن ميسرة بن حلبس (2) قال
لما قدم على اليمن خطب بها وبلغ كعب الأحبار قيامه بخطبته فأقبل على راحلته في
حلة ومعه حبر من أحبار يهود حتى استمعا له فوافقاه (3) وهو يقول إن من الناس من
يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار فقال كعب صدق فقال علي ومنهم من لا يبصر بالليل ولا
يبصر بالنهار فقال كعب صدق ومن يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة فقال كعب
صدق فقال الحبر وكيف تصدقه قال أما قوله من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر
بالنهار فهو المؤمن بالكتاب الأول ولا يؤمن بالكتاب الآخر وأما قوله منهم من لا يبصر
بالليل ولا يبصر بالنهار فهو الذي لا يؤمن بالكتاب الأول ولا الآخر وأما قوله من يعط
باليد القصيرة يعط باليد الطويلة فهو ما يقبل الله من الصدقات قال وهو مثل رأيته بين
قالوا وجاء كعبا سائل فأعطاه حلته ومضى الحبر مغضبا ومثلت بين يدي كعب امرأة تقول
من يبادل (4) راحلة براحلة فقال كعب وزيادة حلة قالت نعم فأخذ كعب وأعطى
وركب الراحلة ولبس الحلة وأسرع المسير حتى لحق الحبر وهو يقول من يعط باليد
القصيرة يعط باليد الطويلة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم
حدثنا محمد بن عائذ حدثنا الوليد قال فحدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة
ابن حلبس (5) أو غيره إن علي بن أبي طالب مضى حتى قام بذلك خطيبا بناحية اليمن وبلغ
كعب الأحبار قيامه بخطبته فأقبل على راحلته في حلة ومعه حبر من أحبار يهود حتى استمعا
له فوافياه وهو يقول إن من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار فقال كعب صدق
قال علي ومن الناس من يبصر بالليل والنهار فقال كعب صدق ومن (6) الناس من لا
يبصر بالليل ولا بالنهار فقال كعب صدق قال علي ومن يعط باليد القصيرة يعط (7) بيد

(1) رواه الواقدي في مغازيه 3 / 1082.
(2) صحفت في مغازي الواقدي إلى: " حليس. " وفي م: " جليس ".
(3) في مغازي الواقدي: فوافقاه.
(4) الأصل: " بادل " والمثبت عن م و " ز "، والمغازي.
(5) في " ز " وم: " جليس " تصحيف.
(6) كذا بالأصل و " ز "، وهو من كلام علي رضي الله عنه، فثمة سقط أوله الخلل بالمعنى.
(7) بالأصل و " ز ": يعطى.
163

طويلة فقال كعب صدق (1) فقال الحبر أتصدقه قال نعم قال الحبر وكيف تصدقه
فقال كعب أما من الناس من يبصر بالليل ولا يبصر بالنهار فهو المؤمن بالكتاب الأول ولا
يؤمن بالكتاب الآخر وأما قوله ومن الناس (2) من يبصر بالليل والنهار فهو المؤمن بالكتاب
الأول والكتاب الآخر وأما قوله ومن الناس من لا يبصر بالليل ولا بالنهار فهو الذي لا
يؤمن بالكتاب الأول ولا بالكتاب الآخر وأما قوله من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة
فهو ما يتقبل الله من الصدقة قال ومثل بين يدي كعب سائل فألقى إليه كعب إحدى حلتيه
ومضى الحبر مغضبا قال ومثلت امرأة بين يدي كعب تقول من يبادل راحلة براحلة فقال
كعب وزيادة حلة قالت نعم وأخذ كعب وأعطى وركب الراحلة ولبس الحلة وأسرع
السير حتى لحق الحبر وهو يقول من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر
محمد بن العباس أنبأنا أبو القاسم بن أبي حية أنبأنا محمد بن شجاع البلخي أنبأنا محمد
ابن عمر (3) حدثني إسحاق بن عبد الله بن نسطاس عن عمر (4) بن عبد الله المدني العبسي
قال قال كعب الأحبار لما قدم علي اليمن لقيته فقلت أخبرني عن صفة محمد (صلى الله عليه وسلم)
فجعل يخبرني عنه وجعلت أتبسم فقال مم تتبسم فقال مما يوافق ما عندنا في صفته
فقلت ما يحل وما يحرم فأخبرني فقلت هو عندما كما وصفت وصدقت برسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وآمنت به ودعوت من قبلنا من أحبارنا وأخرجت إليهم سفرا فقلت هذا كان أبي يختمه
علي ويقول لا تفتحه حتى تسمع بنبي يخرج بيثرب قال فأقمت باليمن على إسلامي حتى
توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتوفي أبو بكر فقدمت في خلافة عمر بن الخطاب يا ليت أني كنت
تقدمت في الهجرة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن
خيرون قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا وهب بن بقية أنبأنا خالد عن زياد أبي عمر عن أبي
الخليل عن كعب قال يلومني أحبار بني إسرائيل أني دخلت في أمة فرقهم الله أولا ثم
جمعهم فأدخلهم الجنة جميعا ثم تلا هذه الآية " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من "

(1) من قوله: قال علي... إلى هنا سقط من م.
(2) من قوله: أما من الناس... إلى هنا سقط من " ز ".
(3) رواه الواقدي في المغازي 3 / 1083.
(4) الأصل وم و " ز "، وفي مغازي الواقدي: عمرو.
164

عبادنا فمنهم ظالم لنفسه " حتى بلغ " جنات عدن يدخلونها " (1)
أخبرنا (2) أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا
محمد بن إسحاق حدثنا حجاج قال قال ابن جريج سمعت عطاء يقول:
" فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات " زعم أن هؤلاء الأصناف
الثلاثة نحن أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) وزعم أن قوله " جنات عدن يدخلونها " في هؤلاء الأصناف
الثلاثة وأن كعبا قال هم أمة محمد هؤلاء الأصناف الثلاثة فأنا أقيم على اليهودية وأدع
هذا الدين (3)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم
قالا أنبأنا (4) أبو عثمان البحيري (5) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن غيث الرازي
المحتسب حدثنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأنا مكي بن إبراهيم
عن إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل الناجي قال
أتى حبر من أحبار اليهود إلى كعب فقال تركت دين موسى وتبعت دين محمد قال
أنا على دين موسى وتبعت دين محمد (صلى الله عليه وسلم) قال ولم ذاك قال إني وجدت أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)
يقسمون يوم القيامة ثلاثة أثلاث ثلثا يدخلون الجنة بغير حساب وثلثا يحاسبون حسابا
يسيرا ويدخلون الجنة وثلثا يقول الله لملائكته قلبوا عبادي ما كانوا يعملون فيقلبونهم
فيقولون يا ربنا نرى ذنوبا كثيرة وخطايا عظيمة ثم يقول ذلك ثلاث مرات ثم يقول
قلبوا ألسنتهم فانظروا ما كانوا يقولون فيقلبون ألسنتهم فيقولون يا ربنا نراهم كانوا
يخلصون لك لا يشركون بك شيئا فيقول اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم فيما
أخلصوا ولم يشركوا بي شيئا فقال له الحبر فإن كنت صادقا ما كسوة (6) رب العالمين
وذكر الحكاية إلى أن قال فقال له الحبر صدقت وأسلم
قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي (7) تمام عن أبي عمر أنبأنا الكوكبي حدثنا

(1) سورة فاطر، الآيتان 32 و 33.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) كتب بعدها في الأصل وم: إلى.
(4) في " ز ": " نا " وكتبت فوق الكلام بين السطرين فيها.
(5) في " ز ": البحتري.
(6) في " ز ": كسبوه.
(7) في " ز ": ابن عمر.
165

ابن أبي خيثمة حدثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأنا هشيم عن أبي حمزة عن ابن سيرين كره
أن يقول كعب الأحبار ولكن كعب المسلم
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن الحسين الأنماطي حدثنا محمد بن الحسين
الترجماني عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي معشر عن النضر بن بشير (1) قال قال كعب
الحبر (2) لولا كلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت لجعلتني اليهود كلبا نباحا أو حمارا
نهاقا من سحرهم فأدعوا بهن أسلم من سحرهم أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن
بر ولا فاجر وأعوذ بوجه الله العظيم الجليل الذي لا يخفره جاره الذي يمسك السماء أن
تقع على الأرض إلا بإذنه من شر السامة والعامة ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما
يخرج منها ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ وبرأ ومن شر كل
دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا
جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر أنبأنا محمد بن حماد الطهراني أنبأنا عبد
الرزاق أنبأنا جعفر بن سليمان في قوله تبارك وتعالى " يوم تأتي كل نفس تجادل عن
نفسها " (3) قال سمعت علي بن زيد بن جدعان يحدث عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
حدثنا كعب أن عمر قال له يا كعب خوفنا قال قلت يا أمير المؤمنين أليس فيكم
كتاب الله تبارك وتعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم) والحكمة (4) قال بلى ولكن خوفنا قال قلت يا
أمير المؤمنين اعمل عمل رجل (5) لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت بعملك
مما ترى قال فأطرق عمر مليا ثم أفاق وقال زدنا يا كعب فقلت يا أمير المؤمنين
لو فتح قدر منخر ثور من جهنم بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من شدة
حرها قال فأطرق عمر ثم أفاق فقال زدنا يا كعب فقلت يا أمير المؤمنين إن جهنم
لتزفر زفرة ما يبقى ملك مقرب ولا نبي مصطفى إلا خر جاثيا لركبتيه حتى أن إبراهيم خليل

(1) الأصل وم، وفي " ز ": بشر.
(2) حلية الأولياء 5 / 377 - 378.
(3) سورة النحل، الآية: 111.
(4) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المختصر: كتاب الله تبارك وتعالى وحكمة رسوله صلى الله عليه وسلم.
(5) في المختصر: رجل واحد.
166

الله تبارك وتعالى ليخر جاثيا لركبتيه ويقول يا رب لا أسألك إلا نفسي قال فأطرق عمر
ثم أفاق فقلت يا أمير المؤمنين أليس هذا في كتاب الله تبارك وتعالى قال أين قلت:
" يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " الآية
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن أنبأنا زكريا بن
يحيى حدثنا الأصمعي عن سفيان بن عيينة عن من أخبره قال
كان كعب عند عمر بن الخطاب فتباعد في مجلسه فأنكر ذلك عليه فقال كعب يا
أمير المؤمنين إن في حكمة لقمان ووصيته لابنه يا بني إذا جلست إلى ذي سلطان فليس
بينك وبينه مقعد رجل فلعله يأتيه من هو آثر عنده منك فتنحى عنه فيكون ذلك نقصا عليك
أخبرنا أبوا (1) الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي قال سمعت أبا موسى عمران بن موسى يقول يروى عن كعب
الأحبار أنه دخل على عمر بن الخطاب وهو جالس على فراشه وتحت الفراش حصير وعن
يمينه وشماله وسادتان فقال له عمر اجلس يا أبا إسحاق وأشار إلى الوسادة فنحاها كعب
وجلس دونها ثم قال إن فيما أوصى به سليمان بن داود أن لا يغشى السلطان حتى
يملك ولا تقعد عنه حتى ينساك واجعل بينك وبينه مجلس رجل أو اثنين فعسى أن يأتي
من هو أخص بذلك المجلس منك فتزال عنه فيكون زيادة له ونقصان عليك
أخبرنا (2) أبو الحسن الفقيه حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا
أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة حدثنا محمد بن أمية بن عبد الملك حدثنا محمد بن
المصفى حدثنا بقية عن عتبة بن أبي حكيم (3) عن طلحة بن نافع عن كعب قال
أتيت عائشة فقلت هل سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينعت (4) الإنسان فابصري هل يوافق
يعني نعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت انعت فقال عيناه هاد وأذناه قمع ولسانه ترجمان
ويداه جناحاه ورجلاه بريد وكبده رحمة أو قال رأفة ورئته نفس وطحالة ضحك
وكليته مكر والقلب ملك فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا فسد فسدت جنوده

(1) بالأصل وم و " ز ": أبو.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) الأصل وم، وفي " ز ": ابن أبي بكر.
(4) في " ز ": يبعث.
167

فقالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينعت (1) الإنسان كذلك (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عارم محمد بن الفضل حدثنا أبو
هلال عن قتادة عن عبد الله بن غيلان حدثني العبد الصالح كعب أن الله تعالى أسس
الأرض على " قل هو الله أحد " (3)
قال وأنبأنا ابن مروان حدثنا محمد بن موسى بن حماد حدثنا محمد بن الحارث
عن المدائني قال لما قتل ابن الزبير وجد الحجاج صندوقا في خزانته عليه أقفال حديد
ففتحت وتعجب الحجاج من ذلك وقال أرى في هذا شيئا فإذا صندوق آخر عليه أقفال
ففتحه فإذا سفط فيه درج ففتحه فإذا فيه صحيفة فإذا فيها إذا كان الحديث حلفا والميعاد
خلفا والمقيت إلفا وكان الولد غيظا (4) والشتاء قيظا وغاض الكرام غيضا (5) وفاض
اللئام فيضا (6) فاعبر عبرتي (7) جبل وعر خير من ملك بني النضر حدثني بذلك كعب الحبر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن
الحسن قالا أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبد الله بن الوليد
عن ابن أبي ذئب قال استلقى عبد الله بن الزبير يوما فرأى طائرا في جو السماء فقال حدثني
كعب أنه لا يصعد طير يطير في السماء أكثر من اثني عشر ميلا قال وما أصبت في سلطاني
شيئا إلا أخبرني به كعب قبل أن إليه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن محمد بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن
سعد قال أخبرت عن معاوية بن صالح الحضرمي (8) عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال

(1) في " ز ": يبعث.
(2) كتب فوقها بالأصل وم: إلى.
(3) سورة الإخلاص، الآية الأولى.
(4) في " ز ": عبطا.
(5) في الأصل وم: " وغاص الكرام غيصا " والمثبت عن " ز ".
(6) سقطت اللفظة من م.
(7) بالأصل وم و " ز ": " عبر في " تصحيف والصواب ما أثبت، وعبر الوادي وعبره: شاطئه وناحيته.
(8) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 401.
168

قال معاوية ألا إن أبا الدرداء أحد الحكماء ألا إن عمرو بن العاص أحد الحكماء ألا إن
كعب الأحبار أحد العلماء إن كان عنده لعلم كالثمار وإن كنا فيه لمفرطين
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا أبو
سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى
الذهلي حدثنا أبو اليمان (1) أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أنه
سمع معاوية بن أبي سفيان يحدث رهطا من قريش وهو بالمدينة فذكر كعب الأحبار فقال
إن كان لمن أصدق هؤلاء المحدثين الذين يتحدثون عن الكتاب
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو محمد الكتاني (2) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (3) حدثني الحكم بن نافع حدثنا شعيب بن أبي
حمزة (4) عن الزهري أخبرني حميد ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنبأنا أبو
منصور النهاوندي أنبأنا أبو العباس النهاوندي أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر حدثنا محمد بن
إسماعيل (5) حدثنا أبو اليمان (6) أنبأنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني حميد بن
عبد الرحمن بن عوف
أنه سمع معاوية بن أبي سفيان يحدث رهطا من قريش وهو بالمدينة فذكر كعب الأحبار
فقال
إن كان لمن وقال البخاري من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن
الكتاب فإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرئ على أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو
محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ياسر حدثنا أبو مسلم حدثنا الأنصاري حدثنا عبد
الأعلى بن أبي مساور حدثنا بن إبراهيم عن روح بن زنباع قال شهدت كعبا جاء إلى
معاوية فقام على باب الفسطاط فناداه يا معاوية يا معاوية يا معاوية فخرج إليه فأخذ

(1) بالأصل: " اليمن " تصحيف، والمثبت عن م، و " ز ".
(2) الأصل وم: الكناني، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 545.
(4) بالأصل: جمرة، تصحيف، والمثبت عن م، و " ز "، وتاريخ أبي زرعة.
(5) رواه البخاري في التاريخ الصغير 1 / 62.
(6) بالأصل: اليمن، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
169

بيده فانطلقا جميعا فقلت لأمر ما جاء كعب يدعو معاوية فاتبعت آثارهما فلما كنت قريبا
منهما حيث أسمع كلامهما ولا أحب أن يرياني سمعت كعبا يقول يا معاوية والذي نفسي
بيده إن في كتاب الله المنزل محمد أحمد (صلى الله عليه وسلم) أبو بكر الصديق رحمه الله عمر الفاروق
عثمان الأمين فالله الله يا معاوية في أمر هذه الأمة ثم ناداه الثانية إن في كتاب الله المنزل
ثم أعاد الثالثة
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام العبدي القاضي عن محمد بن
العباس الخزاز (1) أنبأنا محمد بن القاسم حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا أبي حدثنا جرير
عن مطرف عن القاسم بن كثير عن رجل من أصحابه قال كان كعب يقص (2) فقال عبد
الرحمن بن عوف سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا يقص (3) إلا أمير أو مأمور أو محتال
وأتى كعب فقيل له ثكلتك أمك هذا عبد الرحمن يقول كذا وكذا فترك القصص ثم إن
معاوية أمره بالقصص فاستحل ذلك بعد كذا قال [10635]. كذا قال.
وقد أخبرنا (4) أبو (5) عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر أنبأنا أبو القاسم بن أبي
العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب حدثني أبو
عبد الله محمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني حدثني إبراهيم بن عامر بن إبراهيم حدثنا
أبي حدثنا يعقوب القمي عن عنبسة بن سعيد عن عاصم بن كثير قال
وقف عوف بن مالك على كعب وهو يقص بالشام فقال يا كعب سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال فقام فدخل على معاوية فاستأذنه فأذن له
فاستحل ذلك بذلك (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو محمد
الصريفيني ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو محمد الصريفيني
قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي حدثنا الحسين (7) وهو ابن

(1) في " ز ": " الخراز " تصحيف. وفي م كالأصل.
(2) بالأصل: يقضي، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(3) انظر الحاشية السابقة.
(4) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(5) أخر الخبر في " ز ": إلى ما بعد تاليه.
(6) كتب بعدها في الأصل وم: إلى.
(7) بالأصل: " أبو الحسين "، وفي " ز ": " الحسن " والصواب ما أثبت، وهو الحسين بن إسماعيل المحاملي ترجمته في
سير أعلام النبلاء 15 / 258.
170

إسماعيل حدثنا أبو السائب (1) حدثنا (2) كيع حدثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن ابن
معن قال قال عبد الله بن سلام لكعب أو كعب لعبد الله بن سلام ما يذهب العلم من
صدور الرجال بعد أن حفظوه قال الطمع وكثرة السؤال والطلب إلى الناس الحوائج
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمد أنبأنا أبو السهل
محمود بن عمر بن جعفر أنبأنا علي بن الفرج بن علي بن أبي روح العكبري حدثنا ابن أبي
الدنيا حدثني أبو عبد الله العجلي حدثنا أبو أسامة عن أسامة بن زيد (3) عن أبي معن
قال لقي عبد الله بن سلام كعب الأحبار عند عمر فقال يا كعب من أرباب العلم قال
الذين يعملون به قال فما يذهب بالعلم من قلوب العلماء بعد إذ حفظوه وعقلوه قال
يذهبه الطمع وشره النفس وتطلب الحاجات إلى الناس قال صدقت
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله
حدثنا محمد بن هارون الروياني أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن أخبرني عمي عن ابن لهيعة
عن أبي الأسود أن رأس الجالوت قال لهم يوما إن كل ما يذكرون من حديث كعب بما
يكون أنه قال لكم إنه مكتوب في التوراة فقد كذبكم إنما التوراة ككتابكم من الحلال
والحرام ألا إن كلامكم في كتابكم جامع " يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض " (4)
وفي التوراة يسبح لله الطير والشجر وكذا وكذا ولكن ما حدثكم كعب بما يكون فإنما
هو من أنبياء بني إسرائيل وأصحابهم كما تحدثون أنتم عن نبيكم وأصحابه 5)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد
وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي وأبو بكر القطان وأبو القاسم بن أبي
العقب حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن زرعة الرعيني ح وأخبرنا أبو محمد بن
الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عثمان وعقيل

(1) هو أبو السائب سلم بن جنادة بن سلم السوائي، ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 396.
(2) من قوله: قالا: أنبأنا أبو بكر... إلى هنا سقط من م.
(3) من طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 15 / 401.
(4) سورة الجمعة، الآية الأولى، وسورة التغابن الآية الأولى.
(5) الإصابة 3 / 317.
171

بن عبيد الله ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو بكر أحمد بن القاسم أنبأنا أبو زرعة حدثنا محمد بن
زرعة حدثنا مروان عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن
يزيد قال سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة لتتركن الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو
لألحقنك بأرض دوس وانقطع من كتاب أبي بكر كلمة معناها دوس وقال لكعب لتتركن
الحديث أو لألحقنك بأرض القردة (1)
قال وأنبأنا أبو زرعة قال وسمعت أبا مسهر يذكره عن سعيد بن عبد العزيز زاد ابن
أبي العقب قال محمد ولم يسنده
قرأنا (2) على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا أبي حدثنا
جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال
جاء رجل إلى عبد الله يعني ابن مسعود فقال إن كعبا يقرأ عليك السلام ويبشركم
أن هذه الآية نزلت في أهل الكتاب " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب (3) ليبيننه
للناس " (4) قال ابن مسعود وعليه السلام إذا أنت أتيته فأخبره أنها نزلت وهو يهودي
قال وحدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو هلال حدثنا قتادة
أن كعبا قال إن السماء تدور على قطب كقطب الرحى فبلغ ذلك حذيفة فقال كذب
كعب " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا " (5) (6)
قال وحدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا أبي حدثنا جرير عن الأعمش عن شمر عن
شهر بن حوشب قال قال كعب والله لوددت أني كنت كبش أهلي فذبحوني ثم طبخوني ثم
أكلوني
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا طرفة بن أحمد أنبأنا عبد
الوهاب بن الحسن أنبأنا أبو الجهم بن طلاب حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا يزيد بن

(1) من قوله: وانقطع إلى هنا سقط من " ز ".
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": قرأت.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " لتبيننه " وهو إعجام المصحف.
(4) سورة آل عمران، الآية: 187.
(5) سورة فاطر، الآية: 41.
(6) الإصابة 3 / 316.
172

عبد الملك الجوزي (1) حدثنا بحير (2) بن سعيد (3) عن خالد بن معدان (4) عن كعب قال
لأن أبكي من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بوزني ذهبا (5) وما من عينين بكتا من
خشية الله في دار الدنيا إلا كان حقا على الله عز وجل أن (6) يضحكهما في الآخرة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي
أنبأنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب قالا حدثنا يحيى بن محمد بن
صاعد حدثنا الحسين بن الحسن حدثنا الهيثم بن جميل عن عبد الغفور عن همام قال
دخلنا على كعب وهو مريض فقلنا له كيف تجدك يا أبا إسحاق قال أجدني جسدا
مرتهئا بعملي فإن بعثني الله من مرقدي بعثني ولا ذنب لي وإن قبضني قبضني ولا ذنب
لي (7)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعيد بن أبي عمرو
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا إسماعيل بن عثمان
النيسابوري ح وأخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل الطوسي بنوقان
أنبأنا خالي أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف قالا أنبأنا أبو سعيد محمد بن
موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار
الأصفهاني أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد حدثنا أبو جعفر الآدمي (8) حدثنا أبو
اليمان (9) عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس قال
مرض كعب فعاده نفر من أهل دمشق فقالوا كيف تجدك يا أبا إسحاق قال بخير
جسد آخذ بذنبه إن شاء ربه عذبه وإن شاء رحمه وإن بعثه بعثه خلقا جديدا لا ذنب له
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن أنبأنا محمد بن

(1) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": الجزري.
(2) بالأصل وم و " ز ": " يحيى " تصحيف والصواب ما أثبت.
(3) من طريقه روى في تهذيب الكمال 15 / 401.
(4) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 3 / 490.
(5) إلى هنا ينتهي الخبر في سير الأعلام.
(6) زيادة عن تهذيب الكمال، سقطت اللفظة من م و " ز ".
(7) تهذيب الكمال 15 / 401.
(8) فوقها في " ز ": ضبة.
(9) بالأصل: اليمن، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
173

المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى (1) حدثني يزيد بن
محمد حدثنا محمد بن عائذ أخبرني الوليد بن مسلم (2) عن صخر بن جندلة (3) أنه حدثه
عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي فوزة (4) حدير السلمي قال خرج بعث الصائفة
فاكتتب فيه كعب أحسبه فخرج البعث قال خرج البعث وهو مريض فقال لأن أموت
بحرستا أحب إلي من أن أموت بدمشق ولأن أموت بدومة أحب إلي من أن أموت بحرستا
هكذا قدما في سبيل الله جل وعز قال فمضى قال فلما كان بفج معلولا (5) قلت
أخبرني قال شغلتني نفسي حي إذا كان بحمص توفي بها فدفناه هنالك بين زيتونات أرض
حمص ومضى البعث فلم يقفل (6) حتى قتل عثمان
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا أبو محمد
العدل أنبأنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة قال (7) سمعت أبا مسهر يقول حدثنا
سعيد بن عبد العزيز قال مات أبو الدرداء وكعب الأحبار في خلافة عثمان لسنتين بقيتا من
خلافته
أخبرنا أبو محمد بن حمزة أنبأنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله قالا أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله
بن جعفر حدثنا يعقوب قال مات كعب بن ماتع (8) الحميري الحبر قبيل قتل عثمان
أخبرنا (9) أبو البركات بن المبارك (10) الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو
العلاء أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو أمية حدثنا أبي حدثنا الواقدي قال
سنة اثنتين وثلاثين فيها مات كعب الأحبار بالشام (11)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد (12) أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم

(1) زيد بعدها في " ز ": وأخبرنا عمي رحمه الله، أنا الحسين قراءة.
(2) رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 401.
(3) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي تهذيب الكمال: جندل.
(4) في " ز ": فروة.
(5) معلولا: إقليم من نواحي دمشق.
(6) بالأصل و " ز ": " يفعل " والمثبت عن م، وتهذيب الكمال.
(7) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 220.
(8) في " ز ": مانع، بالنون.
(9) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
(10) " بن المبارك " سقط من " ز ".
(11) كتب فوقها بالأصل وم: إلى.
(12) في " ز ": أبو القاسم المعلى نا أحمد.
174

عبد الواحد بن علي قالا أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا الحسن بن محمد بن الحسن
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا ابن نمير قال
مات كعب الأحبار سنة اثنتين وثلاثين بالشام
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنبأنا مكي بن محمد
المؤدب أنبأنا أبو سليمان الربعي قال قال أبو موسى مات أبو الدرداء وكعب الأحبار سنة
اثنتين وثلاثين قال وكذلك قال المدائني وأبو موسى وعمرو والهيثم بن عدي
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم أنبأنا
أحمد بن إسحاق بن خربان (1) حدثنا أحمد بن عمران بن موسى حدثنا موسى التستري
حدثنا خليفة العصفري قال سنة اثنتين وثلاثين فيها مات كعب الحبر (2)
أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد (3) أنبأنا علي بن المحسن أنبأنا محمد بن
المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص ثنا أحمد بن (4) محمد بن عيسى حدثني إبراهيم
ابن يعقوب حدثني عبد الله بن يوسف حدثني يحيى بن حمزة عن إسماعيل بن عياش
عن صفوان بن عمرو حدثني شريح بن عبيد أن كعبا مات سنة أربع وثلاثين بذات الجوز
من درب الحدث (5)
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أخبرني أبي حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس حدثني الحسن بن محمد بن
بكار عن أبيه عن يحيى بن حمزة عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي
أن كعب الأحبار مات بذات الجوز من درب الحدث في سنة أربع وثلاثين وكان اسم أبيه
ماتع (6)
قال ابن عساكر (7) ولا أظن قوله بالدرب محفوظا والله أعلم

(1) بدون إعجام في " ز "، وفوقها ضبة.
(2) لم أعثر عليه في تاريخ خليفة، ونقله عن خليفة بن خياط في تهذيب الكمال 15 / 401.
(3) زيد في " ز ": وأخبرنا عمي، أنا الحسين قراءة.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، و " ز ".
(5) الحدث، بالتحريك: قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش، من الثغور (معجم البلدان).
(6) في " ز ": مانع.
(7) زيادة منا للإيضاح.
175

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال
سنة أربع وثلاثين فيها توفي كعب الأحبار وهو كعب بن ماتع (1) من آل ذي رعين
5818 - كعب بن مالك بن أبي كعب واسمه عمرو بن القين (2) بن كعب بن سواد
بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن يزيد بن
جشم بن الخزرج أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو
بشير (3) الأنصاري (4)
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشاعره
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث صالحة وشهد العقبة وأحدا
روى عنه بنوه عبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن ومحمد بنو كعب وعبد الله بن
عباس وجابر بن عبد الله وأبو أمامة الباهلي وأبو جعفر محمد بن علي وعمر (5) بن الحكم بن ثوبان وعمر (6) بن كثير بن أفلح
وقدم على معاوية بعد قتل عثمان بن عفان
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري وأبو نصر الزينبي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عبد الله المعدل
وأبو الفضل محمد وأبو القاسم محمود ابنا أحمد بن الحسن التبريزيان قالوا أنبأنا أبو نصر
الزينبي ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو (7) القاسم عبد العزيز بن علي بن
أحمد بن الحسن (8) الأنماطي (9) قالوا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا يحيى بن محمد

(1) في " ز ": مانع.
(2) بالأصل: العمن، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(3) الأصل وم: يسير، والمثبت عن " ز ".
(4) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال 15 / 402 الترجمة (5567) ط دار الفكر وتهذيب التهذيب 6 / 580 الترجمة
(5843) والتقريب أيضا ط دار الفكر والإصابة 3 / 302 والاستيعاب 3 / 286 (هامش الإصابة) وأسد الغابة 4 /
187 والجرح والتعديل 7 / 160 والأغاني 16 / 226 والتاريخ الكبير 7 / 219 وسيرة ابن هشام (الفهارس)،
والطبري (الفهارس)، وسير أعلام النبلاء 2 / 523 وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 41 - 60) ص 106 وانظر بهامشه
أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
(5) بالأصل: وعمرو، تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، وتهذيب الكمال وسير الأعلام.
(6) بالأصل: " عمرو " تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، وتهذيب الكمال وسير الأعلام.
(7) الزيادة عن م و " ز ".
(8) في " ز ": الحسين.
(9) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
176

ابن صاعد حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام حدثنا أمية بن خالد حدثنا إسحاق بن
يحيى بن طلحة بن عبيد الله حدثني ابن كعب بن مالك عن أبيه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول " من طلب العلم ليجاري به العلماء أو يماري (1) به السفهاء أو يصرف به وجوه
الناس إليه أدخله الله النار " [10636] رواه الترمذي (2) عن أبي الأشعث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد أنبأنا عيسى بن
علي بن عيسى حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا أبو عبيد الله المخزومي سعيد
ابن عبد الرحمن حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن شهاب عن عبد الله بن كعب بن
مالك عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال أرواح الشهداء في طير خضر تعلق (3) من ثمر أو شجر
الجنة [10637] رواه الترمذي (4) عن ابن أبي عمر عن سفيان وقال حسن صحيح ورواه
النسائي (5) والقزويني (6) من وجهين آخرين
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (7) بن محمد القرشي (8) أخبرني أحمد بن
عبيد الله بن عمار حدثنا أبو جعفر محمد بن منصور الربعي وذكر له إسنادا شاميا هكذا
قال ابن عمار في الخبر وذكر حديثا فيه طول لحسان بن ثابت والنعمان بن بشير وكعب
ابن مالك فذكرت ما كان لكعب فيه قال لما بويع علي بن أبي طالب بلغه عن حسان بن
ثابت وكعب بن مالك والنعمان بن بشير وكانوا عثمانية أنهم (9) يقدمون بني أمية على بني
هاشم ويقولون الشام خير من المدينة واتصل بهم أن ذلك قد بلغه فدخلوا عليه فقال
له كعب بن مالك يا أمير المؤمنين أخبرنا عن عثمان أقتل ظالما فنقول بقولك أو قتل
مظلوما فنقول بقولك ونكلك إلى الشبهة والعجب من ثبتنا (10) وشكك وقد زعمت العرب

(1) يماري من المماراة وهي المجادلة والمناظرة.
(2) صحيح الترمذي، كتاب العلم رقم 2656.
(3) تعلق: تأكل، وهو في الأصل للإبل إذا أكلت العضاه، يقال: علقت تعلق علوقا، فنقل إلى الطير (النهاية).
(4) صحيح الترمذي، كتاب فضل الجهاد، (13) باب رقم 1641 (4 / 176).
(5) سنن النسائي 4 / 108.
(6) سنن ابن ماجة القزويني (37) كتاب الزهد (32) باب رقم 4271 2 / 1428.
(7) الأصل وم: الحسن، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(8) الخبر والشعر في الأغاني 16 / 233.
(9) زيادة عن م، و " ز "، والأغاني، للإيضاح.
(10) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " بيتنا " وفي الأغاني: تيقننا.
177

أن عندك علم ما اختلفنا فيه فهاته لنعرف (1) ثم قال (2):
كف يديه ثم أغلق بابه * وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لمن في داره لا تقاتلوا (3) * عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل
فكيف رأيت الله صب عليهم * العداوة والبغضاء التواصل
وكيف رأيت الخير أدبر عنهم * وولى كإدبار النعام الجوافل (4)
فقال لهم علي لكم عندي ثلاثة أشياء استأثر عثمان وأساء الأثرة وجزعتم وأسأتم
الجزع وعند الله ما تختلفون فيه إلى يوم القيامة فقالوا لا ترضى (5) بهذا العرب ولا
تعذرنا به فقال علي أترد علي بين ظهراني المسلمين بلا نية (6) صادقة ولا حجة واضحة
اخرجوا فلا تجاوروني في بلد أنا فيه أبدا فخرجوا من يومهم فساروا حتى أتوا معاوية
فقال لهم لكم الكفاية أو الولاية فأعطى حسان بن ثابت ألف دينار وكعب بن مالك ألف
دينار وولى النعمان بن بشير حمص ثم نقله إلى الكوفة بعد
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف ومحمد بن عبد الله بن يوسف العماني قالا
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا هارون بن إسماعيل بن النعمان بن عبد
الله بن كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم أخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد البزاز (7) أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن
محمد البغوي حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هارون بن إسماعيل من ولد
كعب بن مالك قال كانت كنية كعب في الجاهلية أبا بشير (8) فكناه النبي (صلى الله عليه وسلم) بأبي عبد الله
ولم يكن لمالك ولد غير كعب
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني

(1) الأغاني: نعرفه.
(2) تقدمت الأبيات في ترجمة عثمان بن عفان تاريخ مدينة دمشق 39 / 537 وسير أعلام النبلاء 2 / 527.
(3) صدره فيما تقدم في ترجمة عثمان: وقال لأهل الدار: لا تقتلونهم.
(4) عجزه في ترجمة عثمان: عن الناس إدبار النعام الجوافل.
(5) الأصل: نرضى، والمثبت عن م، و " ز "، والأغاني.
(6) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي الأغاني: بينه.
(7) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": البزار.
(8) في " ز ": أبو بشير.
178

زاد ابن المبارك وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن أنبأنا
محمد بن أحمد بن (1) إسحاق حدثنا عمر بن أحمد أنبأنا خليفة قال (2) كعب بن مالك بن
أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة أمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة
من بني سلمة يكنى أبا عبد الله شهد العقبة قال ابن الكلبي وشهد بدرا ومات بالمدينة
قبل الأربعين وقال الواقدي (3) مات سنة خمسين
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم أنبأنا نعمة الله بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن
عبد الله حدثنا محمد بن أحمد بن سليمان أنبأنا سفيان بن محمد حدثني الحسن بن
سفيان حدثنا محمد بن علي عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر الضرير يقول
كعب بن مالك أبو عبد الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال (4) أنبأنا أبو الحسن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول كنية كعب بن مالك أبو عبد الرحمن
قال وحدثنا نوح قال كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد أنبأنا أبي محمد بن الحسين (5) ح وأخبرنا أبو
السعود أحمد بن علي حدثنا محمد بن علي بن عبيد الله (6) قالا أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن
علي أنبأنا محمد بن مخلد قال قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال قال
ابن عياش (7) كعب بن مالك يكنى أبا عبد الله
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قال أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا
أحمد بن عبيد إجازة حدثنا محمد بن الحسين (8) حدثنا ابن أبي خيثمة قال سمعت أبي
يقول كعب بن مالك أبو عبد الرحمن

(1) في " ز ": " نا " تصحيف.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 173 رقم 627.
(3) الذي في طبقات خليفة: " وقال ابن عمر " وكتب محققه بالحاشية: " في حاشية الأصل: هو الواقدي ".
(4) في " ز ": المتعال.
(5) الذي في " ز ": " أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين " وفي م كالأصل.
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": عبد الله.
(7) بالأصل: ابن عباس، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
(8) في " ز ": الحسن، تصحيف.
179

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم
عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن زهير قال سمعت أبي يقول كنية
كعب بن مالك أبو عبد الله
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (1) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال (2) كعب
بن مالك بن أبي كعب بن القين أحد بني سلمة بن سعد من الخزرج ويكنى أبا عبد الله
وكان من أهل العقبة وكان قد ذهب بصره
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال (3) في الطبقة الثانية
كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن مالك بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة
وهو شاعر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة بن عبيد من بني سلمة شهد كعب
العقبة في قولهم جميعا قال محمد بن عمر وقد سمعت أن كعب بن مالك كان يكنى أبا
عبد الله وكان قد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار وشهد كعب بن مالك أحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما خلا تبوك فإنه أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي (5) أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو
بكر أنبأنا أبو أمية حدثنا أبي قال كعب بن مالك أبو عبد الله (6)
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا
أبو (7) محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا أبو بكر
ابن البرقي قال ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة (8) بن يزيد بن جشم بن

(1) الأصل و " ز ": اللبناني بتقديم الباء تصحيف. والتصويب عن م.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) ترجمته ضمن القسم الضائع من كتاب الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) فوقها بالأصل وم: ملحق.
(5) كلمة " الأنماطي " سقطت من م.
(6) كتب بعدها بالأصل وم: إلى.
(7) كلمة " أبو " سقطت من م.
(8) في " ز ": شاردة.
180

الخزرج كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة
شهد العقبة وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم حدثنا بنسبه ابن هشام عن زياد عن ابن
إسحاق وأم كعب ليلى بنت زيد بن ثعلبة من بني سلمة يكنى أبا عبد الله مات بالمدينة
قبل الأربعين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أبو الفضل بن
خيرون وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أبو
الفضل وأبو الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (1) كعب بن مالك بن أبي كعب بن (2) القين الأنصاري السلمي المديني قال
عبد الرحمن بن حماد عن ابن عون عن محمد كان أشعر أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) حسان بن
ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وقال يحيى بن سليمان عن ابن إدريس عن ابن
إسحاق أن كعب بن مالك حين قتل عثمان قال أبياتا
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا عبد الرحمن بن
محمد بن إسحاق أنبأنا حمد (3) إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا
ابن أبي حاتم قال (4) كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين السلمي المديني أحد بني سلمة
بن سعد بن الخزرج يكنى بعبد الله وكان من أهل الصفة وكان ذهب بصره في خلافة
معاوية قال ومات وهو ابن سبع وسبعين وذلك سنة خمسين له صحبة روى عنه ابنه
عبد الرحمن بن كعب سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب قال كعب بن مالك بن أبي القين بن كعب بن سواد بن
غنم بن ثعلبة
أخبرنا أبو جعفر الهمذاني في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا
أبو أحمد أنبأنا الثقفي حدثنا أبو يونس يعني محمد بن أحمد الجمحي حدثنا إبراهيم

(1) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 219 رقم 953.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و " ز "، واستدرك للإيضاح عن التاريخ الكبير.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي م: أحمد، تصحيف.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 160 رقم 902.
181

ابن المنذر قال كعب بن مالك يكنى أبا عبد الله
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر
الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي
قال أبو عبد الرحمن كعب بن مالك وقيل أبو عبد الله
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر (1) أنبأنا هبة الله
ابن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال (2) أبو عبد الله
كعب بن مالك
ثم قال في موضع آخر (3) أبو عبد الرحمن كعب بن مالك ويقال أبو عبد الله
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي قال كعب بن مالك السلمي الأنصاري أبو عبد الله
ويقال أبو عبد الرحمن سكن المدينة وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي (4) أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد
الخليلي أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي (5)
قال كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة من بني عمرو
ابن عامر وكان من أهل العقبة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن كعب بن مالك بن
أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي الأنصاري المديني
وأمه ليلى بنت زيد بن ثعلبة من بني سلمة شهد العقبة وقال ابن الكلبي وشهد بدرا مع
النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال
كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن علي السلمي وقيل

(1) في " ز ": الصفر، تصحيف.
(2) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 77.
(3) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 81.
(4) في " ز ": الفضل.
(5) في " ز ": الساسي.
182

ابن مالك بن أبي القين يكنى أبا عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن وكان كنيته أبو بشير
فكناه النبي (صلى الله عليه وسلم) أبا عبد الله شهد العقبة روى عنه عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله
وأبو أمامة ومن أولاده عبد الله وعبد الرحمن وروى عنه أبو جعفر محمد بن علي وعمر
ابن الحكم بن ثوبان وعمر بن كثير بن أفلح
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل المقدسي أنبأنا مسعود بن ناصر أنبأنا
عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال (1) كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين
أبو عبد الله الأنصاري السلمي المديني الضرير سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه بنوه عبد الله
وعبد الرحمن وعبيد الله وابن ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب قال الواقدي مات
سنة خمسين وهو ابن سبع وسبعين (2) سنة
أنبأنا أبو علي المقرئ (3) قال قال لنا (4) أبو نعيم الحافظ كعب بن مالك بن أبي
كعب بن القين بن كعب سواد بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي الأنصاري الخزرجي
الشاعر شهد بيعة العقبة مع السبعين يكنى أبا عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن كانت كنيته
أبو بشير في الجاهلية أحد المتخلفين (5) من الثلاثة الذين تخلفوا (6) فتيب عليهم شهد
المشاهد كلها إلا بدرا وتبوكا آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بينه وبين طلحة بن عبيد الله (7) روى
عنه ابن عباس وجابر وأبو أمامة ومن أولاده عبد الله وعبد الرحمن وروى عنه أبو جعفر
محمد بن علي وعمر بن الحكم بن ثوبان وعمر بن كثير بن أفلح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر الأنباري أنبأنا أبو القاسم (8) بن
الصواف حدثنا أبو بكر المهندس (9) حدثنا أبو بشر الدولابي (10) ح وأخبرنا أبو غالب
وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين (11) بن الآبنوسي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني -

(1) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 429.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي كتاب الجمع بين رجال الصحيحين: سبع وستين سنة.
(3) في " ز ": المصري.
(4) في " ز ": أنا.
(5) في م و " ز ": المخلفين.
(6) الأصل وم و " ز ": خلفوا.
(7) في " ز ": عبد الله، تصحيف.
(8) في " ز ": أبو بكر القاسم.
(9) اسمه أحمد بن محمد بن إسماعيل البناء ابن المهندس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 462.
(10) رواه الدولابي في الكنى والأسماء 1 / 78.
(11) الأصل: الحسن، تصحيف، والتصويب عن م و " ز ".
183

إجازة - ح وقرأت على أبي غالب بن البنا الحريري عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو
الحسن الدارقطني حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن
قالا حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا هارون بن إسماعيل بن النعمان بن
عبد الله بن كعب بن مالك أبو (1) موسى قال كانت كنية كعب بن مالك في الجاهلية أبا
بشير (2) فكناه النبي (صلى الله عليه وسلم) بأبي عبد الله
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا
عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن
كعب أن ابنة البراء بن معرور قالت لكعب يا أبا عبد الرحمن في حديث ذكره سقط منه
الزهري بين الحارث وعبد الرحمن
حدثناه أبو بكر وجيه بن طاهر لفظا أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا يزيد بن هارون
أنبأنا محمد بن إسحاق عن الحارث بن فضيل عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن
مالك عن أبيه قال لما حضر كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء بن معرور فقالت يا أبا عبد
الرحمن إن لقيت ابني فلانا فاقرأ عليه مني السلام فقال غفر الله لك يا أم مبشر نحن أشغل
من ذلك فقالت يا أبا عبد الرحمن أما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن أرواح المؤمنين في
طير خضر تعلق بشجر الجنة قال بلى قالت فهو ذاك [10638]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال في تسمية أصحاب العقبة في المرة
الثانية حدثنا عمرو بن خالد وحسان بن عبد الله وعثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن
أبي الأسود عن عروة قال ومن بني سواد بن غنم بن ثعلبة كعب بن مالك بن أبي القين بن
كعب بن سواد
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا
أحمد بن محمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن مهدي حدثنا عمرو بن خالد حدثنا ابن لهيعة

(1) بالأصل: " بن " تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، والكنى والأسماء.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": أبو بشير " وفي م والكنى والأسماء: أبو بشر.
184

عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد العقبة من
الأنصار ثم من بني سلمة كعب بن مالك بن أبي القين ابن كعب بن سواد
قال وأنبأنا ابن مندة أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي بمصر حدثنا جعفر
ابن سليمان النوفلي حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن موسى
بن عقبة عن الزهري في تسمية من شهد العقبة من الأنصار ثم من بني سلمة كعب بن
مالك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني هارون بن موسى الفروي (1) حدثنا ابن فليح عن موسى
بن عقبة عن الزهري قال كعب بن مالك السلمي في السبعين الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
بالعقبة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا محمد (2)
ابن الحسين بن الفضل أنبأنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنبأنا القاسم بن عبد الله بن
المغيرة حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن
عقبة عن ابن شهاب قال في تسمية من شهد العقبة كعب بن مالك
أخبرنا أبو القاسم بن أبي (3) الأشعث أنبأنا أحمد بن محمد أنبأنا أبو القاسم
الوزير أنبأنا أبو القاسم البغوي حدثني زهير بن محمد أخبرني صدقة بن ثابت عن ابن
إسحاق (4) قال وحدثني ابن الأموي حدثني أبي عن ابن إسحاق فيمن شهد العقبة
كعب بن مالك بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس عن ابن
إسحاق قال (5) وشهد العقبة من بني سواد بن غنم كعب بن مالك بن أبي (6) كعب بن القين

(1) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": القروي، تصحيف، والتصويب عن م.
(2) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م و " ز ".
(3) زيادة عن " ز "، سقطت من الأصل وم.
(4) سيرة ابن هشام 2 / 81.
(5) سيرة ابن هشام 2 " 105.
(6) بالأصل: " ابن أبي الدين بن كعب " وفي م و " ز ": " بن أبي القين بن كعب " وكله تصحيف، والتصويب عن سيرة
ابن هشام، ومما تقدم من مصادر ترجمته.
185

بن سواد ابن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساودة (1)
قال ابن عساكر (2) كذا قال والصواب ساردة (3)
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا
عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله قال قال سفيان كعب بن
مالك ليس بدري ولكنه عقبي (4)
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد
الله بن محمد حدثني زهير بن محمد أخبرني صدقة بن سابق عن ابن إسحاق حدثني
محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه أبي أمامة عن عبد الرحمن بن كعب بن
مالك ح قال وحدثني ابن الأموي حدثني أبي قال قال ابن إسحاق (5) حدثني محمد بن
أبي أمامة عن أبيه أن عبد الرحمن بن كعب قال كنت قائد أبي كعب حين ذهب بصره
وكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة قال
فمكث حينا على ذلك لا يسمع الأذان إلى الجمعة إلا صلى عليه واستغفر له قال فقلت
في نفسي إن هذا بي لعجز أن لا (6) أسأله ما له إذا سمع الأذان بالجمعة صلى على أبي أمامة
أسعد بن زرارة قال فخرجت به يوم جمعة كما كنت أخرج فلما سمع الأذان صلى عليه
واستغفر له فقلت له يا أبة ما لك إذا سمعت الآذان بالجمعة صليت على أبي أمامة أسعد
بن زرارة قال أي بني كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم (7) من حرة بني بياضة في
بقيع يقال له بقيع (8) الخضمات قال وكم كنتم أنتم يومئذ قال أربعون رجلا واللفظ
لزهير
قال وأنبأنا عبد الله حدثني زهير بن محمد أخبرني صدقة بن سابق عن ابن إسحاق
قال (9) آخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين طلحة بن عبيد الله وبين كعب بن مالك أخي بني سلمة

(1) (1) كذا بالأصل، وفي م: " ساوره " وفي " ز ": " شاوده " وسينبه المصنف إلى الصواب.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " شاروده ".
(4) بالأصل: عقيبى، والمثبت عن م و " ز ".
(5) الخبر في سير ابن هشام 2 / 77.
(6) بالأصل: " يعجز أن أسأله " والمثبت عن م و " ز "، وفي السيرة: ألا أسأله.
(7) في سيرة ابن هشام: هزم النبيت. والهزم: المطمئن من الأرض.
(8) في سيرة ابن هشام: " نقيع الخضمات " وفي " ز ": بقيع الخصمان ".
(9) سيرة ابن هشام 2 / 151 وسير أعلام النبلاء 2 / 524.
186

كذا قال ابن إسحاق وقال غيره آخى بينه وبين الزبير (1)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو سعد محمد بن الحسن بن عبد الله
بن علانة (2) ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر
المناطقي قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو القاسم
البغوي حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة
عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آخى بين الزبير بن العوام وكعب بن مالك فارتث (3) كعب يوم
أحد فجاء به الزبير يقود راحلته بزمامها ولو مات وقال ابن النقور ولو كان مات كعب
يومئذ على الضح والريح لورثه الزبير فأنزل الله عز وجل " وأولوا الأرحام بعضهم أولى
ببعض في كتاب الله " (4) (5)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا
محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار حدثني
عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن معصب عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب
قال غبي (6) خبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد على الناس كلهم إلا على ستة نفر (7) الزبير بن
العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص وكعب بن مالك وأبي دجانة وسهل
بن حنيف
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو عمر محمد بن
العباس أنبأنا أبو القاسم بن أبي حية حدثنا محمد بن شجاع حدثنا محمد بن عمر (8)
حدثني موسى بن شيبة بن (9) عمرو بن عبد الله بن كعب بن مالك عن عميرة بنت (10) عبيد
الله بن كعب بن مالك عن أبيهما (11) قال قال كعب لما انكشف الناس يعني يوم أحد

(1) سير أعلام النبلاء 2 / 524.
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": علاثة، تصحيف. ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 237 وفيه: الحسين.
(3) الارتثات أن يحمل المقاتل في الحرب جريحا من المعركة وقد أثخن، ويحمل وبه رمق.
(4) سورة الأنفال، الآية: 75.
(5) سير أعلام النبلاء 2 / 524.
(6) أي خفي.
(7) بالأصل: " النفر " والمثبت عن م، و " ز ".
(8) الخبر في مغازي الواقدي 1 / 236.
(9) بالأصل: " عن " تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، والمغازي.
(10) بالأصل: " بن " تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، والمغازي.
(11) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": والمغازي: " أبيها ". وهو أشبه.
187

كنت أول من عرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبشرت به المؤمنين حيا سويا قال كعب وأنا في
الشعب فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كعبا بلأمته وكانت صفراء أو بعضها فلبسها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ونزع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأمته فلبسها كعب وقاتل كعب يومئذ قتالا شديدا حتى جرح سبعة عشر
جرحا
قال وحدثنا محمد بن عمر (1) حدثني يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن موسى
بن ضمرة بن سعيد عن أبيه عن أبي بشير المازني قال لما صاح الشيطان أزب العقبة إن
محمدا قد قتل لما أراد الله من ذلك سقط في أيدي المسلمين وتفرقوا في كل وجه
وأصعدوا في الجبل فكان أول من بشرهم برسول الله (صلى الله عليه وسلم) سالما كعب (3) بن مالك قال
كعب فجعلت أصيح ويشير إلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأصبعه على فيه أن اسكت
قال وحدثنا محمد بن عمر (3) قال وحدثني معمر بن راشد عن الزهري عن ابن
كعب بن مالك عن أبيه قال كنت أول من عرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ فعرفت عينيه من
تحت المغفر فناديت يا معشر الأنصار أبشروا هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأشار إلي رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) أن اصمت
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين
قراءة قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن
أبي العقب أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن عائد قال وأخبرني
محمد بن شعيب أخبرني أبو المخارق محفوظ بن المسور أن أبا سفيان بن حرب أقبل يوم
أحد فقال يا معشر الأنصار خلوا بيننا وبين إخواننا من قريش فإنكم إن فعلتم رحلنا عنكم
ولم نمدكم (4) فقد أتيناكم في الدهم وما لا قبل لكم به فكاد ذلك يكسر في أذرع القوم
قال كعب بن مالك الأنصاري يحرض الأنصار وبعث بقصيدته هذه إلى أبي سفيان (5)
أبلغ أبا سفيان أن قد أضاء (6) لنا * بأحمد نور من هدى الله ساطع

(1) الخبر رواه الواقدي في المغازي 1 / 235 - 236.
(2) بالأصل: " كعبا " تصحيف، والتصويب عن م، و " ز "، والمغازي.
(3) الخبر رواه الواقدي في المغازي 1 / 236.
(4) كذا رسمها بالأصل، وفي م: " يهدكم " وفي " ز ": نهدكم وفوقها ضبة.
(5) الأبيات في سيرة ابن هشام 2 / 87 - 88.
(6) في السيرة: بدا لنا.
188

فلا ترغبن في حربنا أن تكيدنا (1) * وألب وجمع كل ما أنت جامع
ودونك فاعلم أن نقض عهودنا * أباه الملامنا الذين تبايعوا (2)
أباه البراء وابن عمرو كلاهما * وأسعد يأباه عليك ورافع (3)
وسعد أباه الساعدي ومنذر * لأنفك إن حاولك ذلك جادع
وما ابن ربيع إن تناولت عهده * بمسلمه لا يطمعن ثم طامع
وأيضا فلا يعطيكه (4) ابن رواحة * وإخفاره من دونه السم نافع
وفاء به والصامتي (5) بن صامت * بمندوحة عما يحاول باقع (6)
أبو هيثم أيضا جدير (7) بمثلها * وفي بما أعطى من العهد جائع (8)
وسعد أخو عمرو بن عوف فإنه * ضروح (9) بما يأتي من الأمر مانع
وما ابن حضير إن أردت بمطمع * فهل أنت عن أحموقة الرأي نازع
ونحن نجوم ما نغبك منهم * عليك بنحس من دجى الليل طالع
فهؤلاء الذين ذكرهم كعب بن مالك في قصيدته النقباء البراء هو ابن معرور وابن
عمرو هو عبد الله والد جابر وأسعد هو أبو أمامة ورافع هو ابن مالك بن العجلان وسعد
هو ابن عبادة ومنذر هو ابن عمرو وابن الربيع هو سعد بن الربيع وابن رواحة هو عبد
الله والسالمي بن صامت هو عبادة وأبو هيثم هو ابن التيهان وسعد العمري هو ابن
خيثمة وابن حضير هو أسيد وهم اثنا (10) عشر نقيبا من الأنصار
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أبو القاسم بن أبي حية حدثنا محمد بن شجاع حدثنا محمد بن عمر

(1) صدره في السيرة: فلا ترغبن في حشد أمر تريده.
(2) عجزه في السيرة: إياه عليك الرهط حين تتابعوا.
(3) بالأصل: " ورارح " والمثبت عن م، و " ز "، والسيرة.
(4) الأصل: يعطيه، والمثبت عن م، و " ز "، والسيرة.
(5) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": " السالمي " وفي السيرة: " والقوقلي ".
(6) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " يحاول نافع " وفي السيرة: تحاول يافع.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي السيرة: وفي.
(8) كذا بالأصل و " ز ": " صروح " والمثبت عن السيرة.
(10) الأصل: اثني عشر، والمثبت عن " ز "، وم.
189

