الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٧٠
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء السبعون
غدر - جدة الوضين بن عطاء
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى - 1419 ه‍ - 1988 م
حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - ص ب: 7061 / 11
تلفون: 559900 - 559901 - 559902 - 559903
فاكس: 009611559904
بيروت - لبنان
2

" حرف الغين "
" غدر " (1)
9393 غدر مولاة الغمر بن يزيد بن عبد الملك
لها ذكر
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين قال
غدر جارية الغمر بن يزيد بن عبد الملك كانت من المحسنات الموصوفات ابتاعها له
عمر بن داود الوادي من الحجاز ولما قتل الغمر أقامت على الوفاء له فلم يكلمها أحد في
الدولة العباسية ولا غنت بعده لأحد وفيها يقول بعض شعراء الحجاز وفيه لحن ليعقوب
الوادي وأظن الشاعر مكين (2) العذري:
يا من يلوم اليوم في غدر * أقصر فما للقلب من صبر
بدر لنا غابت إنارته * عنا وحل بمنزل القمر (3)
والله لو طلعت مباهية * للبدر ما نقصت عن البدر
أخبرني بذلك جعفر بن قدامة عن محمد بن عبد الله بن مالك بن إسحاق

(1) زيادات عن " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: مكي، والتصويب عن " ز "، له ذكر في الأغاني 5 / 264 و 6 / 309.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: " الغمر " وهو أشبه.
3

" غريبة " (1)
9394 غريبة ابنة عبد الله الحلبية
حدثت عن أبي القاسم (2) علي بن بشرى (3) بن العطار
روى عنها علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أخبرتنا غريبة ابنة عبد الله الحلبية قالت نا علي بن
بشرى الشرابي (4) نا علي بن يعقوب الفقيه نا أحمد بن إبراهيم القرشي نا زهير بن عباد
نا سليمان بن عمران عن حفص بن غياث عن أبيه عن جده طلق عن علي بن أبي طالب
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ما من كتاب يلقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من أسماء الله إلا
بعث الله إليه سبعين ألف ملك يحفونه بأجنحتهم ويقدسونه حتى يبعث الله إليه وليا من
أوليائه فيرفعه من الأرض ومن رفع كتابا من الأرض فيه اسم من أسماء الله رفع الله اسمه في
عليين وخفف عن والديه العذاب وإن كانا مشركين [13757].
" حرف الفاء "
" فاختة " (5)
9395 فاختة بنت عبد الله بن عامر بن كريز
بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم كلثوم العبشمية
زوج يزيد بن معاوية كانت عنده بدمشق وله فيها شعر ولما قتل الحسين بن علي
أكبرت (6) قتله وأقامت عليه المناحة يأتي ذكرها في كنى النساء

(1) زيادة عن " ز ".
(2) بالأصل: " أبي إسحاق القاسم علي " وفي " ز ": " أبي إسحاق علي " وفوق إسحاق علامة تحويل إلى الهامش،
وكتب عليه: القاسم.
(3) بالأصل و " ز ": بشر، تصحيف، والتصويب عن مختصر ابن منظور.
(4) بالأصل و " ز ": الشرائي، والمثبت عن المختصر لابن منظور.
(5) زيادة عن " ز ".
(6) بالأصل: أكثرت، والمثبت عن " ز "، وهو أشبه.
4

9396 فاختة بنت عنبة (1) بن سهيل (2) بن عمرو
بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل
بن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية (3)
كانت مع جدها سهيل بن عمرو بالشام فلما هلك أهلها بالشام رجعت إلى المدينة
فزوجها عمر بن الخطاب عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا الحسن قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن أبي بكر قال
وترك الحارث بن هشام ابنه عبد الرحمن بن الحارث وترك سهيل بن عمرو ابنة ابنه
فاختة بنت عنبة بن سهيل فحملا إلى عمر بن الخطاب وهما صغيران فترحم على أبويهما
وأجلسهما على فخذيه وقال زوجوا الشريد الشريدة عسى الله أن ينشر منهما ففعلوا وولي
تزويجها عمر بن الخطاب
قال عمي مصعب بن عبد الله (4): عبد الرحمن بن الحارث بن هشام الشريد أتي به من
الشام وبفاختة بنت عنبة (5) بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن
حسل (6) بن عامر بن لؤي ولم يكن بقي من ولد سهيل بن عمرو غيرهما وغير هند بنت
سهيل فسماهما عمر بن الخطاب الشريدين وقال زوجوا الشريد الشريدة فزوج عبد
الرحمن فاختة وأقطعهما عمر بالمدينة خطة فأوسعها لهما فقيل له أكثرت لهما يا أمير
المؤمنين فقال عسى الله أن ينشر منهما فنشر الله منهما (7) ولدا كثيرا رجالا ونساء قال
الزبير (8) وخرج سهيل بجماعة أهله إلا ابنته هند إلى الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هناك
فلم يبق من ولده أحد إلا ابنته هند وإلا فاختة بنت عنبة بن سهيل فقدم بها على عمر
ولدت لعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وأمها كنود بنت قرظة

(1) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة والمختصر لابن منظور، وفي مظان ترجمتها عتبة.
(2) تحرفت بالأصل إلى: سهل، والمثبت عن " ز ".
(4) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 303.
(5) في نسب قريش: عتبة.
(6) بالأصل و " ز ": جعل، والمثبت عن نسب قريش.
(7) قوله: " فنشر الله منهما " ليس في نسب قريش.
(8) نسب قريش للمصعب ص 418.
5

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال فاختة بنت عنبة هي أم أبي بكر بن عبد الرحمن وإخوته عمر وعثمان وعكرمة
وخالد ومحمد وبه كان يكنى عبد الرحمن وحنتمة التي ولدت لعبد الله بن الزبير بن
العوام عامرا (1) وموسى وبنات وأم فاختة بنت عنبة فاطمة بنت الأخيف بن علقمة من
بني عامر بن لؤي
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) وفاطمة بنت الأخيف
بن علقمة بن عبد بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص يعني ابن عامر بن لؤي هي أم
فاختة بنت عنبة (3) بن سهيل بن عمرو وهي فاختة أم أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
وإخوته
ثم قال (4) وأما عنبة بكسر العين وفتح النون والباء المعجمة بواحدة فاختة بنت عنبة
بن سهيل هي أم أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وإخوته عمر وعثمان
وعكرمة وخالد ومحمد وحنتمة التي ولدت لعبد الله بن الزبير عامرا وموسى وبنات
9397 فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف
بن قصي بن كلاب القرشية زوج معاوية بن أبي سفيان (5)
غزت معه قبرس في خلافة عثمان بن عفان
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر
أنا أبو طاهر أنا أحمد نا الزبير قال (6) فولد قرظة بن عبد عمرو فذكر أولاده ثم قال
وفاختة بنت قرظة ولدت لمعاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا

(1) بالأصل: عامر، والمثبت عن " ز ".
(2) الاكمال لابن ماكولا 1 / 26.
(3) في الاكمال: عتبة.
(4) الاكمال لابن ماكولا 6 / 117 و 118.
(5) انظر أخبارها في أنساب الأشراف 5 / 295 ونسب قريش ص 128 وجمهرة ابن حزم ص 116 وتاريخ أبي زرعة 1 /
184 وتاريخ خليفة (الفهارس).
(6) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 204.
6

أبو الميمون نا أبو زرعة (1) أخبرني الوليد بن عتبة (2) عن الوليد بن مسلم نا عثمان بن
حصن بن علاق عن يزيد بن عبيدة قال غزا معاوية بن أبي سفيان قبرس سنة خمس
وعشرين ومعه امرأته فاختة ابنة قرظة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (3) وقال ابن (4) الكلبي وفيها يعني سنة ثمان وعشرين
غزا معاوية بن أبي سفيان في البحر ومعه امرأته فاختة ابنة قرظة من بني عبد مناف
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش وغيرهما إذنا عن رشأ بن نظيف نا إبراهيم
ابن علي بن إبراهيم نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثني عون عن أبيه عن
الهيثم عن عبد الله بن محمد قال راود معاوية ابنة قرظة فنخرت نخرة شهوة ثم وضعت
يدها على وجهها فقال لا سوأة عليك والله لخيركن النخارات الشخارات
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا
أبو الفرج المعافى بن زكريا نا محمد بن سهل بن الفضل الكاتب نا أبو زيد يعني عمر بن
شبة قال
حدثت أن الأحنف بن قيس كان عند معاوية ليس عنده غيره فغنت جارية من جواري
معاوية في جانب الدار فأقبل على الأحنف فقال يا أبا بحر لا ترم حتى أعود إليك إني
لأطلب خلوة هذه فما أكاد أقدر على ذلك ثم قام في أثرها فكأنما (5) كانت لابنة قرظة
امرأة معاوية عين على معاوية فأقبلت به ملببته (6) فقلت لها أكرمي أسراكم قالت اسكت
يا قواد
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان
ابن أحمد نا محمد بن زكريا الغلابي نا العتبي عن أبيه قال

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 184.
(2) بالأصل: عنبة، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 160.
(4) بالأصل: " أبي " تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(5) بالأصل: فكأنها، والمثبت عن " ز ".
(6) في " ز ": " ملبيته " يقال لببه أي أخذ بتلبيبه وتلابيبه. ويقال لبب الرجل: إذا جمع ثيابه عند نحره وصدره ثم جره.
7

كان معاوية يحب امرأته ابنة قرظة حبا شديدا فجرى بينها وبين يزيد كلام فأغلظ لها
يزيد فوثبت من مجلسها مغضبة كأنها رمح هز (1) أسفله فاضطرب أعلاه فأتبعها معاوية
بصره ثم التفت إلى ابنه (2) فقال يا بني إنه ليس لأبيك صبر عما ترى فأحسن حمل
رأسك
9398 فاطمة بنت أسامة بن زيد بن حارثة الكلبية
سكنت المزة ودخلت على عمر بن عبد العزيز فأكرمها وانقلبت (3) إلى المدينة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو محمد بن حمزة قالا نا عبد العزيز
بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا أبو الحسين (4) محمد بن يحيى بن أيوب بن أبي عقال أنا
أبي أبو زيد يحيى بن أيوب بن أبي عقال
ح (5) قال وأنا تمام أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن أنا أبو زيد
يحيى بن أيوب بن أبي عقال أن أباه حدثه وكان صغيرا فلم يع (6) عنه قال فحدثني عمي
زيد بن أبي عقال أن آباءه حدثوه
أن أسامة يعني ابن زيد خرج إلى وادي القرى إلى ضيعة له فتوفي بها وخلف في
المزة ابنة له يقال لها فاطمة فلم تزل مقيمة إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز فجاءت فدخلت
عليه فقام من مجلسه وأقعدها فيه وقال لها حوائجك يا فاطمة قالت تحملني إلى
أخي فجهزها وحملها
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (7) نا أحمد بن عبد الله نا عبد الله بن
سليمان نا محمود بن خالد نا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو قال دخلت ابنة أسامة بن
زيد على عمر بن عبد العزيز ومعها مولاة لها تمسك بيدها فقام لها عمر ومشى إليها حتى

(1) بالأصل: " من " والمثبت عن " ز ".
(2) كذا بالأصل و " ز "، ومختصر ابن منظور، وفي المطبوعة: يزيد.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفوقها في " ز " علامة تحويل إلى الهامش، وكتب عليه: وانتقلت.
(4) بالأصل: الحسن، والمثبت عن " ز "، والمطبوعة.
(5) سقط " ح " حرف التحويل من الأصل، واستدرك عن " ز ".
(6) بالأصل و " ز ": يعي، خطأ.
(7) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 271 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
8

جعل يدها في يده ويداه في ثيابه ومشى بها حتى أجلسها في مجلسه وجلس بين يديها
وما ترك لها حاجة إلا (1) قضاها
9399 فاطمة بنت الحسن أم أحمد العجلية
حكى عنها ابن ابنها علي الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أخبرتني جدتي لأبي أم أحمد فاطمة بنت الحسن
العجلية قالت
كان بالثغر رجل من تناء (2) البلد من المجاهدين فلقوا في بعض الغزوات العدو فكانت
على المسلمين هزيمة وكان تحته فرس يضن به فحركه للمضي فوقف فقال يا مبارك
بسم الله قال فالتفت إليه الفرس فقال أنت تسلم علفي إلى السواس يأخذونه ولا
يطعمونني (3) منه إلا القليل فقال لك علي عهد الله أن أعلفك الشعير إلا في حجري قال
فحركه فجرى به وسلم قال فكان الناس يجيئون (4) إليه وهو يعلف الفرس في حجره
فيسمعون (5) منه هذه الحكاية قال فبلغ ملك الروم خبر هذا الرجل فقال بلد يكون فيه
مثل هذا الرجل لا يقدر عليه فأنفذ إليه بعض من تنصر من المسلمين فجاء إليه وأراه عبادة
وصلاة وصياما واجتماعا فنفق (6) عليه فلما تمكن منه قال قد اشتهينا نخرج (7) نمشي في
الصحراء فلم يصدق بذلك صاحب الفرس فخرجا جميعا فلم يزل يستجره إلى أن
وصلا (8) إلى قبة على أصل قناة البلد فلما صارا هنالك إذا بعلج قد خرج معه بغل فأراد أن
يكتف الرجل فعلم أنها حيلة عليه فرفع طرفه إلى السماء وقال يا رب بك خدعني قال
فخرج سبعان إليهما فأخذاهما ورجع الرجل سالما

(1) في " ز ": " حتى ".
(2) تناء البلد، كسكان، جمع تانئ وهو المقيم ببلده وأصله منها راجع تاج العروس: تنأ.
(3) بالأصل و " ز ": يطعموني.
(4) بالأصل و " ز ": يجئوا، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(5) بالأصل و " ز ": سمعوا. والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) بالأصل: " فيعف " كذا، والمثبت عن " ز ".
(7) بالأصل: " فخرج يمشي " والمثبت: " نخرج نمشي " عن " ز ".
(8) بالأصل و " ز ": وصلوا.
9

9400 فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب
بن عبد المطلب بن هاشم (1)
روت عن جدتها فاطمة مرسلا وأبيها حسين بن علي وعمتها زينب بنت علي
وأخيها علي بن الحسين وعبد الله بن عباس وعائشة أم المؤمنين وأسماء بنت عميس
وبلال المؤذن مرسلا
روى عنها بنوها عبد الله والحسن وإبراهيم بنو الحسن بن الحسن ومحمد بن
عبد الله بن عمرو وشيبة بن نعامة ويعلى بن أبي يحيى وعائشة بنت طلحة وعمارة بن
غزية وأم أبي المقدام هشام بن زياد وأم الحسن بنت جعفر بن الحسن بن الحسن وكانت
فيمن قدم بها دمشق بعد قتل أبيها ثم خرجت إلى المدينة
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور
قالا أنا عيسى بن علي أنا أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو [نا] (2) ابن أبي
الزناد عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان أخبرتني أمي فاطمة بنت الحسين أنها
سمعت ابن عباس يقول نهانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن نديم النظر إلى المجذمين (3) وقال " لا
تديموا النظر إليهم " [13758]
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم أنا شجاع وأحمد ابنا علي بن
شجاع وأبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد وأبو بكر محمد بن
أحمد بن محمد بن ماجة
وأخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل المطهر
بن عبد الواحد بن محمد البزاني وأبو عيسى بن زياد وأبو بكر بن ماجة
وأخبرنا أبو القاسم رستم بن محمد بن أبي عيسى بن زياد وأبو جعفر محمد بن غانم

(1) أخبارها في نسب قريش ص 52 وأنساب الأشراف 3 / 362 وطبقات ابن سعد 8 / 473 وجمهرة ابن حزم ص 41.
و 83 وتهذيب الكمال 22 / 392 وتهذيب التهذيب وتقريبه (10 / 496 ت 8948) ط دار الفكر.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(3) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة، وفي المختصر: " المجذومين ". يقال رجل مجذوم ومجذم. وهو الذي أصابه داء
الجذام.
10

ابن أبي نصر الشرابي (1) وأبو المظفر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيع قالوا أنا أبو عيسى
وأخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن الرطبي (2) القاضي وأبو الوفاء
عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الدشتي (3) وفاذشاه بن أحمد بن نصر بن علي [بن الحسين
ابن فاذشاه وأبو عبد الله محمد بن حمد بن أحمد] (4) بن علي النجار وأبو عبد الله الحسين
ابن حمد بن محمد بن عمرويه وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان وأبو عبد الله محمد
ابن إبراهيم بن محمد بن محمد الصالحاني وأبو نصر الحسين بن رجاء بن محمد بن سليم
وأبو عبد الله مظفر بن إسماعيل بن الحسين النجاد وأبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر بن
طباطبا (5) العلوي وأم الكرام ضوء بنت حمد بن محمد الطويل قالوا أنا أبو بكر بن ماجة
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا عبيد الله بن محمد بن مندة
ح وأخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل البزاني (6)
ح وأخبرنا أبو الحسن معمر بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب أنا
شجاع بن علي بن شجاع قراءة عليه وأنا حاضر
قالوا أنا أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري نا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن
الحكم الحزوري (7) نا محمد بن سليمان لوين نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن محمد بن
عبد الله عن أمه فاطمة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " لا تدمنوا (8) النظر إلى المجذمين "
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي أنا القاضي أبو الطيب الطبري أنا علي بن
عمر بن محمد الحربي نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا منصور بن بشير نا الفرج بن
فضالة عن عبد الله بن عامر عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن فاطمة بنت

(1) بالأصل و " ز ": الشرائي.
(2) تقرأ بالأصل و " ز ": الرطي. تصحيف ما أثبت. انظر مشيخة ابن عساكر 6 / ب.
(3) بالأصل و " ز ": الرشتي، والمثبت عن المطبوعة. وليس في مشيخته.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
(5) كذا بالأصل و " ز "، والمشيخة، وفي المطبوعة: طباطب.
(6) بالأصل و " ز "، والمشيخة، وفي المطبوعة: طباطب.
(7) بالأصل و " ز ": الحروري، تصحيف، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب ذكره السمعاني وترجمه، وهذه
النسبة إلى: الحزور اسم جد له.
(8) كذا بالأصل و " ز " هنا، وفي المطبوعة: تديموا.
11

الحسين بن علي عن أبيها الحسين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " لا تديموا النظر إلى المجذمين وإذا
كلمتموهم فليكن بينكم وبينهم قيد رمح [13759]
رواه غيره عن الفرج فقال عن الحسين بن علي
أخبرناه (1) أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبو محمد الجوهري
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب
قالا أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد (2) حدثني أبو إبراهيم الترجماني أنا
الفرج يعني ابن فضالة [عن عبد الله] (3) بن عمرو بن عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين عن
حسين عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " لا تديموا النظر إلى المجذمين وإذا كلمتموهم فليكن
بينكم وبينهم قيد رمح [13760]
كذا قال والصواب محمد بن عبد الله كما في الحديث الذي قبله
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا محمد بن الحسين بن أحمد بن أبي
علانة (4) أنا أبو طاهر
وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الوراق
ح (5) وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي أنا أبو علي محمد بن
إسماعيل بن محمد العراقي بطوس
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات بن المبارك وأبو عبد الله بن
البنا وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري وأبو الدر ياقوت بن عبد الله
قالوا أنا أبو محمد الصريفيني قالوا أنا أبو طاهر المخلص إملاء
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد
الله بن الحسين الدقاق

(1) بالأصل والمطبوعة: " أخبرنا " والمثبت عن " ز ".
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 169 رقم 581 طبعة دار الفكر.
(3) الزيادة عن " ز "، وعلى كل فالاسم خطأ وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
(4) بالأصل: علامة، والنون بدون إعجام في " ز ". والصواب ما أثبت راجع الاكمال 6 / 306.
(5) " ح " حرف التحويل استدرك عن " ز ".
12

قالا أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد نا إبراهيم بن يوسف الكندي الصيرفي
حدثني سعير بن الخمس التميمي عن عبد الله بن الحسن عن أمه عن جدته وهي فاطمة
بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل المسجد حمد الله زاد الدقاق وسمى وقالا وصلى على
النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال " اللهم افتح لي أبواب رحمتك " وإذا خرج حمد الله وسمى وصلى على
النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال " اللهم افتح لي أبواب فضلك " [13761]
تابعه ليث بن أبي سليم وإسماعيل بن علية عن عبد الله بن الحسن
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا ابن النقور أنا عيسى بن علي نا أبي علي بن عيسى أبو
الحسن (1) نا أحمد بن بديل نا أبو معاوية نا ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه
فاطمة عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل المسجد قال " بسم الله والسلام على رسول الله اللهم
اغفر لي وافتح لي أبواب رحمتك "، وإذا خرج قال " بسم الله والسلام على رسول الله اللهم
اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك " [13762]
ورواه الحسن بن صالح بن حي عن ليث نحوه
ورواه عبد العزيز الدراوردي عن عبد الله فأرسله
أخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل أنا أبو مضر (2) محلم (3) بن إسماعيل بن مضر
ابن إسماعيل أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل أنا أبو العباس السراج نا
قتيبة نا عبد العزيز عن عبد الله بن الحسن عن أمه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لفاطمة ابنته " إذا
دخلت المسجد فقولي بسم الله والحمد لله اللهم صل على محمد وسلم اللهم اغفر لي
وسهل لي أبواب رحمتك "، وإذا خرجت من المسجد فقولي كذلك إلا أنه قال وسهل لي
أبواب رزقك [13763].
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله أنا محمود بن القاسم بن محمد وعبد

(1) من قوله: أخبرنا... إلى هنا سقط من " ز ".
(2) في " ز ": منصور.
(3) بالأصل: محكم، والمثبت عن " ز ".
13

العزيز بن محمد الترياقي وأحمد بن عبد الصمد قالوا أنا عبد الجبار بن محمد بن عبد
الله أنا محمد بن أحمد بن محبوب أنا أبو عيسى الترمذي قال ليس إسناده بمتصل
فاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) أشهرا (1)
أخبرنا أبو الحسين (2) بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن بن
السمسار أنا أبو عبد الله بن مروان نا أحمد بن علي هو القاضي نا عثمان بن أبي شيبة
ح (3) ثم أخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر بن عبد الكريم
قالا أنا أبو سعد بن عبد الرحمن أنا ابن حمدان
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا ابن
المقرئ
قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا عثمان بن أبي شيبة نا جرير عن شيبة بن نعامة عن
فاطمة بنت الحسين عن فاطمة الكبرى قالت قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن لكل وقال أبو
يعلى لكل - بني أم عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم " [13764]
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة نا سليمان بن
أحمد (4) نا أبو الزنباع روح بن الفرج نا يحيى بن بكير حدثني الليث قال
أبى الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه وقتلوه وقتلوا ابنه (5) وأصحابه الذين قاتلوا
معه بمكان يقال له الطف وانطلق بعلي بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت
حسين] (6) إلى عبيد الله بن زياد وعلي يومئذ غلام قد بلغ فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية
فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لأن لا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها وعلي بن الحسين في
غل فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين فقال (7):

(1) تهذيب الكمال 22 / 394 نقلا عن الترمذي.
(2) بالأصل و " ز ": الحسن، تصحيف.
(3) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل وزيد عن " ز ".
(4) الخبر رواه الطبراني في المعجم الكبير 3 / 104 رقم 2806.
(5) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة والمختصر، وفي المعجم الكبير: وابنيه.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز "، والمعجم الكبير.
(7) البيت للحصين بن الحمام المري كما في تاريخ الطبري 5 / 465.
14

نفلق هاما من أناس أعزة * علينا (1) وهم كانوا أعق وأظلما
فقال علي بن الحسين " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب
من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " (2) فثقل على يزيد أن تمثل ببيت شعر وتلا (3)
علي آية من كتاب الله فقال يزيد بل " بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " (4) فقال أما
والله لو رآنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مغلولين لأحب أن يحلنا (5) من الغل قال صدقت فحلوهم (6)
من الغل قال ولو وقفنا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بعد لأحب أن يقربنا قال صدقت
فقربوهم فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان ليريا (7) رأس أبيهما وجعل يزيد يتطاول في
مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما ثم أمر بهم فجهزوا وأصلح إليهم وأخرجوا إلى المدينة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي
قال قال أبي قال أبو عبد الله
قدم حنظلة بن قسامة الطائي على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه ابنته زينب ابنة حنظلة وأخته
الجرباء بنت قسامة وهم نصارى فدعاهم إلى الإسلام فأسلموا فتزوج زينب بنت حنظلة
أسامة بن زيد وتزوج طلحة الجرباء بنت قسامة ومات طلحة عن الجرباء وقد ولدت له أم
إسحاق بنت طلحة ولم يكن له من الجرباء غيرها وتزوجها الحسن بن علي وخلف عليها
الحسين بعده فولدت له فاطمة بنت الحسين فكانت فاطمة عند الحسن بن الحسن فهي أم
عبد الله بن الحسن والحسن بن الحسن بن الحسن وإبراهيم بن الحسن ثم خلف عليها عبد
الله بن عمرو بن عثمان بن عفان فولدت له الديباج محمد بن عبد الله ثم خلف عليها ابن
أبي عتيق البكري فولدت له أمينة أم إسحاق بن طلحة
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر

(1) في المعجم الكبير: نفلق هاما من رجال أحبة إلينا....
(2) سورة الحديد، الآية: 22.
(3) بالأصل: وقال، خطأ، والمثبت عن " ز "، والمعجم الكبير.
(4) سورة الشورى، الآية: 30.
(5) في المعجم الكبير: يخلينا.
(6) في المعجم الكبير: فخلوهم.
(7) في المعجم الكبير: لتريان.
15

ابن المسلمة أنا المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (1) في تسمية ولد الحسين بن
علي فاطمة بنت الحسين وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي وكانت فاطمة عند ا
لحسن بن الحسن بن علي فولدت له ثم خلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان فولدت له
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال فولد الحسين بن علي فاطمة
وأمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة
قرأت على (2) أبي غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب أنا أبو محمد قراءة
أنا ابن حيوية أنا ابن معروف أنا ابن الفهم نا ابن سعد قال (3)
فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن
قصي وأمها أم إسحاق بنت طلحة تزوجها ابن عمها حسن بن [حسن بن] (4) علي بن أبي
طالب فولدت له عبد الله وإبراهيم وحسنا وزينب ثم مات عنها فخلف عليها عبد
الله بن عمرو بن عثمان بن عفان زوجها إياه ابنها عبد الله بن حسن بأمرها فولدت له
القاسم ومحمدا وهو الديباج سمي بذلك لجماله ورقية بني عبد الله بن عمرو وكان يقال
لعبد الله بن عمرو المطرف لجماله فمات عنها وقد روي عن فاطمة بنت حسين غير
حديث
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا الحسن بن
علي أنا محمد بن المظفر الحافظ أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن أنا أحمد بن عبد
الله بن عبد الرحيم قال في تسمية ولد الحسين بن علي وفاطمة بنت الحسين دخلت مع
قواعد قومها على هشام بن عبد الملك قدمته المدينة فقال للأبرش الكلبي كان عندي
البارحة قواعد قومي فما كان فيهن أخفر (5) ولا أحيا من فاطمة بنت الحسين وأمها أم

(1) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 59.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: أخبرنا أبو غالب.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 473.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك للايضاح عن " ز "، وابن سعد.
(5) بالأصل: أحقر، وبدون إعجام في " ز ". والمثبت عن المطبوعة.
16

إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي وكانت قبله عند الحسن بن علي فولدت له طلحة لا
عقب له فلما حضرت حسنا الوفاة قال لأخيه حسين يا أخي لا تخرجن أم إسحاق من
دوركم فخلف على أم إسحاق الحسين بن علي بن أبي طالب وماتت فاطمة بنت حسين في
خلافة هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (1)
[كان] (2) الحسن بن الحسن خطب إلى عمه الحسين بن علي فقال له الحسين يا بن
أخي لقد انتظرت هذا منك انطلق معي فخرج به حتى أدخله منزله ثم أخرج إليه بنتيه
فاطمة وسكينة فقال اختر فاختار فاطمة فزوجه إياها فكان يقال إن امرأة سكينة
مرذولتها (3) لمنقطعة (4) الحسن فلما حضرت الحسن الوفاة قال لفاطمة إنك امرأة مرغوب
فيك فكأني بعبد الله بن عمرو بن عثمان إذا خرج بجنازتي قد جاء على فرس مرجلا جمته
لابسا حلته يسير في جانب الناس يتعرض لك فانكحي من شئت سواه فإني لا أدع من
الدنيا ورائي هما غيرك قالت آمن من ذلك وأثلجته بالأيمان من العتق والصدقة لأتزوجه
ومات الحسن بن الحسن وخرج بجنازته فوافاه عبد الله بن عمرو في الحال التي وصف
الحسن وكان يقال لعبد الله بن عمرو المطرف من حسنه فنظر إلى فاطمة حاسرا (5) تضرب
وجهها فأرسل إليها إن لنا في وجهك حاجة فارفقي به فاسترخت يداها وعرف ذلك
منها وخمرت وجهها فلما حلت أرسل إليها فخطبها (6) فقالت كيف بيميني التي حلفت
بها؟ فأرسل إليها لك مكان كل مملوك مملوكان ومكان كل شئ شيئان فعوضها من
يمينها فنكحته وولدت محمدا (7) الديباج والقاسم لا عقب له ورقية بني عبد الله بن
عمرو فكان عبد الله بن الحسن وهو أكبر ولدها يقول ما أبغضت بغض عبد الله بن عمرو
أحدا وما أحببت حب ابنه محمد أخي أحدا

(1) الخبر رواه مصعب الزبيري في نسب قريش ص 51 - 52.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز ".
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل: المنقطعة، والمثبت عن " ز "، ونسب قريش.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي نسب قريش: حاسرة.
(6) كذا بالأصل، وفي " ز ": يخطبها.
(7) بالأصل: و " ز ": محمد، والمثبت عن نسب قريش.
17

قال الزبير حدثني ذلك عمي مصعب بن عبد الله
قال ونا الزبير قال وحدثني يحيى بن محمد عن إسحاق بن محمد المسيبي قال
قال عبد الله بن الحسن
لقد زوجت عبد الله بن عمرو وما في الدنيا أبغض إلي منه ثم ما في الدنيا اليوم أحد
أحب إلي من ابنه محمد
قال ونا الزبير قال وحدثني محمد بن يحيى عن أيوب بن عمر عن ابن أبي
الموال (1) قال وحدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن يوسف بن الماجشون شبيها بحديث
عمي في تزويج عبد الله بن عمرو فاطمة بنت الحسين يخالفانه في الشئ من الحديث
وقال عبد الملك في حديثه زوجها إياه ابنها عبد الله بن الحسن أرسلت إليه وهو
بسويقة (2) أن أقدم زوجتي فقدم على حمار فزوجها طاعة لها وبرا بها
وقال محمد بن يحيى في حديثه وعمر بن عبد العزيز على المدينة ففرق عمر بن
الوليد بن عبد الملك أن يخطبها بغير إذنه فكتب إليه يستأذنه فيها وخطبها عبد الله بن عمرو
فتزوجها زوجه إياها [ابنها] (3) عبد الله بن الحسن وقدم على عمر الكتاب بالإذن فيها وقد
بنى بها عبد الله بن عمرو
قال ونا الزبير قال وحدثني محمد بن حسن المخزومي في تزوج (4) عبد الله بن
عمرو فاطمة بنت الحسين (5) ببعض حديث عمي في ذلك وخالفه في بعض
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه
ح (6) وأخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن
قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن جعفر نا أبو يوسف
الزهري يعني يعقوب بن عيسى نا الزبير بن بكار عن جعفر بن الحسين اللهبي قال

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: الموالي.
(2) سويقة: جاء في تاج العروس: وجاءت سويقة أي تجارة وهي تصغير سوق.
(3) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز ".
(4) في الأصل: زوج، وفي المطبوعة: " تزويج " والمثبت عن " ز ".
(5) تحرف بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(6) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
18

كانت فاطمة بنت الحسين بن علي تحت الحسن بن الحسن بن علي فلما حضرته الوفاة
قال لها لها إنك مرغوب فيك متشرف بك لا تتركين إني والله لا أترك في قلبي حسرة
سواك (1) قالت فإني أنتهي إلى ما أمرت به فقال لكأني بك لو قدمت وأخرجت
جنازتي قد جاءك يعني عبد الله بن عمرو على فرس ذنوب (2) لابسا حلته يسير في
جانب الناس متعرضا لك ولست أدع من الدنيا هما سواك فلم يدعها حتى توثق منها
بالأيمان في ذلك ومات الحسن وأخرجت جنازته فوافى (3) عبد الله بن عمرو وقد كان
يجد بفاطمة وجدا شديدا وكان رجلا جميلا ونظر إلى فاطمة ونظرت إليه وكانت تلطم
وجهها على الحسن فأرسل إليها مع جاريته إن لنا في وجهك حاجة فارفقي [به] (4) قال:
فخمرت وجهها وأرسلت يدها حتى عرف ذلك جميع من حضرها فلما انقضت عدتها
خطبها فقالت كيف أعمل بأيماني فقال لك بكل مال مالان وبكل مملوك مملوكان
فوفى لها فتزوجها فولدت له محمدا وسمي من حسنه الديباج والقاسم ورقية ومحمد
هو الذي قال جميل إني لأراه يخطر على الصفا فأغار على بثينة من أجله (5)
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد أنا أحمد
ابن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني أبو
اليقظان قال نظرت فاطمة بنت الحسين إلى جنازة زوجها الحسن بن الحسن ثم غطت وجهها
وقالت:
وكانوا رجاء ثم أمسوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني أبو يعقوب الكوفي نا جرير عن ابن خالد بن سلمة
القرشي قال:
لما مات الحسن بن الحسن بن علي اعتكفت فاطمة بنت حسين بن علي على قبره سنة
وكانت امرأته ضربت على قبره فسطاطا فكانت فيه فلما مضت السنة قلعوا الفسطاط

(1) فوقها علامة تحويل إلى الهامش بالأصل، وكتب على هامشه: " غيرك " وبعدها صح.
(2) فرس ذنوب: الوافر الذنب، والفرس الذنوب: الوافر شعر الذنب.
(3) في المطبوعة: ووافى.
(4) سقطت من الأصل و " ز "، وزيدت عن المطبوعة.
(5) تقدم قول جميل في ترجمة بثينة في هذا الجزء باختلاف العبارة.
19

ودخلت المدينة فسمعوا صوتا من جانب البقيع هل وجدوا ما فقدوا فسمع من الجانب
الآخر بل يئسوا (1) وانقلبوا
أخبرنا أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القاضي (2) بهراة أنا أبو منصور بن
شكرويه
[ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه] (3) ومحمد بن أحمد بن
علي السمسار
قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد (4) نا أبو عبد الله المحاملي نا محمد بن
خلف نا محمد بن حميد نا جرير عن مغيرة قال:
لما مات الحسن بن الحسن ضربت امرأته على قبره فسطاطا فأقامت عليه سنة ثم
انصرفت بعد فسمعوا قائلا يقول هل وجدوا ما طلبوا فأجابه آخر أيسوا (5) وفي حديث
ابن البغدادي بل أيسوا فانقلبوا
قال جرير فحدثني أبو فهر قال
فلما حلت للأزواج خطبها الرجال فقالت على ابن عمي ألف ألف زاد ابن
البغدادي دين وقالا فلست أتزوج إلا على ألف ألف أقضي بها دينه قال فخطبها ابن
عمرو بن عثمان فاستكثر الصداق فشاور عمر بن عبد العزيز فقال ابنة الحسين وابنة
فاطمة انتهزها قال فتزوجها على ألف ألف قال ثم بعث زاد الجنيد إليها وقالا
بالصداق كاملا فقضت دينها ثم دخل بها
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنا أبو علي محمد بن أحمد بن عبيد الله بن
مرة أنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر بن النحاس التيملي نا أبو جعفر محمد بن
الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الأشناني نا عباد بن يعقوب الأسدي أنا السري بن عبد
الله عن جعفر بن محمد عن أبيه قال

(1) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(2) في " ز ": القاني.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز "، لتقويم السند.
(4) أقحم بعدها بالأصل: " نا أبو عبد الله بن محمد " والمثبت يوافق السند في " ز "، والمطبوعة.
(5) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة: يئسوا.
20

خطب الحسن بن الحسن إلى المسور بن مخرمة [ابنته] (1) وكانت تحته فاطمة ابنة
الحسين قال يا بن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو خطبت علي على شسع نعلك لزوجتك ولكن سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " إنما فاطمة شجنة (2) مني يرضيني ما أرضاها ويسخطني ما أسخطها "،
فأنا أعلم أنها لو كانت حية فتزوجت على ابنتها لأسخطها ذلك فما كنت لأسخط رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) [13765].
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
المعدل أنا أبو طاهر أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال وحدثني محمد بن حسن عن
حسين بن زيد عن مسلم بن يسار قال
لما زوجت فاطمة بنت الحسين ابنتها من عبد الله بن عمرو بن عثمان هشام بن عبد
الملك (3) دخلت عليه هي وسكينة فقال هشام لفاطمة صفي لنا يا بنة حسين ولدك من ابن
عمك وصفي لنا ولدك من ابن عمنا قال فبدأت بولد الحسن فقالت أما عبد الله فسيدنا
وشريفنا والمطاع فينا وأما الحسن فلساننا ومدرهنا (4) وأما إبراهيم فأشبه الناس برسول الله
(صلى الله عليه وسلم) شمائلا وتقلعا (5) ولونا وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا مشى تقلع (6) فلا يكاد عقباه تقعان
بالأرض وأما اللذان من ابن عمكم فإن محمدا جمالنا الذي نباهي به والقاسم عارضتنا (7)
التي نمتنع بها وأشبه الناس بأبي العاص بن أمية عارضة ونفسا فقال والله لقد أحسنت
صفاتهم يا بنت حسين ثم وثب فجبذت سكينة بنت الحسين بردائه وقالت والله يا أحول
لقد أصبحت تهكم بنا أما والله ما أبرزنا (8) لك إلا يوم الطف قال أنت امرأة كثيرة
الشر (9)
قال ونا الزبير قال وحدثني عبيد الله بن الحسين بن عبيد الله

(1) سقطت اللفظة من الأصل واستدركت عن " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": شحنة، والتصويب عن المختصر لابن منظور.
(3) هي رقية بنت عبد الله، كما في نسب قريش للمصعب ص 115 وولدت له جارية، وتوفيت في نفاسها.
(4) مدرهنا، يقال: دره عن القوم إذا تكلم عنهم ودافع.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر لابن منظور: " تطلعا " وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا مشى تقلع أي كأنه ينحدر.
(6) في " ز ": يقلع.
(7) بدون إعجام بالأصل، ورسمها: " عارصسا " والمثبت عن " ز ".
(8) بالأصل: أبدرنا، والمثبت عن " ز "، والمختصر.
(9) بالأصل: الشره، والمثبت عن " ز "، والمطبوعة.
21

أن فاطمة بنت الحسين أعطت ولدها من حسن بن حسن مورثها من حسن بن حسن (1)
وأعطت ولدها من عبد الله بن عمرو ميراثها من عبد الله بن عمرو فوجد ولدها من حسن بن
حسن (2) في أنفسهم من ذلك لأن (3) ما ورثت من عبد الله بن عمرو أكثر فقالت لهم يا
بني إني كرهت أن يرى أحدكم شيئا من مال أبيه بيد أخيه فيجد في نفسه فلذلك فعلت
ذلك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس (4) وأبو تراب حيدرة بن
أحمد المقرئ (5) قالوا نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (6) أنا محمد بن
الحسين القطان أنا محمد بن الحسن النقاش أن الحسن بن سفيان أخبرهم نا إبراهيم بن
المنذر [أنا محمد] (7) بن معن الغفاري (8)
ح وأخبرنا أبو نصر [بن] (9) رضوان أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا محمد بن خلف بن المرزبان نا أبو سعيد المدني نا إبراهيم بن المنذر الحزامي وذؤيب
ابن عمامة قالا نا محمد بن معن الغفاري حدثني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
قال جمعتنا أمنا فاطمة بنت الحسين فقالت يا بني إنه والله ما نال أحد من أهل السفه
بسفههم ولا [أدركوا ما] (10) أدركوه من لذاتهم (11) إلا وقد أدركه أهل المروءات
بمروءاتهم فاستتروا بستر الله وقال الخطيب فاستتروا بجميل ستر الله
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب أنا أبو محمد قراءة

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: حسين.
(2) تحرفت بالأصل إلى: حسين، والتصويب عن " ز ".
(3) بالأصل و " ز ": وأن.
(4) بالأصل: قيس، والمثبت عن " ز ".
(5) في " ز ": المغربي.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5 / 386.
(7) " أنا محمد " سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
(8) في " ز ": القفاري.
(9) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(10) زيادة لازمة عن تاريخ بغداد، سقطت من الأصل و " ز ".
22

أنا أبو عمر أنا ابن معروف أنا أبو علي (1) نا ابن سعد (2) أنا عبيد الله بن موسى
أنا إسرائيل عن جابر عن امرأة حدثته عن فاطمة بنت حسين إنها كانت تسبح بخيوط معقود
فيها
قال وأنا ابن معروف إجازة أنا الحسين بن فهم نا ابن سعد (3) أنا محمد بن عمر
نا إسماعيل بن عبد الملك عن يحيى بن أبي يعلى قال
لما قدم المال يعني غلة الكتيبة من خيبر (4) وكانت خمس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أبي
بكر بن حزم فقسمه يعني على بني هاشم أصاب كل إنسان خمسين دينارا قال فدعتني
فاطمة بنت حسين فقالت اكتب فكتبت
بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين [من فاطمة] (5) بنت حسين
سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فأصلح الله أمير المؤمنين
وأعانه على ما ولاه وعصم له دينه فإن أمير المؤمنين كتب إلى أبي بكر بن حزم أن يقسم
فينا مالا من الكتيبة ويتحرى بذلك ما كان يصنع من كان قبله من الأئمة الراشدين المهديين
فقد بلغنا ذلك وقسم فينا فوصل الله أمير المؤمنين وجزاه من وال خير ما جزى أحدا من
الولاة فقد كانت أصابتنا جفوة واحتجنا إلى أن يعمل فينا بالحق فأقسم لك بالله يا أمير
المؤمنين لقد اختدم من آل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان لا خادم له واكتسى من كان عاريا
واستنفق من كان لا يجد ما يستنفق
وبعثت إليه رسولا قال فأخبرني الرسول قال فقدمت عليه فقرأ كتابها وأنه
ليحمد الله ويشكره وأمر لي بعشرة دنانير وبعث إلى فاطمة بخمس مائة دينار وقال
استعيني بها على ما يعروك وكتب إليها بكتاب يذكر فضلها وفضل أهل بيتها ويذكر ما
أوجب الله لهم من الحق قال فقدمت عليها بذلك المال
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو

(1) " أنا أبو علي " مكرر بالأصل.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 474.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 390 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي مختصر ابن منظور: حمير.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك للايضاح عن " ز "، وابن سعد.
23

محمد العلوي وهو يحيى بن محمد بن أحمد بن زبارة (1) أبو محمد العلوي صاحب فاخر
النسب ببغداد نا أبو محمد إبراهيم بن علي الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال نا الحسن بن علي العلواني (2) نا علي بن معمر عن إسحاق بن عباد عن
المفضل بن عمر الجعفي قال سمعت جعفر بن محمد يقول حدثني أبي محمد بن علي
حدثني أبي علي بن الحسين قال
لما قتل الحسين بن علي جاء غراب فوقع في دمه وتمرغ ثم طار فوقع في المدينة على
جدار فاطمة بنت الحسين بن علي وهي الصغرى ونعب فرفعت رأسها إليه فنظرت إليه
فبكت بكاء شديدا وأنشأت تقول:
نعب الغراب فقلت من * تنعاه ويلك يا غراب
قال الإمام فقلت من؟ * قال الموفق للصواب
قلت الحسين فقال لي * حقا لقد سكن التراب
إن الحسين بكربلا * بين الأسنة والضراب
فابك الحسين بعبرة * ترضي الإله مع الثواب
ثم استقل به الجناح * فلم يطق رد الجواب
فبكيت مما حل بي * بعد الوصي المستجاب
قال محمد بن علي بن الحسين قال أبي علي بن الحسين:
فنعته لأهل المدينة فقالوا قد جاءتنا بسحر عبد المطلب فما كان بأسرع من أن
جاءهم الخبر بقتل الحسين بن علي
[قال ابن عساكر] (3) إسناد هذه الحكاية لا يثبت وقد ذكرنا أنها كانت مع عيال
الحسين بكربلاء فالله أعلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران
أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا سفيان نا جعفر بن محمد قال سمعت أبي

(1) ضبطت عن الأنساب بضم الزاي وفتح الباء المنقوطة، وزبارة لقب محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب شيخ الطالبية بخراسان في عصره.
(2) كذا بالأصل و " ز "، ولعل الصواب: الحلواني، راجع الأنساب.
(3) زيادة منا.
24

يقول لعمته فاطمة بنت حسين (1) أم عبد الله بن حسن هذه توفي لي ثمان وخمسين فمات
فيها واختلف في وفاته فقيل سنة أربع عشرة [وقيل سنة ست عشرة] (2) وقيل سنة سبع
عشرة وقيل سنة ثمان عشرة
وبقيت فاطمة إلى أن مات
9401 فاطمة بنت سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري الأندلسي
ولدت بالبحرين ورحل بها أبوها إلى أصبهان وحضرت عند فاطمة بنت عبد الله
الجوزدانية (3) ثم قدم بها بغداد فسمعها من أبوي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري (4)،
وابن السمرقندي وأبي بكر ابن صهر هبة وأبي غالب بن البنا وأبي البركات الأنماطي
وأبي الفرج بن يوسف وأبي القاسم زاهر بن طاهر وأبي سعد بن البغدادي وأبي الفضل
بن ناصر وأبي منصور بن خيرون وأبي منصور بن الجواليقي وجماعة غيرهم
وقدمت دمشق مع زوجها علي بن نجا الحنبلي
وسع منها بعض طلبة الحديث
9402 فاطمة المدعوة ست العجم بنت سهل بن بشر
ابن أحمد الإسفرايني المعروفة بالعالمة الصغيرة
سمعت أباها أبا الفرج وأبا نصر أحمد بن محمد بن سعيد الطريثيثي (5)
وما أظنها روت شيئا
وكانت تعظ النساء في بعض المساجد وفي الأعزية لقيتها ولم أسمع منها شيئا
وكانت قد جاءت إلى جدي القاضي أبي الفضل تسأله عن قصتها وكان زوج أختها أبو (6)
مغيث قد طلق أختها وتزوج بها قبل انقضاء عدة أختها فقال لها جدي مذهب الشافعي

(1) تحرفت بالأصل إلى: حسن، والتصويب عن " ز ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(3) ضبطت عن الأنساب بضم الجيم وسكون الواو والزاي نسبة إلى جوزدان ويقال لها كوزدان وهي قرية على باب
أصبهان.
(4) بالأصل: الحرزي، وفي " ز ": الحردي، كلاهما تصحيف، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 235 / أ.
(5) بالأصل: الطرثيثي، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(6) بالأصل: أبي، وفي " ز ": ابن.
25

جواز نكاح الأخت في عدة الأخت فقالت أنا شافعية وأقامت على نكاحه ومضت معه
إلى مصر فماتت هناك
9403 فاطمة بنت عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة
ابن عوف بن عبيد بن عويج بن كعب بن لؤي القرشية العدوية (1)
زوج الوليد بن عبد الملك بن مروان لها ذكر
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا محمد بن
عبد الرحمن بن العباس أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال فولد عبد الله بن مطيع فاطمة
بنت عبد الله تزوجها الوليد بن عبد الملك وأمها أم حكيم بنت عبد الله بن عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب
ولما أهديت فاطمة بنت عبد الله (2) إلى الوليد بن عبد الملك بالشام وكان الوليد
مطلاقا (3) قالت له يا أمير المؤمنين أكرياؤنا يريدون الشخوص فنحبسهم أو يذهبون فقال
قاتل الله بنت المنافق ما أطرفها ثم طلقها (4) بعد ذلك [و] أبوها عبد الله بن مطيع له صحبة
وإنما نسبه الوليد إلى النفاق لأنه شهد الحرة مع أهل المدينة ثم لحق بابن الزبير فقاتل معه
حتى قتل
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو جعفر أنا المخلص أنا أحمد نا
الزبير أخبرني مصعب بن عبد الله قال (5) كان يعني عبد الله بن مطيع على قريش يوم
الحرة وقتل مع ابن الزبير بمكة وهو الذي يقول (6):
أنا الذي فررت يوم الحرة

(1) أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 385 وأنساب الأشراف 8 / 65 طبعة دار الفكر، وسماها عاتكة بنت
عبد الله بن مطيع.
(2) بالأصل: " بنت عبدة عبد الله ".
(3) ذكر البلاذري في أنساب الأشراف 8 / 65 كان الوليد تزوج في خلافته ثلاثا وستين امرأة فكان يطلق الثلاث والثنتين
والواحدة.
(4) العبارة في أنساب الأشراف 8 / 66 قالت عاتكة بنت عبد الله بن مطيع لما تزوجها: إنا اشترطنا على الحمالين
الرجعة في ذلك؟ قال: أقيمي، عليها أربعة أشهر ثم طلقها.
(5) نسب قريش للمصعب ص 384.
(6) الشطور في نسب قريش ص 384 والاستيعاب 2 / 328 والإصابة رقم 6187.
26

والشيخ لا يفر غير مرة
لأجزين كرة بفرة
9404 فاطمة بنت عبد الله
زوج أبي الحسين زيد بن عبد الله البلوطي
حكت عن أبي إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي
حكى عنها علي والحسين ابنا محمد الحنائي (1)
أنبأنا أبو محمد بن صابر وأبو الحسين أحمد بن سلامة الأبار قالا أنا عبد الرحمن
ابن الحسين بن محمد نا أبي قال حدثتنا فاطمة ابنة عبد الله زوجة أبي الحسين البلوطي
قالت سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم التستري يقول طويت ستين يوما
9405 فاطمة بنت عبد العزيز أبي الحسن القاضي
ابن عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني أم العز
سمعت أبا الحسين أحمد بن علي الجوهري الموصلي بأطرابلس وأبا طاهر محمد بن
نصر الإسفيجابي (2) الخطيب بقراءة أبيها والقاضي أبا الفضل محمد بن [أحمد بن] (3) عيسى
السعدي بمصر وسكنت صور
سمع منها أبو الفرج غيث بن علي وأبو الفضل ابن بنت الكاملي
أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسين بن أحمد الصوري قال أخبرتنا العالمة أم العز
فاطمة بنت القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن القزويني قالت نا أبو الحسين
أحمد بن علي الموصلي الجوهري المقرئ الأديب بقراءة والدي عليه بأطرابلس نا أبو
الحسن عبيد الله بن القاسم المراغي (4) نا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري

(1) بالأصل: " الجناي " تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(2) الاسفيجابي ضبطت عن الأنساب بكسر الألف وسكون السين وكسر الفاء هذه النسبة إلى إسفيجاب بلدة كبيرة من
بلاد المشرق من ثغور الترك.
(3) " أحمد بن " سقطتا من الأصل واستدركتا عن " ز ".
(4) بالأصل و " ز ": المراعي.
27

ويعرف بالحنائي قدم علينا مدينة طرابلس نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكسي (1) نا معاذ
ابن عوذ الله القرشي نا سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال
خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعاذ بالباب فقال " يا معاذ " قال لبيك يا رسول الله قال " من
مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " فقال معاذ: يا رسول الله ألا أخبر الناس قال " لا،
دعهم فليتنافسوا في الأعمال فإني أخاف أن يتكلوا عليها "
9406 فاطمة بنت عبد الملك بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية (2)
زوج عمر بن عبد العزيز
حكت عن زوجها عمر بن عبد العزيز
روى عنها المغيرة بن حكيم الصنعاني اليماني وعطاء بن أبي رباح وأبو عبيدة بن
عقبة بن نافع الفهري ومزاحم مولى عمر وزفر مولى مسلمة بن عبد الملك
ودارها بدمشق دار الضيافة التي يكون بها العميان في العقيبة خارج باب الفراديس
أخبرنا أبو الحسين بن الفرء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (3) في
تسمية ولد عبد الملك بن مروان فاطمة بنت عبد الملك ولدت لعمر بن عبد العزيز إسحاق
ويعقوب ابني عمر ثم خلف عليها سليمان الأعور بن داود بن مروان فقال الناس هذا
الخلف الأعور فولدت لسليمان بن داود هشاما وعبد الملك وأمها أم المغيرة بنت
المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا

(1) كذا بالأصل، وفي " ز ": الكنسي، وفي المطبوعة: الكشي، قيل فيه: الكسي والكشي والكجي. راجع الأنساب
ومعجم البلدان.
(2) انظر أخبارها في طبقات ابن سعد 5 / 224 و 393 ونسب قريش ص 165 وحلية الأولياء 5 / 283 وأنساب الأشراف
8 / 181 وأخبارها في مواضع متفرقة من سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي وسيرة عمر بن
عبد العزيز لابن عبد الحكم.
(3) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.
28

أبو عبد الله (1) الكندي نا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام من النساء فاطمة بنت عبد
الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا المخلص نا
أحمد نا الزبير حدثني أبو الحسن المدائني نا أبو هاشم القرشي قال
قال عبد الملك بن مروان لعمر بن عبد العزيز قد زوجك أمير المؤمنين فاطمة بنت عبد
الملك فقال وصلك الله يا أمير المؤمنين فقد كفيت المسألة وأجزلت العطية فأعجب به
فقال بعض ولد عبد الملك هذا كلام تعلمه فأداه فدخل على عبد الملك فقال يا عمر
كيف نفقتك قال بين السبتين (2) قال وما هما قال قول الله " الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا
ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " (3) فقال عبد الملك من علمه هذا؟
أخبرني أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز [بن] (4) أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد نا وزيرة نا حفص بن عمر أبو عمر المقرئ نا إسماعيل
بن جعفر عن عمارة بن غزية قال حضرت [عرس] (5) عمر بن عبد العزيز بفاطمة بنت عبد
الملك فكانوا يسرجون القناديل بالغالية مكان الزيت
قال ونا وزيرة نا أحمد بن محمد أبو جعفر الحذاء كاتب الشافعي نا سويد بن
سعيد الحدثاني (6) حدثني ضمام (7) بن إسماعيل عن أبي قبيل (8) [عن] (9) حي بن يؤمن
حدثني عمارة بن غزية مثله

(1) بالأصل: عبد الملك، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": الستين، وفي المختصر لابن منظور: البينين، وفي المطبوعة: " السيئتين ".
(3) سورة الفرقان، الآية: 67.
(4) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(5) سقطت من الأصل واستدركت للايضاح عن " ز ".
(6) بالأصل: " الحدماني " وفي " ز ": " الحدناني " والصواب ما أثبت وضبط بفتح الحاء والدال نسبة إلى الحديثة بلد
على الفرات راجع الأنساب، وهو سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي أبو محمد الحدثاني، ترجمته في
تهذيب الكمال 8 / 205.
(7) بالأصل و " ز ": صمام، تصحيف.
(8) بدون إعجام بالأصل و " ز "، والصواب ما أثبت وضبط، راجع ترجمة ضمام بن إسماعيل في تهذيب الكمال 9 /
185 وذكر من شيوخه: أبا قبيل حيي بن هانئ المعافري.
(9) سقطت من الأصل و " ز " والمطبوعة واستدركت لتقويم السند، راجع أبي قبيل حي بن هانئ في تهذيب
الكمال 5 / 313 وذكر من شيوخه حي بن يؤمن أبي عشانة.
29

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز (1) نا سويد بن سعيد عن ضمام بن إسماعيل
عن عمارة بن غزية قال لما بنى عمر بن عبد العزيز بفاطمة بنت عبد الملك بن مروان سرج
في تلك الليلة في مسارجها الغالية
قال ونا أحمد نا محمد بن عبد العزيز الدينوري قال سمعت ابن عائشة يقول
سمعت أبي يقول حدثني من رأى على قبة (2) فاطمة ابنة عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن
عبد العزيز مكتوبا:
بنت الخليفة والخليفة جدها * أخت الخلائف والخليفة بعلها
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا
أحمد بن معروف إجازة نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا علي بن محمد عن
أبي أيوب عن خليد بن عجلان قال كان عند فاطمة بنت عبد الملك جوهر فقال لها
عمر من أين صار هذا إليك قالت أعطانيه أمير المؤمنين قال إما أن ترديه إلى بيت
المال وإما أن تأذني (4) في فراقك فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت قالت لا بل
أختارك على أضعافه لو كان لي فوضعته في بيت المال فلما ولي يزيد بن عبد الملك قال
لها إن شئت رددته عليك أو قيمته قالت لا أريده طبت به نفسا في حياته فأرجع فيه بعد
موته لا حاجة لي فيه فقسمه يزيد بين أهله وولده
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (5) نا عبد الله بن محمد نا أحمد بن
الحسين هو ابن نصر الحذاء انا أحمد بن إبراهيم يعني الدورقي نا منصور يعني ابن أبي
مزاحم نا شعيب يعني ابن صفوان نا الفرات بن السائب
أن عمر بن عبد العزيز قال لامرأته فاطمة بنت عبد الملك بن مروان وكان عندها جوهر
أمر لها به أبوها لم ير مثله اختاري إما أن تردي حليك إلى بيت المال وإما تأذني لي (6) في

(1) من هنا إلى قوله: بفاطمة سقط من " ز ".
(2) بالأصل: فيه، خطأ، والتصويب عن " ز ".
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 393.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي ابن سعد: تأذنيني.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 283.
(6) بالأصل و " ز ": " لك " والمثبت عن الحلية.
30

فراقك؟ فإني أكره أن أكون أنا وأنت وهو في بيت واحد قالت لا بل أختارك يا أمير
المؤمنين [عليه] (1) وعلى أضعافه لو كان لي فأمر به فحمل حتى وضع في بيت مال
المسلمين فلما هلك عمر واستخلف يزيد قال لفاطمة إن شئت رددته عليك قالت فإني
لا أشاؤه طبت عنه نفسا في حياة عمر وأرجع فيه بعد موته لا والله أبدا فلما رأى ذلك
قسمه بين أهله وولده
أنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا
عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) حدثني (3) محمد بن أبي زكير أنا ابن وهب حدثني
مالك
أن عمر بن عبد العزيز كان عند سليمان بن عبد الملك وهو بمنزله وكان سليمان
يقول ما هو إلا أن يغيب عني هذا الرجل فما أجد أحدا يفقه عني فقال له عمر بن عبد
العزيز يوما حق هذه المرأة ألا تدفعه إليها قال وأي امرأة قال فاطمة بنت عبد الملك
فقال سليمان أوما علمت وصية أمير المؤمنين عبد الملك قم يا فلان فائتني بكتاب أمير
المؤمنين وكان كتب إنه ليس للبنات شئ فقال له [عمر] (4) إلى المصحف أرسلته
فقال ابن لسليمان عنده ما يزال رجال يعيبون كتب الخلفاء وأمرهم (5) حتى تضرب
وجوههم فقال عمر إذا كان هذا الأمر إليك وإلى ضربائك كان ما يدخل على العامة من
ضرر ذلك أشد مما يدخل على ذلك الرجل من ضرب وجهه فغضب عند ذلك سليمان
فسب ابنه ذلك وقال أتستقبل (6) أبا حفص بهذا فقال عمر إن كان عجل علينا فقد
استوفينا
هذا الابن (7) أيوب بن سليمان (8)

(1) زيادة عن حلية الأولياء.
(2) قوله: " نا يعقوب " مكرر بالأصل.
(3) الخبر رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 598 - 599.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز "، والمعرفة والتاريخ.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي المعرفة والتاريخ: وأميرهم.
(6) بالأصل: استقبل تصحيف، والمثبت عن " ز "، والمعرفة والتاريخ.
(7) بالأصل و " ز ": " إلا من " والمثبت عن المختصر.
(8) قوله: " هذا الابن أيوب بن سليمان " ليس في المعرفة والتاريخ.
31

قال ونا يعقوب (1) حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرني أشهب قال قال مالك
دخل عمر بن عبد العزيز على فاطمة امرأته في كنيسة بالشام فطرح عليها خلق ساج (2)
عليه ثم ضربه على فخذها فقال يا فاطم لتحن (3) ليالي دابق أنعم منا اليوم فذكرها ما
كانت نسيت من عيشها فضربت يده ضربة فيها عنف تنحيها (4) عنها وقالت لعمري لأنت
اليوم أقدر منك يومئذ فأكسعته (5) أي عبس وتحزن من ذلك فقام يريد (6) آخر الكنيسة
وهو يقول بصوت حزين يا فاطم " إن أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " (7)
بصوت حزين فبكيت فاطمة فقالت اللهم أعذه من النار
أنا (8) أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد
وأبو محمد بن أبي نصر وأبو بكر القطان وأبو نصر بن الجندي وأبو القاسم بن أبي
العقب نا أبو زرعة نا يسرة (9) نا عبد الجبار بن الورد عن ابن (10) أبي مليكة عن علي
بن خالد عن المغيرة بن حكيم عن فاطمة بنت عبد الملك أنها أخبرته
أن عمر بن عبد العزيز كان قد ضجر على جارية من جواريها في مرضه الذي هلك فيه
فكان لا يراها إلا انتهرها وقال أخرجوها فلما كان يوم ونزلنا بعض الشام قال دخلت علينا
فانتهرها ثم قال أخرجوا عني ثم شخص ببصره إلى كوة في القيطون (11) فقال مرحبا
وأهلا والله إني لأرى وجوها ما هي بوجوه إنس ولا جن فارتفعوا عني وقال " تلك الدار
الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " (12)، قالت:

(1) الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 569 - 570.
(2) الساج: الطيلسان الضخم المقور الغليظ.
(3) بالأصل: ليحر، وبدون إعجام في " ز "، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(4) بالأصل: " مسحها " وفي " ز ": " فنحاها " والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(5) في المعرفة والتاريخ: فاكتنفه ذلك.
(6) في المعرفة والتاريخ: " وتحرى مقام يزيد ".
(7) سورة الأنعام، الآية: 15، وسورة يونس، الآية: 15 وسورة الزمر، الآية: 13.
(8) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: أخبرنا.
(9) بدون إعجام بالأصل و " ز "، والصواب ما أثبت وضبط، وهو: يسرة بن صفوان اللخمي، أبو صفوان، راجع
ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 410.
(10) بالأصل: " عن أبي ابن مليكة " خطأ، والتصويب عن " ز ".
(11) القيطون: المخدع، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير.
(12) سورة القصص، الآية: 83.
32

فخرجنا كلنا مليا ثم قال مسلمة لي يا أخية والله لقد طال مكثنا عن أمير المؤمنين قالت
فدخلنا عليه فإذا هو مسجى (1) بثوبه كأنما حرقه أهله جميعا وقد استقبل استقبل به القبلة والله ما
كان على القبلة
أنا (2) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو
علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا أحمد بن إبراهيم بن كثير وغير واحد قالوا نا وهب
ابن جرير نا أبي قال سمعت المغيرة بن حكيم قال
قالت لي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز كنت أسمع عمر
في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم أخف عليهم موتي ولو ساعة من نهار فلما كان اليوم
الذي قبض فيه خرجت من عنده فجلست فلي بيت آخر بيني وبينه باب وهو في قبة له
فسمعته يقول " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة
للمتقين " ثم هدأ فجعلت لا أسمع له حركة ولا كلاما فقلت لوصيف كان يخدمه ويحك
أنظر أمير المؤمنين أنائم هو فلما دخل عليه صاح فوثبت فدخلت عليه فإذا هو ميت قد
استقبل القبلة وأغمض نفسه فوضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا ابن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله نا
يعقوب (3) نا عبد الله بن عثمان نا عبد الله بن المبارك نا جرير بن حازم نا المغيرة بن
حكيم قال قالت لي فاطمة:
كنت أسمع عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم أخفل عليهم
موتي ولو ساعة من نهار قالت فقلت له يوما يا أمير المؤمنين ألا أخرج عنك عسى أن
تغفى شيئا فإنك لم تنم قالت فخرجت عنه إلى بيت إلى جانب (4) البيت الذي هو فيه
قالت [فجعلت] (5) أسمعه يقول " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في
الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " يرددها مرارا ثم أطرق فلبثت طويلا لا أسمع له حسا

(1) في " ز ": مثجى.
(2) كذا بالأصل و " ز ": " أنا " وفي المطبوعة: أخبرنا.
(3) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 590 وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 36 - 37.
(4) في المعرفة والتاريخ: جنب.
(5) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز "، والمعرفة والتاريخ.
33

فقلت لوصيف له كان يخدمه ويحك ادخل فانظر فلما دخل صاح فدخلت عليه
فوجدته ميتا قد أقبل بوجهه إلى القبلة ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه
9407 فاطمة بنت علي بن أحمد بن منصور بن قبيس الغساني
سمعت أباها الفقيه أبا الحسن المالكي
وسمع منها بعض أصحابنا
وكانت امرأة متدينة (1) حجت هي وأختها ولم يتزوجا ووقفا وقفا على إمام محراب
جامع دمشق وعلى الفقهاء المالكية المشتغلين بالفقه في جامع دمشق
وماتت ليلة السبت ثاني شوال سنة سبع وستين وخمسمائة ودفنت بباب الصغير
9408 فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا
أم أبيها بنت أبي الحسن العكبري
ولدت ببغداد وسمعت بها أبا جعفر بن المسلمة والقاضي أبا الغنائم محمد بن علي
الدجاجي (2) وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وغيرهم من شيوخ بغداد
وقدمت دمشق في طلب ابن لها كان يخدم العسكرية في سياسة الدواب دلنا عليها علي
البغدادي المبيض فقرأت عليها جزء صفة المنافق عن ابن المسلمة وجزءا من حديث أبي
الحسن الحربي عن أبي الغنائم بن الدجاجي (3) سنة ست وعشرين وخمسمائة ثم سألت عنها
بعد مديدة يسيرة فلم أظفر لها بخبر وأظنها ماتت بدمشق والله أعلم
أخبرتنا أم أبيها فاطمة بنت علي بن الحسين في منزلها بقراءتي عليها قالت أنا أبو
جعفر محمد بن أحمد بن محمد (4) بن المسلمة أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي نا قتيبة نا ابن لهيعة عن ابن (5)
يونس وهو سليمان (6) بن جبير مولى أبي هريرة عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل: الرجاجي، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) راجع الحاشية السابقة.
(4) لفظتا " محمد بن " سقطتا من المطبوعة.
(5) في " ز ": أبي.
(6) كذا بالأصل ومثله في " ز "، وكتب على هامشها: " سليم " وهو الصواب وهو سليم بن جبير ويقال ابن جبيرة
السدوسي أبو يونسي المصري، ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 476.
34

" ويل للعرب من شر قد اقترب فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي
كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا فيبيع (1) دينه بعرض من الدنيا قليل المتمسك فيهم
يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى " [13766].
9409 فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
ابن هاشم بن عبد مناف الهاشمية (2)
أمها أم ولد
روت عن أسماء بنت عميس وأخيها محمد ابن الحنفية
روى عنها الحارث بن كعب الكوفي ورزين (3) بياع الأنماط وأبو مهل (4) عروة بن
عبد الله بن قشير والحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم وعيسى بن عثمان وموسى
الجهني
وقدم بها دمشق في عيال الحسين بعد قتله على يزيد وقد تقدم ذكر قدومها
أخبرنا أبو القاسم الشيباني أنا أبو علي الواعظ أنا أبو بكر القطيعي أنا عبد الله بن أحمد
حدثني أبي (5) نا يحيى بن سعيد عن موسى الجهني قال دخلت على فاطمة بنت
علي فقال لها رفيقي أبو مهل (4) كم لك؟ قال ست وثمانون سنة قال ما سمعت من أبيك
شيئا؟ قالت حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال العلي " أنت مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي " [13767]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو منصور بن شكرويه أنا إبراهيم بن عبد الله بن
محمد نا أبو عبد الله المحاملي نا فضل بن سهل الأعرج نا جعفر بن عون أنا موسى

(1) كذا بالأصل، وفي " ز ": " يبيع " وهو أشبه.
(2) ترجمتها في طبقات ابن سعد 8 / 465 ونسب قريش للمصعب ص 44 و 46 وأنساب الأشراف 2 / 414 (طبعة دار
الفكر).
(3) رسمها وإعجامها مضطربان وصورتها: " وردبى " تصحيف، والمثبت عن " ز ". ضبطت رزين بفتح أوله وكسر
الزاي عن تقريب التهذيب وهو رزين بن حبيب الجهني الكوفي البزاز بياع الأنماط والأنماط واحدها نمط وهو
ضرب من السبط. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 202 ط دار الفكر.
(4) تحرفت في المسند إلى: " سهل ".
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 307 رقم 27149 طبعة دار الفكر.
35

الجهني عن فاطمة بنت علي عن أسماء بنت عميس قالت إنها سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول
" يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي [13768]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن وأحمد بن محمد بن
إبراهيم
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد أنا أبي أبو طاهر
قالا أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم نا أبو العباس أحمد بن محمد بن
سعيد بن عقدة (1) نا أحمد بن يحيى بن زكريا وفضل بن الحسن بن زيد قالا نا عبد
الرحمن بن شريك حدثني أبي عن عروة بن عبد الله بن قشير قال
دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب فرأيت في عنقها خرزة ورأيت في يديها
مسكتين (2) وهي عجوز كبيرة فقلت لها ما هذا فقالت إنه يكره للمرأة أن تشبه بالرجال
ثم حدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن علي بن أبي طالب دفع إلى نبي الله (صلى الله عليه وسلم)
وقد أوحي إليه فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس يقول غابت قالت فلما
سري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) رفع رأسه فقال " صليت يا علي العصر؟ " قال لا قال فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) " اللهم ردها على علي " قالت أسماء فوالله لنظرت إليها بيضاء على هذا الجبل حتى
صلى فرأيتها طلعت حتى صارت في وسط المسجد
قال ونا أحمد بن يحيى نا عبد الرحمن قال قال أبي وحدثني موسى الجهني نحوه
رواه إبراهيم بن الحسن عن فاطمة بنت الحسين عن أسماء بنت عميس
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال في تسمية
ولد علي (3) قال وخديجة وفاطمة وأمامة بنات علي لأمهات أولاد شتى وكانت فاطمة
بنت علي عند أبي سعيد (4) بن عقيل فولدت له حميدة ثم خلف عليها سعيد بن الأسود بن

(1) في " ز ": عقرة.
(2) المسكة بالتحريك، السوار من الذبل، وهي قرون الأوعال أو العاج (اللسان).
(3) انظر الخبر في نسب قريش للمصعب ص 44 و 46.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي نسب قريش للمصعب: محمد بن أبي سعيد بن عقيل.
36

أبي البختري (1) فولدت له برة وخالدة ثم خلف عليها المنذر بن عبيدة بن الزبير بن
العوام فولدت له عثمان وكندة (2) درجا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا عبد القادر بن محمد أنا الجوهري قراءة
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد قال (3)
فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأمها أم ولد
تزوجها محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب فولدت له حميدة بنت محمد ثم خلف
عليها سعيد بن الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي
فولدت له برزة (4) وخالدا ابني سعيد ثم خلف عليها المنذر بن عبيدة (5) بن الزبير بن
العوام فولدت له عثمان وكنزة (6) ابني المنذر وقد بقيت فاطمة بنت علي وروي عنها
[قال ابن عساكر] (7) كان في أصل ابن حيوية خالدة (8) فغيره وجعله خالدا
والصواب الأول (9)
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوه أنا أبو
الحسن (10) اللنباني (11) نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا إسماعيل بن
أبان الوراق عن حبان (12) بن علي عن رزين بياع الأنماط عن فاطمة بنت علي بن أبي

(1) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": البحتري، والمثبت عن نسب قريش.
(2) تقرأ بالأصل: " كتره " ومثله في " ز " وفي المطبوعة: كنزة، والمثبت عن نسب قريش.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكرى 8 / 465 - 466.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وابن سعد، وتقدم في الخبر السابق: برة وخالدة.
(5) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: عبدة، والتصويب عن ابن سعد.
(6) كذا بالأصل و " ز " هنا: كنزة، وفي ابن سعد: كبرة.
(7) زيادة منا.
(8) بالأصل: خالد، والمثبت عن " ز ".
(9) يعني: خالدة، وهو ما جاء في الخبر عن مصعب الزبيري في نسب قريش.
(10) تحرفت بالأصل إلى: الحسين، والصواب عن " ز ".
(11) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: اللبناني.
(12) بالأصل: حيان، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
37

طالب قالت (1) شكوت إلى محمد بن علي كثرة السهر والفكر فقال اجعلي سهرك وفكرك
في ذكر الموت قالت ففعلت فذهب عني السهر والفكر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي (2)
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر قالوا أنا
الوليد أنا علي بن أحمد أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال فاطمة بنت علي لم تسمع
من أبيها شيئا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا أبو محمد
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا ابن الفهم نا ابن سعد (3) أنا أحمد
ابن عبد الله بن يونس نا زهير نا عروة بن عبد الله بن قشير أنه دخل على فاطمة بنت علي
بن أبي طالب قال فرأيت في يديها (4) مسكا غلاظا في كل يد اثنين اثنين قال ورأيت في
يدها خاتما وفي عنقها خيطا فيه خرز قال فسألتها عنه فقالت إن المرأة لا تشبه
بالرجال
قال ونا ابن سعد (5) أنا عبد الله بن جعفر الرقي نا عبيد الله بن عمرو عن عبد
الكريم عن عيسى بن عثمان قال كنت عند فاطمة بنت علي فجاء رجل يثني على أبيها
عندها فأخذت رمادا فسفت في وجهه
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن (6) وأبي (7) الفضل بن ناصر عن أبي
المعالي محمد بن عبد السلام أنا علي بن محمد بن خزفة نا محمد بن الحسين الزعفراني

(1) بالأصل: قال، والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل: العتقي، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 466.
(4) بالأصل و " ز ": يدها، والمثبت عن ابن سعد.
(5) طبقات ابن سعد 8 / 466.
(6) تحرفت بالأصل إلى: الحسين، والمثبت عن " ز ".
(7) بالأصل: " أبو " والمثبت عن " ز ".
38

نا ابن أبي خيثمة نا عبد الله (1) بن جعفر نا عبيد الله يعني ابن عمرو عن عبد الكريم وهو
ابن مالك عن عيسى بن عثمان قال كنت عند فاطمة بنت علي فجاء رجل يثني على أبيها
عندها فأخذت رمادا فسفت في وجهه
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الوهاب
الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا محمد الفرغاني أنا الطبري قال (2) وفيها يعني سنة
سبع عشرة ومائة ماتت فاطمة ابنة علي وسكينة ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب
9410 فاطمة بنت علي بن عبد الله بن العباس
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
عمة السفاح والمنصور كانت امرأة حازمة وكانت مع أبيها بالحميمة لها ذكر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال في تسمية ولد علي بن
عبد الله بن عباس قال (3) وفاطمة وأم عيسى الكبرى وأم عيسى الصغرى - وذكر غيرهن -
بنات علي وهن لأمهات أولاد شتى وكانت فاطمة بنت علي أسنهن وأفضلهن (4)،
وأجزلهن وكان إخوتها وبنو إخوتها أبو العباس أمير المؤمنين وأبو جعفر المنصور أمير
المؤمنين وغيرهم يكرمونها ويعظمونها ويبجلونها لحزمها وعقلها ورأيها
9411 فاطمة بنت مجلي
امرأة صالحة لها ذكر
قرأت بخط أبي الفرج محمد بن أحمد بن عثمان الزملكاني حدثتني ستيت ابنة
الداراني قالت:
رأيت فاطمة بنت مجلي بعدما ماتت في النوم وإذا عليها ثياب حرير وأسورة من
ذهب قالت فقلت لها من أين لك هذا فقالت أما تقرئين القرآن قالت قلت بلى

(1) تحرفت بالأصل إلى: " عبد الرحمن " والمثبت عن " ز ".
(2) تاريخ الطبري 7 / 107.
(3) انظر نسب قريش للمصعب ص 29 و 30.
(4) في " ز ": " وأفصحهن " وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، وكتب عليه: وأفضلهن.
39

قالت أما تقرئين فيها " يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " (2)
قالت فقلت لها فأختك كيف حالها فقالت أختي أرفع حالا مني قالت قلت بماذا؟
قالت بصبرها على زوجها
وكانت فاطمة هذه تقاربني من النساء وكانت قد بانت من الدنيا وزهدت فيها
فكانت تصوم النهار وتقوم الليل وتتقلل من كل شئ وتكثر الصدقة والصلة للأرحام
وغير ذلك من المعروف حتى ماتت رحمها [الله] (3) وبقيت أختها بعدها
9412 فاطمة بنت مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس أخت عبد الملك
لها ذكر في حكاية
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفتح الزاهد أنا أبو محمد
عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي [أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي أنا
جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي] (4) أنا أبو محمد عبد الله بن يونس (5) أنا بقي بن
مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني أبو عبد الله أحمد المروزي نا يحيى بن عبد
الملك بن أبي غنية عن نوفل بن الفرات قال قال كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان
على أبواب القصور فلما ولي عمر بن عبد العزيز قال لا يلي إنزالها أحد غيري قال
فأدخلوها على دابتها إلى باب قبته فأنزلها ثم طبق لها وسادتين إحداهما على الأخرى برا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
أبو القاسم البغوي نا داود بن عمرو نا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن
نوفل بن الفرات:
أن عمر بن عبد العزيز قال لعمته يا عمة إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبض وترك الناس على
نهر مورود فولي ذلك النهر بعده رجل فلم يستخص منه بشئ ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك

(1) بالأصل: و " ز ": ولؤلؤ.
(2) سورة الحج، الآية: 23.
(3) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن " ز "، وفي " ز ": عبد اللخمي.
(5) في " ز ": " موسى " وكتب فوقها: " يونس ح " وفي المطبوعة: أبو محمد عبد الله بن موسى بن يونس.
40

الرجل رجل فلم يستخص منه بشئ ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل فكري منه
ساقية ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسا ليس فيه قطرة وأيم الله لئن
أبقاني الله لأسكرن (1) تلك السواقي حتى أجريه مجراه الأول [قالت] (2) فلا يسبوا عندك
إذا قال ومن يسبهم (3) إنما يرفع الرجل إلي مظلمة فأردها عليه
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الأصبهاني (4) نا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن
أحمد بن حنبل [حدثني أبي] (5).
ح (6) قال ونا أبو حامد بن جبلة نا محمد بن إسحاق قالا نا زياد بن أيوب نا
يحيى بن أبي غنية نا نوفل بن الفرات (7) قال:
كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان على أبواب القصور (8) فلما ولي عمر قال لا
يلي إنزالها أحد غيري فأدخلوها على دابتها إلى باب قبته فأنزلها ثم طبق لها وسادتين
إحداهما على الأخرى ثم أنشأ يمازحها ولم يكن من شأنها (9) المزاح فقال أما رأيت
الحرس الذي على الباب؟ قالت بلى فربما رأيتهم عند من هو خير منك فلما رأى الغضب
لا يتحلل عنها أخذ في الجد وترك المزاح فقال يا عمة إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قبض فترك
الناس على نهر مورود فولي ذلك النهر بعده رجل فلم يستنقص (10) منه شيئا ثم ولي ذلك
النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فلم يستنقص (11) منه شيئا ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل
رجل آخر فكرى منه ساقية ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسا ليس فيه
قطرة وأيم الله لئن أبقاني الله لأسكرن تلك الساقي حتى أعيده إلى مجراه الأول قالت فلا

(1) سكر النهر سكرا: سد فاه.
(2) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(3) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": " مسهم ".
(4) رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء 5 / 273 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
(5) سقطت اللفظتان من الأصل و " ز "، وزيدت عن الحلية.
(6) " ح " حرف التحويل زيد عن " ز ".
(7) في حلية الأولياء: نوفل بن أبي الفرات.
(8) في الحلية: القصر.
(9) كذا بالأصل و " ز "، والمختصر والمطبوعة، وفي الحلية: شأنه.
(10) بالأصل: يستقض، وفي " ز ": يستنفض، والمثبت عن الحلية.
(11) انظر الحاشية السابقة.
41

