الكتاب: ذيل تاريخ بغداد
المؤلف: ابن النجار البغدادي
الجزء: ١
الوفاة: ٦٤٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر يحيى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

ذيل تاريخ بغداد
1 تعريف الكتاب

ذيل
تاريخ بغداد
تأليف
الامام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود
ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن
المعروف بابن النجار البغدادي
المتوفى سنة 643 ه‍
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء السادس عشر
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
3 تعريف الكتاب

جميع الحقوق محفوظة
جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لدار الكتب
العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة
أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة
كاسيت أو ادخاله على الكمپيوتر أو برمجته على أسطوانات
ضوئية الا بموافقة الناشر خطيا.
الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
العنوان: رمل الظريف شارع البحتري بناية ملكارت
تلفون وفاكس 364398 - 366135 - 602133 (1 961)..
صندوق بريد: 8424 - 11 بيروت - لبنان
4 تعريف الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وصلى الله على خيرته المصطفى، المنتخب لرسالته، المفضل على جميع خلقه بفتح
رحمته، وختم نبوته، واعم ما أرسل به مرسل قبله، المرفوع ذكره مع ذكره في
الأولى، الشافع المشفع في الأخرى، أفضل خلقه نفسا، واجمعهم لكل خلق رضيه في
دين ودنيا وخيرهم نسبا ودارا: محمد عبده ورسوله، وعلى سلم محمد وصحبه
والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فان الحمد لله ان أعاننا على اخراج كتاب (تاريخ بغداد) للخطيب
البغدادي في صورة أحسب ان تكون لائقة به وبأهميته التاريخية العظيمة. ثم كانت
الخطوة التالية هي اخراج الذيول التي ذيلت عليه، فقمنا بجمع شتاتها من هنا ومن
هناك.
ولعل من أهم هذه الذيول هي (التاريخ المجدد لمدينة السلام واخبار فضائلها
الاعلام ومن وردها من الاعلام). لمحب الدين محمد بن محمود ابن النجار المتوفى سنة
643 ه‍.
وتأتي أهميته من انه قد جمع بين (ذيل تاريخ بغداد) لابي سعد عبد الكريم بن
السمعاني المتوفى سنة 562 ه‍ وبين (ذيل تاريخ بغداد) لابي عبد الله محمد بن سعيد
ابن الدبيثي المتوفى سنة 637 ه‍.
فقد وضع ابن النجار على عاتقه اخراج تاريخ أوسع نطاقا من سابقيه، إذ حاول
التعرف على أفاضل الناس ممن اشتهروا بالتحديث والدين كان من بينهم علماء
وجهاء: حفاظ وقراء وواعظ وخطباء وشيوخ وأئمة وامراء وخلفاء وأصحاب
المناصب ممن شهد لهم الخاصة والعامة بتبحرهم في العلم.
5 تعريف الكتاب

وقد وصل الينا بعضه حيث تبدأ مخطوطة المكتبة الظاهرية بترجمته: عبد المغيث بن
زهير.
ولقد اختلفت الآراء حول عدد مجلدات (تاريخ ابن النجار) فذكر الذهبي في
تذكرة الحفاظ (4 / 212) وابن العماد في شذرات الذهب (5 / 226): انه خطط في
ستة عشر جزءا. وذكر السبكي في طبقات الشافعية (5 / 41) والصفدي في الوافي
بالوفيات (5 / 10) والكتبي في فوات الوفيات (2 / 522) انه خطط في ثلاثين جزءا.
ومهما كانت اجزائه فان ما وصل الينا يدل على سعة علم المؤلف وتبحره. وفيما
يلي نتناول التعريف بابن النجار في عجالة سريعة.
الحافظ محب الدين ابن النجار:
هو محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن
هبة الله بن محاسن بن هبة الله البغدادي المعروف بابن النجار. ولد ليلة الثالث
والعشرين من ذي القعدة سنة 578 ه‍ ببغداد. وكانت وفاته في الخامس من شعبان
سنة 643 ه‍. ودفن بمقابر الشهداء بباب حرب.
سمع الحديث في صغره من عمه أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ بعد وفاة
والده. وأخذ عن شيوخه في بغداد والذين وردت أسماؤهم في ثنايا الكتاب.
رحل إلى بلاد الشام ومصر والحجاز وأصبهان وخراسان ومرو ونيسابور. وسمع
الكثيرين من محدثي عصره على مدى فترة رحلاته التي دامت سبعا وعشرين سنة.
زار دمشق ثم حلب ومنها قصد اصبهان وبعدها رحل إلى هراة ثم مرو، وبعد
ذلك أمضى زمنا في خراسان ومنها قصد مصر حيث نزل بالإسكندرية، ثم عاد إلى
بغداد وعزم على الاستقرار بها فبقي بها حتى وفاته في الخامس من شعبان سنة 643 ه‍.
والجدير بالذكر ان ابن النجار قد ذاعت شهرته في التحديث فقصده الكثيرون
فأصبحت مشيخته تشمل ثلاثة آلاف شيخ وأربعمائة امرأة.
وخلال حياته أثرى المكتبة الاسلامية بالعديد من المصنفات والتي نذكر منها:
1 - التاريخ المجدد لمدينة السلام واخبار فضائلها.
2 - القمر المنير في المسند الكبير
6 مقدمة التحقيق

3 - المختلف والمؤتلف. ذيل للكامل لابن ماكولا.
4 - كنز الامام في معرفة السنن والاحكام.
5 - المتفق والمفترق.
6 - نسب المحدثين إلى الاباء والبلدان.
7 - العوالي.
8 - معجم الشيوخ.
9 - جنة الناظرين في معرفة التابعين.
10 - العقد الفائق في عيون أخبار الدنيا.
11 - الدرة الثمينة في اخبار المدينة.
12 - نزهة الورى في اخبار أم القرى.
13 - روضة الأولياء في مسجد إيليا.
14 - الأزهار في أنواع الاشعار.
15 - أنواع الزهر في محاسن شعر شعراء العصر.
16 - سلوة الوحيد.
17 - غرر الفوائد.
18 - مناقب الإمام الشافعي.
19 - الكمال في معرفة الرجال.
20 - نشوار المحاضرة.
21 - مجموع غرر الفوائد ومنثور درر القلائد.
22 - نزهة الطرف في اخبار اهل الظرف.
23 - اخبار المشتاق إلى اخبار العشاق.
24 - الشافي في الطب.
7 مقدمة التحقيق

الكتاب ومنهج التحقيق:
- قمنا بنسخ الكتاب وتخليصه من الأخطاء التي علقت به من مطبوعاته الوحيدة
ثم راجعنا المتن على المصادر التي نقل عنها المؤلف والمصادر التي نقلت من المؤلف
كلما أمكن ذلك للوقوف على نص أكثر صحة.
- قمنا بمراجعة النص على مصورة مخطوطة المكتبة الظاهرية والتي جعلناها أصل،
وأفدنا من المقارنات التي بالمطبوعة والتي ذكرت بهامشها مقارنات ببعض النسخ
فأبقينا على المهم منها.
- رمزنا لمخطوطة الظاهرية ب‍ (الأصل) وما أفدناه من المطبوعة فرمزنا لمخطوطة
بودلين بجامعة اكسفورد بالرمز (ب) ولنسخة جامعة كمبردج (ج).
- خرجنا ما استطعنا من تراجم الكتاب على المصادر التي ترجمت للعلم.
- علقنا بعض التعليقات الهامة كلما أمكن.
- قدمنا للكتاب بمقدمة مختصرة للكتاب.
والله أرجو ان يجعله في صالح أعمالنا، والحمد لله رب العالمين.
8 مقدمة التحقيق

ذيل تاريخ بغداد
1

ذيل
تاريخ بغداد
تأليف
الامام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود
ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن
المعروف بابن النجار البغدادي
المتوفى سنة 643 ه‍
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء السادس عشر
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
جميع الحقوق محفوظة
جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لدار الكتب
العلمية بيروت - لبنان ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة
أو إعادة تنضيد الكتاب كاملا أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة
كاسيت أو ادخاله على الكمپيوتر أو برمجته على أسطوانات
ضوئية الا بموافقة الناشر خطبها.
الطبعة الأولى
1417 ه‍ - 1997 م
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي الا بالله عليه توكلت (1)
ذكر الينا الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله (بن
محاسن) (2) ابن النجار البغدادي منها قال:
1 - عبد المغيث بن زهير (3) بن علوي، أبو العز بن أبي حرب (4):
من اهل الحربية، سمع الحديث الكثير، وطلب بنفسه ببغداد، وقرأ على المشايخ،
وحصل الأصول (5)، ولم يزل يفيد الناس إلى حين وفاته، وكان متدينا (6) صالحا،
صدوقا، أمينا، حسن الطريقة، جميل السيرة، حميد الاخلاق.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش
وأبا غالب احمد وأبا عبد الله يحيى ابني أبي علي ابن البناء وأبا الحسين محمد بن محمد
ابن الحسين بن الفراء وأبوي بكر محمد بن الحسين المزرقي (7) ومحمد بن عبد الباقي
الأنصاري وأبا القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد
ابن عمر السمرقندي وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز (8) وأبا

(1) العبارة في الأصل، (ج) فقط.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(3) في الأصل، (ب): (ابن زهير بن زهير).
(4) انظر: البداية والنهاية 12 / 328. وشذرات الذهب 4 / 275. والعبر 4 / 249. والاعلام
4 / 300.
(5) (سمع الحديث الكثير، وطلب بنفسه ببغداد، وقرأ على المشايخ وحصل الأصول) ساقطة من
(ج).
(6) في الأصل: (مستدينا).
(7) في (ب): (المررني) تصحيف.
(8) في الأصل: (الغر). وفي (ب): (الفزاز). وفي (ج): (الفراء) والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
3

الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبا البركات (1) عبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي وخلقا كثيرا غيرهم.
ولم يزل يسمع حتى سمع من اقرانه، وبورك له حتى حدث بجميع مروياته، وسمع
منه الكبار، وحدثنا عنه (2) جماعة.
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي بأصبهان قال:
أنبأنا عبد المغيث بن أبي حرب بن زهير الحربي بقراءتي عليه وانا اسمع في داره
بالحربية من غربي بغداد في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو
بكر بن الحسين الفرضي.
وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الواحد القزاز (3) قالا: أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة، أنبأنا أبو القاسم
عيسى بن علي، أنبأنا القاضي أبو عبيد علي (4) بن الحسين بن حرب، حدثنا أبو
السكين البلدي، حدثني محمد بن سكين مؤذن بني شقرة (5)، حدثني عبد الله بن بكير
الغنوي (6) عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: تخلف
قوم عن صلاة العشاء الآخرة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما خلفكم؟) قال: فسكتوا
فأعاد عليهم، فقالوا: يا رسول الله! وقع بيننا (7) لحاء (8) وكلام، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن سمع النداء ولم يأته الا من علة) (9).
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: فسألت عبد المغيث بن زهير

(1) في الأصل، (ب) (وأبي البركات).
(2) في (ب): (وحد عنه).
(3) في الأصل: (الفزاز) وفي (ب) بلا نقط.
(4) في (ج): (أبو عبيد بن علي)
(5) في الأصل، (ج): (بني شفرة). وفي (ب): (بني سفرة). والتصحيح من الجرح والتعديل.
(6) في الأصل: (الغزي). وفي (ب)، (ج): (العنزي)، والتصحيح من الجرح والتعديل.
(7) في (ب): (نسمع بيننا). ومكانها بياض في الأصل.
(8) في (ب): (لحا) ومكانها بياض في الأصل.
(9) انظر الحديث في: سنن الدارقطني (1 / 420). والأحاديث الضعيفة (183). والتاريخ الكبير
(1 / 111). وكنز العمال (20363)، (20364).
4

الحربي عن مولده، فقال: في سنة خمسمائة - ان شاء الله.
وتوفي يوم الأحد ثالث عشري محرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عليه
الخلق الكثير في اليوم المذكور بالحربية، ودفن بدكة (1) أبي عبد الله أحمد بن حنبل مع
الشيوخ الكبار.
2 - عبد المغيث بن عبد العزيز بن عبد المغيث بن أحمد بن المغيث، أبو الحسن
التنوخي:
من اهل الأنبار، قدم بغداد وسمع بها القاضي ابا القاسم (2) علي بن المحسن التنوخي
وغيره، ثم قدمها بعد خلو سنة (3) وحدث بها (4) في شهر ربيع الأول سنة ست
وتسعين وأربعمائة، فسمع منه أبو نصر محمود بن الفضل وأبو طاهر السلفي
الأصبهانيان وأبو عبد الله البلخي وهزارست (5) بن عوض الهروي وأبو الفضائل (6)
ابن الخاضبة.
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: أنبأنا
أبو الحسن عبد المغيث بن عبد العزيز التنوخي الأنباري - قد م علينا بغداد - بقراءتي
عليه، حدثنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي - إملاءا، وأنبأنا أبو علي بن أبي
القاسم بن أبي علي وأبو حامد عبد الله بن أبي عبد الله الوكيل قالا: أنبأنا محمد بن
عبد الباقي البزاز، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد
ابن أحمد بن كيسان النحوي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عبد الواحد،
حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أبو قزعة الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولى يأتي مولى له فيسأله (7) من فضل ما عنده فينجهه الا جعل

(1) في الأصل، (ب) بدون نقط.
(2) في (ب): (أبو القاسم).
(3) في (ب): (بعد علو سنة).
(4) في الأصل: (وحدثه بها).
(5) في (ب) بلا نقط.
(6) في الأصل: (وهو الفضائل).
(7) في (ب): (مولى له فيسا من فضل).
5

الله له شجاعا يوم القيامة ينهشه قبل القضاء) (1).
قال السلفي: عبد المغيث هذا كان من أعيان اهل بلده ومتميزهم موقرا بينهم
لصلاحه وديانته (2)، ووفور عقله، وقد سمع ببغداد التنوخي وغيره.
3 - عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد، أبو الفضل (3) الفرضي المقرئ المعروف
بالمقدسي (4).
من اهل همدان، سكن بغداد إلى حين وفاته، وكان يتولى (5) بقطيعة الكرخ،
وكان فقيها فاضلا على مذهب الشافعي، واماما في الفرائض والحساب وقسمة
التركات، واليه مرجوع الناس في ذلك وعليه معتمدهم، وكان من الصلاح والعبادة
والنسك والزهد والورع والعفة والنزاهة على طريقة اشتهر بها وعرفها الخاص والعام،
وأرية على أن يلي قضاء القضاة فامتنع.
سمع بهمدان ابا نصر عبد الواحد بن هبيرة بن عبد الله العجلي، وأبا الفضل (6)
عبد الله بن عبدان الفقيه، وبآمل طبرستان ابا محمد عبد الرحمن بن أحمد الروياني (7)
المفسر وأبا محمد عبد الله بن جعفر الحنازي (8) وأبا سعيد (9) الحسن بن علي بن أحمد
ابن إبراهيم بن بحر السقطي، وبالبصرة ابا علي الحسن بن علي (10) بن محمد بن موسى
الشاموخي، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب
الأنماطي، وأبو منصور بن الرزاز (11).

(1) انظر الحديث في: مسند الامام احمد (5 / 3). والمعجم الكبير للطبراني (19 / 25 4)، (427).
(2) في كل النسخ: (لصلاحه وديانه).
(3) في (ج): (بن الفضل).
(4) انظر: لسان الميزان 4 / 57.
(5) في الأصل: (وكان يقول). وفي (ب): (وكان يتول).
(6) في (ب): (وأبا الفضا).
(7) في الأصل، (ب) بلا نقط.
(8) في (ب): (الحناري).
(9) في كل النسخ: (وأبا احمد) والتصحيح من الأنساب للسمعاني.
(10) (الحسن بن علي) سقط من (ج).
(11) في الأصل بلا نقط.
6

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الخياط، أنبأنا أبو منصور سعيد بن محمد
ابن عمر الرزاز الفقيه (قال: حدثنا الامام - (1)) الزاهد أبو الفضل عبد الملك بن
إبراهيم بن أحمد المقدسي المعروف بالهمداني من لفظه في شهر رمضان من سنة ست
وثمانين وأربعمائة قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن بحر
السقطي بتستر في صفر سنة ثلاث وأربعمائة، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد
الله بن إدريس بن بحر بن سختويه إملاء سنة خمس وسبعين وثلاثمائة (2) حدثنا أبو
سعيد الحسن بن عثمان، حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، حدثنا عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس على اهل لا إله إلا الله
وحشة في قبورهم ولا في محشرهم ولا في منشرهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله
وقد خرجوا من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: (الحمد لله الذي
أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور) (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد (عبد الكريم (4)) بن (محمد
ابن منصور) (5) السمعاني يقول: سمعت أبا العباس الخضر بن مروان الفارقي يقول:
سمعت أبا الحسن أحمد بن عبد الله الأبنوسي يقول: سمعت شيخي ابا الفضل الهمداني
يقول: خرجت من همدان ولم أخلف بها أحدا أعرف بالفرائض بجلال قدرهم
وغزارة علمهم، ثم (6) قال ابن الأبنوسي: وكان الهمداني ينسب إلى الاعتزال والنصر ة
لرأيهم.
كتب إلي أبو مسلم أحمد بن شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي
قال: أنبأنا جدي أبو منصور شهردار (بن شيرويه) (7)، أنبأنا والدي في كتاب

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبت من (ب) 7 (ج).
(2) (وثلاثمائة). سقط من (ج).
(3) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 240. ومجمع الزوائد 10 / 82، 333. وإتحاف السادة
المتقين 5 / 10.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(6) (ثم) ليس في (ج).
(7) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
7

(طبقات الهمدانيين) له قال: عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد الفقيه الفرضي أبو الفضل
المعروف بالمقدسي سكن بغداد، سمعت منه وكان اماما زاهدا.
قرأت في كتاب (الفنون) لابي الوفاء علي بن عقيل الفقيه بخطه قال (1): أبو الفضل
الهمداني كان شيخا عالما في فنون اللغة والعربية والفرائض والحساب، وأكبر (2) علمه
الفقه، وكان على طريقة السلف، زاهدا ورعا، متدينا، وكان شافعيا.
أخبرنا جعفر بن علي الهمداني بالإسكندرية قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد
السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن أبي الفضل الهمداني
فقال: امام، مدرس، عارف بالفقه والفرائض، وله تصنيف في الفرائض، كتب عنه
الناس، وكان يذهب إلى الاعتزال (3)، حضرته وعلقت عنه شيئا من الفقه.
ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمداني في تاريخه ان والده توفي
في ثامن عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربعمائة، قال: وكان يدرس العلوم
الشرعية والأدبية، ومما انتشرت تصانيفه فيه تعلم الفرائض والحساب، ومن جملة ما
كان على حفظه مجمل اللغة لابن فارس وغريب الحديث لابي عبيد، وتوفي وقد قارب
الثمانين، ولم يكن يخبر بمولده، ولم نعرف انه اغتاب أحدا قط أو ذكره بما يستحي
منه، وكان الوزير أبو شجاع (4) لما نص على والدي في أن يلي (5) قضاء القضاة
امتنع (6) من الدخول في ذلك، واعتذر بالعجز وعلو السن، وقال: لو كانت ولايتي
متقدمة لاستعفيت منه (7) اليوم، وأنشد:
إذا المرء أعيته (8) السيادة ناشئا فمطلبها كهلا عليه شديد

(1) (قال) تكررت في (ب).
(2) في (ب): (وأكثر علمه الفقه).
(3) في (ب): (وكان يذهب إلى اعتزال).
(4) في هامش (ب): (أبو شجاع محمد بن الحسين بن عبد الله).
(5) في (ج): (في أن تلي قضاء).
(6) في كل النسخ: (فامتنع).
(7) في (ج): (لاستعفيت منها).
(8) في (ب): (إذا المرء عيقه).
8

قرأت بخط أبي على أحمد بن محمد البرداني قال: مات الشيخ أبو الفضل عبد الملك
ابن احمد المقدسي، المعروف بالهمداني الفقيه الشافعي في ليلة الأربعاء التاسع عشر من
شهر رمضان من سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي - رضي الله
عنه وكرم وجهه، وكان زاهدا صالحا اماما في علم الفرائض والمواريث والفقه
وخلاف الفقهاء.
4 - عبد الملك بن أحمد بن الحسن بن جعفر بن رجاء، أبو طاهر السيوري:
سمع القاضي ابا عبد الله الحسين بن علي بن بطحا وأبا بكر أحمد بن محمد بن
الصقر المعروف بابن النمط الزاهد وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن كردي وأبا عبد الله
أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي وأبا علي الحسن بن أحمد بن عثمان الصيرفي
وعبيد الله بن أحمد بن عبد الأعلى الرقي الفقيه وأبا عمرو عثمان بن محمد بن يوسف
ابن دوست العلاف والقاضي ابا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبا
بكر (1) محمد بن عمر بن بكير النجار ومحمد بن عمر بن القاسم النرسي وأبا طاهر
عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب وأبا محمد (2) الحسن بن محمد الخلال وعبد
الملك بن عمر بن خلف الرزاز والقاضي ابا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وأبا بكر
محمد بن علي بن موسى الخياط المقرئ وغيرهم، وخرج له أبو الفضل أحمد بن الحسن
ابن خيرون فوائد عن شيوخه وحدث بها، فسمعها منه أبو بكر بن الخاضبة وعبد
الجليل بن محمد الساوي، وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي وأبو محمد عبد الله بن
علي بن أحمد المقرئ، وكان شيخا صالحا.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد
المقرئ، أنبأنا أبو طاهر عبد الملك بن أحمد بن الحسن السيوري، أنبأنا أبو محمد الحسن
ابن محمد (3) الخلال، حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الفقيه الداركي إملاء
من كتابه قال: حدثنا جدي أبو علي الحسن بن محمد الداركي، حدثنا محمد بن حميد

(1) في كل النسخ: (وأبوي طالب) والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(2) في كل النسخ: (وابوى محمد). والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(3) (الحسن بن محمد). ساقطة من (ب).
9

الرازي، حدثنا إسحاق بن سليمان أبو يحيى الرازي، حدثنا الجراح الكندي، عن
علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه) (1).
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو طاهر
عبد الملك بن أحمد السيوري في يوم الخميس الخامس والعشرين من جمادى الآخرة
سنة احدى وثمانين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب الدير.
5 - عبد الملك بن أحمد بن الحسين بن علي بن عثمان بن قريش، أبو سعد
القزاز (2).
من النصرية من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، سمع الشريف ابا الغنائم عبد
الصمد بن علي بن المأمون وأبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا القاسم علي بن
أحمد بن البسري وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه جماعة.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال أنبأنا أبو سعد (3) عبد الملك بن
أحمد بن الحسين بن قريش بقراءة أخي أبي بكر المبارك عليه وانا اسمع، وأخبرنا عبد
الرحمن بن محمد بن هبة الله البواب قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء
وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن (نصر) (4) الزاغوني، وأنبأنا عمر بن محمد المؤدب،
أنبأنا أبو الحسن بن الزاغوني، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عبد الرحمن
ابن محمد أبو منصور القزاز، قالوا جميعا: أنبأنا عبد الصمد بن علي بن المأمون، أنبأنا
أبو الحسن الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا حاتم
ابن إسماعيل، عن عبد الرحمن، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، عن أبيه قال: قال

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 8. 29. وسنن ابن ماجة 211، 212. ومسند أحمد 1 / 57،
69. ومصنف عبد الرزاق 5995.
(2) في الأصل، (ج) (بن السري) تحريف، والتصحيح من الأنساب للسمعاني.
(3) في الأصل: (أبو سيد) تحريف.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
10

رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخاف هل المدينة أخافه الله) (1).
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفى
أبو سعد عبد الملك بن أحمد بن قريش في رجب سنة احدى وعشرين وخمسمائة،
ودفن في (مقبرة) (2) باب حرب (3).
6 - عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الشوكي، أبو الخطاب (4).
كان خطيبا بالمحول، سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد الحرقي وأبا
عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وحدث باليسير، روى عنه أبو الفضل
محمد بن عبد الله بن المهتدي (5) (بالله) (6) الخطيب وأبو القاسم بن السمرقندي.
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا (7) أبو القاسم إسماعيل
ابن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه قال: أنبأنا عبد الملك بن أحمد بن عبد الله
الخطيب، أنبأنا الحسين - وهو ابن محمد بن جعفر الخالع - أنبأنا محمد - وهو ابن
عمران المرزباني - حدثنا أبو بكر محمد - وهو ابن الحسن بن دريد - حدثنا السكن بن
سعيد، عن محمد بن عباد، عن ابن الكلبي قال: أوصى عمير بن حبيب الخطمي -
وكانت له صحبة - ابنه فقال: (يا بني إياك ومجالسة السفهاء، فان مجالستهم داء، انه من
يحلم عن السفيه يسر بحلمه (8)، ومن يحبه يندم، ومن لم يفز بقليل ما يأتي به السفيه
يفز (9) بكثيره، ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب، وإذا أراد

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد (3 / 393)، (4 / 55). ومعجم الطبراني الكبير (7 / 169)،
(171). وصحيح ابن حبان (1039). والترغيب والترهيب (2 / 232).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان.
(3) في كل النسخ: (باب خرب) تحريف.
(4) انظر: الأنساب، للسمعاني 5 / 26.
(5) (عبد الله بن المهتدي) سقطت من (ج).
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ، والأنساب.
(7) في (ج): (أنبأ) في كل المواضع.
(8) في (ج): (يسر بحمله).
(9) (ج): (ما يأتي به السفيه يفر بكثيره) في الموضعين.
11

أحد (1) ان يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الأذى (2) وليوقن
بالثواب).
أنبأنا أبو القاسم الأزجي، عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ قال: أنبأنا
أبو الفضل أحمد بن الحسن بن (أحمد بن) (3) خيرون العدل قال: مات أبو الخطاب
عبد الملك بن الشوكي خطيب المحول في ليلة السبت ودفن يوم السبت سلخ شهر
رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وكان ستيرا (4)، ذكر غيره انه دفن بالمحول.
7 - عبد الملك بن أحمد بن عصام، أبو نصر المقرئ:
قرأ القرآن على أبي بكر أحمد بن موسى بن (العباس بن) مجاهد (العطشي) (5)
وروى عنه، قرأ عليه أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد البصري المالكي وأبو الحسن
أحمد بن محمد العتيقي وأبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل الطاهري، ورواه عنه،
وذكر المالكي انه قرأ عليه في سنة تسع وستين وثلاثمائة في مشرعة الزوايا درب
فياض.
8 - عبد الملك بن أحمد بن علي بن فتحان (6) بن منصور الشهرزوري، أبو
البركات بن أبي بكر بن أبي الحسن المقرئ (7):
من ساكني درب نصير، وهو أخو أبي نصر الحسن الذي تقدم ذكره، سمع أباه
والقاضي ابا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، وأبا طالب بن غيلان، وأبا
محمد الخلال، وأبا الحسين أحمد بن علي التوزي، وأبا القاسم عبيد الله بن عمر بن
أحمد بن شاهين، وأبا الحسن علي بن أحمد بن حامد البزاز، وأبا علي الحسن بن علي

(1) زيد في النسخ كلها: (عمر).
(2) في النسخ كلها: (عن الأذى).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(4) في الأصل، (ب): (وكان سترا).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ (3 / 820).
(6) في الأصل بلا نقط، وفي (ب): (فنحان).
(7) انظر: لسان الميزان (1 / 310).
12

(ابن محمد) (1) بن المذهب، وأبا طاهر محمد بن علي بن العلاف، وأبا الحسن علي
ابن عمر القزويني، وأبا الحسن علي بن محمد بن فرح، وأبا نصر أحمد بن مسرور
صاحب أبي الحسين بن سمعون الواعظ، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا
الحسن علي بن أحمد الملطي وغيرهم.
وجميع فضائل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه في جزء وحدث به، سمع منه
أبو بكر محمد بن طرخان (2) بن بلتكين بن مبارز (3) التركي، وأبو الحسن (4) مكي بن
عبد السلام الرميلي، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي.
قرأت على أبي بكر محمد بن حامد الضرير بأصبهان، عن أبي نصر أحمد بن عمر
الغازي قال: أنبأنا أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن علي الفامي ويعرف (بابن
الشهرزوري) بقراءتي عليه.
وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين قالا:
أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي أبو الحسن، حدثنا محمد بن حرب (5)
النشائي، حدثنا إسحاق الأزرق (6) حدثنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
طاووس، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت
الصبح فأوتر بركعة) (7).
قرأت في كتاب أبي نصر الغازي بخطه قال: مولد أبي البركات بن الشهرزوري في

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من لسان الميزان، وشذرات الذهب.
(2) في الأصل،، (ج): (بن طرحان).
(3) في الأصل: (بحكم) وفي (ب)، (ج): (لحكم) والتصحيح من العبر (4 / 30).
(4) هكذا في كل النسخ، وفي الشذرات، والأنساب، والعبر (أبو القاسم) وفي التذكرة: (أبو
العباس).
(5) في الأصل: (بن خرب) وفي (ب)، (ج): (بن خرب) والتصحيح من التذكرة، والتهذيب.
(6) في (ج): (الأرزق) تصحيف.
(7) انظر الحديث في: سنن الترمذي (597). وسنن النسائي (3 / 228)، وسنن ابن ماجة
(1219)، ومسند أحمد (2 / 30)، (33)، (40)، (49)، (66)، (71)، (77)، (9 7)،
(81)، (83)، (119)، (133)، (134)، (141)، (148)، (153)، (4 / 167)، (387).
13

سنة أربع وأربعمائة، قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي قال:
مات أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن الشهرزوري (1) المقرئ يوم الأربعاء، ودفن
يوم الخميس الثالث والعشرين من شعبان سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
9 - عبد الملك بن أزاروه بن عبد الله، أبو (2) المظفر الشاعر:
ذكره أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب (أنموذج الأعيان) من
جمعه، فقال: دين، أديب، شاعر، شافعي المذهب، بغدادي، توفي سنة اثنتين وعشرين
أو أربع وعشرين وخمسمائة، ودفن بباب حرب (3)، فمن شعره:
فاض دمعي حتى إذا نفد الدمع * جرى القلب في مجاري الدموع
لا تلمني فدمع عيني جرى * شوقا وقلبي من خيفة (4) التوديع
قال: ومنه:
نظرت من قد صبغ (5) في لونه * شمسا وبدل من غرته (6)
فحار قلبي عند تشبيهه * فلم أقسه بسوى صورته
قال: ومنه:
أشارت بألطاف لطاف وأومأت بأنملة من ماء قلبي خضابها
وأرخت نقابا بين طرفي وجهها فخلت بأن الشمس تحت نقابها
10 - عبد الملك بن جعفر بن الحسين، أبو العباس (7):
من اهل سامراء، حدث عن أبي علي الحسن بن عرفة العبدي بحديث منكر، رواه
عنه علي بن عمرو بن سهل الحريري.

(1) في كل النسخ: (الشهزوري) تصحيف.
(2) في (ج): (بن المظفر).
(3) في (ب): (حزب) وفي الأصل، (ج): (خرب).
(4) في (ج): (من حتفه) تصحيف.
(5) في الأصل: (قد ضنع) وفي (ب)، (ج) (صنع) وما أثبتناه أقرب للمعنى.
(6) بياض في الأصل مكان (بدل).
(7) انظر: لسان الميزان 4 / 85. وميزان الاعتدال 2 / 652 (5192).
14

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين، عن محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: أنبأنا
الحسن بن علي الجوهري اذنا، عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم (بن الحسين) (1) بن
شاذان قال: حدثني أبو الحسن علي بن عمرو بن سهل الحريري قال: حدثني أبو
العباس عبد الملك بن جعفر بن الحسين: لقيته بتكريت وهو منحدر من الثغر يريد
العراق وانا مصعد أريد (2) الجزيرة وسألته عن مولده فذكر ان مولده لثلاث خلون من
شهر ربيع الاخر من سنة احدى وعشرين ومائتين بسر من رأى. قال: حدثنا أبو علي
الحسن العبدي بسر من رأى قديما، حدثنا يزيد بن هارون الواسطي، عن حميد
الطويل، عن أنس بن مالك قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم زبد وعسل، فجاء علي بن أبي
طالب فجلس، فقدمه النبي صلى الله عليه وسلم إليه فقال: (كل يا سيدي) (3) - وذكر الحديث بتمامه.
11 - عبد الملك بن حبيب، أبو القاسم البزاز الحنبلي:
من ساكني العراق سوق السلاح، حدث عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، روى
عنه أبو علي بن البناء في مشيخته.
أنبأنا أبو الفرج الحراني، عن يحيى بن عثمان بن الشؤا (4) قال: أنبأنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن حبيب البزاز
جارنا بسوق السلاح، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا جبير بن محمد
الواسطي، حدثنا محمد بن صالح البغدادي بن أبي السري، حدثنا عمر بن عبد
الواحد (5) حدثنا إسحاق بن عبد الله، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله: (من صام رمضان وستة أيام من شوال كان كصيام السنة كلها، الحسنة
بعشر أمثالها) (6).

(1) ما بين المعقوفتين زيادة تذكرة الحفاظ 3 / 1017.
(2) في كل النسخ: (نريد الجزيرة).
(3) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة (1 / 405).
(4) هكذا في الأصل، (ج) وفي (ب): (السؤا).
(5) في الأصل، (ب): (عبد الواحد)
(6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 822. وفتح الباري (4 / 223).
15

12 - عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر بن عبد الله، أبو
نعيم بن أبي محمد الأزهري (1):
من اهل إسفرايين، سمع خال والده ابا عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن
يزيد الاسفراييني، وروى عنه كتاب (المسند) من جمعه، روى عنه أبو محمد عبد
الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد البحيري (2) وغيره، وقدم بغداد حاجا
وحدث بها، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن ماسك (3) الارجاني
في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب (المعجم) لابي عبد الله الارجاني قال: أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن
الحسن بن محمد الاسفراييني - قدم بغداد حاجا - وأخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله
ابن عمر بن أحمد بن الصفار بقراءتي عليه بنيسابور قال: أنبأنا أبو الأسعد هبة
الرحمن (4) بن عبد الواحد (5) بن عبد الكريم بن هوازن القشيري قراءة عليه، أنبأنا عبد
الحميد بن عبد الرحمن البحيري (6)، أنبأنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري،
حدثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفراييني، حدثنا العباس بن محمد، حدثنا روح
ابن عبادة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لو أهدي إلي ذراع لقبلت ولو دعيت إليه لأجبت) (7).
أنبأنا أبو أحمد الأمين عن السيد أبي الغنائم الحسني قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن
الشاذياخي قال: سمعت الحاكم (أبا) (8) عبد الله النيسابوري يقول: توفي أبو نعيم
ابن أبي محمد الحسن بن محمد ابن أخت أبي عوانة الاسفراييني بإسفرايين يوم الاثنين

(1) انظر: شذرات الذهب (3 / 159).
(2) في الأصل: (الحرى) ومطموس في باب (ب).
(3) في كل النسخ بلا نقط، والتصحيح من الأنساب.
(4) في كل النسخ (عبد الرحمن) والتصحيح من كتب الرجال.
(5) في كل النسخ (عبد الواحد) والتصحيح من تذكرة الحفاظ 4 / 1309.
(6) في الأصل (البحري).
(7) انظر الحديث في صحيح البخاري (3 / 201)، (32). وسنن الترمذي (1338). ومسند أحمد
(2 / 479)، (481)، (512). وفتح الباري (5 / 199)، (9 / 246).
(8) ما بين المعقوفتين سقط من كل الأصول.
16

الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة أربعمائة.
13 - عبد الملك بن الحسن (بن أحمد) (1) بن خيرون بن إبراهيم الدباس، أبو
القاسم المقرئ:
من ساكني درب نصير، والد أبي منصور محمد، وأخو أبي الفضل احمد المقدم
ذكرهما، كان مقرئا، مجودا، حسن الصوت بالقرآن، وكان صالحا، متدينا، متعففا.
سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبا بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني
وأوي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي وعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن
بشران، وحدث باليسير، روى عنه ابنه أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون (2).
أنبأنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي وعبد العزيز بن أزهر الوكيل قالا: أنبأنا
عبد الوهاب (بن) (3) المبارك الأنماطي قراءة عليه قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن
محمد بن عبد الله بن بشران إملاء، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (4)
الطيي، حدثنا الحسن بن علي بن زياد التستري (5)، حدثنا محمد بن يوسف الزبيدي،
أنبأنا أبو قرة موسى بن طارق عن الثوري عن أبي عباد (6) عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انكم لا تسعون الناس بأموالكم
ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) (7).
أخبرناه عاليا أبو الفضل محمد بن أبي نصر بن غانم بن خالد بن عبد الواحد (8)

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 4 / 1207.
(2) في كل النسخ: (أبو منصور محمد بن عبد الوهاب الأنماطي، والتصحيح من تذكرة الحفاظ
(4 / 1207).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من كل النسخ، وهو زيادة من تذكرة الحفاظ (4 / 1282).
(4) في كل النسخ (بن تيجان) والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
(5) في الأصل: (التشتري).
(6) في الأصل: (عن أبي عياذ) تحريف.
(7) انظر الحديث في: المستدرك (1 / 124). وكشف الخفا (1 / 252). والأحاديث الضعيفة
(634). وحلية الأولياء. (1 / 25). وتاريخ اصبهان (1 / 72). وميزان الاعتدال (4353).
(8) في الأصل: بن عبد الواحد.
17

التاجر بأصبهان قال: أنبأنا جدي غانم قراءة عليه،، أنبأنا أبو الطيب عبد الرزاق بن
عمر التاجر، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ، أنبأنا أبو سعيد المفضل
ابن محمد (بن إبراهيم) (1) الجندي قال: ثنا أبو حمة (2) محمد بن يوسف الزبيدي
فذكره.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون قال: أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه قال: توفي أبو القاسم عبد الملك في ليلة
السبت، ودفن يوم السبت الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة ثمانين وأربعمائة عن
ثمانين سنة ودفن بباب حرب (3).
14 - عبد الملك بن الحسين بن أحمد بن خيران، أبو نصر المقرئ الشافعي.
من اهل الحريم الطاهري (5)، كان شيخا صالحا، ملازما للصيام وتلاوة القرآن،
سمع أبا بكر أحمد بن عمر بن أحمد بن الإسكاف العتابي وأبا الحسن محمد بن طلحة
النعال، وحدث باليسير، روى عنه محمد بن أحمد بن الحسن بن الطويل وأحمد بن
الحسين بن أحمد القطان المقدسي.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا أبو علي الحسن (6) بن أحمد بن
محبوب اذنا قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن بن الطويل الصياد، أنبأنا أبو
نصر عبد الملك بن الحسين بن خيران، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد والمعروف
بان الإسكاف قراءة عليه وأنا اسمع في شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وأربعمائة
بشارع العتابيين، قال: حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا الحسن بن
سلام السواق، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي عن

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 2 / 756.
(2) في الأصل: (أبو جمة) تصحيف.
(3) في كل النسخ: (بباب خرب).
(4) في (ج) (بن حيران).
(5) في كل النسخ: (الظاهري) تصحيف.
(6) في (ج): (الحسين).
18

سفيان الثوري عن عاصم عن علي رضي الله عنه قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(ما من مريض لم يحضر أجله تعوذ (1) بهذه الكلمات الا خفف الله عنه (بسم الله
العظيم، أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم ان يشفيه) (2) سبع مرات.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا
أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون العدل (3) قراءة عليه قال: توفي أبو نصر عبد
الملك بن خيران (4) في ليلة الخميس التاسع من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين
وأربعمائة، ودفن يوم الخميس بباب حرب (5)، وكان من أهل القرآن والدين، قيل: انه
كان يسرد الصوم، وانه كان يختم في كل يوم ختمة.
15 - عبد الملك بن الحسين بن علي بن الخليل، أبو عبد الله.
سمع أبا القاسم عبد الباقي بن محمد بن أحمد الصحان، وحدث باليسير، روى عنه
أبو القاسم بن السمرقندي.
كتب إلى أبو الفتح الخطيب قال: أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قراءة عليه، أنبأنا
إسماعيل بن أحمد بن عمر الحافظ، أنبأنا عبد الملك بن الحسين الخليلي، أنبأنا عبد
الباقي بن محمد بن أحمد الطحان قراءة عليه وأنا اسمع، أنبأنا أبو علي محمد بن أحمد بن
الحسن الصواف، حدثنا (أبو جعفر) (6) محمد بن عثمان العبسي، حدثنا عمي
القاسم، حدثنا المعلى بن عبد الرحمن بن عبد الحميد (7) بن جعفر عن يزيد بن أبي
حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني (8) عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يرى امرؤ من أخيه عورة فيسترها الا أدخله الله الجنة) (9).

(1) في الأصل: (يعوذ).
(2) انظر الحديث في: كشف الخفا 1 / 137. وكنز العمال 25965، 8، 284.
(3) في (ج): (المعدل).
(4) في (ج): (بن حيران).
(5) في كل النسخ (بباب خرب).
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ وغيره.
(7) في (ج): (المعلى بن عبد الرحمن بن عبد الحميد).
(8) في (ب): (مريد عن عبد الله البرني) تحريف. وفي (ج) والأصل: (مرثد عن عبد الله البرني)
تحريف. وما أثبتناه من تذكرة الحفاظ وغيره.
(9) انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني (17 / 288). وكنز العمال (6397). ومجمع الزوائد (6 / 446).
19

قرأت في كتب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو عبد الله
عبد الملك بن علي بن الخليل في المحرم سنة احدى وتسعين وأربعمائة.
16 - عبد الملك بن الحسين الوراق
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه - ونقلته من خطه - انه مات في
يوم الجمعة لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة، ودفن من يومه بباب
حرب (* 1.
17 - عبد الملك بن حميد، مولى حاتم بن النعمان الباهلي (2):
من اهل حران، كان كاتبا متقدما، قلده المنصور كتابته ودواوينه، وكانت له عنده
منزلة رفيعة، ولما بنى مدينة السلام قسمها أرباعا، فجعل الربع منها إلى عبد الملك بن
حميد الكاتب، ولعبد الملك قطيعة وربض يعرف به في الجانب الغربي، ولم يزل على
حاله (3) إلى أن لحقته علة من نقرس لحقه (4) فلزم منزله.
يحكى ان ابا دلامة لما أنشد المنصور أبياته التي يقول فيها:
هبت تعاتبني من بعد رقدتها * أم الدلامة لما هاجها الجزع (5)
قالت تبغ لنا نخلا ومزدرعا * كما لجيرتنا نخل ومزدرع
خادع خليفتنا عنها بمسألة * ان الخليفة للسؤال ينخدع

(1) وقع في كل النسخ: (بباب خرب).
(2) انظر: معجم البلدان 2 / 232.
(3) في (ب): (على نكاله) تحريف.
(4) في (ب): (من نقرس لحقة).
(5) في الأصول: (لما جاءها) والتصحيح من كتاب الوزراء، ص 96. والبيت في الأغاني
(10 / 237) مختلف عنه. انظر الأبيات في الأغاني 10 / 237، 238.
20

فامر المنصور عبد الملك بن حميد ان يقطعه خمسمائة جريب عامرة (1) وخمسمائة
جريب (2) غامرة (3)، فقال أبو دلامة: أما العامر (4) فقد عرفته فما الغامر؟ قال: مالا
يدركه الماء الا بمشقة، ولا يسقى الا بالمؤونة والكلفة، فقال أبو دلامة: أشهد أمير
المؤمنين ومن حضر أني قد أقطعت عبد الملك بادية بني أسد كلها، (فضحك المنصور
وقال: اجعلها يا عبد الملك عامرة كلها) (5)، فقال أو دلامة لابي جعفر: تأذن (6) لي
في تقبيل يدك، فلم يفعل ومنعه، فقال: ما منعني (7) شيئا أقل ضررا على عيالي من
هذا.
ذكر هذا كله محمد بن عبدوس الجهشياري في (كتاب الوزراء) من جمعه.
18 - عبد الملك بن رافع بن محمد الهروي الشيباني، أبو المعالي، القاضي:
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني، وحدث بيسير، سمع منه أبو
عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي وأبو بكر المبارك بن (كامل) (8) الخفاف
وسعد الله بن محمد بن طاهر الدقاق.
وذكر ابن كامل فيما نقلته من خطه أنه مات ليلة الجمعة ثاني شهر ربيع الأول
سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
19 - عبد الملك بن روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي (9)، أبو
المعالي بن قاضي القضاة أبي طاهر (10):

(1) في كل النسخ: (غامرية). والتصحيح من الأغاني.
(2) (جريب) سقطت من (ب).
(3) في كل النسخ: (غامر).
(4) في كل النسخ: (الغامر) والتصحيح من الأغاني.
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من الأغاني وتاريخ بغداد.
(6) في (ب): (فأذن لي) وفي كتاب الوزراء: (أتأذن لي).
(7) في الأصل، (ج): (ما منعتني).
(8) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ (4 / 1297).
(9) انظر: معجم البلدان (3 / 236).
(10) في كل النسخ هكذا، وفي معجم البلدان (أبي طالب).
21

تقدم ذكر (1) والده، شهد عند أبيه في اليوم الثاني من ولايته لقضاء القضاة، وهو
يوم السبت الثاني والعشرون (2) من ربيع الاخر من سنة ست وستين وخمسمائة، ثم
استنابه والده على الحكم والقضاء لحريم (3) دار الخلافة، فبقي على ذلك مدة ولاية
أبيه، وجرت أموره على السداد والاستقامة، وكان حسن الطريقة، جميل السيرة،
مرضي الأفعال، زاهدا، عابدا، عفيفا، نزها، ورعا، متدينا، تاركا للتكلف، متواضعا
في جميع أحواله.
سمع الحديث من جده أبي نصر احمد، ومن أبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد
ابن السلال الوراق، وأبي القاسم علي بن عبد السيد بن محمد ابن الصباغ، وأبي بكر
أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال، وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي،
وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاغوني، وأبي منصور أبو شبكين (4)
ابن عبد الله الرضواني، وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبي الفتح عبد الملك بن أبي
القاسم بن أبي سهل الكروخي وغيرهم، انتقى (5) له الشريف أبو الحسن علي بن
أحمد الزيدي جزء من مسموعاته، وأسمعه منه (6) ومعه صبيح الحبشي، وروى عنه
شيخنا عبد الملك بن أبي محمد البرداني.
أخبرني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ قال: أنبأنا عبد الملك بن أبي محمد بن
أبي الغنائم بن البرداني الصوفي، أنبأنا القاضي أبو المعالي عبد الملك بن روح بن
الحديثي ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال، أنبأنا أبو بكر
أحمد بن محمد بن سياوش.
وأنبأنا أبو كليد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز، أنبأنا أبو المكارم أحمد بن عبد

(1) في كل النسخ: (تقدم ذكره) تحريف.
(2) هكذا في كل النسخ، ومقتضى السياق يجب أن يكون الثاني عشر، (راجع معجم البلدان)
(3 / 236).
(3) في الأصل: (لجريم دار الخلافة) تصحيف.
(4) هكذا في جميع النسخ.
(5) في الأصل، (ج): (انتفا).
(6) في الأصل، (ب): (وسمعه منه).
22

الباقي بن منازل الشيباني وأبو يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف، أنبأنا أبو محمد
المبارك بن أحمد بن بركة الكندي قالا: أنبأنا أبو الحسين عاصم (1) بن الحسن بن
عاصم.
وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد الصوفي بهراة، أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر
ابن محمد الشحامي، أنبأنا أبو عمرو المسيب بن محمد الأرغياني (2).
وأنبأنا أبو بكر أحمد بن سعيد الصوفي بأصبهان، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
الباغبان (3)، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن (إسحاق بن محمد بن يحيى) (4)
ابن منده (5)، قال ابن سياوش وعاصم والمسيب وابن منده: أنبأنا أبو عمر عبد الواحد
(ابن محمد) (6) بن عبد الله بن مهدي الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي،
حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه (7) حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، حدثنا
الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما من أيام أحب (8) إلى الله فيهن العمل - أو قال: أفضل فيهن العمل - (من) (9)
أيام العشر)، قيل: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله
الله لا رجل خرج بماله ونفسه فلا يرجع من ذلك بشئ) (10).
سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن ملاعب القواس جارنا يقول: كان
القاضي عبد الملك بن الحديثي يخرج من دار والده قاضي القضاة راكبا بالعمامة
الكبيرة والقميص والطيلسان، والوكلاء والركابية بين يدي فرسه إلى باب منزله، فإذا

(1) (عاصم بن) ساقطة من (ج)، وفي الأصل بياض مكان (عاصم).
(2) في كل النسخ (الارعياني) تصحيف.
(3) في الأصل: (الناغبان).
(4) ما بين المعقوفتين من تذكرة الحفاظ، ومكانه بياض في الأصل، (ج).
(5) في الأصل، (ج): (بن مسنده).
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(7) في كل النسخ: (بن زنجري) تصحيف.
(8) في كل النسخ: (ما من أيام العمل أحب) وليست في البخاري.
(9) ما بين المعقوفتين زيادة من البخاري.
(10) انظر الحديث في: مسند أحمد (2 / 161). والمعجم الكبير للطبراني (2 / 13).
23

نزل ودخل داره ذهبت الجماعة، وخرج هو من منزله ماشيا وعليه ثياب قصيرة
مختصرة صغيرة الاكمام وعمامة لطيفة والمصلى على كتفه (1)، حتى يأتي مسجده
بالسوق فيقف على بابه ويؤذن بالصلاة، ثم يدخل المسجد فيصلي التحية والسنة، ثم
يخرج وقيم الصلاة ويصلي بالناس اماما، وكان يسحر الناس في ليالي شهر رمضان،
وكانت له معرفة حسنة بالمواقيت.
بلغنا ان القاضي عبد الملك بن الحديثي خرج إلى الحج في سنة تسع وستين
وخمسمائة فحج وعاد إلى بغداد في سنة سبعين، ودخلها في صفر وقد توفي والده
قاضي القضاة، (فعرض عليه منصب قضاء القضاة) (2) فلم يجب واعتذر، وتردد
الكلام في ذلك أياما، ومرض وتوفي في يوم الأحد الرابع والعشرين من صفر (من
سنة سبعين) (3) ودفن عند والده بحاج ظفر - رحمة الله عليهما.
20 - عبد الملك بن شجاع بن إبراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان (4) البغوي،
أبو محمد الشاهد المعروف بابن الخراساني:
نسيب أبي القاسم البغوي المحدث، كان من الشهود ببغداد، ومن بيت (5) الحديث
والرواية، ولم يبلغني له رواية، كان مولده في سنة احدى وستين ومائتين، وتوفي لية
الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي (6) الواسطي في كتاب
(تاريخ القضاة والحكام) من جمعه.

(1) في (ب): (على كيفية) تحريف.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة في المطبوعة.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) في (ب): (بن المرزمان).
(5) في (ج): (ومن ثبت الحديث). وفي (ب): (من بيت الحديث).
(6) في كل النسخ: (المانداي). والتصحيح من (المشتبه) (2 / 624).
24

21 - عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو
عبد الرحمن الهاشمي (1):
أخو عبد الله بن صالح الذي ذكره الخطيب في التاريخ، كان من رجالات قريش
وكفاتهم (2)، ولى المدينة والصوائف (3) في أيام الرشيد، ثم ولاه دمشق بعد السندي
ابن شاهك، ثم حبسه حبسة لوثوبه (4) على الخلافة، ثم أطلقه الأمين وولاه الشام
والجزيرة، روى عنه أبيه وعمه سليمان بن علي ومالك بن أنس الفقيه، روى عنه ابنه
علي وفليح بن سليمان وعبد الله بن عمرو الأسدي وعبد الملك بن قريب الأصمعي.
قال أبو بكر الصولي: كان عبد الملك أفصح الناس وأخطبهم، ولم يكن في دهره
مثله في فصاحته وصيانته وجلالته، وله شعر ليس بالكثير، وأخبار حسان.
قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله أن (5) علي بن أحمد أخبره عن أبي
احمد الفرضي عن الصولي قال: حدثنا الغلابي (6) حدثنا عبد الله بن الضحاك عن
الهيثم بن عدي قال: لما ولى الرشيد عبد الملك بن صالح المدينة، فقيل ليحيى بن خالد:
كيف ولاه (7) المدينة من بين عماله (8)؟ قال: أحب ان يباهي به (9) قريشا
ويعلمهم (10) أن في بني العباس مثله.

