الكتاب: تذكرة الحفاظ
المؤلف: الذهبي
الجزء: ١
الوفاة: ٧٤٨
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: صحح عن النسخة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية

الإمام أبو عبد الله شمس الدين الذهبي
المتوفى 748 / ه‍ = 1347 م
كتاب
تذكرة الحفاظ
الجزء الأول
(من الطبقة الأولى إلى الطبقة السابعة)
صحح
عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي
تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية
دار احياء التراث العربي
تعريف الكتاب 1

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المصحح
كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي كتاب جليل، طبع مرتين في
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن ولم يذكر في المطبوع عن اي
أصل طبع، وبمكتبة الحرم المكي نسخة من التذكرة مخطوطة حسبتها
بادي الرأي هي الأصل المطبوع عنه لما يظهر بينهما من الموافقة، ولان
الدائرة كانت سابقا على صلة بمكتبة الحرم، ثم تبين لي خلاف ما ظننت
كما يأتي.
في آخر هذه النسخة المخطوطة بخط ناسخها (تم الكتاب...
غرة شهر ربيع الآخر سنة 1177 ه‍ بعناية سيدي القاضي العلامة..
أحمد بن محمد قاطن... بخط أفقر عباد الله وأحوجهم إليه أحمد بن
محمد الحودي...) وبحاشية اللوح بخط مالكها الذي كتبت له: (استكتبه
لنفسه الفقير إلى مولاه الغني أحمد بن محمد بن عبد الهادي قاطن...
شهر جمادى الآخرة سنة 1177 ه‍ وبعده بخطه: (قد شرعت في تصحيح
مقدمة المصحح - أ -

هذه النسخة على نسخة عليها خط المؤلف رحمه الله في شهر ذي القعدة الحرام
سنة 1188 ه‍ - أحمد بن محمد قاطن) وبحاشية آخر النسخة بخطه أيضا:
(بلغ مقابلة على نسخة قرئت على المؤلف وعليها خطه، وبالغت في
التصحيح عليها، ولله الحمد، في آخر شهر ربيع الآخر سنة 1184، كتبه
الفقير إلى مولاه الغني أحمد بن محمد بن عبد الهادي قاطن..) وجميع
التصحيحات والالحاق بخطه: ومتن الكتاب بحسب ما كتبه الناسخ مطابق
في الأكثر للمطبوع صوابا وخطأ، وهذا يدل على صلة بين أصل المطبوع
وأصل هذه النسخة، واما الالحاق فمنها ما هو ساقط من المطبوع ويظهر
أنه كان ساقطا من أصل هذه النسخة وانما استدرك عن المقروءة
على المؤلف، ومنها ما هو ثابت في المطبوع بما جرت به العادة من
الأغلاط، وهي ملحقة في المخطوطة على الصحة كسائر ما يلحق من
المقروءة على المؤلف، وهذا يشعر بأن هذه المخطوطة - رغما عن العناية
بها - لم تقابل على أصلها، ويشهد لهذا أنني لم أجد فيها إشارة ما إلى المقابلة
على أصلها، لكن قد جبر ذلك ورفع النسخة إلى درجة الاعتماد مقابلتها
وتصحيحها على المقروءة على المؤلف، مع أن هذا الرجل الذي قام
بذلك وهو مالك النسخة أحمد بن محمد قاطن كان من كبار علماء الزيدية
باليمن، وله ترجمة جيدة في البدر الطالع للشوكاني (ج 1 ص 113 - 114)
وصفه بالمعرفة بالسنة وفنونها والتأليف في التراجم وانه كان مجتهدا
لا يقلد أحدا وأرخ وفاته سنة 1199 ه‍، ويدهشني جدا ان في التذكرة
مواضع عديدة تتعلق بالعقائد مخالفة ما عليه أسلاف هذا العالم وأشياخه
مقدمة المصحح - ب -

وأهل جهته ومع ذلك لم يعلق على شئ منها بما يشعر بالانكار، مع أن
هناك تعليقات لضبط اسم أو تفسير كلمة ونحو ذلك من الفوائد الفنية.
وهذا يدل على رجاحة عقل هذا الرجل ومتانة علمه رحمه الله، وقد ملك
النسخة بعده جماعة منها العلامة السيد عبد الله ابن الإمام محمد بن إسماعيل
الأمير.
وبعد فلما وقفت على هذه النسخة وكنت اعلم أن النسخ المطبوعة
قد نفذت من دائرة المعارف وانها تنوي إعادة طبع الكتاب، كتبت
إلى ناظمها الجليل الدكتور محمد نظام الدين فبعث إلى بنسخة مطبوعة
ورغب إلى في مقابلتها على هذه المخطوطة وإكمال التصحيح فشرعت في
ذلك وها انا أكمل الجزء الأول.
في كل من المخطوطة والمطبوع زيادات على الآخر فجعلت الزيادات
بين حاجزين هكذا [..] وميزت ما كان من المخطوطة برقم للحاشية
واكتب في الحاشية (من المكية) فما كان بين حاجزين وليس عليه حاشية
فهو من المطبوع، ويبدو أن عامة ذلك ليس من أصل الكتاب وانما
زيد من الخلاصة. ولما كان التصحيح عن النسخة المقروءة على المؤلف
واختبرت انا صحته لم احتج إلى التنبيه على ما وقع في المطبوع من
الخطأ، فأن وقع خطأ فيهما معا نبهت عليه.
وقد كان ترقيم تراجم المطبوع وبيان الرموز مضطربا فرأيت أن
اجعل لتراجم الكتاب كلها عددا واحدا بأرقام مسلسلة وأبين مع
ذلك رقم الترجمة من الطبقة وأرمز بعد ذلك لمن خرج لصاحب
مقدمة المصحح - ج -

الترجمة من أصحاب الأمهات الست فيها خاصة كما جرى عليه في المخطوطة
وان أغفل فيها بعض التراجم. فأجعل مثلا أمام أول ترجمة هكذا:
(1 - 1 / 1 ع أبو بكر الصديق) اي الترجمة الأولى من الكتاب، والأولى
من الطبقة الأولى اخرج له الستة جميعهم ومثلا (164 - 11 / 5 ع) اي
الترجمة الرابعة والستون بعد المائة من تراجم الكتاب والحادية عشرة
من الطبقة الخامسة منه، اخرج له الستة جميعهم، والله الموفق.
أرقام الأمهات الست: 1 - صحيح البخاري: خ
2 - صحيح مسلم: م
3 - سنن أبي داود: د
4 - سنن النسائي: س
5 - سنن الترمذي: ت
6 - سنن ابن ماجة: ق
7 - السنن الأربع كلها: 4
8 - الأمهات الست جميعها: ع
مكتبة الحرم المكي
بمكة المعظمة
15 شوال سنة 1374 ه‍
عبد الرحمن بن يحيى المعلمي
مقدمة المصحح - د -

بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله سبحانه وتعالى وتقدست أسماؤه وصفاته وعز وجل،
وهدى وأضل، وأصح واعل، وأعز وأذل، وبكل ما دق وجل
استقل، وصلى الله على سيدنا محمد قدوة أهل العقد والحل، الذي
قام بتبليغ الرسالة وما مل، ونهض بتبيين الوحي وعلى سبيل النجاة
دل، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
هذه تذكرة بأسماء معدلي حملة العلم النبوي ومن يرجع إلى
اجتهادهم في التوثيق والتضعيف، والتصحيح والتزييف وبالله
اعتصم وعليه اعتمد واليه أنيب.
1

الطبقة الأولى من الكتاب
1 - أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه
أفضل الأمة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ومؤنسه
في الغار، وصديقه الأكبر، وصديقه الأشفق، ووزيره الأحزم، عبد الله
ابن أبي قحافة عثمان القرشي التيمي قد أفردت سيرته في مجلد وسط.
وكان أول من احتاط في قبول الاخبار فروى ابن شهاب عن
قبيصة بن ذويب ان الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس ان تورث فقال
ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ذكر لك شيئا ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال حضرت
رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيها السدس فقال له هل معك
أحد فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه لها أبو بكر رضي الله عنه.
ومن مراسيل ابن أبي مليكة ان الصديق جمع الناس بعد وفاة
نبيهم فقال إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث
2

تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا
فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا
حرامه.
فهذا المرسل يدلك ان مراد الصديق التثبت في الاخبار والتحري
لا سد باب الرواية، ألا تراه لما نزل به أمر الجدة ولم يجده في الكتاب
كيف سأل عنه في السنة فلما أخبره الثقة ما اكتفى حتى استظهر بثقة آخر
ولم يقل حسبنا كتاب الله كما تقوله الخوارج.
وحدث يونس عن الزهري ان أبا بكر حدث رجلا حديثا
فاستفهمه الرجل إياه فقال أبو بكر: هو كما حدثتك، أي ارض تقلني
إذا انا قلت ما لم اعلم؟ وصح ان الصديق خطبهم فقال: إياكم والكذب
فان الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار.
وقال علي بن عاصم وهو من أوعية العلم لكنه سيئ الحفظ،
انا إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت أبا بكر الصديق
يقول إياكم والكذب فان الكذب مجانب الايمان قلت صدق الصديق
فان الكذب رأس النفاق وآية المنافق والمؤمن يطبع على المعاصي
والذنوب الشهوانية لا على الخيانة والكذب، فما الظن بالكذب على
الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه وهو القائل ان كذبا على ليس
ككذب على غيري، من يكذب على بنى له بيت في النار، وقال من
يقل على ما لم أقل، الحديث. فهذا وعيد لمن نقل عن نبيه ما لم يقله مع
3

غلبة الظن انه ما قاله فكيف حال من تهجم على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وتعمد عليه الكذب وقوله ما لم يقل، وقد قال عليه السلام
من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، فانا لله وانا إليه
راجعون ما ذي الا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروى الأباطيل والأحاديث
الساقطة المتهم نقلتها بالكذب فحق على المحدث ان يتورع في ما يؤديه
وان يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على ايضاح مروياته ولا سبيل
إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الاخبار ويجرحهم جهبذا الا بادمان
الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم
مع التقوى والدين المتين والانصاف والتردد إلى مجالس
العلماء والتحري والاتقان والا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها * ولو سودت وجهك بالمداد
قال الله تعالى عز وجل: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
فأن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا والا فلا تتعن،
وان غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وان
عرفت انك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف
البهر وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله، فقد نصحتك
فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت ان لا أراهم
الا في كتاب أو تحت تراب.
4

نعم فرأس الصادقين في الأمة الصديق واليه المنتهى في التحري
في القول وفي القبول.
وقد نقل الحاكم فقال حدثني بكر بن محمد الصيرفي بمرو انا محمد
ابن موسى البربري انا المفضل بن غسان انا علي بن صالح انا موسى بن
عبد الله بن حسن بن حسن عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي
حدثني القاسم بن محمد قالت عائشة جمع أبي الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكانت خمسمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثيرا قالت
فغمني فقلت أتتقلب لشكوى أو لشئ بلغك؟ فلما أصبح قال أي بنية
هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها، فقلت لم أحرقتها؟
قال خشيت ان أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل
قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذاك. فهذا
لا يصح والله أعلم.
توفي الصديق رضي الله عنه لثمان بقين من جمادى الآخرة من
سنة ثلاث عشرة وله ثلاث وستون سنة.
2 - أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أبو حفص العدوي الفاروق وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن أيد الله به الاسلام وفتح به الأمصار وهو الصادق المحدث الملهم
الذي جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم انه قال لو كان بعدي نبي
لكان عمر الذي فر منه الشيطان وأعلى به الايمان وأعلن الاذان.
قال نافع بن أبي نعيم عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله
5

عليه وآله وسلم ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
فيا أخي ان أحببت ان تعرف هذا الامام حق المعرفة فعليك
بكتابي (نعم السمر في سيرة عمر) فإنه فارق فيصل بين المسلم والرافضي
فوالله ما يغض من عمر الا جاهل دائص 1 أو رافضي فاجر وأين مثل
أبي حفص فما دار الفلك على مثل شكل عمر، وهو الذي سن للمحدثين
التثبت في النقل وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب فروى
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد ان أبا موسى سلم على عمر
من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له فرجع فأرسل عمر في اثره
فقال لم رجعت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سلم
أحدكم ثلاثا فلم يجيب فليرجع قال لتأتيني على ذلك ببينة أو لأفعلن بك
فجاءنا أبو موسى منتقعا لونه ونحن جلوس فقلنا ما شأنك فأخبرنا وقال
فهل سمع أحد منكم فقلنا نعم كلنا سمعه فأرسلوا معه رجلا منهم حتى
أتى عمر فأخبره، أحب عمر أن يتأكد عنده خبر أبي موسى بقول صاحب
آخر، ففي هذا دليل على أن الخبر إذا رواه ثقتان كان أقوى وأرجح
مما انفرد به واحد، وفي ذلك حض على تكثير طرق الحديث لكي
يرتقي عن درجة الظن إلى درجة العلم، إذا الواحد يجوز عليه النسيان
والوهم ولا يكاد يجوز ذلك على ثقتين لم يخالفهما أحد، وقد كان عمر
من وجله ان يخطئ الصاحب على رسول الله صلى الله عليه وآله
يأمرهم ان يقلوا الرواية عن نبيهم ولئلا يتشاغل الناس بالأحاديث

(1) الدائص الزائغ عن الحق
6

عن حفظ القرآن.
وقد روى شعبة وغيره عن بيان الشعبي عن قرظة بن
كعب قال لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر وقال أتدرون لم
شيعتكم؟ قالوا نعم تكرمة لنا قال ومع ذلك انكم تأتون أهل قرية لهم
دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم جردوا
القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله وانا شريككم فلما قدم قرظة بن
كعب قالوا حدثنا فقال نهانا عمر رضي الله عنه.
الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقلت
له أكنت تحدث في زمان عمر هكذا فقال لو كنت أحدث في زمان
عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته.
معن بن عيسى انا مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد
ابن إبراهيم عن أبيه ان عمر حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا
مسعود الأنصاري فقال قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
ابن علية عن رجاء بن أبي سلمة قال بلغني ان معاوية كان يقول
عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر فإنه كان قد أخاف الناس في
الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى هشام عن أبيه عن المغيرة بن شعبة ان عمر
استشارهم في إملاص المرأة يعنى السقط فقال له المغيرة قضى فيه
7

رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة فقال له عمر ان كنت صادقا فأت
أحدا يعلم ذلك قال فشهد محمد بن مسلمة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قضى به.
وروى صفوان بن عيسى انا محمد بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر
قال كان للعباس بيت في قبلة المسجد فضاق المسجد على الناس فطلب
إليه عمر البيع فأبى فذكر الحديث. وفيه فقال عمر لأبي لتأتيني على
ما تقول ببينة فخرجا فإذا ناس من الأنصار قال فذكر لهم قالوا قد سمعنا
هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر اما اني لم اتهمك ولكني
أحببت ان أتثبت.
وقال ابن عيينة رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أبي جماعة
فعلاه بالدرة فقال أبي اعلم ما تصنع يرحمك الله فقال عمر اما علمت أنها
فتنة للمتبوع مذلة للتابع.
استشهد أمير المؤمنين عمر في أواخر ذي الحجة من سنة ثلاث
وعشرين وعاش نحوا من ستين سنة فمنهم من يقول عاش خمسين سنة
والأرجح انه عاش ثلاثا وستين سنة رضي الله عنه.
3 - أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
أبو عمرو الأموي ذو النورين ومن تستحي منه الملائكة ومن جمع
الأمة على مصحف واحد بعد الاختلاف ومن افتتح نوابه إقليم خراسان
وإقليم المغرب وكان من السابقين الصادقين القائمين الصائمين المنفقين
في سبيل الله وممن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وزوجه
8

بابنتيه رقية وأم كلثوم رضي الله عنهم أجمعين من نظر في تحريه وقت
أمره بجمع القرآن علم مرتبته وجلالته، وقد أفردت سيرته في مصنف،
عداده في السابقين الأولين وفي العشرة المشهود لهم بالجنة وفي
الخلفاء الراشدين وهو أفضل من قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه
وسلم هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وروى جملة كثيرة من العلم.
روى عنه بنوه عمرو وأبان وسعيد ومولاه حمران وأنس بن مالك
وأبو امامة بن سهل والأحنف بن قيس وسعيد بن المسيب وأبو وائل
وطارق بن شهاب وأبو عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس ومالك
ابن أوس بن الحدثان وخلق سواهم، وعداده في البدريين لان النبي
صلى الله عليه وسلم امره ان يتخلف على زوجته رقية ابنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وضرب له بسهمه وأجره هاجت رؤس الفتنة
والشر وأحاطوا به وحاصروه ليخلع نفسه من الخلافة وقاتلوه قاتلهم
الله فصبر وكف نفسه وعبيده حتى ذبح صبرا في داره والمصحف بين
يديه وزوجته نائلة عنده وتسور عليه أربعة أنفس.
وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجة سنة
خمس وثلاثين وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة، وعاش بضعا وثمانين سنة
كان من أقران النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق وكان أكبر
من على بثمان وعشرين سنة أو أكثر وكان ممن جمع بين العلم والعمل
والصيام والتهجد والاتقان والجهاد في سبيل الله وصلة الأرحام
فقبح الله الرافضة.
9

قال هشام بن يوسف الصنعاني أخبرنا عبد الله بن بحير عن هانئ مولى
عثمان قال كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل (1) لحيته رضي الله عنه.
4 - 3 / 1 ع - أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
أبو الحسن الهاشمي قاضي الأمة وفارس الاسلام وختن المصطفى
صلى الله عليه وسلم كان ممن سبق إلى الاسلام لم يتلعثم وجاهد في الله
حق جهاده ونهض بأعباء العلم والعمل وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم
بالجنة، وقال (من كنت مولاه فعلي مولاه)، وقال له (أنت مني بمنزلة
هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي)، وقال (لا يحبك الا مؤمن
ولا يبغضك الا منافق).
ومناقب هذا الامام جمة أفردتها في مجلدة وسميته (بفتح المطالب
ومناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه) وكان إماما عالما متحريا
في الاخذ بحيث انه يستحلف من يحدثه بالحديث، فقال عثمان بن المغيرة
الثقفي عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم الفزاري انه سمع عليا يقول:
كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله
بما شاء ان ينفعني منه وكان إذا حدثني عنه غيره استحلفته فإذا حلف
صدقته، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول ما من عبد مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي
ركعتين ثم يستغفر الله الا غفر الله له، رواه مسعر وشريك وسفيان

(1) في المكية (تبتل).
10

وأبو عوانة وقيس عنه واسناده حسن.
قرأت على أبي الفضل بن عساكر عن عبد المعز بن محمد انا تميم بن
(أبي سعيد المقرئ انا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن سنة تسع وأربعين
وأربع مائة انا محمد بن محمد الحافظ انا أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي
بالكوفة انا إسماعيل بن موسى الفزاري انا عاصم بن حميد بن الحناط أو رجل
عنه قال ثنا ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب
عن كميل بن زياد النخعي قال اخذ على رضي الله عنه بيدي فأخرجني
إلى ناحية الجبان فلما أصحرنا جلس ثم تنفس فقال يا كميل، القلوب
أوعية فخيرها أوعاها، احفظ ما أقول لك، الناس ثلاثة فعالم رباني، وعالم
متعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح
لم يستضيؤا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال
يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال ينقصه النفقة،
ومحبة العالم دين يدان بها باكتساب الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة
بعد موته وصنيعه، وصنيعة المال تزول بزوال صاحبه مات خزان
الأموال وهم احياء، والعلماء باقون ما بقى الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم
في القلوب موجودة، ها ان هاهنا - وأشار بيده رضي الله عنه إلى
صدره - علما لو أصبت له جملة، بلى أصبته لقنا غير مأمون عليه يستعمل
آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله على كتابه، وبنعمه على عباده،
أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في احيائه يقتدح الشك في قلبه بأول
عارض من شبهة، اللهم لا ذا ولا ذاك، أو منهوما باللذة سلس القياد
11

للشهوات، أو مغري بجمع الأموال والادخار ليسا من دعاة الدين،
أقرب شبها بهما، الانعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم
بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لئلا تبطل حجج الله وبيناته أولئك
الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى
يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على
حقيقة الامر، تلك أبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في
بلاده والدعاة إلى دينه هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك
إذا شئت فقم، رواه ضرار بن صرد عن عاصم بن حميد
ويروى من وجه آخر عن كميل واسناده لين ففيه تنبيهات على
صفات العالم المتقن والعالم الذي دونه والهمج المخلط في دينه أو علمه،
وزاد فيه ضرار وليس بمعتمد عليه بعد قوله هجم بهم العلم على حقيقة
الامر فاستلانوا منه ما استوعر منه المترفون، وأنسوا بما استوحش منه
الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء
الله في بلاده والدعاة إلى دينه.
سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال
ما كتبنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله الا القرآن وما في
هذه الصحيفة.
شريك عن أبي إسحاق قال سمعت خزيمة بن نصير قال سمعت
عليا يقول بصفين قاتلهم الله اي عصابة بيضاء سودوا، وأي حديث من
حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفسدوا.
12

شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن قيس بن عباد قال دخلت
المدينة التمس العلم والشرف فرأيت رجلا عليه بردان له ضفيرتان
واضعا يده على عاتق عمر فقلت من هذا فقالوا علي بن أبي طالب
رضي الله عنه.
زياد بن خيثمة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي قال
الا أنبئكم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يرخص
لهم في معاصي الله ولم يؤمنهم مكر الله.
وقال معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي قال حدثوا
الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون ان يكذب الله ورسوله،
فقد زجر الإمام علي رضي الله عنه عن رواية المنكر وحث على
التحديث بالمشهور وهذا أصل كبير في الكف عن بث الأشياء الواهية
والمنكرة من الأحاديث في الفضائل والعقائد والرقائق ولا سبيل إلى
معرفة هذا من هذا الا بالامعان في معرفة الرجال والله أعلم، وقد
استشهد أمير المؤمنين في سابع عشر رمضان من عام أربعين وسنه ستون
سنة أو أقل أو أكثر بسنة أو سنتين رضى الله تعالى عنه.
5 - 5 / 1 ع - ابن مسعود الامام الرباني رضي الله عنه
أبو عبد الرحمن عبد الله ابن أم عبد الهذلي صاحب رسول الله
صلى الله عليه وآله وخادمه وأحد السابقين الأولين ومن كبار
البدريين ومن نبلاء الفقهاء والمقرئين كان ممن يتحرى في الأداء
13

ويشدد في الرواية ويزجر تلامذته عن التهاون في ضبط الألفاظ.
أسلم قبل عمر وحفظ من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سبعين سورة وتسمع عليه النبي صلى الله عليه وآله ليلة وهو
يدعو فقال: سل تعطه، وقال من أحب ان يقرأ القرآن غضا كما انزل
فليقرأه على قراءة ابن أم عبد.
قال إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال اتينا
حذيفة فقلنا له حدثنا عن أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم هديا ودلا وسمتا فنأخذ عنه ونسمع منه، قال: هو ابن
مسعود ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله
ان ابن أم عبد من أقربهم إلى الله زلفى.
الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قرئ علينا
كتاب عمر: إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود
معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله
من أهل بدر، فاقتدوا بهما واسمعوا، وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود
على نفسي.
وقد نظر عمر مرة إلى ابن مسعود وقد قام فقال كنيف (1) ملئ
علما وكان ابن مسعود يقل من الرواية للحديث ويتورع في الألفاظ
اتفق موته بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين وله نحو من ستين سنة، وكان
تلامذته لا يفضلون عليه أحدا من الصحابة رضي الله عنهم.

(1) الكنيف تصغير كنف - الوعاء.
14

أبو شهاب عبد ربه الحناط عن محمد بن واسع عن سعيد بن جبير
عن أبي الدرداء قال خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطبة خفيفة
ثم قال قم: يا أبا بكر فقام: فخطب فقصر دون النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: قم يا عمر فاخطب [فقام (1)] فخطب فقصر دون أبي بكر، ثم
قال: قم يا فلان فاخطب إلى أن قال قم يا ابن أم عبد (2) فاخطب فقام
عبد الله ابن أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ان الله
ربنا وان الاسلام ديننا وان هذا نبينا و - أومى بيده إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم - رضينا ما رضى الله لنا ورسوله، السلام عليكم، قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أصاب ابن أم عبد، صدق ابن أم
عبد هذا منقطع.
شريك عن أبي العميس عن مسلم البطين عن أبي عمرو الشيباني
قال كنت اجلس إلى ابن مسعود [حولا (1)] لا يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله، فإذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم استقلته الرعدة وقال: هكذا، أو نحو ذا أو قريب من ذا أو أو.
يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله ان عبد الله بن مسعود
قال ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان فتنة لبعضهم.
أبو الأحوص عن عبد الله قال: كفى بالمرء اثما ان يحدث
بكر ما سمع.
حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة: قال ابن مسعود: عليكم

(1) من المكية (2) في المكية (إلى أن قال ثم قال يا ابن أم عبد قم).
15

بالعلم قبل ان يقبض، وقبضه ذهاب أهله، فان أحدكم لا يدري متى
يفتقر إليه، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله
وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع
والتعمق وعليكم بالعتيق.
سفيان عن أبي إسحاق عن مرة عن عبد الله: إذا أردتم العلم
فانثروا القرآن فان فيه علم الأولين والآخرين.
الأعمش عن عمارة ومالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد
عن عبد الله: الاقتصاد في السنة أفضل من الاجتهاد في البدعة.
يمكن ان يجمع سيرة ابن مسعود في نصف مجلد فلقد كان من
سادة الصحابة وأوعية العلم وأئمة الهدى، ومع هذا فله قراآت وفتاوي
ينفرد بها، مذكورة في كتب العلم، وكل امام يؤخذ من قوله ويترك
الا امام المتقين الصادق المصدوق الأمين المعصوم صلوات الله وسلامه
عليه، فيالله العجب من عالم يقلد [دينه (1)] إماما بعينه في [كل (1)]
ما قال مع علمه بما يرد على مذهب امامه من النصوص النبوية،
فلا قوة الا بالله.
6 - 6 / 1 ع - أبي بن كعب بن قيس أبو المنذر
الأنصاري الخزرجي النجاري اقرأ الصحابة وسيد القراء شهد بدرا
والمشاهد وقرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان أحد

(1) من المكية.
16

سمع الكثير وجمع بين العلم والعمل ومناقبه جمة حدث عنه أبو أيوب
الأنصاري وابن عباس وسويد بن غفلة، وأبو هريرة وطائفة. حملوا
عنه الكتاب والسنة، وكان ربعة من الرجال أسمر أبيض الرأس واللحية.
روى الربيع بن انس عن أبي العالية قال قال رجل لأبي بن كعب:
أوصني، قال: اتخذ كتاب الله [إماما (1)] وارض به حكما وقاضيا، فإنه
الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم
وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر ما بعدكم.
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكرم أبيا ويهابه ويستفتيه،
ولما توفي قال عمر: اليوم مات سيد المسلمين.
توفي بالمدينة في قول الهيثم بن عدي وغيره سنة تسع عشرة،
وقال الواقدي ومحمد بن عبد الله بن نمير والذهلي وغيرهم: سنة اثنتين
وعشرين رضى الله تعالى عنه.
7 - 7 / 1 ع - أبو ذر الغفاري
جندب بن جنادة على الصحيح أحد السابقين الأولين أسلم في أول
المبعث خامس خمسة ثم رجع إلى بلاد قومه ثم بعد حين هاجر إلى
المدينة وكان رأسا في العلم والزهد والجهاد وصدق اللهجة والاخلاص
وكان آدم جسيما كث اللحية قال أبو داود: لم يشهد بدرا ولكن عمر
ألحقه مع القراء وكان يوازي ابن مسعود في العلم وكان رزقه أربع

(1) من المكية.
17

مائة دينار وكان لا يدخر مالا ويصدع بالحق وان كان مرا. حدث
عنه انس بن مالك وزيد بن وهب وجبير بن نفير والأحنف بن
قيس وأبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ وعبد الرحمن بن غنم وسعيد
بن المسيب وخلق من قدماء التابعين.
ومناقبه شهيرة، منها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ما أظلت
الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر.
وروى همام عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن
الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال إن خليلي صلى الله عليه وآله
عهد إلى: أيما ذهب أو فضة أوكى عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في
سبيل الله عز وجل.
البابلتي أخبرنا الأوزاعي حدثني مرثد أبو كثير (1) عن أبيه عن
أبي ذر أن رجلا اتاه، فقال إن مصدقي عثمان (رضي الله عنه) ازدادوا
علينا أتغيب عليهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال: لا، وقف مالك
وقل: ما كان لكم من حق فخذوه، وما كان باطلا فردوه (2) فما تعدوا
عليك جعل في ميزانك يوم القيامة، قال وعلى رأسه فتى من قريش
فقال: أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فقال: أرقيب أنت على؟
فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الا صمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم
ظننت اني منفذ كلمة سمتها من رسول الله صلى الله عليه وآله قبل
ان تجيزوا على لا نفذتها، قلت، لقوة أبي ذر في الحق ولا خلافه نهى