يسبوا عندك إذا قال ومن يسبهم إنما يرفع إلي الرجل مظلمته فأردها عليه (1)
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنا منصور بن الحسين (2) أنا محمد بن إبراهيم
ابن المقرئ نا أبو عروبة نا علي بن إبراهيم نا عبد الله بن صالح قال وحدثني الليث
قال:
فلما ولي عمر بدأ بلحمته (3) وأهل بيته فأخذ ما بأيديهم وسمى أموالهم مظالم
ففزعت بنو أمية إلى فاطمة بنت مروان عمته فأرسلت إليه إنه قد عناني أمر فذكر الحكاية
وقد تقدمت في ترجمة عمر بن عبد العزيز
ورويت هذه القصة لأم عمر بنت مروان فلا أدري اسمها فاطمة أم لا ولم يذكر الزبير
ابن بكار ولا محمد بن سعد في تسمية بنات مروان فاطمة وذكر الزبير أم عمر وقال ابن
سعد أم عمرو فالله أعلم
9413 فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم (4)
أخت خالد بن الوليد
كانت مع زوجها الحارث بن هشام يوم أحد قبل أن تسلم ثم أسلمت ولها صحبة
روت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا واحدا
روى عنها ابن ابنها أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
وخرجت مع زوجها الحارث إلى الشام واستشارها خالد في بعض أمره
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن بن الحسن
الخلعي أنا أبو محمد بن النحاس نا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد نا عباس بن محمد
الدوري نا مالك بن إسماعيل نا عبد السلام بن حرب أن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
أخبرهم عن إبراهيم بن عباس [بن الحارث] (5) عن أبي بكر بن الحارث عن فاطمة بنت

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي الحلية: عليهم.
(2) بالأصل: " الحسن " وفي " ز ": " الحسين " وعلى هامشها: " الحسن " والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(3) اللحمة: القرابة.
(4) انظر ترجمتها وأخبارها في الإصابة رقم 857، وطبقات ابن سعد 8 / 261 ونسب قريش للمصعب ص 322
وجمهرة ابن حزم ص 145 وأسد الغابة 6 / 232.
(5) الزيادة بين معكوفتين عن " ز ".
42

الوليد أم أبي بكر (1) أنها كانت بالشام تلبس الثياب من الجباب الخز ثم تتزر فقيل لها أما
يغنيك هذا عن الإزار قالت فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمرنا بالإزار (2) [13769].
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم نا سليمان بن أحمد
ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع قالا نا علي بن عبد العزيز نا أبو غسان مالك بن
إسماعيل نا عبد السلام بن حرب عن إسحاق بن أبي فروة وفي حديث سليمان عن
إسحاق بن عبد الله عن إبراهيم بن العباس بن الحارث عن أبي بكر بن الحارث عن
فاطمة بنت الوليد أنها كانت تلبس بالشام من ثياب الخز وفي حديث سليمان أنها كانت
بالشام تلبس الثياب من ثياب الخز ثم تأتزر فقيل لها أما يغنيك هذا عن الإزار فقالت إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمر بالإزار [13770]
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا
أحمد بن سليمان نا الزبير قال (3) في تسمية ولد الوليد بن المغيرة وفاطمة بنت الوليد
ولدت عبد الرحمن وأم حكيم ابني الحارث بن هشام وأمها حنتمة بنت شيطان واسمه
عبد الله بن عمرو بن كعب بن واثلة (4) بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي أنا أبو طالب نا الجوهري
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا ابن الفهم نا ابن سعد قال (5) فاطمة
بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمها حنتمة بنت شيطان وهو عبد
الله بن عمرو بن كعب بن واثلة (6) بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة تزوجها

(1) كذا بالأصل و " ز "، وأبو بكر هو ابن عبد الرحمن، وهو ابن ابنها، قال ابن الأثير في أسد الغابة: " وكثيرا ما
يقولون للجد والجدة أب وأم " وفاطمة بنت الوليد هي جدة أبي بكر.
(2) أسد الغابة 6 / 232.
(3) الخبر في نسب قريش للمصعب ص 322.
(4) كذا بالأصل: واثلة، وفي " ز "، ونسب قريش: وائلة.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 261.
(6) في ابن سعد: وائلة.
43

الحارث بن هشام بن المغيرة فولدت عبد الرحمن بن الحارث وأم حكيم زاد في الأصل
ابن كعب فزاد ابن حيوية فيه ياء وجعله كعيبا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر (1) حدثني ابن أبي سبرة
عن موسى بن عقبة [عن أبي حبيبة] (2) مولى الزبير عن عبد الله بن الزبير قال
لما كان يوم الفتح أسلمت فاطمة بنت الوليد بن المغيرة
رواه ابن (3) سعد (4) عن الواقدي وزاد فيه وأتت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبايعته
أخبرنا أبو طالب (5) بن أبي عقيل أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو محمد [بن] (6)
النحاس أنا أبو سعيد بن الأعرابي نا يحيى بن أبي طالب نا الفضل بن دكين نا عبد
الواحد بن أيمن حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن خالد بن الوليد
استشار أخته في شئ فأشارت عليه فقام فقبل فمها
أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي وغيره إذنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن
حيوية أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد أنا
محمد بن عمر قال وفيها يعني سنة عشرين تزوج عمر بن الخطاب فاطمة بنت الوليد بن
المغيرة أم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
9414 فسيلة (7) بنت واثلة بن الأسقع
روت عن أبيها
روى عنها عباد بن كثير الفلسطيني

(1) رواه الواقدي في مغازيه 2 / 850.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز "، ومغازي الواقدي.
(3) بالأصل و " ز ": أبو، خطأ.
(4) راجع طبقات ابن سعد 8 / 261.
(5) بالأصل و " ز ": " غالب " تصحيف، والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(6) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(7) كذا بالأصل و " ز "، وقيل فيها: جميلة وقيل: خصيلة، تقدمت ترجمتها في " خصيلة " في هذا الجزء، ولو
المصنف إلى ذلك.
44

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا زياد بن الربيع نا عباد بن كثير الشامي من أهل فلسطين عن
امرأة منهم يقال لها فسيلة أنها قالت سمعت أبي يقول سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا
رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه (2) قال " لا ولكن من العصبية أن ينصر
[الرجل] (3) قومه على الظلم " [13771]
قال أبو عبد الرحمن (4) سمعت من يذكر من أهل العلم أن أباها يعني فسيلة واثلة بن
الأسقع ورأيت أبي جعل هذا الحديث في آخر أحاديث واثلة فظننت أنه ألحقه في حديث
واثلة
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفقيه أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن
مسرور أنا أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر الإسفرايني حدثني عبد الله بن محمد بن ناجية
نا محمد بن المثنى نا زياد بن الربيع أبو خداش (5) نا عباد بن كثير الشامي من أهل
فلسطين عن امرأة منهم يقال لها فسيلة أنها سمعت أباها يقول سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني
فقلت يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل قومه قال " لا ولكن من العصبية أن
يعين الرجل قومه على الظلم "
قال أبو موسى فسيلة هذه يقال (6) إنها ابنة واثلة بن الأسقع
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا عمر بن علي نا زياد بن الربيع نا عباد بن كثير الفلسطيني عن امرأة
منهم يقال لها فسيلة عن أبيها قال قلت يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل
قومه قال " لا ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم " [13772]
قال زياد وقد رأيت فسيلة

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند (6 / 153 رقم 17479) طبعة دار الفكر.
(2) بالأصل و " ز ": " قوما " والمثبت عن المسند.
(3) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز "، والمسند.
(4) يعني عبد الله أحمد بن حنبل.
(5) بالأصل: " نا زياد بن الربيع، نا أبو خراش " وفي " ز ": نا زياد بن الربيع اليحمدي نا محمد نا أبو خراش "
والصواب ما أثبت: وهو زياد بن الربيع اليحمدي أبو خداش البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 371.
(6) بالأصل: فقال، والمثبت عن " ز ".
45

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا إسماعيل بن مسعدة أنا أبو عمرو عبد الرحمن
ابن محمد الفارسي أنا أبو أحمد بن عدي (1) نا علي بن إبراهيم بن الهيثم نا علي بن
الحسين الخواص نا الوليد بن مسلم نا صدقة بن يزيد عن ابنة (2) واثلة عن أبيها قال
قلت يا رسول الله الرجل يحب قومه أعصبي هو؟ قال " لا، إنما العصبي الذي يعين قومه
على الظلم " [13773].
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه المالكي أنا أبو المنجى حيدرة بن علي بن
محمد بن إبراهيم المالكي أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحسن بن حذلم نا يزيد بن
محمد نا سليمان بن عبد الرحمن نا الوليد بن مسلم حدثني صدقة بن يزيد قال حدثتني
بنت واثلة بن الأسقع أنها سمعت أباها يحدث قال قلت يا رسول الله الرجل يحب قومه
أعصبي هو؟ قال " لا " قلت فمن العصبي يا رسول الله؟ قال الذي يعين قومه على الظلم "
" حرف القاف "
" قزعة "
9415 قزعة الحجازية
حكت عن الوليد بن يزيد
حكى عنها ابنها أبو بسطام موسى بن خالد صامة
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين قال
قزعة (3) حجازية قديمة من محسنات قيان الحجاز أخذت عن عزة الميلاء وجميلة
وابن مسحج وابن محرز وهي إحدى القيان اللواتي غنين جميلة لما شيعها مغنو أهل
الحجاز ومغنياتهم حين حجت فأمرتهم أن يغنوا على مراتبهم فقالت لقزعة هذه وجاريتين
أخريين من قيان أهل الحجاز ومغنياتهم يقال لهما فسيلة (4) ولذة العيش أن يتراسلن بينهن في
هذا الصوت (5):

(1) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 4 / 78 في أخبار صدقة بن يزيد.
(2) في الكامل لابن عدي: بنت.
(3) ورد في الأغاني 8 / 220 فرعة.
(4) كذا رسمها بالأصل، وفي " ز ": قيلة، واعتمد في المطبوعة: نتيلة، ولعل الصواب: " بلية كما في الأغاني 8 / 220.
(5) الشعر في الأغاني 8 / 220 بدون نسبة.
46

لعمري لئن كان الفؤاد من الهوى * بغى (1) سقما إني إذا لسقيم
علي دماء البدن إن كان حبها * على النأي في طول الزمان يريم
تلم ملمات فينسين بعدها * ويذكرن منا (2) العهد وهو قديم
فأقسم ما صافيت (3) بعدك خلة * ولا لك عندي في الفؤاد قسيم
وتزوجت قزعة مغنيا يقال له خالد صامة وهو بعض مغني الحجاز المتقدمين وله صنعة
حسنة وكان متصلا بالوليد بن يزيد فلما ولي الخلافة انقطع إليه وانتقل عن الحجاز إلى
دمشق هو وامرأته فلم يزالا بها حتى قتل الوليد وهو الذي غنى الوليد بن يزيد في قول ابن
أذينة (4) يرثي أخاه بكرا (5):
سرى همي وهم المرء يسري * وغار النجم إلا قيس فتر (6)
أراقب في المجرة كل نجم * تعرض للمجرة كيف يجري
لهم ما أزال له مديما * كأن (7) القلب أبطن (8) حر جمر
على بكر أخي ولى (9) حميدا * وأي العيش يصلح (10) بعد بكر
قال فقال له الوليد بن يزيد ويحك يا صم من يقول هذا فقال ابن أذينة فقال
عيشنا والله يصفو على رغمه بعد بكر وقبله لقد تحجر هذا الأحمق واسعا وولدت قزعة من
خالد صامة ابنا له يقال له موسى وكان يكنى أبا بسطام وكان مغنيا أيضا وأدرك الدولة
العباسية وكان أهل الحجاز يسمونه ابن دفتي (11) المصحف

(1) بالأصل: نعى، وبدون إعجام في " ز "، والمثبت عن الأغاني.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: ويذكر منها.
(3) بالأصل: صافت، تحريف، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(4) يعني عروة بن أذينة، وأذينة لقبه، واسمه يحيى بن مالك. شاعر غزل مقدم من أهل المدينة. راجع أخباره في
الأغاني 18 / 322.
(5) الأبيات في الأغاني 18 / 333 - 334.
(6) يعني مقاداره.
(7) رسمها بالأصل: كأبي، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(8) كذا في الأصل و " ز "، وفي الأغاني: أضرم.
(9) بالأصل: " وأبي " والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(10) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: يصفو.
47

9416 قطبة ابنة هرم بن قطبة مولاة أبي الشعثاء الفزاري
روت عن أبي سفيان مدلوك وكانت له صحبة
روى عنها مطر بن (1) العلاء الفزاري وقد تقدم حديثها في ترجمة محمد بن أحمد بن
محمد بن مطر الفزاري
9417 قطر الندى بنت أبي الحسن خمارويه بن أحمد بن طولون
تزوجها الخليفة المعتضد بالله وحملت إليه إلى بغداد لها ذكر
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أخبرني أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم أحمد بن عبد
الله نا سليمان بن أحمد قال أخبرت أن المعتضد قال في قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد
بن طولون:
حسرات في فؤادي * شردت عني رقادي
وهموم طارقات * وكلتني بالسهاد
ههنا جسمي مقيم * وببغداد فؤادي
هكذا كل محب * باع قربا ببعاد
أملك الخلق ولكن * تملك الجود (2) قيادي
ملك الجود فؤادي * مثل ملكي للعباد
" حرف الكاف "
9418 كتيبة بنت الوقعة السعدية
من النسوة الشواعر لها ذكر في فتنة أبي الهيذام
قرأت بخط أبي الحسين الرازي فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته
من المريين (3) قال وقالت امرأة من بني ثعلبة بن سعد يقال لها كتيبة بنت الوقعة:
ناد القبائل من عدنان واعل به * وارفع بذلك منك الصوت إعلانا (4)

(1) بالأصل: " أبو " والمثبت عن " ز ".
(2) كذا بالأصل و " ز " في الموضعين: " الجود " وفي المطبوعة: الخود.
(3) في الأصل: " المدنين " وفي " ز ": " المرسن " ولعل ما أثبت الصواب.
(4) جاء هذا البيت الثاني في المطبوعة.
48

وناد يا عامر الغارات أسر بهم * حتى تبيد بهم خضراء قحطانا
أو تستقيد لكم بالذل راغمة * تجبي الخراج إلى قيس بن عيلانا
والبحدلي (1) فلا يغلبكم هربا * حتى تذيقوه حر الموت خزيانا
أنتم ظباة سيوف الحي من مضر * والجوهر المصطفى يا آل ذبيانا
أمي الفداء لكم طرا وما ولدت * بالمرج يوم أتى الطائي غسانا
شفي حريم غليل الصدر من يمن * وكان مستعرا بالحرب (2) نيرانا
وقبلها ما شفى نفسي وسكنني * إثارة الخيل خولانا وشعبانا
وفي السكاسك قد أبرأت لي سقما * يا ابن الكرام وقدما كنت محسانا
فأجابها محرز الغساني:
نادت عجوز أبا الهيذام مسمعة * ليست بمريم بنت الكهل عمرانا
لكن عجوز ثمود الحجر يشبهها (3) * كذاك تدعو عجوز الحي عيلانا
تلك التي أمرت بالظلم جاهدة (4) * فالله يصلي عجوز النار نيرانا
فإن بكيت لقد أبكيت (5) راغمة * وسامك الخسف أسد الحي قحطانا
فابكي على حرة منا صلبت بها * لا أرقأ (6) الله منك الدمع أزمانا
" كريمة " (7)
9419 كريمة بنت الحسحاس المزنية (8)
سمعت أبا هريرة الدوسي في بيت أم الدرداء
روى عنها إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر

(1) بالأصل و " ز ": " والبحر لي " والمثبت عن المطبوعة.
(2) بالأصل: بالحرف، والمثبت عن " ز ".
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: تشبهها.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: جاهرة.
(5) بالأصل: بكيت، والمثبت عن " ز ".
(6) رقا الدمع جف.
(7) زيادة عن " ز ".
(8) ترجمتها في تهذيب الكمال 22 / 419 وتهذيب التهذيب 6 / 13 وتقريبه: (10 / 501 ت 8965) ط دار الفكر
وميزان الاعتدال 4 / 609.
49

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا أبو الفتح الصحاف نا أبو عبد
الله الجرجاني نا محمد بن يعقوب الأصم نا سعيد بن عثمان التنوخي نا بشر بن بكر نا
الأوزاعي حدثني إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس المزنية قالت سمعت
أبا هريرة في بيت أم الدرداء يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ثلاث من الكفر النياحة وشق
الجيوب والطعن في النسب " [13774]
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن (1) أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية نا
يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك أنا عبد الرحمن
ابن يزيد بن جابر نا إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة ابنة الحسحاس المزنية أنها حدثته
قالت حدثنا أبو هريرة ونحن في بيت هذه يعني أم الدرداء أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأثر عن
ربه أنه قال " أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " [13775]
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد عبد الجبار وأبو علي عبد الحميد
ابنا محمد بن أحمد وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالوا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي
ح (2) وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن
عبد الله نا عبد الله بن محمد بن زياد أخبرني العباس بن الوليد أنا أبي
قال سمعت ابن جابر يقول حدثني إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت
الحسحاس المزنية أنها قالت حدثنا أبو هررة ونحن في بيت هذه يعني أم الدرداء قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " قال ربكم أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي
شفتاه " [13776].
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن محمد بن الحسن أنا الحسن بن أحمد
بن محمد أنا محمد بن حمدون بن خالد نا علي بن عثمان النفيلي (3) نا عبد الله بن
يوسف نا سعيد هو ابن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس
المزنية قالت سمعت أبا هريرة في بيت هذه يعني أم الدرداء يقول " قال الله أنا مع

(1) من طريقه وبسنده إلى أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 419.
(2) سقطت " ح " حرف التحويل من " ز ".
(3) بالأصل: البعيلي، وفي " ز ": النعيلي. كلاهما تصحيف.
50

[عبدي] (1) ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " [13777]
أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد وأخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن حبيب
وأبو منصور برغش (2) بن عبد الله عنه أنا أبو سعيد الصيرفي نا أبو العباس الأصم
ح (3) وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي نا الشيخ الإمام أبو الطيب
سهل بن محمد بن سليمان نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبد الله بن عبد
الحكم نا إسحاق بن بكر عن أبيه عن جعفر بن ربيعة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ
ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن منقذ حدثني
إدريس بن يحيى نا بكر بن مضر حدثني جعفر بن ربيعة
عن ربيعة بن يزيد الدمشقي عن إسماعيل بن عبيد الله مولى بني مخزوم قال دخلت
على أم الدرداء فلما سلمت جلست فسمعت كريمة بنت الحسحاس المزنية وكانت من
صواحب أم الدرداء تقول سمعت أبا هريرة وهو في بيت هذه يشير إلى أم الدرداء يقول
سمعت أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) يقول " إن الله قال أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي
شفتاه [13778].
لفظهما قريب
ورواه الأوزاعي عن إسماعيل عن أم الدرداء عن أبي هريرة
أخبرنا (4) أبو الحسن الفرضي وأبو القاسم بن السمرقندي قالا نا أبو محمد
الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
وأخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنا أبو الحسين بن الآبنوسي نا أبو الحسين بن
سمعون قالا أنا أحمد بن سليمان بن زبان (5) نا هشام بن عمار نا عبد الحميد بن حبيب

(1) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(2) بالأصل: " بن عيسى " وفي " ز ": " بن عس " وكلاهما تصحيف.
(3) " ح " حرف التحويل سقط من " ز ".
(4) كذا بالأصل والمطبوعة، وفي " ز ": أخبرناه.
(5) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن " ز ".
51

ابن أبي العشرين نا الأوزاعي حدثني إسماعيل بن عبيد الله قال حدثتني أم الدرداء عن
أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الله يقول أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي
شفتاه " [13779].
تابعه أبو المغيرة والبابلتي (1)
وأما حديث أبي المغيرة
فأخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد
ابن يوسف بن يعقوب السوسي نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا سعيد بن عثمان
التنوخي ومحمد بن عوف قالا أنا أبو المغيرة نا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله
حدثتني أم الدرداء عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الله يقول أنا مع عبدي ما
ذكرني وتحركت بي شفتاه " [13780].
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو بكر محمد بن
علي بن محمد بن النضر الديباجي الصيرفي نا عبد الغافر بن سلامة نا أبو (3) شرحبيل
عيسى بن خالد بن نافع نا أبو المغيرة نا الأوزاعي نا إسماعيل بن عبيد
الله حدثتني أم
الدرداء عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الله يقول أنا مع عبدي إذا ذكرني
وتحركت بي شفتاه " [13781]
وأما حديث البابلتي:
فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر أنا أبو
محمد بن [أبي شريح نا محمد] (4) بن أحمد بن عبد الجبار الرذاني (5) نا حميد بن زنجويه
نا يحيى بن عبد الله نا الأوزاعي نا إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي هريرة
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " يقول الله أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " [13782]

(1) البابلتي بفتح الباء الموحدة وسكون الباء الثانية وضم اللام وكسر التاء هذه النسبة إلى: بابلت من قرى الجزيرة بين
الرقة وحران.
(2) بالأصل و " ز ": ابن.
(3) تحرفت بالأصل إلى: بن، والتصويب عن " ز ".
(4) بالأصل: " أنا أبو محمد بن عبد الله بن عمر، أنا أبو محمد بن أحمد " صوبنا السند حذفا وزيادة بما يوافق " ز ".
(5) بالأصل و " ز ": الرداني، تصحيف، والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى رذان من قرى نسا.
52

ورواه أبو الحسين (1) بن سمعون عن ابن زبان (2) فجعله من مسند أبي الدرداء
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو طالب محمد بن علي (3)
العشاري
ح وأخبرناه أبو الحسن بن البقشلاني أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قالا أنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن سمعون أنا أحمد بن سليمان نا هشام بن عمار نا عبد
الحميد نا الأوزاعي حدثني إسماعيل بن عبيد الله حدثتني أم الدرداء عن أبي الدرداء
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الله يعني يقول أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي
شفتاه " [13783]
وهكذا رواه أبو عبد الله محمد بن يحيى السلمي السميساطي عن أحمد بن سليمان
والأول الصواب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني قال
كريمة بنت الحسحاس المزنية روت عن أبي هريرة روى حديثها الأوزاعي عن
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال حدثتني كريمة بنت الحسحاس في بيت أبي
الدرداء أنها سمعت أبا هريرة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح (4) وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي نا أبو الفتح الزاهد أنا أبو زكريا عبد الغني
ابن سعيد قال حسحاس بالحاء وبالسين غير معجمتين كريمة بنت الحسحاس عن أبي
هريرة روى عنها إسماعيل بن عبيد الله
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (5) أما الحسحاس بحاء
وسين مهملتين كريمة بنت الحسحاس المزنية (6) روت عن أبي هريرة روى عنها إسماعيل
بن عبيد الله بن أبي المهاجر

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الحسين.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " ريان " وفي " ز ": " ابن أبي ريان " كلاهما تصحيف، وهو أحمد بن سليمان بن زبان.
(3) بالأصل و " ز ": محمد، تصحيف.
(4) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل.
(5) الاكمال لابن ماكولا 3 / 148.
(6) كذا بالأصل و " ز "، وفي الاكمال: المدينة.
53

9420 كنود ابنة قرظة بن عبد عمرو
ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشية
زوج معاوية بن أبي سفيان وهي التي غزت معه قبرس وهي أخت فاختة بنت قرظة
زوج معاوية أيضا لها ذكر وكانت كنود قبل معاوية تحت عنبة (1) بن سهيل بن عمرو
فمات عنها بالشام
أخبرناه (2) أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير (3) قال وولد عبد
عمرو بن نوفل قرظة وأمه عاتكة بنت الأخيف بن علقمة بن عبد بن الحارث بن منقذ بن
عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي فولد قرظة بن عبد عمرو عمرا الأكبر وعمرا الأصغر
وسهلا وسهيلا وكنود ولدت لعنبة (4) بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن
نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ثم خلف عليها معاوية بن أبي سفيان
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد
الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن
جرير (5) قال (6) في تسمية نساء معاوية بن أبي سفيان وأظنه حكاه عن أحمد بن زهير عن
المدائني كنود (7) ابنة قرظة أخت فاختة فغزا قبرس وهي معه فماتت هنالك.

(1) في " ز ": عتبة.
(2) في " ز ": أخبرنا.
(3) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 204.
(4) كذا بالأصل: عنبة، بالنون، وفي " ز "، ونسب قريش: عتبة، تصحيف.
(5) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: حرر، والصواب ما أثبت، وهو محمد بن جرير الطبري صاحب كتاب تاريخ الأمم
والملوك.
(6) تاريخ الطبري 5 / 339.
(7) تحرفت في تاريخ الطبري إلى: كتوه.
54

" حرف اللام " " لبابة " (1)
9421 لبابة ابنة (2) يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخراز
روت عن جدها أبي بكر أحمد بن علي
روى عنها تمام بن محمد
أخبرنا أبو محمد بن عبد الكريم بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد
ح وأخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو القاسم الحسين بن محمد (3) الحنائي،
قالا أنا تمام بن محمد أخبرتنا أم العباس لبابة بنت يحيى بن أحمد بن يوسف الخراز (4)
قراءة عليها في كتاب جدها قالت حدثنا (5) جدي أحمد بن علي الخراز نا مروان بن
محمد نا بكر بن مضر حدثني جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك أخبرني عروة بن
الزبير عن عائشة أنها أخبرت
أن زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت فشكت ذلك
إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " امكثي قدر حيضتك لا
تصلي ثم اغتسلي
وصلي [13784].
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو محمد التميمي أنا تمام بن محمد أنا الحسن بن
حبيب نا أبو بكر أحمد بن علي الخراز
قال وأنا تمام قال وحدثتنا أم العباس لبابة ابنة يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف
الخراز قالت حدثني جدي أبو بكر أحمد بن علي الخراز نا أبو المغيرة قال سمعت
الأوزاعي يقول بلغني في قول الله عز وجل " في روضة يحبرون " قال هو السماع في

(1) زيادة عن " ز "، ضبطت فيها بالقلم بضمة فوق اللام وفتحة فوق الباء.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: بنة.
(3) أقحم بعدها بالأصل: " طاهر بن سهل، أنا أبو القاسم الحسين بن محمد ".
(4) تصحفت بالأصل إلى: الحراز، والمثبت عن " ز ".
(5) في " ز ": حدثني.
(6) سورة الروم، الآية: 15، وبالأصل و " ز ": تحبرون.
55

الجنة فإذا أخذ أهل الجنة في السماع لم تبق شجرة في الجنة إلا وردت
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (1) في باب الخراز:
أوله خاء معجمة وبعدها راء وآخره زاي أم العباس لبابة بنت يحيى بن أحمد بن علي بن
يوسف الخراز روت عن جدها أبي بكر أحمد بن علي بن يوسف الخراز حدث عنها تمام
الرازي
" ليلى " (2)
9422 ليلى بنت الجودي الغسانية (3) (4)
لها ذكر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر الباقلاني أنا أبو علي بن شاذان أنا عبد
الله بن إسحاق البغوي
ح (5) وأخبرنا أبو البركات أنا أبو الفوارس طراد بن محمد أنا أحمد بن علي بن
الحسين أنا حامد بن محمد
قالا أنا علي بن عبد العزيز نا أبو عبيد بن سلام (6) نا أزهر ومعاذ كلاهما عن ابن
عون عن يحيى بن يحيى الغساني
أن عبد الرحمن بن أبي بكر كان عشق جارية في الجاهلية يقال لها ليلى وكان يشبب
بها فقدم على يعلى بن أمية اليمن فرآها في السبي فقال أعطنيها (7) فقال ما أنا
بمعطيكها (8) أو أكتب إلى أبي بكر فكتب إليه فيها فكتب إليه أن أعطها إياه وزاد معاذ
في حديثه قال قال ابن عون أراه أعطاه إياها من الخمس

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 186.
(2) زيادة عن " ز ".
(3) بالأصل: الغساني، والمثبت عن " ز ".
(4) ترجمتها في الإصابة 4 / 403.
(5) " ح " حرف التحويل سقط من " ز ".
(6) الخبر رواه أبو عبيد في كتاب الأموال ص 133 رقم 813 طبعة مؤسسة ناصر للثقافة.
(7) بالأصل: أعطنها. والمثبت عن " ز ".
(8) بالأصل: بمعطيها، والمثبت عن " ز ".
56

قال أبو عبيد حدثت بهذا الحديث أبا مسهر الغساني بدمشق فعرف الحديث فقال
تلك ليلى بنت الجودي امرأة من غسان من قومه إلا أنه قال إنما نفله إياها عمر بالشام
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن علي بن الحسن
أنا عبد الرحمن بن عمر أنا أحمد بن محمد بن زكريا (1) بن زياد نا إبراهيم بن هاشم عن
يحيى بن عروة نا أبي عن جدي عن عروة بن الزبير بن العوام عن عبد الرحمن بن أبي
بكر أنه دخل الشام في نفر من قريش كانوا يبيعون القطن فدخل على نسوة من غسان فأعجبته
امرأة منهن يقال لها ليلى بنت الجودي فانصرف من الشام وهو يشبب ويقول (2):
تذكرت ليلى والسماوة دونها (3) * فما لابنة (4) الجودي ليلى وما ليا؟!
في شعر يقوله:
قال عبد الرحمن كنت في جيش خالد بن الوليد الذي أصاب غسان بالشام فإذا ليلى
في ذلك السبي وقد كنت ذكرت أمرها للنبي (صلى الله عليه وسلم) حين بعثه وسألته إن أفاء الله عليها أن يهبها
لي فقال هي لك فذكرت ذلك لخالد بن الوليد فقال لست أعطيكها دون رأي أبي بكر
فأقمت عنده شاهدين فكتب إلى أبي بكر فكتب إليه أبو بكر (5) يأمره أن يعطيه إياها
[قال ابن عساكر] (6) كذا قال والصواب ابن هشام بن يحيى بن يحيى (7)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو محمد عبد الله بن
عبيد الله البيع نا أبو عبد الله المحاملي نا عبد الله بن شبيب حدثني يحيى بن إبراهيم
حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة
أن عبد الرحمن بن أبي بكر مر بدمشق في أول الإسلام أو في آخر الجاهلية فمرت

(1) كذا ورد اسمه بالأصل و " ز "، وفي عامود نسبه " بن زكريا " راجع ترجمته في سير الاعلام (12 / 75 ت 3076) ط
دار الفكر.
(2) الخبر والبيت في الإصابة 4 / 404 باختلاف.
(3) في الإصابة: بيننا.
(4) بالأصل و " ز ": " فمال ابنة " والمثبت عن الإصابة.
(5) من قوله: فأقمت... إلى هنا استدرك على هامش " ز ".
(6) زيادة منا للايضاح.
(7) يعني قوله في سند الخبر: نا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن عروة.
57

عليه امرأة لم ير أجمل منها فعثرت أو تعاثرت فقالت يا ليلى فقال ومن ليلى قالت ابنة
الجودي قال وليلى أحسن منك قالت عجوز معها فتحب أن أريكها قال نعم فنظر
إليها وقال فيها شعرا (1):
تذكرت ليلى والسماوة دونها * وما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأنى تعاطى قلبه (2) حارثية * تدمن (3) بصرى أو تحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها * إن (4) الناس حجوا قابلا أن توافيا
قال فقال عمر بن الخطاب وكتب إلى عامل دمشق إن فتح الله لكم دمشق
فأسلموا ابنة جودي إلى عبد الرحمن بن أبي بكر فأسلموها إليه فقدم بها وآثرها على
نسائه فشكونه إلى عائشة فلامته فيها وقالت أتاوية (5) جئت بها تؤثرها على نسائك؟
فقال إني والله لكأني أرشف بأنيابها حب الرمان قال فعمل بها شئ حتى سقطت أسنانها
سنا سنا قال فتركها عبد الرحمن قالت فكنت أعاتبه لها كما كنت أعاتبه فيها فقال ليس
لها عندي شئ قلت له امرأة شريفة خل سبيلها فخلى سبيلها وردها إلى أهلها
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا محمود بن جعفر [أنا عم أبي الحسين بن أحمد بن
جعفر] (6) نا إبراهيم بن السندي نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك الحزامي عن
أبيه عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال خرج عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق إلى الشام
فمر بابنة الجودي وحولها نسوة فأعجب بها فقال لها:
تذكرت ليلى والسماوة دونها * وما لابنة الجودي ليلى وماليا
وأنى تعاطى قلبه حارثية * تدمن بصرى أو يحل الجوابيا
وأنى تلاقيها بلى ولعلها * إن الناس حجوا قابلا أن توافيا
قال أبو عبد الله فلما جهز عمر بن الخطاب جيوشه إلى الشام أمر عامل الجيش إن

(1) الأبيات في نسب قريش ص 276 ومصارع العشاق 2 / 214 والأغاني 17 / 273.
(2) في مصارع العشاق: ذكره، وفي نسب قريش: ذكرها.
(3) في المصارع: تقيم.
(4) كذا بالأصل و " ز " والمصارع، وفي نسب قريش والأغاني: إذا.
(5) سمي الرجل الغريب أتيا وأتاويا والجمع أتاويون. وقال الأصمعي: الآتي الرجل يكون في القوم ليس منهم، وقال
الكسائي: الأتاوي الغريب الذي هو في غير وطنه. ونسوة أتاوات (تاج العروس: أتى) طبعة دار الفكر 19 / 136.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
58

فتح الله عليه أن يدفع ليلى بنت الجودي إلى عبد الرحمن بن أبي بكر فلما أظفره الله دفعها
يعني إليه فأثرها عبد الرحمن على نسائه حتى شكونه إلى عائشة فعاتبته في ذلك فقال
والله كأني أرشف بأنيابها حب الرمان فأصابها مرض طرح أسنانها فجفاها عبد الرحمن حتى
شكته إلى عائشة فقالت له يا عبد الرحمن لقد أحببت ليلى فأفرطت وأبغضتها فأفرطت
فإما أن تنصفها وإما أن تجهزها إلى أهلها فجهزها إلى أهلها
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن القرة (1) عن عاصم بن الحسين بن
محمد أنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا أبو بكر أحمد
ابن محمد بن هانئ نا صالح بن محمد حدثني أبو صالح عن المبارك عن مصعب بن
ثابت بن عبد الله بن الزبير عن عكاشة بن مصعب بن الزبير عن عروة بن الزبير قال
كانت بنت ملك من ملوك الشام يشبب بها عبد الرحمن بن أبي بكر قد كان رآها فيما
يقدم الشام فلما فتح الله على المسلمين وقتل أبوها أصابوها فقال المسلمون لأبي بكر يا
خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعط هذه الجارية عبد الرحمن قد سلمناها له قال أبو بكر أكلكم على
ذلك قالوا نعم فأعطاها إياه وكان لها بساط في بلادها لا تذهب إلى الكنيف ولا إلى
حاجة إلا بسط لها ورمي بين يديها رمانتان من ذهب تتلهى بهما قال فكان عبد الرحمن
إذا خرج من عندها ثم رجع رأى في عينيها اثر البكاء فيقول ما يبكيك اختاري خصالا
أيها (2) شئت إما أن أعتقك وأنكحك قالت لا أبتغيه وإن أحببت أن أردك إلى قومك
قالت لا أريد وإن أحببت رددتك على المسلمين قالت لا أريد قال فأخبريني ما
يبكيك؟ قالت أبكي للملك من يوم البؤس
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو الفضل
ابن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أحمد بن إبراهيم نا
ابن عائذ حدثني الواقدي حدثني ابن أبي سبرة عن عمارة بن غزية قال
كان منا عدة من الأنصار مع خالد بن الوليد حين أغار على غسان بمرج راهط فغنم
أشياء فقسمها بينهم قبل أن يصل إلى جماعة العسكر بقناة (3) بصرى وكان فيما غنم ابنة
الجودي

(1) بدون إعجام بالأصل و " ز "، أعجمت قياسا إلى سند مماثل.
(2) في " ز ": أيهما.
(3) تقرأ بالأصل: بفتاة، والمثبت عن " ز ".
59

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر أنا أبو طاهر أنا أبو
عبد الله أنا الزبير بن أبي بكر حدثني عبد الله بن نافع الصائغ عن عبد الرحمن بن أبي
الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى
بنت الجودي من فتح دمشق وكانت ابنة ملك دمشق
9423 ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب
أم عاصم والدة عمر بن عبد العزيز
يأتي ذكرها في الكنى
9424 ليلى الأخيلية بنت عبد الله بن الرحال ويقال الرحالة
ابن (1) شداد بن كعب بن معاوية وهو الأخيل ويقال الأخيل بن معاوية فارس
الهرار (2) بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العبادية (3)
صاحبة توبة بن الحمير (4) بن حزم بن كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل (5) ويقال
ليلى بنت حذيفة بن شداد بن كعب بن الرحال بن معاوية بن عبادة
امرأة شاعرة مقدمة في النساء الشواعر وفدت على عبد الملك بن مروان
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (6) وأما حمير ياؤه
مشددة مكسورة توبة بن الحمير بن سفيان بن كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو حرب الشاعر وهو صاحب ليلى الأخيلية
قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد القرشي (7) أخبرني الحرمي بن أبي العلاء
نا الزبير بن بكار حدثني يحيى بن المقدام الزمعي (8) عن عمه موسى بن يعقوب قال دخل

(1) بالأصل: بنت، والمثبت عن " ز ".
(2) تقرأ بالأصل: الهدار، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(3) انظر أخبارها في الأغاني 11 / 204 والشعر والشعراء 1 / 448 وفوات الوفيات 2 / 141 ومعجم الشعراء 343.
(4) الحمير بضم الحاء وفتح الميم وتشديد الباء المكسورة تصغير حمار. انظر ما يرد عن ابن ماكولا.
(5) انظر أخباره في الشعر والشعراء 1 / 445 وانظر بهامشه ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.
(6) الاكمال لابن ماكولا 2 / 519.
(7) الخبر والشعر في الأغاني 11 / 245 - 246.
(8) كذا بالأصل و " ز "، وتصحيف في الأغاني إلى: الربعي.
60

عبد الملك بن مروان على زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية فرأى عندها امرأة بدوية
أنكرها فقال لها من أنت قالت أنا الوالهة الحري ليلى الأخيلية قال أنت التي تقولين:
أريقت جفان ابن الخليع فأصبحت * حياض الندى زالت بهن المراتب
فعفاؤه (1) لهفى يطوفون حوله * كما انقض عرش البئر والورد عاصب
قالت: أنا التي أقول ذلك قال فما أبقيت لنا قالت الذي أبقى (2) الله لك قال
وما ذاك؟ قالت نسبا قرشيا وعيشا رخيا وامرأة مطاعة قال أفردته بالكرم قالت أفردته
بما انفرد به (3) فقالت (4) عاتكة إنها قد جاءت تستعين بنا عليك في عين تسقيها وتحميها
لها ولست ليزيد إن شفعتها في شئ من حاجاتها لتقديمها أعرابيا جلفا على أمير المؤمنين
قال فوثبت ليلى فجلست على رحلها (5) واندفعت تقول (6):
* ستحملني (7) ورحلي ذات وخد (8) * عليها بنت آباء كرام
إذا جعلت سواد الشام حينا (9) * وغلق دونها باب اللئام
فليس بعائد أبدا إليهم * ذوو الحاجات في غلس الظلام
أعاتك لو رأيت غداة بنا * عزاء النفس عنكم واعتزامي (10)
إذا لعلمت واستيقنت أني * مشيعة ولم ترعي ذمام
أأجعل مثل توبة في نداه * أبا الذبان (11) فوه الدهر دام
معاذ الله ما خسفت برحلي * تغذ السير للبلد التهامي
أقلت خليفة فسواه أحجي (12) * بإمرته وأولى باللئام

(1) في الأغاني: فعفاته.
(2) في الأغاني: أبقاه.
(3) في الأغاني: بما أفرده الله به.
(4) بالأصل: قالت، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(5) في الأغاني: فقامت على رجلها.
(6) الأبيات في الأغاني 11 / 246.
(7) بالأصل و " ز ": سيحملني، والمثبت عن الأغاني.
(8) الوخد: ضرب من السير.
(9) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: جنبا.
(10) بالأصل: واعتزام، والمثبت عن الأغاني.
(11) في " ز ": اهجي.
61

لثام الملك حين تعد (1) كعب * ذوو الأخطار والخطط (2) الحسام
فقيل لها أي الكعبين عنيت قالت ما أخال كعبا ككعبي
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد في كتابه
ح وأخبرنا أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن علي بن
محمد قالا أنا أبو القاسم بن بشران
قالا أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن جعفر حدثني إسماعيل بن أبي هاشم
الزينبي نا عبد الله بن أبي الليث قال (3)
قال عبد الملك بن مروان لليلى الأخيلية بالله هل كان بينك وبين توبة سوء قط قالت:
والذي ذهب بنفسه وهو قادر على ذهاب نفسي ما كان بيني وبينه سوء قط إلا أنه قدم من
سفر فصافحته فغمز يدي فظننت أنه يخنع لبعض الأمر قال فما معنى قوله:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها * فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه * وأنت لأخرى فاعلمن خليل (4)
قالت لا والذي ذهب بنفسه ما كلمني بسوء قط حتى فرق بيني وبينه الموت
قال الخرائطي وقيل لليلى الأخيلية هل كان بينك وبين توبة ما يكرهه الله قالت إذا
أكون منسلخة من ديني إن كنت ارتكبت عظيما ثم أتبعه بالكذب
أنبأنا أبو الفرج الخطيب عن أبي طاهر المشرف بن علي بن الخضر المصري أنا أبو
العباس إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس قال قرئ على أبي محمد
الحسن بن رشيق نا أبو بكر يموت بن المزرع نا أبو مسلم عبد الله بن مسلم حدثني أبي
قال:

(1) بالأصل: صد، وفي " ز ": بعد، والمثبت عن الأغاني.
(2) بالأصل و " ز ": والجحط، والمثبت عن الأغاني.
(3) الخبر والشعر في الأغاني 11 / 207 والقصة مع الحجاج بن يوسف وليس مع عبد الملك بن مروان، والأمالي
للقالي 1 / 88.
(4) في الأغاني: وأنت لأخرى فارغ وحليل. وفي الأمالي: صاحب وحليل.
62

كنت في مجلس ضم على أشراف من أشراف قريش فتذاكروا الخنساء وليلى الأخيلية
ثم أجمعوا على أن الأخيلية أفصحهما فشهدوا كلا للأخيلية بالفصاحة وأنشد بعضهم
مستعجبا من فصاحتها للأخيلية:
يا أيها السيد الملوي رأسه * لينال من أهل الحجاز بريما
لينال عمرو بن الخليع ودونه * كعب إذا لوجدته مرؤوما
إن الخليع ورهطه من عامر * كالقلب ألبس جؤجؤا وحزيما (1)
لا تقربن الدهر آل مطرف * إن ظالما أبدا وإن مظلوما
إن سالموك فدعهم من هذه * وارقد كفى لك بالرقاد نعيما
هبلتك أمك لو أردت بلادهم * لقيت بكارتك الحقاق قروما
وترى رباط الخيل وسط بيوتهم * وأسنة زرقاء يخلن نجوما
ومشققا عنه القميص تخاله * بين البيوت من الحياء سقيما
حتى إذا برز اللواء رأيته * تحت اللواء على الخميس زعيما
لا ينبغي لك أن تبدل عزهم * حتى تبدل [ذا] (2) الضباب يسوما
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني
أنا أبو علي محمد بن الحسين أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (3) نا محمد بن
القاسم الأنباري حدثني أبي نا أحمد بن عبيد عن أبي الحسن المدائني عن من حدثه عن
مولى لعنبسة بن سعيد بن العاص قال كنت أدخل مع عنبسة إذا دخل على الحجاج فدخل
يوما ودخلت إليها وليس عند الحجاج أحد غير عنبسة فقعدت فجئ للحجاج بطبق فيه
رطب فأخذ الخادم منه شيئا فجاءني به ثم جئ بطبق آخر فأتاني الخادم منه بشئ ثم
جئ بطبق آخر حتى كثر (4) الأطباق وجعل لا يأتون بشئ إلا جاءني منه بشئ حتى ظننت
أن ما بين يدي أكثر مما عندهم ثم جاء الحاجب فقال امرأة بالباب فقال الحجاج
أدخلها فدخلت فلما رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت أن ذقنه قد أصاب الأرض

(1) الحزيم: موضع الحزام من الصدر.
(2) زيدت عن " ز "، لتقويم الوزن.
(3) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 1 / 331 وما بعدها.
(4) في الجليس الصالح: كثرت.
63

فجاءت حتى قعدت بين يديه فنظرت إليها فإذا امرأة قد أسنت حسنة الخلق ومعها
جاريتان لها فإذا هي ليلى الأخيلية فسألها الحجاج عن نسبها فانتسبت له فقال لها يا
ليلى ما أتاني بك قالت أخلاف النجوم (1) وقلة الغيوم وكلب البرد (2) وشدة الجهد
وكنت لنا بعد الله الوفد فقال لها صفي لنا الفجاج (3) فقالت الفجاج مغبرة والأرض
مقشعرة (4) والمبرك (5) معتل وذو العيال مختل والمال للقل والناس مسنتون رحمة الله
يرجون وأصابتنا سنون مجحفة مبلطة (6) لم تدع لنا هبعا ولا ربعا ولا عافطة ولا نافطة (7)،
أذهبت الأموال ومزقت الرجال وأهلكت العيال ثم قالت إني قلت في الأمير قولا قال:
هاتي وأنشأت تقول (8):
أحجاج لا يقلل (9) سلاحك إنما * المنايا بكف الله حيث يراها
أحجاج لا تعطي العداة مناهم * ولله لا تعط العداة مناها (10)
إذا هبط الحجاج أرضا مريضة * تتبع أقصى دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها * غلام إذا هز القناة سقاها
سقاها فرواها بشرب سجاله * دماء رجال حيث قال حشاها
إذا سمع الحجاج رز (11) كتيبة * أعد لها قبل النزول قرها
أعد لها مسمومة فارسية * بأيدي رجال يحلبون صراها (12)
فأولد الأبكار والعون مثله * ببحر ولا أرض يجف ثراها

(1) أخلاف النجوم تريد به امتناع المطر.
(2) يعني شدته.
(3) الفجاج واحده فج، وهو كل سعة بين نشازين من الأرض.
(4) مقشعرة أي متقبضة من المحل.
(5) بالأصل: والمبارك، والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح.
(6) بالأصل و " ز ": مبلطحة، والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح الكافي. والمبلطة: المقفرة يعني أن الناس تلتزق فيها
بالبلاط والبلاط: الأرض المستوية.
(7) بالأصل و " ز ": " حافظة ولا نافظة " والمثبت عن الجليس الصالح.
(8) الأبيات في الجليس الصالح الكافي 1 / 332.
(9) بالأصل و " ز ": تقلل، والمثبت عن الجليس الصالح.
(10) عجزه في الجيس الصالح: ولا الله يعطي للعداة مناها.
(11) الرز: الصوت تسمعه من بعيد.
(12) الصرى: بقية اللبن، والصرى: اللبن يبقى فيتغير طعمه.
64

قال فلما قالت هذا البيت قال الحجاج قاتلها الله ما أصاب صفتي شاعر منذ دخلت
العراق غيرها ثم التفت إلى عنبسة بن سعيد فقال والله إني لأعد للأمر (1) عسى ألا يكون
أبدا ثم التفت إليها فقال حسبك قالت قد قلت أكثر من هذا قال حسبك ويحك
حسبك ثم قال يا غلام اذهب بها إلى فلان فقل له اقطع لسانها قال فذهب (2) فقال
له يقول لك الأمير اقطع لسانها قال فأمر بإحضار الحجام فالتفتت إليه فقالت له
ثكلتك أمك أما سمعت ما قال إنما أمرك أن تقطع لساني بالبر والصلة فبعث إليه يستثبته
فاستشاط الحجاج غضبا وهم بقطع لسانه وقال ارددها فلما دخلت عليه قالت كاد
وأمانة الله أيها الأمير يقطع مقولي ثم أنشأت تقول:
حجاج أنت الذي ما فوقه أحد * إلا الخليفة والمستغفر الصمد
حجاج أنت شهاب الحرب إن لقحت (3) * وأنت للناس نور في الدجى يقد
ثم أقبل الحجاج [على جلسائه] (4) فقال أتدرون من هذه قالوا لا والله أيها الأمير
إلا أننا لم نر امرأة قط أفصح لسانا ولا أحسن محاورة ولا أملح وجها ولا أرصن شعرا
منها فقال هذه ليلى الأخيلية التي مات توبة الخفاجي من حبها ثم التفت إليها فقال
أنشدينا يا ليلى بعض ما قال فيك توبة فقالت نعم أيها الأمير هو الذي يقول:
فهل تبكين ليلى إذا مت قبلها * وقام على قبري النساء النوائح
كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها * وجاد لها دمع من العين سافح
وأغبط من ليلى بما لا أنا له * بلى كل ما قرت به العين صالح
ولو (5) أن ليلى الأخيلية سلمت * علي وفوقي تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا * إليها صدى من جانب القبر صائح
فقال لها زيدينا يا ليلى من شعره فقالت نعم هو الذي يقول (6):

(1) بالأصل و " ز ": الامر، والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) قوله: قال: فذهب، سقط من الجليس الصالح.
(3) أي هاجت بعد سكون.
(4) قوله: على جلسائه، سقط من الأصل، واستدرك عن " ز "، والجليس الصالح.
(5) الأبيات الثلاثة التالية في الأغاني 11 / 244 والشعر والشعراء 1 / 446.
(6) الأبيات في الجليس الصالح 1 / 334 والأغاني 11 / 208.
65

حمامة بطن الواديين ترنمي * سقاك من الغر الغوادي مطيرها
أبيني لنا لا زال ريشك (1) ناعما * ولا زلت في خضراء وغض نضيرها (2)
وأشرف بالقوز اليفاع (3) لعلني * أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت * فقد رابني منها الغداة سفورها
يقول رجال لا يضيرك (4) نأيها * بلى كل ما شف النفوس يضيرها
بلى قد يضير العين أن تكثر البكا * ويمنع منها نومها وسرورها
وقد زعمت ليلى بأني فاجر * لنفس تقاها أو عليها فجورها
فقال لها الحجاج يا ليلى ما الذي رابه من سفورك قالت أيها الأمير كان يلم بي
كثيرا فأرسل إلي يوما إني آتيك ففطن الحي فأرصدوا له فلما أتاني سفرت فعلم أن
ذلك لشر فلم يزد على التسليم والرجوع فقال لله درك فهل رأيت منه شيئا تكرهينه
قالت لا والله الذي أسأله أن يصلحك غير أنه قال لي مرة قولا ظننت أنه قد خضع لبعض
الأمر فأنشأت أقول:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها * فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا نبتغي أن نخونه * وأنت لأخرى صاحب وخليل
فلا والذي أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيئا حتى فرق الموت بيني وبينه قال ثم
مه قالت ثم لم يلبث أن خرج في غزاة له فأوصى ابن عمه إذا أتيت الحاضر من بني عبادة
فناد بأعلى صوتك:
عفا الله عنها هل أبيتن ليلة * من الدهر لا يسري إلي خيالها
فخرجت (5) وأنا أقول:
وعنه عفا ربي وأحسن حاله * فعز علينا حاجة لا ينالها
قال ثم مه قال ثم لم يلبث أن مات فأتى نعيه قال فأنشدينا بعض مراثيك فيه
فأنشدته:

(1) بالأصل و " ز ": عيشك، والمثبت عن الأغاني والجليس الصالح.
(2) في الأغاني: دان بريرها.
(3) بالأصل: " بالعون اليقاع " وفي " ز ": " بالفوز اليفاع " والمثبت عن الجليس الصالح. والفوز: الكثيب من الرمل.
(4) بالأصل و " ز ": يضرك، والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي الجليس الصالح: فخرج.
66

لتبك العذارى من خفاجة نسوة * بماء شؤون العبرة المتحدر
قال لها فأنشدينا:
كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ * قلائص يفحصن الحصا بالكراكر (1)
فأنشدته فلما فرغت من القصيدة قال محصن الفقعسي وكان من جلساء الحجاج من
هذا الذي تقول هذه هذا فيه فوالله إني لأظنها كاذبة فنظرت إليه ثم قالت والله أيهذا
الأمير إن هذا القائل لو رأى توبة لسره ألا يكون في داره عذراء إلا هي حامل منه فقال له
الحجاج هذا وأبيك الجواب وقد كنت عنه غنيا ثم قال لها سلي يا ليلى تعطي قالت
أعط فمثلك أعطى وأحسن قال لك عشرون قالت زد فأكثر [فمثلك زاد فأكثر] (2)،
قال لك أربعون قالت زد فمثلك زاد فأفضل قال ستون قالت زد فمثلك زاد
فأكمل قال لك ثمانون قالت زد فمثلك زاد فتمم قال لك مائة واعلمي يا ليلى أنها
غنم قالت معاذ الله أيها الأمير أنت أجود جودا وأمجد مجدا وأورى زندا من أن
تجعلها أعنزا (3) قال فما هي ويحك يا ليلى قالت مائة ناقة برعاتها فأمر لها بها ثم
قال ألك حاجة بعدها قالت تدفع إلى النابغة الجعدي في قيد قال قد فعلت وقد
كانت تهجوه ويهجوها فبلغ النابغة ذلك فخرج هاربا عائذا بعبد الملك بن مروان فاتبعته إلى
الشام فهرب إلى قتيبة بن مسلم (4) بخراسان فاتبعته على البريد بكتاب الحجاج إلى قتيبة
فماتت بقومس (5) ويقال بحلوان (6)
قال القاضي أبو الفرج (7) قول ليلى الأخيلية: وأصابتنا سنون مجحفة مبلطة المجحفة
التي قد جهدتهم وأصارتهم إلى اختلال أحوالهم والنقص البين في وفرهم وأموالهم قال
الشاعر:

(1) الكراكر جمع كركرة، وهي رحى زور البعير أو صدره.
(2) الزيادة عن " ز ".
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي الجليس الصالح: غنما.
(4) كان قتيبة بن مسلم الباهلي عامل الحجاج على الري ثم على خراسان.
(5) قومس: كورة واستعة في ذيل جبال طبرستان، وقصبتها دامغان (انظر معجم البلدان).
(6) حلوان: بلدة في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد (معجم البلدان.
(7) الجليس الصالح الكافي 1 / 340 وما بعدها.
67

لو قد نزلت بهم تريد قراهم * منعوك من جهد ومن إجحاف
والمبلطة على نحو هذا المعنى وهي التي فرقت جماعتهم وشتتت (1) شملهم
ومزقتهم للقحط الذي لا مقام معه والجدب الذي لا صبر عليه وقد حدثنا المظفر بن يحيى
الشرابي (2) نا أحمد بن محمد بن بشر المرثدي (3) أخبرني أبو إسحاق طلحة بن عبد الله
البلخي (4) قال وأخبرني أحمد بن إبراهيم قال قال القريطي والوالبي (5) الإبلاط غاية
الجهد والحاجة يقال قد أبلط الرجل والسنة المبلطة التي قد أكلت كل شئ فلم تدع
شيئا وقولها لم تدع لنا هبعا ولا ربعا الربع من الإبل الذي يأتي في أول النتاج والهبع
الذي يأتي في آخره قال الشاعر:
لا وجد ثكلى كما وجدت ولا * أم عجول أضلها ربع
وقال الأعشى (6):
تلوي بعذق (7) خضاب كلما خطرت * عن فرج معقومة لم تتبع ربعا (8)
ويقال له ربعي قال الشاعر:
إن بني صبية صيفيون * أفلح من كان له ربعيون (9)
وقال آخر:
إذ هي أحوى من الربعي خاذلة (10) * والعين بالإثمد الحاري مكحول
وروي أن دراهم أصحاب الكهف كانت كأخفاف الربع ويروى أن يونس عليه السلام

(1) بالأصل و " ز ": وشتت، والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) بالأصل: الشرائي، والمثبت عن " ز "، وليست اللفظة في الجليس الصالح.
(3) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": المرثدي، والمريدي، وفي المطبوعة: المزيدي، والمثبت عن الجليس
الصالح.
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي الجليس الصالح: الطلحي.
(5) بالأصل و " ز " الوالي، والمثبت عن الجليس الصالح وفيه: القرمطي الوالبي.
(6) البيت في ديوان الأعشى ص 107.
(7) بالأصل و " ز ": " بعقد حصاف " والمثبت عن الديوان والجليس الصالح.
(8) والعذق: قنو النخلة. والخضاب: النخلة الكثيرة الحمل. والمعقومة الناقة التي لم تلد.
(9) الشطران في تاج العروس (ربع) ونسبهما لسعد بن مالك بن ضبيعة.
(10) في الجليس الصالح: حاجبه.
68

لما حمل النبوة تفسخ تحتها كما يتفسخ الربع تحت الحمل الثقيل
وقولها ولا عافطة تريد الواحدة من الضأن ولا نافطة الواحدة من المعز يقال
نفطت العنز وعفطت الضائنة وهما منهما كالامتخاط والاستنثار من الناس فكأنها قالت لم
تدع عنزا ولا ضأنا ومثل هذا قولهم ما له سبد ولا لبد يريدون شاة ولا ناقة وقد يقال
للصوف لبد والسبد الشعر ونظير هذا قولهم لم يبق له ثاغية ولا راغية أي شاة ولا
بعير والثغاء صوت الغنم والرغاء صوت الإبل ومن الرغاء قول الشاعر:
رغا فوقهم سقب السماء فداحص * بشكته (1) لم يستلب وسليب (2)
يعني سقب ناقة صالح ومثله قولهم (3):
فلما رأى الرحمن أن ليس منهم * رشيد ولا ناه أخاه عن الغدر
وصب عليهم تغلب ابنة وائل * فكان عليهم مثل راغية البكر
ومن السبد قول الشاعر:
أما الفقير الذي كانت حلوبته * وفق العيال فلم يترك له سبد (4)
وفي الطير طائر يقال له السبد لوفور ريشه
وقولها فما ولد الأبكار والعون مثله العون جمع عوان وهي بين الكبيرة والصغيرة
قال الله تعالى في صفة بقرة بني إسرائيل " إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك " (5)،
ويقال حرب عوان إذا لم تكن مبتدأة وحاجة عوان إذا لم تكن بكر الحاج قال الشاعر (6):
قعودا لدى الأبواب طالب حاجة * عوان من الحاجات أو حاجة بكرا
ومما نستحسنه لبعض المحدثين في معاتبته بعض ذوي الخيانة من الإخوان (7):
وكنت أخي بإخاء الزمان * فلما انقضى صرت حربا عوانا

(1) بالأصل و " ز ": يسكنه، والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) البيت في تاج العروس (دحص) ونسبه إلى علقمة بن عبدة.
(3) في الجليس الصالح: ومثله قول الشاعر.
(4) البيت في تاج العروس (فقر) ونسبه للراعي يمدح عبد الملك بن مروان.
(5) سورة البقرة، الآية: 68.
(6) الشاعر هو الفرزدق، والبيت في ديوانه 1 / 188 ط بيروت.
(7) نسب البيتان بحواشي الجليس الصالح إلى إبراهيم بن العباس الصولي يقولهما في محمد بن عبد الملك الزيات.
69

وكنت أعدك للنائبات * فها أنا أطلب منك الأمانا
ونظير هذا قول الآخر:
أيا مولاي صرت قذى لعيني * وسترا بين جفني والمنام
وكنت من الحوادث لي عياذا (1) * فصرت مع الحوادث في نظام
وكنت من المصائب لي عزاء * فصرت من المصيبات العظام (2)
وقال آخر (3):
نعم الزمان زماني * الشأن في الخلان
يا من رماني لما * رأى الزمان رماني
ومن ذخرت لنفسي * فعاد ذخر الزمان
لو قيل [لي] (4) خذ أمانا * من أعظم الحدثان
لما أخذت أمانا * إلا من الإخوان
وقال ابن الرومي:
تخذتكم ظهرا وعونا لتدفعوا * نبال العدى عني فصرتم نصالها
وقد كنت أرجو منكم خير صاحب * على حين خذلان اليمين شمالها
فإن أنتم لم تحفظوا لمودتي * فكونوا كفافا لا عليها ولا لها
قفوا موقف المعذور عني بمعزل * وخلوا نبالي والعدي ونبالها
ومما يضارع هذا النوع بعض المضارعة قول ابن الرومي:
عدوك من صديقك مستفاد * فلا تستكثرن من الصحاب
فإن الداء أكثر ما تراه * يكون من الطعام أو الشراب
وأعجبه هذا المعنى فردده وقال:
عدوك من صديقك مستفاد * فلا تستكثرن من الصديق
فإن الداء أكثر ما تراه * يكون من المسوغ في الحلوق

(1) في الجليس الصالح: ملاذا.
(2) سقط البيت من " ز ".
(3) نسبت بحواشي الجليس الصالح لإبراهيم بن العباس الصولي.
(4) سقطت من الأصل و " ز "، واستدركت عن الجليس الصالح.
70

وهذا باب إن استقصيناه طال جدا وتجاوز بنا حد المجلس الواحد من مجالس كتابنا
ولم نبن هذا الكتاب على استيفاء أبواب أنواعه وإنما جعلناه موشحا ممتزجا بمنزلة الحدائق
المشتملة على أنواع مختلفة يقع الأنس بمشاهدتها والالتذاذ بجناها والانتفاع بثمرتها
وقول توبة وأشرف بالقوز اليفاع (1) القوز الواحد من أقواز الرمل وهو ما على
وأشرف منه وكذلك اليفاع ما ارتفع ويقال أيفع الغلام فهو يافع إذا ارتفع وهو من نادر
أبواب (2) العربية لأنه جاء على أفعل فهو فاعل وله أخوات معدودة أورف الظل فهو
وارف وأورس الرمث (3) فهو وارس وقد قال النابغة (4):
كليني لهم يا أميمة ناصب * وليل أقاسيه بطئ الكواكب
بمعنى منصب كما قال في كلمة أخرى:
تعناك هم من أميمة (5) منصب
وقوله أرى نار ليلى أو يراني بصيرها
أي مبصرها (6) والعرب تقول: ليل نائم وسر كاتم أي منوم ومكتوم قال
جرير (7):
لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى * ونمت وما ليل المطي بنائم
ومثل هذا كثير
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عبيد الله
المرزباني حدثني أبو علي الحسن بن علي بن المرزبان النحوي قال قرأ علينا محمد بن
العباس اليزيدي قال قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمد وذكر أنه قرأها على
أبي (8) المنهال عيينة بن المنهال وهي تأليفه فذكرها ثم قال وأنشدني يعني ابن داحة
لليلى الأخيلية:

(1) في الأصل: البقاع، والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح.
(2) بالأصل و " ز ": أنواع، والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) بالأصل و " ز ": الظل، والمثبت عن الجليس الصالح.
(4) ديوان النابغة الذبياني ص 54.
(5) في الجليس الصالح: أمية.
(6) في الجليس الصالح: أي يراني المبصر بها.
(7) ديوان جرير ص 419 (ط. بيروت).
(8) تحرفت بالأصل إلى: بن، والمثبت عن " ز ".
71

لعمرك ما بالموت عار على الفتى * إذا ما الفتى لاقى الحمام كريما
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي نا أبو بكر محمد بن يحيى
الصولي أنشدنا ثعلب قال أنشدنا عبد الله بن شبيب لليلى الأخيلية (1):
لعمرك ما بالموت عار على الفتى * إذا لم تصبه في الحياة المعاير (2)
وما أحد حيا وإن كان سالما * بأخلد ممن (3) غيبته المقابر
ومن كان مما أحدث (4) الدهر جازعا * فلا بد يوما أن يرى وهو صابر
وليس لذي عيش عن الموت مذهب (5) * وليس على الأيام والدهر غابر (6)
فلا الحي مما يحدث الدهر معتب * ولا الميت إن لم يصبر الحي ناشر
وكل شباب أو جديد إلى البلى * وكل امرئ يوما إلى الله صائر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو الحسن أحمد بن
محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار إملاء نا أحمد
ابن محمد الأسدي نا الرياشي عباس بن الفرج قال:
أنشدنا الأصمعي لليلى الأخيلية ترثي عثمان بن عفان وقد أنشدناها أيضا أحمد بن
يحيى:
أبعد عثمان ترجو الخير أمته * وكان آمن من يمشي على ساق
خليفة الله أعطاهم وخولهم * ما كان من ذهب محض وأوراق
فلا تكذب بوعد الله واتقه * ولا توكل على شئ بإشفاق
ولا تقولن لشئ سوف أفعله * قد قدر الله ما كل امرئ لاقي
أخبرنا أبو العز السلمي مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا أبو علي الجازري (7) أنا

(1) الأبيات في الأغاني 11 / 234 و 241 والتعازي والمراثي للمبرد ص 73.
(2) بالأصل: المقابر، والمثبت عن " ز "، والأغاني والتعازي.
(3) بالأصل: من، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(4) الأغاني: يحدث، وفي " ز ": أحدثه. وفي التعازي: يحدث.
(5) في الأغاني: مقصر.
(6) بالأصل و " ز ": عاير، والمثبت عن الأغاني.
(7) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الحاردي، والصواب ما أثبت قياسا على سند مماثل.
72

المعافى بن زكريا القاضي قال (1):
فمما رويناه في وفاة ليلى الأخيلية ما حدثناه محمد بن أحمد بن أبي الثلج نا حسين بن
فهم حدثني محمد بن يحيى الأزدي عن العتبي قال قال توبة بن الحمير:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت * علي وفوقي جندل وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا * إليها صدى من جانب القبر صائح
وأغبط من ليلى بما لا أناله * بلى كل ما قرت به العين صالح
قال:
فلما قتل توبة بن الحمير وأتى بعد مقتله دهر اجتاز زوج ليلى الأخيلية وهي معه على
قبر توبة فقال لها يا ليلى هذا قبر توبة الذي يقول:
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا * إليها صدى من جانب القبر صائح
ناديه حتى (2) يجيبك كما زعم قالت أذهب عنك فأبى وألح وحلف عليها أن
تناديه قال فاستعبرت ثم نادت يا توبة قال ويزقو ثعلب كان إلى جانب القبر فخرج
يصيح ونفرت ناقة ليلى فسقطت عنها فارتاعت لذلك قال واحتملها زوجها فذهب بها
وكان ذلك سبب منيتها عاشت أياما ثم ماتت
ومن ذلك ما حدثناه محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثني أبو العباس
الأزدي قال:
خرج زوج ليلى الأخيلية بليلى فمرا على قبر توبة بن الحمير فقال لها يا ليلى هذا
الذي يقول فيك:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت * علي وفوقي تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا * إليها صدى من جانب القبر صائح
فقال أنت طالق إن لم تسلمي عليه حتى أنظر ما يرد عليك فقالت وما دعاك إلى
عظام قد رمت؟ قال هو ما سمعت فدنت منه فقالت السلام عليك يا توبة فتى الفتيان
وسيد الشبان قال وكانت قطاة قد عششت في جانب القبر فلما سمعت الصوت نفرت

(1) رواه المعافى بن زكريا القاضي في الجليس الصالح الكوفي 1 / 337 وما بعدها.
(2) بالأصل و " ز "، والمطبوعة: كي، والمثبت عن الجليس الصالح.
73

فخرجت تقول قطا قطا فلما سمعت ناقة ليلى الصوت نفرت بليلى فسقطت واندقت
عنقها فدفنت إلى جانبه
ومن أعجب (1) ما روي لنا في هذه القصة ما حدثناه أبي نا أبو أحمد الختلي أنا عمر
ابن محمد بن الحكم النسائي حدثني إبراهيم بن زيد النيسابوري أن ليلى الأخيلية بعد موت
توبة تزوجت ثم إن زوجها بعد ذلك مر بقبر توبة وليلى معه فقال لها يا ليلى هل تعرفين
هذا القبر؟ فقالت لا قال هذا قبر توبة فسلمي عليه فقالت امض لشأنك فما تريد
من توبة وقد بليت عظامه قال أريد تكذيبه أليس هو الذي يقول:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت * علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا * إليها صدى من جانب القبر صائح
فوالله لا برحت أو تسلمي عليه فقالت السلام عليك يا توبة رحمك الله وبارك
لك فيما صرت إليه فإذا طائر قد خرج من القبر حتى ضرب صدرها فشهقت شهقة فماتت
فدفنت إلى جانب قبره فنبتت على قبره شجرة وعلى قبرها شجرة فطالتا فالتفتا
وذكر أحمد بن يحيى البلاذري حدثني المدائني
أن ليلى (2) الأخيلية أتت الحجاج بن يوسف فوصلها وسألته أن يكتب لها إلى عامله
إلى الري لري فلما صارت بساوة ماتت فدفنت هناك
9425 ليلى بنت هانئ بن الأسود الكندية الجونية
زوج النعمان بن بشير وأم ابنتيه حميدة وعمرة امرأة شاعرة
حكى أبو زيد عمر بن شبة عن عبيد الله بن محمد العيشي عن أبيه أنها التي قالت حين
تزوج الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة ابنتها حميدة (3):
نكحت المديني إذ جاءني * فيا لك من نكحة غاوية
كهول دمشق وشبانها * أحب إلي من الجالية

(1) القصة في الجليس الصالح 1 / 339 - 340.
(2) بالأصل: ليلة، والمثبت عن " ز ".
(3) تقدمت الأبيات في هذا الجزء في ترجمة عمرة بنت النعمان ونسبت لعمرة، وهي في الأغاني 9 / 227 ونسبت
لحميدة بنت النعمان.
74

صنان لهم كصنان التيوس * أعيا على المسك والغالية
وذكر أبو زيد عن غير ابن عائشة أن حميدة هي التي قالت هذه الأبيات (1)
9426 ليلى الخولانية الدارانية
زوج بلال بن رباح مؤذن النبي (صلى الله عليه وسلم) لها ذكر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو الحسن علي بن محمد بن
طوق الطبراني أنا عبد الجبار بن عبد الله بن محمد الخولاني قال (2) أخبرهم أحمد بن
سليمان بن أيوب قراءة عليه نا يزيد بن محمد نا أبو مسهر (3) نا سعيد عن ابن رويم يعني
عروة قال كانت امرأة بلال ليلى الخولانية
قال أبو علي الخولاني والصحيح أنها هند الخولانية
" حرف الميم "
" مريم " (4)
9427 مريم بنت عمران بن مأتان بن المعازر (5) بن اليود بن أجبن
بن صادوق بن عيازور (6) بن الياقيم بن أيبود بن زربائيل بن شالتان
بن يوحينا بن برستيا بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أجاز بن يوثام
بن عزريا بن بورام بن يوسافاط بن أسا بن إيبا بن رخيعم
ابن سليمان بن داود عليه السلام (7)
الصديقة أم عيسى كانت بالربوة ويقال إن قبرها بالنيرب ولم يصح
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن

(1) وهذا ما جاء في الأغاني.
(2) الخبر في تاريخ داريا للقاضي أبو علي الخولاني ص 52 - 53.
(3) قوله: " نا أبو مسهر " سقط من تاريخ داريا.
(4) زيادة عن " ز ".
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر لابن منظور: اليعازر.
(6) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل، وزيد عن " ز ".
(7) انظر أخبارها في تاريخ الطبري (الفهارس)، والبداية والنهاية (الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس).
75

رزقويه (1) أنا أحمد بن سندي (2) نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار
أنا إسحاق بن بشر أنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن في قوله " إلى ربوة ذات
قرار معين " (3) قال إلى أرض مستوية ذات أنهار وأشجار يعني به أرض دمشق
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار
قالا أنا أبو القاسم الأزهري أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا العباس بن العباس
الجوهري أنا صالح بن أحمد حدثني أبي
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني نا محمد بن أحمد بن الصواف نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا حجاج
عن ابن جريج قال حدثت عن عكرمة أن اسم أم مريم حنة
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (4) أما حنة حنة اسم
أم مريم
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (5) نا أبو الحسين بن المهتدي أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو نا شريك عن سالم يعني ابن عجلان عن سعيد في
قوله " إني نذرت لك ما في بطني محررا " (6) قال للعبادة لا يشغله عنها
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أنا أبي أبو سعد (7) أنا أحمد
ابن إبراهيم بن فراس أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي نا أبو عبيد الله المخزومي
قال:
قال سفيان في قوله تعالى " إني نذرت لك ما في بطني محررا " قال قالت يخدم

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: زرقويه.
(2) بالأصل: و " ز ": سيدي، تصحيف.
(3) سورة المؤمنون، الآية: 50.
(4) الاكمال لابن ماكولا 2 / 326.
(5) بالأصل: المرزقي، وفي " ز ": المزرقي.
(6) سورة آل عمران، الآية: 35.
(7) بالأصل و " ز ": أبو علي، تصحيف.
76

الكنيسة سنة فلما وضعت جارية قالوا كيف تخدم الكنيسة امرأة وهي تحيض فألقوا
الأقلام التي كانوا يكتبون بها الوحي فاستهموا بالأقلام أيهم يكفل مريم فخرج سهم زكريا
وكانت خالتها (1) عنده فكان عيسى ويحيى ابني خالة وكانوا من بني إسرائيل
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن
أحمد أنا أحمد بن سندي (2) بن الحسن نا إسماعيل بن عيسى (3) أنا إسحاق بن بشر قال:
وأنا جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قوله الله تعالى " إن الله اصطفى
آدم " (4) واختار من الناس لرسالته آدم " ونوحا وآل إبراهيم " وإسماعيل وإسحاق ويعقوب
والأسباط " وآل عمران على العالمين " (5) يعني اختارهم للنبوة والرسالة على عالمي ذلك
الزمان فهم " ذرية بعضها من بعض " فكل هؤلاء من ذرية آدم ثم من ذرية نوح ثم من
ذرية إبراهيم قوله تعالى " إذ قالت امرأة عمران " بن مأتان (6) واسمها حنة بنت واقود (7)
وهي أم مريم " رب إني نذرت لك ما في بطني محررا " وذلك أن أم مريم حنة كانت جلست
عن الولد والمحيض فبينا هي ذات يوم في ظل شجرة إذ نظرت إلى طير يزق فرخا له
فتحركت نفسها للولد فدعت الله أن يهب لها ولدا فحاضت من ساعتها فلما طهرت أتاها
زوجها فلما أيقنت بالولد قالت لئن نجاني الله ووضعت ما في بطني لأجعلنه محررا وبنو
مأتان (8) من ملوك بني إسرائيل من نسل داود والمحرر لا يعمل للدنيا [ولا يتزوج] (9)
ويتفرغ لعمل الآخرة ويعبد الله ويكون في خدمة الكنيسة ولم يكن يحرر في ذلك الزمان إلا
الغلمان فقالت لزوجها ليس جنس من جنس الأنبياء إلا وفيهم محرر غيرنا وإني جعلت ما
في بطني نذيرة تقول قد نذرت أن أجعله لله فهو المحرر فقال زوجها أرأيت إن كان

(1) كذا بالأصل و " ز " هنا. وجاء في البداية والنهاية 2 / 69 أن زكريا أن يستبد بها دونهم من أجل أن زوجته أختها أو
خالتها على القولين، إلى أن يقول: أن الخالة بمنزلة الام.
(2) بالأصل و " ز ": سيدي، تصحيف.
(3) أقحم بعدها بالأصل: " أنا إسحاق بن عيسى " والمثبت يوافق ما جاء في " ز "، والمطبوعة.
(4) سورة آل عمران، الآية: 33.
(5) سورة آل عمران، الآية: 34.
(6) بالأصل: ما ثان، والمثبت عن " ز ".
(7) بالأصل: وافود، والمثبت عن " ز "، والبداية والنهاية: فاقود.
(8) بالأصل: ما ثان.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
77

الذي في بطنك أنثى والأنثى عورة كيف تصنعين فاغتمت لذلك فقالت عند ذلك حنة أم
مريم " رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " (1) يعني
تقبل مني ما نذرت لك فاستجب لي بأن تنجيني من هذا سالمة بعد الإجابة فلما وضعتها
قالت " رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت " وقد كنت إلهي نذرت لك ما في بطني
إن نجيتني فنجيتني " وليس الذكر كالأنثى " والأنثى عورة ثم قالت " وإني سميتها مريم "
وكذلك كان اسمها عند الله " وإني أعيذها بك وذريتها " يعني عيسى " من الشيطان الرجيم "
يعني الملعون فاستجاب الله لها فلم يقربها الشيطان ولا ذريتها عيسى
قال ابن عباس قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " كل ولد ابن آدم ينال منه الشيطان يطعنه حتى يقع
بالأرض بأصبعه ولها يستهل إلا ما كان من مريم بنت عمران وابنها عيسى لم يصل إبليس
إليهما "
قال ابن عباس لما وضعتها خشيت حنة أم مريم أن لا تقبل الأنثى محررا فلفتها في
الخرقة ووضعتها في بيت المقدس عند القراء فتساهم القراء عليها لأنها كانت بنت إمامهم
وكان إمام القراء من ولد هارون أيهم يأخذها فقال زكريا وهو رأس الأحبار أنا آخذها
وأنا أحقهم بها خالتها عندي يعني أم يحيى فقال القراء (2): وإن كان في القوم من هو أفقر
إليها منك ولو تركت لأحق الناس بها تركت لأبيها (3) ولكنها محررة غير أنا نتساهم عليها
فمن خرج سهمه فهو أحق بها فقرعوا ثلاث مرات بأقلامهم التي كانوا (4) يكتبون بها الوحي
أيهم يكفل مريم يعني أيهم يقبضها فقرعهم زكريا وكانت قرعة أقلامهم أنهم جمعوها في
موضع ثم غطوها فقالوا لبعض خدم بيت المقدس من الغلمان الذين لم يبلغوا الحلم (5).
فقالوا لغلام أدخل يدك فأخرج قلما منها فأدخل يده فأخرج قلم زكريا فقالوا لا نرضى
ولكن نلقي الأقلام في الماء فمن خرج قلمه في جرية الماء ثم ارتفع فهو يكفلها قال
فألقوا أقلامهم في نهر الأردن [فارتفع قلم زكريا] (6) في جرية الماء فقالوا نقترع الثالثة فمن

(1) سورة آل عمران، الآية: 35.
(2) بالأصل: الفراء، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) بالأصل: لايتها، والمثبت عن " ز ".
(4) سقطت من المطبوعة.
(5) في الأصل: " الحكم " والمثبت عن " ز "، وفي البداية والنهاية: الحنث.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز " للايضاح.
78

جرى قلمه مع الماء فهو يكفلها فألقوا أقلامهم فجرى قلم زكريا مع الماء وارتفعت أقلامهم
في جرية الماء وقبضها عند ذلك زكريا فذلك قوله " وكفلها زكريا " يعني وقبضها ثم
قال: " فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا " يعني ورباها تربية حسنة في عبادة وطاعة
لربها حتى ترعرعت وبنى لها زكريا محرابا في بيت المقدس وجعل بابه في وسط الحائط
لا يصعد إليها إلا بسلم وكان استأجر لها ظئرا (2) فلما تم لها حولان طعمت وتحركت
فكان يغلق عليها الباب والمفتاح معه لا يأمن عليه أحدا لا يأتيها بما يصلحها غيره حتى
بلغت
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا محمد بن يوسف بن بشر نا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة
في قوله تبارك وتعالى " إني نذرت لك ما في بطني محررا " قال نذرت ولدها
للكنيسة " فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى " وإنما كانوا يحررون الغلمان قالت:
" وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " (3)
أخبرنا أبو القاسم الشيباني أنا أبو علي التميمي أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي (4) نا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة
الشيطان إلا ابن مريم وأمه " ثم قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم " فإني أعيذها بك وذريتها من
الشيطان الرجيم " [13785].
قال (5) وحدثنا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " ما من مولود إلا الشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مسة
الشيطان إياه إلا مريم وابنها " ثم يقول أبو هريرة واقرأوا إن شئتم " وإني أعيذها بك وذريتها
من الشيطان الرجيم " [13786]