(1) انظر: النجوم الزاهرة (2 / 90)، (151). وتاريخ ابن خلدون (3 / 236). والكامل لابن الأثير
(6 / 85). وفوات الوفيات (2 / 27). وزبدة الحلب (1 / 64). ورغبة الامل (5 / 125). والاعلام
(4 / 304).
وفي كل النسخ زيادة نصها: (أخو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد الرحمن
الهاشمي). سبق نظر.
(2) في كل النسخ: (حالات قريش وكفانهم وما أثبتناه من المطبوعة.
(3) في (ج): (الطوائف) تصحيف.
(4) في كل النسخ: (ثم حبسه حبسة وتوبه). وما أثبتناه من المطبوعة.
(5) في (ج): (بن علي).
(6) في الأصل، (ب): (الغلاني) تصحيف.
(7) في (ب)، (ج): (كيف ولاة).
(8) في كل النسخ: (من بين أعماله) والتصحيح من الاعلام.
(9) في (ب)، (ج): (أن يتباهى به).
(10) في (ج): (وتعلمهم).
25

قرأت على المتوكلي عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو نصر النديم قال: أنبأنا
أبو عبد الله المرزباني (1) اذنا قال: أنبأنا هارون بن علي بن المنجم، أنبأنا عبيد الله بن
أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: حدثني رجل من قريش قال: سمعت يزيد بن عقال
قال: أراد عبد الملك بن صالح ان يغتال (2) ملك الروم الضواحي بمكيدة من مكائده،
وكان من دهاة بني هاشم، فدخلت عليه وعنده رجال في صنيعته، فتشاوروا في ذلك،
فأشاروا عليه أن يشرف بنفسه على الروم من الثغور ويمضي أمره وإرادته، فقال: ان
من (3) حزم الوالي الشهم أن لا يتبذل مهابة نفسه وجلالة قدره فيما ان استكفاه
رجلا من صنيعته كفاه إياه، وقام به لما في ضبط صنيعته لما استكفاه وأسند إليه من
رفيع الذكر وسناء الشرف، وما عليه في تقصيره ووهنه في ذلك من شين العيب
وصغير الوهن، وانما اصطنعت الولاة الرجال ليصرفوا به مهجهم في الحروب ومهابة
أنفسهم وجلالة أقدارهم عن التبذل لرغبتهم، وكذلك يجب على الوالي اللبيب
الأريب (4) أن يتخير الرجال لصنيعته لان صنيعة الوالي جنته (5) في حربه ووجهه (6)
في سلمه، وقد تعرف الرعية الوالي وقلة بصنيعته، ثم تمثل:
وبعثت من ولد الأعز المعتب (7) صقرا يلوذ حمامة بالعوسج
فإذا طبخت (8) بناره أنضجتها وإذا طبخت بغيرها لم ينضج
وهو الهمام إذا أراد فريسة لم ينجها منه صريخ الهجهج
وبه قال: أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر، أنبأنا أبي قال: وحدثني يحيى بن أبي
نصر، حدثني إبراهيم بن السندي قال: أتيت عبد الملك مسلما، فشكى إلي

(1) في الأصل، (ب): (الرزياني) وفي (ج): (الرزماني) تحريف. والتصحيح من الأنساب.
(2) في كل النسخ: (عبد الملك بن صالح بن بغتال).
(3) في (ب): (فقال: من حزم).
(4) في (ب): (الأريبان) تصحيف.
(5) في (ج): (سنة).
(6) في كل النسخ: (وجهة).
(7) في الأصل، (ب): (معتب).
(8) في الأصل: (فإذا طحنت).
26

السندي في أمر بلغه عنه، فقلت: أصلح الله الأمير، بلغك الكذب، قال: يا إبراهيم!
مثلي لا يتكلم في أمر بلغه حتى يحقه.
وبه قال: أنبأنا أبي قال: وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الجندي ان رجالا من
جملة العرب ذكروا كبر عبد الملك بن صالح ودهاءه وجلالته وبلاغته عند إسحاق بن
سليمان بن علي، فقال: ذلك (1) نجم رأى أنجما زهرا من أهل بيته، فجرى في مجاريها
ليدركها، فلم يدركها واكتسى نورا من مجاريها، ثم تمثل بقول زهير:
سعى بعدهم قوم لكي يدركوهم (2) فلم يفعلوا ولم يلاموا ولم يألوا
قرأت على أبي الفرج (3) عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي علي محمد
ابن سعيد الكاتب قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد (بن إبراهيم) (4) بن شاذا ن
قراءة عليه، حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، حدثني حمزة بن نصير،
حدثني أبو بكر القلوسي، حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه عن
جده قال: كنت بين يدي هارون الرشيد والناس يعزونه في ابن له توفي في الليل
ويهنئونه في الاخر ولد في تلك الليلة، فدخل عبد الملك بن صالح الهاشمي، فقال له
الفضل بن الربيع، عز أمير المؤمنين في ابن له وهنئه بآخر ولد فيها، فقال عبد الملك بن
صالح: يا أمير المؤمنين! سرك الله فيما ساءك ولا ساءك فيما سرك! وجعل هذه
بهذه جزاء للشاكر وثوابا للصابر.
قرأت على عبد الرزاق بن عبد الوهاب عن أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أنبأنا
أبو صادق المديني، أنبأنا أبو الحسن بن الطفال، أنبأنا الحسن بن رشيق، حدثنا يموت
ابن المزرع، حدثنا خالي عمرو بن بحر الجاحظ قال: قال لي عبد الرحمن مؤدب عبد
الملك (5) بن صالح قال: قال لي عبد الملك بعد أن خصني وصيرني وزيرا بدلا من

(1) (ذاك) ساقطة من (ج).
(2) في كل النسخ: (يدركونهم) والتصحيح من ديوان زهير ص 114.
(3) زاد في الأصل، (ب): (عند عبد المنعم).
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ.
(5) في كل النسخ: (عبد الرحمن مؤدب ملك عبد الملك.
27

قمامة (1): (يا عبد الرحمن! لا تنظرني في وجهي فأنا أعلم بنفسي منك، لوا
تستقدمني (2) على ما يقبح (3)، ودع عنك كيف أصبح الأمير وكيف أمسى الأمير،
واجعل مكان التقريظ في صواب الاستماع مني، واعلم أن صواب الاستماع أحسن
من صواب القول، وإذا حدثتك حديثا (4) فلا يفوتنك منه شئ، وأرني فهمك في
طرفك، اني اتخذتك (5) مؤدبا بعد أن كنت معلما، وجعلتك جليسا صعوبا بعد أن
كنت مع الصبيان مباعدا، ومتى لم تعرف نقصان ما خرجت منه لم تعرف رجحان ما
صرت إليه).
أخبرنا أبو الكرم الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا علي بن أحمد اذنا عن
الفرضي عن الصولي قال: حدثنا عون بن محمد الكندي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي
عن جعفر بن محمد بن الحارث عن يزيد بن عقال قال: كان عبد الملك بن صالح واليا
للرشيد على الشام فكان إذا وجه سرية إلى ارض الروم أمر عليها أميرا شهما، وقال
له: انك تضارب الله بخلقه، فكن بمنزلة التاجر الكيس ان وجد ربحا والا احتفظ برأس
المال وكن من احتيالك على عدوك أشد حذرا من احتيال عدوك عليك.
وبه: عن الصولي قال وجدت بخط إبراهيم بن شاهين قال: حدثني أبو حاتم
السجستاني قال: قيل لعبد الملك بن صالح: ان أخاك عبد الله يزعم انك حقود،
فقال:
إذا ما امرؤ لم يحقد الوتر لم يجد لديه لذي النعمى جزاء ولا شكرا
وبه: عن الصولي قال حدثنا مسبح بن حاتم العيلي (6) حدثنا يعقوب بن جعفر
قال: لما دخل الرشيد منبج (7) قال لعبد الملك: أهذا البلد منزلك، قال: هو لك، ولي

(1) في فوات الوفيات 2 / 29: (ثمامة).
(2) في (ب): (لا تستقدني) وفي (ج): (لا تستعدني).
(3) في (ب): (ما يفتح).
(4) (حديثا) ليست في (ج).
(5) في (ب): (واني اتخذك).
(6) هكذا في كل النسخ، ولم نجده.
(7) في (ج): (فتخ).
28

بك، قال: كيف ثناؤك (1) به؟ قال: دون منازل (2). هلي، عذبة الماء، باردة الهواء،
قليلة الأدواء، قال: كيف ليلها؟ قال: سحر كله، قال: صدقت، انها لطيبة، قال: بل
طابت بك وبك كملت، وأين بها عن الطيب، وهي طينة حمراء وسنبلة صفراء
وشجرة خضراء، فيا فيح بين قيصوم وشيح، فقال الرشيد لجعفر بن يحيى: هذا الكلام
أحسن من الدر المنظوم.
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا عمر بن شبة (3) قال: دخل
إبراهيم بن السندي على عبد الملك بن صالح يعوده وكان عبد الملك عدوا لأبيه
السندي، فقال له: قد عرفت ما بين الأمير وبين أبي، ووالله ما نقص (4) ذلك ودي
ولا أثنى (5) عنا نصيحتي، فقال عبد الملك: ان إساءة أبيك لا تفسد عندنا
احسانك، كما أن احسانك لن يصلح عندنا افساد أبيك.
وبه عن الصولي قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن
إسماعيل قال: وجه عبد الملك بن صالح إلى الرشيد فاكهة في أطباق الخيزران وكتب
إليه: أسعد الله أمير المؤمنين وأسعد به دخلت بستانا لي أفادنيه (6) كرمك وعمرته لي
نعمك، وقد أينعت (7) أشجاره وآتت ثماره، فوجهت إلى أمير المؤمنين من كل شئ
على الثقة والامكان، في أطباق القضبان، ليصل إلي من بركة دعائه مثل ما وصل إلي
من كثرة عطائه، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين! ما سمعت بأطباق القضبان، فقال له
الرشيد: يا أبله! انه كنى عن الخيزران، إذ كان اسما لامنا.
أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط أبي الحسين الرازي، أخبرني أحمد بن

(1) في (ب): (تناوبك).
(2) في (ب): (منازلي).
(3) في الأصل: (عمر بن شيبة).
(4) في (ج): (ما ينقص).
(5) في (ب)، (ج): (ولا أنثنى).
(6) في الأصل: (أفادنيه).
(7) في الأصل: (وعمر لي نعمك وقد نبعث) وفي (ج) (عمر لي نعمتك وقد نبعث).
29

عيسى، مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: ان عبد الملك بن صالح
(لما) (1) ودعه الرشيد في وجهة إلى الشام، قال له الرشيد: ألك حاجة؟ قال: نعم يا
أمير المؤمنين! بيني وبينك بيت يزيد ابن الدثنية (2) حيث يقول:
فكوني على الواشين لداء شغبة * كما أن للواشي ألد شغوب
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن محمد بن عبيد الله قال: أنبأنا أبو القاسم بن
البسري اذنا عن أبي احمد الفرضي عن الصولي قال: ثم إن الرشيد جعل ابنه القاسم
في حجر عبد الملك بن صالح، فقال عبد الملك يحضه على أن يوليه العهد بعد أخويه
الأمين والمأمون وأن يجعله ثالثا لهما:
يا أيها الملك الذي * لو كان نجما (3) كان سعدا (4)
للقاسم اعقد بيعة * واقدح له في الملك زندا (5)
الله فرد واحد * فاجعل ولاة العهد فردا
فجعله الرشيد ثالثا لهما.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم الخبري
قالت: أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب، حدثنا أبو عبد الله أحمد
ابن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس
الجوهري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا الزبير بن بكار قال: كان
عبد الملك بن صالح نسيج وحده أدبا ولسانا.
وخبرني بعض أصحابنا قال: قال رجل للرشيد وعبد الملك يسايره: يا أمير
المؤمنين! طأطئ من أشرافه (6) واشدد من شكائمه والا أفسد عليك أقرب الناس

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) لم أقف على اسمه في المصادر المتاحة.
(3) في الأصل: (لو كان لحما).
(4) في الأصل: (كان بعدا).
(5) في الأصل: (زبدا) وفي (ب): (زهدا).
(6) في كل النسخ: (من سرقة) والتصحيح من تاريخ الطبري 10 / 91.
30

إليك بحلاوة منطقه، وزخرف مخرفته، فقال (الرشيد لعبد الملك) (1): ما يقول هذا؟
قال: يا أمير المؤمنين! مقال حاسد نعمة ودسيس منافق في تقدم (2) منزلة (3) وعلو
مرتبة، قال: صدقت يا أبا عبد الرحمن! انتقص القوم وفضلتهم (4)، (وتخلفوا
وتقدمتهم، حتى) (5) برز شأوك وقصر عنه غيرك، ففي صدورهم جمرات التأسف،
فقال عبد الملك: فلا أطفأها الله وأضرمها (6) عليهم بالمزيد من رأي أمير المؤمنين.
قال الزبير: ثم وشي به بعد ذلك، وتتابعت الاخبار فيه (بفساد نيته للرشيد) (7)
وكثر حاسدوه، فدخل في بعض الأيام وقد امتلأ قلب الرشيد عليه (غيظا) (8)،
فرأى منه انقباضا وعبوسا، فقال الرشيد: أكفرا بالنعمة وغدرا بالامام؟ فقال عبد
الملك: قد بؤت إذا بأعباء الندم واستحلال النقم، وما ذاك يا أمير المؤمنين الا بغي (9)
حاسد نافس فيك وفي تقديم الولاية ومودة القرابة، يا أمير المؤمنين! انك خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته وأمينه على عترته، لك عليها فرض الطاعة وأداء النصيحة، ولها
عليك العدل في حكمها والتثبت في حادثها، فقال له الرشيد: أتضع لي من لسانك
وترفع علي من جنانك، بحيث يحفظ الله لي عليك ويأخذ لي به منك، هذا قمامة
كاتبك يخبرني بفساد نيتك وسوء سريرتك، فاسمع كلام قمامة، (فقال عبد
الملك) (10): فلعله أعطاك ما ليس في عقده، ولعله لا يقدر أن (11) يعضهني ولا يبهتني
بما لم يعرفه مني ولم يصح له عني، فأمر باحضار قمامة فأحضر، فقال الرشيد: تكلم بما

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من المطبوعة.
(2) في (ب)، والأصل: (في تقديم).
(3) في (ب): (منزله).
(4) في (ب)، (ج): (وفضلهم).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
(6) في كل النسخ: (أخربها) والتصحيح من تاريخ الطبري.
(7) ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
(8) ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.
(9) في (ب): (بغي).
(10) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
(11) في (ج) زيادة: (بهضمني ولا).
31

تعلم (1) غير هائب ولا خائف، فقال: أقول انه عازم على الغدر بك يا أمير المؤمنين
والخلاف عليك، فقال عبد الملك: وكيف لا يكذب علي من خلفي (من) (2)
يبهتني في وجهي، فقال الرشيد: فهذا عبد الرحمن ابنك يقول بقول (3) كاتبك ويخبر
عن سوء ضميرك وفساد نيتك، وأنت لو أردت ان تحتج بحجة لم تجد (4) أعدل من
هذين، فبم تدفعهما عنك، قال: يا أمير المؤمنين! عبد الرحمن بين مأمور أو عاق، فإن كان
مأمورا فمعذور، وان كان عاقا فهو عدو (5) أخبر الله بعداوته وحذر منها،
فقال جل ثناؤه في محكم كتابه (6): (ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم
فاحذروهم) فنهض الرشيد وهو يقول: أما أمرك فقد وضح، ولكن لا أعجل حتى
أعلم ما الذي يرضى الله فيك فإنه الحكم بيني وبينك، فقال عبد الملك: رضيت بالله
حكما وبأمير المؤمنين حاكما، فاني أعلم انه يؤثر كتاب الله جل ثناؤه على هواه
وأمر الله على رضاه.
قال: فلما كان بعد ذلك جلس مجلسا آخر فسلم لما دخل، فلم يرد عليه (
الرشيد) (7)، فقال عبد الملك: يا أمير المؤمنين! ليس هذا أحتج فيه فلا أجاذب (8)
منازعا وخصما، قال: ولم؟ قال: لان أوله جرى على غير السنة، فأنا أخاف آخره،
قال: وما ذاك؟ قال: لم ترد علي السلام، فلم أنصف نصفة العوام، قال: السلام عليك
اقتداء بالسنة وايثارا للعدل واستعمالا للتحية، ثم التفت نحو سليمان بن (أبي) (9)
جعفر وهو يخاطب بكلامه عبد الملك فقال:

(1) في (ج) نكلم ما تعلم).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من الفوات.
(3) في باب: (يقول قول).
(4) في كل النسخ: (لم تجدل).
(5) في كل النسخ: (فهو عاق).
(6) (رسالته) وما أثبتناه من الفوات.
(7) ما بين المعقوفتين فتبين زيادة من فوات الوفيات.
(8) في كل النسخ: (فلا أحادث) والتصحيح من الطبري.
(9) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري (10 / 90).
32

أريد حباءه ويريد قتلي عذيرك (1) من خليلك من مراد
أما والله لكأني أنظر إلى شؤبوها قد همع، وعارضها قد لمع، وكأني بالوعيد قد
أوري نارا تسطع، فأقلع عن براجم (2) بلا معاصم، ورؤس بن غلاصم، فمهلا مهلا،
فبي (3) والله سهل لكم الوعر وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أثناء (4)
أزمتها، فنذار لكم نذار (5) قبل حلول داهية، خبوط (6) باليد لبوط بالرجل، فقال
عبد الملك: قد أجملت يا أمير المؤمنين (أردت فذا) (7) أم قوما؟ قال: بل فذا، قال:
اتق الله يا أمير المؤمنين! فيما ولاك، وفي رعيته التي استرعاك، ولا تجعل الكفر
مكان (8) الشكر، ولا العقاب موضع الثواب، فقد والله نخلت لك النصيحة ومحضت
(9) لك الطاعة، وشددت أواخي ملكك بأثقل (10) من ركني يلملم، وتركت عدوك
سبيلا تتعاوره الاقدام (11) فالله الله! في ذي رحمك أن تقطعه بعد أن بللته بظن، قال
الله تعالى: (ان بعض الظن اثم) أو بغي باغ ينهش اللحم ويالغ الدم، فقد - والله -
سهلت لك الوعور، وذللت لك الأمور، وجمعت على طاعتك القلوب في الصدور،
فكم ليل تام (12) فيك كابدته، ومقام لك ضيق (قمته) (13) كنت فيه كما قال
أخو بني جعفر بن كلاب (يعني لبيدا) (14):

(1) في كل النسخ: (عذيري) والتصحيح من الكامل للمبرد.
(2) في الأصل: (فمن تزاحم) وفي (ب)، (ج): (فمن يزاحم).
(3) في كل النسخ: (في).
(4) في كل النسخ: (أبناء).
(5) في كل النسخ: (وتدار لكم تدار).
(6) في كل النسخ: (خيوط).
(7) ما بين المعقوفتين زيادة من المطبوعة.
(8) في الأصل: (بمكان الشكر).
(9) في كل النسخ: (مخضت).
(10) في الأصل، (ب): (ما نقل). وفي (ج): (ما يقل).
(11) في كل النسخ: (بتعاور الاقدام) والتصحيح من العقد الفريد 2 / 23.
(12) في كل النسخ: (ليل نام).
(13) ما بين المعقوفتين زيادة من المراجع.
(14) ما بين المعقوفتين زيادة من الكامل لابن الأثير.
33

ومقام ضيق فرجته * ببناني (1) ولساني وجدل
أو يقوم الفيل أو فياله * زل عن (2) عن مثل مقامي وزحل
قال: فوالله لحار - يعني الرشيد حين سمع كلامه، شكا وأقبل عليه بوجهه فقال:
ما أظن إلا أن الامر كما قلت يا أبا عبد الرحمن! أنت رجل محسد (3) مكفر، وأمير
المؤمنين يعلم أنك على سريرة صالحة غير مدخولة ولا خسيسة، ثم دعا عبد الملك
بشربة ماء، فقال الرشيد: ما شرابك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: سحيق الطبرزد بماء
الرمان، فقال: بخ بخ، عضوان لطيفان يذهبان الظمأ ويلذان المذاق، فقال عبد الملك:
صفتك يا أمير المؤمنين لهم ألذ من (4) فعلهما.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال: قرئ على أبي الوفا
حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن أحمد قال: أنبأنا عبد الوهاب الميداني،
أنبأنا أبو سليمان بن زيد، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، أنبأنا محمد بن جرير
الطبري قال: ذكر أحمد (بن إبراهيم) (5) بن إسماعيل أن (6) عبد الملك بن صالح
كان له ابن يقال له عبد الرحمن كان من رجال الناس، وكان عبد الملك يكنى به،
وكان لابنه عبد الرحمن لسان على فأفأة (7) فيه فنصب (8) لأبيه (9) عبد الملك
وقمامة، فسعيا به إلى الرشيد وقالا له انه يطلب الخلافة ويطمع فيها، فأخذه وحبسه
عند الفضل بن الربيع، وقال الرشيد: أما والله لولا الابقاء (10) على بني هاشم
لضربت عنقك. فلم يزل محبوسا حتى توفي الرشيد، فأطلقه محمد، وعقد له محمد على

(1) في الأصل: (ج): (ساتى) تصحيف.
(2) في الأصل: (ومن) وفي (ب)، (ج): (وعن). والتصحيح من المراجع.
(3) في (ب): (محسر).
(4) في كل النسخ: (الذين فعلهما).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري (10 / 89).
(6) في كل النسخ: (بني إسماعيل بن عبد الملك).
(7) في كل النسخ: (فاقاه) والتصحيح من الطبري (10 / 89).
(8) في (ب)، (ج): (فيصيب).
(9) في (ج): (لابنه).
(10) في كل النسخ: (الاتقاء) والتصحيح من الطبري.
34

الشام فكان مقيما بالرقة، وجعل لمحمد عهد الله وميثاقه لئن قتل (1) وهو حي لا
يعطي المأمون طاعته ابدا، فمات قبل قتل محمد، فدفن في (دار من) (2) دور الامارة.
فلما خرج المأمون يريد الروم أرسل إلى ابن له: حول أباك من داري، فنبشت عظامه
وحول.
أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن
الحسن الحافظ قال: قرأت بخط أبي الحسن الرازي، أخبرني أحمد بن عيسى، حدثنا
مساور بن شهاب قال: قال إسحاق بن سليمان: وفي سنة سبع وسبعين ومائة عزل
هارون الرشيد السندي بن شاهك عن دمشق واستعمل مكانه عبد الملك بن صالح،
وفيها انقضى امر أبي الهيدام (3) وتوارى واستقام أمر دمشق، ثم دخلت سنة ثمان
وسبعين ومائة وعلى كور دمشق عبد الملك بن صالح، قال: فبلغ هارون الرشيد أنه
يريد الخروج عليه بدمشق، فعزله وأشخصه إلى العراق، قال: وكتب إلى هارون
الرشيد قبل أن أشخصه:
أخلاي لي شجو وليس لكم شجو * وكل امرئ من شجو صاحبه خلو
من أي نواحي الأرض أبغي وصالكم * وأنتم أناس ما لمرضاتكم (4) نحو
فلا حسن نأتي به تقبلونه * ولا ان أسأنا كان عندكم عفو
قال: فأوصلها إليه حسين الخادم، فقال هارون: والله لئن كان قالها فقد أحسن
وان كان رواها فقد أحسن.
قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال: أنبأنا النديم عن
المرزباني قال: أنبأنا هارون بن علي بن العجم، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر،
أنبأنا أبي قال: وحدثني رجل من الهاشميين أن عبد الملك بن صالح قدم مدينة السلام في
خلافة الرشيد فرأى كثرة الناس بها فقال للسندي: يا أبا نصر! اسجن مشايخك

(1) في الأصل: (مل) تصحيف.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من تاريخ الطبري.
(3) في كل النسخ: (الهندام) تصحيف.
(4) في الأصل، (ب): (فالمرضا بكم).
35

والتف (1) مركبك، فوالله ما مررت في طريق من هذه المدينة الا ظننت أن الناس
نودي فيهم.
قرأت على المتوكلي عن (2) الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن عبيد الله بن محمد عن
الصولي قال: ومن شعر عبد الملك بن صالح لما حبسه الرشيد، ووجدته بخط عمر بن
محمد بن عبد الملك الزيات:
قل لأمير المؤمنين الذي * يشكره الصادر والوارد
يا واحد الأفلاك في فضله * مالك مثلي في الورى واحد
ان كان لي ذنب ولا ذنب لي * حقا كما قد زعم الحاسد
فلا يضق عفوك عني وقد * فاز به المسلم والجاحد
وبه: عن الصولي قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: أنشدنا علي بن محمد المتوكلي
لعبد الملك بن صالح:
لئن ساءني حبسي لفقد أحبتي وأني فيهم لا أمر ولا أحلي (3)
لقد سرني عزي لترك لقائهم وما أتشكى من حجابي ومن ذلي
ذكر أحمد بن طاهر ان الأمين لما خرج عبد الملك بن صالح من الحبس عقد له على
الشام، ودفع إليه قمامة وكان كاتبه فقتله في حمام، ودفع إليه ابنه عبد الرحمن فهشم
وجهه بعمود.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: كتب إلى الشريف أبو القاسم
علي بن إبراهيم الحسيني ان رشأ بن نظيف أخبره قال: أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي
ابن إبراهيم، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني حسين بن فهم، حدثنا
محمد بن أيوب المنشي عن أبيه قال: قال إبراهيم بن المهدي سمعت عبد الملك بن صالح
بعد اخراج المخلوع له من حبس الرشيد وقد ذكر ظلم الرشيد إياه وحبسه له على

(1) في (ج): (اكنف).
(2) في الأصل، (ج): (بن الحنبلي).
(3) في الأصل: (أعلى).
36

التهمة والحسد يقول: والله ان الملك لشئ ما نويته ولا تمنيته، ولا قصدت إليه ولا
ابتغيته، ولو أردته لكان أسرع إلي من السيل إلى الحدور، ومن النار إلى يابس العرفج،
واني لمأخوذ بما لم أجن ومسئول عما لا أعرف، ولكنه حين رآني للملك قمنا (1)
وللخلافة خطرا، ورأى لي يدا تنالها إذا مدت، وتبلغها إذا بسطت، ونفسا تكمل
بخصالها وتستحقها بخلالها وإن كنت لم أختر تلك الخصال، ولم أترشح لها في سر، ولا
أشرت إليها في جهر، ورآها تحن إلي حنين الواله، وتميل نحوي ميل الهلوك، وحاذر أن
ترغب إلي خير مرغوب، وتنزع إلي خير منزوع، عاقبني عقاب من قد سهر في طلبها
وسهر في التماسها، وتقدر لها بجهده وتهيأ لها بكل حيلته، فإن كان حبسني على أني
أصلح لها وتصلح (لي) (2)، وأليق بها وتليق بي، فليس ذلك بذنب فأتوب منه، ولا
جرم فأرجع عنه، ولا تطاولت لها فأحط نفسي، ولا تصديتها فأحيد عنها، فان زعم
أنه لا صرف لعقابه ولا نجاة من اغضابه الا بأن أخرج له من الحلم والعلم، وأتبرأ إليه
من الحزم والعزم، فكما لا يستطيع المضياع أن يكون حافظا ولم يملك العاجز أن
يكون حازما، كذلك العاقل لا يكون جاهلا ولا يكون الذكي بليدا، وسواء عاقبني
على شرفي وجمالي أو على محبة الناس إياي، ولو أردتها لأعجلته عن التفكير وشغلته
عن التدبير، ولما كان من الخطاب الا اليسير، ومن بذل الجهد الا القليل: غير أني
والله - والله شهيدي - أرى السلامة من تبعاتها غنما، والخف من أوزارها حظا -
والسلام على من اتبع الهدى.
قرأت على المتوكلي عن الحنبلي قال: أنبأنا البندار عن الفرضي عن الصولي قال:
حدثنا الحسين بن الحسن الأزدي، حدثنا أحمد بن خالد القثمي قال: قدم عبد الملك
ابن صالح الرقة بعد خروجه من الحبس وقد ولاه الأمين الشام والجزيرة والعواصم
فلقيه ولد ابنه فلم يرهم أدبا فقال: شوه لكم يا شر خلف من خير سلف! ابتز (3)
العز من أمية آباؤكم قهرا وقسرا فحصنوه وخلطوه ثم مضوا إلى رحمة الله، وخلفوا

(1) في كل النسخ: (للملك يمنا) والتصحيح من تاريخ اليعقوبي (2 / 434).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل، (ج): (ابتنى).
37

لكم أفرشة ممهدة وأهملتم وضيعتم اقبالا على الأشربة الخبيثة والملاهي الفاضحة، لله
در أخي قلب حين يقول:
إذا الحسب الرفيع تواكلته * ولاة السوء أوشك أن يضيعا
ورثنا المجد عن آباء صدق * أسأنا في ديارهم الصنيعا
وبه: عن الصولي قال: حدثنا الغلابي، حدثنا يعقوب بن جعفر قال: قضى المهدي
دين عبد الملك بن صالح وجلس له مجلسا قضى فيه حوائجه، فلما خرج قال: ما أنا
بشاعر، وان في قلبي لشيئا منه، ثم قال:
يا أشرف الناس بيتا حين تنسبه * وأعرق الناس في جود وفي كرم
ما نازع البخل فيك الجود مذ خلقا * ولا ادعت (لا) نصيبا منك في نعم
ولا يسمعك فيما ناب من حدث * عن صوت ذي الحاجة المكروب من صمم
إذا رآك حليف العدم بشره * ضياء وجهك بالتشريد للعدم
أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن
الشافعي، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن السيرافي، أنبأنا أحمد بن
إسحاق، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا موسى، حدثنا خليفة قال: وفيها - يعني سنة
ست وتسعين ومائة - مات عبد الملك بن صالح بن صالح بن علي بالرقة، وذكر أبو
حسان الزيادي انه مات في جمادى الآخرة منها.
22 - عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان، أبو الحسين الكاتب:
من أهل (باب) (1) المراتب، وهو أخو أبي نصر أحمد الذي تقدم ذكره،
(عين) (2) في الكتابة في ديوان الانشاء في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة
تسع وتسعين وأربعمائة، وكان كاتبا حاذقا بليغا فاضلا، سمع الحديث من أبي محمد
الحسن ابن علي الجوهري وغيره وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو
طاهر السلفي في معجميهما.

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان (2 / 22).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم البلدان (2 / 22).
38

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفارسي بمصر قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمد السلفي قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان بن
محمد بن رضوان من رؤساء بغداد في داره بباب المراتب قال: أنبأنا أبو محمد الحسن
ابن علي الجوهري وأنبأنا عبد الله بن أحمد ولاحق بن أبي الفضل قالا: أنبأنا هبة الله
ابن محمد الكاتب، أنبأنا الحسن بن علي الواعظ قالا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن
مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا عبد الرحمن،
حدثنا سفيان عن شعبة (1) عن منصور عن هلال عن وهب بن الأجدع عن علي
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس
مرتفعة) (2).
قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال: ولد أبو الحسين عبد الملك بن
رضوان في ليلة الاثنين الثاني عشر من رجب من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو
الحسين عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان كاتب الخليفة على ديوان الرسائل
في يوم السبت تاسع شوال سنة ست وخمسمائة ودفن من الغد بمقبرة باب حرب (3).
23 - عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب، أبو منصور السيوري:
أديب شاعر، ذكره السلفي في معجم شيوخه وقال: متأدب وله شعر جيد.
قرأت على أبي الحسن (بن) (4) المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي ونقلته من
خطه قال: سمعت أبا منصور عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب بن السيوري
ببغداد يقول: سمعت أبا المعالي أحمد بن علي بن قدامة قاضي الأنبار يقول: حضرت

(1) في كل النسخ: (وشعبة).
(2) انظر الحديث في: صحيح ابن خزيمة (1285). والأحاديث الصحيحة (200)، (314).
(3) في كل النسخ: (باب خرب).
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
39

مجلس بعض (1) الأمراء، فأحضرت الملاهي فامتنعت من الجلوس فألزمني الجلوس (2)
فأنشدته بديها:
قد شعب الا ذهب في ميدانه * متعرما يمرح في عنانه
ولست يا مولاي من فرسانه * فنجني منه ومن طغيانه
فضحك وأطلق سراحي.
قرأت بخط عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أبو منصور عبد الملك بن
عبد الله بن الحسين بن أيوب في يوم الأحد ثامن ربيع الاخر سنة ثمان عشرة
وخمسمائة وصليت عله، ودفن من يومه بالشونيزية.
24 - عبد الملك بن عبد الله بن داود، أبو القاسم:
من أهل المغرب، من مدينة تسمى حمزى، سمع ببغداد الشريف أبا نصر الزينبي
وبالبصرة أبا علي (علي ((3) بن أحمد التستري، وبأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد
الحداد، واستوطن بغداد (4) إلى حين وفاته وحدث بها، روى عنه (5) أبو المعمر
الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الشافعي، أنبأنا عبد الملك بن داود أبو القاسم المغربي (6) الحمزي
الفقيه بقراءتي عليه ببغداد، وأنبأنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وأحمد بن
البندنيجي ويوسف بن المبارك الشاهد والحسن بن محمد الهاشمي وعمر بن محمد بن
أحمد المقرئ وعلي بن أبي الفرج بن أبي المعالي ومحمد بن محمد بن أبي حرب الكاتب
وعبد الوهاب بن عبد الله الصولي وأبو سعد الأزجي ببغداد، ونصر بن محمد بن علي

(1) زاد في كل النسخ (أحد).
(2) في (ب): (فألزمني الحضور).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من الأنساب
(4) في (ج): (واستوطن ببغداد).
(5) (روى عنه) سقط من (ج).
(6) في كل النسخ (المعرى) تحريف.
40

الحافظ بمكة، وعبد الحق بن محمد الشاهد بدمشق، قالوا جميعا: أنبأنا محمد بن أحمد
ابن عبد الكريم التميمي قال الحمزي والتميمي: أنبأنا أبو نصر محمد بن علي الزينبي،
أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن
صاعد، حدثنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا الفضل بن عياض، عن منصور، عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد فيها أو
نقص، فلما قضي الصلاة قالوا: يا رسول الله! حدث في الصلاة حدث، قال: (وما
ذاك؟) قالوا: زدت أو نقصت، فثني رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين وهو
جالس، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: (انما أنا بشر أنسى كما تنسون، فذكروني، إذا (1)
أحد منكم صلى صلاة فلم يدر أزاد أو نقص فليتحر من ذلك الصواب، ثم ليبن عليه
ويسجد سجدتين). (2)
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: توفي أبو
القاسم عبد الملك بن عبد الله المغربي الفقيه يوم الجمعة سابع ربيع الاخر سنة سبع
وعشرين وخمسمائة.
25 - عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن
ماخ (3) أبو الفتح بن أبي القاسم الكروخي (4) البزار:
من أهل هراة، سمع الكثير من أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري وأبي عطاء
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي وأبي عامر محمود بن القاسم الأزدي
وأبي المظفر عبيد الله بن علي بن ياسين الدهان وأبي نصر عبد العزيز بن محمد

(1) في كل النسخ: (انما أحدكم).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود (1022). وسنن النسائي (3 / 28)، (29)، (33). وسنن
ابن ماجة (1221). ومسند أحمد (1 / 379)، (424)، (438)، (445)، (448). والمعجم
الكبير للطبراني (10 / 32)، (35). وصحيح ابن خزيمة (1055)، (1059). وسنن الدارقطني
(1 / 376).
(3) في كل النسخ: (بني ماح).
(4) في كل النسخ: (الفروجي) تحريف، والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
41

الترياقي وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي (1) وأبي عبد الله محمد بن علي
النميري وأبي سعد حكيم بن أحمد الاسفراييني وغيرهم: وقد م بغداد في ذي الحجة
سنة تسع وخمسمائة وأقام بها مدة في تجارة، وحدث بها، سمع منه أبو الفضل بن
ناصر، وروى لنا عنه أبو أحمد الأمين وأبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد
القادر ويحيى بن المبارك بن الزبيدي المؤدب وغيرهم.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال: أنبأنا
أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي - قدم علينا بغداد - قراءة
عليه ونحن نسمع، قال: أنبأنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبو نصر
عبد العزيز بن محمد الترياقي وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي قالوا: أنبأنا أبو
محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي (2)، أنبأنا
أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، عن
عمران بن أنس المكي، عن عطاء، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اذكروا
محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم (3)) (4).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عبد
الملك بن عبد الله بن أبي سهل الكروخي شيخ صالح دين خير حسن السيرة (5)
صدوق ثقة. سكن مطيرأباد من أعمال الفرات والمحلة سنين بسبب دين له على بعض
أهلها، وورد بغداد، وقرأت عليه (جامع الترمذي) وقرئ عليه عدة نوب، وكتب به
نسخة بخطه وأوقفها، وما كان له أصل بمسموعاته. وجدوا سماعه في أصول المؤتمن
الساجي وأبي محمد السمرقندي وغيرهما من الرحالين، فقرئ عليه منها، ومرض في
أثناء قراءتي عليه، فنفذ له بعض من كان يحضر معنا سماع الكتاب شيئا من الذهب

(1) في (ج): (الفورجي).
(2) في الأصل: (المجلزي). وفي (ب) المحموى).
(3) في (ب): (عن مشاربهم).
(4) انظر الحديث في: سنن أبي داود 4900. وسنن الترمذي 1019. وصحيح ابن حبان
1986. وكشف الخفا 1 / 114.
(5) تكررت لفظة: (دين) في الأصل، (ب).
42

فما قبل، وقال: بعد السبعين واقتراب الاجل آخذ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا،
ورد عليه من الاحتجاج إليه، وانتقل من بغداد في آخر عمره إلى مكة، وبقي بها مجاورا
إلى أن توفي، وكان يكتب النسخ بالترمذي بالعراق ومنها كان يأكل، سألته عن
مولده فقال: في ربيع الأول سنة اثنتين وستين بهراة، وكروخ بلدة على عشرة فراسخ
من هراة.
قرأت على أبي الطاهر إسماعيل بن سليمان بدمشق، أنبأنا عبد الخالق بن لبيد قال:
سألت عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي عن مولده فقال: في النصف من ربيع
الأول سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن الشافع الجيلي بخطه قال قرأت في
كتاب أبي محمد بن الطباخ المجاور بمكة يقول: توفي عبد الملك الكروخي في ليلة
الاثنين (1) خامس عشري ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمكة، وانه تولى
غسله وتكفينه (2)، ودفنه يوم الاثنين.
26 - عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن
حيوية الجويني، أبو المعالي بن أبي محمد الفقيه الشافعي الملقب بامام الحرمين (3):
من أهل نيسابور، امام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر
العيون مثله فضلا، ولم تسمع الأذان كسيرته نقلا، بلغ درجة الاجتهاد، وأجمع على
فضله أعيان العباد، وأقر بتقدمه المخالف والموافق، وشهد بفضله الحسود والوامق،
وسارت مصنفاته في البلاد مشحونة (4) بحسن البحث والتحقيق والتنقير والتعزير
والتدقيق، لابسة من الفصاحة حلل الكمال، ومن البلاغة غرر الملاحة والجمال، تفقه
على صباه على والده، وقرأ عليه جميع مصنفاته، وقرئ الأدب حتى أحكمه.
وتوفي والده وله دون العشرين سنة من عمره فأقعد مكانه في التدريس، وهو يجد

(1) في الأصل: (في ليلة الاثنتين) وفي (ب) بدون نقط.
(2) في الأصل، (ب): (تدفينه).
(3) انظر: وفيات الأعيان 2 / 341. وطبقات الشافعية للسبكي 3 / 249 - 282. وشذرات
الذهب 3 / 358 - 262. والاعلام 4 / 306.
(4) في (ب): (محشوبة).
43

ويجتهد في الاشتغال والتحصيل، وقرأ الأصول على أبي القاسم الإسكافي الاسفراييني،
وسافر جائلا في بلاد خراسان، مستفيدا من كبار الفقهاء، ومناظرا لفحولهم حتى
تهذبت طريقته، واشتهر فضله، وشهد له كبراؤها بفوز الفضل وكمال العقل، وحج
وجاور بمكة أربع يدرس ويفتي ويتعبد، ثم عاد إلى نيسابور وتولى التدريس
بالمدرسة النظامية، وبقي ثلاثين سنة غير مزاحم ولا مدافع، مسلم له المحراب والمنبر
والخطابة والتدريس ومجلس التذكير يوم الجمعة، وحضر درسه الأكابر، وكان يقعد
كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه، ودرس أكثر تلامذته في حياته.
وصنف كتبا كثيرة جليلة في المذهب والخلاف (كنهاية المطلب في دراية المذهب)
المشتمل على أربعين مجلدة، وكتاب (الشامل) خمس مجلدات، وكتاب (الأساليب في
الخلاف) مجلدان، و (التحفة)، و (الغنية) (1)، و (الارشاد)، و (البرهان في أصول الفقه)،
وفي أصول الدين (2) (غياث الأمم)، و (الرسالة (3) النظامية)، و (مدارك العقول)،
و (مختصر التقريب)، و (الارشاد للباقلاني) مجلدة، وله خطب مجموعة.
وسمع الحديث في صباه من أبيه وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي
سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي عبد
الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك وأبي
عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي (4) وأبي سعد محمد بن علي بن محمد بن
حبيب الصفار وأبي نصر منصور بن رامش وأبي سعد فضل الله بن أبي الخير الميهني،
وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير. روى عنه أبو عبد
الله الفراوي وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أبي صالح المؤذن وغيرهم.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين، عن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر
ابن محمد بن يوسف قال: أنشدنا أبو الحسن العبدري قال أنشدني أبو المعالي الجويني
لنفسه:

(1) في كل الأصول: (الغيبة) والتصحيح من وفيات الأعيان.
(2) في كل الأصول: (الضدين) تحريف.
(3) هكذا في كل النسخ، وفي الوفيات والاعلام (العقيدة).
(4) في الأصل، (ب): (النبلي).
44

أخي لن تنال العلم الا بستة سأنبئك عن تفصيلها ببيان (1)
ذكاء وحرص وافتقار وغربة وتلقين أستاذ وطول زمان
قرأت في كتاب (الفنون) لابي الوفاء علي بن عقيل الفقيه الحنبلي بخطه قال: قدم
علينا أبو المعالي الجويني ببغداد أول ما دخل الغزالي (2)، فتكلم مع أبي إسحاق وأبي
نصر بن الصباغ وسمعت كلامه، وقال ابن عقيل أيضا: ونقلته من خطه. قال الشيخ
أبو القاسم الأسدي المعروف بابن برهان العكبري النحوي - وكان متفننا في العلوم
علامة في النحو والنسب وفي علوم القرآن والأصول - عند عميد الملك وقد كان
قابسه (3) الشيخ أبو المعالي الجويني وكان قد م علينا سنة تسع وأربعين شابا، أشقر
اللحية، فجرى منه مقاولة للشيخ الامام أبي القاسم في العباد: هل لهم أفعال؟ فقال:
ان وجدت في القرآن آية تقتضي (4) ذلك فالحجة لك، فقال الشيخ أبو القاسم:
(ولهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون)، ومد صوته وجعل يقول: (هم لها
عاملون) وأصرح (من) (5) هذه الإضافة لا يكون (كفارا حسدا من عند
أنفسهم) (لو استطعنا لخرجنا معكم) (يهلكون أنفسهم) - (والله يعلم انهم
لكاذبون) أي قد كانوا مستطيعين، فأخذ أبو المعالي يستروح بتأويلك كلام أبي الحسن
الأشعري وأكله بالحجة، فبهت ابن الجويني، وكان أيضا في دولة عميد الملك نوع
عصبية على الأشعرية وأصحاب الحديث فقبض أبا المعالي عن الانبساط والا فقد كان
أحسن الناس لفظا وأقوالهم منة في النظر.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي، عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: كتب إلي أبو

(1) في الأصل: (وبيان).
(2) في (ج): (العز) وفي (ب): (الغز).
(3) في (ب): (قاسه).
(4) في (ج): (أنه مقتضى).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) في كل النسخ: (انك بارد) والأنسب ما أثبتناه.
(7) في (ب): (وتناول).
45

محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني قال في كتاب (طبقات الفقهاء) من جمعه: أبو
المعالي الجويني امام عصره، ونسيج وحده، ونادرة دهره، عديم المثل في حفظه وبيانه
ولسانه، أخذ الفقه على والده، واليه الرحلة من خراسان والعراق والحجاز، جرى
ذكره في مجلس قاضي القضاة أبي سعيد الطبري فقال بعض الحاضرين: فإنه يلقب
(بامام الحرمين) فقال قاضي القضاة: بل هو امام خراسان والعراق لفضله وتقدمه في
أنواع العلوم.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي قال: كتب إلي أبو جعفر محمد بن
الحسن الهمداني قال: سمعت الشيخ ابا إسحاق الفيروز آبادي يقول: تمتعوا بهذا
الامام، فإنه نزهة هذا الزمان - يعني أبا المعالي الجويني.
قال سمعت أبا إسحاق يقول لابي المعالي: يا مفيد (1) أهل المشرق والمغرب - لقد
استفاد من علمه الأولون والآخرون، وسمعته يقول له: أنت اليوم امام الأئمة.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، عن أحمد بن الحسن بن
يحيى الكاتب النيسابوري في مسألة اثبات الكلام فيه ونفي خلق القرآن، فقذف بالحق
على باطله ودمغه دمغا ودحض شبهه دحضا، وتوضح كلامه في المسألة حتى اعترف
المخالف والموافق له بالغلبة، فقال جدي الإمام أبو القاسم القشيري: لو ادعى اما م
الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة.
وقرأت على أبي الفتوح عن أحمد بن الحسن قال سمعت أبا نصر بن هارون يقول:
حضرت مع شيخ الاسلام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني بعض المحافل فتكلم امام
الحرمين أبو المعالي في مسألة فأجاد الكلام كما يليق بمثله، فلما انصرفنا مع شيخ
الاسلام سمعته يقول: صرف الله المكاره عن هذا الامام فهو اليوم قرة عين الاسلام
والذاب عنه بحسن الكلام.
كتب إلي أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن الصفار النيسابوري قال: أنبأنا أبو

(1) في الأصل، (ب): (ما مفيد)، وفي (ج): (أما مفيد) والتصحيح من الشذرات 3 / 360
46

الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قراءة عليه في كتاب الذيل لتاريخ نيسابور من
جمعه قال: أبو المعالي الجويني مولده ثامن عشر المحرم سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتوفي
ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من ربيع الاخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وقام
الصياح من كل جانب وجزع الفرق عليه جزعا لم يعهد مثله، وحمل بين الصلاتين
من يوم الأربعاء إلى ميدان الحسين، ولم تفتح الأبواب في البلد ووضع المناديل عن
الرؤس عاما بحي ما اجترأ أحد على ستر رأسه من الرؤس والكبار، وصلى عليه ابنه
أبو القاسم بعد جهد جهيد حتى حمل إلى داره من شدة الزحمة وقت التطفيل ودفن في
داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين بجنب والده، وكسر منبره في الجامع المنيعي،
وقعد الناس للعزاء أياما (عزاء) (1) عاما، وأكثر الشعراء المراثي فيه، وكان الطلبة قريبا
من أربعمائة نفر يطوفون في البلد نائحين عليه مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في
الصياح والجزع.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد
السلفي قال أنشدنا حاجي قاضي ثغر خنان قال: أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن
محمد بن علي الطبري المدرس بثغر جيزة (2) لنفسه يرثي أبا المعالي عبد الملك بن عبد
الله الجويني وكان من نظرائه:
يا أيها الناعي بشمس المشرق * بأبي المعالي نأور دين مشرق
أنذر بني (3) الدنيا قيام قيامة * فالشمس صار مغيبها في المشرق
27 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعود بن سرور الملاح، أبو القاسم:
من أهل قصر عيسى بالجانب الغربي، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أبا
الحارث أحمد بن سعيد بن الحسن العسكري وغيره، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس
به.

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات الشافعية 3 / 257.
(2) في (ب): (حبره) وفي (ج): (جنزه).
(3) في (ج): (أنذرتني).
47

أخبرنا عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعود الملاح قال: أنبأنا أبو الحارث أحمد بن
سعيد العسكري قراءة عليه، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي، أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي، أنبأنا أبو الطيب علي بن محمد
ابن بنان، حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد الموهبي، حدثنا محمد بن عثمان بن
سعيد أبو عمر الأموي، حدثنا محمد بن عمارة بن صبيح، حدثنا سهل بن عامر،
حدثنا عمرو بن جميع البصري، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده الحسن بن
علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان من سعادة الرجل زوجة صالحة ولدا برا وخلطاء
صالحين ومعيشة في بلاده) (1).
توفي في المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين.
28 - عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، أبو سعد (2) السرخسي
الحنفي:
أظنه ولد ببغداد وكان والده مقيما بها، وولي قضاء البصرة وبها مات، سمع أبو
سعد هذا ببغداد ابا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وأبا الفتح منصور بن
الحسين الأصبهاني الكاتب، وبنيسابور ابا الحسن علي بن محمد بن محمد الطرازي،
وبالأهواز أبا الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري، وحدث ببغداد عن والده،
روى عنه أبو الفضل بن خيرون وأبو طاهر بن سواد، وشهد عند قاضي القضاة أبي
عبد الله بن ماكولا في يوم الخميس لسبع بقين من شهر ربيع الاخر سنة اثنتين
وأربعين وأربعمائة فقبل شهادته، وولي قضاء البصرة، ومضى إليها وحدث بها
وبأصبهان.
أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العمري ان أبا عبد الله
الحسن بن محمد البلخي أخبره قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة
عليه قال: قرأت على القاضي أبي سعد عبد الملك بن عبد الرحمن السرخسي وكتبت

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 30778، 30779. وتخريج الاحياء 2 / 214.
(2) انظر: (الجواهر المضية في طبقات الحنفية) لابي محمد عبد القادر القرشي الحنفي 1 / 330.
48

من كتابه، أنبأنا أبي القاضي أبو بكر عبد الرحمن بن محمد قراءة عليه، حدثنا أبو أحمد
محمد بن عبد الله بن محمد وبنت الوزير أبي العباس الاسفراييني، حدثنا أبو علي
الحسن بن علي الدمشقي، حدثنا أبو زفر عبد العزيز بن الحسن الطبري بآمل، حدثنا
أبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم (1) البغدادي، حدثنا محمد بن أحمد بن سماعة (2)،
حدثنا بشر بن الوليد القاضي، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أبو حنيفة قال:
ولدت سنة ثمانين وحججت مع أبي سنة ست وتسعين وأنا ابن ست عشرة سنة،
فلما دخلت المسجد الحرام رأيت حلقة عظيمة فقلت لابي: حلقة من هذه؟ قال:
حلقة عبد الله بن جزء الزبيدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم فتقدمت فسمعته يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تفقه في دين الله كفان الله همه ورزقه من حيث لا
يحتسب) (3).
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سعادة البردي - وكان من عباد الله الصالحين -
قال: أنبأنا عبد المغيث بن محمد بن أحمد بن المطهر العبدي قراءة عليه، أنبأنا قاضي
القضاة أبو نصر عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد السرخسي البصري في ربيع الأول
سنة تسع وستين وأربعمائة، حدثنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر، حدثنا الحسين
ابن يحيى بن عياش (4)، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي،
حدثنا أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن ابن الأرقم (5) كان يؤذن لأصحابه
ويؤمهم، فأقام ذات يوم ثم خرج إلى المسجد فقال لأصحابه: لا تنتظروني وصلوا
فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا وجد أحدكم الخلاء وقد أقيمت الصلاة فليبدأ
بالخلاء) (6).

(1) في (ج): (أبو أسعد).
(2) زاد في (ج): (بن أحمد مكرم) مكررة.
(3) في الأصل، (ب): (من سماعة).
(4) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 1 / 271. وتذكرة الموضوعات 111. وإتحاف السادة المتقين
1 / 77.
(5) في (ج): (بن عباس) تصحيف.
(6) في كل النسخ: (عن ابن الأرقم).
49

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا
أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون العدل قال: بلغنا وفاة القاضي أبي سعد
السرخسي بأصبهان في سنة سبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن الطراح بخطه قال: وفي
شوال - يعني سنة سبعين وأربعمائة - مات أبو سعد عبد الملك السرخسي.
29 - عبد الملك بن عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق بن العباس بن أبي
المحاسن بن أبي القاسم الطوسي.
من أهل نيسابور، تقدم ذكر جده عبد الله وكان أخا (1) الوزير نظام الملك، ورد
عبد الملك بغداد غير مرة وروى بها شيئا، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وقد روى
لنا عنه أبو المظفر بن أبي سعد بن السمعاني بمرو في مشيخته.
كتب إلي أبو الفتح إسماعيل بن محمد الخطيب قال: أنشدني أبو سعد بن السمعاني
(2) قال: أنشدنا أبو المكارم عبد الملك بن عبد الرزاق النيسابوري إملاء من حفظه
ببغداد لبعضهم:
سلام عليكم ها فؤادي لديكم * ثوى لكم ثاو فثاو لديكم
واني أشم المسك من مدرج الصبا * إذا ما الصبا مرت فهبت عليكم
وبي مرض والنار ذا العذب أنني * فيا ليت شعري هل سبيل إليكم
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الملك بن
عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق الطوسي أبو المكارم كان رجلا من
الرجال، بذولا، سخي النفس، شهما، ورد بغداد وكتب بها وأقام مدة، ثم خرج إلى
الحجاز، سمع ببلده ابا الحسن علي بن أحمد المديني وأبا العباس الفضل بن عبد الواحد

(1) انظر الحديث في: سنن النسائي 2 / 111. والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 72. وصحيح ابن حبان
194.
(2) في كل النسخ: (وكان أخ الوزير).
50

ابن عبد الصمد (1) التاجر وأبا بكر الشيروي، كتبت عنه بمرو وبلخ، وسألت عن
مولده فقال: في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي بطوس في ليلة
الثلاثاء سادس عشري رجب سنة ست وأربعين وخمسمائة وحمل إلى نيسابور ودفن
بداره.
30 - عبد الملك بن عبد السميع بن علي بن عبد السميع الهاشمي:
قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي الفوارس بن العمورة (2) بن جرير
القيرواني مؤذني أخبركم (3) عبد الملك بن عبد السميع بن علي بن عبد السميع
الهاشمي الشافعي قال: حدثني الشيخ أبو بكر المعروف بابن البنا الشافعي قال: حكى
عن الشيخ الزاهد أبي الحسين بن سمعون قال: حدثني (4) يونس بن الشبلي قال:
حدثني أبي الشبلي قال: سمعت أبا القاسم الجنيد قال: ما استنفعت بشئ منفعتي
بأبيات سمعتها، قلت له: يا أستاذ! وما هذه الأبيات؟ قال: مررت بدرب القراطيس
فسمعت جارية تغني من دار فنصت لها، فسمعتها تقول:
إذا قلت:
أهدي (5) الهجر لي حلل البلى تقولين: لولا الهجر لم يطب الحب
وان قلت: هذا القلب أحرقه الهوى تقولي: بنيران الهوى شرف القلب
وان قلت: ما أذنبت؟ قلت مجيبة: حياتك ذهب (6) لا يقاس به ذنب
فصعقت وصحت، فبينما أنا كذلك إذا بصاحب الدار قد خرج فقال: ما هذا يا
سيدي؟ فقلت له: مما سمعت، فقال: أشهد انها هبة مني لك (7)، فقلت: قد قبلتها

(1) في (ج): (عبد الصمد الواحد التاجر).
(2) في (ج): (المعمورة).
(3) هكذا في الأصل.
(4) (الشيخ أبو بكر المعروف بابن البنا....) (... بن سمعون قال حدثني) مكررة في كل
النسخ.
(5) في كل النسخ: (أهدى).
(6) في الأصل، (ب): (حبابك ذنبا).
(7) في (ج): (مني إليك).
51

وهي حرة لوجه الله سبحانه، ثم دفعتها إلى بعض أصحابنا بالرباط، فولدت له ولدا
كبر ونشأ أحسن نشوء وحج على قدميه ثلاثين سنة على الوحدة. أخبرنا بهذه
الحكاية عاليا (1) أبو القاسم المؤدب اذنا عن أبي العز بن كادش قال: حدثنا أبو علي
الحسن بن غالب بن المبارك قال: حدثنا الشيخ أبو الحسين بن سمعون فذكرها.
31 - عبد الملك بن عبد السلام بن الحسن بن زكاش الدامغاني، أبو محمد
الفقيه الحنفي (2):
من أهل باب الطاق. كان من أعيان الفقهاء والشهود المعدلين بها ببغداد، شهد
عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث
عشرة وخمسمائة، فقبل شهادته وتولى التدريس بمدرسة سعادة، سمع الحديث من
الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبي منصور عبد المحسن بن محمد بن
علي الشيحي (3) ببغداد، وبالبصرة من القاضي أبي عمر محمد بن أحمد بن عمر
النهاوندي، وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم الحافظ الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الحافظ قال: أنبأنا عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين أبو محمد
الدامغاني الفقيه الحنفي بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن
علي الزينبي وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا جدي أبو البركات إسماعيل
ابن أبي سعد شيخ الشيوخ وعبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قالا: أنبأنا
أبو نصر الزينبي قال: قرئ على (4) أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص
وأنا حاضر قال: أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا خلف وهو ابن هشام، حدثنا
أبو شهاب وهو عبدويه بن نافع الحفاظ عن حميد عن أنس أن أناسا من بني سلمة

(1) في الأصل: (غاليا).
(2) انظر: الجواهر المضية 1 / 331.
(2) في كل النسخ: (الشحى) تصحيف.
(4) في (ج): قرئ علي بن أبي طاهر).
52

أرادوا ان يتحولوا إلى قرب المسجد، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعرى (1) المدينة فقال:
(أما تحتسبون آثاركم) (2).
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات الشيخ عبد
الملك الدامغاني في يوم الخميس ثامن شهر رمضان سنة سبع وعشرين وخمسمائة
ودفن يوم الجمعة بمقبرة أبي حنيفة.
32 - عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين بن
محمد بن عبد الواحد، أبو محمد الطلحي التيمي المعروف بابن الصدر، ويعرف بابن
الأبيض أيضا:
من ساكني دار القز، سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن (3) السراج
وأبا غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو
الرضا أحمد بن طارق بن سيار المزكى والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي،
وذكر أنه كان صدوقا.
أنبأنا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أبو محمد عبد الملك بن عبد السلام بن الصدر
بقراءتي عليه، أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار وأنبأنا عبد الله بن
عمر بن علي القزاز (4) بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن محمد أبو المعالي العطار،
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين السراج قالا: أنبأنا أبو علي الحسن بن
أحمد بن شاذان، أنبأنا أبو عمرو (5) عثمان بن أحمد بن السماك (6) الدقاق، حدثنا
أبو حصين محمد بن الحسين بن حبيب القاضي، حدثنا جندل (7)، حدثنا أبو الأحوص

(1) في (ب): (أن يعدى).
(2) انظر الحديث في: الدر المنثور 5 / 260.
(3) (بن الحسين) ساقطة من (ج).
(4) في (ب): (افراز) وفي (ج): (الفزاز).
(5) في كل النسخ: (أبو عمر والتصحيح من تذكرة الحفاظ 3 / 865.
(6) في كل النسخ (بن مد) تصحيف.
(7) في (ب): (ثنا جدل).
53

عن عبد العزيز بن رفيع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (من قتل صبرا كان كفارة لخطاياه) (1).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الملك بن الصدر في شهر
رمضان من سنة ست وخمسين وأربعمائة، وذكر ابن شافع وفاته كذلك، وقال:
ودفن بباب حرب (2).
33 - عبد الملك بن عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم بن البندار أبو علي.
أخو عبد الرحيم وعبد الغني المقدم ذكرهما، وكان الأصغر منهما، وهم من أهل
الحريم الطاهري (3) ومن أولاد المحدثين، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن النحاس (4)
العطار وأبا علي أحمد بن محمد بن الرحبي (5) وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان
شيخا لا بأس به.
أخبرنا عبد الملك بن عبد العزيز بن هبة الله بن البندار قراءة عليه وأنا اسمع قال:
أنبأنا أبو المعالي بن النحاس قراءة عليه عن أبي القاسم بن البسري وأنا اسمع قال: أنبأنا
أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص قراءة عليه، حدثنا عبد الله وهو
ابن محمد بن عبد العزيز، حدثنا محمد وهو ابن حميد الرازي (6)، حدثنا أبو داود عن
رفعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(استعينوا بقيلولة النهار على قيام الليل، والسحور على صيام النهار) (7).
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة تسع وأربعين وخمسمائة بأردبيل، وبلغنا

(1) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 258. والدرر المنتشرة 138. وكنز العمال 1268.
والاسرار المرفوعة 304.
(2) في كل النسخ: (بباب خرب).
(3) في (ب)، (ج): (الظاهري) تصحيف.
(4) في الأصل، (ب): (اللحاس) في كل المواضع والتصحيح من تذكرة الحفاظ 4 / 1319.
(5) في الأصل، (ب): (الرحبي).
(6) في (ب): (الدرى).
(7) انظر الحديث في: مصنف عبد الرزاق 7603. وكشف الخفا 1 / 130. وكنز العمال
21485. والمعجم الكبير للطبراني 11 / 245.
54

أنه توفي بأردبيل في سنة خمس عشرة وستمائة.
34 - عبد الملك بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني، أبو الفضل
القزاز:
أخو أبي غالب محمد المقدم ذكره، كان يسكن بدرب القصارين من نواحي باب
الشام بالجانب الغربي، سمع أبوي الحسين أحمد بن محمد بن النقور ومبارك بن عبد
الجبار بن أحمد الصيرفي وغيرهما، وحدث باليسير، روى لنا عنه أبو عبد الله الحسين
ابن سعيد بن الحسين بن شنيف الأمين.
أخبرنا أبو عبد الله بن شنيف قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد الواحد
القزاز قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد (بن أحمد) (1) بن النقور، أنبأنا
أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا الحسن بن
راشد بن عبد ربه الواسطي، أخبرني أبي راشد بن عبد ربه، حدثنا نافع سمعت ابن
عمر يقول: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله! حدثني حديثا واجعله موجزا،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (صل صلاة مودع كأنك تراه، فان كنت لا تراه فإنه يراك، وايأس
مما في أيدي الناس تعش غنيا، وإياك وما تعتذر منه) (2).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي عبد
الملك بن عبد الواحد القزاز في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
35 - عبد الملك بن عبد الواحد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمويه بن
مودود بن راشد، أبو بكر الحافظ:
من أهل سمرقند، وأبوه كان من أهل بغداد، قدم بغداد وسمع أبا بكر محمد بن
عبد الله الشافعي وأبا علي محمد بن أحمد بن الصواف وأمثالهما، ثم قدمها ثانيا حاجا
وأدركه أجله بها منصرفه من الحج، ولم أدر روى بها شيئا أم لا.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 8 / 160، 10 / 251. وكنز العمال 5253.
والأحاديث الصحيحة 1914.
55

كتب إلي أبو عبد الله محمد بن معمر الأصبهاني أن أبا نصر الحسن بن محمد
اليونارتي أخبره قال: أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي فيما قرأت عليه
بنيسابور أنبأنا أبو بشر عبد الله بن محمد الفقيه قال: أنبأنا أبو سعد عبد الرحمن بن
محمد الإدريسي قال: عبد الملك بن عبد الواحد بن علي بن موسى بن جعفر بن
محمويه بن مودود أبو بكر السمرقندي كان والده من بغداد، وجده علي بن موسى
من موصل، ووالد جده موسى بن جعفر من فارس (1)، كان أبو بكر هذا فاضلا،
حافظا، متقنا، ثقة، كتب الكثير، وجمع الشيوخ والأبواب والمقلين، ودون الاقران (2)،
كان من أفاضل أصحابنا الذين كتبوا معنا على مشايخنا بسمرقند، ورحل إلى العراق
وكتب بها عن أبي بكر الشافعي وأبي علي الصواف وأمثالهما، وكان قبل ذلك كتب
عن مشايخنا بسمرقند مثل أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي وأبي عمروا محمد بن
إسحاق العصفري وعيسى بن موسى بن غودم الكشاني ومحمد بن الحسن ابن حمويه
الاستراباذي، وذهب إلى بخارى وكتب عن أبي بكر بن خنب (3)، وبكشانية عن
علي بن محتاج، وكان حريصا على الجمع والكتابة، وكنا نؤمل أن يكون اماما،
فخرج إلى مكة ومات في المنصرف (4) سنة ست وسبعين وثلاثمائة في صفر ودفن
ببغداد، كتبت عنه أحاديث يسيرة.
قرأت بخط والده عبد الواحد: ولد ابني أبو بكر بسمرقند يوم الأحد لاثنتي عشرة
خلت من ربيع الاخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
36 - عبد الملك بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين، أبو
المعالي:
ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور الصوفي، سمع أباه وجده لامه أبا القاسم عبد
الرحيم بن إسماعيل شيخ الشيوخ وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وشهدة بنت

(1) في (ج): (جعفر بن فارس).
(2) في (ج): (ودون الأوزان).
(3) في (ب): (أبي بكر من خنب). وفي (ج): (بن جنب).
(4) في كل النسخ: (في التصرف).
56

احمد الأثري وتجنى بنت عبد الله الوهبانية وغيرهم، وحج وجاور بمكة سنين،
وحدث بالمدينة وخرج إلى مصر فتوفي بها شابا.
أخبرنا أبو المفاخر محمد بن علي بن الحسين (1) البيهقي امام الروضة النبوية
بقراءتي عليه بالمدينة في دهليز داره قال: أنبأنا عبد الملك بن عبد الوهاب بن علي بن
علي قراءة عليه بالمدينة قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحيم قال: أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد السمناني، حدثني محمد بن محمد بن زيد الحسيني، أنبأنا الحسن بن أحمد
الفارسي، حدثنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا محمد بن الحسين الحنيني، حدثنا
عامر بن الفضل، حدثنا جعفر الأحمر عن حميد الطويل عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (من قال هؤلاء الكلمات يوم الجمعة سبع مرات فمات في ذلك اليوم دخل
الجنة، من قال (اللهم أنت ربي لا اله الا أنت وانا عبدك وابن أمتك وفي قبضتك،
ناصيتي بيدك، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما
صنعت، أبوء بنعمتك وأبوء بذنبي، فاغفر لي ذنوبي، انه لا يغفر الذنوب الا أنت) (2).
كان مورد عبد الملك في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وذكر لي أخوه عبد الواحد
أنه مات بمصر في أوائل (3) سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
37 - عبد الملك بن علي المكتفي بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن
جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي (4) بن
عبد الله (5) المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله (6) بن العباس بن عبد المطلب.
ذكر هلال بن الصابي انه توفي في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

(1) في (ج): (بن الحسن).
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 3 / 237، 291.
(3) في الأصل: (في أول سنة ثلاث...).
(4) في (ب)، (ج): (بن المهتدى).
(5) (بن عبد الله) ليست في (ج).
(6) (بن عبد الله) ساقطة من (ج).
57

38 - عبد الملك بن علي بن شابور بن الحسين، أبو نصر المقرئ (1):
سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت القرشي وغيره،
وسافر إلى مصر واستوطنها وحدث بها، وكان عارفا بالقراءات ووجوهها، روى عنه
أبو القاسم المسلم بن علي بن إسحاق بن الفرج المصري وأبو عبد الله محمد بن أحمد
ابن إبراهيم الرازي.
كتب إلي أبو القاسم عبد الرحمن (2) بن مكي بن حمزة الأنصاري قال: أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي قال: أنبأنا أبو نصر عبد الملك بن علي بن
شابور البغدادي المقرئ بمصر قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى المالكي
ببغداد وأنبأنا أبو علي ضياء بن أحمد، أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله
البزاز، أنبأنا والدي وأنبأنا مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم الدقاق قال: أنبأنا
إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن
الجوزي قال: أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الجواليقي، أنبأنا علي بن
أحمد بن البسري قالوا جميعا:
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه قال:
حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، حدثني أبي عبد الصمد بن موسى،
حدثنا النضر بن شميل ونحن مع المأمون بمرو سنة احدى وثمانين في رجب، أنبأنا ابن
عون عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صلاة الليل فقال: (صلاة الليل
مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فصل ركعة توتر لك صلاتك) (3).
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه قال:
كتب إلي أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال المصري قال: سنة خمس
وأربعين - يعني وأربعمائة، أبو نصر عبد الملك بن علي بن شابور المرئ البغدادي -
يعني مات.

