الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٦٩
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء التاسع والستون
أسماء - عمرة
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى 1419 ه‍ - 1998 م
حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - ص ب: 7061 / 11
تلفون: 559900 - 559901 - 559902 - 559903
فاكس: 009611559904
بيروت - لبنان
2

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال وهذا من بلغنا
ذكرهن من النساء ممن لهن رواية أو شعر من الحرائر والإماء مرتب على الترتيب المألوف
من ذكر أسمائهن على الحروف
" حرف الألف "
" ذكر من اسمها أسماء " (1)
9294 أسماء بنت عبد الله أبي بكر الصديق
ابن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد
ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ذات النطاقين التيمية (2)
زوج الزبير بن العوام وأم عبد الله بن الزبير وأخت عائشة الصديقة وأمها قتيلة
بنت عبد (3) العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن حنبل بن عامر بن لؤي ويقال قتلة لها
صحبة
وروت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
روى عنها ابناها عبد الله وعروة (4) ابنا الزبير وأبو واقد الليثي وعبد الله بن عباس
وعباد بن عبد الله بن الزبير (5) وابن أبي مليكة وطلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي

(1) الزيادة استدركت عن المطبوعة.
(2) ترجمتها في سير أعلام النبلاء (3 / 526 ت 147) ط دار الفكر وطبقات ابن سعد 8 / 249 والاستيعاب 4 / 232
هامش الإصابة، والإصابة 4 / ترجمة 46 وتهذيب الكمال 21 / 291 وتهذيب التهذيب وتقريبه: (10 / 451
ت 8823) ط دار الفكر وحلية الأولياء 2 / 55 وأسد الغابة 6 / 9 ونسب قريش للمصعب ص 275 شذرات الذهب
1 / 44 و 80.
(3) سقطت من الأصل، وزيدت عن المختصر والمطبوعة.
(4) تحرفت بالأصل إلى: عبدة، والمثبت عن المطبوعة.
(5) زيد بعدها في المطبوعة: " وعبد الله بن عروة بن الزبير " راجع تهذيب 21 / 291.
3

بكر ومسلم بن عبد الله القرشي وعبد الله مولى أسماء (1) وأبو نوفل معاوية بن مسلم بن
أبي عقرب ووهب بن كيسان وعبادة بن المهاجر والمطلب بن عبد الله بن حنطب وأبو
بكر بن عبد الله بن الزبير ومحمد بن المنكدر التيمي وفاطمة بنت المنذر وصفية بنت
شيبة وأم كلثوم مولاة الحجبة
وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير
كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين وأخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله
بن أحمد بن حبيب وأبو منصور برغش (2) بن عبد الله عتيق القاضي الهروي عنه أنبأ أبو
سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم أنا أناس بن عياض عن هشام عن فاطمة
أن أسماء كانت إذا أتيت بالمرأة قد حمت تدعو لها أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها
وقالت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يأمرنا أن نبردها بالماء
ومن أعلى ما وقع إلي من حديثها
ما أخبرناه أبو بكر محمد بن الحسين ثنا أبو الحسين بن المهتدي قال قرئ على
عيسى بن علي قال قرئ على أبي القاسم البغوي نا داود بن عمرو بن زهير بن عمرو بن
جميل الثقة المأمون نا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قال عبد الله بن عمرو
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء (3) ماؤه أبيض من الورق
وريحه أطيب من المسك كيزانه كنجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا [* * * *]
قال وقالت أسماء بنت أبي بكر
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني على الحوض أنظر من يرد علي منكم وسيوجد (4) أناس
دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي فيقول ما شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا
يرجعون على أعقابهم [* * * *]

(1) هو عبد الله بن كيسان، راجع الكمال وسير الاعلام.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " بن عشر " والصواب ما أثبت، قارن مع مشيخة ابن عساكر 33 / ب.
(3) زواياه سواء: معناه طوله كعرضه.
(4) كذا بالأصل، وفي المختصر والمطبوعة: وسؤخذ.
4

فكان ابن أبي مليكة يقول اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا
أخرجه مسلم (1) عن داود (2)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأ أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني (3) أبي حدثني روح (4) نا شعبة عن مسلم القري قال سألت ابن
عباس عن متعة الحج فرخص فيها وكان ابن الزبير ينهى عنها فقال هذه أم ابن الزبير
تحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رخص فيها فأدخلوا عليها فسلوها قال فدخلنا عليها فإذا امرأة
ضخمة عمياء فقالت قد رخص رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيها
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
بن عمران نا موسى نا خليفة (5) حدثني أبو بكر عن محمد بن أبي يحيى أخبرني
إسحاق مولى زائدة أن أبا واقد صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبره أنه شهد اليرموك قال وكانت
أسماء بنت أبي بكر مع الزبير في خبائها فسمعتها تقول للزبير إن كان الرجل من العدو ليمر
يسعى فيصيب قدميه عروة أطناب خبائي فيسقط على وجهه ميتا ما أصابه السلاح
رواه غيره عن محمد بن أبي يحيى فقال إسحاق مولى محمد بن زياد (6)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أحمد بن الحسن زاد
الأنماطي وابن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا
عمر بن أحمد نا خليفة قال (7)
أسماء بنت أبي بكر بن أبي قحافة (8) أمها قتيلة بنت عبد العزى بن عبد بن أسعد بن
نصر بن مالك بن حسل! بن عامر بن لؤي هي أخت عبد الله بن أبي بكر لأبيه وأمه وهي

(1) بالأصل: " أفرضكم عن داود " والمثبت عن المطبوعة.
(2) صحيح مسلم (43) كتاب الفضائل، (9) باب، رقم 2292 (ج 4 / 1793).
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 272 رقم 270 طبعة دار الفكر.
(4) الزيادة عن مسند أحمد، والمطبوعة.
(5) لم أجد الخبر في تاريخ خليفة المطبوع الذي بيدي.
(6) أقحم بعدها بالأصل: " أخبرنا أبو غالب أحمد " هنا.
(7) طبقات خليفة بن خياط ص 624 رقم 3252 طبعة دار الفكر.
(8) قوله: " " ابن أبي قحافة " ليست في طبقات خليفة.
5

امرأة الزبير بن العوام ولدت للزبير عبد الله وعروة والمنذر والمهاجر بني الزبير
أخبرنا أبو غالب أحمد (1) وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن قالا أنا محمد بن أحمد
بن محمد بن عمر أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن زكريا أنا أحمد بن سليمان بن
داود نا الزبير بن أبي بكر قال (2)
وولد أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي بكر قتل يوم الطائف وأخته لأمه أسماء ابنة
أبي بكر الصديق ولدت للزبير بن العوام عبد الله والمنذر وعروة وعاصما لا بقية له
والمهاجر لا بقية له وخديجة الكبرى وأم حسن وعائشة وأسماء هي ذات النطاقين
وإنما سميت ذات النطاقين أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما تجهز مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق أتاهما
عبد الله بن أبي بكر في الغار ليلا بسفرتهما ولم يكن لها شناق (3) فشقت لها أسماء نطاقها
فشنقتها به فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أبدلك الله بنطاقك هذا في نطاقين في الجنة فقيل لها
ذات النطاقين [* * * *]
أخبرني بذلك محمد بن الضحاك الحزامي عن أبيه الضحاك بن عثمان وأخبرنيه
غيره
وأم عبد الله وأسماء ابنة أبي بكر قتلة (4) بنت العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن
حسل بن عامر بن لؤي وفي قتلة نزلت " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم
يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتسقطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " (5) كانت قتلة قدمت
على ابنتها أسماء ابنة أبي بكر وقتلة راغبة عن الإسلام على دين قومها ومعها ابنها الحارث
بن مدرك بن عبيد بن عمر بن مخزوم فأبت أسماء أن تقبل هديتها حتى تسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فسألته فأنزل الله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين " الآية فأدخلتها
أسماء وقبلت هديتها
قال محمد بن مسلمة تصلون ذوي أرحامكم قال ثم نسخ هذا بقوله " لا تجد قوما "

(1) ما بين معكوفتين قدمت إلى بداية الخبر السابق، أخرناها غلى موضعها هنا.
(2) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 275 - 276.
(3) الشناق: الوكاء الذي يشد به.
(4) في نسب قريش: قتيلة.
(5) سورة الممتحنة، الآية: 8.
6

" يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم
أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من
تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حرب الله ألا إن حزب الله هم
المفلحون " (1)
وأم قتلة صرما بنت خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وأمها ليلى بنت عبد أسعد بن
جحدم بن أمية بن ظرب بن الحارث بن فهر وأمها إياس (2) بنت أهيب بن حذافة بن جمح
وأمها أم راشد برة بنت أهيب بن عمران بن مخزوم وأمها تخمر بنت عبد بن قصي وأمها
سلمة بنت عامرة بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر وأمها هند بنت عبد الله بن
الحارث بن وائلة بن ظرب بن عدون وائلة بن ظرب أخو عامر بن ظرب حكم العرب الذي
يقول فيه ذو الأصبع العدواني
* ومنا حكم يقضي * فلا ينقض ما يقضي
وفي خلف بن وهب يقول ابن الزبعري (3)
* خلف بن وهب كل آخر ليلة * أبدا يكثر أهله بعيال
سقيا لوهب كهلها ووليدها * ما دام في أبياتها (4) الذيال
نعم الكهول كهولهم وشبابهم (5) * صيابة (6) ليسوا من الجهال *
أخبرني ذلك عني مصعب بن عبد الله عن عامر بن صالح ولا أراها إلا لغير ابن
الزبعري
قال وأنشدني محمد بن حسن المخزومي البيت الأول منها وأنشدني عبد الله بن
إبراهيم الجمحي البيتين الأولين وقال كان يقال (7) لخلف بن وهب الذيال

(1) سورة المجادلة، الآية: 22.
(2) كذا، وفي المطبوعة: أم إياس.
(3) الأبيات في الأغاني 7 / 114 في أخبار أبي دهبل، ونسبها أبو الفرج الأصفهاني لعبد الله ابن الزبعري أو غيره.
(4) بالأصل: إتيانها، والمثبت عن الأغاني.
(5) صدره بالأغاني: نعم الشباب شبابهم وكهولهم.
(6) الصيابة: الخيار من كل شئ.
(7) مكررة بالأصل.
7

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر وأبو نصر محمد بن
الحسن قالا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد حدثني
أبي قال أسماء ابنة أبي بكر زوجها الزبير بن العوام وهي أم عبد الله وعروة ابني
الزبير (1)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأ أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (2) قال
أسماء بنت أبي بكر الصديق ابن أبي قحافة عثمان بن عامر (3) بن كعب بن سعد بن تيم
وأمها قتيلة بنت عبد العزى بن أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وهي أخت
عبد الله بن أبي بكر الصديق لأبيه وأمه أسلمت قديما بمكة وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي
ذات النطاقين تزوجها الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له
عبد الله وعروة والمنذر وعاصما والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال أسماء بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان ذات النطاقين أمها قتيلة بنت عبد العزى
ابن عبد أسعد من بني مالك بن حسل وعبد الله بن أبي بكر أخوها لأمها وهي أم عبد الله
ابن الزبير تزوجها الزبير بن العوام بمكة فولدت له عدة ثم طلقها وكانت مع عبد الله
ابنها حتى قتل وبقيت مائة سنة حتى عميت وماتت بعد قتل عبد الله بن الزبير سنة ثلاث
وسبعين بعد ابنها بليال (4) وكانت أخت عائشة لأبيها
قال ابن أبي الزناد وكانت أكبر من عائشة بعشر سنين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا عبد الملك
ابن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 517 رقم 2085.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 249.
(3) زيد في الطبقات الكبرى 8 / 249.
(4) اختلف في مكثها بعد ابنها عبد الله، فقيل: عاشت بعده أيام، وقيل: عشرين يوما، وقيل: بضعة وعشرين
يوما.
8

أسماء بنت أبي بكر الصديق واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن
سعد بن تيم بن مرة القرشية التيمية أخت عائشة يقال لها ذات النطاقين وإنما قيل لها
ذلك لأنها حين أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر الصديق أن يخرجا من الغار الذي كانا فيه
ويقصدا المدينة أتتهما بسفرتهما (1) ونسيت أن تجعل لها عصاما (2) فحلت نطاقها فجعلت
لها عصاما ثم علقتها فلذلك كان يقال لها ذات النطاقين وكانت تحت الزبير وهي أم عبد
الله بن الزبير (3) وعروة سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنها ابنها عبد الله بن الزبير وعبد الله بن
أبي مليكة وعبد الله بن كيسان مولاها وفاطمة بنت المنذر وصفية بنت شيبة في العلم
والنكاح ماتت بمكة في سنة ثلاث وسبعين بعدما قتل الحجاج بن يوسف ابنها عبد الله بن
الزبير بها في يوم الثلاثاء ثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة من هذه السنة بنحو جمعة
قال الذهلي نا أحمد بن حنبل نا سفيان بن عيينة قال بقيت أسماء بعد ابنها
وقال هشام بن عروة دخلت على أسماء قبل قتل عبد الله بن الزبير بعشر ليال وكانت
بنت مائة سنة
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا (4) أبو نعيم الحافظ
أسماء بنت الصديق أبي بكر أم عبد الله بن الزبير كانت تعرف بذات النطاقين كانت
تحت الزبير بن العوام فولدت له عبد الله بن الزبير وعروة والمنذر ثم طلقها فكانت
عند ابنها عبد الله كانت أخت عائشة لأبيها وكانت أسن من عائشة ولدت قبل التاريخ
بسبع وعشرين سنة وقبل مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) بعشر سنين وولدت لأبيها الصديق يوم ولدت وله
أحد وعشرون سنة توفيت أسماء سنة ثلاث وسبعين بمكة بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير
بأيام ولها مائة سنة وقد ذهب بصرها وأم أسماء وأم عبد الله بن أبي بكر قتيلة بنت عبد
العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن حسل روى عن أسماء عبد الله بن عباس وابنها
عروة بن الزبير وعباد بن عبد الله بن الزبير وأبو بكر بن عبد الله بن الزبير وعامر بن عبد

(1) السفرة، بالضم، طعام المسافر (القاموس).
(2) العصام من الدلو والقربة والإداوة: حبل يشد به، وقيل: هو سيرها الذي تحمل به، وكل شئ عصم به شئ فهو
عصام. ج أعصمة وعصم. (تاج العروس: عصم).
(3) زيد في المطبوعة: ابن العوام.
(4) بالأصل: " أنا " والمثبت عن المطبوعة.
9

الله بن الزبير ووهب بن كيسان والمطلب بن عبد الله بن حنطب وعبد الله بن أبي مليكة
ومحمد بن المنكدر وطلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وفاطمة بنت المنذر بن
الزبير وصفية بنت شيبة الحجبي في آخرين
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي أنا أحمد بن عبد الواحد السلمي أنا جدي
أبو بكر أنا أبو محمد بن زبر نا أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري نا محمد بن أبي
صفوان نا الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال كانت أسماء بنت أبي بكر أكبر من عائشة
بعشر سنين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن (1) إسحاق قال (2)
في ذكر إسلام المهاجرين الأولين قال ثم أسلم ناس من قبائل العرب منهم أسماء بنت
أبي بكر وهي صغيرة (3)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا (4)
عبد الله بن أحمد (5) نا أبي نا أبو أسامة نا هشام عن أبيه وفاطمة عن أسماء قالت
صنعت سفرة النبي (6) (صلى الله عليه وسلم) (7) في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة (8) قالت فلم
نجد لسفرته ما ولا لسقائه ما نربطهما به (9)
قالت فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربطه به إلا نطاقي فقال شقيه باثنين
فاربطي بواحد السقاء (10) وبالآخر السفرة فلذلك سميت ذات النطاقين

(1) تحرفت الأصل إلى: أبي.
(2) سيرة ابن إسحاق ص 124 رقم 187.
(3) كذا ورد بالأصل، والذي في سيرة ابن إسحاق: أسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر، وهي صغيرة.
(4) ما بين معكوفتين مكانه بالأصل: " منده " تحريف، والمثبت عن المطبوعة، والسند معروف.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 268 رقم 26994 طبعة دار الفكر.
(6) في المسند: رسول الله.
(7) أقحم بعدها بالأصل: عدا.
(8) لفظتا " إلى المدينة " ليستا في المسند.
(9) ما بين معكوفتين استدرك عن المسند، والذي بالأصل مضطرب وصورته: " قال: قال محمد.... ولا سعانه ما
يربطهما به ".
(10) الجملة مضطربة بالأصل، وأولها بياض، والمستدرك عن المسند.
10

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن أنا أبو القاسم بن البسري
وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد
الله وأبو محمد محمود بن محمد بن مالك وأبو يحيى بشير بن عبد الله وأبو إسماعيل
محمد بن عبد الله الأكاف قالوا أنا أبو محمد التميمي
قالا أنا أبو عمر بن مهدي أنا محمد بن مخلد نا محمد بن عثمان بن كرامة نا أبو
أسامة عن هشام عن أبيه وفاطمة بنت المنذر عن أسماء ابنة أبي بكر قالت
صنعت سفرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة فلم نجد
لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به قلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربطها إلا نطاقي قال
فشقيه باثنين فربطت بواحد السقاء وبواحد السفرة فلذلك سميت ذات النطاقين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا ابن أبي الدنيا نا أبي نا الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال كان أهل
الشام ينادون ابن الزبير بابن ذات النطاقين فيقول أنا ابنها حقا أنا ابنها حقا وجعل
يقول (2)
وعيرها الواشون أني أحبها * وتلك شكاة نازح عنك عارها *
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
حمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر عن ابن أبي
الزناد عن هشام بن عروة قال
نادى رجل من أهل الشام يا ابن الزبير يا ابن ذات النطاقين يعيره بذلك فمشى ابن
الزبير نحوه وهو يقول
وعيرها الواشون أني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
فإن أعتذر منها فإني مكذب * وإن تعتذر يردد عليها اعتذارها *
أنا ابن ذات النطاقين هلم إلي
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا أبو

(1) في المطبوعة: محمد بن محمد بن عبد الله الاكاف.
(2) انظر ما يلي قريبا.
11

طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان
الحزامي عن أبيه قال
كان أهل الشام وهم يقاتلون عبد الله بن الزبير بمكة يصيحون به يا ابن ذات النطاقين
ويظنونه عيبا فيقول ابن الزبير ابنها والإله أنا والله وهي كما قال أبو ذؤيب الهذلي (1)
* وعيرها الواشون أني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
فإن أعتذر منها فإني مكذب * وإن تعتذر يردد عليها اعتذارها *
ثم يقبل على ابن أبي عتيق عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
فيقول ألا تسمع يا ابن أبي عتيق
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا محمد
ابن يحيى بن سليمان نا أحمد بن محمد بن أيوب نا إبراهيم بن سعد عن محمد بن
إسحاق (2) قال
حدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتانا نفر من قريش
منهم أبو جهل بن هشام فوقفوا على باب أبي بكر فخرجت إليهم فقالوا أين أبوك يا بنت
أبي بكر قلت لا أدري والله أين أبي قالت فرفع أبو جهل يده وكان فاحشا خبيثا فلطم
خدي لطمة خر منها قرطي قالت ثم انصرفوا فمضى ثلاث ليال ما ندري أين توجه رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) إذ أقبل رجل من الجن من أسفل مكة يغني بأبيات شعر غنى بها العرب وإن الناس (3)
ليتبعونه يسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج بأعلى مكة وهو يقول (4)
* جزا الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا (5) خيمتي أم معبد (6)
هما نزلاها بالهدى واهتدوا به (7) * فأفلح من أمسى رفيق محمد

(1) من قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي، في شرح أشعار الهذليين 1 / 70 - 71.
(2) الخبر في سيرة ابن هشام 2 / 131 - 132.
(3) بالأصل: " إن الناس " والمثبت عن سيرة ابن هشام.
(4) الزيادة عن سيرة ابن هشام.
(5) في السيرة: حلا.
(6) قال ابن هشام: أم معبد بنت كعب، امرأة من بني كعب من خزاعة. وقيل اسمها: عاتكة.
(7) بالأصل: " واعتدوا به " وصدره في سيرة ابن هشام: هما نزلا بالبر ثم تروجا. وفي المختصر: " واغتدوا " والمثبت
عن المطبوعة.
12

ليهن بني كعب مكان فاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد *
قالت فلما سمعنا قوله عرفنا حيث وجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأن وجهه إلى المدينة وكانوا
أربعة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وعبد الله بن أريقط
دليلهما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
نا أبو الحسين رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن إسحاق
حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء ابنة أبي بكر قالت (1)
لما توجه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة معه أبو بكر حمل أبو بكر معه جميع
ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف فأتاني جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال إن هذا
والله قد فجعكم بماله مع نفسه فقلت كلا يا أبة قد ترك لنا خيرا كثيرا فعمدت إلى
أحجار فجعلتهن في كيوة البيت كان أبو بكر يجعل ماله فيها وغطيت الأحجار بثوب
ثم جيئت به فأخذت بيده فوضعتها على الثوب فقلت ترك لنا هذا فجعل يجد مس الحجارة
من وراء الثوب فقال أما إذا ترك لكم هذا فنعم ولا والله ما ترك لنا قليلا ولا كثيرا
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأ أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد نا قيس بن
حفص الدارمي نا بشر (3) بن المفضل نا كثير أبو الفضل حدثني رجل من قريش من آل
الزبير أن أسماء بنت أبي بكر أصابها ورم في رأسها ووجهها وأنها بعثت إلى عائشة بنت أبي
بكر اذكري وجعي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعل الله يشفيني فذكرت عائشة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجع
أسماء فانطلق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى دخل على أسماء فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق
الثياب فقال بسم الله أذهب عنها سوءه وفحشه بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم
الله صنع ذلك ثلاث مرات فأمرها أن تقول ذلك فقالت ثلاثة أيام فذهب الورم قال
كثير يصنع ذلك عند حضور الصلوات المكتوبات يقولها (4) وترا ثلاثا

(1) الخبر في سيرة ابن هشام 2 / 133.
(2) رواه البيهقي في دلائل النبوة 6 / 181 - 181 - (ط. بيروت).
(3) تحرفت بالأصل إلى: بشير، والتصويب عن دلائل النبوة، وهو بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي، أبو إسماعيل
البصري، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 94.
(4) سقطت من الأصل وزيدت عن دلائل النبوة.
13

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو
الحسن بن معروف نا الحسين نا ابن سعد (1) أنا يحيى بن عباد نا حماد بن سلمة عن
أبي عامر الخزاز (2) عن ابن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر الصديق كانت تصدع فتضع
يدها على رأسها وتقول بذنبي (3) وما يغفره الله أكثر
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (4) نا أبو سلمة نا هشام بن عروة أخبرني أبي عن أسماء ابنة
أبي بكر قالت تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شئ غير فرسه
قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه (5) وأعلفه وأستقي
الماء وأخرز غربه (6) وأعجن ولم أكن أحسن الخبز فكان يخبز لي جارات من الأنصار
وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى (7) من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على
رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ قالت فجئت يوما النوى على رأسي فلقيت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) ومعه نفر من أصحابه فدعاني فقال إخ إخ ليحملني خلفه فقالت واستحيت أن
أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته قالت وكان أغير الناس فعرفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني
أني قد استحيت فمضى فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (8) وعلى رأسي النوى
ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب (9) فاستحييت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك
النوى كان أشد علي من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني
سياسة الفرس فكأنما أعتقني
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن

(1) الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 251 وسير الاعلام (3 / 528) ط دار الفكر.
(2) تحرفت بالأصل إلى: الخزاز، وهو صالح بن رستم المزني، أبو عامر الخزاز البصري، ترجمته في تهذيب
الكمال 9 / 27.
(3) بالأصل: " ندنني " وفي ابن سعد: " بدني " والمثبت عن سير الاعلام.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 270 رقم 27003 طبعة دار الفكر.
(5) الناضح: البعير أو الحمار أو الثور الذي يستقى عليه الماء.
(6) الغرب: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد الثور.
(7) النوى: عجم التمر كانوا يدقونه ويعلفونه دوابهم.
(8) زيادة عن المسند، والمطبوعة.
(9) في المسند: لاركب معه.
14

المقرئ المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا أبو أسامة عن هشام بن
عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت
تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك غير ناضح وغير فرسه قالت فكنت
أعاني فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه
قال أبو أسامة يعني الدلو وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكن يخبزن لي جارات من
الأنصار (1) وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
على رأسي وهي ثلثي فرسخ قالت فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال إخ إخ ليحملني خلفه قالت فاستحييت أن أسير
مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس قال فعرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أني قد
استحييت فمضى فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان على رأسي النوى ومعه نفر
من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك فقال والله لحملك النوى كان
أشد علي من ركوبك معه قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة
الفرس فكأنما أعتقتني (2)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن
أنا ابن المبارك أنا عبد العزيز بن أبي رواد (3) قال
مر أبو بكر بأسماء ابنته وهي تقود فرسا للزبير إلى الغابة تحتش (4) عليه وقد حملت
ابنها عبد الله فلما رأته استغاثت به فقالت أرسلني أحتش على فرسه ويحمحم الفرس
فانسل فأخذني وضربني فقال أبو بكر اتقي الله وأطيعي زوجك مرتين حتى لما أدركته
رقة الولد حرك فرسه فولى وإني لأسمع نشيج بكائه رحمة الله عليه
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا الجوهري

(1) الزيادة بين معكوفتين عن المطبوعة.
(2) من طريق عروة رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 528) ط دار الفكر وابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 250.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " داود " تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 496.
(4) بالأصل: يحش.
15

أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف (1) نا ابن الفهم نا محمد بن
سعد (2) (3) أنا كثير بن هشام حدثنا الفرات بن سلمان (4) عن عبد الكريم عن عكرمة
أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام وكان شديدا عليها فأتت أباها فشكت
ذلك إليه فقال يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تتزوج
بعده جمع بينهما في الجنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
عبد الله بن عدي نا أبو عروبة أخبرني أحمد بن بكار أنا بشر بن السري نا مصعب بن
ثابت عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال نزلت هذه الآية في أسماء ابنة أبي بكر
وكانت أمها في الجاهلية يقال لها قتيلة (6) بنت عبد (7) العزى فجاءتها بهدايا بأطباق قرص
فأبت أن تقبله وقالت لا أقبله حتى يأذن لي النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا تدخل علي فذكرت عائشة ذلك
للنبي (صلى الله عليه وسلم) فأنزل الله " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين " إلى آخر الآية
وبعدها (8)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
المعدل (9) أنا أبو طاهر الذهبي أنا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني عبد الله بن محمد
ابن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن الزبير عن صفية بنت الزبير بن هشام بن عروة وهي
خالة أبيه محمد بن المنذر عن هشام بن عروة عن أبيه قال
جرى بين صفية بنت عبد المطلب وبين ابنها الزبير بن العوام عتاب في أمر زوجته أسماء
بنت أبي بكر فسمعت الذي جرى بينهما من ذلك خديجة بنت الزبير وهي جارية صغيرة
وكانت تكون مع جدتها صفية فقالت لأمها يا أمتاه لأي شئ اشتكيت جدتي حتى اشتكت

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك قياسا إلى سند مماثل لتقويم السند، والسند معروف.
(2) زيادة لازمة لتقويم السند، قياسا إلى سند مماثل.
(3) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 251.
(4) الزيادة لتقويم السند عن الطبقات الكبرى.
(5) الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 361 في ترجمة مصعب بن عبد الله بن الزبير.
(6) في الكامل لابن عدي: قيلة.
(7) في الكامل: لابن عدي: قيلة.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الكامل لابن عدي.
(9) تحرفت الأصل إلى: المهدي.
16

إلى أبي فلم تزل بها أسماء حتى أخبرتها الخبر فضجت أسماء من شكوى صفية لها
وتعذرت منه فبلغ صفية ما كان منها فغضبت وقالت للزبير يكون بيني وبينك شئ
فترفعه إلى امرأتك وتؤثرها علي فقال وهو لا يعلم من نقل الحديث لا والله يا أمتاه ما
فعلت فازدادت غضبا وكان غضبها ما لا يطاق فاندفعت تقول
* عالجت أزمان الدهور عليكم * وأسماء لم نشعر بذلك أيم
فيكثر ان عوفيتم (1) وسلمتم * سروري وإني إن مرضتم لارزم
وتؤثر أخرى لم تلدك على التي * لها الحق ينثوه فصيح وأعجم
فلو كان في الكفار زبر عذرته * ولكن زبرا أيها الناس مسلم *
وعلم الزبير من حيث خرج الخبر فقال لها يا أمتاه التي خرج الحديث منها ابنتك
خديجة قالت كذاك لا تدخل على خديجة أبدا
أخبرنا أبو علي الحداد وغيره إذنا قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن أحمد
نا أحمد بن زيد بن هارون نا إبراهيم بن المنذر الحزامي (2) نا عبد الله بن محمد بن يحيى
ابن عروة عن هشام بن عروة قال
ضرب الزبير أسماء بنت أبي بكر فصاحت بعبد الله بن الزبير فأقبل فلما رآه قال
أمك طالق إن دخلت فقال له عبد الله أتجعل أمي عرضة ليمينك فاقتحم عليه فخلصها
منه فبانت منه
أخبرنا أبو غالب بن البنا بقراءتي عليه عن أبي محمد الحسن بن علي أنا ابن
حيوية أنا ابن معروف أنا ابن الفهم نا ابن سعد (3) أنا عفان بن مسلم نا حماد بن
سلمة نا هشام بن عروة أن الزبير طلق أسماء فأخذ عروة وهو يومئذ صغير
قال ونا ابن سعد (4) أنا عبيد الله بن موسى أنا أسامة عن محمد بن المنكدر أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لأسماء بنت أبي بكر لا توكي (5) فيوكي الله عليك فكانت امرأة سخية
النفس [* * * *]

(1) بالأصل: عوقبتم.
(2) من هذا الطريق رواه الذهبي في تاريخ الاسلام 3 / 134 و 135.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 253.
(4) طبقات ابن سعد 8 / 252.
(5) يعني لا تدخري وتشدي ما عندك، وتمنعي ما في يدك.
17

أخبرنا أبو القاسم الشيباني أنا أبو علي التميمي أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي (1) نا أبو بكر الحنفي نا الضحاك بن عثمان حدثني وهب بن كيسان
قال سمعت أسماء ابنة أبي بكر قالت مر بي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا أحصي شيئا وأكيله فقال
يا أسماء لا تحصي فيحصي الله عليك قالت فما أحصيت شيئا بعد قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
خرج من عندي ولا دخل علي وما عندي نفد من رزق (2) إلا أخلفه الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد البغوي نا داود بن عمرو نا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي عتبة
نا هشام بن عروة (3) أن أسماء بنت أبي بكر كانت تقول لبناتها يا بناتا تصدقن ولا تنتظرن
الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لم تجدنه وإن تفقدن (4) لا تجدن فقده
أخبرنا (5) أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي ثعلب بن جعفر قالا أنا عبد الدائم بن
الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أبو العباس ابن عتاب نا أحمد بن أبي الحواري نا أبو
معاوية نا هشام عن فاطمة بنت المنذر قالت
قالت أسماء يا بناتي تصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لن
تجدنه وإن تصدقتن لم تجدن فقده
رواها أبو أسامة عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء
قرأت على أبي غالب بن البنا عن الجوهري أنا أبو عمر أنا أحمد نا الحسين
نا (6) ابن سعد (7) نا أبو أسامة نا هشام عن فاطمة عن أسماء قالت كانت تقول لبناتها
ولأهلها أنفقوا أو (8) أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لم
تفضلن شيئا وإن تصدقتن لم تجدن فقده

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 278 رقم 27038 طبعة دار الفكر.
(2) في المسند: رزق الله.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 252 الذهبي في تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 356.
(4) رسمها بالأصل: " ففدن " أعجمت عن المطبوعة، وفي تاريخ الاسلام: تصدقن.
(5) الخبر التالي سقط من الأصل واستدرك هنا عن المطبوعة.
(6) زيادة لازمة لتقويم السند.
(7) رواه ابن سعد في الطبقات 8 / 252.
(8) بالأصل: وأنفقن، والمثبت عن ابن سعد.
18

أنبأنا أبو القاسم العلوي أنا أبو محمد الكتاني
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي الحديد
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي الحسن بن حبيب نا جعفر بن محمد هو
الفريابي نا منجاب بن الحارث نا علي بن مسهر (1) عن هشام عن القاسم بن محمد قال
سمعت ابن الزبير يقول
ما رأيت امرأتين (2) قط (3) أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف أما عائشة فكانت
تجمع الشئ إلى الشئ حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه وأما أسماء فإنها
كانت لا تدخر شيئا لغد
قرأت على أبي غالب الحريري عن الحسن بن علي أنا أبو عمر الخزاز أنا أحمد بن
معروف نا ابن الفهم نا ابن سعد (4) نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا زهير عن أبي
إسحاق عن مصعب بن سعد قال فرض عمر الأعطية ففرض لأسماء بنت أبي بكر ألف
درهم
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا عبد الله بن عبيد الله بن
يحيى البيع (5) نا أبو عبد الله المحاملي نا محمد بن عبد الله المحرمي نا يحيى بن
سعيد عن سفيان حدثني أبو إسحاق عن مصعب بن سعد (6) أن عمر فرض للمهاجرات
ألفا ألفا منهن أم عبد وأسماء
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو نصر بن قتادة نا أبو
منصور البصروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا هشيم أنا حصين عن عبد
الله بن عروة عن الزبير قال
قلت لجدتي أسماء كيف كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا سمعوا القرآن قالت تدمع

(1) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 356 وسير الاعلام (3 / 529) ط دار الفكر من طريق
هشام بن عروة.
(2) في سير الاعلام: امرأة.
(3) مكررة بالأصل.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 258.
(5) تحرفت بالأصل إلى: " الشعبي " راجع ترجمته في سير الاعلام 11 / 94.
(6) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 357 وسير الاعلام (3 / 529) ط دار الفكر.
19

أعينهم وتقشعر جلودهم كما نعتهم الله قال قلت فإن ناسا هاهنا إذا سمع أحدهم القرآن
خر مغشيا عليه فقلت أعوذ بالله من الشيطان
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد أنا أبو القاسم نصر بن أحمد
الهمذاني أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا أبو علي الحسن بن محمد بن
القاسم نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا إبراهيم بن يعقوب نا عبد الله بن الربيع نا أبو
معاوية عن هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن يحيى بن عثمان بن حمزة عن أبيه عن
جده قال أرسلتني أسماء بنت أبي بكر إلى السوق وقد (1) افتتحت بسورة الطور
فخرجت وقد انتهت إلى " ووقانا عذاب السموم " (2) فذهبت إلى السوق ثم رجعت وهي
تكررها " ووقانا عذاب السموم " وهي تصلي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا ابن (3) الفهم نا ابن سعد (4) نا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن
فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها
قال ونا ابن سعد (5) قال قال محمد بن عمر كان سعيد بن المسيب من أعبر (6)
الناس للرؤيا وكان اخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر واخذته أسماء عن أبيها أبي بكر
قال وأنا ابن سعد (7) نا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن
أبيه أو عن فاطمة بنت المنذر أن أسماء بنت أبي بكر اتخذت خنجرا زمن سعيد بن العاص
للصوص وكان استعروا بالمدينة فكانت تجعله تحت رأسها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد قالا أنا

(1) زيدت عن المطبوعة.
(2) سورة الطور، الآية: 27.
(3) زيدت لتقويم السند.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 251.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 124 في ترجمة سعيد بن المسيب والذهبي في سير الاعلام (3 / 530) ط
دار الفكر وتاريخ الاسلام (61 - 80) ص 357.
(6) بالأصل: " إغير " ولا معنى لها هنا، والمثبت: " أعبر " عن ابن سعد.
(7) الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 253 ومن طريق هشام بن عروة في سير الاعلام (3 / 530) ط دار الفكر وأخرجه
الحاكم في المستدرك 4 / 64 وزاد: فقيل لها: ما تصنعين بهذا؟ قالت: إن دخل علي لس بعجت بطنه،
وكانت عمياء.
20

أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو بكر بن زنبور نا عبد الله بن أبي داود نا عيسى بن حماد
زغبة أنا الليث عن هشام عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت ما رأيت أسماء ليست إلا
معصفرة حتى لقيت الله عز وجل وإن كانت تلبس الدرع يقوم قياما من العصفر
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي أنا نصر الله بن أحمد بن
عثمان الخشنامي أنبأ أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم نا بحر بن نصر نا ابن وهب
أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن هشام بن عروة
عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت ما رأيت أسماء لبست إلا معصفرا حتى لقيت الله وإن
كانت لتلبس الثوب يقوم قائما من التعصفر وكان عروة بن الزبير تعصفر له الملحفة بالدينار
قال وإن كان لآخر ثوب لبسه لثوب عصفر له دينار
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد (1) أنا معن بن عيسى نا شعيب بن
طلحة عن أبيه أن أسماء بنت أبي بكر قالت لعبد الله بن الزبير حين قاتل الحجاج يا بني
عش كريما ومت كريما لا يأخذكم القوم أسيرا
قال ونا ابن سعد أنا محمد بن عمر (2) نا موسى بن يعقوب عن إبراهيم بن عبد
الرحمن بن (3) عبد الله بن أبي ربيعة عن أمه عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تقول وابن
الزبير يقاتل الحجاج لمن كانت الدولة اليوم فيقال لها للحجاج فتقول ربما أمر
الباطل فإذا قيل لها هي لعبد الله وأصحابه تقول اللهم انصر أهل طاعتك ومن غضب
لك
قال وأنا ابن سعد أنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة
عن أبيه قال
اشتكت أسماء وعبد الله بن الزبير يقاتل الحجاج وكانت قد كبرت ورقت فنظر إليها
فقال ما أحسن الموت فسمعت ذلك العجوز فقالت يا بني والله ما أحب أن أموت

(1) ليس الخبر في طبقات ابن سعد، ورواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 530) ط دار الفكر من طريق معن بن عيسى.
(2) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 357.
(3) كذا بالأصل والمطبوعة، وفي تاريخ الاسلام: " عن ".
21

يومي هذا حتى أعلم إلى ما يصير إليه إما ظفرت فذاك الذي نرجو ونسر به وأما الأخرى
فاحتسبك وتمضي لسبيلك
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا محمد بن علي نا الحسين بن
مودود نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا أبو أسامة نا هشام بن عروة عن أبيه قال
دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل ابن (2) الزبير بعشر ليال وإنها
وجعة فقال لها عبد الله كيف تجدينك قالت وجعة قال إن في الموت لعافية قالت
لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمناه فلا تفعل فالتفتت (3) إلى عبد الله فضحكت وقالت والله
ما أشتهي أن أموت حتى نأتي على أحد طرفيك إما أن تقتل فأحتسبك وإما أن تظفر فتقر
عيني عليك وإياك أن تعرض علي خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت وإنما عنى ابن
الزبير أن يقتل فيحزنها ذلك وكانت ابنة مائة سنة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (4) أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد نا عبد
الله (5) بن الزبير الحميدي المكي ثنا سفيان نا أبو المحياة عن أمه قالت
لما قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير دخل الحجاج على أسماء ابنة أبي بكر
وقال لها يا أمة إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة فقالت ليست لك بأم
ولكني أم المصلوب على رأس الثنية وما لي من حاجة ولكن انتظر حتى أحدثك ما سمعت
من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني سمعته يقول يخرج في ثقيف كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه
تعني المختار وأما المبير فأنت فقال لها الحجاج مبير المنافقين [* * * *]
أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه أنبأ أبو نعيم الحافظ (6) أنا أبو بكر الطلحي نا
أبو (7) حصين الوادعي نا أحمد بن يونس نا أبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي عن أبيه

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 56 والذهبي في سير الاعلام (3 / 530) ط دار الفكر وتاريخ الاسلام
(61 - 80) ص 357.
(2) استدركت عن هامش بالأصل، وبعدها صح.
(3) كذا بالأصل، وفي الحلية: " فالتفت " وفي المطبوعة: فالتفت إلى عبد الله.
(4) رواه البيهقي في دلائل النبوة 6 / 481 - 482 ونقله ابن كثير في البداية والنهاية 6 / 236 عن أبي داود الطيالسي.
(5) تحرف في دلائل النبوة إلى: عبيد الله بن الزبير الحميري.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 1 / 331 - 332 في ترجمة عبد الله بن الزبير.
(7) في المطبوعة: " وأبو حصين " بدلا من " نا أبو حصين " والمثبت يوافق حلية الأولياء، وعنها يأخذ المصنف.
22

قال دخلت مكة بعدما قتل ابن الزبير بثلاثة أيام وهو حينئذ مصلوب قال فجاءت أمه
عجوز طويلة مكفوفة البصر فقالت للحجاج أما آن لهذا الراكب أن ينزل فقال الحجاج
المنافق فقالت والله ما كان منافقا إن كان لصواما قواما برا فقال انصرفي يا عجوز فإنك
قد خرفت قالت لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج من ثقيف
كذاب ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فأنت [* * * *]
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أحمد بن محمد بن محمد ببلخ
أنا علي بن أحمد بن محمد أنا الهيثم بن كليب نا أبو يحيى عيسى بن أحمد العسقلاني أنا
يزيد أنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل العريجي (1)
أن الحجاج لما قتل ابن الزبير صلبه على عقبة المدينة فمر به ابن عمر فوقف عليه
فقال له السلام عليك أبا خبيب ثم قال أما والله لقد نهيتك عن هذا ثلاثا أما والله ما
علمت أن كنت لصواما قوما وصولا للرحم وأن أمه تكون أنت أشرهم لأمة صدق فلما بلغ
ذلك الحجاج أمر به فطرح في مقابر اليهود ثم أرسل إلى أمه أن تأتيه فأبت أن تأتيه (2)
فأرسل إليها لتأتين أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك حتى يأتيني بك فأرسلت إليه والله
لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني فلما رأى ذلك لبس سبتية (3) ثم خرج يتوذف (4)
إليها حتى دخل عليها فقال كيف رأيتني صنعت بعبد الله قالت رأيتك أفسدت عليه
دنياه وأفسد عليك آخرتك وقد بلغني أنك كنت تعيره بأني ذات النطاقين وقد والله كنت
ذات نطاقين أما أحدهما فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه وأما الآخر فإني كنت أرفع فيه
طعام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطعام أبي فأي ذلك ويل أمك عيرته به أما إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان
يحدثنا أنه سيخرج من ثقيف رجلان كذاب ومبير فأما الكذاب فابن أبي عبيد (5) وأما
المبير فأنت قال فانصرف عنها ولم يراجعها

(1) ضبطت بضم العين وفتح الراء وسكون الياء، عن الأنساب وهذه النسبة إلى عريج بن بكر بن عبد مناة. وهو أبو
نوفل بن أبي عقرب البكري الكناني العريجي، ترجمته في تهذيب الكمال 22 / 84.
(2) الزيادة عن المطبوعة.
(3) النعال السبتية هي التي تحذى من جلود البقر المدبوغة بالقرظ، وهي السبت، وقيل السبت: كل جلد مدبوغ (تاج
العروس).
(4) مر يوذف توذيفا، ويتوذف إذا كان يقارب الخطو، ويحرك منكبيه متبخترا (تاج العروس: وذف).
(5) يعني المختار بن أبي عبيد الثقفي.
23

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن منده
ح وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن علي بن
الحسن بن الحسين أنا أبو (1) محمد بن النحاس
قالا أنا أحمد بن محمد بن زياد نا الحسن بن عبد الله بن البستيثان (2) الفارسي جار
سعدان بن نصر نا غسان بن عبيد زاد ابن مندة الموصلي ثنا الأسود بن شيبان
السدوسي عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال
لما قتل الحجاج بن الزبير صلبه على طريق المدينة يغايظ به قريش المدينة فمر به عبد
الله بن عمر فوقف عليه فقال السلام عليك أبا خبيب ثلاث مرات والله لقد كنت أنهاك
عن هذا ثلاثا والله لقد كنت صواما قواما وصولا للرحم والله لأمة أنت شرها لنعم تلك
الأمة ثم مضى فبلغ الحجاج موقف عبد الله بن عمر عليه فأرسل (3) وأنزله وألقاه في مقبرة
اليهود ثم بعث إلى أسماء فقال لتأتين أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك قالت والله لا
آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني قال هاتوا سبتي فانتعل (4) بهما ثم مضى حتى
دخل عليها وذلك بعدما ذهب بصرها فقال لها كيف رأيت صنيعي بعدو الله ابن الزبير
قالت رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك ولقد بلغني أنك كت تعيره بابن
ذات النطاقين فأما نطاق فكنت أحمل فيه طعاما لأبي ولرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهما في الغار وأما
النطاق الآخر فلا بد للمرأة من نطاق وقال ابن مندة فلا بد لي من نطاق ثم ذكرت أحسبه
عن النبي (5) (صلى الله عليه وسلم) أنه قال يكون من ثقيف وقال ابن مندة في ثقيف مبير كذاب فأما
الكذاب فقد رأينا وأما المبير فلا أخاله إلا أنت فخرج من عندها متغيرا وقال ابن
النحاس وهو متغير وجهه [* * * *]
أخبرنا (6) أبو محمد وأبو طاهر ابنا سهل قالا أنا أبو الحسين بن أبي المضرس أنا

(1) سقطت من الأصل.
(2) بالأصل: البستبان، والمثبت عن المطبوعة.
(3) زيد في المطبوعة: وقال ابن مندة: فأمر به، وقال ابن النحاس.
(4) تقرأ بالأصل: فاتبعك، والمثبت عن المطبوعة.
(5) الزيادة عن المطبوعة.
(6) الخبر التالي سقط من الأصل، واستدرك عن المطبوعة.
24

أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبو عبد الله محمد بن الوليد بن عوف
الحمصي نا أبو معاوية عثمان بن خالد بن عمرو نا السلفي نا أبي نا عكرمة بن يزيد
الألهاني حدثني الأبيض بن الأغر بن الصباح التميمي عن سفيان الثوري عن سهل بن أبي
طلق عن أبيه قال
كنت عند أسماء بنت أبي بكر إذ دخل عليها الحجاج قال فقالت له إنك قاتل عبد
الله بن الزبير فقال نعم قالت أما إنك قتلت صواما قواما أما إني سمعت خليلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول يخرج من ثقيف ثلاثة كذاب ومبير وذيال فأما الكذاب فقد مضى وهو المختار
وأما المبير فهو أنت فقال أبير المنافقين فقالت بل تبير المؤمنين وأما الذيال فلم نره
وسوف يرى [* * * *]
أخبرنا أبو الفضل الفضيلي أنا أحمد بن محمد أنا علي بن أحمد بن محمد
الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد العسقلاني نا علي بن عاصم
عن داود بن أبي هند حدثي شهر بن حوشب حدثني عبد الرحمن بن سلمان قال علي
هذا صاحب راية الحجاج قال
لما قتل الحجاج ابن الزبير وصلبه قال لي يوما انطلق بنا إلى ابنة الصديق نسلم عليها
ونحدث بها عهدا قال فركب دابة له وتبعته فاستأذن فاذن له فدخل عليها فألقت له
وسادة وقعد عليها ودخلت معه فقعدت على الأرض وإذا امرأة قد كبرت وعميت وعرض
بها صمم وإذا عندها جارية من جواري أهل الحجاز تسمعها فقال لها الحجاج قولي لها
إن الحجاج يقرئك السلام فقالت لها يا هذه يا هذه قالت ما لك قالت إن الأمير
يقرئك السلام قالت وأي أمير قال الحجاج قولي لها الحجاج بن يوسف قالت لها الحجاج
بن يوسف قالت واذفراه وما أدخل علي الحجاج بن يوسف وقد قتل ابن الزبير
فقال لها الحجاج قولي لها قتلته عدو الله منافقا ملحدا (2) في حرم الله قالت لها قالت
كذب بل قتلته صواما بارا بوالديه سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يخرج من ثقيف كذاب
ومبير فأما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فلا أحسبك إلا أنت هو قال وغضب وقام
فقال أنا مبير المنافقين قال فلما كان يوم المنبر وانهزم الناس فما بقي معه أحد إلا هو

(1) الذيال: طويل الذيل، والذيال: الطويل القد، الطويل الذيل، المتبختر في مشيه (القاموس).
(2) الكلمة غير مقروءة بالأصل ومشطوبة، واستدركت اللفظة عن هامشه وبعده صح.
25

فوق المنبر وأنا معه ومعي الراية فلما رأى ذلك تشوف (1) فقال يا ابن سليمان ويحك ما ترى
بنت الصديق كذبتنا قال قلت في نفسي لا والله أرى فبينما نحن كذلك أقبل فارس على
فرسه فقال له الحجاج من أنت قال قتيبة بن مسلم قال قف مكانك قال وثاب
الناس [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا محمد بن عبد الله بن عمر العمري أنا أبو
محمد بن أبي شريح أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (2) نا أبن
زنجويه (3) نا ابن أبي عباد نا ابن عيينة (4) عن منصور بن عبد الرحمن (5) عن أمه قالت
لما صلب ابن الزبير دخل ابن عمر المسجد وذلك حين قتل ابن الزبير وهو مصلوب
مطروح فقيل له إن أسماء في ناحية المسجد فمال إليها فقال إن هذه الجثث ليست
بشئ وإنما (6) الأرواح عند الله فاتقي الله وعليك بالصبر فقالت وما يمنعني وقد أهدي
رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد نا أبو الربيع نا حماد بن زيد ثنا أيوب عن ابن أبي مليكة قال (7)
دخلت على أسماء بعدما أصيب ابن الزبير فقالت بلغني أن الرجل صلب عبد الله اللهم لا
تمتني حتى أؤتى به فأحنطه وأكفنه فأتيت به بعد ذلك قبل موتها فجعلت تحنطه بيديها
وتكفنه بعدما ذهب بصرها
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أحمد بن
الحسين نا عبد الله بن محمد نا البخاري نا عبيد الله بن سعيد نا سعيد بن عامر نا
صالح بن رستم أبو عامر الخزاز (8) عن ابن أبي مليكة قال

(1) تحرفت الأصل إلى: تشرف، والمثبت عن المطبوعة، وتشوف الرجل: نصب عنقه وجعل ينظر.
(2) الأصل: الراداني.
(3) من طريق حميد بن زنجويه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 358، ومن طريق ابن عيينة في سير
الاعلام 2 / 294.
(4) كذا بالأصل والمطبوعة، والذي في تاريخ الاسلام: ثنا سفيان بن أبي عيينة " وفي سير الاعلام: ابن عيينة.
(5) في سير الاعلام: منصور بن صفية.
(6) الأصل: وأما، والمثبت عن تاريخ الاسلام وسير الاعلام.
(7) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 359 وسير الاعلام (3 / 531) ط دار الفكر.
(8) تحرفت بالأصل إلى: الجزار. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 27.
26

كنت أول من بشر أسماء بخبر (1) عبد الله بن الزبير ثم أدرجناه في أكفانه وصلت
عليه فما أتت عليها جمعة حتى ماتت (2)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد أنا معن بن عيسى نا شعيب بن طلحة
عن أبيه عن أسماء ابنة أبي بكر أنه لما قتل عبد الله بن الزبير كان عندها شئ أعطاها إياه النبي
(صلى الله عليه وسلم) في سفط فأمرت طارقا فطلبه فلما جاءها به سجدت (3)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (4) حدثني محمد بن الصباح نا شريك عن الركين بن الربيع
قال دخلت على أسماء بنت أبي بكر وقد كبرت وهي تصلي وامرأة تقول لها قومي
اقعدي افعلي من الكبر
أخبرنا أبو الحسن الخطيب انا أبو منصور أنا أبو العباس أنا ابن الأشقر نا
البخاري ثنا عبيد بن إسماعيل أنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال دخلت وعبد الله بن
الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بعشر ليال وكانت بنت مائة سنة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران
أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب أنا علي بن مسهر عن هشام قال أتى على
أسماء مائة سنة وما سقط لها سن
أخبرنا أبو محمد نا أبو محمد أنا أبو محمد أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (5) حدثني
نوح بن حبيب نا عبد الملك بن هشام الذماري ثنا القاسم بن معن عن (6) هشام بن عروة عن
أبيه قال كانت أسماء وقد بلغت مائة سنة ولم يقع لها سن ولم ينكر من عقلها شئ

(1) كذا بالأصل، والذي في المطبوعة: بشر أسماء بالاذن بجنز عبد الله.
(2) تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 359 وسير الاعلام (3 / 531) ط دار الفكر.
(3) ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
(4) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 496.
(5) رواه أبو زرعة في تاريخه 1 / 496.
(6) تحرفت بالأصل إلى: " بن " راجع ترجمة القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي في
تهذيب الكمال 15 / 196 وفيها ذكر في شيوخه: هشام بن عروة.
27

أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع أنا ابن مندة أنا إبراهيم بن محمد بن صالح
القنطري بدمشق نا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نا نوح بن حبيب القومسي نا عبد
الملك نا القاسم بن معن عن هشام بن عروة عن أبيه قال كانت أسماء بنت أبي بكر قد
بلغت مائة سنة لم يقع لها سن ولم ينكر (1) من عقلها شئ
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب (2) نا سعيد نا إسماعيل بن إبراهيم أنا أيوب عن ابن أبي مليكة
قال دخلت على أسماء ابنة أبي بكر بعد قتل عبد الله بن الزبير قال وجاء كتاب عبد
الملك أن يدفع إلى أهله فأتيت به أسماء فغسلته وكفنته وحنطته ثم دفنته قال أيوب
وأحسبه قال فما عاشت بعد ذلك إلا ثلاثة أيام ثم ماتت
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل أنا أبو عثمان البحيري أنا زاهر بن أحمد أنا
إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا محمد بن أحمد بن محمد (3) بن علي بن الآبنوسي
أنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن خشنام أنا أبو عبد الله المحاملي نا أبو حذافة
قالا نا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء ابنة أبي بكر أنها قالت
لأهلها أجمروا (4) ثيابي إذا مت وحنطوني ولا تذروا على كفني حنوطا ولا تتبعوني
بنار وقال أبو مصعب ثم حنطوني
خالفه الليث بن سعد وعيسى بن يونس فروياه عن هشام عن امرأته فاطمة بنت
المنذر
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد قالا أنا
أبو محمد الصريفيني أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن (5) خلف نا عبد الله بن سليمان
ابن الأشعث نا عيسى بن حماد زغبة أنبأ الليث عن هشام عن فاطمة عن أسماء أنها

(1) بالأصل: تنكر.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 224.
(3) تحرفت بالأصل إلى: حنبل، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء (13 / 486 ت 4111) ط دار الفكر.
(4) يقال: أجمرت الثوب وجمرته: إذا بخرته بالطيب.
(5) الزيادة عن المطبوعة.
28

قالت لأهلها أجمروا ثيابي إذا مت ثم حنطوني ولا تذروا علي ولا تتبعوني بنار
وأخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنبأ أبو علي الحسن بن عبد
الرحمن بن الحسن المكي أنا أحمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد العبقسي أنا أبو جعفر
محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل نا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المروف بابن
زنبور المكي نا عيسى بن يونس نا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر قالت قالت ابنة
أبي بكر إذا أنا مت فاغسلوني وكفنوني وحنطوني ولا تذروا علي كفني حنوطا ولا
تدفنوني ليلا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد (1) أنا محمد بن عمر نا يحيى بن عبد
الله بن أبي فروة عن أبيه قال صلى عليه عروة بن الزبير ودفنه بالحجون (2) وأمه يومئذ
حية ثم توفيت بعد ذلك بأشهر بالمدينة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران
أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله قال ابن الزبير سنة ثلاث
وسبعين يعني قتل وبقيت أسماء بعد ابنها
أخبرنا أبو غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري (3) عن أبي
عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد قال (4) قالوا ماتت
أسماء بنت أبي بكر الصديق بعد قتل ابنها عبد الله بليال وكان قتله يوم الثلاثاء لسبع عشرة
ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (5) وفي سنة ثلاث وسبعين ماتت أسماء ابنة أبي بكر
الصديق

(1) لم أجده في كتاب الطبقات المطبوع لابن سعد.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " الجحون " والصواب ما أثبت، والحجون: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها كما في
معجم البلدان.
(3) الذي بالأصل: " عن أبي علية " والمثبت قياسا إلى سند مماثل، وهذا السند معروف.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 255.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 269.
29

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو
سليمان بن زبر قال سنة ثلاث وسبعين فيها ماتت أسماء ابنة أبي بكر الصديق بعد ابنها بليال
9295 أسماء بنت محمد بن الحسن بن طاهر القرشية
المعروف والدها بأبي البركات بن الران
سمعت جدها لأمها القاضي أبا المفضل يحيى بن علي القرشي
وهي ابنة خالتي الصفرى وزوج أخي أبي عبد الله محمد بن (1) الحسن رحمه الله
وأم أولاده الأكابر
حجت مع أختها آمنة سنة خمس وخمسين وخمسمائة
وسمع منها أولادها وغيرهم
وتوفيت في شوال سنة خمس وتسعين وخمسمائة (2)
9296 أسماء بنت واثلة بن الأسقع الليثية
حدثت عن أبيها
روى عنها محمد بن عبد الرحمن المقدسي
أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا سليمان بن أحمد، نا
إسماعيل بن قيراط، نا سليمان بن عبد الرحمن، نا محمد بن عبد الرحمن.
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن (3) عمر
العمري الهروي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن (4) محمد بن أبي شريح أنا أبو
جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (5) نا حميد بن زنجويه نا أبو أيوب يعني
سليمان بن عبد الرحمن
نا (6) محمد بن عبد الرحمن المقدسي قال

(1) سقطت من الأصل.
(2) كذا بالأصل، ولعل ذكر وفاتها من زيادة القاسم ابن المصنف.
(3) الزيادة عن المطبوعة.
(4) الزيادة استدركت عن هامش بالأصل.
(5) تحرفت بالأصل إلى البرذاني.
(6) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 22 / 97 رقم 233.
30

حدثتني أسماء بنت واثلة بن الأسقع عن أبيها أنه كان وفي حديث الفراوي قالت كان
أبي يصوم الاثنين والخميس ويقول كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث الفراوي فقلت ما
هذا الصوم الذي لا تدعه وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصومهما ويقول تعرض فيهما الأعمال
على الله عز وجل [* * * *]
أنبأنا أبو علي وغيره قالوا أنا ابن ريذة أنبأ سليمان (1) نا إسماعيل بن قيراط
الدمشقي نا سليمان بن عبد الرحمن المقدسي
وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر العمري أنا ابن أبي شريح أنا محمد بن
أحمد نا ابن زنجويه نا أبو أيوب نا محمد بن عبد الرحمن من أهل بيت المقدس وقال
وهو مشهور قال حدثتني أسماء بنت واثلة بن الأسقع قالت (2) كان أبي إذا صلى صلاة
الصبح جلس مستقبل القبلة لا (3) يتكلم حتى تطلع الشمس فربما كلمته في الحاجة فلا
يكلمني وقال الفراوي فلم يكلمني فقلت زاد (4) الفراوي له (5) وقالوا ما هذا فقال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من صلى صلاة الصبح ثم قرأ " قل هو الله أحد " مائة مرة قبل
أن يتكلم فكلما قال " قل هو الله أحد " غفر له ذنب سنة [* * * *]
9297 أسماء ويقال فكيهة بنت يزيد بن السكن بن رافع
ابن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج
ابن عمر بن عامر أم عامر ويقال أم سلمة الأنصارية الأشهلية (6)
لها صحبة
روت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث صالحة
روى عنها أبو سفيان مولى ابن أبي أحمد الأنصاري وعبد الرحمن (7) بن ثابت بن

(1) المعجم الكبير للطبراني 22 / 96 رقم 232.
(2) بالأصل: قال.
(3) زيادة عن المعجم الكبير.
(4) بالأصل: اد.
(5) الزيادة لازمة للايضاح عن المطبوعة.
(6) ترجمتها في الإصابة رقم 58 والاستيعاب 4 / 237 (هامش الإصابة) وأسد الغابة 6 / 18 وحلية الأولياء 2 / 76
وتهذيب الكمال 21 / 295 وتهذيب التهذيب 6 / 581 وطبقات ابن سعد 8 / 319.
(7) في المطبوعة: " وعبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت " وفي تهذيب الكمال: عبد الله بن
عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت.
31

الصامت الأنصاري وشهر بن حوشب الأشعري ومجاهد بن جبر ومحمود بن عمرو
وإسحاق بن راشد ومهاجر مولاها
وأسماء من اللاتي بايعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشهدت اليرموك
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور
قالا أنا عيسى بن علي أنا عبد الله بن محمد نا خلف بن هشام وداود بن عمرو
قالا نا داود العطار عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (1) عن شهر عن أسماء بنت (2) يزيد
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خرج والنساء في جانب المسجد وأنا فيهن فسمع ضوضاءهن
فقال يا معشر النساء أنتن أكثر حطب جهنم قالت فناديت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكنت جريئة
على كلامه فقلت يا رسول الله بماذا قال إنكن إذا أعطيتن لم تشكرن وإذا ابتليتن لم
تصبرن وإذا أمسك عنكن شكوتن وإياكن وكفر المنعمين فقلت يا رسول الله وما
المنعمون قال المرأة تكون تحت الرجل قد ولدت الولدين والثلاثة فتقول ما رأيت منك
خيرا قط [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الفضل التيمي وأبو بكر بن شجاع قالا
أنا أبو محمد التميمي أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا سعدان
ابن نصر بن منصور نا مسكين بن بكير عن محمد بن المهاجر عن أبيه أن أسماء ابنة يزيد
ابن السكن قتلت تسعة من الروم يوم اليرموك بعمود خبائها أو فسطاطها
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن
أحمد (3) نا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي نا إسماعيل بن عياش عن محمد بن
مهاجر وعمرو بن مهاجر (4) عن أبيهما عن أسماء بنت يزيد بن السكن بنت (5) عم معاذ
ابن جبل قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاطها

(1) تحرفت بالأصل إلى: " خيثم " راجع في تهذيب الكمال 10 / 324.
(2) تحرفت بالأصل إ لي: بدل.
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير 24 / 157 رقم 403.
(4) الزيادة لازمة للايضاح عن المعجم الكبير.
(5) كذا بالأصل والمطبوعة والمعجم الكبير، وعقب الذهبي في سير الاعلام بقوله: كذا قال، ولا يستقيم ذلك، لان
أسماء من بني عبد الأشهل ومعاذا من بني سلمة.
32

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح بن عبد الملك أنبأ أبو الفضل محمد بن أحمد
ابن أبي جعفر أنا القاضي أبو بكر أحمد بن إبراهيم الصدقي (1) أنا أبو محمد الحسن بن
محمد بن حكيم أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه أنا سعيد بن منصور أنا
إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر عن أبيه قال كانت أسماء بنت يزيد الأنصارية
شهدت اليرموك وقتلت من الروم تسعة بعمود فسطاطها
رواه عبد الوهاب بن نجدة الحوطي عن إسماعيل عن محمد وعمرو ابني مهاجر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال شهدت يعني أسماء بنت يزيد اليرموك وقتلت بعمود
فسطاطها أعلاجا
حدثنيه عبد الله بن أحمد عن عبد الله بن يوسف عن محمد بن المهاجر الأنصاري
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز الكيلي قالا أنا أحمد بن الحسن بن أحمد
زاد ابن المبارك وأحمد (3) بن الحسن بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا محمد
ابن أحمد ثنا عمر بن أحمد نا خليفة قال (4) في تسمية من حفظ عنه الحديث عن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) من النساء من الأنصار أسماء بنت يزيد بن السكن أخت حواء بنت (5) يزيد بن
السكن (6) روت أحاديث
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا ابن الفهم نا ابن سعد قال (7) أم عامر الأشهلية واسمها فكيهة
ويقال أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وأمها
أم سعد بنت خزيم بن مسعود بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل أسلمت أم عامر وبايعت

(1) هذه النسبة إلى سكة صدقة، بمرو، راجع الأنساب.
(2) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 325.
(3) الزيادة لازمة للايضاح وتقويم السند عن المطبوعة.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 635 رقم 3308.
(5) الذي بالأصل: " أحب حوانيت " خطأ، والمثبت عن طبقات خليفة.
(6) قوله: " أخت حواء بنت يزيد بن السكين " مكرر بالأصل.
(7) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 319.
33

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وروت عنه أحاديث وشهدت معه (1) بعض المشاهد
أخبرنا أبو الفتح الكروخي أنا أبو عامر محمود بن القاسم وأبو بكر أحمد بن عبد
الصمد وأبو نصر عبد العزيز بن محمد قالوا أنا عبد الجبار محمد الجراحي أنا أبو
العباس المحبوبي أنا أبو عيسى الترمذي قال سمعت عبد بن حميد يقول أسماء بنت يزيد
هي أم سلمة الأنصارية (2)
أخبرنا أبو محمد المزكي نا أبو محمد التميمي أنا أبو القاسم البجلي أنا أبو عبد
الله الكندي نا أبو زرعة قال وأم سلمة أسماء بنت يزيد بن السكن شهدت الفتح
وأخبرنا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام من النساء أسماء بنت يزيد بن السكن
يعني أم سلمة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
القاسم بن عتاب أنا ابن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا ابن جوصا قراءة قال سمعت ابن سميع يقول وأسماء
بنت يزيد بن السكن الأنصاري تكنى أم سلمة شهدت اليرموك وقتلت سبعة (3) أعلاج
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال أسماء بنت يزيد بن السكن روى عنها محمود بن عمرو ومهاجر (4) أبو محمد وشهر
بن حوشب
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا (5) أبو نعيم الحافظ أسماء
بنت يزيد بن السكن الأنصارية وهي بنت عم معاذ بن جبل قتلت يوم اليرموك تسعة من
الروم بعمود فسطاطها

(1) زيادة للايضاح عن ابن سعد.
(2) كذا بالأصل، والذي في سنن الترمذي: أم سلمة الأنصارية هي أسماء بنت يزيد بن السكن.
(3) كذا بالأصل، والذي في المطبوعة: تسعة.
(4) الذي بالأصل: " بن مهاجر " خطأ، وهو مهاجر بن أبي مسلم مولى أم سلمة بنت يزيد بن السكن. راجع
تهذيب الكمال 21 / 294.
(5) بالأصل: أنا.
34

حدث عنها (1) شهر بن حوشب ومجاهد ومهاجر الأنصاري وإسحاق بن راشد
ومحمود بن عمرو
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن النرسي (2) أنا أبو القاسم موسى بن
عيسى بن عبد الله السراج نا محمد بن محمد نا علي بن المديني نا سفيان بن عيينة عن
ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت بايعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) في نسوة فقال إني لا أصافحكن ولكن آخذ عليكن ما أخذ الله عز وجل [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو الحسن الدارقطني نا
محمد بن سليمان بن محمد الباهلي وأحمد بن عبد الله بن محمد الوكيل قالا نا عبد الله
ابن عبد الصمد بن أبي خداش نا عيسى بن يونس عن مقدام بن ثابت وقال النعماني عن
ثابت أبي مقدام (3) عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنا (4) وابنة عم لي لنبايعه فقال إني لا أصافح النساء [* * * *]
قال الدارقطني تفرد به عيسى بن يونس عن مقدام بن ثابت وهو أخو عمير بن
ثابت
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (5) نا محمد بن أحمد بن الحسن نا بشر
ابن موسى نا خلاد بن يحيى نا داود الأزدي (6) نا شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد
قالت أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبايعه فدنوت وعلي سواران من ذهب فبصر ببصيصهما فقال ألقي
السوارين يا أسماء أما تخافين أن يسورك الله بسوارين من نار قال فألقيتهما فما أدري من
أخذهما [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا ابن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن

(1) بالأصل: " حدثنا شهر " ولعل الصواب ما ارتأيناه، راجع أسماء من روى عنها في أول الترجمة.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " البرشي "، واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون، أبو الحسين ابن
النرسي البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء (13 / 485 ت 4110) ط دار الفكر.
(3) كذا بالأصل وفوق اللفظتين علامتا تقديم وتأخير، والذي في المطبوعة: وقال النعمان: عن مقدام بن ثابت أبي
مقدام.
(4) بالأصل: " وأنا ".
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 76.
(6) كذا، وفي حلية: الأودي.
35

أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن إبراهيم بن عبد الرحمن البصري
الشيباني نا شهر بن حوشب حدثتني أسماء بنت يزيد بن السكن
أنها كانت من النسوة اللاتي بايعهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم الحديبية قالت فقبض رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يده وقال إني لا أصافح النساء ولكن إنما آخذ عليهن بالقول وعلي يومئذ حلي
لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) يا أسماء أيسرك (1) أن تكوني (2) بهذه الحلي يوم القيامة فقلت
وما ذاك يا با وأما فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من تحلى ذهبا أو حلاه من ولده خربصيصة أو مثل
عين الجرادة كوي بها يوم القيامة قالت فأخذت ذلك الحلي فخلعته فألقيته فما رفعته من
مكانه وما أدري من أخذه (3) حتى الساعة [* * * *]
قال ونا يونس عن إسماعيل بن نشيط (4) عن شهر بن حوشب عن أسماء قالت
لما أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ببيعة النساء أتيته أنا وبنات عم لي نبايعه فعرض علينا الإسلام
فأقررنا وأخرجت ابنة عم لي يدها لتبايعه فكف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده وقال إني لست أصافح
النساء ورأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على المرأة سوارين وخواتيم في أصابعها من ذهب فأخذ رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) حصاة فرمى بها ثم قال أيتها المرأة أيسرك (5) أن يحليك الله مكان هذا سوارين
وخواتيم من نار قالت لا يا رسول الله قال فاطرحيه إذا فانتزعت الخواتيم فوضعتهن
بين يديها وعالجت السوارين فلم ينزع أحدهما وعسر الآخر عليها فاستعانت امرأة فلم
تزالا تعالجاه حتى نزعتاه فوضعتاه بين أيدينا فوالله ما أدري من أخذه من العالمين ثم قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من حلى أو تحلى أو ترك مثل عين جرادة أو مثل خربصيصة كوي بها يوم
القيامة معذبا أو مغفورا له فقال رجل لشهر ما خربصيصة قال أصغر من عين
الجرادة [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى الحسنية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن

(1) بالأصل: أبشرك، والمثبت عن المطبوعة.
(2) بالأصل: تكوني، والمثبت عن المطبوعة.
(3) الزيادة لازمة للايضاح عن المطبوعة.
(4) تحرف بالأصل إلى: " سبط " تصحيف، وهو إسماعيل بن نشيط العامري سمع شهر بن حوشب، سمع منه
يونس بن بكير ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 1 / 1 / 375.
(5) تحرفت بالأصل إلى: أبشرك.
36

المقرئ أنبأ أبو يعلى نا أبو خيثمة نا الفضل بن دكين نا يزيد الشامي قال سمعت شهر
ابن حوشب قال حدثتنا أسماء أم سلمة الأنصارية قالت
قالت امرأة من النسوة يا رسول الله ما هذا المعروف الذي ليس لنا أن نعصيك فيه
فقال لا تنحن فقلت يا رسول الله إن بني فلان قد أسعدوني على عمي فلا بد من
قضائهن فأبى علي فعاتبته مرارا فاذن لي في قضائهن فلم أنح بعد في قضائهن ولا غيره
حتى الساعة ولم يبق امرأة من النسوة إلا قد ناحت
قال ابن عساكر (1) كذا فيه يزيد الشامي وهو خطأ وصوابه يزيد بن عبد الله
الشيباني (2)
وقد رواه الترمذي عن عبد بن حميد عن أبي نعيم على الصواب
قرأت على أبي غالب بن البنا (3) عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا ابن سعد (4) أنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي
أويس حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت
ابن صامت الأنصاري عن أم عامر بنت يزيد بن سكن قال وكانت من المبايعات أنها أتت
النبي (صلى الله عليه وسلم) بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل ثم قام فصلى ولم يتوضأ
قال ونا ابن سعد (5) أنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة
عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أم عامر أسماء بنت يزيد بن السكن قالت
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صلى في مسجدنا المغرب فجئت منزلي فجئته بعرق وأرغفة
فقلت بأبي وأمي تعش فقال لأصحابه كلوا بسم الله فأكل هو وأصحابه الذين جاءوا
معه ومن كان حاضرا من أهل الدار والذي نفسي بيده لرأيت بعد العرق لم يتعرقه وعامة
الخبر وإن القوم أربعون رجلا ثم شرب من ماء عندي في شجب (6) ثم انصرف فأخذت

(1) زيادة منا.
(2) هو يزيد بن عبد الله الشيباني، أبو عبد الله الكوفي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 340.
(3) رسمها بالأصل: " ساعر " خطأ.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 319.
(5) طبقات ابن سعد 8 / 319 - 320.
(6) وقعت بالأصل هنا وفي غير موضع: " شعب " والمثبت عن ابن سعد.
37

ذلك الشجب فدهنته فطويته يسقى (1) فيه المريض ويشرب منه في الحين رجاء البركة
قال محمد بن عمر الشجب القربة تخرز من أسفلها ويقطع رأسها إذا خلقت شبه
الدلو العظيم وقد شهدت أم عامر الأشهلية خيبر مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
9298 أسماء امرأة كانت في عصر أم الدرداء
حكى عنها أبو عبد رب الزاهد
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو سعيد (2) عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن
يزيد الصفار إجازة نا جدي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم
وأنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن
أحمد بن شاذان الأعرج إجازة أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد المقرئ
قالا أنا إبراهيم بن محمد بن الحسن بن نصر بن عثمان نا محمد بن يعقوب بن
خبيب نا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبد رب قال
أمرتني أم الدرداء أن أبيع لها جارية فبعتها من امرأة يقال لها أسماء فلم تلبث أن
أصابها (3) طاعون فهلكت فقالت لا تأخذ منها شيئا فلقيتها فأخبرتها فقالت الله إن
كانت أم الدرداء غنية تريد أن تكون أولى بالأجر مني لا أفعل فما زلت أمشي بينهما حتى
أصلحت بينهما على النصف من الثمن
9299 آمنة ويقال أمة بنت سعيد بن العاص
ابن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس
كانت زوج خالد بن يزيد بن معاوية فطلقها فتزوجها الوليد بن عبد الملك لها ذكر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب (4) وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
وولد خالد بن يزيد بن معاوية وأمه آمنة بنت سعيد بن العاص وأمها أم

(1) في طبقات ابن سعد: فكنا نسقي منه المريض.
(2) كذا وردت بالأصل، وكناه الذهبي: " أبا سعد " راجع ترجمته في سير الاعلام (13 / 381 ت 4005) ط دار الفكر.
(3) بعدها بياض بالأصل أكثر من نصف السطر، والكلام متصل في المطبوعة، والمختصر، والمعنى واضح ومكتمل.
(4) " وأبو غالب " مكرر بالأصل.
38

عمرو بنت عثمان بن عفان وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس (1) وفيها يقول
خالد بن يزيد
* كعاب أبوها ذو العصابة وابنه * وعثمان ما أكفاؤها بكثير
فإن تغتلتها (2) والخلافة تنقلب * بأكرم علقى منبر وسرير *
وفيها يقول وطلقها
* أعطيت آمنة الطلاق كريمة * عندي ولم يكبر علي طلاقها
ولأضربن بحبل أخرى فوقها * يوما إذا لم تستقم أخلاقها *
وقال الزبير في موضع آخر (3) فولد سعيد بن العاص عثمان الأصغر وداود
وسليمان الأكبر (4) ومعاوية بني (5) سعيد وأمه (6) بنت سعيد تزوجها خالد بن يزيد بن
معاوية ثم هلك عنها فخلف عليها الوليد بن عبد الملك بن مروان وأمهم أم عمرو بنت
عثمان بن عفان وأمها رملة (7) بنت شيبة بن ربيعة وأمها أم عمر (8) بنت وقدان بن عبد ود
ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمها بنت عبد الله بن السباق بن عبد الدار بن
قصي وفي أمة بنت سعيد ابن العاص يقول خالد بن يزيد بن معاوية
* كعاب أبوها ذو العصابة وابنه * وعثمان ما أكفاؤها بكثير
فإن تغتلتها والخلافة تنقلب * بأكرم علقى منبر وسرير *
كذا سماها الزبير في الموضعين بهذين الاسمين فالله أعلم
أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش وغيرهما عن رشأ بن نظيف أنا أحمد بن
محمد بن أحمد الغساني أنا محمد بن جعفر السامري نا أبو الفضل الربعي ثنا إسحاق بن
إبراهيم عن الهيثم بن عدي قال

(1) إلى هنا ينتهي الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 130.
(2) كذا رسمها بالأصل والمختصر، وأثبت محقق المطبوعة: تعتليها.
(3) راجع الخبر في نسب قريش للمصعب ص 178 و 180.
(4) لم يرد ذكره في نسب قريش، في أسماء أولاد سعيد بن العاص.
(5) بالأصل: " بن " والمثبت عن نسب قريش.
(6) في نسب قريش: آمنة.
(7) زيادة عن نسب قريش.
(8) كذا بالأصل، وفي المطبوعة: " أم عمرو " وفي نسب قريش ص 105 أم شريك.
39

كانت ابنة سعيد بن العاص تحت الوليد بن عبد الملك فمات عبد الملك فلم تبك
عليه فقال لها الوليد ما يمنعك من البكاء على أمير المؤمنين قالت وما أقو له إلا أن
أدعو الله أن يحييه حتى يقتل لي أخا آخر قال أي والله لقد كسرنا ثناياه فقالت علمت من
شقت استه السيوف قال الحقي بأهلك قالت الذي من الدنيا وأيسر
9300 آمنة بنت الشريد
زوج عمرو بن الحمق (1) كانت بدمشق لها ذكر
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري وغيره عن أبي الوليد الحسن بن محمد بن علي
البلخي أنا أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس الموصلي قال قرأت على أبي
منصور المظفر بن محمد الطوسي أنبأ أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدي حدثني
عبد الله بن المغيرة القرشي عن الحكم بن موسى عن يحيى بن حمزة عن إسحاق بن أبي
فروة عن يوسف بن سليمان عن جدته يعني ميمونة قالت
كان تحت عمرو بن الحمق آمنة بنت الشريد فحبسها معاوية في سجن دمشق زمانا
حتى وجه إليها برأس عمرو بن الحمق فألقي في حجرها فارتاعت لذلك ثم وضعته في
حجرها ووضعت كفها على جبينه ثم لثمت فاه ثم قالت غيبتموه عني طويلا ثم
أهديتموه إلي قتيلا فأهلا بها من هدية غير قالية ومقلية
ذكر أبو الحسن علي بن محمد الكاتب المعروف بالشابشتي
أن عمرو بن الحمق لما قتل حمل رأسه إلى معاوية وهو أول رأس حمل في الإسلام
من بلد إلى بلد (2) وكانت آمنة بنت الشريد زوجته بدمشق فلما حمل رأس عمرو إليه أمر أن
يلقى في حجرها وأن يسمع منها ما تقول فلما رأته ارتاعت له وأكبت عليه تقبله وقالت
وا ضيعتاه في دار هوان بقيتموه (3) طويلا وأهديتموه إلي قتيلا فأهلا وسهلا كنت له غير قالية
وأنا له غير ناسية قل لمعاوية أيتم الله ولدك وأوحش منك أهلك ولا غفر لك ذنبك

(1) عمرو بن الحمق الخزاعي من أشراف أهل العراق الذين طعنوا على الخليفة عثمان بن عفان، قتله معاوية بن أبي
سفيان سنة 51 ه‍. راجع أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس العامة).
(2) قتل في الموصل، قتله عاملها عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي، بأمر من معاوية، طعنه تسع طعنات.
(تاريخ الطبري 3 / 224 طبعة بيروت).
(3) كذا بالأصل، وفي المطبوعة: نفيتموه.
40

فعاد الرسول إليه بما (1) قالت فأمر بها فأحضرت وعنده جماعة وفيهم إياس بن شرحبيل
وكان في شدقه نتوء لعظم لسانه فقال لها معاوية يا عدوة الله أنت صاحبة الكلام قالت نعم
غير فازعة ولا معتذرة منه قد لعمري اجتهدت في الدعاء وأنا اجتهد إن شاء الله إن نفع
الاجتهاد والله من وراء العباد فأمسك معاوية وقال إياس اقتل هذه فما كان زوجها بأحق
بالقتل منها فقالت له تبا لك ويلك بين شدقيك جثمان الضفدع وأنت تأمره بقتلي كما
قال تعالى " إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " (2)
فضحك معاوية والجماعة وبان الحجل من إياس ثم قال معاوية اخرجي عني فلا أسمع
بك في شئ من الشام قالت سأخرج عنك فما الشام لي بوطن ولا أعرج فيه على حميم
ولا سكن ولقد أعظمت فيه مصيبتي وما قرت به عيني وما أنا إليك بعائدة ولا لك
حيث (3) كنت بحامدة فأشار إليها بيده أن أخرجي فقالت عجبا لمعاوية يبسط علي غرب
لسانه ويشير إلي ببنانه فلما خرجت قال معاوية تحمل إليها ما يقطع به غرب لسانها
وتخفف به إلى بلدها فقبضت ما أمر لها به وخرجت تريد الكوفة فلما وصلت إلى حمص
توفيت
9301 آمنة ويقال أمينة بنت عمر بن عبد العزيز
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص
حدثت عن ميمونة بنت سعد (4)
روى عنها عبد الحميد بن يزيد الخنشي
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر عبد
الله بن محمد نا أبو بكر بن أبي عاصم
وأخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع المصقلي أنا محمد بن إسحاق أنا عبد
الله بن محمد بن الحجاج وأحمد بن محمد بن عاصم
قالا نا أحمد بن عمرو الشيباني نا علي بن ميمون الرقي نا عثمان بن عبد الرحمن

(1) بالأصل: " كما " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(2) سورة القصص، الآية: 19.
(3) رسمها بالأصل: " حث " والمثبت عن المطبوعة.
(4) ترجمتها في الإصابة 4 / 413 قال ابن حجر: ويقال: سعيد. كانت تخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
41