(1) راجع ترجمة مالك بن مرثد في التهذيب (2) في الجلية (فذروه)
18

عن الفتيا فانقطع بالربذة سنوات حتى توفى سنة اثنتين وثلاثين
رضي الله عنه.
8 - 8 / 1 ع - معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس
العالم الرباني أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي شهد العقبة وهو
ابن ثمان عشرة سنة أو دونها وشهد بدرا والمشاهد وكان من نجباء الصحابة
وفقهائهم وألبائهم رضي الله عنه.
قال محمد بن سعد كان معاذ بن جبل رجلا طوالا أبيض حسن
الثغر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا.
قلت حدث عنه انس بن مالك وأبو الطفيل وأسلم مولى عمر،
والأسود بن هلال والأسود بن يزيد وأبو مسلم الخولاني وأبو وائل
وأبو بحرية السكوني عبد الله بن قيس والصنابحي وعبد الرحمن بن غنم
ومالك بن يخامر ومسروق وقيس بن أبي حازم ويزيد بن عميرة الزبيدي
وطائفة، وفيهم من روايته عنه منقطعة وقد قال له النبي صلى الله عليه
وآله وسلم: يا معاذ والله اني لأحبك.
وعن النبي صلى الله عليه وآله: اعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ.
وعنه عليه السلام: يأتي معاذ امام العلماء برتوة (1). اسناده مرسل.
قال ابن مسعود: كنا نشبه معاذا بإبراهيم الخليل عليه السلام،

(1) في مجمع بحار الأنوار (رتوة بالتاء المثناة اي برمية سهم أو ميل أو مدى
بصر) أقوال.
19

كان أمة قانتا لله حنيفا.
وروى شهر بن حوشب ان عمر رضي الله عنه قال: لو استخلفت
معاذا فسألني عنه ربي عز وجل لقلت سمعت نبيك صلى الله عليه وآله
يقول: ان العلماء إذا حضروا ربهم كان معاذ بين أيديهم رتوة حجر.
وقال أبو مسلم الخولاني دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من
ثلاثين كهلا من الصحابة وفيهم شاب أكحل براق الثنايا ساكت فإذا
امتروا في شئ سألوه فقيل لي: هذا معاذ.
ورواه شهر بن حوشب عن ابن غنم عن عائذ الله بن عبد الله
انه دخل المسجد أول خلافة عمر، وفي الحلقة شاب شديد الأدمة
وصئ حلو المنطق وهو أشبههم سنا فإذا اشتبه عليهم شئ ردوه إليه.
وروى أيوب بن سيار عن يعقوب بن زيد عن أبي بحرية قال
دخلت مسجد حمص فإذا بفتى جعد قطط حوله الناس إذا تكلم كأنما
يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقالوا هذا معاذ بن جبل.
أبو عبيد في الأموال أخبرنا عبد الله بن صالح أخبرنا موسى بن علي
عن أبيه عن عمر قال خطبهم بالجابية فقال: من أراد القرآن فليأت
أبيا ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيدا ومن أراد أن يسأل
عنه الفقه فليأت معاذا، ومن أراد ان يسأل عن المال فليأتني فان الله
جعلني له خازنا وقاسما.
صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني
ان معاذا لما بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن خرج يشيعه
20

ماشيا تحت راحلته ثم قال: يا معاذ عسى الا ان تلقاني بعد عامي هذا
ولعلك تمر بمسجدي وقبري فبكى معاذ أسفا لفراق رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، فقال: لا تبك، البكاء من الشيطان، سمعه أبو اليمان منه.
معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن أبيه
قال كان معاذ شابا سمحا جميلا من أفضل شباب قومه وكان لا يمسك
فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين فطلب من النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ان يسأل غرماءه ان يضعوا له فباع النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ماله كله في دينه وقام بغير شئ حتى إذا كان عام الفتح
بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى طائفة من اليمن أميرا
ليجبره، الحديث.
أنبأنا المسلم بن محمد وغيره قالوا أخبرنا الكندي أخبرنا الشيباني
أخبرنا الخطيب أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي إملاء سنة ست
وأربع مائة أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن موسى الأنباري ولقبه
حسنس (1) انا يحيى ابن أبي طالب أخبرنا أبو النضر عن الأشجعي عن
سفيان عن حصين عن رجل عن معاذ بن جبل قال كان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا أفطر: الحمد الله الذي أعانني فصمت
ورزقني فأفطرت.
استشهد معاذ في الطاعون بالأردن في سنة ثماني عشرة وله خمس

(1) حسنس في القاموس بالضم لقب علي بن محمد بن صفدان المحدث وكذا
في المشتبه للذهبي حسنس علي بن محمد روى عنه أبي جميع.
21

وثلاثون سنة تقريبا رضي الله عنه.
9 - 9 / 1 ع - سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
مالك ابن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب الأمير أبو إسحاق
الزهري البدري العشري أول من رمى بسهم في سبيل الله، روى عنه
بنوه عامر ومحمد ومصعب وإبراهيم وعمر وعائشة وقيس بن أبي حازم
وسعيد بن المسيب وعلقمة وأبو عثمان النهدي ومجاهد وأيمن
المكي وخلق
أسلم وهو ابن سبع عشرة سنة وكان قصيرا غليظا جعدا اشعر
الجسم آدم أفطس. وقيل كان طويلا.
روى نافع القارئ عن ولد لسعد عن أبيه قال: أسلمت وما في
وجهي شعرة وقال ابن المسيب سمعت سعدا يقول: مكثت ليالي واني
لثلث الاسلام. وقال [سعد (1) قال] لي رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: ارم فداك أبي وأمي [يوم أحد (1)] وكان سعد مجاب
الدعوة، له مناقب جمة وجهاد عظيم وفتوحات كبار ووقع في نفوس
المؤمنين.
اعتزل الفتنة ولم يقاتل مع علي ومعاوية ثم كان على يغبطه على ذلك.
فعنه انه قال لله منزل نزله سعد وابن عمر، لئن كان ذنبا انه لصغير
ولئن كان حسنا انه لعظيم.
قال الزهري ان سعدا لما احتضر دعا بخلق جبة صوف وقال:

(1) من المكية.
22

كفنوني فيها فاني قاتلت فيها يوم بدر وانما خبأتها لهذا: وقيل إن
تركته كانت مائتي ألف درهم وخمسين ألف درهم وكان قد اعتزل في
قصر بناه بالعقيق سنة خمس وخمسين وحمل فدفن بالبقيع.
10 - 10 / 1 ع - أبو موسى الأشعري رضي الله عنه
عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب هاجر إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فقدم مع جعفر زمن فتح خيبر واستعمله النبي صلى الله عليه
وآله وسلم مع معاذ على اليمن ثم ولى لعمر الكوفة والبصرة وكان
عالما عاملا صالحا تاليا لكتاب الله إليه المنتهى في حسن الصوت بالقرآن
روى علما طيبا مباركا وأقرأ القرآن، حدث عنه طارق بن شهاب
وابن المسيب والأسود وأبو وائل وأبو عبد الرحمن السلمي وربعي بن
ابن حراش وأبو عثمان النهدي وخلق، اقرأ أهل البصرة وأفقههم.
شعبة وغيره عن سماك بن حرب سمعت عياضا الأشعري يقول
لما نزلت: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: هم قومك يا أبا موسى وأومى إليه، صححه الحاكم وانما يرويه
عياض عن أبي موسى.
وفي الصحيحين عن أبي بردة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال: اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وادخله يوم القيامة
مدخلا كريما.
وعن بريدة ان النبي صلى الله عليه وآله تسمع لقراءة أبي
موسى فقال: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود.
23

وقال أبو البختري سألنا عليا عن أبي موسى قال: صبغ في العلم
صبغة ثم خرج منه، قال أبو إسحاق سمعت الأسود يقول: لم أر بالكوفة
اعلم من على وأبي موسى، وقال الشعبي: كان العلم يؤخذ عن ستة: عمر
وعلى، وأبي، وابن مسعود، وزيد، وأبي موسى، وقال أيضا: قضاة
الأمة الأربعة: عمر وعلى وزيد وأبو موسى رضي الله عنهم.
وقال صفوان بن سليم: لم يكن يفتى في زمن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم غير عمر وعلى ومعاذ وأبي موسى، وقال النهدي: ما سمعت
طنبورا ولا صنجا ولا مزمارا أحسن من صوت أبي موسى كان يصلي
بنا فنود أنه قرأ البقرة وكان أبو موسى عابدا صواما قواما كبير القدر
مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح رضي الله عنه.
11 - 11 / 1 ع - أبو الدرداء عويمر بن زيد رضي الله عنه
ويقال عويمر بن عبد الله ويقال ابن ثعلبة الأنصاري الخزرجي
الامام الرباني، وكان يقال: هو حكيم هذه الأمة قيل إن اسلامه
تأخر إلى يوم بدر ثم شهد أحدا وأبلى يومئذ بلاء حسنا وحفظ القرآن
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وكان عالم أهل الشام ومقرئ
أهل دمشق وفقيههم وقاضيهم.
روى جملة أحاديث روى عنه ابنه بلال وزوجته أم الدرداء
الفقيهة وجبير بن نفير وعلقمة وسعيد بن المسيب وخالد بن معدان
وأبو إدريس الخولاني وعدة آخي رسول الله صلى الله عليه وآله
24

بينه وبين سلمان.
وروى العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة قال قال. أبو الدرداء:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم وانا تاجر فأردت ان تجتمع لي العبادة
والتجارة فلم تجتمعا فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة، والذي نفسي
بيده ما أحب ان لي حانوتا على باب لا تخطئني فيه صلاة أربح فيه كل
يوم أربعين دينارا وأتصدق بها كلها. قيل: وما تكره من ذلك قال
شدة الحساب.
شعبة عن عمرو بن مرة عن شيخ عن أبي الدرداء قال: أحب
الموت اشتياقا إلى ربي، وأحب الفقر تواضعا لربي، وأحب المرض
تكفيرا لخطيئتي، مات أبو الدرداء سنة اثنتين وثلاثين، وفي صحيح البخاري
عن انس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة،
أبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبى زيد قال القاسم بن
عبد الرحمن: كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم، وروى أبو الضحى
عن مسروق قال وجدت علم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم انتهى
إلى ستة: إلى عمر، وعلي، وعبد الله، ومعاذ، وأبي الدرداء، وزيد بن
ثابت، رضي الله عنهم.
وقال ابن أبي مليكة سمعت يزيد بن معاوية يقول إن أبا الدرداء
من الفقهاء العلماء الذين يشفون من الداء.
وروى الليث بن سعد عن فلان قال رأيت أبا الدرداء دخل المسجد
ومعه من الاتباع مثل ما يكون مع السلطان وهم يسألونه عن العلم.
25

12 - 12 / 1 ع - عبد الله بن سلام بن الحارث
الحبر أبو يوسف الإسرائيلي رضي الله عنه حليف الأنصاري أسلم
وقت مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكان اسمه الحصين فسماه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله وشهد له بالجنة وفيه نزلت:
(وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) وقوله تعالى: (ومن عنده علم
الكتاب) وكان عبد الله عالم أهل الكتاب وفاضلهم في زمانه بالمدينة
روى عدة أحاديث حدث عنه انس بن مالك وزرارة بن أوفى
قاضى البصرة وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو سعيد المقبري وأبو بردة بن
أبي موسى وابناه يوسف ومحمد ابنا عبد الله وآخرون.
معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن
يزيد بن عميرة قال لما احتضر معاذ قيل له أوصني قال إن العلم والايمان
مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، فالتمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان
وابن مسعود وعبد الله ابن سلام الذي أسلم، فاني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: انه عاشر عشرة في الجنة، أخرجه الترمذي.
مالك عن سالم أبي النضر عن عامر بن سعد عن أبيه قال ما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لأحد ان من أهل الجنة،
الا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على
مثله) متفق عليه، عاصم بن بهدلة عن مصعب عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: يدخل [من هذا الفج (1)] رجل من أهل

(1) من المكية.
26

الجنة، فدخل ابن سلام، ومن غير وجه ان ابن سلام رأى رؤيا
فقصها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: تموت وأنت مستمسك
بالعروة الوثقى، وعنه انه مر يحمل حزمة حطب فقيل: أليس قد أغناك
الله عن هذا؟ قال بلى، ولكن أردت: ان أقمع الكبر.
إبراهيم بن أبي يحيى انا معاذ بن عبد الرحمن عن يوسف بن عبد الله
بن سلام عن أبيه انه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال اني قرأت
القرآن والتوراة فقال: اقرأ هذا ليلة وهذا ليلة، فهذا ان صح ففيه
الرخصة في تكرير التوراة وتدبرها، اتفقوا على موت ابن سلام في
سنة ثلاث وأربعين بالمدينة رضي الله عنه.
13 - 13 / 1 ع - أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
أم عبد الله حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله بنت خليفة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه من
أكبر فقهاء الصحابة.
كان فقهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يرجعون
إليها تفقه بها جماعة.
بنى بها النبي صلى الله عليه وآله في شوال بعد وقعة بدر
فأقامت في صحبته ثمانية أعوام وخمسة أشهر فكانت أحب نسائه إليه.
ونزلت الآيات في تبرئتها مما رماها به أهل الإفك وعاشت خمسا
وستين سنة حدث عنها جماعة من الصحابة ومسروق [والأسود (1)]

(1) من المكية.
27

وابن المسيب وعروة والقاسم والشعبي وعطاء وابن أبي مليكة ومجاهد
وعكرمة [وعمرة (1)] ومعاذة العدوية ونافع مولى ابن عمر وخلق كثير.
يروى عن قبيصة بن ذؤيب قال كانت عائشة اعلم الناس يسألها
أكابر الصحابة.
وروى أبو بردة [بن أبي موسى (1)] عن أبيه قال ما أشكل علينا
أصحاب محمد صلى الله عليه وآله حديث قط فسألنا عائشة الا وجدنا
عندها منه علما.
قلت كانت غزيرة العلم بحيث ان عروة يقول: ما رأيت أحدا
اعلم بالطب منها، وقال علي بن مسهر أخبرنا هشام عن أبيه قال: ما رأيت
أحدا من الناس اعلم بالقرآن ولا بفريضة ولا بحلال وحرام، ولا بشعر
ولا بحديث العرب ولا النسب من عائشة رضي الله عنها.
روى هشام عن أبيه ان معاوية بعث إلى عائشة بمائة الف فوالله
ما غابت عليها الشمس حتى فرقتها، فقالت مولاة لها: لو اشتريت لنا من
ذلك بدرهم لحما؟ فقالت ألا ذكرتني رواه عنه هشام بن حسان هكذا.
واما أبو معاوية فقال حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر
عن أم ذرة ان عائشة بعث إليها بمال في غرارتين، قالت أراه ثمانين
ومائة الف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجلست فقسمته فأمست
وما عندها منه درهم فقالت يا جارية هلمي فطري، فجاءتها بزيت وخبز
فقالت لها أم ذرة أما استطعت ان تشترى لنا لحما بدرهم نفطر عليه؟
قالت: لا تعنفيني لو كنت ذكرتيني لفعلت.

(1) من المكية.
28

قرأت على أبي إسحاق الأسدي انا يوسف الآدمي انا أحمد بن
محمد التيمي انا أبو على الأصبهاني انا أبو نعيم انا ابن خلاد انا الحارث
انا روح انا حاتم بن أبي صغيرة انا ابن أبي مليكة ان عائشة بنت
طلحة حدثته ان عائشة قتلت جانا فأريت في النوم: والله لقد قتلته
مسلما، فقالت: لو كان مسلما ما دخل على أزواج النبي صلى الله عليه
وآله وسلم؟ فقيل: وهل دخل الا وعليك ثيابك؟ فأصبحت فزعة فأمرت
باثني عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله عز وجل
قلت توفيت في سنة سبع وخمسين، وقيل في سنة ثمان وخمسين
وقد أفردت اخبارها في مصنف رضي الله عنها.
14 - 14 / 1 ع - عمران بن حصين بن عبيد بن خلف
أبو نجيد الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله،
اسلامه وقت اسلام أبي هريرة له أحاديث عدة، وكان ممن بعثهم عمر
ابن الخطاب إلى أهل البصرة ليفقههم: وقال زرارة بن أوفى رأيت عمران
ابن حصين يلبس الخز، وقد ولى عمران قضاء البصرة وكان الحسن
يحلف بالله ما قدم البصرة أحد خير لهم من عمران بن حصين حدث
عنه زرارة والحسن ومحمد بن سيرين وزهدم الجرمي وعامر الشعبي
وابن بريدة ومطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو رجاء العطاردي وآخرون
رحمة الله عليهم. وكان ممن يسلم عليه الملائكة مات سنة اثنتين وخمسين،
وكان به داء الناصور فاكتوى لأجله فقال: اكتوينا فما أفلحن ولا أنجحن،
29

وروينا انه لما اكتوى انقطع عنه التسليم مدة ثم عاد إليه، له أحاديث
عدة في الكتب وكان من الباء الصحابة وفضلائهم، مات في عام هو
وأبو أيوب الأنصاري وأبو بكرة الثقفي وكعب بن عجرة ومعاوية بن
حديج الأمير وخمستهم من الصحابة الذين اعتزلوا صفين رضي الله عنهم
[على خلاف في أبي أيوب (1)].
15 - 15 / 1 ع - زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان
ابن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد
وأبو خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري المقرئ الفرضي كاتب وحى
النبي صلى الله عليه وآله.
قتل أبوه يوم بعاث، حرب كان بين الأوس والخزرج قبل الهجرة
فقدم النبي صلى الله عليه وآله وزيد صبي ذكي نجيب عمره إحدى
عشرة سنة فأسلم وأمره النبي صلى الله عليه وآله ان يتعلم خط
اليهود فجود الكتابة وكتب الوحي وحفظ القرآن وأتقنه واحكم الفرائض
وشهد الخندق وما بعدها وانتدبه الصديق لجمع القرآن فتتبعه وتعب
على جمعه ثم عينه عثمان لكتابة المصحف وثوقا بحفظه ودينه وأمانته
وحسن كتابته قرأ عليه القرآن جماعة منهم ابن عباس وأبو عبد الرحمن
السلمي وحدث عنه ابنه خارجة وأنس بن مالك وابن عمر ومروان
وعبيد بن السباق وعطاء بن يسار وبشر بن سعيد وحجر المدري وطاوس

(1) من المكية.
30

وعروة وخلق سواهم وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه [على المدينة (1)]
إذا حج ومناقبه كثيرة.
مات في قول الواقدي عن رجاله وقول يحيى بن بكير وخليفة
وابن نمير سنة خمس وأربعين، وقيل مات سنة أربع وخمسين، وقيل سنة
خمس وخمسين.
جرير بن حازم حدثني قيس بن سعد عن مكحول ان عبادة بن
الصامت دعا نبطيا ليمسك دابته عند بيت المقدس فأبي فضربه فشجه فاستعدى
عليه عمر فقال: ما هذا؟ قال: أمرته يمسك دابتي فأبى وانا رجل في
حدة فضربته، فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت أتقيد عبدك
من أخيك؟ فترك القود وارض بالدية.
وروى خارجة بن زيد عن أبيه قال اتي النبي صلى الله عليه وآله
وسلم المدينة وقد قرأت سبع عشرة سورة فقرأت على رسول الله
صلى الله عليه وآله فأعجبه ذلك، وقال: يا زيد تعلم لي كتابة يهود
فاني ما آمنهم على كتابي، قال فحذقته في نصف شهر.
قال انس: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أربعة من الأنصار أبي وزيد بن ثابت ومعاذ وأبو زيد رضي الله عنهم.
وفي حديث خالد الحذاء عن أبي قلابة عن انس مرفوعا: أفرض
أمتي زيد بن ثابت وروى عاصم الأحول عن الشعبي قال: غلب زيد
الناس على اثنتين الفرائض والقرآن.

(1) من المكية.
31

وروى مطرف عن الشعبي عن مسروق قال: كان أصحاب الفتوى من
الصحابة عمر وعلى وعبد الله وزيد وأبي وأبو موسى. وعن سليمان بن يسار
قال: ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحدا في الفتوى والفرائض
والقراءة. وروى حجاج بن أرطاة عن نافع ان عمر استعمل زيدا على
القضاء وفرض له رزقا قال احمد العجلي: الناس على قراءة زيد
[وفرض زيد (1)]. وعن ابن عباس قال: زيد بن ثابت كان من الراسخين
في العلم وكان يأخذ له بالركاب.
قال يحيى بن سعيد الأنصاري: لما مات زيد قال أبو هريرة مات
حبر الأمة، ولعل الله ان يجعل في ابن عباس منه خلفا. وقال علي بن
رباح كان زيد بن ثابت إذا سأله رجل عن شئ قال: آلله كان هذا؟
فان قال نعم، أفتى والا سكت.
16 - 16 / 1 ع - أبو هريرة الدوسي اليماني الحافظ
الفقيه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن صخر
على الأشهر، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، وقال: كناني أبي بأبي
هريرة لأني كنت أرعى غنما فوجدت أولاد هرة وحشية فلما أبصرهن
وسمع أصواتهن أخبرته فقال: أنت أبو هر وكان اسمي عبد شمس.
قدم أبو هريرة مهاجرا ليالي فتح خيبر، حفظ عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم الكثير وعن أبي بكر وعمر وأبي بن كعب وكعب (2)

(1) من المكية ل 2) رو عنه جماعة عن الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس
وجابر وأنس ووائلة كما في الاستيعاب.
32

وعنه الأغر أبو مسلم وسعيد بن المسيب وبشير بن نهيك وحفص بن
عاصم وحميد بن عبد الرحمن الزهري وحميد بن عبد الرحمن الحميري
وأبو صالح السمان وخلاس بن عمرو وسالم أبو الغيث وسعيد المقبري وأبوه
أبو سعيد وسعيد بن مرجانة وسلمان الأغر وأبو حازم سلمان الأشجعي
وأبو يونس سليم بن جبير وسليمان بن يسار وشهر بن حوشب وصالح
مولى التوأمة وضمضم بن جوس وطاوس والشعبي وأبو إدريس الخولاني
وأبو عثمان النهدي وعبد الرحمن الأعرج وعراك بن مالك وعكرمة وعروة
وعطاء ومجاهد وابن سيرين ومحمد بن زياد الجمحي ومحمد بن كعب وموسى
ابن وردان ونعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر وهمام بن منبه وخلق كثير.
وكان من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى مع الجلالة والعبادة والتواضع
قال البخاري روى عنه ثمانمائة نفس أو أكثر.
وقيل كان آدم بعيد ما بين المنكبين أفرق الثنيتين له ضفيرتان
يخضب بالحمرة، وكان من أصحاب الصفة فقيرا ذاق جوعا وفاقة ثم بعد
النبي صلى الله عليه وسلم صلح حاله وكثر ماله وكان كثير التعبد والذكر
ولى إمرة المدينة وناب أيضا عن مروان في إمرتها، وكان يمر في السوق
يحمل الحزمة وهو يقول: أوسعوا الطريق للأمير، وكان فيه دعابة
رضي الله عنه.
قال أبو القاسم بن النحاس سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول رأيت
في النوم - وانا بسجستان أصنف حديث أبي هريرة، أبا هريرة كث اللحية
أسمر عليه ثياب غلاظ فقلت له: اني أحبك، فقال: انا أول صاحب
33

حديث كان في الدنيا.
إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي هريرة قال: لما قدمت
على النبي صلى الله عليه وآله قلت في الطريق.
يا ليلة من طولها وعنائها * على انها من دارة الكفر نجت
قال وأبق لي غلام فلما قدمت وبايعت إذ طلع الغلام فقال النبي
صلى الله عليه وآله: هذا غلامك يا أبا هريرة، فقلت: هو حر لوجه
الله فأعتقته:
أيوب عن محمد أن أبا هريرة كان يقول لبنته: لا تلبسي الذهب
فاني أخشى عليك اللهب.
سليم بن حيان عن أبيه عن أبي هريرة قال: نشأت يتيما،، وهاجرت
مسكينا، وكنت أجيرا لابنة غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي، أحدوا بهم
إذا ركبوا وأحتطب إذا نزلوا، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما
وأبا هريرة إماما.
الزهري عن سالم سمع أبا هريرة قال سألني قوم محرمون عن محلين
أهدوا لهم صيدا فأمرتهم بأكله ثم لقيت عمر فأخبرته فقال: لو أفتيتهم
بغير هذا لأوجعتك.
أبو بكر الحنفي انا عبد الله بن أبي يحيى سمعت سعيد بن أبي هند
يحدث عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ألا
تسألني من هذه الغنائم؟ فقلت أسألك ان تعلمني مما علمك الله، فنزع
نمرة على ظهري فبسطها بيني وبينه حتى كأني انظر إلى القمل تدب عليها
34

فحدثني حتى إذا استوعبت حديثه قال: اجمعها فصرها إليك، قال فأصبحت
لا أسقط حرفا مما حدثني.
خالد الحذاء عن عكرمة قال قال أبو هريرة: اني لأستغفر الله
وأتوب إليه كل يوم اثني عشر الف مرة، على قدر ذنبي.
وروى زيد بن الحباب عن عبد الواحد بن موسى انا أبو نعيم بن
المحرر ابن أبي هريرة عن جده انه كان له خيط فيها ألفا عقدة لا ينام
حتى يسبح به.
قيس بن أبي حازم عن أبي هريرة قال جئت يوم خيبر بعد
ما فرغوا من القتال قال ابن سيرين قال أبو هريرة: لقد رأيتني أصرع
بين القبر والمنبر من الجوع حتى يقولوا: مجنون، فيجلس الرجل على
صدري فأرفع رأسي فأقول: ليس الذي ترى، انما هو الجوع.
روى احمد في مسنده عن أبي كثير السحيمي عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم حبب عبدك هذا يعنى
أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين وحببهم إليهما.
قال أبو نضرة العبد عن الطفاوي قال نزلت على أبي هريرة
بالمدينة ستة أشهر فلم أر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه.
ابن أبي ذئب عن المقبري [عن أبي هريرة (1)] قال: حفظت من
رسول الله صلى الله عليه وآله وعائين فاما أحدهما فبثثته في الناس
واما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم، قال الأعمش عن أبي صالح

(1) من المكية.
35

السمان كان أبو هريرة [من (1)] احفظ أصحاب محمد صلى الله عليه وآله.
وقال الشافعي: أبو هريرة احفظ من روى الحديث في دهره
وروى كهمس عن عبد الله بن شقيق قال قال أبو هريرة: لا أعرف
أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله احفظ لحديثه منى.
أبو داود.
الطيالسي انا عمران القطان عن بكر بن عبد الله عن أبي
رافع عن أبي هريرة انه لقى كعبا فجعل يحدثه ويسأله، فقال كعب:
ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة اعلم بما فيها من أبي هريرة. هشيم عن
يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن ابن عمر أنه قال يا أبا هريرة
ان كنت لا لزمنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلمنا بحديثه.
حماد بن زيد عن عباس الجريري سمعت أبا عثمان النهدي قال
تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا
يصلى هذا ثم يوقظ الآخر فيصلى ثم يوقظ الثالث.
أخبرنا إبراهيم بن يوسف انا ابن رواحة انا السلفي انا ابن البسري
انا السكري انا الصفار انا الرمادي انا عبد الرزاق انا معمر عن محمد
بن زياد قال كان معاوية يبعث أبا هريرة على المدينة، فإذا غضب عليه
بعث مروان وعزله فلم يلبث ان بعث أبا هريرة ونزع مروان، فقال
لغلام اسود قف على الباب فلا تمنع الا مروان، ففعل الغلام ثم جاء
مروان نوبة فدخل وقال حجبنا، قال: ان أحق من لا أنكر هذا لانت.

(1) ليس في المكية
36

توفى أبو هريرة سنة ثمان وخمسين، قاله جماعة وقال آخرون سنة
تسع وقيل سنة سبع وخمسين رضي الله عنه
17 - 17 / 1 ع - عبد الله بن عمر بن الخطاب الامام رضي الله عنهما
أبو عبد الرحمن العدوي المدني الفقيه أحد الاعلام في العلم
والعمل شهد الخندق وهو من أهل بيعة الرضوان وممن كان يصلح للخلافة
فعين لذلك يوم الحكمين مع وجود مثل الامام على وفاتح العراق سعد
ونحوهما رضي الله عنهما، ومناقبه جمة اثني عليه النبي صلى الله عليه وآله
وسلم، ووصفه بالصلاح.
قال محمد بن إسماعيل الأحمسي انا أحمد بن يعقوب بن المسعودي انا
إسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي عن أبيه عن ابن عمر انه قام والحجاج يخطب
فقال: عدو الله استحل حرم الله وخرب بيت الله وقتل أولياء الله. فقال
الحجاج من هذا فقيل: عبد الله بن عمر فقال الحجاج: اسكت يا شيخا
قد خرف فلما صدر الحجاج أمر بعض الأعوان فأخذ حربة مسمومة فضرب
بها رجل عبد الله بن عمر فمرض ومات منها، ودخل عليه الحجاج
عائدا فسلم ولم يرد عليه وكلمه فلم يجبه، أخرجه البخاري مختصرا.
الزهري عن عبيد الله قال: كان البر لا يعرف على عمر وابن عمر
حتى يقولا أو يفعلا. عن نافع قال دخل ابن عمر الكعبة فسمعته يقول
في سجوده ما يمنعني من مزاحمة قريش في هذا [الامر (1)] الا خوفك.