(1) انظر: طبقات القراء، لابن الجوزي 1 / 469.
(2) بهامش (ب): (يعرف بابن موتا وابن علاس).
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
58

39 - عبد الملك بن علي بن عبد الباقي بن علي، أبو منصور الخياط:
من ساكني دار الخلافة، سمع جده لامه أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن
يوسف وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقرئ وأبا الحسن بن محمد بن
علي بن العلاف وغيرهم وحدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وأبو جعفر
عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال: أنبأنا أبو منصور عبد
الملك بن علي بن عبد الباقي الخياط بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين
وخمسمائة قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف، أنبأنا أبو الحسن علي بن
أحمد بن عمر الحمامي، حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا أحمد بن عبد الجبا ر
العطاردي، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر
عن عثمان بن أبي سليمان عن نافع عن جبير عن أبيه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو يقف على بعير له بعرفات من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقا من الله له.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الملك بن
علي بن عبد الباقي الخياط شيخ صالح، مأمون، حسن السيرة، جميل الطريقة، كتبت
عنه وسألته عن مولده فقال: في سنة ست وثمانين وأربعمائة.
40 - عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف، أبو الفضل بن أبي
الحسن بن أبي منصور:
من ساكني دار الخلافة، من أولاد الأكابر المحتشمين، طلب الحديث بنفسه، وأكثر
من السماع، وحصل الأصول، وكتب بخطه، ولعله سمع جميع ما كان عند أبي
الحسين بن الطيوري منه، وأكثر عن المتأخرين، سمع الشريفين أبا نصر محمد وأبا
الفوارس طراد (1) ابني محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي
البانياسي وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم، وأبا محمد رزق الله بن عبد
الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر وأبا

(1) في كل النسخ: (طرد).
59

عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي (1) وخلقا كثيرا من أصحاب أبي
طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري، وحدث باليسير، روى
لنا عنه أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج وأبو الفرج عبد الرحمن بن محمد
القصري وصالح بن محمد بن علي الأزجي وعبد الرحمن بن دينار بن شبيب وعمر بن
سعد الله الدلال وعبد المحسن بن أحمد البزاز وغيرهم.
أخبرنا أبو السعود عبد الواحد بن محمد بن الداريج قال: أنبأنا أبو الفضل عبد
الملك بن علي بن يوسف، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر
محمد بن عمر بن علي الوراق، حدثنا أبو بكر بن أبي داود، حدثنا علي بن محمد أبي
الخصيب (2)، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا قاسم الرحال عن أنس بن مالك قال:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم خربا لبني النجار فقضى من حاجته فخرج مذعورا، قال: (لولا
أن تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم ما أسمعني من عذاب القبر) (3).
أخبرنا أبو جعفر صالح بن محمد بن علي الأزجي قال: أنبأنا أبو الفضل عبد الملك
ابن علي بن يوسف قال: أنبأنا طراد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن
أحمد بن وصيف الصياد، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال: حدثني أبو
يعقوب إسحاق بن الشحام قال: قال مردك حكيم أهل فارس:
لا ترضين من الصديق * بكيف أنت ومرحبا بك
حتى تبين ما لديه * بحاجة إن لم تكن لك
وإذا رأيت فعاله * كمقاله فبه (4) تمسك
قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال: مات أبو الفضل
عبد الملك بن علي بن يوسف في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة

(1) (النعالي) سقط من (ب).
(2) في الأصل، (ج): (أبي الخضيب).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 114، 153. وأمالي الشجري 2 / 303. والأحاديث
الصحيحة 158. وتاريخ بغداد 2 / 92.
(4) في الأصل، (ب): (كمقالة فيه).
60

سنة احدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.
41 - عبد الملك بن علي بن محمد بن حمد بن إبراهيم، أبو المظفر البزاز:
من أهل همذان، سمع الكثير بهمذان من أبي بكر أحمد بن عمر بن محمد بن البيع
وأبي الحسن فيد بن عبد الرحمن بن شادي الشعراني وأبي محمد عبد الرحمن بن
محمد (1) ابن الحسن الدوني وأبي الفضل أحمد بن عبد الرحمن المهلبي وأبي منصور
محمد بن محمد بن حامد العدل وأبي القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقرئ
وأبي بكر عبد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر التوثي المزكي وأبي شجاع شيرويه
ابن شهردار الديلمي وأبي العلاء محمد بن نصر بن أحمد الحافظ وأبي الفرج إسماعيل
ابن محمد بن عثمان القومساني (2) وأبي منصور سعد بن علي العجلي وأبي جعفر
محمد بن أبي علي الحافظ ومن جماعة غيرهم، وسمع من البصرة من القاضي أبي طاهر
محمد بن محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وغيره وقدم بغداد بعد العشر وخمسمائة
وسمع بها من أبي سعد أحمد (3) بن عبد الجبار الصيرفي وأبي طالب عبد القادر بن
محمد بن يوسف وأبي المعالي أحمد بن محمد بن علي بن البخاري وأبي القاسم هبة الله
ابن محمد بن الحصين وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبي غالب أحمد بن
الحسن بن البنا، وأكثر عن أصحاب أبي الحسين بن النقور (4) وأبي محمد الصريفيني
وأبي بكر الخطيب ومن دونهم، ولم يزل يسمع ويكتب بخطه ويحصل بحرص شديد
وهمة عالية وجد واجتهاد إلى حين وفاته، وقد خرج لنفسه عدة اجزاء في فنون من
فضائل الاعمال وغيرها، وحدث بها وبغيره من مسموعاته، وكان ينزل بالظفرية،
وكان شيخا صدوقا من مسموعاته (حسن) (5) الطريقة متدينا، الا انه كان قليل
البضاعة (6) من العلم، وفي خطه سقم كثير، سمع منه جماعة من الأئمة، وروى لنا

(1) في كل النسخ: (بن حمد).
(2) في كل النسخ: (القوسباني).
(3) في (ب): (حمد).
(4) في كل النسخ: (ابن النقود) تصحيف.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) في الأصل: (البظاعة) وفي (ج): (الفظاعة).
61

عنه عبد الرحمن بن خمارتاش الكاتب وعلي بن أبي بكر الحمامي وسعد بن علي اللبان
وعلي بن معالي النجار ويوسف بن محمد بن علي بن قرطاس ومسعود بن عبد الله
الخياط وفاخر بن أبي الفضل البزاز وأبو البدر بن دلف بن علي المحولي.
أخبرنا علي بن معالي بن منصور النجار قال: أنبأنا عبد الملك بن علي بن محمد
الهمداني، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد (1) بن الحسن الدوني، أنبأنا أبو نصر
أحمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق، حدثني أحمد بن
هشام البعلبكي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الحراني الحضرمي، حدثنا يعقوب بن
الجهم عن عمرو بن جرير عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نام العبد على فراشه أو على مضجعه من الأرض التي هو فيها
فانقلب في ليلته على جنبه الأيسر ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل
شئ قدير، يقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي لم ينسني في هذا الوقت،
أشهدكم أني قد رحمته وقد غفرت له وعفوت عنه ورحمته) (2).
قرأت بخط علي بن عبد الملك الهمداني قال: مولدي في ذي الحجة من سنة سبعين
وأربعمائة.
قرأت في كتاب الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي بخطه قال: توفي المهذب
أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني في ليلة الثلاثاء، ودفن ليلة الثلاثاء خامس
عشري الأول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وصلى عليه محمود بن ماشاده
بالتاجية، سمع بهمدان وبغداد وصنف كتبا كثيرة، وكان يصحف فيها لقلة معرفته
بالأسانيد، ودفن بباب برز عند نخلة باقي، وكان جمعه قليلا جدا.

(1) في النسخ كلها: (بن حمد).
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 41315. وعمل اليوم والليلة لابن السني 751.
62

42 - عبد الملك بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم الطبري، أبو المعالي بن
الكيا أبي الحسن الهراسي:
مدرس المدرسة النظامية، ولد ببغداد ونشأ بها، وسمع بها الحديث من أبي القاسم
علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن
محمد (1) بن يوسف وغيرهما، وحدث باليسير. روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر
وابن الغزال، ولم يكن له اشتغال بالعلم ولا سلك طريقة والده، بل خالط أصحاب
الديوان وخدم في أشغالهم وعلت مرتبته، فرتب حاجبا بالباب النوبي وناظرا في المظالم
في سنة خمسين وخمسمائة، فأقام نحوا من أربعين يوما ثم عزل.
أخبرني عبد الرحمن بن عمر الغزال قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الملك ابن الكيا
الهراسي بقراءتي عليه أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج
عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه وأنا اسمع عن أبي طاهر عبد الرحمن بن
أحمد بن عبد القادر بن يوسف قالا: أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن
بدبنا (2) حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا حماد بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن
وسفيان بن سعيد الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (ان لكل شئ زكاة وزكاة الجسد الصيام) (3).
سمعت أبا الرضا المبارك بن سعد الله الدقاق (4) جارنا يقول: دخل ابن الكيا
الهراسي يوما إلى دار الخلافة فرأى فرس الامام المقتفي قريبا منها فرس ولي عهده
المستنجد فقال: لا أحياني الله إلى زمان أرى هذه الفرس مكان هذه الفرس، فأشار
إلى فرس ولي العهد وفرس والده - يشير إلى الخلافة، فبلغت كلمته إلى الامام

(1) (بن عبد القادر بن محمد) ساقطة من (ب).
(2) هكذا في النسخ.
(3) انظر الحديث في: العلل المتناهية 2 / 8، 49، 492. وتاريخ جرجان 404. وتاريخ بغداد
8 / 153. والدر المنثور 1 / 181.
(4) في (ب): (بن الدقاق).
63

المستنجد، فلما أفضت (1) إليه الخلافة أمر بالقبض عليه وأن يحبس بالمطمورة، فبقي بها
مدة د خلافته، فلما مات المستنجد أطلق، فكانت مدة حبسه عشر سنين وثلاثة أشهر
وأيام، ثم إنه بعد ذلك بقليل توفي.
قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن عثمان ابن العكبري الواعظ جارنا بخطه
قال: توفي شيخنا ابن الهراسي في يوم الأربعاء، ثامن ربيع الاخر سنة سبع وستين
وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.
43 - عبد الملك بن عيسى بن محمد بن محمد، أبو الفتح الاخباري:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي الفرج أحمد بن محمد بن إسحاق بن جوري وأبي
عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة وأبي الحسين أحمد بن علي بن يونس الكاتب وأبي
بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الصريفيني المعدل وأبي الحسن علي بن عبيد الله بن
يعقوب بن نعمة الكاتب وأبي بكر أحمد بن عبد العزيز بن يحيى بن صبيح الصريفيني
وأبي الحسن علي بن العباس بن عثمان المعدل وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن عثمان
البيع وأبي القاسم عبيد الله بن خلف بن مليح وأبي الحسين محمد بن المظفر بن موسى
الحافظ وأبي الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي وأبي طالب عبد الواحد بن
إبراهيم بن محمد المعدل وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ وأبي الحسن
أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت وأبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الفامي وأبي
إسحاق إبراهيم بن جعفر بن عبد الله التستري، وذكر أنه سمع من هؤلاء بعكبرا
ونواحيها، وسمع بالموصل ابا الحسن محمد بن عبد الملك المعلثاي وأبا عمرو عثمان بن
محمد بن عمرو بن البزاز وأبا الفوارس محمد بن أحمد المقرئ، وحدث عن جميع هؤلاء
في مجموعاته وتخريجاته، وعامة ما رواه غرائب ومناكير، روى عنه القاضي أبو المظفر
هناد بن إبراهيم النسفي وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز
العكبري وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال:

(1) في الأصل، (ب): (افتضت).
64

أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي، أنبأنا عبد الملك بن عيسى بن محمد العكبري بها،
حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان بعكبرا، أنبأنا أبو بكر محمد بن أيوب بن
المعافى الزاهد، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا خلاد، حدثنا عبد العزيز، حدثني رجل
من أهل مكة عن إبراهيم أن الحسن بن محمد بن الحنفية كان ينزل، إذا قدم حاجا أقام
ثلاثا وقال: (ان الضيافة قد نجزت (1)، انما الضيافة ثلاثة أيام وما (2) بعد ذلك فهو
صدقة، وانا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة).
أنبأنا الأعز بن علي بن المظفر قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه،
أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد (3) بن أحمد العكبري قال: أنشدني أبو الفتح عبد
الملك بن عيسى الوراق، أنشدني عقيل بن محمد التميمي الأحنف المنجم بعكبرا
لنفسه:
أقول للائمي سفها على أن * تركت الراح عن كرم وفضل
معاذ الله أسوتها (4) اعتمادا * وقد حرمت على من كان قبلي
أميت حصافتي بحياة جهلي * وأصلح معدتي بفساد عقلي
44 - عبد الملك بن غنيمة بن عبد الملك الطحان (5):
من أهل النصرية، روى عنه أبو البقاء هبة الله بن صدقة بن عصفور الأزجي
انشادا، وذكر أنه توفي في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.
45 - عبد الملك بن أبي الفتح بن محاسن، أبو شجاع الدلال المعروف بابن
البلاع:
من أهل دار القز، سمع في صباه بإفادة جده لامه شجاع بن أحمد بن شجاع

(1) في الأصل: (فجرت) تصحيف.
(2) في (ب)، (ج): (وأما بعد).
(3) (بن محمد) ساقطة من (ب) وفي (ج): (بن أحمد).
(4) هكذا في النسخ.
(5) انظر الحديث في: مسند أحمد 136 / 3، 171، 5 / 111، 6 / 495. والمعجم الصغير للطبراني
1 / 77. ومجمع الزوائد 2 / 199، 316.
65

الدقاق من أبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي المكارم المبارك بن محمد
ابن السمذي وأبي المظفر هبة الله بن أحمد بن الشبلي وغيرهم، كتبت عنه وكان
دلالا في الإبريسم، لا بأس به.
أخبرنا عبد الملك بن أبي الفتح الدلال بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو المكارم المبارك
ابن علي بن عبد العزيز بن السمذي قراءة عليه في محرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة
قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني إملاء قال: أنبأنا أبو
القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي،
حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يتمن
أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلا فليقل: اللهم احيني ما كانت
الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي) (1).
توفي عبد الملك الدلال في ليلة السبت السابع من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة
ودفن من الغد بباب حرب.
46 - عبد الملك بن أبي القاسم بن حسين بن محمد المؤذن، أبو علي المعروف
بالقشوري (2).
من أهل دار القز، سمع من مؤدبه أبي غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري وأبي
بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز (3)، كتبت عنه، وكان شيخا متيقظا، لا بأس
به، دلنا عليه شيخنا أبو الفتح البوراني.
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم بن الحسين المؤذن بقراءتي عليه، أنبأنا أبو غالب
محمد بن محمد بن أسد العكبري قراءة عليه سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال: أنبأنا
أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني، حدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن
الحسين بن رامين الاستراباذي إملاء، حدثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني،

(1) في (ج): (بالفسوري).
(2) (سمع من مؤدبه...) (... بن محمد البزاز) ساقطة من (ج).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من البخاري. انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7 / 297. وتاريخ اصبهان
1 / 122.
66

- أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا أبو كامل الفضيل بن الحسين، حدثنا أبو عوانة عن
قتادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استطاع
منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة مل ء كف من دم حرام يهرقه - كأنما يذبح دجاجة،
كلما تعرض بباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه - (فليفعل)، فمن استطاع منكم
أن لا يجعل في بطنه الا طيبا (فليفعل)، ان أول ما ينتن من الانسان بطنه) (1).
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة الوفر وكانت سنة خمس عشرة
وخمسمائة، وتوفي يوم السبت السابع عشر من صفر سنة ستمائة بالمارستان العضدي،
دفن بمقبرته.
47 - عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن، أبو منصور بن أبي علي
المعرف بابن القاضي:
من أهل الحريم الطاهري (2)، شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الله بن الحسين
ابن أحمد الدامغاني في يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة
فقبل شهادته وولي القضاء بالحريم ومدينة المنصور وما يليها مدة، ثم عزل عن القضا ء
وبقي على عدالته، وكان شيخا نبيلا متدينا، كثير الصدقة وفعل الخير، خاشعا غزير
الدمعة، حسن الاخلاق حلو الألفاظ، حفظة للحكايات ذات سمت حسن ووقار
وحشمة وهيبة، سمع الحديث من أبي منصور (3) عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبي
الدلال وبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي الفتح عبد الملك بن أبي
القاسم بن أبي سهل الكروخي وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنا
وغيرهم، كتبت عنه وكان صدوقا.
أخبرنا القاضي أبو منصور عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك قراءة عليه، أنبأنا أبو

(1) في النسخ: (الظاهري).
(2) في الأصل: (محمد بن عبد الرحمن بن محمد).
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل 26. ومسند أحمد 4 / 395. والمستدرك
2 / 604.
67

منصور عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد القزاز قراءة عليه قال: حدثنا القاضي أبو
الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان
الواعظ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرني حماد بن
سلمة عن جعفر بن اياس عن نافع بن جبير عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا
محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي الرحمة ونبي الملحمة).
أخبرنا القاضي عبد الملك بن المبارك بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد
القزاز، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أنبأنا أبو القاسم رضوان بن
محمد بن الحسين الدينوري بها قال: أنشدني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد
ابن زكريا الخزاعي قال: أنشدني أبو القاسم الحسين بن محمد بن القاسم العجلي
الفارسي لنفسه:
الضيف مرتحل والمال موروث وانما الناس في الدنيا أحاديث
ولا تغرنك الدنيا وكثرتها فإنها بعد أيام مواريث
وكل وارث مال عن أقاربه من نسل آدم يوما فهو موروث
فاعمل لنفسك خيرا تلق نائله والخير والشر بعد الموت مبثوث
سألت القاضي عبد الملك عن مولده فقال: في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة،
وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة تسع وستمائة ودفن بباب حرب.
48 - عبد الملك بن المبارك بن أبي الغنائم بن أبي ياسر عبد الله بن أبي الحسن
محمد بن أحمد بن هارون البرداني، أبو عبد الله بن أبي محمد الصوفي:
من أولاد المحدثين، كان يسكن (1) بدرب البصريين وأصله من الحريم، صحب
الشيخ صدقة بن وزير الواعظ، وسمع معه الحديث من أبي الفتح بن البطي وغيره،
وكان خصيصا لشيخنا أبي أحمد بن سكينة، يلقن أولاده وأحفاده القرآن، وكان
شيخا صالحا، حسن الطريقة، متدينا، طيب الاخلاق، لطيفا ظريفا (2)، مليح الوجه،
كتبنا عنه.

(1) في (ب): (كان سكن).
(2) تكررت العبارة في (ب) ابتداء من (أبي أحمد بن سكينة) وتداخلت في بعض المواضع.
68

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن البرداني قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح
قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد
الحمامي، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين (1) الاجري بمكة، أنبأنا أبو محمد الحسن بن
علوية القطان، حدثنا خلف بن هشام البزاز، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن
حميد الأعرج عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا العجمي والاعرابي، قال: فاستمع فقال: (اقرؤا! فكل
حسن، سيأتي قوم يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه) (2).
توفي عبد الملك بن البرداني في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال سنة اثنتي
عشرة وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور، وقد جاوز السبعين.
49 - عبد الملك بن المبارك بن مسلم بن أبي الحسن بن قينا، أبو منصور. ابن
شيخنا أبي البركات بن أبي القاسم السقلاطوني:
من أهل الحريم الطاهري وأولاد المحدثين، سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار
البقال (...) (3)، كتبت عنه ولا بأس به.
أنبأنا عبد الملك بن المبارك بن قينا بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم يحيى بن
ثابت، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي (4)، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا
الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها (5) خرج بها معه).
سألت عبد الملك عن مولده فقال: يوم الاثنين غرة رمضان سنة سبع وخمسين
وخمسمائة.

(1) في (ب): (بن الحسن).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 830. وسند أحمد 3 / 397. وشرح السنة 3 / 88. ومشكاة
المصابيح 2206.
(3) بياض في الأصول.
(4) في (ب): (النعال).
(5) في الأصل: (سمهما) تصحيف.
69

50 - عبد الملك بن محمد بن إبراهيم بن غريب الحال (1)، أبو علي
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده في أول الكتاب، لا أدري حدث بشئ أم لا.
ذكر شجاع الذهلي أنه مات في يوم الأحد تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس
وخمسمائة وأنه دفن في مقبرة باب حرب.
51 - عبد الملك بن محمد بن أحمد، أبو رجاء بن أبي نصر، الحاجب الصوفي:
لا أدري هو بغدادي الأصل أو بغدادي المولد، سكن أصبهان وسمع بها أبا بكر
محمد بن عبد الله بن ريذة (2) التاجر، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد
الدقاق وأبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر بن مهران.
قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي القاسم الحسن بن محمد بن
جعفر قال: أنبأنا أبو رجاء عبد الملك بن أبي نصر محمد بن أحمد البغدادي الحاجب
قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد الله التاجر، أنبأنا أبو القاسم بن مطير، حدثنا محمد بن
صالح بن الوليد النرسي، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا
إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية (3) عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن
لبيد عن قتادة بن النعمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا
كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء) (4).
52 - عبد الملك بن محمد بن بندار بن الحسن بن محمد، أبو محمد الصوفي:
من أهل بروجرد سافر إلى اصبهان، وسمع بها من أبي موسى محمد بن أبي بكر بن
أبي عيسى المديني الحافظ ومن غيره، ودخل بغداد وسافر إلى بلاد الشام وديار مصر
وسمع بها من جماعة من الشيوخ، وكتب بخطه عدة أجزاء، وصحب الصوفية وقدم

(1) في (ج): (غريب الخال).
(2) في الأصل، (ب): (بن زبدة). والتصحيح من العبر 3 / 193.
(3) في كل النسخ: (عن غزية) تصحيف.
(4) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2036. والمستدرك 4 / 309. والمعجم الكبير للطبراني
4 / 298.
70

بغداد وسكن برباط المرزبانية عند شيخنا عمر بن محمد السهروردي، وكان يصلي
بالجماعة اماما في الصلوات، وكان حافظا لكتاب الله، حسن القراءة، طيب التلاوة،
كثير الدرس، دائم الصوم والصلاة، متعبدا زاهدا، انتخبت من أصوله جزءا قرأته عليه
بالرباط، وكان شابا، ثم إنه سافر إلى مكة وحج معنا في سنة سبع وستمائة، وأقام
بمكة مجاورا، ثم عاد إلى الشام فأقام بها إلى حين وفاته.
أخبرني عبد الملك بن محمد بن بندار البروجردي (1) بقراءتي عليه بالرباط الناصري
بالمرزبانية على شاطئ نهر عيسى قلت له: أخبرك أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ
عليه وأنت تسمع بأصبهان؟ فأقر به، قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن
مندويه، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا
محمد بن سعد كاتب الواقدي، حدثنا أبو ضمرة، حدثنا يوسف بن أبي بردة (2)
الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (ما من معمر يعمر في الاسلام الا صرف الله تعالى عنه ثلاثة أنواع من البلاء:
الجنون والجذام والبرص) (3).
توفي عبد الملك بدمشق في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الأولى سنة أربع
عشرة وستمائة وقد قارب الستين.
53 - عبد الملك بن محمد بن الحسين بن محمد، أبو محمد البزوغاني:
من أهل الحربية، سمع أبا الحسن علي بن عمر بن القزويني الزاهد، وحدث
باليسيرة، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن
أحمد بن يوسف.
أخبرنا عبد الرحمن بن علي الواعظ، أنبأنا أبو الحسين بن يوسف، أنبأنا أبو محمد
عبد الملك بن محمد بن الحسين البزوغاني قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن

(1) في كل النسخ: (البروجردي) تصحيف.
(2) في كل النسخ: (بن أبي درة).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 218. وتنزيه الشريعة 1 / 206. وتذكرة الموضوعات 124.
والفوائد المجموعة 481.
71

محمد القزويني قال: قرأت على أبي الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس قال:
أنبأنا أبو الحسن المصري، أنبأنا عبد الله بن أبي مريم، حدثنا محمد بن يوسف
الفريابي، حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فان جهل عليه
فليقل: اني صائم) (1).
قرأت في كتاب أبي الفضل محمد بن محمد بن عطاف بخطه وأنبأنيه عنه ابنه سعيد
قال: سألته - يعني عبد الملك البزوغاني - عن مولده فقال: في سنة ثلاثين، وسمعت
الحديث ولي عشر سنين.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات عبد الملك
ابن البزوغاني في يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس وخمسمائة ودفن
بباب حرب.
54 - عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي بن خشنام بن
النعمان بن مخلد الفارسي، أبو علي:
أخو أبي عمر عبد الواحد، سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا محمد جعفر
ابن محمد بن نصير الخلدي وأبا بكر محمد بن الحسن النقاش وأبا عمرو عثمان بن
أحمد بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك وغيرهم، وحدث ببغداد والري وقزوين
وهمدان، وكان يسافر إلى هناك في التجارة، روى عنه أبو محمد علي بن بشري الليثي
السجزي في مشيخته وأبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي في معجم
شيوخه، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني الحافظ.
أخبرني عبد القادر بن عبد الله الرهاوي فيما شافهني بحران وكتبه لي بخطه قال:
أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي بن أبي سعيد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجزي
بها، أنبأنا جدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن بشرى الليثي، أنبأنا أبو علي عبد الملك بن
محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي بن خشنام الفارسي قراءة عليه ببغداد في الجانب

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 34. وصحيح مسلم، كتاب الصيام 163.
72

الغربي في جرب الزعفران، حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الرحيم الساجي
بالبصرة، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العطار الأبلي، حدثنا أبو الربيع سليمان بن
داود عن سلام الطويل عن إبراهيم بن إسماعيل (1) بن مجمع عن أبي الزبير عن جابر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العنبر ليس بركاز، بل هو لمن وجده) (2).
أنبأنا أبو المكارم الأعز بن علي بن المظفر بن الطهيري قال: أنبأنا أبو القاسم بن
السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم بن السري قال: أنبأنا أبو علي عبد الملك بن
محمد بن عبد الله بن مهدي إجازة بخطه سنة تسعين وثلاثمائة، حدثنا جعفر الخلدي،
حدثنا أحمد بن محمد - يعني ابن مسروق - قال: وسمعت سريا يقول: قال رجل لمحمد
ابن واسع: اني أحبك في الله، فقال محمد: اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت في
مبغض.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلي شهردار بن شيرويه بن شهردار
أنباء إلي قال: سمعت أبا الفتح إسماعيل بن عبد الجبار بن محمد القاضي بقزوين يقول:
سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا علي عبد الملك بن محمد
ابن عبد الله (3) بن محمد بن مهدي البغدادي الشيخ الصالح بالري كتب إلي. أبو
القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهردار بن
شيرويه بن شهردار، أنبأنا أبي قال: عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن مهدي
الفارسي أبو علي البغدادي أخو أبي عمر نزيل قزوين، قدم حاجا سنة تسع وثمانين
وثلاثمائة، روى عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وأبي عمرو عثمان بن أحمد
الدقاق ومحمد بن العباس الوراق، روى عنه أبو طالب بن الصباح، وكان صدوقا.
قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قال: مات أبو يعلى عبد
الملك بن محمد بن مهدي البزاز في يوم الأحد السابع عشر من ذي القعدة سنة احدى
وتسعين وثلاثمائة.

(1) في النسخ: (عن إسماعيل).
(2) انظر الحديث في: الأحاديث الضعيفة 837. وكنز العمال 10963.
(3) في كل النسخ زيادة نصها: (الحافظ يقول: سمعت أبا علي عبد الملك بن عبد الله).
73

55 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن الزيات، أبو مروان الخرائطي:
ذكر ثابت بن سنان أنه كان يتولى (1) الخرائط للمقتدر (2) وأنه توفي في جمادى
الأولى سنة احدى عشرة وثلاثمائة وسنه سبع وثمانون سنة.
56 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن محمد السلمي، أبو محمد الطبري:
حدث ببغداد عن والده أبي خلف محمد بن عبد الملك عن القاضي أبي عمر
الهاشمي البصري، سمع منه كمار (3) ونصر ابنا ناصر بن نصر الحدادي المراغبان.
57 - عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن دوبل اليعقوبي، أبو الكرم بن أبي
الغنائم بن أبي الفتح المؤدب:
من ساكني درب البزازة (4) بالظفرية، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان، سمع
أبوي الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون
القرشي وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني وأبا طالب عبد
القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري
وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو
العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن
الخشاب وحدثنا عنه ابن الأخضر.
حدثنا عبد العزيز عن أبي نصر بن الأخضر من لفظه غير مرة قال: أنبأنا عبد الملك
ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي، حدثنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي
الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الخريف وعبد الله بن ذهيل بن علي
قالا: أنبأنا محمد بن (5) عبد الباقي الشاهد قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن

(1) في الأصل: (مولى الخرائط).
(2) في الأصل: (للمعتمدز) وفي (ب): (للمعتمدز) وفي (ج): (للمعتمدر) تصحيف.
(3) هكذا بالأصول كلها.
(4) في الأصل زيادة: (بن علي).
(5) (بن علي بن محمد) ساقطة من (ج).
74

علي بن محمد (1) بن لؤلؤ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أنبأنا بشر بن موسى،
حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته من أجلي وشرابه من
أجلي والصوم جنة، للصائم فرحتان: فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقي ربه،
ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك) (2).
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد
قال: أنشدنا أبو الكرم بن دوبل:
يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم بالحق لكنها العادات والدرب
أشبهتم الدهر في تلوين صبغته فكلكم حائل الألوان منقلب
أنبأنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع عن أبيه قال: توفي أبو الكرم بن دوبل
المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا، تفقه على
أبي الوفا بن عقيل، وسمع الحديث الكثير، وقرئ عليه اليسير، وكان مولده بعد
السبعين وأربعمائة.
58 - عبد الملك بن محمد بن عمويه السهروردي:
أخو عمر، وكان أصغر منه، وعم الشيخ أبي النجيب، ذكر يوسف بن محمد بن
مقلد الدمشقي أنه رآه ببغداد، وكان صالحا زاهدا يتبرك بدعائه، وأنه عمر سبعا
وسبعين سنة.
59 - عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة (3)، أبو الحسن المقرئ:
والد شيخنا أحمد الذي تقدم ذكره، من أهل الحريم الطاهري، قرأ القراءات
بالروايات على جماعة من القراء، وسمع الحديث من أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد

(1) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 3 / 182. والمعجم الكبير 10 / 120. وحلية الأولياء
4 / 3499. والكامل لابن عدي 1 / 395.
(2) في الأصل، (ج): (حامل الألوان).
(3) في (ب): (كان سكن).
75

بالله ومن أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي البركات يحيى بن عبد الرحمن بن
حبيش (1) الفارقي وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وغيرهم
سمع منه أحمد وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع.
أنبأنا ابن مشق قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة (2)
بالحريم، أنبأنا أبو العز محمد بن المختار قراءة عليه، حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء
وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر
أحمد بن علي بن بدران الحلواني قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة قال: أنبأنا أبو
محمد الجوهري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، حدثنا أحمد بن علي
الامام، حدثنا إسحاق بن سعيد بن الأزكون الدمشقي، حدثنا سعيد بن بشر عن قتادة
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل
منه طير أو انسان أو بهيمة الا كانت له صدقة) (3).
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عمر الليثي المقرئ بخطه قال: أبو
الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف المقرئ سمعت منه عن عمر بن ظفر وكان
(من) (4) المتقنين والحفاظ المجودين والأئمة المحققين، يعطي الحروف حقوقها في تلاوته
وحسن طريقته، قرأت عليه القرآن.
أنبأنا أبو بكر من مشق ونقلته من خطه قال: توفي عبد الملك بن باتانة في يوم
الثلاثاء الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة سبع وستين وخمسمائة، ودفن يوم
الأربعاء بباب حرب.
60 - عبد الملك بن محمد، أبو مروان (5) التميمي المعروف بأمير الكلام:
كان موصوفا بالفضل والأدب وجودة النظم والنثر، وأظنه كان من أهل الشام،

(1) تكررت العبارة في (ب) ابتداء من (أبي أحمد بن سكينة) وتداخلت في بعض المواضع.
(2) في (ب): (بن الحسن).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 135. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 12. وفتح
الباري 5 / 3.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(5) في (ج): (بن مروان التميمي).
76

دخل بغداد وروى بها شيئا من شعره، كتب عنه فارس بن الحسين أبو شجاع الذهلي
والزويندار بن صيغون التركي.
قرأت بخط فارس الذهلي في مجموع له وأنبأنيه (1) أبو أحمد الأمين عن أبي القاسم
ابن احمد عنه قال: أنشدني أمير الكلام لنفسه من قصيدة:
يلومني الحساد فيك (2) وانني * لدادهم وخصمهم الألوى
فيا لفؤادي ما أشد صبابة * ويا لعذولي ما أضل وما أغوى
وللدهر من باغ تطاول بغيه * وللبين من طاغ تمادت به الطغوى
لعمري لقد خطت بقلبي يد النوى * سطور اشتياق لا أطيق لها محوا
ولكن أبت الا اعتزامي (3) وهمتي * والا بلوغي في العلى الغاية القصوى
قرأت على أبي العلاء أحمد بن شاكر التنوخي بالمعرة عن أبي محمد عبد الله بن
محمد بن الخشاب ونقلته من خطه قال: أنشدني محمد بن محمد بن قزي الإسكافي
قال: أنشدني الزوبندار بن صيغون التركي وكان - على طعنه في السن - متصابيا،
قال: أنشدني أمير الكلام لنفسه:
ارشفني من رضابه ضرب * على حذار من الرقيب فمه
وعاذل في هواه قلت له * أكثرت يا عاذلي عليه فمه
قال ابن الخشاب، ونقلته من خطه: كان شيخنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمر
الزنجاني القاضي مفتخرا بأنه لقي أمير الكلام، ويقول كثيرا إذا أنشدني شيئا لابي
العلاء المعري: لقيت أبا العلاء بالمعرة، ولقيت بالشام أبا عمران الصقلي وأمير الكلام،
وبمصر ابن مايشاد، وبالعراق أبا القاسم بن برهان وأبا الفتح بن شيطان وتلقنت عليه
القرآن مع جماعة من الشيوخ، في هذا الطبقة كان يعدهم.

(1) في (ج): (أنبأنا).
(2) في الأصل: (فبك).
(3) في الأصل، (ب): (وما غوى).
77

61 - عبد الملك بن محمد الغزال:
روى عن عاصم وابن حكينا شيئا من شعرهما، روى عنه أبو بكر المبارك بن
كامل بن أبي غالب في كتاب (سلوة الأحزان) من جمعه.
قرأت بخط المبارك بن كامل وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدني عبد الملك بن
محمد الغزال قال: أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه:
تبدل بعد قنديل بكأسي * خليقا (1) من ثياب اللهو كاسي
وعاد من التهجد في انعكاف * على ناي وطنبور وكاسي
فظل مجدلا يكبو اختبالا * على ورد ونسرين وآس
وغنى والمدامة في يديه * تناساني ولست له بناس
وبه: قال أنشدني ابن محمد الغزال قال: أنشدني ابن حكينا لنفسه:
زادت لهجرانه الهموم * وهو على ما جنى مقيم
ظبي بألحاظه سقام * أعدى فجسمي به سقيم
ولائم لام في هواه * وذاك منه جهل ولؤم
فقلت دعني فلست أسلو * حتى تداني لك النجوم
62 - عبد الملك بن مسعود بن علي بن الدينوري، أبو الفرج:
أحد (2) الشهود المعدلين بمدينة السلام، وهو والد محمد وإسماعيل اللذين تقدم
ذكرهما، ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي الواسطي في كتاب
(الحكام) من جمعه، وذكر أنه شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد
الدامغاني في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة وزكاه أبو علي بن المهدي وأبو
البركات بن حبيش.
63 - عبد الملك بن مظفر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن
غالب، أبو غالب:

(1) (ج): (بكأس خليعا).
(2) في (ب): (أحمد الشهود).
78

من أهل الحربية، كان شيخا صالحا، حافظا لكتاب الله تعالى، متدينا، حسن
الطريقة، مليح الشيبة، على وجهه وضأ، طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير. وكتب
بخطه، وصحب الصالحين، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبا القاسم
سعيد بن أحمد بن البناء وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن الشبلي وأبا الوقت عبد الأول
ابن عيسى السجزي، وأبا علي بن محمد بن عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله
ابن علي الحربي وجماعة سواهم، كتبت عنه، وكان صدوقا.
أخبرنا عبد الملك بن مظفر بن غالب قال: أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، أنبأنا
عبد العزيز بن علي الأنماطي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن
صاعد، حدثنا مؤمل بن هشام، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا معمر عن هشام بن
عروة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكم حبله - أو قال:
أحبله - فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) (1).
سألت عبد الملك بن غالب عن مولده فقال: في سنة ثلاثين وخمسمائة، وتوفي يوم
الاثنين الرابع عشر من شوال من سنة ستمائة ودفن بباب حرب.
64 - عبد الملك بن منصور، أبو الفتح الجيلي المعروف بشيذلة والقاضي
عزيزي:
قدم بغداد حاجا مرات، وروى بها شيئا عنه ولده.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله الحسين بن علي الأنصاري قال:
أنشدني القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قال: أنشدني والدي ببغداد
يوم خروجه إلى الحجة الثانية قال: أنشدني جدي أبو حاتم محمد بن علي الشامي يوم
ودعته لخروجي إلى طلب العلم:
مددت إلى التوديع كفا ضعيفة * وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي
فلا كان هذا العهد آخر عهدنا * ولا كان ذا التوديع آخر زادي

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 152، 3 / 75.
79

65 - عبد الملك بن مواهب بن مسلم بن الربيع بن محمد بن الحسن السلمي،
أبو محمد الكاغذي:
من أهل البصرية، كان يعرف بالخضري لأنه كان يزعم أنه يرى الخضر عليه
السلام ويخاطبه، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا منقطعا في منزله، كان يأكل من
كسب يده وكان مستجاب الدعوة، سمع الحديث في صباه مع خاله سلمان بن مسلم
الزاهد من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، كتبت عنه.
أنبأنا عبد الملك بن مواهب السلمي - وكان من عباد الله الصالحين قال: أنبأنا
محمد بن عبد الباقي الشاهد قال: أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري،
حدثنا (أبي) (1) احمد محمد (2) بن أحمد بن الغطريف الجرجاني قال: حدثنا أبو
العباس أحمد بن عمر بن سريج، حدثنا أبو يحيى الضرير، حدثنا محمد بن كثير الكوفي،
حدثنا إسماعيل بن مسلم عن ابن سيرين عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت) (3).
توفي عبد الملك الكاغذي في ليلة الثلاثاء لتسع خلون من شهر ربيع الاخر من سنة
ستمائة، ودفن من الغد إلى جانب عمه سلمان بباب حرب.
66 - عبد الملك بن أبي نصر بن عمر، أبو المعالي (4):
من أهل جيلان، سكن بغداد وكان يأوى الخراب، وكان فقيها زاهدا، روى شيئا
يسيرا. روى عنه أبو سعد بن السمعاني وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدني عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي
من لفظه:

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3 / 5.
(2) في (ج): (أبي أحمد بن محمد).
(3) انظر الحديث في: المستدرك 1 / 471. والسنن الكبرى للبيهقي 4 / 350. ونصب الراية
3 / 148.
(4) انظر: شذرات الذهب 4 / 140.
80

كانت لقلبي أهواء مفرقة * فاستجمعت مذ رأتك العين أهواي
فصار يحسدني من كنت أحسده * فصرت مولى الورى مذ صرت مولاي
تركت للناس دنياهم ودينهم * شغلا بحبك (1) يا ديني ودنياي
أخبرني إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن
ثابت الحنفي قال: سمعت عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي أبا المعالي من أهل
جيلان ببغداد يقول: سمعت امام الحرمين أبا مخلد الفزاري قال: كنت بمكة فرأيت
شيخا من أهل العرب يطوف ويقول:
تمتع بالرقاد على شمال * فسوف يطول نومك باليمين
وتمنع من يحبك من تلاق * فأنت من الفراق على يقين
قال: وسمعت عبد الملك أيضا يقول: أملى علي بعض أهل الري بها وكتب لي
بخطه:
يعد رفيع القوم من كان عاقلا * وإن لم يكن في قومه بحسيب
إذا حل (2) أرضا عاش فيها بعقله * وما عاقل في بلدة بغريب
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: عبد الملك بن أبي نصر الجيلي
يعرف بشيخ المشايخ فقيه صالح، عامل (3) بعلمه، كثير العبادة، ليس له مأوى يسكنه،
يبيت أي موضع اتفق، تارك للتكلف، خشن العيش، حسن الطريقة، تفقه على أسعد
الميهني، وسمع القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، علقت عنه
مقطعات من الشعر، وكان يحفظ منها كثيرا، وكان يأوى المساجد في الخربات على
شاطئ دجلة، توفي في أحد الربيعين أو الجماديين من سنة خمس وأربعين وخمسمائة
بفيد.

(1) في (ب)، (ج): (شغلا لحبك).
(2) في الأصل: (إذا دخل).
(3) في (ج): (عالم بعلمه).
81

67 - عبد الملك بن نصر الله بن جهيل، أبو الحسين الفقيه الشافعي:
من اهل حلب، كان فقيها فاضلا، حسن المعرفة بمذهب الشافعي، وكان زاهدا
ورعا عابدا متدينا ساكنا، كان يدرس بمدرسة الزجاجية (1) بحلب، قدم بغداد حاجا
في شهر ربيع الأول من سنة تسع وثمانين وخمسمائة وحدث بها بأحاديث البينونية (2)
لابي العباس السراج عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني، سمع منه وكتب عنه
أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن جيل أمير الهمداني المقرئ نزيل بغداد، وقد سمع منه
بمكة شيخنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليمني نزيل مكة وروى
عنه.
وبلغنا انه توفي بحلب في التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة.
68 - عبد الملك بن يزيد البغدادي:
والد محمد بن عبد الملك الذي تقدم ذكره، وذكره أبو عبد الرحمن السلمي
النيسابوري في ترجمة ولده محمد في كتاب (تاريخ الصوفية) من جمعه فقال: وأبوه عبد
الملك بن يزيد من مشايخ الحديث، حدث عنه حفص بن غياث وغيره.
69 - عبد الملك بن يعيش بن عبد الله بن محمد بن علي، أبو القاسم
السمسار (3) برحبة جامع القصر:
سمع أبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر
السمرقندي وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أحمد بن طارق أبو الرضا.
70 - عبد الملك بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي، أبو القاسم
الوراق، المعروف بالدحالي (4):
من أهل دار القز، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن قريش، وحدث باليسير،

(1) في الأصول: (الزجاجين).
(2) في (ج): (بأحاديث والده).
(3) في (ج): (السمار).
(4) في الأصل: (الدجالي).
82

وكان شيخا صالحا، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وأبو الفضل
أحمد بن صالح بن شافع الجيلي وشيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع وأحمد
ابن طارق بن سنان (1) الكركي، وروى عنه.
أنبأنا ابن مشق قال: أنبأنا عبد الملك بن يوسف الدحالي بقراءتي عليه أخبركم
أحمد بن الحسين بن قريش، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي العشاري، أنبأنا عمر بن
أحمد بن شاهين، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الشيباني بدمشق، حدثنا
إبراهيم بن مرزوق عن يزيد بن مرثد (2) عن أبي رهم (3) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(إذا رجع أحدكم من سفره فليرجع إلى أهله بهدية ولو لم (4) يجد إلا أن يلقي في
مخلاته حجرا أو حزمة حطب، فان ذلك مما يعجبهم) (5).
ذكر عبد الملك أن مولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وحدث في شهر ربيع
الأول سنة أربع وستين وخمسمائة فيكون وفاته بعد هذا التاريخ.
71 - عبد المنان بن هارون الزرندي:
حدث ببغداد عن أبي جزي نصر بن طريف الباهلي البصري، روى عنه عبد الله
ابن محمد بن أيوب المخرمي (6).
أخبرنا محمد بن أبي السعادات قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أحمد بن علي،
أنبأنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري، أنبأنا أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني،
أنبأنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي، حدثنا عبد الله بن أيوب، حدثنا عبد
المنان بن هارون الزرندي ببغداد، حدثنا نصر بن طريف عن قتادة عن أبي حسان

(1) في (ج): (بن سمان).
(2) في (ج): (بن مزيد).
(3) في (ج): أبي وهم).
(4) في (ج): (ولو من يجد).
(5) انظر الحديث في: الكنى للدولابي 1 / 28. وكنز العمال 17508. والمجروحين 1 / 259.
(6) في الأصل: (المخزمي).
83

الأعرج عن ناجية بن كعب عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خلق (الله) (1)
يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا، وخلق فرعون في بطن أمه كافرا) (2).
كتب إلي أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد بن العطار الهمذاني قال: أنبأنا أبو
المحاسن نصر بن المظفر البرمكي قراءة عليه، أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن
إسحاق بن منده، أنبأنا أبي قال: عبد المنان بن هارون الزرندي حدث عن أبي جزي
نصر بن طريف روى عنه عبد الله بن أيوب المخرمي.
72 - عبد المنعم بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن
إبراهيم بن علي، أبو طاهر بن أبي الوفاء الصالحاني:
من أهل اصبهان، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده. قدم بغداد وحدث بها عن أبي
مطيع محمد بن عبد الواحد المصري، سمع منه أبو بكر بن كامل وأخرج عنه حديثا
في معجم شيوخه، وكان صالحا حافظا للقرآن، حج ثلاثين حجة، وقد روى لنا عنه
داود بن معمر بأصبهان.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه وأنبأنيه ابنه
يوسف عنه قال: أنبأنا أبو طاهر عبد المنعم بن أحمد بن إبراهيم الصالحاني ببغداد
وأنبأنا القاضي أبو الفتوح أحمد بن محفوظ بن مسعود بن محمد المديني قراءة عليه وأنا
أسمع بمدينة جي قال: أنبأنا جدي مسعود بن محمد قراءة عليه قالا: أنبأنا محمد بن عبد
الواحد المصري، حدثنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن القرشي
الكوفي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس الزهري، حدثنا محمد بن كناسة عن
إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة (3) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن بن علي
يشبهه.
قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين قال: سألت أبا

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(2) انظر الحديث في: المعجم الكبير للطبراني 10 / 276. وتاريخ أصبهان 2 / 190. ومجمع الزوائد
7 / 193.
(3) في الأصول: (أبى حجيفة) تصحيف.
84

طاهر عبد المنعم بن أبي الوفاء عن مولده فقال: في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة في
ذي الحجة.
73 - عبد المنعم بن الحسين بن محمد البزاز:
ذكره أبو البركات هبة الله بن المبارك بن السقطي في معجم شيوخه، وروى عنه
حديثا سمعه منه عن أبي القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران سماعا.
74 - عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب بن عبيد الله بن فارس بن ملاعب
ابن الذماك (1)، أبو منصور الأزدي المعروف بزاهد آمد (2):
قدم بغداد في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وسمع بها الكثير من أبي القاسم علي
ابن الحسين الربعي وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وأبي الحسن (علي) (3)
ابن محمد بن العلاف وأبي محمد جعفر بن محمد بن (4) السراج وأمثالهم، وحدث
باليسير لنزول اسناده وتقدم وفاته، روى عنه أبو سعد ابن السمعاني وعبد الخالق بن
أسد بن ثابت الدمشقي.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن
ثابت الحنفي قال: حدثني أبو منصور عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب إملاء
ببغداد، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي، أنبأنا محمد بن محمد بن مخلد، حدثنا
عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أبو محمد يوسف بن أبي يوسف الأزدي، حدثنا محمد
ابن أبي بكر، حدثنا زائدة عن أبي الزناد (5) عن زياد النميري عن أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل رجب قال: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا
رمضان) (6).

(1) في الأصل: (الزناك).
(2) في الأصل: (بالزهد آمد).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر.
(4) في العبر 3 / 355: (بن أحمد بن حسين).
(5) في (ج): (عن أبي الزياد).
(6) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 259. ومجمع الزوائد 2 / 165، 3 / 140. وكشف الخفا
1 / 213.
85

وأخبرنا إسماعيل قال: أنبأنا عبد الخالق قال: حدثنا أبو منصور عبد المنعم بن سعد
الآمدي ببغداد قال: رأيت في النوم بعد موت ابن جهير الوزير أبي القاسم علي
كأني (1) نظمت بيتا في النوم وأنشدته، فانتبهت بحيث حفظت البيت:
لآل جهير في الأنام صنائع * هي الآن في رأس الخلافة تاج
قلا: فأضفت إليه في اليقظة أبياتا وهي:
إذا ما رضوا فالبؤس أم عقيمة * وان سخطوا فالباترات نتاج
وان يمم العافون (2) سيب الفهم * فما دون المنفسات رتاج
بحورهم (3) من سلسبيل مطهر * وبحر (4) سواهم علقم وأجاج
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعيد ابن السمعاني من لفظه قال:
عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب رجل صالح يبيع الكتب والدفاتر، سمع الكثير
بنفسه من أصحاب أبي علي بن شاذان وأبي القاسم بن بشران، وله أنسة بالحديث
من كثرة ما سمع ومعرفة بالأدب.
كتبت عنه وقرأت بخط عبد المنعم بن سعد بن عبد الوهاب الآمدي قال: اتفق
ولادتي بثغر آمد ثالث عشر ذي الحجة من سنة ستين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل مسعود بن علي بن النادر العدل قال: مات أبو منصور عبد
المنعم الآمدي في المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ودفن بباب أبرز.
75 - عبد المنعم بن عبد الله بن أحمد بن السيبي، أبو سعد بن أبي محمد:
من بيت الحديث والرواية، سمع عمه أبا عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي
ابن السيبي، وحدث باليسير، سمع منه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر

(1) في (ج): (كأني قد نظمت).
(2) في الأصل، (ب): (وان تمم العارفون).
(3) في كل النسخ: (نحورهم).
(4) في كل النسخ (ونحر).
86

السمرقندي، قال: أنبأنا أبو سعد (1) عبد المنعم بن عبد الله بن أحمد بن السيبي
بقراءتي عليه من أصل سماعه قلت له أخبركم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
السيبي قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن سفيان بن حماد القرشي بالكوفة،
حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين، حدثنا يحيى بن يعلى عن
الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن خباب قال: شكونا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا.
قرأت في كتاب أبي القاسم بن السمرقندي بخطه قال: توفي أبو سعد عبد المنعم بن
عبد الله بن أحمد السيبي أخو القاضي أبي الحسن في ليلة الأحد ودفن يوم الأحد
عاشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بقبر أحمد.
76 - عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي،
أبو المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله (2):
من أهل نيسابور من بيت مشهور بالعدالة والرواية والعلم والفضل، حدث هو
وأبوه وجده وجد أبيه، وكلهم ثقات أعيان، سمع جده أبا عبد الله وأبا بكر عبد
الغفار بن محمد الشيروي وهو آخر من حدث عنه وأبا نصر عبد الرحيم بن عبد
الكريم القشيري وأبا الفضل العباس بن أبي العباس (أحمد) الشقاني وغيرهم، وقدم
بغداد حاجا في سنة ثمان وخمسمائة وحدث بها، سمع منه شيوخنا أبو العباس بن
البندنيجي الحافظ وأبو محمد بن الغزال الواعظ وأبو طالب الحقيقي والحافظ أبو بكر
محمد بن موسى الحازمي وغيرهم، وكان من أعيان الشهود المزكين بنيسابور.
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ ببغداد وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي
علي البوقاني بمصر قالا: أنبأنا عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي -
قدم علينا بغداد - قال: أنبأنا أبو بكر الشيروي، أنبأنا أبو سعيد الصيرفي، حدثنا أبو
العباس الأصم، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا سعيد بن بشير

(1) في (ج): (أبو سعيد).
(2) انظر: العبر في خبر من غبر 4 / 262.
87

المصري، أنبأنا عبد الله بن حكيم الكناني - رجل من أهل اليمن من مواليهم - عن
قيس بن كلاب الكلابي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ظهر الثنية ينادي الناس
ثلاثا: (يا أيها الناس! ان الله قد حرم دماءكم وأموالكم وأولادكم كحرمة هذا اليوم
من الشهر وكحرمة هذا الشهر (1) من السنة، اللهم! هل بلغت! اللهم هل
بلغت!) (2).
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ يقول: سألت عبد المنعم بن الفراوي عن
مولده فقال: ولدت في شهر ربيع الأول من سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
أنبأنا أبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجي ونقلته من خطه قال: مات أبو المعالي
ابن الفراوي في شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
77 - عبد المنعم بن عبد الرحيم بن إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري، أبو
البركات بن أبي القاسم (3) بن أبي البركات بن أبي سعد الصوفي:
من أولاد المشايخ، سمع في صباه من أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي
وحدث عنه بكتاب (صفة التصوف)، لأبيه محمد بن طاهر بسماعه منه، قرأه عليه
شيخنا أبو البركات سعيد بن هبة الله بن علي بن هبة الله بن الصباغ في صفر سنة
أربع وتسعين وخمسمائة، وأظنه توفي في هذه السنة أو في التي بعدها وكان شابا،
وكان حافظا لكتاب الله تعالى، كثير التلاوة له، وكانت فيه سلامة، رأيته كثيرا.
78 - عبد المنعم بن عبد العزيز بن أبي بكر بن عبد المؤمن، أبو الفضل
القرشي العبدري المعروف بابن النطروني:
من أهل الإسكندرية، قدم بغداد واستوطنها، ومدح بها الامام الناصر لدين الله
بعدة قصائد (4)، وكان شاعرا مجيدا، مليح الشعر، فاضلا أديبا، فقيها مالكيا (5)،

(1) في الأصل، (ب): (وكحرمة بعد الشهر).
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 12351، 12918. وجمع الجوامع 2 / 591.
(3) في الأصل، (ب): (أبو البركات بن قاسم).
(4) في الأصل، (ب): (بعد قصائد) وفي (ج): (بعدد قصائد).
(5) في (ج): (مالكا).
88

مليح الشيبة (1) حسن السمت (2)، رتب شيخا برباط العميد بالجانب الغربي وناظرا
في أوقافه، ثم نفذ رسولا من الديوان إلى يحيى بن عافية الميورقي (3) المقيم ببلاد
المغرب، الداعي إلى الدولة العباسية، فأقام هناك مدة طويلة وولده عبد العزيز ينوبه في
الرباط، قدم بغداد وقد حصل له مال طائل، فرتب ناظرا في المارستان العضدي، فلم
يزل على ذلك إلى حين وفاته، اجتمعت به مرة واحدة في مجلس شيخنا أبي أحمد ابن
سكينة وقد جاء زائرا، وسمعت من لفظه شيئا من شعره ولم اجتمع به بعد ذلك.
أنشدني عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن النطروني من لفظه على باب
منزله بالإسكندرية قال: أنشدني والدي لنفسه ببغداد:
باتت تصد عن النوى * وتقول كم تتغرب
ان الحياة مع القناعة * والمقام لأطيب
فأجبتها يا هذه * غيري بقولك يخلب
ان الكريم مفارق * أوطانه إذ تجدب
والبدر حين يشينه * نقصانه يتغيب
لا يرتقي درج العلى * من لا يجد ويتعب
وأنشدني عبد العزيز بن عبد المنعم بن عبد العزيز العبدري بالإسكندرية قال:
أنشدني والدي لنفسه ببغداد مادحا أمير المؤمنين الناصر لدين الله ويهنئه بسنة ثلاث
وتسعين وخمسمائة:
يا ساحر الطرف ليلي ما له سحر * وقد أضر بجفني بعدك السهر
يكفيك مني إشارات بعين ضنى * لم يبق مني (به) عين ولا أثر
أعاذك الله من شر الهوى فلقد * أذكى على كبدي نارا لها شرر
غررت فيه بروحي بعد ما علمت * أن السلامة من أسبابه غرر

(1) في الأصل، (ب): (والشبيه).
(2) في الأصل: (حسن الصمت).
(3) في كل النسخ: (غانية الميروقى).
(4) في (ج): (الأطيب).
89

وكان عذبا عذابي في بدايته * فصار في الصبر طعما دونه الصبر
ولست أدري وقد مثلت شخصك في * قلبي المشوق أشمس أنت أم قمر
ما صور الله هذا الحسن في بشر * وكان يمكن أن لا تعبد الصور
من لي برد غديات بذي سلم * حيث النسيم عليل والثى عطر
والنورك يضحك (في) وجه السحاب إذا * أبدى عبوسا وأبكى جفنه المطر
والورق يدرع الأوراق ان نظرت * سهام قطر بذاك القطر ينحدر
وللغصون مناجات إذا سمعت * من النسيم أحاديثا لها خطر
ما كنت أحسب ان العيش يخلف ما * قد كان من صفوه فيما مضى كدر
ولا تخيلت ان الساكنين ربى * نجد بغيرهم من بعدنا الغير
وفيت بالقول إذا وافيتهم نكثوا * وصنت عهدي إذ غادرتهم غدروا
ما حرموا غير وصلي في محرمهم * وحال في صفر ما بيننا سفر
واضز قلباه إن لم يدن لي وطن * عما قليل وإن لم يقض لي وطر
لو كنت (يا رب) تدري ما صنعت بنا * لكنت في عاجل الأحوال تعتذر
وأنت يا دهر لو أنصفت كنت على * مقدار جهدي من الآفات تقتصر
قف حين أنت فاني بالامام أبي العباس * ناصر دين الله أقتصر
خير الخلائف من آل النبي إذا * وعدوا وأطيبهم ذكرا إذا ذكروا
الواجب الامر في نص الكتاب على * كل البرية ان غابوا وان حضروا
والحائز الفخر إرثا كلما سردت * حساب أحسابها عدنان أو مضر
والواهب المال في أكياسه بدرا * والطاعن الخيل آلافا إذا بدروا
والمرسل الجيش في أرض العدى لجبا * عر مر مالا يقي من بأسه وزر
فوارسا من بني الأتراك ما تركوا * أمرا على خطر في الملك مذ خطروا
من كل أغلب مجدول العزيمة لا * يبقى إذا هاج في الهيجا ولا يذر
في متن أدهم جون كله طرزا * وظهر أشهب صاف كله غرر
ان قابلوا فتنوا أو قاتلوا قتلوا * أو أنشبوا ظفر في معرك ظفروا
مؤيدين بنصر الله ان وردوا * يوم الكريهة في درع وان صدروا
90

أما لك الأرض والاملاك قاطبة * ملكا مؤيده التأييد والظفر
يامن مقانبه الأولى ملائكة * ومن مناقبه الآيات والسور
ان الزمان الذي أصبحت صاحبه * قد مسني من يدي احداثه ضرر
وان تقبضه قهرا وتبسطه * أمرا وتزجره مهنا فيزدجر
هذا دراك وقد ناديت من كثب * بحيث يسمعني الانباء والسير
وأنت أقرب من حبل الوريد إلى * الراجي وما أنت مما يدرك البصر
فانظر إلى أمير المؤمنين ففي * فيها المآثر وازدانت بها العصر
وأبشر فإنك ركن الله أسكبه * في أرضه ليرى إتقانه البشر
توفي عبد المنعم بن النظروني في يوم الجمعة لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة
ثلاث وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية وقد قارب السبعين.
79 - عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري،
أبو المظفر بن الأستاذ أبي القاسم الصوفي:
من أهل نيسابور، سمع أباه وأبا سليمان سعيد بن محمد البحيري وأبا سعد محمد بن
عبد الرحمن الكتجروذي وأبا سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ وأبوي بكر أحمد بن
منصور بن خلف المغربي وأحمد بن الحسين بن علي البيهقي وأبا الوليد الحسن بن
محمد الدربندي وغيرهم، وسافر بعد وفاة والده إلى أخيه أبي نصر عبد الرحيم إلى
الحج فحج، وسمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا منصور عبد الباقي
ابن محمد بن غالب العطار وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا القاسم عبد
العزيز بن علي الأنماطي وعلي بن أحمد بن (التستري (1)) ويوسف بن محمد المهرواني،
وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وأبا القاسم سعد بن علي الزنجاني،
وبهمذان أبا الفتح عبدوس (بن عبد الله (2)) بن محمد بن عبدوس (3)، ثم إنه عاد ثانيا
إلى بغداد وحج وأقام مدة وعاد إلى نيسابور، ثم ورد بغداد ثالثا في سنة عشر

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وأثبت من العبر 3 / 329.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول وأثبت من العبر 3 / 329.
(3) (وبن محمد بن عبدوس) سقط من (ب).
91

وخمسمائة وأقام بها مدة وحدث بها بالكثير، روى عنه من أهلها عبد الوهاب بن
المبارك الأنماطي وأبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام وعمر بن ظفر
المغازلي وأبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وسعد الله بن محمد بن
(علي بن) (1) طاهر الدقاق المقرئ، وعاد إلى نيسابور وبقي بها أكثر من عشرين سنة
يحدث.
روى لنا عنه من أهل نيسابور أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي وزينب
بنت عبد الرحمن (2) بن أحمد الشعري.
أخبرنا أبو البقاء خالد بن محمد الخفاف، أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي، أنبأنا أبو
المظفر بن عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري في جمادى الأولى سنة عشر وخمسمائة
وأنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة قال: أنبأنا أبو القاسم
تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني قالا: أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الكنجروذي، أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، حدثنا أبو يعلى
الموصلي، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن
الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص
يقول: ان أبا بكر الصديق قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! علمني دعاء أدعو به
في صلاتي وفي بيتي، قال: (قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب
الا أنت فاغفر (لي (3)) مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم) (4).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد (5) ابن السمعاني قال: عبد
المنعم ابن عبد الكريم بن هوازن القشيري أبو المظفر آخر من بقي من أولاد أبيه، شيخ

(1) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(2) في (ب): (زينب بن عبد الرحمن).
(3) ما بين المعقوفتين من طبقات القراء 1 / 302.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 211، 8 / 89، 9 / 144. وصحيح مسلم 2078،
وفتح الباري 2 / 317، 11 / 131، 13، 372.
(5) في (ب): (أبو سعيد).
92