الواقدي (1) قال قال كعب بن مالك أنشديها مشيخة آل كعب وأصحابنا جميعا في غزوة بدر
الموعد:
وعدنا أبا سفيان بدرا فلم نجد * لموعده صدقا وما كان وافيا
فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا * رجعت ذميما وافتقدت المواليا
تركنا بها أوصال عتبة وابنه * وعمرا أبا جهل تركناه ثاويا
عصيتم رسول اله أف لدينكم * وأمركم السيئ (2) الذي كان غاويا
وإني ولو عنفتموني لقائل * فدى لرسول الله أهلي وماليا
أطعنا فلم نعدل سواه بغيره * شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أبو القاسم علي بن
الحسين أنبأنا علي بن محمد بن خشنام حدثنا خالد بن النضر (3) القرشي حدثنا محمد بن
عبد الأعلى حدثنا معتمر بن سليمان حدثنا أبي قال وذكر كعب بن مالك قرب الحارث
يعني ابن أبي ضرار في غزوة بني المصطلق وعدة أصحاب نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فامتنع منه القوم
فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقام على رأسه بالسيف حتى أصبح فلما استيقظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا هو
بكعب قائم على رأسه بالسيف قال مالك يا كعب قال ذكرت الحارث بن أبي ضرار
وقربه منك وعزتك يا نبي الله وعزة أصحابك فامتنع مني القوم قمت إليك أحرسك فقال له
النبي (صلى الله عليه وسلم) معروفا [10639]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل قالا أنبأنا
أبو منصور بن شكرويه ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن
إسحاق ومحمد بن أحمد بن علي قالوا أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشيد (4)
قولة (5) حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا علي بن أحمد الجواربي حدثنا عبد
الرحمن بن عبد الملك الحزامي (6) حدثنا عمرو (7) بن طلحة التيمي عن المنكدر بن محمد
بن المنكدر عن أبيه عن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لكعب بن مالك ما نسي ربك وما كان

(1) الخبر والشعر في مغازي الواقدي 1 / 389 - 390.
(2) الأصل و " ز " وم: الشئ، والمثبت عن المغازي.
(3) الأصل: نصر، والمثبت عن م و " ز ".
(4) في " ز ": " بن عقيل " بدلا من قوله: " قوله ".
(5) زيد بعدها في م: إلى.
(6) عن م: الحزامي، وفي " ز ": الخزامي، وبالأصل " الحرامي " ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 128.
(7) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": " عمر " وكله تصحيف، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
190

ربك نسيا بيتا قلته قال ما هو قال أنشده يا أبا بكر فقال
زعمت سخينة (1) أن ستغلب ربها * وليغلبن مغالب الغلاب (2)
قال ابن عساكر (3) كذا قال وإنما هو محمد بن طلحة [10640]
أخبرناه أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (4) حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن
طلحة التيمي عن منكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكعب بن مالك ما نسي ربك وما كان نسيا شعرا (5) قلته
قال ما هو قال (6): يا أبا بكر أنشد فقال فذكر البيت [10641]
أخبرنا (7) أبو الوفاء عبد (8) الواحد بن حمد أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي حدثنا
أبو بكر (9) بن المقرئ أنبأنا أبو (10) العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى أنبأنا عبد الله
ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد حدثه عن عبد الله بن أنيس (11)
أنه حدثه عن أمه وهي ابنة كعب بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج على كعب بن مالك في
مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينشد فلما رآه كأنه القمر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما كنتم عليه قال
كعب كنت أنشد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنشدني حتى مر بقوله (12):
نقاتل عن جذمنا كل قحمة (13) * مذربة فيها القوانس تلمع (14):

(1) السخينة: طعام من دقيق وسمن أو دقيق وتمر، كانت قريش تكثر من أكلها وخاصة في الجدب، فلقبت بها.
(2) الخبر والشعر في سير الأعلام 2 / 525 - 527 وأخرجه في كنز العمال 13 / 581.
(3) الزيادة منا للإيضاح.
(4) بالأصل وم و " ز ": اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
(5) بالأصل وم: شعر، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(6) كلمة " قال " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(7) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(8) الزيادة عن م و " ز "، للإيضاح.
(9) في " ز ": بشر.
(10) الذي في " ز ": أبو الفضائل بن علي أنا عبد الله بن وهب بن بكير والحارث بن محمد بن سعيد.
(11) في " ز ": الحسن.
(12) البيت من قصيدة طويلة قالها كعب بن مالك يجيب هبيرة بن أبي وهب المخزومي على شعر قاله في يوم أحد،
ومطلع قصيدة كعب:
ألا هل أتى غسان عنا ودونهم * من الأرض خرق سيره متنعنع
سيرة ابن هشام 3 / 139.
(13) الأصل: فحمة، وفي " ز ": بدون إعجام، والمثبت عن م. وفي السيرة: ديننا بدل جذمنا، والجذم: الأصل.
(14) العجز زيادة عن سيرة ابن هشام 3 / 140.
191

فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تقل نقاتل عن جذمنا وقل عن ديننا (1) [10642]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا هارون
بن سليمان حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سعيد بن عبد الرحمن عن محمد بن سيرين
قال (2) كان شعراء أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن
مالك
قال وأنبأنا أبو بكر بن الحسن القاضي أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان حدثنا عبد
الكريم بن الهيثم حدثنا أبو اليمان (3) أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن
عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك حين أنزل الله في الشعر ما أنزل أتى إلى (4)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له إن (5) الله قد أنزل في (6) الشعر ما قد علمت فكيف ترى فيه فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه [10643]
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو طاهر
محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي الشاهد أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو
المديني حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي حدثنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد
عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال يا رسول الله ماذا ترى
في الشعر فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (7) ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأ أبو محمد الجوهري
أنبأنا أبو الحسين بن المظفر حدثنا محمد بن خريم (8) حدثنا هشام بن عمار حدثنا
سعيد (9) بن يحيى حدثنا يونس يعني ابن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب
أن كعبا قال يا رسول الله قد أنزل الله في الشعر ما قد علمت فما ترى فيه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)
إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل (10) [10644]

(1) الخبر والشعر في الأغاني 16 / 232.
(2) الخبر في سير أعلام النبلاء 2 / 525.
(3) الأصل: اليمن، والمثبت عن م و " ز ".
(4) زيادة عن " ز ".
(5) بالأصل: " النبي " شطبت واستدركت " رسول الله " عن الهامش.
(6) الأصل: " أفي " والمثبت عن م و " ز ".
(7) كذا بالأصل وم، وزيد هنا في " ز ": " إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأنما ينضحونهم
بالنبل ".
(8) في " ز ": " خزيم " وفي م: " حريم ".
(9) الأصل وم، وفي " ز ": يسلامة.
(10) من قوله: إن المؤمن سقط من " ز " هنا، وقدم إلى آخر السند السابق.
192

أخبرنا (1) أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو الحسين بن بشران
ببغداد أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا أحمد بن منصور حدثنا عبد الرزاق أنبأنا
معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنبي (صلى الله عليه وسلم) إن الله
عز وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل قال إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي
بيده لكأنما ترمونهم (2) به نضح النبل [10645]
قرأت (3) على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا أبو علي بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (4) أنبأنا عبد
الوهاب بن عطاء أنبأنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتى كعب بن
مالك على جمل قد شنق له حتى بلغ رأسه المورك (5) فقال أين هو فجاء من خلفه
فقال هيه فأنشده فقال لهو أشد عليهم من وقع النبل [10646]
قال وحدثنا ابن سعد أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن عون قال قال
محمد كان ثلاثة من الأنصار يهاجون عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حسان بن ثابت وعبد الله بن
رواحة وكعب بن مالك فأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم وأما عبد الله بن رواحة
فكان يعيرهم بالكفر وترددهم فيه وأما كعب فكان يذكر الحرب فيقول فعلنا ونفعل ونفعل
ويتهددهم (6)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (7) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني إسحاق بن إسماعيل
حدثني معن بن عيسى حدثني مسور بن عبد الملك قال مر النبي (صلى الله عليه وسلم) بكعب بن مالك وهو
يقول:
تجالدنا عن جذمنا كل قحمة (9) * مدربة فيها القوانس تلمع

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": ترموا لهم.
(3) كتب فوقها في الأصل وم: إلى.
(4) كتب قبلها في " ز ": حدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا الجوهري قراءة، عن أبي عمر بن حيوية. قال: وأنا يوسف أنا الرملي إجازة.
(5) المورك: المرفقة التي تكون عند قادمة الرحل، يستريح الراكب بوضع رجله عليها.
(6) سير أعلام النبلاء 2 / 525 وتهذيب الكمال 15 / 403 من طريق محمد بن سيرين. وأسد الغابة 4 / 188.
(7) الأصل وم و " ز ": اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
(8) الأصل وم: وفي " ز ": مجالدنا.
(9) الأصل: فحمه، وفي " ز ": فحصه، والمثبت عن م، وفي الأغاني: فخمة.
193

قال فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) عن ديننا يا كعب [10647]
قال وحدثنا ابن أبي الدنيا حدثني سلم (1) بن جنادة حدثنا وكيع عن جرير بن
حازم عن محمد بن سيرين قال أسلمت دوس فرقا من بيت قاله كعب بن مالك:
تخيرها ولو نطقت لقالت * قواطعهم دوسا أو ثقيفا (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم قراءة عليهما
قالا أنبأنا رشأ بن نظيف قراءة أنبأنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب قال
قرئ على أبي بكر محمد بن القاسم الأنباري قال وحدثني أبي حدثني الحسن بن عبد
الرحمن الربعي أنبأنا أبو محمد التوزي حدثنا أبو معمر صاحب عبد الوارث عن عبد
الوارث قال كان شعبة يحقرني أبدا إذا ذكرت شيئا قال
فحدث يوما عن ابن عون عن ابن سيرين أن كعب بن مالك قال (3):
قضينا من تهامة كل ريب * وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نخيرها ولو نطقت لقالت * قواطعهن دوسا أو ثقيفا
وتنتزع العروش عروش و ج * ونترك داركم (4) منكم خلوفا
فلست لحاصر (5) إن لم تزركم (6) * بساحة داركم منا ألوفا
قال فقال شعبة وتنتزع العروس عروش و ج فقلت له يا أبا بسطام وأي عروش
ثمة فقال ويلك ما هية فقلت العروش قال الله عز وجل " فهي خاوية على
عروشها " (7) فكان بعد ذلك يهابني ويجلني
أخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر وأبو المحاسن أسعد بن علي
وأبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين قالوا أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الداوودي أنا
عبد الله بن أحمد بن حمويه أنبأنا إبراهيم بن خزيم (8) حدثنا عبد بن حميد أنبأنا عبد

(1) في م و " ز ": سالم، تصحيف.
(2) الخبر والبيت في سير أعلام النبلاء 2 / 525 والإصابة 3 / 302 وأسد الغابة 4 / 188.
(3) من قصيدة قالها كعب بن مالك حين أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى الطائف، كما في سيرة ابن هشام 4 / 121.
(4) في السيرة: ببطن و ج وتصبح دوركم، والعروش هنا: سقوف البيوت. ووج: موضع بالطائف.
(5) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " بحاضر " وفي السيرة: لحاضن.
(6) في السيرة: تروها.
(7) سورة البقرة، الآية: 259.
(8) بالأصل: حريم، وفي " ز ": خريم، والمثبت عن م، ترجمته في سير الأعلام 14 / 486.
194

الملك بن عمرو حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن ابن كعب بن مالك عن أبيه
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعثه وأوس بن حدثان فناديا أيام التشريق أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن
وأن هذه أيام أكل وشرب (1) [10648]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا عمر بن الربيع بن سليمان حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الغني بن سعيد عن
موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
" وعلى الثلاثة الذين خلفوا " (2) كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية
قال وأنبأنا ابن مندة أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا أنبأنا
أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر " وعلى
الثلاثة الذين خلفوا " قال هم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية كلهم من
الأنصار
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن بن
عثمان أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي أنبأنا علي بن الحسن بن سلم (3) حدثنا
إسماعيل بن محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان قال وجدت في كتاب جدي عن سفيان عن
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
الذين خلفوا عن التوبة كعب بن مالك مرارة بن ربيعة وهلال بن أمية وكان ممن
تخلف عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك ستة أبو لبابة (4) وأوس بن خذام (5) وثعلبة بن
وديعة (6) وكعب بن مالك ومرارة بن ربيعة كذا قال ربيعة وهلال بن أمية فجاء أبو
لبابة وأوس بن خذام وثعلبة بن وديعة فربطوا أنفسهم بالسواري وجاءوا بأموالهم فقالوا يا
رسول الله خذها هذا الذي حبسنا عنك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا أحلهم حتى يكون (7)
فنزل القرآن " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم " (8) الآية " خذ من

(1) الأغاني 16 / 227، وأسد الغابة 1 / 167 في ترجمة أوس بن الحدثان.
(2) سورة التوبة، الآية: 119.
(3) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": سالم.
(4) هو أبو لبابة رفاعة بن عبد المنذر، ترجمته في أسد الغابة 5 / 265.
(5) بالأصل وم و " ز ": جذام، والمثبت عن أسد الغابة، ترجمته فيه 1 / 170.
(6) ترجمته في أسد الغابة 1 / 292.
(7) في أسد الغابة 1 / 293 حتى يكون قتال.
(8) سورة التوبة، الآية: 102.
195

" أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم " (1) أي استغفر لهم " إن صلواتك سكن
لهم " (1) " وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم " (2) كان ممن خلف عن
التوبة وأرجى كعب بن مالك ومرارة ربيع (3) وهلال بن أمية (4) فأرجوا أربعين يوما
فخرجوا وضربوا فساطيطهم واعتزلهم نساؤهم ولم ينزلوهم المسلمين (5) ولم يتبروا منهم
فنزل فيهم " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت " إلى قوله " التواب الرحيم " (6)
فبعث أم سلمة إلى كعب فبشرته [10649]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي الحسن بن علي أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (7) حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي الزهري
محمد بن عبد الله عن عمه محمد بن مسلم الزهري أخبرني (8) عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب بن مالك أن عبيد الله (9) بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال
سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك فقال
كعب بن مالك
لم أتخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة قط إلا في غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت
في غزوة بدر ولم يعاتب أحد (10) تخلف عنها إنما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يريد عير قريش حتى
جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليلة العقبة حين
توافقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها
وأشهر (11) وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك أني لم أكن قط
أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط
حتى جمعتهما في تلك الغزوة وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها

(1) سورة التوبة، الآية: 103.
(2) سورة التوبة، الآية: 106.
(3) هو مرارة بن الربيع، وقيل: ربيعة، ترجمته في أسد الغابة 4 / 358.
(4) ترجمته في أسد الغابة 4 / 630.
(5) كذا بالأصل وم و " ز ": ينزلوهم المسلمين.
(6) سورة التوبة، الآية: 118.
(7) رواه أحمد بن حنبل في مسنده 5 / 350 وما بعدها رقم 15789 طبعة دار الفكر.
(8) أقحم بعدها بالأصل: " عن ".
(9) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المسند والمختصر: عبد الله.
(10) في المسند: أحدا.
(11) الزيادة عن المسند.
(12) هنا، وفيما يلي في المسند: الغزاة.
196

حتى كانت تلك الغزوة فغزاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا
ومفازا (1) واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمره ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه
الذي يريد والمسلمون مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثير (2) لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان
فقال كعب فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك سيخفى (3) له ما لم ينزل فيه وحي من
الله وغزا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تلك الغزوة حين طابت الثمار والظل (4) فتجهز إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
والمؤمنون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معه فأرجع ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا
قادر على ذلك إذا أردت فلم يزل كذلك يتمادى بي حتى شمر بالناس الجد فأصبح رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) غاديا والمسلمون معه ولم أقض (5) من جهازي شيئا فقلت أتجهز (6) بعد يوم أو
يومين ثم ألحقهم فغدوت بعدما فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقض شيئا من جهازي ثم
رجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن
أرتحل فأدركهم وليت أني فعلت ثم لم يقدر (7) ذلك لي فطفقت إذا خرجت في الناس بعد
خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فطفت فيهم يحزنني أن لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق أو
رجلا (8) ممن عذر الله ولم يذكرني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى بلغ تبوكا (9) فقال وهو جالس في
القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك قال رجل من بني سلمة حبسه يا رسول الله برداه
والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا
خيرا فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال كعب بن مالك فلما بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد توجه
قافلا من تبوك حضرني بثي فطفقت أتفكر الكذب وأقول بماذا اخرج من سخطه (10) عذرا
أستعين (11) على ذلك كل رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أظل قادما زاح عني
الباطل وعرفت أن لا أنجو منه بشئ أبدا فأجمعت صدقه وصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان إذا
قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه

(1) بدون إعجام بالأصل، وفي م و " ز ": " ومغارا " والمثبت عن المسند.
(2) الزيادة عن المسند.
(3) بالأصل وم و " ز ": " سحقا " والمثبت عن المسند.
(4) زيد بعدها - فقط في المسند -: وأنا إليها أصعر.
(5) بالأصل: " أقضى " تصحيف، والمثبت عن م، و " ز "، والمسند.
(6) في المسند: الجهاز.
(7) الأصل: يفد، والمثبت عن م، و " ز "، والمسند.
(8) بالأصل وم: رجل، والمثبت عن " ز "، والمسند.
(9) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي المسند: تبوك.
(10) الأصل وم و " ز ": سخطته، والمثبت عن المسند.
(11) في المسند: غدا أستعين على ذلك كل ذي رأي.
197

المخلفون (1) فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علانيتهم ويستغفر لهم ويكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت عليه
تبسم تبسم المغضب ثم قال لي تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما
خلفك ألم تكن قد استمر ظهرك قال فقلت يا رسول الله إني لو جلست عند غيرك من
أهل الدنيا لرأيت أني أخرج من سخطته بعذر لقد أعطيت جدلا ولكنه والله لقد علمت لئن
حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله يسخطك علي ولئن حدثتك (2) بصدق
تجد علي فيه إني لأرجو قرة (3) عيني عفوا من الله والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط
أفرغ مني ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما هذا فقد صدق (4) فقم
حتى يقضي الله فيك فقمت وبادرت رجالا (5) من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما
علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما اعتذر
به المخلفون (6) فقد كان كافيك من ذنبك استغفار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لك (7) قال والله ما
زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (8) فأكذب نفسي قال ثم قلت لهم
هل لقي (9) هذا معي أحد قالوا نعم لقيه معك (10) رجلان قالا ما قلت وقيل لهما مثل
ما قيل لك قال فقلت لهما من هما قالوا مرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية
الواقفي قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا لي فيهما أسوة قال فمضيت حين
ذكروهما لي قال: ونهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف
عنه فاجتنبنا الناس قال وتغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض
التي كنت أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاسكتنا وقعدا في بيوتهما
يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف
بالأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في مجلسه بعد الصلاة فأسلم عليه فأقول

(1) في المسند: المتخلفون.
(2) في المسند: حدثتك اليوم بصدق.
(3) بالأصل وم و " ز ": " قرب عتبي عفو " والمثبت عن المسند.
(4) بالأصل وم و " ز ": صدقت، والمثبت عن المسند.
(5) بالأصل وم و " ز " والمسند: رجال.
(6) في المسند: المتخلفون.
(7) الزيادة عن المسند، و " ز "، سقطت من الأصل وم.
(8) الزيادة عن " ز "، وسقطت الجملة من الأصل وم والمسند.
(9) بالأصل وم و " ز ": " في " والمثبت عن المسند.
(10) بالأصل: معه، والمثبت عن م، و " ز " والمسند.
198

في نفسي حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم أصلي (1) قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت
على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض حتى إذا طال على ذلك من هجر المسلمين
مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما
رد علي السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله قال
فسكت قال فعدت فنشدته فسكت فعدت ونشدته فقال الله ورسوله أعلم ففاضت
عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط أهل
الشام (2) ممن قدم بطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدلني على كعب بن مالك قال فطفق
يشيرون (3) له إلي حتى جاء فدفع إلي كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فإذا فيه أما بعد فقد
بلغنا (4) أن صاحبك جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك (5)
قال فقرأتها فقلت حين قرأتها وهذا أيضا من البلاء قال فتيممت بها التنور فسجرته
بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا برسول رسول (6) الله (صلى الله عليه وسلم) يأتيني فقال إن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمرك أن تعتزل امرأتك قال فقلت أطلقها أم ماذا أفعل قال بل اعتزلها
فلا تقربها قال وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك قال فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني
عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر قال فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت
له يا رسول الله إن هلالا شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن
لا يقربنك قالت فإنه والله ما به حركة إلى شئ والله ما زال يبكي لدن إن كان من أمرك ما
كان إلى يومه هذا قال فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في امرأتك فقد أذن
لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه قال فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما أدري
ما يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا استأذنته وأنا رجل شاب قال فلبثنا بعد ذلك عشر ليال فكمل لنا
خمسين (7) ليلة حين نهى عن كلامنا قال ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على
ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال الذي ذكر الله منا قد ضاقت علي نفسي

(1) بالأصل: أصل.
(2) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، والمسند.
(3) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، والمسند.
(4) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، والمسند.
(5) بالأصل وم و " ز ": نواسيك، والمثبت عن المسند.
(6) " رسول " كتبت فوق الكلام بالأصل.
(7) بالأصل وم: " خمسون " والمثبت عن " ز "، وفي المسند: كمال خمسين.
199

وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صارخا أوفى علي جبل سلع (1) يقول بأعلى
صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء فرج وآذن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب يبشروننا وذهب قبل قبل
صاحبي يبشرون وركض إلي رجل فرسا وسعى ساع من أسلم وأوفى الجبل فكان الصوت
أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فسكوتهما إياه
ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أؤم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
تلقاني الناس فوجا فوجا فهنؤوني بالتوبة يقولون لي ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت
المسجد فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس في المسجد حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله
يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إلا رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب
لا ينساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يبرق وجهه من السرور
قال أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال قلت من عندك يا رسول أم من عند
الله قال لا بل من عند لله قال وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة فمر
حتى يعرف ذلك منه قال فلما جلست بين يديه قال قلت يا رسول الله إن من توبني أن
أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمسك بعض مالك فهو خير
لك قال فقلت إنس أمسك سهمي الذي بخيبر قال قلت يا رسول الله إنما الله نجاني
بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت قال فوالله ما أعلم أحدا من
المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحسن مما أبلاني
الله والله ما تعمدت كذبه منذ قلت ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى يومي هذا وإني لأرجو أن
يحفظني فيما بقي قال وأنزل الله " لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين
اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف
رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم
أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا
أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " (2) قال كعب فوالله ما أنعم الله علي من نعمة
قط بعد أن هداني أعظم في نفسي من صدقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومئذ ألا أكون كذبته فأهلك كما
هلك الذين كذبوه حين كذبوه فإن الله قال للذين كذبوه حين أنزل الوحي شر ما يقال لأحد

(1) سلع: جبل بسوق المدينة.
(2) سورة التوبة، الآيات 116 إلى 119.
200

فقال الله عز وجل " سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم
رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم
فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين " (1) قال وكنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل
منهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين حلفوا فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمرنا حتى قضى
الله في ذلك قال الله عز وجل " وعلى الثلاثة الذين خلفوا " وليس تخليفه إيانا وإرجاؤه
أمرنا الذي ذكرنا منا خلفنا بتخلفنا عن الغزو وإنما هو عن من حلف له واعتذر إليه فقبل
منه [10650]
حدثناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا أبو
سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى
الذهلي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
عن أبيه ح قال وحدثنا محمد بن يحيى قال وحدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني
عقيل عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث
حديثه حين تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك ح قال وحدثنا محمد بن يحيى عن
عبد الله بن محمد النفيلي (2) حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال فذكر
محمد بن مسلم عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري أن أباه عبد الله بن
كعب وكان قائد أبيه حين أصيب بصره قال سمعت أبي كعب بن مالك يحدث حديثه
حين تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ح قال وحدثنا محمد بن يحيى قال وحدثنا أحمد بن أبي
شعيب الجزري حدثنا موسى بن أعين حدثنا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه قال
أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال سمعت أبي كعب بن مالك
واقتصوا الحديث وبعضهم يزيد على بعض وهذا حديث عبد الرزاق ح وأخبرنا أبو عبد
الله محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد
الله الشيباني أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن أبي شعيب
الحراني حدثنا موسى بن أعين حدثنا إسحاق بن رشد أن الزهري حدثه قال أخبرني عبد
الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال سمعت أبي كعب بن مالك ح قال:

(1) سورة التوبة، الآيتان 95 و 96.
(2) سقطت اللفظة من " ز ".
201

وأنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى وأبو الأزهر وحمدان السلمي قالوا
أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه
قال
لم أتخلف عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا ولم يعاتب
النبي (صلى الله عليه وسلم) أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش معونين لعيرهم
فالتقوا عن غير موعد كما قال الله ولعمري أن أشرف مشاهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس لبدر
وما أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث تواثقنا (1) على الإسلام ثم لم أتخلف
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وأذن النبي
(صلى الله عليه وسلم) الناس بالرحيل وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم وذلك حين طاب الظلال وطابت الثمار
وكان قل (2) ما أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غزوة إلا ورى (3) بغيرها وفي حديث ابن حمدون قال
محمد قال عبد الرزاق مرة إلا وري بغيرها قال لي بعض أصحابنا وارى خبرها ثم اتفقا
فقالا وكان يقول الحرب خدعة فأراد النبي (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبته
وأنا أيسر ما كنت قد جمعت راحلتين وأنا أقدر شئ في نفسي على الجهاد وخفة الحاد وأنا
في ذلك أصفو إلى الظلال وطيب الثمار فلم أزل كذلك حتى قام النبي (صلى الله عليه وسلم) بالغداة وذلك
يوم الخميس وكان يحب أن يخرج يوم الخميس فأصبح غاديا إلى السوق فأشتري جهازي
ثم ألحق بهم فانطلقت إلى السوق من الغد فعسر علي بعض شأني فرجعت فقلت أرجع
غدا (4) إن شاء الله فألحق بهم فعسر علي بعض شأني أيضا فلم أزل كذلك حتى التبس بي
الذنب وتخلفت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجعلت وقال الشيباني فجعلت أمشي في الأسواق
وأطوف وأطوف بالمدينة فتحدثني وقال الشيباني يحدثني أني لا أرى أحدا إلا رجلا
مغموصا عليه في النفاق وقال أبو الأزهر وحمدان السلمي هاهنا إلا رجلا مغموصا عليه في
النفاق أو بعض من عذر الله من الضعفاء وكان ليس أحد تخلف إلا رئي وقال الشيباني رأى
أن ذلك سيخفى له وكان الناس كثيرا لا يجمعهم ديوان وكان جميع من تخلف عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) بضعة وثمانين رجلا ولم يذكرني (5) النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى بلغ تبوكا فلما بلغ تبوكا قال ما فعل

(1) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": توافقنا.
(2) زيادة عن م و " ز ".
(3) ورى بغيرها: أي أنه أخفى أمرها وأظهر أنه يريد الذهاب إلى وجه آخر، في غزوة أخرى.
(4) بالأصل: " غد " والمثبت عن م و " ز ".
(5) الأصل: " يذكر " والمثبت عن م و " ز ".
202

كعب (1) قال رجل من قومي خلفه يا نبي (2) الله برداه والنظر في عطفيه فقال معاذ بن
جبل بئس ما قلت والله يا نبي الله ما نعلم إلا خيرا قال فبينما هم كذلك إذا هم برجل
يزول به السراب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة فلما قضى النبي (صلى الله عليه وسلم)
غزوة تبوك وقفل ودنا من المدينة جعلت وقال الشيباني وقلت أتذكر بماذا أخرج من سخطة
النبي (صلى الله عليه وسلم) وأستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي حتى إذا قيل النبي (صلى الله عليه وسلم) مصبحكم
بالغداة راح عني الباطل وعرفت أني وقال الشيباني أن لا أنجو إلا بالصدق دخل وقال
الشيباني ودخل النبي (صلى الله عليه وسلم) ضحى فصلى في المسجد ركعتين وكان إذا جاء من سفر فعل
ذلك دخل المسجد فصلى ركعتين ثم جلس فجعل يأتيه من تخلف فيحلفون له ويعتذرون
إليه فيستغفر لهم ويقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله عز وجل فدخلت المسجد فإذا
هو جالس فلما رآني تبسم تبسم المغضب فجئت فجلست بين يديه فقال ألم تكن
اتبعت (3) ظهرك قلت بلى يا رسول الله قال فما خلفك قلت والله لو بين أحد من
الناس غيرك جلست لخرجت من سخطته علي بعذر لقد أوتيت جدلا ولكن قد علمت يا نبي
الله إني إن أخبرك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق فإني أرجو وقال الشيباني لأرجو (4)
فيه عفو (5) الله وإن حدثتك اليوم حديثا ترضى عني وقال الشيباني علي فيه وهو كذب
أوشك الله أن يطلعك علي والله يا نبي الله ما كنت قط أيسر ولا أخف حاذا مني حين
تخلفت عنك وقال (6) وقال الشيباني فقال أما هذا فقد صدقكم الحديث قم حتى
يقضي الله فيك فقمت فثار على أثري ناس من قومي يؤنبوني فقالوا والله ما نعلمك أذنبت
زاد الشيباني ذنبا وقالا قبل هذا فهلا اعتذرت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بعذر يرضى عنك فيه
فكان وقال الشيباني وكان استغفار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سيأتي من وراء ذنبك ولم تقف نفسك
موقفا لا تدري ماذا يقضي لك وفي حديث الشيباني ماذا يقضي الله لك فيه فلم يزالوا
يؤنبوني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي فقلت هل قال هذا القول أحد غيري قالوا
نعم زاد ابن حمدون قاله وقالا هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة زاد ابن حمدون قال
عبد الرزاق وقال غير معمر ربعي فذكروا وقال الشيباني ذكروا رجلين صالحين قد

(1) في " ز ": ما فعل كعب بن مالك.
(2) بالأصل: " رسول " ثم شطبت وكتب تحتها: يا نبي.
(3) في م و " ز ": ابتعت.
(4) بالأصل: " لا أرجو " والمثبت عن " ز "، وم.
(5) تقرأ بالأصل وم: عقبى، والمثبت عن " ز ".
(6) زيادة لازمة للإيضاح عن " ز "، سقطت اللفظة من الأصل وم.
203

شهدا (1) بدرا لي فيهما أسوة فقلت والله لا أرجع إليه في هذا أبدا ولا أكذب نفسي قال
ونهى النبي (صلى الله عليه وسلم) الناس عن كلامنا أيها الثلاثة قال فجعلت أخرج إلى السوق فلا يكلمني
أحد وتنكر لنا الناس حتى ما هم بالذين وقال الشيباني بالذي نعرف وتنكرت لنا
الحيطان حتى ما هي بالحيطان التي نعرف وتنكرت لنا الأرض حتى ما هي بالأرض التي
نعرف وكنت أقوى أصحابي فكنت أخرج فأطوق بالأسواق فآتي إلى المسجد فأدخل وآتي
وقال الشيباني فآتي النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسلم عليه فأقول هل حرك شفتيه بالسلام فإذا قمت
أصلي إلى سارية فأقبلت قبل (2) صلاتي نظر إلي بمؤخر عينيه وإذا نظرت إليه أعرض عني
واستكان صاحباي (3) فجعلا يبكيان الليل والنهار لا يطلعان رؤوسهما قال بينا أنا أطوف
بالسوق إذا رجل نصراني جاء بطعام له يبيعه يقول من يدلني على كعب بن مالك فطفق
الناس يشيرون له إلي فأتاني وأتاني بصحيفة من ملك غسان فإذا فيها أما بعد فإنه بلغني
أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ولست بدار مضيعة ولا هوان فالحق بنا نواسك (4) فقلت
هذا أيضا من البلاء والشر فسجرت لها التنور وأحرقتها وقال الشيباني فأحرقتها فلما
مضت أربعون ليلة إذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أتاني فقال اعتزل امرأتك فقلت أطلقها قال
لا ولكن لا تقربنها فجاءت امرأة هلال فقالت يا نبي الله إن هلال بن أمية شيخ
ضعيف فهل وقال الشيباني هل تأذن لي أن أخدمه قال نعم ولكن لا يقربنك
قالت وقال الشيباني فقالت يا نبي الله والله ما به حركة لشئ ما زال مكبا يبكي الليل
والنهار منذ وقال الشيباني مذ كان من أمره ما كان قال كعب فلما طال علي البلاء
اقتحمت على أبي قتادة حائطه وهو ابن عمي فسلمت عليه فلم يرد علي فقلت أنشدك الله يا
أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله فسكت حتى قتلها ثلاثا فقال أبو قتادة في الثالثة الله
ورسوله أعلم فلم أملك نفسي أن بكيت ثم اقتحمت الحائط خارجا حتى إذا مضت
خمسون ليلة من حين نهى زاد الشيباني النبي (صلى الله عليه وسلم) الناس عن كلامنا صليت على ظهر بيت
لنا صلاة الفجر ثم جلست وأنا في المنزلة التي قال الله عز وجل قد ضاقت علينا الأرض بما
رحبت وضاقت علينا أنفسنا إذ سمعت نداء من ذورة سلع أن أبشر يا كعب بن مالك

(1) بالأصل: شهد، والمثبت عن عن م و " ز ".
(2) بالأصل: " إلى سارية فاقبل صلاتي " والمثبت عن م و " ز ".
(3) الأصل: " صاحبان " والمثبت عن م و " ز ".
(4) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": نواسيك.
204

فخررت ساجدا وعلمت أن الله قد جاء بالفرج ثم جاء رجل يركض على فرس يبشرني
فكان الصوت أسرع من فرسه فأعطيته ثوبي بشارة ولبست آخرين وقال الشيباني ثوبين
آخرين قال وكأن توبتنا نزلت وقال الشيباني توبتي قد نزلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) ثلث الليل
فقالت أم سلمة يا نبي الله وقال الشيباني يا رسول الله ألا نبشر كعب بن مالك قال إذا
يحطمنكم (1) الناس ويمنعونك النوم سائر الليلة وكانت أم سلمة محسنة في شأني تحزن
بأمري فانطلقت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون وهو يستتر
كاستتار القمر وكان إذا تنكر بالأمر استتار فجئت فجلست وقال الشيباني وجلست بين
يديه فقال أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ وقال الشيباني مذ (2) ولدتك
أمك قلت يا نبي الله أمن عند الله أم من عندك قال بل من عند الله ثم تلا عليهم "
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار " حتى " رؤوف " وقال ابن حمدون حتى
بلغ " رؤوف رحيم " وفينا أنزلت أيضا " اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " (4) فقلت يا
نبي الله إن من توبتي ألا أحدث الأصدقاء وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى
رسوله فقال أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك سهمي الذي
بخيبر (5) قال فما أنعم الله علي نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله
حين صدقته أنا وصاحباي أن لا نكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا وإني لأرجو أن لا يكون الله
أبلى أحدا في الصدق مثل الذي أبلاني ما تعمدت لكذبة بعد وإني لأرجو أن يحفظني الله
فيما بقي قال الزهري هذا وفي حديث ابن حمدون فهذا ما انتهى إلينا من حديث كعب
ابن مالك قال الشيباني هذا لفظ محمد بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري
ولفظ الآخرين قريب من لفظه [10651]
رواه البخاري عن محمد بن يحيى عن ابن أبي شعيب بعضه بمعناه بلفظ آخر ولم
يسقه بتمامه
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه أنبأنا أبو محمد بن أبي طاهر لفظا أنبأنا
أبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا
أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا محمد بن عائذ في قصة كعب بن مالك وتخلفه عن غزوة

(1) في " ز ": يحطمكم.
(2) بالأصل: منذ، والمثبت عن " ز "، وم.
(3) سورة التوبة، الآية: 117.
(4) سورة التوبة، الآية: 119.
(5) تقرأ بالأصل: " نجبيب " والمثبت عن م و " ز ".
205

تبوك قال وقالت بنو سلمة والله ما أصبت ولا أحسنت ولو اعتذرت لقبل منك ولاموه
فيما صنع وعجزوه (1) فقال لهم والله لا أجمع اثنتين أتخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأكذب
وقد اطلع الله على ما في نفسي فقالت بنو سلمة والله إنك لشاعر بليغ مفوه جرئ على
الكلام قال أما على الكذب فلن اجترئ وذكر الحديث
أخبرنا (2) أبو (3) غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط (4) قال سنة أربعين
مات فيها كعب بن مالك (5)
أخبرنا أبو الحسن بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو الحسين (6) بن أبي الحديد أنبأنا
جدي أبو بكر أنبأنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن بشر أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد
الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تعالى " وآخرون مرجون لأمر الله " (7) قال هم
الثلاثة الذين خلفوا
قال وأنبأنا معمر عن من سمع عكرمة يقول " وعلى الثلاثة الذين خلفوا " (8) قال
خلفوا عن التوبة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد أنبأنا عيسى بن
علي بن عيسى أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا محمد بن الفرج حدثنا عبد
السلام بن حرب الملائي عن إسحاق بن عبد الله عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن
أبيه قال لما نزلت توبتي قبلت يد النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن مهران ومحمد بن شجاع
قالا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد
أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني محمد بن الحسين قال
سمعت أبا عبد الرحمن الطائي يذكر عن بعض أشياخ الأنصار (9) عن أبي عدي العتكي (10)

(1) بالأصل: وعجزه، والمثبت عن م و " ز ".
(2) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
(3) الخبر التالي سقط من " ز ".
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 202 (ت. العمري).
(5) كتب فوقها بالأصل وم: إلى.
(6) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": الحسن.
(7) سورة التوبة، الآية: 106.
(8) سورة التوبة، الآية: 118.
(9) بياض بالأصل، والمثبت عن م، و " ز ".
(10) تقرأ بالأصل: " العفلى " وفي م: " العبلى " والمثبت عن " ز ".
206

قال قال كعب بن مالك في بعض أشعاره:
إن يسلم المرء من قتل ومن هرم * وملي (1) العيش أبلاه الجديدان
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2) أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ح وأخبرنا أبو
الحسين بن الفراء أنبأنا أبي أبو يعلى قالا أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني أنبأنا محمد بن
مخلد بن حفص قال قرأت على علي (3) بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن
عياش (4) في تسمية العميان من الأشراف كعب بن مالك
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد أنبأنا أبو الحسن
أنبأنا ابن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد (5) حدثنا الهيثم بن عدي قال توفي كعب بن
مالك في خلافة معاوية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم عيسى
بن علي أنبأنا أبو القاسم البغوي قال وبلغني أن كعب بن مالك توفي في أيام معاوية بن أبي
سفيان أحسبه بالشام وقد ذهب بصره
قرأت (6) على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن محمد بن
الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال قال الهيثم بن عدي وأبو موسى محمد بن المثنى
والمدائني وفي سنة أربعين مات أبو رافع وحسان بن ثابت وكعب بن مالك (7)
قال ابن عساكر (8) وقد أسلفنا القول عن الكلبي انه مات قبل الأربعين وذكر قول
من خالفهما في ذلك وأنه مات سنة خمسين
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد أنبأنا محمد
بن عمر أنبأنا أيوب بن النعمان من ولده عن أبيه قال مات كعب سنة خمسين وهو ابن
سبع وسبعين سنة (10)

(1) بالأصل: " ومل " والمثبت عن م و " ز ".
(2) بالأصل و " ز "، وم: المحلى، تصحيف.
(3) زيادة لازمة للإيضاح عن م، و " ز ".
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي م: ابن عباس.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(6) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(7) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(8) زيادة منا للإيضاح.
(9) بالأصل وم و " ز ": اللبناني بتقديم الباء تصحيف.
(10) راجع تهذيب الكمال 15 / 403.
207

قرأت على أبي محمد عن أبي محمد أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر
قال قال الهيثم بن عدي في هذه السنة يعني سنة إحدى وخمسين مات كعب بن مالك
الأنصاري (1)
وقال الهيثم بن عدي وأخبرني ابن أبي ليلى أن كعب بن مالك توفي في هذه
السنة (2) (3)
5819 - كعب بن معدان الأزدي ثم الأشقري (4)
والأشاقر (5) قبيلة من الأزد أصله (6) من عمان وسكن خراسان
وكان أحد الشعراء الخطباء الشجعان وله في حرب الأزارقة (7) مع المهلب آثار
ووفد على عبد الملك بن مروان
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل (8) بن محمد
الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله محمد (9) أنبأنا أبو العباس القاسم بن القاسم بن عبد الله بن
مهدي (10) السياري قال قال جدي أحمد بن سيار كعب بن معدان الشقري وهو من التابعين
وهو أبو فيروز بن كعب وقد بينا قصة فيروز مع قصة أبيه وكعب رجل شريف منزلهم فيما
بين النهرين نهر الرزيق (11) ونهر ماجان (12)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (13) أما الأشقري بالقاف

(1) تهذيب الكمال 15 / 403 وسير أعلام النبلاء 2 / 526.
(2) تهذيب الكمال 15 / 403 وسير أعلام النبلاء 2 / 526.
(3) الخبران السابقان سقطا من " ز "، وهما في م.
(4) انظر أخباره في: الاكمال لابن ماكولا 1 / 154 وتاريخ الطبري (الفهارس)، الأغاني 14 / 283 واللباب 1 / 65
والاشتقاق ص 501 وجمهرة ابن حزم، والكامل للمبرد 1 / 455 و 3 / 1347.
(5) بالأصل: الأشافر، تصحيف، والمثبت عن م و " ز ".
(6) مكانها بياض في " ز ".
(7) مكان " الأزارقة مع المهلب " بياض في " ز ".
(8) مكان: " أحمد بن محمد " بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع بالأصل.
(9) كذا بالأصل، وفي م: " أبو عبد الله بن محمد " وفي " ز ": أبو عبد اله بن منده.
(10) قوله: " القاسم بن القاسم بن عبد الله بن مهدي " بياض في " ز ".
(11) رزيق: بفتح أوله، نهر بمرو (معجم البلدان).
(12) ماجان: نهر كان يشق مدينة مرو (معجم البلدان).
(13) الاكمال لابن ماكولا 1 / 154.
208

فهو كعب بن معدان الأشقري الشاعر نزل مرو روى عن نافع عن ابن عمر منازله بين
الرزيق والماكان
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفتح المقدسي عن أبي
الحسن بن السمسار أنبأنا أبو الحسن (1) محمد بن يوسف البغدادي حدثنا الحسن بن
رشيق حدثنا يموت بن المزرع حدثنا عيسى نننه (2) وأسنده إلى المدائني قال لما افتتح
المهلب خراسان ونفى عنها الخوارج وتفرقت الأزارقة كتب الحجاج إلى المهلب أن
اكتب إلي بخبر الوقعة واشرح لي القصة حتى كأني شاهدها فلما قرأ المهلب كتابه وجه
إليه بكعب الأشقري (3) فلما قدم عليه أنشده قصيدته وهي ستون بيتا يقتص فيها الأزارقة لا
يخرم شيئا حتى وفاه الخبر فقال له الحجاج أخطيب أنت أم شاعر قال كل ذاك أعز الله
الأمير فقال له الحجاج أخبرني عن بني المهلب فقال المغيرة سيدهم وكفاك بزيد
فارسا وما لفتى الأبطال مثل حبيب وما يستحي شجاع ان يفر عن مدرك وعبد الملك
موت ناقع وحسبك بالمفضل في النجدة وأسمحهم قبيصة ومحمد فليث غاب (4)
فقال له الحجاج ما أراك فضلت عليهم واحدا منهم فأخبرني عن جملتهم ومن
أفضلهم قال هم أعز الله الأمير كالحلقة لا يدري أين طرفها فقال إن خير حربكم
كان بلغني عظيما أفكذلك كان قال أعز الله الأمير كان السماع بها دون العيان قال
أخبرني كيف رضى المهلب عن بنيه ورضى بنيه عنه فقال أعز الله الأمير شفقة الوالد وبر
الولد قال أخبرني كيف فاتكم قطري قال كدناه في منزله فتحول عنه وتوهم أنه قد
كادنا بذلك قال فهلا اتبعتموه فقال إن الكلب إذا أحجر عقر فأطرق (5) الحجاج مليا ثم
قال له أكنت تهيأت لهذا الكلام فقال لا يعلم الغيب إلا الله قال الحجاج لقد كان (6)
المهلب أعلم بك مني إذ أرسلك إلي
قرأت بخط أحمد بن محمد الخلال عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (7) أنبأنا

(1) بالأصل وم: " أبو الفتح الحسن محمد " والمثبت عن " ز ".
(2) كذا رسمها بالأصل وم و " ز ".
(3) خبر قدومه، ولقاؤه مع الحجاج في الكامل للمبرد 3 / 1348 والأغاني 14 / 283.
(4) في " ز ": فكنت عاب.
(5) في " ز ": طرف.
(6) بياض في " ز " مكان: " لقد كان ".
(7) الخبر والشعر في الأغاني 14 / 283.
209

علي بن سليمان الأخفش حدثنا محمد بن يزيد ح قال وأنبأنا أبو الفرج قال وأنبأنا عمي
حدثنا (1) الكراني حدثنا العمري عن العتبي واللفظ له وخبره أتم قالا
أوفد المهلب بن أبي صفرة كعب بن معدان الأشقري (2) ومعه مرة بن التليد (3) الأزدي
إلى الحجاج بخبر وقعة كانت له مع الأزارقة فلما قدما عليه ودخلا داره بدر كعب بن معدان
فأنشد الحجاج قوله (4):
يا حفص إني عداني عنكم السفر * وقد سهرت فآذى عيني السهر
علقت يا كعب بعد الشيب غانية * والشيب فيه عن الأهواء مزدجر
أممسك أنت عنها بالذي عهدت * أم حبلها إذا نأتك اليوم منبتر
ذكرت خودا (5) بأعلى الطف منزلها * في غرفة دونها الأبواب والحجر
وقد تركت بشط الزابيين (6) لها * دار بها يسعد البادون والحضر
واخترت دارا بها حي (7) أسر بهم * ما زال فيهم لمن نختارهم حضر
أبا سعيد فإني سرت منتجعا * أرجو نوا لك لما مسني الضرر (8)
لما نبت بي بلاد سرت منتجعا * وطالب الخير مرتاد ومنتظر
لولا المهلب ما زرنا بلادهم * ما دامت الأرض فيها الماء والشجر
وما من الناس من حي علمتهم * إلا يرى فيه من سيبكم (9) أثر
أحييتهم بسجال من يديك (10) كما * تحيى البلاد إذا ما جاءها المطر

(1) قوله: " وأنبأنا عمي، حدثنا " مكانه بياض في " ز ".
(2) مكان: " كعب بن معدان الأشقري " بياض في " ز ".
(3) بالأصل وم و " ز ": البليد، تصحيف، والتصويب عن الأغاني والكامل للمبرد.
(4) البيت الأول فقط في الكامل للمبرد 3 / 1347 والأبيات في الأغاني 14 / 284 والقصيدة بطولها وردت في تاريخ
الطبري 6 / 304 وما بعدها.
(5) في الطبري: " علقت خودا " والخود: الحسنة الخلق الشابة.
(6) الزبيان نهران أسفل الفرات بين الموصل وتكريب (راجع معجم البلدان).
(7) كذا بالأصل وم، و " ز " والطبري، وفي الأغاني: قوم.
(8) لفق البيتان، هذا البيت والذي يليه في الأغاني في بيت واحد سقط فيها عجز هذا البيت، وصدر البيت التالي.
والمثبت يوافق ما جاء في تاريخ الطبري.
(9) الأصل وم و " ز ": سبيكم، والمثبت عن الأغاني والطبري.
(10) الطبري: نداك.
210

إني لأرجو إذا ما فاقة نزلت * فضلا من الله في كفيك يبتدر
وهي قصيدة طويلة قد ذكرها الراوون في الخبر فتركت ذكرها لطولها يقول فيها:
فما تجاوز باب الجسر من أحد * قد عضت الحرب أهل المصر فانحجروا (1)
كنا نهون قبل اليوم شأنهم * حتى تفاقم أمر كان يحتقر
لما وهنا وقد حلوا بساحتنا * واستنفر الناس تارات فما نفروا
نادى امرؤ لا خلاف في عشيرته * عنه وليس له عن مثلها قصر
حتى انتهى إلى قوله بعد وصفه وقائعهم مع المهلب في بلد بلد وأمرهم فيها:
خبوا كمينهم بالسفح إذ نزلوا * بكازرون (2) فما عزوا ولا نصروا
باتت كتائبنا تردي مسومة * حول المهلب حتى نور القمر
هناك ولوا خزايا بعدما هزموا * وحال دونهم الأنهار والجدر
تأبى علينا حزازات النفوس فما * نبقي عليهم ولا يبقون إذ قدروا
فضحك الحجاج وقال له إنك لمنصف يا كعيب ثم قال له الحجاج أخطيب أنت أم
شاعر قال شاعر خطيب (3) قال كيف كانت حالكم مع عدوكم قال كنا إذا لقيناهم
فعفونا وعفوهم فعفوهم (4) تأنيس (5) منهم وإذا (6) لقيناهم بجهدنا وجهدهم طمعنا فيهم
قال فكيف كان بنو المهلب قال حماة الحريم نهارا (7) وفرسان الليل تيقظا قال فأين
السماع (8) من العيان قال السماع دون العيان قال صفهم رجلا رجلا قال المغيرة
فارسهم وسيدهم نار ذاكية وصعدة عالية وكفى (9) بيزيد فارسا شجاعا ليث غاب وبحر
جم العباب وجوادهم قبيصة ليث المغار وحامي (10) الذمار ولا يستحي الشجاع أن يفر
من مدرك وكيف لا يفر من الموت الحاضر والأسد الخادر وعبد الملك سم ناقع

(1) الأصل وم و " ز ": فانحجروا، والمثبت عن الطبري والأغاني.
(2) كازرون: مدينة بفارس بين البحرين وشيراز.
(3) بياض في " ز " مكان كلمة " خطيب ".
(4) زيادة عن الأغاني.
(5) الأصل وم و " ز ": آيسنا، والمثبت عن الأغاني.
(6) " منهم وإذا " مكانهما بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع بالأصل.
(7) " الحريم نهارا " مكانهما بياض في " ز ".
(8) الأصل: " الصناع " والمثبت عن م، و " ز "، والأغاني.
(9) قوله: " وكفى بيزيد فارسا شجاعا " مكانه بياض في " ز ".
(10) قوله: " وحامي الذمار، ولا يستحي الشجاع " مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع بالأصل.
211

وسيف (1) قاطع وحبيب الموت الذعاف إنما هو طود شامخ وفخر باذخ وأبو عيينة (2) البطل
الهمام والسيف (3) الحسام وكفاك بالمفضل نجدة ليث هدار وبحر موار (4) ومحمد ليث
غاب وحسام ضراب قال فأيهم أفضل قال هم كالحلقة المفرغة لا يعرف طرفاها قال
فكيف جماعة الناس قال على أحسن حال أدركوا ما رجوا وأمنوا ما خافوا وأرضاهم
العدل وأغناهم النفل قال فكيف رضاهم بالمهلب قال أحسن رضا وكيف لا يكون
كذلك وهم لا يعدمون منه إشفاق الوالد ولا يعدم منهم بر الولد قال فكيف فاتكم قطري
قال كدناه فتحول عن منزله وظن أنه قد كادنا قال أفلا اتبعتموه قال حال الليل بيننا
وبينه فكان التحرز إلى أن يقع العيان ويعلم امرؤ ما يصنع أحزم وكان الحد عندنا آثر من
الفل فقال له المهلب كان أعلم بك حيث بعثك وأمر له بعشرة آلاف درهم وحمله على
فرس وأوفده (5) إلى عبد الملك فقدم كعب على عبد الملك فاستنطقه واستنشده فأعجبه ما
سمع منه فأوفده إلى الحجاج وكتب إليه يقسم عليه أن يعفو عنه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسين بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان قال أنشدنا ابن قتيبة لكعب الأشقري في قتيبة بن مسلم (6)
لا يدرك الناس ما قدمت من حسن * ولا يفوتك مما قدموا شرف
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
ونقلته من خطه أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
دريد أنبأنا ابن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال
لما عزل يزيد بن المهلب عن خراسان وولي قتيبة قال كعب الأشقري:
ذهب الكرام المفضلون * فهذا العام لا رعد ولا برق

(1) من قوله: " سد الخادر، وعبد الملك سم نافع وسيف " مكانه بياض في " ز ".
(2) بدون إعجام بالأصل وم، والمثبت عن الأغاني.
(3) من قوله: شامع إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(4) أي المضطرب والمائج.
(5) العبارة في " ز ": وأوفده إلى عبد الملك، فأمر له بعشرين ألف درهم أخرى، وقد كان كعب فحا الحجاج مرة
فطلبه من المهلب فبعثه المهلب إلى عبد الملك... والباقي كالأصل وم.
(6) من أبيات في الطبري 6 / 471 وقد ذكرت بعض الأبيات في الأغاني 14 / 299 لكن البيت التالي ليس من بينها.
وروايته في الطبري:
ما قدم الناس من خير سبقت به * ولا يفوتك مما خلفوا شرف.
212

ونرى مياه الأرض غائصة * ونرى سحابا ماله ودق
لا فضل يرجى عند ذي سعة * كيلا يدر لمرضع عرق
يبدي ولا (1) كف يجاد بها * بعطاء ذي فقر ولا رزق
بلغني عن المدائني (2) أن يزيد بن المهلب حبس كعبا لهجاء بلغه عنه ودس إليه ابن
أخ له فقتله بعمان لأنه هرب من خراسان إليها وكان بين كعب وبين أخيه (3) مهاجاة وقيل
إن زياد بن المهلب هو الذي دس إليه في فتنة يزيد بن المهلب
5820 - كعب الدمشقي
حكى عن عثمان بن حفص بن علاق حكى عنه محمد بن عائذ الدمشقي
" ذكر من اسمه كلثوم "
5821 - كلثوم بن زياد أبو عمرو المحاربي الداراني (4) (5)
مولى سليمان بن حبيب ولي القضاء بدمشق بعد سليمان بن حبيب (6)
روى (7) عن أبي مسلم الخولاني وسليمان بن حبيب وشداد أبي عمار وإسماعيل
ابن عبيد الله بن أبي مهاجر (8) وأبي كثير المحاربي ويحيى بن أبي كثير اليمامي
روى عنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد ومحمد بن شعيب ومحمد بن ربيعة
وأبو مسهر والحسن (9) بن يحيى الخشني وعبد الله بن يوسف التنيسي وعبد السلام بن
حرب وإبراهيم بن أبي حنيفة اليمامي ومروان بن محمد

(1) " يبدي ولا " مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع بالأصل وفي " ز ": " عطف " مكان " كف ".
(2) الخبر في الأغاني 14 / 298 نقلا عن المدائني.
(3) قوله: كعب وبين أخيه، مكانه بياض في " ز ".
(4) بالأصل: " الداري " وفي م: " الداربي " والمثبت عن " ز ".
(5) تاريخ داريا ص 77، 79 و 100، 102، وميزان الاعتدال 3 / 413 والتاريخ الكبير 7 / 228 والجرح والتعديل
7 / 164 ولسان الميزان 4 / 489 والكامل لابن عدي 6 / 73.
(6) راجع تاريخ داريا ص 102.
(7) قوله: " بدمشق بعد سليمان بن حبيب روى " مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع بالأصل.
(8) " وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر " مكانه بياض في " ز ".
(9) في " ز ": الحسين، وفي م كالأصل: الحسن.
213

أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ
حدثنا سليمان بن أحمد (1) حدثنا بكر بن سهل حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي عن
الأوزاعي حدثنا سليمان بن حبيب المحاربي عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)
ثلاث من كان فيه (2) واحدة منهن كان ضامنا على الله من خرج في سبيل الله كان
ضامنا على الله إن توفاه أدخله الجنة وإن رده إلى أهله فبما نال (3) من أجر أو غنيمة ورجل
كان في المسجد فهو ضامن على الله إن توفاه أدخله (4) الجنة وإن رده إلى أهله فبما نال من
أجر أو غنيمة (5) ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله [10652]
قال وحدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا كلثوم بن زياد عن
سليمان بن حبيب عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي حدثنا عبد العزيز بن أحمد التميمي
والقاضي أبو المكارم محمد وأبو الفتيان محمد أنبأنا سلطان بن محمد بن حيوس وأبو
الحسن محمد بن إبراهيم بن حذلم الأسدي قراءة قالوا أنبأنا القاضي أبو نصر محمد بن
أحمد بن هارون بن الجندي أنبأنا الحسن بن منير التنوخي حدثنا جعفر بن أحمد بن
عاصم حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي وكلثوم بن زياد قالا حدثنا أبو
كثير قال سمعت أبا هريرة يقول
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخمر (6) من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة [10653]
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الواحد بن أبي
الحديد أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان أنبأنا خيثمة بن (7) سليمان أنبأنا العباس بن
الوليد بن مزيد البيروتي أخبرني أبي الوليد بن مزيد حدثني أبو عمرو كلثوم بن (8) زياد

(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 99 رقم 7491.
(2) الأصل وم و " ز ": في، والمثبت عن المعجم الكبير.
(3) الأصل: " فيما ناله " وفي م و " ز ": " فيما نال " والمثبت عن المعجم الكبير.
(4) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وكتب بعدها صح.
(5) من قوله: ورجل كان في المسجد... إلى هنا سقط من م.
(6) كلمة " الخمر " سقطت من " ز ".
(7) قوله: " أنبأنا خيثمة بن " مكانه بياض بالأصل.
(8) قوله: " أبو عمرو كلثوم بن " مكانه بياض بالأصل.
214