الحراني عن عبد الحميد بن يزيد عن آمنة بنت عمر عن ميمونة أنها قالت
يا رسول الله أفتنا عن الصدقة قال إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه
الله قالت أفتنا في ثمن الكلب قال طعمة جاهلية وقد أغنى الله عنها قالت أفتنا عن
عذاب القبر قال اثر البول فمن اصابه بول فليغسله فمن لم يجد ماء مسحة بتراب
طيب [* * * *]
هذا حديث من نسخة رواها (1) إسحاق بن زريق الرسعني (2) عن عثمان بن عبد الرحمن
الطرائفي عن عبد الحميد بن يزيد الخشني عن آمنة بنت عمر بن عبد العزيز عن ميمونة بنت
سعد (3)
وروى عمرو بن هشام الحراني عن عثمان شيئا منها ونسبها
أنبأنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ (4) نا الحسن بن محمد بن كيسان نا
إسماعيل بن إسحاق القاضي نا محمد بن أبي بكر نا سعيد بن عامر عن قربا بن دنيق (5)
قال مرت ابنة لعمر بن عبد العزيز يقال لها أمينة فدعاها عمر يا أمين يا أمين فلم تجبه
فأمر إنسانا فجاء بها فقال ما منعك أن تجيبيني قالت إني عارية فقال يا مزاحم انظر
تلك الفرش التي فتقناها فاقطع لها منها قميصا قفطع منها قميصا (6) فذهب إنسان إلى أم
البنين عمتها فقال (7) بنت أخيك عارية وأنت عندك ما عندك فأرسلت إليها بتخت من
ثياب وقالت لا تطلبي من عمر شيئا
رواه العباس بن الفرج الرياشي عن سعيد بن عامر عن قربا بن دنيق (8) عن الحكم
ابن النعمان عن أبيه قال وكان مولى لآل عمر قال كانت لعمر ابنة يقال لها آمنة فذكره

(1) بالأصل: زادها، والمثبت عن المطبوعة.
(2) في المعجم الكبير: الراسبي.
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير 25 / 35 رقم 25 وقد نسبها: ميمونة بنت سعد. وابن حجر أيضا نسبها في
الإصابة 4 / 414 وذكر الحديث. وروى الحديث عن ابن منده ولم ينسبها.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 261 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(5) كذا بالأصل، " فريا بن دقيق " والذي في الحلية: " قربان بن دبيق " والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في الجرح
والتعديل 3 / 2 / 143.
(6) الزيادة للايضاح عن حلية الأولياء.
(7) بالأصل: فقالت، والمثبت عن الحلية.
(8) بالأصل: فريا بن دبيق.
42

أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا محمد بن خلف أنا أبو سعيد المديني يعني محمد بن الوليد حدثني إبراهيم بن
إبراهيم بن حسن بن زيد عن شيخ من ساكني العقيق قديم قال
إني لواقف بالعقيق وقد جاء الحاج إذ طلعت امرأة على رحال (1) حولها صفف (2)
فنظرنا إليها فأعجبنا حالها فلما أن كانت حذو قصور سفيان بن عاصم يعني ابن عبد العزيز
ابن مروان عدلت إليها ونحن ننظر فاضطجعت في موضع ساعة ثم قامت فدخلت قصرا
من تلك القصور فأقامت فيه ساعة ثم خرجت فركبت ومضت قلنا لننظرن إلى ما صنعت
هذه المرأة فجئنا مضجعها الذي اضطجعت فيه ثم دخلنا (3) القصر الذي دخلته فإذا
بكتاب يواجهنا في الجدار فإذا هو
* كفى حزنا بالهائم الصب أن يرى * منازل من يهوى معطلة قفرا
بلى إن ذا الشوق الموكل بالهوى * يزيد اشتياقا كلما حاول الصبرا
مقيما بها يوما إلى الليل لا يرى * أوانس قد كانت تكون بها عصرا *
وتحته مكتوب وكتبت آمنة بنت عمر بن عبد العزيز وكان سفيان بن عاصم زوجها
9302 آمنة (4) أو أمية بنت أبي الشعثاء الفزارية
روت عن مدلوك أبي سفيان
روى عنها ابن أخيها مطر بن العلاء
والذي شك في اسمها سليمان بن عبد الرحمن راوي الحديث عن مطر كذلك قال
البخاري (5) والأظهر أن اسمها آمنة لأن أبا بكر محمد بن أحمد بن (6) مطر بن العلاء روى

(1) تقرأ بالأصل: " رجال " وفي المختصر: رحالة " والمثبت عن المطبوعة.
(2) تقرأ بالأصل: " صفقت " وفي المطبوعة: " ضغث " والمثبت عن المختصر، وصفف جمع صفة، وهو ما يضم
خشبتي الرجل يتكأ عليه كالميثرة.
(3) بالأصل: دخلت، والمثبت عن المطبوعة والمختصر.
(4) تحرفت بالأصل إلى: أمية.
(5) جاء قول البخاري في التاريخ الكبير في ترجمة: " مدلوك أبو سفيان 8 / 55 وتمام قوله: قال لنا سليمان بن
عبد الرحمن نا مطر بن العلاء الفزاري، قال: حدثتني عمتي أمية أو أمية بنت أبي الشعشاء - شك سليمان -.
(6) بالأصل: " ومطر والعلاء " والمثبت عن المطبوعة.
43

الحديث عن سليمان فقال فيه آمنة بلا شك فلعل سليمان حدثه به بالشك فرواه على ما
عرف هو من اسمها للقرابة بينه وبينها والله أعلم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي أنا علي بن
حجر أنا مطعم بن العلاء الفزاري حدثتني عمتي آمنة بنت أبي الشعثاء عن مدلوك أبي
سفيان قال أتيت النبي (صلى الله عليه وسلم) مع موالي فأسلمت فمسح النبي (صلى الله عليه وسلم) يده على رأسي قالت آمنة
فرأيت ما مسح النبي (صلى الله عليه وسلم) من رأسه أسود وقد شاب ما سوى ذلك
قال ابن عساكر (1) كذا قال والصواب مطر
9303 آمنة (2) بنت محمد بن أحمد أم اليمن العجلية
والدة أبي الحسن بن الحنائي
حدثت عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الأزدي المالكي
روى عنها ابنها علي بن محمد وأبو سعد إسماعيل بن علي الرازي وعبد العزيز
الكتاني
قرأت بخط علي بن محمد الحنائي أخبرتنا والدتي آمنة ابنة محمد بن أحمد العجلية
قالت ثنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن المالكي
وأنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني من لفظه قال
أخبرتنا أم أيمن آمنة ابنة محمد بن أحمد العجلية من أمها وأبيها قالت أنا أبو محمد عبد
الله بن عبد الرحمن الأزدي (3)
نا محمد بن أحمد بن المسور وعبد الله بن محمد بن جعفر بن الورد الرازي قالا نا
يوسف بن يزيد أبو يزيد القراطيسي نا يعقوب بن أبي عباد نا فضيل عن الأعمش عن
أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبل أن يموت بثلاثة أيام يقول لا يموت
أحدكم إلا وهو بالله حسن الظن [* * * *]

(1) الزيادة منا.
(2) تحرفت بالأصل إلى: أمية.
(3) تحرفت بالأصل هنا إلى: الأردني.
(4) تحرفت بالأصل هنا إلى: الأردني.
44

وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت أنبأ إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى نا زهير بن حرب نا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر
قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول قبل موته بثلاث ألا لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن
بالله عز وجل [* * * *]
9304 آمنة بنت محمد بن الحسن بن طاهر القرشية
المعروف والدها بأبي البركات بن القران
تكنى أم محمد وهي ابنة خالتي الكبرى وزوج ابن خالي القاضي أبي (1) الحسن
سمعت جدها لأمها القاضي أبا المفضل (2) يحيى بن علي القرشي وأبا محمد عبد
الكريم بن حمزة
واستنسخ لها أبوها كتاب السنن لأبي داود وسمعت بعضه من عبد الكريم بن حمزة
وحجت هي وأختها أسماء (3) سنة خمس وخمسين (4) وخمسمائة
وسمع منها ولدها وغيره وحجت بعد ذلك مرتين ووقفت رباطا لسكني الفقراء من
النساء (5)
9305 آمنة ذات الذنب
حاكمت إلى نمير بن أوس (6) لها ذكر
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا الحسن بن حبيب أنا أبو الحسن بن الحريص نا هشام بن عمار نا عبد الملك بن محمد
الصنعاني قال حدثتني آمنة أم يزيد ذات الذنب وكان لها ذنب مخلوق في عجزها فنخسها

(1) تحرفت بالأصل إلى: " ابن " والصواب ما أثبت، وهو علي بن محمد بن يحيى، أبو الحسن القاضي ترجمته في
سير الاعلام 20 / 519.
(2) بالأصل: " الفضل " راجع ترجمته في سير الاعلام (17 / 41 ت 5960) ط دار الفكر.
(3) تقدمت ترجمتها قريبا.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن المطبوعة، وقد ورد في ترجمة أختها أسماء: سنة خمس وخمسين
وخمسمئة.
(5) تحرفت بالأصل ونميل إلى قراءتها: " مراقبا " والمثبت " من النساء " من المطبوعة.
(6) هو نمير بن أوس الأشعري، قاضي دمشق. تقدمت ترجمته في تاريخ طبعة دار الفكر، راجع فيه
تراجم حرف النون.
45

مروان المرتعش فضرطت فخاصمته إلى نمير بن أوس فقضى لها بأربعين درهما وعباءة
9306 أمة العزيز بنت سهل الإسفراييني
اسمها شكر يأتي ذكرها في حرف الشين
9307 أمة العزيز بنت محمد بن الحسن الديلمية
قدمت دمشق حاجة سنة إحدى وعشرين وأربع مائة
وحدثت عن أبي عبد الله بن مندة
سمع منها أبو العباس بن قبيس وأبو القاسم عبد العزيز بن الحسن المالكي وأبو العباس
أحمد بن إبراهيم الرازي
9308 أميمة بنت أبي بشر بن زيد بن الأطول
ويقال زيد الأطول (1) الأزدية
زوج عبد الله بن قرط الثمالي الأزدي (2)
شهدت اليرموك مع بعلها لها ذكر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن
عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال
قالوا وأقبلوا يعني الروم حتى نزلوا بمكان من اليرموك يدعى دير الخل (3) مقابل
المسلمين والمسلمون قد تحرزوا وأصعدوا النساء
قالوا فمر قيس بن هبيرة على نسوة من نساء المسلمين مجتمعات فلما رأينه قامت
إليه أميمة بنت أبي بشر بن زيد بن الأطول الأزدية وكانت تحت عبد الله بن قرط الثمالي
وكانت فرس قيس أشبه بفرس عبد الله بن قرط وكان باده (4) على الفرس شبيها بباده
فظنته زوجها فقامت إليه فقالت استمتع بنفسي أنت فظن قيس أنها شبهته بزوجها
قال أظنك شبهتيني بعبد الله قالت وا سوأتاه فانصرفت فقال أيتها المرأة وإياكن أعني

(1) زيادة عن المطبوعة والمختصر.
(2) راجع ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 424.
(3) دير الخل: موضع قرب اليرموك نزله عساكر المشركين يوم وقعة اليرموك (معجم البلدان).
(4) الباد: أصل الفخذ، والباد: ما يلي السرج من فخذ الفارس، والبادان من ظهر الفرس: ما وقع عليه فخد الراكب.
46

أيضا قبح الله امرأة تضطجع لزوجها وهذا عدوه قد حل بساحته يقاتله إذا أراد منها ذلك
فلتحث التراب في وجهه ثم لتقل اخرج فقاتل عني فإني لست بامرأتك حتى تمنعني
فلعمري ما يقرب النساء على مثل هذه الحال إلا فشل (1) من الرجال قال ثم مضى قال
تقول المرأة وا سوأتاه هذا يظن أني ظننت أنه زوجي فقمت إليه أتعرض له إنما ظننت أنه
لبس قرط ولم يكن تعشى البارحة إلا عشاء خفيفا كان تعشى عنده رجلان من إخوانه
فكنت قد هيأت له غداءه فأردت أن ينزل فيتغدى
ذكر أبو مخنف (2) هذه القصة في فتوحه عن الحارث بن كعب المرادي عن عبد الرحمن
ابن الشليل الفزاري عن عبد الله بن قرط الثمالي
9309 أميمة (3) بنت رقيقة وهي أميمة بنت عبد
ويقال عبد الله بن بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة
ابن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب (5)
أمها رقيقة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد لها صحبة وهي من المبايعات
شهدت مؤتة وقدمت على معاوية دمشق
وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
روى عنها محمد بن المنكدر وابنتها حكيمة (6) بنت أميمة
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر
ابن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا مالك (7) عن محمد بن المنكدر
عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت

(1) الفشل من الرجال: الضعيف الجبان.
(2) يعني لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف، أبو مخنف الأزدي، ترجمته في سير الاعلام (7 / 228 ت 1095) ط دار
الفكر.
(3) في تهذيب الكمال: أمية.
(4) رقيقة بقافين مصغرة، كما في الإصابة.
(5) ترجمتها في تهذيب الكمال 21 / 296 وتهذيب التهذيب 6 / 582 والطبقات لابن سعد 8 / 255 ونسب
قريش للمصعب 229 وأسد الغابة 6 / 27 والإصابة 4 / 240 والاستيعاب 4 / 239 (هامش الإصابة).
(6) تحرفت بالأصل إلى: حليمة، والمثبت عن المطبوعة وتهذيب الكمال، وحكيمة بالتصغير نص عليها ابن حجر في
الإصابة.
(7) رواه مالك في الموطأ، باب ما جاء في البيعة. رقم 1799.
47

أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نسوة نبايعه (1) فقلنا نبايعك يا رسول الله على أن لا نشرك بالله
شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان بين أيدينا وأرجلنا ولا
نعصيك في معروف فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما استطعتن وأطقتن فقالت فقلت (2) الله
ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال إني لا أصافح النساء إنما
قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل قولي لامرأة واحدة [* * * *]
رواه محمد بن إسحاق وعمرو بن الحارث وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام وأسامة
ابن زيد عن محمد بن المنكدر
فأما حديث ابن إسحاق
فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين البزاز (3) أنا أبو طاهر أنا أبو
الحسن الصيدلاني رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن
إسحاق حدثني ابن المنكدر عن أميمة ابنة رقيقة التيمية قالت
بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نسوة من المسلمين فقلنا له جئناك يا رسول الله نبايعك
على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين
أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما استطعتن وأطقتن
فقلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا فقلنا بايعنا يا رسول الله قال اذهبن فقد بايعتكن
إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة وما صافح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منا أحد [* * * *]
وأما حديث عمرو بن الحارث
فأخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة بن يحيى أنا ابن وهب أنا عمرو بن الحارث
أن محمد بن المنكدر حدثه
أن أميمة بنت رقيقة التميمية حدثته أنها أتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نساء فقال تبايعن
" على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين (4) (5) " الآية كلها ثم سكت ثم

(1) في الموطأ: في نسوة بايعنه على الاسلام، فقلن.
(2) في الموطأ: قالت: فقلن.
(3) بالأصل: " البزار " والمثبت عن المطبوعة.
(4) الزيادة عن المطبوعة.
(5) سورة الممتحنة، الآية: 12.
48

قال فيما استطعتن وأطقتن فقلنا الله ورسوله أرحم منا ثم قلنا يا رسول الله بايعنا
فقال إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة [* * * *]
قال ابن عساكر (1) صوابه التيمية (2)
وأما حديث سعيد
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي
حدثني إسحاق بن الحسن نا ابن رجاء وهو عبد الله أنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام
نا محمد وهو ابن المنكدر أن أميمة بنت رقيقة التميمية (3) قالت
دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) في نسوة فقلنا نبايعك يا رسول الله على أن لا نشرك بالله شيئا
ولا نزني ولا نسرق ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال
النبي (صلى الله عليه وسلم) فيما أطقتن واستطعتن فقلنا الله ورسوله أرحم بنا بايعنا يا رسول الله فقال
إني لا أصافح وإنما قولي لمائة امرأة مثل قولي لواحدة [* * * *]
وأما حديث أسامة
فأخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب قال وحدثني أسامة يعني ابن
زيد أن محمد بن المنكدر حدثه أن أميمة بنت رقيقة حدثته
أنها أتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نساء فقال تبايعن " على أن لا يشركن (4) بالله شيئا ولا
يسرقن ولا يزنين " الآية كلها ثم سكت ثم قال فيما استطعتن وأطقتن فقلت الله
ورسوله أرحم بنا ثم قلن يا رسول الله بايعنا فقال إني لا أصافح النساء إنما قولي
لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو نحو هذا [* * * *]
قالت وكانت هذه بيعة النساء
تابعهم (5) موسى بن عقبة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وأبو جعفر عيسى بن
ماهان الرازي عن ابن المنكدر

(1) زيادة منا.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " النجيبة " وفي تهذيب الكمال: " التميمية " وهي من بني تميم بن مرة بن كعب بن لؤي،
كما مر أول الترجمة، فهي تيمية وليست تميمية.
(3) كذا بالأصل هنا أيضا، أنظر ما مر.
(4) بالأصل: نشرك.
(5) بالأصل: بايعهم.
49

ورويت (1) متابعتهم إياه من وجه آخر
أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم أحمد بن محمد
الخليلي أنا أبو الفضل علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي نا
عيسى بن أحمد العسقلاني نا عبد الله بن وهب أخبرني ابن عياش عن سليمان بن سليم
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال
جاءت أميمة بنت رقيقة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) تبايعه على الإسلام فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
نبايعك على أن لا تشريكي بالله شيئا ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان
تفترينه بين يديك ورجليك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) أنا خلف بن الوليد نا ابن عياش عن سليمان بن سليم
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال
جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تبايعه على الإسلام فقال أبايعك على ألا
تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك
ورجليك ولا تنوحي ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى [* * * *]
أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنا أبو
الحسين بن النقور أنا أبو الحسن الحربي نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأ أبو
عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي
قالا نا يحيى بن معين نا حجاج عن ابن جريج قال حدثتني حكيمة (3) بنت
أميمة عن أميمة أمها
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فجاء فأراده فإذا
القدح ليس فيه شئ فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من

(1) الخبر التالي سقط من الأصل، واستدرك عن المطبوعة.
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 2 / 633 رقم 6865 طبعة دار الفكر.
(3) بالأصل: حليمة.
50

أرض الحبشة البول الذي كان في القدح قالت شربته يا رسول الله
أخبرنا به أتم من هذا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد
الله بن مندة أنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم نا هلال بن العلاء نا حجاج بن
محمد نا ابن جريج أن حكيمة بنت أميمة أخبرته عن أمها أميمة بنت رقيقة قالت
كانت للنبي (صلى الله عليه وسلم) قدح من عيدان يبول فيها ويضعه تحت السرير فجاءت امرأة يقال لها
بركة قدمت مع أم حبيبة من الحبشة فشربته فطلبه النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يجده فقيل شربته بركة
فقال لها (1) لقد احتظرت من النار بحظار (2) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا قال وحدثني المفضل بن غسان نا علي بن
صالح نا عامر بن صالح الزبيري عن ربيعة بن عثمان عن ثابت بن عبد الله
أن (3) ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الذي مات فيه فقال
اندبيني (4) يا بنت رقيقة فتسجت بثوبها ثم قالت (5)
* ألا أبكيه ألا أبكيه * ألا كل الفتى (6) فيه *
ثم قال لابنتيه اقلبنني فقلبته هند ورملة فقال إنكما لتقلبان حولا (7) قلبا (8) إن
وقي كبة (9) النار غدا ثم قال (10)

(1) زيادة عن المطبوعة.
(2) أراد أنها احتمت بحمى عظيم من النار يقيها حرها.
(3) الخبر في نسب قريش للمصعب ص 229.
(4) رسمها بالأصل: " اترنننى " والمثبت عن المطبوعة، ونسب قريش.
(5) البيت في الكامل للمبرد 4 / 1484 ونسبه لابنة قرظة، فاختة زوجة معاوية.
(6)
في نسب قريش: " الغنى ".
(7) الحول الذي يقلب الأمور ويحتال لها، ويعرف كيف يتصرف.
(8) القلب: الذي يقلب الأمور ظهرا لبطن.
(9) كبة النار: معظمها.
(10) البيت متنازع في قائله، وهو من أبيات في الكامل للمبرد 4 / 1458 ونسبها إلى حسان بن ثابت. وتروى
لحفص بن الأخيف الفهري الكناني ولابنه مكرز، وتروى لضرار بن الخطاب الفهري، وتروى لعمرو بن شقيق
الفهري. راجع الأغاني 16 / 58 وجمهرة الأمثال 1 / 409 ومجمع الأمثال 1 / 221 والحماسة بشرح المرزوقي
905.
51

* لا يبعدن ربيعة بن مكدم * وسقي الغوادي قبره بذنوب (1)
* أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد التميمي أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة قال (2) سمعت مصعب الزبيري قال أميمة بنت رقيقة وهي بنت
خويلد بن أسد بن عبد العزى وأميمة هي عمة محمد بن المنكدر وقد كان معاوية حولها
إليه إلى الشام وبنيت لها دار ودخلت على معاوية في مرضه الذي مات فيه فقال لها بكني
حتى أسمع
وقال لي حدثنا عبد الله بن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة قال سمعت عبد
الله بن الزبير يقول كان والله يعني معاوية كما قالت بنت رقيقة يعني هذه
* ألا أبكيه ألا أبكيه * لا كل الفتى فيه *
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية
أنا محمد بن القاسم بن جعفر نا ابن أبي خيثمة أنا مصعب قال (3)
أميمة التي يقال لها ابنة رقيقة ابنة أسد بن عبد العزى بن قصي وكانت أميمة من
المهاجرات وهي التي حدث عنها ابن المنكدر ورقيقة ابنة أسد جدة الحكم بن أبي العاص
من قبل أمه
قال ابن أبي خيثمة هكذا ينسبها أصحاب الحديث إلى أمها وأمها ابنة أسد بن عبد
العزى وهي أميمة بنت عبد بن بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد
أخبرنا بذاك مصعب بن عبد الله
أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان
الغلابي نا أبي عن يحيى بن معين قال ابن المنكدر عن أميمة بنت رقيقة أميمة بني تيم
ابن مرة وأمها رقيقة بنت خويلد أخت خديجة

(1) الذنوب: الدلو بما فيه من الماء.
(2) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 571.
(3) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 229.
(4) الخبر التالي سقط من الأصل، واستدرك عن المطبوعة.
52

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز بن منصور قالا أنا أحمد بن الحسن بن
أحمد زاد الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنا أبو الحسين الأصبهاني أنا
أبو الحسين الأهوازي أنا أبو حفص الأهوازي نا خليفة بن خياط قال (1) أميمة بنت
رقيقة روى عنها محمد بن المنكدر في بيعة النساء
أخبرنا أبو البركات المجهز أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت أبي يقول
وممن يروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من نساء بني تيم أميمية بن رقيقة وأمها أخت خديجة بنت
خويلد
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن أبي بكر قال ولدت
رقيقة ابنة خويلد ابنة بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وهي التي
يقال لها ابنة رقيقة وهي من المبايعات سكنت دمشق لها بها دار وموالي كثير
حدثني علي بن صالح عن جدي عبد الله بن مصعب عن ربيعة بن عثمان عن
ثابت بن عبد الله بن الزبير أن ابنة رقيقة دخلت على معاوية في مرضه الذي مات فيه فقال
يا بنت رقيقة اندبيني فتسجت بثوبها ثم قالت
* ألا أبكيه ألا أبكيه * ألا كل الفتى فيه *
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو جعفر أنا أبو طاهر أنا أحمد نا
الزبير قال
ومن ولد عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد أميمة بنت عبد بن بجاد بن عمير بن
الحارث بن حارثة بن سعد وهي التي يقال لها ابنة رقيقة رقيقة أمها بنت خويلد بن أسد
ابن عبد العزى بن قصي وكانت أميمة بنت عبد بن بجاد وهي التي حدث عنها محمد بن
المنكدر أنها قالت أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في نسوة نبايعه ثم ذكرت الحديث أخبرني ذلك
سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا

(1) طبقات خليفة بن خياط ترجمة رقم 3254.
53

أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال
أميمة بنت رقيقة التي روى عنها محمد بن المنكدر وروت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حديثا (2) في بيعة النساء وهي أميمة بنت عبد الله بن بجاد بن عمير (3) بن الحارث بن
حارثة بن سعد بن تيم (4) بن مرة وأمها رقيقة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
أخت خديجة بنت خويلد زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) واغتربت أميمة فتزوجها خبيب (5) بن كعيب بن عتير
الثقفي فولدت له
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال أميمة بنت رقيقة التميمية أخت خديجة بنت خويلد لأمها عدادها في أهل المدينة
روى عنها عبد الله بن عمرو ومحمد بن المنكدر وحكيمة (6) ابنتها
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال أنا أبو نعيم الحافظ أميمة بنت
رقيقة بنت أبي صيفي ابن هاشم بن عبد مناف ورقيقة هي أم مخرمة بن نوفل صاحبة الرؤيا في
استسقاء عبد المطلب بالنبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد بن حمزة بقراءتي عليه عن أبي نصر علي بن هبة الله (7) قال
أميمة بنت بجاد بن عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة وأمها رقيقة
بنت خويلد بن أسد وهي تعرف بأميمة بنت رقيقة بايعت النبي (صلى الله عليه وسلم) وروت عنه روى
عنها محمد بن المنكدر وقيل أميمة بنت أبي البجاد (8) وروت عنها ابنتها حكيمة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله العبدي
أنا الهيثم بن كليب نا عيسى بن أحمد العسقلاني ثنا (9) عبد الله بن وهب نا إسماعيل بن

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 255.
(2) بياض بالأصل، استدركت اللفظة عن ابن سعد.
(3) بالأصل: عمر، والمثبت عن ابن سعد.
(4) تحرفت بالأصل إلى: تميم، والتصويب عن ابن سعد.
(5) كذا بالأصل: " خبيب " وفي المطبوعة وابن سعد: حبيب.
(6) تحرفت بالأصل إلى: حليمة.
(7) في الاكمال لابن ماكولا 1 / 205 في مادة بجاد.
(8) في الاكمال: النجاد.
(9) سقطت من الأصل، وزيدت عن المطبوعة لتقويم السند.
54

عياش عن سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاءت أميمة
بنت رقيقة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) تبايعه على الإسلام فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نبايعك على أن لا
تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني ولا تقتلي ولدك ولا تأتي ببهتان تفترينه بين
يديك ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى [* * * *]
9310 أميمة بنت صخر بن حرب بن أمية
ابن عبد شمس بن عبد مناف أم حبيب
بنت أبي سفيان القرشية الأموية أخت أم حبيبة (1) زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبيها (2) كانت
بدمشق ولها ذكر وقد تقدم ذكر كونها بدمشق في ترجمة عبد الرحمن بن صفوان
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال (3)
فولد أبو سفيان حنظلة قتل يوم بدر كافرا وأم حبيبة وأميمة وهي أم حبيب بنت
أبي سفيان تزوجها حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس من بني عامر بن لؤي فولدت له
أبا سفيان (4) بن حويطب ثم خلف عليها صفوان بن أمية فولدت له عبد الرحمن بن
صفوان وأمهم جميعا صفية بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
9311 أمينة بنت أحمد بن عطية العنسية (5)
أخت أبي سليمان الداراني
عابدة لها ذكر يأتي ذكرها في ترجمة أختها عبدة
9312 أنيسة بنت معبد المغني
مكية وفدت مع أبيها وأخيها كردم إلى يزيد بن عبد الملك ثم على ابنه الوليد بن
يزيد

(1) بالأصل: أم حبيب.
(2) سقطت من الأصل، وزيدت للايضاح عن المطبوعة.
(3) لم أعثر على الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) سقط بالأصل، والزيادة بين معكوفتين عن المطبوعة.
(5) تحرفت بالأصل إلى: " العبسية " والصواب ما أثبت، وأبو سليمان الداراني عنسي، انظر تاريخ داريا.
55

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين أخبرني إسماعيل بن يونس نا عمر بن
شبة عن إسحاق قال
بلغني أن الوليد بن يزيد اصطبح يوما وعنده أنيسة بنت معبد وأخوها كردم وشهدة
جاريته فقال لأنيسة أتعرفين صوتا كان أبي يقترحه على أبيك فيه ذكر لبابة فقالت نعم
وغنته (1)
* ودع لبابة قبل أن تترحلا * واسأل فإن قلاله (2) أن تسألا
البث لعمرك ساعة وتأنها (3) * فلعل ما بخلت به أن يبذلا
حتى إذا ما الليل جن ظلامه * ورجوت غفلة حارس أن يغفلا (4)
خرجت تأطر في الثياب كأنها * أيم (5) يسيب على كثيب أهيلا *
فطرب الوليد وقال هو هو واصطبح عليه يومه ووالى الشرب سبعة أيام فأمر فيها
في كل يوم لأنيسة بألف دينار ثم أمر أن تجهز بذلك وتزوج رجلا شريفا موسرا فزوجها
رجلا من وجوه أصحابه من تنوخ
قال أبو الفرج أنيسة بنت معبد مولى ابن قطن يقال لها عروس (6) القيان وخرجت مع
أبيها معبد وأخيها كردم إلى يزيد بن عبد الملك فأقاموا (7) بالشام حياة يزيد كلها ثم رجعوا
إلى المدينة طول أيام هشام فلما ولي الوليد بن يزيد استحضرهم فخرجوا إليه ولم يزالوا
مقيمين في عسكره حتى مات معبد فخرج الوليد بن يزيد وأخوه الغمر مبتذلين يحملان مقدم
جنازته وزوج الوليد أنيسة رجلا من وجوه أهل الشام فولدت منه ابنا أدركه إسحاق
الموصلي وهو شيخ عند الفضل بن الربيع وسمعه يغني عنده

(1) الشعر لعمر بن أبي ربيعة، وهي في ديوانه ص 331 (طبعة بيروت) والأغاني 1 / 207 في ترجمة عمر بن أبي
ربيعة.
(2) في الديوان: " قليلة " وهما بمعنى.
(3) صدره الديوان: امكث بعمرك ليلة وتأنها.
(4) عجزة في الديوان والأغاني: ورقبت غفلة كاشح أن يمحلا.
(5) الأيم: الحية.
(6) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن المطبوعة والمختصر.
(7) بالأصل: فقاما.
56

" حرف الباء "
بثينة بنت حبا (1) بن ثعلبة بن الهوذ (2) بن عمرو الأحب بن حن
ابن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير (3) بن عذرة بن سعد هذيم
ابن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف (4) بن قضاعة أم عمرو (5)
ويقال أم الوليد ويقال أم عبد الملك ويقال أم المسود العذرية (6)
صاحبة جميل بن معمر وفدت على عبد الملك ويقال إن لأبيها حبا صحبة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن
الدارقطني
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا الدارقطني قال
بثينة (7) العذرية صاحبة جميل بن معمر يقال هي بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ بن عمرو
الأحب بن حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة العذرية وكان زوجها
بنبيه (8) بن الأسود العذري والد سعيد بن الأسود الذي يروي عنه محمد بن إسماعيل بن
جعفر الجعفري قطعة من أخبارها يقال هي بنت خالة جميل
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن علي بن هبة الله قال (9)
أما بثينة أوله باء مضمومة بعدها معجمة بثلاث مفتوحة وياء ساكنة ونون مفتوحة فهي
بثينة العذرية صاحبة جميل وهي بنت حيي بن ثعلبة بن الهوذ بن عمرو بن الأحب بن حن بن
ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة وكان زوجها نبيه بن الأسود العذري

(1) كذا بالأصل، وفي الاكمال: حيي، وفي الأغاني: حبأ.
(2) تقرأ بالأصل: العمود، والمثبت عن المطبوعة.
(3) تقرأ بالأصل: كثير، والمثبت عن المطبوعة والمختصر.
(4) بالأصل: الحارث، والمثبت عن المطبوعة والمختصر.
(5) بالأصل: عمر، والمثبت عن المطبوعة والمختصر.
(6) غير مقروءة بالأصل ورسمها: " العرانة " والمثبت عن المطبوعة.
(7) أخبارها في الأغاني 8 / 98 والشعر والشعراء 1 / 434.
(8) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " ننبنه " والمثبت عن المطبوعة والأغاني 8 / 98.
(9) الاكمال لابن ماكولا 1 / 185.
57

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن نصر بن إبراهيم المقدسي عن أبي
الحسن بن السمسار أنا محمد بن أحمد بن عثمان الشاهد أنا محمد بن جعفر العسكري
قال سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول
دخلت بثينة على عبد الملك فأحد النظر إليها ثم قال يا بثينة ما رأى فيك جميل حين
قال فيك ما قال قالت ما رأى فيك الناس حين ولوك الخلافة يا أمير المؤمنين فضحك
عبد الملك حتى بدت سن له كان يخفيها فما ترك لها من حاجة إلا قضاها
وذكر أبو محمد بن زبر فيما قرأته من كتاب ابنه أبي سليمان عنه أنا يحيى بن زكريا
عن الحسن بن علي نا الهيثم بن عدي أنا ابن عياش عن أبيه قال
أتى عبد الملك بن مروان آذنه أبو يوسف وأنا عنده (1) فقال يا أمير المؤمنين بثينه
بالباب قال ويلك من بثينة بثينة جميل قال نعم (2) قال ائذن لها فدخلت امرأة
طوالة سمراء قد يعني أسنت وإن بها بقايا من جمال فقال ويلك يا غلام كرسي لبثينة
فأتى بكرسي فجلست عليه فحدثته طويلا ثم قال يا بثينة ليس شعري أي شئ رأى فيك
جميل حين قال فيك ما قال قالت ما رأى الناس فيك حيث استخلفوك قال فضحك حتى
بدت له سن سوداء
قرأت بخط أبي بكر أحمد بن محمد بن شرام النحوي (3) أنا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن إسحاق الزجاج أنا أبو الحسن الأخفش أخبرنا أبو العباس المبرد عن أبي عثمان
المازني قال
حج عبد الملك بن مروان فنزل بوادي القرى فدخلت عليه بثينة عليها ثياب من ثياب
البادية وعلى وجهها برقع فقال أقسمت عليك إلا نحيت البرقع عن وجهك ففعلت
فإذا وجه ليس ببارع الجمال وعليه أثر كلف فقال ما أراك كما قال جميل (4)
* بيضاء آنسة كأن حديثها * در تهلك سلكه منثور (5)

(1) تحرفت اللفظتان بالأصل إلى: " وأبا عبده " والمثبت عن المطبوعة.
(2) الزيادة عن المطبوعة، ومكانها بياض بالأصل.
(3) بالأصل: المنقري، والمثبت عن المطبوعة.
(4) البيت الأول من قصيدة في ديوانه ص 65 (ط. بيروت - صادر) بعنوان: زورا بثينة.
(5) روايته في الديوان:
غراء ميسام كأن حديثها * در تحدر نظمه منثور
58

لولا بثينة إن أخبت نفسها * إني بها وببذلها مسرور
لغدت برحلي في صحابة خالد * وجناء ناجية الشعاب عسير
ولقد طربت إليك حتى إنني * لأكاد من طرب إليك أطير *
ما أنت يا بثينة بهذه الصفة قالت يا أمير المؤمنين لكني كنت عنده كذلك أما
سمعت قول ابن أبي ربيعة (1)
* ولقد قالت لأتراب لها (2) * وتعرت ذات يوم تبترد
أكما ينعتني تبصرنني * عمركن الله أم لا يقتصد
فتضاحكن وقد قلن لها * حسن في كل عين من تود *
فبرها وقضى حوائجها
أنبأنا أبو الحسن بن العلاء وحدثني أبو المعمر الأنصاري عنه (3).
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وابن العلاف
قالا أنا عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إبراهيم أنا محمد بن جعفر نا عمر بن
شبة (4) نا أبو سلمة الغفاري قال سمعت إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة قال قال جميل
لبثينة ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان (5) يخطر بالبلاط (6) إلا أخذتني عليك الغيرة
وأنت بالجناب (7)
قال وأنا محمد نا علي بن الأعرابي قال
كانت عزة كثير وبثينة يوما تتحدثان فأقبل كثير نحوهما فقالت بثينة لعزة استخفي
حتى أولع بكثير فتوارت فأتى فسلم فردت بثينة عليه السلام وقالت له أما آن لك أن تشبب
بنا فأنشأ يقول (8)

(1) الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة (ط. صادر - بيروت) ص 107.
(2) في الديوان: زعموها سألت جاراتها.
(3) زيادة عن المطبوعة.
(4) تحرفت بالأصل إلى: شيبة.
(5) كان عبد الله بن عمرو بن عثمان معروفا بجماله وحسنه ورقته، ولقب بالمطرف.
(6) البلاط: لعله يريد: بيت البلاط، من قرى غوطة دمشق. (معجم البلدان).
(7) الجناب: موضع في وادي القرى. (معجم البلدان).
(8) الخبر والشعر في الأغاني 9 / 35 وفيها أن عزة هي التي طلبت إلى بثينة أن تتصدى لكثير، فعرضت عليه الوصل
فقاربها، ثم قال: الأبيات.
59

* رمتني على قرب بثينة بعد ما * تولى شبابي وارجحن شبابها
بعينين نجلاوين لو رقرقتهما (1) " لنوء الثريا لاستهل سحابها "
قال فاطلعت عزة رأسها فقال
* ولكنما ترمين نفسا مريضة * لعزة منها ودها (2) ولبابها *
قال ونا أحمد (3) نا علي بن داود ثنا أحمد بن مرزوق نا عبد الله بن أبي بكر
الزبيري نا سليمان بن أيوب قال
كان مصعب بن الزبير وهو إذ ذاك على العراقين كثيرا ما يولع بقصيدة جميل بن معمر
العذري وبهذا البيت خاصة (4)
* ما أنس إلا أنس منها نظرة سلفت * بالحجر يوم جلتها أم منظور *
فقال يوما والله لقد كنت أشتهي أن أرى أم منظور وأسألها عن ذلك اليوم فسأل عنها
فقيل له هي باقية بوادي القرى فكتب إلى عامل الوادي يحملها إليه وأمره أن يدفع إليها ما
تحتاج إليه ويرفق بها فحملت إليه فلما دخلت سألها ممن أنت قالت من عذرة
فأنشدها البيت وسألها عن ذلك اليوم فقالت نعم اعرف والله (5) ذلك اليوم وما ذكر من
تلك النظرة أذكر كان عندنا عرس لبعض الحي فاختلفوا ونحرت الجزر وصبغت
النقاب ودعيت الرجال وبثينة يومئذ في تكامل من جمالها ووافق ذلك إقبالا من الثمرة
فعملت لها سخابا (6) من بلح ووشاحا من بلح ورجلت شعرها وأصلحت من ذلك ما
يصلح وألبستها ثيابا وجملتها لتذهب فتنظر فاعترضنا جميل بن معمر فوافق خلوة من
الرجال واشتغالا منهم بذلك العرس فلم يزل يعارضنا (7) ينظر إليها حتى بلغت بها فأرسلتها
في وسط الجواري فذلك قوله في ذلك اليوم
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أخبرني أبو طاهر محمد بن

(1) الأصل: فرقتهما، والمثبت عن الأغاني.
(2) الأغاني: صفوها.
(3) كذا، وفي المطبوعة: " محمد " وهو الأشبه.
(4) البيت في ديوانه (ط. بيروت: صادر) ص 70.
(5) بالأصل: " داهد " كذا، والمثبت عن المطبوعة.
(6) السخاب: قلادة من سك وقرنفل، ومحلب بلا جوهر (القاموس).
(7) بالأصل: " عارضنا " والمثبت عن المطبوعة.
60

علي بن محمد الواعظ أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المروروذي نا عبد الله بن
سليمان
وقال وأنا أبو طالب (1) محمد بن علي بن إبراهيم البيضاوي نا أبو عمر محمد
بن (2) العباس الخزاز نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا عمر بن شبة عن
الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء (3) عن أدهم التميمي (4) قال
لقيت كثير عزة في البادية فقال لقيني جميل بن معمر في هذا الموضع وأنا جائي (5) من
عند أبي بثينة صاحبته فقال من أين يا كثير فقلت من عند أبي الحبيبة يعني صاحبته
قال وأين تريد قلت أريد الحبيبة يعني عزة فقال ارجع من حيث جئت وواعد بثينة
فقلت لا أقدر من عندهم جئت وإذا رجعت من ساعتي اتهمني أبوها فقال لا بد
فقلت متي آخر عهدك بهم قال بالدوم (6) وهم يرحضون أثوابا (7) لهم قال فرجعت
فلما رآني أبو بثينة قال يا كثير أليس كنت عندنا الآن قلت بلى ولكن ذكرت أبياتا قلتها
في عزة فأحببت أن أنشدك إياها قال وما هي قال وبثينة في خيمة من وراء خيمته
فأنشدته (8)
* فقلت لها يا عز أرسل صاحبي * إلي (9) رسولا والموكل مرسل
بأن تجعلي بيني وبينك موعدا * وأن تأمريني بالذي فيه أفعل
وآخر عهد منك يوم لقيتني * بأسفل وادي الدوم والثوب يغسل *
قال فضربت بثينة يدها على الخباء وقالت اخسأ اخسأ فقال أبوها ما هذا يا
بثينة قالت كلب يأتينا من وراء الرابية إذا نام الناس يؤذينا قال فرجعت إلى جميل
فقلت قد وعدتك من وراء الرابية إذا نام الناس

(1) بياض بالأصل، والمثبت عن المطبوعة، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 3 / 104.
(2) سقطت من الأصل.
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن المطبوعة.
(4) الخبر - باختلاف الرواية - في الأغاني 8 / 106 - 107 والأمالي للقالي 3 / 220 - 221 (ذيل الأمالي).
(5) كذا بالأصل.
(6) الدوم: " واد معترض من شمالي خيبر إلى قبليها، وهو يفصل بين خيبر والعوارض (معجم البلدان).
(7) أي يغسلونها.
(8) ديوان كثير (ط دار الكتاب العربي - بيروت) ص 162.
(9) عجزه في الديوان: على نأي دار والرسول موكل.
61

قرأت بخط بعض (1) أهل العلم لبثينة
* تواعدني قومي بقتلي وقتله * فقلت اقتلوني وأخرجوه من الذنب
ولا تتبعوه بعد قتلي أذية * كفى بالذي يلقاه من شدة الحب *
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر أنا أحمد بن منصور
اليشكري أنا الصولي نا محمد بن زكريا الغلابي نا محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال
لما حضرت الوفاة جميلا بمصر قال من يعلم بثينة (2) فقال رجل أنا فلما صار إلى حي
بثينة فقال (3)
* بكر النعي وما (4) كنى بجميل * وثوى بمصر ثواء غير قفول
بكر النعي بفارس ذي بهمة (6) * بطل إذ حم اللقاء مذيل *
سمعته بثينه فخرجت مكشوفة الرأس تقول (7)
* وإن سلوي عن جميل لساعة * من الدهر ما جانت ولا حان حينها
سواء علينا يا جميل بن معمر * إذا مت بأساء الحياة ولينها *
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا جدي أبو محمد أنا أبو علي الأهوازي أنا أبو
بكر بن أبي الحديد أنا أبو بكر الخرائطي حدثني أبو الفضل العباس بن الفضل قال يقال
إنه لما مات جميل بن معمر رثته بثينة بهذين البيتين ويقال إنها لم تقل غيرهما
* وإن سلوي عن جميل لساعة * من الدهر ما جاءت ولا حان حينها
سواء علينا يا جميل بن معمر * إذا مت بأساء الحياة ولينها *
وتم وكمل والحمد لله وحده بحسن توفيقه ويليه ما بعده (8)

(1) بالأصل: " قرأت على أهل الشام " والمثبت عن المطبوعة.
(2) بالأصل: ببثينة.
(3) البيتان في ديوان جميل ص 119 (ط. بيروت: صادر) والأغاني 8 / 153.
(4) الديوان: صدع النعي.
(5) بالأصل: " يوما " والمثبت عن الديوان.
(6) في الديوان: ذي همة.
(7) البيتان في الأغاني 8 / 154.
(8) بياض بالأصل، وبعد البياض يقفز فورا إلى ترجمة رملة بنت أبي سفيان، ومثله في المطبوعة. التراجم التالية
نستدركها عن مختصر ابن منظور، وسنشير إلى نهاية الاستدراك في موضعه.
62

9314 بحرية بنت هانئ بن قبيصة
ابن مسعود الشيبانية امرأة عبيد الله بن عمر (1)
كانت حازمة عاقلة ووردت معه الشام وكانت معه بصفين حين قتل (2)
حدثت بحرية بنت هانئ
أنها زوجت نفسها من القعقاع بن شور (3) وبات عندها ليلة وجاء أبوها فاستعدى
عليا فقال أدخلت بها قال نعم فأجاز النكاح
حدث يزيد بن يزيد بن جابر (4)
أن معاوية دعا عبيد الله بن عمر فقال إن عليا كما ترى في بكر بن وائل قد حامت
عليه فهل لك أن تسير في الشهباء قال نعم فرجع عبيه الله إلى خبائه فلبس سلاحه ثم إنه
فكر وخاف أن يقتل مع معاوية على حاله فقال له مولى له فداك أبي إن معاوية إنما
يقدمك للموت إن كان لك الظفر فهو يلي وإن قتلت استراح منك ومن ذكرك (5) فأطعني
واعتل قال ويحك قد عرفت ما قلت فقالت له امرأته بحرية بنت هانئ ما لي أراك
مشمرا قال أمرني أمير المؤمنين أن أسير في الشهباء قالت هو والله مثل التابوت لم
يحمله أحد قط إلا قتل أنت تقتل وهو الذي يريد معاوية قال اسكتي والله لأكثرن من
القتل في قومك اليوم فقالت لا تقل هذا (6) خدعك معاوية وغرك من نفسك وثقل
عليه مكانك قد أبرم هذا الأمر هو وعمرو بن العاص قبل اليوم فيك لو كنت مع علي أو
جلست في بيتك كان خيرا لك قد فعل ذلك أخوك (7) وهو خير منك قال اسكتي وهو
يتبسم ضاحكا لترين الأسارى من قومك حول خبائك هذا قالت والله لكأني راكبة دابتي
إلى قومي أطلب جسدك لأن أواريه إنك مخدوع إنما تمارس قوما غلب الرقاب (8) فيهم

(1) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق - طبعة دار الفكر - 38 / 56 رقم 4473.
(2) انظر سبب قدوم عبيد الله بن عمر إلى الشام والتحاقه بمعاوية، وقدومه معه إلى صفين ن تاريخ مدينة دمشق 38 /
69 ووقعة صفين 82 - 83.
(3) ضبطت عن تبصير المنتبه 2 / 792، وذكره.
(4) الخبر من طريقه رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 17 - 18 في ترجمة عبيد الله بن عمر بن الخطاب.
(5) بعدها في المختصر: " يقال: ابن عمر بن الخطاب " والمثبت يوافق عبارة ابن سعد.
(6) في ابن سعد: لا يقتل هذا.
(7) يعني عبد الله بن عمر.
(8) يعني غليظي الرقاب.
63

الحرون ينظرونه نظر القوم إلى الهلال (1) لو أمرهم ترك الطعام والشراب ما ذاقوه قال
أقصري من العذل فليس لك عندنا طاعة فرجع عبيد الله إلى معاوية فضم إليه الشهباء و
هم اثنا عشر ألفا وضم إليه ثمانية آلاف من أهل الشام فيهم ذو الكلاع في حمير فقصدوا
يؤمون عليا فلما رأتهم ربيعة جثوا على الركب وشرعوا الرماح حتى إذا غشوهم ثاروا
إليهم واقتتلوا أشد القتال ليس فيهم إلا الأسل والسيوف وقتل عبيد الله وقتل ذو
الكلاع (2) والذي قتل عبيد الله زياد بن خصفة التيمي (3) فقال معاوية لامرأة عبيد الله لو
أتيت قومك فكلمتهم في جسد عبيد الله بن عمر فركبت إليهم ومعها من يجيرها فأتتهم
فانتسبت فقالوا قد عرفناك مرحبا بك فما حاجتك قالت هذا الذي قلتموه فأذنوا لي
في حمله فوثب شباب من بكر بن وائل فوضعوه على بغل وشدوه وأقبلت امرأته إلى
عسكر معاوية فتلقاها معاوية بسرير فحمله عليه وحفر له وصلى عليه ودفنه ثم جعل (4)
يبكي و (5) يقول قتل ابن الفاروق في طاعة خليفتكم حيا وميتا وإن كان الله قد رحمه
ووفقه للخير قال تقول بحرية وهي تبكي عليه وبلغها ما يقول معاوية فقالت أما أنت فقد
عجلت له يتم ولده وذهاب نفسه ثم الخوف عليه لما بعد أعظم الأمر فبلغ مع معاوية
كلامها فقال لعمرو بن العاص ألا ترى ما تقول هذه المرأة فأخبره فقال والله لعجب لك
ما تريد ان يقول الناس شيئا فوالله لقد قالوا في خير منك ومنا فلا يقولون فيك أيها
الرجل إن لم تغض عما ترى كنت في نفسك في عم قال معاوية هذا والله رأيي الذي
ورثت من أبي
9315 برق الأفق المدنية
قال دحمان الأشقر (6)

(1) في ابن سعد: الهلاك.
(2) قتله رجل من بكر بن وائل اسمه خندف، كما في وقعة صفين ص 297.
(3) كذا بالأصل، وجاء في وقعة صفين ص 298 اختلفوا في قاتل عبيد الله، فقالت همدان: قتله هاني بن الخطاب،
وقالت حضرموت: قتله مالك بن عمرو السبيعي، وقالت بكر بن وائل: قتله رجل منا من أهل البصرة يقال له
محرز بن الصحصح من بني عائش بن مالك بن تيم اللات بن ثعلبة.
(4) الزيادة بين معكوفتين من طبقات ابن سعد.
(5) الزيادة عن ابن سعد.
(6) الخبر في الأغاني 3 / 282 وما بعدها ضمن أخبار ابن مسجح.
64

كتب (1) عامل الحجاز إلى عبد الملك بن مروان إن بالحجاز رجلا يقال له ابن
مسجح (2) أسود يغني وقد أفسد رهبان (3) قريش وأنفقوا عليه أموالهم فكتب إليه في نفيه
عن الحجاز وأخذ ماله فنفي فخرج إلى الشام في صحبة رجل له جوار مغنيات فكان معه
حتى بلغا دمشق فدخلا مسجدها فسألا من حضر عن أخص الناس بالخليفة فقالوا
هؤلاء النفر من قريش وأخصهم بنو عمه فعمد ابن مسجح إلى القرشيين فسلم عليهم وقال
لهم يا فتيان هل فيكم من يضيف رجلا غريبا من أهل الحجاز فنظر بعضهم إلى بعض
وكانوا قد تواعدوا أن يذهبوا إلى قينة يقال لها برق الأفق فتثاقلوا به إلا فتى منهم تذمم (4)
فقال أنا أضيفك وقال لأصحابه انطلقوا أنتم وأنا أذهب مع ضيفي فقالوا له لا بل
تجئ أنت وضيفك فذهبوا جميعا إلى بيت القينة فلما أتوا بالغداء قال لهم ابن مسجح
إني رجل أسود فلعل فيكم من يقذرني فأنا أجلس ناحية وقام فاستحوا (5) منه وبعثوا إليه
بما أكل فلما صاروا إلى الشراب قال لهم مثل ذلك ففعلوا به وأخرجت لهم القينة
جاريتين فجلستا على سرير قد وضع لهما فغنتا إلى العشاء ثم دخلتا وخرجت جارية
حسنة الوجه والهيئة وهما معها فجلست على السرير وجلستا أسفل منها عن يمين السرير
وشماله قال ابن مسجح فتمثلت بهذا البيت
* فقلت أشمس أم مصابيح بيعة * بدت لك خلف السجف أم أنت حالم *
فغضبت الجارية وقالت أيضرب لنا هذا الأسود الأمثال فنظروا إلي نظرا منكرا
ولم يزالوا يسكتونها (6) ثم غنت صوتا فقلت أحسنت والله فغضب مولاها وقال هذا
الأسود يقدم على جاريتي فقال لي الرجل الذي أنزلني عليه قم فانصرف إلى منزلي فقد
ثقلت على القوم فذهبت أقوم فتذمم القوم مني وقالوا بل أقم وأحسن أدبك فأقمت

(1) كذا العبارة بالأصل، ويفهم من عبارة الأغاني أن دحمان الأشقر كان عاملا لعبد الملك بمكة، وأن عبد الملك
كتب إليه بخبر ابن مسجع.
(2) هو سعيد بن مسجح أبو ثمان مولى بني جمح، من فحول المغنين وأكابرهم وأول من صنع الغناء منهم أخباره في
الأغاني 3 / 276.
(3) كذا، وفي الأغاني: فتيان.
(4) تذمم أي خشي الذم واللوم.
(5) الأغاني: فاستحيوا منه.
(6) الأغاني: يسكونها.
65

وغنت لحنا فقلت أخطأت والله أي زانية وأسأت ثم اندفعت فغنيت الصوت فوثبت
الجارية فقالت لمولاها هذا والله أبو عثمان سعيد بن مسجح فقلت إني والله أنا هو ولا
أقيم عندكم فوثب القرشيون فقال لي هذا يكون عندي وقال هذا لا بل يكون عندي
فقلت لا والله لا أقيم إلا عند سيدكم يعني الرجل الذي أنزله وسألوه عما أقدمه
فأخبرهم فقال له صاحب منزله أنا أسمر الليلة عند أمير المؤمنين فهل تحسن أن تحدو
قال لا والله ولكني أصوغ لحنا على الحداء قال فافعل فصنع لحنا على ألحان الحداء
في هذا الشعر *
إنك يا معاوي (1) المفضل * إن زلزل الأقوام (2) لم تزلزل
عن دين موسى والكتاب المنزل * تقيم أصداغ القرون الميل
للحق حتى ينتحوا للأعدل
وسمعه الفتى فقال أحسنت والله وأجدت رح معي فراح معه وجلس على الباب
فلما طابت نفس عبد الملك بعث القرشي بغلامه إليه أن يعلو السور ويرفع صوته بالأبيات
وكان من أحسن الناس صوتا ففعل فلما سمع عبد الملك صوته طرب وقال من هذا قال
الفتى هذا رجل من أهل الحجاز قدم علينا فأحببت أن تسمع حذاءه قال هاتوه فجاؤوا
به فسمعه من قريب ثم قال أتغني غناء الركبان قال نعم قال فغن فغناه فازداد طربه
واستزاده ثم قال له هل تغني الغناء المتقن قال نعم قال نمن فغناه فاهتز عبد الملك
طربا واستزاده فقال له أقسم إن لك في القوم اسما كبيرا فمن أنت منهم قال أنا المظلوم
المنفي المقبوض ماله ابن مسجح فأمر بالكتاب إلى عامله برد ماله وألا يعرض له بسوء
إذا عاد إلى وطنه وأمر له بمئة وسأل القرشي عن خبره فأخبره به فضحك حتى
استغرب فقال عن الصوت الذي أخطأت فيه الجارية فغناه وهو للحادرة (3) (4)
* بكرت سمية غدوة فتمتع * وعدت غدو مفارق لم يرجع (5)

(1) في الأغاني: إنك يا معاذ يا بن الفضل.
(2) الأغاني: الاقدام.
(3) الحادرة لقب، واسمه قطبة بن أوس بن محصن، شاعر جاهلي، مقل، انظر أخباره في الأغاني 3 / 270.
(4) الأبيات للحادرة في المفضليات للضبي، المفضلية رقم 8 ص 43 وانظر تخريج الأبيات فهيا.
(5) في المفضليات: لم يربع.
66

وتعرضت لك فاستبتك بواضح (1) * صلت كمنتص (2) الغزال الأتلع (3)
أسمي ما يدريك كم من فتية * باكرت لذتهم بأدكن مترع
بكروا علي بسحرة فصحبتهم (4) * من عاتق كدم الذبيح مشعشع *
فطرب عبد الملك ورمى إليه بمطرف كان عليه وقال له كن مع الحرس ما دمت
مقيما حتى نأنس بصوتك ففعل وتوسل مولى برق الأفق إليه بصاحب منزله حتى وصل إليه
فوصله صلة سنية وأخذت جاريته عنه فأكثرت وانصرف
9316 بلقيس (5) بنت شراحيل (6) الهدهاد بن شرحبيل
وفي نسبها اختلاف ملكة سبأ قيل إنها ملكت اليمن تسع سنين ثم كانت خليفة
عليها من قبل سليمان بن داود أربع سنين
قال مسلمة بن عبد الله بن ربعي
لما أسلمت بلقيس تزوجها سليمان بن داود ومهرها باعلبك (7)
روى أبو هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أحد أبوي بلقيس كان جنيا [* * * *]
سئل الحسن عن ملكة سبأ وقالوا إن أحد أبويها جني فقال الحسن لا يتوالدون
أي إن المرأة من الإنس لا تلد من الجن
قال مجاهد

(1) في المفضليات: وتصدفت حتى استبتك بواضح.
(2) المفضليات: كمنتصب.
(3) الأتلع: الطويل العنق.
(4) المفضليات: فصبحتهم.
(5) انظر أخبارها في تاريخ الطبري (القاموس)، والكامل لابن الأثير (الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس) المحبر
لابن حبيب ص 367 وجمهرة أنساب العرب ص 439.
(6) في ابن حزم: " ايلي أشرح " وفي الطبري: " بنت أليشرح " وقال بعضهم: ابنة ذي شرح، وقال بعضهم: ابنة أيلي
شرح.
(7) كذا وردت في المختصر، وفي معجم البلدان: بعلبك وهي مدينة قديمة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وقيل اثنا عشر
فرسخا من جهة الساحل. وذكر ياقوت أن بعلبك كانت مهر بلقيس (معجم البلدان: بعلبك 1 / 454.
67

كان تحت يدها اثنا عشر ألف قيل (1) تحت يد كل قيل مئة ألف (2)
وعن مجاهد
إن ذا القرنين ملك الأرض كلها إلا بلقيس صاحبة مأرب (3) وإن ذا القرنين كان يلبس
ثياب المساكين ثم يدخل المدائن فينظر من عورتها قبل أن يقاتل أهلها فأخبرت بلقيس
بذلك فبعثت رسولا يصور لها صورته في ملكه حين يقعد وصورته في ثياب المساكين ثم
جعلت كل يوم تطعم المساكين فتجمعهم فجاءها رسولها بصورته فجعلت إحدى صورتيه
على باب بيتها والأخرى على باب الأصطوان فكانت تطعم المساكين كل يوم فإذا فرغوا
عرضتهم واحدا واحدا حتى جاء ذو القرنين في ثياب المساكين فدخل مدينتها ثم جلس
المساكين إلى طعامها فلما فرغوا أخرجتهم واحدا واحدا وهي تنظر إلى صورته في ثياب
المساكين حتى مر ذو القرنين فنظرت إلى صورته فعرفته فقالت احبسوا هذا فقال لها لم
حبستني فإنما أنا مسكين من المساكين قالت أنت ذو القرنين وهذه صورتك في ثياب
المساكين والله لا تفارقني أو تكتب أمانا بملكي أو أضرب عنقك فلما رأى ذلك كتب لها
أمانا بملكها فلم ينج منه أحد غيرها
وعن قتادة
* " إني وجدت امرأة تملكهم " (4) قال
بلغني أنها امرأة تسمى بلقيس أظنه قال بنت شراحيل أحد أبويها من الجن (5)
مؤخر أحد قدميها مثل حافر الدابة (6) وكانت بأرض يقال لها مأرب على ثلاثة (7) أيام من
صنعاء

(1) القيل بلغة أهل اليمن الملك من ملوك حمير، يقول ما يشاء، والجمع أقوال، وأقيال. وقال أبو عبيدة: الأقيال
ملوك باليمن دون الملك الأعظم. والقيل يكون ملكا على قومه ومخلافه ومحجره.
(2) الكامل لابن الأثير 1 / 160.
(3) مأرب: بهمزة ساكنة وكسر الراء، هي بلاد الأزد باليمن، وهي بين حضرموت وصنعاء، بينها وبين صنعاء أربعة
أيام (معجم البلدان).
(4) سورة النمل، الآية: 23.
(5) أمها كانت من الجن، كما في البداية والنهاية 2 / 29.
(6) البداية والنهاية، قال ابن كثير: وهذا ضعيف.
(7) كذا، وفي معجم البلدان: أربعة أيام.
68

خرج ذو رعين ملك اليمن يتصيد ومعه العساكر فطاب له الصيد وانقطع عن عسكره
فعطش واشتد عطشه فسار في تلك الصحراء يطلب ماء إذ رفع له خباء فقصده فإذا شيخ
محتب بفناء الخيمة فقال أنعم صباحا أيها الشيخ قال وأنت قال اسقني ماء فقال
الشيخ يا حسنة أسقي عمك ماء فخرجت جارية كأنها الشمس الطالعة أصاب الصحراء من
نور وجهها وبيدها كأس من ياقوت أحمر فتعجب الملك من جمالها وقال في قصري
ألف جارية ما فيهن جارية في جمالها ولا في مملكتي مثل هذا الكأس فأخذ الكأس من
يدها فشرب حتى روي وانصرفت فقال الملك أيها الشيخ ما هذه الجارية منك قال
ابنتي قال ألها زوج قال لا ولا تزوجت قط قال أفتزوجني إياها قال لا قال
ولم قال تصلح لك قال لأي شئ قال لأني من الجن وأنت من الإنس قال
الملك قد رضيت وأنا كفؤ كريم أنا ذو رعين ملك اليمن بيدي والحجاز والسند والهند
وقد هويت ابنتك فلا تحرمني إياها فقال لها الشيخ ما تقولين قالت إن أجابني إلى خصلة
واحدة تزوجت به قال الملك وما هي قالت لا تسألني عن شئ أعمله لم عملته فإني
لا آلوه نصحا فمتى سألني عن شئ فعلته لم فعلته فهو طلاقي ولا يراني أبدا فأجابه
الملك إلى ذلك وأحضر الشيخ إخوانه من الجن وأقاربه وعقد نكاح ابنته وسار الملك
إلى قصر وحملت إليه ودخل بها وجليت عليه فكانت كل يوم تتصور له في صورة جديدة
وثياب جدد وحلي جديد ثم حملت منه وكان للملك ذي رعين سبعون بنتا وما رزق ابنا
قط وهو يشتهيه ويتمناه فلما تم حملها ولدت ابنا من أحسن البنين فبشر الملك بذلك فسر
سرورا عظيما وفتح بيوت الأموال وللصدقات والجوائز وقطعت ثياب الخلع للأمراء والقواد
وصنعت السروج وأعد الطعام كل ذلك الأسبوع فوثبت إلى الابن فذبحته وإلى الطعام
فأراقته وإلى الخلع والسروج فضرمت فيها النار ولما بلغ ذلك الملك غضب غضبا شديدا
وهم بقتلها وقام ليسألها لم صنعت ذلك فقال له وزيره كيف حبك لها قال ما أحببت شيئا
قط كحبي لها ولو غابت عن بصري حسبت التلف على نفسي فقال أيها الملك لا تلم
إلا نفسك إذ تزوجت جنية ليست من جنسك ولا تحبك ولا تشفق عليك ولعلها تبغضك
وتريد فراقك ففعلت هذا لتسلها فتخرج من قصرك فيكون ابن الملك قد مات ويزول عن
الملك من يحبه ويهواه فلا يطيق فراقه ويعطيها مناها فقال الملك أما بغض فما تبغضني
لأني أتتني محبتها لي وشفقتها علي وتوقف الملك عن مسألتها وهي مع ذلك متحننة على
الملك غير مقصرة عن خدمته والتذلل له فلما طهرت من نفاسها واقعها الملك فحملت
69

فلما تم حملها ولدت بنتا ولا شئ أبغض إليه من البنات إذ له سبعون بنتا فلما ولدتها
أرسلت إليه أيها الملك افتح بيوت الأموال وصدق وهب وأعط وادع الأمراء والقواد فلما
وصلت إليه الرسالة لم يملك نفسه من الغضب أن صار إليها فقال ما هذه أنا لم يجئني ابن
قط فلما جاءني وسررت به ذبحته وحرمتني إياه فلما جاءتني ابنة وأنا لها كاره أمرتني
بالفرح والسرور وهو عندي حزن فما الذي دعاك إلى ذبح ابني ومهجة قلبي فلما قال لها
ذلك أسبلت عينها بالدموع والبكاء ولطمت وجهها وهتكت ثيابها وحلقت شعرها وقالت
أيها الملك طلقتني بعد صحبة خمس سنين وما أحببت شيئا قط حبي إياك فكان هذا جزائي
منك أو أملي فيك ثم قالت أيها الملك اعلم أني ذبحت ابني ومهجة قلبي في هواك
ومحبتك وذلك أن والدي الذي رأيته ممن يسترق السمع من السماء فلما ولدت الابن عرج
أبي إلى السماء فسمع الملائكة يقولون إن الله قد قضى على ابنك أنه إن عاش حتى يبلغ
الحلم يذبحك على فراشك فمن شدة حبي لك آثرتك على ابني ورأيت أن أذبحه صغيرا ولا
يكبر فيدخل قلبي من محبته ما أعاونه عليك ولقد وجدت عليه مثلما تجد الوالدة على
ولدها إلا أني رأيت أنها نار أطفئت كل ذلك محبة للملك وأما الثياب والسروج التي
حرقتها والطعام الذي أهرقته فإن لي ابن عم كان مسمى علي فلما صرت إليك حسدني
وعاداني فلما ولدت الابن جاء ابن عمي فسم الطعام والثياب والسروج ليهلك الملك
ورجاله فلذلك فعلت الذي فعلت فلما ولدت هذه الابنة صعد أبي إلى السماء فاسترق
السمع فسمع الملائكة يتحدثون أن هذه البنت أبرك بنت ولدت على وجه الأرض وأشرفه
وأجله وإنها وارثة ملكك بعد أن يغصبه غاصب ليس من أهله فهي التي ترتج منها البلاد
وتملك اليمن وحضرموت والحجاز ويجل سلطانها ويعظم شأنها حتى يكون تحت يدها ألف
أمير تحت يد كل أمير ألف قائد وتحت يد كل قائد ألف جندي وإنه يتزوج بها نبي يكون
في زمانها يقال له سليمان تسمع له الجن والإنس والشياطين والسحاب والرياح ويسخر ذلك
كله له ويسمعون ويطيعون أمره ويفهم كلام الوحش والطير فيكون بيده نصف الأرض
فاستوص أيها الملك بها خيرا إذ حرمتني قربها وانظر كيف تكون لها بعدي فلن تراني أبدا
لا أراك بعد يومي هذا ثم غابت عن بصره
وعن ابن عباس قال
كان سليمان إذا سار في ملكه فالإنس عن يمينه والجن عن يساره والشياطين بين
يديه والوحوش خلفه والطير تظله والريح تحمله وكان دليله على الماء في المفاوز
70

الهدهد فإن احتاجوا إلى الماء جاء الهدهد فشم الأرض ثم نقر بمنقاره فيحفر الماء على
وجه الأرض فبينما سليمان يسير بين المشرق والمغرب في مفازة احتاج الجنود إلى الماء
وكان الهدهد غائبا فشكت الجنود العطش إلى آصف وكان صاحب أمر سليمان فقال أيها
الملك إن الجنود قد عطشوا ولا ماء فرفع سليمان رأسه فنظر إلى الطير ففقد الهدهد فقال
" ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (1) " فقالت الطير هو من الغائبين فغضب
سليمان فقال بعد عني وأنا في المفازة معي الجنود " لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو
ليأتيني بسلطان مبين " (2) قال عذر مبين فلما سمع الطير ذلك استقبلوا الهدهد فقالوا
ويلك أين كنت (3) قد غضب عليك وحلف ليعذبنك أو ليذبحنك أو لتأتينه بعذر مبين
يخرجك من ذنبك (4) فلما سمع الهدهد ذلك أدبر راجعا فارتفع حتى أشرف على الجبال
والبحور فبينا هو كذلك إذ أشرف على جبل سبأ ونظر إلى بلقيس ملكتهم وهي جالسة على
عرشها وبين يديها ألف رجل متقلدون السيوف قيام كل رجل منهم ملك على قومه فلما
رأى الهدهد ذلك قال هذا حجتي التي أرجع بها إلى سليمان فرجع فوقع بين يدي سليمان
فسجد فقال سليمان ما لك وأين غبت فقال " أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ
بنبأ يقين " (5) قال وما نبؤك قال " إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها
عرش عظيم " إلى " فهم لا يهتدون " (6) فدعا سليمان برق فكتب فيه بيده وطواه وختمه
بخاتمه ولم يكتب فيه عنوانا ثم قال " سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين " إلى " فانظر ماذا
يرجعون " (7) فانطلق الهدهد بالكتاب حتى ألقاه في حجر بلقيس
وفي رواية
فجاء الهدهد وقد غلقت الأبواب وكانت تغلق أبوابها وتضع مفاتحها تحت رأسها

(1) سورة، النمل الآية: 20. أراد ماله مفقود من ههنا، أو قد غاب عن بصري فلا أراه بحضرتي.
(2) سورة النمل، الآية: 21.
(3) كذان الهدهد قد مر على قصر بلقيس، فرأس بستانا خلف قصرها، فمال إلى الخضرة. كما في الكامل لابن الأثير
1 / 161.
(4) قيل إن عذاب سليمان للطير أن ينتف ريشه ويشمسه فلا يطير أبدا فيصير من هوام الأرض، أو يذبحه فلا يكون له
نصل أبدا.
(5) سورة النمل، الآية: 22. وقوله بنبأ يقين: يعني بخبر صادق.
(6) سورة النمل، الآيتان: 27 و 28.
71

فجاء الهدهد فدخل من الكوة فألقى الصحيفة عليها ففرحت وظنت أنه ألقي إليها من السماء
فقالت " يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم " (1) وظنت أنه من عند الله فمن هناك سمته
كريما فلو أنها علمت أنه من سليمان ما سمته كريما وكانت هي أعز في نفسها من أن تسمي
كتاب سليمان كريما فلما فتحته قالت " إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا
تعلوا علي وأتوني مسلمين قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى
تشهدون " (2) قالوا أيها الملكة ما أحد في الأرض أعز منا منعة ولا أقوى منا بمال ولا
أشد منا بطشا ولا أبعد منا صوتا ولا أقهر منا عزا فنرى أن نسير إليهم " والأمر إليك
فانظري ماذا تأمرين " (3) فقالت إن سليمان قد ادعى أنه نبي فإن كان صادقا فإن الله معه
ومن يكن الله معه يغلب وإن كان نبيا ثم سرنا إليه أهلكنا بجنود الله وإن سار إلينا فوطئنا
بمن معه من الجنود كان فساد بلادكم وأهل ملتكم ولكني باعثة إليه بهدية فإن كان سليمان
ملكا يرضى بالدنيا ويريدها (4) فإنه سيرضى منا بالهدايا واللطف وإن كان نبيا فإنه لا يرضى
دون ان نأتيه مسلمين أو مقهورين فإن كان نبيا أتيناه مسلمين أحب إلينا من أن يطأ بلادنا
فقال القوم فأمرك عندنا طاعة فبعثت إليه بثلاث لبنات من ذهب في كل لبنة مائة رطل من
ذهب وياقوتة حمراء طولها شبر مثقوبة وثلاثين وصيفا قد حلقت رؤوسهم وثلاثين
وصيفة قد حلقت رؤوسهن وكتبت إليه إني قد بعثت إليك بهدية فاقبلها وبعثت إليك
بياقوتة طولها شبر مثقوبة فأدخل فيها خيطا ثم اختم على طرفي الخيط بخاتمك وبعثت إليك
بثلاثين وصيفا وثلاثين وصيفة تميز الغلمان من الجواري ولا تجرد منهم أحدا فلما فصلت
الرسل (5) من عندها جاء دمرياط وكان أميرا على الشياطين فقال لسليمان إن بلقيس قد
بعثت إليك بثلاث لبنات من ذهب وياقوتة حمراء وثلاثين وصيفا وثلاثين وصيفة فقال
سليمان لدمرياط افرشوا من باب مجلسي إلى طريق القوم ثمانية أميال في ميل عرضا لبن
ذهب فبعث دمرياط الشياطين فقطعوا من الجبال الملس فموهوه بالذهب ففرشوا من باب

(1) سورة النمل، الآية: 29.
(2) سورة النمل، الآيات: 30 إلى 32.
(3) سورة النمل، الآية: 33.
(4) تعني أنه قبل هديتها، فهي من الملوك أعز منه وأقوى.
(5) بعثت الهية مع رجل من أشراف قومها يقال له المنذر بن عمرو انظر ما جاء من أقوال حول هديتها في أحكام
القرآن 13 / 196.
72

سليمان الطريق للرسل ثمانية أميال في ميل عرضا ونصبوا على جنبتي الطريق أساطين من
ياقوت أحمر فلما جاءت الرسل فنظروا إلى الذهب والياقوت فقال بعضهم لبعض أين
ننطلق إلى هذا الرجل بثلاث لبنات من ذهب وعنده من الذهب ما قد فرش به الطريق فقال
رئيسهم إنما نحن رسل نبلغ ما أرسل به معنا فمضوا حتى دخلوا على سليمان فقرأ كتاب
بلقيس ووضعوا اللبنات بين يديه فقال " أتمدونن بمال " إلى " تفرحون " (1) قال تفرحون
بثلاث لبنات ذهب انطلقوا فخذوا ما رأيتم ثلاثمائة أو ثلاثة آلاف أو ثلاثين ألفا أو ثلاث مئة
ألف أو ثلاثة آلاف ألف فقالوا أيها الملك إنما نحن رسل فأمر بقبض اللبنات ثم دعا
بالياقوتة فأخذ درة فربط بها خيطا ثم أدخلها في ثقب الياقوت حتى خرجت من الجانب
الآخر ثم جمع طرفي الخيط ثم ختم عليه ثم دعا بتور (2) من ماء فوضعوه ثم أمر أولئك
الوصفاء أن يتوضؤوا واحدا واحدا فميزهم بالوضوء الغلمان من الجواري ثم قال هؤلاء
غلمان وهؤلاء جوار قالت الرسل أيها الملك اكتب إليها بجواب كتابها فقال لا ارجعوا
إليهم " فلنأتينهم بجنود لا قيل لهم بها " الآية (3) فرجعت إليها الرسل فقالت ما جئتم به من
عند سليمان فقالوا ما كنت صانعة حين يأتيك الجنود فالآن فاستقلت ومن معها وحملت
الخزائن والسلاح على سبعين فيلا ثم توجهت ومعها أولئك الألف الذين بين يديها وخلفت
عرشها فلما فصلت جاء دمرياط فقال أيها الملك إن بلقيس قد خرجت إليك ومعها ألف
ملك قد حملت خزانها وسلاحها على سبعين فيلا فقال سليمان ما فعل عرشها أمعها أم
خلفته فقال بل خلفته فقال سليمان " فأيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين " (4)
قال دمرياط " أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين " (5) وكان سليمان
يصلي الصبح ثم يجلس للناس إلى طلوع الشمس فقال آتيك به من حين تجلس إلى حين
تقوم فقال سليمان أريد أعجل من ذلك فقال آصف (6) " أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك

(1) سورة النمل، الآية: 36.
(2) التور: الاناء.
(3) سورة النمل، الآية: 37.
(4) سورة النمل، الآية: 38.
(5) سورة النمل، الآية: 39.
(6) هو آصف بن برخيا، وكان عنده علم من الكتاب، وكان يعرف اسم الله الأعظم، كما في الكامل لابن الأثير 1 /
162 وهو ابن خالة سليمان، وقيل: هو رجل من مؤمني الجان، كما في البداية والنهاية 2 / 28.
73

طرفك " (1) قال يرتد إليك طرفك هو أن تنظر إلى الشئ فتتبين أنه حمار أو دابة حتى ينتهي
إليك أو تنتهي إليه وكان آصف يقوم على رأس سليمان بالسيف قال أنت قال نعم
قال فافعل فنزل آصف قائم السيف من يده ثم رفع يده فإذا العرش موضوع بين يدي
سليمان فكاد سليمان أن يفتتن فقال رب سألتك ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي رب
فجعلت في ملك يميني و في حولي ومن يجري عليه رزقي من قدر على هذا ولم أقدر عليه
هذا نقصان في ملكي فدخلت سليمان فتنة ثم عصم فراجع فقال أليس " هذا من فضل
ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر " الآية " (2) قال نكروا لها عرشها " (3) وكان عرشها عليه
صفائح من ذهب وفضة قد ركبت فيه فصوص الياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر والدر
واللؤلؤ وكان للعرش قائمتان من زبرجد وقائمتان من ياقوت أحمر فكان تنكيرهم إياه إن
نزعوا صفيحة الذهب فجعلوها مكان الفضة وصفيحة الفضة مكان الذهب و الياقوت مكان
الزبرجد والدر مكان اللؤلؤ والقائمتين للزبرجد مكان القائمتين للياقوت فجاءت بلقيس
فدخلت على سليمان وقد وضع لها بين يدي سليمان كرسي فجلست عليه فقال سليمان
أنت امرأة من العرب يا بلقيس في بيت ملك ومملكة تعبدين الشيطان وتشركين بالله
وتكفرين النعم فقالت يا سليمان إنك نبي مصطفى وقد انتخبك الله لنفسه واختارك
لخلفه ورضي بك لعباده ولا ينبغي لك أن تعيرني لأن الله تعالى يغير ولا يغير فكف
سليمان عنها فأنشأت تذكر منزلتها ومجلسها فقال سليمان لآصف خذ بيدها فأدخلها
صرحي وكان صرح سليمان ميلا في ميل طول سقفه ثمانون ذراعا قارورة خضراء أرضه
وجدره وسقفه فلما قامت بلقيس على باب الصرح " حسبته لجة وكشفت عن ساقيها "
وكانت بيضاء كثيرة الشعر فنظر سليمان إلى ساقيها ثم صرف بصره فقال آصف أرسلي
ثيابك " إنه صرح ممرد من قوارير " فلما مشت في الصرح ورفعت رأسها ونظرت قالت في
نفسها لا والله ما هذا عمل الإنس قالت " رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله
رب العالمين " (4) فقال سليمان لدمرياط اصنعوا شيئا يذهب شعر بلقيس (5) فقال

(1) سورة النمل، الآية: 40.
(2) سورة النمل، الآية: 40.
(3) سورة النمل، الآية: 41.
(4) سورة النمل، الآية: 44.
(5) قيل إن الجن أرادوا أن يبشعوا منظرها عند سليمان، وأن تبدي عن ساقها ليرى ما عليها من الشعر فينفره ذلك
منها، وخشوا أن يتزوجها لان أمها من الجان فتتسلط عليهم معه (البداية والنهاية 2 / 29).
74

الحلقة فقال سليمان هذا يحلق ما ظهر فكيف بما بطن فصنعوا النورة (6) فكانت النورة
أول ما صنعت فأمر سليمان ببلقيس فانطلق بها إلى النساء فهيئت فتزوجها سليمان فأخبها
ونزلت منه بمنزلة لم ينزلها أحد من نسائه
وكان سليمان قبل أن يتزوج بلقيس لا يدفع ختمه إلى أحد ولا يأمن عليه أحد فلما
تزوج بلقيس أمنها على خاتمه وكان إذا دخل لحاجته جاءت بلقيس فدفع الخاتم إليها فإذا
قضى حاجته خرج فقال لها هاتي ماء فتوضئه ثم يأخذ الخاتم منها فيخرج إلى الناس
فبينما هو ذات يوم قد دخل لحاجته وقد دفع الخاتم لبلقيس إذ جاء دمرياط (2) فدخل في
صورة سليمان ثم تسور الحائط فخرج من باب المخرج فقال لبلقيس هاتي ماء فجاءته بماء
فوضأه ثم قال هاتي الخاتم فأخذ الخاتم فلبسه فأفرغ على الخبيث بهجة الملك وكان
سلطان سليمان في خاتمه فخرج الخبيث فجلس على عرش سليمان وبنو إسرائيل حوله
جلوس لا ينكرونه وآصف قام على رأسه لا يعرفه فخرج سليمان من الحاجة فثارت
بلقيس فقالت في نفسها ما لسليمان أن دخل معه الخاتم فقال لها سليمان هاتي ماء
فجاءته بماء فتوضأ ثم قال هاتي الخاتم قالت قد دفعت إليك الخاتم قال سليمان يا
بلقيس اتقي الله فإن الله قد هداك على يدي للإسلام وأخرجك من الشرك وأهله وإني قد
ائتمنتك على سلطان ربي الذي وهبه لي فلا ينبغي أن تخونيني قالت بلقيس وأنت يا
سليمان فاتق الله فإن الله قد اصطفاك وأكرمك برسالاته ولا ينبغي لك أن تخونني فإني لم
أخنك فقال سليمان من أخذ الخاتم قالت أنت أخذته ولا أنكرك فعرف سليمان أن
البلية قد نزلت فاطلع إلى مجلسه فإذا دمرياط جالس على عرشه فطرح سليمان ثيابه ولبس
ثيابا دونها ثم خرج يسيح في الأرض فإذا جاع دخل بعض القرى فيأتي العجوز جالسة بباب
بيتها فيستطعمها فترده فيقول أطعميني فإني سليمان فتقول سليمان ملك الدنيا وتأخذ
التراب والحجارة وترميه به وتقول لم تكذب على سليمان فلم يزل يطوف حتى انتهى إلى
بحر القلزم فإذا صيادون في سفينة يصيدون الحيتان فقال لهم سليمان أؤاجركم على
نفسي على أن تطعموني قالوا نعم فاستأجروه كل يوم بأربعة أرغفة وحوتين (3) فكان

(1) النورة: من الحجر يحرق ويسوى منه الكلس ويحلق به شعر العانة.
(2) الرواية باختلاف في تاريخ الطبري 1 / 293 - 294 وفيه أن الشيطان صاحب البحر، وسماه صخرا. وأن القصة
كانت مع امرأة من نسائه.
(3) في تاريخ الطبري: يعطونه كل يوم سمكتين، فإذا أمسى باع إحدى سمكتيه بأرغفة وشوى الأخرى.
75

