الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٦٨
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الثامن والستون
أبو هريرة - المجد الشاعر
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى 1419 ه‍ - 1998 م.
2

8896 أبو هريرة
إمام (1) مسجد عرقة
حكى عنه خصيب بن إبراهيم
قرأت بخط أبي نصر بن الجبان أنا تمام بن محمد الرازي أنا الضحاك بن يزيد
السكسكي نا وريزة (2) بن محمد نا خصيب بن إبراهيم نا أبو هريرة إمام مسجد عرقة
قال
قدم عبد الله بن صالح الحدث (3) فخرجت أسلم عليه فلم أر طعاما من حار وبارد
أكثر من طعامه قال فقلت له أيها الأمير العدس يرض (4) القلب ويحدر الدمعة قال فأمر
طباخه أن يصلح لنا طعام العدس فلما مر يوم وآخر قلت للطباخ أين ألوانك تلك الطيبة
قال هذا عملك خدمت الأمير في العدس حديثا فأخذ به قال فقمت فدخلت عليه
فقلت أصلح الله الأمير الحديث الذي حدثتك في العدس إسناده ضعيف قال فضحك
ودعا الطباخ فقال أعد عليهم الطعام
8897 أبو هشام الإمام
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني يوم السبت لاثنين وعشرين ليلة خلت من رجب من

(1) في مختصر ابن منظور: عرفة. وعرقة بكسر أوله وسكون ثانيه بلدة في شرقي طرابلس بينهما أربعة فراسخ وهي
آخر عمل دمشق. (معجم البلدان).
(2) بالأصل: وزيرة بتقديم الزاي، والمثبت والضبط: وريزة بالضم وفتح الزاي مؤخرة عن تبصير المنتبه 4 / 1470.
(3) الحدث: بالتحريك، قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش، من الثغور (معجم البلدان).
(4) كذا: " يرض القلب " وفي المختصر: يرق القلب.
3

هذه السنة يعني سنة سبع وأربعين وثلاثمائة مات أبو هشام الإمام وصلي عليه في المسجد
الجامع بعد صلاة العصر وأخرج إلى المصلى فصلي عليه وكان له مشهد كبير
8898 أبو همام الشعباني (1) (2)
من أهل دمشق
روى عن رجل من خثعم له صحبة
روى عنه أبو سلام الدمشقي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد (3) حدثني أبي حدثنا (4) عبد الرزاق نا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي همام الشعباني حدثني رجل من خثعم قال
كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غزوة تبوك فوقف ذات ليلة واجتمع إليه أصحابه فقال إن الله
أعطاني الليلة الكنزين (5) كنز فارس والروم وأيدني بالملوك ملوك حمير الأحمرين ولا
ملك إلا لله يأتون يأخذون من مال الله ويقاتلون في سبيل الله قالها ثلاثا
قال ابن عساكر (6) كذا قال ولم يذكر أبا سلام
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد (7) إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال (8)
أبو همام الشعباني عن....... (9) روى عنه يحيى بن أبي كثير سمعت أبي يقول
ذلك

(1) هذه النسبة إلى شعبان، اسم قبيلة من قيس.
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 9 / 455 ومسند أحمد بن حنبل 8 / 314 والتاريخ الكبير 8 / 81 (كتاب الكنى).
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 314 رقم 22398 طبعة دار الفكر.
(4) سقطت من الأصل واستدركت عن المسند.
(5) استدركت عن المسند.
(6) زيادة منا.
(7) تحرفت بالأصل إلى: أحمد.
(8) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 455.
(9) كذا بياض بالأصل والجرح والتعديل.
4

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد اللنباني (1) أنا أبو القاسم تمام بن محمد
أنا أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال أو همام الشعباني روى عنه أبو سلام
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين محمد بن أحمد أنا عبد الله
أنا ابن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله الخطيب أنا الربعي أنا الكلابي
أنا ابن جوصا قراءة قال سمعت محمودا يقول في الطبقة الثالثة أبو همام الشعباني روى
عنه أبو سلام
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا الصفار أنا ابن منجويه أنا الحاكم قال فيمن لا
أقف على اسمه أبو همام الشعباني روى عنه يحيى بن أبي كثير قاله محمد بن إسماعيل
8899 أبو هنيدة أحد الغزاة
حكى عنه خالد بن دهقان
قرأت بخط أحمد بن محمد بن يعقوب البغدادي اخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن
هارون السامري البزاز أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي نا داود بن رشيد نا
أبو حفص عمر بن سعيد عن صدقة عن خالد بن دهقان عن أبي هنيدة وكان شهد فتح
نهاوند قال
غزونا مع بعض بني أمية قال فأقمنا على عمورية (2) أياما قال فخرجت يوما في بعض
حاجتي فإذا براهب قد صوت بي من صومعته يا عبد الله قال قلت ما تريد يا عدو الله
قال ما أنصفت أقول لك يا عبد الله تقول لي يا عدو الله إني كذلك وأنت كذلك قال ما
مقامكم على هذه قال قلت أرجو أن أفتحها قال أخبرني عن خليفتكم هو من أهل بيت
نبيكم إذا قيل ابن فلان كان منهم قال قلت لا قال ليس يفتح هذه المدينة إلا رجل من
أهل بيت نبيكم كأني بهم يدخلون من هذا الباب ويخرجون من الباب الآخر لباسهم مثل
هذا قال وأخرج صدره فإذا عليه مدرعة سوداء قال فانصرفت إلى صاحبي فأخبرته
فركب إليه حتى سمع الكلام منه ثم رجع فأمر بالرحيل

(1) تحرفت بالأصل إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(2) عمورية: بفتح أوله وتشديد ثانيه، بلد في بلاد الروم، فتحها المعتصم في سنة 223 (معجم البلدان).
5

8900 أبو الهيذام
اسمه عامر بن خريم تقدم ذكره في حرف العين
" حرف اللام ألف فارغ "
" حرف الياء "
8901 أبو يحيى
مولى عمر بن عبد العزيز كان معه إذ كان واليا بالمدينة ثم كان معه حين كان بالشام
أشهده عمر بن عبد العزيز على نفسه في عدة...... (1) له ذكر
8902 أبو يحيى الموصلي
إمام بني خليد
روى عنه أبو عوانة الوضاح (2)
ووفد على عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبيد
الله بن عثمان السكري أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت الأهوازي أنبأ
أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشمي (3) نا حنبل بن إسحاق نا خالد يعني بن خداش نا أبو
عوانة عن أبي يحيى إمام الموصل قال أرسل إلي عبد العزيز بن مروان فقال انظر هل
ترى في ولدي خليفة قال نعم هذا لعمر فلما استخلف بعث إليه فقال أما تقول إن فينا
مهديا (4) فهل تراني ذلك المهدي قال لا ولكنك رجل صالح قال فالحمد لله الذي
جعلني رجلا صالحا
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا أبو

(1) ثلاث كلمات غير واضحة بالأصل.
(2) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، أبو عوانة الواسطي البزاز، ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 379.
(3) غير مقروءة بالأصل، وهو حمزة بن القاسم بن عبد العزيز، أبو عمر الهاشمي البغدادي، ترجمته في سير الأعلام
15 / 374.
(4) بالأصل: مهدي.
6

أحمد قال فيمن لا يعرف اسمه أبو يحيى إمام بني خليد بالموصل قال أرسل عبد العزيز بن
مروان إلي ديواني روى عنه أبو عوانة الوضاح الواسطي
قال وأنا أبو أحمد أنا أبو العباس الثقفي نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني خالد
بن خداش نا أبو عوانة نا أبو يحيى إمام بني خليد بالموصل
8903 أبو يحيى السكري
ذكر أنه دخل دمشق
حكى عنه أبو عبد الله السكري حكاية تقدمت في باب ذكر ما ورد في ذم أهل الشام
8904 أبو يزيد المكي (1) المعروف بالغريض (2)
قدم دمشق على الوليد بن يزيد
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي نا أحمد بن
إسماعيل بن الخصيب قال قال المدائني
كان الغريض عند النسوة من قريش من العبلات (3) الثريا وأختها أم عثمان وكان أولا
خياطا وكان ظريفا حلو اللسان حسن الجرم فدفعته إلى ابن (4) سريج ليعلمه الغناء
فقبله فلما رأى ابن سريج (5) حذقه وحسن خلقه ووجهه وظرف لسانه وحلاوة منطقه خاف
أن يبرز عليه فنحاه عن خدمته فقلن له مواليه هل لك أن تنوح بالمراثي ففعل فكان من
أشجى الناس نوحا فكان يدخل المآتم وتضرب دونه الحجب ثم ينوح فيفتن (6) كل من
سمعه فنهته الجن عن ذلك فانتهى ورجع إلى الغناء فصار غناؤه شجيا كذلك النوح (7)

(1) انظر أخباره في الأغاني 2 / 359 وفي مواضع أخرى منها راجع الفهارس العامة.
(2) الغريض معناه الطري من كل شئ، وهو لقب لقب به أبو يزيد المكي لأنه كان طري الوجه نضرا غض الشباب
حسن المنظر، قاله أبو الفرج في الأغاني 2 / 359. وقيل اسمه عبد الملك، وكنيته أبو يزيد.
(3) العبلات سموا بذلك لجدة لهم يقال عبلة بنت عبيد بن خالد بن خازل بن قيس بن مالك بن حنظلة بن
مالك بن زيد مناة بن تميم (الأغاني) 1 / 209 وانظر 2 / 359.
(4) سقطت من الأصل.
(5) انظر أخباره في الأغاني (الفهارس).
(6) الأصل: فيفتر، والمثبت عن الأغاني.
(7) الخبر برواية قريبة في الأغاني 2 / 360.
7

قال وحدثني بعض المدنيين قال رأينا بين عمودي سرير مولاته الثريا ومعه نسوة
يسعدنه وهو ينوح عليها بقول القائل (1)
* ألا يا عين ما لك تدمعينا * أمن (2) جزع بكيت فتعذرينا
أم أنت مصابة تبكين شجوا * وشجوك مثله أبكى العيونا *
قال فرأيت النساء وقد ألهبت فيهن النيران (3) وجميع من مع الجنازة من الرجال
والنساء
قال وقال الزبيري (4) حججنا فلما كنا بجمع (5) سمعنا أحسن غناء فعدل الحاج
كلهم مصوت إليه فإذا هو الغريض فسألوه أن يغني صوتا فأجابهم فوقف حيث يسمع
ولا يرى يغني بشعر عمر بن أبي ربيعة (6)
أيها الرائح المجد ابتكارا * قد قضى من تهامة الأوطارا
ليت ذا الدهر كان حتما علينا * كل عامين حجة واعتمارا
فما سمع السامعون أحسن من ذلك
قال وكانت الجن قد تقدمت إليه مرارا ألا ينوح وقالوا قد هربت بسكاننا عن
الحرم وأخرجتهم منه ثم تقدموا إليه ونهوه ألا يتغنى بهذا الشعر وقالوا قد ذهب بعقول
النساء وهو شعر عبد الله بن نمير النميري (7)
* وما أنس م الأشياء (8) لا أنس شادنا * بمكة مكحولا أسيلا مدامعه
وقال أبو عبد الله الجمحي (9) حدثني مولى (10) لآل الغريض قال شهدت جنازة

(1) البيتان في الأغاني 2 / 365.
(2) عجزه في الأغاني: أمن رمد بكيت فتكحلينا.
(3) بالأصل: " النفرات ". والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(4) الخبر والشعر في الأغاني 2 / 362.
(5) جمع: المزدلفة.
(6) البيتان في الأغاني 1 / 167 و 2 / 362 وديوان عمر بن أبي ربيعة ص 188 قالها في أم محمد بنت مروان بن
الحكم.
(7) البيت في الأغاني 2 / 387.
(8) بالأصل: " من أشياء " والمثبت عن الأغاني.
(9) الخبر في الأغاني 2 / 401.
(10) سماه في الأغاني: أبا قبيل.
8

لبعض أهله فقيل له تغن فقال هو ابن الزانية إن فعل فقالت بعض موالياته أنت والله
كذلك قال وكذلك أنا قال نعم قال أنتن أعرف وأعلم بي وكان قد أمسك عن
الصوت الذي نهته الجن وتقدموا إليه في ذلك مرارا فلما أغضبوه موالياته وقلن له غن
بهذا الصوت
وما أنس م الأشياء لا أنس شادنا * بمكة مكحولا أسيلا مدامعه
تشرب لون الرازقي (1) بياضه * أو الزعفران خالط المسك رادعه *
قال فلويت عنقه ونحن ننظر إليه فمات في ذلك المجلس فقال كثير بن كثير
السهمي يرثي عبيد بن سريج المغني (2)
* ما اللهو بعد عبيد حين يخبره * من كان يلهو به منه بمطلب
لله قبر عبيد ما تضمن من * لذاذة العيش والإحسان والطرب
لولا الغريض ففيه من شمائله * مشابه لم أكن فيه بذي أرب *
8905 أبو يزيد القاضي مولى بني أمية
حدث عن سليمان بن حبيب وقيل عن رجل عن سليمان بن حبيب
روى عنه الوليد بن مسلم
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات
وأبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر (3) الظني قالوا أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن
طاوس المقرئ أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو بكر
أحمد بن سلمان (4) النجاد نا أبو الليث يزيد بن جهور بطرسوس نا يعقوب بن كعب نا
الوليد بن مسلم عن أبي يزيد القاضي قال سمعت سليمان بن حبيب يقول سمعت أبا
أمامة الباهلي يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أهل المدائن الحبساء في سبيل الله فلا تغلوا عليهم
الأسعار ولا تحتكروا عليهم خالفه غيره [13643]
قرأت بخط إبراهيم بن عبد الله بن حصن الأندلسي حدثني عبد الوهاب بن الحسن

(1) الرازقي: ثياب كتاب بيض، وقيل: الرازقي: الكتان نفسه.
(2) الأبيات في الأغاني 1 / 319.
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 35 / أ.
(4) تحرفت بالأصل إلى: سليمان.
9

أنا الحسين بن محمد بن سنان الموصلي بأطرابلس نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر نا
محمد بن المبارك نا الوليد بن مسلم حدثني أبو يزيد الدمشقي حدثني شيخ كان يجلس
في المقصورة قال سمعت سليمان بن حبيب المحابي يحدث عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال أهل المدائن حبسي في سبيل الله فلا تحتكروا عليهم الطعام ولا تغلو عليهم
الأسعار [13644]
8906 أبو يعقوب التدمري (1)
كان من علماء أهل الكتاب ثم أسلم
حكى عنه هشام بن محمد بن السائب الكلبي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد (2) أنا هشام بن محمد
قال وكان رجل من أهل تدمر يكنى أبا يعقوب بن مسلمة بني إسرائيل قد قرأ من كتبهم
وعلم علمهم (3) فذكر أن بورخ بن ناريا كاتب أرميا أثبت نسب معد بن عدنان عنده ووضعه
في كتبه وأنه معروف عند أحبار (4) أهل الكتاب وعلمائهم مثبت في أسفارهم
8907 أبو يعقوب التميمي (5)
سمع بدمشق هشام بن عمار
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا
أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل الأبيوردي الفقيه أنا خالي أبو
الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهني أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن
الفضل بن شاذان الصيرفي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصفهاني الصفار أنا أبو بكر
ابن أبي الدنيا حدثني أبو يعقوب التميمي نا هشام بن عمار نا مسلمة بن علي نا ابن

(1) التدمري، نسبة إلى تدمر، وهي مدينة على طرف البرية بالشام وهي كثيرة الأحجار، مما يلي دمشق (الأنساب).
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 57.
(3) بالأصل: " علما " والمثبت عن ابن سعد.
(4) تقرأ بالأصل: " أخيار " المثبت عن ابن سعد.
(5) لعله المذكور في ميزان الاعتدال 4 / 589.
10

جريج عن حميد الطويل عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لا يعود مريضا إلا بعد
ثلاث (1) [13645]
8908 أبو يعقوب
حكى عن إسحاق بن سيار
حكى عنه إبراهيم بن شيبان
أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد أنا الشيخ عبد الله بن محمد المثنى
أخبرنا جدنا الشيخ أبو العباس يعني أحمد بن محمد بن الخليل أنا عبد الله بن حامد
أخبرني محمد بن عبد الله قال سمعت إبراهيم بن شيبان يقول سمعت أبا يعقوب
الدمشقي يقول سمعت إسحاق بن سيار يقول سمعت سويد بن سعيد يقول
كان رجل بسر من رأى رأى يحيى بن أكثم في النوم فقلت له ماذا فعل الله بك
فقال أقامني بين يديه وقال يا شيخ السوء فقلت له ما هكذا
أبلغت عنك قال وكيف أبلغت عني فقلت هذا محمد بن عبد الله الأنصاري ذكر عن حميد عن أنس عن نبيك (صلى الله عليه وسلم)
عنك أنك قلت ما من امرئ يشيب شيبة في الإسلام فأدخله النار إلا أن يشرك معي غيري
فقال صدق حميد صدق الأنصاري انطلقوا بعبدي إلى الجنة
كذا روي من هذا الوجه وروي من وجهين آخرين أنه قال حدثني عبد الرزاق عن
معمر عن الزهري عن أنس وعن معمر عن قتادة عن أنس فالله أعلم
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم أنا أبو عبد
الرحمن السلمي قال أبو يعقوب الدمشقي من أقران ابن.... (2) وذكره أبو عبد الله بن
...... (3) في كتاب المشيخة من الصوفية
8909 أبو يعقوب
حكى عن إبراهيم بن المولد
حكى عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسين الصيرفي

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
(2) غير واضحة بالأصل.
(3) غير مقروءة بالأصل.
11

أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن محمد الطبيب أنبأ أحمد بن علي بن عبد الله بن
خلف أنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت أبا القاسم عبد الله بن الحسين الصوفي
يقول سمعت أبا يعقوب الدمشقي يقول سألت إبراهيم بن المولد عن مسامرة المحبين
فقال ظنون (1) وأماني فإذا تحققت المسامرة قتلت ثم أنشد للعباس بن الأحنف (2)
* خيالك حين أرقد نصب عيني * إلى وقت انتباهي لا يزول
وليس يزورني صلة ولكن * حديث النفس عنه هو الوصول *
8910 أبو يعيش
قدم على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم لفظا
أنا أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما
كتب إلي قال أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي الباجي اللخمي أنا أبو محمد عبد
الله بن يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني أسود بن سالم نا
عيينة بن عبد الواحد القرشي عن أزهر بن النعمان
أن رجلا من أهل العراق كان يعادي (3) أهل الشام فذكر لعمر بن عبد العزيز
فأرسل إليه فأتاه فقال أنت أبو يعيش الذي ذكرت لي حاجتك فسكت قال حاجتك
قال قد علمت يا أمير المؤمنين ما يقال في المسألة قال إلي ليست مسألة إنما أنا خازن
وقاسم قال عطائي أتقوى به على جهازي (4) وأستغني به عن أصحابي قال قد فرض الله
لك فسل قال علي ثماني بنات (5) ما بين بنت (6) إلى بنت أخ قال قد فرض الله
لهن فسل قال وعلي من الدين كذا وكذا قال قد قضى الله دينك فسل قال فأمر له
بخادم ونفقة

(1) رسمها بالأصل: " طنونى " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) ديوانه ص 231.
(3) رسمها بالأصل: " نعارى " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(4) رسمها بالأصل: " جهارى " وفي المختصر: " جهادي " لعل الصواب ما ارتأيناه.
(5) رسمها بالأصل: " نناب " والمثبت عن المختصر.
(6) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
12

8911 أبو يمان المقرائي (1) (2)
حدث (3) عن أبي منيب (4) الجرشي
روى عنه يحيى بن حمزة البتلهي
ذكره الحاكم أبو أحمد وأبو عمر ابن عبد البر في كتابيهما
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا أبو علي إجارة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد قال
أبو اليمان المقرائي سمع أبا المنيب الجرشي روى عنه يحيى بن حمزة سمعت أبي
يقول ذلك
8912 أبو يمن السراج مولى مسلمة
ابن هشام بن عبد الملك بن مروان
من أهل دمشق له ذكر في كتاب أحمد بن حميد بن أبي العجائز
8913 أبو يوسف حاجب معاوية بن أبي سفيان (5)
سمع معاوية وأبا موسى الأشعري وفضالة بن عبيد
روى عنه سعيد بن عبد العزيز وخالد بن يزيد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا تمام بن محمد أنا أبو عبد
الله بن مروان نا أبو يعلى نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا أبو حفص وهو عمرو بن أبي
سلمة (6) عن سعيد يعني ابن عبد العزيز عن حاجب معاوية

(1) بدون إعجام بالأصل، والمقرائي بالفتح ثم السكون وراء نسبة إلى مقرى، قرية بالشام من نواحي دمشق (معجم
البلدان، والأنساب).
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 9 / 460.
(3) بالأصل: حدثني.
(4) تحرفت بالأصل إلى: مثبت.
(5) ترجمته في الجرح والتعديل 9 / 456 والكنى والأسماء للدولابي 2 / 160.
(6) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 238.
13

أنه قال لمعاوية إن ها هنا قوم يتحلقون بعد الضحى يذكرون الله قال فإذا رأيتهم
فأخبرني بهم قال فجاءه فأخبره فخرج معاوية يجر رداءه عجلا في مشيته ثم وقف عليهم
فقال لا روع عليكم أما إني لم ألو أن أتشبه (1) لكم برسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سرعة مشيتي وجر
ردائي إني صنعت نحوا مما صنع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إن الله ليباهي بكم الملائكة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الأنباري أنا هبة الله
ابن إبراهيم أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا محمد بن أحمد بن حماد (2) حدثني يزيد
ابن عبد الصمد أبو القاسم الدمشقي نا يحيى بن صالح الوحاظي نا سعيد (3) بن عبد
العزيز عن أبي يوسف حاجب معاوية بن أبي سفيان أن أبا موسى الأشعري قدم على معاوية
فنزل في بعض الدور بدمشق فخرج معاوية في الليل إلى منزله يمشي حتى سمع قراءته
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا أبو الحسن الربعي أنا
العباس بن محمد بن حبان أنا محمد بن يوسف الهروي نا عثمان بن سعيد نا يعقوب بن
كعب الأنطاكي نا الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن أبي يوسف حاجب معاوية قال
قلت لفضالة (4) بن عبيد أجب أمير المؤمنين قال وما ذاك قلت قدم عليه خصم له من
المدينة فقال ائته فقل له يا معاوية في...... (5) يوما الحكم قال فذكرتها لمعاوية فقال
صدق فدفع إليه هو وخصمه في منزله
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا علي وإبراهيم ابنا محمد الحنائي
قالا أنا عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن عمير نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح نا هشام
ابن خالد نا الوليد بن مسلم نا خالد بن يزيد وسعيد بن عبد العزيز عن أبي يوسف
حاجب معاوية قال
بينما أنا يوما باب الخضراء وقد ارتفع معاوية للقائلة وافترق عنه الناس إذا
برجل قد أناخ بعيره (6) عند باب الخضراء فقال استأذن لي على أمير المؤمنين فقلت له ليس

(1) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " ابببه ".
(2) رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء 2 / 160.
(3) تحرفت بالأصل إلى: سعد.
(4) غير واضحة بالأصل.
(5) كلمة بدون إعجام ورسمها: " ننه ".
(6) تحرفت بالأصل إلى: لغيره.
14

عليك الساعة إذن فقال ما بد من الدخول فلم يزل مني كلمة ومنه كلمة حتى محكني
وارتفعت أصواتنا فسمعنا معاوية فبعث إلي فقال ما هذا فأعلمته بالقصة فقال معاوية
صفة لي فوصفه فقال هذا فلان جاء يتظلم من عاملنا فلان أدخله فدخل عليه فإذا هو
الرجل الذي قال فقال له معاوية بيني وبينك رجل قال نعم فاتفقوا على فضالة بن عبيد
فقال لي معاوية يا أبا يوسف ادع لنا فضالة فذهبت إليه وهو في منزله عند سوق التمر
فدخلت عليه فإذا هو على فراش من هذه المصرية المخططة وإذا هو على نفيسة...... (1)
موردة فقلت له أجب أمير المؤمنين قال لماذا فأخبرته فقال انطلق إليه فقل له قال
لك فضالة في بيته يؤتى الحكم (2) يا معاوية فانطلقت إليه فأخبرته فقال معاوية صدق
فقام معاوية وذلك الرجل فخرج الرجل يمشي ومعاوية يمشي معه آخذ بخطام ناقته فقال لي
معاوية تقدم يا أبا يوسف فأخبره إنا قد جئنا فتقدمت فأخبرته فألقى لهما وسادة بين يديه
بالعرض فدخلا عليه فقال له فضالة اجلس أنت وخصمك يا معاوية فجلسا بين يديه
فقضى على معاوية وقال له انته يا معاوية فإنك ظالم
قال ابن جوصا وحدثت به يزيد بن محمد ثنا هشام بإسناده مثله وعلى لفظه
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا أحمد (3) إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد (4) قال
أبو يوسف مولى معاوية سمع فضالة بن عبيد ومعاوية (5) سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد ثنا أبو محمد أنا تمام بن محمد نا جعفر ثنا أبو زرعة قال في
الطبقة الثالثة أبو يوسف الحاجب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو (6) الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم
ابن عتاب أنا أحمد بن عميرة إجازة

(1) غير واضحة بالأصل.
(2) مثل. راجع الفاخر 76 وجمهرة الأمثال 2 / 101 ومجمع الأمثال 2 / 13.
(3) تحرفت بالأصل إلى أحمد.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 456.
(5) الزيادة عن الجرح والتعديل.
(6) تحرفت بالأصل إلى: ابن.
15

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا أبو الحسين الكلابي أنا ابن جوصا قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في
الطبقة الثانية أبو يوسف حاجب معاوية ومولاه دمشقي
بلغني عن أبي مسهر قال كان أبو يوسف حاجب معاوية ويزيد ومروان وعبد
الملك
8914 أبو يوسف مولى عبد الملك بن مروان وحاجبه (1)
له ذكر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا الكتاني أنا ابن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو
زرعة قال (2) فحدثني محمود بن خالد حدثني الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن أبي
يوسف الحاجب ان عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان فبدأ (3) بنفسه قال
فغضبوا عليه قال قلت هكذا كان يكتب إلى معاوية فرضوا
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى
قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على
علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش وكان عبد الملك بن مروان
يأذن عليه أبو يوسف وكان جدلا وفي نسخة جزلا
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (4) في تسمية عمال عبد الملك قال الحاجب أبو
يوسف مولاه
قال ابن عساكر (5) وأظن أبا يوسف هذا هو الأول الذي يعرف بحاجب معاوية
وقول خليفة ومولاه وهم والله أعلم

(1) ترجمته في تاريخ خليفة ص 299 وتاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 237.
(2) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 237.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " هذا " والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 299.
(5) زيادة منا للإيضاح.
16

8915 أبو يوسف القزويني
اسمه عبد السلام بن محمد تقدم ذكره في حرف العين
8916 أبو يونس (1)
حدث عن أبي معبد (2) المقداد بن الأسود الكندي وأبي الخطاب واثلة بن الأسقع الليثي
روى عنه أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوي الجزري (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو عمر بن أبي عثمان وأبو طاهر أحمد بن
محمد بن إبراهيم القصاري
ح أخبرنا أبو عبد الله بن القصاري أنا أبي أبو طاهر قالا انا إسماعيل بن الحسن
ابن عبد الله ثنا أبو عبد الله المحاملي نا سعيد بن يحيى الأموي حدثني أبي نا يزيد بن
سنان عن أبي يونس الدمشقي قال رأيت المقداد بن الأسود يحدث الناس يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا بات الضيف محروما حق على المسلمين نصرته حتى يأخذوا له قراه
من ماله وزرعه أو زرعه وضرعه [13646]
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنبأ حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أبو محمد (4) قال
أبو يونس روى عن المقداد بن الأسود عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا بات الضيف محروما
فحق على المسلمين نصرته حتى يأخذ مثل قراه من ضرعه وزرعه [13647]
رواه وكيع عن يزيد بن سنان عنه سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو جعفر بن أبي (5) علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا الحاكم قال أبو يونس عن أبي معبد (6) المقداد بن الأسود الكندي وأبي
الأسقع واثلة بن الأسقع الليثي روى عنه أبو فروة يزيد بن سنان الجزري

(1) ترجمته في الجرح والتعديل 9 / 456.
(2) وقيل: أبي عمرو، وقيل: أبي الأسود.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " الخدري " راجع ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 325.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9 / 456.
(5) سقطت من الأصل.
(6) تحرفت بالأصل إلى: سعيد.
17

" ذكر من نسب إلى الآباء
ولم يعرف بالكنى ولا الأسماء "
" حرف الألف "
8917 ابن أسباط
حكى قضية يحيى بن حمزة أنصاري (1) دمشقي حين حاكموا إليه
روى عنه نمير الثقفي
8918 ابن أبي الأصبغ الصوفي
من أقران أحمد بن أبي الحواري وقاسم بن عثمان له ذكر
8919 ابن الأقرع
وفد على الوليد بن يزيد
قرأت في كتاب علي بن الحسين بن محمد الكاتب (2) أخبرني الحسن بن علي نا ابن
مهرويه عبد الله بن عمر (3) قال قال الهيثم يعني ابن عدي حدثني ابن عياش قال دخل
ابن (4) الأقرع على الوليد بن يزيد فقال له الوليد أنشدني قولك في الخمر فأنشده (5)

(1) كذا بالأصل.
(2) الخبر والشعر في الأغاني 7 / 55.
(3) في الأغاني: عمرو.
(4) كذا بالأصل هنا، وجميع نسخ " ابن الأقرع " فيما أشار محقق ط دار الكتب، وغيرها إلى " أبو الأقرع "
معتبرا أنه الشاعر المضري الشجاع عبد الله بن الحجاج بن محصن بن جندب راجع ترجمته وأخباره في الأغاني
13 / 158.
(5) والبيتان في الأغاني 13 / 171 من قصيدة طويلة نسبها إلى أبي الأقرع عبد الله بن الحجاج.
18

* كميت (1) إذا شجت وفي الكأس وردة * لها في عظام الشاربين دبيب
تربك القذى من دونها وهي دونه (2) * لوجه أخيها في الإناء قطوب *
فقال له الوليد شربتها يا ابن الأقرع ورب الكعبة فقال يا أمير المؤمنين لئن كان
نعتي لها رابك لقد رابني معرفتك بها
" حرف الباء "
8920 ابن البجناكي (3)
ولي إمرة دمشق بعض سنة بعد تمام الدولة سبكتكين (4) وكان يلقب بحسام الدولة
ووليها للمقلب بالمستنصر
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني الأمير حسام الدولة ابن البجناكي وصل إلى دمشق
واليا عليها يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الأولى من سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة
ونزل المزة وسار من دمشق مصروفا عن الولاية ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر
رمضان من السنة المذكورة يعني وجاء بعده الأمير عدة الدولة ابن حمدان
8921 ابن (5) بشر بن البراء بن معرور بن صخر بن خنساء (6)
ابن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي
ابن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري
كان عند معاوية وبعثه رسولا إلى ملك الروم
قرأت بخط عبد الرحمن بن أحمد بن صابر قال وجدت بخط أبي الحسين محمد بن
عبد الله بن جعفر أخبرني أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل نا إبراهيم بن محمد
الصفار الرافعي نا سلم (7) بن جنادة نا أحمد بن بشر عن مجالد عن الشعبي قال كان

(1) الكميت الذي يخالط حمرته سواد.
(2) صدره في الأغاني 13 / 171: تمر وتستحلى على ذاك شربها.
(3) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2 / 45 وأمراء دمشق ص 16 وذيل ابن القلانسي ص 91.
(4) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 20 / 137 رقم 2389 طبعة دار الفكر.
(5) تصحفت بالأصل إلى: أبو.
(6) كذا، وفي الإصابة 1 / 144 في نسب البراء: سابق.
(7) تحرفت بالأصل إلى: سالم، وهو سلم بن جنادة بن سلم بن خالد بن جابر، أبو السائب الكوفي، ترجمته في
تهذيب الكمال 7 / 296.
19

جبلة بن الأيهم (1) أحد ملوك غسان وأسلم زمن عمر فوقع بينه وبين رجل من جهينة كلام
فلطم الجهني فلطمه الجهني فأتى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين لطمني هذا
فقال الجهني لطمني فلطمته قال عمر فما تريد قال أقتله قال ليس هذا في ديننا
فرجع إلى الشام ثم رجع عن الإسلام وخرج معه أربعون ألفا من غسان فكان عمر إذا رأى
الجهني قال له أنت أشأم العرب على العرب قال ثم إن معاوية بعث ابن بشر بن البراء بن
المعرور إلى ملك الروم فقال هل لك في رجل يحب أن يراك جبلة بن الأيهم قال نعم لي
فيه هل بعث معه الملك رسولا وبينه وبين منزل جبلة مسيرة ليلة قال ابن بشر بن البراء
فأتيته وهو في قصر من رخام فدخلت عليه فخرجت جاريتان كأنهما قمران فجلستا
وجاء طائران حتى وقع كل واحد منهما على رأس واحدة ثم قال لهما غنياني فغنتاه (2)
* لله در عصابة نادمتهم * يوما بجلق في الزمان الأول
يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل *
ثم قال لي تعرف ابن الفريعة (3) قلت نعم قال كان لنا مداحا وقد آليت ألا أرى
أحدا يعرفني إلا وصلته وهذه أربع مائة دينار وتسعة أثواب بزيون (4) فادفعها إليه فقلت
له رجعت عن الإسلام وأنت من العرب قال وددت أني لم أكن فعلت قلت فارجع
يقبل منك فقال قل (5) لمعاوية إن زوجني ابنته وجعل لي الأمر (6) بعده فعلت قال
فقدمت على معاوية فأخبرته فقال ارجع فقل له نعم قلت يا أمير المؤمنين أهلي بالمدينة
ما لم..... (7) المامه قال افعل فقدمتها فلقيت حسان فدفعت إليه ما وجه معي ثم أتيت
معاوية فقال لي ارجع فقل له نعم فقدمت القسطنطينية فوجدت الملك راكبا قلت ما
هذا قال أمانت (8) جبلة بن الأيهم قال فلما رجعت قلت لمعاوية وكيف تفعل يا أمير
المؤمنين قال لا ولا كرامة وما علي أن أستنقذه من الشرك ثم لا أفعل

(1) خبر جبلة بن الأيهم وسبب تنصره وهروبه إلى الشام في الأغاني 15 / 162 و 164 من وجهين آخرين وبرواية
مختلفة.
(2) البيتان من عدة أبيات في الأغاني 15 / 157 و 166 نسبها لحسان بن ثابت.
(3) يعني حسان بن ثابت.
(4) البزيون: السندس (القاموس المحيط).
(5) بالأصل: قال.
(6) تحرفت بالأصل إلى: الأمن.
(7) كلمة غير واضحة بالأصل.
(8) كذا رسمها بالأصل.
20

8922 ابن أبي بصير الثقفي
وفد على معاوية وشهد لزياد انه ابن أبي سفيان
تقدم ذكر وفوده في ترجمة زيد بن أسامة الحرمازي
8923 ابن بلال بن سعد بن تميم السكوني
غزا القسطنطينية له ذكر تقدم في ترجمة أبيه بلال بن سعد
8924 ابن البيلماني
وأظنه عبد الرحمن ابن البيلماني (1) فإن كان هو فهو من أهل اليمن وكان من موالي
عمر
حدث عن ابن عمر
روى عنه ابن أسلم وسماك بن الفضل اليماني القاضي وابنه محمد بن عبد
الرحمن
ذكر بعض علماء المغاربة قال قال ابن البيلماني الأبناوي وكان أشعر شعراء اليمن
في عصره وهو الذي وفد على الوليد بن عبد الملك فقربه وأجزل له الحباء (2)
* ألا إن أوسا قاتل الجوع قد مضى * وأورث عز الآصال أطاوله مريد (3)
أوس بن عمرو بن مزيد بن فخر
" حرف التاء "
8925 ابن التربج الدمشقي
شاعر حذق ومن شعره
* ظعنت بقلب امرئ موجع * أخي جزع حيث لم يجزع
فباين يوم النوى صيره * وقد تبت عنه ولم ترجعي
فكم مهجة فيك قد قطعت * وكم مقلة فيك لم تهجع *

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 127.
(2) تهذيب الكمال 11 / 128.
(3) كذا عجزه بالأصل.
21

* غداة فشت شمل الوصال * فمن يثر باك ومسترجع
وقد كنت أبلي حذار الفراق * بقلب عليك شجي موجع
إذا رمت كتمان نامي الضلوع * تنم على أضلعي أدمعي
سماء من الدمع منهلة * على صحن خدي لم تقلع
ولما ملكت فؤادي صدفت * قالا صروت (1) وقلبي معي *
* فيا ريم كم رمت من سلوة * فلم أر في ذاك من مطمع
إذا قلت يا ريم أن قد * سلوت ثيابي جنبي عن مضجعي
ومجدولة القد خمصانة * تلوذ بالكفل الأتلع
تصيد القلوب بلحظ سمور * وتبسم عن بارق ألمع
ببرقعها سترت حسنها * فلاح الجمال من البرقع *
* فسقيا ورميا لأيامها * وحبل وصالي لم يقطع
إلى أن تبدي برأسي الشيب * فأقبح مستحسن أشنع
وفي الشيب موعظة للفتى * إذا ما الفتى كان ممن معي
8925 م ابن تريل (2)
شاعر قدم دمشق
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن أحمد السلمي من لفظه وكتبه لي بخطه قال
ابن تريل وصل مع أبي من رفنية (3) سنة سبع وثمانين وأقام عندنا أشهرا رأيت فيه من النخوة
والأريحية وصدق اللهجة ما لا يماثله فيه بشر وكان يكتب خطا مليحا ويترسل بديعا
سريعا ويحفظ من الأشعار لأهل تلك الناحية كثيرا وهو القائل بديها وقد اجتمعنا بمقرى في
بستان أبي الحسين بن البخات
* يا ليت أبي بمقرى قضيت من أزماني *
وكان ذلك عندي يفوق كل الأماني *

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " بكر ".
(3) رفنية كورة ومدينة من أعمال حمص. وقال قوم: رفنية بلدة عند طرابلس من سواحل الشام (معجم البلدان).
22

ممع كل ظريف ندب من الاخوان *
يسعى إلى....... (1) من قبل صوت الأذان *
صفراء كالشمس أو لا حمراء كالأرجوان *
فما تكاد تراني وقتا سوى سكران *
هذا هو العيش لأشربها مع الفوعاني *
إذا...... (2) في مجلس مع الأخوان *
يقول جاموس واردعا ندجاني (3)
" حرف الثاء "
8926 ابن أبي ثعلبة الخشني
حدث عن أبيه
روى عنه الحسن بن أبي الحسن
أنبأنا أبو سعد بن المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد الله
ابن محمد بن عمر القاضي نا علي بن سعيد العسكري نا أبو فروة الرهاوي حدثني أبي
عن أبيه حدثني الأوزاعي أن حماد بن أبي سليمان حدثه أن الحسن بن أبي الحسن حدثه
قال حدثني ابن لأبي ثعلبة الخشني أن أباه حدثه قال بينا نحن نصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ
جاء رجل في الصف فكبر فقال سبحانك اللهم وبحمدك فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) من المتكلم
آنفا قال رجل من الأنصار يقال له عيينة أنا هو فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما خرج آخرها من فيك
حتى رأيت اثني عشر ملكا يبتدرها أيهم يكتبها [13648]
" حرف الجيم "
8927 ابن جيفويه
ولي إمرة دمشق من قبل أحمد بن طولون

(1) غير واضحة بالأصل.
(2) غير واضحة بالأصل.
(3) كذا بالأصل.
23

قرأت ذلك بخط أبي الحسين الرازي
8928 ابن أبي جبلة
شاعر ذكر دير مران (1) في شعره
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن المظفر الشمشاطي أنشدني أبو العباس
المصيصي لابن أبي جبلة الدمشقي
يا دير مران ما لي عنك مصطبر * وفي فنائك أجفان وأنعام
عمر به للصبي واللهو معتمر * وللصبابة إجلال وإعظام
تسحبت فيه أذيال السحاب * فصرت تقبقب عن جني الورد آكام
وللحمائم افصاح تذكرنا * أحبابنا ولنا بالشكر اعجام
دير نعمت زمانا في مسارحه * كأن أيامه في الحسن أحلام
شماسه هو وزان ومنتقد * مطراته هو خمار وكرام
كايماسه من رحمه وهوى * وبين مفترسات الكرم أرحام
حتى إذا الكرم امسى عقده مسحا * وكان درا ولم ينظمه نظام
غدا وراح له من دون حليف * وبين منظومه نقض وإبرام
وطل ببطل في بيع أمانته * فهل بين عدان يومها عام
رجا خطابها الأكفاء فاجتليت * حسنا ليس لها عاب ولا ذام
فيه خبيث ثمار اللهو من طرب * وعلى جناها سوى الإبريق والحمام
تشاوقت شوق صب إن تفارقه * فكل يوم لها بالدير إلمام
يا دير لما فارقتك الساريات * لها على ربى ربعك المناج ايهام
" حرف الحاء "
8929 ابن أبي حسان بن حسان ابن أخي أبي عبيد البسري
حكى عن أبيه أبي حسان
حكى عنه محمد بن داود الدينوري الدقي

(1) دير مران بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة (معجم البلدان).
24

8930 ابن الحصين بن الحمام بن ربيعة بن مساب (1)
ابن حرام (2) بن وائلة بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان
ابن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان
قرأت بخط أحمد بن محمد الخلال عن أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (3) أنا
محمد بن الحسن بن دريد أنا أبو حاتم قال أبو عبيدة قال أبو عمرو (4) كان الحصين بن
الحمام سيد بنى سهم بن مرة وكان يقال له مانع الضيم
قال (5) وحدثني جماعة من أهل العلم أن ابنه أتى معاوية بن أبي سفيان فقال لآذنه
استأذن لي على أمير المؤمنين وقل ابن مانع الضيم فاستأذن له (6) فقال ويحك لا
يكون هذا إلا ابن لعروة ابن الورد العبسي أو ابن الحصين بن الحمام المري أدخله فلما
أدخل إليه قال له من أنت قال أنا ابن مانع الضيم الحصين بن الحمام فقال صدقت
ورفع مجلسه وقضى حوائجه
8931 ابن أبي حفصة
كان في صحابة عمر بن عبد العزيز
روى عنه عبد العزيز بن إسماعيل بن أبي المهاجر المخزومي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر
نا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد نا يزيد بن أحمد السلمي نا إسحاق بن
إبراهيم أبو النضر نا الوليد بن مسلم نا عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله عن ابن أبي
حفصة قال
أتاني رجل من بني شيبان أعرف وجهه ولا أسميه باسمه عليه سيماء خير فقال إن
لأمير المؤمنين عندي نصيحة فقلت لأمير المؤمنين إن بالباب رجلا يزعم أن لك عنده

(1) ضبطت بضم الميم وتخفيف السين عن خزانة الأدب.
(2) بالأصل: جرامه، والمثبت عن الأغاني.
(3) الخبر في الأغاني 14 / 1.
(4) قله: " قال أبو عمرو " سقط من الأغاني.
(5) القائل أبو الفرج الأصبهاني، والخبر في الأغاني 14 / 2.
(6) زيادة لازمة للإيضاح عن الأغاني.
25

نصيحة فقال اللهم الق في قلوبهم السمع والطاعة لك ولكتابك ولرسولك أدخله
فدخل فقال يا أمير المؤمنين هذه وصيتي في هذا الكتاب فإن شئت قرأته عليك وإن شئت
حدثتك به قال فأخذ الكتاب فنظر فيه ثم رفع رأسه إليه فقال لك حاجة فقال لا يا
أمير المؤمنين قال إن كان لك حاجة فارفعها إلى أمير المؤمنين قال ما لي حاجة قال
فانصرف قال فأقام أياما قال ثم قال لي اطلب لي الرجل فطلبته ولا أعرف اسمه ولا
منزله فقلت لم أجده فقال ويحك إني أخاف أن تكون قد جئتني بشيطان اطلبه فبينا أنا
أدور وجدته فقلت ويحك إن أمير المؤمنين قد ساء بك الظن فائته قال فأتاه فدنا منه
حتى أجلسه منه مجلس المسار قال ثم استخرج الكتاب فحدثه بما فيه فإذا لا يخالف
حتى قام فجعل ينظر فيه فمرة أعرف فيه الكراهية ومرة أعرف فيه السرور ثم رفع رأسه
إليه فقال ألك حاجة قال ما لي حاجة يا أمير المؤمنين قال إن كانت لك حاجة
فارفعها إلى أمير المؤمنين قال ما لي حاجة قال فاكتم ما جئت به قال فتبعته فقلت
لك الله عهدا ألا أخبر بما تخبرني به أحدا ما دام أمير المؤمنين حيا قال إذا أخبرك أنا
رجل أقوم من الليل فإذا كان عند الفجر نمت وإني قمت قيامي فنمت نومتي فأتاني آت
فقال أجب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت ومن أنت فقال أنا بلال قال فذهبت معه حتى أتيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا هو بين الركن والمقام فقال كيف تركت أمتي قال قلت بخير يا
رسول الله قال فكيف رضاءهم بعمر بن عبد العزيز قلت ما قام عليهم خليفة لله بعد أبي
بكر وعمر يشبهه قال ويحك إنهم ليسوا بخلفاء ولكنهم أمراء المؤمنين ثم قال هل أنت
مبلغه عني رسالة قال قلت نعم يا رسول الله قال فاقرءه مني السلام وأعلمه أن
السماوات والأرض فرحن به يوم قام على الناس أميرا وأعلمه أن الله قد جعل له منك عيني
عمر بن الخطاب وقلبه فأما عيناه فلا يمدهما إلى شئ من الدنيا ما كان فيها وأما قلبه فلا
يصنع به شيئا من أمر أوليه ومره فليصلح ثلاثا فإن أصلحهن فهو في شئ وإن لم
يصلحهم (1) فليس في شئ العرفاء وأصحاب المكوس وأصحاب القبالات وأما العرفاء
فيأكلون أموال الأرامل واليتامى وظلما وأما أصحاب القبالات فيأكلون الربا وأما أصحاب
المكوس فيأكلون أموال الناس ظلما
رواها أحمد بن منصور الرمادي عن أبي النضر (2) إسحاق بن إبراهيم بإسناده نحوه

(1) كذا.
(2) تحرفت إلى: النفر، بالأصل.
26

8932 ابن حوي السكسكي
حكى عن عمار بن ياسر وشهد صفين مع معاوية
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد أنبأ أبو علي بن
شاذان أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين الكسائي نا يحيى بن
سليمان حدثني نصر بن مزاحم نا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر وزيد بن
الحسن بن علي ورجل قد سماه قال وإن معاوية استعمل على كندة دمشق فكان ابن حوي
السكسكي (1)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
بن عمران نا موسى نا خليفة قال (2) قال أبو عبيدة وكان على كندة دمشق ابن حوي
السكسكي
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني أنا الحسن بن
أحمد بن إبراهيم أنبأ أحمد بن إسحاق نا إبراهيم بن الحسين نا يحيى بن سليمان
الجعفي حدثني نصر هو ابن مزاحم ثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال (3)
سمعت الشعبي رجع إلى حديثه عن الأحنف بن قيس قال ثم حمل عمار بن ياسر عليهم
فحمل عليه ابن حوي السكسكي (4) وأبو الغادية (5) الفزاري قال وأما أبو (6) الغادية فطعنه
وأما ابن حوي فاحتز رأسه وقد كان ذو الكلاع سمع قبل عمرو بن العاص يقول قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية وآخر شربة تشربها ضياح لبن فكان ذو الكلاع
يقول لعمرو ويحك ما هذا يا عمرو فيقول له عمرو إنه سيرجع إلينا (7) فأصيب عمار

(1) في وقعة صفين الذي بين يدي ت. هارون ليس له ذكر بين أمراء الألوية والكتائب الذين أمرهم معاوية يوم صفين
راجع وقعة صفين ص 206 - 207.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 196.
(3) راجع وقعة صفين ص 340 و 341 و 342.
(4) الذي في وقعة صفين: ابن جون السكوني.
(5) في وقعة صفين: أبو العادية، بالعين المهملة.
(6) سقطت من الأصل و استدركت عن وقعة صفين.
(7) زيد في وقعة صفين: " ويفارق أبا تراب (يعني عليا) وذلك قبل أين يصاب عمار " يعني أنه سيلتحق بعسكر
معاوية بن أبي سفيان.
27

بعد ذي الكلاع مع علي وأصيب ذو الكلاع مع معاوية قبل ذلك فقال عمرو بن العاص
لمعاوية والله يا معاوية ما أدري بقتل أيهما انا أشد فرحا بقتل عمار أو ذي الكلاع والله لو
بقي ذو الكلاع حتى يقتل عمار لمال بعامة أهل الشام ولأفسد علينا جندنا فكان لا يزال
رجل يجئ إلى معاوية وعمرو بن العاص فيقول أنا قتلت عمارا فيقول له عمرو فما
سمعته يقول عند ذلك فيخلطون حتى قال ابن حوي أنا قتلته فقال له عمرو فما كان آخر
منطقه قال ابن حوي سمعته يقول
* اليوم ألقى الأحبة
* محمدا وحزبه
قال له عمرو صدقت أنت صاحبه (1) ثم قال له رويدا أما والله ما ظفرت يداك
ولقد أسخطت ربك
حرف الخاء
8933 ابن خداش بن زهير
وفد على عبد الملك بن مروان فولاه عرافة قومه ثم عزله في الحال
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير حدثني يعقوب بن
محمد بن عيسى الزهري حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري قال
خرج قوم من بني عامر بن صعصعة إلى عبد الملك بن مروان يختصمون في العرافة
فتنازعوا فيها فقال عبد الملك العرافة لي وأنا أعرف عليها من رأيت فنظر إلى فتى منهم
شعشاع وقعت عليه عينه فقال يا فتى قد وليتك العرافة فقاموا يقولون فلح بن خداش
فسمعها عبد الملك فقال كلا والله لا يهجونا أبوك في الجاهلية ونشرفك في الإسلام
فولاها غيره
يعني بالهجو ما
أخبرناه أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا المخلص نا

(1) يعني أنه صاحبه الذي قتله، وتولى ذلك منه.
28

أحمد نا الزبير قال وحدثني محمد بن حسن عن محمد بن طلحة عن عثمان بن عبد
الرحمن قال أنشد قصيدة خداش رجل من قيس عبد الملك بن مروان فقال يا شدة ما
شددنا ثم سكت فقال عبد الملك امضه فإنا لم نزل نحب السخن فأنشده (1)
* يا شدة ما شددنا غير كاذبة * على سخينة لولا الليل والحرم (2)
إذ يتقينا هشام (3) بالوليد ولو * أنا ثقفنا هشاما شالت الخدم (4) *
فقال عبد الملك والله ما أرى صاحبك زاد على التمني (5) والاستنشاء يا أخا قيس
وهذه الأبيات قالها خداش في وقعة كانت بينهم وبين قريش وذلك فيما
أخبرنا أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا ابن المسلمة أنا المنجاب
الطوسي نا الزبير حدثني الموصلي عمر بن أبي بكر عن زكريا بن عيسى عن ابن شهاب
قال
كانت العرب يسمون قريشا سخينة وكانوا يأكلون هذا السخن ويأكل العرب الحلوف
والدماء فلما كانت غزوة غزاها مالك بن عوف النصري أهل تهامة استأجرت بعض...... (6)
حتى قاتلوا فرسانا من فرسان قريش بعرفات حتى إذا بلغوا الحرم انصرفوا عن الحرم فأخذوا
... (7) حتى استجازوا بمر الظهران حتى أغاروا على بني الملوح بن يعمر ودليلهم كلثوم
ابن الأسود بن....... (8) بن يعمر وهو يطلب ثأره في بني يعمر وكان جثامة بن قيس
وبلعاء بن قيس وخميصة بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر أصابوا حيا من بني... (9)
ابن الديل فأقبل كلثوم بهوازن يبتغي غرة يعمر فقتل منهم.... (9) أدبرت هوازن في
طريقهم أي بدوا منها حتى إذا ضمت عليهم جبال..... (10) أخذت عليهم خزاعة

(1) البيتان من قصيدة قالها خداش بن زهير في حروب عكاظ راجع الأغاني 22 / 60 - 61.
(2) الشدة أراد بها الهجوم. والسخية طعام كانت تأخذه قريش وتكثر منه فأطلق عليها، ولقبت به قريش.
(3) يعني هشام بن المغيرة، والوليد أخوه.
(4) الخدم واحده خدمة وهي الحلقة المحكمة، يقال: فض الله خدمتهم يعني فرق جمعهم.
(5) ترأ بالأصل: التميمي، والمثبت عن الأغاني.
(6) غير واضحة بالأصل.
(7) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(8) رسمها بالأصل: ررن.
(9) ثلاث كلمات غير مقروءة بالأصل.
(10) كلمة غير واضحة بالأصل.
29

بالنعال (1) وأدركتهم خيل بني بكر فأصابوا منهم مقتلة وأصابوا ما كان بأيديهم من السبي
حتى رجعوا وهذا الشعر الذي أبدوا فيه على قريش وهو الذي قال فيه خداش بن زهير
* يا شدة ما شددنا غير كاذبة * على سخينة لولا الليل والحرم
إذ يتقينا هشام بالوليد ولو * أنا ثقفنا هشاما شالت الخدم *
قال ابن شهاب وكذب عدو الله لم يصيبوا في تلك الوقعة رجلا واحدا ولا مالا
8934 ابن الخفافي
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن لفظا وكتبه لي قال
ابن الخفافي رجل شيخ طاعن في السن كان كثير الاجتماع والاختلاط بأبي الفتيان بن
حيوس (2) يحفظ عيون شعره وينشد طبعا بلا تلحين أحسن إنشاد وأطيب نغمة وكان سافر
صحبة أبي الفتيان وأقام نائبا عن دمشق مدة سنتين كثيرة وبحلب مات وأنشدني بيتا سمعه
من أبي الفتيان وقال هذا ما سمعه أحد غيري من أبي الفتيان كنا خرجنا نتصيد... (3) لنا
ومعنا فلان أمير ذكره فأرسل بازه فحرم ثم أرسله ثانية فكان كذلك وفي كل مرة يقول
لا حول ولا قوة إلا بالله فقال أبو الفتيان
* مكبر عند صيده قول لا * حول إذا قال غيره الله أكبر *
" حرف الدال "
8935 ابن دحيريج الأزدي
من أهل دمشق
روى عن عمر بن الخطاب
روى عنه يزيد بن سعد
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأ أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) واسمه: محمد بن سلطان بن محمد بن حيوس الغنوي الدمشقي، أبو الفتيان، شاعر الشام، ترجمته في سير
الأعلام: (13 / 675 ت 4282) ط دار الفكر.
(3) بدون إعجام ورسمها بالأصل: " مببراه ".
30

صصرى أنبأ عبد الرحمن بن عمر بن نصر حدثني أبي نا علي بن الحسن بن معروف
القضاعي بحمص نا حياة ثنا بقية عن الفرج بن فضالة عن يزيد بن سعد عن ابن
دحيريج قال سمعت عمر بن الخطاب يقول اللهم احفظني في أهل الشام عامة وفي أهل
حمص خاصة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين الصيرفي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة...... (1) ابن سميع يقول في
الطبقة الأولى وابن دحيريج الأزدي دمشقي
8936 ابن الديواني الأطرابلسي
قدم دمشق
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن لفظا في تسمية من كتبه بدمشق من أهل الأدب
قال ابن الديواني الطرابلسي رحل عنك الجسم (2) منسي الاسم وصل إلى دمشق بعد أن
ملكت الإفرنج خذلهم الله طرابلس واجتمعت به وكتب إلي أبياتا منها
* وجيه الملك أنجبت الأماني * لم أحمى الجود منك إذ بتنا
وأظهرت الليالي منك نديا * جيد عدانه ضربا وطعنا
فداؤك كل من جدواه بشر * ومني ثم ما أعطى ومنا
وردت الماء حرانا زلالا * فكان عطاؤك من زوجيه أهنا *
وله
* وجيه الملك ما وجهني بحرا * إذا لم ألق مجدك بالمدح
ولم أشكرك ما استنشقت * ريحها..... (3) وديب في روحي *

(1) بياض بالأصل.
(2) كذا بالأصل: رحل عنك الجسم.
(3) غير واضحة بالأصل.
31

" حرف الذال "
8937 ابن ذي الخمار سبيع بن الحارث أو أخيه أحمد بن الحارث من هوازن
من بني مالك أو ذو الخمار بن عوف الجذامي أو ذو الخمار عبهلة
ابن كعب الأسود العبسي الدوسي باليمن أو ذو الخمار الأسدي
شهد اليرموك وكان أميرا على كردوس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر الدهني أنا
أحمد بن عبد الله بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر
قال وابن ذي الخمار على كردوس يعني باليرموك (1)
8938 ابن ذي السهم الخثعمي
ممن وجهه أبو بكر إلى الشام لافتتاحه
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد بن الأكفاني وغيرهما قالوا أنبأ عبد
العزيز بن أحمد أنا أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنا عبد الله بن محمد بن عبد الغفار
بن ذكوان أنا إسحاق بن عمار بن..... (2) نا محمد بن إبراهيم بن مهدي نا عبد الله بن
محمد القدامي حدثني قدامة بن حازم بن سفيان
أن ابن ذي السهم الخثعمي قدم على أبي بكر من اليمن في جماعة من خثعم دون
الألف وفوق السبع مائة فقال له ابن ذي السهم أنا قد تركنا الديار والأموال وأقبلنا بنسائنا
وأبنائنا ونحن نريد جهاد المشركين فماذا ترى لنا في أولادنا ونسائنا أتخلفهم عندك ونمضي
فإذا جاء الله بالفتح بعثنا إليهم فأقدمناهم علينا أو ترى أن نخرجهم معنا ونتوكل على الله
تعالى فقال أبو بكر سبحان الله يا معشر المسلمين هل سمعت من أحد ممن سار من
المسلمين إلى الروم وأرض الشام ذكر من أمر الأولاد والنساء مثل ما تسمعون أخا خثعم ذكر
أما والله إني أقسم لك يا أخا خثعم أن لو سمعت هذا القول منك والناس مجتمعون عندي قبل
أن يشخصوا لأحببت أن أحبس عنا لأنهم عندي وأسرحهم ليس معهم ذراريهم ولك بجماعة

(1) رواه الطبري في تاريخه 2 / 336 (ط. بيروت).
(2) كلمة غير مقروءة.
32

المسلمين أسوة وأنا أرجو أن يدفع الله..... (1) عن حرمة المسلمين فسر في حفظ الله
وكنفه فإن بالشام أمراء قد وجهتهم فأيهم أحببت إن نصحت فاصحب قال فسار حتى لقي
يزيد بن أبي سفيان فكان معه
" حرف الراء فارغ "
" حرف الزاي "
8939 ابن زيان الدمشقي ويقال الحمصي
روى عن شعيب بن أبي حمزة
روى عنه نعم بن حماد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (2) نا نعيم بن حماد نا ابن زبان (3) الدمشقي عن شعيب بن أبي
حمزة عن الزهري قال قال عون بن عبد الله نظرنا فيما روى عبد الله بن مسعود فوجدناه
خمسة وأربعين حديثا
رواه عبيد بن شريك البزاز عن نعيم وقال إن ابن زبان من أهل حمص
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الوراق نا عبيد بن شريك نا نعيم بن حماد نا ابن
زبان من أهل حمص وكان قدريا عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عون بن عبد
الله قال أحصينا حديث عبد الله بن مسعود عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا هو بضع (4) وخمسون
حديثا
وأخبرناه أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا
أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغدادي

(1) كلمة بدون إعجام بالأصل ورسمها: بعره.
(2) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 612 - 613.
(3) جاء في تاريخ أبي زرعة: " ريان ".
(4) كذا بالأصل، والأشبه: بضعة.
33

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن النقور أنا عيسى قالا نا أبو القاسم
البغوي نا محمد بن إسحاق نا نعيم بن حماد نا ابن زبان (1) وكان قدريا عن شعيب بن
أبي حمزة عن الزهري عن عون بن عبد الله قال أحصينا حديث عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
فإذا هو بضع (2) وخمسون حديثا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا محمد بن عبد الله بن
حمدون أنا أبو حامد بن الشرقي (3) نا محمد بن يحيى الذهلي ثنا نعيم بن حماد نا ابن
زيان (4) شيخ بحمص معروف عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عون بن عبد الله
قال أحصينا حديث عبد الله بن مسعود عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا هي بضعة وخمسون حديثا
قال ابن عساكر (5) كذا قال ابن زيان بالزاي والياء
8940 ابن زرعة الجذامي
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل أنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد
الله بن سوار المقرئ أنا أبو الحسين محمد (6) بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة
البزاز أنا أنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي النحوي حدثني محمد بن منصور بن مزيد
ابن أبي الأزهر النحوي (7) نا الزبير بن بكار حدثني إسحاق بن إبراهيم التميمي قال
اعترض المأمون عند دخوله إلى الشام رجل فقال يا أمير المؤمنين إن العرب قد
ضاعت بالشام فقال المأمون من هذا فقال له المعتصم هذا ابن زرعة الجذامي يا أمير
المؤمنين فقال ائذن له فلما مثل بين يديه قال له المأمون إنني والله ما ضيعتها إلا أن يكون
الملتمس لعزها فأي العرب ضاعت وفي أي العرب تكلمني أفي عرب اليمن فقبيلة لا
تحبنا أبدا ولا نحبها أو ربيعة فوالله ما زالت على الله غضابا مثل بغض الله نبيا من مضر أم

(1) كذا بالأصل هنا: " زيان " وتقدم: زبان.
(2) كذا.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الشرفي.
(4) بالأصل: " زيان " وسينبه إليه المصنف في آخر الخبر.
(5) زيادة منا.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء (13 / 332 ت 3952) ط دار الفكر.
(7) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 41.
34

في قيس فوالله ما أنزلتها عن ظهور الخيل حتى كادت بيوت (1) الأموال تنفذ أم قضاعة فراكزة
رماحها قابضة على أعنة أخيلها ترتقب السفياني لتكون شيعة له وأنصارا فقال الرجل ما
ظننت هذا حال القوم عند أمير المؤمنين قال فاستبدل بظنك يقينا وإن استزدت وجدت
مزيدا
8941 ابن زمل العذري
إن لم يكن المقداد بن زمل بن عمرو فلا أدري من هو
وفد على عبد الملك بن مروان ومدحه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله وأبو سعد محمد بن
علي بن محمد الرستمي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر نا يعقوب
ابن سفيان (2) نا إبراهيم بن المنذر حدثني عبد العزيز بن عامر شيخ من عاملة من أهل
تيماء قال حدثني شيخ كان يجالس سعيد بن المسيب قال مر به يوما ابن زمل العذري
ونحن معه فحصبه سعيد فجاءه فقال له سعيد بلغني أنك مدحت هذا وأشار نحو الشام
يعني عبد الملك قال نعم يا أبا محمد قد مدحته أفتحب أن تسمع القصيدة قال نعم
اجلس قال فأنشده حتى بلغ
فما عاتبك في خلق قريش * بيثرب حين أنت بها غلام *
فقال له سعيد صدقت ولكنه لما صار إلى الشام بدل
" حرف السين "
8942 ابن سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخي
حدث عن أبيه
روى عنه هشام بن عمار
أخبرنا جدي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبد العزيز وخالي أبو المعالي محمد بن

(1) كذا.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 354.
35

يحيى (1).... (2) وأبو العشائر محمد بن خليل بن فارس قالوا أنا أبو القاسم بن أبي
العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحسن بن حذلم نا خالد بن روح نا هشام بن
عمار نا ابن سعيد بن عبد العزيز عن أبيه
أن عمر بن عبد العزيز كان يقول أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله فيما أحببتم وعندما
تكرهون واعلموا أنه من لم يرض عن الله فيما كره لم يؤد إليه شكره فيما يحب وأحذركم
الدنيا فإنها دار ابتدع الله خلقها بعلمه ليبلو فيها أعمال عباده فمن تكن الدنيا نيته ويكون عمله
فيها لها لا يكون له في الآخرة نصيب ومن تكن الآخرة نيته ويكون (3) عمله في الدنيا لغيرها
يكن له عمل في شغل العباد فراغا يطمئن إليه واعلموا أن الدنيا قلة لمن أكثر منها وكثرة
لمن أقل منها وتهاون بها التماس ما عند الله فكأنما قد كان من الدنيا لم تكن وكأنما هو
كائن من الآخرة لم يزل فعليكم بتقوى الله فتزودوها في مهلكم قبل شغلكم فإن أمركم إلى
غيركم قد ولاه الله قبض أرواحكم فمن توفته رسل الله على معاصي الله فويل لتلك
الأرواح التي خرجت من روح الدنيا وبرد شرابها ولين نعيمها فأبدلت به بؤسا لا يزول شقاؤه
ولا يبرد حره ولا تخبو ناره وذلك لما كان من غفلتهم في الدنيا حتى نزل بهم الموت والله
لهم عدو وهم له مسخطون فلا دنيا لهم بقيت ولا آخرة لهم صارت ولا الدنيا حين ذهبت
كان يصيبهم منها ما بهم من نعيمها ولا الآخرة حين عاينوها أصابوا سرورها وأمنوا من
عقوبتها ولكنهم أقلبوا بعد نعيم الدنيا إلى ضيق المنزل من جهنم فبادروا هذا الموت
بالعمل الزكي فإنكم قد رأيتم ما يأتي آخر الدنيا حين يكون أحدكم قريبا للموت مستبسلا قد
أيقن بالفراق والتقت الساق بالساق فصرن لتلك الأرواح التي خرجت من روح الدنيا وبرد
شرابها إلى نزل الحميم ليس بذائق فيها شرابا ولا تتلاقى الجفون فيها بنوم أبدا فبادروا
بأعمالكم آجالكم فإنكم عن قليل ميتون ألا ترون إلى من قد مات ما أبعد قراره وأنسى
منزله وأفقره إلى العمل الصالح وأندمه على ما كان من شبابه وشدة اغتباطه بكل خير قدمه
فالسعيد من اتعظ بغيره نسأل الله أن يجعل لنا ولكم في كل ما يرضى به عنا حظا ونصيبا
وأن يجعل منقلبنا وإياكم إلى خير دائم لا يزول

(1) تحرفت بالأصل إلى: " جنى " قارن مع مشيخة ابن عساكر 219 / ب.
(2) بياض بالأصل.
(3) بالأصل: ويكن.
36

8943 ابن سليمان بن عتبة الغساني
حكى عنه أبو زرعة تاريخ وفاة أبيه سليمان تقدمت في ترجمة أبيه سليمان
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) حدثني عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي حدثني ابن
سليمان بن عتبة قال مات سليمان سنة خمس وثمانين ومائة وسمعت أبا مسهر يوثقه
" حرف الشين "
8944 ابن شوذب
اسمه عبد الله تقدم ذكره في حرف العين
" حرف الصاد وحرف الضاد فارغان "
" حرف الطاء "
8945 ابن طنبية النابلسي (2)
من الصالحين
حكى عن أبي علي القيسراني (3) الزاهد العالم بأكواخ (4) بانياس وقدم عليه زائرا
حكى عنه علي بن محمد المقدسي تقدمت حكايته في ترجمة أبي علي
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه قال حدثنا الفقيه أبو الفتح نصر بن
إبراهيم قال ابن طنبية من صالحي شيوخ أهل نابلس
" حرف الطاء فارغ "

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 177.
(2) هذه النسبة إلى نابلس مدينة مشهور بأرض فلسطين بينها وبين بيت المقدس عشرة فراسخ (معجم البلدان).
(3) القيسراني نسبة إلى قيسارية وهي بلدة على ساحل بحر الروم (الأنساب).
(4) الأكواخ ناحية من أعمال بانياس ثم من أعمال دمشق. (معجم البلدان).
37

" حرف العين "
8946 ابن عبد الله بن أبي عائشة
حكى عن أبيه
روى عنه مروان بن محمد الطاطري تقدم ذكره في ترجمة أبيه
8947 ابن عبدل
اسمه الحكم تقدم ذكره في حرف الحاء
8948 ابن عرس
قدم دمشق
حدثنا (1) أبو عبد الله ابن الملحمي السلمي قال (2) ابن عوف أعرف وصوله إلى
دمشق وأتحقق فضله وسمعت إنشاده وذكره أخبار الفضلاء وإيراده كثيرا وكان رجلا
يملأ العين فعسى الحبل الجبال (3) ويتطاول إلى خدم السلطان الكبار وقد بلغ قريبا مما
أراد
8949 ابن عفيف الحمصي
شهد مع معاوية صفين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
بن عمران نا موسى نا خليفة قال (4) قال أبو عبيدة قال وكان على الحميريين
والحضرميين ابن عفيف
8950 ابن عمار
مؤذن مسجد زرا (5)

(1) الذي بالأصل: " له حديثا " ولعل الصواب ما ارتأيناه.
(2) كذا بالأصل، والسند مضطرب، وثمة سقط بالكلام.
(3) كذا بالأصل.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 196.
(5) زرا: كذا ضبطت بالقلم في معجم البلدان، وتدعى اليوم زرع من حوران، قاله ياقوت نقلا عن ابن عساكر 3 /
135.
38