مولى زياد بن حبيب (1) فذكر كتاب الديات
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن خيرون وابن الطيوري (2) وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد
الوهاب بن محمد زاد أحمد وأبو الحسين بن الحسن قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن (3)
عبدان أنبأنا أبو الحسن محمد بن سهل أنبأنا البخاري قال (4)
كلثوم بن زياد أبو عمرو سمع إسماعيل بن أبي المهاجر (5) روى عنه محمد بن
ربيعة والوليد بن مسلم
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله بن (6) عبد الملك مشافهة قالا أنبأنا
أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا (7) علي
بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (8) كلثوم بن زياد أبو عمرو روى عن سليمان
بن حبيب وأبي (9) كثير يزيد بن عبد الرحمن السحيمي وشداد أبي عمار وإسماعيل بن
عبيد الله بن أبي المهاجر روى عنه الوليد بن مسلم وعبد السلام بن حرب ومحمد بن
شعيب والوليد بن مزيد (10) ومحمد بن ربيعة وأبو مسهر وعبد الله بن يوسف التنيسي
وإبراهيم بن أبي حنيفة سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو عمرو كلثوم بن زياد سمع
إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر وسليمان بن حبيب روى عنه الوليد بن مسلم وإبراهيم
بن أبي حنيفة
قال ابن عساكر (11) كذا فيه وهو وهم وصوابه إسماعيل بن عبيد الله بن أبي
المهاجر

(1) زيد في " ز ": " قال: سمعت سليمان بن حبيب " وهذه الزيادة سقطت أيضا من م.
(2) قوله: " وابن الطيوري " مكانه بياض في " ز ".
(3) من قوله: وأبو الحسين.. إلى هنا مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع بالأصل.
(4) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 228.
(5) من قوله: بن زياد... إلى هنا بياض في " ز ".
(6) من قوله: أبو الحسين... إلى هنا بياض في " ز ".
(7) من قوله: أبو علي إلى هنا بياض في " ز ".
(8) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 164.
(9) من قوله: كلثوم... إلى هنا بياض في " ز ".
(10) في " ز ": شريك.
(11) زيادة منا للإيضاح.
215

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عمرو
كلثوم بن زياد
قرأنا (1) على أبي الفضل أيضا عن أبي (2) طاهر الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي (3) قال أبو عمرو كلثوم بن زياد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في ذكر نفر ثقات كلثوم بن زياد
مولى سليمان بن حبيب
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب
أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله بن
أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير
قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة كلثوم بن زياد مولى سليمان
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه
أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو عمرو كلثوم بن زياد سمع إسماعيل بن (4) أبي المهاجر
والزهري وأبا ثابت سليمان بن حبيب المحاربي روى عنه الوليد بن مسلم وإبراهيم بن
أبي حنيفة (5) كناه البخاري
أخبرنا (6) أبو الحسن علي بن (7) المسلم الفرضي وأبو يعلى حمزة بن علي قالا
أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا أبو (8) الحسن بن منير أنبأنا أبو الحسن محمد بن رشيق حدثنا (8)
أبو عبد الرحمن النسائي قال كلثوم بن زياد ضعيف يروي (9) عن سليمان بن حبيب (10)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن

(1) الخبر التالي، سقط من الأصل وم، واستدرك بين معكوفتين عن " ز ".
(2) في " ز ": ابن.
(3) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 43.
(4) في " ز ": إسماعيل (بياض) بن المهاجر.
(5) مكانها في " ز ": بياض.
(6) أخر في " ز " إلى ما بعد الخبر التالي.
(7) قوله: " أبو الحسن علي بن " بياض في " ز ".
(8) ما بين الرقمين بياض في " ز ".
(9) قوله: يروي عن سليمان بن حبيب.. مكانه بياض في " ز ".
(10) الخبر السابق سقط من م.
216

يوسف (1) أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (2) كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب سمعت
ابن حماد يذكر عن أحمد بن شعيب (3) النسائي أنه ضعيف قال ابن عدي وكلثوم بن
زياد (4) ليس له من الحديث إلا اليسير
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن طوق أنبأنا عبد الجبار (5) بن محمد بن مهنى قال (6) كلثوم بن زياد وكان كاتبا
لسليمان بن حبيب المحاربي وولي القضاء بعد موت سليمان وكان فاضلا خيارا
قرأت على أبي الفضل السلامي عن جعفر المكي أنبأنا عبيد الله الوائلي أخبرني
الخصيب أخبرني عبد الكريم أخبرني أبي أنبأنا أحمد بن حرب عن محمد بن ربيعة
عن كلثوم بن زياد قال سألت الزهري عن رجل تزوج أمة ثم اشتراها على أي شئ تكون
عنده قال سرية
5822 - كلثوم بن عبد الله الحكمي
ذكر محمد بن خلف وكيع عن محمد بن أحمد بن معدان عن الهيثم بن مروان عن (7)
أبي مسهر قال كان محمد بن لبيد يقضي على الجند يعني جند دمشق حتى هرب مروان
ابن محمد ثم أفضى الأمر إلى بني هاشم فولوا القضاء كلثوم بن عبد الله الحكمي ثم عزل
وولي محمد بن لبيد فهلك وولي سالم بن عبد الله المحاربي في خلافة أبي العباس
5823 - كلثوم بن عياض بن وحوح ابن قيس بن الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة
بن عامر بن صعصعة القشيري (8)
ولي دمشق لهشام بن عبد الملك ثم ولي غزو المغرب فقتل هناك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ

(1) قوله: " يوسف، أنبأنا أبو " مكانه بياض في " ز ".
(2) الكامل في ضعفاء الرجال لابن ماكولا 6 / 73.
(3) قوله: " شعيب النسائي أنه " مكانه بياض في " ز ".
(4) الزيادة عن الكامل لابن عدي.
(5) من قوله: الحسن علي.. إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(6) تاريخ داريا ص 102.
(7) من هنا إلى قوله مروان استدرك على هامش " ز "، وبعد صح.
(8) أخباره في تاريخ خليفة (الفهارس) وتاريخ الطبري (الفهارس) وتحفة ذوي الألباب 1 / 161 والنجوم الزاهرة 1 /
289 وأمراء دمشق للصفدي ص 90 ووفيات الأعيان 3 / 276.
217

أنبأنا الحسن (1) بن محمد بن إسحاق حدثنا أبو عثمان الخياط (2) حدثنا أحمد بن أبي
الحواري حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب حدثنا الهيثم بن عمران قال سمعت كلثوم
بن عياض القشيري وهو على منبر دمشق ليالي هشام وهو يقول من آثر الله آثره الله فرحم
الله عبدا استعان بنعمته على طاعته ولم يستعن بنعمته على معصيته فإنه لا يأتي على
صاحب الجنة ساعة إلا وهو مزاد صنفا من النعيم لا يكون يعرفه ولا يأتي على صاحب
العذاب (3) ساعة إلا وهو مستنكر لشئ من العذاب لم يكن يعرفه
أخبرنا أبو (4) الحسن علي بن المسلم الفقيه وعلي بن زيد المؤدب قالا أنبأنا أبو
الفتح نصر بن إبراهيم زاد ابن المسلم وأبو محمد عبد الله (5) بن عبد الرزاق قالا أنبأنا
محمد بن عوف بن أحمد بن محمد أنبأنا الحسن بن منير بن محمد بن منير حدثنا محمد
ابن خريم بن محمد حدثنا هشام بن عمار حدثنا الهيثم بن (6) عمران قال سمعت كلثوم بن
عياض القشيري أمير دمشق في آخر خلافة هشام بن عبد الملك (7) يخطب يوم الجمعة هذه
الخطبة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من
يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى أسأل الله ربنا ورب (9) كل شئ أن
يجعلنا وإياكم ممن يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويجتنب سخطه (10) فإنما نحن به
وله أوصيكم بتقوى الله وإيثار طاعته فإنه من آثر الله آثره الله ومن عمل (11) بأمر الله أرشده
الله ومن ترك ذلك لم يضرر إلا نفسه ولم ينقص إلا حظه ووجد الله غنيا حميدا اتقوا الله
وصية الله في الأولين والآخرين من عباده وأحق الوصايا أن يحافظ عليها وينتفع بها وصية
الله قال الله تبارك وتعالى " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله

(1) بالأصل: " أبو الحسن " والمثبت عن م و " ز ".
(2) في م و " ز ": الحناط.
(3) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع.
(4) قوله: أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه " مكانه بياض في " ز ".
(5) قوله: " عبد الله بن عبد الرزاق، قالا: أنبأنا " مكانه بياض في " ز ".
(6) من قوله: " بن خريم.. إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(7) من قوله: أمير إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(8) من قوله: نحمده... إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(9) من قوله: فقد رشد إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(10) من قوله: يطيعه إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(11) من قوله: وإيثار إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
218

وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا " (1) من أراد يدرك
آخر ما رغب الله فيه وينجو من أسوأ ما خوف الله منه فليتق الله في السر والعلانية فإن الله
جعل العاقبة للمتقين وليسمع وليطع فإن الله يقول " وإن تطيعوه تهتدوا " (2) وليذكر الله
كثيرا فإن الله جعل للذاكرين الله مغفرة وأجرا عظيما أسعد الناس بقضاء الله في الأمور كلها
المؤمن إن كان قضاء الله فيما يوافق هواه حمد الله وشكر فاستوجب على الله ما يجزي
الصابرين إن الله لم يدع لأحد عليه حجة من كل شئ على الخير ويسره وبين الشر
وحذره فلو أن أدناكم علما أتى بما عنده من العلم أمة من الناس كفارا كثيرا عددهم
شديدا بأسهم شديدا كفرهم فأمرهم بما يعلم مما يحب الله ونهاهم عما يعلم مما يكره
الله فأطاعوه دخلوا الجنة أجمعون فلا يهلكن (3) امرؤ على ما قد علم رد امرؤ على نفسه ثم
أكثر الرغبة إلى الله في أن يحسن هداه وتوبته رشده فإنه من يشاء الله يضلله ومن يشاء
يجعله على صراط مستقيم أبصر امرؤ والبصر ينفعه (4) وعقل والعقل ينفعه فإن الله
يقول في آي تترى من القرآن " أفلا يبصرون " (5) " أفلا يعقلون " (6) " فأنى تؤفكون " (7)
تفكر امرؤ لما خلق له الفراغ أم لعمل الشقاء أم لسعادة الجنة أم النار وليتذكر فجأة
سكرة (8) الموت (9) وشدته وانقطاع العمل عنده وليتذكر من بعد الموت ما هو أشد من
الموت بما خوف (10) الله تبارك وتعالى من يوم القيامة من شدته وطوله وعبوسه وقمطراره
واستطارة شرر ناره قال (11) الله تبارك وتعالى " إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم
يوما ثقيلا " (12) اللهم صل (13) على محمد عبدك ونبيك اللهم أعظم برهانه وشرف بنيانه
واجعله أعظم عبادك (14) عليك حقا وأقربهم منك مجلسا وأكثرهم يوم يلقاك تابعة والسلام

(1) سورة النساء، الآية: 131.
(2) سورة النور، من الآية: 54.
(3) في " ز ": يهلك.
(4) قوله: " ينفعه و " مكانه بياض في " ز ".
(5) سورة السجدة، الآية: 27.
(6) سورة يس، الآية: 68.
(7) سورة الأنعام، الآية: 95 وسورة يونس من الآية 34 وسورة فاطر الآية 3، وسورة غافر الآية 62.
(8) الزيادة عن م.
(9) من قوله: الجنة إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(10) قوله: " ما هو أشد من الموت بما خوف " مكانه بياض في " ز ".
(11) قوله: " وقمطراره واستطارة شرر ناره " مكانه بياض في " ز ".
(12) سورة الإنسان، الآية: 27.
(13) من قوله: ويذرون إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(14) من قوله: وشرف إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
219

عليكم ورحمة الله (1) وبركاته (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا (3) أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد
وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق (4) (5) ح وأخبرنا (6) أبو الحسن علي بن زيد بن علي

(1) من قوله: يوم.. إلى هنا مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مقطوع بالأصل.
(2) بعدها كتب في " ز ": آخر العاشر بعد الأربعمئة.
(3) من قوله: أبو الحسن إلى هنا مكانه بياض في " ز ".
(4) كذا الأصل وم، وفي " ز ": " بن عبدان " مكان " بن عبد الرزاق ".
(5) هنا كتب في " ز ":
القاسم وكتب العالم علي في نوبتين آخرهما العاشر سنة ثلاث وسبعين سمع جميعه على مؤلفه سيدنا
الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة ثقة الدين السنة محدث الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة
الله الشافعي أيده الله ابنه أبو الفتح الإمام العالم جمال الدين أبو محمد عبد محمد بن سعد الله الحنفي والشيخ
الصالح أبي بكر محمد بن بركة الصالح والأخوان زين الدولة أبو علي الحسين بقراءة أخيه الشيخ الفقيه
شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين بن أبي المنا وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن
عبدان وإسماعيل بن حماد الدمشقي ومحسن بن سراج بن محسن وإبراهيم بن غازي بن سلمان وإبراهيم بن غازي
ابن سلمان وإبراهيم بن مهدي بن علي ومحاسن بن خضر بن عبيد الشواعري وأبو القاسم بن شبل وعمر بن كأم
ابن عبد الله السراج ابنه عبد الرزاق وخضر بن أبي سعيد بن أبي زيد وأبو الحسين بن علي بن خلدون وحمزة بن
إبراهيم بن عبيد الله وبركاسا بن فرحا وزيرقرلون الديلمي وابدعدي بن مسعر الموكيلي وبدران بن عبد الله وأبو
الحسن بن أبي الحسين بن أبي الحسن واللمس بن يا شمس وعلي بن عبد الكريم بن الكويس وكاتب الأسماء عبد
الرحمن بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وسمع الجزء غير الورقتين الأوليين أبو المحاسن سليمان وأبو البيان
بنا ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان وإبراهيم بن عطاء بن إبراهيم وعلي بن محمد بن علي وسمع نصفه الأول من
أخ المسمع القاضي أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله وأبو عبد الله بن فضائل بن فتح الأنصاري
ومحمد بن كامل بن سالم الشاعوري وعين الدولة بن اللمس بن كمستكين بن عين الدولة بن رمدكين وإسماعيل بن
إبراهيم بن مجنون وسمع نصفه الآخر العجائز وبستكين بن عبد الله وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار
وعبد الله بن المظفر بن عبد الله بن شافع وأبو الحسين بن أبي محمد بن الحسين القرشي ويوسف بن عبد الله بن
وعمر بن عبد الله الأندلسيان ومكي بن عبد الله بن الحسن وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس الثاني
عشر من المحرم سنة أربع وستين وخمسمائة بالمسجد الجامع بدمشق وصح وثبت ولله الحمد والمنة.
سمع جميع هذا الجزء على سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ الثقة بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة محدث
الشام أبي محمد القاسم بن الشيخ الإمام العالم شيخ الإسلام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده
الله بتوفيقه بقراءة القاضي الفقيه بهاء الدين شمس الحفاظ أبي المواهب الحسن وأخوه القاضي شمس الدين أبو
القاسم الحسين ابنا أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى الثعلبيان والفقيهان أبو العلاء علي بن يعلا السلمي
وأحمد بن ناصر بن طعان الطريفي وأبو الحسن علي بن محمد بن علي جمال وأبا عبد الله محمد بن
علي بن محمد الحلبي ومحمد بن ميمون بن مالك الأنصاري ومحمد المغربيون والحسن بن علي بن عقيل التغلبي
وعيسى بن يحيى بن يوسف ابن سلطان العطار ومحمد بن أبي العباس الخضر بن عبد العزيز بن
الفراء وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي البركات بن إبراهيم ومثبت الأسماء إبراهيم بن يوسف بن محمد المغافري
علي ابن إبراهيم الأنصاري والشيخ الأمين أبو محمد عبد الرحيم بن القاضي أبي عبد الله محمد بن الحسن وابن
عمه أبو الفتح نصر الله بن بركات بن أبي زكريا بن عثمان بن خالد الموقان وخضر بن جلدك بن عبد الله ومحمود
بن أحمد بن خالد الا وعمر بن محمد بن أحمد الفز والحمد لله.
سمع جميع الجزء كله على الشيخ الأعظم العالم الأوحد الثقة البارع بهاء الدين شمس الحفاظ ناصر السنة زين
الأئمة محدث الشام جمال الإسلام محدث الشام ثقة الثقات معتمد الرواة أبي محمد القاسم بن الإمام الحافظ شيخ
الإسلام ناصر الحديث أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي أيده الله ولده أبو القاسم علي وسبطه أبو المجد
الفضيل بن نبا بن الفضل جبرهما الله وعمرهما والشيخ الإمام أبو جعفر أحمد بن علي بن بكر القرطي وابناه محمد
وأبو الحسين إسماعيل وأفتاهم فرج الحسيني وأبو علي الحسين بن علي بن عبد الوارث وأبو طالب بن علي بن أبي
الفرج الكتاني وأبو حمزة بن السيد بن أبي الفوارس الصفار وأبا الحسن علي بن تميم بن عبد السلام النحاني وعلي
ابن أبي بكر بن أبي القاسم وعلي بن محمد بن علي الصقلي وأبو محمد عبد السلام بن أبي بكر بن أحمد الشافعي
وعبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني والسيد أبو علي محمد بن عبد الله بن إبراهيم الحسني الغرناطي
ومحمد بن سيدهم بن يوسف الفرا وإبراهيم بن سليمان بن الصهباجي وأبو سعيد خالد بن محمد بن سهل بن
التوزري وأبو الحجاج يوسف بن أبي الفرج بن مهدي التنوخي وابنه عبد العزيز وأبو الفتح نصر الله بن عبد المنعم
بن أبي الوقار ونمر بن عيسى بن صقال الموصلي وإسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي الأنصاري وهذا خطه وسمع
من الورقة الثامنة إلى آخر الجزء محمد بن سليمان بن محمود النهاوندي وسمع أبوه من أول الجزء التاسع والثمانين
والماية وكذلك أبو بكر محمد بن علي بن خليفة وذلك في مجلسين آخرهما رابع وعشرين من شهر رجب الأصم
سنة خمس وتسعون وخمسماية.
سمع هذا الجزء إلى آخر ترجمة كتب الأحبار على الشيخ الأجل الأمين الأصيل زين الأمناء شيخ الإسلام أبي
البركات الحسن الشافعي أيده الله بسماعه فيه من مؤلفه والملحق بإجازته منه ابناه أبو علي عبد اللطيف وأبو الإمام
العالم محب الدين أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن عبد العزيز بن هلالة الأندلسي بقراءته صابر السلمي
وإسماعيل بن عبد الله الأنماطي وهذا خطه وولده وذلك بجامع دمشق بكرة تاسع عشر ربيع الآخر سنة خمس
عشر وستمائة.
سمع جميع هذا الجزء إلى آخر ترجمة كعب بن مالك على الشيخ الأمين الأجل نور الدولة العامري بسماعه فيه من
مؤلفه والملحق بالإجازة المطلقة عبد العزيز بن هلالة والشيخ الإمام عز الدين محمد عبد العزيز عبد الله بن عبد
المحسن بن الأنماطي بقراءة ابنه ربيع الآخر سنة خمس عشر وستمائة سمع الحسن بن محمد بن الحسن بن
هبة الله عبد الله محمد وسمى أيضا سفيان بن يوم السبت الثالث من حرسها الله والحمد لله وحده.
(7) من هنا سقط في " ز "، وسنشير إلى نهايته في موضعه.
220

أنبأنا أبو الفتح الزاهد قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد أنبأنا أبو علي
الحسن بن منير حدثنا محمد بن خريم (1) حدثنا أبو الوليد هشام بن عمار حدثنا الهيثم بن
عمران قال رأيت كلثوم بن عياض القشيري يخطب يوم الجمعة ثم رفع يديه في خطبته
ويدعو ويأمر الناس فيدعو ثم يصلي الجمعة فإذا كان قبل أن يركع في الناس (2) قنت
ويقنت الناس معه ثم يركع قال هشام بن عمار لا يؤخذ به

(1) في م: حزيم.
(2) في م: الثانية.
221

وكان كلثوم بن عياض يقول في خطبته الآخرة حين يريد أن يقوم هذا بلاغ للناس
ولينذروا به إلي وليذكر أولو الألباب وقال إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وقال لنبيه عليه
السلام " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " (1) وقال لا يأتي على صاحب النار حال إلا وهو
يستكثر فيها مزيدا من العذار على أن لا يقضي عليهم فيموتوا قال الله تعالى لأهل النار حين
بلغهم جهد العذاب " (2) فذوقوا فلن يزيدكم إلا عذابا " وكان يقول تفكر امرؤ لما خلق
الفراغ أم لشغل الشقاء أم لسعادة الجنة أم لنار ثم ليتذكر فجأة الموت وشدته وانقطاع
العمل (3) عنده وليتذكر من عهده به حديث من أهل قرابته وأهل وده وأهل لطفه كانوا
...... (4) معا لا يدرون أيهم أقرب هذه السالك سبيل الموت لعله أن يكون كان أحدثهم سنا
وأظهرهم صحة وأطولهم أملا أمسى وأصبح لا يسمع ولا يستطيع أن يزيد في حسنة ولا
يستعتب من سيئة هذا الباقي بعده يعلم أنه سالك سبيل صاحبه من الموت ما هو أشد من
الموت مما خوف الله من يوم القيامة من شدته وطوله وعبوسه وقمطراره واستطارة شرر ناره
قال الله عز وجل " إن هؤلاء لا يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا " يوم " تذهل
كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى
ولكن عذاب الله شديد " (5) يوم المجادلة والعرض " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها
وتوفي كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون " (6) هذا الذي يجادل عن نفسه إن قال صادقا
حين يسأل فإن الله يقول " وقفوهم إنهم مسؤولون " (7) وقال " لا يسأل عما يفعل وهم
يسألون " (8) وقال " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " (9) قال صادقا كنت أقيم
الصلاة وآتي الزكاة وأصوم رمضان وأحج البيت إن وجدت إليه سبيلا وأمر بالمعروف وأنهى
عن المنكر وأحل الحلال وأحرم الحرام لقي كتابه فأخذه بيمينه فقال لمن يخاطبه من أمر
الله " هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه " (10) قال الله تعالى " فهو في عيشة
راضية في جنة عالية قطوفها دانية " (11) وأما الذي اتبع هواه وكان أمره فرطا فلقي كتابه

(1) سورة الأنبياء، الآية: 107.
(2) سورة الأنبياء، الآية: 30.
(3) زيادة عن م.
(4) كلمة غير واضحة في الأصل وم.
(5) سورة الحج، الآية: 2.
(6) سورة النحل، الآية: 111.
(7) سورة الصافات، الآية: 24.
(8) سورة الأنبياء، الآية: 23.
(9) سورة الحجر، الآية: 93.
(10) سورة الحاقة، الآيتان 19 - 20.
(11) سورة الحاقة، الآية 21 إلى 23.
222

بشماله (1) من وراء ظهره فنظر فيه إلى الصغيرة والكبيرة من عمله مما كان يعمل مما كان
يبدو الله ويخفى على الناس فحلف بالله مجتهدا لقد ظلم في هذا الكتاب وزيد عليه فيه فإن
الله يقول " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ ألا
أنهم هم الكاذبون استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن
حزب الشيطان هم الخاسرون " (2) قيل ما تريد قال أريد بينة عدل فيختم على فيه وأمرت
جوارحه ويداه ورجلاه وسمعه وبصره فينطقن (3) ويشهدن (4) بالله أن ما في هذا الكتاب لحق
ما ظلم ولا زيد عليه فيه فلما فرغن من شهادتهن قيل تكلم فأقبل عليهن فقال لم
شهدتك علي قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون وما
كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم
كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن
يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين وقال " اليوم نختم على أفواههم
وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون " (5) فبلغ أن ببان (6) ثوابهم الجحيم طعامهم
فيها الغسلين والزقوم وشرابهم فيها الحميم والصديد قال الله تعالى " يتجرعه ولا يكاد
يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ " (7) وكان يقول
أبصر امرؤ والبصر ينفعه وعقل والعقل ينفعه فإن الله تبارك وتعالى يقول في آي من القرآن
تترى " أفلا يبصرون " " أفلا يعقلون " " فأنى يؤفكون " إن المعاصي من الهلكان إنما
جعل الله إبليس شيطانا رجيما مدحورا بسجدة أمر أن يسجدها فاستكبر عنها وإنما أخرج الله
تبارك وتعالى آدم من الجنة لأكلة نهى أن يأكلها فأكل منها قال الله عز وجل " وعصى آدم
ربه فغوى " (8) وإنما جعل الله قوما قردة وقال ابن فضيل وإنما جعل الله اليهود قردة
خاسئين ليوم نهوا أن يعتدوا فيه فاعتدوا فيه فإن الله قال " واسألهم عن القرية التي كانت
حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم
كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون وإذا قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم

(1) إلى هنا انتهى السقط من " ز ".
(2) سورة المجادلة، الآية: 18 - 19.
(3) بالأصل و " ز "، فينطق، والمثبت عن م.
(4) بالأصل: ويشهد، والمثبت عن عن م و " ز ".
(5) سورة يس، الآية: 65.
(6) كذا رسمها بالأصل وم و " ز ".
(7) سورة إبراهيم، الآية: 17.
(8) سورة طه، الآية: 121.
223

عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون
عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا
لهم كونوا قردة خاسئين " (1)
فأيكم هذا الذي لم يأت زاد ابن فضيل منا هي وقالا من آثام الله ومساخطه ما هو
أعظم من ترك سجدة أو أكلة أو من اعتدي في يوم لكن الله يقول " إنما يؤخرهم ليوم
تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر
الناس يوم يأتيهم العذاب " (2)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا أبو القاسم البجلي
أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال كلثوم بن عياض عامل هشام على جند
دمشق ذكره في الطبقة الثالثة
أخبرنا أبو غالب أحمد بن أبي علي أنبأنا أبو الحسين الصيرفي أنبأنا عبد الله بن
عتاب أنبأنا أبو الحسن بن جوصا إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا
الحسن بن أحمد أنبأنا أبو الحسن علي ابن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا ابن
جوصا قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة كلثوم بن عياض
القشيري دمشقي
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (3)
وفيها يعني ثلاث وعشرين ومائة قدم كلثوم بن عياض واليا على أفريقية في أول
شعبان فسار حتى نزل تلمسين (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث
وفي سنة اثنتين وعشرين ومائة غزا حسان بن عتاهية على أهل مصر وغزا أهل الشام

(1) سورة الأعراف، الآيات 163 إلى 166.
(2) سورة إبراهيم، الآيتان 42 و 43.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 354 (ت. العمري).
(4) بالأصل و " ز " وم: تلمنيس، والمثبت عن تاريخ خليفة. وفي معجم البلدان: " تلمسان " مدينة بالمغرب.
224

على الجماعة كلثوم بن عياض وأمر كلثوم على أفريقية ونزع عبيد الله بن الحبحاب
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني أبو بكر
اللفتواني أنبأنا أبو الفضل قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ح
وحدثني أبو بكر أيضا قال أنبأني أبو عمرو بن مندة عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا
أبو سعيد بن يونس كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على أفريقية وكان مقتله في ذي
الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائة وذكر أبو جعفر الطبري أنه قتل سنة اثنتين وعشرين (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث بن سعد
وفي سنة أربع وعشرين ومائة قتل كلثوم أمير أفريقية ومن صبر معه قتلهم ميسرة (2)
وأصحابه وأمر حنظلة بن صفوان على أهل أفريقية
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن علي أنبأنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (3) سنة أربع وعشرين ومائة فيها
مات ميسرة الحقير الصفري ببلاد المغرب وافترقت الصفرية فرقتين فرقة عليها خالد بن
حميد وفرقة عليها سالم أبو (4) يوسف الأزدي فسار إليهم كلثوم بن عياض واجتمعا جميعا
فلقيه (5) كلثوم بن عياض على واد (6) من أودية طنجة فقتل كلثوم ومحمد بن عبيد الله
الأزدي ويزيد بن سعيد بن عمرو الحرشي وحبيب بن أبي عبيدة (7) واستباحوا عسكر
كلثوم وسبوا الذرية وانهزم بلج بن بشر ابن عم كلثوم بالناس فاتبعهم أبو يوسف وخالد بن
حميد وفي ساقة بلج بن بشر حسان بن عتاهية (8) فلما غشوه قاتلهم وصبر لهم وقتلهم

(1) راجع تاريخ الطبري 7 / 191 (حوادث سنة 122).
(2) هو ميسرة المدغري، رأس الصفرية، وكان قد خرج بالمغرب، وتسمى بالخلافة، وبويع عليها راجع البيان
المغرب 1 / 53.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 354 - 355 (ت. العمري).
(4) بالأصل: " بن " والمثبت عن عن م، و " ز "، وتاريخ خليفة.
(5) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي تاريخ خليفة: " فلقيا " ولعل الصواب: فلقيهم.
(6) بالأصل وم: و " ز ": وادي.
(7) كذا بالأصل وم و " ز "، وتاريخ خليفة، وفي البيان المغرب: حبيب بن أبي عبدة.
(8) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي تاريخ خليفة: حسان بن عنابة.
225

وهزمهم وقتل أبو يوسف وناس كثر من الصفرية ومضت الصفرية على هزيمتها ومضى
بلج وأصحابه فنزلوا الحصن "
ذكر من اسمه (1) كلياتكين "
5824 - كلياتكين (2) التركي (3)
ولي إمرة دمشق في أيام المتوكل خلافة للفتح بن خاقان (4)
قرأت بخط أبي الحسين الرازي سمعت أبا عبيدة أحمد بن عبد الله بن ذكوان يقول
إن جعفرا (5) المتوكل لما أن نزل دمشق في قصره بداريا وهم بالرحيل عنها وكان مقامه بها
من يوم وردها إلى أن خرج عنها ثمانية وأربعين يوما عقد للفتح بن خاقان على دمشق يوم
الأحد لخمس ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومائتين وعزل عنها صالح
العباسي وولى الفتح بن خاقان دمشق كلياتكين "
ذكر من اسمه كليب "
5825 - كليب بن أده اليماني الأبناوي (6)
نزل دمشق له ذكر ولم يقع له إلي رواية ولا أذكر إلا فيما
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو الحسين الأبرقوهي قالا أنبأنا أبو
القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن
محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (7) قال كليب بن أدة من أهل اليمن نزل من

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) في تاريخ الطبري: كلباتكين.
(2) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 299 وتاريخ الطبري 9 / 270 و 283 وأمراء دمشق ص 90 وانظر معجم الأدباء
16 / 175 ترجمة الفتح بن خاقان.
(4) من هنا بياض في " ز "، وكتب على هامشها: هنا خرمة بالأصل.
(5) بالأصل وم: جعفر.
(6) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 166.
(7) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 164.
226

دمشق من الأبناء توفي في زمن معاوية روى عنه الشاميون سمعت أبي يقول ذلك
5826 - كليب بن علي بن الحسن أبو الفتح البزاز (1)
حدث عن حديد بن جعفر الرماني روى عنه علي (2) الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو الفتح كليب بن علي بن الحسن البزاز الشيخ
الصالح أنبأنا عبد الله بن جعفر الرماني حدثنا خيثمة بن سليمان حدثنا محمد بن عوف بن
سفيان (3) الطائي حدثنا مروان بن محمد الطاطري حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال نعم الإدام الخل [10654]
قال ابن عساكر (4) عبد الله هو حديد بن جعفر دلسه الحنائي لنزوله ولهذا
الحديث عندي طرق عالية في الموافقات
5827 - كليب بن عيسى بن أبي حجير الثقفي (5)
روى عن سعيد بن عبد العزيز وزجلة (6) مولاة عاتكة
روى عنه الهيثم بن خارجة
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو العلاء محمد
بن الحسن بن محمد الوراق حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن إسحاق
الصغاني حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا كليب بن عيسى بن أبي حجير قال سمعت زجلة
قالت سمعت سالما أو نافعا يحدث عن ابن عمر قال
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) من أحب أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على الصلوات الخمس حيث
حيث بهن [10655]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ح وأخبرنا أبو الفتح
الحداد أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله
قالا أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنزي

(1) عن م: " البزاز " وبالأصل: البزار.
(2) سقطت من م.
(3) اللفظة غير غير واضحة، وقد تقرأ: " شقيق " والمثبت عن م، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 613.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 168.
(6) زجلة بضم الزاي المنقوطة وسكون الجيم وبعدها لام الإصابة 4 / 397.
ترجم لها ابن عساكر، راجع مطبوعة تراجم النساء ص 107.
227

حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا كليب بن عيسى بن أبي حدير قال سمعت زجلة قالت
سمعت سالما أو نافعا يحدث عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من سره أن يلقى الله
غدا مسلما فليحافظ على الصلوات الخمس حتى ينادى بهن [10656]
قال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن زجلة مولاة عاتكة إلا كليب بن عيسى تفرد به
الهيثم بن خارجة
قال ابن عساكر (1) كذا كان في الأصل ابن أبي حذير والصواب ابن أبي حجير
وزجلة مولاة عاتكة بنت يزيد بن معاوية زوج عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي حدثنا عبد العزيز بن أحمد الحافظ
حدثنا عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي لفظا ح وأخبرناه عاليا أبو القاسم هبة الله
بن عبد الله بن أحمد أنبأنا (2) أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قالا أنبأنا محمد بن محمد
بن عثمان السواق (3) ببغداد أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي (4) حدثنا
إدريس بن عبد الكريم الحداد حدثنا الهيثم يعني ابن خارجة حدثنا كليب بن عيسى بن أبي
حجير الثقفي قال سمعت زجلة مولاة معاوية (5) قالت (6)
أدركت يتامى كن في حجر النبي (صلى الله عليه وسلم) إحداهن تسمى كويسة قالت فخرجت معهن إلى
بيت رجل وقد هلك لأعزي أهله فلما أخرجت الجنازة وضعت رجلي أخرج من عتبة
الباب فأخذتني حتى أدخلتني البيت قالت ولم يكن تتبع الجنازة امرأة إلا أن تكون نفساء أو
مبطونة تخرج معها امرأة من ثقاتها حتى يضعوها في المصلى تدخل يدها تنظر هل خرج
شئ فلا يزال القوم جلوسا أو قياما حتى إذا توارت المرأة قالوا للإمام كبر
هذا حديث غريب لم أكتبه إلا من هذا الوجه
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا
أبو محمد بن أبي حاتم (7) قال كليب بن عيسى روى عن سعيد بن عبد العزيز روى عنه
الهيثم بن خارجة سمعت أبي يقول ذلك

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) من هنا إلى بن جعفر، سقط من م.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 622.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 210.
(5) كذا بالأصل وم هنا: مولاة معاوية.
(6) الخبر رواه ابن عساكر في ترجمة زجلة ص 107.
(7) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 168.
228

" ذكر من اسمه (1) كميت "
5828 - كميت بن زيد بن خنيس (2) بن مجالد بن وهيب بن عمرو بن سبيع
ويقال بن زيد بن حبيش بن مجالد بن ذؤيبة بن قيس بن عمرو بن سبيع بن
مالك بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة أبو المستهل الأسدي
الشاعر (3)
من أهل الكوفة
روى عن الفرزدق ومذكور مولى زينب بنت جحش وأبي جعفر محمد بن علي
روى عنه والبة بن الحباب الشاعر وحفص بن سليمان الأسدي وحبيب بن سليم
وأبان بن تغلب
ووفد على يزيد وهشام ابني عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأنا جدي أبو محمد أنبأنا الحسن بن
علي بن إبراهيم المقرئ حدثنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق التميمي
الشاعر حدثنا جعفر بن محمد النسفي الخطيب الشاعر حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو
ابن علي الشاعر البصري حدثنا أبو بكر عبد الله بن أحمد الشاعر بهمذان حدثنا أبو عثمان
سعيد بن زيد بن خالد الشاعر بحمص حدثنا عبد السلام بن رعبان الشاعر حدثنا دعبل بن
علي الشاعر حدثنا أبو نواس الحسن بن هانئ الشاعر حدثنا والبة بن الحباب الشاعر
حدثنا الكميت بن زيد الشاعر حدثنا خال الفرزدق الشاعر حدثني الطرماح الشاعر قال
لقيت نابعة بني جعدة الشاعر فقلت له لقيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم وأنشدته
قصيدتي التي أقول فيها:

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) تقرأ بالأصل وم: حبيش، والمثبت عن معجم الشعراء والأغاني.
(3) ترجمته وأخباره في: المؤتلف والمختلف للآمدي ص 170 ومعجم الشعراء ص 347 والشعر والشعراء ص 368
وجمهرة الأنساب ص 187 والأغاني 17 / 1، وسير أعلام النبلاء 5 / 388 وخزانة الأدب (الجزء الأول:
الفهارس) وجمهرة أشعار العرب ص 187 والموشح ص 191 وسمط اللآلي ص 11.
شعر الكميت بن زيد جمع الدكتور داود سلوم (بغداد).
229

بلغنا السماء مجدا وسؤددا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال فرأيت وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد تغير وبدا الغضب فيه فقال إلى أين يا أبا
ليلى فقلت إلى الجنة يا رسول الله فقال إلى الجنة إن شاء الله (1) [10657]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد (2)
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني حدثنا الحسن
ابن محمد بن أعين الحراني حدثنا حفص بن سليمان عن الكميت بن زيد الأسدي قال
قال مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش قالت
خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أستشيره فقال لها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها قالت ومن هو يا رسول الله
قال زيد بن حارثة قال فغضبت حمنة غضبا شديدا فقالت يا رسول الله أتزوج ابنة
عمك مولاك قالت وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها
فأنزل الله عز وجل " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم
الخيرة " الآية (3) قالت فأرسلت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله
افعل يا رسول الله ما رأيت فزوجني زيدا فكنت أرزأ (4) عليه فشكاني إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فعاتبني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم عدت فأخذته بلساني فشكاني إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) أمسك عليك زوجك واتق الله فقال يا رسول الله أنا أطلقها قالت (5) فطلقني
فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد دخل علي بيتي وأنا مكشوفة الشعر فعلمت
أنه أمر من السماء فقلت يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد فقال الله المزوج وجبريل
الشاهد [10658]
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن بشران
ببغداد أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد المصري حدثنا القاسم بن الليث حدثني حسين بن
أبي السري حدثنا الحسن بن أعين الحراني حدثنا حفص بن سليمان الأسدي عن الكميت
ابن زيد الأسدي حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش قالت

(1) تقدم الحديث قريبا.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 24 / 39 رقم 109.
(3) سورة الأحزاب، الآية: 36.
(4) كذا بالأصل وم، وفي المعجم الكبير: أرثى.
(5) الأصل: قال، والمثبت عن م والمعجم الكبير.
230

خطبني عدة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فأرسلت إليه أختي أشاوره في ذلك قال فأين
هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها قالت من قال زيد بن حارثة فغضبت وقالت
تزوج بنت عمك مولاك ثم أتتني فأخبرتني بذلك فقلت أشد من قولها وغضبت أشد من
غضبها قال فأنزل الله عز وجل " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن
تكون لهم الخيرة من أمرهم " (1) قالت فأرسلت إليه زوجني من شئت قال فزوجني منه
فأخذته بلساني فشكاني إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أمسك عليك زوجك واتق الله
ثم أخذته بلساني فشكاني إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال أنا أطلقها فطلقني فبت طلاقي فلما
انقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا مكشوفة الشعر فقلت هذا أمر من السماء
فقلت يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد قال الله المزوج وجبريل الشاهد [10659]
قال البيهقي وهذا وإن كان إسناد لا يقوم بمثله الحجة فمشهور أن زينب بنت جحش
وهي من بني أسد بن خزيمة وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كانت عند زيد بن حارثة حتى طلقها ثم تزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بها
قال ابن عساكر (2) وكذا في الحديث ابنة عمك والصواب ابنة عمتك
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (3) أخبرني عمي حدثني يعقوب
بن إسرائيل حدثني إبراهيم بن عبد الله الخصاف الطلحي أخبرني حبيش بن الكميت بن (4)
المستهل بن الكميت بن زيد قال
وفد الكميت على يزيد بن عبد الملك فدخل إليه يوما وقد اشتريت له سلامة القس
فأدخلت إليه والكميت حاضر فقال له يا أبا المستهل هذه جارية تباع أفترى أن نبتاعها
قال أي والله يا أمير المؤمنين ولا أرى لها مثلا في الدنيا فلا تفوتنك (5) قال فصفها لي
في شعر حتى أقبل رأيك فقال الكميت:
هي شمس النهار في الحسن إلا * أنها فضلت بفتك (6) الطراف
غضة بضة رخيم لعوب * وعثة المتن شختة الأطراف

(1) سورة الأحزاب، الآية: 36.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) الخبر والشعر في الأغاني 17 / 22 و 23.
(4) كذا بالأصل وم، وفي الأغاني: أخو المستهل.
(5) الأصل: تفوتك، والمثبت عن م والأغاني.
(6) الأغاني: بقتل الطراف.
231

زانها دلها وثغر نقي * وحديث مرتل غير خاف (1)
خلقت فوق منية المتمني * فاقبل النصح يا بن عبد مناف
فضحك يزيد وقال قد قبلنا نصحك يا أبا المستهل وأمر له بجائزة سنية
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2)
وأما ذؤيبة بالذال المعجمة فهو الكميت بن زيد بن الأخنس بن مجالد بن ربيعة بن
قيس بن الحارث بن عامر بن ذؤيبة بن عمرو بن مالك بن سعد بن ثعلبة بن ذودان الشاعر
المشهور
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار التميمي النحوي
بالكوفة أنبأنا أبو الحسن علي بن حامد الضبي حدثنا أحمد بن موسى عن الجرمي الراوية
الكوفي أو عن العتابي قال
كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر كان خطيب أسد وفقيه الشيعة
وحافظ القرآن وثبت الجنان وكان كاتبا حسن الخط وكان نسابة وكان جدلا وكان أول
من ناظر في التشيع وكان راميا لم يكن في أسد أرمى منه بنبل وكان فارسا وكان شجاعا
وكان سخيا دينا
قال وأنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن عقبة قال
سمعت أبي يقول سمعت جدي يقول
كانت بنو أسد تقول فينا فضيلة ليست في العالم ما دخل أحد منزل أحد منا ولا
محلة (3) من محالنا إلا وجد فيها بركة وراية الكميت لأنه رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) في النوم فقال له:
أنشدني...... (4) فأنشده فقال له بوركت وبورك قومك
قال وأنبأنا محمد بن جعفر قال سمعت أبا رياش يقول سمعت ابن دريد يقول
سمعت الأشنانداي يقول سمعت أبا عبيدة يقول (5)

(1) الأصل وم، وفي الأغاني: " غير جافي " وهو أشبه.
(2) الاكمال لابن ماكولا 4 / 102.
(3) الأصل: محالة، والمثبت عن م.
(4) غير مقروءة بالأصل ورسمها: " مل نف " وفي م: " طريب ".
(5) الخبر في خزانة الأدب 1 / 144 وسير أعلام النبلاء 5 / 388.
232

لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم حببهم إلى الناس وأبقى لهم ذكرا
وأخرج فضائلهم التي غاص عليها البحار ولولاه لما عرف الناس قبائل نزار من غيرها ولا
فضائلها
قال محمد وأنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عرفة أنبأنا المبرد عن الزيادي
قال
كان عم الكميت رئيس قومه فقال له يوما يا كميت لم لا تقول الشعر ثم أخذه فأدخله
ماء كان لهم وقال لا أخرجنك منه أو تقول الشعر فمرت به قبرة فأنشأ متمثلا يقول:
يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري
فقال له عمه إنما حلفت أنك تقول شعرا وقد قلته فاخرج فقال والله لا خرجت من
الماء أو أقول شعرا لنفسي فما رام من الماء حتى قال قصيدته المشهورة وهي أول شعره ثم
غدا على عمه فقال له أجمع لي العشيرة ليسمعوا قولي فجمع له العشيرة ثم قام فأنشد (1):
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب * ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
ثم قال له عمه ثم ماذا فقال:
ولم تلهني دار ولا ربع (2) منزل * ولم يتطربني بنان مخضب
فقال له عمه ثم ماذا فقال:
ولا أنا ممن يزجر الطير همه * أصاح غراب أم يعرض ثعلب (3)
ولا السانحات البارحات عشية * أمر سليم القرن أم مر أعضب (4)
فقال له عمه فأي شئ فقال:
ولكن إلى أهل الفضائل والنهى (5) * وخير بني حواء والخير يطلب

(1) الخبر برواية مختلفة في الأغاني 17 / 28 وانظر شرح هاشميات الكميت لأبي رياش القيسي.
(2) في شرح هاشميات الكميت: رسم منزل.
(3) يقول: لست ممن همه زجر الطير لأني جربت الأمور. وتعرض ثعلب أي أخذ يمينا وشمالا.
(4) السانح: الذي يجئ من يسارك إلى يمينك ويوليك ميامنه والأغضب: المكسور أحد قرنيه.
(5) النهي: العقول: واحدها: نهية.
233

فقال له عمه من ويلك فقال:
إلى النفر البيض (1) الذين بحبهم * إلى الله فيما نابني أتقرب
فقال له عمه ثكلتك أمك من هم فقال:
بني هاشم رهط النبي فإنني * لهم وبهم أرضى مرارا وأغضب
قال فأمسك عمه حتى أتى على القصيدة إلى آخرها فقال عمه لقومه ليهنكم النعمتين
إن فيكم شاعرا ومع ذلك إنه طاهر الولادة
قال وأنبأنا محمد بن جعفر حدثنا ابن الأنباري عن أبيه عن أبي عكرمة الضبي قال
لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان (2)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن
بكار حدثني محمد بن الحسن الأسدي قال أنشدني ابن المستهل بن الكميت لأبيه الكميت
ابن زيد يعاتب قريشا وبعث إليهم ببرة بنت مر (3):
بني ابنة مر أين مرة عنكم * وعنا التي شعبا تصير شعوبها
وأين ابنها عنا وعنكم وبعلها * خزيمة والأرحام وعثا (4) جؤوبها (5)
إذا نحن منكم لم ننل فضل أخوة (6) * على أخوة لم نخش غشا جؤوبها
يشوبون للأقصين (7) معسول شيمة * فأنى لنا بالصاب أنى مشوبها (8)
كلوا ما لديكم من سنام وغارب * إذا غيبت دودان عنكم غيوبها
ستذكرنا منكم قلوب (9) وأعين * ذوارف لم يضنن بدمع سكوبها (10)
فلو مات من نصح لقوم أخوهم * لقد لقيتني بالمنايا شعوبها

(1) يعني بني هاشم.
(2) سير أعلام النبلاء 5 / 388.
(3) من قصيدة في شعر الكميت (ط. بغداد) ص 116.
(4) أصل الوعثاء من الوعث وهو الدهس، والوعث: الشديد، والمشي يشتد على صاحبه.
(5) جؤوبها: قطوعها.
(6) في شعر الكميت: حق أخوه.
(7) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن شعر الكميت.
(8) يقول: أنتم لغيرنا عسل ولنا صاب، فأنى لنا أي كيف لنا بأن تشوبوا لنا مع الصاب عسلا، وهما ضدان لا
يجتمعان.
(9) في شعر الكميت: نفوس وأعين.
(10) في شعر الكميت: غروبها.
234

قال وحدثنا الزبير قال وحدثني محمد بن أنس (1) الأسدي عن ابن المستهل بن
الكميت بن زيد الأسدي قال قتل النضر بن كنانة أخاه لأمه فوداه مائة من الإبل من ماله فهو
أول من سنها وقال في ذلك الكميت بن زيد الأسدي
أبونا الذي سن المئين لقومه * ديات وعداها سلوفا منيبها (2)
فسلمها واستوثق الناس للذي * تعلل مما استن فيها حدوبها (3)
غنائم لم تجمع ثلاثا وأربعا * مسائل بالإلحاف شتى ضروبها
قال السلوف ما تقدم والمنيب الأوائل والحدوب العائف
قال وحدثنا الزبير حدثني محمد بن أنس (4) الأسدي عن رجل عن المستهل بن
الكميت بن زيد الأسدي قال قال الكميت بن زيد بفخر بقرابته من قريش ويصف لزومهم
ميراثهم عن أبيهم خليل الرحمن (صلى الله عليه وسلم) وحوزهم ما أثره قبلك
ثياب إبراهيم فينا * صحاحا ما دنس وما بلينا
وإن لنا بمكة أبطحيها * وما بين الأخاشب والحجونا
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار حدثنا أبو القاسم السكوني عن
أبي عبيد الله قال قال ابن عبدة النساب
ما عرف النساب أنساب العرب على حقيقة حتى قال الكميت النزاريات فأظهر بها علما
كثيرا ولقد نظرت في شعره فما رأيت أحدا أعلم منه بالعرب وأيامها
قال أبو عبيد الله فلما سمعت هذا جمعت شعره فكان عوني على التصنيف لأيام
العرب قال محمد وسألته عن أبي عبيد الله فقال هذا هو السكوني وكان أحد النسابة
ومن فضلائهم وعلمائهم
قال وحدثنا محمد بن جعفر حدثنا أبو علي الحسن بن داود حدثنا الوضاحي عن
الخصاف عن محمد بن سهل قال قال الكميت

(1) كذا بالأصل وم هنا، ومر: الحسن.
(2) قوله: عداها: أمضاها سنة، وسلوفا: متقدما. منيبها: مطيعها.
(3) روايته في شعر الكميت:
وسلمها فاستوثق الناس للتي * يعلل مما سن فيهم جدوبها
(4) كذا بالأصل وم هنا، ومر: الحسن.
235

رأيت وأنا مختف فيما يرى النائم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لي مم خوفك قلت يا رسول
الله من بني أمية قال ألست القائل:
حياتك كانت مجدنا (1)
قلت بلى وأنا القائل أيضا:
فبوركت مولودا (2)
وأنا القائل (3):
ألم ترني من حب آل محمد * أروح وأغدوا خائفا أترقب
قال أظهر فإن الله قد آمنك في الدنيا والآخرة وقال في قوله (4):
فطائفة قد أكفرتني بحبكم * وطائفة قالت مسيئ ومذنب
التي أكفرتني التيم والتي قالت مسئ بنو حرام (5)
قال وأنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا أبو أحمد الجلودي حدثنا محمد بن ركونة حدثنا
ابن عائشة عن أبيه قال
أتى الكميت بن زيد إلى علي بن الحسين فقال له إني قد مدحتكم بما أرجو أن يكون
وسيلة عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة فاسمعه فوجه علي بن الحسين فجمع أهله ومواليه ثم
أنشده:
طربت وهل بك من مطرب (6)
فلما فرغ منها قال له علي بن الحسين ثوابك نحن عاجزون عنه ولكن ما عجزنا عنه
فإن الله ورسوله لن يعجزنا عن مكافأتك وسقط له على نفسه وأهله أربع مائة ألف درهم

(1) شرح الهاشميات لأبي رياش، البيت 42 من قصيدته البائية وتمامه:
حياتك كانت مجدنا وسناءنا * وموتك جدع للعرانين مرعب
(2) شرح الهاشميات البيت 45 من القصيدة البائية وتمامه:
وبوركت مولودا وبوركت ناشئا * وبوركت عند الشيب إذ أنت أشيب
(3) شرح الهاشميات، من القصيدة السابقة: البيت 75 ص 75.
(4) البيت 22 ص 53 (شرح الهاشميات).
(5) كذا والذي في شرح الهاشميات لأبي رياش: طائفة يريد الحرورية وطائفة: من المرجئة.
(6) مطلع قصيدته البائية، وتمامه في شرح الهاشميات ص 188:
طربت وهل بك من مطرب * ولم تتصاب ولم تلعب.
236

فقال له خذ هذه يا أبا المستهل فاستعن بها على سفرك فقال لو وصلتني بدانق لكان
شرفا ولكن على مدحكم لا آخذ ثمنا ولا آجرا إلا من أردت به وجهه والوسيلة عنده ولكن
إن أحببت أن تحسن إلي فادفع بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك به فقام علي بن الحسين
فنزع ثيابه فدفعها كلها إليه وأمر بجبة له كانت يصلي فيها فدفعت إليه ثم قال اللهم إن
الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس وأظهر ما كتمه غيره من
الحق فأمته شهيدا وأحيه سعيدا وأره الجزاء عاجلا واجز له جزيل المثوبة آجلا فإنا قد
عجزنا عن مكافأته وأنت واسع كريم قال الكميت فما زلت أتعرف بركة دعائه
قال وحدثنا محمد بن جعفر أنبأنا ابن الأنباري حدثنا أبي عن أحمد بن عبيد عن
المدائني قال
قال الكميت لمحمد بن علي إني قد قلت أبياتا إن أظهرتها خشيت على نفسي وإن
أخفيتها خشيت على ديني قال هاتها فأنشده هذه الأبيات (1):
نفى عن عينك الأرق الهجوعا * وهم يمتري منه (2) الدموعا (3) *
فاستدار علي بن الحسين إلى القبلة ثم رفع يديه وقال اللهم اغفر للكميت ثلاث
مرات
قال وأنبأنا محمد بن جعفر أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن عرفة نفطويه أنا
المبرد حدثنا العتبي عن أبيه قال
لما قال الكميت بن زيد الأسدري شعره أتى أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين فقال
إني قد قلت شعرا إن كتمته خشيت الله وإن أظهرته خفت على نفسي فأنشده:
نفى عن عينك الأرق الهجوعا * وهم يمتري منه الدموعا
إلى قوله (4):
أجاع الله من أشبعتموه * وأشبع من بجوركم أجيعا
فأدار أبو جعفر وجهه إلى القبلة حتى أتم القصيدة قال أبو عبد الله وفي هذا شرف

(1) مطلع قصيدة في شرح الهاشميات ص 195.
(2) في شرح الهاشميات: منها.
(3) الأرق: السهاد، ويقال: أرق الرجل يأرق أرقا.
والهجوع: النوم، يقال: هجع يهجع هجوعا. والهاجع: النائم ويمتري: يحتلب منها أي من العين.
(4) البيت 16 من قصيدته العينية، شرح الهاشميات ص 198.
237

إلا أن يحتال له فيصرف إلى بعض المصارف
قال ابن عساكر (1) كذا قال وإنما هو إبراهيم بن محمد
قال وأنبأنا محمد أنبأنا أبو أحمد الجلودي حدثنا المغيرة بن محمد عن ابن عائشة عن
أبيه قال قال جعفر بن محمد
الكميت سيف آل محمد في كل قلب معاند مغمد
قال وحدثنا محمد حدثنا أبو الحسين بن عامر قال سمعت أبا جعفر محمد بن يزيد
الرمادي يقول سمعت مشايخ أهل البيت يقولون
خذوا أولادكم بتعليم الهاشميات فإنها تنبت الولاية في قلوبهم على حقها
قال وأنبأنا محمد أنبأنا الصولي عن علي بن الصباح قال سمعت الحسن بن رجاء
يقول لأبي محلم يوما
كان في الكميت تكلف شديد وخاصة في مدحه فقال له أبو محلم والله ما هو
بالمطبوع ولكن مدحه أطبع شعره وخاصة في بني هاشم لتوفيق الله له فيهم أليس هو
القائل (2):
قوم إذا املولح (3) الرجال على * أفواه من ذاق مدحهم (4) عذبوا
حتى انتهى إلى قوله (5):
والكاشفو المفظع المهم إذا * التقت (6) بتصدير أهله (7) الحقب (8)
ثم أنشده:
أناس إذا وردت بحرهم * صواد الغرائب لم يطرد
قال علي بن الصباح فلم يحر الحسن بن رجاء جوابا وكان أبو محلم إذا أنشد شعرا
فكان الناس لم يسمعوه لحسن ألفاظه وجوده معانيه

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) شرح الهاشميات ص 120 البيت رقم 62.
(3) بالأصل وم: املولج، والمثبت عن شرح الهاشميات. واملولح صار ملحا لا يشرب، ضربه مثلا.
(4) شرح الهاشميات: طعمهم.
(5) شرح الهاشميات ص 122 البيت رقم 71.
(6) شرح الهاشميات: التف.
(7) شرح الهاشميات: أهلها.
(8) المفظع: العظيم، والتصدير: الحبل المؤخر.
238