(1) سورة آل عمران، الآية: 37.
(2) الظئر: المرضع لولد غيرها في الناس، والظئر: هي المرأة الأجنبية تحضن ولد غيرها.
(3) سورة آل عمران، الآية: 36.
(4) رواه أحمد في مسنده 3 / 14 رقم 7185 طبعة دار الفكر.
(5) القائل: أحمد بن حنبل، والحديث في مسنده 3 / 107 رقم 7712.
79

قال (1) ونا إسماعيل بن عمر نا ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي
هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعه إلا مريم ابنة عمران
وابنها عيسى (2) [13787].
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو
بكر بن المقرئ نا محمد بن الحسن بن قتيبة نا حرملة بن يحيى أنا عبد الله بن وهب
أنا عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري أن أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها
عيسى " [13777].
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو أحمد
محمد بن [محمد بن] (3) إسحاق الصفار نا أحمد بن محمد بن نصر اللباد نا عمرو بن
طلحة نا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس
وعن مرة عن عبد الله بن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فذكر التفسير وقال في قصة مريم عليها السلام إن الذين كانوا يكتبون التوراة إذا جاءوا
إليهم بإنسان يحررونه اقترعوا عليه أيهم يأخذه فيعلمه وكان زكريا أفضلهم يومئذ وكان
بينهم وكانت أخت مريم تحته فلما أتوا بها قال لهم زكريا أنا أحقكم بها تحتي أختها (4)
فأبوا فخرجوا إلى نهر الأردن فألقوا أقلامهم التي كانوا يكتبون بها أيهم يقوم قلمه فيكفلها
فجرت الأقلام وقام قلم زكريا على قرنته (5) كأنه في طين فأخذ الجارية
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي نا إبراهيم بن
الحسين (6) نا آدم بن أبي إياس نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد " وكفلها
زكريا " قال ساهمهم بقلمه فسهمهم يعني فكفلها وفي قوله " فساهم فكان من

(1) يعني أحمد بن حنبل، والحديث في مسنده 3 / 137 رقم 7884.
(2) زيد في المسند: عليهما السلام.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(4) من قوله: فلما... إلى هنا مكرر بالأصل، والمثبت يوافق " ز ".
(5) صورتها بالأصل و " ز ": " مرسه " وفي المطبوعة: جريته، والمثبت " قرنته " عن مختصر ابن منظور والقرنة: الطرف
الشاخص من كل شئ، يقال: قرنة الجبل، وقرنة النصل.
(6) بالأصل: الحسن، والمثبت عن " ز ".
80

المدحضين " (1) يقول كان من المسهومين
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن أحمد [بن
محمد] (2) أنا أحمد بن سندي (3) نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن
بشر أنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله الليثي قال:
إن بني إسرائيل أصابتهم أزمة ومريم عند زكريا على حالها حتى ضعف زكريا عن
حملها فخرج على بني إسرائيل فقال أتعلمون أني قد ضعفت عن حمل ابنة عمران؟
فقالوا ونحن قد جهدنا من هذه السنة فتقارعوا بينهم فخرج السهم على رجل من بني
إسرائيل نجار يقال له جريج فعرفت مريم في وجهه شدة مؤونة ذلك عليه فقالت يا جريج
أحسن الظن بالله فإن الله سيرزقنا فجعل الله يرزق جريجا لمكانها منه فيأتيها كل يوم رزقها
غدوة وعشية وهي في الكنيسة
قال وقال ابن عباس إنما كانت السهام بين زكريا والأحبار على ما بينا فالله أعلم
قال ابن عباس فكان زكريا يقوم بشأنها فكانت إذا حاضت أخرجها إلى منزله من
محرابها فتكون مع خالتها وأختها (4) يلسفع (5) أم يحيى فإذا طهرت ردها إلى بيت المقدس
فكان زكريا يرى عندها في المحراب العنب في الشتاء الشديد فيأتيها به جبريل من السماء
قال ونا إسماعيل نا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال:
كان بنو إسرائيل إذا أرادوا أن يحرروا للمحراب (6) ولد أحد [منهم] (7) لم يحرروه حتى
يولد فإن كان غلاما فشاؤوا أن يحرر لمهنة المحراب حرروه وإن كانت جارية لم يحرروها
للمحراب وإن امرأة عمران عجلت فنذرت ما في بطنها محررا لمهنة المحراب فلما
وضعتها قالت " رب إني وضعتها أنثى وإني سميتها مريم " إلى آخر الآية قال: فحملتها

(1) سورة الصافات، الآية: 141.
(2) الزيادة عن " ز ".
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: سيدي.
(4) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة والمختصر: خالتها وأختها.
(5) كذا بالأصل و " ز ". وفي نهاية الإرب 14 / 195 أسباع وقيل: بليشفع.
(6) بالأصل: للمحرات، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(7) سقطت من الأصل، وزيدت للايضاح عن " ز ".
81

على خرقة على يديها حتى أدخلتها المحراب عليهم وقالت أقضي ما نذرت لله علي فلما
أدخلتها عليهم قالوا ما هذه قالت إني كنت عجلت فنذرت ما في بطني محررا لمهنة
المحراب فوضعتها أنثى فجئت لأقضي ما جعلت لله علي قالوا وما شأن المحراب
وشأن الأنثى قال فألقى الله في قلوبهم محبة لمريم فقالوا ما كنا نقبل الأنثى سوف نقبل
هذه قال فوضعتها بين أيديهم وخرجت وتشاح القوم (1) فيها فقال لهم زكريا أخت هذه
الجارية عندي وأنا أحق بها أن أكفلها قالوا وما لك أحق بها منا قال وكان في المحراب
جدول يجري يشربون منه ويتوضأون منه فلما رأى زكريا إباءهم عليه قال بيني وبينكم
قالوا أي شئ قال أقلامنا التي نكتب بها التوراة يجئ كل رجل بقلمه فيلقيه في هذا
الجدول فأي قلم منها شق الماء فقد كفله الله هذه الصبية قالوا نعم فجاء كل رجل منهم
بقلمه وجاء زكريا بقلمه فألقوها في الجدول فذهب الماء بأقلامهم واستقبل قلم زكريا
الماء فجعل يشقه فقال لهم زكريا مه قالوا قد كفله الله هذه الصبية قال فأنبتها الله نباتا
حسنا قال فجعل لها في المحراب بيتا لا يدخل عليها فيه إلا بإذنها قال فكان زكريا
يستأذن عليها فتأذن له فيدخل عليها يسلم عليها فتأتيه بمكتل (2) عندها فتضعه بين يديه
فيجد فيه زكريا عنبا في غير حين العنب فيقول " يا مريم أنى لك هذا " فتقول " هو
من عند الله " فرغب زكريا في الولد فدعا ربه فأوحى الله إليه يبشره بيحيى " قال رب
أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا " فقال " رب اجعل لي
آية " قال " آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا " (4)
قال أبو الحسن يعني هي آية البشرى قال فكان زكريا إذا قام يصلي لربه أطلق له
لسانه فيناجيه فإذا خرج إلى أهل المحراب اعتقل لسانه فيشير إليهم أن صلوا كما كنتم تصلون
ثلاثة أيام فلما بلغت مريم فبينا هي في بيتها متفضلة (5) إذ دخل عليها رجل بغير إذن
فخشيت أن يكون دخل عليها ليغتالها فقالت " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال:

(1) تشاح القوم: يقال تشاح الرجلان على الامر: لا يريدان أن يفوتهما. ويقال تشاحوا في الامر وعليه: شح بعضهم
على بعض وتبادروا إليه حذر فوتهه. (تاج العروس واللسان).
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر لابن منظور: مكيل.
(3) سورة آل عمران، الآية: 37.
(4) سورة مريم، الآيات 8 - 10. وقوله في الآية: آية، أي علامة على وقت تعلق مني المرأة بهذا الولد المبشر.
(5) تفضلت المرأة في بيتها إذا كانت في ثوب واحد.
82

" إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك
بغيا قال كذلك قال ربك " (1) قال فجعل جبريل يردد ذلك عليها وتقول " أنى يكون لي
غلام " قال وتغفلها (2) جبريل فنفخ في جيب درعها ونهض عنها فاستمر بها حملها فقالت
إن خرجت نحو المغرب فالقوم يصلون نحو المغرب ولكن أخرج نحو المشرق فبينا هي
تمشي إذ فاجأها (3) المخاض فنظرت هل تجد شيئا تستتر به فلم تجد إلا جذع النخلة
فقالت أستتر بهذا الجذع من الناس وكان تحت الجذع نهر يجري فانضمت إلى النخلة
فلما وضعته خر كل شئ يعبد من دون الله في مشارق الأرض ومغاربها ساجدا لوجهه وفزع
إبليس فخرج فصعد فلم ير شيئا ينكره وأتى المشرق فلم ير شيئا ينكره ودخل الأرض
فلم ير شيئا ينكره وجعل لا يصبر فأتى المغرب لينظر فلم ير شيئا ينكره وجعل لا يصبر
فبينا هو يطوف إذ مر بالنخلة فإذا هو بامرأة معها غلام قد ولدته وإذا الملائكة قد أحدقوا
بها وبابنها وبالنخلة فقال هاهنا حدث الأمر فمال إليهم فقال أي شئ هذا الذي
حدث فكلمته الملائكة فقالوا نبي ولد بغير ذكر فقال نبي ولد بغير ذكر قالوا نعم
قال أما والله لأضلن به أكثر العالمين أضل اليهود فكفروا به وأضل النصارى فقالوا هو
ابن الله قال وناداها ملك من تحتها " قد جعل ربك تحتك سريا " (4) قال أبو الحسن:
والسري هو النهر بكلام أهل اليمن
قال قال إبليس ما حملت أنثى إلا بعلمي ولا وضعته إلا على كفي ليس هذا
الغلام لم أعلم به حين حملته أمه ولم أعلم به حين وضعته
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
أبو القاسم البغوي نا داود بن (5) عمرو نا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد
في قوله " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا " (6) قال وجد عند مريم عنبا
في غير زمانه

(1) سورة مريم، الآيات 18 - 21.
(2) تغفلها جبريل: تحين غفلتها.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر والمطبوعة: فجئها، وفجئه الامر وفجأه وفاجأه: هجم عليه من غير أن يشعر به
(تاج العروس: فجأ).
(4) سورة مريم، الآية: 24.
(5) تحرفت بالأصل إلى: عن، والمثبت عن " ز ".
(6) سورة آل عمران، الآية: 37.
83

أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنا محمد بن محمد بن
محمد بن إبراهيم بن مخلد نا جعفر بن محمد الخلدي (1) نا أحمد بن علي الخراز (2)
المقرئ نا داود بن مهران نا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال:
" كلما (3) دخل [عليها] (4) زكريا المحراب وجد عندها رزقا " قال عنبا وجده زكريا عند
مريم في غير إبانه
أنبأنا أبو القاسم العلوي أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا محمد بن
يوسف أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله " وجد عندها
رزقا " قال وجد عندها ثمرة في غير زمانها قال " أنى لك هذا " قالت هو من عند
الله
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءة أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن
إسماعيل نا أحمد بن مروان نا عباس بن محمد الدوري (5) نا محمد بن سابق نا مالك
ابن مغول عن إبراهيم بن مهاجر في قوله " وجد عندها رزقا " قال فاكهة الشتاء في
الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء الرمان في غير حينه
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر أحمد بن علي أنا أبو الحسن بن رزقويه (6)،
أنا أحمد بن سندي (7) نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق بن بشر أنا
سعيد عن قتادة عن الحسن في قوله " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها
رزقا " يعني ثمر الشتاء في الصيف وثمر الصيف في الشتاء يأتيها به جبريل فقال لها
زكريا " أنى لك هذا " في غير حينه فقالت هذا رزق من عند الله يأتيني (8) " إن الله يرزق
من يشاء بغير حساب " قال فطمع زكريا في الولد فقال إن الذي أتى مريم بهذه الفاكهة
في غير حينها لقادر أن يصلح لي زوجي ويهب لي منها ولدا فعند ذلك دعا زكريا ربه،

(1) في " ز ": الخالدي، تصحيف.
(2) بالأصل والمطبوعة: الخزاز، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) بالأصل: كل، والمثبت عن " ز ".
(4) زيادة عن " ز ".
(5) تحرفت في " ز " إلى: الرفدي.
(6) تحرفت في " ز " إلى: زرقويه.
(7) بالأصل و " ز " بدون إعجام: " سدى ".
(8) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: يأتي.
84

وذلك لثلاث ليال بقين من المحرم فقام زكريا فاغتسل ثم ابتهل إلى الله في الدعاء قال يا
رازق مريم ثمار الصيف في الشتاء وثمار الشتاء في الصيف " هب لي من لدنك " يعني من
عندك " ذرية طيبة " (1) يعني تقيأ فأخبر الله نبيه (صلى الله عليه وسلم) بقصة عبده زكريا ودعائه ربه وإجابة
الله له وتحننه عليه ولطفه به فقال جل وعز " كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا " (2).
كهي قال ابن عباس خمسة أحرف وخمسة أسماء مقطعة يعني بكاف كافيا لخلقه هاء
يعني هاديا لأوليائه يا يعني يمينا يحلف به عباده عين يعني عالما بأعمال خلقه صاد يعني
صادقا وعده
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد أنا المظفر بن حمزة بن محمد أنا عبد
الله بن يوسف بن بامويه أنا أحمد بن محمد بن زياد ابن الأعرابي نا عباس الدوري نا زيد
ابن الحباب نا جعفر بن سليمان نا أبو عمران عن نوف البكائي وهو رجل من أهل الشام
في قول الله عز وجل " فكفلها زكريا " كان يزورها وكانت فتاة (3) تنزل في بيت قومها
فكانت تقدم إليها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء فقال " أنى لك هذا
قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " فهنالك دعا زكريا ربه أن يهب
له غلاما فوهب له يحيى ولم يسم يحيى قبله قال " أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي
عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا " حتى بلغ " رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس
ثلاث ليال سويا " فحبس على لسانه وكان صحيحا " فخرج على قومه من المحراب فأوحى
إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " (4) وجاءها جبريل في منزلها حتى هتك الحجاب عنها فلما
رأته " قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " فلما قالت لرحمن نقبض جبريل فقال
" إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم
أك بغيا " (5) فنفخ ما بين جيبها ودرعها (6) فمكثت ما يمكث النساء فخرجت هاربة من أهلها
وقومها نحو المشرق وخرجوا في طلبها فجعلوا لا يلقون أحدا إلا قالوا هل رأيت فتاة من

(1) سورة آل عمران، الآية: 38.
(2) سورة مريم، الآيتان 1 و 2.
(3) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(4) سورة مريم، الآية: 11.
(5) سورة مريم، الآيتان 19 و 20.
(6) يعني قميصها.
85

حالها كذا وكذا يعني فلقوا راعي بقر فقالوا يا راعي هل رأيت فتاة كذا وكذا قال:
لا رأيت من بقري شيئا لم أره فيما مضى في ليلتي هذه رأيتها تسجد نحو هذا الوادي
قال وجاءها المخاض والمخاض: الولد (1) فساندت إلى النخلة وقالت " يا ليتني مت
قبل هذا وكنت نسيا منسيا " (2) حيضة بعد حيضة فنادها جبريل من أقصى الوادي " قد
جعل ربك تحتك سريا " (3) والسري النهر الصغير " وهزي إليك بجذع النخلة تساقط
عليك رطبا جنيا " (4) قالت لا أدري شاتية أو صائفة " فكل واشربي وقري عينا " (5)
فوضعته وقطعت سرته ولفته في خرقة فحملته فأقبلوا حيث رأوها فأقعدته في حجرها
فأعطته ثديها فجاءوا فقاموا عليها فقالوا " يا مريم لد جئت شيئا فريا " (6) أي عظيما فمن
أين لك هذا " ما كان [أبوك] (7) امرأ سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت إليه " (8) أن كلموه
" قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا " والمهد حجرها فنزع فمه من ثديها وجلس
واتكأ على يساره فقال " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت
وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا " (9) حتى بلغ " فاختلف الأحزاب من بينهم " (10)
والأحزاب الناس.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو الحسن عبيد الله بن محمد قالا أنا أبو بكر
البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار نا أحمد بن
محمد بن نصر اللباد نا عمرو بن حماد بن طلحة نا أسباط بن نصر عن السدي (11) عن
أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود
قالوا خرجت مريم إلى جانب المحراب لحيض أصابها فلما طهرت إذا هي برجل

(1) كذا بالأصل و " ز ". والمخاض: الطلق، وهو وجع الولادة، وكل حامل ضربها الطلق فهي ما خض، ومخضت
المرأة: تحرك ولدها في بطنها للولادة (انظر تاج العروس).
(2) سورة مريم، الآية: 23.
(3) سورة مريم، الآية: 24.
(4) سورة مريم، الآية: 25.
(5) سورة مريم، الآية: 26.
(6) سورة مريم، الآية: 27.
(7) زيادة عن " ز ".
(8) سورة مريم، الآيتان 28 و 29.
(9) سورة مريم، الآيتان: 30 و 31.
(10) سورة مريم، الآية: 37.
(11) بالأصل: السيدي، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
86

معها وهو قوله " فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا " (1) وهو جبريل ففزعت منه
وقالت " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما
زكيا " (2) الآية فخرجت وعليها جلبابها فأخذ بكمها فنفخ في جيب درعها وكان
مشقوقا من قدامها فدخلت النفخة صدرها فحملت فأتتها أختها امرأة زكريا ليلة لتزورها
فلما فتحت لها الباب التزمتها فقالت امرأة زكريا [يا] (3) مريم أشعرت أني حبلى قالت
مريم أشعرت أيضا أني حبلى قالت امرأة زكريا فإني وجدت الذي في بطني سجد للذي
في بطنك فذلك قوله " مصدقا بكلمة من الله " (4) وذكر القصة
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (5) قال أبو بكر بن مالك
قال عبد الله بن أحمد حدثني عبيد الله بن عمر القوريري نا جعفر بن سليمان [عن أبي
عمران الجوني] (6) عن نوف قال:
كانت مريم فتان بتولا (7) وكان زكريا زوج أختها كفلها وكانت معه قال وكان يدخل
عليها يسلم عليها قال فتقرب إليه فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء قال
فدخل عليها زكريا مرة فقربت إليه بعض ما كانت تقرب قال " يا مريم أنى لك هذا قالت
هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من
لدنك ذرية [طيبة] (8) " الآية قال فبينا هي جالسة في منزلها إذا رجل قائم بين يديها قد هتك
الحجب فلما رأته قالت " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " قال فلما ذكرت
الرحمن فزع جبريل وقال " إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا " إلى قوله " وكان أمرا
مقضيا " فنفخ جبريل في جيبها فحملت حتى إذا ثقلت (9) وجعت كما يجع (10) النساء،

(1) سورة مريم، الآية: 17.
(2) سورة مريم، الآيتان 18 و 19.
(3) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(4) سورة آل عمران، الآية: 39.
(5) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 6 / 51 في أخبار نوف البكالي.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و " ز "، والمطبوعة، واستدرك لتقويم السند عن حلية الأولياء.
(7) البتول من النساء: المنقطة عن الرجال لا أرب لها فيهم.
(8) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز "، والحلية.
(9) كذا بالأصل والمطبوعة. وفي " ز ": " إن أثقلت "، وفي الحلية: " إذا أثقلت " وهو أشبه يقال: أثقلت المرأة فهي
مثقل ثقل حملها في بطنها.
(10) كذا بالأصل و " ز "، وفي لغة قبيحة في وجع، وفي الحلية: توجع.
87

فلما (1) وجعت كانت في بيت النبوة فاستحيت فهربت حياء من قومها نحو المشرق وخرج
قومها في طلبها يسألون عنها فلا يخبرهم عنها أحد فأخذها المخاض فتساندت إلى النخلة
وقالت " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " قال حيضة بعد حيضة " فناداها من
تحتها " قال جبريل من أقصى الوادي " ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا " قال
جدول (2) " وهزي إليك بجذع النخلة " إلى قوله " فلن (3) أكلم اليوم إنسيا " فلما قال لها
جبريل اشتد ظهرها وطابت نفسها قطعت سرره ولفته في خرقة وحملته قال فلقي قومها
راعي بقر وهم في طلبها قالوا يا راعي هل رأيت كذا وكذا قال لا ولكن رأيت البارحة
من بقري شيئا لم أره منها قط فيما خلا قالوا فما رأيت منها قال رأيتها باتت سجدا نحو
هذا الوادي فانطلقوا حيث وصف لهم فلما رأتهم مريم جلست ترضع عيسى فجاءوا حتى
قاموا عليها وقالوا لها " يا مريم لقد جئت شيئا فريا " قال أمرا عظيما " يا أخت هارون
ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا "
قال أبو عمران قال نوف " فأشارت إليه " أن كلموه فتعجبوا منها قالوا " كيف
نكلم من كان في المهد صبيا " قال نوف المهد حجرها فلما قالوا ذلك ترك عيسى
ثديها واتكأ على يساره ثم تكلم قال " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " إلى قوله
" أبعث حيا " قال فاختلف الناس فيه
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن بن رزقويه (4) أنا أحمد
ابن سندي أنا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر أنا
جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس
في قوله " وبرا بوالديه " (5) قال كان لا يعصيها " ولم يكن جبارا " قال ابن عباس:
ولم يكن قتال النفس التي حرم الله قتلها " عصيا " يعني لم يكن عاصيا لربه " وسلام عليه "
[يعني سلام الله عليه] (6) يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا قال ابن عباس لما وهب الله

(1) بالأصل: " فيما " والمثبت عن " ز "، والحلية.
(2) في الحلية: جدولا.
(3) بالأصل: فلم، تصحيف، والمثبت عن " ز "، والحلية.
(4) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: زرقويه.
(5) سورة مريم، الآية: 14.
(6) الزيادة عن " ز "، وفي المطبوعة والمختصر: " سلم "، بدل " سلام ".
88

لزكريا يحيى بلغ ثلاث سنين بشر الله مريم بعيسى فبينا هي في المحراب قالت الملائكة
وهو جبريل وحده " يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك " من الفاحشة " واصطفاك " يعني
واختارك " على نساء العالمين " عالم أمتها " يا مريم اقنتي لربك " يعني صلي لربك
يقول: اذكري لربك في الصلاة بطول (1) القيام فكانت تقوم حتى ورمت قدماها " واسجدي
واركعي مع الراكعين " يعني مع المصلين مع قراء بيت المقدس يقول الله لنبيه (صلى الله عليه وسلم) " ذلك من
أنباء الغيب نوحيه إليك " يعني بالخبر الغيب في قصة زكريا ويحيى ومريم " وما كنت
لديهم " يعني عندهم " إذ يلقون أقلامهم " في كفالة مريم ثم قال يا محمد تخبر (2) بقصة
عيسى " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها
في الدنيا " يعني مكينا عند الله في الدنيا " ومن المقربين " في الآخرة " ويكلم الناس في
المهد " يعني في الخرق في محرابه " وكهلا " ويكلمهم كهلا إذا اجتمع قبل أن يرفع إلى
السماء " ومن الصالحين " (3) يعني من المرسلين
وأنا إسحاق أنا إدريس عن جده وهب أنه قال:
لما استقر حمل مريم وبشرها جبريل فوثقت كرامة الله واطمأنت وطابت نفسا
واشتد أزرها وكان معها في المحررين ابن خال (4) لها يقال له يوسف وكان يخدمها من
وراء الحجاب ويكلمها ويناولها الشئ من وراء الحجاب وكان أول من اطلع على حملها
هو واهتم لذلك وأحزنه وخاف منه البلية التي لا قبل له بها ولم يشعر من أين أتيت
مريم وشغله عن النظر في أمر نفسه وعمله لأنه كان رجلا متعبدا حكيما وكان من قبل
أن تضرب مريم الحجاب على نفسها تكون معه ونشأ معها وكانت مريم إذا نفذ (5) ماؤها
وماء يوسف أخذا قلتيهما (6) ثم انطلقا إلى المغارة التي فيها الماء فيملأن قلتيهما ثم يرجعان
إلى الكنيسة والملائكة مقبلة على مريم بالبشارة " يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك " فكان
يعجب يوسف مما يسمع فلما استبان ليوسف حمل مريم وقع في نفسه من أمرها حتى كاد

(1) بالأصل: طول، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": يخبر.
(3) سورة آل عمران، الآية 43 إلى 46.
(4) تحرفت بالأصل إلى: نال، والمثبت عن " ز ".
(5) بالأصل و " ز ": نفذ.
(6) القلة: إناء للعرب كالجرة الكبيرة. والجمع قلال وقلل.
89

أن يفتتن فلما أراد أن يتهمها في نفسه ذكر ما طهرها الله واصطفاها [وما] (1) وعد الله أمها
أنه معيذها وذريتها من الشيطان الرجيم وما سمع من قول الملائكة " يا مريم إن الله اصطفاك
وطهرك " فذكر الفضائل التي فضلها الله بها وقال إن زكريا قد أحرزها في المحراب فلا
يدخل عليها أحد وليس للشيطان عليها سبيل فمن أين هذا فلما رأى من تغير لونها
وظهر بطنها فعظم ذلك عليه وبلغ مجهوده وتحير فيه رأيه وعقله وخاف الإثم من التهمة
وسوء الظن بها فعرض لها فقال يا مريم هل يكون زرع من غير بذر قالت نعم قال
وكيف ذلك قالت إن الله خلق البذر الأول من غير نبات وأنبت الزرع الأول من غير بذر
ولعلك تقول لم يقدر أن يخلق الزرع الأول إلا بالبذر ولعلك تقول لولا أنه استعان عليه
بالبذر لغلبه حتى لا يقدر على أن يخلقه ولا ينبته قال يوسف أعوذ بالله أن أقول ذلك قد
صدقت وقلت بالنور والحكمة كما قدر أن يخلق الزرع الأول وينبته من غير بذر يقدر على
أن يخلق زرعا من غير بذر قال لها يوسف أخبريني فهل ينبت الشجر من غير ماء ولا مطر
قالت ألم تعلم أن للبذر والزرع والماء والمطر والشجر خالقا واحدا فلعلك تقول لولا الماء
والمطر لم يقدر على أن ينبت الشجر (2) قال أعوذ بالله أن أقول ذلك [قال] (3) قد
صدقت وتكلمت بالنور والحكمة فأخبريني هل يكون ولد أو حبل من غير ذكر قالت
نعم قال فكيف ذلك قالت ألم تعلم أن الله خلق آدم وحواء امرأته من غير حبل ولا
أنثى ولا ذكر قال بلى قال لها فأخبريني خبرك قالت بشرني الله " بكلمة منه اسمه
المسيح عيسى بن مريم " إلى قوله " ومن الصالحين " فعلم يوسف أن ذلك أمر من الله
بسبب خير (4) اراده بمريم فسكت عنها فلم تزل على ذلك حتى ضربها الطلق فنوديت:
أن اخرجي من المحراب فخرجت
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر أنا أبي أبو سعد أنا أبو
الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله
الديبلي (5) نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن مسعر عن أبي

(1) سقطت من الأصل، وزيدت للايضاح عن " ز ".
(2) بالأصل: شجر، والمثبت عن " ز "، والمطبوعة.
(3) سقطت من الأصل و " ز ".
(4) بالأصل: خبر، وسقطت اللفظة من " ز "، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(5) إعجامها مضطرب بالأصل، وفي " ز ": الدبيلي، تصحيف.
90

وائل قال لقد علمت مريم أن التقي ذو نهية (1) حين قالت " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت
تقيا "
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبي أبو سعد أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس
أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله نا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن نا سفيان
عن رجل عن مجاهد في قوله تعالى " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " (2) قال:
حيضة ملقاة
أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد بن ينال الصوفي أخبرتنا العالمة عائشة بنت الحسن
ابن إبراهيم بن محمد قالت نا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم المذكر نا
الوليد بن أبان نا عثمان بن سعيد إنا إسحاق بن إبراهيم نا إبراهيم بن خالد عن عمر بن
عبد الرحمن وهو ابن ذرية قال سمعت وهب بن منبه يقول:
إن مريم حملت بعيسى [تسعة] (3) أشهر فلما ظهر ما في بطنها قال لها زكريا النجار
عليه السلام يا مريم أخبريني هل يكون زرع من غير بذر أم هل يكون شجر من غير مطر
أم هل يكون ولد من غير ذكر قالت أما قولك هل يكون زرع من غير بذر فإن الله خلق
البذر قبل الزرع وأما قولك هل يكون شجر من غير مطر فإن الله تبارك وتعالى خلق الجنة
من غير مطر وأما قولك هل يكون ولد من غير ذكر فإن الله خلق آدم عليه السلام من غير
أنثى ولا ذكر
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أبو سعد أنا أبو الحسن بن فراس أنا أبو جعفر
الديبلي (4) نا أبو عبيد الله نا سفيان عن ابن جريج عن المغيرة بن عبد الله بن عبد الثقفي
قال:
سمعت عبد الله بن عباس بالطائف وسئل عن قوله تعالى " إني نذرت للرحمن
صوما " (5) قال صمتا وسئل عن حمل مريم فقال لم يكن إلا أن حملته وولدته

(1) ذو نهية يعني ذو عقل.
(2) سورة مريم، الآية: 23.
(3) سقطت اللفظة من الأصل وزيدت عن " ز ".
(4) تحرفت بالأصل إلى: الدبيلي، وفي " ز ": البرمكي.
(5) سورة مريم، الآية: 26.
91

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر
أنا محمد بن يوسف بن بشر أنا محمد بن حماد أنا عبد الرزاق أنا الثوري عن رجل
عن من سمع ابن عباس يقول في مريم ليس إلا أن حملت ثم وضعت (1)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان نا أبو بكر الشافعي إملاء نا
محمد بن غالب حدثني عبد الصمد يعني ابن النعمان نا مسلم بن خالد عن داود بن أبي
هند عن عكرمة عن ابن عباس قال:
وضعت مريم لثمانية أشهر (2) ولذلك لا يولد مولود لثمانية أشهر إلا مات لئلا تسب (3)
مريم بعيسى عليهما السلام
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري انا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان
ح وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى الموصلي
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا محمد بن
المظفر أنا محمد بن محمد الباغندي
قالا نا شيبان بن فروخ نا مسروق بن سعيد التميمي وفي حديث ابن المقرئ
مسرور ابن سعد نا عبد الرحمن الأوزاعي (4) عن عروة بن رويم عن علي بن أبي طالب
ولم ينسبه ابن المقرئ قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من
الطين الذي خلق منه آدم وليس شئ من الشجر يلقح " - وقال ابن المقرئ شئ يلقح
غيرها وأطعموا وفي حديث أبي يعلى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أطعموا نساءكم الولد
الرطب فإن لم يكن رطب فالتمر وليس وقال ابن المقرئ فليس من الشجر زاد
الباغندي شجر وقال ابن المقرئ شئ من الشجر وقالوا أكرم على الله من شجرة
نزلت تحتها مريم بنت عمران " [13789]

(1) البداية والنهاية 2 / 78.
(2) البداية والنهاية 2 / 78.
(3) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": بسبب، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(4) روي الحديث في البداية والنهاية 2 / 79 - 80 من هذا الطريق.
92

عروة لم يدرك عليا والحديث غريب والتميمي مجهول
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن
محمد الخلعي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس أنا أبو سعيد أحمد بن محمد
ابن زياد بن الأعرابي نا إبراهيم بن أبي الجميم (1) نا حفص بن عمر نا الحسن بن أبي
جعفر قال:
كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب إن رسلي أخبروني أن قبلكم شجرة تحمل مثل آذان
الحمر ثم تتفلق عن مثل اللؤلؤ الأبيض ثم تغبر ثم تصير مثل الزمرد الأخضر ثم تغبر
فتصير مثل الياقوت الأحمر ثم تينع ثم تنضج فتصير مثل الفالوذجة فتصير عصمة للمقيم
وزادا للمسافر فإن رسلي صدقوني إن هذه شجرة من شجر الجنة
فكتب إليه عمر أما بعد فإن رسلك قد صدقوك وهي شجرة عندنا يقال لها النخلة
وهي التي أنبتها الله على مريم حين نفست فاتق الله ولا تتخذ عيسى إلها من دون الله فإنما
" مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا
تكن (2) من الممترين " (3) وقد أخرجت هذه الحكاية من وجه آخر في أخبار المسيح
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي (4) أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن
سعيد نا (5) أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (6) أنا الحسين بن الحسن (7) بن محمد بن
القاسم المخزومي نا عثمان بن أحمد الدقاق نا أبو عبد الله محمد بن خلف المروزي نا
داود بن سليمان [الجرجاني نا سليمان] (8) بن عمرو عن سعد بن طارق عن سلمة بن
قيس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر فإنه من كان طعامها في

(1) تقرأ بالأصل و " ز ": الجحيم، والمثبت عن المطبوعة.
(2) بالأصل و " ز ": تكونن.
(3) سورة آل عمران، الآيتان 59 و 60.
(4) رسمها مضطرب بالأصل وصورتها: الشحي، وفي " ز ": السحي، كلاهما تصحيف والصواب ما أثبت قياسا إلى
سند مماثل.
(5) بالأصل و " ز ": أنا.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 8 / 366 في أخبار داود بن سليمان الجرجاني.
(7) بالأصل: " أنا الحسن بن الحسين " تصحيف، والمثبت عن " ز ": أنا الحسين بن الحسن، وتاريخ بغداد.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
93

نفاسها التمر (1) خرج ولدها ذلك حكيما فإنه كان طعام مريم حين ولدت [عيسى] (2) ولو علم
الله طعاما ما هو خير لها من التمر لأطعمها إياه [13790]
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن أنا علي بن محمد أنا عبد الرحمن بن عثمان
أنا خيثمة بن سليمان نا أبو قلابة نا حفص بن عمر أبو (3) المازني نا النضر بن عاصم أبو
عباد الهجيمي عن قتادة (4) عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه سئل
عن الجراد فقال " إن مريم سألت الله أن يطعمها لحما لا دم له فأطعمها الجراد " [13791]
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر
أحمد بن الحسن القاضي قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا [أبو] (5) عتبة أحمد بن
الفرج أنا بقية (6) نا نمير بن يزيد القيني (7) عن أبيه قال سمعت صدي بن عجلان أبا
أمامة الباهلي يقول إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " إن مريم ابنة عمران سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم
له فأطعمها الجراد " فقالت اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير شياع قلت يا أبا الفضل
ما الشياع؟ قال الصوت [1392]
أبو الفضل هو نمير [بن يزيد] (8) حمصي.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة
نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد نا زهير عن أبي إسحاق عن البراء في قوله " قد
جعل ربك تحتك سريا " قال قيل للبراء عيسى قال لا ولكنه جدول فيه ماء
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أبو عبيد
الصيرفي محمد بن أحمد بن المؤمل نا سعيد بن يحيى الأموي نا أبي مالك يعني ابن

(1) بالأصل: تمر، والمثبت عن " ز ".
(2) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(3) بالأصل: " حفص بن عمران المازني " صوبنا الاسم عن " ز ".
(4) بالأصل: عباده، وفي " ز ": جنادة.
(5) استدركت عن هامش الأصل.
(6) من هنا يوجد خرم في النسخة " ز ".
(7) تحرفت بالأصل إلى: العتبي، والصواب ما أثبت، وهو نمير بن يزيد القيني الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال
19 / 159.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك للايضاح، راجع الحاشية السابقة.
94

مغول عن أبي السفر عن البراء بن عازب في قوله تعالى " قد جعل ربك تحتك سريا "
قال هو الجدول الصغير يعني النهر الصغير
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبي أنا أبو الحسن بن فراس أنا أبو جعفر
الديبلي (1) نا أبو عبيد الله المكي نا سفيان عن حصين عن عمرو بن ميمون في قوله
تعالى " فناداها من تحتها " قال ناداها ملك " قد جعل ربك تحتك سريا " والسري النهر
قال وإني لأحسب أن خير الطعام للنفساء التمر والرطب يريد قوله تعالى " وهزي إليك
بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " (2) الآية
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب أخبرني ابن رزقويه أنا ابن
سندي (3) أنا الحسن بن علي أنا إسماعيل بن عيسى نا إسحاق (4) بن بشر أنا عبد
الرحمن بن قبيصة عن الحسن قال:
سأله رجل يا أبا سعيد ما تقول في قول الله عز وجل " قد جعل ربك تحتك سريا "
قال الحسن عبدا صالحا تقيا فقال أعرابي وهو قائم يسمع إلى حديث الحسن يا أبا
سعيد إنا لا نقول ذلك ولكن نقول " قد جعل ربك تحتك سريا " يعني جدولا نهرا
صغيرا قال الحسن أحسنت يا أعرابي بمثلها فافدنا
قال وأنا إسحاق أنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله " قد جعل ربك
تحتك سريا " قال السري الجدول الساقية الصغيرة وذلك أنه أصابها العطش قال
فأجرى الله لها جدولا من الأردن قال وحمل الجذع من ساعته رطبا جنيا يعني بغباره
فناداها من تحتها جبريل " هزي إليك بجذع النخلة " ولم يكن على رأسها سعف وكانت قد
يبست منذ دهر طويل فأحياها الله لها وحملت فذلك قوله " تساقط عليك رطبا جنيا " يعني
طريا بغباره " فكلي " من الرطب " واشربي " من ا لجدول " وقري عينا " بولدك فقال
فكيف لي إذا سألوني من أين هذا قال لها جبريل " فأما ترين " يعني فإذا رأيت " من البشر
أحدا " فأعتبك في أمرك " فقولي إني نذرت للرحمن صوما " يعني صمتا في أمر عيسى " فلن

(1) بالأصل: الدبيلي تصحيف.
(2) سورة مريم، الآية: 25.
(3) بدون إعجام بالأصل.
(4) تحرفت بالأصل إلى إسماعيل.
95

أكلم اليوم إنسيا " في أمره حتى يكون هو الذي يعبر عني وعن نفسه قال ففقدوا مريم من
محرابها فسألوا (1) يوسف فقال لا علم لي بها وإن مفتاح باب محرابها مع زكريا فطلبوا
زكريا وفتحوا الباب وليست فيه فاتهموه فأخذوه ووبخوه فقال رجل إني رأيتها في موضع
كذا وكذا وأمامها [رجل] (2) وهو تقفو أثره قال فخرجوا في طلبها قال فسمعوا صوت
عقعق (3) في رأس الجذع الذي مريم من تحته فانطلقوا إليه فذلك قو الله تعالى " فأتت به
قومها تحمله " (4) قال ابن عباس لما رأت أن قومها قد أقبلوا إليها احتملت الولد إليهم حتى
بلغتهم به فذلك قوله " فأتت به قومها تحمله " أي لا تخاف ريبة ولا تهمة فلما نظروا
إليها شق أبوها مدرعته وجعل التراب على رأسه وإخوتها وآل زكريا فقالوا " يا مريم لقد
جئت شيئا فريا " (5) يعني عظيما " يا أخت هارون " (6)
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس نا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي (7) نا علي بن
زيد الفرائضي نا موسى بن داود نا حبان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن
عباس " فأتت به قومها تحمله " قال بعدما تعالت (8) من نفاسها بعد أربعين يوما (9)
أخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد أنا محمد بن عبد الله بن عمر
العمري
ح (10) وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري وأبو بكر ناصر بن أبي
العباس بن علي الصيدلاني قالا أنا محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي

(1) غير واضحة بالأصل.
(2) زيادة للايضاح عن المطبوعة، وهي فيها مستدركة أيضا.
(3) العقعق: طائر ذو لونين أبيض وأسود طويل الذنب، من نوع الغربان.
(4) سورة مريم، الآية: 27.
(5) سورة مريم، الآية: 27.
(6) سورة مريم، الآية: 28.
(7) تحرفت بالأصل إلى: الدبيلي.
(8) بالأصل: تعلت، يقال: تعللت المرأة من نفاسها وتعالت: خرجت منه وطهرت وحل وطؤها (اللسان: علل).
(9) البداية والنهاية 2 / 80.
(10) سقط " ح " حرف التحويل من الأصل.
96

قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح (1) نا يحيى بن محمد بن صاعد
ح وأخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا عبد الله
ابن الحسن بن محمد أنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني أنا أبو محمد بن يزداد (2)
بن عبد الرحمن بن محمد الكاتب قالا نا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي نا
عبد الله بن إدريس (3) نا أبي العلاء عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن
شعبة قال:
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أهل نجران فقالوا زاد ابن صاعد لي وقالا ألستم تقرأون
" يا أخت هارون " وقد علمتم ما كان بين موسى وعيسى فلم أدر ما أجيبهم فرجعت إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبرته فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين
قبلهم [13793].
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأم المجتبى العلوية قالا أنا إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا محمد بن عبد الله بن نمير نا
عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال:
لما قدمت نجران فسألوني فقالوا إنكم تقرؤون " يا أخت هارون " وموسى قبل عيسى
بكذا وكذا فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكرت ذلك له فقال " إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم
والصالحين قبلهم [13794].
رواه مسلم عن ابن نمير (4)
قال وأنا أبو يعلى نا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة نا عبد الله بن إدريس فذكر
بإسناده مثله ولم ينسب المغيرة وقال سألوني
قال وأنا أبو يعلى نا أحمد بن إبراهيم نا عبد الله بن إدريس قال سمعت أبي
يروي عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال:

(1) تحرفت بالأصل إلى: سريح.
(2) بالأصل: " بن داود " تصحيف، راجع تاريخ بغداد 14 / 355.
(3) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 81 من طريق أحمد بن حنبل.
(4) صحيح مسلم (38) كتاب الآداب (1) باب (ح 9 / 2135) 3 / 1685.
97

بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أهل نجران فقالوا لي ألستم تقرؤون " يا أخت هارون " وقد
كان بين موسى وعيسى من السنين ما قد علمتم فلما رجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرته
فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم [13795].
أخبرنا أبو محمد السيدي (1) أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا أبو
عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي نا عبد الرحمن بن صالح نا عبد الله بن
إدريس عن أبيه عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعثه
إلى أهل نجران فقالوا إنكم تقولون لمريم " يا أخت هارون " وبينهما من القرون ما لا
يحصى؟ فأخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له ألا قلت لهم إنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم
والصالحين قبلهم [13796].
أخبرنا أبو عبد الله الأديب وأم المجتبى قالا أنا أبو القاسم السلمي أنا محمد بن
إبراهيم أنا أبو يعلى أحمد بن علي نا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري نا عبد
الله بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة
قال:
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى نجران فقالوا لي لم تقولون " يا أخت هارون " وموسى قبل
عيسى بكذا وكذا فلم أدر ما أجيبهم فذكرت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما قالوا فقال ألا أخبرتهم
أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين فيهم [13797].
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو بكر محمد بن عبيد
الله بن الشخير نا أبو بكر محمد بن أحمد بن النحاس نا إسحاق بن أبي إسرائيل عن ابن
المبارك عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله " يا أخت هارون " قال كان رجل
صالح في بني إسرائيل حضر جنازته أربعون ألفا ممن اسمه هارون سواه (3)
أخبرنا أبو الحسن السلمي أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد أنا جدي أنا أبو
عبد الله محمد بن يوسف أنا محمد بن حماد أن عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة في قوله

(1) بالأصل: السدي.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت عن المطبوعة.
(3) البداية والنهاية 2 / 81.
98

" يا أخت هارون " قال كان رجلا صالحا (1) في بني إسرائيل يسمى هارون فشبهوها به
فقالوا يا شبيهة هارون في الصلاح
أخبرنا أبو محمد بن الخضر أنا أحمد بن علي لفظا أخبرني ابن رزقويه (2) أنا
أحمد بن سندي أنا الحسن بن علي أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر قال قال
سعيد عن قتادة عن الحسن يا شبيهة هارون في الخير
وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله " يا أخت هارون " إنما كانت من
آل هارون
قال وأنا إسحاق قال وقال ابن سمعان يعني أنهم شبهوها في الصلاح بهارون " ما
كان أبوك امرأ سوء "
قال مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس
" ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا " يعني زانية فإني (3) ابنة هذا الأخ
الصالح والأب الصالح والأم الصالحة " فأشارت إليه " فقالت لهم أن كلموه فإنه
سيخبركم " فإني نذرت للرحمن صوما " أن لا أكلمكم في أمره فإنه سيعبر عني ويكون
لكم آية وعبرة قالوا يا عجبا " كيف نكلم من كان في المهد صبيا " (4) يعني من هو في
الخرق صبيا طفلا لا ينطق إذ أنطقه الله فعبر عن أمه وكان عبرة لهم " فقال إني عبد
الله " (5) فلما أن قالها ابتدأ يحيى وهو ابن ثلاث سنين فكان أول من صدق به فقال أنا
أشهد أنك عبد الله ورسوله لتصديق قول الله " ومصدقا بكلمة من الله " (6) فقال عيسى:
" آتاني الكتاب وجعلني نبيا " إليكم " وجعلني مباركا أينما كنت " (7) قال ابن عباس قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) البرك التي جعلها (8) الله لعيسى أنه كان معلما ومؤدبا حيثما توجه فذلك

(1) كذا بالأصل، ومر في الرواية السابقة: رجل صالح.
(2) تحرفت بالأصل إلى: زرقويه.
(3) كذا بالأصل والمطبوعة: " فانى ابنة " وفي مختصر ابن منظور: " فأنى أتيت هذا الأخ.. " وهو أشبه.
(4) سروة مريم، الآية: 29.
(5) سورة مريم، الآية: 30.
(6) سورة آل عمران، الآية: 39.
(7) سورة مريم، الآية: 31.
(8) بالأصل: جعله، تصحيف، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
99

قوله " أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا " يعني وأمرني بالصلاة والزكاة
" وبرا بوالدتي " (1) قال ابن عباس حين قال وبرا بوالدتي قال زكريا الله أكبر فأخذه
فضمه إلى صدره [13798]
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو حفص بن
شاهين نا عبد الملك بن أحمد بن عيسى الحناط نا محمود بن خداش نا سيف بن
محمد عن سفيان ومسعر عن عطية عن أبي سعيد قال كانت مريم تصلي حتى ترم
قدماها وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي حتى ترم قدماه
قال ابن شاهين تفرد بهذا سيف عن سفيان ومسعر وهو غريب
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا علي بن عيسى بن إبراهيم نا أبو بكر بن
مالك إملاء نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري نا عمران بن ميسرة نا ابن إدريس
عن ليث عن مجاهد قال لما قيل " يا مريم اقنتي لربك " (2) كانت تقوم حتى ترم قدماها
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر قالا أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي
ابن محمد أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى أنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن
الشرقي (3) نا عبد الله بن هاشم نا وكيع نا سفيان عن ليث عن مجاهد " يا مريم اقنتي
لربك " قال كانت تقوم حتى ترم قدماها
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا
إسحاق بن الحسن نا أبو حذيفة نا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مجاهد
" يا مريم اقنتي لربك " قال طول الركود في الصلاة
قال ونا سفيان عن ليث عن مجاهد قال كانت تصلي حتى ترم قدماها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو نا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن
مجاهد في قوله " يا مريم اقنتي لربك واسجدي " قال يقول أطيلي الركود في الصلاة

(1) سورة مريم، الآية: 32.
(2) سورة آل عمران، الآية: 43.
(3) بالأصل: الشرفي، تصحيف.
100

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا حمزة بن
يوسف أنا عبد الله بن عدي نا الساجي يعني زكريا بن يحيى نا بندار نا عبد الرحمن نا
سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مجاهد في قوله عز وجل " يا مريم اقنتي
لربك " قال أطيلي الركوع
أخبرنا أبو علي الهمذاني (1) أنا أبي أبو سعد السبط أنا أبو الحسن بن فراس أنا أبو
جعفر الديبلي (2) أنا أبو عبيد الله المخزومي قال قال سفيان في قوله تعالى " يا مريم اقنتي
لربك " قال القنوت طاعة الله تعالى
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أخبرنا عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد
أنا أبو الحسن الحمامي أنا أبو سهل أحمد بن علي بن عبد الجبار الكلوذاني نا محمد يعي
ابن يونس بن موسى الكديمي نا علي بن بحر بن بري (3) نا الوليد بن مسلم عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى " يا مريم اقنتي لربك " قال سجدت حتى
نزل الماء الأصفر في عينيها (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوه أنا أبو
الحسن اللنباني (5) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا الحسن بن عبد العزيز عن ضمرة عن ابن
شوذب قال كانت لرجل جارية وكان يطؤها سرا من أهلها فوطئها فقال لأهله اغتسلوا
فإن مريم كانت تغتسل في هذه الليلة قال وكانت مريم تغتسل كل ليلة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنا عبد العزيز [الكتاني إملاء أنا أبو بكر] (6)
أحمد بن طلحة بن هارون الواعظ نا محمد بن عبد الله البزار نا محمد بن الفرج نا محمد
ابن كناسة (7) نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة " [13799].

(1) بالأصل: الهمداني، تصحيف.
(2) بالأصل: الدبيلي، تصحيف.
(3) غير واضحة بالأصل، والصواب ما أثبت، وهو علي بن بحر بن بري القطان أبو الحسن البغدادي ترجمته في
تهذيب الكمال 13 / 201.
(4) بالأصل: عينها، والمثبت عن المطبوعة.
(5) تحرفت بالأصل إلى: اللبناني.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن المطبوعة لتقويم السند.
(7) بالأصل: كباسة، تصحيف والصواب ما أثبت كناسة لقب والد محمد، وهو محمد بن عبد الله بن
عبد الاعلى بن عبد الله الأسدي أبو يحيى. وقيل كناسة لقب جده عبد الاعلى.
101

كذا قال وقد رواه جماعة عن هشام فزادوا في إسناده علي بن أبي طالب
أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا وأبو محمد عبد الله بن نجا بن
شاتيل وأبو علي بن السبط قالوا أنا أبو محمد الحسن بن علي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي المذهب
قالا أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (1) نا محمد بن
بشر زاد الجوهري ووكيع وعبد الله بن نمير قالا نا هشام وهو ابن عروة عن أبيه عن
عبد الله بن جعفر
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر
ح وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو
أحمد الحاكم قالا أنا محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا سعيد هو ابن يحيى عن
هشام - وقال أبو أحمد نا هشام هو ابن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال سمعت
عليا يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول خير نسائها مريم (2) وخير نسائها خديجة [13800].
وليس في رواية ابن السبط حديث وكيع وابن نمير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال وأبو محمد وأبو الغنائم
ابنا أبي عثمان
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم محمد بن أبي عثمان
قالوا أنا عبد الله بن عبيد (3) بن يحيى نا أبو عبد الله المحاملي نا أبو السائب نا
أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ح وأخبرنا أبو محمد بن حمزة أنا أبو الحسين بن مكي أنا أبو الحسين عبد الكريم
ابن أحمد بن علي بن أبي جدار الصواف نا أبو القاسم الحسين بن محمد بن داود مأمون
العدل نا محمد بن هشان بن شبيب بن أبي خيرة السدوسي نا عثمان بن فرقد العطار قال

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 302 رقم 1211 طبعة دار الفكر.
(2) في مسند أحمد: مريم بنت عمران.
(3) في المطبوعة: عبيد الله.
102

سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه أنه سمع عبد الله بن جعفر يحدث عن علي بن أبي
طالب
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا
أنا أحمد بن منصور بن خلف
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد
قالا أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي أنا أبو العباس السراج نا هناد بن
السري نا أبو معاوية داود بن خلف
قال السراج ونا عبد الله بن عمر نا وكيع ثم اتفقا قال ونا أبو همام نا علي بن
مسهر وابن نمير
قال ونا هارون بن إسحاق الهمداني نا عبدة بن سليمان
كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت علي
ابن أبي طالب يقول
ح (1) وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر
المخلص أنا رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير
ح (2) وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا محمد بن يعقوب
قالا أنا أحمد بن عبد الجبار أنا يونس عن هشام بن عروة
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن
موسى أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن محمد أنا عبد الله بن محمد بن الحسن نا عبد
الله بن هاشم نا وكيع
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبو محمد الجوهري
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب

(1) سقط حرف التحويل من الأصل، وأضيف عن المطبوعة.
(2) انظر الحاشية السابقة.
103

قالا أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد (1) نا أبو خيثمة زهير بن حرب نا
وكيع
ونا إسحاق بن إسماعيل نا أبو معاوية ووكيع نا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد
الله بن جعفر عن علي سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال وكيع قال قال رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) " خير
نسائها مريم وخير نسائها خديجة " [13801]
زاد يونس (2) بنت عمران وبنت خويلد
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي انا أبو بكر المقرئ (3) أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو
العباس الدغولي نا محمد بن عبد الله بن قهزاد نا النضر بن شميل نا هشام بن عروة
قال وأنا مكي بن عبدان نا أبو الأزهر نا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة
ح (4) قال وأنا عبد الله بن محمد بن الحسن نا عبد الله بن هاشم نا وكيع نا هشام
ابن عروة أخبرني أبي قال سمعت عبد الله بن جعفر قال سمعت عليا
ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن
حمدان
ح وأخبرنا أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى نا أبو خيثمة وفي حديث ابن المقرئ نا زهير نا وكيع عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " خير
نسائها خديجة وخير نسائها مريم "
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو إسحاق المزكي أنا
سعيد بن شاذان بن محمد النيسابوري نا عيسى بن أحمد بن عيسى أنا النضر بن شميل أنا

(1) الحديث في مسند أحمد 1 / 246 رقم 938 طبعة دار الفكر.
(2) بالأصل: ابن يونس.
(3) كذا بالأصل وفي المطبوعة: المغربي.
(4) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل، وزيد عن المطبوعة.
104

هشام عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت عليا يقول
ح (1) وأخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن أنا أبو القاسم بن البسري (2)
ح وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن أبي عبد الله محمد بن عبد القوي الفقيه وأبو محمد
ابن طاوس وأبو محمد محمود بن محمد بن مالك وأبو يحيى بشير بن عبد الله وأبو
إسماعيل محمد بن محمد بن عبد الله الآكاف قالوا أنا أبو محمد التميمي
قالا أنا أبو عمر (3) بن مهدي أنا محمد بن مخلد نا محمد بن عثمان بن كرامة نا
أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت عليا يقول
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر محمد بن محمد بن حمدون
السلمي أنا القاضي أبو القاسم بشر بن محمد بن محمد بن ياسين إملاء قال وفيما قرئ
على أبي محمد عبد الله بن محمد بن عمر النصراباذي (4) وحضرته يذكر أن أبا سعيد ياسين
ابن النضر بن يونس بن سليمان بن ربيعة الباهلي حدثهم نا النضر يعني ابن شميل أنا هشام
يعني ابن عروة أخبرني أبي قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت علي بن أبي
طالب يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها
خديجة بنت خويلد " [13802].
أخبرنا أبو المظفر بن أبي القاسم أنا أبو سعد بن عبد الرحمن أنا بن حمدان
وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا إبراهيم بن منصور أنا بن المقرئ
قالا أنا أحمد بن علي بن المثنى نا مجاهد بن موسى نا أبو أسامة عن هشام عن
أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر يقول سمعت عليا بالكوفة يقول سمعت رسول (صلى الله عليه وسلم)
يقول " خير نسائها مريم بنت عمران هي خير نسائها يومئذ وخير نسائها خديجة بنت
خويلد "
أخبرنا أبو علي بن السبط أنا الجوهري

(1) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل واستدرك عن المطبوعة.
(2) تحرفت بالأصل إلى: البصري، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(3) تحرفت بالأصل إلى: عمرو.
(4) بالأصل: النضرابادي، تصحيف. والمثبت والضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى نصراباذ، محلتين أحداهما
نيسابور وهي من أعالي البلد منها. ذكره السمعاني وترجمه وسمى جده " عمرو " بدل " عمر ".
105

ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا ابن المذهب
قالا أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا محمد بن بشر نا
هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن جعفر حدثه أنه سمع عليا يقول
ح وأخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر وأبو علي الحسن بن أحمد
ابن محمد الموسياباذي (2) وابن أخيه أبو الفرج عبد الحميد بن أحمد الصوفيان قالوا أنا أبو
القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني أنا أبو بكر الحيري أنا أبو علي محمد بن أحمد بن
محمد الميداني نا محمد بن يحيى نا محاضر بن المورع (3) نا هشام هو ابن عروة عن
أبيه عن عبد الله بن جعفر قال سمعت عليا بالعراق يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
ح وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو المعالي ثعلب بن جعفر قالا أنا عبد الدائم
ابن الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو العباس بن عتاب نا أحمد بن أبي الحواري
نا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن علي قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) " خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة "
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ
أنا أبو العباس محمد بن أحمد السليطي أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني
نا يونس بن عبد الأعلى نا ابن وهب أخبرني المنذر بن عبيد عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عبد الله بن جعفر أن علي بن أبي طالب حدثهم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " خير نساء
الجنة مريم بنت عمران وخير نساء الجنة خديجة بنت خويلد " [13803]
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير حدثني محمد بن
الحسن عن عبد العزيز بن محمد عن موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 302 رقم 1211 طبعة دار الفكر.
(2) بالأصل: الموسيابادي، تصحيف، والمثبت والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى موسياباذ، إحدى قرى
همذان. ترجم له السمعاني في الأنساب 5 / 406.
(3) تحرفت بالأصل إلى: المودع، والصواب ما أثبت، وهو محاضر بن المورع الهمداني اليامي أبو المورع الكوفي
ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 455 والمورع: بضم الميم وفتح الواو وتشديد المسكورة كما في تقريب
التهذيب.
106

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسيا
بنت فرعون [13804].
رواه غيره فقال عن إبراهيم بن عقبة
أخبرناه أبو القاسم النسيب أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو علي عبد الرحمن بن
أحمد (1) بن محمد بن فضالة النيسابوري بالري نا أبو الربيع محمد بن الفضل البلخي نا
أحمد بن الحسن المقرئ النيسابوري نا الربيع بن سليمان بمصر نا أبو حاتم محمد بن
إدريس الرازي نا داود (2) الجعفري نا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن عقبة عن
كريب عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة وفاطمة بنت رسول
الله صلى الله عليهن أجمعين [13805].
أخبرنا أبو القاسم بنيمان (3) بن محمد بن الفضل وأبو مضر رشيد بن محمد بن
الحسن بن علي بن أيوب وأبو بكر ذاكر بن أحمد بن عمر بن أبي بكر الكركاس (4) وأبو
جعفر محمد بن الحسين بن محمد بن [الحسين] (5) الصافي وأم النجم نورسي بنت أبي
الوفاء عبيد الله بن محمود قالوا أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي
ح (6) وأنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد
الذكواني (7)
قالا أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي نا محمد بن عمر بن حفص نا
إسحاق بن إبراهيم شاذان نا سعد بن الصلت عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال

(1) بالأصل: " بن محمد بن أحمد " والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تاريخ بغداد 10 / 300.
(2) تحرفت في المطبوع إلى: دواد.
(3) تحرفت بالأصل إلى: بنماز، والتصويب عن مشيخة ابن عساكر 34 / ب.
(4) كذا بالأصل، وفي مشيخة ابن عساكر 63 / ب: " الكنكاني " وفي المطبوعة: الكوكاسي.
(5) سقطت من الأصل واستدركت عن المطبوعة، ولم أعثر عليه في مشيخة ابن عساكر.
(6) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن المطبوعة.
(7) تحرفت بالأصل إلى: الزكواني بالزاي، والصواب ما أثبت عن الأنساب.
107

" أربع نسوة سادات عالمهن مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون
وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وأفضلهن عالما فاطمة " [13806]
حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن أنا أبو بكر بن خلف أنا الحاكم أبو عبد
الله الحافظ أنا علي بن حمشاذ [العدل] (1) نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا أبو النعمان
عارم
ح (2) وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد أنا
الحسن بن أحمد بن محمد أنا أبو عمران موسى بن العباس الجويني نا علي بن سهل بن
المغيرة نا علي بن عثمان بن عبد الحميد بن لاحق
وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا خيثمة بن سليمان نا أحمد بن أبي خيثمة نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل
قال ونا محمد بن محمد بن الأزهر نا علي بن عبد العزيز نا حجاج بن منهال قالا
أنا داود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خط في الأرض أربعة خطوط ثم قال هل تدرون ما هذا قالوا
الله ورسوله أعلم قال: " أفضل أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وسلم)
ومريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون
واللفظ لحديث وجيه
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري نا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو
الفقيه أنا أبو يعلى بن المثنى نا زهير نا يونس بن محمد نا داود بن أبي الفرات عن
علباء
وأخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد وأبو
المحاسن أسعد بن علي قالوا أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن أحمد أنا إبراهيم
ابن خزيم نا عبد بن حميد نا محمد بن الفضل نا داود بن أبي الفرات عن علباء بن
أحمر

(1) استدركت عن هامش الأصل.
(2) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل واستدرك عن المطبوعة.
108

عن عكرمة عن ابن عباس قال:
خط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد يونس في الأرض وقالا أربعة خطوط ثم قال - وقال
يونس فقال: أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أفضل
نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت
مزاحم امرأة فرعون " [13807]
أخبرنا أبو المظفر القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن
حمدان
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية وأم البهاء بنت البغدادي قالتا أنا إبراهيم بن
منصور أنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى نا محمد بن مهدي نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " حسبك من نساء العالمين مريم بنت وقال ابن المقرئ ابنة عمران
وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون "
أخبرنا أبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا
أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي (1)
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد أنا أبو الحسين أحمد
ابن محمد بن عمر الزاهد أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن [الشرقي نا محمد بن] (2)
يحيى وأبو الأزهر
قالوا أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " سيدة نساء
العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة
فرعون " [13808]
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا علي بن إبراهيم بن عيسى نا أبو بكر بن

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 273 رقم 12394 طبعة دار الفكر.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن المطبوعة.
(3) لفظ مسند أحمد: حسبك من نساء العالمين.
109

إسماعيل إملاء نا أبي نا محمد بن عبد الملك بن زنجويه أنا عبد الرزاق أنا معمر عن
قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " حسبك من نساء العالمين أربع " [13809].
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
قال قرئ على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز (1) قيل له حدثكم الحسين بن مهدي
الأبلي (2) نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " حسبك
من نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون " - وقال ابن عبد الباقي بنت مزاحم -
وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " [1310]
أخرجه الترمذي (3) عن ابن زنجويه.
أخبرنا أبو نصر [أحمد] (4) بن عبد الله بن رضوان وأبو غالب بن البنا وأبو محمد
عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل قالوا أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري نا أبو
بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5)
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن
الكبالي (6) أنا أبو نصر محمد بن علي بن الفضل الخزاعي أنا أبو بكر محمد بن الحسين
القطان أنا أبو الأزهر
ح وحدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي أنا أبو بكر بن خلف أنا
الحاكم أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بمكة نا إسحاق بن إبراهيم
بن عباد
قالوا أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي
حديث محمود أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " حسبك من نساء العالمين بأربع مريم بنت عمران،

(1) تحرفت بالأصل إلى سرور، والصواب ما أثبت، وهو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز البغدادي الأنماطي،
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (11 / 493 ت 2850) ط دار الفكر.
(2) الأبلي ضبطت عن الأنساب، وهي نسبة إلى الأبلة بليدة قرب البصرة انظر معجم البلدان.
(3) سنن الترمذي (50) كتاب المناقب، (62) باب. رقم 3878 (ج 5 / 703) وقال أبو عيسى: هذا حديث صحيح.
(4) سقطت من الأصل.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 273 رقم 12394 بهذا اللفظ.
(6) كذا رسمها بالأصل.
(7) ليست في المسند.
110

وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " ولم يقل محمود بأربع
وذكر آسية آخرهن [13811].
حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن أنا أبو بكر بن خلف أنا الحاكم أبو عبد
الله نا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه نا أبو بكر محمد بن بشر بن مطر نا أبو جعفر
غندر الجرجاني نا عبد الرحمن بن سعد (1) الدشتكي (2)
ح وأخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنا [و] (3) أبو الحسن (4) علي بن الحسن نا
أبو بكر الخطيب (5) أخبرني الأزهري نا محمد بن المظفر نا جعفر بن الصقر بن الصلت
نا عبد الله (6) بن إبراهيم البغدادي نا عبد الرحمن بن سعد (7) نا أبو جعفر الرازي عن أبي
عبد الرحمن محمد بن سعيد عن ثابت زاد غندر البناني عن أنس بن مالك قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية زاد غندر ابنة مزاحم
وقالا - امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " [13812]
رواه غيره عن أبي جعفر الرازي فأسقط منه محمد بن سعيد
أخبرناه (8) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن الدقاق وأبو
طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري
ح وأنا أبو عبد الله بن أبي طاهر أنا أبي
قالا أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله نا أبو عبد الله المحاملي نا يوسف بن
موسى نا تميم بن زياد نا أبو جعفر الرازي عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) تحرفت بالأصل إلى: سعيد، والصواب ما أثبت وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد أبو محمد الرازي
الدشتكي. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 252.
(2) بالأصل بدون إعجام ورسمها: " الرسكي " راجع الحاشية السابقة، وهذه النسبة إلى دشتك، وهي قرية بالري،
ينسب إليها، انظر الأنساب (الدشتكي 2 / 478).
(3) زيادة لازمة لتقويم السند، والسند معروف.
(4) بالأصل: الحسين، تصحيف.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 9 / 404 في ترجمة عبد الله بن إبراهيم البغدادي.
(6) تحرف بالأصل إلى: عبد الرحمن، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(7) تحرف بالأصل إلى: سعيد، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(8) بالأصل: أخبرنا، والمثبت عن المطبوعة.
111

" خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد
وفاطمة بنت محمد " [13813].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1) أنا
الحسين بن عمر بن برهان الغزال أنا عثمان بن أحمد الدقاق إملاء نا جعفر بن محمد أبو
يحيى الرازي نا محمد بن حميد نا علي بن مجاهد الرازي عن حميد الطويل عن أنس
ابن مالك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " خير نساء العالمين أربع مريم ابنة عمران وآسية وخديجة ابنة
خويلد وفاطمة ابنة محمد " [13814].
حدثني أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو عبد
الله الحافظ أخبرني محمد بن مخلد بن جعفر الباقرحي وعبد الغني بن أحمد القاضي
قالا نا عبد الله بن سليمان الفقيه نا يحيى بن حاتم العسكري نا بشر بن مهران بن
حمدان نا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " حسبك منهن أربع سيدات نساء العالمين فاطمة بنت محمد وخديجة
بنت خويلد وآسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران " [13815]
أخبرناه عاليا أبو المطهر عبد المنعم بن أحمد بن يعقوب بن أحمد أنا جدي لأمي أبو
طاهر بن محمود قراءة عليه وأنا حاضر سنة خمس وخمسين أنا أبو بكر محمد بن عبيد
الله بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن المعدل نا أبو بكر محمد بن علي بن
الجارود نا يحيى بن حاتم بن زياد نا بشر بن مهران الكوفي فذكر مثله
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن نا القاضي أبو
الحسين بن المهتدي نا أبو حفص بن شاهين نا إبراهيم بن عبد الله الزينبي نا محمد بن عبد
الأعلى الصنعاني نا المعتمر بن سليمان قال سمعت محمد عن (2) أبي سلمة عن عائشة
قالت عائشة لفاطمة أرأيت حين أكببت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبكيت ثم أكببت
فضحكت؟ قالت (3): أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ثم أكببت فأخبرني أني أسرع

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 7 / 185 في ترجمة جعفر بن محمد بن الحسن.
(2) تحرفت في المطبوعة إلى: " بن " وهو محمد بن عمرو بن علقمة راجع ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 113
وفيها: روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، روى عنه: معتمر بن سليمان. وانظر السند التالي.
(3) تحرفت بالأصل إلى: قال، والتصويب عن المختصر والمطبوعة.
112

أهله لحوقا به قال " وأنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران " فضحكت [13816].
قال ونا ابن شاهين نا عبد الله بن محمد البغوي نا وهب بن بقية أنا خالد يعني ابن
عبد الله الواسطي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة أنها قالت لفاطمة أرأيت
حين أكببت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبكيت ثم ضحكت قالت أخبرني أنه ميت من وجعه هذا
فبكيت ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به وأني سيدة نساء الجنة إلا مريم
بنت عمران فضحكت
أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا وأبو محمد الدباس قالوا أنا أبو
محمد الجوهري
وأنا أبو القاسم بن الحصين أنا ابن المذهب
قالا أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا عثمان بن محمد
قال عبد الله وسمعته أنا من عثمان نا جرير عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن
أبي سعيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم ابنة
عمران " [13817].
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عاصم بن الحسن بن محمد بن عاصم أنا أبو
عمر بن مهدي أنا أبو العباس بن عقدة نا الفضل بن يوسف الجعفي نا محمد بن عكاشة
نا أبو المغراء وهو حميد بن المثنى عن يحيى بن طلحة النهدي عن أيوب بن الحز عن
أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي قال:
إن فاطمة شكت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال " ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما (2)
وأحلمهم حلما وأكثرهم علما أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا ما جعل الله
لمريم ابنة عمران وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة؟! " [13818].
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الصباغ أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة بن يحيى أنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو
ابن الحارث أن أبا يزيد الحميري حدثه أن عمار بن سعد قال

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 160 رقم 11756 طبعة دار الفكر.
(2) السلم: بفتح السين وكسرها: الاسلام. (انظر تاج العروس: سلم).
113

رأت عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) النبي (صلى الله عليه وسلم) يقطع اللحم لفاطمة وابنيها فقالت يا رسول الله
لابنة (1) الحمراء أوحش (2) من رأيته تقطع اللحم فغضب النبي (صلى الله عليه وسلم) فترك عائشة لا يكلمها
وأن أم رومان كلمته فقالت يا رسول الله إن عائشة [بنية] (3) فلا تؤاخذها فقال وتدرين ما
قالت؟ إنها قالت كذا وكذا في خديجة وقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم
على نساء العالمين " [13819]
[قال ابن عساكر] (4) هذا منقطع
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة نا يزيد بن عبد ربه نا بقية بن الوليد عن صفوان بن
عمرو نا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي (5) عن عتبة أو قال عبد الله - (6) بن عبد
الثمالي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (7):
" لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي إلا بضعة عشر رجلا منهم إبراهيم
وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى ومريم ابنة عمران " [13820]
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود المعدل عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد نا أبو زرعة الدمشقي نا أبو اليمان نا إسماعيل بن عياش
قال ونا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة نا أبي نا بقية
قالا نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن عبد الله بن
عبد الثمالي أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:

(1) بالأصل: " لا نبت " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(2) رسمها بالأصل: " أو حسس " والمثبت عن المطبوعة، وفي المختصر: وحيش.
(3) سقطت من الأصل، وأضيفت عن المطبوعة، وفي المختصر: هنة.
(4) زيادة منا.
(5) بالأصل: " الحرسي " بدون إعجام، والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 325 وفيها أنه روى
عن عتبة بن عبد السلمي. وعبد الله بن عبد الثمالي.
(6) قوله: " أو قال عبد الله " كان بالأصل بعد لفظة: " الجرشي " أخبرناها إلى هنا، كما يقتضيه السياق. راجع ترجمة
عتبة بن عبد الثمالي في أسد الغابة، قال ابن الأثير: والصواب عبد الله بن عبد. 3 / 458.
(7) الخبر رواه ابن الأثير في أسد الغابة 3 / 199 من طريق بقية في ترجمة عبد الله بن عبد الثمالي، ولم يسنده في
ترجمة عتبة بن عبد الثمالي.
114

" لو حلفت لبررت أنه لا يدخل الجنة قبل الرعيل الأول من أمتي [إلا] (1) خمسة عشر
إنسانا الأول إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى
ومريم بنت عمران " [13821]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني أنا شجاع بن علي المصقلي (2) أنا
محمد بن إسحاق بن مندة أنا أبو عمرو مولى بني هاشم نا أبو حاتم الرازي نا أبو اليمان
نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن
عبد الله بن عائذ (3) الثمالي أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" لو حلفت لبررت ما يدخل الجنة قبل الأول من أمتي قال: [إلا] (4) إبراهيم
وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى ومريم بنت عمران " [13822].
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي أنا الحسن بن عبد الرحمن
ابن الحسن المكي أنا أحمد بن إبراهيم بن [أحمد بن فراس أنا محمد بن إبراهيم بن] (5)
عبد الله الديبلي نا إدريس بن سليمان بن أبي الرباب (6) نا ضمرة عن يحيى بن راشد
عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:
" خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج
في ذات يده ولو عملت أن مريم ركبت الإبل ما فضلت عليها أحدا من النساء " (7) [13823].
كذا رواه لنا أبو جعفر وإنما يرويه [ابن] (8) فراس عن عباس بن محمد بن الحسن بن
قتيبة عن إدريس

(1) سقطت من الأصل. ووجودها لازم، راجع نص الحديث السابق.
(2) بالأصل: الصقلي.
(3) كذا بالأصل هنا: عبد الله بن عائذ الثمالي، وهذا صحابي أيضا ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة 3 / 186 وابن
حجر في الإصابة 2 / 330، وترجم أيضا لعبد الله بن عبد الثمالي. وقال له هما واحد.
(4) بالأصل: " ولا " صوبت عن الإصابة 2 / 339.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن المطبوعة.
(6) تحرفت بالأصل إلى: الزيات. والصواب ما أثبت عن تبصير المنتبه 2 / 663 وفيها: الرباب براء وموحدة خفيفة
وبعد الألف موحدة وذكر بعضهم منهم: إدريس بن سليمان بن أبي الرباب شيخ لابن جوصا.
(7) رواه ابن كثير في البداية والنهاية (1 / 516) ط دار الفكر بسنده إلى أبي هريرة من طريقين قال: وهو على شرط
الصحيح، وله طرق أخر عن أبي هريرة.
(8) سقطت من الأصل، وهو أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس.
115

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر الشاهد أنا يحيى بن إسماعيل أنا عبد
الله بن محمد بن الحسن نا عبد الله بن هاشم نا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن
مرة الهمداني عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ح وأخبرنا أبو الحسن الشافعي نا عبد العزيز بن أحمد إملاء أنا محمد بن محمد
[بن محمد] (1) بن إبراهيم بن مخلد نا أحمد بن سلمان النجاد أنا أبو قلابة نا بشر بن
عمر نا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " كمل من
الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة
على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (2) " [13824].
وقدم وكيع آسية على مريم
أخبرنا أبو العز بن كادش وأبو غالب بن البنا قالا أنا الحسن بن علي أنا أبو
الحسين بن المظفر نا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا علي بن المديني نا يحيى
ابن سعيد نا شعبة نا عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية وفضل عائشة
على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (3) " [13825].
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا محمد
ابن هارون نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة
الهمداني (4) عن أبي موسى الأشعري عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " كمل من الرجال كثير ولم
يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام " [13826]

(1) " بن محمد " ليستا بالأصل، راجع ترجمته في سير الاعلام (15 / 389 ت 4014) ط دار الفكر.
(2) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 73 من هذا الطريق بسنده إلى أبي موسى الأشعري، وقال ابن كثير: فإنه
حديث صحيح كما ترى اتفق الشيخان على إخراجه ولفظه يقتضي حصر الكمال في النساء في مريم وآسية، ولعل
المراد بذلك في زمانها فإن كلا منهما كفلت نبيا في حال صغره، فآسية كفلت موسى الكليم، ومريم كفلت ولدها
عبد الله ورسوله فلا ينبغي كمال غيرهما في هذا الأمة كخديجة وفاطمة.
(3) بالأصل: الأطعمة، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، وكتب عليه: " الطعام " وهو ما أثبتناه.
(4) كانت بالأصل قبل لفظتي: عن مرة. أخرناها إلى موضعها هنا. وهو مرة بن شراحيل الهمداني البكيلي أبو
إسماعيل الكوفي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 10 روى عنه عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن
الحارث أبو عبد الله الكوفي المرادي الجملي، ترجمته في تهذيب المال 14 / 334.
116

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن أبي القاسم قالا أنا محمد بن عبد
الرحمن أنا محمد بن أحمد بن حمدان
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم
قالا أنا أحمد بن علي بن المثنى نا مجاهد بن موسى الختلي نا أبو أسامة حدثني
وقال ابن حمدان نا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى زاد ابن
حمدان الأشعري - قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء
غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على
سائر الطعام " [13827].
قالا (1) وأنا أبو يعلى نا بندار نا غندر وفي حديث أبي بكر نا محمد نا شعبة
عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " كمل من الرجال كثير
ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وفضل عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام " [13828].
رواه البخاري (2) ومسلم (3) وابن ماجة (4) عن بندار
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا أنا محمد بن عبد
الرحمن أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي أنا أبو الوليد محمد بن إدريس
السامي (5) السرخسي نا سويد بن سعيد (6) نا محمد بن صالح بن عمر عن الضحاك
ومجاهد عن ابن عمر (7) قال:
نزل جبريل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما أرسل به وجلس يحدث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ مرت

(1) بالأصل: قال.
(2) صحيح البخاري في كتاب الأطعمة (25) باب الثريد، رقم 5418 (6 / 252).
(3) صحيح مسلم (44) كتاب فضائل الصحابة، (12) باب، رقم 2431 (4 / 1886).
(4) سنن أبن ماجة كتاب الأطعمة 2 / 306.
(5) تحرفت بالأصل والمطبوعة إلى: " الشامي " وهو محمد بن إدريس بن إياس أبو الوليد السامي السرخسي، ترجمته
في سير الاعلام 14 / 464.
(6) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 74 - 75 من طريق ابن عساكر.
(7) بالأصل: " ابن عمر عباس " وفي المطبوعة: " ابن عباس " والمثبت عن البداية والنهاية (1 / 519 - 520) ط دار الفكر
وابن كثير ينقل الحديث عن ابن عساكر.
117

خديجة بنت خويلد فقال جبريل من هذه يا محمد قال: " هذه صديقة أمتي " قال جبريل:
معي إليها رسالة من الرب تبارك وتعالى يقرئها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب
بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب قالت الله السلام ومنه السلام والسلام عليكما
ورحمة الله وبركاته على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ذلك البيت الذي من قصب قال " لؤلؤة جوفاء بين
بيت مريم بنت عمران وبيت آسية بنت مزاحم وهما من أزواجي يوم القيامة " [13829].
أخبرنا أبو غالب محمد بن عمرو بن محمد (1) الشيرازي بأصبهان أنا أبو عبد الله
محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المقرئ نا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد
الرحمن بن أحمد البردي (2) إملاء أنا أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بالبصرة نا محمد
ابن زكريا الغلابي (3) نا العباس بن بكار نا أبو بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس أن
النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل على خديجة وهي في [مرض] (4) الموت فقال: " يا خديجة إذا لقيت ضرائرك
فأقرئيهن مني السلام " قالت يا رسول الله وهل تزوجت قبلي؟ قال: " لا ولكن الله زوجني
مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكلثم أخت موسى " [13830]
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى (5) نا إبراهيم بن عرعرة نا عبد النور بن عبد الله نا يونس بن
شعيب عن أبي أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أعلمت (6) أن الله زوجني في الجنة مريم
بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون " فقلت هنيئا لك يا رسول
الله [13831].
أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن أحمد (7) نا
عبد الله بن ناجية نا محمد بن سعد العوفي نا أبي نا عمي الحسين نا يونس بن نفيع
عن سعد بن جنادة هو العوفي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " إن الله زوجني في الجنة مريم بنت

(1) تحرفت بالأصل إلى: " أحمد " والتصويب عن مشيخة ابن عساكر 204 / أ.
(2) كذا رسمها بالأصل، وفي المطبوعة: اليزدي.
(3) رواه ابن كثير في البداية والنهاية (1 / 519) ط دار الفكر نقلا عن ابن عساكر من هذا الطريق بسنده إلى ابن عباس.
(4) زيادة عن ابن كثير.
(5) من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية (1 / 519) ط دار الفكر.
(6) في البداية والنهاية: أشعرت.
(7) ومن هذا الطريق أيضا رواه ابن كثير في البداية (1 / 519) ط دار الفكر.
118