حكى عنه يوسف بن مخلد
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
الحسين عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو بن معاذ العنسي بداريا
نا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو محمد جعفر بن محمد بن عاصم بن الرواس الأنصاري نا أحمد بن أبي الحواري نا
يوسف بن مخلد حدثني ابن عمار مؤذن زرا قال
وجدت (1) في السفر الرابع من التوراة أن الله يقول أنا الله لا إله إلا أنا عيني على كل
شئ أرى أثر النمل في الصفا (2) وأرى وقع الطير في الهوى وأعلم ما في القلب والكلى
وأعطي العبد على ما نوى
8951 ابن العمياء ويقال نافع بن العمياء ويقال أبو العمياء
روى (3) عن أبيه
روى عن معاوية روى عنه ابنه (4)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو طالب العشاري نا أبو الحسين
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون إملاء نا أبو بكر بن أبي داود السجستاني ثنا محمد
ابن آدم نا ابن المبارك عن ابن العمياء عن أبيه قال قال معاوية المعرفة نسب من
الأنساب قبح الله معرفة لا تنفع
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن أنا
جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون أنا أبو كريب نا ابن المبارك نا (5) ابن أبي
العمياء عن أبيه قال دخلت على معاوية فقال لي إن المعرفة نسب من الأنساب قبح الله
معرفة لا تنفع
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد قالا نا وأبو منصور

(1) تحرفت بالأصل إلى: " وحدث ".
(2) الصفا: هي من الحجارة الملساء والعريضة. (راجع اللسان).
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) تحرفت بالأصل إلى: أبيه.
(5) زيادة منا لتقويم السند.
39

ابن خيرون قال أخبرنا أبو بكر الخطيب (1) أنا محمد بن أحمد بن رزق نا إسماعيل بن
علي الخطبي (2) وأبو بكر محمد بن الحسن بن مسعود التمار الأصم واللفظ للخطبي نا
محمد بن يونس القرشي نا شهاب بن عباد نا محمد بن سليم قال قلت له من محمد بن
سليم قال لا أدري نا ابن المبارك عن ابن العمياء عن أبيه قال وفدت إلى معاوية
فنسبني فانتسبت له فعرفني فقال إن المعرفة نسب من الأنساب ارفع حوائجك قبح الله
معرفة لا تنفع
روى عبد الله بن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء فالله أعلم هل هو
هذا أم غيره
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي قالا أنا أبو محمد قال (3)
نافع ابن العمياء قال دخلت على معاوية روى عنه ابنه سمعت أبي يقول ذلك
8952 ابن أبي عياش الألهاني
كان على حرس عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو غالب محمد بن المحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق
نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (4) في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز
الحرس ابن أبي عياش الألهاني ثم عزله وولى عمرو (5) بن المهاجر مولى الأنصار
" حرف الغين "
8953 ابن غنيم البعلبكي (6)
حدث عن هشام بن الغاز

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 3 / 205 في ترجمة محمد بن الحسن التمار.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 6 / 304.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 454.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 325.
(5) كذا بالأصل، وفي تاريخ خليفة: عمر.
(6) الاكمال لابن ماكولا 6 / 140 والمعرفة والتاريخ 1 / 294.
40

روى عنه محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله قال أخبرنا وأبو محمد بن عبد الكريم بن
حمزة قال حدثنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالوا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب
ابن سفيان (1) نا عبد الرحمن بن عمرو الحراني نا محمد بن سليمان عن ابن غنيم
البعلبكي عن هشام بن الغاز عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن
الجراح قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يزال هذا الأمر معتدلا قائما بالقسط حتى يثلمه رجل
من بني أمية [13649]
رواه غيره عن محمد بن سليمان عن صدقة بن عبد الله عن هشام بن الغاز
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2) وأما غنيم بغين معجمة
مضمومة ونون مفتوحة ابن غنيم البعلبكي روى عن هشام بن الغاز حدث عنه محمد بن
سليمان بن أبي داود الحراني
" حرف الفاء "
8954 ابن الفرغاني
فقيه على مذهب أبي حنيفة كان بدمشق
" حرف القاف "
8955 ابن قاسم بن عثمان الجوعي "
حكى عن أبيه

(1) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 294 - 295.
(2) الاكمال لابن ماكولا 6 / 140 و 141.
41

روى عنه أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو الحسن بن أبي الحديد
ح وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبد العزيز بن أحمد
قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر نا أبو علي الحسن بن حبيب نا أبن قاسم الجوعي
نا أبي عن أبي سليمان الداراني عن الربيع بن صبيح (1) قال رأيت الحسن وطاوس
ومجاهد في المسجد (2) الحرام في حلقة وإذا دينار في وسط الحلقة ما منهم أحد أخذه ولا
أمر بأخذه كلهم قام عن الحلقة وتركه (3)
8956 ابن قباث بن أشيم
شهد اليرموك مع أبيه وكان أميرا على طلائع المسلمين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر قال (4)
وكان على الطلائع يعني يوم اليرموك ابن (5) قباث بن أشيم (6)
8957 ابن قرطاجة
موالي بني سرحون كاتب معاوية
كتب عنه الرازي
قرأت بخط نجا ابن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من
كتب عنه بدمشق أبو.... (7) ابن قرطاجة مات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة

(1) هو الربيع بن صبيح أبو بكر السعدي البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 143.
(2) بالأصل: مسجد الحرام.
(3) قوله: " عن الحلقة وتركه " استدرك عن هامش الأصل.
(4) رواه الطبري في تاريخه 2 / 336 (ط. بيروت).
(5) في تاريخ الطبري: " قباث بن أشيم " وليس ابنه.
(6) لفظتا " بن أشيم " استدركتا عن هامش الأصل.
(7) بياض بالأصل.
42

" حرف الكاف "
8958 ابن كامل
حكى عنه مكي بن إبراهيم الفارسي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن بن قبيس قالا نا وأبو منصور بن
خيرون قال أخبرنا أبو بكر الخطيب (1) حدثني مكي بن إبراهيم الفارسي أنشدنا ابن
كامل الدمشقي لأبي بكر محمد بن داود بن علي في حبيبه (2) محمد بن زخرف
* يا يوسف الحسن تمثيلا وتشبيها * يا طلعة ليس إلا البدر يحكيها
من شك في الحور فلينظر إليك فما * صيغت معانيك إلا من معانيها
ما للبدور وللتحذيف (3) يا املي * نور البدور عن التحذيف يغنيها
إن الدنانير لا تجلى وإن عتقت * ولا يزاد على النقش الذي فيها *
8959 ابن الكوا
اسمه عبد الله بن أوفى تقدم ذكره في حرف العين
" حرف اللام "
8960 ابن أبي اللقاء الشاعر
كان بدمشق وذكر بعض أديارها (4) في شعره
حكى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن المظفر الشمشاطي
قرأت في كتاب الديرة تأليف الشمشاطي حدثني ابن أبي اللقاء قال أقمت بدمشق
مدة فأحببت أن أمضي إلى هذا الدير يعني دير صليبا (5) الذي يعرف بدير خالد فتواعدنا
أنا وإخوان لي على المضي إليه والمقام فيه يوما وليلة فلما رأيناه وحسنه وكثرة رياضه

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 5 / 260 في ترجمة محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني.
(2) بالأصل: حبيب، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) التحذيف: التزبين.
(4) بالأصل: " ديرتها " والتصويب: " أديارها " عن تاج العروس طبعة دار الفكر، وفي المعجم الوسيط: دير تجمع على
أديار وديورة.
(5) دير صلبيا بنواحي دمشق مقابل باب الفراديس، ويعرف بدير خالد أيضا (معجم البلدان).
43

وحدائقه وبنائه أطربنا وأعجبنا فأقمنا به شهرا نصطبح ونغتبق وقلت فيه (1)
* جنة لقبت بدير صليبا * مبدع حسنه جمالا (2) وطيبا
جئته للمقام يوما فظلنا (3) * فيه شهرا وكان أمرا عجيبا
شجر محدق به ومياه * جاريات والروض يبدي ضروبا *
* من بديع الألوان يضحي به ألنا * ظر مما يرى لديه طروبا
كم رأينا بدرا به فوق غصن * مائس قد علا بشكل كثيبا
وشربنا به الحياة مداما * تطلع الشمس في الكؤوس غروبا
فكأن الظلام فيها (4) نهار * لسناها تسر منا القلوبا
(5) لست أنسى ما مر فيه ولا أج * عل مدحي إلا لدير صليبا *
قال الشمشاطي وحدثني ابن أبي اللقاء قال أخبرت بدير باعنتل (6) وقد خرجت من
دمشق إلى حمص فنزلت أنا و.... (7) كانوا معي وبتنا فيه ليلنا وأقمنا فيه من الغد
وعاشرنا من رهبانه قوما ظرفاء فيهم شماس اسمه عيسى ما رأيت أحسن منه وجها ولا أرق
طبعا ولو ساعدني من كان معي لأقمت فيه شهرا وفارقته وقلبي فيه وعملت قصيدة منها
* يا دير باعنتل لم يقض له وطره * من ظبيك الملبس هما وأحزانا
القلب فيك رهين لا فكاك له * والشوق يبدي دموع العين بهتانا
أيقضى الله لي.... (8) إليك * لقد ملكت زلفى وإنعاما وإحسانا
فسوف أجعل منك.... (9) * ولا أريم من ربعك..... (9)
حتى أنال الذي أرجو أو أمله * ممن غدوت به بالعشق ولهانا *

(1) الأبيات في معجم البلدان 2 / 519 ونسبها لأبي الفتح محمد بن علي المعروف بأبي اللقاء.
(2) في معجم البلدان: كمالا.
(3) بالأصل: " ثم طلبنا " والمثبت " يوما فظلنا " عن معجم البلدان.
(4) بالأصل: فبنا، والمثبت عن معجم البلدان.
(5) كتبت فوق الكلام بالأصل.
(6) دير باعنتل: من جوسية على أقل من ميل، وجوسية من أعمال حمص على مرحلة منها من طريق دمشق.
(7) غير واضحة بالأصل.
(8) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(9) غير مقروءة بالأصل.
44

8961 ابن لؤلؤ الكاتب
من أهل دمشق
قرأت من شعره في مجموع قديم
* غرر لكنهم غدر * إن قرنت الخبر بالخبر (1)
بقر لكننا لهم * في امتثال الأمر كالبقر
يشربون الصفو من زمن * لا يهني فيه بالكدر *
8962 ابن أبي ليلى الغساني
ولي قضاء دمشق في خلافة يزيد بن الوليد الناقص
ذكر محمد بن خلف وكيع (2) حدثني (3) ابن أبي خيثمة أبو بكر عن الهيثم (4) بن
مروان عن أبي مسهر عن سعيد يعني ابن عبد العزيز قال ولى يزيد بن الوليد الأوزاعي
عبد الرحمن بن عمرو القضاء فجلس مجلسا ثم استعفى فأعفي وولى يزيد ابن أبي ليلى (5)
الغساني فلم يزل حتى قتل بالغوطة أيام زامل (6)
" حرف الميم "
8963 ابن محمد بن القاسم بن عيسى بن سميع
حكى عنه عبدان الأهوازي
إن لم يكن محمود بن إبراهيم بن محمد بن القاسم فهو غيره
8964 ابن مافنة (7)
اسمه كثير بن زيد تقدم ذكره في حرف الكاف

(1) ليس البيت بالأصل، استدراك عن مختصر ابن منظور.
(2) راجع أخبار القضاة لوكيع 3 / 207.
(3) الذي في أخبار القضاة: " أخبرني محمد بن أحمد بن معدان " مكان: " ابن أبي خيثمة أبو بكر ".
(4) بالأصل: " هشام بن مروان " والمثبت عن أخبار القضاة.
(5) سمى وكيع ابن أبي ليلى الغساني هذا: " زيادا " أو لعل اسم " يزيد " تحرف إلى " زياد " فاختلط على الناسخ وقرأ:
" وولى زياد بن أبي ليلة الغساني ".
(6) أقحم بعدها بالأصل: لاحد.
(7) ما فنه هي أم كثير بن زيد.
45

8965 ابن أبي محجن الثقفي
وفد على معاوية وحكى عن أبيه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنا أبو الحسن بن
إسماعيل نا أحمد بن مروان نا ابن أبي الدنيا وعبد الله بن قتيبة قالا نا عبد الرحمن ابن
أخي الأصمعي عن الأصمعي أخبرني بعض أصحابنا قال دخل ابن أبي محجن على
معاوية بن أبي سفيان فقال معاوية أبوك الذي يقول
* إذا مت فادفني إلى أصل كرمة * تروي عظامي بعد موتي عروقها (1) *
فقال ابن أبي محجن لو شئت ذكرت أحسن من هذا يا أمير المؤمنين من شعره قال
وما ذاك قال قوله (2)
* لا تسأل القوم ما مالي وما حسبي * وسائل القوم ما حزمي وما خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم * إذا تطيش يد الرعد يدة الفرق
قد أركب الهول مسدولا عساكره * وأكتم السر فيه ضربة العنق *
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف (3) وأخبرني أبو المعمر المبارك بن
أحمد
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف
قالا ثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنا محمد بن
جعفر الخرائطي نا أبو الفضل الربعي قال دخل ابن أبي محجن الثقفي على معاوية فقال له
أبوك الذي يقول
* إذا مت فادفني إلى جنب كرمة * تروي عظامي عند موتي عروقها
فقال ابن أبي محجن لو شئت ذكرت أحسن من هذا يا أمير المؤمنين من شعره قال
وما ذاك قال قوله

(1) من ثلاثة أبيات لأبي محجن في تاريخ الطبري 2 / 416 (ط. بيروت).
(2) الأبيات في الشعر والشعراء 1 / 388 - 389.
(3) رسمها بالأصل: " العلانى " قارن مع مشيخة ابن عساكر 150 / أ.
46

* لا تسألي القوم عن مالي وكثرته * وسائلي القوم عن بأسي وعن خلقي
القوم أعلم أني من سراتهم * إذا تطيش يد الرعديدة الفرق
أعطي السنان غداة الروع حصته * وعامل الرمح أرويه من العلق *
* وأركب الهول مسدولا عساكره * وأكتم السر فيه ضربة العنق *
8966 ابن مسحج
اسمه سعيد تقدم ذكره في حرف السين
8967 ابن مقبل
شاعر شهد مع معاوية صفين
ذكر أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه قال كان ابن مقبل في عسكر
معاوية وكان يمدح أهل الشام ويحث على الطلب بدم عثمان ويعرض بعلي رضي الله
عنهما وكان النجاشي في عسكر علي فمن شعر ابن مقبل قوله للنجاشي (1)
* ولو شهدت أم النجاشي ضربنا * بصفين فدتنا بكل مكان
ولو كنت وجه الخنفساء شهدتنا * حملت قناة غير ذات سنان
* فأجابه النجاشي (2)
* وما دفنت قتلى سليم (3) وعامر * بصفين حتى حكم الحكمان
ونجى ابن حرب سابح ذو علالة * أجش هزيم والرماح دواني
إذا قلت أطراف العوالي ينلنه (4) * مرته به الساقان والقدمان *
8968 ابن المكاري
أخذ عنه يحيى بن حمزة أحاديث محمد بن سعيد المصلوب (5) في الكتاب الذي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة قال سمعت أبا مسهر يقول كان يحيى بن حمزة أخذ الأحاديث

(1) في وقعة صفين ص 526 أبيات لابن مقبل على هذا الروي، والبيتان ليسا منهم.
(2) من قصيدة طويلة للنجاشي في وقعة صفين ص 524.
(3) في وقعة صفين: قريش.
(4) في الأصل: " الرماح سسسه " والمثبت " العوالي ينلنه " عن وقعة صفين.
(5) راجع ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 303.
47

محمد بن سعيد اخذها عن ابن المكاري ومنزلهم فيما بين بيت لهيا وباب توما لا يحمد
ذاك أبو مسهر موضوعات كلها
8969 ابن المنيب الكلبي
دمشقي له شعر في بعض وقائع أبي الهيذام عامر بن عمارة بن خريم أنشده دعبل بن
علي له فيما حكاه محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة
* مهلا يا بني القين بن جس * ر ولا يغرركم منا السراب
يمنيكم أبو الهيذام نصرا * ويسلمكم إذا اختلف الضراب *
8970 ابن ميادة الشاعر
اسمه رماح بن أبرد تقدم ذكره في حرف الراء
" حرف النون "
8971 ابن ناصح
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا وأبو الحسن بن سعيد قال نا أبو بكر الخطيب (1)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) حدثني صفوان
ابن صالح نا عمر بن عبد الواحد قال سمعت الأوزاعي يقول أتاني شعيب بن إسحاق
وابن أبي مالك وابن علاق وابن ناصح فقالوا قد أخذنا عن أبي حنيفة شيئا فانظر فيه
فلم يبرح بي وبهم حتى أريتهم فيما جاؤوني به أنه قد أحل لهم الخروج على الأئمة (3)
8972 ابن أبي نحيلة العذري مولاهم بن عمارة..... (4)
من زهاد أهل دمشق
حكى عنه سعيد بن عبد العزيز والمنذر بن نافع
أخبرنا أو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 384.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 788.
(3) استدركت اللفظة على هامش الأصل.
(4) غير واضحة بالأصل، قد تقرأ: القدريني أو التدريني، أو التدريي.
48

أبو الميمون نا أبو زرعة (1) نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال لم يكن عندنا (2)
أزهد من أبي عبد رب وابن أبي نحيلة (3) مولى لبني عذرة
أخبرنا أبو محمد نا أبو محمد أنا أبو محمد أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (4) نا
أبو مسهر نا محمد بن شعيب عن المنذر بن نافع قال كان ابن أبي نخيلة (5) ربما اشترى
لأصحابه الطرفة بدينار
أخبرنا أبو محمد الداراني أنا سهل بن بشر أنا الخليل بن هبة الله أنا الكلابي أنا
أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن الوليد بن صبح الخلال نا أبو مسهر
حدثني محمد بن شعيب حدثني المنذر بن نافع قال كان ابن أبي نحيلة يشتري للرجل من
إخوانه الطرفة بدينار فيطعمه إياها
أخبرنا أبو محمد المزكي نا عبد العزيز أنا تمام بن محمد أنا أبو عبد الله الكندي
نا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة ابن أبي نحيلة العذري روى عنه سعيد (6) بن نعيم
البغدادي قدم دمشق
حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن السلمي قال ابن نعيم البغدادي رجل شيخ
أعور وصل إلى دمشق سنة ثمانين وأربع مائة حسن الحال كثير المال عزيز أدب النفس
والدرس قوي في اللغة والنحو وقراءة السبع وأقام بدمشق إلى أن باع واشترى وطرحت
به الثوى وهو الذي يقول فيه صاعد بن الحسين
* ما مقلة ابن نعيم البيضاء مع * كلف بها معدودة من عينه (7) *
8973 ابن نمر
إما أن يكون ابنا (8) لعبد الرحمن بن نمر اليحصبي أو يكون محمد بن عبد الرحمن بن
نمران فسقط منه الألف والنون

(1) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 349.
(2) بالأصل: " عند أحد " والمثبت عن أبي زرعة.
(3) كذا، وجاء هنا عند أبي زرعة: نخيلة.
(4) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 362 - 363.
(5) كذا ورد هنا بالأصل: " نخيلة " وعند أبي زرعة هنا: نجيلة.
(6) قوله: " روى عنه سعيد " استدرك عن هامش الأصل.
(7) بالأصل بدون إعجام.
(8) بالأصل: ابن.
49

حدث عن الأوزاعي
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن
أخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا
أبو نصر بن الجبان أنا أبو عمر محمد بن موسى بن فضالة بن إبراهيم القرشي حدثني أبي
موسى بن فضالة أنا سليمان بن عبد الرحمن نا ابن نمر نا الأوزاعي حدثني عطاء بن أبي
رباح عن جابر بن عبد الله قال
جعل رجل على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غلاما له لم يكن له مال غيره حرا من بعده فأخذ
النبي (صلى الله عليه وسلم) العبد فباعه ثم أعطاه صاحبه ثم قال أنت إلى ثمنه أحوج والله عنه
أغنى [13650]
" حرف الواو "
8974 ابن وبرة الكلبي
سمع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وطلحة والزبير
وعبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد وكان معه بالشام فأرسله إلى عمر
روى عنه حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي
قالا أنا أبو حامد بن الحسن بن محمد الأزهري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون
التاجر أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ نا محمد بن يحيى نا صفوان بن
عيسى عن أسامة بن زيد وهو الليثي (1) عن الزهري قال حدثني عبد الرحمن بن أزهر (2)
قال (3)
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتي
بسكران فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من كان عنده أن يضربوه بما في أيديهم وحثا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليه

(1) أسامة بن زيد الليثي، أبو زيد المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 312.
(2) هو عبد الرحمن بن أزهر القرشي الزهري، أبو جبير المني، ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 97.
(3) رواه ابن جعفر في الإصابة 2 / 390 وابن الأثير في أسد الغابة 3 / 321.
50

التراب فلما كان أبو بكر أتي بسكران فتوخى (1) الذي كان من ضربهم يومئذ فضرب أربعين
قال الزهري فحدثني حميد بن عبد الرحمن عن ابن وبرة الكلبي قال أرسلني خالد
بن الوليد إلى عمر فأتيته وهو في المسجد ومعه عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف
وعلي وطلحة والزبير متكئون معه في المسجد فقلت إن خالد بن الوليد أرسلني
إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة
فقال عمر هم هؤلاء عندك فسلهم فقال علي نراه إذا سكر هذا وأدى هذا افترى وعلى
المفتري ثمانين فقال عمر أبلغ صاحبك ما قال قال فكان عمر إذا أتي بالرجل القوي
المنهمك في الشراب جلده ثمانين وإذا أتي بالرجل الضعيف الذي كانت معه الزلة جلده
أربعين ثم جلد عثمان أيضا وثمانين وأربعين
" حرف الهاء "
8975 ابن هرمة الشاعر
اسمه إبراهيم بن علي بن سلمة تقدم ذكره في حرف الألف
" حرف اللام الألف وحرف الياء فارغان "

(1) كذا بالأصل بدون إعجام: " مبوحا " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
51

" ذكر أصحاب الألقاب
التي غلبت على الأسماء والأنساب "
" حرف الألف "
8976 الأثرم النحوي
اسمه علي بن المغيرة تقدم ذكره في حرف العين
8977 الأحوص الشاعر
اسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله تقدم ذكره في حرف العين
8978 الأخطل التغلبي (1) الشاعر
اسمه غياث بن عوف تقدم ذكره في حرف الغين
8979 الأخفش المقرئ
اسمه هارون بن موسى بن شريك تقدم ذكره في حرف الهاء
8980 الا ركون الدمشقي
شاعر
ذكر بكار بن علي بن رباح الرياحي الدمشقي في مجموع جمعه سنة اثنين وتسعين
وثلاثمائة أن من شعره
* لحظ جفون سطا على كبدي * يبث فيها حرارة الكمد

(1) تحرفت بالأصل إلى: الثعلبي.
52

وورد...... (1) خشي قمر * تؤثر فيه إشارة بيد
حن إليه حنين وكسب (2) * حنين ذي غربة إلى بلد
أصبح عبدا لعبده وبه * شغل عن الوالدين والولد *
8981 الأعرج
اسمه عبد الرحمن بن هرمز تقدم ذكره في حرف العين
8982 الأعشى الكبير
اسمه ميمن بن قيس تقدم ذكره في حرف الميم
8983 أعشى بن أبي ربيعة
اسمه عبد الله بن خارجة تقدم ذكره في حرف العين
8984 أعشى همدان
اسمه عبد الرحمن بن عبد الله تقدم ذكره في حرف العين
8985 أعشى بني تغلب (3)
اسمه ربيعة (4) تقدم ذكره في حرف الراء
8986 الأعور الشني (5)
اسمه بشير بن منقذ تقدم ذكره في حرف الباء
8987 الأقيشر الأسدي
اسمه المغيرة بن عبد الله تقدم ذكره في حرف الميم

(1) كلمة بدون إعجام وغير واضحة بالأصل.
(2) كذا.
(3) بالأصل: أعشى بن ثعلب.
(4) كذا، وفي المؤتلف للآمدي ص 20: الأعشى التغلبي واسمه نعمان بن نجوان، ويقال: ربيعة بن نجوان بن أسود
أحد بني معاوية بن جشم بن بكر.
(5) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها: " المثني " والمثبت " عن ترجمته المتقدمة في حرف الباء رقم 923.
53

" حرف الباء "
8988 ببغاء أبو الفرج الشاعر
اسمه عبد الواحد بن نصر تقدم ذكره في حرف العين
8989 بطين
شاعر من أهل حمص
قدم دمشق مجتازا إلى مصر مع عبد الله بن طاهر
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنبأ عبد
الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن جرير
الطبري قال (1) وذكر عن الحسن بن يحيى الفهري قال لقينا البطين الشاعر الحمصي ونحن
مع عبد الله بن طاهر فيما بين (2) سلمية (3) وحمص فوقف على الطريق وقال لعبد الله بن
طاهر
* مرحبا مرحبا وأهلا وسهلا * بابن ذي الجود طاهر بن الحسين
مرحبا مرحبا وأهلا وسهلا * بابن ذي الغرتين في الدعرتين
مرحبا مرحبا بمن كفه البح * ر إذا فاض مزبد الرجوين (4)
ما يبالي المأمون أيده الله * إذا كنتما له باقيين
أنت غرب وذاك شرق مقيما * أي فتق يأتي من الجانبين
وحقيق إذ كنتما في قديم * لزريق ومصعب وحسين
أن تنالا ما نلتماه من المجد * وأن تعلوا على الثقلين *
قال من أنت ثكلتك أمك قال أنا البطين الشاعر الحمصي قال اركب يا غلام
وانظر كم بيتا قال قال سبعة فامر له بسبعة آلاف أو بسبعمائة دينار ثم لم يزل معه حتى
دخلوا مصر والإسكندرية حتى انخسف به وبدابته مخرج فمات فيه بالإسكندرية

(1) الخبر والأبيات في تاريخ الطبري 5 / 173 - 174 حوادث سنة 210 (ط. بيروت).
(2) تحرفت بالأصل إلى: " هو " والمثبت عن تاريخ الطبري.
(3) سلمية: بفتح أوله وثانيه وسكون الميم وياء مثناة من تحت خفيفة: بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما
مسيرة يومين (معجم البلدان).
(4) الأصل بدون إعجام ورسمها: " الحامس " ولعلها: الحافتين، والمثبت عن الطبري.
54

8990 البعيث الشاعر
اسمه بشر بن خداش تقدم ذكره في حرف الباء
8991 بشكشت المقرئ النحوي
اسمه عبد العزيز تقدم ذكره في حرف العين
8992 البيذق
اسمه سلمة تقدم ذكره في حرف السين
" حرف التاء وحرف الثاء فارغان "
" حرف الجيم "
8993 الجاحظ
اسمه عمرو بن بحر تقدم ذكره في حرف العين
" حرف الحاء "
8994 الجرين الديلي
اسمه عمرو بن عبيد تقدم ذكره في حرف العين
8995 الحطيئة
اسمه جرول بن أوس تقدم ذكره في حرف الجيم
8996 حواريو عيسى ابن مريم عليهم السلام
كانوا اثني عشر رجلا جاء في الآثار أنهم كانوا مع عيسى عليه السلام بدمشق عند نهر
بردى ولم يسمهن بعضهما (1) فذكرنا هاهنا قطعة من أخبارهم ولم نفصل ذكرهم على ترتيب
أسمائهم
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز الأنماطي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة

(1) كذا بالأصل: يسمهن بعضهما.
55

الوكيل قالا أنا أبو بكر الخطيب أخبرني محمد بن أحمد بن رزقويه (1) أنا
أحمد بن سندي نا الحسن بن علي نا إسماعيل بن عيسى أنبأ إسحاق
قال وأنا ابن سمعان أخبرني من له علم بعلم الإنجيل أنهم ثلاثة عشر رجلا قال
إدريس عن وهب أنهم كانوا اثني (2) عشر رجلا فكان ممن حفظ أسماءهم شمعون
ويحيى وابن زبد الحارث ويومان ويوفا ومربوس وفطرس ويحنس أخو يعقوب
ويعقوب واندراس وميثى وفليبس ويعقوب بن زبدا ويقال أنه كان معهم آخر يقال له
سرحس فالله أعلم غير أن النصارى لا يقرون به
قال وأنا إسحاق أنا سعيد بن بشير (3) عن قتادة عن كعب قال إن عيسى أعطاه الله
ما أعطاه وبعثه رسولا فكان أول من اتبعه الحواريون....... (4) ابن
مريم مر بالحواريين فيهم يحيى ويومان ويوفا ومرقوس ومرينوس ويعقويس ولم
يكن بلغ يحيى يومئذ وهم بيمسلون (5) مات الناس من الوسخ فيعيشون بآخر تلك النيات يوما
بيوم فقال لهم عيسى إنكم لو غسلتم أصحابكم من خطاياهم كان ذلك الأجر الذي لا
يزول وهو خير لكم من الأجر الذي لا يصيبكم منه شئ تفوزون به يوم الميعاد قالوا
وكيف نغسلهم من خطاياهم قال تكونون لي أعوانا عليهم فنخرجهم من ظلمة الخطايا
إلى نور التوبة والحكمة قالوا نفعل فاتبعوه فذلك قوله تعالى " كما (6) قال عيسى ابن
مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون " وهم العالون الذين يبيضون الثياب
" نحن أنصار الله " (7) فاتبعوه قال كعب كانوا اثنا عشر رجلا
قال وأنا إسحاق أنا سعيد بن بشير (8) عن قتادة عن كعب قال
إن عيسى بن مريم كان لا يصحبه غني إلا أحب الفاقة لما يرى من زهده وكانت امرأة

(1) تحرفت بالأصل إلى: زرقويه.
(2) بالأصل: اثنا عشر.
(3) بالأصل: " بسر " تصحيف، وهو سعيد بن بشير الأزدي أبو عبد الرحمن ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 137.
(4) بياض بالأصل.
(5) كذا رسمها بالأصل.
(6) بالأصل: وإذ.
(7) سورة الصف، الآية: 14.
(8) تحرفت بالأصل إلى: بشر.
56

يقال لها مريم وكانت امرأة صالحة وكانت من أخيار نساء بني إسرائيل وكانت توصف
بجمال فائق وكانت امرأة كثيرة المال وكانت بها عاهة وكانت تستحيض الدهر كله لا
تقدر على أن تتزوج للعاهة التي بها وكان يخطبها الملوك والأشراف فامتنعت من العاهة
التي كانت بها وظنوا أنها ترغب بنفسها وترفعها عنهم فأبغضوها وشينوها وكانت تكتم
الذي بها فلما سمعت بعيسى واجتماع الناس عليه وما أظهر من الآيات والعجائب التي كان
يتخذها بإذن الله من إشفاء المريض والزمن فحدثت المرأة نفسها وقالت لو أتيت هذا النبي
الذي بعثه الله إلى بني إسرائيل فأستوصفه لذاتي لعل الله يشفيني به أو مسيت ثوبه أو شيئا
من جسده لرجوت الله أن يشفيني الله به ويطهرني فأقبلت حتى دخلت في غمار الناس وقد
ازدحم المرضى والزمني على عيسى ابن مريم فدخلت متنكرة بينهم في أطمارها فلم تزل
في الزحام حتى وصلت إليه فلما رأت نور وجهه وما ألبسه الله من هيبة سلطانه خافت
وأدركها ما يدرك النساء من الحياء والخجل فتحيرت فلم تتقدم ولم تتأخر فلما ضاق بها
أمرها تحولت من خلف عيسى فوضعت يدها على ثوب (1) عيسى فمسته ثم أسرعت فتوارت
في الزحام والتفت عيسى ساعة مست ثوبه فقال لشمعون من مسني يا شمعون قال
شمعون ومن لم يمسك الناس أكثر من ذلك فقال عيسى لقد مسني إنسان له في مسي أمل
ونية ولقد أعطاه الله ما أمل ونوى فلما سمعت المرأة فرحت بذلك ثم دنت فأسفرت عن
وجهها فقالت يا نبي الله أنا التي مستك وطهرني الله بطهرك وقد أجمعت على خلع الدنيا
والزهد فيها وصحبتك والانقطاع إليك فأقبلت على مالها فأنفقته في سبيل الله على ما كان
يأمرها عيسى حتى أنفذته وصارت فقيرة من فقرائهم وتخلت للعبادة وتبتلت فكانت تعد
من أصحاب عيسى ابن مريم وكان لا يصحب عيسى أحد إلا اختار الزهادة للذي أعطاه الله
من الزهادة وكانت هذه الامرأة تعد في الحواريين فيما زعموا عدتهم ثلاثة عشر وكان رأس
الحواريين سمعون وهو أول من آمن بعيسى فقال له وهو يغسل دراعة له من صوف
فقال له يا سمعون هل أنت ناصر ربك قال نعم قال فقم معي فقام معه سمعون
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة أنا محمد بن سعد أنا هشام بن محمد بن
السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال (2) كان بين ميلاد عيسى والنبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) تقرأ بالأصل: نور.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 53.
57

خمس مائة سنة وتسع وستون سنة بعث في أولها ثلاثة أنبياء وهو قوله " إذ أرسلنا إليهم اثنين
فكذبوهما فعززنا بثالث " (1) والذي عزز به سمعون وكان من الحواريين وكانت الفترة التي
لم يبعث الله فيها رسولا أربع مائة سنة وأربعا وثلاثين (2) سنة وإن حواريي عيسى ابن مريم
كانوا اثني عشر رجلا وكان قد تبعه بشر كثير ولكنه لم يكن فيهم حواري إلا اثنا عشر
رجلا وكان من الحواريين القصار والصياد وكانوا عمالا يعملون بأيديهم وإن الحواريين
من (3) الأصفياء
حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الفقيه أنا أبو سعد عبيد الله بن عبد الله
ابن محمد بن حسكويه أنا أبو سعيد الصيرفي نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نا
محمد بن الجهم بن هارون السمري نا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء قال
والحواريون كانوا خاصة عيسى وكذلك خاصة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقع عليهم الحواريون
وكان الزبير يقال له حواري رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وربما جاء في الحديث لأبي بكر وعمر وأشباههما
حواري وجاء في التفسير انهم سموا حواريين لبياض ثيابهم
أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم قراءة أنا أبو علي الحسن بن علي الأهوازي نا
أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي (4) أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد
ابن عبد الله بن يزيد (5) الدقاق (6)
أخبرنا أبو بكر يحيى بن سعدون القرطبي أنا أبو صادق مرشد بن يحيى أنا أبو
الحسين عبد الباقي بن فارس أنا عبد الله بن أحمد بن الحسين قالا نا أبو بكر محمد بن
عزيز السجستاني قال حواريون فيه ثلاثة أقوال صفوة الأنبياء عليهم السلام قيل إنهم
كانوا قصارين فسموا الحواريين لتبييضهم الثياب ثم صار هذا الاسم مستعملا فيمن أشبههم
من المصدقين وقيل كانوا صيادين وقيل كانوا ملوكا والله أعلم وهم صفوة الأنبياء الذين

(1) سورة يس، الآية: 14.
(2) بالأصل: وأربع وثلاثون.
(3) عن ابن سعد: هم الأصفياء.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 236.
(5) بالأصل: " سمعنان الرازي " ثم شطبتا بخط أفقي.
(6) تقرأ بالأصل: الدرار، والصواب ما أثبت، وهو أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد البغدادي الدقاق
ابن السماك. ترجمته في سير الأعلام 15 / 444.
58

خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم ونصرتهم وهي ثلاث لغات صفوة وصفوة وصفوة
والكسر أجودهن
حدثنا أبو الفضل بن ناصر لفظا أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا
القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار
الفارسي نا أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج (1) قال قوله جل وعز " قال الحواريون
نحن أنصار الله " (2) قال الحذاق باللغة الحواريون صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في
التصديق بهم وبنصرهم فسماهم الله الحواريين وقد قيل إنهم كانوا قصارين فسموا
الحواريين لتبييضهم الثياب ثم صار هذا الاسم مستعملا فيمن أشبههم من المصدقين
يشبهانهم (3) وقيل إنهم كانوا ملوكا وقيل أنهم كانوا صيادين والذي عليه أهل اللغة أنهم
الصعوي (4) اجبريل ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي ويقال لنساء
الأمصار (5) حواريات لأنهن تباعدن عن فسق (6) الأعرابيات لنظافتهن وأنشد أبو عبيدة لابن
حلزة النسابة
* فقل للحواريات يبكين عيرنا * ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح *
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الفقيه أنا أبو الحسن علي بن أحمد
الواحدي المفسر قال الحواريون قال ابن عباس في رواية سعيد بن جبير كانوا صيادين سموا
حواريين لبياض ثيابهم وقال في رواية عطاء كانوا قصارين يحورون الثياب أي يبيضونها
اتبعوا عيسى وصدقوه وقال قتادة والكلبي الحواريون خواص عيسى وأصفياؤه
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز الأنماطي وأبو محمد بن حمزة الحداد
قالا ثنا أحمد بن علي بن ثابت قال أخبرني أبو الحسن بن رزقويه أنا أحمد بن سندي (7)

(1) ترجمته في سير الأعلام 14 / 360.
(2) سورة آل عمران، الآية: 52 وسورة الصف، الآية: 14.
(3) كذا بالأصل.
(4) كذا رسم اللفظتين بالأصل: " الصعوي احبريل ".
(5) بالأصل: " ليسا الأنصار " والتصويب عن تاج العروس - حور (طبعة دار الفكر).
(6) كذا بالأصل، وفي تاج العروس: قشف.
(7) تحرف بالأصل إلى: " سيدي " راجع ترجمته في تاريخ بغداد 4 / 187.
59

ابن الحسن نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى بن عطية السعدي وعبد الله
ابن زياد بن سمعان قالا عن بعض من أسلم من أهل الكتاب أن عيسى ابن مريم لما اتخذ
الآيات والعجائب كفروا به وأجمعوا على قتله وقالوا ساحر كذاب وكان سياحا يسيح
في الأرض لا يأويه بيت ولا قرية عليه برنس له من شعر وإزار من شعر ونعلين من
النعال السبتية وفي يده عصا مأواه حين يأتيه الليل سراجه ضوء القمر وظله ظلمة الليل
وفراشه الأرض ووسادته حجر الأرض ونعله وركابه عشب الأرض ربما طوى الأيام
جائعا إذا أصابته (1) الشدة فرح واستبشر وإذا أصابه الرخاء خاف وحزن وكان الله قد
أوحى إليه يا عيسى ابن مريم أذكرني في الدنيا أذكرك في المعاد عبدي أكحل عينيك
بملمول الحرث تتعظ لي في ساعة الليل أسمعني لدادة الإنجيل إذا دخلت مسجدا من
مساجدي لتضطرب قليلا (2) خوفا مني ولتخشع جوارحك لي وقل لقومك إذا دخلوا
مسجدا من مساجدي لا يدخلوا إلا بقلوب خائفة وأبصار خاشعة خافضة وأيد طاهرة من
الدنس وأخبرهم أني لا أستجيب دعاء ظالم حتى يرد المظلمة إلى صاحبها يا عيسى إني
ذاكر كل من ذكرني وألعن الظالمين إذا ذكروني يا عيسى لا تجالسن الخاطئين حتى يتوبوا
فقال عيسى للحواريين يا معشر الحواريين لا تجالسوا الخاطئين فإن مجالسهم تقسي
القلب وهي معصية الله حتى يتوبوا من المعاصي تقربوا إلى الله بمفارقتهم يا معشر
الحواريين لا تحملوا علي اليوم هم غدا حسب كل يوم همه ولا يهتم أحدكم لرزق غد
فإنكم لم تخلقوا لغد وإنما خلق غد (3) لكم فخالق الغد يأتيكم فيه بالرزق ولا يقولن
أحدكم إذا استقبل الشتاء من أين آكل ومن أين ألبس وإذا استقبله الصيف يقول من أين آكل
ومن أين أشرب فإن كان لك في الشتاء بقاء فلك فيه رزق وإن كان لك في الصيف بقاء
فلك فيه رزق ولا تحمل هم شتائك وصيفك على يومك حسب هم كل يوم بما فيه
يا معشر الحواريين إن ابن آدم خلق في الدنيا في أربعة منازل فهو في ثلاثة منها بالله
واثق وظنه بالله حسن وفي الرابعة سئ ظنه بربه يخاف خذلان الله إياه أما المنزلة الأولى
فإنه يخلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم

(1) بالأصل: أصابه.
(2) بالأصل: قليل.
(3) استدركت على هامش الأصل، وبعدها صح.
60

وظلمة المشيمة يدر الله عليه رزقه في جوف ظلمة البطن فإذا خرج من البطن وقع في اللبن
لا يسعى إليه بقدم ولا يتناوله بيد ولا ينهض إليه بقوة بل يكره عليه حتى يرتفع عن اللبن
وينظم ويقع في المنزلة الثالثة بين أبويه يكسيان عليه فإذا ماتا تركاه يتيما فعطف عليه
الناس يطعمه هذا ويكسوه هذا رحمة الله وكذلك الله تعالى لا يناوله الله العباد شيئا من يده
إلى أيديهم ولكن يرزقهم وينزل عليهم من خزائن ما عنده على يدي عباده بقدر ما يشاء
حتى إذا بلغ منزلته الرابعة واستوى خلقه واجتمع وكان رجلا خشي أن لا يرزقه الله أجترأ على
الحرام وعدا على الناس فقتلهم على الدنيا فسبحان الله ما أبعد هذين الأمرين (1) بعضهما
من بعض يحسن ظنه بالله وهو صغير وإذا كبر ساء ظنه فأوثق نفسه في طلب ما كفل له به
يا معشر الحواريين اعتبروا بالطير يطير في جو السماء هل رأيتم طيرا قط يدخر
بالأمس رزق غد ألم تروه (2) يأوي إلى وكره بغير شئ ادخره ثم يصبح غاديا (3) مستبشرا
فيعرض له رزقه ثم يرجع كذلك إلى وكره وكذلك البهائم والسباع والحيتان والوحوش
وابن آدم يدخر رزق الأبد في يوم لو قدر عليه ولو فارق الدنيا وعاين الآخرة لندم ندامة لا
تغني عنه شيئا
يا معشر الحواريين إن أبغض العلماء والقراء إلى الله الذين يحبون أن يسودوا في
المجالس ويذكروا عند الطعام ويشار إليهم بالأصابع الذين يفرغون جرايب (4) الأرامل
أولئك يضاعف الله لهم العذاب يا معشر الحواريين بحق أقول لكم ما الدنيا تحبون ولا
الآخرة ترجون ولو كنتم تحبون الدنيا عملتم العمل الذي تدركون به الدنيا ولو كنتم ترجون
الآخرة لعملتم العمل الذي تدركون به الآخرة بحق أقول لكم أمسيتم في زمان كلامهم كلام
الأنبياء وفضلهم فضل السفهاء كلامكم دواء يبرئ الداء وقلوبكم داء لا تقبل الدواء فقد
قتلتم أنفسكم على حب الدنيا قلوبكم تتلقى من أعمالكم وأعمالكم لا تتلقى من ذنوبكم
اعلموا أن هذه الأرض تحمل الجبال وهذه الجبال تمسك الأرض وأجسادكم تحمل
قلوبكم وقلوبكم لا تمسك أجسادكم بحب الدنيا زاغت فمالت بكم سحرت الدنيا

(1) بالأصل: الأمر.
(2) غير واضحة بالأصل.
(3) بالأصل: عاديا.
(4) كذا بالأصل، ولعله تصحيف جرب جمع جراب أو أجربة، والجراب المزود أو الوعاء، (القاموس).
61

أعينكم أصبحت الدنيا عندكم بمنزلة العروس المجلية (1) يعشقها كل من رآها وهي بمنزلة
الحية لين مسها تقتل بسمها
يا معشر الحواريين ليكن همكم من الدنيا أنفسكم تفوزوا بها ولا تكن (2) همتكم
بطونكم وفروجكم تضمروا من الطعام وتملوا من الحكمة
يا معشر الحواريين لو توكلتم على الله حق توكله لأتاكم بالرزق كما يأتي الطير رزقه في
جو السماء تغدو خماصا (3) وتروح بطانا
يا معشر الحواريين هل تستطيعون أن تعبدوا زين يعني الدنيا والآخرة من طلب الدنيا
ترك الآخرة ومن طلب الآخرة ترك الدنيا.... (4) الشعير وملح الجريش (5) وأخرجوا من
الدنيا سالمين
يا معشر الحواريين قد تنطحت لكم الدنيا فجعلتكم فوقها فليس بنار علم فيها إلا
اثنان الملوك والنساء أما الملوك فإن لم تنازعوهم (6) في دنياهم لم ينازعوكم في دينكم وأما
النساء فاستعينوا عليهن بالصيام واعلموا أن النظر إلى النساء سهم من سهام إبليس مسموم
وهو يزرع الشهوة في القلب وكفى بصاحبها خطيئة إنما قتلت الملوك الأخيار لأنهم دعوهم
إلى دنياهم فلم يجيبوهم وأظهروا الناس على عيوبهم فقالوا نقتلهم فنستريح منهم
يا معشر الحواريين لا تنازعوا أهل الدنيا في دنياهم فينازعوكم دينكم فلا دنياهم
أصبتم ولا على دينكم استبقيتم يا معشر الحواريين تنطقوا بالحكمة التي جعل الله لكم في
قلوبكم ولا تدنسوا أبدانكم بعرض الدنيا..... (7) الدنيا لا تسروا واعلموا أن هذه الحكمة
تنور القلوب إذا ما مسها العمل فلا تفسدوا فتفسدوا الناس وإن مثل الحكيم الذي يعمل
بحكمته كمثل الشمس تضئ (8) للخلائق ولا تحرق نفسها وإن مثل الحكيم الذي لا يعمل

(1) العروس المجلية: جلا العروس على بعلها جلوة وكذلك اجتلاها أي عرضها عليه مجلوة، وقد جليت على زوجها
(تاج العروس).
(2) بالأصل: يكن.
(3) خمص البطن: خلا، والمخمصة: المجاعة، وقد خمصه الجوع خمصا ومخمصة (القاموس).
(4) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(5) الجريش من الملح ما لم يطيب، وهو المتفتت كأنه قد حل بعضه بعضا (تاج العروس: جرش).
(6) بالأصل: ينازعوهم.
(7) غير مقروءة بالأصل.
(8) بالأصل: يضئ.
62

بحكمته كمثل السراج يضئ من حوله وحرق نفسه ومثل الحكيم الذي يعمل بحكمته كمثل
الأترجة (1) ريحها طيب وطعمها طيب وإن مثل الحكيم الذي لا يعمل بحكمته كمثل شجرة
الدفلى (2) ورقها حسن وطعمها مر وإن مجالسة المؤمن الحكيم كمجالسة المسك إن لم
يصبك منه شئ أصابك ريحه وإن مجالسة الرجل السوء بمنزلة مجالسة القبر إن لم يصبك
شذاذه أصابك دخانه فإياكم وجالسة أهل المعاصي
يا معشر الحواريين لا تصفوا البعوض عن شرابكم وتشترطوا القيلة تنزعون القذى
من أعين الناس وتدعون العوارض في أعينكم تنظرون في ذنوب الناس كأنكم أرباب لا
تنظروا في ذنوب الناس فالأرباب ما نظروا في ذنوبكم كالعبيد ما الناس إلا كالرجلين مبتلى
ومعافى فارحموا صاحب البلاء واحمدوا الله على العافية
يا معشر الحواريين إن الله قال لموسى يا موسى لا تحلف باسمي كاذبا وأمر موسى
بني إسرائيل لا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله صادقين ولا
كاذبين ولكن قولوا نعم ولا يكفي بالكذب إثما وبالحلف غدرا يا بني إسرائيل كونوا
حكماء علماء لا تضعوا الحكمة إلا عند أهلها ولا تكتموها أهلها فإنكم إن تكلمتم
بالحكمة عند غير أهلها جهلتم وإن منعتموها أهلها فقد ظلمتموها فكونوا كالطيب العالم
الذي يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع فقولوا الحكمة واعملوا بها واقبلوها ممن يقولها وإن
أبغضتم قائلها واجتنبوا قول السوء وإن أحببتم قائله حبوا من أبغضكم وصلوا من قطعكم
وأعطوا من حرمكم وصلوا على من لعنكم فإنكم إن كنتم تحبون من أحبكم وتعطون من
أعطاكم كانت تلك مكافأة فليس لكم فضل على أحد ولكن أعطوا من منعكم وبروا بآبائكم
وأمهاتكم ليصرف الله عنكم العسر وييسر لكم اليسر أعفو عن الناس يعف الله عنكم ألا
ترون إلى ربكم كيف تشرق الشمس على أعدائه ويقسم رزقه لهم لا يحرمهم أرزاقهم
لمعصيتهم إياه ويدعوهم إلى التوبة على أن يدخلهم الجنة واعلموا أن لكل كلمة حسنة أو
سيئة جوابا تعطون جوابها يوم القيامة وإذا قرب أحدكم قربانه ليذبحه فيذكر أن أخاه

(1) الأترجة: واحدة الأترج، معروف، حامضه مسكن غلمة النساء، ويجلو اللون والكلف وقشره في الثياب يمنع
ضرر السوس (تاج العروس).
(2) الدفلى: شجر مر الطعم جدا منه نهري ومنه بري ورقه كورق الحمقاء وقضبانه طول منبسطة على الأرض (تاج
العروس).
63

.... (1) عليه في نفسه فليترك قربانه وليذهب إلى أخيه فيرضيه ثم ليذبح قربانه يا بني
إسرائيل كافئوا بالإحسان وادرأوا بالحسنة السيئة عند (2) الله حسب كل امرئ إذا أخذ
قميص أحدكم فليبسط إزاره أيضا من لطم خده فليملكن (3) خده الآخر فيلطمه وإن سخرك
رجل ميلا فاذهب معه ميلا آخر وأيما رجل منكم أصاب الخطيئة بعينه فإن كان لله رضا أن
ينزعها فلينزعها وإن أصاب بعينيه جميعا فإن كان لله (4) رضا أن ينتزعهما جميعا فلينتزعهما
فإنه أريك في الدنيا أعمى وفي الآخرة بصير... (5) له وإن أصاب الخطيئة بيديه ورجليه
كان لله رضا أن يقطعهما فليقطعها جميعا فإنه لا يكون له في الدنيا يدان ولا رجلان خير له
من أن يكون له يدان ورجلان في النار يا بني إسرائيل لا تجالسوا الملوك على موائدهم ولا
تأكلوا ما يأكلون لا تلبسوا ما يلبسون ولا تركبوا ما يركبون فإن ذلك منعة لكم عند الله
ونقص في الدرجات يا بني إسرائيل ما يغني عن البيت المظلم السراج عن ظهره وباطنه
مظلم فأبدوا بيوتكم فأسرجوا فيها قبل أن ينتهب ما فيها فتخرب ولا تعطوا الناس
سرجكم ابتدوا بأنفسكم فأدبوها وعظوها واعملوا بالحكمة ثم علموها الناس ما يغني عن
الجسد إذا كان ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا ما تغني عنكم أجسادكم إذا عجبتم وقد فسدت
قلوبكم وماذا يغني عنكم أن تبقوا جلودكم وقلوبكم دنسة تخرجون الحكمة إلى الناس
وتمسكون الغل في صدوركم لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب ويمسك النخالة
فذلك الحكمة تخرج من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم دعوا الشر ثم اطلبوا الخير
ينفعكم فإنكم إذا جمعتم الخير والشر فكيف ينفعكم الخير إن الذي يخوض الماء لا بد أن
يصيب ثوبه نضح الماء وإن جهد فكذلك من يحب الدنيا لا ينجو من الخطايا يا عبيد الدنيا
طوبى للمجتهدين بالليل أولئك يؤتون النور الدائم قاموا في ظلماء الليل فمشوا على
أرجلهم فالتمسوا مساجدهم بأيديهم يتضرعون إلى ربهم في حسن النفقة فأجابهم ربهم في
الرخاء فسعدوا في الشدة صبروا بالصبر.... (6) من ظلمة خطاياهم ورعوا في

(1) غير مقروءة بالأصل.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كذا.
(4) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(5) غير مقروءة بالأصل.
(6) غير مقروءة بالأصل.
64

مساجدهم العمل وسقوا زرعهم من دموع أعينهم حتى نبت زرعهم وأدرك الحصاد ليوم
فقدهم فوجدوا عاقبة ذلك عند ربهم في يوم يحشر فيه المبطلون قلوبهم معلقة عند ربهم
وأجسادهم في الدنيا منتصبة قد غلبهم اليوم فخروا على وجوههم لما رجوا من رحمته
ورهبوا من عذابه فمن يكون زرعه المر لا يحصد حلوا ومن يكن الحلو زرعه لا ينبت له
المر ومن كان زرعه مرا حصد في آخر زمانه مرا مثل ما زرعه ومن كان زرعه حلوا
فحصد (1) في آخر زمانه مثل زرعه كما لا يجتنى من الشوك التمر كذلك لا يجزى السئ
إحسان بحق أقول لكم إن الدنيا خلقت وجعلت مزرعة توزع فيها العباد الخير والشر
فمنفعة الخير يوم حصاده ومزرعة الشر شقاء وبلاء وعذاب يوم حصاده ضرب الله لكم
مثل الآخرة خلقت للحصاد والدنيا جعلت للزرع فمن زرع وبذر اليوم فإنه يحصد يوم
القيامة فليتفكر المتفكر فيما يضره وما ينفعه فإن الخير ينفعه والشر يضره فأحسن ابن آدم
إلى طبيبك يقوم عليك في السقم غدا فسقمك لا يزال يعتريك (2)..... (3) الطبيب لم تفعل
فكيف تفعل بك الكرامة وأنت إياه لم تكرم فصانعوا (4) ربكم اليوم ليوم الأكبر وتجهزوا
للعرض عليه فإنه قد دنا من الله إليكم فراغ فكان منكم كطرفة عين الناظر لا تمشوا مع
الأشرار فتشبهون بهم فإن للحكماء فيهم عبرة وعبرة الحكماء لهو السفهاء ولهو السفهاء
عبرة الحكماء فالحكيم يعتبر بالجاهل والجاهل.... (5) بهواه عليكم ما كسبتم
فاجتمعوا عليها وأطيلوا حبسها لا يخرج من أفواهكم ما لا يحل لكم وقد جعل الله
لألسنتكم أطباقا فأطبقوها فأعرض للمؤمن الكلام ما لا يحل قد جعل الله لأعينكم أطباقا
فأطبقوا عندما لا يحل لكم يا عبيد الدنيا إنه من لا يستعين على حمله لا يستطيع أن يحمله
ومن لا يتوب إلى ربه كيف يغفر له ومن لا يغسل (6) فكيف يغنيه ومن لا يتب من الخطايا
كيف يقبل منه ومن يركب البحر بغير سفينة كيف ينجو من الغرق ومن لا يترك المعاصي
كيف يتخلص من الذنوب ومن لا يتناول الطعام بيده كيف يأكل ومن لا يتواضع لربه كيف

(1) كذا بالأصل.
(2) بدون إعجام بالأصل.
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(4) كذا رسمها بالأصل.
(5) مطموسة بالأصل.
(6) كذا رسمها بالأصل.
65

يعبده ومن لا يضر مسسعه (1) كيف (2) يقطع به ومن لا يعمل عملا صالحا كيف ينفعه ومن لا
يخشى العقوبات كيف يترك المحارم ومن لا يهمه عيب وجهه كيف ينظر في المرآة ومن لا
تهمه الخطايا كيف يترك الذنوب ومن لا يبذل ماله لحليله كيف يحبه ومن لا يطيع ربه كيف
يذهبه يا عبيد الدنيا ماذا ينقص من نور الشمس من هو قائم فيها بل ينتفع من مشى فيها
وكذلك الله لا ينقص ما أعطى بل يزيد من شكر يا عبيد الدنيا إن العسل ليس في الزق كل
ساعة كذلك الحكمة ليس قلوبكم كل ساعة إن الزق ما لم ينخرق سوف يساد فيه العسل
كذلك أنتم ما لم تخرق (3) شهوات الدنيا قلوبكم فسوف يعاد فيها الحكمة فلا تفسدوها
بالخطايا ولا يطولن بكم الأمد إن ابتليتم بشئ من ذلك ولكن اصبروا على ترك الخطايا
فإن ترك الخطايا أهون من طلب التوبة يا عبيد الدنيا ما أكثر الشجر وليس كله يثمر وما أكثر
العلماء وليس كلكم يعمل إن الدابة ما لم ترض تستصعب وإن قلوبكم ما لم تلق تتركوا (4)
العلم يا عبيد الدنيا إنكم لا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون ولا تبلغون ما
تريدون إلا بترك ما تشتهون ولا ينتظر امرؤ بتوبته لغد فإن من دون غد يوما وليلة وأمر الله غاد
ورائح إذا كنت في عشرين أعمى كلهم يقولون لم تطلع الشمس وأنت تنظر إليها فلا
تصدقهم وإن جاءك أعمى وأنت على الطريق فقال إن هذا ليس بطريق فعلي كيف تدعوني إلى
الطريق وأنت أعمى لا تبصر يا عبيد الدنيا كيف يكون من أهل الآخرة من لا تنقضي شهوته من
الدنيا ومن لا تنقطع فيها رغبته يا عبيد الدنيا لو أن الله لم يعذب على الخطايا لكنتم متحققين
أن تدعوها شكرا لما أنعم عليه بحق أقول لكم يا عبيد الدنيا إذا أفسدتم آخرتكم وجعلتم العلم
تحت ألسنتكم والعمل تحت أقدامكم فلا أنتم تستعتبون لكن على الناس تطعنون فأي
الناس أخسر منكم لو تعلمون يا عبيد الدنيا خفتم ربكم على الناس وأمنتموه على أنفسكم
فكيف يبغض أحدكم صاحبه على الظن ويدع نفسه على اليقين أم كيف يغضب أحدكم إذا ذكر
بعض ذنوبه وهي حق ويفرح إذا مدح بما ليس فيه بحق أقول لكم ما عمرت أرواح إبليس في
شئ ما عمرت فيكم إنما أعطاكم الله الدنيا لتعملوا فيها ولم تعطلوها لتشتغلوا عن الآخرة
إنما بسطها لكم لتعلموا ولم يبسطها لكم لتضلوا إنما أعانكم بها على العبادة ولم يعنكم بها

(1) كذا رسمها.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين.
(3) بالأصل: يخرق.
(4) كذا بالأصل.
66

على الخطايا وإنما أمركم فيها بطاعته ولم يأمركم فيها بمعصية وإنما أعانكم فيها على
الحلال ولم يبخل (1) لكم بها الحرام وإنما وسعها لتواصلوا بها ولم يوسعها لكم لتعاطوا
فيها إذ كنتم مساكين جياعا عراة تركتم الإثم والحرام حين كنتم أغنياء شباعا بخير وقعتم في
الحرام بئس ما (2) صنعتم بأنفسكم ونعم ما صنع بكم ربكم حين كنتم هزالى ضعفي حملتم
الأوساق (3) الثقيلة وحين سمنتم عجزتم عنها وحين كنتم عميان (4) بصركم وحين أبصرتم
عميتم وحين كنتم صما أسمعكم وحين سمعتم صممتم وحين كنتم جهالا علمكم وحين
صرتم معلمين كلكم جهلتم وحين كنتم أمواتا أحياكم وحين أحياكم متم وحين كنتم ضلالا
هداكم وحين اهتديتم ضللتم وحين كنتم أذلة مستضعفين سألتم العز والسلطان وحين
أعطيتم كفرتم وحين كفر الناس استقبحتم وحين فتح لكم ضيعتم وحين صرفت عنكم الدنيا
أخلصتم أعمالكم وحين فتحها عليكم.... (5) يا صاحب العلم إن الأجر محروص عليه ولا
يدركه إلا من عمل ولا يفتح إلا لمن يسأله ولا يجده إلا من طلبه يا صاحب العلم إن الشجر
يتفاضل في الثمار وكذلك تتفاضل الرجال بالقول والأعمال يا صاحب العلم إن الشجر لا
يكمل إلا بالثمر وطيبه فكذلك لا يكمل الدين إلا بتحرج عن المحارم يا صاحب العلم إن
الماء يطفئ النار وكذلك ينبغي للعلم أن يطفئ الغضب يا صاحب العلم إن الزرع لا يصلح
إلا بالماء والتراب وكذلك الإيمان والعمل
يا صاحب العلم كل شئ إنما ينبت بالزرع وكذلك الله يجزى كل عامل بما عمل
يا صاحب العلم إنه لا يجتنى الماء والنار في إناء واحد كذلك لا يجتمع الفقه والغناء
في قلب واحد
يا صاحب العلم إذا زال القلب عن حب النصر لله فإنه كالحجر الثقيل يجر من الهبوط
إلى الصعود يا صاحب العلم إنه لا يكون مطر بغير سحاب كذلك لا يكون (6) مرضاة الله إلا
بقلب نقي

(1) بدون إعجام بالأصل، ولعل الصواب ما ارتأيناه.
(2) بالأصل: بيسما.
(3) الأوساق واحدها وسق، والوسق: ستون صاعا أو حمل بعير، ويجمع أيضا على: وسوق، وأوسق (انظر تاج
العروس: وسق).
(4) كذا بالأصل.
(5) غير مقروءة بالأصل.
(6) بالأصل: يكون.
67

يا صاحب العلم إن السارق إذا اطلع على شئ من عمله ووجدت عنده السرقة يكذب
ذلك معذرته وتستبين للناس معرفته كذلك القارئ إذا عمل معصية الله استبان للناس أنه لا
يريد بقراءته وجه الله يا صاحب العلم إن الزانية إذا حملت يفضحها حملها وكذلك يفتضح
بالعمل من كان يغر الناس بالقول الحسن ويقول ما لا يفعل يا صاحب العلم إن النفس نور
كل حي وإن الحكمة نور كل قلب وإن النفوس رأس كل حكمة والحق بابه كل خير
ورحمة الله باب كل حق ومفتاح ذلك الدعاء والتضرع إلى الله وكيف يفتح باب بغير
مفتاح
يا صاحب العلم إن الرجل الحكيم لا يغرس في شجرة إلا شجرة يرضاها ولا يحمل
على خيله إلا فرسا يرضاه ولا يحرث إلا ببذر يرضاه فكذلك المؤمن العالم لا يعمل
الأعمال إلا برضا ربه
يا صاحب العلم إن الصقالة تصلح السيف وتجلوه وكذلك الحكمة في قلب الحكيم
مثل الماء في الأرض الميتة وهي في قلب الحكيم مثل النور في الظلمة يضئ به الناس
يا صاحب العلم إذا عرض لك الشيطان فقال كيف رفع الله السماوات بغير عمد فقل
إن لم تكن شهدت السماوات كيف رفعت وبنيت فقد رأيت سماء مثلها سحابا ينشطها الله ثم
يؤلف بينه في ساعة فيكون سماء دون هذه فبعث الله عليه شمسها وقمرها ثم يكشطها عن
وجه السماء وكذلك يكشط الله عن وجه الأرض يوم القيامة
يا صاحب العلم إن نقل الحجارة عن رؤوس الجبال أهون من أن تحدث من لا يقبل
حديثك فيكون مثلك في ذلك كمثل الذي ينقع الحجارة في الماء لتلين وكمثل الذي يضع
المائدة لأهل القبور وكمثل المغني عند الميت وكمثل الذي يريد أن يجتني العنب من
الشوك
يا صاحب العلم احبس الفضل من قولك الذي يخاف عليك المقت من ربك يا
صاحب العلم لا تحدث حديثا إلا بحكمة تفهمه ولا تغبط أمرا في قوله حتى يستبين لك
عمله يا صاحب العلم تعلم من العلماء ما جهلت وعلم الجاهل ما علمت يا صاحب
العلم عظم العلماء بعلمهم ودع منازعتهم ولا تصغر الجهال بجهلهم ولا تطروهم ولكن
علمهم وقربهم
يا صاحب العلم اعلم أن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها يا
68

صاحب العلم إن كل معصية عجزت عن نوبتها بمنزلة عقوبة تعاقبها يا صاحب العلم كرب
الموت لا تدرى شئ يغشاك فاستعد له قبل أن يغشاك
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد
ابن أبي عمرو قالا أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد
ابن حنبل حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن
أبي ثمامة الواقدي قال قال الحواريون لعيسى ابن مريم من المخلص لله قال الذي يعمل
العمل لله لا يحب أن يحمده الناس عليه
قال سفيان حدثني به منصور عنه يعني عبد العزيز فلقيته فسألته
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن
مروان نا محمد بن أحمد نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال قرأت في الإنجيل أن
المسيح (صلى الله عليه وسلم) قال للحواريين من أجلد.... (1) الحساسه (2) وسسها (3) كالحمام قد يروي
بعضه مرفوعا ولا يصح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن مسعدة أنا حمزة أنا ابن عدي (4) نا قاسم
ابن علي الجوهري نا محمد بن ميمون بن كامل الحمراوي ثنا محمد بن إسحاق يعني
العكاشي حدثني الأوزاعي حدثني مكحول والقاسم أنهما سمعا أبا أمامة يقول إن رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن أخي عيسى ابن مريم قال للحواريين يوما (5) يا معشر الحواريين كونوا في
الشر بلها كالحمام وكونوا في الحذر والاجتهاد كالوحش إذا طلبها القناص [13651]
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا ابن النقور وأبو القاسم البسري وعبد الباقي بن محمد
ابن غالب قالوا أنا أبو طاهر المخلص حدثني أبو العباس بن المارستاني نا مهنى بن
يحيى الشامي نا بقية بن الوليد عن الزبيدي عن عبد الله بن عاصم عن وهب بن منبه
قال

(1) كذا قسم من اللفظة مكانه بياض.
(2) كذا بدون إعجام بالأصل.
(3) كذا بالأصل وفوقها ضبة.
(4) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 168 في ترجمة محمد بن إسحاق بن إبراهيم العكاشي.
(5) زيادة عن الكامل لابن عدي.
69

وجدت في بعض الكتب أن الحواريين أتوا عيسى فقالوا يا روح الله إن معنا رجلا به
شئ من اللمم فإن (1) رأيت أن تدعوا له ليذهب عنه قال وما هو قالوا أحمق فقال إن
جبريل عهد إلي عن الله عز وجل بكل شئ ولم يعهد إلي في الحمق بشئ وما كنت
بالذي أعترض على الله فيما لم يعهد فيه إلي بشئ
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم الخندمي نا إبراهيم بن محمد
الشافعي نا ابن عيينة عن محمد بن سوقة عن عكرمة عن ابن عباس قال حج
الحواريون فلما دخلوا الحرم مشوا تعظيما للحرم
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز وأبو محمد بن حمزة قالا نا أحمد بن
علي بن ثابت أنا أبو الحسن بن رزقويه (2) أنا أحمد بن سندي (3) نا الحسن بن علي نا
إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر قال وأنبأ ابن سمعان أنبأ من له علم بالإنجيل
أن الحواريين (4) فرقهم شمعون بعد عيسى حيث أمره عيسى فوجه من الحواريين الأتباع
الذين كانوا بعد عيسى فوجه فرطوس (5) الحواري ومعه يونس من الأتباع ولم يكن من
الحواريين إلى الرومية ووجه أندرايس وميثا إلى الأرض التي يأكل (6) أهلها الناس ووجه
مويوس (7) إلى أرض بابل من أرض المشرق ووجه فيلبس (8) إلى أرض القيروان وطنجة (9)
وهي إفريقية ووجه يحنس إلى أقسوس قرية الفتية أصحاب الكهف ووجه يعقوبس إلى
أروشلم وهي إيليا قرية بيت المقدس ووجه يوفا بن سلقا (10) إلى أرض الحجار ووجه
يعقوب ومعه يهودا ولم يكن يهودا من الحواريين وكان من الأتباع إلى أرض بربر دون

(1) بالأصل: " قال " تحريف.
(2) تحرفت بالأصل إلى: زرقويه.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " سرى ".
(4) تحرفت بالأصل إلى: الحواريون.
(5) كذا بالأصل، والذي في تاريخ الطبري 1 / 354 (ط. بيروت) فطرس.
(6) بالأصل: " تأهل " والمثبت عن الطبري.
(7) في الطبري: توماس.
(8) الطبري: قليس.
(9) في الطبري: قرطاجنة.
(10) كذا بالأصل: " يوفا بن سلقا " وفي الطبري: " ابن تلما ".
70

إفريقية ووجه يحنا بن زبدا ويومان إلى أنطاكية وذلك أنهم لما رأوا الآية التي قال لهم
عيسى إن الملائكة تلقاكم بمغارف من نور فلما أمرهم شمعون فقاموا ليتفرقوا فلقيتهم
الملائكة بمغارف..... (1) النور يتكلم كل رجل منهم بلغة القوم الذي وجه إليهم
ودفعتهم الملائكة فإذا كل رجل منهم على باب المدينة التي وجه إليها من ساعته
" حرف الحاء فارغ "
" حرف الدال "
8997 الدميك السلمي (2)
اسمه منصور بن السلم (3) تقدم ذكره في حرف الميم
8998 الديباج
اسمه محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان (4) بن عفان (5)
" حرف الذال "
8999 ذو ظليم
اسمه حوشب تقدم ذكره في حرف الحاء
9000 ذو الرمة
اسمه غيلان بن عقبة تقدم ذكره في حرف العين
" حرف الزاي فارغ "

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(2) تقرأ بالأصل: الساوي.
(3) بالأصل: " السا " راجع تراجم من اسمه " منصور ".
(4) بالأصل: " عثم " تصحيف.
(5) بالأصل: " عبد " تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 440.
71