قال وحدثناه محمد بن جعفر حدثنا أبو محمد العتكي عن يموت قال:
قال الجاحظ ما فتح لشيعة الحجاج إلى الكميت بقوله:
فإن (1) هي لم تصلح لحي سواهم * فإن ذوي القربى أحق وأوجب (2)
يقولون (3) لم يورث (4) ولولا تراثه * لقد شركت فيها بكيل وأرحب (5)
وقال هذا وضع نكد يصغي إليه كل أحد ولو كان شعره في المكانة مثل حجاجه
لكان منقطع القرين وكان يقول ما رأيت شيئا من البرودة أشد (6) من قوله في مدح النبي
(صلى الله عليه وسلم) (7):
فبوركت مولودا وبوركت ناشئا * وبوركت عند الشيب إذ أنت أشيب
وبورك قبر أنت فيه وبوركت * به وله أهل لذلك يثرب
لو مدحوا بها سائر الناس لما كان مرضيا فكيف النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (8) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني إسماعيل بن حفص حدثنا
ابن فضيل عن ابن شبرمة قال:
قلت للكميت الأسدي الشاعر إنك قد قلت في بني هاشم فأحسنت وقد قلت في
بني أمية أفضل مما قلت في بني هاشم قال إني إذا قلت أحببت أن أحسن
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (9) حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي
حدثنا عبد الله بن إسحاق بن سلام قال

(1) شرح الهاشميات ص 65 رقم 55.
(2) بالأصل: " وأوجف " والمثبت عن م، وفي شرح الهاشميات: وأقرب.
(3) شرح الهاشميات ص 62 رقم 48.
(4) الأصل وم: تورث، والمثبت عن شرح الهاشميات.
(5) الأصل: " وأرحف " والمثبت عن م وشرح الهاشميات وبكيل وأرحب: حيان من همدان.
(6) رسمها بالأصل: " اعر " وفي م: " أغب " والمثبت عن المختصر.
(7) شرح الهاشميات ص 61 البيتان رقم 45 و 46.
(8) الأصل: اللبناني، بتقديم الباء، والمثبت عن م.
(9) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي 2 / 104 وما بعدها.
239

أتى الكميت باب مخلد بن يزيد بن المهلب يمدحه فصادف على بابه أربعين شاعرا
فقال للآذن استأذن لي على الأمير فاستأذن له عليه فأذن له فقال كم رأيت بالباب من
شاعر قال أربعين شاعرا قال فأنت جالب التمر (1) إلى هجر قال إنهم جلبوا دقلا (2)
وجلبت أزاذا (3) قال فهات أزاذك فأنشده:
هلا سألت منازلا بالأبرق * درست وكيف سؤال من لم ينطق
لعبت بها ريحان ريح عجاجة * بالسافيات من التراب المعنق
والهيف رائحة لها بنتاجها * طفل العشي بذي حناتم سرق
الحناتم جرار خضر شبه الغيم بها والهيف الريح الحارة قال القاضي ومن
الهيف قول ذي الرمة (4):
وصوح البقل ناج تجئ به * هيف يمانية في مرها نكب
والحناتم واحدها حنتمة قال الشاعر في الحنتم:
وأقفر من حضارة ورد أهله * وقد كان يسقي في زجاج (5) وحنتم
وقال في الحناتم:
يمشون حول مكدم قد كدحت * متنيه حمل حناتم وقلال
قوله كدحت متيه حمل حناتم كقول الشاعر:
أرى مر السنين أخذن مني * كما أخذ السرار (6) من الهلال
ولهذا نظائر تذكر وتشرح عللها في مواضع أخر
تمام شعر الكميت:
تصل اللقاح إلى النتاج مزية * لحقوق كوكبها وإن لم يحقق
غيرن (7) عهدك بالديار ومن يكن * رهن الحوادث من جديد (8) يخلق

(1) الأصل: الثمر، والمثبت عن م والجليس الصالح.
(2) الدقل: أردأ التمر.
(3) الأزاد: نوع جيد من التمر (المعجم الوسيط).
(4) ديوان ذي الرمة ص 17.
(5) الجليس الصالح: في قلال وحنتم.
(6) السرار: آخر ليلة في الشهر حيث يختفي الهلال، ربما استر ليلة وربما ليلتين (اللسان: سرر).
(7) الأصل: نميري، والمثبت عن م والجليس الصالح.
(8) الأصل: جدير، والمثبت عن م والجليس الصالح.
240

إلا خوالد في المحلة بيتها * كالطيلسان من الرماد الأورق (1)
ومتبجحا ترك الولائد رأسه * مثل السواك ودمه كالمهرق
دار التي تركتك غير ملومة * دنا (2) فارع بها عليك واشفق
قد كنت قبل تتوق من هجرانها * فاليوم إذ شحط (3) المزار بها تق
والحب فيه حلاوة ومرارة * سائل بذلك من تطعم أو ذق
ما ذاق بؤش معيشة ونعيمها * فيما مضى أحد إذا لم يعشق
من قال رب (4) أخا الهموم ومن يبت * غرض الهموم ونصبهن يؤرق
حتى بلغ إلى قوله:
بشرت نفسي إذ رأيتك بالغنى * ووثقت حين سمعت قولك لي ثق
فأمر بالخلع عليه فخلع عليه حتى استغاث فقال أتاك الغوث ارفعوا عنه
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف أنبأنا
أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت (5) البغدادي حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن
الأنباري حدثنا أبي حدثنا أبو حاتم حدثنا أبو عبيدة قال
خرج الكميت إلى أبان بن عبد الله البجلي وهو على خراسان فأدخله في سماره وكان
في الكميت حسد فبينا هو ليلة يسمر معه فأغفى البجلي وتناظر القوم في الجود فرفع أحدهم
صوته فقال مات والله الجود يوم مات الفياض وانتبه أبان بصوته فقال فيم كنتم فقال
الكميت (6):
زعم النضر والمغيرة والنعمان * والبحتري وابن عياض
قال زعموا ماذا يا أبا المستهل فقال:
إن جود الأنام مات جميعا * يوم راحوا بطلحة الفياض (7)

(1) الأصل: الأود، والمثبت عن م والجليس الصالح.
(2) زيادة عن الجليس الصالح، وفي م: دنفا.
(3) بدون إعجام بالأصل، وفي م: " سخط " والمثبت عن الجليس الصالح.
(4) الأصل: " من " وفي م: " بت " والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) في م: يسبخت، تصحيف.
(6) شعر الكميت 1 / 1 / 249.
(7) في شعر الكميت:
إن جود الأنام كان جميعا * يوم راحوا منية الفياض.
241

كذبوا والذي يلبي له الركب * سراعا بالمفضيات العراض
لا يموت الندى ولا الجود ما * عاش أبان غياث ذي الأنقاض
فإذا ما دعا الإله أبانا * آذن الجود بعده بانقراض
قال سلني قال لكل بيت عشرة آلاف قال لك ذلك فأمر له بخمسين ألفا
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا الحسن المزني يقول وهو محمد بن محمد بن عبد الله بن بشر الهروي قال
سمعت أبا محمد الديناري يقول خرج الكميت إلى أصبهان وعليها رجل من بني تميم يقال
له مجاشع فامتدحه الكميت فقال:
ألا يا دهر إن تك دهر سوء * فإن مجاشعا لي منك جار
وكان مجاشع بباله فقال الله جارك الله جارك فما لبث عنده إلا أياما يسيرة حتى
جاءه عزله وقدم عليها رجل من عكل فقال الكميت:
إذا كان الزمان زمان عكل * وليتم فالسلام على الزمان
زمان صار فيه العز ذلا * وصار الزج قدام السنان
لعل زماننا سيعود يوما * كما عاد الزمان على بطان
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر النحوي أنبأنا أحمد بن السري حدثنا
إبراهيم جدي حدثنا أبو عكرمة عن أبيه قال
أدركت الناس بالكوفة من لم يرو:
إلا حبينا عنا يا مدينا (1)
فليس بعد من العرب ومن لم يرو (2):
ذكر القلب ألفه المهجورا (3) * وتلافي من الشباب أخيرا

(1) البيت للكميت وعجزه: وهل بأس بقول مسلمينا.
الأغاني 17 / 3 والخزانة 1 / 86.
(2) البيت للكميت قاله يودع هشاما، شعر الكميت 1 / 1 / 210.
(3) في شعر الكميت: المذكورا.
242

فليس بأموي ومن لم يرو:
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب (1)
فليس بهاشمي ومن لم يرو:
أتصرم الحبل حبل البيض لم تصل
ومن لم يرو:
هلا عرفت منازلا بالأبرق (2)
فليس بمهلبي ومن لم يرو:
طربت وهاجك الشوق الحبيب (3)
فليس بثقفي ومن لم يرو:
يا رب عيني بعد وهن سهودها
فليس بأسدي ومن لم يرو:
ألا أبلغ جماعة أهل مرو * على ما كان من نأي وبعد
فليس بمروزي ولا خراساني
قال وكانوا يقولون إنه ما جمع أحد من علم العرب ومناقبها ومعرفة أنسابها ما
جمع الكميت فمن صحح نسبه الكميت صح ومن طعن فيه وهن
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا المبرد قال
وقف الكميت على الفرزدق وهو صبي والفرزدق ينشد فلما فرغ قال له يا غلام
أيسرك أني أبوك فقال الكميت أما أبي فلا أبغي به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي
فحصر الفرزدق وقال ما مر بي مثلها
أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه

(1) شرح هاشميات الكميت، مطلع قصيدة بائية ص 43 وعجزه: ولا لعبا مني أذو الشيب يلعب.
(2) للكميت، قاله في مخلد بن يزيد بن المهلب، وعجزه: درست وكيف سؤال من لم ينطق.
(3) مطلق قصيدته التي يمدح فيها الحكم بن الصلت، راجع الأغاني 17 / 38.
243

أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر النجار أنبأنا أبو علي الحسن بن داود النقار حدثنا غسان
الوضاحي حدثنا إبراهيم بن عبد الله الخصاف عن محمد بن أنس عن محمد بن سهل قال
أتى الفرزدق وجرير الكميت يتنافران إليه فجعل الكميت يخلو بجرير فيقول له أتفاخر
الفرزدق ألك مثل أبي الفرزدق نهشل ألك مثل حاجب بن زرارة ألك مثل لقيط بن معبد
ألك كذا ألك كذا ويخلو بالفرزدق فيقول له ألم تعرف ما في بني يربوع من الشرف هل
في بني تميم كلها مثل عيينة بن الحارث بن شهاب أين مثل فرسانها أين مثل وقفاتها
فجعل يكسر هذا مرة وهذا مرة ويعد شرف هذا وشرف هذا حتى افترقا على ذلك فجعلا
يتواعدانه فبلغه ذلك فقال:
سأقضي بين كلب بني كليب * وبين القين قين بني عقال
بأن الكلب مطمعه خبيث * وأن القين يعمل في سفال
فما بقيا علي تركتماني * ولكن خفتما صرد النبال
وقال النجار وقد رويت هذه الأبيات (1) لغيره إلا أن النقار رواها لنا
قال رشأ وحدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي حدثنا محمد بن يحيى
الصولي حدثنا القاسم بن إسماعيل حدثنا قعنب بن محرر الباهلي قال
لقي الكميت نصيبا فقال يا عم أريد أن أعرض عليك شيئا من شعري فقال هات يا
بني فأنشده (2):
هل أنت عن طلب الإيفاع (3) منقلب * أم هل يحسن بعد الشيبة اللعب
وهل (4) ظعائن بالخلصاء بايعة * وإن تكامل فيها الذل والشنب
فعقد نصيب بيده فقال ما هذا العقد يا عم قال أعقد خطأك قال وفي أي شئ
قال في قولك الذل والشنب وما يشبه الذل من الشنب والشنب من برد الدين وما بينهما
من المقاربة إلا قلت كما قال ذو الرمة:

(1) البيت الأخير في تاج العروس " صرر " ونسبة للعين المنقري يخاطب جريرا والفرزدق.
(2) البتان في شعر الكميت 1 / 1 / 93.
(3) الايفاع يريد بها الكواعب التي شارفت البلوغ.
(4) روايته في شعر الكميت:
وهل رأينا بها حورا منعمة * بيضا تكامل فيها الدل والشنب
وفي الأغاني 1 / 348.
أم هل ظعائن بالعلياء نافعة * وإن تكامل فيها الأنس والشنب.
244

حواء (1) في شفتيها حوة (2) لعس (3) * وفي اللثات وفي أنيابها شنب
الا ترى يا بني قرب اللثة وتناسبها قال ثم أنشده قصيدته (4):
أبت هذه النفس إلا إدكارا * وإلا رجاء وإلا اصطبارا
إلى أن بلغ:
إذا ما الهجارس (5) غنينها * تجاوب (6) بالفلوات الوبارا (7)
فعقد نصيب فقال ما عقدت يا عم قال خطأك الوبار لا يسكن الفلوات
قال الصولي والهجاري أولاد الثعالب الواحد هجرس قال ثم مر في القصيدة
إلى أن بلغ:
كأن الغطامط من غليها (8) * أراجيز أسلم يهجو غفار (9)
فقال يا بني هذا أقبح مما مضى ما هجت أسلم غفارا قط ولا هجت غفار أسلم
قط (10)
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا علي بن بقاء الوراق إجازة أنبأنا
يحيى بن علي بن محمد الطحان أنبأنا الحسن بن رشيق حدثنا يموت بن المزرع حدثنا
ابن نفيع (11) بن سلمة حدثنا أبو عبيدة قال
كان أبو عمرو بن العلاء إذا ذكر عنده الكميت وكثير قال مرتعين مهتدمين أغر بهما
عنك
أنبأنا أبو غالب بن البنا عن محمد بن علي بن الفتح أنبأنا محمد بن عبد الرحمن
المخلص حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا
حدثنا (12)

(1) في الأغاني: ليماء.
(2) الحوة: سمرة الشفة.
(3) اللعس: سواد اللثة والشفة في حمرة.
(4) قصيدته قالها في وصف القدر، شعر الكميت 1 / 1 / 195.
(5) الهجارس جمع هجرس وهو القرد والثعلب أو ولده.
(6) في شعر الكميت والأغاني 1 / 349: تجاوبن.
(7) والوبار جمع وبر وهو دويبة على قدر السنور.
(8) الأصل وم: " عليها " والمثبت عن شعر الكميت والأغاني.
(9) الغطامط بضم الغين صوت غليان القدر.
(10) الخبر والشعر في الأغاني 1 / 348 - 349 في ترجمة نصيب وزيد في آخره: فالكسر الكميت، وأمسك.
(11) كذا بالأصل: ابن نفيع، وفي م: نفيع.
(12) في م: حدثني.
245

ح وأنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا محمد بن علي بن أحمد الفراء
وأبو السرايا غنائم بن أحمد بن أبي الوبر قالا أنبأنا رشأ بن نظيف قراءة أنبأنا أحمد بن
محمد بن يوسف أنبأنا الحسين (1) بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا عبد الله
ابن أشهب التميمي حدثني بعض أهل العلم عن أبان بن تغلب قال
قال لي الكميت وأنا أحادثه يا ابان لا تخبر الناس فقرأ وإن مت هزلا فإن الفقير
تريكة من الترائك لا يعبأ بها ولا يلتفت إليها وأنشدني قوله:
وما أنتم يا كلب إلا تريكة * كما تركت في دمنة خلق النعل
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو الحسين الفارسي أنبأنا أبو سليمان
الخطابي (2) أخبرني أبو رجاء الغنوي حدثنا أبي حدثني أبو أيوب سليمان بن أيوب قال
قيل للكميت لم لم ترث أخاك قال إن مرثيته لا ترد مرزيته
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار أنبأنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن
التيان الشيخ الصالح حدثنا علي بن محمد الزهري حدثني الحسن بن محمد الرازي
حدثني أحمد بن محمد القزويني حدثني داود وكان ينزل خوار (3) الري حدثنا محمد بن
الأصم عن سليمان بن الحكم حدثنا نور بن يزيد الشامي (4) قال:
رأيت الكميت بن زيد في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قال بماذا
قال نصب لي كرسيا وأجلسني عليه وأمرت بإنشاد طربت فلما بلغت إلى قولي (5)
حنانيك رب الناس من أن يغرني * كما غرهم شرب الحياة المنضب (6)
قال صدقت يا كميت إنه ما غرك ما غرهم فقد غفرت لك بصدقك في صفوتي من
بريتي وخيرتي من خليقتي وجعلت لك بكل منشد أنشد بيتا من مدحك آل محمد رتبة
أرفعها لك في الآخرة إلى يوم القيامة
قال وأنبأنا أبو الحسن بن النجار قال سمعت أبا عبد الله المفجع يقول

(1) في م: الحسن.
(2) غريب الحديث للخطابي 1 / 699.
(3) خوار: بضم أوله مدينة كبيرة من أعمال الري، بينها وبين الري نحو عشرين فرسخا (معجم البلدان).
(4) في م: السامي.
(5) شرح الهاشميات ص 72 البيت 69.
(6) الأصل وم: المصرد، والقصيدة بائية، والمثبت عن شرح الهاشميات.
246

كان سبب قول الشعر في آل البيت أني كنت قد نظرت في شئ من شعر الكميت فلما
كان تلك الليلة التي قرأت في نومها الكتاب رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في النوم
فقلت أشتهي أقول الشعر في أهل البيت فقال عليك بالكميت فاقتف أثره فإنه إمام
شعرائنا أهل البيت وبيده لواؤهم يوم القيامة حتى يقودهم إلينا
قال ابن عساكر (1) بلغني أن مبلغ شعر الكميت خمسة آلاف ومائتان وتسعة وثمان
بيتا وانه ولد أيام قتل الحسين بن علي سنة ستين ومات سنة ست وعشرين ومائة في خلافة
مروان بن محمد
" ذكر من اسمه كميل "
5829 - كميل بن زياد ابن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان
بن سعد بن مالك بن النخع بن مذحج النخعي الصهباني الكوفي (2)
حدث عن عمر وعلي وعثمان وابن مسعود وأبي هريرة
روى عنه عبد الرحمن بن عابس وعباس بن ذريح وأبو إسحاق الهمداني وعبد
الله بن يزيد الصهباني والأعمش وعبد الرحمن بن جندب وأبو راشد رشيد
وقدم دمشق في خلافة عثمان في جملة المنشرين (3) فيما رواه المدائني عن علي بن
مجاهد عن محمد بن إسحاق عن الشعبي
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور قالا أنبأنا عيسى
ابن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا خلف يعني ابن هشام البزار حدثنا أبو
الأحوص عن أبي إسحاق عن كميل عن أبي هريرة قال

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 416 الترجمة: (5582) ط دار الفكر وميزان الاعتدال 3 / 415 وتهذيب
التهذيب: (6 / 589 - 5860) ط دار الفكر والتقريب الترجمة (5860). والتاريخ الكبير 7 / 243 والجرح والتعديل
7 / 174.
(3) تقرأ بالأصل وم: المشيرين، والمثبت عن المختصر.
247

كنت أمشي مع النبي (صلى الله عليه وسلم) في بعض حيطان المدينة فقال يا أبا هريرة فقلت لبيك يا
رسول الله فقال إن المكثرين هم الأقلون إلا (1) قال بالمال هكذا أو هكذا
أو هكذا وأومأ عن يمينه وعن يساره وقليل ما هم ثم قال يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز
الجنة قلت بلى يا رسول الله قال تقول لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجأ ولا منجا
من الله إلا إليه ثم قال يا أبا هريرة هل تدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على
الله قلت الله ورسوله أعلم قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا
وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به [10660]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو بكر
محمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني المقرئ بانتخاب أبي عبد الله الحاكم حدثنا أبو
الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا أبو أحمد
الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا جابر بن الحر النخعي عن عبد الرحمن بن
عابس عن كميل بن زياد عن أبي هريرة قال
خرت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حائط فقال يا أبا هريرة هم الأكثرون إلا من قال بالمال
هكذا أو هكذا وقليل ما هم فمشيت معه فقال ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة لا
حول ولا قوة إلا بالله ثم قال يا أبا هريرة تدري ما حق الله على العباد قال قلت الله
ورسوله أعلم قال حقه أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم قال أتدري ما حق العباد على
الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم قلت ألا أخبرهم قال دعهم فليعملوا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن أحمد بن
إسحاق حدثنا خليفة قال (2)
كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن
مالك بن النخع قتله الحجاج سنة اثنتين وثمانين
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا يوسف بن
رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت

(1) زيادة عن م.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 249 رقم 1058.
248

يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الكوفة كميل بن زياد النخعي قتله الحجاج أيام ابن
الأشعث أدرك عثمان
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال (1)
في الطبقة الأولى من أهل الكوفة كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك
ابن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج روى عن عثمان وعلي
وعبد الله وشهد مع علي صفين وكان شريفا مطاعا في قومه فلما قدم الحجاج بن يوسف
الكوفة دعا به فقتله قال غير ابن حيوية وكان ثقة قليل الحديث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي بن يعقوب
أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي قال قال
أبي كميل بن زياد بن نهيك نخعي
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
بن إسماعيل قال (2) كميل بن زياد النخعي الكوفي عن أبي هريرة روى عنه عبد الرحمن بن
عابس وقال أبو أسامة عن إسحاق بن سليمان عن أبيه عن عباس بن ذريح (3) عن كميل بن
عبد الله النخعي سمع عليا
أخبرنا أبو الحسين (4) القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم
قال (5) كميل بن زياد النخعي الكوفي روى عن عمر وعثمان وعلي وأبي هريرة وابن
مسعود روى عنه أبو إسحاق الهمداني وعبد الرحمن بن عابس وعبد الله بن يزيد
الصهباني والأعمش وعباس بن ذريح غير أنه يقول كميل بن عبد الرحمن سمعت أبي
يقول ذلك

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6 / 179.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 243.
(3) ذريح بفتح المعجمة وكسر الراء وآخره مهملة عن تقريب التهذيب.
(4) في م: الحسن، تصحيف.
(5) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 174.
249

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني
قال
وأما كميل بالميم فهو كميل بن زياد يروي عن علي بن أبي طالب وابن مسعود
وأبي هريرة حديثه مشهور روى عنه عبد الرحمن بن جندب وأبو إسحاق السبيعي (1) وعبد الرحمن بن عابس وعبد الله بن يزيد الصهباني
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2)
أما كميل بالميم فهو كميل بن زياد عن علي وابن مسعود وأبي هريرة روى عنه عبد
الرحمن بن جندب (3) والسبيعي (4) وعبد الرحمن بن عابس وعبد الله بن يزيد الصهباني
قرأتا على أبي غالب وأبي (5) عبد الله ابني البنا عن أبي تمام علي بن محمد
الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة
قال قال علي بن محمد بن أبي سيف المدائني
وفيهم يعني أهل الكوفة من العباد أويس القرني وعمرو بن عتبة بن فرقد ويزيد بن
معاوية النخعي وربيع بن خيثم وهمام بن الحارث ومعضد الشيباني وجندب بن عبد
الله وكميل بن زياد النخعي
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك قالا
أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد أنبأنا حمد (6) إجازة ح قال وأنبأنا ابن سلمة
أنبأنا علي بن الفأفاء قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (7) ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن
يحيى بن معين قال كميل بن زياد ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن
العتيقي ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر
قالا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ومكانه فيه: والشعبي.
(2) الاكمال لابن ماكولا 7 / 137.
(3) في م: " حزب " تصحيف.
(4) بالأصل وم: والشعبي، تصحيف.
(5) في م: " وأبو ".
(6) في م: أحمد.
(7) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 175.
250

قال (1) كميل بن زياد كوفي تابعي ثقة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا
محمد بن عبد الله بن خميرويه حدثنا الحسين بن إدريس أنبأنا محمد بن عبد الله بن عمار
قال كميل بن زياد رافضي وهو ثقة من أصحاب علي
وقال في موضع آخر كميل بن زياد هو من رؤساء الشيعة كان بلاء من البلاء
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن علي بن خلف البغدادي سنة ثمان وسبعين حدثنا
عمرو بن عبد الغفار عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن رشيد أبي راشد عن كميل بن زياد
قال خرجت مع علي بن أبي طالب فلما أن أشرف على الجبان التفت إلى المقبرة فقال يا
أهل القبور يا أهل البلاء يا أهل الوحشة ما الخبر عندكم فإن الخبر عندنا قد قسمت
الأموال وأيتمت الأولاد واستبدل بالأزواج فهذا الخبر عندنا فما الخبر عندكم ثم
التفت إلي فقال يا كميل لو أذن لهم في الجواب لقالوا إن خير الزاد التقوى ثم بكى
وقال لي يا كميل القبر صندوق العمل وعند الموت يأتيك الخبر
أخبرنا (2) أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه وأبو (3) منصور محمد بن عبد الملك
المقرئ قالا (4) أبو بكر أحمد بن علي الحافظ (5) أخبرني محمد بن أحمد بن رزق
حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا بشر بن موسى حدثنا عبيد بن الهيثم
حدثنا إسحاق بن محمد بن أحمد أبو يعقوب النخعي حدثنا عبد الله بن الفضل بن عبد الله
بن أبي الهياج بن محمد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب حدثنا هشام بن محمد
بن السائب أبو المنذر الكلبي عن أبي مخنف لوط بن يحيى عن (6) فضيل (7) بن حديج
عن كميل بن زياد النخعي قال:
أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبان (8)

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 398 رقم 1423.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) بالأصل وم: " حدثنا " والصواب ما أثبت.
(4) بعدها بالأصل فراغ مقدار كلمة، والكلام متصل في م.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 6 / 379 في ترجمة إسحاق بن محمد النخعي.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن م وتاريخ بغداد.
(7) رسمها بالأصل: " بصبر " وفي م: " نصير " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(8) في تاريخ بغداد: الجبانة.
251

فلما أصحر (1) تنفس صعداء ثم قال لي يا كميل بن زياد إن هذه القلوب أوعية وخيرها
أوعاها للعلم احفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة
وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى
ركن وثيق يا كميل بن زياد العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال
المال ينقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق يا كميل بن زياد محبة العالم دين يدان تكسبه
الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ومنفعة المال نزول بزواله العلم حاكم
والمال محكوم عليه يا كميل مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر
أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة وإن ههنا وأشار إلى صدره لعلما جما لو
أصبت حملة بلى أصبت لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين (2) بالدنيا وذكر الحديث (3)
كذا (4) في أصل (5) ابن رزق (6) وذكر لنا أن الشافعي قطعه من ههنا فلم يتمه
قال ابن عساكر (7) هذا طريق غريب والمعروف
ما أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي
العباس (8) قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أبو أحمد محمد بن
محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي بالكوفة حدثنا
إسماعيل بن موسى الفزاري أنبأنا عاصم بن حميد الحناط (9) أو رجل عنه حدثنا ثابت بن
أبي صفية أبو حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال
أخذ علي بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال
يا كميل بن زياد القلوب أربعة فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك الناس ثلاثة فعالم
رباني وعالم متعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم
يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤا إلى ركن وثيق العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت

(1) أصحر القوم إذا برزوا إلى الفضاء، لا يواريهم فيه شئ.
(2) بالأصل: الدنيا، والمثبت عن م وتاريخ بغداد.
(3) كتب بعدها في م: إلى.
(4) كتب فوقها في م: ملحق.
(5) بالأصل: ذكر، ثم شطبت وكتب على هامشه " في أصل " وبعده صح، وهو ما أثبت، ويوافق م.
(6) بالأصل وم: رزيق، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) زيادة منا للإيضاح.
(8) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 417.
(9) بالأصل: الخياط، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.
252

تحرس المال العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ومحبة العالم دين يدان بها
باكتساب الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته وصنعه (1) يفنى المال بزوال صاحبه
مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في
القلوب موجودة ها إن ههنا وأشار بيده إلى صدره علما لو أصبت له حملة بلى أصبته
لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا (2) يستطهر بحجج الله على كتابه وينعمه على
عباده أو منقاد لأهل الحق لا بصيرة له في أحنائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من
شبهة لا ذا ولا ذاك أو منهوم باللذة سلس القياد للشهوات أو مغري يجمع الأموال
والإدخار ليسا من دعاة الدين أقرب شبههما بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم
بموت حامليه اللهم بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لكي لا تبطل حجج الله
وبيناته (3) أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله من حججه حتى
يودوها إلى نظرائهم فيزرعوها في قلوب أشباههم هجم به العلم على حقيقة الأمر تلك
أبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه هاه هاه
شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم
رواه أبو نعيم ضرار بن صرد (4) عن عاصم بن حميد فزاد فيه ألفاظا
أخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءة أنبأنا عمي الشريف الأمير النقيب عماد
الدولة أبو البركات عقيل بن العباس الحسيني (5) أنبأنا الحسين بن عبد الله بن محمد بن أبي
كامل الأطرابلسي قراءة عليه بدمشق أنبأنا خال أبي أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة
الأطرابلسي حدثنا نجيح بن إبراهيم الزهري حدثنا ضرار بن صرد حدثنا عاصم بن حميد
الحناط حدثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل
ابن زياد قال
أخذ عليه السلام بيدي فأخرجني ناحية الجبان فلما أصحر جعل يتنفس ثم قال يا
كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة فعالم
رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم

(1) كذا بالأصل وم، وفي تهذيب الكمال: وصنيعه.
(2) الأصل: والدنيا، والمثبت عن م وتهذيب الكمال.
(3) بدون إعجام بالأصل وم ورسمها: " وسانه " والمثبت عن تهذيب الكمال.
(4) كذا ضبطت عن الأصل، ضبط قلم.
(5) في م: الحسني.
253

يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت
تحرس المال العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة ومحبة العالم دين يدان بها
فتكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد موته العلم حاكم والمال محكوم عليه
وصنيعة المال تزول بزواله مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر
أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ها إن ههنا لعلما لو أصبت له حملة بل
أصبت لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بحجج الله على كتابه وينعمه
على عباده أو منقاد (1) لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض
من شبهه فلا ذا ولا ذاك أو من هو منهوم باللذة سلس القياد للشهوات أو مغري بجمع
الأموال والادخار ليس من دعاة الدين أقربهما شبههما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم
بموت حامليه اللهم بل لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة كيلا تبطل آيات الله وبيناته
أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى
نظرائهم أو يزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما
استوعر منه المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة
بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في بلاده والدعاة إلى دينه هاه شوقا إلى رؤيتهم
وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (2) حدثنا محمد بن أحمد المقدمي حدثنا عبد الله
بن عمر بن عبد الرحمن الوراق حدثنا ابن عائشة حدثني أبي عن عمه عن كميل
ح قال وحدثني أبي حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا المدائني والألفاظ في الروايتين
مختلطة قالا قال كميل بن زياد النخعي (3)

(1) بالأصل وم: منقادا.
(2) الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي في 3 / 331 وفي 4 / 135 وما بعدها.
(3) السند في الجليس الصالح 4 / 331 مختلف عما ورد هنا بالأصل وم، وبقية قال المعافى بن زكريا:
حدثني محمد بن عمر بن نصير الحربي سنة ست عشرة وثلاثمائة إملاء من حفظه قال، حدثني نجيح بن إبراهيم
الزماني، قال حدثنا ضرار بن صرد عن ثابت عن أبي قتيبة، عن عبد الرحمن بن جندب، عن كميل بن زياد قال:
وبنفس السند كما في الأصل وم في الجليس الصالح 3 / 331.
254

أخذ علي بن أبي طالب بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فلما أصحر تنفس ثم (1)
قال يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ عني ما أقول لك الناس
ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق غاو يميلون مع كل
ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق يا كميل العلم خير من المال
العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلم يزكو على الانفاق والمال تنقصه النفقة يا كميل
محبة العالم دين يدان به في كسبه العلم لذته في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ونفقة
المال تزول بزواله والعلم حاكم والمال محكوم عليه يا كميل مات خزان الأموال وهم
أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة إن ههنا
لعلما وأشار إلى صدره لو أصبت له حملة ثم قال اللهم بل أصبته لقنا غير مأمون عليه
يستعمل آلة الدين في الدنيا ويستظهر بحجج الله على أوليائه وبنعمه على كتابه أو منقادا
لجملة الحق على أن لا بصيرة له في إحيائه (2) يقدح الزيغ في قلبه بأول عارض من شبهة
اللهم لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذات سلس القياد في الشهوات ومغرما بالجمع والادخار
وليسا من دعاة (3) الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة وكذلك يموت العلم بموت حملته
ثم قال اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة إما ظهر مستور (4) وإما خائف مغمور
لأن لا تبطل حجج الله وبيناته فيكم وأين أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا بهم
يحفظ الله حججه حتى يودعوها نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم
على حقيقة الأمر فباشروا روح اليقين واستسهلوا ما استوعر المترفون وأنسوا بما
استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأرواح معلقة بالمحل (5) الأعلى يا كميل أولئك
خلفاء الله في أرضه الدعاة إلى دينه هاه شوقا إلى رؤيتهم أستغفر الله لي ولك
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (6) حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا أبو
بكر بن عياش عن الأعمش قال:

(1) موعظة الإمام علي بن أبي طالب لكميل في نهج البلاغة 495 وحلية الأولياء 1 / 79 وصفة الصفوة 1 / 127 وبعضه
في عيون الأخبار 2 / 120.
(2) في نهج البلاغة: أحنائه.
(3) في نهج البلاغة: رعاة، وفي الجليس الصالح 3 / 332: رعاة وفي الجليس الصالح 4 / 136 دعائم الدين.
(4) في الجليس الصالح: مشهور.
(5) في الجليس الصالح 4 / 137 بالملكوت الأعلى.
(6) الأصل وم: اللبناني بتقديم الباء، تصحيف.
255

دخل الهيثم بن الأسود النخعي على الحجاج فقال له ما فعل كميل بن زياد قال
شيخ كبير مطروح في البيت قال بلغني أنه فارق (1) الجماجم قال ذاك شيخ كبير
خرف قال لتخلن عني لسانك أو لتنكري قال قد خلفته حتى بلغ أنفي ولئن شئت لأبلغن
به المآقي قال فأعطى العطاء بعد فدعا كميلا فقال له أنت صاحب عثمان قال ما
صنعت بعثمان لطمني فأقادني فعفوت فأمر بقتله
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا نصر بن إبراهيم الزاهد وعبد الله بن
عبد الرزاق بن عبد الله قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني (2) أنبأنا أبو
علي الحسن بن منير بن محمد التنوخي أنبأنا أبو بكر محمد بن خريم حدثنا هشام بن
عمار حدثنا أيوب بن حسان حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال
منع الحجاج النخع أعطياتهم وعيالهم حتى يأتون بكميل بن زياد فلما رأى ذلك كميل
أقبل إلى قومه فقال أبلغوني الحجاج فأبلغوه فقال الحجاج يا أهل الشام أتعرفون هذا
هذا كميل بن زياد الذي قال لعثمان أقدني من نفسك فقال كميل فعرف حقي فقلت أما
إذا قدتني فهو لك هبة فمن كان أحسن قولا أنا أو عثمان فذكر الحجاج علي بن أبي
طالب فصلى عليه كميل فقال الحجاج والله لأبعثن إليك إنسان أشد بغضا لعلي من حبك
أنت له فبعث إلى أدهم (3) القيسي من أهل حمص فضرب عنق كميل بن زياد
أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر الظني أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
الحسن بن حمزة العطار أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري إجازة أنبأنا
أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر أخبرني أبي عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر حدثنا
أحمد بن عبيد بن ناصح حدثنا الأصمعي عن ابن أبي زناد (4) عن أبيه قال:
طلب الحجاج كميل بن زياد النخعي طلبا شديدا فلم يقدر عليه فقيل له إن أردته
فامنع قومه العطاء قال فمنع النخع وقال لا أعطيكم حتى تأتوني به فبلغ ذلك كميل بن
زياد في موضعه الذي هو مستتر فيه فأرسل إلى قومه أنا أظهر له فلا تمنعون عطاءكم
فخرج إليه فلما رآه قال أنت الطالب من أمير المؤمنين عثمان القصاص فقال له كميل

(1) في م: قارف الجماجم.
(2) بالأصل وم: المدني.
(3) في م: ابن أدهم.
(4) بالأصل وم: " عن أبي زياد " والمثبت والزيادة عن تهذيب الكمال 12 / 79 ترجمة عبد الملك بن قريب الأصمعي.
256

فمن أي ذلك عجبت منه حين لطمني أو مني حين طلبت القصاص أو منه حين أقصني من
نفسه (1) أو مني حين عفوت عنه فقال والله لأدعنك وأنت لا تطلب القصاص من خليفة
أبدا فقدمه وأمر أبا الجهم بن كنانة فضرب عنقه
قال وأبلى أبو الجهم بين يدي الحجاج يوم الزاوية فقال له الحجاج من أنت قال
أنا أبو الجهم بن كنانة فقال له الحجاج قد زدناك في عطائك ألفا وفي كنيتك ألفا ولا ما
أنت أبو الجهم
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد
ابن عبيد بن الفضل قراءة ح وعن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد أنبأنا علي بن
محمد بن خزفة أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد حدثنا ابن أبي خيثمة قال سمعت يحيى
بن معين يقول مات كميل بن زياد سنة اثنتين وثمانين أو أربع وثمانين وهو ابن تسعين
سنة (2)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا أبو عبد الله
أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (3)
وفيها يعني سنة اثنتين وثمانين قتل الحجاج كميل بن زياد النخعي
قرأت (4) على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن محمد بن
الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال قال المدائني مات كميل بن زياد سنة اثنتين وثمانين
وهو ابن سبعين سنة (5)
" ذكر من اسمه (6) كنانة "
5830 - كنانة بن بشر بن سلمان ويقال بن بشر بن عتاب التجيبي الأيدعاني (7)
أحد من سار إلى حصر عثمان بن عفان وممن تولى قتله

(1) في م: نفسي.
(2) تهذيب الكمال 15 / 418.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 288 (ت. العمري) وعنه في تهذيب الكمال 15 / 418.
(4) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
(5) تهذيب الكمال 15 / 418.
(6) زيادة منا للإيضاح.
(7) كذا بالأصل وم، وفي المختصر: الأيداعي، تصحيف. والأيدعاني نسبة إلى أيدعان وهو بطن من تجيب.
257

روى عنه حيان بن الأعين بن نمير بن سليع الحضرمي
وقيل إنه كان في الرهن التي أخذها معاوية من أهل مصر وسجنهم بلد (1) وقيل
بدمشق وقيل إنه قتل يوم الدار وقيل إنه قتل قبل دخول جيش معاوية مصر
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
كنانة بن بشر بن سلمان التجيبي ثم الأيدعاني شهد فتح مصر قتل بفلسطين سنة ست
وثلاثين وكان ممن أخرجه معاوية من مصر في الرهن وكان أحد قتلة عثمان بن عفان
روى عنه حيان بن الأعين بن نمير الحضرمي
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الله بن أحمد بن عمر إذنا قالا حدثنا
أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم أنبأنا
أحمد بن محمد بن سعيد بن عبيد الله أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد
ابن عائذ قال فحدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن لهيعة الحضرمي عن يزيد بن أبي
حبيب قال
ثم ترافع معاوية بن حديج (2) وجيش بعثهم إليه محمد بن أبي حذيفة عليهم قيس بن
حرمل اللخمي ويقول آخرون كان عليهم يومئذ رجل من بلي يقال له ابن الحثما فاقتتلوا
بخربتا (3) في أول يوم من شهر رمضان سنة ست وثلاثين فقتل قيس بن الحرمل وابن الجثما
وأصحابهما وخرج أصحاب ابن حديج وابن حديج حتى صرع في القتلى فجنح عليه ابن
أخيه عبيد الله بن عبد الله بن حديج فأكب عليه يقول لحمي يحمي لحمك وتناول الراية
قيس بن سفيان الأزدي فقال أنا معاوية بن حديج وكان على مجنبة معاوية يومئذ خيار بن
مرثد الأبدوي ودرع بن الحارث الخولاني وكان عدة من مع معاوية بن حديج يومئذ ممن
تابعه في.... (4) قيس بن حبشي ألف ومائة سوى أهل خربتا من بني مدلج كانوا معه لما

(1) لد: بالضم والتشديد، قرية قرب بيت المقدس، من نواحي فلسطين (معجم البلدان).
(2) الأصل: خديج، تصحيف، والتصويب عن م. وقد صوبت في كل مواضع الخبر.
(3) إعجامها ناقص في الأصل وم، والمثبت والضبط عن معجم البلدان، من كور مصر.
(4) كلمة غير مقروءة، ورسمها: " حنان ".
258

غشيهم معاوية بن حديج حين خرج إليهم من ناحية الصعيد فقال إن كنتم تريدون نصرة بني
مدلح فألصقوا برحالهم عند حلولكم بهم ففعلوا ذلك فقالت بنو مدلج تزحزحوا عنا فإن
أيدينا مع أيديكم فأبوا عليهم ثم انهم ساروا إلى أنطابلس (1) قال وقدم معاوية بن أبي
سفيان في سنة ست وثلاثين فنزل عين شمس وكان على مجنبة محمد بن أبي حذيفة أبو
عريب البلوي وعلى اليسرى عزيز بن فارع الأصبحي فمنعوا معاوية وأصحابه أن يدخلوا
الفسطاط فلما رأى معاوية أنه لا يستطيع الدخول كتب إلى محمد بن أبي حذيفة إنا لا نريد
قتال أحد من المسلمين إنما جئنا نسأل القود بعثمان ادفعوا إلينا قاتله ابن عديس وكنانة بن
بشر وهما رأس القوم وأمر معاوية عمرا أن يكتب إلى ابن أبي حذيفة بمثل (2) ذلك فكتب
عمرو فكتب محمد بن أبي حذيفة إني لم أكن لأقيد بعثمان جديا أرطب السرة وأمر
بصحيفة أخرى فطويت ليس في جوفها شئ وكتب عنوانها من محمد بن أبي حذيفة إلى
عمرو بن العاص فلما فضها عمرو بن العاص لم ير فيها شيئا فقال له معاوية ما كتب إليك
ابن أبي حذيفة قال زعم أني لست شيئا سيعلم أينا يدحض في بول أمه فقال معاوية لابن
أبي حذيفة اجعلوا بيننا وبينكم رهنا منا ومنكم لا يكون بيننا وبينكم حرب حتى يستخلف
الله ويجمع الأمة على من يشاء فقال ابن أبي حذيفة فإني أرضى بذلك على أني أستخلف
على جدني وانطلق مع الرهن وكان ذلك منه جبنا فقال معاوية عند ذلك واغتنم قول ابن
أبي حذيفة فمن تستخلف قال أستخلف أمية بن شييم قال معاوية كلا قال فإذ
كرهت فإني أستخلف الحكم بن الصلت فقال معاوية نعم فانطلق ابن أبي حذيفة مع
معاوية حتى دخل بهم الشام ففرقهم نصفين فسجن ابن أبي حذيفة ومن معه في سجن
دمشق وسجن ابن عديس والنصف الثاني في سجن بعلبك قال فبينا معاوية في مسيره
ذلك جاءه بريد فأخبره أن قيس بن عدي اللخمي ثم الراشدي صاحب مصر قد أغار على
خيل حتى بلغ فلسطين ثم جاءه آخر فأخبره أن محمد بن أبي حذيفة قد خرج من السجن
ثم جاءه آخر فأخبره أن ابن عديس وأصحابه قد خرجوا من السجن فكان رأس القوم بعد
ابن أبي حذيفة عبد الرحمن بن عديس وكنانة بن بشر ثم جاءه بريد آخر فأخبره أن ابن
هرقل قد نزل الدرب ثم جاءه بريد آخر فأخبره أن علي بن أبي طالب قد شارق جاءته

(1) انطابلس: بعد الألف باء موحدة مضمونة ولا مضمومة وهي مدينة بين الإسكندرية وبرقة. (معجم البلدان).
(2) من هنا إلى قوله: " إلى عمرو بن العاص " سقط من م.
259

خمسة برد في ليلة واحدة فأرسل معاوية إلى عمرو بن العاص ما ترى في خمسة أمور شتى
في ليلة واحدة ما منها أمر إلا يهد المري ذا القوى فقال وما هن فأخبره الخبر فقال
أما قيس بن عدي فإنما هو سارق ولن يضر أحدا وأما ابن عديس وأصحابه فإنهم قد
خرجوا من سجن الناس إلى سجن الله فابعث إلي سفيان الأزدي صاحب بعلبك فيبعث
لمن خرج منهم من سجن بعلبك الرصد فإنهم لن يعجزوا الله وابعث إلى أبي راشد صاحب
فلسطين يبعث بمن عرج منهم إلى أرضه فبعث أبو راشد عمرو بن عبد الله الخثعمي في
طلب الرهن قال فخرجت نبطية من أنباط فلسطين تطلب حمارا فاتبعت الحمار حتى صل
إلى غار فرأت محمد بن أبي حذيفة وأصحابه في الغار وكانوا يسيرون الليل ويكمنون النهار
فدلت النبطية عليهم عمرو بن العاص فزعم من زعم أن ابن أبي حذيفة وكنانة بن بشر
عرض عليهما أن يستبقيا فكرها ذلك فقتلوا
وخرج سفيان بن محبب (1) في أثر عبد الرحمن بن عديس بالفرس وبخيل له سواهم
فأدركوهم وذكر الحديث
وذكر أبو مخنف إن كنانة بن بشر قتله جيش معاوية الذي أنقذه (2) لافتتاح مصر
وذكر أبو عمر محمد بن يوسف المصري قال (3) كان قتل كنانة بن بشر في ذي الحجة
سنة ست وثلاثين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد (4) أنبأنا
محمد بن عمر الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون عن الزهري قال قتل
عثمان عند صلاة العصر وشد عبد لعثمان أسود على كنانة بن بشر فقتله
" ذكر من اسمه (5) كنجور "
5831 - كنجور بن عيسى أبو محمد الفرغاني
سمع بدمشق أبا علي بن قيراط العذري وحدث بدمشق

(1) كذا رسمها بالأصل وم.
(2) بالأصل وم: " تفده ".
(3) ولاة مصر للكندي ص 43.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 74 في أخبار عثمان بن عفان.
(5) زيادة منا للإيضاح.
260

روى عنه أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد المؤدب
حدثني ابن الأكفاني شفاها عن محمد بن علي الحداد أنبأنا تمام بن محمد ونقلته
من خط تمام أنبأنا أبو هاشم المؤدب أخبرني كنجور بن عيسى أبو محمد الفرغاني حدثنا
أبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري حدثنا سليمان بن عبد الرحمن عن مسلمة
بن علي أنه حدثهم عن سليم بن عامر عن أبي أمامة الباهلي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه تلا هذه
الآية " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " (1) قال أتدرون أين هي قالوا الله ورسوله
أعلم قال هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة مدينة يقال لها دمشق [10661]
5832 - كنيز بن عبد الله أبو علي الخادم الفقيه الشافعي
مولى المنتصر بالله بن جعفر المتوكل على الله كان من أهل بغداد ثم خرج إلى
مصر وأقام بها مدة وسكن دمشق ومات بها
وحدث عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري والحسن بن محمد الزعفراني وداود
ابن علي الظاهري وحرملة بن يحيى والربيع بن سليمان المرادي
روى عنه أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري وسليمان الطبراني
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة (2) أنبأنا
سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا كنيز الخادم المعدل الفقيه مولى أحمد بن طولون بمصر
حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن
عبيد بن عمير عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ
والنسيان وما استكرهوا عليه [10662]
قال سليمان لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر تفرد به الربيع بن سليمان
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبي أبو العباس أنبأنا أبو نصر بن الجبان أنبأنا أبو
علي الحسن بن محمد بن درستويه أنبأنا الحسن بن حبيب حدثنا كنيز بن عبد الله الخادم
حدثنا يحيى بن عثمان قال سمعت سعيد بن أبي مريم يقول ذكر مالك بن أنس عن الليث
ابن سعد فقال الليث إني لأدعو الله لمالك في صلاتي وذكر حاجة الناس إليه في الفتوى

(1) سورة المؤمنون، الآية: 50.
(2) الأصل: " ربده " وفي م بدون إعجام.
261

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثنا خالي (1) القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى حدثنا أبو الفتح نصر بن
إبراهيم أنبأنا أبو زكريا قال
وأما كنيز بضم الكاف والنون ويليها الياء المعجمة باثنتين من تحتها وبعدها الزاي فهو
كنيز الخادم كان يحدث بمصر
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله الحافظ قال (2):
وأما كنيز مثل ما قبله إلا أن كافه مضمونة ونونه مفتوحة فهو كنيز الخادم كان مولى
أحمد بن طولون حدث عن الربيع بن سليمان المرادي حدث عنه الطبراني
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا تمام بن محمد إجازة
حدثني أبي أبو الحسين قال سمعت أبا علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك يقول سمعت
أبا علي كنيز الخادم الفقيه يقول
كنت للمنتصر بالله فلما مات خرجت إلى مصر فكنت أجلس في حلقة محمد بن عبد
الله بن عبد الحكم وأناظرهم على مذهب الشافعي رحمه الله وأحتج عنه وكانوا (3) هؤلاء
مالكيين فكنت أقيم قيامتهم وأكشف عيوبهم فلما تبين لهم أنهم لا يقوون لي سعوا بي إلى
أحمد بن طولون وأمر بحسبي في موضع قذر فكنت أحتاج أن أصلي في مكان فيه قذارة
فبقيت في ذلك الموضع القذر محبوسا سبع سنين حتى مات أحمد بن طولون وخلي عن
المحبسين فخرجت من الحبس وذهبت مستوي (4) كما أنا إلى الإسكندرية فبقيت بها سبع
سنين أعيد صلاة سبع سنين التي كنت أصلي في ذلك الموضع القذر الذي حبست فيه ثم
خرجت من الإسكندرية وجئت إلى دمشق
قال الحسن بن حبيب فبقي عندنا بدمشق سنين وله حلقة في مسجد الجامع وكان
فقيها فهما بقول الشافعي ومات بدمشق رحمه الله

(1) بالأصل وم: خال.
(2) الاكمال لابن ماكولا 7 / 126 - 127.
(3) كذا بالأصل وم.
(4) كذا بالأصل وم.
262

" ذكر من اسمه كوثر "
5833 - كوثر بن الأسود ويقال كوثر بن عبيد القنوي (1)
كان على شرطة مروان بن محمد وكان معه حين هزم سليمان بن هشام وغلب على
دمشق له ذكر وقيل هما اثنان ابن الأسود غير ابن عبيد والصحيح أنهما واحد
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (2) في تسمية عمال مروان
شرط مروان كوثر بن الأسود القنوي (3)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر الحافظ قال (4)
أما القنوي (5) بعد القاف نون ثم واو فهو الكوثر بن الأسود القنوي (6) أرسله مروان
ابن محمد مع عثمان بن أبي نسعة الخثعمي إلى الأسود بن نافع لما سود بالإسكندرية فانهزم
عنها وهرب إلى صالح بن علي قاله ابن يونس
أنبأنا أبو عامر محمد بن سعدون بن مرجا ونقلته من خطه أنبأنا أبو عبد الله
الجزري يعني الحميدي أن أبا القاسم منصور بن النعمان بن منصور بن أحمد بن النعمان
الصيمري أخبرهم أنبأنا الشريف أبو عبد الله محمد بن عبيد الله (7) عن أبي العباس عبد
الله بن عبيد الله الصفري عن أبي بكر الصنوبري أنبأنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش
قال قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد الأزدي حدثني إسحاق عن كناسة قال
لما التقى مروان وأهل خراسان قال مروان لصاحب شرطه وكان (8) يقال له كوثر أنزل
فقاتل راجلا قال لا أفعل قال مروان والله لأسوأنك فقال كوثر وددت والله أنك تقدر
على ذلك وبلغني أن الكوثر طلب الأمان من صالح بن علي على أن يفتك بمروان فجعله

(1) بالأصل: الغنوي، والمثبت عن م. والقنوي نسبة إلى القناة وهي الرمح (الأنساب).
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 408 (ت. العمري).
(3) صحفت بالأصل وتاريخ خليفة إلى: الغنوي، والمثبت عن م.
(4) الاكمال لابن ماكولا 7 / 107.
(5) بدون إعجام بالأصل هنا، والمثبت عن م والاكمال.
(6) بالأصل: الغنوي، والمثبت عن م والاكمال.
(7) في م: عبد الله.
(8) كلمة " كان " كتبت فوق الكلام في م بين السطرين.
263

له فلما دنا منه شد عليه مولى لمروان كان بلغه ذلك فقتله فقال مروان ما صنعت
فأخبره فقال أحسنت
5834 - كوثر بن حكيم بن أبان بن عبد الله بن العباس أبو مخلد الهمداني الكوفي
ثم الحلبي (1)
حدث عن نافع مولى ابن عمر وعطية بن سعد العوفي وعطاء بن أبي رباح
ومكحول الفقيه والمحسن بن نافع
روى عنه هشيم بن بشير ومبشر بن إسماعيل الحلبي ومحمد بن يزيد بن سنان
الرهاوي وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز الشيباني التمار (2)
وقيل إنه اجتاز بدمشق
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو القاسم بن
حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار (3) حدثنا
كوثر يعني ابن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال يا بن أم عبد هل تدري
كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة قال الله ورسوله أعلم قال لا تجهز على
جريحها ولا تقتل أسيرها ولا تطلب هاربها ولا تقسم فيئها [10663]
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله عن (4) عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري أنبأنا أبو عمر محمد بن موسى بن
فضالة حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد حدثنا هشام بن عمار حدثنا محمد بن
شعيب حدثنا الكوثر بن (5) حكيم التستري (6) قال غزونا مع مسلمة بن هشام فلما كان
أول يوم من شهر رمضان قام في الناس فقال إن أمير المؤمنين يقول من صام رمضان في
السفر فلا صيام له فقام أمية بن يزيد بن أبي عثمان القرشي فقال أصلح الله الأمير إن
مكحولا كان إماما من أئمة المسلمين وكان يقول من أفطر في السفر ففي عذر وسعة ومن

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 416 ولسان الميزان 4 / 490 والكامل لابن عدي 6 / 76 والتاريخ الكبير 7 / 245
والجرح والتعديل 7 / 176 الضعفاء الكبير 4 / 11.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 571.
(3) من قوله: وقيل: إنه اجتاز.. إلى هنا سقط من م.
(4) في م: " بن " تصحيف.
(5) بالأصل: " عن " والمثبت عن م.
(6) كذا بالأصل وم: التستري؟!.
264

صام فهو أفضل وما صمتم شهر رمضان في شهر أحب إلى الله من الشهر الذي فرضه فيه
فدع الناس فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر فقال صدق أبو عبد الله من شاء صام
ومن شاء أفطر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (1) سمعت أبا الميمون أحمد بن محمد بن ميمون بن
إبراهيم بن كوثر بن حكيم بن أبان بن عبد الله بن العباس الهمداني الحلبي بحلب هكذا
نسب لي جده كوثرا وقال لي كنية كوثر أبو مخلد وكان كوفيا
قال وحدثنا أبو أحمد (2) نا (3) الجنيدي حدثنا البخاري قال كوثر بن حكيم عن
نافع سمع منه هشيم وأبو نصر التمار كان أحمد يعني ابن حنبل لا يرى الكتابة عنه
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب ح وحدثني أبو عبد
الله الحسين بن محمد أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن غالب أنبأنا أبو يعلى حمزة بن محمد بن علي حدثنا محمد بن إبراهيم بن
شعيب ح وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا
أبو الفضل بن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل المقرئ قالا أنبأنا البخاري (4) ح وأخبرتنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو
القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو (5) أحمد بن عدي (6) قال سمعت ابن
حماد يقول قال البخاري:
كوثر بن حكيم عن نافع (7) زاد ابن شعيب مولى ابن عمر وقالوا منكر الحديث
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا أبو الحسن قالا أنبأنا أبو
محمد بن أبي حاتم قال (8):

(1) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 76.
(2) الكامل لابن عدي 6 / 76.
(3) زيادة لتقويم السند عن م وابن عدي.
(4) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 245.
(5) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بالأصل.
(6) الكامل لابن عدي 6 / 76.
(7) زيد فقط في التاريخ الكبير: " روى عنه هشيم " وقد وضعت الجملة بين قوسين، وقد زيدت عن إحدى نسخه.
(8) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 176.
265

كوثر بن حكيم روى عن نافع روى عنه هشيم وأبو نصر التمار سمعت أبي يقول
ذلك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر السامي أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا
يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي (1) حدثنا عبد الله بن أحمد قال قال أبي كان
هشيم ذهب إلى حلب فسمع من كوثر بن حكيم فقلت ليس هو بشئ
وقال في موضع آخر حديثه لا يسوى شئ
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف
ح وأخبرنا (2) أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعد الماليني
قالا أنبأنا أبو أحمد بن عدي (3) حدثنا ابن أبي عصمة يعني عبد الوهاب حدثنا
أبو طالب وهو أحمد بن حميد قال سألت أحمد بن حنبل عن كوثر فقال ليس هو من
عيالنا قال كان أبو نعيم إذا لم يرو عن إنسان قال هو ليس من عيالنا زاد حمزة متروك
الحديث
قال حمزة وأنبأنا أبو أحمد (4) حدثنا أحمد بن الحسن القمي حدثنا عبد الله بن
أحمد قال سمعت أبي يقول كوثر أحاديثه بواطيل ليس بشئ
قال وأنبأنا أبو أحمد (5) حدثنا ابن حماد حدثنا عبد الله عن أبيه قال كوثر حكيم
ليس يسوى شيئا (6) أحاديثه بواطيل
قال وأنبأنا أبو أحمد (7) حدثنا ابن حماد حدثنا معاوية عن يحيى قال كوثر بن
حكيم روى عنه هشيم ليس بشئ
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر أحمد
بن محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد

(1) الضعفاء الكبير للعقيلي 4 / 11 - 12 رقم 1566.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 76.
(4) الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 76.
(5) المصدر السابق.
(6) زيادة عن الكامل لابن عدي.
(7) المصدر السابق.
266

يقول وسألته يعني يحيى بن معين عن الكوثر بن حكيم فقال ليس بشئ
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن
جعفر أنبأنا عبد الجبار بن عبد الصمد أنبأنا القاسم بن عيسى حدثنا إبراهيم بن يعقوب
قال كوثر بن حكيم لا يحل كتاب حديثه عندي لأنه مطروح
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد قال (1) سمعت ابن حماد يقول قال السعدي كوثر بن حكيم لا
يحل كتابة حديثه عندي لأنه مطروح (2)
قال ابن عدي (3) وعامة ما يرويه غير محفوظ
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن (4)
العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي (5) حدثني الحسين بن عبد الله
الدارع قال سمعت أبا داود يقول كوثر بن حكيم لا يكتب حديثه
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا حمد إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6):
سألت أبي عن كوثر بن حكيم فقال ضعيف الحديث قلت هو متروك الحديث
قال لا أعلم له حديثا مستقيما وسئل أبو زرعة عن كوثر بن حكيم فقال ضعيف
الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال كوثر بن حكيم حدثنا عنه أبو نصر
التمار روى عن هشيم منكر الحديث
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو يعلى حمزة بن علي البزار قالا
أنبأنا أبو الفرج الإسفرايني أنبأنا علي بن منير بن أحمد أنبأنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو

(1) الكامل لابن عدي 6 / 76.
(2) في م وابن عدي: مطرح.
(3) الكامل لابن عدي 6 / 78.
(4) الأصل: " القاسم " شطبت، ووضع فوقها علامة تحويل إلى الهامش وكتب عليه: الحسن، وبعدها صح.
(5) الضعفاء الكبير للعقيلي 4 / 12.
(6) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 176.
267

عبد الرحمن النسائي قال كوثر بن حكيم متروك الحديث
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وسئل عن كوثر بن
حكيم الذي روى عنه هشيم فقال لا أحتج بحديثه
ح أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنبأنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز أنبأنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن غالب إجازة قال هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من
المتروكين
وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري أنبأنا أبو الغنائم بن الدجاجي وأبو
تمام الواسطي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال
كوثر بن حكيم الحلبي عن نافع زاد ابن بطريق متروك الحديث
(1) وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر
البرقاني قال سمعت الدارقطني يقول كوثر بن حكيم كان بحلب منكر الحديث (2)
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا أبو نعيم الحافظ
كوثر بن حكيم منكر الحديث عن نافع وعطاء قاله البخاري روى عنه هشيم
5835 - كوثر النميري
شاعر فارس له ذكر في حرب أبي العميطر
فمما وجدته من شعره ما قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد بن
غزوان حدثنا أحمد بن المعلى حدثنا صالح بن البختري حدثني النضر بن يحيى قال قال
الكوثر:
لو لم يكن مع هاشم عاجل * لكان في الآجل خير كثير
فكيف والأمران من عاجل * وآجل عندهم مستنير
وأنتم أبناء صخر لمن * يهواكم النار ونيل حقير
أقسمت لا أنفك أرديكم * ما لاح لي نجم وأرسا ثبير

(1) كتب فوقها بالأصل وم: ملحق.
(2) كتب بعدها بالأصل وم: إلى.
268

أرجو به زلفى إلى عالم * بما يواري وتجن الصدور
5836 - كهيل بن حرملة النميري
من أهل دمشق
سمع أبا هريرة وأبا أمامة الباهلي
روى عنه خالد بن عبد الله بن الفرج سبلان وعثمان بن عبد الأعلى بن سراقة
وأخطأ في ذلك
وكانت له دار بدمشق عند الباب الشرقي عن يمين الداخل
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم قالا أنبأنا أبو عبد الله الحسين
ابن محمد بن أبي الرضا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى
ابن حزلان حدثنا أبو زرعة حدثنا محمد بن المبارك حدثنا صدقة بن خالد حدثنا خالد
بن دهقان عن خالد سبلان عن كهيل بن حرملة قال
أقبل أبو هريرة إلى دمشق فنزل على أبي كلثم الدوسي قال فجلس في المسجد في
غربيه قال فتذاكرنا الصلاة الوسطى فاختلفنا فقال أبو هريرة اختلفنا فيها كما اختلفتم
ونحن بفناء بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفينا الرجل الصالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة فقال أنا
أعلم لكم ذلك وكان جريئا عليه فاستأذن على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم خرج فأخبرنا أنها صلاة
العصر
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد
عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبد الله بن موسى بن أبي عثمان
الأنماطي البغدادي حدثنا الحكم بن موسى حدثنا مسلمة بن علي عن (1) خالد بن دهقان
عن كهيل بن حرملة عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول تكفير كل
لحاء ركعتان [1064]
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (2) حدثنا أبو عمرو بن حمدان حدثنا الحسن
ابن سفيان حدثنا داود بن رشيد حدثنا عبد الملك بن محمد أبو الدرداء (3) عن علقمة بن

(1) بالأصل: " بن " والمثبت عن م، راجع ترجمة خالد بن دهقان في تهذيب الكمال 5 / 345.
(2) من طريقه روى الحديث في أسد الغابة 4 / 202 في أخبار كهيل الأزدي، وفي الإصابة 3 / 308 مختصرا.
(3) زيد في أسد الغابة: وفي رواية: أبو الزرقاء.
269

عبد الله القرشي عن القاسم بن محمد عن كهيل الأزدي وكانت له صحبة قال أصيب
الناس يوم أحد وكثر فيهم الجراحات فأتى رجل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إن الناس قد كثر فيهم
الجراحات قال
انطلق فقم على الطريق فلا يمر بك جريح إلا قلت بسم الله ثم تفلت في جرحه
وقلت بسم الله شفاء الحي الحميد من كل حد وحديد أو حجر تليد اللهم اشف إنه لا
شافي إلا أنت قال كهيل فإنه لا يقيح ولا يدم [1065]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد
يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح
قال في تسمية أهل الشام كهيل بن حرملة النميري
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
ابن إسماعيل قال (2) كهيل بن حرملة النميري سمع أبا هريرة روى عنه خالد سبلان
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الخلال إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو الحسن قالا أنبأنا ابن
أبي حاتم قال (3) كهيل بن حرملة النميري (4) روى عن أبي هريرة روى عنه خالد سبلان
سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في طبقة قدم تلي الطبقة العليا من
تابعي أهل الشام كهيل بن حرملة النميري حدثني دحيم عن أبي مسهر قال كهيل من نمر
الأسد لا من نمر بن قاسط من أصحاب أبي هريرة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب

(1) كذا بالأصل، وفي م: وأسد الغابة: " يرم " وفي المختصر: " يدمى ".
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 238.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 173.
(4) في م: النمري.
270

أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله
الحسن بن أحمد أنبأنا علي بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير
قراءة
قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول كهيل بن حرملة النميري أزدي قال أبو
سعيد أزدي من رهط ابن سراقة دمشقي
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي الدقاق وأبو
الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا أنبأنا الحسين بن علي حدثنا محمد بن إبراهيم بن
السري حدثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم حدثنا أحمد بن هارون بن روح قال في الطبقة
الثانية من الأسماء المنفردة وهم التابعون كهيل بن حرملة يروي عن أبي هريرة شامي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال أما كهيل فكهيل بن حرملة النميري سمع أبا هريرة روى عنه خالد
سبلان حديثه عند الشاميين
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ كهيل الأزدي غير منسوب
ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) كهيل بن حرملة
النميري سمع أبا هريرة روى عنه خالد بن سبلان حديثه عند الشاميين
" ذكر من اسمه كلاب " (2)
5837 - كلاب بن أمية أبو هارون الليثي
روى عن واثلة بن الأسقع وعثمان بن أبي العاص
روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة وخليد بن دعلج ويقال روى خليد عن سعيد بن
عبد الرحمن عنه

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 137.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) بالأصل: عنه، والمثبت عن م.
271

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء وأبو محمد بن صابر قالا أنبأنا أبو
القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو الحسن بن السمسار أنبأنا أبو سليمان بن زبر حدثنا يحيى
بن محمد بن صاعد حدثنا عبد الصمد بن عبد الوهاب البصري ح قال وأنبأنا أبي حدثنا
سليمان بن عبد الحميد البهراني (1) وعبد الله بن داود بن قبيصة والعباس بن محمد بن
كثير والحكم بن عمرو الأنماطي ح قال وأنبأنا ابن جوصا حدثنا محمد بن عوف بن
سفيان وموسى بن سهل قالوا حدثنا علي بن عياش حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن
أبي الجون حدثني إبراهيم بن أبي عبلة (2) حدثني كلاب بن أمية قال قدم علينا واثلة بن
الأسقع فنزل دار أم خالد بنت أبي هاشم فأتيناه نسلم عليه فقال له بعضنا حدثنا رحمك
الله بحديث سمعه من حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس فيه زيادة ولا نقصان قال فغضب حتى
عرفنا الغضب في وجهه ثم قال إن مصحف أحدكم ليكون عند رأسه فينظر فيه كل يوم
وهو يزيد وينقص تسألونا (3) أن نحدثكم بحديث قد أتى له كذا وكذا لا زيادة ولا نقصان
قال فلما سري عنه الغضب قال شهدت نبي الله (صلى الله عليه وسلم) وأتاه نفر من بني سليم فقالوا يا رسول
الله إن صاحبا لنا قد أوجب فقال مروه فليعتق رقبة يفك الله بكل عضو منها عضوا منه من
النار [10666]
كانت دار أم خالد بدمشق خارج باب جيرون ولها دار أيضا بحمص فالله أعلم في
أي البلدين كان
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا القواريري حدثنا حماد بن زيد حدثنا علي بن
زيد عن الحسن قال
بعث زياد كلاب بن أمية الليثي على الأبلة (4) فمر به عثمان بن أبي العاص فقال يا أبا
هارون ما يجلسك ههنا قال بعثني هذا على الأبلة فقال المكس من يبر عمله ألا
أحدثك حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول

(1) رسمها مضطرب بالأصل وم، ونقرأ: البهواني، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 77.
(2) عبلة بسكون الموحدة، واسمه شمر بكسر المعجمة - تقريب التذهيب.
(3) كذا بالأصل وم، وفي المختصر: " تسألوننا ".
(4) الأبلة: بضم أوله وثانيه وتشديد اللام: بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى
مدينة البصرة (معجم البلدان).
272

إن داود كان يوقظ أهله ساعة من الليل يقول يا آل داود قوموا فصلوا فإن هذه الساعة
يستجاب فيها (1) الدعاء إلا لساحر أو عشار (2) قال فدعا بسفينة فركبها ثم رجع إلى
زياد فقال ابعث على عملك من شئت [10667]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد (3) حدثنا أبي (4) (5) حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا
حماد بن زيد عن علي بن زيد عن الحسن قال مر عثمان بن أبي العاص على كلاب بن
أمية فذكر نحوه
وروي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد إلا أنه (6) نسب فيه كلابا نسبة أخرى
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن
المظفر حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا محمد بن أبان حدثنا حماد بن سلمة
عن علي بن زيد عن الحسن
أن زيادا استعمل كلاب بن عامر على الأبلة فمر به (7) عثمان بن أبي العاص فقال
مالك قال استعملني على الأبلة فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
خرج نبي الله داود صلوات الله عليه ذات ليلة فقال لا يسأل الله الليلة أحدا إلا استجيب
له إلا أن يكون ساحرا أو عشارا فدعا بقرقر (8) فركبه فأتاه فقال ول عملك غيري فإني
سمعت عثمان بن أبي العاص يحدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بكذا وكذا [10668]
وروي عن كلاب بن أمية من وجه آخر
أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي وزوجه رابعة بنت معمر اللنبانية (9) وأبو
القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل قالوا أنبأنا أبو الطيب بن سكة وهو محمد بن أحمد

(1) عن زيادة المختصر.
(2) العشار: قابض العشر.
(3) زيادة لازمة لتقويم السند عن م.
(4) هذه الزيادة سقطت من الأصل وم، وأضيفت عن المسند.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 492 رقم 16282.
(6) زيادة عن م.
(7) زيادة عن م.
(8) القرقر: الظهر (القاموس المحيط).
(9) بالأصل: اللبنانية، والمثبت عن م.
273

ابن إبراهيم زاد أبو سعد وأبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد الكوسج وأبو القاسم عبد
الرحمن بن محمد بن مندة ومحمد بن أحمد بن علي بن شكرويه قالوا أنبأنا أبو علي بن
البغدادي حدثنا أبي علي بن أحمد بن سليمان حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس حدثنا أبو
الجماهر محمد بن عثمان حدثنا خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن
أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال له ما جاء بك قال استعملت على عشور الأبلة
فقال عثمان إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الله عز وجل يدنو من خلق فيغفر لمن
استغفره إلا لبغي (1) لفرجها أو العشار [10669]
وسقط من حديث إسماعيل ذكر علي بن أحمد ولا بد منه
وروي عن خليد عن كلاب نفسه
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2) حدثنا محمد بن أحمد بن هارون حدثنا ابن أبي
العوام حدثنا سلمة بن سليمان حدثنا خليد (3) بن دعلج عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان
ابن أبي العاص فقال ما جاء بك قال استعملت على عشور الأبلة قال فإنني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا البغي بفرجها العشار [10670]
وروي عن حماد عن الحسن
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي الحسن بن علي أنبأنا أبو بكر بن
مالك حدثنا عبد الله بن أحمد (4) حدثني أبي حدثنا يزيد (5) أنبأنا حماد بن زيد عن
الحسن قال
مر عثمان بن أبي العاص على كلاب بن أمية وهو جالس على مجلس العاشر بالبصرة
فقال ما يجلسك ههنا قال استعملني هذا على هذا المكان يعني زيادا فقال له عثمان:

(1) كذا رسمها بالأصل وم: " لنعى " ولعل الصواب ما أثبت.
(2) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 338 في أخبار سلمة بن سليمان الموصلي.
(3) بالأصل هنا: خالد، تصحيف، والتصويب عن م وابن عدي.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 492 رقم 16281 طبعة دار الفكر.
(5) هو يزيد بن هارون.
274

ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال بلى فقال عثمان سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول كان لداود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) من الليل ساعة يوقظ فيها أهله يقول يا آل داود قوموا فصلوا
فإن هذه ساعة يستجيب الله فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار فركب كلاب بن أمية سفينة (1)
فأتى زيادا فاستعفاه فأعفاه
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو هارون
كلاب بن أمية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال (2) أبو هارون كلاب
بن أمية الليثي الحسن البصري عنه
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأ أبو أحمد الحاكم قال أبو هارون كلاب بن أمية الليثي ويقال كلاب بن علي
سمع أبا عبد الله عثمان بن أبي العاص الثقفي ذكره الحسن البصري في بعض أخباره حديثه
في البصريين ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما
5838 - كلاب
خرج إلى الشام مجاهدا وكان في جيش يزيد بن أبي سفيان
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو (3)
الحسين بن بشران أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق أنبأنا محمد بن أحمد
ابن النضر حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن زائدة عن عطاء بن السائب عن
رجل قال سمعت عثمان بن أبي العاص يقول كنت جالسا عند عمر فأتاه رجل فأنشده:
تركت أباك مرعشة يداه * وأمك ما يسيغ لها شرابا
إذا غنت حمامة بطن فج * على بيضاتها ذكرت كلابا
فقال عمر مم ذاك قال هاجر إلى الشام وترك أبوين له شيخين كبيرين فجعل عمر

(1) كذا بالأصل وم، وفي المسند: سفينته.
(2) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 151.
(3) كلمة " أبو " استدركت على هامش م.
275

يبكي ثم كتب إلى يزيد بن أبي سفيان في أن يرحله بثقله إلى عمر فقدم عليه فقال أنت
كلاب ثم أنشده البيتين ثم قال ائت أبويك فبرهما وكن معهما حتى يموتا
" ذكر من اسمه كيسان "
5839 - كيسان (1) [بن عبد الله بن طارق اليماني الشامي أبو نافع الدمشقي]
له صحبة
روى عنه ابنه نافع بن كيسان
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني حدثنا عثمان بن
صالح حدثنا ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن عن نافع بن كيسان عن أبيه أنه كان
يتجر في الخمر في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما حرمت الخمر نهاه النبي (صلى الله عليه وسلم) يعني عن ذلك
كذا أخرجه ابن مندة مختصرا (2)
وقد أخبرناه بتمامه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا
عيسى بن علي حدثنا أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن إسحاق حدثنا عثمان بن
صالح حدثنا ابن لهيعة عن سليمان بن عبد الرحمن أن نافع بن كيسان
أخبره أن أباه كيسان أخبره أنه كان يتجر في الخمر في زمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقبل من الشام ومعه خمر في زقاق
يريد به التجارة فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله لقد جئت بشراب جيد فقال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) " إنها قد حرمت بعدك يا كيسان " قال فأذهب فأبيعها يا رسول الله فقال له رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) " إنها قد حرمت وحرم ثمنها قال فانطلق كيسان إلى الزقاق فأخذ بأرجلها ثم
أهراقها جميعا [10671]
وأخبرناه أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد

(1) ترجمته في أسد الغابة 4 / 205 وسماه: " كيسان بن عبد " وتهذيب الكمال 15 / 427 الترجمة (5593) وقد ذكر
الإمام المزي للتمييز وكذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب (6 / 597) الترجمة (5871) ط دار الفكر وتهذيب
الكمال المصدر السابق 4 / 603 والإصابة 3 / 309.
(2) أسد الغابة 4 / 205، وتهذيب الكمال المصدر السابق.
(3) الإصابة 3 / 305 وأسد الغابة 4 / 206.
276

الله حدثنا محمد بن هارون حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثنا عمي حدثنا ابن لهيعة
عن سليمان بن عبد الرحمن عن نافع بن كيسان الدمشقي أخبره أن أباه كيسان أخبره
أنه كان يتجر بالخمر في زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إني قد جئت بشراب جيد قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا كيسان " إنها قد حرمت وحرم ثمنها " فانطلق كيسان إلى الزقاق وأخذ
بأرجلها ثم أهراقها جميعا [10672]
وسيأتي لهذا الحديث طريق آخر في ترجمة نافع بن كيسان
قال ابن عساكر ولكيسان هذا حديث آخر في نزول عيسى بن مريم عند المنارة
البيضاء شرقي دمشق فيه اختلاف
وقد أخطأ ابن مندة في كتابه خطأ فاحشا فقال كيسان بن عبد الله بن طارق وقيل ابن
بشر عداده في أهل الحجاز روى (1) عنه ابناه عبد الرحمن ونافع وساق في الترجمة هذا
الحديث وحديث عبد الرحمن عن أبيه كيسان قال رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي بالبئر العليا في
ثوب
قال ابن عساكر وهما اثنان كيسان أبو عبد الرحمن غير كيسان أبي نافع أحدهما
مدني والآخر دمشقي وقد فرق بينهما البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم في كتابه
والبغوي في معجمه إلا أن أبا حاتم قال في نسب أبي نافع كيسان بن عبد الله بن طارق
وحكي ذلك عن ابن لهيعة وما قالوه أولى بالصواب من قول ابن مندة والله أعلم غير أن
ابن أبي حاتم فرق بين كيسان راوي حديث الخمر وبين كيسان راوي حديث نزول عيسى (2)
وذكر أن كل واحد منهما روى عنه ابنه نافع وأن الصواب في راوي حديث نزول عيسى نافع
ابن كيسان عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وحكاه عن أبيه أبي حاتم ولم يصنع شيئا فإن قول من روى عن
الوليد بن مسلم عن ربيعة بن ربيعة عن نافع بن كيسان عن أبيه مع ما يعضده من رواية سليمان
بن عبد الرحمن عن نافع بن كيسان عن أبيه بحديث آخر أولى من قول من أتى بخلاف ذلك
والله أعلم (3)

(1) بالأصل وم: رواه، والمثبت عن أسد الغابة وتهذيب الكمال.
(2) راجع الجرح والتعديل 7 / 165.
(3) الخبر روي عن ابن عساكر في تهذيب الكمال 15 / 427 - 428 وأسد الغابة 4 / 206 وانظر الجرح والتعديل 7 /
165.
277

أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو
الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (1)
كيسان قال عمرو بن محمد حدثنا حماد بن خالد الخياط (2) سمع عمرو بن كثير بن
أفلح عن عبد الرحمن بن كيسان عن أبيه أنه رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) عند البئر العليا (3)
ثم قال البخاري (4) كيسان قال هشام حدثنا الوليد بن مسلم حدثني ربيعة بن
ربيعة (5) حدثنا نافع بن كيسان عن أبيه قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول " ينزل عيسى.... "
أنبأنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6) كيسان قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول ينزل عيسى بن مريم
عند باب دمشق الشرقي [10673]
روى عنه ابنه نافع بن كيسان في رواية من أخطأ والصحيح نافع بن كيسان عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) ليس فيه ذكر كيسان سمعت أبي يقول ذلك
ثم قال (7) كيسان بن عبد الله بن طارق فيما روى ابن لهيعة عن سليمان بن عبد
الرحمن بن عيسى الخراساني الدمشقي أن نافع بن كيسان أخبره أن أباه كيسان كان يتجر في
الخمر في زمان النبي (صلى الله عليه وسلم) فحرم الخمر فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) إن الذي حرم شربه حرم بيعه
سمعت أبي يقول ذلك [10674]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد حدثنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال وكيسان من قريش له بالشام حديث

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 232.
(2) في التاريخ الكبير: أبو عبد الله الخياط.
(3) زيد في التاريخ الكبير: " بئر بني معيط " عن إحدى نسخه، وفي الإصابة: بئر ابن مطيع، وفي الكنى للدولابي: بئر
جبير بن مطعم.
(4) التاريخ الكبير 7 / 233 - 234.
(5) كذا بالأصل وم والتاريخ الكبير.
(6) الجرح والتعديل 7 / 165 رقم 935.
(7) يعني ابن أبي حاتم، راجع الجرح والتعديل 7 / 165 رقم 936.
278

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم
ابن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو
عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن
عمير قال سمعت ابن سميع يقول وكيسان من قريش ولده بدمشق
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مسدد بن علي
ابن عبد الله أنبأنا أبي حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من
نزل حمص من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) كيسان من قريش ولده بدمشق من مهاجرة اليمن قال
أبو سعيد توفي بحمص
5840 - كيسان أبو حريز (1)
مولى معاوية بن أبي سفيان القرشي
روى عنه معاوية
روى عنه محمد بن مهاجر
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو زرعة النصري قال فحدثني يحيى بن
صالح حدثنا محمد بن مهاجر عن كيسان مولى معاوية عن معاوية أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حرم
عشرة أشياء لا أحفظ عددهن وأحسبه أنه نحو من هذا الحديث يعني ما:
أنبأنا أبو الحسن أيضا حدثنا أبو محمد الصوفي حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن
عثمان أنبأنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة الدمشقي (2) حدثنا محمد بن المبارك
حدثنا ابن عياش حدثني عبد الله بن دينار عن أبي حريز مولى معاوية قال خطب معاوية
الناس بحمص فذكر في خطبته أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حرم سبعة أشياء منها الشعر والتصاوير
والنوح والتبرج وجلود السباع والذهب والحرير [10675]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه وأبو المظفر عبد المنع بن عبد الكريم
القشيري قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان. ح

(1) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 165 والتاريخ الكبير 7 / 234.
(2) لم أجده في تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
(3) لم أجده في تاريخ أبي زرعة.
279

وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على أبي القاسم إبراهيم بن منصور السلمي
أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ قالا أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى
حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض حدثنا أبو سعيد حدثنا عبد الرحمن أبو العلاء حدثنا
محمد بن مهاجر عن كيسان مولى معاوية قال
خطبنا معاوية فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن تسع وأنهاكم وقال ابن حمدون وأنا
أنهاكم عنهن ألا منهن النوح والغناء وقال ابن المقرئ والفخر والتصاوير
والشعر والذهب وجلود السباع والتبرج والحرير [10676]
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا يحيى بن صالح عن
محمد بن مهاجر عن كيسان مولى معاوية عن معاوية
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن الغناء والنوح والحرير والتبرج والتصاوير والحديد
يعني الخاتم [10677]
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل البخاري (1) قال يحيى بن صالح حدثنا محمد بن مهاجر عن كيسان مولى معاوية
قال خطب معاوية الناس فقال يا أيها الناس إن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن تسع وأنا أنهى عنهن
النوح والشعر والتبرج والتصاوير وجلود السباع والغناء والذهب والحديد
والحرير [10678]
قال وحدثنا البخاري قال (2)
كيسان مولى معاوية بن أبي سفيان القرشي وقال يحيى بن صالح حدثنا محمد بن
مهاجر عن كيسان مولى معاوية فذكر الحديث
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك
الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق

(1) التاريخ الكبير 7 / 234.
(2) المصدر السابق.
280

[ح و] (1) وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد الفأفاء
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (2) قال كيسان مولى معاوية بن أبي سفيان شامي
روى عن معاوية بن أبي سفيان روى عنه محمد بن المهاجر سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد المزكي حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن
أحمد التميمي أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله أنبأنا جعفر
بن محمد بن جعفر الكندي حدثنا أبو زرعة الدمشقي قال في الطبقة الرابعة من أهل دمشق والأردن كيسان
مولى معاوية
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره قالوا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن
ريذة (3) أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال كيسان أبو حريز مولى
معاوية
قال القاسم وباب كيسان المسدود يعرف بكيسان هذا
5841 - كيسان بن محمد العرقي (4)
من ساحل دمشق
حدث عن أبي معشر المديني (5)
روى عنه موسى بن أيوب النصيبي
قاله أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة فيما حكاه عنه أبو الفضل محمد بن طاهر
المقدسي وكذا ذكر أبو جعفر محمد بن عمرو العقيلي وساق له حديثا في تاريخه (6)
5842 - كيلان نوش بن جسر شاه أبو محمد الجيلي (7)
قدم دمشق وحدث عن الحسين بن سندية الفارسي
وسمع بدمشق من علي بن الخضر بن سليمان السلمي

(1) زيادة منا قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(2) الجرح والتعديل 7 / 165.
(3) بالأصل: " ربده " وبدون إعجام في م.
(4) العرقي: بكسر المهملة وسكون الراء نسبة وعرقة، بلدة تقارب أطرابلس الشام، بين رفنية وأطرابلس (الأنساب).
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي م: المدني.
(6) ليس له ترجمة في الضعفاء الكبير للعقيلي.
(7) الأصل وم، وفي " ز ": الجبلي.
281

روى عنه أبو الحسن علي بن الخضر بن سليمان أيضا (1)

(1) كتب بعدها في " ز ":
آخر الجزء الحادي عشر بعد الأربعمئة من تجزئة الأصل.
يتلوه حرف اللام.
بلغت سماعا على والدي الإمام العالم الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله فسمعه ابني محمد
وكتب القاسم بن علي بن هبة الله وذلك بقراءتي عليه أكثره وبعضه بقراءته في يوم الجمعة العاشر من ذي القعدة
سنة ثلاث وستين وخمسماية.
سمع جميع على مؤلفه سيدنا الشيخ الفقيه الإمام العالم الحافظ الثقة الدين صدر الحفاظ ناصر السنة محدث
الشام أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي أيده الله ابنه أبو الفتح الحسن والشيخ الفقيه الإمام جمال
الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعد الله الحنفي والشيخ الصالح أبو بكر محمد بن بركة بن خلف بن كرما
الصالحي والأمير شمس الدولة أبو الحارث عبد الرحمن بن محمد بن مرشد بن منقذ الكتاني الأخوان زين الدولة
أبو علي الحسين بقراءته أخيه الشيخ الفقيه شمس الدين أبي عبد الله محمد ابنا المحسن بن الحسين بن أبي المضا
والشيخ الفقيه أبو البنا محمود بن غازي بن محمد وأبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن بن الحسين بن عبدان وأبو
بكري يحيى بن علي بن مؤمل وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن أبي العجائز وأبو المحاسن سليمان وأبو سليمان نبا
ابنا الفضل بن الحسين بن سليمان وعبد الواحد بن بركات بن أبي الحسين الصفار وحمزة بن إبراهيم بن عبد الله
وبركاسا بن فرخا وزير فرلون وإسماعيل بن حماد وعمر بن كأم بن عبد الله السراج ومحسن بن سراج بن محسن
وإبراهيم وطوق ابنا غازي بن سليمان وإبراهيم بن مهدي بن علي ومحاسن بن عبيد الشواعرة وأبو القاسم ابن
سبيل وأبو الحسين بن علي بن خلدون وإسماعيل بن إبراهيم بن محبوب أبو الحسن بن أبي الحسين بن أبي
الحسن وأبو الزهر بن إبراهيم بن عبد الوهاب وأبو الفضل بن منح بن حران واللمس بن ناسمس وعيد بن المظفر
ابن عبد الله بن شافع وعلي بن عبد الكريم بن الكويس ويوسف بن فرج بن عبد الله وعمر بن عبد الله الأندلسي
ويوسف بن فرج بن أبي نصر الفارسي وخليل بن حسان بن عبد المفرج النساخ ويوسف بن علي بن أبي الحسين
وعثمان بن عبد الباقي الطيان وقاسم بن عيسى بن يوسف وعيسى بن محمد بن خلف وكاتب الأسماء عبد الرحمن
ابن أبي منصور بن نسيم بن الحسين بن علي الشافعي وذلك في يوم الجمعة الثالث عشر من المحرم سنة أربع
وستين وخمسماية بالجامع.
282

" حرف (1) اللام " " ذكر من اسمه (2) لبدة "
5843 - لبدة بن عامر بن خثعمة (3)
ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)
ووجهه أبو عبيدة بن الجراح قائدا على خيل بعد وقعة اليرموك من مرج الصفر إلى
فحل (4) من أرض فلسطين
ذكره سيف بن عمر فيما أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن
النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو بكر بن سيف أنبأنا السري بن يحيى أنبأنا
شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن عمر عن أبي عثمان الغساني عن خالد وعبادة (5)
" ذكر من اسمه (6) لبطة "
5844 - لبطة بن همام الفرزدق بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن
سفيان بن مجاشع بن دارم أبو غالب التميمي البصري (7)
حدث عن أبيه

(1) كتب قبلها في م:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله عليه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. اللهم رب أنعمت (وكلمة غير مقروءة)
وكتب قبلها في ت: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله عليه محمد وآله وسلم. اللهم رب أنعمت فزد.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) الإصابة 3 / وأسد الغابة 4 / 212.
(4) فحل: بكسر الفاء وسكون الحاء، موضع بالشام (مراصد الاطلاع).
(5) فحل: بكسر الفاء وسكون الحاء، موضع بالشام (مراصد الاطلاع).
(5) تاريخ الطبري 3 / 438 حوادث سنة 13 وأسد الغابة 4 / 212.
(6) زيادة منا للإيضاح.
(7) ترجمته في التاريخ الكبير 7 / 251 والجرح والتعديل 7 / 183.
283

روى عنه سفيان بن عيينة وخالد بن مهران الحذاء وأبو عبيدة معمر (1) بن المثنى
والقاسم بن الفضل الحداني وعبد العزيز بن عقبة الحارثي وابنه أعين بن لبطة وعبد
السلام بن حرب
وبعثه أبوه إلى هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأنا أبو منصور بن شكرويه أنبأنا
إبراهيم بن خرشيد قوله حدثنا أبو عبد الله المحاملي حدثنا محمد بن يزيد أخو كرخويه
سنة خمس وأربعين ومائتين أنبأنا مسلم بن إبراهيم أنبأنا القاسم يعني بن الفضل حدثنا
لبطة بن الفرزدق عن أبيه
أنه كان بالمدينة فإذا قوم على باب فقلت من ذا قالوا أبو سعيد الخدري ننظره
قال فجلست حتى أذن للقوم فدخلوا ودخلت معهم قال فجست وسط الحلقة فقلت يا
أبا سعيد إن قبلنا قوما (2) يصلون صلاة لا يصليها أحد ويقرأون قراءة لا يقرؤها أحد
قال وكان متكئا فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن قبل المشرق قوما (3) يقرؤن القرآن
لا يجاوز حلاقيمهم [10679]
أخبرنا (4) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان
أنبأنا أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن الفضل بن جابر حدثنا أبو معمر حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم عن القاسم بن الفضل عن لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال لقيت أبا هريرة فقال
من أنت قلت أنا الفرزدق قال إن قدميك صغيرتان كم من محصنة قذفتها وإن لرسول
الله (صلى الله عليه وسلم) حوضا ما بين أيلة إلى كذا وكذا فهو قائم بدنياه فيقول إلي إلي فإن استطعت فلا
تحرمه قال فلما قمت قال ما صنعت من شئ فلا تقنط
أخبرنا أبو الحسن علي بن المظفر وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأبو
غالب أحمد بن الحسن قالوا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثنا
محمد بن يونس بن موسى القرشي حدثنا معمر بن المثنى حدثنا لبطة بن الفرزدق عن أبيه
قال حججت فمررت بذات عرق (5) فإذا بها قباب منصوبة فقلت ما هذه قالوا الحسين

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م وت.
(2) بالأصل، وم، ود، وت: قوم، وفوقها في ت: ضبة.
(3) انظر الحاشية السابقة.
(4) فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(5) ذات عرق: عرق بكسر أوله، وذات عرق: الحد بين نجد وتهامة، وهو مهل أهل العراق (معجم البلدان).
284

ابن علي فدخلت عليه فقال ما الخبر ما وراءك قال قلت القلوب معك والسيوف مع
بني أمية
رواه سفيان بن عيينة عن لبطة أتم من هذا
أخبرناه أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين حدثنا أبو الحسين محمد بن علي
ابن المهتدي بالله (2) (3) وأخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد
بن علي بن محمد قالا أنبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق أنبأنا عبد الله بن محمد
البغوي حدثنا يحيى بن الربيع المكي حدثنا سفيان بن عيينة حدثني لبطة بن الفرزدق وكان
أبان بن تغلب سمعه فلقيناه فسألناه فقال سمعت أبي يقول
خرجت حاجا حتى إذا كنا بالصفاح (4) لقينا ركب من الغسق عليهم الدروع قلت من
هؤلاء قالوا هذا الحسين بن علي فنزلت عن راحلتي وكان بيني وبينه معرفة فأخذت
بزمام راحلته قال ما وراءك قلت أنت أحب الناس إلى الناس والسيوف مع بني أمية
والقضاء في السماء قال فشهدت الموسم مع الناس فلما كان يوم الصدر (5) وتقلع (6)
الناس فإذا فسطاط فقلت لمن هذا الفسطاط فقالوا لعبد الله بن عمرو فأتيته فإذا أغيلمة
سود قصار يلعبون قلت يا غلمان أين أبوكم قالوا في هذا الفسطاط يتوضأ فخرج كأنه
قد توضأ فقلت ما تقول في هذا الرجل الذي خرج يعني الحسين قال ليس يحيك فيه
السلاح قال قلت ألست القائل لفلان كذا وكذا فسبني قال قلت ما مثله إلا مثل
موسى حين خرج هاربا من آل فرعون قال الفرزدق فلما كنت على ماء لنا يقال له تعشار (7)
إذا رفقة من أهل الكوفة قلت ما الخبر قالوا قتل الحسين عليه السلام (8)
ورواه سفيان عن أبان بن تغلب عن خالد الحذاء عن الفرزدق ثم سمعه من لبطة
عن الفرزدق وذلك فيما أخبرناه أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو

(1) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
(2) قوله " بالله " ليست في م.
(3) كتب بعدها بالأصل وت وم: إلى.
) 4) الصفاح بالكسر: موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش (معجم البلدان).
(5) يوم الصدر: هو اليوم الرابع من أيام النحر، ففيه تبدأ الناس والحجيج بالرجوع إلى أماكنها من مكة.
(6) تقلع الناس: تحولوا.
(7) تعشار: بالكسر ثم السكون. موضع بالدهناء، وقال: هو ماء لبني ضبة (معجم البلدان).
(8) قارن مع تاريخ الطبري 5 / 386 (ط. دار المعارف.
285

القاسم بن حبابة أنبأنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا سفيان
عن أبان بن تغلب عن خالد الحذاء عن الفرزدق قال سفيان فلقيت لبطة يعني ابن
الفرزدق فقلت أسمعت من أبيك فقال تالله إذا سمعت أبي قال
حججت فلما كنا بالصفاح إذا نحن بقوم عليهم الدروع والأترسة قال قلت من
هذا قالوا الحسين بن علي قال فأتيته فاعترفت إليه فعرفني فقلت أبا عبد الله قال
وما وراءك قلت أنت أحب الناس إلى الناس والسيوف مع بني أمية والقضاء في السماء
قال فما رد علي شيئا
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب (1) حدثنا أبو بكر حدثنا سفيان حدثني
لبطة بن الفرزدق عن أبيه قال خرجنا حجاجا فذكر نحوه
قال سفيان أخطأ الفرزدق التأويل إنما أراد عبد الله بن عمرو بقوله لا يحيك فيه
السلاح أي لا يضره السلاح مع ما قد سبق له ليس أنه لا يقتل كقول حاك في فلان ما قيل
فيه
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب أنبأنا
أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد
ابن سلم بن راشد أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد حدثنا محمد بن سلام بن
عبيد الله (2) حدثني أبو يحيى قال قال الفرزدق لابنه لبطة وهو محبوس أشخص إلى
هشام ومدحه بقصيدة قال لابنه استعن بالقيسية ولا يمنعك منهم هجائي لهم فإنهم
سيغضبون لك وقال:
أنقتل فيكم إن قتلنا عدوكم * على دينكم والحرب باد قتامها
فغير أمير المؤمنين فإنها * يمانية حمقاء أنت هشامها
أنشدنيها أبو الغراف فأعانته القيسية وقالوا يا أمير المؤمنين إذا ما كان في مضر ناب

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 673.
(2) الخبر والشعر في طبقات فحول الشعراء ص 116 - 117.
(3) بالأصل، وم، وت، ود: خمطاء، والمثبت عن طبقات فحول الشعراء.
286

أبو شاعر أو سيد وثب عليه خالد (1) فحسبه (2)
قرأت على أبي محمد بن حمزة السلمي عن أبي بكر الخطيب حدثنا محمد بن علي
ابن محمد الهاشمي قال عبد الكريم بن حمزة السلمي وأخبرنيه الهاشمي إجازة أنبأنا أبو
الفضل محمد بن الحسن بن المأمون حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثنا الحسن بن
عليل العنزي حدثنا رفيع بن سلمة أبو غسان دماذ حدثنا أبو عبيدة قال ولد الفرزدق لبطة
وسنطة وحبطة وعمرا وغير ذلك
وكذا قيده أبو الفتح محمد بن الحسين الأودي الموصلي وأبو الحسن بن الفرات
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
بن السقا وأبو حمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد
قال سمعت يحيى بن معين يقول
حدثنا ابن (3) عيينة عن لبطة بن الفرزدق قال يحيى وقد سمع عبد السلام بن حرب
من لبطة بن الفرزدق ولم يسمع منه أبو بكر بن عياش شيئا
قال يحيى قال سفيان كان خالد الحذاء يحدث به عن لبطة ثم لقيت أنا لبطة
فحدثني به
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي إذنا ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
بن إسماعيل قال (4)
لبطة بن الفرزدق أبو غالب المجاشعي التميمي عن أبيه روى عنه ابن عيينة
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا
أبو القاسم بن مندة أنبأنا حمد إجازة - [ح] (5) قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا

(1) يعني خالد بن عبد الله القسري.
(2) سقطت من الأصل، وم، وت، ود، وأضيفت عن طبقات ابن سلام.
(3) بالأصل: " أبو " والمثبت عن م، وت، ود.
(4) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 251.
(5) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل وت، وأضيف عن م، ود.
287

أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1) لبطة بن الفرزدق بن غالب التميمي المجاشعي روى عن أبيه
روى عنه القاسم بن الفضل الحداني وسفيان بن عيينة سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو غالب لبطة بن
الفرزدق عن أبيه روى عنه ابن عيينة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو غالب لبطة بن الفرزدق المجاشعي التميمي عن أبيه
روى عنه أبو المنازل خالد بن مهران الحذاء المجاشعي وأبو محمد سفيان بن عيينة
الهلالي كناه محمد بن إسماعيل بلغني أن لبطة بن الفرزدق قتل مع إبراهيم بن عبد الله بن
الحسن بن الحسن (3) بن علي بن أبي طالب وهو شيخ كبير وذلك في خلافة المنصور سنة
خمس وأربعين ومائة
" ذكر من اسمه (4) لبيب "
5845 - لبيب بن عبد الله أبو الحسن الأطرابلسي
مولى القاضي أبي بكر بن حيدرة
حدث بأطرابلس من مولاه القاضي أبي (5) بكر
روى عنه أبو الحسين أحمد بن الحسين بن علي بن مهدي بن الشماع الأطرابلسي
والقاضي أبو عبد الله القضاعي
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل المقدسي قال كتب إلينا أبو الحسين أحمد بن
الحسين بن علي بن مهدي بن الشماع الأطرابلسي البزاز من عسقلان أنبأنا أبو الحسن لبيب

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 183 رقم 1036.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 416.
(3) قوله: " بن الحسن " استدرك على هامش ت، وبعدها صح.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) بالأصل: " أبو " والمثبت عن م ود. وغمت اللفظة في ت.
288

ابن عبد الله مولى القاضي أبي بكر عبد الله بن الحسين بن محمد بن حيدرة قراءة عليه
بطرابلس أنبأنا مولاي القاضي أبو بكر عبد الله بن الحسين بن محمد بن حيدرة قال قرئ
على أبي العباس أحمد بن محمد بن عمرو بن الكندي حدثنا أبو أحمد زكريا بن دويد بن
محمد بن الأشعث بن قيس بن (1) جبلة بن ثور بن المرتع (2) الكندي بحمص حدثنا حميد
الطويل عن أنس بن مالك قال
أول خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها
الناس إن الله قد اختار لكم الإسلام دينا فأحسنوا صحبة الإسلام بالسخاء وحسن الخلق ألا
إن السخاء شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن كان منكم سخيا لا يزال متعلقا بغصن
من أغصانها حتى يورده الله الجنة ألا إن اللؤم شجرة في النار وأغصانها في الدنيا فمن كان
منكم لئيما (3) لا يزال متعلقا بغصن من أغصانها حتى يورده الله النار ثم قال مرتين السخاء
في الله السخاء في الله [10680]
" ذكر من اسمه لبيد "
5846 - لبيد بن حميد بن لبيد أبو الوقار (4) البقال
حدث عنه أبي بكر بن عبد الرحمن
روى عنه علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو الوقاء لبيد بن حميد بن لبيد البقال حدثنا
أبو بكر عبد الله بن عبد الرحمن الداراني حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا سليمان بن عبد
الحميد البهراني حدثنا يحيى بن صالح حدثنا ابن عياش حدثني سفيان الثوري عن
عاصم عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل عثمان بن مظعون عند موته حتى سالت دموعه على
وجهه [10681]

(1) قارن مع جمهرة ابن حزم ص 425.
(2) بدون إعجام بالأصل وم، وت، ود، والمثبت عن ابن حزم.
(3) بالأصل، وم، وت، ود: لئيم.
(4) كذا رسمها " الوقار " بالراء، بالأصل، وم، وت، ود. وفي المختصر: الوقاد.
289

عبد الله بن سليمان هو خيثمة بن سليمان وعبد الله بن عبد الرحمن أظنه أبا بكر
محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان دلسه الحنائي للنزول والله أعلم
5847 - لبيد بن عطارد بن حاجب واسمه زيد (1) ويكنى أبا عكرشة بن زرارة بن
عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة
بن تميم بن مر بن طابخة التميمي (2)
من وجوه أهل الكوفة وأشرافهم
وفد على يزيد بن معاوية وله قصة مع عمرو بن الزبير بن العوام
أنبأنا بها أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد
الكلاعي اللباد أنبأنا تمام بن محمد أخبرني أبي أبو الحسين أخبرني أبو الميمون يعني
أحمد بن محمد بن بشر بن يوسف بن مامويه أخبرني أبي حدثنا أبو الحكم يعني الهيثم
ابن مروان العبسي حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال
قدم لبيد بن عطار التميمي على يزيد بن معاوية فبينا هو جالس في رواق يزيد إذ بصر
به عمرو بن الزبير فقال من هذا فقالوا لبيد بن عطارد فقال لغلام له إن مشيت إليه حتى
ترتم (3) أنفه فأنت حر ففعل الغلام وجعل لبيد يستدمي فقال عمرو بن الزبير أعلى بساط
أمير المؤمنين تستدمي لا أم لك فقال أنت والله صاحبي فأنشأ مسكين يقول:
معاذ الله أن تلف ركابي * سراعا قد طلعن على ضميري
طوال الدهر أو يرضى لبيد * وكان الضيف محقوقا بخير
سنلطم منذرا أو وجه عمرو * ولو دخلا بيثرب في است عير
فإن تك لطمة أنسيتموها * فلما تدركوا بدم الزبير
فخرج المنذر بن الزبير إلى الكوفة بعد ذلك يريد عبيد الله بن زياد وقد أجلست له بنو
تميم ثلاثة نفر أحدهم على باب.... (4) ورجل في وسط المسجد ورجل على باب

(1) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي المختصر: يزيد.
(2) جمهرة ابن حزم ص 233 وأسد الغابة 4 / 218 والإصابة 3 / 328 والاستيعاب 3 / 328 (هامش الإصابة).
(3) رتمه كسره أو دقه، أو خاص بكسر الأنف (القاموس).
(4) رسمها بالأصل وت: العبل " وفي: " الغبل ".
290

القصر فلما مر المنذر بالأول لطمه فقال حس بسم الله ما لك ويلك ثم مضى حتى إذا كان
في وسط المسجد لطمه فقال حس بسم الله ما لك ويلك فلما انتهى إلى باب القصر لطمه
فقال حس بسم الله ما لك (1) ويلك ثم دخل على عبيد الله بن زياد وقد اخضرت عينه
فقال ما لك قال ما زلت ملطوما حتى دخلت عليك قال علي بهم فأتي بهم فضربهم
خمس مائة خمس مائة وأتي بابن لبيد وكان غلاما فضربه خمس مائة فقال محمد بن عمير
ابن عطارد وهو معه على السرير قتلت الغلام قال قتله الله والله لو أعلم أنك شركت في
ذلك لنثرت لحمك فقال في ذلك شاعرهم:
نحن لطمنا منذرا يوم مشهد (2) * إذا رفعت عنه الأكف نعيدها
لطمناه حتى أسهلت بدمائها * خياشيم كانت مستكن (3) صديدها
متى لم ندافع دخلنا دخل خندف * وترضى بدون النصف منا عميدها
وقيل إن ابن الزبير أذن للناس إذنا عاما فرحم لبيد بن عطارد عمرو بن الزبير بن العوام
فلطمه ثم قدم منذر بن الزبير على ابن زياد فلطمه محمد بن عمير بن عطارد فأخذه ابن زياد
فضربه وجاءت بنو أسد بن خزيمة لتلطم تميما غضبا لآل الزبير لأن أم خويلد بن أسد زهرة
بنت عمرو بن جبيل من بني كاهل بن أسد بن خزيمة فلم يبق تميمي ظهر لهم إلا لطموه
ويقال إن عمرو بن سعد بن أبي وقاص نازع ابن أم الحكم عند معاوية فأجابه عنه لبيد
ابن عطارد لأن ابن أم الحكم كان مائلا إلى بني حنظلة فقام معاوية فدخل على أهله فقال
عمر بن سعد يا معاشر قريش أما أحد منكم يكفيني هذا الكلب التميمي فقال عمرو بن
الزبير لغلام له ائت صاحب العمامة الحمراء فاكسر (4) أنفه ففعل الغلام ذلك فصاح لبيد
يا أمير المؤمنين أيفعل هذا بي (5) في دارك فخرج معاوية وأمر بضرب الغلام فقال
لبيد ما يقنعني هذا فقال معاوية أيضربك الغلام وأضرب عمرا لست بفاعل وبلغ الخبر
بني تميم ففعلوا بمنذر ما فعلوا
أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا
محمد بن خلف المرزبان حدثنا محمد بن عمر حدثنا سليمان بن أبي شيخ عن محمد

(1) استدركت اللفظة على هامش الأصل، ويعدها صح.
(2) الأصل: " مشهد " والمثبت عن م، ود، وت.
(3) فوق في ت: ضبة.
(4) الأصل: " فانكسر " والمثبت عن م، وت.
(5) زيادة عن ت، وم.
291

ابن الحكم عن عوانة قال قال لبيد بن عطارد واجتمعت إليه بنو تميم في مسجد في
حمالات حملوها فقال لبيد أرسلوا إلى عتاب بني ورقاء فأرسلوا إليه فجاء فلم يجلس حتى
احتملها ثم مضى فقال لبيد بن عطارد نعم العون على المروءة الجدة
" ذكر من اسمه (1) لجلاج "
5848 لجلاج أبو خالد بن اللجلاج الزهري (2)
مولى بني زهرة ويقال العامري له صحبة
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا
روى عنه ابناه خالد والعلاء
وفرق أبو الحسن (3) بن سميع بين لجلاج أبي خالد ولجلاج أبي (4) العلاء وجمعهما
يحيى بن معين
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا
أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5) حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم
حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز حدثنا خالد بن
اللجلاج أن أباه حدثه قال
بينما نحن في السوق إذ مرت امرأة تحمل صبيا فثار الناس وثرت معهم فانتهيت إلى
رسول الله (6) (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول لها من أبو هذا فسكتت
فقال من أبو هذا فسكتت فقال شاب بحذائها يا رسول الله إنها حديثة السن حديثة عهد بجزية وإنها لن تخبرك وأنا

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) ترجمته في الإصابة 3 / 328 وأسد الغابة 4 / 220 والاستيعاب 3 / 329 (هامش الإصابة) وتهذيب الكمال 15 /
430 وتهذيب التهذيب 4 / 605.
(3) الأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن م، وت.
(4) راجع تهذيب الكمال 15 / 430.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 395 رقم 15934 طبعة دار الفكر.
(6) بالأصل: " النبي " ثم شطبت وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، ولم يكتب عليه شئ، والمثبت عن م، وت،
والمسند.
292

أبوه يا رسول الله فالتفت إلى من عنده كأنه يسألهم عنه فقالوا ما علمنا إلا خيرا أو نحو
ذلك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحصنت قال نعم فأمر برجمه فذهبنا فحفرنا له حتى
أمكنا ورميناه بالحجارة حتى هدأ ثم رجعنا إلى مجالسنا فبينما نحن كذلك إذا شيخ يسأل عن
الفتى فقمنا إليه فأخذنا بتلابيبه فجئنا به إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلنا يا رسول الله إن هذا جاء
يسأل عن الخبيث فقال مه لهو أطيب عند الله ريحا من المسك قال فذهبنا فأعناه
على غسله وحنوطه وتكفينه وحفرنا له ولا أدري أذكر الصلاة أم لا [10682] ح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني عباس محمد وجماعة قالوا حدثنا جرمي (1) بن حفص
حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أن خالد بن
اللجلاج حدثه أن أباه اللجلاج أخبره
أنه كان قاعدا يعتمل (2) في السوق فمرت امرأة تحمل صبيا فثار الناس وثرت فيمن
ثار فانتهيت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) أظنه قال فقال من أبو هذا قال فسكتت قال فقال فتى
شاب حذائها أنا أبوه يا رسول الله قال فأقبل عليها فقال من أبو هذا معك قال
فسكتت قال فقال الفتى أنا يا رسول الله إنها حديثة السن حديثة عهد بجزية وليست
مكلمتك فأنا أبوه يا رسول الله فنظر إلى بعض من حوله كأنه يسألهم عنه قالوا ما علمنا
إلا خيرا أو نحو ذا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أحصنت قال نعم فأمر به يرجم قال فخرجنا
فحفرنا له حتى أمكنا ثم رميناه بالحجارة حتى هدأ ثم انصرفنا إلى مجالسنا قال فبينا نحن
كذلك إذ جاء شيخ يسأل عن المرجوم قال فقمنا إليه فأخذنا بتلابيبه فانطلقنا به إلى النبي
(صلى الله عليه وسلم) فقلنا إن هذا جاء يسأل عن الخبيث فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لهو أطيب عند الله من ريح
المسك قال فانصرفنا مع الشيخ فإذا هو أبوه فأتينا إليه فأعناه على غسله وتكفينه ودفنه
قال ولا أدري قال والصلاة عليه أم لا
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن
محمد بن يحيى حدثنا محمد بن إسحاق ح وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا
وأبو [
و] (3) منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن

(1) الأصل وم وت: " حرمي " وفي أسد الغابة: جرمي، تصحيف ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 323.
(2) من طريقه روي في أسد الغابة 4 / 220.
(3) زيادة لتقويم السند عن د، وم، وت.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 249 في أخبار محمد بن إسحاق السراج.
293

جعفر الأصبهاني بالري أنبأنا إسحاق بن أحمد الفارسي (1) أنبأنا محمد بن إسحاق
السراج حدثنا أبو همام السكوني حدثنا مبشر يعني بن إسماعيل حدثنا عبد الرحمن بن
العلاء بن اللجلاج حدثنا أبيه عن جده قال
أسلمت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا ابن خمسين سنة ومات اللجلاج وهو ابن عشرين ومائة
سنة قال ما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آكل حسبي وأشرب
حسبي وزاد إسحاق قال السراج كتب عني هذا الحديث محمد بن إسماعيل البخاري
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن مندة
أنبأنا خيثمة حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي حدثنا محمد بن أبي أسامة عن مبشر بن
إسماعيل ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل (2) أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثنا محمد بن أسامة الحلبي
حدثنا مبشر عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن جده قال ما ملأت بطني
طعاما منذ أسلمت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آكل حسبي وأشرب حسبي زاد يعقوب قال وكان
عاش مائة وعشرين سنة خمسين في الجاهلية وسبعين في الإسلام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني الوليد بن شجاع السكوني حدثنا مبشر بن إسماعيل (4)
حدثنا عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن جده قال أسلمت وأنا ابن خمسين
سنة
قال ومات اللجلاج وهو ابن عشرين ومائة سنة قال ما ملأت بطني منذ أسلمت مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آكل حسبي وأشرب حسبي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر زاد الأنماطي
وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين

(1) كذا بالأصل وم، وت، ود، وفي تاريخ بغداد: القايني.
(2) في م: المفضل، تصحيف، وفي د، وت، كالأصل.
(3) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 236.
(4) وعن مبشر في تهذيب الكمال 15 / 430.
294

الأهوازي حدثنا أبو حفص حدثنا خليفة قال (1) واللجلاج روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في الرجم
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو محمد
الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا أبو
بكر بن البرقي قال وممن لم ينسب لنا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) اللجلاج له حديث يعني
حديث الرجم
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي وحدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أبو الفضل
الباقلاني وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أبو
الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
بن إسماعيل قال (2) اللجلاج العامري له صحبة ثم ذكر له حديث الرجم عن هشام (3) بن
عمار عن صدقة بن خالد عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن مسلمة بن عبد الله الجهني
عن خالد بن اللجلاج عن أبيه
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا حمد إجازة - ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأ علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4)
اللجلاج العامري شامي له صحبة روى عن معاذ بن جبل روى عنه ابنه خالد بن
اللجلاج وأبو الورد بن ثمامة سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم البجلي
أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال
في تسمية من نزل الشام من الصحابة اللجلاج صاحب حديث الرجم حدثني عبد
الرحمن بن إبراهيم عن أبي مسهر أنه مولى لبني زهرة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب
أنبأنا أحمد بن عمير إجازة - ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا الحسن (5) بن

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 21 رقم 813.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 250.
(3) بالأصل: همام، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت، والتاريخ الكبير.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 182.
(5) في م: أبو الحسن.
295