(1) من المكية.
37

جرير بن حازم عن يعلى عن نافع قال: لما قدم أبو موسى وعمرو بن
العاص أيام حكما قال أبو موسى: لا أرى لها غير ابن عمر، فقال عمرو
له: انا نريد أن نبايعك فهل لك ان تعطى مالا عظيما على أن تدع
هذا الامر لمن هو أحرص عليه منك؟ فغضب فقام فأخذ ابن الزبير
بطرف ثوبه فقال: يا أبا عبد الرحمن انما قال تعطيني مالا على أن أبايعك
فقال ابن عمر ويحك يا عمرو فقال انما قلت لأجربك، قال: لا والله
لا أعطي عليها ولا اقبل عليها ولا أفعلها الا عن رضى [من (1)] المسلمين.
يحيى الحماني انا شريك عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري
عن ابن الحنفية قال كان ابن عمر حبر هذه الأمة. وروى قتادة عن
سعيد بن المسيب قال لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لابن عمر.
وقال سلام بن مسكين سمعت الحسن يقول أتوا ابن عمر فقالوا
أنت سيد الناس وابن سيدهم بك راضون اخرج نبايعك، قال:
لا والله لا يهراق في محجمة دم.
ابن عيينة عن عمر بن محمد بن زيد سمعت [أبي (1)] يقول:
ما ذكر ابن عمر رسول الله صلى الله عليه وآله قط الا بكى، وما مر
على ربعهم الأغمض عينيه وما أحسن قول سفيان الثوري: يقتدى بعمر
في الجماعة وبابنه في الفرقة.
الضحاك بن عثمان عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار قال
كنت أقسم نفسي بين ابن عباس وابن عمر فكنت أكثر ما اسمع ابن

(1) من المكية
38

عمر يقول: لا أدري، وابن عباس لا يرد أحدا، فسمعت ابن عباس
يقول: عجبا لابن عمر ورده الناس، ألا ينظر في ما يشك فان كانت مضت
به سنة قال بها، والا قال برأيه، قال: فسمعت ابن عباس وسئل عن
مسألة فارتج فيها فقال: البلاء موكل بالقول.
عتيق بن يعقوب سمعت مالكا يقول قال لي ابن شهاب: لا تعدلن
برأي ابن عمر فإنه أقام ستين سنة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فلم يخف عليه شئ من امره ولا من أمر أصحابه.
قال يحيى بن يحيى التميمي قلت لمالك؟ أليس قلت سمعت المشايخ
يقولون من اخذ بقول ابن عمر لم يدع من الاستقصاء شيئا؟ قال نعم.
وذكر نافع ان عبد الله تتبع أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وآثاره وأفعاله حتى كأنه خفيف على عقله.
محمد بن سوقة عن أبي جعفر محمد بن علي قال: لم يكن أحد من
الصحابة إذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا احذر
أن لا يزيد فيه أو ينقص منه ولا ولا من ابن عمر
حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن محمد أن الحجاج خطب
فقال: ان ابن الزبير بدل كلام الله، فقام ابن عمر فقال: كذب (1)
لم يكن ابن الزبير يستطيع ان يبدل كلام الله ولا أنت، قال إنك شيخ
قد خرفت اقعد، قال أما انك لو عدت عدت.
عمران بن حدير عن أبي مجلز شهدت ابن عمر والناس يسألونه

(1) في طبقات ابن سعد (كذبت) ج 4 ص 135.
39

فقال: إياكم عنى إياكم عنى فإني كنت مع من هو أفقه منى، ولو علمت
انى أبقى حتى يفتقر إلى لتعلمت لكم. توفى ابن عمر في أول سنة أربع
وسبعين وهو شقيق أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، قال جابر: ما منا
الا من مالت به الدنيا ومال بها الا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
18 - 18 / 1 ع - عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما
الامام البحر عالم العصر أبو العباس الهاشمي ابن عم رسول الله
صلى الله عليه وآله وأبو الخلفاء مات رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ولعبد الله ثلاث عشرة سنة وقد دعا له النبي صلى الله عليه
وآله وسلم ان يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل.
خالد الحذاء قال [عن (1)] عكرمة عن ابن عباس قال: مسح النبي
صلى الله عليه وآله رأسي ودعا لي بالحكمة.
أبو عاصم انا شبيب بن بشر انا عكرمة عن ابن عباس قال دخل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المخرج ثم خرج فإذا تور مغطى فقال:
من صنع هذا؟ قال: عبد الله فقلت: انا فقال اللهم علمه تأويل القرآن.
الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال ابن مسعود: نعم ترجمان
القرآن ابن عباس لو أدرك أسناننا ما [عاشره (2)] منا أحد.
الأعمش عن أبي وائل استعمل على ابن عباس على الحج فخطب
يومئذ خطبة لو سمعها الترك والروم لا سلموا ثم قرأ عليهم سورة النور

(1) من المكية (2) من الاستيعاب (1 / 372) والإصابة (4 / 92) وفي المطبوع
(عشره).
40

فجعل يفسرها. المدائني عن نعيم بن حفص قال أبو بكر: قدم ابن عباس
علينا البصرة وما في العرب مثله جسما وعلما وبيانا وجمالا وكمالا.
عبد الرزاق عن معمر قال: عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عمر
وعلى وأبي ابن كعب رضي الله عنهم. أبو بكر بن عياش عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن ابن عباس قال: كنت أسمع بالرجل عنده، الحديث،
فآتيه فأجلس حتى يخرج فاسأله ولو شئت ان أستخرجه لفعلت.
زائدة انا عبد الرحمن بن عبد الله الأصبهاني انا عبد الله بن
شداد قال قال لي ابن عباس: يا ابن شداد ألا تعجب؟ جاءني الغلام
وقد اخذت مضجعي للقيلولة فقال: هذا رجل بالباب يستأذن، فقلت
ما جاء به الا حاجة، إيذن له قال فدخل فقال ألا تخبرني عن ذاك
الرجل؟ قلت أي رجل، قال علي بن أبي طالب متى يبعث؟ قلت:
سبحان الله، إذا بعث من في القبور، فقال، ألا أراك تقول كما يقول
هؤلاء الحمقى، فقلت أخرجوه أو لأضربنه.
معمر عن قتادة عن مطرف سمعت ابن عباس يقول: مذاكرة
العلم ساعة خير من احياء ليلة.
توفى ابن عباس بالطائف في سنة ثمان وستين فصلى عليه محمد
ابن الحنفية وقال: اليوم مات رباني هذه الأمة رضي الله عنه.
19 - 19 / 1 ع - عبد الله بن عمرو بن العاص العالم الرباني رضي الله عنهما
أبو محمد وأبو عبد الرحمن القرشي السهمي أحد من هاجر هو
41

وأبوه قبل الفتح وأبوه أسن منه بأحد عشر عاما فقط وكان النبي
صلى الله عليه وآله يفضله على والده وقد كان من أيام النبي
صلى الله عليه وآله صواما قواما تاليا لكتاب الله طلابة للعلم،
كتب عن النبي صلى الله عليه وآله علما كثيرا وكان يعترف له
أبو هريرة بالاكثار من العلم، وقال: فإنه كان يكتب عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وكنت لا اكتب وكان خيرا مقبلا على شأنه ويلوم
أباه على القيام نوبة الفتنة ويتأثم من القعود عنه خوف العقوق فحضر
صفين ولم يسل سيفا وكان أصاب جملة من كتب أهل الكتاب وأدمن
النظر فيها ورأى فيها عجائب، قد خلف له أبوه أموالا عظيمة وكان له
عبيد وخدم وله بستان بالطائف يسمى الوهط قيمة الف ألف درهم
حمل عنه المصريون علما كثيرا.
توفى بمصر سنة خمس وستين ليالي حصار الفسطاط فلما توفى
لم يقدروا ان يخرجوا بجنازته لمكان الحرب بين مروان بن الحكم وعسكر
ابن الزبير فدفن بداره رضي الله عنه، حدث عنه ابن المسيب وعكرمة
وأبو عبد الرحمن الحبلى وعروة ووهب وابن أبي مليكة وأبو عمرو
شعيب بن محمد حفيده.
20 - 20 / 1 ع - عقبة بن عامر الجهني صاحب رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
كان فقيها علامة قارئا لكتاب الله بصيرا بالفرائض فصيحا مفوها
42

شاعرا كبير القدر، قال ابن يونس مصحفه بخطه وهو الآن موجود
ولى إمرة مصر لمعاوية ثم عزله وأغزاه البحر سنة سبع وأربعين وقيل
كان يخضب بالسواد قلت وفي حديثه كثرة، وحدث عنه جبير بن نفير
وأبو عشانة حي بن يؤمن وأبو قبيل حي بن هانئ المعافريان وبعجة
ابن عبد الله الجهني وسعيد المقبري وأبو الخير مرثد اليزني وعلي بن رباح
وآخرون، ارخ ابن يونس موته في سنة ثمان وخمسين رضي الله عنه.
21 - 21 / 1 ع - جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام
الإمام أبو عبد الله الأنصاري الفقيه مفتى المدينة في زمانه كان آخر
من شهد [بيعة (1)] العقبة في السبعين من الأنصار وحمل عن النبي
صلى الله عليه وآله علما كثيرا نافعا وله منسك صغير في الحج أخرجه
مسلم، وأراد شهود بدر وشهود أحد فكان أبوه يخلفه على أخواته ثم
شهد الخندق وبيعة الرضوان. عمر دهرا وشاخ وأضر.
روى حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه قال: استغفر لي رسول الله
صلى الله عليه وآله ليلة البعير خمسا وعشرين مرة، وقيل إنه
شهد بدرا.
وقال محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال:
كنت أميح أصحابي يوم بدر، أخرجه أبو داود من طريق أبي معاوية
الضرير ولفظه: كنت أميح الماء يوم بدر، قال ابن عيينة لقى عطاء

(1) من المكية.
43

وعمر وجابر بن عبد الله سنة جاور بمكة.
قلت حدث عنه سعيد بن ميناء وأبو الزبير وأبو سفيان طلحة بن نافع
والحسن البصري وسالم بن أبي الجعد ومحمد بن المنكدر وخلق [كثير (1)]
عاش أربعا وتسعين سنة، توفى في سنة ثمان وسبعين رضي الله عنه.
22 - 22 / 1 ع - أبو سعيد الخدري
سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي المدني، كان من
علماء الصحابة وممن شهد بيعة الشجرة، روى حديثا كثيرا وأفتى مدة،
وأبوه من شهداء أحد، عاش أبو سأيد ستا غثمانين سنة وحدث عنه ابن
عمر وجببر بن عبد الله وغيرهما من الصحابة وعامر بن سعد وعمرو بن سليم
ونافع مولى ابن عمر وأبو نضر العبدي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعدة،
مات في أول سنة أربع وسبعين ويروى ان أبا سعيد كان من أهل الصفة،
وحديثه كثير فمنه في الصحيحين ثلاثة وأربعون حديثا، وانفرد البخاري
بستة عشر حديثا له وانفرد مسلم له باثنين وخمسين حديثا رضي الله عنه.
23 - 23 / 1 ع - انس بن مالك بن النضر
ابن ضمضم الإمام أبو حمزة الأنصاري النجاري المدني خادم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وله صحبة طويلة وحديث كثير وملازمة
للنبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ هاجر إلى أن مات ثم اخذ عن أبي بكر
وعمر وعثمان وأبي وطائفة وعمر دهرا وكان آخر الصحابة موتا،

(1) من المكية.
44

روى عنه الحسن والزهري وقتادة وثابت البناني وحميد الطويل وسليمان
التيمي ويحيى بن سعيد الأنصاري وأمم سواهم خرج له البخاري دون
مسلم ثمانين حديثا وانفرد له مسلم بسبعين حديثا واتفقا له على اخراج
مائة وثمانية وعشرين حديثا.
مات في سنة ثلاث وتسعين قاله حميد الطويل وابن علية وسعيد
الضبعي وأبو نعيم والفلاس وقعنب والسري بن يحيى وخلق، وقال قتادة
والهيثم بن عدي وأبو عبيد: مات سنة إحدى وتسعين، وروى معن بن
عيس عن ولد لأنس انه توفى سنة اثنتين وتسعين، تابعه الواقدي. وروى
جرير بن حازم عن شعيب بن الحبحاب انه توفى سنة تسعين رضي الله عنه.
ومن نبلاء الصحابة الذين حديثهم في الصحاح
أسيد بن الحضير الأسهلي البدري، والبراء بن عازب الأنصاري
الأوسي، وبريدة بن الحصيب الأسلمي نزيل مرو وعالمها، وبلال بن رباح
التيمي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزيل داريا، وجابر بن سمرة
السوائي، وجبير بن مطعم القرشي النوفلي، وجرير بن عبد الله البجلي،
وحذيفة بن اليمان صاحب السر وكان من كبار العلماء، وحكيم بن حزام
الأسدي. وأبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري من البدريين النجباء،
وخالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي الأمير سيف الله، وخباب بن الأرت
أحد السابقين، ورافع بن خديج الأنصاري، والزبير بن العوام بن خويلد
القرشي الأسدي ابن عمة النبي صلى الله عليه وآله وحواريه،
وزيد بن أرقم الأنصاري من أهل بيعة الرضوان، وزيد بن خالد الجهني،
45

وأبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
العدوي أحد العشرة، وسلمان الفارسي أبو عبد الله كان كبير القدر وهو
أسن الصحابة مطلقا في قول، وسلمة بن الأكوع أحد الشجعان الموصوفين
وسمرة بن جندب الفزاري، وسهل بن حنيف أحد البدريين، وسهل بن سعد
الساعدي آخر من مات بالمدينة من الصحابة. وشداد بن أوس الأنصاري،
وأبو امامة صدي بن عجلان الباهلي، وصهيب بن سنان النمري أحد السابقين،
وطلحة بن عبيد الله التيمي الشهيد أحد العشرة، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة
عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفهري، وعبادة بن الصامت الأنصاري
البدري أحد النقباء، والعباس بن عبد المطلب الهاشمي عم رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي آخر الصحابة موتا بالكوفة،
وعبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، وعبد الله بن مغفل المزني من
علماء البصرة، وعبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق التيمي، وعبد الرحمن بن
سمرة القرشي العبشمي، وعبد الرحمن بن عوف الزهري البدري أحد العشرة
المشهود لهم بالجنة، وعتبان بن مالك السالمي الأنصاري البدري، وعدي
ابن حاتم الطائي، وعقبة بن عمرو أبو مسعود البدري الأنصاري، وعمار
ابن ياسر أبو اليقظان العبسي أحد السابقين الأولين، وعمر بن أبي سلمة
المخزومي، وعمرو بن أمية الضمري، وعمرو بن العاص السهمي الأمير، وعوف
ابن مالك الأشجعي، وقيس بن سعد بن عبادة الخزرجي سياف النبي صلى الله
عليه وآله وسلم، وكعب بن عجرة الأنصاري، وكعب بن مالك السلمي
شاعر النبي صلى الله عليه وآله، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومالك
46

ابن الحويرث الليثي، والمسود بن مخرمة بن نوفل الزهري، والمسيب بن حزن
المخزومي، ومعاوية بن أبي سفيان الأموي، ووالده، ومعقل بن يسار، والمغيرة
ابن شعبة الثقفي نائب الكوفة، والمقداد بن الأسود الكندي أحد السابقين،
وأبو برزة نضلة بن عبيد الأسلمي، والنعمان بن بشير بن سعد الأنصاري،
والنعمان بن مقرن المزني، ونفيع بن الحارث أبو بكرة الثقفي، وواثلة بن
الأسقع الكناني، وأبو جحيفة وهب السوائي، وأبو أسيد الساعدي واسمه
مالك، وأبو حميد الساعدي منذر وقيل عبد الرحمن، وأبو رافع القبطي
مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قتادة
الأنصاري [الحارث (1)] وقيل نعمان وقيل عمرو، وأبو لبابة الأنصاري عبد المنذر
وقيل رفاعة وأبو واقد الليثي الحارث وقيل عوف رضي الله عنهم.
ومن النساء
أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأم المؤمنين جويرية بنت الحارث
المطلقية. وأم المؤمنين حفصة بنت عمر العدوية، وأم المؤمنين أم حبيبة
رملة بنت أبي سفيان الأموية، وأم المؤمنين زينب بنت جحش الأسدية،
وزينب بنت أبي سلمة المخزومية، وفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم الهاشمية، وأم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، وأختها
أم المؤمنين ميمونة. وأم عطية الأنصارية نسيبة، وأم المؤمنين أم سلمة
هند المخزومية، وأم حرام بنت ملحان الأنصارية، وأختها أم سليم،
وأم هانئ أخت علي بن أبي طالب رضى الله عنهن.

(1) من المكية.
47

[الطبقة الثانية من الكتاب]
كبراء التابعين وهم الطبقة الثانية من الكتاب
24 - 1 / 2 ع - علقمة بن قيس بن عبد الله فقيه العراق
الإمام أبو شبل النخعي الكوفي خال إبراهيم النخعي وعم الأسود
ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ولحق الجاهلية وسمع
من عمر وعثمان وابن مسعود وعلي وأبي الدرداء وجود القرآن على
ابن مسعود. وتفقه به وكان انبل أصحابه. قال عبد الرحمن بن يزيد
قال ابن مسعود: ما اقرأ شيئا وما اعلم شيئا الا وعلقمة يقرؤه ويعلمه.
قال قابوس بن أبي ظبيان قلت لأبي: لأي شئ كنت تدع الصحابة
وتأتي علقمة؟ قال أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وهم يسألون علقمة ويستفتونه.
قلت كان فقيها إماما بارعا طيب الصوت بالقرآن ثبتا فيما ينقل صاحب
خير وورع كان يشبه ابن مسعود في هديه ودله وسمته وفضله وكان
أعرج، اخذ عنه إبراهيم (1)، وإبراهيم بن سويد النخعي، وأبو الضحى مسلم
ابن صبيح، والشبعي، والقاسم بن مخيمرة ويحيى بن وثاب وطائفة. مات
سنة اثنتين وستين رحمه الله تعالى.
فائدة انما توانيت في تخريج حديث في ترجمة علقمة وخلق كثير
من المتقدمين لشهرة رواياتهم في الكتب الستة وقصرت تراجمهم

(1) يعنى ابن يزيد النخعي.
48

لئلا يطول الكتاب، والله الموفق للصواب والأصول محفوظة.
25 - 2 / 2 م 4 - أبو مسلم الخولاني
الفقيه العابد الزاهد ريحانة الشام الذي ألقاه الأسود العنسي في النار
فنجا منها ذكر ذلك شرحبيل بن مسلم، هاجر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه
، وروى عن عمر ومعاذ وأبي عبيدة والكبار، حدث عنه أبو إدريس
الخولاني وأبو العالية الرياحي وجبير بن نفير وعطاء وأبو قلابة وطائفة
وثقه ابن معين وغيره وله مناقب وكرامات وكان يقال: هو حكيم هذه
الأمة رحمه الله ومات قريبا من اثنتين وستين قال ابن سعد وغيره:
مات في دولة يزيد.
62 - 3 / 2 ع - مسروق بن الأجدع
الإمام أبو عائشة الهمداني الكوفي الفقيه أحد الاعلام وكان
أبوه فارس أهل اليمن في زمانه ومسروق هو ابن أخت البطل الكرار
عمرو بن معدى كرب اخذ عن عمر وعلى معاذ وابن مسعود وأبي،
وعنه إبراهيم والشعبي وأبو الضحى وأبو إسحاق وخلق
فعن الشعبي ان عائشة كانت قد تبنت مسروقا، وعن الشعبي قال
ما علمت أحدا كان اطلب للعلم منه وكان اعلم بالفتوى من شريح وكان شريح
يستشيره، وكان مسروق لا يحتاج إلى شريح، وقال أبو إسحاق: حج مسروق
فما نام الا ساجدا حتى رجع، وعن امرأة مسروق انه كان يصلى حتى يتورم
قدماه. قال ابن المديني: ما أقدم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله،
49

وقد صلى خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه. توفى مسروق سنة ثلاث
وستين رحمة الله عليه.
27 - 4 / 2 ع - عبيدة بن عمرو السلماني المرادي الكوفي
الفقيه العلم كاد أن يكون صحابيا أسلم زمن فتح مكة باليمن واخذ
عن علي وابن مسعود. قال الشعبي: كان يوازي شريحا في القضاء، وقال
العجلي عبيدة أحد أصحاب عبد الله الذين يقرؤون ويفتون الناس. قال
ابن سيرين ما رأيت رجلا أشد توقيا من عبيدة، وكان مكثرا عنه. وسلمان
المنسوب إليه عبيدة وهو سلمان بن ناجية بن مراد. روى عنه ابن سيرين
والشعبي والنخعي والسبيعي وعبد الله بن سلمة ومسلم بن حسان الا عرج
وغيرهم مات على الصحيح في سنة اثنتين وسبعين.
28 - 5 / 2 ع - عبيد بن عمير بن قتادة الليثي
أبو عاصم المكي روى عن عمر وأبي [ذر (1) وعلى وعائشة
وعدة، وعنه عطاء وابن أبي مليكة وعمرو بن دينار وأبو الزبير وعبد العزيز
ابن رفيع وطائفة، وكان عالما واعظا كبير القدر مات مع ابن عمر، بل
قبله سنة أربع وسبعين رحمه الله تعالى.
29 - 6 / 2 ع - الأسود بن يزيد بن قيس
الإمام أبو عمرو النخعي الفقيه الزاهد العابد عالم الكوفة وابن

(1) من المكية.
50

أخي عالمها علقمة وخال إبراهيم النخعي الفقيه وأخو عبد الرحمن بن يزيد.
اخذ عن معاذ وابن مسعود وحذيفة وبلال والكبار. حدث عنه ابنه
عبد الرحمن وإبراهيم وأبو إسحاق السبيعي وعدة. وكان من العبادة والحج
على أمر كبير، روى ابن علية عن ميمون أبي حمزة سافر الأسود بن
يزيد ثمانين حجة وعمرة لم يجمع بينهما وكذلك فعل ابنه. وقال النضر
ابن إسماعيل عمن أخبره قال كان عبد الرحمن بن الأسود يصلى كل يوم
سمع مائة ركعة، وكانوا يقولون انه من أقل أهل بيته اجتهادا وكانوا
يسمون الأسود من أهل الجنة. مات في سنة خمس وسبعين أو قريبا
منها رحمة الله عليه.
30 - 7 / 2 - 4 - عبد الرحمن بن غنم
الأشعري الفقيه شيخ أهل فلسطين وفقيه الشام روى عن عمر
ومعاذ بن جبل وجماعة، وعنه أبو سلام ممطور ورجاء بن حياة ومكحول
وإسماعيل بن عبد الله وطائفة بعثه عمر إلى الشام ليفقه الناس، وكان
مولده في حياة النبي صلى الله عليه وآله، ولأبيه غنم صحبة، وقيل
لعبد الرحمن رؤية. قال أبو مسهر الغساني: هو رأس التابعين، وقيل هو
الذي تفقه عليه التابعون بالشام، كان كبير القدر صادقا فاضلا مات
مع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في سنة ثمان وسبعين رحمه الله تعالى.
31 - 8 / 2 م 4 - كثير بن مرة الحضرمي الحمصي
الفقيه عالم أهل حمص كان إماما عالما طلابة للعلم أدرك سبعين
51

بدريا حدث عن معاذ وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وطبقتهم، وعنه
أبو الزاهرية وخالد بن معدان ومكحول وسليم بن عامر وعبد الرحمن
ابن جبير وعدة. قال النسائي لا بأس به رحمه الله تعالى.
32 - 9 / 2 م 4 - جبير بن نفير الحضرمي الحمصي
ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عن أبي بكر وعمر
وأبي ذر وأبي [الدرداء (1)] وجماعة، وعنه ابنه عبد الرحمن بن جبير
وخالد بن معدان ومكحول وسليم بن عامر وآخرون. وكان من أجلة
العلماء حديثه في الكتب كلها سوى صحيح البخاري وما ذاك للين فيه
ولكنه ربما دلس عن قدماء الصحابة، والبخاري لا يقنع الا بأن يصرح
الشيخ بلقاء من روى عنه مات سنة ثمانين
33 - 10 / 2 خ د ت س - كعب الأحبار
هو كعب بن ماتع الحميري من أوعية العلم ومن كبار علماء أهل الكتاب
، أسلم في زمن أبي بكر وقدم من اليمن في دولة أمير المؤمنين
عمر فأخذ عنه الصحابة وغيرهم، واخذ هو من الكتاب والسنة عن
الصحابة وتوفى في خلافة عثمان وروى عنه جماعة من التابعين مرسلا
وله شئ في صحيح البخاري وغيره.
34 - 11 / 2 ع - أسلم أبو زيد العدوي
عن مولاه عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق ومعاذ وأبي عبيدة

(1) من المكية.
52

وغيرهم من كبار علماء التابعين وهو حبشي اشتراه عمر سنة إحدى
عشرة لما حج وقيل هو من سبى عين التمر، روى عنه ابنه زيد بن أسلم
ونافع ومسلم بن جندب، توفى سنة ثمانين بالمدينة رحمه الله تعالى.
35 - 12 / 2 ع - علقمة بن وقاص
الليثي العتواري المدني ثقة نبيل حدث عن عمر وعائشة وابن
عباس رضي الله عنهم، وعنه ابناه عمرو وعبد الله والزهري ومحمد بن
إبراهيم التيمي وابن أبي مليكة التيمي وثقه ابن سعد، مات بعد الثمانين
رحمه الله تعالى.
36 - 13 / 2 ع - سويد بن غفلة
النخعي الكوفي المعمر ولد عام الفيل أو بعده بعامين وأسلم وقد شاخ
فقدم المدينة وقد فرغوا من دفن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
وشهد اليرموك، وحدث عن أبي بكر وعمر [وعلى (1)] وأبي رضي الله عنهم
وطائفة، وعنه إبراهيم النخفي وسلمة بن كهيل وعبدة بن أبي لبابة
وآخرون، وكان ثقة نبيلا عابدا زاهدا قانعا باليسير كبير الشأن رحمه الله،
يكنى النية مات سنة إحدى وثمانين.
37 - 14 / 2 ع - أم الدرداء هجيمة
الوصابية [الحميرية (1)] زوجة أبي الدرداء، كانت فقيهة عالمة
عابدة مليحة جميلة واسعة العلم وافرة العقل روت الكثير عن أبي الدرداء

(1) من المكية.
53

وعن سلمان وعائشة رضي الله عنهم، وعنها مكحول وسالم بن أبي الجعد
وزيد بن أسلم وإسماعيل بن عبيد الله وأبو حازم المديني وعطاء
الكيخاراني وعدة، حجت في سنة إحدى وثمانين وقد خطبها معاوية
رضي الله عنه فأبت رحمها الله تعالى.
38 - 15 / 2 ع - سعيد بن المسيب
الامام شيخ الاسلام فقيه المدينة أبو محمد المخزومي اجل التابعين
ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر وسمع من عمر شيئا وهو يخطب وسمع
من عثمان وزيد بن ثابت وعائشة وسعد وأبي هريرة رضي الله عنهم
وخلق، وكان واسع العلم وافر الحرمة متين الديانة، قوالا بالحق
فقيه النفس.
روى أسامة بن زيد عن نافع ان ابن عمر قال: سعيد بن المسيب
[هو والله (1)] أحد المفتين (2) وقال أحمد بن حنبل وغيره: مراسلات
سعيد صحاح، وقال قتادة ما رأيت أحدا اعلم من سعيد بن المسيب،
وكذا قال الزهري ومكحول وغير واحد [وصدقوا (1)]. قال على
ابن المديني لا اعلم في التابعين أوسع علما من سعيد، هو عندي اجل
التابعين. وقال العجلي وغيره: كان لا يقبل جوائز السلطان وله أربع
مائة دينار يتجر فيها بالزيت وغيره. قال سعد بن إبراهيم سمعت سعيد
بن المسيب يقول: ما أحد اعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه

(1) من المكية (2) في التهذيب ج 4 ص 84 - (المتقنين).
54

وآله وسلم ولا (1) أبو بكر وعمر منى.
قال الواقدي حدثني هشام بن سعد سمعت الزهري وسئل عمن
اخذ سعيد بن المسيب علمه؟ قال: عن زيد بن ثابت وسعد بن أبي
وقاص وابن عباس وابن عمر، وقد سمع من عثمان وعلى وصهيب،
وجل روايته المسندة عن أبي هريرة وكان زوج ابنته (2) وكان يقال ليس
أحد اعلم بقضاء عمر وعثمان منه. وروى معمر عن الزهري: كان سعيد
اعلم الناس بقضاء عمر وعثمان. وعن قتادة قال كان الحسن إذا أشكل
عليه شئ كتب إلى سعيد بن المسيب يسأل. حماد بن زيد عن يزيد بن
حازم ان ابن المسيب كان يسرد الصوم. وقال عبد الرحمن بن حرملة
سمعت سعيدا يقول حججت أربعين حجة، ويوسف بن يعقوب الماجشون
عن المطلب بن السائب قال: كنت جالسا مع سعيد بن المسيب بالسوق
فمر بريد لبني مروان فقال له سعيد: من رسل بنى مروان أنت قال:
نعم، قال: كيف تركت بني مروان؟ قال: بخير، قال: تركتهم
يجيعون الناس ويشبعون الكلاب، فاشرأب الرسول فقمت إليه فلم أزل
أزجيه حتى انطلق فقلت لسعيد يغفر الله لك تشيط بدمك؟ فقال: اسكت
يا أحيمق فوالله لا يسلمني الله ما اخذت بحقوقه. عن مكحول من وجه
ضعيف انه قال لما بلغه موت ابن المسيب: استوى الناس. قال مالك بلغني
ان سعيد بن المسيب قال: ان كنت لأسير الأيام والليالي في طلب