" حرف السين "
9001 السابق المعري (1) الشاعر
اسمه محمد بن الخضر تقدم ذكره في حرف الميم
9002 سجادة
فقيه قدم دمشق مع المتوكل
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية نا محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة قال سمعت سجادة يقول كنت قاضيا
على المدائن فبعث إلى المأمون بخادم له يوما نصف النهار فقال المأمون يأمرك أن تهدم
دار فلان وتستخرج منها قبر سلمان قال فدعوت صاحبه فسألته عن الدار فقال دار
توارثناه قال فكتبت إلى المأمون أن هذا حق في يد رجل لا يخرج إلا ببينة قال فلما كان
بعد أيام إذا رسول المأمون قد جاء إلى صاحب العونة فأمره بهدمها فهدم الدار واستخرج
منها قبرا فقالوا هذا قبر سلمان
قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد الخطابي الشاعر في أسماء من شخص مع
المتوكل إلى دمشق من الفقهاء سجادة
9003 سطيح الكاهن
اسمه الربيع بن ربيعة تقدم ذكره في حرف الراء
" حرف الشين فارغ "
" حرف الصاد "
9004 صريع الدلاء بصري (2)
شاعر

(1) بالأصل هنا: المقرى.
(2) قال ابن خلكان: المعروف بصريع الدلاء قتيل الغواشي، وصريع الدلاء اختلفوا في اسمه قالوا: اسمه محمد بن
عبد الواحد القصار، أبو الحسن، وقالوا: اسمه علي، وقالوا: اسم أبيه عبد الرحمن. واتفقوا على أنه شاعر
بصري، نزل بغداد راجع ترجمته في سير الأعلام (13 / 205 ت 3810) ط دار الفكر ووفيات الأعيان 3 / 384
وانظر بهامشهما أسماء مصادر أخرى ترجمته له. تحول إلى مصر ومات بها سنة 412.
72

له شعر عجيب يحكي فيه أصوات الطير والطبول وغير ذلك وكان سخيا ماجنا
حكى عنه أبو نصر بن طلاب
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو محمد بن الأكفاني وأبو الفرج غيث
ابن علي قالوا أنا أبو نصر بن طلاب ونقلته من خطه قال حكى لي المعروف بصريع
الدلاء البصري وقد اجتمع هو وعبد المحسن الصوري الشاعر بصيدا وجرى بينهما محاورات
وحكايات مضحكات فكان مما حكاه ما روي أن معلما كان بالشام رقيقا مشهورا بشتم
الصبيان فعوتب على ذلك فقال لمن عاتبه وأنكر عليه اقعدوا حتى تسمعوا فإن كنت
معذورا وإلا فلوموا فقرأ عليه...... (1) " هم الذين يقولون لا تنفقوا إلا من عند رسول
الله " (2) فقال كذبت له يا عاض.... (3) أتلزم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفقة لا تجب عليه لعمري
إنه أعجبك كثرة ماله قبحك الله ثم قرأ أخرى " عليها ملائكة غلاظ شداد لا (4) يعصون الله
ما أمرهم ويفعلون (5) ما يأمرون " (6) فقال له يا ابن الخبيثة ما هؤلاء إلا أكراد شهرزور
وليس هؤلاء ملائكة قال وقلنا له ما نلومك بعد هذا
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنشدني علي بن سلامة الأشعثي لصريع الدلاء
* خلقت رقيقا إذا ما رقع * ت بشئ من العقل لم أنتفع *
ومن كان مستهزئا بالملاح * وكان من الصغر صفرا صفع
ولم يدعوه إذا لم يدع * بأيديهم قطعا أن يدع *
" حرف الضاد حرف الظاء فارغة "
" حرف العين "
9005 العجاج الراجز
اسمه عبد الله بن رؤبة تقدم ذكره في حرف العين

(1) كلمة بدون إعجام وصورتها: " صبر ".
(2) سورة المنافقون، الآية: 7.
(3) كلمة غير واضحة بالأصل ورسمها: سلجه.
(4) سقطت من الأصل.
(5) بالأصل: ولا يفعلون.
(6) سورة التحريم، الآية: 6.
73

9006 علوية المغني
اسمه علي بن عبد الله بن سيف تقدم ذكره في حرف العين
حرف الغين فارغ
حرف الفاء "
9007 الفرخ
رجل من موالي بني أمية له قصة مع المتوكل
قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرني أبو علي الحسن بن القاسم بن دحيم بن
إبراهيم الدمشقي (1) حدثني محمد بن سعيد الربعي قال
لما أراد جعفر المتوكل الخروج من الشام إلى العراق أحب أن يجعل طريقه على البرية
لينظر إلى آثار بني أمية ومصايفهم وكان في طريقه دير يعرف بدير حنينا (2) فلما... (3)
على ذلك اتصل خبره ببعض موالي بني أمية فقال والله لأنغصن عليه..... (4) بأبيات
أخبرها ثم تقدمه إلى الدير فجعل لصاحب الدير جعلا على أن يدعه يكتب في صدر الهيكل
أبياتا فأذن له فكتب (5)
أيا منزلا بالدير أصبح خاويا (6) * تلاعب فيه شمأل ودبور
كأنك لم تقطنك بيض نواعم (7) * ولم تتبختر في فنائك حور
وأبناء أملاك غياشم سادة * صغيرهم عند الأنام كبير
إذا نزعوا تيجانهم فضراغم (8) * وإن لبسوا تيجانهم فبدور

(1) هو حفيد دحيم، أبو علي الدمشقي، راجع ترجمته في سير الأعلام (12 / 10 ت 2996) ط دار الفكر.
(2) دير حنينا من أديرة الغوطة (غوطة دمشق لمحمد كرد علي ص 193).
(3) غير مقروءة بالأصل ورسمها: " ارفنع ".
(4) غير مقروءة بالأصل.
(5) الأبيات في معجم البلدان (دير الرصافة) 2 / 510 وفيها أن المتوكل على الله في اجتيازه إلى دمشق قد وجد في
حائط من حيطان الدير رقعة ملصقة مكتوب فيها هذه الأبيات.
(6) بالأصل: " تاويا "، والمثبت عن معجم البلدان.
(7) صدره في معجم البلدان: كأنك لم تسكنك بيض أوانس.
(8) صدره في معجم البلدان: إذا لبسوا أدراعهم فعنابس.
74

على أنهم يوم اللقاء قساور (1) * ولكنهم يوم عيد النوال بحور
ولم يصبح الصهريج والناس حوله (2) * عليه فساطيط لهم وخدور
وحولك رايات لهم وعساكر * خيل لها بعد الصهيل شخير
ليالي هشام بالرصافة قاطن (3) * وفيك ابنه يا دير وهو أمير
إذ الملك غض والخلافة لدنة * وأنت خصيب والزمان طرير (4)
وروضك مرتاض وبيعك بائع * ورجو بني مروان فيك نضير
بمسلمة الميمون وهو الذي له * تكاد قلوب المشركين تطير (5)
بلى فسقيت الغيث صوب مناكير * إليك يصعد الرواح بكور (6)
تذكرت قومي فيكم فبكيتهم * وإن شجيا بالبكاء لجدير
تغربت نفسي وهي نفس لها * إذا جرى ذكر قومي أنه وزفير
رويدك إن اليوم يعقبه غد * وإن صروف الدائرات تدور
لعل زمانا جار يوما عليهم * لهم بالذي تهوى النفوس يحور
فيفرح مرتاد ويأمن خائف * ويطلق من كل الوثاق أسير *
فلما قراه المتوكل قال والله ما كتب هذا إلا رجل من بني أمية يريد أن ينغص علي ما
أنا فيه فمن أتاني به فله ديته فطلب فاتي به وإذا هو رجل من بني أمية من أهل دمشق
يعرف بالفرخ (7) فامر المتوكل بقتله وقال بما قدمت يداك وما الله بظلام للعبيد
قال أبو الحسين وراوي هذه الحكاية يقرأ هذا الكلام أن المتوكل لما قرأها بكى بكاء
شديدا وأمر بهدم الموضع فهدم الحائظ

(1) معجم البلدان: صراغم.
(2) صدره في معجم البلدان: ولم يشهد الصهريج والخيل حوله.
(3) بالأصل: قاطنا.
(4) معجم البلدان:
إذ العيش.... * وأنت طرير والزمان غرير
(5) ليس البيت في معجم البلدان.
(6) البيت في معجم البلدان:
بلى فسقاك الله صوب سحائب * عليك بها بعد الرواح بكور
(7) في معجم البلدان: إن الأبيات من شعر رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي من أخوال ولد هشام بن
عبد الملك.
75

9008 فرزدق الشاعر
اسمه همام بن غالب تقدم ذكره في حرف الهاء
" حرف القاف "
9009 القطامي الشاعر
اسمه عمرو بن شهر تقدم ذكره في حرف العي
" حرف الكاف "
9010 كشاجم الشاعر
اسمه محمود بن الحسين تقدم ذكره في حرف الميم
" حرف الميم "
9011 المتلمس الشاعر
اسمه جرير بن عبد المسيح تقدم ذكره في حرف الجيم
9012 المتنبي الشاعر
اسمه أحمد بن حسين بن (1) الحسن تقدم ذكره في حرف الألف
9013 مكحول البيروتي
اسمه محمد بن عبد السلام أبو (2) عبد الرحمن تقدم ذكره في حرف الميم
" حرف النون "
9014 النابغة الذبياني
اسمه زياد بن ميمون تقدم ذكره في حرف الزاي

(1) زيادة لازمة للإيضاح.
(2) زيادة لازمة للإيضاح.
76

9015 نابغة بني شيبان
اسمه عبد الملك بن المخارق تقدم ذكره في حرف العين
9016 الناظر المعري الشاعر
اسمه مهنى بن علي تقدم ذكره في حرف الميم
9017 النجاشي الشاعر
اسمه قيس بن عمرو تقدم ذكره في حرف القاف
" حرف الواو "
9018 وضاح اليمن
اسمه عبد الله بن إسماعيل تقدم ذكره في حرف العين
" حرف الهاء وحرف اللام ألف وحرف الياء فارغة "
77

" ذكر من عرف بالقرابات
ولم يذكروا بالتسميات "
9019 والد بحدل
حكى عن عمر بن عبد العزيز
روى عنه ابنه بحدل
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثني أبي قال قرأت على زيد بن الحباب حدثني عياش بن عقبة
الحضرمي وهو عم ابن لهيعة حدثني بحدل الشامي عن أبيه وكان صاحبا لعمر بن عبد
العزيز أخبره قال رأيت عمر بن عبد العزيز على المنبر يتلو هذه الآية " ونضع الموازين
القسط ليوم القيامة " (2) حتى ختمها فمال على أحد شقيه يريد أن يقع
9020 جد المطعم (3) بن المقدام بن غنيم الصنعاني الدمشقي
روى عن حذيفة
روى عنه المطعم
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي أنا الفضل بن جعفر بن محمد التيمي المؤذن
نا محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس نا بحر بن نصر قال قرئ على أسد بن موسى
نا إسماعيل بن عياش الحمصي عن مطعم بن المقدام عن جده عن حذيفة قال لتأمرن

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 296 - 297 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
(2) سورة الأنبياء، الآية: 47.
(3) تقدمت ترجمة المطعم قريبا، وانظر تهذيب الكمال 18 / 147.
78

بالمعروف ولتنهين عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم يسومونكم سوء العذاب حتى
يجعل أبرار القبيلة يخرجون منها رجالا وركبان حتى أن الرجل ليقول أي رب أي رب لا
يمنعه أن يستجاب له إلا ظهر من المنكر لا ينهى عنه
9021 جد البطريق بن يزيد الكلبي ويقال عمه
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين الصيرفي أنا عبد الله بن
عتاب أنا ابن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول جد
البطريق بن يزيد الكلبي وقال ابن عتاب ابن يزيد (1) قال وسمعت ابن سميع يقول في
الطبقة الرابعة
ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب أنا علي بن
الفضل بن طاهر أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أنا ابن جوصا قال سمعت ابن سميع يقول
عم البطريق بن يزيد الكلبي لم يسم وقد روى عن عمومته
9022 ابن أخي شهر بن حوشب
من أهل دمشق كان يغزو مع عمه شهر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران
أنبأ أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن إبراهيم الخزاعي نا أبو بكر بن
غزوان بن عاصم حدثني أبي عن شهر بن حوشب قال
أردت غزاة لي وكان لي ابن أخ مرهق فكرهت أن أخلفه فغزوت به معي فلما قفلنا
مرض مرضا شديدا قال فدخلت بعض تلك الصوامع فقمت أصلي فانشقت الصومعة
فدخل ملكان أبيضان وملكان أسودان فقعد الأبيضان عن يمينه والأسودان عن يساره فلمسه
الأبيضان بأيديهم فقال الأسودان نحن أحق به وقال الأبيضان كلا فأخذ أحد الأبيضين
أصبعيه فأدخلهما في فيه فقلب لسانه فقال الله أكبر نحن أحق به قوما كبر تكبيره يوم فتح
أنطاكية فخرج شهر بن حوشب فنادى في الناس من أراد أن يحضر جنازة رجل من أهل

(1) كذا بالأصل.
79

الجنة فليحضر جنازة ابن أخي فقال الناس جن شهر بالأمس يقول ما يقول واليوم يقول
رجل من أهل الجنة فبلغ ذلك الأمير فبعث إليه فأخبره بما رأى فصلى عليه والناس
9023 ابن أخي رجل من قيس
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين (1) بن بشران أنا
الحسين بن صفوان ثنا عبد الله بن محمد نا محمد بن عبد العزيز المروزي نا علي بن
الحسن بن شقيق أنا الحسين بن واقد (2) عن أبي غالب (3) قال
كنت اختلف إلى الشام في تجارة وعظم ما كنت أختلف من أجل أبي أمامة فإذا فيها
رجل من قيس من خيار الناس فكنت أنزل عليه ومعنا ابن أخ له مخالف لأمره ينهاه
ويضربه فلا يطيعه فمرض الفتى فبعث إلى عمه فأبى أن يأتيه حتى أدخلته عليه فأقبل عليه
يشتمه يقول أي (4) عدو الله الخبيث ألم تفعل كذا قال أفرغت أي عم قال نعم قال
أرأيت لو أن أحدا (5) دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي قال إذا كانت والله تدخل الجنة
قال فوالله لله أرحم لي من والدتي فقبض الفتى فخرج عليه عبد الملك بن مروان
فدخلت القبة مع عمه فخطوا له خطا ولم يلحدوه قال نقلنا باللبن فشويناه قال فسقط منه
لبنة فوثب عمه فتأخر قلت ما شأنك قال ملئ قبره نورا وفسح له مد البصر
9024 عم يعلى بن عطاء العامري (6)
حكى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وخرج معه من دمشق حين وجهه يزيد بن
معاوية إلى ابن (7) الزبير
حكى عنه ابن أخيه يعلى (8) بن عطاء

(1) تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
(2) تحرفت إلى: واهد.
(3) أبو غالب المذكور، هو صاحب أبي أمامة، اختلف في اسمه، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 429 وتهذيب
الكمال 21 / 446.
(4) بالأصل: ان.
(5) بالأصل: أحد، خطأ.
(6) تقرأ بالأصل: " الصامري " ولعل الصواب ما أثبت، راجع ترجمته يعلي بن عطاء العامري القرشي في تهذيب
الكمال 20 / 465.
(7) بالأصل: دير الزبير.
(8) تحرفت بالأصل إلى: علي.
80

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة (1) حدثني إسماعيل بن سنان (2) نا حماد بن سلمة عن
يعلى بن عطاء عن عمه قال كنت مع عبد الله بن عمرو حين بعثه يزيد بن معاوية إلى عبد
الله بن الزبير قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول لابن الزبير تعلم أني أجد في الكتاب
أنك ستغنى وتغنى وتدعى الخليفة ولست بخليفة وإني أجد الخليفة يزيد بن معاوية
9025 عم إبراهيم بن أبي شيبان العبسي
حكى عنه ابن أخيه إبراهيم
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وعلي بن زيد السلميان قالا أنا نصر
ابن إبراهيم الزاهد زاد الفرضي وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا أبو الحسن بن عوف
أنا أبو علي بن منير أنا أبو بكر بن خريم نا هشام بن عمار نا إبراهيم الشيباني قال
سمعت عمي يقول إذا أدرت الرب (3) في القدح فعلت صفرته في القدح فهو الحلال
وقد ذكرت فيما تقدم داود بن نافع (4) ويقال ابن نفيع عم إبراهيم بن أبي شيبان
وأخرجت له عنه فإن (5) كان هذا وإلا فهذا غيره والله أعلم
9026 عم أبي قصي العدوي
اسمه عبد الله تقدم ذكره في حرف العين
9027 ابن بنت الوليد بن مسلم
ذكر وفاة جده الوليد بن مسلم
روى عنه دحيم والوليد بن عتبة
تقدم ذكر روايته في ترجمة الوليد

(1) الخبر في تاريخ خليفة المطبوع الذي بين يدي ص 218.
(2) تحرفت بالأصل إلى: شبان، والمثبت عن تاريخ خليفة.
(3) الرب بالضم، هو ما يطبخ من التمر، وقيل هو دبس، أي سلافة خثارة كل تمرة بعد اعتصارها والطبخ (تاج
العروس - ربب).
(4) تقدمت ترجمته في تاريخ ابن عساكر - طبعة دار الفكر - 17 / 190 رقم 2062.
(5) بالأصل: فكأنه قال.
81

9028 خال عبد الله بن راشد
حكى عنه ابن أخته تاريخ وفاة مكحول تقدمت حكايته في ترجمة مكحول
9029 صهر الأوزاعي
حكى عنه أبو مسهر حثه على السماع من الوليد بن مزيد تقدم ذكر ذلك
82

" ذكر المنسوبين إلى القبائل
والإضافات من غير ذكر التسميات "
9030 الأوزاعي
اسمه عبد الرحمن بن عمرو تقدم ذكره في حرف العين
9031 الباهلي الجمالي شاعر
قدم دمشق
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن من لفظه قال الباهلي الجمالي شيخ قد
..... (1) له الشيب.... (2) الكبر يعرف بشاعر أمير الجيوش بدر الجمالي معه من الخيل
العتاق والغلمان الرشاق والتجمل بسائر أصنافه ما يفوق الوصف ويفوق النعت حضر بين
يدي السلطان تاج الدولة وسمع كلامه ودعاءه وأجرى عليه ما يقوم به ويكفيه مدة مقامه
كان بدمشق وكان شاعرا بدويا ليس له في النحو ولا اللغة يديل بشعر طبعا ولم يتعرض
بمدح صغير ولا كبير سوى ما يذكر له وهو قوله في جاره الحاجب عمر بن الخضر
* أعاد عودي بعد يبس حص * ر يهتز لنا عمر بن الخضر
وامتلاك كفي من جوده * فما ترى من بعده يفتقر
واغتدرت أيام دهري به * ولم يكن من قتله يعتذر *
* قال هو الضرغام في بأسه * ويحجل فيض يديه المطر *
وما سمعنا طيب أوصافه * إلا وصفها قل طيب القطر
يصطبر العاشق عن حبه * وليس عن حب العلي يصطبر

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(2) غير واضحة بالأصل.
83

يبادر الحيل وصراحد * بالبيض حتى يبسي والبذر (1) *
9032 البحتري الشاعر
اسمه الوليد بن عبيد تقدم ذكره في حرف الواو
9033 البلخي المعروف بسيف الدين
قدم دمشق وأقام بها مدة يسيرة ووعظ في القلعة ولم يدر في القول حتى عاد الولاة
عن كثير من المظالم وهو الذي ضرب أبو يوسف
9034 الحجوري
سمع أنس بن مالك بدمشق وروى عنه
روى عنه ثور بن يزيد الحمصي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز لفظا أنا أبو بكر محمد بن عبد الله
(2) عمس ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان القرشي إملاء أنا
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا محمد بن عائذ نا الهيثم بن حميد نا ثور عن
الحجوري قال
سمعت أنس بن مالك وسأله عبد الملك بن مروان بدير (3) مران قال له حدثنا حديثا
سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس يزيد ولا نقصان قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه
وسلم) يقول الإيمان
يمان إلى هذين الحيين من لخم وجذام من ربيعة ومضر قال عبد الملك قد سمعت بهذا
حدثني غيره فغضب أنس وانطلق [13652]
رواه الطبراني في الشاميين عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة عن أبيه عن
جده عن ثور بن يزيد عن الحجوري مختصرا لم يذكر دير مران ولا سؤال عبد الملك
9035 الزهري
اسمه محمد بن ومسلم تقدم ذكره في حرف الميم.

(1) كذا البيت بالأصل.
(2) كذا رسمها بدون إعجام بالأصل.
(3) تقدم التعريف به.
84

9036 الصنوبري الشاعر
اسمه أحمد بن محمد بن الحسن تقدم ذكره في حرف الألف
9037 الصنويري
أبو بكر محمد بن الشافعي تقدم ذكره في حرف الميم
9038 العبلي (1) الشاعر
اسمه عبد الله بن عمر بن عبيد الله تقدم ذكره في حرف العين
9039 العرجي الشاعر
اسمه عبد الله بن عمرو بن عمرو تقدم ذكره في حرف العين
9040 العيشي أو العنسي صاحب إسحاق بن إبراهيم الموصلي
قدم دمشق مع المأمون وحكى عنه
قرأت على أبي القاسم الخضر (2) بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنا
عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأ محمد بن
جرير قال (3) وذكروا عن العيشي صاحب إسحاق بن إبراهيم قال كنت مع المأمون بدمشق
وكان قد قل المال عنده حتى ضاق وشكا ذلك إلى أبي إسحاق المعتصم فقال له يا أمير
المؤمنين كأنك بالمال وقد وافاك بعد جمعة قال وكان حمل إليه ثلاثون ألف ألف من خراج
ما كان يتولاه فلما ورد عليه ذلك المال قال المأمون ليحيى بن أكثم اخرج بنا ننظر إلى هذا
المال قال فخرجا حتى أصحرا ووقفا ينتظرانه (4) وكان قد هيئ بأحسن هيئة وحليت
أباعرة وألبست الأحلاس الموشاة والجلال المصبغة وقلدت العهن (5) وجعلت البدن (6)
بالحرير الصيني الأحمر والأخضر والأصفر وأبديت رؤوسها قال فنظر المأمون إلى شئ
حسن فاستكثر ذلك وعظم في عينيه واستشرفه الناس ينظرون إليه ويتعجبون منه فقال

(1) غير مقروءة بالأصل، والتصويب عن ترجمته 31 / 207 رقم 3424.
(2) بالأصل: الحصري.
(3) رواه الطبري في تاريخه 5 / 198 (حوادث سنة 218) ط. بيروت.
(4) كذا بالأصل، وفي الطبري: " ينظرانه " وهو أشبه.
(5) العهن: واحدتها عهنة، اسم للصوف عامة، أو هو المصبوغ ألوانا (تاج العروس - عهن).
(6) البدن جمع بدنة الوعل المسن، والبدنة: من الإبل والبقر والغنم تنحر بمكة (تاج العروس: بدن).
85

المأمون ليحيى بن أكثم يا أبا محمد ينصرف أصحابنا هؤلاء الذين تراهم الساعة خائبين إلى
منازلهم وننصرف بهذه الأموال قد ملكناها دونهم إنا إذا للئام ثم دعا محمد بن يزداد
فقال وقع لآل فلان بألف ألف ورجله في الركاب ولآل فلان بمثلها ولآل فلان بمثلها قال
فوالله إن زال كذلك حتى فرق أربعة وعشرين ألف ألف ورجله في الركاب ثم قال ادفع
الباقي إلى المعلى لعطاء جندنا
قال العيشي فخرجت حتى قمت نصب عينيه فلم أرد طرفي عنه لا يلحظني إلا
رآني بتلك الحال فقال يا محمد وقع لهذا بخمسين ألف درهم من الستة الآلاف ألف لا
يختلس ناظري فلم يأت علي ليلتان حتى أخذت المال
9041 المضحك الغاضري المدني
وفد على يزيد بن الوليد بن عبد الملك
قرأت بخط محمد بن عبد الله بن عبد الله بن جعفر أخبرني أبو الطيب محمد بن
حميد بن سليمان ويعرف بابن الحوراني نا أحمد بن محمد بن إسحاق نا الزبير بن بكار
حدثني محمد بن إدريس الشافعي قال أكل الغاضري عند يزيد بن الوليد فالوذجا فقال له
يزيد لا تكثر منه فإنه يقتلك فقال منزلي والله يا أمير المؤمنين عند زقاق الجنائز ما رأيت
جنازة أحد قتله الفالوذج
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ نا محمد بن إسحاق الثقفي نا الزبير بن بكار الزبيري نا
أيوب بن سليمان حدثني ابن أبي حازم قال قدم سفيان الثوري المدينة فسمع الغاضري
يتكلم ببعض ما يضحك الناس فقال يا شيخ أما علمت أن لله يوما يحشر فيه المبطلون
قال فلم يزل تعرف في الغاضري حتى لقي الله عز وجل
9042 المجدي الشاعر
كان بدمشق واجتمع بها مع عبد المحسن بن محمد الصوري وهو منسوب إلى
صحبة المجد الدولة
حكى عنه بكار بن علي الزجاجي
86

وهذا ذكر من ذكر لنا من المجهولين
وسأذكرهم على ترتيب الأزمان والسنين "
9043 رجل من بني مرة بن عوف ويقال مرة بن رباب ويقال ابن ذبيان
له صحبة
شهد غزوة مؤتة
روى عنه عبد الله بن الزبير
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو عمر
السوسي أنا عبد الوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع نا الواقدي (1) حدثني نافع بن
ثابت عن يحيى بن عباد عن أبيه عن رجل من بني مرة كان في الجيش قيل له إن
الناس يقولون إن خالدا انهزم من المشركين فقال والله ما كان ذلك لما قتل ابن رواحة (2)
نظرت إلى اللواء قد سقط واختلط المسلمون والمشركون فنظرت إلى اللواء في يد خالد
منهزما واتبعناه فكانت الهزيمة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق (3)
حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد عن رجل من بني مرة بن رباب
ويقال ابن ذبيان قال كأني أنظر إلى جعفر حين لحمته (4) الحرب عقر فرسا له شقراء ثم
قاتل حتى قتل وفي أصل ابن النقور حين أقحمته الحرب

(1) رواه الواقدي في المغازي 2 / 762 - 763 تحت عنوان: غزوة مؤتة.
(2) يعني عبد الله بن رواحة، وكان أمير الناس بعد مقتل أميري الناس زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب يوم مؤتة.
(3) الخبر في سيرة ابن هشام 4 / 20.
(4) في سيرة ابن هشام: " ألحمه القتال ".
87

وذكر ابن إسحاق هذه الحكاية بعينها في موضع آخر فقال رجل من بني مرة بن
عوف
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ نا
أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق
حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان
أحد بني مرة بن عوف قال والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة حتى
اقتحم (2) عن فرس له شقراء فعقرها (3) ثم تقدم فقاتل حتى قتل
9044 رجل
شهد غزوة مؤتة في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) رجع ثم قال في ذلك شعرا
أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر أنا أبو الحسين البزار أنا أبو طاهر المخلص أنا
رضوان بن أحمد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن (4) إسحاق قال (5)
وقال رجل من المسلمين ممن رجع عن غزوة مؤتة
* كفى حزنا أني رجعت وجعفر * وزيد وعبد الله في رمس أقبر
قضوا نحبهم لما (6) مضوا لسبيلهم * وخلفت للبلوى مع المتغبر (7) *
9045 رجل من أمداد (8) حمير
له صحبة شهد غزوة مؤتة
حدثنا أبو الحسن السلمي الفرضي لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا أنا أبو
القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم

(1) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي 4 / 363.
(2) كذا بالأصل: " حتى اقتحم " وفي دلائل النبوة: حين التحم.
(3) وكان جعفر بن أبي طالب أول من عقر في الإسلام، قاله ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 4 / 20).
(4) تحرفت بالأصل إلى: أبي.
(5) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام 4 / 30.
(6) بالأصل: تمت، والمثبت عن ابن هشام.
(7) زيد بيت ثالث في سيرة ابن هشام، وروايته:
ثلاثة رهط قدموا فتقدموا * إلى ورد مكروه من الموت أحمر
(8) أمداد جمع مدد، والأمداد هم الأعوان والأنصار الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد.
88

أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ أخبرني الوليد قال فحدثني صفوان
ابن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير (1) الحضرمي عن أبيه جبير بن نفير قال
الوليد وحدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير الحضرمي ان عوف بن
مالك الأشجعي حدثهم
أنه كان فيمن خرج في ذلك البعث فلقيهم الروم في جماعة من قضاعة غيرهم من
نصارى العرب فصافوهم قال فجعل رجل من الروم على فرس أشقر عليه سلاح مذهب
وسرجه مذهب يشد على المسلمين ويغري بهم قال عوف وقد رافقني رجل من أمداد
حمير فكان معنا في مسيرنا ذلك ليس معه إلا سيفه إذ نحر رجل من المسلمين جزورا
فسأله (2) المددي طائفة من جلده فوهبه له فبسطه في الشمس ووتد على أطرافه أوتادا فلما
جف اتخذ منه مقبضا وجعل درقة (3) فلما رأى المددي ما يفعل ذلك الرومي بالمسلمين كمن
له خلف صخرة فلما مر به خرج عليه فعرقب (4) فرسه فقعد الفرس على رجليه وخر عنه
العلج (5) وشد عليه فعلاه بسيفه فقتله (6)
أخبرناه أعلى من هذا وأتم أبو القاسم بن السمرقندي والمبارك بن أحمد بن علي
القصار قراءة وأبو عبد الله يحيى بن الحسن لفظا قالوا أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن
عبد الله أنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
ثنا أبو خيثمة زهير بن حرب (7) بن شداد النسائي نا الوليد بن مسلم ثنا صفوان بن عمرو
عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال
خرجت مع من خرج مع زيد بن حارثة في غزوة مؤتة فوافقني (8) مددي من أهل اليمن
ليس معه غير سيفه فنحر رجل من المسلمين جزورا فسأله المددي طائفة من جلده فأعطاه

(1) تحرفت بالأصل إلى: نصر.
(2) تقرأ بالأصل: فقتله، ولا معنى لها، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) الدرقة ضرب من الترسة، تتخذ من الجلود.
(4) فعرقب فرسه أي قطع عرقوبها، وهو الوتر الذي بين مفصل الساق والقدم.
(5) العلج: الرجل من كفار العجم، يريد به: الرومي.
(6) رواه الواقدي في المغازي 2 / 768 والبيهقي في دلائل النبوة 4 / 373.
(8) تحرفت بالأصل إلى: " قرب " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء (9 / 635 ت 1928) ط دار الفكر.
(8) في صحيح مسلم: رافقني.
89

إياه فاتخذ كهيئة الدرق (1) وفيهم رجل على فرس له أشقر عليه سرج مذهب وسلاح مذهب
فجعل الرومي يغري بالمسلمين وقعد له المددي خلف صخرة فمر به الرومي فعرقب فرسه
فخر علاه فقتله فحاز فرسه وسلاحه فلما فتح الله على المسلمين بعث خالد بن الوليد فأخذ
من السلب قال عوف فأتيته فقلت يا خالد أما علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قضى بالسلب
للقاتل قال بلى ولكني استكثرته قال عوف فقلت لتردنه أو لأعرفنكها عند رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فأبى أن يرده عليه قال عوف فاجتمعنا فقصصت عليه قصة المددي وما فعل خالد
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا خالد ما صنعت قال يا رسول الله استكثرته فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
رد عليه ما أخذت فقلت دونك يا خالد ألم أقل لك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ذلك
فأخبرته فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركو لي أمرائي لكم
صفوة أمرهم (2) وعليهم كدرة [13653]
قال ونا أبو خيثمة نا الوليد قال سألت ثورا عن هذا الحديث فحدثني عن خالد بن
معدان عن جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي بنحو منه أخرجه مسلم في صحيحه (3)
عن أبي (4) خيثمة
9046 رجل له صحبة
استشهد يوم مؤتة وآخر من قضاعة كان كافرا ثم أسلم بعد ذلك
حدثنا أبو الحسن الفرضي لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم
ابن أبي العلاء أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم أنا أحمد بن إبراهيم بن بشران قال محمد بن
عائذ فأخبرني الوليد قال فحدثنا أبو عمرو عن حسان بن عطية
قال الوليد وحدثني الوليد بن سليمان عن عطية بن قيس الكلابي أنهما حدثاهما
أن المسلمين لما لقوهم يعني يوم مؤتة صافوهم ومر رجل من قضاعة يشتم رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) فبرز إليه رجل من المسلمين فقال يا هذا أنا فلان وأبي فلان وأمي فلانة وأنا من
بني فلان فسبني وسب والدي وسب عشيرتي واكفف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قالا فكأنما أغراه

(1) غير واضحة بالأصل، وقد تقرأ: الدورق، ولعل الصواب ما أثبت عن المختصر، والدرق جمع درقة.
(2) بالأصل: " أمركم " تصحيف، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) صحيح مسلم (32) كتاب الجهاد والسير (13) باب، رقم 1753 (3 / 1374).
(4) بالأصل: ابن خيثمة.
90

فقال المسلم لتنتهين أو لأرجلنك بسيفي فلم بنته فشد عليه المسلم بسيفه فضربه وضربه
القضاعي فقتله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عجبت لرجل نصر الله ورسوله بالغيب وألفى ربه
متكئا فجلس له قال فأسلم ذلك القاتل فكان يسمى الرجيل [* * * *]
هذا منقطع ومعناه إن صح أن الله تلقاه بالإكرام كما يفعل من قدم عليه من يجله
ويكرمه تعالى الله عن صفات الأجسام
9047 رجل من الأشعريين
له صحبة شهد غزوة مؤتة
حدثنا أبو الحسن السلمي لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا أنا
علي بن محمد المصيصي أنا عبد الرحمن بن عثمان أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو
عبد الملك البسري (1) قال قال ابن عائذ فحدثني الوليد قال فحدثني أبو سليمان عبد
الرحمن بن سليمان (2) عن من حدثه من مشيختهم عن رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من
الأشعريين
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثه مبعثا ركب فيه البحر حتى خرج إلى أيلة وما يليها فلما كان
بالمكان الذي هو به من الشام بلغه قدوم زيد بن حارثة وذلك الجيش البلقاء ومن لقيهم من
جماعة الروم ومن تبعها من قبائل العرب فخرجت حتى أتيتهم قال فلقيناهم وشهدت
المعركة فاقتتلنا قتالا شديدا ولبس زيد درعا له وركب فرسا وبيده الراية فقاتل ثم نزل
عن الفرس ونزع الدرع وقال من يأخذ هذا وقتل زيد وأخذه جعفر (3) فلبس الدرع وركب الفرس وأخذ الراية فتقدم فقاتل (4)
قال فحدثني أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان عن من حدثه ذلك الأشعري صاحب

(1) تحرفت بالأصل إلى: " البشري " والصواب ما أثبت، وهذه النسبة إلى بسر ابن أبي أرطأة.
(2) يعني عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي، أبو سليمان الدمشقي، ترجمته في تهذيب الكمال 11 /
217.
(3) يعني جعفر بن أبي طالب. كذا في هذه الرواية، وفي الحديث المرفوع - والمشهور. أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن
حارثة على الناس، وقال: فإن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن قتل فليرتض المسلمون
بينهم رجلا... راجع ما جاء في غزوة مؤتة دلائل النبوة للبيهقي 4 / 358 وما بعدها.
(4) كذا وثمة سقط في الكلام.
91

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه لما قتل عبد الله بن رواحة جال الناس حوله وأخذ الراية رجل من الأنصار
فقاتل بها إذ مر به خالد بن الوليد فقال له الأنصاري يا خالد خذ الراية قال
أنت أحق بها أنت اخذتها وقال الأنصاري أنت أحق بها قاتل أشجع مني فأخذها خالد
قال ابن عساكر (1) أظن هذا الأشعري أبا عامر عبيد بن وهب (2) والله أعلم
9048 رجل حضر مؤتة
روى عنه محمد بن كعب القرظي
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أبو القاسم بن أبي حية أخبرنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر (3) حدثني بكير بن
مسمار عن ابن (4) كعب القرظي أخبرني من حضر يومئذ يعني يوم مؤتة قال ما قتل يعني
زيد بن حارثة إلا طعنا بالرماح ثم أخذه يعني اللواء جعفر فنزل عن فرس له شقراء
فعرقبها ثم قاتل حتى قتل
9049 رجل من بني أسد قنسريني (5)
له صحبة
وفد على معاوية
أخبرنا أبو محمد بن حمزة ثنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا إبراهيم بن
العلاء نا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان قال
وفد المقدام معدي كرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من (6) أهل قنسرين من

(1) زيادة ما للإيضاح.
(2) راجع ترجمته في أسد الغابة 3 / 445.
(3) رواه الواقدي في مغازيه 2 / 761.
(4) تحرفت بالأصل إلى: " أبي " والمثبت عن مغازي الواقدي.
(5) نسبة إلى قنسرين بكسر أوله، وفتح ثانيه وتشديده، وهي مدينة بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب
العواصم (معجم البلدان).
(6) مطموسة بالأصل.
92

أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى معاوية فقال معاوية للمقدام أعلمت أن الحسن بن علي بن أبي
طالب توفي قال فرجع المقدام فقال له معاوية أتراها مصيبة قال ولم لا (1) أراها
مصيبة وقد وضعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجره فقال هذا مني وحسين من علي ثم قال
الأسدي ما تقول أنت قال جمرة أطفأها الله [13654]
أنبأناه بتمامه أبو علي الحداد وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن
أحمد (2) نا إبراهيم بن محمد بن عرق نا محمد بن مصفى نا بقية عن بحير بن سعد
عن خالد بن معدان قال
وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود ورجل من الأسد من أهل قنسرين من
أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى معاوية فقال معاوية للمقدام أما علمت أن الحسن بن علي توفي
قال فاسترجع المقدام فقال له معاوية أتراها مصيبة قال ولم لا أراها مصيبة وقد
وضعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجره فقال هذا مني وحسين من علي [13655] فقال للأسدي (3)
ما تقول أنت فقال جمرة أطفأها الله فقال المقدام أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك
وأسمعك ما تكره ثم قال إن أنا صدقت فصدقني وإن أنا كذبت فكذبني فقال افعل
فقال أنشدك الله هل سمعت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينهى عن لبس الذهب قال نعم قال وأنشدك
الله هل تعلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن لبس الحرير قال نعم قال أنشدك الله هل تعلم أن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن جلود السباع والركوب عليها قال نعم قال فوالله لقد رأيت هذا
كله في بيتك يا معاوية فقال معاوية قد عرفت أني لن أنجو منك اليوم يا مقدام قال خالد
وأمر له معاوية بمال ولم يأمر لصاحبه وفرض لابنه قال ففرقها المقدام على أصحابه ولم
يعط الأسدي شيئا مما أخذ فبلغ ذلك معاوية فقال أما المقدام فرجل كريم بسط (4) يديه
وأما الأسدي فرجل حسن الإمساك لنفسه
9050 رجل من غسان
له وفادة على النبي (صلى الله عليه وسلم) وشهد اليرموك

(1) سقطت من الأصل، وزيادتها لازمة لاقتضاء السياق بعد.
(2) رواه سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير 20 / 269 رقم 636.
(3) بالأصل: " الأسدي " والمثبت عن المعجم الكبير.
(4) بالأصل: " ثم بسط يديه " وفي المعجم الكبير: بسيط يديه.
93

روى عنه محمد بن بكير الغساني
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن عمر نا
يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن محمد بن بكير الغساني عن قومه غسان (2) قالوا قدمنا
على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رمضان سنة عشر المدينة ونحن ثلاثة نفر فنزلنا دار رملة بنت
الحارث فإذا وفود العرب كلهم مصدقون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) فقلنا فيما بيننا أترانا شر من يرى
من (3) العرب ثم أتينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلمنا وصدقنا وشهدنا أن ما جاء به حق ولا ندري
أيتبعنا قوما أم لا فأجازهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بجوائز وانصرفوا راجعين فقدموا على قومهم فلم
يستجيبوا لهم فكتموا إسلامهم حتى مات منهم رجلان مسلمين وأدرك واحد منهم عمر بن
الخطاب عام اليرموك فلقي أبا عبيدة فخبره بإسلامه فكان يكرمه
9051 رجل من الأزد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
وفد على معاوية وأظنه عمرو بن مرة الجهني
روى عنه أبو الشماخ الأزدي
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنا أبو علي الحسن بن علي أنا أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (4) نا معاوية بن عمرو وأبو سعيد قالا نا
زائدة نا السائب بن حبيش الكلاعي عن أبي الشماخ الأزدي عن ابن عم له من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وسلم) أتى معاوية فدخل عليه فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من ولي أمرا من أمر
الناس ثم أغلق بابه دون المسكين والمظلوم أو ذوي (5) الحاجة أغلق الله دونه أبواب رحمته
عند حاجته وفقره أفقد ما يكون إليها [13656]
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو سعد
محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 338 - 339 تحت عنوان وفد غسان.
(2) بالأصل: من غسان.
(3) زيادة لازمة للإيضاح عن ابن سعد.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 5 / 315 رقم 15651 طبعة دار الفكر.
(5) في المسند: ذي الحاجة.
94

ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ
قالا أنا أبو يعلى الموصلي نا الحسن بن حماد زاد ابن حمدان الكوفي نا أبو
أسامة عن زائدة عن السائب بن حبيش الكلاعي عن أبي الشماخ الأزدي عن ابن عم له
.... (1) على معاوية فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من ولي من المسلمين شيئا
فأغلق بابه عن المسكين والضعيف وذي الحاجة دون حاجتهم زاد ابن حمدان وفاقتهم
وقالا أغلق الله عنه باب رحمته يوم حاجته وفاقته أحوج ما يكون إلى ذلك لا أدري
من القائل الأزدي لمعاوية أو معاوية الأزدي سمعت رسول الله [13657]
9052 رجل له صحبة
كان عند يزيد بن معاوية حين أتي برأس الحسين بن علي إن لم يكن أبا برزة
الأسلمي (2) أو زيد بن أرقم فهو غيرهما
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا خيثمة بن سليمان نا الفضل بن يوسف نا سعيد بن عثمان الجزاز نا عمرو بن شمر
عن محمد بن سوقة عن عبد الواحد القرشي قال
لما أتي يزيد بن معاوية برأس الحسين بن علي تناوله بقضيب فكشف عن ثناياه فوالله
ما البرد بأبيض من ثناياه ثم أنشأ يقول
* يفلقن هاما من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما (3) *
فقال له رجل عنده يا هذا ارفع قضيبك فوالله لربما رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في
مكانه يقبله فرفعه متذمرا عليه فغضب
9053 رجل من خثعم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
لم يسم من أهل الشام قيل إنه دمشقي
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا واحدا

(1) بياض بالأصل، بمقدار لفظة.
(2) أبو برزة الأسلمي صحابي، اختلف في اسمه، فقيل نضلة بن عبيد راجع ترجمته في سير الأعلام (4 / 194
ت 249) و (4 / 231 ت 233) ط دار الفكر وتهذيب الكمال 19 / 96.
(3) من قصيدة مفضلية للحصين بن الحمام، المفضليات 64 - 69.
95

روى عنه أبو همام الشعباني (1)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا إسماعيل بن محمد البغدادي ثنا عبد الكريم بن الهيثم نا أبو توبة الربيع بن نافع نا
معاوية بن سلام (2) عن زيد بن سلام (3) أنه سمع أبا سلام حدثني أبو همام الشعباني أنه كان
مرابطا بتورس (4) وكان فينا رجل من خثعم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال إنا أدلجنا مع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) مقبلين إلى تبوك فذكر الحديث لم يزد على هذا
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي التميمي أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله
بن أحمد حدثني أبي (5) ثنا عفان نا حماد بن سلمة أنا داود بن أبي هند عن رجل من
أهل الشام يقال له عمار قال أدربنا (6) عاما ثم قفلنا وفينا شيخ من خثعم فذكر الحجاج
فوقع فيه وشتمه فقلت له ولم تشتمه (7) وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين فقال
أنه هو الذي أكفرهم ثم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يكون في هذه الأمة خمس
فتن فقد مضت أربع وبقيت واحدة وهي الصيلم وهي فيكم يا أهل الشام فإن أدركتها
فإن استطعت أن تكون حجرا فكنه ولا تكن مع واحد من الفريقين وإلا فاتخذ نفقا في
الأرض وقد قال حماد ولا تكن وقد حدثنا به حماد قبل ذا قلنا أنت سمعته من النبي
(صلى الله عليه وسلم) قال نعم قلت يرحمك الله أفلا كنت أعلمتني أنك رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى
أسائلك [13658]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي (8) نا محمد بن أحمد بن المؤمل الصيرفي نا أبو عبيد الله البزاز (9) وهو

(1) تقدمت ترجمته قريبا.
(2) هو معاوية بن سلام بن أبي سلام ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 205.
(3) هو زيد بن سلام بن أبي سلام، أخو معاوية، ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 646. والخبر من طريقه في أسد 5 / 393.
(4) كذا رسمها بالأصل. وفي أسد الغابة: بقزوين.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 7 / 377 رقم 20721 طبعة دار الفكر.
(6) أدربنا، يقال أدرب القوم إذا دخلوا أرض العدو من بلاد الروم.
(7) في المسند: تسبه.
(8) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 3 / 288 في ترجمة سليمان بن كثير العبدي، وانظر أسد الغابة 5 /
392 - 393.
(9) في الكامل: " البزار " راجع ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 205 وفيه: البزار.
96

يحيى بن محمد بن السكن نا حبان نا سليمان بن كثير نا داود بن أبي هند عن عمارة بن
عبد شيخ من خثعم كبير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر معنى الحديث
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قراءة عن أبي الحسين الصيرفي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أبو جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا ابن جوصا قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في تسمية الصحابة
الذين كانوا بالشام ورجل من خثعم قال أبو سعيد أظنه دمشقي
9054 رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (1) في مسجد دمشق
روى عنه القاسم بن مخيمرة الهمذاني
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد بن
الفضل الأزجي قراءة عليه نا أبو سعيد الحسن بن محمد بن جعفر بن الوضاح السمسار
أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي قالا نا أبو بكر جعفر بن محمد بن
الحسن الفريابي نا عثمان بن أبي شيبة نا جرير عن منصور عن الحكم عن القاسم بن
مخيمرة قال
أتيت مسجد دمشق فإنه فيه ناس جلوس يتحدثون وإذا فيهم شيخ من أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) فجلست إليهم فتحدثنا حديثا حسنا ثم تفرقنا فلما أصبحت من الغد قلت لآتين
جلسائي فأجلس معهم قال فلما أتيت المسجد إذا فيه (2) الشيخ جالس وحده فأتيته
فقعدت طويلا لا يحدثني ولا أحدثه قال فقلت له ألا تحدثني فإني والله لأحبك وأحب
حديثك قال آلله قلت آلله قال فإنه من تحاب في الله فإنه في ظل الله يوم لا ظل إلا
ظله ثم قال يا بني أو يا ابن أخي إذا أصبحت فقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات فإنهن يكتبن عشر حسنات
ويمحين عشر سيئات ويكن عدل أربع نسمات من بني إسماعيل ويكن حارسا لك من
الشيطان إلى أن تمسي فإذا أمسيت فقلهن يكن لك ذلك حتى تصبح

(1) قوله: " حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم " مكرر بالأصل.
(2) بالأصل: إذ لقيه.
97

9055 رجل له صحبة
حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه يزيد بن أبي مالك الهمذاني
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو بكر محمد بن أبي
عمرو (1) أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان القرشي نا أحمد بن
المعلى بن يزيد الأسدي نا صفوان يعني ابن صالح نا الوليد نا خالد بن أبي مالك عن
أبيه قال
كنا نجلس إلى أبي إدريس (2) الخولاني فتحدثنا في شئ من العلم لا نقطعه بغيره
حتى يقوم أو تقام الصلاة حفظا لما سمع فحدثنا يوما عن بعض مغازي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى
استوعب الغزاة فقال له رجل من ناحية المجلس أحضرت هذه الغزاة فقال لا فقال
الرجل أنا حضرتها مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولأنت أحفظ لها مني
9056 رجل له صحبة
حدث بدمشق عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه ابن الزبير تقدم حديثه في ترجمة محمد (3)
9057 رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
قدم دمشق حكى عنه عبد الجبار الخولاني
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقا نا محمد بن يعقوب نا عباس نا يحيى نا هشيم عن العوام بن حوشب عن عبد
الجبار الخولاني قال قدم علينا رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) دمشق فرأى ما فيه الناس يعني
من الدنيا فقال وما يغني عنهم أليس من ورائهم الفلق قيل وما الفلق قال جب في
النار إذا فتح هر منه أهل النار
هكذا قال يحيى هر منه أهل النار لم يقل فر منه واستفهمته فقال هر منه

(1) كلمة غير واضحة ورسمها: " بمتقن ".
(2) تحرفت بالأصل إلى: الدريس.
(3) كذا.
98

9058 رجل من أهل دمشق
له صحبة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه خالد بن الوليد السكسكي (1)
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسن وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال وقال أبو المغيرة نا صفوان نا خالد بن الوليد
السكسكي قال سمعت رجلا من أهل دمشق يحدث ابن أبي كبشة بالهند وزعم أنه أدرك
النبي (صلى الله عليه وسلم) في الجهاد
وقال ابن السائب هو السكسكي
9059 رجل رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحبه
كان بالشام وبقي إلى خلافة عمر بن عبد العزيز
روى عنه رجل من أهل الشام
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن خميس الموصلي وحدثنا أبو الخير
صالح بن إسماعيل بن محمد نا القاضي أبو نصر محمد بن علي بن ودعان (2) نا عمي أبو
الفتح أحمد بن عبيد بن ودعان (3) نا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل
المرجي (4) نا أحمد بن علي بن المثنى نا الوليد بن الحكم القصاب نا الحسن بن السكن
نا أبو عاصم الشامي عن رجل من أهل الشام قال
كنا جلوسا عند عمر بن عبد العزيز فجاء رجل فقال يا أمير المؤمنين ها هنا رجل قد
رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقام عمر وقمنا معه قال أنت رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم
قال فهل سمعت منه شيئا أو رأيته يصنع شيئا قال لا إلا إني رأيته عليه كركرة (5) من
الناس ورجل يسأله عن الرؤيا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الرؤيا شبه المرأة خير والبعير حرن
واللبن الفطرة والخضرة الجنة والسفينة نجاة [13659]

(1) ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 178.
(2) ترجمته في سير الأعلام 19 / 164.
(3) تحرفت بالأصل إلى: درعان.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء (12 / 567 ت 3622).
(5) كركرة من الناس أي جماعة منهم.
99

9060 رجل من مزينة
أرى له صحبة وفد على عمر بن عبد العزيز
روى عنه سبطه أبو عبد الله
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس
أنا أبو القاسم بن الأشقر نا البخاري نا عبد الله بن محمد الجعفي نا محمد بن بشر ثنا
أيوب بن النجار ثنا أبو عبد الله عن جده المزني أنه كانت عنده قطيفة النبي (صلى الله عليه وسلم) أو
قطيفة (1) من النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما استخلف عمر بن عبد العزيز أرسل إليه وأتي بها في أديم
فجعل يمسح بها وجهه
9061 شاعر من غسان جاهلي
قال في وقعة كانت بين الروم وغسان بأرض البلقاء حين توجهت غسان إلى الشام
وكان ذلك بأرض يقال لها بالعة (2)
* كأن الجماجم بيض النعام * بأرض يقال لها بالعة
أقمنا الصفا من رؤوس العدى * يبيض بقربها ناطعه
على كل طرف شديد القفار *..... (3) سلهبه رائعة *
9062 شاعر
شهد اليرموك
ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى حدثني مالك بن قسامة أن شاعر المسلمين قال يوم
اليرموك
* لحى حراما وكما كل سلهبه (4) * واستلجم القتل أصحاب البراذين *
9063 رجل من أهل اليمن
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) شهد اليرموك فأصيبت يده له ذكر

(1) تحرفت بالأصل إلى: قطيفة.
(2) بالعة: من قرى البلقاء من أرض دمشق كان ينزلها بلعام بن باعوراء (معجم البلدان).
(3) غير واضحة بالأصل.
(4) كذا صدره بالأصل.
100

بلغني أن عمر بن الخطاب كان يغدي الناس يوما فجاء رجل فجلس يأكل ويتناول
بشماله فقال له عمر وكان يتعهده الناس عند طعامهم كل بيمينك فلم يجبه فأعاد عليه
فقال هي يا أمير المؤمنين مشغولة فلما فرغ من طعامه دعا به فقال ما شغل يدك اليمنى
فأخرجها فإذا هي مقطوعة فقال ما هذا قال أصيبت يدي يوم اليرموك قال فمن
يوضئك قال أتوضأ بشمالي ويعين الله قال فأين تريد قال اليمن إلى أم لي لم أرها
مذ كذا وكذا سنة قال أوبر أيضا فأمر له بخادم وخمسة أباعر من إبل الصدقة وأوقرها
له
9064 رجل شهد اليرموك واستشهد بها
له ذكر
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله أنا الحسن بن علي بن
إبراهيم المقرئ أنا عبد الوهاب بن الحسن نا محمد بن بكار بن يزيد السكسكي نا أخطل
ابن الحكم (1) نا الوليد بن الجراح يوم اليرموك إني قد أجمعت على أمري ان أشد عليهم
فهل توصوني إلى نبيكم (صلى الله عليه وسلم) بشئ فقال تقرئه السلام وتخبره إنا قد وجدنا ما وعد الله
ورسوله حقا
9065 رجل من أهل دمشق
سمع عمر وأبي بن كعب وأبا الدرداء
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو عمرو عثمان بن
محمد بن القاسم البزاز المعروف بابن الآدمي نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا
هشام بن خالد عن الوليد نا عبد الله بن العلاء بن زبر عن عطية بن قيس عن أبي إدريس
الخولاني
أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ومعهم المصحف الذي جاء به
أهل دمشق ليعرضوه على أبي بن كعب وزيد بن ثابت وعلي وأهل المدينة فقرأوا على
عمر بن الخطاب فلما قرأوا هذه الآية " إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية

(1) هو أخطل بن الحكم أبو القاسم القرشي الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 45 وقد توفي سنة 264.
يروي عن الوليد بن مسلم. والسند بعده مضطرب، وثمة سقط فيه.
101

الجاهلية) (1) ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام
فقال عمر من أقرأكم قالوا أبي بن كعب فقال لرجل من أهل المدينة ادع لي أبي
ابن كعب وقال للرجل الدمشقي انطلق معه فذهبا فوجدا أبي بن كعب عند منزله يهنأ (2)
بعيرا له هو بيده فسلما ثم قال له المديني أجب أمير المؤمنين فقال أبي ولم (3) دعاني
أمير المؤمنين فأخبره المديني بالذي كان فقال أبي للدمشقي ما كنتم تنتهون معشر الركيب
أو يسترقني منكم شر ثم جاء إلى عمر وهو مشمر والقطران على يديه فلما أتى عمر قال
لهم اقرأوا فقرأوا ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فقال أبي أنا أقرأتهم
فقال عمر لزيد اقرأ يا زيد فقرأ زيد قراءة العامة فقال عمر اللهم لا أعرف إلا هذا فقال
أبي والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدعى ويحجبون ويصنع بي والله
لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدث أحدا بشئ
9066 رجل من الأزد من ثمالة
شهد خطبة عمر بن الخطاب بالجابية
روى عنه خالد بن معدان الكلاعي
أنبأنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي وأبو محمد بن طاوس وغيرهما
قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا عمي أبو علي محمد بن
القاسم نا أحمد بن علي بن سعيد القاضي نا علي بن الجعد نا شعبة عن يزيد بن خمير
قال سمعت خالد بن معدان فحدث عن رجل من ثمالة أنه رأى عمر بن الخطاب بالجابية
سجد في " إذا السماء انشقت " (4)
9067 شيخ شهد عمر
حكى عنه قيس (5) بن حبتر (6)

(1) سورة الفتح، الآية: 26.
(2) هنا البعير طلاه بالهناء، وهو القطران.
(3) بالأصل: ولما.
(4) سورة الانشقاق، الآية الأولى.
(5) تقرأ بالأصل: عيسى، وفوقها ضبة.
(6) تقرأ بالأصل: جبير، خطأ، والصواب ما أثبت، وهو قيس بن حبتر التميمي النهشلي.
102

أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر
أحمد وأبو....... (1) ابن عيسى قالوا أنا عبد الرحمن بن محمد أنا عبد الله بن
أحمد أنا عيسى بن عمر أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أنا محمد بن يوسف نا
سفيان عن الحسن عن عمرو عن غالب بن عبد عن قيس بن حبتر (2) النهشلي قال
أتي عبد الملك بن مروان في خالة وعمة فقام شيخ وقال شهدت عمر بن الخطاب
أعطى الخالة الثلث والعمة الثلثين قال فهم إن شئتم (3) قال أين زيد (4) عن هذا
9068 قاضي دمشق
في خلافة عمر (5)
له ذكر
أخبرنا أبو منصور..... (6) بن أحمد بن المفرج الماكسيني (7) بالرحبة نا أبو عبد الله
الحسين... (8) بن محمد بن سعدون لفظا أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي أنا عبد الله
الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي الموصلي نا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي نا
غسان بن الربيع عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار
أن عمر بن الخطاب قال لرجل قاض من أنت قال أنا قاضي أهل دمشق قال
فكيف تقضي قال أقضي بكتاب الله قال فإذا جاءك ما ليس في كتاب الله قال أقضي
بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فإذا جاءك ما ليس في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أجتهد رأيي
وأؤامر جلسائي فقال عمر أحسنت وقال إذا جلست فقل اللهم إني أسألك أن
أفتي (9) بعلم وأقضي بحكم وأسألك العدل في الغضب والرضا قال فسار الرجل ما

(1) بياض بالأصل.
(2) تحرفت بالأصل إلى: جبير.
(3) كذا بالأصل، وفي المختصر لابن منظور: فهم أن يكتب.
(4) يعني زيد بن ثابت، الصحابي.
(5) بعدها بالأصل: جاء.
(6) بالأصل: صبه.
(7) الماكسيني بفتح الميم وكسر الكاف، هذه النسبة إلى ماكسين، وهي مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك بن
طوق بنواحي الرقة (الأنساب).
(8) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(9) في مختصر ابن منظور: أقضي.
103

شاء الله أن يسير ثم رجع إلى عمر فقال ما رجعك قال رأيت فيما يرى النائم أن (1)
الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحد منهما جنود من الكواكب فقال مع أيهما كنت قال
كنت مع القمر قال يقول الله تبارك وتعالى " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل
وجعلنا آية النهار مبصرة " (2) لا تلي لي عملا
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنا أبو محمد
ابن يوه أنا أبو الحسن اللنباني (3) نا ابن أبي الدنيا نا...... (4) بن يزيد نا حماد بن
سلمة نا عطاء بن السائب عن محارب بن دثار
أن عمر قال لرجل ممن أنت قال أنا قاضي دمشق قال كيف تقضي قال
أقضي بكتاب الله قال فإذا جاء ما ليس في كتاب الله قال أقضي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فإذا جاء ما ليس في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أجتهد رأيي وأؤامر جلسائي فقال له
عمر أحسنت وقال له إذا جلست فقل اللهم إني أسألك أن أقضي بعلم وأن أفتي بحكم
وأسألك العدل في الغضب والرضا قال فسار ما شاء الله أن يسير ثم رجع إلى عمر قال ما
رجعك قال رأيت فيما يرى النائم أن الشمس والقمر يقتتلان مع كل واحد منهما جنود من
الكواكب قال مع أيهما كنت قال مع القمر قال عمر نعوذ بالله " وجعلنا الليل والنهار
آيتين فمحونا " إلى " مبصرة " والله لا تلي عملا أبدا
قال وزعموا أن ذلك الرجل (5) قتل مع معاوية
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب أنا الحسن بن
أحمد بن إبراهيم بن شاذان نا أحمد بن إسحاق بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين بن علي
ثنا يحيى بن سليمان حدثني عبد (6) بن فضيل ثنا عطاء بن السائب حدثني غير واحد

(1) الزيادة بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور، ومكانها بالأصل: كانت.
(2) سورة الإسراء، الآية: 12.
(3) تحرفت بالأصل إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(4) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " بسام ".
(5) زيادة للإيضاح.
(6) كذا بالأصل، ولعله محمد بن فضيل، راجع ترجمة يحيى بن سليمان في تهذيب الكمال 20 / 177 وترجمة
عطاء بن السائب في تهذيب الكمال أيضا 13 / 54.
104

أن عمر قال لقاض من قضاة الشام كيف تقضي قال أقضي بكتاب الله قال فإن
جاءك ما ليس في كتاب الله قال أقضي بما قضى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فإن جاءك ما لم
يقض فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أشاور رجالا وأجتهد رأيا قال فقال عمر هكذا يكون
القضاء ثم انطلق الرجل فسار ما شاء الله ثم رجع فقال له عمر ما ردك فقال يا أمير
المؤمنين رؤيا أقطعتني فقال عمر وما هي فقال رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم
والكواكب معهما نصفان فقال عمر فمع أيهما كنت فقال مع القمر فقال عمر " وجعلنا
الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " ثم قال له عمر انطلق فلا
تعمل لي عملا أبدا
قال عطاء بن السائب فبلغني أن ذلك الرجل قتل مع معاوية بصفين
لا أعرف وجه هذا الحديث فإن أول قاض قضى على دمشق أبو الدرداء ولم يزل
عليها إلى خلافة عثمان وهو غير خاف على عمر
وقد روي من وجه آخر عن الحسن البصري أن رجلا من مراد كان على قضاء
حمص وذكر نحوه
وروي عن جعفر عن عيينة السكري عن مصبح بن الهليام العجلي عن محمد بن
فضيل الضبي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري أن عمر بن الخطاب استقضى على
قضاء حمص حابس بن سعد الطائي حابس فيمن قتل بصفين
9069 رجل من أهل دمشق
حج مع عمر واستفتاه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله
المقرئ قالا أنا أبو الحسين بن النقور قال أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن
كامل القاضي قالت ثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي البندار المعروف (1) نا
...... (2) نا محمد بن يحيى القطعي نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى نا سعيد عن قتادة
عن أبي المليح

(1) كذا بالأصل، وثمة سقط.
(2) كلمة غير واضحة بالأصل.
105

أنه كتب إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن عتبة يسأله عن النعامة يصيبها المحرم وعن
الحمار (2) وعن بيض النعام وعن الجرادة فكتب إليه في النعام بدنة وفي الحمار بدنة
قال وكان عبد الله بن مسعود يقول في بيض النعام في كل بيضة صوم يوم أو إطعام
مسكين
وإن رجلا من أهل دمشق أصاب ثلاث جرادات وهو محرم فأعطى عن كل جرادة
درهما فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقال إنكم كثيرة دراهمكم يا أهل دمشق ولتمرة أحب
إلي من خمسين جرادة وقبضة طعام كانت جازية عنك
9070 رجل من مهرة
روى عن عمر
هو نبيه بن صواب تقدم ذكره في حرف النون
9071 عامل لعمر بن الخطاب على أذرعات من البلقاء من أعمال دمشق
حكى عن عمر
روى عنه هشام بن عروة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر
ابن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أخبرنا عبد الله
عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عامل لعمر كان على أذرعات قال
قدم علينا عمر بن الخطاب وإذا عليه قميص من كرابيس (2) فأعطانيه فقال أغسله
وارقعه قال فغسلته ورقعته ثم قطعت عليه قميصا قبطيا فأتيته بهما فقلت هذا قميصك
وهذا قميص قطعته عليه لتلبسه فمسه فوجده لينا فقال لا حاجة لنا فيه هذا أنشف (3)
للعرق (4) منه
9072 رجل من بني أسد
قدم الجابية مع عمر بن الخطاب وروى عنه وعن معاذ وسلمان

(1) زيادة لازمة للإيضاح، اقتضاها السياق، عن مختصر ابن منظور.
(2) الكرابيس جمع كرباس، وهو القطن.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " السيف " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(4) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
106

روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
عثمان وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن القصاري أنبأ أبي أبو طاهر قالا أنا أبو القاسم
إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم نا أبو عبد الله المحاملي نا يوسف يعني ابن
موسى نا جرير عن مسلم الملائي (1) عن أبي وائل عن رجل من قومه قال
غزونا مع عمر بن الخطاب الشام فنزلنا منزلا فجاء دهقان يستدل على عمر حتى أتاه
فلما أتاه الدهقان سجد حين رأى عمر فقال عمر ما هذا السجود قال هكذا نفعل
بعظمائنا فقال عمر اسجد للذي خلقك قال يا أمير المؤمنين إني صنعت لك طعاما
لتأتيني فقال عمر لعل في بيتك شيئا (2) من زخرف العجم قال نعم قال لا حاجة لي
في بيتك ولكن ابعث إلي بلون واحد من طعام ولا تزيدون عليه فانطلق فبعث إليه
بطعام فأكل منه عمر قال فاستقبله الناس في ثياب الحرير والديباج فقال هذا لباس أهل
الشرك بئس ما استقبلتموني به سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لا تلبسوا الديباج لا الحرير
ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة فإنها لكم في الآخرة ولهم في الدنيا ثم أمر بطلاء فصنع
له شئ ذهب ثلثاه وبقي ثلثه فشربه فوافقه فقال إني قد أمرت بشراب من العنب فطبخ
حتى ذهب ثلثاه وبقي ثلثه وخفت أن يقولوا أمر به عمر فيشربون غيره وإني لا آمر لكم
إلا بمثل هذا
وهذه القصة كانت بالجابية كما ورد في غير هذا الحديث
9073 رجل من الأشعريين
كان زوج أم شهر بن حوشب
حكى عن أبي عبيدة وشهد معه عمواس إن لم يكن عبد الرحمن بن غنم الأشعري
فهو غيره
حكى عنه ربيبه شهر

(1) هو مسلم بن كيسان الضبي الملائي، أبو عبد الله الكوفي الأعور ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 84.
(2) بالأصل: شئ.
107

أخبرنا أبو علي بن السبط أنا أبو محمد الجوهري
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب
قالا أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا يعقوب يعني ابن
إبراهيم بن سعد نا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني أبان بن صالح عن شهر بن حوشب
الأشعري عن رابه (2) رجل من قومه كان خلف على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس
قال
لما اشتعل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيبا فقال أيها الناس إن هذا
الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت للصالحين قبلكم وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم
له منه حظه قال فطعن فمات واستخلف على الناس معاذ بن جبل فقام خطيبا بعده
فقال أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم إن معاذا
يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه (3) حظه قال فطعن ابنه عبد الرحمن فمات ثم قام
فدعا ربه لنفسه فطعن في راحته فلقد رأيته ينظر إليه ثم يقبل ظهر كفه ثم يقول ما أحب
أن لي ما فيك شيئا من الدنيا فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص فقام فينا
خطيبا فقال أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع فإنما اشتعل اشتعال النار فتجبلوا منه في
الجبال قال فقال له أبو واثلة الهذلي كذبت والله لقد صبحت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنت شر
من حماري هذا قال والله ما أرد عليك ما تقول وأيم الله لا نقيم عليه ثم خرج وخرج وخرج
الناس وتفرقوا عنه ورفعه (4) الله عز وجل عنهم قال فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي
عمرو فوالله ما كرهه
قال أبو عبد الرحمن أبان بن صالح بن عمير (5) جد أبي عبد الرحمن مشكدانة (6)
9074 رجل سمع بلال بن رباح المؤذن بدمشق
له ذكر

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 416 رقم 1697 طبعة دار الفكر.
(2) الراب زوج أم اليتيم، اسم فاعل من ربه يربه، أي تكفل بأمره (تاج العروس، ربب) طبعة دار الفكر.
(3) زيادة عن المسند.
(4) في المسند: دفعه.
(5) راجع ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 300.
(6) اسمه عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان، أبو عبد الرحمن القرشي الأموي ترجمته في سير الأعلام 11 / 155.
108

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا إسحاق بن شاهين نا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي
قلابة قال قام رجل من بني عمرو بن أمية في يوم بارد فتوضأ من مطهرة بدمشق فذهب يقلع
خفية فقال بلال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمسح على الموقين وفوق الخمار [13660]
9075 رجل من بني تميم
سمع أبا ذر عند معاوية
روى عنه الأزرق بن قيس الحارثي البصري
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن كيسان النحوي أنا القاضي أبو محمد يوسف بن يعقوب الأزدي نا عبد
الواحد بن غياث نا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن رجل من بني تميم قال
كنا عند باب معاوية وفينا أبو ذر فقال أبو ذر إني صائم فلما دخلنا على معاوية
ووضعت الموائد جعل أبو ذر يأكل وجعلت أنظر إليه فقال ما شأنك يا أحمر أتريد أن
تشغلني عن طعامي فقال ألم تزعم على الباب أنك صائم فقال أبو ذر بلى ثم قال
قرأت " من جاء الحسنة فله عشر أمثالها " (1) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول صوم شهر
الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر ويذهب بمغلة الصدر [* * * *] قلت وما مغلة الصدر
قال رجس من الشيطان (2) وقد صمت ثلاثة أيام من كل شهر فأنا صائم الدهر كله [13661]
تابعه أبو داود عن حماد
9076 رجل من أهل دمشق
سمع أبا ذر الغفاري
روى عنه بسر (3) بن عبيد الله الحضرمي وعطية بن قيس الكلابي
قرأت على أبي محمد بن حمزة بن عبد العزيز بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن

(1) سورة الأنعام، الآية: 160.
(2) في تاج العروس ومنه حديث الصوم: يذهب بمغلة الصدر أي بثغله وفساده (في اللسان: بنغله)، والمغلة بتشديد
اللام بمعنى الغل والحقد (تاج العروس مادة: مغل) طبعة دار الفكر.
(3) تحرف بالأصل إلى: " بشر " راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 47.
109

هارون الغساني وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسن قالا أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم
نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ قال قال الوليد ونا صدقة بن خالد
نا زيد بن واقد عن بسر (1) بن عبيد الله قال حدثني رجل من أهل دمشق قال
أتيت أبا ذر وهو في جبل الخمر (2) لأسأله فرأيته وهو مكب على نويرة هو وامرأته
يعالجها في يوم رشاش (3) وقد سالت دموعه على لحيته فلما غشيته ثارت امرأته فدخلت
خباءها وأرخت عليها سترها فقلت يا أبا ذر لو أنك اشتريت خادما يكف المؤنة عنك
وعن أهلك فقالت امرأته قد والله قلت له فقال أبو ذر اللهم غفرا أنا أبو ذر وهذا
عيشي فإن تصبري فأنا من قد عرفت وإلا فتحت كنف الله فقلت يا أبا ذر أنا رجل ليس
لي فضل وإنما هو عطائي منه (4) فضل يدرك عطائي الآخر وقد بقي منه شئ أفتتخوف
علي إن أدركني أجلي وعندي منه شئ فقال والذي نفسي بيده لو أدركك أجلك وعندك
منه فضل خربصيصة (5) لكويت (6) به قلت يا أبا ذر أنت في أربعمائة دينار فأين يذهب
عطاؤك قال ترى هذه القرية فإن لي فيها ثلاثين فرسا أحمل على خمسة عشر في كل عام
أو قال غزوة فإذا رجعت أعقبتها بالأخرى ثم نظرت إلى ما يصلحها من أعلافها
وأجلتها وأجرائها وكلما نفق منها فرس أبدلت مكانه فرسا ثم نظرت إلى قوتي وقوت
أهلي فحبسته وتصدقت بالفضل
9077 رجلان من أهل دمشق كانا في زمان أبي الدرداء
لهما ذكر
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره قالوا أنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد
ابن أبي نصر أنا إسحاق بن إبراهيم الأذرعي (7) أنا محمد بن جعفر بن سفيان الرافقي (8) نا

(1) راجع الحاشية السابقة.
(2) جبل الخمر: يراد به جبل بيت المقدس، سمي بذلك لكثرة كرومه (معجم البلدان 2 / 102).
(3) الرشاش: المطر القليل.
(4) بالأصل: فيه.
(5) الخربصيصة: الهنة التي تتراءى في الرمل لها بصيص كأنها عين الجرادة.
(6) بالأصل: " للوثب " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(7) هو إسحاق بن إبراهيم بن هاشم أبو يعقوب الأذرعي، ترجمته في سير أعلام النبلاء (12 / 122 ت 3118) ط دار الفكر.
(8) إعجامها مضطرب بالأصل، وفي تهذيب الكمال: الرقي، راجع ترجمة موسى بن مروان البغدادي التمار في
تهذيب الكمال 18 / 507.
110

موسى بن مروان الرقي نا المعافي بن عمران عن جعفر بن برقان نا أبو عبد الله أن رجلين
من أهل دمشق تنازعا فعابا (1) فاستطال أحدهما على الآخر فعاب (2) المستطال عليه ثم
قام فلقيه أبو الدرداء فقال شعرت أنك قد نصرت على صاحبك قال بماذا يا أبا الدرداء
قال كثر ماله وولده ومن يكثر ماله وولده تكثر شياطينه
9078 رجل سأل أبا الدرداء
حكى عنه غيلان بن تميم بن سلمة
أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن البغدادي أنا أبو الفضل المطهر بن عبد
الواحد بن محمد البزاني (3) أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السلمي أنا أبو
محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن يزيد الزهري نا عمي عبد الرحمن بن عمر ولقبه
رسته (4) نا محمد بن جعفر نا شعبة عن يعلى بن عطاء حدثني غيلان بن تميم بن سلمة
قال
جاء رجل إلى أبي الدرداء وهو مريض فقال يا أبا الدرداء إنك قد أصبحت على
جناح فراق الدنيا فمرني بأمر ينفعني الله به وأذكرك به قال إنك من أمة معافاة فأقم
الصلاة وأد زكاة مال إن كان لك وصم رمضان واجتنب الفواحش ثم أبشر فأعاد
الرجل على أبي الدرداء فقال له مثل ذلك قال شعبة أحسبه ثلاث مرات ورد عليه ثلاث
مرات
9079 رجل دخل (5) إلى أبي الدرداء وسأله
حكى سؤاله أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي
أخبرنا أبو القاسم بن أحمد أنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله وأبو محمد وأبو
الغنائم ابنا أبي عثمان
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم الدقاق قالوا أنا عبد الله بن عبيد الله

(1) كذا بالأصل، وفي المختصر: فعاثا.
(2) في المختصر: فعاث.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 549.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 242.
(5) كذا بالأصل، وفي المختصر: رحل.
111

ابن يحيى نا الحسين بن إسماعيل نا أبو هشام الرفاعي نا أبو فضيل نا عطاء عن أبي
عبد الرحمن قال
كان من الحي فتى في أهل بيت فلم يزل.... (1) زوجته ابنة عمه فعلق معلقا (2) ثم
قالت له طلقها فقال لا أستطيع طلاقها فقال طعامك وشرابك علي حرام حتى تطلقها
فخرج إلى أبي الدرداء بالشام فذكر له شأنه فقال ما أنا بالذي آمرك أن تعق والدتك ولا
آمرك أن تطلق امرأتك فأعاد عليه فقال سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول الوالد أوسط أبواب الجنة
فإن شئت فاحفظه (3) وإن شئت فضيعه قال فرجع وقد طلقها [13662]
9080 رجل من أصحاب أبي الدرداء
حدث عن أبي الدرداء
روى عنه زيد بن أرطأة الفزاري الدمشقي
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا محمد بن
إبراهيم أنا أحمد بن علي بن المثنى نا عبيد الله بن معاذ بن معاذ نا أبي نا شعبة عن
سعد بن إبراهيم عن أخ لعدي بن أرطأة عن رجل من أصحاب أبي الدرداء قال حدثنا أبو
الدرداء قال عهد إلينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أخوف ما أخاف على أمتي أئمة مضلون
9081 رجل نخعي من أهل الكوفة
شهد وفاة أبي الدرداء بدمشق وحدث عنه
روى عنه أبو إسحاق السبيعي
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب أنبأ أبو الحسن
الحمامي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي أنا أبو منصور بن شكرويه أنا أبو
بكر بن مردويه قالا أنا أبو بكر الشافعي نا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ

(1) كلمة غير واضحة بالأصل.
(2) فعلق منها معلقا أي أنه أحبها وشغف بها.
(3) بالأصل: فاحفظ.
112

العنبري (1) نا أبو الحسن مسدد بن مسرهد نا أبو الأحوص نا أبو إسحاق عن رجل من
النخع قال
شهدت أبا الدرداء حين حضره الموت قال إني محدثكم حديثا سمعته من رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) لم أكن لأحدثكم به حتى أعلم أني ميت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اعبد الله كأنك
تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وعد نفسك في الموتى واتق دعوات المظلوم فإنها
مستجابات ومن استطاع منكم أن يشهد العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة فليفعل
ولو حبوا [13664]
رواه أبو داود الطيالسي عن أبي الأحوص
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو الحسن
المقرئ أنا الحسن بن محمد نا يوسف بن يعقوب نا محمد بن أبي بكر نا سليمان بن
داود نا سلام يعني أبا الأحوص عن أبي إسحاق عن رجل من النخع قال
شهدت أبا الدرداء حين حضرته الوفاة قال أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول اعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك واعدد نفسك
في الموتى وإياك ودعوة المظلوم فإنها مستجابة ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين
العشاء والصبح ولو حبوا فليفعل
9082 رجل سمع أبا الدرداء بحمص ومعاوية بالجابية
له ذكر في حديث
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (2) نا أبو النضر نا عبد الحميد بن بهرام ثنا شهر بن حوشب
حدثني عبد الرحمن بن غنم
أنه زار أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ليالي فأمر بحماره فأوكف له فقال أبو
الدرداء لا أراني إلا مشيعك (3) فأمر بحماره فأسرج فسارا جميعا على حماريهما فلقيا

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 527.
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 169 رقم 21783 طبعة دار الفكر.
(3) في المسند: ما أراني إلا متبعك.
113

رجلا شهد الجمعة بالأمس عند معاوية بالجابية فعرفهما الرجل ولم يعرفاه فأخبرهما خبر
الناس ثم إن الرجل قال وخبر آخر كرهت أن أخبركما أراكما تكرهانه فقال أبو الدرداء
أفلعل أبا ذر توفي (1) قال نعم والله فاسترجع أبو الدرداء وصاحبه قريبا (2) من عشر
مرات ثم قال أبو الدرداء ارتقبهم واصطبر كما قيل لأصحاب الناقة اللهم إن كذبوا أبا
ذر فإني لا أكذبه وإن اتهموه فإني لا أتهمه اللهم وإن استغشوه فإني لا استغشه فإن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ويسر إليه حين لا يسر إلى أحد أما والذي
نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما
أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء (3) من ذي لهجة أصدق من أبي ذر [13666]
9083 رجل جرت بينه وبين أبي الدرداء محاورة بدمشق في الغرس
حكى عنه القاسم بن عبد الرحمن
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين انا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطعي أنا أبو
عبد الرحمن عبد الله بن أحمد حدثني أبي (4) ثنا علي بن بحر نا بقية نا ثابت بن
عجلان حدثني القاسم مولى بني يزيد عن أبي الدرداء أن رجلا مر به وهو يغرس غرسا
بدمشق فقال له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا تعجل علي سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ولا خلق من خلق الله إلا كان له
صدقة [13667]
9084 مولى لأبي الدرداء
سمع أبا الدرداء وحبيب بن مسلمة
روى عنه شهر بن حوشب
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون الروياني ثنا محمد بن مهدي العطار ثنا عمرو بن أبي سلمة
ثنا صدقة بن عبد الله عن إبراهيم بن أبي بكرة عن أبان بن أبي عياش عن شهر بن

(1) في المسند: نفي.
(2) بالأصل: قريب، والمثبت عن المسند.
(3) بالأصل: العثراء، والمثبت عن المسند.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 421 رقم 27576 طبعة دار الفكر.
114

حوشب عن مولى لأبي الدرداء قال سمعت أبا الدرداء وهو يوصي حبيب بن مسلمة فقال
إياك ودعوة المظلوم فأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن العبد إذا ظلم فلم ينتصر ولم
يكن له من ينصره فرفع طرفه إلى السماء فدعا الله فلباه فقال لبيك وإن الله يلبيه
ويقول يا عبدي أنا انتصر لك عاجلا وآجلا عورض [13668]
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال
9085 رجل سمع أبا الدرداء
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأ أبو علي الحسن بن علي أنبأ أبو بكر أحمد بن
جعفر نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا وكيع نا سفيان عن الأعمش عن ثابت
أو عن أبي ثابت أن رجلا دخل مسجد دمشق فقال اللهم آنس وحشتي وارحم غربتي
وارزقني جليسا صالحا فسمع أبو الدرداء فقال لئن كنت صادقا لأنا أسعد بما قلت منك
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول " فمنهم ظالم لنفسه " (2) يعني الظالم يؤخذ منه في مقامه ذلك
فذلك الهم والحزن " ومنهم مقتصد " قال يحاسب حسابا يسيرا " ومنهم سابق بالخيرات "
قال الذين يدخلون الجنة بغير حساب [13669]
وروي من وجه آخر
أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن أنا جدي أبو عبد الله أنبأ
علي بن الحسن الربعي أنا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين لفظا أنا سليمان بن محمد
الخزاعي وأحمد بن عمير قالا أنا محمد بن وزير
ح قال ونا أحمد بن عتبة نا محمد بن جعفر بن ملاس نا أبو عامر قالا ثنا
الوليد نا أنس بن عياض عن رجل من بني هاشم عن رجل من أهل المدينة قال
دخلت مسجد دمشق ولم أوافق فيه أحدا فصليت ركعتين ثم قلت اللهم آمن (3)
وحدتي وآنس وحشتي وآنني بجليس صالح تنفعني به إذ دخل رجل فصلى ركعتين ثم
جلس إلي فإذا هو رجل له هيبة فأخبرته بدعوتي فقال والله يا ابن أخي لئن كنت صادقا

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 10 / 421 رقم 27575.
(2) سورة فاطر، الآية: 32.
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
115

فلأنا أسر بدعوتك منك وإن كنت ذلك الرجل الذي سألت لأحدثنك حديثا ما حدثته أحدا
قبلك ولا أحدث به أحدا بعدك عسى الله أن ينفعك به سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول وقرأ
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا " (1) الآية قال فأما سابق فيدخل الجنة بغير حساب وأما
المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ثم يدخله الله الجنة برحمته وأما الظالم لنفسه فأولئك الذين
يوقفون يوم القيامة موقفا كريها حتى ينال منهم ثم يطلقهم الله برحمته فهم الذين قالوا
" الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن " (2) الآية قال فهو حزن ذلك اليوم وذلك الموقف
قال الرجل فقلت من أنت يرحمك الله قال أنا أبو الدرداء
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وعلي بن الحسن بن الحسين الموازيني (3)
قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر الهروي
أنا أبو عبد الله محمد بن حماد الظهراني نا عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني أنا معمر
ابن راشد عن أبان بن أبي عياش قال
دخل رجل دمشق فقام على باب المسجد فقال اللهم ارحم غربتي وآنس وحشتي
وصل وحدتي وارزقني جليسا صالحا ينفعني ثم صلي ركعتين ثم جلس إلى شيخ فقال
من أنت يا عبد الله قال أنا أبو الدرداء فجعل الرجل يكبر ويحمد الله فقال له أبو
الدرداء ما لك يا عبد الله قال دخلت هذه القرية وأنا غريب لا أعرف بها أحدا فقلت
اللهم ارحم غربتي وآنس وحشتي وصل وحدتي وارقني جليسا صالحا ينفعني فقال أبو
الدرداء فأنا أحق ان أحمد الله إذ جعلني ذلك الجليس أما إني سأحدثك بشئ ما حدثت به
أحدا غيرك أتحفك به سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول نحن السابقون فيدخلون الجنة بغير
حساب وأما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ونحن الظالم فيحبس حتى يصيبه بحظ العذاب
وسوء الحساب ثم يدخل الجنة [13671]
9086 رجل من أهل دمشق
حدث عن عوف بن مالك
روى عنه معبد بن هلال العنزي

(1) سورة فاطر، الآية: 32.
(2) سورة فاطر، الآية: 34.
(4) تحرفت بالأصل إلى: المواريثي.
116

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أبو الحسين عاصم بن الحسن وأحمد بن علي
ابن أبي عثمان والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن
قالوا أنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي نا الحسين بن إسماعيل المحاملي نا
يوسف بن موسى نا الحجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة ثنا معبد بن هلال العبدي (1)
حدثني رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال له ألا
أدلك على كنز من كنوز الجنة قال ما هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله
قال ابن عساكر (2) كذا قال والصواب العنزي وهذا مختصر من حديث
أخبرتنا به بتمامه أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو
بكر بن المقرئ انا أبو يعلي أحمد بن علي ثنا هدبة نا حماد بن سلمة عن معبد
العنزي عن رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر
أنه جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو جلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له يا أبا ذر هل صليت
الضحى أو الضحاء قال لا قال قم فصل ركعتين فقام فصلى ثم جلس فقال له
يا أبا ذر نعوذ بالله من شياطين الإنس والجن قال قلت يا رسول الله للإنس شياطين قال
نعم قال يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال قلت نعم قال قلت ما
هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله قال قلت يا رسول الله فالصلاة قال خير موضوع
فمن شاء استقل ومن شاء استكثر قال فالصوم قال فرض مجزى قال فالصدقة
قال أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد قال قلت فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل
أوسر إلى فقير قال قلت فأيما أنزل به عليك أعظم قال " الله لا إله إلا هو الحي
القيوم " (3) حتى فرغ من الآية قال قلت كم المرسلون (4) قال ثلاثمائة وخمسة عشر
جما غفيرا قال قلت فآدم كان نبيا قال نعم مكلما قال ثم قال أبخل الناس من
ذكرت عنده فلم يصل علي [13673]

(1) بالأصل هنا: " العبدي " قارن مع ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 236 وفيه: " العنزي " وسينبه المصنف في آخر
الخبر إلى الصواب: " العنزي ".
(2) زيادة منا للإيضاح.
(3) سورة البقرة، الآية: 255.
(4) سورة البقرة، الآية: 255.
(4) بالأصل: المرسلين.
117

9087 رجل حدث عن عائشة
روى عنه الزهري
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا أبو بكر يعني الحميدي نا سفيان قال سمعت
الزهري يحدث عن عائشة قالت أصبحت أنا وحفصة صائمتين فأهدي لنا طعام فأكلنا منه
قالت عائشة فدخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبدرتني حفصة وكانت ابنة (2) ابنها فقالت يا رسول
الله أصبحت أنا وعائشة صائمتين فأهدي لنا طعام فأكلنا منه قالت فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وقال صوما مكانه [13674]
قال سفيان فقيل للزهري هو عن عروة قال لا وكان ذلك عند قيامه من المجلس
وأقيمت الصلاة
قال سفيان وقد كنت سمعت صالح بن أبي الأخضر حدثنا عن الزهري عن عروة
فلما (3) قال الزهري ليس هو عن عروة فظننت أن صالحا أتي من قبل العرض
قال ونا يعقوب (4) نا أبو بكر الحميدي أخبرني غير واحد عن معمر أنه قال في هذا
الحديث لو كان من حديث عروة ما نسيته
وقال أخبرني غير واحد عن ابن جريج أنه قال سألت الزهري عن هذا الحديث عن
من هو فقال هو عن رجل من أهل الشام حدثنيه على باب عبد الملك بن مروان
9088 شيوخ من بني عنس من أهل داريا
سمعوا أبا هريرة
روى عنهم عمير بن هانئ العنسي
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد وحدثنا أبو البركات الخضر بن أبي طاهر
الفقيه عنه أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 740 - 741.
(2) بالأصل: " أسب " وفي المعرفة والتاريخ: بنت.
(3) زيادة منا للإيضاح.
(4) المعرفة والتاريخ 2 / 741.
118

ابن عمر بن أيوب المري (1) أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل السلمي أنا
أبو الحسن أحمد بن عمير بن هانئ العنسي أنه حدثهما عن شيوخ من عنس حدثوه
أنهم لما كانوا بصفين أتوا جبل الجودي ينظرون إلى موضع السفينة منه قال فبينا
نحن ننظر إلى آثارها وما بقي من حديدها إذا نحن بأبي هريرة ينظر إلى ما نظرنا إليه منها
فسلمنا عليه فرد السلام فقلنا له أخبرنا عن هذه الفتنة التي نحن فيها فقال أما إنكم
ستنصرون فيها على عدوكم ثم سكت وسكتنا فقال ما لكم لا تسألون فقلنا أخبرنا
فقال أما إنها ستكون بعدها فتن ما هذه عندها إلا كالماء بالعسل تترككم وأنت قليل
نادمون (2) ولتنزلن فارس أرضها يضطرب نشابها بين لعلع (3) وبارق (4) ولتنزلن الروم (5)
أرضها آمنة يضطرب نشابها وليخرجنكم من الشام كفرا كفرا إلى سنبك من الأرض يقال له
حسمى (6) جذام
9089 رجل من أهل الشام
حدث بدمشق عن رجل آخر عن عبد الرحمن بن عوف
روى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر
ابن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن
المبارك (7) أنا يونس بن يزيد عن الزهري أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أنه قدم وافدا على معاوية في خلافته قال فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من
أهل الشام ثم جلست فقال لي رجل منهم من أنت يا فتى قلت أنا إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عوف قال يرحم الله أباك أخبرني فلان لرجل سماه أنه قال والله لألحقن
بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلأحدثن بهم ولأكلمنهم قال فقدمت المدينة في خلافة عثمان بن

(1) تحرفت بالأصل إلى: المزني.
(2) بالأصل: نادمين.
(3) لعلع: منزل بين البصرة والكوفة، منه إلى بارق عشرون ميلا (معجم البلدان).
(4) بارق: ماء بالعراق وهو الحد بين القادسية والبصرة، وهو من أعمال الكوفة (معجم البلدان).
(5) تحرفت بالأصل إلى: " وكثيركن الرد من " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) حسمى جذام: جبال وأرض بين أيلة وجانب تيه بني إسرائيل الذي يلي أيلة (معجم البلدان).
(7) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 181 - 182 رقم 519.
119

عفان فلقيتهم إلا عبد الرحمن بن عوف أخبرت أنه بأرض له بالجرف (1) فركبت إليه حتى جئته
فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في يده فلما رآني استحيا مني فألقى المسحاة
واخذ رداءه فسلمت عليه وقلت له جئتك لأمر وقد رأيت أعجب منه هل جاءكم إلا ما
جاءنا وهل علمتم إلا ما قد علمنا فقال عبد الرحمن لم يأتنا إلا ما قد جاءكم ولم نعلم
إلا ما علمتم قال قلت فما لنا نزهد في الدنيا وترغبون ونخف في الجهاد وتتثاقلون
وأنتم سلفنا وخيارنا وأصحاب نبينا (صلى الله عليه وسلم) فقال عبد الرحمن لم يأتنا إلا ما قد جاءكم ولم
نعلم إلا ما قد علمتم ولكنا بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر
9090 رجل حدث عن عبد الله بن عمر
روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي
أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد وأبو الحسن سعد الخير بن محمد
الأنصاري قالا أنا أبو منصور نصر بن عبد الجبار بن عبد الله التميمي القزويني الزاهد قدم
علينا بغداد حاجا سنة ست وتسعين وأربع مائة أنا أبو يعلى الخليل بن عبد الله الخليلي
القزويني أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن العباس نا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي
حاتم أخبرنا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن
رجل من أهل دمشق أن عبد الله بن عمر كان يقول
إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول من قال هذه الكلمات ودعا بهن فرج الله همه وأذهب
حزنه وأطال سروره أن يقول اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك وفي قبضتك
ناصيتي في يدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بأحب أسمائك إليك
وباسمك الذي سميت به نفسك وبكل اسم أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو
استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن نور صدري وربيع قلبي وجلاء حزني
وذهاب همي
9091 شيخ من أهل دمشق
حدث عن أبي أمامة الباهلي
روى عنه يعلى بن عطاء

(1) الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.
120

أخبرنا أبو القاسم الكاتب أنا الحسن بن علي الواعظ أنا ابن مالك نا عبد الله
حدثني أبي (1) نا بهز نا حماد بن سلمة أنا يعلى (2) بن عطاء أنه سمع شيخا من أهل
دمشق انه سمع أبا أمامة الباهلي يقول كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل في الصلاة من الليل كبر
ثلاثا وسبح ثلاثا وهلل ثلاثا ثم يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه
ونفخه وشركه [13676]
9092 رجل من أهل دمشق
كان في عصر الصحابة له ذكر
أنبأنا أبو محمد ابن صابر السلمي أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا علي بن
الحسن الربعي نا أحمد بن عتبة بن مكين نا محمد (3) بن جعفر بن ملاس نا إبراهيم بن
يعقوب نا صفوان يعني ابن صالح نا ضمرة نا ابن شوذب عن أبي غالب صاحب أبي
أمامة قال
كنت بدمشق ورجل ينشد المال ورجل من التجار معي فقال لقد ذهب لي مال ما
مثله يرد قلت على ذاك لو أتيناه فسألناه فأتيناه فسألناه فقال قد وجدت مالا وهو في
المنزل فذهب بنا إلى منزله فلما نظر التاجر غلى خرجه قال ما لي فدفعه إليه فقال
صاحب المال خذ منه ما شئت قال (4) لا أرزؤك منه شيئا وما عندي عشاء ليلة ولقد
كنت من مالي في غنى قال فإذا هو قد لف الخرج بشريط وطرحه على حجارة في البيت
وكان المال أربعين ألف دينار
قال قال أبو غالب فقلت للتاجر كيف كان أمر مالك قال أتيت باب الفرما (5)
فخشيت من العشارين فوضعت الخرج على حمار وخليت سبيله فانطلق الحمار فلم
أجده (6)

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 277 رقم 22239 طبعة دار الفكر.
(2) تحرفت بالأصل إلى: علي، والمثبت عن المسند.
(3) زيادة لازمة منا للإيضاح ولتقويم السند.
(4) زيادة منا اقتضاها السياق.
(5) الفرما بالتحريك والقصر. مدينة على الساحل من ناحية مصر. وقيل هي مدينة قديمة بين العريش والفسطاط
(معجم البلدان).
(6) بالأصل: " أخذه " ولعل الصواب ما أثبت عن مختصر ابن منظور.
121

9093 رجل رحبي (1)
أظنه من أهل حمص
سمع واثلة بن الأسقع بدمشق
روى عنه العلاء بن عتبة اليحصبي
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي أنبأ أبو علي الأهوازي قراءة أخبرنا عبد الوهاب
الكلابي أنا ابن جوصا ثنا عمرو بن عثمان نا الحارث بن عبيدة عن العلاء بن عتبة
اليحصبي عن رجل من الرحبة أنه قعد في حلقة بدمشق فيها واثلة بن الأسقع الليثي فحدث
القوم فلما أرادوا أن يتفرقوا أخذوا في عيب علي حتى وصل ذلك إلى ذلك الرجل وكان
آخر من أراد القيام فتناوله واثلة بثوبه فأقعده فقال له أتعرف عليا هل رأيته
قال لا قال أفلا أحدثك عن علي قال بلى قال أتيت عليا أطلبه في منزله فلم أصبه فاستجابت
لي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت من تريد قلت أبا حسن قالت الساعة يأتيك من
هذه الناحية قال فجاء علي والنبي (صلى الله عليه وسلم) معه يتوكأ عليه فدخل على فاطمة وحسن وحسين
ثم دعا بمرط (2) فغشاهم به ثم قال اللهم هؤلاء أهلي ثم قال " إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (3) قال قلت يا رسول الله وأنا فاجعلني من
أهلك قال وأنت قال فوالله ما عندي شئ أرجى عندي منها [13677]
9094 رجل من حجور (4)
سمع أنس بن مالك بدير المران
روى عنه ثور بن يزيد الرحبي
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثني أبو مسعود المعدل عنه أنا أبو نعيم

(1) رحبي نسبة إلى رحبة، لعله أراد رحبة دمشق وهي قرية من قرى دمشق، بينهما مسيرة يوم. (معجم البلدان) أو من
رحبة مالك بن طوق وهي بين الرقة وبغداد، على الفرات (معجم البلدان)، والأول أشبه.
(2) المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان.
(3) سورة الأحزاب، الآية: 33.
(4) حجور بالفتح. قرية يمانية، سميت باسم حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن جشم بن حاشد... بن همدان،
وفي غوطة دمشق قرية حجور من همدان التي تدعي عين ثرماء وفيها من قبائل اليمن. (راجع معجم البلدان:
حجور 2 / 225) وغوطة دمشق لمحمد كرد علي (ص 167).
122

الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة نا محمد بن عائذ نا
الهيثم بن حميد نا ثور بن يزيد عن الحجوري قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الإيمان يمان إلى هذين الحيين من لخم وجذام وربيعة ومضر [13678]
كذا قال وقد اختصر متنه فأفسده
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
ابن عدي (1) نا الفريابي ثنا محمد بن عائذ الدمشقي نا الهيثم بن حميد ثنا ثور بن يزيد
عن الحجوري قال سمعت أنس بن مالك يقول وسأله الوليد بن عبد الملك بدير المران
حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الإيمان يمان
إلى هذين الحيين لخم وجذام وإن الكفر والجفاء في هذين الحيين ربيعة ومضر [* * * *]
قال الوليد قد سمعت هذا فحدثني غيره فصمت (2) أنس
9095 شيخ كبير من أهل دمشق
كان في عصر الصحابة
روى عنه حبان (3) بن زيد الشرعبي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها....... (4) عبد الله بن محمود البرزي
وأبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن أبي الرضا الأنطاكي قالا ثنا سعيد بن عبيد الله
ابن أحمد بن محمد بن فطيس ثنا المظفر بن برهان المقرئ أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
سعيد بن فطيس نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن........ (5) نا أبي الوليد أخبرني حريز
عن حبان بن زيد قال نفرنا مع صفوان بن عمرو وكان واليا على حمص قبل الأقسون (6) إلى
الجراجمة فلقيت شيخا كبيرا من أهل دمشق على رحالة قد سقط حاجباه على عينيه فيمن
أغاث فأقبلت فسلمت عليه فقلت يا عم لقد أعذر الله إليك قال فرفع حاجبيه فقال

(1) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 2 / 104 في ترجمة ثور بن يزيد الكلاعي.
(2) بالأصل: " فسمعت " خطأ، والتصويب عن الكامل لابن عدي.
(3) تحرفت بالأصل إلى: حيان، وهو حبان بن زيد الشرعبي، أبو خداش الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 96.
(4) كذا بياض بالأصل.
(5) كلمة غير واضحة بالأصل.
(6) كذا رسمها بالأصل.
123

يا ابن أخي إن الله استنفرنا خفافا وثقالا إنه من يحبه الله يبتليه ثم يعيذه فيقتنيه إنما يبتلي
الله من عباده من صبر وشكر وذكر ولم يعبد إلا الله
9096 حرسي كان لمعاوية بن أبي سفيان
حدث عن سهل بن الحنظلية (1)
روى عنه عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
نا عبد الله بن محمد نا داود بن رشيد نا حفص بن عمر يعني أبا سعيد الأنصاري الحلبي
عن أبيه عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت عن رجل كان في حرس معاوية قال
عرضت على معاوية خيل فقال لرجل من الأنصار يقال له ابن الحنظلية يا ابن الحنظلية ماذا
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في الخيل قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة وصاحبها معان عليها والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة لا
يقبضها [13679]
9097 شاب من قريش
وفد على معاوية
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ إجازة
وأنبأناه أبو القاسم عن رشأ أنا الشريف أبو جعفر مسلم بن الحسين الجعفري نا
أبو العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي (2) نا علي بن محمد بن يونس
الرقاشي قال قال الأصمعي عبد الملك بن قريب
خرجت ابنة لمعاوية بن أبي سفيان وجماعة من قريش جلوس فقال شاب من قريش
ما أكبر عجيزتها فدخلت إلى معاوية وهي تبكي فقال لها ما يبكيك قالت سفل بي أحد
القوم الذين بالباب فخرج معاوية وهو مغضب فقال أيكم سفل بالصبية فسكت القوم
فأعادها فقال الشاب أنا مازحتها يا أمير المؤمنين فقال معاوية أما والله لقد رأيت أمك

(1) سهل ابن الحنظلية الأنصاري الأوسي، له صحبة، والحنظلية أمه وقيل: أم أبيه، وقيل: أم جده، وهو سهل بن
عمرو، ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 167.
(2) ترجمته في سير الأعلام 16 / 113.
124

وهي تصرف بصحنها فتؤذي جليسها وما نظرت نفسها وإني لأعلم قريش بقريش (1) فقال
له الرجل مهلا فوالله إني لأعلم قريش بقريش فقال معاوية واحدة بواحدة ولكم
جوائزكم
9098 رجل من أهل البادية
وفد على معاوية في الكتاب الذي أخبرنا بنفعه أبو بكر محمد بن أبي نصر أنا عبد
الوهاب بن محمد أنا أبو محمد بن يوه أنا أبو الحسن اللنباني (2) نا ابن أبي الدنيا حدثني
الفضل بن إسحاق أنا شبابة بن سوار (3) الفزاري حدثني علي بن عاصم عن عمارة ابن أبي
حفصة عن عبد الله بن بريدة
أن أعرابيا كان على عهد معاوية فقالت له امرأته وبناته لو أتيت أمير المؤمنين فسألته
وأخبرته بما لك لعل الله يرزقك منه شيئا قال إنه ليس بيدي شئ فباعوا.... (4)
ومتاعا لهم وتجهز حتى أتى معاوية فدخل عليه وقد نصب في الطريق فرأى جماعة الناس
على معاوية فلم يقدر على كلامه فدار خلفه فقعد خلف السرير على متك بين وسادتين
فجعل يخفق برأسه لما لقي من العناء في طريقه قال ابن بريدة والشيخ إذا كان قاعدا كان
أكثر لنومه قال فنام فتفرق الناس عن معاوية لما أمسوا وخرج للمغرب ثم رجع فتعشى
وخرج لصلاة العشاء والشيخ نائم لا يعلم حتى ذهب هوي (5) من الليل فدخل معاوية إلى
أهله فانتبه الشيخ لما أصابه برد الليل فإذا هو بالسرج وإذا ليس في البيت أحد غيره فقام
فخرج إلى الدار فإذا الأبواب مقفلة فاسترجع وقال إنا لله جئت أطلب الخير فالآن أؤخذ
بظن أني حيث أغتال أمير المؤمنين فجعل يطلب مكانا يختبئ فيه إلى أن يصبح فلم يجد
فدخل تحت سرير معاوية فلما ذهب هوي من الليل إذا معاوية قد أقبل شيخ ضخم البطن
موشح بملحفة حمراء حتى قعد على السرير والشيخ ينظر وهو يسترجع في نفسه الآن
أقتل ثم قال معاوية يا غلام فأتاه بعض الوصفاء فقال انطلق إلى ابنة قرظة فادعها

(1) سقطت من الأصل وزيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
(2) تحرفت بالأصل إلى: اللبناني: بتقديم الباء.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " سول " والصواب ما أثبت، وهو شبابة بن سوار الفزاري، أبو عمرو المدائني، ترجمته في
تهذيب الكمال 8 / 261.
(4) غير مقروءة بالأصل.
(5) هوي من الليل يعني ساعة منه.
125

فأتاها فقالت لا أستطيع فرده إليها فقال عزمت عليك فجاءت تمشي ومعها جواري
يسترنها حتى صعدت على السرير معه فطرب للجواري (1) فكلمها معاوية ساعة ثم قال
عزمت عليك إلا نزلت فمشيت ورمى عنها ثيابها وبقيت في درع رقيق من قز يستبين منه
جميع جسدها فمشت فقال أقبلي ثم قال أدبري فأدبرت والشيخ ينظر إليها ثم أقبلت فإذا
هي ببريق عين الشيخ من تحت السرير فصاحت وقالت افتضحت وقعدت وتقنعت
بيديها فقام معاوية إليها فقال ما لك ويحك قالت رجل تحت السرير فأدخل معاوية يده
فأخذ برأسه فإذا شعيرات فجعل لا يقدر على أن يقبض على شعره فلما علم أنه شيخ كبير
تركه ولبست ابنة قرظة ثيابها وانطلقت إلى بيتها وخرج الشيخ إلى معاوية فقال يا أمير
المؤمنين لينفعني عندك الصدق قال هيه فقص عليه القصة فقال لا بأس عليك وجعل
معاوية يضحك وجعل يسائله فإذا أعرابي منكر لا يسأله عن شئ إلا أخبره فلما أصبح دعا
معاوية خصيا له فقال خذ بيد هذا الشيخ فأدخله على ابنة قرظة فقل لها إن هذا الشيخ الذي
تخلاك البارحة وللخلوة نحلة فأعطيه نحلته فأدخله الخصي عليها فأخبرها بما قال
معاوية فصاحت بالخادم فخرج وحبست الأعرابي وقالت ويحك ما قصتك فقص
عليها القصة فأعطته وأوقرت راحلته ثيابا وغير ذلك وقالت له إذا خرجت من عندي فلا
تقيمن في هذه البلاد فإن رآك أحد بها نكلت بك وخافت أن يقيم فكلما ذكره معاوية
دعاه وذكر له ما كان ثم قالت لغلام لها انطلق فاحمله على الراحلة وما معه ثم انخس
به حتى تخرجه من هذه الأرض فانطلق الأعرابي وقد أصاب حاجته
9099 مولى لشقيق أو ابن شقيق
من أهل البصرة قدم على معاوية له ذكر
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنا أبو الفضل الرازي انا جعفر بن عبد الله نا محمد
ابن هارون نا محمد بن بشار نا عبد الوهاب نا أيوب عن محمد قال
كان الذي بين شقيق بن عبد الله وبين عبد الله بن شقيق حس (2) فأخذ له زياد ساجا (3)
بثلاثين ألف درهم فبعث شقيق غلاما له إلى معاوية وقال إن أتيتني منه بكتاب فأنت حر

(1) تقرأ بالأصل: " ينظرون الجواري " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) حس أي شر.
(3) بالأصل: ساج، خطأ.
126

فبلغ ذلك زيادا فأخذ بالرصد قال فأراه قطع النهر بالسباحة فأتى معاوية فأخذ منه كتابا
إلى زياد برد ذلك المال وكان زياد بالكوفة وخليفته سمرة بن جندب (1) على البصرة فلما
قدم على زياد كتب له إلى سمرة فقال أصلحك الله عتقت مرتين ولم أعتق قال كيف
ذاك قال أعتقني مولاي وأعتقني أمير المؤمنين وأقدم على سمرة فيقتلني قال أما والله إن
كنت لأرجو ان أشتفي منك قال فكتب له إلى سمرة فلما قدم زياد خيره شقيق أو ابن
شقيق بين ثلاثين ألفا وبين آنية من فضة فاختار الآنية قال فقدم تجار من دارين (2) فباعهم
إياها بالعشر ثلاثة عشر ثم لقي أبا بكرة (3) فقال ألم تر كيف غبنتهم قال وكيف قال
فذكر له ذلك قال أقسمت لتردنها فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينهى عن مثل هذا
9100 رجل من بني المصطلق من خزاعة
شهد عند معاوية لزياد أنه ابن أبي سفيان تقدم ذكره في ترجمة زياد بن أسامة
الحرمازي
9101 رجل شيخ كان يشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم)
ويدخل على معاوية فيقوم له ويكرمه
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد ثنا أبو الحسين
عبد الوهاب بن جعفر الميداني نا أحمد بن علي بن عبد الله الحافظ حدثني عيسى بن أبي
سليمان الأندلسي نا محمد بن عبد الله البصري نا سهل بن محمد نا العتبي محمد بن
عبيد الله البصري (4) عن أبيه قال
كان معاوية بن أبي سفيان يقوم لشيخ في منزله إذا دخل عليه فقيل له أتقوم لهذا
الشيخ وأنت أمير المؤمنين قال نعم لأني رأيت فيه مشابها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنا أقوم
لذلك لا له
وهذا الرجل هو كابس بن ربيعة وقد تقدم ذكره في حرف الكاف

(1) هو سمرة بن جندب بن هلال، أبو سعيد، له صحبة، نزل البصرة ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 136.
(2) دارين: فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند (معجم البلدان).
(3) أبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي الطائفي، له صحبة، ترجمته في سير الأعلام 3 / 5.
(4) هو محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية، أبو عبد الرحمن البصري الأموي ترجمته في سير الأعلام 11 / 96.
127

9102 رجل من بني عمرو بن شيبان
كان عند معاوية حين ادعى زيادا وكان فيمن شهد لزياد أنه ابن أبي سفيان تقدم ذكره
في ترجمة زياد بن أسامة الحرمازي
9103 رجل قاص من أهل الأردن
وفد على معاوية
حكى عنه أبو عبيد الله مسلم بن مشكم
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي
الأزجي نا الحسن بن جعفر بن (1) الوضاح السمسار نا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن
الفريابي نا عبد الرحمن بن إبراهيم نا محمد بن شعيب أخبرني يزيد بن أبي مريم ثنا أبو
عبيد الله (2) قال
كنا مع معاوية بالجابية وكان يخرج إليها أبان العشب وفينا رجل يقص علينا من أهل
الأردن إذ قام رجل من ناحية الناس فقال ألا أخبركم بكلم يهتز لها عرش الرحمن وشجر
الجنة قلنا بلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير وهو على كل شئ
قدير يهتز لها عرش الرحمن وشجر الجنة ثم قال في أثر ذلك سبحان الله وبحمده ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي الكبير أعوذ بوجه الله الكريم من عذابه الأليم
9104 رجل من بني تيم الله بن ثعلبة
من أهل البصرة
وفد على معاوية له ذكر
أنبأنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى أنبأ سهل بن بشر أنا محمد بن الحسين بن
أحمد بن السري أنا الحسن بن رشيق نا يموت (3) بن المزرع نا محمد بن حميد نا أبو
عبيدة معمر بن المثنى قال

(1) هو الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح، أبو سعيد السمسار البغدادي الحرفي، ترجمته في سير الأعلام 16 /
369.
(2) يعني مسلم بن مشكم الخزاعي أبو عبيد الله الدمشقي ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 90.
(3) تحرفت بالأصل إلى: لون.
128

أوفد زياد إلى معاوية وفدا من أهل البصرة فيهم رجل من بني تيم الله (1) بن ثعلبة من
بكر بن وائل فلما دخلوا على معاوية قام التيمي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أمير
المؤمنين إن السامع المطيع (2) لا حجة عليه وإن السامع العاصي لا حجة عليه وإن الله إذا
أراد بقوم خيرا ولي أمرهم علماؤهم وقضى بينهم فقهاؤهم وجعل الأموال في سمحائهم
وإذا أراد بقوم سوءا ولي أمرهم سفهاؤهم وقضى في الأحكام جهلاؤهم وجعل الأموال في
بخلائهم قال فأحفظ معاوية ثم دعا له على رؤوس الناس بعطية جزيلة فقال خذها يا
أخا بني تميم أبخيل أنا فقال سبحان الله إذ لم تكن بخيلا فأخاف أن تكون مبذرا أو لكل
الناس أعطيت كما أعطيتني قال لا ولا يمكن هذا فقال التميمي فاجعل (3) نصيبي في
هذا الفئ أكثر من نصيب رجل من المسلمين ففرق (4) في ذلك الوفد معاوية مالا عظيما
وأمرهم بالشخوص إلى بلدهم وكتب إلى زياد لا تزال توجه إلي الرجل بعد الرجل فيقف
بين يدي مؤنبا أولى لك فلما قرأ الكتاب زياد قال علي نذر لأصلبن التيمي على أربع
جذوع ثم جعل ينتظر قدومه يوما يوما ويعد له المراحل حتى انتهى التيمي إلى بعض
المنازل فمات به وبلغ زيادا موته فبعث إلى ابن أخ له من أهل البصرة فقال عمك
الحروري يؤنب أمير المؤمنين فقال الفتى والله أيها الأمير ما استأمرتني فيه حين أردت
توجيهه ولا ضمنت لك سقطة إن جاءت على لسانه ولو انتخبته بعلمك واخترته برأيك فإن
جاءتك فلا عليك بل على نفسه وبعد فمهما كنت صانعا به أيها الأمير لو ظفرت به أهو
أكثر من أن تقتله فقد قتله الله وكفاك أمره فقال زياد يا سلم انطلق به فاحتبسه الليلة
حتى ينكل به غدا على رؤوس الناس فدفعه سلم (5) إلى غلام له فقال امض به إلى
الحبس (6) فمضى به الغلام فلما كانوا في بعض الطريق أفلته الفتى وفر هاربا وأنشأ يقول
* وأيقنت أني إن تلبثت (7) ساعة * على باب سلم (8) سار جسمي إلى قبري

(1) بالأصل: " تيم الكلاب " كذا، راجع جمهرة ابن حزم ص 315.
(2) تحرفت بالأصل إلى: الطبع.
(3) كذا بالأصل.
(4) بالأصل: فعرف، ولعل الصواب ما أثبت.
(5) بالأصل هنا: سالم.
(6) تحرفت بالأصل إلى: الجيش.
(7) تقرأ بالأصل: بليت، والمثبت " تلبثت " عن مختصر ابن منظور.
(8) بالأصل: سالم.
129

جميعا وشتى مدرجا في عباءة * فرأسي بعيد وهو أقرب من شبر
وجاء البخاريون يبتدرونني * عيون لهم خزر توقد كالجمر
عكوف على الأبواب من يؤمروا به (1) * فليس براء أهله آخر الدهر
عشية يدعوهم دويد ومن يجب * دويدا فقد لاقى العظيم من الأمر
ولله أيام أتين ثلاثة * غلبن علينا القوم من كل ذي صبر
تحدر فيهن المنايا تحدرا * كأن دماء القوم من راحهم تجري *
وكان زياد تواعد الناس بالقتل في ثلاثة أيام فقتل منهم خلقا كثيرا قال يموت دويد
هذا رجل من البخاريين على عذاب زياد
9105 رجل من كلب
بعثه معاوية إلى علي بن أبي طالب (2) عن قضية وقعت بالشام له ذكر
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن محمد أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن
أنبأ جعفر بن عبد الله بن يعقوب أنا أبو بكر محمد بن هارون الروياني نا خالد بن يوسف
ابن خالد أبو الربيع السمتي نا أبو عوانة نا سماك (3) عن حنش بن المعتمر
أن رجلا من أهل الشام قتل امرأته فأخذه والدها فرفعوه إلى معاوية فلم يدر ما يقول
فيها فأرسل أعرابيا من كلب إلى علي بن أبي طالب فأخبره خبرها فقال إن شاء أهل المرأة
أدوا إلى الرجل ديته ثم قتلوه وإن أحبوا أخذوا من القاتل نصف الدية وإنما هما امرأتان
برجل
9106 رجل من كلب
شاعر كان في عصر معاوية
حكى عيسى ابن لهيعة بن عيسى الحضرمي عن أبي خالد علوان بن داود البجلي ولم
يدركه عن أدهم بن محرز الباهلي قال
أجرى معاوية الخيل وفيها فرس له يقال له سالم فقال معاوية

(1) زيادة عن المختصر.
(2) غير واضحة بالأصل، والمثبت يوافق سياق الخبر التالي.
(3) تحرفت " نا سماك " بالأصل إلى: " باسما "، والصواب ما أثبت راجع ترجمة سماك بن حرب البكري الكوفي في
تهذيب الكمال 8 / 128.
130

* رأيت لسالم خيرا وشرا * فلا أدري لأيهما يصير *
فقال رجل من كلب من أهل البادية وكان له فرس في الحلبة يقال له المستنير ائذن لي
يا أمير المؤمنين أجبك وأعطني الأمان قال معاوية قد فعلت فقال الأعرابي
* تصير إلى التي أشفقت منها * إذا ما قيل جاء المستنير *
فجاء فرس أعرابي سابقا فقال له معاوية ويحك يا أعرابي لقد جئت بفأل له شأن
وأعطاه سبقه أربعة آلاف درهم
9107 رجل من المعمرين
من أهل نجران اليمن
وفد على معاوية
أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن بشران أنا
الحسين بن صفوان
أنبأنا أبو العلاء حمد بن مكي بن حسنويه القاضي بزنجان نا أبو سهل غانم بن محمد
ابن عبد الواحد بن عبيد الله الأصبهاني إملاء ثنا أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه نا عبد الله
ابن محمد بن أحمد السلمي نا أحمد بن محمد بن عبيد نا الحسين بن عبيد نا الحسين بن
علي بن عبد الله البزار عن علي بن عياش الحمصي نا إسماعيل بن عياش (1) عن عبد
الرحمن البجلي وغيره قالوا
قدم على معاوية رجل من نجران يقولون له يوم قدم عليه ما مئتا سنة فسأله عن
الدنيا فقال سنيات بلاء وسنيات رخاء يوم فيوم وليلة فليلة يولد مولود ويهلك
هالك فلولا المولد (2) باد الخلق ولولا الهالك ضاقت الدنيا بمن فيها فقال له سل
فقال عمر مضى فترده وأجل حضر فتدفعه (3) قال لا أملك ذلك قال لا حاجة لي إليك
ثم قال (4)

(1) تحرفت بالأصل إلى: عباس.
(2) بالأصل: " المولود ياد أو الخلق " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) بالأصل: فرفعه، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(4) الأبيات في تاج العروس: دهر - طبعة دار الفكر - ونسبها أبو عمرو بن العلاء لرجل من أهل نجد، ونقل عن ابن
بري أنها لعثير بن عبيد العذري، وقيل: هو لحريث بن جبلة العذري، ونسبها في البصائر لأبي عيينة المهلبي.
131

* استرزق الله خيرا وأرضين (1) به * فبينما العسر إذا دارت مياسير
وبينما المرء في الأحياء مغتبط * إذ صار رمسا تعفيه الأعاصير
كأنه لم يكن إلا تذكره * والدهر أهلكنا منه الدهارير (2) *
9108 رجل شاب من غسان
بعث معاوية إلى ملك الروم
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أبي طاهر أنا عبد الوهاب
الميداني أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الخطاب الملطي قدم علينا نا أبو
الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عباد البصري العطار نا محمد بن زكريا
الغلابي نا محمد بن عبيد الله الجشمي نا الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش عن
الشعبي قال
كان أول من سمر من الخلفاء واتخذ له أقوام معاوية وكان ملك الروم في زمانه فوق
ابن مورق بن هرقل بن قيصر بن فوق بن مورق بن الأصفر وكان معاوية يقول ما أردت
بالشام شيئا قط إلا ظننت أنه معي وكان ملك الروم يقول مثل ذلك فسمر معاوية ذات ليلة
ثم أوى فراشه فأرق فامتنع منه النوم فأراده فلم يستطعه حتى أسحر فسمع أصوات
النواقيس فأذته فلم يزل يتململ على فراشه حتى أصبح فلما صلى الفجر أمر بسريره فأبرز
إلى المسجد ونادى في الناس الصلاة جامعة فلما اجتمعوا أمر مناديا فنادى من يبيعني
نفسه فقام شاب من غسان فقال أنا يا أمير المؤمنين فقال بكم فقال بثلاث ديات أما
دية فلي وأما دية فاخلفها لأهلي وأما دية فاشتري لهم بها ضيعة فأعطاه أربعة آلاف دينار
ثم قال قد أجلتك ثلاثا فتهيأ وأفرغ من حوائجك ثم ائتني ففعل فإذا كتاب بين يدي
معاوية إلى ملك الروم فقال انطلق بهذا إلى صاحب الروم فإنك تجوز من موضع كذا إلى
كذا ومن كذا إلى كذا حتى تنتهي إلى الخليج فتحبس يوما ثم تجوز ثم تحبس يوما ثم
تدخل عليه وهو جالس على سريره وبطارقته حوله وقد وضع تاجه على رأسه فإذا عاينته (3)
فضع لنا كتابك ثم أدخل يديك (4) في أذنيك فأذن وقل الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله

(1) الأصل: وارفي، والمثبت عن تاج العروس.
(2) في تاج العروس: والدهر أيتما حين دهارير.
(3) بالأصل: ينته، والمثبت عن المختصر.
(4) كذا وفي المختصر: إصبعيك.
132

إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حتى تفرغ قال فخرج الغساني قال فوالذي لا إله غيره
لكن معاوية كان معه في كل ما كان حتى أدخلت عليه وهو على سريره وتاجه على رأسه
وبطارقته (1) عنده فلما عاينته وضعت كتابي ثم رفعت صوتي بالآذان فانتضوا سيوفهم ثم
أقبلوا نحوي ووثب عن سريره يخصر حتى كان بيني وبينهم فاستدبرني واستقبلهم ثم
قال أف لكم كنت أظنه يقاس برأيكم فإذا رأيكم قد عجز عنكم ارجعوا فما رجعوا إلا
بعد شر (2) فلما عادوا إلى مجالسهم قال أتدرون ما قصة هذا قالوا لا قال تجدون
معاوية أرق فسمع أصوات النواقيس فآذنه وقد علم النصارى بالشام لهم أنصاف منازل
المسلمين وأنصاف مساجدهم وقد عاهدهم على ذلك من هو أفضل منه من أهل دينه فلم
يستطع نقضه فقال من يبيعني نفسه فتجدون هذا اليابس ولم يأخذ لنفسه ثمنها فوجهه
وأمره بما سمعتم لتستحلوا به قتله ويستحل بذلك قتل من بالشام من النصارى وهدم
كنائسهم قال يقول الغساني والذي لا إله غيره ما علمت ما أراد بي معاوية إلا تلك
الساعة قالوا أيها الملك ما تصنع به قال فنحسن جائزته ونرد جواب (3) كتبه ونمضيه إلى
صاحبه فما أتت على معاوية إلا ثمانية وأربعين ليلة حتى إذا للغساني عنده فلما رآه معاوية
قال أفلت وانحص الذنب (4) قال يا أمير المؤمنين إنك والله عرضتني للقتل قال أما والذي
لا إله إلا هو لو قتلك ما تركت فيما بين العريش إلى الفرات نصرانيا إلا قتلته وسبيت ذريته
ولا كنيسة إلا هدمتها ولكن اللعين كان أوفى بالذمة (5)
9109 رجل كان في زمان معاوية
ولقب أم عمار له ذكر
أنبأنا أبو بكر محمد بن طرخان بن بلبكين أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد
الباقي بن طوق قال قرئ على أبي القاسم عبد الله بن علي بن عبيد الله الرقي نا أبو أحمد

(1) بالأصل: وبطارقة.
(2) بالأصل: الأسر.
(3) بالأصل: جوابان.
(4) قول: أفلت وانحص الذنب. مثل. في النهاية: أفلت، وفي اللسان: أفلت. يضرب المثل لمن أشفى على الهلاك
ثم نجا. وقال أبو عبيد: يضرب في إفلات الجبان من الهلاك بعد الإشفاء عليه.
(5) بالأصل: " بالمدينة " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
133

عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد أنا ثعلب عن
ابن الأعرابي عن رجاله عن ابن عياش قال
خطب معاوية وكان خليفة فقال في خطبته ولم يتم البيت لأنه كان على المنبر (1)
* إذ الناس ناس (2) والزمان بعزة (3)
وأعادها ولم يتم البيت لأنه على المنبر فظن بعض العامة أنه أشكل (4) عليه البيت
وأنه يريد من يتممه له فقام قائما فقال
* وإذا أم عمار صديق مساعف
قال فقال له اسكت يا أم عمار ما أردنا هذا منك قال فبقي عليه لقبا فكان إذا مر
بالصبيان صاحوا يا أم عمار يا أم عمار حتى رمي بالآجر
9110 أعرابي
حدث له مع معاوية محاورة وحكى (5) عنه
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني ونقلتها من خطه حدثني أحمد بن علي الحافظ انا
أبو العباس عيسى بن يحيى النحوي انا القاسم بن بشار (6) الأنباري نا عبد الله بن رستم
البصري نا محمد بن قادم النحوي عن أبان بن ثعلب قال
خطب معاوية يوما فقال في خطبته إن عاملا لنا بمكان كذا وكذا كتب إلي يذكر أن بني
قشير كان منهم إليه أمر لهمت أن أجد من كان منهم في البر (7) فأحمله في البحر في السفن
ثم أحرقها عليهم فلا أبقي منهم أحدا فقام إليه أعرابي من عرض الناس عليه عباءة يرفعها
من جانب وتسقط من آخر فقال يا معاوية أما والله لو أردت ذلك لجاءك مائة ألف أمرد

(1) البيت لأوس بن حجر، ديوانه ط صادر ص 74.
(2) بالأصل: يأتين، والمثبت عن الديوان.
(3) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " بعرة " وفي المختصر: " بغرة " والمثبت عن الديوان.
(4) بالأصل: " أشول " والمثبت عن المختصر.
(5) في المختصر: وحلم.
(6) تحرفت بالأصل إلى: يسار.
(7) تحرفت بالأصل إلى: أكثر، والمثبت عن المختصر.
134

على مائة ألف أجرد فجعلوا صدرك (1) ترسة لرماحهم (2) فقال اسكت أيها الغراب
الأبقع (3) فقال إن الغراب الأبقع يحجل إلى الرخمة البيضاء فينقر رأسها ويستخرج
دماغها فيأكله فأعرض عنه معاوية وأخذ في خطبته فقال له عمرو بن العاص يا أمير
المؤمنين ما هذه الاستكانة أما رأيت ما قال لك فقال يا أبا عبد الله والله لنخلي بينهم
وبين ألسنتهم ما خلوا بيننا وبين ملكنا
9111 رجل من كنانة
أو من بكر بن وائل حدث له محاورة مع معاوية
أخبرنا أبو بكر بن كرتيلا أنا أبو بكر الخياط أنا أبو الحسين بن السوسنجردي (4)
أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب حدثني أبي حدثني أبو عمرو
محمد بن مروان السعدي حدثني يوسف بن موسى نا عبد الله بن حشف (5) حدثني
محمد بن أحمد النرسي عن أبيه قال
خطب معاوية بن أبي سفيان الناس فقال أيها الناس إن أمير المؤمنين عثمان بن عفان
ولأني بعض ما ولاه الله عليه فوالله ما خنت ثم وليت الأمر فيما بيني وبين الله عز وجل
فهل ترون خللا (6) قال فوثب رجل من كنانة (7) أو من بكر بن وائل فقال نعم والله يا
معاوية خللا كخلل (8) المنخل قال فقال أقعد أقعد الله رجليك كأني بك وقد ارتبطت
عشر أعنز في مثل حافر عير معهن تيس تحتلبهن قال والله إن قلت ذاك إن ثم (9) لحسبا
غير ذميم والله ما قتلت نفسا (10) حراما ولا أكلت مالا (11) حراما أنت أذل وأخزى من

(1) تحرفت بالأصل إلى مدرك، والمثبت عن المختصر.
(2) بالأصل: لرماهم، والمثبت عن المختصر.
(3) الغراب الأبقع: الذي فيه سواد وبياض.
(4) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " السوسعوري " والمثبت والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى: سوسنجرد، قرية
بنواحي بغداد.
(5) كذا رسمها بالأصل، ولم أتبينه، ولعلها: خبيق.
(6) اللفظة غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها: " حالا " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(7) اللفظة غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(8) بالأصل: " حالا كحال ". والمثبت عن المختصر.
(9) بالأصل: " إنك " والمثبت: " إن ثم " عن المختصر.
(10) تقرأ بالأصل: بغتة، والمثبت عن المختصر.
(11) بالأصل: " الا " والمثبت عن المختصر ".
135

ذلك اسكت دق الله فاك قال لا بل أذهب حيث لا أرى شخصك ولا سمع صوتك
قال أبعد وأبعد قال لئن طرت بك لأطيرن بك طيرة بعيدا وقوعها قال (1) الأعرابي
فهل إلا إلى الله ثم تقع يا معاوية وأنا أستغفر الله
9112 رجل وفد على معاوية فلقي الخضر عليه السلام
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي وأبو الحسن علي بن مسلم الشافعي
قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو بكر الخرائطي نا إبراهيم بن
هانئ نا أصبغ بن الفرج المصري نا عبد الله بن وهب
ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد قالا أنا أبو
عثمان سعيد بن محمد بن أحمد أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد السليطي نا عبد
الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب قال حدثني
وفي حديث الخرائطي عن عمر بن محمد عن مسلم بن أبي مريم قال
خرج رجل إلى معاوية زاد الخرائطي ابن أبي سفيان فلقي الخضر فقال له لعلك
تريد هذا الرجل قال نعم قال فإذا أردت الدخول عليه فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل
اللهم اجعل بدو يومي هذا صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا وأسألك باسمك زاد ابن
مسلم (2) الأحد وقالا الكبير الوتر (3) المتعال ثم سل حاجتك فدخل الرجل على
معاوية ونسي أن يصنع ما أمر به فلم يلتفت إليه زاد ابن مسلم معاوية قالا فلما كان
بعد صنع الذي أمر به فقال معاوية سحرتني والذي نفسي بيده لقد جئتني وما أريد ان
أعطيك شيئا فأخبره بالذي قيل له فأعطاه وأحسن إليه
9113 رجل دخل على معاوية بعد طول مقامه ببابه وقال في ذلك شعرا
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنا أحمد بن محمد بن عمر نا ابن أبي الدنيا حدثني المفضل بن غسان نا روح بن
الزبرقان الثقفي

(1) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، استدركت الفقرة عن مختصر ابن منظور.
(2) يعني " عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني " نسبة إلى جده.
(3) ليست في مختصر ابن منظور.
136

أن رجلا طال مقامه بباب معاوية ثم أذن له فقال يا أمير المؤمنين انقطعت إليك
بالأمل واحتملت جفوتك بالصبر وليس لمقرب أن يأمن وليس لمباعد أن يأنس (1) وكل
صائر إلى حظه من رزق الله فقال معاوية هذا كلام له ما بعد فأمر بعهده له إلى فلسطين
فقال الرجل
* دخلت على معاوية بن حرب * وكنت قد يئست من الدخول
وما أدركت ما أملت (2) حتى * حللت محله الرجل الذليل
وأغضيت العيون على قذاها * ولم أنظر إلى قال وقيل *
9114 رجل من كلب
دخل على معاوية
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد أنا أبو
الحسين أحمد بن عبد الله أنا أحمد بن أبي طالب علي بن محمد حدثني أبي حدثني أبو
عمرو محمد بن مروان بن عمر حدثني يوسف بن موسى المروروذي نا عبد الله بن خبيق
حدثني محمد بن أحمد القرشي قال
دخل رجل من كلب على معاوية فقال يا أمير المؤمنين إن لي في بيت مال المسلمين
حقا ولي رحم فقال أما ما ذكرت فيما لك في بيت مال المسلمين فقد صرفناه (3) وأما
رحمك فما هي قال إن أم إلياس بن مضر كانت امرأة من كلب قال فقال معاوية
وأبيك (4) لقد منت برحم بعيدة وعنده ابن عباس فقال لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن الله ليعذب على قطيعة الرحم التي تلقاك إلى ثلاثين أبا
قال فقال له الله عليك لقد سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سل حاجتك قال مائة ألف
أشتري بها دارا قال هي لك قال مائة ألف أقضي بها تجارا قال هي لك قال مائة
ألف اشتري بها عقارا قال هي لك قال ابن الأعرابي يا أبه أبرمت أمير المؤمنين قال
فنتف رأسه بيده ثم قال اسكت إنما أمير المؤمنين كما قال خال بني جبار

(1) كذا بالأصل، ولعل الصواب: ييأس.
(2) بالأصل: " أحب " والمثبت لتقويم الوزن عن المختصر.
(3) كذا، وفي المختصر: عرفناه.
(4) بدون إعجام بالأصل واللفظة غير واضحة، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
137

* نميل على جوانبه كأنا * إذا ملنا نميل على أبينا
نقلبه لنخبر حالتيه * فنخبر منهما كرما ولينا *
9115 رجل من همدان شاعر
قدم على معاوية
حكى عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري عن عيسى بن
داب عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق قال
كان لمعاوية فرس يقال له البشير قد سبق عليه سوابق أهل الشام فقيدت إليه في
خلافة عثمان أفراس العرب في حلبة قد استعد لها معاوية وقدم رجل من مدد همدان فرأى
الناس يحفلون (1) نحو الحلبة فقال لهم ما هذا فأخبر فبادر إلى معاوية بفرس له يقال له
المستطير قدم راكبا عليه من اليمن فقال أيها الأمير قدمت الساعة من شبام (2) على فرسي
هذا وهو يعجبني فسمعت بهذه الحلبة فأسرعت به فقال له معاوية فرسك مخبل (3)
وليس بمخبل وهو بعد نضي (4) وجي (5) فقال أنشدك الله يا ابن الكرام فأمر بفرسه فختم
وأنفذ مع الخيل إلى المقوس (6) وقعد معاوية يتشوف (7) لها ثم أنشأ يقول
* أخاف على البشير وأتقيه * فما أدري إلى ماذا يحور *
فقال الهمداني أتأذن لي في جواب ما قلت أيها الأمير قال هات لله أبوك فقال *
يحور إلى التي أرجو سناها * إذا ما قيل هذا المستطير *
فضحك معاوية وصاح الناس الخيل الخيل وطلع المستطير فرس الهمداني
وكان معاوية جعل لمن سبق البشير أربعين أوقية ذهب وفريضة في الشرف وفرائض
لعشرة رجال من قرابته أو عشيرته فشاطر معاوية الهمداني في فريضته ووفر عليه السبق
وفرائض عشرة من أهل بيته فقال الهمداني

(1) رسمها بالأصل: " يجلسون " والمثبت عن مختصر ابن منظور، ويقال: حفل
الناس احتشدوا واجتمعوا (اللسان: حقل).
(2) شبام: جبل عظيم بينه وبين صنعاء يوم وليلة (معجم البلدان).
(3) مخبل: الفرس الذي يمنعه وجعه من الانبساط في المشي.
(4) نضي: هزيل.
(5) وجي: يقال وجي الفرس هو أن يجد وجعا في حافره.
(6) المقوس: الخيل الذي تصف عليه الخيل عند السباق.
(7) بالأصل: " سسرف " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
138

* ألا ليت الرياح إذا استطرت (1) * تبشر أهلنا كنفي شبام
بأن المستطير أهل يهوي * أمام الخيل في جمع السنام
ولم يسكن وجاه بعد شهر * وعشر سنين محتفر الظلام
فأبت بسبقه وعلوت حدا * على شرف الفرائض والكرام
فبعث إليه معاوية فشترى منه المستطير بألف دينار فسبق عليه العرب أيامه كلها
9116 رجل أرسله علي إلى معاوية رضي الله عنه
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنا الحسن بن
أحمد بن إبراهيم بن الحسين ثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال وحدثني خلاد بن يزيد
الجعفي نا عمرو بن شمر الجعفي نا جابر الجعفي عن عامر الشعبي قال
ادعى أبو جعفر محمد بن علي....... (2) خلاد قال لما ظهر أمر معاوية بالشام
وتابعوه على أمره دعا علي رجلا فأمره أن يتجهز وأن يسير إلى دمشق وأمره إذا دخل إلى
دمشق أناخ راحلته بباب المسجد ثم يدخل المسجد ولا يحط عن راحلته من متاعها شيئا
فلا يكفي عن نفسه من.... (3) السفر شيئا وقال له إنك إذا فعلت ورأوا أثر الغربة والسفر
عليك سيسألونك من أين أقبلت.... (4) يذكر حكاية قد سقتها في ترجمة معاوية
9117 رجل استسقى به معاوية كان مجاب الدعوة
أخبرنا أبو القاسم الخضر (5) بن عبدان أنا محمد بن علي بن أحمد بن المبارك أنا
عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان أنا عبد الوهاب الكلابي نا أحمد بن الحسين بن
طلاب نا هشام بن عمار ثنا الوليد نا عثمان بن أبي العاتكة
ان معاوية بن أبي سفيان خرج فاستسقى فجعل يقول قم يا فلان قم يا فلان فقيل
له إن في قرية كذا وكذا رجلا مجاب الدعوة فأرسل إليه فأتى على حماره وهو
مسمط (6) إداوة له لأن لا تأتي عليه حالة إلا وهو فيها متوضئ فقال له معاوية أردنا أن

(1) الأصل: " استطرف " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) كلمة غير واضحة بالأصل.
(3) كلمة غير واضحة بالأصل.
(4) كلمتان غير مقروءتين بالأصل.
(5) بالأصل: الحصري.
(6) مسمط إداواة. أي معلق إداوة.
139

تستقي لنا فاستعفاه فأبي أن يعفيه فأتى إداوته فأحدث وضوءا ثم صلى ركعتين ثم
استسقى وعزم على ربه فقال ارفعوا أيديكم قال فما فرق بينهم إلا المطر حيث يصلي
حتى جرى الماء من تحته فأتاه أهل قريته فاحتملوه وقال اللهم إن معاوية أقامني مقام
سمعه ورياء فاقبضني إليك فقبض قبل الجمعة
9118 رجل من ولد خلف الجمحي
كان من أصحاب معاوية
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي أنا أبو بكر محمد بن علي المقرئ أنا
أحمد بن عبد الله بن الخضر أنا أحمد بن أبي طالب حدثني أبي علي بن محمد حدثني
أبو عمرو السعيدي حدثني جعفر بن أحمد بن معدان نا الحسن بن جهور نا القاسم بن
عمرو مولى أبي أيوب المكي عن أبن داب قال
بلغني أن شابا من قريش من بنى جمح..... (1) الجمحي وكان مع معاوية بصفين
وكان فارس أهلها والذي رد الأشتر عن معاوية بعدما غشية دخل على معاوية فقال يا أمير
المؤمنين إنا تركنا الحق عيانا وعلي بن أبي طالب يدعو إليه في المهاجرين والأنصار
وبايعناك على ما قد علمت ثم طاعنت عنك أشد أهل العراق بعد ما غشيك حتى إذا نلت ما
رجوت وأمنت ما خفت جعلت الدهر أربعة أيام يوما لسعيد بن العاص ويوما لمروان بن
الحكم ويوما لعمرو بن العاص ويوما للمغيرة بن شعبة وصرنا لا في عير ولا في (2)
نفير (3) ثم خرج من عنده وهو يقول
* أظن قريشا باعثي الحرب مرة * عليك ابن هند أو تجر الدواهيا
أيوم لمروان ويوم لصهره * سعيد ويوم للمغير معاويا
ويوم لعمرو والحوادث جمة * وقد بلغت منا النفوس التراقيا
أتنسى بلائي يوم صفين والقنا * رواء وكانت قبل ذاك صواديا
أو الأشتر النخعي في مرجحنة * يمانية يدعو ربيسا يمانيا

(1) كلمة غير واضحة بالأصل.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لاقتضاء السياق عن مختصر ابن منظور.
(3) قوله: فلان لا في العير ولا في النفير، مثل لقريش من بين العرب، يضرب لمن لا يستصلح لمهم (تاج العروس:
نفر).
140