أحمد أنبأ أبو الحسن الربعي أنبأنا أبو الحسين الكلابي حدثنا أحمد قراءة قال سمعت
أبا الحسن بن سميع يقول واللجلاج أبو خالد بن اللجلاج مولى بني زهرة دمشقي مات
بالشام (1) قال أبو سعيد زاد ابن عتاب عبد الرحمن بن إبراهيم بدمشق وقال أبو الحسين
الكلابي لبني زهرة مات بدمشق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد قال اللجلاج سكن المدينة وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثين
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأ شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال الجلاج أبو العلاء روى عنه ابناه أبو العلاء وخالد
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم
اللجلاج أبو العلاء سكن دمشق وروى عنه ابناه العلاء وخالد أسلم وهو ابن
خمسين ومات وهو ابن عشرين ومائة سنة
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو علي الأهوازي
أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن حدثنا أبو أيوب سليمان بن محمد الخزاعي حدثنا هشام بن
خالد الأزرق حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة عن ابن
اللجلاج قال
خرجت مع أبي إلى المصلى في يوم عيد فخرج وهو يرفع صوته بالتكبير فقلت
اخفض صوتك يا أبتاه فإن الناس ينظرون إليك قال وقد بقيت حتى صرت في قوم أظهر
سنة فيرمقوني بأبصارهم وينكرونها اللهم لا تردني إلى أهلي حتى تقبضني إليك قال فما
رجع إلى منزله حتى مات قال وكان قد أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا جدي لأمي أبي المفضل (2) يحيى بن علي القاضي أنبأنا عبد الرزاق بن عبد
الله بن الحسن بن الفضيل ح وحدثنا أبو محمد بن صابر لفظا أنبأنا علي بن الحسن بن
عبد السلام بن الأبي الحزور وعبد الله بن عبد الرزاق بن عبد الله
قالوا (3) أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي حدثنا علي بن محمد بن أحمد بن

(1) تهذيب الكمال 15 / 430.
(2) في م ود الفضل، تصحيف، وفي ت: " المفضل " كالأصل.
(3) كذا بالأصل وم، ود، وت.
296

لؤلؤ حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا أبو همام حدثنا مبشر بن إسماعيل حدثنا
عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال قال لي أبي
يا بني إذا أنا مت فالحد (1) لي فإذا وضعتني في لحدي فقل بسم الله وعلى سنة
رسول الله ثم سن علي التراب سنا (2) ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقر وخاتمتها فإني
سمعت ابن عمر يقول ذلك
" ذكر من اسمه (3) لشكر فيروز "
5849 - لشكر فيروز بن خورشيد أبو منصور حاجب نظام الملك وزير الملك شاه
قدم دمشق وسمع بها الفقيه نصر بن إبراهيم وعاد إلى بغداد وحدث بها
سمع منه أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف (4) وحدثني أنه توفي
ضاحي نهار يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الأول من سنة خمس عشرة وخمس مائة
" ذكر من اسمه (5) لقمان " (6)
5850 - لقمان بن أحمد البيروتي
حدث عن محمد بن عبد الله بن مطرف
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أحمد بن باكويه الشيرازي
الصوفي (7)
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن أحمد البروجردي أنبأنا أبو عبد الله
[محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي نا لقمان بن أحمد البيروتي نا] (8) محمد بن عبد الله

(1) يعني اتخذ لي لحدا.
(2) سن التراب سنا: إذا صبه على وجه الأرض صبا سهلا، (تاج العروس: سنن).
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 54.
(5) زيادة منا للإيضاح.
(6) بالأصل: لقمان بن أحمد.
(7) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 544.
(8) الزيادة بين معكوفتين لتقويم السند عن م، ود، وت.
297

ابن مطرف حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا أبو يعلى المنقري حدثنا الأصمعي
حدثنا روح بن قبيصة عن أبيه قال
قال بعض الحكماء لابنه يا بني اتق الجواب وزلة اللسان فإني رأيت الرجل تزل قدمه
فيقوم من عثرته سويا ويزل لسانه فيوبقه فيكون هلاكه فيه وأنشدني:
لسانك لا يلقيك في الغي غيره * فإنك مأخوذ بما أنت لافظ
ولا يملك الإنسان رجعا لما مضى * ولو جهدت فيه النفوس اللوافظ
ولن يهلك الإنسان إلا لسانه * فهل أنت مما ليس يعنيك حافظ
5851 - لقيط بن عبد القيس بن بجرة الفزاري (1)
حليف بني ظفر
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد اليرموك وكان أميرا على بعض الكراديس
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا أحمد بن عبد الله بن سعيد حدثنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن
إبراهيم حدثنا سيف بن عمر قال (2)
وكان لقيط بن عبد القيس بن بجرة حليف لبني ظفر من فزارة على كردوس يعني
باليرموك
" ذكر من اسمه (3) لقيم "
5852 - لقيم
سأل سالم بن عبد الله والقاسم بن محمد
له ذكر في حديث رواه خصيف الجزري (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنبأنا أبو
علي بن شاذان أنبأنا دعلج بن أحمد أنبأنا محمد بن علي بن زيد الصايغ حدثنا سعيد بن

(1) الإصابة 3 / 330 وتاريخ الطبري 3 / 397.
(2) تاريخ الطبري 3 / 397.
(3) زيادة ما للإيضاح.
(4) هو خصيف بن عبد الرحمن، أبو عون الحراني الجزري، ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 462.
298

منصور حدثنا عتاب بن بشير أنبأنا خصيف قال خرج سعد الجزري مهلا بالعمرة ولقيم
الدمشقي مهلا بالحج فأتيا سالم بن عبد الله فقال سعد إني بدأت بالعمرة وقال لقيم بدأت
بالحج فقال إن بدأتم بالعمرة (1) فحسن وإن بدأتم بالحج فلا بأس ثم خرجا حتى أتيا
القاسم بن محمد فقضا (2) عليا فقال من أين أنتما قال سعد أنا جزري وهذا شامي
فقال يا شامي أطع هذا الجزري فإني لأحسب أن بالجزيرة علما
5853 - لمازة (3) بن زبار (4) أبو لبيد الجهضمي البصري (5)
روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري وعبد
الرحمن بن سمرة وأنس بن مالك وعروة بن أبي الجعد
روى عنه الزبير بن الخريت والربيع بن سليم ويعلى بن حكيم البصري ومطر بن
حمران وطالب بن السميدع
ووفد على يزيد بن معاوية
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو ياسر المستملي أنبأنا سعيد يعني بن زيد
حدثنا الزبير (6) يعني بن الخريت عن أبي لبيد عن عروة بن أبي الجعد البارقي قال
نظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى جلب (7) من الغنم فأعجبه نحوها قال عروة فأعطاني النبي (صلى الله عليه وسلم) دينارا
قال أي عروة ائت ذاك الجلب فابتع لنا منه شاة بدينار قال فأتيت الجلب فساومت
صاحبها فاشتريت شاتين بدينار ثم جئت بهما أقودهما وأسوقهما قال فلقيني رجل
بالطريق فساومني بهما فبعته إحداهما بدينار قال ثم جئت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالشاة والدينار
قال وأخبرته الخبر قال فدعا لي في صفقة (8) يميني بالبركة قال فإن كنت لأبيع الرقيق
بالكناسة فتبلغ الجارية عشرة آلاف أو أكثر فما أرجع إلى أهلي حتى أربح أربعين ألفا

(1) بياض بالأصل، والمثبت عن م، ود، وت.
(2) كذا بالأصل وم، وت، ود، ولعله: " فقصا عليه ".
(3) لمازاة: ضبطت بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي عن تقريب التهذيب.
(4) زبار: بفتح الزاي وتثقيل الموحدة وآخره راء، تقريب التهذيب.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 433 وتهذيب التهذيب 4 / 604 وميزان الاعتدال 3 / 419.
(6) الأصل: ابن الزبير، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت.
(7) الجلب بالتحريك ما جلبه القوم من غنم أو سبي.
(8) الأصل وم، ود، وت: وسنقة.
299

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي حدثني إبراهيم بن الحجاج حدثنا سعيد بن زيد
أنبأنا الزبير بن الخريت عن أبي لبيد وهو لمازة بن زبار عن عروة بن أبي (2) الجعد
البارقي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل حديث بيع الشاتين يعني حديث أبيه عن أبي كامل مظفر بن
مدرك عن سعيد بن زيد (3) نحو حديث أبي ياسر ومعناه
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا القاضي أبو
محمد عبد الله بن محمد الأسدي الأكفاني حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار
حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث بن ميمون البصري شريك السري حدثنا وهب
ابن جرير عن أبيه قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن أبي لبيد قال
شهدت كابل مع ابن سمرة فأصاب الناس غنما فانتهبوا فقال يا أيها الناس من انتهب
من هذه الغنم نهبة فليؤدها فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من انتهبت فليس
منا [10683]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أبو بكر القطيعي
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبي (4) حدثنا عفان حدثنا سعيد بن زيد حدثني الزبير بن
الخريت عن أبي لبيد قال
أرسلت الخيل في زمن الحجاج والحكم بن أيوب أمير على البصرة قال فأتينا الرهان
فلما جاءت الخيل قلنا لو ملنا إلى أنس بن مالك فسألناه أكنتم تراهنون على عهد رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) أكان (5) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يراهن قال نعم والله لقد راهن على فرس يقال لها
سبحة (6) فسبق الناس فابتش (7) لذلك وأعجبه
أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن (8) الطوسي وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 7 / 94 رقم 19380 / 2.
(2) زيادة عن المسند.
(3) مسند أحمد بن حنبل 7 / 93 رقم 19380 / 1.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 510 رقم 13690 طبعة دار الفكر.
(5) في مسند أحمد: فكان.
(6) في المسند: شجة.
(7) في المسند: فانتشى.
(8) " بن " سقطت من م.
300

الزاغوني قالا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا الحسن بن علي الشاموخي أو محمد بن
سعيد الصيدلاني ذكر أحدهما أنبأنا عمر بن محمد بن سيف حدثنا أبو بكر بن أبي داود
حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن الزبير بن
الخريت عن أبي لبيد قال
وفدنا إلى يزيد قال فبينا هو نازل في الصحراء فجعل الناس يقولون هو الآن قاعد
على الخمر يشربها فهاجت ريح شديدة فألقت بناءه فإذا هو قد نشر المصحف بين يديه وهو
يقرأ
أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد وأبو الفضل محمد بن ناصر قالا أنبأنا
المبارك بن عبد الجبار أنبأنا إبراهيم بن عمر أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف أنبأنا عمر
ابن محمد الجوهري حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ قال وذكر أبو عبد الله أحمد بن
حنبل حدثنا عن أبي لبيد فقال اسمه لمازة بن زبار (1) قد رأى علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي
ابن محمد بن أحمد أنبأنا محمد بن الحسين بن شهريار حدثنا أبو حفص الفلاس قال أبو
لبيد الجهضمي اسمه لمازة بن زياد
قال ابن عساكر (2) الصواب بن زبار
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول أبو
لبيد هو لمازة بن زبار
قال وسمعت يحيى يقول قد رأى حماد بن زيد لبيد (3) وأبو لبيد رأى علي بن أبي
طالب واسمه لمازة بن زبار
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد بن
رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي (4) حدثنا معاوية بن صالح قال

(1) بالأصل هنا: زياد، والمثبت عن م، ود، وت.
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) كذا بالأصل، وم، ود، وت: " لبيد " وجاء في تهذيب الكمال والكنى والأسماء للدولابي أن حماد بن زيد رأى أبا
لبيد.
(4) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 92.
301

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة أبو لبيد لمازة بن زبار الجهضمي
قديم
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن قراءة عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة قال سمعت يحيى
ابن معين يقول أبو لبيد لمازة بن زبار
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول وأبو لبيد لمازة بن زبار سمعته من أبي عبد الله
وقال في موضع آخر أبو لبيد لمازة بن زيار الجهضمي سمع من علي وعبد الرحمن
ابن سمرة ومن كعب بن سور
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد الحسن بن
محمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا ابن أبي الدنيا (1) حدثنا محمد بن سعد قال
في الطبقة الثانية من أهل البصرة أبو لبيد لمازة بن زبار الجهضمي روى عن علي
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قال قرئ على أبي محمد الجوهري
عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن
سعد (2) قال في الطبقة الثانية أبو لبيد واسمه لمازة بن زبار الأزدي ثم الجهضمي سمع من
علي وكان ثقة وله أحاديث
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي إذنا واللفظ له ح وحدثنا أبو الفضل بن ناصر
أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك ومحمد قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد أحمد
وأبو الحسن الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (3) لمازة (4) بن زبار أبو لبيد الجهضمي البصري سمع عليا وعبد الرحمن بن
سمرة روى عنه الزبير بن خريت والربيع بن سليم قال أبو الغنائم محمد بن علي كذا هو
في رواية أخرى زياد وهو خطأ

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 213.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 251.
(4) ضبطت بالقلم في التاريخ الكبير بضم اللام.
302

أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا القاسم بن مندة أنبأنا
أبو علي إجازة ح وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد
بن أبي حاتم قال (1)
لمازة بن زبار أبو لبيد الجهضمي روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب
وأبي موسى الأشعري وعبد الرحمن بن سمرة روى عنه الزبير بن خريت والربيع بن
سليم (2) ورآه حماد بن زيد سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو
نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني
أبي قال أبو لبيد لمازة بن زبار (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن
بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
أبو لبيد لمازة وأظن أنه حكاه عن أبيه عثمان بن أبي شيبة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة قال أبو لبيد لمازة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم قراءة أنبأنا سليم بن
أيوب أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن محمد بن
إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول أبو لبيد لمازة بن زبار (4)
قرأنا على أبي الفضل الحافظ عن أبي طاهر الخطيب أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر قال أبو لبيد يحدث عن الزبير بن الخريت (5)
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي وأبو الحسين المبارك بن

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 182.
(2) في الجرح والتعديل: الربيع بن سليمان.
(3) بالأصل: زياد، والمثبت عن د، وت. وقوله: " بن زبار " سقط من م.
(4) بالأصل: زياد، تصحيف، والمثبت عن د، وم، وت.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 92.
303

عبد الجبار قالا أنبأنا الحسين بن علي حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا عبد الملك بن بدر
بن الهيثم حدثنا أحمد بن هارون بن روح قال في الطبقة الثانية وهم التابعون لمازة بن
زياد (1) وهو أبو لبيد يروي عن عروة البارقي روى عنه الزبير بن الخريت بصري ذكره في
الأسماء المنفردة وقد سمي لمازة غيره
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنبأنا أحمد بن
محمد بن زنجويه أنبأنا أبو أحمد العسكري قال
وأما زبار أول الاسم زاي وبعدها باء مشددة وآخرها راء فمنهم لمازة بن زبار أبو لبيد
الجهضمي روى عن عمر وعن علي وعن عبد الرحمن بن سمرة روى عنه الزبير بن
الخريت والربيع بن سليم
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو لبيد لمازة بن زبار الجهضني سمع علي بن أبي طالب قال يحيى بن سعيد رأى
حماد بن زيد أبا لبيد وأبو لبيد رأى علي بن أبي طالب واسمه لمازة بن زبار
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني
قال وأما زبار فلمازة بن زبار أبو لبيد يروي عن علي بن أبي طالب وعروة بن أبي الجعد
البارقي روى عنه الزبير بن الخريت ومحمد بن ذكوان كان منحرفا عن علي عليه السلام
يقول كيف أحبه وقد قتل من أهلي في غداة واحدة كذا وكذا
وقال في موضع آخر أما (2) لمازة فهو لمازة بن زبار يكنى أبا لبيد رأى علي بن أبي
طالب وروى عن عبد الرحمن بن سمرة وعروة البارقي روى عنه الزبير بن خريت
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
أنبأنا أبو زكريا
حدثنا عبد الغني بن سعيد قال زبار بالزاي والراء لمازة بن زبار أبو لبيد بصري

(1) بالأصل: زياد، والمثبت عن م، ود، وت.
(2) بالأصل: " فالمازه " والمثبت عن د، وت.
304

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
وأما زبار بباء مشددة معجمة بواحدة فهو أبو لبيد لمازة بن زبار يروي عن علي بن أبي
طالب وعروة بن أبي الجعد البارقي روى عنه الزبير بن خريت ومحمد بن ذكوان كان
منحرفا عن علي
وقال في موضع آخر (2) أما (3) لمازة بالزاي فهو لمازة بن زبار أبو لبيد رأى عليا روى
عن عبد الرحمن بن سمرة وعروة البارقي حدث عنه الزبير بن خريت
أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا
أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي حدثنا ح سليمان هو ابن
حرب حدثنا جرير عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد حديث فيه طول عن عمر
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر عثمان ولم يلق أبو لبيد عمر بن الخطاب ولكنه علي بن أبي
طالب وكعب بن سور
قال أبي وقال يحيى بن معين عن حماد بن زيد قال رأيت أبا لبيد لمازة بن زبار أصفر
اللحية (5)
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم العبدي
أنبأنا حمد إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا ابن
أبي حاتم (6) [قال]
أنبأنا حرب بن إسماعيل (7) فيما كتب إلي قال سمعت أحمد بن حنبل يقول كان أبو
لبيد صالح الحديث وأثنى عليه ثناء حسنا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن
بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا سعيد بن
عمرو أنبأنا حماد بن زيد قال رأيت أبا عبد الرحمن يصفر لحيته وكانت لحيته تبلغ سرته
وقد قاتل عليا يوم الجمل (8)

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 173 و 174.
(2) الاكمال لابن ماكولا 7 / 149.
(3) الأصل: " ما " والمثبت عن م، ود، وت، والاكمال.
(4) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(5) كتب بعدها بالأصل وم وت: إلى.
(6) الجرح والتعديل 7 / 182.
(7) في الجرح والتعديل: إسماعيل بن حرب الكرماني.
(8) تهذيب الكمال 15 / 433.
305

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا
أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة (1) حدثني أبو عبد الرحمن يعني القرشي
عن حماد بن زيد عن الزبير بن الخريت قال قيل لأبي لبيد أتحب عليا قال كيف أحب
رجلا قتل من قومي حين كانت الشمس من ههنا إلى أن صارت من ههنا ألفين وخمسمائة
قرأنا على أبي عبد الله ابن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية
أنبأنا محمد بن القاسم حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا موسى بن إسماعيل (2) حدثنا مطر بن
حمران قال كنا عند أبي لبيد فقيل له أتحب عليا فقال أحب عليا وقد قتل من قومي في
غداة واحدة ستة آلاف
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
بن السقا حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا عباس بن محمد حدثنا يحيى بن معين حدثنا
وهب بن جرير عن أبيه عن أبي لبيد وكان شتاما قلت ليحيى بن معين من كان يشتم
قال نرى انه كان يشتم علي بن أبي طالب (3).
" ذكر من اسمه (4) لوط "
5854 - لوط بن هاران ويقال بن اهرن بن تارخ وهاران هو أخو إبراهيم خليل
الله بن تارخ وتارخ هو آزر بن ناحور بن ساروع بن أرغو بن فالغ بن غابر
بن شالغ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلح بن خنوخ وهو
إدريس وهو يارد ابن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم صلى
الله عليه وسلم (5)
صلى في مقام إبراهيم ببرزة على ما قيل
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد حدثنا

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 186 (ت. العمري).
(2) من طريقه روي في تهذيب الكمال 15 / 433.
(3) تهذيب التهذيب 4 / 607.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) انظر أخباره في تاريخ الطبري 1 / 157 والكامل لابن الأثير 1 / 98 والبداية والنهاية 1 / 203 وسيرة ابن هشام 1 / 2.
306

أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب حدثنا يحيى بن محمد بن سهل حدثنا محمد بن
يعقوب بن حبيب الغساني حدثنا عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله حدثنا
الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال بلغني أن حسان بن عطية قال
أغار ملك نبط هذا الجبل على لوط فسباه وأهله فبلغ ذلك إبراهيم خليل الله فأقبل في
طلبه فاقتتلوا فهزمه إبراهيم واستنقذ لوطا وأهله فأتى هذا الموضع الذي في برزة الذي
ينسب إلى مسجد إبراهيم فصلى فيه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن الخلال أنبأنا أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن يوسف الصيرفي حدثنا حسين بن نصر بن مزاحم حدثنا خالد بن
عيسى عن حصين يعني بن عبد الرحمن عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال
أول من قاتل في سبيل الله إبراهيم خليل الرحمن حيث أسر لوط واستأسرته (1) الروم
فغزا إبراهيم حتى استنقذه من الروم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد (2) أنبأنا
هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال
أول نبي بعث إدريس وهو خنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن
آدم ثم نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ ثم إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن
أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ثم إسماعيل وإسحاق ابنا
إبراهيم ثم يعقوب بن إسحاق ثم يوسف بن يعقوب ثم لوط بن هاران بن تارح بن ناحور
بن ساروغ وهو ابن أخي إبراهيم خليل الرحمن
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا
محمد بن عبد الله بن خمرويه أنبأنا الحسين بن إدريس حدثنا محمد بن عبد الله بن
عمار حدثنا قاسم يعني بن يزيد الحرمي عن مطين عن سماك بن حرب عن عكرمة
عن ابن عباس قال كل الأنبياء من ذرية يعقوب إلا عشرة محمد وإسماعيل وإبراهيم

(1) الأصل: واستأثرته " والمثبت عن د، وم، وت.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 54 وفي إعجام الأسماء اختلاف.
307

وإسحاق ويعقوب ولوط وهود وشعيب وصالح ونوح
أخبرنا أبو القاسم أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو
عمرو (1) بن السماك حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
عن سليمان بن صرد قال أبو لوط هو عم إبراهيم
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا أبو عمرو الفارسي أنبأنا
أبو أحمد بن عدي (2) حدثنا موسى بن هارون حدثنا أبو موسى حدثنا أبو عبد الله (3) بن
داود الواسطي حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن من ولد عتاب بن أسيد (4) عن ابن جريج
عن عطاء عن ابن عباس قال
أول من هاجر مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عثمان بن عفان كما هاجر لوط إلى إبراهيم (5)
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ثم حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي
الحسن أنبأنا سهل بن بشر قالا أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي حدثنا
القاضي أبو طاهر محمد بن عبد الله بن أحمد بن نصر بن بجير الذهلي حدثنا أبو أحمد بن
عبدوس حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا عثمان بن خالد العثماني حدثنا عبد الله بن عمر
ابن وهيب مولى زيد بن ثابت عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ما
كان بين عثمان ورقية ولوط من مهاجر يعني أنهما أول من هاجر إلى أرض
الحبشة (6) [10684]
أخبرتنا (7) أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا موسى بن محمد بن حيان حدثنا بشار بن موسى
حدثنا الحسن بن زياد قال سمعت قتادة يقول أول من هاجر من المسلمين بأهله إلى الحبشة
عثمان بن عفان

(1) بالأصل: " عمره " تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت.
(2) رواه ابن عدي في الكامل 4 / 243 في أخبار عبد الله بن داود الواسطي.
(3) بالأصل: " أبو عبد الله " والمثبت عن م، ود، وت، وابن عدي. وراجع ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 176 ط.
دار الفكر.
(4) ترجمته في لسان الميزان 4 / 66 والتاريخ الكبير 3 / 1 / 421.
(5) الحديث رواه ابن عساكر في أخبار عثمان بن عفان تاريخ دمشق 39 / 30 رقم 4619.
(6) رواه ابن عساكر من طريق آخر في أخبار عثمان بن عفان 39 / 31 رقم الحديث 7749.
(7) الخبر التالي رواه ابن عساكر في أخبار عثمان بن عفان 39 / 30 رقم الحديث 7747.
308

قال وحدثني النضر بن أنس قال قال أبو حمزة يعني أنسا
إن أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله عثمان بن عفان فاحتبس على النبي
(صلى الله عليه وسلم) خبره فجعل يخرج يتوكف (1) عنه الأخبار فقدمت امرأة من قريش فقالت له يا أبا
القاسم قد رأيت ختنك متوجها في سفره وامرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوق بها
يمشي خلفها فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) صحبهما الله إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط
صلى الله عليه وسلم [10685]
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسين بن أحمد وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن
الحسين وأبو الحسن علي بن بركات قالوا أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا محمد بن
أحمد بن رزقويه أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن
ابن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر عن عثمان بن الساج
عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال
إن سارة لما فعلت ذلك بهاجر وعفت عنها أحب الله أن يهب لها ولدا وذلك بعدما
أرسل إبراهيم قال فأرسل إبراهيم إلى الأرض المقدسة ولوط إلى المؤتفكات وكانت قرى
لوط أربع مدائن سدوم وأموراء عاموراء وصبويراء وكان في كل قرية مائة ألف
مقاتل فجميعهم أربع مائة ألف وكانت أعظم مدائنهم سدوم وكان لوط يسكنها وهي
المؤتفكات وهي من بلاد الشام ومن فلسطين مسيرة يوم وليلة وكان إبراهيم خليل الرحمن
عم لوط بن هارون بن تارح وإبراهيم بن تارح وهو آزر وكان إبراهيم ينصح قوم لوط وكان
الله قد أمهل قوم لوط فخرقوا حجاب الإسلام وانتهكوا المحارم وأتوا الفاحشة الكبرى
فكان إبراهيم يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم لوط فينصحهم فيأبون أن يقبلوا
فكان بعد ذلك يجئ على حماره فينظر إلى سدوم فيقول يا سدوم أي يوم لك من الله
سدوم إنما أنهاكم ألا تتعرضوا لعقوبة الله حتى بلغ الكتاب أجله فبعث الله جبريل في نفر
من الملائكة قال فهبطوا في صورة الرجال حتى انتهوا إلى إبراهيم وهو في زرع له يثير
الأرض كلما بلغ الماء إلى مسكنة من الأرض ركز مسحاته في الأرض فصلى خلفها
ركعتين قال فنظرت الملائكة إلى إبراهيم فقالوا لو كان الله عز وجل ينبغي أن يتخذ
خليلا لاتخذ هذا العبد خليلا ولا يعلمون أن الله قد اتخذه خليلا

(1) توكف الخبر توقعه وانتظره.
309

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا
عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن
الحسن أنبأنا ابن المبارك أنبأنا معمر عن قتادة في قول الله عز وجل " قال إن فيها
لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها " (1) قال لا يجد المؤمن الا يحوط المؤمن حيث كان
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأحمد بن
سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق عن جويبر
عن الضحاك عن ابن عباس قال
لما رأى إبراهيم عليه السلام أنه " لا تصل " إلى العجل أيديهم " نكرهم " فخافهم
وإنما كان خوف إبراهيم أنهم كانوا في ذلك الزمان إذا هم أحدهم بامرئ سوء فاضطربت
مفاصله وارتعدت " وامرأته سارة قائمة " تخدمهم وكان إذا أراد أن يكرم أضيافه أقام سارة
لتخدمهم " فضحكت " سارة وإنها ضحكت سارة إنما قالت يا إبراهيم وما تخاف إنما هم
ثلاثة نفر وأنت وأهلك وغلمانك قال لها جبريل أيتها الضاحكة أما إنك ستلدين غلاما
يقال له إسحاق ومن ورائه غلام يقال له يعقوب فأقبلت في صرة فصكت وجهها فأقبلت
والهة تقول يا ويلتاه ووضعت يدها على وجهها استحياء فذلك قوله " فصكت وجهها "
وقالت " أألد وأنا عجوز " (2) وهذا بعلي شيخا
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا
جدي أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر
عن قتادة في قوله " أو آوي إلى ركن شديد " (3) قال العشيرة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب
أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم
الإسفرايني حدثنا علي بن عثمان الحراني حدثنا سعيد بن عيسى بن تليد القتباني حدثنا
عبد الرحمن بن القاسم حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن يونس عن ابن
شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) نحن أحق بالشك من أبينا إبراهيم إذ قال " رب أرني كيف تحيي الموتى قال

(1) سورة العنكبوت، الآية: 32.
(2) سورة هود، من الآية 69 إلى 72.
(3) سورة هود، الآية: 80.
310

أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " (1) (2) ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن
شديد ولو لبثت في السجن لبث يوسف لأجبت الداعي [10686]
أخبرنا أبو عبد الله الحسين (3) بن عبد الملك أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر
بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حثنا جويرية عن
مالك عن الزهري عن أبي عبيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
رحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم
جاءني الداعي لأجبت [10687]
رواه البخاري (4) ومسلم (5) عن عبد الله بن محمد بن أسماء ورواه النسائي عن عمرو
بن منصور عن عبد الله بن محمد
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن محمد السليطي أنبأنا أبو حامد أحمد
ابن محمد بن الحسن بن (6) الشرقي حدثنا محمد بن عقيل وأحمد بن حفص قالا حدثنا
حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة أخبرني أبو الزناد عن عبد
الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعفر الله لوطا إن كان ليأوي إلى
ركن شديد [10688]

(1) سورة البقرة، الآية: 260.
(2) اختلف الناس في سؤال إبراهيم ربه (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيى الموتى...) هل صدر من إبراهيم
عن شك أم لا؟ فقال الجمهور: لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة.
وقال الحسن: سأله ليزداد يقينا إلى يقينه. والشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما، على الآخر، وذلك هو
المنفي عن إبراهيم، والمتأمل سؤاله وسائر ألفاظ الآية، فالاستفهام بكيف إنما هو عن حالة شئ موجود متقرر
الموجود عند السائل والمسؤول. فإنما السؤال عن حال من أحواله. وكيف هنا إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء.
والإحياء متقرر. قال الزاري: إنه إنما سأل ذلك لقومه، والمقصود أن يشاهد فيزول الإنكار عن قلوبهم.
(راجع تفسير القرطبي - التفسير الكبير للرازي في تفسير سورة البقرة).
(3) الأصل وم، ود، وت: الحسن، قارن مع مشيخة ابن عساكر 52 / أ.
(4) صحيح البخاري، في الأنبياء رقم 3192.
(5) صحيح مسلم، (1) كتاب الإيمان (69) باب رقم 151.
(6) " بن " كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
(7) كذا رسمها بالأصل، وإعجامها ناقص في م، وفوقها ضبة في ت.
311

أخبرنا (1) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو يعلى الصابوني أنبأنا أبو سعيد الرازي أنبأنا
محمد بن أيوب حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن أبي هريرة في قوله عز وجل " أو آوي إلى ركن شديد " (2) قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رحمه الله قد كان يأوي إلى ركن شديد فما بعث الله تعالى بعده نبيا إلا في
ثروة من قومه (3) [10689]
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو منصور بن شكرويه وأبو بكر السمسار قالا
أنبأنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا أبو السائب حدثنا أبو أسامة
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرحم الله على
لوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد
فما بعث الله بعده نبيا إلا في ثروة من قومه [10690]
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ثم حدثنا أبو مسعود المعدل عنه أنبأنا أبو نعيم
الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو علقمة نصر
ابن خزيمة بن جنادة أن أباه حدثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن ابن عائذ قال
أخبرني بلال بن أبي بلال أن عثامة بن قيس البجلي من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قال النبي
(صلى الله عليه وسلم) نحن أحق بالشك من إبراهيم ويغفر الله للوط لقد كان يأوي إلى ركن شديد عليهما
السلام (4) [10691]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الله (5) بن بكير التميمي أنبأنا أبو علي
سهل بن علي الدوري أنبأنا أبو الحسن الأثرم قال قال أبو عبيدة في الحديث ما بعث
الله نبيا بعد لوط إلا في ثروة قالوا الثروة العدد والمنعة
أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن
الخشوعي إذنا قالوا حدثنا أحمد بن علي بن ثابت لفظا أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه
أنبأنا أبو عمرو الدقاق وأبو بكر الحداد قالا أنبأنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن

(1) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(2) سورة هود، الآية: 80.
(3) البداية والنهاية 1 / 208 والدر المنثور 2 / 185.
(4) كتب بعدها بالأصل، وت، وم: إلى.
(5) الأصل: " عبيد الله " والمثبت عن م، ود، وت.
312

عيسى أنبأنا إسحاق عن مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال لما سمعت
الفسقة بأضياف لوط جاءوا إلى باب لوط فأغلق الباب دونهم ثم أطلع عليهم فقال " هؤلاء
بناتي " (1) يعرض عليهم بناته بالنكاح والتزويج ولم يعرضها عليهم للفاحشة وكانوا كفارا
وبناته مسلمات فلما رأى البلاء وخاف الفضيحة عرض عليهم التزويج وكان في سنتهم ألا
يتزوجوا إلا امرأة واحدة فلما خطبوا إلى (2) لوط فلم يزوجهم تزوجوا فقالوا " لقد علمت
ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد " (3) وكان اسم ابنتيه إحداهما رعوثا
والأخرى رميثا ويقال زبوثا ورعوثا فالله أعلم وكان الذي حملهم على إتيان الرجال
دون النساء أنه كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة على ظهر الطريق
وأنهم أصابهم قحط وقلة من الثمار فقال بعضهم لبعض إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة
من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش قالوا بأي شئ نمنعها قال اجعلوا سنتكم من أخذتم
في بلادكم غريبا سنتكم فيه أن تنكحوه وأغرموه أربعة دراهم فإن الناس يظهرون ببلادكم إذا
فعلتم ذلك فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الحدث العظيم الذي لم يبقهم إليه أحد
من العالمين
وقال في آية أخرى " أتأتون الذكران من العالمين " (4) يعني الغرباء وقالوا فيما عاتبوا
لوطا " أولم ننهك عن العالمين " (5) أي لم ننهك عن الغرباء حتى نفعل بهم الفاحشة
فعند ذلك قال " هؤلاء بناتي " دعاهم إلى الحلال فأبوا " فاتقوا الله ولا تخزوني في
ضيفي أليس منكم رجل رشيد " (6) أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
قال وأنبأنا إسحاق أخبرني محمد بن إسحاق عن بعض رواه ابن عباس أنه كان
يقول إنما كان بدء عمل قوم لوط أن إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي
أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جروا على ذلك فلم يتناهوا ولم
يردهم قوله ولم يقبلوا يعني قوم لوط لم يقبلوا شيئا مما عرض عليهم من أمر بناته قال:
" لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد " (7) يعني عشيرة أو شيعة تنصرني لحلت بينكم

(1) من الآية 78 من سورة هود.
(2) الأصل ود: آل لوط، والمثبت عن ت، والمختصر.
(3) سورة هود، الآية: 79.
(4) سورة الشعراء، الآية: 165.
(5) سورة الحجر، الآية: 70.
(6) سورة هود، الآية: 78.
(7) سورة هود، الآية: 80.
313

وبين هذا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) رحم الله أخي لوطا حين قال " لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى
ركن شديد " قال يعني عشيرة شديدة فلم يبعث الله بعد لوط نبيا إلا في عز من
قومه [10692]
قال فكسروا الباب ودخلوا عليه قال وتحول جبريل في صورته وله صورتان إذا
كان في الأرض كان في صورة دحية بن خلفة الكلبي وإذا كان في السماء كان رأسه في
السماء ورجلاه في الأرض وله جناحان أخضران موشحان بالدر والياقوت قال فتحول في
صورته التي يكون فيها في السماء قال ثم قال يا لوط لا تخف نحن الملائكة لن يصلوا
إليك وأمرنا بعذابهم فقال لوط يا جبريل ألآن فعذبهم وهو شديد الأسف عليهم قال
جبريل يا لوط " موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب " (1) " فأسر بأهلك بقطع من الليل
واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد " (2) ووثب القوم فتعلقوا بهم فطمس جبريل بجناحه (3)
وجوههم فشدخت وجوههم وتناثرت أحداقهم بالأرض فذلك قوله " ولقد راودوه عن
ضيفه فطمسنا أعينهم " (4) فعند ذلك قالوا يا لوط معك رجال سحروا أعيننا فأوعدوه قال
فخرجوا من عنده عمي لا يهتدون الطريق فلما كان عند وجه الصبح يعني جاءهم
العذاب
قرأنا على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد
أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا
عمران بن بكار حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا أبو المثنى الأملوكي
ومسلم أبو الجميل قال " لما ذهب عن إبراهيم الروع " (5) إلى آخر الآية قال إبراهيم
أتعذب عالما من عالمك كثير وفيهم مائة رجل يعبدونك قال لا وعزتي ولا خمسين حتى
انتهى إلى خمسة قال وعزتي لو كان فيهم خمسة لا أعذبهم قال الله عز وجل " فما
وجدنا فيها غير بيت من المسلمين " (6) لوطا وابنتيه
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو

(1) سورة هود، الآية: 81.
(2) سورة الحجر، الآية: 65.
(3) كذا بالأصل وم، ود، وت، وفي المختصر: بجناحيه.
(4) سورة القمر، الآية: 37.
(5) سورة هود، الآية: 74.
(6) سورة الذاريات، الآية: 36.
314

بكر أنبأنا أبو عبد الله الهروي أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن
قتادة في قوله " يجادلنا في قوم لوط " (1) قال فقال لهم يومئذ أرأيتم إن كان فيها خمسون
من المسلمين قالوا إ كان فيها خمسون لم نعذبهم قال فأربعون قال وأربعون قال
فثلاثون قالوا وثلاثون قال وعشرون قالوا وعشرون قالوا وإن كان فيهم عشرة
فقال قوم لا يكون فيهم عشرة مسلمين لا خير فيهم
أنبأنا أبو الفضائل الكلابي وأبو تراب الأنصاري وأبو الحسن الخشوعي قالوا
أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله
وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن
بشر أخبرني جويبر عن الضحاك ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال
لما بشر إبراهيم بقول الله " فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى بإسحاق
يجادلنا في قوم لوط " وإنما كان جداله أنه قال يا جبريل أين تريدون وإلى من بعثتم
قالوا إلى قوم لوط وقد أمرنا بعذابهم فقال إبراهيم " إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم
بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته " (2) وكانت زعموا تسمى والغة قال فقال إبراهيم إن كان
فيهم مائة مؤمن تعذبونهم قال جبريل لا قال إن كان فيهم تسعون مؤمنون تعذبونهم
فقال جبريل لا قال فإن كان فيهم ثمانون مؤمنون تعذبونهم قال جبريل لا حتى انتهى
العدد إلى واحد مؤمن قال جبريل لا فلما لم يذكروا لإبراهيم أن فيها مؤمنا واحدا
قال وأنبأنا إسحاق أخبرني جويبر عن الضحاك ومقاتل عن مجاهد قالا أسقط في
يدي إبراهيم حين قال جبريل إن كان فيهم مؤمن واحد لا نعذبهم فخاف إبراهيم على
لوط فقال " إن فيها لوطا " ليدفع به عنهم فقالوا " نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله
إلا امرأته كانت من الغابرين " يعني من الباقين الذين أهلكوا ولم ينجوا إنما أنجى لوطا
وغبرت امرأته مع الغابرين فهلكت فقال جبريل " يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد
جاء أمر ربك " (3) في هلاك قوم لوط وأنه الغداة " آتيهم عذاب غير مردود " (3) قال فانطلق
جبريل ومن معه من الملائكة إلى لوط فلما انتهوا إليه وهو في زرع له ببئر الأرض فسلموا
عليه فحسب لوط أنهم رجال فلما أمسوا استحيا منهم ألا يعرض عليهم وخاف من قومه

(1) سورة هود، الآية: 74.
(2) سورة العنكبوت، الآية: 32.
(3) سورة هود، الآية: 76.
315

على أضيافه مما كانوا يأتون من الدواهي العظام فضاق بهم ذرعا مما يخاف إن هو لم يعرض
عليهم أثم وإن دعاهم فضحوهم فذلك قوله " سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم
عصيب " (1) عصبته شدة فقال لهم لكم عندي الضيافة فانطلقوا معه وكان الله عز وجل
عهد إلى جبريل ألا يعذب قوم لوط حتى يشهد لوط على قومه ثلاث شهادات (2) فلما توجه
بهم خاف عليهم قومه واستحيا فقال أما إني أذهب بكم وقومي أشر من خلق الله فالتفت
جبريل إلى الملائكة فقال هذه واحدة احفظوها فلما توسط بهم القرية بكى لوط حياء
منهم فقال قومي أشر من خلق الله وقد التفت جبريل إلى الملائكة فقال هاتان اثنتان
احفظوهما فلما دخل (3) البيت وجلسوا قال قومي أشر خلق الله قال جبريل هذه ثلاث
فقد وجب العذاب فلما رأتهم امرأته انطلقت فأعلمتهم يعني قوم لوط
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا عبد الله الهروي أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة
قال (4):
جاءت الملائكة لوطا وهو يعمل في أرض له فقالوا إنا مضيفوك الليلة فانطلق
معهم فلما مشى معهم ساعة التفت إليهم فقال أما تعلمون ما تعمل أهل هذه القرية ما
أعلم على وجه الأرض أهل قرية شرا منهم حتى قال ذلك ثلاث مرات وكانوا أمروا أن لا
يعذبونهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات فلما دخلوا عليه ذهبت عجوز السوء فأتت قومها
فقالت يضيف لوطا الليلة قوم ما رأيت قوما قط أحسن وجوها منهم قال فجاءوا يسرعون
فعالجهم لوط على الباب فقام ملك فلز الباب يقول فسده واستأذن جبريل ربه في عقوبتهم
فأذن له فضربهم جبريل بجناحه فتركهم عميا فباتوا بشر ليلة ثم قالوا " إنا رسل ربك
فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم " (5)
قال فبلغني أنها سمعت صوتا فالتفت فأصابها حجر وهي شاذة من القوم معلوم مكانها (6)

(1) سورة هود، الآية: 77.
(2) في تاريخ الطبري 1 / 299 أربع شهادات.
(3) الأصل: " دخلا " والمثبت عن م، ود، وت.
(4) تاريخ الطبري 1 / 299 والكامل لابن الأثير 1 / 99 والبداية والنهاية 1 / 207.
(5) سورة هود، الآية: 81.
(6) تفسير الطبري 12 / 55 (ط. بولاق)، وانظر تاريخ الطبري 1 / 303.
316

قال قتادة (1) فبلغنا أن جبريل أخذ بعروة القرية الوسطى ثم ألوى بها إلى السماء حتى
سمع أهل السماء ضواغي (2) كلابهم ثم دمدم (3) بعضها على بعض فجعل عاليها سافلها
ثم أتبعهم الحجارة
قال معمر قال قتادة فبلغنا أنهم كانوا أربعة آلاف ألف
قال وأنبأنا معمر عن قتادة في قوله " قال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " (4) قال:
أمرهم لوط أن يتزوجوا النساء وقال هن أطهر لكم قال معمر وبلغني مثل ذلك عن
مجاهد
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (5) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني سليمان بن أبي شيخ حدثنا
الحكم بن ظهير عن السدي في قوله " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " قال عرض عليهم
نساء أمته كل نبي فهو أبو أمته (6) وفي قراءة عبد الله " النبي أولى بالمؤمنين من
أنفسهم " (7) وهو أب لهم " وأزواجه أمهاتهم " (8)
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن علي
ابن بركات قالوا أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا عثمان بن
أحمد وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا
إسحاق بن بشر أخبرني غير واحد منهم ابن زياد بن سمعان وإبراهيم بن طهمان عن رجال
سموهم أن آية ما كان بين قوم لوط وبين امرأة لوط إذا جاءهم غريب أن تبعث إلى الرجال
تقول أطعمونا ملحا فكانت تدعوهم بهذا إلى الفاحشة
قال وأنبأنا إسحاق حدثني ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه
قال صعدت ظهر بيتها فلوحت بثوب لها فأتاها الفسقة يهرعون إليها سراعا فقالوا هل
عندك شئ قالت نعم والله لقد نزل بنا أضياف ما رأينا قوما قط أحسن وجوها منهم
ولا أطيب منهم ريحا

(1) تاريخ الطبري 1 / 305.
(2) ضواغي كلابهم أي نباحها.
(3) كذا بالأصل وم، ود، وت، وفي الطبري: دمر.
(4) سورة هود، الآية: 78.
(5) بالأصل، وم، ود، وت: اللبناني، والصواب بتقديم النون.
(6) البداية والنهاية 1 / 207.
(7) سورة الأحزاب، الآية: 6.
(8) سورة الأحزاب، الآية: 6.
317

قال وأنبأنا إسحاق عن سفيان الثوري عن أشرس الخراساني يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه
قال ما بغت امرأة نبي قط [10693]
قال وأنبأني إسحاق أخبرني مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال إنما كانت
خيانة امرأة لوط حين تخونه في أضيافه فتخبر عنهم في دينها ولم تخنه في فرج هي ولا امرأة
نوح عليه السلام
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أحمد بن أبي عثمان وعاصم بن الحسن
قالا أنبأنا الحسين بن الحسن بن المنذر أنبأنا أبو علي بن صفوان ح وأخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا
أحمد بن محمد الجوزي قالا حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا فضيل بن عبد الوهاب
حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن بريدة قال سمعت ابن عباس
يقول في قوله " فخانتاهما " (1) قال لم يكن زنى ولكن امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون
وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل (2)
قال ابن عساكر (3) كذا قال ابن السمرقندي ابن بريدة وإنما هو ابن قنة (4) وهو في
رواية ابن الفضل غير منسوب
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا محمد بن يوسف أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا الثوري وابن
عيينة عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قنة (5) قال سمعت ابن عباس يسأل وهو
جالس إلى جنب الكعبة عن قول الله تبارك وتعالى " فخانتاهما " فقال ابن عباس أما إنه
ليس بالزنا ولكن كانت تخبر الناس أنه مجنون وكانت هذه تدل على الأضياف ثم قرأ
" إنه عمل غير صالح " (6)

(1) سورة التحريم، الآية: 10.
(2) راجع تفسير القرطبي 18 / 202 تفسير الآية 10 من سورة التحريم.
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) كذا رسمها بالأصل، وم، ود، وت، وفي تفسير القرطبي: سليمان بن رقية، وبهامشه: " قتة " وفي تفسير الطبري:
قيس ولعل الصواب: ابن قتيبة، فقد ذكر المزي في تهذيب الكمال في شيوخ موسى بن أبي عائشة: سليمان بن
قتيبة البصري 18 / 479.
(5) كذا، رجع الحاشية السابقة.
(6) سورة هود، الآية: 46.
318

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن
النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا الحسن بن علي بن عفان حدثنا يحيى بن آدم
حدثنا سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وقيس بن الربيع عن موسى بن أبي عائشة عن
سليمان بن قنة عن ابن عباس في قوله تعالى " فخانتاهما " قال ما زنيا في هذه الآية
قال " فخانتاهما " قال كانت امرأة نوح تخبر الناس أنه مجنون وكانت امرأة لوط تدل على
الضيف فتلك خيانتهما
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعد الماليني
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف قالا أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1) أنبأنا محمد بن الحسين بن حفص الكوفي وقال
ابن السمرقندي الأشناني حدثنا فضالة بن الفضل حدثنا بزيع (2) زاد ابن السمرقندي
مولى يحيى بن عبد الرحمن وقالا عن الضحاك في قوله " فخانتاهما " قال إنما كانت
خيانة امرأة نوح وامرأة لوط النميمة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرحمن أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن
محمد أنبأنا أبو الحسين بن بشران حدثنا الحسين بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا
حدثنا الحسين بن علي هو العجلي حدثنا محمد بن الصلت حدثنا بشر بن عمارة عن أبي
روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله " أتأتون الفاحشة " (3) قال أدبار الرجال
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين وعبد الرحمن بن علي بن
محمد قالا أنبأنا علي بن محمد بن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان حدثنا أبو بكر عبد
الله بن أبي الدنيا حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن أبي (4)
نجيح " أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين " (5) قال قال عمرو بن دينار ما
نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط (6)
قال وحدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا الحسين بن علي العجلي حدثنا محمد بن

(1) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 2 / 58 في أخبار بزيع.
(2) لسان الميزان 1 / 13.
(3) سورة الأعراف، الآية: 80.
(4) زيادة عن ت، ود.
(5) سورة الأعراف، الآية: 80.
(6) تاريخ الطبري 1 / 295.
319

فضيل حدثنا عمرو بن أبي زائدة عن أبي صخرة رفعه قال كان اللواط في قوم لوط في
النساء قبل أن تكون في الرجال بأربعين سنة
قال وحدثنا الحسين بن علي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان
عن حذيفة قال
إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا زياد بن أيوب حدثنا محمد
بن يزيد عن محمد بن مسلم الطائفي قال
سئل طاوس عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها قال تلك كفره إنما بدأ قوم لوط
ذاك صنعه الرجال بالنساء ثم صنعه الرجال بالرجال (1)
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر البيهقي وأبو نصر عبد الرحمن بن علي قالا
أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا حدثنا
محمد بن بكار حدثنا مروان بن معاوية حدثنا حفص أو أبو حفص عن جعفر بن محمد
ابن علي قال
جاءته امرأتان قد قرأتا القرآن فقالتا هل تجد غشيان المرأة المرأة محرما في كتاب
الله فقال لها نعم هن اللواتي كن على عهد تبع وهن صواحب الرس وكل نهر وبئر
رس قال يقطع لهن سبعون جلبابا من نار ودرع من نار ونطاق من نار وتاج من نار
وخفان من نار ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار قال جعفر علموا هذا
نساءكم
قال ابن أبي الدنيا وقال أبي أخبرت عن عمرو بن هاشم الجنبي (2) عن أبي
حمزة (3) قال
قلت لمحمد بن علي عذب الله نساء قوم لوط بعمل رجالها قال الله أعدل وفي
رواية أبي نصر أعذر من ذلك يستغني الرجال بالرجال والنساء بالنساء

(1) في د: ثم صنعه النساء بالرجال.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 356.
(3) لعله ثابت بن أبي صفية الثماني، أبو حمزة، راجع ترجمة محمد بن علي بن الحسين في تهذيب الكمال 17 / 73.
320

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد
الخليلي أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب حدثنا
محمد بن عبيد الله المنادي حدثنا داود بن رشيد حدثنا هارون بن محمد أبو الطيب حدثنا
روح بن غطيف عن صالح بن عبد الله عن ابن الزبير عن الزبير قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كل سنن قوم لوط قد فقدت إلا ثلاثا (1) جر نعال السيوف وخصف (2) الأظفار وكشف
عن العورة قال وضرب بيه على فخذه (3) [10694]
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن السوسي أنبأنا جدي أبو محمد حدثنا أبو علي
الأهوازي أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد الشيباني (4) حدثنا شاذن
ابن عبد الله مولى الفضل بن جعفر بن حنزابة (5) حدثنا الحسين بن إدريس الأصبهاني
بأصبهان حدثنا خالد بن هياج بن يساط حدثني أبي عن الحسن بن دينار عن الخصيب بن
جحدر عن أبي غالب عن أبي أمامة الباهلي قال
كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون بها لعب الحمام ورمي البندق والمكاء (6)
والخذف في الأنداء (7) وتبسيط الشعر وفرقعة العلك وإسبال الإزار وحبس الأقبية
وإتيان الرجال والمنادمة على الشراب وستزيد هذه الأمة عليها بالسحق والنقش
أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد الله (8) الزاغوني أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا
القاضي أبو (9) الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن المحاملي حدثنا أبو عمر غلام ثعلب
حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال سمعت مصعب بن سلام عن سعد بن طريف عن
الأصبغ عن علي قال
ست من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة الجلاهق الصفير والبندق والخذف
وحل إزار القباء ومضغ العلك

(1) الأصل ود، وت: ثلاث.
(2) كذا بالأصل ود، وت، وم، وفي المختصر: وخضب.
(3) كتب بالأصل فوق الكلمة الأولى: ملحق، وكتب بعدها هنا: إلى.
(4) ترجمته في سير الأعلام 17 / 262.
(5) بدون إعجام بالأصل، وفي م، ود، وت: خنزابة، ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 479.
(6) المكاء: الصفير.
(7) الأنداء جمع نادي، والخذف: رمي الحصاة أو النواة وقد ترمى بالمخذفة وهي المقلاع.
(8) الأصل وت، وفي د: عبد الله.
(9) في د: ابن.
321

قال وثمانية من الناس لا يسلم عليهم اليهودي والنصراني والمجوسي
والمتفكهين بسبب الأمهات والشاعر الذي يقذف المحصنات وقوم يشربون الخمر بين
أيديهم الريحان وأصحاب النردشير والشطرنج قال وستة لا يصلى خلفهم ولد الزنا
والعبد والمتعزب بعد الهجرة والأعرابي والمحدود إلا أن يتوب والأعمى
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا
أبو إسحاق حدثنا القعنبي حدثنا مروان بن معاوية عن سعد بن طريف عن الأصبغ عن
علي قال من أخلاق قوم لوط الجلاهق والصفير والخذف ومضغ العلك
أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو يعلى بن الفراء أنبأنا محمد بن عبد الله
ابن الحسين ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو
طاهر المخلص قالا أنبأنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن زياد البلدي حدثنا مروان
بن معاوية عن سعد (1) بن طريق الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال قال علي
إن في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط ستا الجلاهق والبندق والصفير والخذف
ومضغ العلك وحل الإزار وقال ابن البنا وجر الإزار
أخبرنا أبو الفضل الكلابي وأبو تراب المقرئ وأبو الحسن الخشوعي إذنا
قالوا أنبأنا أبو بكر الخطيب لفظا أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه أنبأنا عثمان بن أحمد بن
عبد الله وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا
إسحاق بن بشر أخبرني سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم
بعضا ورميهم بالجلاهق (2) والخذف ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور
وقص اللحية وطول الشارب والصفير والتصفيق ولباس الحرير وتزيدها أمتي بخلة
إتيان النساء بعضهن بعضا [10695]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو المعالي الحسين بن حمزة بن
الشعيري (3) قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر

(1) في د: سعيد بن ظريف، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 89.
(2) الجلاهق البندق المعمول من الطين.
(3) بالأصل: " الصنعرى " تصحيف والمثبت عن ت، ود.
322

الخرائطي حدثنا سعدان بن يزيد حدثنا علي بن عاصم عن حاتم بن أبي صغيرة عن
سماك بن حرب عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ قالت
قلت يا رسول الله أرأيت قول الله " وتأتون في ناديكم المنكر " (1) ما كانوا
يصنعون قال كانوا يخذفون أهل الطريق ويسخرون منهم (2) [10696]
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو
بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا يزيد بن زريع
حدثني حاتم بن أبي صغيرة حدثنا سماك بن حرب حدثني أبو صالح حدثتني أم هانئ
بنت أبي طالب قالت
سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن هذه الآية " وتأتون في ناديكم المنكر " ما المنكر الذي
كانوا يأتون في ناديهم قال كانوا يخذفون أهل الطريق ويسخرون منهم [10697]
أخبرنا (3) أبو الفضل الفضيلي أنبأنا أبو القاسم الخليلي أنبأنا أبو القاسم الخزاعي
أنبأنا الهيثم بن كليب حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا أبو وهب عبد الله بن بكر
السهمي حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم
هانئ
أنها سألت النبي عليه السلام عن قول الله عز وجل " وتأتون في ناديكم المنكر " ما
كان ذلك المنكر الذي كانوا يأتون في ناديهم قال كان يسخرون بأهل الطريق
ويخذفونهم (4) [10698]
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أنبأنا محمد
ابن يوسف أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة في قوله تبارك
وتعالى " من سجيل " (5) قال من طين " مسومة " قال قال مطوقة بها نضح من حمرة
" منضود " يقول مصفوفة قال " وما هي من الظالمين ببعيد " (6) قال يقول كم بين أمتهم
ظالم بعدهم
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن علي

(1) سورة العنكبوت، الآية: 29.
(2) الحديث في تاريخ الطبري 1 / 295 - 296 وتفسير الطبري 20 / 92 (ط. بولاق) وفي تاريخ الطبري: يحذفون.
(3) فوقها بالأصل وت وم: ملحق.
(4) كتب بعدها بالأصل وت وم: إلى.
(5) سورة هود، من الآية: 82.
(6) سورة هود، من الآية: 83.
323

ابن بركات قالوا أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه أنبأنا عثمان بن
أحمد وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا أبو
حذيفة أخبرني مقاتل بن سليمان وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال إن الله يهئ
العذاب في أول الليل إذا أراد أن يعذب قوما ثم يعذبهم في وجه الصبح قال فهيئت
الحجارة لقوم لوط في أول الليل ليرسل عليهم غدوة وكذلك عذبت الأمم عاد وثمود
بالغداة قال فلما كان عند وجه الصبح عمد جبريل إلى قرى لوط بما فيها من رجالها
ونسائها وثمارها وطيرها وما فيها من أموالها فحواها وطواها ثم قلعها من تخوم الثرى
ثم احتملها من تحت جناحه ثم رفعها إلى السماء الدنيا قال فسمع سكان سماء الدنيا
أصوات الكلاب والطير والرجال والنساء تحت جناح جبريل فقالوا عند ذلك يا
جبريل ما هذا معك قال قرى آل لوط بما فيها أمرت بعذابهم ثم أرسلها منكوسة فبعدا
وسحقا للقوم الظالمين ثم اتبعها بالحجارة وكانت الحجارة للرعاة والتجار ومن كان
خارجا (1) عن مدائنهم
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو الحسين الفارسي أنبأنا حمد بن محمد
ابن إبراهيم الخطابي أخبرني محمد بن المكي أنبأنا الصايغ حدثنا سعيد يعني ابن منصور
حدثنا سويد بن عبد العزيز حدثنا حصين عن سعيد بن جبير وذكر قصة هلاك قوم
لوط وأنه لما كان في جوف الليل رفعت القرية حتى كان أصوات الطير لتسمع في جو
السماء قال فمن أصابته تلك الأفكة أهلكته
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن
حسان قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم بن حبابة أنبأنا عبد الله بن محمد
البغوي حدثنا هدبة حدثنا همام عن قتادة في قول الله عز وجل " والمؤتفكة أهوى " (2)
قال قوم لوط (3)
أخبرنا أبو الحسن السلمي الفقيه أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو
بكر أنبأنا محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة في قوله " والمؤتفكة "