(1) كذا ولعل (لا) زائدة كما يأتي بعد (2) من طبقات ابن سعد - ج 5 ص 89
وفي المطبوع (وجل روايته المسند عن أبي هريرة كان زوج ابنته).
55

الحديث الواحد.
قال مصعب بن عبد الله حدثني مصعب بن عثمان ان الذي شهد
لسعيد بن المسيب حين أراد مسلم بن عقبة قتله عمرو بن عثمان ومروان
ابن الحكم شهدا انه مجنون فخلى سبيله، قال أبو يونس القوى دخلت
المسجد فإذا سعيد بن المسيب جالس وحده قلت: ما شأنه: قالوا نهى
ان يجالسه أحد. قلت قد أفردت سيرة سعيد في مؤلف، وقد اختلفوا
في وفاته على أقوال أقواها سنة أربع وتسعين أرخها الهيثم بن عدي
وسعيد بن عفير وابن نمير وغيرهم. وقال قتادة: سنة تسع وثمانين، وقال
يحيى القطان: سنة إحدى وتسعين، وقال ضمرة: سنة إحدى أو اثنتين
وتسعين. وقال على ابن المديني وابن معين والمدائني: سنة خمس ومائة
رحمه الله تعالى، قال الحاكم: أكثر أئمة الحديث على هذا.
39 - 16 / 2 ع - أبو إدريس الخولاني
عالم أهل الشام عائذ الله بن عبد الله الدمشقي الفقيه أحد من جمع
بين العلم والعمل ذكر سعيد بن عبد العزيز مولده عام حنين اخذ عن
معاذ بن جبل، قال ابن عبد البر: سماعه منه صحيح، وروى عن أبي الدرداء
وأبي ذر وحذيفة وعبادة بن الصامت وعوف بن مالك وأبي هريرة
وطائفة، وعنه الزهري ومكحول وربيعة القصير ويحيى بن يحيى الغساني
ويونس بن ميسرة وآخرون، وكان واعظ أهل دمشق وقاصهم وقاضيهم.
قال أبو داود سمع أبو إدريس الخولاني من أبي الدرداء وعبادة، قال
56

مكحول: ما علمت اعلم من أبي إدريس وثقه النسائي وغيره، وذكر لدحيم
هو وجبير بن نفير، فقال: أبو إدريس عندي هو المقدم، ورفع (1) من
شأن جبير لإسناده وأحاديثه، وقال الزهري: كان أبو إدريس من فقهاء
الشام وقال سعيد بن عبد العزيز: كان عالم أهل الشام بعد أبي الدرداء.
وقال ابن جابر عزل عبد الملك أبا إدريس عن القصص وأقره على القضاء
فقال: عزلوني عن رغبتي وتركوني في رهبتي، قال سيار وابن معين:
مات سنة ثمانين رحمة الله عليه.
40 - 17 / 2 ع - زر بن حبيش
الامام القدوة أبو مريم الأسدي الكوفي عاش مائة وعشرين
سنة وحدث عن عمر وأبي وعبد الله وعلى وحذيفة وعنه عاصم بن
بهدلة وقرأ عليه القرآن وأثنى عليه وقال: كان زر من أعرب الناس، كان
ابن مسعود يسأله عن العربية، روى عنه أيضا عبدة بن أبي لبابة وابن
أبي خالد وعدي بن ثابت وأبو إسحاق الشيباني والأعمش وعدة، مات سنة
اثنتين وثمانين رحمه الله تعالى.
41 - 18 / 2 خ م ت س ق - الربيع بن خثيم
الامام القدوة أبو زيد الثوري الكوفي روى عن ابن مسعود
وأبي أيوب الأنصاري وطائفة وعن عمر بن ميمون الأودي، وعنه
الشعبي والنخعي وهلال بن يساف وبكر بن ماعز وآخرون، وكان
قديم الوفاة، قال ابن معين لا يسئل عن مثله، وقال الشعبي: كان من معادن

(1) كذا لعله ارفع
57

الصدق وروى عبد الله بن الربيع بن خثيم عن أبي عبيدة بن عبد الله
قال: كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن عليه اذن
لأحد حتى يفرغ كل منهما من صاحبه قال وقال عبد الله: يا أبا يزيد لو رآك
رسول الله صلى الله عليه وآله لا حبك وما رأيتك الا ذكرت
المخبتين. وقال الشعبي: كان الربيع بن خثيم أشدهم ورعا، قيل مات في
خلافة يزيد بن معاوية.
42 - 19 / 2 ع - عبد الرحمن بن أبي ليلى
الإمام أبو عيسى الأنصاري الكوفي الفقيه والد [القاضي (1)]
محمد رأى عمر يمسح على خفيه، وروى عن عثمان وعلى وابن مسعود
وأبي ذر وطائفة مولده في أثناء خلافة عمر بالمدينة، قال ابن سيرين:
جلست إليه وأصحابه يعظمونه [كأنه أمير (1)] وعن أبي حصين ان الحجاج
استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء ثم عزله ثم ضربه ليسب
عليا رضي الله عنه وكان يورى ولا يصرح، ثم [انه (1)] خرج مع
ابن الأشعث وغرق رحمه الله ليلة دجيل سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين.
43 - 20 / 2 ع - أبو عبد الرحمن السلمي
مقرئ الكوفة وعالمها عبد الله بن حبيب بن ربيعة الكوفي قرأ
على عثمان وعلى وابن مسعود وسمع منهم ومن عمر وتصدر للاقراء
في خلافة عثمان إلى أن مات في سنة ثلاث وسبعين أو بعدها في إمرة

(1) من المكية.
58

بشر بن مروان على العراق قرأ عليه عاصم، وحدث عنه إبراهيم النخعي
وسعيد بن جبير وعلقمة بن مرثد وعطاء بن السائب وإسماعيل بن
عبد الرحمن السدي وكان ثقة رفيع المحل رحمه الله تعالى.
44 - 21 / 2 خ س - شريح بن الحارث
ابن قيس القاضي أبو أمية الكندي الكوفي الفقيه ويقال شريح بن
شرحبيل من المخضرمين استقضاه عمر على الكوفة ثم على فمن بعده
وحدث عن عمر وعلى ابن مسعود رضي الله عنهم. وعنه الشعبي
والنخعي وعبد العزيز بن رفيع ومحمد بن سيرين وطائفة استعفى من القضاء
قبل موته بسنة من الحجاج، وعاش مائة وعشرين سنة وثقه يحيى بن
معين وكان فقيها شاعرا فائقا فيه دعابة مات سنة ثمان وسبعين وقيل
في سنة ثمانين.
45 - 22 / 2 م 4 - شريح بن هانئ
أبو المقدام المذحجي الكوفي مخضرم له عن علي وعائشة وعمر
ابن الخطاب رضي الله عنهم [وعدة (1)] وعنه [ابناه محمد والمقدام
والشعبي والقاسم بن مخيمرة و (1)] حبيب بن أبي ثابت ويونس بن أبي
إسحاق. وهو من أمراء جيش على يقال عاش مائة وعشرين سنة،
قتل بسجستان في سنة ثمان وسبعين رحمه الله تعالى روى له الجماعة
سوى البخاري.

(1) من المكية.
59

46 - 23 / 2 ع - أبو وائل شقيق بن سلمة
الأسدي الكوفي شيخ الكوفة وعالمها، مخضرم جليل روى عن
عمر وعثمان وعلى وابن مسعود وعائشة رضي الله عنهم وجماعة، وعنه
الأعمش ومنصور وحصين وخلق سواهم، يقال أسلم في حياة النبي
صلى الله عليه وآله، روى محمد بن فضيل عن أبيه عن شقيق انه
تعلم القرآن في شهرين فهذا غاية الذكاء. قال إبراهيم النخعي: اني لأحسب
أبا وائل ممن يدفع عنا به، وروى عاصم بن بهدلة عن شقيق قال: عثمان
أحب إلى من على، وعن أبي وائل قال: اتاني مصدق النبي صلى الله عليه
وآله وسلم توفى سنة اثنتين وثمانين رحمه الله تعالى.
47 - 24 / 2 ع - قبيصة بن ذؤيب
الفقيه أبو سعيد الخزاعي المدني ثم الدمشقي كان على خاتم الخليفة
عبد الملك حدث عن أبي بكر وعمر وأبي الدرداء رضي الله عنهم وطائفة،
روى عنه مكحول والزهري ورجاء بن حياة وأبو قلابة وآخرون،
روى ابن لهيعة عن الزهري قال: كان قبيصة بن ذؤيب من علماء هذه
الأمة، وقال مكحول: ما رأيت اعلم منه وعن الشعبي: كان قبيصة اعلم
الناس بقضاء زيد بن ثابت رضي الله عنه، قيل إنه ولد فأتى به النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ليدعو له ومات سنة ست وثمانين رحمه الله تعالى.
48 - 25 / 2 خ م ت س ق - صفوان بن محرز
المازني البصري أحد العلماء العاملين عن أبي موسى الأشعري وعمران
60

ابن حصين وحكيم بن حزام رضي الله عنهم وعنه ثابت البناني وقتادة وبكر
المزني وعاصم الأحول وجامع بن شداد وعدة، وقال ابن سعد: ثقة
له فضل وورع رحمه الله تعالى.
49 - 26 / 2 ع - قيس بن أبي حازم
الإمام أبو عبد الله الأحمسي البجلي الكوفي محدث الكوفة سار ليدرك
النبي صلى الله عليه وآله وليبايعه فتوفى نبي الله وقيس في الطريق،
سمع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وأبا عبيدة وابن مسعود رضي الله عنهم
وعدة من الكبار، وكان عثمانيا، حدث عنه بيان بن بشر والأعمش
وإسماعيل بن أبي خالد ومجالد وآخرون، وثقه يحيى بن معين وغيره،
وقال ابن المديني قال لي يحيى بن سعيد: هو منكر الحديث، ثم ذكر له
حديث كلاب الحوأب، قلت: حديثه محتج به في كل دواوين الاسلام.
توفى سنة سبع وتسعين وقيل سنة ثمان رحمه الله تعالى.
50 - 27 / 2 ع - أبو العالية الرياحي رفيع بن مهران
البصري الفقيه المقرئ مولى امرأة من بنى رياح بطن من تميم
رأى أبا بكر وقرأ القرآن على أبي وغيره، وسمع من عمر وابن مسعود
وعلى وعائشة رضي الله عنهم وطائفة، وعنه قتادة وخالد الحذاء وداود
ابن أبي هند وعوف الاعرابي والربيع بن انس وأبو عمرو بن العلاء
وطائفة، روى قتادة عنه قال قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم صلى الله

(1) مات سنة أربع وسبعين - تقريب.
61

عليه وسلم بعشر سنين، وعن أبي خلدة عنه قال: كان ابن عباس يرفعني
على سريره وقريش أسفل منه ويقول: هكذا العلم يزيد الشرف شرفا
ويجلس المملوك على الأسرة، قال أبو بكر بن أبي داود: ليس
أحد اعلم بالقرآن بعد الصحابة من أبي العالية ثم سعيد بن جبير، وثقه
أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما مات سنة تسعين، والأصح سنة ثلاث
وتسعين رحمه الله تعالى.
51 - 28 / 2 ع - عروة بن الزبير بن العوام
الامام عالم المدينة أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني روى عن
أبيه يسيرا وعن زيد بن ثابت وأسامة بن زيد وسعيد بن زيد وحكيم
ابن حزام وعائشة وأبي هريرة رضي الله عنهم وخلق، وتفقه بخالته
عائشة وكان عالما بالسيرة حافظا ثبتا، حدث عنه بنوه هشام ومحمد وعثمان
ويحيى وعبد الله وحفيده عمر بن عبد الله والزهري وأبو الزناد وابن
المنكدر وصالح بن كيسان ويتيمه أبو الأسود وخلق، قال الزهري:
رأيته بحرا لا ينزف قال: وكان يتألف الناس على حديثه، وقال هشام
[ابن عروة: ما حفظت من أبي جزءا من الف جزء من حديثه وقال
هشام (1)] كان أبي يصوم الدهر ومات صائما. قال ابن شوذب: كان
عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف ويقوم به في الليل فما تركه
الا ليلة قطعت رجله وقع فيها الاكلة فنشرها، ولد في خلافة عثمان

(1) من المكية.
62

وقال شباب: ولد في آخر خلافة عمر مات سنة أربع وتسعين
رحمه الله تعالى.
52 - 29 / 2 ع - أبو سلمة بن عبد الرحمن
ابن عوف الزهري المدني الحافظ اسمه كنيته، قاله مالك وقيل:
عبد الله، روى عن أبيه يسيرا وعن عثمان وأبي قتادة وأبي أسيد وعائشة
وأبي هريرة وحسان بن ثابت رضي الله عنهم وعدة، وعنه سالم أبو النضر
وسعد بن إبراهيم القاضي وأبو الزناد والزهري ويحيى بن سعيد ويحيى
ابن أبي كثير ومحمد بن عمرو وخلق، وكان من كبار أئمة التابعين غزير العلم
ثقة عالما. قال الزهري أربعة وجدتهم بحورا عروة بن الزبير، وابن
المسيب، وأبو سلمة، وعبيد الله بن عبد الله، قلت: كان أبو سلمة يتفقه ويناظر
ابن عباس ويراجعه، توفى سنة أربع وتسعين وقيل مات سنة أربع
ومائة رحمه الله تعالى.
53 - 30 / 2 ع - أبو بكر بن عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي المدني الفقيه
أحد الفقهاء السبعة، يقال اسمه محمد والأصح ان اسمه كنيته وله عدة
إخوة، روى عن أبيه وعن عمار بن ياسر وأبي مسعود البدري وعائشة
وأبي هريرة وعبد الرحمن بن مطيع وجماعة، وعنه الحكم بن عتيبة وسمى
مولاه والزهري وعمرو بن دينار وبنوه عبد الله وعبد الملك وعمر
وسلمة وابن أخيه القاسم بن محمد بن عبد الرحمن وعبد الواحد بن أيمن
63

وآخرون. استصغر يوم الجمل فرد من عسكر طلحة والزبير هو وعروة،
وكان ثقة حجة فقيها إماما كثير الرواية سخيا قاله الواقدي. مولده في
خلافة عمر رضي الله عنه، وكان صالحا عابدا متألها كان يقال له راهب
قريش. قال ابن سعد: وكان مكفوفا، مات بالمدينة في سنة الفقهاء وهي سنة
أربع وتسعين رحمه الله تعالى، حديثه في دواوين الاسلام كلها.
54 - 31 / 2 ع - مطرف بن عبد الله بن الشخير
الإمام أبو عبد الله العامري الحرشي البصري كان رأسا في العلم والعمل
وله جلالة في الاسلام ووقع في النفوس، حدث عن أبيه وعن علي
وعمار وعمران بن حصين وعائشة وعياض بن حمار وعبد الله بن مغفل
المزني رضي الله عنهم وعدة، روى عنه أخوه يزيد أبو العلاء وحميد
ابن هلال وثابت بن أسلم البناني وسعيد الجريري وقتادة وغيلان بن
جرير ومحمد بن واسع وجماعة. ذكره ابن سعد فقال: روى عن أبي
ابن كعب وكان ثقة له فضل وورع وعقل وأدب، قال احمد العجلي:
لم ينج من فتنة ابن الأشعث بالبصرة الا مطرف بن الشخير وابن سيرين،
ولم ينج منها بالكوفة الا خيثمة بن عبد الرحمن وإبراهيم النخعي، وروى
غيلان بن جرير عنه ان رجلا كذب عليه فقال مطرف: اللهم ان
كان كاذبا فأمته، فخر مكانه ميتا. روى داود بن أبي هند عن مطرف
قال: ليس لأحد أن يصعد فيلقى نفسه ويقول قدر لي ربي ولكن
يحذر ويجتهد فان أصابه شئ علم أنه لن يصيبه الا ما كتب له.
أبو جعفر الرازي عن قتادة عن مطرف قال: ان هذا الموت قد
64

أفسد على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما لا موت فيه. قلت: كان مطرف
سيدا كبير القدر وكان يلبس فاخر الثياب ويركب الخيل ويدخل على
السلطان، مات سنة خمس وتسعين رحمة الله عليه.
55 - 32 / 2 ع - عمرو بن ميمون
الإمام أبو عبد الله الأود المذحجي اليماني نزيل الكوفة قدم
زمن الصديق مع معاذ فروى عنه وعن عمر وعلى وابن مسعود رضي الله عنهم
، وعنه أبو إسحاق وحصين وعبدة بن أبي لبابة ومحمد بن سوقة
وغيرهم وثقه يحيى بن معين. قال أبو إسحاق: حج واعتمر مائة مرة
وكان إذا رئي ذكر الله تعالى. وقال إبراهيم كان عمرو بن ميمون لما
كبر أوتد له في الحائط فإذا سئم من القيام لله تعالى استعان بالوتد،
يقال مات سنة خمس وسبعين، أو في سنة أربع وسبعين رحمه الله تعالى
حديثه في الكتب وليس بالكثير
56 - 33 / 2 ع أبو عثمان النهدي
عبد الرحمن بن مل بصري أدرك زمن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وارتحل زمن عمر فسمع منه ومن ابن مسعود وحذيفة بن اليمان
وأسامة بن زيد رضي الله عنهم وجماعة، وعنه قتادة وخالد الحذاء وحميد
وداود بن أبي هند وسليمان التيمي وخلق. شهد يوم اليرموك وقد حج
في الجاهلية مرتين ثم أسلم وأدى الصدقة إلى عمال النبي صلى الله عليه
وآله وسلم، وصحب سلمان الفارسي اثنتي عشرة سنة وكان عالما صواما
65

قواما يصلى حتى يغشى عليه. قال سليمان التيمي اني لأحسبه لا يصيب
ذنبا، توفى سنة مائة أو بعدها بقليل رحمه الله.
57 - 34 / 2 ع - أبو رجاء العطاردي
عمران بن ملحان البصري مخضرم من كبار علماء التابعين أسلم
زمن الفتح ولم ير النبي صلى الله عليه وآله ثم رحل وسمع من
عمر وعلى وعمران بن حصين وأبي موسى رضي الله عنهم وطائفة.
وتلقن القرآن من أبي موسى وعرضه على ابن عباس تلا عليه أبو الأشهب
العطاردي وغيره، حدث عنه أيوب وابن عون وعوف وسلم بن زرير
وجرير بن حازم وسعيد بن أبي عروبة وصخر بن جويرية ومهدي
ابن ميمون وطائفة، قال جرير سألته عن طعم الدم فقال: حلو. قال
أبو الحارث الكرماني ثقة من مشيخة أبي سلمة المنقري. سمعت أبا رجاء
يقول: أدركت النبي صلى الله عليه وآله وانا أمرد وما رأيت
أضل من العرب كانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها، وقيل كان أبو رجاء
يخضب رأسه دون لحيته، وقال ابن الاعرابي: كان شجاعا عابدا كثير
الصلاة والتلاوة قلت كان ثقة نبيلا عالما عاملا عاش مائة وعشرين
سنة، قال أبو الأشهب كان أبو رجاء يختم بنا في رمضان كل عشرة أيام
قلت مات سنة سبع ومائة وقيل سنة ثمان وقيل سنة خمس ومائة
رحمه الله تعالى.
58 - 35 / 2 ع - زيد بن وهب الجهني
أبو سليمان الكوفي امام مخضرم قدم المدينة بعد وفاة النبي صلى الله
66

عليه وآله وسلم بأيام، سمع عمر [وعثمان] وعليا وابن مسعود وأبا ذر
وحذيفة رضي الله عنهم وجماعة، وعنه حصين وعبد العزيز بن رفيع
والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وعدة وكان ثقة كثير العلم ولا عبرة
بكلام الفسوي [فيه (1)] فإنه قد احتج به أرباب الصحاح مات قريبا
من سنة أربع وثمانين رحمه الله تعالى.
59 - 36 / 2 ع - المعرور بن سويد
أبو أمية الأسدي الكوفي من الثقات المعمرين عاش مائة وعشرين
سنة حدث عن عمر وأبي ذر وابن مسعود رضي الله عنهم وعنه عاصم بن
بهدلة وأعمش وواصل الأحدب والمغيرة اليشكري وثقه يحيى بن
معين رحمهم الله.
60 - 37 / 2 ع - مرة الطيب
ويقال له مرة الخير وهو مرة بن شراحيل الهمداني [الكوفي]
المفسر العابد روى عن أبي بكر وعمر وأبي ذر وابن مسعود وأبي موسى،
وعنه أسلم الكوفي وإسماعيل السدي وزبيد اليامي وعطاء بن السائب
وإسماعيل بن أبي خالد وحصين بن عبد الرحمن وآخرون وثقه يحيى بن
معين: يقال انه سجد حتى أكل التراب جبهته وكان بصيرا بالتفسير
مات في حدود سنة تسعين وهو مخضرم.

(1) من المكية.
67

61 - 38 / 2 ع - مالك بن أوس
ابن الحدثان أبو سعيد النصري المدني مخضرم رأى الصديق وقيل
له صحبة روى عن عمر وعثمان وعلى وطلحة وجماعة، وعنه ابن المنكدر
وعكرمة بن خالد والزهري وجماعة، وهو من العلماء الاثبات ومن
فصحاء العرب مذكور بالبلاغة والبيان شهد فتح بيت المقدس توفى
سنة اثنتين وتسعين.
62 - 39 / 2 ع - أبو عمرو الشيباني
من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة واسمه سعد بن اياس الكوفي، قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وانا أرعى إبلا بكاظمة وقال:
كنت يوم القادسية ابن أربعين سنة حدث عن علي وابن مسعود وحذيفة،
وعنه منصور والأعمش وابن أبي خالد وسليمان التيمي والوليد بن العيزار
وعمرو بن عبد الله أبو معاوية النخعي وعدة عاش مائة وعشرين سنة.
قال عاصم كان أبو عمرو الشيباني يقرأ القرآن في المسجد الأعظم
فقرأت عليه ثم سألته يوما عن آية فاتهمني بهوى، قلت مات سنة
ثمان وتسعين.
63 - 40 / 2 ع - عبد الله بن محيريز بن جنادة
ابن وهب القرشي الجمحي أبو محيريز المكي أحد الاعلام سكن بيت
المقدس وحدث عن عبادة بن الصامت وأبي محذورة المؤذن ومعاوية
68

وأبي سعيد رضي الله عنهم وجماعة، وعنه مكحول والزهري وحسان
ابن عطية وإبراهيم بن أبي عبلة وكان ذا فضل وجلالة حتى أن رجاء بن
حياة يقول: ان يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم ابن عمر فانا نفخر عليهم
بعابدنا ابن محيريز، والله ان كنت أعد بقاءه أمانا لأهل الأرض، وعن
الأوزاعي قال: من كان مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز بقى ابن محيريز
حيا إلى دولة سليمان بن عبد الملك ولعله توفى سنة تسع وتسعين
رحمه الله تعالى.
64 - 41 / 2 ع - أبو رافع الصائغ
نفيع المدني مولى آل عمر رضي الله عنه أدرك الجاهلية وحدث
عن أبي كعب وعمر بن الخطاب وأبي موسى وأبي هريرة رضي الله عنهم
وكعب الأحبار وعدة، وروى عنه الحسن وثابت البناني
وعطاء، ابن ميمونة وقتادة وعلي بن زيد بن جدعان وثقه احمد
العجلي وغيره روى جملة صالحة وموته قريب من موت انس بن
مالك رضي الله عنه.
65 - 42 / 2 ع - ربعي بن حراش الغطفاني
العبسي الكوفي العالم العامل سمع عمر وكان معه بالجابية وعليا
وحذيفة وأبا موسى وطائفة وعنه منصور وعبد الملك بن عمير
وأبو مالك الأشجعي وغيره ورد أنه لم يكذب قط وكان قد آلى على
69

نفسه انه لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار؟ متفق على ثقته
وأمانته والاحتجاج به توفى سنة إحدى ومائة.
وقد كان في هذا القرن الفاضل خلق عظيم من أهل العلم وأئمة
الاجتهاد وابطال الجهاد في أقطار البلاد وسادة عباد ابدال أو أوتاد ولعل
في من تركناهم من هو اجل واعلم وكان الاسلام ظاهرا عاليا قد طبق
الأرض وافتتحت بلاد الترك وإقليم الأندلس بعد التسعين في دولة
الوليد وجميع الأمة من تحت أوامره بل بعض نوابه وهو الحجاج الظالم
في رتبة أعظم سلطان يكون وعمر إذ ذاك مسجد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم بأكمل زخرفة غرم عليه أموال عظيمة وأنشئ جامع دمشق
وغرم عليه أزيد من ستة آلاف ألف دينار وذلك بجاه العمل، وكان
خراج الدنيا لا يكاد ينحصر كثرة فقد كان عمر رتب الجزية على القبط
في العام اثني عشر الف ألف دينار فما طنك بجزية الروم، وما ظنك
بجزية الفرس.
ولقد كان الخليفة من بنى أمية لو شاء ان يبعث بعوثه إلى
أقصى الصين لفعل لكثرة الجيوش والأموال فهذا سليمان لما ولى
قد أغزى جيوشه في البر والبحر إلى مدينة القسطنطينية وحاصروها
نحوا من عشرين شهرا ووقع للمسلمين غلاء وجوع لبعد الديار ولكن
بلغنا انه كان في منزلة العسكر عرمة حنطة كالجبل العالي ذخيرة للجند
وغيظا للروم فلما استخلف عمر بن عبد العزيز اذن للجيش في الترحل
عنها وصالح أهلها وخضعوا له رضي الله عنه.
70

الطبقة الثالثة [من الكتاب]
وهي الطبقة الوسطى من التابعين ورأسها هو الحسن البصري
وغالب ذلك كان في دولة يزيد وهشام.
66 - 1 / 3 ع - الحسن بن أبي الحسن يسار
الامام شيخ الاسلام أبو سعيد البصري، يقال مولى زيد بن ثابت
ويقال مولى جميل بن قطبة، وأمه خيرة مولاة أم سلمة، نشأ بالمدينة
وحفظ كتاب الله في خلافة عثمان وسمعه يخطب مرات وكان يوم
الدار ابن أربع عشرة سنة ثم كبر ولازم الجهاد ولازم العلم والعمل
وكان أحد الشجعان الموصوفين يذكر مع قطري بن الفجاءة وصار
كاتبا في دولة معاوية لوالي خراسان الربيع بن زياد، حدث عن عثمان
وعمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وعبد الرحمن بن سمرة وسمرة
ابن جندب وجندب البجلي وابن عباس وابن عمر وأبي بكرة وعمرو
ابن تغلب وجابر وطائفة كثيرة، حدث عنه قتادة وأيوب وابن عون
ويونس وخالد الحذاء وهشام بن حسان وحميد الطويل وجرير بن
حازم وشيبان النحوي ويزيد بن إبراهيم التستري ومبارك بن فضالة
والربيع بن صبيح وأبان [بن يزيد] العطار وقرة بن خالد وأمم
سواهم، قال ابن سعد: كان [جامعا (1)] عالما رفيعا ثقة حجة مأمونا
عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما - إلى أن قال: وما أرسله

(1) من المكية.
71

فليس هو بحجة قلت وهو مدلس فلا يحتج بقوله ((عن) [في (1)]
من لم يدركه، وقد يدلس عمن لقيه ويسقط من بينه وبينه والله أعلم.
ولكنه حافظ علامة من بحور العلم فقيه النفس كبير الشأن عديم النظير
مليح التذكير بليغ الموعظة رأس في أنواع الخير وقد كنت أفردت
ترجمته في جزء سميته الزخرف القصرى، مات سنة عشر ومائة وله ثمان
وثمانون سنة رحمه الله تعالى عليه.
67 - 2 / 3 ع - أبو الشعثاء جابر بن يزيد
الأزدي البصري أحد الاعلام وصاحب ابن عباس روى عنه قتادة
وأيوب وعمرو بن دينار وطائفة، روى عطاء عن ابن عباس قال لو أن
أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لا وسعهم علما عما في كتاب الله،
وروى عن ابن عباس [قال (1)]: تسألوني عن شئ وفيكم جابر بن زيد،
وقال عمرو بن دينار ما رأيت أحدا اعلم بالفتيا من جابر بن زيد وعن
ضحاك الضبي قال لقى ابن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال يا جابر
إنك من فقهاء البصرة وانك تستفتى فلا تفتين الا بقرآن ناطق أو سنة
ماضية، فان لم تفعل هلكت وأهلكت. وعن أبي الحباب قال لما دفن
أبو الشعثاء قال قتادة: اليوم دفن علم الأرض. سمعه من أبي الحباب
محمد بن سواء وعن اياس بن معاوية قال أدركت أهل البصرة ومفتيهم
جابر بن زيد. قال حماد بن زيد سئل أيوب هل رأيت جابر بن زيد؟
قال نعم، كان لبيبا لبيبا - وجعل يعجب من فقهه قال احمد والفلاس