معهم فإذا جاءت السفينة فيها حيتان أخذ سليمان مكيلا فنقل الحيتان من السفينة إلى البر فلم
يزل مع الصيادين
وأنكرت بنو إسرائيل أحكامهم وأمورهم وقضاياهم ففزع بعضهم إلى بعض ولقي
بعضهم بعضا وفزعت الأشراف إلى الفقهاء فقالوا ما أنكرتم ما أنكرنا من أمر سليمان
فقال الفقهاء بلى فقالوا لئن كان هذا سليمان لقد خولط فهلكت الأرض ومن عليها فلقي
الفقهاء آصف فقالوا هل أنكرت من أمر سليمان فقال لئن كان هذا سليمان لقد هلكنا
وكان آصف غلاما من أولاد الأنبياء كان في حجر سليمان قد تبناه وكان يدخل على نسائه
فقال الفقهاء لآصف ادخل على النساء فسلهن فدخل آصف على النساء فسألهن فقلن ما
هذا سليمان وبكين (1) وقلن لئن كان هذا سليمان قد هلكنا وهلكتم وهلكت الأرض لا
والله ما هو سليمان وكان ذلك لتسع وثلاثين ليلة من بلية سليمان فخرج آصف فقال يا
معشر بني إسرائيل افعلوا ما أنتم فاعلون فإن هذا ليس بسليمان واجتمعت بنو إسرائيل
وأجمعوا على أن ينهضوا بالفاسق دمرياط فبلغه ذلك فهرب وذهب معه بالخاتم صبيحة
أربعين ليلة من بلية سليمان حتى أتى بحر القلزم وكان القلزم من أبعد البحور قعرا فرمى
بالخاتم في البحر وقال لا يرجع إلى سليمان ملكه أبدا ثم أتى جزيرة من القلزم فكان فيها
وبعث الله حوتا تدعى الملكة فالتقمت الخاتم حين طرحه الفاسق فانطلق الصيادون الذين
معهم سليمان فألقوا شبكتهم فجروا الشبكة وألقوا ما فيها في السفينة فأخذ سليمان مكيلا
ينقل الحيتان على عنقه إلى الشاطئ حتى حان غداؤه فقال لأصحابه هاتوا غدائي فأعطوه
رغيفين ثم تناول بعضهم حوتا وطرحه إليه وهي الملكة فأخذها وشق بطنها فبدر الخاتم
فأخذه سليمان فقبله ووضعه في يده فجاءته الطبر فأطلته وجاءت الريح فحفت به وجاءت
الجن فطارت بجنبيه فنظر إليه الملاحون فكبروا وخروا سجدا له فقالوا أيها الملك إنا لم
نعرفك فقال سليمان لست ألومكم على ما كان ولا أحمدكم على ما صنعتم إنما هو
سلطان ربي أعطانيه قهر به خلقه وسخرهم لي
وأمر الريح فحملته ومن معه من الجنود تزيف (2) بهم على وجه الأرض وعلى البحور
حتى أتى منزله ثم قال للشياطين علي بالفاسق دمرياط فطافت الشياطين حتى وجدوه في

(1) أنكر نساؤه أنه كان لا يدع امرأة منهن في دمها، ولا يغتسل من جنابة، قاله الطبري في تاريخه 1 / 294.
(2) تزيف بهم أي تسرع.
76

جزيرة القلزم فصرخوا به فخرج فقالوا يا دمرياط أجب سليمان قال وأين سليمان
أليس قد هلك ألقيت خاتمه حيث لا يرجع ملكه إليه أبدا فقالوا ويلك إن سليمان قد
رد الله إليه خاتمه ورجع إليه ملكه فقال الفاسق لا والله لا آتيه أبدا فرجعوا إلى سليمان
فقالوا إنه قد أبى فدعا سليمان بطينة فختمها بخاتمه ثم قال انطلقوا بهذه الطينة واصرخوا
به فإذا خرج فاطرحوا الطينة إليه فإنه سيأتي صاغرا فانطلقوا فصرخوا به فلما خرج إليهم
قالوا انطلق إلى سليمان قال لا والله قالوا فانظر في هذه الطينة فطرحوا إليه الطينة
فنظر فيها فبكى وقال قهرني سليمان بسلطان ربي فجاء حتى عبر إليهم فأخذوه وأوثقوه
وأتوا به سليمان فلما كلمه سليمان قال له دمرياط لا عذر لي فاصنع ما أنت صانع فأمر
سليمان الشياطين فأتوه بحجر طوله أربعون ذراعا فقال خذوا الخبيث فأدخلوه في جوفه
ثم أمر بالقطر وهو النحاس الأحمر فصب عليه ثم قال خذوا هذه الصخرة فانطلقوا بها
إلى القلزم فاطرحوه في قعرها ففعلت الشياطين (1)
قال ابن عباس
لم يجر عرش صاحبة سبأ بين السماء والأرض ولكنه انشقت له الأرض فجرى تحت
الأرض حتى ظهر بين يدي سليمان
وكان عرشها ثلاثة أبيات بعضها على بعض من ياقوتة حمراء على أربع دعائم
قال أبو المليح
أردت سفرا فأتيت ميمون بن مهران أودعه فقال لي لا تيأس أن تصيب في سفرك هذا
أفضل ما طلبت فإن موسى خرج يقتبس لأهله نارا فكلمه الله وإن صاحبة سبأ خرجت ليس شئ أحب إليها من ملكها فرزقها الله الإسلام
قال همام بن منبه
قدمت مكة فجلست إلى ابن الزبير ومعه جماعة من قريش فقال رجل من قريش ممن
أنت قلت من اليمن قال ما فعلت عجوزكم قلت أي عجوز قال بلقيس قلت له
عجوزنا أسلمت مع سليمان (صلى الله عليه وسلم) وعجوزكم حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد

(1) في الطبري أنه جاب له صخرة، فأدخله فيها ثم سد عليه بأخرى، ثم أوثقها بالحديد والرصاص ن ثم أمر به فقذف
في البحر، وقيل: إنه أمر به فجعل في صدوق حديد، ثم أطبق عليه، وأقفل عليه بقفل، وختم عليه بخاتمه، ثم
أمر به فألقي في البحر.
77

روى الأوزاعي قال
كسر برج من أبراج تدمر فأصابوا فيه امرأة حسناء دعجاء مدرجة مدمجة (1) كان
أعطافها طي الطوامير (2) المدرجة عليها عمامة طولها ثمانون ذراعا مكتوب على طرف
العمامة بالذهب
بسم الله الرحمن الرحيم أنا بلقيس ملكة سبأ زوجة سليمان بن داود ملكت الدنيا
كافرة ومؤمنة ملكت ما لم يملكه أحد قبلي ولا يملكه أحد بعدي صار مصيري إلى
الموت فأقصروا يا طلاب الدنيا
ولما تزوج سليمان بلقيس قالت ما مستني حديدة قط فقال للشياطين انظروا أي شئ
يذهب بالشعر غير الحديد فوضعوا له النورة فكان أول من وضعها له شياطين سليمان " (3)
أسماء النساء على حرف التاء "
9317 تجيفة زوج أبي عبيدة بن الجراح
لم تنسب كانت مع أبي عبيدة بدمشق وشهدت وفاته
حدث عياض بن غطيف (4) قال (5)
دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح نعوده فإذا وجهه نحو الحائط وعنده امرأته تجيفة (6)
فقلنا كيف بات أبو عبيدة فقالت بات بأجر فالتفت إلينا فقال ما بت بأجر قال (7)
فسكتنا فقال ألا تسلوني عما قلت فقلنا والله ما أعجبنا ما قلت فنسألك عنه فقال إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبع مئة ومن أنفق على
نفسه وأهله أو عاد مريضا (8) أو أماط (9) أذى عن الطريق فحسنه بعشر أمثالها الصوم جنة

(1) المدمج: الشئ المدرج مع ملاسة.
(2) الطوامير واحدها طومار وطامور، وهو الصحيفة.
(3) قال ابن عباس: إنه لأول يوم رئيت فيه النورة، راجع تاريخ الطبري 1 / 292.
(4) تقدمت ترجمته، تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 47 / 257 رقم 5485.
(5) تقدمت الرواية في ترجمة عياض، تاريخ مدينة دمشق 477 / 258.
(6) كذا بالأصل هنا، وفي الرواية المتقدمة: " تحيفة ".
(7) في الرواية المتقدمة: فساءنا ذلك وسكتنا.
(8) قوله: " أو عاد مريضا " ليس في الرواية السابقة.
(9) في الرواية المتقدمة: " أو ماز أذى ".
78

ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة [* * * *]
وكان سفيان صحف اسم امرأة أبي عبيدة قال حفته بالحاء
قال سليمان بن عامر
لما قدم عمر بن الخطاب الجابية جلس في أمر الناس والقضاء بينهم حتى إذا حان
الانصراف فقال قم يا أبا عبيدة نحو منزلك فقال مرحبا وأهلا بأمير المؤمنين وتقدم إلى
منزله فقال لأهله هذا أمير المؤمنين ثم دخل عمر فقالت امرأة أبي عبيدة مرحبا بك يا
أمير المؤمنين وأهلا قال عمر أفلانة قالت نعم يا أمير المؤمنين قال عمر أما والله
لأسوءنك قالت إياي تعني يا أمير المؤمنين قال نعم والذي نفسي بيده لأسوءنك
قالت والله ما تقدر على ذلك فقال عمر لا قالت لا والله فأشفق أبو عبيدة أن تبدر منه
إليها بادرة فقال بلى والله يا أمير المؤمنين إن شئت لتفعلن فقالت كلا والله ما هو على
ذلك بقادر فقال عمر لكأنك تدلين قالت إنك لا تستطيع تسلبني الإسلام قال لا
والله قالت فوالله ما أبالي ما كان بعد ذلك قال عمر استغفر الله ثم سلم قال صفوان
فسألت سليمان بن عامر ما الذي أغضب عمر عليها قال بلغه أن امرأة طاغية الروم حين
فتحت دمشق أهدت لها عقد خرز ولؤلؤ وشئ من ذهب لعله أن يساوي ثلاث مئة درهم
وقد روي أنه لما قدم عمر نزل على أبي عبيدة فخرجت بنت أبي عبيدة وهي جويرية من
داخل إلى عمر فجعل عمر يسترسلها الكلام ما حليك قالت كذا وكذا قال عمر
حليك الذي تخرجين به فسمعت أمها من داخل البيت فقالت كأنك تريد التاج نعم وقد
أهدي له تاج فقسمه أبو عبيدة بين المسلمين ولم يجعل لنا منه شيئا
9318 تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة (1) بن حصن (2) بن ضمضم
ابن عدي بن جناب بن هبل الكلبية زوج عبد الرحمن بن عوف
من أهل دومة الجندل (3) من أطراف دمشق سكنت المدينة وأدركت سيدنا رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن الفقيه

(1) ترجمتها في الإصابة 4 / 255.
(2) في الإصابة 1 / 108 الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصين (حصن) بن ضمضم.
(3) دومة الجندل: حصن وقرى بين الشام والمدينة، على سبع مراحل من دمشق (معجم البلدان).
79

بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل (1) فتخلف عن الجيش
حتى غدا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليه عمامة حرقانية (2) سوداء فقال له ما خلفك عن
أصحابك قال أحببت أن أكون آخرهم عهدا بك فأجلسه فنقض عمامته وعممه بيده
وأسدلها بين كتفيه قدر شبر وقال هكذا فاعتم يا بن عوف اغد باسم الله فجاهد في
سبيل الله تقاتل من كفر بالله إذا لقيت شرفا (3) فكبر وإذا ظهرت فهلل وإذا هبطت فاحمد
واستغفر وأكثر من ذكري عسى أن يفتح بين يديك فإن فتح على يديك فتزوج بنت
ملكهم وقال بعضهم بنت شريفهم وكان الأصبغ بن ثعلبة (4) شريفهم فتزوج بنته
تماضر فلما قدم بها المدينة رغب القرشيون في جمالها فجعلوا يسترشدونها فترشدهم إلى
بنات أخواتها وبنات إخوتها
وتماضر أول كلبية نكحها قرشي (5) ولم تلد لعبد الرحمن بن عوف غير أبي سلمة
قال عبد الرحمن بن عوف
لا تسلني امرأة لي طلاقا إلا طلقتها فأرسلت إليه تماضر تسأل طلاقها فقال للرسولة
قولي لها إذا حضت فلتؤذني فحاضت فأرسلت إليه فقال للرسولة قولي لها إذا طهرت
فلتؤذني فطهرت فأرسلت إليه في مرضه فقال وأيضا وغضب فقال هي طالق البنة لا
أرجع لها فلم تمكث إلا يسيرا حتى مات فقال عبد الرحمن بن عوف لا أورث تماضر
شيئا فرفع ذلك إلى عثمان فورثها (6) وكان ذلك في العدة (7) فصالحوها من نصيبها من
ربع الثمن على ثمانين ألفا وما وفوها وكن له أربع نسوة
حدث ابن أبي مليكة
أنه سأل ابن الزبير عن الرجل يطلق امرأته فيبينها ثم يموت وهي في عدتها فقال عبد

(1) انظر في سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل مغازي الواقدي 2 / 560 وسيرة ابن هشام 4 / 280 وطبقات
ابن سعد 2 / 89 و 3 / 129.
(2) عمامة حرقانية أي على لون ما أحرقته النار، وفي سيرة ابن هشام: عمامة من كرابيس سوداء.
(3) الشرف: بالتحريك، العلو، والمكان العالي، (القاموس).
(4) كذا ورد هنا: الأصبغ بن ثعلبة " وفي مغازي الواقدي: الأصبغ بن عمرو الكلبي.
(5) الطبقات الكبرى لابن سعد 3 / 128.
(6) الإصابة 4 / 255.
(7) ونقل ابن حجر في الإصابة 4 / 256 من طريق أيوب عن نافع بن إبراهيم أن عبد الرحمن طلقها ثلاثا فورثها
عثمان بعد انقضاء العدة.
80

الله بن الزبير طلق عبد الرحمن بن عوف تماضر بنت الأصبغ الكلبية فبتها ثم مات وهي
في عدتها فورثها عثمان قال ابن الزبير وأما أنا فلا أرى أن ترث مبتوتة
ومن شعر عمر بن أبي ربيعة (1)
* ألا يا لقومي قد سبتني تماضر * جهارا وهل يسببك إلا المجاهر
أرتك ذراعي بكرة بحرية * من الأدم لم تقطع مطاها العوابر *
فبلغ الشعر تماضر فتعلقت بثوبه وهو يطوف بالبيت فقالت سبيتني واجتمع
الناس عليها فقال إني والله ما سبيتها ولا أعرفها ولا رأيتها قط قبل ساعتي هذه قالت
صدق عدو الله اشهدوا على كذبه فإنه قال لي كذا وكذا
ولما طلق عبد الرحمن بن عوف امرأته الكلبية تماضر حممها جارية سوداء يقول
متعها إياها (2)
" أسماء النساء على حرف الثاء المثلثة "
9319 الثريا بنت عبد الله بن الحارث ويقال بنت علي بن عبد الله
ابن الحارث ويقال بنت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث
ابن أمية الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية المكية
وفدت على الوليد بن عبد الملك بعد موت سهيل بن عبد الرحمن (3) زوجها في دين
عليها و هي التي ذكرها عمر بن أبي ربيعة في شعره
تزوج سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الثريا بنت عبد الله بن الحارث فحملت إليه من
مكة إلى الشام (4) فقال عمر بن أبي ربيعة (5)

(1) لم أعثر على البيتين في ديوانه (ط. بيروت: صادر).
(2) الإصابة 4 / 255.
(3) اختلفوا في اسم زوجها، قيل: سهيل بن عبد العزيز بن مروان، وقيل: سهيل بن عبد الرحمن بن عوف
الزهري، أبو الأبيض. راجع وفيات الأعيان 3 / 437 وخزانة الأدب 1 / 238 وصوب أنه سهيل بن عبد الرحمن،
والأغاني 1 / 233 قال: والصواب قول من قال: سهيل بن عبد العزيز.
(4) كذا بالأصل، وهو قول من قال إنه سهيل بن عبد الرحمن، وذهب الأصبهاني في الأغاني إلى أنها حملت إليه
بمصر، وهذا ما جعله يرجح أن زوجها هو سهيل بن عبد العزيز بن مروان، لان سهيل بن عبد الرحمن لم يكن
له منزل بمصر. وانظر وفيات الأعيان 3 / 437.
(5) البيتان في الأغاني 1 / 234 ووفيات الأعيان 3 / 437 والشعر والشعراء ص 352 وديوانه ص 463 (ط. بيروت: صادر).
81

* أيها المنكح الثريا سهيلا (1) * عمرك الله كيف يجتمعان (2)
هي شامية إذا ما استقلت * وسهيل إذا استقل (3) يماني *
فلما (4) وفدت على الوليد دخل عليها الوليد وهي عند أم البنين بنت عبد العزيز
فقال من هذه يا بنت عبد العزيز قالت هذه الثريا بنت عبد الله جاءتك في دين ركبها
فأقبل الوليد على الثريا فقال هل تروين من شعر عمر شيئا فقالت نعم أما إنه رحمه الله
كان عفيف الشعر أروي قوله (5)
* ما علي الرسم المعرس (6) لو بين رجع التسليم (7) أو لو أجابا
فإلى قصر ذي العشيرة (8) فالمألف * (9) أمسى من الأنيس جوابا (10)
ربما قد أرى به حي صدق * طاهر (11) العيش نعمة وشبابا
وحسانا مثل المها خفرات * حافظات عند الهوى الأحبابا (12)
لا يكثرن في الحديث فلا يت * بعن ينعقن بالبهام (13) الظرابا (14) *
فلما خلا الوليد مع أم البنين قال لها لله در الثريا أما تدرين ما أرادت بإنشادها الذي
أنشدتني من قول ابن أبي ربيعة قالت لا قال لما عرضت لها به عرضت لي بأن أمي
أعرابية (15)

(1) الثريا نجم معروف يطلع من جهة الشام، وسهيل: كوكب يطلع من جهة اليمن.
(2) في المصادر: يلتقيان.
(3) استقل: رفع.
(4) الخبر والشعر في الأغاني 1 / 236 - 237.
(5) الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص 42 (ط. صادر: بيروت).
(6) في الديوان والأغاني: البليين.
(7) في الأغاني: السلام.
(8) ذو العشيرة موضع بالصمان معروف ن وذو العشيرة من ناحية ينبع بين مكة والمدينة.
(9) كذا في مختصر ابن منظور، وفي الديوان: الطائف، وفي الأغاني: الصائف.
(10) في الديوان والأغاني: " يبابا ".
(11) الأغاني: " ظاهري العيش " وفي الديوان: " كاملي العيش ".
(12) روايته في الديوان والأغاني:
وحسانا جواريا خفرات * حافظات عند الهوى الاحسابا
(13) البهام: جمع بهمة، وهي الصغار من أولاد الغنم.
(14) في مختصر ابن منظور: " الضراب " والمثبت عن الديوان، والظراب: واحدها ظرب، وهي الروابي الصغار.
(15) الاعراب هم سكان البادية، والأعرابي هو غير العربي، وقد كان العربي يغضب إذا نودي بالأعرابي لأنه يعتبر
مناداته بها إهانة له. وكانت أم الوليد هي ولادة بنت العباس بن جزي بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسية.
82

قال إسحاق الموصلي
بلغني أن الثريا كانت من أكمل النساء وأحسنهم خلقا فكانت تأخذ جرة من ماء
فتفرغها على رأسها فلا تصيب باطن فخذها قطرة من عظم كفلها
قال أبو سفيان بن العلاء
بصرت الثريا بعمر بن أبي ربيعة وهو يطوف حول البيت فتنكرت وفي كفها خلوق
فرجمته فأثر الخلوق في ثوبه فجعل الناس يقولون يا أبا الخطاب ما هذا زي المحرم
فأنشأ يقول (1)
* أدخل الله رب موسى وعيسى * جنة الخلد من ملاني خلوقا
مسحت كفها بجيب قميصي * حين طفنا (2) بالبيت مسحا رفيقا *
فقال له عبد الله بن عمر مثل هذا القول تقول في مثل هذا الموضع فقال له يا أبا
عبد الرحمن قد سمعت مني ما سمعت فورب هذه البينة (3) ما حللت إزاري على حرام قط
قال الزبير بن بكار
لما صرمت (4) الثريا عمر بن أبي ربيعة اشتد وجده بها دعا غلاما له ثم كتب معه في
قرطاس (5)
* من رسولي إلى الثريا فإني (6) * ضقت ذرعا بهجرها واجتنابي (7)
وهي مكنونة (8) تحير منها * في أديم الخدين ماء الشباب

(1) البيتان من أربعة في ديوانه ص 289 (ط. صادر) وذكر قصتهما أن نعم استقبلت عمر بن أبي ربيعة في المسجد
الحرام وفي يدها خلوق فمسحت به ثوبه ومضت وهي تضحك، فقال عمر، الأبيات.
(2) في الديوان:
مسحته من كفها بقميصي حين طافت...
(3) يعني الكعبة.
(4) صرمه يصرمه صرما: قطعه بائنا، يكون في الحبل والعذق. وصرم فلان صرما: قطع كلامه. والصرم بالضم:
الهجران والقطعة والمصارمة: المهاجرة، (تاج العروس: صرم، طبعة دار الفكر).
(5) الأبيات في الأغاني 1 / 221 - 222 والديوان ص 63 - 64.
(6) الديوان: بأني.
(7) الديوان والأغاني: والكتاب.
(8) في مختصر ابن منظور: مكفوفة، والمثبت عن الديوان والأغاني.
83

ذكرتني من بهجة الشمس لما * طلعت بين دجنة وسحاب
دمية عند راهب قسيس (1) * صوروها في مذبح المحراب
فارجحنت في حسن خلق عميم * تتهادى في مشيها كالحباب (2)
ثم قالوا تحبها قلت بهرا * عدد الرمل (3) والحصى والتراب
سلبتني محاجر الماء عقلي * فسلوها بما يحل اغتصابي * (4)
ثم قال للغلام انطلق بهذا الكتاب إلى ابن أبي عتيق (5) بالمدينة فلما قرأ ابن أبي عتيق
الكتاب قال أنا والله رسوله إليها فسار من فوره لا يعلم به أهله حتى قدم مكة فأتى منزل
عمر فوجده غائبا فنزل عن دابته وركب دابة لعمر وقال غلامه دلني على منزل الثريا
فمضى معه فلما انتهى إلى منزلها وجدها قد خرجت إلى البادية على رأس أميال من مكة
فخرج نحوها فلما دنا من الحي صهل البرذون فعرفت الثريا صوته فقالت لجواريها هذا
برذون الحبيب ثم دعت براحلة فرحلتها وركبتها وخرجت تلقاه فإذا هي بابن أبي (6)
عتيق فقالت مرحبا قد آن لك أن نراك يا عم ما جاء بك قال أنت والعاشق جئتما بي
فقالت أما والله لو بغيرك تحمل ما أجبناه وليس لك مدفع امرر بنا نحوه قال فأقبل نحو
منزل عمر وقد كان بعض غلمانه صار إليه فأعلمه أن رجلا قد صار إليهم من صفته كذا
وكذا قال ويحك هو ابن أبي عتيق اسبقني إليه فقل له هذا مولاي يأتيك الساعة ثم
انصرف مسرعا فصار إلى منزله فسأل عن ابن أبي عتيق فأخبر أنه قد توجه إلى الثريا فلم
يلبث إلا يسيرا حتى وافاه ابن أبي عتيق فخرج إليه فقبل يديه ورجليه ثم قال انزل جعلني
الله فداك فقال ابن أبي عتيق مكة علي حرام إن أقمت بها ساعتي هذه ثم دعا بدابته فتحول
عنها وشخص إلى المدينة راجعا

(1) الديوان: " ذي اجتهاد " مكان: قسيس.
(2) الحباب: الحية.
(3) الديوان: " النجم " وفي الأغاني: القطر.
(4) روايته في الديوان:
غصبتني مجاجة المسك نفسي * فسلوها: ماذا أحل اغتصابي؟
في الأغاني: عقلي بدلا من نفسي.
(5) هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر.
(6) زيادة لازمة.
84

أسماء النساء على حرف الجيم "
9320 جويرية أسماء بنت أبي سفيان صخر بن حرب (1)
أخت أم حبيبة ويزيد ومعاوية بني أبي سفيان
أسلمت بعد الفتح وبايعت سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشهدت اليرموك وسكنت دمشق
وأمهم جميعا هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف
دخلت جويرية بنت أبي سفيان على أخيها معاوية (2) تشكو إليه الأرق فقال ولم ذاك
يا أخته قالت أم والله إنه لمن غير ألم وما هو إلا تفكر فيك وفي علي بن أبي طالب
وتفضيل الناس عليا عليك وأنت ابن صخر بن حرب بن أمية وكان أمية من قريش لنابها (3)
الذي تقضي عنده آرابها وأنت ابن صخر بن حرب بن أمية القائل الفاعل ابن ماء المزن
الحلاحل (4) وأنت بعد ذلك كاتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وذو صهره من أمته ونجيبه من عترته
فقال لها معاوية فعلى علي تعولين (5) بالشرف وهو أنب عبد المطلب المطعم في الكرب
الفراج للكرب مع ما كان له من الفواضل والسوابق مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما إني سأريك التي
حاولت وحاولت حتى تعلمي فضل رأيي وحلمي فادخلي القبة وأرخي عليك
السجف (6)
ثم قال لآذنه انظر من بالباب فإذا هو بأربعة من بني تميم الأحنف بن قيس (7)
وزيد بن جلبة (8) وجارية بن قدامة (9) وسماك بن مخرمة فقال ائذن للأحنف بن قيس

(1) ترجمتها في الإصابة 4 / 266 وطبقات ابن سعد 8 / 239 ونسب قريش للمصعب ص 125.
(2) الخبر في أخبار الوافدين من الرجال على معاوية، ص 19 وما بعدها ولم يذكر اسم جويرية، قال: أخت معاوية.
(3) الناب: سيد القوم وكبيرهم، جمع أنياب (تاج العروس: نيب).
(4) الحلاحل: السيد الشجاع (القاموس).
(5) عول عليه: أدل (القاموس).
(6) السجف: جمع السجاف، وهو الستر. والسجف: الستران المقرونان بينهما فرجة. أوكل باب ستر بسترين
مقرونين (تاج العروس: سجف).
(7) هو الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين، أبو بحر البصري ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 478 واسمه
الضحاك، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 24 / 298 رقم 2921.
(8) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 19 / 341 رقم 2322.
(9) هو أبو أيوب جارية بن قدامة بن زهير، ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 314.
85

فدخل وقضى سلامه فقال إيها يا حنيف بني قيس قال مهلا يا أمير المؤمنين بل الأحنف
بن قيس (1) قال أنت المطلع غدرا النار في عطفيه شزرا تحمل قومك على مدلهمات
الفتن وتذكرهم بقديمات الإحن مع قتلك أمير المؤمنين عثمان وخذلانك أم المؤمنين
عائشة وورودك علي بالخيل يوم صفين (2) فقال والله يا أمير المؤمنين إن منه ما أعرف
ومنه ما أنكر فأما قولك قتل أمير المؤمنين فأنتم معشر قريش نحرتم ودجه (3) وسقيتم
الأرض دمه وأما قولك خذلاني أم المؤمنين عائشة فإني نظرت في كتاب الله فلم أر لها علي
حقا إلا أن تقر في بيتها وتستتر بسترها فلما برزت عطلت ما كان لها علي من حق وأما
قولك ورودي عليك بالخيل يوم صفين حين أردت أن تقطع أعناقهم عطشا وتقتلهم غرثا
وأيم الله لو أحد الأعجمين غلب كانوا أنكى شوكة وأشد كلبا قال اخرج عني
ثم قال (4) ائذنوا لزيد بن جبلة فدخل وقضى سلامه فقال له إياها يا زبيد بني
جليبة قال مهلا يا أمير المؤمنين بل زيد بن جلبة يا أمير المؤمنين إنا فررنا قريشا كلها
فوجدناك آمنها عهدا وأوفاها عقدا فإن تف فأهل الوفاء أنت وإن تغدر فإنا خلفنا خلفنا
خيلا جيادا وأذرعة شدادا وأسنة حدادا وإن شئت لتصفين روعة صدورها بفضل رأيك
وحلمك قال إذا نفعل قال إذا نقبل قال اخرج عني
ثم قال ئذن لجارية بن قدامة (5) فدخل وقضى سلامه فقال له إيها يا جويرية بني
قدامة قال مهلا يا أمير المؤمنين بل جارية بن قدامة يا أمير المؤمنين إنا كنا نصار حرب
يوم الفجار حين حزتم الغبار وهمت قريش بالفرار فقال له مه لا أرضى (6) لك أنت
الذي قربت أهل الشام ظباة السيوف وأطراف الرماح قال إي والله يا أمير المؤمنين إني لأنا
هو ولو كنت بالمكان الذي كان فيه أهل الشام لقريتك بمثل ما قريتهم به قال فحاجتك يا

(1) أخبار الوافدين على معاوية من الرجال ص 32.
(2) العبارة في أخبار الوافدين: أنت المطلع علينا بالغدر، والناظر في عطفيه شذرا، أنت الذي مرضت نفسك
بالغرور، وقدمت على مفظعات الأمور، مع إعانتك علي بن أبي طالب، وجلادك إياي، إجلابك على الخيل
والرجل يوم صفين، وتحملك على أهل الشام بقوائم السيوف وطول الرماح؟.
(3) في أخبار الوافدين: وجررتم أفلاذه " بدلا من: " نحرتم ودجه ".
(4) انظر ترجمة زيد بن جلبة في تاريخ مدينة دمشق 19 / 342 وأخبار الوافدين على معاوية ص 41.
(5) أخبار الوافدين على معاوية ص 35 في رواية، وص 41 من رواية الحافظ ابن عساكر. والخبر في العقد الفريد 4 /
109.
(6) في أخبار الوافدين: الأرض لك.
86

أبا فندش (1) قال أما إنها إليك غير طويلة تقر الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك إنما
يوفد إليك الأغنياء وتذرون الفقراء
قال ائذن لسماك بن مخرمة (2) فدخل وقضى سلامه فقال إيها يا سميك بني
مخرمة قال مهلا يا أمير المؤمنين بل سماك بن مخرمة والله يا أمير المؤمنين ما أحببناك
منذ أبغضناك ولا أبغضنا عليا منذ أحببناه وإن السيوف التي ضربناك بها لعلى عواتقنا وإن
القلوب التي قاتلناك بها لبين جوانحنا ولن قدمت إلينا شبرا من غدر لنقدمن إليك باعا من
ختر (3) قال اخرج عني
ثم قال لأخته الذي عانيت من قبيله واحدة (4) فماذا رأيت قالت والله يا أمير
المؤمنين لقد ضاق بي مجلسي حتى أردت أن أكلمهم لما كلموك به قال إذا والله كانوا
إليك أسرع وعليك أجرأ هم العرب لا تغروها
9321 جرباء بنت عقيل بن علقة بن الحارث بن معاوية بن ضباب
ابن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن سعد بن دبيان المرية (5)
شاعرة تزوجها يحيى بن الحكم بن أبي العاص (6) زوجه إياه أبوه ثم طلقها فأقبل
إليها عقيل ومعه ابناه العملس وحزام (7) فحملها فقال في ذلك عقيل (8)
* قضت وطرا من دير يحيى (9) وطالما * على عجل ناطحنه بالجماجم
فأصبحن (10) بالموماة ينقلن فتية * نشاوى من الإدلاج (11) ميل العمائم *

(1) كذا في مختصر ابن منظور، وفي أخبار الوافدين: " قدس ".
(2) أخبار الوافدين على معاوية ص 42.
(3) الختر: أقبح الغدر.
(4) في أخبار الوافدين: الذي عاينت من قبله واحدة.
(5) انظر أخبارها ضمن أخبار أبيها عقيل بن علفة في الأغاني 12 / 254 وما بعدها.
(6) الذي في الأغاني 12 / 254 أنها تزوجت يزيد بن عبد الملك، وكانت قبله عند مطيع بن قطعة بن الحارث بن
معاوية. أما يحيى بن الحكم بن أبي فقد تزوج ابنته أم عمرو.
(7) كذا في مختصر ابن منظور، وفي الأغاني: جثامة.
(8) الخبر والشعر في الأغاني 12 / 254 وفيه أن عقيل بن علفة وابناه علفة وجثامة، وابنته الجرباء خرجوا حتى أتوا بنتا
ناكحا في بني مروان بالشام.
(9) الأغاني: دير سعد.
(10) البيت في الأغاني مع آخر ونسبهما لعلفة.
(11) الادلاج: السير من أول الليل.
87

ثم قال أجز يا حزام فأرتج عليه فقالت الجرباء
* كأن الكرى يسقيهم صرخدية (1) * عقارا تمشت في القرى والتوائم * (2)
فقال عقيل شربتها ورب الكعبة وشد عليها بالسيف فطرح حزام نفسه عليها
فضربها فأصاب حزاما وقيل إن الذي حال بينه وبينها عملس
" أسماء النساء على حرف الحاء "
9322 حبابة (3) بالتخفيف وهو لقب
واسمها العالية وتكنى أم داود مولاة يزيد بن عبد الملك شبب بها وضاح اليمن (4)
بالحجاز قبل أن تصير إلى يزيد وهي من مولدات المدينة
كانت لرجل يعرف بابن مينا ويقال لآل لاحق المكين (5) أخذت الغناء عن ابن
سريج ومعبد وغيرهما وكانت أحسن أهل عصرها وجها وغناء وأحلاهم منظرا وشمائل
وأشكلهم (6)
قال أبو الحسن الدارقطني
حبابة قينة كانت لسليمان بن عبد الملك بن مروان
قالوا ووهم في ذلك وإنما كانت ليزيد بن عبد الملك وهي التي ردته بعد النسك

(1) الصرخدية نسبة إلى صرخد، وهي بلد من أعمال دمشق تنسب إليها الخمر الجيدة كما في معجم البلدان.
(2) روايته في الأغاني:
كأن الكرى سقاهم صرخدية * عقارا تمشى في المطا والقوائم
والعقار: الخمر. والقرى: الظهر.
(3) أخبارها في الأغاني 15 / 122 وما بعدها، ومواضع أخرى منها راجع الفهارس العامة. ومروج الذهب الجزء
الثالث (الفهارس).
(4) وضاح اليمن لقب غلب على عبد الرحمن ابن إسماعيل بن عبد كلال بن داذ بن أبي جمد انظر أخباره في الأغاني
6 / 209 ومما قاله فيها:
هيفاء إن هي أقبلت لاحت كطالهة الشروق
من قصيدة في الأغاني 6 / 230 - 231.
(5) وقيل لرجل يعرف بابن رمانة.
(6) الأشكل: ما فيه حمرة وبياض مختلط، أو ما فيه بياض يضرب إلى الحمرة والكدرة. والشكل: غنج المرأة ودلها
وغزلها، فهي شكلة (القاموس).
88

إلى الفتك وكانت شاعرة متأدبة ولها فيه مرتبة ولها مع الأحوص أخبار
قال ابن ماكولا (1)
حبابة بفتح الحاء المهملة وتخفيف الباء التي تليها المعجمة بواحدة (2)
حدث سلام الجمحي قال بلغني أن مسلمة بن عبد الملك قال ليزيد بن عبد
الملك (3)
يا أمير المؤمنين ببابك وفود الناس ويقف ببابك أشراف العرب فلا تجلس لهم
وأنت قريب عهد بعمر بن عبد العزيز وقد أقبلت على هؤلاء الإماء
قال إني لأرجو ألا تعاتبني على هذا بعد اليوم
فلما خرج مسلمة من عنده استلقى على فراشه وجاءت حبابة جاريته فلم يكلمها
فقالت ما دهاك فأخبرنا بما قال مسلمة وقال تنحي عني حتى أفرغ للناس قالت
فأمتعني منك يوما واحدا ثم اصنع ما بدا لك قال نعم فقالت لمعبد (4) كيف الحيلة
قال يقول الأحوص أبياتا وتغني فيها قالت نعم فقال الأحوص (5)
* ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا * فقد غلب (6) المحزون أن يتجلدا
إذا كنت عزهاة (7) عن اللهو والصبا * فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا
فما العيش إلا ما تحب (8) وتشتهي * وإن لام فيه ذو الشنان (9) وفندا *
فغنى به معبد وقال مررت البارحة بدير نصارى وهم يقرؤون بصوت شج فحاكيته
في هذا الصوت فلما غنته حبابة قال فعل الله بمسلمة صدقت والله لا أطعتهم أبدا

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 372.
(2) وذكر ابن ماكولا: حبابة قينة كانت ليزيد بن عبد الملك، وينسب إليها شعر.
(3) الخبر والشعر في الأغاني 15 / 128 - 120 باختلاف الرواية، ومروج الذهب 3 / 240 والعقد الفريد 6 / 70.
(4) من المغنين المشهورين، وهو أستاذ حبابة في الغناء، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 59 / 328 رقم 7545
طبعة دار الفكر.
(5) هو الشاعر المشهور الأحوص بن محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح.
(6) في العقد الفريد: منع.
(7) عزهاة: هو الرجل الذي لا يقرب النساء ويعرض عنهن زهوا وكبرا وأنفة، وصدره في الأغاني ومروج الذهب
في والعقد الفريد: إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى.
(8) في المصادر: تلذ.
(9) الشنان والشنآن: العداوة والبغض.
89

وقيل
إن يزيد قال لجاريته حبابة وكان عاشقا لها شديد الوجد بها فقال لها يوما إني قد
وليت فلانا الخادم ما حوته يدي شهرا لأخلو أنا وأنت فلا يشغلنا أحد
فقالت إن كنت وليته فقد عزلته أنا فغضب لذلك وخرج من المجلس الذي كان فيه
فلما أضحى النهار ولم يرها ضاق صدره وقل صبره فدعا بعض خدمه وقال اذهب
فانظر ما الذي تصنع حبابة فمضى الخادم ثم رجع فقال رأيتها مؤتزرة بإزار خلوقي مرتدية
برداء أصفر وهي تلعب بلعبها
فقال احتل في أن تجيز (1) علي فذهب الخادم فلاعبها ثم استل لعبة من لعبها وعدا
بين يديها فتبعته تعدو وراءه فمرت على يزيد فلما بصر بها قام إليها فاعتقها وقال لها
فإني قد وليته قال فولي الخادم وعزل وهو لا يدري
ثم إنه خلا معها أياما وتشاغل عن النظر في أمور الناس فدخل عليه مسلمة وعذله على
ذلك فأخذت العود وغنته
* ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا
قال أبو إسحاق غنت جارية بين يدي يزيد بن عبد الملك (2)
وإني لأهواها وأهوى لقاءها * كما يشتهي الصادي الشراب المبردا *
فراسلتها سلامة (3) فغنت (4)
* علاقة حب كان (5) في سنن الصبا * فأبلى وما يزداد إلا تجلدا *
فغنت حبابة (6)
* كريم قريش حين ينسب والذي * أقر له بالفضل كهلا وأمردا *

(1) أي تمر علي.
(2) من أبيات غنتها سلامة للأحوص، في الأغاني 15 / 134.
(3) انظر أخبارها في مروج الذهب 3 / 239.
(4) البيت للأحوص، الأغاني 15 / 134.
(5) الأغاني: لج.
(6) البيت للأحوص، الأغاني 15 / 134 وروايته فيها:
كريم قريش حين ينسب والذي * أقرت له بالملك كهلا وأمردا
90

فأرسلتها سلامة فغنت
* تردى بمجد من أبيه وجده (1) * وقد أورثا بنيان مجد مشيدا *
فطرب يزيد وشق حلة كانت عليه حتى سقطت في الأرض ثم قال أحسنتما أفتأذنان
لي أن أطير قالت له حبابة على من تدع الأمة قال عليك
قال يزيد بن عبد الملك لحبابة ذات يوم (2)
أتعرفين أحدا هو أطرب مني قالت نعم مولاي الذي باعني فأمر بإشخاصه
فأشخص إليه مقيدا فأدخل وحبابة وسلامة تغنيان فغنته سلامة لحن الغريض (3)
* تنشط غدا دار جيراننا (4)
فطرب وتحرك في قيوده
ثم غنته حبابة لحن ابن سريج (5) المجرد في هذا الشعر فوثب وجعل يحجل (6) في
قيده ويقول هذا وأبيكما ما لا تعذلاني به حتى دنا من الشمعة فوضع لحيته عليها
فأحرقت وجعل يصيح الحريق يا أولاد الزنا فضحك يزيد وقال هذا والله أطرب الناس
حقا ووصله وسرحه إلى بلده
قال أبو أويس (7) قال يزيد بن عبد الملك
ما تقر عيني بما وليت من أمر الدنيا حتى أشتري سلامة جارية مصعب بن زهير الزهري
وحبابة جارية لاحق فأرسل فاشتريتا له فلما اجامعتا عنده قال أنا الآن كما قيل (8)

(1) الأغاني: وأمه.
(2) الخبر والشعر في الأغاني 1 / 316 في أخبار ابن سريج.
(3) الغريض لقب، واسمه عبد الملك، وكنيته أبو يزيد، من مولدي البربر، انظر أخباره في الأغاني 2 / 359.
(4) البيت لعمر بن أبي ربيعة، وهو في ديوانه ص 95 (ط. صادر) وتمامه فيه:
تشط غدا دار جيراننا * وللدار بعد غد أبعد
(5) هو عبيد بن سريج أبو يحيى، ترجمته وأخباره في الأغاني 1 / 248.
(6) حجل حجلا وحجلانا رفع رجلا وتريث في مشيه على رجله الأخرى.
(7) الخبر والشعر في الأغاني 15 / 122 - 123.
(8) البيت لمعقر بن حمار البارقي يصف امرأة كانت لا تستقر على زوج، كلما تزوجت رجلا لم ترض به ولم تأنس به
فاستبدلته بآخر، إلى أن تزوجت رجلا أرضاها، ونسب أيضا إلى عبد ربه السلمي، ونسب إلى سليم بن ثمامة
الحنفي. والبيت في الأغاني 15 / 123 والعقد الفريد 6 / 162 وتاج العروس: عصو، طبعة دار الفكر.
91

* فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر *
وعن الزبير بن بكار قال قال يزيد بن عبد الملك (1)
زعموا أنه لا يصفو لأحد عيش يوما واحدا فإني أريد ألا تخبروني غدا بشئ فإني
أريد أن أتخلى نظري ولذتي فلعلها تدوم لي فلما كان من غد جلس مع حبابة فأكلا وشربا
وطربا وكان بين يدي حبابة رمان فأكلت منه فشرقت بحبة فماتت فمكث ثلاثا لا يدفنها
ثم غسلت بعد ثلاث وأخرجت فمر يزيد في جنازتها
وقيل
إن يزيد بن عبد الملك نزل مكانا بالأردن يقال له بيت رأس (2) ومعه حبابة فتوفيت
فمكث ثلاثا لا يدفنها حتى أنتنت يشمها ويرشفها فكلمه قراباته في ذلك وعابوا عليه ما
يصنع وقالوا قد صارت جيفة بين يديك حتى أذن لهم في غسلها ودفنها فحملوها في
نطع وخرج معهم حتى أجنها (3) في حفرتها (4) فلما فرغوا قال إنا والله كما قال كثير بن
أبي جمعة (5)
* فإن تسل عنك النفس (6) أو تدع الصبا * فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد
وكل حبيب زارني (7) فهو قاتل * من أجلك هذا هالك (8) اليوم أو غد *
فما مكث بعدها إلا خمس عشرة حتى دفن
دخل يزيد بن عبد الملك يوما بعد موت حبابة إلى خزانتها ومقاصيرها فطاف فيها
ومعه جارية من جواريها فتمثلت الجارية

(1) الخبر في الأغاني 15 / 143 باختلاف الرواية.
(2) بيت رأس اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم كثيرة، ينسب إليها الخمر، إحداهما كورة بالأردن، والأخرى
بنواحي حلب (انظر معجم البلدان).
(3) أجنها: واراها.
(4) الخبر في مروج الذهب 3 / 242 والأغاني 15 / 143 - 144 باختلاف الرواية فيهما.
(5) البيتان في الأغاني، والأول في مروج الذهب 3 / 242، وهما في ديوانه من قصيدة طويلة ص 88 (ط. دار الكتاب
العربي).
(6) الأغاني: فإن يسل عنك القلب.
(7) الديوان والأغاني: وكل خليل راءني.
(8) الديوان والأغاني: هذا هامة.
92

* كفى حزنا بالواله الصب أن يرى * منازل من يهوى معطلة قفرا (1) *
فصاح صيحة وخر مغشيا عليه فلم يفق إلى أن مضى من الليل هوي (2) فلم يزل بقية
ليله باكيا ومن غده فلما كان اليوم الثاني وقد انفرد في بيت يبكي عليها جاؤوا إليه فوجدوه
ميتا
توفيت حبابة في رجب سنة خمس ومئة ولم يلبث بعدها يزيد إلا أربعين يوما حتى
هلك (3)
9323 حبة بنت الفضل
من النسوة الفصيحات قدمت دمشق مستأمنة لزوجها عبد الله بن فضالة
قال عبيد الله بن عبد الله بن فضالة الزهراني
نادى منادي الحجاج بن يوسف يوم رستقباذ (4) أمن الناس كلهم إلا أربعة عبد الله
ابن الجارود (5) وعبد الله بن فضالة وعكرمة بن ربعي وعبيد الله بن زياد بن ظبيان (6)
قال فأتي برأس عبد الله بن الجارود فلم يصدق فرحا به وقال عمموه لي أعرفه
فإني لم أره قط إلا معتما فعمم له فعرفه
وأما عبيد الله بن زياد فإنه انطلق إلى عمان فأصابه الفالج بها فمات
وأما عكرمة بن ربعي فإنه لحقته خيل الحجاج في بعض سكك المربد (7) فعطف
عليهم فقتل منهم نيفا وعشرين رجلا ثم قتلوه
وأما عبد الله بن فضالة فإنه أتى خراسان فلم يزل بها حتى ولي المهلب خراسان

(1) البيت في الأغاني 15 / 145 ومروج الذهب 3 / 242.
(2) الهوي من الليل: ساعة منه.
(3) مات يوم الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة 105 بأربد من أرض البلقاء من أعمال دمشق كما في مروج الذهب
3 / 239.
(4) في مختصر ابن منظور: " رسقياداذ " والمثبت عن تاريخ الطبري، قال ياقوت: رستقباذ من أرض دستوا، زاد
الطبري: من كور الأهواز. انظر عن هذا اليوم تاريخ الطبري 3 / 551 حوادث سنة 75.
(5) انظر أخباره في تاريخ الطبري 6 / 210 والكامل لابن الأثير (حوادث سنة 75) وتاريخ الاسلام للذهبي (حوادث
سنة 61 - 80) ص 324.
(6) انظر أخباره في تاريخ الطبري 3 / 426، 518، 521 و 522.
(7) المربد: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة، هو موضع سوق الإبل بالبصرة (معجم البلدان).
93

وأمر بأخذه حيث أصابه وقيل له أكن ذلك ولا تبده فيحذر ويحترز واحرص على أسره
دون قتله فبعث المهلب ابنه حبيبا أمامه وسار من سوق الأهواز إلى مرو على بغلة شهباء
في سبع عشرة ليلة فأخذه غارا (1) بمرو وهو لا يشعر
ثم كتب إلى الحجاج يعلمه ذلك فجاء المغيرة بن المهلب إلى منزل حبة بنت الفضل
امرأة عبد الله بن فضالة وهي ابنة عم عبد الله فأرسل إليها أن حبيبا قد أخذ عبد الله وقد
كتب إلى الحجاج يعلمه ذلك فإن كان عندك خير فشأنك دعولي على المال ما بدا لك
فأرسلت إليه لا ولا كرامة تقتلونه وآخذ منكم المال هذا ما لا يكون
فتحولت إلى منزل أخيها لأمها خولي بن مالك الراسبي وأرسلت إلى بني سعد
فاشتري لها باب عظيم فألقته على الخندق ليلا ثم جازت عليه فغشي عليها فلما أفاقت
قالت إني لم أكن أتعب فمتى أصابني هذا فشدوني وثاقا ثم سيروا بي فخرجت مع
خادمها وغلامها ودليلها لا يعلم بها أحد حتى دخلت دمشق على عبد الملك بن مروان
فأتت أم أيوب بنت عمر (2) بن عثمان بن عفان وكانت أمها زينب بنت كعب بن حلحلة
الخزاعي
قالت يا أم أيوب قصدتك لأمر بهظني (3) وعم كظني (4) وأعلمتها الخبر وقصت
عليها القصة فقالت أم أيوب قد كنت أسمع أمير المؤمنين يكثر ذكر صاحبك ويظهر
التلظي عليه قالت وأين رحلتي إليك قالت سأدخلك مدخلا وأجلسك مجلسا إن شفعت
ففيه وإن رددت فلا تنصبي فلا شفاعة لك بعده فأجلستها في مجلسها الذي كانت تجلس
فيه لدخول عبد الملك ليلا مغترا
فلما دنا أخذت بجانب ثوبه ثم قالت هذا مكان العائذ بك يا أمير المؤمنين ففزع
عبد الملك وأنكرك الكلام
فقالت أم أيوب ما يفزعك يا أمير المؤمنين من كرامة ساقها الله إليك
فقال عذت معاذا فمن أنت

(1) أي غافلا.
(2) في مختصر ابن منظور ابن منظور: " عمرو " والمثبت يوافق ما جاء في نسب قريش للمصعب ص 120.
(3) بهظني: أثقلني وأعجزني عنه.
(4) كظه الامر: بهظه وكربه وجهده حتى يعجز عنه.
94

قالت تؤمن يا أمير المؤمنين من جئتك فيه من كان من خلق الله ممن تعرف أو
لا تعرف ممن عظم ذنبه لديك أو صغر شاميا أو عراقيا أو غير ذلك من الآفاق
قال نعم هو آمن
قالت بأمان الله ثم بأمانك يا أمير المؤمنين
قال نعم فمن هو أيتها المرأة
قالت عبد الله بن فضالة قال أرسلي ثوبي أنبئك عنه
قالت أغدرا يا بني مروان
قال لا أرسلي ثوبي أحدثك ببلائي عنده وهو آمن لك ولمعاذك
الت فحدثني يا أمير المؤمنين ببلائك عنده
قال ألم تعلمي أني وليته السوس (1) وجنديسابور (2) وأقطعته كذا ووهبت له كذا
ونوهت بذكره ورفعت من قدره
قالت بلى والله يا أمير المؤمنين أفلا أحدثك ببلائه عندك
قال بلى
قالت أتعلم أن داره هدمت ثلاث مرار بسببك لا يستر من السماء بشئ
قال نعم
قالت أفتعلم يا أمير المؤمنين أنك كتبت إلى وجوه أهل البصرة وأشرافها وكتبت
إليه فلم يكن منها أحد أجابك ولا أطاعك غير
قال نعم
قالت أفتعلم أنه كان قبل زلته سيفا لك على أعدائك وسلما وبساطا لأوليائك
قال نعم حسبك قد أجبت وأبلغت
قالت أفيذهب يوم من أيامه بصالح أيامه وطاعته وحسن بلائه

(1) الشوش: بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبي عليه السلام، معجم البلدان.
(2) جنديسابور: بضم أوله وتسكين ثانيه وفتح الدال: مدينة بخوزستان (معجم البلدان).
95

قال لا هو آمن
قالت يا أمير المؤمنين إنها الدماء وإنه الحجاج وإن رآه قتله
قال كلا
قالت فالكتاب يا أمير المؤمنين مع البريد
قال فكتب لها كتابا مؤكدا إياك وإياه وأحسن جائزته ورفده وخل سبيله ثم وجه به
مع البريد ثم أقبل عليها فقال ما أنت منه قالت امرأته وابنة عمه
قال فضحك وقال أين نشأت قالت في حجر أبيه
قال فوالله لأنت أعرب وأفصح لسانا فهل معه غيرك قالت نعم ابنة عبيد بن
كلاب وكذا كذا جارية
قال فأنا أوليك طلاقا وعتق جواريه قالت بل تهنئة نساءه كما هنأته (1) دمه
فأقبل على أم أيوب فقال يا أم أيوب لا نساء إلا بنات العم ثم قال أقيمي عند أم
أيوب حتى يأتيك الكتاب بمحبتك إن شاء الله
وقدم الكتاب وقد قدم به على الحجاج من خراسان فأقامه للناس في سراويل وقد
كان نزع ثيابه قبل ذلك وعرضه على الناس في الحديد ليعرفوه
فلما أمسى دعا به الحجاج فقال له عبد الله أتأذن في الكلام قال لا كلام سائر
اليوم
قال فكساه وحمله وأجازه وخلى سبيله فانصرف إلى أهله فسألهم عن حبة فأخبر
بأمرها وقيل ما ندري أين توجهت ثم بلغه ما صنعت فكتب إليها إنك قد صنعت بنا ما لم
تصنعه أنثى فأعلميني بمقدمك أتلقاك ويتلقاك الناس معي فلم تعلمه حتى قدمت ليلا وهو عند
ابنة عبيد بن كلاب فقالت لا والله لا يؤذن (2) بي الليلة فلما أصبح أخبر بمكانها فأتاها
9324 حسينة ماشطة عبد الملك بن مروان
قال ابن شهاب

(1) هنأه يهنؤه ويهنئه: أطعمه وأعطاه (القاموس).
(2) أي لا يعلم بقدومها.
96

حججت مع سليمان بن عبد الملك فلما كان يوم النحر أراد أن يفيض (1) فأرسل إلى
عمر بن عبد العزيز وإلى سالم بن عبد الله وإلى أبي بكر بن حزم وهو أمير على المدينة
يومئذ فقال إني أريد أن أفيض فأخبروني ما بلغكم عن الطيب اليوم أتطيب الآن قبل أن
أفيض
فقال سالم أخبرني أبي عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب قال في خطبته يوم عرفة
إذا رميتم الجمرة غدا إن شاء الله بسبع حصيات وذبح من كان عنده ذبح أو نحر
فقد حل له ما حرم عليه إلا الطيب والنساء حتى يطوف بالبيت
قال أبو بكر بن حزم أخبرتني عمرو بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة خالتي أن
عائشة قالت
طيبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة لحرمه قبل أن يحرم وطيبته بمنى قبل أن يفيض يوم
النحر
فقال سليمان بن عبد الملك حين رأى اختلافهم ادعوا لي حسينة مرجلة (2) عبد الملك
ابن مروان فسألها ما صنع عبد الملك هذا اليوم قالت لم يمس طيبا فقال يا غلام
أرسل حرسنا مع سالم يقلبه إلى منزله وأبى أن يمس الطيب
وقيل
إن اسمها سلافة وقيل إن اسمها حبيبة
وزاد في ترجمة سلافة
وروي حديث عائشة عن القاسم قال القاسم فعجبت أني أخبره عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ويسأل سلافة
9325 حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف ابن عبد عوف
بن عبد بن الحارث بن زهرة الزهرية
ذكر أبو الفرج الأصبهاني في كتابه (3) قال

(1) فاض الناس من عرفات: دفعوا، أو رجعوا أو أسرعوا منها إلى مكان آخر، وكل دفعة: أفاضة (القاموس).
(2) رجل رجلا ورجلته ترجيلا: سرحته ومشطته (تاج العروس: رجل).
(3) الخبر رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 1 / 30.
97

خرجت امرأة من بني زهرة في حي (1) فرآها رجل من بني عبد شمس من أهل الشام
فأعجبته فسأل عنها (2) فنسبت له فخطبها إلى أهلها فزوجوه إياها بكره منها فخرج بها
إلى الشام فخرجت مخرجا فسمعت متمثلا يقول (3)
* ألا ليت شعري هل تغير بعدنا * جبوب (4) المصلى أم كعهدي القرائن
وهل آدر (5) حول البلاط عوامر * من الحي أم أهل بالمدينة ساكن
إذ برقت نحو الحجاز سحابة * دعا الشوق مني برقها المتيامن
فلم أتركنها (6) رغبة عن بلادها * ولكنه ما قدر الله كائن *
قال فتنفست فوقعت ميتة
قال أيوب فحدثت بهذا الحديث عبد العزيز بن أبي ثابت الأعرج فقال أتعرفها
قلت لا قال فهي والله عمتي حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف وهذا الشعر
لأبي قطيفة عمرو بن الوليد قاله لما سيره ابن الزبير مع بني أمية إلى الشام
9326 حميدة بنت النعمان بن بشير أم محمد الأنصارية
سكنت دمشق ويقال حميدة بالضم
قيل
إنها التي تزوجها الحارث بن خالد المخزومي (7) ويقال خال بن المهاجر بن خالد
ابن الوليد فقالت في ذلك (8)
* نكحت المديني إذ جاءني * فيا لك من نكحة غاليه (9)

(1) كذا بالأصل وبعض أصول الأغاني، وفي الأغاني المطبوع: " خف " وهو أشبه، يقال: خرج فلان في خف من
أصحابه أي في جملة قليلة منهم.
(2) زيادة عن الأغاني.
(3) الأبيات في الأغاني 1 / 30 وهي لأبي قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
(4) الجبوب: الحجارة والأرض الصلبة، انظر معجم البلدان.
(5) في الأغاني: ادؤر، بالهمز، وكلاهما صحيح.
(6) كذا في رواية الأغاني، وفي رواية أخرى فيها 1 / 31 وما أحرجتنا.
(7) هو الحارث بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، انظر أخباره في الأغاني
9 / 227.
(8) الأبيات في الأغاني 9 / 227 و 229.
(9) في الأغاني: غاوية.
98

كهول دمشق وفتيانها (1) * أحب إلينا من الجالية * (2)
وقيل هذا الشعر لأختها عمرة
قال محمد بن سعد
فولد النعمان بن بشير الوليد ويحيى وبشيرا وأم محمد وهي حميدة تزوجها
روح بن زنباع الجذامي (3) وعمرة تزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي وهي التي قتلها
مصعب بن الزبير (4)
أنشد سعيد بن عبد العزيز لحميدة بنت النعمان بن بشير تبكي أباها
* ليت ابن مزنة وابنه * كانا لحتفك واقية
وبنو أمية كلهم * لم بق منهم باقية *
وأنشد أبو مسهر لها
* جاء البريد برأسه * يا للحلوم الغاوية
يستفتحون بقتله * دارت عليهم ثانية
فلأبكين مسرة * ولأبكين علانية
ولأبكينك ما حييت * مع الكلاب لعاويه *
قال أبو مسهر في جوف الليل
قال المدائني
أشرفت امرأة روح بن زنباع تنظر إلى وفد من جذام قدموا عليها فزجرها روح
فقالت والله إني لأبغض الحلال من جذام فكيف تخافني على الحرام منهم وكانت امرأته
بنت النعمان بن بشير

(1) كذا في رواية الأغاني 16 / 53 وفي رواية أخرى فيها 9 / 227 وشبانها.
(2) الجالية القوم الذين جلوا أو أجلوا عن بلادهم، وقيل أنها عنت أهل الحجاز، كان أهل الشام يسمونهم بذلك لأنهم
كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام.
(3) الذي في الأغاني 16 / 53 أنها تزوجت روح بن زنباع بعدما طلقها الحارث بن خالد المخزومي.
(4) وكان مصعب بن الزبير، وبعد قتله المختار قد أمر امرأتيه بنت سمرة بنت جندب، وعمرة بنت النعمان أن يتبرءا من
المختار، فأما بنت سمرة فقد تبرأت منه، أما عمرة فأبت، فقتلها بأمر عبد الله بن الزبير. فقال عمر بن أبي ربيعة
فيها: قتلت حرة على غير جرم * إن لله درها من قتيل
99

وقيل إنها تزوجت روح بن زنباع فلم يؤدم (1) بينهما فقال لها روح في بعض ما
يتنازعان فيه اللهم إن بقيت بعدي فابتلها ببعل يلطم وجهها ويملأ قيئا حجرها
فتزوجها بعده الفيض بن محمد بن الحكم (2) وكان شابا جميلا يصيب من الشراب
فأحبته فلطمها يوما وقاء في حجرها فقالت رحم الله أبا زرعة فقد أجيب في وقالت
للفيض (3)
* سميت فيضا وما شئ تفيض به * إلا بخزيك (4) بين الباب والدار
فتلك دعوة روح الخير أعرفها * سقى الإله صداه الأوطف (5) الساري *
وقالت (6)
* ألا يا فيض كنت أراك فيضا * فلا فيضا وجدت (7) ولا فراتا *
وقالت (8)
* وليس فيض بفياض العطاء لنا * لكن فيضا لنا بالقئ فياض
ليث الليوث علينا باسل شرس * وفي الحروب هيوب الصدر جياض * (9)
فولدت من الفيض ابنة فتزوجها الحجاج بن يوسف وكان عند الحجاج قبلها أم أبان
بنت النعمان بن بشير فقالت حميدة (10)
* إذا تذكرت نكاح الحجاج * فاضت له العين بدم (11) ثجاج
لو كان نعمان قتيل الأعلاج * مستوي الشخص صحيح الأوداج

(1) الأدمة: القرابة، والوسيلة والخلطة والموافقة، وأدم بينهم يأدم: لام (القاموس).
(2) سماه في الأغاني 16 / 54: الفيض بن أبي عقيل الثقفي. وفيها 9 / 232 الفيض بن محمد بن الحكم بن أبي
عقيل.
(3) البيتان في الأغاني 9 / 232 و 16 / 54.
(4) في الأغاني 9 / 242 " سلاحك " و 16 / 54 بسلحك.
(5) الا وطف من السحاب: المسترخي الجوانب لكثرة مائه.
(6) البيت في الأغاني 9 / 232.
(7) في الأغاني: أصبت.
(9) الجياض: الرواغ.
(10) الأبيات في الأغاني 9 / 232 - 233 و 16 / 54.
(11) الأغاني 9 / 232 " بدم " وفي 16 / 54 بماء.
100

أو كنت منها بمكان النساج * وكنت أرجو بعض ما يرجو الراج
أن تنكحيه ملكا أو ذا تاج
فقدمت حميدة زائرة لابنتها فقال لها الحجاج يا حميدة إني قد كنت أحتمل مزاحك
مدة (1) فأما اليوم فإني بالعراق وهم قوم سوء فإياك فقالت سأكف حتى أرحل
9327 حميدة حاضنة ولد عمر بن عبد العزيز
حدثت
أن عمر بن عبد العزيز كان ينهى بناته أن ينمن مستلقيات وقال لا يزال الشيطان مطلا
على إحداكن إذا كانت مستلقية يطمع فيها
ويقال حميدة بالضم
9328 حواء أم البشر (2)
قيل
إنها كانت تسكن بيت لهيا (3) وكان آدم يسكن في بيت أبيات (4)
عن مجاهد
في قوله عز وجل " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " (5) قال
آدم " وخلق منها زوجها " قال حواء خلقت من ضلعه
قال نام آدم فخلقت حواء من قصراه (6) فاستيقظ فرآها فقال من أنت فقالت
آثا يعني امرأة (7) بالسريانية وفي رواية أخرى بالنبطية
-

(1) تصحفت في الأغاني إلى: مرة.
(2) انظر: أخبارها في تاريخ الطبري (الفهارس) مروج الذهب (الفهارس) الكامل لابن الأثير (الفهارس) والبداية
والنهاية (الفهارس).
(3) بيت لهيا بكسر اللام، والصحيح بيت الالاهة، قرية مشهورة بغوطة دمشق (معجم البلدان).
(4) بيت أبيات: قال ابن طولون هي غربي الصالحية، وقيل: بيت أبيات من قرى دمشق. وقيل: من البيوت الداثرة في
الغوطة: بيت (انظر غوطة دمشق لمحمد كرد علي ص 163 و 165).
(5) سورة النساء، الآية الأولى.
(6) القصرى والقصيري: أسفل الأضلاع، أو آخر ضلع في الجنب، والقصيربان والقصيريان: ضلعان يليان الطفطفة،
أو يليان الترقوتين (القاموس) وفي الطبري: خلقت من قصيرى آدم.
(7) راجع الطبري 1 / 70 تاريخ ما قبل الهجرة.
101

قال ابن عباس
سميت المرأة امرأة لأنها خلقت من المرء وسميت حواء لأنها أم كل حي
وكان آدم وحشيا في الجنة لا يطمئن إلى أحد حتى خلقت حواء منه وهو نائم فلما
أن استيقظ وهي جالسة إلى جنبه فقال من أنت فقالت أنا زوجتك لتسكن إلي قال
نعم فسكن إليها (1)
قال عطاء
لما سجدت الملائكة لآدم نفر إبليس نفرة ثم ولى مدبرا وهو يلتفت أحيانا هل عصى
أحد ربه غيره إلا إبليس فعصمهم الله ثم قال الله لآدم قم يا آدم فسلم عليهم قال فقام
فسلم عليهم وردوا عليه ثم عرض الأسماء على الملائكة وهو سرح الجنة فقال الله
لملائكته زعمتم أنكم أعلم منه " أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " (2) قالوا
سبحانك إن العلم منك ولك ولا علم لنا إلا ما علمتنا وذلك قوله عز وجل " وفوق كل
ذي علم عليم " (3) قال والعلم يرجع من رجل إلى رجل ويأثره رجل عن رجل حتى يجئ
العلم إلى الله ولا يأثره عن أحد فإنه هو العليم علم ما هم إليه صائرون
قال فلما أقروا بذلك " قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم " (4) فقال آدم هذه ناقة جمل
بقرة نعجة شاة فرس وهو من خلق ربي فكل شئ سمى آدم فهو اسمه إلى يوم
القيامة وجعل يدعو كل شئ باسمه حتى يمر بين يديه حتى بقي الحمار وهو آخر شئ مر
عليه فخالف الحمار من وراء ظهره فدعاه آدم أقبل يا حمار فعلمت الملائكة أنه هو
أكرم على الله وأعلم 2 منهم
ثم قال له ربه يا آدم ادخل الجنة تحيا وتكرم قال فدخل الجنة فنهاه عن الشجرة
قبل أن تخلق حواء فكان آدم لا يستأنس إلى خلق في الجنة ولا يسكن إليه ولم يكن في
الجنة شئ يشبهه فألقى الله عليه النوم وهو أول يوم كان قال فانتزعت من ضلعه الصغرى

(1) تاريخ الطبري 1 / 69.
(2) سورة البقرة، الآية: 31.
(3) سورة يوسف، الآية: 76.
(4) سورة البقرة، الآية: 33.
102

من جانبه الأيسر (1) فخلقت حواء منه فلما استيقظ آدم فجلس فنظر إلى حواء تشبه من
أحسن البشر ولكل امرأة فضل على الرجل بضلع
وكان الله علم آدم اسم كل شئ فجاءته الملائكة فهنؤوه وسلموا عليه فقالوا يا
آدم ما هذه قال هذه امرأة قيل له فما اسمها قال حواء فقيل له لم سميتها حواء
قال لأنها خلقت من حي فنفخ بينهما من روح الله عز وجل فما كان من شئ يتراحم له
الناس فهو من فضل رحمتهما
قال وهب بن منبه (2)
لما أسكن الله آدم وزوجه حواء الجنة نهاه عن الشجرة (3) وكانت الشجرة متشعبا
غصونها بعضها (4) في بعض وكان لها ثمر تأكله الملائكة لخلدهم وهي الثمرة التي نهى الله
آدم عنها وزوجته
فلما أراد إبليس أن يستزلهما (5) دخل في جوف الحية وكانت لها أربع قوائم كأنها
بختية من أحسن دابة خلقها الله فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس فاخذ من
الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته فجاء بها إلى حواء فقال انظري إلى هذه الشجرة ما
أطيب ريحها وأطيب طعمها وأحسن لونها فأخذتها حواء فأكلت منها ثم ذهبت بها إلى
آدم فقالت انظر إلى هذه الشجرة ما أطيب طعمها وما أحسن لونها (6) فأكل منها آدم
فبدت لهما سوأتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناداه ربه يا آدم أين أنت قال أنا هذا
يا رب قال ألا تخرج قال أستحي منك يا رب قال ملعونة الأرض التي منها خلقت
لعنة تتحول ثمارها شوكا
قال ولم يكن في الجنة ولا في الأرض شجرة كانت (7) أفضل من الطلح والسدر

(1) ونقل ابن إسحاق عن ابن عباس أنها خلقت من ضلعه الأقصر الأيسر كما في البداية والنهاية 1 / 81.
(2) الخبر من طريقه رواه الطبري في تاريخه 1 / 72.
(3) وهو قوله تعالى في سورة البقرة: (وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا
هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) الآية 35.
(4) في المختصر: " بعضه " والمثبت عن الطبري.
(5) يستزلهما من زل والزلة الخطيئة، يعني استنزلهما أوقعهما في الخطيئة. وقال ابن عيسكان إنه أراد صرفهما عما كانا
عليه من الطاعة إلى المعصية.
(6) زيد في الطبري: وأطيب ريحها.
(7) في المختصر: كان ن والمثبت عن الطبري.
103

ثم قال يا حواء أنت التي غررت عبدي فإنك لا تحملين حملا إلا حملته كرها
فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت
وقال للحية أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدي ملعونة أنت لعنة
تتحول قوائمك في بطنك فلا يكون لك رزق إلا التراب وأنت عدوة بني آدم وهم أعداؤك
حيثما لقيت أحدا منهم أخذت بعقبه وحيث لقيك شدخ رأسك
قيل لوهب
وهل كانت الملائكة تأكل قال يفعل الله ما يشاء
قال الكلبي
ذكر لنا أن آدم لما سكن الجنة حذر أكل الشجرة فيقال والله أعلم إنها شجرة يقال
لها شجرة العلم
وقال مجاهد
الشجرة التي أمر الله آدم أن لا يأكل منها تينة
وقال ابن عباس
عنب
وقال غيره
حنطة شجرة البر والحنطة هي السنبلة
قالوا
و كان آدم وحواء في جوار الله وفي داره ليس لهما رب غيره ولا رقيب دونه يأكلان
منها رغدا ويسكنان منها حيث شاءا وأحبا
فأتاهما الشيطان في صورة غير صورته فقام عند باب الجنة فنادى حواء يا حواء
فأجابته هي وآدم فقال ما أمركما به ربكما وما نهاكما عنه قالا أمرنا أن نأكل من شجر
الفردوس كله غير هذه الشجرة التي في وسط الفردوس كيلا نموت
قال إبليس فإن الله قد علم أنكما لستما تموتان ولكن علم أنكما حين تأكلان من هذه
الشجرة فتكونان ملكين يعلمان الخير والشر فحسدكما على ذلك وإني أقسم لكما يا آدم
104

وحواء " إني لكما لمن الناصحين " (1) إنها شجرة الخلد من أكل منها لم يمت وأيكما
أكل قبل صاحبه كان هو المسلط على صاحبه
فابتدرا الشجرة فسبقته حواء وأعجبها حسن الشجرة وثمرها فأكلت وأطعمت
آدم (2) فلما ذاقا الشجرة سلبا ثيابهما وبدت عوراتهما فأبصر كل واحد منهما ما ووري من
صاحبه من عوراتهما فاستحييا فقعدا " يخصفان (3) عليهما من ورق الجنة " (4) ليواريا
سوأتهما
ثم ناداهما ربهما فقال يا آدم فقال يا رب أنذا عريان قال له ومم ذلك إنك
عريان من أجل أنك أكلت من الشجرة التي نهيت أن تأكل منها يا آدم حرام على الأرض
أن تطعمك شيئا إلا برشح الجبين أيام حياتك حتى ترجع إلى الأض التي أخذت منها فاعتل
آدم بحواء فقال هي أطعمتني وأكلت قال " اهبطوا منها جميعا " (5)
وقال عطاء
إن الله تعالى كان أمر آدم ألا يأكل من تلك الشجرة ولم تعرف حواء تلك الشجرة
فجاء إبليس إلى سرح الجنة (6) فعرض نفسه عليهم فأبى أحد منهم أن يقبله فجاء إلى الحية
فتنفس الصعداء فقالت الحية يا إبليس ما لك
وذلك أن إبليس كان قبل ذلك أحسن ملائكة أهل السماء الدنيا وجها وأشدهم عبادة
وأعلمهم
فقال الله اهبط منها واخرج منها يعني من صورة الملائكة إلى صورة الأبالسة
فتحول إبليس عن صورته فسمي إبليس لأنه أبلس فصار ملعونا فصار ذقنه مما يلي جبينه
وجبينه مما يلي ذقنه وم نخراه مما يلي عينيه وجفون عينيه شقهما مما يلي رأسه وتحول

(1) سورة الأعراف، الآية: 21.
(2) جاء في تفسير القرطبي 7 / 180 أكلت حواء أولا فلم يصبها شئ، فلما أكل آدم العقوبة.
(3) يخصفان يلزقان بعض ورق الجنة ببعض ليسترا به عوراتهما.
(4) سروة طه، الآية: 121 وسورة الأعراف، الآية: 22.
(5) سورة البقرة، الآية: 38. قوله اهبطوا منها جميعا هو أمر لادم وإبليس ومعهما ذريتهما، وحواء والحية معهم أمروا
جميعا أن يهبطوا من الجنة إلى الأرض.
(6) سرح الجنة: حيوانها وسائمتها.
105

أصابعه مما يلي زنديه وأصابع رجليه مما يلي عقبيه وصار شره ناتئا في رأسه منكوشا كأنه
أجمة
قال فلما رأته الحية رقت له وتنفس الصعداء إبليس فقالت له ما بك يا إبليس
فقال لها ليس على نفسي أحزن لقد نزل بي ما ترين ولكن أحزن عليك أن ينزل بك من
هذا مثل الذي نزل بي فقالت الحية ما أنا بآمنة منه فقال لها هل لك ويلك أن
تحمليني بين شدقيك فتدخليني الجنة فإن الخزان لا يدعونني أن أدخلها ظاهرا وإذا كنت
بين شدقيك لم يروني وأنا أغويه حتى أخرجه من الجنة
فقالت نعم ففغرت فاها فاحتملته بين شدقيها ثم دخلت الجنة فجاءت الحية إلى
حواء فقالت لها وإبليس يقول لها على لسان الحية يا حواء ما نهاكما ربكما في الجنة
قالت شجرة أمرنا ألا نقربها قال فأين تلك الشجرة قالت إنما علم بذلك آدم فقال
إبليس بلسان الحية قد ترين سعة الجنة وأنا لك ناصحة فلعلك فيما تجولين في الجنة
وليس معك آدم فتنتهين إلى تلك الشجرة فتأكلين فتخرجين من الجنة ويبقى آدم أفلا
تسألين آدم أن يخبرك أي شجرة نهانا ربنا عنها فقال لها ويلك ما لك وذاك إن ربي أمرني
إلا أعلمها أحدا فقلت فلعلي أفارقك في بعض ما أجول في الجنة فآكل منها فأخرج
منها وتبقى أنت فيها فرق لها وخاف عليها فانطلق بها إلى الشجرة فقال هذه
فانصرف عنها إبليس فجاءت الحية إليها فقال لها إبليس على لسان الحية أخبرك آدم
عن الشجرة قالت نعم فقال أي شجرة هي قالت هذه التي في وسط الجنة ثم سكت
عنها إبليس حتى نسيت
ثم جاء وهو في الحية إلى آدم فقال يا آدم أخبرك ربك أن في الجنة شجرة من أكل
منها خلد في الجنة وصار ملكا يعلم كل شئ قال لا قال فيسرك أن أريك قال
نعم فانطلق به إلى الشجرة التي نهى عنها فعجب فقال إن ربي نهاني عنها وقال لا
تخبر أحدا بهذه الشجرة ولم أخبر بها أحد غيرك يا حواء فمن أين علم هذا
فقال عند ذلك يا آدم وحلف له " إني لكما لمن الناصحين " (1) هذه " شجرة الخلد
وملك لا يبلى " (2) فلما أن حلف قال آدم لحواء فأنا أدع أكل هذه الشجرة فقالت حواء أما

(1) سورة الأعراف، الآية: 21.
(2) سورة طه، الآية: 120.
106

ترى إلى يمينه بالله إنه لنا لمن الناصحين وذلك أنهما لم يريا أحدا يحلف بالله ولا علما أن
أحدا يحلف بالله كاذبا قال فابتدرت حواء فأكلت ثم ناولت آدم فأكل منها فبدت
سوأتهما
قال وهب بن منبه
كان لباس آدم وحواء النور (1) لا يرى هذا عورة هذا ولا هذا عورة هذا وهو قول
الله عز وجل " ينزع عنهما لباسهما " (2)
قال ابن عباس
كان لباس آدم وحواء كالظفر فلما أكلا الشجرة لم يبق منه شئ إلا مثل الظفر
" وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة " (3) قال ورق التين
وعن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (4)
لولا بنو إسرائيل لم يختر (5) اللحم ولم يخبث الطعام ولولا حواء لم تخن أنثى
زوجها الدهر [* * * *]
وعن أبي صالح
في قوله عز وجل " اهبطوا منها جميعا " (6) قال آدم وحواء والحية وإبليس
وفي حديث قال
اهبطوا الأرض فلدوا للموت وابنوا للخراب
وعن ابن عباس قال
إن آدم لما أكل من الشجرة التي نهي عنها قال الله له يا آدم ما حملك على ما

(1) البداية والنهاية 1 / 87.
(2) سورة الأعراف، الآية: 26.
(3) سورة الأعراف، الآية: 21 وسورة طه، الآية: 121.
(4) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 68 - 87 وقال ابن كثير: تفرد به من هذا الوجه وأخرجاه في الصحيحين من
حديث عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة به، ورواه أحمد ومسلم.
(5) كذا في المختصر، وفي البداية والنهاية: يخنز. الفساد، يكون في الغدر وغيره، وخنز اللحم: أنتن فهو
خنز، وهذا المعنى أقرب، (راجع تاج العروس: ختر، وخنز).
(6) سورة البقرة، الآية: 38.
107

صنعت قال فاعتل آدم فقال آدم رب زينته لي حواء قال فإني أعاقبها ألا تحمل إلا
كرها ولا تضع إلا كرها ودميتها في الشهر مرتين (1) فرنت (2) عند ذلك حواء قال
فقيل عليك الرنة وعلى بناتك
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه فأسلم وكن
أزواجي عونا لي وكان شيطان آدم كافرا وكانت زوجته عونا له على خطيئته (3)
[* * * *]
حدث عبد الرحمن بن زيد
أن آدم عليه السلام ذكر محمدا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إن أفضل ما فضل به علي ابني
صاحب البعير لأن زوجته كانت عونا له على دينه وكانت زوجتي عونا لي على الخطيئة [* * * *]
قال سعيد بن المسيب
سمعت عمر بن الخطاب وامرأة تسأله عن الحيض فقال لها أي ويحك أشهد
لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول
أخبرني جبريل حبي عليه السلام أن الله بعثه إلى أمنا حواء حين دميت فنادت ربها
جاء مني دم لا أعرفه فناداها لأدمينك وذريتك ولأجعلنه لكن كفارة وطهورا [* * * *]
وعن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (4)
هبط آدم وحواء عليهما السلام عريانين جميعا عليهما ورق الجنة قال فأصابه الحر
حتى جعل (5) يبكي فيقول لها يا حواء قد آذاني الحر قال فجاءه جبريل بقطن وأمرها أن
تغزل وعلمها وأمر آدم بالحياكة وعلمه أن (6) ينسج [* * * *]
وقال كان آدم لم يجامع امرأة (7) في الجنة حتى هبط منها للخطيئة التي أصابها أكلهما

(1) كذا وفي تاريخ الطبري: تدمين في كل هلال.
(2) رنت: صاحت رافعة صوتها بالبكاء.
(3) رواه البيهقي في دلائل النبوة بسنده إلى ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكره 5 / 488.
(4) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 90 من طريق ابن عساكر من طريق أبي القاسم البغوي حدثنا محمد بن جعفر
الوركاني حدثنا سعيد بن ميسرة عن أنس.. وذكره.
(5) في البداية والنهاية: قعد.
(6) في مختصر ابن منظور: " وأمر " والمثبت عن البداية والنهاية.
(7) في البداية والنهاية: امرأته.
108

الشجرة (1) قال وكان كل منهما ينام على حدة ينام أحدهما في البطحاء والآخر من ناحية
أخرى حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله وعلمه كيف يأتيها فلما أتاها جاء جبريل فقال
كيف وجدت امرأتك قال صالحة (2)
وفي حديث آخر
أنه لما فرغ قالت له حواء يا آدم ما أطيب هذا زدنا منه
وقيل
إن آدم ولد له في الجنة هابيل وقابيل وأختاهما
وقيل
إنه لم يولد لآدم في الجنة حتى خرج من الجنة والله أعلم (3)
وعن سليمان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن آدم هبط بالهند ومعه السندان والكلبتين والمطرقة وأهبطت حواء بجدة (4) [* * * *]
وعن ابن عباس قال (5)
أهبط آدم بالهند وحواء بجدة فجاء في طلبها حتى أتى جمعا فازدلفت إليه حواء
فلذلك سميت المزدلفة واجتمعا فلذلك سميت جمعا
وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
إن الله لما خلق الدنيا لم يخلق فيها ذهبا ولا فضة [* * * *]
قال فلما أن أهبط آدم وحواء أنزل معهما ذهبا وفضة فسلكه ينابيع في الأرض منفعة
لأولادهما من بعدهما
قال وذلك جعله صداق آدم لحواء فلا ينبغي لأحد أن يتزوج إلا بصداق
وعن أبي صالح

(1) الجملة في البداية والنهاية: التي أصابتهما بأكلهما من الشجرة.
(2) عقب ابن كثير بقوله: فإنه حديث غريب ورفعه منكر جدا، وقد يكون من كلام بعض السلف.
(3) انظر تاريخ الطبري 1 / 89 والبداية والنهاية 1 / 102 والكامل لابن الأثير 1 / 55.
(4) تاريخ الطبري 1 / 79 و 84.
(5) تاريخ الطبري 1 / 79 والكامل لابن الأثير 1 / 51.
109

في قوله " لئن آتيتنا صالحا " (1) قال أشفقا أن يكون بهيمة قال لئن آتيتنا بشرا
سويا
وعن سمرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن حواء لما حملت كان لا يعيش لها ولد فقال لها الشيطان سميه عبد الحارث فإنه
يعيش فسموه فكان ذلك من وحي الشيطان وأمره (2) فحملت حملا خفيفا تقول خفيف
لم يستبن فمرت به لما استبان حملها [* * * *]
وعن ابن عباس (3)
أن حواء لما حملت جاءها إبليس فقال إني أخرجتكما من الجنة لئن لم تطيعيني
لأجعلن لولدك قرنين يشقان بطنك أو لأخرجنه ميتا فقضى الله أن خرج ميتا فلما حملت
الثاني جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى فقضى أن الولد خرج ميتا فلما حملت الثالث
جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى قالت وما الذي تريد أن نطيعك فيه فقال سمياه عبد
الحارث ففعلت فقال الله عز وجل " جعلا له شركاء فيما آتاهما " (4)
وقال عكرمة
لم يخص بها آدم ولكنها عامة لجمع الناس
قال رجل لسعيد بن جبير (5)
يا أبا عبد الله أشرك آدم قال معاذ الله أن نقول أشرك آدم إنما ذكر الله في كتابه
" فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما " (6) لأن حواء لما حملت فأثقلت أتاها إبليس
فقال لها أرأيت هذا الذي في بطنك من أين يخرج أمن فيك أم من منخرك أم من