(1) الأصل، ود، وم: خارج، وفي ت: بخارج وفوقها ضبة.
(2) سورة النجم، الآية: 53.
(3) في تفسير القرطبي 17 / 120 في تفسير الآية 53 من سورة النجم يعني مدائن قوم لوط.
324

قوم لوط ائتفكت (1) بهم أرضوهم فجعل عاليها سافلها
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي قراءة أنبأنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر
الزيادي حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن يحيى بن السري حدثنا جعفر بن محمد بن
الحسن الجروي حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان ح
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري وأبو علي بن المسلمة
وأبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر وأبو الوفاء طاهر بن الحسين القواس وأبو الحسين
عاصم بن الحسن وأبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري وأبو الفوارس طراد بن
محمد ح أخبرنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن علي بن فتحان وأبو محمد هبة
الله بن أحمد بن طاوس وأبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدريني وصاحبته شهدة بنت
أحمد بن الفرج قالوا أنبأنا طراد بن محمد قالوا أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا عاصم بن الحسن بن محمد أنبأنا أبو عمر عبد
الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قالا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش
القطان حدثنا أبو الأشعث حدثنا فضيل بن سليمان عن الأعمش عن مجاهد قال (2):
نزل جبريل فأدخل جناحه وقال الجروي جناحيه تحت مدائن قوم لوط فرفعها حتى
أسمع أهل سماء الدنيا نبيح الكلاب وأصوات الدجاج ثم قلبها فجعل أعلاها أسفلها ثم
أتبعها وقال الجروي وابن مهدي ثم اتبعوا بالحجارة
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن محمد
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن التاجر فيما أجاز لي أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ حدثنا
عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى حدثنا المسيب
ابن شريك حدثنا يزيد بن أبي زياد عن معاوية بن قرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لجبريل ما أحسن ما أثنى عليك ربك " ذي قوة عند ذي العرش
مكين مطاع ثم أمين " (3) فما كانت قوتك وما كانت أمانتك قال أما قوتي فإني
بعثت إلى مدائن لوط وهي أربع مدائن وفي كل مدينة أربع مائة ألف مقاتل سوى الذراري
فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج ونباح الكلاب ثم

(1) رسمها بالأصل وم، ود، وت: " اننفلت " ولعل الصواب ما أثبت، وائتفكت معناها انقلبت بهم.
(2) راجع تاريخ الطبري 1 / 304 و 305.
(3) سورة التكوير، الآيتان 20 و 21.
325

هويت بهن فقلبتهن وأما أمانتي فلم أؤمر بشئ فعدوته إلى غيره [10699]
أنبأنا أبو الفضائل بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن الخشوعي
قالوا حدثنا أبو بكر أحمد بن علي لفظا أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أنبأنا
عثمان بن أحمد (1) بن عبد الله وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا
إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر حدثني مقاتل بن سليمان عن مجاهد أنه قال
قلت لمجاهد يا أبا الحجاج هل بقي من قوم لوط أحد قال لا إلا رجل بقي أربعين يوما
تاجرا كان بمكة فجاءه حجر ليصيبه في الحرم فقام إليه ملائكة الحرم فقالوا للحجر ارجع
من حيث جئت فإن الرجل في حرم الله فخرج الحجر فوقف خارجا من الحجر أربعين
يوما بين السماء والأرض حتى قضى الرجل تجارته فلما خرج أصابه الحجر خارجا من
الحرم يقول الله " وما هي من الظالمين ببعيد " (2) يعني من ظالمي هذه الأمة ببعيد
قال وأنبأنا إسحاق عن مقاتل عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال من عمل ذاك من
عمل قوم لوط إنما كانوا ثلاثين رجلا ونيفا لا يبلغون أربعين فأهلكهم الله جميعا وقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو لتعمنكم العقوبة جميعا [10700]
قال وحدثنا إسماعيل وأنبأنا إسحاق عن محمد بن إسحاق عن الزهري أن لوطا
لما عذب الله قومه لحق بإبراهيم وأهلك الله ما حوله
قال وأنا إسحاق عن محمد بن إسحاق عن الزهري أن لوطا (3) لم يزل مع إبراهيم
حتى قبضه الله إليه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4) حدثنا أحمد بن محمد بن حرب حدثنا إبراهيم بن
الحكم بن أبان (5) وزعم أنه كتب عنه بجرجان وكذب لأن إبراهيم ما دخل جرجان قط
ومات قبل أن يولد أحمد بن محمد بن حرب عن أبيه عن السدي عن أبي الجلد قال رأيت

(1) من قوله: وأبو الحسن الخشوعي إلى هنا سقط من م.
(2) سورة هود، الآية: 82.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، ود، وت.
(4) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1 / 201 في أخبار أحمد بن محمد بن حرب.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 100 (ط. دار الفكر).
326

امرأة لوط قد مسخت حجرا (1) تحيض عند رأس كل شهر
قال ابن عدي وأحمد بن محمد بن حرب (2) هذا هو مشهور بالكذب ووضع
الحديث
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأنا أبو عمرو بن مطر قال
سمعت أبا بكر محمد بن دلويه الدقاق يقول سمعت سعيد بن سعد يقول سمعت أبا مطيع
عبد الرحمن بن المثنى يقول سمعت علي بن الجارود يقول
كنا خرجنا في طلب العلم فمررنا عشية عرفة أنا وصاحب لي بمدينة قوم لوط صلى
الله على لوط فقلت لصاحبي أو قال لي ندخل فنطوف في تلك السكك إلى غروب
الشمس إذا نحن برجل كوسج أشعث أغبر على جمل له أحمر فوقف علينا فسألنا
من أنتم ومن أين أنتم فأخبرناه فلما أراد أن يجوزنا قلنا له من أنت فتغافل فقلنا
الثانية فتغافل فقلنا لعلك إبليس قال أنا إبليس قلنا يا ملعون من أين قال هذا
وجهي من الموقف رأيت اليوم ثم من كان يذنب خمسين سنة حتى كنت شفيت صدري
منه فاليوم أنزل عليه الرحمة فلم أصبر من ذلك حتى وضعت التراب على رأسي وجئت
ههنا أنظر إليهم يسكن ما بي
" ذكر من اسمه لؤلؤ "
5855 لؤلؤ بن صدقة أبو محمد المرعشي السمسار
سمع بدمشق أبا الدحداح التميمي
روى عنه أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيان الدمشقي
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحنائي أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن
عثمان بن سعيد بن قاسم الغساني إجازة كتب بها إلينا من أطرابلس أنبأنا أبو محمد لؤلؤ
ابن صدقة المرعشي السمسار ببيت المقدس حدثنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن

(1) الأصل، وم، ود، وت: " حجزة " والمثبت عن ابن عدي.
(2) ميزان الاعتدال 1 / 134.
327

إسماعيل بن محمد بن يحيى بن يزيد حدثني أبي محمد بن إسماعيل حدثني أبي إسماعيل
ابن محمد عن أبيه محمد بن يحيى بن يزيد عن الأعمش عن زيد بن وهب حدثني عبد الله
ابن مسعود حدثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن
أمه أربعين يوما ثم يكون علقة فذكر الحديث [10701]
5856 - لؤلؤ بن عبد الله أبو الحسن الخادم
كان لزبيدة ويقال بل كان لهارون الرشيد فوهبه لليث بن سعد وقدم مع الليث
دمشق لما رجع من بغداد إلى مصر
حكى عن هارون الرشيد والليث بن سعد
حكى عنه أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح المصري الطرائفي (1)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (2) حدثني محمد بن علي
الصوري أنبأنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي بمصر أنبأنا الحسن بن يوسف بن مليح قال
سمعت أبا الحسن الخادم وكان قد عمي من الكبر في مجلس يسر (3) مولى عرق أنا (4)
ومنصور يعني الفقيه وجماعة قال
كنت غلاما لزبيدة وإني يوم أتى بالليث يستفتيه فكنت واقفا على الرأس ستي زبيدة
خلف الستارة فسأله هارون الرشيد حلفت أن لي جنتين فاستحلفه الليث ثلاثا أنه يخاف
الله فحلف له فقال له الليث قال الله عز وجل " ولمن خاف مقام ربه جنتان " (5) قال:
فأقطعه قطائع بمصر كثيرة
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا محمد بن أحمد بن
محمد الجرجاني حدثنا أبو علي الحسن بن مليح الطرائفي بمصر حدثنا لؤلؤ الخادم خادم
الرشيد قال
جرى بين هارون الرشيد وبين ابنة عمه زبيدة مناظرة وملاحاة في شئ من الأشياء

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 418.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13 / 4 - 5 في أخبار الليث بن سعد.
(3) بالأصل: " بشر " والمثبت عن م، ود، وتاريخ بغداد.
(4) بالأصل: " أنبأنا منصور " والمثبت " أنا ومنصور.. " عن م، ود، وتاريخ بغداد.
(5) سورة الرحمن، الآية: 46.
328

فقال هارون في عرض كلامه لها أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة ثم ندم واغتما جميعا
بهذه اليمين ونزل بهما مصيبة لموضع ابنة عمه منه فجمع الفقهاء وسألهم عن هذه اليمين
فلم يجد منها مخرجا ثم كتب إلى سائر البلدان من عمله أن يحمل إليه الفقهاء من بلدانهم
فلما اجتمعوا جلس لهم وأدخلوا عليه وكنت واقفا (1) بين يديه لأمر إن حدث يأمرني بما شاء
فيه فسألهم عن يمينه وكنت المعبر عنه وهل له منها مخلص فأجابه الفقهاء بأجوبة
مختلفة وكان إذ ذاك فيهم الليث بن سعد فيمن أشخص من مصر وهو جالس في آخر
المجلس لم يتكلم بشئ وهارون يراعي واحدا واحدا فقال بقي (2) ذلك الشيخ في آخر
المجلس لم يتكلم بشئ فقلت له إن أمير المؤمنين يقول لك ما لك لا تتكلم كما تكلم
أصحابك فقال قد سمع أمير المؤمنين قول الفقهاء وفيه مقنع فقال قل إن أمير المؤمنين
يقول لو أردنا ذلك سمعنا من فقهائنا ولم نشخصكم من بلدانكم فلماذا أحضرت هذا
المجلس فقال يخليني أمير المؤمنين مجلسه إن أراد أن يسمع كلامي في ذلك فانصرف
من كان بحضرة أمير المؤمنين من الفقهاء والناس ثم قال له تكلم فقال يدنيني أمير
المؤمنين فأمر به فأدني حتى كان قريبا منه قال تكلم قال يخليني أمير المؤمنين قال
فليس بالحضرة إلا هذا الغلام وليس عليك منه عين فقال يا أمير المؤمنين أتكلم على
الأمان وعلى طرح التعمل والهيبة والطاعة لي من أمير المؤمنين في جميع ما أمر به قال
ذلك لك قال يدعو أمير المؤمنين بمصحف جامع فأمر به فأحضر فقال يأخذه أمير
المؤمنين فيتصفحه حتى يصل إلى سورة الرحمن فأخذه وتصفحه حتى وصل إلى سورة
الرحمن فقال يقرأ أمير المؤمنين فقرأ فلما بلغ " ولمن خاف مقام ربه جنتان " قال:
قف يا أمير المؤمنين ههنا فوقف فقال يقول أمير المؤمنين والله (3) فاشتد على الرشيد
وعلي ذلك فقال له أمير المؤمنين (4) ما هذا قال يا أمير المؤمنين على هذا وقع الشرط
فنكس أمير المؤمنين رأسه وكانت زبيدة في بيت مسبل عليه ستر قريب من المجلس تسمع
الخطاب ثم رفع هارون رأسه إليه فقال والله قال الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم
إلى أن بلغ آخر اليمين ثم قال إنك يا أمير المؤمنين تخاف مقام الله قال هارون إني

(1) بالأصل: واقف، والمثبت عن م، ود.
(2) بالأصل: " فقال لفتى " والمثبت عن د.
(3) كذا بالأصل وم، و " والله " ليس في د.
(4) كذا بالأصل: " أمير المؤمنين " وفي م، ود: هارون.
329

أخاف مقام الله فقال يا أمير المؤمنين فهي جنتان وليست بجنة واحدة كما ذكر الله في
كتابه فسمعت التصفيق والفرح من خلف الستر
وقال هارون أحسنت والله بارك الله فيك ثم أمر بالجوائز والخلع لليث بن سعد
ثم قال هارون يا شيخ اختر ما شئت وسل ما شئت تجب فيه
فقال يا أمير المؤمنين وهذا الخادم الواقف على رأسك فقال وهذا الخادم فقال
يا أمير المؤمنين والضياع التي هي لك بمصر ولابنة عمك أكون عليها وتسلم إلي لأنظر في
أمورها قال بل نقطعك إقطاعا فقال يا أمير المؤمنين ما أريد من هذا شيئا بل تكون في
يدي لأمير المؤمنين فلا يجري علي حيف العمال وأعز بذلك فقال ذلك لك وأمر أن
يكتب له ويسجل بما قال
وخرج من بين يدي أمير المؤمنين بجميع الجوائز والخلع والخادم وأمرت زبيدة له بضعف
ما أمر به الرشيد فحمل إليه واستأذن في الرجوع إلى مصر فحمل مكرما أو كما قال
5857 - لؤلؤ بن عبد الله أبو محمد الخصي (1)
مولى أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون المصري
قدم دمشق وحدث بها عن بكر بن سهل وأبي إبراهيم المزني (2) وأحمد بن عمرو
ابن عبد الخالق البزار (3) والربيع بن سليمان
روى عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب الكلابي وسليمان الطبراني
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا [و] (4) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (5) أنبأنا محمد بن عبد الله بن شهريار الأصبهاني حدثنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني حدثني لؤلؤ الرومي مولى أحمد بن طولون ببغداد حدثنا الربيع بن
سليمان حدثنا عبد الرحمن بن شيبة الجدي (6) حدثنا هشيم عن يونس بن عبيد ومنصور
ابن زاذان عن الحسن عن أبي بكرة قال

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 18 وولاة مصر ص 250 و 256 و 264.
(2) تقرأ بالأصل المزي، والمثبت عن م، ود، وت.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 554 وفيها وفي ت: البزاز وفي م ود: " البزار " كالأصل.
(4) زيادة لتقويم السند عن م، ود، وت.
(5) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 18.
(6) بالأصل: " الحدا " والمثبت عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
330

رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المنبر ومعه الحسن بن علي وهو يقول إن ابني هذا
لسيد وإن الله سيصلح على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين [10702]
قال سليمان لم يروه عن يونس إلا هشيم ولا عنه إلا ابن شيبة تفرد به الربيع
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني إذنا أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد
اللباد وأبو بكر محمد بن علي بن محمد الحداد إجازة قالا أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا
أبي أخبرني أبو محمد لؤلؤ الخادم مولى خمارويه بن أحمد بن طولون المصري بدمشق
عن المزني (1) قال دخلت على الشافعي في اليوم الذي مات فيه فقلت كيف أصبحت يا
أبا عبد الله قال فرفع إلي رأسه فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولكأس المنية شاربا
ولسوء فعالي ملاقيا وعلى الله واردا فلا أدري روحي إلى جنة تصير فأهنيها أو إلى نار
تصير فأعزيها ثم بكى وأنشأ يقول (2):
لما قسى قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت (3) الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فلولاك لم يغوى (4) بإبليس عابد * وكيف وقد أغوى صفيك آدما
أخبرتنا (5) بهذه الحكاية أعلى من هذا وأتم أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي
قالت أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد
الرومي قال سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول سمعت إسماعيل بن يحيى المزني
قال دخلت على محمد بن إدريس الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت يا أبا عبد الله
كيف أصبحت قال فرفع رأسه فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولإخواني مفارقا ولسوء
فعالي ملاقيا وعلى الله واردا ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها
ثم بكى وأنشأ يقول:
فلما قسى قلبي وضاقت مذاهبي * جعلت رجائي نحو عفوك سلما

(1) هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمر المزني المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 492.
(2) من أبيات في ديوانه ط بيروت ص 87 وإرشاد الأريب لياقوت الحموي 6 / 382.
(3) عجزه في إرشاد الأريب: جعلت رجائي نحو عفوك سلما.
(4) بالأصل: " يقوا " والمثبت عن م، ود، وت، وفوقها ضبة فيها وفي الديوان: " يصمد " وفي إرشاد الأريب: يقدر.
(5) بالأصل: أخبرنا، والمثبت عن د، وت.
331

تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما
فإن تعف عني تعف عن متهتك (1) * ظلوم غشوم لا يزايل مأثما
وإن تنتقم مني فلست بآيس * ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
فلولاك لم يغوى بإبليس عالم * فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وإني لآتي الذنب أعرف قدره * وأعلم أن الله يعفو ويرحما (2)
قال وسمعت أيضا يقول سمعت إسماعيل بن يحيى المزني يقول سمعت أبا عبد
الله محمد بن إدريس الشافعي يقول (4):
ما شئت كان وإن لم أشأ * وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على (5) ما علمت * ففي العلم يمض الفتى والمسن
فهذا (6) مننت وهذا خذلت * وهذا (7) أعنت وذا لم تعن
فهذا (8) شقي وهذا (8) سعيد * وهذا (8) قبيح وهذا (8) حسن
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (9) لؤلؤ الرومي مولى أحمد بن طولون حدث عن الربيع بن سليمان المرادي
وروى عنه أبو القاسم الطبراني
قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء
أبو محمد لؤلؤ الخادم مولى أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون كان من أهل
مصر وقدم دمشق وأقام بها ثم مات (10) بدمشق سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة

(1) في الديوان: متمرد.
(2) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي الديوان: أدخلوا.
(3) البيت ليست في ديوانه.
(4) الأبيات في ديوان الإمام الشافعي ط بيروت ص 92 ونسخة أخرى ص 105 والكشكول ص 1 / 122 والمخلاة
لبهاء الدين العاملي ص 502.
(5) الديوان: لما قد علمت.
(6) الديوان: على ذا مننت.
(7) الديوان: وذاك أعنت.
(8) في الديوان: فمنهم... ومنهم... ومنهم.
(9) تاريخ بغداد 13 / 18.
(10) بالأصل: قدم، ثم شطبت وكتب فوقها: " مات ".
332

5858 - لؤلؤ بن عبد الله أبو محمد القيصري (1)
مولى المقتدر بالله
سمع بدمشق عبد الله بن محمد بن الحسن بن جمعة والحسن بن حبيب وهشام بن
أحمد بن عبد الله بن كثير الدمشقيين وقاسم بن إبراهيم الملطي وإبراهيم بن محمد
النصيبي الصوفي وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي
روى عنه أبو الحسن علي بن أبي حامد الجرجاني وأبو بكر البرقاني وعلي بن عبد
العزيز الطاهري والقاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ومحمد بن عمر بن بكير
المقرئ
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا [و] (2) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (3) أنبأنا الطاهري أنبأنا لؤلؤ بن عبد الله القيصري حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد النصيبي الصوفي بالموصل حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن شداد حدثني
محمد بن سنان الحنظلي حدثني إسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن
جده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال مبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل
من عمل أمتي إلى يوم القيامة [10703]
قال ابن عساكر (4) هذا حديث منكر وفي إسناده غير مجهول وإسحاق بن بشر
كذاب
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن التبريزي أنبأنا أبو العباس أحمد بن
عبد الغفار بن أشتة (5) أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الجرجاني (6)
أنبأنا أبو محمد لؤلؤ بن عبد الله مولى المقتدر بالله حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسين (7)
ابن جمعة بدمشق حدثنا أخطل بن الحكم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 18.
(2) زيادة عن م، ود، وت، لتقويم السند.
(3) تاريخ بغداد 13 / 19.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 183.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 420.
(7) كذا بالأصل وم، ود، وت هنا " الحسين " وقد مر قريبا في الأصول جميعا: " الحسن " وفي المختصر هنا:
" الحسين ".
333

العزيز عن مكحول وربيعة بن يزيد عن عبد الله بن حوالة قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول سيجندون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا
باليمن قال عبد الله فقمت فقلت خر لي يا رسول الله فقال عليكم بالشام فمن
أبى فليلحق بيمنه فإن الله قد تكفل لي بالشام [10704]
قال ابن عساكر (1) المشهور عندنا عبد الله بن الحسين بن محمد بن جمعة فإن
كان (2) هذا عمه وإلا فهو هو
أخبرنا أبو الحسن المالكي وأبو منصور العطار قالا (3) قال لنا أبو بكر
الخطيب (4)
لؤلؤ بن عبد الله أبو محمد القيصري حدث عن قاسم بن إبراهيم الملطي وإبراهيم
بن محمد النصيبي الصوفي وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي وهشام بن أحمد بن (5) عبد
الله بن كثير والحسن بن حبيب (6) الدمشقيين حدثنا عنه علي (7) بن عبد العزيز الطاهري
وأبو بكر البرقاني والقاضي أبو العلاء الواسطي ومحمد بن عمر بن بكير المقرئ سألت
البرقاني عن لؤلؤ القيصري فقال كان خادما حضر مجلس أصحاب الحديث فعلقت عنه
أحاديث قلت كيف حاله قال لا أخبره
قال الخطيب ولم أسمع أحدا من شيوخنا يذكره إلا بالجميل
5859 - لؤلؤ بن عبد الله أبو محمد البشراوي ويقال البشاري (8)
يلقب بمنتجب الدولة أمير دمشق في أيام الملقب بالحاكم بعد مظفر المنيري (9) وليها
يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربع مائة وقيل يوم الاثنين

(1) الزيادة منا للإيضاح.
(2) لفظة " كان " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) بالأصل: " قال " والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(4) تاريخ بغداد 13 / 18 - 19.
(5) في تاريخ بغداد: " وابن " تصحيف، وفي م، ود، وت، كالأصل.
(6) بالأصل، وم، ود، وت: " شعيب " تصحيف. والمثبت عن تاريخ بغداد، وقد مر صوابا في أول الترجمة.
(7) كلمتا " علي بن " استدركتا على هامش ت. وبعدهما صح.
(8) تحفة ذوي الألباب 2 / 21 وأمراء دمشق للصفدي ص 92 وتاريخ ابن القلانسي ص 66 والعبر 3 / 81 والبداية
والنهاية 4 / 345.
(9) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2 / 19.
334

حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال دفع إلي شيخ يعرف بمجير الكتامي
من جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها ثم ولي الأمير لؤلؤ سنة إحدى
وأربعمائة
قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني مما وجده بخط أبي الحسين عبد الوهاب بن
جعفر الميداني
وعزل بدر العطار (1) وقدم لؤلؤ البشراوي واليا على دمشق ولقب منتجب الدولة يوم
الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعمائة فنزل بيت لهيا (2) ثم انتقل إلى
الدكة (3) ثم انتقل إلى مرج الأشعريين (4) وأقام فيها إلى ليلة الأربعاء لعشر خلون من جمادى
الآخرة فدخل القصر في الليل وركب إلى الجامع يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من
جمادى الآخرة وقرئ عهده على المنبر قرأه القاضي الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسين
الحسني عزل يوم عيد الأضحى وولي أبو المطاع ذو القرنين بن حمدان (5) وكان العيد
يوم الجمعة فصلى لؤلؤ بالناس العيد وصلى الجمعة بالناس ابن حمدان فكان جميع ما
أقام واليا ستة أشهر وثلاثة أيام
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي قدم الأمير أبو محمد لؤلؤ من الرقة
ودخل إلى دمشق واليا عليها في يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى
وأربعمائة وأظهر ابن الهلالي بعد صلاة العيد يعني عند الفجر من سنة إحدى وأربعمائة
سجلا معه إلى أبي المطاع ذي القرنين (6) ناصر الدولة بن حمدان بولاية دمشق وتدبير
العساكر وركب إلى الجامع وقرئ سجله على المنبر وعزل لؤلؤ فلما كان يوم الاثنين
لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة إحدى أرسل الأمير ذو (7) القرنين إلى الأمير لؤلؤ

(1) ترجمته في تحفة ذوي الألباب، وتاريخ ابن القلانسي ص 66.
(2) بيت لهبا: قرية في غوطة دمشق (معجم البلدان).
(3) الدكة: موضع بظاهر دمشق، في الغوطة (معجم البلدان).
(4) هو مرج باب الحديد الذي هو من أبواب قلعة دمشق (الأعلاق الخطيرة لابن شداد 2 / 36).
(5) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2 / 41.
(6) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، ود، وت.
(7) الأصل: " ذي " والمثبت عن م، ود، وت.
335

يقول له إن كنت في الطاعة فتركب إلى القصر وتخدم وإن كنت عاصيا فاخرج عن البلد
فظن لؤلؤ أنهم يريدونه يجئ إلى القصر حتى يؤخذ رأسه فرد لؤلؤ جواب الرسالة إلى ابن
حمدان يقول أنا في الطاعة غير أني ما أدخل في القصر أخروني ثلاثة أيام حتى أسير عن
البلد فركب ابن حمدان من وقته ومعه المغاربة والجند وجاء إلى باب البريد ليأخذوا لؤلؤ
من دار العقيقي (1) فركب لؤلؤ وأصحابه ولقيه قاتله ولم يزل القتال بينهم إلى بعد عتمة
وقتل بينهم جماعة ثم طلع لؤلؤ من فوق السطوح واستتر ونهبت داره ونودي بدمشق من
جاء بلؤلؤ فله ألف دينار فلما كان بعد العتمة يعني من ليلة الأربعاء ركب رجل تركي
يعرف بخواجاة إلى الأمير ذي القرنين فعرفه أن لؤلؤ عنده وأنه نزل من السطوح فأنفذ الأمير
معه من قبض على لؤلؤ وأخذوه إلى القصر وسير الأمير أبو المطاع الأمير لؤلؤ مقيدا
محمولا على بغل على جوالقات (2) فيها تبن إلى بعلبك في ليلة الأربعاء لثمان بقين من ذي
الحجة سنة إحدى وفي يوم الثلاثاء لعشر بقين من المحرم من سنة اثنتين وأربع مائة ورد من
بعلبك ابن الأمير ذي القرنين ومعه رأس لؤلؤ البشاري الذي كان والي دمشق الملقب بمنتجب
الدولة وذلك أنه وصل السجل إلى الأمير ابن حمدان بأخذ رأسه
" ذكر من اسمه (3) لؤي "
5860 - لؤي بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك (4)
أمه أم ولد
له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد (5) ودخل مع عبد الله بن مروان
أرض النوبة وكان للؤي هذا عقب ابناه يزيد والعباس ابنا لؤي

(1) دار العقيلي: كانت هذه الدار تجاه المدرسة العادلية، بناها أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي،
وكان من وجوه أشراف دمشق.
(2) جوالقات جمع جوالق: عدل كبير منسوج من صوف أو شعر.
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) نسب قريش ص 167.
(5) تاريخ مدينة دمشق 40 / 40 رقم 4646.
336

" ذكر من اسمه ليث "
5861 - الليث بن تميم الفارسي
من أهل ساحل دمشق من غزاة البحور (1)
روى عنه الوليد بن مسلم
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الصقر أنبأنا الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع أنبأنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن
حمزة بن أبي كريمة أنبأنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن
عمرو بن ميمون القرشي حدثنا الوليد بن مسلم حدثني سليمان بن أبي كريمة والليث
الفارسي (2) وغيرهما من مشيخة ساحل دمشق
أن صلح قبرس وقع على جزية سبعة آلاف دينار يؤدونها إلى المسلمين راتبة في كل
سنة ويؤدون إلى الروم مثلها ليس للمسلمين أن يحولوا بينهم وبين ذلك وعلى أن لا
يغزوهم المسلمون ولا يقاتلوا من ورائهم ممن أرادهم من خفهم وعليهم أن يؤذنوا
المسلمين بمسير عدوهم من الروم إليهم وعلى أن يتطرق (3) أمام المسلمين عليهم منهم
قال الوليد بن مسلم فسمعت أبا عمرو يذكر صلح قبرس هذا
هذا صولح على القتال من ورائه فلا يرى أبو عمرو (4) أن يؤخذ منهم غير ما عليهم
ولا يصلح أن يؤخذ منهم رؤوس أبنائهم ولا من أحرارهم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه حدثنا (5) عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدثنا ابن عائذ
حدثنا الوليد قال قال الليث
كنت ممن غزا على اسمه وعطائه بفئ عمر بن هبيرة إذ ولاه سليمان غازية البحر
رافقت أخي أبا خراسان في مركب فسار بنا عمر حتى مررنا بأهل مصر فتبعونا ومضينا حتى

(1) في م، ود، وت: البحر.
(2) في د: الليث بن الفارسي.
(3) الأصل ود، يطرق، والمثبت عن م وت.
(4) بالأصل: " عمر " والمثبت عن م، ود، وت.
(5) بالأصل: تقرأ: " حدثني " وتقرأ: " حدثنا " وفي د، وت، وم: نا.
337

أتينا أطرابلس أفريقية وعلونا أرض الروم حتى إذا حاذتنا بالقسطنطينة (1) سرنا في بحر الشام
حتى دفعنا إلى خليج القسطنطينة فخرجنا في الخليج على باب القسطنطينة لنجيز (2) إلى
مسلمة ومن معه من المسلمين وصف مسلمة من معه من المسلمين صفا لم أر قط أطول منه
مع الكراديس الكثيرة وجلس ليون طاغية الروم على برج باب القسطنطينة وبروجها ويصف
منهم رجاله فيما بين الحائط والبحر صفا طويلا بحذاء صف المسلمين وأظهرنا السلاح في
ألف مركب بين محرقات وقوادس فيها الخزائن من كسوة مصر وما فيها مما إليه
والمعينات (3) فيها المقاتلة
قال الليث فما رأيت يوما قط كان أعجب منه لما ظهر من عدونا في البر والبحر وما
أظهرنا من السلاح وما أظهر طاغية الروم على حائط القسطنطينة وصفهم ذلك والعدة
ونصبوا المجانيق والعرادات فتكبر المسلمون في البر والبحر ويظهر الروم (4) قبلها قريا
السين لكع (5) ابن هبيرة وجماعة من معه من السفن عن الإقدام على باب المينا لما هابته على
أنفسها فلما رأت ذلك الروم خرج إلينا من باب ميناءهم معينات (6) أو قال محرقات فمضى
مركب منها إلى أدنى من يليه من مراكب المسلمين فألقى عليه الكلاليب بالسلاسل فاجتره
حتى أدخله بأهله القسطنطينة فأسقط ذلك في أيدينا وخرجوا إلى مركب ليفعلوا ذلك به
فجعل ابن هبيرة يتجسر ويقول ألا رجل فقام إليه أبو خراسان فقال هذا أنا رجل ولكنك
صيرتني في المركب معك لبعض من لا غنى عنده فقال له ابن هبيرة فمر بما ترى ومر بما
تحب فأشار إلى مركب من الفرس يعرفهم بالشدة والبأس فقال ابعثني في قارب أنا وأخي
ومرهم بطاعتي ففعل فأمر أبو خراسان لنوتي المركب أن يوجهه إلى ذلك المركب الذي
ذهب بالمسلمين فكع عنه النوتي فأشار إليه أبو خراسان بالسيف فمضى به حتى ألصق
المركب بمركبهم ثم سار أبو خراسان حتى أوثقهما بسلسلة لئلا يفر أحدهما عن صاحبه
قال فاجتلدنا بأسيافنا فيما بين السفينتين فرزقنا الله الظفر فدخلنا سفينتهم ووضعنا السيف

(1) كذا بالأصل ود، وت: " القسطنطينة " في كل مواضع الخبر، وفي م: " القسطنطينة " في كل مواضع الخبر.
(2) من قوله: سرنا في بحر.. إلى هنا، ليس في م.
(3) كذا رسمها بالأصل، وم، ود، وت.
(4) بالأصل: " المسلمين " ثم شطبت، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش وكتب عليه: " الروم " وهو ما أثبت، ويوافق
م، ود، وت.
(5) كذا ما بين القوسين بالأصل وم، ود، وت.
(6) كذا رسمها بالأصل، وم، ود، وت.
338

فيهم فانتهينا إلى قومس السفينة الذي فعل ما فعل وقد ألقى بيضته وجثا على ركبتيه شيخ
أصلع فضربه صاحب لنا ضربه لم تغن شيئا وتقدم إليه أبو خراسان فضربه ضربة شق منها
هامته حتى نظرت إلى السيف قد أجاز إلى الذقن إلى الحنجرة وما يليها واستسلم من بقي
منهم فقدناها إلى من يلينا من المسلمين ورجعنا إلى من كان منهم فدخلوا الميناء ووقف
أبو خراسان موقفا حسنا يأمن به من فر منا إلى مسلمة ومن يليه حتى مروا من آخرهم لم
يصب منهم إلا ذلك المركب الأول حتى انتهينا إلى مسلمة ومن معه فأخذناهم إلى الخليج
إلى السقع الذي على باب القسطنطينة والبحر أو قال الخليج محيط بها إلا مما يلي برها
فعسكر عليه مسلمة وكنا في سفننا مرسيين على ساحلها مما يلي العسكر يخرج من سفننا
عمر بن هبيرة وغيره إلى مسلمة ومن أردنا من أهل العسكر ويأتينا أهل العسكر فيدخلون
علينا في سفننا
5862 - ليث بن أبي رقية (1) الثقفي مولاهم (2)
ويقال مولى أم الحكم بنت أبي سفيان وكانت متزوجة في ثقيف
وكان كاتب سليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز
روى عن عمر قوله
روى عنه عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ومحمد بن راشد
المكحولي والنضر بن عربي ومنصور (3)
ذكر أبو الحسين الرازي
أن ليثا كان كاتب عمر بن عبد العزيز وهو مولى أم الحكم بنت أبي سفيان ويقال
مولى أبيها عبد الرحمن بن أم الحكم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا جعفر بن الأزهر حدثنا المفضل بن غسان
الغلابي ح وأخبرنا (4) أبو البركات أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر

(1) رقية: بالتصغير، كما في تقريب التهذيب.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 436 وتهذيب الكمال 4 / 608.
(3) يعني منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة، أبو عتاب الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 399.
(4) كتب فوقها بالأصل وم وت: ملحق.
339

أنبأنا أبو أمية حدثنا أبي (1) قال قال أبو زكريا يعني ابن معين ليث بن أبي رقية الذي
روى عنه مجاهد كان يكون مع عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن (2) بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال
سمعت يحيى يقول منصور عن ليث بن أبي رقية كان كاتبا مع عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين
أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب قال (3) وروى منصور عن ليث بن أبي رقية وهو شامي
كاتب (4) كان يكون مع عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنبأنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن
عبدان أنبأنا ابن سهل أنبأنا البخاري (5) قال
ليث بن أبي رقية عن عمر بن عبد العزيز قوله روى عنه محمد بن راشد الشامي
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا حمد إجازة ح قال وأنبأنا ابن سلمة أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم
قال (6) ليث بن أبي رقية كاتب عمر بن عبد العزيز الشامي روى عن عمر بن عبد العزيز
روى عنه محمد بن راشد (7) الشامي سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب
أنبأنا ابن عمير إجازة ح وأخبرناه أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي
الحديد أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا ابن عمير
قراءة قال

(1) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(2) بالأصل: الحسين، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود.
(3) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 3 / 236.
(4) سقطت من الأصل، وم، ود، وت، وزيدت عن المعرفة والتاريخ.
(5) التاريخ الكبير 7 / 247.
(6) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 180.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وم، وت، واستدرك للإيضاح عن الجرح والتعديل.
340

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول الليث بن أبي رقية مولى الثقفيين دمشقي كاتب
عمر بن عبد العزيز
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
أما رقية بضم الراء وفتح القاف والياء المشددة المعجمة باثنتين من تحتها ليث بن أبي
رقية كاتب عمر بن عبد العزيز حدث عنه مجاهد
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (2)
في تسمية عمال سليمان كاتب الرسائل ليث بن أبي رقية مولى أم الحكم ابنة أبي
سفيان
ثم ذكره خليفة في عمال عمر بن عبد العزيز (3)
5863 - الليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث الفهمي المصري الفقيه (4)
سمع يزيد بن أبي حبيب ومحمد بن مسلم الزهري وأبا الزبير المكي وسعيد (5) بن
أبي هلال وعبيد الله بن أبي جعفر ونافع مولى ابن عمر وعبد الله بن عبيد الله بن أبي
مليكة وعطاء بن أبي رباح وسعيد المقبري ومحمد بن عجلان وبكير بن عبد الله بن
الأشج ويونس بن يزيد وعقيل بن خالد وعمرو بن الحارث
روى عنه محمد بن عجلان وهو من شيوخه وهشام بن سعد وقيس بن الربيع
وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن المبارك وهشيم بن بشير وعبد الله بن وهب ويحيى بن
عبد الله بن بكير وأبو صالح كاتب الليث وسعيد بن كثير بن عفير
روى عنه من أهل دمشق محمد بن بكار بن بلال وأبو خليد عتبة بن حماد

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 88 و 89.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 319.
(3) ذكره خليفة في تاريخه ص 324 كاتب عمر بن عبد العزيز.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 436 وتهذيب التهذيب 4 / 608 وطبقات ابن سعد 7 / 517 التاريخ الكبير 7 / 246
والجرح والتعديل 7 / 179 وحلية الأولياء 7 / 318 وتاريخ بغداد 13 / 3 ووفيات الأعيان 4 / 127 وميزان الاعتدال
3 / 423 وسير أعلام النبلاء 8 / 136.
(5) بالأصل: " أبو سعيد " والمثبت عن م، ود، وت.
341

والوليد بن مسلم وأبو عمر حجين بن المثنى ومنصور بن سلمة الخزاعي ويونس بن
محمد المؤدب وأبو النضر هاشم (1) بن القاسم ويحيى بن إسحاق السيلحيني وشبابة بن
سوار وموسى بن داود وعيسى بن حماد زغبة ومحمد بن رمح وقتيبة بن سعيد ويزيد
ابن خالد بن عبد الله بن موهب الرملي وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي وغسان بن
الربيع الموصلي وكامل بن طلحة الجحدري وغيرهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني أنبأنا أبو الحسين بن أبي
نصر أنبأنا أبو بكر الميانجي حدثنا إبراهيم بن أسباط ببغداد حدثنا عاصم بن علي ح
قال وحدثنا السراج بنيسابور وهو محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة بن سعيد ح قال وأنبأنا
ابن قتيبة محمد بن الحسن العسقلاني بعسقلان حدثنا يزيد بن موهب ح قال وحدثنا أبو
عامر حامد بن سعدان بالميانج (2) وأبو بكر بن زبان بمصر قالا حدثنا محمد بن رمح
قالوا حدثنا الليث عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " من كذب علي "
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالا
أنبأنا سعيد بن أحمد العيار أنبأنا عبد الله بن أحمد الصيرفي حدثنا أبو العباس السراج
حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن ابن شهاب عن أنس بن مالك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " [10705]
لفظ علي عاصم (3) بن علي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن يحيى المزكي ببغداد
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أنبأنا أبو عثمان الصابوني ح
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري قالا أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي
الخشاب قالا أنبأنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قالا أنبأنا
أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن يزيد
بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن معاذ بن جبل أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان في غزوة

(1) بالأصل: " هشم " والمثبت عن م، ود، وت.
(2) الميانج: موضع بالشام (راجع الأنساب: الميانجي).
(3) تقرأ بالأصل، ود، وت: " علي صم بن علي " ولعل الصواب ما أثبت.
342

تبوك إذا ارتحل قبل زيغ وقال المزكي قبل أن تزيغ الشمس آخر الظهر حتى يجمعها إلى
العصر فيصليهما جميعا وإذا ارتحل قبل زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار
وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء فإذا ارتحل بعد المغرب
عجل العشاء فصلاها مع المغرب [10706]
قال قتيبة عليه سبع علامات علامة أحمد بن حنبل (1)
أخرجه أبو داود (2) والترمذي (3) عن قتيبة
أنبأنا أبو محمد بن العباس العلوي وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنهما قالا أنبأنا أحمد بن الفضل الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن
يونس قال (4):
وقد انفرد الغرباء عن الليث بأحاديث ليست عند المصريين عنه فمنها حديث مروان بن
محمد عن الليث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي ثور الفهمي ليس بمصر عند المصريين
ومنها حديث قتيبة بن سعيد عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ بن
جبل حديث الصلاة ليس بمصر أيضا وأحاديث أخر للغرباء عن الليث ليست بمصر
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي طالب
قالا أنبأنا أبو بكر بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال
هذا حديث رواته أئمة ثقات وهو شاذ الإسناد والمتن ثم لا نعرف له علة نعلله بها
فلو كان الحديث عن الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعللنا به الحديث ولو كان عند (5)
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعللنا به فلما لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون
معلولا ثم نظرنا لم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية ولا وجدنا هذا المتن
بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل غير
أبي الطفيل فقلت الحديث شاذ وقد حدثونا عن أبي العباس الثقفي قال كان قتيبة بن

(1) زيد بعدها في م، ود، وت:
ويحيى بن معين، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، والحميدي، حتى عد سبع علامات.
(2) سنن أبي داود، كتاب الصلاة رقم 1208.
(3) سنن الترمذي، أبواب الصلاة (394) باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين رقم 553.
(4) رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 445.
(5) استدركت اللفظة على هامش د، وبعدها صح.
343

سعيد يقول لنا علي هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن
معين وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة حتى عد قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا
عنه هذا الحديث
وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني
أبي حدثنا قتيبة فذكر نحوه
قال الحاكم فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ثم لم يبلغنا
عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدثنا به عن
أبي عبد الرحمن النسائي وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ولم يذكر أبو عبد الرحمن
ولا أبو علي للحديث علة فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة ثقة مأمون
قال الحاكم حدثني علي بن محمد بن موسى بن عمران الفقيه حدثنا محمد بن
إسحاق بن خزيمة قال سمعت صالح بن حفصويه النيسابوري قال أبو بكر وهو صاحب
حديث يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول قلت لقتيبة بن سعيد مع من كتبت
عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل فقال كتبته مع خالد
المدائني قال البخاري وكان خالد المدائني يدخل الأحاديث على الشيوخ
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي حدثنا [و] (1) أبو منصور محمد
ابن عبد الملك قالا أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم
العبدوي بنيسابور أنبأنا القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي حدثنا محمد بن إبراهيم
البوشنجي (3) قال سمعت ابن بكير يقول خرج الليث إلى العراق سنة إحدى وستين
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن
أبي نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو مسهر قال
قدم علينا ليث بن سعد وكان يجالس سعيد بن عبد العزيز فأتاه أصحابنا فعرضوا
عليه فلم أر أخذها عرضا حتى قدمت على مالك بن أنس فأخبرني عبد الله بن أحمد يعني
ابن ذكوان عن مروان قال لما قدم علينا ليث بن سعد جالس سعيد بن عبد العزيز

(1) زيادة عن م، ود، وت، للإيضاح.
(2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 4.
(3) بالأصل، وم، وت: البوسنجي: والمثبت عن تاريخ بغداد.
344

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعيد بن
حسنويه أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو
طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن خيرون ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو
طاهر قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد قالا حدثنا
عمر بن أحمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال (1)
ليث بن سعد مولى لقيس يكنى أبا الحارث مات سنة خمس وسبعين ومائة ذكره
في الطبقة الرابعة من أهل مصر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا يوسف بن
رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن
معين قال في تسمية محدثي أهل مصر ليث بن سعد
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن (2) بن السقا
حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول ليث بن سعد
كنيته أبو الحارث
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد حدثنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب
يقول الليث بن سعد يكنى أبا الحارث
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (3) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ح وقرأت على أبي غالب بن البنا
عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين
بن الفهم قالا حدثنا محمد بن سعد قال (4)
في الطبقة الخامسة من أهل مصر الليث بن سعد مولى لقيس يكنى أبا الحارث
مات يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شعبان سنة خمس وستين ومائة وكان قد استقل

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 544 رقم 2799.
(2) بالأصل: الحسين، تصحيف، والمثبت عن م، وت، ود.
(3) بالأصل ود، وت: اللبناني، وفي م: البناني، كله تصحيف، والصواب ما أثبت.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 517.
345

بالفتوى في زمانه بمصر زاد ابن الفهم ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين في خلافة الوليد بن
عبد الملك وكان ثقة كثير الحديث صحيحه وكان سريا من الرجال نبيلا سخيا له
ضيافة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا محمد بن الحسين
القطان أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال قال أبو أحمد بن فارس قال محمد بن
إسماعيل البخاري ح وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن
ناصر الحافظ أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد واللفظ له قالوا
أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أبو بكر الشيرازي أنبأنا أبو الحسن
المقرئ أنبأنا البخاري قال (1) ليث بن سعد (3) مولى فهم مصري قال عمرو بن خالد
مات سنة خمس وسبعين ومائة
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله بن عبد الملك مشافهة قالا أنبأنا
أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال أنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا
ابن أبي حاتم قال (3)
ليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث المصري روى عن ابن أبي مليكة وعطاء
والزهري وبكير بن الأشج روى عنه ابن المبارك وهشيم والوليد بن مسلم وابن
وهب وأبو صالح كاتب الليث ويحيى بن عبد الله بن بكير سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو الحارث الليث بن سعد
الفهمي سمع الزهري ونافعا روى عنه ابن المبارك وأبو النضر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال والليث يكنى أبا الحارث
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 246.
(2) زيد بعدها في التاريخ الكبير: أبو الحارث.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 179.
346

الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو الحارث الليث بن سعد مصري ثقة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا طاهر بن
محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم نا يزيد بن محمد (1) بن إياس قال سمعت أبا عبد
الله المقدمي يقول الليث بن سعد الفهمي أبو الحارث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال الليث بن سعد أبو
الحارث
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (2) أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي
مولى فهم بن قيس عيلان المصري سمع عطاء بن أبي رباح ونافعا مولى ابن عمر روى
عنه هشيم بن بشير وأبو صفوان عطاف بن خالد وابن المبارك وابن وهب (3)
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أنبأنا أبو
عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال ليث بن سعد بن عبد الرحمن الفقيه يكنى
أبا الحارث يقال مولى بني فهم ثم لآل خالد بن ثابت بن طاعن الفهمي ثم من بني كنانة
بن عمرو بن القين وكان اسمه في ديوان مصر في موالي كنانة بن فهم وأهل بيته يقولون
نحن من الفرس من أهل أصبهان وليس لما قالوه عندنا من ذلك صحة ومولد الليث بن
سعد بقرقشندة (4) قرية من أسفل أرض مصر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل المقدمي (5) أنبأنا مسعود بن ناصر
أنبأنا عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر الحافظ قال (6) الليث بن سعد أبو الحارث

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، ود، وت، لتقويم السند.
(2) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 3 / 415 رقم 1629.
(3) في الأسامي والكنى: وأبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي.
(4) راجع معجم البلدان 4 / 327.
(5) في م: المقدسي.
(6) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 433.
347

الفهمي مولاهم ويقال من قيس بن عيلان مولاهم المصري سمع الزهري ويحيى بن
سعيد ونافعا وسعيد المقبري ويونس بن يزيد وعقيل وعبد الرحمن بن خالد ويزيد
بن أبي حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر وخالد بن يزيد روى عنه ابن المبارك وعبد الله
بن يوسف ويحيى بن بكير وعمرو بن خالد وسعيد بن عفير وآدم بن أبي إياس وأبو
الوليد الطيالسي وأحمد بن يونس وسعيد بن سليمان وقتيبة بن سعيد في بدء الوحي
قال البخاري قال يحيى بن بكير إن الليث ولد يوم الخميس لأربع عشرة خلت من
شعبان سنة أربع وتسعين وقال يحيى عن الليث وسمعت ابن شهاب بمكة سنة ثلاث عشرة
ومائة وقال البخاري قال عمرو بن خالد الحراني مات الليث سنة خمس وسبعين ومائة
قال ابن نصر وهو ابن إحدى وثمانين سنة وقال ابن سعد كاتب الواقدي مات يوم الجمعة
لأربع عشرة بقيت من شعبان سنة خمس وستين ومائة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه المالكي قال أنبأنا أبو بكر أحمد
ابن علي (1)
ليث بن سعد بن عبد الرحمن أبو الحارث فقيه أهل مصر يقال إنه مولى خالد بن
ثابت بن ظاعن الفهمي وأهل بيته يقولون نحن من الفرس من أهل أصبهان وروى عن
الليث أنه قال مثل ذلك والمشهور أنه فهمي ولد بقرقشندة وهي قرية من أسفل أرض
مصر وسمع علماء المصريين والحجازيين وروى عن عطاء بن أبي رباح وابن أبي
مليكة وابن شهاب الزهري وسعيد المقبري وأبي الزبير المكي ونافع مولى ابن عمر
وعمرو بن الحارث ويزيد بن أبي حبيب وعقيل بن خالد ويونس بن يزيد وعبد الرحمن
بن خالد الفهمي وسعيد بن أبي هلال حدث عنه هشيم بن بشير وعطاف بن خالد وعبد
الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وأبو (2) عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن عبد
الحكم وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير وعبد الله بن صالح الجهني وعمرو بن
خالد وعبد الله بن يوسف التنيسي وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها حجين بن
المثنى ومنصور بن سلمة ويونس بن محمد وهاشم بن القاسم ويحيى بن إسحاق
السيلحيني (3) وشبابة بن سوار وموسى بن داود وجماعة من البصريين سمعوا منه ببغداد

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 3.
(2) كلمة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي تاريخ بغداد: البلخي.
348

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال (1) قال ابن بكير أخبرني شعيب بن
الليث عن أبيه الليث قال كان يقول لنا قال لي بعض أهلي ولدت سنة ثنتين وتسعين
ولكن الذي أوقن سنة أربع وتسعين
أخبرنا أبو عبد الله بن الحطاب (2) في كتابه أنبأنا علي بن عبيد الله الهمذاني (3) أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن الحسين التميمي أنبأنا جعفر بن أحمد بن عبد السلام الحميري حدثنا
الحسين بن نصر بن المبارك قال سمعت أحمد بن صالح قال في قول الناس (4) إن الليث
ولد سنة ثلاث وتسعين ومات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين ومائة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد (5) بن منصور الفقيه حدثنا أبو بكر الخطيب (6)
أنبأنا أبو حازم العبدوي أنبأنا القاسم بن غانم المهلبي أنبأنا محمد بن إبراهيم
البوشنجي (7) قال سمعت ابن بكير يقول مولد الليث بن سعد سمعته يقول ولدت في
شعبان سنة أربع وتسعين
قال ابن بكير وأخبرني ابنه شعيب قال كان يقول لنا بعض أهلي إني ولدت في
شعبان سنة ثنتين (8) وتسعين وأما الذي أوقنه (9) أربع وتسعين
قال (10) وأنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي
بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
قال أبي ولد ليث بن سعد سنة أربع وتسعين وقال بعضهم سنة ثلاث وتسعين

(1) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 167.
(2) كذا بالأصل وم وت، وفي د: الخطاب، تصحيف. وهو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي
الشروطي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 583.
(3) الأصل ود، وت: الهمداني، والمثبت عن م. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 652.
(4) في ت: الليث، ثم شطبت، وكتب على هامشها: الناس.
(5) كلمتا " بن أحمد " استدركتا على هامش ت.
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 6.
(7) الأصل وم، ود، وت: البوسنجي، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(8) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م، وت، ود.
(9) الأصل وم وت ود، وفي تاريخ بغداد: أوثقه.
(10) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 6.
349

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق قال قال أبو عبد الله ولد ليث بن
سعد سنة أربع وتسعين وقال بعد ثلاث وتسعين وفي نسخة وقال بعضهم سنة ثلاث
وتسعين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
بن إسماعيل قال (1) وقال يحيى بن بكير عن الليث قال سمعت من ابن شهاب سنة ثلاث
عشرة ومائة بمكة وأنا ابن عشرين سنة وولد سنة أربع وتسعين فاستكمل إحدى وثمانين
سنة
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس
حدثني عاصم بن رازح حدثني زكريا بن يحيى بن أبان قال سمعت أبا صالح كاتب الليث
يقول سمعت الليث يقول أنا أكبر من ابن لهيعة بسنتين ومات عمر بن عبد العزيز ولي
سبع سنين
أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ
[ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العباس المالكي نا أبو بكر الخطيب (2) أنا أبو نعيم
الحافظ (3) حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال سمعت أبا الحسن الطحان يقول
سمعت ابن زغبة يقول سمعت الليث بن سعد يقول نحن من أهل أصبهان فاستوصوا بهم
خيرا
أنبأنا أبو علي وحدثني عنه أبو مسعود أنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد
ابن جعفر حدثني ابن صبيح يعني أحمد بن محمود حدثنا إسماعيل بن زيد (5) قال:

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 246.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13 / 5 - 6.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن م، وت، ود.
(4) رواه أبو نعيم في كتابه ذكر أخبار أصبهان 2 / 168.
(5) كذا بالأصل، وم، وت، ود، وفي أخبار أصبهان: يزيد.
350

سمعت بعض أصحابنا يقول كان الليث بن سعد من أهل أصبهان من فاربين (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب (2) قال كان يعني الليث يقول أصلنا من
أصبهان قال ابن بكير وهم من الطبنة (3)
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس
حدثني عبد الوهاب بن سعد حدثنا عمرو بن أحمد بن عمرو بن السرح قال سمعت يحيى
بن بكير يقول سعد أبو الليث بن سعد مولى لقريش وإنما افترض أبوه سعد وحده والليث
في فهم كان ديوانه فيهم فنسب إلى فهم وأصلهم من أصبهان
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا الحسن بن أبي بكر
أنبأنا أحمد بن كامل القاضي حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت ابن أبي مريم
يقول قال الليث حججت سنة ثلاث عشرة وأنا ابن عشرين سنة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (5). ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنبأنا ابن المفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر
حدثنا يعقوب بن سفيان قال (6) قال ابن بكير حج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة فسمع
من (7) ابن شهاب بمكة وسمع من ابن أبي مليكة وعطاء بن أبي رباح وأبي الزبير
ونافع وعمران بن أبي أنس وعدة مشايخ في هذه السنة (8)
أنبأنا أبو القاسم النسيب حدثنا أبو الحسن بن مرزوق أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا

(1) بدون إعجام بالأصل وم، وفي ت: " فارس " والمثبت عن د، وأخبار أصبهان، وفي معجم البلدان: ماربانان: من
قرى أصبهان.
(2) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 2 / 442.
(3) كذا بالأصل، وم، وت، ود، والمعرفة والتاريخ، ولم أعثر عليها.
(4) تاريخ بغداد 13 / 6.
(5) رواه أيضا أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 6.
(6) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 2 / 443.
(7) الزيادة عن م وت، ود، وتاريخ بغداد والمعرفة والتاريخ.
(8) قوله: " في هذه السنة " ليس في المعرفة والتاريخ.
351

أبو نعيم الحافظ حدثنا حبيب بن الحسن الفرار (1) حدثنا الخضر بن عبيد الأكفاني (2)
حدثنا عيسى بن حماد زغبة حدثنا الليث قال
حججت أنا وابن لهيعة فلما صرت بمكة رأيت نافعا فأقعدته في دكان علاف قال
فمر بي ابن لهيعة فقال من هذا الذي رأيته معك قلت مولى لنا فلما قدمنا مصر قلت
حدثني نافع فوثب إلي ابن لهيعة فقال يا سبحان الله فقلت ألم تر الأسود معي في دكان
العلاف بمكة فقال لي نعم فقلت ذاك نافع فحج قابل (3) فوجده قد توفي وقدم
الأعرج يريد الإسكندرية فرآه ابن لهيعة فأخذه فما زال عنده يحدثه حتى اكترى له سفينة
وأحدره إلى الإسكندرية فخرج إلى الإسكندرية فقعد يحدث فقال حدثني الأعرج عن أبي
هريرة فقلت الأعرج متى رأيته قال إن أردته هو بالإسكندرية فخرج الليث إلى
الإسكندرية فوجده قد مات فذكر أنه صلى عليه
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة
أنبأنا أبو سعيد بن يونس حدثنا أحمد بن حفص بن يزيد المعافري حدثنا محمد بن سلمة
المرادي (4) حدثنا ابن وهب عن ليث بن سعد قال
خسفت (5) الشمس ونحن بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة وبها يومئذ ابن شهاب وأيوب
ابن موسى وعطاء بن أبي رباح وأبو الزبير وعمر بن دينار وابن أبي حسين النوفلي
وابن أبي مليكة وأبو بكر بن حزم وعمرو بن شعيب وقتادة وغيرهم فقمنا قياما بعد
العصر ندعو فقلت لأيوب بن موسى ما لهم لا يصلون وقد صلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لأن
النهي قد جاء في الصلاة بعد العصر أن لا يصلى ولذلك لا يصلون وإن النهي يقطع الأمر
أخبرنا (6) أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا علي بن الحسن الخلعي أنبأنا عبد الرحمن
ابن عمر بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا علي بن داود القنطري حدثنا عبد
الله بن صالح (7) حدثنا الليث بن سعد قال