عمران وامرأة فرعون وأخت موسى " [13832].
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا محمد بن المظفر بن بكران أنا أحمد بن محمد بن
أحمد أنا يوسف بن أحمد بن يوسف نا محمد بن عمرو العقيلي (1)، نا جعفر بن محمد
السوسي نا إسحاق بن إبراهيم بن عرعرة نا أبي نا عبد النور [نا] (2) يونس (3) بن شعيب
عن أبي أمامة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أما شعرت (4) أن الله زوجني مريم بنت عمران
وكلثوم أخت موسى وامرأة فرعون " قلت هنيئا لك يا رسول الله
قال أبو جعفر غير محفوظ
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار (5) حدثني
محمد بن حسن عن يعلى بن المغيرة عن ابن أبي رواد (6) قال:
دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على خديجة بنت خويلد وهي في مرضها الذي توفيت فيه فقال
لها " بالكره مني ما أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا أما علمت أن
الله زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثوم أخت موسى وآسية امرأة
فرعون؟ " [13833] قالت وقد فعل الله ذلك بك يا رسول الله؟ قال " نعم " قالت بالرفاء (7)
والبنين " [13834].
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع النابلسي المؤذن أنا علي بن الحسن بن أبي
الحزور أنا علي بن الحسن بن علي الربعي أنا أبو علي الحسن بن سعيد (8) الكندي أنا
الفضل بن مهاجر المقدسي نا الوليد بن عباد نا إبراهيم بن محمد نا محمد بن مخلد نا

(1) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 4 / 459 في ترجمة يونس بن شعيب وأورده ابن كثير في البداية والنهاية في قصة
عيسى ابن مريم (2 / 519) طبعة دار الفكر وفي قصص الأنبياء أيضا لابن كثير ص (424) ط دار الفكر.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن المطبوعة، وفي الضعفاء الكبير: حدثنا.
(3) تحرفت بالأصل إلى: يوسف، والمثبت عن الضعفاء الكبير.
(4) قوله: " أما شعرت " وفي البداية والنهاية (1 / 519) بلفظ: " أشعرت أن الله.. ".
(5) من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 74 ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 218.
(6) في البداية والنهاية: ابن أبي داود.
(7) الرفاء: الالتئام وجمع الشمل والاتفاق. القاموس.
(8) كذا بالأصل ونسبه إلى جده، وهو أبو علي الكندي الحسن بن عبد الله بن سعيد الحمصي، راجع ترجمته في
سير أعلام النبلاء (12 / 461 ت 3500) ط دار الفكر.
119

إسماعيل بن عياش (1) عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن شعوذ (2) بن عبد الرحمن عن
خالد بن معدان عن عبادة بن الصلت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة والنخلة على نهر من أنهار الجنة وتحت
النخلة آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم
القيامة " [13835].
رواه غيره عن خالد فجعله من قول كعب وهو أشبه
أخبرناه أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي أنا أبو القاسم علي بن
محمد الفقيه أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم أنا أحمد بن سليمان بن
حذلم نا أبو زرعة نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية (3) أن شعوذ بن (4) عبد الرحمن
حدثه عن ابن عائذ قال:
قال معاوية لكعب حدثنا يا كعب قال فقال كعب أين تعرض يا معاوية إن شئت
لأحدثنك أن الله خلق الصخرة على النخلة وتحت النخلة مريم بنت عمران وآسية امرأة
فرعون ينظمان سموط أهل الجنة
أخبرناه أبو محمد بن طاوس أنا علي أنا عبد الرحمن أنا أحمد نا أبو زرعة (5) نا
ابن صالح حدثني معاوية عن صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن كعب الأحبار أن
معاوية سأله عن الصخرة (6) فقال الصخرة على نخلة والنخلة على نهر من أنهار الجنة
وتحت النخلة مريم بنت عمران وآسية أبنة مزاحم ينظمان سموط أهل الجنة حتى تقوم الساعة

(1) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 75 نقلا عن ابن عساكر من هذا الطريق. وعقب ابن كثير بقوله: وهذا منكر من
هذا الوجه، بل هو موضوع.
(2) بالأصل والمطبوعة: سعود، خطأ، والصواب ما أثبت وضبط عن تبصير المنتبه 2 / 682 شعوذ بفتح المعجمة
وسكون العين وفتح الواو بعدها ذال معجمة.
(3) بالأصل والمطبوعة: " بن " خطأ، والمثبت عن البداية والنهاية، وهو معاوية بن صالح الحضرمي، راجع ترجمته
في تهذيب الكمال 18 / 216 وترجمة عبد الله بن صالح بن محمد الجهني في تهذيب الكمال 10 / 218.
(4) بالأصل: " مسعود أن عبد الرحمن " ومثله في المطبوعة، وفي البداية والنهاية: معاوية عن مسعود بن
عبد الرحمن.
(5) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 75 نقلا عن ابن عساكر من هذا الطريق.
(6) يعني صخرة بيت المقدس.
120

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي أنا أبو علي الأهوازي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا سهل بن بشر أنا طرفة بن أحمد الحرستاني
قالا أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم بن طلاب أنا أحمد بن أبي الحواري نا
جعفر بن محمد عن أبيه قال كان من دعاء مريم أم عيسى اللهم املأ قلبي منك فرحا
وغش وجهي منك الحياء وكان من دعاء بعض التابعين اللهم وأمت قلبي بخوفك
وخشيتك وأحيه بحبك وذكرك
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران أنا
عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا سفيان عن أبي هارون يعني
موسى بن أبي عيسى (1) أخو عيسى الحناط أنها فقدت عيسى فذهبت تطلبه فلقيت حائكا
فقال ذهب هكذا قال سفيان كذبها قالت اللهم توهه فلا تجده إلا تائها
قال وسألت رجلا خياطا فأرشدها فهم يجلس إليهم
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا نا
أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن أحمد بن محمد أنا أحمد بن سندي بن الحسن نا
الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى [نا أبو حذيفة] (2) قال وقال علي بن
عاصم فأخبرني يحيى بن حبيب قال (3)
بلغني أن أهل بيت من بني إسرائيل كانوا أهل بيت الملك قال فاندست إليهم مريم إلى
نسائهم فقالت هذا الملك قد ظفر بعيسى فقتله وصلبه فما يصنع بصلبه وقد بلغ حاجته
منه؟ فلو كلمتم صاحبكم أو من يكلمه أن يهب لي جسده قال فكلم فوعدهم أن يفعل
قال فوجد منه خلوة قال فذكروا له أن أهل هذا البيت كانوا منقطعين إلينا وقد ظفرت به
فقتلته وبلغت حاجتك منه فما تصنع بصلبه هب لي جسده قال نعم قد وهبت لك
قال فاستنزل فدفن قال وأهل الفتى الذي القي عليه شبه عيسى قد فقدوه وهم يبكون لا
يدرون ما فعل فقالت مريم لأم يحيى انطلقي بنا نزور قبر المسيح وهم لا يرون إلا أنه

(1) راجع ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 501.
(2) الزيادة عن المطبوعة، وهذه الزيادة مستدركة أيضا فيها.
(3) رواه ابن كثير في البداية والنهاية 2 / 112 نقلا عن ابن عساكر من طريق يحيى بن حبيب.
121

عيسى قال فخرجتا تمشيان متسترتين (1) فلما أن برزتا تركتا بعض التستر فبينما هما يمشيان
إذ تسترت مريم قال وذلك حين دنت من القبر قال وجعلت أم يحيى لا تستتر (2) قالت
لها مريم مالك لا تستترين قالت وممن أستتر قالت أوما ترين الرجل على قبر المسيح؟
قالت لها أم يحيى ما أرى أحدا قالت لا قال فرجت (3) مريم أن يكون جبريل قال
ولم يكن لها عهد بجبريل بعد الوقعة الأولى فقالت لأم يحيى كما أنت لا تبرحي ومضت
إلى القبر فلما انتهت إليه قال لها جبريل يا مريم أين تريدين قال فعرفته فقالت أريد قبر
المسيح أسلم عليه وأحدث به عهدا قال يا مريم إن هذا ليس بالمسيح إن الله قد رفع
المسيح وطهره من الذين كفروا ولكن هذا الفتى الذي ألقى عليه شبه عيسى فأخذ وقتل
وصلب وعلامة ذلك أن أهله قد فقدوه فلا يدرون ما فعل فهم يبكون عليه فإذا كان يوم
كذا وكذا فأتي غيضة كذا وكذا فإنك تلقين المسيح قال فرجعت إلى أختها وصعد
جبريل قال فأخبرت أم يحيى أنه جبريل وما أخبرها جبريل من إتيان الغيضة من يوم كذا
وكذا فلما كان ذلك اليوم الذي أمرها به فيه جبريل غدت مريم إلى الغيضة فإذا هي بعيسى
في الغيضة فلما رآها أسرع إليها فأكب عليها فقبل رأسها وجعل يدعو لها كما كان يفعل
وقال يا أمه إن القوم لم يقتلوني ولكن الله رفعني إليه وأذن لي في لقائك والموت يأتيك
قريبا فاصبري واذكري (4) الله ثم صعد عيسى فلم تلقه إلا تلك اللقاة (5) حتى ماتت وبلغني أن
مريم بقيت بعد رفع عيسى خمس سنين وكان عمرها ثلاثا وخمسين سنة (6).
9428 مرية ويقال مرية امرأة هشام بن عبد الملك
ومروان بن محمد ويقال إنها بنت مروان بن محمد
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن

(1) تقرأ بالأصل: " مشتريان " والمثبت عن المختصر والمطوعة.
(2) بالأصل: " تستر " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(3) بالأصل: فرحت، والمثبت عن المختصر وابن كثير.
(4) بالأصل: " واذكر " والمثبت عن البداية والنهاية.
(5) كذا بالأصل: لقاه، وهي اللقية، وفي البداية والنهاية.
(6) في تاريخ الطبري: بقيت بعد رفعة (عيسى) ست سنين وكان جميع عمرها نيفا وخمسين سنة، وذكر أنها حملت به
وكان عمرها ثلاث عشرة وأن عيسى عاش إلى أن رفع اثنتين وثلاثين سنة وبقيت بعده ست سنوات (وإذا حسبنا
أشهر الحمل) يصبح عمرها 52 سنة.
122

نظيف ونقلته من خطه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن
سيبخت البغدادي نا أبو بكر محمد بن يحيى بن العباس الصولي حدثني ميمون بن
إبراهيم حدثني عيسى بن سهل نا طلحة بن عبد الرحمن أن أباه أخبره قال
قال إبراهيم بن المهدي دخلت على الخيزران أم الرشيد فوجدتها على نمط (1)
أرضي والنمط على بساط أرمني وعن يمين البساط ويساره نمارق (2) أرمنية وعلى أعلى
نمرقة فيها زينب بنت سليمان بن علي وعلى سائر النمارق أمهات أولاد المنصور والمهدي
والهادي ونسوة من نساء بني هاشم والبساط والنمط والنمارق في صحن الدار المعروفة
بدار الخيزران وهي التي صارت لأم محمد بنت الرشيد ثم صارت بعد ذلك لأشناس مولى
أمير المؤمنين إذ وقفت امرأة على طرف البساط فسلمت ثم قالت يا زوج أمير
المؤمنين وأم أمير المؤمنين وابنة أمير المؤمنين أنا مرية زوج هشام بن عبد الملك ثم
مروان بن محمد من بعده نكبها الزمان وزلت بها النعل حتى أصارها الدهر إلى عارية ما
يسترها مما هو عليها قال إبراهيم فبينت زينب الدموع تدور في عين الخيزران وخافت أن
يدخلها رقة عليها فقطعت على مرية الكلام أن قالت يا أم أمير المؤمنين اتقي الله أن
يدخله رقة لهذه الملعونة فتتبوئي مقعدك من النار ثم التفتت إلى مرية فقالت لها بل فدام ما
أنت فيه يا مرية كأنك أنسيت دخولي عليك بحران (3) وأنت جالسة في صحن دار مروان بن
محمد على هذا النمط وتحته هذا البساط وعن يمين نمطك هذا ويساره هذه النمارق عليها
أمهات جبابرتكم وبعض جواريكم وقد مثلت في المكان الذي أنت ماثلة [فيه] (4) وأنا أسألك
وأتضرع إليك في استيهاب جثة إبراهيم الإمام من مروان لأن لا يمثل (5) بها وقولك وأنت
مكحلة في وجهي ما للنساء والدخول في أمر الرجال ثم أمرت بإخراجي من دارك بغلظة
فلجأت إلى مروان فوجدته على حال أشد تعطفا على رحمة منك وقال لي لقد ساءني وفاة
ابن عمي وما أردت المثلة به وكيف يمثل الرجل بابن عمه وخيرني بين إطلاق تجهيزه له

(1) النمط: محركة، ظهارة فرش ما، أو ضرب من البسط، وثوب صوف يطرح على الهودج (القاموس).
(2) النمارق جمع نمرقة وهي الوسادة.
(3) حران: بتشديد الراء، مدينة مشهورة عظيمة، وهي قصبة ديار مضر، وهي على طريق الموصل والشام والروم
(معجم البلدان).
(4) سقطت من الأصل، وزيدت عن المطبوعة.
(5) بالأصل: تمثل.
123

وبين تسليمه إلي فاخترت تسليمه إلي وأمر لي بجهاز فقبلته منه قال فالتفت مرية إلى
زينب فقالت لها كأنك يا بنت سليمان حمدت لي عاقبة أمري في قطيعة رحمي فأردت أن
تزيني قطيعة الرحم لأم أمير المؤمنين ثم التفتت إلى الخيزران فقالت لقد صدقت فيما
ذكرت عني وذلك الفعل مني أحلني هذا المحل والسعيد من اتعظ بغيره وخرجت
فوجهت الخيزران من عدل بها إلى ناحية من دارها إلى أن انصرفت زينب بنت
سليمان ثم أدخلتها فأحسنت إليها حتى بلغت في أيامها من حسن الحال أعلى (1) ما كانت
عليه في أيام بني أمية
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب في كتابه وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن
طاهر بن بركات عنه أنا أبو طاهر مشرف بن علي بن الخضر التمار (2) إجازة أنا أبو
خازم (3) محمد بن الحسين بن الفراء قال قرأت على محمد بن أحمد بن رزق نا إسماعيل
ابن علي حدثني محمد بن موسى بن حماد البربري نا أبو موسى محمد بن الفضل بن
يعقوب كاتب عيسى بن جعفر ووصيه قال حدثني أبي قال
كنت آلف زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وأكتب عنها أخبار أهلها
وكانت لها جارية يقال لها كتاب فوقعت في نفسي فبكرت إليها يوما وقلت لي حاجة
قالت سلني ما أحببت فقلت إن كتابا جاريتك قد شغلت قلبي علي فهبيها إلي فقالت
اقعد أحدثك حديثا كان أمس أنفع لك من كل كتاب على ظهر الأرض وأنت من كتاب على
وعد كنت أمس عند الخيزران وعادتها إذا كنت عندها أن تجلس في عتبة الرواق (4) المقابل
للإيوان وأجلس بإزائها وفي الصدر مجلس للمهدي معد وهو يقصدنا في كل وقت فيجلس
ساعة ثم ينهض فبينما نحن كذلك إذ دخلت عليها جارية من جواريها اللاتي كن يحجبها
فقالت أعز الله السيدة بالباب امرأة لها جمال وخلقة حسنة ليس وراء ما هي عليه من سوء
الحال [غاية] (5) تستأذن عليك وقد سألتها عن اسمها فامتنعت أن تخبرني فالتفتت إلي

(1) بالأصل: على، والمثبت عن المطبوعة.
(2) تحرفت بالأصل إلى: النجار، قياسا إلى سند مماثل.
(3) تحرفت بالأصل إلى: حازم، والصواب " خازم " بالخاء المعجمة انظر سير أعلام النبلاء (14 / 483 ت 4752) ط
دار الفكر ترجمة ابن أخيه محمد بن محمد بن الحسين أبي خازم.
(4) الرواق: بالضم وبكسر الراء: مقدم البيت، وشقة البيت التي دون الشقة العليا (القاموس).
(5) سقطت من الأصل واستدركت للايضاح عن المختصر والمطبوعة.
124

الخيزران فقالت من ترين فقلت أدخليها فإنه لا بد من فائدة أو ثواب فدخلت امرأة
كأجمل النساء وأكملهن لا تتوارى فوقفت إلى جانب عضادة الباب (1) فسلمت متضائلة
ثم قالت أنا مرية بنت مروان بن محمد الأموي فقالت زينب وكنت متكئة واستويت
جالسة فقلت مرية فإياك لا حيا الله ولا قربك فالحمد لله الذي أزال نعمتك وهتك
سترك ولذلك تذكرين يا عدوة الله حين أتاك عجائز أهل بيتي يسألنك (2) أن تكلمي صاحبك
في الإذن لي في الدفن لإبراهيم بن محمد فوثبت عليهن وأسمعتهن (3) ما أسمعت وأمرت
بإخراجهن فأخرجن على الجهة التي أخرجن عليها؟
قال فضحكت فما أنسى حسن ثغرها وعلو صرتها (4) بالقهقهة ثم قالت إي بنت
عم أي شئ أعجبك من حسن صنيع الله لي على العقوق حتى أردت أن تتأسي في فيه الله
إني فعلت بنساء من أهل بيتك ما فعلت فأسلمني الله إليك ذليلة جائعة عريانة فكان هذا
مقدار شكرك الله على ما أولاك بي ثم قالت السلام عليكم وولت فصاحت بها
الخزران ليس هذا لك علي استأذنت وإلي قصدت فما ذنبي فرجعت وقالت لعمري
لقد صدقت يا أخية وكان مما ردني إليك ما أنا عليه من الضر والجهد قالت زينب
فنهضت إليها الخيزران لتعانقها فقالت ما في لذلك موضع مع الحال التي أنا عليها قال
فقالت لها الخيزران فالحمام إذا وأمرت جماعة من جواريها بالدخول معها إلى الحمام
وتنظيفها فدخلت فطلبت ماشطة ترمي ما على وجهها من الشعر فخرجت جارية من
جواري الخيزران وهي تضحك فقالت لها الخيزران ما يضحكك قالت أضحك يا
سيدتي من هذه المرأة ومن تحكمها علينا وانتهارها لنا فإنها تفعل من ذلك فعلا ما تفعلينه
أنت فلم تزل حتى خرجت من الحمام فوافتها الخلع (5) والطيب فأخذت من الثياب ما
أرادت ثم تطيبت وخرجت إلينا فعانقتها الخيزران وأجلستها في الموضع الذي يجلس فيه
أمير المؤمنين المهدي إذا دخل فقالت لها الخيزران هل لك في الطعام فإنا لم نطعم
[بعد] (6) فقالت والله ما فيكن أحد أحوج إليه مني فعجلوه فأتي بالمائدة فجعلت تأكل

(1) عضادة الباب: جانب العتبة منه.
(2) بالأصل: يسلنك.
(3) بالأصل: وأسمعتيهن.
(4) في المختصر: صوتها. والصرة: بالكسر، أشد الصياح (القاموس).
(5) الخلع واحدتها خلعة، وهي ما يخلع على الانسان، وخيار المال (القاموس).
(6) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
125

غير محتشمة وتلقمنا وتصنع بين أيدينا ثم غسلنا أيدينا فقالت لها الخيزران من وراءك مما
تغتنين (1) به فقالت ما خارج هذه الدار أحد من خلق الله بيني وبينه سبب فقالت الخيزران
إن كان هذا هكذا فقومي بنا حتى تختاري لنفسك مقصورة من مقاصيرنا وأحول إليها جميع ما
تحتاجين إليه ثم لا نفترق حتى يفرق بيننا الموت فقامت وطفنا بها في المقاصير (2)
فاختارت أوسعها وأنزهها ولم نبرح حتى حول إليها جميع ما تحتاج إليه من الفرش والكساء
والخزائن والرقيق ثم جعلناها فيها وخرجنا عنها فقالت الخيزران إن هذه المرأة قد كانت
فيما كانت فيه وقد مسها ضر وليس يغسل ما في قلبها إلا المال فاحملوا إليها خمسمائة
ألف درهم فحملت إليها
ووافانا المهدي فسألنا عن الخبر فحدثته حديثها وما لقيتها به فوالله ما أنتظر أن
أعرفه الجواب حتى وثب في وجهي مغضبا فقال زينب الله إن هذا مقدار شكرك لله على
نعمته وقد أمكنك الله من مثل هذه المرأة على هذه الحال التي هي عليها فوالله لولا محلك
من قلبي لحلفت أن لا أكلمك أبدا قالت فقلت قد اعتذرت إليها ورضيت ثم قصصت
عليه قصتها كلها وما فعلت الخيزران بها فقال لخادم كان معه احمل إليها مائة بدرة (3)
وأدخل إليها أبلغها مني السلام وقل لها والله ما سررت من دهري مثل سروري اليوم
بمكانك وأنا أخوك ومن يوجبك حقك فلا تدعي حاجة إلا سألتها ولولا أني أكره أن
أحشمك لصرت إليك مسلما عليك وقاضيا لحقك فمضى الخادم بالمال والرسالة فأقبلت
إلينا معه فسلمت على المهدي وشكرت له فعله وأثنت على الخيزران عنده وقالت ما
علي من أمير المؤمنين حشمة أنا في عدة حرمه وقعدت ساعة ثم قامت (4) إلى منزلها،
فحلقها عند الخيزران كأنها لم تزل في ذلك القصر
فهذا الحديث خير لك من كتاب وقد وهبت لك كتابا قم فانصرفت من عندها

(1) غير واضحة بالأصل، وفي المختصر: تعنين، والمثبت عن المطبوعة.
(2) المقاصير واحدتها مقصورة، وقيل في جمعها: مقاصر. والمقصورة: الدار الواسعة المحصنة، أو هي أصغر من
الدار ولا يدخلها إلا صاحبها (القاموس).
(3) البدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم. راجع الصحاح.
(4) في المطبوعة: عادت.
126

9429 ملكة بنت داود بن محمد بن سعيد القرطكي العالمة الصوفية
امرأة من المعمرات سمعت بمصر من الشريف أبي (1) إبراهيم أحمد بن القاسم بن
ميمون الحسني سنن الشافعي وبمكة من كريمة بنت أحمد (2)
وسكنت دمشق مدة في دويرة السميساطي
سمع منها شيخنا أبو الفرج الصوري وأجازت لي جميع حديثها
أخبرتنا العالمة ملكة بنت داود بن محمد بن سعيد الصوفية إجازة قالت أنا الشريف
أبو (3) إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني (4) بمصر سنة اثنتين وخمسين
وأربعمائة أنا جدي أبو القاسم الميمون بن حمزة أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة
الطحاوي أنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني نا محمد بن إدريس الشافعي عن
مالك (5) عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " من باع نخلا قد أبرت (6)
فثمرتها (7) للبائع إلا أن يشترط المبتاع " [13836]
أخبرناه عاليا أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد
أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا مالك فذكره
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال حضرت عند ملكة بدمشق وسألتها عن
مولدها فذكرت أنه على ما ذكرته لها والدتها في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعمائة ببلد
كر (8) ناحية حيرة (9) وقالت مرة بدبيل (10) ونشأت بتفليس (11)
توفيت ملكة يوم السبت الرابع من شوال سنة سبع وخمسمائة ودفنت عند قبر بلال في

(1) تحرفت بالأصل إلى: " بن " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(2) هي كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، أم الكرام، ترجمتها في سير الاعلام (13 / 567 ت 4183) ط
دار الفكر.
(3) بالأصل: ابن.
(4) كذا بالأصل والمطبوعة هنا: " الحسيني " وتقدم قريبا فيهما " الحسني ".
(5) موطأ مالك، باب ما جاء في ثمر المال يباع أصله، رقم 1298 (ص 424).
(6) أبرت أي لقحت، وتأبير النخل: تلقيحه وإصلاحه.
(7) في موطأ مالك: فثمرها.
(8) كر بالضم والتشديد: موضع بفارس، (انظر معجم البلدان 4 / 451).
(9) حيرة: قرية بأرض فارس.
(10) دبيل: مدينة بأرمينية تتاخم أران (معجم البلدان).
(11) تفليس بفتح أوله وبكسر، بلد بأرمينية الأولى، وبعض يقول: بأران (معجم البلدان).
127

مقبرة الباب الصغير وحضرت دفنها والصلاة عليها وكان الجمع متوافرا وعاشت مائة
وأربع سنين وأشهرا
9430 مؤمنة بنت بهلول (1)
إحدى النسوة العابدات
حكى عنها أحمد بن أبي الحواري وعيسى بن إسحاق
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو بكر محمد بن رزق
الله بن عبد الله المقرئ نا أبو علي محمد بن محمد (2) بن عبد الحميد بن آدم نا أحمد بن
بشر نا ابن أبي الحواري قال وسمعت مؤمنة ابنة بهلول تقول إلهي وسيدي لا تجمع علي
الأمرين (3) فقدانك والعذاب
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن عبد الله
ابن أبي صادق أنا محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي نا عبد الواحد بن بكر نا إسحاق
ابن أحمد بن علي نا إبراهيم بن يوسف نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مؤمنة ابنة
بهلول وهي زاهدة دمشق وهي تقول ما طابت الدنيا والآخرة إلا به ومعه
قال وسمعتها تقول العاقل (4) ينام ولا يقوم ولا تطيب ساعة لا يكون فيها ذكر الله
عز وجل
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (5) أنا
أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق نا أحمد بن كامل القاضي قال سمعت
عيسى بن إسحاق يقول سمعت مؤمنة بنت بهلول [تقول:] (6) ما النعيم إلا في الأنس بالله
والموافقة لتدبيره
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد أنا علي بن محمد الفقيه أنا عبد الرحمن بن عبيد

(1) أخبارها في صفة الصفوة 2 / 527.
(2) بالأصل: " محمد بن محمد بن عبد الحميد " تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 55 / 181
رقم 6949 طبعة دار الفكر.
(3) بالأصل: " الامر من " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(4) كذا بالأصل، وفي المختصر: الغافل، وهو أشبه.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 171 في ترجمة عيسى بن إسحاق الخطمي.
(6) سقطت من الأصل وزيدت عن تاريخ بغداد.
128

الله بن عبد الله الحرفي أنا أحمد بن سلمان النجاد نا ابن أبي الدنيا قال وبلغني عن ابن
أبي الحواري قال
قالت لي مؤمنة الصغيرة أنا في شئ قد شغل قلبي قلت ما هو قالت أريد أن
أعرف نعمة الله علي طرفة عين أو أعرف تقصيري عن شكر النعمة طرفة عين فقلت لها
أنت تريدين ما لا تهتدي إليه عقولنا
9431 مهدية ابنة إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان القرشي (1)
حدثت عن وجودها في كتاب أبيها
روى عنها علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أخبرتنا مهدية ابنة إبراهيم بن محمد بن صالح بن
سنان قالت وجدت في كتاب أبي (2) أبي إسحاق نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر
القرشي وأبو هشام عبد الرحمن بن عبد الصمد بن البرزور قالا نا إبراهيم بن عبد الله بن
العلاء بن زبر نا أبي عبد الله بن العلاء عن ثور عن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير
على منبر الكوفة وهو يغمز أذنيه يقول (3) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " إن الحلال بين
وإن الحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات متى ما يدعهن المرء يكن استبرأ لعرضه ودينه
ومن يرتع فيهن يوشك أن يرتع في الحرام كالمرتع إلى جانب الحمى يوشك أن يوقع في
الحمى ألا وإن لكل ملك حمى (4) وإن حمى الله محارمه " [13837]
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن عبد الواحد
أنا أبو الحسن بن السمسار أنا أبو عبد الله بن مروان أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم
نا إبراهيم بن عبد الله نا أبي عن ثور عن الشعبي قال سمعت النعمان بن بشير يقول على
منبر الكوفة فذكر نحوه ولم يرفعه

(1) تقدمت ترجمة أبيها في كتاب تاريخ مدينة دمشق 7 / 138 رقم 495 طبعة دار الفكر.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " ابن " والصواب ما أثبت، راجع الحاشية السابقة، وكنية أبيها " أبو إسحاق ".
(3) رواه ابن الأثير في أسد الغابة 4 / 551 في ترجمة النعمان بن بشير من طريق آخر.
(4) الحمى بكسر الحاء المرعى الذي حميه السلطان من أن يرتع منه غير دوابه، وكان الشريف في الجاهلية إذا نزل
أرضا في حيه استعوى كلبا، فحمى مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره، وقد نهى الاسلام عن ذلك إلا أن يكون
الحمى للخيل التي ترصد للجهاد وإبل الزكاة.
129

والحديث محفوظ مرفوعا إلا أن ح ح غير ابن زبر رواه عن ثور فزاد في إسناده مجالد بن
سعيد
أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني نا أحمد بن عبد القاهر الخيبري (1) اللخمي
الدمشقي نا منبه بن عثمان نا ثور بن يزيد حدثني مجالد بن سعيد حدثني عامر الشعبي
قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
" الحلال بين والحرام بين وبين الحلال والحرام أمور مشتبهات لا يدري كثير من
الناس أمن الحلال هي أم من الحرام ومتى يدعهن المرء يكن (2) أشد استبراء لعرضه ودينه
ومتى يقع فيهن يوشك أن يقع في الحرام كمن يرتع (3) إلى جانب الحمى يوشك أن يرتع
في الحمى ألا وإن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه " [13838]
9432 ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي
ابن زهير بن حارثة بن جناب بن امرئ القيس بن حارثة ويقال
ابن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف
ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبية (4)
زوج معاوية بن أبي سفيان وأم يزيد بن معاوية
روت عن معاوية
روى عنها محمد بن علي وكانت امرأة لبيبة
بلغني أن معاوية دخل عليها ومعه حديج الخصي فاستترت منه فقال لها معاوية إن
هذا بمنزلة المرأة فعلام تستترين منه فقالت له كأنك ترى أن المثلة أحلت لي مني ما حرم
الله عليه

(1) بالأصل: " بن الخيبري " وفي المعجم الصغير للطبراني 1 / 12 ورد: بن العنبري.
(2) بالأصل: يكون.
(3) بالأصل: " يرعى " وفوق " عى " علامة تحويل إلى الهامش وكتب على الهامش: " تع " وفوقها صح، وهو ما أثبت:
يرتع. وفي المطبوعة: يرعى.
(4) انظر أخبارها في نسب قريش ص 127 وتاريخ الطبري (الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس) والكامل لابن الأثير
الفهارس) والمحبر (ص 27).
130

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي (1) نا محمد بن نوح الجنديسابوري نا أحمد بن محمد بن أنس أبو
العباس البغدادي
وقرأت على أبوي محمد هبة الله بن أحمد المزكي وعبد الكريم بن حمزة عن أبي
بكر الخطيب أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي نا أبو الحسن علي
بن عمر بن أحمد الحافظ نا محمد بن نوح الجنديسابوري نا أبو العباس أحمد بن محمد
بن أنس ببغداد
نا أبو عبد الرحمن الطبري نا خالد بن يزيد القسري (2) عن عمار الدهني (3) عن
محمد بن علي عن ميسون بنت بحدل زاد علي بن عمر امرأة معاوية ثم قالا عن
معاوية أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " سيكون قوم ينالهم الإخصاء فاستوصوا بهم خيرا " [13839]
أو نحو هذا من الكلام
قال أبو الحسن الدارقطني غريب من حديث عمار الدهني ما كتبناه إلا عن هذا
الشيخ
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن الحمامي أنا
علي (4) بن أحمد بن أبي قيس
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو منصور بن عبد العزيز أنا أبو الحسين
ابن بشران أنا عمر بن علي (5) الأشناني قالا:
نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني عبيد الله بن سعد الزهري عن عمه يعقوب بن
إبراهيم قال ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة وفي رواية ابن أبي قبيس [قتادة

(1) رواه أحمد بن عدي في الضعفاء الكبير 3 / 15 - 16 في ترجمة خالد بن يزيد بن أسد القسري.
(2) رسمها بالأصل: السرى، أعجمت عن الكامل لابن عدي.
(3) تقرأ بالأصل: الرهني.
(4) بالأصل: أبو علي.
(5) كذا بالأصل ونسبه إلى جده، وهو عمر بن الحسن بن علي، بن مالك أبو الحسين الشيباني البغدادي، ترجمته في
سير أعلام 15 / 406.
131

وهو وهم بن عدي بن زهير بن جناب من كلب وفي رواية بن أبي قيس:] (1) ابن كلب
وهو وهم
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن (2)
المقرئ نا محمد بن جعفر الزراد نا عبيد الله بن سعد الزهري عن عمه قال:
أم يزيد بن معاوية ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن زهير بن حارثة بن
جناب (3) وأمها أسدة بنت أسيد بن ثعلبة بن سويد بن إسحاق بن حارثة بن هبل وأمها ابنة
صامت بن قيس بن حارثة بن مبذول بن القين كذا قال وقنافة هو ابن عدي بن زهير
كذلك قال الزبير
أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا أبو علي بن الفهم نا محمد بن سعد قال ميسون بنت بحدل بن أنيف
ابن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب (4) بن ذهل (5) بن بكر بن عوف بن
عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب
قال الصوري الصواب هبل
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال وأما ميسون فهي ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية أم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
قال ابن الكلبي هي ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن
حارثة بن جناب (6) بن هبل (7)
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي زكريا البخاري
وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي نا أبو الفتح الزاهد أنا أبو بكر

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن المطبوعة.
(2) سقطت من المطبوعة.
(3) تقرأ بالأصل هنا: حباب.
(4) بالأصل هنا: حباب.
(5) كذا بالأصل، وسينبه المصنف إلى أن الصواب: هبل.
(6) بالأصل: حباب.
(7) كذا ضبطت بالأصل.
132

نا عبد الغني بن سعيد قال وأما ميسون بالياء معجمة بنقطتين من تحتها وسين غير معجمة
وبالنون فهي ميسون بنت بحدل الكلبية
قرأت على أبي محمد السلمي عن علي بن هبة الله قال (1) وأما ميسون آخره (2) نون
فميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب بن هبل
الكلبية أم يزيد بن معاوية روت عن معاوية بن أبي سفيان زوجها عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى
حديثها محمد بن نوح الجنديسابوري عن أبي العباس أحمد بن محمد بن أنس عن أبي عبد
الرحمن الطبري عن خالد بن يزيد القسري عن عمار الدهني عن محمد بن علي بن
ميسون عن معاوية وهو منكر جدا ولا يصح
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا الأمير أبو محمد الحسن بن أبي الفتح عيسى بن
المقتدر بالله قراءة عليه سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة قال إن ميسون ابنة بحدل الكلبية لما
زوجت معاوية بن أبي سفيان ونقلت إلى دمشق وأسكنت قصرا من قصور الخلافة حنت
ذات يوم إلى البادية فأنشأت تقول (3):
للبس (4) عباءة وتقر عيني * أحب إلي من لبس الشفوف (5)
وبيت تخفق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف (6)
وكلب ينبح الطراق عني * أحب إلي من هر (7) ألوف.
قرأت في كتاب لبعض الشاميين جمعه في الحنين إلى الأوطان أنا أحمد بن محمد
البغدادي أنا أبو بكر بن دريد قال:
تزوج معاوية بن أبي سفيان ميسون بنت بحدل الكلبية أم يزيد فبقيت عنده مديدة
فسئمته فأنشأت تقول وحنت إلى وطنها:

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 193.
(2) بالأصل: أخبره، والمثبت عن الاكمال.
(3) الأبيات في خزانة الأدب 8 / 503 - 504 وانظر بهامشها تخريجها وانظر بهامش المختصر تخريجها أيضا.
(4) في الخزانة: " ولبس " وتقر منصوبة بأن المضمرة بعد الواو.
(5) الشفوف جمع شف وهو الثوب الرقيق.
(6) الخفق: الاضطراب، والمنيف: العالي. والأرواح جمع ريح.
(7) في الخزانة: قط ألوف.
133

لبيت تخرق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف
وكلب ينبح الطراق عني * أحب إلي من قط ألوف
وبكر يتبع (1) الأظعان صعب (2) * أحب إلي من بغل زفوف (3)
ولبس عباءة وتقر عيني * أحب إلي من لبس الشفوف (4)
[وخرق (5) من بني عمي نحيف * أحب إلي من علج عليف
وأصوات الرياح بكل فج * أحب إلي من نقر الدفوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى * إلى نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا * فحسبي ذاك من وطن شريف.
[عليف (6): أي سمين والقط هاهنا: السنور والقط: الكتاب والقط: ساعة من
الليل.
فقال معاوية جعلتني علجا وطلقها وألحقها بأهلها (7)
9433 مية
مولاة معاوية بن أبي سفيان
وقف ابن الزبير على باب مية مولاة كانت لمعاوية ترفع حوائج الناس إليه
قال عمر بن شبة:
فقلت يا أبا بكر (8) على باب مية؟ قال نعم إذا أعيتك الأمور من رؤوسها فأتها من
أذنابها.

(1) بالأصل: تتبع، والمثبت عن الخزانة.
(2) في الخزانة: سقبا.
(3) البكر بفتح الموحدة: الفتي من الإبل، والأظعان جميع ظعينة وهي المرأة ما دامت في الهودج. والزفرف:
المسرع.
(4) هنا يوجد سقط بالأصل وخرم كبير يستمر على مساحة بقية حرف الميم في أسماء النساء إلى بداية حرف النون،
في ترجمة نائلة بنت الفرافصة.
(5) استدركنا البيت الأول من مختصر ابن منظور، والابيات الأخرى من خزانة الأدب.
(6) من هنا نستدرك السقط من مختصر ابن منظور.
(7) زيد في خزانة الأدب: وقال لها: كنت فبنت، فقالت: لا والله ما سررنا إذ كنا ولا أسفنا إذ بنا.
(8) يعني محمد بن الحسن بن مقسم، أبا بكر، روى الخبر عن أحمد بن يحيى ثعلب، كما في المطبوعة.
134

قال:
وأتى لمية عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص بقرطاس فقال فيه حاجة لي فارفعيها
إلى أمير المؤمنين فدفعته إلى معاوية فقرأه فقال يا مية ما أحسب هذا الرجل إلا كاذبا
قالت لا يفعل يا أمير المؤمنين ما يقول إلا حقا قال أتدرين ما كتب قالت لا والله
فقرأ عليها (1):
سائلا مية هل نبهتها * بعدما نامت بعرد ذي عجر
فتخاجت (2) فتقاعست لها * جلسة الحازر يستنجي الوتر.
فقال كذب عليه لعنة الله
" أسماء النساء على حرف النون "
9434 نائلة بنت عمارة الكلبية زوج معاوية بن أبي سفيان
لما تزوج معاوية نائلة قال لميسون (3): انطلقي فانظري إلى ابنة عمك فنظرت إليها
فقال كيف رأيتها؟ فقالت جميلة كاملة ولكن رأيت تحت سرتها خالا ليوضعن رأس
زوجها في حجرها فطلقها معاوية فتزوجها حبيب بن مسلمة الفهري ثم خلف عليها بعد
حبيب النعمان بن بشير الأنصاري فقتل ووضع رأسه في حجرها
9435 نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو ويقال عفير -
بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم (4)
زوج عثمان بن عفان
(سمعت عثمان.

(1) نسب البيتان لعبد الرحمن بن حسان كما في هامش المختصر.
(2) البيت في تاج العروس: بزخ، ونسبه إلى عبد الرحمن بن حسان وروايته فيها:
فتبازت فتبازخت لها * جلسة الجازر يستنجي الوتر
(3) الخبر رواه الطبري في تاريخه 3 / 264 (ط. بيروت) تحت عنوان: ذكر نساء معاوية وولده، حوادث سنة 60.
(4) ترجمتها وأخبارها في نسب قريش ص 105 والأغاني 16 / 322 وطبقات ابن سعد 9 / 483 وتاريخ الطبري
(الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس) وأنساب الأشراف 5 / 114 وما بعدها (طبعة دار الفكر) والمحبر
(الفهارس).
135

روى عنها: النعمان بن بشير وأم هلال بنت وكيع) (1)
قدمت على معاوية بعد قتل عثمان فخطبها فأبت أن تنكحه
قالت نائلة
لما حصر عثمان ظل اليوم الذي كان قبل قتله بيوم صائما فلما كان عند إفطاره سألهم
الماء العذب فأبوا عليه وقالوا دونك الركي وركي في الدار التي يلقى فيها النتن قال
فلم يفطر فأتيت جارات لنا على أجاجير (2) متواصلة وذلك في السحر فسألتهم الماء
العذب فأعطوني كوزا من ماء فأتيته فقلت هذا ماء عذب أتيتك به قالت فنظر فإذا
الفجر قد طلع فقال إني أصبحت صائما
[قالت:] فقلت من أين ولم أر أحدا أتاك بطعام ولا شراب فقال إني رأيت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) اطلع علي من هذا السقف ومعه دلو من ماء فقال اشرب يا عثمان فشربت حتى
رويت ثم قال ازدد فشربت حتى ثملت أو نهلت ثم قال أما إن القوم سيبكرون
عليك فإن قاتلتهم ظفرت وإن تركتهم أفطرت عندنا فدخلوا عليه من يومه فقتلوه
(قال الزبير بن بكار في ذكر ولد عثمان يعني بن عفان وأم خالد وأروى وأم أبان
الصغرى بنات عثمان أمهن نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث
ابن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب بن وبرة زوج نائلة بنت الفرافصة أخوها
ضب وهو الذي حملها إلى عثمان وكان ضب مسلما وكان أبوها نصرانيا فأمر ابنه ضبا
بذلك (3)
وفي ذلك تقول نائلة بنت الفرافصة لأخيها ضب (4):
أحقا تراه اليوم يا ضب إنني * مرافقة (5) نحو المدينة أركبا
لقد كان في فتيان حصن بن ضمضم * وجدك ما يغني الخباء المحجبا (6)

(1) ما بين قوسين زيادة عن المطبوعة.
(2) أجاجير: جمع أجار، وهو السح.
(3) ما بين قوسين زيد عن نسب قريش للمصعب ص 105.
(4) البيتان في الأغاني 16 / 323 والأول في أنساب الأشراف 5 / 114 (طبعة دار الفكر).
(5) في الأغاني وأنساب الأشراف:
ألست ترى يا ضب بالله إنني * مصاحبة...
(6) في الأغاني:
لقد كان في أبناء.... لك الويل ما يغني الخباء المطنبا
136

وكل اسم في العرب فرافصة فهو مضموم الفاء إلا الفرافصة بن الأحوص فإنه بفتح
الفاء الأولى
وكان (1) سعيد بن العاص تزوج أخت نائلة بنت الفرافصة وهو أمير على الكوفة فبلغ
ذلك عثمان بن عفان فكتب إليه:
بلغني أنك تزوجت امرأة فأخبرني عن حسبها وجمالها فكتب إليه
أما عن حسبها فإنها ابنة الفرافصة وأما جمالها فإنها بيضاء وكتب إليه
إن كان لها أخت فزوجنيها
فدعا الفرافصة فقال له زوج أمير المؤمنين فقال الفرافصة لابنه ضب - وكان
مسلما والفرافصة نصراني زوج أختك أمير المؤمنين فزوجه نائلة وحملها إليه
فلما دخلت على عثمان وضع القلنسوة عن رأسه وبدا الصلع فقال لا يغمنك ما
ترين فإن من ورائه ما تحبين قالت له أما ما ذكرت من صلعك فإني من نسوة أحب
أزواجهن إليهن السادة الصلع
ثم قال لها إما أن تتحولي إلي أو أتحول إليك قالت ما قطعت من جنبات السماوة
أبعد مما بيني وبينك فتحولت إليه فكانت من أحظى النساء عنده
قالوا وتزوجها وهي نصرانية على نسائه ثم أسلمت على يديه ولما قتل عثمان قالت
نائلة فيه (2):
ألا إن خير الناس بعد ثلاثة * قتيل التجيبي الذي جاء من مصر
ومالي لا أبكي وأبكي قرابتي * وقد غيبت عني فضول أبي عمرو.
قال وكانت كلب كلهم يومئذ نصارى] (3).
[أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله وأبو المجد معالي بن هبة الله بن
الحسن قالا أخبرنا سهل بن بشر أخبرنا علي بن منير أخبرنا الحسن بن رشيق أخبرنا أبو

(1) انظر الخبر في الأغاني 16 / 322 وانظر أنساب الأشراف 5 / 114.
(2) البيتان في الأغاني 16 / 323 ونسبا لنائلة، والثاني في أنساب الأشراف 5 / 155 ونسب لنافلة ومعه بيت آخر.
وهما في الإصابة 3 / 638 ونسبا لنائلة. وهما في الكامل للمبرد 2 / 916 ونسبا للوليد بن عقبة بن أبي معيط.
(3) إلى هنا انتهى الاستدراك عن المختصر. ونعود إلى الأصل المعتمد بين أيدينا النسخة السليمانية (س).
137

جعفر أحمد بن حماد بن مسلم التجيبي حدثني سعيد بن الحكم بن أبي مريم أخبرنا يحيى
بن أيوب ونافع بن يزيد قالا حدثنا عمر مولى عفرة قال سمعت عبد الله بن علي بن
السائب بن عبيد بن عبد بن يزيد بن هشام] (1) بن [عبد] (2) المطلب من بني عبد مناف يقول:
إن عثمان بن عفان تزوج نائلة بنت الفرافصة وهي نصرانية على نسائه وكلب كلهم
يومئذ نصارى قال فدخلت على جارية مثل الخلفة (3) فقلت سلام عليك قالت وعليك
السلام ورحمة [الله] ونساء كلب ذلك الزمان لا يكلمن أزواجهن سنة أو كما قال ثم
قلت أين أنت من شيخ أثرم (4) هرم فقالت إني من قوم يحبون الكهولة فسررت بذلك
قلت أتأذنين لي فأتيك قالت بل أنا أحق أن أقوم إليك قال فما زلت متشكرا لها ثم
أسلمت على يديه
أحدهما نحو حديث صاحبه ولم يذكر ابن أيوب (5) " على نسائه "
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (6) وفيها يعني سنة ثمان وعشرين تزوج عثمان بن عفان
ابنة الفرافصة الكلبية فيما حدثني ابن الكلبي عن أشياخه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا أبو بكر بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن
محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان قالوا (7)
لما خرج محمد بن أبي بكر وعرفوا انكساره ثار قتيرة وسودان بن حمران السكونيان
والغافقي يعني فضربه الغافقي بجريدة (8) معه وضرب المصحف برجله واستدار المصحف
وانتشر فاستقر بين يديه وسالت عليه الدماء وجاء سودان بن حمران ليضربه فأكبت عليه

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن المطبوعة لتقويم السند.
(2) سقطت من الأصل.
(3) الخلفة: الناقة الحامل.
(4) الثرم: انكسار السن من أصلها، وثرم الرجل إذا انكسرت رباعيته فهو أثرم.
(5) يعني: يحيى بن أيوب، أحد رواة الخبر.
(6) الخبر رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 160.
(7) الخبر رواه الطبري في تاريخه 2 / 676 (ط. بيروت) حوادث سنة 35.
(8) كذا بالأصل والمختصر، وفي تاريخ الطبري: بحديدة.
138

نائلة واتقت السيف بيدها فتعمدها ونفح أصابعها فأطن (1) أصابع يدها وولت فغمز أوراكها
وقال إنها لكيدة (2) العجيزة وتضرب عثمان فقتله وقد دخل مع القوم غلمة لعثمان
لينصروه وقد كان عثمان أعتق من كف منهم فلما رأى سودان قد ضربه أهوى إليه فضرب
عنقه ووثب قتيرة على الغلام فقتله وانتهبوا ما في البيت وأخرجوا من فيه ثم أغلقوه على
ثلاثة قتلى فلما خرجوا إلى الدار وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فضربه فقتله ودار القوم
فأخذوا ما وجدوا حتى تناولوا ما على النساء وأخذ رجل ملاءة نائلة والرجل يدعى كلثوم
من تجيب فتنحت (3) نائلة فقال ويح أمك من عكيزة (4) ما أتمك ويضربه غلام آخر لعثمان
فقتله وذكر الحديث
قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا محمد بن خلف بن المرزبان أخبرني أحمد بن حرب أخبرني الزبير بن أبي بكر حدثني
يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان قال
نظرت نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان بن عفان في المرآة فأعجبها ثغرها فأخذت
فهرا (5) فكسرت ثناياها وقالت والله لا يجتنيكن أحد بعد عثمان ثم إن معاوية بن أبي سفيان
خطبها فأبت عليه وأنشأت تقول:
أبى الله إلا أن تكوني غريبة * بيثرب لا تلقين أما ولا أبا.
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن أحمد
أنا أحمد بن محمد بن عمر نا ابن أبي الدنيا أخبرني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه
عن أبي عمران العنزي (6) عن محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن
الخطاب قال:
خطب نائلة بنت الفرافصة قوم من قريش بعد موت عثمان فدعت بمرآة فنظرت فيها

(1) يعني قطعها.
(2) كذا بالأصل والمختصر والمطبوعة، يعني جيدة العجيزة، تلفظ فيها الكاف جيم، وفي تاريخ الطبري: لكبيرة
العجيزة.
(3) رسمها بالأصل: " محب " والمثبت عن الطبري والمختصر.
(4) بالأصل: عكبرة، وفي الطبري: عجيزة، والمثبت عن المختصر.
(5) الفهر: الحجر ملء الكف (القاموس).
(6) بدون إعجام بالأصل.
139

وكانت من أحسن الناس ثغرا فأخذت فهرا فدقت به أسنانها فسال الدم على صدرها فبكى
جواريها وقلن لها ما صنعت بنفسك قالت إني رأيت الحزن يبلى كما يبلى الثوب وإني
خفت أن يبلى حزني على عثمان فيطلع مني رجل على ما اطلع عثمان وذلك ما لا يكون أبدا
وهي التي قالت:
أبى الله إلا أن تكوني غريبة * بيثرب لا تلقين أما ولا أبا.
ذكر أبو بكر أحمد بن يحيى في جمل أنساب الأشراف (1) حدثني عبد الله بن صالح
العجلي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال:
خرجت نائلة امرأة عثمان ليلة دفن ومعها السراج وقد شقت جيبها وهي تصيح
وا عثماناه وا أمير المؤمنيناه فقال لها جبير بن مطعم أطفئي السراج فقد ترين من بالباب
فأطفأت السراج وانتهوا إلى البقيع فصلى عليه جبير وخلفه حكيم بن حزام بن خويلد بن
[أسد بن] (2) عبد العزى وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم ونائلة وأم البنين بنت
عيينة بن حصن امرأتاه (3) ونزل في حفرته نيار وأبو جهم وجبير وكان حكيم والامرأتان
يدلونه على الرجال حتى قبر وبني (4) عليه وغموا (5) قبره وتفرقوا وخرجت نائلة إلى الشام
فخطبها معاوية فنزعت ثنيتيها (6) ولم تجبه
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد الزينبي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا أحمد بن جميل المروزي أنا عبد الله بن المبارك
عن سفيان بن عيينة عن طعمة بن عمرو وكان رجلا قد يبس وشحب من العبادة فقيل له
ما شأنك قال إني كنت حلفت أن ألطم عثمان فلما قتل جئت فلطمته فقالت لي امرأته
أشل الله يمينك وصلى وجهك النار فقد شلت يميني وأنا أخاف
قال ونا ابن أبي الدنيا نا خالد بن خداش بن العجلان حدثني معلى بن عيسى

(1) الخبر رواه البلاذري في أنساب الأشراف 6 / 222 طبعة دار الفكر.
(2) الزيادة عن أنساب الأشراف.
(3) بالأصل: امرأته، والمثبت عن أنساب الأشراف.
(4) بالأصل: وهي، والمثبت عن أنساب الأشراف.
(5) بالأصل: وعمر، والمثبت عن أنساب الأشراف.
(6) إعجامها مضطرب بالأصل، وثمة إشارة تحويل إلى الهامش، وكتب عليه: " ثنييها " والمثبت عن أنساب الأشراف.
140

الوراق (1) عن شداد الأعمى عن بعض أشياخه من بني راسب قال
كنت أطوف بالبيت فإذا رجل أعمى يطوف بالبيت وهو يقول اللهم اغفر لي وما أراك
تفعل قال فقلت أما تتقي الله قال إن لي شأنا آليت أنا وصاحب لي لئن قتل عثمان
لنلطمن حر وجهه فدخلنا عليه وإذا رأسه في حجر امرأته ابنة الفرافصة فقال لها صاحبي
اكشفي عن وجهه قالت لم قال ألطم حر وجهه فقالت أما ترضى ما قال فيه رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال فيه كذا وقال فيه كذا قال فاستحى صاحبي فرجع فقلت لها اكشفي عن
وجهه فقال فذهبت تعدو علي فلطمت وجهه فقالت ما لك يبس الله يدك وأعمى
بصرك ولا غفر لك ذنبك قال فوالله ما خرجت من الباب حتى يبست يدي وعمي
بصري وما أرى الله يغفر لي ذنبي
وقد رويت هذه القصة من وجه آخر وليس فيه ذكر دعاء نائلة
أخبرنا بها أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله أنا عثمان بن محمد بن عبيد الله (2)
المحمي أنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنا عبد الله بن محمد بن الحسن
الشرقي نا محمد بن إسماعيل [البخاري أبو عبد الله نا موسى بن إسماعيل] (3) نا عيسى
ابن منهال نا غالب عن محمد بن سيرين قال (4):
كنت أطوف بالكعبة فإذا رجل وهو يقول اللهم اغفر لي وما أظن أن تغفر لي قلت
يا عبد الله ما سمعت أحدا يقول ما تقول قال كنت [أعطيت] (5) الله عهدا إن قدرت أن
ألطم وجه عثمان إلا لطمته فلما قتل وضع على سريره في البيت والناس يجيئون فيصلون
عليه [فدخلت كأني أصلي عليه] (6) فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه
وسجيته وقد يبست يميني
[قال ابن سيرين] (7) فرأيتها يابسة كأنها عود

(1) تقرأ بالأصل: الراق، والتصويب عن " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": عبد الله، تصحيف، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء (14 / 87 ت 4373) ط دار الفكر.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن ترجمة عثمان المتقدمة.
(4) الخبر رواه المصنف في ترجمة عثمان بن عفان 39 / 446 طبعة دار الفكر.
(5) سقطت من الأصل وزيدت عن ترجمة عثمان، و " ز ".
(6) الزيادة للايضاح عن ترجمة عثمان، و " ز ".
(7) الزيادة منا للايضاح.
141

9436 نفيسة بنت عبيد الله بن العباس
ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب
كانت زوج عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية فولدت له علي بن عبد الله المعروف
بأبي العميطر الذي غلب على دمشق
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا
أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (1):
فولد عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب أبا جعفر عبد الله ونفيسة وأمهما
أم أبيها بنت عبد الله بن معبد بن العباس وأمها أم محمد بنت عبيد الله بن العباس (2) كانت
نفيسة بنت عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عند عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية
ابن أبي سفيان بن حرب فولدت له عليا وعباسا خرج علي بن عبد الله بن خالد بدمشق
وغلب عليها وأمير المؤمنين المأمون بخراسان
9437 نوار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك
لها ذكر
قرأت في كتاب علي بن الحسين الأصبهاني
النوار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك لا أعلم لمن كانت ولا ممن ابتاعها إلا
أنها قد أخذت بغير شك عن كبار المغنين الذين كانوا بحضرته مثل معبد وابن عائشة
وحكم ومن هو فوقهم وكانت حظية عنده وهي التي أمرها أن تصلي بالناس وقد سكر ح ح
وجاءه المؤذن فآذنه بالصلاة وحلف أن تفعل فخرجت متلثمة عليها بعض ثيابه فصلت
بالناس (3) ورجعت وكانت لها صنعة صالحة ورواية كثيرة مع فضل وعقل ولم يعرف لها
خبرا بعده.

(1) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 79.
(2) انظر نسب قريش ص 37.
(3) خبر صلاة الجارية في الأغاني 7 / 47 في أخبار الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ولم يسمها.
142

" حرف الواو "
9438 ولادة بنت العباس بن جزى (1) بن الحارث بن زهير
ابن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة
ابن عبس بن بغيض أم الوليد العبسية (2)
زوج عبد الملك بن مروان وأم الوليد وسليمان ابني عبد الملك لها ذكر
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن جنيقا نا
إسماعيل بن علي الخطبي قال في ذكر الوليد بن عبد الملك قال وأمه ولادة بنت العباس بن
جزى (3) بن الحارث بن زهير العبسية
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا
أبو الطيب المنبجي أنا عبيد الله بن سعد الزهري عن عمه يعقوب قال أم الوليد بن عبد
الملك أم الوليد ابنة العباس بن الحارث وهو أحد بني عبس
أخبرنا أبو الحسين (4) بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا أنا
محمد بن أحمد أنا عبد الرحمن بن محمد أنا أبو عبد الله نا الزبير بن أبي بكر قال (5)
فولد عبد الملك بن مروان الوليد وسليمان وعائشة تزوجها خالد بن يزيد بن
معاوية وأمهم أم الوليد بنت العباس بن جزى (6) بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة
بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي
أنا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا التستري قال نا أبو حاتم السجستاني عن العتبي
عن أبيه قال:

(1) في جمهرة ابن حزم: " جزء " وفي " ز " فكالأصل: جزى.
(2) انظر أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 162 وجمهرة ابن حزم ص 251 وتاريخ الطبري (الفهارس)، وتاريخ
خليفة (الفهارس العامة)، وأنساب الأشراف 8 / 65 (طبعة دار الفكر) و 8 / 99.
(3) تقرأ بالأصل و " ز ": حرب.
(4) تحرفت بالأصل إلى: الحصين، والتصويب عن " ز ".
(5) انظر نسب قريش للمصعب ص 161 و 162.
(6) كذا بالأصل و " ز "، وفي نسب قريش: جزء.
143

لما دخل عبد الملك بولادة دخل عليه أبوها من الغد فقال كيف وجدت أهلك؟
قال وجدتها قد ملأتني بالدم قال إنها من نساء يحبسن (1) على أزواجهن ذلك
" حرف الهاء "
9439 هاجر ويقال آجر القبطية ويقال الجرهمية (2)
أم إسماعيل بن إبراهيم كانت للجبار الذي وهبها لسارة فوهبتها سارة لإبراهيم
وقيل إن الجبار كان يسكن عين الجر (3) وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة سارة وقيل بل كان
ذلك بمصر
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وجماعة عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا
أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه (4) أنا عثمان بن أحمد الدقاق وأحمد بن سندي (5)
بن الحسن الحداد (6) قالا أنا الحسن بن علي العطار نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن
بشر عن محمد بن إسحاق قال سمعت من حدثني عن عروة بن الزبير
أن آجر كانت جارية من جرهم فسبيت فوقعت عند فرعون بمصر فمن ثم قال أبو
هريرة فتلك أمكم يا بني ماء السماء
قال وكانت جارية شعراء كحلاء جعدة مفلجة الثنايا حسناء عربية اللسان
والحسب فأعطاها ألف شاة ومائة بقرة برعاتها وأعطاها خمسين بعيرا وخمسين حمارا
قال فجاءت سارة إلى إبراهيم فقالت أبشر فقد صنع لك فقال إبراهيم عليه السلام لم
يزل بي حفيا قال فانطلق إبراهيم فنزل أرض فلسطين ونزل لوط سدوم ونزل هاران
حران [وإنما سميت حران] (8) لأن هاران نزلها وذلك قبل أن يبوئ الله لإبراهيم البيت وقبل

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: يحتسبن.
(2) انظر أخبارها في: تاريخ دمشق: ترجمة سارة في هذا الجزء، تاريخ الطبري (الفهارس) البداية والنهاية (الفهارس)
والكامل لابن الأثير (الفهارس) وطبقات ابن سعد 1 / 47.
(3) بدون إعجام بالأصل و " ز "، أعجمت عن معجم البلدان. تقدم التعريف بها.
(4) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: زرقويه.
(5) تحرفت بالأصل و " ز ": " سدى " خطأ، والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(6) رسمها بالأصل و " ز " إلى: الحراد، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(7) سدوم مدينة من مدائن قوم لوط (انظر معجم البلدان).
(8) الزيادة لازمة عن " ز ".
144

أن يولد له إسماعيل وإسحاق وقبل أن يبعث رسولا
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد السنجي وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي
قالا أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن
شاذان أنا عثمان بن أحمد بن السماك وميمون بن إسحاق البصري
وأخبرنا أبو طاهر السنجي أنا علي بن محمد بن علي بن العلاف نا أبو الحسن علي
ابن أحمد بن عمر بن الحمامي المقرئ أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد قالا نا أحمد بن
عبد الجبار نا يونس بن بكير عن سعيد بن ميسرة عن أنس بن مالك
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال " لما طردت هاجر أم إسماعيل سارة وضعها إبراهيم عليه السلام
بمكة عطشت هاجر فنزل عليها جبريل فقال لها من أنت قالت هذا ولد إبراهيم قال:
أعطشانة أنت؟ قالت نعم فبحث (1) الأرض بجناحه فأخرج الماء فأكبت عليه هاجر
تشربه فلولا ذلك لكانت أنهارا جارية " [13840].
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا سليمان
ابن عيسى الجوهري وعبد الله بن العباس الطيالسي قالا نا حجاج الشاعر نا وهب بن
جرير نا أبي قال سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن جبريل عليه السلام حين ركض (2) زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع
البطحاء (3) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) " رحم الله هاجر أم إسماعيل لو تركتها كانت عينا معينا " [13841].
ورواه إسماعيل بن علية عن أيوب فلم يذكر فيه أبي بن كعب
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا محمد بن عبد الله
ابن الحسين نا عبد الله بن محمد نا عثمان بن أبي شيبة نا إسماعيل بن علية عن أيوب
قال أنبئت عن سعيد بن جبير أنه حدث عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " رحم الله أم
إسماعيل لولا أنها عجلت لكانت عينا معينا " [13842].

(1) يعني حفرها.
(2) ركض زمزم أي ضربها، قال ابن الأثير: أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها. (راجع تاج العروس:
ركض).
(3) البطحاء: الحصى الصغار.
(4) باختلاف الرواية في البداية والنهاية (1 / 230) ط دار الفكر، ولم يسنده إلى ابن عباس في الكامل لابن الأثير 1 / 90.
145

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ
أنا [أبو بكر] (2) محمد بن المؤمل نا الفضل بن محمد الشعراني نا أحمد بن حنبل نا
سفيان وسئل عن حديث الزهري فإن لهم ذمة ورحما فقال من الناس من يقول هاجر
كانت قبطية وهي أم إسماعيل ومن الناس من يقول كانت مارية أم إبراهيم قبطية
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي في كتابه
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب بن يوسف
قالا أنا الجوهري أنا ابن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن محمد بن أبي
أسامة أنا محمد بن سعد (3) أنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني أسامة بن زيد بن أسلم
عن أبيه قال لما بلغ إسماعيل عشرين سنة توفيت أمه هاجر وهي ابنة تسعين سنة فدفنها
إسماعيل في الحجر
" هجيمة "
9440 هجيمة ويقال جهيمة بنت حيي ويقال حيي الأوصابية -
ويقال الوصابية أم الدرداء زوج أبي الدرداء صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (5)
والأوصاب بطن من حمير
كانت زاهدة فقيهة سمعت أبا الدرداء وأبا هريرة وعائشة
روى عنها جبير بن نفير وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي وعثمان بن حيان
ورجاء بن حياة وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ويونس بن ميسرة بن حلبس
وإبراهيم بن أبي عبلة وعبد الله بن أبي زكريا وحيان مولاها ومحمد بن يزيد بن عفيف

(1) رواه البيهقي في دلائل النبوة 6 / 322.
(2) زيادة عن دلائل النبوة.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 52.
(4) موجودة فقط في " ز ".
(5) انظر أخبارها في الإصابة 4 / 295 ضمن أخبار خيرة بنت أبي حدود، وصفوة الصفوة 4 / 294 رقم 819 والمعرفة
والتاريخ (الفهارس) والأنساب (الأوصابي) وتذكرة الحافظ 1 / 53 والاكمال 2 / 30 وسير أعلام النبلاء 4 / 277
والبداية والنهاية 9 / 47 والجرح والتعديل 4 / 2 / 463 وتهذيب الكمال 22 / 463 وتهذيب التهذيب وتقريبه
(9020) ط دار الفكر وغاية النهاية ترجمة 3783 وهجيمة بالتصغير.
146

وخليد مولى لها وأبو مرحوم وأبو عمران سليم بن عبد الله وعبد ربه بن سليمان بن عمير
ابن زيتون وصالح بن زيتون والأزهر بن الوليد الحمصي وهلال بن يسار وسالم بن أبي
الجعد وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وميمون بن مهران الجزري (1)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ
أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف نا
عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة أبو عمرو نا أبي هانئ بن عبد الرحمن بن
أبي عبلة عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" من أصبح معافى بدنه آمنا سربه (3) عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا يا ابن جعشم
يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كان ثوبا يواريك فذاك وإن كانت دابة
تركبها فبخ فلق (4) الخبز وماء الجر (5) وما فوق ذلك حساب عليك " [13843].
قرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الملك بن عمر بن خلف
ثم أخبرني أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الفتح عبد الملك
بن عمر أنا أبو حفص بن شاهين نا محمد بن مخلد
قال وأنا العتيقي أنا عثمان بن محمد بن أحمد المخرمي نا إسماعيل الصفار قالا:
نا عباس الدوري نا أبو بكر بن أبي الأسود نا الحسن بن عثمان أخبرني أبو سليمان محمد
ابن سليمان بن أبي الدرداء (6) قال اسم أم الدرداء الفقيهة التي مات عنها أبو الدرداء
وخطبها معاوية هجيمة بنت حيي الأوصابي (7) حي من اليمن.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو محمد بن

(1) بدون إعجام بالأصل و " ز ". والمثبت عن تهذيب الكمال.
(2) بالأصل و " ز ": نا أبي، نا هانئ.
(3) جاء في تاج العروس: سرب: والسرب في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: وذكر الحديث: القلب، يقال: فلان آمن السرب أي آمن
القلب، وقيل: هو آمن في سربه أي في قومه وقيل: في طريقه، وقال الزمخشري: في منقلبه ومنصرفه.
(4) فلق الخبز: الفلق واحدتها فلقة، وهي الكسرة منه.
(5) الجر جمع جرة، وهي الآنية من الخزف.
(6) الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 4 / 278.
(7) كذا بالأصل و " ز "، وفي سير الاعلام: الأوصابية.
147

رباح أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر نا معاوية بن صالح نا أبو مسهر عن سعيد بن عبد
العزيز قال اسم أم الدرداء هجيمة أشعرية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو الفضل أنا عبد
الله نا يعقوب (1) نا العباس بن الوليد بن صبح (2) قال سمعت أبا مسهر يقول سمعت
سعيد بن عبد العزيز يقول اسم أم الدرداء جهيمة (3) بنت حيي (4) الأوصابية
قال ونا يعقوب قال قلت لهشام بن عمار اسم أم الدرداء قال جهيمة (5)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار
قالا أنا أبو القاسم الأزهري أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب أنا العباس
ابن العباس أنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قال أبي:
[ح] وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر (6) أنا أبو الفضل بن البقال (7) قالا:
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو
عبد الله قال أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة وقال بعضهم جهيمة بنت فلان الوصابية
قال أبو عبد الله بلغني عن أبي مسهر قال هجيمة بنت حيي الوصابية قبيلة من
حمير.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا أحمد بن حنبل قال:
أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة وقال بعضهم جهيمة بنت فلان الوصابية

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 327 و 3 / 198.
(2) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: صالح، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(3) كذا بالأصل والمعرفة والتاريخ 2 / 327 وفيه 3 / 198 هجيمة.
(4) في المعرفة والتاريخ 2 / 327 لحي الوصابية، وفيه 3 / 198 " حيي الأوصابية " كالأصل.
(5) لم أعثر عليه في المعرفة والتاريخ.
(6) أقحم بعدها بالأصل و " ز ": قالا.
(7) تحرفت في " ز " إلى: البغال.
148

قال أبو عبد الله بلغني عن أبي مسهر قال هجيمة بنت حي الأوصابية قبيل من
حمير والكبرى خيرة بنت أبي حدرد (1)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال سمعت أبا مسهر يقول أم الدرداء (3) هجيمة بنت حيي
الوصابية وأم الدرداء الكبرى حيرة بنت أبي حدرد
أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن قراءة عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة قال سمعت أحمد بن حنبل يقول
أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة وقال بعضهم جهيمة ابنة فلان الوصابية قبيل من حمير
فسألت يحيى بن معين عن أم الدرداء الصغرى فقال مثل ما قال أحمد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام أم الدرداء هجيمة ابنة حيي
الأوصابية.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال (4) أم الدرداء الصغرى هجيمة وحكى يحيى بن
معين عن أبي مسهر خلاف هذا
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين الصيرفي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة
الثانية من تابعي أهل الشام أم الدرداء هجيمة بنت حيي الأشعرية من أوصاب من حمير
دمشق
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة عليه نا عبد العزيز الكتاني نا أبو محمد هشام

(1) انظر صفة الصفوة لابن الجوزي 4 / 294.
(2) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 387 وعن أبي زرعة نقله المزي في تهذيب الكمال 22 / 464.
(3) كذا بالأصل و " ز " وتهذيب الكمال، وفي تهذيب التهذيب (9020) ط دار الفكر: أم الدرداء الصغرى.
(4) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 3 / 76.
149

ابن محمد الكوفي أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد القطان نا أبو أحمد محمد بن
أحمد بن إبراهيم العسال
ح (1) قال وأنبأنا أبو المحاسن هادي (2) بن إسماعيل أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبي
قال سمعت أبا أحمد العسال يقول في تسمية من يجمع حديثه أم الدرداء حديثها وكلامها
وهي الصغرى واسمها هجيمة بنت حيي الوصابية من أهل دمشق التي روي عنها الحديث
الكثير (3)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أبو الحسن الدارقطني إجازة
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن (4)
الدارقطني قال:
أم الدرداء الصغرى هجيمة بنت حيي الأوصابية هي التي خطبها معاوية بعد وفاة أبي
الدرداء فأبت أن تزوجه زاد ابن المحاملي قال وأما جبلان (5) بالباء فهو قبيلة باليمن وهو
جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن
سعد بن عوف بن [عدي بن] (6) مالك بن حمير وإخوتهم وصاب بن سهل إليهم ينسب
الوصابيون
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا عبد
الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال (7) هجيمة بنت حيي الوصابية قبيلة من حمير
الشامية (8) أم الدرداء الصغرى الفقيهة وأم الدرداء الكبرى لها صحبة واسمها خيرة بنت أبي

(1) زيد حرف التحويل عن " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: معاذ، وفي " ز ": معادي، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 234 / ب وفيها اسمه: هادي بن
إسماعيل بن الحسن بن علي أبو المحاسن الحسيني الأصبهاني.
(3) الخبر من طريق الحافظ أبي عبد الله بن مندة رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 465.
(4) تحرفت في " ز " إلى: الحسين.
(5) بالأصل و " ز " وقع: حبلان: بالحاء المهملة في الموضعين، والصواب ما أثبت راجع الأنساب (الجبلاني).
(6) الزيادة في عامود نسبه عن " ز ".
(7) نقله عنه المزي في تهذيب الكمال 22 / 464.
(8) سقطت اللفظة من تهذيب الكمال.
150

حدرد أخت أبي محمد عبد الله بن أبي حدرد قال واسمه عبد وقال عمرو بن علي اسمه
سلامة وكذلك قال الواقدي وهي أم بلال بن أبي الدرداء وماتت قبل أبي الدرداء وهما
جميعا كانتا تحت أبي الدرداء فيما يقال (1) سمعت أم الدرداء الصغرى زوجها أبا الدرداء
روى عنها سالم بن أبي الجعد وإسماعيل بن عبيد الله في الصلاة والصوم وحجت سنة
إحدى وثمانين وخطبها معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس النهاوندي أنا
أبو القاسم بن الأشقر نا البخاري نا إبراهيم بن المنذر نا الوليد (2) نا عثمان بن أبي
عاتكة وابن جابر قالا كانت أم الدرداء يتيمة في حجر أبي الدرداء تختلف مع أبي الدرداء
في برنس تصلي في صفوف الرجال وتجلس في حلق القراء تعلم القرآن حتى قال [لها] (3)
أبو الدرداء [يوما] (4): الحقي بصفوف النساء
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز الكتاني أنا عبد الوهاب الميداني
أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون البردعي نا عبد الله بن سهل نا أحمد بن
الفرج (5) عن بقية بن الوليد أن إبراهيم بن أدهم قال:
قال أبو الدرداء لأم الدرداء إذا غضبت أرضيتك وإذا غضبت فارضيني فإنك إن لم
تفعلي ذلك فما أسرع ما نفترق (6) ثم قال إبراهيم لبقية يا أخي وكان يؤاخيه هكذا
الإخوان إن لم يكونوا كذا ما أسرع ما يفترقون (7)
أخبرنا أبو علي (8) حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن السجزي مناولة وقرأ علي
إسناده بهراة أنا أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد البوني أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد

(1) إلى هنا ينتهي الخبر في تهذيب الكمال.
(2) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 465.
(3) زيادة عن سير الاعلام، سقطت من الأصل و " ز ".
(4) زيادة عن تهذيب الكمال و " ز ".
(5) نقله المزي في تهذيب الكمال عن أبي عتبة أحمد بن الفرج 22 / 465.
(6) كذا بالأصل و " ز "، وفي تهذيب الكمال: نتفرق.
(7) في تهذيب الكمال: يتفرقون.
(8) كذا وردت كنيته بالأصل و " ز "، راجع ترجمته في سير الاعلام (15 / 77 ت 4957) ط دار الفكر وكناه أبا جعفر،
وفي مشيخة ابن عساكر 58 / ب أبو جعفر السجزي.
151

الشروطي ببست أنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي أنا الحسن بن سفيان أنا إبراهيم بن
[أيوب] (1) الحوراني نا ابن (2) مسلم نا سهل بن هاشم عن إبراهيم بن أدهم قال قال أبو
الدرداء لأم الدرداء إذا غضبت ترضيني وإذا غضبت رضيتك (3)، فمتى لم يكن هكذا ما
أسرع ما نفترق
أخبرنا أبو بكر الشيرويي (4) في كتابه ثم حدثني أبو المحاسن عبد الرزاق [بن] (5)
محمد أنا أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم نا محمد بن إسحاق الصغاني نا عبد الله
ابن صالح (6) حدثني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية (7) عن جبير بن نفير عن أم
الدرداء أنها قالت لأبي الدرداء عند الموت إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك (8)
وإني (9) أخطبك إلى نفسك في الآخرة قال فلا تنكحي بعدي فخطبها معاوية بن أبي
سفيان فأخبرته بالذي كان فقال عليك بالصيام
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (10) نا إبراهيم بن عبد الله نا
محمد بن إسحاق نا قتيبة بن سعيد نا الفرج بن فضالة (11) عن لقمان بن عامر عن أم
الدرداء أنها قالت:
اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك (12) أن
تزوجنيه في الجنة فقال لها أبو الدرداء فإن أردت ذلك فكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي
قال فمات أبو الدرداء وكان لها جمال وحسن فخطبها معاوية فقالت لا والله لا أتزوج

(1) زيادة عن ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 6 / 358 رقم 374.
(2) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: " أبو " والصواب ما أثبت، وهو الوليد بن مسلم، شيخ لإبراهيم الحوراني.
(3) بالأصل: يرضيك، والمثبت عن " ز ".
(4) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الشيروني.
(5) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(6) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 4 / 278.
(7) الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 465.
(8) في تهذيب الكمال: فأنكحوني.
(9) في سير الاعلام: وأنا.
(10) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 1 / 224.
(11) رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 465.
(12) في الحلية وتهذيب الكمال: وأسألك.
152

زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله في الجنة
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وعلي بن زيد السلميان قالا أنا أبو
الفتح الزاهد زاد الفرضي وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا أبو الحسن بن عوف أنا أبو
علي بن منير أنا أبو بكر بن خريم نا هشام بن عمار نا محمد بن سليمان بن بلال بن أبي
الدرداء عن أبيه قال خطب معاوية أم الدرداء فقالت سمعت أبا الدرداء قال سمعت النبي
(صلى الله عليه وسلم) يقول " المرأة للآخر من أزواجها " وإني سألت أبا الدرداء أن يسأل الله أن يجعلني زوجته
في الجنة فقال ذلك إن لم تحدثي بعدي زوجا
أخبرناه عاليا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنا أبو سعد محمد بن عبد
الرحمن أنا أبو أحمد الحاكم أنا محمد بن محمد نا هشام بن عمار نا محمد بن سليمان
ابن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه قال خطب معاوية أم الدرداء فقالت سمعت أبا الدرداء
يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " المرأة لآخر أزواجها " [13844].
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو يعلى بن الفراء أنا أبو طاهر المخلص نا عبد الله
ابن محمد البغوي نا داود بن رشيد نا مروان بن معاوية نا يزيد (1) بن سنان عن عيينة (2)
اللخمي عن أبي الدهماء قال خطب معاوية بن أبي سفيان أم الدرداء بعد أبي الدرداء وكانت
امرأة حسناء فأبت عليه فقال ما الذي تكرهين مني فقالت لأني سمعت عويمرا تعني أبا
الدرداء وهو يقول إن المرأة لآخر زوجها (3) قالت فقلت له فلي الله عليك إن اجتهدت
بعدك في العبادة ثم مت فدخلت الجنة فعرضت عليك لتقبلني فقال: نعم
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا عبد الرحمن بن الحسن أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا العباس بن محمد نا داود بن رشيد نا الوليد عن أبي بكر يعني ابن
عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدرداء بعد وفاة
أبي الدرداء فقالت أم الدرداء قال أبو الدرداء قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " المرأة لزوجها الأخير "
فلست بمتزوجة بعد أبي الدرداء زوجا حتى أتزوجه في الجنة [13845].