(1) من المكية.
72

والبخاري: مات سنة ثلاث وتسعين. وقال الواقدي وابن سعد: مات
سنة ثلاث ومائة رحمه الله تعالى.
68 - 3 / 3 ع - أبو الخير مرثد بن عبد الله
اليزني المصري الفقيه مفتى أهل مصر ويزن من حمير روى عن أبي
أيوب الأنصاري وأبي بصرة الغفاري. وعقبة بن عامر الجهني وتفقه عليه
وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم وعدة، وعنه عبد الرحمن
ابن شماسة وجعفر بن ربيعة ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم، قال ابن يونس:
كان مفتى أهل مصر في زمانه وتوفى سنة تسعين رحمه الله تعالى.
69 - 4 / 3 ع - إبراهيم التيمي
هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، تيم الرباب الكوفي العالم
العامل روى عن أبيه والحارث بن سويد وعمرو بن ميمون الأودي
وطائفة وعنه بيان بن بشر ويونس بن عبيد والأعمش وجماعة وكان
من الثقات. قتله الحجاج، وقيل: بل مات في حبسه ولم يبلغ
الأربعين. قال الأعمش سمعته يقول: ربما أتى على شهران لا أطعم فيهما.
لا يسمعن هذا منك أحد قلت: ليس حديثه بكثير احتج به أهل الكتب
يكنى أبا أسماء مات قبل انس بن مالك وذلك في سنة اثنتين وتسعين
رحمه الله تعالى.
70 - 5 / 3 ع - إبراهيم النخعي فقيه العراق
أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود الكوفي الفقيه
73

روى عن علقمة ومسروق والأسود وطائفة ودخل على أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها وهو صبي اخذ عنه حماد بن أبي سليمان الفقيه
وسماك بن حرب والحكم بن عتيبة وابن عون والأعمش ومنصور
وخلق، وكان من العلماء ذوي الاخلاص. قال مغيرة: كنا نهاب إبراهيم
كما يهاب الأمير. وقال الأعمش: ربما رأيت إبراهيم يصلى ثم يأتينا
فيبقى ساعة كأنه مريض. وقال: كان إبراهيم صيرفيا في الحديث وكان
يتوقى الشهرة ولا يجلس إلى الأسطوانة. وقال الشعبي لما بلغه موت
إبراهيم: ما خلف بعده مثله. وقال ابن عون: كان إبراهيم يأتي الامراء
ويسألهم الجوائز. وقال الحسن بن عمرو الفقيمي: كان إبراهيم يشترى
الوز ويسمنه ويهديه إلى الامراء. روى أبو حنيفة عن حماد قال: بشرت
إبراهيم بموت الحجاج فسجد وبكى من الفرح. وقال عبد الملك بن أبي
سليمان سمعت سعيد بن جبير يقول: تستفتوني وفيكم إبراهيم النخعي.
وقالت هنيدة زوجة إبراهيم انه كان يصوم يوما ويفطر يوما. وجاء
من وجوه عن إبراهيم انه كان لا يتكلم في العلم الا ان يسئل. وروى
ابن عون عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا ان يخرج الرجل
أحسن ما عنده. مات إبراهيم في آخر سنة خمس وتسعين كهلا قبل
الشيخوخة رحمه الله تعالى.
71 - 6 / 3 ع - علي بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
زين العابدين أبو الحسين الهاشمي المدني رضي الله عنه حضر كربلاء
مريضا فقال عمر بن سعد: لا تعرضوا لهذا. وكان يومئذ ابن نيف
74

وعشرين سنة روى عن أبيه وعمه الحسن وعائشة وأبي هريرة وابن
عباس والمسور وابن عمر وعدة، وعنه بنوه أبو جعفر محمد بن علي
وزيد وعمر وعبد الله، وزيد بن أسلم وعاصم بن عمر، والزهري
ويحيى بن سعيد وأبو الزناد وآخرون. قال الزهري: ما رأيت أحدا
كان أفقه من علي بن الحسين. لكنه قليل الحديث وكان من أفضل أهل بيته
وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى عبد الملك. وقال أبو حازم الأعرج:
ما رأيت هاشميا أفضل منه. وعن ابن المسيب قال: ما رأيت أورع
منه. وقال مالك: بلغني انه كان يصلى في اليوم والليلة الف ركعة إلى أن
مات. قال: وكان يسمى زين العابدين لعبادته. وقال فضيل بن غزوان
عنه: من ضحك ضحكة مج مجة من العلم. وعن علي قال: ان الجسد إذا
لم يمرض أشر. وجاء عن علي انه كان كثير الصدقة في السر رضي الله عنه
مات في ربيع الأول سنة أربع وتسعين.
72 - 7 / 3 ع - يحيى بن يعمر القاضي
أبو سليمان ويقال أبو عدى العدواني البصري الفقيه قاضى مرو
روى عن أبي ذر وعمار، وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وأبي
الأسود الديلي وغيرهم، وعنه عبد الله بن بريدة وقتادة ويحيى بن عقيل
وعطاء الخراساني وسليمان التيمي وإسحاق بن سويد العدوي. قال أبو داود:
لم يسمع من عائشة. قلت فما الظن بالذين قبلها؟ وقيل إنه أول من
نقط المصحف، وكان أحد الفصحاء الفقهاء اخذ العربية عن أبي الأسود،
وكان الحجاج قد نفاه فقبله قتيبة بن مسلم وولاه قضاء خراسان، وكان
75

له عدة نواب ثم عزله قتيبة لما بلغه عنه شرب المنصف متفق على حديثه وثقته.
73 - 8 / 3 ع - سعيد بن جبير الوالبي
مولاهم الكوفي المقرئ الفقيه أحد الاعلام سمع ابن عباس وعدي
ابن حاتم وان عمر وعبد الله بن مغفل وطائفة، وعنه جعفر بن أبي المغيرة
وأبو بشر جعفر بن اياس وأيوب والأعمش وعطاء بن السائب وخلق.
قتله الحجاج قاتله الله في شعبان سنة خمس وتسعين وله تسع وأربعون
سنة على الأشهر وقيل بل عاش بضعا وخمسين سنة، وقيل كان اسود
اللون وكان ابن عباس إذا حج أهل الكوفة وسألوه يقول أليس فيكم
سعيد بن جبير؟ وعن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال لسعيد بن جبير
جهبذ العلماء، كان قتل الحجاج له لكونه قاتله مع ابن الأشعث.
وروى اصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوب قال: كان سعيد بن
جبير يبكى بالليل حتى عمش، سمعته يردد هذه الآية (واتقوا يوما ترجعون
فيه إلى الله) بضعا وعشرين مرة، وقيل إنه قام ليلة في جوف الكعبة
فقرأ القرآن في ركعة رواها حماد بن أبي سليمان عنه. وقال عبد الملك
ابن أبي سليمان عن سعيد انه كان يختم في كل ليلتين. وروى الثوري
عن عمر بن سعيد قال: دعا سعيد بن جبير ولده لما قتل فجعل يبكى
فقال: ما يبكيك؟ ما بقاء أبيك بعد سبع وخمسين سنة؟ ابن عيينة
عن سالم بن أبي حفصة قال: لما أتي بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال:
أنت شقي بن كسير، قال: انا سعيد بن جبير، قال: لأقتلنك، قال:
انا اذن كما سمتني أمي، وقال: دعوني أصلي ركعتين، قال: وجهوه إلى
76

قبلة النصارى، قال أينما تولوا فثم وجه الله، ثم قال إني أستعيذ منك
بما عاذت به مريم اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا. وروى هشيم
عن عقبة مولى الحجاج قال: حضرت سعيد بن جبير فجعل الحجاج
يقول له: ألم افعل بك؟ ألم افعل بك؟ فيقول بلى، قال: فما حملك على
ما صنعت؟ قال: بيعة كانت على فغضب وصفق بيده وقال: بيعة
أمير المؤمنين كانت أولى وأسبق، وأمر به فقتل. وعن سعيد بن جبير
انه كان لا يدع أحد أيغتاب عنده. إسماعيل بن عبد الملك قال: رأيت
سعيد بن جبير يصلى في الطاق ولا يقنت في الصبح ويعتم ويرخيها شبرا
من ورائه. قال ميمون بن مهران: مات سعيد بن جبير وما على ظهر
الأرض رجل الا وهو يحتاج إلى علمه. وقال فطر بن خليفة: رأيت
سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية. وروى أبو معشر عن سعيد بن جبير
قال: رآني أبو مسعود البدري في يوم عيد ولى ذؤابة فقال: يا غلام
لا صلاة في مثل هذا اليوم قبل صلاة الامام، من الغيلانيات حدثنا
محمد بن شداد أخبرنا أبو نعيم انا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله
اني قتلت يحيى بن سبعين ألفا واني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين
ألفا غريب، وعبد الله خرج له [مسلم (1)].
74 - 9 / 3 ع - محمد بن سيرين الامام الرباني
أبو بكر مولى انس بن مالك، وأصل سيرين من جرجرايا قال

(1) من المكية.
77

انس بن سيرين ولد أخي لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، وولدت بعده
بسنة سمع محمد أبا هريرة وعمران بن حصين وابن عباس وابن عمر
وطائفة، وعنه أيوب وابن عون وقرة بن خالد وأبو هلال محمد بن سليم
وعوف وهشام بن حسان ويونس ومهدي بن ميمون وجرير بن حازم
وخلق كثير، وكان فقيها إماما غزير العلم ثقة ثبتا علامة في التعبير رأسا
في الورع، وأمه صفية مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال
مورق العجلي ما رأيت أحدا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من
ابن سيرين. وقال أبو قلابة من يطيق مثل ما يطيق محمد؟ يركب مثل
حد السنان. وقال شعيب بن الحبحاب قال لي الشعبي: عليك بذاك
الأصم يعنى ابن سيرين. وقال ابن عون: لم تر عيناي مثل ابن سيرين
والقاسم ورجاء بن حياة. وقال أبو عوانة رأيت ابن سيرين فما رآه أحد
الا ذكر الله تعالى، وذكر الثوري عن زهير الأقطع قال ابن سيرين
إذا ذكر الموت مات كل عضو منه.
قال يونس كان ابن سيرين صاحب ضحك ومزاح توفى محمد بعد
الحسن بمائة يوم في شوال سنة عشر ومائة؟ وهو أثبت من الحسن
رحمة الله عليهما.
75 - 10 / 3 ع - عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
الفقيه العلم أبو عبد الله الهذلي المدني الضرير أحد الفقهاء السبعة
اخذ عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وعدة،
وعنه عراك بن مالك رفيقه والزهري وصالح بن كيسان وأبو الزناد
78

وكان مع إمامته في الفقه والحديث شاعرا محسنا وهو مؤدب عمر
ابن عبد العزيز رضي الله عنه قال الزهري كان عبيد الله من بحور العلم.
وقال محمد بن الضحاك الحزامي قال مالك كان ابن شهاب يأتي عبيد الله
ابن عبد الله وكان من العلماء فكان يحدثه ويستقى هو له الماء من البئر،
وكان عبيد الله يطول الصلاة ولا يعجل عنها لأحد، فبلغني ان على
ابن الحسين جاءه وهو يصلي فجلس ينتظره وطول عليه فعوتب في
ذلك وقيل يأتيك ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فتحبسه
هذا الحبس؟ فقال: اللهم غفرا، لا بد لمن طلب هذا الشأن ان يعنى،
مات عبيد الله سنة ثمان وتسعين غلى الصحيح رحمه الله تعالى.
76 - 11 / 3 ع - الشعبي علامة التابعين أبو عمرو
عامر بن شراحيل الهمداني الكوفي من شعب همدان مولده في
أثناء خلافة عمر في ما قيل كان إماما حافظا فقيها [متفننا ثبتا (1)]
متقنا، وكان يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء، وروى عن علي فيقال:
مرسل. وعن عمران بن حصين وجرير بن عبد الله وأبي هريرة وابن
عباس وعائشة وعبد الله بن عمر (2) وعدي بن حاتم والمغيرة بن شعبة
وفاطمة بنت قيس وخلق، وعنه إسماعيل بن أبي خالد وأشعث بن سوار
وداود بن أبي هند وزكريا بن أبي زائدة ومجالد بن سعيد والأعمش
وأبو حنيفة وهو أكبر شيخ لأبي حنيفة وابن عون ويونس بن أبي
إسحاق والسري بن يحيى وخلق. قال احمد العجلي: مرسل الشعبي صحيح،

(1) من المكية (2) وفي المكية (عمرو) وكلاهما صحيح.
79

لا يكاد يرسل الا صحيحا.
قال الواقدي: الشعبي من حمير، وعداده في همدان، فمن كان
بالكوفة قيل لهم شعبيون، ومن كان منهم بالشام قيل لهم شعبانيون،
ومن كان باليمن قيل لهم آل ذي شعبين، ومن كان بالمغرب قيل لهم
الأشعوب، وكلهم ولد حسان بن عمرو بن شعبين فبنو علي بن حسان
هم رهط الشعبي دخلوا في جمهور همدان باليمن، وكان الشعبي ضئيلا
ولد هو وآخر في بطن، فكان يقول: اني زوحمت في الرحم، ولد سنة
جلولاء وأقام بالمدينة هاربا من المختار أشهرا فسمع من ابن عمر وتعلم
الحساب من الحارث الأعور، وشهد وقعة الجماجم مع ابن الأشعث
ثم نجا من سيف الحجاج وعفى عنه وولى قضاء الكوفة.
قال ابن سعد انا عبد الله بن محمد بن مرة الشعباني حدثني أشياخ
من شعيان منهم محمد بن أبي أمية ان مطرا أصاب اليمن فجحف السيل
موضعا فأبدى عن أزج عليه باب حجر فكسر الغلق ودخل فإذا بهو
عظيم فيه سرير من ذهب عليه رجل شبرناه فإذا طوله اثنا عشر شبرا
وعليه جباب من وشي منسوجة بالذهب وإلى جنبه محجن من ذهب
على رأسه ياقوتة حمراء إذا رجل أبيض الرأس واللحية له ضفيرتان
والى جنبه لوح مكتوب فيه بالحميرية باسمك اللهم رب حمير انا حسان
ابن عمرو القبيل إذ لا قيل الا الله عشت بأمل ومت بأجل أيام وخزهيد
وما وخزهيد؟ هلك فيه اثنا عشر الف قيل فكنت آخرهم قيلا فأتيت
جبل ذي شعبين ليجيرني من الموت فأخفرني، والى جنبه سيف مكتوب
80

فيه بالحميرية انا سيف قيل بي يدرك الثأر.
شعبة عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال أدركت خمسمائة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم. سعيد بن عبد العزيز عن مكحول
قال: ما رأيت اعلم من الشعبي. إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال: ما مات
لي قرابة وعليه دين الا قضيته عنه، ولا ضربت مملوكا لي قط. أبو بكر
ابن عياش عن أبي حصين قال: ما رأيت أحدا قط أفقه من الشعبي.
زائدة عن مجالد قال كنت مع إبراهيم فاقبل الشعبي فقام إليه إبراهيم
ثم جاء فجلس في موضع إبراهيم. سليمان [التيمي (1)] عن أبي مجلز
قال: ما رأيت أحدا أفقه من الشعبي، لا سعيد بن المسيب ولا طاوس
ولا عطاء ولا الحسن ولا ابن سيرين. جرير بن أيوب قال سأل رجل
الشعبي عن ولد الزنا شر الثلاثة هو؟ فقال: لو كان كذلك لرجمت أمه
وهو في بطنها.
وعن الشعبي وقال له رجل من الكيسانية ان عثمان كان كلا على
مواليه. فقال ويحك فهل قتل عثمان الا صنيعه في مواليه.
وعن أبي بكر الهذلي قال قال لي ابن سيرين الزم الشعبي فلقد
رأيته يستفتى والصحابة متوافرون.
وعن ابن المديني قال قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟
قال بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور
كبكور الغراب.

(1) من المكية.
81

قال ابن عيينة: العلماء ثلاثة، ابن عباس في زمانه، والشعبي في
زمانه، والثوري في زمانه.
جعفر بن عون سمعت ابن أبي ليلى يقول وذكر هذين فقال:
كان الشعبي صاحب آثار، وكان إبراهيم صاحب قياس. وعن عبد الملك بن
عمير قال مر ابن عمر بالشعبي وهو يحدث بالمغازي فقال شهدت القوم
ولهذا احفظ لها واعلم بها منى. وقال عيسى الحناط قال الشعبي: انما
كان يطلب هذا العلم من جمع النسك والعقل، فان كان عاقلا بلا نسك
قيل: هذا لا يناله، وان كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل هذا أمر لا يناله
الا العقلاء، ثم قال فلقد رأيت اليوم يطلبه من لا عقل له ولا نسك.
قال حفص بن غياث عن الأعمش عن الشعبي قال لا بأس بذبيحة
الليطة، فقلت يا أبا محمد ما منعك من اتيان الشعبي فقال: ويحك كيف
آتيه وهو إذا رآني سخر بي ويقول: هذه هيئة عالم؟ ما هيئتك الا هيئة
حائك، وكنت إذا أتيت إبراهيم أكرمني وأدناني. خالد بن عبد الله عن
حصين عن عامر قال: ما كذب على أحد في هذه الأمة ما كذب على
على رضي الله عنه.
أشعث عن ابن سيرين قال قدمت الكوفة وللشعبي حلقة [عظيمة (1)]
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ كثير. عبيد الله بن
موسى ثنا داود بن يزيد سمعت الشعبي يقول: والله لو أصبت تسعا وتسعين
مرة وأخطأت مرة لأعدوا على تلك الواحدة. وعن الشعبي: انا مبغض

(1) من المكية.
82

لمن أبغض عثمان وعليا. زكريا بن أبي زائدة قال: الشعبي يمر بأبي
صالح فيأخذ باذنه ويقول تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن؟. الهيثم
ابن عدي انا مجالد عن الشعبي قال: كره الصالحون الأولون الاكثار
من الحديث، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حدثت الا بما
أجمع عليه أهل الحديث.
قال الحاكم في ترجمة الشعبي ثنا إبراهيم بن مضارب القمري ثنا
محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عبد الواحد بن نجدة الحوطي انا بقية انا
سعيد بن عبد العزيز حدثني ربيعة بن يزيد قال قعدت إلى الشعبي بدمشق
في خلافة عبد الملك فحدث رجل من الصحابة عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم انه قال: اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة
وآتوا الزكاة وأطيعوا الامراء فان كان خير فلكم وان كان شرا
فعليهم وأنتم منه برآء فقال له الشعبي: كذبت.
شبابة بن سوار انا يزيد بن عياض وغير واحد عن مجالد عن
الشعبي قال ما كنت أعرف فقهاء الكوفة الا أصحاب عبد الله فقال له
قيس الأرقب أفلا تعرف أصحاب على؟ فقال: نعم، قال: فتعرف
الحارث الأعور؟ قال: نعم، لقد تعلمت منه حساب الفرائض والجد
فخشيت على نفسي منه الوسواس فلا أدري ممن تعلمه. قال فهل تعرف
ابن صبوة؟ قال: نعم لم يكن بفقيه ولم يكن فيه خير قال فهل تعرف
صعصعة بن صوحان؟ قال: كان [رجلا (1)] خطيبا ولم يكن بفقيه، قال:

(1) من المكية.
83

فهل تعرف رشيد الهجري؟ قال الشعبي: نعم، بينما واقف في الهجريين
إذ قال لي رجل هل لك في رجل يحب أمير المؤمنين؟ قلت: نعم،
فأدخلني على رشيد فلما رآني أشار بيده إلى وأنشأ يحدث، قال خرجت
حاجا فلما قضيت نسكي قلت لو أحدثت عهدا بأمير المؤمنين، فمررت
بالمدينة فأتيت باب على فقلت لانسان استأذن لي على سيد المسلمين
فقال هو نائم وهو يظن اني أعني الحسن، فقلت: لست أعني الحسن
انما أعني أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين، قال أو ليس
قد مات؟ فقلت أما والله انه ليتنفس الآن بنفس حي ويعرق من
الدثار الثقيل، فقال أما إذا عرفت سر آل محمد فادخل وسلم عليه
واخرج فدخلت على أمير المؤمنين فأنبأني بأشياء تكون فقلت لرشيد
إن كنت كاذبا فلعنك الله، وقمت وبلغ الحديث زيادا فبعث إلى رشيد
فقطع لسانه وصلبه.
السري بن إسماعيل عن الشعبي: ولدت عام جلولاء يعنى سنة
سبع عشرة. عاصم الأحول عن الشعبي انه كان أكثر حديثا من الحسن
وأسن منه بسنتين. ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في
بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط الا حفظته،
ولا أحببت ان يعيده على، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد
لكان به عالما.
نوح بن قيس عن يونس بن مسلم عن وادع الراسبي عن الشعبي
قال: ما أروي شيئا أقل من الشعر ولو شئت لأنشدتكم شهرا لا أعيد.
84

وفي نسخة: عن يونس ووادع، رواه ابن أبي خيثمة في تاريخه، داود
ابن أبي هند قال ما جالست أحدا اعلم من الشعبي. وقال عاصم الأحول
ما رأيت أحدا اعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز من الشعبي.
الأعمش: قال الشعبي: ألا تعجبون من هذا الأعور يأتيني يسألني
بالليل ويفتى بالنهار يعنى إبراهيم. أبو شهاب الحناط عن الصلت بن بهرام
قال: ما رأيت أحدا بلغ مبلغ الشعبي أكثر منه يقول: لا أدري.
ابن عون: كان الشعبي إذا جاءه شئ اتقاه. وكان إبراهيم يقول ويقول
وقال كان الشعبي منبسطا وكان إبراهيم منقبضا. فإذا وقعت الفتوى
انقبض الشعبي وانبسط إبراهيم. أبو نعيم: حدثنا أبو الجابية الفراء قال قال
الشعبي انا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه، الفقهاء من إذا علم
عمل. قال ابن عائشة: وجه عبد الملك الشعبي رسولا إلى ملك الروم
فلما رد قال يا شعبي: تدرى ما كتب به إلى ملك الروم، كتب إلى:
العجب لأهل دينك كيف لم يستخلفوا رسولك؟ فقلت يا أمير المؤمنين
لأنه رآني وما رآك. ذكرها الأصمعي وزاد فيها: انما أراد أن
يغريني بقتلك، فبلغ ذلك ملك الروم فقال: ما أردت الا ذاك.
قال جابر بن نوح الحماني حدثنا مجالد عن الشعبي قال: قدم
الحجاج وسألني عن أشياء فوجدني بها عارفا فجعلني عريفا على قومي ومنكبا
على جميع همدان وفرض لي فلم أزل عنده بأحسن منزلة حتى كان ابن
الأشعث فأتاني قراء أهل الكوفة فقالوا انك زعيم القراء فلم يزالوا حتى
خرجت فقمت بين الصفين أعيب الحجاج فبلغني انه قال: ألا تعجبون
85

من هذا الشعبي الخبيث. لئن أمكنني الله منه لا جعلن الدنيا عليه أضيق
من مسك جمل، فما لبثنا ان هزمنا فجئت وأغلقت بابي فمكثت تسعة
أشهر فندب الناس لخراسان فقام قتيبة بن مسلم فقال: انا لها فعقد له
فنادى مناديه من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن، فاشترى مولى لي حمارا
وزودني وخرجت فلم أزل مع قتيبة حتى اتينا فرغانة فجلس ذات يوم
قد برز فنظرت إليه فقلت: أيها الأمير عندي علم: قال: ومن أنت؟ قلت
أعيذك لا تسألني عن ذاك، فعرف انى ممن يخفى نفسه فدعا بكتاب
فقال: اكتب يعنى مسودة قلت لست ممن يحتاج، فجعلت أملي عليه
وهو ينظر حتى فرغ من كتاب الفتح، قال فحملني على بغلة وأرسل
إلى بسرق. حرير وكنت عنده في أحسن منزلة فاني أتعشى معه ليلة
إذ انا برسول الحجاج بكتاب فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فان صاحب
كتابك عامر الشعبي فان فاتك قطعت يدك ورجلك وعزلت. قال
فالتفت إلي وقال: ما عرفت قبل الساعة فاذهب حيث شئت، فلا حلفن
له بكل يمين، فقلت: ان مثلي لا يخفى، فقال: أنت اعلم، فبعثني إليه
وإذا وصلت إلى قرب واسط أمرهم ان يقيدوني فلما قدمت استقبلني
ابن أبي مسلم فقال يا أبا عمرو اني لأضن بك عن القتل إذا دخلت على
الأمير فقل كذا وقل كذا فلما دخلت عليه قال لا مرحبا ولا أهلا
جئتني ولست في الشرف من قومك ففعلت وفعلت ثم خرجت على؟
وانا ساكت، فقال: تكلم، قلت أصلح الله الأمير كلما قلته حق
ولكنا قد اكتحلنا بعدك السهر وتحلسنا الخوف ولم نكن مع ذلك
86

بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء فهذا أوان حقنت دمي واستقبلت بي
التوبة، قال: قد فعلت ذلك. قال الأصمعي: لما ادخل الشعبي قال
الحجاج: هيه يا شعبي، قال: أحزن بنا المنزل واكتحلنا السهر واستحلسنا
الخوف فلم نكن فيما فعلنا بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء فلله درك. قال
ابن سعد اختفى زمانا وكان يكتب إلى [يزيد (1)] بن أبي مسلم ان يكلم
فيه الحجاج. مالك بن مغول عن الشعبي قال: ما بكيت من زمان الا
بكيت عليه. مجالد وغيره ان رجلا لقى الشعبي وامرأة تمشى معه فقال:
أيكما الشعبي؟ قال: هذه. وعن عامر بن يساف: قال لي الشعبي: امض
بنا نفر من أصحاب الحديث، فخرجنا قال فمر بنا شيخ قال له الشعبي:
ما صنعتك؟ قال: رفاء، قال: عندنا دن مكسور ترفوه لنا؟ قال: ان
وهبت لي سلوكا من رمل رفوته، فضحك الشعبي حتى استلقى. قال
عطاء بن السائب عن الشعبي: ما اختلفت أمة بعد نبيها الا ظهر أهل
باطلها على أهل حقها. قال عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبد الرحمن
قال رأيت الشعبي سلم على نصراني فقال السلام عليكم ورحمة الله، فقيل
له في ذلك فقال: أوليس في رحمة الله؟ لولا ذلك لهلك وروى مجالد
عن الشعبي قال: لعن الله أرأيت.
قال أبو بكر الهذلي قال الشعبي: أرأيتم لو قتل الأحنف وقتل معه
صغير أكانت ديتهما سواء أم يفضل الأحنف لعقله وحلمه؟ قلت:
بل سواء، قال: فليس القياس بشئ. مجالد عن الشعبي قال: نعم الشئ

(1) من المكية.
87

الغوغاء يسدون السيل ويطفئون الحريق ويشغبون على ولاة السوء.
وعن الشعبي قال يا ليتني [أنفلت (1)] من علمي كفافا، لا على ولا لي.
إسحاق الأزرق عن الأعمش قال إني رجل الشعبي فقال: ما اسم
امرأة إبليس؟ قال: ذاك عرس ما شهدته.
ابن عيينة عن ابن شبرمة سئل الشعبي عمن نذر أن يطلق امرأته،
فقال: ليس بشئ قال فنبهت الشعبي انا فقال: ردوا على الرجل فقال:
نذرك في عنقك يوم القيامة.
عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال رأيت الشعبي ينشد الشعر
في المسجد ورأيت عليه ملحفة حمراء وإزارا اصفر.
ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما سمعت منذ عشرين سنة من رجل
يحدث بحديث الا وانا اعلم به منه قال: واستعمل ابن هبيرة الشعبي
على القضاء وكلفه ان يسامره فقال: لا أستطيع فأفردني بأحدهما.
77 - 12 / 3 ع - سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
أبو عمر ويقال أبو عبد الله العدوي العمري المدني الفقيه الحجة أحد
من جمع بن العلم والعمل والزهد والشرف سمع أباه وعائشة وأبا هريرة
ورافع بن خديج وسفينة وسعيد بن المسيب، وعنه عمرو بن دينار
والزهري وعبيد الله بن عمر وصالح بن كيسان وموسى بن عقبة وحنظلة
ابن أبي سفيان وخلق كثير. وكان شديد الأدمة علج الخلق خشن العيش
يلبس الصوف تواضعا ويهنأ بعيره، ومحاسنه كثيرة وكان أبوه

(1) من المكية.
88

معجبا به وكان يقول:
يلومونني في سالم وألومهم (1) * * * وجلدة بين العين والأنف سالم
قال مالك لم يكن أحد في زمانه أشبه منه بمن مضى من الصالحين
في الزهد والفضل وقال احمد وإسحاق: أصح الطرق الزهري عن سالم
عن أبيه وقيل كان سالم يشترى الثوب بدرهمين. وقال له سليمان بن
عبد الملك أي شئ تأكل؟ قال الخبز والزيت، فإذا وجدت اللحم أكلته.
وعن ميمون بن مهران قال كان سالم على سمت أبيه وعدم رفاهيته
وقيل كان يشترى في السوق ويتجر، وقيل إنه دخل في ثياب رثة
غليظة على سليمان فأجلسه معه على سرير الخلافة، مات سنة ست ومائة
وقد شاخ رحمه الله تعالى.
78 - 13 / 3 ع - أبو صالح السمان ذكوان
المدني مولى جويرية الغطفانية وكان يجلب الزيت والسمن إلى
الكوفة شهد الدار وحصار عثمان رضي الله عنه وسأل سعد بن أبي
وقاص وسمع أبا هريرة وعائشة [وابن عباس (2)] وعدة من الصحابة
رضي الله عنهم. وعنه ابنه سهيل والأعمش وسمى وزيد بن أسلم وبكير
ابن الأشج ويحيى بن سعيد وطائفة، ذكره احمد فقال: ثقة ثقة من
اجل الناس وأوثقهم. قال الأعمش سمعت من أبي صالح الف حديث