ظريف، مرضي السيرة، سليم الجانب، ومشتغل بما يهمه، نشأ طفلا في حجر أخيه
أبي نصر، منظورا من والده بالاهتمام الشفقة، عقد له مجلس التذكير بالنوبة بمصر يوم
السبت بمسجد عقيل، فأقام عليه مدة حياة والده، ثم خرج بعد وفاته في صحبة أخيه
أبي نصر إلى الحج فحج معه، ثم عاد قبله إلى نيسابور في صحبة عبد الرزاق بن
حسان المنيعي فأقام مدة، ثم خرج بعد ذلك ثانيا وحج وأقام مدة ببغداد وعاد إلى
نيسابور، وخرج إلى كرمان وعاد إلى نيسابور ولزم البيت، واشتغل بالعبادة وكتابة
المصاحف وكتب والده، وكان لطيف المعاشرة، ظريف المحاورة، كريم الصحبة، بذولا
لما يملكه، خرج له أخوه أبو نصر فوائد في عشرة أجزاء عن أربعين شيخا، سمعت منه،
وكان حسن الاصغاء إلى من يقرأ عليه الحديث، وكان رفيقنا أبو القاسم الدمشقي
يفضله على الإمام محمد بن الفضل الفراوي في هذا المعنى، وما كانت له أصول، قرأنا
عليه من نسخ غيره.
سألته عن مولده فقال: سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وتوفي بين العيدين سنة
اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي: ذكر أبو المظفر عبد المنعم القشيري أن مولده في
صفر سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
80 - عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر (1) بن كليب
الحراني، أبو الفرج بن أبي الفتح التاجر (2).
من ساكني درب الاجر بخرابة بن حوذة، ولد ببغداد وبكر به (3) في سماع الحديث
وعمره ست سنين، فأسمعه عمه أبو عبد الله محمد بن سعد من الشريف أبي طالب
الحسين بن محمد بن علي الزينبي وأبي القاسم (4) علي بن أحمد بن محمد بن بيان وأبي

(1) انظر: وفيات الأعيان 2 / 394.
(2) في وفيات الأعيان: (بن الحصين).
(3) في (ج): (بكروبه).
(4) في الأصل: (الزينبي بن أبي القاسم).
93

علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبي عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن مسلمة
الأصبهاني وأبي الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسال المقرئ وأبي منصور محمد
ابن أحمد بن طاهر بن حمد الخازن وأبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي
العلاء صاعد بن سيار بن محمد الإسحاقي الهروي، وكان آخر من حدث عن هؤلاء
على وجه الأرض، وكانت له إجازة من الشريف أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد
وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وأبي الخطاب محمود (1) بن أحمد
الكلوذاني وأبي البركات طلحة بن أحمد بن بادي (2) العاقولي وأبي طاهر عبد الرحمن
ابن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبي العباس أحمد بن الحسين بن قريش وأبي عبد
الله محمد بن عبد الباقي الدوري وعبد الوهاب بن أحمد بن الصحناي وعبد الكريم
ابن هبة الله بن النحوي وأحمد بن عبد الباقي بن بشر العطار وعبد الله بن محمد بن
جحشويه الاجري (3) وأبي الفتح أحمد بن أحمد بن هبة الله العراقي وسعد الله بن
علي بن الحسين بن أيوب البزاز وأبي بكر محمد بن مكي بن دورست العلاف وأبي
المعالي هبة الله بن المبارك الدواني ويحيى بن عثمان بن الشواء وأبي طاهر حمزة بن
محمد الروذراوري وجماعة غيرهم وتفرد بالرواية عن هؤلاء ببغداد.
وسمع منه شيوخنا أبو الفرج بن الجوزي وأبو محمد بن الأخضر وأبو الفتوح بن
الخضري وأبو العباس بن البندنيجي وجماعة غيرهم، ألحق الصغار بالكبار، وصارت
الرحلة إليه من جميع الأقطار، ومات خلق ممن سمع منه وهو حي، وكان بين سماعه
وروايته احدى وتسعون سنة، ومتعه الله بسمعه وبصره وجوارحه وقوته وصحة ذهنه
وكمال عقله وحسن صورته وحمرة وجهه كهيئة ألوان الشباب، وكان الغرباء
والطلاب يترددون إلى بابه كل يوم، فيجلس لهم بلا ضجر ولا ملل، وكتب أحاديث
الحسن بن عرفة بخطه - وله سبع وتسعون سنة - خطا مليحا بلا ارتعاش يد، وحدث

(1) في كل النسخ: (وأبي الخطاب محفوظ). في شذرات الذهب 4 / 34: (طلحة بن أحمد بن
طلحة بن أحمد بن الحسين بن سليمان).
(2) في (ج): (الأخرى).
(3) (عن سعد) ساقطة من (ج).
94

به من لفظه في مجلس عام حضره خلق كثيرون في دار كثيرة، وحضرت ذلك اليوم في
آخر المجلس، وسمعت بعضه من لفظه، وكنت قد سمعت منه قبل ذلك مرتين ولله
الحمد، وكان رحمه الله من أعيان التجار ببغداد وأرباب الثروة الواسعة والتحمل
الكثير، وكان قد سافر كثيرا في طلب الكسب برا وبحرا ورأى العجائب، ثم عاد في
آخر عمره إلى بغداد وافتقر وتضعضع ولزم منزله إلى حين وفاته، واحتاج إلى أن يأخذ
من طلاب الحديث والأغنياء ما يرفق به، وكان لا يروي أحاديث بن عرفة الا بدينار،
وذلك من تحسين ولده له، سمعت منه الكثير وقرأت عليه كثيرا بالسمع والإجازة،
وكنت كثير الملازمة له، وكان صدوقا أمينا، حسن الاخلاق، مليح المجالسة، دمثا، من
محاسن الزمان وبقية الناس.
أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غيرة مرة قال: أنبأنا أبو
القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الكاتب قراءة عليه في شهر ربيع الاخر من سنة
ست وخمسمائة أنبأنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز،
أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني المبارك بن
سعيد أخو سفيان الثوري عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد (1) بن أبي
وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيمنع أحدكم ان يكبر في دبر كل صلاة عشرا
ويسبح عشرا ويحمد عشرا، فذاك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان وألف
وخمسمائة في الميزان، وإذا آوى إلى فراشه كبر أربعا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين
وسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، قال: ثم قال: فأيكم يعمل
في يومه وليلته ألفين وخمسمائة سيئة) (2).
أخبرنا أبو الفرج بن كلب قراءة عليه، أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان
الكاتب قراءة عليه في سنة تسع وخمسمائة أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 9135. وكنز العمال 4956.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 314، وسنن الترمذي 2875. والسنن الكبرى للبيهقي
2 / 376.
95

شاذان أنبأ أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج حدثنا علي بن عبد العزيز أنبأ أبو عبيد
القاسم بن سلام حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ على أبي فاتحة الكتاب فقال: (والذي نفسي بيده! ما أنزل
في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان ولا في أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن
إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج، حدثنا علي بن عبد
العزيز، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا إسماعيل الإنجيل ولا في الزبور ولا في
الفرقان مثلها، انها للسبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت) (1).
أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قال: أنبأنا أبو علي بن نبهان قراءة عليه،
أنبأنا بشرى بن عبد الله الفاتني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد،
حدثنا أبو العباس أحمد بن مسروق، حدثنا محمد بن الحسين - يعني البرجلاني - حدثنا
عبد الله بن صالح، حدثنا مبارك بن سعيد بن مسروق الثوري عن عبد الملك بن عمير
قال: وجدت في حكمة أبي فارس: رأيت الكرماء والعقلاء يبتغون إلى المعروف
وصلة، ورأيت المودة بين الصالحين سريعا اتصالها، بطيئا انقطاعها، ككوز الذهب
سريع الإعادة (2) إذا أصابه (3) ثلم أو كسر، ورأيت المودة بين الأشرار بطيئا
اتصالها، سريعا انقطاعها، ككوز الفخار ان أصابه ثلم أو كسر فلا إعادة له، ورأيت
الكريم يحفظ الكريم على اللقيا الواحدة ومعرفة اليوم، ورأيت اللئيم (4) لا ينفع عنده
معرفة إلا عن رغبة أو رهبة، وقال الأول:
أصل الكريم إذا أراد وصالنا * وأصد عنه صدوده أحيانا
فإذا استمر على الجفاء تركته * ووجدت عنه مذهبا ومكانا
لا في القطيعة مفشيا أسراره * بل حافظ من ذاك ما (6) استرعانا
ان اللئيم إذا تقطع (5) وصله * من ذي المودة قال كان وكانا

(1) في الأصل: (الفضلاء).
(2) في الأصل: (الإصابة).
(3) في الأصل، (ب): (ان أصابه).
(4) في الأصل، (ب): (ورأيت اليتيم).
(5) في الأصل، (ب): (انقطع).
(6) في الأصل: (من ذلك ما) وفي (ب): (من ذلك استرعانا)
96

حدثني إبراهيم بن علي الشاهد قال: سمعت الناس يحكون أن ابا الفرج بن كليب
التاجر عمل دعوة ببعض بلاد خراسان في زمن الصيف وتكلف تكلفا كثيرا، وكان
من جملته أنه حمل أحمالا من عمل مصر فيها شروب وتلثيمات، (و) (1) فرقها على
الحاضرين ليتحققوا بها، فلما انقضى المجلس وأعادوها فلم يقبلها وأقسم عليهم في
قبولها، وانفصلوا بها، هناك لها قيمة كثيرة.
قال أنبأنا إبراهيم: فذكرت هذه الحكاية للشيخ أبي الفرج وسألته عن صحتها
فرافع، فألححت عليه فقال: قد كان ذلك.
سمعت أبا الفرج بن كليب تحلى للجماعة يوما فقال: وصلني خبر مرة عن مملوك
لي غرق (2) في البحر بما كان لي معه وكان مقداره ستة آلاف دينار أو أكثر فلم أتأثر
لذلك لسعة حالي، ولم يمت حتى طلب من الناس.
سألت عن مولده فقال: في صفر سنة خمسمائة، وتوفي صبيحة يوم الاثنين السابع
والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة، وحضرت الصلاة عليه
بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
81 - عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور بن الصيقل، أبو محمد الفقيه
الحنبلي (3):
من أهل حران. قدم بغداد في صباه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة طالبا للعلم، فأقام
بها مدة يتفقه على أبي الفتح بن المنى حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف،
وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل وأبي السعادات بن زريق وغيرهما ثم عاد إلى

(1) ما بين المعقوفتين ساقطة من الأصل، (ب).
(2) في النسخ: (في عرق).
(3) انظر: مرآة الزمان 2 / 525. وشذرات الذهب 5 / 3.
97

حران، وقدمها (1) علينا في سنة ست وتسعين ومعه ولده، فكان يسمع معنا على
مشايخنا، ويكتب ويحصل، ويناظر في مجالس الفقهاء وحلق المناظرين، ويدرس ويعلم
الطلبة، واستوطن بغداد، وكان يسكن بدرب نصير، وسكن عندنا مدة بالظفرية،
وعقد مجلس الوعظ بمسجد ابن الواسطي، ثم كثر الناس فانتقل إلى المسجد الكبير
بشارع الظفرية، ولما عاد إلى درب نصير صار يجلس في مسجد ابن حمدي عند
مشرعة الصباغين، وكان مليح الكلام في الوعظ رشيق الألفاظ حلو العبارة كتبنا عنه
شيئا يسيرا وكان ثقة صدوقا متحريا حسن الطريقة، متدينا متورعا (2) نزها عفيفا
عزيز النفس مع فقر شديد، وله مصنفات حسنة وشعر جيد وكلام في الوعظ بديع،
وكان حسن الاخلاق، لطيف الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
أخبرنا عبد المنعم بن علي الحراني ببغداد قال: أنبأنا عبيد الله بن عبد الله الدباس،
أنبأنا علي بن محمد بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي، أنبأنا محمد بن
عبد الله الشافعي (الدباس) (3) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، حدثنا عمران
ابن أبي عمران الصوفي، حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي
الشيخ (4) عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني
جبريل فقال: ان الله تعالى يقول لك: تدري كيف رفعت لك ذكرك! إذا ذكرت
ذكرت معي) (5).
توفي يوم الخميس سادس عشر ربيع الأول من سنة احدى وستمائة ونودي
بالصلاة عليه في جميع البلد فاجتمع له الناس من الغد بجامع القصر وصلينا عليه وكان

(1) في الأصل: (وقدم بها).
(2) في (ب): (ورعا).
(3) ما بين المعقوفتين سقط في الأصل، (ب).
(4) انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 1772. وتفسير الطبري 30 / 151. ومجمع الزوائد
8 / 254. وتفسير ابن كثير 8 / 542.
98

الجمع متوفرا، ثم صلى عليه نوبة ثانية بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب، وأظنه
قارب الخمسين أو بلغها رحمة الله عليه.
82 - عبد المنعم بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن خضر بن مالك بن حسان
الغساني، أبو الفضل الجلياني الأندلسي (1):
من أهل جليانة - قرية من قرى غرناطة من بلاد الأندلس - دخل الشام وسكنها
مدة، ثم قدم علينا بغداد حاجا في صفر سنة احدى وستمائة ونزل بالمدرسة النظامية،
وكتبنا عنه كثيرا من نظمه، وكان أديبا فاضلا، له شعر جيد مليح المعاني، أكثره في
الحكم والإلهيات وآداب النفوس والرياضيات، وكان طبيبا حاذقا، وله رياضيات
ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام مليح على طريقة القوم، وكان مليح السمت، حسن
الاخلاق، لطيفا.
أنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه ببغداد في المدرسة النظامية لنفسه:
أقول لما رأيت الحب مدركه * صعب وفي القلب أشواق تحركه
يا ساكنين بأعلى الدار منزلة * وقد توعر مرباه ومسلكه
كيف السبيل لمثلي أن يزوركم * وقد حللتم مكانا ليس أدركه
نبهتم القلب كي يهوى فحين * جلى لقاؤكم غبتم والوجد ينهكه
فان ظهرتم فبرء القلب متجه * أو ما احتجابكم عنه سيهلكه
إذا بكى بدموع الهجر خلف جوى * فليس غير ابتسام الوصل يضحكه
لم تستجيزون التحاشي على شغفي * بكم واخلاص حب ليت أشركه
ان عاقني عن (2) دخولي داركم جسدي * فها (3) أنا عند (4) باب الدار اتركه

(1) انظر: فقرات الوفيات 2 / 35. ومجمع البلدان 3 / 130.
(2) في الأصل: (عافكم دخولي).
(3) في (ج): (فما أنا عبد).
(4) في كل النسخ: (عبد).
99

وأنشدنا أيضا لنفسه:
أحباؤنا تبتعدون وأرتجي * دونكم والشوق يحرق أحشائي
دعوني إذا لم ترتضوني (1) مجالسا * على بابكم أبكي وأندب أهوائي
فان قيل من هذا فقولوا (2) خليعنا * شمنا مجنوننا (3) فهي أسمائي
وماذا عليكم ان رسمت بحبكم * فيرجع عما ظنه بعض أعدائي
إذا لم تروا ذينا سوى الهجر في الهوى * وان كان في هجرانكم كل أدوائي
فقد قنعت نفسي بأن تتيقنوا * بأنكم كيف انقلبتم أحبائي
وأنشدنا عبد المنعم بن عمر الجلياني لنفسه:
قالوا نراك عن الأكابر تعرض * وسواك زورا لهم يتعرض
قلت الزيارة للزمان إضاعة * وإذا مضى وقت فما يتعوض
ان كان لي يوما إليهم حاجة * فبقدر ما ضمن القضاء مقيض
سألت عبد المنعم عن مولده فقال: في يوم الثلاثاء سابع المحرم سنة احدى وثلاثين
وخمسمائة بالأندلس، وسألت ولده بدمشق عن وفاته فقال: توفي في الثاني والعشرين
من ذي القعدة سنة اثنتين وستمائة بدمشق ودفن بباب الصغير.
83 - عبد المنعم بن عيسى بن الحسن بن المظفر المقرئ الأنباري:
حدث بالنعمانية عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، روى عنه
القاضي أبو البركات محمد بن علي بن محمد الأنصاري قاضي أسيوط في مشيخته.
84 - عبد المنعم بن محمد بن الحسين بن سليمان، أبو محمد بن أبي نصر الفقيه
الحنبلي (4):
من أهل باجسرا. قدم بغداد في صباه واستوطنها، وقرأ بها الفقه على أبي الفتح بن

(1) في الأصل، (ب): (لم ترضوني).
(2) في الأصل، (ب): (فقوا).
(3) في (ج): (محبوبنا).
(4) انظر: شذرات الذهب 5 / 51.
100

المنى ولازمه حتى برع فيه (1)، وقرأ الأصول والخلاف والجدل على محمد بن أبي
على التوقاني الشافعي، وصحب شيخنا إبراهيم بن الصقال، وصار معيدا لمدرسة، ثم
درس بمسجد ابن المنى بالمأمونية مدة، وكان يؤم الناس في الصلوات بمسجد الأجرة،
وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى بن الشهرزوري في شهر ربيع
الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة فقبل شهادته، وتولى الخزن بالديوان العزيز
وكانت له حلقة بجامع القصر يتكلم فيها في مسائل الخلاف، ويحضر عنده الفقهاء،
وكان فقيها فاضلا حافظا لكتاب الله وللمذهب، حسن الكلام في مسائل الخلاف،
متدينا، حسن الطريقة، سمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت احمد الآبري وغيرها،
وسمع معنا أخيرا من مشايخنا فأكثر، وكان حسن الاخلاق متوددا، حدث بيسير، ولم
يتفق لي أن اكتب عنه شيئا، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى الدبيثي (2)
الواسطي، وكان يذكر أن مولده سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي
في يوم الاثنين الثامن عشر من (3) جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودفن من
الغد بباب حرب.
85 - عبد المنعم بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أحمد بن محمد بن
إبراهيم، أبو الفضائل بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن (أبي) (4)
سعيد بن أبي الخير الصوفي.
من أهل ميهنة، من أولاد المشايخ وأعيان الصوفية، ولم يكن في أولاد الشيخ أبي
سعيد في وقته مثله، سمع الحديث بمرو من أبي الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير
الهشامي وأبي بكر محمد بن منصور بن عبد الجبار السمعاني، وببنج دية من أبي
الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد المروزي، وسمع أيضا من والده أبي البركات
ومن الامام أبي حامد الغزالي الفقيه، وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته برباط ابن

(1) في كل النسخ: (حتى نزع فيه).
(2) في كل النسخ: (الزينبي) والتصحيح من شذرات الذهب 5 / 185.
(3) في الأصل: (الثامن عشرين).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
101

المجلبان (1) المعروف بالبسطامي بالجانب الغربي شيخا للصوفية ومقدما على مشايخ
وقته، وحدث ببغداد، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وإبراهيم بن
محمود بن الشعار، وروى لنا عنه ولده أحمد، وكان شيخا صالحا نزها، عفيف النفس،
مشتغلا بما يعنيه، كثير العبادة والتهجد، صائنا نفسه عن القاذورات، وكان يأوي في
أكثر الأوقات إلى مسجد الشونيزية ويخلو فيه نفسه.
أخبرنا أحمد بن عبد المنعم بن محمد بن طاهر الميهني قال: أنبأنا والدي، أنبأنا عبيد
الله بن محمد الهشامي قراءة عليه بمرو في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وأربعمائة
قال: أنبأنا جدي أبو العباس أردشير بن محمد الهشامي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد
ابن حليم - لام - المروزي، أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو (2) الفزاري، أنبأنا سعيد
العامري، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن طاوس سمعت عمرو بن شعيب يحدث عن
أبيه عن جده: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن الجلالة
وعن ركوبها وعن لحومها، ونهى ان تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها).
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
مات أبو الفضائل شيخ رباط البسطامي في يوم الجمعة ثالث عشري المحرم سنة خمس
وستين وخمسمائة، وكان شيخا حسنا، له ثمانية وسبعون سنة وله سماع في الحديث،
ذكر غير صدقة أنه دفن بالشونيزية في صفة الجنيد مقابل قبره.
86 - عبد المنعم بن مقبل بن علي، أبو الفضل الفقيه الشافعي:
من أهل واسط. قدم بغداد وتفقه بها على يوسف الدمشقي وغيره، وكان يتكلم
في مسائل الخلاف والمناظرات أيام الجمع، ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه قدم
عليهم بغداد في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وأنه كتب عنه.
أنشدني ابن القطيعي قال: أنشدني عبد المنعم بن مقبل الواسطي ببغداد قال:
أنشدني الأمير أحمد بن أبي الخير بالعراق لنفسه يرثي ولدا له مات بالحويزة:

(1) هكذا في كل النسخ.
(2) في الأصل: (بن عمر).
102

خليلي ان آنستما البرق لامعا * من الأفق الشرقي حين يشام
وهبت من الريح الحويزي نفحة * مع الريح أو مه استقل غمام
فلا تعذلاني ان بكيت وان جرى * بعيني فؤادي أدمع ومرام
فان بهاتيك الأماكن لي هوى * يمزق عيني والعيون نيام
87 - عبد المنعم بن هبة الكريم (1) بن خلف بن المبارك بن المبارك بن البطر
البيع، أبو الفضل بن أبي نصر بن أبي البركات المعروف بابن الحنبلي:
من ساكني درب البصريين، وانتقل أخيرا إلى الخاتونية، سمع أباه وأبا الفضل محمد
ابن عمر (2) بن يوسف الأرموي وأبا المعالي الفضل بن سهل الاسفرائيني وغيره، كتبت
عنه وكان شيخا حسنا، نظيف الظاهر، لا بأس به.
أخبرنا عبد المنعم بن هبة الكريم بن الحنبلي بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الفضل
محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن النقور، أنبأنا
أبو الحسن علي بن عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا
يحيى بن معين، حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن ربيعة عن يزيد بن
أبي إدريس عن أبي امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل فإنه دأب
الصالحين قبلكم، وهو تكفرة من السيئات مبرأة من الاثم) (3).
سألت ابن الحنبلي عن مولده فقال: في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وخمسمائة،
وتوفي يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ستمائة، ودفن بالجريدة من
باب أبرز.
88 - عبد المنعم بن يحيى بن أحمد بن هبة الله البيع، أبو محمد:
من أهل الأزج. وهو أخو أحمد وزيد اللذين تقدم ذكرهما، سمع أبا الفضل

(1) في كل النسخ: (بن عبد الكريم).
(2) في (ج): (بن عمير.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3549. والمستدرك 1 / 308. والمعجم الكبير 6 / 7 31،
8 / 109. وصحيح ابن خزيمة 135. وأمالي الشجري 1 / 204، 216.
103

محمد بن ناصر الحافظ وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي وأبا
المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم
المادح وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي
القاسم بن الغزال (1) الأصبهاني، ورأيته كثيرا ولم أسمع منه شيئا، ذكر لي شيخنا عبد
الرزاق الجيلي أنه كان غير مرضي الطريقة، توفي يوم الأحد الثامن عشر من ذي
القعدة من سنة ستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
89 - عبد المولى بن أبي تمام بن أبي منصور بن أبي عبد الله، أبو الفضل
الهاشمي، المعروف بابن باد:
من أهل دار القز. ذكر لنا أنه من ولد الامام الواثق بالله أمير المؤمنين، سمع أبا
القاسم إسماعيل بن (أحمد بن) (2) عمر السمرقندي وأبا البركات المبارك (3) بن كامل
ابن حبيش الدلال وغيرهما، كتبت عنه وكان شيخا حسنا لا بأس به، أضر في آخر
عمره.
أخبرنا عبد المولى بن أبي تمام بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد
ابن عمر السمرقندي إملاء في ذي الحجة سنة ست وعشرين وخمسمائة، قال: أنبأنا
عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني الخطيب، أنبأنا عبيد الله وهو ابن محمد بن
إسحاق بن سليمان بن مخلد بن حبابة وأبو جعفر عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني
قالا: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا محمد بن
حبيب، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم (4) عن أبيه عن سهل بن سعد قال: أتى النبي
صلى الله عليه وسلم رجل بابن له وغلام فقال: يا رسول الله (5)! اشهد بغلامي هذا لابني هذا، قال:
(الكل ولدك جعلت مثل هذا؟ - وقال الكتاني: مثله - قال: لا أشهد ولا على وعيد
محترق (6).

(1) في (ب): (الغزال) وفي الأصل: (النزال).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في (ج): (وأبا البركات بن المبارك).
(4) في كل النسخ: (أبي خازم) والتصحيح من التهذيب.
(5) في (ب): (فقال رسول الله).
(6) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 224. وصحيح مسلم، كتاب الهبات 14.
104

سألت الشريف عبد المولى عن مولده، قال: ولدت في السنة التي ولد فيها عمر بن
طبرزد وأنا أخوه من الرضاع، وذكر لنا ابن طبرزد أنه ولد في سنة خمس عشرة
وخمسمائة، توفي عبد المولى بن باد (1) ليلة الجمعة لسبع خلون من ذي الحجة سنة
خمس وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
90 - عبد المولى بن عبد الباقي بن تمام، أبو بكر الحمامي:
من أهل باب الأزج. حدث باليسير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز
الأنصاري، سمع منه محمود بن لؤلؤ بن رجب القطاع الأزجي في شهر ربيع الاخر سنة
اثنتين وتسعين وخمسمائة.
91 - عبد المؤمن بن عبد الغالب بن محمد بن طاهر بن خليفة بن محمد بن
حمدان الشيباني، أبو الفضل الوراق (2):
من أهل النصرية ثم انتقل إلى الجانب الشرقي من بغداد، سمع أبا بكر محمد بن عبد
الباقي البزاز وأبا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد
ابن عمر السمرقندي وأبا الفضل محمد بن عمر الباغبان الأصبهاني وغيره، سمع منه
أصحابنا. وتوفي قبل طلبي للحديث.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ من لفظه قال: أنبأنا أبو الفضل عبد
المؤمن بن عبد الغالب الشيباني قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج بن الجوزي وأبو أحمد
الأمين وأبو الفتح محمد بن الأخضر وعبد الواحد بن سعدا الصفار ومحمد بن سعد
الله الواعظ وسعيد بن محمد المؤدب والمبارك بن أبي القاسم البزاز وعبد الله بن مسلم
الوكيل وأبا محمد عبد الله بن (أبي بكر بن) (3) المبارك بن الطويلة وبركات بن أبي
غالب البناء والحسن بن أحمد الوراق والحسين بن أحمد بن الحسين الكرخي وأحمد بن
علي بن أحمد الخياط وإسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الكاتب وأحمد بن فرنش بن

(1) في المطبوعة والنسخ: (بن ناري).
(2) شذرات الذهب 4 / 307.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
105

بكتمر (1) التركي وعبد العزيز بن معالي بن الاجري ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن
الكندي بدمشق قالوا أبنائنا (..) (2) أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قراءة عليه
أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، أنبأنا إبراهيم بن
عمر البرمكي البصري، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن (ملحي) (3)
الأنصاري، حدثني حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو
مظلوما). قال: قلت: يا رسول الله! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: (تمنعه
من الظلم، فذاك نصرك إياه) (4).
سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: سألت عبد المؤمن الوراق عن مولده فقال:
ولدت في سنة سبع عشرة وخمسمائة في شهر ربيع الاخر، سمعت محمد بن سعيد
الحافظ يقول: توفي عبد المؤمن الوراق في يوم الاثنين ثامن ذي الحجة من سنة احدى
وتسعين وخمسمائة، ذكر لنا غيره أنه دفن بباب حرب.
92 - عبد المؤمن بن محمد بن المبارك بن محمد بن محمد بن الخطيب، أبو
الفضل:
من أهل المدائن، تولى القضاء بها بعد أخيه عبد الحميد الذي تقدم ذكره، ولم يزل
على ذلك إلى حين وفاته، وكان شابا أديبا فاضلا متدينا.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدني القاضي أبو الفضل عبد
المؤمن بن محمد بن المبارك المدائني ببغداد لوالده:
لو عشت ما عاش نوح كل جارحة مني بألف لسان تشكر النعما
ت

(1) في (ج): (بن قريش بن بكتمر). وفي (ب): (قريش بن بكتر).
(2) ما بين المعقوفتين بياض بالأصول.
(3) ما بين المعقوفتين من (ب)، (ج) فقط.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 186، 9 / 28. سنن الترمذي 2282. ومسند أحمد
3 / 99، 201. وفتح الباري 5 / 98، 8 / 649، 12 / 323.
106

عجزت عن شكر ما أوليتني كرما والروض أعجز من أن يشكر الديما
سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: توفي عبد المؤمن بن الخطيب بالمدائن في المحرم
سنة ثمان وستمائة.
93 - عبد المؤمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي:
من إسكاف بني الجنيد (1)، حدث عن أبيه أبي بكر محمد، روى عنه ابنه القاضي
أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن.
94 - عبد المؤمن بن الهيثم البغدادي:
كتب إلي أبو طاهر (2) الدمشقي أن علي بن المشرق الأنماطي أخبره كتابة قال:
أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب بمصر، حدثنا أبو الحسن
علي بن محمد بن إسحاق الحلبي، حدثنا وهب بن عبد الله بن الفتح، حدثنا عبد
المؤمن بن الهيثم البغدادي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو بكر السرخسي قال: قال أبو
معاوية الأسود على سور طرطوس (3): من كانت الدنيا أكبر همه طال في القيامة
همه (4)، ومن خاف الوعيد لها في الدنيا عما يريد، ومن خاف مما بين يديه ضاق ذرعا
بما في يديه - وذكر كلاما طويلا إلى آخر الموعظة.
95 - عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم بن عبد الجبار بن
عيسى (5)، أبو منصور بن أبي محمد الهاشمي الشروطي:
سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان، روى عنه عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي
وأبو القاسم بن السمرقندي وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن
أحمد بن الشهرزوري.

(1) في (ج): (حدثني الجنيد).
(2) في (ج): (كتب أبو طاهر).
(3) في (ب)، (ج): (طرطوس).
(4) في (ج): (غمه).
(5) في (ج): (بن أبي عيسى).
107

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن، أنبأنا
الشريف أبو منصور عبد المهيمن بن الحسين بن محمد العباسي، أنبأنا أبو علي الحسن
ابن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
الخراساني بانتقاء عمر البصري، حدثنا ابن أبي العوام، حدثنا عبد الله بن بكر، حدثنا
حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم أن عمرو بن أوس أخبره أن أباه أوسا (1)
أخبره قال: انا لقعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم في الصفة وهو يقص علينا ويذكرنا إذ أتاه
رجل فساره، فقال: (اذهبوا فاقتلوه) (2)، فلما ولى الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه وآه فقال:
(هل يشهد أن لا إله إلا الله؟ قال الرجل: نعم! يا رسول الله، قال: (اذهبوا فخلوا
سبيله، فإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فحرم علي دماؤهم
وأموالهم الا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي عبد
المهيمن بن الحسين العباسي في حدود تسعين وأربعمائة.
96 - عبد المهيمن المدائني الأديب:
أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن حمزة بن المظفر الحاجب قال: أنشدنا عزيزي بن
عبد الملك الجيلي القاضي قال: أنشدني قاضي القضاة أبي العباس أحمد بن محمد
الروياني (4) أنشدني أبو يعلى الصوفي بن عبد المهيمن المدائني الأديب:
قالت وقد راعها بيني أترتحل * غدا فقلت غدا أو لا فبعد غد
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت * وردا وعضت على العناب بالبرد
97 - عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد
ابن الحسين بن الحصين، أبو منصور المعروف بابن الفقيه:
تقدم ذكر والده وجده، ذكر لي أن والده أقام بالموصل مدة فولد هناك، وسمع من

(1) في (ب)، (ج): (أرسا).
(2) في (ب): (فاقبلوه).
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في (ب)، (ج): (الردبالي).
108

أبي الفضل بن الطوسي حضورا، واشتغل بالأدب وقال الشعر الحسن، المليح المعاني،
الجيد المباني، وكتب خطا مليحا، وقدم بغداد وسكن بالمحول، كتبت عنه شيئا من
نظمه، ووجدنا سماعه في جزء من أبي الطوسي فقرأناه عليه، وذكر لنا أنه سمع منه،
وكانت له أصول ضاعت، وكان غزير الفضل أديبا بليغا، ظريف النظم والنثر:
أخبرنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن الكاتب بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو
الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب قراءة عليه بالموصل
وأنا حاضر مع والدي في المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو الخطاب
نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر قراءة عليه ببغداد أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد
ابن رزقويه، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن سنان القزاز، حدثنا أبو
عامر العقدي، حدثنا محمد بن طلحة عن الحكم أبي عمرو عن ضرار بن عمرو عن
أبي عبد الله الشامي عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الجمعة واجبة الا على المرأة
أو صبي أو عبد أو مسافر أو مريض) (1).
أنشدنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن الحصين لنفسه:
نفسي الفداء لمن سميرى ذكره * وحشاشتي في أسره ووثاقه
رشأ لو أن البدر قابل وجهه * في تمه أكساه ثوب محاقه
بنا دلنا قده فكأنه * غصن الأراك يميس في أوراقه
فمعاطف الأغصان في أثوابه * ومطالع الأقمار من أزياقه
يبدو على وجناته لمحبه * ما فاض يوم البين من آماقه
في ريقه طعم السلاف ولونها * في خده واللطف في أخلاقه
غفل الرقيب فزارني فوشى به * في ليل طرته سنا اشراقه
حتى إذا ما الليل مد رواقه * وقضى بجمع الشمل بعد فراقه
هجم الصباح على الدجى بحسامه * (2) فظننت أن الصبح من عشاقه

(1) انظر الحديث في: المعجم الكبير 2 / 39. ومجمع الزوائد 2 / 170. والتاريخ الكبير 2 / 337
وإرواء الغليل 3 / 55.
(2) في (ب): (بلسامه).
109

وأنشدنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحصين لنفسه:
ما هب من أرض العراق نسيم * الا دعاني للغرام غريم
فألام ويل تلوم جهلا بالهوى * قصر فافراط (1) الملامة لوم
أنى يحل العذل من سمعي وفي * قلبي لتكرار الكلام كلوم
يا أيها القمر الذي لم يخل من * هواه من لاح عليه يلوم
ان العذول على هواك أعده * من حاسدي ولا أقول رحيم
فالأم أحمل ثقل هجرك والهوى * والهجر حامل ثقله مرحوم
والى متى أرعى النجوم تعللا * حتى كأني للنجوم نديم
ومن العجائب ان قلبي يشتكي * شوقا إليك وأنت فيه مقيم
توفي أبو منصور بن الحسين (2) في يوم السبت سلخ جمادى الأولى سنة ست
وثلاثين وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في سنة احدى وستين
وخمسمائة بالموصل.
98 - عبد الواحد بن إبراهيم بن محمد، أبو طالب المعدل العكبري، يعرف
بابن أبي سهل:
حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ.
99 - عبد الواحد بن إبراهيم، أبو القاسم الخلال:
من أهل النهروان. حدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، روى عنه أبو
ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.
أنبأنا أحمد بن طارق قال: أنبأنا أحمد بن محمد الهاشمي، أنبأنا إسماعيل بن عبد
العزيز العكي، أنبأنا هياج بن عبيد الحطيني، أنبأنا أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي
قال: أنبأنا عبد الواحد بن إبراهيم أبو القاسم الخلال - أرجو أن لا يكون به بأس -

(1) في الأصل: (فصر فافرط).
(2) (بن الحصين).
110

النهرواني بها قرأت عليه من أصله حدثنا (أبو) عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله
الدقاق إملاء حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زياد -
يعني ابن أبي زياد الجصاص - حدثنا الحسين قال: قدم علينا عبد الرحمن بن سمرة
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تمنين الامارة ولا تسألها،
فإنك أن أعطيتها في غير أمنية ولا مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت علي يمين فأت
الذي هو خير، وتحلل يمينك) (1).
100 - عبد الواحد بن إبراهيم بن هبة الله، أبو حامد القاضي الجرباذقاني:
قدم بغداد حاجا في شهر رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة، وحدث بها عن
أبي القاسم واصل بن حمزة بن علي البخاري، سمع منه أبو الحسن (محمد) (2) بن
مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني وأبو الحسن علي بن غنائم بن عمر المصري وأبو
محمد عبد الغني بن نازل بن يحيى الألواحي بالمدرسة النظامية.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الحسن الزعفراني قال: أنبأنا القاضي أبو حامد
عبد الواحد بن إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني قدم علينا بغداد حاجا أنبأنا أبو القاسم
واصل بن حمزة بن علي البخاري قراءة عليه بجرباذقان في سلخ ذي القعدة سنة ثلاثين
وأربعمائة أنبأنا أبو سهل عبد الحميد بن محمد بن داود ببخارا، أنبأنا أبو القاسم عبد
الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا دحيم، حدثنا
المقرئ، حدثنا حيوة (3)، أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول إنه سمع
أبا تميم الجيشاني (4) يقول إنه سمع عمر بن الخطاب يقول إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا
وتروح بطانا) (5).

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 159، 9 / 79. وصحيح مسلم، كتاب الامارة 13.
وسنن أبي داود 2929. ومسند أحمد 5 / 62. وفتح الباري 11 / 517، 123، 124.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 41.
(3) في كل النسخ: (ثنا خيرة).
(4) في (ب)، (ج): (الحبشاى).
(5) انظر الحديث في: صحيح ابن حبان 2548. وكشف الخفا 2 / 218. والتوكل على الله لابن
أبي الدنيا حديث رقم 5.
111

101 - عبد الواحد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي اللحياني الصفار
المقرئ، أبو محمد:
من أهل الجانب الغربي، سمع أبا الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني وأبا
بكر أحمد بن محمد بن سياوس الكازروني وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه محمد
ابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري وهبة الله بن المكرم الصوفي وعلي بن أبي سعد
الخباز (1).
كتب إلي محمد بن معمر القرشي قال: أنبأنا أحمد بن محمد (2) بن هالة الرناني،
أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن الحسن الصفار المقرئ المعروف بابن اللحياني
ببغداد في الجانب الغربي، وأخبرنا ابن أحمد السقلاطوني ببغداد وأبو اليمن زيد بن
الحسن الكندي بدمشق قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: أنبأنا أبو الحسن
علي بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى الباقلاني، حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان
القطيعي إملاء، حدثنا الفضل بن صالح الهاشمي، حدثنا هدبة بن عبد الوهاب الكلبي،
حدثنا زافر بن سليمان الكوفي، حدثنا محمد بن زياد عن محمد بن عجلان عن أبي
الزبير عن جابر بن عبد الله قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل من أصحابه ليصلي
عليه، فأبى أن يصلي عليه، قيل: يا رسول! ما تركت الصلاة على أحد من أمتك
الا على هذا؟ قال: (ان هذا كان يبغض عثمان فلم أصل عليه) (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت أبا
المعمر عن عبد الواحد بن اللحياني، فقال: تغير في آخر عمره واختلط.
قرأت بخط محمد بن ناصر الحافظ قال: أخرج الينا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد
ابن الحسن بن أحمد الصفار المقرئ درجا (4) على ظهره بخط أبيه: جاء المولود المبارك

(1) في (ج): (أبو سعيد الخباز).
(2) في (ج): (بن أحمد).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3709. وتذكرة الموضوعات 194. ولسان الميزان 4 / 944.
وتنزيه الشريعة 1 / 375. واللآلئ المصنوعة 1 / 163.
(4) في كل النسخ: (ورجا).
112

أبو محمد عبد الواحد بن أحمد (1) الحسن المقرئ الصفار يوم الأحد نصف النهار من
شهر ذي القعدة من سنة أربعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل الخفاف بخطه، قال: مات شيخنا عبد الواحد
ابن اللحياني الصفار سنة خمس عشرة وخمسمائة.
102 - عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري، أبو سعد
الفقيه الشافعي (2):
تفقه على أبي إسحاق الشيرازي، وشهد قاضي القضاة أبا عبد الله الدامغاني في
الثاني والعشرين من رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة فقبل شهادته وولى النظر في
المخزن المعمور فكان محمودا في ولايته، حسن السيرة في الرعية، ساعيا في مصالحهم،
مفضلا على أهل العلم، داره مجمع لهم، مقبلا على من يرد من الغرباء منهم، حج
فأنفق بالحرمين شيئا صالحا على المجاورين من الفقراء وأهل الحرمين، وحكي أن
الحجاج عطشوا في تلك السنة في طريق مكة فسألوه أن يستسقي لهم، فتقدم وقال:
اللهم انك تعلم أن هذا بدن لم يعصك قط في لذة، ثم استسقى فسقى الناس. سمع
الحديث من أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب وأبي محمد الحسن بن علي
الجوهري وأبي علي محمد بن الحسين الجازري وأبي الفضل عبد الكريم بن محمد بن
سنبك وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه ابن السقطي.
قرأت على عائشة بنت أبي المظفر الواعظة عن أبي العلاء وجيه هبة الله بن المبارك
السقطي قال: حدثنا والدي، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن الحصين، أنبأنا الحسن بن
محمد البغدادي، حدثنا علي بن محمد بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية،
حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان عن الأعمش
ومنصور وواصل - واللفظ للأعمش - عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(2) انظر طبقات الشافعية للأسنوي 1 / 527. وطبقات الشافعية للسبكي 3 / 283.
113

(من أقال أخاه المؤمن عثرته في الدنيا أقال الله عثرته يوم القيامة) (1).
قال السقطي: عبد الواحد بن أحمد بن الحسين درس العلوم الشرعية والأدبية
وصار مفتيا مناظرا صدرا، وارتقت به درجة العلم إلى أن نيل رتبة خطيرة في الدار
العزيزة، وكان ظريفا متخلفا، ودودا فصيحا معربا، محققا في نظره، نبيلا يلبس الرداء،
من بيت رئاسة معروفين.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت عبد
الوهاب الأنماطي عن عبد الواحد بن الحصين الفقيه فأثنى عليه ثناء حسنا.
قرأت بخط أبي على أحمد بن محمد البرداني قال: مات أبو سعد عبد الواحد بن
أحمد بن الحصين الدسكري وكان معدلا وكيل الخليفة في ليلة الثلاثاء العشرين من
رجب من سنة ست وثمانين وأربعمائة، ودفن في داره بنهر المعلى عند الجامع، ثم
أخرج فدفن في مقبرة باب حرب.
103 - عبد الواحد بن أحمد بن صالح، أبو العباس:
أخبرني أبو المظفر بن السمعاني شفاها بمرو عن أبي جعفر حنبل بن علي بن
الحسين البخاري قال: أنبأنا عبد الرحمن بن الحسين بن النيسابوري إجازة، أنبأنا أبو
سعيد عثمان بن أبي عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان البرقاني قراءة عليه أنبأنا أبي
قال: أنشدني قال: أنشدني أبو عبد الله البغدادي الشاعر قال: أنشدني أبو العباس
عبد الواحد بن أحمد بن صالح البغدادي الفامي:
أيطمع أن يكون الشام داري * ومن أهواه يسكن بالعراق
أراح الله من سقم بموت * فلا موت أمر من الفراق
وبه: قال أنشدني أبو عبد الله البغدادي قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن
أحمد بن صالح البغدادي الفامي:
.

(1) انظر الحديث في: المستدرك 2 / 45. وسنن أبي داود، كتاب البيوع باب 54. وسنن ابن ماجة
2199. والسنن الكبرى للبيهقي 4 / 228، 6 / 27.
114

كن حافظا ما عشت للعهد * وان رمانا الدهر بالبعد
فقد - ورب البيت - وكلتني * ما عشت للرقة والجهد
عسى الذي يقضي الهوى في لهوى * يضم شملا من ذوي الود
فتنقضي (1) في ذاك أوطارنا * من قبل أن نهدى إلى اللحد
104 - عبد الواحد بن أحمد بن أبي طاهر، أبو الفتح الشاهد:
من ساكني باب الشام، ذكره هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه، ونقلته من خطه،
وذكر أنه توفي يوم الخميس لثمان بقين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
105 - عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي:
حدث عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني:
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد الأصبهاني قال: أنبأنا عمي
أبو الوفاء محمود بن عبد الواحد، أنبأنا (2) أبو عبد الله بن عبد الواحد الدقاق قال:
سمعة محمد بن أحمد بن أبي علي لفظا قال: حدثنا محمد بن أحمد الواعظ، حدثنا عبد
الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي قال: سمعت علي بن عبد الله الصوفي يقول:
سمعت محمد بن الحسن الموصلي يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول:
سألت أبي: أي رجل كان الشافعي فاني أسمع كثرة ذكرك والدعاء له؟ فقال: يا بني!
كان الشافعي للدنيا مثل الشمس، وللبدن مثل العافية، فهل لهذين من عوض أو منهما
خلف.
106 - عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، أبو محمد بن
أبي الحسين التاجر:
أخو عبد الرحمن وعبد الله وعبد الخالق المقدم ذكرهم، أسمعه أبوه في صباه من
الشريفين أبي نصر محمد وأبي الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي، وكان يسافر

(1) في (ج): (فينقض).
(2) في الأصل، (ب): (أبنا عمى).
115

في طلب الكسب برا وبحرا ما بين العراق وخراسان والبصرة والحجاز واليمن ومصر،
فسمع بأصبهان أبا سعد محمد بن محمد المطرز وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا
المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني (1)، وبنيسابور أبا سعد علي بن عبد
الله بن أبي صادق الحيري (2)، وببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين (3) السمنجاني،
وبالبصرة أبا تمام محمد بن إدريس بن خلف الفريابي وحدث باليسير، روى عنه أبو
سعد بن السمعاني.
أنبأنا عبد السلام بن أحمد بن محمد الخطيب وعبد الله بن أحمد بن أبي المجد وأبو
حامد طيب بن إسماعيل بن علي بن خليفة وعمر بن محمد بن معمر المؤدب قالوا جميعا
أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قراءة عليه
ونحن نسمع قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله
الحرفي (4) حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن الفقيه إملاء، حدثنا عبد الملك
ابن محمد الرقاشي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد الله بن عبد العزيز قال:
سمعت ابن شهاب يحدث عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يغرس غرسا الا كان له من الاجر بقدر ما خرج من ثمرة ذلك
الغرس) (5).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد
ابن أحمد بن عبد القادر بن يوسف شيخ صالح دين، من بيت الحديث، سافر الكثير
وطاف في الآفاق، وسكن زبيد من أرض اليمن، وكان مترددا إلى مكة ويرجع إليها،
وافى بغداد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ورجع إلى مكة واليمن، وقرأت عليه ببغداد
ومكة والمدينة من أجزاء كانت معه، وسألته عن مولده فقال: في سابع عشر شعبان

(1) في (ج): (الروماتى).
(2) في الأصل، (ب): (الجيرى) وفي (ج): (الحزبي). والتصحيح من الاكمال 3 / 4 4.
(3) في الأصول: (أبا الحسين).
(4) في الأصل، (ب): (الحربي) وفي (ج): (الحزبي). والتصحيح من العبر 3 / 2 15.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 135، وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 12. وفتح
الباري 5 / 3.
116

سنة سبعين وأربعمائة ببغداد، وغرق في بحر اليمن هو وابنه موسى سنة سبع وثلاثين
وخمسمائة.
107 - عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي طاهر الصيرفي أبو الحسن:
من أهل البصرة، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير، سمع منه
أبو نصر الأصبهاني وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن جحشويه الحربي، وروى عنه.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر محمود بن الفضل الأصبهاني قال: أنبأنا
أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي طاهر الصيرفي قراءة عليه
وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وعبد الله بن ذهيل بن علي قراءة
عليهما قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: أنبأنا الحسن بن علي الجوهر ي،
أنبأنا علي (1) بن محمد بن كيسان، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا عمرو
ابن مرزوق، أنبأنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: (تسحروا فان (في (2) السحور بركة) (3).
108 - عبد الواحد بن أحمد بن علي الكروناني (4) العقيلي، أبو القاسم ابن
أبي نصر الطحان:
من ساكني السمعية بالمأمونية. سمع أبا الكرم المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب
النحوي وحدث باليسير، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حدثنا عبد العزيز بن أبي نصر بن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو القاسم عبد
الواحد بن أحمد بن علي، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب
النحوي وأنبأنا ضياء بن أحمد وعبد الله بن ذهيل قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز

(1) في (ج): (الجوهري بن علي بن...).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من مصادر.
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 38، 78. وصحيح مسلم، كتاب الصيام 45. وفتح
الباري 4 / 139.
(4) في (ج): (الكردماني).
117

قالا: حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد اللؤلؤي (1) أنبأنا أحمد بن جعفر بن
حمدان، أنبأنا بشر بن موسى، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: (الصوم لي وأنا أجزي (به) (2)،
يدع شهوته من أجلي وشرابه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان: فرحة حين
يفطر، وفرحة حين يلقي ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل من ريح
المسك) (3).
رأيت سماع القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي بخطه على عبد الواحد بن
الكروناني في سنة ستين وخمسمائة، وقال: سألته عن مولده فقال: في الآن ثمانون
سنة.
109 - عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أحمد، أبو القاسم بن أبي العباس
البرمكي:
ابن أخي إبراهيم بن عمر، من أهل النصرية (4). سمع القاضي أبا المحاسن محمد بن
أحمد بن القاسم الضبي وأبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وغيرهما، وحدث
باليسير، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد البرداني.
أنبأنا أبو النجح إسماعيل بن محمد بن محمد بن الحسين الرزاز قال: أنبأنا أبي قراءة
عليه أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قراءة عليه قال: قرئ على
عبد الواحد بن أحمد بن عمر البرمكي وأنا اسمع أخبركم محمد بن أحمد بن أبي
الفوارس الحافظ قال: أنبأنا إسحاق بن محمد النعالي قال: ذكر عبد الله بن إسحاق
المدائني قال: أنبأنا أبو الفضل الوراق عن إبراهيم بن أبي الفتح أن بشر بن الحارث
أنشده:

(1) في الأصل، (ب): (اللواوي).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في الأصل، (ب): (أهل البصرية) في كل المواضع.
118

اني أحيي عدوي عند رؤيته * لأدفع العشر عني بالتحيات
وأحسن البشر للانسان أبغضه * كأنه قد ملأ قلبي بحيات (1)
الناس داء وداء الناس قربهم * وفي الجفاء لهم قطع الأخوات
فجامل الناس أحسن ما استطعت وكن * أصم أبكم أعمى ذا تقيات.
قرأت في كتاب أبي علي بن البرداني بخطه قال: وفيها - يعني سنة ثمان وخمسين
وأربعمائة - توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أبي العباس أحمد بن عمر البرمكي، وكان
رجلا صالحا، سمع القاضي أبا الحسين المحاملي وسمعت منه عن ابن أبي الفوارس،
وصلى عليه أبو الحسين عمه وحضرت الصلاة عليه ودفنه، ودفن بباب حرب في
صدر والده، وسألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وكان يسكن
في النصرية درب الحار.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: توفي أبو القاسم
عبد الواحد بن أبي العباس البرمكي في يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة من سنة تسع
وخمسين وأربعمائة، ودفن من الغد إلى جنب أبيه في مقبرة باب حرب.
110 - عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، أبو طاهر
ابن أبي بكر:
أخو عبد الله وإسماعيل وقد تقدم ذكرهما. ولد بدمشق، وسمع بها أبا الحسين
محمد بن مكي بن عثمان الأزدي وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن
أبي الحديد السلمي وغيرهما، وقدم بغداد مع اخوته وهو صبي، فسمع بها أبا محمد
عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وغيرهما، وحدث
باليسير، سمع منه أبو نصر المعمر بن محمد الأنماطي.
قال: أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد (بن أحمد حدثنا أحمد بن عبد الواحد) (2) بن
محمد بن أبي الحديد السلمي، حدثنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان، حدثنا

(1) في (ب)، (ج): (قلبي محيات).
(2) الزيادة من اسم الرجل في بداية الترجمة.
119

أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي، حدثنا أبو الفضل أحمد بن عصمة النيسابوري،
حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي السفر واسمه
سعيد بن يحمد عن عبد الله بن عمرو قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصا
لنا، فقال: (ما هذا؟) قلت: خص وهي نحن نصلحه، فقال: (ما أرى الامر الا أعجل
من ذلك) (1).
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو طاهر
عبد الواحد بن أحمد بن عمر السمرقندي في يوم الاثنين السابع عشر من صفر سنة
خمس وخمسمائة، ودفن من الغد في مقابر الشهداء.
111 - عبد الواحد بن أحمد بن الفضل (2) بن عبد الملك، أبو محمد بن
أبي الحسن بن أبي عبد الله الهاشمي:
كان يتولى الخطابة بجامع براثا، وكان والده نقيبا على العباسيين، وحج بالناس من
سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة إلى سنة احدى وأربعين، وصلى بالناس بالحرمين، وخطب
بجامع الرصافة ثمانيا وعشرين سنة، فلما توفي في محرم سنة خمسين وثلاثمائة قلد
ولده (3) عبد الواحد الصلاة معه.
وذكر هلال بن الصابي (4) أن عبد الواحد هذا قلد نقابة العباسيين في محرم سنة
ثلاث وستين وثلاثمائة بعد عزل القاضي أبي تمام الزينبي عنها، ثم قال: في شهر
رمضان سنة أربع وستين قلد القاضي أبو تمام الزينبي نقابة العباسيين وصرف أبو محمد
ابن عبد الملك الهاشمي عنها، وأقر على الصلاة في الجامع.
حدث عبد الواحد عن أبيه وعن أبي العباس بن عطاء الصوفي وعن محمد بن أحمد
ابن يعقوب وعبد الله بن يحيى العثماني، روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين

(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الأدب باب 170. وسنن الترمذي 2335. وسنن
النسائي 2 / 57. والترغيب والترهيب 4 / 244.
(2) في كل الأصول: (أحمد بن أبي الفضل).
(3) في الأصل: (قلدوا له) تحريف.
(4) في الأصل، (ب): (الصائمي).
120

ابن موسى السلمي النيسابوري وأبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون
الشيرازي.
أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور قال: أنبأنا أبو الأسعد
هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري قال: أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن،
أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثني عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد، حدثنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا
هاشم بن القاسم، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء
عن أبي واقد الليثي قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يجبون أسنمة الإبل
ويقطعون أليات الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما قطع من البهيمة وهي حية فهو
ميتة (1).
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن عبيد الله بن عبد الملك السهروردي قال: كتب إلي
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأردستاني قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي قال: سمعت عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد يقول: سمعت محمد
ابن أحمد بن يعقوب يقول: سمعت الغساني يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول:
حدثنا رياح، حدثنا موسى بن الصباح قال: كان موسى بن عمران يخرج من
طور سينا فربما ضاق غليه الامر في الطريق، فشق قميصه من شدة الشوق والعجلة التي
تأخذه.
أخبرنا عمر بن محمد بن أميرك البستي بنيسابور قال: أنبأنا أبو الفتح مسعود بن
محمد المروزي قدم علينا قال: سمعت أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول:
سمعت أبا المظفر (2) هناد بن إبراهيم النسفي يقول: سمعت أبا سعد عبد الكريم بن
محمد الشيرازي يقول: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي يقول: سمعت
أبا الحسن والدي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود يقول: من لم يشرب ماء الغربة،

(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود، كتاب الصيد باب 3. وسنن الترمذي 1480. وسنن ابن
ماجة 3216. ومسند أحمد 5 / 218.
(2) (منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول: (سمعت أبا المظفر) ساقطة من (ج).
121

ولم يضع رأسه على ساعد الكربة، لم يعرف حق الوطن والتربة، ولم يعرف حق ذي
العلم والشيبة.
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال: قرئ على تغلب بن جعفر بن أحمد السراج عن
أبي بكر محمد بن يحيى المزكي وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي قال: أنشدنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي: أنشدني عبد الله بن يحيى العثماني
لابن دريد:
لا تضجرنك ضجرة من سائل * فلخير دهرك أن ترى مسئولا
لا تخزين بالدفع وجه مؤمل * فبقاء عزك أن ترى مأمولا
قرأت في كتاب التاريخ (1) لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: توفي أبو محمد
عبد الواحد بن أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي فجأة بعد أن خطب في يوم
الجمعة وصلى بالناس، وكانت إليه الصلاة بالحضرة، وكانت وفاته ليلة السبت التاسع
عشر من صفر سنة سبع وستين وثلاثمائة، وقلد أخوه أبو القاسم بعده.
112 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد، أبو سهل الأسفر:
من أهل نسف. قدم بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله بن أبي الفرج الفارسي
وأبي القاسم زيد بن رفاعة بن عبد الله الهاشمي، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن
محمد بن أحمد الشيرازي.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب إلي عبد الغفار بن محمد الشيروي قال: أنبأنا
أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد (2) الشيرازي بالدامغان، حدثني أبو سهل
عبد الواحد بن أحمد النسفي ببغداد إملاء، حدثنا أبو عبد الله بن أبي الفرج الفارسي
بنسف، حدثنا أبو عبد الرحيم منصور بن محمد الفقيه الشيرازي، حدثنا أبو عصمة
عامر بن هشام بن عبدان الأرزكاني الشيرازي، حدثني محمد بن الحسن البكاري
الشيرازي، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال: قال فضيل بن عياض: يا
عبد الله! من كف عنك شره فافعل به ما يسره.

(1) في الأصل، (ب): (كتاب التاج).
(2) ابن أحمد (ليست في (ج).
122

أنبأنا أبو القاسم الأزجي قال: كتب إلي أبو الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي أن
أبا نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي أخبره قال: حدثني أبو سهل عبد الواحد بن
أحمد بن محمد النسفي إملاء علي ببغداد في مسجد أبي القاسم بن الصيدلاني المقرئ،
حدثنا أبو عبد الله بن أبي الفرج الفارسي بنسف قدم علينا، حدثنا أبو عبد الرحيم
منصور بن محمد الفقيه الشيرازي، حدثنا والدي، حدثني محمد بن الحسن البكائي،
حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال: قال أبو علي فضيل بن عياض: لأن
تطلب الدنيا بأقبح ما تطلب به الدنيا أحسن من أن تطلب الدنيا بأحسن ما تطلب به
الآخرة.
وبه: قال وحدثني أبو سهل النسفي ببغداد، حدثنا أبو القاسم زيد بن رفاعة بن
عبد الله الهاشمي الشيرازي بالري، أنبأنا محمد بن يحيى الصولي، حدثنا محمد بن يزيد
المبرد قال: قيل لابي شعيب العالم: ما لأهل المدينة حسان الأصوات؟ فقال: هم مثل
العيدان خلت (1) أجوافها فحسنت أصواتها.
113 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن شوال بن همام، أبو الفضل
الزهيري:
روى عن أبي بكر محمد بن عمر العنبري شيئا من شعره.
قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال: أنشدني أبو الفضل
عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن شوال بن همام الزهيري قال: أنشدنا
أبو بكر محمد بن عمر العنبري لنفسه:
يا قوم اني مذ عرفت الهوى * غرقت في بحر بلا ساحل
عيني لحيني نظرت نظرة * رحت بها في شغل شاغل
يظلمني والعدل من شأنه * ما أوجع الظلم من العادل

(1) في (ج): (قد حلت).
123

114 - عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الثقفي، أبو جعفر ابن أبي
الحسين: (1)
من أهل الكوفة، تقدم ذكر والده، قدم بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة
أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة، فقبل شهادته
وتولى القضاء بالكوفة إلى أن عزله قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي عن القضاء
عن الشهادة في عاشر صفر سنة عشرين وخمسمائة، ثم أعيد إلى قضاء الكوفة في
جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين، ثم ولاه الزينبي القضاء بباب الأزج وطريق
خراسان ومدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة أربعين، ثم ولي قضاء بغداد في الثاني
والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وخمسين للامام المستنجد بالله، فأقام قاضيا إلى
أن عزل علي بن أحمد الدامغاني عن قضاء القضاة، ثم قلد ما كان إليه من قضاء
القضاة في الرابع عشر من جمادى الآخرة فأقام يسيرا وتوفي.
وكان محمود السيرة، حسن الطريقة، سديد الأفعال مدينا، سمع الحديث بالكوفة
من والده ومن أبي البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال وأبي الغنائم محمد بن علي بن
ميمون النرسي وغيرهم، وقدم بغداد في صباه وسمع بها أبا الخطاب نصر بن أحمد بن
البطر وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبا الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون وأبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري وأبا بكر أحمد
ابن المظفر بن سوسن التمار وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وغيرهم،
وحدث بالكثير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني ومولاه مختص (2).
أخبرنا مختص بن عبد الله الحبشي مولى قاضي القضاة عبد الواحد بن أحمد بن
الثقفي قال: أنبأنا مولائي قاضي القضاة عبد الواحد قراءة عليه أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن أحمد، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل
المحاملي، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثني
حميد بن أبي جعفر عن حسن بن حسن عن علي بن أبي طالب عن أبيه أن رسول الله

(1) انظر: العبر في خبر من غبر 4 / 157.
(2) هكذا في الأصول.
124

صلى الله عليه وسلم قال: (حيث ما كنتم فصلوا علي فان صلاتكم تبلغني) (1).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت عبد الكريم بن محمد بن منصور
السمعاني أبا سعد يقول: عبد الواحد بن أحمد الثقفي قاضي الكوفة، وسألته عن
مولده، فقال: في صفر سنة تسع وسبعين وأربعمائة بالكوفة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي قاضي القضاة
أبو جعفر الثقفي في ليلة الجمعة سلخ ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ودفن
من الغد، ذكر غيره أنه دفن بداره بدرب فيروز.
115 - عبد الواحد بن أحمد بن موسى بن البقال، أبو القاسم الأزجي:
حدث عن أبي القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبنك القاضي، سمع منه
وكتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي في خامس رجب سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة.
116 - عبد الواحد بن بكري، أبو القاسم البزاز العاقولي:
حدث عن أبي عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، سمع منه
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب في ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث
وأربعين وخمسمائة.
117 - عبد الواحد بن ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد الرازي،
أبو القاسم بن أبي الفتح بن أبي طاهر:
من أهل أصبهان، سمع جده أبا طاهر والنقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي
الزينبي القادم عليهم وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وأبا عبد الله القاسم بن
الفضل بن أحمد الثقفي وغيرهم، قدم بغداد حاجا وحدث بها، روى عنه ابن
السمعاني.