(1) سورة الأعراف، الآية: 189.
(2) تاريخ الطبري 1 / 93 والبداية والنهاية 1 / 107 - 108 وعقب ابن كثير بقوله: المظنون بل المقطوع به أن رفعه إلى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطأ والصواب وقفه والله أعلم فالله تعالى إنما خلق آدم وحواء ليكونا أصل البشر وليبث منهما رجالا
كثيرا ونساء فكيف كانت حواء لا يعيش لها ولد كما ذكر في هذا الحديث إن كان محفوظا.
(3) رواه الطبري في تاريخه 1 / 93 - 94.
(4) سورة الأعراف، الآية: 189.
(5) رواه الطبري في تاريخه 1 / 94.
(6) سورة الأعراف، الآية: 189.
110

أذنيك أرأيت إن خرج صحيحا سويا لم يضرك أتطيعانني في اسمه قالت نعم فلما ولدت
قال سمياه عبد الحارث فسمياه عبد الحارث
قيل
إن حواء ولدت لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا فكانت تلد غلاما وجارية (1)
قيل
إن آدم لما مات ابنه قال يا حواء مات ابنك قالت وما الموت قال لا يأكل ولا
يشرب ولا يقوم ولا يمشي ولا يتكلم أبدا قال فصاحت حواء فقال آدم عليك الرنة وعلى
بناتك وأنا وبني منها براء
9329 حولا بنت بهلول المتعبدة
أخت مؤمنة كانت صوفية شهدت عند محمد بن يحيى بن حمزة وكان قاضيا على
دمشق وكان لا يجيز شهادة إلا من امتحنه بخلق القرآن يعني أيام ابن أبي دؤاد فقال
للحولا ما تقولين في القرآن فنشرت كفيها وفرقت بين أصابعها وأشارت بهما على وجهه
وقالت سخام على وجهك ثم ولت فخرجت
قيل
لم تر أن تشهد عنده بعدما سمعت من امتحانه إياها في القرآن
9330 حية ويقال فاختة (2)
ولقبها حية ويقال حية بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أم هاشم
القرشية العبشمية زوج يزيد بن معاوية وأم ابنه خالد وكان زوجها يزيد يكنيها بأم خالد
فابنها خالد
حدث القاسم الشامي
أن مولاة له يقال لها أم هاشم أجلسته في الستر بدواة وقلم وأرسلت إلى أبي أمامة
فسألته عن حديث حدثه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الوضوء فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من قام إلى الوضوء فغسل يديه وخرجت الخطايا من يديه فإذا مضمض خرجت

(1) الكامل لابن الأثير 1 / 55 وتاريخ الطبري 1 / 92.
(2) ترجمتها في نسب قريش للمصعب ص 128 و 155 وجمهرة ابن حزم ص 77 والأغاني 17 / 342 وأنساب الأشراف
5 / 299 (طبعة دار الفكر).
111

الخطايا من فيه فإذا استنثر خرجت من أنفه كذلك حتى يغسل القدمين فإن خرج إلى صلاة
مفروضة كانت كحجة مبرورة وإن خرج إلى صلاة تطوع كانت كعمرة مبرورة [* * * *]
وفي أم خالد يقول يزيد بن معاوية (1)
* وما نحن يوم استعبرت أم خالد * بمرضى ذوي داء ولا بصحاح *
كان عبيد الله بن رباح ندمانا (2) ليزيد بن معاوية فسكر ذات ليلة وطرب وبعث إلى
زوجته أم خالد لتأتيه وكانت من أجمل الناس وأحبهم إليه فأبت فأقسم عليها فأتته في
جواريها فقال لها يزيد أقسمت عليك لما أقمت فسقيتني فبكت وقالت المثلي يقال هذا
فلما رأى يزيد بكاءها وكراهتها لذلك أذن لها في الانصراف وقال في ذلك
* وما نحن يوم استعبرت أم خالد * بمرضعى ذوي داء ولا بصحاح
وقامت لتسقي الشرب حمرا عيونهم * مخصبة الأطراف ذات وشاح
لها عكن (3) بيض كأن غصونها (4) * إذا شف عنها السابري (5) قداح *
قال مصعب بن عبد الله الزبيري
خرج يزيد بن معاوية إلى بعض غزواته فارتاح إلى امرأته أم هاشم وهي أم خالد بن
يزيد بن معاوية وهي من ولد شيبة بن ربيعة فقال
* إذا سرت ليلا أو بغيت جمامة (6) * دعتني دواعي الحب من أم خالد
إذا نحن هجرنا وأنت أمامنا * فلا بد من سير إلى الحي قاصد *
" أسماء النساء على حرف الخاء المعجمة "
9331 خديجة بنت علي بن إبراهيم بن يوسف الشقيقي البصرية
أخت أبي الحسن محمد بن علي حدثت بدمشق

(1) البيت في نسب قريش للمصعب ص 129 والأغاني 17 / 342.
(2) كذا وهو صحيح: يعني: نديما ومنادما، وهو الذي يرافقك ويشار بك (تاج العروس: ندم).
(3) العكن جمع عكنة وهو ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنا.
(4) الغضون: التجاعيد والثنايا.
(5) السابري: الثوب الرقيق.
(6) الجمامة: الراحة والشبع والري (تاج العروس).
112

روت عن أبيها بسنده عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
اطلبوا الخير عند صباح الوجوه [* * * *]
وأنشد خيثمة
* أنت شرط النبي إذ قال يوما * اطلبوا الخير من صباح الوجوه *
9332 خصيلة (1) بنت واثلة بن الأسقع
كانت تسكن بيت المقدس
روت عن أبيها واثلة بن الأسقع
روى عنها البطال الخثعمي وسلمة بن بشر الدمشقي وصدقة بن يزيد وعباد بن
كثير الفلسطيني ومحمد بن الأشقر اللخمي وسماها خصيلة وابن رزام مؤذن بيت
جبرين (2)
حدثت خصيلة قالت سمعت أبي يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إن من الكبائر أن تقول للرجل علي ما لم أقل [* * * *]
وعن خصيلة بنت واثلة قالت
دعاني أبي واثلة يوما فقال يا خصيلة ادني مني فدنوت منه فقال أدني مني يدك
اليمنى فثنى إصبعي الخنصر ثم قال لي عليك بالصبر ثم ثنى التي تليها ثم قال عليك
بالصبر ثم ثنى التي تليها ثم قال عليك بالصبر حتى ثنى الخمس ثم قال أدني مني يدك
الأخرى ففعل مثل ذلك ثم جمع يدي جميعا وقال يا خصيلة فعلت بك كما فعل بي
النبي (صلى الله عليه وسلم) وقلت لك كما قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال ابن ماكولا (3)
وأما خصيلة أوله خاء معجمة بعدها صاد مهملة فهي خصيلة بنت واثلة بن الأسقع
روى عنها محمد بن الأشقر اللخمي (4)

(1) ترجمتها في تهذيب الكمال 21 / 307 وسماها: جميلة، قال: ويقال: خصيلة، ويقال: فسيلة. وتهذيب التهذيب
6 / 586 والاكمال لابن ماكولا 2 / 131.
(2) ما بين معكوفتين استدرك للايضاح عن تهذيب الكمال.
(3) الاكمال لابن ماكولا 2 / 131.
(4) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ابن ماكولا.
113

9333 خيرة بنت أبي حدرد أم الدرداء الكبرى الأسلمية زوج أبي الدرداء (1)
لها صحبة وروت عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
روى عنها سهل بن معاذ عن أبيه وصفوان بن عبد الله وعبد الله بن باباه ومعاذ
ابن أنس وطلحة بن عبيد الله وميمون بن مهران (2)
حدثت أم الدرداء أنها سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين صباحا فإن مات مات كافرا [* * * *]
وحدثت أم الدرداء
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقيها يوما فقال من أين جئت يا أم الدرداء فقالت من الحمام
فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما من امرأة تنزع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين
الله (3) [* * * *]
وفي حديث آخر بمعناه
إلا هتكت كل ستر بينها وبين الرحمن عز وجل (4)
قال ميمون بن بهدان
سألت أم الدرداء أهل سمعت من النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا قالت نعم سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن (5) [* * * *]
قال الحافظ
هذا الحديث وهم فإن أم الدرداء الكبرى توفيت في حياة أبي الدرداء وميمون بن
مهران ولد عام الجماعة سنة أربعين وإنما يروى عن أم الدرداء الصغرى ولم تسمع من
النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا وهذا الحديث محفوظ عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي (صلى الله عليه وسلم) "

(1) ترجمتها في أسد الغابة 6 / 100 والإصابة 4 / 295 والاستيعاب 4 / 297 (هامش الإصابة) وأعادها في الكنى 4 /
447 وأعادها ابن الأثير في الكنى أيضا 6 / 327 المعجم الكبير للطبراني 24 / 252.
(2) ما بين معكوفتين زيادة للايضاح عن أسد الغابة.
(3) الإصابة 4 / 295 من طريق الطبراني بسنده إلى معاذ بن أنس، وهو في المعجم الكبير 24 / 252 رقم 645.
(4) المعجم الكبير 24 / 253 رقم 646.
(5) المعجم الكبير 24 / 253 - 254 رقم 647.
114

أسماء النساء على حرف الدال المهملة "
9334 درداء بنت أبي الدرداء عويمر بن قيس الأنصارية
سمعت أباها
حدثت بنت أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال
لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولخرجتم إلى الصعدات (1)
تجأرون (2) إلى الله لا تدرون تنجون أم لا تنجون
لما هلكت درداء صلوا عليها قالت أم الدرداء يا درداء اذهبي إلى ربك حتى أذهب
أنا إلى ربي فذهب بتلك إلى المقبرة ودخلت أم الدرداء إلى المسجد
وهلكت درداء تحت صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي (3)
خطب يزيد بن معاوية إلى أبي الدرداء ابنته الدرداء فرده وأنكحها غيره فقيل لأبي
الدرداء أتركت يزيد وتنكح فلانا فقال أبو الدرداء ما ظنكم بابنة أبي الدرداء إذا قام على
رأسها الخصيان ونظرت في بيت يلتمع منها بصرها أين دينها يومئذ "
أسماء النساء على حرف الراء "
9335 رابعة بنت إسماعيل (4)
من المتعبدات كانت زوج أحمد بن أبي الحواري (5) وكانت هي خطبت أحمد
فكرة ذلك لما كان فيه من العبادة وقال لها ليس لي همة في النساء لشغلي بحالي فقالت إني
لأشغل بحالي منك وما لي شهوة ولكني ورثت مالا جزيلا من زوجي فأردت أن أنفقه على
إخوانك وأعرف بك الصالحين فتكون لي طريقا إلى الله فقال حتى أستأذن أستاذي قال

(1) الصعدات: واحدتها صعدة، وهي فناء باب الدار.
(2) جأر جأرا وجؤارا: رفع صوته بالدعاء، وتضرع، واستغاث (القاموس).
(3) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ط. دار الفكر 24 / 142 رقم 2887.
(4) ترجمتها في صفة الصفوة 4 / 300 سير أعلام النبلاء 8 / 243 وشذرات الذهب 2 / 100. ونقل ابن الجوزي عن
أبي الغنائم ابن النرسي قال: رابعة بالباء بنقطة من تحتها بصرية، ورايعة بالياء باثنتين من تحتها شامية.
(5) راجع ترجمته في حلية الأولياء 10 / 5 - 33.
115

فرجعت إلى أبي سليمان (1) وكان ينهاني عن التزويج ويقول ما تزوج أحد من أصحابنا إلا
تغير فلما سمع كلامها قال تزوج بها فإنها ولية لله هذا كلام الصديقين قال فتزوجها
قال وتزوجت عليها ثلاث نسوة فكانت تطعمني الطيبات وتطيبني وتقول اذهب بنشاطك
وقوتك إلى أزواجك (2) وكانت تشبه في أهل الشام برابعة العدوية (3) في أهل البصرة
قال سري السقطي (4)
أتيت دمشق فسألت عن أحمد بن أبي الحواري فأرشدوني إليه في المسجد فقلت يا
أحمد عظني وأوجز فقال ما أحسن قلت فأرشدني إلى من يحسن قال صر إلى
المنزل فإن أهلي تحسن يعني زوجته فمضيت في طريقي فلقيت راهبا كبيرا يتبعه راهب
صغير فقلت للصغير لم تتبع هذا قال هو طبيبي يسقيني الدواء فردد عليه من كلامه شيئا
لا أعقله فجئت إلى منزل أحمد بن أبي الحواري فقرعت الباب فكلمتني امرأة من وراء
حجاب فقلت إني أتيت أحمد فقلت عظني فقال ما أحسن فقلت أرشدني إلى من
يحسن فقال صر إلى المنزل فإن أهلي هي تحسن فمضيت في طريقي فإذا براهب كبير يتبعه
راهب صغير فقلت للصغير لم تتبع هذا قال هو طبيبي يسقيني الدواء فورد علي من
كلامه شئ لا أعقله فقالت يا ليت شعري أي الدواءين يسقيه دواء إلا فاقة أم دواء الراحة
قلت رحمك الله وما دواء الإفاقة وما دواء الراحة قالت أما دواء الإفاقة فالكف عن محارم
الله وأما دواء الراحة فالرضي عن الله في جميع الأمور كلها ثم كلمتني بكلمة لا تخرج من
رأسي أبدا قلت وما هي رحمك الله قال قالت أما علمت أن العبد إذا أخلص بعمله لله
عز وجل أطلعه الجليل على مساوئ عمله فاشتغل بها عن جميع خلقه قلت بسي (5)
قالت رابعة
قالت لي راهبة إن أردت أن يطهر قلبك ويزكو بدنك فأريدي الله بصومك وصلاتك
ولا تريدي بهما قضاء الحوائج منه

(1) يعني أبا سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني.
(2) انظر صفوة الصفوة 4 / 302.
(3) هي أم الخير رابعة ابنة إسماعيل العدوية البصرية، كانت من أعيان عصرها وأخبارها في الصلاح والعبادة مشهورة،
ترجمتها في وفيات الأعيان 2 / 288.
(4) هو السري بن المغلس أبو الحسن السقطي البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 185.
(5) بسي أي حسبي.
116

قال أحمد فحدثت به أبا سليمان فقال لي ما هذا كلام راهبة ولا كلامها هذا كلام
الأنبياء
قال أحمد بن أبي الحواري
لقيت راهبا بالأردن فقلت ما اسمك قال يوسف قلت إلى أين قال إلى ذاك
الدير قلت ما تقول في الزهد قال وما الزهد إذا وقع في يميني شئ أخرجته بشمالي
في الوقت قلت ما تحبس لنفسك شيئا قال لا إذا جاع أو عطش سبح فشبع وروي
ومضى وتركني فالتفت فإذا أنا بامرأة تقول يا فتى ما كان فيما جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم) كفاية
حتى تسأل الراهب فسألت عنها فإذا هي رابعة امرأة أحمد بن أبي الحواري
قال أحمد بن أبي الحواري
جئت إلى البيت وأنا متفكر فقالت لي امرأتي رابعة لم تتفكر قال قلت رأيت شيخا
راهبا ووراءه غلام حدث ذاهب فقلت للغلام لم تتبع هذا قال يسقيني الدواء فقالت لي
رابعة فماذا قلت له قال قلت ما قلت له شيئا قالت فألا قلت له دواء الخوف أو دواء
المحبة
قال أحمد بن أبي الحواري (1)
جلست آكل وجعلت رابعة تذكرني قلت لها دعينها تهنينا (2) طعامنا قالت ليس
أنت وأنا ممن يتنغص عليه الطعام عند ذكر الآخرة
وقال أحمد سمعت رابعة تقول (3)
ما رأيت ثلجا قط إلا ذكرت تطاير الصحف ولا رأيت جرادا قط إلا ذكرت الحشر
ولا سمعت أذانا قط إلا ذكرت منادي القيامة
قال وقلت لنفسي كوني في الدنيا بمنزلة المطر الواقع حتى يأتيك قضاؤه
قال أحمد (4)

(1) الخبر في صفة الصفوة 4 / 301 ونسبه في الدر المنثور ص 201 لزينب العاملية.
(2) في صفة الصفوة: يهنينا طعامنا.
(3) الخبر في صفة الصفوة 4 / 302.
(4) الخبر في صفة الصفوة 4 / 301.
117

قلت لرابعة وهي امرأتي وقامت بالليل قد رأينا أبا سليمان وتعبدنا معه ما رأيت
من يقوم في أول الليل فقالت سبحان الله مثلك يتكلم بمثل هذا إنما أقوم إذا نوديت
قال أحمد بن أبي الحواري (1)
كان لرابعة أحوال شتى فمرة غلب عليها الحب ومرة غلب عليها الأنس ومرة غلب
عليها الخوف فسمعتها في حال الحب تقول
* حبيب ليس يعدله حبيب * ولا لسواه في قلبي نصيب
* حبيب غاب عن بصري وشخصي * وفي قلبي حبيب لا يغيب *
وسمعتها في حال الأنس تقول (2)
* ولقد (3) جعلتك في الفؤاد محدثي * وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانس * وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي *
وسمعتها في حال الخوف تقول (4)
* زادي قليل ما أراه مبلغي * فللزاد (5) أبكي أم لبعد مسافتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى * فأين رجائي فيك أين مخافتي (6) *
قال أبو دجانة
كانت رابعة إذا غلب عليها الحب تقول
* تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا محال في الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته * إن المحب لمن أحب مطيع *

(1) الخبر والبيتان في صفة الصفوة 4 / 301 وهما في الدر المنثور ص 201 لزينب العاملية.
(2) البيتان في صفة الصفوة 4 / 301 - 302 منسوبان لرابعة الشامية، وهما في وفيات الأعيان 3 / 286 - 287 والبداية
والنهاية 10 / 187 منسوبان فيهما إلى رابعة العدوية البصرية.
(3) في وفيات الأعيان: إنني.
(4) البيتان في صفة الصفوة 4 / 302 والدر المنثور ص 201.
(5) في صفة الصفوة: وزادي... أللزاد.
(6) في صفة الصفوة: " أين محبتي " وبهامشها عن نسخة: مخافتي.
118

9336 رباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر
ابن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة الكلبية
زوج الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وأم ابنته سكينة (1) كانت فيمن قدم
به من آل الحسين دمشق بعد قتله على يزيد وذكرها الحسين عليه السلام في شعر له
قال عوف بن خارجة (2)
إني عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته إذ أقبل رجل أصعر (3) يتخطى رقاب
الناس حتى قام بين يدي عمر فحياه تحية الخلافة فقال عمر ما أنت فقال امرؤ
نصراني وأنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي فلم يعرفه عمر فقال له رجل من القوم هذا
صاحب بكر بن وائل الذي أغار عليهم في الجاهلية يوم فلج (4) فما تريد قال أريد
الإسلام فعرض عليه قبله ثم عاله برمح فعقد له على من أسلم (5) من قضاعة قال
فأدبر الشيخ واللواء يهتز على رأسه قال عوف بن خارجة ما رأيت رجلا لم يصل سجدة أمر
على جماعة من المسلمين قبله
قال ونهض علي بن أبي طالب ومعه ابناه الحسن والحسين عليهم السلام من المجلس
حتى أدركه فأخذ برأسه (6) فقال أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصهره
وهذان ابناي من ابنته وقد رغبنا في صهرك فأنكحنا قال قد أنكحتك يا علي المحياة بنت
امرئ القيس وأنكحتك يا حسن سلمى بنت امرئ القيس وأنكحتك يا حسين الرباب بنت
امرئ القيس
وهي التي يقول فيها الحسين عليه السلام (7)

(1) سكينة لقب، واسم سكينة أميمة، وقيل: أمينة، وقيل: آمنة والأخير هو الأقرب وسميت به بأسم آمنة بنت وهب
أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قاله أبو إسحاق المالكي.
(2) الخبر في الأغاني 16 / 140 - 141.
(3) في الأغاني: رجل أفحج أجلى أمعر. والصعر التصعر: ميل في الوجه، أو في أحد الشقين، فهو أصعر
(القاموس).
(4) فلج: ماء. كما في الأغاني، وانظر معجم البلدان 4 / 271 وانظر عن يوم فلج الأغاني 15 / 22 - 23.
(5) في الأغاني: على أن من أسلم بالشام من قضاعة.
(6) كذا في المختصر، وفي الأغاني: فأخذ بثيابه.
(7) الأبيات في الأغاني 16 / 139 و 140.
119

* لعمرك إنني لأحب دارا * تحل (1) بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل بعد مالي * وليس للائمي فيها عتاب (2)
ولست لهم وإن عتبوا مطيعا (3) * حياتي أو يغيبني التراب *
وهي التي أقامت على قبر الحسين عليه السلام حولا ثم قالت
* إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر *
وسكينة اسمها آمنة أو أميمة وإنما سكينة لقب لقبتها أمها الرباب بنت امرئ القيس
ولما توفي الحسين خطبت الرباب وألح عليها فقالت ما كنت لأتخذ حموا بعد رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) فلم تزوج وعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا وكانت
من أحمل النساء وأعقلهن
وقيل إنها ماتت في زمن الحسين
9337 رحمة (4) بنت أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
ويقال رحمة بنت ميشا (5) بن يوسف بن يعقوب
زوج أيوب (6) عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام كانت مع زوجها أيوب بأرض
البثنية (7)
لما شط إبليس على أيوب لم يسلط على زوجه ولا على عينيه ولا قلبه ولا لسانه فكان
قلبه للشكر ولسانه للذكر وعيناه ينظر بهما إلى السماء فلما أصابه الجدري جاءت امرأته
حتى جلست بين يديه وكانت امرأته رحمة (8) بنت ميشا بن يوسف وكانت أم ميشا أزليخا

(1) في الأغاني: " تكون " وفي رواية فيها 16 / 140: تحل.
(2) روايته في الأغاني:
أحبهما وأبذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب
(3) صدره في الأغاني: فلست لهم وإن غابوا مضيعا.
(4) انظر أخبارها في تاريخ الطبري 1 / 194 والبداية والنهاية 1 / 254 لابن الأثير 1 / 103.
(5) في ترجمة أيوب المتقدمة: منشا.
(6) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 10 / 58 رقم 848.
(7) البثنية: ويقال البثنة ذكرها ياقوت وقال: اسم ناحية من نواحي دمشق، وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات، وكان
أيوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها. وقال ابن عساكر في ترجمة أيوب: هي من نواحي دمشق بقرب نوى.
(8) وقيل اسمها: ليا، قاله الطبري 1 / 194.
120

امرأة يوسف وكان قبل يوسف امرأة فوطرقير العزيز الذي كان اشترى يوسف قلما جاءت
امرأته إليه فجلست وجاء إبليس فجلس معها إلى أيوب فقالت رحمة يا أيوب قد هلك
الولد وهي تبكي فجثا إبليس كأنه حاضن ولده ينوح على ولده وعلى أيوب يقول يا
أيوب قد صبرنا على ذهاب المال فكيف بالولد وكيف لو رأيت حين رضخوا بالحجارة
وكيف تفلقت الهام منهم وكيف سال الدماغ من مناخرهم وكيف رضت عظامهم وكيف
تناثرت أحداقهم يا أيوب فكيف بالصبر بعد هؤلاء على ما نرى بك من هذا البلاء قال
فالتفت إليهما فقال أما الولد فالله كان أرحم بهم مني ومنك أيتها المرأة يعني امرأته وأما
المال فكان عارية أعارنيه ربي توسعت فيه ما دام عندي ثم قبضه فله الحمد وأما أنت يا
أيها المتكلف فما بكاؤك ونوحك اذهب عني فإني قد رضيت بقضاء ربي وسلمت
لأمره ثم قال لامرأته يا هذه دعيني عنك من جزعك والزمي الصبر قالت يا سيدي
أصير معك في الضيق والبلاء والشدة كما صبرت في الرخاء والنعيم
وكذلك كان السلف من آبائنا إذا ابتلوا صبروا قال فانصرف إبليس خائبا منكسرا
قال وتساقط جلد أيوب وتناثر لحمه وجرى الدود بين الجلد والعظم (1) وانقطع عنه ما
كان فيه من نعيم الدنيا فكانت امرأته تتصدق (2) الكسرة واللقمة فتطعمه إياه وتطحن للناس
بيدها وتأخذ بأجرها طعاما (3) فلم تزل على ذلك لا يغيرها عن حالها لأيوب من طول
البلاء
فجعل إبليس يجمع المردة وأصحابه ويطوف المشارق والمغارب يطلب المكيدة
لأيوب لا يقدر على شئ يعلم أنه يصل إلى مكايدته إلا أتاه حتى أعياه ذلك فأتاه من قبل
النصيحة والطب فجعل يختلف إليه في صورة رجل مسافر يعرض عليه أنواع المعاصي
بسبب الطب فلا يجيبه أيوب إلى شئ فانطلق الخبيث إلى ثلاثة إخوة لأيوب كانوا مصافين
له يحبونه في الله فقال لهم هل تعلمون ما نزل بأخيكم أيوب قالوا لا فقص عليهم
قصة أيوب فقال لهم أرى لكم أن تنطلقوا إليه بطعام فإن امرأته تتصدق واحملوا إليه

(1) وبقي على هذه الحال حتى أنتن جسده، فأخرجه أهل القرية من القرية إلى كناسة خارج القرية لا يقربه أحد إلا
زوجته. انظر الطبري 1 / 195 والبداية والنهاية 1 / 255.
(2) تتصدق هنا بمعنى سأل راجع تاج العروس: صدق.
(3) البداية والنهاية 1 / 256 ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفا أن ينالهم من بلائه أو
تعديهم بمخالطته.
121

خمرا فإن شفاءه فيها فانطلقوا حتى إذا دنوا منه ولم تستطع دوابهم أن تدنو منه لنتن ريحه
وما قد تغير من لونه ولم يبق من أيوب غير العينين ينظر بهما إلى السماء
وعن ابن عباس
إن إبليس حين أيس من أيوب جمع المردة فقال ويلكم أين مكركم وكيدكم الذي
كنتم تضلون به بني آدم قالوا يا سيدنا قد اضمحل ذلك كله إنما بقيت واحدة أن تأتيه
من قبل امرأته فلعل هي أن تخدعه وهو يرق لها فتظفر بحاجتك منه فانطلق إبليس فجلس
لها على طريقها فقال لها يا رحمة أين المال أين البنيان أين النعيم أين السعة أين
الخدم أين الولد فبكى معها وبكت فقال لها ما تستطيعين أن تكلميه أن يشرب شربة من
خمر فإن فيها شفاءه ثم يتوب قال وسوس إليها وجرى منها مجراه من ابن آدم
فانطلقت محمارة وجنتاها يرعد كل مفصل منها حتى جلست بين يدي أيوب فقالت يا
أيوب أين المال أين السعة أين الولد أين الخدم ألا تنظر إلى ما صرنا إليه إنما هي
شربه ثم تتوب فنظر إليها فقال لعن الله من وسوس إليك ومن علمك هذا لله علي إن
عوفيت لأجلدنك مئة جلدة عقوبة لك بما فعلت (1) فلما أن رأت ندمت وذهب عنها
الخبيث فوقعت على أيوب تلحسه وتقول يا سيدي هذا مكان العائذ من غضبك فلم تزل
به حتى رضي عنها وعذرها
وعن ابن عباس قال (2)
قالت امرأة أيوب لأيوب إنك رجل مجاب الدعوة فادع الله أن يشفيك فقال كنا
في النعماء سبعين سنة فدعينا نكون في البلاء سبعين سنة فمكث في ذلك البلاء سبع
سنين (3)
وعن ابن عباس
أن أيوب اشتهى إداما من سمن أو لحم أو جبن أو لبن فلم تصب امرأته حتى باعت

(1) راجع ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67.
(2) الخبر رواه المصنف في ترجمة أيوب النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتقدمة من طريق أبي محمد بن أبي شريح بسنده إلى ابن عباس
10 / 63 - 64.
(3) اختلفوا في مدة بلواه، عن مجاهد أنه أول من أصابه الجدري، ففي الطبري: سبع سنين وأشهرا، وهو أيضا قول
أنس، وقال وهب: أنه ابتلي ثلاث سنين لا تزيد ولا تنقص، وقال حميد: مكث في بلواه ثماني عشرة سنة راجع
البداية والنهاية 1 / 256.
122

قرنا من شعرها فعند ذلك نادى أيوب ربه وذلك أن امرأته أتته بشهوته فلما رأى ذلك قال
لها من أين لك هذا فكشفت عن رأسها فقالت بعت قرنا من شعري (1) فقال عند ذلك
إلهي ابتليتني بذهاب المال والولد ثم البلاء في جسدي ثم صيرتني أن أعيش من شعر
حليلتي فارض عني وإن كان هذا رضى لك فزدني وأنت أرحم الراحمين قد ترى ما نزل
بي فذلك قوله " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " (2) يقول الله
" فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر " (3)
قال ابن عباس
جاءه جبريل عليه السلام فقال السلام عليك يا أيوب رب العزة يقرئك السلام ويقول
" أركض برجلك " (4) اليمين قال فضرب بها الأرض فتناثر كل دود عليه من قرنه إلى
قدميه ونبعت عين من تحت رجله اليمنى ثم قال اركض برجلك اليسرى قال فضرب بها
الأرض فتناثر ما كان بقي من الدود ونبعت عين من تحت قدمه اليسرى فقال جبريل قم
فادخل هذه العين " هذا مغتسل " فاغتسل فيه فاغتسل فيها فخرج منها صحيحا سليما نشيطا
على حسنه وجماله وشبابه واشرب من الأخرى وهي اليمنى " بارد وشراب " قال فشرب
منها فخرج كل شئ كان في بطنه وجرت النضرة في بشره وشعره قال وكسي ورد الله
عليه أمواله وخدمه ومثلهم معهم وصارت منازله وجنانه وخدمه على ما كان وفسح الله له
فيها مثلهم يقول الله تعالى " ومثلهم معهم " (5) قال وجلس جبريل معه يحدثه إذ جاءته
امرأته فرأت منازلها ومجالسها وأنكرت المكان الذي تركت فيه أيوب وكانت تركته على زبل
يتمرغ في الرماد فصكت وجهها ودعت بالويل وقالت من رأى المبتلى فقال أيوب أما
تعرفينه لو رأيته فقالت أما في حال صحته وشبابه كأنه أشبه الناس بك قال جبريل فهو
هو قال أيوب قد من الله علي ورد علي مالي وخدمي وأهلي ومثلهم معهم قالت
فأين الولد وكان له ثلاثة عشر ولدا فأوحى الله إليه عند مقالتها أين الولد قال يا أيوب إن
شئت بعثتهم لك وإن شئت أقررتك في الجنة وأعطيتك بدلهم في الدنيا مثلهم فقالا جميعا

(1) انظر البداية والنهاية 1 / 256.
(2) سورة الأنبياء، الآية: 83.
(3) سورة الأنبياء، الآية: 84.
(4) سورة ص، الآية: 42.
(5) سورة ص، من الآية: 43.
123

أيوب وامرأته يا رب دعهم في الجنة وأعطنا غيرهم (1) قال قد فعلت
قال ابن عباس
فمن زعم أن أولاده نشروا وبعثوا فقد كذب (2) وقال جبريل إن الله يأمرك أن تأخذ
" بيدك ضغثا (3) فاضرب به ولا تحنث " (4) وذلك أنه أمره أن يأخذ ضغثا فيه مئة ساق من
عيدان ألقت (5) فيضرب به امرأته لليمين التي حلف عليها (6) قال ابن عباس ولا يجوز
ذلك لأحد بعد أيوب إلا الأنبياء قال وبعث الله سبحانه (7) فأمطر عليه في داره بعد صلاة
العصر حتى توارت بالحجاب جراد الذهب
وفي حديث عكرمة قال
أتى إبليس فقيل له هذا أيوب قد خلينا بينك وبينه فأت فيه بما قدرت عليه من شئ
إلا اثنتين قال إبليس وأي شئ هاتين الثنتين التي منعتنيها قال قال له الرسول يقول لك
ربك ليس لك أن تخرج نفسه ثم تعيدها وليس لك على امرأته سلطان قال وعلم الله بما
يلقى أيوب مما لم يعلم إبليس فجعل امرأته عونا له قال إبليس فنعم قال وكان أيوب
هو بنى المصلى الذي كانوا يصلون فيه وكان منزله فيه وكان ذا ماشية ورقيق وكان
إمامهم قال فأقبل على ماشيته فأفناها قال فلا يرى من أيوب شيئا يحبه قال ثم أقبل
على رقيقه فأفناهم فلا يرى شيئا يحبه
قال ثم أقبل على ولده فأفناهم فلا يرى شيئا يحبه قال فأقبل على أيوب في بدنه فابتلاه بلاء شديدا
فلما اشتد بأيوب البلاء وذهبت ماشيته ورقيقه وولده فلم يبق إلا هو وامرأته قال
لها يا هذه انظري إلى ما آمرك به فاصنعيه قالت وما هو قال احمليني فألقيني في

(1) انظر البداية والنهاية 1 / 258 وقيل: أحياهم الله بأعيانهم وروى ابن عباس عن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله (ووهبنا له
أهله ومثلهم معهم) قال: يا بن عباس رد الله امرأته إليه، وزاد في شأنها حتى ولدت له ستة وعشرين ذكرا. راجع
ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 77.
(2) انظر الحاشية السابقة.
(3) الضغث كالعثكال وهي قبضة من قضبان مختلفة يجمعها أصل واحد مثل الأسل.
(4) سورة ص، الآية: 44.
(5) ألقت: الفصفصة، وهي الرطبة من علف الدواب.
(6) وكان قد أقسم لما جاءته بطلب من إبليس تحاول أن تسقيه شربة من خمر فيها شفاؤه، قال لها: لله علي إن عافاني
لأجلدنك مئة جلدة. راجع ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67.
(7) كذا.
124

القرية قالت يا أيوب ألا تتقي الله قد نزل بك ما ترى وأنا امرأة ضعيفة تأمرني أن أخرج
من منزلنا الذي هو منزلنا قال نعم أطيعيني فإني أخاف أن أكون قد شققت على أهل هذا
المصلى فاحتملته فألقته في القرية قال فاشتد ريحه فدعاها فقال يا هذه لا أحسبني
إلا قد شققت على أهل هذه القرية يمرون فيجدون ريحي فيؤذيهم قالت يا أيوب اتق
الله أنا امرأة ضعيفة ليس معي غيري قالت فأين أذهب بك نرى أن نكون مع الناس
قال نعم انظري إلى هذه الكساحة (1) الخارجة من القرية فاحمليني فألقيني عليها ولا تؤذي
أهل القرية فلا أحسبني إلا قد شققت عليهم فأطيعيني فاحتملته فألقته على الكساحة قال
وألح عليه إبليس لا يرى منه شيئا يحب لا يراه إلا صابرا قال فلا أدري ما قال لامرأته
يوما فجاء منها شئ (2) فآلى ليجلدنها مئة جلدة إن برئ
قال واشتد به البلاء فقالت له امرأته والله إني لأعلم أن الله لم يفعل بك هذا من
هوانك عليه هو ربك ولكنه أراد أن يبتليك كما ابتلى أباك إبراهيم لينظر أتصبر وتشكر
قال فتريدين ماذا قالت ادع الله فوالله ليكشفن عنك ذا البلاء قال فكم مضى من
عمري قالت كذا وكذا قال فقد كنت في تلك النعمة والرفاهية والخير فما ابتلاني بعد
ذلك قال فجزعت وقالت يا أيوب فإنك تريد أن تصبر على قدر ذلك (3)
فأصبحت يوما وقد اشتد بأيوب البلاء حتى ما يقدر على المنطق وذهل عنه أهل
المصلى فقالوا هذا المبتلى سبع سنين على الكساحة أشهر وسبعة أيام (4) وقد
أغفلناه لا نتعاهده انطلقوا بنا نتعاهده ونسلم عليه ونسأله أله حاجة فأقبلوا بجماعتهم
وغدت امرأته حتى تقضي ما تطلب له وبقي وحده وانتهوا إليه فلم يستطيعوا يدنون منه
ساعة ولا يسمعونه (5) قالوا فكيف نصنع نرجع فقال بعضهم أغفلناه هذه السنوات
فلما جئناه ورأيناه ورآنا ننصرف ولا نكلمه فقال بعضهم نضع ثيابنا على أنفنا وندنو منه
فنكلمه ثم ننصرف عنه ونعرض عليه الحاجة قال فأخذوا على أنفهم ودنوا منه حيث

(1) الكساحة: الكناسة.
(2) في الكامل لابن الأثير أن إبليس قال لزوجته اتبعيني واسجدي لي أرده وأشفيه. وانظر ترجمة أيوب المتقدمة
10 / 67 - 68.
(3) انظر ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 64 باختلاف الرواية.
(4) كذا وقيل في مدة بلائه أقوال أخرى، انظر ما لاحظناه قريبا.
(5) كان قد أنتن وقذر جسده، الطبري 1 / 195.
125

يسمعونه الكلام فلما رأوه عاينوا عظيما لم يروه قبل ذلك في أحد حتى رأوا الدواب
تخترق فيه فقال رجل يا أيوب لو علم الله فيك خيرا لم يبتلك بما نرى وانصرفوا عنه
راجعين قال فعرض لربه بالدعاء فقال " إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين " (1) قال
ونزل عليه جبريل فخرق له الأرض بجناحيه فنبعث له عينان فقال يا أيوب اشرب من
هذه واغتسل في هذه قال فشرب واغتسل فإذا أيوب أحسن ما كان صورة وأتمه ونهض
عنه جبريل قال ففكر أيوب في بلاء امرأته عنده وحسن صنيعها إليه وصبرها عليه قال لا
أبرح حتى تجئ قال فقعد في فئ شئ وأقبلت امرأته من حاجتها ولم تره فانطلقت
والهة إلى القرية تسعى ثم عادت والهة لا تعقل ومرت بأيوب فقالت يا عبد الله هل
رأيت ذاك المبتلى الملقى على الكساحة قال يقول لها أيوب وماذا تخشين عليه قالت
صدقت ولكن أخشى أن يكون كلب أو سبع اجتره قال فما تمالك أيوب أن بكى وقال
هل تعرفينه لو رأيته فنظرت إليه فقالت والله إنك لأشبه خلق الله به إذ كان صحيحا قال
فأنا أيوب قالت أنت أيوب قال أنا أيوب ألم أخبرك أن الله أراد أن يتم نعمته علي
قال فرجع إلى محرابه
وحكى وهب بن منبه قال (2)
قال إبليس لامرأة أيوب بم أصابكم ما أصابكم قالت بقدر الله قال وهذا أيضا
فاتبعيني فاتبعته (3) فأراها جميع ما ذهب منهم في واد فقال اسجدي لي وأرد عليكم
فقالت إن لي زوجا أستأمره فأخبرت أيوب فقال أما آن لك أن تعلمي ذاك الشيطان لئن
برئت (4) لأضربنك مئة جلدة (5)
وعن ابن المسيب
أنه بلغه أن أيوب على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان حلف ليجلدن امرأة له في أن

(1) سورة الأنبياء، الآية: 83.
(2) الخبر رواه المصنف في ترجمة أيوب المتقدمة 10 / 67 - 68 والكامل لابن الأثير 1 / 104 - 105.
(3) زيادة للايضاح عن المصدرين السابقين.
(4) في الكامل لابن الأثير: شفيت.
(5) إلى هنا الرواية في ترجمة أيوب المتقدمة، وزيد عند ابن الأثير: وأبعدها، وقال لها: طعامك وشرابك علي حرام
لا أذوق مما تأتيني به شيئا، فابعدي عنى لا أراك. فذهب عنه.
126

جاءته بزيادة على ما كانت تأتي به من الخبز الذي كانت تعمل عليه فخشي أن تكون قد
قارفت شيئا من الخيانة فلما رحمه الله وكشف عنه الضر وعلم براءة امرأته مما اتهمها به
قال الله " خذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث " (1) فأخذ ضغثا من ثمام (2) وهو مئة
فضرب به كما أمره
9338 رملة بنت الزبير بن العوام بن خويلد
ابن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية (3)
تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية ونقلها إلى دمشق وله فيها أشعار وكانت جزلة
عاقلة
وعن جويرية بن أسماء قال (4)
نشزت سكينة على زوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام (5) وأمه
رملة بنت الزبير بن العوام فدخلت رملة بنت الزبير وهي عند خالد بن يزيد بن معاوية على
عبد الملك فقالت يا أمير المؤمنين لولا أن تذر أمورنا (6) ما كانت لنا رغبة فيمن لا يرغب
فينا سكينة نشزت على ابني فقال يا رملة إنها سكينة قالت وإن كانت سكينة فوالله
لقد ولدنا خيرهم ونكحنا خيرهم (7) وأنكحنا خيرهم (8) فقال يا رملة غرني منك عروة
قالت ما غرك ولكن نصح لك إنك قتلت مصعبا أخي فلم يأمني عليك
وعن عمر بن عبد العزيز قال (9)
حج خالد بن يزيد بن معاوية (10) سنة قتل الحجاج عبد الله بن الزبير فخطب رملة

(1) سورة ص، الآية: 44.
(2) الثمام: نبت معروف ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص، وربما حشي به وسد به خصاص البيوت، وهو أنواع،
تتخذ منه المكانس (تاج العروس: ثمم).
(3) أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 236 والأغاني 17 / 341.
(4) الخبر رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 17 / 346.
(5) انظر الأغاني 16 / 149 و 152 و 153.
(6) كذا في المختصر، وفي الأغاني: لولا أن يبتز أمرنا.
(7) زيادة عن الأغاني.
(8) تعني بمن ولدوا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن نكحوا صفية بنت عبد المطلب، ومن أنكحوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(9) الخبر رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 17 / 343 - 344.
(10) كذا في المختصر، والذي في الأغاني: لما قتل ابن الزبير.
127

بنت الزبير فبلغ ذلك الحجاج فأرسل إليه حاجبه (1) وقال له قل لخالد ما كنت أراك
تخطب إلى آل الزبير حتى تشاورني ولا كنت أراك تخط ب إليهم وليسوا لك بأكفاء وقد
قارعوا أباك على الخلافة ورموه بكل قبيح فأبلغه الرسالة فنظر إليه خالد طويلا ثم قال لو
كانت الرسل تعاقب لقطعتك آرابا (2) ثم طرحتك على باب صاحبك قل له ما كنت أظن أن
الأمور بلغت بك أن أشاورك في مناكحة قريش (3)
وأما قولك أن ليسوا بأكفاء فقاتلك الله يا حجاج يكون العوام كفؤا لعبد المطلب
بزوجه صفية (4) ويتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خديجة بنت خويلد ولا تراهم أكفاء لآل أبي
سفيان
وأما قولك قارعوا أباك على الخلافة ورموه بكل قبيح فهي قريش يقارع بعضها
بعضا حتى إذا أقر الله الحق مقره عادت إلى أحلامها وفضلها فرجع إليه فأعلمه ذلك
وتزوج خالد رملة بنت الزبير أخت مصعب لأمه أمهما الرباب (5) الكلبية
وفي رملة يقول خالد (6)
* تخيرتها من سر نبع كريمة * موسطة فيهم زبيرية قلبا *
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى
حج عبد الملك بن مروان وحج معه خالد بن يزيد وكان من رجالات قريش
المعدودين وعلمائهم وكان عظيم القدر عند عبد الملك فبينا هو يطوف بالبيت إذ بصر
برملة بنت الزبير بن العوام فعشقها حديدا ووقعت بقلبه وقوعا متمكنا فلما أراد عبد
الملك القفول هم خالد بالتخلف عنه فوقع بقلب عبد الملك تهمة فسأله عن أمره فقال

(1) هو عبيد الله بن موهب كما في الأغاني.
(2) في الأغاني: " إربا إربا ".
(3) الأغاني: إن أشاورك في خطبة النساء.
(4) عنى صفية بنت عبد المطلب زوجة الزبير بن العوام، وهي عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(5) كذا، وفي الأغاني: أم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن مصاد بن كعب بن عليم بن عتاب 17 / 342 وفي نسب
قريش ص 236 " الرباب " والباقي مثل الأغاني، إلا أن فيه جناب بدلا من عتاب. وفي أنساب الأشراف: أخت
مصعب لأبيه وأمه، وأمهما الرباب.
(6) البيت في معجم الأدباء 11 / 41 والأغاني 17 / 344 وروايته في الأغاني:
أقلوا علي اللوم فيها فإنني * تخيرتها منهم زبيرية قلبا
128

يا أمير المؤمنين رملة بنت الزبير رأيتها تطوف بالبيت فأذهلت عقلي والله ما أبديت إليك ما
بي حتى عيل صبري ولقد عرضت النوم على عيني فلم تقبله والسلو على قلبي فامتنع
فأطال عبد الملك التعجب من ذلك وقال ما كنت أقول إن الهوى يستأسر مثلك فقال إني
أشد تعجبا من تعجبك مني ولقد كنت أقول إن الهوى لا يتمكن إلا من صنفين من الناس
الشعراء والأعراب فأما الشعراء فإنهم ألزموا قلوبهم الفكر في النساء والغزل فمال طبعهم
إلى النساء فضعفت قلوبهم عن دفع الهوى فاستسلموا إليه منقادين وأما الأعراب فإن
أحدهم يخلو بامرأته فلا يكون الغالب عليه غير حبة لها ولا يشغله شئ عنها فضعفوا عن
دفع الهوى فتمكن منهم وجملة أمري فما رأيت نظرة حالت بيني وبين الحرم وحسنت
عندي ريكوب الإثم مثل نظري في هذه فتبسم عبد الملك وقال أو كل هذا قد بلغ بك
فقال والله ما عرفتني هذه البلية قبل وقتي هذا فوجه عبد الملك إلى آل الزبير يخطب رملة
على خالد فذكروا لها ذلك فقالت لا والله أو يطلق نساءه فطلق امرأتين كانتا عنده
إحداهما من قريش والأخرى من الأزد وكانتا كريمتين عنده وظعن بها إلى الشام وفيها
يقول (1)
* أليس يزيد السوق (2) في كل ليلة * وفي كل يوم من حبيبتن (3) قربا
خليلي (4) ما من ساعة تذكرانها * من الدهر إلا فرجت عني الكربا
أحب بني العوام طرا لحبها * ومن أجلها (5) أحببت أخوالها كلبا
تجول خلاخيل النساء ولا أرى * لرملة خلخالا يجول ولا قلبا *
قال فيها
* نظرت إليها فاستحلت بها دمي * وكان دمي غال فأرخصه الحب
وغاليت في حبي لها فرأت دمي * حلالا فمن ها ذاك داخلها العجب *
وقيل إن خالدا تزوج رملة وهو بالشام وهي بالمدينة وكتب إليها فوافته بمكة
فأرادها أن يدخل بها قبل أن تحل فأبت عليه فألح عليها فرحلت في جوف الليل متوجهة

(1) الأبيات في الأغاني 17 / 344 ومعجم الأدباء 11 / 41.
(2) في المصدرين: السير.
(3) في المصدرين: أحبتنا.
(4) ليس البيت في المصدرين.
(5) في المصدرين، ومن حبها.
129

إلى المدينة فبلغ ذلك خالدا فطلبها ومعه عبيد الراعي النميري فأدركها في المنصف (1) بعد
يوم وليلة فحلف لها أن لا يقربها حتى تحل وقال في ذلك (2)
* أحن إلى بيت الزبير وقد علت * بي (3) العيش خرقا من تهامة أو نقبا (4)
إذا نزلت ماء (5) تحبب أهله * إلينا وإن كان مسابقة (6) حربا
وإن نزلت ماء وكان قليبها (7) * مليحا (8) وجدنا شربة باردا عذبا
فإن تسلمي أسلم وإن تتنصري * تخط رجال بين أعينهم صلبا *
قيل إن عبد الملك ذكر له هذا البيت فقال خالد على قائله لعنة الله يا أمير
المؤمنين يعني
* إن تسلمي أسلم وإن تتنصري (9) (10)
9339 رملة (11) بنت أبي سفيان صخر
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس أم حبيبة (12)
أم المؤمنين زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) المنصف يعني من الطريق نصفه.
(2) الأبيات في الأغاني 17 / 344 ومعجم الأدباء 11 / 41.
(3) في المصدرين: بنا.
(4) الخرق: الفلاة الواسعة، والنقب: الطريق في الجبل.
(5) في المصدرين: أرضا.
(6) في المصدرين: منازلها.
(7) في المصدرين: وإن نزلت ماء وإن كان قبلها.
(8) المليح: الملح ضد العذب.
(9) نفى خالد بن يزيد أن يكون قائله، لما سأله عبد الملك: تنصرت يا خالد؟ وقد أنشده البيت.
(10) إلى هنا انتهى ما استدركناه عن مختصر ابن منظور، نعود بعدها إلى ترجمة رملة بنت أبي سفيان، بالأصل المعتمد
النسخة السليمانية (س)، والنسخة الأزهرية المرموز لها بحرف " ز " حيث تبدأ تراجم النساء فيها من بداية ترجمة
رملة بنت أبي سفيان.
(11) كتب قبلها في " ز ": بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما.
(12) ترجمتها في نسب قريش للمصعب ص 123 وجمهرة ابن حزم ص 111 والإصابة 4 / 305 وأسد الغابة 6 / 115
وتهذيب الكمال 21 / 332 وتهذيب التهذيب 6 / 594 وسير أعلام النبلاء (3 / 537 ت 151) ط دار الفكر وطبقات
ابن سعد 8 / 96 والجرح والتعديل 9 / 461 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 41 - 60) ص 132 وانظر بهامشه أسماء
مصادر كثيرة ترجمت لها.
130

روت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن أم المؤمنين زينب بنت جحش
روى عنها أخواها معاوية وعنبسة ابنا أبي سفيان وابن أخيها عبد الله بن عتبة (1)
ابن أبي سفيان وعروة بن الزبير وأبو المليح عامر بن أسامة (2) الهذلي وأبو صالح ذكوان
السمان وأبو الجراح القرشي مولاها وشتير بن شكل العبسي وسالم بن شوال المكي
مولاها وأبو سفيان بن سعيد بن الأخنس بن شريف الثقفي وصفية بنت شيبة وزينب بنت
أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومية ومحمد (3) بن أبي سفيان الثقفي الدمشقي
وقدمت دمشق زائرة لأخيها معاوية وقيل إن قبرها بها والصحيح أنها ماتت بالمدينة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي (4) وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن أنا أبو (5) عمرو بن حمدان
وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ
قالا أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة زاد ابن حمدان زهير بن حرب نا سفيان بن عيينة
نا عمرو عن سالم بن شوال عن أم حبيبة قالت كنا نفعله على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني
نصلي الصبح بمنى يوم النحر
أخرجه مسلم (6) عن أبي بكر بن أبي شيبة (7) وعمرو الناقد عن ابن عيينة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد
المقرئ (8) قالا أنا أبو محمد الصريفيني زاد ابن السمرقندي وأبو نصر الزينبي قالا
أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور أنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن

(1) سقطت من الأصل، واستدركت اللفظتان عن " ز ".
(2) في " ز ": أمامة.
(3) مكانها بياض في " ز ".
(4) تحرفت في " ز " إلى: العيادي.
(5) سقطت من الأصل، وأضيفت عن " ز ".
(6) صحيح مسلم، كتاب الحج، باب استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء رقم 1292 (2 / 940).
(7) " أبي شيبة و " مكانا بياض في " ز ".
(8) في " ز ": المغربي.
131

الأشعث نا عيسى بن حماد زغبة أنا الليث بن سعد عن هشام عن عروة عن زينب بنت
أبي سلمة عن أم حبيبة أنها قالت
دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت له هل لك في أختي ابنة أبي سفيان قال فأفعل
ماذا فقالت تنكحها قال أختك (1) قالت نعم قال أتحبين ذلك قالت نعم (2)
لست لك بمخلية وأحب من شركني في خير أختي قال فإنها لا تحل لي قالت فوالله
لقد أنبئت أنك تخطب درة (3) ابنة أبي سلمة قال ابنة أبي سلمة قالت نعم قال
فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي (4) من الرضاعة أرضعتني
وأباها ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن [* * * *]
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن
أحمد بن أبي علانة (5) الفقيه أنا أبو طاهر المخلص نا يحيى بن محمد بن صاعد نا
إبراهيم بن سعيد الجوهري نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي
سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة عن أمها يعني أم حبيبة عن زينب بنت جحش قالت
استيقظ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمرا وجهه وهو يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد
اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق (6) قال قلت يا رسول الله أنهلك
وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث [* * * *]
أخرجه مسلم (7) هكذا عن جماعة عن سفيان ورواه جماعة عن الزهري ولم
يذكروا حبيبة في إسناده
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (8) حدثني محمد بن عثمان نا محمد بن شعيب أخبرني سعيد
ابن عبد العزيز أن اسم أم حبيبة رملة

(1) بالأصل: " أجبتك " والمثبت عن " ز ".
(2) الزيادة بين معكوفتين عن " ز " سقطت الجملة من الأصل.
(3) بالأصل: ذرة، والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل: " أختي " والتصويب عن " ز ".
(5) بالأصل: علاقة، والمثبت عن " ز ".
(6) بالأصل: وخلق، والمثبت عن " ز ".
(7) صحيح مسلم، (52) كتاب الفتن، 4 / 2207.
(8) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 388.
132

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا ابن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو
زرعة حدثني محمد بن عثمان نا محمد بن شعيب عن سعيد بن عبد العزيز قال اسم أم
حبيبة رملة
أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن الأزدي أنا أبو الفرج سهل بن بشر وأبو نصر
أحمد بن محمد الصوفيان قالا أنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي
أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن أنا أبو (1) محمد جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحذاء
أنا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي قال قال أبو نعيم الفضل بن دكين في تسمية النساء
الصحابيات أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن
يعقوب قالا أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ قال سمعت أبا عبد
الرحمن مكحولا البيروتي قال سمعت عمر بن خرزاد (2) يقول سمعت مصعبا الزبيري
يقول اسم أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) رملة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أحمد بن الحسن
ابن أحمد زاد أبو البركات وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد نا خليفة قال (3)
أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أمها صفية بنت
أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال
وأخبرني أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي
قالا أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني

(1) بالأصل: " أبي " والمثبت عن " ز "، وفي المطبوعة: أنا محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن أحمد بن إبراهيم
الحذاء.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " حزراد " وهو عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاد أبو عمر الطبري البصري، ترجمته
في سير الاعلام 13 / 378.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 622 رقم 3243.
133

أبو عبد الله قال ومن بني عبد شمس بن أمية أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة زوج
النبي (صلى الله عليه وسلم) واسم أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار (1)
قالا أنا أبو القاسم الأزهري أنا أبو الحسين بن البواب أنا أبو الحسين الجوهري
أنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قال أبي أم حبيبة بنت أبي سفيان
زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) اسمها رملة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسين بن
السقا وأبو محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت يحيى
يقول أم حبيبة ابنة أبي سفيان اسمها رملة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف (2) نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت عمي أبا
بكر يقول اسم أم حبيبة بنت أبي سفيان (3) زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) رملة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا أبو بكر بن أحمد أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب يقول
واسم أم حبيبة بنت أبي سفيان رملة سمعته من ابن عائشة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر أنا محمد بن
أحمد بن عبد الله
وأخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ابن الطيوري وابن سوار قالا أنا الطناجيري
أنا محمد بن زيد بن علي أنا محمد بن محمد بن عقبة (4) نا هارون بن حاتم قال اسم أم
حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) رملة

(1) تحرفت بالأصل إلى: بشران، والتصويب عن " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: الصواب، والمثبت عن " ز ".
(3) تحرفت بالأصل إلى: شقيق، والمثبت عن " ز ".
(4) تحرفت بالأصل إلى: عتبة، والتصويب عن " ز ".
134

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال
فولد أبو سفيان بن حرب حنظلة قتل يوم بدر كافرا ولا عقب له وأم حبيبة زوجها
عبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي حليف بني عبد شمس فولدت له حبيبة ثم توفي
عبيد الله مرتدا بأرض الحبشة فتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة وهي بأرض الحبشة زوجها
إياه النجاشي وأميمة وهي أم حبيب بنت أبي سفيان تزوجها حويطب بن العزى وأمهم جميعا
صفيا (2) بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب قال (3) وأم (4) حبيبة رملة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام من النساء أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
اسمها رملة بنت أبي سفيان
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال
أم حبيبة اسمها رملة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية القرشي وكانت تحت عبيد الله
ابن جحش فتنصر وهلك بأرض الحبشة فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعده وكان النجاشي
زوجها إياه 2 سنة ست وأمهرها من عنده وكان وليها عثمان بن عفان وتوفيت في خلافة
معاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين وأربعين وقيل سنة أربع وأربعين روى عنها معاوية وعنبسة
ابنا أبي سفيان وأنس بن مالك ومعاوية بن حديج وعبد الله بن عتبة بن أبي سفيان
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الفضل محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر
أنا عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال

(1) انظر طبقات ابن سعد 8 / 96.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وضبطت فيها بضمة فوق الصاد.
(3) راجع المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 3 / 167.
(4) في المعرفة والتاريخ: واسم أم حبيبة.
135

رملة بنت أبي سفيان واسمه صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن
قصي أم حبيبة أخت معاوية بن أبي سفيان القرشية المدنية زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمها آمنة بنت عبد
العزى (1) بن حرثان (2) بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وكانت قبل أن يتزوجها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت عبيد الله بن جحش الأسدي أسد خزيمة وكان خرج بها من مكة مهاجرا
إلى أرض الحبشة وافتتن بها عبيد الله وتنصر بها ومات على النصرانية وأبت أم حبيبة أن
تتنصر فأتم الله لها الإسلام والهجرة حتى قدمت المدينة فخطبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فزوجها
إياه عثمان بن عفان ويقال تزوجها النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي بأرض الحبشة زوجها إياه النجاشي
ومهرها أربعة آلاف درهم وجهزها من عنده وبعث بها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) مع شرحبيل بن حسنة
وما بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) إليها بشئ
وقال أبو عبيدة وخليفة بن خياط تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سنة ست
وقال خليفة ودخل بها في سنة سبع من الهجرة وسمعت أم حبيبة النبي (صلى الله عليه وسلم) وحدثت
عن زينب بنت جحش عنه عليه السلام أيضا روت عنها زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد
في الجنائز والنكاح والطلاق وبدء الخلق وصفة النبي (صلى الله عليه وسلم) والفتن
قال ابن أبي خيثمة توفيت قبل موت معاوية بسنة (3) وتوفي معاوية في رجب سنة
ستين
قال أبو نصر فكأنها ماتت في سنة تسع وخمسين من الهجرة على ما ذكره ابن أبي
خيثمة
وقال محمد بن سعد وفيها يعني سنة أربع وأربعين توفيت أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال أبو نعيم الحافظ
أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) اسمها
رملة كانت فيمن هاجر إلى الحبشة مع زوجها عبيد الله (4) بن جحش فمات عبيد الله بها

(1) في " ز ": عبد العزيز.
(2) في الأصل: " حربان " ولم تعجم في " ز ". والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص 157.
(3) سير أعلام النبلاء (3 / 152) ط دار الفكر وقال الذهبي في تاريخ الاسلام: ووهم من قال: توفيت قبل معاوية بسنة.
(4) تحرفت في " ز " إلى: عبد الله.
136

متنصرا وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة وعقد له عليها النجاشي وأمهر عنه أربع مائة دينار
وقيل أن عثمان بن عفان أنكح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة وذلك أن أمها صفية بنت أبي العاص
أخت عفان (1) بن أبي العاص عمة عثمان بن عفان وقيل ولي عقد نكاحها خالد بن سعيد أبي
أحيحة وبعث بها النجاشي مع شرحبيل بن حسنة توفيت في ولاية معاوية بن أبي سفيان سنة
ثنتين وقيل سنة أربع وأربعين أسندت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنها أخوها معاوية وأنس بن
مالك وزينب بنت أبي سلمة وعبد الله بن عتبة بن أبي سفيان وعنبسة بن أبي سفيان
أخبرنا أبو الحسين (2) بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني إبراهيم بن
طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال
أم أم حبيبة بنت أبي سفيان صفيا بنت أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد
مناف وأمها آمنة بنت عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد بن
عبيد بن بيري (3) أنا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أنا مصعب قال أم حبيبة بنت
أبي سفيان أمها آمنة بنت عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين (4) محمد بن
الحسين أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله نا إسماعيل بن أبي أويس
نا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من يذكر أنه خرج إلى أرض
الحبشة أم حبيبة بنت أبي سفيان وابنتها حبيبة ابنة عبيد الله بن جحش الأسدي توفي هنالك
نصرانيا
قرأت (5) على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
ونا عمي رحمه الله أنا ابن يوسف أنا أبو محمد

(1) في " ز ": عبدان.
(2) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الحسن.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " بسري " والتصويب عن " ز ".
(4) بالأصل: " الحسن، والمثبت عن " ز ".
(5) بالأصل: أخبرنا، والمثبت عن " ز ".
137

أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (1) أنا محمد بن عمر نا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد الأخنسي أن أم حبيبة
بنت أبي سفيان ولدت حبيبة ابنتها من عبيد الله بن جحش بمكة قبل أن تهاجر (2) إلى أرض
الحبشة قال عبد الله بن جعفر وسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد يقول ولدتها بأرض
الحبشة
قال محمد بن عمر فأخبرني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال
خرجت من 2 مكة وهي حامل بها فولدتها بأرض الحبشة
قال (3) وأنا محمد بن عمر نا إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يخطب (4) عليه أم حبيبة بنت أبي
سفيان وكانت تحت عبيد الله بن جحش فزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن النبي
(صلى الله عليه وسلم) أربعمائة دينار
قال أبو (5) جعفر فما نرى عبد الملك بن مروان وقت صداق النساء أربع مائة دينار إلا
لذلك
قال (6) فحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد
الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم قالا كان الذي زوجها وخطب
إليه النجاشي خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وذلك سنة سبع من الهجرة
وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو
بكر محمد بن أحمد بن بالويه نا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري نا معلى بن منصور نا
ابن المبارك أنا معمر عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 97.
(2) بالأصل و " ز ": يهاجر، والمثبت عن ابن سعد.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 98 - 99.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي ابن سعد: فخطب.
(5) بالأصل و " ز ": " ابن " خطأ، والتصويب عن ابن سعد.
(6) القائل: محمد بن عمر الواقدي، والخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 99.
138

جحش فمات بأرض الحبشة فزوجها النجاشي النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمهرها عنه أربعة آلاف وبعث
بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع شرحبيل بن حسنة
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا إبراهيم بن إسحاق نا عبد الله بن المبارك عن معمر
قال أبي وعلي بن إسحاق أنا عبد الله أنا معمر
وأخبرنا أبو محمد بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا ابن الفضل أنا ابن درستويه نا يعقوب نا عبد الله بن عثمان أنا عبد الله
بن المبارك
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا أبو الحسن بن أبي الحديد وأبو
نصر بن طلاب قالا أنا أبو بكر بن أبي الحديد أنا أبو الحسن محمد بن عثمان بن أبي
الحديد المصري نا إبراهيم بن مرزوق نا عبد الله بن سنان الخراساني نا عبد الله بن
المبارك عن معمر
وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنا محمد بن عبد
الله بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى الذهلي نا نعيم بن حماد نا
ابن المبارك نا معمر
عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة
أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش وكان رحل إلى النجاشي فمات (2) وأن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج أم حبيبة وأنها لبأرض وفي حديث ابن حنبل وإنها بأرض الحبشة زوجها
إياه النجاشي ومهرها وقال نعيم وأمهرها أربعة آلاف درهم ثم جهزها من عنده وبعث
بها مع شرحبيل بن حسنة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجهازها كله من عند النجاشي ولم يرسل إليها
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بشئ وقال ابن سنان شيئا وكان مهر (3) أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) أربعمائة درهم

(1) الخبر رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 395 رقم 27477 طبعة دار الفكر.
(2) سقطت من الأصل و " ز "، واستدركت للايضاح عن مسند أحمد.
(3) في المسند: مهور.
139

أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة أنا عبد
الرحمن بن يحيى نا أبو مسعود الرازي (1) أنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن
عروة عن أم حبيبة أنها كانت عند عبيد الله بن جحش فمات وكان ممن هاجر إلى أرض
الحبشة فزوجها النجاشي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو بالمدينة
خالفا ابن مسافر عن الزهري
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن أنا محمد بن عبد الله بن
حمدون أنا أحمد بن محمد بن الحسن نا محمد بن يحيى الذهلي نا سعيد بن كثير بن
عفير (2) الأنصاري حدثني الليث عن ابن مسافر عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة
قالت
وأخبرنا أبو الفتح أنا شجاع أنا ابن مندة أنا محمد بن عبد الله بن معروف
الأصبهاني أنا عبيد بن عبد الواحد نا سعيد بن عفير (4) نا الليث عن عبد الرحمن بن
خالد بن مسافر عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت
هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبي سفيان وهي امرأته إلى أرض الحبشة فلما
قدم أرض الحبشة تنصر فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أم حبيبة بنت أبي سفيان فبعث وفي حديث يوسف وبعث معها النجاشي شرحبيل بن
حسنة فأهداها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال ابن عساكر (5) وفي حديث يوسف عبد الله بن جحش وهو وهم شنيع عبد
الله بن جحش من أفاضل الصحابة واستشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم أحد والذي تنصر أخوه
عبيد الله بغير شك
ورواه أبو صالح عن الليث فلم يقل عن عائشة ولا أم حبيبة

(1) زيادة منا للايضاح، وهو أحمد بن الفرات بن خالد، أبو مسعود الضبي الرازي، محدث أصبهان ترجمته في سير
الاعلام 12 / 480.
(2) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: عيسى، والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الاعلام 10 / 583.
(3) في " ز ": عبيد الله.
(4) بالأصل: عيسى، والمثبت عن " ز ".
(5) زيادة منا للايضاح.
140

أخبرنا أبو بكر بن أبي عبد الرحمن أنا أحمد بن الحسن بن محمد أنا محمد بن عبد
الله بن حمدون أنا أحمد بن محمد بن الحسن نا محمد بن يحيى نا أبو صالح حدثني
الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير بهذه (1) القصة
ولم يذكر عائشة
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي مسعود الفقيه أنا أحمد بن الحسين الحافظ (2) أنا أبو عبد
الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص نا أبو الحسين رضوان بن أحمد
قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق (3) حدثني أبو جعفر
محمد بن علي بن حسين قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي
فزوجه (4) أم حبيبة بنت أبي سفيان وساق عنه أربعمائة دينار
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا ابن النقور أنا المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد
نا يونس عن ابن إسحاق قال وكانت أم حبيبة خرجت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى
أرض الحبشة فمات بها وقد كان دخل في النصرانية وترك الإسلام فمات بها مشركا
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي (5) (6)
وأخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي
قالوا أنا أبو الحسين (7) بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن

(1) بالأصل: هذه، والمثبت عن " ز ".
(2) رواه البيهقي في دلائل النبوة 3 / 461.
(3) رواه ابن هشام في السيرة 4 / 253.
(4) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن " ز "، ودلائل النبوة.
(5) رواه البيهقي في دلائل النبوة 3 / 460 - 461.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(7) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الحسن، والتصويب عن دلائل النبوة.
141

سفيان نا عبد الله بن عثمان عن عيسى بن يونس عن محمد بن إسحاق قال بلغني أن
الذي ولي نكاحها ابن عمها خالد بن سعيد بن العاص
قال ونا يعقوب بن سفيان حدثني عمرو بن خالد وحسان عن ابن لهيعة عن أبي
الأسود عن عروة قال أنكحه إياها عثمان بن عفان بأرض الحبشة (1)
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان نا أبو بلال الأشعري نا عيسى بن
يونس عن محمد بن إسحاق عن محمد بن علي بن الحسين قال
كانت أم حبيبة بالحبشة مع زوجها فمات زوجها مرتدا فزوج النجاشي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
على أربعمائة دينار ونقد الدنانير عنه ودفعها إليه وكان الذي ولي عقدة النكاح خالد بن
سعيد بن العاص وكان أقرب من هنالك منها ثم بعث بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع أبي عامر
الأشعري وكان شيخ من هناك من المهاجرين
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا أبو
طاهر أنا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني محمد بن الحسن عن أبي ضمرة أنس بن
عياض عن أبي بكر بن عثمان
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف بن قصي واسمها رملة واسم أبي سفيان صخر زوجه إياها عثمان بن عفان
وهي (2) بنت عمته أمها ابنة أبي العاص زوجه إياها النجاشي وجهزها إليه وأصدق
أربعمائة دينار (3) وأولم عليها عثمان بن عفان لحما وزبدا (4) وبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شرحبيل بن حسنة فجاء بها
قرأت (5) على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا عبد القادر بن محمد أنا أبو محمد قراءة

(1) دلائل النبوة للبيهقي 3 / 460.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(3) اللفظة ممحوة، بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(4) كذا بالأصل، والذي في " ز ": وثريدا.
(5) بالأصل: أخبرنا، والمثبت عن " ز ".
142

أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (1) أنا محمد بن عمر أنا عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد
ابن العاص قال قالت أم حبيبة رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي (2) بأسوأ
صورة وأشوهه ففزعت فقلت تغيرت والله حاله فإذا هو يقول حيث أصبح يا أم حبيبة
إنني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين
محمد ثم قد رجعت إلى النصرانية فقلت والله ما خير لك وأخبرته بالرؤيا التي رأيت (3)
له فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات فأري في النوم كأن آتيا (4) يقول يا أم المؤمنين
ففزعت فأولتها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت
إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه
فدخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب إلي أن أزوجكه فقلت
بشرك الله بخير قالت يقول لك الملك (5) وكلي من يزوجك فأرسلت إلى خالد بن
سعيد بن العاص فوكلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها
وخواتم (6) فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها فلما كان العشي أمر النجاشي
جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله
الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز (7) الجبار أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم (صلى الله عليه وسلم) أما بعد فإن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقد
أصدقتها أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدي (8) القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله

(1) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 97 - 98.
(2) تحرفت بالأصل إلى زوجني، والتصويب عن " ز "، وابن سعد.
(3) بالأصل و " ز ": رأت، والمثبت عن ابن سعد.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وابن سعد، وفي المطبوعة: قائلا.
(5) زيادة عن " ز "، وابن سعد.
(6) بالأصل وابن سعد: وخواتيم، والمثبت عن " ز ".
(7) كذا بالأصل و " ز ": العزيز، وفي ابن سعد: العز.
(8) استدركت عن هامش الأصل.
143

بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا
إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودفع الدنانير
إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا
تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا
قالت أم حبيبة فلما وصل إلي المال (1) أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني فقلت لها إني
كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه الخمسون مثقالا فخذيها فاستعيني (2) بها
فأبت وأخرجت حقا فيه كل ما (3) كنت أعطيتها فردته علي وقالت عزم علي الملك ألا أرزأك
شيئا وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه وقد اتبعت دين محمد وأسلمت لله وقد أمر الملك
نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر قالت فلما كان من الغد جاءتني بعود وورس
وعنبر وزباد (4) كثير فقدمت بذلك كله على النبي (صلى الله عليه وسلم) فكان يراه علي وعندي فلا ينكره ثم
قالت أبرهة فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مني السلام وتعلميه أني قد اتبعت دينه
قالت ثم لطفت بي وكانت هي التي جهزتني وكانت كلما دخلت علي تقول لا تنسي
حاجتي إليك قالت فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي
أبرهة فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأقرأته منها السلام فقال (5) وعليها السلام ورحمة الله وبركاته
أخبرنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا عبد الله
ابن محمد نا أبو بكر بن أبي عاصم نا محمد بن مصفى نا بقية عن أبي بكر بن أبي
مريم عن عطية بن قيس أن أم حبيبة كانت في أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب وأن
النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوجها وأصدق عنه النجاشي أربعمائة دينار
أخبرنا أبو الحسين (7) بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني محمد بن

(1) تحرفت بالأصل إلى: الملك، والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(2) بالأصل: فاستغني، والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(3) بالأصل و " ز ": " كلما " والمثبت عن " كل ما " عن ابن سعد.
(4) الأصل و " ز " والمطبوعة: وزبد، والمثبت عن ابن سعد.
(5) بالأصل: فقالت، والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(6) في " ز ": أنبأنا.
(7) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
144

الحسن عن أبي ضمرة أنس بن عياض عن أبي بكر بن عثمان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج أم
حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي واسمها (1)
رملة واسم أبي سفيان صخر زوجه إياها عثمان بن عفان وهي بنت عمته أمها ابنة أبي العاص
زوجه إياها النجاشي وجهزها إليه وأصدق أربعمائة دينار وأولم عليها عثمان بن عفان
لحما وزبدا (2) وبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شرحبيل بن حسنة فجاء بها
قال ونا الزبير حدثني محمد بن الحسن عن عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل قال خلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم حبيبة بنت أبي سفيان
واسمها رملة زوجه إياها عثمان بن عفان بأرض الحبشة وأمها صفية بنت أبي العاص عمة
عثمان
قال ونا الزبير حدثني محمد بن حسن حدثني عن سفيان بن عيينة عن سعيد بن بشر عن
قتادة أن النجاشي زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة بنت أبي سفيان بأرض الحبشة وأصدق عنه مائتي (3)
دينار
قال ونا الزبير حدثني محمد بن حسن حدثني إسحاق بن عيسى عن يحيى بن
عمر عن أبيه قال ولي عقدة نكاح أم حبيبة رجل من قريش وساق عنه النجاشي أربعمائة
دينار وقلادة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر
البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا أحمد بن حنبل نا حجاج نا ليث حدثني
عقيل عن الزهري قال ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مهاجرا من مكة إلى المدينة فتزوج بالمدينة
أحبيبة بنت أبي سفيان من بني أمية وكانت قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عند عبيد الله بن جحش
أخي بني أسد فمات عنها وهي بأرض الحبشة خرج بها من مكة مهاجرا في المهاجرين
فافتتن وتنصر فمات نصرانيا وثبت (4) الله لأم حبيبة الإسلام والهجرة
قال ونا أبي حدثني الواقدي عن أصحابه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث عمرو بن أمية إلى
النجاشي فزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز ".
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": وثريدا.
(3) بالأصل و " ز ": مائتين.
145

قال الواقدي وحدثني محمد بن أبي ميسرة (1) عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر
قال ونا إسحاق بن محمد عن جعفر (2) بن محمد عن أبيه (3)
أن النجاشي زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة بنت أبي سفيان وأصدق من عنده أربعمائة دينار
قال أبو جعفر فما رأى عبد الملك بن مروان جعل المهر أربع مائة دينار إلا لهذا الحديث
قرأت (4) على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب بن يوسف أنا الجوهري قراءة
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا ابن سعد (5) نا
عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري قال وجهزها إليه النجاشي وبعث بها مع شرحبيل
ابن حسنة
قال (6) وحدثنا ابن سعد حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون
قال لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي (صلى الله عليه وسلم) ابنته قال ذلك الفحل لا يقرع أنفه
أخبرنا أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا أبو طاهر
أنا أحمد نا الزبير حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن طلحة قال قدم خالد بن
الوليد وعمرو بن العاص بأم حبيبة من أرض الحبشة عام الهدنة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا أبو العلاء محمد بن
علي أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا يحيى بن معين نا أبو
مسهر عن محمد بن شعيب بن شابور عن من سمع يونس بن حلبس قال
لما قدمت أم حبيبة أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بلالا فاخذ بخطام بعيرها فأنزلها المنزل الذي
أمره النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا فيه كناسة فقالت لمولاة لها أو مولاة أبيها إن شئت كفيتني السقي
وكنست وإن شئت استقيت وكنست قال فكنست البيت ثم بسطت فيه بساط شعر ثم

(1) في " ز ": مسرة.
(2) بالأصل و " ز ": عن أبي جعفر.
(3) تحرفت بالأصل إلى: أسيد، والتصويب عن " ز ".
(4) بالأصل: أخبرنا، والمثبت عن " ز ".
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 99.
(6) القائل الحسين بن الفهم، والخبر في طبقات ابن سعد 8 / 99.
146

بسطت عليه شيئا ثم أسرت ثم اذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالدخول على أهله فلما دخل عليها
فوجد ريح الطيب قال إنهن قرشيات بطاحيات قرويات ليس (1) بأعرابيات ولا
بدويات [* * * *]
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
بكر أحمد بن عبيد إجازة أنا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال قال أبو عبيدة
ثم تزوج (صلى الله عليه وسلم) في سنة ست من التاريخ من قريش أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية
وأم حبيبة اسمها رملة
أخبرنا (2) أبو محمد بن الآبنوسي ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال
يقال إن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوجها سنة ست ويقال سنة سبع ويقال إنها توفيت سنة أربع
وأربعين
فأما ما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو
عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الصفار نا أحمد بن محمد البرتي نا موسى بن مسعود نا
عكرمة بن عمار
(ح) (3) قال وأنا أبو عبد الله أنا أبو عبد الله بن يعقوب وأبو عمرو الفقيه قالا نا
عبد الله بن محمد نا العباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن يوسف قالا نا النضر بن
محمد نا عكرمة بن عمار
نا أبو زميل حدثني ابن عباس قال
كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي (صلى الله عليه وسلم) يا نبي الله
ثلاث أعطيتهن (4) قال نعم قال هذين (5) أحسن العرب وأجملهن أم حبيبة بنت أبي سفيان
أزوجكها قال نعم قال ومعاوية كاتبا بين يديك قال نعم قال وتأمرني حتى

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: لسن.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": أنبأنا.
(3) زيادة عن " ز ".
(4) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة، وفي المختصر وصحيح مسلم: أعطنين.
(5) كذا بالأصل، وفي " ز ": هذي، والمختصر وصحيح مسلم: عندي.
147

أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال نعم قال أبو زميل ولولا أنه طلب ذلك من
النبي (صلى الله عليه وسلم) ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال نعم [* * * *]
قال أبو بكر (1) رواه مسلم (2) في الصحيح عن عباس بن عبد العظيم وأحمد بن
جعفر فهذا أحد ما اختلف فيه البخاري ومسلم بن الحجاج فأخرجه مسلم وتركه البخاري
وكان لا يحتج في كتابه الصحيح بعكرمة بن عمار وقال لم يكن عنده كتاب فاضطرب
حديثه
قال أبو بكر وهذا الحديث في قصة أم حبيبة قد أجمع أهل المغازي على خلافه
فإنهم لن يختلفوا في أن تزويج أم حبيبة كان قبل رجوع جعفر بن أبي طالب وأصحابه من
أرض الحبشة وإنما رجعوا زمن خيبر فتزويج أم حبيبة كان قبله وإسلام أبي سفيان بن
حرب كان زمن الفتح فتح مكة بعد نكاحها بسنتين أو ثلاث فكيف يصح أن يكون
تزويجها بمسألته وإن كانت مسألته الأولى إياه وقعت في بعض حركاته (3) إلى المدينة وهو
كافر حين سمع نعي زوج أم حبيبة بأرض الحبشة والمسألة (4) الثانية والثالثة وقعتا بعد إسلامه
لا يحتمل إن كان الحديث محفوظا إلا ذلك والله أعلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد (5) نا محمد بن خلف بن المرزبان نا أحمد بن منصور الرمادي نا شبابة نا
خارجة بن مصعب عن ابن السائب وهو الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه
الآية " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة " (6) قال فكانت المودة التي
جعل الله بينهم تزويج النبي (صلى الله عليه وسلم) أم حبيبة بنت أبي سفيان فصارت أم المؤمنين وصار معاوية
خال المؤمنين
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه إذنا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو

(1) يعني أحمد بن الحسين البيهقي، صاحب دلائل النبوة، والسنن، والحديث في سننه الكبرى 7 / 140.
(2) صحيح مسلم (44) كتاب فضائل الصحابة، (40) باب، رقم 2501 (ج 4 / 1945).
(3) كذا بالأصل، والذي في السنن الكبرى: خرجاته.
(4) من قوله: وإنما... إلى هنا سقط من " ز ".
(5) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 116 في ترجمة محمد بن السائب الكلبي، وذكره بإسناد
آخر في ترجمة خارجة بن مصعب 3 / 54.
(6) سورة الممتحنة، الآية: 7.
148

بكر عبد الله بن أحمد بن عثمان بن خلف بن سلمان العكبري بها نا محمد بن محمد
الخطيب نا أحمد بن علي نا محمد بن سليمان نا عثمان بن محمد العبسي نا عبد الله بن
إدريس عن الأعمش (1) عن أبي رزين عن ابن عباس في قوله " عسى الله أن يجعل بينكم
وبين الذين عاديتم منهم مودة " قال إن المودة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة أنا أبو
أحمد (2) نا روح بن عبد المجيب البلدي نا محمد بن يحيى بن رزين نا إسماعيل بن
يحيى عن مسعر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما
تزوجت شيئا من نسائي ولا زوجت شيئا من بناتي إلا بإذن جاءني به جبريل عن الله عز
وجل [* * * *]
قال ابن عدي وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد
أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن محمد بن أبي القاسم القايني وأبو الحسن علي بن
محمد بن الحسن الصوفيان قالا أنا أبو المظفر موسى بن عمران بن محمد بن أحمد
الأنصاري أنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو عبد الله محمد بن سعد
بن حمويه النسوي نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا عثمان بن زفر نا سيف بن عمر عن عبد
الله بن محرز عن هند بن هند بن أبي هالة عن أبيه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله أبى
لي أن أتزوج أو أزوج إلا أهل الجنة " [* * * *]
أخبرنا (4) أبو الحسن الفرضي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو بكر العكبري نا
أبو العباس محمد بن قحطبة بن محمد البغدادي بالبصرة نا الحسن بن محمد بن بهرام نا
روح بن الفرج نا إسماعيل بن إبراهيم نا الحسن بن أبي جعفر عن رجل عن الحسن
قال
دخل معاوية على النبي (صلى الله عليه وسلم) وعنده أم حبيبة وكانت إلى جانب النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما رآها (5)