(1) كذا في الأصل - وفي تاج العروس ولسان العرب في س ل م (يديرونني عن
سالم وأريغه) وفي هامش ديوان زهير بن أبي سلمى ص 341 (ورد في 87 أدب م)
(يديرونني عن سالم وأديرهم) (2) من المكية.
89

قلت توفى سنة إحدى ومائة رحمه الله تعالى.
79 - 14 / 3 ع - طاوس بن كيسان
أبو عبد الرحمن اليماني الجندي من الأبناء سمع زيد بن ثابت وعائشة
وأبا هريرة وزيد بن أرقم وابن عباس وطائفة. حدث عنه ابنه عبد الله
والزهري وإبراهيم بن ميسرة وأبو الزبير المكي وعبد الله بن أبي نجيح
وحنظلة بن أبي سفيان وعدة وكان رأسا في العلم والعمل. قال عمرو
ابن دينار ما رأيت أحدا مثل طاوس، وقال قيس بن سعد كان طاوس
فينا مثل ابن سيرين في أهل البصرة.
وروى عطاء عن ابن عباس قال إني لأظن طاوسا من أهل الجنة.
وقال النعمان بن الزبير الصنعاني بعث أمير اليمن إلى طاوس بخمس مائة
دينار فلم يقبلها. وقال إبراهيم بن ميسرة ما رأيت أحدا الشريف
والوضيع عنده بمنزلة الا طاوسا.
قلت طاوس كان شيخ أهل اليمن وبركتهم ومفتيهم له جلالة
عظيمة وكان كثير الحج فاتفق موته بمكة قبل التروية بيوم سنة ست
ومائة وصلى عليه هشام بن عبد الملك الخليفة، رحمة الله عليه.
80 - 15 / 3 - عطاء بن يسار الامام الرباني
أبو محمد المدني مولى أم المؤمنين ميمونة الفقيه الواعظ أخو الفقيه سليمان
[وعبد الله (1)] وعبد الملك روى عن زيد بن ثابت وأبي أيوب وعائشة

(1) من المكية.
90

وأسامة بن زيد وأبي هريرة وعدة، وعنه زيد بن أسلم وعمرو بن دينار
وصفوان بن سليم وهلال بن أبي ميمونة وشريك بن أبي نمر، وكان
ثقة جليلا من أوعية العلم يقال مات سنة ثلاث ومائة، وقيل بل توفى
سنة بضع وتسعين. ذكر أبو داود انه سمع من ابن مسعود وقال سعيد
ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني محمد بن أبي حرملة عن عطاء
ابن يسار أخبرني أبو الدرداء ان رسول الله صلى الله عليه وآله
قرأ: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قلت: وان زنى وان سرق؟ قال نعم
وذكر الحديث، سمعناه في الحادي عشر من حديث ابن زياد القطان
81 - 16 / 3 ع - سليمان بن يسار المدني الفقيه العلم
عن عائشة وأبي هريرة وزيد بن ثابت وابن عباس وميمونة
وطائفة وعنه عمرو بن دينار والزهري وسالم أبو النضر ويحيى بن سعيد
وصالح بن كيسان وآخرون. وكان من أئمة الاجتهاد. قال الحسن بن
محمد ابن الحنفية: هو أفهم عندنا من سعيد بن المسيب. وقيل كان المستفتى
يأتي سعيد بن المسيب فيقول له: عليك بسليمان بن يسار. وقال مالك:
كان سليمان من علماء الناس. وقال مصعب بن عثمان: كان سليمان من
أحسن الشباب صورة فدخلت عليه امرأة فراودته فامتنع وهرب منها.
قيل مات سنة سبع ومائة وقيل سنة أربع ومائة وقيل غير ذلك
رحمه الله تعالى.
82 - 17 / 3 ع - خارجة بن زيد بن ثابت
الأنصاري المدني أحد الفقهاء من كبار العلماء الا انه قليل الحديث
91

فلهذا لم أذكره في الحفاظ رحمه الله تعالى.
83 - 18 / 3 ع - مجاهد بن جبر
الإمام أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي المقرئ المفسر الحافظ
مولى السائب بن أبي السائب المخزومي سمع سعدا وعائشة وأبا هريرة
وأم هانئ وعبد الله بن عمر وابن عباس ولزمه مدة وقرأ عليه القرآن
وكان أحد أوعية العلم، روى عنه قتادة والحكم [بن عتيبة] وعمرو
ابن دينار ومنصور والأعمش وأيوب وابن عون وعمر بن ذر وخلق.
قال مجاهد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند
كل آية أسأله فيم نزلت؟ وكيف كانت؟ قرأ على مجاهد ابن كثير وأبو
عمرو بن العلاء وابن محيصن. قال قتادة أعلم ممن بقى بالتفسير مجاهد.
وقال ابن جريج لان أكون سمعت من مجاهد أحب إلى من أهلي ومالي.
وقال خصيف: أعلمهم بالتفسير مجاهد. وروى إبراهيم بن مهاجر عن
مجاهد قال: ربما اخذ لي ابن عمر رضي الله عنهما بالركاب (1).
وقال الأعمش كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته مبتذلا كأنه
خربندج قد ضل حماره وهو مهتم لذلك. فإذا أنطق خرج من فيه اللؤلؤ.
وقال حميد الأعرج كان مجاهد يكبر من: والضحى. قال غير واحد
توفى سنة ثلاث ومائة، وروى الواقدي عن ابن جريج قال: بلغ ثلاثا
وثمانين سنة. ذكر محمد بن حميد أخبرنا عبد الله بن عبد القدوس عن
الأعمش قال: كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة الا ذهب لينظر إليها. ذهب

(1) وفي تهذيب التهذيب ج 10 ص 43 (قال ربما اخذ لابن عمر بالركاب).
92

إلى حضرموت ليرى بئر برهوت وذهب إلى بابل وعليه وال فقال
له مجاهد: تعرض على هاروت وماروت فدعا رجلا من السحرة فقال:
اذهب به فقال اليهودي بشرط ان لا تدعو الله عندهما قال فذهب به
إلى قلعة فقطع منها حجرا ثم قال خذ برجلي فهوى به حتى انتهى إلى
جوبة فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين فلما رأيتهما قلت سبحان الله
خالقكما فاضطربا فكأن الجبال تدكدكت فغشى على وعلى اليهودي ثم
أفاق قبلي فقال قد أهلكت نفسك وأهلكتني.
84 - 19 / 3 ع - خالد بن معدان
أبو عبد الله الكلاعي الحمصي عالم أهل بلده في زمانه سمع ثوبان
ومعاوية وأبا امامة والمقدام بن معدى كرب وجبير بن نفير وكثير
ابن مرة وخلقا كثيرا وأرسل عن معاذ بن جبل والكبار، حدث عنه
بحير بن سعد وثور بن يزيد وحريز بن عثمان وصفوان بن عمرو وعبدة
ابنته وآخرون. فقال صفوان سمعه يقول: لقيت سبعين صحابيا وقال
بحير ما رأيت أحدا الزم للعلم منه وكان علمه في مصحف له أزرار وعرى.
وقال صفوان كان إذا عظمت حلقته قام خوف الشهرة. قال سفيان
الثوري: ما أقدم على خالد بن معدان أحدا. ويروى انه كان يسبح في
اليوم سبعين (1) الف مرة. وعنه قال: لو كان للموت غاية تعرف ما سبقني
أحد إليه الا بفضل قوة. قال جماعة مات سنة أربع ومائة. قال الهيثم
والمدائني وجماعة مات سنة ثلاث ومائة وهو أحد الاثبات غير أنه

(1) في المكية - (أربعين).
93

يدلس ويرسل حديثه في الكتب الستة رحمه الله تعالى.
85 - 20 / 3 ع - أبو قلابة عبد الله بن زيد
الجرمي البصري أحد الاعلام روى عن سمرة بن جندب وثابت
ابن الضحاك وأنس بن مالك [النجاري وأنس بن مالك الكعبي (1)]
وزهدم بن مضرب وعمرو بن سلمة وخلق، وأرسل عن حذيفة وعائشة
وطائفة وروايته عن عائشة مع هذا في صحيح مسلم. حدث عنه أيوب
وحميد ويحيى بن أبي كثير وخالد الحذاء وعاصم الأحول وداود بن
أبي هند وآخرون. طلب للقضاء فتغيب وتغرب عن وطنه فقدم الشام
ونزل داريا وكان عظيم القدر. روى حماد بن زيد عن أيوب قال:
مرض أبو قلابة [بالشام (1)] فعاده عمر بن عبد العزيز وقال يا أبا قلابة:
تشدد لا يشمت بنا المنافقون. قال حماد مات أبو قلابة بالشام فأوصى
بكتبه لأيوب السختياني فجئ بها في عدل راحلة. وقال ابن علية أخبرنا
أيوب قال أوصي لي أبو قلابة بكتبه فأتيت بها من الشام فأديت كراءها
بضعة عشر درهما. قال أبو عبيدة وشباب وأبو سعيد بن يونس: مات
أبو قلابة سنة أربع ومائة. وقال الهيثم بن عدي وغيره سنة سبع
ومائة وقال ابن معين: سنة ست أو سبع رحمه الله تعالى.
وأخبرني عبد المؤمن بن خالد الحافظ قال: وأبو قلابة ممن ابتلى في
بدنه ودينه أريد على القضاء بالبصرة فهرب إلى الشام فمات بعريش مصر سنة
أربع وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.

(1) من المكية.
94

86 - 21 / 3 ع - أبو بردة بن أبي موسى الأشعري
الفقيه أحد الأئمة الاثبات روى عن أبيه وعلي بن أبي طالب
والزبير بن العوام وحذيفة وابن سلام وأبي هريرة وغيرهم. وعنه
ابنه بلال الأمير وحفيده بريد بن عبد الله وبكير بن الأشج وثابت
البناني وقتادة وأبو إسحاق الشيباني وأمم. كان علامة كثير الحديث،
يقال اسمه عامر ولى قضاء الكوفة بعد شريح. قال الروياني في مسنده
حدثنا أحمد بن أخي ابن وهب حدثنا عمى [نا (1)] عبد الله بن عياش
القتباني عن أبيه ان يزيد بن المهلب ولى إمرة خراسان فقال دلوني على
رجل كامل في خصال الخير فدلوه على أبي بردة فلما رآه رأى رجلا
فائقا فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرآته فقال اني وليتك كذا
وكذا من عملي فاستعفاه فأبي فقال حدثني أبي انه سمع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس لذلك
العلم بأهل فليتبوأ مقعده من النار. قال أبو نعيم مات أبو بردة سنة
أربع ومائة [وقال الواقدي: سنة ثلاث (1)] رحمه الله تعالى.
87 - 22 3 ع - عكرمة الحبر العالم أبو عبد الله البربري
ثم المدني الهاشمي مولى ابن عباس روى عن مولاه وعائشة وأبي
هريرة وعقبة بن عامر وأبي سعيد وعدة وروايته عن علي بن أبي طالب
في سنن النسائي وذلك ممكن لان ابن عباس ملكه عندما ولى البصرة

(1) من المكية.
95

لعلى: حدث عنه خلائق منهم أيوب وأبو بشر وعاصم الأحول وثور
ابن يزيد وثور بن زيد وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وعقيل بن خالد
وعباد بن منصور وعبد الرحمن بن سليمان ابن الغسيل وأفتى في حياة
ابن عباس. قال عكرمة طلبت العلم أربعين سنة وكان ابن عباس يضع
الكبل في رجلي على تعليم القرآن والسنن. قال عمرو بن دينار سمعت
أبا الشعثاء يقول: هذا عكرمة مولى ابن عباس، هذا اعلم الناس. وروى
مغيرة عن سعيد بن جبير وقيل له: تعلم أحدا اعلم منك؟ قال: نعم
عكرمة. وعن الشعبي قال: ما بقى أحد اعلم بكتاب الله من عكرمة قال
أيوب قال عكرمة: اني لأخرج إلى السوق فأسمع الرجل يتكلم بالكلمة
فيفتح لي خمسون بابا من العلم.
قلت لا ريب ان هذا الامام من بحور العلم وقد تكلم فيه بأنه
على رأى الخوارج ومن ثم أعرض عنه مالك الامام ومسلم. قال قرة
ابن خالد: كان الحسن إذا قدم عكرمة البصرة أمسك عن التفسير والفتيا
ما دام عكرمة بالبصرة، وقال طاوس لو أن مولى ابن عباس اتقى الله
وكف عن بعض حديثه لشدت إليه المطايا، مات سنة سبع ومائة
بالمدينة رحمه الله. 88 - 23 / 3 ع - القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق
عتيق بن عثمان رضي الله عنه الامام القدوة أبو عبد الرحمن القرشي
التيمي المدني الفقيه سمع عمته عائشة وابن عباس ومعاوية وفاطمة بنت
قيس وابن عمر وطائفة، وعنه ابنه عبد الرحمن والزهري وابن المنكدر
96

وابن عون وربيعة الرأي وأفلح بن حميد وحنظلة بن أبي سفيان وأيوب
السختياني وخلق. قتل أبوه فربى يتيما في حجر عمته فتفقه بها. قال يحيى
ابن سعيد الأنصاري ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم. وعن أبي
الزياد قال ما رأيت فقيها اعلم من القاسم، وما رأيت أحدا اعلم بالسنة
منه. وقال ابن عيينة كان القاسم اعلم أهل زمانه. وقال على ابن المديني:
له مائتا حديث. وقال ابن سعد: كان إماما فقيها ثقة رفيعا ورعا كثير
الحديث. قال أيوب السختياني: ما رأيت رجلا أفضل من القاسم.
لقد ترك مائة الف وهي له حلال. وعن عمر بن عبد العزيز قال لو كان
لي من الامر شئ لاستخلفت أعيمش بنى تيم يعنى القاسم، وصدق
فان الخلافة من بعده كانت معهودة إلى يزيد بن عبد الملك من سليمان.
قال خليفة بن خياط: مات في آخر سنة ست ومائة أو أول سنة سبع
وقال الهيثم بن عدي وابن بكير: مات سنة سبع ومائة رحمه الله.
89 - 24 / 3 ع - الأعرج الحافظ المقرئ
أبو داود عبد الرحمن بن هرمز مولى ربيعة بن الحارث بن عبد الملك
الهاشمي المدني كاتب المصاحف سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري وعبد الله
ابن بحينة وجماعة. حدث عنه الزهري وأبو الزناد وصالح بن كيسان
ويحيى بن سعيد وعبد الله بن لهيعة وآخرون. وكان ثقة ثبتا عالما مقرئا
تحول في آخر عمره إلى ثغر الإسكندرية مرابطا، فتوفى في سنة سبع
عشرة ومائة.
97

90 - 25 / 3 ع - عطاء بن أبي رباح مفتى أهل مكة ومحدثهم
القدوة العلم أبو محمد بن أسلم القرشي مولاهم المكي الأسود، ولد
في خلافة عثمان وقيل في خلافة عمر وهو أشبه، سمع عائشة وأبا هريرة
وابن عباس وأبا سعيد وأم سلمة وطائفة، وعنه أيوب وحسين المعلم وابن
جريج وابن إسحاق والأوزاعي وأبو حنيفة وهمام بن يحيى وجرير
ابن حازم وخلق كثير، كان اسود مفلفلا فصيحا كثير العلم من مولدي
الجند. قال أبو حنيفة: ما رأيت أحدا أفضل من عطاء. وقال ابن جريج
كان المسجد فراشه عشرين سنة قال وكان من أحسن الناس صلاة. قال
الأوزاعي: مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس.
وقال محمد بن عبد الله الديباج: ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء انما كان
مجلسه ذكر الله لا يفتر فان سئل أحسن الجواب. وقال إسماعيل بن
أمية: كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم خيل إلينا انه يؤيد. وقال
عبد الله بن عباس: يا أهل مكة تجتمعون على وعندكم عطاء؟ وروى
الثوري عن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: قدم ابن عمر مكة فسألوه
فقال تجمعون لي المسائل وفيكم عطاء؟ وعن أبي جعفر الباقر قال:
ما بقى على وجه الأرض اعلم بمناسك الحج من عطاء، قلت مناقب عطاء
في العلم والزهد والتأله كثيرة. مات على الأصح في رمضان سنة أربع
عشرة ومائة وقيل سنة خمس عشرة بمكة.
91 - 26 / 3 ع - ميمون بن مهران
الامام القدوة أبو أيوب الرقي عالم أهل الجزيرة أعتقته امرأة
98

بالكوفة فنشأ بها واستوطن الجزيرة. روى عن عائشة وأبي هريرة وابن
عباس وابن عمر وطائفة، وأرسل عن عمر والزبير وغيرهما وحدث
عنه أبو بشر وخصيف وجعفر بن برقان وحجاج بن أرطاة وسالم بن
أبي المهاجر والأوزاعي وأبو المليح الرقي ومعقل بن عبيد الله وخلق
كثير. قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة. وروى جعفر بن برقان
عن ميمون قال قمت من عند عمر بن عبد العزيز فقال: إذا ذهب هذا
وضرباؤه صار الناس رجراجة. قال سليمان بن موسى الفقيه: كان هؤلاء
علماء الناس في خلافة هشام، الحسن، ومكحول، وميمون بن مهران
والزهري. وقال أبو المليح ما رأيت رجلا أفضل من ميمون. قلت
استعمله عمر بن عبد العزيز على خراج الجزيرة وقضائها فقال ولده
عمرو سمعت أبي يقول: وددت ان إصبعي قطعت من هاهنا واني لم آل
لا لعمر بن عبد العزيز ولا لغيره. ويروى ان ميمون بن مهران صلى
في سبعة عشر يوما سبعة عشر الف ركعة. قال النسائي: ثقة. توفى
[ميمون (1)] سنة سبع عشرة ومائة وكان من أبناء الثمانين رحمه الله تعالى.
92 - 27 / 3 ع - نافع الامام العلم
أبو عبد الله العدوي المدني حدث عن مولاه ابن عمر وعن عائشة
وأبي هريرة وأم سلمة ورافع بن خديج وأبي لبابة وطائفة، وعنه أيوب
وعبيد الله بن عمر وابن عون وابن جريج والأوزاعي ومالك وعقيل
ابن خالد والليث وخلق. قال البخاري وغيره أصح الأسانيد مالك

(1) من المكية.
99

عن نافع عن ابن عمر. قال عبيد الله بن عمر بعث عمر بن عبد العزيز نافعا
إلى أهل مصر يعلمهم السنن. روى الأصمعي عن العمري عن نافع قال
أعطى عبد الله بن جعفر ابن عمر في اثنى عشر ألفا فأبى وأعتقني قال
أحمد بن حنبل إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما.
ابن وهب حدثني مالك قال: كنت آتي نافعا وانا غلام حديث
السن معي غلام فينزل ويحدثني. وكان يجلس بعد الصبح في المسجد
لا يكاد يأتيه أحد فإذا طلعت الشمس قام. وكان في حياة سالم لا يفتى
وكان يلتف بكساء اسود يضعه على فيه ولا يكلم أحدا، كان صغير
النفس. اصبغ بن الفرج أخبرنا عبد الله بن رجاء عن يونس بن يزيد
قال قال نافع: من يعذرني من زهريكم يأتيني فأحدثه عن ابن عمر ثم
يذهب إلى سالم فيقول سمعت هذا من أبيك، فيقول: نعم، فيحدث
به عن سالم ويدعني، والسياق من عندي. قال حماد بن زيد ومحمد بن
سعد وجماعة: مات نافع سنة سبع عشرة ومائة. قال يحيى بن معين:
نافع ديلمي فيه لكنة. مات سنة سبع عشرة. وعن نافع: قد خدمت
ابن عمر ثلاثين سنة فأعطاه ابن عامر في ثلاثين ألفا فقال: انى أخاف
ان تفتنني دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حر. وقيل كان لنافع جارية
اسمها كوكب الصبح.
93 - 28 / 3 خ م د ت س - وهب بن منبه الحافظ
أبو عبد الله الصنعاني عالم أهل اليمن ولد سنة أربع وثلاثين روى
عن أبي هريرة يسيرا وعن عبد الله بن عمر وابن عباس وأبي سعيد
100

وجابر بن عبد الله وغيرهم، وعنده من علم أهل الكتاب شئ كثير
فإنه صرف عنايته إلى ذلك وبالغ وحديثه في الصحيحين عن أخيه همام.
ولهمام عن أبي هريرة نسخة مشهورة أكثرها في الصحاح رواها عنه
معمر. وطال عمر همام وعاش إلى سنة نيف وثلاثين ومائة. حدث عنه
وهب ابن أخيه عبد الصمد وأقاربه وعمرو بن دينار وإسرائيل أبو موسى
وسماك بن الفضل وعوف الاعرابي وآخرون. وكان ثقة واسع العلم
ينظر بكعب الأحبار في زمانه. قال العجلي: كان ثقة تابعيا على قضاء
صنعاء وقيل: كان والده منبه من أهل هراة ممن بعثهم كسرى لاخذ
اليمن فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وآله. وعن وهب قال:
يقولون عبد الله بن سلام اعلم أهل زمانه، وكعب اعلم أهل زمانه،
أفرأيت من جمع علمهما؟ يعنى نفسه. قال مثنى بن الصباح لبث وهب
عشرين سنة ولم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا. ولو هب ترجمة طويلة
في تاريخ دمشق توفى سنة أربع عشرة ومائة رحمه الله تعالى.
94 - 29 / 3 ع - ابن أبي مليكة الامام شيخ الحرم
أبو بكر وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن
عبد الله بن جدعان القرشي التيمي المكي الأحول قاضي مكة زمن ابن
الزبير ومؤذن الحرم روى عن جده وعائشة وأم سلمة وعبد الله بن
عمرو بن العاص وابن عباس وابن عمر وطائفة، وعنه عمرو بن دينار
وأيوب وابن جريج ويزيد بن إبراهيم وجرير بن حازم ونافع بن
عمر الجمحي وأبو عامر الخزاز وعبد الواحد بن أيمن والليث بن سعد
101

وخلق سواهم وكان إماما فقيها حجة فصيحا مفوها متفقا على ثقته، روى
عنه أيوب قال بعثني ابن الزبير على قضاء الطائف فكنت أسأل ابن
عباس. توفى سنة سبع عشرة ومائة.
95 - 30 / 3 ع - عبد الله بن بريدة بن الحصيب
الحافظ أبو سهل الأسلمي المروزي قاضى مرو وعالم خراسان حدث
عن أبيه وعائشة وسمرة بن جندب وعمران بن حصين وأبي موسى
الأشعري وأبي الأسود ظالم الدؤلي والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن
مغفل. وقيل إنه لقى ابن مسعود. مولده في خلافة عمر. حدث عنه
الجريري وحسين المعلم ومقاتل ابن حيان وأجلح الكندي وكهمس
ابن الحسن ومعاوية بن عبد الكريم الثقفي ومالك بن مغول وقاضي
مرو الحسين بن واقد وخلق كثير. وهو متفق على الاحتجاج به وقد
عاش مائة سنة توفى سنة خمس عشرة ومائة وقد نشر علما كثيرا ولله الحمد.
[عدد من علماء التابعين]
وكان في هذا الوقت من علماء التابعين عدد كثير في مملكة
الاسلام منهم: الأغر أبو مسلم الكوفي وأصله مدني يروى عن أبي
هريرة وغيره، وأنس بن سيرين من علماء البصرة، وأخته حفصة،
وبسر بن سعيد المدني الرجل الصالح، وبسر بن عبد الله الحضرمي من
ثقات الحمصيين، وبشير بن يسار المدني من موالى الأنصار، وبكر بن
عبد الله المزني البصري يذكر مع الحسن ومات قبله، وأبو الصديق بكر
ابن عمرو الناجي أحد الثقات بالبصرة، وأبو الزاهرية حدير بن كريب
102

شامي ثقة، وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، وخارجة
ابن زيد بن ثابت أحد الفقهاء بالمدينة، وذر بن عبد الله الهمداني الكوفي.
وراشد بن سعد من علماء الحمصيين، وسالم بن أبي الجعد الأشجعي من
مواليهم. وسالم أبو الغيث صاحب أبي هريرة، وسعد بن عبيدة الكوفي
السلمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، ووالده من علماء التابعين، وسعيد
ابن مرجانة المدني، وسعيد بن أبي هند المدني، وسعيد بن يسار أبو الحباب
المدني، وسلمان مولى عزة أبو حازم الأشجعي الكوفي، وسليم بن
عامر الخبائري حمصي، وشداد أبو عمار الدمشقي مولى معاوية، وشفى
ابن ماتع الأصبحي المصري، وشريح بن عبيد الحضرمي الحمصي، وشهر
ابن حوشب الأشعري، والضحاك بن شراحيل المشرقي الكوفي،
والضحاك بن عرزب الأردني، والضحاك بن مزاحم الخراساني المفسر،
وضمرة بن حبيب الحمصي، وطريف أبو تميمة الهجيمي، وطلحة بن نافع
أبو سفيان الكوفي، وطلق بن حبيب البصري، وعامر بن سعد بن أبي
وقاص الزهري، وعامر بن سعد البجلي الكوفي، وعباد بن تميم المازني
المدني، وعبادة بن نسى الكندي الأردني، وعبادة بن الوليد بن عبادة
ابن الصامت الأنصاري، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي، وعبد الله
ابن خباب الأنصاري، وأبو رافع عبد الله بن رافع مولى أم سلمة،
وعبد الله بن شقيق العقيلي، وعبد الله بن عامر اليحصبي مقرئ الشام،
وعبد الله بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر العدوي، وعبد الله بن عبيد
ابن عمير الليثي المكي، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وعبد الله بن مرة
103

الخارفي الكوفي، وعبد الله بن معبد بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن معبد
الزماني، وعبد الله بن نيار بن مكرم الأسلمي، وعبد الله بن يزيد
أبو عبد الرحمن الحبلى الفقيه، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن
الخطاب العدوي، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، وعبد الرحمن
ابن أبي بكرة الثقفي، وعبد الرحمن بن البيلماني والد الضعيف محمد،
وعبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، وعبد الرحمن بن جبير المصري
المؤذن، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي قاضي إفريقية، وعبد الرحمن
ابن سابط الجمحي، وعبد الرحمن بن شماسة المهري، وعبد الرحمن بن
عائذ الثمالي الحمصي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، وعمه
عبد الرحمن بن كعب، وعبد الرحمن بن مطعم أبو المنهال البناني، وعبد الرحمن
ابن أبي نعم البجلي الكوفي، وعبد الرحمن بن هلال العبسي، وعبد الرحمن
ابن وعلة المصري، وعبد الرحمن بن يعقوب الحرقي والد العلاء،
وعبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب
التيمي، وعبيد الله بن مقسم بن جريج المدني، وعبيد بن جبير المدني،
وعبيد بن السباق الثقفي، وعراك بن مالك الغفاري، وعروة بن المغيرة
الثقفي، وعطاء بن ميناء المدني، وعطاء بن يزيد الليثي، وعطية بن سعد العوفي،
وعطية بن قيس الحمصي، وعكرمة بن خالد المخزومي، وعكرمة بن عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام، وعلقمة بن وائل بن حجر الكندي، وعلي بن داود
أبو المتوكل الناجي، وعلي بن رباح اللخمي، وعلي بن عبد الله بن عباس
الهاشمي، وعلي بن عبد الله البارقي، وعمارة بن عمير التميمي الكوفي،
104

وعمر بن الحكم بن ثوبان المدني، وعمر بن الحكم بن رافع المدني،
وعمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب، وعمرو بن أوس الثقفي الطائفي،
وعمرو بن سليم الزرقي من علماء المدينة، وعمرو بن الشريد بن سويد
الطائفي، وعمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، وعمرو بن مالك أبو علي
الجنبي بصري، وعمرو بن مرثد أبو أسماء الرحبي شامي، وعمير بن هانئ
العنسي الداراني، وعياض بن عبد الله بن سعد العامري، والعيزار بن
حريث العبدي، والقاسم بن مخيمرة الفقيه أبو عروة الهمداني، وقزعة
ابن يحيى ويكنى أبا الغادية، وكريب أبو رشدين العباسي، ولقمان بن
عامر الوصابي الحمصي، ومحمد بن جبير بن مطعم النوفلي، وأخوه نافع،
ومحمد بن زياد الجمحي صاحب أبي هريرة، ومحمد بن زيد بن عبد الله
ابن عمر العمري، وله أولاد علماء، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص
الزهري، ومحمد بن عباد بن جعفر المخزومي من فقهاء مكة، ومحمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان المدني، ومحمد بن عمرو بن عطاء العامري المدني،
ومحمد بن كعب القرظي من علماء المدينة، ومسلم بن صبيح أبو الضحى
من علماء الكوفة، ومسلم بن يسار الفقيه أبو عبد الله، والمسيب بن
رافع أبو العلاء الكوفي فقيه ضرير، ومصدع أبو يحيى المعرقب، ومصعب
ابن سعد بن أبي وقاص، والمطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي المدني،
ومعاوية بن قرة أبو اياس المزني من علماء البصرة، ومعبد بن سيرين
أحد الاخوة، ومعبد بن كعب بن مالك السلمي أحد الاخوة، وممطور
أبو سلام الحبشي الأسود من علماء الشام، والمنذر بن جرير بن عبد الله
105