وطاعنت عنك الخيل حتى تبددت * بداد بنات الماء أبصرن بازيا
تركنا عليا في صحاب محمد * وكان إلى خير الطريقة داعيا
فلما استقام الأمر من بعد ميله * وزحزح ما تخشى ونلت الأمانيا
دعوت الألى كانوا لملكك آفة * وخلت مقامي حية وأفاعيا *
فبعث إليه معاوية وعنده وجوه قريش فقال يا ابن أخي إني مثلت بين تركي إياك
وبين معاتبتك فوجدت معاتبتك أبقى لك وأيم الله ما أخاف عليك نفسي ولكنني أخاف
عليك من بعدي فإني رأيتك رحب الذراعين بمساءة عمل شديد التقحم عليه فلتضق به
ذرعك ولتقل علي تقحمك فإنك لست كلما شئت تجد من يحمل سفهك فخرج الفتى
من عنده وقد استحيا وارتدع وأنشأ معاوية يقول
* أيا من عذيري من لؤي بن غالب * فنخشى كلبا كاشر الناب عاويا
فما لي ذنب في لؤي بن غالب * سوى أنني دافعت عنها الدواهيا
وأني لبست الجود والحلم فيهم * وأمن رماهم بالأذى قد رمانيا
فأصبحت ما ينفك صاحب سوءة * يقوم بها بين السماطين لا هيا
فإن أنا جازيت السفينة بذنبه * فمنها يميني أفردت من شماليا
وإن أنا لم أجز السفيه بذنبه * لوى رأسه وازداد غيا تماديا
فوليتهم أذني وكانت سجيتي * ليالي لم أملك وإن كنت واليا
فكم قائل إما هلكت لقومه * وقائله لا تبعدن معاويا
وإني لكم عود ذلول موقر * يقل الألى ينهاهم ما نهانيا *
قال ونا السعدي حدثني موسى بن محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبي مخنف
حدثني الصقعب عن محمد بن سليم بمثله وزاد في آخر الخبر بعد الشعر
ثم دعا بالفتى فعقد له على كور الشام وزاد في شعر معاوية بعد البيت الثالث
* ألم أعف عن أهل الذنوب وأعطهم * عطية من لا يحسب المال فانيا *
9119 حرسي لمعاوية
حكى عن معاوية
حكى عنه عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن
141

أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم البسري نا ابن عائذ أخبرني
الوليد بن مسلم اخبرني مبشر بن إسماعيل عن جعفر بن برقان عن أبي عبد الله
حرسي (1) عمر بن عبد العزيز قال (2) سمعت عمر بن عبد العزيز يقول
حدثني حرسي معاوية أنه قدم على معاوية بطريق من الروم يفرض عليه جزية الروم
عن كل من بأرض الروم من كبير أو صغير جزية دينارين إلا عن رجلين الملك وابنه فإنه لا
ينبغي للملك وابنه أن يجزيا فقال معاوية وهو في كنيسة من كنائس دمشق لو قسم (3) لي
دنانير جزية حتى يملأوا هذه الكنيسة لا يجزى الملك وابنه ما قبلتها منكم فقال الرومي لا
تماكرني فإنه لا يماكر أحد مكرا إلا معه كذب (4) فقال معاوية أراك تمازحني فقال الرومي
إنك اضطررتني إلى ذلك غزوتني في البر والبحر والصيف والشتاء أما والله يا معاوية ما
تغلبونا بعدد ولا عدة ولوددت أن الله جمع بينكم وبيننا في مرج ثم خلا بيننا وبينكم ورفع
عنا وعنكم النصر حتى ترى قال معاوية ما له قاتله الله إنه لبعرف أن النصر من عند الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أحمد بن أبي عثمان انا الحسن بن الحسن بن
علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا أحمد بن إبراهيم نا مبشر
الحلبي نا جعفر بن برقان قال حدثني أبو عبد الله الحرسي قال حدثني رجل من حرس
معاوية قال بعث طاغية الروم إلى معاوية يفرض عليه الجزية فقال له الرمي يا معاوية لا
تماكرني لاتخذ مكر (5) إلا ومعه كذب
قال ابن عساكر (6) ولم يذكر عمر بن عبد العزيز
9120 رجل يسمر عند معاوية
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأ سهل بن بشر أنا أبو رجاء هبة الله بن محمد بن علي

(1) تحرفت بالأصل إلى: حدثني.
(2) تقدمت الحكاية في ترجمة أبي عبد الله حرسي عمر بن عبد العزيز، قريبا، راجع تراجم الكنى باب: أبي
عبد الله.
(3) في الحكاية المتقدمة: صببتم.
(4) رسمها بالأصل: " لرب " والمثبت عن الرواية المتقدمة.
(5) كذا بالأصل: " لا تخذ مكر " انظر الرواية السابقة.
(6) زيادة منا للإيضاح.
142

الشيرازي أنا أبو العباس عبد الملك بن الحسين الشيرازي نا الطيب بن علي نا محمد بن
خلف القاضي نا محمد بن أيوب التميمي قال
سمر الناس عند معاوية فقال له رجل ألا أخبرك عن زوجتي قال بلى قال ولدت
إحداهما غلاما والأخرى جارية فخرجت أم الغلام ترقصه وهي تقول
* يا ليته راح في الغزي *
على جواد مشرف علي *
فآب بالمغنم والسبي *
فألحق الفقير بالغني
فلم تزل تردد ذلك حتى أغضبت أم الجارية فخرجت بابنتها ترقصها وهي تقول
* وما علي أن تكون جارية *
تمشط رأسي وتكون الغالية *
وترفع الفاضل من ردائية *
حتى إذا ما بلغت ثمانية *
زوجتها عتبة أو معاوية *
أصهار صدق ومهور غاليه
فضحك معاوية وقال وأبيها إن عتبة ومعاوية عنها لمشغولان وأمر لها بأربعة
آلاف
9121 رجل من بنى عذرة
وفد على معاوية متظلما من ابن أخته
أم الحكم أمير الكوفة
قرأت على أبي منصور محمد بن عبد الملك عن أبي محمد الجوهري نا محمد بن
العباس بن حيوية أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان حدثني محمد بن عبد الرحمن
القرشي نا محمد بن عبيد نا....... (1) عن هشام بن عروة قال

(1) غير واضحة بالأصل، ونميل إلى قراءتها: محيف.
143

أذن معاوية بن أبي سفيان للناس يوما فكان فيمن دخل عليه فتى من بنى عذرة فلما
أخذ الناس مجالسهم قام الفتى العذري بين السماطين ثم أنشأ يقول
* معاوي يا ذا الفضل والحلم والعقل * وذا البر والإحسان والجود والبذل
أتيتك لما ضاق في الأرض مذهبي * وأنكرت مما قد أصبت به عقلي
ففرج كلاك الله عني فإنني * لقيت الذي لم يلقه أحد قبلي
وخذ لي هداك الله حقي من الذي * رماني بسهم كان أهونه قتلي
وكنت أرجي عدله إذ أتيته * فأكثر تردادي مع الحبس (1) والكبل (2)
فطلقتها من جهد ما قد أصابني * فهذا أمير المؤمنين من العدل (
فقال معاوية بارك الله عليك ما خطبك فقال أطال الله بقاء أمير المؤمنين إنني
رجل من بني عذرة تزوجت ابنة عم لي وكانت لي صرمة (3) من إبل وشويهات فأنفقت ذلك
عليها فلما أصابتني نائبة الزمان رغب عني أبوها وكانت جارية فيها (4) الحياء والكرم
فكرهت مخالفة أبيها فأتيت عاملك ابن أم الحكم فذكرت ذلك له وبلغه جمالها فأعطى
أباها عشرة آلاف درهم وتزوجها وأخذني فحبسني وضيق علي فلما أصابني مس الحديد
وألم العذاب طلقتها وقد أتيتك يا أمير المؤمنين وأنت غيث المحروب وسند المسلوب
فهل من فرج ثم بكى وقال في بكائه
* في القلب مني نار * والنار فيها شنار
وفي فؤادي جمر * والجمر فيه شرار
والجسم مني نحيل * واللون فيه اصفرار
والعين تبكى بشجو * فدمعها مدرار
والحب داء عسير * فيه الطبيب يحار
حملت منه عظيما * فما عليه اصطبار
فليس ليلي ليلا * ولا نهاري نهار

(1) بالأصل: " الجيش " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) الكبل: قيد ضخم.
(3) الصرمة من الإبل: القطعة الخفيفة منها.
(4) بالأصل: منها.
144

فرق له معاوية وكتب له إلى ابن أم الحكم كتابا عظيما وكتب في آخره
* ركبت أمرا عظيما لست أعرفه * أستغفر الله من جور امرئ زاني
قد كنت تشبه صوفيا له كتب * من الفرائض أو آيات فرقان
حتى أتاني الفتى العذري منتحبا * يشكو إلى بحق غير بهتان
أعطي الإله عهودا لا أخيس بها * أو لا فبريت (1) من دين وإيمان
إن أنت راجعتني فيما كتبت به * لأجعلنك لحما بين عقبان
طلق سعاد وفارقها بمجتمع * أشهد على ذلك نصرا وابن ظبيان
فما سمعت كما بلغت من عجب * ولا فعالك حقا فعل إنسان *
فلما ورد كتاب معاوية على ابن أم الحكم تنفس الصعداء وقال وددت أن أمير
المؤمنين خلى بيني وبينها سنة ثم عرضني على السيف وجعل يؤامر نفسه في طلاقها فلا
يقدر فلما أزعجه الوفد (2) طلقها ثم قال يا سعاد اخرجي فخرجت شكلة (3) غنجة ذات
هيئة وجمال فلما رآها الوفد قالوا ما تصلح إلا لأمير المؤمنين لا لأعرابي وكتب جواب
كتابه
* لا تحنثن أمير المؤمنين فقد * أوفى بعهدك في رفق وإحسان
وما ركبت حراما حين أعجبني * فكيف سميت باسم الخائن الزاني
وسوف تأتيك شمس لا خفاء بها * أبهى البرية من إنس ومن جان
حوراء يقصر عنها الوصف إن وصفت * أقول ذلك في سري وإعلاني *
فلما ورد الكتاب على معاوية قال إن كانت أعطيت حسن النغمة مع هذه الصفة فهي
أكمل البرية فاستنظقها فإذا هي أحسن الناس كلاما وأكملهم شكلا ودلا فقال يا اعرابي
هل من سلو عنها بأفضل الرغبة قال نعم إذا فرقت بين رأسي وجسدي ثم أنشأ الأعرابي
يقول
* لا تجعلني والأمثال تضرب لي * كالمستغيث من الرمضاء بالنار
أردد سعاد على حيران مكتئب * يمسي ويصبح في هم وتذكار

(1) كذا.
(2) بالأصل: الوعد، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) الشكل: غنج المرأة وغزلها وحسن دلها.
145

قد شفه قلق ما مثله قلق * وأسعر القلب منه منه أي إسعار
والله والله لا أنسى محبتها * حتى أغيب في رمنس وأحجار
كيف السلو وقد هام الفؤاد بها * وأصبح القلب عنها غير صبار *
قال فغضب معاوية غضبا شديدا ثم قال لها اختاري إن شئت أنا وإن شئت ابن أم
الحكم وإن شئت الأعرابي فأنشأ سعاد تقول
* هذا وإن أصبح في أطمار * وكان في نقص من اليسار
أكبر عندي من أبي وجاري * وصاحب الدرهم والدينار
وأخشى إذا غدرت حر النار
فقال معاوية خذها لا بارك الله لك فيها فأنشأ الأعرابي يقول
* خلوا عن الطريق للأعرابي *
ألم ترقوا ويحكم لأبي
فضحك معاوية وأمر له بعشرة آلاف درهم وناقة ووطاء وامر بها فأدخلت في بعض
قصوره حتى انقضت عدتها من ابن أبي الحكم ثم أمر بدفعها إلى الأعرابي
9122 شاعر أغزاة معاوية
يقال إنه النجاشي ويقال هو أبو المهلهل الصدائي
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ نا الوليد قال فحدثني
إسماعيل وغيره أن معاوية بن أبي سفيان كان يغزي أهل اليمن دون غيرهم فاجتمعوا بعكا
فقام رجل فقال
ألا أيها الناس الذين تجمعوا * بعكا أناس أنتم أم أباعر
أتترك قيس ترتعي في بلادها * ونحن نسامي البحر والبحر حاصر (1) *
قال ابن عبيد وقد سمعت من ينشد هذه الأبيات على غير ما ذكرها الوليد *
ألا أيها الناس الذين تجمعوا * بعكا أناس أنتم أم أباعر

(1) كذا بالأصل: حاصر، وفي مختصر ابن منظور: " زاخر " وسترد في الرواية التالية.
146

أتترك قيس ترتعي في بلادها * ونحن نسامي البحر وهو زاخر
فوالله ما أدري وإني لسائل * أهمدان تحمي ضيمها أم يحابر
أم الشرف الأعلى من أولاد حمير * بنو مالك إن تستمر المرائر
أأوصي أبوهم بينهم أن تواصلوا * وأوصى أبوكم بينكم أن تدابروا *
وإن قائلها غير النجاشي
قال إسماعيل فجمع معاوية الناس على غزو البحر فحدثني أن الذي قال هذه الأبيات
رجل يقال له النجاشي وأن معاوية اعتذر إلى الناس فقال ما أغزيكم دون قيس إن معكم
فيهم لكنانة وخندف وإني أتيمن بكم وأعرف طاعتكم وقيس فيهم خلاف ونكد في غزو
البحر
9123 شاعر من كلب
كان في زمان معاوية أو يزيد بن معاوية
قال حين رجعت قضاعة عن الانتساب إلى معد بن عدنان وانتسبت (1) إلى قحطان ينكر
رجوعهم عن المعدية
* أزينتم عجوزكم وكانت * عجوزا لا يحل لها إزار
عجوزا لو تلمسها يمان * للاقى مثلما لاقى يسار *
يسار هذا يعرف بيسار الكواعب كان غلام امرأة من العرب فراودها على نفسها
فقلت أنظر في ذلك ثم عاودها وألح عليها فدعت بموسى فجدعت أنفه فضربت العرب
المثل به
9124 شاعر من طيئ
وفد على يزيد بن معاوية
ذكر أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد نا السكن بن سعيد عن عبد الله بن محمد بن
خلف بن عمران البجلي عن ابن الكلبي عن أبيه عن أبي الهيثم الرحبي ورحبة بطن من
حمير (2) ابن دريد يقول قال قدم رجل من طيئ على يزيد بن معاوية فقال أتيتك سائلا

(1) بالأصل: وانتسب.
(2) راجع جمهرة ابن حزم ص 329.
147

في حمالة (1) تحملتها عن قومي وأنا من فرسانهم فارددني لك شاكرا فقال يزيد اشدد
فرسك بحزامه واشج فاه بلجامه ثم ارم به سواد الليل في عرض الجبل حتى يقضي الله
عنك غرمك أو يحمد نجمك
فقال الرجل والله لقد خفت هذا منك ولكني رجوت لين قلبك وكان الرجل طويل
القامة مختلف الخلق وأنشأ يزيد يقول
يا أيها الأعقف (2) المدلي بحجته * لا حرمة تبتغي عندي ولا نسبا
شد الحزام على حيزوم (3) محتنك * ذي حارك (4) ولبان (5) يملأ اللببا (6)
واعص العواذل وارم الليل عن عرض * بذي سبيب يقاسي ليله خببا
أقب لم ينقب البيطار سرته * ولم يدجه ولم يغمز له عصبا
حتى تصادف مالا أو يقال فتى * لاقى التي تشعب الفتيان فانشعبا *
فقال الطائي
* يا أيها الملك المحروم سائله * لا تقطع اليوم من سؤالك السببا
قد كنت آمل سجلا من سجالكم * فاليوم لا فضة أرجو ولا ذهبا
فاستفتح القول شد السرج معترضا * جور الفلاة بطرف يمعج الخببا
لو كان والدك الماضي حللت به * رد الجميل وجلى عنى الكربا
إن الحريب إذا ما رد مطعمه (7) * بخل الخليفة يوما رده حربا *
فتذمم يزيد وامر له بعشرة آلاف درهم وكان يقول بعد ذلك وددت إني فديت ما كان
من قولي حتى تصادف مالا بما يثقل علي لأني أعلم كم من فتى فارس كريم سيهلكه هذا
البيت ويحمله على غير طباعه عند ضيق المعيشة قال الرحبي وصدق لعمري

(1) الحمالة ما يتحملها الإنسان عن غيره من دية أو غرامة.
(2) الأعقف: الفقير المحتاج.
(3) الحيزوم: وسط الصدر ما يضم عليه الحزام حيث تلتقي رؤوس الجوانح فوق الرهابة بحيال الكاهل.
(4) الحارك: أعلى الكاهل.
(5) تقرأ بالأصل: " ولبامى " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) اللبب: ما يشد على صدر الدابة أو الناقة يكون للرحل أو السرج يمنعهما من الاستئخار.
(7) الأصل: " مطمعه " والمثبت عن المختصر.
148

9125 رجل من همدان
ثم من بني وادعة (1) من أهل الأردن
كان في الجيش الذي وجهة يزيد بن معاوية من البلقاء لقتال أهل المدينة
حكى عن عبد الملك بن مروان
حكى عنه محمد بن المنتشر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إسحاق بن إبراهيم نا حارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد أنا أبو عبيد عن
أبي الجراح أخبرني محمد بن المنتشر عن رجل من همدان من وادعة من أهل الأردن قال
كنا مع مسلم بن عقبة مقدمة المدينة فدخلنا حائطا بذي المروة (2) فإذا شاب (3) حسن
الوجه والهيئة قائم يصلي فطفنا في الحائط ساعة وفرغ من صلاته فقال لي يا عبد الله أمن
هذا الجيش أنت قلت نعم قال أترمون (4) ابن الزبير قلت نعم قال ما أحب أن لي
ما على ظهر الأرض كله وأني سرت إليه وما على ظهر الأرض اليوم أحد خير منه قال
فإذا هو عبد الملك بن مروان فابتلي به حتى قتله في المسجد الحرام
قال ابن عساكر (5) لا أدري ما وجه هذه الحكاية فقد روي أن مروان بعث ابنه عبد
الملك إلى مسلم يدله على عورة أهل المدينة قبل أن يدخل مروان على مسلم ليلا يستخبر
مروان لأنه كان قد حلف لأهل المدينة حين أخرجوه مع بني أمية منها أن لا يظاهر عليهم
فالله أعلم
9126 رجل من بني عدي من آل سراقة بن المعتمر بن أنس بن أذاة
ابن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي (6)
وفد على يزيد بن معاوية

(1) هو وادعة بن مزيقيا عمرو بن عامر، دخل في همدان راجع جمهرة ابن حزم ص 394.
(2) ذو المروة: قرية بوادي القرى، وقيل بين خشب ووادي القرى (معجم البلدان).
(3) الأصل: شابة.
(4) كذا بالأصل، ولعل الصواب: " أترومون " يعني أتقصدون.
(5) زيادة منا للإيضاح.
(6) راجع جمهرة ابن حزم ص 150 وتاريخ خليفة ص 237.
149

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة (2) قال قال أبو اليقظان أقام عثمان بن محمد الحج سنة
اثنتين و (2) ستين ثم قدم المدينة فأقام شهرا ثم أوفد وفدا إلى يزيد بن معاوية فيهم عبد
الله بن عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي ومحمد بن عمرو بن حزم الأنصاري ورجل
من بني سراقة من بني عدي بن كعب في رجال من قريش فقدموا على يزيد فقضى حوائجهم
وفضلهم وأذن لهم في الانصراف فقدموا المدينة فأظهروا شتم يزيد والبراءة منه
وخلعوه
9127 رجل من الخوارج
أتي به يزيد بن معاوية فكلمه بكلام شديد
حكى عنه الهيثم بن الأسود النخعي حكاية تقدمت في ترجمة يزيد
9128 رجل من بني قشير ورجل من بني العجلان وامرأة من بني نمير
كلهم كانوا عند يزيد بن معاوية
حكى أبو محمد عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي عن عيسى بن
داب ولم يلقه عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق قال
كان يزيد بن معاوية قد أرسل ألف قارح (3) في السباق فإنه لجالس يوما قبيل الحلبة
إذ رأى رجلين وامرأة جلوسا معهم ثلاثة أفراس فدعا بهم فلما وقفوا عليه سألهم عن
أمرهم فقالوا يا أمير المؤمنين سمعنا بهذه الحلبة فقدنا هذه الأفراس إليها فقال قد مضى
المضمار (4) وإنما بيننا وبين المقوس ليال قالوا تؤخر الحلبة قليلا وندخل أفراسنا هذه
قال فهكذا انظر إلى خيلكم فجرد عليه أحد النفر وهو قشيري فرسه وأخذ مقوده وهو
يقول

(1) الخبر في تاريخ خليفة بن خياط ص 236 - 237.
(2) زيادة لازمة عن تاريخ خليفة.
(3) القارح: من ذي الحافر بمنزلة البازل من الإبل، ومن الخيل إذا دخل الفرس في السادسة واستتم الخامسة فقد
قرح، وفي التهذيب قال الأزهري إذا دخل في الخامسة فهو قارح (راجع تاج العروس: قرح).
(4) المضمار: الموضع تضمر فيه الخيل، ويكون المضمار غاية ووقتا للأيام التي يضمر فيها الفرس للسباق أو للركض
على العدو. (تاج العروس: ضمر).
150

* كالعدح إلا أنه متبل (1) *
طويل ما يحسن منه الطول *
ثم الوظيف (2) قصد والتليل (3) *
وقصر الساقان والمفتول *
و.... (4) المرفق لا يحول *
مثل.... (5) حسن جميل
فقال يزيد اكتبه ثم جرد عليه الآخر وهو أحد بني العجلان فرسه فأخذ بمقوده
وهو يقول
* لا عيب إلا خفة الفؤاد *
وخفة الروح وطول الهادي *
..... (6) في الكف غير بادي *
وخفة الوقع على البلاد *
خير العتاق الضمر الجياد *
كانت خيرا جمع العباد *
أوفاهم وعدا لذي ميعاد *
وخيرهم سيماء بلا سواد *
كالورق الأبيض في النجاد
فقال يزيد اكتبه ثم ردت عليه المرأة وهي نميرية فأخذت بمقود فرسها وكانت أنثى
وهي تقول

(1) كذا بالأصل.
(2) الوظيف: مستدق الذراع والساق من الخيل ومن الإبل، وقيل: الوظيف لكل أربع ما فوق الرسغ إلى مفصل
الساق، ووظيفها يدي الفرس: ما تحت ركبتيه إلى جنبيه، ووظيفا رجليه: ما بين كعبيه إلى جنبيه.
(3) التليل: العنق.
(4) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(5) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(6) كلمة غير مقروءة بالأصل.
151

* فتاتنا المعرفة الكريمة *
في جيدها ورأسها تميمة *
كأنها لروعها مجموعة *
...... (1) وسحرها هميمة *
كأنما سهما.... (2) *
..... (3) الطلقة لا مشومة
قال يزيد اكتبها ومد في المضمار وأجر الحلبة ثم أرسلن فجاءت فرس النميرية
سابقة ثم تبعها فرس ليزيد مصليا فوثب العجير السلولي فقال
* والله ما صلى مصلى مثله *
حين سوى رجلها ورجله *
وحبلها ملتبس وحبله *
إلا العذار فإن شيئا قبله
ثم جاء فرس القشيري ثالثا فوثب أبو السمط القشيري فقال
* فوق في الحبل فكان أفوقا *
وقبل في المضمار كان شهرقا *
مضى حديدا وتعرى طلقا *
وافى به المقوس حين أحلقا *
حتى إذا انشق الصباح أبلقا *
أرسلن زحما فجرين أفوقا
* حين ثلثا اقتسمن أطبقا *

(1) غير واضحة بالأصل.
(2) غير مقروءة بالأصل.
(3) غير مقروءة بالأصل.
152

حين وفي القصد حين أروقا *
كانا حريقين وكان أحرقا *
مثل البنان مشفقا أن يلحقا
ووثب الرجاز يجرون بخيلهم فوثب العجير السلولي فقال
* إن الجواد فارس السرير *
السابق الأول في القصور *
وسابق في آخر الدهور *
لحره وحره مهير *
في حجرها أرضع لا تظير *
هند وميسون وللصخور *
صخر وحرب فارس الهجير *
أرسل في حلبة أهل الخير *
قبل الغلاظ واشتقاق النور *
فجاء قبل لامع البشير
وقام يزيد وأمر للعجير بمئة ناقة وكان جعل للسابق مائة فأخذتها النميرية
9129 مولى ليزيد بن معاوية
إن لم يكن نصير فهو غيره
حدث عن أبي إدريس الخولاني
روى عنه سليمان بن موسى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو الحسين عبد
الوهاب بن جعفر بن علي الميداني أنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي أنا أبو بكر القاسم
ابن عيسى القصار نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثني أبو الوليد الحنفي نا إبراهيم
ابن عيينة أنبأ إسماعيل بن رافع عن سليمان بن موسى عن مولى ليزيد بن معاوية عن عائذ
الله رجل من أهل الشام عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول قال آدم
153

قلت يا نبي الله ونبيا كان قال نعم جبل (1) الله تربته ونفخ فيه من روحه وخلقه بيده
وكلمه قبلا (2) [13680]
9130 رجل وفد على عبد الملك بن مروان
من أهل اليمامة
أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن إبراهيم ابن القرة عن عاصم بن الحسن
ح أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أبي غالب بن البنا أنا عاصم بن الحسن
أنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا سليمان بن أبي
شيخ حدثني نايل (3) بن نجيح قال
كان باليمامة رجلان ابنا عم فكثر مالهما فوقع بينهما ما يقع بين الناس فرحل أحدهما
عن صاحبه قال فإني ليلة قد ضجرت برعي الإبل والغنم إذ أخذت بيد صبي لي وعلوت
في الجبل فإنا كذلك إذا أقبل السيل فجعل ما لي يمر بي ولا أملك منه شيئا حتى رأيت ناقة
لي قد علق خطامها بشجرة فقلت لو نزلت إلى هذه فأخذتها لعلي أنجو عليها أنا وابني
فنزلت فأخذت الخطام وجذبها السيل فرجع علي غصن الشجرة فذهب بإحدى عيني
وأفلت الخطام من يدي فذهبت الناقة ورجعت إلى الصبي فوجدته قد أكله الذئب
فأصبحت لا أملك شيئا فقلت لو ذهبت إلى ابن عمي لعله يعطيني شيئا فمضيت إليه فقال
لي قد بلغني ما أصابك والله ما أحب أنه أخطأك فكان ذلك أشد علي مما أصابني
فقلت أمضي إلى الشام فأطلب فلما دخلت دمشق إذا الناس يتحدثون أن عبد الملك بن
مروان أصيب بابن له فاشتد جزعه عليه فأتيت الحاجب فقلت إني أحدث أمير المؤمنين
بحديث يعزيه عن مصيبته هذه قال أذكر ذاك له فذكر فقال أدخله فأدخلني فحدثته
بمصيبتي فقال قد عزيتني بمصيبتك عن مصيبتي وأمر لي بمال فعدت وتراجعت حالي

(1) تحرفت بالأصل إلى " خيل " والتصويب عن مختصر ابن منظور.
(2) كلمه قبلا أي عيانا ومقابلة، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحدا من ملائكته (راجع النهاية
في غريب الحديث: قبل).
(3) بالأصل: " بابل " والمثبت والضبط عن الاكمال لابن ماكولا 7 / 250 وهو نايل بن نجيح البصري انظر ترجمته في
تهذيب الكمال 19 / 39.
154

9131 شيخ كلبي
حكى عن عبد الملك بن مروان
حكى عنه أبو حباب يحيى بن أبي حية الكلبي (1)
أخبرنا أبو بكر (2) محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا ابن سعد (3) أخبرني من سمع أبا حباب
الكلبي يقول حدثني شيخ من كلب قال سمعت عبد الملك بن مروان يقول لولا أن (4)
أمير المؤمنين مروان أخبرني أنه هو الذي قتل طلحة ما تركت من ولد طلحة واحدا إلا قتلته
بعثمان بن عفان
9132 أعرابي من كلب
وفد على عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو العز بن كادش مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا
المعافى بن زكريا القاضي (5) ثنا محمد بن الحسن بن دريد أنا أبو عثمان المازني (6) عن
التوزي (7) عن أبي عبيدة قال
ولي عبد الملك بن مروان صدقات كلب رجلا من بني أمية وكانت الروم قد نزعته
وكان أشقر غضا فدخل أعرابي جلف جاف على عبد الملك في خفة الناس فلما مثل بين
يديه قال يا إنسان إنك مدبر (8) مربوب قال أجل فما تشاء قال احتجبت بهذه المدرة
ووليت خطابنا أصهب غضا (9) كالقرعوس طمطمانيا أطوما كان وجهه جهوة قرد قد قشر
بصرها وكأن فاه سرم (10) أتان قد قاشها عير فهي ترمز إن كشرت بسر وإن خاطبت

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 65.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 223 في ترجمة طلحة بن عبيد الله.
(4) زيادة عن طبقات ابن سعد.
(5) رواه المعافى بن زكريا القاضي الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 240 - 241.
(6) زيادة لازمة للإيضاح.
(7) بالأصل: الثوري، تصحيف، والتصويب عن الجليس الصالح.
(8) مدبر: ميت، من دابر الرجل: مات.
(9) بالأصل: عضبا، تصحيف، والمثبت عن الجليس الصالح.
(10) السرم: الدبر.
155

نهر وإن بالغت زبر فلا الكلام مدفوع ولا القول مسموع ولا الحق متبوع ولا الجور
مردوع ولنا ولك مقام فيه ينص الخصام (1) وتزحف (2) الأقدام وينتصف المظلوم وينعش
المهضوم ها إن ملكك هناك زائل وعزك حائل وناصرك خاذل والحاكم عليك عادل
فاكبأن عبد الملك وتضاءلت أقطاره (3) وترادت عبراته في صدره ثم قال لله (4) أبوك أي
ظلم نالك منا حتى أجاءك إلى هذه المقال قال ساعيك في السماوة (5) نهاره لهو
ومقاله (6) لغو وغضبه سطو يجمع المناقط ويحتجن المشائط ويستنجد العمارط فأمر
عبد الملك بصرف العامل
قال القاضي (7) العصب الصم (8) وقال ابن دريد القرعوس والد البختية وهو لا
ينجب ولا ينفع والطمطماني الأعجم والأطوم الذي لا يفهم ولا يفهم وإنما أخذ من
جلد الأطوم وهي دابة من دواب البحر صليبة الجلد وقال قوم هي السلحفاة قال
القاضي في السلحفاة لغتان سلحفاة وسلحفية وقوله جهوة قرد يريد دبره وما والاه
وكذلك هو لكل أربع وربما استعمل في الناس وقوله قشر بصرها فالبصر قشرة (9) على
كل شئ وقوله قاشها أي نزا عليها والترمز التحرك والمشائط الواحد مشياط وهو
الذي يسرع إليه السمن والمناقط المتفرقة يقال نقط هذا أي فرقه والعمارط الواحد
عمروط وهو الذي لا يرى شيئا إلا اختلسه وهو اللص والوأي (10) الوعد والترمز
التحرك روي عن أبي حاتم عن أبي عبيدة قال كان رجل من بني تميم خليعا يقال له
عمير بن مالك فحضر نساء الحي يعدنه فأطلن الجلوس (11) فقال

(1) بالأصل: " الحصا " والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) كذا بالأصل والمختصر وفي الجليس الصالح: وترجف.
(3) بالأصل: أفكاره، والمثبت عن الجليس الصالح.
(4) بالأصل: " الله " والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) السماوة: بادية بين الكوفة والشام (راجع معجم البلدان).
(6) رسمها بالأصل: " وومانه " والمثبت عن الجليس الصالح.
(7) يعني القاضي المعافى بن زكريا الجريري.
(8) كذا بالأصل: " العصب: الصم " وفي المختصر: " العصب: الصم " وفي الجليس الصالح: الغضا: الغتم.
(9) في الجليس الصالح: قشر أعلى كل شئ.
(10) ليست في النص.
(11) بالأصل: " فأطلق الحلوس " خطأ، والمثبت عن الجليس الصالح.
156

* لقل غناء عن عمير بن مالك * ترمز أستاه النساء العوائد *
فقمن وقلن لا شفاه الله
وقوله فاكبأن عبد الملك أي تداخل بعضه في بعض قال الشاعر (1)
* فلم يكبئنوا إذ رأوني وأقبلت * علي وجوه كالسيوف تهلل *
وقوله تضاءلت أي تصاغرت والأقطار النواحي وقوله أجاءك أي اضطرك
وأصله من المجئ تقول جاء زيد وأجاءه غيره مثل صار وأصار إليه غيره ومنه
" فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة " (2) كأنه جاء بها إليه
قال القاضي وفي تفسير ابن دريد غريب هذا الخبر في موضع آخر المناقط أي
المتفرق من الماشية وهو مما نهى عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في كتابه لأكيدر لا تعد فأردتكم ولا
ترد قاصيتكم والمشائط واحدتها مشياط وهي الناقة السريعة السمن يريد أنه يأخذ المشائط
في الصدقة فهذا مما نهى عنه أيضا من قوله (صلى الله عليه وسلم) لا تأخذوا حزرات أنفس الناس
يريد خيار أموالهم [13681]
والعمروط اللص يقال لص ولص
9133 رجل من ولد عثمان بن عفان
وفد على عبد الملك بن مروان
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا سهل بن بشر أنا علي بن بقاء الوراق إجازة أنا أبو
القاسم المبارك بن سالم أنا الحسن بن رشيق نا يموت بن المزرع نا أبو مسلم يعني عبد
الله بن مسلم حدثني أبي حدثني رجل من ثقيف عن أبيه قال
كنت بباب عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه رجل من ولد عثمان فقال يا أمير
المؤمنين لعجب ما رأيت في يومي هذا قال وما رأيت قال كنت في الصيد فبينا أنا
بقفرة من الأرض إذ رأيت شيخا (3) قد سقط حاجباه على عينيه يتوكأ على عنزة معه فقلت
له من الشيخ فقال امض لشأنك ودع السؤال عما لا أرب لك في علمه قال فازددت

(1) البيت في تاج العروس (كبن) ولم ينسبه.
(2) سورة مريم، الآية: 23.
(3) في مختصر ابن منظور: شخصا.
157

لما قال منه ذعرا فقلت له أتروي من أشعار العرب شيئا قال نعم وأقول كما قالوا
قلت نحو ماذا أصلحك الله فأنشدني (1)
* أقول والنجم قد مالت أواخره * إلى المغيب تبين نظره حار
ألمحة من سنا برق رأى بصري * أم وجه نعم بدا لي أم سنا نا
بل وجه نعم بدا والليل معتكر * فلاح من بين أثواب (2) وأستار *
قال وقد كنت أعرف الشعر يا أمير المؤمنين وهو لهادر صاحب نابغة بني ذيبان فقلت
سبقك أخو ذبيان إلى هذا أيها الشيخ فضحك ثم قال بلفظي والله كان ينطق أنا هادر بن
ماهر ثم اعتمد على عنق فرسي وقال ذكرتني صباي قد والله قلت الشعر منذ أربع مائة
سنة ثم أنشأ يقول
* وصليت القيان بعهد المسيح * فأظهرن هجرا بقول قبيح
وذاك لأني حنيت العصا * وأبدى الزمان لصحبي كلوحي
فمن لي بوجه ولا ليس لي * بدا لا بوجه صبيح مليح *
ثم نظرت فإذا الأرض منه بلقع قال له عبد الملك لقد رأيت عجبا
9134 قضاعي
وفد على عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا عبد الوهاب بن
الحسين بن عمر بن برهان
ح وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ثنا نصر بن إبراهيم الزاهد قال أنبأني
عبد الوهاب بن الحسين البغدادي التاجر أنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق نا محمد بن
العباس اليزيدي نا الرياشي نا مسعود بن بشر نا رجل في حلقة أبي عبيدة من ولد عمرو
ابن مرة الجهني وكانت له صحبة يعني لعمرو بن مرة قال
وفد على عبد الملك ناس من قضاعة فقال رجل منهم
* والله ما ندري إذا ما فاتنا * طلب إليك من الذي نتطلب

(1) الأبيات للنابغة الذبياني، وهي في ديوانه ص 235 (صنعة ابن السكيت ت. شكري فيصل).
(2) في الديوان: أبواب.
158

ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد * أحدا سواك إلى المكارم ينسب
فاصبر لعادتنا التي عودتنا * أو لا فأرشدنا إلى من نذهب *
فأمر له بألف دينار
ثم وفد عليه فقال
* وربي الذي يأتي من الخير إنه * إذا فعل المعروف زاد وتمما
وليس كبان حين تم بناؤه * تتبعه بالنقص حتى تهدما *
قال فأعطاه ألفي دينار
ثم وفد عليه فقال
* إذا استعزروا كانوا معازير بالندى * يكرون بالمعروف عودا على بدء *
قال أحسنت وأعطاه أربعة آلاف دينار
9135 أعرابي
وفد على عبد الملك بن مروان
9136 أعرابي تغدى مع عبد الملك (1)
أخبرنا أبو القاسم الحسني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن
مروان نا إسماعيل بن إسحاق الرباد (2) نا الأصمعي قال
تغدى مع عبد الملك بن مروان فجعل يضرب بيده في القصعة يمنة ويسرة فقال له
الخادم يا أعرابي كل مما يليك فقال الأعرابي على طعامك هذا حمى فخجل عبد الملك
وقال ليس فيها حمى فكل ممن شئت
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي قال سمعت أبا عبد الله الحافظ
يقول سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
يقول سمعت الشافعي يقول
وقف أعرابي على عبد الملك بن مروان فسلم ثم قال أي رحمك الله إنه مرت بنا

(1) بالأصل: عبد الله.
(2) كذا بدون إعجام بالأصل.
159

سنون ثلاثة أما إحداها فأهلكت (1) المواشي وأما الثانية فأنضلت اللحم وأما الثالثة
فخلصت إلى العظم وعندك مال فإن يكن لله فأعط عباد الله وإن يك لك فتصدق علينا
إن الله يجزي المتصدقين قال فأعطاه عشرة آلاف درهم وقال لو أن الناس يحسنون أن
يسألوا هكذا ما حرمنا أحدا
9137 أعرابي دخل على عبد الملك
قرأت بخط رشأبن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه أنا
أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم البغدادي نا محمد بن يحيى الصوفي نا أبو الضياء نا
الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال
دخل أعرابي على عبد الملك بن مروان فقال عبد الملك يا أعرابي تمنه فقال
العافية يا أمير المؤمنين فقال ثم ماذا قال ثم رزق في دعة ليس لأحد علي فيه منة إلا لله
ولا لله علي فيه تبعة قال ثم ماذا قال الخمول فإني رأيت السوء إلى ذي النباهة سريعا
9138 رجل من أهل الشام
حكى أنه مر بالبثنية من أرض دمشق
وحكى عن عبد الملك بن مروان
حكى عنه ابن له غير مسمى
حكى عن ابنه الليث بن سعد
9140 رجل من بني عذرة
وفد على عبد الملك بن مروان
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب (2) أخبرني عمي الحسن
ابن محمد نا أحمد بن الحارث نا المدائني حدثني أبو عمران بن عبد الملك بن عمير
عن أبيه وحدثنيه عوانة أيضا قال
صنع عبد الملك بن مروان طعاما فأكثر وأطاب ودعا إليه الناس فأكلوا فقال

(1) في مختصر ابن منظور: فأكلت.
(2) رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 8 / 40 وما بعدها في أخبار جرير بن الخطفي الشاعر.
160

بعضهم ما أطيب هذا الطعام ما نرى أن أحدا رأى أكثر منه ولا أطيب فقال أعرابي من
ناحية القوم أما أكثر فلا وأما أطيب فقد والله أكلت أطيب منه فطفقوا يضحكون من قوله
فأشار إليه عبد الملك فأدني منه فقال ما أنت بمحق فيما تقول إلا أن تخبرني بما تبين به
صدقت فقال نعم يا أمير المؤمنين بينا أنا بهجر في تراب أحمر في أقصى (1) حجر إذ
توفي أبي وترك كلا (2) وعيالا وكان له نخل وكان فيه نخلة لم ينظر الناظرون إلى مثلها
كأن ثمرها أخفاف الرباع (3) لم ير قط أغلظ لحاء ولا أصغر نوى ولا أحلى حلاوة منها
وكانت تطرقها أتان وحشية قد ألفتها تأوي بالليل تحتها فكانت تثبت (4) رجليها في أصلها
وترفع يديها وتقطع بفيها فلا تترك بها إلا النبذ والمتفرق فأعظمني ذلك ووقع مني كل
موقع فانطلقت بقوسي وأسهمي وأنا أظن أني راجع من ساعتي فمكثت يوما وليلة لا
أراها حتى إذا كان السحر أقبلت فتهيأت لها فرشقتها (5) فأصبتها وأجهزت عليها ثم
عمدت إلى سرتها فاجتززتها ثم عمدت إلى حطب جزل فجمعته إلى رضف وعمدت إلى
زندي فقدحت وأضرمت النار في ذلك الحطب وألقيت سرتها فيها وأدركني نوم السبات
فلم يوقظني إلا حد الشمس في ظهري فانطلقت إليها فكشفتها وألقيت ما عليها من قذى
ورماد ثم قلبت مثل الملاءة البيضاء فألقيت عليها من رطب تلك النخلة المجزعة (6)
والمنصفة فسمعت لها أطيطا كتداعي عامر وغطفان ثم أقبلت أتناول الشحمة واللحمة
فأضعها بين التمرتين فأهوي إلى فمي فيما أحلف أني ما أكلت طعاما قط مثله فقال له عبد
الملك لقد أكلت طيبا فممن أنت قال أنا رجل جانبتني عنعنة تميم وأسد وكشكشة وربيعة
وحوشي أهل اليمن وإن كنت منهم قال فمن أيهم أنت قال من أخوالك من عذرة
قال أولئك فصحاء الناس فهل لك علم بالشعر قال سلني عما بدا لك يا أمير المؤمنين
قال أي بيت قالت العرب أمدح قال قول جرير (7)

(1) هجر: مدينة بالبحرين مشهورة (راجع معجم البلدان).
(2) الكل: الثقل والعيال.
(3) تقرأ بالأصل: " الذبائح " تصحيف، والمثبت عن الأغاني. والرباع جمع ربع وهو الفضيل ينتج في الربيع.
(4) رسمها بالأصل: " بلنننب " والمثبت عن الأغاني.
(5) زيادة لازمة عن الأغاني.
(6) المجزعة: جزع اليسر: بلغ الإرطاب نصفه، وقيل إلى ثلثيه.
(7) البيت في ديوان جرير ص 74 (ط. بيروت).
161

* ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح *
قال وجرير في القوم فرفع رأسه وتطاول لها قال فأي بيت قالته العرب أفخر قال
قول جرير (1)
* إذا غضبت عليك بنو تميم * حسبت الناس كلهم غضابا *
قال فتحرك جرير ثم قال أي بيت أهجا قال قول جرير (2)
* فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا *
قال فاستشرف لها جرير قال فأي بيت أغزل قال قول جرير (3)
* إن العيون التي في طرفها حور * قتلننا ثم لم يحيين قتلانا *
قال فاهتز جرير وطرب ثم قال له فأي بيت قالت (4) العرب أحسن تشبيها قال
قول جرير (5)
* سرى نحوهم (6) ليل كأن نجومهم * قناديل فيهن الذبال المفتل *
فقال جرير جائزتي للعذري يا أمير المؤمنين فقال له عبد الملك وله مثلها من بيت
المال ولك جائزتك (7) يا جرير لا ننقص منها شيئا وكانت جائزة جرير أربعة آلاف درهم
وتوابعها من الحملان والكسوة فخرج العذري وفي يده اليمنى ثمانية آلاف درهم وفي
اليسرى رزمة ثياب
وقد روي نحو هذه القصة عن أعرابي قالها إلى هشام بن عبد الملك فالله أعلم (8)
9141 رجل حكيم تكلم عند عبد الملك
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأ أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا قال قال محمد بن الحسين نا داود بن

(1) البيت في ديوان جرير ص 62 (ط. بيروت).
(2) ديوان جرير ص 61.
(3) ديوان جرير ص 452.
(4) بالأصل: شئ، والمثبت عن الأغاني.
(5) البيت في ديوان جرير ص 343 من قصيدة يهجو الأخطل.
(6) الديوان: نحوكم.
(7) بالأصل: حائز.
(8) من قوله: وقد... إلى هنا أخرت العبارة وأقحمت في الترجمة التالية، وجاءت بعد لفظة: طاووس.
162

المحبر (1) نا شبيب بن شيبة قال تكلم رجل من الحكماء عند عبد الملك بن مروان
فوصف المنفى فقال رجل أبر الله على خلقه وأبر الآخرة على الدنيا فلم نكرته المطالب
ولم تغبه المطامع نظر ببصر قلبه إلى معالي إرادته فبينما نحوها ملتمسا فدهره محزون ببيت
إذا نام الناس ذا شجون وتصبح مغموما في الدنيا مشجون انقطعت من همته الراحة دون
منقبة فشفاؤه القرآن ودواؤه الكلمة من الحكمة والموعظة الحسنة لا يرى منها الدنيا
عوضا ولا تستريح إلى لذة سواها فقال عبد الملك أشهد بأن هذا رخاء بالا منا وأنعم
عيشا
9142 رجل من بني حنيفة
وفد على عبد الملك بن مروان تقدم ذكره في ترجمة معاوية
9143 رجل حكى عن رجل من بني حنيفة
شهد قتل مسيلمة وحكاه لعبد الملك حكى عنه خالد بن دهقان تقدم ذكره في
ترجمة معاوية بن أبي سفيان
9144 رجل فصيح دخل على عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني أنبأ علي بن طاهر بن جعفر أنا
أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الطرائفي أنا أبو القاسم تمام بن محمد الحافظ أنبأ إبراهيم
ابن محمد بن صالح بن سنان حدثني أبو بكر بن مطر نا محمد بن يوسف بن بشر القرشي
حدثني الوليد بن محمد الموقري قال سمعت محمد بن مسلم بن شهاب الزهري قال
كنت عند عبد الملك بن مروان فدخل عليه رجل حسن الفصاحة فقال له عبد الملك
كم عطاؤك قال مائتي درهم قال في كم ديوانك قال عشرون دينارا قال أما علمت
أني قد أمرت أن لا يتكلم أحد إلا (2) بإعراب قال ما علمت ذلك يا أمير المؤمنين قال
فمن العرب أنت أم من الموالي قال يا أمير المؤمنين إن تكن العربية آباء فلست منها وإن
تكن لسانا فإني منها قال صدقت قال الله عز وجل " بلسان عربي مبين " (3) قال وقام

(1) هو داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان، أبو سليمان البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 42.
(2) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
(3) سورة الشعراء، الآية: 195.
163

الرجل فالتفت إلى عبد الملك فقال ويحك يا زهري ما ناظرني أحد بمناظرة إلا علوته فيها
خلا هذا الرجل
9145 رجل دخل على عبد الملك بن مروان وهو ببغداد
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ المقرئ أنا أبو محمد المصري أنا
أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا سعيد بن سليمان الواسطي عن عباد بن العوام عن
عبد الله بن سعيد قال
قال عبد الملك بن مروان لرجل دخل عليه وهو يأكل هلم إلى الغداء قال ما في
فضل فقال ما أقبح بالرجل أن يأكل حتى لا يكون فيه (1) فضل فقال يا أمير المؤمنين
عندي مستزاد ولكني أكره أن أصير إلى الحالة التي استقبح أمير المؤمنين
9146 أعرابي دخل على عبد الملك
حدثني أبو محمد بن طاوس لفظا وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد قالا
أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز البقال
العكبري بها ثنا أبي ثنا أبو بكر الباغندي حدثني عبد الملك بن محمد بن عبد الله نا
الرقاشي نا أبو حفص القديدي قال
دخل أعرابي على عبد الملك بن مروان وهو يأكل الفالوذج (2) قال فقال يا ابن عم
ادن فكل من هذا الفالوذج فإنه يزيد في الدماغ قال لو كان كما يقول أمير المؤمنين فينبغي
أن يكون رأسه مثل رأس البغل وقد حكيت هذه الحكاية لسليمان بن عبد الملك
9147 رجل حكيم وعظ عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأخضر
الأنباري بها أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني
أبو محمد العبدي عن عبيد الله بن محمد القرشي حدثني ابن أبي سميل قال
دخل رجل على عبد الملك بن مروان ممن كان يوصف بالعقل والأدب فقال له عبد

(1) زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
(2) الفالوذج، قال يعقوب ولا يقال فالوذج، وهو فارسي معرب، والفالوذ ضرب من الحلواء، يؤكل، وهو يسوى من
لب الحنطة.
164

الملك بن مروان تكلم قال عما أتكلم وقد علمت أن كل كلام يتكلم به المتكلم
عليه (1) إلا ما كان لله فبكى عبد الملك ثم قال يرحمك الله لم يزل الناس يتواعظون
ويتواصون قال الرجل يا أمير المؤمنين إن للناس في القيامة جولة لا ينجو من غصص
مرارتها ومعانية الردى فيها إلا من أرضى الله بسخط نفسه قال فبكى عبد الملك وقال لا
جرم لأجعلن هذه الكلمات مثالا نصب عيني ما عشت أبدا
9148 شاب له قصة مع عبد الملك بن مروان
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن مسلم عنه أخبرني أبو الحسين عبد الرحمن بن أحمد بن معاذ بمصر أنا
أبو العباس أحمد بن محمد البغوي انا أبو الطيب أبن الوشاء محمد بن إسحاق بن يحيى بن
الأعرابي انا أحمد بن عبيد عن هشام بن محمد الكلبي قال
بينا عبد الملك بن مروان بالغوطة إذا هو بشاب على فرس يكلمه من جانب الحرة
الآخر يا أمير المؤمنين إني شاب مملق (2) ذو عيال فأعني فقال له عبد الملك إني أرى لك
شارة وهيئة فهل رويت من الشعر شيئا قال نعم قال فما رويت قول الشاعر (3)
* اعص العواذل وارم الليل عن عرض * بذي سنين تقاسي ليله حلبا!
حتى يمول أو حتى يقال فتى (4) * لاقى التي تشعب الفتيان فانشعبا *
قال بلى قد كنت رويتها ولكني أنسيتها ثم ضرب وجه فرسه ومضى فقال عبد
الملك اطلبوه فإني أحسبه قد عزم على شئ فطلب فلم يوجد ولم يلبث عبد الملك أن
خرج خارجي أسعر الأرض شرا وألزمه غرما ثقيلا ثم كتب إليه يا أمير المؤمنين أنا الشاب
صاحب الغوطة قبلت قولك في الشر فكتب إليه بأمانة وأكد له في ضمانه فقدم إليه فكان
من جملة أصحابه
9149 رجل من شعراء البادية
وفد على عبد الملك بن مروان

(1) أقحم بعدها بالأصل: وقال.
(2) المملق: الذي لا شئ له. والمملق: المفسد (تاج العروس: ملق).
(3) البيت الثاني في تاج العروس: شعب. طبعة دار الفكر، ونسبه إلى سهم الغنوي، ونسبه الصاغاني إلى يزيد بن
معاوية.
(4) صدره في تاج العروس: حتى يصادف مالا أو يقال فتى.
165

ذكر أبو محمد بن زبر فيما نقلته من كتاب ابنه أبي سليمان (1) أنبأ أحمد بن عبد الله بن
سليمان عن أبي عبد الله ابن الأعرابي قال
كان رجل من الاعراب عاشقا لابنة عم له وأمل أن يتزوجها فأصابتهم حطمة (2)
أفسدت المال وغيرت الحال وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان فارتحل أهلها إلى بعض
مدائن الشام وكثر خطاب الجارية وبذل لها الرغائب فبلغ ذلك الأعرابي فأقبل على
قعود (3) له فأغذ السير فعطب قعوده فلم يبق معه إلا حلسه وقتبه فأتاهم فذكر قرابة وشرفا
فقالوا المال أحب إلينا للحال التي نحن عليها قال أي القوم أما إذا أبيتم فأجلوني شهرا أو
شهرين فإن جئتكم بما تحبوه وإلا فأنتم من وراء ما تريدون
قال فاتى عبد الملك بن مروان فأقام ببابه شهرا لا يصل إليه ثم أذن له فدخل وهو
يقول
* ماذا يقول أمير المؤمنين لمن * أوى (4) إليك بلا قرب ولا نسب
مدله عقله من حب جارية * موصوفة بكمال الدل والأدب
خطبتها إذ رأيت الناس قد لهجوا * بذكرها والهوى يدعو إلى العطب
فقلت لي حسب عال ولي شرف * قالوا الدراهم خير من ذوي الحسب
قالوا نريد ألوفا منك أربعة * ولست أملك غير الحلس والقتب
فالنفس تعجب لما رمت خطبتها * مني وتضحك إفلاسي من العجب
لو كنت أملك مالا أو أحيط به * أعطيتهم ألف قنطار من الذهب
فامنن علي أمير المؤمنين بها * واجمع بها شمل هذا البائس العزب
فما وراءك بعد الله مطلب * أنت الرجاء ومنتهى غاية الطلب *
فأمر له عبد الملك بعشرة آلاف درهم وما يصلح للوليمة
أنبأنا أبو البركات طلحة بن أحمد بن بادي العاقولي أنا أبو محمد الجوهري نا أبو

(1) يعني محمد بن عبد بن أحمد بن ربيعة، أبو سليمان الربعي، ترجمته في سير الأعلام 16 / 440.
(2) أي سنة وجدب.
(3) القعود: وهو من الإبل ما أمكن أن يركب وأدناه أن تكون له سنتان ثم هو قعود إلى أن يثني فيدخل في السنة
السادسة ثم هو جمل.
(4) في المختصر: أدلى.
166

عبد الله بن بطة نا أبو بكر بن دريد نا أبو عثمان المازني عن أبي عبيدة معمر بن المثنى
قال
كان بالحجاز رجل له ابنة جميلة فهواها (1) ابن عم لها فبذل لأبيها أربعة آلاف درهم
فأبى أن يزوجها منه فأجدبت البادية وانقرض مال الرجل فتحول أبو الجارية بأهله إلى
الشام فكثر خطابها فبلغ ذلك ابن عمها فصار إلى أبيها فشكا إليه فقال له قد كنت بذلت لنا
أربعة آلاف درهم فأعطناها فهي أحب إلينا من قرابتك قال أجلني شهرا فلم يكن للأعرابي
إلا ناقة فركبها ولحق بعبد الملك بن مروان فأصيب بناقته فحمل الحلس والقتب على عنقه
ودخل على عبد الملك فلما وضع الحلس والقتب بين يديه أنشأ يقول
* ماذا يقول أمير المؤمنين لمن * أدلى إليه بلا قربى ولا نسب (2)
مدله عقله من حب جارية * موصوفة بكمال الدل والأدب
خطبتها إذ رأيت الناس قد لهجوا * بذكرها والهوى يدعو إلى العطب
فقلت لي حسب عالي ولي شرف * قالوا الدراهم خير من ذوي الحسب
إنا نريد الوفاء منك أربعة * ولست أملك غير الحلس والقتب
والنفس تعجب لما رمت خطبتها * مني وتضحك إفلاسي من العجب
لو كنت أملك مالا أو أحيط به * أعطيتهم ألف قنطار من الذهب
فامنن علي أمير المؤمنين بها * واجمع بها شمل هذا البائس العزب
فما وراءك بعد الله مطلب * أنت الرجاء ومنهى (3) غاية الطلب *
قال فضحك عبد الملك وأمر له بأربعة آلاف فقال أصدقها هذه وأربعة آلاف أولم
بهذه وأربعة آلاف قال صلها بهذه وأربعة آلاف قال اقتني (4) هذه فأخذها الفتى ورجع
إلى الشيخ فتزوج بابنته
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي نا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن
أحمد نا محمد بن زكريا الغلابي نا العباس بن الفرج الرياشي أنا الأصمعي قال

(1) غير مقروءة بالأصل، ولعل الصواب ما ارتأيناه.
(2) تحرفت بالأصل إلى: تشت.
(3) بالأصل: " ومني ".
(4) كذا بالأصل.
167

كان رجل من أهل البادية ذا مال كثير فأتت عليه سنة فذهبت بماله وكان محبا لابنة
عم له فلما رأى كثرة الخطاب على أبيها أتاه فبدل له أربعة آلاف درهم على أن يؤجله
شهرا فخرج إلى عبد الملك بن مروان فدخل عليه ثم أنشأ يقول فذكر الأبيات وقال فأمر
له بأربعة آلاف وأربعة آلاف وأربعة آلاف فأتى أهله فدخل بهم
9150 رجل من غسان دخل على عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو محمد المصري
أنا أحمد بن مروان نا محمد بن موسى يعني ابن حماد البصري (1) نا محمد بن الحارث
قال سمعت المدائني يقول
دخل رجل على عبد الملك بن مروان من غسان فكلمه في حوائج له فقضاها فقال
أتأذن لي يا أمير المؤمنين في تقبيل يدك فقال مه أما علمت أنها من العرب مذلة وهي من
العجم خدعة
9151 رجل من ثقيف
حكى عن رجل من ولد عثمان
حكى عنه ابنه تقدمت روايته
9152 شاعر من كلب
كتب إلى عبد الملك بن مروان حين غلب عمرو بن سعيد بن العاص على دمشق
يحرضه عليه
ذكر أبو عبد الله الحسين بن القاسم الكوكبي الكاتب نا الحارث بن أبي أسامة وأحمد
ابن زهير أبي خيثمة قالا أنا أبو الحسن المدائني قال يعقوب بن عوف الثقفي قال لما
بايع الناس عمرو بن سعيد كتب رجل من كلب إلى عبد الملك
* أمست فلسطين والأجيال من أردن * إلى دمشق وحوران على عطب
ناحت نريد مريدا ححدرا فلها (2) * ينشق عن نبتها سائبة الحجب

(1) كذا بالأصل: " البصري " راجع ترجمته في سير الأعلام 14 / 91 وفيها البربري البغدادي.
(2) كذا صدره.
168

* صرت ببول! به رحل الغراب (1) * فقد جاءت به علقا لا بادر السحب
وقد تركت بها بيضا لدى وكن * قد قبضن عن أفرج كالعهن لم يثب
فإني حلفت برب البيت والحجب * والضامن الرزق للعجمان والعرب
لئن وثبت ولم تشدد رحائلها * بزجرة تنفر السبروت كالشعب
لتشرقن بريق منك تحرصه * ولا نسوغه بالماذي التعب (2)
فاشدد عليك نجاد السيف مخترما * لا يلهينك نائي الدار عن قرب
* فلما أتاه أذن في الناس بالرحيل وخرج حتى ضم حمائل سيفه بيده اليمنى وكتاب
الكلبي بيده اليسرى فأدنيت إليه دابته فتمثل
* ألا تبر نفسك عن براكها *
يشدك العرر على أوراكها *
يا مانع الهجمة من هلاكها *
دراكها (3) من ابل دراكها *
قد وقع الموت على أعراكها
فلما ركب تمثل بقول السلمي يعني عباس بن مرداس (4)
* فحارب (5) فإن مولاك حارد نصره * ففي السيف مولى نصره لا يحارد *
وسار عبد الملك حتى أتى دمشق وقد تحصن عمرو فقاتله ثلاثة أشهر وقال
بعضهم قاتله شهرا وذكر الحديث
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال
9153 رجل شاعر من أهل الكوفة
هرب من الحجاج واستجار بعبد الملك فأجاره
حكى عبد الله بن سعد القطربلي وقرأته بخطه عن بعض أهل العلم قال جنى رجل

(1) كذا صدره بالأصل.
(2) كذا بالأصل.
(3) الشطران الأخيران في تاج العروس (ترك) ونسبهما لطفيل بن يزيد الحارثي، ونقل عن أبي عبيدة أنهما لبكر بن
وائل، وروايتهما:
تراكها من إبل تراكها * أما ترى الموت لدى أوراكها
(4) البيت في ديوانه ص 55 (ط. بيروت).
(5) بالأصل: " حارب " والمثبت عن الديوان.
169

من أهل الكوفة جناية على الحجاج بن يوسف فاخذ ليدخل به إليه وذلك ليلا فقال أقيم
لكم كفيلا إلى غد قالوا هاته فأعطاهم عريفه وكان يسمى مالكا فتركوه وهرب تحت
ليلته تلك إلى عبد الملك بن مروان مستجيرا به من الحجاج وأنشأ يقول
* جعلت الغوابي من مالك * ولم ينهك الشيب عن ذلكا *
* وأحكمك الدهر في مره * وتقريعه هام أسنانكا
أقول لعثمان لا تلحني * وأفق عثم عن بعض بعذالكا
غريب تذكر إخوانه * فها حواله سقما ناهكا
وكرهنني أرضكم أنني * رأيت بها مالكا فاتكا
فلما خشيت أظافيره * نجوت وأرهنتكم مالكا
عريفا مقيما بدار الهوان * أهون علي به هالكا
ويممت أبلج ذا سور صفا * ذروة المجد والحاركا *
فأجاره وكتب له إلى الحجاج أن لا يعرض له
9154 رجل من أهل العراق
وفد على عبد الملك
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنبأ أبو بكر أحمد بن سليمان بن
علي المقرئ الواسطي نا عبيد الله بن محمد البزار أنا جعفر بن محمد بن القاسم نا أبو
العباس الطوسي نا موسى بن عيسى العبدي أخبرني أحمد بن طالب الكناني كنانة كلب قال
نصب عبد الملك الموائد يطعم الناس فجلس رجل من أهل العراق على بعض تلك الموائد
فنظر إليه خادم عبد الملك فأنكره فقال له أعراقي قال نعم قال فجاسوس قال كلا
دعني أتهنى بزاد أمير المؤمنين ثم إن عبد الملك وقف على تلك المائدة فقال من القائل (1)
* إذا الأرطى توسد أبرديه (2) * خدود جوازئ (3) بالرمل عين (4) *

(1) البيت في تاج العروس (برد) ونسبه للشماخ بن ضرار، وهو في ديوانه.
(2) الأبردان هما الغداة والعشي، أو العصران، والأبردان أيضا: الظل والفئ، والأرطى: شجر ينبت بالرمل، هو شبه
الغضى، وثمره كالعناب.
(3) الجوزائ الظباء وبقر الوحش. وسميت بالجوازئ لأنها اجتزأت بأكل النبت الأخضر عن الماء (تاج العروس).
(4) أي واسعة العيون.
170

من قائل هذا البيت وما معناه من أجاب فيه أجزناه والخادم يسمع فقال العراقي
للخادم تحب أن أشرح لك من قائله وفيم قاله قال نعم قال يقوله عدي بن زيد في
الخمر فاتبعه الخادم فقال يا أمير المؤمنين أنا أجيبك فيما سألت قال قل قال يقوله
عدي بن زيد في الخمر فتبسم عبد الملك فقال له الخادم أخطأت أم أصبت قال بل
أخطأت قال أخطأت قال يا أمير المؤمنين هذا العراقي لقنيه قال أي الرجال هو قال أحد القوم الذين
وقعت عليهم فعاد إليه عبد الملك فقال أنت لقنت هذا الخادم قال نعم يا أمير المؤمنين
قال فخطأ لقنته أم الصواب قال بل الخطأ قال ولم قال لأني كنت متخرما بمائدتك
فوقف علي فقال عراقي فقلت نعم قال أنت جاسوس فقلت دعني لا تنغصني (1)
بزاد أمير المؤمنين قال فكيف الصواب قال يقوله شماخ بن ضرار التغلبي قال وفيم
قاله قال في بقر الوحش وقد تجزأت (2) بالخضير (3) عن الماء قال صدقت فأجازه ثم
قال سل حاجتك قال تنحي هذا عن بابك فإن فيه مشينة
9155 أعرابي من قضاعة
شاعر وفد على عبد الملك
قرأت بخط أحمد بن محمد بن علي الأنباري المؤدب أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
دريد الأزدي نا أبو معاذ خلف بن أحمد أنا أبو غسان رفيع بن سلمة دماذ عن أبي عبيدة
قال
دخل زفر بن الحارث على عبد الملك بعدما صالحه فقال
* أتيتك من قيس على رغم راغم * بجمهوره فطاعة للجماهر
على حين كنا الواترين ولم * ندع لنا ترة مطلوبة عند واتر *
وكان أعرابي من قضاعة في مجلس عبد الملك لا يؤبه له فقال من هذا المتكلم
قالوا زفر بن الحارث فقام الأعرابي فقال
* أتاك ابن قملتين كأنا شناره * على كل باد من معد وحاضر

(1) تقرأ بالأصل: تنقضي، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) بالأصل: نجزت.
(3) بالأصل: بالحضر، والمثبت عن المختصر.
171

بأينا من أضحى لدى الحضر ضارعا * إلى قرد من مقملات الغدائر
ولو أن قيسا قيس عبلان جمعت * مكائدها لم تدرك رغم واتر
ألا إنما القيسي عتم لنا هب * إذا جرحت بالريق ذات الحناجر *
فخرج زفر منكسرا فكان سبب توبته
9156 رجل من بني عبس
وفد على الوليد بن عبد الملك للخؤولة
ذكر أبو الحسن المدائني قال اتى الوليد بن عبد الملك رجل من بني عبس فسأله عن
حاله وعن سبب ذهاب عينه فقال ما كان في الأرض عبسي أكثر مني مالا وولدا وأهلا
..... (1) فلم يبق لي مالا ولا أهلا ولا ولدا إلا ذهب به إلا بيتا لي صغيرا وبعيرا فحملت
الصبي وقدت (2) البعير فوضعت الصبي وتبعته فنفحني برجله ففقأ عيني ورجعت إلى ابني
فإذا الذئب بلغ في بطنه فقال الوليد اذهبوا بهذا إلى عروة بن الزبير ليعلم أن في الدنيا من
هو أعظم مصيبة منه
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن أنا عاصم بن الحسن
وقرأنا على أبي الفضل بن القرة عن عاصم أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي
ابن صفوان نا ابن أبي الدنيا قال
وقدم على الوليد بن عبد الملك قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير فسأله عن عينه
فقال بت ليلة في بطن واد ولا أعلم في الأرض عبسيا يزيد ماله على مالي فطرقنا سيل
فذهب ما كان لي من أهل وولد ومال غير صبي مولود وبعير وكان البعير صعبا فند (3)
البعير فوضعت الصبي واتبعت البعير فلم أجاوزه حتى سمعت صيحة الصبي فرجعت إليه
ورأس الذئب في بطنه يأكله واستدبرت البعير لأحبسه فنفحني برجله فأصاب وجهي
فحطمه وذهبت عيني فأصبحت لا أهلا ولا مالا ولا ولدا فقال الوليد انطلقوا به إلى عروة
فيخبره خبره ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاء

(1) تقرأ بالأصل: فأتى ليلا.
(2) بالأصل: وفد، ولعل الصواب ما أثبت.
(3) ند البعير يند ندا، وهو ناد، إذا شرد ونفر وذهب على وجهه شاردا. (تاج العروس: ندد).
172

9157 رجل وفد على سليمان بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنبأ الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سلام الجمحي قال
قدم رجل على سليمان بن عبد الملك في خلافته فقال له ما أقدمك فقال ما أقدمني
عليك رغبة ولا رهبة قال وكيف ذلك قال اما الرغبة فقد وصلت إلينا وفاضت في رحالنا
وتناولها الأقصى والأدنى منا وأما الرهبة فقد أمنا بعدل أمير المؤمنين فنحن وفد الشكر
وسيأتي سببه بهذه القصة لشاب قدم على عمر بن عبد العزيز
9158 رجل كان عند سليمان فمدحه
أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري (1) إذنا قالت أنبأ
أبو (2) منصور علي بن الحسن (3) بن الفضل الكاتب أنا أبو محمد علي بن عبد الله بن
العباس الجوهري أنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني الزبير بن بكار الزبيري
حدثني أبو الحسن الأثرم عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال
قال سليمان بن عبد الملك لرجل أخذ في تقريظه على رسلك فإني لا أحب التزكية في
المشاهدة ومديح اللقاء فقال الرجل إني لست أمدحك ولكني أحمد الله على النعمة
قيل فقال سليمان بلغت بالمديح مناط الإحسان
9159 شيخ من أهل دمشق
سأله سليمان بن عبد الملك عن حاله
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن
مروان نا إسماعيل بن يونس نا الأصمعي قال
دخل سليمان بن عبد الملك مسجد دمشق فرأى شيخا كبيرا فقال يا شيخ أيسرك أن
تموت قال لا والله قال ولم وقد بلغت من السن ما أرى قال ذهب الشباب وشره

(1) تحرفت بالأصل إلى: الخبزي، بالزاي، والتصويب والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى خبر، وهي قرية
بنواحي شيراز من فارس.
(2) سقطت من الأصل.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " الحسين " والتصويب عن سير الأعلام، وهو أبو منصور علي بن الحسن بن علي بن الفضل
الكاتب. ترجمته في سير الأعلام 18 / 303 راجع الأنساب للسمعاني (الخبري) ذكره وكناه أبا الحسن.
173