(1) تحرفت بالأصل إلى: زيد، والتصويب عن " ز ".
(2) في " ز ": عتيبة.
(3) كذا بالأصل و " ز ": " زوجها ". وجاء في تاج العروس: الزوج للمرأة: البعل، والجمع: أزواج، وجمع الزوج
أيضا: زوجة كعنبة.
153

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم عيسى بن
علي أنا عبد الله البغوي نا عيسى بن سالم نا ابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم
حدثني عطية بن قيس:
أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدرداء بعد موت أبي الدرداء فأبت أن تنكح وقالت
إني سمعت أبا الدرداء يقول إن المرأة تكون لزوجها الآخر (1) وأنا أحب أن لا أتزوج
فبعث إليها معاوية إن عليك بالصيام فإنه (2) محسمة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
الطيب عثمان بن عمرو بن محمد نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا
ابن المبارك أنا أبو بكر بن أبي مريم نا عطية بن قيس:
أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدرداء بعد موت أبي الدرداء فأبت أن تنكحه
وقالت إني سمعت أبا الدرداء يقول المرأة تكون لزوجها الآخر فأنا أحب ألا أتزوج.
قال فأرسل إليها معاوية فعليك بالصيام فإنه محسمة
أخبرنا أبو محمد السيدي أنا أبو سعد (3) محمد بن عبد الرحمن أنا أبو [أحمد] (4)
الحاكم أنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي نا إسماعيل بن عبد الله السكري نا أبو ح ح
المليح الرقي عن ميمون بن مهران قال:
خطب معاوية أم الدرداء فقالت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " المرأة لآخر أزواجها " [13846]
كذا جاء (5) وقال في هذه الرواية وهو وهم لأن أم الدرداء لم تسمع من النبي (صلى الله عليه وسلم)
شيئا
وقد رواه عن إسماعيل السكري على الصواب أبو يعلى الموصلي والعباس بن صالح
ابن مساور الحراني

(1) بالأصل: الأخير، والمثبت عن " ز "، والمطبوعة.
(2) بالأصل: فإنها، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، وكتب عليه: فإنه، وبعدها صح، وهو ما أثبت ويوافقه عبارة
" ز ".
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: سعيد.
(4) استدركت عن هامش الأصل.
(5) كذا بالأصل، وفي " ز ": " كذا قال ".
154

فأما حديث أبي يعلى:
فأخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ نا أبو يعلى الموصلي نا إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي نا أبو المليح
عن ميمون بن مهران قال:
خطب معاوية أم الدرداء فأبت أن تزوجه قالت سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) " المرأة لآخر أزواجها " ولست أريد بأبي الدرداء بدلا [13847]
وأما حديث العباس:
فأخبرناه أبو بكر بن المزرفي (1) نا أبو الحسين محمد بن علي أنا أبو أحمد محمد
ابن عبد الله بن أحمد نا محمد بن سعيد بن عبد الرحمن نا العباس بن صالح بن مساور
الحراني نا أبو عبد الله السكري إسماعيل بن عبد الله بن خالد نا أبو المليح عن ميمون
ابن مهران قال (2): خطب معاوية أم الدرداء فأبت أن تزوجه وقالت سمعت أبا الدرداء يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " المرأة في آخر أزواجها " أو قال " لآخر أزواجها " أو كما قالت (3)،
ولست أريد بأبي الدرداء بدلا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ
ح (4) وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ وأبو بكر اللفتواني قالا أنا
أبو محمد التميمي
قالا: أنا أبو الحسين بن بشران العدل أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا سعدان بن
نصر نا أبو معاوية عن عمرو بن ميمون بن مهران (5) عن أبيه عن أم الدرداء قالت قال
لي أبو الدرداء (6): لا تسألي أحدا شيئا فقلت إن احتجت؟ قال تتبعي الحصادين فانظري
ما يسقط منهم فخذيه فاخبطيه ثم اطحنيه ثم اعجنيه ثم كليه ولا تسألي أحدا شيئا

(1) بالأصل: المرزقي، ومثله في " ز ". تصحيف.
(2) رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة من طريق ميمون بن مهران 4 / 297.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي صفة الصفوة: وكما قال.
(4) حرف التحويل زيد عن " ز ".
(5) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 278.
(6) قوله: " قالت: قال لي أبو الدرداء " سقط من " ز ".
155

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو
زرعة (1) حدثني الوليد بن عتبة (2) نا الوليد بن مسلم أنا ابن (3) ثوبان عن أبيه عن
مكحول قال كانت أم الدرداء فقيهة (4)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا ابن
الأشقر نا البخاري نا أبو نعيم نا سفيان عن ثور (5) عن مكحول قال كانت أم الدرداء
تجلس في صلاتها جلسة الرجل وكانت فقيهة
أخبرنا أبو محمد (6) عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا سهل بن بشر أنا
علي بن منير بن أحمد أنا محمد بن أحمد (7) بن عبد الله الذهلي نا جعفر بن محمد بن
الحسن نا الوليد بن عتبة الدمشقي نا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي (8) عن جسر بن
الحسن عن عون بن عبد الله قال:
جلسنا إلى أم الدرداء فقلنا لها أمللناك فقالت أمللتموني لقد طلبت العبادة في كل
شئ فما أصبت (9) لنفسي شيئا أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم ثم اجتنبت (10)
وأمرت رجلا يقرأ فقرأ " ولقد وصلنا لهم القول " (11)
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو محمد بن حيان نا أحمد بن
نصر نا أحمد بن كثير نا يزيد بن هارون نا المسعودي (12) عن عون بن عبد الله قال (13):

(1) بالأصل: المرزقي، ومثله في " ز ". تصحيف.
(2) رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة من طريق ميمون بن مهران 4 / 297.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي صفة الصفوة: وكما قال.
(4) حرف التحويل زيد عن " ز ".
(5) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 2 / 278.
(6) قوله: " قالت: قال لي أبو الدرداء " سقط من " ز ".
156

كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها قال فاتكأت ذات يوم فقيل لها لعلنا أن نكون
قد أمللناك يا أم الدرداء فجلست فقالت أزعمتم أنكم قد أمللتموني وقد طلبت العبادة بكل
شئ فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى أن أدرك ما أريد من مجالسة أهل الذكر
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنا وأبو الحسن بن سعيد نا أبو بكر الخطيب (1) أنا
الحسن بن علي التميمي أنا أحمد بن جعفر بن حمدان نا عبد الله بن أحمد حدثتني
خديجة أم محمد سنة ست وعشرين ومائتين وكانت تجئ إلى أبي تسمع منه ويحدثها
قالت نا إسحاق الأزرق نا المسعودي عن عون بن عبد الله قال
كنا نجلس إلى أم الدرداء فنذكر الله عندها فقالوا لعلنا قد أمللناك قالت تزعمون
أنكم قد أمللتموني فقد طلبت العبادة في كل شئ فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى
أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذكر
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان المالكي نا أحمد بن محمد نا الهيثم بن خارجة
قال ونا يوسف بن عبد الله الحلواني نا الهيثم بن خارجة
ح (2) وأخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا هيثم بن خارجة
نا إسماعيل بن عياش (3) عن حجاج عن مهاجر عن أبي مرحوم قال سمعت أم
الدرداء تقول أفضل العلم المعرفة
وفي حديث المالكي الحجاج بن مهاجر الخولاني
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا محمد بن أحمد بن محمد وسليمان بن إبراهيم
قالا أنا عثمان بن أحمد أنا محمد بن عمر نا إسحاق بن الفيض نا المعافى بن الجارود
حدثني إسماعيل بن عياش عن عبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون قال كانت أم الدرداء

(1) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 334.
(2) تحرفت في " ز " إلى: عقبة.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " أبو ثوبان " والمثبت عن أبي زرعة، و " ز ".
(4) سير الاعلام 4 / 278.
(5) رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 465 نقلا عن ثور بن يزيد.
(6) أقحم: " أنا محمد بن أحمد " مكرر بالأصل و " ز ".
(7) قوله: " أنا محمد بن أحمد " مكرر بالأصل و " ز ".
(8) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 465 - 466.
(9) بالأصل: " أحسب " وفي " ز ": " أجبت " والمثبت عن تهذيب الكمال: أصبت.
(10) بالأصل و " ز " والمطبوعة: أحتبت، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(11) سورة القصص، الآية: 51.
(12) رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال 22 / 466.
(13) رواه عنه ابن الجوزي في صفة الصفوة 4 / 296.
157

تكتب لي في لوحي فيما تعلمني من الحكمة (1)
ح (2) وأخبرنا أبو أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة حدثني علي بن عياش عن إسماعيل بن عياش عن
عبد ربه (3) بن سليمان بن زيتون
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز أنا ابن أبي نصر أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة (4) نا علي بن عياش نا ابن عياش حدثني عبد ربه بن سليمان بن
عمير بن زيتون
قال كتبت لي أم الدرداء في لوحي فيما تعلمني تعلموا الحكمة صغارا تعملوا بها
كبارا انتهى حديث ابن الأكفاني وزادا (5) وإن كل زارع حاصد ما زرع من خير أو شر
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا نصر بن إبراهيم وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا
أبو الحسن بن عوف أنا أبو علي بن منير أنا أبو بكر بن خريم (6) نا هشام بن عمار نا ابن
أبي السائب وهو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان قال (7): سمعت أبي يذكر أن أم الدرداء
كانت تشرق (8) إذا قرأت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أنا عيسى أنا البغوي نا عيسى
ابن سالم الشاشي نا أبو المليح (9) عن ميمون قال:
دخلت على أم الدرداء فرأيتها مختمرة بخمار صفيق قد ضربت على حاجبها قال
وكان فيها قصر فوصلته بسير (10) قال: وما دخلت عليها في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 435 في ترجمة خديجة أم محمد. ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة
4 / 295 - 296 نقلا عن عبد الله بن أحمد.
(2) زيد حرف التحويل " ح " عن " ز ".
(3) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 466.
158

أخبرنا أبو الحسن الفرضي وعلي بن زيد قالا أنا نصر المقدسي زاد الفرضي
وعبد الله الكلاعي قالا أنا ابن عوف أنا ابن منير أنا ابن خريم
ح وأخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنا محمد بن علي بن أحمد بن المبارك أنا عبد الله
ابن الحسين بن عبيد الله بن عبدان أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم بن طلاب
قالا نا هشام بن عمار نا الهيثم بن عمران (1) قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله
ويونس بن حلبس قالا كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء فإذا ضعفن عن القيام في صلاتهن
تعلقن بالحبال
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار
قالا أنا أبو طاهر المخلص نا ابن منيع نا داود بن رشيد نا سلمة بن بشر نا خلاد بن
الصباح حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال:
رأيت أم الدرداء جالسة مع نساء المساكين في بيت المقدس فجاء إنسان يقسم (2)
بينهم (3) فلوسا فأعطى أم الدرداء فلسا فقالت لجاريتها اشتري لنا بهذا جزورا (4) فقالت:
أو ليس صدقة؟ فقالت إنه إنما جاءنا من غير مسألة
قال داود تعني النفل (5)
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن
الصقر الكتاني نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي نا عباس بن محمد
الدوري نا أحمد بن جناب (6) نا عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن
عثمان بن حيان قال سمعت أم الدرداء تقول:
إن أحدهم يقول اللهم ارزقني وقد علم أن الله لا يمطر عليه دينارا ولا درهما
وبعضهم يعني يرزق من بعض فإذا أتى أحدكم شئ فليقبل فإن كان غنيا عنه فليضعه في

(1) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 466.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": " فقسم " وهو أشبه.
(3) كذا بالأصل و " ز " والمطبوعة: بينهم، وفي المختصر: " بينهن " وهو أشبه.
(4) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة، وفي المختصر: جروزا.
(5) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: البقل. والمثبت عن المطبوعة. والنفل بمعنى الهبة.
(6) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: حباب.
159

ذي الحاجة من إخوانه وإن كان إليه محتاجا فليستعن به على حاجته ولا يرد على الله تعالى
رزقه الذي رزقه
أخبرناها عالية أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ نا أبو العباس الأصم نا سعيد بن عثمان نا بشر بن بكر حدثني ابن جابر (1)
حدثني عثمان بن حيان مولى أبي الدرداء قال سمعت أم الدرداء تقول:
ما بال أحدكم يقول اللهم ارزقني وقد علم أن الله لا يمطر عليه من السماء دنانير (2)
ودراهم وإنما يرزق بعضكم من بعض فمن أعطي شيئا فليقبله وإن كان عنه غنيا فليضعه
في ذي الحاجة من إخوانه وإن كان فقيرا فليستعن به على حاجته ولا يرد على الله عز وجل
رزقه الذي رزقه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن الفضل القطان
أنا أبو سهل بن زياد القطان نا أبو إسماعيل الترمذي نا أبو صالح (3) نا معاوية بن صالح
عن ربيعة بن يزيد وعن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء أنها قالت ولذكر الله أكبر
وإن صليت فهو من ذكر الله وإن صمت فهو من ذكر الله وكل خير تعمله فهو من ذكر الله
وكل شئ تجتنبه فهو من ذكر الله وأفضل ذلك تسبيح الله عز وجل
أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي وأبو القاسم بن السمرقندي قالا نا عبد العزيز بن
أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أحمد بن سليمان بن زبان (4) نا هشام بن عمار نا
صدقة بن خالد نا ابن جابر حدثني ابن أبي زكريا الخزاعي قال:
خرجنا مع أم الدرداء في سفر فصحبنا رجل فقالت له أم الدرداء ما يمنعك أن تقرأ أو
تذكر الله كما يصنع أصحابك فقال ما معي من القرآن إلا سورة وقد رددتها حتى قد
أدبرتها (5) قالت وإن القرآن ليدبر ما أنا بالتي أصحبك إن شئت أن تتقدم وإن شئت أن

(1) رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 466.
(2) في تهذيب الكمال: دينارا ولا درهما.
(3) رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 467.
(4) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": " ريان " تصحيف، والصواب ما أثبت وضبط: " زبان " وهو أبو بكر الكندي
أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 56 ترجمة (3047) ط دار الفكر.
(5) بالأصل: أدبر بها، والمثبت عن " ز ".
160

تتأخر فضرب دابته وانطلق ثم صحبنا رجل [آخر] (1) فقال يا أم الدرداء دعاء كان يدعو
به اللهم اجعلني أرجو رحمتك وأخاف عذابك إذ يأمنك من لا يرجو رحمتك ولا
يخاف عذابك وأسألك الأمن يوم يخافون فقالت لي أم الدرداء اكتبه فكتبته
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد العباسي أنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعي أنا
أحمد بن إبراهيم بن أحمد أنا محمد بن إبراهيم الديبلي (2) نا إدريس بن سليمان بن أبي
الرباب (3) نا رديح بن عطية (4) عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء:
أن رجلا أتاها فقال لها إنه قد نال منك رجل عند عبد الملك قالت إن تؤبن (5)
بما فينا فطال ما زكينا بما ليس فينا قال ورأيت أم الدرداء تصلي وهي جالسة متربعة
كذا رواه لنا وإنما يرويه ابن فراس عن عباس بن قتيبة (6) عن إدريس بن سليمان
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا هشام نا رديح بن
عطية أبو الوليد القرشي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء
أن رجلا أتاها فقال إن رجلا قد نال منك عند عبد الملك فقالت إن نؤبن بما ليس
فينا فطال ما زكينا بما ليس فينا
أخبرنا أبو الحسن السلمي نا عبد العزيز الكتاني
ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي الحسن بن أحمد
قالا أنا محمد بن عوف أنا محمد بن موسى أنا محمد بن خريم نا هشام بن
عمار نا رديح بن عطية نا إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء
أن رجلا أتاها فقال إن رجلا قد نال منك عند عبد الملك فقالت إن نؤبن بما ليس
فينا فطال ما زكينا بما ليس فينا

(1) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": الدبيلي.
(3) بالأصل: الدباب، والمثبت عن " ز ".
(4) من طريق رديح بن عطية المقدسي رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 467.
(5) أبن الرجل: اتهمه وعابه.
(6) كذا نسبه إلى جد أبيه، وهو عباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة.
161

قال ورأيت أم الدرداء تصلي متربعة
أخبرنا أبو عبد الله بن البنا قراءة عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن
حيوية أنا محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة نا نصر بن المغيرة البخاري قال قال
سفيان عوتبت أم الدرداء في شئ فقيل لها لم فعلت كذا وكذا قالت نقص الناس
فنقصت كما نقصوا
أخبرنا أبو جعفر العباسي أنا الحسن بن عبد الرحمن أنا أحمد بن إبراهيم أنا
محمد بن إبراهيم نا محمد بن يزيد المستملي نا محمد بن القاسم الأسدي (1) عن ثور
عن زياد بن أبي سودة قال عوتبت أم الدرداء في شئ فقالت إني أدركت زمانا انتقص
الناس فيه فانتقصت معهم
كذا رواه لنا وإنما يرويه ابن فراس عن عباس بن قتيبة عن محمد بن يزيد
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا الخصيب
ابن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن [أخبرني أبي] (2) أنا محمد بن يزيد بن
عبد الصمد نا عبد الرحمن بن يحيى نا أبو سليمان [محمد بن سليمان] (3) بن أبي الدرداء
عن (4) سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله قال قالت لي أم الدرداء يا بني ما
يقول الناس في الحارث الكذاب (5)؟ قال إسماعيل يا أمه يزعمون أنك قد بايعته (6). قال:
فلم تسل أم الدرداء من الذي قال لئلا يكون في صدرها غل لأحد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر
ابن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن
المبارك (7) أنا إسماعيل بن عياش أخبرني عبد الله أو عبيد الله بن سليمان عن عثمان بن

(1) رواه المزي من طريقه في تهذيب الكمال 22 / 467.
(2) " أخبرني أبي " سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
(3) " محمد بن سليمان " سقط من الأصل، واستدرك عن " ز "، لتقويم السند.
(4) من هنا.. إلى قوله: يا بني، سقط من " ز ".
(5) يعني الحارث بن سعيد الكذاب المتنبئ. تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 11 / 427 رقم 1132 طبعة دار
الفكر.
(6) بالأصل و " ز ": بايعتيه.
(7) نقلا عن ابن المبارك روي في تهذيب الكمال 22 / 467.
162

حيان قال أكلنا مع أم الدرداء طعاما فأغفلنا الحمد لله فقالت يا بني لا تدعوا أن تأدموا
طعامكم بذكر الله أكلا وحمدا (1) خير من أكل وصمت
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي قالا أنا أبو بكر البيهقي أنا
أبو الحسين بن بشران أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي نا عبد الله بن أحمد بن
محمد بن حنبل نا أبي نا سيار نا جعفر حدثني شيخ من بني تميم (2) حدثني هزان
قال:
قالت لي أم الدرداء يا هزان ألا أحدثك ما يقول الميت إذا وضع على سريره؟ قال:
قلت بلى قالت فإنه ينادي يا أهلاه ويا جيراناه ويا حملة سريري وقال الشحامي
سريراه لا تغرنكم الدنيا كما غرتني ولا تلعبن بكم كما تلعبت (3) بي فإن أهلي لم يحملوا
عني من وزري شيئا ولو حاجوني اليوم عند الجبار لحجوني (4) ثم قالت أم الدرداء الدنيا
أسحر لقلب العبد من هاروت وماروت وما آثرها عبد قط إلا صرعته وقال الشحامي
أضرعت (5) خده
الرجل التميمي هو نبيط السعدي بين ذلك قطن (6) بن نسير عن جعفر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين بن
يزداد (7) بن المناطقي (8) قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص نا أبو
القاسم البغوي نا قطن بن نسير نا جعفر بن سليمان نا نبيط السعدي قال:
بلغنا أن أم الدرداء قالت يا هزان وكان هزان رجلا من أهل سنجار فقالت يا
هزان هل تدري ما يقول الميت حين يوضع على سريره يقول يا أهلي ويا جيراني ويا
حملة نعشي لا تغرنكم الدنيا كما غرتني إن أهلي لم يحملوا عني من ذنوبي شيئا ولو

(1) في تهذيب الكمال: أكل وحمد.
(2) رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 4 / 296 - 297.
(3) في صفة الصفوة: لعبت بي.
(4) يعني غلبوني بحجتهم.
(5) أضرعت خده: جعلته ذليلا.
(6) بالأصل: فطن، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(7) بالأصل: رداد، والمثبت عن " ز ".
(8) بالأصل: المناطفي، والمثبت عن " ز ".
163

حاجوني عند الجبار لحجوني ثم قالت وللدنيا أسحر من هاروت وماروت ولا يؤثرها عبد
إلا أضرعت خده
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو
عروبة الحراني نا مخلد بن مالك نا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم:
أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء فكانت عنده فلما كان ذات ليلة قام عبد
الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عنه فلعنه فلما أصبح قالت له أم الدرداء قد سمعتك
الليلة لعنت خادما قال إنه أبطأ عني قالت سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة " [13848]
أخبرنا أبو محمد نا أبو محمد أنا أبو محمد أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (1)،
حدثني هشام نا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول كانت أم الدرداء
تتكئ (2) على عبد الملك بن مروان إذا خرجت من صخرة بيت المقدس
أخبرنا أبو الحسن الفرضي وعلي بن زيد قالا نا أبو الفتح الزاهد زاد الفرضي
وأبو محمد الكلاعي قالا أنا ابن عوف أنا ابن منير أنا ابن خريم نا هشام نا الهيثم
ابن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول (3):
كان عبد الملك بن مروان جالسا في صخرة بيت المقدس وأم الدرداء معه جالسة
حتى إذا نودي للمغرب قام عبد الملك وقامت أم الدرداء تتوكأ على عبد الملك بن مروان
حتى يدخل بها المسجد فإذا دخلت جلست مع النساء ومضى عبد الملك إلى المقام
فصلى بالناس
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا أبو القاسم
نا البخاري حدثني أحمد بن محمد أنا عبد الله بن المبارك أنا إسماعيل بن عياش
حدثني عبد ربه بن سليمان قال وحجت أم الدرداء سنة إحدى وثمانين

(1) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 333.
(2) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: تبكي، والتصويب عن تاريخ أبي زرعة.
(3) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 4 / 279.
(4) تهذيب الكمال 22 / 468 وسير أعلام النبلاء 4 / 279.
164

" هند " (1)
9441 هند بنت أسماء بن خارجة بن حصن الفزارية (2)
كانت زوج عبيد الله بن زياد وقيل إنها كانت لا تفارقه وحين توجهه من دمشق
كانت معه
حكى جعفر بن شاذان عن الحرمازي (3) أخبرني الوليد بن هشام بن قحذم (4) كاتب
خالد بن عبد الله وكاتب يوسف بن عمر قال:
كانت هند بنت أسماء بن خارجة عند عبيد الله بن زياد بن أبيه وهو ابتكرها وكانا لا
يفترقان في سفر ولا حضر فقتل يوم الخازر (5) وهو من الزاب وهي معه فقالت لا
يستمكن هؤلاء مني ثم شدت عليها (6) قباءه وعمامته ومنطقته وركبت فرسه الكامل ثم
خرجت حتى دخلت الكوفة في بقية يومها وليلتها ليس معها أنيس ثم كانت بعد من أشد
خلق الله حزنا عليه وتذكرا له وذكر قال فقالت هند إني لأشتاق إلى القيامة لأرى فيها
عبيد الله بن زياد قال فقال العتبي لم يكن في زمانها امرأة شبيهها جمالا وكمالا وعقلا
وأدبا
9442 هند بنت جعفر بن عبد الرزاق
ابن عبد الوهاب بن عبد الرزاق
حدثت عن أبيها أبي الحسين جعفر بن عبد الرزاق
روى عنها عبد العزيز الكتاني ولم يخرج عنها في معجمه شيئا

(1) موجودة فقط في " ز ".
(2) أنساب الأشراف 5 / 408 (طبعة دار الفكر)، وجمهرة ابن حزم ص 106 ونسب قريش للمصعب ص 169.
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الحرمادي.
(4) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": قحرم.
(5) بالأصل: " الحارر " وفي " ز ": " الحادر " وكلاهما تصحيف، والمثبت عن معجم البلدان، وفيه أن الخازر نهر بين
أربيل والموصل، ثم بين الزاب والموصل كانت عنده وقعة بين عبيد الله بن زياد وإبراهيم بن مالك الأشتر في أيام
المختار.
(6) بالأصل: عليه، والمثبت عن " ز ".
165

9443 هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز
ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس العبشمية القرشية (1)
زوج يزيد بن معاوية
لها ذكر في حديث مقتل الحسين ذكرته في ترجمة أبي برزة نضلة بن عبيد
9444 هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس
ابن عبد مناف بن قصي العبشمية القرشية (2)
أم معاوية بن أبي سفيان من النسوة اللاتي بايعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسلمت يوم فتح
مكة
وروت عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنها ابنها معاوية وعائشة أم المؤمنين
وشهدت اليرموك وقدمت على ابنها معاوية في خلافة عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم أنا سهل بن بشر أنا أبو
الحسن علي بن بقاء الوراق أنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي نا أبو حفص عمر بن
محمد العطار نا عثمان بن خرزاذ (3) نا عيسى بن مينا قالون (4) نا محمد بن جعفر بن أبي
كثير أخو إسماعيل بن جعفر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن هند ابنة عتبة امرأة
أبي سفيان قالت:
قلت للنبي (صلى الله عليه وسلم) إن أبا سفيان شحيح وإنه لا يعطيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا
يعلم فهل علي في ذلك حرج؟ قال " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " [13849].

(1) نسب قريش للمصعب ص 129.
(2) انظر أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 104 و 105 وأنساب الأشراف 5 / 11 وتاريخ الطبري (الفهارس)
وسيرة ابن هشام (الفهارس) وأسد الغابة 6 / 292 والإصابة 4 / 425 وطبقات ابن سعد 8 / 235 وتاريخ خليفة
(الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس)، والاستيعاب 4 / 424 (هامش الإصابة).
(3) تحرفت بالأصل إلى: " حرزاد " ومثله في " ز ". والصواب ما أثبت.
(4) تحرفت بالأصل إلى: فالون، والمثبت عن " ز "، وهو عيسى بن ميناء أبو موسى قالون، مقرئ المدينة، ترجمته
في سير الاعلام 10 / 326.
(5) الإصابة 4 / 425 والاستيعاب 4 / 427.
166

رواه الناس عن هشام فقالوا عن عائشة أن هندا قالت للنبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يقولوا عن هند
قرأت في كتاب أبي الهيذام عبد المنعم بن ح إبراهيم نا أبو الفضل محمد بن يحيى بن
محمد بن عبد الحميد السكسكي البتهلي (1) أخبرني أبي نا أبو حسان الزيادي قال:
وصاحت هند بنت عتبة عضدوا القلفان يا معشر المسلمين يعني يوم اليرموك
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد
ابن عبيد إجازة نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أنا مصعب بن عبد الله قال (2):
هند بنت عتبة تزوجها حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر (3) بن مخزوم فولدت أبان ثم
خلف عليها أبو سفيان بن حرب فولدت له معاوية
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (4):
فولد عتبة بن ربيعة الوليد وأبا الحكم وعبد شمس وأبا أمية والمغيرة وهشاما
وهاشما وهندا بني عتبة تزوج هند حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
فولدت له أبان (5) ثم خلف عليها أبو سفيان بن حرب فولدت له معاوية وعتبة
أخبرنا أبو غالب بن البنا بقراءتي عليه عن أبي محمد الحسن بن علي [وحدثنا عمي
رحمه الله أنا أبو طالب بن يوسف أنا الحسن بن علي] (6) الجوهري قراءة أنا محمد بن
العباس أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا ابن سعد قال (7) في تسمية النساء
المسلمات المبايعات هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وأمها صفية بنت
أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج (8) بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم
تزوج هندا حفص بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له أبانا.

(1) في " ز ": السلمى، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، وكتب على الهامش فيها: البتلهي.
(2) رواه مصعب الزبيري في نسب قريش ص 153.
(3) كذا بالأصل و " ز " وفي نسب قريش: عمرو.
(4) نسب قريش ص 153.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي نسب قريش: " أنبأنا " منونة.
(6) ما بين معكوفتين زيادة عن " ز ".
(7) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 235.
(8) بالأصل و " ز ": فالح.
167

أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع بن علي الحداد أنا أبو عبد الله بن مندة قال هند بنت
عتبة بن ربيعة امرأة أبي سفيان بن حرب روت عنها عائشة
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال هند بنت
عتبة بن ربيعة بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف امرأة أبي سفيان أم معاوية روت عنها
عائشة
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا الحسن بن علي
أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال:
وأم هند صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج (1) بن ذكوان بن
ثعلبة بن بهثة بن سليم وأمها أمة بنت نوفل بن عبد مناف وأمها قلابة بنت جابر بن نصر
ابن مالك بن حسل بن عامر وأمها بنت الحارث بن نوفل بن جذيمة بن نصر بن مالك بن
حسل بن عامر وأمها أسماء بنت سعيد بن سهم وأمها عاتكة بنت عبد العزى بن قصي
وأمها ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب وأمها قيلة بنت حذافة بن جمح
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2) الواعظ أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور
ومحمد بن وشاح الزينبي
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن النقور
قالا أنا عيسى بن علي بن عيسى نا أبو عبيد (3) علي بن الحسين بن حرب نا أبو
السكين زكريا بن يحيى بن عمر حدثني عم أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب
قال:
كانت هند بنت عتبة تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي وكان الفاكه من فتيان قريش
وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس عن غير إذن فخلا ذلك البيت يوما فاضطجع الفاكه وهند
فيه في وقت [القائلة ثم خرج الفاكه لبعض حاجته وأقبل] (4) رجل ممن كان يغشاه فولج

(1) بالأصل: " فالح، وبدون إعجام في " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": المحلى.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: عبيد الله.
(4) ما بين معكوفتين ممحو بالأصل، والمستدرك عن " ز ".
168

البيت فلما رأى المرأة ولى هاربا وأبصره الفاكه وهو خارج من البيت فأقبل إلى هند
فضربها برجله وقال من هذا الذي كان عندك قالت ما رأيت أحدا ولا انتبهت حتى
انبهتني قال لها الحقي بأبيك وتكلم فيها الناس فقال لها أبوها يا بنية إن الناس قد
أكثروا فيك فانبئيني (1) نبأك فإن يكن الرجل عليك صادقا دسست إليه من يقتله فينقطع (2)
عنك القالة وإن يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن فحلفت له بما كانوا يحلفون في
الجاهلية إنه الكاذب عليها فقال عتبة للفاكه يا هذا إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم
فحاكمني إلى بعض كهان اليمن
فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم وخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف
وخرجوا معهم بهند ونسوة معها فلما شارفوا البلاد قالوا غدا نرد على الكاهن تنكرت
حال هند وتغير وجهها فقال لها أبوها إنه قد أرى ما بك من تنكر الحال وما ذاك عندك إلا
لمكروه فألا كان هذا قبل أن يشتهر للناس مسيرنا قالت والله يا أبتاه ما ذاك لمكروه
ولكني أعرف أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا آمنه أن يسمني ميسما يكون علي سبة في
العرب قال إني سوف أختبره قبل أن ينظر في أمرك فصفر لفرسه حتى أدلى ثم أخذ حبة
من حنطة فأدخلها في إحليله وأوكأ عليها بسير (3) فلما وردوا على الكاهن أكرمهم ونحر
لهم فلما قعدوا قال له عتبة إنا قد جئناك في أمر وإني قد خبأت لك خبأ أختبرك به فانظر
ما هو قال ثمرة في كمرة قال أريد أبين من هذا قال حبة من بر في إحليل مهر قال
صدقت انظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يدنو من إحداهن فيضرب كتفها ويقول انهضي
حتى دنا من هند فضرب كتفها قال انهضي غير رسحاء (4) ولا زانية ولتلدن ملكا يقال له
معاوية فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها فنثرت يدها من يده وقالت إليك فوالله لأحرصن (5)
على أن يكون ذاك من غيرك
فتزوجها أبو سفيان فجاءت بمعاوية

(1) كذا بالأصل، وفي " ز "، والمطبوعة: فانبئني.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": ينقطع.
(3) في " ز ": بسر.
(4) بالأصل و " ز ": رشحاء، بالشين المعجمة، تصحيف، والصواب ما أثبت رسحاء بالسين المهملة، والرسحاء من
النساء هي القبيحة، أو القليلة لحم العجز والفخذين (تاج العروس واللسان: رسح).
(5) تحرفت بالأصل إلى: لاحرضن، والمثبت عن " ز ".
169

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام أنا أبو محمد عبد الله بن
الحسن بن حمزة العطار أنا عبد الرحمن بن محمد بن ياسر (1) أنا هارون بن محمد
الموصلي نا زكريا بن أحمد البلخي أنا الحسن بن علي بن الأشعث المصري نا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم أنا الشافعي أو غيره
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني أنا محمد بن سلامة القضاعي في
كتابه قال قرأت على محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر القطان نا الحسن بن
رشيق نا محمد بن يحيى بن آدم نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا الشافعي قال
كان عتبة بن ربيعة زوج هندا رجلا من قريش فمات عنها أو فارقها فقالت لأبيها
إنك قد زوجتني ولم تشاورني [فإذا أردت شيئا فشاورني] (2) فخطبها أبو سفيان بن حرب
وسهيل بن عمرو فذكر ذلك لها زاد الخضر أبوها وقالا فقال خطبك سهيل بن
عمرو وهو (3) سيد قومه وخطبك أبو سفيان وهو من تعلمين قالت صفهما وقال الخضر:
فصفهما لي قال أما سهيل بن عمرو فتقضين وقال الخضر فرجل تقضين عليه في أهله
وماله وأما أبو سفيان فرجل شرس لا تتكلمين إلا نهاك ولا تخالفينه إلا ضربك قالت
زوجني من (4) أبي سفيان فإن أتى منه ولد يكون وقال الخضر فسيكون سيدا وأما سهيل
فإن كان منه ولد فليس يكون إلا أحمق قال فتزوجت أبا سفيان فولدت منه وقال
الخضر له معاوية وتزوج سهيل امرأة فولدت له غلاما فمر ذات يوم مع أبيه برجل يقود
ناقة وشاة فقال لأبيه هذه بنت هذه فقال وقال الموازيني هذه ابنة هذه قال رحم الله
هندا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي رحمه الله أنا ابن يوسف أنا أبو محمد
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا أبو علي بن الفهم نا ابن سعد (5) أنا

(1) أقحم بعدها بالأصل: " أنا هارون بن محمد بن ياسر " والمثبت يوافق ما جاء في " ز ".
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(3) بالأصل و " ز ": هو.
(4) تحرفت بالأصل إلى: " ابن " والتصويب عن " ز ".
(5) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 235.
170

مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي نا عمر بن زياد الهلالي عن عبد الملك بن نوفل بن
مساحق شيخ من أهل المدينة من بني عامر بن لؤي قال
قالت هند لأبيها إني امرأة قد ملكت أمري فلا تزوجني رجلا حتى تعرضه علي قال
فقال لها ذلك لك ثم قال لها يوما إنه قد خطبك رجلان من قومك ولست مسميا لك
واحدا منهما حتى أصفه لك أما الأول ففي الشرف الصميم والحسب الكريم تخالين به
هوجا من غفلته وذلك إسجاح (1) من شيمته حسن الصحابة حسن الإجابة إن تابعته تابعك
وإن ملت كان معك تقضين (2) عليه في ماله وتكتفين (3) برأيك في ضعفه
وأما الآخر ففي الحسب الحسيب والرأي الأريب بدر أرومته وعز (4) عشيرته يؤدب
أهله ولا يؤدبونه إن اتبعوه أسهل بهم وإن جانبوه توعر بهم (5) شديد الغيرة سريع الطيرة
شديد (6) حجاب القبة إن حاج فغير منزور (7) وإن نوزع فغير مقهور قد بينت لك حالهما
قالت أما الأول فسيد مطيع لكريمته مؤات لها فيما عسى إن لم تعصم أن تلين بعد
إبائها ويضيع تحت جناحها (8) إن جاءت له بولد أحمقت وإن أنجبته فعن خطأ ما أنجبت إطو
ذكر هذا عني فلا تسمه لي وأما الآخر فبعل الحرة الكريمة إني لأخلاق هذا لواقعة وإني
له لموافقة وإني لآخذة بأدب البعل مع لزومي قبتي وقلة تلفتي وإن السليل بيني وبينه لحري
أن يكون المدافع عن حريم عشيرته الذائد (9) عن كتيبتها المحامي عن حقيقتها الرأس) 10)
لأرومتها غير مؤاكل ولا زميل (11) عند صعصعة (12) الحوادث فمن هو قال ذاك أبو سفيان

(1) الاسجاح: حسن العفو، والسهولة. يقال: خلق سجيح: لين، سهل.
(2) بالأصل: " تقضي "، وفي " ز ": " يقضي ".
(3) بالأصل: " تكتفي " ومثله في " ز ".
(4) بالأصل: " عن " والمثبت عن " ز ".
(5) بالأصل: " حابوه وعرهم " وفي " ز ": " جانبوه وعريهم " والمثبت: " جانبوه توعر بهم " عن ابن سعد.
(6) بالأصل و " ز ":، وفي " ز ": مبرور، والمثبت عن ابن سعد.
(7) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": مبرور، والمثبت عن ابن سعد.
(8) كذا بالأصل و " ز "، وفي ابن سعد: وتضبع تحت جنائها.
(9) بالأصل و " ز " والمطبوعة: الزائد، والمثبت عن ابن سعد.
(10) كذا بالأصل و " ز "، وفي ابن سعد: الزائن.
(11) الزميل: الضعيف والجبان.
(12) كذا بالأصل و " ز "، وفي ابن سعد: ضعضعة، والصعصعة: الاضطراب، ويقال: قد تصعصع القوم في الحرب إذا
اضطربوا، قاله أبو علي القالي في الأمالي في تفسيرها 2 / 104.
171

ابن حرب قالت فزوجه ولا تلقني (1) إليه المتسلس السلس ولا تسمه سمة (2) المواطس
الضرس (3) استخر الله في السماء يخر لك بعلمه في القضاء
أخبرنا أبو الحسين المعدل وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي الفقيه أنا محمد
بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عبد الله الطوسي نا الزبير حدثني علي بن
محمد بن سيف قال:
خطب (4) هند بنت عتبة أبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو فقال لها أبوها قد
خطبك رجلان من قومك كفؤان قالت صفهما لي قال أحدهما سهيل بن عمرو فهو
موسر سخي سيد مفوض إلى أهله والآخر أبو سفيان بن حرب شريف سيد حازم
قالت الحازم أحبهما إلي فتزوجها أبو سفيان
قال الزبير وأنشدني عمي مصعب بن عبد الله لهند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها عتبة
ابن ربيعة (5):
أعيني جودا بدمع سرب * على خير خندف لم ينقلب
على عتبة الخير ذي المكرمات * وذي المفضلات قريع العرب
ساد الكهول سيدا ناشئا * وساد الشباب ولما يشب
تداعى له قومه (6) غدوة * بنو هاشم وبنو المطلب
ببيض خفاف جلتها القيون * تلوح بأيديهم كالشهب
يذيقونه حد أسيافهم * يعلونه بعدما قد سحب (7)
فمن كان في نسب خاملا * فنحن سلالة بيت الذهب
ولسنا كجلدة رفغ (8) البعير * بين العجان وبين الذنب.

(1) بالأصل: تلقى، وفي المطبوعة: " تلق " والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
(2) بالأصل: بسمة، والمثبت عن " ز "، وفي ابن سعد: سوم.
(3) بالأصل: " المراطس الطرس " ومثله في " ز ". والمثبت عن سعد. والوطس: الضرب الشديد بخف وبغيره،
والضرس: الصعب الخق.
(4) في " ز ": خطبت.
(5) بعض الأبيات في سيرة ابن هشام 3 / 40 وقال ابن هشام: وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند.
(6) في سيرة ابن هشام: رهطه.
(7) في سيرة ابن هشام: عطب.
(8) بالأصل و " ز ": رفع، والمثبت عن سيرة ابن هشام. والرفغ بفتح الراء وبضمها: أصول الفخذين من باطن.
172

قال الزبير ووجدت البيت الثاني منها بخط الضحاك
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما ناولني إياه وقرأ علي إسناده وقال اروه عني أنا
محمد بن الحسين أنا المعافى بن زكريا القاضي (1) نا ابن دريد نا السكن بن سعيد عن
محمد بن عباد عن هشام بن محمد قال:
كان مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس من فتيان قريش جمالا وسخاء وشعرا
فعشق هندا بنت عتبة حتى اشتهر (2) أمرهما فاستحيى وخرج إلى الحيرة ليسلوها فنادم
عمرو بن هند وكان له مكرما ثم إنا أبا سفيان بن حرب تزوج هندا في غيبة مسافر هذه ثم
خرج أبو سفيان إلى الحيرة تاجرا فلقي مسافرا بن أبي عمرو فسأله مسافر عن مكة وأخبار
قريش فأخبره من ذلك ثم قال وإني تزوجت هندا بنت عتبة فأسف مسافر من ذلك
ومرض حتى سقي (3) بطنه فقال (4):
ألا إن هندا أصبحت منك (5) محرما * وأصبحت من أدنى حموتها حما (6)
وأصبحت كالمسلوب جفن سلاحه * تقلب بالكفين قوسا وأسهما.
فدعا له عمرو بن هند الأطباء فسألهم عن حاله فقالوا ليس له دواء إلا الكي فقال
له ما ترى قال افعل فدعا له طبيبا من العباد فأحمى مكاويه حتى صارت كالنار ثم قال
امسكوه لي فقال له مسافر لست أحتاج إلى ذلك فجعل يضع عليه المكاوي فلما رأى
الطبيب صبره هاله ذلك ففعلها يعني الحدث فقال مسافر قد يضرط العير والمكواة في
النار (7) فأرسلها مثلا قال فلم ينفعه ذلك شيئا فخرج يريد مكة فأدركه الموت بهبالة (8)
فدفن بها ونعي إلى أهل مكة

(1) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري القاضي في الجليس الصالح الكافي 4 / 209 وفي الأغاني 9 / 50.
(2) في الجليس الصالح: شهر.
(3) يقال: سقى بطنه يسقى سقيا، والسقي ماء أصفر يقع في البطن.
(4) البيتان في الأغاني 9 / 54 وقيل إن البيتين هما لعبد الله بن عجلان قالهما في زوجته هند.
(5) بالأصل: منا، والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح والأغاني.
(6) بالأصل: " أدى حموها حما " والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح والأغاني.
(7) مثل. أنظره في مجمع الأمثال 2 / 28 وجمهرة الأمثال 2 / 123 وفصل المقال ص 432 والفاخر 71 و 154.
(8) كذا بالأصل و " ز "، والأغاني، وفي الجليس الصالح: زبالة. وهبالة: موضع لبني عقيل، كما في معجم ما
استعجم، وفي معجم البلدان: هبالة وهبيل من مياه بني نمير.
173

قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا أبو الحسن محمد بن أحمد
ابن رزق أنا أبو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي نا أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله
المرثدي عن أبي إسحاق الطلحي أخبرني إبراهيم بن سعدان قال قال عبد الله بن مسلم
عن زياد بن حدير (1) قال:
قال معاوية أسرجوا لي حمارا غليظ الوسط فركبه ومر بشيخ فقال له أرأيت أبا
سفيان؟ قال نعم رأيته حين تزوج هندا فأطعمنا في أول يوم لحم جزور وسقانا خمرا
وفي اليوم الثاني لحم غنم وسقانا نبيذا وفي اليوم الثالث لحم طير وسقانا عسلا وإن كانت
لذات أزواج فقال معاوية كلهم كان كريما
أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الموازيني عن أبي عبد الله القضاعي أنا أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر القطان نا الحسن بن رشيق نا محمد بن
يحيى بن آدم نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا الشافعي
ح (2) وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر أنا أبو محمد عبد الله بن الحسن
ابن حمزة أنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر أنا أبو موسى هارون بن محمد
الموصلي نا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي نا الحسن بن علي بن الأشعث
المصري نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا الشافعي قال:
قال أبو هريرة رأيت هندا بمكة كأن وجهها فلقة قمر وخلفها من عجزيتها مثل الرجل
الجالس ومعها صبي يلعب فمر رجل فنظر إليه فقال إني لأرى غلاما إن عاش ليسودن
قومه فقالت هند إن لم يسد إلا قومه فأماته الله
وهو معاوية بن أبي سفيان
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا عبيد الله بن أحمد الأزهري
إجازة أنا أبو عمر بن حيوية نا محمد بن خلف بن المرزبان حدثني أبو العباس بن
الصباح حدثني الغلابي قال:
سافر أبو سفيان سفرا أضرت به فيه الغربة فاشترى جارية فبلغ ذلك هندا فوجدت عليه
وكتبت إليه:

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: حديرة.
(2) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل وأضيف عن " ز ".
174

يا قليل الوفاء ما كان فيما * كان منا إليك ما ترعانا
كيف يبقى لك الجديد من الناس * إذا كنت تطرح الخلقانا.
قال فوجه أبو سفيان بالجارية التي كان اشترى
أخبرنا أبو بكر الحاسب أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن
معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (1) نا هوذة بن خليفة نا عوف عن محمد
قال:
بلغني أن هندا بنت عتبة بن ربيعة جاءت في الأحزاب يوم أحد وكانت قد نذرت لئن
قدرت على حمزة بن عبد المطلب لتأكلن من كبده قال فلما كان حيث أصيب حمزة
ومثلوا بالقتلى جاءوا بحزة (2) من كبده (3) فأخذتها تمضغها لتأكلها فلم تستطع أن تبتلعها
فلفظتها فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال " إن الله قد حرم على النار أن تذوق من لحم حمزة
شيئا أبدا " [13850].
قال محمد وهذه شديدة على هذه المسكينة (4)
قال ونا ابن سعد (5) أنا عفان بن مسلم نا حماد بن سلمة أنا عطاء بن السائب عن
الشعبي عن ابن مسعود قال:
قال أبو سفيان يوم أحد قد كانت في القوم مثلة وإن كانت من غير ملأ مني ما
أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت ولا ساءني ولا سرني قال فنظروا فإذا
حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع هند أن تأكلها فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) " أكلت منها شيئا؟ " قالوا: لا، قال " ما كان الله ليدخل شيئا من حمزة النار " [13851].
أخبرنا أبو بكر أيضا أنا أبو محمد أنا ابن حيوية أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا
محمد بن شجاع أنا الواقدي (6) حدثني سعيد بن أبي زيد عن مروان بن أبي سعيد بن
المعلى قال:

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 12 - 13 في أخباره حمزة بن عبد المطلب.
(2) تقرأ بالأصل: محره، وفي " ز ": " بحره " والمثبت عن ابن سعد.
(3) في ابن سعد: من كيد حمزة.
(4) في طبقات ابن سعد: وهذه شدائد على هند المسكينة.
(5) الطبقات الكبرى لابن سعد 3 / 13.
(6) رواه الواقدي في مغازيه 1 / 272.
175

قيل لأم عمارة هل كن نساء قريش يومئذ يقاتلن مع أزواجهن فقالت أعوذ بالله لا
والله ما رأيت امرأة منهن رمت بسهم ولا بحجر ولكن رأيت معهن الدفاف والأكبار (1)
يضربن ويذكرن القوم قتلى بدر ومعهن مكاحل ومراود فكل ما ولى رجل أو تكعكع (2)
ناولته إحداهن مرودا ومكحلة ويقلن إنما أنت امرأة ولقد رأيتهن ولين منهزمات مشمرات
ولها عنهن الرجال أصحاب الخيل ونجوا على متون الخيل يتبعن الرجال على الأقدام
فجعلن يسقطن في الطريق ولقد رأيت هندا بنت عتبة وكانت امرأة ثقيلة ولها خلق (3)
قاعدة خاشية (4) من الخيل ما بها مشي ومعها امرأة أخرى حتى كر القوم علينا فأصابوا ما
أصابوا فعند الله نحتسب ما أصابنا يومئذ من قبل الرماة ومعصيتهم الرسول (5)
أخبرنا أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا المخلص أنا
الطوسي أنا الزبير قال (6):
فولد عتبة بن ربيعة أبا حذيفة بن عتبة وكان من المهاجرين الأولين شهد بدرا وقتل
يوم اليمامة شهيدا وله تقول أخته هند بنت عتبة (7):
فما شكرت أبا رباك من صغر * حتى شببت شبابا غير محجون
الأحول الأثعل المشؤوم (8) طائره * أبو حذيفة شر الناس في الدين (9).
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وأبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك بن
عبد العزيز قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا أبو بكر الباغندي
أخبرني أحمد بن محمد بن عبد الله الكورحي وكتب به إلي حدثني محمد بن إسماعيل
حدثني عبد الله بن سلمة بن سلم عن سليمان بن عاصم عن عمر بن عبد العزيز قال:

(1) الاكبار واحدها كبر، وهي الطبول.
(2) تكعكع الرجل إذا أحجم وتأخر.
(3) في " ز ": خلف.
(4) بدون إعجام بالأصل و " ز "، والمثبت عن مغازي الواقدي.
(5) في مغازي الواقدي: ومعصيتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(6) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 153.
(7) البيتان في سير أعلام النبلاء 3 / 105 في أخبار أبي حذيفة قالتهما أخته هند، وقد دعا يوم بدر أباه إلى البراز.
(8) سير الاعلام: المذموم طائره.
(9) الأثعل: المرادف الأسنان، والأثعل: المتراكب الأسنان.
176

سمعت سلمى مولاة مروان بن الحكم تقول حدثني مروان بن الحكم قال سمعت معاوية
ابن أبي سفيان يقول سمعت أمي هند بنت عتبة تقول وهي تذكر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي تقول
فعلت يوم أحد ما فعلت من المثلة بعمه (1) وأصحابه كلما سارت قريش مسيرا فأنا
معها بنفسي حتى رأيت في النوم ثلاث ليال رأيت كأني في ظلمة لا أبصر سهلا ولا جبلا
وأرى من تلك الظلمة انفرجت عني بضوء مكانه فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدعوني ثم رأيت في
الليلة الثانية كأني على طريق فإذا بهبل (2) على يميني يدعوني وإذا بيساف (3) يدعوني عن
يساري وإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين يدي قال تعالي (4) هلم إلى الطريق ثم رأيت في الليلة
الثالثة كأني واقفة على شفير جهنم يريدون أن يدفعوني فيها وإذا أنا بهبل يقول ادخلي
فيها فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ورائي آخذ بثيابي فتباعدت عن شفير جهنم
وفزعت (5) فقلت هذا شئ قد بين لي فغدوت إلى صنم في بيتنا فجعلت أضربه وأقول:
طال ما كنت منك إلا في غرور وأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأسلمت وبايعته
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع المصقلي أنا أبو عبد الله العبدي أنا خيثمة نا
خلف بن محمد كردوس الواسطي نا يعقوب بن محمد الزهري نا عبد الله بن محمد بن
يحيى بن عروة بن هشام عن عروة عن أبيه قال (6):
قالت هند لأبي سفيان إني أريد أن أتابع (7) محمدا قال قد رأيتك تكرهين هذا
الحديث أمس قالت إني والله والله ما رأيت الله عبد حق عبادته في هذا المسجد قبل
الليلة والله إن يأتوا (8) إلا مصلين قياما وركوعا وسجودا قال فإنك قد فعلت ما فعلت
فاذهبي برجل من قومك معك فذهبت إلى عثمان (9) فذهب [معها] (10) فاستأذن لها ودخلت

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: نعمه.
(2) هبل، من أصنامهم، كانت قريش تعظمه.
(3) بالأصل: يساب، تصحيف، والمثبت عن " ز ". ويساف من أصنامهم أيضا، ويقال هو المشهور: أساف.
(4) بالأصل: " تعلي " وفي " ز ": تعال.
(5) فزع من نومه: هب.
(6) الخبر في الإصابة 4 / 425 - 426 ومختصرا في أسد الغابة 6 / 293.
(7) كذا بالأصل و " ز "، وفي الإصابة وأسد الغابة: أبايع.
(8) كذا بالأصل، وفي " ز "، والإصابة وأسد الغابة: باتوا.
(9) كذا بالأصل و " ز "، وأسد الغابة وفي الإصابة: عمر، وزيد في أسد الغابة: وقيل إلى أخيها أبي حذيفة بن عبتة.
(10) الزيادة عن " ز ".
177

وهي متنقبة (1) فقال: " تبايعيني (2) على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني "،
فقالت أو هل تزني الحرة؟ قال: " لا، ولا تقتلي ولدك " فقالت إنا ربيناهم صغارا وقتلتهم
كبارا قال " قتلهم الله يا هند " فلما فرغ من الآية (3) بايعته فقالت يا رسول الله إني بايعتك
على أن لا أسرق ولا أزني وإن أبا سفيان رجل بخيل ولا يعطيني ما يكفيني إلا ما أخذت
منه من غير علمه قال ما تقول يا أبا سفيان فقال أبو سفيان أما يابسا فلا وإما رطبا
فأحله قال فحدثتني عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لها: " خذي ما يكفيك وولدك
بالمعروف " [13852].
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا ح سليمان بن
أحمد نا محمد بن عبيد الله الحضرمي
ح وأخبرنا أبو عبد الله بن الحطاب (4) في كتابه أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن
عيسى [السعدي] (5) أنا عبيد الله بن محمد العكبري أنا عبد الله بن محمد البغوي
قالا نا محمد بن عبد الله المخرمي نا يعقوب بن محمد الزهري نا أبو بكر بن أبي
أويس عن أبي أيوب مولى القاسم بن محمد عن ابن عجلان وفي رواية الحضرمي مولى
القاسم عن محمد بن عجلان عن أبيه عن فاطمة بنت عتبة بن ربيعة:
أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة ذهب بها وبأختها هند يبايعان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما
اشترط عليهن قالت هند أو تعلم في نساء قومك من هذه الهناة (6) والعاهات شيئا؟ فقال: -
زاد البغوي أبو حذيفة إيها (7) فبايعنه فقال " فهكذا نشترط " وليس في حديث البغوي ابن
ربيعة ولا ابن عتبة الأخيرة

(1) بالأصل: منقبة، والمثبت عن " ز "، والإصابة، وفي أسد الغابة: منتقبة.
(2) بالأصل: تبايعني، والمثبت عن " ز "، وأسد الغابة.
(3) يشير إلى الآية 17 من سورة الأنفال: " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ".
(4) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الخطاب.
(5) سقطت من الأصل، وأضيفت عن " ز ".
(6) بالأصل و " ز ": الهناة. وفي المطبوعة: الهنات. وفي تاج العروس: والصواب الهناة بالهاء المربوطة كما في
المحكم وغيره. والهناة: الشدائد وأمور عظام، والهناة: الشرور والفساد. ج هنوات. وقيل واحدها: هنت وهنة
(تاج العروس: هنو).
(7) بالأصل و " ز ": أيهن.
178

أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو عمر أنا عبد الوهاب
بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر (1) نا ابن أبي سبرة عن موسى بن
عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بن الزبير قال:
لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة وأسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام
امرأة عكرمة بن أبي جهل وأسلمت امرأة صفوان بن أمية البغوم بنت المعدل من كنانة
وأسلمت فاطمة بنت الوليد بن المغيرة وأسلمت هند بنت منبه بن الحجاج وهي أم عبد الله
بن عمرو بن العاص في عشر نسوة من قريش فأتين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بالأبطح يبايعنه (2)
فدخلن عليه وعنده زوجتاه (3) وابنته فاطمة ونساء من بني عبد المطلب فتكلمت هند بنت
عتبة فقالت يا رسول الله الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختار لنفسه لتمسني رحمتك يا
محمد إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة ثم كشفت عن نقابها فقالت أنا هند بنت عتبة فقال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " مرحبا بك " فقالت والله يا رسول الله ما كان على الأرض من أهل خباء
أحب إلي أن يذلوا من [أهل] (4) خبائك ولقد أصبحت وما على وجه (5) الأرض من أهل خباء
أحب إلي أن يعزوا من [أهل] خبائك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزيادة أيضا ثم قرأ رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) عليهن القرآن وبايعهن فقالت هند من بينهن يا رسول الله نماسحك فقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) " إني لا أصافح النساء إن قولي لمائة امرأة مثل قولي لامرأة واحدة " ويقال وضع على
يده ثوبا ثم مسحن على يده يومئذ ويقال كان يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده فيه ثم يرفعه
إليهن فيدخلن أيديهن فيه والقول الأول أثبتها عندنا: " إني لا أصافح النساء " [13853]
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر
وحدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا الجوهري أنا ابن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا ابن الفهم نا محمد بن سعد (6) أنا عبد الله بن جعفر الرقي
نا أبو المليح عن ميمون بن مهران:

(1) رواه الواقدي في المغازي 2 / 850.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي مغازي الواقدي: فبايعته.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المغازي: زوجته.
(4) سقطت من الأصل و " ز "، واستدركت عن المغازي، وهي مستدركة فيها.
(5) سقطت من " ز "، والمغازي.
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 237.
179

أن نسوة أتين النبي (صلى الله عليه وسلم) فيهن هند بنت عتبة بن ربيعة وهي أم معاوية يبايعنه فلما أن
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن " (1) قالت هند يا رسول الله إن أبا سفيان
رجل مسيك (2) فهل علي حرج أن أصيب من طعامه من غير إذنه قال فرخص لها رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) في الرطب ولم يرخص لها في اليابس قال ولا تزنين قالت وهل تزني الحرة؟
قال " ولا تقتلن أولادكن " قالت: وهل تركت لنا ولدا إلا قتلته يوم بدر قال " ولا يعصينك
في معروف " وقال ميمون فلم يجعل الله لنبيه عليهن الطاعة إلا في المعروف والمعروف
طاعة الله
قال وأنا ابن سعد (3) أنا عبيد الله (4) بن موسى أنا عمر بن أبي زائدة قال سمعت
الشعبي يذكر أن النساء جئن (5) يبايعن فقال " تبايعن (6) على ألا تشركن بالله شيئا " فقالت
هند إنا لقائلوها [قال] (7) " ولا تسرقن " فقالت هند: كنت أصبت من مال أبي سفيان. قال
أبو سفيان: فما أصبت من مالي فهو حلال قال ولا تزنين فقالت هند وهل تزني الحرة؟
[قال] (8) " ولا تقتلن أولادكن " قالت هند أنت قتلتهم
أخبرنا أبو غالب الماوردي الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا القاضي أبو القاسم علي بن
الحسين الشافعي نا أبو الحسن علي بن محمد بن خشنام (9) المالكي نا أبو يزيد خالد بن
النضر القرشي نا محمد بن عبد الأعلى نا معتمر بن سليمان نا أبي قال:
وفرغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بيعة الرجال قال ثم دعا النساء ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الصفا
وعمر أسفل منه يبايع النساء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أبايعكن على أن لا تشركن
بالله شيئا " وهند مقنعة رأسها بين النساء فقالت ورفعت رأسها والله إنك لتأخذ علينا أمرا ما
رأيتك أخذته على الرجال وقد أعطيناك قال " ولا تسرقن " قالت والله إني لأجد من أبي

(1) عند ابن سعد: " لا يشركن... يسرقن ".
(2) يعني بخيل.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 8 / 237.
(4) في ابن سعد: عبد الله. تصحيف.
(5) بالأصل و " ز ": حين، والمثبت عن ابن سعد.
(6) بالأصل و " ز ": يبايعن، والمثبت عن ابن سعد.
(7) زيادة لازمة عن ابن سعد.
(8) زيادة عن ابن سعد.
(9) بالأصل و " ز ": حشنام، بالحاء المهملة. والمثبت عن المطبوعة.
180

سفيان هنات فما أدري أيحلهن أم لا فقال أبو سفيان ما أصبت من شئ فيما مضى وفيما
غبر فهو لك حلال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنك لهند بنت عتبة قالت نعم فاعف عما
سلف عفا الله عنك قال " ولا تقتلن أولادكن " قالت قد ربيناهم صغارا وقتلتموهم (2) ببدر
كبارا وأنت وهم أعلم فضحك عمر حتى استغرب (3) وقال " ولا تأتين ببهتان تفترينه بين
أيديكن وأرجلكن " قالت والله إن البهتان لشئ قبيح ولبعض التجاوز أمثل وما أمرتنا إلا
بالرشد ومكارم الأخلاق قال " ولا تعصين في معروف " قالت ما جلسنا في هذا المجلس
ونحن نحب أن نعصيك في شئ قال " ولا تزنين " قالت أو تزني الحرة؟ فأقر النساء بما
أخذ عليهن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فأمر عمر فبايعهن واستغفر لهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كتب إلي أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد الأبيوردي أخبرني فهد (4) بن عبد
الرحمن الصوفي أنا أبو غانم حميد بن [المأمون] (5) نا أبو بكر بن لآل الفقيه نا أبو عمرو
عثمان بن أحمد الدقاق المعروف بابن السماك أنا أبو محمد عبد الله بن ثابت المقرئ (6)
نا أبي نا أبو صالح الهذيل (7) بن حبيب الدنداني (8) عن مقاتل بن سليمان
في قوله " يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن [بالله
شيئا (9) " (10) وذلك يوم فتح مكة لما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بيعة الرجال وهو جالس على
الصفا وعمر بن الخطاب أسفل منه قال النبي (صلى الله عليه وسلم) للنساء " أبايعكن على ألا تشركن بالله
شيئا " وكانت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنقبة (11) مع النساء فرفعت رأسها فقالت والله

(1) بالأصل: قال، والتصويب عن " ز ".
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: وقتلتهم.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: استغرق. واستغرب في الضحك: بالغ فيه.
(4) تقرأ بالأصل و " ز ": فهر، والمثبت عن المطبوعة.
(5) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(6) تقرأ بالأصل: " النقري " والمثبت عن " ز ".
(7) تقرأ بالأصل و " ز ": " الهزيل " انظر الحاشية التالية.
(8) الأصل: " الربداني " وفي " ز ": " الزيداني " تصحيف، والصواب ما أثبت: " الدنداني " عن الأنساب (2 / 497)
وذكره السمعاني وترجم له باسم: الهذيل بن حبيب الدنداني، من أهل بغداد.
(9) زيادة عن " ز ".
(10) سورة الممتحنة، الآية: 12.
(11) بالأصل: منقبة. والمثبت عن " ز ".
181

إنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيتك أخذته من الرجال فقد أعطيناكه فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) " ولا
تسرقن " فقالت والله إني لأصيب من مال أبي سفيان هنات فما أدري أيحلهن لي أم لا؟ فقال
أبو سفيان نعم ما أصبت من شئ فيما مضى وفيما غبر فهو لك فهو حلال فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" وإنك لهند بنت عتبة؟ " قالت: نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك قال " ولا تزنين "
قالت (1) فهل تزني الحرة ثم قال " ولا تقتلن أولادكن " (2) قالت ربيناهم صغارا وقتلتموهم
كبارا وأنت أعلم وهم فضحك عمر حتى استلقى ويقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ضحك من
قولها ثم قال " ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن " والبهتان: أن تقذف المرأة
ولدا من غير زوجها على زوجها لتقول لزوجها هو منك وليس منه قالت والله إن البهتان
لقبيح وبعض التجاوز أمثل وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق ثم قال " ولا يعصينك
في معروف " يعني في طاعة الله فيما نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) عنه من النوح وتمزيق الثياب وأن
تخلو مع غريب في حضر أو سفر أو تسافر فوق ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ونحو ذلك
قالت هند ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شئ فأقر النسوة بما أخذ عليهن
النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم بعث عمر بن الخطاب فبايعهن واستغفر لهن النبي (صلى الله عليه وسلم) فذلك قوله " واستغفر
لهن الله إن الله غفور " لما كان في الشرك منهن " رحيم " (4) فيما بقي.
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد وأبو الفضل محمد بن ناصر بن علي وجماعة
قالوا أنا أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري أنا الحسن بن أحمد بن
إبراهيم أنا الحسن بن محمد (5) بن كيسان النحوي نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا
محمد بن أبي بكر نا سعيد بن عامر عن جويرية قال
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لهند يوم الفتح " كيف ترين الإسلام؟ " قالت: بأبي وأمي ما أحسنه لولا
ثلاث خصال التجبية (6) والخمار وزقو (7) هذا العبد الأسود فوق الكعبة فقال " أما قولك

(1) بالأصل و " ز ": قال.
(2) بالأصل: " يقتلن أولادهن " والمثبت عن " ز ".
(3) في " ز "، ولا تأتين ببهتان تفترينه.
(4) سورة الممتحنة، الآية: 12.
(5) في " ز ": " أحمد " وكتب فوقها: محمد.
(6) بالأصل و " ز ": " التحبية " والصواب ما أثبت، والتجبية وهو وضع اليدين على الركبتين في الصلاة، أو على
الأرض. وأراد هنا الركوع (راجع اللسان: جبى).
(7) بالأصل: زفو، والمثبت عن " ز "، والزقو: الصياح. ولعلها أرادت الاذان وصوت بلال يرفع الاذان.
182

التجبية فلا صلاة إلا بركوع وأما زقو هذا العبد الأسود فوق الكعبة فنعم عبد الله هو وأما
الخمار فأي شئ أستر من الخمار فقالت بأبي وأمي إني كنت أحب أن تعرف الفرعاء من
الزعراء (1) قال وكانت امرأة لها شعر
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو
محمد بن أحمد بن حمدان
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على أبي القاسم المستملي أنا أبو بكر
بن المقرئ
قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا نصر بن علي قال حدثتنا وقال ابن حمدان
حدثتني عطية أم عمرو عجوز من بني مجاشع قالت حدثتني عمتي عن جدي عن عائشة
قالت:
جاءت هند بنت عتبة زاد ابن حمدان بن ربيعة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتبايعه فنظر وفي
حديث ابن المقرئ قالت فنظر إلى يديها فقال زاد ابن حمدان لها وقالا " اذهبي
فغيري يدك " قالت فذهبت فغيرتها بحناء ثم جاءت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن حمدان
إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال " أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا ولا تسرقي ولا تزني " قالت:
أو تزني الحرة؟ قال " ولا تقتلن أولادكن خشية إملاق " قالت وهل تركت لنا أولادا
نقتلهم؟! قال فبايعته ثم قالت له وعليها سواران من ذهب ما تقول في هذين السوارين؟
قال " جمرتان من نار جهنم "، وقال ابن حمدان " من جمر جهنم " [13854]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو بكر محمد بن عمر
ابن علي بن خلف بن زنبور نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا أحمد بن صالح نا
عنبسة بن خالد نا يونس عن ابن شهاب حدثني عروة عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت يا رسول الله والله ما كان على الأرض من أهل (2) خباء
أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن
يعزوا من أهل خبائك فقال " وأيضا والذي نفسي بيده " ثم قالت: يا رسول الله إن أبا سفيان

(1) الزعراء من النساء هي القليلة الشعر.
(2) سقطت من " ز ".
183

رجل ممسك فهل علي حرج في أن أطعم من الذي له عيالنا قال: " لا بالمعروف "
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر السوسي أنا أبو
القاسم بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر (1) حدثني عبد الرحمن بن أبي
الزناد عن عبد المجيد بن سهيل قال لما أسلمت هند بنت عتبة جعلت تضرب صنمها (2)
في بيتها بالقدوم فلذة فلذة وهي تقول كنا منك في غرور
قال وأنا محمد بن عمر (3) حدثني عبد الله بن يزيد عن أبي حصين الهذلي قال لما
أسلمت هند بنت عتبة أرسلت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بهدية وهو بالأبطح مع مولاة لها بجديين
مرضوفين (4) وقد فانتهت الجارية إلى خيمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسلمت واستأذنت فأذن لها
فدخلت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو بين نسائه أم سلمة زوجته وميمونة ونساء من نساء بني
عبد المطلب فقالت إن مولاتي أرسلت إليك بهذه الهدية وهي معتذرة إليك وتقول إن
غنمنا اليوم قليلة الوالدة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " بارك الله لكم في غنمكم وأكثر والدتها "
فرجعت المولاة إلى هند فأخبرتها بدعاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسرت بذلك وكانت المولاة تقول
لقد رأينا من كثرة غنمنا ووالدتها ما لم نكن (5) نرى قبل ولا قريب فتقول هند هذا دعاء
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبركته فالحمد لله الذي هدانا للإسلام ثم تقول لقد كنت أرى في النوم أني
في الشمس أبدا قائمة والظل مني قريب لا أقدر عليه فلما دنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منا رأيت كأني
دخلت الظل
قيل إن القد لبأ يجعل في جلد سخلة صغيرة [13855].
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو الحسين البزاز (6) أنا أبو طاهر الذهبي أنا
أحمد بن عبد الله بن سيف أنا أبو عبيدة السري بن يحيى (7) أنا شعيب بن إبراهيم نا

(1) رواه الواقدي في مغازيه 2 / 871.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المغازي: صنما لها.
(3) مغازي الواقدي 2 / 868.
(4) بالأصل: " موصوفين " وفي " ز ": " مرصوفين " والمثبت عن المغازي. وقوله موضوفين، المرضوف الذي يشوى
على الرضف، والرضف هي الحجارة المحماة على النار (النهاية).
(5) بالأصل و " ز ": يكن، والمثبت عن المغازي.
(6) بالأصل و " ز ": البزار.
(7) رواه الطبري في تاريخه 2 / 576 (ط. بيروت) حوادث سنة 23.
184

سيف بن عمر عن الربيع بن النعمان وأبي المجالد جرار (1) بن عمرو وأبي عثمان وأبي
حارثة وأبي عمرو (2) مولى إبراهيم بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أبيه قالوا:
إن هندا بنت عتبة قامت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستقرضته من بيت المال
أربعة آلاف درهم تتجر فيها وتضمنها فأقرضها فخرجت فيها إلى بلاد كلب فاشترت وباعت
فبلغها أن أبا سفيان وعمرو (3) بن أبي سفيان قد أتيا فعدلت إليه من بلاد كلب فأتت معاوية
وكان أبو سفيان قد طلقها فقال ما أقدمك أي أمه قالت النظر إليك اي بني إنه عمرو
وإنما يعمل لله وقد أتاك أبوك فخشيت أن تخرج إليه من كل شئ وأهل ذاك فلا يعلم
الناس من أين أعطيته فيؤنبوك ويؤنبك عمر فلا تستقيلها أبدا فبعث إلى أبيه وإلى أخيه بمائة
دينار وكساهما وحملهما فتعظمها عمرو فقال أبو سفيان لا تعظمها فإن هذا عطاء لم
تغب عنه هند ومشورة قد حضرتها هند
ورجعوا (4) جميعا فقال أبو سفيان لهند أربحت (5)؟ قالت الله أعلم معي تجارة إلى
المدينة فلما أتت المدينة وباعت شكت الوضيعة عن أمره فقال لها عمر لو كان مالي
لتركته ولكنه مال المسلمين هذه مشورة لم يغب عنها أبو سفيان فبعث إليه فحبسه حتى
وفته (6) وقال له بكم أجازك (7) معاوية؟ قال: بمائة دينار
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الكاتب أنا الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله نا
أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري قال قرأت على ابن دريد قلت له حدثكم أبو
حاتم عن العتبي عن أبيه قال:
شخص أبو سفيان إلى معاوية بالشام ومعه ابناه عتبة وعنبسة فكتبت هند إلى معاوية
سرا قد قدم أبوك وأخواك (8) فلا تغذم (9) لهم فيعزلك ابن الخطاب قال لي أبو العباس

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي تاريخ الطبري: جراد.
(2) بالأصل و " ز ": " عمر " والمثبت عن الطبري.
(3) بالأصل و " ز ": " عمر " والمثبت عن الطبري.
(4) بالأصل و " ز ": " ورجعا " والمثبت عن الطبري.
(5) بالأصل: ارتحت، والمثبت عن " ز "، والطبري.
(6) كذا بالأصل و " ز "، وفي الطبري: " أوفته " وكلاهما بمعنى.
(7) بالأصل: " أجارك " والمثبت عن " ز "، والطبري.
(8) في المطبوعة: وأخوك.
(9) بالأصل: تقدم، واللفظة غير واضحة في " ز "، والمثبت عن المطبوعة وسيأتي تفسير الكلمة.
185

اليشكري لا تعطهم الكثير ويقال غذم له من المال احمل أباك على فرس وأعطه أربعة
آلاف درهم واحمل عتبة على بغل وأعطه ألفي درهم واحمل عنبسة على حمار وأعطه ألف
درهم ففعل معاوية ذلك فقال أبو سفيان أشهد أن هذا رأي هند
قال ونا أبو بكر أنا أبو حاتم عن العتبي عن أبيه قال:
كانت هند امرأة عاقلة جزلة فلما ولى عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان ما ولاه من
الشام خرج إليه معاوية فقال أبو سفيان لهند كيف ترين صار ابنك تابعا لابني فقالت إن
اضطرب حبل العرب فستعلم أين يقع ابنك مما يكون فيه ابني فمات يزيد بالشام فولى عمر
معاوية موضعه فقالت هند لمعاوية والله يا بني إنه لقل ما ولدت حرة مثلك وقد
استنهضك هذا الرجل فاعمل بموافقته أحببت ذلك أم كرهت وقال له أبو سفيان يا بني
إن هؤلاء الرهط من المهاجرين سبقونا وتأخرنا فرفعهم سبقهم وقصر بنا تأخرنا فصاروا
قادة وصرنا أتباعا وقد ولوك جسيما من أمورهم فلا تخالفهم فإنك تجري إلى أمد
فنافس (1) فيه فإن بلغته أورثته عقبك
9445 هند بنت معاوية بن أبي سفيان صخر
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية (2)
زوج عبد الله بن عامر بن كريز
كانت دارها بدمشق بدرب القلي تعرف اليوم ببني حجيجة (3)
أخبرنا أبو الحسين (4) بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر المعدل أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال في تسمية ولد
معاوية (5): هند بنت معاوية تزوجها عبد الله بن عامر بن كريز وأمها فاختة بنت قرظة بن عبد
عمرو بن نوفل بن عبد مناف ولهند ورملة ابنتي معاوية يقول عبد الرحمن بن الحكم (6):

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: تنافس.
(2) نسب قريش للمصعب ص 128 وأنساب الأشراف 5 / 296 (طبعة دار الفكر).
(3) بالأصل: حجيمة، والمثبت عن " ز ".
(4) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(5) نسب قريش للمصعب ص 128.
(6) بالأصل: " عبد الرحمن بن أم الحكم " ومثله في " ز "، وكتب فيها فوق الاسم، " الحكم " والصواب ما أثبت عن
نسب قريش، وهو عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص.
186

أؤمل هندا أن يموت ابن عامر * ورملة يوما أن يطلقها عمرو (1).
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال:
فولد معاوية عبد الله وهو مبقت (2) وعبد الرحمن وهندا تزوجها عبد الله بن عامر بن
كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمهم فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن
عبد مناف بن قصي
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن
قالا أنا أبو القاسم الواعظ أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن جعفر نا إسماعيل بن
علي الرقي نا عبد الله بن شبيب نا العتبي محمد بن عبيد الله بن عمرو بن عتبة بن أبي
سفيان قال:
زوج معاوية ابنته من عبد الله بن عامر بن كريز فلما كانت ليلة البناء بها امتنعت منه
امتناعا شديدا حتى لم يقدر منها على شئ فضربها فبكت فلما سمع جواريها بكاءها
صحن فسمع معاوية الصوت فجاء مبادرا فسمع مقالتهن فأخبروه فدخل عليه فقال مثل
هذه تضرب قبح الله رأيك وقبح ما أتيت به أخرج عني إلى غير هذا البيت فلما خرج قال
معاوية لابنته لا تفعلي فإنما هو زوجك الذي أحله الله لك أما سمعت قول الشاعر:
من الخفرات البيض أما حرامها * فصعب وأما حلها فذلول؟.
ثم خرج ورجع زوجها إليها فلانت له حتى نال منها حاجته
أخبرنا أبو العز بن كادش فيما ناولني إياه وقرأ علي إسناده وقال اروه عني أنا أبو
علي الجازري (3) أنا أبو الفرج الجريري (4) نا محمد بن الحسن بن دريد (5) نا أبو حاتم

(1) تقدم البيت في ترجمة رملة بنت معاوية في هذا الجزء.
(2) مبقت كمعظم: الأحمق، ولقب عبد الله بن معاوية بن أبي سفيان، قاله في القاموس المحيط.
(3) بالأصل: " الحارري " وفي " ز ": " الحاردي " كلاهما تصحيف، والتصويب عن أسانيد مماثلة، والسند معروف.
(4) بالأصل و " ز ": الحريري، تصحيف.
(5) الخبر رواه الجريري في الجليس الصالح الكافي 4 / 137.
187

أنا محمد بن عبيد الله (1) بن عمرو بن معاوية بن عتبة بن أبي سفيان قال:
زوج معاوية بن أبي سفيان ابنته من عبد الله بن عامر بن كريز فلما ابتنى (2) بها امتنعت
عليه امتناعا شديدا لم يصل معه منها إلى شئ فضربها فبكت وسمع الجواري بكاءها
فصحن ووقع ذلك في أذن معاوية فجاء مبادرا وسمع مقالة الجواري فدخل على عبد الله
البيت فقال له مثل هذه تضرب قبح الله رأيك وقبح ما أتيت به أخرج عن هذا البيت إلى
غيره فلما خرج أقبل على ابنته فقال يا بنية لا تفعلي فإنما هو زوجك الذي أحله الله لك
أوما سمعت يا بنية قول الشاعر:
من الخفرات البيض أما حرامها * فصعب وأما حلها فذلول.
ثم نهض فخرج وعاد زوجها إلى البيت فلانت وأذعنت
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي الخياط أنا
أحمد بن عبد الله السوسنجردي أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد أنا أبي
أنا محمد بن مروان بن عمر السعيدي حدثني أبو الضحاك مخلد بن محمد بن الضحاك بن
مخلد أبي عاصم النبيل نا الزبير بن محمد بن خالد العثماني حدثني عبد الله بن القاسم
الأيلي قال:
زوج معاوية بن أبي سفيان ابنته هندا من عبد الله بن عامر بن كريز وبنى له قصرا (3)
إلى جانب قصره وجعل بينهما بابا وأدخلت عليه وهي بنت تسع سنين قال فبينا هو (4) في
المشرقة (5) يوما إذ مرت به حاضنتها فقال لها ما فعلت تلكم؟ فقالت بخير يا أمير
المؤمنين قال فإني أعزم عليكم بحقي عليك قالت: يا أمير المؤمنين فإنها مصعت
واعتاصت عليه فقام حافيا آخذا بأزرار ثيابه ومضى حتى دخل عليها فسلم والنسوة عندها

(1) في الجليس الصالح: عبد الله.
(2) كذا بالأصل و " ز " والجليس الصالح، قال القاضي الجريري: قال جمهور من اللغويين: الكلام الصحيح في هذا:
بنى عليها، وذاك أن الرجل من العرب كان إذا تزوج بنى على امرأته بنيا من خباء وغيره للخلوة بها والافضاء إليها،
وكثير ذلك وعرف حتى قيل لكل من دخل بزوجته: قد بنى عليها، ومما حدث في زماننا من كلام سفلة العامة أن
يقولوا لمن غشي امرأته: قد ابتنى بها، وإن كان إتيانه بها زنا وسفاحا.
(3) بالأصل: قصر، والمثبت عن " ز ".
(4) بالأصل و " ز ": هن.
(5) المشرقة: موضع القعود في الشمس.
188

قال فكسرت له نمرقة (1) فجلس فقال السلام عليكن يا بنية بيض عطرات أوانس خفرات
أما حرامهن فصعب وأما حلالهن فسهل به سمحات ثم رجع إلى مجلسه فمر به ابن عامر
فقال له النجاء إلى أهلك فرب صعب قد ذللته لكم وحزن قد سهلته لكم قال ثم مرت
به الحاضنة من الغد فقال لها كيف تلكم فقالت (2) صارت امرأة من النساء
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر بن
المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا الطوسي أنا الزبير بن أبي بكر حدثني عمي مصعب
ابن عبد الله (3) عن بعض القرشيين قال:
كانت هند بنت معاوية أبر شئ بعبد الله بن عامر وأنها جاءته يوما بالمرآة والمشط
وكانت تولى (4) خدمته بنفسها فنظر في المرآة فالتقى وجهه ووجهها في المرآة فرأى شبابها
وجمالها ورأى الشيب في لحيته قد ألحقه بالشيوخ فرفع رأسه إليها فقال الحقي بأبيك
فانطلقت حتى دخلت على أبيها فأخبرته بخبرها فقال وهل تطلق الحرة قالت ما أتي من
قبلي وأخبرته خبرها فأرسل إليه فقال أكرمتك ببنتي ثم رددتها علي؟ قال أخبرك عن
ذلك إن الله من علي بفضله وخلقني كريما لا أحب أن يتفضل علي أحد وإن ابنتك
أعجزتني مكافأتها لحسن (5) صحبتها فنظرت فإذا أنا شيخ وهي شابة لا أزيدها مالا إلى
مالها ولا شرفا إلى شرفها فرأيت أن أردها إليك لتزوجها فتى من فتيانك كأن وجهه ورقة
مصحف
9446 هند بنت المهلب بن أبي صفرة
حدثت عن أبيها والحسن البصري وأبي الشعثاء جابر بن زيد
حكى عنها ابنا أخيها حجاج ومحمد ابنا أبي عتبة (6) بن المهلب وزياد بن عبد الله
القرشي وأبو سلمة مولى العتيك

(1) النمرقة: الوسادة الصغيرة.
(2) بالأصل و " ز ": فقال.
(3) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 149 والمستدرك للحاكم 3 / 639 - 640.
(4) في " ز "، ونسب قريش: تتولى.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي نسب قريش: بحسن.
(6) كذا بالأصل، وفي " ز ": عيينة، وكتب فوقها: " عتبة ح " وقد جاء في التاريخ الكبير 1 / 2 / 278 حجاج بن أبي
عيينة عن هند بنت المهلب... هو ابن المهلب المهلبي أخو محمد بن أبي عيينة.
189