(1) في " ز ": الأعمى.
(2) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 1 / 304 في أخبار إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي.
(3) كذا بالأصل والمطبوعة، وفي " ز ": الحسين.
(4) في " ز ": أنبأنا.
(5) في " ز ": رآهما.
149

رجع فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يا معاوية ارجع فرجع فقعد معهم فقال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) والله إني
لأرجو أن أكون أنا وهذه في الجنة ندير الكأس بيننا [* * * *] "
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
نا عبد الله بن محمد بن زياد نا علي بن حرب نا زيد بن الحباب حدثني حسين (1) بن
واقد عن زيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت (2) قال نزلت في أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) خاصة قال عكرمة ومن شاء باهلته أنها
نزلت في نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) (3)
أخبرنا أبو غالب بن البنا بقراءتي عليه عن أبي محمد بن علي الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا عبد القادر أنا أبو محمد بن علي قراءة
أنا أبو عمر الخزاز أنا أحمد بن معروف أنا أبو علي الفقيه نا محمد بن سعد (4) أنا
محمد بن عمر نا محمد بن عبد الله عن الزهري قال
لما قدم أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يريد غزو مكة فكلمه
أن يزيد في هدنة الحديبية فلم يقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقام فدخل على ابنته أم حبيبة فلما
ذهب ليجلس على فراش النبي (صلى الله عليه وسلم) طوته دونه فقال يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي
عنه قالت بل هو فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت امرؤ نجس مشرك فقال يا بنية لقد أصابك
بعدي شر (5)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر (6) حدثني حزام (7) بن
هشام الكعبي عن أبيه قال
أقبل أبو سفيان حتى قدم المدينة فدخل على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا محمد إني كنت

(1) تحرفت بالأصل إلى: " حسن " والمثبت عن " ز ".
(2) سورة الأحزاب، الآية: 33.
(3) رواه الذهبي من طريق حسين بن واقد في سير الاعلام (3 / 152) وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 41 - 60) ص 133.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 99 وعن الواقدي رواه الذهبي في سير الاعلام (3 / 153) ط دار الفكر
(5) بالأصل: شئ، والمثبت عن " ز "، وابن سعد وسير الاعلام.
(6) رواه الواقدي في مغازيه 2 / 792.
(7) بالأصل و " ز ": حرام، والمثبت عن مغازي الواقدي.
150

غائبا في صلح الحديبية فاشدد العهد وزدنا في المدة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولذلك قدمت
يا أبا سفيان قال نعم (1) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنحن على مدتنا وصلحنا يوم الحديبية لا
نغير ولا نبدل ثم قام من عنده فدخل على ابنته أم حبيبة (2) فلما ذهب ليجلس على
فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوته دونه فقال أرغبت بهذا الفراش عني أو بي عنه قالت بل هو
فراش رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت امرؤ نجس مشرك قال يا بنية أقد أصابك بعدي شئ (3)
قالت هداني الله للإسلام وأنت يا أبة سيد قريش وكبيرها كيف يسقط عنك الدخول (4) في
الإسلام وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر قال يا عجباه وهذا منك أيضا أترك ما كان
يعبد آبائي وأتبع دين محمد ثم قام من عندها وذكر الحديث [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو
علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني أبي عن الأسود بن عامر عن أبي هلال عن
حميد بن هلال قال
لما حضر عثمان أتته أم المؤمنين فجاء رجل فاطلع في خدرها فجعل ينعتها للناس
فقالت ما له قطع الله يده أبدى عورته قال فدخل عليه داخل فضربه بالسيف فاتقى
بيمينه فقطعها وانطلق هاربا آخذا إزاره بفيه أو بشماله باديا عورته
قال ابن عساكر (5) أم المؤمنين هذه هي أم حبيبة لأنها كانت معنية بأمر عثمان
قرأت (6) على أبي غالب أحمد بن علي أنا الحسن (7)
وحدثنا عمي أنا أبو طالب (8) أنا الحسن قراءة
أنا محمد بن العباس أنا أبو الحسن الساجي أنا الحسين بن فهم نا محمد بن

(1) من قوله: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى هنا ليس في مغازي الواقدي، ومكان الجملة فيها: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل
كان قبلكم حدث؟ قال: معاذ الله وهذه الجملة مثبتة في " ز "، وقد سقطت أيضا من المطبوعة.
(2) الزيادة عن " ز "، ومغازي الواقدي.
(3) كذا، وفي " ز ": شر، وفي مغازي الواقدي: لقد أصابك بعلمك شر!.
(4) بالأصل و " ز ": دخول، والمثبت عن المغازي.
(5) زيادة منا للايضاح.
(6) بالأصل: أخبرنا، والمثبت عن " ز ".
(7) في " ز ": أبي محمد غالب أحمد بن الحسن بن أبي محمد الحسن بن علي ح أنا الحسن.
(8) بالأصل و " ز ": " أبو غالب ".
151

سعد (1) أنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن
سهيل عن عوف بن الحارث قال سمعت عائشة تقول دعتني أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عند
موتها فقالت قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك
فقلت غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك فقالت سررتني (2) سرك الله
وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن
أبي سفيان
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر
البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال وأم حبيبة سنة اثنتين وأربعين يعني ماتت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد بن محمد أنا أبو طاهر المخلص
إجازة نا عبيد الله (3) بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة أخبرني
أبي حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال سنة أربع وأربعين فيها توفيت أم حبيبة بنت أبي
سفيان زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله
قالا أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب وقد قيل في هذه السنة
يعني سنة أربع وأربعين توفيت أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن
محمد أنا أبو سليمان بن زبر قال قالوا فيها ماتت أم حبيبة رملة ابنة أبي سفيان زوج النبي
(صلى الله عليه وسلم) وهي سنة أربع وأربعين
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد بن
عبيد قراءة أنا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال وتوفيت أم حبيبة قبل موت
معاوية بسنة (4)

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 100.
(2) بالأصل: " سررتيني " والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(3) بالأصل: عبد الله، والمثبت عن " ز "، والمطبوعة.
(4) سير الاعلام 2 / 222.
152

قال وأنا محمد بن بكار قال توفي معاوية في رجب سنة ستين (1)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وحدثني
محمد بن حسن عن حسن بن علي قال قدمت (2) منزلي في دار علي بن أبي طالب فحفرنا
في ناحية منه فأخرجنا حجرا فإذا فيه مكتوب هذا قبر رملة بنت صخر فأعدناه في مكانه
9340 رملة الصغرى بنت صخر أبي (3) سفيان
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس (4)
كانت تحت سعيد بن عثمان ثم تزوجها (5) عمرو بن سعيد الأشدق (6) وقتل عنها
بدمشق
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال (7)
فولد أبي سفيان فذكرهم ثم قال ورملة بنت أبي سفيان تزوجها سعيد بن عثمان بن
عفان فولدت له محمدا وأمها من بني الحارث بن عبد مناة و أخوها (8) لأمها سليمان بن
أزهر بن عبد مناة الزهري
قال ابن عساكر (9) كذا في روايتنا وفي الرواية العتيقة أزهر بن عبد عوف وهو
الصواب (10)

(1) تهذيب الكمال 21 / 332.
(2) كذا بالأصل، وفي المطبوعة: " هدمت " ولم يظهر من الكلمة في " ز " إلا جزء منها والباقي بياض وفيها: "...
مت ".
(3) تحرفت بالأصل إلى: بن.
(4) ترجمتها في نسب قريش ص 126.
(5) بالأصل: و " ز ": زوجها، والمثبت عن المطبوعة، باعتبار السياق بعد.
(6) تحرفت بالأصل إلى: الأشرف والمثبت عن " ز ".
(7) نسب قريش للمصعب ص 123 و 126.
(8) بالأصل: " وأخواها " خطأ، والتصويب عن " ز "، ونسب قريش.
(9) زيادة منا.
(10) والذي في نسب قريش: عبد عوف.
153

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (1) قال في تسمية ولد أبي سفيان
ورملة تزوجها سعيد بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية فولدت له محمدا ثم خلف
عليها عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس فقتل عنها
وأمها أمامة بنت سفيان بن وهب بن الأشيم من بني عبد مناة
9341 رملة بنت معاوية بن أبي سفيان صخر
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية (2)
زوج عمر بن عثمان بن عفان وكانت دارها بدمشق في عقبة السمك في طرف زقاق
الرمان وطاحونتها معروفة إلى اليوم وشهدت وفاة أبيها بدمشق
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا محمد بن
أحمد بن محمد أنا محمد (3) بن عبد الرحمن بن العباس أنا أحمد بن سليمان بن داود نا
الزبير بن أبي بكر قال (4) في تسمية ولد معاوية رملة بنت معاوية تزوجها عمرو بن عثمان
فولدت له خالدا وعثمان أمها كنود بنت قرظة أخت فاختة بنت قرظة ولهند ورملة بنتي
معاوية يقول عبد الرحمن بن الحكم (5)
* أؤمل هندا أن يموت ابن عامر * ورملة يوما أن يطلقها عمرو *
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال فولد معاوية رملة زوجها
عمرو بن عثمان بن عفان فولدت له خالدا وعثمان وأمها كنود بنت قرظة بن عبد عمرو
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا أنا محمد بن علي المقرئ (6) أنا أحمد

(1) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 5 / 153.
(2) ترجمتها في نسب قريش ص 128 وجمهرة ابن حزم ص 113.
(3) الزيادة عن " ز "، وقد اضطرب السند في المطبوعة، راجع ترجمة محمد بن أحمد بن محمد، أبي جعفر ابن
المسلمة في سير الاعلام 18 / 213.
(4) راجع الخبر في نسب قريش ص 127 و 128.
(5) هو عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص الأموي، والبيت في نسب قريش ص 113 و 128.
(6) في " ز ": المغربي.
154

بن عبد الله السوسنجردي أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب أنا أبي
أنا أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر السعيدي حدثني أبو بكر محمد بن أحمد الخزاعي عن
جده عن الحكم بن عوانة قال
كتبت رملة بنت معاوية إلى أبيها وكانت عند عمرو بن عثمان بن عفان تشكو آل أبي
العاص وأنهم يتكبرون علي حتى وددت أن ابني كان منبوذا في البحر فكتب إليها أنا
أشقى من أن تكوني رجلا قال وعزل مروان عن المدينة
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني عمي مصعب بن عبد الله (1) عن عبد الله
بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير أو غير عبد الله وحدثنيه محمد بن الضحاك
الحزامي عن أبيه
أن عمرو بن عثمان اشتكى فكان العواد يدخلون عليه فيخرجون ويتخلف مروان
ابن الحكم عنده فيطيل فأنكرت رملة بنت معاوية ذلك فخرقت كوة فاستمعت على
مروان فإذا هو يقول لعمرو ما أخذ هؤلاء (2) الخلافة إلا باسم أبيك فما يمنعك أن تنهض
بحقك فلنحن أكثر منهم رجالا منا فلان ومنهم فلان ومنا فلان ومنهم فلان حتى عدد
رجالا ثم قال ومنا فلان وهو فضل وفلان فضل حتى عدد فضول رجال بني أبي العاص
على رجال بني حرب فلما برأ عمرو تجهز للحج وتجهز برملة (4) في جهازه فلما
خرج عمرو إلى الحج خرجت رملة إلى أبيها فقدمت عليه الشام
قال محمد بن الضحاك فقال لها معاوية وا سوأتاه وما للحرة تطلق أطلقك عمرو
قال عمي ومحمد بن الضحاك فأخبرته الخبر وقالت فما زال يعد فضل رجال بني أبي
العاص على بني حرب حتى عد (5) ابني عثمان وخالدا ابني عمرو فتمنيت أنهما ماتا
وكتب معاوية إلى مروان

(1) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص 109.
(2) يعني بني حرب بن أمية.
(3) سقطت من الأصل و " ز "، وزيدت عن نسب قريش.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي نسب قريش: وتجهزت رملة.
(5) سقطت من الأصل و " ز "، وزيدت عن نسب قريش.
155

* أواضع رجل فوق أخرى تعدنا * عديد الحصى (1) ما إن تزال تكاثر (2)
وأمكم تزجي (3) تؤاما لبعلها * وأم أخيكم نزرة الولد عاقر *
أشهد يا مروان أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا بلغ ولد الحكم ثلاثين رجلا
اتخذوا مال الله دولا ودين الله دخلا وعباد الله خولا قال فكتب إليه مروان أما بعد يا
معاوية فإني أبو عشرة وأخو عشرة وعم عشرة والسلام
وقال عبد الرحمن بن الحكم
* أؤمل هندا أن يموت ابن عامر * ورملة يوما أن يطلقها عمرو *
وكانت هند بنت معاوية عند عبد الله بن عامر بن كريز
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن (4) بن علي أنا محمد بن العباس أنا
أحمد بن معروف أنا ابن الفهم نا محمد بن سعد أنا علي بن محمد بن أبي طيبة
الحماني عن شبة بن عقال قال
أغمي على معاوية في مرضه الذي مات فيه فقالت ابنته رملة أو امرأة من أهله متمثلة شعرا
للأشهب بن رميلة النهشلي يمدح القباع وهو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
* إذا (5) مات مات الجود وانقطع الندى * من الناس إلا من قليل مصرد
وردت ألف السائلين وأمسكوا * من الدين والدنيا بخلف (6) محرد *
أخبرنا أبو السعود بن المجلي أنا محمد بن محمد بن أحمد العكبري أنا أبو الطيب
محمد بن أحمد بن خاقان البيع
قال ونا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي أنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن الجراح قالا أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد نا أبو حاتم عن العتبي قال
أغمي على معاوية في مرضه الذي مات فيه فقالت له رملة ابنته أو امرأة من أهله
متمثلة

(1) بالأصل: الخط، وفي " ز ": الخطأ، والمثبت: " الحصى " عن نسب قريش.
(2) بالأصل: " يكاثر "، والمثبت عن " ز "، ونسب قريش.
(3) بالأصل: " ترجى " وفي " ز ": " بن حبى " والمثبت عن نسب قريش.
(4) تحرفت بالأصل إلى: الحسين، والمثبت عن " ز ".
(5) بالأصل: " إن " والبيت فيه خرم على هذه الرواية، والمثبت عن " إذا " عن " ز "، وعلى هذه الرواية يرتفع الخرم.
(6) بالأصل و " ز ": " حلف " والمثبت عن المطبوعة، والخلف: ضرع الناقة.
156

* إذا مات ماد الجود وانقطع الندى * من الناس إلا من قليل مصرد
وردت أكف السائلين وأمسكت * عن الدين والدنيا بخلف مجدد * (1)
فأفاق فقال
* لو فات شئ إذا لفات أبو * حسان لا عاجز ولا وكل
الحول القلب الأريب وهل * يدفع دون المنية الحيل *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني الحسين بن عبد الرحمن عن الوليد بن
هشام القحذمي (2) قال
لما حضرت معاوية الوفاة جعلوا يديرونه في القصر فقال هل بلغنا الخضراء
فصرخت ابنته رملة فقال ما أصرخك قالت نحن ندور بك في الخضراء تقول هل
بلغت الخضراء بعد فقال إن عزب عقل أبيك فطال ما وقر
قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن صالح القرشي أخبرني أبو اليقظان عامر بن
حفص حدثني جويرية بن أسماء قال
لما حضرت معاوية الوفاة احتوشته بناته فضرب بيده فسقطت يده على حجر رملة ابنته
فقال من هذا قالت رملة أنا يا أبتاه قال حولي أباك فإنك تحولينه حولا قلبا ثم قال (3)
* لا يبعدن ربيعة بن مكدم * وسقى الغوادي قبره بذنوب * (4)
فكانت آخر كلامه
9342 رواحة بنت أبي عمرو عبد الرحمن
ابن عمرو بن يحمد (5) الأوزاعي البيروتية
حدثت عن أبيها

(1) بالأصل: و " ز ": " بجلف محرد " والمثبت عن المطبوعة.
(2) تحرفت بالأصل والمطبوعة إلى: القحزمي، والمثبت " القحذمي " عن " ز " والأنساب، وهذه النسبة إلى قحذم،
جد، ذكره السمعاني أبو عبد الرحمن الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي، من أهل البصرة.
(3) اختلفوا في نسبة هذا البيت، تقدم البيت في ترجمة أميمة بنت رقيقة، انظر ما لاحظناه هناك.
(4) الذنوب: الدلو بما فيه من الماء.
(5) تحرفت بالأصل و " ز "، والمطبوعة إلى: " محمد " والصواب ما أثبت، وقد تقدمت ترجمة أبيها ونسبة، وضبطت
اللفظة عن الاكمال 7 / 326.
157

روى عنها عبد الرحمن بن عبد الغفار بن عثمان البيروتي
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد إذنا وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه
أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد (1) نا الحسن بن جرير (2) الصوري نا عبد الرحمن
ابن عبد الغفار البيروتي حدثتني رواحة بنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي حدثني أبي
قال (3) سمعت سليمان بن حبيب المحاربي يقول حدثني أبو أمامة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
لرجل قل (4) اللهم إني أسألك نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع
بعطائك [* * * *]
رواه أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي عن عبد الرحمن بن عبد الغفار
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين (5) بن
سكينة أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان أنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن عبد الله (6) نا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة حدثني عبد
الرحمن بن عفان البيروتي حدثتني رواحة ابنة عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قالت
سمعت أبي يقول سمعت سليمان بن خبيب المحاربي يقول عن أبي أمامة (7) قال علم
النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلا فقال قل اللهم إني أسألك نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى
بقضائك وتقنع بعطائك [* * * *]
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالا نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
الحسن علي بن موسى بن السمسار قال قال أبو سليمان بن زبر حديث رواحة هذا واحد أمه
9343 ريا حاضنة زيد بن معاوية
امرأة شاعرة عاشت إلى أن أدركت دولة بني العباس وحكت أن أمها أدركت النبي
(صلى الله عليه وسلم) وسمعت من عمر بن الخطاب

(1) رواه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 99 رقم 7490.
(2) بالأصل: " حرر " وفي " ز ": " حرز " كلاهما تصحيف، والمثبت عن المعجم الكبير.
(3) بالأصل: قالت.
(4) سقطت من المعجم الكبير.
(5) بالأصل: الحسن، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(6) بالأصل و " ز ": " محمد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل " وفي الأصل: " تبل " وفيهما تصحيف، والتصويب عن
المطبوعة.
158

يحكي عنها حمزة بن يزيد الحضرمي والد يحيى بن حمزة
أنبأنا أبو القاسم النسيب نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني
وحدثني أبو القاسم بن السمرقندي قال وجدت في كتاب جدي لأمي (1) أبي القاسم
عبد الرحمن بن بكران المقرئ الدربندي (2)
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد
ابن أبي الخطاب أنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه يحيى بن
حمزة بن يزيد (3) أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال
رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا كان بنو أمية يكرمونها وكان هشام
يكرمها وكانت إذا جاءت إلى هشام تجئ راكبة فكل من رآها من بني أمية أكرمها
ويقولون ريا حاضنة يزيد بن معاوية فكانوا يقولون قد بلغت من السن مائة سنة وحسن
وجهها وجمالها باق بنضارته فلما كان من الأمر الذي كان استترت في بعض منازل أهلنا
فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أمية مداراة لنا
قالت دخل بعض بني أمية على يزيد فقال أبشر يا أمير المؤمنين فقد أمكنك الله من
عدو الله وعدوك يعني الحسين بن علي قد قتل ووجه برأسه إليك فلم يلبث إلا أياما
حتى جئ برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد في طشت (4) فأمر الغلام فرفع الثوب الذي
كان عليه فحين رآه خمر وجهه بكمه كأنه يشم منه رائحة وقال الحمد لله الذي كفانا المؤنة
بغير مؤنة " كل ما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله " (5) قالت ريا فدنوت منه فنظرت إليه
وبه ردع (6) من حناء قال حمزة فقلت لها أقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون قالت أي

(1) بالأصل: لأبي، والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل: بندي، وقبلها بياض، وفي " ز ": " الزرنيدي " والصواب ما أثبت تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق طبعة دار
الفكر 34 / 243 رقم 3771 والدربندي نسبة إلى دربند، وهو باب الأبواب، مدينة على بحر الخز كما في معجم
البلدان. وفي ترجمته يذكر أن أبا القاسم بن السمرقندي هو ابن ابنته.
(3) بالأصل: " بن زيد " أخبرني أبي حمزة بن زيد، أخبرني ابن الحضرمي " وفي " ز ": " عن أبيه يحيى بن حمزة بن
يزيد الحضرمي ".
(4) كذا بالأصل و " ز ": " طشت " وفي المطبوعة: " طست " يحكى بالسين المهملة وبالشين المعجمة (القاموس).
(5) سورة المائدة، الآية: 64.
(6) رد من حناء أي شئ يسير منه.
159

والذي ذهب بنفسه وهو قادر على أن يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول
أبياتا من شعر ابن الزبعري ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له قد أمكنك الله
من عدو الله وابن عدو أبيك فاقتل هذا الغلام (1) ينقطع هذا النسل فإنك لا ترى ما تحب
وهم أحياء (2) آخر من ينازع فيه يعني علي بن حسين بن علي لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه
وما لقيت أنت منه وقد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل (3) فاقطع أصل هذا البيت فإنك إن
قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم وهم
قوم ذوو (4) مكر والناس إليهم مائلون وخاصة غوغاء أهل العراق يقولون ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ابن علي وفاطمة اقتله فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس فقال لا قمت ولا قعدت
فإنك ضعيف مهين بل أدعهم كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان
قال إني قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكن لا أسميه أبدا ولا
أذكره
قال حمزة فسألتها من هي فقالت كانت أمي امرأة من كلب وكان أبي رجلا من
موالي بني أمية وقالت لي ماتت أمي يوم ماتت ولها مائة سنة وعشر سنين وذكرت أن أمها
عجيبة عاشت تسعين سنة وأنها أدركت زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسمعت وهي امرأة أم أولاد
وأنها رأت عمر بن الخطاب حين قدم الشام وهي مسلمة
قال أحمد قال أبي قال لي يحيى بن حمزة قال أبي يعني حمزة بن يزيد (5) قد
رأيت ديا بعد ذلك مقتولة مطروحة على درج جيرون (6) مكشوفة الفرج في فرجها قصبة
مغروزة
قال حمزة وقد كان حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة
أيام

(1) يعني علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين.
(2) بالأصل: أجياد، والمثبت عن " ز ".
(3) مسلم بن عقيل بن أبي طالب، ابن عم الحسين بن علي، ورسوله إلى أهل الكوفة، وأمره بتقوى الله وكتمان أمره
واللطف، وأمره إن رأى الناس مجتمعين له عجل بذلك إليه.
(4) بالأصل: و " ز ": ذو مكر.
(5) بالأصل: زيد، والمثبت عن " ز ".
(6) درج جيرون: الدرج المقابل لباب جيرون باب الجامع الأموي الشرقي (انظر معجم البلدان).
160

قال أبي فحدثني أبي عن أبيه أنه حدثه أن ريا حدثته أن الرأس مكث في خزائن
السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك فبعث إليه فجاء به وقد قحل (1) وبقي عظم أبيض
فجعله في سفط وطيبه (2) وجعل عليه ثوبا ودفنه في مقابر المسلمين فلما ولي عمر بن عبد
العزيز بعث إلى الخازن خازن بيت السلاح وجه إلي رأس الحسين بن علي فكتب إليه أن
سليمان أخذه وجعله في سفط وصلى عليه ودفنه فصح ذلك عنده فما دخلت المسودة
سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه والله أعلم ما صنع به (3)
قال حمزة ما رأيت في النساء أجود من ريا قلت كيف علمت أنه شعر ابن
الزبعري قال أنشدتني مائة بيت من قولها ترثي بها يزيد وذهبت في عهد عبد الله بن
طاهر
قال محمد كنت ذكرتها لبعض من جاء مع عبد الله فاستعارها مني ومطلني بها
وأنسيتها وخرج وهي عنده فذهبت
9344 ريطة ويقال رائطة بنت عبيد الله بن عبد الحجر
وهو عبد الله بن عبد المدان واسمه عمرو بن الديان واسمه يزيد
ابن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث
ابن كعب بن عمرو بن علة بن جلد (4) بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب
ابن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
أم أبي العباس السفاح
كانت تسكن الحميمة (5) من أرض البلقاء وكانت قبل محمد بن علي تحت عبد الله بن
عبد الملك بن مروان لها ذكر
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا

(1) قحل: جف جلده ويبس والتزق الجلد بالعظم من الهزال والجفاف والبلى.
(2) بالأصل و " ز ": وطينه، والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(3) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(4) بالأصل و " ز ": خالد، تصحيف، والتصويب عن جمهرة ابن حزم ص 20.
(5) الحميمة بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام كان منزل بني العباس كما في
معجم البلدان 2 / 307.
161

أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار
قال (1)
ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله كان يقال له عبد الحجر بن عبد المدان بن الديان بن
قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة
ابن جلد (2) كانت قبل أن يتزوجها (3) محمد عند عبد الله بن عبد الملك بن مروان
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب بن يوسف أنا الجوهري
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال
ومن ولد عبد الحجر أيضا بنو الربيع وزياد ويزيد بني عبيد الله بن عبد الله الذي يقال
له عبد الحجر بن عبد المدان وريطة بنت عبيد الله بن عبد المدان وهي أم أبي العباس عبد
الله بن محمد بن علي أمير المؤمنين القائم بدعوة بني العباس
أخبرنا أبو علي بن نبهان في كتابه
ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد
المحاملي
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الفضل بن خيرون
قالوا أنا أبو علي بن شاذان
وأخبرنا أبو عبد الله أيضا أنا أبو الفوارس طراد بن محمد وأبو محمد التميمي
قالا أنا أبو بكر بن وصيف قالا أنا أبو بكر الشافعي نا عمر بن حفص السدوسي نا
محمد بن يزيد (4) قال واستخلف (5) أبو العباس السفاح وأمه رائطة بنت عبيد الله بن عبد
الله (6) بن عبد المدان بن الديان بن الحارث بن كعب

(1) الخبر في نسب قريش للمصعب ص 30 فكثيرا ما كان الزبير يأخذ عن عمه مصعب بن عبد الله.
(2) بالأصل: " أن يسرق جمعا محمد " خطأ، والتصويب عن " ز "، ونسب قريش.
(3) بالأصل: " أن يسرق جمعا محمد " خطأ، والتصويب عن " ز "، ونسب قريش.
(4) تحرفت بالأصل إلى: زيد، والتصويب عن " ز "، وهو محمد بن يزيد بن ماجة.
(5) تقرأ بالأصل: و " ز ": واستحطب، والمثبت عن المطبوعة.
(6) الزيادة للايضاح عن " ز "، سقطت اللفظتان من الأصل.
162

" حرف الزاي "
زجلة (1)
9345 زجلة (2) مولاة عاتكة بنت عبد الله بن معاوية
وقيل إنها مولاة عاتكة بنت يزيد بن معاوية (3)
روت عن أم الدرداء وعبد الله (4) ابن أبي زكريا وسالم بن عبد الله وعمر بن عبد
الله (5) وعمر بن عبد العزيز وكويسة (6) امرأة ذكرت أنها رأت النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنها صدقة بن خالد وكليب بن عيسى بن أبي حجير الثقفي
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو منصور محمد بن
محمد بن عثمان السواق أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي نا إدريس بن عبد
الكريم الحداد المقرئ نا الهيثم بن خارجة نا كليب بن عيسى بن أبي حجير الثقفي قال
سمعت زجلة مولاة معاوية قالت أدركت يتامى كن في حجر النبي (صلى الله عليه وسلم) إحداهن تسمى
كويسة قالت فخرجت معهن إلى بيت رجل وقد هلك لأعزي أهله فلما أخرجت الجنازة
وضعت رجلي أخرج من عتبة الباب فأخذتني حتى أدخلتني البيت قالت ولم تكن
تشيع (7) الجنازة امرأة إلا أن تكون نفساء أو مبطونة تخرج معها امرأة من ثقاتها حتى يضعوها
في المصلى تدخل يدها تنظر هل خرج شئ فلا يزال القوم جلوسا أو قياما حتى إذا توارت
المرأة قالوا للإمام كبر (8)
قال وأنا السواق أنا القطيعي
وأخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الكتاني نا عبد العزيز بن محمد بن

(1) زيادة عن " ز ".
(2) زجلة بزاي مضمومة وجيم، كذا ضبطت في تبصير المنتبه 2 / 597 والاكمال لابن ماكولا 4 / 28 والإصابة 4 / 397.
(3) في تبصير المنتبه: مولاة معاوية أو مولاة عاتكة بنت معاوية.
(4) الزيادة عن الاكمال لابن ماكولا.
(5) قوله: " وعمر بن عبد الله " ليس في " ز ".
(6) كويسة: يتيمة، وفي " ز " والمطبوعة: تتبع.
(7) كذا بالأصل، وفي " ز " والمطبوعة: تتبع.
(8) رواه ابن حجر في الإصابة 4 / 397 في ترجمة كويسة.
163

محمد (1) النخشبي أنا محمد بن محمد بن عثمان أنا أحمد بن جعفر نا إدريس بن عبد
الكريم نا الهيثم بن خارجة نا صدقة بن خالد القرشي مولى أم البنين قال (2) حدثتنا زجلة
مولاة معاوية قالت كنا مع أم الدرداء فأتاها هشام بن إسماعيل المخزومي فقال يا أم
الدرداء ما أوثق خصالك في نفسك قالت الحب في الله عز وجل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام من النساء زجلة روت عن أم
الدرداء وابن أبي زكريا وسالم وعمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن (3) بن أبي الحديد
وأنبأنا أبو القاسم النسيب نا عبد العزيز الكتاني
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا الحسن بن حبيب (4) نا يزيد بن محمد بن عبد
الصمد نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال
كانت زجلة أمة لعاتكة بنت عبد الله بن معاوية فكانت ترى من مولاتها مالا تحب
فقالت لها ما أرضاك لله فغضبت عليها عاتكة فزوجتها عبدا أسود حبشيا ثم أدخلته عليها
قال سعيد فأراها دعت الله فكف عنها الأسود فبلغ ذلك عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية
فركب إليها في أمرها فلما رأت عاتكة أن أمرها قد بلغ هذا أعتقتها
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال وأما زجلة فامرأة من أهل الشام روت عن أم الدرداء وابن أبي زكريا وعمر بن عبد
العزيز وسالم بن عبد الله بن عمر قال ذلك أبو زرعة الدمشقي فيما أخبرنا أبو عبد الله
الفارسي عنه روى عنها صدقة بن خالد وذكر البخاري فيما أنا علي بن إبراهيم عن ابن
فارس عنه فقال زجلة قال حججت مع عبد الله بن أبي زكريا فأهدى لعمر بن عبد العزيز
مري (5) النينان وهو أمير المدينة

(1) " بن محمد " ليس في " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": قالت.
(3) في " ز ": الحسين.
(4) بالأصل: خبيب، والمثبت عن " ز ".
(5) فقها في " ز " ضبة.
164

قاله يحيى بن حسان حدثنا صدقة بن خالد قال نا زجلة
وكأن عند البخاري أنه رجل وهي امرأة
وهذا الذي حكاه الدارقطني عن البخاري ليس في روايتنا لتاريخ البخاري فلعل البخاري
وقع له الصواب فرجع عنه (1)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر الحافظ قال (2) أما زجلة أوله زاي
مضمومة فهي زجلة امرأة من أهل الشام مولاة معاوية بن أبي سفيان روت عن أم الدرداء
وعبد الله بن أبي زكريا وسالم بن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز حدث عنها
صدقة بن خالد القرشي وكليب بن عيسى بن أبي حجير الثقفي
قال البخاري في باب الواحد زجلة قال حججت مع عبد الله بن أبي زكريا وأهدي
لعمر بن عبد العزيز مري النينان وهو أمير المدينة
قاله (3) يحيى بن حسان نا صدقة بن خالد نا زجلة وذكرها البخاري فظن أنها رجل
9346 زرقاء بنت عدي بن مرة الهمدانية الكوفية
امرأة فصيحة استقدمها معاوية بن أبي سفيان فقدمت عليه وكانت له معها
محاورة (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي أنا محمد بن علي بن محمد أنا أحمد بن
عبد الله بن الخضر أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن أحمد حدثني أبي حدثني
محمد بن مروان بن عمر القرشي أخبرني جعفر بن أحمد نا الحسن بن جهور نا إبراهيم
ابن عبد الله المقدمي نا محمد بن الفضل نا إبراهيم بن محمد الشافعي عن محمد بن
إبراهيم عن خالد بن الوليد المخزومي عن سعيد بن حذافة الجمحي قال
سمر معاوية بن أبي سفيان ذات ليلة فذكر كلاما للزرقاء بنت عدي بن مرة من أهل
الكوفة وكانت ممن يعين عليا يوم صفين فقال لأصحابه أيكم يحفظ كلام الزرقاء بنت

(1) كذا، راجع التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 452 وفيه: ترجمة رقم 1508.
(2) الاكمال لابن ماكولا 4 / 28.
(3) بالأصل و " ز ": قال، والتصويب عن الاكمال.
(4) المحاورة في العقد الفريد 2 / 106 وصبح الأعشى 1 / 253 وفتوح ابن الأعثم 3 / 87.
165

عدي قال القوم يا أمير المؤمنين كلنا نحفظه قال فما تشيرون علي فيها قالوا نشير
بقتلها قال بئس الذي أشرتم به (1) أيحسن بمثلي أن يتحدث الناس أني قتلت امرأة بعد أن
ملكت وصار الأمر إلي ثم دعا كاتبه في الليل فكتب إلى واليه بالكوفة أن أوفد علي
الزرقاء بنت عدي مع ثقة من محرمها وعدة من فرسان قومها ومهد لها وطاء لينا واسترها
بستر خصيف (2) فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فأقرأها إياه فقالت أما أنا فغير زائفة عن
طاعة وإن كان أمير المؤمنين جعل المشيئة إلي لم أرم من بلدي هذا وإن كان حتم الأمير
فالطاعة له هو أولى بي
فحملها في عمارية (3) وجعل غشاها خزاء أدكن مبطنا بقوهي (4) ثم أحسن صحبتها فلما
قدمت على معاوية قال لها مرحبا وأهلا خير مقدم قدمه وافد كيف حالك يا خالة وكيف
كان مسيرك قالت خير مسير كأني كنت ربيبة بيت (5) أو طفلا ممهدا له قال بذاك أمرتهم
هل تعلمين لم بعثت إليك قالت سبحان الله وإني لي (6) بعلم ما لم أعلم وهل يعلم ما في
القلوب إلا الذي خلقها قال بعثت إليك لأسألك هل أنت الراكبة الجمل الأحمر يوم
صفين وأنت بين الصفين توقدين الحرب وتحضين على القتال فما حملك على ذلك
قالت يا أمير المؤمنين إنه قد مات الرأس وبتر (7) الذنب والدهر ذو غير ومن تفكر أبصر
والأمر يحدث بعده الأمر فقال لها صدقت فهل تحفظين كلامك يوم صفين قالت والله
ما أحفظه قال لكني أحفظه لله (8) أبوك لقد سمعتك تقولين أيها الناس قد أصبحتم في
فتنة غشتكم (9) جلابيب الظلم وحادت بكم عن قصد المحجة فيا لها من فتنة عمياء
صماء لا يسمع لقائلها ولا ينقاد لسائقها أيها الناس إن المصباح لا يضئ في الشمس
ولا الكوكب يبصر في القمر وإن البغل لا يسبق الفرس ألا من استرشدنا أرشدناه ومن

(1) في العقد الفريد: بئس الرأي أشرتم به علي.
(2) بالأصل: " حصيف " والمثبت عن " ز "، وفي فتوح ابن الأعثم: كثيف. والخصيف: الغليظ.
(3) في فتوح ابن الأعثم، فحملها عامل الكوفة في هودج من عصب اليمن مبطنا بالبياض.
(4) القوهي: ضرب من الثياب بيض.
(5) في الأصل: " وإني لن " والمثبت عن " ز ".
(6) بالأصل: " وإني لن " والمثبت عن " ز ".
(7) في ابن الأعثم: وبقي.
(8) بالأصل: لك، والمثبت عن " ز "، والعقد الفريد وابن الأعثم.
(9) تقرأ بالأصل: عشتكم، والمثبت عن " ز "، والعقد الفريد.
166

سألنا أخبرناه إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها فصبرا يا معشر المهاجرين والأنصار
فكأن قد اندمل شعب الشتات و التأمت كلمة العدل وغلب الحق باطله فلا يعجلن أحد
فيقول كيف العدل (1) و أنى ليقضي الله أمرا كان مفعولا ألا إن خضاب النساء الحناء
وخضاب الرجال الدماء والصبر خير في الأمور عواقب إيها إلى الحرب قدما غير ناكصين
وهذا يوم له ما بعده
ثم قال معاوية يا زرقاء لقد شركت عليا في كل ما فعل قالت له الزرقاء أحسن الله
بشارتك يا أمير المؤمنين وأدام سلامتك فمثلك بشر بخير وسر جليسه فقال لها وقد
سرك ذلك قالت نعم والله لقد سرني قولك فإني لي بتصديق الفعل فقال لها معاوية
لوفاؤكم له بعد موته أعجب إلي من حبكم له في حياته اذكري حاجتك قالت يا أمير
المؤمنين إني امرأة آليت ألا أسأل أمرا أعنت (2) عليه شيئا فمثلك أعطى عن غير مسألة
وجاد عن غير طلب قال صدقت فأقطعها ضيعة أغلتها في أول سنة ستة عشر ألف درهم
وأحسن صفدها (3) وردها مكرمة
9347 زمرد بنت جاولي بن عبد الله الخاتون أخت الملك دقاق
تاج الدولة لأمه وزوج تاج الملوك بوري بن طغتكين (4)
وأم شمس الملوك إسماعيل والشهاب محمود ابني بوري
كانت امرأة محبة للخير مكرمة لأهل العلم سمعت الحديث من الفقيهين أبي الحسن
ابن قيس (5) وأبي الفتح نصر الله بن محمد (6) وأبي طالب بن أبي عقيل الصوري
واستنسخت (7) الكتب وقرأت القرآن على أبي محمد بن طاوس وأبي بكر القرطبي وبنت

(1) زيادة عن صبح الأعشى.
(2) بالأصل و " ز ": " أعب " المثبت عن العقد الفريد، وفيه: أميرا أعنت عليه أبدا.
(3) الصفد: العطاء.
(4) بالأصل و " ز ": " طغتكي " والصواب ما أثبت، راجع ترجمة بوري في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 10 / 409
رقم 971.
(5) كذا بالأصل و " ز ": ابن قيس، وفي المطبوعة: ابن قبيس، وهو أشبه وهو علي بن منصور بن محمد،
أبو الحسن الغساني الدمشقي الفقيه ترجمته في سير الاعلام 20 / 18.
(6) هو نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد أبو الفتح الشيباني.
(7) بالأصل: " واستخصت "، وفي " ز ": واستحسنت " والمثبت عن المطبوعة.
167

المسجد الذي عند صنعاء (1) ووقفت عليه الوقوف ولما خافت من ابنها إسماعيل دبرت
عليه حتى قتل بحضرتها وأقامت أخاه محمودا مقامه وتزوجها الأمير أتابك ابن (2)
قسيم (3) الدولة زنكي (4) وخرجت إليه إلى حلب وعادت إلى دمشق بعد موت أتابك فأقامت
مديدة يسيرة وتوجهت إلى بغداد وحجت ثم عادت إلى بغداد ورجعت إلى مكة فجاورت
إلى أن ماتت وكان قد نفد ما بيدها وكان موتها في شهور سنة سبع وخمسين وخمس مائة
9348 زينب بنت الحسن بن الحسن بن (5)
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمية
وأمها فاطمة بنت الحسين (6) بن علي بن أبي طالب
كانت زوج الوليد بن عبد الملك (7) لها ذكر
أخبرنا أبو الحسين (8) بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (9) في تسمية ولد
الحسن بن الحسن قال وحسن وإبراهيم وزينب وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب
وكانت زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي عند الوليد بن عبد الملك بن مروان وهو خليفة
9349 زينب بنت الحسين (10) بن علي بن أبي طالب
ابن عبد المطلب بن هاشم
قدمت دمشق مع عمال أبيها بعد قتله على ما قرأت في كتاب أبي مخنف (11) لوط بن
يحيى عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الأزدي

(1) يعني صنعاء دمشق، وهي قرية من قرى غوطة دمشق (معجم البلدان).
(2) سقطت من الأصل و " ز ".
(3) بالأصل: قصيم، والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل: ريكي، والمثبت عن " ز ".
(5) سقطت اللفظتان من الأصل و " ز "، وزيدنا عن نسب قريش ص 52.
(6) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(7) انظر نسب قريش للمصعب ص 52.
(8) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(9) نسب قريش للمصعب ص 51 و 52.
(10) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والتصويب عن " ز ".
(11) تحرفت بالأصل إلى: محيف، والتصويب عن " ز ".
168

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي عن علي بن محمد بن أبي الهول أنا تمام بن محمد
أخبرني أبي أخبرني أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل بن الصباح المازني الرافقي (1)
بحمص أنا حسن (2) بن موسى الضبي أنا العباس بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي
حدثني أبي أبو (3) المنذر هشام بن محمد حدثني أبو مخنف (4) حدثني سليمان بن أبي
راشد عن حميد بن مسلم الأزدي قال سماع أذني من الحسين (5) وهو يقول قتل الله قوما
قتلوك يعني ابنه عليا الأكبر بن الحسين (6) ما أجرأهم على انتهاك حرمة الرسول على الدنيا
بعدك الدبار وكأني أرى امرأة خرجت كأنها شمس طالعة تنادي يا أخاه فقيل هي زينب
بنت حسين وأكبت عليه فجاء الحسين فأخذ بيدها وردها إلى الفسطاط
قال ابن عساكر (7) لم أجد لزينب هذه ذكرا في كتاب النسب للزبير
9350 زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله
ابن عباس بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية (8)
كانت مع أهلها بالحميمة من أرض البلقاء وهي زوج محمد بن إبراهيم (9) الإمام
وإليها ينسب الزينبيون من ولد العباس لأن زوجها كان له ولد من غيرها فنسب ولدها إليها
ليفرق بينهم وبين ولد الزوج الأخرى
حدثت عن أبيها سليمان بن علي
روى عنها عاصم بن علي بن عاصم الواسطي وجعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن

(1) تقرأ بالأصل: الداوني، وفي " ز ": الراقعي.
(2) في " ز ": حنش.
(3) تحرفت بالأصل إلى: ابن، والتصويب عن " ز ".
(4) تحرفت بالأصل إلى: محنف، والتصويب عن " ز ".
(5) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(6) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(7) زيادة منا.
(8) أخبارها في مروج الذهب (الفهارس)، والكامل لابن الأثير (الفهارس) والأنساب (الزينبي) واللباب (الزينبي)
وتاريخ بغداد 14 / 434 وسير الاعلام 10 / 236.
(9) كذا بالأصل و " ز ": " محمد بن إبراهيم " وفي المطبوعة: وهي زوج إبراهيم بن محمد، وقد وهم محققها في
اعتماد ذلك، فقد ورد في سير الاعلام: " حدث عنها ولدها: عبد الله بن محمد بن إبراهيم الامام ".
169

سليمان بن علي ابن (1) ابن أخيها وعبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن
علي بن عبد الله بن العباس وأبو العباس أحمد بن الخليل بن مالك بن ميمون ومحمد بن
صالح القرشي وحكى عنها المأمون
وعمرت عمرا طويلا وكانت من أولات الفضل ودخلت على مروان بن محمد عند
هلاك إبراهيم بن محمد بن علي الإمام تستأذنه في دفنه فاذن لها وذكر ذلك يأتي في ترجمة
مرية امرأة مروان
أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام البطيخي (2) ببغداد أنا أبو يعلى
ابن الفراء أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزاز أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد
الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم حدثني أبي رحمه الله حدثتني زينب ابنة سليمان
الهاشمية قالت حدثني أبي عن جدي عن عبد الله بن العباس قال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم)
يقول من أكل مما يسقط من الخوان نفي عنه الفقر وصرف عن ولده الحمق [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو الحسن الدارقطني نا أبو
إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي حدثني أبي قال حدثتنا زينب بنت
سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيها عن جدها
وأخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب أنا أبو يعلى بن الفراء أنا علي بن معروف
ابن محمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد حدثني أبي حدثتني زينب ابنة سليمان الهاشمية
زوجة محمد بن إبراهيم (3) الإمام عن أبيها عن جدها عن عبد الله بن عباس قال سمعت
النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول اللهم بارك لأمتي في بكورها زاد ابن معروف يوم خميسها [* * * *]
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا أبو بكر الخطيب (4) أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم
أنا محمد بن العباس الخزاز (5) نا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص نا أحمد بن
الخليل بن مالك بن ميمون أبو العباس قال رأيت زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن
عباس أيام المأمون وقد دخلت دار أمير المؤمنين فرفع عطاء لها الستر وعلي بن صالح

(1) سقطت من المطبوعة.
(2) في " ز ": البطيحي.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وقد قلب محقق المطبوعة الاسم فجعله: " إبراهيم
بن محمد الامام " ووهم في ذلك.
(4) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 434 - 435.
(5) بالأصل: الحداد، والمثبت عن " ز "، وتاريخ بغداد.
170

يومئذ الحاجب حاجب المأمون وعطاء يخلفه فقام إليها فقبل رجلها في الركاب وهي
على حمار لها أشهب مختميرة بخمار (1) عدني أسود عليها طيلسان مطبق أبيض فقال علي
ابن صالح لها يا مولاتي حديث سمعته من أمير المؤمنين يذكره عنك قالت أذكر منه
شيئا قال حديث أبيك عبد الله بن عباس حين بعثه العباس إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فسمعت زينب
تقول أخبرني أبي عن جدي عن أبيه عبد الله بن عباس قال بعثني أبي العباس إلى النبي
(صلى الله عليه وسلم) فجئت عنده رجل فقمت خلفه فلما قام الرجل التفت إلي فقال يا حبيبي متى
جئت قلت منذ ساعة قال فرأيت عندي أحدا قلت نعم الرجل قال ذاك جبريل
أما إنه ما رآه أحد إلا ذهب بصره إلا أن يكون نبيا وأنا أسأل الله أن يجعل ذلك في آخر
عمرك اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل واجعله من أهل الإيمان [13740].
قال لنا أبو منصور بن زريق وأبو الحسن بن سعيد قال لنا أبو بكر الخطيب (2)
زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي كانت من
أفاضل النساء وحدثت عن أبيها روى عنها عاصم بن علي الواسطي وجعفر بن عبد
الواحد القاضي وعبد الصمد بن موسى الهاشمي وأحمد بن الخليل بن مالك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري
أنا أبو الحسين بن بشران أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الأشناني نا أبو بكر بن أبي
الدنيا حدثني محمد بن صالح القرشي حدثتني زينب بنت سليمان بن علي قالت مات
المأمون وله ثمان وأربعون سنة وخمسة أشهر وأيام
وهذا يدل على أن زينب بقيت بعد المأمون (3) وكانت وفاة المأمون في رجب سنة
ثماني عشرة ومائتين
9351 زينب بنت عبد الله بن جعفر
ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية
تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية وقدم بها دمشق

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي تاريخ بغداد: بخمارة.
(2) تاريخ بغداد 14 / 434.
(3) في سير أعلام النبلاء 10 / 238 قال الذهبي: وبقيت إلى سنة بضع عشرة ومئتين، وقال: عاشت إلى بعد
المأمون.
171

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال حدثني بعض القرشيين وحدثني عمي
مصعب بن عبد الله قال
تزوج خالد بن يزيد بن معاوية زينب بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقال فيها (1)
* جاءت (2) بها دهم البغال وشبهها * مقنعة في جوف قر مخدر (3)
مقابلة (4) بين النبي محمد * وبين علي والحواري جعفر (5)
منافية جادت بخالص ودها (6) * لعبد منافي أغر مشهر *
قال الزبير قال عمي مصعب بن عبد الله وسمعت من ينكر أن يكون تزوجها وينكر
الشعر كان (7) كذا في النسخة بنت عبد الله بن (8) جعفر غير مسماة فألحقت فيها من
نسخة السماع زينب بنت عبد الله ولا أظن اسمها محفوظا وقد ذكرها في غير موضع فلم
يسمها وقال بنت عبد الله بن جعفر (9)
9352 زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومية (10)
لها ذكر
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن
محمد أخبرني أبي نا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملاس نا الحسن بن محمد بن بكار
ابن بلال حدثنا أبي نا يحيى بن حمزة قال

(1) الخبر والابيات في الأغاني 17 / 346 - 347 وأنساب الأشراف 5 / 385 (ط. دار الفكر) ويذكر أنه تزوج زينب
بنت عبد الله بن جعفر، ولم يزد في نسبها.
(2) في أنساب الأشراف: أتتنا.
(3) عجزه في أنساب الأشراف: عفيفة أخلاق كريمة عنصر.
(4) في رواية في أنساب الأشراف: مطهرة.
(5) عجزه في رواية في أنساب الأشراف: وبين الشهيد ذي الجناحين جعفر وعجزه في رواية أخرى فيه: وبين علي ذي
الفخار وجعفر.
(6) صدره في رواية في أنساب الأشراف: منافية غراء جادت بودها.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز ".
(8) سقطت الزيادة من الأصل واستدركت عن " ز ".
(9) وهو ما ورد في أنساب الأشراف في أخبار خالد بن يزيد بن معاوية.
(10) ترجمتها في نسب قريش للمصعب ص 307.
172

كان عبد الملك بن مروان فرض الصداق أربع مائة دينار لا يزاد عليها وكان ذلك بدعة
منه وذلك أنه خطب امرأة من قريش يقال لها زينب ونافسه بها رجل من أهل بيته فقال
لها ذلك الرجل أصدقك (1) عشرين ألف دينار فتزوجته وتركت عبد الملك فقال عبد
الملك أرى النساء يذهب بهن المهور ولو كان المهر واحدا ما وضعت المرأة نفسها إلا في
الفضل وما كانت زينب تذهب إلى فلان عني فكتب لا يزاد في المهر على أربعمائة
دينار قال يحيى فكان يقال لذلك الرجل خربت نفسك فيقول كعكات زينب أحب إلي
من الدنيا وما فيها قال وكانت توصف بشئ عجيب كان مما توصف به أنها تستلقي
على قفاها فيرمى تحتها بالأترجة (2) فتنفذ إلى الناحية الأخرى لعظم عجيزتها
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
المعدل نا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن
حسن عن إبراهيم بن محمد الزهري عن أبيه قال (3)
كانت زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بارعة الجمال وكانت تدعى
الموصولة فكانت عند أبان بن مروان بن الحكم فلما توفي أبان بن مروان دخل عليه عبد
الملك فرآها فأخذت بنفسه فكتب إلى أخيها المغيرة بن عبد الرحمن يأمره بالشخوص
إليه فشخص إليه فنزل على يحيى بن الحكم فقال يحيى إن أمير المؤمنين إنما بعث
إليك لتزوجه أختك زينب فهل لك في شئ أدعوك إليه قال هلم فاعرض قال أعطيك
لنفسك أربعين ألف دينار ولها علي رضاها وتزوجنيها قال له المغيرة ما بعد هذا شئ
فزوجه إياها فلما بلغ عبد الملك بن مروان ذلك أسف عليها فاصطفى كل شئ ليحيى بن
الحكم فقال يحيى كعكتين وزينب يريد أنه يجتزئ بكعكتين إذا كانت عنده زينب
قال الزبير وإنما قيل لها الموصولة لأنها كأنما انتعت كل عضو منها ثم وصلت (4)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وأخبرني نوفل بن ميمون السهمي

(1) بالأصل: " أصدقنا " وفي المطبوعة: " أصدقتك " والمثبت عن " ز "، والمختصر.
(2) الأترجة: ضرب من الفاكهة معروف.
(3) انظر نسب قريش للمصعب ص 307 باختلاف في الرواية.
(4) في نسب قريش: وكانت زينب تسمى من حسنها موصولة لان كل إرب كأنما حسن خلقه، ثم وصل إلى
الإرب الاخر.
173

عن أبي مالك محمد بن مالك بن علي بن هرمة أنه أنشده لعمه إبراهيم بن علي بن
هرمة (1)
* فمن لم يرد مدحي فإن قصائدي * توافق عند الأكرمين سوام
نوافق عند المشتري الحمد بالندى * نفاق بنات الحارث بن هشام *
قال وأخبرني مصعب بن عثمان قال كانت الجارية تولد لأحد آل الحارث بن هشام
فيتراسل النساء تباشرا بها ويرى أهلها أنهم بها أغنياء
9353 زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (2)
امرأة جزلة كانت مع أخيها الحسين بن علي حين قتل وقدم بها على يزيد بن معاوية
مع أهلها
وحدثت عن أمها فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأسماء ابنة عميس ومولى للنبي (صلى الله عليه وسلم)
اسمه طهمان أو ذكوان
روى عنها محمد بن عمرو وعطاء بن السائب وبنت أخيها فاطمة بنت الحسين بن
علي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا علي بن محمد بن أحمد
ابن كيسان أنا يوسف بن يعقوب القاضي نا أبو الربيع نا شريك عن عطاء بن السائب
قال (3) دلني أبو جعفر على امرأة يقال لها زينب بنت علي أو من بنات علي قالت حدثني
مولى للنبي (صلى الله عليه وسلم) يقال له طهمان أو ذكوان أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إن الصدقة لا تحل لمحمد
ولا لآل محمد وإن مولى القوم منهم [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو سعد محمد بن
عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن " ز ".
(2) ترجمتها في نسب قريش للمصعب ص 41 وجمهرة ابن حزم ص 16 والطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 465
والإصابة 4 / 321 ومروج الذهب 3 / 78 وأنساب الأشراف 2 / 325 و 2 / 411 (ط. دار الفكر).
(3) الخبر رواه ابن حجر في الإصابة 1 / 483 في ترجمة ذكوان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولم يسمها،: بنت علي. وأسد
الغابة 2 / 16 في ترجمته أيضا، ولم يسمها أيضا.
174

وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر
ابن المقرئ قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا أبو سعيد الأشج نا ابن (1) إدريس عن أبي
الحجاف داود بن أبي عوف (2) عن محمد بن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن
فاطمة بنت محمد قالت نظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى علي (3) فقال هذا في الجنة وإن من شيعته
قوما (4) يعلنون (5) الإسلام يرفضونه لهم نبز (6) يسمون الرافضة من لقيهم فليقتلهم فإنهم
مشركون [* * * *]
قال ابن عساكر (7) كذا قال وإنما هو أبو إدريس وهو تليد بن سليمان
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد حدثني عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج نا تليد بن سليمان عن أبي
الحجاف (8) داود بن أبي عوف عن محمد بن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن
فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وسلم) قالت نظر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى علي فقال هذا في الجنة وإن من شيعته
قوما يلفظون (9) الإسلام لهم نبز يسمون الرافضة من لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون [* * * *]
رواه محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع عن الأشج (10) فقال محمد بن عمرو بن
الحسن بن علي ورواه سوار بن مصعب عن أبي الجحاف عن محمد بن علي عن فاطمة
بنت علي عن أم سلمة وقد تقدم الحديثان في فضائل علي عليه السلام
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا أبو
طاهر أنا أحمد نا الزبير (11) قال في تسمية ولد علي وزينب بنت علي الكبرى ولدت
لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وذكر غيرها ثم قال وأمهم فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) كذا بالأصل و " ز "، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 37.
(3) سقطت من الأصل، واستدركت اللفظتان عن " ز ".
(4) سقطت من اللفظة من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: يلفظون.
(6) النبز: اللقب، وفي المختصر: نير، خطأ.
(7) زيادة منا.
(8) تحرفت هنا بالأصل إلى: الحجاب، والتصويب عن " ز ".
(9) بالأصل: يليظون، والمثبت عن " ز ".
(10) تحرفت في " ز " إلى: الأشجع.
(11) راجع نسب قريش للمصعب ص 41.
175

أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا ابن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال
وأما فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له الحسن بن علي
الأكبر وحسين بن علي وهو المقتول بالعراق بالطف (1) وزينب وأم كلثوم فأما زينب
فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت عنده وقد ولدت له علي بن عبد الله وأخا له آخر
يقال له عون
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا ابن يوسف أنا الجوهري قراءة
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد قال (2)
زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن (3) هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها
فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فولدت
له عليا وعونا الأكبر وعباسا ومحمدا وأم كلثوم
قال وأنا ابن سعد (4) أنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن ابن أبي ذئب حدثني
عبد الرحمن بن مهران أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب تزوج زينب بنت علي وتزوج معها
امرأة على ليلى بنت مسعود فكانتا تحته جميعا
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد
الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير
الطبري قال (5)
قال هشام بن محمد قال أبو مخنف (6) عن الحارث بن كعب عن فاطمة بنت علي

(1) الطف: في عدة مواضع، والمراد هنا: أرض من ناحية الكوفة في طريق البرية فيها كان مقتل الحسين بن علي
رضي الله تبارك وتعالى عنه (معجم البلدان).
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 465.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن " ز ".
(4) طبقات ابن سعد 8 / 465.
(5) رواه الطبري في تاريخه 3 / 339 - 340 (حوادث سنة 61) طبعة بيروت.
176

قالت لما أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية رق لنا أول شئ وألطفنا قال ثم إن رجلا من
أهل الشام أحمر قام إلى يزيد فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه يعنيني وكنت جارية
وضيئة فأرعدت وفرقت وظننت أن ذلك جائز لهم وأخذت بثياب أختي زينب قالت
وكانت أختي زينب أكبر مني وأعقل وكانت تعلم أن ذلك لا يكون فقالت كذبت والله
ولؤمت ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد فقال كذبت والله إن ذلك لي لو شئت أن أفعله
لفعلت قالت كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا
قالت فغضب يزيد واستطار ثم قال إياي تستقبلين (1) بهذا إنما خرج من الدين أبوك
وأخوك فقالت زينب بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وجدك وأبوك
قال كذبت يا عدوة الله قالت أنت أمير مسلط (2) تشتم ظالما وتقهر بسلطانك قالت
فوالله لكأنه استحيى فسكت ثم عاد الشامي فقال يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية
قال أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا قالت ثم قال يزيد بن معاوية يا نعمان بن بشير
جهزهم بما يصلحهم وابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا وابعث معه خيلا
وأعوانا يسير بهم إلى المدينة ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهن أخوهن علي
ابن الحسين في الدار التي هو (3) فيها قال فخرجن حتى دخلن دار زيد فلم يبق من آل
معاوية امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين فأقاموا عليه المناحة ثلاثا وكان يزيد
لا يغتدي ولا يعشى (4) إلا دعا علي بن الحسين إليه قال فدعاه ذات يوم ودعا عمرو (5) بن
الحسن بن علي وهو غلام صغير فقال لعمرو أتقاتل هذا يعني خالدا ابنه قال لا
ولكن أعطني سكينا وأعطه سكينا (6) ثم أقاتله فقال (7) له يزيد وأخذه فضمه إليه ثم قال
شنشنة أعرفها من أخزم (8) هل تلد الحية إلا حية (9)

(1) بالأصل: تستقبلني، والمثبت عن " ز "، والطبري.
(2) زيادة عن الطبري.
(3) في الطبري: هن.
(4) كذا بالأصل، وفي " ز "، والطبري: لا يتغدى ولا يتعشى.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي الطبري: " عمر " تصحيف.
(6) الزيادة للايضاح عن " ز "، والطبري.
(7) بالأصل و " ز "، والمطبوعة: " فقام " والمثبت عن الطبري.
(8) مثل. انظر قصته في مجمع الأمثال 1 / 361 وجمهرة الأمثال 1 / 541 والمستقصى للزمخشري 2 / 134.
(9) مثل. انظر مجمع الأمثال 2 / 259 والمستقصى للزمخشري 2 / 390.
177

كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت زاهر بن أحمد يقول أملى علينا أبو بكر بن الأنباري بإسناد له أن زينب بنت علي
ابن أبي طالب يوم قتل الحسين بن علي أخرجت رأسها من الخباء وهي رافعة عقيرتها بصوت
عال تقول (1)
* ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي (2) * منهم (3) أسارى ومنهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بشر (4) في ذوي رحمي *
وذكر الزبير أن زينب التي أنشدت هذه الأبيات زينب الصغرى بنت عقيل بن أبي
طالب
أخبرنا أبو الحسين (5) وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا ابن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (6) في تسمية ولد عقيل بن أبي طالب قال
وزينب الصغرى بنت عقيل التي خرجت على الناس بالبقيع تبكي قتلاها بالطف وهي تقول
* ماذا تقولون إن قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بأهل بيتي وأنصاري وذريتي * منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم
ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي *
فقال أبو الأسود الديلي (7) نقول " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن
من الخاسرين " (8)

(1) الأبيات في تاريخ الطبري 5 / 298 - 299 (حوادث سنة 60) ونسبها لامرأة من بني عبد المطلب قالتها لما دخلوا
بعيال الحسين بن علي بن أبي طالب المدينة بعد قتله. وذكرها مصعب في نسب قريش ص 84 ونسبها لزينب بنت
عقيل بن أبي طالب، وأنساب الأشراف 3 / 420 (ط. دار الفكر) ونسبها أيضا إلى زينب بنت عقيل، ومروج
الذهب 3 / 83 ونسبها إلى بنت عقيل بن أبي طالب.
(2) في أنساب الأشراف: ذريتي وبنو عمي بمضيعة.
(3) في مروج الذهب: نصف أسارى ونصف.
(4) في أنساب الأشراف: بسوء.
(5) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(6) الخبر والابيات في نسب قريش للمصعب ص 84 - 85.
(7) في " ز "، والمطبوعة: الدؤلي.
(8) سورة الأعراف، الآية: 23.
178

9354 زينب بنت هشام بن عبد الملك بن مروان
أمها أم ولد تزوجها ابن عمها محمد بن عبد الله بن عبد الملك فولدت له لها
ذكر
9355 زينب بنت يوسف (1) بن الحكم الثقفية (2)
أخت الحجاج كانت تحت المغيرة بن شعبة فطلقها ثم تزوجها الحكم بن أيوب
الثقفي فلما خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بالعراق بعث بها الحجاج في حرمه
إلى دمشق فأدركها بها أجلها كانت امرأة حازمة عفيفة وهي التي شبب بها محمد بن عبد
الله بن نمير الثقفي المعروف بالنميري (3) فمن قوله فيها (4)
* تضوع مسكا بطن نعمان إن مشت * به زينب في نسوة خفرات (5) *
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (6) أخبرني أحمد بن الحسين
ابن يحيى عن حماد بن إسحاق حدثني أبي قال وكان الحجاج وجه زينب مع حرمه إلى
الشام لما خرج ابن الأشعث خوفا عليهم فلما قتل ابن الأشعث كتب إلى عبد الملك بن
مروان بالفتح وكتب مع الرسول كتابا إلى زينب يخبرها الخبر فأعطاها الكتاب وهي راكبة
على بغلة في هودج فنشرته تقرؤه فسمعت البغلة قعقعة الكتاب فنفرت وسقطت
زينب (7) عنها فاندقت عضدها وتهرأ (8) جوفها فماتت ثم عاد الرسول الذي بعثه بالفتح
بوفاة زينب

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(2) انظر أخبارها في الأغاني 6 / 190 (ضمن أخبار الراعي النميري)، والعقد الفريد 5 / 287 ووفيات الأعيان 2 / 40
والكامل للمبرد 2 / 770 - 881.
(3) أخباره في الأغاني 6 / 190، له ديوان شعر، ط. المعهد الألماني بيروت.
(4) البيت من قصيدة في الأغاني 6 / 192 والكامل للمبرد 2 / 770 والعقد الفريد 5 / 287.
(5) بالأصل: حيرات، والمثبت عن " ز "، وفي الأغاني: عطرات. وبطن نعمان الأراك، بينه وبين مكة
نصف ليلة (معجم البلدان).
(6) الخبر رواه أبو الفرج في الأغاني 6 / 201.
(7) زيادة عن الأغاني.
(8) بالأصل و " ز ": " تهرى " بالهمز، عن الأغاني.
179

" حرف السين "
9356 سارة بنت هازان بن باحورا (1) ويقال بنت فوهن (2)
ابن باحور زوج إبراهيم الخليل عليهما السلام (3)
روي أنها كانت معه بعين الجر (4) من أعمال دمشق
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا الحسن بن علي أنا محمد بن سعد (5) أنا
هشام بن محمد عن أبيه قال
ولد لإبراهيم إسماعيل وهو أكبر ولده وأمه هاجر وهي قبطية وإسحاق وكان ضرير
البصر وأمه سارة بنت بثويل (6) بن ناحور بن ساروع بن أرعوا بن فالح بن عابر بن سالح بن
أرفخشد (7) بن سام بن نوح وماتت سارة فتزوج إبراهيم امرأة من الكنعانيين يقال لها
قنطورا
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد أنا علي بن أحمد بن محمد (8)
قال وامرأته يعني إبراهيم سارة بنت هازان بن يا حور (9) بنت عم إبراهيم
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو
الحسن علي بن بركات (10) قالوا أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن أحمد بن رزقويه (11)

(1) في " ز ": " باحور " وفي المختصر: ناحور.
(2) في " ز ": فرهن، وفي المختصر: سفوهن.
(3) انظر أخبارها في تاريخ الطبري 1 / 184 وجمهرة ابن حزم ص 9 والبداية والنهاية 1 / 176 والكامل لابن الأثير 1 /
89 وتاريخ اليعقوبي 1 / 14 ومروج الذهب 1 / 42.
(4) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " نعنن الحر " والمثبت عن " ز "، وعين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك
ودمشق (معجم البلدان)، وهي بلدة عنجر، وهي في البقاع اللبناني قرب الحدود العربية السورية.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 47.
(6) أعجمت عن ابن سعد، وهي لم تعجم بالأصل و " ز ".
(7) بالأصل: أرفجش، والمثبت عن " ز ".
(9) كذا بالأصل معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
(10) زيد بعدها في المطبوعة: بن عبد العزيز.
(11) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: زرقويه.
180

أنا عثمان بن أحمد وأحمد بن سندي قالا نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا
إسحاق بن بشر قال فحدثني مقاتل بن سليمان عن الضحاك قال
كان اسم سارة يسارة قال فلما قال لها جبريل يا سارة قالت سارة إن اسمي يسارة
فكيف تسميني سارة
قال مقاتل عن الضحاك قال يسارة العاقر من النساء التي لا تلد وسارة الطالق
الرحم التي تلد وتحمل الولد فقال لها جبريل كنت يسارة لا تحملين فصرت سارة
تحملين الولد وترضعينه قال فقالت سارة يا جبريل نقصت اسمي قال جبريل إن الله
قد وعدك بأن يجعل هذا الحرف في اسم ولد من ولدك في آخر الزمان وذلك أن اسمه عند
الله حسين فسماه يحيى
وأنبأنا أبو الفضائل وأبو تراب قالا أنا أبو بكر أنا ابن رزقويه أنا ابن أحمد
وأحمد بن سندي قالا أنا الحسن (1) نا إسماعيل نا إسحاق بن بشر قال قال آخرون
فخرج يعني إبراهيم حتى جاوز كوثى ربي (2) وتزوج سارة بنت قوهن بن ناحور بعدما أهلك
الله الملك وأمره الله بالاجلاء عن بلاده وأمره (3) أن يلحق بالأرض المقدسة وكان يوم
تزوج وخرج من بلاد قومه إلى الأرض المقدسة ابن ثمانين سنة ثم خرج وتزوج سارة
وخرج معها هاران أخوه ولوط بن هاران وهو ابن أخيه فذلك قوله عز وجل " فآمن له
لوط وقال إني مهاجر إلى ربي " (4) فمضى مع إبراهيم وسارة فتزوجها إبراهيم على أن لا يرثها
غيره وكانت سارة من أحسن نساء العالمين
قال ونا إسحاق عن مقاتل عن ابن عباس قال
قسم الله عز وجل الحسن عشرة أجزاء فجعل منه ثلاثة أجزاء في حواء وثلاثة أجزاء
في سارة وثلاثة أجزاء في يوسف وجزءا في سائر الخلق فكانت سارة من أحسن نساء أهل
الأرض وكانت من أشد نسائهم غيرة

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: " الحسين " بن علي القطان. قارن مع السند السابق.
(2) بالأصل: " لو نارنا " كذا، وفي " ز ": " كوباريا " والمثبت والضبط عن معجم البلدان، وقال ياقوت: كوثى العراق
كوثيان أحدهما كوثى الطريق، والاخر: كوثى ربي وبها مشهد إبراهيم الخليل وبها مولده، وهما من أرض بابل
(معجم البلدان 4 / 487).
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك للايضاح عن " ز ".
(4) سورة العنكبوت، الآية: 26.
181

قرأت بخط أبي محمد عبد (1) الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر فيما ذكر أنه نقله
من خط أبي الحسين الرازي أخبرني محمود بن محمد بن الفضل نا القاسم بن عمرون نا
العباس بن هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال
وخرج إبراهيم من حران يؤم أرض بني كنعان حتى عبر الفرات إلى الشام فانحرف
لسانه عن السريانية إلى العبرانية (2) وإنما سميت العبرانية لأنه تكلم بها حين عبر الفرات
ومضى حتى أتى أيتملك ملك بني كنعان بالشام وعظيمهم الذي يدين له عظماؤهم يومئذ
وكان ينزل عين الجر من أرض البقاع من حد (3) دمشق وكانت الشام يومئذ منسوبة إلى
فلسطين فقال له أيتملك إنه لا طاقة لي بمعاندة نمرود وقد جاورتنا (4) مخالفا له فقال
إبراهيم إن إلهي يمنعك منه فأجار إبراهيم وسأله أن يزوجه سارة فقال إنها زوجتي فلم
يعرض لها وقال انزل حيث شئت من أرضنا وبعث إلى عظماء النواحي يأمرهم بحفظه
وحسن مجاورته فنزل اللجون قرية من قرى الأردن ثم تحول منها إلى أرض فلسطين
فنزل بناحية منها يقال لها السبع (5) من أرض بيت جبرين (6) ثم تحول إلى قرية يقال لها
حبرى (7) فيما بين بيت جبرين وبيت المقدس فأقام بها
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي أنا
أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد حدثني أبي (8) نا علي بن حفص المدائني (9) عن ورقاء
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات قوله حين دعي إلى آلهتهم " إني سقيم " (10)

(1) بالأصل: " عبيد " والمثبت عن " ز ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن " ز " للايضاح.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر والمطبوعة: " جند ".
(4) بالأصل والمطبوعة: " جاورنا " والمثبت عن " ز ".
(5) السبع: ناحية في فلسطين بين بيت المقدس والكرك (معجم البلدان).
(6) بيت جبرين: بليدة بين بيت المقدس وغزة، وهي إلى غزة أقرب (معجم البلدان).
(7) رسنها بالأصل و " ز ": " حبرا " والمثبت عن المختصر والمطبوعة، وجاء في معجم البلدان: حبرون: اسم القرية
التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام ببيت المقدس، ويقال لها أيضا: حبرى.
(8) رواه أحمد بن حنبل في المسند 3 / 369 رقم 9252 طبعة دار الفكر، وفي النسخة الميمنية 2 / 403.
(9) " المدائني " ليست في المسند.
(10) سورة الصافات، الآية: 89.
182

وقوله " بل فعله كبيرهم هذا " (1) وقوله لسارة إنها أختي قال ودخل إبراهيم قرية فيها
ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل دخل إبراهيم الليلة بامرأة من أحسن الناس قال
فأرسل إليه الملك أو الجبار من هذه معك قال أختي قال أرسل بها إلي قال فأرسل
بها إليه وقال لها لا تكذبي قولي فإني قد أخبرته أنك أختي أن على الأرض مؤمن غيري
وغيرك فلما دخلت إليه قام إليها قال فأقبلت توضأ وتصلي وتقول اللهم إن كنت تعلم أني
آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي الكافر قال فغط حتى
ركض برجله
قال أبو الزناد قال أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنها قالت اللهم إنه إن
يمت يقل هي قتلته قال فأرسل قال ثم قام إليها قال فقامت توضأ وتصلي وتقول اللهم
إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي
الكافر قال فغط حتى ركض برجله
قال أبو الزناد وقال أبو سلمة عن أبي هريرة أنها قالت اللهم إنه إن يمت يقل هي
قتلته قال فأرسل قال فقال في الثالثة أو الرابعة ما أرسلتم إلي إلا شيطانا أرجعوها إلى
إبراهيم وأعطوها هاجر قال فرجعت فقالت لإبراهيم أشعرت أن الله رد كيد الفاجر (2)
وأخدم وليدة
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا أنا أبو
الحسين عبد الدائم بن الحسن بن عبيد الله القطان أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن
الوليد الكلابي نا أبو بكر محمد بن خريم البزاز إملاء نا هشام بن عمار نا عبد الأعلى بن
محمد نا عمران بن خالد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
إن إبراهيم لم يكذب إلا ثلاث كذبات اثنتين في الله قوله " إني سقيم " وقوله " بل
فعله كبيرهم هذا " وإنه كان يسير هو وسارة في أرض جبار من الجبارة فنزل منزلا فأتي ذلك
الجبار فقيل له إن هاهنا رجلا معه امرأة هي أحسن الناس فأرسل إليه فجئ به فقال ما هذه
المرأة قال أختي قال ابعث بها إلي فأتاها إبراهيم فقال إن هذا سألني عنك فأخبرته أنك
أختي فلا تكذبيني عنده فإنه ليس في الأرض مسلم غيري وغيرك وإنك أختي في كتاب

(1) سورة الأنبياء، الآية: 63.
(2) في المسند: الكافر.
183

الله فأتته فتناولها فأخذه شئ فقال ادعي ربك يطلقني فلك ألا أضرك فدعت الله فأطلق
ثم عاد فأخذه شئ أشد فقال ادعي ربك أن يطلقني فدعته فأطلق فدعا أدنى حجبته
فقال أخرجها وعطاها هاجر فأتت إبراهيم وهو يصلي فقالت رد الله كيد الفاجر وأخذ
منه هاجر فكان أبو هريرة يقول فتلك أمكم يا بني ماء السماء [* * * *] (1)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو عثمان
البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو يعلى الموصلي نا مسلم بن أبي مسلم الجرمي
نا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاث كذبات كلهن في الله قوله " إني سقيم "
وقوله " بل فعله كبيرهم هذا " وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) وخرج إبراهيم يسير في أرض جبار من
الجبابرة ومعه سارة وكانت من أجمل النساء وقال ابن القشيري الناس فبلغ ذلك الجبار
أن في عملك رجلا معه امرأة ما رأى الراؤون أجمل منها فأرسل إليه فأتاه فسأله عن
المرأة من المرأة التي معك قال أختي قال فابعث بها إلي فبعث معه رسولا فأتاها
فقال إن هذا الجبار سألني عنك فأخبرته أنك أختي في الإسلام وسألني أن
أرسلك إليه فاذهبي إليه فإن الله سيمنعه منك قال فذهبت إليه مع رسوله فلما أدخلها
عليه وثب إليها فحبس عنها فقال لها ادعي إلهك الذي تعبدين أن يطلقني ولا أعود فيما
تكرهين فدعت الله فأطلقه ففعل ذلك ثلاثا ثم قال للذي جاء بها أخرجها عني (2) فإنك
لم تأتني بإنسية إنما أتيتني بشيطانة فأخدمها هاجر فرجعت إلى إبراهيم فاستوهبها منها
فوهبتها له [* * * *]
قال محمد فهي أمكم يا بني ماء السماء يعني العرب
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا عبد الرحمن بن الحسين (3) بن محمد بن
إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد التميمي نا عبد الرحمن بن عثمان أنا أبو يعقوب إسحاق
ابن إبراهيم نا الحسين بن حميد نا زهير (4) بن عباد حدثني أبو الحسن المفسر قال لما

(1) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 173 - 174 وانظر تخريجه بالحاشية.
(2) بالأصل: عنه، والمثبت عن " ز ".
(3) أقحم بعدها بالأصل: " الحسن " وكتب فوقها في " ز ": الحسن ح ".
(4) بالأصل: " سيرين " خطأ عن " ز ".
184

أخذ صاحب مصر سارة من إبراهيم الخليل ذهب ليتناولها فأيبس الله يده في عنقه فقال لها يا
هذه ما أطوع ربك لك حين دعوتيه علي فقالت له وأنت إن أطعته أطاعك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي (1) نا (2) يحيى بن محمد بن أبي الصفيرا (3) قال نا إبراهيم بن سعيد نا
عفان نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعطي يوسف وأمه
شطر الحسن يعني سارة [* * * *]
قال ابن عدي وهذا الحديث ما أعلم رفعه أحد غير عفان وغيره أوقفه عن حماد بن
سلمة
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن
قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي نا محمد بن جعفر
الخرائطي نا طاهر بن خالد بن نزار الإيلي حدثني أبي نا سعيد بن سالم عن إسرائيل
الكوفي قال أبي أظنه ابن يونس عن منصور عن مجاهد عن ربيعة الجرشي قال قسم
الحسن نصفين فبين سارة ويوسف نصف الحسن ونصف الحسن بين سائر الناس
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي أنا أبو الحسن الواحدي أنا إسماعيل
ابن إبراهيم الواعظ أنا عبد الله بن عمر الجوهري نا عبد الله بن محمود السغدي (4) نا
موسى بن بحر نا عبيدة بن حميد حدثني منصور عن مجاهد عن ربيعة الجرشي (5) قال
قسم الحسن نصفين نصف ليوسف وسارة ونصف بين الناس
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن (6) وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن

(1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 5 / 385 في ترجمة عفان بن مسلم البصري.
(2) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز "، وفي الكامل: حدثنا.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وابن عدي، وفي المطبوعة: الصغير.
(4) بالأصل: و " ز ": السعدي، تصحيف.
(5) بالأصل و " ز ": الحرسي، تصحيف، والصواب ما أثبت وضبط.
(6) في " ز ": " أحمد " وكتب على الهامش: الحسن.
185

علي بن بركات قالوا أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه (1) أنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد وأبو بكر أحمد بن سندي قالا أنا الحسن بن علي نا إسماعيل بن
عيسى أنا إسحاق بن بشر حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي
هريرة أن إبراهيم لم يولد له فكانت سارة لا تلد فلما رأت سارة ذلك أحبت أن تعرض
هاجر على إبراهيم فكان يمنعها غيرتها
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس الأصم نا أسيد (2) بن عاصم نا الحسين يعني ابن
حفص عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مصرف عن علي قال
كانت آجر (3) لسارة فأعطت آجر لإبراهيم فاستبق إسماعيل وإسحاق فسبقه إسماعيل
فجلس في حجر إبراهيم قالت سارة أظنه والله لأغيرن منها ثلاثة أشراف (4) فخشي
إبراهيم أن تجدعها أو تخرم أذنيها فقال لها هل لك أن تفعلي شيئا يبري يمينك تثقبين
أذنيها وتخفضينها فكان أول انخفاض هذا
وقد روي من وجه آخر ضعيف عن ابن عباس
أخبرناه أبو محمد بن حمزة بقراءتي عليه عن أبي بكر الخطيب أنا أبو الحسن (5) بن
رزقويه (6) أنا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن سندي قالا أنا الحسن بن علي القطان
نا إسماعيل بن عيسى أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك ومقاتل
عن الضحاك عن ابن عباس ومحمد بن إسحاق بإسناد له قالوا
كانت هاجر ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيم فقالت إني أراها وضيئة فخذها لعل
الله أن يرزقك منها ولدا وكانت سارة قد منعت الولد فلم تلد لإبراهيم حتى أيست وكان
إبراهيم قد دعا ربه " رب هب لي من الصالحين " (7) فأخرت الدعوة حتى كبر إبراهيم

(1) تحرفت بالأصل إلى: زرقويه، والمثبت عن " ز ".
(2) في " ز ": أمية.
(3) كذا بالأصل و " ز " هنا: آجر، يعني هاجر، قال ابن هشام في السيرة 1 / 6 تقول العرب: هاجر وآجر، فيبدلون
الألف من الهاء، كما قالوا: هراق الماء وأراق الماء وغيره.
(4) أشراف الأنساب: أذناه وأنفه.
(5) تحرفت في " ز " إلى: الحسين.
(6) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الحسين.
(7) سورة الصافات، الآية: 100.
186

وعقمت سارة ثم إن إبراهيم وقع على هاجر فولدت له إسماعيل (1)
قال إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك ولم يذكره
عن ابن عباس أن سارة حين ولد لإبراهيم إسماعيل اشتد حزنها على ما فاتها من الولد
وقال إسحاق عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال
فلما رأت سارة إبراهيم قد شغف بإسماعيل غارت غيرة شديدة وحلفت لتقطعن عضوا
من أعضاء هاجر قال فبلغ ذلك هاجر فلبست درعا لها وجرت ذيلها فهي أول نساء
العالمين جرت الذيل وإنما فعلت ذلك لتعفي أثرها في الطريق على سارة فلم تقدر عليها
فقال لها إبراهيم هل لك إلى خير أن تعفي عنها وترضي بقضاء الله قالت وكيف لي بما قد
حلفت قال اخفضيها فتكون سنة النساء وتبري يمينك قالت أفعل فأخذتها فخفضتها
فمضت السنة للنساء بالخفض منها (2) (3)
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وابن العلاف قالا
أنا عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إبراهيم نا أبو بكر الخرائطي نا الصاغاني نا
الواقدي عن محمد بن صالح عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه قال
كانت سارة تحت إبراهيم خليل الرحمن فمكثت معه دهرا لا ترزق منه ولدا فلما
رأت ذلك وهبت له هاجر أمة لها قبطية فولدت لإبراهيم إسماعيل عليهما السلام فغارت
من ذلك سارة ووجدت في نفسها وعتيت (4) على هاجر فحلفت أن تقطع منها ثلاثة اشراف
فقال لها إبراهيم هل لك أن تبري يمينك قالت كيف أصنع قال اثقبي أذنيها
واخفضيها والخفض هو الختان ففعلت ذلك بها فوضعت هاجر في أذنيها قرطين
فازدادت بهما حسنا فقالت سارة أراني إنما زدتها جمالا فلم تقاره (5) على كونها معه