وجاء الكبر وخيره فإذا قعدت ذكرت الله وإذا قمت حمدت الله فأحب أن تدوم لي هاتان
الحالتان
روى أبو العيناء محمد بن القاسم هذه الحكاية عن الأصمعي عن سلمة بن بلال عن
مجالد عن الشعبي أن سليمان دخل مسجد بيت المقدس وكذا رواها زكريا المنقري عن
الأصمعي
أخبرنا بها أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين (1) بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا
الأصمعي نا سلمة بن بلال عن مجالد عن الشعبي قال
دخل سليمان بن عبد الملك بيت المقدس فرأى شيخا كبيرا فقال له يا شيخ أيسرك
أن تموت قال لا قال لم قال ذهب الشباب وشره وجاء الكبر وخيره فإن قمت
حمدت الله وإن قعدت ذكرت الله فأنا أحب أن تدوم لي هاتان الحالتان
9160 أعرابي وعظ سليمان بن عبد الملك فأحسن الموعظة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا محمد بن عبد العزيز نا عثمان بن الهيثم المؤذن عن عوف بن أبي
جميلة ومورج قالا قام أعرابي إلى سليمان بن عبد الملك فقال له يا أمير المؤمنين إني
مكلمك بكلام فاحتمله إن كرهته فإن من ورائه ما تحبه إن قبلته قال هات يا أعرابي قال
فإني سأطلق لساني بما خرست عنه الألسن من عظتك لحق الله وحق إمامتك إنه قد اكتنفك
رجال أساؤوا الاختيار لأنفسهم فابتاعوا دنياك بدينهم ورضاك بسخط ربهم خافوك في الله
ولم يخافوا الله فيك فهم حرب الآخرة سلم الدنيا فلا تأمنهم على ما ائتمنك الله عليه
فإنهم لن يألوك الأمانة إلا تضييعا والأمة إلا عسفا والقرى إلا خسفا وأنت مسؤول عما
اجترحوا وليسوا مسؤولين عما اجترحت فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك فأعظم الناس غبنا
يوم القيامة من باع آخرته بدنيا غيره فقال له سليمان أما أنت يا أعرابي قد نصحت وأرجو
الله يعين على ما يقلدنا
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنا أحمد بن محمد بن أحمد وعبد

(1) تحرفت بالأصل إلى: الحسن.
174

الباقي بن محمد بن غالب قالا أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس نا عبيد الله بن عبد
الرحمن بن محمد بن عيسى نا أبو يعلى المنقري نا العتبي قال
دخل أعرابي على سليمان بن عبد الملك فقال له يا أمير المؤمنين إني مكلمك بكلام
فاحتمله إن كرهته فإن من ورائه ما تحب وإن كرهت أوله قال سليمان إنا لنجود بسعة
الاحتمال عن من لا نرجو نصيحته ولا نأمن غشه وأنت الناصح حببا والمأمون غببا فقال يا
أمير المؤمنين أما إذ أمنت بادرة (1) غضبك فسأطلق لساني بما خرست به الألسن عن عظتك
تأدية لحق الله وحق رعيتك يا أمير المؤمنين إنه قد تكنفك رجال أساءوا الإختيار لأنفسهم
فابتاعوا دنياك بدينهم ورضاك بسخط ربهم خافوك في الله ولم يخافوا الله فيك فهم
حرب للآخرة سلم للدنيا فلا تأمنهم على ما ائتمنك الله عليه فإنهم لن يألوا للأمانة تضييعا
وللأمة عسفا وأنت مسؤول عما اجترحوا وليس بمسؤولين عما اجترحت فلا تصلح دنياهم
بفساد آخرتك فإن أعظم الناس غبنا من باع آخرته بدنيا غيره فقال له سليمان يا أعرابي
أما أنت فقد سللت لسانك فهو أقطع من سيفك فقال أجل يا أمير المؤمنين لك لا
عليك
9161 رجل من أهل الحجاز
وفد على سليمان بن عبد الملك متظلما من عامله على الحجاز
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنا أبو الفتح نصر بن الحسن (2)
الشاشي (3) ببغداد أنا علي بن المشرف الأنماطي بالإسكندرية (4) أنا محمود بن حمود بن
عمر بن الدليل أنا أبو بكر محمد بن أحمد الخطيب الواسطي أنا أبو حفص عمر بن علي
ابن الحسن بن محمد بن إبراهيم العتكي نا منصور بن الحسن الفقيه فيما قرأت عليه أن
محمد بن زكريا الغلابي حدثهم نا مهدي بن سابق عن عطاء عن عاصم بن الحدثان
قال محمد بن زكريا وحدثنا أبو علي الحرمازي عن عبيد بن يحيى الهجرتي قالا
ظلم وكلاء رجل من بني أمية له قدر ومنزلة من ملوكهم رجلا من العرب في مال له

(1) تحرفت بالأصل إلى: باردة.
(2) تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
(3) إعجامها مضطرب بالأصل، وتقرأ " السابتني " والصواب ما أثبت راجع ترجمته في سير الأعلام (14 / 162
ت 4449) ط دار الفكر.
(4) بالأصل: نا إسكندرية.
175

بالحجاز فخاصم الرجل وكلاء الأموي في ذلك إلى الوالي الذي كان عليهم فمال (1) لهم
عليه فقال الرجل لا أرضى إلا بوالي مكة والمدينة فصاروا إليه فكتب الأموي إلى الوالي
الذي كانوا ارتفعوا إليه فمال (2) لوكلائه على الرجل أيضا فقال الرجل لا أرضى إلا بأمير
المؤمنين وأمير المؤمنين يومئذ سليمان بن عبد الملك فخرج الرجل حتى أتى دمشق فلم
يلق أحدا من جلساء سليمان ولا عظيما من عظماء دمشق إلا كان ميلهم إلى الأموي عليه
فطلب الوصول إلى الخليفة فتعذر عليه فطفق يشكو ذلك إلى كل من جلس إليه وأنس به
حتى شكا ذلك إلى رجل من بوابي سليمان فرق له البواب وقال له ما يوصلك إليه أحد إلا
خصى له أثير عنده ولا يوصلك إليه حتى ترغب له فقال له الرجل فأنا أجعل له مائتي دينار
على أن يوصلني إليه خاليا فسفر البواب بينه وبين الخصي حتى فهم الخصي حاجة الرجل
وما جعل له من الجعالة وصير البواب أمينا بينهما وجعل الدنانير على يديه على أن
الدنانير للخصي إذا وصل الرجل إلى سليمان وكلمه خاليا قضيت حاجته أم لم تقض فأمر
الخادم الرجل بلزوم الباب فجعل يغدو فلا يزال ملازما للمال حتى إذا أمسى انصرف إلى
رحله فلم يزل كذلك يغدو كل يوم إلى أن دعا سليمان الخصي يوما وأمره أن يأتيه بوضوء
فأتاه به فبينا الخادم يصب على سليمان إذ ملأ سليمان يده فضرب بها وجه الخادم فقال
الخادم وعرف منه طيب نفس أما هذا فتحسنه وأما أن تعطيني أو تدع من يعطيني فلا فقال
له سليمان هل منعت من عطيتك أحدا فقال هذا رجل ببابك قد جعل لي مائتي دينار
على أن (3) يكلمك في حاجة له خاليا قضيت الحاجة أم لم تقض فقال له سليمان أدخله
فمضى الخادم فأدخله وقام سليمان يصلي ثم قعد يخطر بأصبعه ويدعو فدخل الرجل
وسليمان يخطر بأصبعه إلى السماء يدعو الله فقال الرجل حين نظر إلى سليمان في تلك
الحال أواه أواه أخطأت موضع حاجتي ثم رجع منصرفا خارجا وانصرف سليمان وقال
للخصي أين صاحبك فطلبه فوجده قد خرج وقال للبواب ادفع الدنانير إلى الخادم
فإنه قد وفى بما ضمن فطلبه الخادم على الباب فلم يصبه فرجع إلى سليمان فأخبره
بذلك فقال سليمان للخادم بساطي عليك محرم أو تجيئني بهذا الرجل فخرج الخادم وثقاته

(1) تقرأ بالأصل: فصلع.
(2) راجع الحاشية السابقة.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
176

ومن كان يطيف به فتفرقوا في طلبه حتى ظفروا به وهو يقود راحلته خارجا من باب من
أبواب دمشق متوجها إلى أهله فقال له الخادم ارجع إلى أمير المؤمنين فقد طلبك فقال
لا حاجة لي في الرجوع إليه وقد أمرت البواب أن يدفع إليك الدنانير فقال له الخصي لا
بد لك من الرجوع إليه فرده على كره منه حتى إذا أدخله إلى سليمان قال له سليمان ألم
أخبر أنك جعلت لهذا مائتي دينار على أن يدخلك إلي فقال الرجل قد كان ذلك أصلح
الله أمير المؤمنين قال سليمان أفلم أرك حين ملأت عيني منك قال بلى قال فما
أخرجك والله إن لك لخيرا قال أجل خبر ضخم العنق إن فلانا ظلمني في أرض لي
بالحجاز فاستعديت عليه الوالي علينا وعلى ناحيتنا فمال (1) له علي فلم أرض بذلك
واستعديت عليه الوالي الأكبر فمال (2) له علي فلم يرض بذلك وقلت لا أقصر حتى أنتهي
إلى أمير المؤمنين فلما قدمت إلى دمشق لم أر بها أحدا يفزع إليه إلا وجدته معه علي
فجعلت لخادمك هذا الذي جعلت له على أن يوصلني إليك فلما أوصلني رأيتك تخطر
بإصبعك إلى السماء تطلب من الله حاجتك وتضرع إليه فعقلت بفعلك موضع حاجتي
وعلمت إني قد أخطأت في طلبها ولم آتها من الموضع الذي ينبغي فرجعت أطلبها من
الموضع الذي تطلب أنت حاجتك فبكى سليمان ثم قال إن الذي طلبت إليه حاجتك قد
قضاها وأرسل سليمان إلى الأموي في أمره وأمره برد ما يدعي عليه فكتب الأموي له
بكل ما أحب وأعطاه أيضا ما يصلح به صنعته (3) وذلك بعدما وصله سليمان وكساه
وحمله وأمر له بفرائض
9162 رجل طلبه سليمان بن عبد الملك فهرب منه
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد القاضي أنا محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن
أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله نا سليمان بن أحمد نا يحيى بن محمد الحنائي نا المعلى
ابن حوي بن محمد بن مهاجر البصري نا أبو عبيد الله بن..... (4) الرقاشي
أن سليمان بن عبد الملك أخاف رجلا فطلبه ليقتله فهرب الرجل من عنده فجعلت

(1) بالأصل: فطلع، والمثبت عن المختصر.
(2) بالأصل: فضلع.
(3) كذا بالأصل، وفي المختصر: " ضيعته " وهو أشبه.
(4) رسمها بالأصل: " البوم ".
177

رسله تختلف إلى منزل ذلك الرجل يطلبونه وفي حبرانه (1) فلم يظفر به فهرب الرجل فجعل
لا يأتي بلدة إلا قيل له قد كنت تطلب ها هنا فلما طال عليه أمره وخشي أن لا يفلت (2)
قال ما أجد شيئا خيرا من أن أذهب إلى بلاد ليس فيها مملكة فعزم على ذلك فأقبل قاصدا
إلى أهله حتى طرقهم ليلا فدق الباب فقالت المرأة من هذا قال افتحي أنا فلان
فقالت ويحك وما الذي جاءك بك فوالله ما نأمن ولا يأمن جيراننا ولكن والله أرى
الحين (3) جاء بك ففتحت له وأسرجت له سراجا ونبهت له عياله وجاءته بعشاء فتعشى
وإنه أرادها على نفسها فلم تمتنع عليه فوقع بها وقالت يا جارية ضعي لمولاك في
المتوضأ سراجا وصبي له ماء واذهبي إلى فلان وفلان أربعة من جيرانها ولا يعلم الرجل
فأتت أبوابهم فقرعت عليهم فقالوا لها ويلك ما لكم أطرقكم الليل أحد قالت لا
قالوا فلأي شئ بغيتك (4) قالت ما لي به علم قال فدق هذا على هذا وقالوا تعالوا
إلى هذه البائسة فقد استعانت بكم فأتوها ففتحت لهم الباب فقالت ادخلوا البيت
فدخلوا البيت فقام إليهم فاعتنقهم قالوا ما الذي جاء بك فوالله ما نأمن على منازلنا
ولكنا نرى الحين جاء بك فقال يا قوم إني لم آت بلدة إلا وجدتني أطلب فيها فلم أر شيئا
خيرا من أن أدخل بلدة ليس له عليها مملكة وهذا وجهي وإنما جئت لأوصي هذه المرأة
وصية الموت لأني إن دخلت بلادا غير بلاد الإسلام لم أقدر أن أخرج منها فأوصيت إليها
وأشهدهم على ذلك ثم ودعهم وقاموا يخرجون فقالوا أيتها المرأة لأي شئ بعثت إلينا
فقالت أليس تعرفون الرجل إنه زرجي قالوا بلى قال فإنه قد كان منه الليلة ما يكون
من الرجل إلى أهله فاشهدوا علي هذه الليلة فإنه لا أدري ما يكون ها هنا وأومأت إلى
بطنها فيقول الناس من أين جاءت بهذا وزوجها غائب قالت فخرج القوم وهم يقولون ما
رأينا كاليوم امرأة قط أحسن عقلا ولا أقرب مذهبا قال وودعوه وخرج الرجل ترفعه
أرض وتضعه أخرى حتى ظن أنه قد خرج من مملكته قال فبينما هو في صحراء ليس فيها
شجر ولا ماء إذا هو برجل يصلي قال فخفته وقلت هذا يطلبني قال ثم رجعت إلى

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) تحرفت بالأصل إلى: يقلب.
(3) الحين: الهلاك.
(4) كذا، وفي المختصر: بعثتك.
178

نفسي فقلت والله ما معه راحلة ولا دابة ولا قرية قال فكأني أست فقصدت نحوه فلما
صرت بين كتفيه ركع ثم سجد ثم التفت إلي وأنا قائم فقال لعل هذا لطاغي أخافك
قلت أجل رحمك الله قال فما يمنعك من السبع قلت يرحمك الله وما السبع قال
قل سبحان الله الواحد الذي ليس غيره إله، سبحان القديم الذي لا بادئ له، سبحان الدام
الذي لا نفاد له (1) سبحان الذي كل يوم هو في شأن سبحان الذي يحيي ويميت سبحان
الدائم الذي خلق ما يرى وما لا يرى سبحان الذي علم كل شئ بغير علم قال قلها
فقلتها وحفظتها فألقى الله في قلبي الأمن ورجعت راجعا من الطريق الذي جئت منه فلم
أر الرجل وقصدت قاصدا أريد أهلي فقلت لآتين باب سليمان بن عبد الملك فأتيت بابه
فإذا هو يوم إذنه وهو يأذن للناس فدخلت وإنه لعلى فرشه فما غدا أن رآني فاستوى على
فرشه ثم أومأ (2) إلي فما زال يدنيني حتى قعدت معه على الفراش ثم قال سحرتني
وساحر أيضا مع ما بلغني عنك فقلت يا أمير المؤمنين ما أنا بساحر ولا أعرف السحر ولا
سحرتك قال فكيف فما ظننت أنه يتم ملكي إلا بقتلك فلما رأيتك لم أستقر حتى
دعوتك فأقعدتك على فرشي وهو يضرب بيده على فخذه ثم قال أصدقني أمرك فأخبره
بقصته وخوفه وأمره كله وما كان فيه قال يقول له سليمان الخضر والله الذي لا إله إلا هو
علمكها اكتبوا له أمانة وأحسنوا له جائزته واحملوه إلى أهله
9163 رجل حدث عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي
روى عنه أبو عبيد حاجب سليمان
وفد على عمر بن العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي أنا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (3) نا محمد بن بكر أنا عبد الحميد يعني ابن جعفر حدثني
الأسود بن العلاء عن حوي مولى سليمان بن عبد الملك عن رجل أرسل إليه عمر بن عبد
العزيز وهو أمير المؤمنين قال كيف الحديث الذي حدثتني عن الصنابحي فقال أخبرني
الصنابحي أنه لقي عمرو بن عبسة فقال هل من حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا زيادة فيه ولا

(1) بالأصل: " يعادله " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) بالأصل: أومى.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 6 / 57 رقم 17021 طبعة دار الفكر.
179

نقصان قال نعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أعتق رقبة أعتق الله بكل
عضو منها عضوا منه من النار ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ أو قصر كان عدل رقبة ومن شاب شيبة
في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة [13682]
9164 شيخ من أهل الجزيرة ضرير من الملازمين للمسجد
كان في عسكر عمر بن عبد العزيز له ذكر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا سعيد يعني ابن منصور حدثني يعقوب يعني ابن
عبد الرحمن عن أبيه قال
لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة خرج مما كان في يده من القطائع وكان في يده
المكندس (2) وجبل الورس باليمن وفدك وقطائع اليمامة فخرج من ذلك كله ورده إلى
المسلمين إلا أنه ترك عينا (3) بالسويداء (4) كان استنبطها بعطائه فكانت تأتيه غلتها كل سنة
مائة وخمسين (5) دينار أو أقل وأكثر فذكر له يوما مزاحم أن نفقة أهله قد فنيت فقال حتى
تأتينا غلتنا قال فلم ينشب بأن قدم قيمة بغلته وبجراب تمر صيحاني (6) وبجراب تمر
عجوة فنثره بين يديه وسمع أهله بذلك فأرسلوا ابنا له صغيرا فحفن له من التمر فانصرف
ولم ينشب أن سمعنا بكاءه قد ضرب ثم أقبل يؤم الدنانير فقال أمسكوا يديه ثم رفع يديه
فقال اللهم بغضها إليه كما حببتها إلى موسى بن نصير ثم قال خلوه فكأنما رأى به
عقاربا ثم قال انظروا الشيخ الجزري المكفوف الذي يغدو إلى المسجد بالأسحار فخذوا له
ثمن قائد لا كبير فيقهره ولا صغير فيضعف عنه ففعلوا ثم قال لمزاحم شأنك بما بقي
فأنفقه على أهلك

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 570 والحكاية بنحوها رواها ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن
عبد العزيز ص 45 - 46.
(2) كذا بالأصل والمختصر، وفي المعرفة والتاريخ: المكيدس.
(3) العين: الناحية.
(4) السويداء: قرية بحوران من نواحي دمشق.
(5) بالأصل: خمسون.
(6) التمر الصيحاني ضرب من تمور المدينة.
180

9165 رجل من بني مروان بن الحكم
لم ينسب دخل على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا أبو بشر يعني ابن أسماء عن إسماعيل بن أبي
حكيم فيما أعلم قال
قال عمر بن عبد العزيز لآذنه لا يدخلن علي اليوم إلا مرواني قال فلما اجتمعوا عنده
تكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإنكم يا بني مروان قد أعطيتم في الدنيا حظا
وشرفا وأموالا إني لأحسب شطر مال هذه الأمة أو ثلثيه في أيديكم فردوا ما في أيديكم من
هذا المال قال فسكتوا قال ألا تجيبوني فسكتوا قال ألا تجيبوني قال فتكلم رجل
من القوم قال لا والله لا يكون ذاك أبدا حتى يحال بين رؤوسنا وأجسادنا والله لا نكفر آباءنا
ولا نفقر أبناءنا قال عمر اما لولا أن تستعينوا علي بمن أطلب هذا الحق له لأضرعت
خدودكم قوموا عني
9166 مؤذن لعمر بن عبد العزيز
حدث عن مسلم بن يسار
روى عنه عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد هبة الله بن سهل قالا أنا أبو سعد
محمد بن عبد الرحمن أنا أبو أحمد الحاكم أنا محمد بن محمد بن سليمان الواسطي نا
هشام بن عمار نا عبد الرحمن بن أبي الجون عن مؤذن لعمر عن مسلم بن يسار عن
عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا غضبت أخذ بأنفها وقال يا عويش قولي اللهم رب النبي
محمد (صلى الله عليه وسلم) اغفر ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن
9167 كاتب لعمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
روى عنه جويرية بن أسماء الضبعي

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 615 ورواه ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص 115.
181

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن نصر بن إبراهيم الزاهد أنا أبو
محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي الفقيه أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما
كتب إلى أخبرني جدي عبد الله أنا عبد الله بن يونس نا بقي بن مخلد ثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي نا عفان حدثني عثمان بن عبد الحميد نا جويرية بن أسماء حدثني
كاتب لعمر بن عبد العزيز قال
كان لا يستريح إلا أنه كان ينام من آخر الليل هنيهة ويقيل.... (1) من عنده يوما عند
القائلة فبعث إلى مزاحم فقال له يا مزاحم إني قد حدثت نفسي برد ما في يدي من القطائع
فقال له مزاحم عيالك أكثر من ذاك يا أمير المؤمنين قال فقال بيده على عينه ودمعت
عينه فينفضها قال ثم يقول الله لهم فذكر بعض ما حدثنا به سعيد بن عامر وقال في
حديثه قال عبد الملك يا أمير المؤمنين الساعة فإن قلبك ليس بيدك ولا تدري ما يحدث
الله في الليل والنهار قال فخرج فدعا بتلك الكتب ودعا بمقاريض فقرضت بها تلك الكتب
9168 رجل وفد على عمر بن عبد العزيز من خراسان
حكى عن عمره
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (2) نا أبو حامد بن جبلة نا محمد بن إسحاق
الثقفي واللفظ له
ح وأخبرنا أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة الله نا نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد أنا
أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي الفقيه أخبرني أبو عبد الله محمد بن
أحمد فيما كتب إلي أخبرني عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي الأندلسي
أنا أبو محمد عبد الله بن يونس أخبرنا بقي بن مخلد
قالا نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا عفان بن مسلم نا عثمان بن عبد الحميد نا
الوليد قال
بلغنا أن رجلا كان ببعض خراسان قال أتاني آت في منامي فقال إذا قام أشج بني
مروان فانطلق فبايعه فإنه إمام عادل فجعلت أسأل كلما قام خليفة حتى قام عمر بن عبد

(1) كلمة مطموسة بالأصل.
(2) الخبر في حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ 5 / 256 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
182

العزيز فأتاني ثلاث مرات في المنام فلما كان آخر ذلك زبرني وأوعدني فرحلت إليه
فلما قدمت لقيته فحدثته الحديث فقال ما اسمك ومن أين أنت وأين منزلك قلت
بخراسان قال ومن أمير المكان الذي أنت به ومن صديقك هناك وعدوك فألطف المسألة
ثم حبسني أربعة أشهر فشكوت إلى مزاحم مولى عمر بن عبد العزيز فقال إنه قد كتب
فيك قال فدعا بي بعد أربعة (1) أشهر فقال إني كتبت فيك فجاءني ما أسر به من قبل
صديقك وعدوك فهلم فبايعني على السمع والطاعة والعدل فإذا تركت ذلك فليس لي
عليك بيعة قال فبايعته قال ألك حاجة فقلت لا أنا غني في المال إنما آتيتك لهذا
فودعته ومضيت زاد بقي بن مخلد فقلت بيني وبين نفسي وهو يراني وذكرت بعد أهلي
وطول المسير إليهم فقلت لو حملني على البريد فالتفت فرآني فدعاني فقال ألك حاجة
فقلت نعم شئ إن لم يثقل عليك ذكرت بعد أهلي وطول المسير فقلت لو حملني
على البريد فقال والله ما ذاك لك ولا لنا قال فمكثت هنية (2) ثم قال هل لك أن تعمل
لنا عملا وأحملك فقلت نعم قال لا تأت على عامل لنا إلا نظرت في سيرته فإن كانت
حسنة لم تكتب بها وإن كانت قبيحة كتبت بها قال مزاحم فما زال كتاب منه يجيئنا في
عامل فيعزله حتى قدم خراسان
9169 رجل من بني أسد
كان حرسيا لعمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
روى عنه عبد الرزاق
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن الحسن الموازيني قالا أنا
أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا محمد بن يوسف بن بشر أنا محمد بن
حماد أنا عبد الرزاق أنا معمر أخبرني رجل من أهل الشام ممن كان يحرس عمر بن عبد
العزيز وهو من بني أسد قال وما رأيت عمر بن عبد العزيز قتل أسيرا قط إلا واحدا من
الترك قال جيئ بأسارى من الترك فأمر بهم أن يسترقوا فقال رجل ممن جاء بهم يا

(1) في حلية الأولياء: بعد أشهر.
(2) في المختصر: فمكث هنيهة.
183

أمير المؤمنين لو كنت رأيت هذا لأحدهم وهو يفتك في المسلمين لكثر (1) بكاؤك عليهم
فقال عمر بن عبد العزيز فدونك فاقتله فقام إليه فقتله
9170 رجل من حرس عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
حكى عنه الأوزاعي
قرأت على أبي الفتح الفقيه عن نصر بن إبراهيم أنا عبد الله بن الوليد الأنصاري
الفقيه أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن يونس نا
بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا محمد بن كثير عن الأوزاعي حدثني بعض
حرس عمر بن عبد العزيز قال
خرج علينا عمر بن عبد العزيز ونحن ننتظره يوم الجمعة فلما رأيناه قمنا فقال إذا
رأيتموني فلا تقوموا ولكن توسعوا ثم قال أيكم يعرف بيت فلان فقلنا كلنا نعرفه قال
فليقم أحدثكم سنا قال فقام أحدثنا سنا فدعاه له فجاء الرجل وقد تهيأ وشد عليه ثيابه
فقال عمر إنا بعثناك في أمر عجلة من أمر المسلمين فلا يحملك استعجالنا إياك على أن
تخرج حتى تصلي الجمعة فإن اليوم الجمعة وإذا حضرت الصلاة فصلها لوقتها فإنك لا
محالة أن تصليها وإن الله ذكر قوما فقال " أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون
غيا " (2) ولم تكن إضاعتهم إياها أن تركوها ولو تركوها لسماهم بتركها كفارا (3)
9171 حرسي من حرس عمر بن عبد العزيز لقبه عمر بالجائف
له ذكر

(1) بالأصل: " لكبر " والمثبت عن المختصر.
(2) سورة مريم، الآية: 59.
(3) سقطت ترجمة " شيخ حرسي لعمر بن عبد العزيز " من الأصل، وهي مثبتة في مختصر ابن منظور وجاء فيها أنه:
قال رأيت عمر حين ولي وبه من حسن اللون، وجودة الثياب والبزة، ثم دخلت عليه بعد وقد ولي فإذا هو قد
احترق واسود، ولصق جلده بعظمه حتى ليس بين الجلد والعظم لحم، وعليه قلنسوة بيضاء قد اجتمع قطنها،
تعلم أنها قد غسلت، وعليه سحق إنبجانية قد خرج سداها وهو على شاذكونة قد لصقت بالأرض، تحت
الشاذكونة عباءة قطوانية من مشاقة الصوف، فأعطاني مالا أتصدق به بالرقة فقال: لا تقسمه إلى على نهر جار،
فقلت له: يأتيني من لا أعرف فمن أعطي؟ قال: من مد يده إليك.
184

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد النجار ثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
ابن نصر أنا عبد الله بن الوليد الأنصاري أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي
أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو محمد عبد الله بن يونس
أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي نا منصور بن بشير نا شعيب يعني ابن
صفوان قال ذكر الفرات يعني ابن السائب
أن رسولا لبعض الولاة دخل على عمر بن عبد العزيز ومعه حرسي فجعل الرسول إذا
كلم عمر وكلمه زجره الحرسي وانتهره حتى فرغ من قراءة كتابه فقال كن قريبا ثم دخل
رسول آخر ومعه ذلك الحرسي فكلم عمر لا يندهه (1) ولا يمنعه حتى فرغ من قراءة كتابه
فقال كن قريبا (2) ثم أرسل عمر إلى الرسول الأول فقال له أرأيت الحرسي الذي كان
دخل معك هل تعرفه قال لا قال إن الله قد أفطنني لمنعه إياك من الكلام فنفعك ذلك
ولم يضرك فارفع إلي حاجتك فلم يسأله شيئا إلا أعطاه إياه ثم أرسل إلى الرسول الثاني
فقال هل بينك وبين الحرسي الذي دخل معك معرفة قال نعم هو صديقي وجاري قال
أما إنه قد حاباك وجهد أن ينفعك فألقى في روعي لا تصيب مني شيئا فلولا أن يكون مني
مراغمة في منع رزق لم تصب مني شيئا وسامر لك بمعروف ثم أرسل إلي الحرسي
فقال ويلك وليت أمر رجلين بين يدي فلم تعدل بينهما فكيف الأمر على ما ابتليت به
فاختر مني أحد أمرين إما ان تأذن لي فألقبك لقبا وإما أن أمحوك من الحرس قال بل
تعفيني قال لا قال فإني اختار أن تلقبني فسماه الجائف (3) فكان إذا رآه يقول ادعوا
لي الجائف فيقول يا أمير المؤمنين فيقول ما سببت هو شرطي عليك فلم يزل كذلك
حتى مات
9172 رجل من حرس عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
حكى عنه ابن له
قرأت على أبي الفتح الفقيه عن أبي الفتح الفقيه أنا أبو محمد عبد الله بن الوليد

(1) أي لا يزجره.
(2) بالأصل: لي قرينا.
(3) كذا بالأصل: " الجائف " في كل المواضع، وفي المختصر: الجائف.
185

الأنصاري أنا محمد بن أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عن
عبد الله بن محمد الباجي أنا عبد الله بن يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني سهل بن
محمود حدثني يحيى بن أبي غنيه قال
سمعت رجلا يذكر في المسجد قال كان أبي في حرس عمر بن عبد العزيز قال
فبينما عمر يسير على بغلته بخناصرة (1) إذ جاء رجل متزر ببرد قطري متعصب بآخر حتى
أخذ بلجام بغلته ما ينهنهه أحد فقال
* تدعون حران مظلوما ليأتيكم * فقد أتاكم لعند الدار مظلوم *
فقال ممن أنت قال من أهل حضرموت قال ما ظلامتك قال أرضي وأرض
آبائي أخذها الوليد وسليمان (2) فأكلاها فنزل عمر عن دابته يتكئ حتى جلس بالأرض
فقال من يعلم ذلك قال أهل البلد قاطبة قال يكفيني من ذلك شاهدا عدل اكتبوا له
إلى بلاده إن أقام شاهدي عدل اكتبوا على أرضه وأرض آبائه وأجداده فادفعوها إليه
فحسب الوليد وسليمان ما أكلا من غلتها فلما ولى الرجل قال هلم هل هلكت لك من
راحلة أو أخلق لك من (3) ثوب أو نفذ لك من زاد أو تخرق لك من حذاء فحسب ذلك
فبلغ اثنين وثلاثين دينارا أو ثلاثة وثلاثين دينارا فأتى بها من بيت المال فكأني أنظر إليها
تعد في يده
9173 رجل ممن كان في جيش مسلمة بن عبد الملك في غزوة القسطنطينية
وفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه
حكى عنه الأوزاعي
أنبأنا أبو عبد الله بن أبي العلاء نا أبو بكر الخطيب نا أبو الحسين بن بشران أنا
عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق أنبأ محمد بن أحمد بن النصر نا معاوية بن عمرو عن
أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي حدثني رجل قال قفلت على عمر بن عبد العزيز من
القسطنطينة فقلت يا أمير المؤمنين إن بلائي كذا ومن أمري كذا وكذا فالتفت إلى بعض
جلسائه فقال أما يريد هؤلاء أن يستبقوا لآخرتهم شيئا

(1) خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنسرين نحو البادية (راجع معجم البلدان).
(2) بالأصل: " الوليد بن سليمان " خطأ، والتصويب: " الوليد وسليمان " عن مختصر ابن منظور.
(3) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
186

9174 رجل من العلماء
وفد على عمر بن عبد العزيز
حكى عنه أبو عبد الله حرسي كان لعمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد بن أبي عثمان أنا أبو القاسم الحسن
ابن الحسن بن علي بن المنذر القاضي (1) أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا
حدثني محمد بن الحسين حدثني يوسف بن الحكم أخبرني جعفر بن (2) الأزدي
عن أبي عبد الله الحرسي قال
سمعت بعض العلماء ممن قدم على عمر بن عبد العزيز يقول الصامت على علم
كالمتكلم على علم فقال عمر إني لأرجو أن يكون المتكلم على علم أفضلهما يوم القيامة
حالا وذلك أن منفعته للناس وهذا صمته لنفسه قال يا أمير المؤمنين وكيف بفتنة (3)
المنطق قال فبكى عمر بكاء شديدا
9175 خصي لعمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو
بكر الخرائطي أنا نصر بن داود نا يحيى بن يوسف الزمن نا إسماعيل بن عياش عن
عمرو بن مهاجر قال حدثني خصي لعمر بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز لم يغتسل في
داره قط إلا بمئزر
9176 مولى لعمر بن عبد العزيز
حدث عن أبي بردة بن أبي موسى
روى عنه أبو سعد روح بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر القشيري قالا أنا أبو سعد
الأديب أنا ابن حمدان
ح أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الملك أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء (13 / 215 ت 3820) ط دار الفكر.
(2) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(3) تقرأ بالأصل: يفتنه.
187

قالا أنا أبو يعلى نا القاسم بن يحيى نا الوليد بن مسلم عن روح بن جناح وفي
حديث ابن حمدان نا أبو سعيد روح بن جناح مولى وفي حديث ابن المقرئ عن مولى
لعمر بن عبد العزيز عن أبي بردة عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) " يوم يكشف عن ساق " (1)
قال عن نور عظيم يخرون له سجدا [13683]
قال ابن عساكر (2) كذا قال وهو أبو سعد وليس هو مولى عمر وإنما هو مولى
الوليد ويروى هذا الحديث عن مولى لعمر غر مسمى كما في رواية ابن المقرئ
9177 رجل سمع عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد أنا أبو بكر البيهقي أنا محمد بن موسى نا
محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي قال أخبرني من أثق به من أهل العلم
قال أخبرني من سمع عمر بن عبد العزيز وهو خليفة في يوم فطر ظهر على المنبر ثم جلس
ثم قال إن شعار هذا اليوم التحميد والتكبير والتمجيد ثم كبر مرارا الله أكبر الله
أكبر الله أكبر ولله الحمد ثم يشهد للخطبة ثم يفصل بين التشهد بتكبير
9178 رجل وفد على عمر بن عبد العزيز وأخبره برؤيا رآها له
تقدم ذكر روايته في ترجمة عمر بن عبد العزيز
9179 رجل من الأزد من أهل البصرة
وفد من عند عدي بن أرطاة على عمر بن عبد العزيز وأخبره برؤيا رآها له
روى عنه صالح بن بشير المري القاضي
9180 أعرابي دخل على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الحسن السلمي أنا جدي أبو بكر أنا أبو محمد بن زبر نا الحسن بن
عليل نا مسعود بن بشر نا الأصمعي قال
دخل أعرابي على عمر بن عبد العزيز فقال رجل من أهل البادية ساقته الحاجة
وانتهت به الفاقة والله سائلك عن مقامي هذا فقال عمر ما سمعت كلمات أبلغ من قائل
ولا أبلغ لمقول منها

(1) سورة القلم، الآية: 42.
(2) زيادة منا.
188

9181 شيخ
ذكر أنه رفع إلى عمر بن عبد العزيز وحده في الشراب
حدث عن محمد بن عمرو
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط أنا أبو منصور بن عبد العزيز
أنا أبو محمد جناح بن نذير بن إسحاق المحاربي نا عبيد الله بن محمد بن محمد بن
حمدان (1) ثنا محمد بن أحمد بن ثابت نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الصمد نا محمد بن
أبي بكر المقدمي نا محمد بن علي الشامي نا أبو عمران الجوني قال
قال عمر بن عبد العزيز لأجلدن في الشراب كما فعل جدي عمر بن الخطاب ثم امر
صاحب عسسه (2) وضم إليه صاحب خبره وقال لهما من وجدتماه سكران فأتياني به قال
فطافا ليلتهما حتى انتهيا إلى بعض الأسواق فإذا هما بشيخ حسن الشيبة بهي المنظر عليه
ثياب حسنة متلوث في أثوابه سكران وهو يتغنى
* سقوني وقالوا لا تغن ولو سقوا * جبال حنين ما سقوني لغنت *
فحركاه بأرجلهما وقالا له يا شيخ ما تستحي لهذه الشيبة الحسنة من مثل هذه الحال
فقال ارفقا بي فإن لي إخوانا (3) أحداث الأسنان شربت عندهم ليلتي هذه فلما عمل
الشراب في أخرجوني فإن رأيتما أن تعفوا عني فافعلا فقال صاحب العسس لصاحب
الخبر أكتم علي أمره حتى أطلقه قال قد فعلت قال انصرف يا شيخ ولا تعد فقال
نعم وأنا تائب فلما كان في الليلة الثانية طافا حتى انتهيا إلى الموضع فإذا هما بالشيخ على
تلك الحالة في الليلة الأولى وهو يتغنى
* إنما هيج البلا * حين غض السفر جلا
فرماني وقال لي * كن بعيني مبتلا
ولقد قام لحظه * لي على القلب بالقلى *
فحركاه بأرجلهما وقالا له يا شيخ أين التوبة منك فقال ارفقا بي فاسمعاني إن

(1) ترجمته في سير الأعلام 16 / 529.
(2) بالأصل: " عسعسته " والمثبت عن المختصر. والعسس جمع عس أو عاس. وهو الذي يطوف بالليل لحراسة
الناس.
(3) تقرأ بالأصل: " أخوال " والمثبت عن المختصر.
189

أخواني الذين ذكرتهم لكم البارحة غدوا علي الليلة في يومهم هذا وحلفوا لي أنه متى ما
عمل الشراب مني لم يخرجوني فعمل في وفيهم فخرجت وهم لا يعلمون فإن رأيتما أن
تزيدا في العفو فافعلا فقال صاحب العسس لصاحب الخبر اكتم علي أمره حتى أطلقه
قال قد فعلت قال انصرف يا شيخ فانصرف الشيخ وطافا الليلة الثالثة حتى انتهيا إلى
الموضع فإذا هما بالشيخ على مثل تلك الحال وهو يتغنى
* ارض عني فطالما قد سخطتا * أنت ما زلت جافيا مذ عرفتا
أنت ما زلت جافيا لا وصولا * بل بهذا فدتك نفسي ألفتا
ما كذا يفعل الكرام بنو الناس * بأحبابهم فلم كنت أنتا *
قال فحركاه بأرجلهما وقالا له هذه الثالثة ولا عفو قال أخطأتما قالا كيف
قال حدثني محمد بن عبد الرحيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن
شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن شربها (1) الثالثة لم
تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن تاب تاب الله عليه فإن شربها الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين
ليلة ثم تاب لم يتب الله عليه وكان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال فقال
عمر وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار في النار
قال فعفو من الثالثة واجب ومن الرابعة غير واجب فقال صاحب العسس لصاحب
الخبر محنة اكتم علي أمره حتى أطلقه قال قد فعلت قال انصرف قال فلما كان في
الرابعة طافا حتى انتهيا إلى الموضع فإذا هما بالشيخ على مثل تلك الحال وهو يتغنى
* قد كنت أبكي وما حنت لهم إبل * فما أقول إذا ما حمل الثقل
كأنني بك نضو (2) لا حراك به * تدعى وأنت عن الداعين في شغل (3)
فقلبوك بأيديهم هناك وقد * سارت بأجمالك المهرية الذلل
حتى إذا استيأسوا من أن تجيبهم * غطوا عليك وقالوا قد قضى الرجل *
فحركاه بأرجلهما وقالا هذه الرابعة ولا عفو قال لست أسألكما عفوا بعدها فافعلا

(1) سقطت من الأصل، وزيدت عن المختصر لابن منظور.
(2) النضو: البعير المهزول.
(3) في البيت إقواء
190

ما بدا لكما قال فحملاه فأرقفاه بحضرة عمر بن عبد العزيز وقصا عليه قصته من أولها
إلى آخرها فامر عمر رضي الله عنه باستنكاهه (1) فوجد منه رائحة فأمر بحبسه حتى أفاق
فلما كان الغد أقام عليه الحد فجلده ثمانين جلدة فلما فرغ قال له عمر أنصف يا شيخ من
نفسك ولا تعد قال يا أمير المؤمنين قد ظلمتني قال وكيف قال لأنني عبد وقد
حددتني حد الأحرار قال فاغتم عمر وقال أخطأت علينا وعلى نفسك أفلا أخبرتنا أنك
عبد فنحدك حد العبيد فلما رأى اهتمام عمر به رد عليه وقال لا يسوءك الله يا أمير
المؤمنين لتكن (2) لي بقية هذا الحد سلفا (3) عندك لعلي أرفع إليك مرة أخرى قال
فضحك عمر وكان قليل الضحك حتى استلقى على مسنده وقال لصاحب عسسه وصاحب
خبره إذا رأيتما مثل هذا الشيخ في هيئته وعلمه وفهمه وأدبه فاحملا أمره على الشبهة فإن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ادرءوا الحدود بالشبهة [13685]
9182 شاب دخل على عمر بن عبد العزيز في خلافته
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن الحسن عن قيس بن صالح
أن قوما دخلوا على عمر بن عبد العزيز يعودونه في مرضه وإذا فيهم شاب داثر (4)
ناحل الجسم فقال له عمر يا فتى ما الذي بلغ بك ما أرى فقال يا أمير المؤمنين أمراض
وأسقام قال سألتك سألتك بالله إلا صدقتني فقال يا أمير المؤمنين ذقت حلاوة الدنيا فوجدتها
مرة فصغر في عيني زهرتها وحلاوتها واستوى عندي حجرها وذهبها وكأني أنظر إلى
عرش ربي والناس يساقون إلا الجنة والنار فأظمأت لذلك نهاري وأسهرت له ليلي
وقليل حقير كل ما (5) أنا فيه في جنب ثواب الله وعقابه
9183 فتى من الأنصار
وفد على عمر بن عبد العزيز له ذكر

(1) أي أن تشم رائحة فمه.
(2) بالأصل: ليكون.
(3) بالأصل: سلف.
(4) شاب دائر: يقال: دثر الرجل إذا علته كبرة واستسنان.
(5) بالأصل: كلما.
191

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أخبرنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا عبد العزيز بن عمران نا ابن وهب حدثني
يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن أبيه قال
دخل على عمر بن عبد العزيز من أهل الشام شيخ جليل فقال يا أمير المؤمنين إني
دخلت مصر مع مروان وغزوت دير الجماجم وغزوة كذا فتأمر لي بشئ فقال اجلس أيها
الشيخ قال وبثور (2) عند الشيخ يكلمه غلام من الأنصار فقال يا أمير المؤمنين أنا
فلان بن فلان أبي ممن شهد العقبة وشهد بدرا وشهد أحدا حتى ذكر مغازيا فقال عمر أين الشيخ
الذي ذكر ما ذكر قال فجثا الشيخ على ركبتيه أو قام فقال ها هو ذا يا أمير المؤمنين فقال
هذه المكارم لا ما يعد الشيخ منذ اليوم
* تلك المكارم لا قعبان ومن لبن * شيبا بماء فصارا بعد أبوالا (3) *
خذوا حاجة الفتى
هذا الأنصاري هو رجل من ولد قتادة بن النعمان كما ذكر أبو جعفر محمد بن عمرو
العقيلي عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا عمي القاسم نا الأصمعي عن أبي معشر
نجيح قال
وفد أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بديوان أهل المدينة رجلا من ولد قتادة بن
النعمان الأنصاري قال فجاء به إلى عمر بن عبد العزيز فلما دخل عليه قال له عمر من
الرجل قال (4)
* أنا ابن الذي سالت على أحد عينه * فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأول عهدها (5) * فيا حسن ما عيني (6) ويا طيب ما يد *
قال عمر بن عبد العزيز

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 596 - 597 وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 265.
(2) كذا رسمها بالأصل، وفي المختصر: " ويثور " ومكانها بياض في المعرفة والتاريخ.
(3) البيت في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 265.
(4) البيتان في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 265.
(5) في سيرة عمر: لأحسن حالها.
(6) في سيرة ابن هشام: عين.
192

* تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا *
9184 شاب من أهل الكوفة
وفد على عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد
عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم الكندي
أنا محمد بن جعفر الخرائطي نا أبو الفضل الربعي نا إسحاق بن إبراهيم عن الهيثم بن
عدي قال
كانت لفاطمة ابنة عبد الملك بن مروان زوجة عمر بن عبد العزيز جارية ذات جمال
فائق وكان عمر معجبا بها قبل أن تفضي إليه الخلافة فطلبها منها حرص فأبت دفعها
إليه وغارت من ذلك فلم تزل في نفس عمر بن عبد العزيز فلما استخلف أمرت فاطمة
بالجارية فأصلحت ثم حليت فكانت حديثا في حسنها وجمالها ثم دخلت فاطمة على عمر
فقالت يا أمير المؤمنين إنك كنت بفلانة جاريتي معجبا وسألتنيها فأبيت ذلك عليك وإن
نفسي قد طابت لك بها اليوم فدونكها فلما قالت ذلك استنابت الفرح في وجهه ثم قال
ابعثي بها إلي ففعلت فلما دخلت عليه نظر إلى شئ أعجبه فازداد بها عجبا فقال لها
ألقي ثوبك فلما همت أن تفعل قال على رسلك اقعدي أخبريني لمن كنت ومن أين
أبت لفاطمة قالت كان الحجاج بن يوسف أغرم عاملا كان له أهل الكوفة مالا وكنت في
رقيق ذلك العامل فاستصفاني عنه مع رقيق له وأموال فبعث بي إلى عبد الملك بن مروان
وأنا يومئذ صبية فوهبني عبد الملك لابنته فاطمة قال وما فعل العامل قالت هلك
قال وما ترك ولدا قالت بلى قال وما حالهم قالت سيئة قال شدي عليك ثوبك
ثم كتب إلى عبد الحميد عامله أن سرح إلى فلان بن فلان على البريد فلما قدم قال له
ارفع إلي جميع ما أغرم الحجاج أباك فلم يرفع إليه شيئا إلا دفعه إليه ثم أمر بالجارية
فدفعت إليه فلما أخذ بيدها قال إياك وإياها فإنك حديث السن ولعل أباك أن يكون قد
وطئها فقال الغلام يا أمير المؤمنين هي لك قال لا حاجة لي فيها قال فابتعها مني
قال لست إذا ممن ينهى النفس عن الهوى فمضى بها الفتى فقالت الجارية فأين
193

موجدتك لي يا أمير المؤمنين قال إنها لعلى حالها ولقد ازدادت فلم تزل الجارية في
نفس عمر حتى مات
9185 رجل من مزينة
وفد على عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنا أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد أنا
محمد نا البخاري قال قال عبد الله الجعفي نا محمد بن بشر نا أيوب بن النجار أنا أبو
عبد الله الحسن عن.... (1) المزني أنه كانت عنده قطيفة للنبي (صلى الله عليه وسلم) فلما استخلف عمر بن
عبد العزيز أرسل إليه فأتى بها في أديم (2) أحمر فجعل يمسح بها وجهه
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول هو مجهول (3)
9186 شاب من أهل العراق
وفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد أنا أبو
طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس ثنا رضوان بن أحمد الصيدلاني حدثني أبو الهيثم
الغنوي نا الرياشي نا شيبان بن فروخ قال
وفد وفد على عمر بن عبد العزيز (4) قال وكان فيهم شاب فتكلم الشاب فنظر إليه
عمر فحدد النظر ثم قال الكبر الكبر قال الشاب يا أمير المؤمنين ليس بالكبر ولا
بالصغر لو كان بالكبر لقد كان في الناس من هو أكبر منك قال صدقت فتكلم قال ما
جئناك لرغبة ولا رهبة قال فنظر إليه عمر أيضا فقال أما الرغبة فقد أتتنا في منازلنا وأما

(1) كلمة مطموسة بالأصل.
(2) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) كذا ورد قول ابن أبي حاتم بالأصل، ولم تقف عليه في الجرح والتعديل.
(4) زيادة للإيضاح.
194

الرهبة فقد أمنا جورك ولكنا وفد الشكر قال فسري عن عمر وقال يا فتى أرى لك
عقلا فعظني قال إن قوما اغتروا (1) بالله فيك فأثنوا عليك بما ليس فيك فلا يغرنك
اغترارهم بالله فيك مع ما (2) تعرفه من نفسك قال فبكى عمر حتى سقط
أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي الهمداني المعروف ببديع الزمان
ببغداد أما أحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني أنا محمد بن إبراهيم الجرجاني
ح وأخبرنا أبو محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي بدمشق نا الحافظ أبو مسعود
سليمان بن إبراهيم بن محمد الأصبهاني لفظا بأصبهان نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
جعفر الجرجاني إملاء بأصبهان
نا أبو علي الحسين بن علي نا محمد بن زكريا ثنا ابن عائشة حدثني أبي عن عمي
قال
قدم وفد العراق على عمر بن عبد العزيز وفيهم غلام فجعل الغلام يتكلم وقال أبو
محمد فجعل الغلام يتحوس (3) الكلام فقال عمر كبروا كبروا قدموا مشايخكم فقال
الغلام يا أمير المؤمنين إنه ليس بالكبر ولا بالصغر ولو كان كذلك لولي هذا الأمر من هو أسن
منك قال فتكلم عافاك الله قال يا أمير المؤمنين إنا ما أتيناك لرغبة ولا لرهبة قال فما
أنتم قال نحن وفد الشكر أتيناك شوقا إليك وشكرا لله إذ..... (4) علينا قال عظني أيها
الرجل قال يا أمير المؤمنين إن من الناس ناسا غرهم الأمل وأفسدهم ثناء الناس عليهم فلا
يغرنك من اغتر بالله فيك فمدحك بما علم الله خلافة وما قال رجل في رجل شيئا إذا رضي إلا
وهو يقول فيه على حسب ذلك إذا سخط قال فتهلل وجه عمر ثم قال
* تعلم فليس المرء يولد عالما * وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده * صغيرا إذا التفت عليه المحافل *
9187 رجل من الأنصار
وفد على سليمان وكان أول من بايع لعمر بن عبد العزيز

(1) بالأصل: " اعتزوا " والمثبت عن المختصر.
(2) بالأصل: " معما ".
(3) النحوس: التشجع في الكلام كما في تاج العروس حوس: طبعة دار الفكر.
(4) غير واضحة بالأصل، ورسمها فيه: مرتل.
195

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا أبو بشر يعني بكر بن خلف نا سعيد بن عامر نا
جويرية يعني ابن أسماء عن إسماعيل بن أبي حكيم قال
لما مات سليمان بن عبد الملك صفق أهل الشام قال فانطلقت أنا ومزاحم إلى نفقة
كانت لعمر بن عبد العزيز في رحله فصبناها ثم أقبلت أريد المسجد قال فلقيني رجل
فقال هذا صاحبك يخطب الناس فقلت خليفة قال خليفة فانتهيت إليه وهو على
المنبر فكان أول ما سمعته يقول أيها الناس إني والله ما سألتها الله في سر ولا علانية
قط فمن كره منكم فأمره إليه قال فقال رجل من الأنصار يا أمير المؤمنين ذاك والله أسرع
مما نكره أبسط يدك فلنبايعك قال فكان أول من بايعه الأنصاري هذا ولا أدري عن
إسماعيل هو أو عن غيره قال وأظنه عن إسماعيل
قال ومشى عمر في جنازة سليمان قال ودخل قبره فلما أن فرغ من دفنه قال وقد
جئ بمراكب الخلفاء فلم يركب شيئا منها وقال بغلتي فركض إنسان إلى العسكر وقعد
عمر حتى جئ ببغلته قال وقد ضربت أبنية الخلفاء قال فأحسبه أنه لم يستظل في شئ
منها حتى جئ ببغلته فركبها ثم رجع
قال وقد كان سليمان أمر أهل مملكته أن يقودوا الخيل فيسبق بينهم (2) فقل قرية (3)
من المسلمين إلا كان قد أخذهم ليقودوا إليه (4) الخيل فمات من قبل أن تجري الحلبة
قال فلما ولي عمر أبى أن يجريها فقيل له يا أمير المؤمنين تكلف الناس مؤونات
عظاما وقادوها من بلاد بعيدة وفي ذلك غيظ للعدو قال فلم يزالوا يكلمونه حتى أجرى
الحلبة وأعطى الذين سبقوا ولم يخيب الذين لم يسبقوا أعطاهم دون ذلك قال وقد كان
الناس لقوا جهدا شديدا من القسطنطينية من الجوع فأقفل الناس وبعث إليهم بالطعام
9188 رجل من أهل البصرة
وفد على عمر بن عبد العزيز

(1) الخبر رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 61.
(2) كذا بالأصل، وفي المعرفة والتاريخ: سبق سهم.
(3) كذا بالأصل: " فقل قرية من المسلمين " وفي المعرفة والتاريخ: فما من قدمة من المسلمين.
(4) الجملة في المعرفة والتاريخ: ليعودوا إليه بالخيل.
196

وحكى عنه
حكى عنه شعبة بن الحجاج
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش عنه
أنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد السراري نا أبو محمد عبد الله بن جعفر
ابن محمد بن ورد نا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري القاضي نا العباس بن الفرج
حدثني عبد الملك بن قريب الأصمعي قال قال شعبة بن الحجاج
وفد وافد لأهل البصرة على عمر بن عبد العزيز قال فلما أتيت بابه أذن لي ثم قال
لي ما بك فقلت يا أمير المؤمنين أتيتك مستجيرا (1) قال لماذا قلت كبير بالعذبة قال
وأين العذبة قلت على منزلين من البصرة (2) قال فقد أخفرتك على أن أول وارد ابن
سبيل (3) ثم دنت الجمعة فقربت من المنبر فلما صعده حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها
الناس إنكم ميتون ثم إنكم مبعوثون ثم إنكم محاسبون فلئن كنتم صدقتم لقد قصرتم
ولئن كنتم كذبتم لقد هلكتم يا أيها الناس إن من يكون له رزق بحضيض (4) الأرض أو
بنبوة (5) جبل يأتيه (6) فأجملوا في الطلب ثم نزل
9189 رجل من عمال الحجاج
وفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب حدثني سعيد بن أسد نا ضمرة عن رجاء هو ابن أبي سلمة قال
استعمل عمر بن عبد العزيز رجلا فبلغه أنه كان عاملا للحجاج فعزله فجاءه يعتذر إليه ويقلل
ما عمل فقال له عمر حسبك من صحبة شر وشؤم يوم أو بعض يوم

(1) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها: مستحقرا، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) راجع معجم البلدان 4 / 91 وفيه: أن العذبة موضع على ليلتين من البصرة وفيها مياه طيبة.
(3) كذا بالأصل.
(4) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(5) تقرأ بالأصل: ينيف، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(6) بالأصل: يأته.
197

9190 أعرابي من كلب
وفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم إملاء أخبرني الفقيه أبو
الفتح سليم بن أيوب في كتابه أن أبا عمرو محمد بن محمد بن بكر الهزاني (1) أخبرهم نا أبو
روق (2) أحمد بن محمد بن بكر الهزاني نا العباس بن الفرج الرياشي أبو الفضل عن
الأصمعي قال
أراد عمر بن عبد العزيز أن يمنع الحلبة فقيل له سوق من أسواق العرب قال
فتركها أربأ فلما أرسلت الخيل أقبل أعرابي على فرس وهو يقول
* غابة مجد رفعت فمن لها *
نحن احتويناها وكنا أهلها *
لو تسفل الطير لجئنا قبلها
فعثرت فرسه فسقط وتقدمه رجل من ولد أبي بكر الصديق بفرسه فقال الأعرابي
يا أمير المؤمنين قد رأيت ما جرى قال قد رأيت سبقني وإياك رجل كان أبوه سباقا إلى
الخير رحمة الله عليه
9191 رجل وفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن يونس نا الأصمعي قال
رفع رجل قصة إلى عمر بن عبد العزيز فأعرض عنه فوقف بين السماطين فنادى بأعلا
صوته يا أمير المؤمنين أذكر بمقامي هذا مقاما لا يشغل الله عز وجل عنك كثرة من يخاصم
إليه يوم القيامة فبكى عمر وقضى حاجته
ورفع أهل حمص قصة إلى عمر بن عبد العزيز أن مدينتنا قد خرب حصنها فوقع في
قصتهم إلى الأمير ابنها بالعدل ونق طرقها من الأذى

(1) بدون إعجام بالأصل، راجع الحاشية التالية.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " مروان " وهو أبو روق، ترجمته في سير الأعلام 15 / 285 روى عنه ابن أخيه محمد بن
محمد بن محمد بن بكر الهزاني. والهزاني بكسر الهاء والزاي المشددة المفتوحة نسبة إلى هزان، بطن من
عيتك، راجع الأنساب.
198

9192 رجل وفد على عمر بن عبد العزيز ووعظه
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد عن نصر بن إبراهيم انا أبو محمد عبد الله
ابن الوليد الأنصاري أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد
الله بن محمد أنا عبد الله بن يونس أنبأ بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي
حدثني يعقوب أخي نا محمد بن الحسن نا عبيد الله أبو سلمة قال
صلى عمر بن عبد العزيز ذات يوم فلما ذهب ليدخل هتف به هاتف يا أمير المؤمنين
قال فأقبل عليه أظنه قال مذعورا فقال ويحك ما شأنك أتعذر عليك حجابي أو
قال آذني قال لا يا أمير المؤمنين ولكني قدمت الساعة وجئتك مبادرا قال مبادرا (1)
ماذا قال إن تسبقني بنفسك قال ولم قال لأني رأيت الخير سريع الذهاب قال فجلس
عمر ثم قال حاجتك فقال الرجل يا أمير المؤمنين أذكر بمقامي هذا مقاما (2) لا يشغل الله
عنك فيه كثرة من تخاصم إليه من الخلائق يوم تلقاه بلا ثقة من العمل ولا براءة (3) من الذنب
قال فاستبكى أو قال بكى ثم قال أعد فأعاد ثم قال حاجتك فأخبره بحاجته
9193 رجل من بني شيبان
وفد على عمر بن عبد العزيز
حكى عنه كتب ابن أبي رقية تقدم ذكره في ترجمة عبد العزيز
9194 رجل من أهل المدينة
وفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه
حكى عنه ابن له غير مسمى
ذكر أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب البكاء قال وحدثني محمد بن الحسين نا
يونس بن يحيى الأموي أبو نباتة (4) نا حجاج ين صفوان بن أبي يزيد حدثني رجل من أهل
المدينة عن أبيه

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت للإيضاح عن المختصر لابن منظور.
(2) بالأصل: مقامك.
(3) تقرأ بالأصل: " تراه ".
(4) تحرفت بالأصل إلى: " بنانه " وهو يونس بن يحيى بن نباتة القرشي الأموي، أبو نباتة المدني، ترجمته في تهذيب
الكمال 20 / 563.
199

أنه قدم مع محمد بن كعب القرظي على عمر بن عبد العزيز قال فكان فيما ذاكرنا به
أن قال لمحمد يا أبا حمزة ما ضر أخاك بسر بن سعيد (1) التقلل والانقطاع الذي كان فيه
قال ثم بكى بكاء (2) شديدا حتى قلت الآن يسقط ثم قال أما والله لئن كان بسر (3)
صبر على القلة والعبادة لقد صبر على معرفة وعلم بما صبر عليه
9195 أعرابي
وفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي ثنا نصر بن إبراهيم الزاهد لفظا وعلي
ابن محمد بن أبي العلاء قراءة قالا أنا أبو الحسن بن عوف نا محمد بن موسى بن
الحسين أنا ابن خريم نا حميد بن زنجويه نا مسلم بن إبراهيم نا موسى بن المغيرة
الزقاق نا رياح (4) بن عبيدة الباهلي قال
كنت عند عمر بن عبد العزيز إذ جاءه أعرابي فقال له يا أمير المؤمنين جاءت بي
الحاجة وانتهت الغاية والله سائلك عن ما أقول فقال له عمر أعد علي ما قلت فأعاد
عليه فنكس عمر رأسه (5) وأرسل عينيه حتى ابتلت الأرض من دموعه ثم قال له ما
عيالك قال أنا وثلاث بنات لي ففرض له في ثلاثمائة وفرض لبناته لكل واحدة مائة
درهم وأعطاه مائة درهم قال هذه لك فإذا خرج عطاء المسلمين أخذت معهم
وقد رويت هذه من وجه آخر
أنبأناه أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ (6) أنا الحسن بن
محمد بن كيسان نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد
عن عامر بن عبيدة قال

(1) يعني بسر بن سعيد المدني العابد، كان من العابد المنقطعين، وأهل الزهد في الدنيا، مات سنة مئة في خلافة
عمر بن عبد العزيز، وله ثمان وسبعون سنة. ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 44.
(2) سقطت من الأصل، واستدركت للإيضاح عن المختصر.
(3) تحرفت بالأصل إلى: بشر.
(4) تحرفت بالأصل إلى: رباح، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 246.
(5) زيادة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 289 في ترجمة عمر بن عبد العزيز.
200

أول ما أنكر من عمر بن عبد العزيز أنه خرج في جنازة فأتى ببرد كان يلقى للخلفاء
يقعدون (1) عليه إذا خرجوا إلى جنازة فألقي له فضربه برجله ثم قعد على الأرض فقالوا
ما هذا فجاء رجل فقام بين يديه فقال يا أمير المؤمنين اشتدت بي الحاجة وانتهت بي
الفاقة والله سائلك عن مقامي هذا بين يديك وفي يده قضيب قد اتكأ عليه بسنانه فقال أعد
علي ما قلت فأعاد عليه فقال يا أمير المؤمنين اشتدت (2) بي الحاجة وانتهت بي الفاقة
والله سائلك عن مقامي هذا بين يديك فبكى حتى جرت دموعه على القضيب ثم قال له ما
عيالك قال خمسة وأنا وامرأتي وثلاثة أولادي قال فإنا نفرض لك ولعيالك عشرة
دنانير ونأمر لك بخمس مائة مائتين من مالي وثلاثمائة من مال الله تبلغ بها حتى يخرج
عطاؤك
9196 أعرابي شاعر
كان في أيام عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنا أبو الفتح نصر الهمداني المعلم أنا أبو بكر
محمد بن علي بن محمد السلمي أنا عبد الرحمن بن نصر نا الحسن بن حبيب نا عبد الله
ابن عبد الحميد وكان أدبيا من أهل العلم قال
سرق أعرابي سرقة في خلافة عمر بن عبد العزيز فأتي به عمر فأمر بقطع يده فقال
يا أمير المؤمنين اسمع مقالتي ثم افعل ما ترى فقال له قل فأنشأ يقول
* يميني أمير المؤمنين أعيذها * بعفوك أن تلقى نكالا يشينها
ولا خير في الدنيا ولا في نعيمها * إذا ما شمال فارقتها يمينها
ولو أن أهلي يعلمون لسيرت * إليك المطايا عينها وقطينها *
فقال له يا أعرابي هذا حد من حدود الله وتركه ذنب فقال يا أمير المؤمنين
فاجعل هذا من الذنوب التي تستغفر الله منها قال فأمر بتخليته
9197 رجل من أهل اليمامة
وفد على عمر بن عبد العزيز متظلما من عامله على اليمامة وقال رجزا في ذلك

(1) الكلمة غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن حلية الأولياء.
(2) تقرأ بالأصل: استمدت، والمثبت عن حلية الأولياء.
201

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا سليمان بن إبراهيم بن محمد وسهل بن عبد الله
ابن علي وأبو الخير محمد بن أحمد بن هارون الإمام وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن
ابن محمد الذكواني وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عمير
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بم مهران أنا سهل القارئ
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم قال ثنا محمد بن إبراهيم بن
جعفر الجرجاني إملاء ثنا أبو علي الحسين بن علي نا محمد بن زكريا نا محمد بن عبد
الرحمن بن حفص بن عمر بن قبيصة بن المهلب حدثني عمي عن أبيه
أن أعرابيا أتى عمر بن عبد العزيز فقال يا أمير المؤمنين إني قد بلغت غايتي والله
سائلك عن مقامي هذا قال قل ويحك قال عاملك باليمامة قد غصبني حقي واعتدى
علي في إبلي قال فإن الله قد عزل عنك العامل ورد عليك ظلامتك يا غلام اكتب إليه
فخرج الأعرابي وهو يقول
* يا أيها المظلوم في بلاده * ائت الأمير عمرا فناده *
* خليفة الله على عباده * لم يؤثر الدنيا على معاده
قد أشبه الفاروق من أجداده
9198 شاعر من بني كلاب
عزى عمر بن عبد العزيز عن ابنه عبد الملك بن عمر تقدم شعره في ترجمة عبد
الملك
9199 شاعر رثى عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب (1) نا الربيع بن روح نا حنظلة بن عبد العزيز بن ربيع بن سبرة عن
أبيه عن ابن لعمر بن عبد العزيز
أن عمر بن عبد العزيز قال حين اشتكى شكواه الذي (2) هلك فيه اشتروا من الراهب

(1) الخبر والشعر في المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 1 / 610 - 611.
(2) مكانها بياض بالأصل، واستدركت اللفظة عن المعرفة والتاريخ.
202

موضع قبري فاشترى منه موضع قبره بستة دنانير (1) فقال (2) الشاعر وهو يذكر عمر (3)
رحمه الله
* قد غادر القوم في اللحد الذي لحدوا * بدير سمعان جريان الموازين *
* أقول لما نعى لي ناعيا (4) عمرا (5) * لا يبعدن قضاء العدل والدين (6) *
9200 رجل من بني نوفل
وفد على يزيد بن عبد الملك
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (7) حدثني أحمد بن عمار حدثني علي بن
محمد النوفلي حدثني عمي عن أبيه عن جده قال
خرجنا إلى يزيد بن عبد الملك في شئ من أمورنا فألفيناه عليلا علته التي مات فيها
فكنا نبعث رسولا يأتينا كل يوم بخبره فجاءنا فقال هو اليوم يثقل (8) وما أراه يصبح فغدونا
إليه والناس مجتمعون وسمعنا في الدار همهمة ثم راحت فما شعرنا إلا سلامة قد
خرجت إلى الباب تنوح بهذا الشعر
* لا تلمنا إن خشعنا * أو هممنا بخشوع *
وا أمير المؤمنينا فعلمناه بوفاته
9201 بعض آل المهلب الذين قدم بهم
على يزيد بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار
قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا الأصمعي نا بعض

(1) بالأصل: لست الدنانير.
(2) بالأصل: فقام.
(3) والبيتان في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 336.
(4) كذا بالأصل والمعرفة والتاريخ، وفي سيرة عمر لابن الجوزي: الناعون.
(5) بالأصل: عمر.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن المعرفة والتاريخ.
(7) الخبر رواه أبو الفرج في الأغاني 8 / 346 في ترجمة سلامة القس.
(8) بالأصل: يقتل، والمثبت عن الأغاني.
203

ولد أبي عيينة المهلبي قال يزيد بن عبد الملك لبعض ولد المهلب حيث أتي بهم
أسرى كيف رأيتم الله صنع بكم فقالوا يا أمير المؤمنين قوم زرعتم الطاعة وحصدتهم
المعصية
9202 شاعر
كان في زمان يزيد بن عبد الملك
ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي نا ابن أبي سعد نا أحمد بن عبد الرحمن
ابن الفضل قال
مات خليفة (1) ليزيد بن عبد الملك فقال هل ترك من الخلف قالوا ترك ابنا (2) له
فأمر به فأدخل عليه فلما مثل بين يديه قال يا بني إلى من أوصي بك أبوك قال فأطرق
ساعة حتى ظن يزيد أنه قد أقحم قال ثم رفع رأسه وهو يقول
* إن مثلي يوصي الرجال إليه * ليس مثلي يوصي به الآباء
إنني والذي يحج له الناس * ومن دون بيته البيداء
لملي بما يؤمل في المرء * وإن كان في أخيك فتاء *
قال فأمر له يزيد بأرزاق أبيه
9203 شيخ من ثقيف من أهل الحجاز
وفد على الوليد بن يزيد وهو ولي عهد خلافة هشام
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
أنا عبد الوهاب بن جعفر أنا أبو سليمان بن زبر أنبأ أبي أنا الخضر بن أبان نا الهيثم بن
عدي عن طريح بن إسماعيل الثقفي قال
كنت عند الوليد بن يزيد وهو ولي عهد فدعا بالشطرنج فأخذت معه فيها إذ دخل
الآذن فقال أيها الأمير بالباب رجل من أخوالك له نبل وهو (3) يستأذن عليك فقال أما في
هذا الوقت فاصرفه فإني مقبل على ما ترى قال فقلت سبحان الله يأتيك رجل من

(1) كذا بالأصل.
(2) بالأصل: " بنتا " والمثبت حسب ما اقتضاه السياق.
(3) كذا وفي المختصر: وهيئة.
204

أخوالك مسلما فتحجبه قال كيف بنا ونحن على هذه الحال فقلت تأمر برفع الشطرنج
وتأذن له فقال ذاك لما اتجهت عليك فقلت يغطى بمنديل وتنحرف فيدخل لحظة
وينصرف ثم تعود إليها ففعل فأذن له فدخل رجل جسيم معتمر (1) على قلنسوة مشرفة
مشمرا ثيابه في زي الفقهاء بين عينيه سجادة (2) فسلم وجلس وقال أيها الأمير خرجت من
المدينة أريد عسقلان (3) للرباط بها فأحببت أن أؤدي من حق القرابة والرحم فقال له
الوليد وصلك الله (4) يا خال وأحسن جزاءك فقد وصلت وبررت ثم أقبل عليه الوليد
فقال يا خال كيف حفظك لمغازي أهل بلدك لعلك أن تفيدنا منها أحرفا فقال ما أحفظ
منها شيئا قال ولم قال لأن أبوي أضاعا ذلك مني قال فكيف علمك بالسنة ونظرك في
الفرائض قال ما نظرت في شئ من ذلك قال فكيف روايتك لشعر قومك وغيرهم من
الشعراء قال ما أروي منه شيئا قال فكيف علمك بأيام العرب وما تقدم من أخبارها
وآثارها قال والله لقد أغفل ذاك خالك قال فعسى أن يكون همك مصروفا إلى معنى (5)
آخر من مفاكهات أهل المدينة ومزاحاتهم قال خالك يربا (6) بنفسه عن ذلك قال الوليد يا
غلام ارفع المنديل العب يا طريح فليس معنا أحد فلما سمع الرجل ذلك انصرف
9204 رجل أتى هشام بن عبد الملك متظلما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب (7) حدثني إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى حدثني أبي عن
جدي قال كنت عند هشام بن عبد الملك جالسا فأتى رجل فقال يا أمير المؤمنين إن عبد
الملك أقطع جدي قطيعة فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر رحم الله عمر
نزعها قال له هشام أعد مقالتك قال يا أمير المؤمنين إن عبد الملك أقطع جدي قطيعة
فأقرها الوليد وسليمان حتى إذا استخلف عمر رحم الله عمر نزعها قال والله إن فيك