ووفدت على عمر بن عبد العزيز
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا محمد بن العباس حدثني
أبي العباس بن محمد بن حيوية نا أبو شعيب (1) الحراني نا زياد بن عبد الله القرشي قال
دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة امرأة الحجاج بن يوسف فرأيت في يدها
مغزلا فقلت أتغزلين وأنت امرأة أمير قالت سمعت أبي يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
" أطولكن طاقة أعظمكن أجرا وهو يطرد الشيطان ويذهب بحديث النفس " [13856]
[قال ابن عساكر] (2) كذا قال وقد أسقطه منه يزيد (3) بن مروان
أنبأناه أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سعد عبد الله بن أسعد بن حيان قالا أنا أبو
المظفر موسى بن عمران أنا الحاكم أبو عبد الله نا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي
بمرو نا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني نا يزيد بن مروان نا زياد بن عبد الله
القرشي قال:
دخلت على هند بنت المهلب بن أبي صفرة وهي امرأة الحجاج بن يوسف فرأيتها
بيدها مغزل تغزل فقلت تغزلين وأنت امرأة خليفة فذكر مثله
[قال ابن عساكر] (4) صوابه امرأة أمير كما تقدم
أخبرنا أبو (5) الحسن الفقيهان وأبو المعالي بن الشعيري قالوا أنا أبو الحسن بن
أبي الحديد أنا جدي أنا أبو بكر الخرائطي نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد نا أبي نا
حماد بن زيد عن حجاج بن أبي عتبة (6) قال حدثتني هند ابنة المهلب قالت قلت
للحسن: يا أبا سعيد ينظر الرجل إلى عنق أخته وإلى قرطها وإلى شعرها قال لا ولا
كرامة

(1) في " ز ": " أبو سعيد " وكتب فوقها: " شعيب ح " والصواب ما أثبت: أبو شعيب، واسمه عبد الله بن الحسن بن
أحمد بن أبي شعيب الحراني، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 536.
(2) زيادة منا.
(3) تحرفت بالأصل إلى: زيد، والتصويب عن " ز ". وسيرد على الصواب في الخبر التالي.
(4) زيادة منا للايضاح.
(5) في " ز ": أبو الحسن.
(6) كذا بالأصل، وفي " ز ": " عقبة " وكتب فوقها: " عتبة خ " وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب. وانظر ما
لاحظناه قريبا بشأنه.
190

[قال ابن عساكر] كذا في الأصل والصواب ابن أبي عيينة
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي أسد بن عمار بقراءتي عليه عن عبد العزيز بن
أحمد أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي أنا تمام بن محمد الرازي نا أبو عبد الرحمن
الضحاك بن يزيد بن أبي كبشة نا أبو هاشم وريزة (2) بن محمد بن وريزة الغساني نا
الحارث بن همام نا أبي عن أبيه قال قدمت هند بنت المهلب على عمر بن عبد العزيز (3)
بخناصرة (4) فقالت له يا أمير المؤمنين علام حبست أخي قال تخوفت أن يشق عصا
المسلمين قال فقالت له فالعقوبة بعد الذنب أو قبل الذنب؟
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وابن العلاف
قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم نا الخرائطي نا يعقوب بن
إسحاق القلوسي نا أبو عاصم النبيل نا حماد بن زيد عن أيوب السختياني (5) قال ما
رأيت امرأة أعقل من هند بنت المهلب
قال ونا الخرائطي نا عمران بن موسى حكاية عن هند بنت المهلب بن أبي صفرة
وكانت من عقلاء الناس قالت شيئان لا تؤمن المرأة عليهما الرجال والطيب
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا عبد الله بن محمد نا محمد بن عبد الله بن
رستة نا محمد بن عبيد بن حساب نا حماد بن زيد نا حجاج بن أبي عيينة عن هند بنت
المهلب
وذكروا عندها جابر بن زيد قالوا إنه كان إباضيا (6) قالت كان جابر بن زيد (7) أشد
الناس انقطاعا إلي وإلى أمي فما أعلم شيئا كان يقربني إلى الله إلا أمرني به ولا شيئا

(1) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": ورزة، والصواب ما أثبت، راجع تبصير المنتبه.
(2) في " ز ": ورزه.
(3) بالأصل و " ز ": عبد الملك، خطأ، والصواب ما أثبت عن المختصر، وقد تقدم في أول الترجمة وفودها عليه.
(4) خناصرة بليدة عن أعمال حلب. تحاذي قنسرين إلى البادية (معجم البلدان).
(5) بالأصل و " ز ": السجستاني، تصحيف والتصويب عن تهذيب الكمال وهو أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني
2 / 404 والسختياني بفتح المهملة بعدها معجمة ثم مثناة ثم تحتانية وبعد الألف نون. كما في تقريب التهذيب.
(6) الأباضية إحدى فرق الخوارج، وهم أتباع عبد الله بن إباض.
(7) هو جابر بن زيد الأزدي اليحمدي البصري، أبو الشعثاء، ترجمته في سير الاعلام (5 / 398 ت 551) ط دار الفكر.
191

يباعدني عن الله إلا نهاني عنه وما دعاني إلى الإباضية قط ولا أمرني بها وإن كان ليأمرني
أين أضع الخمار ووضعت يدها على الجبهة
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور بن الجواليقي إذنا قالا أنا المبارك بن عبد
الجبار أنا أبو محمد الجوهري أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب أنا جعفر بن محمد بن
نصير نا أحمد بن محمد بن مسروق نا محمد بن الحسين البرجلاني حدثني محمد بن
أيوب العتكي حدثني أبي أيوب بن صالح العتكي حدثتني أمي أم عبد الله قالت كنت
أدخل على هند بنت المهلب وهي تسبح باللؤلؤ فإذا فرغت من تسبيحها ألقته إلينا فقالت
اقتسمنه بينكن
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وحدثنا أخي أبو الحسين (1) الحافظ رحمه الله أنا
علي أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف [المقرئ] (2) أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن شرام أنا
أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري نا إبراهيم بن الجنيد نا محمد بن
الحسين نا أبو عمر الضرير نا أبو سلمة مولى لعتيك قال قالت هند إذا رأيتم النعم
مستدرة فبادروا بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (3) نا أبو الحسين بن المهتدي أنا عبيد الله بن محمد بن
أبي مسلم أنا عثمان بن أحمد نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين (4) نا عبد الله بن المعلى
الكوفي نا أبو عمر الضرير حدثني أبو سلمة مولى لعتيك قال قالت هند بنت المهلب إذا
رأيتم النعم مستدرة فبادروها بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال
أخبرنا أبو الفتوح (5) محمد بن الحسن بن منصور المؤذن أنا أبو القاسم عبد الرحمن
بن محمد بن إسحاق أنا علي بن محمد بن علي المقرئ أنا الحسن بن محمد بن
إسحاق أنا الغلابي نا محمد بن عباد قال قالت هند بنت المهلب وذكرت عندها امرأة

(1) بالأصل: الحسن تصحيف، والتصويب عن " ز ". وهو الصائن هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله، أخو
المصنف، ترجمته في سير الاعلام (15 / 218 ترجمة 5098) ط دار الفكر وكناه أبا الحسين، وفي طبقات
الأسنوي 2 / 215 كناه أبا الحسن.
(2) زيدت عن " ز ".
(3) الأصل: المزرقي، وفي " ز ": المرزقي، كلاهما تصحيف.
(4) تحرفت بالأصل إلى سفيان، والتصويب عن " ز ".
(5) في " ز ": " الفرج " وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، وكتب عليه: الفتوح وفوقها خ.
192

بجمال فقالت ما تحلين (1) النساء تحلية أحسن عليهن من لب طاهر تحته أدب كامل
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وعلي بن محمد
قالا أنا عبد الملك بن محمد أنا أبو العباس الكندي نا أبو بكر الخرائطي حدثني
إبراهيم بن الجنيد نا محمد بن الحسين نا محمد بن عباد بن عباد قال قالت هند بنت
المهلب ما رأيت للأسرة خيرا من السكن (2) ولرب مسكون إليه غير طائل والسكن على
كل حال أجمع
قال ونا محمد بن عباد بن (3) عباد حدثتني مولاة لنا قديمة قالت قالت هند بنت
المهلب: ما رأيت لصالح النساء وشرارهن خيرا لهن من إلحافهن (4) بأسكانهن
قال ونا محمد بن عباد قال سمعت أبي يقول قالت هند رأيت صلاح الحرة إلفها
وفسادها بحدتها (5) وإنما يجمع ذلك ويفرقه التوفيق
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور موهوب (6) بن الخضر في كتابيهما قالا أنا
أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسن بن علي أنا عثمان بن عمرو بن المنتاب أنا جعفر بن
محمد بن نصير نا أحمد بن محمد بن مسروق نا محمد بن الحسين حدثني محمد بن
عباد حدثني أبو زيد مولانا وكان ثقة رضا قال:
قالت هند الطاعة مقرونة بالمحبة فالمطيع محبوب وإن نأت داره وقلت آثاره
والمعصية مقرونة بالبغض فالعاصي ممقوت وإن مستك رحمه ونالك معروفه
9447 هند الخولانية (7)
امرأة بلال بن رباح مؤذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي من أهل داريا قيل إن لها صحبة

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: " بحلية " وهو أشبه.
(2) رسمها بالأصل: " السكر " والمثبت عن " ز ".
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: نا عباد.
(4) في " ز ": الحاقهن.
(5) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": " تحديها " والمثبت عن المختصر والمطبوعة.
(6) بالأصل: مرهوب، والمثبت عن " ز ".
(7) ترجمتها في الإصابة 4 / 428 وأسد الغابة 6 / 290 وتاريخ داريا ص 58 و 59.
193

حكت عن زوجها بلال
روى عنها عمير بن هانئ وعاتكة اللخمية
أنبأنا (1) أبو البركات بن المبارك أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا عبد العزيز بن علي
الأزجي أنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة (2) الخلال أنا أبو بكر محمد بن أحمد
بن يعقوب بن شيبة حدثني [جدي] (3) نا عبد الرحمن بن المبارك نا عبد الأعلى بن عبد
الأعلى نا سعيد الجريري (4) عن أبي الورد القشيري حدثتني امرأة من بني عامر عن امرأة
بلال:
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أتاها فسلم فقال " أثم بلال " فقالت: لا، فقال " لعلك غضبى على بلال "
فقالت إنه يجيئني كثيرا فيقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " ما حدثك عني
فقد صدقك بلال (5)، بلال لا يكذب لا تغضبي بلالا فلا يقبل منك عمل ما غضب عليك
بلال (6) " [13857]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني نا علي بن محمد بن طوق أنا
عبد الجبار بن محمد بن مهنا (7) نا أحمد بن سليمان نا أبو زرعة
ح (8) وأخبرناه عاليا أبو محمد أيضا نا عبد العزيز أنا أبو القاسم البججلي أنا أبو
عبد الله الكندي نا أبو زرعة
حدثني أبو مسهر ويحيى بن صالح قالا نا محمد بن مهاجر عن عمير بن هانئ
عن هند الخولانية امرأة بلال قال قالت كان بلال إذا أخذ مضجعه قال اللهم تقبل
حسناتي وتجاوز عن سيئاتي واعذرني بعلاتي

(1) الخبر من هذا الطريق في أسد الغابة 6 / 291.
(2) بالأصل والمطبوعة: " حمد " وفي أسد الغابة: " خيثمة " تصحيف والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير
الاعلام 17 / 82.
(3) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز "، وأسد الغابة.
(4) بالأصل: " الحررى " والمثبت عن " ز "، وأسد الغابة.
(5) كذا بالأصل و " ز "، واللفظة ليست في أسد الغابة.
(6) عقب ابن الأثير بعدما ذكر الحديث: وهذا عندي فيه نظر، فإن بلالا إنما تزوج في خولان لما أقام بالشام، وذلك
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وليس في الحديث أنها من خولان، ولعل هذه غير الخولانية، والله أعلم.
(7) الخبر رواه القاضي عبد الجبار في تاريخ داريا ص 58 - 59.
(8) زيد حرف التحويل عن " ز ".
194

رواه معاوية بن صالح عن عمير بن هانئ عن امرأة بلال ولم يسمها
أنبأنا أبو علي المقرئ وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن أحمد نا
أبو زرعة الدمشقي نا أبو مسهر نا محمد بن مهاجر الأنصاري نا عمير بن هانئ عن هند
امرأة بلال قالت: كان بلال إذا أخذ مضجعه قال اللهم تجاوز عن سيئاتي واعذرني
بعلاتي
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن (1) بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس نا عبد الملك بن بديل
بن غزوان (2) قال حدثتنا عاتكة اللخمية قالت حدثتني هند الخولانية امرأة بلال قالت: كان
بلال إذا أخذ مضجعه من الليل قال اللهم اغفر لي خطاياي واعذرني لعلاتي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي نا أبو عبد
الله نا أبو زرعة قال في تسمية من حدث بالشام من النساء هند الخولانية زوجة بلال
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم
بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا ابن جوصا قراءة قال سمعت ابن سميع يقول هند الخولانية
امرأة بلال تنزل داريا
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع أنا ابن مندة قال (3) هند امرأة بلال بن رباح
سماها سعيد بن عبد الملك عن الأوزاعي عن عمير بن هانئ عن هند الخولانية امرأة
بلال قالت كان بلال إذا أوى إلى فراشه قال اللهم اغفر زلاتي وتقبل حسناتي واعذرني
في علاتي
أخبرناه محمد بن محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن محمد الفرائضي نا محمد بن
عيسى المصيصي عن سعيد بن عبد الملك بهذا ولها حديث مسند رواه الجريري عن أبي
الورد عن امرأة من بني عامر عنها

(1) تحرفت بالأصل إلى: الحسين، والمثبت عن " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: عزران، والمثبت عن " ز ".
(3) رواه من طريقه ابن حجر في الإصابة 4 / 428.
195

أنبأنا أبو علي الحداد وأبو سعد المطرز قالا قال لنا أبو نعيم الحافظ هند امرأة
بلال سماها سعيد بن عبد الملك عن الأوزاعي عن عمير بن هانئ عن هند الخولانية
امرأة بلال ولها حديث مسند فيما رواه الجريري (1) عن أبي الورد عن امرأة عنها ذكرها
المتأخر
9448 هوى
جارية أديبة اشتراها معاوية وبعث بها إلى الحسين بن علي رضي الله عنه على ما قيل
قرأت على أبي محمد طاهر بن سهل بن بشر عن أبي الحسن بن صصرى
ح وأنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن
صصرى أنا أبو منصور طاهر بن العباس بن منصور المروزي العماري بمكة نا أبو القاسم
عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي بمكة نا إسحاق بن محمد بن إسحاق
السوسي نا أبو بكر محمد بن أحمد بن صديق نا أبو بكر محمد بن إبراهيم العوامي
حدثني ابن الأعرابي عن المبرد حدثني المازني قال قال الأصمعي
عرضت على معاوية جارية فأعجبته فسأل عن ثمنها فإذا ثمنها مائة ألف درهم
فابتاعها ونظر إلى عمرو بن العاص فقال لمن تصلح هذه الجارية فقال لأمير
المؤمنين قال ثم نظر إلى غيره فقال له كذلك فقال لا فقيل لمن قال للحسين بن علي
بن أبي طالب فإنه أحق بها لما له من الشرف ولما كان بيننا وبين أبيه فأهداها له فأمر
من يقوم عليها فلما مضت أربعون يوما حملها وحمل معها أموالا عظيمة وكسوة وغير
ذلك وكتب إن أمير المؤمنين اشترى جارية فأعجبته فأثرك بها فلما قدمت على الحسين
بن علي أدخلت عليه فأعجب بجمالها فقال لها ما اسمك فقالت هوى قال أنت
هوى كما سميت هل تحسنين شيئا قالت نعم أقرأ القرآن وأنشد الأشعار قال
اقرئي فقرأت " وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو " (2) قال أنشديني قالت ولي
الأمان قال نعم فأنشأت تقول:

(1) تحرفت بالأصل إلى: الجوهري، وفي " ز ": الحريري. والتصويب عن الإصابة.
(2) سورة الأنعام، الآية: 59.
(3) بالأصل و " ز ": أنشدني، والمثبت عن المختصر.
196

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى * غير أن لا بقاء للإنسان.
فبكى الحسين ثم قال أنت حرة وما بعث به معاوية معك فهو لك ثم قال لها هل
قلت في معاوية شيئا فقالت:
رأيت الفتى يمضي ويجمع جهده * رجاء الغنى والوارثون قعود
وما للفتى إلا نصيب من التقى * إذا فارق الدنيا عليه يعود.
فأمر لها بألف دينار وأخرجها ثم قال رأيت أبي (1) كثيرا ما ينشد (2):
ومن يطلب الدنيا لحال تسره (3) * فسوف لعمري عن قليل يلومها
إذا أدبرت كان على المرء فتنة * وإن أقبلت كانت قليل دوامها (4).
ثم بكى وقام إلى صلاته
" حرف اللام ألف وحرف الياء فارغان "
" ذكر من ذكرت منهن بكنيتها دون التعريف لها بتسميتها "
9449 أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف (5)
أخت هند وخالة معاوية
كانت بالشام وشهدت الفتح مع أخيها أبي هاشم وزوجها أبان بن سعيد بن العاص
ابن أمية بن عبد شمس وقتل عنها يوم أجنادين (6) وقيل إنه لم يكن معها سوى ليلتين حتى
قتل عنها ذكر ذلك عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في كتاب فتوح الشام تصنيفه
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر

(1) في المختصر: أبي أمير المؤمنين.
(2) البيتان في ديوان الإمام علي بن أبي طالب ط. بيروت ص 181.
(3) صدره في الديوان: فمن يحمد الدنيا لعيش يسره.
(4) روايته في الديوان.
إذا أقبلت كانت على المرء حسرة * وإن أدبرت كانت كثيرا همومها
(5) نسب قريش ص 153.
(6) انظر نسب قريش للمصعب ص 174 وأنساب الأشراف 6 / 47 طبعة دار الفكر.
197

المعدل أنا أبو طاهر بن عبد الرحمن أنا أبو عبد الله نا الزبير قال في تسمية ولد عتبة بن
ربيعة قال (1) وولد أبا هاشم بن عتبة وأم أبان ولدت لطلحة بن عبيد الله وأمهم (2)
خناس بنت مالك بن مضرب وأخواهم لأمهم (3) مصعب وأبو عزيز (4) ابنا عمير بن هاشم
ابن عبد الدار بن قصي
أنبأنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن (5) أحمد الفقيه ونا أبو الحسين علي بن
سليمان الفقيه عنه قال أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قراءة عليه نا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني عبيد الله بن محمد بن أحمد البلخي ببغداد من أصل كتابه نا أبو إسماعيل
محمد بن إسماعيل الترمذي نا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة
ابن عبيد الله القرشي حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال
خطب عمر بن الخطاب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فأبته فقيل لها
ولم؟ قالت إن دخل دخل ببأس (6) وإن خرج خرج بيأس قد أذهله (7) أمر آخرته عن أمر
دنياه كأنه ينظر إلى ربه بعينه ثم خطبها الزبير بن العوام فأبته فقيل لها ولم قالت ليس
لزوجته منه إلا شارة في قراملها (8) ثم خطبها علي فأبت فقيل لها ولم قالت ليس
لزوجته منه إلا شارة في قراملها ثم خطبها علي فأبت فقيل لها ولم قالت ليس لزوجته منه
إلا قضاء حاجته ويقول كنت وكنت وكان وكان ثم خطبها طلحة [بن عبيد الله] (9)،
فقالت: زوجي حقا قالوا وكيف ذلك قالت إني عارفة بخلائقه إن دخل دخل ضحاكا
وإن خرج خرج بساما إن سألت أعطى وإن سكت ابتدأ وإن عملت شكر وإن أذنبت

(1) انظر نسب قريش ص 153.
(2) في نسب قريش: وأمهما.
(3) في نسب قريش: وأخواهما لأمهما.
(4) بالأصل: عزير، والمثبت عن " ز "، ونسب قريش. وأخطأ ابن حزم ص 117 في اسمه فقال: " زرارة بن عزيز بن
عمير " وهو زرارة أبو عزيز، راجع ترجمته في الإصابة والاستيعاب.
(5) بالأصل: " محمد بن محمد أحمد " وفي " ز ": بن محمد بن محمد وكتب فوق محمد الأخيرة " أحمد ح " كذا.
(6) بالأصل: بيأس، والمثبت عن " ز ".
(7) بالأصل: أدخله، والمثبت عن " ز "، والمختصر.
(8) القرامل هي ضفائر من شعر أو من صوف تصل بها المرأة شعرها.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و " ز "، واستدرك للايضاح عن المختصر والمطبوعة.
198

غفر فلما أن ابتنى بها قال علي يا أبا محمد إن أذنت لي أن أكلم أم أبان قال كلمها
قال فأخذ سجف الحجلة ثم قال السلام عليك يا غريرة نفسها قالت وعليك السلام
قال خطبك أمير المؤمنين وسيد المسلمين فأبيته قالت كان ذلك قال وخطب الزبير ابن
عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحد حوارييه (1) فأبيته قالت وقد كان ذلك قال وخطبتك أنا وقرابتي
من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالت قد كان ذلك قال أما والله لقد تزوجت أحسننا وجها وأبذلنا
كفا يعطي هكذا وهكذا
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر أنا أبو طاهر أنا أحمد نا الزبير حدثني محمد بن سلام عن محمد بن حفص
التيمي قال:
قدمت أم أبان بنت عتبة بن ربيعة من الشام فخطبها عمر بن الخطاب وخطبها علي
ابن أبي طالب فأبت وتزوجت طلحة بن عبيد الله ودعا طلحة أصحابه للوليمة فقال له
علي يا أبا محمد أكلمها؟ قال كلم بنت عمك بما شئت قال يا عدوة نفسها خطبك
أمير المؤمنين فأبيته وخطبك ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصهره فأبيته وتزوجت ابن ابنة (2)
الحضرمي؟ فقالت ما ألوت نفسي خيرا قال والله إنه لفتانا وأسخانا آل محمد وآل
الزبير
وقد روى غيره أن الزبير بن العوام أيضا ممن كان خطبها وأن علي بن أبي طالب قال
لها وخطبك الزبير بن العوام حواري رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
9450 أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
ابن عبد مناف بن قصي القرشية الجعفرية (3)
حدثت عن أبيها
روى عنها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والحسن بن الحسن بن علي
والحسن بن محمد بن علي

(1) بالأصل و " ز ": حواريه.
(2) طلحة بن عبيد الله بن عثمان وأمه الصعبة بنت الحضرمي واسمه عبد الله بن عماد بن مالك الحضرمي، انظر
أسد الغابة 2 / 467 ونسب قريش ص 280.
(3) ترجمتها في تهذيب الكمال 22 / 445 ط دار الفكر وتهذيب التهذيب وتقريبه (8993) ط دار الفكر ونسب قريش
ص 83 وأنساب الأشراف 2 / 325 ط دار الفكر.
199

وكانت عند عبد الملك بن مروان بدمشق فطلقها فتزوجها علي بن عبد الله بن عباس
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي بالكوفة أنا أبو الفرج محمد بن
أحمد بن [محمد بن] (1) علان بن الخازن (2) أنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن
الحسين الجعفي نا أبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن رباح الأشجعي نا علي بن
المنذر نا محمد بن فضيل نا مسعر عن أبي بكر بن حفص عن الحسن بن الحسن قال
زوج عبد الله بن جعفر بنته فخلا بها قال الحسن فلقيتها فقلت ما قال لك؟
قالت قال لي يا بنية إذا نزل بك الموت أو أمر تفظعين (3) به فقولي لا إله إلا الله الحكيم (4)
الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين فأتيت الحجاج فقلتهن
فقال لي لقد جئتيني وأنا أريد أن أضرب عنقك وما من أهلك الآن أحد أحب إلي منك
فسلي ما شئت
أخبرنا أبوا الحسن (5) الفقيهان قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أنا أبو
بكر الخرائطي نا إبراهيم بن الهيثم البلدي حدثني أبي نا العباس بن الفضل عن الحسن
ابن حسن قال:
لما زوج عبد الله بن جعفر ابنته خلا بها فقلت ومني قال ومنك فلما قضى
حاجته إليها قلت عزمت ح ح عليك لتحدثيني بما قال لك فقالت قال لي إذا نزل بك الموت
أو أمر فظيع من أمر الدنيا فاستقبليه بأن تقولي لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب
العرش العظيم والحمد لله رب العالمين قال فأرسل إلي الحجاج فلما أتيته قلتهن فقال
إني أرسلت إليك وأنا أريد قتلك وما من أهل بيتك الآن أكرم علي منك فاسأل (6) حاجتك
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا
قالا أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء أنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله

(1) " محمد بن " سقط من الأصل، واستدرك عن " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": الحارث، وفي المطبوعة: " الخارف " والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 154 / ب.
(3) بالأصل و " ز ": تقطعين، والمثبت عن المختصر، يقال: فظع بالامر فظاعة واستفظعه وأفظعه: رآه فظيعا.
(4) في " ز ": الحليم.
(5) في " ز ": أبو الحسن.
(6) بالأصل و " ز ": فاسألي.
200

السراج نا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي نا محمد بن حميد الرازي نا
سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق
وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد
الرحمن الكحال المصري بمكة أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج
المهندس نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي نا محمد بن حميد نا
سلمة هو ابن الفضل الرازي حدثني ابن إسحاق
عن أبان بن صالح عن القعقاع بن حكيم عن علي بن الحسين وقال البغوي بن
حسين عن ابنة (1) عبد الله بن جعفر عن علي (2) - زاد البغوي ابن أبي طالب قال:
علمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلمات عند الكرب أو الأمر يحز به (3) - وقال البغوي عند
الكرب يصيبه أو الأمر حزبه (4) - أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه وتبارك الله
وقال البغوي سبحان الله وبحمده تبارك الله وقالا رب العرش العظيم والحمد لله رب
العالمين
قال كذا روى لنا أبو القاسم الكحال هذا الحديث عن ابنة (5) عبد الله بن جعفر عن
علي وإنما هو عن أبيها عبد الله بن جعفر عن علي وقد اختلف على محمد بن إسحاق
في هذا الحديث فرواه عن سلمة بن الفضل كما ذكرنا وخالفه محمد بن سلمة الحراني
فرواه عن ابن إسحاق ولم يذكر في إسناده ابنة عبد الله بن جعفر بل قال عن علي بن
حسين عن عبد الله بن جعفر عن علي
وكذا روي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن علي بن الحسين عن عبد الله بن جعفر
ورواه إسحاق بن أبي فروة عن أبان بن صالح عن حسن بن محمد بن علي عن أم
أبيها ابنة عبد الله بن جعفر عن أبيها عن علي
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: أبيه.
(2) كذا بالأصل و " ز ": عن علي، ومر أن أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر تروي عن أبيها عبد الله، وسينبه المصنف.
إلى الصواب.
(3) في " ز ": " يحزيه " وفوقها ضبة.
(4) في " ز ": حثر به.
(5) بالأصل و " ز ": أبيه.
201

أبو الحسن الدارقطني نا أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله نا محمد بن
علي بن زيد المكي نا أحمد بن عمر العلاف نا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء عن محمد
ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن القعقاع عن علي بن الحسين عن بنت عبد الله بن
جعفر عن أبيها عن علي قال علمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كلمات عند الخوف يصيبه والأمر
يتخوفه أن يقول " لا إله إلا الله الكريم الحليم سبحانه تبارك الله رب العرش العظيم الحمد
لله رب العالمين " [13858].
قال الدارقطني تفرد به ابن إسحاق عن أبان بن صالح بهذا الإسناد
ورواه أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى [الحراني] (1) عن ابن إسحاق وذكر فيه قصة
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
التميمي أنا أبو بكر محمد بن أبي عمرو بقرية منين وأبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن
مشماس قالا أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي ثابت نا أبو عقيل أنس بن المسلم
الخولاني نا أبو الأصبغ حدثني محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن القعقاع بن
حكيم عن علي بن حسين قال كان أبو جعفر (2) يقول علمني أبي يعني عليا وكانت أمه
تحت علي فلذلك كان يقول أبي قال علمني كلمات زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علمه إياهن
يقولهن عند الكرب إذا نزل به وقال أي بني لقد كتمتهن عن حسن وحسين وخصصتك
بهن فكنا نسأله عنهن فيكتمناهن ويأبى أن يعلمناهن حتى زوج ابنته فخرجنا نشيعها حتى
إذا كنا بمحيص (3) ركبت ودعتها خلا بها (4) وهي على دابتها فعرفت أنه يعلمها تلك
الكلمات التي كان يكتمنا ثم انصرف وانصرفنا حتى إذا سرنا قريبا من الميل تخلفت كأني
أهريق الماء ثم ركضت حتى أدركتها فقلت لها أي ابنة عم إني قد عرفت أن أباك إنما خلا
بك دوننا ليعلمك الكلمات التي كان يكتمنا قالت أجل قلت فأخبريني بهن قالت قد
نهاني أن أخبر بهن أحدا قلت أسألك بالله لما أخبرتيني (5) فلعلي لا أراك هذا الوقت

(1) سقطت من الأصل وأضيفت عن " ز ".
(2) أبو جعفر، يعني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وسمي بعبد الله الجواد، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية،
وقد تزوجت علي بن أبي طالب، وهو قوله: علمني أبي. (انظر أنساب الأشراف 2 / 299) ونسب قريش ص 80.
(3) محيص ضبطت بالقلم في " ز " بضمة فوق الميم وفتحة فوق الحاء. ومحيص موضع بالمدينة، (معجم البلدان).
(4) قوله: " خلا بها " مكرر في الأصل.
(5) كذا بالأصل و " ز ": أخبرتيني.
202

أبدا قالت خلا بي ثم قال أي بنية إن أبي علمني كلمات علمه إياهن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقولهن عند الكرب إذا نزل به وقال لقد خصصتك بهن دون حسن وحسين وأنت تقدمين
أرضا أنت بها غريبة فإذا نزل بك كرب أو أصابتك شدة تقوليهن لا إله إلا الله الحليم
الكريم سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين (1)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا أنا أبو
جعفر أنا أبو طاهر أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (2): فولد عبد الله بن جعفر:
يحيى وهارون وصالح الأكبر وموسى وأم أبيها كانت عند عبد الملك بن مروان فطلقها
وهو خليفة فتزوجها علي بن عبد الله بن العباس فولدت له وهلكت عنده
9451 أم البراء بنت صفوان بن هلال
من النسوة الشواعر الفصيحات
دخلت على معاوية وكانت لها معه قصة
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد أنا محمد بن علي الخياط أنا أحمد بن عبد الله بن
الخضر أنا أحمد بن علي بن محمد حدثني أبي حدثني أبو عمرو السعيدي (3) أخبرني
جعفر بن أحمد وهو ابن معدان نا الحسن بن جهور قال قال إبراهيم بن محمد حدثني
محمد بن إبراهيم عن الوليد بن خالد عن سعيد بن حذافة (4) قال:
دخلت أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية وعليها ثلاث دروع قد كارت على
رأسها كورا فسلمت وجلست فقال كيف أنت يا بنت صفوان قالت بخير يا أمير
المؤمنين قال كيف حالك قالت ضعفت بعد قوة وكسلت بعد نشاط قال شتان بين
يومك ويوم تقولين:
يا زيد دونك صارما ذا رونق * عضب المهزة ليس بالخوار

(1) رواه المزي في تهذيب الكمال 22 / 444 من طريق أبي الحسن ابن البخاري بسنده إلى علي بن أبي طالب،
باختلاف الرواية.
(2) انظر نسب قريش للمصعب ص 82 و 83 ونقله المزي في تهذيب الكمال 22 / 445 عن الزبير بن بكار.
(3) بالأصل: الصعيدي، والمثبت عن " ز ".
(4) في " ز ": حذافة، تصحيف.
(5) بالأصل: وعليه، والمثبت عن " ز ".
203

أسرج (1) جوادك مسرعا ومشمرا * للحرب ليس موليا لفرار
يا ليتني أصبحت ليس بعورة * فأذب عنه عساكر الفجار.
قالت يا أمير المؤمنين " عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه " (2) قال هيهات
أما (3) والله لو عاد لعدت ولكنه اخترم قبلك فكيف أبياتك فيه حين قتل قالت نسيتها.
قال: هو والله حين تقولين:
يا للرجال لعظم أمر مصيبة * جلت فليس مصابها بالزائل
فالشمس كاسفة لفقد أميرنا * خير البرية والإمام العادل
يا خير من ركب المطي ومن مشى * فوق التراب بحافي (4) أو ناعل
حاشى النبي لقد هدمت قواءنا (5) * فالحق أصبح خاضعا للباطل.
قاتلك الله والله ما كان حسان يحسن هذا ألك حاجة قالت أما الآن فلا وقامت
فعثرت بثوبها فقالت تعس (6) شانئ علي فقال لها معاوية يا أم البراء زعمت ألا (7)
قالت هو والله ما تعلم وخرجت فبعث إليها بمال.
9452 أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان بن الحكم
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس (8)
زوج الوليد بن عبد الملك وابنة عمه
روى عنها إبراهيم بن أبي عبلة
وكانت دارها بدمشق بقرب طاحونة الثقفيين المعروفة اليوم بطاحونة القلعة وكانت لها
دار أخرى خارج باب الفراديس على يسرة المار إلى المقبرة

(1) بالأصل: " أسرع " والمثبت عن " ز ".
(2) سورة المائدة، الآية: 95.
(3) كذا بالأصل و " ز ".
(4) كذا بالأصل و " ز ".
(5) في " ز ": قرانا.
(6) بالأصل: " تغير " والمثبت عن " ز ".
(7) يريد قولها " عفا الله عما سلف " وذكرها بأنها زعمت ألا تعود إلى مثل قولها الأول، وها هي تعود.
(8) أخبارها في نسب قريش ص 165 وص 168 وأنساب الأشراف 6 / 336 (طبعة دار الفكر).
204

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو محمد
الحسن بن إسماعيل نا أحمد بن مروان نا عمران بن موسى نا عيسى بن ضمرة عن ابن
أبي عبلة قال سمعت أم البنين تقول أف للبخل لو كان ثوبا ما لبسته ولو كان طريقا ما
سلكتها
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حمد وأبو الخير سعيد بن الفضل بن أحمد
قالا أنا محمود بن جعفر الكوسج
ح (1) وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو عمرو بن مندة وأبو منصور بن شكرويه
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد وأبو عمرو
وأبو منصور قالوا أنا إبراهيم بن خرشيذ قوله
ح (2) وأخبرنا أبو بكر اللفتواني وأبو روح محمد بن معمر بن أحمد اللنباني (3) وأبو
صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العباس بن الحنوي (4) وأبو علي الحسن بن
محمد بن الحسن بن علي الفارقي الشعار الدعاء قالوا أنا أبو محمد التميمي
ح وأخبرنا أبو السعادات المتوكلي وأبو السعود بن المجلي قالا أنا أبو بكر
الخطيب أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم
قالا أنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة
أنا أبو عتبة يعني أحمد بن الفرج الحمصي نا ضمرة
ح قال الخطيب ونا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الحسن] (5) المروروذي لفظا
بصيدا أنا أحمد بن علي بن الحسن الكسائي بزبيد اليمن نا أحمد بن الحسن بن إسحاق بن
عتبة الرازي نا عمارة بن وثيمة نا أبو سعيد يعني يحيى بن سليمان الجعفي نا أبو عمير
نا ضمرة عن إبراهيم بن أبي عبلة قال سمعت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز تقول

(1) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل وزيد عن " ز ".
(2) سقط " ح " من الأصل وأضيف عن " ز ".
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(4) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": " الحسوبي ".
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز " لتقويم السند.
205

أف للبخل لو كان وقال ابن خرشيد قوله وابن المجلي والله لو كان طريقا ما سلكته ولو
كان ثوبا ما لبسته
قال أبو عمير هذا يسوى (1) خمسين حديثا هذا مما سألني عنه يحيى بن معين
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو علي الأهوازي أنا
أبو علي الحسن بن محمد بن درستويه أنا محمد بن عبد الله (2) بن عبد السلام مكحول نا
أبو عمير (3) عن مهدي عن رديح عن ابن أبي عبلة قال دخلت على أم البنين وهي تعالج
قدرا لها فقلت ما هذا فقالت شئ اشتهاه أمير المؤمنين فأنا أعالجه
أم البنين بنت عبد الملك بن مروان وأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز
كذا قال وهو وهم إنما أم البنين بنت عبد العزيز أخت عمر كانت زوجة الوليد بن
عبد الملك ولم يكن متقللا من المعيشة ولعلها كانت تطبخ لأخيها عمر والله أعلم
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان الصابوني قال سمعت أبا نصر عمر بن
عبد العزيز بن عمر بن قتادة يقول سمعت الحاكم أبا محمد يحيى بن منصور يقول (4):
دخلت عزة كثير على أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز فقالت لها ما سبب قول كثير:
قضى كل ذي دين علمت غريمه * وعزة ممطول معنى غريمها.
قالت: كنت وعدته قبلة فتحرجت منها فقالت أم البنين أنجزيها وعلي إثمها قال
فندمت أم البنين على قولها هذا فأعتقت لكلمتها هذه سبعين رقبة
أخبرنا أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر أنا
المخلص أنا أبو عبد الله نا الزبير قال (5): في تسمية ولد عبد العزيز وأم البنين بنت عبد

(1) كذا بالأصل و " ز ". وجاء في تاج العروس سوو: ولا يسوى كيرضى لغة قليلة أنكرها أبو عبيدة وحكاها غيره.
وفي المصباح: وفي لغة قليلة: سوى درهما يسواه، وفي التهذيب: قال الفراء: لا يساوي الثوب غيره كذا، لم
يعرف العرب يسوى. وقال الليث: يسوى نادرة. قال الأزهري: قلت: قول الفراء: صحيح، ولا يسوى، ليس من كلام
العرب بل هو من كلام المولدين، وكذا: لا يسوى، ليس بعربي صحيح.
(2) بالأصل: " بن عبد الله " مكرر. والمثبت يوافق " ز "، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 33.
(3) يعني عيسى بن محمد بن إسحاق بن النحاس أبو عمير الرملي، راجع ترجمته في سير الاعلام 12 / 52.
(4) الخبر رواه المصنف من وجه آخر في ترجمة عزة المتقدمة في هذا الجزء.
(5) انظر نسب قريش للمصعب ص 168.
206

العزيز ولدت للوليد بن عبد الملك وأخواها لأمها (1) سهيل وجعفر ابنا خارجة بن عبد
الله بن عبد الرحمن بن العوام وأمهم ليلى بنت سهيل بن حنظلة بن الطفيل بن مالك بن
جعفر بن كلاب
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي نا أبو عبد
الله الكندي نا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام من النساء أم البنين ابنة عبد العزيز بن
مروان روى عنها ابن أبي عبلة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2): وأما أم البنين أوله باء
معجمة بواحدة وبعدها نون مكسورة خفيفة فهي أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت
عمر بن عبد العزيز روى عنها إبراهيم بن أبي عبلة
9453 أم حبيبة أم المؤمنين
اسمها رملة بنت صخر بن حرب
تقدم ذكرها في حرف الراء
9454 أم حبيب ابنة فلان بن العاص القرشية (3)
أدركت عصر النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهدت اليرموك لها ذكر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة نا أبو الحسن بن
الحمامي أنا أبو علي بن الصواف نا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن
عيسى العطار نا أبو حذيفة البخاري قال
قالوا وشد طرف من الروم على عمرو بن العاص فانكشف هو وأصحابه حتى دخلوا
أول العسكر وهم في ذلك يقاتلون ويشدون ولم ينهزموا هزيمة ولوا فيها الظهر قالوا
فنزلت النساء من التل بعمدهن يضربن وجوه الرجال ونادت الناس ابنة ابن العاص وقالت
قبح الله رجلا يفر عن حليلته وقبح الله رجلا يفر عن كريمته قالوا وسمع نسوة من نساء

(1) تحرف بالأصل إلى: " لأبيها " والتصويب عن " ز ".
(2) الاكمال لابن ماكولا 1 / 518.
(3) ترجمتها في الإصابة 4 / 440 وسماها: أم حبيب بنت العاص بن أمية بن عبد شمس القرشية الأموية. وأسد الغابة
6 / 313 وسمى أيضا أباها: " العاص " وسماها في المختصر: أم حبيب بنت فلان القرشية.
207

المسلمين يقلن فلستم ببعولتنا (1) إن لم تمنعونا قال فتراد المسلمون وزحف عمرو
وأصحابه حتى عادوا إلى قريب من موقفهم
ذكر أبو مخنف (2) لوط بن يحيى هذه القصة عن أبيه عن مكلبة بن حنظلة الكناني (3)
عن أبيه وقال سمعت (4) أم حبيب ابنة العاص فذكرها
9455 أم حبيب بنت أبي سفيان
اسمها أميمة تقدم ذكرها في حرف الألف
9456 أم حبيب بنت قيس بن عمرو بن المؤمل بن حبيب بن تميم
ابن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب
تقدم ذكرها في ترجمة محمد بن إياس بن عمرو بن المؤمل (5)
9457 أم حبيب بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة
ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشية العبشمية (6)
زوج يزيد (7) بن معاوية ولدت له معاوية وعبد الله بن يزيد (8) كتبت إلى النعمان بن
بشير تسأله عن قصة زيد بن خارجة الأنصاري (9) الذي تكلم بعد موته فكتب إليها بذلك
وكانت تكنى أم عبد الله بابنها عبد الله (10) لها ذكر

(1) بعولة واحدها بعل، وهو الزوج، وقيل في جمعه: بقال وبعول أيضا. (القاموس).
(2) تحرفت بالأصل إلى: مخيف، والتصويب عن " ز ".
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: الكتاني.
(4) بالأصل و " ز ": فسمعت، والمثبت عن المختصر.
(5) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 52 / 136 رقم 6117 طبعة دار الفكر.
(6) لم يذكرها ابن خزم في جمهرة الأنساب، ولا المصعب في نسب قريش. ولا البلاذري في أنساب الأشراف.
(7) بالأصل و " ز ": زوج خالد بن يزيد بن معاوية. والتصويب حسب اقتضاء السياق عن مختصر ابن منظور.
(8) كذا بالأصل و " ز "، والذي في أنساب الأشراف 5 / 377 (طبعة دار الفكر) أن معاوية وعبد الأكبر ابني يزيد، أمهما
أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عب شمس. وفي نسب قريش للمصعب ص 128 أن أمهما أم هاشم
بنت أبي هاشم. وقيل إن أم هاشم اسمها حية، وفي أنساب الأشراف: اسمها فاختة وتلقب حبة. وقيل إن أم
هاشم لما ولدت خالد بن يزيد تركت كنيتها وتكنت بأم خالد راجع الأغاني 17 / 259.
(9) هو زيد بن خارجة بن أبي زهير بن مالك الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج له صحبة، ترجمته في تهذيب
الكمال 6 / 454.
(10) سترد ترجمتها فيمن كنيتها أم عبد الله من النساء، لكن المصنف لم يشر في ترجمتها إلى قوله هنا، أو إلى: ترجمتها
تقدمت في أم حبيب، كما درج مثل هذه الحالات.
208

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان (1) نا ابن أبي الدنيا نا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس نا
عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد قال جاءنا يزيد بن النعمان بن بشير إلى
حلقة القاسم (2) بن عبد الرحمن بكتاب أبيه (3) النعمان بن بشير بسم الله الرحمن الرحيم من
النعمان بن بشير إلى أم عبد الله ابنة أبي هاشم سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله
إلا هو فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن خارجة فذكر الحديث
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي وحدثنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال ولد
أبي هاشم بن عتبة عبد الله وأم حبيب وأم خالد وكانت أم حبيب عند يزيد بن معاوية
فولدت له معاوية وعبد الله ثم خلف يزيد على أختها أم خالد بنت أبي هاشم فولدت له
خالد بن يزيد بن معاوية
9458 أم حرام بنت ملحان واسمه مالك ويقال ملحان
ابن مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم
ابن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأنصارية (4)
زوج عبادة بن الصامت وخالة أنس بن مالك لها صحبة وخرجت مع زوجها عبادة
غازية إلى الشام وقدمت دمشق
روت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا
رواه عنها زوجها عبادة وابن أختها أنس بن مالك وعمير بن الأسود العنسي ويعلى
ابن شداد بن أوس وعطاء بن يسار

(1) بالأصل و " ز ": الصواف، والمثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(2) بالأصل: " حلقة ابن القاسم " والصواب ما أثبت عن " ز ".
(3) بالأصل: " ابنة " وفي " ز " " اسه ".
(4) انظر ترجمتها وأخبارها في نسب قريش للمصعب ص 124 وتاريخ الطبري (الفهارس) وحلية الأولياء 2 / 61
وتهذيب الكمال 22 / 454 وتهذيب التهذيب وتقريبه الترجمة (9007) ط دار الفكر والإصابة 4 / 441 وطبقات
ابن سعد 8 / 434 وسير أعلام النبلاء 2 / 316 وأسد الغابة 6 / 317 وصفة الصفوة 2 / 69 وقال المزي في تهذيب
الكمال: ويقال لها: الغميصاء، ويقال: الرميصاء.
209

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا أبو عمرو بن حمدان نا
الحسن بن سفيان نا هشام بن عمار نا يحيى بن حمزة نا ثور بن يزيد عن خالد بن
معدان عن عمير بن الأسود العنسي أنه حدثه أنه أتى (2) عبادة بن الصامت وهو بساحل
حمص وهو في بناء له ومعه امرأته أم حرام قال عمير فحدثتني أم حرام أنها سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا " قالت أم حرام يا رسول
الله أنا فيهم؟ قال " أنت فيهم " قال ثور: سمعتها تحدث به وهي في البحر [13859].
وقال هشام رأيت قبرها ووقعت عليه بالساحل بقاقيس (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني وأبو نصر الزينبي
ح (4) وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الشاتنجي (5) المقرئ أنا أبو محمد
الصريفيني
قالا أنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي أنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث
نا أبو موسى عيسى بن حماد زغبة أنا الليث عن يحيى بن سعيد (6) عن محمد بن يحيى
ابن حبان عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام ابنة ملحان أنها قالت:
نام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما قريبا زاد الصريفيني مني وقالا ثم استيقظ فتبسم - زاد
الصريفيني قالت وقالا فقلت يا رسول الله ما أضحكك وقال الزينبي ماذا أضحكك؟ -
قال " ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة "
قالت فادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت مثل قولها
وجاوبها - وقال الزينبي وأجابها مثل جوابه الأول قالت فادع الله أن يجعلني منهم قال:
" أنت من الأولين " قال: فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أول ما ركب (7)

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 62 وصفة الصوفة 2 / 70.
(2) بالأصل: " أي " والمثبت عن " ز "، والحلية.
(3) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة، والحلية، وصفة الصفوة. ونقل بعدها مباشرة ابن الجوزي عنه هشام بن الغاز
قال: قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس، وهم يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
(4) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(5) كذا بالأصل: الشاتنجي " وفي " ز ": الشاتنجي، قارن مع مشيخة ابن عساكر وفيها: الشاتنجي، وهو ما أثبت.
(6) رواه ابن الأثير في أسد الغابة 6 / 317 وأحمد بن حنبل من طريق آخر في المسند 6 / 423.
(7) بالأصل و " ز ": ركبت.
210

المسلمون البحر مع معاوية بن أبي سفيان فلما انصرفوا من غزاتهم قافلين فنزلوا الشام
فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت رحمها الله
رواه مسلم عن ابن رمح (1) عن ليث عن يحيى بن سعيد
تابعه حماد بن زيد وسفيان الثوري عن يحيى هكذا
ورواه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس فلم يذكر أم حرام في إسناده
وذكر في متنه قالت قلت يا رسول الله فكأنه عن أنس عن أم حرام
ورواه جبلة بن عطية عن إسحاق مختصرا
ورواه أبو طوالة عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
فأما حديث إسحاق
فأخبرناه أبو محمد السيدي أنا أبو عثمان البحيري أنا زاهر بن طاهر أنا إبراهيم بن
عبد الصمد نا أبو مصعب نا مالك (2) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن
مالك
ح (3) وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري وأبو محمد بن
أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري
وأخبرنا أبو عبد الله بن القصاري أنا أبي أبو طاهر قالوا أنا إسماعيل بن الحسن
ح (4) وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب
[ح وأخبرنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب وأبو محمد بن الأكفاني وعبد الكريم
ابن حمزة قالوا أنا أبو بكر الخطيب
[ح] وحدثنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سياوش
[ح] وأخبرنا أبو محمد بن أبي البركات المقرئ أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان

(1) صحيح مسلم (33) كتاب الامارة، (49) باب فضل الغزو في البحر رقم 1912 (3 / 1518).
(2) موطأ مالك باب الترغيب في الجهاد ص 309 رقم 1002.
(3) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل وزيد عن " ز ".
(4) " ح " سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
211

قالوا: أنا أبو عمر بن مهدي قالا حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي نا أحمد بن
إسماعيل نا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أنه سمعه يقول: كان
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) - زاد السيدي (1) إذا ذهب إلى قباء ثم اتفقوا فقالوا يدخل على أم حرام
بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يوما فأطعمته ثم جلست وقال السيدي وجعلت (2) تفلي رأسه فنام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم
استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال " ناس من أمتي عرضوا
علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج (3) هذا البحر " قال الخطيب وأبو الغنائم ثبج البحر -
" ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة شك (4) أيهما وفي حديث السيدي أيتهما -
قال قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام
ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال " ناس من أمتي
عرضوا علي غزاة في سبيل الله " كما قال في الأول (5) قالت فقلت ادع الله أن يجعلني
منهم قال " أنت من الأولين ".
فركبت أم حرام البحر زمن وفي حديث الخطيب والصرصري في زمن وفي حديث ح
البحيري في زمان معاوية بن أبي سفيان (6) فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر
فهلكت وقال البحيري: فماتت [13860].
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر نا محمد بن عبد الله العمري
ح وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم وأبو محمد
عبد السلام بن أحمد (7) وأبو عبد الله سمرة بن جندب وأخوه أبو محمد عبد القادر

(1) بالأصل: السندي، والمثبت عن " ز ".
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": " وجلست " ومثلها في الموطأ، وفوقها في " ز " علامة تحويل إلى الهامش، وكتب على
الهامش: وجعلت.
(3) أي ظهر هذا البحر.
(4) في الموطأ: يشك إسحاق.
(5) في الموطأ: الأولى.
(6) قال أكثر أهل السير والمغازي: إن ذلك كان في خلافة عثمان بن عفان وإن فيها ركبت أم حرام وزوجها إلى قبرس
فصرعت عن دابتها هناك، فتوفيت ودفنت هناك، وعلى هذا يكون قوله: في زمان معاوية معناه في زمان غزوة في
البحر، لا في أيام خلافته.
(7) بالأصل: " محمد " وفي " ز ": " محمد " وفوقها: " أحمد " وفوقها " ح ". وأقحم بعدها بالأصل: بن عبد العزيز.
212

قالوا: أنا محمد بن عبد العزيز قالوا أنا أبو (1) محمد بن أبي شريح
ح (2) وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي
قالا أنا أبو الحسين بن النقور زاد ابن السمرقندي وأبو محمد الصريفيني قالا أنا أبو
القاسم بن حبابة قالا أنا أبو القاسم البغوي نا مصعب بن عبد الله الزبيري نا مالك عن
إسحاق بن عبد الله زاد زاهر بن أبي طلحة عن أنس زاد زاهر بن مالك أنه سمعه
يقول:
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا ذهب إلى قباء دخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم
حرام عند عبادة بن الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وأجلسته تفلي رأسه فنام رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) ثم استيقظ وهو يضحك فقالت ما يضحكك يا رسول الله قال " ناس من أمتي عرضوا
علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة " أو قال مثل الملوك زاد
زاهر: على الأسرة وقالوا شك إسحاق قالت قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني
منهم قال: أنت من الأولين " قال فركبت البحر في زمن معاوية وقال زاهر في زمان
معاوية فصرعت عن دابتها حين (3) خرجت من البحر فماتت
وأما حديث جبلة بن عطية
فأخبرناه أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو
بن حمدان أنا أبو يعلى نا إبراهيم بن الحجاج الشامي نا محمد بن ثابت نا حبلة بن
عطية عن إسحاق بن عبد الله عن ابن عباس قال:
بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيت من بعض بيوت نسائه إذ وضع رأسه على فخذ إحداهن
فأغفى فضحك في منامه فبعد أن انتبه سأله بعض أهل البيت قالوا يا رسول الله ما
أضحكك؟ قال " عجبت لناس من أمتي يركبون هذا البحر وهو العدو يجاهدون في
السبيل " فذكر لهم فضلا لم يحفظه محمد قالت امرأة كانت ثمة (4) يا رسول الله ادع الله أن
يجعلني منهم فدعا لها فرج بها زوج لها في غزاة فبينا هي على ساحل البحر تسير على
راحلة لها إذ وقعت فاندقت فخذها فماتت

(1) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(2) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(3) بالأصل و " ز ": حتى.
(4) بالأصل: " - مه " والمثبت عن " ز ".
213

وأما حديث أبي طوالة:
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو طاهر
بن خزيمة أنا جدي نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا عبد الله بن عبد الرحمن
بن معمر (1) أنه سمع أنس بن مالك يقول:
أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بنت (2) ملحان خالة لأنس فوضع رأسه عندها ثم رفع فضحك
فقالت يا رسول الله مم ضحكت فقال " رأيت ناسا من أمتي يركبون هذا البحر مثلهم كمثل
الملوك على الأسرة " قالت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال " اللهم اجعلها منهم "
ثم صنع ذلك مرتين أخريين فقالت ادع الله أن يجعلني منهم فقال " أنت من الأولين ولست
في الآخرين "
فتزوجها عبادة بن الصامت فغزا بها في البحر فركبت مع أخت معاوية فلما قفلت
ركبت دابة لها بالساحل فتوقصت (3) بها فسقطت فماتت
رواه مسلم عن علي بن حجر (4)
وأخبرناه أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر أنا عمر بن أحمد بن عمر بن
مسرور أنا أبو طاهر بن خزيمة نا أبو العباس الثقفي نا عبد العزيز الدراوردي
ح (5) وأخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل أنا أبو مضر محلم بن إسماعيل بن
مضر الضبي أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل أنا أبو العباس نا قتيبة نا
عبد العزيز بن محمد عن (6) عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس بن مالك:
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وضع رأسه في بيت أم ملحان وهي إحدى خالاته ثم رفع رأسه
فضحك فقالت ما أضحكك يا رسول الله؟ قال " أناس من أمتي يركبون البحر الأخضر مثل

(1) هو عبد الله بن عبد الرحمن بن محمر بن حزم أبو طوالة المدني، ترجمته في تذهيب الكمال 10 / 288.
(2) تحرفت بالأصل إلى: بيت، والتصويب عن " ز ".
(3) توقص: سار بين العنق والخبب، والتوقص: أن يقصر عن الخبب ويزيد على العنق وينقل نقل الخبب غير أنها
أقرب قدرا إلى الأرض، والتوقص: إذا نزا الفرس في عدوه نزوا ووثب وهو يقارب الخطو، وهو قول الأصمعي.
(4) (تاج العروس: وقص) طبعة دار الفكر.
(5) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل
(6)
214

الملوك على الأسرة " قالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال فدعا الله لها أن
يجعلها منهم ثم وضع رأسه ثم رفعه فضحك فقالت ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال مثل
ما قال في الأول فقالت ادع الله أن يجعلني منهم قال " أنت من الأولين ولست من
الآخرين " قال فتزوج عبادة بن الصامت بنت ملحان فركب بها البحر فقفلت فلما كانت
بالساحل ركبت دابة فوقصت (1) فصرعت فماتت
ورواه عبيد الله بن أبي الزناد عن محمد بن يحيى بن حبان (2) عن أنس
أخبرناه أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا إبراهيم بن محمد بن
الفتح الجلي (3) نا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار نا أبو عثمان سعيد بن
رحمة بن نعيم الأصبحي قال سمعت ابن المبارك عن عبيد الله بن أبي الزناد أخبرني محمد
ابن يحيى بن حبان عن أنس قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثيرا مما يزور أم حرام فيقيل عندها فنام عندها يوما ففزع (4) وهو
يضحك فقالت يا رسول الله فيم ضحكت قال " عجبت من أناس من أمتي عرضوا علي آنفا
على سرر أمثال الملوك يركبون ثبج هذا البحر الأخضر في سبيل الله " قلت يا رسول الله ادع
الله أن يجعلني منهم قال " اللهم اجعلها منهم " ثم نام نومة ففزع وهو يضحك فقلت يا
رسول الله ما أضحكك قال " ضحكت من أناس من أمتي عرضوا علي آنفا أمثال الملوك على
الأسرة يركبون ثبج هذا البحر الأخضر في سبيل الله " قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني
منهم قال " إنك من الأولين ولست من الآخرين " وكنت لا أدري كيف كانت منيتها - وقد
بلغني هذا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى قدم علينا أنس بن مالك وهي خالته أخت أمه قلت لعمري
لئن كان لأحد بذلك علم إن ذلك عند أنس قال فجئته فسألته عن أم حرام كيف كان منيتها؟
قال على الخبير سقطت قال كان من شأنها أنها تزوجت ابن عمها عبادة بن الصامت
فذهب بها إلى الشام فلما غزا معاوية البحر غزا فخرج بها معه حتى لما قضوا غزوهم ثم

(1) الوقص: كسر العنق. ووقص الرجل فهو موقوص، ووقصت به راحلته تقصه، ومنه يقال: وقصت الشئ إذا
كسرته.
(2) بالأصل: " حيان " تصحيف، والمثبت عن " ز ". وهو محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ بن عمر وأبو عبد الله
المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 317.
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: " الحلبي " والصواب ما أثبت.
(4) فزع من نومه: انتبه.
215

خرجت فلما كانت بالساحل أتيت بدابتها فركبت فسارت قليلا ثم وقصت بها الدابة
فخرت (1) فماتت قبل أن تبلغ أهلها
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز الكيلي قالا أنا أحمد بن الحسن بن
أحمد] (2) زاد ابن المبارك وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق
قال نا عمر بن أحمد نا خليفة بن خياط قال (3)
أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن النجار
وهي امرأة عبادة بن الصامت أمها مليكة (4) بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو
ابن مالك بن النجار
حدثنا عمي لفظا أنا أبو طالب بن يوسف أنا الجوهري قراءة (5)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (6)
قال:
أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن
النجار وأمها مليكة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار
تزوجها عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن
عوف (7) بن الخزرج فولدت له محمدا ثم خلف عليها عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن
مالك بن غنم بن مالك بن النجار فولدت له قيسا وعبد الله وأسلمت أم حرام وبايعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) بالأصل: " فحزقت " وفي " ز ": " فجرحت " والمثبت عن المطبوعة.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن " ز ".
(3) طبقات خليفة بن خياط 2 / 879.
(4) بالأصل: مكيلة، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(5) من قوله: حدثنا إلى هنا، كذا وقع بالأصل و " ز " هنا، وهو من زيادات القاسم ابن المصنف، وحقه أن يؤثر إلى ما
بعد كلمة " الجوهري " التالية حسب مقتضى سياق السند وتدرجه.
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 434 - 435.
(7) " بن عمرو بن عوف " مكرر بالأصل، والمثبت عن " ز "، وابن سعد.
216

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي أنا أبو
عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من الأنصار أم حرام بنت ملحان
زوجة عبادة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم
ابن عتاب أنا ابن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في
الطبقة الأولى أم حرام بنت ملحان امرأة عبادة بن الصامت غزت معهم قبرس مع معاوية
وأبي ذر وأبي الدرداء فسقطت عن دابتها فتوفيت ودفنت برودس (1).
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال: أم حرام بنت ملحان الأنصارية خالة أنس بن مالك ماتت بأرض الروم وقبرها
بقبرس مختلف في اسمها وهي امرأة عبادة بن الصامت روى عنها أنس بن مالك وعبادة
ابن الصامت وعمرو بن الأسود
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ قال:
أم حرام بنت ملحان الأنصارية خالة أنس بن مالك كانت تحت عبادة بن الصامت
وخرجت معه في بعض غزوات البحر وماتت بالشام وقبرت بقبرس وقصتها بغلتها
فماتت وأهل الشام يستسقون بها يقولون قبر المرأة الصالحة قيل اسمها الرميصاء وقيل
الغميصاء أيضا روى عنها أنس بن مالك وعبادة بن الصامت وعمرو بن الأسود ويعلى
بن شداد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) أما حرام بحاء مهملة
وراء أم حرام بنت ملحان خالة أنس بن مالك تقدم نسبها يعني عند ذكر أخيها فإنه قال:

(1) بالأصل: بدرودس، وفي المطبوعة: " بزرودس " والمثبت عن " ز "، وجاء في معجم البلدان: برونس جزيرة كبيرة
في بحر الروم. وجاء فيه في رودس 3 / 78 أنها جزيرة ببلاد الروم. وفي الحديث: غزا معاوية قبرس ورودس.
ولعل ما أثبت هو المراد.
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 411 و 413.
217

حرام بن ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار
أخو أم سليم وأم حرام
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين الشيباني أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر
نا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبي حدثني بهز ونا حجاج قالا نا سليمان بن المغيرة
عن ثابت قال قال أنس دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وما هو إلا أنا وأمي وأم حرام خالتي قال:
" قوموا فلأصل بكم " (2) في غير وقت صلاة قال (3): فصلى بنا صلاة قال رجل من القوم
لثابت أين جعل أنسا قال جعله عن يمينه قال ثم دعا لنا أهل البيت بكل خير من خير
الدنيا والآخرة الحديث [13861]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا محمد بن أبي أسامة الحلبي نا ضمرة عن يحيى بن
أبي عمرو السيباني (4) عن قتير حاجب معاوية قال كان أبو ذر يغلظ لمعاوية قال فأرسل
إلى عبادة بن الصامت وإلى أبي الدرداء وإلى عمرو بن العاص وإلى أم حرام فأجلسهم
وقال كلموه فذكر حكاية تقدمت في ترجمة أبي ذر
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (5)
ح وأنبأنا أبو علي وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة
قالا نا سليمان بن أحمد نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا أبو كريب نا حسين بن
علي الجعفي عن هشام بن الغاز قال قبر أم حرام بنت ملحان بقبرس وهم يقولون: زاد
أبو نعيم: هذا وقالا: - قبر المرأة الصالحة
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسن مكي بن
محمد المؤدب أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر قال سنة سبع وعشرين قيل

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 386 رقم 13012 طبعة دار الفكر.
(2) في المسند: فلأصلي لكم.
(3) في المسند: قال حجاج.
(4) بالأصل و " ز "، والمطبوعة: الشيباني، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 182.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 61.
(6) تحرفت بالأصل إلى: " زفر " وفي " ز ": " زمر ".
218

فيها: توفيت أم حرام ابنة ملحان بقبرس سقطت عن دابتها فماتت (1)
أخبرنا أبو محمد السلمي [أنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي] (2) نا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن
سعد قال كانت قبرس الأولى أمرهم معاوية بن أبي سفيان وإصطخر المرة الأخيرة سنة
ثمان وعشرين (3)
9459 أم الحكم بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس (4)
أخت أم حبيبة لأبيها (5) وأخت معاوية لأبيه وأمه أمهما هند بنت عتبة بن ربيعة بن
عبد شمس أدركت النبي (صلى الله عليه وسلم) وكانت ممن أسلم يوم الفتح وبايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وحكت عن أخيها
روى عنها ابنها عبد الرحمن بن عبد الله [بن عثمان] (6) الثقفي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أبو القاسم بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (7) حدثني محمد
ابن عبد الله عن الزهري قال:
دخلت على عروة بن الزبير وهو يكتب إلى هنيدة (8) صاحب الوليد بن عبد الملك
وكان سأله عن قول الله " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن " (9)

(1) تهذيب الكمال 22 / 455.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
(3) تهذيب الكمال 22 / 455.
(4) انظر أخبارها في: نسب قريش للمصعب ص 125 والإصابة 4 / 443 وأسد الغابة 6 / 320 وأنساب الأشراف 5 /
11 (طبعة دار الفكر) وطبقات ابن سعد 8 / 240.
(5) تحرفت بالأصل و " ز " غلى: " لامها " والصواب ما أثبت عن المختصر: وتقدم أن اسم أم أم حبيبة هي صفية بنت
أبي العاص بن أمية بن عبد شمس.
(6) زيادة عن أنساب الأشراف للايضاح 5 / 11.
(7) الخبر رواه محمد بن عمر الواقدي في المغازي 2 / 631 وطبقات ابن سعد 8 / 12 - 13.
(8) كذا بالأصل " ز "، وفي المغازي: " هنيد " وفي ابن سعد: هبيرة.
(9) سورة الممتحنة: الآية: 10.
219

فكتب إليه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صالح قريشا يوم الحديبية على أن يرد عليهم من جاء بغير إذن
ولي فكان يرد الرجال فلما هاجر النساء أبى الله ذلك أن يردهن إذا امتحن بمحنة الإسلام
فزعمت أنها جاءت راغبة فيه وأمر أن يرد صدقاتهن إليهم (1) إذا حبسوا (2) عنهم وأن يردوا
عليهم مثل الذي يرد عليهم إن فعلوا فقال " واسألوا ما أنفقتم " وصبحها أخواها من الغد
فطلباها فأبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يردها إليهما فرجعا إلى مكة فأخبرا قريشا فلم يبعثوا في
ذلك أحدا ورضوا بأن يحبس النساء " وليسألوا ما أنفقوا ذلك حكم الله يحكم بينكم والله
عليم حكيم وإن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل
ما أنفقوا " (3) قال إن فات أحدا منهم أهله إلى الكفار فإن أتتكم امرأة منهن فأصبتم غنيمة
أو فيئا فعوضوهم مما أصبتم صداق المرأة التي أتتكم فأما المؤمنون فأقروا بحكم الله وأبى
المشركون أن يقروا بذلك وإن ما فات (4) للمشركين على المسلمين من صداق من هاجر من
أزواج المشركين " فآتوا الذين ذهبت أزواجهم " من مال المشركين في أيديكم ولسنا نعلم
امرأة من المسلمين فاتت زوجها بلحوق المشركين بعد إيمانها ولكنه حكم الله حكم الله به
لأمر إن كان والله عليم حكيم " ولا تمسكوا بعصم الكوافر " (5) يعني من غير أهل الكتاب
فطلق عمر بن الخطاب مليكة ابنة أبي أمية فتزوجها معاوية بن أبي سفيان وطلق عمر أيضا
بنت جرول الخزاعية فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وطلق عياض بن غنم الفهري أم الحكم
بنت أبي سفيان يومئذ فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي فولدت له عبد الرحمن ابن أم
الحكم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني سليمان بن الأشعث أن الهيثم بن عمران
حدثهم عن أبي مسهر عن خالد بن يزيد بن صبيح حدثني يعقوب بن عثمان حدثني عبد
الرحمن بن أم الحكم حدثتني أمي أم الحكم أنها كانت عند معاوية حين أغمي عليه فأفاق
فأراد أن يريهم فقال:
وهل من خالد إما هلكنا * وهل بالموت يا للناس عار.

(1) يعني إلى رجالهم.
(2) كذا بالأصل، وفي ابن سعد: " احتبسوا " وفي المغازي: " احتبسن " وكانت في أصلها: احتبسوا عنهم.
(3) سورة الممتحنة، الآية: 11.
(4) في المغازي: ذاب.
(5) سورة الممتحنة، الآية: 10.
220

الهيثم هذا هو الهيثم بن مروان ابن بنت الهيثم بن عمران دمشقي
أخبرنا أبو الحسين بن المعدل وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (1) في ذكر
ولد أبي سفيان وأم الحكم بنت أبي سفيان تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة
الثقفي فولدت له عبد الرحمن بن عبد الله الذي يقال له ابن أم الحكم وأمها هند بنت
عتبة بن ربيعة بن عبد شمس
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا ابن الفهم أنا ابن سعد قال فولد أبو سفيان بن حرب فذكر جماعة ثم
قال: ومعاوية وعتبة وجويرية وأم الحكم وأمهم جميعا هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد
شمس بن عبد مناف
قرأت على أبي غالب عن أبي محمد الحسن بن علي أنا ابن حيوية
وحدثنا عمي رحمه الله أنا أبو طالب عبد القادر بن محمد أنا الحسن قراءة
أنا ابن حيوية أنا أحمد أنا أبو علي نا ابن سعد قال (2): في تسمية النساء
المسلمات أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية وأمها هند بنت عتبة بن ربيعة
تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب (3) بن الحارث بن مالك
بن حطيط بن عثمان جشم الثقفي فولدت له عبد الرحمن فكان يقال له ابن أم الحكم
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي نا أبو عبد
الله الكندي نا أبو زرعة قال فيمن حدثه بالشام من النساء أم الحكم بنت أبي سفيان
أخبرنا [أبو] (4) القاسم علي بن إبراهيم إذنا نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة قال في ذكر الإخوة والأخوات من ولد أبي سفيان

(1) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 125.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 240.
(3) بالأصل و " ز ": حبيب، والصواب ما أثبت وضبط عن الاكمال 2 / 297 و 298 وفي الاكمال: حبيب بتشديد الياء
المعجمة باثنتين من تحتها: حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم، وهو من ثقيف، ومن ولده
عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن حبيب.
(4) سقطت من الأصل و " ز "، وأضيفت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
221

قال: وأم الحكم وهي زوجة عبد الله بن عثمان بن عبد الله (1) الثقفي وابنه عبد الرحمن ابن
أم الحكم
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا (2) البنا قراءة عن أبي الحسن الصيرفي أنا أبو
القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي
نا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل
الشام أم الحكم بنت أبي سفيان تسكن دمشق
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن
أشليها قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي
العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ قال قال الوليد وأخبرني
شعيب بن رزيق (3) أنه سمع عطاء الخراساني يخبر أن عمر بن الخطاب طلق قريبة (4) ابنة أبي
أمية فتزوجها معاوية بن أبي سفيان وطلق عياض بن غنم الفهري امرأته أم الحكم ابنة أبي
سفيان فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي
أخبرنا أبو بكر الحاسب أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا أبو الحسن
الساجي أنا أبو علي الفقيه نا ابن سعد قال (5): كانت عند عياض بن غنم أم الحكم بنت أبي
سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس فلما نزل القرآن " ولا تمسكوا بعصم الكوافر " (6)

(1) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: عبيد الله.
(2) بالأصل: ابن، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى زريق، والصواب ما أثبت، وهو شعيب بن رزيق الشامي أبو شيبة المقدسي، ترجمته
في تهذيب الكمال 8 / 372.
(4) تقدم قريبا في خبر رواه ابن سعد أن اسمها مليكة بنت أبي أمية، وسماها الواقدي في المغازي 2 / 631 زينب بنت
أبي أمية. وفي الإصابة 4 / 390 وفي ترجمة قريبة: قال البلاذري: تزوجها معاوية بن أبي سفيان لما أسلم، قال
ابن سعد: هي قريبة الصغرى، قال تزوجها عبد الرحمن بن أبي بكر. وينقل ابن حجر في الإصابة 4 / 409 في
ترجمة مليكة بنت أبي أمية الخبر الموجود في طبقات ابن سعد.
(5) انظر الخبر في الطبقات الكبرى لابن سعد 18 / 13.
(6) سورة الممتحنة، الآية: 10.
222

يعني من غير أهل الكتاب طلق عياض بن غنم الفهري أم الحكم بنت أبي سفيان يومئذ
فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي فولدت له عبد الرحمن ابن أم الحكم
9461 أم الحكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومية (1)
وأمها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله أخت خالد وهي التي تنسب (2) لها
قنطرة أم حكيم بمرج الصفر
ولها صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) واستأمنته لبعلها عكرمة بن أبي جهل وخرجت معه إلى
الشام غازية فقتل عنها فتزوجها خالد بن سعيد وكانت يوم أحد مع زوجها قبل أن يسلما
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا عمرو بن محمد بن منصور نا محمد بن إسحاق نا محمد بن يحيى النيسابوري نا
إبراهيم بن محمد السجزي (3) عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب عن عروة
ابن الزبير قال:
كانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام عند عكرمة بن أبي جهل وكانت فاختة بنت
الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية فأسلمتا جميعا فأتت أم حكيم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فاستأمنته
لعكرمة فأمنه (4)
قال ابن مندة رواه ابن عيينة عن الزهري قال إن نساء من المسلمات أسلمن قبل
أزواجهن ثم أسلم أزواجهن بعدهن فلم يفرق النبي (صلى الله عليه وسلم) بينهن (5) منهن: أم حكيم بنت
الوليد بن المغيرة وكانت تحت عكرمة بن أبي جهل
[قال ابن عساكر] (6) هكذا قال.
ح

(1) ترجمتها في نسب قريش للمصعب ص 303 والإصابة 4 / 443 وأسد الغابة 6 / 321 والاستيعاب 4 / 443 (هامش
الإصابة)، وطبقات ابن سعد 8 / 261.
(2) بالأصل و " ز ": ينسب، والمثبت عن المختصر.
(3) في " ز ": " الشجري " وفي الإصابة: الشجري.
(4) الخبر رواه ابن حجر في الإصابة 4 / 444.
(5) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة.
(6) زيادة منا.
223

أخبرناه سهل بن السري نا عبد الله بن عبيد الله بن شريح (1) الغازي نا محمد بن
منصور عن ابن عيينة بهذا
أخبرناه عاليا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد أنا أبو
سعيد بن حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي (2) نا محمد بن يحيى نا إبراهيم بن يحيى بن
محمد بن عباد بن هانئ المخزومي حدثني أبي عن ابن إسحاق (3) عن ابن شهاب عن
عروة بن الزبير قال:
كانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام عند عكرمة بن أبي جهل وكانت فاختة بنت
الوليد بن المغيرة عند صفوان بن أمية فأسلمتا جميعا فأتت أم حكيم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فاستأمنته لعكرمة فأمنه فاستأذنته في طلبه فأذن لها فخرجت في طلبه وخرج معها عبد لها
رومي فأرادها عن نفسها فلم تزل تعده وتقربه (4) حتى قدمت على ناس من عك
فاستعانتهم عليه فأوثقوه لها ثم انطلقت حتى أدركت زوجها باليمن فأقبل معها حتى
جاءت به إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وثب فرحا وما عليه رداء حتى بايعه
أخبرناه أعلى من هذا من غير ذكر عروة أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنا أبو
عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد أنا إبراهيم بن عبد الصمد نا أبو مصعب نا
مالك (5) عن ابن شهاب:
أن أم حكيم بنت الحارث بن هشام كانت تحت عكرمة بن أبي جهل فأسلمت يوم
الفتح بمكة وهرب زوجها عكرمة بن أبي جهل من الإسلام حتى قدم اليمن فارتحلت أم
حكيم حتى قدمت عليه اليمن فدعته إلى الإسلام فأسلم وقدم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام
الفتح فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وثب إليه فرحا وما عليه رداء حتى بايعه فثبتا على نكاحهما
الأول (6).

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: سريج.
(2) في " ز ": السوقي، تصحيف.
(3) انظر الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 53 و 60 باختلاف الرواية، ورواه الطبري في تاريخه 2 / 162 من طريق ابن
حميد بسنده إلى الزهري على غرار رواية ابن هشام.
(4) في الأصل: وتفرقه، والمثبت عن " ز ".
(5) موطأ مالك كتاب النكاح، باب نكاح المشرك إذا أسلمت زوجته قبله رقم رقم 1145 (ص 371).
(6) في الموطأ: على نكاحهما ذلك.
224

أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر أنا أبو الحسن أنا أبو
علي بن فهم (1) نا ابن سعد أنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بن الزبير قال:
لما كان يوم فتح مكة هرب عكرمة بن أبي جهل إلى اليمن وخاف أن يقتله رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة لها عقل وكانت قد اتبعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت إن ابن عمي عكرمة قد هرب منك إلى اليمن
الحديث
أخبرنا أبو محمد السيدي (2) وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالا أنا أبو سعد
الجنزرودي أنا الحاكم أبو أحمد أنا محمد بن مروان نا هشام بن عمار نا سعيد بن
يحيى نا ابن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال رد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
على عكرمة بن أبي جهل أم حكيم بنت الحارث بن هشام على نكاحه الأول بعد قريب من
سنة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (3):
وأم عبد الرحمن بن الحارث وأخته أم حكيم بنت الحارث فاطمة بنت الوليد بن
المغيرة وليس للحارث بن هشام ولد إلا من عبد الرحمن ومن أم حكيم كانت تحت عكرمة
ابن أبي جهل فقتل عنها يوم اليرموك شهيدا فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص فقتل
عنها يوم مرج الصفر شهيدا فتزوجها عمر بن الخطاب فولدت له فاطمة بنت عمر فتزوج
فاطمة عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فولدت له عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد فلعبد
الله عقب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن بن علي
وحدثنا عمي رحمه الله أنا ابن (4) يوسف أنا الحسن قراءة.