البجلي، والمنذر بن مالك أبو نضرة العبدي من علماء البصرة، ونافذ
أبو معبد الفقيه مولى ابن عباس، ونصر بن عاصم الليثي النحوي بصري،
والنضر بن انس بن مالك من علماء البصرة، والنعمان بن سالم أدركه
شعبة، و [النعمان بن (1)] أبي عياش الزرقي، ونعيم بن عبد الله المجمر
المدني، وهلال بن يساف الأشجعي مولاهم الكوفي، وواسع بن حبان
ابن منقذ الأنصاري المدني، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي فقيه حمصي،
وأبو مجلز لاحق بن حميد من علماء البصرة، ويحيى بن عبد الرحمن بن
حاطب المدني، ويحيى بن عقيل الخزاعي الفقيه نزيل مرو، ويحيى بن
عمارة بن أبي الحسن المازني المدني، ويحيى بن وثاب الأسدي مقرئ
الكوفة، ويحيى بن يعمر نزيل مرو، ويزيد بن الأصم الفقيه بن خالة
ابن عباس، ويزيد بن عبد الله بن الشخير أخو مطرف أبو العلاء العامري،
ويزيد مولى المنبعث مدني حجة، ويوسف بن مالك من علماء مكة،
ويونس بن جبير أبو غلاب البصري الفقيه، وأبو بكر بن سليمان بن
أبي حثمة العدوي، والفقيه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قاضي
المدينة، وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري، وأبو الجوزاء الربعي واسمه
أوس بن عبد الله، وأبو حرب بن أبي الأسود الديلي البصري، وأبو الخير
مرثد بن عبد الله اليزني المصري الفقيه، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير
البجلي الكوفي، وأبو السائب مولى هشام بن زهرة المدني، وأبو السفر
الهمداني سعيد بن يحمد، وأبو سفيان مولى عبد الله بن أبي احمد

(1) من المكية.
106

وأبو ظبيان الجنبي حسين بن جندب، وأبو العالية البصري البراء اسمه
زياد ولقبه أذينة، وأبو العباس الشاعر اسمه السائب بن فروخ مكي،
وأبو عبد الله الأغر اسمه سليمان، وأبو المليح بن أسامة الهذلي يقال اسمه
عامر ويقال زيد، وأبو الوداك الهمداني جبر بن نوف، وأبو الوضئ
القيسي عباد بن نسيب، وأبو يونس مولى أبي هريرة، سليم بن جبير،
وأبو يونس مولى عائشة لم يسم، وزينب بنت كعب بن عجرة، وعائشة
بنت سعد بن أبي وقاص، وعمرة بنت عبد الرحمن الفقيهة، رضي الله عنهم
الطبقة الرابعة [من الكتاب]
وهي الثالثة من التابعين وفيها من تأخر منهم أو توفى معهم وكان
في عصرهم من كبار الحفاظ رحمهم الله تعالى.
96 - 1 / 4 - م 4 - مكحول
عالم أهل الشام أبو عبد الله بن أبي مسلم الهذلي الفقيه الحافظ
مولى امرأة من هذيل وأصله من كابل وقيل هو من أولاد كسرى
وداره بدمشق بطرف سوق الاحد يرسل كثيرا ويدلس عن أبي
ابن كعب وعبادة بن الصامت وعائشة والكبار، وروى عن أبي امامة
الباهلي وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وعبد الرحمن
ابن غنم وأبي إدريس الخولاني وأبي سلام ممطور وخلق، وعنه أيوب
ابن موسى والعلاء بن الحارث وزيد بن واقد وثور بن يزيد وحجاج
ابن أرطاة والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وآخرون كثيرون. قال
107

ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول طفت الأرض في طلب العلم. وروى
أبو وهب عن مكحول قال عتقت بمصر فلم ادع بها علما الا حويته في
ما أرى ثم اتيت العراق ثم المدينة فلم ادع بهما علما الا حويت عليه فيما أرى،
ثم اتيت الشام فغربلتها. وقال الزهري: العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولا.
وقال أبو حاتم: ما اعلم بالشام أفقه من مكحول. قال ابن زرير سمعت
مكحولا يقول كنت عبد السعيد بن العاص فوهبني لا مرأة من هذيل
بمصر فما خرجت من مصر حتى ظننت ان ليس بها علم الا وقد سمعته،
ولم أر مثل الشعبي قال سعيد بن عبد العزيز قال مكحول ما استودعت
صدري شيئا الا وجدته حين أريد، ثم قال سعيد كان مكحول أفقه
من الزهري، وكان بريئا من القدر. وقال سعيد بن عبد العزيز أعطى
مكحول صرة عشرة آلاف دينار فكان يعطى الرجل خمسين دينارا
ثمن الفرس وقيل كان في لسانه لكنة يجعل القاف كافا قال أبو مسهر
وجماعة توفى مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة، وقال أبو نعيم ودحيم:
سنة اثنتي عشرة. وقيل غير ذلك.
97 - 2 / 4 ع - الزهري اعلم الحفاظ أبو بكر محمد بن مسلم
ابن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة
ابن كلاب القرشي الزهري المدني الامام ولد سنة خمسين، وحدث عن
ابن عمر وسهل بن سعد وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وسعيد
ابن المسيب وأبي امامة بن سهل وطبقتهم من صغار الصحابة وكبار
108

التابعين، وعنه عقيل ويونس والزبيدي وصالح بن كيسان ومعمر وشعيب
ابن أبي حمزة والأوزاعي والليث ومالك وابن أبي ذئب وعمرو بن
الحارث وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وأمم سواهم.
قال أبو داود: حديثه الفان ومائتان، النصف منها مسند. وقال
معمر: سمع الزهري من ابن عمر حديثين. قال الزهري: جالست ابن
المسيب ثمان سنين. قال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على علماء
ومعه الألواح والصحف يكتب كلما سمع. وروى أبو صالح عن الليث
قال ما رأيت عالما قط أجمع من الزهري، يحدث في الترغيب فتقول
لا يحسن الا هذا. وان حدث عن العرب والأنساب قلت لا يحسن
الا هذا. وان حدث عن القرآن والسنة فكذلك. روى إسحاق المسيبي
عن نافع انه عرض القرآن على الزهري. قال الليث قال الزهري ما صبر
أحد على العلم صبري، ولا نشره أحد نشري. قال عمر بن عبد العزيز
لم يبق أحد اعلم بسنة ماضية من الزهري. وروى الليث عنه قال ما استودعت
قلبي علما فنسيته. قال مالك: بقى ابن شهاب وما له في الدنيا نظير. وقال
أيوب السختياني ما رأيت اعلم منه. وقال عمرو بن دينار ما رأيت الدينار
والدرهم عند أحد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البعر. قال الليث
كان من أسخى الناس. وقال غيره كان الزهري جنديا جليلا وكان
يخضب بحناء وكتم.
قال سعيد بن عبد العزيز: أدى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار
دينا وكان يؤدب ولده ويجالسه قلت وفد في حدود سنة ثمانين على
109

الخليفة عبد الملك فأعجب بعلمه ووصله وقضى دينه. قال هشام بن عمار
انا الوليد بن مسلم عن سعيد أن هشام بن عبد الملك سأل الزهري ان
يملي على بعض ولده شيئا فأملى عليه أربعمائة حديث. وخرج الزهري
فقال أين أنتم يا أصحاب الحديث، فحدثهم بتلك الأربعمائة ثم لقى هشاما
بعد شهر أو نحوه فقال للزهري: ان ذلك الكتاب ضاع، فدعا بكاتب
فأملاها عليه، ثم قابل بالكتاب الأول فما غادر حرفا واحدا.
ومن حفظ الزهري انه حفظ القرآن في ثمانين ليلة. روى ذلك
عنه أخيه محمد بن عبد الله. وعن الزهري قال: ما استعدت علما قط.
قال بقية حدث شعيب بن أبي حمزة قال قيل المكحول من اعلم من لقيت
قال: ابن شهاب، قال ثم من؟ قال: ابن شهاب.
يحيى بن بكير حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن مالك قال قدم ابن
شهاب المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان فلما خرجا
وقت العصر خرج ابن شهاب وهو يقول: ما ظننت ان بالمدينة مثل
ربيعة، وخرج ربيعة يقول: ما ظننت ان أحدا بلغ من العلم ما بلغ ابن
شهاب. عقيل عن ابن شهاب قال: من سنة الصلاة ان يقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم بسم الله الرحمن الرحيم ثم
سورة وكان يقول: أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو
ابن سعيد بن العاص. قال الليث: كان ابن شهاب يكثر شرب العسل
ولا يأكل التفاح. قال انس بن عياض حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عمر
قال رأيت ابن شهاب يؤتى بالكتاب وما يقرأ ولا يقرأ عليه فيقولون
110

نأخذ هذا عنك؟ فيقول: نعم فيأخذونه وما يراه.
بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال ما استعدت
حديثا قط وما شككت في حديث الا حديثا واحدا (1) فسألت صاحبي
فإذا هو كما حفظت. قال أبو قدامة السرخسي قال يحيى بن سعيد: مرسل
الزهري شر من مرسل غيره لأنه حافظ وكلما قدر أن يسمى سمى،
وانما يترك من لا يستجيز أن يسميه.
أبو مسهر أخبرنا يزيد بن السمط انا قرة بن حيوئيل قال:
لم يكن للزهري كتاب الا كتاب في نسب قومه. ابن وهب قال مالك
هلك ابن المسيب فلم يترك كتابا هو ولا القاسم ولا عروة ولا ابن شهاب.
فقلت، لابن شهاب وانا أريد أن أخصمه: ما كنت تكتب؟ قال:
لا، قلت ولا تسأل ان تظاهر عليك الحديث؟ قال: لا. عبد الرزاق
حدثنا معمر عن الزهري قال جالست أربعة من قريش بحورا، سعيدا
وعروة وعبيد الله وأبا سلمة بن عبد الرحمن. قال ابن المديني دار علم
الثقات على الزهري وعمرو بن دينار بالحجاز، وقتادة ويحيى بن أبي
كثير بالبصرة، وأبي إسحاق والأعمش بالكوفة يعنى ان غالب الأحاديث
الصحاح لا تخرج عن هؤلاء الستة.
قال محمد بن عبد العزيز قلت للوليد بن محمد الموقري صف لي الزهري
قال كان قصيرا أعمش له جمة وفصاحة، قلت له يوما يا أبا بكر لا أعرف
لك عيبا الا الدين. قال: وما على من الدين على أربعة آلاف (2) دينار

(1) زاد في هامش المكية (ولا أذنت في كتابه) كذا (2) في المكية (أربعون الف)
111

ولى أربعة (؟) أعين كل عين خير من أربعين ألفا (1) دينار ولا يرثني
الا ابن ابن ووددت ان لا يرثني أحد.
محمد بن عثمان التنوخي أخبرنا سعيد بن عبد العزيز قال كان الزهري
يلعن من حدث بهذا (ونهيتكم عن النبيذ فاشربوا) قلت لسعيد يرويه
عمرو بن شعيب؟ قال: إياه كان يعني.
محمد بن ميمون المكي أخبرنا ابن عيينة قال مررت على الزهري
وهو جالس على سارية عند باب الصفا فجلست بين يديه فقال: يا صبي
قرأت القرآن؟ قلت بلى، قال: تعلمت الفرائض؟ قلت بلى، كتبت
الحديث؟ قلت: بلى وذكرت له أبا إسحاق الهمداني، قال: أبو إسحاق
أستاذ، عن إسماعيل المكي عن الزهري قال: من سره ان يحفظ الحديث
فليأكل الزبيب.
أيوب بن سويد حدثنا يونس بن يزيد عن الزهري قال قال لي
القاسم بن محمد: أراك تحرص على العلم أفلا أدلك على وعائه؟ قلت
بلى. قال: عليك بعمرة بنت عبد الرحمن فإنها كانت في حجر عائشة،
فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينزف. يروى عن الزهري قال: الحافظ لا يولد
الا في كل أربعين سنة مرة. قال عبد الرزاق سمعت معمرا يقول كنا نرى
انا قد أكثرنا عن الزهري حتل قتل الوليد بن يزيد فإذا الدفاتر قد حملت
على الدواب من خزانته من علم الزهري.
معمر عن الزهري قال ما عبد الله بشئ أفضل من العلم.

(1) في المكية (أربعة آلاف) كذا.
112

مناقب الزهري واخباره تحتمل أربعين ورقة وقد طول ذلك
الحافظ ابن عساكر، وقد وقع لي من عواليه نحو سبعين حديثا توفى
في رمضان سنة أربع وعشرين ومائة.
98 - 3 / 4 ع - عمرو بن دينار الحافظ الامام
عالم الحرم أبو محمد الجمحي مولاهم المكي الأثرم ولد سنة ست
وأربعين أو نحوها وسمع ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبد الله وبجالة بن
عبدة وأنس بن مالك وأبا الشعثاء وطاوسا وعدة. حدث عنه شعبة وابن
جريج والحمادان والسفيانان وورقاء وخلق سواهم. قال شعبة ما رأيت
أحدا أثبت في الحديث من عمرو. وقال ابن عيينة كان لا يدع المسجد
كان يحمل على حمار. وما رأيته الا وهو مقعد، وكان فقيها وكان
يحدث على المعنى. ويقول: أحرج على من يكتب عني، وكنت أتحفظ
حديثه. وقال ابن مهدي قال لي شعبة لم أر مثل عمرو بن دينار. وقال
يحيى القطان واحمد: هو أثبت من قتادة. قال عبد الله بن أبي نجيح:
ما رأيت أحدا قط أفقه من عمرو، لا عطاء ولا مجاهدا ولا طاوسا.
وذكره ابن عيينة فقال ثقة ثقة ثقة. كان قد جزء الليل فثلثا ينام وثلثا
يدرس حديثه وثلثا يصلى. وروى نعيم بن حماد عن ابن عيينة قال
ما كان عندنا أحد أفقه ولا اعلم ولا احفظ من عمرو بن دينار. قال
الواقدي عاش ثمانين سنة. قلت توفى في أول سنة ست وعشرين ومائة.
وهو أحد الأربعة الذين أثبتهم ابن المفضل الحافظ في الطبقة الأولى من
113

الأربعين تأليفه، وهم الزهري وعمرو بن دينار وقتادة وأبو إسحاق السبيعي.
حدثني أبو الفتح الحافظ إملاء انه قرأ على أبي الحسن ابن الجميزي
عن أبي طاهر السلفي سماعا نا أبو عبد الله الثقفي انا علي بن محمد انا إسماعيل
الصفار انا سعدان انا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول لما انزل الله
على النبي صلى الله عليه وآله (قل هو القادر على أن يبعث عليكم
عذابا من فوقكم) قال أعوذ بوجهك (أو من تحت أرجلكم) قال أعوذ
بوجهك (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال هاتان أهون
أو أيسر. أخرجه البخاري عن علي عن سفيان بن عيينة
99 - 4 / 4 ع - أبو إسحاق السبيعي
عمرو بن عبد الله الهمداني الكوفي الحافظ أحد الاعلام رأى عليا
رضي الله عنه وهو يخطب وروى عن زيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو
وعدي بن حاتم والبراء بن عازب ومسروق وخلق كثير. يقال حدث
عن ثلثمائة شيخ، وروى عنه الأعمش وشعبة والثوري وإسرائيل وزهير
وأبو الأحوص وزائدة وشريك وأبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة
وخلائق. وكان قد قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي. والأسود
ابن يزيد، عرض عليه حمزة الزيات وقد غزا الروم في خلافة معاوية
وقال سألني معاوية كم عطاء أبيك؟ قلت ثلاثمائة. ففرضها لي وقيل إنه
سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا. قال أبو حاتم ثقة يشبه الزهري
في الكثرة، وهو احفظ من أبي إسحاق الشيباني. قال فضيل بن غزوان
كان أبو إسحاق يختم في كل ثلاث، وقيل كان صواما قواما متبتلا
114

من أوعية العلم ومناقبه غزيرة. قال أحمد بن عبدة سمعت أبا داود الطيالسي
يقول وجدنا الحديث عند أربعة الزهري وقتادة وأبي إسحاق والأعمش
فكان قتادة أعلمهم بالاختلاف، والزهري أعلمهم بالاسناد وأبو إسحاق
أعلمهم بحديث على وابن مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا،
ولم يكن عند واحد من هؤلاء الا الفين الفين.
قال يحيى القطان توفى أبو إسحاق سنة سبع وعشرين ومائة
يوم دخل الضحاك بن قيس الكوفة. وكذا أرخه جماعة، وشذ
أبو نعيم فقال: سنة ثمان وعشرين. قال مغيرة: كنت إذا رأيت أبا إسحاق
ذكرت به الضرب الأول. قال أحمد بن عمران الأخنسي انا أبو بكر بن
عياش سمعت أبا إسحاق يقول: ما أقلت عيني غمضا منذ أربعين سنة. قال
ابن عيينة قال عون بن عبد الله لأبي إسحاق ما بقى منك؟ قال: أصلي
فأقرأ البقرة في ركعة قال: ذهب شرك. وبقى خيرك. وقال أبو الأحوص
عن أبي إسحاق: قد كبرت وضعفت، ما أصوم الا ثلاثة أيام من الشهر
والاثنين والخميس وشهور الحرم.
وقع لي عدة أحاديث عوالي أبي إسحاق منها أنبأنا أحمد بن
سلامة وغيره عن عبد المنعم بن كليب أخبرنا علي بن بيان انا ابن مخلد
انا إسماعيل الصفار انا الحسن بن عرفة حدثني بن عرفة حدثني أبو بكر بن عياش عن أبي
إسحاق عن البراء قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله
وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم عمرة، فقالوا:
قد أحرمنا بالحج وكيف نجعلها عمرة؟ فقال: انظروا الذي آمركم به
115

فافعلوا، فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة
غضبان، فرأت الغضب في وجهه فقالت من أغضبك أغضبه الله، فقال
ومالي لا اغضب وانا آمر بالامر فلا اتبع.
100 - 5 / 4 ع - حبيب أبي ثابت
الكوفي الفقيه الحافظ عن ابن عباس وابن عمر وأنس وأبي
عبد الرحمن السلمي وأبي وائل وسعيد بن جبير وطائفة، وعنه مسعر
وشعبة وسفيان الثوري وأبو بكر بن عياش وآخرون. وذكر على ابن
المديني انه سمع من عائشة، واما البخاري فقال: لم يسمع من عروة.
وقال غيره: كان هو وحماد بن أبي سليمان فقيهي أهل الكوفة. قال
أبو يحيى القتات: قدمت مع حبيب بن أبي ثابت الطائف فكأنما قدم
عليهم نبي. قال البخاري وجماعة: مات حبيب سنة تسع عشرة ومائة،
وقيل توفى سنة اثنتين وعشرين ومائة.
101 - 6 / 4 ع - سعيد بن أبي سعيد
كيسان الامام المحدث الثقة (1) أبو سعيد (2) المقبري المدني مولى بنى ليث
سمع أباه وأباه وأبا هريرة وأبا سعيد وسعد بن أبي وقاص وجبير بن مطعم
وجابرا وأنسا وعائشة ومعاوية وأبا شريح الخزاعي وخلقا، وينزل
إلى شريك بن أبي نمر، وعنه إسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى وزيد
ابن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الأنصاري وعمرو بن أبي عمرو والوليد

(1) في المكية (الفقيه) (2) في التقريب وتهذيب التهذيب - (أبو سعد).
116

ابن كثير وعبد الحميد بن جعفر وابن إسحاق وابن أبي ذئب وهشام
ابن سعد ومالك والليث ومحمد بن موسى الفطري وخلق كثير، قال
احمد وابن معين: ليس به بأس. وقال على وابن سعد وأبو زرعة
وجماعة: ثقة. وبعضهم يقول، كبر واختلط قبل موته بأربع سنين.
وحديثه في سائر الصحاح قال أبو عبيد: مات سنة خمس وعشرين
ومائة. وقيل ست. وقيل غير ذلك.
102 - 7 / 4 ع - الحكم بن عتيبة
الحافظ الفقيه أبو عمر الكندي مولاهم الكوفي شيخ الكوفة حدث
عن أبي جحيفة السوائي والقاضي شريح وأبي وائل وإبراهيم وعبد الرحمن
ابن أبي ليلى وسعيد بن جبير وخلق. وعنه مسعر والأوزاعي وحمزة
الزيات وشعبة وأبو عوانة وآخرون. قال عبدة بن أبي لبابة: ما بين
لابتيها أفقه من الحكم وقال أحمد بن حنبل: الحكم أثبت الناس في
إبراهيم وقال الحكم: كنت في جنازة وانا غلام فصلى عليها زيد بن أرقم.
وقال ابن عيينة: ما كان بالكوفة مثل الحكم وحماد وقال العجلي: ثقة
ثبت فقيه صاحب سنة واتباع. وقال مغيرة: كان الحكم إذا قدم المدينة
خلوا له سارية النبي صلى الله عليه وآله يصلى إليها. قال ليث بن
أبي سليم: كان الحكم أفقه من الشعبي. وروى أبو إسرائيل الملائي عن
مجاهد بن رومي قال: ما كنت أعرف فضل الحكم الا إذا اجتمع علماء
الناس في مسجد منى نظرت إليهم عيال عليه. مات في سنة خمس عشرة
ومائة وقيل بل توفى سنة أربع عشرة ومائة.
117

103 - 8 / 4 م 4 - رجاء بن حياة الإمام أبو
نصر وأبو المقدام الكندي الشامي شيخ أهل الشام وكبير
الدولة الأموية روى عن معاوية وعبد الله بن عمر وأبي امامة وجابر
ابن عبد الله وقبيصة بن ذؤيب وعدة، وعنه ابن عون وثور بن يزيد
وابن عجلان وطائفة. قال مطر الوراق: ما رأيت شاميا أفقه منه. وقال
مكحول: رجاء سيد أهل الشام في أنفسهم. وقال مسلمة الأمير:
برجاء وبأمثاله ننصر. قال ابن سعد: كان رجاء فاضلا ثقة كثير العلم.
وقال أبو أسامة: كان ابن عون إذا ذكر من يعجبه ذكر رجاء بن حياة.
وقال ابن عون: لم أر مثل رجاء بالشام، ولا مثل ابن سيرين بالعراق
ولا مثل القاسم بالحجاز. قلت هو الذي أشار على سليمان باستخلاف
عمر بن عبد العزيز مات في سنة اثنتي عشرة ومائة وقد شاخ.
104 - 9 / 4 ع - عمر بن عبد العزيز بن مروان
ابن الحكم الامام أمير المؤمنين أبو حفص الأموي القرشي مولده
بالمدينة زمن يزيد ونشأ في مصر في ولاية أبيه عليها وحدث عن عبد الله
ابن جعفر وأنس بن مالك وأبي بكر بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب
وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وطائفة وكان إماما فقيها مجتهدا عارفا
بالسنن كبير الشأن ثبتا حجة حافظا قانتا لله أواها منيبا، حدث عنه ابناه
عبد الله وعبد العزيز والزهري وأيوب وحميد وإبراهيم بن أبي عبلة
وأبو بكر بن حزم وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهما من شيوخه، وأمه
118

هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وكان مليح أبيض
جميل الشكل [نحيفا (1)] حسن اللحية بجبهته أثر حافر فرس شجه في صغره ولذا كان يقال له أشج بنى أمية وفي آخر أيامه وخطه الشيب
عاش أربعين سنة وبعدله وزهده يضرب المثل رضي الله عنه. قال الشافعي
الخلفاء الراشدون خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز،
وقد ولى أولا. إمرة المدينة في خلافة الوليد وبنى المسجد وزخرفه
وكان إذ ذاك لا يذكر بكثير عدل ولا زهد ولكن تجدد له لما استخلف
وقلبه الله فصار يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لامه
عمر، وفي الزهد مع الحسن البصري، وفي العلم مع الزهري، ولكن
موته قرب من موت شيوخه فلم ينتشر علمه.
عن أبي جعفر الباقر قال: ان نجيب بنى أمية عمر بن عبد العزيز،
انه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وقال مجاهد: أتيناه لنعلمه فما برحنا حتى
تعلمنا منه. وقال ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز
الا تلامذة. وقال غيره: استخلف عمر بن عبد العزيز فانقشع عنه الشعراء
والخطباء وثبت معه الزهاد والفقهاء، وقالوا: ما يسعنا فراقه حتى
يخالف فعله قوله.
روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم سمعت عمر بن عبد العزيز
يقول: خرجت من المدينة وما أحد اعلم منى فلما قدمت الشام نسيت.
ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن رياح بن عبيدة قال رأيت

(1) من المكية.
119

رجلا يماشي عمر بن عبد العزيز معتمدا على يده فقلت ان هذا جاف،
فلما انصرف من الصلاة قلت: من هذا؟ قال: رأيته قلت: نعم؟ قال:
ما أحسبك الا رجلا صالحا، ذاك أخي الخضر يبشرني اني سألي وأعدل.
رواها يعقوب الفسوي في تاريخه عن محمد بن عبد العزيز عن ضمرة
واسناده جيد. قال فرات بن سليمان عن ميمون بن مهران سمعت عمر بن
عبد العزيز يقول: لو مكثت فيكم خمسين سنة ما استكملت العدل، اني
لأريد الامر فأخاف ان تأباه القلوب، فاخرج معه طمعا من طمع الدنيا.
معاوية بن صالح انا سعيد بن سويد أن عمر بن عبد العزيز صلى
بهم الجمعة وجلس وعليه قميص مرقوع الجيب فقيل له أن الله قد أعطاك
فلو لبست. قال مالك بن دينار: يقولون اني زاهد، انما الزاهد عمر بن
عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها. روى إسماعيل بن عياش عن عمرو بن
مهاجر قال: كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين. قال مغيرة
ابن حكيم قالت لي فاطمة بنت عبد الملك بن مروان امرأة عمر بن عبد العزيز
يكون في الناس من هو أكثر صوما وصلاة من عمر، وما رأيت
أحدا أشد فرقا من ربه من عمر، كان إذا صلى العشاء قعد في المسجد
ثم يرفع يديه فلم يزل يبكى حتى يغلبه النوم، ثم ينتبه فلا يزال يدعو
رافعا يديه [يبكى (1)] حتى تغلبه عيناه، يفعل ذلك ليله أجمع. وعن
فاطمة قالت: ما اغتسل من جنابة منذ ولى. روى هشام بن الغاز عن مكحول
قال لو حلفت لصدقت اني ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن

(1) من المكية.
120

عبد العزيز. قلت كان شدد على أقاربه وانتزع كثيرا مما في أيديهم
فتبرموا به وسموه، فروى معروف بن مشكان عن مجاهد قال قال لي
عمر بن عبد العزيز: ما يقول الناس في؟ قلت: يقولون انك مسحور،
قال: ما انا بمسحور، ثم دعا غلاما له فقال له ويحك ما حملك على أن
سقيتني السم؟ قال: ألف دينار أعطيتها وعلى ان أعتق، قال: هات
الألف، فجاء بها فألقاها عمر في بيت المال. وقال: اذهب حيث لا يراك
أحد. روى هشام عن الحسن انه قال لما بلغه موت عمر بن عبد العزيز:
مات خير الناس قلت سيرته تحتمل مجلدا، ومات بدير سمعان وقبره
هناك يزار مات في رجب سنة إحدى ومائة وله أربعون سنة سوى
ستة أشهر رحمه الله تعالى.
105 - 10 / 4 ع - عمرو بن مرة الحافظ
أبو عبد الله المرادي ثم الجملي الكوفي الضرير سمع عبد الله بن أبي
أوفى وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومرة الطيب وطبقتهم
وعنه زيد بن أبي أنيسة ومسعر وشعبة وسفيان وقيس بن الربيع وكان
ثقة ثبتا إماما له نحو مائتي حديث. قال مسعر ما أدركت أحدا أفضل منه
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال هو من حفاظ الكوفة. قال قراد أبو نوح
سمعت شعبة يقول: ما رأيت عمرو بن مرة يصلى فظننت انه ينصرف
حتى يغفر له (1). وقال عبد الملك بن ميسرة يوم دفنه: اني لأحسبه خير أهل

(1) وفي التهذيب - ج 8 ص 103 - (أنه لا ينفتل حتى يستجاب له).
121

الأرض وقيل إن عمرو بن مرة دخل في الارجاء والله يغفر له وثقه
جماعة توفى سنة ست عشرة ومائة رحمه الله تعالى.
106 - 11 / 4 م - القاسم بن مخيمرة
الإمام أبو عروة الهمداني الكوفي نزيل دمشق، حدث عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه وعلقمة بن قيس وشريح بن هانئ وطائفة
وعنه حسان بن عطية وعمر بن أبي زائدة والأوزاعي وعبد الرحمن بن
يزيد بن جابر وسعيد بن عبد العزيز وآخرون. وثقه ابن معين وغيره
ولم يخرج له البخاري وكان يؤذن، وكان من العلماء العاملين وكان يتقنع
بالقليل. وقال: ما أغلقت بابي ولى خلفه هم. وروى عنه سعيد بن عبد العزيز
انه قال دخلت على عمر بن عبد العزيز فقضى عنى سبعين دينارا وحملني
على بغلة وفرض لي خمسين، فقلت: أغنيتني عن التجارة، فسألني عن
حديث فقلت: هنني يا أمير المؤمنين قال سعيد كأنه كره ان يحدثه
على هذا الوجه. قال الهيثم بن عدي مات سنة إحدى عشرة ومائة
رحمه الله تعالى.
107 - 12 / 4 ع - قتادة بن دعامة
ابن قتادة بن عزيز الحافظ العلامة أبو الخطاب السدوسي البصري
الضرير الأكمه المفسر حدث عن عبد الله بن سرجس وأنس بن مالك
وسعيد بن المسيب ومعاذة وأبي الطفيل وخلق، وعنه مسعر وابن أبي
عروبة وشيبان وشعبة ومعمر وأبان بن يزيد وأبو عوانة وحماد بن سلمة
122