(1) في المختصر: معتم، وكلاهما بمعنى، وقد اعتمر أي تعمم بالعمامة، ويقال للمعتم: معتمر (تاج العروس).
(2) كذا، وهو يريد أثر السجود بين عيينة.
(3) عسقلان: مدينة بالشام من أعمال الفلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين.
(4) زيادة للإيضاح عن المختصر.
(5) بياض بالأصل، والزيادة عن مختصر ابن منظور.
(6) بالأصل: " هربا " ولا معنى لها هنا، والمثبت عن المختصر.
(7) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 604 - 605.
205

لعجبا إنك تذكر من أقطع جدك ومن أقرها في يده فلا تترحم عليه وتذكر من نزعها فتترحم
عليه فإنا قد أمضينا ما صنع عمر رحم الله عمر قم
9205 أعرابي وفد على هشام
ابن عبد الملك يتظلم من بعض عماله
ذكر أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد أنا أبو حاتم يعني السجستاني عن أبي عبيدة
عن يونس قال
دخل أعرابي على هشام بن عبد الملك فذكر عاملا له فقال إن فلانا ممن رفعت
خسيسته وأثبت ركنه وأعليت ذكره وأمرته بنشر محاسنك فطواها (1) وإظهار مكارمك
فأخفاها وعمد إلى أمورك في رعيتك فتعداها استخفافا بالحرمة وقلة شكر النعمة قد
أخرب البلاد وأضاع الأجناد وأظهر الفساد وأخرج الناس من سعة العدل إلى ضيق
الجور حتى باعوا الطارف (2) والتلاد وهموا ببيع النسل والأولاد فقال هشام يا أعرابي
أحقا ما تقول قال نعم والذي بلغك أعلى مراتب الشرف والله لو كان على سويقة من
أسواق البحرين ما أجزأها مع أنه يخلط ذاك بلؤم الحسب وذفر النسب وسوء الأدب
9206 رجل من جلساء هشام بن عبد الملك
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي
إجازة أنا محمد بن العباس الخزاز (3) أنا محمد بن خلف بن المرزبان أنا أبو سعيد عبد
الله بن شبيب حدثني العتبي قال
كان عند خالد (4) بن عبد الله ذات ليلة فقهاء من أهل الكوفة فيهم أبو حمزة الثمالي إذ
قال خالد حدثني حديثا كحديث عشيق ليس فيه فحش فقال أبو حمزة الثمالي (5) أصلح
الله الأمير زعموا أنه ذكر عند هشام بن عبد الملك غدر النساء وسرعة تزويجهن فقال

(1) بالأصل: وطواها.
(2) التلاد: كل ما قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء، وهو نقيض الطارف. (تاج العروس: تلد).
(3) بدون إعجام بالأصل.
(4) تحرفت بالأصل إلى: " خلف " وهو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد أبو الهيثم القسري الدمشقي. ترجمته في
سير الأعلام 5 / 425.
(5) هو ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي، مولى المهلب، ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 233.
206

هشام إنه ليبلغني من ذلك العجب فقال بعض جلسائه أنا أحدثكم عما بلغني من ذلك
بلغني أن رجلا من بني يشكر يقال له غسان بن (1) جهضم بن العذافر كانت تحته ابنة عم له
يقال لها أم عقبة بنت عمرو بن الأبجر وكان لها محبا وكانت له كذلك فلما حضره
الموت وظن أنه مفارق الدنيا قال ثلاثة أبيات ثم قال لها يا أم عقبة اسمعي ما أقول
وأجيبيني بحق فقد تاقت نفسي إلى مسألتك عن نفسك بعدما تواريني التراب فقالت قل
فوالله لا أجيبك بكذب ولأجعلنه آخر حظك مني فقال وهو يبكي بكاء يكاد يمنعه الكلام
* أخبريني ماذا تريدين بعدي * والذي تضمرين يا أم عقبة
تحفظيني من بعد موتي لما قد * كان مني من حسن خلق وصحبه
أم تريدين ذات جمال ومال * وأنا في التراب في سجن غربه *
فأجابته ببكاء وانتحاب
* قد سمعنا الذي تقول وما قد * خفته يا غسان من أم عقبة
أنا نت أحفظ النساء وأرعاه * لما قد أوليت من حسن صحبه
سوف أبكيك ما حييت بشجو * ومراثي أقولها وبندبه *
قال فلما قالت ذلك طابت نفسه وفي النفس ما فيها فقال
* أنا والله واثق بك لكن * ربما خفت منك غدر النساء
بعد موت الأزواج يا خير من عو * شر فارعي حقي بحسن الوفاء
إنني قد رجوت أن تحفظي العهد * فكوني إن مت عند الرجاء *
ثم أعتقل لسانه فلم ينطق حتى مات فلم تلبث بعده إلا قليلا حتى خطبت من كل
جانب ورغب فيها الأزواج لاجتماع الخصال الفاضلة فيها من العقل والجمال والعفاف
والحسب فقالت مجيبة لهم
* سأحفظ غسانا على بعد داره * وأرعاه حتى نلتقي يوم نحشر
وإني لفي شغل عن الناس كلهم * فكفوا فما مثلي بمن مات يغدر
سأبكي عليه ما حييت بعبرة * تجول على الخدين مني فتكثر *
فأيس الناس من إجابتها فلما مرت بها الأيام نسيت عهده وقالت من مات فقد

(1) بالأصل: من.
207

فات فأجابت بعض خطابها فتزوجها فلما كانت الليلة التي أراد الدخول بها جاءها غسان
في النوم وقد أغفت فقال
* غدرت ولم ترعي لبعلك حرمة * ولم تعرفي حقا ولم تحفظي عهدا
ولم تصبري حولا حفاظا لصاحب * حلفت له يوما ولم تنجزي وعدا
غدرت به لما ثوى في ضريحه * كذلك ينسى كل من يسكن اللحدا *
فلما قال هذه الأبيات تنبهت مرتاعة مستحيية منه كأنه بات معها في جانب البيت
وأنكر ذلك من حضرها من نسائها فقلت ما لك وما حالك وما دهاك فقالت ما ترك
غسان لي في الحياة إربا ولا بعده في سرور رغبة أتاني في منامي الساعة فأنشدني هذه
الأبيات ثم أنشدتها وهي تبكي بدمع غزير وانتحاب شديد فلما سمعن منها أخذن بها في
حديث آخر لتنسى ما هي فيه فتغافلتهن ثم قامت فلم يدركنها حتى ذبحت نفسها حياء مما
كادت تركب بعده من الغدر به والنسيان لعهده فقالت امرأة منهن قد بلغنا أن امرأة أتاها
زوجها في المنام فلامها وأنبها في مثل هذا فأما القتل فما سمعنا به قال وكانت المرأة
القائلة هذا الكلام صاحبة شعر ورجز فقالت
* ماذا صنعت وماذا * لقيت من غسان
قتلت نفسك حزنا * يا خيرة النسوان
وفيت من بعد ما قد * هممت بالعصيان
إن الوفاء من الله * لم يزل بمكان *
قال فلما بلغ زرجها وكان يقال له المقدام بن حبيش وكان قد أعجب بها ورجا
أن تصير إليه فقال ما كان لي مستمتع بعد غسان وقال هكذا فليكن النساء في الوفاء
وقل من يحفظ ميتا إنما هي أيام قلائل حتى ينسى وعنه يسلى فقال هشام صدق وبر
لجاد ما أدركه عقله وحسن عزاؤه حين فاتته طلبته وأحسنت المرأة ووفت وأحسن
الرجل وصبر
9207 شيخ من أهل الشام
كان في صحابة هشام بن عبد الملك ومن ثقاته
قرأت بخط أبي الحسن المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش
المغربي عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت نا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
208

قريش الحكيمي نا أبو العنياء (1) نا الأصمعي حدثني إبراهيم بن الحسن بن سهل عن
أبيه
أن أبا جعفر المنصور وجه إلى شيخ من أهل الشام وكان بطانة هشام فساءله عن تدبر
هشام في بعض حروبه للخوارج فوصف له الشيخ ما دبر فقال فعل رحمه الله كذا وصنع
رحمه الله كذا قال له المنصور قم عليك لعنة الله تطأ بساطي وتترحم على عدوي فقال
الرجل وهو مولى إن نعمة عدوك لقلادة في عنقي لا ينزعها إلا غاسلي فقال له المنصور
ارجع يا شيخ فرجع فقال أشهد أنك نهيض حر وغراس شريف عد إلى حديثك فعاد
الشيخ في حديثه حتى إذا فرغ دعا له بمال فأخذه فقال والله يا أمير المؤمنين ما بي حاجة
إليه ولقد مات من كنت في ذكره آنفا فما أحوجني إلى وقوف على باب أحد بعده ولولا
جلالة أمير المؤمنين وإيثار طاعته ما لبست لأحد بعده ثوبا فقال له المنصور مت إذا شئت
لله أنت فلو لم يكن لقومك غيرك كنت قد أبقيت لهم مجدا مخلدا وذكرا باقيا
وبلغني عن أبي جعفر بن يوسف بن إبراهيم الكاتب قال حدثني أحمد بن أبي
يعقوب حدثني أبي أبو يعقوب عن جدي واضح مولى المنصور قال
كنت بين يدي المنصور وقد أحضر رجلا كان من رجال هشام بن عبد الملك وهو
يسائله عن سيرة هشام لأنها كانت تعجب المنصور فكان الرجل يترحم على هشام عند كل
جاز من ذكره فاحفظ ذلك جماعتنا فقال له ارجع كم تترحم على عدو أمير المؤمنين فقال
الرجل للربيع مجلس أمير المؤمنين أيده الله أحق المجالس بشكر المحسن ومجازاة
المجمل ولهشام في عنقي قلادة لا ينزعها إلا غاسلي فقال له المنصور وما هذه القلادة
قال قدمني في حياته وأغناني عن غيره بعد وفاته فقال له المنصور أحسنت بارك الله عليك
وبحسن المكافأة تستحق الصنائع وتزكو العوارف ثم أدخله في خاصته
9208 رجل كان في صحابة هشام
روى عنه الزهري
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسن العلوي أنبأ رشأ المقرئ أنا أبو محمد المصري

(1) غير واضحة بالأصل، وهو أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد راجع ترجمة عبد الملك بن قريب الأصمعي في
تهذيب الكمال 12 / 80.
209

أنا أحمد بن مروان نا إبراهيم الحربي نا محمد بن الحارث عن المدائني قال قال صالح
ابن كيسان
خرج علينا الزهري من عند هشام بن عبد الملك فقال لقد تكلم اليوم رجل عند أمير
المؤمنين ما سمعت كلاما أحسن منه قال له يا أمير المؤمنين اسمع مني أربع كلمات فيهن
صلاح دينك وملكك وآخرتك ودنياك قال ما هن قال لا تعدن أحدا عدة وأنت لا
تريد إنجازها ولا يفدنك مرتقى سهل إذا كان المنحدر وعرا وأعلم أن الأعمال آخرا فاحذر
العواقب وإن الدهر تارات فكن على حذر
9209 رجل من ولد علي بن أبي طالب
وفد علي هشام
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموزايني قراءة أنا أبو عبد الله
القضاعي إجازة أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر القطان نا
الحسن بن رشيق نا محمد بن رمضان بن شاكر الحميري نا محمد بن عبد الله بن عبد
الحكم أنا الشافعي
أن رجلا من ولد علي بن أبي طالب كان طويل اللسان بليغا فاستأذن على هشام بن
عبد الملك وهو خليفة لإاذن له هو في موضع مشرف وأمر ليعجل به ليقطعه ذلك عن
بلاغته فلما دخل على هشام سلم فقال إيها تكلم قال حتى يذهب عني بهر (1) الدرجة
وبهجة الخلافة
9210 رجل من بني مخزوم بصري
وفد على هشام بن عبد الملك
أنبأنا أبو علي بن نبهان
وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ومحمد بن إسحاق بن
إبراهيم وابن نبهان
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أحمد بن الحسن قالوا أنا أبو علي بن

(1) بهر الدرجة: البهر: تتابع النفس من الإعياء.
210

شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ نا أبو العباس أحمد بن يحيى نا
عمر بن شبة (1) حدثني ابن عائشة قال سمعت أبي يقول
كانت دار محمد بن سليمان لرجل من بني مخزوم فوفد إلى هشام فقال يا أمير
المؤمنين إن دار عبد الله بن نافع بن الحارث في وجه داري فأذن لي ان أقدم داري حتى
تستوى بها فقال وأين دارك قال في مربد (2) البصرة قال لا والله ولا شبرا
9211 أعرابي
وفد على هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النفور وأبو منصور بن العطار
قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله السكري ثنا زكريا المنقري نا الأصمعي قال
حدثنا عن أبي جناب قال
كنت جالسا عند هشام بن عبد الملك ودخل عليه أعرابي من بني أسد فسلم عليه ثم
قال يا أمير المؤمنين أتت علينا سنون ثلاث ذهبت بالأموال ونحتت القلوب أما الأولى
فأذابت الشحم وأما الثانية فنحضت اللحم (3) وأما الثانية فهاضت (4) العظم وفي يديك
فضول أموال فإن تك لله فيثها في عباد الله وإن تك لهم ففيهم تحسبها عنهم وإن تك لك
فتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين فأمر له بعشرة آلاف درهم فقال والله لا أقبلها
لبئس وافد القوم إذا أنا إن ذهبت إلى قومي وهم فقراء فكتب هشام إلى خالد بن عبد الله
القسري يحمل إلى البادية ما يكتفون به
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ أنا الحسن أنا أحمد بن مروان نا محمد بن
يونس قال سمعت الأصمعي يقول
قام أعرابي بين يدي هشام فقال يا أمير المؤمنين أتت على الناس سنون أنا الأولى
فلحت اللحم وأما الثانية فأكلت الشحم وأما الثالثة فهامت العظم وعندكم فضول أموال
فإن كانت لله فاقسموها بين عباده وإن كانت لهم ففيم تحظر عليهم إن كانت لكم

(1) بالأصل: شيبة، تصحيف.
(2) مريد البصرة: هو موضع سوق الإبل، وهو من أشهر محلات البصرة (معجم البلدان) (5 / 98).
نخضت اللحم أي أهزلته.
(4) هاضت العظم أي كسرته.
211

فتصدقوا فإن الله يجزي المتصدقين فأمر له هشام بمال وقسم مالا بين الناس فقال
الأعرابي أكل المسلمين له مثل هذا قال لا يقوم بذلك بيت المال قال فلا حاجة لي
فيما آخذ من بيت مال المسلمين ولا يأخذه غيري فمضى وتركه
9212 رجل دخل على هشام بن عبد الملك
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد
الوهاب بن جعفر ونقلته من خطه حدثني أحمد بن علي بن عبد الله حدثني أبو الحسن
محمد بن سليمان السليماني نا أبو بكر بن دريد نا أبو حاتم عن العسي (1) عبيد الله قال
بلغ هشام بن عبد الملك عن رجل كلام فأتي به فتكلم بحجته فقال هشام أو تتكلم
أيضا فقال يا أمير المؤمنين إن الله يقول " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " (2)
أفنجادل الله جدالا ولا تكلم أنت كلاما قال يا ويحك فتكلم بما أجببت
9213 شيخ راجز من بني (3) والية من بنى أسد
وفد على هشام بن عبد الملك
قرأت بخط أبي الحسن رشا بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
دريد أنبأ أبو حاتم حدثني الأصمعي أخبرني محمد بن حرب الهلالي قال
خرجت مرة أريد مكة فنزلت بحي من بنى أسد ثم من بنى والبه فإذا أنا بشيخ كبير
السن حسن اللباس فسلمت عليه ثم جلست فسألته عن سنة فقال خلفت عشرين ومائة
سنة فسألته عن طعمة فقال ما أزيد على الصبوح (4) والغبوق شيئا فسألته عن الباه فقال
أيهات والله لقد وفدت على هشام وهو في رصافته يشرب اللبن وذلك اني ذكرت له فسألني
عن طعمي فقلت الصبوح والغبوق وسألني عن الباه فقلت والله إن لي لثلاث نسوة بت
عند إحداهن ليلة وأصبحت غاديا إلى الأخرى وفي رأسي أثر الغسل فقالت امط عنى

(1) كذا.
(2) سورة النحل، الآية: 111.
(3) الذي بالأصل ".. جر " والمثبت راجز، عن مختصر ابن منظور.
(4) الصبوح: ما حلب من اللبن بالغداة، والصبوح: كل ما أكل أو شرب غدوة، وهو خلاف الغبوق تاج العروس:
صبح) طبعة دار الفكر.
212

أفرغت ما في صلبك فقلت والله لأوفينك ما وفيتها فلاعبتها ثم توركتها حتى إذا أردت
الإنزال أخرجته فأمسكته فنزا الماء حتى حاذى رأسها فقلت أيكون هذا ممن أفرغ ما
صلبه ثم تناولت عشر حصيات فكلما صرت إلى الفراغ ناولتها حصاة حتى أتيت على
العشر فسألتها كم في يدك فقالت تسع فقلت لا بل عشر فقالت والله لا أحسب لك
ما لم يصل إلي فضحك هشام حتى استلقى على فراشه ثم إني سألته كيف أنت اليوم فقال
هيهات والله إني لأظل اليومين والثلاثة وما في الثاني طائل (1) ثم ضرب بيده على فخده
وقال
* قد كبرت بعد شباب سني * وأضعف الأزلم (2) مني ركني
والدهر يبلي جده ويفني * وأعرضت أم عيالي عني
إذ عز عندي ما تريد مني * وقالت الحسناء يوما ذرني
ولم ترد ذرني ولكن نكني * لكنها عن ذاك كانت تكني *
9214 رجل من الفصحاء
وفد على هشام
وفد على هشام بن عبد الملك ووعظه
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن
الحسين أنا المعافي بن زكريا القاضي (3) نا محمد بن الحسن بن دريد نا أبو عثمان عن
العتبي قال
صعد رجل إلى هشام بن عبد الملك في خضراء معاوية فمثل بين يديه لا يتكلم فقال
له هشام ما لك لا تتكلم قال هيبة الملك وبهر الدرج فلما رجعت نفسه إليه قال له
هشام تكلم وإياك ومدحنا فقال لست أمدحك (4) إنما احمد الله فيك ثم قال إن الدنيا
ذمت بأعمال العباد إذا أساءوا (5) ولم تحمد بأعمالهم فيها إذا أحسنوا وإن الدنيا لم تكتم

(1) بالأصل: " ظانك " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(2) يعني الدهر.
(3) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 101 - 102.
(4) في الجليس الصالح: أحمدك.
(5) بالأصل: " شاءوا " والمثبت عن الجليس الصالح.
213

بما فيها فتذم ولكن إنما جهرت به فأخذها من أخذها بذلك وهي عليه وتركها من تركها
لذلك وهي له وإن الدنيا نادت أهلها بأنها تاركه من أخذها ومفارقه من صحبها ومخربة
عمران من عمرها فمن زرع فيها شرورا (1) حصد حزنا ومن ابر فيها هوى اجتنى ندامة
وإنما هي لمن زهد فيها اليوم وأعرض عنها وآثر الحق عليها وأخذها من أخذها بعد البيان
منها والإخبار عن نفسها فعز نفسه وسماها غزارة وكذب نفسه وسماها كذابة وزهد فيها
آخرون فصدقوا مقالتها ورأوا آثارها في فعالها فأخذوا منها قليلا وقدموا فيها كثيرا وسلموا
من الباطل وصارت لهم عونا على الحق في غيرها فلم تحمد بإحسان من أحسن فيها وهي
له وذمت بإساءة من أساء فيها وهي عليه فأنت أحق بإساءتك فيها إذ كان الإحسان لك
دونها فأطرق هشام يفكر في كلامه واملس الرجل فلم يره
قال القاضي (2) من أبر فيها هوى أي لقح يقال أبرت النخل وأبرته إذا لقحته (3) ومنه
قول النبي (صلى الله عليه وسلم) من باع نخلا مؤبرا [13686] وقوله سكة مأبورة وقال الشاعر (4)
* لا تأمنن قوما وترتهم * وبداتهم بالغشم والظلم
أن يأبروا نخلا لغيرهم * والشئ تحقره وقد ينمي *
وقوله فاملس معناه زال عن موضعه بسهولة وهو مأخوذ من الملامسة يقال أملس
من كذا وتملس أي زال بسرعة لملاسة موضعه وأنه ليس فيها اجزاء لها نتوء ونبو وتضاريس
ويقال في هذا المعنى انملص وتملص وكأنه من الدحض والزلق ويقال إن هذا الوجه
أفصح الكلامين ومنه انملصت المرأة فأزلقت إذا أسقطت جنينها ومنه الخبر الوارد أن النبي
(صلى الله عليه وسلم) قضى في إملاص المرأة بغرة (5) عبد أو أمة وذلك إذا ضربت فأسقطت جنينا ميتا
وهذا الخبر مما ينبه على الحذر من غرور الدنيا وقال الله تعالى ذكره " يا أيها الناس
إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " (6)

(1) تحرفت بالأصل إلى: سرورا.
(2) يعني المعافي بن زكريا الجريري، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
(3) كذا بالأصل، وفي الجليس الصالح: ألقحته.
(4) نسبها بحواشي الجليس الصالح: ألقحته.
(4) نسبها بحواشي الجليس الصالح إلى: الحارث بن وعلة.
(5) زيادة عن الجليس الصالح.
(6) سورة فاطر، الآية: 5.
214

9215 رجل من ولد خباب (1)
وفد على هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا نصر بن الحسن الشاشي ببغداد أنا علي بن
المشرف الأنماطي أنا محمد بن حمود بن عمرة أنا محمد بن أحمد الخطيب أنا عمر بن
علي بن الحسن العتكي نا منصور بن الحسن الفقيه أن محمد بن زكريا حدثهم نا أبو
سليمان قال
خرج رجل من ولد سعيد بن العاص ورجل من ولد أبي معيط يريدان هشام بن عبد
الملك فلحقهم رجل من ولد خباب بن الإرث فلما قدموا دمشق قيل للسعيدي أين تنزل
قال علي آل أبي أحيحة وقيل للمعيطي أين تنزل قال على آل أبي معيط وقيل للخبابي
أين تنزل قال لا أدري ولكن أنزل على ربي فجاء حتى قعد على باب هشام وجاءت
هدايا من عند ابن الحبحاب (2) عامل مصر فأدخلت على هشام فأخذ الخبابي رزمة ثم
دخل فلما صار بين يدي هشام انتسب له فسأل عنه فوجد أمره صحيحا فما أمسى حتى
كتب ثلاث صحائف إلى عامل المدينة صحيفة بجائزته (3) وصحيفة بقطيعته وصحيفة
بأرزاقه وبقي السعيدي والمعيطي يغدوان ويروحان
9216 مولى لمسلمة بن عبد الملك
حدث عن مسلمة
روى عنه هشام بن الغاز
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن
محمد حدثنا الحسين بن الحسن أنا عبد الله (4) أنا هشام بن الغاز قال حدثني مولى
لمسلمة بن عبد الملك قال حدثني مسلمة قال
دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد صلاة الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر فلا
يدخل عليه أحد فجاءته جارية بطبق عليه تمر صيحاني وكان يعجبه التمر فوقع بكفيه منه

(1) يعني خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة، أبو عبد الله.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " الحباب " وهو عبيد الله بن الحبحاب، وكان صاحب خراج مصر في زمن هشام بن
عبد الملك، راجع ولاة مصر للكندي ص 95 و 98.
(3) تحرفت بالأصل إلى: حانوته، والتصويب عن المختصر.
(4) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 270 رقم 783.
215

فقال يا مسلمة أترى لو أن رجلا أكل هذا ثم شرب عليه من الماء فإن الماء على التمر طيب
أكان مجزيه إلى الليل قال فقلت لا أدري قال فرفع أكثر منه فقال فهذا فقلت نعم
يا أمير المؤمنين كان كافية دون هذا حتى ما يبالي أن لا يذوق طعاما غيره قال فعلام
تدخل النار قال فقال مسلمة فما وقعت مني موعظة ما وقعت مني هذه
9217 شاعر من قريش مدني
وفد على الوليد بن يزيد
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (1) حدثني محمد بن يحيى
الصولي نا خالد بن النضر القريشي بالبصرة نا أبو حاتم السجستاني نا العتبي قال
كانت للوليد بن يزيد جارية يقال لها صدوف فغاضبها ثم لم يطعه قلبه فجعل
يتسبب (2) لصلحها (3) فدخل عليه رجل قرشي من أهل المدينة فكلمة في حاجة وقد عرف
خبره فبرم به فأنشده
* أعتبت أن عتبت عليك صدوف * وعتاب مثلك مثلها تشريف
لا تقعدن تلوم نفسك دائما * فيها وأنت بحبها مشغوف
إن القطيعة لا يقوم بمثلها * إلا القوي ومن يحب ضعيف
الحب أملك بالفتى من نفسه * والذل (4) فيه مسلك مألوف *
قال فضحك وجعل ذلك سببا لصلحها وأمر بقضاء حوائج القرشي كلها
9218 شاعر من شعراء اليمن
قيل اسمه مهدي
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز الكتاني أنا عبد
الوهاب الميداني أنا أبو محمد بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن
جرير (5) قال

(1) الخبر والشعر في الأغاني 7 / 44 - 45 في أخبار الوليد بن يزيد.
(2) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " سسب " والمثبت عن الأغاني.
(3) بالأصل: يصلحها، والمثبت عن الأغاني.
(4) بالأصل: والدل، والمثبت عن الأغاني.
(5) الخبر والشعر في تاريخ الطبري 4 / 237 (حوادث سنة 126) ط. بيروت.
216

قال الوليد بن يزيد فيما زعم الهيثم بن عدي شعرا يوبخ به أهل اليمن في تركهم نصرة
خالد بن عبد الله
قال (1) وأما أحمد بن زهير فإنه حدثني عن علي بن محمد عن (2) محمد بن (3)
سعيد العامري عامر كلب أن هذا الشعر قاله بعض شعراء اليمن على لسان الوليد يحرض
عليه اليمانية
* ألم تهتج فتذكر الوصالا * وحبلا كان متصلا فزالا
بلى فالدمع منك له سجام * كماء المزن (4) ينسجل انسجالا
فدع عنك ادكارك آل سعدى * فنحن الأكثرون حصى (5) ومالا
ونحن المالكون الناس قسرا * نسومهم المذلة والنكالا
وطئنا الأشعرين بعز قيس * فيا لك وطأة لن تستقالا
وهذا خالد فينا أسيرا * إلا منعوه إن كانوا رجالا
عظيمهم وسيدهم قديما * جعلنا المخزيات له ضلالا
فلو كانت قبائل ذات عز * لما ذهبت صنائعه ضلالا
ولا تركوه مسلوبا أسيرا * يسامر من سلاسلنا الثقالا *
ورواه المدائني يعالج من سلاسلنا
* وكندة والسكون فما استقالوا * ولا برحت خيولهم الرحالا *
* بها سمنا البرية كل خسف * وهدمنا السهولة والجبالا
ولكن الوقائع ضعضعتهم * وجذتهم وردتهم شلالا
وما زالوا لنا أبدا (6) عبيدا * نسومهم المذلة والسفالا
فأصبحت الغداة علي تاج * لملك الناس ما يبغي انتقالا *

(1) ما بين معكوفتين سقطت من الأصل.
(2) بالأصل: أبي، والمثبت عن تاريخ الطبري.
(3) ما بين معكوفتين زيادة عن الطبري.
(4) بالأصل: " كان المري " والمثبت: " كماء المزن " عن تاريخ الطبري.
(5) الأصل: " حصبا " والمثبت عن الطبري.
(6) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن الطبري.
217

9219 شاعر وفد على مروان بن محمد
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية ثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري نا أبو الحسن بن البراء أنا أبو الفضل
العباس بن الفضل الربعي نا مبارك الطبري حدثني الفضل بن الوضاح صاحب قصر
الوضاح عن أبيه قال
خرجت مع أبي جعفر المنصور إلى مروان بن محمد فصحبنا في الطريق رجل ضرير
كان عنده أدب ومعرفة فاستجلاه أبو جعفر وقال له من تقصد قال أمير المؤمنين مروان
قال في أي شئ قال في شعر متدحه به قال إن سهل عليك أن تنشدينه فافعل قال
فأنشده
* ليت شعري أفاح رائحة ألم * ك وما إن أخال بالخيف أنسي
حين غابت بنو أمية عنه * والبهاليل من بني عبد شمس
خطباء على المنابر فرسا * ن عليها وقاله غير خرس
لا يعابون صامتين وإن * قالوا أصابوا ولم يقولوا بلبس
بحلوم إذا الحلوم استخفت * ووجوه مثل الدنانير ملس *
قال أبو جعفر فما أتمها حتى ظننت أن العمى قد اخذني من حسدي بني أمية عليها
قال الوضاح ثم حج أبو جعفر سنة ثلاث وأربعين ومائة وهو خليفة فحججت
معه وقد كان نوى أن يمشى حتكا (1) فرودا (2) فإنه ليمشي إذ بصر بالضرير فقال يا مسيب
علي بالأعمى فأتي به فقال ما صنع بك مروان قال أغناني ولا أسأل والله بعده أحدا
شيئا قال ما أعطاك قال أربعة آلاف دينار وعشرة غلمان وعشر جوار وحملني على
عشرة من الدواب وأوقر لي خمسة أبغل خرثيا (3) ثم تنفس الصعداء وأنشأ يقول
* آمنت نساء بني أمية منهم * وبناتهم بمضيعة أينام
نامت خدودهم وأسقط نجمهم * والنجم يسقط والخدود تنام
خلت المنابر والأسرة منهم * فعليهم حتى الممات سلام *

(1) بالأصل: حكبى، والمثبت عن المختصر، والحنك: أن يقارب الخطو ويسر رفع الرجل ووضعها.
(2) الرود في المشي: أي على مهل.
(3) الخرثي متاع البيت وأثاثه.
218

فقال له أبو جعفر أما تعرفني قال ما أنكرك من سوء من أنت قال أنا أمير
المؤمنين المنصور فأخذ الضرير أفكل يعني رعدة وقال يا أمير المؤمنين إن القلوب
جبلت على حب من أحسن إليها بغض من أساء إليها قال صدقت خلوا عنه ثم تتبعته
نسه بعد فطلبه فكأن البيداء بادت به
قال أبو بكر البيت الذي أوله لا يعابون والبيت الذي أوله خطباء المنابر لم
اكتبهما عن أبي الحسن (1) بن البراء سمعناهما بغير هذا الإسناد رواها الصولي عن
إسماعيل المادراني عن عبيد الله بن أحمد الرصافي قال سمعت أبي يقول سمي عندي أبو
الفضل العباس بن وضاح فحدثني عن أبيه أن أبا جعفر المنصور قال صحبت رجلا ضريرا
إلى الشام فذكرها
9220 رجل من ولد أبي سفيان
دخل على عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس
أخبرنا أبو العز بن كادش قراءة عليه أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي بن
عبد الله بن محمد الوراق قال قرئ على أبي الحسن محمد بن عمر بن بهتة البزاز قيل له
سمعت أبا بكر محمد بن القاسم ابن الأنباري يقول حدثني أبي حدثني أحمد بن عبيد أنا
المدائني قال
كان في ولد أبي سفيان رجل به وضح (2) ومرض ذكر لعبد الله بن علي بن عبد الله بن
العباس أنه قال أنا السفياني الذي يذهب ملك بني العباس على يده فطلبه عبد الله فتوارى
فأمر عبد الله بإخراج نساء أبي سفيان والتماسة منهن فلما هتك الحرم وافى باب عبد الله بن
علي على بغل ومعه ابناه على فرسين ما بين حدس (3) فقال للحاجب عبد الله هذا جالس
ولم يقل الأمير قال لا قال أفتأذن في الجلوس إليك قال نعم فنزل ونزل ولداه
فجلسوا مع الحاجب فنظر للحاجب فإذا أحسن خلق الله حديثا وأحلاهم كلاما فغلب
على قلبه ثم عرف الحاجب جلوس عبد الله قال فدخل إليه وقال أنا أذكرك له فقد
أحببتك وملت إليك ثم خرج إليه فقال له يقول ما اسمك فقال قل له رجل يأتيك بما

(1) غير مقروءة بالأصل، وقد تقدم في أول السند السابق.
(2) الوضح: البرص.
(3) كذا بالأصل بدون إعجام.
219

تحب فدخل إليه ثم خرج فقال قال لي فتشه وأدخله فضحك فقال ليس هذا الخبر
قبلك فلما دخل قال له لمن دلك على فلان وذكر اسمه من الجبابرة قال حكمه قال
فأنا فلان وهذان ابناي فما دعاك إلى أن برزت أسوق (1) بنات (2) عمك يراهن أنباط الشام
في طلبي قال عبد الله أتدري ما قال جابر قال لا قال فإنه يقول (3)
* جرد (4) السيف وارفع السوط حتى * لا ترى فوق ظهرها أمويا *
قال أن شاعركم قال لكم ما تحبون أفتدري ما قال شاعرنا قال لا قال فإنه
يقول (5)
* شمس (6) العداوة حتى يستقاد لهم * وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا *
وأنا أعلم إن حكمت بما لا تهواه أنك (7) لا تجيز حكمي فتركتك قال اقتلوه قال
فإن كنت فاعلا فابني قبلي فقتلا ثم قتل من بعدهما رحمهم الله
9221 شيخ من كتاب بني أمية
حكى عن عبد الله بن سوار
أخبرنا أبو العز السلمي مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا
المعافي بن زكريا نا محمد بن الحسن بن دريد انا أبو حاتم قال سمعت بعض أصحابنا
يحدث عن عبد الله بن سوار قال
كنت غلاما بين يدي يحيى بن خالد فدخل عليه شيخ ضخم جميل الهيئة فأعظمه
يحيى وأقعده إلى جانبه وحادثه ثم قال له ما بالكم كنتم تكتبون الكتب إلى عمالكم في سائر
أموركم فلا تطيلون وإنما الكتاب بقدر الفضل من كتبنا ونحن نطيل إطالة لا يمكننا غير
ذلك فقال اعفني فأبي عليه إلا أن يجيبه (8) فقال وأنت غير ساخط قال نعم قال إن

(1) بدون إعجام، وأسوق جمع ساق.
(2) تحرفت بالأصل إلى: ثياب، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) البيت لسديف بن ميمون مولى أبي العباس السفاح مع بيت آخر في الأغاني 4 / 348 والكامل للمبرد 3 / 1366.
(4) في الكامل للمبرد: فضع السيف.
(5) البيت للأخطل، وهو في ديوانه ص 106 (ط. بيروت) من قصيدة طويلة قالها يمدح عبد الملك بن مروان.
(6) الشمس مفردها الشموس، وهو الصعب العسير.
(7) تقرأ بالأصل: " أهل " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(8) تقرأ بالأصل: " كتبه " وهو خطأ، والمثبت عن المختصر.
220

بني أمية كانت لا تكتب في الباطل أنه حق ولا في الحق أنه باطل ولا تعقب أمرا قد نفذ
بخلافه امر فلا يحتاجون إلى الإطالة وطلب المعاذير والتلبيس وأنتم تكتبون في الشئ الحق
أنه باطل والباطل أنه حق ثم تعقبون ذلك بخلافه فلا بد لكم من الإطالة
قال عبد الله بن سوار فسألت عن الشيخ فقيل لي هذا رجل من كتاب بني أمية
القدماء من أهل الشام
9222 رجل من بني أمية شاعر من آل الحارث
ابن الحكم بن أبي العاص بم أمية
كان يسكن الشراة (1) من أرض البلقاء عن أعمال دمشق
حكى عنه علي بن مافنة تقدمت حكايته في ترجمة علي (2)
9223 رجل من أهل دمشق
أدرك خلافة عثمان وسمع كعب الأخبار
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
ومحمد بن موسى قالا نا أبو العباس بن يعقوب نا الربيع بن سليمان نا ابن وهب أنا
سليمان بن بلال عن قدامة بن موسى عن ابن دينار
أن كعب الأحبار جلس يوما يقص بدمشق حتى إذا فرغ قال إنا نريد أن ندعو فمن
كان منكم يؤمن بالله وكان قاطعا إلا قام عنا فقام فتى من القوم فولى إلى عمة له (3) كان بينه
وبينها محرم فدخل عليها فصالحها فقالت ما بدا لك قال سمعت كعبا يقول كذا وكذا
وقال كعب إن الأعمال تعرض كل يوم خميس واثنين إلا عمل قاطع يتجلجل بين السماء
والأرض
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله قال

(1) تحرفت بالأصل إلى: السراة، راجع معجم البلدان.
(2) هو علي بن مافنة الحجازي مولى بني أمية، تقدمت ترجمته في كتاب تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر 43 / 227
رقم 5082.
(3) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر، وبالأصل: عمه.
221

9224 رجل من محارب
حدث عن كعب الأحبار
روى عنه سليمان بن حبيب المحاربي قاضي دمشق
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن محمد وحدثنا أبو البركات الخضر بن شبل
الفقيه عنه أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد
الله بن عمر بن أيوب المري (1) أنا أبو هشام عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي أنا أحمد
ابن عمير بن يوسف بن جوصا نا أبو عامر موسى بن عامر المزني نا الوليد بن مسلم
حدثني كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب المحاربي عن رجل من قومه أنه سمعه من
كعب يقول يلتقون بعمق عكا فيقتتلون ثم يتهايبون وينحازون ثم يقتتلون ثم يتهايبون حتى
ينتهوا إلى عمق أنطاكية فيقيمون به لا ينهزم هؤلاء ولا هؤلاء ويبعث المسلمون فيستمدون إلى
عدن أبين (2) ويبعث الروم إلى من يمدهم من رومية
9225 رجل
حكى عن كعب الأحبار
حكى عنه الشعبي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب (3) حدثني يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الفلسطيني
نا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أخبرني عبد الملك بن أبجر قال سمعت الشعبي يقول
لما قدمت الشام نزلت بعبد العزيز بن مروان فبينا أنا جالس في المسجد ذات يوم
دخل شيخ قصير أحمر أصلع أقرع فاشرأبوا له فقالوا هذا غلام العلماء فجعل يجلس في
الحلق وينتقل فيها فقلت اللهم جئ (4) به فجاء حتى جلس في الحلقة التي أنا فيها
فقال حدثنا ذو الكتابين أن السماء على منكب ملك قلت أكذبك كتاب الله فكادوا أن

(1) تقرأ بالأصل: المزني، تحريف.
(2) عدن أبين: عدن مدينة مشهورة على ساحل بحر العرب من ناحية اليمن. وتضاف إلى أبين، وهو مخلاف عدن من
جملته قال الطبري سميت عدن وأبين بعدن وأبين ابني عدنان (معجم البلدان عدن 4 / 89).
(3) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 597.
(4) في المعرفة والتاريخ: جئني به.
222

يثوروا إلي أو ثاروا إلي ثم قالوا ما تريد إلى ضيف أمير المؤمنين قال فترادوا ثم قال
حدثنا ذو الكتابين أن صورا بالمشرق وصورا بالمغرب فينفخ في أحدهما فيموت الناس وينفخ
في الآخر فيحيون فقلت أكذبك كتاب الله فكادوا أن يثوروا أو ثاروا ثم ترادوا وقالوا
ما تريدون إلى ضيف أمير المؤمنين قال فأقبلت عليهم فقلت ما تعجبون من أن أكذب من
أكذبه الله زعم هذا أن السماء على منكب ملك والله يقول " رفع السماوات بغير عمد
ترونها " (1) وزعم هذا أن صورا بالمشرق وصورا بالمغرب ينفخ في أحدهما فيموت الناس
وينفخ في الآخر فيحيون والله يقول " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في
الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى " (2) إنما هو واحد قال فقال لي ممن أنت
فأخبرته فقال أما أن ذا الكتابين حدثنا أن نساءكم سيسبين فيؤتى بهن حتى يوقفن على
الدرج ويكشف عن سوقهن فقلت أما إني أرجو أن تكون الآخرة مثل الأوليين
9226 رجل من أهل دمشق
روى عنه أبو سلام الأسود
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قراءة على أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
القاسم بن عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت ابن سميع يقول في
الطبقة الثالثة رجل من أهل دمشق روى عنه أبو سلام
9227 رجل
حكى عنه ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد أنا علي
ابن محمد بن خزفة (3)
ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد بن عبيد بن الفضل قراءة

(1) سورة الرعد، الآية: 2.
(2) سورة الزمر، الآية: 68.
(3) بدون إعجام بالأصل.
223

قالا أنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني نا ابن أبي خثيمة نا الحوطي عبد
الوهاب بن نجدة نا بقية بن الوليد نا سعيد بن عبد العزيز حدثني ربيعة بن يزيد قال
قعدت إلى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك فحدث رجل من الصحابة أو رجل من
التابعين عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة وأطيعوا الأمراء فإن كان خير فلكم وإن كان شرا فهو عليهم وأنتم منه براءة [* * * *] فقال
الشعبي كذبت [* * * *]
9228 مولى لبني نمران
روى عن يزيد بن نمران
روى عنه سعيد بن عبد العزيز وقيل اسمه سعيد
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (1) أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد
ابن علي بن الحسن المقرئ نا أحمد بن عيسى التنيسي نا عمرو بن أبي سلمة نا سعيد بن
عبد العزيز حدثني مولى ابن نمران عن ابن نمران قال (2)
رأيت مقعدا بتبوك فسألته عن إقعاده فقال كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي فمررت بين يديه
فقال قطع صلاتنا قطع الله أثره قال فأقعدت قال وكان على أتان أو على حمار [13687]
قال ابن عساكر (3) كذا قال وخالفه غيره فرواه عن سعيد عن مولى ابن نمران عن
ابن (4) نمران وقد تقدم في ترجمة يزيد بن نمران وفي ترجمة سعيد
9229 شيخ من السكاسك
روى عن عمرو بنقيس السكوني
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد بن الأكفاني وأبو تراب حيدرة بن

(1) رواه البيهقي في دلائل النبوة 6 / 241.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن دلائل النبوة للإيضاح، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى هذه
الرواية.
(3) زيادة منا.
(4) تحرفت بالأصل إلى: أبي.
224

أحمد المقرئ قالوا ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن
أبي العقب أنا أبو عبد الملك نا ابن عائذ
قال وحدثني الهيثم بن حميد حدثني شيخ من السكاسك حدثني عمرو بن قيس (1)
قال
ولاني عمر (2) الصائفة وأوصاني بتقوى الله وبالمسلمين خيرا وقال إن رابطت (3)
حصنا فلا تقم عليه إلا يوما وليلة فإن طمعت فيه وإلا فارتحل فإن أرادوك على فداء ما في
يديك من أساراهم رجلا برجل فافده فإن أبوا فرجل برجلين فإن أبو فرجل بثلاثة فإن
أبو فأعطهم جميع ما في يدك برجل من المسلمين
9230 رجل من أهل دمشق
حدث عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي
روى عنه إسماعيل بن رافع
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن الدوري (4) نا أبو محمد الحسن بن علي
الجوهري قراءة أنا أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاري الكوفي أنا أبو
جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي الأشناني (5) ثنا عباد بن يعقوب الأسدي أنا
المحاربي يعني عبد الرحمن بن محمد عن إسماعيل بن رافع عن رجل من أهل دمشق
عن إسماعيل بن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو قال
من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه ومن قرأ القرآن
فرأى أن أحد من الخلق أعطى أفضل مما أعطى فقد حقر ما عظم الله وعظم ما حقر الله
ليس ينبغي لحامل القرآن أن يجهل فيمن يجهل ولا يجد فيمن يجد ولكن يعفو ويصفح
لحق القرآن

(1) هو عمرو بن قيس السكوني الكندي، راجع تاريخ خليفة بن خياط ص 319 - 320 و 324 وقد ذكره خليفة فيمن
ولي الصائفة في زمن عمر بن عبد العزيز.
(2) يعني عمر بن عبد العزيز.
(3) بالأصل: " إن لا أبطت ".
(4) تقرأ بالأصل: الدوري، قارن مع مشيخة ابن عساكر 192 / أ وفيها " الزوزني " راجع ترجمته في سير الأعلام 19 /
427 وفيها " الدوري ".
(5) تقرأ بالأصل " الأسابى " والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير الأعلام 14 / 529.
225

9231 شيخ من أهل دمشق
روى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
روى عنه بقية بن الوليد
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد قراءة عليه نا أبو
الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي
ابن فراس العبقسي نا أبو علي عبيد الله بن محمد بن أبي رجاء الزيات بمكة نا أبو قرصافة
محمد بن عبد الوهاب العسقلاني نا آدم بن أبي إياس نا بقية بن الوليد حدثني شيخ من
أهل دمشق حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) العلم (1) فريضة على كل مسلم [13688]
9232 شيخ من أهل دمشق
حكى عنه الوليد بن مسلم
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالا ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد
ابن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ أخبرني الوليد قال
فحدثني شيخ من أهل دمشق أنه كان فيمن غزا معه يعني مروان بن (2) محمد إلى الخزر
قال فسحنا (3) في بلادهم ونسبي من أدركناه ولم نلق لهم جمعا فشكوت إلى بيطار
العسكر سعالا بفرسي أو علة فأمر لي بورق القصباء الأخضر فذهبت أنظر فإذا بغيضة بيننا
وبينها نحو من أربعة أميال فدعاني الأمر الذي كنا فيه إلى أن خرجت إلى تلك الغيضة على
فرسي فبينا أنا آخذ من الورق إذا سلب (4) إلى من رؤوس القصب فإذا أنا ببريق الأسنة خلف
القصب فقمت على سرجي لأتمكن من النظر فإذا بحرة سوداء من القنا فجلست على
سرجي وأخذني منهم آخذ فعدوت على فرسي حتى دخلت على مروان فأخبرته ما رأيته

(1) يريد: طلب العلم.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(4) كذا رسمها بالأصل.
226

فدعا بعض هضائلة (1) أرمينية (2) فأخبرهم بما جئت من خبره فقالوا هذا فلان
الطرخان (3) عامل هذه البلاد وأساورته عشرة آلاف نحن نرى أن ضعف رأيه ونظره
لنفسه دعاه إلى أن كمن في هذه الغيضة ليشد على ساقه العسكر قال فأمر مروان قائدا من
قواده ليخرج في أصحابه فنودي في العسكر من أراد الأجر والعصمة (4) فليلحق بفلان فسار
إليهم حتى وقف على باب مدخل الغيضة وأتوا بالنيران والنفط فألقى في الغيضة
وهاجت الريح بالنار ودخل المسلمون بالسيوف قال ذلك الشيخ قال الذي حدثني
فأهلكهم الله جميعا حريقا وقتلا وأسرا وأسرنا طرخانهم أسيرا فضربت عنقه ثم بعث
حتى نقد برأسه من رؤوس أصحابه إلى الشام
قال الشيخ أنا رأيت ذلك الرأس بعد أن قفلنا يطاف به في دمشق
9233 شيخ من أهل دمشق
حدث عن عطاء بن قرة
روى عنه الوليد بن مسلم
9234 شيخ من أهل دمشق
حدث عن موسى بن وردان
روى عنه الوليد بن مسلم
أنبأنا أبو طاهر ابن الحنائي وحدثنا أبو البركات الخضر ابن (5) أبي طاهر الفقيه أنا
أبو علي الأهوازي نا عبد الوهاب المري (6) أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد أنا
أبو الحسن بن جوصا نا موسى بن عامر الوليد قال
حدثني شيخ من أهل دمشق عن موسى بن وردان وخرج إلى نفير إلى الإسكندرية

(1) الهيضلة: الجماعة المتسلحة، أمرهم في الحرب واحد (تاج العروس: هضل).
(2) تحرفت بالأصل إلى: " ان مسه " والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(3) طرخان: اسم للرئيس الشريف في قومه، والذي لا يخذ منه الخراج، لغة خراسانية فارسية (تاج العروس: طرخ).
طبعة دار الفكر.
(4) كذا بالأصل: وفي المختصر: والغنيمة.
(5) بالأصل: " الحصري ".
(6) تحرفت بالأصل إلى: المزني.
227

فقال له أصحابه هذا يوم الإسكندرية قال لا إنما يوم الإسكندرية إذا رأيت أهل مصر قد
خافوا من مسير النوبة إليهم ورأيت أهل الفسطاط قد ضربوا عليهم الخندق وجعلوا حرسا
فيما بينهم وبين أرض النوبة
قال موسى بن وردان وذلك أن صاحب الروم يكتب إلى صاحب النوبة وهو على
النصرانية فيستنعره (1) فيعده ذلك ويواعده وقتا فيجعل الروم بالخروج إلى الإسكندرية
وتبطئ النوبة عن الخروج فإذا كان ذلك سار المسلمون إلى الإسكندرية فيقاتلون بها
فينصرهم الله ثم يرجعون وتخرج عليهم النوبة
9235 شيخ من أهل البلقاء
روى عنه الوليد بن مسلم
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي لفظا وأبو الفتح الخضر بن الحسين
قراءة قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا علي بن يعقوب بن
إبراهيم أنا أحمد بن إبراهيم قال قال محمد بن عائذ حدثني الوليد قال فحدثني رجل
من أهل البلقاء قال فلما التقوا بين مؤتة (2) وعمقه تقدم زيد يسوي الصفوف إذ جاءه
سهم (3) غرب (4) فقتله وأخذ الراية جعفر
9236 شيخ كان في عسكر الجراح
ابن عبد الله الحكمي حين قاتل الترك
حكى عنه الوليد بن مسلم ووفد على هشام بن عبد الملك
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ قال
سمعت الوليد بن مسلم يذكر عن رجل كان في عسكر الجراح قال لما قتل الجراح (5)
استعصينا وجردنا سيوفنا فأوجعنا في القوم فقال لهم الطاغية إنكم لن تصلوا إلى قتلهم

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(2) مؤتة: قرية من قرى البلقاء في حدود الشام (معجم البلدان).
(3) زيادة لازمة عن مختصر ابن منظور.
(4) سهم غرب: السهم لا يعرف مصدره وراميه.
(5) زيادة لازمة للإيضاح عن المختصر.
228

حتى تقتلوا (1) أضعافهم فأفرجوا لهم ثم اتبعوهم في هذه الشجر قال فلحقت بالحبل
فإذا بقرية قد انجلى أهلها قال فأتيت بيتا فدخلته فإذا فيه أثر نار وحطب فأوقدت
وجلست وبي جهد شديد فلم ألبث حتى سمعت صهيل الخيل فإذا بخيل الترك قال
فدخلت وأطفأت النار ثم جلست فأقبل رجل منهم فلم يزل يتبع النار حتى وجدها وكان
حسب أن في البيت أقواما فجعل يأخذ في زاوية وآخذ في أخرى ثم سل سيفه فقلت
لئن (2) خرجت لأقطعن وما من شئ أمثل من أن أستأسر له قال فجئته فأخذ بناصيتي قال
ثم أجلسني عند النار قال وأشار إلي أن أوقد فأوقدت فنظر في فعرفت الرقة قال وبي
جهد شديد فأتاني بكسر فأكلت ثم ضربوا طبولهم فأسرج ثم ركب ثم أشار إلي فارتدفت
خلفه ثم تركهم حتى ساروا ثم سار بي قدر أربعة أميال ثم وقف وأشار إلي فنزلت ثم
أشار اذهب كيف شئت
قال فبينا نحن عند الحرسي وهو يقتل الأسارى إذ نظرت إليه فعرفته فقمت إليه
فقلت أتعرفني فقال نعم فتقدمت إلى الحرسي فقصصت عليه أمري ثم دعاه فكلمه
الترجمان فأخبره بمثل خبري فقال قد حقنا لك دمه وإن هذا... يبعث إلى أمير
المؤمنين قال فبعثني وبعث به فسألني هشام (3) فأخبرته ثم دعاه فأخبره بمثل خبري
ففرض (4) له في قبيلتي فكان في عدادي
9237 شيمن موالي بني فزارة ثم لعمر بن هبيرة
حكى عن عمر بن هبيرة
حكى عنه الوليد ب‍ مسلم
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد
وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين
قالوا ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان أنا علي بن

(1) كذا بالأصل: " تقتلوا أضعافهم " وفي المختصر: " حتى يقتلوا أضعافكم " وهو أشبه.
(2) بالأصل: لأن.
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(4) تقرأ بالأصل: ففوض ".
229

يعقوب أنا أحمد بن إبراهيم القرشي نا ابن عائذ قال فحدثني شيخ من موالي ابن هبيرة
عن عمر بن هبيرة قال
كنا قد بلغنا من حصارهم ما بلغنا وكان بنا من الأزل (1) والمرض نحوا (2) مما بهم
وأشد وكنت نازلا (3) بجماعة سفن على ساحلهم مما يلي عسكر المسلمين في مركبي فيه
مبيتي إلا أن أركب إلى مسلمة فأشهد أموره فإذا لم أركب خرجت في برد النهار إلى مجلس
على تل مشرف على مراكبي وعلى عسكر المسلمين ويخرج إلي أمراء أجنادي وأهل
الهيئة منهم فكان ذلك التل من تلك الساعات لنا مجلسا ومتحدثا فبينا أنا ذات غداة أو
قال عشية جالس عليه في جماعة إذ بقارب قد خرج من بابه (4) ميناء القسطنطينة يقصد
إلينا فيه رجال من الروم عليهم الديباج قال فقلت رسول الطاغية إلى في أمر يكلمني به
فإن أتانا في مجلسنا أشرف على (5) رثاثة سفننا وسوء حالنا سره ذلك وازداد قوة علينا
فقمت إلى مركبي فجلست مجلسي فيه وجلس معي أمراء أجنادي وأهل الهيئة من الناس
وأمرت أهل السفن أن يواروا ما قدروا عليه من سوء حالهم فلما دنوا نادونا بالأمان فجعلته
لهم فأقبل رسول الطاغية في أصحابه في هيئة وتملك في أنفسهم حتى صعد إلي فسلم
وأذنت له فجلس وجلسوا ثم أنشأ يقول إنا بعثنا لأمر فنذكره لكم ورأيت منكم شيئا
عرفت به سوء حالكم وإنك أردت بقيامك عن التل ومجلسك الذي كنت فيه إلا آتيك فيه
فأشرف على رثاثة سفنكم وسوء حالكم ثم تهيأت لي بما أرى مما ليس خلفه قوة (6) وقد
صرتم من حالكم إلى أسوأ مما نحن فيه إن الملك يقرأ عليك السلام ويقول إنه قد كان من
نزولكم علينا وإقامتكم إلى هذا اليوم ما قد علمتم وقد بلغ منا ومنكم وما أنتم فيه أشد
وقد عرضت على مسلمة فدية صلح على كل إنسان بالقسطنطينة من رجل وامرأة وصبي
دينارا دينارا على أن ترحلوا عنا إلى بلادكم فإن شئتم اقتسمتم هذه الدنانير بينكم مغنما وإن شئتم
ذهبتم بها إلى خليفتكم فأدخله بيت ماله فصنع ما أراد فسخط ذلك مسلمة وتأبى علينا

(1) الأزل: الضيق والشدة.
(2) بالأصل: نحو.
(3) بالأصل: " وكتب قال: لا. ".
(4) كذا.
(5) بالأصل: وعلى.
(6) بالأصل: " خلعنموه " كذا رسمها، والمثبت عن المختصر.
230

وزعم أن لا يبرح دون أن نؤدي الجزية عن صغار أو يدخله عنوة والصغار الجزية مالا
تطيب به أنفسنا ابدا وأنت من خليفتك ومن مسلمة ومن عليه العرب بالمنزلة التي أنت بها
في الشرف والأمانة فانظر فيما عرضته على مسلمة فإن رأيته رأيا أشرت به عليه ورددته
إليه
قال عمر بن هبيرة أصاب مسلمة وذلك ما أمرنا الله به ولا أخالفه فيه وأنا عونه عليه
حتى يحكم الله بيننا وبينكم قال فصلب على وجهه وانصرف مغضبا إلى أصحابه
9238 شيخ من أهل دمشق
حكى عن أبيه
حكى عنه الوليد بن مسلم
أنبأنا أبو القاسم العلوي وأبو تراب (1) المقرئ وغيرهما قالوا ثنا عبد العزيز بن
أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك نا ابن
عائذ قال قال الوليد
فحدثني شيخ من الجند عن أبيه ولا أعلم إلا أني قد سمعت أباه يذكر أنه حضر عمر بن
عبد العزيز بدابق (2) حين استخلف وقطع البعث ما جهز من العير لا يظهر للناس أنه أمر
بقفلهم ولكنه إنما وجه معاوية..... (3) على الإقامة يعني لحبس مسلمة
9239 شيخ آخر من أهل دمشق ممن حاصر قسطنطينة مع مسلمة
وحكى شيئا من أمرها عن كتاب عمر بن عبد العزيز
حكى عنه الوليد بن مسلم
أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو محمد بن الأكفاني وغيرهما إذنا قالوا أنا أبو
محمد الكتاني لفظا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا علي بن يعقوب أنا أحمد بن إبراهيم أنا
محمد بن عائذ عن الوليد قال فحدثني من الجند قال

(1) تقرأ بالأصل: " قوات " ولعل الصواب ما أثبت، وهو أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين الأنصاري المقرئ،
راجع مشيخة ابن عساكر 58 / ب.
(2) دابق: قرية قرب حلب من أعمال عزاز، بينها وبين حلب أربعة فراسخ (معجم البلدان).
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل.
231

كنت فيمن حاصر القسطنطينة فبلغنا من حصارها وبلغ منا الجوع نحوا مما سمعتم
فوالله إنا لفي بأس من القفل إذا بمرقبة (1) لأهل القسطنطينة على جبل ممتنع قد أوقدوا
عليها فيشرف لذلك أهل القسطنطينة وراعهم فصالنا عما رأينا من تلك النار وعما راعهم من
ذلك فقالوا هذه مرقبة توقد الناس للجيش يدخل من الشام فيوقد لها مما يلي الدرب من
المراقب والمسالح إلى أن يصل القتال..... (2) الخير فيأتينا بذلك ولا يشذ أن جيشا قد أقبل
منكم فانظروا ماذا يأتيكم به قال فلم يلبث إلا أياما يسيره حتى جاءنا رسول عمر بن عبد
العزيز في نحو من أربعة آلاف بكتاب إلى مسلمة يأمره بالقفول فقرأه مسلمة فلم يقفل
وكتب إلى عمر بن عبد العزيز يخبره ما قد بلغ من جهدهم وما أشرف من معشر المسلمين
من الفرج بما قد قرب من حصاد ذلك الزرع ويشير عليه بتركهم حتى يحكم الله بينهم قال
فقفل رسوله بذلك إلى عمر بن عبد العزيز فغضب وقال مسلمة في أمره عظيمة يكره
فراقها ورد الرسول يأمره بالقفل
9240 شيخ من الأوزاع
روى عن عمرو بن مهاجر
روى عنه الوليد بن مسلم
له حكاية تقدمت في ترجمة عمرو
9241 شيخ من أهل دمشق
حدث عن العلا بن عبد الرحمن بن يعقوب
روى عنه الوليد بن مسلم
أخبرنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن
موسى بن مردويه أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أنا محمد بن أحمد بن
إبراهيم العسال (3) نا محمد بن أحمد بن راشد نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن
مسلم نشيخ من أهل دمشق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال

(1) المرقبة: الموضع المشرف يرتفع عليه الرقيب وما أوفيت عليه من علم أو رابية لننظر من بعد. والمرقبة: هي
المنظرة في رأس جبل أو حصن، وجمعه مراقب (تاج العروس: رقب. طبعة دار الفكر، بتحقيقنا).
(2) كلمة غير واضحة بالأصل.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " الغسال " راجع ترجمته في سير الأعلام 16 / 6.
232

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا الأمر في قريش يليه برهم ببرهم وفاجرهم بفاجرهم حتى يدفعوه
إلى عيسى ابن مريم [* * * *]
رواه أبو الحسن بن جوصا عن أبي عامر بإسناده مثله إلا أنه قال ثلاثة برهم ببره
وفاجرهم بفجوره وهو الأصح
9242 شيخ من أهل دمشق
حدث عن عطاء الخراساني
روى عنه الوليد بن مسلم
أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين وحدثنا أبو البركات الفقيه عنه أنا أبو علي
الأهوازي أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري (1) أنا أبو هاشم
عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي أنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف أنا أبو عامر
موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم قال ونا شيخ من أهل دمشق أنه سمع عطاء الخراساني
يرويه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (2)
يأتونكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا الروم فيهم كالمخيلة غير أنهم
الرؤوس والقادة [* * * *]
9243 شيخ
من قدماء الجند ممن كان يلزم الجهاد
حدث أن أهل الشام كانوا إذا غزوا الصوائف ينزلون أجنادا كما كان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
إذا ساروا إلى الشام ينزلون أرباعا وكما كان بنو إسرائيل تنزل مع موسى عليه والسلام
وبعده أسباطا قال وبين كل جند فرجه وطريق ومجال للخيل
9244 شيخ
من الجند أخبر عن أميرهم في غزاتهم أرض الروم أنه كان إذا وقف على الدرب قافلا
قال الحمد لله الذي لم يجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجانا برحمته من القوم الظالمين

(1) تحرفت بالأصل إلى: المزني.
(2) صفحة كاملة بيضاء بالأصل، نستدرك ما أمكن عن مختصر ابن منظور بين معكوفتين، وسنشير إلى نهاية
الاستدراك في موضعه.
233

9245 شيخ
من دمشق
قال طلقت امرأة لي كان وجهها ذريا وجسدها رحبا فدخل علي سارق بالليل
وثيابي عند رأسي فذهب إلى المشجب فلم يجد شيئا فلما رأى ذلك بسط كساءه ثم دخل
إلى خابية الدقيق فجذبت الكساء فجعلته تحت رأسي ثم خرج بالدقيق فصبه في الأرض
وطلب طرفي الكساء ثم جعل يجمعه فلم يجد الكساء فخرج فقلت له أغلق الباب لا
يخرج القط قال من حسن صنيعك بي قلت ليس هذا وقت عتاب قال فبعت الكساء
بخمسة دراهم
9246 شيخ
من أهل دومة الجندل
حدث أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب لأكيدر هذا الكتاب (1)
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى
الإسلام وخلع الأنداد والأصنام مع خالد بن الوليد سيف الله في دومة الجندل (2)
وأكنافها (3) إن لنا الضاحية (4) من الضحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة
والسلاح والحافر والحصن ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور بعد الخمس
لا تعدل سارحتكم ولا تعد فأردتكم ولا يحظر عليكم النبات ولا يؤخذ منكم إلا عشر
البتات تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها عليكم بذلك العهد والميثاق ولكم
بذلك الصدق والوفاء شهد الله ومن حضر من المسلمين
الضحل الذي فيه الماء القليل والبور ما ليس فيه زرع والمعامي ما ليست له حدود
معلومة والأغفال مثله ولا تعد فاردتكم يعنى ما لم تبلغ الأربعين والحافر الخيل
والمعين الماء الظاهر وقيل الجاري والضامنة من النخل التي قد نبتت عروقها في

(1) راجع الكتاب في ابن سعد 1 / 289 والروض الأنف 2 / 319 والأخوال ص 194 ومسند أحمد 3 / 132 (الطبعة
الميمنة) وفتوح البلدان للبلاذري ص 72 وانظر معجم البلدان (دومة) ومكاتيب الرسول للأحمدي 2 / 387.
(2) دومة الجنبل: حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبل طي.
(3) الأكناف جمع كنف بالتحريك، بمعنى الجانب والناحية.
(4) في العقد الفريد: الصاحبة، قال أبو عبيد: الضاحية في كلام العرب كل أرض بارزة من نواحي الأرض وأطرافها.
234

الأرض (1) ولا يخطر عليكم النبات لا تمنعون أن تزرعوه ولا تعدل سارحتكم لا تنحى
عن الرعي والنبات النخل القديم الذي قد ضرب عروقه (2) في الأرض ونبت
قال وكانت دومة وأيلة وتيماء قد خافوا النبي (صلى الله عليه وسلم) لما رأوا العرب قد أسلمت
9247 رجل من بني مرة من أهل حوران
حكى عن رجل غير مسمى
حكى عنه عبد الرحمن بن الحسام تقدمت روايته
9248 رجل من أهل دمشق
حكى قصته عمرو بن أبي سلمة الدمشقي نزيل تنيس
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة عن أبي الحسن علي بن محمد
ابن الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن الفضل القطان أنا دعلج بن أحمد السجزي أنا أبو
العباس أحمد بن علي الأبار نا عبيد الله بن محمد المقدسي نا عمرو بن أبي سلمة قال
لما كانت فتنة أبي الهيذام كان رجل ديدبان يجلس على المنارة فلما كان ذات ليلة نظر
رؤيا قد هالته كأنه قد نصب على ظهر قبة المسجد رمح فيه كتاب بين ونصب فوق
الرمح رمح فيه كتاب بين ونصب فوق رمح فيه كتاب بين فإذا في الأول إن المجرمين في سقر
وفي الثاني طوبى لمن ابتلى وصبر وفي الثالث الملك لله من شاء نصر
قال فتاب ذلك الرجل توبة لم يكن يعرف بدمشق مثله
9249 شيخ من غطفان من أهل دمشق
حكى عن رجل من بصراء العرب بالخيل
حكى عنه عبد الملك بن قريب الأصمعي
9250 شيخ من جند دمشق
حكى عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي

(1) كذا، وقيل: الضامنة من النخل: هو ما كان في العمارة وتضمنه أمصارهم، وقيل: سميت بذلك لأن أربابها
ضمنوا عمارتها وحفظها (راجع اللسان).
(2) إلى هنا عن مختصر ابن منظور، ونعود إلى الأصل السليمانية " المعتمد لدينا.
235

حكى عنه أبو مسهر
تقدمت حكايته في ترجمة الجراح بن عبد الله الحكمي
9251 شيخ من حكم بن سعد العشيرة (1)
حكى عن الجراح بن عبد الله الحكمي
حكي عنه أبو مسهر
تقدمت حكايته في ترجمة الجراح
9252 شيخ من أهل دمشق
حكى عنه أبو مسهر
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا الخليل بن هبة
الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا
العباس بن الوليد بن صبح نا أبو مسهر نا شيخ من الجند من أهل دمشق قال
كان يقال إن دعتك نفسك يوما إلى صحبة الرجال فلا تصحب إلا لمن إن صحبته
زانك (2) وإن حملته مؤونة أمانك وإن رأى منك ثلمة سدها وإن رأى منك حسنة عدها
وإن سألته أعطاك وإن تعففت عنه ابتداك وإن عاتبك لم يحرمك وإن تباعدت عنه لم
يرفضك
9253 رجل من أهل دمشق
حكى عن رجل من بني أمية
روى عنه غسان بن المفضل الغلابي
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن نصر بن إبراهيم المقدسي أنا أبو
محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب
إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنا أبو محمد عبد الله بن
يونس أنا بقي بن مخلد نا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني غسان بن المفضل الغلابي
حدثني رجل مناهل دمشق عن رجل من بنى أمية قال

(1) راجع جمهرة ابن حزم ص 407.
(2) بالأصل: فكأنك، خطأ، والمثبت عن المختصر.
236

استعمل عمر بن عبد العزيز رجلا على الصدقة يقال له (1) رزق أحمر كريه المنظر
فرجع إلى عمر ولم يأته بشئ فقال عمر أين ما بعثناك فيه قال أخذته من حيث
أمرتني (2) قفال عمر " ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا " (3)
9254 شيخ مناهل دمشق
روى عن الهذيل بن عمرو
روى عن هشام بن عمار
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنا نصر بن إبراهيم وعبد الله بن عبد الرزاق قالا أنا
أبو الحسن بن عوف أنا أبو علي بن..... (4) أنا أبو بكر بن خريم ثنا هشام بن عمار في
مشايخه الدمشقيين ثنا شيخ قال ثنا الهذيل بن عمرو عن أبي محمد الهمذاني عن محمد
ابن الحطيئة عن علي بن أبي طالب قال من أبتلي بزمانة في جسده تمنعه من العمل كانت
كفارة لذنوبه وعمله فضلا
9255 شيخ
حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد أظنه مروانيا
أنبأنا أبو علي الحداد أنا عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار نا جدي عبد الله بن
أحمد بن القاسم
ح وأنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي أنا محمد بن عبد الله بن أحمد
ابن شاذان الأعرج إجازة أنا عبد الله بن محمد بن محمد المقرئ نا إبراهيم بن محمد بن
الحسن بن متويه نا عباس أخبرني شيخ لنا قال
أقبل الأوزاعي حتى نزل بأخ له فحضر العشاء ووضع المائدة ومد (5) الأوزاعي
يتناول فقال الرجل تعذرنا يا أبا عمرو جئتنا في وقت ضيق فرد يده في كمه وأبى

(1) بالأصل: فقال.
(2) زيد في المختصر: وجعلته حيث أمرتني.
(3) سورة هود، الآية: 31.
(4) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(5) في المختصر: ويد الأوزاعي تتناول.
237