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 367. ومجمع الزوائد 10 / 162. والمعجم الكبير للطبراني
3 / 84. والترغيب والترهيب 2 / 498.
125

أخبرني شهاب بن محمود الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد
ابن السمعاني من لفظه قال: أنبأنا عبد الواحد بن ثابت الصوفي بقراءتي عليه ببغداد
أنبأنا سليمان بن إبراهيم الحافظ، حدثنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق
البرجي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، حدثنا أبو بكر إسحاق بن إبراهيم
شاذان، حدثنا عمرو بن عون، أنبأنا عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح عن بكر
ابن عمرو عن عبد الله بن هبيرة (1) عن (أبي) (2) تميم الجيشاني (3) عن عمرو بن
الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق
الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا) (4).
وأخبرني الحاتمي، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد بن ثابت بن روح
الرازاني (5) شيخ صالح من بيت الحديث والتصوف، ورد بغداد حاجا سنة أربع
وثلاثين وخمسمائة، كتبت عنه ببغداد، وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشرين ذي الحجة
سنة خمسين وخمسمائة بأصبهان.
118 - عبد الواحد بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد
الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن
محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب، أبو علي:
ذكر محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في تاريخه أنه مات بقصر الرصافة في سنة
اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وقد بلغ أربعا وثلاثين سنة، وقال القاضي أحمد بن كامل بن
شجرة في تاريخه: في يوم الأربعاء لخمس خلون من شهر رمضان - يعني من سنة اثنتين
وثلاثين - مات أبو علي عبد الواحد بن جعفر المقتدر، وكان مرضه فيما قيل من

(1) في كل النسخ: (عن أبي هريرة) والتصحيح من المصادر.
(2) بياض في الأصول مكان (أبى).
(3) في كل النسخ، (الحبشاني).
(4) الحديث سبق تخريجه قريبا فراجعه.
(5) هكذا في الأصول، وقد سبق أنه: (الرازي).
126

الشراب، وكان مسرفا في شربه فعقر كبده، واستكمل أربعا وثلاثين سنة، وأمه أم
ولد اسمها مصابيح.
119 - عبد الواحد بن الحسن بن إبراهيم، أبو الخطاب البقال:
حدث عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ، سمع منه شجاع بن
فارس أبو غالب الذهلي.
قرأت في كتاب أبي غالب الذهلي بخطه وأنبأنيه عنه أبو القاسم النعال قال: أنبأنا
أبو الخطاب عبد الواحد بن الحسن بن إبراهيم البقال بقراءتي عليه وأنبأنا بقاء بن
محمد الأزجي وبدر التمام بنت الحسين الواعظة ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن
الكندي بدمشق قالوا: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، أنبأنا
أبو طالب محمد بن علي العشاري قالا: حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد (1) بن
إسماعيل سمعون الواعظ إملاء، أنبأنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أنبأنا المنذر بن
محمد بن المنذر أبو القاسم، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم،
حدثني أبي عن أبان بن تغلب، حدثني سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد
الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف بين الجنة والنار
ويذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ:
(وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الامر) قال: ذبح الموت، (وهم في غفلة) قال:
في الدنيا) (2).
120 - عبد الواحد بن الحسن بن زيد بن حنين، أبو محمد:
قدم واسطا وحدث بها عن حامد بن محمد بن شعيب وأبي صالح عبد الوهاب بن
عصام بن الحسين العكبري وإسماعيل بن سعدان بن يزيد البزاز وأبي علي حمزة بن
محمد الكاتب وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن يحيى بن
أخي سعدان وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأحمد بن محمد الشطوي و

(1) في كل النسخ: (الحسين أحمد بن محمد) والتصحيح من العبر.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 26، 377، 513. والمستدرك 1 / 83.
127

أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي وأبي جعفر أحمد بن يحيى
الحلواني وأبي محمد الحسن بن محمد القطان ومحمد بن هارون بن مجمع وأبي عبد الله
محمد بن بابشاذ البصري. وروى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي وأبو
الحسن علي بن محمد بن خزفة الصيدلاني الواسطيان.
أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن الناصر بن
محمد السلامي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، أنبأنا أبو غالب محمد
ابن أحمد بن بشران، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن مهدي
إملاء سنة ست وتسعين وثلاثمائة، حدثنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسن بن حنين
البغدادي بواسط قدم علينا قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن بابشاذ البصري، حدثنا
سلمة بن شبيب الخراساني، حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر عن الزهري عن
أنس عن عائشة قال: كانت ليلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ضمني وإياه الفراش
قلت: يا رسول الله! ألت أكرم نسائك عليك؟ قال: (بلى يا عائشة! أخبرني
حبيبي جبريل عليه السلام عن الله عز وجل أن الله عز وجل لما خلق الأرواح اختار
لي روح أبي بكر من بين الأرواح وجعل طينتها من تراب الجنة وجعل ماءها من
الحيوان وجعل له قصرا في الجنة بين ظاهره (1) من باطنه، وأنه ضمنت على الله كما
ضمن لي نفسه أن لا يكون خليفتي على أمتي ولا مؤنسي في خلوتي ولا ضجيعي في
حفرتي الا أباك) (2) - وذكر باقي الحديث بطوله.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنبأنا
أبو البركات أحمد بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن نفيس قدم علينا، أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن خزفة، حدثنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسن بن حبين (3)
البغدادي، حدثنا حامد بن محمد بن شعيب، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا مروان بن
معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله

(1) في الأصل، (ج): (ظاهر).
(2) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 14 / 35.
(3) في (ب): (بن جبير).
128

قال: ((ما) (1) من أحد يوم القيامة غنيا ولا فقيرا الا ود أنه كان أوتي من الدنيا
قوتا) (2).
هكذا رأيته مقيدا بخط ابن السمرقندي، وبخط المؤتمن الساجي حنين بالنون مقيدا،
وكانا ضابطين محققين وكأنه الصواب، ورأيت بخط الحميدي: عبد الواحد بن الحسن
ابن عبد الرحمن بن حنين البغدادي النخعي.
121 - عبد الواحد بن الحسن بن عبد الله بن حمدون، أبو المهلب الداودي:
حدث عن أبي بكر محمد بن داود بن علي الأصبهاني، روى عنه أبو يعلى محمد
ابن جعفر الواسطي.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي (3)،
قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي بالدامغان سنة سبع
وأربعين وأربعمائة قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن السدي بن محمد المتكلم
الشافعي الساري بسارية حدثنا أبو يعلى محمد بن علي بن جعفر المناظر الواسطي
الداودي بجامع سارية قدم الينا حدثنا أبو المهلب عبد الواحد بن الحسن بن عبد الله
بن حمدون البغدادي الداودي ببغداد حدثنا أبو بكر محمد بن داود الفقيه، حدثنا
أبو عبيدة الكوفي، حدثنا أبو نعيم الكوفي، حدثنا طلحة، أخبرني ثابت البناني قال:
سمعت أنسا يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غروب الشمس وقبل صلاة المغرب ليرانا
نصلي فلا يأمرنا ولا ينه) (4).
122 - عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن
جعفر الباقرحي، أبو الفتح، الفقيه الشافعي:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، تفقه على الكيا (5) بن علي بن محمد

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 117. وإتحاف السادة المتقين 8 / 159. وكشف الخفا
2 / 42.
(3) في كل النسخ: (الشيروي) والتصحيح من الأنساب 8 / 233.
(4) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(5) في (ج): (الكائن) تحريف.
129

الهراسي ببغداد وعلى أبي حامد الغزالي وأبي نصر القشيري بنيسابور، وسمع الحديث
ببغداد من أبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين بن الطيوري وأبي بكر بن المروزي (1)
وأبي الحسن بن العلاف، وبنيسابور من أبي القاسم إسماعيل بن الحسن الفرائضي
وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي وأبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني
وغيرهم.
وكان فقيها فاضلا، له يد في الأدب والترسل، قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع
والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان
سنجر بن ملكشاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه
ليدرس بها. فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه،
فألزمهم الديوان بمتابعته، فدرس بها إلى شعبان من السنة المذكورة، ثم وصل أسعد
الميهني، حدث ابن الباقرحي ببغداد بيسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف،
وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، وروى عنه في كتاب (سلوة الأحزان) من جمعه.
قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال: أنشدنا
عبد الواحد بن الحسن الفقيه، أنشدنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني، أنبأنا
محمد بن عبد العزيز النيلي لنفسه:
يسر الجهول ما يبقى به (2) * ويجزع من يوم أفنى به
وأبعد الزمان فقدانه * إذا مر جاء بادنابه (3)
وفي كل يوم له موته * بموت امرئ من أحبائه
ومن وقى الموت في نفسه * يصاب بموت أعزائه (4)
فما لقي الله في أصله * ولكن أمد بارزائه
وبه: قال أنشدنا أبو الفضل الشقاني: قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي
لنفسه:

(1) في الأصل: (المرز). وفي (ب): (المرزز) تحريف.
(2) في (ج): (ما سقا به).
(3) في الأصل: (حاباذيه) وفي (ج): (حابادبائه) تصحيف.
(4) في (ج): (أعدائه).
130

شوقي شديد واصطباري عنكم * فوق الشديد وغير ما أستطيعه
ما ان ترق لوامق لزم البكا * حتى جرى بعد الدموع نجيعه
وجفى الكرى أجفانه * من أجله حرق الجوى وضلوعه
وتصالحت وهواك ان هواك كدر عيشي * فأضر بي والي ساء صنيعه
وحملت من أعباء حبك سيدي * مالا يخف على الورى مسموعه
كم كنت أشكو ما ألاقي منكم * وأذيع مكنون الحشا وأشيعه
فإذا الحياء يكفني وأخاف * أن يبدو وشيكا للجميع جميعه
كتب إلي أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي قال: سمعت إبراهيم بن علي بن
إبراهيم بن الفراء يقول سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن بن الباقرحي يقول: بت
ليلة مفكرا في قلة حظي من الدنيا، فرأيت في النوم مغنيا يغني، فالتفت إلي وقال: اسمع
أي شيخ!:
أقسمت بالبيت العتيق وركنه * والطائفين ومنزل القرآن
ما العيش في المال الكثير وجمعه * بل في الكفاف وصحة الأبدان
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد
ابن محمد بن الحسن الباقرحي أبو الفتح، من أهل بغداد، وتغرب وجال في الآفاق،
سمع الحديث الكثير ببغداد وخراسان، وكان فقيها فاضلا مبرزا حسن الايراد، فصيح
اللهجة، له الباع الطويل في الأدب والترسل، والحظ الوافر من اللغة، خرج إلى غزنة
وأقام بها وتوفي بها سنة ثلاث (وخمسين) (1) وخمسمائة، وكان مولده سنة اثنتين
وثمانين وأربعمائة ببغداد.
123 - عبد الواحد بن أبي الحسن بن أبي نصر بن عبد الله الخباز:
من ساكني سوق السلطان عامي، له طبع جيد في قول الشعر، مكثر منه.
أنشدني عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ قال: أنشدني عبد الواحد الخباز
لنفسه:

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات السبكي 4 / 269.
131

أي داع دعا بتفريق جمعي * بين وادي مني والحلال جمع
قف به صاحبي إذا رحل الوفد * قبيل الضحى وسل عن سلع
واسأل البان بالحمى عن أصيحابي * وأهلي وعن مهاة الجرع
فالسحاب العميم لم يهم في الربيع * جهارا بأدمع مثل دمعي
هب نشر النسيم فارتحت لما (1) * ضاع رياه في فضاء الربع
وتغنت حمائم الأيك فارتاع * فؤادي لنوحها والسجع
يا خليلي لا تعبدا كما الخير * أجيبا السؤال من غير بيع
واسألاني عن بان سلع فاني * لم أجد بالعراق راق لسلع
ما بدا بالغوير مبسم يرق * لاح الا كان يقصد فجعي
لا ولا رجع الحمام بأيك * بت الا معيرة للسمع
قسما بالسماء ذات النجوم الزهر * تزهو والأرض ذات الصدع
ان قتلي بالبعد في أرض نجد * كان حتما ظلما بغير الشرع
طاف بي طائف من الطيف لما * هم جفني بالنوم بعد القطع
فتقلقلت إذ تذكرت ما كان * وأمسيت بين ضر ونفع
124 - عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن المعيل، أبو القاسم الصوفي
المعروف بالجنيد:
سمع بعد علو سنه مع ابنته أمة الرحمن من أبي الحسين (2) وأبي القاسم ابني بشران
وأبي الحسن بن الحمامي المقرئ، وكان يذكر أنه سمع من أبي حفص بن شاهين ذكر
أبو الكرم بن فاخر النحوي أنه سمع معه من أبي الحسين بن بشران عدة كتب.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنيه نصر بن
سلامة الهيتي قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة اثنتين
وخمسين وأربعمائة - يعني مات أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين الصوفي يعرف
بالجنيد يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى، كان يحضر معنا عند ابني

(1) في (ب): (المضاع).
(2) (أمة الرحمن بن أبي الحسين) هكذا في كل النسخ.
132

بشران، وسمعت أنه قرأ عليه قوم شيئا، وذكر ابن خيرون وفاته من (1) غير هذه
الرواية وقال: كان يسمع من أبي القاسم بن بشران وقد قرئ عليه شئ من كتب
الصوفية ليس فيه سماعه، وكان يذكر أنه سمع من ابن شاهين ولم يوجد له شئ.
125 - عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد بن البارزي، أبو محمد بن
البزاز:
ابن خالة عبد الوهاب بن الصابوني، من ساكني الظفرية، وكان له دكان في خان
الصفة بسوق الثلاثاء، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي
وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن هبة الله بن البطر وأبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم
البقال وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط وأبا طاهر محمد بن أحمد بن قيداس
الخطاب وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وغيرهم، وحدث
بالكثير، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وأحمد وعبد الرحمن ابنا سلطان بن أحمد
البزاز وعلي بن أبي محمد بن رشيد وغيرهم، وكان شيخا صالحا، متدينا، على طريقة
السلف.
أخبرنا علي بن أبي محمد بن رشيد البزاز قال: أنبأنا عبد الواحد بن الحسين البزاز،
أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي، أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي
عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقعد مع قوم
يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس،
ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى مغيب الشمس أحب إلي من أن
أعتق ثمانية من ولد إسماعيل ودية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا) (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته - يعني
عبد الواحد البارزي - عن مولده، فقال ما يدل على أنه سنة ثمانين وأربعمائة وما

(1) في الأصل، (ب): في غير).
(2) انظر الحديث في: سنن أبي داود 3667. ومجمع الزوائد 10 / 105. وحلية الأولياء 3 / 35.
133

قاربها، وتوفي يوم الأحد خامس عشرين (1) شوال من سنة اثنتين وستين وخمسمائة،
ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.
126 - عبد الواحد بن الحسين بن عمر بن جعفر، أبو القاسم المحول:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز (2) المعدل،
روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري،
وذكر أنه سمع منه في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
127 - عبد الواحد بن الحسين بن محمد الدباس، أبو تمام الفقيه الملقب
بالبارد (3):
والد أحمد الذي تقدم ذكره. كان يقول الشعر اللطيف على طريقة البغداديين، وقد
سمع الحديث من جده لامه أبي البركات محمد بن يحيى بن الوكيل، روى عنه ولده
أحمد والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي.
أنبأنا أبو القاسم الثعلبي عن أبي علي المتوكلي قال: حدثني أبو المظفر بن أبي تمام
الدباس قال: لما احتجب جلال الدين بن صدقة عن الناس في بعض السنين خوفا على
نفسه جاء والدي للخدمة فمنع، فكتب رقعة وسلمها إلى بعض حجابه فأوصلها،
وفيها مكتوب:
وقالوا قد تحجب عنك مولى * وصار له مكان مستخص
فقلت سيفتح الأبواب شعري * ويدخلها لأن البرد لص
وأنبأنا الثعلبي عن المتوكلي قال: لقيت أبا تمام الدباس في بعض الأيام فسألته عن
حاله وسلمت عليه، فرد علي السلام وتسارينا، فقلت له: أنشدني شيئا مما سمع به
الخاطر من المديح في هذه الأيام (4)! فقال: ما أمدح اليوم أحدا، فقلت له: فمن

(1) في (ب): (خامس عشر).
(2) في الأصل، (ب): (بن الحسين من عبد العزيز).
(3) في (ج): (النادر).
(4) في الأصل: (في بدء الأيام).
134

الهجو؟ فقال: ولا أهجو أحدا، فقلت له: ما السبب في ذلك؟ فقال:
مات أبو حامد ومات جلال الدين فاستحضر الهجا والمديح
كنت أهجو هذا وأمدح هذا وأنا اليوم خاطري مستريح
قلنا: أراد (1) أبا حامد بن عمر البيع، وكان من ذوي الثروة (2) ببغداد، وجلال
الدين هو أبو علي بن صدقة وزير المسترشد.
قرأت بخط واثق (3) بن عبد الملك الطبري قال: أنشدني أبو تمام عبد الواحد بن
الحسين بن محمد الفقيه الدباس وكان قد كتب بها إلى أمين الدولة عند عوده من
الصيد:
كان قلبي مذ غبتم * علم الله في قفص
ولو أني اصطحبتكم * إذ برزتم إلى القنص
كنت أعدو إذا ونى * الكلب في العدو أو نكص
فبنفسي من الغزال * ومن صيده غصص
كل يوم يجري لنا * عند استباهه قفص
فاجزلوا من حصتي * ان تقاسمتم الحصص
واعملوا أنما العطا * لا خلا منكم فرص
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال:
أنشدني أبو المعالي الكتبي لأبي تمام ابن الدباس:
اني رأيت الدهر في صرفه * يمنح حظ العاقل الجاهلا
فما أراني مائلا ثروة * يحسبني عاقلا (عاقلا) (4)
كتب إلي أبو عبد الله الأصبهاني قال: أنشدت لابي تمام الدباس:

(1) في الأصل، (ج): (راد).
(2) في الأصل، (ب): (وكان من ذي الثروة).
(3) في (ج): (بخط أوثق).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
135

يا نرجسا أوراقه ورق * نفق صفرة عينه عين
ان كنت تبغي الماء من عطش * أو قد وهتك بمسها عين
فأقم بأجفاني إذا فيها من * ماء وفيض دموعها عين
28 - عبد الواحد بن الحسين، أبو الخطاب الجمال القطيعي:
حدث عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، سمع منه أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد الميداني النيسابوري.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن همدان الميداني بخطه وأنبأنا
أبو عبد الوهاب الأديب عن ظهير بن زهير عنه قال: أنبأنا الشيخ الصالح أبو الخطاب
عبد الواحد بن الحسين الجمال القطيعي بقراءتي عليه في سادس عشري شعبان سنة
ثلاثين وأربعمائة قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل
السكري، أنبأنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم، وحدثنا عبد
العزيز بن محمود الحافظ لفظا قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أنبأنا جعفر بن
أحمد بن الحسين، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، حدثنا جعفر بن محمد
الخلدي، حدثنا الحارث بن محمد التميمي، حدثنا داود بن المحبر، حدثنا عباد عن أبي
الزناد (1) عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أيها الناس! اعقلوا عن
ربكم وتراضوا بالعقل، تعرفوا ما أمرتم (2) به وما نهيتم عنه، اعلموا أنه مجدكم عند
ربكم، واعلموا أن العاقل من أطاع الله عز وجل وان كان دميم المنظر، حقير الخطر،
دني المنزلة، غث الهيئة، وأن الجاهل من عصى الله وان كان جميل المنظر، عظيم
الخطر، شريف المنزلة، حسن الهيئة، فصيحا نطوقا، والقردة والخنزير أعقل عند الله
ممن عصاه، فلا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياكم، فإنهم غدا من الخاسرين) (3).
129 - عبد الواحد بن حمد (4) بن عبد الواحد بن محمود بن الصباغ، أبو
الوفاء الشرابي:

(1) في (ج): (أبي الزياد).
(2) في (ج): (مائتمرتم).
(3) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 1 / 452. والمطالب العالية 2748.
(4) في (ب): (بن أحمد).
136

من أهل أصبهان، سمع الكثير من أبي طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي وأبي
القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي سبط بحرويه وأبي عثمان سعيد بن
(محمد بن) (1) أحمد بن محمد العيار النيسابوري وأبي بكر محمد بن إبراهيم العطار
وغيرهم، قدم بغداد في شوال سنة تسع وخمسمائة وحدث بها، سمع منه نسيبه أبو
نصر محمود بن الفضل وهزار سب بن عوض الهروي وأبو الفضل إبراهيم بن أحمد بن
عبد الله المخرمي وبلتكين بن أخبار التركي وابنه محمد بن أبو بكر المبارك بن كامل
ابن أبي غالب الخفاف وأبو الحسن علي بن أبي سعد الخباز.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن (2) هزار سب بن عوض الهروي قال: أنبأنا أبو الوفاء
عبد الواحد بن حمد الشرابي قدم علينا بقراءتي عليه وأنبأنا جعفر بن محمد بن أحمد بن
حامد ويوسف بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر وأحمد بن سعيد بن أحمد الصباغ
ومحمد بن محمد بن أبي سعيد المقرئ وأبو ذر محمد بن عبد الرزاق بن عبد الملك
الخطيب ومحمد بن الحسين بن محمد (3) القطان بقراءتي عليهم بأصبهان قالوا جميعا:
أنبأنا أبو بكر عتيق بن الحسين بن محمد الرويدشتي (4) قراءة عليه قالا: أنبأنا أبو
عثمان سعيد بن (محمد بن) أحمد بن محمد النيسابوري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن
عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الجوزقي، أنبأنا أبو حاتم (5) مكي بن عبدان،
حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان لله تسعة وتسعون اسما مائة الا واحدا من أحصاها
دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر) (6).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد (7) بن السمعاني من لفظه قال:

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3 / 226.
(2) في (ج): (بن).
(3) (الحسين بن محمد) ساقطة من (ب).
(4) في كل النسخ: (الزويد شتى) والتصحيح من الأنساب.
(5) في الأصول: (أبو حامد).
(6) انظر الحديث في: (صحيح البخاري 3 / 259، 9 / 145. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء
6. وسنن الترمذي 3506، 3507، 3508. وفتح الباري 5 / 354، 13 / 377.
(7) في الأصل، (ب): (أبو سعيد).
137

عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الصباغ الشرابي، أبو الوفاء، من أهل أصبهان،
شيخ مسن كبير صالح، من بيت الحديث، سمع الكثير ولكنه كان عسرا في الرواية،
سئ الاخلاق، وكان يأخذ على الرواية شيئا ويبالغ في ذلك، قرأت عليه أجزاء
بأصبهان بجهد جهيد، وكان محله الصدق غير أنه كان محتاجا مقلا، سألته عن مولده
فقال: سنة ست وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن محمد بن الفضل الأصبهاني المعروف بجنك قال:
توفي أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد (1) الصباغ في العشر الأول من
جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
130 - عبد الواحد بن رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث
التميمي، أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الفرج، الفقيه الحنبلي:
تقدم ذكر والده، قرأ القرآن وتفقه، وكان يعظ على المنابر، وبه ختم بيته (2) ولم
يعقب، وكان...... (3) من الديوان في الرسائل إلى الأطراف في الأيام المستظهرية،
سمع الحديث من أبي طالب بن غيلان وأبي الحسين محمد بن أحمد بن الأبنوسي
وغيرهما، وحدث بأصبهان، روى عنه من أهلها أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد
الدقاق الحافظ.
أنبأنا عبد الرحمن (الريفي) (4) عن أبي المعمر الأنصاري قال: أنشدنا أبو الخطاب
الكلوذاني قال: أنشدني الشيخ الجليل أبو القاسم عبد الواحد بن رزق الله التميمي
للواوا (الدمشقي) (5):
فؤاد كما شاء الهوى يتحرق ودمع كما شاء الجوى يترقرق
وما سورة الأجفان عن سنة الكرى ولكنها في حلية الدمع تطلق

(1) (ابن حمد عبد الواحد) ساقط من (ج).
(2) في (ج): (ختم صيته).
(3) مكان النقط بياض في الأصل، (ب) ومطموس في (ج).
(4) بياض في الأصل مكان ما بين المعقوفتين.
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، (ب).
138

قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: عبد الواحد بن أبي
محمد التميمي كان أبدا يحكي أنه كان بدار ابن جودة فطلب بعض من حضر ماء
ليشربه، فقام قاصدا للجب فأتى بجب عكبري (و -) قد ملئ بالماء وأترع، فتعجب
من رآه من شدة قوته.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت عبد
الوهاب الأنماطي عن عبد الواحد بن رزق الله التميمي، فقال: كان (ورعا) (1)،
وكان يلبس الحرير.
أخبرني أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي
ابن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: قرأت بخط أبي محمد بن صابر سألته - يعني عبد
الواحد بن رزق الله - عن مولده، فقال: مولدي يوم الخميس سابع رجب من سنة
سبع وثلاثين وأربعمائة ببغداد في الجانب الغربي.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم
عبد الواحد بن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي في يوم الأحد، سابع
عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب
حرب عند أخيه أبي الفضل.
131 - عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد بن شنيف، أبو الفرج بن أبي
محمد بن أبي الفرج الوراق:
تقدم ذكر والده. من أهل دار القز، سمع أبا الفتح مسعود بن محمد بن شنيف
وأخاه أبا الفضل أحمد بن محمد ودهبل (2) ولاحق ابني علي بن منصور بن كاره،
كتبت عنه، وكان حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد (3) بن شنيف الوراق بقراءتي عليه

(1) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، وفي (ب): (سكاعا).
(2) في (ج): (ذهيل).
(3) (ابن عبد الواحد) سقط من (ج).
139

قال أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد بن شنيف قراءة عليه وأنا حاضر في شعبان سنة
احدى وخمسين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن الحسين بن عبد
الله السراج وأبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار قراءة عليهما قالا: أنبأنا
أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير
القرشي الكوفي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي، حدثنا جعفر بن
عون عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة رضي الله
عنها قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل صلاة الفجر يخففهما حتى
أقول: أقرأ فيهما بفاتحة الكتاب) (1).
كان مولد عبد الواحد في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي يوم الثلاثاء
السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة احدى وثلاثين وخمسمائة ودفن يوم
الأربعاء بباب حرب.
132 - عبد الواحد بن سعد بن يحيى بن معالي بن أحمد بن القاسم بن عبد الله
الأصل البغدادي، المولد الدار، أبو الفتح بن أبي البركات الصفار المقرئ:
من أهل نهر القلائين بالجانب الغربي، قرأ القرآن وطلب الحديث، فسمع الكثير
وقرأ بنفسه (2) على الشيوخ وكتب بخطه، وقرأ الأدب على أبي منصور بن الجواليقي
وغيره، وصحب عبد الوهاب الأنماطي وسمع منه الكثير، ومن أبي بكر محمد بن عبد
الباقي البزاز وأبوي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري وإسماعيل بن أحمد بن
السمرقندي وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وأبوي منصور عبد
الرحمن بن محمد القزاز وعبد الجبار بن أحمد بن توبة ومن جماعة غيرهم، كتبت عنه،
وكان صدوقا أمينا صالحا متدينا، حسن الطريقة، مرضي السيرة، لحقه صمم شديد في
آخر عمره، وكان لا يسمع الا الصوت العالي، ثم أضر فكان لا يقدر على الكتابة.
أخبرنا عبد الواحد بن سعد الصفار قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد

(1) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) في (ج): (وطلب بنفسه).
140

ابن عمر الحريري، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، أنبأنا عمر بن
أحمد بن أحمد بن عثمان بن شاهين، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن
جعفر الوركاني، حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعى إلى جنازة سأل عنها، فان أثني عليها خير صلى
عليها، وان أثني عليها غير ذلك قال: (شأنكم وإياكم وإياها، ولم يصل عليها) (1).
سألت عبد الواحد الصفار عن مولده فقال: في شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة،
سأله غيري فقال: في يوم الخميس ثاني شوال، وتوفي يوم الجمعة لأربع خلون من
المحرم سنة ستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية.
133 - عبد الواحد بن شنيف بن محمد بن عبد الواحد الديلمي، أبو الفرج
الفقيه الحنبلي (2).
من أهل دار القز، وهو عم أحمد وسعيد اللذين تقدم ذكرهما، قرأ الفقه حتى
حصل منه طرفا صالحا، وكان أمين الحكم بمحلته، وكان مشهورا بالديانة وحسن
الطريقة، ولم يكن له رواية في الحديث.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: حدثني أبو الحسن بن عربية قال: كان تحت يده -
يعني عبد الواحد بن شنيف - مال لصبي وكان قد قبض المال، وللصبي فهم وفطنة
وكتب الصبي جملة التركة عدة وأثبت ما يأخذه من الشيخ، فلما مرض الشيخ أحضر
الصبي وقال له: أي شئ لك عندي؟ فقال: والله مالي عندك شئ، لأن تركتي
وصلت إلي بحساب محسوب! فاخرج سبعين دينارا وقال: خذ هذه فهي لك، فاني
كنت أشتري لك بشئ من مالك وأعود أبيعه فحصل لك هذا.
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخطه قال: وفي ليلة
السبت حادي عشري شعبان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة توفي عبد الواحد بن
شنيف، وصلى عليه عبد القادر الواعظ وصليت عليه مع الجماعة، ودفن في مقبرة
باب حرب.

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 300. وصحيح ابن حبان 750، 750.
(2) انظر: شذرات الذهب 4 / 85. ومرآة الزمان 8 / 150.
141

134 - عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الواحد بن أبي هاشم:
صاحب الدولة، والد أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي، روى عن أبي
عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، روى ولده عن العطافي عنه في كتاب اليواقيت من
إملائه.
135 - عبد الواحد بن عبد الرحمن بن منصور بن أبي الفرج السيسني، أبو
محمد بن أبي سالم الشاعر:
من أهل مصر، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وكان يسكن بالمدرسة
النظامية، ومدح الامام الناصر لدين الله وكبراء دولته، وأثبت في شعر الديوان، فكان
ينشد في الهناءات والتعازي، وكان أديبا فاضلا، جيد النظم، مليح القول، رشيق
المعاني، حسن الاخلاق، متوددا، كتبنا عنه من شعره، وسمعته كثيرا ينشد في مجلس
الوزراء.
أنشدنا أبو محمد عبد الواحد بن أبي سالم المصري لنفسه يمدح الامام الناصر لدين
الله صلوات الله عليه:
جهول بسر الحب من ليس يعشق * ويعزى به من مات في اللوم يفرق
وكيف باثراء الكرى لمتيم * وأجفانه من دمعه الدهر تنفق
سقى الله عهد العامرية انه * يقضي حميدا للصبا فيه رونق
ليالي رياها سماك (1) معتق * ورشف ثناياها شمول معتق
وإذ لمحياها محاسن روضة * فألحاظنا تسري إليها وتسرق
تقي الله في قلبي إليك عليلة * ومهجة نفس في هواك تخرق
يبيت لأهوائي إليك تشوق (2) * ويضحي لأشجاني إليك تسرق
وما ملك الواشون مني * غرة وان يمنوا فيك المقال ونمقوا

(1) في الأصل، (ب): (رباها سمال).
(2) في الأصل، (ب): (إليك شوق).
142

علاقة حب ليس يخبو (1) زفيرها * وعبرة دمع ماتني تترقرق
أمنك سرى البرق الذي هب موهنا * كقلب محب يستكين ويخفق
سما أرجوانيا كأن وميضه * شهاب بأذيال السماء معلق
فلله ما أهدي سناه وما هدى * إلى ذي هوى بما يهيج ويقلق
وبهماء يجفوها الأنيس فلا يرى * على متنها الا سماء وسملق
ترى الال ينزو من ضواها كأنه * على الأكم منها حين يلمع - يلمق
هتفت (2) بها وهنا فتوا كأنما * مخاميرهم من نشوة النوم أولق
فما زال عنها السير حتى تمايلت * وحتى تشاكت (3) من أذى الأين أنيق
إلى ساحة قد حالف العز تربها * ومن حرها عرف النبوة يعبق
بحيث محيا الدين أبهج أبلج * وحيث ملأت الملك أفزع أفرق
وحيث عراص الجود رطب هواؤها * يرف بها غرب الأماني ويورق
........................ (4) به الدين ينهي والمكارم تسرق
إلى الناصر الميمون أول قائم * يهم بما يرضي الاله وينطق
يتيه به تاج الخلافة بهجة (5) * بعليائه إذ زين التاج مفرق
نهوض بعب ء الدين والملك ثابت (6) * عن الله للحق الجلي موفق
سلمت أمير المؤمنين لأمة * لصوب ندى كفيك تحيى وترزق
بعثت لها ميت الرجا وهو داثر * وأنجحت (7) سعي الظن والظن مخفق
وأوليتها من يمن رأيك منهجا * له منظر بادي الوشاية مؤنق
تفئ ظلال العدل في أفنانه (8) * ويأرج من رياه غرب ومشرق

(1) في الأصل، (ب): (بحو)
(2) في (ب): (هتف).
(3) في الأصل: (تشالت) وفي (ب): (فسالت) وفي (ج): (وتسالت).
(4) بياض في كل النسخ مكان النقط.
(5) في الأصل، (ب): (مهجة).
(6) في (ب): (نائب).
(7) في الأصل، (ب): (ألحجت)، وفي (ج): (ط ألححت).
(8) في الأصل، (ب): (أمناته).
143

تقبلت أفعال النبي وهديه * وأنت به أولى وأحرى وأليق
مضاهيه في سمت الهدى وابن عمه * وحامل عب ء الدين عنه مشفق
وجددت في الاسلام زهر مأثر * على أهلها منه الجلال لمشرق
ولاية عهد سربل الذين عزها * فلا حظها طرق الزمان ويطرق
تسامى بها ركن العلي فهو شامخ * وشد بها عند الهدى فهو أوثق
وعفيت سبل المنكرات فأصبحت * كأن لم تكن من قبل ذلك تخلق
وصيرت للمعروف في الناس دولة * فألوية المعروف تعلو وتخفق
جهاد الأعداء وجود لمعتف * وجمع لعلياء وبر مفرق
مساعيك يا ابن الأكرمين كأنها * بدور تجلى أو شموس تألق
سبقت بها شأو الخلائق كلهم * وما زلت للعلياء تسعى وتسبق
فلا زالت الأيام منك بغبطة * ولا زال منك الجد يسمو ويسمق
ولا زالت الأعياد يبهر أهلها * ضياء لها من نور وجهك يشرق
تنال بها أقصى الأماني وتنتهي * إلى غاية من سعدها ليس يلحق
سألت عبد الواحد بن أبي سالم عن مولده فقال: في سنة ست وثلاثين وخمسمائة
بمصر، وتوفي يوم الاثنين لثمان خلون من المحرم سنة أربع عشرة وستمائة، ودفن بعد
العصر من اليوم المذكور بمقبرة درب (1) الخبازين (2).
136 - روى عن أبي الحسن محمد بن عبيد الله السلامي الشاعر شيئا من شعره، روى عنه
أبو نصر ابن الرسولي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروز آبادي بمصر قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد
ابن محمد السلفي قال: أنشدنا أبو نصر عبيد الله بن عبد العزيز الرسولي قال: سمعت

(1) في (ج): (باب الخبازين).
(2) في (ج): (آخر الجزء السابع والأربعين بعد المائة من الأصل ويليه اسم: (عبد الواحد بن عبد
السميع.
144

أبا طاهر عبد الواحد بن عبد السميع البغدادي يقول: دخلت على السلامي الشاعر
وهو مريض قد أنهكه المرض فتألمت له ولما كنت أحظى به من شعره وتغممت (1)
له، فقال لي: اكتب هذين البيتين فلست تكتب عني شيئا بعدهما، والبيتان:
حل الصباع عن (2) العناق يدي * والأزر قد خلطت به الحلل
وا خجلتي من الوشاة غدا * أن أثرت بخدودنا القبل
قال: فكتبتهما وخرجت، فلما بلغت باب الدرب الذي داره فيه صرخوا عليه.
137 - عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان بن بختيار، أبو الفضل البيع
العطار (3):
من أهل باب الأزج، قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن
أحمد سبط أبي منصور الخياط وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد
الشهرزوري، وسمع الحديث الكثير من أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن الأبنوسي
وأبي منصور أنوشتكين (4) بن عبد الله الرضواني وأبوي الفضل محمد بن (5) عمر (6)
ابن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي وأبي محمد عبد الله
ابن علي بن أحمد المقرئ وأبي الكرم بن الشهرزوري وأبي بكر يحيى بن عبد الباقي
الغزال ومن جماعة غيرهم.
وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الأحد الثاني
والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته، وقرأ عليه
الناس القرآن بالروايات، فأكثروا وقصدوه من الأماكن لذلك، وحدث بالكثير، وكان
صدوقا أمينا نزها عفيفا متدينا، حسن الطريقة، مرضي السيرة، سمعت منه كثيرا.

(1) في الأصل: (تغمغمت).
(2) في (ب): (على العناق).
(3) انظر: شذرات الذهب 5 / 13. وغاية النهاية 1 / 474.
(4) في الأصل، (ب): (أبو سكين) وفي (ج): (أبو شنكين).
(5) (محمد بن) ساقطة من (ب).
(6) في كل النسخ (ناحر) والتصحيح من العبر 4 / 127.
145

أخبرنا عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان الأزجي قال: أنبأنا أبو الفضل محمد
ابن عمر الأرموي، حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي من لفظه قال: أنبأنا
أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد المالكي الفقيه، حدثنا علي بن الفضل بن إدريس
السامري، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا محمد بن كثير، حدثنا الأوزاعي عن
قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من
الأولين والآخرين الا النبيين والمرسلين) (1).
بلغني أن مولد عبد الواحد بن عبد السلام في محرم سنة احدى وعشرين
وخمسمائة، وتوفي يوم الأحد لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وستمائة،
وأخرج من الغد على رؤس الناس إلى تخت (2) المنظرة بباب الأزج فصلينا عليه هناك
في خلق كثير، وحمل إلى باب حرب، فدفن هناك.
138 - عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب:
أنبأنا ذاكر بن كامل عن هزار سب بن عوض قال: أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن
الباقلاني قراءة عليه عن القاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال:
أنبأنا أبو الحسن (3) محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان، حدثنا محمد بن جعفر بن علي
المقرئ، حدثنا عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب البغدادي قال: كتب أبو علي محمد
ابن مقلة وهو وزير في أيام المقتدر إلى بعض إخوانه كتابا: يا سيد أخيه! أطال الله
بقاءك في عرض كل نعمة، نعم، والحيرة ممكنة، والرأي عازب، والمعين معذور،
وأعظمها مرور الأيام، وتقضي مدة العمر. وأنشد لنفسه:
زمان يمر وعيش يفر ودهر يكر بما (4) لا يسر
وحال تذوب وهم يثوب ودنيا تناديك أن ليس حر
وأحسن ما استشعر العارفون عند الشدائد حلم وصبر

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3666. وسنن ابن ماجة 95، 100، والمستدرك 1 / 120.
(2) في كل النسخ: (تحت).
(3) في كل النسخ: (أبو الحسين).
(4) في (ب): (مما لا يسر).
146

ولله في كل ما نابني وأولى وأبلى ثناء وشكر
139 - عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان، أبو محمد السقلاطوني:
من أهل الحربية. سمع أبا المظفر (هبة الله) (1) بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا
الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد
القادر بن يوسف وغيرهم، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو المظفر هبة
الله بن أحمد، أنبأنا محمد بن محمد الزينبي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا عبد الله
ابن محمد، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو شهاب عن حميد عن أنس قال: ما كنا
نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم (من الليل) (2) مصليا الا رأيناه، ولا نشاء أن نراه نائما
الا رأيناه.
توفي عبد الواحد في يوم الأحد، الثاني من ذي الحجة سنة احدى وعشرين
وستمائة، ودفن بباب حرب.
140 - عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أبو سعيد بن الأستاذ
أبي القاسم:
من أهل نيسابور. نشأ في العلم والعبادة، وأخذ من الأدب بحظ وافر، ثم اقتبس من
فوائد والده واقتدى بحركاته وسكناته، وحفظ كتاب الله تعالى، وكان يتلوه دائما،
وصار في آخر عمره سيد عشيرته.
سمع الحديث من والده ومن أبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي نصر منصور
ابن الحسين المفسر وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصرآباذي وأبي سعيد (3) عبد
الرحمن بن حمدان النضروي وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي عبد
الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 163.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
(3) في كل النسخ: (أبي سعد) والتصحيح من العبر.
147

النيلي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي نصر منصور بن رامش (1)
وأبي عبد الرحمن الشاذياخي، وسمع بجوين أبا الفضل محمد بن محمد الحاتمي، وبطوس
أبا علي محمد بن إسماعيل العراقي القاضي، وبالري أبا محمد عبد الوهاب بن عبد
الصمد بن أسعد المزكي وأبا بكر أحمد بن محمد بن فوران النيسابوري وأبا الحسن
علي بن محمد بن علي الصوفي، وقدم بغداد حاجا في شبابه وسمع بها من أبي الطيب
طاهر بن عبد الله الطبري وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأبي الحسن علي
ابن محمد بن حبيب الماوردي وأبي الطيب عبد العزيز بن علي بن بشران وأبي محمد
الحسن بن علي الجوهري وأبي طالب بن علي العشاري وأبي يعلى محمد بن الحسين بن
الفراء، وسمع بهمدان أبا سعد محمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد (2) الهمداني، وأبا
طالب علي بن إبراهيم بن جعفر بن الصباح وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني،
ثم قدم بغداد مرة ثانية في شوال سنة احدى وثمانين وأربعمائة وحدث بها، وحج
وعاد ونزل برباط شيخ الشيوخ، وسمع منه الأئمة والحفاظ، وروى عنه من أهل
بغداد أبو السعود أحمد بن علي ابن المجلي وأبو القاسم ابن السمرقندي.
أنبأنا عمر بن محمد المؤدب (و) ابن عبد الله الدقاق قالا: أنبأنا أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد بن عمر قراءة عليه أنبأنا الأستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن عبد
الكريم بن هوازن القشيري - قدم علينا بغداد حاجا سنة احدى وثمانين وأربعمائة -
قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الماوردي، أنبأنا أبو سهل بشر بن أحمد المرجاني،
حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي، حدثنا يحيى بن يحيى، حدثنا المنكدر بن محمد بن
المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة،
وان (من) (3) المعروف أن تلقي أخاك بوجه طلق) (4).
قرأت في كتاب (جواهر الكلام) لابي منصور أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن

(1) في كل النسخ: (بن مراشق) تصحيف.
(2) في الأصل: (بن سعد).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 13. وصحيح مسلم، كتاب الزكاة باب 16.
148

الصباغ بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين عن علي بن أحمد الخياط عنه قال:
أنشدنا الأستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن
القشيري لنفسه:
خليلي كفا عن عتابي فإنني * خلعت عذارا في الهوى وعناني
تصاممت (1) عن كل الملام لأنني * شغلت بما قد نابني وعناني
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل
الفارسي قال: أنشدنا أبو سعيد القشيري (2) لنفسه:
لعمري لئن حل المشيب بمفرقي * ورثت قوى جسمي ورق عظامي
فان غرام العشق باق بحاله * إلى الحشر منه لا يكون فطامي
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قرأت على
أبي الحسن علي بن محمد بن جعفر الوراق قال: رأيت بخط أبي القاسم القشيري: ولد
ابني أبو سعيد في صفر في سنة ثمان عشرة وأربعمائة. كتب إلي أبو سعد عبد الله بن
عمر بن أحمد الصفار قال: سمعت أبا الحسن عبد الغافر (3) بن إسماعيل الفارسي
يقول: توفي أبو سعيد القشيري في يوم الأحد حادي عشري في كل النسخ: (أبو
إسماعيل التستري). جمادي الأولى سنة أربع وتسعين (4) وأربعمائة (رحمه الله). (5)
141 - عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن
القشيري، أبو محمد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد (6) بن الأستاذ أبي القاسم:
من أهل نيسابور. حفيد المذكور آنفا، وقد تقدم ذكر والده، قدم بغداد حاجا في
سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وحدث بها عن أبي بكر عبد الغفار بن محمد بن

(1) في كل النسخ: (فصاممت) والتصحيح من طبقات السيكي.
(2) في كل النسخ: (أبو إسماعيل) التستري.
(3) في (ب): (عبد الغفار).
(4) في كل النسخ: (وسبعين).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).
(6) في كل النسخ: (أبي سعد).
149

الحسين الشيروي، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عمر بن
محمد بن أحمد بن جابر المقرئ أبو نصر.
أخبرنا عمر بن محمد المقرئ قال: أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد بن
عبد الواحد القشيري قدم علينا بغداد حاجا قال: أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد
الشيروي قراءة عليه، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنبأنا أبو العباس
محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، أنبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي،
حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو سمع نافع بن جبير يخبر عن أبي شريح الخزاعي أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
ليسكت) (1).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: سألته - يعني عبد الواحد بن عبد
الماجد - عن مولده فقال: سنة اثنتين وخمسمائة، ورأيت بخطه أيضا في معجم شيوخه:
سنة احدى، وأحدهما خطأ.
قرأت بخط أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الشاهد
الدمشقي في معجم شيوخه قال: توفي أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد القشيري
في محرم سنة تسع وستين وخمسمائة بمدينة جي القديمة المعروفة بشهرستان، ودفن
ظاهرها، وكنت إذ ذاك بأصبهان المحدثة.
142 - عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الفضلوسي، أبو نصر
ابن أبي سعد الصوفي (2):
من أهل الكرج. كان من أعيان الصوفية ومن عباد الله الصالحين، طوف البلاد في
السياحة وحج مرارا على التجريد وركب المشاق، وكانت له آيات وكرامات. سمع

(1) انظر الحديث في: سنن الدارمي 2 / 98. والسنن الكبرى للبيهقي 5 / 64. ومجمع الزوائد
8 / 166. وسنن ابن ماجة 3672.
(2) انظر: الأنساب.
150

الحديث بأصبهان من جعفر بن عبد الواحد الثقفي وسعيد بن أبي الرجاء (محمد) (1)
الصيرفي، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري،
وبالإسكندرية من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، وقدم بغداد حاجا
عدة نوب وحدث بها، وكتب عنه المبارك بن كامل الخفاف، وسمع منه ببغداد
القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي تمام
الدباس وروى عنه.
أنشدني عبد الله بن أحمد بن محمد المقرئ قال: أنشدنا أبو نصر الكرجي ببغداد
قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري لبعضهم:
فلقد سئمت مأربي فوجدت أكثرها خبيث
الا الحديث فإنه مثل اسمه أبدا حديث
أخبرني أبو محمد (2) داود بن علي بن محمد بن هبة الله بن المسلمة قال: أنبأنا أبو
الفرج المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور (3) قال: حكى لي شيخنا أبو نصر عبد
الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الصوفي الكرجي قال: حججت على
الانفراد وقصدت المدينة - صلوات الله على ساكنها - قبل الحج لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم والحج
بعد ذلك، لأحظى بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت وزرت النبي صلى الله عليه وسلم وجلست عند الحجرة،
بينما أنا جالس إذ دخل الشيخ أبو بكر الديار بكري ووقف بإزاء وجه النبي صلى الله عليه وسلم،
وقال: السلام عليك يا رسول الله! فسمعت صوتا من الحجرة: وعليك السلام يا أبا
بكر، فقلت للشيخ أبي نصر الكرجي مستثبتا: يا سيدي! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه؟
فقال: سمعت من داخل الحجرة (وعليك السلام يا أبا بكر) وسمعه من حضر.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد
ابن عبد الملك بن محمد الكرجي أبو نصر، شاب صالح متدين، حسن السيرة، خشن
الطريقة، سافر الكثير، وصحب المشايخ الكبار، وقطع البراري على التجريد منفردا بلا

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 87.
(2) في (ب)، (ج): (أبو أحمد).
(3) في (ج): (المفقورة).
151

زاد وراحلة ورفيق، وكان يطوي الأيام والليالي لا يأكل فيها ويديم السير، رأيته
بالكرج وكتبت عنه جزءا انتخبته من أجزاء سمعها بالإسكندرية من أبي عبد الله
الرازي وديار مصر، ورد علينا بغداد سنة ثلاث وثلاثين، وسمع بقراءتي من محمد بن
عبد الباقي البزاز وأبي الحسن بن توبة وأبي منصور بن زريق، وانحدر إلى واسط
منفردا معا... (1) واجتمعت به بها (2) وخرج إلى الحجاز بعد ما عندنا بواسط ببغداد
كما جرت عادته من عدم الزاد واحتمال التعب والسير، وكنت ببغداد وقد صدر من
الحجاز فاجتمعت به وحكى لي العجائب التي رآها والمشاق التي قاساها.
قرأت بخط أبي نصر الكرجي قال: مولدي في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة،
وذكر ولده أنه مات بالكرج في يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة
تسع وستين وخمسمائة، ودفن برباطه.
143 - عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين، أبو
الفتوح (3):
ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور الصوفي المعروف بابن سكينة. أسمعه والده في
صباه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر
المقدسي وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي وغيرهم. وقرأ القرآن وتفقه، وقرأ الأدب
وسافر، فأقام في الغربة نحوا من عشرين سنة يتردد ما بين الحجاز والشام ومصر
والجزيرة وسميساط وغيرها ويخالط ملوكها، وتولى المشيخة برباط بيت المقدس ثم
بخانكاه خاتون بظاهر دمشق، ثم عاد إلى بغداد في سنة أربع وستمائة وتلقى من
الديوان التعظيم والاحترام، وتولى المشيخة برباط جده شيخ الشيوخ ولقب بلقبه،
ونفذ رسولا إلى كيش (4) فأدركه أجله بها. كتبنا عنه، وكان غزير الفضل، كامل
العقل، رجلا من الرجال قد حنكته التجارب ومارس الأمور، وصحب المشايخ الكبار

(1) هكذا في الأصل. وفي (ج): (مغافلة) وفي (ب) بدون نقط.
(2) في (ج): (واجتمع به).
(3) انظر: النجوم الزاهرة 6 / 203.
(4) في الأصل، (ب): (كش) وفي (ج): (الكبش).
152

والصالحين، وله النظم والنثر، ويحفظ من الحكايات والأناشيد شيئا كثيرا، وكان من
ظراف الصوفية ومحاسن الناس، وألطفهم خلقا، وأرقهم طبعا، وأكثرهم تواضعا،
وكان خطه في غاية الرداءة لا يمكن أن يقرأ.
أخبرنا عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ ووالده بقراءتي عليهما
قالا: أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، أنبأنا أبو الحسن مكي بن
منصور بن علان الكرجي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنبأنا محمد بن
يعقوب بن يوسف الأصم، أنبأنا الربيع بن سليمان الراوي، أنبأنا الشافعي، أنبأنا
سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا
ولغ الكلب في اناء أحدكم فليغسله سبع مرات) (1).
أنشدني أبو الفتوح عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ لنفسه:
دع العذال ما شاءوا يقولوا * فأين السمع مني والعذول
أتوا بدقيق عذلهم ليمحو * هوى جللا له خطر جليل
وسمعي عنهم في كل شغل * بوجد شرحه شرح يطول (2)
تمكن في شغاف القلب حتى * غدا ورسيسه فيه دخيل
سألت عبد الواحد بن سكينة عن مولده، فقال: في ليلة الاثنين النصف من شهر
رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وتوفي بكيش في ثاني شعبان سنة ثمان
وستمائة - رحمه الله.
144 - عبد الواحد بن عثمان بن أحمد بن عثمان، أبو القاسم، المعروف
بالعجان:
خطيب جامع القفص. كان من الصالحين، سمع أبوي الحسن علي بن عمر بن
أحمد بن دخان وعلي بن أحمد بن عمر الحمامي وكتب بخطه، وكان يكتب خطا
مطبوعا، وحدث باليسير، حدث عنه أبو علي البرداني.

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الطهارة 93.
(2) في الأصل: (شرح طويل).
153

أنبأنا القاضي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد المعمري عن أبي عامر محمد بن
سعدون العبدري (1) قال: أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني، أنبأنا عبد الواحد
ابن عثمان المقرئ خطيب جامع القفص ويعرف بالعجان - وكان شيخا صالحا قواما
كثير الدرس - أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله
الشافعي، حدثنا الحسن بن سلام السواق، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، حدثنا
زهير، حدثنا سماك بن حرب، حدثنا معاوية بن قرة (2) عن أنس بن مالك أن نفرا من
عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلموا وبايعوه، وقد وقع بالمدينة الموم وهو البرسام فقالوا: هذا
الوجع قد وقع يا رسول الله! فلو أذنت لنا فخرجنا إلى الإبل فكنا فيها! فقال: (نعم
فاخرجوا فكونوا فيها!) فخرجوا فقتلوا أحد الراعيين وذهبوا بالإبل، وجاء الاخر
وقد جرح (3)، قال: فبلغوا حاجتهم وذهبوا بالإبل، وعنده شباب من الأنصار
قريب (4) من عشرين، فأرسل إليهم وبعث معهم قائفا يقتص (أثرهم) (5)، فأتي بهم
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم (6).
قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه قال: سنة ثمان وخمسين وأربعمائة: فيها
توفي أبو القاسم عبد الواحد بن عثمان العجان، الشيخ الصالح امام جامع القفص،
ودفن بباب حرب، وكان قد زادت سنه على السبعين، وقد سمعت منه عن أبي
الحسن الحمامي.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: توفي أبو القاسم
عبد الواحد بن أحمد العجان امام جامع القفص في صفر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة
سمعت منه عن أبي الحسن الحمامي، ودفن في مقبرة باب حرب.

(1) في (ج): (العبدوي).
(2) في كل النسخ: (معاوية عن قرة).
(3) في (ج): (وقد خرج).
(4) في (ج): (قربت).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح مسلم.
(6) انظر الحديث في: كنز العمال 11766.
154

145 - عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني، أبو الفتح بن أبي
الحسن السقلاطوني (1).
من أهل النصرية، وهو أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره. سمع أبا عمرو عثمان
ابن محمد بن (يوسف بن) (2) دوست العلاف وأبا نصر أحمد بن محمد بن حسنون
النرسي وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (3) وأبا محمد الحسن بن الحسين
ابن رامين الاستراباذي، روى عنه محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وابنه عبد
الباقي وأبو القاسم ابن السمرقندي وعبد الوهاب (ابن المبارك بن أحمد) (4) الأنماطي
وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم بن الشهرزوري
وشهدة بنت أحمد الإبري.
أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا أبو الفتح
عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
عبيد الله الحرفي، حدثنا أبو بكر النجاد، حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان، حدثنا
شعيب بن سلمة الأنصاري، حدثنا يحيى بن عبد الله بن أسيد بن عبد الله بن أنيس،
حدثني عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده أبي سبرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا
صلاة الا بوضوء، ولا وضوء الا لمن يذكر اسم الله جل وعز، ألا لا يؤمن بالله من لا
يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لم يعرف حق الأنصار) (5).
قرأت في كتاب عبد المحسن بن محمد الشيحي بخطه قال: سمعت عبد الواحد بن
علوان بن عقيل الشيباني يقول: ولدت سنة ثلاث وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الفتح عبد
الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من

(1) انظر: المنتظم 9 / 106.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 3 / 166.
(3) في (ج): (الحرقي).
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 104.
(5) نظر الحديث في: سنن الدارقطني 1 / 73. ونصب الراية 1 / 5.
155

رجب سنة احدى وتسعين وأربعمائة ودفن من يومه في مقبرة باب حرب.
146 - عبد الواحد بن علي بن سفيان، أبو العباس القصباني:
حدث عن أبي أحمد بن زبورا، روى عنه أبو العباس بن تركان الهمداني.
قرأت على سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن
أبي نصر التاجر قال: كتب إلي يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب الهمذاني قال:
أنبأنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان قال: سمعت أبا العباس عبد الواحد بن
علي بن سفيان القصباني ببغداد يقول: حدثنا أبو أحمد بن زبورا، حدثنا ابن أبي الدنيا
قال: قال محمد بن كناسة: لقد عشت في زمان وأدركت أقواما لو اختلفت الدنيا ما
تحملت الا بهم، واني لفي زمان ما رأيت ناسكا عفيفا، ولا فاتكا ظريفا، ولا عاقلا
حصيفا، ولا مجنونا طريفا (1)، ولا جليسا خفيفا، ولا من لا يسوى على الخبزة
رغيفا.
قال: وسمعت أبا بكر بن أبي الدنيا يقول: قال محمد بن كناسة: ان الناس قد
تحولوا خنازير فإذا وجدتم كلبا فتمسكوا به.
147 - عبد الواحد بن علي بن صالح بن عبيد الله بن محمد بن علي بن صالح
ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب، أبو القاسم الهاشمي:
روى عن أبي الحسن البكائي، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي
في مشيخته.
أنبأنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار عن أبي علي محمد بن محمد
ابن عبد العزيز بن المهدي قال: أنبأنا والدي قراءة عليه وأنا اسمع قال: أنشدنا الشريف
أبو القاسم عبد الواحد بن علي صالح المنصوري الفقيه الشافعي - وكان تدرس على

(1) في كل النسخ: (ظريفا).
156

الداركي - قال أنشدني أبو الحسن (1) البكائي الشافعي قال: أنشدنا محمد بن طريف
أنشدنا الربيع بن سليمان قال: كنت مع الشافعي في بعض أسفاره فدخل الحمام،
فتقدم المزين ليخدمه فاستدعاه بعض أرباب الدنيا فتركه ومضى إلى ذلك الرجل، فلما
خرج قال: اعط الحمامي باقي نفقتي، فقلت: نبقى بلا نفقة، وهذا لا يعرفك، قال:
أعطه! فأعطيته دنانير (2) لها قدر، فاعتذر المزين إليه وقبل يديه ورجليه، فقال
الشافعي:
علي ثياب لو تقاس جميعها * بفلس لكان الفلس (منهن) (3) أكثرا
وفيهن نفس لو تقاس ببعضها * نفوس الورى كانت أجل وأخطرا
وما ضر نصل السيف أخلاق غمده * إذا كان عضبا حيث وجهته برا
أنبأنا أبو طاهر العطار عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز قال: سمعت أبي
يقول: مات أبو القاسم المنصوري في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة.
148 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري، أبو
القاسم بن أبي الحسن:
من أهل باب البصرة من أولاد المحدثين، حدث عن والده بيسير، سمع منه القاضي
أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه، قرئ على أبي
البركات عبد الرحيم بن القاضي أبي المحاسن القرشي عن والده وأنا أسمع قال: أنبأنا
أبو (القاسم) عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد الدينوري، أنبأنا أبي، وأنبأنا أبو
الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (4) بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن
عبد الواحد الدينوري قراءة عليه في سنة عشرين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو محمد
الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان
النحوي، أنبأنا القاضي أبو محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الليثي

(1) في النسخ: (أبو صالح).
(2) في (ب): (فأعطيته الدنانير).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من الديوان.
(4) في الأصل: (الجوهري).
157

أنه قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبح ثلاثا وثلاثين، وكبر ثلاثا
وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وقال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شئ قدير) غفر الله له ذنوبه ولو كان أكثر من زبد البحر) (1).
قرأت بخط أبي المحاسن القرشي قال: توفي عبد الواحد بن علي الدينوري في ليلة
الجمعة ثامن عشر صفر سنة احدى وستين وخمسمائة. بلغني أن مولده كان في سنة
ست وخمسمائة.
149 - عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن الصباغ، أبو
القاسم:
من أهل الكرخ، أحد الشهود المعدلين ببغداد، من بيت القضاء والعدالة والعلم
والرواية، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الثلاثاء
السابع عشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته. سمع الحديث في
صباه من أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى
السجزي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم، كتبت عنه وكان سئ
الطريقة غير محمود السيرة ولا مرضي الأفعال في شهادته وأحواله - عفا الله عنا وعنه.
أخبرنا عبد الواحد بن علي بن الصباغ بقراءتي عليه قال: أنبأنا سعيد بن أحمد بن
الحسن بن البناء قراءة عليه، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد
الواعظ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ، حدثنا أحمد بن حازم ومحمد
ابن الحسين الحنيني قالا: حدثنا عمرو بن حماد، حدثنا حسين بن عيسى بن زيد عن
أبيه عن علي بن عمرو بن صبيح الكندي عن الأحنف بن قيس عن أبي هريرة قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أقلت الغبراء ولا أظلت (2) الخضراء من ذي لهجة أصدق
من أبي ذر) (3).