(1) تاريخ الطبري 1 / 150 والكامل لابن الأثير 1 / 89.
(2) انظر تاريخ الطبري 1 / 153 والكامل لابن الأثير 1 / 103.
(3) قال السهيلي فكانت أول من اختتن من النساء وأول من ثقبت أذنها منهن وأول من طولت ذيلها انظر البداية والنهاية
1 / 178.
(4) كذا بالأصل: عتيت، لغة عتوت، راجع اللسان، في " ز ": عتبت.
(5) بدون إعجام بالأصل و " ز " وفوقها ضبة، أعجمت عن المختصر والمطبوعة.
187

ووجد بها إبراهيم وجدا شديدا فنقلها إلى مكة فكان يزورها في كل يوم من الشام على
البراق من شغفه بها وقلة صبره عنها
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنا محمد
ابن عبد الله بن خلف بن بخيت (1) الدقاق نا إسماعيل بن موسى الحاجب نا جبارة نا
علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى بن أبي رافع في قوله " فأقبلت امرأته
في صرة " (2) قال صيحة فولولت
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية أنا محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة أنا الفضل بن غانم عن سلمة بن
الفضل عن ابن إسحاق قال
كان إسماعيل بكر إبراهيم وأكبر ولده فلما ولدت سارة لإبراهيم إسحاق فذكر لي
بعض أهل الكتاب أنها لما ولدت جعل الكنعانيون يقولون ألا تعجبون لهذا الشيخ ولهذا
العجوز وجدوا صبيا سقيطا فأخذاه يزعمان أنه ولدهما وهل يلد مثلها من النساء فكون
الله صورة إسحاق على صورة إبراهيم حتى لا يراه أحد إلا قال والله إنه لمن الشيخ
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن بكر القاضي ببغداد نا الحسن بن علي بن شبيب قال سمعت
أحمد بن أبي الحواري قال سمعت سفيان بن عيينة يقول
شكا إبراهيم إلى ربه ما يلقى من رداءة خلق سارة فأوحى الله إليه يا إبراهيم ألبسها (4)
على ما كان فيها ما لم تجد عليها خزية (5) في دينها
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو

(1) في " ز ": نجيب، تصحيف.
(2) سورة الذاريات، الآية: 29.
(3) كان عمر سارة يوم ولدت إسحاق تسعين سنة، كما في الطبري وتاريخ اليعقوبي، وقال ابن الأثير: سبعين سنة.
وكان عمر إبراهيم: مئة وعشرين سنة، كما في الطبري ومروج الذهب والكامل لابن الأثير، وفي المعارف وتاريخ
اليعقوبي: مئة سنة.
(4) يقال لبست فلانا على ما فيه: احتملته وقبلته، ويقال: البس الناس على أخلاقهم أي عاشرهم (تاج العروس:
لبس).
(5) تقرأ بالأصل و " ز ": " خربة " ولا معنى لها هنا، والمثبت عن المختصر، والمطبوعة.
188

الطيب عثمان بن عمرو نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا ابن
المبارك أنا سفيان بن عيينة عن شيخ عن من حدثه عن أبيه قال
جاء جرير (1) إلى عمر فشكا إليه ما يلقى من النساء فقال عمر إنا لنجد ذلك حتى إني
لأريد الحاجة فتقول ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن فقال ابن مسعود أما
بلغك أن إبراهيم شكا إلى الله درء (2) خلق سارة فقال له إنما خلقت من الضلع فألبسها على
ما كان ما لم تر عليها خزية (3) في دينها فقال عمر لقد حشا الله بين أضلاعك علما كثيرا
قال ونا الحسين بن الحسن أنا مؤمل يعني ابن إسماعيل نا سفيان عن عبد
الرحمن الأصبهاني عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أولاد
المسلمين في جبل في الجنة وكفلهم (4) إبراهيم وسارة فإذا كان يوم القيامة دفعوهم إلى
آبائهم [* * * *]
قال ابن صاعد نا به جماعة بكار بن قتيبة وغيره ولا أعلم أحدا رفعه إلا مؤمل
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد لفظا وأبو
القاسم عبيد الله بن عبد الله بن (5) هشام بن سوار العنسي الداراني قالا أنا أبو محمد عبد
الرحمن بن عثمان بن أبي نصر نا أبو الحسن خيثمة بن سليمان إملاء نا محمد بن
إسحاق (6) بن كثير الصوري أنا مؤمل نا سفيان عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي
حازم عن أبي هريرة قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) أطفال المسلمين في جبل في الجنة فكفلهم (7)
إبراهيم وسارة حتى يدفعوهم إلى آبائهم يوم القيامة [* * * *]
رفعه يحيى القطان عن (8) سفيان
أخبرنا (9) به أبو القاسم إسماعيل بن محمد نا أبو منصور محمد بن أحمد أنا أبو

(1) بالأصل: " جرر " تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(2) الدرء: النشوز والاعوجاج، وفي المختصر: رداءة خلق سارة.
(3) بالأصل و " ز ": خربة.
(4) كذا بالأصل، وفي " ز ": يكفلهم.
(5) سقطت من اللفظتان من الأصل واستدركتا عن " ز ".
(6) كتب فوقها في " ز ": " إبراهيم ح ".
(7) كذا بالأصل، وتقرأ في " ز ": فكفلهم، وتقرأ: يكفلهم.
(8) بالأصل: " على عن " وفي " ز ": " على " وكتب فوقها " عن ح ".
(9) في " ز ": أخبرناه.
189

بكر أحمد بن موسى بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد بن
مسرهد نا يحيى عن سفيان حدثني عبد الرحمن بن الأصبهاني عن أبي حازم عن أبي
هريرة قال أولاد المسلمين في كهف جبل تكفلهم سارة وإبراهيم عليهما السلام حتى إذا كان
يوم القيامة دفعوا إلى آبائهم
أنبأنا أبو محمد ابن الأكفاني شفاها أنا عبد العزيز أنا (1) أبو الحسن علي بن المسلم
وغيره أنذ عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم أنا عبد الوهاب بن جعفر أنا أبو سليمان بن زبر
أنا عبد الله بن أحمد الفرغاني أنا محمد بن جرير (2) نا القاسم بن الحسن نا الحسين بن
داود حدثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي (3)
قال ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة وذبح إسحاق وهو ابن تسع سنين (4)
وولدته سارة وهي ابنة تسعين سنة وكان مذبحه من بيت إيليا على ميلين فلما علمت سارة بما
أراد بإسحاق بطنت (5) يومين وماتت اليوم الثالث وقيل ماتت سارة وهي بنت مائة سنة
وسبع وعشرين سنة (6)
قال ابن عساكر (7) وبلغني أن سارة حين أراد إبراهيم ذبح إسحاق حزنت حزنا
شديدا ومرضت من شدة الغم وماتت ولها مائة وسبع وعشرون سنة وكان لإسحاق في
ذلك الوقت سبع وثلاثون سنة وقيل تسع سنين وكان أصابها البطن ثلاثة أيام
" ست العشيرة " (8)
9357 ست العشيرة بنت عبد الله بن الحسن بن أحمد
ابن عبد الواحد بن أبي الحديد (9) السلمية
سمعت جدها القاضي الخطيب أبا عبد الله ووجدت سماعها على جزء فعزمت على

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن هامش " ز ".
(2) رواه الطبري في تاريخه 1 / 151 (ط. بيروت).
(3) أقحم بعدها بالأصل: " الحبار " وفي " ز ": " الجبائي " وكتب فوقها " الجبار " والمثبت يوافق عبارة الطبري. والجبائي
نسبة إلى جبأ أو جباء بالمد، وهو جبل باليمن (انظر معجم البلدان).
(4) في الطبري: سبع سنين.
(5) أي " أصابها البطن " وفي الطبري: مرضت.
(6) هنا انتهى خبر الطبري.
(7) زيادة منا للايضاح.
(8) زيادة عن " ز ".
(9) تحرفت في " ز " إلى: الحريز.
190

قراءته عليها فلم يتفق وأظن أن ابن ابنة أخيها ابن خال القاضي الزكي أبا (1) الحسن رحمه
الله قرأه عليها وهي أم الرئيس أبي الفوارس المسيب بن علي بن الصوفي وإخوته
وعمرت وحجت مرتين ماتت في الآخرة منهما في طريق مكة وهي راجعة في يوم
الثلاثاء الثامن عشر من المحرم سنة ست وخمسين وخمسمائة وقد بلغت إحدى وتسعين سنة "
ستيت " (2)
9358 ستيت بنت الداراني
حكى عنها أبو الفرج محمد بن أحمد بن عثمان الزملكاني مناما رأته لفاطمة بنت مجلي
يأتي في ترجمة فاطمة إن شاء الله
سعدة (3)
9359 سعدة بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أم سعيد (4)
كانت تحت يزيد بن عبد الملك ثم خلف عليها هشام بن عبد الملك وكان يزيد
تزوجها بالمدينة حين قدمها حاجا في خلافة أخيه سليمان على عشرة آلاف دينار لها ذكر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي الفقيه قالوا أنا
محمد بن أحمد المعدل أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (5) في
تسمية ولد عبد الله بن عمرو وأم سعيد لأم عمرو بنت أبان بن عثمان بن عفان ولأم سعيد
بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ولأم حسن بنت الزبير بن العوام وتزوج أم سعيد
بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان يزيد بن عبد الملك بن مروان فولدت له عبد الله
وعائشة وأم عمرو ثم توفي عنها فخلف عليها هشام بن عبد الملك وفارقها ولم تلد
له ولم تزوج بعده

(1) في " ز ": أبو.
(2) زيادة عن " ز ".
(3) زيادة عن " ز ".
(4) نسب قريش للمصعب ص 114 وجمهرة ابن حزم ص 91.
(5) الخبر في نسب قريش للمصعب ص 113 و 114.
191

9360 سفانة بنت حاتم الطائية (1)
أخت عدي بن حاتم (2) ويقال عمته وإن ثبت أن اسمها سفانة فهي أخته
حكت عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
وقد قدمت الشام في طلب أخيها
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا أبو الفضل أحمد بن علي
ابن الفضل بن طاهر أنا رشأ بن نظيف أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي أنا محمد بن عبد
الله بن أحمد بن ربيعة العبدي أنا أبي أنا محمد بن يونس بن موسى نا إسحاق بن إدريس
الإسواري نا مسلمة بن علقمة نا داود بن أبي هند نا عامر الشعبي وسماك بن حرب
عن عدي بن حاتم الطائي قال
قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مهاجرا إلى المدينة فلما رأيت ذلك من أمره في علوه وأنه بعث (3)
سرايا فتغير فلا يقوم لها شئ قلت لنفسي (4) يا نفس لو أني خلفت لي أجمالا فإن أغير
على النعم والغنم كان عندي ما أتحمل عليه فخلفت عندي من الإبل ما أعلم أنه يحملني إن
بليت ببلوى فبينا أنا ذات يوم جالس إذ جاءني راعي الإبل بعصاه فقلت له ما وراءك
قال قد أغير على النعم فقلت ومن أغار عليها قال خيل محمد فقلت يا نفس هذا
الذي كنت أحاذر وأين الفرار فقربت أجمالي وحملت أهلي لأنجو بهم وكنت نصرانيا
فدخلت على عمتي فقلت ما عسى أن يصنع بمثل هذه وقد كبرت فحملت امرأتي
فقالت لي عمي يا عدي أما تتقي ربك تنجو بامرأتك وتدع عمتك فقلت وما عسى أن
يصنع بنا (5) وأنت امرأة قد كبرت فمضيت ولم ألتفت إلى عمتي حتى وردت الشام
وانتهيت إلى قيصر وكان بأرض حمص فأدخلت عليه فقلت له إني رجل من العرب
وأنا على دينك وهذا الرجل قد تناولنا ببلدنا فكان المفر منه إليك فقال لي قيصر اذهب

(1) انظر أخبارها في الإصابة: 4 / 329 وأسد الغابة 6 / 143 ومواضع عديدة من ترجمة أخيها عدي في تاريخ دمشق
40 / 66.
(2) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 40 / 66 رقم 4659.
(3) بالأصل و " ز ": " بست " وفي المختصر: " شب " والمثبت عن المطبوعة.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و " ز "، واستدرك لاقتضاء السياق عن المختصر.
(5) كذا بالأصل، وفي " ز ": " بها " وفي المختصر: " نصنع بك " وفي المطبوعة: بك.
192

فأنزل في مكان كذا وكذا حتى نرى لك رأيا في أمره فنزلت بذلك الزمان فمكثت فيه حينا
فإني في بعض أيام بهم وغم فإذا أنا بظعينة متوجهة نحونا فلما انتهت إلي نظرت فإذا هي
عمتي فلما رأتني ابتدرتني فقالت لي يا عدي أما اتقيت ربك نجوت بامرأتك مما تحاذره
وتركت عمتك
فذكر الحديث وليس فيها أنها أسلمت
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر السوسي أنا
أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن عمر
الأسلمي حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي عمير الطائي وكان يتيم الزهري
قال
وأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي نا عباد الطائي عن أشياخهم قالوا
وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد بعث علي بن أبي طالب إلى الفلس (2) صنم لطئ يهدمه
ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فأغار على حاضر آل حاتم فأصابوا ابنة حاتم فقدم
بها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سبايا من طيئ وفي حديث هشام بن محمد أن الذي أغار عليهم
وسبى ابنة حاتم في خيل النبي (صلى الله عليه وسلم) خالد بن الوليد ثم رجع الحديث إلى الأول قال وهرب
عدي بن حاتم من خيل النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى لحق بالشام وكان على النصرانية وكان يسير في قومه
بالمرباع (3) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد وكانت امرأة جميلة جزلة فمر
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقامت إليه فقالت هلك الوالد (4) وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك
قال من أوفدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ومن رسوله وقدم وفد من
قضاعة من الشام قالت فكساني النبي (صلى الله عليه وسلم) وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى
قدمت الشام على عدي فجعلت أقول له القاطع الظالم احتملت بأهلك وولدك وتركت
بقية والدك فأقامت عنده أياما وقالت له أرى أن تلحق برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرج عدي حتى
قدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي

(1) الخبر في طبقات ابن سعد 2 / 164 باختلاف الرواية.
(2) بالأصل و " ز ": القلس، بالقاف، والمثبت عن ابن سعد، وضبطت اللفظة عنده بالقلم بالضم ثم السكون،
وضبطت في معجم البلدان بضم الفاء واللام. وهو صنم لطيئ وكان بنجد قريبا من فيد.
(3) المرباع وهو ما كان يأخذه الرئيس في الجاهلية، وهو ربع الغنيمة، (تاج العروس: ربع) بالأصل: الواقد.
والمثبت عن " ز ".
193

ابن حاتم فانطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الأرض وعرض عليه الإسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
على صدقات قومه [* * * *]
أخبرنا أبو بكر أيضا أنا الجوهري أنا أبو عمر أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا
محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (1) نا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال سمعت
عبد الله بن أبي بكر بن حزم يقول لموسى بن عمران بن مناج (2) وهما جالسان بالبقيع تعرف
سرية الفلس قال موسى ما سمعت بهذه السرية قال فضحك ابن حزم ثم قال بعث
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا في خمسين ومائة رجل على مائة بعير وخمسين فرسا وليس في السرية
إلا أنصاري فيها وجوه الأوس والخزرج فاجتنبوا الخيل واعتقبوا (3) على الإبل حتى أغاروا
على أحياء من العرب وسأل عن محلة آل حاتم فدل عليها (4) فشنوا الغارة مع الفجر
فسبوا حتى ملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وهدم الفلس وخربه (5) وكان صنما
لطيئ ثم انصرف راجعا إلى المدينة
قال عبد الرحمن بن عبد العزيز فذكرت هذه السرية لمحمد بن عمر بن علي فقال
ما أرى ابن حزم زاد على أن نتف (6) من هذه السرية ولم يأتك بها قلت فائت بها أنت
فقال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب إلى الفلس ليهدمه في مائة وخمسين
من الأنصار ليس فيهم مهاجري واحد ومعهم خمسون فارسا وظهر (7) فامتطوا الإبل وجنبوا
الخيل وأمره أن يشن الغارات فخرج بأصحابه معه راية سوداء ولواء أبيض معهم القنا
والسلاح الظاهر وقد دفع رايته إلى سهل بن حنيف ولواءه إلى جبار بن صخر السلمي
وخرج بدليل من بني أسد يقال له حريث خريتا (8) فسلك بهم على طريق فيد (9) فلما

(1) الخبر رواه الواقدي في مغازيه 3 / 984.
(2) بدون إعجام بالأصل " ز "، أعجمت عن المغازي، والاكمال لابن ماكولا 7 / 307.
(3) أي تعاقبوا على الركوب واحدا بعد الاخر، والعقبة: النوبة (راجع النهاية واللسان: عقب).
(4) في المغازي: ثم نزل عليها.
(5) عند الواقدي: وهدموا الفلس وخربوه.
(6) عند الواقدي: ينقل
(7) في المغازي: خمسون فرسا وظهرا.
(8) سقطت اللفظة من مغازي الواقدي، والخريت: الدليل الحاذق بالدلالة.
(9) فيد: قريب من أجأ وسلمى، جبلي طيئ (معجم البلدان).
194

انتهى بهم إلى موضع قال إن بينكم وبين الحي الذي تريدون يوما تاما وإن سرناه بالنهار
وطئنا أطرافهم ورعاءهم (1) فأنذروا الحي فتفرقوا فلم تصيبوا منهم حاجتكم ولكن نقيم
يومنا هذا في موضعنا حتى نمسي ثم نعتشي (2) ليلتنا على متون الخيل فنجعلها غارة حتى
نصبحهم في عماية الصبح قالوا هذا الرأي فعسكروا وسرحوا إبلهم واصطنعوا وبعثوا
نفرا منهم يتقصون (3) ما حولهم فبعثوا أبا قتادة والحباب بن المنذر وأبا نائلة فخرجوا على
متون خيل لهم يطوفون حول العسكر فأصابوا غلاما أسود فقالوا ما أنت فقال أطلب
بغيتي فأتوا به عليا فقال من أنت قال باغي (4) قال فشدوا عليه فقال أنا غلام لرجل
من طيئ من بني نبهان أمروني بهذا الموضع وقالوا إن رأيت خيل محمد فطر إلينا
فأخبرنا وأنا لا أدرك شرا (5) فلما رأيتكم أردت الذهاب إليهم ثم قلت لا أعجل حتى
آتي أصحابي بخبر بين من عددكم وعدة خيلكم وركابكم ولا أخشى ما أصابني فلكأني
كنت مقيدا حتى أخذتني طلائعكم
قال علي أصدقنا ما وراءك قال أوائل الحي على مسيرة ليلة طرادة (6) تصبحهم (7)
الخيل في مغارهم خبا (8) وعدوا قال علي لأصحابه ما ترون قال جبار بن صخر رأيي أن
ننطلق على متون الخيل ليلتنا حتى نصبح القوم وهم غارون فنغير عليهم ونخرج بالعبد
الأسود دليلا (9) ونخلف حرسا مع العسكر حتى يلحقونا إن شاء الله قال علي هذا الرأي
فخرجوا بالعبد الأسود والخيل تعادي (10) وهو ردف بعضهم عقبة (11) ثم ينزل فيردف

(1) بالأصل: ودعاهم، والمثبت عن " ز "، والمغازي.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المغازي: نسري.
(3) بالأصل: فيقصون، والمثبت عن " ز "، والمغازي.
(4) كذا بالأصل و " ز ".
(5) كذا بالأصل و " ز ".
(6) يعني طويلة.
(7) في المطبوعة: تصحبهم.
(8) الخب والخبب: ضرب من العدو. وفي " ز ": خببا وعدوا. والعبارة في المغازي: " تصحبهم الخيل ومغارها حين
غدوا ".
(9) في المغازي: ليلا.
(10) بالأصل: " بعادا " وفي " ز ": " بعادا " وفي المغازي: " تعادا ".
(11) العقبة: النوبة.
195

آخر عقبة وهو مكتوف فلما ابهار (1) الليل كبت (2) العبد وقال قد أخطأت الطريق وتركتها
ورائي فقال علي فارجع بنا إلى حيث أخطأت فرجع ميلا أو أكثر ثم قال أنا على خطأ
فقال علي إنا منك على خدعة ما تريد إلا أن تتيهنا (3) عن الحي قدموه لتصدقنا أو
لنضربن عنقك قال فقدم وسل السيف على رأسه فلما رأى الشر قال أرأيت إن صدقت
أتنفعني قال نعم قال فإن صنعت ما رأيتم إنه أدركني ما يدرك للناس من الحياء
فقلت أقبلت بالقوم أدلهم على الحي من غير محنة ولا خوف منهم (4) فلما رأيت منكم ما
رأيت وخفت أن تقتلوني كان لي عذر (5) فأنا أحملكم على الطريق قالوا أصدقنا قال
القوم منكم قريب فخرج بهم حتى انتهوا إلى أدنى الحي فسمعوا نباح الكلاب وحركة
النعم في المراح والشاء فقال هذه الأصرام (6) وهي على فرسخ ينظر بعضهم إلى
بعض قالوا فأين آل حاتم قال هم متوسطو الأصرام قال القوم بعضهم لبعض إن
أفزعنا الحي تصايحوا وأفزع بعضهم بعضا فيغيب عنا إخوانهم في سواد الليل ولكن نمهل
القوم (7) حتى يطلع الفجر معترضا (8) فقد قرب طلوعه فنغير فإن أنذر بعضهم بعضا لم
يخف علينا أين أخذوا وليس عند القوم خيل يهربون عليها ونحن على متون الخيل قالوا
الرأي ما أشرت به قال فلما اعترضوا الفجر أغاروا عليهم فقتلوا من أشرف (9) واستاقوا
الذرية والنساء وجمعوا النعم والشاء ولم يخف عليهم أحد تغيب فملأوا أيديهم قال تقول
جارية من الحي وهي ترى العبد الأسود وكان اسمه أسلم وهو موثق ما له هبل هذا
عمل رسولكم أسلم لأسلم هو جلبهم عليكم وولهم على عورتكم
قال يقول الأسود اقصري يا ابنة الأكارم ما دللتهم حتى قدمت ليضرب عنقي قال

(1) بالأصل و " ز "، والمغازي: " انهار " والصواب ما أثبت، ابهار الليل انتصف وتراكمت ظلماته.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المغازي: كذب.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المغازي: تثنينا.
(4) في المغازي: ولا حق فآمنهم.
(5) بالأصل: عدد، والمثبت عن " ز "، والمغازي.
(6) الأصرام واحدتها الصرمة، والصرم: الأبيات المجتمعة، والجماعة، والفرقة من الناس القليلة، والقطعة من
الإبل.
(7) زيادة للايضاح عن المغازي.
(8) بالأصل: معرضا، والمثبت عن المغازي و " ز ".
(9) في المغازي: فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا.
196

فعسكر القوم وعزلوا الأسرى فهم ناحية وعزلوا الذرية وأصابوا آل حاتم أخت عدي
ونسيات معها فعزلوهن على حدة فقال أسلم لعلي ما تنتظر بإطلاقي قال تشهد أن لا
إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال أنا على دين قومي هؤلاء الأسرى ما صنعوا
صنعت قال ألا تراهم موثقين فنجعلك معهم في رباطك قال نعم أنا مع هؤلاء موثق
أحب إلي من أن أكون مع غيرهم مطلقا يصيبني ما أصابهم فضحك أهل السرية منه فأوثق
وطرح مع الأسرى وقال أنا معهم حتى تروا فيهم ما أنتم راؤون فقائل يقول له من
الأسرى لا مرحبا بك أنت جئتنا بهم وقائل يقول مرحبا بك وأهلا ما كان عليك أكثر مما
صنعت لو أصابنا الذي أصابك لفعلنا الذي فعلت وأشد منه ثم قد آسيت بنفسك وجاء
العسكر فاجتمعوا فقربوا الأسرى فعرضوا عليهم الإسلام فمن أسلم ترك ومن أبى ضربت
عنقه حتى أتوا على العبد الأسود فعرضوا عليه الإسلام فقال والله إن الجزع من السيف
للؤم وما من خلود قال يقول رجل من الحي ممن أسلم يا عجبا منك ألا كان هذا حيث
أخذت فلما قتل من قتل منا وسبي من سبي منا (1) وأسلم من أسلم راغبا في الإسلام
تقول ما تقول ويحك أسلم واتبع دين محمد قال فإني أسلم وأتبع دين محمد فأسلم
فترك وكان بعد ذلك قد بقي حتى كانت الردة فشهد مع خالد بن الوليد اليمامة فأبلى بلاء
حسنا
قال وسار علي إلى الفلس فهدمه وخربه ووجدوا في بيته ثلاثة أسياف رسوب
والمخزم وسيف يقال له اليماني وثلاثة أدرع وجردوه وكان عليه ثياب يلبسونه إياها (2)
وجمعوا السبي فاستعمل أبا قتادة واستعمل عبد الله بن عتيك السلمي على الماشية الرثة ثم
أساروا حتى نزلوا ركك (3) فاقتسموا السبي والغنائم وعزل للنبي (صلى الله عليه وسلم) صفيا (4) رسول
والمخزم ثم صار له بعد السيف الآخر وعزل الخمس وعزل آل حاتم فلم يقسمهم حتى
قدم بهم المدينة
قال الواقدي (5) فحدثت هذا الحديث عبد الله بن جعفر الزهري (6) فقال حدثني ابن

(1) زيادة عن المغازي.
(2) زيادة عن المغازي للايضاح.
(3) ركك: محلة من محال سلمى، أحد جبلي طيئ (معجم البلدان) وتحرفت بالأصل و " ز " إلى " رعكا.
(4) الصفي: ما كان يأخذه رئيس الجيش ويختاره لنفسه من الغنيمة قبل القسمة (النهاية).
(5) مغازي الواقدي 3 / 988.
(6) بالأصل: الزبيري، تصحيف، والتصويب عن " ز "، والمغازي.
197

أبي عون قال كان في السبي أخت عدي بن حاتم لم تقسم فأنزلت دار رملة بنت الحارث
وكان عدي بن حاتم قد هرب حين سمع بحركة علي وكان له عين بالمدينة فحذره فخرج
إلى الشام وكانت أخت عدي إذا مر النبي (صلى الله عليه وسلم) تقول يا رسول الله هلك الوالد وغاب
الوافد فامنن علينا من الله عليك كل ذلك يسألها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من وافدك فتقول عدي
ابن حاتم فيقول الفار من الله ورسوله حتى يئست فلما كان يوم الرابع مر النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم
تكلم فأشار إليها رجل قومي فكلميه فكلمته فأذن لها ووصلها وسألت عن الرجل الذي
أشار إليها فقيل علي وهو الذي سباكم أما تعرفينه فقالت لا والله ما زلت مدنية طرف
ثوبي على وجهي وطرف ردائي على برقعي من يوم أسرت حتى دخلت هذه الدار ولا
رأيت وجهه ولا وجه أحد من أصحابه [* * * *]
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد
ابن الحسن بن خيرون قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا محمد بن أحمد بن الحسن أنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب بن الحارث أنا أبو عامر العقدي (1) عن عبد
العزيز بن أبي رواد (2) قال المنجاب وأنا إبراهيم بن يوسف أنا زياد عن ابن إسحاق
قال (3)
قال عدي بن حاتم فيما بلغنا ما رجل من العرب كان أشد كراهية لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين
سمع به مني أما أنا فكنت امرءا شريفا وكنت نصرانيا وكنت أسير في قومي بالمرباع وكنت
في نفسي على دين فكنت ملكا في قومي للذي كان يصنع أبي (4) فلما سمعت برسول (5)
الله (صلى الله عليه وسلم) كرهته فقلت لغلام لي وكان راعي الإبل لا أبا لك أعدد لي من إبلي جمالا
ذللا (6) سمانا مسان (7) فاحبسها قريبا مني فإذا سمعت بجيش محمد قد وطئ هذه البلاد

(1) بالأصل و " ز ": الأسدي، تصحيف، والصواب ما أثبت، واسمه عبد الملك بن عمرو القيسي، أبو عامر العقدي
البصري ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 69.
(2) بالأصل: رواء، والمثبت عن " ز ".
(3) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 225 وما بعدها.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي سيرة ابن هشام: لما كان يصنع بي.
(5) بالأصل: " رسول " والمثبت عن " ز "، وابن هشام.
(6) ذلل جمع ذلول، وهو الجمل السهل الذي قد ريض.
(7) سقطت اللفظة من سيرة ابن هشام.
198

فآذني ففعل ثم إنه أتاني ذات غداة يوم (1) فقال يا عدي ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل
محمد فاصنعه الآن (2) فإني قد رأيت رايات فسألت عنها فقالوا هذه جيوش محمد
قال قلت قرب لي أجمالي فقربها لي فاحتملت بأهلي وولدي ثم قلت ألحق
بالشام (3) فسلكت الجوشية (4) وخلفت (5) ابنة لحاتم في الحاضر فلما قدمت الشام أقمت
بها
وتخالفني خيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت فقدم بها على رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) في سبايا طيئ وقد بلغ رسول الله (6) هربي إلى الشام قال فجعلت ابنة حاتم في
حظيرة بباب المسجد كانت تحبس السبايا فيها فمر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقامت إليه وكانت
امرأة جزلة فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك
قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ومن رسوله قالت ثم
مضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتركني حتى إذا كان الغد مر بي فقلت له مثل ذلك فقال مثل ما قال
بالأمس حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه قالت فأشار إلي رجل خلفه قومي
فكلميه قالت فقمت فقلت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من
الله عليك قال قد فعلت لا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة
حتى (7) يبلغك إلى بلادك ثم ذنيني قالت فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن كلميه
فقيل علي بن أبي طالب قالت وأقمت حتى قدم نفر من بلي أو من قضاعة وإنما أريد أن
آتي الشام قالت فجئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله قد قدم رجال من قومي لي فيهم
ثقة وبلاغ قالت فكساني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحملني وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى
قدمت الشام
قال أبو عامر في حديثه وقد كنت أسلمت فحسن إسلامها

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي السيرة: " ذات غداة " وسقطت لفظة " يوم ".
(2) زيادة عن سيرة ابن هشام.
(3) في السيرة: ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام.
(4) الجوشية، وقال: ابن هشام: ويقال الحوشية. والذي بالأصل: " الخوسية " وفي " ز ": " الحوسية " والمثبت عن
السيرة. والجوشية: جبل للضباب قرب خربة من أرض نجد.
(5) بالأصل: وحلفت، والمثبت عن " ز "، والسيرة.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك للايضاح عن " ز "، والسيرة.
(7) زيادة عن سيرة ابن هشام.
199

قال عدي فوالله إني لقاعد في أهلي إذ نظرت إلى ظعينة (1) تصوب (2) إلي تؤمنا قال
فقلت ابنة حاتم فإذا هي هي (3) فلما وقفت علي انسحلت (4) القاطع الظالم ارتحلت
بأهلك وولدك وتركت بقية والدك أختك وعورتك قال قلت يا خية (5) لا تقولي إلا خيرا
فوالله ما لي من عذر ولقد صنعت ما ذكرت قال ثم نزلت فأقامت عندي قال فقلت
لها وكانت امرأة حازمة ماذا ترين في أمر هذا الرجل قالت أرى والله أن نلحق (6) به
سريعا فإن يكن الرجل نبيا فللسابق (7) إليه فضله وإن يكن ملكا فلن نذل في عز اليمن وأنت
أنت قال قلت والله إن هذا الرأي
قال فخرجت حتى أقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة فدخلت عليه وهو في مسجده
فسلمت عليه فقال من الرجل (8) قال قلت عدي بن حاتم
قال أبو عامر في حديثه فرحب به النبي (صلى الله عليه وسلم) وقربه (9) وكان يتألف شريف القوم
ليتألف به قومه
قال ابن إسحاق في حديثه فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فانطلق به إلى بيته قال فوالله إنه
لعامد بي (10) إليه إذ لقيته امرأة كبيرة ضعيفة فاستوقفته فوقف لها طويلا نكلمه في حاجتها
قال قلت في نفسي والله ما هذا بملك قال ثم مضى حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من
أدم محشوة ليفا فقدمها إلي فقال اجلس على هذه قالت بل أنت فاجلس قال فقال
بل أنت فاجلس عليها قال فجلست عليها وجلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالأرض قال قلت في
نفسي ما هذا بأمر ملك

(1) الظعينة: المرأة في هودجها.
(2) تصوب إلي: أي تقصد تؤم.
(3) بالأصل و " ز ": " هي هيه " والمثبت عن سيرة ابن هشام.
(4) بالأصل: " استحلت " وفي " ز ": " اسبحلب " والمثبت عن السيرة وقوله: انسحلت أي اخذت في اللوم بكلام فيه
حدة.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي السيرة: أي أخية.
(6) في السيرة: تلحق.
(7) بالأصل: فليسابق، والمثبت عن " ز "، والسيرة.
(8) بالأصل: الرجال، والمثبت عن " ز "، والسيرة.
(9) بالأصل: وقوله، والمثبت عن " ز ".
(10) بالأصل و " ز ": لعامدي، والمثبت عن السيرة.
200

قال أبو عامر في حديثه فدخل الإسلام في قلبي وأحببت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حبا لم أحبه
شيئا قط قال ولم يكن في البيت إلا خصاف (1) ووسادة أديم وقال في حديثه فلم يجلس
عليها ولم أجلس عليها ثم أقبل علي فقال هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن توحد الله
وهل من أحد غير الله هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن تكبر الله ومن أكبر من الله هيه يا
عدي بن حاتم أفررت أن تعظم الله ومن أعظم من الله هيه يا عدي بن حاتم أفررت أن
تشهد أن لا إله إلا الله وهل من إله غير الله هيه يا عدي بن أتم أفررت أن تشهد أن محمدا
رسول الله قال فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول نحو هذا وأنا أبكي قال ثم أسلمت (2)
قال ابن إسحاق في حديثه ثم قال إيه يا عدي بن حاتم ألم تك ركوسيا (3) قال
قلت بلى قال فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك قال قلت أجل والله وعرفت أنه
نبي مرسل يعلم ما يجهل قال ثم قال لعله (4) يا عدي بن حاتم إنما يمنعك من دخول في
هذا الدين ما ترى من حاجتهم فوالله لأوشك (5) أن يفيض فيهم يعني المال حتى لا يوجد من
يأخذه ولعله أن يمنعك من ذلك ما ترى من كثرة عدوهم (6) وقلة عددهم فوالله ليوشكن أن
تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور البيت لا تخاف ولعلك إنما يمنعك
من دخول فيه إنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور
من أرض بابل البيض (7) قد فتحت عليهم قال فأسلمت
فكان عدي يقول مضت اثنتان وبقيت الثالثة ووالله لتكونن (8) لقد رأيت القصور
البيض من ارض بابل وقد فتحت عليهم ورأيت المرأة تخرج على بعيرها لا تخاف إلا الله
حتى تحج هذا البيت من القادسية وأيم الله لتكونن الثالثة ليفيضن (9) المال حتى لا يوجد
من يأخذه

(1) الخصاف جمع خصفة وهي جلة التمر التي تعمل من الخوص.
(2) قول أبي عامر العقدي المتقدم ليس في سيرة ابن هشام.
(3) الركوسي، من الركوسية وهم قوم لهم دين بين دين النصارى والصابئين (راجع تاج العروس واللسان: ركس).
(4) في السيرة: لعلك.
(5) في السيرة: ليوشكن المال أن يفيض.
(6) بالأصل و " ز ": عددهم، والمثبت عن السيرة.
(7) في السيرة: بالقصور البيض من أرض بابل.
(8) إعجامها ناقص بالأصل، والمثبت عن " ز "، والسيرة.
(9) بالأصل و " ز ": ليبيضن، والمثبت عن السيرة.
201

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور أنا أبي أبو العباس الفقيه أنا أبو القاسم
عبد العزيز بن علي الشهرزوري المالكي إملاء نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن الأصبهاني العدل بالري أنا أحمد بن محمد بن إسحاق حدثني سالم (1) بن
معاذ بن سلم (2) نا سليمان بن الربيع الكوفي نا عبد الحميد بن صالح البرجمي نا زكريا
ابن عبد الله بن يزيد الصهباني عن أبيه عن كميل بن زياد النخعي عن علي بن أبي طالب
أنه قال
يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في الخير عجبت لرجل يجيئه أخوه المسلم في
حاجة لا يرى نفسه للخير أهلا فلو أنا لا نرجو جنة ولا نخشى نارا ولا ثوابا ولا عقابا
لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبل النجاح فقام رجل فقال فداك
أبي وأمي يا أمير المؤمنين سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم وما هو خير منه لما أتينا
بسبايا طئ ووقفت (3) جارية جماء حواء لعساء (4) لمياء (5) عيطاء (6) شماء الأنف
معتدلة القامة درماء الكعبين جدلة الساقين لفاء العجزين خميصة الخصرين مصقولة
المتنين ضامرة الكشحين فلما رأيتها أعجبت بها فقلت لأطلبن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن
يجعلها من فيئي فلما تكلمت نسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها فقالت يا محمد إن
رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي وإن أبي كان يفك
العاني ويحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويفشي
السلام ويطعم الطعام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يا جارية هذه صفة المؤمن حقا لو كان أبوك إسلاميا لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها
كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول
الله الله يحب مكارم الأخلاق قال يا أبا بردة لا يدخل الجنة أحد إلا يحسن
الخلق [* * * *]

(1) كذا بالأصل، وفي " ز ": سلم.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: سالم.
(3) بالأصل والمختصر: " وقعت " والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل: حمراء لعصاء، والمثبت عن " ز ".
(5) بالأصل: لفاء، والمثبت عن " ز ".
(6) في الأصل: غبطا، والمثبت عن " ز ".
202

أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري نا أبي الأستاذ أبو القاسم إملاء أنا الحاكم أبو
عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني نا أبو سعيد عبيد بن
كثير بن عبد الواحد الكوفي نا ضرار بن صرد نا عاصم بن حميد عن أبي حمزة وهو
الثمالي (1) عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال قال علي بن أبي
طالب
يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في خير عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في
الحاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو حسابا ولا يخشى عذابا لكان ينبغي له
أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاح فقام إليه رجل فقال فداك أبي
وأمي يا أمير المؤمنين أسمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم وما هو خير منه لما أتي
بسبايا طئ وقفت جارية جماء حواء (2) لعساء لفاء عيطاء شماء الأنف معتدلة القامة
والهامة درماء الكعبين جدلة الساقين لفاء الفخذين (3) خميصة الخصرين ضامرة
الكشحين مصقولة المتنين قال فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لأطلبن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ليجعلها في فيئي فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها فقالت يا محمد إن
رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي فإن أبي كان يحمي
الذمار ويفك (4) العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام
ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يا جارية
هذه صفة المؤمن لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم
الأخلاق فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله الله يحب مكارم الأخلاق فقال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا يحسن الخلق [* * * *]
قال الأستاذ قوله جماء أي كثيرة شعر الرأس وقوله لعساء إذا كان في لونها أدنى
سواد مشرب حمرة ويقال لعساء الشفة أي حمراؤها حمرة تضرب إلى السواد وقوله لفاء
أي كثيرة شعر الرأس وشجرة لفاء ملتفة الأغصان وقوله عيطاء أي طويلة العنق في

(1) اسمه ثابت بن أبي صفية دينار، أبو حمزة الثمالي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 233.
(2) بالأصل و " ز " هنا: " حمراء ".
(3) بالأصل: " العجزين " والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل: ويقبل، والمثبت عن " ز ".
203

اعتدال وشماء الأنف بخلاف الفطساء وقوله درماء الكعبين (1) أي لا تبين من اللحم
وقوله جدلة الساقين أي ممتلئة لحما ولفاء الفخذين كذك ومصقولة المتنين أي ليست
بمنتفخة الجنبين وصقلت الناقة إذا أضمرتها
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم قال سفانة بنت حاتم
الطائي أخت عدي بن حاتم سبيت فقدم بها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سبايا من طئ
فحبسها أياما ثم من عليها وأعطاها نفقة وكسوة وردها إلى مأمنها فأشارت على أخيها عدي
ابن حاتم بالقدوم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "
سكينة " (2)
9361 سكينة واسمها أميمة ويقال أمينة ويقال آمن بنت الحسين
ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية (3)
قدمت دمشق مع أهل بيتها بعد قتل أبيها ثم خرجت إلى المدينة ويقال إنها عادت
إلى دمشق بعد ذلك وأن قبرها بها
حدثت عن أبيها
روى عنها فائد المدني مولى عبيد الله بن أبي رافع
قرأت على أبي محمد بن (4) حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن
الحسن بن أحمد الأهوازي نا أحمد بن محمود بن خرزاذ (5) القاضي نا أحمد بن سهل بن
أيوب نا الحزامي نا إسحاق بن إبراهيم مولى جميع بن حارثة نا عبد الله بن ماهان
الأزدي نا فائد المدني
وأخبرنا أبو علي الحداد وغيره إذنا قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن

(1) تقرأ بالأصل: الكفين، والمثبت عن " ز ".
(2) زيدت عن " ز "، وليست بالأصل.
(3) انظر ترجمتها وأخبارها في نسب قريش للمصعب ص 59 وطبقات ابن سعد 8 / 475 وجمهرة ابن حزم ص 86
و 105 و 121 وأنساب الأشراف 2 / 417 ووفيات الأعيان 2 / 394 والأغاني 16 / 139 وسير أعلام النبلاء 5 / 75
وشذرات الذهب 1 / 154.
(4) زيادة لازمة.
(5) بالأصل: حزراد، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
204

أحمد (1) نا مسعدة بن سعد المكي العطار نا إبراهيم بن المنذر الحزامي نا إسحاق بن
إبراهيم مولى جميع بن حارثة الأنصاري حدثني عبد الله بن ماهان الأزدي حدثني فائد
مولى عبيد الله بن أبي رافع حدثتني سكينة بنت الحسين بن علي عن أبيها قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) حملة القرآن عرفاء أهل الجنة زاد سليمان يوم القيامة [* * * *]
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر أنا أبو طاهر أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (2) في تسمية ولد الحسين
وسكينة واسمها آمنة وإنما سكينة لقب لقبتها أمها الرباب بنت امرئ القيس وتزوج سكينة
بنت حسين عبد الله بن حسن بن علي أمه بنت الشليل بن عبد الله البجلي بنت أخي جرير
ابن عبد الله فقتل مع عمه الحسين بالطف قبل أن يبني بها ثم تزوجها مصعب بن الزبير
فولدت له جارية اسمها الرباب كانت عند عثمان بن عروة بن الزبير ثم خلف عليها عبد الله
ابن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام (3) بن خويلد فولدت له حكيما وعثمان وهو
قرين وربيحة تزوج ربيحة العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ثم خلف على
سكينة زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ثم خلف عليها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
فلم ينفذ (4) نكاحه قال الزبير قال عمي مصعب بن عبد الله فرق بينهما هشام بن عبد
الملك ثم خلف عليها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان فلم ينفذ (5) نكاحه وقال عمي
مصعب بن عبد الله حملت إليه بمصر فوجدته قد مات
قرأت على أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب بن يوسف أخبرنا الجوهري قراءة
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (6)
قال سكينة بنت حسين بن علي بن أبي طالب وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن

(1) رواه الطبراني في المعجم الكبير 3 / 132 رقم 2899.
(2) انظر الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 59.
(3) بالأصل: حرام، والمثبت عن " ز "، ونسب قريش.
(4) بالأصل: ينفد، والمثبت عن " ز ".
(5) راجع الحاشية السابقة.
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 475.
205

أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن
زيد اللات بن رفيدة (1) بن ثور بن كلب تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام ابتكرها فولدت
له فاطمة ثم قتل عنها فخلف عليها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام (2) بن
خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي فولدت له عثمان الذي يقال له قرين وحكيما
وربيحة فهلك عنها فخلف عليها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان فهلك عنها فخلف
عليها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (3) كانت ولية نفسها فتزوجها فأقامت معه
ثلاثة أشهر فكتب هشام بن عبد الملك إلى واليه بالمدينة أن فرق بينهما ففرق بينهما وقال
بعض أهل العلم هلك عنها (4) زيد بن عمرو بن عثمان وتزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن
مروان بن الحكم
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ثم أخبرني أبو الفضل السلامي عنه أنا الحسن بن
علي أنا محمد بن محمد (5) بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال في
تسمية ولد الحسين بن علي وسكينة بنت الحسين وكانت سكينة من أجمل نساء قريش
دخلت على هشام في قواعد نساء قريش فسلبته منطقته ومطرفه وعمامته وقال لها هشام لما
طلبت ذلك منه أو غيره تقول ما أريد غيره وكان هشام يعتم ويلبس فسلبته ذلك كله
ودعا بثياب غيرها فلبسها وكانت إذا لعن مروان جدها عليا رضي الله عنه لعنته وأباه وأبا
أبيه وكانت من أجمل الناس
أخبرنا أبو محمد بن حمزة بقراءتي عليه عن أبي نصر بن ماكولا قال (6) أما سكينة
بضم السين وفتح الكاف وتخفيفها وفتح النون فهي سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي
طالب لها أخبار مشهورة وقد روت عن أبيها روى عنها فائد المديني (7)
كتب إلي أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا أبو إسحاق البرمكي

(1) بالأصل: ربيدة، والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(2) بالأصل: حرام، والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الزبيري، والتصويب عن " ز "، وابن سعد.
(4) سقطت من الأصل و " ز "، وزيدت عن ابن سعد.
(5) " محمد بن " ليسا في " ز ".
(6) الاكمال لابن ماكولا 4 / 316.
(7) كذا بالأصل، وفي " ز "، والاكمال: المدني.
206

ثم حدثني أبو المعمر الأنصاري أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا علي بن عمر بن
محمد بن الحسن وإبراهيم البرمكي
قالا أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد أنا ثعلب عن ابن
الأعرابي قال (1) يروى عن سكينة بنت الحسين أنها جاءت وهي صغيرة إلى أمها وهي تبكي
فقالت لها ما لك فقالت مرت بي دبيرة (2) فلسعتني بأبيرة فأوجعتني قطيرة (3)
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن مجاهد أنا محمد بن أحمد بن عمر بن
المسلمة إذنا أن أبا عبيد الله محمد بن عمران بن موسى أجاز لهم نا محمد بن أحمد
الكاتب نا عبد الله بن أبي سعد الوراق نا محمد بن أحمد بن عيسى حدثني محمد بن
الفضل النهشلي حدثني أبو مسلم الخشاب قال لما خرج مصعب بن الزبير فصار على
عشرة أيام من الكوفة كتب إلى سكينة بنت الحسن عليهما السلام
* وكان عزيزا أن أبيت وبيننا * شعار فقد أصبحت منك على عشر
وأبكاهما (4) والله للعين فاعلمي * إذا ازددت مثليها فصرت على شهر
وأبكي لعيني منهما اليوم أنني * أخاف بأن لا نلتقي آخر الدهر *
فلما قتل أنشأت سكينة تقول
* فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذي * يرى الموت إلا بالسيوف حراما
* * وقبلك ما خاض الحسين منية * إلى السيف حتى أوردوه حماما *
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس
أنا ابن الأشقر نا البخاري نا عبد الله يعني ابن صالح حدثني الليث حدثني يونس عن
ابن شهاب قال نكحت سكينة ابنة الحسين (5) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بغير ولي
فكتب عبد الملك إلى هشام بن إسماعيل أن فرق بينهما
أخبرنا أبو بكر الشحامي أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو سعيد بن حمدون أنا أبو

(1) الخبر في الأغاني 16 / 144 وتاج العروس بتحقيقنا: دبر.
(2) دبيرة: تصغير دبرة وهي النحلة.
(3) بالأصل: فطيرة، والمثبت عن " ز "، والأغاني. قولها: قطيرة أي أنها أوجعتها إيجاعا يسيرا لا شديدا.
(4) في " ز ": وأنكاهما.
(5) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
207

حامد بن الشرقي (1) نا محمد بن يحيى نا أبو صالح حدثني الليث حدثني يونس عن
ابن شهاب في المرأة تنكح نفسها بغير إذن وليها قال زوجت سكينة بنت حسين نفسها
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فكتب فيها هشام بن إسماعيل إلى عبد الملك بن مروان
فكتب عبد الملك أن يفرق بينهما فإن كان دخل بها فلها صداقها بما استحل منها وإن لم
يكن دخل بها خطبها مع الخطاب
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا المخلص أنا أبو عبد الله الطوسي نا الزبير قال (2) حدثني محمد بن سلام
عن شعيب بن صخر عن أمه سعدة بنت عبيد الله (3) بن سالم قالت (4) لقيت سكينة بنت
حسين بين مكة ومنى فقالت قفي لي يا بنت عبيد الله وكشفت عن ابنتها (5) قالت
فإذا بها قد أثقلتها بالحلي فقالت ما ألبستها إياه إلا لتفضحه (6)
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أخبرني أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان
بن أحمد نا أبو خليفة نا محمد بن سلام قال سمعت أبي يقول قالت جارية سكينة لسكينة
بالباب رجل يقول لي حاجة قالت ما حاجته فذهبت ثم عادت قالت يقول لي حاجة
حتى فعلت ذلك مرة أو مرتين أو أكثر قالت فلعلها حاجة الديك إلى الدجاجة
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا أبو بكر الخطيب (7) أخبرني أبو الحسن علي بن
أيوب القمي (8) أنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني حدثني محمد بن طاهر الطاهري
نا أحمد بن يحيى النحوي نا عبد الله بن شبيب حدثني عمر بن عثمان قال مرت سكينة
بعروة بن أذينة فقالت له يا أبا عامر أنت الذي تقول

(1) تحرفت بالأصل إلى: " الشرفي " و " ز ": " السرقي ".
(2) من طريقه رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 16 / 150.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: عبد الله.
(4) بالأصل: قال، خطأ، والمثبت عن " ز ".
(5) في الأغاني: فكشفت عن بنتها من مصعب.
(6) بالأصل: ليفضحه، والمثبت عن " ز "، والأغاني. تريد أنها تفضح الحلي بحسنها، لأنها أحسن منه، كما ذكر في
الأغاني 16 / 152.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5 / 377 في أخبار أبي العباس محمد بن طاهر الطاهري، ووفيات الأعيان
2 / 394.
(8) بالأصل و " ز ": العمي، تصحيف، والمثبت عن تاريخ بغداد.
208

* يا نظرة لي ضرت يوم ذي سلم * حتى متى لي هذا الضر في نظري
قالت وأبثثتها سري فبحت به * قد كنت عندي تحت الستر فاستتري (1)
ألست تبصر من حولي فقلت لها * غطي هواك وما ألقي على بصري *
وأنت القائل
* إذا وجدت أذى للحب في كبدي * أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهره * فمن لحر على الأحشاء يتقده *
قالت هن حرائر وأشارت إلى جواريها إن كان خرج هذا من قلب سليم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
الرازي نا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عباد البصري قدم دمشق
ونزل في دار خديجة في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة نا محمد بن زكريا الغلابي نا محمد بن
عبد الرحمن بن القاسم حدثني أبي عن حماد الرواية حدثني بعض أهل الكوفة قال (2)
خرجت حاجا فأتيت منزل سكينة ابنة الحسين مسلما عليها معظما لحقها فألفيت (3) ببابها
الفرزدق وجريرا وكثير عزة وجميلا والناس مجتمعون ما بين مقتبس من علمهم وناظر
إليهم فلم ألبث إلا يسيرا حتى خرجت جارية لها عليها قميص كأن شعاع الشمس فيما بين
جلدها وقميصها وإذا هي بيضاء عطبول لم يشنها قصر ولا طول فقالت سيدتي تقرأ
عليكم السلام وتقول لكم أين الفرزدق فقال ها أنا ذا قالت تقول لك سيدتي أنت
القائل (4)
* إن الذي سمك السماء بنى لنا * بيتا دعائمه أعز وأطول
بيتا بناه لنا المليك وما بنى * ملك السماء فإنه لا ينقل *
وأنت القائل (5)
* هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم (6) الرأس كاسره

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي تاريخ بغداد: تحب الستر فاستتر.
(2) الخبر من طريق آخر في مصارع العشاق 2 / 79 وما بعدها باختلاف الرواية.
(3) بالأصل: فألقيت، والمثبت عن " ز ".
(4) البيتان في ديوان الفرزدق 2 / 155 (ط. بيروت. صادر).
(5) البيت في ديوان الفرزدق 1 / 259 ومن أبيات في مصارع العشاق 2 / 81.
(6) بالأصل: أقيم، والمثبت عن " ز "، والديوان ومصارع العشاق.
209

* صوابه الريش
* فلما استوت رجلاي في الأرض نادتا (1) * أحي نرجي أم قتيل نحاذره
فأصبحت في القوم القعود وأصبحت (2) * مغلقة دوني عليها دساكره *
قال نعم أنا القائل قالت سوءة (3) لك قضت حاجتك وأتت مسرتك ثم أخبرت
عنها وعن نفسك وهتكت سترها هتك الله سترك ثم انصرفت فلم تلبث إلا يسيرا حتى
خرجت فقالت أيكم جرير فقال أنا ذا قالت تقول لك سيدتي أنت القائل (4)
* يا أم ناجية السلام عليكم * قبل الرحيل (5) وقبل لوم العزل
* * وإذا غدوت فباكرتك تحية * سبقت سروح الشاحجات (6) الحجل
لو كنت أعرف أن آخر عهدكم * يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل *
قال نعم أنا القائل لهذا قالت غفر الله لك يا أبا حزرة وأنت القائل (7)
* سرت الهموم فبتن غير نيام * وأخو الهموم يروم كل مرام
ذم المنازل بعد منزلة اللوى * والعيش (8) بعد أولئك الأقوام
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * وقت الزيارة فارجعي بسلام *
قال نعم أنا القائل هذا قالت فسوءة لك جعلتها صائدة لقلبك حتى إذا أناخت
ببابك ألقيت من دونها الحجاب وقلت ليس ذا وقت الزيارة فارجعي بسلام ويلك وهل
تكون الزيارة إلا بالليل ألا رفعت حجابك وأخذت بيدها وقربت مجلسها ولم تردها
بحسرتها وقلت هذا وقت الزيارة فادخلي بسلام فسوءة لك قال أجل فسوءة لي ثم
انصرفت فلبثت قليلا ثم خرجت فقالت أيكم كثير عزة قال ها أنذا قالت تقول لك
سيدتي أنت القائل

(1) بالأصل: باديا، وفي مصارع العشاق: قالتا، والمثبت عن " ز ".
(2) صدره في مصارع العشاق: فأصبحت في أهل وأصبح قصرها.
(3) في الأصل: سودة، والمثبت عن " ز ".
(4) الأبيات في ديوان جرير ص 335 (ط. بيروت) من قصيدة يهجو الفرزدق.
(5) في الديوان: الرواح.
(6) الشاحجان: الغربان.
(7) الأبيات في ديوان جرير ص 416 من أبيات يجيب الفرزدق، ومصارع العشاق 2 / 80.
210

* أراعي نجوما في السماء كأنني * أوكل باللاتي تغيب وتطلع
* * إذا ما بدا نجم يلوع بناره * يعين لي قلبي فقلبي مروع
شفيت فما طول اشتياقي إلى التي * سبتني فعيني تستهل وتدمع *
قال نعم أنا القائل هذا قالت غفر الله لك ولقومي ولا كتب عليك بهذا الكلام
سيئة أبدا وأنت القائل (1)
* وكنت كذي رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت
وكنت كذات الطلع لما تحاملت * على ظلعها بعد العثار (2) استقلت
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من أعراضنا ما استحلت
فما أنا بالداعي لعزة بالردى * ولا شامت إن نعل عزة زلت *
قال أنا القائل هذا قالت غفر الله لك ولقومك ولا كتب عليك بهذا الكلام سيئة
أبدا وأنت القائل (3)
* وأعجبني يا عز منك خلائق * كرائم إذا عد الخلائق أربع
دنوك حتى تذكري العاشق الهوى (4) * وبعدك أسباب الهوى حين يطمع
لزمت لنا بالبخل منك طريقة (5) * فليتك ذوا (6) لونين يعطي ويمنع *
قال نعم أنا القائل هذا قالت فسوءة لك جعلتها ذا لونين تعطي من يستحق المنع
وتمنع من يستحق الإحسان والعطية قال نعم فسوءة لي ثم انصرفت فلم تلبث إلا يسيرا
حتى خرجت فقالت أيكم جميل فقال ها أنا ذا قالت تقول لك سيدتي أنت القائل
* أيا من أجاب العبد أيوب إذ دعا * وكان طويل ليله يتململ
ويا من دعاع يونس (7) فأجابه * لدى ظلمات جوف حوت يهلل
ويا من فدى إسحاق منه برحمة * ورد إلى يعقوب ما كان يأمل

(1) الأبيات في ديوان كثير ص 55 (ط. بيروت).
(2) بالأصل و " ز ": العقار، والمثبت عن الديوان.
(3) الأبيات في ديوان كثير ص 116 ومصارع العشاق 2 / 81.
(4) صدره في الديوان: دنونك حتى يذكر الجاهل الصبا.
(5) صدره في الديوان: بخلت فكان البخل منك سجية.
(6) بالأصل و " ز ": " ذا " وفي الديوان: " ذو ".
(7) بالأصل: " و " ز ": يوسف، والمثبت عن المطبوعة.
211

علي إلهي رد من قطع الهوى * فإني به في كل يوم أوكل
وإلا فموتا إن في الموت راحة * وفي الموت راحات لمن كان يعقل *
قال نعم أنا القائل هذا قالت قد رأى الله مكانك يا مسكين ولقد أكثرت التضرع
إلى ربك حين قلت يا من يا من وأنت القائل (1)
* لقد ذرفت عيني وطال سجومها (2) * وأصبح من نفسي معنى (3) صحيحها
فلا (4) أنا أرجو أن نفسي صحيحة * ولا الموت فيما قد شجاها يريحها
ألا ليتنا نحيا جميعا وإن نمت * يجاور في الموتى ضريحي ضريحها
فما أنا في طول الحياة براغب * إذا قيل قد سوي عليها صفيحها *
أظل نهاري مستهاما ويلتقي * لدى الليل روحي في المنام وروحها *
قال نعم أنا القائل قالت غفر الله لك ولقومك يا أخا عذرة ولا كتب عليك بهذا
الكلام سيئة أبدا وأنت القائل
* ألا ليتني أعمى أصم تقودني * بثينة لا يخفى علي كلامها * (5)
قال نعم أنا القائل هذا قالت الجارية تقول لك سيدتي أرضيت من الدنيا وعيشها
ونعيمها أن تكون أعمى أصم إلا أنه لا يخفى عليك كلام بثينة قال نعم فدخلت فأخبرت
مولاتها بما سمعت من لفظه فلم تلبث إلا يسيرا حتى خرجت الجارية معها كيس فيه ألفا
درهم ومنديل فيه أصناف فقالت تقول لك سيدتي اقطع لك هذه الثياب وأنفق هذه
الدراهم فإذا نفدت فائتنا فإن لك عندنا المواساة وأمرت للشعراء بألف ألف
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن
الحسين (6) السراج أنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي بمكة أخبرنا أبو بكر أحمد
ابن علي بن لآل الهمداني نا أبو منصور أحمد بن شعيب البخاري نا سهل بن شاذويه

(1) الأبيات في ديوان جميل ص 29 (ط. بيروت).
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي الديوان: سفوحها.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي الديوان: سقيما.
(4) البيت ليس في الديوان.
(5) بالأصل و " ز ": " مكانها " والمثبت عن المطبوعة.
(6) في " ز ": الحسن.
212

البخاري نا عيسى بن الجنيد أبو أحمد النحوي الكشي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى
قال حدث عوانة بن الحكم قال (1)
اجتمع في ضيافة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وهي تحت مصعب بن
الزبير الفرزدق بن غالب وجرير بن الخطفي وكثير عزة ونصيب وجميل بن معمر
فمكثوا ثلاثا فأذنت لهم فجلسوا حيث تراهم ولا يرونها وتسمع (1) كلامهم فخرجت
إليهم وصيفة قد روت الأحاديث والأشعار فقالت أيكم الفرزدق فقال ها أنا ذا قالت
أنت القائل (2)
* هما دلتاني (3) من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض نادتا * أحي يرجى أم قتيل نحاذره
فقلت ارفعوا (4) الأسباب (5) لا يشعروا بنا * وأقبلت في أعجاز ليل أبادره
أبادر بوابين قد وكلا (6) بنا * وأحمر من ساج بص مسامره
فأصبحت في القوم القعود وأصبحت * مغلقة دوني عليها دساكره
ترى أنها أمست حصانا وقد جرت * لنا برتاها (7) بالذي أنا شاكره *
قال نعم أنا قائله قالت فما دعاك إلى إفشاء سرك وسرها ألا سترت على نفسك
وعليها خذ هذه الألف والحق بأهلك ثم دخلت على مولاتها وخرجت فقالت أيكم
جرير قال ها أنا ذا قالت أنت القائل
* طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * حين الزيارة فارجعي بسلام
تجري السواك على أغر كأنه * برد تحدر من متون غمام
* * لو كان عهدك كالذي حدثتنا * لوصلت ذاك فكان عير رمام (8)
إني أواصل من أردت وصاله * بحبال لا صلف ولا لوام

(1) الخبر بطوله والشعر في الأغاني 16 / 161 وما بعدها، وانظر مصارع العشاق 2 / 79 وما بعدها.
(2) تقدمت الأبيات قريبا، وانظر ديوان الفرزدق 1 / 259 (ط. صادر، بيروت).
(3) بالأصل: و " ز ": دلياني.
(4) في الديوان: ارفعا الأسباب.
(5) في الأغاني: الامراس.
(6) بالأصل و " ز ": " وكلوا بنا " والمثبت عن الديوان والأغاني.
(7) بالأصل و " ز ": " برباها " والمثبت عن الديوان.
(8) بالأصل و " ز ": لو كان عهدي... غير ذمام.
213

قال نعم قالت أفلا أخذ ت بيدها ورحبت بها وقلت لها ما يقال لمثلها أنت
عفيف وفيك ضعف خذ هذين الألفين (1) والحق بأهلك
ثم دخلت على مولاتها وخرجت فقالت أيكم كثير فقال ها أنا ذا قالت أنت
القائل
* وأعجبني يا عز منك خلائق * كرام إذا عد الخلائق أربع
دنوك حتى يذكر الجاهل الصبا * ورفعك أسباب الهوى
فوالله ما يدري كرم وصلته * أيناك إذ باعدت أم يتضرع *
قال نعم قالت ملحت وشكلت خذ هذه الثلاثة الآلاف درهم والحق بأهلك ثم
دخلت على مولاتها ثم خرجت قالت أيكم نصيب (2) قال ها أنا ذا قالت أنت القائل (3)
* ولولا أن يقال صبا نصيب * لقلت بنفسي النشا الصغار
بنفسي كل مهضوم حشاها * إذا ظلمت فليس لها انتصار
إذا ما الزل ضاعفن الحشايا * كفاها أن يلاث بها الإزار *
قال نعم قالت ربيتنا صغارا ومدحتنا كبارا خذ هذه الأربعة الآلاف درهم
والحق بأهلك ثم دخلت إلى مولاتها وخرجت فقالت يا جميل تقرأ عليك السلام
وتقول والله ما زلت مشتاقة إلى رؤيتك منذ سمعت قولك
* ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذا لسعيد
لكل حديث بينهن بشاشة * وكل قتيل بينهن شهيد *
جعلت حديثنا بشاشة وقتلانا شهداء خذ هذه الألف (4) دينار والحق بأهلك
قال وأخبرنا ابن لآل أنا أحمد بن الحسين بن علي نا أبو الحسن حامد بن حماد بن
المبارك نا إسحاق بن سيار نا الأصمعي عبد الملك بن قريب عن أبيه عن لبطة (5) ابن
الفرزدق بن غالب قال

(1) في الأغاني: هذه الألف.
(2) هو نصيب بن رباح، مولى عبد العزيز بن مروان. انظر أخباره في الأغاني 1 / 324.
(3) البيتان الأول والثاني في الأغاني 16 / 162.
(4) بالأغاني: هذه الأربعة الآلاف دينار.
(5) بدون إعجام في " ز "، وفوقها ضبة.
214

اجتمع أبي وجميل بن معمر العذري وجرير بن الخطفي ونصيب مولى عمر (1)
وكثير عزة في موسم من المواسم فقال بعضهم لبعض والله لقد اجتمعنا في هذا الموسم
لأمر خير أو شر وما ينبغي لنا أن نتفرق إلا وقد تتابع (2) لنا في (3) الناس شئ يذكرنه فقال
جرير هل لكم في سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب نقصدها فنسلم عليها فلعل
ذلك يكون سببا لبعض ما نريد فقالوا امضوا بنا فمضينا إلى منزلها فقرعنا الباب
فخرجت لنا جارية لها بديعة ظريفة فاقرأها كل رجل منهم السلام باسمه ونسبه فدخلت
الجارية وعادت فبلغتهم سلامها ثم قالت أيكم الذي يقول (4)
* سرت الهموم فبتن غير نيام * وأخو الهموم يروم كل مرام
درست معالمها (5) الروامس (6) بعدنا * وسجال كل مجلجل (7) سجام
ومن المنازل بعد منزلها اللوى * والعيش بعد أولئك الأقوام
طرفتك (8) صائدة القلوب وليس ذا * حين الزيارة فارجعي بسلام
يجري السواك على أغر كأنه * برد تحدر من متون غمام
* * لو كنت صادقة لما حدثتنا * لوصلت ذاك وكان غير تمام (9)
قال جرير أنا قتله قالت فما أحسنت وما أجملت ولا صنعت صنيع الحر الكريم
لا ستر الله عليك كما هتكت سترك وسترها ما أنت بكلف ولا شريف حين رددتها بعد
هدوء العين وقد تجشمت إليك هول الليل ألا قلت
* طرقتك صائدة القلوب فمرحبا * نفسي فداؤك فادخلي بسلام *
خذ هذه الخمسمائة درهم فاستعن بها في سفرك ثم انصرفت إلى مولاتها وقد

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني أنه كان لبعض العرب من بني كنانة السكان بودان، فاشتراه عبد العزيز بن مروان
منهم.
(2) بالأصل بدون إعجام، والمثبت عن " ز ".
(3) بالأصل و " ز ": من، والمثبت عن مصارع العشاق 2 / 81.
(4) الأبيات في ديوان جرير ص 416 (ط. بيروت) ومصارع العشاق 2 / 80.
(5) في الديوان: معارفها.
(6) بالأصل: و " ز ": " الرواسم " والمثبت عن الديوان والمصارع.
(7) بالأصل و " ز ": مخلخل، والمثبت عن الديوان.
(8) بالأصل: صرفتك، والمثبت عن " ز "، والديوان.
(9) في الديوان: رمام.
215

أفحمتنا وكل واحد من الباقين يتوقع ما يخجله ثم خرجت فقالت أيكم الذي يقول
* ألا حبذا البيت الذي أنا هاجره * فلا أنا ناسيه ولا أنا ذاكره
فبورك من بيت وطال نعيمه * ولا زال مغشيا وخلد عامره
هو البيت بيت الطول والفضل دائما * فأسعد ربي جد من هو خادره
به كل موشي الذراعين يرتعي * أصول الخزامي ما ينفر (1) طائره
هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي بالأرض قالتا * أحي يرجى أم قتيل نحادره
فأصبحت في أهلي (2) وأصبح قصرها * مغلقة أبوابه ودساكره *
فقال أبي يعني الفرزدق أنا قلته قالت ما وفقت ولا أصبت أما أيست (3) بتعريفك
من عودة عندك محمودة خذ هذه الستماية فاستعن بها ثم انصرفت إلى مولاتها ثم عادت
فقالت أيكم الذي يقول
* فلولا أن يقال صبا نصيب * لقلت بنفسي النشأ الصغار
بنفسي كل مهضوم حشاها * إذا ظلمت فليس لها انتصار *
فقال نصيب أنا قلته فقالت أغزلت وأحسنت وكرمت إلا أنك صبوت إلى الصغار
وتركت الناهضات بأحمالها خذ هذه السبع مائة درهم فاستعن بها ثم انصرفت إلى مولاتها
ثم عادت فقالت أيكم الذي يقول
* وأعجبني يا عز منك خلائق * كرام إذا عد الخلائق أربع
دنوك حتى يذكر الجاهل الصبي * ومدك أسباب الهوى حين يطمع
وأنك لا تدري غريم مطلته * أينشد إن لاقاك أم يتضرع
وإنك إن واصلت أعلمت بالذي * لديك فلم يوجد لك الدهر مطمع *
قال كثير أنا قلته قال أغزلت وأحسنت خذ هذه الثمان ماية درهم فاستعن بها ثم
انصرفت إلى مولاتها وخرجت فقالت أيكم الذي يقول
* لكل حديث بينهن بشاشة * وكل قتيل بينهن شهيد

(1) بالأصل: ينفس، والمثبت عن " ز ".
(2) في مصارع العشاق: أهل.
(3) بالأصل و " ز ": " أنست " والمثبت عن مصارع العشاق.
216

يقولون جاهد يا جميل بغزوة * وأي جهاد غيرهن أريد
وأفضل أيامي وأفضل مشهدي * إذا هيج لي يوما وهن قعود *
فقال جميل أنا قلته قالت أغزلت وكرمت وعففت ادخل فلما دخلت سلمت
فقالت لي سكينة أنت الذي جعلت قتيلنا شهيدا وحديثنا بشاشة وأفضل أيامك يوم تنوب فيه
عنا وتدافع ولم تتعد ذلك إلى قبيح خذ هذه الألف درهم وابسط لنا العذر أنت
أشعرهم
قرأت بخط علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي حدثونا (1) شيوخنا عن أسلافهم أن
قبر سكينة بنت الحسين (2) بدمشق ولكن يضعفه أهل العلم
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد أبو الفضل قال شيبة بن نصاح صلى
على سكينة بنت الحسين (3) بن علي قدم لفضله وهذا كان بالمدينة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل (4) ابن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي
أنا محمد بن أحمد البابسيري أنا الأحوص بن المفضل الغلابي أنا أبي قال قال أبو عبد
الله مصعب يعني الزبيري شيبة بن نصاح صلى على سكينة بنت الحسين قدم لفضله
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا ابن يوسف أنا الجوهري قراءة
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا أبو علي بن فهم أنا ابن سعد (5) أنا
ابن السائب الكلبي أخبرني خلف الزهري قال ماتت سكينة بنت الحسين بن علي وعلى
المدينة خالد بن عبد الله (6) بن الحارث بن الحكم فقال انتظروني حتى أصلي عليها وخرج
إلى البقيع فلم يدخل حتى الظهر وخشوا أن تغير (7) فاشتروا لها كافورا بثلاثين دينارا فلما

(1) كذا بالأصل و " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(3) انظر الحاشية السابقة.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز "، لتقويم السند.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 475.
(6) كذا بالأصل و " ز "، وابن سعد، وفي الأغاني 16 / 171 خالد بن عبد الملك.
(7) بالأصل: يغير، والمثبت عن " ز ".
217

دخل أمر شيبة بن نصاح (1) فصلى عليها
في نسخة أخرى إلى العقيق وهو الصواب
أنبأنا أبو بكر الفرضي وغيره عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنا الحارث بن محمد أنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر
قال سنة سبع عشرة وماية فيها ماتت سكينة بنت حسين بن علي يوم الخميس لخمس
خلون من ربيع الأول
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن (2) عمران نا موسى نا خليفة قال (3) سنة سبع عشرة ومائة ماتت سكينة بنت الحسين
ابن علي بالمدينة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي المؤدب أنا أبو
سليمان الربعي قال وفيها يعني سنة سبع عشرة ومائة ماتت سكينة بنت الحسين في
شهر (4) ربيع الأول وعائشة بنت سعد
9362 سكينة زوج أبي الحسين (5) زيد
ابن عبد الله بن محمد البلوطي
حكى أبو الحسن بن الحنائي عن وجوده في كتابها
أخبرنا أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن الحسن بن حمزة بن الحسن العطار
أنا جدي أبو محمد قراءة عليه أنا أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي إجازة قال
وجدث للحفظ في كتاب سكينة زوجة الشيخ أبي الحسين البلوطي رحمها الله تقرأ فاتحة
الكتاب " وقل هو الله أحد " " وقل أعوذ برب الفلق " " وقل أعوذ برب الناس " وأية الكرسي

(1) هو شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب المخزومي المدني المقرئ مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ترجمته في
تهذيب الكمال 8 / 423.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن " ز "، واستدرك عن " ز "، لتقويم السند، وهذا السند معروف.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 348.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز ".
(5) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز "، والمختصر.
218

وتقرأ " سنقرئك فلا تنسى " (1) " إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا
بيانه " (2) " علمه شديد القوى " (3) " علم الإنسان ما لم يعلم " (4) " الرحمن علم القرآن
خلق الإنسان علمه البيان " (5) " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " (6) " كذلك لنثبت به
فؤادك ورتلناه ترتيلا " (7) " ففهمناها سليمان " (8) " قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري
وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا قال قد أوتيت
سؤلك يا موسى " (9)
9363 سلمى بنت سعيد بن خالد بن عمرو
ابن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية
أم سلمة زوج هشام بن عبد الملك ثم خلف عليها الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهي
التي حلف بطلاقها قبل دخوله بها واستقدم فقهاء المدينة ليفتوه في أمرها وكانت عنده
أختها لأبيها وأختها أم عبد الملك سعدة بنت سعيد بن خالد
أخبرنا أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر أنا أبو
طاهر أنا أحمد نا الزبير قال في تسمية ولد سعيد بن خالد وأم سلمة بنت سعيد كانت
عند الوليد بن يزيد وأمهن أم عمر (11) بنت مروان بن الحكم وأمها زينب بنت عمر بن
أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها مليكة بنت عبد

(1) سورة الاعلى، الآية: 6.
(2) سورة القيامة، الآية 17 - 19.
(3) سورة النجم، الآية: 5.
(4) سورة العلق، الآية: 5.
(5) سورة الرحمن، الآيات 1 - 4.
(6) سورة البروج، الآيتان 21 و 22.
(7) سورة الفرقان، الآية: 32.
(8) سورة الأنبياء، الآية: 79.
(9) سورة طه، الآيتان 35 - 36.
(10) بالأصل و " ز ": " وأمها ".
(11) بالأصل و " ز ": " أم عمرو " تصحيف والصواب ما أثبت، راجع نسب قريش للمصعب ص 160 في تسمية أولاد
مروان بن الحكم: أم عمرو تزوجها الوليد بن عثمان، وفي صفحة 161 وأم عمر، تزوجها سعيد بن
خالد بن عمرو بن عثمان.
219

المنذر بن زنبر (1) من بني عمرو بن عوف من الأنصار
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو عبد الرحمن السلمي
وأبو نصر بن قتادة قالا نا يحيى بن منصور القاضي نا محمد بن إبراهيم
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ نا يحيى بن منصور القاضي ويحيى بن محمد
العنبري وأبو النضر الفقيه والحسن بن يعقوب العدل ومحمد بن جعفر المزكي قالوا أنا
أبو عبد الله (3) محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي نا أبو بكر عبد الله بن يزيد الدمشقي نا
صدقة بن عبد الله الدمشقي قال
جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت أألله أنت أحللت للوليد بن يزيد أم
سلمة قال أنا ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا طلاق لما (4) لا يملك ولا عتق لما لا يملك [* * * *]
وروي أن هشام بن عبد الملك أرسل إلى سعيد (5) بن خالد ينهاه عن تزويج الوليد بن
يزيد ويقول له أتريد أن تتخذ الوليد فحلا فلم يزوجه إياها فلما امتنع من تزويجه أنف
وحلف بطلاقها إن تزوجها وقيل أنه لم يزوجها لسبب آخر وهو أنه دخل دار أبيها يوم
مات وهي بدمشق وكانت تحته أختها أم عبد الملك بنت سعيد فخرجت في ثياب بياض
مسفرة فقالت له وهي لا تعرفه ويلك مات أبي فوقعت في نفسه فطلق أختها وخطبها
فلم يزوجوه إياها فالله أعلم بالصحيح من القولين وللوليد فيها أشعار كثيرة
قرأت بخط أبي الحسين الميداني في سماعه من أبي سليمان بن زبر عن أبيه عن من
ذكره من شيوخه قال
قال الوليد لسلمى يعني بعد أن دخل بها خطبتك إلى أبيك وأنا ولي عهد فلم
يزوجني وأطاع هشاما أكان أبوك يطمع في الخلافة وقال الوليد
* وإنك والخلافة يا سعيد * لكالحادي وليس له بعير * (6)

(1) بالأصل و " ز ": زبير، تصحيف، والصواب ما أثبت، راجع جمهرة ابن حزم ص 334.
(2) رواه البيهقي في السنن الكبرى 7 / 319.
(3) بالأصل: عبيد الله، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(4) كذا بالأصل و " ز "، في الموضعين، وفي السنن: " لمن ".
(5) بالأصل و " ز ": أرسل إلى الوليد سعيد.
(6) زيد بعدها في " ز ": فقالت سلمى ولم لا يطمع فيها وهو ابن عثمان بن عفان. وعنه ورثتموها.
220

فماتت (1) سلمى بعدما دخل بها الوليد بأربعين يوما فبكاها الوليد فقال (2)
* الما تعلما سلمى أقامت * مضمنة من الصحراء لحدا
لعمرك بالسفاء لقد أجنوا * ثنا (3) حسنا ومكرمة ومجدا
ووجها كان يعظم أن تراه (4) * شعاع الشمس يكثر ان يفدى
فلم أر ميتا أبكى لعين * وأكثر جازعا وأجل فقدا
وأجدر أن ترى ملكا لديه (5) * يريك (6) جلادة ويسر وجدا *
أخبرنا أبو بكر الفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا سليمان
ابن إسحاق نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد قال فولد سعيد بن خالد عبد
الله وخالدا لأم ولد ومحمدا لأم ولد وعبد الملك والوليد لأم ولد وأم عبد الملك
تزوجها الوليد بن يزيد بن عبد الملك فولدت له سعيدا وأم سلمة بنت سعيد بن خالد تزوجها
هشام بن عبد الملك فولدت له وأمهم أم عمر (7) بنت مروان بن الحكم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب قال وكان الوليد بن يزيد قال يوم أتزوج (8) سلمى بنت سعيد بن
خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان فهي طالق
حدثني سلمة نا عبد الرزاق عن معمر قال كتب الوليد بن يزيد إلى أمراء الأمصار أن
يكتبوا إليه بالطلاق قبل النكاح وكان قد ابتلي بذلك فكتب إلى عامله باليمن فدعا ابن
طاوس وإسماعيل بن شروس (9) وسماك بن الفضل فأخبرهم ابن طاوس عن أبيه وإسماعيل
بن شروس عن عطاء بن أبي رباح وسماك عن وهب بن منبه أنهم قالوا لا طلاق قبل النكاح

(1) بالأصل: فقالت، والمثبت عن " ز "، وفيها: قال: فماتت.
(2) الأبيات في الأغاني 7 / 31 - 32.
(3) في الأغاني: بها حسبا.
(4) الأغاني: ووجها كان يقصر عن مداه.
(5) في الأغاني: وأجدر أن تكون لديه ملكا.
(6) بالأصل: يريد، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(7) بالأصل و " ز ": " أم عمرو " والصواب ما أثبت، انظر ما لاحظناه قريبا بشأنها.
(8) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: تزوج.
(9) بالأصل: و " ز ": " سروس " والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في ميزان الاعتدال 1 / 234 وانظر المعرفة والتاريخ
3 / 30 و 74.
221

ثم قال سماك من عنده إنما النكاح عقدة تعقد والطلاق يحلها فكيف تحل عقدة قبل أن تعقد
فأعجب الوليد من قوله وأخذ به وكتب إلى عامله على اليمن أن يستعمله على القضاء
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان
ابن أحمد نا أحمد بن يحيى ثعلب نا الزبير بن بكار قال
كانت سلمى ابنة سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان تحت الوليد بن يزيد بن
عبد الملك فطلقها ثم تزوج أختها فتتبعتها نفسه فقال فيها أشعار كثيرة من ذلك (1)
* خبروني أن سلمى * خرجت يوم المصلى
فإذا طير مليح * فوق غصن يتفلى
قلت من يعرف سلمى * قال ها ثم تعلى
قلت هل أبصرت سلمى * قال لا ثم تولى
فنكا في القلب كلما * باطنا ثم تعلى * (2)
قال الزبير وقال الوليد (3)
* ألا ليت الإله يجئ بسلمى * كذاك الله (4) يفعل ما يشاء
فيخرجها فيطرحها بأرض * فيرقدها وقد سقط الرداء
ويأتي بي فيطرحني عليها * فيوقظها (5) وقد قضي الشتاء
ويرسل ديمة سحا علينا * فتغسلنا ولا يبقى غثاء * (6)
قال الزبير وقال الوليد بن يزيد (7)

(1) الأبيات في الأغاني 7 / 36.
(2) روايته بالأصل و " ز ".
فبكت في القلب كلما * بالمنى ثم تحلى
كذا، وأثبتنا روايته بالأصل و " ز ".
(3) الأبيات في العقد الفريد 4 / 420.
(4) في العقد الفريد:
لعل الله يجمعني بسلمى * أليس الله.
(5) في العقد الفريد: فيوقظني.
(6) روايته في العقد الفريد:
ويرسل ديمة من بعد هذا * فتغسلنا وليس بنا عناء
(7) الأبيات في الأغاني 7 / 39.
222

* ويح سلمى لو تراني * لعناها ما عناني
متلفا في اللهو مالي * عاشقا حور الغواني (1)
ولقد كنت زمانا * خالي الروع لثاني *
قال الزبير وقال الوليد بن يزيد (2)
* شاع شعري بسليمى (3) وظهر * ورواه كل بدو وحضر
وتهادته العذارى (4) بينها * وتعنين به حتى انتشر
قلت قولا لسليمى معجبا * مثلما قال جميل وعمر
لو رأينا لسليمى أثرا * لسجدنا ألف ألف للأثر
واتخذناها إماما مرتضى * ولكانت حجنا والمعتمر
إنما بنت سعيد قمر * هل حرجنا إن سجدنا للقمر *
وقال عبد الله بن سعيد القطربلي وقال الوليد (5)
* أنا في يمنى يديها * وهي في يسرى يديه
إن هذا لقضاء * غير عدل يا أخيه
ليت من لام محبا * في الهوى لاقى البلية
فاستراح الناس منه * ميتة غير سوية *
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور أنا أبو العباس النهاوندي أنا أبو
القاسم بن الأشقر نا البخاري حدثني الأويسي نا سليمان عن يحيى بن سعيد قال
كتب الوليد بن يزيد حين استخلف إلى محمد بن هشام أو إلى يوسف بن محمد أن
ادع الفقهاء فسلهم قال يحيى فأرسل إلى جميع فقهاء المدينة منهم عبد الرحمن بن القاسم
وربيعة بن أبي عبد الرحمن وعبد الله بن يزيد بن هرمز وأبو بكر بن (6) محمد بن عمرو بن
حزم وأبو الزناد ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ومصعب بن محمد بن شرحبيل