فقال الرجل والله ما أفدت (1) بعدك مالا إلا المورث الذي تعرف ما ذنبي قال ما كنت
لأصيب طعاما قل شكر الله عليه أو كفرت نعمة الله عليه
قال عباس وأخبرت أنه كان يومئذ صائما
9256 شيخ من طيئ
حكى عنه محمد بن عائذ
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قراءة نا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي
نصر انا أبو القاسم الهمداني أنبأ أبو عبد الملك البسري نا محمد بن عائذ قال سمعت
عبد الأعلى يعني أبا مسهر يسأل شيخا من طيئ ما شعاركم قال يا قناص
9257 رجل من أهل العلم
حكى عن الأوزاعي
حكى عنه العباس بن الوليد بن مزيد
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا أبو بكر الخليل بن
هبة الله أنا عبد الوهاب الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا أبو موسى
عمران بن موسى الطرسوسي نا عباس بن الوليد بن مزيد حدثني صاحب لنا من أهل
العلم قال
جاء كتاب من الخليفة إلى محمد بن إبراهيم (2) وهو على الموسم ابعث إلي سفيان
الثوري قال وقد كان بعث محمد إلى سفيان في شئ من أمر الموسم وهو عنده فلما
قرا الكتاب قال يا أبا عبد الله هذا كتاب أمير المؤمنين قال فمه قال كتب إلينا أن نبعث
بك إليه قال السمع والطاعة فقال للرسول هذا سفيان بن سعيد وها هو يجئ معك
وأنت أعلم فخرج سفيان إلى الرسول وعليه إزاران متزر بأحدهما والآخر على كتفه فلما
بلغ الباب قال للرسول أعلم الأمير قال فرجع معه قال رحمك الله من ها هنا إلى
العراق بغير نفقة قال يا أبا عبد الله وتريد نفقة قال نعم قال يا غلام هات كيسا

(1) كذا بالأصل، وفي المختصر: ما اتخذت.
(2) يعني محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، المعروف بالإمام، ولي إمارة
الحج والمسير بالناس إلى مكة وإقامة المناسك سنين عديدة. مات سنة 185 ببغداد في خلافة الرشيد.
238

قال فجاء بكيس فيه ألف دينار قال أبا عبد الله إن أردت أذناك (1) قال لا في هذا
بلاغ قال فأخذ الكيس وخرج قال فلما كان في بعض الطريق والرسول يذهب به إلي دار
البريد مروا بخربه قال فلف سفيان الكيس في إزاره ووضعه على باب الخربة وقال
للرسول أبصر هذا حتى أبول ودخل فأقام الرسول ما شاء الله فلما لم يره حمل الإزار
ودخل فلم ير شيئا فحمل الإزار ومضى إلى محمد بن إبراهيم فلما رآه ضحك قال ويك
ما لك قال خدعني قال كيف فقص عليه القصة
ذكره لنا أبو موسى قال فذهب قال قال له ويلك ولم تركته قال لم أظن أنه
قد يذهب (2) عريان ويدع الكيس فلا ثكلتك أمك إني أحسب لو كان جميع ما يملك
لتركه
9258 رجل من أهل دمش لم ينته إلينا اسمه
كان من أهل الجهاد والخير
حكى أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي أظنه عن الواقدي قال حدثني أبو المنهال
ابن... (3)
أن المهدي قال لطازاد الرومي أخبرني ببعض ما رأيت فقال كنت يوما أسير على
شاطئ نهر لا ينقطع إلا من موضع فيه صعوبة فإذا أنا برجل قائم يصلي فخفف من صلاته
لما رآني فقلت له كأنك أضللت أصحابك فإن أحببت أرشدتك للطريق تقبل (4) منه
إليهم فعلت قال فقال كالمنتهر امض لشأنك فقلت له كأني أراك معجبا بنفسك فهل
لك في البراز فقال نعم ثم وثب على فرس له أنثى ثم أوثبها النهر فإذا هو معي ثم
تجاولنا فلم أقدر عليه لثقافته (5) ثم قلت له هل لك في المصارعة فقال ذاك إليك قال
فألقينا ما علينا من سلاح ومتاع فلما تجرد ازدريته لنحافته وقلت إنا نحتمله بأهون أمر أو
قاتله أو اذهب به أسيرا وآخذ فرسه وسلاحه ثم اتحدنا فلم أصل منه إلى شئ حتى

(1) كذا بالأصل ولا معنى لها، وفي المختصر: زدناك، وهو أشبه.
(2) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(3) كلمة بدون إعجام ورسمها: " مبان ".
(4) كذا بالأصل: تقبل منه إليهم.
(5) يقال ثقف ثقفا وثقافة صار حاذقا خفيفا فطنا (القاموس).
239

اعتقلني فإذا أنا تحته ثم تناول سكينا في خفة ليذبحني بها فقلت له هل لك إلى خير مما
تريد بي قال لي وما هو قلت تعتقني فأكون مولاك وأضمن لك لا أدع حفظك في كل
مسلم أقدر عليه فقال لي ومن أنت فقلت طازاد فنهض عني وضربني برجله استخفافا
ثم مال إلى النهر فغسل وجهه ثم لبس سلاحه وركب فرسه ثم جاز النهر إلى الموضع الذي
كان فيه فقلت له إني قد صرت مولاك فتبسم لي وأخبرني بموضعك ومنزلك فلما
أخبرني من ذلك بما أردت كتبته بطرف سكيني على صفة سرجي (1) قال وكان طازاد رجلا
أيدا يأخذ الكبشين فيعلقهما بيده حتى ينتطحا ثم قلت له إن من أصحابي عدة أمامك
فأبقهم فقال امض لشأنك قال ثم عرض له ناس من أصحابي فحمل عليهم فقتل منهم
أربعة ثم أدركتهم فمنعت من بقي منهم من قتاله ثم أمرت رجلا من أصحابي أن يدخل
عسكر المسلمين فيحرص على أن يسرق فرسه ويأتيني بها فدخل عسكرهم مستأمنا فأقام
أياما لا يقدر على سرقة فرسه ثم عاد إلي فقال لم أقدر على سرقة فرسه وذلك أنه كان
يركبها نهارا ويسرجها ليلا ويضع لجامها على قربوسة ومخلاتها في رأسها ويصف قدميه
حتى يصبح فقال له المهدي لبئس ما كافأته به يا طازاد فقال سألتني فصدقتك قال
فأمر المهدي بالكتاب إلى عامل دمشق في إقدام الرجل عليه فقدم ولا علم لطازاد بشئ
من أمره فأمر المهدي بعرض الجند فاعترضوا عليه والرجل فيهم فلما رآه طازاد قال يا
أمير المؤمنين ما أشبه هذا بالرجل الذي وصفت لك فدعاه المهدي فلما قرب منه سأله
طازاد أن يدنو منه فأذن له فقيل رجله وركبته وأذكره بلاءه (2) عنده فأراد المهدي صلته
فلم يقبلها وصرفه إلى بلاده
9259 رجلان من أهل الشام
ساحا في جبل لبنان (3)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا
أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر نا أبو الحسن علي بن الفرج بن علي العكبري نا عبد
الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني عمر بن عبد الله عن سليمان بن عبد الرحمن

(1) صفة السرج: التي تضم العرقوتين والبداد من أعلاهما وأسفلهما.
(2) بالأصل: بلاءه كان عنده.
(3) تحرفت بالأصل إلى: كثبان.
240

الدمشقي نا عمر بن حفص بن سعيد الكلاعي أن رجلا أعور خرج يبتغي من فضل الله
فصحب رجلا في بعض الطريق فسأله عن مخرجه فأخبره خبره فقال له الرجل أنا والله
أخرجني الذي أخرجك فانطلق بنا إلى الله نلتمس من فضله فخرجا في جبال لبنان (1)
يؤمان (2) بيت المقدس فأتيا على بعض المنازل فنزلا في قصر خرب فانطلق أحدهما
ليأتي بطعام فقال المتخلف منهما في الرحل ألقيت (3) نفسي وجعلت أنظر بناء ذلك القصر
وهيئته وخرابه بعد العمارة وجعلت والله أذكر سفري وتركي عيالي فإذا أنا بلوح من رخام
تجاهي في قبلة حائط القصر فيه كتاب فاستويت جالسا فإذا فيه
* لما رايتك جالسا مستقبلي * أيقنت أنك للهموم قرين
فارقص بها وتعر من أثوابها * إن كان عندك بالقضاء يقين
فالهم سيماه مشيب شامل * ويكون مثوى الضر حيث يكون
هون عليك وكن بربك واثقا * فأخو التوكل شأنه التهوين
طرح الأذى عن نفسه في رزقه * لما تيقن أنه مضمون *
فجعلت أقرأهن وأتدبرهن إذ جاء صاحبي فقلت ألا أعجبك قال بلى قلت
انظر ما على هذا اللوح فنظر ونظرت فلم نر لوحا ولا شيئا فجعلت أطوف في القصر
وأتتبع ما فيه فلم أر شيئا
9260 رجل من العباد
كان بأذرعات (4) من أعمال دمشق
حكى عنه أبو معاوية يمان الأسود العائذ
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا أبو عبد الله الحسين بن
يحيى بن إبراهيم المكي أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنا أبو الحسن
علي بن عبد الله بن الحسن نا أبو الحسن علي بن الحسن الحذاء نا عمر بن الحكم
حدثني عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان الأزدي قال

(1) انظر الحاشية السابقة، وفي المختصر: جبل لبنان.
(2) في المختصر: يقصدان.
(4) أذرعات: بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء (معجم البلدان).
241

خرج أبو معاوية الأسود إلى عابد بأذرعات قال فأقمت عليه ثلاثة أيام لا يكلمني
فقلت اللهم وفقه لكلامي وأقبل علي وقال يا اسود من أين قدمت من الحج أو من
العمرة أو نفدت (1) نفقتك قال قلت ما جئت من حج ولا عمرة ولا نفذت نفقتي
قال فما جاء بك قلت جئت لعلي أسمع منك كلمة أنتفع بها قال فقال لي يا أسود
أنت بمطر بليطا (2) النصراني أوثق منك بالله عز وجل قلت معاذ الله فقال الساعة تقر
أخبرني لو أن مطر (3) بليطا النصراني قال لك اجعل غداءك وعشاءك عندي أكنت واثقا به
قلت نعم قال فالله قد ضمن لك الغداء والعشاء فهل ألقيت هم ذلك عنك قلت
حسبي
9261 شيخ متعبد غلب على عقله
حكى عنه ذو النون
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي عثمان الصابوني أنا أبو القاسم بن حبيب
قال سمعت أحمد بن عمر بن أبا بكر السوادي يقول سمعت أبا يعقوب الآبنوسي يقول
حكي عن ذي النون المصري أنه قال رأيت شيخا مجنونا بدمشق مصفارا ببده ركوة
وعكازة وقد كتب على جبته من ورائه
* حتى متى يا شيخ لا تستحي * يراك مولاك مع الغافلين *
* ما تستحي منه وما ترعوي * غطى خطاياك عن العالمين
مشاك بين الناس في ستره * وأنت معكوف مع الفاسقين *
وعلى كمه الأيمن مكتوب
* عجبت لمن ينام وذو المعالي * ينادي يا عباد أنا البذول
وهل يجد الخلائق مثل ربي * وكل فعاله حسن جميل *
وعلى كمه الأيسر مكتوب
* إن لله عبادا * كشفوا فيه القناعا

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) كذا رسمها هنا، وانظر ما مر.
242

هل رأيتم خادما * عامل مولاه فضاعا
سوف أرويكم حديثا * قد سمعناه سماعا
من دنا من ربه شبرا * دنا منه ذراعا *
9262 رجل من شرعب
من أهل جوسية (1) من أعمال حمص
كان يواظب على حضور الجمعة بدمشق له ذكر
أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره قالوا ثنا عبد العزيز بن (2) أحمد أنا تمام بن
محمد أنا محمد بن سليمان الربعي نا محمد بن الفيض الغساني قال سمعت هشام بن
عمار بن نصير يقول كان في جوسية رجل من شرعب قبيلة من قبائل اليمن وكان له بغل
يدلج على بغله من جوسية وهي قريبة من حمص يوم الجمعة فيصلي الجمعة في مسجد
دمشق ثم يروح فيبيت في أهله فكان الناس يعجبون منه
قال لنا (3) هشام بن عمار ثم أن بغله ذلك نفق فنظروا إلى جنبيه فإذا ليس له أضلاع
إنما صفحتين عظما مصمتا (4)
قال أبو الحسن محمد بن الفيض وسمعت جدي محمد بن الفياض وبكار بن محمد
ابن بكر...... (5) حدثني اليتيم يذكر أن حديث الشرعبي كما حدثنا هشام بن عمار
9263 رجل كان يصحب ابن جوصا (6)
حكى عنه أبو الحسين عثمان بن القاسم بن أبي نصر
قرأت بخط أبي نصر عبد الوهاب بن عبد الله المري (3) سمعت الشيخ أبا محمد بن

(1) بالأصل: جوشيه، والمثبت عن معجم البلدان، وجوسيه: بالضم ثم السكون وكسر السين المهملة، قرية من قرى
حمص على ستة فراسخ منها من جهة دمشق، وهناك جوشية بالشين المعجمة، أما التي بأرض حمص فهي بالسين
المهملة وياء خفيفة لا شك فيها ولا ريب (معجم البلدان).
(2) زيادة لازمة.
(3) بالأصل: أنا.
(4) بالأصل: عظم مصمت.
(5) غير واضحة بالأصل.
(6) هو أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، أبو الحسن الكلابي راجع ترجمته في سير الأعلام 15 / 5.
(7) تحرفت بالأصل إلى: المزني.
243

أبي نصر يقول حدثني أبي أن رجلا حدثه كان يصحب ابن جوصا عن نفسه أو عن شيخ
حدثه أنه كان يرابط بالساحل في صخرة موسى (1) فبينا هو على السور ينظر إلى البحر فرأى
غرابا قد انحط على سمكة مطروحة على الشط فأدخل في عين السمكة مخلابه ثم اكتحل
به فتعجبت من ذلك ثم انحدرت إلى السمكة وأخرجت ميلا فاكتحلت من عينها فرأيت
أشياء لم أكن أراها من قبل ذلك ورأيت عجائب فبينا أنا في بعض الأيام في جنازة وقد
وضعت وإذا رجل يضحك في وجوه الناس ويتلهى فكثر ذلك منه فاغتظت عليه فلحقته
عند انصراف الناس من الجنازة فقلت يا عبد الله قف علي فالتفت إلي فقال لي ما لك
فقلت ما تستحى من الله الناس في الجنازة وأنت تضحك وتتلهى في وجوه الناس فقال
أنت تراني فقلت نعم قال وتبصرني قلت نعم وقد رايتك تضحك في وجوه الناس
فقال يا هذا أنا الأمل بعثني الله في هذه الصورة أضحك في وجوه الناس وما هو
ضحك وإنما أسليهم (2) وأبسط لهم الأمل حتى يرجعوا إلى ما كانوا عليه حتى لا تخرب
الدنيا ولولا ذاك ما عمرت الدنيا ثم غاب عني
9264 رجل صالح من أهل دمشق
حكى عنه معروف الكرخي
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد المكي أنا الحسين بن يحيى أنا الحسين بن علي
ح وكتب إلي أبو الحسن الموازيني يخبرني عن عبد العزيز بن بندار
وكتب إلي أبو سعد (3) بن الطيوري يخبرني (4) عن عبد العزيز الأزجي قالا أنا أبو
الحسن بن جهضم نا أبو الطيب محمد بن جعفر نا يحيى بن الحسن بن سعيد الرازي
حدثني أبو بشر الطالقاني حدثني بعض أصحاب معروف الكرخي عن معروف قال
رأيت رجلا في البادية شابا حسن الوجه له ذؤابتان حسنتان وعلى رأسه رداء

(1) صخرة موسى تفي بلد شروان قرب الدربند. وقالوا: من نواحي أرمينيا قرب الدربند (معجم البلدان: شروان
وصخرة موسى).
(2) بالأصل: أسلبهم.
(3) هو أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي ابن الطيوري البغدادي المقرئ، ترجمته في سير الأعلام
19 / 467.
(4) تحرفت بالأصل إلى: " بن بحتري ".
244

قصب (1) وعليه قميص كتان وفي رجله نعل طاق قال معروف فتعجبت منه فمثل ذلك
المكان ومن زية فقلت له السلام عليك ورحمة الله فقال وعليك السلام ورحمة الله يا
عم فقلت الفتى من أين قال من مدينة دمشق قلت ومتى خرجت منها (2) قال
ضحوة النهار قال معروف فتعجبت منه وكان بينه وبين الموضع الذي رأيته فيه مراحل
كثيرة فقلت له وأين المقصد فقال مكة إن شاء الله فعلمت أنه محمول وقلت في
نفسي لو علم أنه يساق إلى الموت سوقا (3) لرفق بنفسه فودعته ومضى ولم أره حتى
ذهب ثلاث سنين فلما كان ذات يوم أنا جالس في منزلي أتفكر في أمره وما كان منه بعدي
إذا بإنسان يدق الباب فخرجت إيله فإذا بصاحبي فسلمت عليه وقلت مرحبا وأهلا
وأدخلته المنزل فرأتيه ذاهبا خالفا عليه... (4) حافيا حاسرا (5) فقلت هي أيش الخبر
فقال يا أستاذ لم تخبرني بما يفعل بمعامليه قلت فأخبرني ببعض خبرك قال نعم
لاطفني حتى أدخلني الشبكة ثم ضربني ورماني فمرة يلاطفني ومرة يهينني ومرة (6)
يجيعني ويطعمني أخرى فليته أوقفني على بعض أسرار أوليائه ثم ليفعل بي ما شاء وبكى
بكاء شديدا قال معروف فأبكاني كلامه فقلت له فحدثني ببعض ما جرى عليك مذ
فارقتني فقال هيهات أن أبديه وهو يريد أن يخفيه ولكن بديا ما فعل بي في طريقي إليك
مولاي وسيدي ثم استغرغه البكاء فقلت وما فعل بك قال جوعني ثلاثين يوما ثم
جئت إلى قرية فيها مقثاة قد نبذ منها المدود زاد المكي والفاسد وقالوا وطرح فقعدت
آكل منه فبصرني صاحب الشاة فأقبل إلي زاد المكي بسوط وقالوا يضرب ظهري
وبطني ويقول يا لص ما خرب مقثاتي غيرك منذ كم أنا أرصدك حتى وقعت عليك فبينا
هو يضربني أقبل فارس نحوه مسرعا إليه وأفلت السوط في رأسه وقال تعمد إلى ولي من
أولياء الله تضربه زاد المكي وتهينة وقالوا وتقول له يا لص فأخذ بيدي صاحب
المقثاة فذهب بي إلى منزله فما بقي من الكرامة شيئا إلا عمله زاد المكي بي وقالوا

(1) القصب ثياب تتخذ من كتان رقاق ناعمة.
(2) قوله: " ومتى خرجت منها " مكرر بالأصل.
(3) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(4) تقرأ بالأصل: " زرنباففه ".
(5) بالأصل: حافي حاسر.
(6) زيادة عن المختصر.
245

وتستحلني فبينا كنت عنده لصا إذ كنت وليا وجعل صاحب المقثاة مقثاته لله ولأصحاب
معروف فقلت له صف لي معروفا فوصف لي الصفة فعرفتك بما قد كنت شاهدته من
صفتك قال معروف فما استتم كلامه حتى دق صاحب المثقاة الباب ودخل إلي وكان
موسرا فأخرج جميع ماله ديناه أنفقه على الفقراء وصحب الشاب سنة وخرج إلى الحج
فماتا بالربذة (1)
9265 شيخ من أهل دمشق
حكى عن إبراهيم بن أدهم
حكى عنه عبد الله بن خبيق الأنطاكي
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المغربي وأبو الحسن محمد بن محمد بن الفراء
قالا نا أبو بكر الخطيب حدثني أبو القاسم الأزهري
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن
أبي عثمان أنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قالا نا محمد بن العباس الخزاز (2) ثنا
أبن أبي داود نا عبد الله بن خبيق قال سمعت شيخا مناهل دمشق يقول قال إبراهيم بن
أدهم أعربنا في الكلام فما نلحن ولحنا في الكلام فما ولجنا في الكلام فما نعرب
روى أبو الحسن (3) بن جوصا هذه الحكاية عند ابن خبيق قال حدثني عبد الملك شيخ
من أهل دمشق قال قال إبراهيم بن أدهم فذكرها
9266 شيخ كان (4) بكناكر من أعمال دمشق
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر فيما أرى عن أبي سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد
السجستاني أنا أبو سعيد عثمان بن محمد بن أحمد النوقاني السجستاني نا والدي أبو عمر
محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان نا الحصين بن عمر نا العباس بن جمرة نا أحمد بن

(1) الربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق.
(2) بدون إعجام بالأصل.
(3) تحرفت بالأصل إلى: الحسين.
(4) بالأصل: كان يكون.
246

أبي الحواري قال سمعت شيخا بكناكر وهو يقول قال موسى سافروا وأملوا في أسفاركم
البركة فإني قد سافرت وما أؤمل كل ما اتاني
9267 شاب من الصالحين
كان ضيفا للقاسم الجوعي
حكى عنه قاسم الجوعي
قرأت على فضائل بن خلف بن سرور بن الحداد عن عبد العزيز بن أحمد أنا علي
ابن الحسن الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي نا محمد بن عبد الأعلى بن محمد الإمام قال
سمعت قاسم الجوعي يقول
بينا أنا جالس ذات يوم إذ وقف علي غلام فسلم فرددت عليه السلام فقال يا
معلم الخير كنت مع فلان بأنطاكية فلما حضرته الوفاة قلت أرشدني إلى من أكون معه
فقال عليك بقاسم الجوعي فأشرت بيدي إلى أصحابي أن يوسعوا له فلم يزل حتى صلينا
عشاء الآخرة فنهضت ونهض معي حتى جئت البيت فقلت للمرأة قومي إلى البيت الذي
حذاء باب الدار فاطرحي فيه حصيرا واجعلي فيه سراجا وكوز ماء وطعاما فإنه قد جاءنا
ضيف ففعلت ذلك فأقام عندي شهرين أقل أو أكثر فلما كان ليلة من الليالي أنسيت
المرأة أن تؤدي إليه سراجا وطعاما حتى مضى من الليل ما مضى فأويت إلى فراشي ونمت
فأطفأت المرأة السراج وجاءت لتأوي إلى فراشها فذكرت أنها لم تؤد إلى الغلام طعاما ولا
سراجا فوثبت مسرعة فقدحت وأسرجت وأخذت سراجا وطعاما ومضيت إلى الغلام
فوجدته قائما مستقبلا (1) القبلة وقنديلا (2) يسرج فأخذت تمسح عينيها وتحد النظر فإذا
الغلام قائم والقنديل يسرج فرجعت إلى القاسم فأنبهته فلما انتبه من نومه قالت له انظر أنا
نائمة أو منتبهة قال لها ما لك ذهب عقلك واختلطت قالت قم حتى أريك فلبست
ثوبي ونهضت معها فقالت لي إن هذا الغلام أنسيت أن أؤدي إليه سراجا وطعاما إلى هذا
الوقت حتى أطفأت (3) السراج وجئت آوى إلى فراشي فذكرت فقمت مسرعة فقدحت
وأسرجت ثم أخذت السراج والطعام ومضيت إليه فرأيته على هذه الحالة فنظرت إلى

(1) بالأصل: مستقبل.
(2) بالأصل: وقنديل.
(3) بالأصل: أطفيت.
247

الغلام فإذا هو قائم وقنديل يسرج فقلت لها سألتك بحق كذا وكذا الذي كنت تخصيني به
خصي به هذا الغلام متى كنت أؤمل أن أنظر أو أرى مثل هذا هذا ولي من أولياء الله فلما
أصبحنا خرجت أنا والغلام إلى المسجد فلم نزل إلى أن صلينا العشاء الآخرة ثم نهضت
ونهض معي فأحببت الاعتذار إليه واعذر المرأة فقلت يا حبيبي إن المرأة البارحة أنسيت
تجيئك بطعام وسراج حتى مضى من الليل ما مضى وأطفأت السراج وجاءت تأوي إلي
فراشها فذكرت أنها لم تأتك بطعام ولا سراج فنهضت مسرعة فقدحت وأسرجت وجاءتك
بطعام وسراج فرأتك على حالة فرجعت إلي وأنبهتني من نومي ثم قالت لي إن هذا الغلام
أنسيت أن أؤدي إليه طعاما وسراجا إلى هذا الوقت وأطفأت السراج وجئت آوى إلى فراشي
فذكرته فنهضت مسرعة فقدحت وأسرجت فرأتك على حالة جميلة فقال لي يا قاسم عليك
السلام فقلت له إلى أين تريد الساعة ولا أحد يذهب ولا يجئ فقد مضى من الليل ما
مضى فلم أزل أتضرع إليه على أن يبيت عندي تلك الليلة ففعل وأجابني إلى ذلك
فقمت إلى مزود (1) عندي فجعلت فيه فتيتا وركوة كانت لي وعشرة دراهم فلما أصبحنا
غدوت وغدا الغلام معي إلى المسجد فلما صلينا الغداة نهض الغلام ونهضت معه فمضينا
حتى صرنا إلى الموطأة فقلت له أين تومي فقال إلى بيت المقدس فقال لي ما
مشيت معي اليوم وغدا وبعده أليس ترجع فقلت بلى فقال لي ارجع من ها هنا ولا
تتغنى فقلت يا حبيبي خذ هذا الفتيت تشربه في الطريق وهذه الركوة تتوضأ فيها للصلاة
وهذه العشرة دراهم أخبرك ما كان عندي غيرها ولكن يرزق الله فقال لي يا قاسم ما لي
فيها حاجة وأقبلت أطلب إليه وأتملقه فبعد حين أخذ الركوة فقال هذه أتوضأ فيها
للصلاة وأذكرك بها فقلت فخذ هذا الفتيت وهذه الدراهم فأدخل يده في كمة فأخرج
كفه مملوءة دنانير ثم قال لي يا قاسم من كان هذا معه أيش يعمل بدراهمك فأقبلت أنظر
إلى الدنانير في كفه (2) ثم رمى بها إلى الأرض فنظرت إلى الموضع الذي رماه ثم التفت فإذا
ليس بالغلام فقال أصحابه ما كان قاسم الجوعي يحدثنا في اليوم حديثين أو ثلاثة أكثره
فلما رأى من الغلام تلك الليلة ما رأى لم يزل يحدثنا من غدوه إلى عشيه وعينيه في عين
الغلام ما تطرف عنه

(1) المزود: وعاء يجعل فيه الزاد.
(2) في المختصر: في كمه.
248

رواها أبو محمد إبراهيم بن الخضر عن عبد الوهاب
9267 م صديق للقاسم بن عثمان الجوعي
من أهل العراق من الأبدال صحبة أبو عبيد البسري
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي قال أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد
الطبراني حدثني عبد المنعم بن عبد الملك حدثني أبو العباس الجلودي قال سمعت
بحب (1) بن أبي عبيد يذكر أول حجة حجها أبوه رحمه الله قال
قدم إلى دمشق فلقي قاسم بن عثمان الجوعي فأعلمه أنه قد نوى الحج فقال له
فائتني إذا أردت الخروج اقعد إلي حتى أوصى بك بعض إخواني من أهل العراق لتصحبه في
طريقك قال فلما قرب وقت الحج وافى أبي رحمة الله إلى قاسم ومعه جريب (2) فيه رطل
سويق وخمسة دنانير فقال له قاسم ما هذا قال شئ زودته من المنزل فبينا هو عنده
إذ قدم الرجل العراقي فسلم عليه قاسم ووصاه بأبي قال اتى أبو عبيد فخرجت معه فلما
صرت في بعض الطريق قال لي ما هذا معك فأخبرته فقال ضعه ها هنا قال فتركته في
ذلك الموضع ثم مضيت معه فكنا إذا احتجنا إلى الطعام وجدناه حتى قدمنا مكة فلما
قضينا الحج قال لي في يوم الزيارة إني غدا عند العصر أموت فكفني في عباءتي هذه
وادفني فقلت له يرحمك الله قد صحبتك من الشام إلى ها هنا فلم أسألك عن اسمك فإن
رأيت أن تعرفني فقال لي لا تحتاج إلى هذا ولكن إذا صرت إلى بيت المقدس فادخل
الصخرة فإنك ترى شيخا جالسا عن يمينك فهو يسلم عليك ويعزيك بي ويخبرك من أنا
قال أبو عبيد فلما صرت إلى بيت المقدس ودخلت من باب الصخرة وجدت الشيخ
على ما ذكر لي فقام إلي فسلم علي وعزاني برفيقي وقال لي إنه كان أحد السبعة وأنه
لما قبضه الله جعلك بدله وقال أنا أبو العباس الخضر فكان ذلك أول شيخ رايته
9268 رجل متصوف دخل بيروت في سياحته
حكى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق
أنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو محمد بن الأكفاني وغيرهما عن أبي بكر الخطيب

(1) كذا رسمها بالأصل بدون إعجام.
(2) الجريب مكيال قدر أربعة أقفزة، جمعه أجربة وجربان (القاموس).
249

أنا أبو الحسن بن رزقويه (1) قراءة عليه أنا عثمان بن أحمد الدقاق نا أبو العباس بن
مسروق قال قال لي بعض أصحابنا رأيت على صخرة منقورا (2) ببيروت
خذها (3) فقد أسمعك الصوت * بادر وإلا فهو الفوت
وانهج بما شئت وعش آمنا * آخر هذا كله الموت *
9269 رجل له فضل مستجاب الدعاء
حكى عنه أبو الحارث الأولاسي (4)
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن
أحمد بن إسحاق بن ذكوان نا محمد بن هارون البغدادي قال قال أبو الحارث
الأولاسي ذكر لي عن رجل بدمشق فضل ومعه إجابة فصرت إليه فالتقينا خارج دمشق
في مسجد فقال لي قم بنا نصير إلى الساحل فمضيت معه فلما سرنا في بعض الطريق إذا
امرأة تصرخ في غابة وإذا معها شرطي قد صحر (5) حمارها وهو يراودها عن نفسها
فصرخت فصاح به الرجل مرتين أو ثلاثة فلم ينته وتهاون بكلامه قال أبو الحارث
فرأيته يحرك شفتيه فإذا الشرطي يغيب (6) في الأرض وأنا أنظر إليه فسقطنا جميعا فما
أفقت إلا بعد مدة فقمت وأنا أقول لا إله إلا الله فقال الرجل لا إله إلا الله فمضيت
وقلت ليس أصحبك بعد هذا فقال إيه ورأيته مثل النادم على فعله وبقي كأنه مستعتب
من فعله
9270 رجل صالح كان يكون بجبل لبنان
حكى عنه الأولاسي
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي أنا الحسين بن يحيى بن
إبراهيم أنا الحسين بن علي بن محمد

(1) تحرفت بالأصل إلى: زرقويه.
(2) بالأصل: منقور.
(3) زيادة منا لاستقامة الوزن.
(4) الأولاسي نسبة إلى أولاس حصن على ساحل بحر الشام من نواحي طرسوس، فيه حصن يسمى حصن الزهاد.
(5) الصحير من صوت الحمار أشد من الصهبل في الخيل، وقد صحر صحيرا وصحارا (تاج العروس).
(6) تحرفت بالأصل إلى: يعبث، والمثبت عن المختصر.
250

ح وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري عن عبد العزيز الأزجي
ح وأنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن بندار
قالوا أنا أبو الحسن بن جهضم نا الحسين بن يحيى كناه المكي أنا علي ثنا
النسائي عن أبي الحارث الأولاسي قال
بلغني أن بجبل لبنان رجلا تطوى له الأرض من يومه إلى بيت المقدس ووصف لي
مكانه فصرت إليه فإذا هو رجل قد التبس سلامه فسألته من أين المطعم فدعا بظبية كانت
قريبة منه في الجبل فجاء بها إلى صخرة فيها نقرة فحلبها عليها وسقاني من اللبن
9271 رجل
حكى عنه أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي الصوفي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد نا نصر بن إبراهيم نا أبو رجاء هبة الله بن
محمد بن علي الشيرازي إجازة أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم نا أبو بكر
محمد بن داود قال
كان بدمشق رجل له بغل يكريه من دمشق إلى تل الزبداني (1) ويحمل عليه الناس
فذكر أنه أكرى بغله مرة رجل يحمل عليه متاعا له بأجرة معلومة فلما صار خارج الدرب
لقيه رجل وسأله أن يحمله على رأس الحمل ويأخذ منه أجرته قال فرغبت في الكراء
وحمله فوق الحمل ولزمت المحجة قال فلما صرنا ببعض الطريق قال لي هل لك أن
تأخذ بنا هذا الطريق فإنه مختصر ويجئ عند مفرق طريقين قال فقلت له أنا لا أخبر هذا
الطريق ولا أعرفه فقال أنا أعرفه وقد سلكته مرارا كثيرة قال فأخذت في ذلك الطريق
فأشرفت على موضع وعر وحش وواد عظيم هائل واستوحشت وجعلت أنظر يمنة ويسرة
ولا أرى أحدا ولا أرى أي إنسان فبينا أنا كذلك إذا به يقول لي أمسك برأس البغل حتى
أنزل فقلت له أيش تنزل وقد أشرفت في هذا الموضع مر بنا نلحق البلد بوقت فقال خذ ويلك
برأس البغل حتى أنزل وقد أشرفت على واد عظيم يخايل لي أن فيه أقواما موتى فأمسكت
برأس البغل حتى نزل ثم شد على نفسه ثيابه وأخرج سكينا عظيما من وسطه وقصدني به
ليقتلني فعدوت من بين يديه وأنا أقول يا هذا خذ البغل وما عليه فقال هذا هو ولي

(1) الزيداني: بفتح أوله وثانيه، كورة مشهورة بين دمشق وبعلبك (معجم البلدان).
251

وإنما أريد أقتلك فخوفته بالله عز وجل وتضرعت إليه وبكيت وحذرته من عقوبة (2)
تلحقه فأبى وقال ليس بذ من قتلك فاستسلمت في يده وقلت دعني أصلي ركعتين ثم
افعل ما بدا لك فقال افعل ولا تطول فابتدأت بالتكبير وأرتج علي القراءة حتى لم أذكر
من القرآن حرفا واحدا وأنا واقف متحير وهو جالس بحذائي يقول هيه أفرغ فأجرى الله
على لساني بعد وقت فقرأت " أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " (2) فإذا أنا
بفارس قد أقبل من نحو الوادي وبيده حربة فرمى بها الرجل فما أخطأت فؤاده وخر
صريعا فتعلقت بالفارس وهو منصرف وقلت له بالله من أنت الذي من الله بحياتي
بظهورك فقال أنا رسول " من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " قال فأخذت
البغل والحمل ورجعت إلى دمشق سالما
9272 رجل
قرئ على قبره بدمشق حكمه
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه نا أبو بكر الخطيب أنا أبو القاسم
رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال سمعنا عبد الواحد بن الحارث الفقيه الصوفي
يقول سمعت أبا نعيم البزاز يقول سمعت البردعي الفقيه يقول قال لي صاحب لنا أنه قرأ
على قبر بدمشق نعم المسكن لمن أحسن
9273 رجل صالح من أهل قرية سمسكين (3) من أعمال دمشق
حكى عنه أبو الحسن بن حفص تقدمت روايته في ترجمة أبي الحسن بن حفص وممن
قال شعرا أو رواه
9274 أعرابي
شاعر من أهل نجد كانت بأذرعات
أخبرنا أبو السعود بن المجلى بقراءتي عليه نا القاضي الشريف أبو الحسين محمد

(1) بالأصل: عطوبة، والمثبت عن المختصر.
(2) سورة النمل، الآية: 62.
(3) كذا بالأصل: سمسكين، ولعله: سمكين، كما في معجم البلدان وهي ناحية من أعمال الدمشق من جهة حوران لها
ذكر في التواريخ.
252

ابن علي بن محمد المهتدي أنا أبو أحمد طالب بن عثمان بن محمد المقرئ الأزدي نا أبو
بكر محمد بن القاسم الأنباري إملاء قال أنشدني أبي لأعرابي (1)
* ألا أيها البرق الذي بات يرتقي * ويجلو (2) دجى الظلماء ذكرتني نجدا *
* وهيجتني من أذرعات وما أرى * بنجد على ذي حاجة طرب بعدا (3)
ألم تر أن الليل يقصر طوله * بنجد وتزداد الرياح به بردا *
9275 شاعر من قيس
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قولوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (4)
وكان خالد بن يزيد يتعصب (5) لأخوال أبيه من كلب يعينهم على قيس في حرب
كانت بين قيس عيلان وبني كلب فقال شاعر قيس *
يا خالد بن أبي سفيان قد قرحت (6) * لنا القلوب وضاق السهل والحبل
أأنت تأمر كلبا أن تقتلنا (7) * جهلا وتمنعهم منا إذا قتلوا
ها إن ذا لا يقر الطير ساكنه * ولا تبرك من نكرائه (8) الإبل *
9276 شاعر دخل دمشق
أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم الدينوري أنبأ أبي أبو المعالي
أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان
أنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة أنا أحمد بن يحيى عن الرياشي قال بينا معاوية
ابن عبد الله بن جعفر بدمشق إذ سمع رجلا ينشد
* لعمرك إني في دمشق وأهلها * وإن كنت فيها ثاويا لغريب

(1) الأبيات في معجم البلدان (أذرعات) ونسبها لبعض الأعراب، والأول والثالث في مادة نجد.
(2) في معجم البلدان (نجد) ذرى الظلماء.
(3) في معجم البلدان: طريا بعدا.
(4) الخبر والأبيات في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 129 والأغاني 17 / 350 في ذكر خالد ورملة وأخبارهما.
(5) بالأصل: متعصب، والمثبت عن نسب قريش.
(6) في نسب قريش: فرقت منا.
(7) في الأغاني: تقاتلنا.
(8) في نسب قريش: جرائه.
253

ألا حبذا صوت الفضاء حين أحر * ست بحيطانه جنح الظلام جنوب *
فقال عبد الله بن معاوية من أنت فقال رجل غريب فقال لغلامه كم معك
فقال خمس مائة دينارا فقال ادفعها إليه
9277 شاعر من أهل دمشق
كان هواه مع بنى أمية عند الخروج أبي العميطر بدمشق
قرأت بخط أبي الحسين الرازي اخبرني أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن
صالح بن محمد بن صالح بن بيهس حدثني أبي عن أبيه عن جده قال كان محمد بن صالح
ابن بيهس قد بعث رجلا من بنى أبي معيط وكتب معه إلى المأمون فهو ينتظر رجعة
الرسول وأبو العميطير في ذلك يبعث ويغزو قيس وبعث رجلا من أهل بيته يقال له يزيد بن
هشام في عشرة آلاف إلى حوران فأقام في حوران ولقيه جمع لقيس عند قرية يقال لها
الثعلة فنصر عليهم وأكثر فيهم من القتل وقتل أحمد بن أيوب بن حبيب وقال... (1)
قيس وانهزم صدقة بن عثمان المزني إلى طبرية وحصن عمارة بأذرعات وانكشف محمد بن
صالح إلى قريته وكان يوما غليظا على قيس فقال شاعر بني أمية
* تنافس بنعمة المختار منا * أكف بني أسد والقلوب
وسارت تحت ألوية ابن حرب * جنود الله ليس لها ضريب
سارعت الشام إلى علي * وشرق الأرض والحرب الرحيب
وعاد الملك في أنباء صخر * طوال الدهر ما سرت الجنوب
فقل لبني أمية والليالي * لها في كل سائمة نصيب
إذا سلمت بنو العباس منكم * مواليها وسادتها النجيب *
9278 شاعر من أهل دمشق
لم يسم
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو بكر الخطيب أنشدني أبو طاهر اليزيدي الرازي
لبعض أهل دمشق (2)

(1) غير واضحة بالأصل.
(2) الأبيات في تتمة يتيمة الدهر 5 / 35 ونسبها إلى الحسن الدقاق الشاعر من أهل دمشق، قالها في صديق له أجحف
في مسألته وهو ضيفه.
254

* ودعوتني فأكلت عندك لقمة * وشربت شرب من استتم خروفا
وسألتني في إثر ذلك دعوة * ذهبت بمالي تالدا وطريفا *
* فجعلت أفكر قبل باقي ليلتي * ما كنت تفعل لو أكلت رغيفا *
9279 رجل من أصحاب الحديث
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد نا أبو علي
الأهوازي أنشدنا أبو القاسم بن بشرى أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنشدني بعض
أصحاب الحديث
كم من أخ لك لم يلده أبوكا * وأخ أبوه أبوك قد يجفوك
كم أخوة لك لم يلدك أبوهم * وكأنما آباؤهم ولدوك
لو رمت حملهم على مكروهة * تخشى الحتوف بها لما خذلوكا
وأقارب لو عاينوك منوطا * بنياط قلبك ثم ما نصروكا
فأناس ما استعنت كنت أخا لهم * فإذا افتقرت إليهم رفضوكا *
9280 رجل آخر
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا جدي أنشدنا أبو القاسم العطار أنشدنا أبو
القاسم أبي العقب أنشدني بعض أصحاب الحديث
* ذهب الرجال المقتدى بفعالهم * والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم * بعضا ليسكت معور عن معور *
9281 صديق لأبي القاسم بن أبي العقب (1)
أنا.. (2) أنا الأهوازي نا عبد الرحمن بن محمد الجويري نا أبو القاسم بن أبي
العقب أنشدني صديق لي هذه الأبيات
* كم المقام وكم تعتافك العلل * ما ضاقت الأرض في الدنيا ولا السبل
إن كنت تزعم أرض الله واسعة * فيها لغيرك مرتاد ومرتحل
فارحل فإن بلاد الله ما خلقت * إلا ليسكن منها السهل والجبل

(1) بالأصل: العباس.
(2) تقرأ بالأصل: قدي.
255

الله عودني الحسنى فما برحت * عندي له نعم تترى وتتصل
إن ضاق بي بلد أبدلته عوضا * وإن نبا منزل بي كان لي بدل
وإن تغير لي عن وده رجل * أصفى المودة لي من بعده رجل
لم يقطع الله لي من صاحب أملا (1) * إلا تجدد لي من صاحب أمل
لا تبتذل أبدا وجهك في طمع * فما لوجهك ماء حين يبتذل *
9282 رجل من أهل دمشق
أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد
ابن الحسين العكبري أنا أبو القاسم آدم بن محمد بن علي الزبدي العلوي أنا أبو بكر محمد
ابن الحسين الاحران (2) قال
رأيت منذ سنين كثيرة مع عجوز........ (3) أخبرتني أن شابا من أهل دمشق كان محبوسا
في المطبق مظلوما (4) وأنه نسخ هذين ونسخ على خصرتهما شئ من الشعر في الغرباء على
الأول منهما
* غريب يقاسي الهم في أرض غربة * فيا رب قرب دار كل غريب *
وعلى الثاني منهما
* أنا الغريب فلا ألام على الام * على بكاء إن البكاء حسن بكل غريب *
9283 رجل مناهل دمشق
أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ أنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد
ابن الحسين العكبري أنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم بن الهيثم السلحي أنا أبو الفرج
علي بن الحسين الأصبهاني قال وقال ليابو الحسن الواسطي الصوفي قرأت على حائط
دير بآذربيجان حضر فلان ابن فلان الدمشقي وهو يقول
* لئن كان سخط البين فرق بيننا * فقلبي ثاو عندكم ومقيم

(1) بالأصل: أصلا.. أصل، والمثبت عن المختصر.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(4) بالأصل: مظلوم.
256

ألا ليت شعري هل إلى جمع شملنا * سبيل فنلقى العيش وهو سليم *
9284 رجل من أهل بيروت
ذكر أنه قرا على حائط سورة مدينة صور مكتوبا
* دع الدنيا فإني لا أراها * لمن يرضى بها دارا بدار
ودارك إنما اللذات فيها * معلقة بأيام قصار *
9285 شاعر من الماذرائيين (1) الكتاب الذين كانوا بمصر
قدم دمشق وأقام بها مدة مختفيا بدير مران (2) لأجل ضمان ضمنه بمصر
حكى عنه أبو الفرج عبد الواحد بن نصر الببغاء الشاعر (3)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي جعفر بن المسلمة أنا القاضي أبو الحسين
أحمد بن علي بن الحسين الثوري المحتسب قراءة عليه نا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن
محمد المخزومي قال (4)
تأخرت بدمشق عن سيف الدولة مكرها وقد سار عنها في بعض وقائعه وكان الخطر
شديدا على من أراد اللحاق به من أصحابه حتى إن ذلك مرديا إلى النهب وطول
الاعتقال فاضطررت إلى إعمال الحيلة في ذلك يخدمه من بها من رؤساء الدولة الأخشيدية
وكان انقطاعي منهم إلى أبي بكر علي بن صالح الروذباري لتقدمه في الرياسة ومكانه من
الفضل والصناعة فأحسن تقبلي (5) وبالغ في الإحسان إلي وعملت تحت الضرورة في
المقام فتوفرت على قصد البقاع الحسنة والمتنزهات المطروقه تسليا وتعللا فلما كان في
بعض الأيام عملت على قصد دير مران وهذا الدير مشهور الموقع منها في الجلالة وحسن
المنظر فاستصحبت بعض من كنت آنس به وتقدمت بحمل ما يصلحنا وتوجهنا فلما

(1) الماذرائيين مفردها الماذرائي وهذه النسبة إلى ماذرايا وهي قرية بالبصرة ينسب إليها الماذرئيون كتاب الطولونية
بمصر قال ياقوت: والصحيح أن ماذرايا قرية فوق واسط من أعمال فم الصلح. (معجم البلدان)، وجاءت
بالأصل: المادرائيين بالدل المهملة.
(2) دير مران: تقدم التعريف به قريبا.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 91.
(4) الخبر بطوله في يتيمة الدهر 1 / 294 وما بعدها (ط. بيروت).
(5) كذا بالأصل بدون إعجام، والمثبت عن يتيمة الدهر.
257

نزلناه قدمنا أمرنا وأخذنا في شأننا (1) وكنت اخترت من رهبانيته لعشرتنا من توسمت فيه رقة
الطبع وسماحة الأخلاق حسب ما جرى الرسم به في غيشان (2) الأعمار وطروق الديرة من
التطرف بعشرة أهلها والأنسة بسكانها فانصرفت في نظره إلى بعض الرهبان فوجدته إلى خطابة
متوثبا ولنظري إليه مترقبا فلما أخذته عيني أكب يزعجني بخفي الغمز ووحي الإيماء
فاستوحشت لذلك وأنكرته ونهضت عجلا واستحضرته فأخرج إلي رقعة مختومة وقال لي قد
سقط فرض الأمانة مما تضمنته هذه الرقعة ووني وسقط ذمام كاتبها في سترها بك عني
ففضضتها فإذا فيها بأحسن خط وأملحه وأقواه وأوضحه
بسم الله الرحمن الرحيم
لم أزل فيما تؤديه هذه المخاطبة يا مولاي بين حزم يحث على الانقباض عنك
وحسن ظن يحض (3) على التجاور (4) عن نفيس الحظ منك إلى أن استنزلتني الرغبة على
حكم الثقة بك من غير خبرة فرفعت بيني وبينك سجف الحشمة فأطعت بالانبساط أوامر
الأنسة وانتهزت في التوصل إلى مودتك فائت الفرصة والمستماح منك جعلني الله فداك
زوره أرتجع ما اغتصبه الأيام من المسرة مهنأة بالانفراد إلا من غلامك الذي هو مادة
مسرتك (5)
* وما ذاك عن خلق يضيق بطارق * ولكن لأخذي باجتناب العوائق *
فإن صادف ما خطبته منك أيدك الله قبولا ولديك نفاقا فمنه غفل الدهر عنها
وفارق مذهبة بما أهداه إلي منها وإن جرى على رسمه في المضايقة فيما أوثره وأهواه وأترقبه
من قربك وأترجاه فذمام المروءة يلزمك رد هذه الوقعة وسترها وتناسبها واطرح ذكرها إن
شاء الله إذا بأبيات تتلو الخطاب وهي
* هل لك في صاحب تناسب بال * غربة أخلاقه وبالأدب
أوحشه القرب فاستراح إلى * قربك مستنصرا على النوب

(1) رسمها بالأصل: " ساببا " والمثبت عن يتيمة الدهر.
(2) بالأصل: " بحطر " والمثبت عن عن يتيمة الدهر.
(4) في يتيمة الدهر: التسامح.
(5) زيادة عن يتيمة الدهر.
(6) في يتيمة الدهر: أوحشه الدهر.
258

فإن تقبلت ما حباك به * لم تشن الظن فيك بالكذب
وإن أبى الدهر دون بغيتنا (1) * فكن كمن لم يقل ولم يجب *
قال أبو الفرج فورد علي ما حيرني (2) وتحصل لي في الجملة أن أغلب الأوصاف
على صاحبها الكتابة خطا ونظما ونثرا فشاهدت بالفراسة من ألفاظه وخبرت أخلاقه قبل
الخبرة من رقعته وقلت للراهب ويحك من هذا وكيف السبيل إليه فقال أما ذكر حاله
فإليه إذا اجتمعنا وأما السبيل إلى لقائه فمتسهل إن شئت (3) قلت دلني قال وتتصيد
عذرا تفارق أصحابك منصرفا فإذا حصلت بظاهر الدير عدلت بك إلى باب خفي تدخل منه
فرددت الرقعة عليه وقلت ارفعها إليه ليتأكد أنسة لي وسكونه إلي وعرفه أن التوفر على
إعمال الحيلة في المصير إلى حضرته على ما أوثره أولى من التشاغل بإصدار جواب أو قطع
وقت بمكاتبته ومضى الراهب وعدت إلى أصحابي بغير النشاط الذي ذهبت به وأنكروا
ذلك فاعتذرت إليهم بشئ عرض لي واستدعيت ما أركبه وتقدمت إلى من كان معي ممن
يخدم بالتوفر على خدمتهم وقد كنا عملنا على المبيت فاجتمعوا على تعجيل الانصراف
وخرجت من باب الدير ومعي صبي مملوك كنت آنس بخدمته وتقدمت إلى الشاكري برد
الدابة وستر خبري ومباكرتي وتلقاني الراهب فعدل بي إلى الطريق الضيق الذي وصفه
وأدخلني إلى الدير من باب غامض وصار لي إلى باب قلاية (4) متميز عما يجاوره من
الأبواب نظافة وحسنا فقرعه بحركات مختلفات كالعلامة فابتدرنا منه غلام وتلوته (5)
والراهب إلي صحن القلاية فإذا أنا إلي بيت فضي الحيطان رخامي الأركان حلوقي
الجدران يضمن طارقه خيش ريح تظاهر بخيش يمده بالماء من كثافته مفروش بحصر
مستعملة له وفي صدره مقعد ببامان (6) مقرون في دقة الدبيقي وبياضه وسامد (7) ما تجاوره

(1) في يتيمة الدهر: رغبتا.
(2) زيادة للإيضاح عن يتيمة الدهر.
(3) تقرأ بالأصل: جئته.
(4) القلاية: كالصومعة.
(5) كذا، ويبدو أن في الكلام سقطا، وتمام العبارة في المختصر ويتيمة الدهر: فابتدرنا منه غلام، كأن الشمس تشرق
من غرته، والليل في أصداغه وطرته، بغلاله تنم على ما تستره، فبهر عقلي، واستوقف نظري، ثم أجفل كالضبي
المذعور، وتلوته والراهب...
(6) كذا.
(7) كذا.
259

من الفرش طبري فوثب إلينا منه فتى مقتبل الشبيبة حسن الصورة ظاهر النبل والهيئة
متزي (1) من اللباس بزي غلامه فلقيني حافيا يعثر في سراويله واعتنقني ثم قال لي إنما
استخدمت هذا الغلام في تلقيك يا سيدي لأجعل ما لعلك استحسنته من وجهه مصانعا عما
ترد عليه من قبح وجهي فاستظرفت اختصاره الطريق إلى بسطي وارتجاله النادرة على نفسه
حرصا في تأنيسي وأفاض في شكري على المسارعة إلى أمره وأنا واصل خلل سكناته
بالتعبد له والمبالغة في الاعتداد به بتفضله وقال لي أنت يا سيدي مكدود بمن كان معك
والاستمتاع بمحادثتك لا يتم إلا بالتوصل إلى راحتك وقد كان الأمر على ما ذكر فاستلقيت
يسيرا ثم نهضت فخدمت في حالتي النوم واليقظة الخدمة التي ألفتها في دور أكابر الملوك
وجلة الرؤساء وأحضرنا خادم له لم أر أحسن وجها ولا سوادا منه طبقا يضم ما يتخذ للعشاء
مما خف وظرف فقال لي الأكل مني يا سيدي للجوع ومنك للممالحة والمساعدة فنلنا
شيئا وأقبل الليل ففتحت مناظر ذلك البيت إلى فضاء أدى إلينا محاسن الغوطة وحبانا
بذخائر رياضها من المنظر الجناني والنسيم العطري واقتعدنا غارب اللذة وجرينا في ميدان
المفاوضة فلم يزل يناهبني نوادر الأخبار وملح الأشعار ونخلط ذلك من المزاح بأطرفه
ومن التودد بألطفه ثم قال لي أنا والله يا سيدي أحب ترفيهك ولا أبطأ عما أنت متوفر عليه
فقد عرفت الاسم والنسب والصناعة واللقب وقد كنت أوثر أن نسمة ليلتنا بشئ يكون لها
طررا ولذكرها معلما فأخذت دواة وكتبت ارتجالا
* وليلة أوسعتني * حسنا ولهو وأنسا
إذا طلع الدير سعدا * لم يبق مذ لاح (2) نحسا *
* فصار للروح مني * روحا وللنفس نفسا *
فطرب على قولي للروح روحا وللنفس نفسا واخذ الأبيات وجعل يرددها ثم جذب
دواة وكتب إجازة لها
* ولم أكن لغريمي * والله أبذل فلسا
لو ارتضى لي خصمي * بدير مران حبسا *
ودفعه إلى فقلت له إذا ما كان والله أحد يؤدى حقا ولا باطلا وعرفت في الجملة أنه

(1) بالأصل: متزين، والمثبت عن يتيمة الدهر.
(2) في يتيمة الدهر: بان.
260

مستتر عن دين قد ركبه وقال لي قد خرج لك أكثر الحديث فإن عذرت وإلا ذكرت
الحال لتعرفها على صورتها فتبينت ما يؤثره من كتمان نفسه فقلت له يا سيدي كل ما لا
يتعرف بك نكرة وقد أعنت المشاهدة عن الاعتذار ونابت الخبرة عن الاستخبار وجاء
الخادم ببردعة فرشها بإزاء بردعته فنهضت إليها وقام يتفقد أمري بنفسه وغلب علي النوم إلى
أن أيقظني هو السحر فأردت توديعه وحاذرت إزعاجه فخرجت ولقيني الخادم يريد
إنباهه وتعريفه انصرافي فأقسمت عليه أن لا يفعل ووجدت غلامي قد بكر بالدابة كما
أمرته فركبت منصرفا ومحدثا نفسي بالعودة إليه والتوفر على مواصلته وأخذ الحظ منه
ومتوهما أن ما كنت فيه مناما (1) لطيبه وقرب أوله من آخره واعترضتني اشغال أدت إلى
اللحاق بحضرة سيف الدولة فسرت على أتم حسرة بما فاتني من لقائه ومعرفة حقيقة خبره
وقلت في ذلك
* ويوم كأن الدهر سامحني (2) به * فصار اسمه ما بيننا هبة الدهر
جرت فيه أفراس الصبا بارتياحنا * إلى دير مران المعظم والعمر
بحيث هواء الغوطتين معطر * النسيم بأنفاس الرياحين والزهر
فمن روضة بالحسن ترفد روضة * ومن نهر بالفيض يجري على نهر
وأهدت لي الأيام فيه مودة * دعتني في ستر فلبيت في ستر
أتى من شريف الطبع أصدق رغبة (3) * تخاطبني من منطق النظم في والنثر
فكان جوابي طاعة لا مقالة * ومن ذا الذي لا يستجيب إلى اليسر
فلاقيت ملء (4) العين نبلا وهيئة * محلى السجايا بالطلاقة والبشر
فأحشمني بالبر حتى ظننته * يريد اختداعي عن جناني ولا أدري
ونزه عن غير الصفاء اجتماعنا * فكنت وإياه كقلبين في صدر
مضي وكأني كنت فيه مهوما (5) * يحدث عن طيف الخيال (6) الذي يسري

(1) بالأصل: منام.
(2) بالأصل: سامحنا، والمثبت عن يتيمة الدهر.
(3) بالأصل: أنت من شريف الطبع أصدر رغبة.
(4) بالأصل: " مكر العين " والمثبت عن يتيمة الدهر.
(5) بالأصل: " مهموما " والمثبت عن يتيمة الدهر، والتهوم: النوم القليل.
(6) بالأصل: الجبال، والمثبت عن يتيمة الدهر.
261

وهل يحصل الإنسان من كل ما به * تسامحه الأيام إلا على الذكر *
ولم أزل على أتم قلق وأعظم حسرة وأشد تلهف على ما سلبته من عظم النعمة بفراق
الفتى لا سيما ولم أحصل منه على حقيقة علم ولا يقين خبر يؤدياني إلى الطمع في لقائه
ويعقدان الأماني بترجي مشاهدته إلى أن عاد سيف الدولة إلى دمشق فما بدأت بشئ قبل
المصير إلى الدير فوقفت بظاهره وانفدت ممن أحضرني الراهب وقال لي ما أراك
تسألني عن صديقك والله ما لي فكر ينصرف عنه ولا أسف يتجاوز ما حرمته منه ولا
سررت بعودي إلى هذا البلد إلا من أجله ولذلك بذات قصدك فاذكر لي خبره فقال أما
الآن فنعم هذا فتى من المادرائيين جليل القدر عظيم النعمة كان ضمن من السلطان بمصر
ضياعا بمال عظيم فخاس به ضمانه لصعود الخصب والسعر وأشرف على الخروج من
نعمته فاستتر واشتد البحث عنه فخرج مختفيا إلى أن ورد هذا البلد بزي تاجر وكان استتاره
عند بعض إخوانه ممن أخدمه فإني يوما عنده إذ ظهر لي وقال لصديقه إني أريد الانتقال
إلى هذا الراهب إن كان علي مأمونا فذكر له صديقه مذهبي وأظهرت المسرة بما رغب فيه من
الأنس بي وأنا لا أعرفه غير أن صديقي أمرني بخدمته وبالجد في ذلك تأكيدا عرفت منه جلالة
قدره وكبر محله وحصل في قلايتي يواصل الصوم إلى أن ورد عليه غلمانه بالبغال والآلة
الحسنة وكتب أهله باجتماعهم على الإخشيذ وتعريفهم إياه الحال في بعده عن وطنه لضيق
يده عما يطالب به والتوقيع بحطيطة المال عنه وبعوده إلى بلده فلما عمل على المسير قال
لغلامه سلم جميع ما بقي معك من نفقتك إلى الراهب ليصرفها في مصالح الدير إلى أن
تواصل بفقده من مستقرنا وسار وما له حسرة غيرك ولا أسيف إلا إليك بقطع الأوقات
بذكرك وهو بمصر على أفضل حال وأجملها ما يخل بتفقدي ولا يغفل عني فتعجلت بعض
السلوة بما عرفته من حقيقة خبره
9286 رجل آخر
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنا جدي أبو محمد أنشدنا أبو علي
الأهوازي أنشدنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد أنشدني بعض
إخواني
* وجدت أخص إخواني عدوي * إذا ما الدهر أحوجني إليه
سلمت من العدو وما دهاني * سوى من كان معتمدي عليه *
262

9287 رجل آخر
قرأت بخط أبي علي الأهوازي وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وغيره عن أبي علي
الأهوازي أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني أنشدني بعض إخواني
* ما لك لا تفعل الجميل وقد * صورك الله أحسن الصور
ليس جمال الفتى بنافعة * إلا بنشر الجميل في البشر *
9288 رجل شريف شاعر
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي شفاها عن محمد بن علي الحداد قال
كتب رجل شريف إلى شيخ أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن....... (1) هذه الأبيات وسأله
الإجازة وهي
* أحبك يا أبن الران في الله خالصا * محبة من في دينه يتلطف
لأنك قرد في زمانك كله * وبحر علوم زاخر ليس يترف
وأنشده في حبك بيتا مصدقا * على فرط حبي فيك فالقلب مدنف
لعمري لقد أحببتك الحب كله * وزدتك حبا لم يكن قط يعرف
جزاك إله الخلق خيرا عن * الذي تمن به والله بالعبد أعرف
ولكنني أشكو من الجوى غراما * كما يشكو الهوى المتلهف
قساوة قلب دونها الصخر عنده * سوى عليه لينه والتعفف
يمر عليه الوعظ صحفا كأنه * به صمم عنه وللجهل يألف
مضي زمني في الفى والبين والخنا * وأصبح قلبي في البطالة يشرف
أبا حسن كيف الخلاص وكيف لي * برقة قلب ظالم ليس ينصف
فقد أصبح المسكينة في الويل والبلى * فقد كاد من ذكر العتمة يتلف
إذا ذكر الأهوال أصبح * على ما مضى من فعله يتلهف
لعل الذي فوق السماوات عرشه * يخلصه من شر ما يتخوف
فقد وعد الرحمن بالفضل عنده * وفي وعده الحق الذي ليس يخلف
فجد بدعاء منك يصلح قلبه * إله الورى فالله بالعبد أرأف *

(1) كلمة غير واضحة ورسمها: الران.
263

فأجابه الشيخ أبو الحسن
* بحمد إلهي في الورى انصرف * وبالغر من أهل الهدى أتشرف
وقولي لمن أبدى إلي مودة * بصدق لسان ليس في القوم يسرف
صدقت وقد قامت شواهد حبنا * بما قلته والقلب بالقلب أعرف
إذا قابل المرآة شخص بصورة * يقابله شخص له منه ألطف
ذا غاب هذا غاب ذاك وإن بدا * ببداله (1) منه مثال مولف
فيعرفه عند التقابل هكذا * قلوب الورى في الملتقي تتعارف
فيا بن رسول الله والسادة التي * لهم بحر علم ليس بالفهم يترف
بهم ونحيبهم وبالقرب منهم * أرجى النجاء من كل ما أتخوف
هم العروة الوثقى الذي بحبهم * أصاب الهدى قوم ولم يتعسفوا
وحب الفتى لله في الله خالصا * عزيزة طبع لم يشبه التكلف
دعا الله أرواح الورى قبل * خلقهم فالفها في غيبة فتألفوا
وقال اعرفوني ها أنا الله ربكم * بحق وما أسفرت إلا لتعرفوا
ألست على التحقيق منكم إلهكم * قالوا بلى طوعا ولم يتخلفوا
وقد قلت فيما قلته من شكاية * لقلت ظلوم جائر ليس ينصف
قلوب الورى في قبضه الله كونها * يباعد منها ما يشاء ويزلف
..... (2) في جنح الظلام فإنه * خبير بداء القلب يشفي ويلطف
وقل يا بني قلبي تعطف بنظرة * عليه عسى يا رب بالعطف تعطف
فقد جلت البلوى وغربة الشقاء * سقيم فما برجاء عليك ومدنف
محمد بالشفاء يا ذا المعارج والعلى * لقلب حزين والد يتلهف
رجاك وما يرجوك إلا لنظرة * تزيل العمى عن ناظريه وتكشف
فها أنا بين الخوف وقف مع الرجا * ببابك يا مولاي والقلب يرجف
إذا عن لي بأنين تحاذاني * الرجاء فلا مسرع جدا ولا متوقف
أشاهد ما أرجوه مثل نوهما * فلا مجمل عني ولا تتكشف

(1) كذا بدون إعجام.
(2) غير مقروءة بالأصل.
264

وأمل لطفا ثم عطفا ورأفة * ومن منك يا مولاي بالعبد أراف
سلام من الراني تتلوه رحمة * على عصبة بالحب منه تألفوا
أولئك حزب الله والله حزبهم * شموس ضياء أنوارهم ليس تكشف
أصون لساني عن مديح سواهم * وتعرف نفسي عنه جدا وتأنف
ولي عند ذكراهم لسان لصارم * يغد الصفا عصب صقيل ومرهف
أروم جزيلا من نوال مهيمن * عطيم الحبا والله يعطي ويضعف *
9289 رجل شاعر
كتب إلى أبي الحسن بن الران الواعظ (1)
أنبأنا أبو محمد ابن الأكفاني أنا أبو بكر محمد بن علي الحداد إجازة قال وكتب
رجل إليه يعنى أبا الحسن ابن الران
* عجبت ومثلي لا يعجب * طربت ومثلي لا يطرب
لليل يكره على فجره * وعمري بينهما يذهب
وما تبت لله من زلة * فأين من الله لي مهرب *
ولا خفت سطوته إذ خلوت * بأقبح شئ له أركب
فواحزني ثم واحسرتي * على مكسب شر ما يكسب
ويا لهف نفسي على توبة * تقرب مني الذي أطلب
وكيف السبيل إلى ما طلبت * وأنت خبير بما يطلب
وقل لي يا طربي تارة * ويا عجبي ما الذي يعجب
وإني لفي شغل عنهما * بأمر عظيم هو الأغلب
فلله درك من واعظ * يرغب فيما له يرغب *
فأجابه يعني الشيخ أبا الحسن ابن الران الواعظ
عجبت لذي اللب إعجابه * وأسباب غفلته أعجب
فإن كنت أبصرت قصد الطريق * يقينا وصح لك المطلب
فخذ في مسيرك ذات اليمين * تفوز وتحظي بما تطلب

(1) زيادة عن مختصر ابن منظور.
265

وأكثر من الزاد قبل المعاد * لعلك تنجو ولا تعطب
فما الخير للمرء في لذة * تبيد وأيامه تذهب
نهار يمر وليل يكر * ويومان (1) بينهما تسلب *
* وعما قليل يكون الحريص * في القبر رهنا بما يكسب
وتطلب من دينه مهربا * وهيهات عز به المهرب
وأصبح في قعر مرموسه * توعر من دونها المطلب
وليس بها ضوء شمس يبين * ولا ضوء بدر ولا كوكب
فيا عجبا من فتى لاعب * وأيدي المنون به تلعب
ويضحك من عبر سنة * وعين الزمان له تندب
ويبعده العيش في كل يوم * وأسباب منيته تقرب
ويغفل عن مر أيامه * وصرف الزمان له يلعب
ويفرح للشمس إذ أشرقت * وشمس بشاشته تغرب *
9290 شاعر من أهل دمشق
قال فيما جرى بدمشق سنة إحدى عشرة وأربع مئة عند فتنه ولي العهد عبد الرحيم بن
الناس أنبأنا منها
* تقضي أوان الحرب والطعن والضرب * وجاء آوان الوزن والصفع والضرب
وأضحت (2) دمشق في مصاب وأهلها * لهم خبر قد شاع في الشرق والغرب *
حريق وجوع دائم وبلية * وخوف فقد حق البكاء مع الندب
كان دمشقا حين يقاد أهلها * وقد حشروا حشر القيامة للكتب
فلو كان من يجني يقاد بذنبه (3) * لكنا براء من قياد ومن ذنب
فوا أسفي أن المدينة أحرقت * وطاف عليها طائف السخط من ربي
وأضحت (4) تلألأ قد تمحت رسومها * كبعض ديار الكفر بالسخف والقلب

(1) تقرأ بالأصل: وثوياه.
(2) بالأصل: وأصبحت.
(3) بالأصل: " نبضه " وعلى هامشه: بذنبه.
(4) بالأصل: فأصبحت.
266

وأحرقت الأبواب من كل جانب * فأصبحت بعد الأنس ينكرها قلبي
إلى أين أسعى من دمشق وأرضها * بها جنة الفردوس للأكل (1) والشرب
وجامعها إحدى العجائب في الورى * له الخبر المنعوت في سائر الكتب
إليكم جميع المسلمين نعيتها (2) * وإن كنت قد أقصرت في نعتها خطبي *
قرأت هذه الأبيات مع غيرها بخط أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر
فيما نقله من أخبار دمشق
9291 رجل آخر
أخبرنا أبو القاسم بن أبي العباس السوسي أنا جدي أبو محمد أنشدني أبو علي
الأهوازي أنشدنا بعض الشيوخ لأبي العتاهية (3)
* ما للمقابر لا تجيب * إذا دعاهن الكئيب
حفر مستفة عليهن * الجنادل والكثيب (4)
فيهن ولدان وأطفال * وشبان وشيب
كم من خليل (5) لم تكن * نفسي لفرقته تطيب
غادرته في بعضهن * مجدلا وهو الحبيب
ولهوت (6) عنه وإنما * عهدي برؤيته قريب *
9292 شاعر
قال شعرا في دير كان خارج باب الفراديس من أبواب دمشق
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن المظفر الشمشاطي أنشد فيه
* يا دبر باب الفراديس المسح لي * بلابلا ببلاله وأسحاره
ومفلسا لي من مالي ومن * ومن يشي بما أناكره *

(1) بالأصل: الأكل.
(2) بالأصل: بعينها.
(3) الجنادل واحدها جندل وهو الصخر العظيم، والكثيب: التل من الرمل.
(5) في الديوان: حبيب.
(6) في الديوان: وسلوت.
267

من خمر حماره لو عشت تسعين عاما فيك مصطبحا لما قضي مثل.... (1)
9293 رجل آخر
أنبأنا أبو الحسن الفرضي أنا أبو نصر بن طلاب الخطيب أنشدني صديق لي من
أهل الأدب لبعضهم
* قد سجنا نفوسنا في البيوت * وقنعنا من دهرنا بالقوت
ورضينا من الصديق إذا ما * ناب خطب بعيننا بالسكوت *
بعونه تعالى تم الجزء الثامن والستون
من تاريخ دمشق ويليه الجزء التاسع والستون
وأوله: ذكر من اسمها: أسماء.

(1) كلمة غير مقروءة بالأصل.
268