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب المساجد 146. ومسند أحمد 2 / 371.
(2) في النسخ: (أضلت).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3801، 3802. وسنن ابن ماجة 156. ومسند أحمد
2 / 163. ومصنف ابن أبي شيبة 14 / 124.
158

ذكر موسى بن محمد بن التنوخي الأنباري المؤدب ونقلته من خطه أن أبا
القاسم (1) ابن الصباغ ولد في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة - وكان مؤدبه وبقراءته
سمع - وتوفي في ليلة السبت الثاني من المحرم سنة ثمان عشرة وستمائة، وصلي عليه
بجامع المنصور، (و) دفن بباب حرب.
150 - عبد الواحد بن علي بن عمر بن فارس بن حمزة بن جعفر بن أحمد بن
البختري، أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي حفص الكاتب.
سمع أبا الفضل أحمد بن الحسين بن الفضل بن دودان الهاشمي وأبا القاسم عبد
الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة (2)
البزاز، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قال: أنبأنا أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن
علي بن البختري، حدثنا أبو القاسم بن بشران إملاء أنبأنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن
دعلج (3)، حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا شريح بن النعمان، حدثنا قزعة عن
سيف بن سليمان عن عدي بن عدي عن مولى له عن جده قال: (سمعت) (4)
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ان الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تكون
العامة تستطيع أن تغير على الخاصة، فإذا لم تغر العامة على الخاصة عذب الله
العامة والخاصة) (6).
قرأت في كتاب أبي القاسم بن السمرقندي بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين
قال: سألت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن البختري عن مولده، فقال: يوم

(1) في النسخ: (أن ابن القاسم).
(2) في كل النسخ: (بن رزية).
(3) (ابن أحمد بن دعلج) سقط من (ج).
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد
(5) في الأصل: (لم تغر).
(6) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 192. والمعجم الكبير 17 / 138، 39. وفتح الباري 13 / 4.
159

الخميس لثمان بقين من شهر ربيع الاخر سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم
عبد الواحد بن علي بن عمر بن البختري في صفر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
151 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن الحسين، أبو الحسين الصيرفي:
حدث بالبصرة عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي، روى عنه حمزة
السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد الحنزي (1) بأصبهان عن أبي سعد بن أحمد
ابن محمد بن أحمد الواعظ قال: كتب إلي أبو هاشم محمد بن (2) الحسين الخفافي قال:
حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي إملاء، حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن
علي بن محمد بن الحسين الصيرفي بالبصرة، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد،
حدثنا العباس بن محمد، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا بقية، حدثني صدقة بن عبد الله
ابن صهيب، حدثني المهاجر بن حبيب بن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الله
تبارك وتعالى يقول: اني لست على كل كلام الحليم أقبل، ولكن أقبل على همه (3)
وهواه، (فان) (4) كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى جعلت صمته حمدا لله
ووقارا وإن لم يتكلم) (5).
152 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن ثابت بن شعيب بن صالح، أبو طاهر
النجار المكفوف:
من ساكني شارع دار الرقيق. حدث عن أبي بكر محمد بن سليمان الباغندي وأبي
محمد عبد الله بن إسحاق المدائني، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن نعيم
الاستراباذي والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.

(1) في (ب): (الحمزي).
(2) في كل النسخ: (أبو الحسين).
(3) في (ج): (على نعمه).
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير 5293.
160

قرأت على أبي عبد الله بن الحنزي بأصبهان عن الخضر بن الفضل الصفار أن أبا
عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره عن الحاكم أبي عبد الله
النيسابوري قال: حدثني أبو طاهر عبد الواحد بن علي بن محمد بن ثابت النجار
ببغداد في شوال سنة احدى وأربعين وثلاثمائة وأنا سألته فقلت له: قد اشتكى ضرسي
وأنا أريد الحج، فقال لي: اني أتيت عبد الله بن إسحاق المدائني وقد اشتكى
ضرسي (1) فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه الثمر (2)، فاني اشتكي
ضرسي فأتيت أبا هشام الرفاعي فشكوت إليه فقال: اقرأ عليه القرآن وكل عليه
الثمر، فاني اشتكي ضرسي فأتيت أبا بكر بن عياش فشكوت إليه فقال لي: اقرأ عليه
القرآن وكل عليه الثمر، ففعلته فبرئ، فجئت إليه فقلت له: عمن أحدث هذا؟ فقال:
اشتكي ضرسي فأتيت زر بن حبيش (فشكوت إليه فقال: اقرأ عليه القرآن، وكل
عليه الثمر، ففعلته فبرئ، فأتيت زر بن حبيش) (3) فقلت: عمن أحدث هذا؟ فقال:
اشتكي ضرسي فأتيت عبد الله بن مسعود فشكوت إليه، فقال لي: اقرأ عليه القرآن
وكل عليه الثمر ففعلته فبرئ، فأتيت ابن مسعود فقلت له: عمن أحدث هذا؟ فقال:
اشتكي ضرسي فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه، فقال لي: اقرأ عليه القرآن وكل عليه
الثمر، ففعلت فبرئ. أجاز لابن بكير في سنة ثمانين وثلاثمائة.
153 - عبد الواحد بن علي بن محمد الزارع، أبو جعفر الروياني (4):
قدم بغداد وروى بها عن أبي حاتم الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد الأهلمي
كتابا صنفه في الاعتقاد، سمعه منه أبو الحسين بن الطيوري وطاهر بن أحمد
النيسابوري وأبو طالب بن يوسف بباب المراتب في شهر رمضان سنة خمس وخمسين
وأربعمائة، روى عنه ابن الطيوري وطاهر.
154 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف، أبو القاسم بن أبي الحسن (5):

(1) (وأنا أريد الحج...) حتى (... وقد اشتكى ضرسي) ساقط من (ج).
(2) في (ب): (الثمرة).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(4) في (ب): (الروماني).
161

من أهل نهر طابق. سمع أبا الفرج بن فارس الغوري وأبا الفتح محمد بن أحمد بن
أبي الفوارس الحافظ - وهو آخر من حدث عنهما - وأبا الحسن علي بن محمد بن
بشران وأبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، وحدث بالكثير. وكان
صدوقا صالحا خيرا مأمونا، ذهبت كتبه حريقا ونهبا، وكانت سماعاته في أصول
الناس، روى عنه أبو غالب بن البناء وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب
الأنماطي وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ
وعمر بن ظفر المغازلي.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي قال: أنبأنا أبو غالب (احمد) (1) بن
الحسن بن أحمد بن البناء، أنبأنا عبد الواحد بن علي العلاف، أنبأنا محمد بن أحمد بن
أبي الفوارس الحافظ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد الهروي، حدثنا علي بن محمد
ابن عيسى هو الحيكاني (2)، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع قال: أخبرني شعيب عن
الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما راع في غنمه عدا عليها الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي فالتفت
إليه الذئب فقال: من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري؟ وبينما رجل يسوق بقرة
قد حمل عليها التفتت إليه فكلمته فقالت: اي لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث)،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاني أو من بذلك وأبو بكر وعمر) (3).
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ أن علي بن عتيق بن مؤمن أخبره عن القاضي
عياض بن موسى اليحصبي، قال: سألت القاضي أبا علي الحسين بن محمد الصدفي
المعروف بابن سكرة عن عبد الواحد بن فهد العلاف فقال: كان شيخا خيرا صالحا.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال: عبد الواحد بن علي بن

(5) انظر: العبر في خبر من غبر 3 / 312. وتذكرة الحفاظ 3 / 1199.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 71.
(2) في (ب): (الحكامي).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 5 / 6، 15. وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة 13.
وفتح الباري 7 / 18، 42.
162

محمد بن فهد العلاف مولده قبل الأربعمائة بسنة (1) أو سنتين.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي (2) بخطه قال: مات أبو
القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف يوم الجمعة السادس عشر من ذي القعدة
سنة ست وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب، وهو آخر من حدث عن أبي
الفرج بن الغوري وأبي الفتح بن أبي الفوارس.
155 - عبد الواحد بن علي بن محمد بن حمويه الجويني، أبو سعد بن أبي
الحسن ابن أبي عبد الله الصوفي النيسابوري:
سمع أبا بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبا الفضل أحمد بن سعد بن
حمان (3) وأبا منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار بهمذان، وقدم بغداد في سنة
ثلاث وخمسين وخمسمائة في صباه، وسمع بها أبا الوقت عبد الأول بن عيسى بن
شعيب السجزي، وعاد إلى خراسان ثم قدم بغداد في سنة سبع وثمانين وخمسمائة
فحج، وعاد في سنة ثمان ونزل برباط شيخ الشيوخ وحدث بأربعين حديثا ثمانية جمعها
عن شيوخه المذكورين ها هنا وبغيرها، وكان شيخا حسنا من بيت التصوف وأولاد
المشايخ، وقد تقدم ذكر جده في أول هذا الكتاب.
أخبرنا يوسف بن خليل الادمي بحلب قال: أنبأنا أبو سعد (4) عبد الواحد بن علي
ابن محمد بن حمويه الجويني الصوفي النيسابوري قدم علينا بغداد بقراءتي عليه بها بمرو،
أنبأنا أبو الأسعد (5) هبة الرحمن (بن عبد الواحد) بن عبد الكريم بن هوازن (6)
القشيري قال: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف، أنبأنا أبو العباس محمد بن
إسحاق السراج، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث عن ابن شهاب عن ابن المسيب

(1) في (ج): (الأربعين بسنة). وفي (ب): (الأربعمائة سنة).
(2) في (ب): (الدري).
(3) (ابن حمان) ساقطة من (ب).
(4) في (ب): (أبو سعيد).
(5) في (ب)، الأصل: (أبو الأسود).
(6) في (ب): (هوازم).
163

وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اشتد الحر
فأبردوا بالصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم) (1).
قرأت بخط أبي سعد عبد الواحد بن علي الجويني قال: مولدي في سادس شهر الله
رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وبلغنا أنه خرج من بغداد قاصدا الشام فدخلها زائرا المشاهد بها، وعاد قاصدا
نيسابور فأدركه أجله بالري في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
156 - عبد الواحد بن عمر بن المظفر، أبو طاهر الملاح:
روى عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ شيئا من كلامه، روى عنه
أبو بكر الخطيب.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد
الشيباني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: حدثنا أبو طاهر عبد
الواحد بن عمر بن المظفر (2) الملاح قال: سمعت ابن سمعون يقول: رأيت المعاصي
نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة.
157 - عبد الواحد بن أبي الفتح بن عبد الرحمن بن عصية، أبو محمد:
من أهل الحربية وبيض (..................) (3).
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي (4) ونقلته من خطه، قال: توفي عبد الواحد بن أبي
الفتح ابن عصية يوم الثلاثاء سابع عشري (5) جمادى الأولى من سنة ست وثمانين
وخمسمائة.

(1) انظر الحديث في صحيح البخاري 1 / 142. وصحيح مسلم، كتاب المساجد 18. وفتح
الباري: 2 / 18، 15.
(2) (عمر بن المظفر) ساقطة من (ب).
(3) مكان النقط بياض في كل الأصول.
(4) في الأصل، (ب): (سليمان الحربي).
(5) في (ب): (سابع عشر).
164

158 - عبد الواحد بن الفضل المطيع لله بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد
المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله
ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد
الله بن العباس بن عبد المطلب.
ذكر عبد الوهاب الميداني أنه وافى دمشق في يوم الجمعة سلخ ربيع الأول سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة فأنزل دارا في لؤلؤة (1) خارج باب الجابية.
159 - عبد الواحد بن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد بن أحمد بن يوسف
الصيدلاني، أبو القاسم بن أبي المطهر.
من أهل أصبهان من أولاد المحدثين، قدم بغداد حاجا في صفر سنة سبع وخمسمائة
وحدث بها عن أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج المعروف بابن الإخشيد
وأبي بكر محمد بن علي بن (أبي) (2) ذر الصالحاني وأبي الرجاء أحمد بن محمد بن أحمد
الكسائي وأبي الفرج (3) سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي وأبي عبد الله محمد بن أبي
الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان وأبي منصور عبد الله بن محمد
ابن أحمد بن الكسائي المعدل، حدثني عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ،
وقد كتب إلي بالإجازة من أصبهان بجميع مروياته.
أخبرني ابن الغزال قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن الفضل
(الأصبهاني) (4) الصيدلاني قدم علينا بغداد حاجا قال: أنبأنا أبو الفتح إسماعيل بن
الفضل بن أحمد بن الإخشيد السراج قراءة عليه، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن
عبد الرحيم الكاتب وأبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي علي قالا: أنبأنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن أحمد الصائغ، حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن

(1) في (ب): (لو لوى).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 83.
(3) في الأصل: (أبي منصور).
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
165

الفيريابي (1)، حدثنا قتيبة بن سعيد وعبد الأعلى بن حماد قالا: حدثنا سفيان بن عيينة
عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله
لشئ ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن) (2).
أنبأنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ ونقلته من خطه قال: سألته - يعني عبد الواحد
ابن القاسم الصيدلاني - عن مولده، فقال: ولدت سنة أربع عشرة وخمسمائة، وقال
لغيره: في ذي الحجة.
قرأت بخط صديقنا أبي العلاء علي بن الحسن القزويني ثم الأصبهاني قال: توفي أبو
القاسم بن أبي المطهر (3) الصيدلاني في يوم الأحد تاسع عشر جمادى الأولى سنة
خمس وستمائة بأصبهان.
160 - عبد الواحد بن كرم بن بركة بن الحسين، البواب الفراش، المقرئ:
من أهل الرصافة. كان فراشا بترب الخلفاء هناك، قرأ القرآن بالروايات على أبي
حفص عمر بن ظفر المغازلي وروى عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا صالحا، حسن
التلاوة للقرآن، أقرأ القرآن (4) لجماعة، سمع منه رفيقانا (5) مبارك بن مسعود وعلي
معالي الرصافيان. وذكر لي مبارك أنه قرأ عليه القرآن.
قرأت بخط محمد بن كمار بن ناصر بن نصر الحدادي المراغي الواعظ قال: أنشدني
الشيخ الإمام أبو محمد عبد الواحد بن كرم بركة المقرئ المقيم بالترب الشريفة:
لئن قنعت نفسي بأيسر بلغة * من العيش يكفيني إلى يوم تكفيني
وان هي لم تقنع فتلك مصيبة * أصبت بها في النفس والعقل والدين
ذكر مبارك الرصافي أن عبد الواحد بن كرم ولد قبل العشرين وخمسمائة، وتوفي

(1) في (ب): (الغيريابي).
(2) انظر الحديث في صحيح البخاري 6 / 236، 9 / 173، 193. وصحيح مسلم، كتاب
المسافرين باب 34.
(3) في (ب)، (ج): (أبي المظفر).
(4) (اقرأ القرآن) ساقطة من (ج).
(5) في الأصل: (رفقانا) وفي (ج): (رفقابا) وفي (ب): (رفيقنا).
166

سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين وخمسمائة، وكان مسنا - (رحمه الله) (1).
161 - عبد الواحد بن المبارك بن أبي بكر بن أبي منصور المستعمل، أبو
منصور ابن أبي محمد الخباز:
من أهل الحريم الطاهري (2)، أخو أبي بكر محمد الذي تقدم ذكره. سمع أبا علي
أحمد بن أحمد بن الخراز وأبا المعالي محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن اللحاس
العطار. وغيرهما (3)، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عبد الواحد ومحمد ابنا المبارك بن أبي بكر (4) المستعمل بقراءتي عليهما
قالا: أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي الخراز قراءة عليه، أنبأنا أبو الغنائم محمد
ابن علي بن أبي عثمان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع، حدثنا أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، أنبأنا عمر بن محمد الأسدي، حدثنا أبي،
حدثنا أبان البجلي عن أبي بكر بن حفص عن عائشة قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم (
رجل) (5) فقال: (أقبل) (6) في رمضان؟ قال: (نعم)، ثم أتاه آخر فقال: أقبل في
رمضان؟ فقال: (لا) (7)، فقالت عائشة: يا رسول الله (8) أذنت لذاك ومنعت هذا؟
قال: (ان الذي أذنت له شيخ كبير يملك إربه، والذي منعته رجل شاب لا يملك إربه
فلذلك منعته) (9).
سألت أبا منصور عبد الواحد بن المبارك عن مولده فقال: في سنة خمس أو ست
وأربعين وخمسمائة. وتوفي يوم الخميس الخامس من جمادى الآخرة سنة عشرين

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(2) في (ب): (الطاهرين).
(3) في (ب): (وغيره).
(4) في النسخ: (أبي المبارك).
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(7) (فقال: لا) ساقطة من (ج).
(8) (يا رسول الله) ساقطة (ب).
(9) انظر الحديث في: كنز العمال 24407.
167

وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
162 - عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم الباقرحي:
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي قال: قرأت على
أبي محمد عبد الله بن الحسن الكامخي الساوي نزيل الري بها قال: أنشدني إبراهيم بن
مخلد بن جعفر الباقرحي ببغداد، أنشدني عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم الباقرحي،
أنشدني الميموني قال: أنشدنا المبرد:
لا تبخلن بمعروف عرفت له * وجها وبادر به في وقت عرفانه
فربما انقبضت من بعد ما انبسطت * كف و (قد) (1) أعوزتني (2) بعد امكانه
163 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن حفص (3) (4) بن منير، أبو محمد
المنيري:
من اهل جرجان. سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبا احمد (5) عبد الله
ابن عدي وأبا عمرو البحيري وغيرهم، روى عنه حمزة السهمي. واجتاز بالنهروان
وحدث بها.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال: كتب إلي أبو منصور شهردار (6) بن شيرويه بن
شهردار الديلمي قال: أنبأنا والدي، حدثنا أبو المعالي الحسن بن محمد بن شادي
الأصم الاستراباذي، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن عمر بن محمد بن جعفر بن منير
المنيري بنهروان، حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي (7)، أنبأنا أحمد
ابن محمد بن الشرقي الحافظ، أنبأنا أبو الأزهر يزيد بن أبي حكيم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم

(1) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(2) في (ب): (أعود لي).
(3) انظر: تاريخ جرجان، ص 270.
(4) في تاريخ جرجان: (بن جعفر).
(5) في (ب): (واحمد)، وفي (ج): (وأبا حمد).
(6) في النسخ: (شهروان).
(7) (في الأصل)، (ب): (الماسوجسي).
168

في النوم فقلت: يا رسول الله! رجل من أمتك يقال له سفيان الثوري؟ فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: لا بأس به، فقلت: ذكرنا عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري أنك ليلة
أسري بك رأيت إدريس في السماء الرابعة؟ قال: نعم، قال: قلت: يا رسول الله! ان
ناسا من أمتك يحدثون في السرى بالعجائب؟ قال: ذلك متاع القصاص.
ذكر حمزة السهمي في (تاريخ جرجان) أن المنيري مات في شهر رمضان سنة
عشرين وأربعمائة.
164 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحمامي، أبو القاسم المقرئ:
من أهل شارع دار الرقيق. سمع أبا الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن الباذا وأبا
عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الغضائري (1) وأبا علي الحسن بن الحسين (2)
ابن دوما النعالي وأبا الحسين محمد بن الحسين (بن محمد) (3) بن الفضل القطان وأبا
محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الأرزني اللغوي وغيرهم. وكان مقلا (4) من
الحديث، صالحا، روى عنه أبو علي أحمد وأبو ياسر (5) عبد الله ابنا محمد بن أحمد
البرداني.
أنبأنا شجاع بن سالم بن علي قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن محبوب،
أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني (6) قال: قرأت على عبد الواحد بن
محمد بن أحمد (7) الحمامي: أخبرك الحسين بن الحسن الغضائري (8)، وأنبأنا أبو علي
ابن أبي القاسم بن أبي علي قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا أبو الفضل
عباس بن أحمد بن محمد الهاشمي، أنبأنا الحسين بن الحسن الغضائري، أنبأنا محمد بن

(1) في النسخ: (الفضائري).
(2) في النسخ: (الحسين بن الحسن).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر.
(4) في (ب): (مقالا).
(5) في (ج): (أبو محمد).
(6) في (ب): (البرزالي).
(7) في (ج) (أحمد بن محمد).
(8) في الأصول: (الفضائري).
169

يحيى الصولي، حدثنا هشام بن علي العطار، حدثنا عثمان بن طالوت، حدثنا العلاء
ابن محمد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أكثروا ذكر هادم اللذات)، قالوا: يا رسول الله! وما هادم اللذات؟ قال:
(الموت) (1).
أخبرنا الأسعد بن بقاء النجار قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي، أنبأنا أبو ياسر
عبد الله بن محمد البرداني قال: أنشدنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن أحمد
الحمامي قال: أنشدنا أبو محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الأرزني (2) اللغوي لنفسه:
لعل فتى حرا يزور بنا القفصا * فندرك من لذاتنا الغرض الأقصى
فبستان نهر القفص أحسن منظرا * عجائبه ليست تحد ولا تحصى
إذا ما سرحت الطرف في جنباته * رأيت عيانا للسرور به شخصا
ترى شجر النارنج يجلو عرائسا * (و) قد جعلت حمر الثياب لها قمصا
كأن نجوما بحن (3) في رونق الضحى * ولم يبد نور الصبح في نورها نقصا
سقى الله أرض القفص كل عشية * من الغيث ما يروي الدساكر والقفصا
فكم فئة (4) بيض كرام صحبتهم * هناك فلم أنزل بهم منزلا نقصا
مقيمين بحنا (5) اللهو غضا بحيث لا * يخالف في نيل المراد ولا نقصا
موافقة أسماؤهم لصفاتهم * فلا حوشبا فيهم يعد ولا حفصا
يدير بها سوداء تحسب لونها * من الخبر أو قطعا من الليل منغصا
إلى النحل تنمى من دساكر واسط * ولم تتربع لا دمشق ولا حمصا
أخبرنا الأسعد بن بقاء الأزجي قال: أنبأنا المبارك بن علي الصيرفي، أنبأنا أبو ياسر

(1) انظر الحديث في: كشف الخفا 1 / 188. ومجمع الزوائد 10 / 380. وتلخيص الحبير 2 / 101.
(2) في الأصل، (ب): (الارزي).
(3) في الأصل: (تجن).
(4) في الأصل: (فتنة).
(5) هكذا في النسخ.
170

عبد الله بن محمد بن أحمد البرداني قال: ذكر لنا عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن
الحمامي المقرئ أن مولده في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومات يوم الأربعاء سلخ
ربيع الاخر سنة تسع وستين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب. وكان سماعه من ابن
الباذا صحيحا.
165 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الشواء، أبو القاسم الزاهد:
سمع أبوي على الحسن بن شهاب العكبري بعكبرا والحسن بن الحسين بن العباس
ابن دوما النعالي ببغداد، وسكن بيت المقدس وحدث هناك، روى عنه الفقيه نصر بن
إبراهيم ومكي بن عبد السلام المقدسيان وعمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو بكر
يحيى بن إبراهيم بن عثمان بن عمر بن شبل الإسكندراني، وكان سماعه منه في جمادى
الأولى سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
كتب إلي أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أنبأنا أبو
الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي، حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن أحمد البغدادي، أنبأنا أبو علي
الحسن بن شهاب (1) بن الحسن العكبري، حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد
النصيبي، حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، حدثنا سعيد بن عمار عن محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستتبعون سنن من
قبلكم باعا فباعا وذراعا فذراعا وشبرا فشبرا، حتى لو دخلوا جحر ضب
لدخلتموه) (2)، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: (فمن؟) (3).
166 - عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جودة، أبو نصر بن أبي
عبد الله:
من أهل باب المراتب، تقدم ذكر والده في أول الكتاب. سمع الكثير بقراءة الخطيب

(1) في الأصول: (الحسن عن شهاب).
(2) في الأصول: (لدخلتم معهم).
(3) انظر الحديث في: السنة لابن أبي عاصم 1 / 36.
171

من أبي محمد الحسن بن علي الجوهري وغيره وحدث بيسير، سمع منه أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن خسرو البلخي وأبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف
الموصلي.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي عبد الله البلخي وأبي الفضل بن عطاف قالا: أنبأنا
أبو نصر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جودة (1) قراءة عليه، أنبأنا أبو
محمد الحسن بن علي الجوهري، وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي قراءة
عليه، أنبأنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب، أنبأنا الحسن بن علي الواعظ
قالا: أنبأنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حفص بن
غياث عن هشام عن أبيه (عن) (2) الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن
يحمل الرجل حبلا فيحتطب (به) (3) ثم يجئ فيضعه في السوق فيبيعه فينفقه على
نفسه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) (4).
قرأت في كتاب هزار سب بن عوض الهروي بخطه قال: توفي أبو نصر ابن جودة في
يوم السبت تاسع جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين - يعني وأربعمائة، ودفن في تربة
بالحربية مجاورة ابن القزويني.
167 - عبد الواحد بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد
المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن
علي ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
ذكر أبو جعفر بن الطبري في تأريخه أنه قتل في خلافة ابن أخي المكتفي بالله علي
ابن احمد المعتضد بالله في ليلة الاثنين لأربع عشرة بقيت من شهر رمضان سنة تسع
وثمانين ومائتين، وكان مولده في صفر سنة احدى وسبعين ومائتين.
168 - عبد الواحد بن محمد بن الحسن الترمذي:

(1) في النسخ: (ابن حردة).
(2) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 164، 167.
172

سكن بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي الأحوص الكوفي
وأبي الحسن علي بن حماد بن السكن البزاز، روى عنه أبو إسحاق المستملي البلخي.
قرأت على أم حبيبة أم سفيان الثوري بأصبهان عن أبي نصر محمد بن أبي رجاء
الصائغ قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده قراءة عليه، أنبأنا عبد
الصمد بن محمد العاصمي ببلخ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن داود المستملي،
حدثنا عبد الواحد بن محمد بن الحسن الترمذي ببغداد إملاء بقرب المطبق، حدثنا علي
ابن حماد أبو الحسن، حدثنا علي بن عبد الله بن يحيى، حدثنا سفيان عن ابن شهاب
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بهذه الحبة
السوداء فان فيها شفاء، كل داء الا السام)، والسام: الموت (1).
169 - عبد الواحد بن محمد بن الحسن البزاز الفقيه، (أبو القاسم) (2)،
المعروف بابن الخياط:
من أهل البصرة. قدم بغداد وحدث بها عن أبي إسحاق إبراهيم بن طلحة بن
إبراهيم بن غسان، سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وأبو بكر محمد
ابن أحمد بن عبد الباقي المعروف بابن الخاضبة وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر
السمرقندي وروى عنه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنبأنا أبو القاسم
عبد الواحد بن محمد بن الحسن التمار المعروف بابن الخياط البصري قراءة عليه ببغداد
بالمدرسة النظامية في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
طلحة بن إبراهيم بن محمد بن غسان بالبصرة في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا
موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني، حدثنا محمد بن رمح، حدثنا الليث بن سعد
عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تأكلوا بالشمال، فان الشيطان
يأكل بالشمال) (3)

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 510، 6 / 138.
(2) ما بين المعقوفتين من الاسناد التالي.
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأشربة باب 13. ومسند أحمد 3 / 334.
173

قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق البازكلي البصري بخطه قال: توفي (أبو
القاسم عبد الواحد بن محمد بن) (1). الحسن بن الخياط في بغداد يوم الأربعاء
خامس جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ودفن بباب أبرز.
170 - عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن البني، أبو السعود (2):
من أهل باب المراتب. سمع أبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب الأنباري
وحدث باليسير، روى عنه أبو القاسم بن عساكر الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أنبأنا عبد الواحد بن محمد بن الحسن أبو السعود
المعروف بابن البني بقراءتي عليه ببغداد، وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا
محمد بن مسعود أبو الغنائم ومحمد بن عبيد الله أبو بكر ومحمد بن عبد الباقي أبو
الفتح قالوا جميعا: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد (3) الخطيب الأنباري قراءة
عليه، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن مخلد العطار، حدثنا محمد بن سعيد الضرير، أنبأنا عبد الله بن نمير، أنبأنا
هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الدهر فان الله (4) يقول: أنا الدهر (5)، لي الليل أجدده (6) وأبليه
وأذهب بملوك وآتي بملوك) (7).

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من الاسناد السابق.
(2) انظر: تعليق الاكمال 1 / 478.
(3) (ابن محمد) سقط من (ب).
(4) في (ج): (فان الدهر).
(5) (أنا الدهر) سقط من (ب).
(6) في النسخ: (الليل أجده).
(7) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأدب باب 1. ومسند أحمد 2 / 395، 491، 496،
499.
174

171 - عبد الواحد بن محمد بن عبد السميع بن إسحاق بن إبراهيم بن الواثق
بالله، أبو الفضل الهاشمي المعروف بابن الطوابيقي (1):
من أهل باب البصرة. سمع أبا الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم العيسوي (2)
وحدث باليسير، روى عنه أبو السعود أحمد بن علي بن المجلى وأبو بكر محمد بن
الحسين المزرفي (3) وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي.
أخبرنا عبد العزيز بن معالي الأشناني (4) قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي، أنبأنا الشريف أبو الفضل عبد الواحد بن محمد بن عبد السميع بن الواثق،
أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا أبو جعفر محمد بن
عمرو، حدثنا أحمد بن الوليد الفحام، حدثنا حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج
قال: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الضرب في
الوجه.
قرأت بخط أبي بكر بن الخاضبة قال: سئل الشريف أبو الفضل يعني ابن الطوابيقي
عن مولده، فقال: سنة تسعين - يعني وثلاثمائة - تقديرا. أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن
أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون المعدل (5) قال: توفي أبو الفضل عبد الواحد بن الطوابيقي في ليلة الأحد،
ودفن يوم الأحد ثاني عشري جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وأربعمائة، ذكر غيره
أنه دفن بمقبرة جامع المنصور.
172 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين،
أبو غالب بن أبي عبد الله الشيباني:
من بيت رئاسة وتقدم، تقدم ذكر والده. سمع الكثير مع أخويه أبي القاسم هبة الله

(1) انظر: المنتظم 9 / 32.
(2) في الأصل، (ج): (العبسوي) وفي (ب): (العبوسي) والتصحيح من العبر 3 / 119.
(3) في (ج): (المزرقي).
(4) في (ب): (الأشنان).
(5) في (ب): (المعدد).
175

وأبي الفرج الحصين من الأمير أبي محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله وأبي طالب
محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان وأبي علي الحسن بن علي بن المذهب وأبي
القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري. ومات شابا، ما
أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرجي بخطه قال: مات أبو غالب عبد
الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين في يوم السبت سادس عشر رجب سنة
سبع وعشرين وأربعمائة بعد أبيه بشهر واحد وأحد عشر يوما.
173 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن مبارك (1)
الشيباني، أبو القاسم بن أبي غالب القزاز، المعروف بابن زريق:
من أهل الحريم الطاهري. وهو أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره، وكان الأصغر،
سمع أبا الحسين المبارك (2) بن الجبار بن أحمد الصيرفي وأبا بكر أحمد بن المظفر بن
سوسن التمار وغيرهما، سمع منه أبو نجيح محمود بن أبي الرجاء الواعظ الأصبهاني
وأبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف.
قرأت على أبي عبد الله محمد بن صالح النحوي بأصبهان عن أبي نجيح محمود بن
أبي الرجاء الواعظ قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد القزاز
بقراءتي عليه ببغداد في جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وأنبأنا عبد
العزيز بن معالي بن غنيمة قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، قالا أنبأنا أبو
بكر أحمد بن المظفر بن الحسن بن سوسن التمار، حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
عبيد الله بن محمد الحرفي إملاء، حدثنا حمزة بن محمد (3) الدهقان، حدثنا محمد بن
عيسى بن حبان، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يهرم ابن آدم وتبقى منه اثنتان: الحرص والامل) (4).

(1) في النسخ: (بن منازل).
(2) في النسخ: (أبا الحسين بن المبارك).
(3) في (ج): (بن مخلد).
(4) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة 115. وسنن الترمذي 455، وسنن ابن ماجة
4234.
176

174 - عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن الداريج، أبو السعود بن أبي
طاهر المعروف بابن الطراح (1):
من أهل القطيعة بباب الأزج. سمع في صباه أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبا
البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وأبوي الفضل عبد الملك بن علي بن
يوسف ومحمد بن ناصر الحافظ وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا جليلا، حسن
الاخلاق ساكنا، وكان يسكن بقرية تعرف بالفارسية من طريق خراسان، ويقدم علينا
في أيام العيد فنسمع منه.
أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن الداريج بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبد الباقي بن محمد البزاز، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد الوراق، أنبأنا محمد بن حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، حدثنا نعيم
ابن حماد، حدثنا إدريس وعبد العزيز بن محمد عن سهيل (2) بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل بعدها
أربعا) (3).
سألت أبا السعود بن الداريج عن مولده فقال: في سنة عشرين وخمسمائة، وتوفي
في الخامس من ذي الحجة سنة ثلاث وستمائة بالفارسية ودفن بها.
175 - عبد الواحد بن محمد بن عبيد الله بن عبيد الزجاج، أبو القاسم بن
أبي بكر الخباز، المعروف بابن الأسلي:
من أهل البصرة. سمع أبا الحسن بن أحمد بن رزقويه وأبا الحسين علي
ابن محمد بن بشران وأبا الحسن علي بن أحمد الحمامي وغيرهم (4)، روى عنه أبو
القاسم بن السمرقندي.

(1) انظر: هامش الاكمال 3 / 376.
(2) في (ج): (عن سهل).
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجمعة 69. وسنن أبي داود 1131.
(4) في (ب): (وغيره).
177

أنبأنا أبو حامد عبد الله بن مسلم الوكيل والأعز بن علي بن المظفر قالا: أنبأنا أبو
القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد
ابن محمد بن عبيد الله بن الأسلي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي،
أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن بريه الهاشمي، وأنبأنا أبو علي ضياء بن أحمد بن
أبي علي، أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد، أنبأنا عاصم بن الحسن، أنبأنا علي بن
محمد بن عبد الله، حدثنا الحسين بن صفوان قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا
سويد بن سعيد، حدثنا سويد بن عبد العزيز عن ثابت بن عجلان قال: حدثني سليم
أبو عامر قال: سمعت أبا هريرة وهو قائم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قام فينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا اليوم وفي مثل هذا الشهر، فقال: (أحسنوا يا أيها الناس
برب العالمين الظن، فان الرب عند ظن عبده به) (1).
قرأت في كتاب (التأريخ) لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال:
أبو القاسم عبد الواحد بن الأسلي - يعني: توفي - يوم الأربعاء سابع شهر ربيع الأول
سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
176 - عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أبو الحسين (2)، المجاشي:
سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن هشام الصرصري وأبا نصر أحمد
ابن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وغيرهما، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد بن
أحمد البرداني وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي في معجم شيوخه.
أنبأنا محمد بن الحسين النهرواني قال: أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن مالك العاقولي
قراءة عليه، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي، حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن
محمد بن عثمان المجاشي، حدثنا إسماعيل بن الحسن الصرصري، حدثنا الحسين بن
إسماعيل المحاملي، حدثنا أبو السائب، حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزناد (3) عن
الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يضحك الله عز وجل إلى رجلين أحدهما

(1) انظر الحديث في كنز العمال 5854.
(2) في (ب): (أبو الحسن).
(3) في (ج): (أبي الزياد).
178

قتل الاخر، كلاهما دخل الجنة! يقاتل هذا في سبيل الله فيستشهد، ثم يتوب الله
على قاتله فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد) (1).
قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون قال: توفي أبو الحسين عبد
الواحد بن محمد بن عثمان المجاشي بأسفل من واسط في شهر رمضان سنة اثنتين
وخمسين وأربعمائة، سمعت منه.
177 - عبد الواحد بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن جعفر بن الصباغ،
أبو المظفر بن أبي غالب (2).
من ساكني دار الخلافة، تقدم ذكر والده. قرأ القرآن على أبي الخير المبارك بن
الحسين الغسال، وتفقه على الكيا أبي الحسن الهراسي، وسمع الحديث من أبي الشريف
أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن
الخطيب الأنباري وأبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبي عبد الله الحسين
ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر
وأبي الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد الأصبهاني وغيرهم. وشهد عند قاضي
القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في شوال سنة أربعين وخمسمائة، ثم عند
قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي فقبلاه، روى لنا عنه يوسف بن المبارك بن كامل بن
أبي غالب الخفاف.
أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل قال: أنبأنا أبو المظفر عبد الواحد بن محمد بن
علي الصباغ بقراءتي عليه وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد الهاشمي،
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر الغزال، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا
عباس بن محمد، حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن
جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أهل الجنة لا يتغوطون، طعامهم جشاء (3) ورشح

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 4 / 29. وصحيح مسلم، كتاب الامارة 128، 129.
(2) انظر: المنتظم 10 / 135.
(3) في النسخ: (حشاء).
179

كالمسك، يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس) (1).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الواحد
ابن محمد بن علي بن الصباغ أبو المظفر أحد الشهود من بيت العلم والعدالة، وكانوا
يتكلمون فيه وينسبونه إلى أشياء، والله يعفو له، كتبت عنه، وسألته عن مولده، فقال:
في النصف من جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وأربعمائة بالكرخ.
أنبأنا عبد الكريم بن محمد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع
الجيلي قال: توفي أبو المظفر عبد الواحد بن محمد بن الصباغ في يوم الأربعاء الخامس
والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الخميس
بجامع القصر، وحمل إلى باب حرب، وكان سماعه صحيحا إلا أنه كان مخلطا (2) في
نفسه.
178 - عبد الواحد بن محمد بن هبيرة، أبو الرضاء الدوري:
أخو الوزير أبي المظفر يحيى.
ذكره شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق في معجم شيوخه الذين
أجازوا له، ولم يذكر له رواية.
179 - عبد الواحد بن محمد، أبو العباس البغدادي:
كتب إلي محمد بن معمر بن عبد الواحد الأصبهاني أن أبا بكر أحمد بن علي بن
موسى المقرئ أخبره عن أبي مسلم عمر بن علي البخاري قال: حدثنا أبو نصر محمد
ابن الحسن بن إسرافيل الشروطي بغزنة قال: أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن محمد
البغدادي بهمدان لبعضهم:
الألف لا يصبر عن الفه مقدار رجع الطرف بالطرف
وقد صبرنا عنكم ساعة فليس ذا فعل أولى الظرف

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 316. وشرح السنة 15 / 212.
(2) في (ب): (مخلقا).
180

180 - عبد الواحد بن محمود بن محمد بن علي بن سعترة، أبو الفتح البيع:
من ساكني سوق العميد. سمع بعد علو سنه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن
البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي محمد عبد الله بن منصور بن
هبة الله الموصلي وجماعة من هذه الطبقة، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا متدينا، ذا
فهم وتيقظ، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الواحد بن محمود البيع قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد، أنبأنا
مالك بن أحمد بن علي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد القرشي، حدثنا إبراهيم بن
عبد الصمد الهاشمي قال: حدثنا أبو مصعب عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي
صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأحببت أن لا
أتخلف خلف سرية تخرج في سبيل الله عز وجل، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه، ولا
يجدون ما يتحملون عليه ويشق عليهم أن يتخلفوا بعدي، (و) لوددت أني أقاتل في
سبيل الله عز وجل فأقتل ثم أحيى ثم أقتل ثم أحيى ثم أقتل) (1).
أنشدني محمد بن سعيد الحافظ قال: أنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن
سعترة لنفسه:
وأمر من موتي علي بعادكم * وبعادكم عندي أشر وأوجع
لا تشمتوا مني العدو بينكم * عطفا على قلب يخاف ويطمع
181 - عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن
أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني، أبو غالب بن أبي منصور بن أبي غالب
الكاتب:
تقدم ذكر جده آنفا. تولى النظر بواسط وأعمالها (2) في سنة سبعين وخمسمائة، ثم

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الامارة باب 28. وشرح السنة 10 / 305.
(2) في (ب): (وأعماله).
181

عزل عنها في آخرها، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام وديار
مصر وخدم الملوك هناك، ثم عاد إلى حلب وصار كاتبا لملكها الظاهر بن صلاح
الدين واستوطنها إلى حين وفاته. وكان كاتبا، بليغا، مليح الخط، حسن المعرفة
بأحوال التصوف، محمود السيرة. سمع الحديث من والده ومن أبي الكرم بن
الشهرزوري وأبي الوقت الصوفي وأبي الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام
وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه رفيقنا أبو محمد جعفر بن محمد العباسي بحلب،
وحصل لنا منه الإجازة بجميع مروياته.
كتب إلي أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال: أنبأنا
أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري قراءة عليه في شوال سنة ثلاث
وأربعين وخمسمائة وأنبأنا يحيى بن الحسين المقرئ ببغداد وزاهر بن رستم الأصبهاني
وعبد المحسن بن عبد الله الخطيب بالموصل قالوا: أنبأنا أبو الكرم بن الشهرزوري
قراءة عليه، أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، أنبأنا أبو عمر عبد
الواحد بن محمد الفارسي، أنبأنا محمد بن مخلد الدوري، حدثنا محمد بن عثمان بن
كرامة، حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا
دعي أحدكم فليجب، فإن كان صائما فليصل، وان كان مفطرا فليطعم) (1).
بلغنا أن أبا غالب بن الحصين مات بحلب في الحادي والعشرين من رمضان سنة
سبع وتسعين وخمسمائة.
182 - عبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الفضل
ابن الربيع بن محمد بن بشر بن بشير (2) بن زياد بن عقفان بن سويد بن خالد بن
أسامة بن العنبر بن يربوع (3)، أبو نصر (4) بن أبي الفضل البزاني (5):

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب النكاح 106، ومسند أحمد 2 / 507، 3 / 392.
(2) (ابن بشير) سقطت من (ج).
(3) في (ب): (أبوح).
(4) في الاكمال: (أبو مضر).
(5) انظر: الاكمال 1 / 537.
182

من أهل اصبهان. قدم بغداد عميدا على العراق من قبل السلطان ألب أرسلان في
يوم السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة احدى وستين وأربعمائة،
واستقبله قاضي القضاة والأعيان. وكان والده قد روى الحديث عن أبي جعفر
الأبهري وأبي عبد الله بن منده وأبي عمر بن عبد الوهاب. ومات أبو نصر هذا قبل
أبيه. ذكر محمد بن هلال بن الصابئ أنه مات بالبصرة في يوم الجمعة السادس من
جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، وذكر أنه أمر أن يتصدق عنه بألفي
دينار. ولقد كان شخصا نفيسا، وجليلا رئيسا، وبارعا فاضلا، (و) جامعا
للمحاسن كاملا.
183 - عبد الواحد بن مظفر بن أحمد البوراني:
من أهل شارع دار الرقيق. حدث باليسير عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح
العشاري، سمع منه عبد الله (1) بن محمد بن أحمد البرداني في شعبان سنة خمسمائة.
184 - عبد الواحد بن معالي بن غنيمة بن حسن بن منينا، أبو أحمد البقال:
من أهل باب البصرة، وهو أخو عبد العزيز الذي تقدم ذكره، وكان الأصغر. سمع
أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وغيره، كتبت عنه، وكان لا بأس به.
أخبرني عبد الواحد بن معالي البقال قال: أنبأنا إبراهيم بن البدر الكرخي قراءة
عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو القاسم
حمزة بن يوسف السهمي، أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجاني، أنبأنا علي بن سعيد بن
بشير، حدثنا سهل بن زنجلة وابن حميد قالا: حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن
عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي
متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار) (2) - تفرد به الصباح بن محارب.
توفي عبد الواحد بن منينا في ليلة الجمعة الثاني عشر من صفر من سنة احدى
وستمائة ودفن من الغد.

(1) في النسخ: (عبد الله بن عبد الله).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 38. وفتح الباري 1 / 200.
183

185 - عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد بن الجمال، أبو نزار النساج (1):
من أهل باب البصرة، وهو أخو شيخنا بركة بن نزار الذي تقدم ذكره. سمع أبا
الحسن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله بن علي الحربي
وغيرهما، وكانت له إجازة من أبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، كتبنا
عنه، وكان شيخا صالحا متيقظا، حسن الاخلاق، سكن في آخر عمره بالرباط
المستنصري بدار الروم عند الرصافة.
أخبرنا بركة وعبد الواحد ابنا نزار بن عبد الواحد بن الجمال قراءة عليهما قالا:
أنبأنا علي بن محمد بن أبي عمر البزاز وعمر بن عبد الله بن علي قراءة عليهما قالا
أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي إملاء، أنبأنا أحمد بن محمد بن
حسنون النرسي، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن
محمد بن حنبل يسأل أبا النضر هاشم بن القاسم عن هذا الحديث: سمعت هاشم بن
القاسم يقول: حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي، أنبأنا يزيد بن حيان عن عطاء
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة الا في قلب
مؤمن: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم) (2).
سألت عبد الواحد بن نزار عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين
وخمسمائة.
وتوفي ليلة الأربعاء لعشر خلون من شعبان سنة أربع وثلاثين وستمائة، ودفن من
الغد بمقبرة باب حرب.
186 - عبد الواحد بن يوسف بن محمد بن إبراهيم بن الوليد، أبو الحسين
المصري، يعرف بابن شيدانة:
حدث عن محمد بن جعفر الفيريابي وأبي محمد الخراز وأبي بكر محمد بن الحسن

(1) انظر: هامش الاكمال 3 / 30.
(2) انظر الحديث في: المطالب العالية 4026، 4526. وكشف الخفا 2 / 517. وتاريخ بغداد
4 / 332. وكنز العمال 33103.
184

ابن مقسم العطار صاحبي إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ وعن أبي الحر اللغوي
المصري، روى عنه أبو أحمد الحلاب النحوي الشيرازي نديم الملك صمصام الدولة بن
عضد الدولة وإبراهيم بن علي المؤدب، وله كتاب الموجز في القراءات، رواه عنه محمد
ابن أحمد بن محمد اللالكي البصري.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب (1)
إلي أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم
ابن علي بن إسحاق بن علي الحنيفي المؤدب الدامغاني بالدامغان قال: حدثني أبو
الحسين عبد الواحد بن يوسف بن محمد بن الوليد المقرئ ببغداد بعد رجوعي من بيت
الله الحرام، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن المستفاض الفيريابي، حدثنا إسماعيل بن
إسحاق القاضي قراءة عليه، حدثني عيسى بن مينا ويلقب بقالون قال: قرأت على
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني قال: ذكر أن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهما كتب إلى مؤدب ولده أن اكتب إلي ببيت تجمع فيه حروف الهجاء،
فكتب إليه:
يا ابن الحسين بن علي بن * له النهي والعلى والشرف
سألتني جمع حروف الهجا * في بيت شعر واحد مؤتلف
فهاك (2) بيتا فيه كل الهجا * غير معاد فيه شئ سلف
قد غشني ذو عثرة لاحظ * مصطخب ضج لسكت أزف (3)
187 - عبد الوارث بن عبد المجيد البغدادي:
حدث عن (.................) (4) روى عنه إبراهيم بن محمد بن يعقوب بن يوسف
ابن عبد الله بن هامل الخوارزمي، وذكر أنه كتب عنه ببغداد.
188 - عبد الودود بن أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله، أبو
الغنائم الهاشمي:

(1) في (ب)، (ج): (كتبت).
(2) في (ب) والأصل: (فهناك).
(3) في (ب): (أزفى).
(4) بياض في الأصول مكان النقط.
185

من أهل البصرة، كان من الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند قاضي القضاة
أبي عبد الله الدامغاني في الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وستين
وأربعمائة فقيل شهادته. سمع الحديث من القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء
وحديث باليسير، روى عنه أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه.
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ قال: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة
عليه، أنبأنا أبو الغنائم عبد الودود بن أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله
ببغداد بباب البصرة، وأنبأنا أبو محمد عبد الله بن ذهيل (1) بن علي وأبو عبد الله
الحسين بن سعيد الأمين قراءة عليهما قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي
الأنصاري، قالا: حدثنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء القاضي إملاء،
حدثنا علي بن عمر بن محمد السكري، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي،
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الأعلى الشامي عن معمر عن الزهري عن
سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تفضل (2) صلاة الجمع عن صلاة الرجل
وحده خمسا وعشرين درجة، قال: وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة
الفجر) (3) قال أبو هريرة: اقرأوا ان شئتم: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان
مشهودا).
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال: مات القاضي
الشريف أبو الغنائم عبد الودود بن المهتدي بالله في يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة
الثاني من ذي القعدة سنة خمس وخمسمائة، ودفن في مقبرة جامع المنصور وراء القبلة
عند أبيه وجده.
189 - عبد الودود بن (4) عبد الملك بن عيسى، أبو الحسن النحوي (5):

(1) في (ب): (زهيل).
(2) في (ب): (يفضل).
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 328، 454.
(4) في الأصل: (عبد الودود).
(5) انظر: بغية الوعاة، ص 318. وإنباه النحاة للقفطي 2 / 217.
186

من أهل المغرب. كان أديبا فاضلا شاعرا، قدم بغداد وأقام بها مدة، وقرئ عليه
الأدب، ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد في معجم شيوخه.
قرأت على أبي الحسن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: قرأت على أبي
الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوي ببغداد (ياقوتة التصريف) للأستاذ
أبي عبد الله محمد بن أحمد الأردستاني قراءة دراية لا رواية، وكان متفننا في علوم
شتى، وله شعر في غاية الجودة، ويحضر كثيرا عند شيخنا الكيا حتى خرج من بغداد
إلى الشام، وأصله من المغرب.
وقرأت على أبي الحسن عن السلفي قال: قرأت على أبي الحسن عبد الودود بن
عبد الملك بن عيسى النحوي المغربي ببغداد (1) (ياقوتة التصريف) للأستاذ أبي عبد
الله محمد بن أحمد الأردستاني، ومن جملة ما أورده فيه قال: ليس في الكلام اسم على
فعل - بضم الفاء وكسر العين - الا واحد الا (دئل) وهي دويبة، وبها سميت قبيلة أبي
الأسود الدؤلي.
ذكر السلفي أن له قصيدة سائرة يهجو فيها بعض الرؤساء أولها:
تسل فللأيام بشر وتعبيس * وأيقن فلا النعمى تدوم ولا البؤس
190 - عبد الودود بن محمد بن المبارك بن علي بن المبارك، أبو المظفر (2)
(بن) (3) أبي القاسم، الفقيه الشافعي، المعروف والده بالمجير البغدادي:
وسيأتي ذكره في باب الميم من هذا الكتاب - ان شاء الله تعالى. قرأ المذهب
والأصول على والده حتى برع فيهما وقرأ الخلاف والجدل، وناظر الفقهاء، وتولى
الإعادة بالمدرسة الثقتية بباب الأزج بعد وفاة والده، ورتب على السبيل الذي أخرجه
الامام الناصر لدين الله صلوات الله عليه للفقراء والمشاة بطريق مكة، فحمدت سيرته
فيه، وشكره الخاص والعام، ثم ولى الوكالة للامام الناصر لدين الله في جميع

(1) (المغربي ببغداد) ساقطة من (ب).
(2) انظر: الطبقات الكبرى للسبكي 5 / 133.
(3) (ابن) اقطة من الأصل.
187

متصرفاته المالية في شوال سنة ست وستمائة وجرت أموره فيها على السداد. وكانت
له إجازة جماعة من الواسطيين كأبي طالب محمد (بن أحمد) (1) بن علي بن الكتاني
وأبي جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي وأبي البقاء هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن
حبانش المقرئ وأبي طالب سليمان بن محمد بن الحسن العكبري، أجازوا له في سنة
تسع وستين وخمسمائة، وخرج له فوائد عن هؤلاء المذكورين في جزء صاحبنا عبد
الغني بن مشرف الخالصي، وقرأه عليه فسمعه جماعة، وكان صديقنا، وقد سمع
بقراءتنا شيئا على شيخنا أبي أحمد بن سكينة، وكان غزير الفضل، كامل العقل،
ثخين الستر، متدينا، محبا لأهل الخير، كثير المعروف، دائم البشر (2)، حسن الاخلاق،
متواضعا.
توفي فجأة في أول ليلة من شهر الله الأصم رجب من سنة ثمان عشرة وستمائة،
وصلى عليه من الغد بجامع القصر، ودفن بالشهداء من باب حرب - رحمه الله ورضي
عنه.
191 - عبد الوهاب بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن محمد، أبو محمد المقرئ،
المعروف بابن بكير العطار:
من أهل سوق الثلاثاء. سمع الكثير من أبي (الحسن) (3) أحمد بن محمد بن موسى
ابن القاسم بن الصلت وأبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي وأبي
عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب وأبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي
الفوارس وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي وأبي الحسين علي وأبي
القاسم عبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران، سمع منه عبد القادر بن أحمد بن
السماك الواعظ وابنه محمد بن عبد القادر ومحمد بن المظفر بن بكران النحاس، وروى
عنه أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ شيئا من تصانيفه في القراءات.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال: أنبأنا أبو الحسين

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(2) في (ب): (دائم الستر).
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ 3 / 1049.
188

محمد بن عبد القادر بن أحمد السماك اذنا قال: أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد
ابن بكير قراءة عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، حدثنا أبو الفتح
محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ إملاء قال: حدثنا أبو عبد الله بشر بن محمد
المزني بهرا، حدثنا أبو الحسن عبد الله بن منيب الحارثي الأنصاري عن أبيه عن
عطاء بن يسار قال: حدثني جندب الغفاري أبو ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يخطب، فقرأ هذه الآية: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) ثم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أوتي ثلاثا فقد أوتي ما أوتي آل داود: خشية الله في السر
والعلانية، والعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنا) (1).
ذكر أبو الفضل بن خيرون أن عبد الوهاب بن بكير المقرئ مات في يوم الاثنين
ودفن يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وذكر أنه سمع
الكثير من أبي الحسن بن الصلت ومن بعده، وحدث باليسير.
192 - عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة الخزاز، أبو الفتح
الحنبلي (2):
يقال: إنه بغدادي، سكن حران وولي القضاء بها، وكان فقيها واعظا، سمع أبوي
على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان والحسن بن شهاب بن الحسن العكبري
وأبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني، وأبا طالب العشاري والقاضي أبا
يعلى بن الفراء وتفقه عليه، وولي القضاء بحران من قبله، حدث بحران، روى عنه أحمد
ابن محمد بن حامد الحراني قاضي ماكسين ومكي بن عبد السلام المقدسي.
أخبرنا أبو الوفاء صديق بن يوسف الحنفي بمكة، وأبو النجم فرقد بن عبد الله بن
ظافر الكناني وعبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب بن الحنبلي ومحمود بن موسك
الكردي بدمشق، وأبو منصور محمد بن عقيل بن المسيب بن الصوفي بداريا، وأبو علي

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 43367.
(2) انظر: شذرات الذهب 3 / 352. والعبر 3 / 284.
189

الحسن بن أحمد بن يوسف الأوفى ببيت المقدس، ويوسف بن محمود بن الحسين
الساوي بالقاهرة، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن الحسين بن الحباب ومحمد بن يحيى بن
أحمد الأنصاري وعبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن التنيسي وأبو عبد الله بن عبد
الكريم بن سعيد بن كليب الحراني وعبد العزيز بن عبد المنعم بن إبراهيم بن البقاء
بمصر، وعيسى بن عبد العزيز اللخمي وبشارة بن طلائع المكيني وعبد الله بن يوسف
ابن عبد الرحمن القابسي ومحمد بن علي بن محفوظ الأنصاري وصدقة بن عبد الله بن
أبي بكر الأديب وعلي بن منصور بن محلوف العدل وسليمان بن الحسين بن سليمان
البزاز وفاضل بن ناجي بن منصور المخيلي وابن عمه يوسف بن عبد المعطي بن
منصور وعبد الحليم بن حاتم بن طرخان الهمداني وعبد الله بن يحيى الهروي
بالإسكندرية، قالوا جميعا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه قال: أنبأنا
أبو الفتح أحمد بن محمد بن حامد الأسدي الحراني بماكسين - وكان قد ولي قضاءها -
قال: كتب إلي أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري من بغداد وحدثنا عنه عبد
الوهاب بن أحمد بن جلبة القاضي بحران إملاء، حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله
الدقاق، حدثنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عبد الله بن عبيد القرشي، حدثني
محمد بن بشر، حدثنا عبد الرحمن بن جرير، حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اتقى الله تعالى كل لسانه ولم يشف غيظه) (1).
أنبأنا أبو شجاع محمد بن أبي محمد المقرئ وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قالا:
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال: أنبأنا جدي أبو منصور محمد بن
أحمد الخياط، أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال: أخرج إلي أبو
الفتح عبد الوهاب بن أحمد الحراني صاحبنا هذه الأبيات قال: وجدتها في كتاب
(المصباح) قال: أنشدني علي بن منصور:
يا طالب العلم صارم كل بطال * وكل غاو إلى الأهواء ميال
واعمل بعلمك (2) سرا أو * علانية ينفعك يوما على حال من الحال

(1) انظر الحديث في اتحاف السادة المتقين 8 / 25. وكنز العمال 5640. وكشف الخفا 2 / 412.
(2) في (ج): (فعلمك).
190

خذ ما أتاك (إلى) (1) ما جاء من أثر * شبها بشبه وأمثالا بأمثال
ولا تميلن (2) يا هذا إلى بدع * يضل أصحابها بالقيل والقال
الا فكن أثرا ما (3) خالصا فهما * تعش حميدا ودع آراء ضلال
أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفراء قال:
عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة قدم بغداد من حران قاصدا للوالد، فتفقه عليه وكتب
كثيرا من مصنفاته، وكان يلي (4) القضاء بحران من قبل الوالد، وكان مفتيا بحران
وخطيبها وواعظها ومدرسها. واختار الله له الشهادة على يدي ابن قريش (5)
العقيلي في سنة ست وسبعين وأربعمائة عن اضطراب أهل خراسان على ابن قريش لما
أظهر سب السلف بها (6).
193 - عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحناي (7)، أبو غالب
المستعمل:
من أهل باب البصرة، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا الحسن علي بن
محمد بن قشيش وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي وأبا طالب محمد بن محمد بن
إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وجده لامه أبا عبد الله
محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن (أبي) (8) العلاء العطار، روى عنه عمر
ابن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق

(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(2) في الأصول: (لا تمثلن).
(3) في الأصل، (ج): (أثر ما).
(4) في (ب): (وكان يجري).
(5) في (ب): (مداء قريش).
(6) في (ج): (تم آخر الجزء السادس بعد الأربعين والمائة من الأصل، بسم الله الرحمن الرحيم).
(7) في (ب): (الصحاني).
(8) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
191

ابن أحمد بن عبد القادر، أنبأنا أبو غالب عبد الوهاب (1) بن أحمد بن عبيد الله، أنبأنا
جدي أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن أبي العلاء العطار،
وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن علي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن
محمد بن الحصين، أنبأنا أبو علي (2) الحسن بن علي بن المذهب، قالا أنبأنا أبو بكر
أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي،
حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رفأ انسانا قال: (بارك الله لك وبارك
عليك وجمع بينكما على خير) (3).
قرأت بخط أبي منصور محمد بن ناصر اليزدي قال: سئل - يعني أبا غالب بن
الصحناي - عن مولده، فقال: سنة عشرين وأربعمائة، ورأيت أبا القاسم بن بشران
وما سمعت منه.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات
شيخنا عبد الوهاب بن الصحناي يوم الخميس سابع ذي الحجة سنة سبع وخمسمائة،
ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.
194 - عبد الوهاب بن أحمد بن محمد، أبو الخطاب، المعروف بابن العبادي
الأخرم:
ابن أخت الشيخ الاجل أبي منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف. سمع الحديث
الكثير من أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي وأبي أحمد عبيد الله
(بن محمد) (4) بن أحمد بن محمد الفرضي وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه
البزار وأبي عبد الله أحمد بن يوسف بن دوست العلاف وأبي الحسين علي بن محمد
ابن عبد الله بن بشران وغيرهم، وحدث باليسير.