(1) في الأغاني: القيان.
(2) الأبيات في العقد الفريد 4 / 420.
(3) بالأصل: بسلمى، والمثبت عن " ز ".
(4) في العقد الفريد، الغواني.
(5) الأبيات في العقد الفريد 4 / 420 - 421.
(6) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز ".
223

العبدري (1) ومحمد بن المنكدر وعبيد الله بن عمر بن حفص وعمر بن حسين وسعد
ابن إبراهيم وعباس بن عبد الله بن معبد وزيد بن أسلم وعثمان بن عروة وعبد الرحمن
ابن حرملة الأسلمي
ويقال استخلف الوليد سنة خمس وعشرين
9363 سودة بنت عمارة بن الأسك (2) الهمدانية (3) اليمانية (4)
امرأة شاعرة وفدت على معاوية وجرت له معها محاورة
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن خميس في كتابه أنا القاضي أبو
نصر محمد بن علي بن ودعان أنا عمي أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن ودعان أنا
أبو القاسم هارون بن أحمد بن محمد بن روح البصري نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن
عبد الله بن منصور الصائغ نا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى نا محمد
ابن زكريا (5) الغلابي وأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن جلين الدوري أنا أبو جعفر محمد بن
حمزة بن أحمد بن جعفر بن سليمان الهاشمي نا العباس بن بكار الضبي
وحدثني أبو بكر محمد بن علي بن رزق الله بن عبد الواحد الخلال نا أبو العباس
أحمد بن موسى الجوهري نا العباس بن عبد الله بن عبد الرحمن الحنفي نا العباس بن
بكار
ثم اتفقوا قالا نا محمد بن عبيد الله الخزاعي عن الشعبي قال
استأذنت سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان فأذن لها
فسلمت فرد عليها السلام ثم قال هيه يا بنت الأسك ألست القائلة لأخيك يوم صفين
* شمر كفعل أبيك (6) يا بن عماره * يوم الطعان وملتقى الأقران *
وانصر عليا والحسين ورهطه (7) * واقصد لهند وابنها بهوان

(1) بالأصل و " ز ": العدوي، تصحيف، والصواب ما أثبت، راجع في تهذيب الكمال 18 / 130.
(2) في الفتوح لابن الأعثم: " لاسك " وفي العقد الفريد: " الأشتر ".
(3) ابن الأعثم: الهمذانية.
(4) خبر وفودها في فتوح ابن الأعثم 3 / 58 وما بعدها، والعقد الفريد 1 / 334 وما بعدها.
(5) من هنا إلى قوله: الدوري ليس في الأصل والسند مضطرب فيها، صوبنا السند عن " ز ".
(6) في فتوح ابن الأعثم: شمر لقتل أخيك.
(7) عن ابن الأعثم: وصنوه.
224

* * إن الإمام أخا (1) النبي محمد * علم الهدى ومنارة الإيمان
فقه الحمام، وسر أمام لوائه * قدما بأبيض صارم وسنان *
قالت يا أمير المؤمنين ما مثلي رغب عن الحق ولا اعتذر إليك بالكذب
قال فما حملك على ذلك قالت حب علي واتباع الحق قال والله ما أرى عليك
من علي أثرا قالت أنشدك الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى وتذكار ما نسي قال
هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى ولا لقيت من أحد (2) ما لقيت من قومك قالت صدق
قولك لم يكن والله أخي ذميم المقام ولا خفي المكان كان والله كقول الخنساء (3)
* وإن صخرا ليأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار
وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيت منه قال قد فعلت فما حاجتك
قالت يا أمير المؤمنين إنك أصبحت 4 للناس سيدا ولأمورهم متقلدا والله سائلك عن أمرنا
وعما افترض عليك من حقنا ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ويبطش بسلطانك
فيحصدنا حصاد السنبل ويدوسنا (4) دياس البقر يسومنا الخسيسة ويسألنا الجليل هذا ابن
أبي أرطأة قدم بلادي فقتل رجالي وأخذ مالي يقول فوهى بما استعصم الله منه وألجأ إليه
فيه ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فإما عزلته فعرفناك ويروى فشكرناك (5) فقال
معاوية أتهدديني (6) بقومك لقد هممت أن أردك إليه على قتب أشرس وهو المائل المعرج
وأحملك إليه فينفذ فيك حكمه فأطرقت ثم بكت ورفعت رأسا تقول
* صلى الإله على روح تضمنها * قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
* قد حالف الحق لا يبغي به بدلا (7) * فصار بالحق والإيمان مقرونا *
قال من ذلك قالت علي بن أبي طالب قال وما علمك بذلك قالت أتيته في
رجل ولاه على صدقاتنا لم يكن بيننا وبينه إلا كما بين الغث إلى السمين فوجدته قائما

(1) في ابن الأعثم: أخو.
(2) بالأصل: " أحدا " والمثبت عن " ز ".
(3) ديوان الخنساء.
(4) في ابن الأعثم: ويدرسنا درس الحرمل، ويسومنا الخسف ويذيقنا الحتف.
(5) في ابن الأعثم: فإما إن عزلته عنا فكثرناك، وإما لا فكفرناك.
(6) بالأصل: " أتهددني " وفي " ز ": " أتهدديني " وفي العقد الفريد وابن الأعثم: إياي تهددين.
(7) في العقد الفريد: ثمنا.
225

يصلي فلما نظر إلي انفتل من مصلاه ثم قال لي برقة وتعطف ألك حاجة فأخبرته الخبر
فبكا ثم قال اللهم أنت الشاهد علي وعليهم أي لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك (1)
ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب فكتب فيها
بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل " والميزان بالقسط
ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين
وما أنا عليكم بحفيظ " (2) إذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من علمنا حتى يأتي
من يقبضه منك والسلام
فأخذته منه والله ما حتمه بطين ولا خزمه بخزام فعزلته به فقال معاوية اكتبوا لها
بإنصافها والعدل عليها فقالت ألي خاص أم لقومي عام (3) قال ما أنت وغيرك قالت
هي إذا والله الفحشاء واللؤم فإن كان عدلا شاملا وإلا أنا كسائر قومي فقال معاوية
هيهات هيهات لقد لمظكم (4) ابن أبي طالب الجرأة على السلطان فبطيئا ما تفطمون
بغيره اكتبوا لها بحاجتها
9364 سلافة مرجلة عبد الملك بن مروان
أنبأنا أبو بكر الحاسب عن أبي محمد الحسن بن علي عن محمد بن العباس أنا
أبو أيوب الجلاب نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد أنا الواقدي حدثني أفلح
هو ابن حميد قال سمعت القاسم يقول لما حج سليمان بن عبد الملك (5) فكان بمنى
بعد عرفة أرسل إلي وإلى سالم وعبد الله بن عبيد الله بن عمر وخارجة بن زيد وأبي بكر
ابن حزم فسألنا عن الطيب فأمره خارجة وأبو بكر بالطيب فقال له سالم وعبد الله إن
عبد الله (6) بن عمر كان رجلا جادا مجدا فكان لا يقرب النساء حتى يطوف بالبيت قال
القاسم ثم سألني فقلت حدثتني عائشة أنها طيبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لإحرامه ولحله قبل أن

(1) تحرفت بالأصل إلى: " حفظ " والمثبت عن " ز "، والعقد الفريد وابن الأعثم.
(2) سورة هود، الآيتان 84 و 85.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي العقد الفريد وابن الأعثم: ألي خاصة أم لقومي عامة.
(4) بالأصل: لظلم، والمثبت عن " ز ". والعقد الفريد.
(5) سقطت من الأصل و " ز "، واستدرك عن المطبوعة.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن " ز " للايضاح.
226

يفيض قال القاسم فكنت أرى أنه لا يريد بعد هذا شيئا فقال ادعوا لي سلافة فجاءت
سلافة (1) فسألها ما كان أمير المؤمنين يصنع في هذا اليوم في هذا الموضع فقالت (2)
طيبت أمير المؤمنين هاهنا بيدي قبل أن يزور فكان يقول سليمان فما يطلب بعد خبر سلافة
قال القاسم فعجبت أني أخبره عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويسأل سلافة
قال روى الزبيري (3) هذه القصة وسمى المرجلة حسينة (4) وروى عن معمر عن
الزهري فسماها فيه حسنة (5)
9365 سلافة الحجازية جارية آل المعمر التيميين
لها ذكر
قرأت في كتاب الفرج علي بن الحسين أخبرني محمد بن عمران الصيرفي أنا الحسن
ابن عليك (6) العنزي (7) حدثني محمد بن معاوية قال
سمع عبد الملك بن مروان ليلة غناء في أقصى قصره وقد مضى شطر الليل فاتبع
الصوت وطلبه حتى أفضى إليه فإذا هو عند ابنه يزيد فسمع فإذا هي جارية لأثيلة بنت
المغيرة يقال لها سلافة تغنيه من شعر الأقيشر الأسدي يمدح زكريا بن طلحة (8)
* وقضى (9) الله بالسلام وحيا * زكريا بن طلحة الفياض
معدن الضيف إن أناخوا إليه * بعد أين الطلائح (10) الأنقاض
ساهمات العيون خوصا رذايا * قد يراها الكلال بعد إباض
زاده خالد ابن عم أبيه * منصبا في الغلا ذا انتهاض

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن " ز ".
(2) بالأصل: فقال، والمثبت عن " ز ".
(3) في " ز ": الزهري.
(4) رسمها في " ز ": " حسسه فوقها ضبة.
(5) رسمها في " ز ": " خنننه " وفوقها ضبة.
(6) بالأصل: " عليك " وغير واضحة في " ز " لسوء التصوير، والمثبت عن المطبوعة.
(7) بالأصل: العنبري، وفي الأغاني: الحسن بن علي عن العنزي.
(8) الأبيات في الأغاني 11 / 255 في أخبار الأقيشر الأسدي.
(9) في الأغاني: قرب.
(10) بالأصل و " ز ": الطلاح، والمثبت عن الأغاني.
227

فرع تيم من تيم مرة حقا * قد قضى ذاك لابن طلحة قاض *
فدخل عبد الملك عليهم فلما رأوه وثبوا فقال على رسلكم ثم قال للجارية
أعيدي غناءك فأعادته فقال ويحك من زكريا هذا فأخبرته قال ومن قائله قالت
الأقيشر قال هذا والله المدح على غير طمع ولا خوف أشعر الناس الأقيشر ثم أمر بأن
يكتب إلى صاحب العراق له بصلة وإلى صاحب الحجاز لزكريا بصلة تعينه على مروءته (1)
قال أبو الفرج سلافة جارية أثيلة بنت المغيرة بن عبد الله بن معمر حجازية صفراء
مولده نشأت بالحجاز وأخذت عن ابن سريج وابن محرز
9366 سلامة
جارية شاعرة كانت ليزيد بن معاوية وكان نسب (2) بها الأحوص وهي من مولدات
المدينة ويقال إن اسم صاحبة هذه القصة حسن
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني قال (3) نسخت (4) من
كتاب أحمد بن سعيد الدمشقي نا الزبير بن بكار حدثني أبو محمد الجزري قال
كانت بالمدينة جارية مغنية يقال لها سلامة من أحسن النساء وجها وأتمهن عقلا
وأحسنهن عقلا (5) قد قرأت القرآن وروت الشعر وقالته وكان عبد الرحمن بن حسان (6)
والأحوص يجلسان إليها فيرويانها الشعر وينشدانها إياه فعلقت الأحوص وصدت عن عبد
الرحمن فقال لها عبد الرحمن (7) يعرض لها بما ظنه من ذلك
* أرى الإقبال منك على جليسي (8) * وما لي في حديثكما (9) نصيب *

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: صروفه.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": " تشبب " وكلاهما بمعنى، نسب بالنساء: شبب بهن وتغزل.
(3) الخبر بطوله في الأغاني 9 / 133 وما بعدها وقال أبو الفرج: وهو موضوع لا أشك فيه لان شعره المنسوب إلى
الأحوص شعر ساقط سخيف لا يشبه نمط الأحوص، والتوليد بين فيه يشهد على أنه محدث.
(4) بالأصل: فسحت، خطأ، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(5) كذا بالأصل " ز "، وفي الأغاني: حديثا.
(6) زيادة للايضاح عن " ز "، والأغاني.
(7) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن " ز ".
(8) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني.
(9) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: حديثكم.
228

فأجابته
* لأن الله علقه فؤادي * فحاز الحب دونكم الحبيب *
فقال الأحوص *
خليلي لا تلمها في هواها * ألذ العيش ما تهوى القلوب *
قال فأضرب عنها ابن حسان وخرج ممتدحا ليزيد بن معاوية فأكرمه وأعطاه فلما
أراد الانصراف قال له يا أمير المؤمنين عندي نصيحة قال وما هي قال جارية خلفتها
بالمدينة لامرأة من قريش من أجمل النساء وأكملهم ولا تصلح إلا أن تكون لأمير المؤمنين
وفي سماره فأرسل إليها يزيد فاشتريت له وحملت إليه فوقعت منه موقعا عظيما وفضلها
على جميع من عنده وقدم عبد الرحمن المدينة فمر بالأحوص وهو قاعد على باب داره وهو
مهموم فأراد أن يزيده على ما به فقال
* يا مبتلى بالحب مفدوحا * لاقى من الحب تباريحا
أفحمه (1) الحب فما ينثني * إلا بكأس الحب (2) مصبوحا
وصار ما يعجبه مغلقا * عنه وما يكره مفتوحا
قد حازها من أصبحت عنده * ينال منها الشم والريحا
خليفة الله فسل الهوى * وعز قلبا منك مجروحا *
فأمسك الأحوص عن جوابه ثم إن شابين من بني أمية أرادا (3) الوفادة إلى يزيد فأتاهما
الأحوص فسألهما أن يحملا له كتابا ففعلا وكتب إليهما معهما
* سلام ذكرك ملصق بلساني * وعلى هواك تعودني أحزاني
ما لي رأيتك في المنام مطيعة * وإذا انتبهت لججت في العصيان
أبدا محبك ممسك بفؤاده * يخشى اللجاجة منك في الهجران
إن كنت عاتبة فإني معتب * بعد الإساءة فاقبلي إحساني
لا تقتلي رجلا يراك (4) لما به * مثل الشراب لغلة الظمآن

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: ألجمه.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: الشوق.
(3) بالأصل " ز ": أراد، والمثبت عن الأغاني.
(4) بالأصل و " ز ": رآك، والمثبت عن الأغاني.
229

ولقد أقول لقاطنين من أهلها (1) * كانا على خلقي من الاخوان
يا صاحبي على فؤادي جمرة * ويرى الهوى جسمي كما تريان
أمرقيان إلى سلامة أنتما * ما قد لقيت بها وتحتسبان
لا أستطيع الصبر عنها إنها * من مهجتي نزلت أجل مكان * (2)
قال ثم غلبه الجذع فخرج إلى يزيد ممتدحا له فلما قدم عليه قربه وأكرمه وبلغ لديه
كل مبلغ فدست إليه سلافة خادما وأعطته مالا على أن يدخل إليها فأخبر الخادم يزيد
بذلك فقال امض لرسالتها ففعل ما أمره وأدخل الأحوص وجلس يزيد بحيث يراهما
فلما أبصرت الجارية بالأحوص بكت إليه وبكى إليها وأمرت فألقي له كرسي فقعد عليه
وجعل كل واحد منهما يشكو إلى صاحبه شدة الشوق فلم يزالا يتحدثان إلى السحر ويزيد
يسمع كلامهما من غير أن يكون بينهما ريبة حتى هم بالخروج قال
* أمسى فؤادي في هم وبلبال * من حب من لم أزل منه على بال
فقالت
* صحا المحبون بعد النأي إذ يئسوا * وقد يئست وما أصحوا على حال *
فقال * من كان يسلوا بيأس عن أخي ثقة * فعنك سلام (3) ما أمسيت بالسالي *
فقالت * والله والله لا أنساك يا شجني (4) * حتى تفارق مني الروح أوصالي *
فقال * والله ما خاب من أمسى وأنت له * يا قرة العين في أهل ولا (5) مال *
ثم ودعها وخرج فأخذه يزيد ودعا بها فقال أخبراني عما كان في ليلتكما وأصدقاني
فأخبراه وأنشداه ما قالا فلم يخرما حرفا ولا غيرا شيئا مما سمعه فقال له يزيد أتحبها يا
أحوص قال أي والله يا أمير المؤمنين

(1) الأغاني: أهلنا.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: بكل مكان.
(3) في الأغاني: فعن سلامة.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن " ز "، وفي الأغاني: سكنى.
(5) في الأغاني: وفي مال.
230

* حبا شديدا تليدا غير مطرف * بين الجوانح مثل النار تضطرم *
فقال لها أتحبيه قالت نعم يا أمير المؤمنين
* حبا شديدا جرى كالروح في جسدي * فهل يفرق بين الروح والجسد *
فقال لهما يزيد إنكما لتصفان حبا شديدا خذها يا أحوص فهي لك ووصله صلة
سنية فانصرف بها وبالجائزة إلى الحجاز وهو من أقر الناس عينا
9367 سلامة أم المنصور
حكت مناما رأته وكانت تسكن مع سيدها محمد بن علي بالحميمة (1) من أرض
البلقاء
حكى عنها طيفور
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا نا وأبو منصور
ابن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2) حدثني الحسن بن محمد الخلال نا عمر بن محمد
بن الزيات إملاء نا عبد الله بن محمد بن عبد (3) العزيز
قال وأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد البزار واللفظ له أنا محمد بن المظفر
الحافظ نا محمد بن إبراهيم نا الحارث بن محمد قالا نا منصور بن أبي مزاحم حدثني
أبو سهل الحاسب حدثني طيفور مولى أمير المؤمنين قال حدثتني سلامة أم أمير المؤمنين
قالت لما حملت بأبي جعفر رأيت كأنه خرج من فرجي أسد فزأر ثم أقعى فاجتمعت حوله
الأسد فكل ما انتهى إليه منها (4) أسد (5) سجد له
9368 سلامة (6) أم سلام المعروفة بسلامة القس
إحدى جاريتي يزيد بن عبد الملك اللتين اشتهر ذكرهما وانتشر (7) حبه لهما

(1) تقدم قريبا التعريف بها.
(2) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 1 / 65 في أخبار أبي جعفر المنصور.
(3) سقطت من الأصل، واستدركت للايضاح عن " ز "، وتاريخ بغداد.
(4) سقطت من تاريخ بغداد.
(5) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: " أمر " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) انظر أخبارها في الأغاني 8 / 334.
(7) كذا بالأصل، و " ز "، وفي المطبوعة: اشتهر.
231

وكانت قبل يزيد لسهيل بن عبد الرحمن بن عوف وكانت من مولدات المدينة بها
نشأت وأخذت الغناء عن معبد وابن عائشة ومالك بن أبي السمح وابن سريج (1)
وجميلة وعزة الميلاء وكانت أحسن القيان غناء في زمانها
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال وأما سلامة فهي مولاة يزيد بن عبد الملك بن مروان تعرف بسلامة القس كانت مغنية
لها خبر مشهور والقس هو عبد الرحمن بن عبد الله بن (2) أبي عمار يروي عن جابر بن
عبد الله وغيره
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3) أما سلامة بتشديد اللام
فهي سلامة مغنية مشهورة تعرف بسلامة القس وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار
يروي عن جابر وغيره واشتراها يزيد بن عبد الملك ولها أخبار
قرأت في كتاب عتيق أظنه من جمع الصولي أن سلامة كانت جارية لسهيل بن عبد
الرحمن بن عوف التي تعرف بسلامة القس فاشتراها يزيد بثلاثة آلاف دينار فأعجب بها
وفيها قال ابن قيس الرقيات (4)
لقد فتنت (5) ريا وسلامة القسا * فلم يتركا للقس (6) عقلا ولا نفسا *
أنبأنا أبو علي بن نبهان ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن
(7) وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر وأبو الحسن محمد بن أحمد بن
إبراهيم وأبو علي بن نبهان
قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا محمد بن الحسن بن مقسم نا أحمد بن يحيى

(1) بالأصل و " ز ": شريح، تصحيف.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن " ز ".
(3) الاكمال لابن ماكولا 4 / 344.
(4) البيت في ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات ص 33 (ط. بيروت)، وانظر تخريجه فيه.
(5) تقرأ بالأصل: فشت، والمثبت عن " ز "، والديوان.
(6) بالأصل: لنفس، والمثبت عن " ز "، والديوان.
(7) سقط " ح " حرف التحويل من الأصل، وزيد عن " ز ".
232

ثعلب نا ابن شبة نا خلاد بن يزيد الأرقط الباهلي قال (1)
سمعت أهل مكة يقولون كان القس بمكة يقدم على عطاء في النسك فمر يوما
بسلامة وهي تغني فأصغى إلى غنائها وفعل ذلك غير مرة حتى رآه مولاها فقال له ألا
أدخلك عليها فتقعد مقعدا لا تراك فيه منه وتسمع فأبى عليه فلم يزل به المولى حتى
أجاب وقعد فوقعت في نفسه ووقع في نفسها فخلت به ذات يوم فقالت والله إني
لأحبك قال وأنا (2) والله أحبك قالت وأشتهي أن أضع فمي على فمك قال وأنا والله
أشتهي ذلك قالت وصدري على صدرك وبطني على بطنك قال وأنا والله أحب ذاك
قالت فما يمنهك فوالله ما معنا أحد قال ويحك إني سمعت الله يقول " الأخلاء يومئذ
بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " (3) فأكره أن تكون (4) خلة بيني وبينك في الدنيا عداوة (5) يوم
القيامة قال وقال فيها (6)
* أهابك أن أقول ذات نفسي * ولو أني أطيع القلب قالا
حياء منك حتى سل جسمي * وشق علي كتماني وطالا *
وقال (7)
* قد كنت أعذل في الصبابة أهلها * فأعجب لما تأتي به الأيام
فاليوم أعذرهم وأعلم إنما * سبل الضلالة والهدى أقسام *
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد في كتابه وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد
عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف
قالا أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم نا أبو بكر

(1) الخبر في الأغاني 8 / 335 باختلاف الرواية.
(2) بالأصل: " والله أفا " " وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(3) سورة الزخرف، الآية: 67.
(4) بالأصل: يكون، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(5) بالأصل: عدوة، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(6) البيتان في الأغاني 8 / 335.
(7) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ". والبيتان في الأغاني 8 / 336.
233

الخرائطي نا أبو يوسف الزهري نا الزبير بن بكار قال
كان عبد الرحمن بن أبي عمار من بني جشم (1) بن معاوية ينزل مكة وكان من عباد
أهلها يسمى القس من عبادته فمر ذات يوم بسلامة وهي تغني فوقف يسمع غنائها فرآه
مولاها فدعا إلى أن يدخله عليها فأبى عليه فقال له فاقعد في مكان تسمع غناءها ولا
تراها (2) ففعل فغنت فأعجبته فقال له مولاها هل لك أن أحولها إليك فامتنع بعض
الامتناع ثم أجابه إلى ذلك فنظر (3) إليها فأعجبته فشغف بها وشغفت به وكان ظريفا فقال
فيها
* أم سلام لو وجدت من الوج * د عشير الذي بكم أنا لاقي
أم سلام أنت همي وشغلي * والعزيز المهيمن الخلاق
أم سلام ما ذكرتك إلا * شرقت بالدموع مني المآقي *
قال وعلم بذلك منه أهل مكة فسموها سلامة القس فقالت له يوما أنا والله أحبك
فقال وأنا والله أحبك فقالت أنا والله أحب أن أضع فمي على فمك قال وأنا والله أحب
ذلك قالت فما يمنعك فوالله إن الموضع لخال فقال لها ويحك إني سمعت الله جل
وعز يقول " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " أنا والله أكره أن تكون (4) خلة ما
بيني وبينك في الدنيا عداوة يوم القيامة ثم نهض وعيناه تذرفان من حبها وعاد إلى الطريقة
التي كانت عليها من النسك والعبادة فكان يقف بين الأيام ببابها فيرسل بالسلام إليها فيقال
له ادخل فيأبى ومما قال فيها
* إن سلامة التي * أفقدتني تجلدي
لو تراها والعود في * حجرها حين تبتدي
للريجي والغريض * وللقرم معبد
خلتهم تحت عودها * حين تدعوه بالسيد *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن

(1) بالأصل و " ز ": حسن، تحريف، والمثبت عن الأغاني 8 / 335.
(2) بالأصل و " ز ": " فأقعدني في مكان نسمع غناءها ولا نراها " والمثبت عن المطبوعة.
(3) بالأصل: فبطن، تحريف، والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل: يكون، والمثبت عن " ز ".
234

موسى أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني
أبو زيد النميري حدثني خلاد بن يزيد قال سمعت شيوخنا من أهل مكة منهم سليم
يذكرون
إن القس كان عند أهل مكة من أحسنهم عبادة وأطهرهم تبتلا وأنه مر يوما بسلامة
جارية كانت لرجل من قريش وهي التي اشتراها يزيد بن عبد الملك فسمع غناءها فتوقف
يستمع فرآه مولاها فدنا منه فقال هل لك أن تدخل فتسمع فأبى (1) عليه فلم يزل به
حتى تسمح وقال أقعدني في لا أراها ولا تراني قال أفعل فدخل فتغنت فأعجبته
فقال مولاها هل لك أن أحولها إليك فأبى ثم تسمح فلم يزل (2) يسمع غناءها حتى
شغف بها وشغفت به وعلم ذلك أهل مكة فقالت له يوما أنا والله أحبك قال وأنا
والله أحبك قالت وأحب أن أضع فمي على فمك قال وأنا والله قالت وأحب أن
ألصق صدري بصدرك وبطني ببطنك قال وأنا والله قالت فما يمنعك فوالله إن الموضع
لخال قال إني سمعت الله يقول " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " وأنا أكره
أن تكون (3) خلة ما بيني وبينك تؤول بنا إلى عداوة يوم القيامة قالت يا هذا تحسب أن ربي
وربك لا يقبلنا إن نحن تبنا إليه قال بلى ولكن لا آمن أن أفاجأ ثم نهض وعيناه تذرفان
فلم يرجع وعاد إلى ما كان إليه من النسك
أنبأنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله عن أبي علي الحسن بن أحمد بن
إبراهيم بن شاذان حدثني أبي أحمد بن إبراهيم بن شاذان نا أبو عبد الله أحمد بن سليمان
ابن داود بن محمد الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني هارون بن موسى نا عبد الله بن
عمرو الفهري عن عمه الحارث بن محمد عن عيسى بن عبد الأعلى قال (4)
كانت بالمدينة جارية لآل أبي رمانة (5) أو لآل تفاحة يقال لها سلامة قال فكتب
فيها يزيد بن عبد الملك لتشتري له فاشتريت بعشرين ألف دينار فقال أهلها ليس تخرج
حتى تصلح من شأنها فقالت الرسل لا حاجة لكم بذلك معنا ما يصلحها قال فخرج بها

(1) كذا بالأصل و " ز ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(3) بالأصل: يكون، والمثبت عن " ز ".
(4) الخبر في الأغاني 8 / 343 باختلاف الرواية.
(5) بالأصل و " ز ": زمانة، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
235

حتى أتي بها سقاية سليمان قال فأنزلها رسله فقالت لا والله لا أخرج حتى يأتيني قوم
كانوا يدخلون علي فأسلم عليهم قال فامتلأت (1) رحبة ذلك الموضع قال ثم خرجت
فوقفت بين البابين وهي تقول (2)
* فارقوني وقد علمت يقينا * ما لمن ذاق ميتة من إياب
إن أهل الحصاب (3) قد تركوني * موزعا مولها بأهل الحصاب
* * سكنوا الجزع وهو جزع أبي موسى * إلى النخل من صفي السباب (4)
أهل بيت تتابعوا (5) للمنايا * ما على الدهر بعدهم من عتاب *
قال فما زالت على ذلك تبكي ويبكون حتى راحت ثم أرسلت إليهم ثلاثة آلاف
درهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن البسري
وأبو محمد بن أبي عثمان قالوا أنا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت
المجبر نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار إملاء أنشدني محمد بن المرزبان لابن أبي
عمار المكي (6)
* من لقلب يجول بين التراقي * مستهام (7) يتوق كل متاق
حذرا أن تبين دار سليمى * أو يصيح الصدى (8) لها بفراق

(1) بالأصل و " ز ": " فامتلأ ".
(2) الأبيات في الأغاني 8 / 343.
(3) بالأصل و " ز ": الخضاب، تحريف، والصواب ما أثبت، والحصاب: بالحسر، موضع رمي الجمار بمنى، وهذا
البيت مع بيت آخر في معجم البلدان، ونسبهما إلى كثير بن كثير بن الصلت.
(4) السباب: بكسر أوله، موضع بمكة، والبيت في معجم البلدان (السباب) وصفي السباب: ماء بين دار سعيد
الحرشي التي تناوح بيوت القاسم بن عبد الرحمن.
(5) في الأغاني: تتايعوا.
(6) الأبيات في مصارع العشاق 2 / 182 ونسبها لابن أبي عمار المكي، وفي 2 / 204 نسبها لابن الأعرابي المكي.
والأغاني 7 / 83 - 84 ونسبها للوليد بن يزيد بن عبد الملك. وعقب أبو الفرج بعد ما ذكر الأبيات قال: ومن
الناس من يروي هذه الأبيات لعبد الرحمن بن أبي عمار الجثمي في سلامة القس، وليس ذلك له، هو للوليد
صحيح.
(7) في الأغاني: " ما لقلبي... مستخفا ".
(8) الأغاني: الداعي.
236

أم سلام ما ذكرتك إلا * شرقت بالدموع مني المآق
كيف ينسى المحب ذكر حبيب * طيب الخيم طاهر الأخلاق
حسن الصوت بالغناء على المز * هر يسلي الغريب ذا الأشواق
وحديث يشفي السقيم من السقم * دواء السقيم كالترياق
حبذا أنت من جليس إلينا * أم سلام لو يدوم التلاقي *
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو
علي عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري نا أبو العباس أحمد بن يحيى نا الزبير أخبرني
محمد بن الضحاك الحزامي عن أبيه وأخبره سعيد بن عمرو الزبيدي قال
بينما الناس ينتظرون أن يخرج يزيد بن عبد الملك حيث مات إذا خرج بسريره بين يدي
عوديه سلامة تقول (1)
* لا تلمنا إن جزعنا * أو هممنا بجزوع (2)
كلما أبصرت ربعا * خاليا فاضت دموعي
خاليا من سيد كان * لنا غير مضيع *
قال الزبير وجدتها بخط الضحاك بن عثمان وقد زاد فيها (3)
* وهو كالليث إذا ما * خام (4) أصحاب الدروع *
يعني جبن
قرأت في كتاب عتيق أظنه من جمع الصولي قال ومما رثت به سلامة يزيد بن عبد
الملك
* لا تلمنا إن خشعنا * أو هممنا بخشوع
قد لعمري بت ليلي * كأخ الداء الوجيع
ثم بات (5) الهم مني * دون من لي بضجيع

(1) الأبيات في الأغاني 8 / 332.
(2) في الأغاني: خشعنا... بخشوع.
(3) البيت في الأغاني 8 / 347.
(4) في الأغاني: عد.
(5) بالأصل: مات، وفي الأغاني: " ونجي الهم مني " والمثبت عن المطبوعة.
237

للذي حل بنا اليوم * من الأمر الفظيع
كلما أبصرت ربعا * خاليا فاضت دموعي *
ومما قالت فيه أيضا
* بين التراقي واللهاة حرارة * ما تطمئن وما تسوغ فتبرد *
وبلغني أن سلامة كانت حية إلى بعد قتل الوليد ابن سيدها يزيد بن عبد الملك فقالت
ترثي الوليد بن يزيد بن عبد الملك
* أبا سيد الفتيان مالك ناصر * فقد نيل منك اليوم ما لا يقادر (1)
لقد ركب القسري (2) منا عظيمة * فما في قريش لا أبا لك ثائر
فقل لبني مروان عيشوا بذلة * فقد جدعت آنافكم والمناخر *
9369 سيباء بنت النجم الهلالية
امرأة شاعرة قالت تجيب امرأة من عنس قتل لها ابن بداريا فيما قرأت بخط أبي
الحسين الرازي مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من المؤمنين
* أعلينا تحرضين وفينا * خير خلق وسادة الفتيان
أول الناس قلد (3) الله سيفا * قيس عيلان (4) فارس الفرسان
وله حيكت الدروع وصيغت * قبل داود فاعلمي بزمان
وعلى قدر رأسه صنع البيض * وحيكت جواشن الأبدان
فلو أن الحديد (5) ينطق يوما * قال إني خلقت من عيلان
وبكى عولة إذا لبسته * أنكس الناس من بني قحطان
أعلى عامر تنادين قوما * قد رماهم بذلة وهوان
لو به يسمعون بالوا من الخوف * وطاروا من آبد البلدان *

(1) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(2) تريد أبا محجن مولى خالد القسري، وكان قد أدخل سيفه في أست الوليد بن يزيد وهو مقتول.
(3) بالأصل و " ز ": ذاك، والمثبت عن المطبوعة.
(4) بالأصل و " ز ": غيلان.
(5) بالأصل و " ز ": الحد، والمثبت عن المطبوعة.
238

9370 سيدة بنت عبد الله بن مرحوم
أم الحسين الطرسوسية الماجدية
حكت عن أبي بكر الدقي الصوفي
حكى عنها تمام بن محمد وعلي الحنائي والحسن بن إبراهيم الأهوازي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو علي الأهوازي قراءة عليه قال أخبرتنا أم
الحسين سيدة بنت عبد الله الطرسوسية قالت نا أبو بكر محمد بن داود الدينوري قال
سمعت مباركا القاضي يقول (1) سمعت أبا بكر الخراز يقول أكبر ذنبي إليه معرفتي به
قال وحدثتني أم الحسين قالت سمعت أبا بكر الدقي (2) يقول سمعت الزقاق (3)
يقول لي (4) سبعون سنة أرب هذا الفقر من لم يصحبه فيه التقية أكل الحرام النص (5)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قراءة نا أبو بكر محمد بن
علي بن محمد بن موسى الحداد إجازة أنا أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي
نا عبدان بن عمر المنبجي وصدقة بن المظفر الأنصاري وسيدة بنت عبد الله بن مرحوم
الماجدية الطرسوسية قالوا نا أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي قال
وسمعت ابن حسان يقول قال سهل لا يبلغ الانسان إلى السماء حتى يدفن نفسه في
الأرض فإذا دفنها في الأرض الأولى بلغ سماء الدنيا وكذا الأرضين السبع فإذا بلغ الثرى
بلغ العرش وقال أبو بكر الدقي سمعت الزقاق (6) يقول سمعت من الجنيد (7) كلمة في
الفناء هيمتني أربعين سنة وبقاياها في رأسي
قال أبو بكر الدقي وحكى لنا الزقاق (8) أنه قيل لذي النون لمن أصحب قال لمن

(1) أقحم بعدها بالأصل: " سمعت يقول ".
(2) أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي أقام بالشام وعاش أكثر من مئة سنة توفي بعد سنة 350 ه‍ أخباره
في الرسالة القشيرية ص 412.
(3) هو أبو بكر أحمد بن نصر الزقاق الكبير، من أقران الجنيد، ومن أكابر مصر أخباره في الرسالة القشيرية ص 417.
(4) الرسالة القشيرية ص 277.
(5) في الرسالة القشيرية: الحرام المحض.
(6) تقرأ بالأصل و " ز ": الدقاق، تصحيف.
(7) هو أبو القاسم الجنيد بن محمد توفي سنة 297، أخباره في الرسالة القشيرية ص 430.
(8) تقرأ في " ز ": الذقاق، تصحيف.
239

يسقط بينك وبينه مؤنة التحفظ ثم سألته ثانية لمن أصحب من الناس قال لمن إذا أذنبت
أنت تاب هو وإذا مرضت (1) عادك وسئل مرة أخرى لمن أصحب من الناس قال لمن
يعلم منك ما يعلمه الله منك فتأمنه على ذلك
9371 سيدة بنت عبد الله امرأة أبي الحسين البلوطي
حكت عن أستاذ زوجها أبي إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي (2)
حكى عنها علي الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي سمعت سيدة (3) ابنة عبد الله امرأة أبي الحسين
البلوطي تقول سمعت أبا إسحاق البلوطي يحرص على قراءة سورة القدر
" حرف الشين "
9372 شارزما بنت جعفر أمة العزيز الديلمية
قدمت دمشق وحدثت عن أبي عبد الله بن مندة
روى عنها عبد العزيز بن أحمد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أخبرتنا أمة العزيز شارزما ابنة
جعفر الديلمية قدمت علينا قراءة عليها قالت نا أبو عبد الله محمد بن إسحاق أنا يحيى بن
مندة (4) نا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق نا محمد بن أبي يعقوب الكرماني نا حسان بن
إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن سعيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا
له لقد رأيت خيرا صاحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصليت خلفه قال لقد رأيته ولقد خشيت أنما
أخرت لشر ما حدثتكم فاقبلوا (5) وما سكت عنه فدعوه قال قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بواد
بين مكة والمدينة يدعى خم (6) وقال إنما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ألا وإني تارك

(1) في " ز ": مرض.
(2) تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق 6 / 377 رقم 387 طبعة دار الفكر.
(3) وجاء ذكرها في خبر في هذه الترجمة، ومما جاء في سند الخبر: وقرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنائي
سمعت فاطمة بنت عبد الله زوجة أبي الحسين البلوطي تقول سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم البلوطي 6 /
380.
(4) أقحم بعدها بالأصل: " نا عبد الله بن يعقوب، أنا يحيى بن منده " والمثبت يوافق رواية " ز ".
(5) كذا بالأصل و " ز ".
(6) خم: واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، يسمى، غدير خم، راجع معجم البلدان.
240

فيكم الثقلين كتاب الله حبل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة ثم قال
أهل بيتي اذكروا (1) الله في أهل بيتي ثلاث مرات [* * * *]
9373 شكر وتسمى أيضا مشكورة بنت أبي الفرج سهل
ابن بشر بن أحمد بن سعيد الإسفرايني أمة العزيز
سمعت أباها أبا الفرج وأبا نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي
كتبت عنها شيئا يسيرا وكان سماعها صحيحا
أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت أبي الفرج قالت أنا أبي وأبو نصر أحمد بن محمد بن
سعيد الطريثيثي الصوفيان قراءة عليهما في صفر سنة تسع وسبعين وأربع مائة قالا أنا أبو
القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن
حيوية قراءة علينا بلفظه نا أبو العلاء محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي نا أبو بكر بن أبي
شيبة نا محمد بن بشر العبدي نا مسعر نا علي بن زيد بن جدعان نا الحسن نا عبد
الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت
إليها وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها (2) خيرا
منها فائت الذي هو خير وكفر عن يمينك [* * * *]
ذكر أبوها أبو الفرج فيما وجدته بخطه أنها ولدت بصور ليلة الخميس الثاني عشر من
ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وماتت في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين
وخمس مائة ودفنت في أول (3) مقبرة باب الفراديس
" شهدة " (4)
9374 شهدة جارية للوليد بن يزيد بن عبد الملك
حكت عن الوليد حكى عنها إسماعيل بن جامع السهمي
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين أخبرني محمد بن عمران الصيرفي نا

(1) كذا بالأصل، وفي " ز ": أذكركم.
(2) سقطت من الأصل و " ز " والمختصر، والزيادة عن المطبوعة.
(3) سقطت من الأصل و " ز "، وزيدت عن المطبوعة.
(4) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز ".
241

الحسن بن عليك العنزي حدثني أحمد بن محمد بن سليمان الجهني أبو عبد الله قال زعم لي
ابن الموصلي أن ابن جامع حدثه عن شهدة جارية الوليد بن يزيد أنها غنت للوليد بن يزيد يوما
* خبرتها قالت لأترابها * ما لأبي الخطاب قد أعرضا
إن كان قد مل فما حيلتي * أو كان غضبانا فعندي الرضا *
فطرب طربا شديدا واستحسنه وقال ويحك يا شهدة لمن هذا الغناء قالت يا سيدي
هذا أخذته من الحنفاء والهبيرية (1) جاريتي أيوب بن سلمة المخزومي ولا أدري لمن هو
قال فما فعلتا قالت أما الهبيرية فماتت وأما الحنقاء فعجوز كبيرة فقال فهل فيها فضل
فنستدعيها قالت لا فأمر بالكتاب لها إلى صاحب الحجاز بعشرة آلاف درهم
قال أبو الفرج شهدة جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهي أم عاتكة بنت شهدة
إحدى المحسنات من قيان الحجاز ابتيعت للوليد بن يزيد لما ولي الخلافة وهي في وسط
عمرها لتعلم جواريه وعمرت حتى أدركت دولة بني العباس وأخذت عن معبد وطبقته
الأولى من كبار المغنين ويقال إن شهدة كانت مغنية نائحة وكان ذلك عاما في مغنى أهل
الحجاز ومغنياته وكان الغريض مغنيا نائحا وكانت سلامة مغنية نائحة كذلك
" حرف الصاد "
صفية (2)
9375 صفية بنت لمعاوية بن أبي سفيان صخر
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية
لها ذكر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال فولد معاوية فذكرهم وقال
وصفية زوجها محمد بن زياد بن أبي سفيان وأمها أم ولد
" حرف الضاد وحرف الطاء وحرف الظاء فارغة "

(1) تقرأ بالأصل: المبيرة، والمثبت عن " ز "، والمختصر.
(2) زيادة عن " ز ".
242

" حرف العين "
9376 عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
وهي مولاة زجلة من فوق (1)
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي الحديد
ح وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين قالا
نا عبد العزيز الكتاني
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي الحسن (2) بن حبيب نا يزيد بن عبد
الصمد نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال كانت عاتكة بنت عبد الله بن معاوية تحت
خالد بن يزيد بن معاوية فرآها لبست لبسة رجل فطلقها
ذكر أبو العباس أحمد بن يحيى عن عبد الله بن شبيب المدني حدثني أبو عبد الله
يعني الزبير بن بكار قال رأت عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية في المنام قائلا
يقول (3)
* إن الشباب وعيشنا اللذ الذي (4) * كنا به زمنا نسر ونجذل
ذهبت بشاشته وأصبح ذكره * حزنا يعل به الفؤاد وينهل *
قال فأول الناس ذلك من رؤيا عاتكة زوال ملك بني أمية فكان كما أولوا
9377 عاتكة بنت معاوية بن الفرات البكائي
وأمها الملاءة بنت أوفى
امرأة حازمة خرجت من البصرة إلى هشام بن عبد الملك تشكو مالك بن المنذر حين
قتل زوجها عمر بن يزيد التميمي

(1) يريد أن عاتكة هي سيدة زجلة، وقد تقدمت ترجمة زجلة في هذا الجزء وأن زجلة مولاة عاتكة بنت عبد الله بن
معاوية.
(2) تحرفت بالأصل إلى: الحسين، والتصويب عن " ز ".
(3) البيتان في الأغاني 21 / 98 من قصيدة للأحوص مدح بها عمر بن عبد العزيز، والخبر في الأغاني 21 / 111
وذكر البيتين ونسبهما لعاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية، وفي رواية أخرى ص 112 نسبهما لامرأة من ولد
وذكر البيتين ونسبهما لعاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية، وفي رواية أخرى ص 112 نسبهما لامرأة من ولد
عثمان بن عفان.
(4) كذا ورد صدره بالأصل و " ز "، ثم أعيد فيهما برواية: أين الشباب وأين عيشنا الذي.
243

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب
أنا علي بن عبد العزيز الطاهري أنا أحمد بن جعفر بن سلم (1) الختلي أنا أبو خليفة الفضل
ابن الحباب نا ابن سلام قال كانت عاتكة بنت معاوية بن الفرات البكائي وأمها الملاءة
بنت أو في الحرشي (2) أخت زرارة عند عمر بن يزيد فخرجت إلى هشام وأعانتها القيسية
على مالك فحمل مالك (3)
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار قالا أنا
أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري نا زكريا المنقري نا الأصمعي
نا أبو عاصم النبيل قال مالك بن المنذر ضرب عمر بن يزيد بالسياط حتى قتله
وحدثنا أبو عاصم النبيل عن العذافر بن زيد قال
خرجت عاتكة بنت الملاءة امرأة عمر بن يزيد الأسيدي في نفر إلى هشام فشكت إليه ما
فعل مالك بن المنذر فأمر بإشخاصه فلما قدم مالك بن المنذر الكوفة أتيته (4) أنا وأبي فجاء
رسول لأمير المؤمنين فكلمه على باب خالد فقال يا دكين اكسر أنفه فقام فكسر أنفه
فدخل على خالد فقال كسر أنفي ببابك فقال يا مالك (5) ما لك وله قال أردت
الدخول عليك فمنعني فقال ولم منعته فلما أراد الخروج إلى الشام أتيناه فقال زياد بن
القاسم ما سرني أن الله عافاني من النقرس (6) ورجعني من وجهي هذا سليما (7) وأني لم
أكن فعلت الذي فعلت فذل (8) مالك بن المنذر حيث قتل عمر بن يزيد حتى كان سلك
الطريق فيقول أنا بين الاختلاط فلما دخل مالك على هشام قال لا مرحبا ولا أهلا
قتلت عمر بن يزيد
وذكر الحكاية وأمر بحبسه فمات في السجن

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: سالم.
(2) بدون إعجام بالأصل و " ز ".
(3) هو مالك بن المنذر بن الجارود العبدي وكان على شرط البصرة من قبل خالد بن عبد الله القسري راجع تاريخ
خليفة ص 351 و 358.
(4) بالأصل: " أيسته " والمثبت عن " ز ".
(5) قوله: " يا مالك " سقط من المطبوعة.
(6) بالأصل: النفوس، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(7) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: سالما.
(8) بالأصل و " ز ": فدله، والمثبت عن المطبوعة.
244

فيقال إن القيسية رهط عاتكة بنت الملاءة دسوا إليه من قتله في السجن ويقال مص
خاتمه وكان تحت الفص شئ من السم
9378 عاتكة بنت يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية (1)
أم البنين الأموية وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز وهي زوج عبد الملك
ابن مروان وأم يزيد بن عبد الملك وإليها تنسب (2) أرض عاتكة خارج باب الجابية وكان
لها بها قصر وبه مات عبد الملك بن مروان
روى عنها مهاجر والد عمرو بن مهاجر الأنصاري
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (3) في
تسمية ولد يزيد بن معاوية عبد الله بن يزيد الذي يقال له الإسوار وعاتكة ولدت مروان
ويزيد ابني عبد الملك
حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي (4) عن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن
ياسر قال (5)
لما أراد عبد الملك الخروج إلى مصعب بن الزبير ناشت (6) به امرأة عاتكة بنت يزيد
وبكت فبكى جواريها معها (7) فجلس ثم قال قاتل الله ابن أبي جمعة (8) حين يقول
* إذا ما أراد الغزو لم يثن همه (9) * حصان عليها نظم در يزينها

(1) أخبارها في أنساب الأشراف 5 / 377 (طبعة دار الفكر) ونسب قريش ص 129 والمحبر (الفهارس) والأغاني 12 /
18 وتاريخ خليفة (الفهارس).
(2) بالأصل و " ز ": ينسب.
(3) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 129.
(4) بالأصل: " الموملي " والمثبت عن " ز ".
(5) الخبر في الأغاني 8 / 35 والاخبار الموفقيات ص 439 - 440 وأنساب الأشراف 7 / 90 والكامل لابن الأثير 4 /
324.
(6) أي تعلقت به.
(7) زيادة عن " ز ".
(8) يعني كثير عزة، والبيتان في ديوانه ص 231 ط بيروت.
(9) في الديوان: عزمه.
245

نهته فلما لم تر النهي عاقه * بكت فبكى مما عراها (1) قطينها *
ثم مضى وأمهما (2) أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي أنا أبو
عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام من النساء عاتكة بنت يزيد بن معاوية
روى عنها مهاجر الأنصاري
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي نا
أبو (3) القاسم بن عتاب (4) أنا ابن جوصا إجازة
ح (5) وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله الخطيب أنا علي بن الحسن
أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا ابن جوصا قراءة قال سمعت محمود يقول في الطبقة
الثالثة عاتكة بنت يزيد بن معاوية زاد الكلابي دمشقية
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه
أنا مشرف بن علي بن التمار إجازة أنا أبو خازم (6) بن الفراء أخبرني أبو عمر محمد بن
العباس بن حيوية فيما أجازه لي نا أحمد بن كامل نا عبد الله بن محمد اليزيدي حدثني
محمد بن حبيب (7) قال
كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية تضع خمارها بين يدي اثني عشر خليفة كلهم لها
محرم أبوها يزيد بن معاوية وأخوها معاوية بن يزيد وجدها معاوية بن أبي سفيان
وزوجها عبد الملك بن مروان وأبو زوجها مروان بن الحكم وابنها يزيد بن عبد الملك
وبنو زوجها الوليد وسليمان وهشام وابن ابنها الوليد بن يزيد وابن ابن (8) زوجها يزيد بن
الوليد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد المخلوع وهو ابن ابن زوجها أيضا

(1) في الديوان: شجاها.
(2) بالأصل: وأمها، والمثبت عن " ز ".
(3) سقطت من الأصل، وأضيفت عن " ز ".
(4) في " ز ": عباب، تحريف.
(5) سقط حرف التحويل من الأصل وزيد عن " ز ".
(6) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: حازم.
(7) الخبر في المحبر لأبي جعفر محمد بن حبيب ص 404.
(8) بالأصل و " ز ": " وابني أبي " خطأ. والذي عند محمد بن حبيب: وابنا ابن زوجها يزيد وإبراهيم ابنا الوليد بن
عبد الملك.
246

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا وزيرة (1) نا محمد بن عبيد الله العتبي حدثني أبي قال
قال عبد الملك بن مروان لعاتكة بنت يزيد لو أشهدت بمالك لولدك قالت ادخل
علي عدة من ثقات موالي حتى أشهدهم فوجه إليها بعدة منهم ووجه معهم روح بن زنباع
فأبلغها روح الرسالة قفالت يا روح بني في غنى من مالي بأبيهم وموضعهم من الخلاقة
ولكن أشهدكم أني قد أوقفت جميع مالي على آل أبي سفيان فهم إلى ذلك أحوج لتغير
حالهم فخرج روح وقد تغير لونه فقال له عبد الملك مالك قال وجهتني إلى معاوية
جالس في أثوابه وأخبره الخبر
قال ونا وزيرة (2) نا عمر بن شبة نا محمد بن سلام عن ابن جندب قال (3)
استأذنت ابنة يزيد بن معاوية بن عبد الملك بن مروان في الحج فأذن لها وقال ارفعي (4)
حوائجك واستظهري فإن عائشة بنت طلحة تحج وإن أقمت كان أحب إلي فأبت
فرفعت حوائجها وتهيأت وجهزها فلما كانت بين مكة والمدينة أقبل ركب في جماعة
فضعضعها (5) وفرق جماعتها فقالوا عائشة بنت طلحة فإذا ذلك مع جارية من جواريها
ثم جاء ركب في موكب مثله فقال ماشطتها ثم جاء موكب أعظم من ذلك في ثلاثمائة
راحلة فقالت عاتكة ما عند الله خير وأبقى
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنا محمد بن عبد الله
بن حمدون (6) أنا أبو حامد بن الشرقي (7) نا محمد بن يحيى الذهلي نا عثمان بن أبي
شيبة نا الفضل بن دكين نا إسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي عن الزهري قال
دعاني عبد الملك في قراء من قراء أهل دمشق قال فدخلنا عليه وإذا امرأته عاتكة
بنت يزيد بن معاوية جالسة وابن لها صغير مريض قال فأخذنا ندعو وأخذ هو يدعو

(1) انظر أخبارها في الأغاني 11 / 176 ونسب قريش للمصعب ص 278 و 314 وطبقات ابن سعد 8 / 467 وتهذيب
الكمال 22 / 379 وتهذيب التهذيب وتقريبه (10 / 490 ت 8933) ط دار الفكر وسير أعلام النبلاء (5 / 320
ت 514) ط دار الفكر والبداية والنهاية 9 / 302 وشذرات الذهب 1 / 122 والعقد الفريد 7 / 120.
(2) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله.
(3) رواه أحمد بن حنبل في طلحة بن عبيد الله.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 9 / 288 رقم 24187 طبعة دار الفكر.
(5) تحرفت بالأصل و " ز " والمطبوعة إلى: الحيري، والصواب ما أثبت، راجع ترجمة الربيع بن سليمان في تهذيب
الكمال 6 / 140 وله ذكر في سير الاعلام 15 / 274.
247

فقال بحق مكاني الذي وضعتني قال فلم يبرح حتى مات قال وكان هو أشد جزعا من أم
الصبي فلما مات صبر قال قلت يا أمير المؤمنين إن كنت أشد جزعا منها وهي الساعة
أشد جزعا منك فقال إنا نجزع من الأمر ما لم يقع فإذا وقع صبرنا
بلغني أن عاتكة بنت يزيد بقيت حتى أدركت قتل ابن ابنها الوليد بن يزيد بن عبد الملك
9379 عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب
ابن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي أم عمران التيمية (1)
وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق
روت عن خالتها أم المؤمنين عائشة
روى عنها ابنها طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن وابن أخيها طلحة (2) وحبيب بن
أبي عمرة وعبيد الله بن يسار ومعاوية بن إسحاق بن طلحة وفضيل بن عمرو الفقيمي
وقال أبو زرعة الدمشقي عائشة بنت طلحة امرأة جليلة تحدث عن عائشة وتحدث
الناس عنها بقدرها وأدبها ووفدت على عبد الملك بن مروان وعلى هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (3) نا سفيان حدثني طلحة بن يحيى عن عائشة بنت سعد
عن عائشة (4) قالت قلت يا رسول الله إن صبيا من الأنصار لم يبلغ السن عصفور من
عصافير الجنة قال أو غير ذلك يا عائشة خلق الله الجنة وخلق لها أهلا وخلق النار
وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم [* * * *]
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد وأم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالا
أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي (5)

(1) البيت في الأغاني 11 / 188.
(2) في الأغاني: عائش يا ذات.
(3) الخبر في نسب قريش للمصعب ص 283.
(4) في نسب قريش: وأمهما.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 467.
248

نا هارون بن سعيد الأيلي نا سفيان عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن عمته عائشة بنت
طلحة عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت
جاءت الأنصار بصبي لهم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت أو قيل هنيئا له يا رسول الله لم
يعمل سوءا قط ولم يدركه عصفور من عصافير الجنة قال أو غير ذلك إن الله خلق الجنة
وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب
آبائهم [* * * *]
ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب البغال أن عائشة بنت طلحة لما وفدت على عبد
الملك وأرادت الحج حملها وأحشامها على ستين بغلا من بغال الملوك فقال عروة بن
الزبير (1)
* يا عيش (2) يا ذات البغال الستين * أكل عام هكذا تحجين *
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال في تسمية ولد طلحة قال (3) وزكريا بن طلحة
وعائشة بنت طلحة وأمهم (4) أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وإخوتهم لأمهم عثمان
وإبراهيم وموسى بنو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وحمل الحديث عن
عائشة بنت طلحة وعن أمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب عبد القادر بن محمد أنا أبو محمد قراءة
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا أبو علي بن الفهم نا ابن سعد
قال (5) عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم وأمها أم
كلثوم بنت أبي بكر الصديق تزوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ثم خلف
عليها مصعب بن الزبير بن العوام فقتل عنها فخلف عليها عمر بن عبيد الله بن معمر بن

(1) تحرفت بالأصل إلى الحسن، والمثبت عن " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: الحصين، والمثبت عن " ز ".
(3) زيادة عن " ز ".
(4) سقطت من الأصل وأضيف عن " ز ".
249

عثمان التيمي وقد روت عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا عبد
الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال
عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن
كعب بن لؤي بن غالب بن فهر التيمية القرشية سمعت عائشة أم المؤمنين روى عنها حبيب
ابن أبي عمرة ومعاوية بن إسحاق في أول الحج يعني وأول الجهاد ووسطه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين (1) بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين (2) بن جعفر
قالوا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال
عائشة بنت طلحة بن عبيد الله مدنية تابعية ثقة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو منصور بن عبد العزيز أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عمر بن الحسن الأشناني
وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا
علي بن أحمد بن أبي قيس قالا نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو زيد النميري عن شيخ
وقال الأكفاني نا عمر بن شبة نا شيخ من قريش قال قال (3) أبو هريرة ما رأيت أحدا
أجمل من عائشة بنت طلحة إلا معاوية على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه
وأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن العلاف
قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو العباس الكندي نا أبو بكر الخرائطي نا عمر
بن (4) شبة نا خلاد بن كثير بن قتيبة بن مسلم حدثني علي بن محمد بن عبيد الله بن

(1) تحرفت بالأصل إلى الحسن، والمثبت عن " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: الحصين، والمثبت عن " ز ".
(3) زيادة عن " ز ".
(4) سقطت من الأصل وأضيف عن " ز ".
250

سيف قال (1) قال أنس بن مالك لعائشة بنت طلحة والله ما رأيت أحسن منك إلا معاوية
على منبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت والله لأنا أحسن من النار في عين المقرور في الليلة
القارة (2)
قال ونا عمر بن شبة نا حجاج بن نصير نا قرة عن عبد الله بن محمد عن أنس
ابن مالك وهو (3) عمه (4) قال
دخلت علي عائشة بنت طلحة في حاجة فقلت إن القوم يريدون أن يدخلوا إليك
فينظروا إلى حسنك قالت ألا قلت لي فألبس ثيابي وكانت من أحسن الناس في زمنها
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم نا علي بن بكر قال حدثت عن يحيى بن معين
قال الثقات من النساء عائشة بنت طلحة ثقة حجة وذكر غير هذه
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد نا الزبير حدثني إسماعيل بن أبي أويس حدثني إسحاق بن
يحيى بن طلحة عن عمه إسحاق بن طلحة قال
دخلت على أم المؤمنين وعندها عائشة بنت طلحة وهي تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي
بكر أنا خير منك وأبي خير من أبيك قال فجعلت أمها تسبها (5) وتقول أنت خير مني
قال فقالت عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا أقضي بينكما قالتا بلى قالت فإن أبا بكر دخل
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له أنت يا أبا بكر عتيق الله من النار فمن يومئذ سمي عتيقا
قالت ودخل طلحة بن عبيد الله (6) عليه فقال أنت يا طلحة ممن قضى نحبه [* * * *]
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن (7) عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام
أنا أبو الحسن علي بن محمد الصيدلاني أنا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة نا

(1) الخبر في الأغاني 11 / 192 وفيها أن القائل لعائشة هو أبو هريرة وليس أنس بن مالك.
(2) في الأغاني: القرة. وكلاهما بمعنى: باردة. يقال: ليلة قرة وقارة أي باردة.
(3) زيادة للايضاح عن " ز ".
(4) بالأصل: عنه، والمثبت عن " ز ".
(5) كذا بالأصلين والمختصر.
(6) تحرفت بالأصل إلى " عبد الله " والتصويب عن " ز ".
(7) تحرفت بالأصل إلى: " الحسين "، والمثبت عن " ز ".
251

الحوطي يعني عبد الوهاب بن نجدة نا إسماعيل بن عياش حدثتنا عائشة بنت عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قالت رأيت عائشة بنت طلحة لها سبحة تسبح بها
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن
أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا مالك (1) عن أبي النضر (2) مولى عمر
ابن عبيد الله أن عائشة بنت طلحة أخبرته أنها كانت عند عائشة أم المؤمنين فدخل عليها
زوجها هنالك وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (3) وهو صائم فقالت له
عائشة ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقبلها وتلاعبها فقال أقبلها وأنا صائم فقالت نعم
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين (4) بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور قالا أنا عيسى بن
علي نا عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو نا منصور بن أبي الأسود عن العلاء بن
المسيب عن عمرو بن مرة عن يوسف بن ماهك عن عائشة بنت طلحة قالت سافرت
إلى مكة في العمرة فلقيت عائشة أم المؤمنين فقالت لي ما لي أراك شعثة سيئة الهيئة
قالت قلت أسقطت سقطا أو ولدت ولدا ولم أغتسل بعد قالت اغتسلي واذهبي
وتطيبي فإنه قد حل لك كل شئ إلا زوجك
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن (5) سيبخت (6) نا أبو بكر محمد
ابن يحيى الصولي حدثني عون يعني ابن محمد عن أبيه عن الهيثم عن ابن عياش (7)
أن عائشة بنت طلحة كانت عند عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وكان أبا
عذرتها (8) ثم هلك فتزوجها مصعب بن الزبير فقتل عنها فتزوجها عمر بن عبيد الله بن

(1) رواه مالك بن أنس في الموطأ ص 198 رقم 649.
(2) بالأصل و " ز ": أبي النصر، تصحيف. والتصويب عن الموطأ.
(3) الزيادة للايضاح عن الموطأ، وهذه سقطت من الأصل و " ز ".
(4) الزيادة عن " ز ".
(5) سقطت اللفظتان من الأصل، واستدركتا عن " ز ".
(6) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: سبخت.
(7) الخبر في الأغاني 2 / 380 - 381 في أخبار الغريض.
(8) يعني أنه أول من تزوجها، والعذرة: البكارة.
252

معمر حيث وجهه عبد الملك من الشام إلى أبي فديك وأمره ان ينتخب من أهل الكوفة ستة
آلاف ومن أهل البصرة ستة آلاف فبنى بها بالحيرة
قال ابن عياش فحدثني من شهد عرسه تلك الليلة أنه مهدت له فرش لم أر مثلها سبعة
أذرع في عرض أربعة أذرع قال فانصرف تلك الليلة عن سبع مرات قال فلقيته مولاة له
حين أصبح فقالت له أبا حفص فديتك كملت في كل شئ حتى في هذا
قال ابن عياش فلما مات ناحت عليه قائمة ولم تنح على أحد منهم قائمة غيره
وكانت العرب إذا ناحت المرأة على زوجها قائمة علموا أنها لا تزوج بعده فقيل لها يا
عائشة والله ما صنعت هذا بأحد من أزواجك فقالت إنه كان فيه خلال ثلاث (1) لم تكن
في واحد منهم كان سيد بني تيم وكان أقرب القوم وأردت أن لا أتزوج بعده أبدا قال
فعلم أنها كانت تؤثره على غيره
أنبأنا أبو الحسن الفرضي أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك وأبو
السرايا غنائم بن أحمد بن الخضر بن (2) أبي الوبر قالا أنا رشأ بن نظيف أنا أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن يوسف العلاف أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي نا ابن أبي
الدنيا نا أبو كريب نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن أبيه قال
دخلت على عائشة بنت طلحة وكانت لا تحتجب من الرجال تجلس وتأذن كما يأذن
الرجل فلقد رأتني دخلت عليها وهي منكبة (3) ولو أن بعير أنيخ وراءها ما رئي
قال ابن إسحاق فتزوجها مصعب بن الزبير على مائة ألف دينار ثم تزوجها ابن عم
لها عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي فأصدقها مائة ألف دينار
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا عمي أبو علي نا علي بن بكر أنا ابن (4) الخليل أنا عمر بن عبيدة أنا هارون بن
معروف نا ابن ربيعة عن السدي عن الشعبي

(1) بالأصل: ثلاثة، والمثبت عن " ز ".
(2) سقطت اللفظتان من الأصل واستدركتا عن " ز ".
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: متكئة.
(4) بالأصل: أبي، والمثبت عن " ز ".
253

قال ابن عبيدة ونا ابن معاوية عن الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي وقد
اختلفا في اللفظ والمعنى واحد قال (1)
قال لي مصعب يوما إذا قمت فاتبعني فلما قام اتبعته حتى دخل الدار ثم مضى بي
إلى باب حجرة فقال مكانك يا شعبي فأقمت وألقيت لي وسادة فجلست عليها فلم ألبث
أن فتح باب الحجرة فإذا قبالتي حجلة (2) فيها مصعب وعائشة فقال لي مصعب أتعرف
هذه يا شعبي قلت نعم هذه سيدة نساء الناس هذه عائشة بنت طلحة قال هذه
ليلى (3)
* وما زلت في ليلى لدن طر شاربي * إلى اليوم أبدي إحنة (4) وأداجن (5)
وأضمر في ليلى لقوم ضغينة * وتضمر (6) في ليلى علي الضغائن *
إذا شئت يا شعبي قال أبو بكر وسمعت في غير هذا الحديث فقالت تنصرف
هكذا وقد رآني فأمرت له بحق (7) حلي وثياب فانصرفت ومعي كارة قصار
رجع إلى حديث ابن الخليل فلما كان الغد دخلت المسجد فإذا مصعب على
سريرة فقال ادن فدنوت منه فقال كيف رأيت ذلك الإنسان قلت أحسن الناس
قال ما أدخلناك إلا لتخير وقال (8) ابن ربيعة في حديثه ما أدخلناك إلا لمهانتك
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش عنه
أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي نا عون يعني ابن
محمد نا أبي عن الهيثم وهو ابن عدي نا ابن عياش عن الشعبي قال
ونا أبو يعقوب الثقفي نا (9) عبد الملك بن عمير عن الشعبي قال

(1) الخبر في الأغاني 2 / 379.
(2) الحجلة بيت كالقبة، ويزين بالثياب والأسرة والستور.
(3) البيتان لكثير عزة وعما في ديوانه ص 224 (ط. بيروت).
(4) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن " ز "، وفي الديوان: أخفي حبها.
(5) بالأصل: " أواحن " ومثله في " ز "، والمثبت عن الديوان، وقوله: أداجن أداري وأحسن المداراة.
(6) في الديوان: وأحمل... وتحمل.
(7) الحق بالضم هو علبة صغيرة منحوتة من الخشب أو العاج.
(8) بالأصل و " ز ": وكان، تحريف، والمثبت عن المطبوعة.
(9) سقطت من الأصل و " ز "، واستدركت لتقويم السند.
254

دخلت المسجد باكرا فإذا أنا بمصعب بن الزبير على سرير جالسا والناس عنده
فجلست وذهبت لانصرف فقال ادن فدنوت حتى وضعت يدي على مرافقه فقال إذا
قمت فاتبعني فجلست مليا ثم نهض فتوجه نحو دار موسى بن طلحة وتبعته فلما طعن (1)
في الدار (2) التفت إلي فقال ادخل ومضى نحو حجرة وتبعته فالتفت إلي فقال ادخل
فدخلت فدخل صفته (3) فدخلت معه بإزاء حجلة إنها لأول حجلة رأيتها لأمير فقمت
ودخل الحجلة فسمعت حركة فكرهت الجلوس ولم يأمرني بالانصراف ولا الجلوس
فإذا جارية قد جاءت فقالت يا شعبي يأمرك الأمير أن تجلس فجلست على وسادة ورفع
سجف الحجلة فإذا أجمل الخلق فلم أر زوجا قط أجمل منهما مصعب وعائشة فقال
يا شعبي أتعرف هذه قلت نعم قال ومن هي قلت سيدة نساء العالمين عائشة بنت طلحة قال لا ولكن هذه ليلى ثم أنشأ يقول
* وما زلت في ليلي لدن طر شاربي * إلى اليوم أخفي إحنة وأداجن
وأحمل في ليلي لقوم ضغينة * وتحمل في ليلي علي الضغائن *
إذا شئت يا شعبي قال فقمت ثم رحنا إلى المسجد فإذا مصعب جالس على
سريره فسلمت فقال ادن فدنوت ثم قال أدن فدنوت (4) حتى وضعت يدي على
مرافقه (5) فأصغي إلي فقال هل رأيت مثل ذلك الإنسان قط قلت لا والله قال أتدري
لم أدخلناك قلت لا قال لتحدث بما رأيت ثم التفت إلى عبد الله بن أبي فروة فقال
أعطه عشرة آلاف درهم وثلاثين ثوبا قال فما انصرف أحد يومئذ بما انصرفت به عشرة
آلاف درهم ومثل كارة القصار ثيابا ونظر إلى عائشة
أخبرنا أبو العز (6) أحمد بن عبيد الله مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا محمد بن
الحسين أنا المعافى بن زكريا القاضي نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم
العجلي البزار (7) المعروف بالمراجلي بسر من رأى نا محمد بن يونس الكديمي نا يحيى

(1) بالأصل: ظعن، والمثبت عن الأغاني.
(2) قوله: " فلما طعن في الدار " سقط من.
(3) الصفة: الظلة، والصفة شبه البهو الواسع راجع اللسان: صفف.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن " ز ".
(5) المرافق واحدتها مرفقة وهي المخدة.
(6) تحرفت بالأصل إلى: " الحسن " ومثله في " ز "، والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(7) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: البزاز.
255

ابن عمر الليثي نا الهيثم بن عدي نا المجالد عن الشعبي قال (1)
مر بي مصعب بن الزبير وأنا في المسجد فقال لي يا شعبي قم فقمت فوضع يدي
في يده وانطلق حتى دخل القصر فقصرت فقال ادخل يا شعبي فدخل حجرة فقصرت
فقال ادخل يا شعبي ثم دخل بيتا فقصرت فقال ادخل فدخلت فإذا امرأة في حجلة
فقال أتدري من هذه فقلت نعم هذه سيدة نساء المسلمين عائشة بنت طلحة بن عبيد
الله (2) فقال هذه (3) ليلى وتمثل
وما زلت في ليلى لدن طر شاربي * إلى اليوم أخفي حبها وأداجن
وأحمل في ليلي لقوم ضغينة * وتحمل في ليلي علي الضغائن *
ثم قال لي يا شعبي إنها اشتهت علي حديثك فحادثها فخرج وتركها قال
فجعلت أنشدها وتنشدني وأحدثها وتحدثني يعني حتى أنشدتها قول قيس بن ذريح (4)
* الا يا غراب البين قد طرت بالذي * أحاذر من لبنى فهل أنت واقع
تبكي على لبنى وأنت قتلتها * فقد هلكت لبنى فهل أنت صانع *
قال فلقد رأيتها وفي يدها غراب تنتف ريشه وتضربه بقضيب وتقول له يا مشؤوم
قرأت بخط رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم وأبو الوحش عنه أنا الحسن بن
إسماعيل بن محمد بمصر نا الحسن بن رشيق نا يموت بن المزرع نا أبو مسلم عبد الله
ابن مسلم حدثني أبي حدثني مشايخ من مشايخ الحي قالوا (5)
وجه مصعب بن الزبير إلى عزة المدينية مولاه بهز وكانت من أعقل النساء فأتته فقال
لها يا عزة قد اعتزمت على تزويج عائشة يعني ابنة طلحة وأنا أحب أن تصيري إليها متأملة
لخلقها مؤدية لخبرها إلي فقالت يا جارية علي بمنقلي (6) فلبسته ثم صارت إلى منزل
عائشة فلما دخلت عليها قالت عائشة مرحبا بالحبيبة كيف نشطت لنا قالت جئت في

(1) الخبر في مصارع العشاق 2 / 166 من طريق المعافى بن زكريا الجريري.
(2) بالأصل: عبد الله، تصحيف، والمثبت عن " ز "، ومصارع العشاق.
(3) بالأصل و " ز ": أهذه.
(4) البيتان في الأغاني 9 / 217 وأمالي القالي 2 / 317 باختلاف الرواية.
(5) بالأصل: قال، والمثبت عن " ز ".
(6) المنقل: الخف الأغاني 11 / 178).
256

حاجة قالت إذا نقضي قالت ارمي عنك جلبابك قالت إذا أفعل ففعلت ثم قالت
لها أعوذك بالسميع العليم من الشيطان الرجيم الله جارك ثم رجعت إلى مصعب فقال
ما الخبر يا عزة قالت رأيت وجها أحسن من العافية ولها عينان نجلاوان هما مسكن
هاروت وماروت من تحت ذلك ألف أقنى وخدان أسيلان وفم كفم الرمانة وعنق
كإبريق فضة تحت ذلك صدر فيه حقا عاج تحت ذلك بطن أقب ولها عجز كدعص
الرمل وفخذان لفاوان وساقان رياوان غير أني رأيت في رجليها كبرا (1) وهي تغيب (2)
عنك في وقت الحاجة
فلما تزوجها مصعب ودخل بها دعت عائشة عزة ونسوانا من قريش فلما أصبن من
طعامها غنتهن ومصعب قائم في دهليز الدار (3)
* وثغر أغر شتيت النبات * لذيذ المقبل والمبتسم
وما ذقته غير ظني (4) به * وبالظن يحكم فينا الحكم *
فقال مصعب وهو في الدهليز بارك الله عليك يا عزة لكنا والله قد ذقناه فوجدناه كما
ذكرت
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن العلاف قالا أنا
أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي نا محمد بن جعفر نا علي بن داود نا
أحمد بن مرزوق نا عبد الله بن أبي بكر الزبيري نا سليمان بن أيوب قال كان مصعب بن
الزبير وهو إذ ذاك على العراق كثيرا ما يولع بقصيدة (5) جميل بن معمر العذري وبهذا البيت
خاصة (6)
* ما أنس لا أنس منها نظرة سلفت * بالحجر يوم جلتها أم منظور *

(1) بالأصل و " ز ": " كبر ".
(2) بدون إعجام بالأصل و " ز ".
(3) البيتان في الأغاني 11 / 183 ونسبهما إلى امرئ القيس، وليسا في ديوانه ط بيروت. صادر.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: ظن به.
(5) بالأصل: بقصة، تحريف، والمثبت عن " ز ".
(6) البيت في ديوان جميل ص 70 (ط. بيروت - صادر) والأغاني 8 / 112.
257

فذكر قصة إرساله إلى أم منظور وسؤاله عن ذلك وقد ذكرت ذلك في ترجمة
بثينة فقال مصعب أفلا تجلين عائشة بنت طلحة علي كما جليتها قالت (2) هيهات هي
بين يديك في كل ساعة وفي كل وقت قال فإنها من أشكر خلق الله خلقا فتصلحين بيني
وبينها لقد بلغ من شكايتها أني بعثت إليها أترضاها وبعثت إليها بأربعمائة ألف درهم فردتها
علي وشتمت الرسول قال فدخلت عليها أم منظور ثم قالت مثلك في شرفك (3)
وقدرك في نفسك ينسب إليك هذا الخلق وهذا الفعال (4) الذي لا يشبهك تحوجين زوجك
إلى هذا قال فسكتت عائشة فلم ترد عليها وخرجت أم منظور فقالت لمصعب قد
كلمتها لك فسكتت ورضاها صمتها قال ودخل مصعب فلما رأته أمرت بالباب فأغلق
في وجهه فكسر الباب ودخل فتنازعا فضربها وضربته فأصلحت بينهما أم منظور فقال
مصعب لعائشة هذه أربعمائة ألف درهم قد حضرت وإلى أيام يأتينا مثلها نأمر بدفعها
إليك قال فأمرت عائشة بدفع الأربع مائة المعجلة إلى أم منظور
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبي أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس أنا
القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ببغداد أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن
ابن شاذان نا أبو بكر محمد بن أبي الأزهر قال وأخبرني ابن وادع (5) الوراق قال مر بي
بلبل المجنون يوما فجلس إلي وأقبل ينظر في بعض الكتب التي كانت بين يديه (6) فمرت
به أبيات فيها
* ونهتجر الأيام ثم يردنا (7) * إلى الوصل أنا لم يكن بيننا ذحل * (8)
فقال لي أتعرف من تمثل بهذا البيت في بعض الأمر قلت لا قال كانت عائشة
بنت طلحة تحت مصعب بن الزبير فعتبت عليه بسبب بعض جواريه فهجرته فبلغ ذلك منه

(1) تقدمت ترجمتها في هذا الجزء.
(2) بالأصل و " ز ": قال.
(3) بالأصل: شريك، والمثبت عن " ز ".
(4) كذا بالأصل، و " ز ": الفعل.
(5) كذا بالأصل، و " ز "، والمطبوعة، وفي المختصر لابن منظور: ابن وداع.
(6) كذا بالأصل و، وفي المطبوعة: يدي.
(7) بالأصل: " ردنا " وفي " ز ": " تردنا " والمثبت عن المختصر.
(8) تحرفت في " ز " إلى: دخل.
258

وانفتق عليه فتق بالبصرة فثار إليه فرتقه ورجع فقالت لها أم حبيبة امرأة أبي فروة لو
صرت إلى الأمير فأهديت إليه التهنية بظفره لسره ذلك فقامت نحوه فلما رآها مصعب
قال مرحبا بالغضبان الغائب (1) ثم أنشأ يقول
* ونهتجر الأيام ثم يردنا (2) * إلى الوصل أنا لم يكن بيننا ذحل *
فقالت والله لولا التهنية لطال الإعراض ثم أهوت إليه فعانقته فقال معذرة من
سهك الحديد فقال أو ذنب ذاك لهو أطيب من ريح المسك ثم قالت أفلح الوجه وعلا
العقب وليهنك الظفر يا جوار أرخين الستور وانصرفن فخلوا لشأنهما قال ابن وادع
فكتبت هذا ثم لم ألبث أن مر بنا غلام الطاهري فأقبل علي فقال
* بحق الهوى إن كنت ممن يحبه * بحب غلام الطاهري المقرطقا (3)
فإن قلت لي لا كنت كالشاة خبثة (4) * وإن قلت أيهما كنت عندي الموفقا *
وقام يسرع الشعبي خلفه ثم نادى الشاه بن ميكال الشاه بن ميكال فأثبت البيتين
ولم أعرف آخر خبره
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي
ابن الدجاجي أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل نا أبو علي الحسين بن القاسم
ابن جعفر نا أبو بكر أحمد بن زهير نا سليمان بن أبي شيخ أنا محمد بن الحكم عن
عوانة قال (5)
كتب أبان بن سعيد إلى أخيه يحيى بن سعيد يخطب عليه عائشة بنت طلحة ففعل
فقالت ليحيى ما أنزل أبان أيلة قال أراد رخص سعرها وأراد العزلة فقالت اكتب إليه
عني
* حللت محل الضب لا أنت ضائر * عدوا ولا مستنفع بك نافع *
وردته

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: العاتب.
(2) بالأصل: ردنا، وفي " ز ": تردنا.
(3) المقرطق: القرطق: ثوب معروف، والقرطق: القباء وهو تعريب كرته.
(4) كذا رسمها بالأصل، وفي " ز ": " خببه " وفي المختصر: " خيبة " وفي المطبوعة: خسة.
(5) الخبر في الأغاني 11 / 192.
259

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أخبرني أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد نا أحمد بن يحيى ثعلب نا الزبير بن بكار قال قال عمر بن أبي ربيعة في
عائشة بنت طلحة (1)
* لقد عرضت لي بالمحصب من منى * مع الحج شمس سترت بثمان (2)
فلما التقينا بالثنية سلمت * ونازعها (3) البغل اللعين عناني
بدا لي منها معصم حيث جمرت * وكف لها مخضوبة ببنان (4)
فوالله ما أدري وإني لحاسب * بسبع رميت الجمر أم بمثان
فقلت لها عوجي فقد كان منزل * خصيب لكم ناء من الحدثان
فعجنا فعاجت ساعة فتكلمت * فظلت لها العينان تبتدران *
9380 عائشة بنت عبد الملك بن مروان بن الحكم
وأمها ولادة أم الوليد وسليمان تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية لها ذكر
9381 عائشة بنت علي بن الخضر بن عبد الله
أم عبد الله السلمية المعروف والدها بأبي الحسن بن المحل البزار (5) المعدل ابنه
خالتي الكبرى وأم أولادي
أسمعتها الحديث من فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا (6) العكبرية في دارنا وسمع
منها أولادها في دارها
أخبرنا (7) أبواي رضي الله عنهما قالا أخبرتنا فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا
قالت (8) أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن

(1) الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص 423 (ط. بيروت. صادر).
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي الديوان: بيمان.
(3) في الديوان: ونازعني.
(4) في الديوان:
يوم جمرت * وكف خصيب زينت ببنان.
(5) كذا بالأصل، وفي " ز ": البزاز.
(6) بالأصل، و " ز ": حدا.
(7) الخبر من زيادات القاسم ابن المنصف.
(8) من قوله: العكبرية... إلى هنا سقط من " ز ".
260

الحسن نا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا محمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي نا المعافى بن عمران عن الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) أهل البدع شر الخلق والخليقة [* * * *]
ولدت عائشة في سنة سبع أو سنة ثمان وخمسماية وتوفيت ليلة الخميس ودفنت
يوم الخميس الثالث عشر من شوال سنة أربع وستين وخمسماية بمقبرة الباب الصغير
9382 عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمية (1)
تزوجها عبد الملك بن مروان فولدت له بكار بن عبد الملك وحكت عن زوجها عبد
الملك
حكى عنها ابن أخيها أبو بكر بن عيسى بن موسى بن طلحة
قرأت في كتاب عن عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن أبي يزيد الدمشقي نا
معاوية بن صالح الأشعري حدثني عبد الرحمن بن شريك نا أبو بكر بن عيسى بن موسى
ابن طلحة قالت سمعت عائشة بنت موسى وكانت تحت عبد الملك بن مروان قالت قال
لي عبد الملك يا عائشة لولا أن مروان قتل طلحة (3) ما تركت على ظهرها طلحيا إلا قتلته
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال وولد موسى بن طلحة عيسى و محمدا
قتله شبيب الخارجي وعائشة تزوجها عبد الملك بن مروان فولدت له بكارا قتله عبد الله
ابن علي (5) وأمهم أم حكيم بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن (6) سعد قال (7) فولد موسى بن طلحة إبراهيم

(1) أخبارها في نسب قريش ص 164 و 286 وطبقات ابن سعد 5 / 162 و 224.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(3) وكان مروان بن الحكم رمى طلحة بن عبيد الله وأصابه. وذلك في وقعة الجمل.
(4) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 286.
(5) وذلك في يوم نهر أبي فطرس، راجع جمهرة ابن حزم ص 89.
(6) بالأصل: أبو، تصحيف.
(7) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 162.
261