(1) كذا رسمها بالأصل، وم، ود، وت.
(2) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 442.
(3) كذا بالأصل، وم، ود، وت، والمختصر، وفي تهذيب الكمال: قابلا.
(4) في م: " نا سلمت المرادي ".
(5) كذا بالأصل، وم، ود، وت، والخسوف للقمر، والكسوف للشمس.
(6) كتب فوقها بالأصل، وم، وت: ملحق.
(7) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 442.
352

كنا بمكة سنة ثلاث عشرة وعلى الموسم سليمان بن هشام وبها ابن شهاب وعطاء
ابن أبي رباح وابن أبي مليكة وعمرو بن شعيب وقتادة بن دعامة وعكرمة بن خالد
وأيوب بن موسى وإسماعيل بن أمية فكسفت الشمس بعد العصر فقاموا قياما يدعون في
المسجد فسألت أيوب بن موسى فقلت ما يمنعهم أن يصلوا صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي
صلاها في الكسوف فقال أيوب بن موسى نهى عن الصلاة بعد العصر والنهي يقطع
الأمر (1) [10707]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (2) حدثنا محمد بن الحسين
أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال (3) قال ابن بكير وأخبرني من سمع الليث
يقول كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت
أن لا يكون ذلك لله فتركت ذاك
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا محمد بن علي
المقرئ أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي حدثنا أبي
قال وحدثنا أبو نصر عن عبد الله بن يوسف قال قال الليث بن سعد لم أسمع من
عبيد الله بن أبي جعفر إنما هي مناولة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب قال (4) قال ابن بكير وأخبرني حبيس (5) بن
سعيد عن الليث بن سعد قال
جئت أبا الزبير فأخرج إلينا كتبا فقلت سماعا من جابر فقال ومن غيره قلت
سماعك من جابر فأخرج إلي هذه الصحيفة قال (6) ابن بكير وأخبرني من سمع الليث
يقول كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت
أن لا يكون ذلك لله فتركت ذاك قال الليث ودخلت على نافع فسألني فقلت أنا رجل من

(1) كتب بعدها بالأصل وت وم: إلى.
(2) تاريخ بغداد 13 / 5.
(3) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 2 / 444.
(4) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 443.
(5) كذا رسمها بالأصل، وم، ود، وت، وفي المعرفة والتاريخ: مبشر بن سعيد.
(6) من هنا إلى قوله: " فتركت ذاك " كذا ورد بالأصل وم، وت، ود، وقد مر هذا الخبر قريبا من طريق يعقوب بن
سفيان عن تاريخ بغداد، وهذا القول لم يرد في المعرفة والتاريخ هنا، ومكانه فيه: قلت لابن بكير: والليث يومئذ
ابن عشرين سنة؟ قال: ابن عشرين سنة.
353

أهل مصر قال ممن قلت من قيس فقال ابن رفاعة فقلت أو رجل (1) من قومه
فقال لي ابن كم قلت ابن عشرين سنة قال أما فلحيتك لحية ابن (2) أربعين
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو جعفر البغدادي حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي بمصر حدثنا
عمرو بن خالد الحراني قال قلت لليث يا أبا الحارث بلغني أنك أخذت بركاب الزهري
قال للعلم فأما غير ذلك فلا والله ما أخذت بركاب والدي الذي ولدني
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي (3) وأبو بكر محمد بن
الفضل بن محمد بن علي الخاني (4) قالا أنبأنا أبو مسلم بن مهرابزد (5) أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ قال سمعت إسماعيل بن أحمد بمصر يقول حدثنا ابن زغبة قال سمعت
أصحاب الحديث شعبوا فقال الليث بن سعد تعلموا الحلم قبل العلم
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا محمد بن
أحمد بن رزق أنبأنا علي بن محمد المصري حدثنا محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة
المفرض حدثنا هارون بن سعيد بن الهيثم قال سمعت ابن وهب يقول كل ما كان في
كتب مالك وأخبرني من أرضى من أهل العلم فهو الليث بن سعد
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن أبي حاتم
قال (7)
حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا عمرو بن علي الصيرفي قال الليث بن سعد
صدوق (8) قد سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن ابن المبارك عن ليث وسماعه من
الزهري قراءة

(1) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي المعرفة والتاريخ: أو ابن رجل.
(2) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
(3) مشيخة ابن عساكر 28 / ب.
(4) إعجامها ناقص بالأصل، والمثبت عن ت، ود، وم، قارن مع المشيخة 206 / أ.
(5) هو محمد بن علي بن محمد بن الحسين النحوي، ارجع إلى المشيخة 28 و 206.
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 7.
(7) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 179.
(8) في الجرح والتعديل: قال: كان الليث بن سعد صدوقا.
354

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا محمد بن
الحسين القطان أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن أحمد الواسطي حدثنا عمرو
بن علي قال وليث بن سعد صدوق سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث عن ابن
المبارك عن ليث
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (2) ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن
جعفر حدثنا يعقوب قال سمعت ابن بكير يقول قال عبد العزيز بن محمد رأيت الليث
بن سعد عند ربيعة يناظرهم في المسائل وقد فرفر أهل الحلقة
أخبرنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد إذنا وحدثني أبو
بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو
سعيد بن يونس حدثني سلامة بن عمر المرادي حدثني حفص بن مدرك بن عاصم قال
سمعت يحيى بن بكير يقول قال يقول لي الدراوردي رأيت الليث بن سعد إذا أتى يحيى
بن سعيد وربيعة بن أبي عبد الرحمن وإنهما ليتزحزحان له زحزحة ويعظمانه (3)
قال وأنبأنا أبو سعيد حدثنا علي بن الحسن بن قديد حدثنا يحيى بن عثمان بن
صالح أن يحيى بن بكير حدثه قال سمعت شرحبيل بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال
أدركت الناس زمن هشام بن عبد الملك والناس إذ ذاك متوافرون يزيد بن أبي
حبيب وابن أبي جعفر وجعفر بن ربيعة وابن هبيرة والحارث بن يزيد ومن يقدم علينا
من علماء أهل المدينة وعلماء أهل الشام للرباط والليث يومئذ حدث شاب وإنهم
ليعرفون فضله ويقدمونه ويشار إليه
أخبرنا أبو الحسن المالكي أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق
أنبأنا محمد بن العباس العصمي (5) حدثنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس الحافظ
حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا يحيى بن بكير حدثنا شرحبيل بن حميد (6) بن يزيد
مولى شرحبيل بن حسنة قال

(1) الخبر في تاريخ بغداد 13 / 13.
(2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 5.
(3) تهذيب الكمال 15 / 443.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 5.
(5) كذا ضبطت بالقلم بالأصل بضمة ثم سكون.
(6) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي تاريخ بغداد: جميل.
355

أدركت الناس أيام هشام وكان الليث بن سعد حديث السن وكان بمصر عبيد الله بن
أبي (1) جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة
وغيرهم من أهل مصر ومن يقدم علينا من فقهاء المدينة وإنهم ليعرفون لليث فضله
وورعه وحسن إسلامه على (2) حداثة سنه قال ابن بكير ورأيت من رأيت فلم أر مثل
الليث
قال (3) وأنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزار (4) أنبأنا علي بن محمد بن أحمد
المصري قال سمعت أبا الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير يقول سمعت أبي يقول ما
رأيت أحدا أكمل من الليث بن سعد كان فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو
ويحفظ الشعر والحديث حسن المذاكرة وما زال يذكر خصالا جميلة ويعقد بيده حتى
عقد عشرة لم أر مثله
كتب إلي أبو محمد بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس
حدثني أحمد بن محمد بن الحارث القباب حدثنا محمد بن عبد الملك بن شعيب بن الليث
قال (5) سمعت أبي يذكر عن أبيه قال قيل لليث أمتع الله بك إنا نسمع منك الحديث
ليس في كتبك فقال أوكلما في صدري في كتبي لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا
المركب
قال وأنبأنا ابن يونس حدثني عاصم بن رازح حدثني زكريا بن يحيى بن أبان قال
سمعت أبا صالح كاتب الليث يقول
كنت مع الليث لما خرج إلى العراق فكان يقرأ على أصحاب الحديث من فوق علية
والكتاب بيدي فإذا فرغ منه رميت به إليهم فنسخوه
أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو

(1) في تاريخ بغداد: عبيد الله بن جعفر.
(2) بالأصل وم، ود، وت: عن، والمثبت عن تاريخ بغداد والمختصر.
(3) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 6.
(4) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي تاريخ بغداد: البزاز.
(5) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 443.
356

بكر المطوعي يعني محمد بن عبد الله بن حمشاذ الغازي ح وأخبرنا أبو الحسن بن
قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (1) أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن
نعيم حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله المطوعي حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي قال
سمعت ابن بكير يحدث عن يعقوب بن داود وزير المهدي قال قال أمير المؤمنين لما قدم
الليث بن سعد العراق الزم هذا الشيخ فقد ثبت عند أمير المؤمنين أنه لم يبق أحد أعلم بما
حمل منه
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس الغازي وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني
أبو بكر محمد بن شجاع عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة
أنبأنا أبو سعيد بن يونس حدثني عبد الوهاب بن سعد حدثنا عمرو بن أحمد حدثنا يحيى
بن بكير قال
كتب الوليد بن رفاعة في وصيته وقد أسندت وصيتي إلى عبد الرحمن بن خالد بن
مسافر وإلى الليث بن سعد وليس لعبد الرحمن أن يفتئت على الليث بن سعد فإن له
نصحا ورأيا قال يحيى والليث بن سعد إذ ذاك ابن أربع وعشرين سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسن بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال (2) وسمعت ابن بكير يقول قال الليث
ابن سعد
كنت بالمدينة مع موافاة الحجاج هي كثيرة الروث والسرقين (3) فكنت ألبس خفين فإذا
وصلت باب المسجد نزعت إحداهما ودخلت المسجد فقال يحيى بن سعيد الأنصاري لا
تفعل فإنك إمام منظور إليك
أخبرنا أبو بكر الشحامي أنبأنا أحمد بن عبد الملك أنبأنا علي بن محمد حدثنا
محمد بن يعقوب حدثنا العباس الدوري حدثنا يحيى بن معين قال

(1) تاريخ بغداد 13 / 5 وسير أعلام النبلاء 8 / 146.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 444 باختلاف الرواية وسير أعلام النبلاء 8 / 154 وتهذيب الكمال
15 / 444.
(3) السرقين معرب: الزبل.
357

هذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد حدثنا عبد الله بن صالح فذكرها وذكر
فيها
وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك وحاجة من قبلك إليك واعتمادهم
على ما جاءهم منك وذكرها (1)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا حدثنا [و] (2)
أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا علي بن عبد العزيز الطاهري أنبأنا
إبراهيم بن محمد بن يحيى عن محمد بن المسيب قال سمعت يونس بن عبد الأعلى
يقول سمعت الشافعي يقول ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي
ذئب (3)
أخبرنا أبو الأعز بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن بن مردك
أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال قال لي الشافعي ما اشتد
علي فوت أحد من العلماء مثل فوت ابن أبي ذئب والليث بن سعد فذكرت ذلك لأبي
فقال ما ظننت أنه أدركهما حتى يأسف عليهما
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسن محمد
بن يعقوب الفقيه بالطابران حدثنا أبو أحمد بن عدي حدثنا إبراهيم بن إسحاق السمرقندي
بمصر قال سمعت أبا عبيد الله (4) بن أخي بن وهب قال سمعت الشافعي يقول الليث
أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به (5)
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي قالا أنبأنا
ابن أبي حاتم قال (6):
سمعت أبا زرعة يقول سمعت ابن بكير يقول الليث أفقه من مالك ولكن كانت
الحظوة لمالك

(1) تهذيب الكمال 15 / 444.
(2) زيادة عن م، ود، وت، للإيضاح.
(3) تهذيب الكمال 15 / 444.
(4) بالأصل: عبد الله، والمثبت عن م، ود، وت.
(5) تهذيب الكمال 15 / 444.
(6) الجرح والتعديل 7 / 180.
358

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا أبو
حازم أنبأنا القاسم بن غانم حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي (2) قال سمعت ابن بكير
يقول أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب قال لو أن مالكا والليث اجتمعا لكان مالك عند الليث
أبكم ولباع الليث مالكا فيمن يريد قال وهو يضرب يده على الأخرى يرينا ذلك ابن بكير
قرأت على أم البهاء بنت البغدادي عن أبي طاهر بن محمود وأحمد بن محمد بن
النعمان قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة قال سمعت
ابن وهب يقول لولا الليث ومالك لضللنا (3)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (4) حدثني الصوري أنبأنا عبد
الرحمن بن عمر التجيبي أنبأنا الحسن بن يوسف بن صالح بن مليح الطرائفي قال سمعت
الربيع بن سليمان يقول قال ابن وهب لولا مالك والليث لضل الناس
قال (5) وأخبرني محمد بن الحسين القطان أنبأنا دعلج بن أحمد حدثنا أحمد بن
علي الأبار حدثنا أبو طاهر عن ابن وهب قال لولا مالك بن أنس والليث بن سعد
لهلكت كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) يفعل به
أخبرنا أبو المعالي الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
دعلج بن أحمد حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا أبو الطاهر عن ابن وهب قال لولا مالك
ابن أنس والليث بن سعد لهلكت كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) يعمل به (6)
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل إملاء أنبأنا أبو طالب الكندلاني
أحمد بن محمد بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن أبي علي حدثنا ابن المقرئ حدثنا عبد الحكم
ابن أحمد بن سلام حدثنا هارون الأيلي قال سمعت ابن وهب وذكر اختلاف الأحاديث
والناس فقال لولا أني لقيت مالكا والليث لضللت يقول لاختلاف الأحاديث (7)

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13 / 6.
(2) بالأصل، وم، ود، وت: البوسنجي، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) تهذيب الكمال 15 / 444.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 7.
(5) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 7.
(6) تهذيب الكمال 15 / 444 وسير أعلام النبلاء 8 / 148.
(7) تهذيب الكمال 15 / 444.
359

أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (1) حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل
حدثنا أحمد بن إسماعيل الصدفي حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا حرملة بن يحيى قال
سمعت الشافعي يقول الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس (2)
قال وأنبأنا أبو نعيم (3) حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا
الحسن بن عبد العزيز حدثنا الحارث بن مسكين عن عمرو بن يزيد شيخ من أهل مصر
صديق لمالك بن أنس قال قلت لمالك يا أبا عبد الله يأتيك ناس من بلدان شتى قد
أنضوا مطاياهم وأنفقوا نفقاتهم يسألونك عن ما جعل الله عندك من العلم تقول لا أدري
فقال يا عبد الله يأتيني الشامي من شامه والعراقي من عراقه والمصري من مصره
فيسألونني عن الشئ لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب فيه فأين أجدهم (4) قال عمرو
فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك هذا فبكى (5)
ثم قال مالك فإنه مالك والله أقوى عليه من الليث والليث والله أضعف عنه من
مالك
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي
قالا حدثنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد الأشناني قال
سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول
قلت ليحيى بن معين فالليث أحب إليك أو يحيى بن أيوب فقال الليث أحب إلي
ويحيى ثقة قلت فالليث كيف حديثه عن نافع قال صالح ثقة انتهت رواية المالكي
وزاد الواسطي قلت فإبراهيم بن سعد أحب إليك أو ليث فقال كلاهما ثقتان
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (7) أنبأنا محمد بن خلف المرزباني قال سمعت العباس بن
محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول ليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من
محمد بن إسحاق

(1) حلية الأولياء 7 / 319.
(2) تهذيب الكمال 15 / 444.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 6 / 324 في أخبار مالك بن أنس.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، وم، ود، وت واستدرك للإيضاح عن حلية الأولياء.
(5) قوله: " فبكى " ليس في الحلية.
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 13.
(7) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 104 في أخبار محمد بن إسحاق بن يسار.
360

قال وحدثنا ابن عدي (1) حدثنا أحمد بن علي المدائني حدثنا الليث بن عبدة قال
سمعت يحيى بن معين يقول الليث أرفع عند من محمد بن إسحاق
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أحمد بن عبد الله
الأنماطي حدثنا محمد بن المظفر حدثنا علي بن أحمد بن سليمان المصري حدثنا أحمد
بن سعد بن أبي مريم قال قال يحيى بن معين الليث عندي أرفع من محمد بن إسحاق
قلت له فالليث أو مالك قال لي مالك
قال (3) وأنبأنا بشرى بن عبد الله الرومي حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا
محمد بن جعفر الراشدي ح قال وأنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا محمد بن عبد الله
بن خلف الدقاق حدثنا عمر بن محمد الجوهري قالا حدثنا أبو بكر الأثرم قال سمعت
أبا (4) عبد الله يقول ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد لا عمرو بن الحارث
ولا أحد وقد كان عمرو بن الحارث عندي ثم رأيت له أشياء مناكير ثم قال لي أبو عبد
الله ليث بن سعد ما أصح حديثه وجعل يثني عليه فقال إنسان لأبي عبد الله إن إنسانا
ضعفه فقال لا يدري
أخبرنا أبو الحسن أيضا حدثنا أبو بكر الخطيب (5) ح وأخبرنا أبو القاسم بن
السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنبأنا ابن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال قال
الفضل وهو ابن زياد قال أحمد ليث بن سعد كثير العلم صحيح الحديث
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6)
حدثنا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أحمد بن
حنبل (7) الليث بن سعد كثير العلم صحيح الحديث

(1) الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 105.
(2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 13.
(3) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 12.
(4) بالأصل: " أبو " والتصويب عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
(5) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 12.
(6) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 179.
(7) قوله: " بن حنبل " ليس في الجرح والتعديل.
361

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر أحمد بن علي (1) أنبأنا البرقاني أنبأنا أبو
حامد أحمد بن محمد بن حسنويه حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أبو داود
قال سمعت أحمد يقول ح وقرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا
أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن
أخبرني أبي أنبأنا سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ليس فيهم
يعني أهل مصر أصح حديثا من الليث بن سعد وعمرو بن الحارث يقاربه
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (2) أخبرني الحسن بن علي
التميمي حدثنا علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق حدثنا موسى بن جعفر بن محمد بن قرين
حدثنا أحمد بن سعد الزهري قال سمعت أحمد بن حنبل يسأل (3) عن الليث بن سعد
فقال ثقة ثبت
قال الخطيب (4) وأخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق حدثنا أحمد بن إبراهيم
حدثنا عمر (5) بن محمد بن شعيب (6) الصابوني حدثنا حنبل بن إسحاق قال سئل أبو عبد
الله ابن أبي ذئب أحب إليك عن المقبري أو ابن عجلان عن المقبري قال ابن عجلان
اختلط عليه سماعه من سماع أبيه وليث بن سعد أحب إلي منهم فيما يروي عن المقبري
قال الخطيب (7) وأنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن
الصواف حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول أصح الناس حديثا عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري ليث بن سعد يفصل ما روي عن أبي هريرة وما روي عن أبيه
عن أبي هريرة هو ثبت في حديثه جدا
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله بن عبد الملك قالا أنبأنا أبو
القاسم بن مندة أنبأنا حمد إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن
أبي حاتم قال (8):

(1) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 12.
(2) المصدر السابق.
(3) في تاريخ بغداد: وسئل.
(4) تاريخ بغداد 13 / 12 - 13.
(5) بالأصل ود: " عمرو " والمثبت عن م وت وتاريخ بغداد.
(6) أقحم بعدها بالأصل: " الأنصاري " ثم شطبت.
(7) تاريخ بغداد 13 / 12.
(8) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 179.
362

حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني الليث بن سعد ثبت
قال وذكره أبي عن إسحاق عن يحيى بن معين أنه قال ليث بن سعد ثقة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا
أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنبأنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة
قال سئل يحيى بن معين عن الليث بن سعد فقال ثقة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد
سألت يحيى بن معين قلت أيهما أثبت ليث بن سعد أو ابن أبي ذئب في سعيد المقبري
فقال كلاهما ثبت (1)
قال وأنبأنا ابن السقا حدثنا محمد حدثنا عباس قال سمعت يحيى يقول ليث بن
سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمد بن إسحاق قال يحيى وقد روى عنه ابن لهيعة
فأكثر (2)
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا البرقاني قال قرئ
على أبي الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه وأنا أسمع أخبركم يحيى بن أحمد بن زياد
قال سمعت يحيى بن معين يقول ليث بن سعد وحياة وسعيد بن أبي أيوب ثقات
قال (4) وأنبأنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي قال وفي كتاب جدي عن ابن
رشدين قال سمعت أحمد بن صالح وذكر الليث بن سعد فقال إمام قد أوجب الله علينا
حقه فقلت لأحمد الليث إمام فقال لي نعم لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث
مثل الليث
أخبرنا أبو الحسن حدثنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا حمزة بن محمد بن طاهر ح
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري
وثابت بن بندار قالا أنبأنا أبو عبد الله وأبو نصر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر الأندلسي

(1) تهذيب الكمال 15 / 440.
(2) تهذيب الكمال 15 / 440.
(3) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 13.
(4) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 13.
(5) تاريخ بغداد 13 / 13.
363

حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي حدثني أبي قال ليث بن سعد يكنى أبا الحارث مصري فهمي ثقة
أخبرنا أبو الحسين بن الأبرقوهي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها أنبأنا أبو
القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا ابن
أبي حاتم قال (1) سألت أبا زرعة عن الليث بن سعد فقال صدوق قلت يحتج بحديثه
قال أي لعمري
قال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة قال وأنبأنا ابن أبي حاتم
قال (2) وسمعت أبي يقول الليث بن سعد أحب إلي من المفضل بن فضالة المصري
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (3) حدثني الصوري أنبأنا
الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي أخبرني
أبي قال أبو الحارث الليث بن سعد مصري ثقة
قال (4) وأنبأنا علي بن طلحة المقرئ أنبأنا محمد بن إبراهيم الغازي أنبأنا محمد بن
محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال ليث بن سعد
المصري صدوق صحيح الحديث
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو عمر بن مهدي
أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال قال جدي الليث بن سعد هو ثقة وهو
دونهم يعني مالكا ومعمرا وسفيان بن عيينة في الزهري وفي حديثه عن الزهري بعض
الاضطراب (5)
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر
الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي
أنبأنا سليمان بن الأشعث (6) حدثني محمد بن الحسين قال سمعت أحمد (7) يقول

(1) الجرح والتعديل 7 / 180.
(2) المصدر السابق 7 / 180.
(3) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 13 - 14.
(4) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 14.
(5) تهذيب الكمال 15 / 441.
(6) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 440.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن م، ود، وت، وتهذيب الكمال.
364

الليث بن سعد ثقة ولكن في أخذه سهولة
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون أنبأنا محمد بن عمرو قال قرئ على عثمان بن أحمد وأنا أسمع أنبأنا الهيثم بن
خلف حدثنا محمود بن غيلان حدثنا رجل عن العكلي يعني زيد بن الحباب (1) قال
رأيت الليث بن سعد عند معاوية بن صالح نائما في ناحية المسجد ومعاوية يحدث فلما فرغ
معاوية من الحديث قال الليث لغلامه انظر ما حدث معاوية فاكتب لي فكتبه له وذهب به
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا بشر بن موسى المقرئ حدثنا يحيى بن سعيد
حدثنا يحيى بن بكير أنبأنا ابن وهب قال دخلت على مالك بن أنس فسألني عن الليث بن
سعد فقال لي كيف هو قلت بخير فقال لي كيف صدقه قال قلت يا أبا عبد الله
إنه لصدوق قال أما إنه إن فعل متع بسمعه وبصره (2)
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة
أنبأنا أبو سعيد بن يونس حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث أبو الحسن بن القباب حدثنا
محمد بن عبد الملك بن شعيب بن الليث قال (3) سمعت أبي يذكر عن أبيه قال قال أبي
الليث
قال لي المنصور حين أردت أن أودعه قد سرني ما رأيت من سداد عقلك فأبقى الله
في الرعية أمثالك
أخبرنا أبو الحسن (4) المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (5)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنبأنا ابن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان (6)

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 393.
(2) تهذيب الكمال 15 / 441.
(3) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 441.
(4) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت. والسند معروف.
(5) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 10.
(6) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 2 / 441 وتهذيب الكمال 15 / 441 وسير أعلام النبلاء 8 / 157.
365

قال قال ابن بكير سمعت الليث بن سعد كثيرا ما يقول أنا أكبر من ابن لهيعة فالحمد لله
الذي متعنا بعقلنا
قال ابن بكير وحدث شعيب بن الليث عن أبيه قال لما ودعت أبا جعفر ببيت
المقدس قال أعجبني ما رأيت من شدة عقلك والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك
وكان أبي يقول لا تخبروا بهذا ما دمت حيا (1)
وأخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو بكر (2) أنبأنا البرقاني قال قرأت على أبي
إسحاق المزكي أخبركم السراج قال سمعت قتيبة يقول سمعت الليث بن سعد يقول أنا
أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين وأظنه عاش بعده ثلاث سنين أو أقل قال أبو رجاء ومات
ابن لهيعة في سنة أربع وتسعين (3) ومائة قال أبو رجاء وكان الليث أكبر من ابن لهيعة ولكن
إذا نظرت إليهما تقول ذا ابن وذا أب يعني ابن لهيعة الأب
قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي بكر الخطيب (4) أنبأنا أحمد بن محمد بن
أحمد السمناني حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ حدثنا أبو بكر الصولي حدثنا
عبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان حدثنا جعفر بن محمد الرسعني حدثنا عثمان بن
صالح قال كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدثهم بفضائل
عثمان فكفوا عن ذلك وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش
فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي ح وأخبرنا أبو الحسن بن
قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (5)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالوا أنبأنا أبو
الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت يحيى
بن عبد الله بن بكير قال قال الليث
قال لي أبو جعفر تلي لي مصر قلت لا يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك

(1) المصادر السابقة.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13 / 10.
(3) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي تاريخ بغداد: " وسبعين " وهو أوجه.
(4) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 7.
(5) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 5.
(6) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 441 - 442 وسير أعلام النبلاء 8 / 146.
366

وإني رجل من الموالي فقال ما بك من ضعف معي ولكن ضعفت نيتك في العمل لي
على ذلك
انتهى رواية ابن قبيس وزادا تريد قوة أقوى مني ومن عملي فأما إذا أبيت فدلني
على رجل أقلده أمر مصر قلت عثمان بن الحكم الجذامي رجل له صلاة وعشيرة قال
فبلغه ذلك فعاهد الله أن لا يكلم الليث بن سعد
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا ابن الطبري أنبأنا ابن الفضل أنبأنا عبد الله حدثنا
يعقوب قال (1) قال ابن بكير قال الليث
وقال لي أبو جعفر ألا تنظر لي رجلا أستعمله على مصر فقلت له فلان واليك
كان عليها قال لا ذاك ضعيف قلت يا أمير المؤمنين هو قوي قال لا ذاك ضعيف
قلت أمير المؤمنين أبصر برعيته فقال لي انظر رجلا أستعمله عليها فقلت أفعل قال
فما يمنعك أنت قال قلت أنا لا أقوى أنا ضعيف قال فقال لي أنت قوي إلا أن
تضعف نيتك فينا
قال وحدثنا يعقوب (2) قال سمعت ابن بكير قال ولي الليث بن سعد لهم ثلاث
ولايات لصالح بن علي قال قال صالح لعمرو (3) لا أدعه حتى يتولى لي فقال عمرو لا
تفعل قال لأضربن عنقه قال فجاءه عمرو فحذره فولي ديوان العطاء وولي الجزيرة أيام
أبي جعفر وولي أيام المهدي الديوان
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم (4) حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثنا
محمد بن إسحاق قال سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول قفلنا مع الليث بن سعد من
الإسكندرية وكان معه ثلاث سفائن سفينة فيها مطبخه وسفينة فيها عياله وسفينة فيها
أضيافه
أخبرنا أبو الحسن (5) بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا البرقاني قال قرأت
على أبي إسحاق المزكي أخبركم السراج قال سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول قفلنا مع

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 441.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 486.
(3) يعني عمرو بن الحارث الأنصاري المصري.
(4) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7 / 319.
(5) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن م، ود، وت. والسند معروف.
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 9 - 10.
367

الليث بن سعد من الإسكندرية وكان معه ثلاث سفائن (1) سفينة فيها مطبخه وسفينة فيها
عياله وسفينة فيها أضيافه وكانت إذا حضرت الصلاة يخرج إلى الشط فيصلي وكان ابنه
شعيب إمامه فخرجنا لصلاة المغرب فقال أين شعيب فقالوا حم فقام الليث فأذن
وأقام ثم تقدم فقرأ " والشمس وضحاها " (2) فقرأ " فلا يخاف عقباها " (3) وكذلك في
مصاحف أهل المدينة يقولون هو غلط من الكاتب عند أهل العراق ويجهر ببسم الله الرحمن
الرحيم ويسلم تسليمة تلقاء وجهه
قال (4) وأخبرني الأزهري حدثنا محمد بن الحسن النجاد حدثنا علي بن محمد
المصري حدثنا أبو علاثة المفرض حدثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي قال سمعت أشهب
ابن عبد العزيز يقول:
كان الليث له كل يوم أربع (5) مجالس يجلس (6) فيها أما أولها فيجلس ليأتيه (7)
السلطان في نوائبه وحوائجه وكان الليث يغشاه السلطان فإذا أنكر من القاضي أمرا أو من
السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه القرار (8) ويجلس لأصحاب الحديث وكان يقول
نجحوا (9) أصحاب الحوانيت فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم ويجلس للمسائل يغشاه الناس
فيسألونه ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد من الناس فيرده كبرت حاجته أو صغرت
قال وكان يطعم الناس في الشتاء الهرايس بعسل النحل وسمن البقر وفي الصيف سويق
اللوز بالسكر
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثنا محمد بن القاسم العتكي حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد الخفاف ح وأخبرنا أبو

(1) بالأصل: " سفنا " والمثبت عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
(2) الآية الأولى من سورة الشمس.
(3) الآية الأخيرة من سورة الشمس، وفي التنزيل العزيز: " ولا " قال الطبري في تفسيره 30 / 216 " فلا يخاف عقباها "
بالفاء في " فلا " وهي قراءة عامة قراء الحجاز والشام، وكذلك هو في مصافحهم، وقرأته عامة أهل العراق " ولا "
بالواو " ولا يخاف عقباها " وكذلك هو في مصافحهم.
(4) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 9.
(5) في تاريخ بغداد: أربعة.
(6) بالأصل: نجلس، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) تاريخ بغداد: لنائبة.
(8) تاريخ بغداد: فيأتيه العزل.
(9) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي تاريخ بغداد: " نحوا " وهو أشبه.
368

القاسم أيضا أنبأنا البيهقي. ح وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب
قالا (1) أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج أنبأنا أبو منصور محمد بن القاسم
الضبعي حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد حدثنا أبي قال سمعت محمد بن معاوية
وسليمان بن حرب إلى جنبه يقول خرج الليث بن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما
كان عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألف درهم فقال سليمان بن حرب خرج شعبة
يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه ثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا
عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي حدثنا
عبد الله بن صالح قال صحبت الليث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس وكان
لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض
أنبأنا أبو علي المقرئ أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3) حدثنا عبد الله بن محمد بن
جعفر حدثنا الوليد بن أبان حدثنا أبو حاتم حدثنا سليم (4) بن منصور بن عمار قال
سمعت أبي يقول كنا عند الليث بن سعد يوما جالسا فأتته امرأة ومعها قدح فقالت له يا أبا
الحارث إن روحي يشتكي (5) وقد نعت له العسل قال اذهبي إلى أبي قسيمة فقولي له
يعطيك مطرا من عسل فذهبت فلم ألبث أن جاء أبو قسيمة فساره بشئ لا أدري ما هو (6)
قال فرفع رأسه إليه فقال اذهب فأعطها إنها سأل بقدرها وأعطيناها بقدرنا والمطر
فرق والفرق عشرون ومائة رطل (7)
أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل أنبأنا أبو الفضل محمد بن
أحمد بن أبي الحسن العارف ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر أحمد بن علي (8)

(1) الخبر في سير أعلام النبلاء 8 / 157.
(2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 9.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 7 / 319 - 320.
(4) كذا بالأصل، وم، ود، وت، وفي الحلية: سليمان.
(5) الأصل: " تشتكي " والمثبت عن م، والحلية، والحرف الأول في د، وت، لم يعجم.
(6) في الحلية: لا أدري ما قال له.
(7) كذا بالأصل، وم، ود، وت، والحلية، جاء في القاموس: الفرق مكيال بالمدينة يسع ثلاثة آصع. أو يسع ستة
عشر رطلا.
(8) رواه الطيب في تاريخ بغداد 13 / 8.
369

قالا أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل (1) أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله الصفار أنبأنا ابن أبي الدنيا حدثنا أبو بكر بن عسكر قال سمعت أبا صالح قال
سألت امرأة الليث بن سعد منا من عسل فأمر لها بزق فقال له كاتبه إنما سألتك منا
فأمرت لها بزق فقال إنها سألت على قدرها ونعطيها على قدر النعمة علينا وفي حديث
ابن قبيس أن أبا بكر بن أبي الدنيا أخبرهم وقال على قدر السعة علينا
أخبرنا أبو الحسن أيضا حدثنا أحمد بن علي (2) أخبرني الأزهري أنبأنا عبد
الرحمن بن عمر الخلال أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثني جدي حدثني عبد الله
ابن إسحاق قال سمعت يحيى بن إسحاق السيلحيني (3) قال
جاءت امرأة بسكرجة (4) إلى الليث بن سعد فطلبت منه فيها عسلا أحسبه قال
لمريض قال فأمر من يحمل معها زقا من عسل فجعلت المرأة تأبى قال وجعل الليث
يأبى إلا أن يحمل معها زقا من عسل قال نعطيك على قدرنا أو على ما عندنا
أخبرنا (5) أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا أبو حامد المقرئ حدثنا أبو عيسى الترمذي حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني
شيخ قد سمع من ليث بن سعد قال جاءت امرأة إلى الليث بن سعد تسأله عسلا ومعها قدح
وقالت زوجي مريض قال أعطوها راوية عسل قالوا يا أبا الحارث سألت قدحا قال
سألت على قدرها ونعطيها على قدرنا
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر
أن أبا جحوش أخبره أن أبا عمرو أحمد بن محمد النيسابوري أخبره حدثنا أحمد بن عثمان
قال سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول سمعت شعيب بن الليث يعني ابن سعد يقول
قدمت مع أبي المدينة حاجا فأهدى مالك بن أنس إلى أبي طبق رطب فأهدى إليه
أبي ألف دينار وسألته امرأة سكرجة عسل فأمر بزق عسل فحمل معها

(1) في تاريخ بغداد: أبو سعيد ميزان الاعتدال بن موسى الصيرفي.
(2) تاريخ بغداد 13 / 8.
(3) بالأصل، وت، وم: السليحاني، وفي د: " السيحاني " والمثبت عن تاريخ بغداد.
وهذه النسبة إلى سيلحين، قرية معروفة من سواد بغداد (الأنساب).
(4) السكرجة: إناء صغير.
(5) الخبر التالي سقط من د.
370

وسمعت شعيب بن الليث يقول كان أبي يستغل في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى
خمسة وعشرين ألف دينار فما يحول الحول إلا وعليه خمسة آلاف دينار دين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا علي بن طلحة
المقرئ أنبأنا صالح بن أحمد بن محمد الهمذاني (2) الحافظ حدثنا أحمد بن محمد
القاضي السحيمي حدثنا أحمد بن عثمان النسائي قال سمعت قتيبة بن سعيد يقول
سمعت شعيب بن الليث يقول خرجت مع أبي حاجا فقدم المدينة فبعث إليه مالك بن أنس
بطبق رطب قال فجعل على الطبق ألف دينار ورده إليه
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
حدثنا محمد بن موسى أبو بكر الحضرمي أخو أبي عجينة بمصر حدثنا علان بن المغيرة عن
أبي صالح قال (3)
كنا على باب مالك فامتنع عن الحديث فقلنا ما يشبه هذا صاحبنا قال فسمع مالك
كلامنا فأدخلنا عليه فقال من صاحبكم قلنا الليث فقال مالك تشبهونا برجل كتبنا
إليه في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا فأنفذ إلينا فأصبغنا به ثياب صبياننا وصبيان
جيراننا وبعنا الفضلة بألف دينار
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي لفظا أنبأنا أبو
الحسن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة أنبأنا علي بن محمد بن أحمد المصري (4)
حدثنا محمد بن أحمد بن عياض أبو علاثة قال سمعت حرملة بن يحيى قال سمعت ابن
وهب يقول
كان الليث بن سعد يصل مالك بن أنس بمائة دينار في كل سنة فكتب إليه إن علي
دينا فبعث إليه بخمس (5) مائة دينار
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب وأبو بكر بن المزرفي قالا حدثنا ابن

(1) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ت 13 / 1.
(2) بالأصل، وم، ود، وت: الهمداني بالدال المهملة، والمثبت عن تاريخ بغداد، راجع ترجمته في سير الأعلام.
16 / 518.
(3) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 8 / 157 وحلية الأولياء 7 / 319.
(4) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 446 وسير أعلام النبلاء 8 / 148.
(5) في تهذيب الكمال: مئة دينار.
371

المهتدي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر أنبأنا علي بن محمد حدثنا محمد بن أحمد قال
سمعت حرملة قال (1) وسمعت ابن وهب يقول كتب مالك إلى الليث بن سعد إني أريد أن
أدخل ابنتي على زوجها فأحب أن تبعث إلي بشئ من عصفر قال ابن وهب فبعث إليه
الليث بثلاثين حملا عصفرا فصبغ لابنته وباع بخمسمائة دينار وبقي عنده فضلة
رواهما الخطيب (2) في تاريخه عن الأزهري عن عبيد الله بن عثمان عن المصري
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا جارية (3) قتيبة بن سعيد يقول سمعت
شعيب بن الليث يقول
وجه أبي إلى مالك بن أنس بألف دينار وإلى عبد الله بن لهيعة بألف دينار حين احترق
منزله وإلى أبي السري منصور بن عمار بألف دينار
قال ابن عساكر (4) كذا فيه وقد أسقط منه رجلا وكنى قتيبة بغير كنيته فإنه أبو
رجاء
قرأت أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي ح وأخبرنا خالي أبو المعالي
محمد بن يحيى القرشي أن أبا روح ياسين بن سهل بن محمد بن الحسن قال سمعت أبا
منصور محمد بن أحمد بن منصور القاني قالا أنبأنا
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا محمد بن يوسف
النيسابوري لفظا حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد
العنبري يقول سمعت أبا عبد الله البوشنجي (6) يقول سمعت قتيبة بن سعيد يقول لما
احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الحافظ (7) حدثنا علي بن طلحة
المقرئ حدثنا صالح بن أحمد الهمذاني (8) حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن الحسين

(1) تهذيب الكمال 15 / 446 وسير الأعلام 8 / 148 ووفيات الأعيان 4 / 130.
(2) تاريخ بغداد 13 / 7 و 8.
(3) كذا بالأصل، وسينبه المصنف إلى صواب كنيته.
(4) زيادة منا للإيضاح.
(5) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 10.
(6) بالأصل، وم، ود، وت: البوسنجي، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) تاريخ بغداد 13 / 10 - 11.
(8) بالأصل، وم، وت، ود: الهمداني، والمثبت عن تاريخ بغداد، تقدم التعريف به قريبا.
372

الصيدلاني قال سمعت محمد بن صالح الأشج يقول سئل قتيبة بن سعيد من أخرج لكم
هذه الأحاديث من عند الليث فقال شيخ كان يقال له زيد بن الحباب وقدم منصور بن عمار
على الليث بن سعد فوصله بألف دينار واحترق بيت عبد الله بن لهيعة فوصله بألف دينار
ووصل مالك بن أنس بألف دينار قال وكساني قميص سندس فهو عندي
قال (1) وأنبأنا محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي وأحمد بن محمد العتيقي
قالا حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الرفاء قال سمعت أبا بكر بن أبي
داود يقول حدثنا أبي ح قال وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثني أبي حدثنا عبد
الله بن سليمان قال سمعت أبي يقول قال قتيبة بن سعيد
كان الليث بن سعد يستغل عشرين ألف دينار في كل سنة وقال ما وجبت (2) علي
زكاة قط وأعطى ابن لهيعة ألف دينار وأعطى مالك بن أنس ألف دينار وأعطى منصور بن
عمار ألف دينار وجارية تسوى ثلاثمائة دينار قال وجاءت امرأة إلى الليث فقال يا أبا
الحارث إن ابنا لي عليل واشتهى عسلا فقال يا غلام أعطها مرط عسل والمرط عشرون
ومائة رطل
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا علي بن محمد بن
السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس قال سمعت يحيى يقول كان ليث بن سعد
يجئ إلى المسجد يصلي فيه كل صلاة على فرس وكان له مجلس يجلس فيه وكان يحيى
بن أيوب يجلس في ناحية المسجد قال فمر به ليث بن سعد يوما فغمزه فقام معه يحيى بن
أيوب إلى مجلسه فكان ليث بن سعد يقول له ما عندك في كذا فيجيبه يحيى بن أيوب
فبعث إليه ليث بن سعد بمائة دينار فكان بعد يلزمه
أنبأنا أبو علي بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3) حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا
أحمد بن أبي يحيى الحضرمي حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال سمعت
أسد بن موسى يقول كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية فيقتلهم فلما دخلت مصر دخلتها

(1) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 8.
(2) الأصل: " جبت " والمثبت عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 7 / 321 - 322 وسير أعلام النبلاء 8 / 157 - 158.
373

في هيئة رثة فدخلت على الليث بن سعد فلما فرغت من مجلسه خرجت فتبعني خادم له
في دهليزه فقال اجلس حتى أخرج إليك فجلست فلما خرج إلي وأنا وحدي دفع إلي
صرة فيها مائة دينار فقال يقول لك مولاي أصلح بهذه النفقة أمرك ولم من شعثك
وكان في حوزتي (1) هميان (2) فيه ألف دينار فأخرجت (3) الهميان فقلت أنا عنها في
غنى استأذن لي على الشيخ فاستأذن لي فدخلت فأخبرته بنسبي فاعتذرت إليه من ردها
وأخبرته بما معي (4) فقال هذه صلة وليست بصدقة فقلت أكره أن أعود نفسي عادة وأنا
في غنى فقال ادفعها إلى بعض أصحاب الحديث ممن تراه مستحقا لها فلم يزل بي حتى
أخذتها ففرقتها على جماعة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت إسماعيل بن محمد الشعراني يقول سمعت جدي يقول سمعت علي بن
خشرم يقول سمعت منصور بن عمار يقول لما مرض ابن لهيعة مرضه الذي مات فيه دخل
عليه الليث بن سعد فقال له ما تشتكي قال الدين قال كم دينك قال ألف دينار
فأتى فأعطاه إياه قال ولي القضاء ثلاثين سنة لم يستحل أن يغرس ريحانة يشمها
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو حامد المقرئ حدثنا أبو عيسى الترمذي
قال سمعت قتيبة يقول
كان الليث يركب في جميع الصلوات إلى مسجد الجامع ويتصدق كل يوم على
ثلاثمائة مسكين (5)
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأشرف المروزي بدمشق أنبأنا أبو
نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر بن معاذ بن أحمد السجزي بسجستان أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن علي الخازن المقرئ أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين النيسابوري بمصر
أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري حدثنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المصعبي

(1) إعجامها بالأصل، وم، ود، وت مضطرب، والمثبت عن حلية الأولياء. وفي سير أعلام النبلاء: " حزتي " وهو
يصح أيضا: والحزة: الحجزة، وهو موضع شد السراويل والإزار.
(2) الهميان: بكسر الهاء وسكون الميم هميان الدراهم الذي تجعل فيه النفقة.
(3) الأصل: فأخبرت، والمثبت عن م، ود، وت، والحلية.
(4) في حلية الأولياء: مضى.
(5) سير أعلام النبلاء 8 / 158.
374

الإمام حدثنا أبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات حدثني ابن رمح قال
أتى الليث سائل يسأله فأمر له بدينار فأبطأ الغلام به إلى أن جاء سائل آخر فجعل
يلح فقال له السائل الأول اسكت فسمعه الليث فقال ما لك وله ولم يمسك دعه يرزقه
الله فأمر له بدينارين
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا عبيد الله بن عمر
الواعظ حدثني أبي حدثنا علي بن محمد بن أحمد العسكري حدثني أحمد بن محمد بن
نجدة التنوخي قال سمعت محمد بن رمح يقول حدثني سعيد الأدم قال مررت بالليث بن
سعد فتنحنح لي فرجعت إليه فقال لي يا أبا سعيد خذ هذا القنداق (2) فاكتب لي فيه من
يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلة قال فقلت جزاك الله خيرا يا أبا الحارث وأخذت
منه القنداق ثم صرت إلى المنزل فلما صليت أوقدت السراج وكتبت بسم الله الرحمن
الرحيم ثم قلت فلان بن فلان ثم بدرتني نفسي فقلت فلان بن فلان قال فبينا أنا
على ذلك إذ أتاني آت فقال ها الله يا سعيد تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا فتكشفهم لآدمي
مات الليث ومات شعيب بن الليث أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه قال فقمت ولم
أكتب شيئا فلما أصبحت أتيت الليث بن سعد فلما رآني تهلل وجهه فناولته القنداق فنشره
فأصاب فيه بسم الله الرحمن الرحيم ثم ذهب ينشره فقلت ما فيه غير ما كتبت فقال لي
يا سعيد وما الخبر فأخبرته بصدق عما كان فصاح صيحة فاجتمع (3) عليه الناس من
الخلق فقالوا يا أبا الحارث إلا خيرا فقال ليس إلا خيرا (4) ثم أبل علي فقال يا سعيد
تبينتها وحرمتها صدقت مات الليث أليس مرجعهم إلى الله
قال علي بن محمد سمعت مقدام بن داود يقول سعيد الأدم هذا يقال إنه من
الأبدال وقد كان رآه مقدام
قال (5) وأنبأنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا إسحاق بن

(1) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 11.
(2) بالأصل وم ود: الفنداق، والمثبت عن تاريخ بغداد والقنداق: صحيفة الحساب.
وقد صوبناها في كل مواضع الخبر.
(3) سقطت من الأصل، وم، ود، وت، واستدركت عن تاريخ بغداد.
(4) في تاريخ بغداد: خير.
(5) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 11 وتهذيب الكمال 15 / 446 وسير الاعلام 8 / 152.
375

إسماعيل الرملي قال سمعت محمد بن رمح يقول كان دخل الليث بن سعد في كل سنة
ثمانين ألف دينار ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط
أنبأنا بها عاليا أبو علي الحداد وحدثني بها أبو مسعود المعدل عنه أنبأنا أبو نعيم (1)
فذكرها
أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد المروزي أنبأنا أبو نصر هبة الله بن عبد
الجبار أنبأنا الحسين بن علي الخازن أنبأنا محمد بن الحسين النيسابوري أنبأنا الحسن بن
رشيق حدثنا عبد الله بن الحسين الضبعي حدثنا عمارة بن وثيمة قال قال لي أبو يحيى
زكريا بن يحيى
كان الليث يفتل في كل سنة عشرين ألف دينار لا يأتي عليه الحول إلا وعليه دين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو بكر الخطيب (2) حدثني الأزهري حدثني
أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال
سمعت أبي يقول قال أبي ما وجبت علي زكاة قط منذ بلغت قال أبو بكر وكان يستغل
عشرين ألف دينار
قال (3) وأنبأنا علي بن طلحة أنبأنا صالح بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد القاضي
السحيمي حدثنا أحمد بن عثمان النسائي قال سمعت قتيبة بن سعيد يقول سمعت شعيب
ابن الليث بن سعد يقول
يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألف تأتي عليه
السنة وعليه دين
قال (4) وأنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنبأنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا عمر بن
سعد حدثنا عبد الله بن محمد حدثني الحسن بن عبد العزيز قال قال لي الحارث بن
مسكين
اشترى قوم من الليث بن سعد ثمرة فاستغلوها فاستقالوه فأقالهم ثم دعا بخريطة

(1) رواها أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 7 / 322.
(2) تاريخ بغداد 13 / 8.
(3) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 11.
(4) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 8 - 9 وتهذيب الكمال 15 / 447.
(5) تقرأ بالأصل: " فما قالهم "، والمثبت عن م، ود، وت، وتاريخ بغداد.
376

فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا فقال له الحارث ابنه في ذلك فقال اللهم غفرا إنهم
قد كانوا أملوا فيه أملا فأحببت أن أعوضهم من أملهم بهذا
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر
اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة حدثنا أبو سعيد
ابن يونس حدثني قتاد بن عقبة بن يزيد الصدفي حدثني جعفر بن أحمد بن داود الصدفي
حدثني خالد بن عبد السلام الصدفي قال (1)
جالست الليث بن سعد وشهدت جنازته وأنا مع أبي فما رأيت جنازة قط بعدها أعظم
منها ولا أكثر أهلها ورأيت الناس كلهم في جنازته عليهم الحزن والناس يعزي بعضهم
بعضا ويبكون فقلت لأبي يا أبة كأن كل واحد من الناس صاحب الجنازة فقال لي يا بني
كان عالما كريما حسن العقل كثير الإفضال يا بني لا يرى مثله أبدا
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (2) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن يحيى بن
بكير قال
مات مالك بن أنس والليث بن سعد هذا ابن خمس وثمانين وهذا ابن ثلاث
وثمانين
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا عثمان بن محمد بن
يوسف العلاف حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي أنبأنا أبو إسماعيل الترمذي قال
سمعت ابن أبي مريم يقول كان الليث بن سعد أسن من ابن لهيعة بسنة ومات قبل ابن لهيعة
بسنة
قال الخطيب وهذا القول الأخير خطأ إنما مات الليث بعد موت ابن لهيعة
بسنة
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح وأبو الحسن مكي بن أبي طالب قالا أنبأنا
أبو بكر بن خلف أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو
الأحمسي بالكوفة حدثني الحسين بن حميد بن الربيع حدثني أبي قال
مات الليث بن سعد سنة خمس وستين ومائة

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام 8 / 162.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 276.
(3) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 14.
377

قال ابن عساكر (1) وكذا سلف القول عن محمد بن سعد وهو وهم والصواب
سنة خمس وسبعين
أخبرنا أبو محمد بن حمزة (2) قراءة عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي المؤدب
أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم حدثنا ابن بكير قال
مات الليث بن سعد سنة أربع وسبعين وهو ابن ثمانين سنة
قال وأنبأنا ابن زبر أنبأنا أبي حدثنا خالد حدثنا ابن بكير قال مات الليث سنة
خمس وسبعين للنصف من شعبان وهو ابن اثنتين وثمانين سنة
قال وقال أبو موسى وفي سنة خمس وسبعين مات حزم القطعي (3) والليث بن
سعد أبو الحارث المصري وذكر أن أباه أخبره عن أبيه عن أبي موسى (4) بذلك
قال ابن عساكر (5) والقول الأول وهم أيضا
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد حدثنا أحمد بن علي (6). ح وأخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا ابن الفضل أنبأنا عبد الله بن
جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال (7) قال ابن بكير ولد الليث بن سعد سنة أربع
وتسعين وتوفي يوم النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة وصلى عليه
موسى بن عيسى الهاشمي ودفن بعد الجمعة يكنى أبا الحارث
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم
علي بن محمد بن عيسى بن موسى البزار (8) أنبأنا علي بن محمد بن أحمد المصري حدثنا
أحمد بن يحيى بن خالد بن حمان الرقي قال سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير يقول مات
الليث بن سعد سنة خمس وسبعين

(1) زيادة منا للإيضاح.
(2) بالأصل: خيرة، تصحيف، والمثبت عن م، ود، وت.
(3) هو حزم بن أبي حزم القطعي، أبو عبد الله البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 243.
(4) خبر وفاة حزم ذكره أبو موسى محمد بن المثنى في ترجمة حزم 4 / 244.
(5) الزيادة منا للإيضاح.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 14.
(7) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 2 / 444.
(8) بدون إعجام بالأصل وت، ود، والمثبت عن م.
378

أخبرنا أبو القاسم أيضا وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا أبو بكر الخطيب (1)
أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ بنيسابور أنبأنا أبو محمد القاسم بن
غانم بن حمويه الصيدلاني أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي (2) قال
سمعت ابن بكير يقول مات الليث النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة
وصلى عليه موسى بن عيسى
ولفظ الإسناد لأبي القاسم
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو بكر الحافظ (3) أنبأنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا
أحمد بن كامل القاضي حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت ابن أبي مريم يقول
وتوفي الليث ليلة الجمعة في نصف شعبان سنة خمس وسبعين وولد الليث سنة ثلاث
وتسعين
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (4)
سنة خمس وسبعين ومائة فيها مات ليث بن سعد بمصر
أخبرنا أبو محمد المزكي حدثنا أبو محمد الصوفي حدثنا أبو محمد المعدل أنبأنا
أبو الميمون حدثنا أبو زرعة قال (5)
فأخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم أن الليث مات سنة خمس وسبعين ومائة ومالك بن
أنس سنة تسع وسبعين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب ح وأخبرنا أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد
الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال قال محمد بن رمح مات الليث بن سعد سنة
خمس وسبعين ومائة

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13 / 14 باختلاف.
(2) الأصل، وم، ود، وت: البوسنجي، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) تاريخ بغداد 13 / 14.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 449 (ت. العمري).
(5) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 276 - 277.
379

أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن الغساني قالا حدثنا أبو بكر الخطيب (1)
أخبرني محمد بن الحسين القطان وقال العلوي أنبأنا ابن الفضل أنبأنا دعلج بن أحمد
حدثنا أحمد بن علي الأبار قال
سألت عيسى بن حماد زغبة سنة كم مات الليث بن سعد فقال سنة خمس وسبعين
ومائة
أخبرنا أبو القاسم العلوي حدثنا أبو بكر الخطيب حدثنا عبد العزيز بن علي
الأزجي قال قرئ على محمد بن عبد الرحمن المخلص وأنا أسمع حدثنا عبيد اله بن
عبد الرحمن السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثني أبي حدثني أبو
عبيد
أن الليث بن سعد مات في سنة خمس وسبعين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا علي بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد قال
سنة خمس وسبعين فيها مات الليث بن سعد مولى بني فهم من قيس عيلان
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن حدثنا أحمد بن علي أخبرنا الحسن بن أبي بكر
قال كتب إلي محمد بن إبراهيم الجوزي أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم حدثنا
أحمد بن يونس الضبي حدثني أبو حسان الزيادي قال
سنة خمس وسبعين ومائة فيها مات الليث بن سعد الفهمي ويكنى أبا الحارث ليلة
النصف من شعبان وهو ابن ثنتين وثمانين سنة (2)
قال وأنبأنا الحسن بن أبي بكر أنبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد
القطان قال قال موسى بن هارون ومات الليث سنة خمس وسبعين
5864 - ليث بن سليمان بن سعد الخشني مولاهم
كان كاتبا ليزيد بن الوليد

(1) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 14.
(2) تهذيب الكمال 15 / 449.
380

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (1)
في تسمية عمال يزيد بن الوليد كاتب الرسائل ليث بن سليمان (2) بن سعد
5865 - ليث بن سليمان
حدث عن فضالة بن عبيد
روى عنه معاوية بن يحيى
إن لم يكن كاتب يزيد فهو غيره
5866 - ليث بن عبد الله
حافظ انتقى على أبي بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي البندار لم يقع له إلي
رواية
5867 - ليث الليثي
من ندامي الوليد بن يزيد بن عبد الملك
ذكر أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي قال قال المدائني عرض الوليد بن يزيد الخيل فرأى مهرة فقال أرسلوها فمن لحقها فضربها بسوطه فهي له فأرسلها واتبعتها
الخيل فبدر رجل من بني ليث يقال له ليث على فرس جواد أمام الخيل وسمعت المهرة
حسه فدفعت واحتمله الفرس فلم يملك عنانه فصدمها فسقط فاندقت عنقه فمات
فوقف عليه الوليد وكان من ندمائه فقال:
عجبت اليوم من ليث * لقرب الدار والبعد
فلا يبعد وكيف البعد * إلا المكث في اللحد

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 371 (ت. العمري).
(2) في تاريخ خليفة: ليث بن أبي سليمان بن سعد.
381