(1) في (ب): (أبو غالب عن عبد الوهاب).
(2) في (ج): (أبو غالب).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1091. وسنن أبي داود 1320. وسنن ابن ماجة 708.
ومسند أحمد 3 / 451. وفتح الباري 9 / 222.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من العبر 3 / 94.
192

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال: أنبأنا
أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قال: توفي أبو الخطاب عبد الوهاب بن
أحمد بن محمد بن العبادي الأخرم بن أخت الشيخ الامام الاجل في ليلة الثلاثاء، ودفن
يوم الثلاثاء الثامن من ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
195 - عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هشام الطوسي، أبو
منصور بن أبي نصر:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده واخوته محمد وعبد الله وعبد الرحمن وعبد
القاهر، وكان أصغرهم، كان يسكن بدار الخلافة، سمع أبا محمد جعفر بن أحمد
السراج.
روى لنا محمد بن ياقوت وعبد الكريم بن محمد بن أحمد قالا: أنبأنا عبد
الوهاب بن أحمد بن محمد بن الطوسي، أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين
السراج، أنبأنا الحسن (1) بن أحمد بن شاذان، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله
الدقاق، حدثنا يحيى بن جعفر، أنبأنا عمرو بن عبد الغفار، حدثنا الأعمش وفطر عن
إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (ليؤم القوم أقرأهم لكتاب الله عز وجل، فان كانوا في القراءة سواء فأعلمهم
بالسنة، فان كانوا في العلم بالسنة سواء فأقدمهم هجرة، فان كانوا في الهجرة سواء
فأكبرهم سنا، ولا يؤم رجل في بيته ولا في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته الا
باذنه) (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي قال: توفي عبد
الوهاب بن أحمد بن محمد بن الطوسي في شوال سنة سبعين وخمسمائة.
196 - عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية بن الحسن، أبو الفضل الأنصاري
الواعظ:

(1) في النسخ: (الحسين).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 162، 163، 175، 208، 9 / 107 وصحيح مسلم،
كتاب المساجد باب 53.
193

من أهل البصرة. قدم بغداد بعد الثلاثين وخمسمائة، وسمع بها كثيرا من شيوخ
الوقت، وروى بها شيئا من الأناشيد، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: أنشدنا أبو سعد بن السمعاني قال: أنشدني عبد
الوهاب بن أحمد الأنصاري ببغداد أنشدني والدي بالبصرة:
لو كنت تعلم ما تثير بذكرهم * لعلمت أنك فاضحي لا ناصحي
هذا الهوى جعل الحشا وطأ له * فأقام فيه فليس منه (1) ببارح
النار تكمن في الزناد فلا ترى * حتى يشرها منه كف القادح
قال: وأنشدني عبد الوهاب ببغداد قال: أنشدني أبو روح مفرح بن عبد الله
بالبصرة لنفسه:
إذا اختلجت عيني رأت من تحبه * فدام لعيني ما حييت اختلاجها
وان جزعت نفس لتوديع إلفها * فان به يوم اللقاء ابتهاجها
قال: وأنشدني أبو روح لنفسه:
وكنت إذا حدثت يوما بفرقة * تغصصت بالماء الذي أنا شاربه
فما بالني أقوى على البعد والنوى * يحاربني وسواسه وأحاربه
وأخبرنا الحاتمي قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب بن أحمد بن
معاوية بن الحسن الأنصاري أبو الفضل من أهل البصرة وكان يعظ بها، شيخ صالح،
سريع الدمعة، رقيق القلب، حريص على سماع الحديث، صحبني مدة ببغداد، وانحدرنا
إلى البصرة، وسمع بقراءتي الكثير ببغداد وواسط والبصرة، علقت عنه مقطعات من
الشعر ببغداد، وكان قدمها سنة ثلاث وثلاثين في وفد أهل البصرة مستغيثا من
أميرها، ووردها نوبة أخرى سنة أربع وثلاثين، وكان يذكر لي أنه سمع بالبصرة من
القاضي أبي عمر محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وما كان معه أصل، ولما وصلت
إلى سارية بازندران وجدت سماعه من أبي عمر في أصل السيد أبي جعفر بن أبي
حرب المرعشي.

(1) في الأصل، (ج): (فليس فيه).
194

197 - عبد الوهاب بن أحمد الأنباري:
حكى عن أبي بكر الشبلي قوله، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن
باكويه الشيرازي فذكر أنه سمع منه بالكوفة.
198 - عبد الوهاب بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن
السباك، أبو البركات بن أبي جعفر الوكيل (1).
أخو أحمد وعبد العزيز (2) المقدم ذكرهما وكان الأصغر. كان من أهل نهر
القلائين، انتقل إلى الجانب الشرقي، وصحب (3) خاله أبا القاسم هبة الله بن محمد
ابن الغنم، وأخذ عنه صنعة الوكالة وكتابة الشروط والكتب الحكمية، وصارت له
بذلك معرفة تامة، فلما توفي خاله رتب مكانه وكيلا لوكلاء الخلفاء، ثم عزل عن
ذلك مدة، ثم تولى الاشراف على ديوان التركات مدة، ثم عزل ثم أخرج من بغداد
منفيا إلى واسط، واعتقل هناك مدة، ثم عاد إلى وكالة وكلاء الخلافة على عادته
الأولى، ولم يكن محمود السيرة ولا مرضي الأفعال - عفا الله عنا وعنه.
أسمعه والده في صباه من أبي الفتح بن البطي وغيره، وكتبت عنه، وكان سماعه
صحيحا، وكان حسن الاخلاق متوددا.
أخبرنا عبد الوهاب بن أزهر الوكيل قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن
أحمد بقراءة أبي عليه وأنا اسمع قال: أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي المالكي،
أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم القرشي، حدثنا إبراهيم بن عبد
الصمد الهاشمي، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي (4)، حدثنا مؤمل بن إسماعيل،
حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود
الأنصاري قال: كنت أضرب مملوكا لي، فسمعت قائلا من خلفي: اعلم أبا مسعود!

(1) انظر: هامش الاكمال 4 / 245، 5 / 30.
(2) في النسخ: (أحمد بن عبد العزيز).
(3) في الأصل، (ج): (صحبت).
(4) في (ب): (الميروزي).
195

مرتين، فالتفت فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (لله أقدر (عليك) (1) منك عليه) (2)،
فقال أبو مسعود: فما ضربت مملوكا لي بعد.
سألت عبد الوهاب بن أزهر عن مولده فقال: في ليلة النصف من شعبان من سنة
ست وخمسين وخمسمائة. وتوفي ليلة الاثنين والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة
تسع وعشرين وستمائة، ودفن من الغد بالشونيزية.
199 - عبد الوهاب بن إسماعيل بن عبد الوهاب العصفري، أبو الحسن
الوكيل:
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وحدث باليسير، وكان وكيلا على
أبواب القضاة، روى عنه (أبو) (3) المعمر المبارك بن أحمد بن محمد الأنصاري
وشيخنا أبو القاسم يحيى بن أسعد ابن بوش.
أنبأنا ابن بوش (4) قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الوهاب بن إسماعيل العصفري قراءة
عليه في رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة وأنبأنا أبو علي بن أبي القاسم وعمر بن
محمد بن معمر قراءة عليهما قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا: أنبأنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني قراءة عليه، حدثنا أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن المخلص إملاء، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا عبد الجبار بن
العلاء، حدثنا سفيان عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة
لذكر الله عز وجل) (5).
قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي قال: توفي أبو الحسن عبد الوهاب بن إسماعيل

(1) ما بينت المعقوفتين سقط من الأصول.
(2) انظر الحديث: صحيح مسلم، كتاب الايمان باب 8. والسنن الكبرى للبيهقي 8 / 10.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 138.
(4) في (ب): (نوش) وفي (ج): (يوش).
(5) انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 1 / 379. والمستدرك 1 / 51. ومجمع الزوائد
1 / 327.
196

العصفري في ليلة الخميس رابع عشر جمادى الأولى من سنة تسع عشرة وخمسمائة،
ودفن يوم الخميس بمقبرة معروف.
200 - عبد الوهاب بن أفلح الصوفي:
ذكره عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب (تأريخ الصوفية) من جمعه، وذكر
أنه كان من قدماء مشايخ بغداد، تأدب به أبو حمزة وكان له أحوال عالية.
كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي، أنبأنا
أبو بكر محمد بن يحيى المزكي (1)، أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال: سمعت عبد
الله بن علي يقول: سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (2) يقول: سمعت الحسين بن
علي الدمشقي يقول عن أبي حمزة الصوفي يقول: نظر عبد الوهاب بن أفلح إلى غلام
أمرد مرة فرفع يديه يدعو وقال: هذا ذنب أنا تائب إليك منه، وراجع (3) إليك عنه!
فعد (4) علي بما لم أزل أعرفه منك قديما وحديثا وبه.
قال عبد الرحمن السلمي: عبد الوهاب بن أفلح المعروف بالصوفي كان من
أستاذي (5) أبي حمزة وهو من قدماء المشايخ.
201 - عبد الوهاب بن بزغش بن عبد الله العيني، أبو الفتح بن أبي محمد
المقرئ (6):
ختن شيخنا أبي الفرج بن الجوزي. قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على سعد الله
ابن نصر بن الدجاجي (7) وعلى عبد الوهاب بن محمد بن الصابوني وأبي الفضل
أحمد بن محمد بن شنيف وإسماعيل بن بركات الغساني وأبي الحسن علي بن عساكر

(1) في النسخ: (المزني).
(2) في النسخ: (الورد باري).
(3) في (ج): (أرجع).
(4) في الأصل، (ب): (بعد).
(5) في (ب): (أساتيذ).
(6) انظر: شذرات الذهب 5 / 15. وغاية النهاية 1 / 478. وهامش الاكمال 6 / 371.
(7) في (ب): (الدجاج).
197

البطائحي وعلى جماعة غيرهم. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وقرأ
الخلاف وسمع الحديث الكثير، وكتب بخطه وحصل الأصول. وكان حسن المعرفة
بالقراءات، مجودا مليح التلاوة، حسن الأداء، طيب النغمة، ضابطا، له معرفة بالوعظ،
ويتكلم في تعازي الأكابر، ويحسن الكلام في مسائل الخلاف، وكان يصلي اماما
بالمسجد الجديد بسوق الخبازين عند عقد الحديد. سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى
السجزي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي
وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وجماعة كثيرة من هذه الطبقة وممن بعدهم،
وسمع معنا من شيوخنا (1) كثيرا، وكان صدوقا، حسن الطريقة، متدينا فقيرا (2)
صبورا.
أخبرنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو الوقت عبد
الأول بن عيسى السجزي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنبأنا عبد
الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو
الجهم، حدثنا الليث بن سعد (3) عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
(4): (لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه) (5).
سألت عبد الوهاب المقرئ عن مولده فقال: تقديرا سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة، ودفن
من الغد بباب حرب. وكان قد زمن وانقطع في بيته مدة.
202 - عبد الوهاب بن حمزة بن عمر، أبو سعد، الفقيه الحنبلي (6):
صاحب أبي الخطاب الكلواذاني. كان أحد الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند

(1) في (ج): (من شيوخه).
(2) في الأصل، (ج): (فترا).
(3) في (ب): (بن سعيد).
(4) (أنه قال) ساقطة من (ب).
(5) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 124. وصحيح مسلم، كتاب السلام باب 11. والأدب
المفردة 1140.
(6) انظر: شذرات الذهب 4 / 47. والمنتظم 9 / 229.
198

قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة تسع وخمسمائة فقبل
شهادته. وقرأ الفقه على أبي الخطاب الكلوذاني حتى برع فيه أفتى. وكان جميل
السيرة، مرضي الطريقة. سمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبي
الحسين (1) أحمد بن محمد بن النقور وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد (2) بن
البسري وأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وغيرهم. وحدث بكتاب
(الشهاب) للقضاعي عن الحميدي عنه وبيسير من مروياته، روى عنه أبو حكيم
إبراهيم بن دينار النهرواني.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: حدثنا إبراهيم بن دينار الفقيه قال: حدثني أبو
سعد عبد الوهاب بن حمزة باسناد له عن أبي الحسن الأبهري قال: بعثني بهاء الدولة
من الأهواز برسالة إلى القادر لدين الله، فلما أذن له بالدخول عليه سمعته ينشد هذه
الأبيات لسابق البربري:
سبق القضاء بما هو كائن * والله ما هذا لرزقك ضامن
تعني بما تكفي وتترك ما به * يعني كأنك للحوادث آمن
أو ما ترى الدنيا ومصرع أهلها * فاعمل ليوم فراقها يا خائن
واعلم بأنك لا أبا لك في الذي * أصبحت تجمعه لغيرك خازن
يا عامر الدنيا أتعمر منزلا لم * يبلغ فيه مع المنية ساكن
الموت شئ أنت تعلم أنه * حق وأنت بذكره تتهاون
ان المنية لا تؤامر من أتت * في نفسه يوما ولا تستأذن (3)
فقلت: الحمد لله الذي وفق أمير المؤمنين لانشاد هذه الأبيات وتدبر معانيها
والعمل بمضمونها، فقال: يا أبا الحسن! بل لله المنة علينا إذ ألهمنا بذكره، ووفقنا
لشكره (4)، ألم تسمع إلى قول الحسن البصري وقد ذكر عنده أهل المعاصي فقال:

(1) في النسخ: (أبي الحسن).
(2) في (ج): (محمد بن أحمد).
(3) البيت بالكامل ساقط من (ب).
(4) في (ج)، والأصل: (ووفقناك كره) وفي (ب): (فوفقنا لشكره).
199

هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.
قرأت في كتاب (التأريخ) لابي الحسن علي بن عبيد الله (1) بن الزاغوني بخطه
قال: توفي أبو سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان من سنة
خمس عشرة وخمسمائة ولم يرو شيئا الا اليسير.
ذكره غيره أنه دفن بباب حرب، وأن مولده في أحد الربيعين من سنة سبع
وخمسين وأربعمائة (رحمه الله).
203 - عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث
التميمي (2)، أبو الفضل بن أبي محمد بن أبي الفرج، الواعظ (3):
أخو عبد الواحد الذي تقدم ذكره. سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن
غيلان البزاز وأبا الحسن محمد بن أحمد بن الأبنوسي وغيرهما، وحدث باليسير، وكان
واعظا متفننا، مليح الوعظ، جميل المحيا، حسن الصورة، ظريفا، سمع منه أبو محمد بن
السمرقندي وأبو الفضل بن عطاف، وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي وأبو عبد الله
الدقاق الأصبهاني، وكان كتب عنه بأصبهان لما وردها رسولا من دار الخلافة إلى
بعض الملوك السلجوقية.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد الفاخر القرشي بأصبهان قال:
أنشدنا والدي أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق، أنشدنا أبو الفضل
عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي حفظا المطرز لنفسه:
أين (4) المها والهوى العذري يا دار * قد كان لي فيك أوطان وأوطار
لولا دم في دموع العين ما نحلت * ورددت سابق الاظعان ان ساروا
وكاد من زفرات (5) الشوق لي نفس * يشيع الركب لولا أنه سار

(1) في الأصل، (ب): (بن عبد الله).
(2) في (ب): (اليمنى).
(3) انظر: شذرات الذهب 3 / 398.
(4) في النسخ: (ان المها).
(5) في الأصل: (فحرات)، وفي (ب): (فرات).
200

ذكر أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني ونقلته من خطه أن مولد عبد الوهاب بن
أبي محمد التميمي في المحرم سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الفضل
عبد الوهاب بن أبي محمد رزق الله بن أبي (الفرج) (1) عبد الوهاب التميمي في
يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة احدى وتسعين وأربعمائة، ودفن من
الغد في مقبرة باب حرب.
204 - عبد الوهاب بن رزق الله بن النفيس بن علي بن محمد بن محمد بن
الخطيب، أبو محمد بن أبي سعد:
من أهل الأنبار، من بيت الرواية والعدالة، تقدم ذكر والده. قدم بغداد وشهد بها
عند قاضي القضاة روح بن أحمد بن الحديتي قبل ولايته لقاضي القضاة في يوم الجمعة
لثلاث خلون من جمادى الأولى من سنة خمس وستين وخمسمائة، فقبل شهادته وولاه
قضاء الأنبار، فصار إليها.
وتوفي معتقلا بالديوان في ليلة الأحد الثالث والعشرين من شوال سنة خمس
وخمسين وخمسمائة، وحمل إلى الأنبار فدفن بها.
205 - عبد الوهاب بن الصباح المدائني، أبو القاسم الكاتب:
ذكره محمد بن داود بن الجراح الكاتب في كتاب (الورقة في أخبار شعراء المحدثين)
من جمعه، وقال: له أشعار جياد.
أنشدني عبد الله بن محمد بن أبي محمد البرداني قال: أنشدني أخي الفضل لعبد
الوهاب بن الصباح:
.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول
201

كانوا بعيدا فكنت آملهم حتى إذا ما تقربوا هجروا
فالبعد منهم على رجائهم أروح من هجرهم إذا حضروا
206 - عبد الوهاب بن طالب بن أحمد بن يوسف بن عبد الله بن عنبسة بن
كعب بن زيد بن تميم، أبو القاسم التميمي المقرئ الفقيه:
من أهل باب الأزج. سافر إلى الشام وسكن دمشق، وسمع بها الحديث، وكان
يصلي اماما في مسجد درب الريحان، حدث بالإجازة عن الطناجيري، سمع منه أبو
محمد عبد الرحمن وأبو القاسم عبد الله ابنا أحمد بن صابر.
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق قال: أنبأنا أبو
القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: أنبأنا أبو محمد بن صابر، أنبأنا أبو
القاسم عبد الوهاب بن طالب بن أحمد بن يوسف التميمي المقرئ الفقيه سنة ست
وثمانين وأربعمائة بدرب الريحان، أنبأنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبد الله
الطناجيري إجازة، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، حدثنا يحيى بن محمد بن
صاعد، أنبأنا محمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي والفضل بن يعقوب الجزري قالا:
حدثنا عبد الأعلى، حدثنا برد بن سنان عن عطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار عن
جابر بن عبد الله قال: أكل أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ولحما ثم صلى ولم
يتوضأ.
وأخبرنا (1) أبو نصر قال: أنبأنا أبو القاسم قال: قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن
علي بن قبيس: مات أبو القاسم عبد الوهاب بن غالب الأزجي المقرئ الحنبلي ليلة
الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة
في مقبرة باب الصغير.
207 - عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد العزيز بن الواثق بالله:
حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، سمع منه أبو الحسن

(1) (وأخبرنا) ساقطة من (ب).
202

محمد بن أحمد بن طلحة وأحمد بن علي البانياسي المالكيان في صفر سنة سبع وثمانين
وثلاثمائة.
208 - عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة السباك (1)،
أبو البدر بن أبي المظفر الصفار، ابن أخي أزهر بن عبد الوهاب:
سمع بإفادة عمه من أبي الفتح بن البطي، وكان يسكن بنهر القلائين، كتبنا عنه ولم
يكن به بأس.
أخبرنا أبو البدر عبد الوهاب بن عبد الله الصفار بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن
عبد الباقي، أنبأنا الحسين بن أيوب، أنبأنا الحسن بن أحمد بن شاذان، أنبأنا أحمد بن
سليمان النجاد، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عمار بن زربي (2) المازني، حدثنا بشر
ابن منصور عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(التقى آدم وموسى عليهما السلام، فقال له موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده،
وأسجد لك ملائكته، وأدخلك جنته، ثم أخرجتنا منها؟ فقال له آدم: أنت موسى
الذي اصطفاك الله برسالته، وقربك نجيا، وأنزل عليك التوراة، فأسألك بالذي أعطاك
ذلك: بكم تجده كتب علي قبل أن أخلق؟ قال: أجده كتب عليك في التوراة بألفي
عام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى فحج آدم موسى فحج آدم موسى) (3).
توفي أبو البدر الصفار في يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي الحجة سنة احدى
وعشرين وستمائة وقد ناهز السبعين أو بلغها.
209 - عبد الوهاب بن عبد الله بن علي الكردلي، أبو القاسم البقال:
من أهل النصرية. سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان فمن بعده،
وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي في
معجم شيوخه.

(1) في (ب): (الساني).
(2) في الأصل: (رزى) وفي (ب): (ررنى).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 6 / 120.
203

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات عبد الوهاب
ابن عبد الله الكردلي في آخر ذي الحجة لثلاث ليال بقين من سنة احدى وتسعين
وأربعمائة.
210 - عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان:
كان والده وزيرا للمقتدر وقد تقدم ذكره (1)، واستناب ابنه عبد الوهاب هذا في
العرض على الخليفة والحضور في مكانه لما مرض في مستهل جمادى الأولى سنة اثنتي
عشرة وثلاثمائة.
211 - عبد الوهاب بن عبد الله بن هبة الله بن عبد الله بن الحسن القصار،
أبو الحسن بن أبي محمد الصوفي:
من أهل باب الأزج، كان يسكن برباط الكاتبة برحبة الجامع. سمع أبا محمد محمد
ابن أحمد بن عبد الكريم بن المادح وأبا المعالي عمر بن علي بن نصر الصيرفي
وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، حسن الاخلاق، محبا للرواية، حسن
الاستماع، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله الصوفي بقراءتي عليه قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن
محمد بن عبد الكريم، أنبأنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أنبأنا محمد بن عمر
الوراق، حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا عبدة بن عبد الله الصفار، حدثنا يحيى بن
آدم، حدثنا إسرائيل عن منصور قال: وحدثنا إسرائيل عن الأعمش ومنصور وحدثنا
محمد بن عثمان بن كرامة وزهير بن محمد - واللفظ لابن كرامة - قالا: حدثنا محمد
ابن عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن قيس
عن عبد الله بن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة أو في غار - وقال يحيى بن آدم:
في غار - فأنزلت عليه (والمرسلات عرفا) فانا لنتلقاها من فيه إذ خرجت علينا حية
فابتدرناها فسبقتنا فدخلت جحرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وقيت شركم ووقيتم شرها) (2).

في الأصل: (وتقدم ذكر).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 17، 4 / 157، 6 / 204، 205. ومسند أحمد 1 / 422، 428. وفتح الباري 4 / 35، 8 / 685.
204

توفي عبد الوهاب الصوفي في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من شهر رمضان سنة
سبع عشرة وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في سنة اثنتين وأربعين
وخمسمائة.
212 - عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل، أبو الفرج الغزال:
سمع الشريف أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الهاشمي وأبوي طاهر أحمد بن
الحسن الكرجي وأحمد بن علي بن سوار المقرئ وغيرهم، روى عنه ابن السمعاني.
كتب إلي أبو الفتح الخطيب قال: أنبأنا أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال:
أنبأنا عبد الوهاب بن عبد الباقي الغزال بقراءتي عليه، وأنبأنا أبو الكرم عبد السلام بن أحمد
المقرئ قراءة عليه، أنبأنا الحسين بن إبراهيم الدينوري قالا: أنبأنا طراد بن محمد
ابن علي الزينبي، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه البزار، أنبأنا محمد بن يحيى
ابن عمر بن علي بن حرب، حدثنا جدي علي بن حرب، حدثنا سفيان عن الزهري
عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا
كلام ابن أم مكتوم) (1).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد (ابن) (2) السمعاني قال: عبد
الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل الغزال من أهل سوق الغزل، شيخ بهي المنظر حسن
الشيبة، قرأت عليه وسألته عن مولده فقال: في محرم سنة تسع (و) سبعين
وأربعمائة.
قرأت في كتاب (التأريخ) لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال:
توفي شيخنا عبد الوهاب بن عبد الباقي بن مدلل الغزال ليلة الأربعاء سادس عشر
رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن
بمقبرة باب الدير، سمعنا منه، وكان شيخا خيرا مقلا وسماعه صحيح، وكان من أهل السنة.

(1) انظر الحديث في صحيح البخاري 1 / 160، 3 / 225، 9 / 108. وصحيح مسلم، كتاب
الصيام 36، 37، 38. وفتح الباري 2 / 99، 104، 5 / 264.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
205

213 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن محمد بن الاخوة، أبو
الحسن بن أبي القاسم الوكيل:
من ساكني درب المطبخ، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده. وكان يتوكل
على أبواب القضاة، ثم ترك ذلك وحج وانقطع في منزله. سمع أبا يعقوب يوسف بن
عمر الحريري وأبا بكر محمد بن منصور بن إبراهيم المقرئ وأبا العباس أحمد بن
بنيمان المستعمل وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، حسن الاخلاق.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الوكيل، أنبأنا أحمد بن بنيمان بن عمر، أنبأنا ثابت
ابن بندار، أنبأنا أحمد بن علي التوزي، أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل، حدثنا الحسين
ابن القاسم أبو علي الكوكبي، حدثنا أبو سلمة الواسطي قال: قال إسحاق الأزرق:
كنا عند شريك بن عبد الله فجاءه ابن عمه أبو داود النخعي فجرى شئ من ذكر (1)
علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال أبو داود: نعم الرجل علي، فقام إليه شريك
فقال: المثل علي عليه السلام تقول هذا؟ قال أبو داود: يا جاهل! ان الله أثنى على
نفسه فقال: (فقدرنا فنعم القادرون) وأثنى على عبده فقال (نعم العبد أنه
أواب)، فقال شريك: (وكان الانسان أكثر شئ جدلا).
وبالاسناد قال: حدثنا أبو علي الكوكبي قال: حدثنا عسل، أنبأنا المازني قال: قال
الأصمعي: بينما أطوف في طرقات البصرة وإذا أنا بكناس يكسح كنيفا وإذا هو
يقول:
وإياك والسكنى بأرض مذلة تعد مسيئا فيه أن كنت محسنا
فنفسك أكرمها وان ضاق مسكن عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا
قال الأصمعي: فوقفت عليه (2) وقلت: والله ما بقي من الهوان شئ الا وقد
أهنتها به، فما الذي بلغت من كرامتها؟ فقال لي: كنس ألف كنيف أيسر (علي) (3)

(1) في (ج): (من ذكره).
(2) (عليه) مكانها بياض في الأصول.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
206

من القيام على باب سفلة (1) مثلك.
سألت عبد الوهاب بن الاخوة عن مولده فقال: في سنة ست وثلاثين وخمسمائة،
وتوفي ليل الخميس السابع والعشرين من رجب سنة خمس وستمائة، وصلى عليه من
الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب.
214 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد، المعروف بابن الخيام
كتب إلي أبو إسماعيل عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو
طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي قراءة عليه، حدثنا مسعود بن ناصر
السجزي، أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن عبد الرحمن البغدادي - يعرف بابن
الخيام (2) - في عدة كثيرة قالوا: أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الزاهد، أنبأنا أبو
القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثني أبو سعيد الأشج، حدثنا إبراهيم بن أعين
العجلي (3) قال: رأيت سفيان - يعني الثوري - في المنام ولحيته حمراء، فقلت: يا أبا
عبد الله! فديتك ما صنعت؟ قال: أنا مع السفرة، قلت: من السفرة؟ قال: الكرام
البررة.
215 - عبد الوهاب بن عبد الرحمن:
حدث عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس
العبقسي (4) المكي، روى عنه عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي في المائة له، إن لم
يكن الذي قبله فهو غيره.
أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة قال: أنبأنا جدي أبو
نصر عبيد الله بن أبي عاصم الصوفي وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفامي
وكرهزيار (5) بنت أبي طاهر مضر بن الياس التميمي قراءة عليهم قالوا: أنبأنا أبو

(1) في الأصل: (باب السفلة).
(2) في (ج): (بابن الخوام).
(3) في النسخ: (الحلي).
(4) في النسخ: (العنبسي) والتصحيح من العبر 3 / 89.
(5) في (ب): (كر حزمار).
207

إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري قال: أنبأنا عبد الوهاب بن عبد الرحمن
البغدادي، أنبأنا ابن فراس بمكة، حدثنا محمد بن إبراهيم الدبيلي، حدثنا سعيد بن عبد
الرحمن المخزومي، حدثنا إبراهيم بن عيينة، حدثنا إسماعيل بن نافع المدني عن ثعلبة بن
صالح عن سليمان ابن موسى عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ!
اذهب فأرحل راحلتك) (1) - وذكر الحديث بتمامه.
216 - عبد الوهاب بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، أبو عبد الله بن أبي
محمد، الفقيه الحنبلي (2):
من أهل باب الأزج. قرأ الفقه على والده حتى برع (3) فيه، ودرس بمدرسة والده
وهو حي نيابة عنه في مستهل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وقد نيف على العشرين
من عمره، ثم بعد وفاته مشتغل بالتدريس، ولم يكن في أولاد أبيه أميز منه، وكان
فقيها فاضلا، حسن الكلام في مسائل الخلاف، له لسان فصيح في الوعظ، وايراد
مليح مع عذوبة ألفاظ وحدة خاطر، وكان ظريفا مليح النادرة، ذا مزاح ودعابة
وكياسة (4)، وكانت له مروءة وسخاوة، وجعله الامام الناصر لدين الله على المظالم،
فكان يوصل إليه حوائج الناس. أسمعه والده في صباه الحديث من أبي غالب أحمد بن
الحسن بن البناء وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد (بن) (5) عبد الواحد القزاز وأبي
الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي
وغيرهم، سمع منه أصحابنا، ورأيته غير مرة، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا.
أخبرني عبد الرحمن بن عمر (6) الواعظ قال: أنبأنا عبد الوهاب بن عبد القادر
الجيلي قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء، أنبأنا أبو الحسين محمد
ابن أحمد بن النرسي، أنبأنا علي بن عمر الحربي قال: قرئ على حامد بن محمد بن

(1) الحديث سبق تخريجه.
(2) انظر: شذرات الذهب 4 / 314. ومرآة الزمان 8 / 454.
(3) في الأصل: (حتى نزع).
(4) في (ب)، (ج): (وكناسة).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) (بن عمر) ساقطة من (ج).
208

شعيب البلخي، حدثنا شريح بن يونس، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي،
حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن حسين، حدثني سعيد بن المسيب عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يتصدق ويرجع في صدقته مثل الكلب يقئ
فيأكل قيئه) (1)
سألت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي عن مولد أخيه عبد الوهاب،
فقال: في ثاني شعبان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
قلت: وتوفي ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من شوال سنة ثلاث وتسعين
وخمسمائة، وصل عليه من الغد بمدرسة والده وحضر خلق كثير، ودفن بمقبرة الحلبة
عند عبد الدائم.
217 - عبد الوهاب بن عبد الكريم الطائع لله بن الفضل المطيع لله بن جعفر
المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل بن محمد
المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد الهروي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي
ابن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو الفتح بن أبي بكر (2):
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه توفي في ليلة الأربعاء الثامن عشر
من شهر ربيع الاخر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ودفن في التربة التي بناها الطائع
بالرصافة.
218 - عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد، أبو القاسم بن
أبي الفرج الأنصاري، الواعظ (3):
من أهل دمشق، أصله شيرازي، كان شيخ الحنابلة بدمشق، وله قبول بالبلد. قدم
بغداد في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة رسولا من بوري بن طغتكين صاحب دمشق
إلى الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين يستنجده على الفرنج، وحضر ببغداد مجالس

(1) انظر الحديث في: سنن النسائي 6 / 266. وسنن ابن ماجة 2391. ومسند أحمد 1 / 349.
(2) انظر: المنتظم 7 / 139.
(3) انظر: مرآة الزمان 8 / 169. والعبر 4 / 100. والذيل على طبقات الحنابلة 1 / 237.
209

النظر وتكلم مع الفقهاء في الخلافيات، وحدث عن والده بحديث منكر، سمعه منه أبو
بكر بن كامل.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف عن أبيه قال: أنبأنا عبد
الوهاب بن أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي بقراءتي عليه في
ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال: سمعت والدي يقول: حدثنا أبو
العباس أحمد بن قبيس المالكي، أنبأنا علي بن أبي الحسن الصوفي، حدثني أبو أحمد عبد
الله بن عدي الحافظ، حدثني هنبل بن محمد السليخي، حدثني أبو بكر رؤبة بن
عياش (1)، حدثني أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي حكيم الشامي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من حفظ كتاب الله فعمل به وعلمه الناس، وهو
كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ واليه يعود، فمن قال مخلوق فهو كافر) (2).
قرأت في كتبا الحافظ أبي القاسم عن ابن الحسن الدمشقي بخطه قال: عبد
الوهاب بن عبد الواحد بن محمد الحنبلي الواعظ مات ليلة الأحد السابع عشر من
صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم الأحد في مقبرة أبيه بباب الصغير
وشهدت الصلاة عليه.
129 - عبد الوهاب بن عبيد الله، أبو القاسم البغدادي:
قرأت على محمد بن أحمد الأزجي عن أبي طالب محمد بن علي الشاهد قال: أنبأنا
عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال: أنبأنا أبو العيش محمد بن علي بن أبي العيش
بطرابلس قال: أنبأنا حمزة بن عبد الله، حدثنا أبو القاسم عبد الوهاب بن عبيد الله
البغدادي، حدثنا أبو الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ قال: دخلت
يوما من الأيام على الحسين بن خالويه بجلب بكرة، فقال لي: كنت البارحة عند سيف
الدولة وعنده ابن بنت حامد وكان من كبار المعتزلة - أعاذنا الله مما هم عليه، فقال
لي: يا ابن خالويه! ناظره في القرآن! فأخذ يحتج علي أنه مخلوق، وأخذت أنا أحتج

(1) في (ج): (رؤبة عن عباش).
(2) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
210

عليه أنه كلام الله غير مخلوق، من القرآن ومن حديث رسول الله ولغة العرب، إلى
أن أدحضت حجته واستظهرت عليه وانصرفت إلى منزلي، وقد ذهب من الليل نحو
الثلث فنمت، فإذا أنا بقائل يقول لي: لم لم تحتج بأول القصص؟ قال: فقلت: وأيش
في أول القصص؟ قال: قال الله تبارك وتعالى: (طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلوا
عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق) والتلاوة لا تكون خلقا ولا تكون الا بالكلام،
قال أبو الطيب عبد المنعم: قلت له حدثني بهذه الرؤيا (1): هذا وحي من الله عز
وجل. وكان حمزة بن عبد الله قد لقي ابن خالويه غير أنه لم يسمع الرؤيا منه.
220 - عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب الهاشمي الكوفي:
قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عبد الملك بن شبانة الدينوري نزيل
بغداد بخطه قال: سمعت الشريف عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب الكوفي الهاشمي
بمدينة السلام في نهر المعلي في يوم الاثنين التاسع من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين
وأربعمائة يقول: أعجب ما رأيت ببيت الله الحرام فرسا كان لرجل علوي حسني،
فكان في كل يوم جمعة لا ينضبط بأخيته حتى يجئ ويطوف بالبيت سبعا ويسعى بين
الصفا والمروة سبعا، فقلت له: أنت رأيته أو حدثت؟ قال: أنا رأيته في حياة الأمير أبي
الفتوح.
221 - عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد السكري
البزاز، المعروف بابن اللوح:
كان يسكن قريبا من باب النوبي. سمع أبا أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن
الفرضي وأبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وغيرهما، روى عنه أبو القاسم بن
السمرقندي.
أخبرنا الشريف عبد المولى بن أبي تمام الهاشمي بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي إملاء، حدثنا عبد الوهاب بن علي بن
السكري، أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أنبأنا الحسين بن يحيى بن عياش

(1) في (ج): (الرواية).
211

القطان، حدثنا أبو الأشعث (1) أحمد بن المقدام، حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن
دينار عن جابر بن عبد الله أن رجلا أتى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صليت يا فلان؟) قال: لا، قال: (قم فاركع) (2).
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال: أخبرني - يعني
عبد الوهاب بن علي السكري - أن مولده عشية عرفة من سنة احدى وسبعين
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
222 - عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله، أبو أحمد بن أبي منصور
الأمين، المعروف بابن سكينة (3).
شيخ وقته في علو الاسناد والمعرفة، والانفاق والزهد والعبادة، وحسن السمت،
وموافقة السنة وسلوك طريق السلف الصالح. بكر به والده فأسمعه في صباه من الحافظ
أبي الفضل بن ناصر وقرأ به من أبوي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وزاهر بن
طاهر الشحامي وأبي (عبد الله) (4) محمد بن حمويه الجويني وأخيه عبد الصمد
وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، ثم صحب أبا سعد بن السمعاني وأبا القاسم
ابن عساكر الحافظ الدمشقي وسمع بهما الكثير من أبي بكر محمد بن عبد الباقي
الأنصاري ومن والده أبي منصور علي ومن جده لامه أبي البركات إسماعيل بن أحمد
النيسابوري وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبي الحسن علي بن
هبة الله بن عبد السلام وأبي سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبي الفتح عبد الله بن
محمد بن البيضاوي وأبي محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطراح وأبي الحسن محمد
ابن أحمد بن توبة وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون
وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وبدر بن عبد الله الشيحي (5)

(1) في (ب): (أبو الأشعب).
(2) انظر الحديث في: السنن الكبرى للبيهقي 3 / 221. والمعجم الكبير للطبراني 7 / 194.
(3) انظر: النجوم الزاهرة 6 / 201. وشذرات الذهب 5 / 25.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 83.
(5) في (ج): (السنجي).
212

وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبي البدر إبراهيم بن محمد
ابن منصور الكرخي وأبي عبد الله الحسين وأبي محمد عبد الله ابني علي بن أحمد
الخياط وأبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد
الصمد بن علي بن البدن الصفار وأبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ
وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي والوزير أبي القاسم علي بن طراد
الزينبي وأخيه نقيب النقباء أبي الحسن محمد وأبي بكر محمد بن حمد بن خلف
البندنيجي وأخيه عمر بن حمد (1) وفاطمة بنت أبي حكيم الخبري، وجماعة غيرهم.
وقرأ بنفسه كثيرا على أبي الفضل بن ناصر ولازمه مدة طويلة، قرأ فيها كتبا كثيرة
وأجزاء كثيرة، وعلى أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي الفرج بن أحمد بن يوسف
وأبي القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري وأبي الفضل أحمد بن طاهر بن سعيد
الميهني والقاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبي المظفر سعيد بن سهل
الفلكي وأبي الفضل محمد بن يحيى بن بذال وأبي الحسن بن أحمد بن محمويه اليزدي
وأبي العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي وأبي المظفر هبة الله بن
الشبلي وأبي السعود المبارك بن خيرون بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون، وخلق
كثير غيرهم.
وكتب بخطه كثيرا من الحديث وغيره في صباه وبعد علو سنه، وحصل الأصول
والنسخ الملاح بالخطوط الحسنة، وسمع بالكوفة من الشريف أبي البركات عمر بن
إبراهيم العلوي وأبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة (2) الحارثي.
وقرأ القرآن بالروايات والطرق على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور
الخياط وعلى الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمذاني وأبي الحسن علي بن
أحمد بن محمويه (3) اليزدي وغيرهم.
وقرأ المذهب والخلاف على أبي منصور سعيد بن محمد بن الرزاز وغيره. وقرأ

(1) في النسخ: (بن أحمد) وفي الأنساب: (بن محمد).
(2) في الأصل: (بن عنزة) وفي (ج): (بن عنزه) وفي (ب) بلا نقط.
(3) في النسخ: (بن محمود).
213

الأدب على أبي محمد بن الخشاب، وصحب جده أبا البركات إسماعيل شيخ الشيوخ
فانتفع بصحبته، ولبس منه الخرقة، وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه، وأخذ علم الحديث
ومعرفته من ابن ناصر، وكان كثيرا يحكي عنه من الفوائد الحسنة والنكت الغريبة
والمعاني الدقيقة، ومد الله له في العمر حتى حدث بجميع مروياته مرارا، وقصده
طلاب العلم من سائر الأقطار، وكانت أوقاته محفوظة، وكلماته معدودة، فلا تمضي
له ساعة الا في قراءة القرآن والذكر والتهجد وقراءة الناس، وكان يمنع الناس من
التحديث منه أن يقام له، (و) (2) إذا حضر غيره أيضا فلا يقام (3) له، وكان كثير الحج
والعمرة والمجاورة بمكة، وكان دائما على سجادته على طهارة مستقبل القبلة، يقرأ
القرآن ليلا ونهارا، والمصحف في يده ينظر فيه، وإذا غلبه النوم نام على سجادته، وما
استيقظ الا جدد وضوءا، ولا يخرج من منزله الا لحضور صلاة (4) الجمعة أو العيد أو
جنازة أو زيارة صالح حي أو ميت أو حضور مجلس ذكر، ولم يكن يحضر دور أبناء
الدنيا ولا أرباب المناصب في هناء ولا عزاء، وكان مديما للصيام في أكثر أوقاته مع
علو سنه، وكان يستعمل السنة في جميع أحواله: في مدخله ومخرجه وملبسه ومأكله
ومشربه، ويحب الصالحين، ويقتفي بسيرة السلف عقدا وفعلا، ويعظم العلماء،
ويستفيد من الكبير والصغير ويتواضع لجميع الناس وفي سائر أحواله، وكان دائما
يقول: نسأل الله (أن) (5) يميتنا مسلمين! وإذا دعا له أحد بطول البقاء قال: أسأل
الله الوفاة على الاسلام، ويبكي. وكان ظاهر الخشوع عند الذكر، غزير الدمعة عند
قراءة القرآن والحديث وأخبار الصالحين.
وكان إذا أكثر من البكاء يعتذر إلى الحاضرين ويقول: قد كبر سني ورق عظمي
فلا أملك دمعتي - نفيا لاظهار الخشوع وخوفا من الرياء وسترا لحاله، وكان الله

(1) في (ج): (قرأ).
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(3) من هنا حتى ننبه عليه ساقط من (ج).
(4) في الأصل، (ب): (الصلاة).
(5) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
214

سبحانه قد ألبسه رداء جميلا من البهاء وحسن الخلقة وقبول الصورة ونور الطاعة
وجلالة العبادة، فكانت له في القلوب منزلة عظيمة، يحبه الكبير والصغير والرجال
والنساء، وكان الرجل إذا رآه انتفع برؤيته قبل سماع كلامه، فإذا تكلم كان البهاء
والنور على ألفاظه، وتقبلها الاسماع والقلوب، ولا يشبع جليسه من مجالسته، ولقد
طفت شرقا وغربا، ورأيت الأئمة والعلماء والزهاد، فما رأيت أكمل منه ولا أكثر
عبادة ولا أحسن سمتا، صحبته قريبا من عشرين سنة ليلا ونهارا، وتأدبت به وخدمته،
وقرأت عليه القرآن بجميع مروياته وقراءاته، وسمعت منه أكثر مروياته، وقرأت عليه
الكتب المطولات، واستفدت منه كثيرا، وكان ثقة صدوقا حجة (1) نبيلا، ركنا من
أركان الدين، وعلما من أعلام المسلمين. سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد
الزيدي (2) والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي والحافظ أبو بكر محمد بن
موسى الحازمي وخلق من الأئمة الكبار ورووا عنه وهو حجة.
أخبرنا شيخنا السعيد أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله (3) قراءة
عليه وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين
بقراءة شيخنا أبي الفضل بن ناصر عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة خمس
وعشرين وخمسمائة، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قراءة
عليه في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد الله النرسي، أنبأنا روح بن عبادة، حدثنا
عثمان بن غياث، حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يمر
الناس على جسر جهنم، وعليه حسك وكلاليب وخطاطيف تخطف الناس يمينا وشمالا
وبجنبتيه ملائكة يقولون: اللهم سلم سلم، فمن الناس من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر
مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الفرس المجري، ومنهم من يسعى سعيا، ومنهم من يحبو
حبوا، ومنهم من يزحف زحفا، فأما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون ولا يحيون،

(1) إلى هنا ينتهي السقط من (ج).
(2) في (ب): (الزندي).
(3) في النسخ: (بن عبد الله).
215

وأما أناس فيؤخذون بذنوب وخطايا، قال: فيحترقون فيكونون فحما ثم يؤذن في
الشفاعة فيؤخذون ضبارات ضبارات فيقذفون على نهر من أنهار الجنة فينبتون كما
تنبت الحبة في حميل السيل)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما رأيتم الصبغاء شجرة تنبت في
الفيافي (1)، فيكون آخر من يخرج من النار رجل يكون على شفتها فيقول: يا رب!
اصرف وجهي عنها، فيقول الله عز وجل: عهدك وذمتك لا تسألني غيرها، قال: ثم يرى
أخرى أحسن منها فيقول: يا رب! حولني إلى هذه آكل من ثمرها وأكون في ظلها،
ثم يرى سواد الناس ويسمع كلامهم فيقول: يا رب! أدخلني الجنة! قال أبو نضرة:
فاختلف أبو سعيد ورجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فيدخل الجنة فيعطي الدنيا
ومثلها معها، وقال الاخر: يدخل الجنة فيعطى الجنة وعشر أمثالها) (2).
أخبرنا عبد الوهاب بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي
النيسابوري قدم علينا في شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة قال: أنبأنا أبو سعد
محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى
الموصلي، حدثنا خلف بن هشام وعبد الواحد بن غياث ومحمد بن عبيد بن
حساب (3) قالوا: أنبأنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم
يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو انسان أو بهيمة الا كان له صدقة) (4).
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين بقراءتي عليه قال: أنبأنا
أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن
غيلان، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا السراج، حدثنا قتيبة،
حدثنا سعيد، حدثنا بكر بن نصر عن عمرو بن الحارث قال: بلغني أن رجلا كتب إلى

(1) في كنز العمال: (الغثاء).
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 26. وإتحاف السادة المتقين 10 / 482.
(3) في الأصل: (بن خشاب) وفي (ج): (بن حسان).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 135. وصحيح مسلم، كتاب المساقاة 12. وفتح
الباري 5 / 3.
216

ابن عمر يسأله عن العلم فكتب إليه أن العلم كبير يا ابن أخ، ولكن ان استطعت أن
تلقى الله عز وجل خفيف الظهر من دماء المسلمين كاف اللسان عن أعراضهم
خامص البطن من أموالهم لازما لجماعتهم فافعل.
أخبرنا (1) عبد الوهاب الأمين بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد
الباقي بن محمد الأنصاري قال: أنشدنا أبو القاسم علي بن عبد الرحمن بن الحسن بن
عليك قدم علينا قال: أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي،
أنشدني نصر بن أبي نصر البستي لعلي بن محمد بن بسام:
أقصرت عن طلب البطالة والصبا * لما علاني للمشيب قناع
لله أيام الشباب ولهوه * لو أن أيام الشباب تباع
فدع الصبا يا قلب واسل عن الهوى * ما فيك بعد مشيبك استمتاع
وانظر إلى الدنيا بعين مودع * فلقد دنا سفر وحان وداع
والحادثات موكلات بالفتي * والمرء بعد الحادثات سماع
وسمعت أبا محمد بن الأخضر الحافظ غير مرة يقول: لم يبق ممن طلب الحديث،
وعني به غير عبد الوهاب بن سكينة. وسمعت عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول:
رأيت عبد الوهاب بن سكينة يجئ إلى ابن ناصر ليقرأ عليه، وكان من ظراف طلبة (2)
الحديث، وسمعت ابن الأخضر يقول: كان شيخنا ابن ناصر يجلس في داره على سرير
لطيف، فكل من حضر عنده يجلس تحت سريره كابن شافع والباقداري وأمثالهم، وما
رأيته أجلس معه أحدا على سريره الا عبد الوهاب بن سكينة. ورأيت بخط الشيخ أبي
محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ شيخ العراق على الكتب والمفردات التي قرأها
عليه شيخنا عبد الوهاب: قرأ علي سيدنا ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب، وكان
شيخنا لما قرأ عليه قارب العشرين من عمره - رحمة الله عليهما.
أنبأنا القاضي الفقيه يحيى بن القاسم التكريتي مدرس المدرسة النظامية قال في ذكر

(1) في (ج) زيادة: (شهاب الحاتمي بهراة).
(2) في (ب): (طلب).
217

مشايخه: أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي المعروف بابن سكينة كان رجلا عالما
عاملا بمذهب الشافعي، كثير المباحثة في مسائله، دائم التكرار لكتاب التنبيه في الفقه
حافظا له، كثير الاشتغال بكتاب المهذب والوسيط في الفقه، لا يضيع من وقته شيئا،
وكنا إذا دخلنا عليه يقول: لا تزيدوا (1) على (سلام عليكم) مسألة، لكثرة حرصه
على المباحثة في المسائل وتقرير احكامها.
سمعت عبد الكريم بن المفضل اليزدي بأصبهان وكان ينوب في التدريس بالمدرسة
النظامية بها عن ابن الخجندي. وحج في تلك السنة شيخ الشيوخ صدر الدين عبد
الرحيم من بغداد، فلما دخلنا المدينة اجتمعنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل
مستفتيا إلى صدر الدين بن الخجندي فكتب فيها، ثم التفت (الرجل) (2) إلي
(وقال) (3): قد سهى صدر الدين في الفتيا فكتبها على غير الصواب، فنبهه على ذلك
حتى يصلحها، ثم ناولنيها فإذا هي كما قال، فقمت إلى صدر الدين وذكرت ذلك
له، فقال لي: ومن هذا الرجل؟ فقلت: لا أعرفه، فسأل عنه شيخ الشيوخ (فقال):
ابن أختي عبد الوهاب وهو فقيه محدث، فقام إليه صدر الدين واعتذر إليه.
سألت شيخنا عبد الوهاب بن علي عن مولده فقال: في ليل الجمعة رابع شعبان
سنة تسع عشرة وخمسمائة، وتوفي سحرة يوم الاثنين التاسع عشر من شهر ربيع
الاخر من سنة سبع وستمائة، وصلى عليه بجامع القصر وبعدة أمكنة بالجانب الغربي،
ودفن عند جده شيخ الشيوخ مقابل جامع المنصور، وكان يوما مشهودا.
223 - عبد الوهاب بن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، أبو الفائز (4):
ابن أقضى القضاة أبي الحسن. من أهل البصرة، سمع بها أبا الحسن علي بن القاسم
ابن الحسن النجاد، وقدم بغداد مع والده واستوطنها، وشهد بها عند قاضي القضاة
أبي عبد الله بن ماكولا في يوم الخميس لست خلون من شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة

(1) في (ب): (لا ترتدوا).
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(4) انظر: المنتظم 8 / 143.
218

فقبل شهادته، وأدركه أجله شابا قبل والده.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه، وأنبأنا نصر الله بن
سلامة الهيتي قال: أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة احدى
وأربعين وأربعمائة أبو الفائز عبد الوهاب بن علي بن محمد بن حبيب الماوردي
الشاهد يوم الأربعاء عاشر المحرم - يعني مات.
قرأت في كتاب عبد الرزاق بن أحمد بن البقال بخطه قال: أنشدني أبو علي الحسن
ابن علي المصري المؤدب يرثي عبد الوهاب بن علي البصري الماوردي:
هل عاقل يرجو دوام بقاء * بعد الذين مضوا من القرباء
أم هل يؤمل صفو عيش بعدهم * أنى لهم من بعدهم بصفاء
أين الذين مضوا من الاباء * ثم الذين مضوا من الأبناء
أو ليس فيهم عبرة لألي النهى * والاعتبار شعار أهل الرأي
كم قد أباد الدهر من متجبر * ملك الملوك وزاد في العلواء
وبنى القصور وجد في بنيانها * حتى تناهت فوق كل بناء
واغتر بالجيش الكثير عديده * من كل حادثة وكل قضاء
لم تغن عنه جيوشه وبناؤه * شيئا لدفع الصولة الصماء
فاحتل بعد العز في دار البلى * في جيرة الأموات لا الاحياء
دع ذكر تشبيب بمن حل الثرى * وحواه لحد ضيق الارجاء
وارث المنغص بالحياة وطيبها * ما آن أن يقضي له بفناء
(من أعجلته وفاته وشبابه * ما آن أن يقضي له بفناء) (1)
أعني فنا القاضي الاجل المكنى * بالفائز المدعو في الأسماء
اني رزئت فتى المكارم والعلى * والجود والافضال والاعطاء
وأصبت بالطود المنيع المرتقى * مأوى لمن يخشى من الأعداء
غوث العناة يغيثهم بنواله * كرما لدى البأساء والضراء

(1) البيت ساقط من الأصل.
219

لو عشت ما قد عاش نوح بعده * أرجو له مثلا من النظراء
ما أن وجدت ولا رأيت مثاله * في صورة وملاحة وبهاء
224 - عبد الوهاب بن عمرو (1) بن سعيد، أبو أيوب النزلي المحرر (2):
من أهل عكبرا. حدث عن شريح بن يونس وعبد الله بن عبد الرحمن وأبي همام
الوليد بن شجاع وأبي بكر محمد بن محمد السقطي وأبي موسى هارون بن عبد الله
الحمال (3) ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن هشام الرقي والحسين بن الأسود
العجلي، روى عنه أبو طالب عبد الله بن محمد بن شهاب وعمر بن محمد بن رجاء
العكبريان وأبو منصور محمد بن سعيد بن محمد الباوردي بمصر، وذكر أنه كتب عنه
بعكبرا.
أنبأنا الأعز بن علي بن المظفر قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه
قال: قرئ على أبي القاسم بن البسري عن أبي عبد الله بن بطة وأنا أسمع قال: حدثنا
أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء، حدثنا عبد الوهاب بن عمرو، حدثنا أبو موسى
هارون بن عبد الله، حدثنا أبو النضر، حدثنا بكر بن حبيش عن ليث بن أبي سليم
عن زيد بن أرطأة عن أبي أمامة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تقرب العبد بشئ
أفضل من شئ خرج منه وهو القرآن) (5).
حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه قال: أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد
ابن الحسن الفقيه، وأنبأنا عمر بن أحمد بن محمد العلوي وأحمد بن محمد الخازن
وعبد الحق بن محمد الشاهد قالوا: أنبأنا محمد بن أحمد التيمي، قالا: أنبأنا أبو نصر
محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري، حدثنا

(1) في الأصل، (ج): (بن عمر).
(2) في (ب): (المحور).
(3) في (ج): (الجمال).
(4) في (ج): (أبي أسامة).
(5) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2911. ومسند أحمد 5 / 268. والترغيب والترهيب
2 / 350.
220

عبد الوهاب بن عمرو العكبري، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد السقطي، حدثني عمر
ابن محمد النسائي، حدثنا العباس بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه قال: قال
علي بن ظبيان: خرجت يوما بالكوفة لبعض حوائجي راجلا (1) حتى كنت (2) في
سكة من سكك همدان فإذا أنا بعليان المجنون، وكان معتوها ذاهب العقل حتى
يكلم، وكان في يده قصبة فارسي من القناة في رأسها كبة قطن قد لف عليها خرقة،
وإذا هو يشد على الصبيان إذا أخرجوه، فإذا أدركهم قال: يا علي! اتق القصاص،
فيرجع ويجلس ويلقي القصبة بين يديه حتى يأخذ الطريق، قال: فتهيأت أن أمر به،
فنظر إلي فقال لي: يا علي! مر! لست لهؤلاء! فلما حادثته سمعته يقول: من نوقش
الحساب دخل الجنة، فقلت: من نوقش الحساب عذب، فقال: كلا! ربنا أكرم من
ذاك، إذا قدر عفا.
أخبرنا أبو سعد الأزجي (3) قال: أنبأنا أبو المعالي العطار قراءة عليه عن أبي القاسم
البندار قال: كتب إلي أبو عبد الله بن بطة قال: حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن
رجاء قال: حدثنا أبو أيوب عبد الوهاب بن عمرو النزلي، حدثنا أبو همام الوليد بن
شجاع، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني سلمة بن بكر المقدسي (4) قال: كان رجاء
ابن حيوة الكندي جالسا في مسجد دمشق إذ قرأ رجل (قد أفلح المؤمنون) إلى
قوله (أولئك هم الوارثون) فقال رجل من القوم: أترون رجلا يعمل بهذه الكلمات
كلها؟ فقال رجل: لا، فقال آخر: ولا أمير المؤمنين؟ فقال آخر: وما يدخل الوليد في
حديثنا؟ فقال رجاء: اني أظن أن هذا الكلام سيكسبكم شرا، ان سئلتم فاكتموا، وان
استحلفتم فاحلفوا! فبينا هم كذلك إذ جاءت الأشراط فأخذوا رجاء وأصحابه
فأدخلوا على الوليد رجاء الله ليفترش ذراعك الوصيد ورجل يتلو آيات من كتاب
الله عز وجل، فقال رجل: أترون رجلا يعمل بهذه الآيات، فقال آخر: لا، فقال
آخر: ولا الوليد أمير المؤمنين، وما بقي من العدل فاعمل به. قال رجاء: فما سمعت

(1) في (ج)، (ب): (راحلا).
(2) في (ب): (كتب).
(3) في (ج): (الحلازجي).
(4) في (ب): (القدسي).
221

ولعل أصحابي سمعوا شيئا لم أسمعه، فأدخلوا جميعا فسئلوا وكتموا فاستحلفوا فحلفوا،
فقال: الله أكبر علي! فكان الساعي بعد ذلك إذا رأى رجاء قال: الله يا رجاء انك
ليستسقى بك المطر! تكتم شهادة؟ فيقول له رجاء: يا فاسق! لمائة سوء عن (1)
ظهرك أحب إلي من أن يعطب عدة من المسلمين بلا ذنب.
225 - عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماهان الفارسي،
أبو العلاء البغدادي (2):
سمع أبا عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق وأبا علي إسماعيل بن محمد بن
إسماعيل الصفار وأبا الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي وأبا بكر أحمد بن سليمان بن
أيوب العباداني وأبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وأبا علي أحمد
ابن الفضل بن العباس بن خزيمة بن مكرم بن أحمد القاضي.
ثم رحل فسمع بدمشق بإفادة أبي هاشم (3) عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل
ابن السلمي، وببيروت أبا عمران موسى بن عبد الرحمن بن موسى المقرئ وبأنطاكية
أبا بكر محمد بن عبد الله بن بكار، وببيت المقدس أبا طالب محمد بن زكريا بن يحيى
ابن يعقوب بن بشر بن أعين المقدسي وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين بن
السندي (4) الصابوني وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ناصح الدمشقي
وأبا محمد بن سعيد بن أحمد بن جعفر الفهري وأبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق
ابن عتبة الرازي وأبا عبد الله محمد بن إدريس بن عبد الله بن إسحاق الدلال
وأم محمد فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن الريان وبتنيس أبا بكر محمد بن علي
النقاش، وبالبصرة أبا علي محمد بن يوسف بن أحمد بن المعتمر البيع وأحمد بن محمد
ابن سليمان المسالكي، (و) بنيسابور أبا حامد أحمد بن الحسن المقرئ وعلي بن بندار
الصيرفي وأبا أحمد الجلودي.