ابن موسى وعائشة تزوجها عبد الملك بن مروان فولدت له بكارا ثم خلف عليها علي بن
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وقريبة بنت موسى وأمهم أم حكيم بنت عبد الرحمن بن
أبي بكر الصديق (1)
" عبدة " (2)
9383 عبدة بنت أحمد بن عطية العنسية
أخت أبي سليمان الداراني من النسوة المتعبدات لها ذكر
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (3) نا أحمد بن إسحاق نا إبراهيم بن
محمد بن الحارث نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان يقول إني لأمرض
فأعرف الذنب الذي أمرض به وقد (4) أصابني مرض لم أعرف له سببا قال فدخلت على
أختي فقلت لها دعوت الله أن يسلط علي المرض قالت نعم قال لو لم أجد إلا أن
أعترض على الحمار لم أدع الحج قال أحمد فخرج إلى الحج
أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين أنا المبارك بن عبد
الجبار بن أحمد أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف الواعظ أنا أبي
أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف أنا أبو
يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت
أبا سليمان يقول
إني لأعرف الذنب الذي به أمرض فمرضت مرضة فلم أعرف لها سببا وكانت لأبي
سليمان أختان إحداهما عبدة والأخرى أمينة فقال لي سليمان إن عمتي (5) أزهد من أبي
يعني عبدة قال أبو سليمان فقلت لأختي سألت الله أن يسلط علي الحمى قالت نعم
قال لو صار أن أعترض على حمار لم أدع الحج قال فخرجت فما زلت عليلا

(1) الخبر السابق سقط من " ز ".
(2) زيادة عن " ز ".
(3) الخبر في حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ 9 / 267.
(4) زيادة عن حلية الأولياء.
(5) بالأصل و " ز ": " ابنة عمي " خطأ، والصواب ما أثبت باعتبار السياق، لان " عبدة " هي عمة سليمان بن أبي
سليمان الداراني.
262

أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا علي بن محمد بن محمد أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا سلمة بن شبيب نا أحمد بن أبي الحواري قال
سمعت أبا سليمان الداراني يقول وصفت لأختي عبدة قنطرة من قناطر جهنم فأقامت يوما
وليلة في صبيحة واحدة ما سكتت ثم انقطع عنها بعد فكلما (1) ذكرت لها صاحت صيحة
واحدة ثم سكتت قلت من أي شئ كان صياحها قال مثلت نفسها على القنطرة وهي تكفأ
بها
9384 عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس (2)
زوج هشام بن عبد الملك كانت دارها بدمشق بشام الجامع بغرب
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا محمد بن
أحمد بن محمد أنا أبو طاهر الذهبي نا أبو سليمان نا الزبير قال (3) في تسمية ولد عبد
الله بن يزيد بن معاوية وعبدة بنت عبد الله تزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له وأمها
أم موسى بنت عمرو بن سعيد بن العاص وعبدة بنت عبد الله هي المذبوحة ذبحت أيام
عبد الله بن علي بن العباس ولها يقول عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص حين
أخذت أمها أم موسى بنت عمرو بن سعيد درع عبدة بنت عبد الله
* يا عبد لا تأسي علي بعدها * فالبعد خير لك من قربها
لا بارك الرحمن في عمتي * ما أبعد الإيمان من قلبها *
أخبرنا أبو العز بن كادش مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا
المعافى القاضي (4) نا أبو بكر وهو ابن الأنباري حدثني أبي نا الحسن بن عبد الرحمن
الربعي حدثني عياش بن عبد الواحد حدثني ابن عياش حدثني أبي قال
كانت عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية عند هشام بن عبد الملك وكانت من
أجمل النساء فدخل عليها يوما وعليها ثياب سود رقاق من هذه التي يلبسها النصارى يوم

(1) بالأصل و " ز ": " فكل ما ".
(2) نسب قريش للمصعب ص 132 وجمهرة ابن حزم ص 92 و 112 وأنساب الأشراف 8 / 368 (طبعة دار الفكر).
(3) انظر نسب قريش للمصعب ص 132.
(4) رواه المعافي بن زكريا الجريري في الجليس الصالح 3 / 346 - 347.
263

عيدهم فملأته سرورا حين نظر إليها ثم تأملها فقطب ففطنت (1) فقالت ما لك يا أمير
المؤمنين أكرهت هذه ألبس غيرها قال لا ولكن رأيت هذه الشامة التي كلى كشحك
من فوق الثياب وبك تذبح النساء وكان بها شامة في ذلك الموضع أما إنهم سينزلونك (2)
عن بغلة شهباء وردة يعني بني العباس ثم يذبحونك ذبحا
قوله بك تذبح (3) النساء يعني إذا كانت دولة لأهلك ذبحوا بك من نساء القوم الذين
ذبحوك فأخذها عبد الله بن علي بن العباس فكان معها من الجوهر ما لا يدري ما هو
ومعها درع يواقيت وجوهر منسوج بالذهب فأخذ ما كان معها وخلي سبيلها فقالت في
الظلمة أي دابة تحتي قيل لها دهماء كظلمة الليل فقالت نجوت قال فأقبلوا على عبد
الله بن علي فقالوا ما صنعت أدنى ما يكون يبعث أبو جعفر إليها فيخبره بما أخذت منها
فيأخذه منك اقتلها فبعث في إثرها وأضاء الصبح فإذا تحتها بغلة شهباة وردة (4)
فلحقها الرسول فقالت مه قال أمرنا بقتلك قالت هذا أهون علي فنزلت فشدت درعها
من تحت قدميها وكميها على أطراف أصابعها وخمارها فما رئي من جسدها شئ والذي
لحقها مولى لآل العباس
قال ابن عائشة فرأيت من يدخل دورنا يطلب اليواقيت للمهدي ليتم به تلك الدرع التي
أخذت منها وإنما كانت بدنا (5) يغطي (6) المرأة إذا قعدت
قال الحسن بن عبد الرحمن فلما دخل البصرة الزنج فيما أخبرني مشايخنا لا
يختلفون دخلوا دار جعفر بن سليمان بن (7) عبد الله بن العباس فجاءوا إلى بنته آمنة وهي
عجوز كبيرة قد بلغت تسعين سنة فلما رأتهم قالت لهم اذهبوا بي إليه فإنه ابن خال جدتي
أم الحسن (8) بنت جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي قالوا بك أمرنا فقتلوها (9)

(1) سقطت من الجليس الصالح.
(2) بالأصل: " سينزل بك " والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح.
(3) الحرف الأول بدون إعجام بالأصل و " ز "، أعجمت الكلمة عن مختصر ابن منظور.
(4) من قوله: ذبحا... إلى هنا سقط من الجليس الصالح.
(5) سقطت من الأصل و " ز "، والمطبوعة وزيدت عن الجليس الصالح.
(6) بالأصل و " ز ": تعطي، والمثبت عن الجليس الصالح.
(7) في الجليس الصالح: سليمان بن علي بن عبد الله.
(8) كذا بالأصل و " ز " والمطبوعة، وفي الجليس الصالح: أم الحسين.
(9) في الجليس الصالح: بل أمرنا بقتلك، فقتلوها.
264

قرأت بخط أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن شرام (1) أنا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن إسحاق الزجاجي النحوي قال أنا الأخفش أنا ثعلب نا أحمد بن إبراهيم قال
كانت عبدة بنت عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية عند يزيد بن عبد الملك ثم خلف
عليها هشام وكانت من أحب الناس إليه وكانت حولاء جميلة فقبض عليها عبد الله بن
علي بحمص ودفعها إلى الكاملي (2) وقال له اذهب بها فاذبحها فلما ضرب بيده إليها
أنشأت تقول متمثلة بشعر خال الفرزدق
* إذا جر الزمان على أناس * كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا *
فقال لها يا خبيثة أتدرين لم أقتلك قالت لا قال إنما أقتلك بامرأة زيد بن علي
فذهب بها الكاملي (3) فذبحها بخربة بحمص فيقال إن السفياني يخرج ثائرا بها
قال أبو القاسم هكذا أنشدنا هذين البيتين في هذا الخبر وأنشدنا أبو بكر بن السراج
قال أنشدني المبرد عن المازني عن الجرمي (4)
* فإن نغلب فغلابون قدما * وإن نغلب فغير مغلبينا (5)
وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا ودولة آخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا * سيلقى الشامتون كما لقينا
* " عتبة " (6)
9385 عتبة المدنية
قرأت في كتاب أبي الفرج الأصبهاني حدثني الحسن (7) بن علي الخفاف حدثني

(1) بدون إعجام بالأصل و " ز "، أعجمت قياسا إلى سند سابق.
(2) بالأصل: الكاثلي، وفي " ز ": الكابلي، والمثبت عن المطبوعة.
(3) بالأصل و " ز ": الكابلي.
(4) البيتان الأول والثاني من أبيات في سيرة ابن هشام 4 / 228 ونسبها إلى فروة بن مسيك. والابيات أيضا في خزانة
الأدب 4 / 115 نسبت أيضا لفروة بن مسيك المرادي.
(5) غير مغلبينا، والمغلب المغلوب مرارا.
(6) زيادة عن " ز ".
(7) بالأصل: الحسين، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
265

الفضل بن محمد اليزيدي حدثني إسحاق الموصلي عن الزبيري (1) عن محمد بن يحيى
عن أبيه (2) عن جده قال
كانت بالمدينة جارية جميلة يقال لها عتبة وكان لها في الغناء ذكر كبير فلما ولي
الوليد بن يزيد الخلافة أمر بأن تخرج إليه فأخرجت فلما قدمت عليه دعا بها وجمع
ندماءه والمغنين (3) فلما رأت كثرة من حضر ممن يغني قالت يا أمير المؤمنين قد دعوت بي
فاسمع ما عندي فإن أعجبك فاصرف هؤلاء واستمتع بما سمعت مني وإن لم يعجبك
فاصرفني وأقبل عليهم فقال لها هاتي فقد أنصفت (4) في القول فغنت
* يقولون من طول اعتلالك بالقذى (5) أجدك ما تلقى لعينيك شافيا
بلى إن بالجزع الذي ينبت الغضى * لعيني لو لاقيته لمداويا
وأقبلن (6) من أقصى الخيام يعدنني * بقية ما أبقين نصلا يمانيا (7)
يعدن مريضا هن هيجن داءه * ألا إنما بعض العوائد دائيا
تجمعن شتى من ثلاث وأربع * وواحدة حتى كملن ثمانيا *
فقال لها أحسنت والله ما نريد مزيدا عليك وأمر بالمغنين فانصرفوا يومئذ واقتصر
عليها
" عثامة " (8)
9386 عثامة بنت بلال بن أبي الدرداء
امرأة متعبدة
ذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي نا محمد بن الحسين أبو شيخ

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: الزبيدي.
(2) سقطت اللفظتان من الأصل واستدركتا عن " ز ".
(3) بالأصل: والمغنيين، والمثبت عن " ز ".
(4) كذا بالأصل و " ز "، والمختصر لابن منظور، وفي المطبوعة: أصبت.
(5) في " ز ": بالعدا.
(6) الأبيات الثلاثة التالية لسحيم عبد بني الحسحاس، وهي من قصيدة له في ديوانه ص 23.
(7) عجزه في ديوان سحيم: نواهد لم يعرفن خلقا سوائيا.
(8) زيادة عن " ز ".
266

الترجماني (1) حدثني الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجذامي حدثني عبد الله بن يوسف
الدمشقي
أن عثامة بنت بلال بن أبي الدرداء كف بصرها وكانت متعبدة فدخل عليها ابنها يوما
وقد صلى فقالت أصليتم أي بني قال نعم فقالت
* عثام ما لك لاهيه * حلت بدارك داهيه
أبكي الصلاة لوقتها * إن كنت يوما باكيه
وأبكي القرآن إذا تلي * قد كنت يوما تاليه
تتلينه بتفكر * ودموع عينك جاريه
لهفي عليك صبابة * ما عشت طول حياتيه *
9387 عريب المأمونية (2)
قيل أنها ابنة جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي لما انتهت دولة البرامكة سرقت وهي
صغيرة وبيعت واشتراها الأمين ثم اشتراها المأمون وكانت شاعرة مجيدة ومغنية
محسنة وقدمت دمشق مع المأمون وقد ذكرنا ما يدل على قدومها في ترجمة إبراهيم بن
يحيى بن المبارك
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي أنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز أنا
أحمد بن محمد بن الصلت نا علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني حدثني محمد بن
يزيد ويحيى بن علي قالا نا حماد بن إسحاق قال قال أبي
ما رأيت امرأة قط أحسن وجها وأدبا وغناء وضربا (3) وشعرا ولعبا بالشطرنج
والنرد من عريب وما تشاء أن تجد خصلة حسنة طريفة بارعة في امرأة إلا وجدتها فيها
قال ونا الأصبهاني (4) حدثني جحظة حدثني علي بن يحيى المنجم قال خرجت

(1) كذا بالأصل و " ز "، وعلى هامش " ز ": البرجلانية.
(2) انظر ترجمتها وأخبارها في الأغاني 21 / 58 وتبصير المنتبه ص 943 أشعارا أولاد الخلفاء ص 98 والإماء الشواعر
ص 99 ونهاية الإرب 5 / 95 - 112 - وعريب، ضبطت بالضم في تبصير المنتبه وفيه: وبالضم عريب مغنية
المتوكل، لها أخبار. وعريب ضبطت بالقلم بفتحه فوق العين في العين في الأغاني والإماء الشواعر.
(3) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة، وفي مختصر ابن منظور: وصوتا.
(4) الخبر في الأغاني 21 / 78 باختلاف الرواية والإماء الشواعر ص 99 - 100.
267

يوما من حضرة المعتمد (1) فصرت إلى عريب فلما قربت من دارها أصابني مطر بل ثيابي إلى
أن وصلت إلى دارها فلما وصلت إليها أمرت بأخذ ثيابي عني وأتتني بخلعة فلبستها
وأحضرنا الطعام فأكلنا ودعت بالنبيذ وأخرجت جواربها ثم سألتني عن خير الخليفة في
أمس ذلك اليوم وشربه وأيش كان صوته وعلى من كان فأخبرتها أن بنانا غناه
* وذي كلف بكى جزعا * وسفر القوم منطلق
به قلق يململه * وكان وما به قلق
جوارحه (2) على خطر * بنار الشوق تحترق
جفون حشوها الأرق * تجافى ثم تنطبق * (3)
فأمرت صاحبا لها بالمصير إلى بنان وإحضاره فمضى إليه وجاء بنان معه وقدم إليه
الطعام فأكل وشرب وأتي بعود فاقترحت عليه الصوت فغناه فأخذت دواة ودرجا (4)
وكتبت (5)
* أجاب الوابل الغدق * وصاح النرجس الغرق
فهات الكأس مترعة * كان حبابها حرق *
زاد غيره * (6)
يكاد لنور بهجته * حواشي الكأس تحترق *
وقال
* فقد غنى بنان لنا * جفون حشوها الأرق *
قال علي بن يحيى فعدل بنان بلحن الصوت إلى شعرها وغنانا فيه فشربنا عليه بقية
يومنا حتى سكرنا
قال ونا الأصبهاني قال (7) حدثني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثني ميمون

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(2) كذا بالأصل و " ز "، والإماء الشواعر، وفي الأغاني: جوائحه.
(3) في الأغاني والإماء الشواعر جعل صدره عجزه صدره.
(4) الدرج: الورق الذي يكتب فيه.
(5) البيتان في الأغاني والإماء الشواعر.
(6) البيت التالي ليس في الأغاني ولا في الإماء الشواعر.
(7) الخبر في الأغاني 21 / 86 والإماء الشواعر ص 102.
268

ابن هارون قال كتبت عريب إلى محمد بن حامد الذي كانت تحبه تستزيره فكتب إليها
إني أخاف على نفسي من المأمون فكتبت إليه
* إذا كنت تحذر ما نحذر * وتعلم أنك لا تجسر
فما لي أقيم على صبوتي * ويوم لقائك لا يقدر *
قال فكتب إليها محمد بن حامد يعاتبها على شئ بلغه عنها فاعتذرت إليه فلم يقبل
عذرها فكتبت إليه
* تبينت عذري فما تعذر * وأبليت جسمي وما تشعر
ألفت السرور وخليتني * ودمعي من العين ما يفتر *
فقبل عذرها وصار إليها
قال ونا الأصبهاني قال (1) وحدثت عن بعض جواري المتوكل أنها دخلت يوما على
عريب فقالت لها تعالي ويحك قبلي هذا الموضع مني فإنك ستجدين ريح الجنة منه
وأومأت إلى سالفتها (2) قال ففعلت وقالت لها ما السبب في هذا فقالت قبلني
الساعة (3) صالح المنذري في ذلك الموضع
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عن رشأ بن نظيف أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين نا أبو بكر
محمد بن يحيى الصولي حدثني عبيد الله بن محمد الموصلي قال حدثني قطبة بن سعيد
الكاتب قال
كان المعتصم يطرق عريب كثيرا فشغل أياما عنها وكانت تتعشق فتى فأحضرته ذات
يوم وقعدت تسقيه وتشرب معه وتغنيه إذ أقبل أمير المؤمنين المعتصم فأدخلته بعض
المجالس ووافى المعتصم فرأى من الآلة والزي ما أنكره وقال لها ما هذا قالت جفاني
أمير المؤمنين هذه الأيام واشتد شوقي إليه وعيل صبري فتمثلت مجلس أمير المؤمنين إذا
طرقني وأحضرت من الآلة ما كنت أحضره إذا زارني وأكرمني ونصبت له شرابه بين يديه
كما كنت أفعل وجعلت شرابي بين يدي كما كنت أصنع ثم غنيت لأمير المؤمنين صوته

(1) الخبر في الإماء الشواعر ص 102.
(2) السالفة: ناحية مقدم العنق من لدن معلق القرط إلى نقرة الترقوة.
(3) سقطت من الأصل، واستدركت للايضاح عن " ز "، والإماء الشواعر.
269

وشربت كأسه وغنيت صوتي وشربت كأسي فهذه حالي إلى أن دخل سيدي أمير المؤمنين
فصح فالي فقعد المعتصم وشرب وفرح وسكر فلما انصرف أخرجت الفتى فما زالا
في أمرهما إلى الصبح
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (1) أنا أبو منصور بن عبد العزيز أنا أحمد بن محمد بن
الصلت أنا أبو الفرج الأصبهاني (2) أخبرني جعفر بن قدامة حدثني عبد الله بن المعتز
قال
رفعت إلي رقاع لعريب مكاتبات منثورة ومنظومة فقرأت رقعة منها إلى المأمون وقد
خرج إلى فم الصلح (3) لزفاف يوران
إنعم تخطتك صروف الردى * بقرب بوران مدى الدهر
درة خدر لم يزل نجمها * بنجم مأمون العلى يجري
حتى استقر الملك في حجرها * بورك في ذلك من حجر
يا سيدي لا تنس عهدي فما * أطلب شيئا غير ما تدري *
قال عبد الله فذكرت ذلك لعجوز من جواري بوران فعرفت القصة
وحدثتني أن المأمون قرأ الرقعة على بوران وقال أفهمت معنى الزانية قالت نعم
فبالله يا سيدي إلا سررتني بالكتاب بحملها (4) إليك فحملت إليه (5)
ومن شعرها في المتوكل قولها
* بجعفر زادنا (6) الرحمن إيمانا * جزاه ذو العرش بالإحسان إحسانا
وزاد في عمره طولا ومد له * فيه وأعلى له في الأرض سلطانا *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن

(1) بالأصل: المرزقي، وفي " ز ": المزرقي، تصحيف.
(2) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص 107.
(3) فم الصلح مدينة على شرقي دجلة، فوق واسط، بينها وبين جبل، وبها بنى المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل
(انظر معجم البلدان).
(4) الحرف الأول لم يعجم بالأصل، وفي " ز ": " يحملها " والمثبت عن الإماء الشواعر.
(5) بدل: " فحملت إليه " في الإماء الشواعر: فإنني والله أسر بذلك وأشكره من تفضلك فضحك، وأمر بالكتاب
بحملها.
(6) في الإماء الشواعر: زادني.
270

الحسين أنا المعافى بن زكريا (1) نا محمد بن يحيى الصولي نا أبو العيناء نا أحمد بن
جعفر بن حامد قال لما توفي عمي محمد بن حامد وهو الذي كانت عريب تحبه صار
أبي (2) إلى منزله لينظر إلى تركته فأخرج إليه سفط مختوم فإذا فيه رقاع عريب فجعل
يتصفحها ويضحك فأخذت منها رقعة فإذا فيها شعر لها
* ويلي عليك ومنكا * أوقعت في القلب (3) شكا
* * زعمت أني خؤون * جورا علي وإفكا
ولم يكن ذاك مني * إلا مجونا وفتكا
إن كان ما قلت حقا * أو كنت حاولت تركا
فأبدل الله قلبي * بفتكة الحب نسكا *
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا محمد بن محمد بن عبد العزيز أنا أبو الحسن
ابن الصلت أنا أبو الفرج علي بن الحسين حدثني عرفة وكيل بدعة (4) قال (5) دخلت
عريب إلى المتوكل وقد نهض من علة أصابته وعاد إلى عاداته واصطبح فغنت
* شكرا لأنعم من عافاك من سقم * كنت المعافى من الآلام والسقم (6)
عادت بنورك (7) للأيام بهجتها * واهتز بيت (8) رياض الجود والكرم
ما قام للدين (9) بعد المصطفى ملك * أعف منك ولا أرعى على الذمم
* * فعمر الله فينا جعفرا ونفى * بنور سنته عنا دجى الظلم *
فطرب وشرب عليه رطلا وأجلسها إلى جنبه ولم تزل تغنيه إياه ويشرب عليه حتى
سكر

(1) الخبر والشعر في اجليس الصالح الكافي 3 / 53 والأغاني 21 / 69.
(2) في الأغاني: جدي.
(3) في الأغاني: في الحق.
(4) بدعة جارية عريب، مغنية أديبة شاعرة، انظر أخبارها في الإماء الشواعر ص 139.
(5) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص 102 - 102.
(6) في الإماء الشواعر: دمت المعافي من الأيام والسقم.
(7) في الإماء الشواعر: ببرثك.
(8) في الإماء الشواعر: نبت.
(9) في الإماء الشواعر: ما قام بالجود.
271

قال (1) ودخلت إليه قبل نهوضه من العلة والحمى تعتاده فقال لها أنت مشغولة عني
بالقصف (2) وأنا عليل فقالت هذا الشعر
* أتوني وقالوا بالخليفة على * فقلت ونار الشوق تقدح في صدري
ألا ليت بي حمى الخليفة جعفر * فكانت لي (3) الحمى وكان له أجري
كفى حزنا أن قيل حم فلم أمت * من الحزن إني بعد هذا لذو صبر
جعلت فداء للخليفة جعفر * وذاك قليل للخليفة من شكر *
فلما عوفي قالت
حمدنا الذي عافى الخليفة جعفرا * على رغم أشياخ الضلالة والكفر
وما كان إلا مثل بدر أصابه * كسوف قليل ثم أجلى (4) عن البدر
سلامته للدين عز وقوة * وعلته للدين قاصمة الظهر
مرضت فأمرضت الرية كلها * وأظلمت الأبصار من شدة الذعر
فلما استبان الناس منك إفاقة * أقاموا وكانوا كالقيام على الجمر
* سلامة دنيانا سلامة جعفر * فدام معافى سالما آخر الدهر
إمام (5) يعم الناس بالعدل والتقى * قريبا من التقوى بعيدا من الوزر
وفي غير هذه الرواية
* حمدنا الذي عافاك يا خير من مشى * بأنفسنا الشكوى وكان لك الأجر
أتوني فقالوا لي (6) بجعفر علة * فقلت لهم يا ربما يكسف البدر *
وغنت في الأبيات الأول نشيدا وفي الثانية بسيطة وهزجا
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ أنا محمد بن محمد بن أحمد أنا أحمد
ابن محمد بن الصلت أنا أبو الفرج قال (7)

(1) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص 103.
(2) استدركت عن هامش الأصل وهامش " ز ".
(3) في الإماء الشواعر: بي.
(4) في الإماء الشواعر: ثم جلى.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي الإماء الشواعر: أقام.
(6) سقطت من الأصل، وأضيفت للايضاح عن " ز "، والإماء الشواعر.
(7) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص 104.
272

نسخت من كتاب جعفر بن قدامة حدثني أبو عبد الله أحمد بن حمدون قال وصف
للمتوكل موضع (1) شبداز (2) بقرميسين فأمر أن يبنى له قصر ويجعل في صدره ثلاثة
آزاج (3) معقودة ويصور فيها تلك الصورة ويجمع له حذاق الصناع ويجعل فيه من
المجالس والحجر ما يصلح ففعل ذلك فلما فرغ منه أمر بأن يفرش له الأزج المصور
ففرش وجلس فيه يشرب (4) فغنت فيه عريب شعرا قالته فيه وهو
* بالسعد واليمن فأنزل قصر شبداز * مليته في سعادات وإعزاز
واشكر لمن بك تمت فيك نعمته * بناؤه تم في يسر وإنجاز
لو رام هذا لأعيا دون مبلغه * دارا عجزا وسابورا وبرواز (5)
بجعفر وضحت سبل الهدى وبه * راش البرية ربي بعد إعواز *
قال ونا أبو الفرج (6) حدثني عمي حدثني أحمد بن المرزبان قال غضبت قبيحة
على عريب ثم رضيت عنها فقالت فيها هذا الشعر وغنت فيه
* سبحان من أعطى عريب الذي * رجته في المولاة والمولى
* * أعطاك في المعتز أمنية * والسول في سيدة الدنيا
ورد حسن الرأي فيها لها * فطيب الله لها المحيا *
وذكر ابن المعتز (7) أن بعض جواريهم حدثته أن عريب (8) كانت تعشق صالحا
المنذري (9) وتزوجته سرا فوجه به المتوكل في حاجة له إلى مكان بعيد فقالت فيه شعرا
وصاغت لحنه في خفيف الثقيل وهو
* أما الحبيب فقد مضى * بالرغم مني لا الرضا

(1) زيادة عن الإماء الشواعر.
(2) بالأصل و " ز ": سبذار. وفي الإماء الشواعر: " شيداز " جميعه تصحيف، والمثبت عن معجم البلدان: شبداز،
ويقال: شبديز، موضعان أحدهما قصر عظيم من أبنية المتوكل بسر من رأى. والاخر منزل بين حلوان وقرميسين.
(3) الأزاج جمع أزج، وهو بناء مستطيل مقوس السقف.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز "، والإماء الشواعر.
(5) كذا عجزه بالأصل، وفي الإماء الشواعر: دارا وقصر عنه ملك برواز.
(6) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص 101.
(7) الخبر والشعر في الأغاني 21 / 71 - 72 والإماء الشواعر ص 101.
(8) بالأصل و " ز ": " عربيا " والمثبت عن الأغاني والإماء الشواعر.
(9) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: المذري، والتصويب عن الأغاني والإماء الشواعر.
273

أخطأت في تركي لمن * لم ألق منه عوضا
لبعده عن ناظري * صرت بعيشي عرضا * (1)
وغنته يوما بين يدي المتوكل فاستعاده مرارا وجواريه يتغامزن ويضحكن ففطنت
وأصغت إليهن سرا من المتوكل وقالت يا سحاقات هذا خير من عملكن
قال ونا أبو الفرج (2) حدثني ابن حمدون قال
مرضت قبيحة فقال المتوكل لعريب قولي في علة قبيحة شيئا وغني فيه وليكن
قولك الشعر على لسان يذكر (3) قلقي بها فقالت
* بثت قبيحة في قلبي لها حرقا * وبدلت مقلتي من نومها أرقا
ما ذاك إلا لشكواها فقد عطفت * قلبي على كل شاك بعدها شفقا
كأنها زهرة بيضاء قد ذبلت * أو نرجس من مسكا طيبا عبقا *
وغنت فيه لحنا من خفيف الرمل فاستحسنه المتوكل وأمرها أن تدخل إلى قبيحة
فتنشدها الشعر وتغنيها به ففعلت فقالت لها قبيحة فأجيبيه عني (5) فقالت
* يا سيدي أنت حقا سمتني الأرقا * وأنت علمت قلبي الوجد والحرقا
لولاك لم أتألم علة أبدا * لكن على كبدي أسرفت فاحترقا
إذا شكوت إليه الوجد كذبني * وإن شكا قال قلبي خيفة صدقا *
وخرجت إليه وأنشدته الشعر وغنت فيه وفي الشعر الأول لحنا واحدا
قال أبو الفرج (6) ولها في المستعين
بوجه المستعين يزيد حسنا * بنا (7) قد جل عن كنه الصفات
وأم المستعين (8) لها أياد * سوابق في الندى متتابعات *

(1) سقط البيت الثالث من الأغاني.
(2) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص 104 - 105.
(3) الحرف الأول بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": تذكر. وفي الإماء: تذكرين.
(4) بالأصل ثبت، وفي الإماء: ثبت، والمثبت عن " ز ".
(5) بالأصل و " ز ": " يا حبيبة غني " والتصويب عن الإماء الشواعر.
(6) الشعر في الإماء الشواعر ص 108.
(7) بالأصل: " زيد حسنا ثنا " وفي " ز ": " نريد حسنا ثناء " والمثبت عن الإماء الشواعر.
(8) أم المستعين: صقلبية، واسمها مخارق، وكان لها نفوذ كبير في عهد المستعين، وكانت مسرفة وكان بذخها
وبساطها معروفا.
274

على البركات حلت خير دار * وأيمن طائر وعلى الثبات
أقامت في مجالس مونقات * شوامخ بالسعود متوجات
بناء مشرف يزداد حسنا * بأحمد (1) ذي العلى والمكرمات *
ولها فيه
* أيها الطارقون في الأسحار * أصبحونا فالعيش في الابتكار
لا تخافوا صرف الزمان علينا * ما لصرف الزمان والأحرار
إنما المستعين بالله جار * وهو بالله في أعز الجوار
ملك في جبينه كسنا البر * ق ونور يعلو على الأنوار
حل بستان شاهك طائر الس * عد بوجه الإمام ذي الابصار
جدد الله فيه كل نعيم * في معين بربوة وقرار
وبه (2) النرجس المضاعف يدعو * نا خلال الأشجار والأنهار
أنزلوا عندنا سرور مقيم * وحديث يطيب للسمار
وبه زهرة البنفسج تهت * ز مع الورد في عراض لبهار
ونبات الأترج قد قابل التفاح * صلى صغاره للكبار (3)
وأغاني عريب إذ تنثر الدر * إذا ما شدت على الأوتار
وترى الأرض وجهها مشرق يضحك * بين النوار في الأشجار
وبها الصيد من حبارى ودراج * وغر (4) يصاد بالأطيار
ومتى شئت صدت فيها غزالا * وتصيد الحيتان في جوف دار
وترى الضب فيه والنون والملاح * والحاديين خلف القطار (5)
مجمع العير والسفين إليه * فرضة البر فرضة للبحار (6)

(1) تعني المستعين، واسمه أحمد بن المعتصم، وكان قد استخلف بعد المنتصر في سنة 248 ه‍ وقتل سنة 252 ه‍.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي الإماء الشواعر: وبدا النرجس.
(3) في الإماء الشواعر: بالكبار.
(4) الحبارى: طائر طيل العنق، رمادي اللون على شكل الأوزة، في منقاره طول. والغر طير سود بيض الرؤوس من
طيور الماء.
(5) النون: الحوت. والقطار: الإبل يسير بعضها خلف بعض.
(6) الفرضة: محط السفن. وجاءت بالأصل في الموضعين: " فرصة " والمثبت عن " ز "، والإماء الشواعر.
275

حكمة تعجر الشياطين عنها * واختراق الزلال جوف المجاري
ما رأينا كسيد جمع الفض * ل بحسن التدبير والاختيار
فإذا عاش للإمام (1) وصيف * وبغا فالملك ثبت القرار (2)
فهما جنة الإمام وسيفا * ه وأنصاره على الكفار
والموالي فإنهم عصمة المل * ك وخير الكفاة والأنصار (3)
دام هذا وزاد فيه بمولانا * على رغم أنفس الأشرار *
ولها فيه بسيط وهزج مطلق
ومن شعرها في المستعين أيضا قولها (4)
* بارتياح الخليفة المستعين * جمع الله كل دنيا ودين (5)
وبعدل الخليفة المستعين * استجارت من البكاء جفوني *
وقولها (6)
* بالمستعين إمام (7) أمة أحمد * عم الأنام (8) سوابغ النعماء
الله من على الأنام بملكه * لولاه كانوا في دجى عشواء
يا خير من قصدت له آمالنا * لسداد ثغر أو لبذل عطاء
أعطاك في العباس رب محمد * ما يأمل الخلفاء في الخلفاء (9)
ووقاك فيه والرعية كلها * ما يحذر الآباء في الأبناء
وأراكه من فوق منبر أحمد * يتلو عليه مواعظ الخلفاء *

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي الإماء الشواعر: للأنام.
(2) وصيف وبغا من قادة الأتراك، وكان واسعا في زمان المستعين، وما أعقبه.
(3) البيت السابق سقط من الإماء الشواعر.
(4) البيتان في الإماء الشواعر ص 110.
(5) عجزه بالأصل و " ز "، هو عجز البيت التالي، قدمنا هذا إلى هنا وأخرنا العجز التالي، وفاقا لما في الإماء
الشواعر.
(6) الأبيات في الإماء الشواعر ص 110.
(7) في الإماء الشواعر: أقام.
(8) في الإماء الشواعر: تمم الاله.
(9) في الإماء الشواعر: الامراء.
276

ولها فيه (1)
بالمستعين أنارت الدنيا * وصفا لأهل الطاعة المحيا
ملك إذا عدت محاسنه * لم يستطع أحد لها إحصا
أبقاه في عز وعافية * رب العلى ما شاء أن يبقى *
ولها فيه * (2)
بالمستعين الإمام أحمد قام * العدل فينا فالخير منتشر
بدا لنا يوم عقد بيعته * يشرق نورا كأنه القمر
والحمد لله لا شريك له * قد رزق الناس أحسن الخبر *
ولها فيه (3)
* بوجهك أستجير من الزمان * ويطلق كل مكروب وعاني (4)
أشعت العدل والإحسان حتى * غدوت من المآثم في أمان
فنسأل ربنا عونا بشكر * فقد أعطاك مفروج الأمان
إذا سلم الإمام فكل نفس * فدء المستعين من الزمان *
قال وأنا أبو الفرج قال (5) أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان أنشدني محمد بن
الفضل النيسابوري لعريب ترثي العباس بن الفضل (6)
* يا من بمصرعه زها الدهر * قد كان منك تضاءل الدهر
زعموا قتلت وعندهم عذر * كلا وربك ما لهم عذر *
بلغني أن مولد عريب سنة إحدى وثمانين ومائة وتوفيت سنة سبع وسبعين ومائتين
ولها ست وتسعون سنة وماتت بسر من رأى

(1) الأبيات في الإماء الشواعر ص 110.
(2) الأبيات في الإماء الشواعر ص 110.
(3) الأبيات في الإماء الشواعر ص 111.
(4) العاني: الأسير.
(5) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص 101.
(6) كذا بالأصل و " ز " والمطبوعة، وفي الإماء الشواعر: العباس بن المأمون.
277

9388 عزة بنت حميل بن حفص (1) ويقال بنت حميد (2) بن وقاص
ابن إياس بن عبد العزى بن حاجب بن غفار ويقال عزة بنت عبد الله
إحدى بني حاجب بن عبد الله بن غفار أم عمرو الضمرية صاحبة كثير
وفدت على عبد الملك
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي
الحسن الدارقطني
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال عزة صاحبة كثير قال ابن الكلبي هي عزة بنت حميل (3) بن حفص من بني (4) حاجب
بن غفار
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (5) وأما حميل بضم
الحاء المهملة وفتح الميم عزة صاحبة كثير قال ابن الكلبي هي عزة بنت حميل بن حفص
من بني حاجب بن غفار
وقال (6) وأما عزة بالزاي فهي عزة بنت حميل بن وقاص بن حفص بن إياس بن عبد
العزى بن حاجب بن غفار صاحبة كثير الشاعر
قرأت بخط رشأ وأنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش المقرئ عن رشأ
بن نظيف أخبرني أبو القاسم إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت أنا أبو بكر محمد بن
يحيى الصولي حدثني عون (7) بن محمد نا أبي نا الهيثم بن عدي قال (8)

(1) انظر ترجمتها وأخبارها في: وفيات الأعيان 4 / 106 ومصارع العشاق (الفهارس) والعقد الفريد (الفهارس)
والأغاني (الفهارس) والشعر والشعراء 1 / 510.
(2) في وفيات الأعيان: جميل. وفي الاكمال لابن ماكولا: حميل.
(3) بالأصل جميل، والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل و " ز ": بنات.
(5) الاكمال لابن ماكولا 2 / 127 - 128 في باب حميل.
(6) الاكمال 6 / 204 في باب غزة.
(7) بالأصل و " ز ": " عمر " تصحيف، والمثبت عن أسانيد مماثلة.
(8) الخبر والشعر في الأغاني 9 / 27.
278

دخلت عزة على عبد الملك بن مروان فخاطبته وخاطبها ثم قال لها هل تروين (1)
من شعر كثير فيك قالت أي ذلك قال أنشديني قوله (2)
* وقد زعموا (3) أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
تغير جسمي والخليفة كالذي (4) * عهدت ولم يخبر بسرك مخبر *
فاستحيت وقالت أما هذا يا أمير المؤمنين فلا أحفظه ولكن أروي له (5)
* كأني أنادي صخرة حين أعرضت * من الصم لما أعرضت وتولت (6)
صفوحا فما تلقاك إلا ملولة (7) * فمن مل منها ذلك الوصل ملت *
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد ثم أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن
العلاف
قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن جعفر نا علي بن
الأعرابي نا علي بن عمروس قال
دخلت عزة على عبد الملك بن مروان وهو لا يعرفها ترفع مظلمة لها فلما سمع
كلامها تعجب منه فقال له بعض جلسائه هذه عزة كثير فقال عبد الملك إن أردت أن أرد
عليك مظلمك فأنشديني ما قال فيك كثير فاستحيت وقالت والله ما أعرف كثيرا لكني
سمعتهم يحكون عنه أنه قال في (8)
* قضى كل ذي دين علمت غريمه * (9) وعزة ممطول معنى غريمها *
فقال عبد الملك ليس عن هذا أسألك ولكن أنشديني من قوله

(1) بالأصل و " ز ": " تروي " المثبت " هل تروين " عن الأغاني.
(2) البيتان في ديوان كثير ص 100 (ط. بيروت).
(3) في الديوان والأغاني: زعمت.
(4) في الأغاني: كالتي.
(5) البيتان في ديوان كثير ص 55 من قصيدة يمدح عزة.
(6) عجزه في الديوان: من الصم لو تمشي بها العصم زلت.
(7) صدره في الديوان: صفوح فما تلقاء إلا بخيلة.
(8) البيت في ديوان كثير من قصيدة طويلة ص 207.
(9) في الديوان: فوفى غريمها.
279

* وقد زعمت أني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
تغير جسمي والخليفة كالذي * عهدت ولم يخبر بسرك مخبر *
قالت قد سمعت هذا ولكني سمعت الناس يحكون أنه قال في
* كأني أنادي صخرة حين أعرضت * من الصم لو تمشي بها العصم زلت
صفوح فما تلقاك إلا بخيلة * فمن مل منها ذلك الوصل ملت *
فقضى حاجتها ورد مظلمتها وقال أدخلوها على الجواري يأخذن من أدبها
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي
الحسن الدارقطني
وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا الدارقطني
نا الحسين بن إسماعيل نا عبد الله بن شبيب نا الزبير (1) حدثني يعقوب بن حكيم
السلمي عن قسيمة (2) بنت عياض الأسلمية عن بنة (3) وهي أم البنين ابنة عياض بن
الحسن (4) الأسلمية (5) قالت
سارت علينا عزة في جماعة من قومها فنزلت على يبر ابن يربوع الجهنية (6) فسمعنا
بها فاجتمعت جماعة من نساء الحاضر أنا فيهن فجئناها فرأينا امرأة حميراء (7) حلوة
لطيفة فتضاء لنا لها (8) ومعنا نسوة كلهن لهن الفضل عليها في الجمال والخلق إلى أن
تحدثت عزة فإذا هي أبدع الخلق وأحلاه حديثا فما فارقناها إلا ولها الفضل في أعيننا وما
نرى أن امرأة تفوقها حسنا وجمالا وحلاوة
أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم أنا أبي أبو المعالي أنا أبو

(1) الخبر في الأغاني 9 / 28 في أخبار كثير عزة.
(2) بالأصل و " ز ": قسمة، والمثبت عن الأغاني.
(3) بنة ضبط عن تبصير المنتبه 1 / 59.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: الحسين.
(5) الذي في الأغاني: عن قسيمة بنت عياض بن سعيد الأسلمية وكنيتها أم البنين. قالت: وثمة سقط في السند فيها.
(6) في الأغاني: بين يدي يربوع وجهينة.
(7) بالأصل والمطبوعة: حمراء، والمثبت عن " ز "، وهو يوافق عبارة الأغاني. قوله حميراء: أي بيضاء، وكانت
العرب تقول للبيضاء والأبيض، الأحمر والحمراء.
(8) بالأصل و " ز ": " فتضالها ".
280

العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد
الرحمن بن منصور المروزي الكاتب نا أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري
النحوي نا أبي نا أحمد بن عبيد قال (1)
دخل كثير على عبد الملك بن مروان وكان كثير دميما فلما نظر إليه عبد الملك قال
تسمع بالمعيدي لا أن تراه (2) فقال كثير (3)
* ترى الرجل النحيف فتزدريه * وتحت ثيابه أسد يزير (4)
ويعجبك الطرير إذا تراه (5) * فيخلف ظنك الرجل الطرير
وما عظم الرجال لهم بزين * ولكن زينهم (6) كرم وخير
فقد عظم البعير بغير لب * فلم يستغن بالعظم البعير
يصرفه الضبي بكل وجه * ويحمله (7) على الخسف الجرير
شرار الأسد أكثرها فراخا * وأم الصقر مقلات (8) نزور *
فقال له عبد الملك إن كنا أسأنا لك اللقاء فلست أنسى (9) لك الثواب فاذكر
حاجتك فقال حاجتي أن تزوجني عزة فوجه إلى أهلها فأحضرهم وأمرهم بتزويجه
إياها فقالوا يا أمير المؤمنين هي امرأة بالغ لا يولى على مثلها ونحن نعرض ذلك عليها
فإن أجابت إليه أمسكناه (10) فأمر بإحضارها فأحضرت فعرض عليها التزويج به فقالت
بعدما شهرني في العرب وشبب بي فأكثر ذكري ما إلى هذا سبيل فقال لها فإذا أبيت هذا
وكرهته فاكشفي وجهك فثقل ذلك عليها ثم فعلت ومضت مكشوفة الوجه إلى بعض حجر

(1) الخبر والشعر في الأمالي للقالي 1 / 46 - 47.
(2) قوله: تسمع بالمعيدي لا أن تراه، مثل. يضرب لمن خبره خير من مرآة، انظر المستقصى للزمخشري 1 / 370.
(3) الشعر ليس في ديوان العباس بن مرداس ص 171 (ط. بيروت) وانظر تخريجها فيه.
(4) في ملحق ديوان العباس: وفي أثوابه أسد مزير.
(5) في ديوان العباس: فتبتليه.
(6) في الديوان: بفخره... فخرهم.
(7) في ملحق و " ز ": " مقلاة " والمقلات التي لا يكثر فرخها.
(8) بالأصل و " ز ": " مقلاة " والمقلات التي لا يكثر فرخها.
(9) كذا بالأصل، وفي " ز ": فلسنا نسئ لك الثواب.
(10) كذا رسمها بالأصل، وفي " ز ": " امننلناه " وفوقها ضبة، وفي المطبوعة والمختصر لابن منظور: امتثلناه.
281

عبد الملك فدخلت الحجرة ونظرت إلى كثير مغضبة فقال بعض من حضرها جنت
جنت فأنشأ كثير يقول (1)
* أصاب الردى من كان يهوى لك الردى * وجن اللواتي قلن عزة جنت
فهن لأولى بالجنون وبالخنا * وبالسيئات ما حيين وحيت
ولما رأت من حولها نقص (2) الحيا * رمتني بباقي وصلها ثم ولت
فصرت كذات (3) البو تتبع بكرها (4) * فلما قضت بأسا من البو حنت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة (5) * لدينا ولا مقلية إن تقلت *
فحلفت ألا تكلم كثيرا سنة فلما انصرفت من الحج بصرت بكثر وهو على جمله
يخفق نعاسا فضربت رحله بيدها وقالت كيف أنت يا جمل فأنشأ كثير يقول (6)
* حيتك عزة بعد البين وانصرمت * فحي ويحك من حياك يا جمل
لو كنت حييتها ما زلت ذا مقة * عندي وما منك الإدلاج والعمل
ليت التحية كانت لي فأبدلها (7) * مكان يا جملا (8) حييت يا رجل
فجن من جزع إذا قلت ذاك له * ورام تكليمها لو تنطق الإبل (9)
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وابن العلاف قالا
أنا عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن جعفر نا أبو يوسف يعقوب بن
عيسى الزهري نا الزبير بن بكار قال

(1) البيت الأول في الأغاني 9 / 30 والبيت الأخير في ديوانه ص 57.
(2) بالأصل و " ز ": " نقض الحيا " والمثبت عن المختصر.
(3) بالأصل: " كداب البو " والمثبت عن المختصر. والبو: ولد الناقة.
(4) بالأصل و " ز ": " شعرها " وفي المختصر: " سقرها " والمثبت عن المطبوعة.
(5) بالأصل و " ز ": ملولة، والمثبت عن الديوان.
(6) الأبيات في ديوان كثير ص 163.
(7) في الديوان: فأشكرها.
(8) كذا بالأصل و " ز ": يا جملا، منصوبة، وفي الديوان: جمل، وهو أشبه.
(9) البيت ملفق من بيتين، وروايتهما في الديوان:
فحن من وله إذ قلت ذاك له * وظل معتذرا قد شفه الخجل
ورد من جزع ما كنت أعرفها * ورام تكليمها لو تنطق الإبل.
282

ارسل عبد العزيز بن مروان إلى عزة كثير فلما جاءت أدخلها بيتا وأسبل عليها سترا
ثم دعا كثيرا فقال له حاجتك يا كثير قال أرضك التي بمكان كذا وكذا ناقة برعائها قال
لك ذلك أفتبغي غير هذا قال لا قال يا غلام ارفع الستر فلما نظر إليها أنشأ يقول (1)
عجبت لتركي خطة الرشد بعدما * بدا لي من عبد العزيز قبولها
حلفت برب الراقصات إلى منى * يغول البلاد نصها وذميلها
لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها * وأمكنني منها إذا لا أقيلها
فهل أنا إن راجعتك القول مرة * بأحسن منها عائدا (2) فتقيلها
فأصبحت كالمجفو من غير جفوة * وما بقيت من حادة أستقيلها *
قال ونا محمد بن جعفر نا إبراهيم بن الجنيد نا محمد بن الحسين حدثني يوسف
ابن الحكم الرقي نا مروان بن محمد بن عبد الملك بن مروان قال (3)
دخلت عزة على أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز فقالت لها يا عزة ما قول كثير
* قضي كل ذي دين علمت غريمه * وعزة ممطول معنى غريمها *
ما كان هذا الدين قالت كنت وعدته قبلة ثم إني حرجت منها فقالت أنجزيها له
وعلي إثمها
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي أنا جعفر بن أحمد بن الحسين نا أبو
القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي بمكة نا أبو بكر أحمد بن علي بن لآل الهمداني نا
أحمد بن الحسين (4) نا حامد (5) بن حماد نا إسحاق بن سيار نا الأصمعي نا سفيان بن
عيينة قال دخلت عزة على سكينة بنت الحسين بن علي ذات يوم فقالت لها يا عزة أرأيتك
إن سألتك عن شئ هل تصدقينني (6) قالت نعم قالت ما عنى كثير بقوله
* قضي كل ذي دين فوفى غريمه * وعزة ممطول معنى غريمها *

(1) الأبيات في ديوان كثير ص 171 وخزانة الأدب 1 / 582.
(2) في الديوان: فهل أنت.... عائد فمنيلها.
(3) الخبر والبيت في وفيات الأعيان 4 / 108 وقد مر البيت قريبا وله قصة أخرى مع عبد الملك بن مروان.
(4) الخبر والشعر في مصارع العشاق 2 / 84.
(5) بالأصل و " ز ": خالد، والمثبت عن مصارع العشاق.
(6) بالأصل و " ز ": تصدقيني، والمثبت عن مصارع العشاق.
283

فتحايت وقالت فداك أبي إن رأيت أن تعفيني فقالت لا أعفيك بل أعزم عليك
قالت كنت وعدته قبلة قالت أنجزيها وإثمها علي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي
إجازة أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن خلف بن المرزبان حدثني يزيد بن محمد
أخبرني محمد بن سلام الجمحي قال (1)
أرادت عزة أن تعرف ما لها (2) عند كثير فتنكرت له ومرت به متعرضة فقام فاتبعها
فكلمها فقالت له فأين حبك عزة فقال أنا الفداء لك لو أن عزة أمة لي لوهبتها لك
قالت ويحك لا تفعل فقد بلغني أنها لك في صدق المودة ومحض المحبة والهوى على
حسب الذي كنت تبدي لها من ذلك وأكثر وبعد فأين قولك (3)
* إذا وصلتنا خلة كي نزيلها (4) * أبينا وقلنا الحاجبية أول *
فقال كثير بأبي أنت وأمي اقصري عن ذكرها واسمعي ما أقول ثم قال
* هل وصل عزة إلا وصل غانية * في وصل غانية من وصلها بدل *
قالت فهل لك في المجالسة (5) فقال لها وكيف لي بذلك فقالت له فكيف بما
قلت في عزة وسيرته لها فقال أقلبه فيتحول إليك ويصير لك قال فسفرت عن وجهها
عند ذلك وقالت أغدرا وتنكاثا يا فاسق وإنك لها هنا يا عدو الله قال فبهت وأبلس (6) ولم
ينطق (7) وتحير وخجل ثم إنها عرفت أمرها ونكثه وغدره بها وأعلمته سوء أفعاله وقلة
حفاظه ونقضه للعهد والميثاق ثم قالت قاتل الله جميلا حيث يقول (8)
* لحى الله من لا ينفع الود عنده * ومن حبله إن مد (9) غير متين

(1) الخبر باختلاف الرواية في الأغاني 9 / 32.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: حالها.
(3) البيت في ديوان كثير ص 160.
(4) صدره في الديوان: إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: المخاللة.
(6) بالأصل: وأفلس، والمثبت عن " ز "، والأغاني. قوله: أبلس يعني سكت وتحير.
(7) في المطبوعة: ينطق جوابا.
(8) البيتان في ديوان جميل ص 126 (طبعة بيروت. صادر).
(9) بالأصل و " ز ": صد، والمثبت عن الديوان.
284

* ومن هو ذو وجهين ليس بدائم * على العهد حلاف لكل يمين *
فأنشأ كثير يقول بانخزال وحصر وانكسار يعتذر إليها ويتنصل مما كان منه واحتال
في دفع زلته متمثلا بقول جميل ويقال بل سرقه من جميل ونحله إلى نفسه فقال (1)
* ألا ليتني قبل الذي قلت شيب لي * من المذعف القاضي (2) وسم الذرارح
فمت ولم تعلم علي خيانة * ألا رب باغي الربح ليس برابح
فلا تحمليها واجعليها جناية (3) * تروحت منها في مياحة مائح
أبوء بذنبي إنني (4) قد ظلمتها * وإني بباقي سرها غير بائح *
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وابن العلاف قالا أنا
أبو القاسم الواعظ أنا أحمد بن إبراهيم نا أبو بكر الخرائطي نا أبو يوسف الزهري نا
الزبير بن بكار قال
بينا كثير ينشد الناس وقد حشدوا له إذ مرت به عزة ومعها زوجها فقال لها زوجها
والله لتسبنه أو لأسوأنك (5) فقربت منه تسبه فأنشأ يقول (6)
يكلفها الخنزير سبي (7) وما بها * هواني ولكن للمليك استدلت
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزى من أعراضنا ما استحلت
فما أنا بالداعي لعزة بالجوى (8) * ولا شامت إن نعل عزة زلت
أصاب الردى من كان يهوى لك الردى * وجن اللواتي قلن عزة جنت (9)
قال ونا الزبير بن بكار قال بلغ كثيرا أن عزة مريضة بمصر وأنها تشتاقه فخرج

(1) الأبيات في الأغاني 9 / 32، وليست في ديوان كثير الذي بين يدي (ط. بيروت. دار الكتاب العربي)، وهي في
ديوان جميل ص 30 (ط. بيروت. صادر).
(2) بالأصل و " ز " المرعف العاصي " والمثبت عن ديوان جميل، وفي الأغاني: من السم جدحات بماء الذرارح.
(3) بالأصل و " ز ": خيانة، والمثبت عن ديوان جميل.
(4) بالأصل " أبوء بديني أني " والمثبت عن الديوان.
(5) بالأصل: " لاسوءك " والمثبت عن " ز ".
(6) ديوان كثير ص 56 و 57.
(7) في الديوان: شتمي.
(8) في الديوان: بالردى.
(9) ليس في الديوان.
285

يريدها فلما صار ببعض الطريق إذا بغراب (1) بانة ينتف ريشه فتطير من ذلك فبينا هو يسير
لقي رجلا عائفا زاجرا فأخبره بما قصد له وما رأى في طريقه فقال له لقد ماتت هذه المرأة
واستبدلت به بديلا فقدم مصر فوجد الناس منصرفين من جنازتها فأنشأ يقول (2)
* فما أعيف النهدي لا در دره * وأعلمه (3) بالزجر لا عز ناصره
رأيت غرابا واقعا (4) فوق بانة * ينتف أعلى ريشه ويطايره
فأما غراب فاغتراب من النوى * وبان فبين من حبيب تعاشره (5)
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي القاسم التنوخي
وأخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت أنا جعفر بن أحمد بن الحسين
أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي بقراءتي عليه أنا أبو الحسن علي بن عيسى الرماني
النحوي نا أبو بكر بن دريد أنا عبد الأول بن مريد (6) أخبرني حماد بن إسحاق عن أبيه
قال (7)
خرج كثير يريد عبد العزيز بن مروان وأكرمه ورفع منزلته وأحسن جائزته وقال
سلني ما شئت من الحوائج قال نعم أحب أن تنظر لي من يعرف قبر عزة فيقفني عليه
فقال رجل من القوم إني لعارف به فوثب كثير فقال لعبد العزيز حاجتي أصلحك الله
فانطلق به الرجل حتى انتهى إلى موضع قبرها فوضع يده عليه وعيناه تجري وهو يقول (8)
* وقفت على ربع لعزة ناقتي * وفي (9) البرد رشاش من الدمع يسفح
فيا عز أنت البدر قد حال دونه * رجيع التراب والصفيح المضرح

(1) كتب فوقها في " ز ": على.
(2) الأبيات في ديوانه ص 104 - 105.
(3) في الديوان: وأزجره للطير.
(4) في الديوان: ساقطا.
(5) روايته في الديوان:
فمقال غراب لاغتراب من النوى * وفي ألبان بين من حبيب تجاوره
(6) بالأصل: مربد، تصحيف، والمثبت عن " ز ". وضبطت اللفظة بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء عن الاكمال.
(7) الخبر والشعر في مصارع العشاق 1 / 126.
(8) الأبيات في ديوانه ص 72 - 73.
(9) بالأصل و " ز ": " وفي الناد " والمثبت عن المطبوعة.
286

وقد كنت أبكي من فراقك خيفة * وهذا لعمري (1) اليوم أنأى وأنزح
فألا فداك الموت من أنت زينه * ومن هو أسوأ منك حالا وأقبح (2)
ألا لا أرى بعد ابنة النضر لذة * لشئ ولا ملحا لمن يتملح
فلا (3) زال وادي رمس عزة سائلا * به نعمة من رحمة الله تسفح
فإن التي أحببت قد حال دونها * طوال (4) الليالي والضريح المرجح (5)
أرب بعيني البكا كل ليلة * فقد كاد مجرى دمع عيني يقرح
إذا لم يكن ماء تحلبنا دما * وشر البكاء المستعار الممنح (6)
" عفراء " (7)
9389 عفراء بنت عقال بن مهاصر (8) العذرية (9)
صاحبة عروة بن حزام بن مهاصر (8) وابنة عمه
قدمت الشام ونزلت البلقاء وكانت بنواحي بصرى وهي شاعرة قالت ترثي عروة
حين هلك (10)
* ألا أيها الركب المخبون (11) ويحكم * بحق نعيتم عروة بن حزام
* * فلا يهنأ الفتيان بعدك لذة * ولا رجعوا من غيبة بسلام
وقل للحبالى لا ترجين غائبا * ولا فرحات بعده بغلام * (12)

(1) في الديوان: حية وأنت لعمري.
(2) في الديوان: فهلا فداك... دلا وأقبح.
(3) صدره في الديوان: فلا زال رمس ضم عزة سائلا.
(4) بالأصل: طول، والمثبت عن " ز "، والديوان.
(5) في الديوان: المصفح.
(6) في الديوان: المسيح.
(7) زيادة عن " ز ".
(8) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: مهاجر، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(9) بالأصل و " ز ": مصاهر، والمثبت عن المختصر والمطبوعة، وجاء في جمهرة ابن حزم ص 449 عروة بن حزام بن
مالك وابنة عمه: عفراء بنت مهاصر بن مالك.
(10) الأبيات في الأغاني 24 / 158 والشعر والشعراء ص 398.
(11) بالأصل: " المحيون " وبدون إعجام في " ز "، والمثبت عن الأغاني.
(12) في الشعر والشعراء: ولا فرحت من بعده بغلام.
287

وقيل إنها لم تزل تردد هذه الأبيات أياما وتندبه بها حتى ماتت بعده بأيام قلائل
وبلغني عن أبي الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن الفرات عن أخيه أبي القاسم
عبيد الله بن العباس عن أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال قرأت على أبي
العباس أحمد بن يحيى عن من ذكره عنه قال
مر بوادي القرى ركب يريدون البلقاء فسألوا من الميت فقيل عروة بن حزام
فقال بعضهم لبعض أما والله لنأتين عفراء بما يسوؤها فساروا حتى إذا مروا بمنزلها مروا
ليلا فصاح صائح بأعلى صوته
ألا أيها القصر المغفل أهله * إليكم نعينا عروة بن حزام *
فسمعت عفراء الصوت ففهمته ونادته بهم
* ألا أيها الركب المخبون (1) ويحكم * أحقا نعيتم عروة بن حزام
فقال بعضهم
نعم قد دفناه بأرض بعيدة * مقيم بها في سبسب وآكام *
فقالت
فإن كان حقا ما تقولون فاعلموا * بأن قد نعيتم بدر كل ظلام
نعيتم فتى يسقي الغمام بوجهه * إذا هي أمست غير ذات غمام
فلا نفع الفتيان بعدك لذة * ولا ما لقوا من صحة وسلام
ولا لبس الصيفان بعدك لابس * ولا حممت (2) بعد الحبيب حمام
وبتن الحبالى لا يرجين غائبا * ولا فرحات بعده بغلام *
ثم أقبلت على زوجها فقالت يا هناه إنه قد كان من أمر ذلك الرجل ما قد بلغك والله ما
كان إلا على الحسن الجميل وقد بلغني أنه مات قبل أن يصل إلى أهله فإن رأيت أن تأذن لي
فأخرج في نسوة من قومه فنندبه ونبكي عليه فعلت فاذن لها فخرجت تنوح بهذه الأبيات
* ألا أيها الركب المخبون (3) ويحكم
حتى ماتت

(1) بالأصل: المحيون، وبدون إعجام في " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": " حمحمت " وفي المختصر: " جممت " والمثبت عن المطبوعة.
(3) بالأصل: المحيون، وفي " ز ": المجيؤن.
288

أخبرنا أبو عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد العبدي عن محمد بن
العباس السوسي حدثني أبو بكر محمد بن خلف حدثني أبو محمد البلخي حدثني أحمد
ابن سراقة حدثني العباس بن الفرج قال سمعت الأصمعي يقول عن ابن أبي الزناد قال
قال عمر بن الخطاب لو أدركت عفراء وعروة جمعت بينهما (1)
أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو الفرج غيث بن علي وغيرهما عن أبي بكر الخطيب
أنا علي بن أيوب القمي نا أبو عبيد الله محمد بن عمران نا عبد الله بن محمد بن أبي
سعد حدثني إسحاق بن محمد النخعي حدثني معاذ بن يحيى الصنعاني قال
خرجت من مكة إلى صنعاء فلما كان بيننا وبين صنعاء خمس مراحل رأيت الناس
ينزلون عن محاملهم ويركبون دوابهم فقلت أين تريدون فقالوا نريد أن ننظر إلى قبر
عفراء وعروة فنزلت عن محملي وركبت حماري واتصلت بهم فانتهيت إلى قبرين
متلاصقين قد خرج من هذا القبر ساق شجرة ومن هذا القبر ساق شجرة حتى إذا صارا
على قامة التقيا فكان الناس يقولون تألفا في الحياة وفي الموت
أنبأنا أبو منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري عن محمد بن العباس
الخزاز (2) حدثني أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال وحدثني إسحاق بن محمد بن
أبان حدثني معاذ بن يحيى قال خرجت إلى صنعاء فلما كنا ببعض الطريق قيل لنا إن قبر
عفراء وعروة على مقدار ميل من الطريق قال فمضت جماعة كنت فيهم فإذا قبران
متلاصقان قد خرج من كل قبر ساق شجرة حتى إذا صارا على مقدار قامة التقت كل واحدة
منهما بصاحبتها
قال إسحاق فقلت لمعاذ أترى أي ضرب هو من الشجر فقال لا أدري ولقد
سألت أهل القرية فقالوا لا نعرف هذا الشجر ببلادنا
قال أبو بكر بن المرزبان أنشدني سعيد بن الفضل الأزدي قال أنشدنا العتبي لعروة بن
حزام (3) (4)

(1) الخبر في الشعر والشعراء ص 399 وعزي قوله إلى معاوية.
(2) بدون إعجام بالأصل و " ز ".
(3) تحرفت بالأصل إلى حرام، والمثبت عن " ز ".
(4) الأبيات من قصيدة عروة بن حزام النونية وقد ذكرها بطولها أبو علي القالي في ذيل الأمالي ص 158 (كتاب النوادر)
والابيات فيه ص 162.
289

لو أن أشد الناس وجدا ومثله * من الجن بعد الإنس يلتقيان
فيشتكيان الوجد ثمت أشتكي * لأضعف وجدي فوق ما يجدان
فقد تركتني ما أعي لمحدث * حديثا وإن ناجيته ونجاني
* * وقد تركت عفراء قلبي كأنه * جناح عقاب (1) دائك الخفقان
* " عكرشة " (2)
9390 عكرشة بنت الأطش (3) بن رواحة
من الوافدات على معاوية (4) لها معه قصة
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن خميس نا محمد بن علي بن ودعان
أنا أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن ودعان أنا هارون بن أحمد بن محمد بن روح نا الحسين
ابن إبراهيم الصائغ نا عبد العزيز بن يحيى الجلودي (5) نا محمد بن زكريا الغلابي أنا
العباس بن بكار نا أبو بكر الهذلي عن عكرمة وعبد الله بن سليمان عن أبيه قالا
دخلت عكرشة بنت الأطش بن رواحة على معاوية بن أبي سفيان وبيدها عكار في أسفله
زج (6) مسقي فسلمت عليه بالخلافة فقال لها معاوية يا عكرشة الآن صرت أمير المؤمنين
قالت نعم إذ لا على حي قال ألست صاحبة الكور المسدول والوسط المشدود المتقلدة
بحمائل السيف تجولين (7) بين الصفين يوم صفين تقولين " يا أيها الذين آمنوا عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " (8) إن الجنة دار لا يرحل عنها (9) من قطنها (10) ولا

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي النوادر: غراب.
(2) زيادة عن " ز ".
(3) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة، وفي العقد الفريد: الأطرش.
(4) خبر وفودها على معاوية في العقد الفريد 1 / 341 بتحقيقنا.
(5) في " ز ": الجملودي.
(6) الزج: الحديدة في أسفل الرمح أو العكاز ونحوهما.
(7) في العقد الفريد: واقفة بين الصفين.
(8) سورة المائدة، الآية: 105.
(9) زيادة عن العقد الفريد.
(10) العقد الفريد: أوطنها.
290

يحزن (1) من سكنها ولا يموت من دخلها فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ولا تنصرم
غمومها (2) وكونوا قوما مستبصرين إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب غلف القلوب (3)
لا يفقهون ما الإيمان ولا يدرون ما الحكمة دعاهم بالدنيا فأجابوه واستدعاهم بالباطل
فلبوه فالله الله عباد الله في دين الله وإياكم والتواكل فإن في ذلك نقض (4) عرى الإسلام
وإطفاء نور الحق وإظهار الباطل وإذهاب السنة هذه بدر الصغرى والعقبة الأخرى يا
معاشر المهاجرين والأنصار امضوا على بصيرتكم واصبروا على (5) عزيمتكم فكأني (6) بكم
غدا قد لقيتم أهل الشام كالحمير الناهقة والبغال الشحاجة تصفق صفق البقر (7) ولا تروب
روب العناق فكأني بك على عكازك هذه قد انكفأ عليك العسكران يقولون هذه عكرشة
بنت الأطش بن رواحة فإن كدت لتلتفتين (8) عني أهل الشام لولا ما أحب الله أن يجعل لنا
هذا الأمر وكان أمر الله قدرا مقدورا فما حملك على ذلك قالت يا أمير المؤمنين يقول
الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تسوءكم " (9) إن اللبيب إذا
كره أمرا لم يجب إعادته قال صدقت اذكري حاجتك قالت يا أمير المؤمنين إن الله قد
جعل صدقاتنا على فقرائنا ومساكيننا ورد أموالنا فينا إلا بحقها وإنا قد فقدنا ذلك فما ينعش
لنا فقير وما يجبر لنا كسير فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك من انتبه من الغفلة وراجع
التوبة وإن كان ذلك عن غير رأيك فما مثلك من استعان الخونة ولا استعان بالظالمين
فقال معاوية يا هذه إنه ينوبنا أمور هي أولى بنا منكم من نحور (10) تنبثق وثغور
تنفتق (11) قالت يا سبحان الله والله ما جعل الله لنا حقا جعل فيه ضررا على غيرنا ولو

(1) العقد الفريد: يهرم.
(2) العقد الفريد: همومها.
(3) غلف القلوب أي على قلوبهم أكنة لا يفقهون ولا يسمعون.
(4) بالأصل و " ز ": " نقص " والمثبت عن العقد الفريد.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن " ز "، والعقد الفريد.
(6) بالأصل و " ز ": فكان، والمثبت عن العقد الفريد.
(7) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: تضفق ضفق البقر، وفي العقد الفريد: تصقع البعير.
(8) كذا بالأصل و " ز "، وفي العقد الفريد: لتقتلين.
(9) سورة المائدة، الآية: 101.
(10) في العقد الفريد: " بحور ".
(11) في العقد الفريد: أمور تنبثق وبحور تنفهق.
291

علم (1) أن فيما جعله لنا ضررا على غيرنا ما جعله لنا وهو علام الغيوب قال هيهات هيهات
يا أهل العراق فقهكم ابن أبي طالب فلن تطاقوا ثم أمر لها برد صدقاتهم فيهم (2)
وإنصافهم وردها مكرمة
" عمارة " (3)
9391 عمارة أخت الغريض
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين أخبرني محمد بن مزيد نا حماد بن
إسحاق عن أبيه عن عبد الله بن بكير العجلي عن من حدثه قال
كانت للغريض أخت يقال لها عمارة وكانت من أحسن الناس وجها وغناء فاشتراها
عبد الله بن جعفر بثلاثين ألفا ووقعت منه أحسن موقع ثم وفد إلى معاوية ومعه سائب
خائر (4) وبديح (5) ونشيط (6) فلما ورد عليه سر به وأنس بمكانه وكان يسمر معه فبينا
معاوية ليلة قد خرج من بعض دور حرمه إذ سمع غناء من نحو دار يزيد ابنه فسعى نحوه
حتى قرب منه فإذا سائب خائر يغنيه (7)
* بينا ينعتنني (8) أبصرنني * دون قيد الميل يعدو بي الأغر
قالت الكبرى أتعرفن الفتى * قالت الوسطى نعم هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها * قد عرفناه وهل يخفى القمر *
فما فرغ من الصوت حتى طرب معاوية فضرب برجله الأرض وبعث إلى ابن جعفر
فأحضره فقال له يا هذا ما جلبت علي بوفادتك بغلمانك المغنين (9) ثم دخل إلى يزيد

(1) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة: علم الله.
(2) سقطت من الأصل و " ز "، وزيدت عن العقد الفريد.
(3) زيادة عن " ز ".
(4) بالأصل و " ز ": خاتر، تصحيف، والصواب ما أثبت، انظر أخباره في الأغاني 8 / 321 ومواضع أخرى منها
متفرقة.
(5) انظر أخباره في الأغاني 8 / 214 و 15 / 173 - 174.
(6) أنظر أخباره في الأغاني 15 / 174.
(7) الأبيات لعمر بن أبي ربيعة، وهي من قصيدة بعنوان: وهل يخفى القمر؟ ديوانه ص 186 ط. بيروت. صادر.
(8) في الديوان: يذكرنني.
292

فلما رآه قاموا وفزعوا إليه فأعلموه فتناوم (1) ومضى معاوية فلما كان من الغد بعث إلى
يزيد إن مكان القوم لم يخف علي عندك فلا تعاودن ذلك فلم يعاوده ومضى إلى عبد
الله بن جعفر فسأله إخراجهم إليه ففعل وغنوه وخرجت عمارة فغنته فشغف بها وهم
بطلبها منه ثم أمسك خوفا من أبيه وكراهية أن يرده ابن جعفر ولم تزل في نفسه حتى
ولي الخلافة فوجه إليه سائب خاثر فأقام عنده أياما ثم ذكر له يزيد أمرها وما في نفسه
منها فقال له عبد الله من قد علمت وهو بعيد المرام ولست أقدم عليه ولا مثلي
يجسر على مخاطبته في مثل هذا ولكن عليك ببديح فدعا به وأبثه سره وسأله السعي له
في ذلك فلما قدم عليه عبد الله بن جعفر صار إليه بديح فقال له إنك قد جنيت على
نفسك جناية أنت فيها على حالين من مفارقة لذة لك وحال تؤثرها أو سقوط الجاه وخيبة
الوفادة وعداوة الخليفة قال له ويحك وفيم ذلك فأخبره بالقصة فقال له أخرجت
أحسن الناس وجها وغناء إلى شاب مترف غزل فهويها وذهبت بعقله كل مذهب فكتم ما
يلقى خوفا من أبيه طول هذه المدة فاختر الجارية أو رأيه قال له فما الرأي عندك قال
الرأي عندي أن تدعني أمضي إليه فأخبره أني قد أشرت عليك أن تديها له كأنك لم تعلم
بذات نفسه وتبعث بها إليه ابتداء فيكون ذلك أجمل من أن تجشمه مسألة وشكوى بث
وتتسلى عنها فإن لك في الجواري عوضا فقال ابن جعفر لا والله ما لي منها عوض وإن
فراقها لفراق السرور ما بقيت ولكن أفعل فدخل بديح إلى يزيد مبادرا وبشره بالقصة
فلما كان الليل بعث بها أبو جعفر إليه وقد زينها وحلاها وبعث بها مع قيمة جواريه
وأمرها أن تقول له هذه الجارية كنت ملكتها وهي رضى لك ورأيت أن أؤثرك بها فبارك
الله لك وسرك
فلما وصلت إليه عظم قدر ابن جعفر عنده (2) ووهب لبديح ألفي دينار وقضى
حوائج ابن جعفر لوفادته وزاده خمسمائة ألف درهم (3)
قال أبو الفرج كانت عمارة من أحسن الناس وجها وغناء وأخذت عن ابن سريج وابن

(1) بياض بالأصل والزيادة استدركت عن المطبوعة، وفي " ز ": رآه... فأعلموه... ومضى.
(2) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(3) قصة عمارة جارية عبد الله بن جعفر ذكرها المصنف بطولها من طريق آخر في ترجمة عبد الله بن جعفر 27 /
286 وما بعدها نقلا عن المعافى بن زكريا القاضي. وقد ذكرها القاضي الجريري في كتابه الجليس الصالح الكافي
2 / 336 بعدها.
293

محرز واشتراها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من العبلات (1) مولياتها وكتمها من زوجته
وكان يجد بها وجدا شديدا ثم أهداها إلى يزيد بن معاوية فأخبرني الحسين ين يحيى قال
قال حماد بن إسحاق عن أبيه حدثني عبد الله بن بكير العجلي عن أبيه عن جماعة من
مشيخة قريش قالوا كانت للغريض أخت يقال لها عمارة من أحسن الناس وجها وغناء
ولها يقول بعض قيان المدينة
* لو تمنيت فانتهيت لكانت * غاية النفس في المنى عمارة
بأبي وجهك الجميل الذي يزداد * حسنا وبهجة ونضاره *
9392 عمرة بنت النعمان بن بشير بن سعد الأنصارية (2)
امرأة شاعرة سكنت دمشق
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (3)
وكان الحارث بن خالد خطب في مقدمه دمشق عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية
فقالت
كهول دمشق وشبانها * أحب إلي (4) من الجاليه (5)
لهم ذفر كصنان التيوس * أعيا على المسك والغالية (6) *
فقال الحارث (7)
* ساكنات العقيق أشهى إلى النفس * (8) من الساكنات دور دمشق

(1) العبلات محركة بطن من بني أمية الأصغر من قريش، نسبوا إل أمهم عبلة بنت عبيد إحدى نساء بني تميم.
(2) انظر أخبارها في الأغاني 9 / 229 ونسب قريش للمصعب ص 313 تاريخ الطبري (الفهارس) والكامل لابن الأثير
(الفهارس).
(3) الخبر والشعر في نسب قريش ص 313 - 314 والشعر في الأغاني 9 / 227 ونسبهما لحميدة بنت النعمان بن بشير.
(4) في نسب قريش والأغاني: إلينا.
(5) الجالية: أهل الحجاز، وكان أهل الشام يسمونهم بذلك لأنهم كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام (الأغاني 9 /
230).
(6) الذفر: خبث الريح. والصنان: ذفر الإبط ومعاطف الجسم.
(7) البيتان في الأغاني 9 / 217.
(8) في الأغاني: قاطنات الحجون أشتهي إلى قلبي.
294

يتضوعن إن تطيبن بالمسك * ضنانا كأنه ريح مرق *
ورواهما بعض علماء قريش للمهاجر بن خالد وقال
* لنساء بين الحجون إلى الحثمة (1) * في مقمرات ليل وشرق *
والحجون مقبرة أهل مكة وجاه بيت أبي موسى والحثمة (2) صخرات مشرفات في
ربع عمر بن الخطاب
وقيل إن هذا الشعر لأختها حميدة بنت النعمان وقيل إنه لأمها ليلى بنت هانئ بن
الأسود الكندية ثم الجونية (3)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال فولد النعمان بن بشير عمرة
تزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي وهي التي قتلها مصعب بن الزبير وأمها ليلى بنت
هانئ الكندي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن قالا أنا الحسن
ابن رشيق نا أبو بشر محمد بن أحمد حدثني أبو بكر الوجيهي وهو أحمد بن محمد بن
القاسم حدثني أبي حدثني صالح بن الوجيه قال (4)
وكانت عند المختار امرأتان إحداهما أم ثابت بنت سمرة بن جندب والأخرى عمرة بنت
النعمان بن بشير الأنصارية فعرضهما مصعب على البراءة من المختار فأما بنت سمرة
فبرئت منه فخلاها وأما الأنصارية فقتلها فقال عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في ذلك (5)
* إن من أعجب العجائب (6) عندي * قتل بيضاء حرة عطبول

(1) بالأصل و " ز ": الخيمة، والمثبت عن معجم البلدان " حثمة ".
(2) بالأصل و " ز ": الخيمة.
(3) سترد ترجمتها قريبا في هذا الجزء.
(4) الخبر والشعر في أنساب الأشراف 6 / 443 طبعة دار الفكر.
(5) الأبيات في أنساب الأشراف منسوبة لعبد الله بن الزبير الأسدي، ويقال: عمر بن أبي ربيعة، وهي في ديوان عمر
ص 359 ط. بيروت. صادر.
(6) في الديوان: إن من أكبر الكبائر.
295

قتلت (1) باطلا على غير جرم * إن لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا * وعلى المحصنات (2) جر الذيول *
وقد قيل إن هذا الشعر لعمر بن أبي ربيعة (3)
أنبأني أبو محمد بن الأكفاني شفاها أن أبا محمد عبد العزيز بن أحمد أجاز
لهم (4)
أنبأنا القاضي أبو المفضل يحيى بن علي والفقيه أبو الحسن علي بن المسلم
وغيرهما أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم
أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد
الفرغاني نا محمد بن جرير الطبري قال (5) قال هشام بن محمد قال أبو مخنف وحدثني
أبو علقمة الخثعمي
أن المصعب بعث إلى أم ثابت بنت سمرة بن جندب امرأة المختار وإلى عمرة ابنة
النعمان بن بشير الأنصارية وهي امرأة المختار فقال لهما ما تقولان في المختار فقالت أم
ثابت ما عسيت أن أقول فيه إلا ما تقولون فيه أنتم فقالوا لها اذهبي وأما عمرة فقالت
رحمة الله عليه إن كان عبدا من عباد الله الصالحين فرفعها مصعب إلى السجن وكتب فيها
إلى عبد الله بن الزبير أنها تزعم أنه نبي فكتب إليه أن أخرجها فاقتلها فأخرجها بين
الحيرة والكوفة بعد العتمة وضربها مطر ثلاث ضربات بالسيف ومطر تابع لآل ثعل (6) من
بني عبد الله بن ثعلبة كان يكون مع الشرط فقالت يا أبتاه يا أهلاه يا عشيرتاه فسمع
به (7) بعض الأنصار وهو أبان بن النعمان بن بشير فأتاه فلطمه فقال يا ابن الزانية قطعت
نفسها قطع الله يمينك فلزمه حتى رفعه إلى مصعب فقال إن أمي مسلمة وادعى شهادة بني

(1) في أنساب الأشراف: قتلوها ظلما على غير ذنب.
(2) في الديوان: الغانيات.
(3) انظر ما لاحظناه قريبا.
(4) من قوله: أنبأني إلى هنا استدرك على هامش " ز ".
(5) الخبر رواه الطبري في تاريخه 3 / 494 (ط. بيروت) حوادث سنة 67.
(6) كذا بالأصل و " ز "، وعلى هامش الأصل و " ز ": " فهد " خ وفي المطبوعة: " ثعل " أيضا، وفي المختصر: " فهر ".
وفي الطبري وعنه يأخذ المصنف: قفل.
(7) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة والمختصر، وفي الطبري: بها.
296

ثعل فلم يشهد له أحد فقال مصعب خلو سبيل الفتى فإنه رأى أمرا فظيعا (1) فقال عمر بن
أبي ربيعة القرشي في قتل مصعب عمرة ابنة النعمان بن بشير
* إن من أعجب العجائب عندي * قتل بيضاء حرة عطبول
قتلت هكذا على غير جرم * إن لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا * وعلى المحصنات جر الذيول *
قال (2) وحدثني محمد بن يوسف أن مصعبا لقي عبد الله بن عمر فسلم
عليه فقال له أنا ابن أخيك مصعب فقال له ابن عمر أنت القاتل سبعة آلاف من أهل
القبلة في غداة (3) واحدة عش ما استطعت فقال مصعب إنهم كانوا كفرة سحرة فقال ابن
عمر والله لو قتلت عدتهم غنما من تراث أبيك لكان ذلك سرفا فقال سعيد بن عبد الرحمن
ابن حسان بن ثابت في ذلك
* أتى راكب بالأمر ذي النبأ العجب * بقتل ابنة النعمان ذي الدين والحسب
بقتل فتاة ذات دل ستيرة * مهذبة الأخلاق والخيم والنسب
مطهرة من نسل قوم مطهر (4) * من المؤثرين الخير في سالف الحقب
خليل النبي المصطفى ونصيره * وصاحبه في الحرب والنكب والكرب
أتاني بأن الملحدين توافقوا * على قتلها لا جنبوا القتل والسلب
* (فلا هنأت آل الزبير معيشة * وذاقوا لباس الذل والخوف والحرب
كأنهم إذ أبرزوها وقطعت * بأسيافهم فازوا بمملكة العرب
ألم تعجب الأقوام من قتل حرة * من المحصنات الدين محمودة الأدب
من الغافلات المؤمنات بريئة * من الذم والبهتان والشك والكذب
علينا كتاب القتل واليأس واجب * وهن العفاف في الحجال وفي الحجب
على دين أجداد لها وأبوة * كرام مضت لم تخز أهلا ولا ترب (5)

(1) في أنساب الأشراف: أمرا عظيما فظيعا.
(2) القائل: أبو مخنف، والخبر في تاريخ الطبري 3 / 494 - 495.
(3) كذا بالأصل و " ز ": غزاة، والمثبت عن الطبري.
(4) كذا بالأصل و " ز ": " قوم مطهر " وفي الطبري: " قوم أكارم " وفي المختصر لابن منظور: " قوم مطهر " وهو أشبه.
(5) في الطبري: ولم ترب.
297

من الخفرات لا خروج بذية * ولا نمة تبغي (1) على جارها الجنب
عجبت لها إذ كفنت وهي حية * ألا إن هذا الخطب من أعجب الخطب
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو بكر بن أبي القاسم أنا ابن (2) الفضل أنا عبد
الله نا يعقوب قال سنة سبع وستين قتلت بنت النعمان بن بشير وكانت تحت المختار
وذكر أبو حسان الزيادي أن مصعبا قتلها في هذه السنة بغير أمر أخيه فكتب إليه يعنفه على
ذلك
بعونه تعالى ثم الجزء التاسع والستون
من تاريخ دمشق ويليه الجزء السبعون
وهو الأخير

(1) في الطبري: ملائمة تبغي.
(2) بالأصل و " ز " أبو الفضل " تصحيف قياسا إلى أسانيد مماثلة.
298