(1) بالأصل: و " ز ": " أنا أبو علي، نا ابن فهم " صوبنا السند قياسا إلى أسانيد مماثلة، وهذا السند معروف.
(2) بالأصل و " ز ": السدي، تصحيف.
(3) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 303.
(4) بالأصل و " ز ": أبي، تصحيف.
225

أنا أبو عمر بن حيوية أنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال (1) في تسمية النساء
المسلمات المبايعات أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن
مخزوم
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا (2): قال لنا أبو نعيم الحافظ أم حكيم
بنت الحارث بن هشام أسلمت يوم الفتح كانت تحت ابن عمها عكرمة بن أبي جهل
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (3) نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني سليمان بن أبي شيخ قال:
قتل أبان بن سعيد بن العاص يوم أجنادين شهيدا (4) وقتل خالد بن سعيد بن العاص
بمرج الصفر شهيدا (5) وكانت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام دخل بها بمرج الصفر
فخرج وهو عروس فقاتل فقتل وخرجت هي بعمود (6) فقتلت سبعة من الروم وكانت قبله
تحت ابن عمها عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها يوم فحل (7) فلما انقضت عدتها خطبها يزيد
ابن أبي سفيان وخالد بن سعيد فحطت (8) إلى خالد ثم تزوجها عمر بن الخطاب فهي التي
تسحر (9) عندها عبد الرحمن بن الحارث لأن أم عبد الرحمن فاطمة بنت الوليد بن المغيرة
ماتت قبل ذلك بمدة وهي أم أم حكيم واستشهد قبل ذلك الحكم بن سعيد بن العاص يوم
مؤتة مع جعفر بن أبي طالب واستشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم حصن الطائف سعيد بن سعيد
بن العاص
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8 / 261.
(2) بالأصل: " قال " والمثبت عن " ز ".
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(4) فتوح البلدان للبلاذري ص 132.
(5) فتوح البلدان للبلاذري ص 138.
(6) في فتوح البلدان: انتزعت عمود الفسطاط فقاتلت به.
(7) فحل من أرض الأردن كما في الطبري، وفي معجم البلدان: فحل بكسر أوله وسكون ثانيه: اسم موضع بالشام
كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم.
(8) بالأصل: فحظت، وفي " ز ": " فخطبت " والمثبت عن المختصر والمطبوعة، وحطت إلى خالد: مالت إليه.
(9) بالأصل و " ز ": سحر، والمثبت عن المطبوعة.
226

أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن عمر حدثني عبد
الحميد بن جعفر عن أبيه قال:
شهد خالد بن سعيد فتح أجنادين وفحل ومرج الصفر وكانت أم حكيم بنت الحارث
ابن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها بأجنادين فاعتدت (2) عنه أربعة أشهر
وعشرا وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها وكان خالد بن سعيد يرسل إليها في عدتها يتعرض
للخطبة فحطت (3) إلى خالد بن سعيد فتزوجها على أربع مائة دينار فلما نزل المسلمون
مرج الصفر أراد خالد أن يعرس بأم حكيم فجعلت تقول لو أخرت الدخول حتى يفض الله
هذه الجموع فقال خالد إن نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم قالت فدونك
فأعرس بها عند القنطرة التي بالصفر فبها سميت قنطرة أم حكيم وأولم عليها في صبح
مدخله فدعا أصحابه على الطعام فما فرغوا من الطعام حتى صفت الروم صفوفها خلف
صفوف وبرز رجل منهم معلم يدعو إلى البراز فبرز إليه أبو جندل بن سهيل بن عمرو
العامري فنهاه أبو عبيدة فبرز حبيب بن مسلمة فقتله حبيب ورجع إلى موضعه وبرز خالد
ابن سعيد فقاتل فقتل وشدت أم حكيم بنت الحارث عليها ثيابها وعدت (4) وإن عليها لردع
الخلوق (5) في وجهها فاقتتلوا أشد القتال على النهر فصبر الفريقان جميعا وأخذت السيوف
بعضها بعضا فلا يرمى بسهم ولا يطعن برمح ولا يرمى بحجر ولا يسمع إلا وقع السيوف
على الحديد وهام الرجال وأبدانهم وقتلت أم حكيم يومئذ سبعة بعمود الفسطاط الذي بات فيه
خالد بن سعيد معرسا بها وكانت وقعة مرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة في خلافة
عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو علي الحسين (6) بن علي بن أشليها وابنه (7) أبو الحسن علي قالا: أنا أبو

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 98.
(2) في طبقات ابن سعد: " فأعدت أربعة أشهر ". وعدة المرأة المطلقة والمتوفى زوجها هي ما تعده من أيام أقرائها أو
أيام حملها أو أربعة أشهر وعشر ليال، وقد اعتدت المرأة عدتها من وفاة زوجها أو طلاقه إياها (تاج العروس.
عدد).
(3) بالأصل: " فحظت " وفي " ز ": " فخطب " والمثبت عن ابن سعد.
(4) بالأصل و " ز ": وغدت، والمثبت عن ابن سعد.
(5) عند ابن سعد: " لدرع الحلوق " وفي " ز ": " لردع الخلوف " والردع: أثر الخلوق والطيب في الجسد، والخلوق:
ضرب من الطيب.
(6) بالأصل و " ز ": الحسن.
(7) في " ز ": أبيه.
227

الفضل بن الفرات أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد
الملك أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ قال سمعت محمد بن شعيب وغيره يذكر أنها أم حكيم
ابنة الحارث بن هشام تزوجها خالد بن سعيد بن العاص وبنى بها عند قنطرة أم حكيم فبها
سميت قنطرة أم حكيم فقال محمد بن شعيب فلم يقم معها إلا سبعة أيام
قال ونا عائذ قال حدثني عبد الأعلى يعني ابن مسهر أن عمر بن الخطاب تزوجها
بعده
قال ونا ابن عائذ أخبرني سعيد بن عبد العزيز أن أم حكيم كان تحت عكرمة بن أبي
جهل فقتل عنها فانقضت عدتها وتزوجها خالد بن سعيد بن العاص وبنى بها عند القنطرة
التي بالصفر فبها سميت قنطرة أم حكيم التقوا على النهر عند الطاحونة فقتلت يومئذ أم
حكيم سبعة من الروم بعمود فسطاطها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنا أبو الحسن الحمامي
أنا أبو محمد الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى العطار نا أبو حذيفة إسحاق بن
بشر القرشي قال:
وكان أمر اليرموك أن الروم لما صافت سار هرقل إلى الروم حتى نزل أنطاكية ومعه
المستعربة لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعة ومعه من أهل
أرمينية إثنا عشر ألفا فلما نزل أنطاكية بعث القيقلان (1) خصيا له فسار بمائة ألف وسار في
أهل أرمينية [جرجة] (2) وسار في قبائل قضاعة جبلة بن الأيهم الغساني وسائرهم من الروم
وعلى جماعة الناس القيقلان الخصي خصي هرقل وسار المسلمون وهم أربعة وعشرون
ألفا عليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك في سنة خمس عشرة فاقتتل الناس قتالا
شديدا حتى دخل [النساء] (3) عسكر المسلمين فقاتل نساء من قريش بالسيوف حتى دخل
العسكر منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال

(1) لم تعجم الياء بالأصل، والمثبت عن " ز ".
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز "، وفي المختصر والمطبوعة: حبرجة.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن المطبوعة، وهي مستدركة فيها بين قوسين.
228

9461 أم حكيم بنت يحيى ويقال بنت يوسف بن يحيى بن الحكم
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف (1)
وأمها زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومية امرأة شاعرة تزوجها
عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك فطلقها ثم تزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له يزيد
ابن هشام وإلى أم حكيم هذه ينسب سوق أم حكيم وهو سوق القلائين (2) وقصر أم
حكيم (3) الذي عند مرج الصفر
أخبرنا أبو الحسين المعدل وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
أنا أبو طاهر أنا أحمد نا الزبير قال (4):
وولد يحيى بن الحكم أبا جعفر بن يحيى وأم حكيم (5) تزوجها عبد العزيز بن الوليد
ابن عبد الملك ثم تزوج عليها بنتا لأبي بكر (6) بن عبد الرحمن بن أبي بكر فحظيت بنت
أبي بكر عنده وأحبها فطلق عنها أم حكيم فتزوجها هشام بن عبد الملك فلما مات عبد
العزيز بن الوليد تزوج هشام بن عبد الملك امرأته الأخرى بنت أبي بكر فجمع امرأتيه جميعا
أم حكيم وبنت أبي بكر ثم طلق بنت أبي بكر عن أم حكيم وقال لأم حكيم أرضيتك
أقدتك منها طلقتها عنك كما طلقك عبد العزيز عنها فولدت أم حكيم لهشام مسلمة (7)
ومحمدا [ويزيد] (8) وأم يحيى وأم هشام وأم أبي بكر وأم حكيم ابنة (9) يحيى [أمها

(1) انظر أخبارها في نسب قريش للمصعب ص 167 و 171 وجمهرة ابن حزم ص 92 والأغاني 16 / 274 وأنساب الأشراف
9 / 367 طبعة دار الفكر: وفيه أم حكيم بنت يحيى بنت يحيى بن الحكم، ويقال هي أم حكيم بنت الحارث بن
الحكم. ومعجم البلدان 4 / 355.
(2) بالأصل: " الفليس " وفي " ز ": " الفلبيس " " كلاهما تصحيف، والتصويب عن معجم البلدان 4 / 355.
(3) قصر أم حكيم: جاء في معجم البلدان أنه: بمرج الصفر بن أرض دمشق.
(4) انظر نسب قريش: للمصعب ص 171 - 172.
(5) في نسب قريش: أم الحكم.
(6) في نسب قريش ص 165 أن عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك تزوج ميمونة بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
(7) كذا بالأصل و " ز "، وفي أنساب الأشراف 8 / 367 " مسلمة أبا شاكر " وفي نسب قريش ص 167 مروان، وهو أبو
شاكر.
(8) زيادة عن " ز "، وانظر نسب قريش ص 167.
(9) بالأصل و " ز ": ابنتي.
229

زينب بنت عبد الرحمن] (1) بن الحارث الموصولة (2)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو جعفر أنا أبو طاهر أنا أحمد نا
الزبير حدثني أبو بكر بن يزيد بن عياض عن أبيه قال:
ولدت زينب بنت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ليحيى بن الحكم أم حكيم بنت
يحيى فتزوج أم حكيم عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك ثم تزوج عليها ابنة لأبي بكر بن
عبد الرحمن بن أبي بكر فحظيت ابنة أبي بكر عنده فطلق عنها أم حكيم فتزوجها هشام بن
عبد الملك فلما مات عبد العزيز بن الوليد تزوج هشام بن عبد الملك ابنة أبي بكر
فجمعهما ثم طلق ابنة أبي بكر عن أم حكيم (3) وقال لها أرضيتك أقدتك (4) منها طلقتها
عنك كما طلقك عبد العزيز عنها فولدت أم حكيم لهشام بن عبد الملك مسلمة ومحمدا
ويزيد
قال عمي مصعب بن عبد الله فنعى عليه الوليد بن يزيد بن عبد الملك فقال (5):
عللاني بعاتقات الكروم * وبكأس ككأس أم حكيم (6)
إنها تشرب الرساطون (7) صرفا * في إناء من الزجاج عظيم.
ومما يروى من شعر أم حكيم (8):
ألا فاسقياني من شرابكما الوردي * وإن كنت قد أنفدت فاستر هنا بردي (9)
سواري ودملوجي (10) وما ملكت يدي * مباح لكم نهب (11) فلا تقطعوا وردي.

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و " ز "، واستدرك للايضاح وتقويم المعنى عن المختصر.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني 16 / 274 الواصلة بنت الواصلة، وقيل: الموصلة بنت الموصلة. لأنهما وصلتا
الجمال بالكمال.
(3) بالأصل: أم الحكم، والمثبت عن " ز ".
(4) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز ": أفديتك.
(5) البيتان في الأغاني 16 / 278.
(6) كانت أم حكيم منهومة بالشراب، مدمنة عليه، وكان رأسها الذي كانت تشرب فيه مشهور عند الناس.
(7) الرساطون: شراب يتخذ من الخمر والعسل.
(8) البيتان في الأغاني 16 / 273.
(9) بالأصل: ردى، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(10) الدملوج: المعضد من الحلي.
(11) بالأصل: نهبت، والمثبت عن " ز "، والأغاني.
230

قرأت في كتاب محمد بن محمد بن الحسين الديناري بخط [بعض] (1) أهل الأدب
وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين [الكاتب] (2) وأجازه لي أنا أبو الحسن الأسدي نا
حماد يعني ابن إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن أبيه عن ابن (3) داب قال:
دخل هشام بن عبد الملك على أم حكيم وهي مفكرة فقال لها في أي شئ أنت
مفكرة يا أم حكيم؟ قالت خير يا أمير المؤمنين قال أقسمت عليك لتخبريني قالت في
قول جميل (4):
فما مكفهر في رحى (5) مرجحنة * ولا ما أسرت (6) في معادنها النحل
بأحلى (7) من القول الذي قلت بعدما * تمكن من حيزوم (8) ناقتي الرحل.
فليت شعري ما كانت قالت له حتى استحلاه ووصفه لقد كنت أحب أن أعلم
فضحك هشام ثم قال هذا شئ قد أحب عمك يعني أباه أن يعلمه وسأل عنه من سمع
الشعر من جميل فلم يعلمه فقالت إذا استأثر الله بشئ قاله (9) عنه.
9462 أم خالد بنت عتبة بن ربيعة
ابن عبد شمس بن عبد مناف
خالة معاوية بن أبي سفيان
ذكر أبو الحسين الرازي في كتاب الدوران الدور المعروفة ببني الدن مع دار عيل (10)
مولى الفاطميين مع دار بني قوبال كلها كانت دار أم خالد ابنة عتبة بن ربيعة خالة معاوية بن

(1) سقطت من الأصل وأضيفت للايضاح عن " ز ".
(2) سقطت من الأصل، وأضيفت عن " ز ".
(3) بالأصل و " ز ": " أبي داب " والتصويب عن المختصر.
(4) البيتان في ديوان جميل ص 110 (ط. بيروت. صادر).
(5) بالأصل: أخي، وفي " ز ": " أحي " وكتب فوقها: رحا، وفوقها ح، وهو ما أثبت وهو يوافق رواية المختصر.
(6) في الديوان:
وما ماء مزن من جبال منيعة * ولا ما أكنت
(7) بالأصل: فأحلى، والمثبت عن " ز "، وفي الديوان: بأشهى.
(8) الحيزوم: ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر.
(9) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: فاله، وهو أشبه.
(10) في " ز ": رعبل.
231

أبي سفيان وبنو الدن من مواليها ويقال إنهم من موالي الزبيريين يعني بنواحي
الرحبة (1) وزقاق السلم
[قال ابن عساكر] (2) كذا قال وعندي أنها أم خالد بنت أبي هاشم خال معاوية ولم
أجد لأم خالد بنت عتبة ذكرا في كتاب النسب للزبير بن بكار
9463 أم خالد بنت أبي هاشم
هي أم هاشم واسمها حية (3)
تقدم ذكرها
9464 أم الخيار زوج رياح (4) بن عبيدة
حكت عن عمر بن عبد العزيز
حكى عنها ابنها موسى بن رياح (5)
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن نصر بن إبراهيم بن نصر أنا أبو
محمد عبد الله بن الوليد الأندلسي أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي
أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو محمد عبد الله بن يونس
أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا معاذ بن معاذ نا موسى بن رياح بن
عبيدة حدثتني أمي أم الخيار وهي امرأة رياح بن عبيدة قالت:
كنت عند فاطمة بنت عبد الملك امرأة عمر بن عبد العزيز قال فكنت عندها أحدثها
فإذا عمر بن عبد العزيز قد دخل علينا فأتى كوز الحب (6) فأخذه فاغترف فتوضأ ثم أقبل
فقالت [له] (7) فاطمة يا أمير المؤمنين هذه أم الخيار فقال يا أم الخيار شغلنا عنك قالت

(1) بالأصل: الرجية، والمثبت عن " ز ".
(2) زيادة منا.
(3) بالأصل: حنة، ولم تعجم في " ز "، تقدم ذكرها في هذا الجزء.
(4) بالأصل و " ز ": رباح، تصحيف، والصواب ما أثبت عن المختصر، وسيرد الاسم صحيحا فيما يأتي، وهو
رياح بن عبيدة الباهلي البصري ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 246.
(5) بالأصل و " ز ": رباح.
(6) الحب: الجرة الضخمة، والكوز: كوب بعروة يغترف به الماء.
(7) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز ".
232

ومضى قالت فقلت لها لولا أن أحبسك الليلة عن أمير المؤمنين لبت عندك قالت أما
إذ قلت هذا فلا تبرحي الليلة حتى تري فلما صلى العتمة دخل وأدخل معه كتاب العامة
قالت ودعا بالشمع فلم يزل في كتابه وحسابه حتى ذهب نحو من ثلث الليل قالت ثم
أمر بالكتاب فأقيموا ورفع الشمع ثم دعا بكتابه كتاب الخاصة ودعا بسراج فجعل
يحاسبهم حتى مضى ثلث الليل الأوسط ثم قام إلى مصلاه فصلى حتى أصبح
9465 أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية الكوفية (1)
قدمت على معاوية وحاورها محاورة تدل على فصاحتها وجزالتها
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن (2) محمد بن خميس أنا محمد بن علي بن
ودعان (3) أنا عمي أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن ودعان أنا هارون بن أحمد بن محمد بن
روح البصري نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن عبد الله بن منصور الصايغ نا عبد العزيز
ابن يحيى
[و] (4) نا أحمد بن عبد الله بن جلين (5) الدوري حدثني محمد بن حمزة الهاشمي
وجعفر بن علي الخياط نا محمد بن زكريا الغلابي
قال وأنا المطهر بن إسماعيل بن نعمة البلدي ببلد (6) نا أبو سعيد العدوي
قالا أنا العباس بن بكار نا عبيد الله بن عمرو الغساني عن الشعبي قال (7):
كتب معاوية بن أبي سفيان إلى واليه بالكوفة أن أوفد علي أم الخير بنت الحريش بن
سراقة البارقية رحلة (8) محمودة الصحبة غير مذمومة العاقبة واعلم أني مجازيك بقولها
فيك بالخير خيرا وبالشر شرا.

(1) خبرها في صبح الأعشى 1 / 248 والعقد الفريد 2 / 115.
(2) بالأصل و " ز ": " بن محمد بن نصر " والصواب ما أثبت عن مشيخة ابن عساكر 55 / أ.
(3) بالأصل و " ز ": وردعان، تصحيف.
(4) زيدت " الواو " لتقويم السند.
(5) بدون إعجام بالأصل و " ز " ورسمها: " حلبى ".
(6) سقطت اللفظة من المطبوعة.
(7) قصة وفودها إلى معاوية في العقد الفريد 2 / 115 - 116 وصبح الأعشى 1 / 248 - 249
(8) بالأصل: زجلة، والمثبت عن " ز ".
233

فلما ورد الكتاب عليه ركب إليها فأقرأها إياه قالت أما أنا فغير راغبة (1) عن طاعة
ولا معتلة بكذب ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تلجلج (2) مني بمجرى النفس
يغلي بها صدري غلي المرجل بحب (3) البلس (4) يوقد بجزل السمر فلما حملها وأراد
مفارقتها قال لها يا أم الخير إن معاوية ضمن لي أن يجازيني فيك بالخير خيرا وبالشر
شرا فانظري كيف تكونين قالت يا هذا لا يطمعك برك بي في نزو (5) معك بالباطل ولا
يؤنسك معرفتي أن أقول فيك [غير] (6) الحق فسارت خير مسير فلما قدمت على معاوية
أنزلها بيتا مع الحرم ثلاثة أيام ثم أذن لها في اليوم الرابع وعنده جلساؤه فقالت السلام عليك
يا أمير المؤمنين قال وعليك السلام وبالرغم منك دعوتني (7) بهذا الاسم؟ قالت مه يا
هذا [فكل بديهة للسلطان مدحضة لما يجب علمه فقال صدقت كيف حالك وكيف
رأيت مسيرك؟ قالت لم أزل في عافية وسلامة حتى أدتني إلى ملك جزل ذي عطاء بذل فأنا
في عيش أنيق و [عند] (8) ملك رقيق فقال معاوية بحسن نيتي والله ظفرت بكم وأعنت
عليكم قالت مه يا هذا] (9) والله لك من دحض المقال ما تردى (10) عاقبة قال ليس لهذا
أردناك قالت إنما أجري في ميدانك إذا أجريت شيئا أجريته فسل عما بدا لك قال كيف
كان كلامك يوم قتل عمار بن ياسر قالت لم أكن والله رأيته قبل ولا رأيته بعد وإنما
كانت كلمات نفثهن لساني حين الصدمة فإن شئت أحدثت لك مقالا غير ذلك فعلت قال
لا أشاء ثم التفت إلى بعض أصحابه فقال أيكم يحفظ كلام أم الخير فقال رجل من
القوم أنا أحفظه يا أمير المؤمنين كحفظي لسورة الحمد قال فهاته قال نعم كأني بها يا

(1) في العقد الفريد وصبح الأعشى: زائغة.
(2) في العقد الفريد وصبح الأعشى: لأمور تختلج في صدري.
(3) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: تحت، والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل و " ز ": بدون إعجام، أعجمت عن المختصر، والبلس: بضمتين: العدس.
(5) بالأصل: ندو، والمثبت عن " ز ".
(6) سقطت من الأصل و " ز "، واستدركت لايضاح المعنى عن العقد الفريد وصبح الأعشى.
(7) بالأصل و " ز " وصبح الأعشى: دعوتيني. والمثبت عن العقد الفريد.
(8) زيادة عن صبح الأعشى.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز "، وصبح الأعشى والعقد الفريد.
(10) بالأصل: " وردي " والمثبت عن " ز ".
234

أمير المؤمنين في ذلك اليوم وعليها برد زبيدي (1) كثيف الحاشية على جمل أرمك
الأرمك (2) الأشقر وقد أحيط حولها وبيدها سوط منتشر الضفر وهي كالفحل يهدر في
شقشقته (3) تقول " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم " (4) إن الله قد
أوضح الحق وأبان الدليل ونور السبيل ورفع العلم فلم يدعكم في عمياء مبهمة ولا
شعواء (5) مدلهمة فإلى أين تريدون رحمكم الله أفرارا عن أمير المؤمنين أم رغبة عن
الإسلام أم ارتدادا عن الحق أما سمعتم الله يقول " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم
والصابرين ونبلو أخباركم " (6) ثم رفعت رأسها إلى السماء وهي تقول اللهم إنه قد عيل
الصبر وضعف اليقين وانتشرت الرغبة وبيدك اللهم أزمة القلوب فاجمع اللهم الكلمة
على التقوى وألف القلوب على الهدى واردد الحق إلى أهله هلموا رحمكم الله إلى
الإمام العادل إنها إحن (7) بدوية وضغائن أحدية وأحقاد جاهلية وثب بها معاوية حين
الغفلة ليدرك بثارات بني عبد شمس ثم قالت " قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم
ينتهون " (8) صبرا معاشر المهاجرين والأنصار قاتلوا على بصيرة من ربكم وثبات من
دينكم فكأني بكم غدا قد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة لا تدري ما يسلك بها من فجاج
الأرض باعوا الآخرة بالدنيا واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى " عما قليل
ليصبحن نادمين " (9) حين تحل بهم الندامة فيصلبون (10) الإقالة " ولات حين مناص " (11)
إنه والله من ضل عن الحق وقع في الباطل ومن لم يكن الجنة نزل النار أيها الناس إن
الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها واستطالوا مدة الآخرة فسعوا لها والله أيها الناس

(1) زبيدي نسبة إلى زبيد، بلد باليمن.
(2) بالأصل: أريك الأريك، ومثله في " ز "، تصحيف، والمثبت عن صبح الأعشى.
(3) الشقشقة: لهاة البعير، ولا تكون إلا للعربي من الإبل.
(4) سورة الحج، الآية الأولى.
(5) بالأصل: سعواء، والمثبت عن " ز ".
(6) سورة محمد، الآية: 31.
(7) بالأصل و " ز ": أحق. والمثبت عن صبح الأعشى.
(8) سورة التوبة، الآية: 12.
(9) سورة المؤمنون، الآية: 40.
(10) بالأصل و " ز ": فيطلبوا.
(11) سورة ص، الآية: 3.
235

لولا أن يبطل الحق ويظهر الظالمون وتقوى كلمة الشيطان لما اختاروا ورود المنايا على
خفض العيش وطيبه إلى أين تريدون رحمكم الله أيها الناس عن ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وزوج ابنته وأبي ابنيه خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب
مدينته (1) وأعلم بحبه المسلمين (2) وأبان ببغضه المنافقين فلم يزل كذلك حتى أيده الله
بمعونته يمضي على سنن استقامة لا يفرح لراحة اللذات بها وهو مفلق الهام مكسر
الأصنام صلى والناس مشركون وأطاع والناس مرتابون فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي
بدر وأفنى أهل أحد وهزم الله به الأحزاب وقتل أهل حنين وفرق جمع هوازن فيالها من
وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا قد اجتهدت في القول وبالغت في النصيحة
وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله
فقال معاوية والله يا أم الخير ما أردت بهذا القول إلا قتلي ولو قتلتك ما حرجت في
ذلك [فقالت] (3) والله ما يسوؤني أن يجري الله قتلي على يدي من يسعدني الله بشقائه!
قال: هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين في عثمان بن عفان قالت وما عسى أن أقول فيه
استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم له كارهون فقال معاوية: إيها (4) يا أم الخير
هذا والله أصلك الذي تبنين (5) عليه قالت لكن الله يشهد بما أنزل أنزله بعلمه والملائكة
يشهدون " وكفى بالله شهيدا " (6) وما أردت بعثمان نقصا ولقد كان سباقا إلى الخير وإنه
لرفيع الدرجة غدا فما تقولين في طلحة بن عبيد الله قالت وما عسيت أن أقول في طلحة
اغتيل من مأمنه وأتي من حيث لم يحذر وقد وعده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الجنة قال فما تقولين
في الزبير؟ قالت لا تدعني كرجيع الثوب الصبغ يعرك في المركن (7). قال حقا لتقولن (8)
وقد عزمت عليك قالت وما عسيت أن أقول في الزبير ابن عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحوارية

(1) تشير إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
(2) تشير إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن " حيث ميز المسلم من المنافق بحب علي بن أبي
طالب.
(3) زيادة عن " ز ".
(4) بالأصل و " ز " إيهن.
(5) بالأصل و " ز ": تبني.
(6) سورة النساء، الآية: 165.
(7) المركن: إناء تغسل فيه الثياب.
(8) الأصل و " ز ": لتقولين.
236

وقد شهد له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالجنة ولقد كان سباقا إلى كل مكرمة في الإسلام وإني أسألك
بحق الله يا معاوية فإن قريشا تحدث أنك من أحلمها فأنا أسألك أن تسعني من فضل حلمك
[و] أن تعفيني من هذه المسائل وامض لما شئت من غيرها قال قد فعلت ونعمة عين قد
أعفيتك وردها مكرمة
9466 أم الدرداء
اسمها هجيمة
تقدم ذكرها في حرف الهاء
39467 أم الربيع جدة سعيد بن عيسى
حدثت عن أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وقيل عن أمها عن أم حبيبة
روى عنها حفيدها سعيد بن عيسى وهو دمشقي تقدم حديثها في ترجمة سعيد (1)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن ابن الآبنوسي أنا ابن عتاب أنا ابن
جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا ابن أبي الحديد أنا الربعي أنا الكلابي أنا
ابن جوصا قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية وجدة [سعيد بن] (2) عيسى:
[أم الربيع] (3)
9468 أم سعيد بنت سعيد بن عثمان بن عفان
ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموية
لها ذكر
أخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم في كتابه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
ح وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن وأبو الحسن محمد بن إسحاق

(1) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 21 / 272 رقم 2546 وهو سعيد بن عيسى القرشي، كان
يسكن دمشق.
(2) زيادة للايضاح عن المطبوعة.
(3) زيادة عن المطبوعة.
237

وأبو علي بن سعيد قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم
المقرئ (1) أنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي أنا عمر بن شبة قال أخبرني الطائي
قال قال القاسم بن معن (2):
كانت أم سعيد بنت سعيد بن عثمان بن عفان عند هشام بن عبد الملك ثم طلقها فندم
على طلاقها فتزوجها العباس بن الوليد بن عبد الملك ثم طلقها وندم على طلاقها فتزوجها
عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز فدس إليها العباس (3) أشعب (4) بأبيات قالها وقال له إن
أنشدتها إياها فلك ألف دينار قال فأتاها فأنشدها فقالت له دسك العباس وجعل لك ألف
دينار فأخبره عني ولك ألف دينار ثم قالت وما قال؟ فقال: قال:
أسعدة هل إليك لنا سبيل * ولا حتى (5) القيامة من تلاق.
فقالت: إن شاء الله (6)، فقال:
بلى ولعل دارك أن تواتي (7) * بموت من حليلك أو فراق
قالت بفيك الحجر (8) قال:
فأرجع شامتا وتقر عيني * ويجمع شملنا بعد الشقاق (9)
قالت بل يشمت بك إن شاء الله (10)
9469 أم سعيد بنت عبد الله بن عمرو
هي سعدة تقدم ذكرها

(1) في " ز ": " المزني ".
(2) الخبر والابيات في الأغاني 19 / 170.
(3) ذكر أبو الفرج أن الوليد بن يزيد هو الذي بعث أشعب برسالة إلى سعدة بعدما طلقها.
(4) تحرفت بالأصل إلى: أشعث والمثبت عن " ز "، والأغاني.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي الأغاني: وهل حتى القيامة.
(6) في الأغاني: قالت: لا والله لا يكون ذلك أبدا.
(7) في الأغاني: بلى، ولعل دهرا أن يؤاتى.
(8) في الأغاني: قالت: كلا إن شاء الله، بل يفعل الله ذلك به.
(9) في الأغاني: فأصبح شامتا.... بعد افتراق.
(10) في الأغاني: قالت: بل تكون الشماتة به. وفي رواية أخرى في الأغاني أن سعدة لما بلغها أشعب رسالة الوليد
قالت له: قل له:
أتبكي على لنبي وأنت تركتها * فقد ذهبت لبنى فما أنت صائغ؟!
238

9470 أم سعيد جدة الوزير ابن مسافر الجرشي
حدثت وروى عنها الوزير بن مسافر
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين الصيرفي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن (1)
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في
الطبقة الثانية وجدة الوزير ابن مسافر أم سعيد
9471 أم سعيد
امرأة شاعرة حجازية أمة اشتراها الوليد بن يزيد (2) وحملت إليه
ذكر علي بن أحمد بن داود نا أبو بكر يعني ابن الأنباري حدثني أبي نا عبد الله بن
عمرو بن عبد الرحمن نا أحمد بن عمر بن إسماعيل الزهري (3) نا إسحاق بن عبد الملك
عن يحيى بن عروة بن الزبير قال:
كتب الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان إلى عامل المدينة أشخص إلي معبد
والأحوص وأمرهما أن يسيرا على هينتهما (4) سيرا رفيقا وإذا مرا على موضع يستطيبانه
أقاما عليه حتى يقدما علي مسرورين جذلين غير تعبين ولا منزعجين فسارا على ما وصف
حتى صارا إلى قف (5) معان (6) بالبلقاء وعليه قصر لبعض بني أمية فجلسا في روضة
خضراء عند واد أفيح (7) بإزاء القصر فخرجت جارية من القصر بيدها جرة فملأتها من الغدير
ثم صعدت وتغنت:

(1) بالأصل و " ز ": " أبو القاسم " تصحيف، والمثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(2) في المختصر والمطبوعة: أمة شاعرة حجازية، اشتراها الوليد بن يزيد.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الزبيري، والمثبت عن " ز ".
(4) كذا بالأصل والمطبوعة، وفي " ز ": هيئتهما.
(5) القف: ما ارتفع من الأرض وغلظ ولم يبلغ أن يكون جبلا. (معجم البلدان).
(6) معان بالفتح، والمحدثون يقولونه بالضم، وهي مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء (معجم
البلدان).
(7) بالأصل: أفج، والمثبت عن " ز ". يقال: فاح الوادي اتسع، فهو أفيح على غير قياس، وروضة فيحاء: واسعة.
239

يا بيت (1) عاتكة الذي أتعزل (2) * حذر العدى وبه الفؤاد موكل (3)
إني لأمنحك الصدود (4) وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل.
ثم طربت وكسرت الجرة فدعاها الأحوص فسألها عن شأنها فقالت كنت لآل
الرحيد بمكة فاشتراني هذا القرشي فأثرني على جميع الناس وأكرمني غاية الإكرام حتى
قدم بي على امرأته وهي ابنة عمه فأنكرت ما رأت من خصوصيته إياي وحلفت أن لا
ترضى إلا أن يدخلني في جملة الخوادم ويلزمني أن أستقي كل يوم ثلاث جرار من هذا
الغدير فإذا فكرت في الرق وما يلزمني من طاعة السادة سلمت الجرة صحيحة وإذا فكرت
في قديم أمري وما كنت فيه من النعمة كسرت الجرة فقال الأحوص لمن هذا الشعر؟
قالت الشعر للأحوص والغناء لمعبد قال فأنا الأحوص وهذا معبد ثم سألها عن اسمها
فقالت: أعرف بأم سعيد ثم أنشأت تقول:
إن تروني الغداة أسعى بجر * أستقي الماء عند هذا الغدير
فلقد عشت في رخاء من العيش * وفي كل نعمة وسرور
لا أرى البؤس وسط حي كرام * قد حيوني بالود ود الصدور
ثم قد تبصران (5) ما أنا فيه * ثم ماذا إليه صار مصيري
فأسمعوا ما أقول لقاكم * الله نجاحا في أيسر التيسير
أبلغوا عني الإمام وما بلغ * صدق الحديث مثل الخبير
إنني (6) أضرب الخلائق بالعود * وأحكاهم لبم وزير (7)
فلعل الإله ينقذ مما * أنا فيه من المحل الضرير.
فأنشأ الأحوص يقول:
إن زين الغدير من كسر الجر * ر (8) وغنى غناء فحل مجيد

(1) بالأصل: بنت، والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل: أتغزل، وفي " ز ": اتعزل. والمثبت عن تاج العروس.
(3) البيت الأول في تاج العروس " عزل " ونسبه للأحوص.
(4) بالأصل و " ز ": الصدور، في الموضعين.
(5) بالأصل و " ز ": يبصران.
(6) بالأصل و " ز ": إني، والمثبت عن المطبوعة.
(7) البم: من أوتار العود الغليظة. والزير: الدقيق من الأوتار.
(8) بالأصل و " ز ": الجر الجرة، ولا يستقيم بها الوزن.
240

قلت: من أنت يا ظريفة قالت: * كنت فيما مضى لآل الوحيد
ثم قد صرت بعد ملك قريش * في بني عامر لآل الوليد
فغنائي لمعبد ونشيدي * لفتى الناس الأحوص الصنديد
فتضاحكت ثم قلت أنا الأحوص * والشيخ معبد فأعيدي
فأعادت وأحسنت ثم ولت * تتثنى فقلت أم سعيد
يعجز المال عن شراك ولكن * أنت في ذمة الإمام الوليد
سوف أطريك للإمام بصوت * معبدي يدر (1) حبل الوريد
يفعل الله ما يشاء وظني * ثم خيرا هناك عند ورودي.
فلما قدما على الوليد بن يزيد كان أول شعر غناه معبد شعر الأحوص الثاني فقال له
الوليد: من قال هذا الشعر ومتى صنعت اللحن فيه؟ فحدثه حديث الجارية فوجه فاشتريت له
بأرفع ثمن وأدخلت عليه فغنته فما برحا حتى أخذا من خلعتها وجائزتها
9472 أم سلمة بنت هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموية
زوج عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك حجت في زمن أبيها لها ذكر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
أنا المخلص أنا الطوسي أنا الزبير قال (2): في تسمية ولد هشام زينب تزوجها محمد بن
عبد الله بن عبد الملك فولدت له وأم سلمة تزوجها عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك
وهما لأم ولد
أنبأنا أبو بكر الحاسب وغيره عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إبراهيم أخبرنا الحارث بن محمد أنا محمد بن سعد أنا محمد بن
عمر قال وفيها يعني سنة أربع وعشرين ومائة حج بالناس محمد بن هشام وحج عامئذ عبد
العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بن مروان ومعه امرأته أم سلمة بنت هشام بن عبد الملك
فحدثني يزيد مولى أبي الزناد قال رأيت محمد بن هشام على بابها يرسل بالسلام وألطافه (3)

(1) في " ز ": معبد بن بدر.
(2) انظر نسب قريش للمصعب ص 168.
(3) الألطاف واحدها لطف، وهو الهدية (تاج العروس).
241

على بابها كثيرة لم تقبل كانت وجدت عليه في ترك اللطف لها بالطريق فهو يتعذر (1)
وتأبى حتى يئس من قبول هديته ثم أمرت بقبضها
9473 أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد (2)
ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشية المخزومية
امرأة حازمة كانت تحت عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك ثم خلف عليها مسلمة
ابن هشام بن عبد الملك ثم تزوجها أبو العباس السفاح لها ذكر
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا محمد
ابن عبد الرحمن أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (3): ومن ولد سلمة بن عبد الله أم
سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله كانت عند مسلمة بن هشام بن عبد الملك ثم
خلف عليها أبو العباس أمير المؤمنين عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس
فولدت له محمدا وريطة ابني أبي العباس كانت ريطة بنت أبي العباس عند المهدي أمير
المؤمنين ولدت له عليا وعبيد الله ابني المهدي وأم أم سلمة بنت يعقوب هند بنت
عبد الله بن جبار بن سلمة بن مالك بن جعفر بن كلاب ولأخيها حبيب بن جبار يقول
الأعور بن براء الكلبي:
لقد علم ابن جبار بن سلمى * حبيب إنما الدنيا متاع
وأن لا يخلد الإبل الصفايا * ولا طول الإهابة (4) والشياع (5).
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال (6): أم سلمة بنت يعقوب
ابن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة أمها هند بنت عبد الله بن جبار بن
سلمى ولجبار شعر (7)

(1) تعذر: اعتذر واحتج لنفسه (تاج العروس: عذر).
(2) كتب على هامش " ز ": مكرر بالنسخة، انظر نسب قريش ص 329.
(3) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 330.
(4) الإهابة: الصوت بالإبل ودعاؤها. وأهاب الراعي بغنمه: صاح لتقف أو لترجع (تاج العروس: هيب) 2 / 501.
(5) الشياع: أشاع بالإبل: أهاب بها أي صاح بها ودعاها إذا استأخر بعضها والشياع: مزمار الراعي، وفي الأساس:
هو منفاخ الراعي سمي به لأنه يصيح بها على الإبل فتجتمع بها على الإبل فتجتمع. والشياع: صوت الراعي. (تاج العروس: شيع).
(6) إلى هنا لابن ماكولا 2 / 37 في باب جبار.
(7) إلى هنا ينتهي كلام ابن ماكولا.
242

وبلغني عن المدائني أن العباس بن الوليد بن عبد الملك لما وجهه الوليد بن يزيد بن
عبد الملك لإحصاء ما في خزائن هشام أمره أن لا يعرض لمسلمة بن هشام لأنه كان يكف
أباه عن الوليد وكان مسلمة يشرب فلما قدم العباس كتبت إليه أم سلمة إن مسلمة ما يفيق
من الشراب ولا يهتم بشئ مما فيه إخوته ولا لموت أبيه فلما راح مسلمة إلى العباس قال
له يا مسلمة كان أبوك يرشحك للخلافة ونحن نرجوك لغير ما بلغني عنك وأنبه وعاتبه
على الشراب فأنكر مسلمة ذلك وقال من أخبرك بهذا قال كتبت إلي أم سلمة فطلقها
في ذلك المجلس فخرجت إلى فلسطين وبها كانت تنزل فتزوجها أبو العباس السفاح
هناك
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي
الحسن الدارقطني
ح (1) وقرات على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح عبد الكريم بن محمد أنا
الدارقطني
نا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي [قال] (2) قال أبو الفضل الربعي نا
إسحاق الموصلي أخبرني أبو عبد الله الزبيري قال:
كانت أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة عند
عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك ثم خلف عليها أبو شاكر مسلمة بن هشام بن عبد
الملك فإما فارقها وإما مات عنها فخرجت مع جواريها وحشمها مبتدية (3) نحو الشراة
فبينا هي ذات يوم جالسة إذ مر بها أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس وهو يومئذ عزب فأرسلت إليه مولاة لها تعرض عليه أن يتزوجها فجاءته الجارية
فأبلغته السلام وأدت إليه الرسالة فقال أبلغيها السلام وأخبريها برغبتي فيها وقولي لها
لو كان عندي من المال ما أرضاه لك فعلت فقالت لها قولي له هذه سبعمائة دينار أبعث
بها إليك وكان لها مال عظيم وجوهر وحشم كثير فأتته المرأة فعرضت ذلك عليه

(1) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(2) سقطت من الأصل والمطبوعة، وزيدت عن " ز ".
(3) كذا بالأصل و " ز "، يقال: بدا القوم بدوا أي خرجوا إلى باديتهم، وتبدى الرجل: أقام في البادية.
243

فأنعم (1) لها فدفعت إليه المال فأقبل إلى أخيها فخطبها إليه فزوجه إياها فأرسل إليها
بصداقها خمسمائة دينار وأهدى إليها مائتي دينار ثم دخل عليها فإذا هي على منصة فصعد
إليها فذكر خبرا
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني
أنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (2) (3) نا
الحسين بن القاسم (4) نا الربعي أبو الفضل العباس بن الفضل (5) قال: قال إسحاق يعني ابن
إبراهيم الموصلي قال شبيب بن شيبة:
دخل خالد بن صفوان التميمي على أبي العباس وليس عنده أحد فقال يا أمير
المؤمنين إني والله ما زلت منذ قلدك الله خلافته (6) أطلب أن أصير إلى مثل هذا الموقف في
الخلوة فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بإمساك الباب حتى أفرغ فعل قال فأمر الحاجب
بذلك فقال يا أمير المؤمنين إني فكرت في أمرك وأجلت الفكر فيك فلم أر أحدا له مثل
ما قلدك (7) أقل اتساعا في الاستمتاع بالنساء منك ولا أضيق فيهن عيشا إنك ملكت امرأة
من نساء العالمين واقتصرت عليها فإن مرضت مرضت وإن غابت غبت وإن عركت (8)
عركت وحرمت نفسك يا أمير المؤمنين [التلذذ] (9) باستطراف الجواري وبمعرفة اختلاف
أحوالهن والتلذذ بما يشتهى منهن؟ إن منهن يا أمير المؤمنين الطويلة التي تشتهى لجسمها
والبيضاء التي تستحب (10) للونها والسمراء اللعساء والصفراي العجزاء ومولدات المدينة
والطائف واليمامة ذوات الألسن العذبة والجواب الحاضر وبنات سائر الملوك ما يشتهي من
نظافتهن وحسن أنسهن وتحلل بلسانه فأطنب في صفات ضروب الجواري وشوقه إليهن

(1) أي أنه أجابها بقوله: نعم.
(2) أقحم بعدها بالأصل: " بن زكريا القاضي ".
(3) الخبر رواه المعافى بن زكريا القاضي الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 456 وما بعدها.
(4) في الجليس الصالح: حدثنا الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي.
(5) في الجليس الصالح: حدثنا أبو الفضل الربعي.
(6) في الجليس الصالح: خلافة المسلمين.
(7) في الجليس الصالح: مثل قدرك.
(8) أي حاضت.
(9) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز "، والجليس الصالح.
(10) كذا بالأصل و " ز "، وفي الجليس الصالح التي تحب لروعتها.
244

فلما فرغ خالد قال: ويحك ما سلك مسامعي والله كلام قط أحسن من هذا فأعد علي
كلامك فقد وقع مني موقعا فأعاد عليه خالد كلامه بأحسن مما ابتدأه ثم قال: انصرف
وبقي أبو العباس يفكر فيما سمع من خالد يقسم (1) أمره فبينا هو يفكر إذ دخلت عليه أم
سلمة وقد كان أبو العباس حلف ألا يتحذ عليها ووفى لها فلما رأته مفكرا متغيرا قالت
له إني لأنكرك يا أمير المؤمنين فهل حدث أمر تكرهه أو أتاك خبر ارتعت له؟ فقال: لا
والحمد لله ثم لم تزل تستخبره حتى أخبرها بمقالة خالد قالت فما قلت لابن الفاعلة؟
فقال لها ينصحني فتشتميه فخرجت إلى مواليها من البخارية (2) فأمرتهم بضرب خالد قال
خالد فخرجت إلى الدار مسرورا بما ألقيت إلى أمير المؤمنين ولم أشك في الصلة فبينا أنا
مع الصحابة واقفا إذ أقبلت البخارية تسأل عني فحققت الجائزة والصلة فقلت لهم ها
أنذا فاستبق إلي أحدهم بخشبة فلما أهوى إلي غمزت برذوني ولحقني فضرب كفله وتنادى
إلي الباقون وغمزت البرذون فأسرع ثم راكضتهم ففتهم واختبأت في منزلي أياما قال
القاضي (3): الصواب استخفيت ووقع في قلبي أني أتيت من قبل أم سلمة فطلبني أبو
العباس فلم يجدني فلم أشعر إلا بقوم قد هجموا علي وقالوا أجب أمير لمؤمنين فسبق
إلى قلبي أنه الموت فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون لم أر دم شيخ أضيع فركبت إلى دار
أمير المؤمنين ثم لم ألبث أن أذن لي فأصبته خاليا فرجع إلي عقلي ونظرت في المجلس
وبيت عليه ستور رقاق فقال يا خالد لم أرك قلت كنت عليلا قال ويحك إنك
وضعت لأمير المؤمنين في آخر دخلة دخلتها علي من أمور النساء والجواري صفة لم يخرق
مسامعي كلام قط أحسن منه فأعده علي - قال وسمعت حسا خلف الستر - فقلت: نعم يا
أمير المؤمنين أعلمتك أن العرب إنما اشتقت اسم الضرتين من الضر وإن أحدا لم يكن
عنده من النساء أكثر من واحدة إلا كان في ضر وتنغيص قال له أبو العباس لم يكن هذا
[في] (4) الحديث قال بلى والله يا أمير المؤمنين قال فأنسيت إذا فأتمم الحديث قال:
وأخبرتك أن الثلاث من النساء كأثافي القدر يغلي عليهن. قال برئت من قرابتي من رسول

(1) بالأصل: فقسم، والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح.
(2) بالأصل و " ز ": النجارية، والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) يريد القاضي المعافى بن زكريا الجريري صاحب كتاب الجليس الصالح.
(4) زيادة عن الجليس الصالح.
245

الله (صلى الله عليه وسلم) إن كنت سمعت هذا منك ولا مر في حديثك قال وأخبرتك أن الأربع من النساء شر
مجموع لصاحبه يشيبنه ويهرمنه ويحقرنه ويقسمنه قال لا والله ما سمعت هذا منك ولا من
غيرك قلت بلى والله يا أمير المؤمنين (1) قال أفتكذبني؟ قلت: أفتقتلني! نعم والله يا أمير
المؤمنين وأخبرتك أن أبكار الإماء رجال إلا أنهن ليست لهن خصى. قال خالد: فسمعت
ضحكا من خلف الستر ثم قلت نعم وأخبرتك أن عندك ريحانة قريش وأنك تطمح
بعينيك إلى النساء والجواري قال فقيل من وراء الستر صدقت والله يا عماه وبهذا
حدثته ولكنه غير حديثك ونطق عن لسانك
فقال أبو العباس مالك قاتلك الله وفعل بك وفعل قال فانسللت قال فبعثت إلي
أم سلمة بعشرة آلاف درهم وبرذون وتخت (2)
قال القاضي أبو الفرج:
قوله في هذا الخبر السمراء اللعساء التي في شفتها سمرة وسواد ومن ذلك قول ذي
الرمة (3):
لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب (4)
اللمى مقصور سمرة في الشفة والحوة الحمرة إلى السواد شبيه به واللعس مثل
ذلك والشنب برد وعذوبة في الأسنان ويقال امرأة لمياء ورجل ألمى وذكر عن
الأصمعي أنه قال اللعس السواد الخالص ويقال ليل ألعس ولا أدري يقال لعس أم لا؟
ويقال: حوي يحوى وقياسه في اللمى لمي يلمى
وقوله ينصحني وتشتمينه الكلام الفصيح السائر وينصح لي قال الله تعالى " إن
أردت أن أنصح لكم " (5) ويقال فنصحت لكم ونصحت فلانا لغة قد حكيت وهي

(1) قوله: " يا أمير المؤمنين " ليس في الجليس الصالح.
(2) بالأصل و " ز ": خط، والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) بالأصل: " ونحست " والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح. والتخت: وعاء تصان فيه الثياب، فارسي، وقد
تكلمت به العرب.
(4) ديوان ذي الرمة ص 5.
(5) اللمى السمرة في الشفة تضرب إلى الخضرة، والحوة حمرة في الشفة تضرب إلى السواد والشنب برودة في الفم
ورقة في الأسنان (شرح الديوان ص 5).
(6) سورة هود، الآية: 34.
246

دون هذه في الفصاحة من ذلك قول الشاعر (1):
نصحت بني عوف فلم يتقبلوا * رسولي ولم تنجح لديهم رسائلي.
وأصل النصح الإخلاص والمناصحة المخالصة ويقال هذا شئ ناصح أي
خالص كما قال الشاعر:
تركت (2) بنا لوحا ولو شئت جادنا * بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح.
9474 أم سنان بنت خيثمة بن حرشة (3) المذحجية
من أهل المدينة امرأة شاعرة وفدت على معاوية متظلمة من عامله على المدينة
أخبرنا أبو العز مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا أبو الفرج
القاضي أنا الحسن بن أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي نا الغلابي نا العباس بن بكار نا
عبيد الله بن سليمان المديني عن أبيه عن سعد بن حذاقة قال (4):
حبس مروان بن الحكم غلاما من بيني ليث في جناية جناها بالمدينة فأتته جدة الغلام
أم أبيه وهي أم سنان بنت خيثمة بن حرشة (5) المذحجية فكلمته في الغلام فأغلظ لها
وزيرها فخرجت إلى معاوية واستأذنت عليه فأذن لها فلما جلست (6) قال يا بنة خيثمة
ما أقدمك أرضي وقد عهدتك تشنئين قومي وتحضين علي عدوي قالت يا أمير المؤمنين
إن لبني عبد مناف أخلاقا طاهرة وأعلاما ظاهرة لا يجهلون بعد علم ولا يسفهون بعد
حلم ولا يتعقبون بعد عفو وإن أولى الناس باتباع سنن آبائه لأنت قال صدقت نحن
كذلك فكيف قولك:
عزب الرقاد فمقلتي ما ترقد * والليل يصدر بالهموم ويورد
يا آل مذحج لا مقام فشمروا * إن العدو لآل أحمد يقصد
هذا علي كالهلال يحفه * وسط السماء من الكواكب أسعد

(1) البيت التالي للنابغة الذبياني، وهو في ديوانه ص 93.
(2) في الأصل و " ز ": نزلت، والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) بالأصل: حرث، وفي المختصر: خرشة، والمثبت عن " ز ".
(4) الخبر في الجليس الصالح الكافي 4 / 211 وما بعدها وبلاغات النساء ص 92.
(5) في الجليس الصالح: خرشة.
(6) بالأصل و " ز "، والمطبوعة: جلس، والمثبت عن الجليس الصالح.
247

خير الخلائق وابن عم محمد * وكفى بذلك والعدو تهدد
ما زال مذ عرف الحروب مظفرا * والنصر فوق لوائه ما يفقد.
قال قد كان ذلك يا أمير المؤمنين وإنا لنطمع بك خلفا قال رجل من جلسائه كيف
يا أمير المؤمنين وهي القائلة:
ح إما هلكت أبا الحسين فلم تزل * بالحق تعرف هاديا مهديا
فاذهب عليك سلام ربك ما دعت * فوق الغصون حمامة قمريا.
قالت يا أمير المؤمنين لسان نطق وقول صدق ولئن تحقق فيك ما ظننا فحظك
وافر والله ما أورثك الشناءة في قلوب المسلمين إلا هؤلاء فادحض مقالتهم وأبعد
منزلهم فإنك إن فعلت ازددت بذلك من الله قربا ومن المسلمين حبا قال إنك لتقولين
ذلك قالت سبحان الله والله ما مثلك [مدح] (1) بباطل ولا اعتذر إليه بكذب وإنك لتعلم
ذلك من رأينا (2) وضمير قلوبنا كان والله علي أحب إلينا منك إذ كان حيا وأنت أحب إلينا
من غيرك إذ أنت باق وقال ممن؟ قالت من مروان بن الحكم وسعيد بن العاص قال
وبم استحققت ذلك عليهما؟ قالت بحسن حلمك وكرم عفوك قال وإنهما ليطمعان في
ذلك؟ قالت هما والله لك من الرأي على ما كنت عليه لعثمان قال والله لقد قاربت فما
حاجتك؟ قالت إن مروان بن الحكم تبنك بالمدينة تبنك من لا يريد البراح منها لا يحكم
بعدل ولا يقضي بسنة يتتبع عثرات المسلمين ويكشف عورات المؤمنين حبس ابن
ابني فأتيته فقال كيت وكيت فألقمته أخشن من الحجر وألعقته أمر من الصاب (3)
قال أبو عبد الله الصاب الحضيض قال القاضي الحظظ بالظاء وهو معروف قال
أبو ذؤيب الهذلي (4):
نام الخلي وبت الليل مشتجرا * كأن عيني فيها الصاب مذبوح.
مذبوح: مشقوق والذبح الشق قال الشاعر (5):

(1) سقطت من الأصل، وقوله: " مدح بباطل " استدرك على هامش " ز "، والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) بالأصل و " ز ": " ورائنا " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) بالأصل و " ز ": الصبر، والمثبت عن الجليس الصالح.
(4) شرح أشعار الهذليين 1 / 120.
(5) الرجز في اللسان (ذبح) ونسبه إلى منظور بن مرثد الأسدي.
248

كأن بين فكها والفك * فارة مسك ذبحت في سك.
رجع الخبر: ثم رجعت إلى نفسي بالملامة وأتيتك يا أمير المؤمنين لتكون في أمري
ناظرا وعليه معديا قال صدقت لا أسألك عن ذنبه (1) ولا أسألك القيام بحجته
اكتبوا لها بإخراجه قالت يا أمير المؤمنين وأنى لي بالرجعة وقد نفذ زادي وكلت
راحلتي فأمر لها براحلة موطأة وخمسة آلاف درهم
9475 أم عاصم
قيل إن اسمها ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشية العدوية أم عمر بن
عبد العزيز
سكنت دمشق مدة ولما شج ابنها عمر بن عبد العزيز وأدخل عليها كانت بدمشق
على ما ذكره سالم الأفطس مولى بني أمية
حدثت عن أبيها
روى عنها ابنها عمر
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
قال نا أبو محمد المزني وهو أحمد بن عبد الله ببخارى أنا إبراهيم بن محمد بن أبي
الأزهر الدمشقي نا وريزة بن محمد نا محمد بن هاشم بن منصور الكندي حدثني أبي
عن عمرو بن قيس عن عمر بن عبد العزيز عن أمه عن أبيها عن عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " نعم الإدام الخل " [13862]
أخبرناه عاليا أبو العز بن كادش أنا محمد بن محمد بن علي الشروطي حدثنا أبو
الحسن الدارقطني حدثني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الفارسي نا أبو هاشم وريرة بن
محمد بن وريزة الحمصي بدمشق نا محمد بن هاشم بن منصور الكندي حدثني أبي عن
عمرو بن قيس وهو السكوني عن عمر بن عبد العزيز عن أمه عن أبيها عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال " نعم الإدام الخل " [13863]
وأخبرتنا به أم البهاء خجسته (2) بنت أبي الوفاء بن عمر قالت أنا شجاع بن علي أنا

(1) بالأصل: دينه، والمثبت عن " ز "، والجليس الصالح.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل و " ز "، ورسمها: " خحسه ".
249

أبو عبد الله بن مندة نا الحسن بن منصور أنا وريزة الغساني فذكره
خالفهما علي بن سراج المصري فرواه عن وريزة عن يحيى بن سعيد السكوني عن
أبيه عن عمرو
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب نا أبو سعد أحمد بن محمد
الماليني أنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن نعيم نا علي بن سراج نا وريزة بن محمد
الغساني نا يحيى بن سعيد السكوني نا أبي [نا] (1) عمرو بن قيس قال سمعت عمر بن
عبد العزيز يحدث عن أمه عن أبيها عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) " نعم الإدام الخل " [13864]
أخبرنا أبو عبد الله وأبو غالب ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين (2) بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد إجازة قالا وأنا أبو تمام علي بن محمد إجازة أنا أبو بكر بن بيري (3)
قراءة أنا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة نا منصور بن أبي مزاحم نا مروان بن
شجاع عن سالم الأفطس:
أن عمر بن عبد العزيز رمحته دابة وهو غلام بدمشق فأتيت به أم عاصم بنت عاصم
ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فضمته إليها وجعلت تمسح الدم عن وجهه ودخل
أبوه عليها على تلك الحال فأقبلت عليه تعذله وتلومه وتقول ضيعت ابني ولم تضم إليه
خادما ولا حاضنا يحفظه من مثل هذا فقال لها اسكتي يا أم عاصم فطوباك إن كان
أشج (4) بني أمية
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أيضا قالا أنا أبو جعفر أنا المخلص نا أحمد نا
الزبير قال (5): وأم عاصم وحفصة ابنتا (6) عاصم بن عمر وأمهما أم عمارة بنت سفيان بن
عبد الله بن ربيعة الثقفي

(1) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: الحسن، والمثبت عن " ز ".
(3) تحرفت بالأصل إلى: " بشري " وبدون إعجام في " ز ".
(4) في " ز ": " أشجع ".
(5) نسب قريش للمصعب ص 361.
(6) بالأصل و " ز ": ابنتي، والمثبت عن نسب قريش.
250

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الحسن بن علي
وحدثنا عمي رحمه الله أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد أنا الحسن قراءة
أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف نا ابن الفهم نا ابن سعد قال:
فولد عاصم بن عمر بن الخطاب حفصة بنت (1) عاصم وأم عاصم بنت عاصم
وهي أم عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم وأمهم أم عمارة بنت سفيان بن عبد الله (2)
ابن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف
قال وأنا محمد بن العباس أنا سليمان بن إسحاق الجلاب نا الحارث بن أبي
أسامة نا محمد بن سعد (3) أنا أحمد بن أبي إسحاق وهو الدورقي نا إبراهيم بن
عباس (4) حدثني ضمرة عن أبي شوذب قال:
لما أراد عبد العزيز بن مروان أن يتزوج أم عمر بن عبد العزيز قال لقيمه أجمع لي
أربعمائة دينار من طيب مالي فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح قال فتزوج أم
عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا محمد بن أحمد أنا محمد بن عبد الرحمن
ابن العباس أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (5):
لما ماتت رقية بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند إبراهيم بن نعيم بن عبد الله
فدفنت بالبقيع انصرف به عاصم إلى منزله فأخرج له ابنتيه حفصة وأم عاصم فقال له اختر
أيهما شئت فإنا لا نحب أن ينقطع صهرك [منا] (6) قال إبراهيم لم يخف علي أن أم عاصم
أجمل المرأتين فتجاوزت عنها وقلت يصيب بها أبوها رغبة من بعض الملوك لما رأيت من
جمالها وتزوجت حفصة فتزوج عبد العزيز بن مروان بن الحكم أم عاصم فولدت له عمر
ابن عبد العزيز وإخوة له ثم هلكت عنده وهلك إبراهيم بن نعيم عن حفصة بنت عاصم

(1) بالأصل و " ز ": " بن ".
(2) أقحم بعدها بالأصل: " بن الحارث بن ربيعة "، والمثبت يوافق عبارة " ز ".
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 331.
(4) بالأصل و " ز ": عباس، والمثبت عن طبقات ابن سعد.
(5) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 361.
(6) زيادة عن نسب قريش.
251

فتزوجها عبد العزيز بن (1) مروان بعد مهلك أم عاصم بنت عاصم وحملت إليه بمصر وكان
بأيلة إنسان به خبل يقال له شرشمير (2) فكانت أم عاصم مرت به فتعرض لها فأعطته
وأحسنت إليه ثم مرت به بعدها حفصة بنت عاصم فتعرض لها فلم ترفع به (3) رأسا فسئل:
أين حفصة من أم عاصم؟ فقال ليس حفصة من رجال أم عاصم.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنا جعفر بن أحمد بن الحسين السراج أنا الشيخ أبو نصر
إبراهيم بن الحسين بن صالح قراءة عليه نا أبو أحمد الفرضي أنا أبو بكر محمد بن جعفر
بن محمد الأدمي القارئ (4) قراءة عليه في مسجد الجامع يوم الجمعة يوم عرفة سنة أربعين
وثلاثمائة نا أحمد بن عبيد بن ناصح نا أبو قبيصة محمد بن حرب بن قطن حدثني حماد
بن زيد [عن عاصم] (5) عن أبي وائل قال:
مر عمر بعجوز تبيع لبنا معها في سوق الليل فقال لها يا عجوز لا تغشي المسلمين
وزوار بيت الله تعالى ولا تشوبي اللبن بالماء فقالت نعم يا أمير المؤمنين ثم مر بعد
ذلك فقال يا عجوز ألم أتقدم إليك أن لا تشوبي لبنك بالماء فقالت والله ما فعلت
فتكلمت ابنة لها من داخل الخباء فقالت يا أمه أغشا وكذبا جمعت على نفسك فسمعها
عمر فهم بمعاقبة العجوز فتركها لكلام ابنتها ثم التفت إلى بنيه فقال أيكم يتزوج هذه
فلعل الله أن يخرج منها نسمة طيبة مثلها فقال عاصم بن عمر أنا أتزوجها يا أمير المؤمنين
فزوجها إياه فولدت له أم عاصم فتزوج أم عاصم عبد العزيز بن مروان فولدت له عمر بن
عبد العزيز ثم تزوج بعدها حفصة وقيل فيها: ليست حفصة من رجال أم عاصم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان (6) أنا عبد الملك بن محمد بن
بشران أنا أبو بكر الآجري نا أبو سعيد الحسن بن علي الجصاص نا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم بن أعين أخبرني قال نا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أسلم
قال (7):

(1) من قوله: " بن مروان " إلى هنا مكرر بالأصل.
(2) بالأصل و " ز ": شر شرين، والمثبت عن نسب قريش.
(3) في نسب قريش: إليه.
(4) بالأصل: " العاربى " والمثبت عن " ز ".
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن " ز ".
(6) رسمها بالأصل: " سار " وفي " ز ": " سان ".
(7) الخبر باختلاف الرواية في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 23.
252

بينا أنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعس (1) بالمدينة إذ أعيا فاتكأ على
جانب جدار في جوف الليل فإذا امرأة تقول لابنتها قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه (2) بالماء
فقالت يا أمتاه وما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم؟ قالت وما كان من عزمته؟
قالت إنه أمر مناديا فنادى لا يشاب اللبن بالماء فقالت لها يا ابنتاه قومي إلى اللبن
فامذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك عمر ولا منادي عمر فقالت الصبية والله ما كنت
لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء وعمر يسمع كل ذلك فقال يا أسلم علم الباب
واعرف الموضع ثم مضى في عسه فلما أصبح قال يا أسلم امض إلى الموضع فانظر من
القائلة ومن المقول لها وهل لهم من بعل فأتيت الموضع فإذا أيم لا بعل لها وإذا تيك
أمها وإذا ليس لهم رجل فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته فدعا عمر ولده فجمعهم
فقال هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوجه ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه منكم
أحد إلى هذه الجارية فقال عبد الله لي زوجة وقال عبد الرحمن لي زوجة وقال عاصم
يا أبتاه لا زوجة لي فزوجني فبعث إلى الجارية (3) فزوجها من عاصم فولدت لعاصم بنتا
وولدت الابنة ابنة وولدت الابنة عمر بن عبد العزيز
[قال ابن عساكر] (4) كذا قال والصحيح ما تقدم أن أم عاصم بنت عاصم لا بنت (5)
ابنته
أخبرنا أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن بهراة مناولة وقرأ علي إسناده
أنا أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد البوني أنا أبو عبد الله محمد بن محمد الشروطي
ببست أنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي نا عمرو بن محمد الأنصاري نا الغلابي نا
عبيد الله بن محمد التيمي قال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمنى فعطش فانتهى إلى عجوز فاستسقاها ماء
فقالت ما عندنا ماء فقال لبن فقالت ما عندنا [لبن] (6) فبدرت جارية فقالت لها

(1) يعس: يطوف بالليل، يريد أنه كان يطوف بالليل بالمدينة يحرس الناس ويكشف أهل الريبة، انظر اللسان: عس.
(2) مذق اللبن: خلطه.
(3) في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم أنها امرأة من بني هلال.
(4) زيادة منا للايضاح.
(5) بالأصل: " لابنة " والمثبت عن " ز ".
(6) سقطت من الأصل و " ز "، وأضيفت عن " ز ".
253

أتكذبين وما تستحيين ثم قالت لعمر هذا السقاء فيه لبن فسأل عمر عن الجارية فإذا أبوها
ثقفي فخطبها على عاصم بن عمر فزوجها منه فولد منها أم عاصم فتزوجها عبد العزيز بن
مروان فولدت له عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن أبي الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو بكر
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن نا أحمد بن جعفر بن سعيد نا أحمد بن مهدي نا عبد
الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني يزيد بن أبي حبيب
أن عمر بن الخطاب نهى الأعراب وتقدم إليهم ألا يمذقوا اللبن فبينا هو يعس ليلة
من الليالي في نواحي المدينة إذ مر بأهل بيت من الأعراب لبني هلال فسمع امرأة منهم تقول
لابنتها يا بنية قومي فامذقي فقد مذق الناس فقالت لها ابنتها يا أمه أو ليس قد نهى عمر بن
الخطاب عن الماء فقالت لها بلى ولكن الناس يمذقون فقالت لها ابنتها والله لا أمذق
وقد نهى عنه عمر ولا أكون قال أبو جعفر أحسبه قال ممن يعصي عمر قال فعجب
عمر من قولها فلما انصرف قال لابنه عاصم يا بني اذهب إلى موضع كذا وكذا فوصف له
منزلها وقال له انظر جارية كذا وكذا فوصفها له فسل (1) عنها فإن كان له زوج فبارك الله
لزوجها وإن لم يكن لها زوج فتزوجها فإني أرجو أن يخرج الله منها سليلة تسود (2)
العرب قال فذهب عاصم فسأل عنها فقيل (3) ليس لها زوج فقال زوجونيها فقيل
ومن أنت؟ قال أنا عاصم بن عمر بن الخطاب قالوا فمرحبا بك وأهلا فزوجوها منه
فولدت منه أم عاصم بنت عاصم ثم تزوج أم عاصم عبد العزيز بن مروان فجاءت بعمر بن
عبد العزيز
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن أحمد
[أنا أحمد] (4) بن محمد بن عمر نا ابن أبي الدنيا حدثني سويد بن سعيد نا ضمام (5) عن
أبي قبيل: أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير قد جمع القرآن فأرسلت إليه أمه
فقالت ما يبكيك؟ قال ذكر الموت فبكت أمه من ذلك

(1) في " ز ": فسأل.
(2) بالأصل: لتسود، والمثبت عن " ز ".
(3) بالأصل: فقال، والمثبت عن " ز ".
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل استدرك عن " ز " لتقويم السند.
(5) بدون إعجام بالأصل و " ز ". وهو ضمام بن إسماعيل بن مالك المرادي المعافري أبو إسماعيل المصري، ترجمته
في تهذيب الكمال 9 / 185.
254

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال وقال محمد بن سلام الجمحي حدثني ابن
جعدبة (1) قال لما رد عمر بن عبد العزيز مظالم أهل بيته وأخذهم بالحق قال مولى لآل
مروان بربري وأنتم أيضا فتزوجوا بنات عمر بن الخطاب
9476 أم عبد الله بنت أبي هاشم
ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس الأسدية
بنت خال معاوية كتبت تسأل النعمان بن بشير وهو على حمص عن بعض الأمر لها
ذكر
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أحمد بن علي بن ثابت أنا علي بن محمد بن عبد
الله أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن عبيد نا أبو مسلم عبد الرحمن بن
يونس نا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد قال
جاءنا يزيد بن النعمان بن بشير إلى حلقة القاسم بن عبد الرحمن بكتاب أبيه النعمان في
نسخة
بسم الله الرحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله ابنة أبي هاشم سلام
عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو فإنك كتبت إلي لأكتب إليك بشأن زيد بن
خارجة وإنه كان من شأنه أنه أخذه وجع في حلقه وهو يومئذ من أصح أهل المدينة فتوفي
بين صلاة الأولى وصلاة العصر فأضجعناه لظهره وغشيناه بردين وكساء فأتاني آت وأنا
أسبح بعد المغرب فقال إن زيدا قد تكلم بعد وفاته فانصرفت إليه مسرعا وقد حضره قوم
من الأنصار وهو يقول أو يقال على لسانه الأوسط أجلد القوم الذي كان لا يبالي في الله
لومة لائم كان لا يأمر الناس أن يأكل قويهم ضعيفهم عبد الله أمير المؤمنين صدق
صدق كان ذلك في الكتاب الأول قال ثم قال عثمان أمير المؤمنين وهو يعافي الناس
من ذنوب كثيرة خلت اثنتان وبقي أربع ثم اختلف الناس وأكل بعضهم بعضا فلا (2) نظام
وأبيحت الأحماء ثم ارعوى المؤمنون فقالوا كتاب الله وقدره أيها الناس أقبلوا على

(1) كذا نسبه إلى جده بالأصل و " ز "، واسمه يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي أبو الحكم المدني، ترجمته في تهذيب
الكمال 20 / 364.
(2) بالأصل: بلا نظام، والمثبت عن " ز ".
255

أميركم واسمعوا وأطيعوا فمن تولى فلا يعهدن دما كان أمر الله قدرا مقدورا [الله أكبر] (1)
هذه الجنة وهذه النار ويقول النبيون والصديقون سلام عليك يا عبد الله بن رواحة هل
أحسست لي خارجة لأبيه (2) وسعدا اللذين قتلا يوم أحد " كلا إنها لظى نزاعة للشوى
تدعو من (3) أدبر وتولى وجمع فأوعى " (4) ثم خفت صوته فسألت الرهط عما سبقني من
كلامه فقالوا سمعناه يقول (5) أنصتوا أنصتوا فنظر بعضنا إلى بعض فإذا الصوت من تحت
الثياب فكشفنا عن وجهه (6) فقال هذا أحمد رسول الله سلام عليكم يا رسول الله ورحمة
الله وبركاته ثم قال أبو بكر الصديق الأمين خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان ضعيفا في جسمه قويا
في أمر الله صدق صدق وكان في الكتاب الأول
روى محمد بن عائذ معنى هذه الحكاية عن محمد بن شعيب بن شابور
أخبرني بعض ولد النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري أن أم عبد الله بنت أبي هاشم
كتبت إلى النعمان بن بشير تسأله عما ألقي على لسان زيد بن خارجة بعد موته فكتب إليها:
بسم الله الرحمن الرحيم من النعمان بن بشير إلى أم عبد الله بنت أبي هاشم سلام عليك
فذكره
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي وأبو تراب المقرئ قالوا نا عبد
العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا ابن عائذ أنا
محمد بن شعيب فذكره
9477 أم عمر يقال أم عمرو بنت مروان بن الحكم بن أبي العاص
ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموية (7)
كانت عند سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن " ز ".
(2) قوله: هل أحسست لي خارجة لأبيه، مطموس بالأصل والمثبت عن " ز ".
(3) " تدعو من " مطموس بالأصل والمثبت عن " ز ".
(4) سورة المعارج، الآيات 15 - 18.
(5) من قوله: سبقني، إلى هنا مطموس بالأصل واستدرك عن " ز ".
(6) من قوله: فإذا... إلى هنا مطموس بالأصل واستدرك عن " ز ".
(7) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 161 والطبقات الكبرى لابن سعد 5 / 35 و 373 وأنساب الأشراف 6 / 307
(طبعة دار الفكر).
256

وأدركت خلافة عمر بن عبد العزيز لها ذكر وكانت دارها بدمشق بناحية
القلانسيين (1) موضع دار الوكالة التي ببيت قيسارية
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا الجوهري
أنا أبو عمر بن حيوية أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم نا الحارث بن أبي أسامة نا
محمد بن سعد (2) أنا عبيد الله بن محمد التيمي قال سمعت أبي وغيره يحدث أن عمر بن
عبد العزيز لما ولي منع قرابته ما كان يجري عليهم وأخذ منهم القطائع التي كانت في أيديهم
قال فشكوه إلى عمته أم عمر قال فدخلت عليه فقالت إن قرابتك شكوك (3) ويزعمون
ويذكرون أنك أخذت منهم خير غيرك قال ما منعتهم حقا أو شيئا كان لهم وما أخذت
منهم حقا أو شيئا كان لهم فقالت إني رأيتهم يتكلمون وإني أخاف أن يهيجوا عليك يوما
عصيبا فقال كل يوم أخافه دون يوم القيامة فلا وقاني الله شره قال فدعا بدينار وجنب
ومجمرة فألقى ذلك الدينار في النار وجعل ينفخ على الدينار حتى إذا احمر تناوله بشئ
فألقاه على الجنب فنش (4) وقتر (5) قال ابن عمه أما تأوين لابن أخيك من مثل هذا؟ قال:
فقامت فخرجت إلى قرابته فقالت تزوجون آل عمر فإذا نزع الشبه جزعتم اصبروا له
وقد روي أن التي (6) كلمته عمته فاطمة فلا أدري هل تكنى أم عمر أم هما جميعا
كلمتاه
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو عبد الله وأبو غالب قالوا أنا ابن المسلمة أنا
أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (7):
فولد مروان بن الحكم عمر بن مروان وأم عمر تزوجها سعيد بن خالد بن عمرو بن

(1) بالأصل: القلاسين، والمثبت عن " ز ".
(2) روى ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 373 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي ابن سعد: يشكونك.
(4) نش اللحم نشأ ونشيشا سمع له صوت على المقلى.
(5) بالأصل و " ز ": وفتر، والمثبت عن ابن سعد. يقال: قتر اللحم إذا سطعت ريح قتاره، والقتار: ريح الشواء.
(6) بالأصل و " ز ": الذي، خطأ.
257

عثمان وأمهما (1) زينب بنت عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن [عمر
بن] (2) مخزوم (3)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
وحدثنا عمي أنا ابن يوسف أنا الجوهري
أنا أبو عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (4)
قال فولد مروان عمرو بن مروان وأم عمرو وأمهما زينب بنت عمر بن (5) أبي سلمة بن
عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
9478 أم عمرو زوج يزيد بن عبد الملك
استفتت سالم بن عبد الله روى قصتها عمرو بن دينار البصري
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر (6) أنا محمد بن عبد الواحد ابن زوج
الحرة أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق أنا يحيى بن محمد بن صاعد نا أحمد بن
منصور نا الحجاج بن المنهال وأبو سلمة واللفظ للحجاج نا حماد بن سلمة عن عمرو
ابن دينار الأعور قهرمان آل الزبير قال:
كنت مع سالم بن عبد الله بين مكة والمدينة فسمع صوت جرس فقال ما هذا؟
فقلت هذه أم عمرو امرأة يزيد بن عبد الله (7) فقال أقرءها السلام وقل لها إن أبي حدثني
عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واعد جبريل عليه السلام موعدا فأبطأ عليه جبريل فقال: " ما
حبسك؟ " فقال " إنا لا نقرب مكانا فيه جرس ولا صورة [13865].
[قال ابن عساكر] (8) كذا قال وهو يزيد بن عبد الملك

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي نسب قريش: وأمها.
(2) الزيادة بين معكوفين عن " ز ".
(3) الذي في أنساب الأشراف 6 / 308 أن زينب هذه المذكورة آنفا هي أم عمرو بن مروان بن الحكم. وأن أم عمرو
بنت مروان أمها عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 36 في أخبار مروان بن الحكم.
(5) قوله: " عمر بن " سقط من طبقات ابن سعد.
(6) أقحم بعدها بالأصل: " أنا محمد بن عمر " والمثبت يوافق رواية " ز ".
(7) كذا بالأصل و " ز "، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب يزيد بن عبد الملك.
(8) زيادة منا.
258

وقد أخبرنا بالحديث على الصواب بتمامه أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون
الرازي الحربي أنا جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي نا عبد الواحد بن غياث نا حماد
ابن سلمة عن عمرو بن دينار الأعور ح قال كنت مع سالم بن عبد الله بين مكة والمدينة قال
فسمع صوت جرس فقال ما هذا؟ فقلت هذه (1) أم عمرو امرأة يزيد بن عبد الملك
قال: اذهب إليها فاقرأها السلام وأخبرها أن أبي أخبرني عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واعد جبريل
عليه السلام موعدا فأبطأ عليه جبريل فقال " ما حبسك يا جبريل " فقال إنا لا نقرب مكانا فيه
جرس ولا صورة فقل لها فلتقطعه أو لتحشه (2) فأتيتها فأخبرتها بذلك قال فقطعته أو
حشته (3) قالت قل له إن عندنا وسائد فيها تصاوير فكيف نصنع بها فأتيته فأخبرته بذلك
فنظر هنية فقال كانوا لا يرون بما يوطأ بأسا
9479 أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب
ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب (4)
زوج يزيد بن معاوية امرأة عاقلة لها ذكر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو
جعفر أنا أبو طاهر أنا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (5):
فولد عبد الله بن عامر فذكر أولاده ثم قال وأم كلثوم بنت عبد الله ولدت ليزيد بن
معاوية وأمها أمة (6) بنت الوارث بن الحارث بن ربيعة بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن
كلاب
قال (7): ولأم كلثوم بنت عبد الله يقول يزيد بن معاوية وكان معاوية وجهه يغزو

(1) بالأصل و " ز ": هذا.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: لتجشه.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وفي المختصر: جشته.
(4) أخبارها في نسب قريش ص 129 و 149 وأنساب الأشراف 5 / 303 و 377.
(5) رواه المصعب بن عبد الله الزبيري ص 149.
(6) في نسب قريش: أمه الله.
(7) يعني الزبير بن بكار، وانظر الخبر في نسب قريش ص 129.
259

الروم فأقام بدير سمعان (1) ووجه الجنود وتلك غزوة الطوانة (2) فأصابهم الوباء فقال يزيد
ابن معاوية (3):
أهون علي (4) بما لاقت جموعهم * يوم الطوانة (5) من حمى ومن موم
إذا اتكأت (6) على الأنماط مرتفقا * بدير سمعان (7) عندي أم كلثوم.
فبلغ معاوية ما قال فقال أقسم بالله لتلحقن بهم حتى يصيبك ما أصابهم فألحقه
بهم
قال ونا الزبير قال حدثني عبد العزيز بن عمر العنبسي عن مفتي بن عبد الله بن
عنبسة عن أبيه قال (8):
تزوج الأسوار عبد الله بن يزيد بن معاوية أم عثمان بنت سعيد بن العاص فولدت له أبا
سفيان وأبا عتبة وهي أم سعيد ورملة ابني خالد بن عمرو بن عثمان فقيل لسعيد بن خالد:
اخطب أمه فأتى أمه أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر يخطبها وهي بادية بظهر ذنبة (9) عليها قبة
نمور قد اشترت غشاءها بألف دينار فأتاها وهو غلام يرعد فقال أحب أن تزوجيني
نفسك وهي يومئذ كبيرة قد قيدت فاها بالذهب فقالت مرحبا بابن أخي لو كنت متزوجة
أحدا من قريش لتزوجتك إن أمك امرأة شابة وأنا عجوز كبيرة وإن هذا شئ لا يصنعه نساء
قريش أبدا قيل لك تزوج أمه كما تزوج أمك انطلق يا بن أخي

(1) دير سمعان: هو بظاهر أنطاكية، وهو غير الدير الذي يقع بنواحي دمشق راجع معجم البلدان 2 / 517 و 534.
(2) الطوانة: بلد بثغور المصيصة وهي بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس (معجم البلدان).
(3) البيتان في معجم البلدان (الطوانة) ونسب قريش ص 130 ومعجم البلدان (دير مران، وغذقذونة) والأغاني 17 /
210 والبيت الثاني في أنساب الأشراف 5 / 303.
(4) في الأغاني: فما أبالي بما.
(5) الأغاني: بالقذقذونة.
(6) الأغاني: إذا ارتفعت.
(7) الأغاني وأنساب الأشراف: بدير مران.
(8) الخبر باختلاف الرواية في أنساب الأشراف 5 / 393 طبعة دار الفكر.
(9) ذنبة في أكثر من موضع كما في معجم البلدان، والمراد هنا موضع بعينه من أعمال دمشق.
260

9480 أم محمد بنت الحسن بن علي بن أبي طالب
ابن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية
زوج علي بن الحسين (1) قدم بها مع أهل بيتها حين قتل الحسين بن علي من العراق إلى
دمشق لها ذكر تقدم ذكر ورودها في ترجمة عمها الحسين
9481 أم محمد بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
كانت زوج يزيد بن معاوية
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أخبرنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال (2): في تسمية
ولد عبد الله بن جعفر قال ويحيى وهارون وصالح الأكبر وموسى وأم محمد كانت
عند يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وأمهم جميعا ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي
ابن سلمي (3) بن جندل بن أبير (4) بن نهشل
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي قال أخبرني أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا
سليمان بن أحمد نا أحمد بن شاهين البغدادي نا مصعب بن عبد الله الزبيري قال خطب
يزيد بن معاوية بنت عبد الله بن جعفر ذي الجناحين إلى أبيها فزوجه فلما أهديت إليه من
المدينة إلى الشام خرج يتلقاها وأنشأ يقول (5):
جاءت بها دهم البغال وشهبها * مسيرة في جوف قر مستر
مقابلة بين النبي محمد * وبين علي والجواد ابن جعفر
منافية غراء جادت بودها * لعبد منافي أغر مشهر.
فلما بلغت أبياته عبد الله بن جعفر قال ما أراه ينسى نفسه في كل حال

(1) في أنساب الأشراف 3 / 305 و 362 سماها أم عبد الله.
(2) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 83.
(3) بالأصل: سليمان، والمثبت عن " ز "، ونسب قريش.
(4) " بن أبير " ليس في نسب قريش، واللفظتان مثبتتان في " ز ".
(5) تقدمت الأبيات الثلاثة في ترجمة زينب بنت عبد الله بن جعفر، أخت أم محمد صاحبة الترجمة. في هذا الجزء،
راجع ما لاحظناه هناك.
261

9482 أم مروان بنت مروان بن محمد بن مروان
ابن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموية
كانت مع أبيها لما خرج من دمشق هاربا إلى مصر فلما قتل أبوها ألقي رأسه في
حجرها ثم خرجت إلى المغرب مع أخويها عبد الله وعبيد الله ولقيت ما لقيا من الشدائد
ثم رجعت إلى العراق وسكنت الحيرة وقيل بل أتي بها إلى أبي العباس فحبست ثم
أطلقت وكانت صابرة على المشي والعطش كصبر الرجال لها ذكر
9483 أم مسكين بنت عمر بن عاصم
ابن عمر بن الخطاب بن نفيل العدوية
امرأة يزيد بن معاوية
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان
ابن أحمد الطبراني نا أحمد بن شاهين نا مصعب الزبيري قال:
وتزوج يزيد بن معاوية أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب فغارت
امرأته أم هاشم وقعدت تبكي فقال يزيد (1):
مالك أم هاشم (2) تبكين (3)
باعت على بيعك أم مسكين
ميمونة من نسوة ميامين
زارتك من يثرب (4) في حوارين (5)
في منزل (6) كنت به تكونين.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أخبرنا محمد بن