(1) في الأصل: (سول عن) وفي (ج): (سواء من) وفي (ب): (سوابه).
(2) انظر: العبر في خبر من غبر 2 / 256.
(3) في النسخ: (هشام) والتصحيح من العبر 333.
(4) في النسخ: (السرى).
222

وقدم أصبهان في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وحدث بها عن شيوخ
بغداد ومصر والأهواز ونيسابور والشام، روى عنه من أهلها المطهر بن محمد بن علي
ابن محمد بن أحمد بن بحير وأبوي بكر محمد بن علي الحافظ وعلي بن القاسم الخياط
المقرئ. وروى عنه أيضا علي بن بشرى السجزي في مشيخته.
وسكن مصر إلى حين وفاته وحدث بها بكتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج
النيسابوري عن أبي بكر أحمد بن محمد بن يحيى الأشقر الفقيه الشافعي عن أبي محمد
أحمد بن علي بن الحسن القلانسي عن مسلم سوى ثلاثة أجزاء من آخره، فإنه رواها
عن أبي أحمد الجلودي عن إبراهيم بن سفيان عن مسلم، سمعه منه جماعة ورووه عنه،
فمنهم محمد بن يحيى بن الحذاء ويحيى بن محمد بن يوسف الأشعري وأبو القاسم أحمد
ابن فتح المعافري يعرف بابن الرسان.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن نعمان المعدل الأصبهاني أن
أبا عدنان محمد بن أحمد بن المطهر بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن بحير أخبره
قال: أنبأنا جدي المطهر قراءة عليه في شعبان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قال: أنبأنا
أبو العلاء عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماهان الفارسي
البغدادي قراءة من لفظه في شهر شعبان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة قال: حدثنا
القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، حدثنا آدم بن
أبي اياس العسقلاني، حدثنا ابن أبي ذئب عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان الصائم إذا لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله عز
وجل حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) (1).
أنبأنا أبو الخطاب الكلبي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل
المصري، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني قال: سمعت أبا عمر محمد
ابن محمد بن يحيى يقول: سمعت أبي يقول: أخبرني ثقات (من) (2) أهل مصر أن
أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني كتب إلى أهل مصر من بغداد أن اكتبوا عن

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 23865. والجامع الكبير 5654.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
223

(أبي) (1) العلاء بن ماهان كتاب مسلم بن الحجاج الصحيح، ووصف أبا العلاء بالثقة
والتمييز.
أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: قرئ على أبي القاسم بن السمرقندي عن
أبي إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال وأنا أسمع قال: سنة سبع وثمانين - يعني: وثلاثمائة -
ابن العلاء بن ماهان البغدادي - يعني: مات.
226 - عبد الوهاب بن الفضل المطيع لله بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد
المعتضد بالله، أبو عبد، أخو الامام الطائع:
توفي ليلة الجمعة مستهل شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة ودفن بالرصافة عند قبر
أبيه، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
227 - عبد الوهاب بن القاسم بن علي الشعراني،
روى عن أبي الحسين بن الطيوري شيئا يسيرا، كتب عنه أبو بكر بن كامل
الخفاف.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال أنشدني
عبد الوهاب بن القاسم بن علي الشعراني قال: أنشدني أبو الحسين المبارك بن عبد
الجبار الصيرفي:
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا * خلفا في أراذل نسناس
في أناس نعدهم في عديد * فإذا فتشوا فليسوا بناس
أجملوا في الحشوم طولا وعرضا * وهم في القياس دون الحساس
وذا جئت أبتغي النيل منهم * ابتدوني في قتل السواس بياس
وبكوا لي حتى وددت بأني * تفلت عند ذاك رأس برأس
228 - عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن بن بندار، أبو البركات
الأنماطي (2):

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة 1 / 240. والعبر في خبر من غبر 4 / 104.
224

من أهل نهر القلائين (1). سمع وقرأ وكتب الكثير، وحصل العالي والنازل، ولم
يزل يسمع ويفيد الناس إلى آخر عمره، وحدث بأكثر مروياته، وكتب عنه الكبار
ورووا عنه. وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة، وحسن الطريقة والديانة، والعفة
والنزاهة، والثقة والصدق والأمانة.
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور (2)
وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبوي القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي
وعلي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن
أبي عثمان الدقاق وأخاه أبا محمد أحمد وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي
وأبا الحسين عاصم بن الحسن العاصمي وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبوي
عبد الله مالك بن أحمد البانياسي والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وخلقا
كثيرا غيرهم.
وقرأ على أبي الحسين بن الطيوري جميع ما عنده. روى لنا عنه أبو الفرج بن
الجوزي وأبو أحمد بن سكينة وأبو محمد بن الأخضر وعبد الواحد بن سعد الصفار
وعبد الرحمن بن محمد بن يعيش الكاتب ومحمد بن هبة الله بن كامل الوكيل
وعبد العزيز وأحمد ابنا أزهر بن عبد الوهاب السباك وأبو الفتوح مسعود بن عبد الله
ابن عبد الكريم الدقاق ويحيى بن محاسن الفقيه ويحيى بن مبارك بن محمد بن يحيى بن
الزبيدي وأحمد بن هبة الله بن العلاء الزاهد ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف
وأحمد بن يحيى بن بركة البزار وعبد العزيز بن معالي بن منينا وهبة الله بن الحسين بن
أفبل (3) وأبو الفتح وهب بن محمد بن وهب الحري وخليفة بن أبي بكر بن أحمد
أبو نصر السقاء وعبد الرحمن بن أحمد بن هدبة الوراق وغيرهم.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين قال: أنبأنا أبو البركات عبد الوهاب
ابن المبارك الأنماطي ووالدي قالا: أنبأنا عبد الله بن محمد الصريفيني، أنبأنا عبيد الله

(1) في (ب): (القلايين).
(2) في (ب): (السور).
(3) هكذا في الأصول.
225

ابن حبابة (1)، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا جعفر
عن إبراهيم الهجري قال: رأيت ابن أبي أوفى - وكان من أصحاب الشجرة - وماتت
ابنة له فتبعها على بغل (2) خلفها فجعل النساء يرثين فقال: لا ترثين فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى عن الترثي، ولتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت، ثم كبر عليها أربعا وقام
بعد ذلك قدر ما بين التكبيرتين يدعو وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصنع على الجنائز
هكذا.
أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن يعيش بقراءتي عليه
قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أبو محمد الصريفيني، أنبأنا
أبو القاسم بن حبابة، حدثنا البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة عن عمرو بن
دينار قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء أحدكم
والامام يخطب أو قد خرج فليصل ركعتين) (3).
أخبرنا أبو أحمد بن سكينة بقراءتي عليه قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي، أنبأنا عبد الله بن محمد الخطيب، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، أنبأنا
أحمد بن سليمان الطوسي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثني يونس بن عبد الله عن مالك
ابن أنس قال: كان رجل له زوجة وكان لها محبا، وكانت قد أعطيت شدة وكانت
له (4) قاهرة فضربته يوما، فجعل يبكي وجعلت تغيظ عليه وتقول له: أتبكي؟ فيقول
لها: نعم! والله، أبكي على رغم أنفك.
أخبرنا أحمد بن يحيى البزار قال: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا
أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن أحمد أبو أحمد قراءة
عليه وأنا أسمع قال: حدثنا أبو بكر الصولي إملاء (5) قال: سمعت عبد الله بن المعتز
وذكر يوما إخوانه فقال: أنا فيهم كما قال أبو تمام:

(1) (عبيد الله عن حبابة).
(2) في النسخ: (على فعل *).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 71. وصحيح مسلم، كتاب الجمعة 59.
(4) في (ب): (كانت لها).
(5) في (ب)، (ج): (ليلا).
226

ذو الود مني وذو القربى (1) بمنزلة * واخوتي أسوة عندي وإخواني
عصابة جاورت (2) آدابهم أدبي (3) * فم وان فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدت * أبداننا لشام أو خراسان
ورب نائي المغاني روحة أبدا * لصيق روحي ودان ليس بالداني
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع بخطه قال: قال شيخنا ابن
ناصر فيما قرأت بخطه: كان عبد الوهاب الأنماطي بقية الشيوخ، سمع الكثير وحدث،
وكان يفهم وكان صحيح السماع بعد مضي مستورا ولم يتزوج قط.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب
ابن المبارك الأنماطي حافظ متقن، كثير السماع واسع الرواية، دائم البشر (4) سريع
الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، مليح المحاورة، جمع الفوائد، وخرج التخاريج (5)،
صاحب أصول حسنة ما بقي من العالي والنازل جزء الا قرأه وحصل نسخته اما بخطه
أو خط غيره، ونسخ الكتب الكبار بخطه، مثل الطبقات وتأريخ الخطيب، وكان
متفرغا مستعدا للتحديث، اما أن يقرأ عليه أو ينسخ شيئا، وكان لا يجوز الإجازة
على الإجازة، وجمع فيه شيئا، قرأت عليه الكثير.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا أبو محمد عبد الخالق بن
أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي عن مولده فقال:
في يوم الجمعة الثاني من رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الخميس الثاني
والعشرين من المحرم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، ودفن من الغد في مقابر الشونيزي.
229 - عبد الوهاب بن محمد المنتصر بالله بن جعفر المتوكل على الله بن
محمد المعتصم بالله بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن المنصور عبد الله بن محمد
ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:

(1) في النسخ: (القرى).
(2) في النسخ: (حاورت).
(3) في النسخ: (أوفى).
(4) في (ب): (دائم الشر).
(5) في (ج): (وخرج البخاري).
227

ذكره عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر وأنه قدم سر من رأى من مدينة السلام في
أول سنة سبع وخمسين ومائتين (1) ووصل إلى عمه المعتمد على الله أحمد بن
المتوكل، وخلع عليه خمس خلع وحمل على فرس بسرجه (2) ولجامه.
230 - عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هانئ، أبو محمد البزاز:
حدث عن أحمد بن الحسن بن دبيس المقرئ، روى عنه أبو الفتح محمد بن أحمد بن
أبي الفوارس وأبو سعد (3) المالييني:
أخبرنا إسماعيل بن علي العطار قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء،
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شاذة (4)، حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني
قال: أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هانئ البزاز ببغداد قال:
حدثني أحمد بن الحسن بن دبيس المقرئ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى الكسائي،
حدثني خلف بن هشام المقرئ، حدثنا معروف الكرخي، حدثنا بكر بن خنيس، حدثنا
سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال عند منامه: اللهم!
لا تؤمنا مكرك، ولا تنسنا ذكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تجعلنا من الغافلين، اللهم
ابعثنا في أحب (الساعات) (5) إليك حتى نذكرك فتذكرنا، ونسألك فتعطينا،
وندعوك فتستجيب لنا، ونستغفرك فتغفر لنا، الا بعث الله إليه (6) ملكا في أحب
الساعات إليه فيوقظه (7)، فان قام والا صعد الملك فعبد (8) الله في السماء، ثم يعرج
إليه ملك آخر فيوقظه، فان قام والا صعد الملك (فقام) (9) مع صاحبه، ويعرج إليه
ملك أخر فيوقظه، فان قام والا صعد الملك فقام مع صاحبه، فان قام بعد ذلك ودعا

(1) في الأصل، (ب): (وثمانين) وفي (ج): (وثمانمائة).
(2) في النسخ: (شيوخه).
(3) في النسخ: (أبو سعيد).
(4) هكذا في الأصول.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(6) في النسخ: (إليك).
(7) في (ج): (فنوقظه).
(8) في الأصل، (ب): (فيعبد).
(9) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
228

استجيب له، وإن لم يقم كتب الله له ثواب أولئك من الملائكة) (1).
231 - عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن الصابوني، أبو الفتح الخفاف،
المقرئ المالكي (2):
من ساكني الجعفرية. وله (3) دكان بدرب الدواب يبيع فيه خفاف النساء، أصله
من قرية يقال لها المالكية على الفرات واليها ينسب، وهو حنبلي المذهب.
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبي بكر أحمد بن علي (4) بن بدران (5)
الحلواني (6) وأبي العز محمد بن الحسين القلانسي وعلى غيرهما، قرأ عليه جماعة من
شيوخنا، وسمع الحديث من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي عبد الله الحسين
ابن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال
وأبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن قيداس الحطاب (7) وأبي سعد محمد بن عبد
الملك بن عبد القاهر الأسدي وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي
وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان
الكاتب، ومن خلق كثير غيرهم.
ولم يزل يسمع إلى حين وفاته، وحصل الأصول، وحدث بالكثير، روى لنا عنه
سبطه عمر بن كرم الدينوري وأبو محمد عبد العزيز بن محمود (8) بن الأخضر البزاز،
وكان قيما بمعرفة القراءات وطرق الروايات، تقيا، صدوقا، صالحا، حسن الطريقة.
حدثنا ابن الأخضر من لفظه قال: أنبأنا أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين

(1) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 5 / 76. وكنز العمال 41326.
(2) انظر: طبقات القراء 1 / 481. والعبر في خبر من غبر 4 / 160.
(3) في الأصل: (ولد).
(4) في (ج): (محمد).
(5) في النسخ: (بن حمدان) والتصحيح من المراجع.
(6) في (ب): (الحلوداني).
(7) (قيداس الحطاب) في النسخ: (قنداس الخطاب) والتصحيح من العبر 3 / 352.
(8) في (ب): (بن محمد).
229

المالكي (أنبأنا) (1) أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن عبيد الله، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن محمد المقرئ، حدثنا مكي بن إبراهيم أبو السكن البلخي،
حدثنا هشام ابن حبان عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني
الاسلام على خمس: شهادة ألا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وأقام الصلاة وايتاء
الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) (2).
أنبأنا شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب
ابن محمد بن الحسين الصابوني شيخ صالح صدوق حسن السيرة، قيم بكتاب الله،
يأكل من كد يده، كتبت عنه، وسألته عن مولده فقال: في شوال سنة اثنتين وثمانين
وأربعمائة.
أخبرنا إسماعيل بن سليمان العسكري بدمشق قال: أنبأنا عبد الخالق بن أسد بن
ثابت الحنفي قال: سألت عبد الوهاب بن محمد الصابوني عن مولده، فقال: في شوال
سنة احدى وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي (3) قال: توفي عبد الوهاب
ابن محمد الصابوني في ليلة السبت العشرين من صفر سنة ست وخمسين
وخمسمائة (4)، وذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
232 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري، أبو جعفر المقرئ:
من ساكني درب فراشا، كان من قراء (5) الموكب الخلافية ومتقدما على
المؤذنين (6) بدار الخلافة. سمع الحديث بعد علو سنه من أبي المظفر عبد الله بن محمد

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 9. وصحيح مسلم، كتاب الايمان 20، 21.
(3) في (ب): (القسري).
(4) (وخمسمائة) سقط من (ج).
(5) في (ب): (وراء).
(6) في (ب): (المأذونين).
230

الشبلي وأبي محمد محمد بن (أحمد بن) (1) عبد الكريم التميمي وأبي الكرم المبارك (2)
بن الحسن بن الشهرزوري وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي سعيد عبد
اللطيف بن أحمد بن محمد بن البغدادي ومن جماعة غيرهم، وحدث باليسير، كتبنا
عنه، وكان شيخا صالحا، حافظا لكتاب الله، حسن التلاوة له، أضر في آخر عمره.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الطبري قال: أنبأنا محمد بن أحمد (3) بن عبد الكريم
التميمي، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا محمد بن عمر بن علي
الوراق، أنبأنا أبو بكر محمد بن السري التمار، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سعيد
المعروف بابن سنين (4)، حدثنا عبد الرحمن بن رافع أبو زياد المعروف بدرخت (5)،
حدثنا علي بن ثابت الجزري عن الوازع بن نافع (6) عن أبي سلمة عن أسامة بن
زيد (7) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (8)
وذلك أنه بعث رجلا في حاجة فكذب عليه فوجدوه ميتا لم تقبله الأرض.
سمعت عبد الغني بن سعيد بن محمد الطبري يقول: مولد عمي عبد الوهاب في سنة
ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي عبد الوهاب المقرئ في ليلة السبت ثالث عشر شوال
سنة ثلاث وستمائة، وصلى عليه من الغد في النظامية، ودفن بباب حرب.
232 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الواحد بن
محمد الفامي الفارسي، أبو محمد، الفقيه الشافعي (9):
من أهل شيراز. قدم بغداد في تاسع شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

(1) ما بين المعقوفتين ساقطة من العبر 4 / 161.
(2) في النسخ: (أبي الكريم المبارك).
(3) في (ج): (محمد).
(4) في (ج): (بابن ستين).
(5) هكذا في النسخ.
(6) في النسخ: (عن الوازع عن نافع).
(7) في النسخ: (بن زياد).
(8) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(9) انظر: شذرات الذهب 3 / 413. وطبقات الشافعين لابن قاضي شهبة، رقم 233. والمنتظم
9 / 152.
231

للتدريس بالمدرسة النظامية، وكان مدرسها يومئذ الحسين بن محمد الطبري، فبقي كل
واحد منهما يدرس يوما مناوبة، فلم يزالا على ذلك إلى أن عزلا في جمادى الأولى
سنة أربع وثمانين، أملى الحديث بجامع القصر.
وحدث عن أبوي بكر (1) أحمد بن الحسن بن الليث الحافظ ومحمد بن أحمد بن
عبدان بن عبدك الحبال وأبي الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز وأبي القاسم علي
ابن بندار بن إبراهيم الحنفي وأبي زرعة أحمد بن يحيى الخطيب وأبي طاهر عبد الواحد
ابن أحمد الفرضي وأبي محمد الحسن بن محمد بن عثمان بن كرابه وأبي الحسن محمد
ابن يحيى المحتسب الشيرازيين، روى عنه من البغداديين عبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي وأبو الفضل بن ناصر.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الضرير النحوي بقراءتي عليه قال:
حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إملاء قال: حدثني القاضي الامام جمال
الاسلام أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الشافعي ويعرف بالفامي - قدم
علينا مدينة السلام - إملاء في جامع دار الخليفة وكان أنفذ به نظام الملك مدرسا
بالمدرسة النظامية قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز، أنبأنا أبو أحمد
عبيد الله بن محمد بن بيان الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الرقي بالكوفة،
حدثنا محمد بن الجنيد، حدثنا الوليد بن القاسم الهمداني، حدثنا يزيد بن كيسان عن
أبي حازم عن أبي هريرة قال: نزل بنبي الله صلى الله عليه وسلم ضيف فأرسل إلى نسائه: (هل عندكن
من شئ فقد نزل بي ضيف؟) فأرسلن: لا والذي بعثك بالحق الا الماء! إذ دخل
رجل من الأنصار فقال: (يا فلان! هل عندك الليلة من شئ فقد نزل بي ضيف،
تذهب بضيفي هذه الليلة؟) قال: نعم يا رسول الله! فذهب به إلى أهله، قال:
لامرأته: هل من شئ؟ قالت: نعم خبرة لنا، قال: قربيها وكأنك تصلحين المصباح
فأطفئيه، ففعلت فجعل يقرب يده كأنه يأكل مع ضيفه فخلى بينه وبين الخبزة حتى
أكلها وبات عنده، فلما أصبح غدا ضيفه لحاجته وغدا الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما صنعت الليلة بضيفك؟) وظن أنه شكاه وحدثه بالذي صنع، فقال

(1) في (ب): (أبي بكر).
232

النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد عجب الله عز وجل بصنيعك إلى ضيفك - أو ضحك بصنيعك
إليه) (1).
كتب إلي علي بن الفضل الحافظ بن علي بن عتيق الأنصاري أخبره عن القاضي
عياض بن موسى التجيي قال: سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي
المعروف بابن سكرة يقول: عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الفامي القاضي (2)
أبو محمد جليل من أئمة العلماء الشافعية وكبارهم، دخل بغداد أيام كوني بها،
وأنهض إلى التدريس في المدرسة النظامية، وتلقاه أهل بغداد وخرجوا إليه كافة من
العلماء وأهل الدولة وغيرهم، وحضر أرباب الدولة من القضاة وحجاب الخليفة أول
يوم درس وقرئ منشوره وكان يوما مشهودا، سمعت عليه كثيرا.
وسمعته يقول: صنفت سبعين تأليفا في ثمانين عشر عاما، وسمعته يقول: لي كتاب في
تفسير القرآن ضمنته مائة ألف بيت شاهدا، وكان يملي (3) يوم الجمعة في جامع
القصر، ومستمليه أبو ياسر بن كادش وأخر، وحفظ عليه تصحيف شنيع (4)، ثم
أجلب عليه وطولب، ورمى بالاعتزال حتى فر بنفسه.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت
أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن ثابت
الطرقي الحافظ يقول: سمعت غير واحد من أهل أصبهان ممن أثق به أن عبد الوهاب
الشيرازي أملى عليهم ببغداد يوما حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة في أثر صلاة
كتاب في عليين) (5)، فصحف وقال: كنار في غلس، وكان الإمام محمد بن ثابت
الخجندي حاضرا فقال له - أو قيل له: ما معنى كنار في غلس؟ فقال: النار في الغلس
تكون أضوأ، قال الطرقي: وسأله بعض أصدقائي عن جامع أبي عيسى الترمذي وقال

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 158. وفتح الباري 4 / 141.
(2) في النسخ: (أبو محمد خليل).
(3) في النسخ: (وكان على).
(4) في النسخ: (شفيع).
(5) انظر الحديث في: سنن أبي داود 1288. ومسند أحمد 5 / 263.
233

له: هل لك به سماع؟ فقال: ما الجامع ومن أبو عيسى؟ ما سمعت بهذا الكتاب، ثم
رأيته بعد ذلك يعده في مسموعاته. وذكر يوما أنه سمع صحيح البخاري، فقلت له:
هل معك أصل سماعك؟ فقال: لماذا؟ فقلت: لنسمع (1) منك، فقال: وما ببغداد
صحيح البخاري؟ في النسخ كثرة (2)، اقرؤا من بعضها.
قال الطرقي: ولما أراد الفامي أن يملي في جامع القصر فقلت له: لو استعنت ببعض
حفاظ البلد فانتقى الأحاديث ورتبها على ما جرت به عاداتهم؟ فقال: انما يفعل ذلك
من قلت (3) معرفته بالحديث، وأما أنا فحفظي يغنيني (4)، ولم أحتج إلى أحد (5) فيما
يعنيني، وكان هذا أول يوم قدم وما كنت بلوته، فأملى اليوم الثاني وامتحنت
بالاستملاء - أعوذ بالله من البلاء، فأول ما (6) حدث رأيته يسقط من الاسناد رجلا
ويزيد فيه رجلا، ويبدل رجلا برجل، ويجعل الرجل الواحد رجلين والرجلين رجلا
واحدا، ورأيت نصحه أعجز عن ذلك، وسأفصل ما أجملته: أما اسقاط رجل ففي غير
موضع منها أنه ذكر الحسن بن سفيان عن يزيد بن زريع، فأمسك أهل المجلس
أقلامهم ورفعوا إلى رؤسهم، فمنهم المنكر بصريح لسانه، ومنهم المشير بحاجبه وبنانه،
فقلت لهم: سقط أحد رجلين، ولا يزيد بين الحسن بن سفيان ويزيد اما محمد بن
المنهال أو أمية بن بسطام، فقال المملي (7): اكتبوا كما في أصلي، وأما زيادة رجل
فإنه أورد اسنادا وكان في الكتاب (أنبأنا سهل بن بحر أنا سألته) فصحفه وقال (أنبأنا
سهل بن بحر أنبأنا ساليه) وأما تبديل رجل برجل فأكثر من أن يلحقه الاحصاء
كتبديل عمر بعمرو وجميل (8) بجميل وحبان بحبان وأشباه ذلك، وأما جعله الرجل
الواحد رجلين فإنه رأى في كتاب سعيد بن عمرو الأشعثي وهو شيخ مسلم بن

(1) في (ب): (له سمع).
(2) في (ج): (كثيرة).
(3) في (ب): (من قلب).
(4) في (ب): (اعتنى) وفي (ج): يعتنبنى).
(4) في (ج): (ولم احتج على أحد).
(6) في النسخ: (مات).
(7) في (ج): (المهلبي).
(8) في (ج): (وجميل).
234

الحجاج القشيري فقال هو: أنبأنا سعيد بن عمرو الأشعثي قالا: أنبأنا فلان بن فلان،
فقلت: انما هو سعيد بن عمرو الأشعثي؟ قال: لا! ليس كما تقول، قلت: فمن
الأشعثي؟ قال: فضول منك، وأما جعله الرجلين رجلا واحدا فاني رأيت بآخره
مجلسا كتبه عنه بعض البغداديين المشهورين يحفظ الحديث فقرأته، وإذا فيه (حدثنا
ورقاء بن قيس بن الربيع) فأنكرت عليه وقلت: يا انسان: تكتب مثل هذه الأخبار
وتقضي عن موضع الانكار! وليس هذا مما يخفى على من شم رائحة الحديث، ألست
تعلم أنه ورقاء بن عمر اليشكري وعن قيس بن الربيع؟ فقال: بلى! ولكنه شديد
الكلام حديد اللسان، واني قد رددت عليه في مواضع فأغلظ علي في القول فآليت (1)
أن لا أرد عليه.
قال الطرقي: وأما تصاحيفه في المتون فقد شذ عني الأكثر، ومن ذلك أنه قال في
أول حديث أملاه قال حميل (2) بن بصرة: لقيت أبا هريرة وهو يجئ من الطود، فقيل
له: انما هو الطور، قال: بل هو الطود، قال الله تعالى (فكان كل فرق كالطود
العظيم)، وأما ما أخذ عليه في علم اللغة والنحو والعروض والشعر فمنها أني كنت
أقرأ عليه تصنيفا له في معجزات الأنبياء (و) كرامات الأولياء فذكر في معجزة نبينا
صلى الله عليه وسلم كلامه في الخشف (3) والضب والناقة، فقيل له: ما الخشف؟ فقال: طائر، وقال
يوما في بعض ما جرى معه: الدلو يذكر، فقلت: انما يستدل على التأنيث والتذكير
بالجمع والتصغير، وتصغير الدلو دلية، فقال: تصغير الرجل أيضا رجيلة، فيجب أن
يكون الرجل مؤنثا، فكأنما ألقمني حجرا مثلثا، وقال في بعض مناظراته مع ابن قاضي
القضاة أبي عبد الله الدامغاني: الفعل لا يوصف، فقال الشيخ أبو الفضل الهمداني:
يقول الله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) بما انتصب صالحا؟
قال: انتصب على الحال، وأنشد بيتا فأسقط منه كلمة تحتوي على وتد مجموع
وسبب خفيف وذاك جزء خماسي على وزن فعولن، فقلت: البيت مكسور، فقال -

(1) في (ب): (فأكتب).
(2) في (ج): (جميل).
(3) في الأصل: (الخشب).
235

كأني لم أعرف الأوزان والنحو والعروض - كذا كذا بحرا منها الطويل ومنها البسيط
ومنها الممدود، فأخذني الضحك وقمت عنه.
قال ابن السمعاني: والحافظ الطرقي كتب رسالة في جزء ضخم إلى نظام الملك
يذكر فيها أحوال عبد الوهاب الفامي: وذكر من هذا الجنس فيها جملة، اقتصرت منه
على هذا القدر، ولولا أنه حافظ كبير رحل وجمع وشرط في هذه الرسالة أنه لا يزيد
شيئا بل ينقص مما سمع ما أوردت هذا القدر.
كتب إلي أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى بن
عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما قال: عبد الوهاب بن محمد الفامي
أحفظ من رأيناه لمذهب الشافعي، صنف كتاب (تأريخ الفقهاء) وكتب فيه: مات
جدي أبو الفرج عبد الوهاب سنة أربع عشرة وأربعمائة وفيها ولدت، ذكر أبو نصر
الحسن بن محمد اليونارتي الأصبهاني في معجم شيوخه ونقلته من خطه أن
عبد الوهاب بن محمد الفامي بشيراز في السابع والعشرين من رمضان سنة
خمسمائة.
234 - عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن
السيبي، أبو الفرج بن أبي عبد الله:
من أهل دار الخلافة، من بيت رئاسة وولاية، تقدم ذكر والده وولده في المحمدين.
سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن توبة، وحدث باليسير، سمع منه القاضي
أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وابنه عبد الله في العاشر من شهر ربيع الأول سنة
أربع وسبعين وخمسمائة.
أخبرنا عبد الله بن عمر القرشي قال: أنبأنا أبو الفرج عبد الوهاب بن محمد بن
عبد الوهاب السيبي بقراءة والدي عليه، وأنبأنا عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز
بقراءتي عليه، قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن (محمد بن) (1) عبد الجبار بن
توبة قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، أنبأنا أبو القاسم

(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
236

عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي،
حدثنا طالوت هو ابن عباد، حدثنا فضال بن جبر (1)، حدثنا أبو أمامة الباهلي قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان: أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب العبد لا يحبه الا لله عز وجل، وأن يكره أن
يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار) (2).
ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أن عبد الوهاب بن محمد بن السيبي ولد سنة ثمان
عشرة وخمسمائة، ذكر أبو بكر المارستاني ونقلته من خطه أن أبا الفرج عبد الوهاب
ابن محمد بن عبد الوهاب بن السيبي مات في بكرة يوم الثلاثاء خامس ذي القعدة سنة
خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن من يومه بتربة لهم، وكان قد نظر في نهر الملك مدة.
235 - عبد الوهاب بن محمد بن عمر بن محمد بن رامين، أبو أحمد، الفقيه
الشافعي (3):
(سمع) (4) أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وسكن البصرة وحدث بها، روى
عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في معجم شيوخه.
أخبرنا أحمد بن الحسن البغدادي قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن
عبد السلام، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي قال: ومنهم شيخنا أبو أحمد
عبد الوهاب بن محمد بن عمر بن رامين البغدادي درس على الداركي وعلى أبي
الحسن بن خيران، وسكن البصرة وحدث بها (5)، وكان فقيها أصوليا، له مصنفات
حسنة في الأصول.

(1) في النسخ: (جبير).
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 10، 12، 9 / 25.
وصحيح مسلم، كتاب الايمان 68.
(3) انظر: طبقات الشافعية للسبكي 3 / 285.
وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1 / 215.
(4) ما بين المعقوفتين ساقطة من النسخ.
(5) في (ج): (ودرس بها).
237

بلغني أنه توفي ليلة الجمعة لسبع خلون من شهر رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة،
ودفن في ناحية قبر طلحة.
236 - عبد الوهاب بن محمد بن الفضل بن علوية بن مصعب، أبو الفضل
الأصبهاني:
قدم بغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وحدث بها عن أبي بكر بن
ريذة (1)، سمع منه أبو نصر المعمر بن محمد بن الحسين البيع.
قرأت بخط أبي نصر البيع وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي قال: أنبأنا القاضي الإمام أبو
الفضل عبد الوهاب بن محمد بن الفضل بن مصعب الأصبهاني قدم علينا وكتب
أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن أحمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو طاهر إسحاق بن
أحمد بن جعفر الواشتيناني (2)، قالا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، حدثنا
أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى
الأنطاكي، حدثنا عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي، حدثنا عيسى بن يونس عن معاوية
ابن يحيى ومالك بن أنس عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان لكل دين خلقا
وخلق الاسلام الحياء) (3).
كتب إلى أبو القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمداني قال: أنبأنا
أبو منصور شهر دار بن شيرويه بن شهر دار الديلمي، أنبأنا أبي قال: أنبأنا
عبد الوهاب ابن محمد بن الفضل بن علوية بن مصعب الأصبهاني أبو الفضل قدم
علينا في ربيع الاخر سنة تسع وسبعين وأربعمائة. روى عن محمد بن أحمد بن
عبد الرحمن ومحمد بن عبد الله بن زياد وأحمد بن جعفر الفقيه وأحمد بن محمد
الثقفي، سمع منه أصحابنا وكان صدوقا.
قرأت بخط الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني قال: سمعت القاضي

(1) في (ج): (زائدة).
(2) في (ج): (الورستيناني).
(3) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4181. والمعجم الكبير 1 / 12. والترغيب والترهيب
3 / 339.
238

عبد الواحد ودلجه يقول: قدم عبد الوهاب بن مصعب والد القاضي الخطير بغداد
فروى كتاب المعجم للطبراني عن ابن ماشاذه ولا أدركه، وانما أدرك أحمد الباطرقاني
ونحوه، ثم علم به فهرب من بغداد، وكان أيضا يأخذ من الباطرقاني أجزاءه ويسمع
منه بخطه، فعلم به الباطرقاني وأخرجه من (1) داره في حكاية طويلة.
237 - عبد الوهاب بن محمد بن ياسين، أبو محمد الشاهد:
كان من المعدلين بمدينة السلام، ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه
مات في يوم السبت التاسع عشر من شوال سنة خمس وثمانين وثلاثمائة - (رحمه الله
تعالى).
238 - عبد الوهاب بن محمود بن الحسن بن علي بن محمد الجوهري،
المعروف بابن الأهوازي:
من ساكني درب القتار. سمع شيئا يسيرا من أبي بكر بن المقرب، كتبنا عنه وكان
شيخا (2) لا بأس به.
أخبرنا عبد الوهاب بن محمود بن الأهوازي قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن المقرب بن
الحسين الكرخي قراءة عليه، أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال، أنبأنا
أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد الحراني، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمد ان
ابن مالك القطيعي، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي (3)، حدثنا حجاج
ابن منهال قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن ثابت عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحترق ثيابه حتى يخلص إليه خير له من أن يجلس
على قبر) (4).
توفي ابن الأهوازي في ليلة الاثنين لتسع خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين

(1) في النسخ: (وأخرجه في داره).
(2) في (ب): (وكان شيخنا).
(3) في الأصل: (الكنى) وفي (ج): (الكبسى).
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 389. وصحيح مسلم، كتاب الجنائز باب 33.
239

وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، ودفن بباب حرب وقد قارب
الثمانين (رحمه الله).
239 - عبد الوهاب بن المظفر بن أحمد بن المعمر بن جعفر، أبو الغنائم:
من ساكني دار الخلافة، سمع بعد علو سنه شيئا يسيرا من أبي المظفر هبة الله بن
عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي، كتبنا عنه، وكان شيخا لا بأس به، أضر في
آخر عمره.
أخبرنا عبد الوهاب بن المظفر بن جعفر بقراءتي عليه قال: أنبأنا أبو المظفر هبة الله
ابن عبد الله بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي وأبو محمد
جعفر بن أحمد السراج قالا: أنبأنا أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر السراج، حدثنا
عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا إبراهيم بن شريك، حدثنا شهاب بن عباد،
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن يوسف بن ماهك عن حكيم بن حزام قال: نهاني
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي.
سألت أبا الغنائم بن جعفر عن مولده فقال: في الرابع عشر من شوال من سنة ثمان
وعشرين وخمسمائة.
وتوفي يوم الخميس لأربع خلون من شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة،
ودفن بالوردية (رحمه الله).
240 - عبد الوهاب بن منصور، أبو محمد الزجاج المفيد:
سمع أبا محمد بن علي الجوهري والقاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء
وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر هبة الله بن علي بن محمد بن المحلي.
قال أبو علي بن البناء في تأريخه: سنة ثلاث وستين وأربعمائة في يوم الاثنين
النصف من جمادى الآخرة مات الزجاج من أصحابنا بباب البصرة ودفن بباب حرب.
241 - عبد الوهاب بن ناصر بن عمر الأقفالي البصري:
أنشدني أبو القاسم (1) علي بن عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الواعظ قال:

(1) في شذرات الذهب: (أبو الحسن).
240

أنشدني عبد الوهاب بن ناصر بن عمر الأقفالي البصري لنفسه في غلام حائك:
قد قلت للحائك الرخيم وفي بنانه طاقة تخلصها
هل لك في رد مهجة لفتى ليس له طاقة تخلصها (1)
242 - عبد الوهاب بن أبي النجم بن علي، أبو علي الضرير المقرئ:
أظنه من أهل باب الأزج. كتبت عنه إجازة في شعبان سنة تسع وثمانين
وخمسمائة، ولا أدري حدث بشئ أم لا.
243 - عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضائل، أبو الفضل الشواء:
روى عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره في معجم شيوخه.
قرأت على إسماعيل بن سعد الله الأمين عن أبي بكر المبارك بن كامل بن
أبي غالب الخفاف قال: أنشدني عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضل الشواء
لنفسه:
امح بالتوبة ذنبا قد سلف واسكب الدمع على الخد الترف
وأطل (2) بالحزن ويحك واشتك (3) فعسى ترحم ذلك والأسف
244 - عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن
الحسن بن يحيى بن السيبي، أبو الفرج (4):
جد المذكور آنفا. شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني في
يوم السبت الثاني من ربيع الاخر سنة خمس وستين وأربعمائة فقبل شهادته، وولي
القضاء بالحرم الشريف بعد وفاة والده في المحرم سنة ثمان وسبعين، ثم أضيف إليه
قضاء باب الأزج في سنة أربع وتسعين بعد وفاة القاضي عزيزي. سمع شيئا من

(1) سقط البيتان من (ج).
(2) في الأصل، (ب): (أطبل).
(3) في النسخ: (اشتكى).
(4) انظر: مرآة الزمان 8 / 37. والمنتظم 9 / 167.
241

الحديث من أبي الصريفيني وحدث باليسير، روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي.
أنبأنا القاضي الاجل شرف القضاة أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله
ابن السيبي بقراءتي عليه في داره وأنبأنا عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله،
أنبأنا والدي قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني، أنبأنا
عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي
ابن الجعد، أنبأنا زهير عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى
ولا طيرة ولا غول) (1).
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: القاضي أبو الفرج
عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي كان جليل (2) القدر، يقضي في الجانب الغربي (3)
في الحرم ودار الخلافة مشتغلا بنفسه كما يقضي ابن الدامغاني في الجانب الغربي،
وكان معلم الخليفة، سني المذهب، شافعيا.
أخبرنا عيسى بن عبد العزيز والحسن بن أحمد قالا: أنبأنا أبو طاهر السلفي قال:
أنبأنا القاضي عبد الوهاب بن هبة الله (4) بن السيبي وسألته عن مولده فقال: سنة
سبع عشرة - يعني: وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات القاضي أبو
الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي مؤدب ولد الخليفة في يوم السبت ثالث
المحرم سنة أربع وخمسمائة عند عوده من الحج قبل وصوله إلى المدينة بيوم واحد،
وحمل إلى المدينة ودفن بها بالبقيع وصلى عليه بها.
245 - عبد الوهاب بن هبة (الله) (5) بن عبد الرزاق، أبو القاسم
الأنصاري، ويقال: أبو الفضل:

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1745. ومسند أحمد 2 / 382.
(2) في (ج): (خليل).
(3) (الجانب الغربي) ساقطة من (ج).
(4) في (ج): (عبد الله).
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
242

الأنصاري، ويقال: أبو الفضل:
سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وحدث باليسير، سمع منه أبو نصر
الأصبهاني وأبو عبد الله البلخي وهزار سب الهروي وأبو القاسم بن السمين.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي نصر (1) الأصبهاني والبلخي وهزار سب
وابن السمين قالوا: أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الرزاق
الأنصاري، وقرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن محمد الموصلي عن أبي العز
أحمد بن عبيد الله بن كادش، قالا أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء
قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، أنبأنا أبو علي الحسين بن
القاسم الكوكبي، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن بنت معاوية عن عمرو، حدثني
جدي معاوية بن عمرو عن زائدة (2) عن الليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سألت ربي عز وجل أن لا يسمع حبيبا يدعو على حبيبه) (3).
حدث الأنصاري في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، فتكون وفاته بعد هذا
التأريخ.
246 - عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي ياسر عبد الوهاب بن أبي الحسن
علي ابن الحسن بن بنال بن أبي حبة، أبو ياسر الدقاق (4):
من أهل البصرة. سمع الكثير من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين
وزاهر بن طاهر الشحامي وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وإسماعيل بن (5) أحمد
ابن عمر السمرقندي وأبوي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ومحمد بن الحسين
المزرفي وأبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء
وأبي السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء

(1) في النسخ: (ذاكر بن كامل بن أبي نصر).
(2) في (ب): (وعن الزوائد).
(3) انظر الحديث في: اللآلئ المصنوعة 2 / 186.
(4) انظر: النجوم الزاهرة 6 / 119. والعبر 4 / 266. وهامش الاكمال 2 / 322.
(5) في (ج): (إسماعيل بن محمد).
243

وجماعة غيرهم، وحدث بالكثير، وسمع منه أصحابنا، وتوفي قبل طلبي للحديث، وكان
شيخا لا بأس به، فقيرا صبورا على فقره، خرج من بغداد على عزم التوجه إلى الشام
لرواية الحديث هناك وطلبا للرزق، فوصل إلى حران وحدث بها وأدركه أجله هناك.
أخبرنا علي بن الأنحت (1) الحنبلي، أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة،
وأنبأنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي قراءة عليه، قالا أنبأنا أبو القاسم بن
الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله (بن) (2)
أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر
عن عمر بن الخطاب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: يا رسول الله: أحدنا إذا أراد
(أن ينام) (3) وهو جنب كيف يصنع قبل أن يغتسل؟ قال: (يتوضأ وضوءه للصلاة ثم
ينام) (4).
قرأت بخط عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة قال: مولدي في رجب سنة ست
عشرة وخمسمائة.
سمعت يوسف بن خليل الادمي بحلب يقول: توفي أبو ياسر عبد الوهاب بن
هبة الله بن أبي حبة البغدادي بحران في يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ربيع
الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
247 - عبد الوهاب بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن
حسنون النرسي، أبو الفضل بن أبي القاسم بن أبي الحسين بن أبي نصر التاجر:
من أولاد المحدثين. سافر في طلب الكسب إلى خراسان ودخل ما وراء النهر،
وروى بسمرقند المقامات الخمسين (5) لابي محمد الحريري عنه، سمعها منه أبو سعد
ابن السمعاني وابنه أبو المظفر، وكان يذكر أنه سمع الحديث من والده ومن أخيه

(1) هكذا في الأصول.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 441. والمعجم الكبير للطبري 17 / 105.
(5) في النسخ: (المقامات الحسين).
244

أبي نصر أحمد بن هبة الله وأستاذه أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي
الحسن علي بن محمد بن العلاف، وأنه سمع المقامات من الحريري بقراءة أبي الفضل
ابن ناصر بباب المراتب، ولم يكن معه شئ من الحديث فيحدث به.
أنشدنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني من لفظه وأصله بمرو قال:
أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن هبة الله بن النرسي البغدادي بسمرقند قال: أنشدنا
أبو محمد القاسم بن علي الحريري لنفسه:
إذا ما حويت جني نخلة * فلا تقربنها إلى قابل
واما سقطت (1) على بيدر * فحوصل من السنبل (2) الحاصل
ولا تلبثن إذا ما لقطت * فتنشب في كفة الحابل
ولا توغلن إذا ما سبحت * فان السلامة في الساحل
وخاطب بهات وجاوب بسوف * وبع آجلا منك بالعاجل
ولا تكثرن على صاحب * فما مل قط سوى الواصل
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب
ابن هبة الله بن محمد بن أحمد بن النرسي من أهل بغداد، تاجر، كثير الخير والصدقة
والبر، مواظب على الجمعة والجماعات، سكن خراسان مدة، وأقام ببلخ، وسمع
المقامات من الحريري، سمعتها منه مع ولدي أبي المظفر بسمرقند.
وسألته عن مولده فقال: بباب المراتب في سابع عشر ربيع الأول سنة ست
وتسعين وأربعمائة، وقال لي: أصلنا من فارس من نرس، قرية بفارس، سمع شيخنا
أبو المظفر بن السمعاني المقامات من ابن النرسي في سنة تسع وأربعين أو ست
وخمسين وخمسمائة بسمرقند، وأظنه توفي هناك والله أعلم.

(1) في النسخ: (وإذا أسقطت).
(2) في النسخ: (البيدر).
245

248 - عبد الوهاب بن يعمر بن الحسن بن المظفر (أبو طالب) (1) بن
أبي المعمر، الكتاب:
من أهل تبريز. كان أبوه وجده وزيرين، وله النظم والنثر الجيد، قدم بغداد وروى
بها شيئا من نظمه، كتب عنه كمار بن ناصر الحماوي المراغي.
قرأت في كتاب كمار بخطه قال: أنشدني الأستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر
ابن الحسن بن المظفر لنفسه بمدينة السلام:
ان الفراق مهيج الأشواق * مر المذاق مغرب العشاق
يدع الجواد على الجواد بمهجة * وقوائم في القيد والاطلاق
هذي تقيم خلال أطباق اللظى * أبدا وتسرى تلك في الطباق
لو كان ما بي بالعناق لقيدت * عن سيرها في ساكنات عراق
لكنها جهلت نوى فرمت (2) بها * وجرت بعين تقلقل (3) المشتاق
لا عار فالأعناق يلفتها النوى * فتلفت الأعناق في الأعناق
بخل السحاب بمائه من بعد ما * جاد الجفون بدمعها المهراق
فترى النواصي في العناق كأنها * سطر به بلآلئ الأحداق
تسقى الحدائق والرياض عن الحيا * بسقيطها وصبيب محص عناقي
ما للفراق يذيب جسمي بعد ما * أوهى قوى صبري وشد وثاقي
هلا تحيى بالوصال مجاريا * صنع الوصال وقد أتى بفراق
فالشمس من فرق الفراق بسيره * تصل الغروب بآية الأشواق
قرأت في كتاب (زينة الدهر) لأبي المعالي سعد بن علي الوراق قال: الأستاذ
أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر له:
نجوم ليلي في ليل الشباب بدت فبصرت عين قلبي منهج الدين

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ج)، (ب): فدفت).
(3) في (ج): (مقلقل).
246

فصرت راجمة شيطان معصيتي ان النجوم رجوم للشياطين
أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن إبراهيم بن
أحمد السلماسي الواعظ يقول وقد ذكر تبريز ومن كان بها من العلماء، فقال وكان
حضره الزاوية (1) بها مقصد (2) العلماء ومجمع الفضلاء والأدباء، فمن جمعتهم الوزير
ابن الوزير أبو المعمر يعمر بن الحسن بن المظفر، له ديوان الشعر والرسالة، وكان
حسن الخط والبلاغة، فصيح العلم والعبارة، موصوفا بحسن الإشارة، فمن قلائد
نظمه قوله:
تبارك خالق هذا القمر * وسبحان من يهواه أمر
سترت غرامي به فانجلى * وغيضت دمعي له فانهمر
وقامرته قلبي المبتلى * فما زال يلعب حتى قمر
فهجرانه لي ووجدي به * على ألسن الناس صار سمر
وكان أبوه وجده من أرباب المناصب الشريفة، وأصحاب المناقب اللطيفة
والفضائل الكثيرة، وابنه الأستاذ أبو طالب وحيد عصره وفريد دهره، ومن أجمع عندنا
أولوا الألباب (3) والأحساب أنه الوزير بن الوزير بن الوزير، يسفر نسق الحساب، وله
ديوان شعر ورسالة تسمى (سكينة الوقار) وأخرى تسمى (سطور الطور) وأخرى
(الوافية النافية).
249 - عبد الوهاب بن يوسف بن هبة الله، أبو الفائز الضرير المقرئ
المعروف بابن سمابه (4).
من أهل المحول. قرأ القرآن بالروايات على أبي الفتح عبد الوهاب بن محمد بن
الحسين (بن) (5) الصابوني، قرأ عليه أحمد بن محمد بن حرب قاضي المحول.

(1) في النسخ: (الزواوية).
(2) في الأصل: (يقصد) وفي (ب): (معضد).
(3) في (ج): (أولو الأسباب).
(4) هكذا في الأصول.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
247

250 - عبد الوهاب بن يوسف، أبو الحسن:
حدث عن عبد الله بن الحسن الأنطاكي، روى عنه عبد الرحمن بن حمدان
النيسابوري.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن علي ومحمد ابني محمد بن أبي الحسن
اللباد قالا: كتب الينا أبو بكر أحمد بن سهل السراج، أنبأنا عبد الرحمن بن حمدان،
أنبأنا عبد الوهاب بن يوسف ببغداد، أنبأنا عبد الله بن الحسن الأنطاكي بحلب، حدثنا
أحمد بن عبد الله الكندي بمصر، حدثنا وثيمة بن موسى، حدثنا بقية عن الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول في جنازة سعد بن معاذ: (اهتز لها عرش الرحمن) (1).
251 - عبد الوهاب:
خال محمد بن الفرخان السامري. حكى عن الجنيد بن محمد الصوفي حكايات.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي البغدادي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن
منصور النيسابوري، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري، أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي قال: سمعت محمد بن الفرخان
يقول: سمعت خالي عبد الوهاب يقول: كنت جالسا عند الجنيد وكان أيام الموسم،
وعليه من أصحاب الموقعات (2) خلق كثير عجم ومولدون، فجاء رجل وسلم عليه
وقال: هذا خمسمائة دينار تفرقه على أصحابك. وتركها بين يديه، فقال له الجنيد:
لك غير هذا؟ قال: نعم! عندي دنانير كثيرة، قال: وتحتاج إلى زيادة؟ قال: نعم،
قال: فخذها فإنك أحوج إليها منا (3). فلم يقبل.

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 123، 125. ومسند أحمد 3 / 234، 296، 349.
(2) في الأصل: (المرقعات).
(3) في (ج): (فالك احرج إليها ميتا).
248

252 - عبد الوهاب الحنفي الدمشقي:
روى ببغداد شيئا من شعر أبي الحسين أحمد بن مفلح بن منير الاطرابلسي ويحيى
ابن سلامة الحصكفي الخطيب بميافارقين عنهما.
كتب (1) إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من
خطه قال: أنشدنا الفقيه عبد الوهاب الدمشقي الحنفي في جمادى الأولى سنة خمسين
وخمسمائة قال: أنشدني أبو الحسين بن منير لنفسه:
أنكرت مقلته سفك دمي * وعلا وجنته فاعترفت
لا تخالوا خاله في وجهه * قطرة من صنع جفن نطفت
تلك من نار فؤادي جذوة * فيه ساخت وانطفت ثم طفت
قال: وأنشدني ابن منير لنفسه أيضا:
ويلي من المعرض الغضبان (2) * إذ نقل الواشي إليه حديثا كله زور
مقصر الصدع مسبول ذوائبه * لي منه وجدان ممدود ومقصور
سلمت فازور يلوي قوس حاجبه * كأنني كأس خمر وهو مخمور
253 - عبد الهادي بن عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله
بن محمد الأنصاري، أبو عروبة (3) الهروي، الواعظ الخطيب:
تقدم ذكر والده. قدم بغداد في شوال سنة سبع وستين وخمسمائة وحدث بها عن
أبي الفتح الحنفي وأبي بكر الأزدي (4) وأبي عاصم العمري، وتوجه إلى الحج فأدركه
أجله فمات فيما بين بغداد والكوفة، ثم حملت جثته إلى هراة فدفن بها.

(1) في (ج): (كتبت).
(2) في (ب): (الفرمصان) وفي (ج): (المعضبان).
(3) في (ج): (عبدويه) وفي (ب): (عدوبه).
(4) في (ج): (الكردي).
249

254 - عبد الهادي بن علي بن محمد بن (أحمد بن) (1) الحسين بن علي بن
جعفر، أبو الخير الواعظ:
من أهل همدان. سمع أبا العلاء أحمد بن نصر الحافظ المعروف بالأعمش
وأبا شجاع شيرويه بن شهر دار الديلمي، ورحل إلى أصبهان فسمع بها أبا علي
الحسن بن أحمد الحداد وأبا الحسن علي بن هاشم بن طاهر بن علي بن طباطبا
العلوي، وقدم بغداد حاجا في صفر سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (فسمع) (2) بها
من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم بن المسرقندي وعبد الوهاب
ابن المبارك الأنماطي وحدث باليسير، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب
الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب (المعجم) لأبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه يوسف عنه قال: أنبأنا
أبو الحسن علي بن هاشم بن طاهر بن علي بن طباطبا العلوي كتابة وحدثنا عنه
عبد الهادي بن علي الهمداني قال: أنبأنا أبو بكر بن ريذة (3) وأنبأنا عبد الرحيم بن
محمد بن أحمد الأصبهاني في كتابه إلي قال: أنبأنا أبو نهشل عبد الصمد بن أحمد
العنبري (4)، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قالا: أنبأنا سليمان
ابن أحمد الطبراني، أنبأنا أحمد بن سعيد الرازي، حدثنا علي بن محمد الطنافسي،
حدثنا منصور بن زاذان العطار، حدثنا أبو حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس
قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف، فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال:
(من كانت الآخرة همه جمع الله له شمله، وجعل غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي
راغمة، ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا
الا ما كتب له) (5).

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(3) في الأصل، (ب): (زبده) وفي (ج): (زيده).
(4) في (ج): (لهيزى) وفي (ب): (الصرى).
(5) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2465. والمعجم الكبير 11 / 266. والترغيب والترهيب
4 / 121.
250

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عبد الوهاب
ابن علي بن محمد الهمداني واعظ فاضل، حسن السيرة، مشتغل بما يعنيه من العبادة
ووعظ الناس، كتبت عنه بهمدان، وسألته عن مولده فقال: في صفر سنة احدى
وتسعين وأربعمائة بهمدان.
كتب إلي أبو الغنائم شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: توفي عبد الهادي بن علي
الهمداني في سنة خمس وخمسين وخمسمائة بهمدان.
255 - عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون، أبو عروبة بن
أبي سعيد الصولي:
من أهل سجستان، كان شيخ الصوفية بها وامام الجامع بها. سمع جده أبا محمد
عبد الله وغيره وحدث بالكثير، قدم بغداد حاجا في سنة احدى وعشرين وخمسمائة
وسمع بها من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهما،
وحدث باليسير، سمع منه الحافظ أبو الفضل بن ناصر وغيره.
قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي الحافظ قال: شيخنا الامام عبد الهادي (1)
كان للمذهب ركنا وثيقا، ولطائفة أصحاب الحديث في زمانه (2) حصنا منيعا، وفي
علم التذكير وكثرة المستمعين بلا ثاني مع سائر ما فيه من المعاني، وفي التصلب في
الدين، والمرد على المبتدعين، خلفا لجده وخاله، ومقتديا بهما في سائر أفعاله وأقواله،
وأما أوراد طاعاته، ووظائف عباداته، فكانت تستغرق ليله ونهاره، وحضره وأسفار ه،
ومناقبه لا تنتهي حتى ينتهي عنها. وقد سمع منه الأئمة الحفاظ حين توجه إلى الحج في
سنة احدى وعشرين كأبي مسعود كوتاه وأبي العلاء العطار وعبد الهادي الهمداني
وأبي الفضل بن ناصر ببغداد، وعاد من الحج سنة اثنتين وعشرين، فسمع بغداد
وهمدان وأصبهان الكثير.
كتب إلي عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحافظ قال: شيخنا أبو عروبة

(1) في (ب): (عبد الوهاب).
(2) في (ج): (زماننا).
251

عبد الهادي بن أبي سعيد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني الزاهد سمع
الحديث من جده عبد الله سنة خمس وثمانين، وسافر إلى الحج وسمع مسند أحمد
(من) (1) ابن الحصين وسمع من غيره، وبلغني أنه لما حج قرأ عليه شيخنا الحافظ - يعني
أبا العلاء الهمداني - وابن ناصر مسلسلات أبي حاتم بن حبان، وكان زاهدا، ورعا،
متواضعا، كثير النوافل، سريع الدمعة، حسن الاخلاق، عاش تسعا وثمانين سنة ما
عرفت له زلة، وكان منتشر الذكر في البلاد القاصية بحسن السيرة، وكان له رباط
ينزل فيه كل من أراد من القادمين إلى سجستان من العلماء والصوفية، وكان قد
وقف عليه وعلى طائفته نصف قرية، وكان لا يتناول من ذلك شيئا بل يجعله في بقية
الرباط ويتعيش بقليلة يسيرة، ومات يوم مات (عن) (2) دين - هذا مع سعة حاله -
بسجستان.
وبلغنا موته بهراة بعد مفارقتي له بقليل، وكان له ابن يقال له عبد المعز، سمع من
أبيه (و) من أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار بن الفاخر وكان أعلم من أبيه وقريبا منه
في السيرة والعقل والوقار والحرمة عند الناس، لم يعش بعد أبيه طائلا. ذكر الحافظ
يوسف بن أحمد الشيرازي أن أبا عروبة عبد الهادي توفي بسجستان في سنة اثنتين
وستين وخمسمائة (رحمه الله).
256 - عبدك الصوفي:
من قدماء المشايخ البغداديين قبل السري وبشر بن الحارث، ذكره أبو عبد الرحمن
في (تأريخ الصوفية) من جمعه.
كتب إلي أبو المظفر بن السمعاني قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي،
أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن بن موسى
السلمي قال: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت محمد بن علي بن مأمون يقول:
سمعت أبا علي الروذباري (يقول) (3) سمعت أحمد بن إبراهيم الحرقي يقول: قال لي

(1) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(3) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
252

إسحاق بن داود: أول من سمي ببغداد (صوفي) عبدك الصوفي، وكان من أورع
المشايخ وأهيبهم.
وبه: قال: سمعت عبد الله بن علي الطوسي سمعت محمد بن علي بن مأمون
الكرخي سمعت أبا علي الروذباري سمعت أحمد بن إبراهيم الحرقي يقول: قال لي
إسحاق بن داود: دفعت إلى عبدك الصوفي - وهو أول من قيل له ببغداد: صوفي -
رمانة، فأكلها بقشرها فقلت: قشرها! قال: لا! أخاف أن ألقي قشرها فيلتقطه
هؤلاء اللاقطون للدباغين فيدبغ به خفاف هؤلاء الجند والظلمة. وكان عبدك من
أصحاب معافى بن عمران، وكان حارث المحاسبي لا يرى به أحدا.
257 - عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدوس بن أحمد بن
عبد الله بن عبدوس العبدوسي، أبو الفتح بن أبي محمد بن أبي جعفر
الروذباري (1).
من أهل همدان، وكان رئيسها. سمع أباه وعم أبيه أبا الحسن علي بن عبد الله
وأبا طاهر الحسين بن علي بن سلمة المعدل وأبا بكر محمد بن أحمد بن حمدويه
الطوسي وأبا منصور محمد بن عيسى المحتسب وأبا العلاء رافع بن محمد القاضي
وأبا الفضل عبد الله بن عبدان وأبا عبد الله بن عيسى الفقيه وأبا بكر عبد الله بن
علي بن حمويه وأبا عبد الله بن الحسين بن أحمد الثري وأبا محمد جعفر بن محمد بن
الحسين الدينوري وأبا الحسين محمد بن إبراهيم بن حامد وأخاه أبا القاسم علي وحمد
ابن سهل المؤدب وحميد بن المأمون، وسمع بالدينور أبا نصر أحمد بن الحسين الكسار
وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن فتحويه الثقفي وأبا الفتح منصور بن ربيعة القرشي
الخطيب، وبالري أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وأبا سعد إسماعيل بن
علي السمان، وبنيسابور أبا نصر منصور بن رامش وأبا عثمان سعيد بن محمد
النجيرمي (2) وأبا بكر الحسن بن محمد الفارسي وأبا الحسن أحمد بن علي قاضي

(1) انظر: العبر 3 / 329.
(2) في الأصل، (ب): (البحتري).
253

الحرمين وأبا بكر محمد بن الفضل بن محمد اللباد وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد
الفارسي وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن
مسرور وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وكانت له إجازة من أبي بكر أحمد بن
علي بن لال وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي الهمدانيين وأبي
عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور، وقدم بغداد في شعبان سنة ست
وستين وأربعمائة وحدث بها، فروى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد
الصيرفي وأبو القاسم بن السمرقندي.
أخبرنا سليمان بن محمد بن علي الصوفي، أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن عمر
السمرقندي، أنبأنا عبدوس بن عبد الله الهمداني، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن
حمدويه الطوسي، حدثنا محمد بن يعقوب (1) الأصم، حدثنا أبو عتبة، حدثنا خالد بن
حميد، حدثني عمر بن سعيد اللخمي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم (2)
الساعدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من عقر بهيمة ذهب ربع
أجره،
ومن حرق نخلا ذهب ربع أجره (3)، ومن غش شريكا ذهب ربع أجره، ومن عصى
امامه ذهب أجره كله) (4).
أخبرني ذاكر بن كامل إجازة عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: لما
دخلت همدان بعد رجوعي من الري، بأولادي وكنت أسمع أن (سنن النسائي) يرويه
عبدوس، قال: فقصدته وأخرج إلي الكتاب والسماع فيه، يلحق بخطه سماعا طريا،
فامتنعت من القراءة، وبعد مدة خرجت بابني أبي زرعة إلى الدون إلى عبد الرحمن بن
محمد (5) فقرأت له الكتاب عليه.
قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي

(1) في النسخ: (العقرب).
(2) في (ب): (نهم).
(3) (من حرق نخلا ذهب ربع أجره) سقط من (ج).
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 191، 300، 302، 4 / 385. وسنن الدارمي 2 / 201.
(5) في النسخ: (حمد).
254

قال: سألته - يعني عبدوس بن عبد الله الهمداني - عن مولده، فقال: ولدت في سنة
خمس وتسعين وثلاثمائة.
وقرأت بخط أبي البركات بن السقطي قال: عرفني عبدوس الهمداني أن مولده في
سنة خمس وتسعين في شهر ربيع الأول بهمدان.
كتب إلي عبد السلام بن شعيب الهمداني قال: أنبأنا أبو منصور شهر دار بن
شيرويه بن شهر دار الديلمي قال: أنبأنا والدي قال: عبدوس بن عبد الله بن محمد بن
عبد الله بن عبدوس أبو الفتح، سمعت منه، وكان صدوقا متقنا فاضلا، ذا حشمة
ونعمة وصيت، من بيت الرئاسة، حسن الحظ، حلو المنطق، ذا مكارم، وكف بصره
وصمت أذناه في آخر عمره، وسمع القدماء منه، أصح إلى سنة ست وثمانين.
سألته عن مولده فقال: ولدت في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
ومات يوم الأربعاء الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة تسعين وأربعمائة، وتوليت
غسله، وصلى عليه ابنه أبو عبد الله الحسين، ودفن في خانخاهية بروذبار.
258 - عبدوس الحربي:
روى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، ذكره أبو بكر الخلال.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن محمد بن عبد الباقي عن إبراهيم (1) بن عمر البرمكي
أخبره عن عبد العزيز بن جعفر قال: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال
يقول: كان ببغداد في الحربية رجل جليل القدر كبير جدا. أخبرني أبو العباس المزني
وأومى إلى دار بحذاء داره قال: كان في هذه الدار رجل يقال له عبدوس الحربي (2)،
كان عنده نحو من عشرة آلاف مسألة لم يحدث بها، ومات قديما فلم يقع لي منها عنه
الا مسائل يسيرة، وبعلو حدثني بها عمر بن علي الصابوني، ومنها ما حدثني محمد بن

(1) في النسخ: (ابن إبراهيم).
(2) في الأصل: (المزني).
255

أبي هارون عن حمدان بن علي عن عبدوس (1) هذا. وهي مسائل لم تقع إلى غيره من
أصحاب أبي عبد الله، كل شئ وقع إلي منها بعلو ونزول ليس إلا عنده.
259 - عبدون الكاتب:
روى عنه ولده حكاية، وكان من المعمرين.
أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال: أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا
أبو الحسين بن النقور، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء
قال: وجدت في كتاب والدي: حدثني أبو عبد الله محمد بن عمرو الكاتب، قال
أبو عبد الله: وعاش عبدون زيادة على مائة سنة وابنه شيخا كبيرا يحمل على ظهر
غلام إلى ديوان بادوريا وكان كاتبا حاذقا في أول خلافة المعتضد، قال: اجتزت (2)
- وأنا غلام حدث - بباب الرصافة فإذا رجل شاب حسن الوجه، عليه قميص دبيقي
ورداء يثرب ونعل حذو، جالس في دكان صيرفي، فمر به رجل (3) تحته برذون
كميت، سرجه (4) بغري (5) وعنانه نسع، فوثب إليه ذلك الفتي فقال له: يا حكيم
هذا الاقليم! أفرغ في هذا الأذان ما يفرح به هذه القلوب: ولم يدر ما بي، فاندفع
يوقع على قربوس سرجه ويقول:
أحمد قال لي ولم يدر ما بي * أتحب الغداة عتبة حقا
فتنفست ثم قلت نعم حبا * جرى في العروق عرقا فعرقا
لم تجسين يا عتيبة قلبي * لوجدت الفؤاد قرحا تفقأ
قد (6) لعمري مل الطبيب ومل * الأهل مني أداوي وأرقي (7)

(1) في النسخ: (ابن عبدوس).
(2) في الأصل، (ب): (اخترت).
(3) في (ج): زيادة: (صيرفي).
(4) في النسخ: (سرح).
(5) هكذا في النسخ، وفي (ج): (يغلي).
(6) في (ب): (قل لعمري).
(7) في النسخ: (أدواى فأرقى).
256

ليتني مت فاسترحت فاني * أبدا ما حييت منكم ملقى
قال: فقال: يا أبا المهنأ! رققت حتى لو شئت أن أحسرك لحسرتك، ثم انصرف
إلى موضعه فسألت عنه فقيل لي: هذا أبو نؤاس، والراكب مخارق المغني.
260 - روى (1) عن أحمد بن سعدان الكوفي عن أبي تراب النخشبي (2)، روى عنه بندار
ابن الحسين.
أخر الجزء السادس عشر.

(1) في النسخ: (أروى).
(2) في (ج): (اليخشبي) وفي (ب): (الحشي).
257