(1) الأبيات في أنساب الأشراف 5 / 303 (طبعة دار الفكر) ونسب قريش ص 360 والأغاني 17 / 342.
(2) في الأغاني ونسب قريش: أم خالد.
(3) روايته في أنساب الأشراف: أراك أم خالد تضجين.
(4) في أنساب الأشراف: طيبة.
(5) حوارين بالضم والتشديد، في مواضع عدة، والمراد هنا: حوارين التي من تدمر على مرحلتين وبها مات يزيد بن
معاوية سنة 64 (انظر معجم البلدان).
(6) في أنساب الأشراف: بلدة.
262

أحمد أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنا أحمد بن سليمان [نا الزبير] (1) قال:
وقدم المدينة يعني يزيد بن معاوية فتزوج أم مسكين بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب
فحملت إليه بالشام فأعجب بها وجفا أم خالد فدخل عليها يوما وهي تبكي فقال:
مالك أم خالد تبكين
من قدر حل بكم تصيحين (2)
باعت على بيعك أم مسكين
ميمونة من نسوة ميامين
حلت محلك الذي تحلين
زارتك من يثرب في حوارين
في منزل كنت به تكونين.
رواه الزبير بن بكار في موضع آخر فقال تضجين بدل " تصيحين ".
9484 أم مسلم الخولانية (3)
زوج أبي مسلم الخولاني وعمرو بن عبد الخولاني (4) بعد أبي مسلم حكت عنهما
جميعا
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن نا نصر بن إبراهيم أنا أبو الفرج عبيد الله بن
محمد بن يوسف المراغي (5) أنا عيسى بن عبيد الله بن عبد العزيز الموصلي أنا أبو بكر
محمد بن صلة السنجاري نا أبو علي نصر بن عبد الملك السنجاري نا أبو عمر العنسي
يعني عثمان بن سعيد نا إسحاق يعني ابن [أبي] (6) نجيح عن ثور بن نعيم قال:
قالت أم مسلم لأبي مسلم يا أبا مسلم قد حضر الشتاء وليس لنا كسوة ولا طعام

(1) سقطت اللفظتان من الأصل واستدركتا عن " ز " للايضاح وتقويم السند.
(2) في الأغاني ونسب قريش: تضجين.
(3) أخبارها في تاريخ داريا ص 59 و 71.
(4) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 46 / 248 رقم 5369.
(5) بدون إعجام بالأصل و " ز ".
(6) سقطت من الأصل و " ز "، وأضيفت عن المطبوعة.
263

ولا إدام ولا حذاء ولا حطب فقال تريدين ماذا قالت تأتي معاوية فهو بك عارف
قال فنقول له ماذا قالت تخبره بحاجتك وجهدنا قال ويحك إني لأستحي أن أطلب
حاجتنا إلى غير الله عز وجل فلما أكثرت عليه قال ويحك جهزيني قال ثم عمد إلى
المسجد فقال إلهي إن أم مسلم بعثتني إلى معاوية وأنا إنما خرجت إليك وأنت تعرف
حاجتي قال فمكث يومه ذلك في المسجد فلما صلى الناس العشاء الآخرة وخلا له
المسجد جثا على ركبتيه ثم قال اللهم قد تعرف حالي فيما بيني وبينك فقد سمعت مقالة أم
مسلم وقد بعثتني إلى معاوية وأنت تعرف أي شئ طلبت وقالت وخزائن الدنيا كلها بيدك
وإنما معاوية خلق من خلقك قد أعطيته ما أعطيته وإنما أسألك من خيرك الكثير اليسير
فاكس إلهي صبياني قمصا وخفافا وفراء واكس زوجتي قميصا ودرعا وخمارا وعجل لنا
الساعة برا وعدسا وزيتا وحطبا وارزقني برنسا خفيفا دفيئا أصلي لك فيه وارزقني فرسا
حصانا وساعا (1) جوادا طاهر الخلق إن طلبت العدو عليه أدركتهم وإن طلبوني لم يدركوني
وعجل ذلك لي الساعة فإن خزائنك لا تنفد (2) وخيرك لا ينقص وأنت بي عالم قد تعلم
أنك أحب إلي من سواك فإن تعطني (3) هذه الساعة حمدتك عليه كثيرا وإن تمنعه فلك
الحمد كثيرا قال ورجل من آل معاوية في المسجد فسمع مقالته قال فخرج يشد حتى
دخل على معاوية فقال يا أمير المؤمنين عجبا سمعته آنفا في المسجد ورجل يناجي ربه
كما يناجي الإنسان الإنسان [يسأله] (4) في دعائه قمصا وفراء وخفافا وبرا وعدسا [وزيتا] (5)
وحطبا وفرسا حصانا وبرنسا (6) خفيفا يا أمير المؤمنين فهل سمعت بعجب مثل هذا؟
قال ويحك وهل تدري من هذا هذا أبو مسلم أليس قد أحصيت ما قال قال بلى يا أمير
المؤمنين قال فاضعفوا له كل ما سأل وعجلوا به الساعة إلى منزله ولا يصبحن إلا وهذا
الشئ في منزله من كل شئ اثنين فحمل هذا كله إلا الفرس فإنه لم يصب في مربط
معاوية إلا فرس واحد على ما وصف فلما قدمت هذه الأشياء إلى أم مسلم أقبلت تحسن

(1) الوساع من الخيل: الجواد، أو الواسع الخطو والذرع (القاموس).
(2) بالأصل: " تنفذ " والمثبت عن " ز ".
(3) بالأصل و " ز ": " تعطيني " والصواب ما أثبت عن المختصر.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز ".
(5) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(6) البرنس: كل ثوب رأسه منه، ملتزق به.
264

الثناء على معاوية وتقول لم أزل أعاتب الشيخ في إتيانه فيأبى علي قال فلما صلى أبو مسلم
الغداة انصرف وهو واثق بربه فلما أتى البيت أصابه مملوءا سوادا (1) قال فقالت له أم
مسلم: يا أبا مسلم ألا ترى ما أهدى إليك أمير المؤمنين قال ويح البعداء لقد كفرت
النعمة ولم تشكري الرازق والله ما أتيت لمعاوية دارا ولا كلمت له حاجبا ولا رفعت إليه
حاجة وما هذا إلا قسم من الله أهداه إلينا فلله الحمد كثيرا كثيرا
أخبرنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا أحمد بن جعفر بن حمدان نا عبد
الله بن أحمد نا عمرو بن علي حدثني معتمر قال نا سليمان بن يزيد العبدي (3) قال: قال
أبو مسلم الخولاني يا أم مسلم سوي رحلك فإنه ليس على جسر جهنم معبر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا علي بن محمد بن طوق أنا
عبد الجبار بن محمد بن مهنى قال (4):
وأم مسلم الخولانية زوج (5) أبي مسلم ومات عنها وتزوجت بعده عمرو بن عبد
[الخولاني] (6) فسمعت من أرضى من شيوخنا يقولون إن أم مسلم سئلت فقيل لها أي
الرجلين أفضل؟ قالت: أما أبو مسلم فإنه لم يكن يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وأما عمرو بن
عبد فإنه كان ينار عليه في محرابه حتى أني كنت أخدم (7) على ضوء نوره من غير مصباح
9485 أم هارون الخراسانية (8)
من النسوة المتعبدات كانت أستاذة أبي سليمان الداراني
حكى عنها عبد الرحيم بن صالح الداراني وأحمد بن أبي الحواري وعبد العزيز بن
عمير وقاسم الجوعي

(1) في الأصل: سودا، والمثبت عن " ز ".
(2) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 127.
(3) في حلية الأولياء: العدوي.
(4) الخبر رواه القاضي عبد الجبار في تاريخ داريا ص 59 و 72 ورواه المصنف في ترجمة عمرو بن عبد الخولاني.
(5) في تاريخ داريا: زوجة.
(6) زيادة عن تاريخ داريا.
(7) في تاريخ داريا: أختدم.
(8) ترجمتها في صفة الصفوة 4 / 303 رقم 824.
265

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد قال نا محمد
ابن سليمان نا محمد بن الفيض نا أحمد بن أبي الحواري قال:
صليت الغداة ثم جلست أذكر الله قبل طلوع الشمس إذ دخل أبو سليمان الداراني من
باب الساعات فوقف بقاسم الجوعي فسلم عليه وأشار إليه أن يقوم فقام معه فمر بي فسلم
فرددت عليه وأشار إلي فقمت أنا وقاسم نمشي وراءه حتى انحدر من الدرج ثم أخذ في
سوق الأحد حتى أتى المربعة فدخل في قنطرة بني مدلج حتى أتى النيبطون (1) وأخذ (2)
يسرة فمر بدار فجازها ثم أتى دارا أخرى فدخل ودخلنا معه ففتح باب بيت ثم دخل
فسلم ودخل قاسم معه وجلست أنا على يمنة الباب فلم نر شيئا [في البيت] (3) من ظلمته
فلما جلسنا ساعة تأملت فإذا بامرأة عليها جبة صوف وخمار صوف في يدها مسبحة (4) فلما
دخل ضوء الشمس من كوة في البيت ردت علينا السلام فقال لها أبو سليمان يا أم هارون
كيف أصبحت؟ قالت كيف أصبح من قلبه في يد غيره يقول به هكذا وهكذا وأشارت بيدها
فقال لها أبو سليمان يا أم هارون ما تقولين في الرجل يحب لقاء الله فقالت ويحك ذاك
رجل ثقلت عليه الطاعة وأحب الراحة منها فقال لها فإنه أحب البقاء في الدنيا قالت
بخ بخ ذاك رجل أحب الطاعة وأحب أن يبقى لها وتبقى له ثم سلم وخرجنا فقلت له يا
أبا سليمان من هذه قال هذه أم هارون الخراسانية أستاذتي
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن نا أبو أحمد
الحسين بن علي التميمي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم نا محمد بن خالد
الشيباني قال سمعت القاسم بن عثمان الجوعي قال قلت لأم هارون ترين أحدا يشتغل
بالخوف من النيران عن الشوق إلى الجنان بالزهادة فخرت مغشيا عليها حتى انكشفت
مقنعتها (5) ثم أفاقت فتغطت وبقيت منقبضة مصفرة حتى خرجنا
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أخبرنا علي بن محمد بن طوق

(1) كذا ضبطت اللفظة بالأصل ضبط قلم. ونيبطون: محلة من محال دمشق قرب المربعة وقنطرة بني مدلج وسوق
الأحد في شرقي جيرون، قرب الأساكفة العتق (معجم البلدان).
(2) في " ز ": فأخذ.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن " ز ".
(4) في " ز ": سبحة.
(5) والمقنعة والمقنع: ما تغطي به المرأة رأسها.
266

أخبرنا عبد الجبار بن مهنا (1) حدثنا محمد بن أيوب بن الحسن نا عبد الرحيم بن صالح
قال سمعت أبا سليمان الداراني (2) يقول لأم هارون تحبين الموت قالت لا قال ولم
تكرهين لقاء الله؟ ففاضت دموعها بالانتحاب فقالت يا أبا سليمان لو عاديت آدميا لكرهت
لقاءه فصرخ أبو سليمان ووقع مغشيا عليه
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن عبد الله (3) بن أحمد وحدثنا أبو الحسن (4) بن مهدي
عنه حدثنا عبد العزيز بن محمد أنا أبو نصر بن الجبان أخبرنا أبو علي الحسن بن منير بن
محمد التنوخي قراءة عليه نا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب من قرية بج (5)
حوران حدثنا أبو محمد عبد الرحيم بن علي بن محمد الأنصاري المؤذن من ولد حنظلة
الغسيل قال:
اتفقنا مشايخ من دمشق فبينا أحمد بن أبي الحواري وقاسم بن عثمان الجوعي
وذكرى (6) بن العلاء وأبو مسعود بن أبي جميل وحسن بن شوذب وجماعة المشايخ
فمضينا يوم الخميس ليلة الجمعة نبيت عند أبي سليمان الداراني فخرجنا من باب الجابية
حتى جئنا إلى قينية (7) وعدلنا إلى الطريق نريد أن نمر إلى داريا فلما بلغنا المزابل إذا بأبي
سليمان مقبل من داريا على حمار يسرج والرسن بيده وهو منكس رأسه وعليه عباء وشعره
إلى شحمة أذنيه وقد صفر لحيته بالحناء فوقفنا جماعتنا ومعنا أم هارون الخراسانية وتلميذها
أبو الفقير فوقف في وسطنا فقلنا سلام عليك فقال وعليكم أين تريدون فقلنا إليك
أردنا فلوى برأس حماره يريد أن يرجع فأخذنا برأس دابته وقلنا هذا باب الجابية لا
ندعك تمر الحمد لله الذي جاء بك فوقف علينا وأحطنا به خلقا من الخلق كثير ثم
التفت فنظر إلى أم هارون (8) فصاح يا قاسم من هذه المرأة فقال امرأة خراسانية تعرف

(1) الخبر في تاريخ داريا ص 112.
(2) الخبر في صفة الصفوة 4 / 304 وذكر أن القائل لام هارون هو أحمد بن أبي الحواري.
(3) كتب فوقها في " ز ": " علي ح ".
(4) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: أبو الحسين.
(5) سقطت اللفظة من المطبوعة. وفي معجم البلدان: بج حوران الجيم مشددة من أعمال دمشق. ونقل عن
المصنف: قرية كانت على باب دمشق.
(6) بالأصل: " ذكرني " وفي " ز " وفي " ز ": " زكريا ".
(7) قينية: قرية كانت مقابل الباب الصغير من مدينة دمشق (معجم البلدان).
(8) من قوله: الفقير... إلى هنا قسم كبير منه مطموس بالأصل، والمثبت يوافق ما جاء في " ز "، والمطبوعة.
267

بأم هارون فسكت ساعة ثم التفت فصاح يا أحمد فقال لبيك فقال قل لها أتحبين
الموت؟ فقالت لا فأطرق عنها ساعة ثم قال يا أحمد قل لها ولم تكره لقاء الله عز
وجل؟ قال فأطرقت ساعة ثم رفعت رأسها فقالت يا أبا سليمان والله لو عاديت آدميا
لكرهت لقاءه فكيف أريد لقاء الله وأنا عاصية له فصاح أبو سليمان صيحة ووقع عن
حماره وأقبل يتمرغ في الأرض ووقع أحمد مغشيا عليه وجماعة من مشايخنا ثم أفاق أبو
سليمان فصاح يا أم هارون أيش قلت ويحك فقالت والله لو عاديت آدميا لكرهت لقاءه
فكيف وأنا عاصية لله أحب لقاءه لا يا أبا سليمان فما زلنا وقوفا حتى كادت الشمس أن
تغيب فتناولناه فحملناه على حماره ومسكناه (1) حتى أدخلناه المدينة
9486 أم هاشم بنت هاشم
هي حية تقدم ذكرها
9487 أم يزيد والدة أبي الزرقاء عبد الملك
ابن محمد الصنعاني (2)
حكت عن نمير بن أوس الأشعري (3)
حكى عنها ابنها عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
نا محمد بن هارون بن عبد الله حدثني جعفر بن محمد البزار وكان صالحا نا هشام بن
عمار أنا عبد الملك بن محمد الصنعاني قال حدثتني أمي أم يزيد أن آمنة (4) ذات الذنب
وكان لها ذنب مخلوق في عجزها فنخسها مروان المرتعش فضرطت فخاصمته إلى نمير بن
أوس فقضى لها عليه بأربعين درهما وعباءة.

(1) كذا بالأصل و " ز ".
(2) الصنعاني نسبة إلى صنعاء دمشق، ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 91.
(3) هو القاضي نمير بن أوس الأشعري، كان على القضاء أيام هشام بن عبد الملك، وبقي على القضاء حتى ذهب
بصره راجع أخبار القضاة لوكيع 3 / 204.
(4) كذا بالأصل، وبدون إعجام في " ز "، وفي المختصر لابن منظور: أمية، وتقدم الخبر في ترجمة آمنة ذات الذنب
في هذا الجزء من طريق آخر وجاء فيه هناك: حدثتني آمنة أم يزيد ذات الذنب.
268

" ومن المجهولات غير المسميات والمكنيات "
9488 امرأة أبي الأسود الديلي (1) (2)
امرأة فصيحة خاصمت أبا الأسود إلى معاوية تقدم ذكر خصومتها إياه في ترجمة أبي
الأسود ظالم في حرف الظاء (3)
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن حسين أنا أبو نصر محمد بن علي بن
ودعان أنا عمي أبو الفتح أحمد بن عبيد الله أنا أبو القاسم هارون بن أحمد بن محمد بن
روح نا أبو علي الحسين بن إبراهيم الصايغ نا عبد العزيز بن يحيى الجلودي نا محمد بن
زكريا الغلابي
ونا أحمد بن عبد العزيز [بن] (4) جلين (5) الدوري حدثني محمد بن حمزة وحفص
ابن علي قالا حدثني أبو زيد بحرج بن عمير الحنفي نا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن
الأوزاعي
قال الغلابي وحدثنا عبد الله بن الضحاك حدثنا هشام بن محمد عن عوانة نا
محمد بن عبيد الله (6) الجشمي عن عطاء بن مصعب عن عاصم بن الحدثان
قال ونا كثير بن يحيى نا يزيد البكائي عن محمد بن إسحاق عن عبد الملك بن
أبي سفيان بن العلاء بن حارثة بن قارب الثقفي قالوا (7):

(1) كذا بالأصل: " الديلي " وفي " ز ": الدؤلي. وجاء في الأنساب (الدؤلي) بضم الدال المهملة وهمز الواو المفتوحة
وفي آخرها اللام هذه النسبة إلى دؤل. وقال المبرد: من الدئل. ويقال لرهط أبي الأسود: الدؤلي، وامتنعوا أن
يقولوا: الدئلي لئلا يوالوا بين الكسرات فقالوا: الدؤلي. وقال بعضهم يقولون: في كنانة بن خزيمة الديل - بكسر
الدال وسكون الياء - رهط أبي الأسود الديلي.
(2) انظر أخبارها في عيون الاخبار 4 / 122 والأمالي للقالي 2 / 12.
(3) هو ظالم بن عمرو بن ظالم أبو الأسود الديلي البصري تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 25 / 176 رقم
2996 طبعة دار الفكر.
(4) سقطت من الأصل و " ز ". انظر الحاشية التالية.
(5) بالأصل و " ز ": " جليس " صوبنا الاسم والزيادة السابقة عن ترجمة " امرأة ذكوانية " التي سترد قريبا في هذا الجزء.
(6) بالأصل: عبيد، والمثبت عن " ز "، والمطبوعة.
(7) تقدمت هذه الحكاية من طريق آخر في ترجمة أبي الأسود الدؤلي 25 / 202.
269

كان أبو الأسود الديلي (1) كثيرا عند معاوية وكان يقرب مجلسه ويدنيه إذا وفد عليه
ويسأله عن أشياء فيقول فيها بعلم فبينا هو ذات يوم عند معاوية إذ دخلت عليه امرأة برزة
فقالت أصلح الله أمير المؤمنين وأمتع به إن الله جعلك خليفة في البلاد ورقيبا على العباد
فيستسقى بك المطر ويستنبت بك الشجر ويؤمن بك الخائف وفي رواية يطهر ويردع بك
الخائف (2) فأنت الخليفة المصطفى والأمين المرتضى فأسأل الله لك النعمة من غير تقصير
والبركة من غير تقتير فقد ألجأني إليك يا أمير المؤمنين أمر ضاق [عني] (3) به المخرج (4) من
أمر كرهنا عادته لما أردت إظهاره فليكشف عني أمير المؤمنين الهم ولينصفني من الخصم
وليكن ذلك على يديه وإني أعوذ بعقوتك (5) من العار الوبيل والأمر الجليل الذي يشتد على
الحرائر ذوات البعول الأخيار (6)
فقال معاوية من هذا الذي شعرك شناره؟ قالت أمر طلاق جاءني من بعل عاد لا
تأخذه من الله مخافة ولا يجدي (7) خذارفة (8) قال: ومن بعلك؟ قالت هو أبو الأسود
الديلي (9) فالتفت معاوية إليه فقال حقا ما تقول هذه المرأة قال إنها لتقول من الحق
بعضا وليس يطيق أحد عليها بعضا أما ما ذكرت من أمر طلاقها فهو حق وسأخبرك والله ما
طلقتها لريبة ظهرت ولا من هفوة خطرت ولكني كرهت شمائلها فقطعت حبائلها قال
وأي شمائلها كرهت؟ قال إنك مهيجها علي بكلام عتيد ولسان حديد قال لا بد لك من
مجاوبتها فاردد عليها قولها عند محاورتها (10).
قال هي يا أمير المؤمنين كثيرة الصخب دائبة (11) الذرب مهينة الأهل مؤذية

(1) في " ز ": الدؤلي.
(2) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: الجانف.
(3) سقطت من الأصل، وزيدت عن " ز ".
(4) في ترجمة أبي الأسود: أمر ضاق علي فيه المنهج، وتفاقم علي فيه المخرج.
(5) عقوة الدار: ساحتها، يقال: نزل بعقوته.
(6) الذي في ترجمة أبي الأسود: فإني أعوذ بعقوبة من العار الوبيل، والشين الجليل الذي يبهر ذوات العقول.
(7) بالأصل: " تحرى " والمثبت عن " ز ".
(8) بالأصل: " تحرى " والمثبت عن " ز ".
(9) في " ز ": الدؤلي.
(10) بالأصل: مجاورتها، والمثبت عن " ز ".
(11) بالأصل: دايه الدرب، والمثبت عن " ز ".
270

للبعل إن ذكرت خيرا دفنته وإن ذكرت شرا أذاعته تخبر بالباطل وتطير مع الهازل لا
تنكل عن عيب (1) ولا يزال زوجها معها في تعب
قالت أما والله لولا حضور أمير المؤمنين ومن حضره من المسلمين لرددت عليك
بوادر (2) كلامك ببوادر يردع بها كل سهامك (3) فقال عزمت عليك لما أجبته (4) قالت يا
أمير المؤمنين هو والله سؤول جهول ملحاح بخيل إن قال فشر قائل وإن سكت فذو
غوائل في رواية مطهر فذو دغائل (5) ليث حيث يأمن ثعلب حيث يخاف شحيح حين
يضاف إن التمس الجود عنده انقمع لما يعلم من لؤم آبائه وقصر رشائه ضيفه جائع
وجاره ضائع لا يحمي ذمارا ولا يضرم نارا ولا يرعى جوارا أهون الناس عنده من
أكرمه وأكرمهم عليه من أهانه
فقال معاوية ما رأيت أعجب من أمر هذه المرأة انصرفي إلي رواحا فلما كان
العشي جاءت وإذا معاوية يخطب فلما رآها أبو الأسود قال اللهم اكفني (6) شرها قالت:
قد كفاك الله شري وأرجو أن لا يعيذك من شر نفسك قال ناوليني هذا الصبي لأحمله
فقالت ما جعلك الله بأحق بحمل هذا البني مني فوثب فانتزعه منها فقال معاوية مهلا يا أبا
الأسود قال يا أمير المؤمنين حملته قبل أن تحمله ووضعته قبل أن تضعه قالت صدق
حمله خفا وحملته ثقلا ووضعه شهوة ووضعته كرها وقد كان حجري حواءه وبطني
وعاءه وثديي سقاءه (7) فقال ما رأيت أعجب من هذه المرأة فقال أبو الأسود يا أمير
المؤمنين إنها تقول من الشعر أبياتا فتجيدها قال فتكلف أنت أبياتا لعلك تقهرها بالشعر
فقال أبو الأسود (8):
ح

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي المطبوعة: عتب.
(2) بالأصل: نوادر، والمثبت عن " ز ". وترجمة أبي الأسود المتقدمة.
(3) في ترجمة أبي الأسود: " بن واقد افرغ بها كل سهامك "، وزيد فيها بعدها: وإن كان لا يحمل بالحرة أن تشتم بعلا،
ولا تظهر جهلا.
(4) بالأصل و " ز ": أجبتيه.
(5) بالأصل و " ز ": " ندود غائل " والمثبت عن ترجمة أبي الأسود.
(6) بالأصل و " ز ": اكفيني.
(7) بالأصل: شفاءه، والمثبت عن " ز ".
(8) الأبيات في ديوان أبي الأسود ص 163 والوافي بالوفيات 16 / 535.
271

مرحبا بالتي تجور علينا * ثم سهلا بحامل محمول (1)
أغلقت بابها علي وقالت * إن شر النساء ذات البعول (2)
شغلت قلبها علي فراغا * هل سمعتم بفارغ مشغول (3)
فقالت ترد عليه:
ليس من قال بالصواب وبالحق * كمن حاد عن منار السبيل
كان حجري حواءه (4) حين يضحي * ثم ثديي سقاءه بالأصيل
لست أبغي بواحدي يا ابن حرب * بدلا ما رأيته والجليل (5)
فقال معاوية بن أبي سفيان:
ليس من قد غذاه طفلا (6) صغيرا * وسقاه من ثديه بالخذول (7)
هي أولى به وأقرب رحما * من أبيه وفي قضاء الرسول
أمه بما حنت عليه وأولى * من أبيه بذا الغلام الأصيل (8)
وقد تقدمت هذه الحكاية في ترجمة أبي الأسود من وجه آخر
9489 بنت أبي عباية
امرأة شاعرة
قرأت في كتاب محمد بن عبد الله بن الهياج أنا أبو الطيب بن عبادل نا أبو حارثة
أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن أبيه عن جده قال:
كان بدمشق رجل يكنى أبا عباية فمر ببشر بن مروان وهو جالس على درج دمشق

(1) في ترجمة أبي الأسود: بالحامل المحمول.
(2) في ترجمة أبي الأسود: إن خير النساء لذات البعول.
(3) في ترجمة أبي الأسود: شغلت نفسها... بالفارغ المشغول.
(4) في ترجمة أبي الأسود: كان ثديي سقاءه ثم حجري وقاءه.
(5) في ترجمة أبي الأسود: بدلا ما علمته والخليل.
(6) في ترجمة أبي الأسود: حينا.
(7) بالأصل و " ز ": بالحدول، وفي ترجمة أبي الأسود: بجدول، والمثبت عن المطبوعة.
(8) روايته في ترجمة أبي الأسود:
أمه ماحنت عليه وقامت * هي أولى بحمل هذا الفصيل
والذي بالأصل: " أمه جنت... بداء الغلام " والمثبت عن " ز ".
272

وهو أمير عليها وبين يديه رجل يضرب بالسياط فقال له اتق الله يا بشر (1) فأمر به فجرد
وضرب بين يديه سبعة عشر سوطا فمات فرثته ابنته فقالت:
وراح أبو عباية نحو بشر * يحمله بمصرعه الذهاب
على أن قال ربك فاحذرنه * فعند الله يا بشر الثواب
فعز لقوله ودعا رجالا * يقضون الأمور وهم غضاب
فأهوى بالسياط فجردوه * فيا لك مستغيثا لا يجاب.
9490 بنت عبد الله بن زيد بن عبد ربه
بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الجراح
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد وغيرهما قالوا أنا
أبو الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن
إبراهيم بن شاذان أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن كيسان النحوي (2) نا إسماعيل بن
إسحاق القاضي نا إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز بن محمد عن (3) عبيد الله بن عمر
قال دخلت بنت عبد الله بن زيد بن عبد ربه على عمر بن عبد العزيز فقالت يا أمير
المؤمنين أنا بنت عبد الله بن زيد أبي شهد بدرا وقتل يوم أحد [فقال] (4):
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (5).
سليني ما شئت قال فسألته فأعطاها ما سألت
[قال ابن عساكر:] (6) كذا قال ولا أعلم عبد الله قتل يوم أحد بل توفي بالمدينة سنة
اثنتين وثلاثين (7) ولا أعلم له بنتا غير أم حميد بنت عبد الله وأمها من أهل اليمن فالله
أعلم أهي هي أم غيرها أو بنت ابن له وذلك أشبه بالصواب

(1) في " ز "، وكتب فوقها: بشر، خ.
(2) الخبر والعشر من طريقه في حلية الأولياء 5 / 322 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
(3) بالأصل و " ز ": " بن " تصحيف، والتصويب عن الحلية.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز "، والحلية.
(5) تقدم البيت قريبا في ترجمة " فتى من الأنصار " انظر ما لاحظناه هناك.
(6) زيادة منا للايضاح.
(7) وهو قول يحيى بن بكير وخليفة بن خياط وغير واحد، كما جاء في تهذيب الكمال 10 / 155 ونقل ابن حجر في
الإصابة 2 / 312 قول الحاكم: " الصحيح أنه قتل بأحد، فالروايات كلها منقطعة ".
273

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال (1):
عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج وقال عبد الله بن
محمد بن عمارة الأنصاري ليس في آبائه ثعلبة وهو عبد الله بن زيد بن عبد ربه بن زيد بن
الحارث وثعلبة بن عبد ربه أخو زيد وعم عبد الله فأدخلوه في نسبه وهو (2) خطأ وكان
لعبد الله بن زيد من الولد محمد وأمه سعدة بنت كليب بن يساف بن عنبة (3) بن عمرو وهي
ابنة أخي خبيب (4) بن يساف وأم حميد بنت عبد الله وأمها من أهل اليمن ولعبد الله بن
زيد عقب بالمدينة وهم قليل
قال (5) وأنا محمد بن عمر نا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن
محمد بن عبد الله بن زيد قال توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن
أربع وستين وصلى عليه عثمان بن عفان
9491 بنت عدي بن زيد (6)
المعروف بابن الرقاع العاملي شاعرة
قرأت بخط علي بن سليمان الأخفش النحوي عن علي بن يحيى النديم قال: قال
الأصمعي اجتمع ناس من الشعراء فأتوا باب ابن الرقاع يطلبونه فخرج بنية له فقالت ماذا
تريدون؟ قالوا نريد أباك لنجزيه ونفضحه فنظرت إليهم هنيهة ثم قالت:
تجمعتم من كل أفق وبلدة * على واحد لا زلتم قرن واحد.
9492 أم محمد بن سليمان بن أبي الدرداء
روت عن جدتها أم الدرداء
روى عنها ابنها محمد

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 536.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز ": وهذا، وفوقها: وهو، خ، وفي ابن سعد: وهذا.
(3) بالأصل و " ز ": عتبة، والمثبت عن ابن سعد.
(4) بالأصل و " ز ": حبيب، والمثبت عن ابن سعد.
(5) القائل: ابن سعد، والخبر في الطبقات الكبرى 3 / 537.
(6) تقدمت ترجمة عدي بن زيد - ابن الرقاع - في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 40 / 126 رقم 4663 طبعة دار الفكر.
274

أخبرنا أبو الحسن الفرضي وعلي بن زيد قالا أنا نصر بن إبراهيم زاد الفرضي
وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا أبو الحسن بن عوف قال أنا أبو علي بن منير أنا أبو
بكر خريم نا هشام بن عمار نا أبو سليمان محمد بن سليمان بن أبي الدرداء ويخضب
بسواد قال حدثتني أمي عن جدتها قالت قالوا يا رسول الله هل يضر الغبط؟ قال:
" نعم كما يضر الشجر الخبط " [13866].
قال هشام الغبط النعم (1)
أخبرناه عاليا أبو محمد السيدي أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو أحمد
الحاكم أنا محمد بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء حدثتني أمي عن جدتها
قالت قلت يا رسول الله هل يضر الغبط؟ قال: " كما يضر الشجر الخبط " [13867]
9493 أم المسافر
جدة الوزير ابن مسافر الجرشي أم أبيه
سمعت أبا الدرداء قيل إنها تكنى أم سعيد
روى عنها ابن ابنها الوزير ابن مسافر تقدم حديثها (2)
9494 أم مسلمة بن عبد الله الجهني
إن كان الحديث محفوظا
حدثت عن أبي الدرداء
روى عنها ابنها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي (3) نا محمد بن الحسين المطبخي (4) نا أبو أمية محمد بن إبراهيم نا

(1) كذا بالأصل و " ز "، والمطبوعة، وفي تاج العروس: خبط: ضرب ورق الشجر حتى ينحات عنه، ثم يستخلف من
غير أن يضر ذلك بأصل الشجرة وأغصانها. والحديث: سئل هل يضر الغبط؟ قال: لا إلا كما يضر العضاه الخبط.
الغبط حسد خاص، وفي حديث آخر: أيضر الغبط؟ قال: نعم كما يضر الخبط، وقيل الغبط ضرب من الحسد،
وهو أخف منه، وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زي النعمة عن أخيه. (تاج العروس: خبط وغبط).
(2) انظر ترجمة أم سعيد، تقدمت في هذا الجزء.
(3) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 286 في أخبار سليمان بن عطاء.
(4) تحرفت في الكامل إلى: المطنجي.
275

النفيلي نا سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن أمه (1) عن أبي الدرداء
قال ذكرنا الشؤم عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني فقال: " إن شيئا لا يشؤم شيئا فإن كان الشؤم في
شئ ففي المرأة والدار والفرس " [13868].
[قال ابن عساكر] (2) كذا قال والمحفوظ أن مسلمة يروي عن عمه أبي مشجعة (3)
عن أبي الدرداء وأخشى أن يكون قوله عن أمه خطأ والله أعلم
9495 أم يزيد بن أبي مريم
مولاة سهل بن الحنظلية
روت عن سهل
قرأت ذلك في جزء مسموع من عبد الوهاب عن عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن
عمرو (4) بن عبد الله بن صفوان النصري (5) نا جدي أبو زرعة بذلك
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا محمد بن عبد الله العمري أنا [أبو] (6) محمد بن أبي
شريح أنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار نا حميد بن زنجويه نا أبو مسهر نا صدقة بن
خالد نا يزيد بن أبي مريم عن أمه عن سهل بن الحنظلية وكان لا يولد له فقال لأن يولد
لي ولو سقط فأحتسبه أحب إلي من أن يكون لي الدنيا جميا
قال وكان سهل بن الحنظلية ممن بايع تحت الشجرة
رواه مسلمة بن علي عن يزيد فقال عن يحيى بن الحنظلية
أنبأناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم أنا محمد بن أحمد بن عيسى
السعدي أنا أبو عبد الله بن بطة قال قرئ على أبي القاسم البغوي حدثني محمد بن

(1) في الكامل لابن عدي: عمه.
(2) زيادة منا.
(3) هو أبو مشجعة بن ربعي الجهني، روى عن عمر بن الخطاب وشهد خطبته بالجابية روى عنه ابن أخيه مسلمة بن
عبد الله الجهني، ترجمته في تهذيب التهذيب 6 / 459.
(4) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: عوف.
(5) تحرفت بالأصل و " ز ": البصري، والصواب ما أثبت، تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 37 / 397
رقم 4417 طبعة دار الفكر.
(6) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز ".
276

الهيثم القاضي نا أبو توبة (1) عن مسلمة بن علي الخشني عن يزيد بن أبي مريم
الأنصاري عن أمه عن يحيى بن الحنظلية وكان ممن بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت الشجرة
وكان عقيما لا يولد له فقال والذي نفسي بيده لأن يولد لي ولد في الإسلام فأحتسبه أحب
إلي من الدنيا وما فيها
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنا علي بن
الحسن أنا عبد الوهاب الكلابي أنا ابن عمير قراءة قال سمعت محمودا يقول أم يزيد بن
أبي مريم الأنصاري دمشقي (2) مولاة سهل (3) بن الحنظلية.
9495 م أخت عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة
ابن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف
غير مسماة شكت أخاها إلى معاوية
أخبرنا أبو السعود (4) أحمد بن علي بن محمد أنا أبو الحسين بن النقور وأبو علي
ابن وشاح
ح (5) وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن النقور
قالا أنا عيسى بن علي نا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب بن عيسى نا
أبو السكين زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن بن حميد الطائي حدثني عم أبي زحر بن
حصن عن جده حميد بن منهب قال:
خاصمت أخت لعبد الله بن عامر أخاها إلى معاوية فأراد معاوية الركوب فقال له
عبد الله بن عامر يا أمير المؤمنين إني أخاف عليك هذه المرأة أن تؤذيك في طريقك فلما
ركب عارضته فأخذت بلجام بغلته وقالت يا أمير المؤمنين أعدني على شبيه البغل الذي لم

(1) بالأصل: تربه، والمثبت عن " ز ".
(2) فوقها ضبة في " ز ".
(3) بالأصل: سهيل، تصحيف، والتصويب عن " ز ".
(4) في " ز ": " مسعود " وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، وكتب عليه: السعود.
(5) " ح " حرف التحويل استدرك عن " ز ".
277

يشبه أباه ولا أمه فقال لها الضحاك بن قيس الفهري اسكتي يا عدوة الله قالت يا أمير
المؤمنين من هذا قال هذا الضحاك بن قيس الفهري قالت هذا الذي يقول الشاعر في
أبيه:
قصير القميص فاحش عند بيته * وشر قريش في قريش مركبا (1)
فقال لها مروان اسكتي يا عدوة الله قالت يا بن الزرقاء أما والله لو كانت أمك
قرشية لحميت لي فتطأطأ معاوية على بغلته وقال هات حاجتك والله لا كنت اليوم رابعا
9496 أخت رابعة
زوج أحمد بن أبي الحواري من متعبدات النساء
حكت عنها أختها رابعة
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عثمان بدمشق نا الحسن بن حبيب بن عبد الملك نا أنس بن سلم (3) نا
أحمد يعني ابن أبي الحواري حدثتني (4) رابعة وكانت متعبدة دمشقية قالت دخلت على
أخت لي عاتق تقرأ في المصحف فقالت لي يا أختي بلغني أن زوجك قد تزوج عليك
قلت قد كان ذلك قالت والله لقد بلغني عنه عقل فكيف رضي مع عقله يشغل قلبه عن
الله بامرأتين؟ أما بلغك تفسير هذه الآية " إلا من أتى الله بقلب سليم " (5) قالت: لا،
قالت: بلى القلب السليم الذي يلقى الله وليس فيه غيره
فحدثت به أبا سليمان فقال لي يا أحمد لي ثلاثون سنة مذ قدمت الشام ما سمعت
بحديث أرفع من هذا

(1) المركب: الأصل والمنبت.
(2) اسم أم مروان بن الحكم: آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن المحرث... بن الحارث بن مالك بن كنانة بن
خزيمة، وأمها الصعبة بنت أبي طلحة العبدري، وأمها مارية بنت موهب كندية وهي الزرقاء التي يعيرون بها،
فيقال: بنوا الزرقاء (أنساب الأشراف 5 / 255 و 257).
(3) بالأصل: سالم، وفي " ز ": مسلم، والصواب ما أثبت، وهو أنس بن السلم الخولاني، تقدمت ترجمته في تاريخ
دمشق 9 / 312 رقم 825 طبعة دار الفكر.
(4) بالأصل: حدثني، تصحيف، والمثبت عن " ز ".
(5) سورة الشعراء، الآية: 89.
278

9497 جدة عبد السلام بن مكلبة
روت عن مكحول
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي نا أبو عبد
الله نا أبو زرعة قال في تسمية من حدث بالشام من النساء جدة عبد السلام بن مكلبة (1)
روت عن مكحول
9498 جدة الوضين بن عطاء
روت عن حبيب بن مسلمة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد التميمي أنا تمام بن محمد أنا جعفر بن
محمد بن جعفر نا أبو زرعة قال فيمن حدث بالشام من النساء جدة الوضين بن عطاء
روت عن حبيب بن مسلمة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا عبد
الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير بن جوصا قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول
في الطبقة الثانية: جدة الوضين بن عطاء
9499 امرأة لها صحبة
حدثت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقال إنها امرأة حذيفة
روى عنها عطاء بن يسار
واجتازت بدمشق أو ساحلها غازية إلى أرض الروم فماتت
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين الشيباني أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (2) نا عبد الرزاق نا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن
يسار أن امرأة حدثته قالت نام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم استيقظ وهو يضحك فقالت تضحك مني
يا رسول الله؟ قال: " لا ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر مثلهم مثل الملوك على

(1) كتب على هامش الأصل: عبد السلام بن مكلبة بيروتي. تقدمت ترجمة عبد السلام بن مكلبة الثعلبي البيروتي في
كتابنا تاريخ دمشق 36 / 221 رقم 4062 طبعة دار الفكر.
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 407 رقم 27524 طبعة دار الفكر.
279

الأسرة " قالت ثم نام ثم استيقظ أيضا يضحك فقلت تضحك مني يا رسول الله؟ قال: " لا
ولكن قوم من أمتي يخرجون غزاة في البحر فيرجعون قليلة غنائمهم مغفورا (1) لهم " قالت:
ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها [13869]
قال فأخبرني عطاء بن يسار قال فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض
الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم
[قال ابن عساكر] (2) أم حرام كانت من الفوج الأول الذين غزوا قبرس في خلافة
عثمان وهذه من الفوج الآخر وإنما غزا المنذر بن الزبير القسطنطنية مع يزيد بن معاوية في
أيام أبيه والله أعلم
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد (3) الخطيب أنا محمد بن الحسن بن محمد أنا
أحمد بن الحسين بن زنبيل أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل نا محمد بن
إسماعيل نا محمد بن عبد الله نا عبد الرزاق نا معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن
يسار أن امرأة حذيفة حدثت بحديث أم حرام في الغزو قال فأخبرنا عطاء بن يسار قال
فرأيتها في غزاة المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا فماتت بأرض الروم
9500 امرأة من بني مرة
قيل إنها أدركت النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهدت غزوة مؤتة
روى عنها عباد بن عبد الله بن الزبير
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه وأبو بكر محمد بن أحمد
ابن علي السمسار قالا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد نا أبو عبد الله المحاملي نا ابن
أبي مذعور نا عبد الله بن إدريس نا محمد بن إسحاق (4) عن يحيى بن عباد بن عبد الله
ابن الزبير عن أبيه قال أخبرتني أمي التي أرضعتني (5) من بني مرة (6) قالت كأني أنظر إلى

(1) بالأصل و " ز ": مغفور، والصواب ما أثبت عن المسند.
(2) زيادة منا للايضاح.
(3) أقحم قبلها بالأصل: المنذر، وفي " ز ": علي بن المنذر، وكتب فوق المنذر، وكتب فوق المنذر:: محمد، ح. والصواب ما أثبت.
(4) الخبر في سيرة ابن هشام باختلاف الرواية 4 / 20.
(5) في سيرة ابن هشام: حدثني أبي الذي أرضعني.
(6) في سيرة ابن هشام: بني مرة بن عوف، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى رواية ابن إسحاق في الموضعين.
280

جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة ونزل عن فرس له شقراء فعرقبها (1) ثم مضى فقاتل حتى
قتل
[قال ابن عساكر] (2) كذا وقع في هذه الرواية وإنما هو أبي الذي أرضعني رجل من
بني مرة بن عوف كذلك رواه عن ابن إسحاق يونس بن بكير
9501 امرأة ذكوانية
من أهل العراق فصيحة وفدت على معاوية متظلمة من زياد بن أبيه فرد عليها
ظلامتها وسرحها إلى بلدها
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد الموصلي أنا أبو نصر محمد بن علي بن
ودعان أنا عمي أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن ودعان أنا هارون بن أحمد بن محمد بن
روح نا الحسين بن إبراهيم الصايغ نا عبد العزيز بن يحيى الجلودي نا محمد بن زكريا
الغلابي
قال ابن روح وأنا أحمد بن عبد الله بن جلين الدوري حدثني محمد بن حمزة
وجعفر بن علي قالا نا محمد بن زكريا الغلابي نا عبد الله بن الضحاك الهدادي نا هشام
ابن محمد (3) الكلبي عن عوانة بن الحكم عن خالد بن سعيد
قال ابن روح وأنا المطهر بن إسماعيل البلدي ببلد نا الحسن بن علي بن زكريا
حدثني ابن راشد الطفاوي والعباس بن بكار ومحمد بن عبد الرحمن بن القاسم التيمي نا
عبد الله بن القاسم عن خالد بن سعيد عن رجل من بني أمية قال
حضرت معاوية بن أبي سفيان في منزله وقد أذن للناس إذنا عاما فدخلوا عليه
لمظالمهم وحوائجهم فدخلت عليه امرأة كأنها قلعة بين جاريتين لها فحدرت (4) اللثام عن
لون كأنه أشرب ماء الدر في حمرة التفاح ثم قالت:
الحمد لله يا معاوية الذي خلق اللسان فجعل فيه البيان فدل به على النعم وأجرى به

(1) في سيرة ابن هشام: فعقرها. وعرقبها أي قطع عرقوبها، وهو الوتر الذي بين مفصل الساق والقدم، وقيل هو الوتر
الذي خلف الكعبين.
(2) زيادة منا للايضاح.
(3) بالأصل و " ز ": نا محمد بن هشام الكلبي، فيه تقديم وتأخير.
(4) تحرفت في " ز " إلى: فجررت.
281

القلم وحتم وذرأ (1) وبرأ وحكم وقضى ضرب (2) الكلام باللغات المختلفة على المعاني
المتفرقة آلفها بالتقديم والتأخير والأشباه والمناكير (3) والموافقة والتزايد وأدته الآذان إلى
القلوب بالأفهام وأدته الألسن بالبيان فاستدل به على العلم وعبد به الرب وأبرم الأمر
وعرفت به الأقدار وتمت به النعمة فكان من قضاء الله ومشيئته أن قربت زيادا وجعلت له
من أبي سفيان نسبا ثم وليته أحكام العباد بسفك الدماء بغير حلها ولا حقها ويهتك الحريم
بلا مراقبة لله فيها خؤون ظلوم غشوم يتخير من المعاصي أعظمها لا يرى لله وقارا ولا
يظن أن له معادا وغدا يعرض عمله عليك في صحيفتك وتوقف (4) على ما اجترم بين يدي
ربك ولك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة وبينك وبينه صهر وقرابة فلا الماضين من أئمة
الهدى اتبعت ولا طريقهم سلكت حملت عبد ثقيف (5) على رقاب أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) يدبر
أمورهم ويسفك دماءهم فماذا تقول لربك وقد مضى من أجلك أكثره وذهب خيره وبقي
وزره؟ إني امرأة من بني ذكوان وثب زياد الدعي إلى أبي سفيان على ضيعتي وتركتي على أبي
وأمي فغصبنيها وحال بيني وبينها وقتل من نازعه فيها من رجالي فأتيتك مستصرخة فإن
أنصفت وعدلت وإلا وكلتك وزيادا إلى الله فلن يبطل ظلامتي (6) عندك وعنده والمنتصف
بيننا وبينكم (7) حكم عدل
فبهت معاوية ينظر إليها متعجبا من كلامها ثم قال ما لزياد لعن الله زيادا فإنه لا يزال
يبعث على مثالبه من ينشرها وعلى مساوئه من يثيرها؟
ثم أمر كاتبه بالكتاب إلى زياد يأمره بالخروج من حقها وإلا صرفه مذموما مدحورا
ثم أمر لها معاوية بعشرة آلاف درهم وعجب هو وجميع من كان حوله من مقالتها وبلوغها
حاجتها.

(1) بالأصل و " ز ": " درأ " والصواب ما أثبت، ذرأ الله الخلق وبرأهم: خلقهم.
(2) كذا بالأصل و " ز "، ولعل الصواب: صرف الكلام.
(3) بالأصل و " ز ": التناكير. والمثبت عن المطبوعة.
(4) بالأصل: تقف، والمثبت عن " ز ".
(5) تعني زياد بن أبيه، وأمه سمية، كانت لرجل من بني يشكر، وهبها للحارث بن كلدة بن عمرو... بن ثقيف
الثقفي الذي عالجه حتى برأ من وجع شديد أصاب اليشكري راجع أنساب الأشراف 5 / 197.
(6) بالأصل: ظلامي، والمثبت عن " ز ".
(7) سقطت اللفظة من " ز ".
282

9502 امرأة أدركت الصحابة
لها ذكر
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن نا نصر بن إبراهيم أنا عبيد الله بن محمد بن
يوسف أنا عيسى بن عبيد الله الموصلي أنا محمد بن صلة الحيوي نا نصر بن عبد الملك
السنجاري نا عبد الرحمن بن محمد بن سلام نا حجاج نا حماد بن سلمة عن عطاء بن
السائب عن أبي عبد الله الجدلي قال:
كان معاوية قد قال لكعب إن سألك أهل العراق عن شئ فلا تحدثهم قال فرأى
امرأة شابة (1) عند درج المسجد بدمشق قال فقال لصاحبة بني إسرائيل كانت أحسن عزا
وأفضل جزاء من هذه فقالوا حدثنا عنها ما كان من أمرها فقال إني نهيت عن ذلك
قال فقالوا إنا لم نسألك عن شئ وإنما هذا شئ جئت به أنت قال فحدثهم قال كان
في بني إسرائيل قاض عدل كانت له امرأة وكان له منها ابنان وكانت تسفر (2) بيته (3) وتهيئ
له طعامه فإذا فرغ دخل مع أصحابه فأطعمهم قال فتردى ابناه ذات يوم في بئر فأخرجتهما
وقد ماتا قال فأدخلتهما المخدع ثم سجتهما بثوب فلما دخل طعم هو وأصحابه ثم
تطيبت له فأصاب منها ثم قال أين ابناي فقالت في المخدع فدخل فأخذ بيد أحدهما
قال قم يا بني فقام ثم أخذ بيد الآخر فقال قم يا بني قال فلما خرج قالت [له] (4) امرأته:
أي (5) امرأة أنا عندك؟ قال ما أعلم امرأة تكون أفضل منك قالت فإنهما كانا ماتا قال
هي شكيمة شكمتها (6) بصبرك
9503 نسوة متعبدات
كن يصحبن أم الدرداء
حكى عن اجتهادهن في العبادة يونس بن ميسرة بن حلبس

(1) كذا بالأصل و " ز " والمطبوعة، وفي المختصر: شافة.
(2) سفر البيت: كنسه.
(3) تحرفت بالأصل إلى: بينه، والمثبت عن " ز ".
(4) زيادة عن " ز ".
(5) بالأصل: إني، والمثبت عن " ز ".
(6) بالأصل و " ز ": " سكمتيها " والصواب ما أثبت، وشكمتها من الشكم وهو العطاء. والشكم: الجزاء والعوض.
283

أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار إجازة نا
جدي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم
ح (1) وأنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله
ابن أحمد بن شاذان الأعرج إجازة أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد المقرئ
قالا أنا إبراهيم بن محمد بن الحسن بن متويه نا عبد الواحد بن شعيب نا سليمان
ابن عبد الرحمن نا عبد ربه بن ميمون حدثني يونس بن حلبس قال
كنا نحضر أم الدرداء ويحضرها نساء متعبدات يقمن الليل كله حتى إن أقدامهن انتفخت
من القيام قال وكانت أم الدرداء تؤتى بألوان الطعام فكلما جيئت بقصعة (2) صبتها على
الأخرى وتقول صبوا البركة بعضها على بعض
9504 امرأة مخزومية
ويقال زهرية
قدمت دمشق فيمن سير ابن الزبير من بني أمية لها ذكر
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني نا محمود بن محمد بن الفضل الرافقي نا أحمد بن أبي
الأسود الحنفي القاضي نا مصعب بن عبد الله الزبيري:
أن ابن الزبير لما سير بني أمية إلى الشام كانت فيهن امرأة من بني مخزوم ناكح في بني
أمية فمرت بسوق الصفارين بدمشق فسمعت رجلا ينشد شعر أبي قطيفة (3):
ألا (4) ليت شعري هل تغير بعدنا * جنوب (5) المصلى أو كعهدي القرائن؟
وهل آذر (6) بين العقيق (7) عوامر * من الحي أم هل بالمدينة ساكن؟

(1) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل، وأضيف عن " ز ".
(2) بالأصل و " ز " والمختصر، " بقصعتين " والأشبه ما أثبت وفقا للسياق.
(3) أبو قطيفة أسمه عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط... بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، انظر
أخباره في الأغاني 1 / 12.
(4) الأبيات التالية في الأغاني 1 / 30 و 31.
(5) كذا بالأصل وأصول الأغاني، وقد صححها محققها: " جبوب " عن معجم البلدان.
(6) في الأغاني: أدؤر.
(7) في الأغاني: " حول البلاط " بدل: بين العقيق.
284

إذا برقت نحو الحجاز سحابة * دعا الشوق مني (1) برقها المتيامن
وما أزعجتنا رغبة عن بلادنا (2) * ولكنه ما قدر الله كائن.
فشهقت شهقة وخرت ميتة (3).
هذه المرأة هي:
9505 امرأة يزيد بن سنان
شاعرة
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف
قالا أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة نا الربعي يعني العباس بن الفضل نا العباس بن هشام الكلبي قال:
ضرب عبد الملك بن مروان بعثا إلى اليمن فأقاموا سنين حتى إذا كان [ذات] (4) ليلة
وهو بدمشق قال والله لأعسن الليلة مدينة دمشق ولأسمعن الناس ما يقولون في البعث (5)
الذي أغزيت فيه رجالهم وأغرمت فيه أموالهم فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة
قائمة تصلي فتسمع إليها فلما انصرفت إلى مضجعها قالت اللهم يا غليظ الحجب ويا
منزل الكتب ويا معطي الرغب ويا مؤوي الغرب ويا مسير النجب (6) أسألك أن تؤدي
غائبي فتكشف به همي وتصفي به لذتي وتقر به عيني وأسألك أن تحكم بيني وبين عبد
الملك بن مروان الذي فعل بنا هذا فقد صير الرجل نازحا والمرأة متقلقلة على فراشها ثم
أنشأت تقول:

(1) بالأصل و " ز ": منها، والمثبت عن الأغاني.
(2) في الأغاني: فلم أتركنها رغبة عن بلادها.
(3) الذي يفهم من الأغاني في أن المرأة التي خرجت هي امرأة من بني زهرة وهي حميدة بنت عمر بن
عبد الرحمن بن عوف.
(4) سقطت من الأصل، وأضيفت عن " ز ".
(5) بالأصل: المبعث، والمثبت عن " ز ".
(6) بالأصل: البخت، والأشبه ما أثبت عن " ز ".
285

تطاول هذا الليل فالعين تدمع * وأرقني حزني فقلبي موجع
فبت أقاسي الليل أرعى نجومه * وبات فؤادي عانيا يتفزع
إذا غاب منها كوكب في مغيبه * لمحت بعيني آخرا حين يطلع
إذا ما تذكرت الذي كان بيننا * وجدت فؤادي للهوى يتقطع
وكل حبيب ذاكر لحبيبه * يرجى لقاءه كل يوم ويطمع
فذا العرش فرج ما ترى من صبابتي * فأنت الذي ترعى أموري وتسمع
دعوتك في السراء والضر دعوة * على علة بين الشراسيف (1) تلذع (2).
فقال عبد الملك لحاجبه تعرف هذا المنزل؟ قال نعم هذا منزل يزيد بن سنان قال:
فما المرأة منه؟ قال زوجته فلما أصبح سأل كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالوا: ستة
أشهر، قال: فأمر أن لا يمكث العسكر أكثر من ستة أشهر
9506 جارية لسليمان بن عبد الملك شاعرة
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي (3) أنا أبو منصور محمد بن
محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز نا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان البيع
ح (4) قال ونا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي أنا أبو بكر أحمد
ابن محمد بن الجراح قالا أنا أبو بكر بن دريد قال قال سليمان بن عبد الملك يوما
والشعراء عنده قد قلت نصف بيت فأجيزوه فقالوا ما هو؟ فقال:
نروح إذا راحوا * ونغدو إذا غدوا.
فلم يصنعوا شيئا فدخل على جارية له فأخبرها فقالت كيف قلت؟ فأنشدها،
فقالت:
[نروح إذا راحوا ونغدو إذا غدوا] * وعما قليل لا نروح ولا نغدو.
9507 امرأة عمر بن عبد العزيز
حكت عنه

(1) الشراسيف: واحدها شرسوف، وهي أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن.
(2) بالأصل و " ز ": تلدع، والمثبت عن المختصر. ولذعته النار لذعا: لفحته وأحرقته.
(3) بالأصل: المحلى، والمثبت عن " ز ".
(4) " ح " حرف التحويل سقط من الأصل، واستدرك عن " ز ".
286

حكت عنها أم إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الفقيه وهي أم ولد
أيضا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إسحاق نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن حميد
العبدي عن أسامة بن زيد عن إسماعيل بن أمية عن أمه عن أم ولد عمر بن عبد العزيز
قالت سألني عمر دهنا فأتيته به وبمشط من عظام الفيل فرده وقال هذه ميتة قلت:
وما جعله ميتة؟ قال ويحك من ذبح الفيل؟!
9508 أم ولد لعمر بن عبد العزيز
حكت عن عمر
حكى عنها ابنها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد بن صصرى أنا أبو القاسم نصر بن
أحمد الهمذاني (2) المؤدب أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا أبو علي الحسن بن
محمد بن درستويه أنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نا أبو إسحاق
إبراهيم بن يعقوب قال حدثت عن شبيب بن شيبة عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز
قال
دخلت على أمي ومعي أخي يزيد بن عمر فرأت فينا سرورا وذلك من الغد فقالت يا
بني ما يسركما من خلافة أبيكما فوالله لا تريان سرورا في خلافته أبدا قلنا ولم ذاك
قالت دخل علي حين صلى العشاء بالناس وهو يبكي قالت فما دنا من فراش ولا ثنى (3)
له جنبا وما زال يبكي قائما وراكعا وساجدا حتى خرج من عندي لصلاة الصبح
قال ونا إبراهيم نا الجارودي نا عمر بن ذر (4) حدثني رجاء بن حياة أن عبد العزيز
ابن عمر بن عبد العزيز قال:

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 401 في أخبار عمر بن عبد العزيز.
(2) بالأصل: الهمداني، والمثبت عن " ز "، والمطبوعة.
(3) بالأصل و " ز ": ثنا.
(4) تحرفت بالأصل إلى: در، والمثبت عن " ز ".
287

دخلت على أمي حين بويع لعمر بن عبد العزيز بالخلافة وهي التي كانت تلي خدمة
عمر ومعي أخي يزيد بن عمر فرأت فينا سرورا وذلك من الغد فقالت ما يسركما من
خلافة أبيكما؟ فوالله لا تريان في خلافته من الدنيا شيئا يسركما فقلت وفيم ذاك؟ قالت
دخل علي عمر حين صلى العشاء بالناس وهو يبكي فأتى مسجده فوالله ما دنا من فراشه
ولا ثنى (1) له جنبا ولا زال يبكي راكعا وساجدا حتى خرج من عندي إلى صلاة الفجر
9509 حاضنة لعمر بن عبد العزيز
حكت عنه
حكى عنها عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب
كتب إلي أبو نصر أحمد بن محمد بن علي ابن البخاري أنا أبو بكر بن بشران أنا
أبو الحسن الدارقطني نا محمد بن مخلد ودعلج بن أحمد قالا أنا أحمد بن علي
الأبار (2) أبو العباس نا سويد بن سعيد نا عبد الله بن ميمون المكي (3) مولى جعفر بن
محمد عن جعفر بن محمد عن سفيان الثوري عن عاصم قال قالت حاضنة عمر بن عبد
العزيز قال لي عمر بن عبد العزيز إذا أنا مت فلا تجعلوا على كفني حناطا (4)
قال الدارقطني والذي عندي أن هذا عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن
الخطاب والله أعلم
رواه حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن سفيان عن عاصم قال شهدت
عمر بن عبد العزيز قال لأمة أراك ستلين (5) حنوطي فلا تجعلين (6) فيه مسكا
وقد تقدم في ترجمة عاصم (7)
9510 امرأة من أهل الكوفة
وفدت على عمر بن عبد العزيز وحكت عنه

(1) بالأصل و " ز ": ثنا.
(2) أحمد بن علي بن مسلم أبو العباس البغدادي، الابار، ترجمته في سير أعلام النبلاء: (11 / 16 ترجمة 2436) ط دار الفكر.
(3) ترجمته في سير الاعلام - (8 / 205 ترجمة 1416) ط دار الفكر.
(4) الحنوط والحناط كل طيب يخلط للميت خاصة. (تاج العروس: حنط).
(5) في " ز ": معتلين، تصحيف.
(6) بالأصل و " ز ": تجعلين.
(7) تاريخ مدينة دمشق 25 / 256 رقم 3015 طبعة دار الفكر والخبر فيه ص 261 وفيه: قال لامه.
288

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد نا نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد
أنا أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما
كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو محمد عبد الله بن
يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني عفان حدثني عثمان بن عبد
الحميد نا الوليد قال:
بلغنا أن امرأة كانت بالكوفة ولها زوج ولها أربع بنات فمات صاحبها وترك أربع بنات
ليس لهن مال ولا عندهن جمال فقيل لها عليك بعمر بن عبد العزيز لعله أن يلحقهن في
العطاء قال فشخصت إليه قال فدخلت عليه حين قدمت فحدثته حديثي (1) ثم قال:
أدخلوها على فاطمة (2) فدخلت على فاطمة فما رأيت عليها خزا ولا قزا (3) ولا هرويا ولا
قوهيا (4) فبينا أنا كذلك إذا رجل يغرف ماء من حب (5) فقلت لفاطمة هذا رجل فاستتري
فقالت هذا أمير المؤمنين فدنا قال ردي علي قصتك ففعلت فألحقهن وأعطاني عشرين
دينارا فقال استنفقي هذه وكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن وكان عامله على
الكوفة فلما دخلت الكوفة قيل مات عمر بن عبد العزيز وقيل لو أتيته بالكتاب عسى الله أن
يسخره قالت: فأتيته فدفعت الكتاب إليه فلما قرأه بكى وبكى من حوله ثم قال فكيف
أصنع! قالت والله لخرجت وهو حي وإن هذا لكتابه فأثبتهن في العطاء
9511 أم ولد لهشام بن عبد الملك
شاعرة
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا سهل بن بشر أنا علي بن بقاء الوراق إجازة أنا
المبارك بن سالم أنا الحسن بن رشيق نا يموت بن المزرع نا أبو مسلم عبد الله بن مسلم
عن أبيه قال:

(1) بالأصل و " ز ": " حديثين " والأشبه ما أثبتناه عن المختصر لابن منظور.
(2) يعني زوجته، وهي فاطمة بنت عبد الملك، تقدمت ترجمتها في هذا الجزء.
(3) القز الإبريسم أعجمي معرب (تاج العروس).
(4) بالأصل: قرهيا، تصحيف، والصواب ما أثبت، والقوهي ضرب من الثياب بيض، والثياب القوهية تنسب إلى
قوهستان.
(5) بالأصل و " ز " والمختصر: " جب " تصحيف، ولعل الصواب ما أثبت، والحب، الجرة العظيمة والخابية.
289

بصرت أم ولد لهشام بن عبد الملك بولد لها لهشام فرأتهم على غاية البهاء والطلل
وكانت الجارية شاعرة أديبة فأنشأت تقول:
إذا خلطنا ماءنا بمائهم
جاؤوك كالياقوت في صفائهم
وحمدوا في فعلهم ورائهم (1)
ونسبوا بعد إلى آبائهم
فهذه الصفة (2) من أنبائهم.
9512 امرأة متعبدة
كانت بجبل لبنان من أعمال دمشق
حكى عنها ذو النون
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري نا أبو الحسن
علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني الحراني (3) الزاهد إملاء نا أبو الفتح يوسف بن
عمر القواس [نا] (4) علي بن إبراهيم الوراق قراءة من لفظه نا محمد بن هارون قال سمعت
ذا النون المصري يقول:
كنت بجبل لبنان أتعبد فبينما أنا يومئذ جالس أبكي إذا أنا براهبة عليها المسوح فأقبلت
فجعلت تبكي معي ثم انصرفت ومر الدهر زمانا وقد نزلت عن الجبل فأنا جالس عند بعض
إخواني من البزازين إذ أقبلت الراهبة بعينها فوقفت علي فقالت أيا شيخ برئت قرحتك
فأبكيتني (5) فما انتفعت بنفسي زمانا
9513 امرأة متعبدة
وعظها أحمد بن أبي الحواري فماتت

(1) نعني: ورأيهم.
(2) كذا بالأصل و " ز "، والوزن غير مستقيم، وفي المختصر لابن منظور: الصفوة.
(3) في " ز ": الحراني، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش، وكتب على هامشها: حربي.
(4) سقطت من الأصل وزيدت عن " ز ".
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة: فأبكتني.
290

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الحناط نا أحمد بن أبي الحواري قال:
بينا أنا ذات يوم جالس بالشام في قبة ليس عليها باب إلا كساء مسبل إذا أنا بامرأة تدق
على الحائط فقلت من هذه فقالت امرأة ضالة دلني على الطريق رحمك الله فقلت عن
أي الطريقين تسأليني فبكت ثم قالت عن طريق النجاة فقلت هيهات هيهات لا يقطع ذاك
الطريق إلا بالسير الحثيث في الجد وتصحيح المعاملة وحذف العلائق الشاغلة عن أمر
الدنيا والآخرة فبكت ثم قالت أما علائق الدنيا ففهمتها فما علائق الآخرة فقلت لو
وفيت القيامة بعمل سبعين نبيا لم يكن لك إلا ما كتب لك في اللوح المحفوظ وإن لجهنم
زفرة يوم القيامة لو كان معك عمل سبعين نبيا ما كان بد من أن ترديها (1) قال فصرخت
صرخة ثم قالت سبحان من صان عليك جوارحك فلم تنقطع وسبحان من أمسك عليك
قلبك فلم يتصدع ثم سقطت مغشيا عليها
قال ابن أبي الحواري وكانت عندنا جارية من المتعبدات فقلت لها أخرجي فانظري
ما قصة هذه المرأة قال فخرجت فنظرت إليها فإذا هي قد فارقت الدنيا وإذا في جيبها
رقعة مكتوب فيها كفنوني في أثوابي فإن يكن لي عند ربي خير فسيبدلني ما هو خير لي
منها وإن يكن غير ذلك فبعدا لنفسي وسحقا
قال ابن أبي الحواري وإذا قوم قد أحاطوا بالجارية فقلت لبعضهم ما قصة هذه
المرأة؟ فقالوا يا أبا الحسن هذه جارية كان يظهر (2) بها شئ نظن (3) أنها مصابة بعقلها
وكان الذي بها يمنعها من المطعم والمشرب وكانت تشكو إلينا وجعا بجوفها فكنا نعرض
عليها الأطباء فكانت تقول أريد متطببا (4) أشكو إليه بعض ما أجد من دائي عسى أن يكون
عنده شفائي
9514 امرأة متعبدة
حكى عنها أبو علي الحسن بن حبيب

(1) بالأصل: " ردها " والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل: " بظهرها " والمثبت عن " ز ".
(3) بالأصل و " ز ": يظن.
(4) بالأصل: " متطيبا " تصحيف، والمثبت عن " ز ".
291

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
أنا أبو الحسين الميداني أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون قال وقال لي أبو
علي الحسن بن حبيب الإمام:
كان عندنا في باب الجابية بدمشق امرأة من المتعبدات فلما جاء ابن رائق وأحرق البلد
كان الحريق في بيتها يعمل وهي قائمة تصلي فجاء إليها زوجها فقال قد أكربتيني (1) بصلاتك
هذه إذا كان ولا بد فادعي عليهم فقالت يا هذا كيف يجوز لي أن أدعو على قوم ألحقوني
بدرجة الفقراء؟!
9515 عجوز
حكى عنها أبو علي بن حبيب
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني حدثنا أبو نصر حديد بن جعفر
الأنباري إملاء من حفظه حدثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك (2) الحصائري
قال لقيتني عجوز على رأس زقاق عطاف فقالت يا شيخ أنشد فيك وفي عصاك بيتين من
الشعر؟ فقال نعم فقالت (3):
ما زلت أرقب حبل (4) الدهر منتظرا * حتى بليت وحبل الدهر ممدود
أقدم العود قدامي وأتبعه * وكنت أمشي ولا يمشي بي العود.
9516 شاعرة من كلب
تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية وحملها إلى دمشق
بلغني أن خالدا خرج حاجا فلما رجع انتهى إلى ماء لكلب فإذا هو بشيخ قد أورد
إبلا له ومعه (5) ابنة له كأنها ظبية عيطاء (6) تعينه على سقي الإبل من أتم النساء ما بين قرن

(1) كذا بالأصل و " ز ": أكربتيني.
(2) تحرف اسم أبيه بالأصل و " ز " وجاء فيهما: الحسن بن عبد الملك بن حبيب الحصائري، والصواب ما أثبتناه،
راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 59 ت 3053 ط دار الفكر.
(3) سقط البيتان كليا من " ز ".
(4) بالأصل: حبل، والمثبت عن المختصر.
(5) بالأصل: وسبقه، والمثبت عن " ز ".
(6) بالأصل: عبطا، تصحيف، والمثبت عن " ز ". والعيط: طول العنق، وهو أعيط وهي عيطاء (القاموس).
292

إلى قدم وهي في بردتين لها قد اتزرت بواحدة وتدرعت الأخرى فرأى شيئا لم ير مثله
فقال لمولى له انطلق إلى هذا الأعرابي فاخطب علي ابنته وأعطه ما سأل فزوجها إياه على
مائة من الإبل وأهديت إليه في البردتين كما رآها فلم يزدد إلا سرورا فكانت تسامره
وتنشده أشعار قومها وتفتخر فلما أغاظته قال أنسيت البردتين فأعرضت عنه طويلا ثم
أنشأت تقول:
أخالد مهلا لا يعير (1) بالفقر * فكم من فتى نذل (2) الخليقة (3) ذي وفر
وآخر محمود الخليقة معوز * من المال لا يزري به لازم الفقر
ومن ذات بعل في حلي مظاهر * وترفل في بز العراق وفي العطر (4)
مذممة الأخلاق والغدر همة * وإن مزجت منها البشاشة بالبشر
حصان لها خلق ودل مبتل * هضيم الحشاء حوراء آلفة الخدر.
فلما قدم الشام تلقاه عبد الملك بن مروان فسأله عن سفره فأخبره وحدثه بحديث
الأعرابية وبردتيها فانصرف عبد الملك إلى نسائه فحدثهن بذلك فقلن يا أمير المؤمنين
أن لو بعثت إلى بردتيها حتى ننظر إليهما فسرح رسولا فلما أتى خالدا (5) الرسول فقال (6):
ما كنت لأفعل حتى أوجه إليه بأبيات فإن استحسن أن ينظر إليهما فهو أعلم فسرحت
إليه:
يا بن الذوائب من أمية والذي * أفضت إليه خلافة الجبار
فيم استفزك خالد بحديثه * حتى هممت بأن ترى أطماري (7)
مهلا أمير المؤمنين فما الذي * أحببت من ذاكم علي بعار
فلئن رأيت سحيق شملي باليا * إني لمن قوم ذوي أخطار
صبر على ريب الزمان أعزة * لا يخفرون بذمة وجوار

(1) بالأصل و " ز ": تعير.
(2) بالأصل: ندل، وفي " ز ": بذل، والمثبت عن المختصر.
(3) في " ز ": الخليفة.
(4) بالأصل و " ز ": " الفطر " والمثبت عن المختصر.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وفي " ز ": قالت.
(6) الاطمار واحدها طمر، وهو الثوب البالي.
293

غلب إذا حمي الوطيس وجدتهم * صبرا لدى (1) الهيجا بني أحرار
فاترك مقالة خالد وحديثه * واحتفظ مقالة معشر أخيار.
قال فوجه إليها عبد الملك بألف دينار وقال إنما أردنا استخراج هذا الشعر منك
9517 امرأة شاعرة من أهل الشام
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت محمد بن صالح الكاتب يقول سمعت أبا عبد الله الفارسي يقول كان رجل
من أهل الشام مع الحجاج وكان يحضر طعاما فكتب إلى أهله يخبرهم بما هو فيه من
الخصب وإنه قد سمن فكتبت إليه يعني امرأته:
أتهدي لي القرطاس والخبز حاجتي * وأنت على باب الأمير بطين
إذا غبت لم تذكر صديقا وإن تقم * فأنت على ما في يديك ضنين
وأنت ككلب السوء في جوع أهله * فيهزل أهل البيت وهو سمين.
9518 امرأة شاعرة من نصارى بصرى (2)
روى عنها المازني شعرا
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن المظفر الشمشاطي الذي صنفه في ذكر
الديرة قال حكى المازني قال (3): نزلت بدير بصرى فرأيت في رهبانه فصاحة وهم عرب
متنصرة (4) وهم أفصح من رأيته فقلت ما فيكم شاعر فقالوا ما فينا إلا امرأة (5) كبيرة السن
فقلت جيئوني بها فجاءت واستنشدتها فأنشدتني لنفسها (6):

(1) بالأصل: " لذي " والمثبت عن " ز ".
(2) بصرى: بالشام من أعمال دمشق، قصبة كورة حوران، مشهورة عند العرب قديما وحديثا (معجم البلدان).
(3) الخبر والابيات في معجم البلدان 2 / 500 و 501 (دير بصرى).
(4) في معجم البلدان: عرب متنصرة بن بني الصادر.
(5) في معجم البلدان: أمة.
(6) الأبيات في معجم البلدان 2 / 501 (دير بصرى)، والأول والثاني والثالث في معجم البلدان (بصرى) 1 / 441
ونسبها هنا لاعرابي.
294

أيا رفقة من دير بصرى تحملت * تؤم الحمى حييت (1) من رفقة رشدا
إذا ما بلغتم (2) سالمين فبلغوا * تحية من قد ظن ألا يرى نجدا
وقولا (3) تركنا العامري مكبلا * بكل هوى من حبه مضمرا وجدا
فيا ليت شعري هل أرى جانب الحمى * وقد (4) أنبتت أجراعه (5) أثلا (6) صعدا (7)
وهل أردن الدهر ماء وتلعة (8) * كأن الصبا تجلو (9) عن متنه بردا.
9519 امرأة عنسية
من النسوة الشواعر من أهل داريا قتل لها ابن عم اسمه عمرو في داريا في حرب أبي
الهيذام فقالت ترثيه:
فيما قرأت بخط أبي الحسين الرازي وذكر أنه مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن
جده وأهل بيته من المريين قال:
وقالت امرأة من عنس تبكي ابنا لها قتلته قيس يوم داريا:
عين بالدمع فاستهلي لعمرو * بدموع غزيرة الهملان
قتلته قيس فقرت بقتلى * قيس عيلان مني العينان
قتلوه مثل الهلال جوادا * بالعطايا يبر بالإخوان
قتلوه مثل القناة طريرا * مائد الأصل طيب الأردان

(1) في معجم البلدان: " ألقيت " وروايته فيه في مادة (بصرى):
أبا رفقة من آل بصرى تحملوا * رسالتنا لقيت من رفقة رشدا
(2) في معجم البلدان (بصرى): وصلتم.
(3) في المختصر ومعجم البلدان (دير بصرى): وقولوا، وروايته في معجم البلدان (بصرى):
وإذا تركنا الحارثي مكبلا * بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا
(4) عجزه في معجم البلدان (دير بصرى): وقد أنبتت أجراعه بقلا جعدا.
(5) والاجراع واحدها جرع، والجزع، الأرض ذات الحزونة تشكل الرمل، وقيل: هي الرملة السهلة المستوية.
(6) والأثل: ضرب من الشجر، العضاه.
(7) سكنت العين فيها الضرورة الشعر، يقال: خشبه جيد وصعد جمع صعود، والصعود بالفتح ضد الهبوط
(القاموس).
(8) في معجم البلدان: " يوما وقيعه " بدل: " ماء وتلعة ".
(9) في معجم البلدان: تسدى.
295

وبعمرو فجعت لهفي عليه * أبدا أو ألف في الأكفان
فقدته عنس الكرام وخولان * ومن مثل عنس أو خولان
ليت شعري فذاك أكبر همي * هل يقدني الزمان من عيلان
عامرا عامرا فلا يغلبنكم * عامر الغي يا بني قحطان
إن يفتكم يكن معاير فيكم * فاضحات للشيب والولدان
إلبسوا الحلي والمجاسد يا قوم * إذا وأجلسوا مع النسوان.
(* * *) بعونه تعالى تم الجزء السبعون
وبه تم الكتاب والحمد لله رب العالمين
296



(1) بالأصل: لافعال، والمثبت عن " ز ".
(2) بالأصل و " ز ": الغاديات.
(3) في " ز ": الكريم.
(4) كتب بعدها في " ز ": تم السفر الثامن والخمسون من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه الله، وبتمامه تم جميع
الديوان وكمل بحمد الله وعونه وصلواته على محمد رسوله وآله وهو مما أمر بإتمام نسخه ووضعه في الخزانة
المكرمة مولانا الأمير الاجل المبارك الأسعد الميمون والمظفر المنصور المؤيد أبو عبد الله بن الأمير الاجل
المجاهد المقدس المرحوم أبي زكريا ابن الشيخ الأجل المجاهل المقدس المرحوم أبي محمد ابن الشيخ الأجل
المجاهد المقدس المرحوم أبي حفص أدام الله أيامهم ونصر بعزته ألويتهم وأعلامهم، وكان الفراغ من نسخ السفر
بحضرة تونس كلاها الله في أواخر شهر ربيع الاخر سنة ثمان وأربعين وستمائة. وقد وقع الفراغ من نسخ السفر
الثامن والخمسون من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه الله في يوم الأحد 2 ذو القعدة سنة 1338 الموفق
18 يوليو سنة 1920 م. ونسخ ذلك من النسخة المخطوطة بدار الكتب الأزهرية بنمرة 209 تاريخ، ونسخ ذلك
الراجي عفو مولاه محمود صدقي النساخ بدار الكتب السلطانية عمرها الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلي آله
وصحبه وسلم.
297

خاتمة الطبع
بعونه تعالى وبفضله وتوفيقه تم طبع كتاب " تاريخ دمشق " لمحدث الشام وإام أهل
الحديث في زمانه وحامل لوائهم الحافظ ابن عساكر.
وللمرة الأولى يصدر هذا الكتاب الجليل والأثر النفيس متتابعا وكاملا وقد بلغت
أجزاؤه سبعين مجلدا.
وبكل فخر واعتزاز تقدم دار الفكر ببيروت هذا الكتاب الموسوعة للقاري العربي
وللباحث والدارس نهل كل منهم منه ما يطيب له صفوا سائغا، وقد بذلنا الجهد، وهو جهد
المقل، ما يجعل هذا الكتاب أقرب إلى الكمال كما أراده مؤلفه الحافظ ابن عساكر وأيسر
للنفع والإفادة.
ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر والتقدير للأيادي البيضاء التي ساعدتنا على إخراج وطبع
هذا الكتاب كاملا بهذه الصيغة ونخص بالذكر الأخ الفاضل عزيز بنيس صاحب دار المعرفة
في الدار البيضاء الذي لم يدخر جهدا ولم يال سعيا للبحث عن الاجزاء الناقصة وبعض المواد
والتراجم التي سقطت من المخطوطات التي كانت بحورتنا عند إعداد الكتاب للطبع في
مراحله المختلفة.
لقد سبق وأشير إلى السقط في موضعه وقد حصلنا على السقط المذكور مؤخرا ونحن
بصدد إعداد وضع هذا السقط في مستدرك يصدر قريبا إن شاء الله.
كما أننا بصدد إعداد فهارس شاملة للكتاب لتيسر الانتفاع به، فالفهارس مفاتيح الكتب
كما يقولون.
ولا بد لنا أيضا من التنويه بالشكر والتقدير لمركز الكمبيوتر " هو ساك كمبيوتر برس "
الذي قام بتنضيد مواد الكتاب وللجهد الدؤوب الذي بذله القائمون عليه في ملاحقة مواد
الكتاب تنضيدا وتصحيحا وإخراجا.
وأخيرا نتوجه بالرجاء لكل من ينتفع بهذا الكتاب أن يخصنا بدعوة صالحة بظهر الغيب.
وأخيرا نتوجه بالرجاء لك من ينتفع بهذا الكتاب أن يخصنا بدعوة صالحة بظهر الغيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بيروت 12 ربيع الأول 1419 ه
6 تموز (جولاي) 1998
الناشر
دار الفكر
298