وأمم سواهم. قال معمر: أقام قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام فقال
له في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أنزفتني. قال قتادة: ما قلت لمحدث
قط: أعد على، وما سمعت أذناي قط شيئا الا وعاه قلبي. قال ابن سيرين:
قتادة احفظ الناس قال معمر سمعت قتادة يقول: ما في القرآن آية
الا وقد سمعت فيها شيئا. قال أحمد بن حنبل: قتادة عالم بالتفسير
وباختلاط العلماء ووصفه بالحفظ والفقه وأطنب في ذكره. وقال: قل
من تجد أن يتقدمه. وقال همام سمعت قتادة يقول: ما أفتيت بشئ من
رأى منذ عشرين سنة. قال سفيان الثوري: أو كان في الدنيا مثل قتادة،
وقال معمر قلت للزهري: أقتادة اعلم عندك أو مكحول؟ قال بل
قتادة. وقال أحمد بن حنبل: كان قتادة احفظ أهل البصرة، لا يسمع
شيئا الا حفظه، قرئت عليه صحيفة جابر مرة فحفظها. قال شعبة: قصصت
على قتادة سبعين حديثا كلها يقول فيها سمعت انس بن مالك، الا أربعة.
قلت: وكان قتادة معروفا بالتدليس قال ابن معين: لم يسمع من سعيد
ابن جبير ولا من مجاهد. وقال شعبة: لا يعرف انه سمع من أبي رافع
قلت: ومع حفظ قتادة وعلمه بالحديث كان رأسا في العربية واللغة
وأيام العرب والنسب. قال أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من انسب
الناس. قال أبو هلال عن غالب عن بكر بن عبد الله قال: من سره ان
ينظر إلى احفظ من أدركناه فلينظر إلى قتادة. وقال الصعق بن حزن
ثنا زيد أبو عبد الواحد سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتانا عراقي
احفظ من قتادة قلت مات بواسط الطاعون سنة ثماني عشرة ومائة.
123

وقيل سنة سبع عشرة، ومائة. وله سبع وخمسون سنة وكان يرى
القدر، قال ضمرة عن ابن شوذب: ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به
صياحا يعنى القدر. قال ابن أبي عروبة والدستوائي قال قتادة: كل شئ
بقدر الا المعاصي قلت ومع هذا الاعتقاد الردى ما تأخر أحد عن
الاحتجاج بحديثه سامحه الله.
108 - 13 / 4 ع - محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي
المدني الامام الثقة أبو عبد الله روى عن أبي سعيد الخدري وجابر
ابن عبد الله وعلقمة بن وقاص وعيسى بن طلحة وغيرهم، وعنه يحيى
ابن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة ومحمد بن عمرو والأوزاعي ومحمد
ابن إسحاق وغيرهم. وكان فقيها ثقة جليل القدر وهو صاحب حديث
نية الأعمال، مات سنة عشرين ومائة وحديثه في الكتب الستة.
109 - 14 / 4 ع - أبو جعفر الباقر
محمد بن علي بن الحسين الامام الثبت الهاشمي العلوي المدني أحد
الاعلام روى عن أبيه وجابر بن عبد الله وأبي سعيد وابن عمر
وعبد الله بن جعفر وعدة، وأرسل عن عائشة وأم سلمة وابن عباس،
حدث عنه ابنه جعفر بن محمد وعمرو بن دينار والأعمش والأوزاعي
وابن جريج وقرة بن خالد وخلق. مولده سنة ست وخمسين، وروايته
في سنن النسائي عن جده لامه الحسن، وكذا فيه روايته عن عائشة،
وكان سيد بنى هاشم في زمانه اشتهر بالباقر من قولهم بقر العلم يعنى شقه
124

فعلم أصله وخفيه. وقيل إنه كان يصلى في اليوم والليلة مائة وخمسين
ركعة. وعده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة قال أبو نعيم وجماعة،
مات سنة أربع عشرة ومائة وقيل سنة سبع عشرة.
110 - 15 / 4 ع - ثابت بن أسلم
الإمام الحجة القدوة أبو محمد البناني البصري عن ابن عمر وعبد الله
ابن مغفل المزني وابن الزبير وأنس بن مالك وعدة، وعنه شعبة وحماد
ابن سلمة وهمام بن يحيى وجعفر بن سليمان وحماد بن زيد وخلق قال
ابن المدني: له نحو مائتين وخمسين حديثا. قال سليمان بن المغيرة رأيت
ثابتا يلبس الثياب الثمينة والطيالسة والعمائم. روى غالب القطان عن بكر
ابن عبد الله قال من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت
البناني، فما أدركنا الذي هو أعبد منه ومن أراد أن ينظر إلى احفظ
أهل زمانه فلينظر إلى قتادة. روى روح عن شعبة قال: كان ثابت البناني
يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر. وقال حماد بن زيد:
رأيت ثابتا يبكى حتى تختلف أضلاعه. وقال جعفر بن سليمان بكى ثابت
حتى كادت عينه تذهب، فكلم في ذلك فقال: ما خيرهما ان لم تبكيا
وأبى ان يعالج مات ثابت في سنة ثلاث وعشرين ومائة ويقال في سنة
سبع وقد جاوز الثمانين.
111 - 16 / 4 ع - عبد الله بن دينار الامام
الفقيه أبو عبد الرحمن العمري المدني حدث عن مولاه عبد الله
125

ابن عمر وأنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبي صالح السمان، وعنه
[موسى بن عقبة] وشعبة ومالك والسفيانان وورقاء وإسماعيل بن
جعفر وخلق سواهم وحديثه في الصحاح كلها، توفى سنة سبع
وعشرين ومائة
112 - 17 / 4 ع - عبد الرحمن بن القاسم
ابن محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة الفقيه الحجة أبو محمد القرشي التيمي
المدني الامام سمع أباه وأسلم مولى عمر ومحمد بن جعفر بن الزبير،
وعنه شعبة وسفيان والأوزاعي ومالك وابن عيينة وكان ثقة إماما
ورعا كبير القدر، قال ابن عيينة كان من أفضل أهل زمانه، وهو خال
جعفر الصادق، مولده في حياة عائشة ومات بحوران إذ وفد على الوليد
ابن يزيد ليستفتيه في سنة ست وعشرين ومائة.
113 - 18 / 4 ع - أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس
المكي الحافظ المكثر [الصدوق (1)] مولى حكيم بن حزام القرشي
الأسدي حدث عن ابن عباس وابن عمر وجابر وأبي الطفيل وسعيد
ابن جبير وعائشة وعدة، وعنه أيوب وشعبة وسفيان وحماد بن سلمة
ومالك والليث وخلق خاتمتهم سفيان بن عيينة. قال يعلى بن عطاء ثنا
أبو الزبير وكان من أكمل الناس عقلا واحفظهم. قال عطاء بن أبي
رباح كنا نكون عند جابر فيحدثنا فإذا خرجنا تذاكرنا فكان أبو الزبير

(1) من المكية.
126

احفظنا للحديث. وقال ابن معين والنسائي ثقة. وقال أبو زرعة وأبو حاتم
لا يحتج به. وكان أيوب يقول أخبرنا أبو الزبير وأبو الزبير وأبو الزبير
قال أحمد بن حنبل: يعنى يضعفه بذلك. وقال غير واحد هو مدلس
فإذا صرح بالسماع فهو حجة. واخرج له البخاري مقرونا بآخر
وحديثه عن عائشة في صحيح مسلم وما أراه لقيها. قال الفلاس وغيره:
مات في سنة ثمان وعشرين ومائة.
114 - 19 / 4 ع - محمد بن المنكدر
ابن عبد الله بن الهدير الامام شيخ الاسلام أبو عبد الله القرشي
التيمي المدني أخو أبي بكر وعمر سمع أبا هريرة وابن عباس وجابرا وأنسا
وسعيد بن المسيب وطائفة سواهم، وعنه ابن المنكدر وشعبة ومعمر
وروح بن القاسم والسفيانان ومالك وخلق. قال ابن عيينة كان من معادن
الصدق، يجتمع إليه الصالحون. وقال الحميدي: ابن المنكدر حافظ. وقال
البخاري: سمع من عائشة. وقال مالك: كان سيد القراء. قلت مجمع
على ثقته وتقدمه في العلم والعمل وهو من طبقة عطاء لكنه تأخر
موته قيل إنه تهجد ليلة فاشتد بكاؤه فسأله اخوانه فقال تلوت هذه
الآية (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون).
وقيل إنه لما احتضر جزع كثيرا وقال أخشى هذه الآية أخشى
أين يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب. قال ابن عيينة: كان لابن المنكدر
جار مبتلى فكان محمد إذا رفع جاره صوته بالبلاء رفع صوته بالحمد.
وعن ابن المنكدر قال كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت. قرأت
127

على أبي الفضل الأسدي عن ابن خليل قراءة أن أبا المكارم المعدل
أخبره انا أبو على المقرئ انا أبو نعيم انا أبو على الصواف انا أبو إسماعيل
الترمذي انا عبد العزيز الأويسي انا مالك قال: كان محمد بن المنكدر
سيد القراء لا يكاد أحد يسأله عن حديث الا كان (1) يبكى قال الواقدي
توفى سنة ثلاثين ومائة.
115 - 30 / 4 ع - يحيى بن أبي كثير الإمام أبو
نصر الطائي مولاهم اليمامي أحد الاعلام روايته عن أبي امامة
الباهلي في صحيح مسلم وروايته عن انس في صحيح النسائي، وذلك مرسل.
وروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي قلابة وعمران بن حطان
وهلال بن أبي ميمونة وطائفة، وعنه ابنه عبد الله وعكرمة بن عمار ومعمر
وهشام الدستوائي والأوزاعي وهمام بن يحيى وأبان بن يزيد وأيوب
ابن عتبة وخلق كثير. قال شعبة هو أحسن حديثا من الزهري. وقال
أحمد بن حنبل: إذا خالفه الزهري فالقول قول يحيى. وقال أبو حاتم
ثقة امام لا يروى الا عن ثقة. وروى وهيب عن أيوب السختياني قال:
ما بقى على وجه الأرض مثل يحيى بن أبي كثير. وقد روى أن يحيى امتحن
وضرب وحلق لكونه انتقص بنى أمية. قال جماعة انه توفى سنة تسع
وعشرين ومائة. أخبرنا أبو الحسن العلوي أخبرنا أبو الحسن القطيعي انا
أبو بكر بن الزغواني انا أبو نصر الزينبي انا أبو طاهر المخلص انا يحيى بن
محمد انا محمد بن عبد الرحمن المقرئ انا أيوب بن النجار انا يحيى بن أبي كثير

(1) كذا والظاهر كاد.
128

عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي الله عليه وآله وسلم قال:
حاج آدم موسى فقال أنت الذي أخرجت الناس من الجنة وأشقيتهم
فقال يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه تلومني على أمر
كتبه الله على أو قدره على قبل ان يخلقني [بأربعين سنة] قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: فحج آدم موسى.
116 - 21 / 4 ع - يزيد بن أبي حبيب الامام الكبير
أبو رجاء الأزدي مولاهم المصري الفقيه عن عبد الله بن الحارث
الزبيدي وأبي الطفيل وسعيد بن أبي هند وعراك بن مالك وخلق كثير.
من التابعين [القدماء - (1)]، حدث عنه سعيد بن أبي أيوب وحياة بن
شريح ويحيى بن أيوب ومحمد بن إسحاق والليث وخلق. قال أبو سعيد
ابن يونس كان مفتى أهل مصر وكان حليما عاقلا وهو أول من أظهر
العلم بمصر والمسائل والحلال والحرام، وقبل ذلك كانوا يحدثون
في الترغيب والملاحم والفتن.
وقال الليث بن سعد يزيد عالمنا وسيدنا. يقال انه ولد في خلافة
معاوية وقيل إن يزيد أحد ثلاثة جعل عمر بن عبد العزيز الفتيا إليهم
بمصر. وعن ابن لهيعة قال: كان اسود نوبيا، ولد سنة ثلاث وخمسين
سمعته يقول: كان أبي من أهل دمقلة ونشأت بمصر وهم علوية يعنى
شيعة فقلبتهم عثمانية.
وقال الليث أخبرنا ابن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما

(1) من المكية.
129

جوهرتا البلاد، كانت البيعة إذا جاءت الخليفة هما أول من يبايع.
وقال ابن لهيعة: كان يزيد كأنه فحمة. وقال ابن وهب: قيل لعمرو
ابن الحارث انهما أفضل؟ يزيد أو عبيد الله بن أبي جعفر؟ فقال: لو جعلا
في ميزان ما رجح أحدهما. قال ابن لهيعة مرض يزيد فعاده الحوثرة بن
سهيل أمير مصر فقال يا أبا رجاء ما تقول في الصلاة في الثوب وفيه دم
البراغيث فحول وجهه ولم يكلمه وقام. فنظر إليه يزيد وقال: تقتل
كل يوم خلقا وتسألني عن دم البراغيث؟ روى الليث عن يزيد أنه
سمع ابن جزء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة.
وعن يزيد قال: لا ادع أخا لي يغضب على مرتين، بل انظر
الامر الذي يكره فأدعه. سعيد بن عفير أبو خالد المرادي ان زبان بن
عبد العزيز أرسل إلى يزيد ائتني لا سألك عن شئ من العلم فأرسل
إليه: بل أنت فأتني فان مجيئك إلى زين لك ومجيئ إليك شين عليك.
قال ضمام بن إسماعيل: لما كثرت المسائل بعلي يزيد بن أبي حبيب لزم
بيته. قلت كان حجة حافظا للحديث مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
117 - 22 / 4 ع - أيوب بن أبي تميمة كيسان
الإمام أبو بكر السختياني البصري الحافظ أحد الاعلام، كان من
الموالي سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية الرياحي وسعيد بن جبير
وأبا قلابة وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وعدة، وعنه شعبة ومعمر
والحمادان والسفيانان ومعتمر بن سليمان وابن علية وخلق كثير. قال
130

ابن المديني: له نحو ثمانمائة حديث. وقال شعبة: كان أيوب سيد العلماء.
وقال ابن عيينة: لم الق مثله وقال حماد بن زيد: هو أفضل من
جالست وأشده اتباعا للسنة. وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان انه
سمع الحسن يقول: أيوب سيد شاب أهل البصرة. قال ابن عون:
لما مات محمد بن سيرين قلنا: من ثم قلنا: أيوب. قال ابن سعد: كان
أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا. وقال أبو حاتم
ثقة لا يسأل عن مثله. وروى جرير الضبي عن أشعث قال: كان أيوب
جهبذ العلماء. وقال هشام بن عروة: لم أر بالبصرة مثل أيوب.
وقال إسحاق بن محمد الفروي سمعت مالكا يقول: كنا ندخل على
أيوب فإذا ذكرنا له حديث النبي صلى الله عليه وآله بكى حتى
نرحمه. وعن هشام بن حسان قال: حج أيوب السختياني أربعين حجة.
قال وهيب سمعت أيوب يقول: إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل.
وقال حماد بن زيد: كان أيوب صديقا ليزيد بن الوليد فلما ولى:
الخلافة قال اللهم أنسه ذكرى. وكان يقول: ليتق الله رجل، وان
زهد فلا يجعلن زهده عذابا على الناس. وكان أيوب يخفى زهده.
سعيد بن عامر الضبعي عن سلام قال: كان أيوب السختياني يقوم
الليل كله ويخفى ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك
الساعة. ابن مهدي انا حماد بن زيد سمعت أيوب وقيل له مالك لا تنظر
في هذا. يعني الرأي قال: قيل للحمار ألا نجتر؟ قال أكره مضغ الباطل.
وقال حماد: ما رأيت رجلا قط أشد تبسما في وجوه الناس من
131

أيوب. قال ابن عقيل في شمائل الزهاد: انا محمد بن إبراهيم انا أبو الربيع
سمعت أبا يعمر بالري يقول: كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس
عطش وخافوا فقال أيوب: تكتمون على؟ قالوا: نعم، فدور دائرة
ودعا فنبع الماء فرووا وسقوا الجمال، ثم أمر يده على الموضع فصار كما
كان. قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بهذا
فقال حدثني عبد الواحد بن زياد انه كان مع أيوب في هذه السفرة
التي كان هذا فيها.
عن النضر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال كنت
مع أيوب فعطشت عطشا شديدا فقال: تستر على؟ فقلت: نعم، فغمز
برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي. مات
أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة في الطاعون وله ثلاث وستون سنة.
118 - 23 / 4 ع - زيد بن أسلم الإمام أبو
عبد الله العمري المدني الفقيه، عن مولاه عبد الله بن عمر
وسلمة بن الأكوع وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وعطاء بن يسار
وعلي بن الحسين وعدة، وعنه مالك وهشام بن سعد والسفيانان
وعبد العزيز الدراوردي وخلق.
وكان له حلقة للعلم بمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال
أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيها
أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا وما رأيت فيه متمارين ولا متنازعين
في حديث لا ينفعنا. وكان أبو حازم يقول: لا أراني الله يوم زيد.
132

إنه لم يبق أحد أرضى لديني ونفسي منه. فاتاه نعى زيد فعقر فما شهده.
قال البخاري كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم فكلم في ذلك
فقال انما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه. قلت ولزيد تفسير يرويه
عنه ولده عبد الرحمن، وكان من العلماء الأبرار. قال مالك قال ابن
عجلان ما هبت أحدا هيبتي زيد بن أسلم. وقال ابن معين لم يسمع زيد
من أبي هريرة ولا من جابر. مات زيد سنة ست وثلاثين ومائة.
119 - 24 / 4 ع - أبو حازم سلمة بن دينار المخزومي
مولاهم [المدني (1)] الأعرج الأفزر التمار القاص الواعظ الزاهد
عالم المدينة [وقاصها] أو شيخها سمع سهل بن سعد الساعدي وسعيد
ابن المسيب والنعمان بن أبي عياش وأبا صالح السمان وعدة، وعنه مالك
والسفيانان والحمادان وأبو ضمرة وخلق. قال ابن خزيمة لم يكن في زمانه
أحد مثله. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ما رأيت أحدا الحكمة
أقرب إلى فيه من أبي حازم. روى يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم
قال: كل عمل تكره الموت من اجله فاتركه ثم لا يضرك متى مت. قال
أبو غسان محمد بن مطرف أخبرنا أبو حازم قال: لا يحسن عبد فيما بينه
وبين ربه الا أحسن الله ما بينه وبين العباد. ولا يعور ما بينه وبين الله
الا أعور الله في ما بينه وبين العباد، لمصانعة وجه واحد أيسر من
مصانعة الوجوه كلها. وقال الخليفة هشام لأبي حازم: ما النجاة من هذا
الامر؟ يعنى الملك قال: هين، لا تأخذون شيئا الامن حله ولا تضعه

(1) من المكية
133

الا في حقه قال: هذا حسن لمن أيده الله بالسلامة من الهوى وكان
فقيه النفس. مناقب أبي حازم كثيرة وكان [ثقة (1)] فقيها ثبتا كثير العلم
كبير القدر وكان فارسيا وأمه رومية ارخ جماعة موته سنة أربعين ومائة.
120 - 25 / 4 ع - صفوان بن سليم
الإمام أبو عبد الله وقيل أبو الحارث الزهري مولاهم المدني الفقيه
روى عن ابن عمر وجابر بن عبد الله وأنس وسعيد بن المسيب ومولاه
حميد بن عبد الرحمن وعدة، وعنه ابن جريج ومالك والسفيانان وإبراهيم
ابن سعد وأبو ضمرة وخلق، وكان ثقة حجة من اعلام الهدى. وقال
أبو ضمرة: رأيته ولو قيل له الساعة غدا ما كان عنده مزيد عمل، وقال
أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد الله تعالى يستنزل بذكره القطر. وعن
ابن عيينة قال حلف صفوان ألا يضع جنبه على الأرض حتى يلقى الله
مكث على هذا ثلاثين عاما فمات وانه لجالس وقيل إن جبهته ثقبت من
كثرة السجود. قال إسحاق الفروي عن مالك قال: كان صفوان يصلى
في الشتاء على السطح وفي الصيف في البيت، يتيقظ بالحر والبرد، وانه
لترم رجلاه حتى يسقط رحمه الله تعالى. اتفقوا على موت صفوان سنة
اثنتين وثلاثين ومائة.
121 - 26 / 4 ع - أبو الزناد فقيه المدينة
أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان المدني سمع انس بن مالك

(1) من المكية.
134

وأبا امامة أسعد بن سهل بن حنيف وعبد الله بن جعفر وسعيد بن المسيب
وهو راوية عبد الرحمن الأعرج. حدث عنه مالك وشعيب بن أبي حمزة
والليث والسفيانان وابنه عبد الرحمن وخلق. قال الليث بن سعد: رأيت
خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف. قال ثم
لم يلبث ان بقى وحده وأقبلوا على ربيعة الرأي. وقال أبو حنيفة رأيت
ربيعة وأبا الزناد وأبو الزناد أفقه الرجلين. وقال احمد: هو اعلم من
ربيعة قال وكان سفيان يسمى أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث. وقال
مصعب الزبيري: هو كان فقيه أهل المدينة وكان صاحب كتابة وحساب
وفد على هشام بحساب ديوان المدينة، وكان يعاند ربيعة. قال إبراهيم
ابن المنذر هو كان سبب جلد ربيعة، فولى بعد أمير فطين على أبي الزناد
بيتا فشفع فيه ربيعة: قلت وثقة جماعة توفى سنة إحدى وثلاثين ومائة
وقيل سنة ثلاثين وقع لي أحاديث من عواليه رحمه الله تعالى.
122 - 27 / 4 م 4 - العلاء بن عبد الرحمن (1)
مولى الحرقة حافظ ذكر في الممتع.
123 - 28 / 4 ع - عبد الملك بن عمير الإمام أبو
عمرو اللخمي الكوفي حدث عن جابر بن سمرة وجندب بن
عبد الله وعدى بن حاتم وابن الزبير وربعي بن حراش وخلق، وعنه
زائدة والسفيانان وإسرائيل وعبيدة بن حميد وزياد البكائي وآخرون

(1) راجع ترجمته في تهذيب التهذيب.
135

ولى قضاء الكوفة بعد الشعبي وكان من العلماء الاعلام قال النسائي
وغيره: ليس به بأس، واحتج به الشيخان وقال أبو حاتم: ليس بحافظ.
وقال يحيى بن معين، هو مختلط قلت: ما اختلط الرجل ولكنه تغير
تغير الكبر، وضعفه أحمد بن حنبل لغلطه، عاش أزيد من مائة عام. مات
في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة بلا نزاع وقع لي من عواليه.
124 - 29 / 4 ع - سعد بن إبراهيم الزهري (1)
125 - 30 / 4 ع - عبيد الله بن أبي جعفر الإمام أبو
بكر الليثي مولاهم المصري المغربي الأب الفقيه القدوة سمع
أبا سلمة بن عبد الرحمن والأعرج وحمزة بن عبد الله بن عمرو عطاء بن
أبي رباح وطائفة. قال ابن يونس: كان عالما زاهدا عابدا ولد سنة ستين.
وقال أبو حاتم: هو ثقة بابة يزيد بن أبي حبيب. قلت: حدث عنه حياة
ابن شريح وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب والليث وابن لهيعة
وآخرون. وقال ابن سعد، كان ثقة في زمانه ومن كلام عبيد الله قال
إذا حدث المرء فأعجبه الحديث فليمسك، وان كان ساكتا فأعجبه السكوت
فليتحدث. قال سليمان بن أبي داود: ما رأت عيني عالما زاهدا الا عبيد الله
ابن أبي جعفر مات سنة ست وقيل سنة اثنتين ومائة.

(1) راجع ترجمته في تهذيب التهذيب.
136

126 - 31 / 4 ع - يزيد بن الهاد يحفظ ذكر في الممتع (1)
127 - 32 / 4 ع - عوف الاعرابي كذلك
128 - 33 / 4 م 4 - سهيل بن أبي صالح في عداد الحافظ
129 - 34 / 4 ع - أشعث الحمراني كذلك
120 - 35 / 4 ع - يحيى بن سعيد
ابن قيس بن عمرو الحافظ شيخ الاسلام أبو سعيد الأنصاري
النجاري المدني قاضي المدينة ثم قاضى القضاة للمنصور حدث عن انس
ابن مالك والسائب بن يزيد وأبي امامة بن سهل وسعيد بن المسيب
والقاسم بن محمد وخلق، وعنه شعبة ومالك والسفيانان والحمادان وابن
المبارك ويحيى القطان وأمم سواهم. قال أيوب السختياني: ما تركت
بالمدينة أحدا أفقه من يحيى بن سعيد. وقال يحيى القطان: هو مقدم على
الزهري، اختلف على الزهري ولم يختلف عليه. وقال الثوري: كان من
الحفاظ. وقال أبو حاتم ثقة يوازى الزهري وقال ابن المديني: له نحو من
ثلثمائة حديث. وقال العجلي: ثقة فقيه رجل صالح وقال ابن المديني:
كنيته أبو نصر.
قال إبراهيم الحزامي حدثني يحيى بن محمد بن طلحة التيمي حدثني
سليمان بن بلال قال كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله وأصابه ضيق
شديد وركبه الدين فجاء كتاب المنصور بالقضاء فوكلني بأهله وقال

(1) راجع ترجمته وتراجم الثلاثة الذين بعده في تهذيب التهذيب.
137

لي: والله ما خرجت وانا أجهل شيئا فلما قدم العراق كتب إلى أنه
والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصا شيئا والله ما سمعته قط فإذا
جاءك كتابي فاسأل ربيعة واكتب إلى بما يقول واكتم هذا. قال سليمان
ولما سار خرجت أشيعه فاستقبلته جنازة فتغيرت فقال يا أبا محمد كأنك
تغيرت؟ فقلت: اللهم لا طير الا طيرك، قال والله لئن صدق طيرك
لينعشن أمري. قال فما أقام الا شهرين حتى قضى دينه وأصاب خيرا.
جعفر بن عون أخبرنا يحيى بن سعيد قال رأيت ابن عمر رافعا يديه
إلى منكبيه عند القاص. وقال حماد بن زيد: انتسب يحيى بن سعيد فقال
انا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل قال عبد الله بن بشر الطالقاني
سمعت أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن سعيد الأنصاري أثبت الناس.
وقال علي بن مسهر سمعت سفيان يقول: أدركت من الحفاظ ثلاثة
إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان، ويحيى بن سعيد
الأنصاري. عارم أخبرنا حماد عن هشام بن عروة قال لم أسمعه من أبي
ولكن حدثني عنه العدل الرضى الأمين يحيى بن سعيد.
قال وهيب قدمت المدينة فلم الق بها أحدا الا وأنت تعرف وتنكر
غير يحيى بن سعيد ومالك. قال يحيى بن أيوب المقابري حدثني أبو عيسى
وغيره ان قوما كنت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة فارتفعوا
إلى يحيى بن سعيد قاضى أبي جعفر فكتب إليه يحيى ان يحضر فأتوا
المسيب بكتابه فانتهرهم وتمنع فأتوا يحيى فأخبروه فقام مغضبا يريد
المسيب فوافقه وقد ركب بين يديه نحو المائتين من الخشابة فلما رأوا
138

يحيى أفرجوا له فأتى المسيب فأخذ بحمائل سيفه ورمى به إلى الأرض
ثم نزل عليه يحيى يخنقه قال فما خلص حمائل السيف من يده الا أبو جعفر
المنصور بنفسه.
قال جرير بن عبد الحميد: ما رأيت شيخا انبل من يحيى بن سعيد.
وقال حماد بن زيد: كان يحيى بن سعيد يقول في مجلسه اللهم سلم سلم.
وقال يحيى كان عبيد الله بن عدي بن الخيار يقول في مجلسه: اللهم
سلمنا وسلم المؤمنين منا. يحيى بن بكير انا الليث عن يحيى بن سعيد قال
أهل العلم أهل توسعة، وما برح المفتون يختلفون فيحلل هذا ويحرم
هذا، فلا يعيب هذا على هذا ولا هذا على هذا، وان المسألة لترد على
أحدهم كالجبل فإذا فتح له بابها قال ما أهون هذه. قال يعقوب بن كاسب
حدثني بعض أهل العلم قال سمعت صائحا يصيح بمكة في أيام مروان
ابن محمد: لا يفتى الحاج الا يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمرو ومالك بن انس.
قال سليمان بن حرب سمعت حماد بن زيد يقول ليس لأحد عندي
كتاب ولو كان لسرني ان يكون ليحيى بن سعيد الأنصاري. قال
أبو عبد الله الحاكم سمعت أبا بكر بن داود الزاهد يقول سمعت محمد بن
أحمد بن المقدام يقول سمعت أبا سعيد الحنفي سمعت يزيد بن هارون
يقول: حفظت ليحيى بن سعيد ثلاثة آلاف حديث فمرضت فنسيت
نصفها مات بالهاشمية في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
131 - 36 / 4 ع - زيد بن أبي أنيسة
الحافظ الإمام أبو أسامة الرهاوي أحد الاثبات، روى عن سعيد
139

المقبري وشهر بن حوشب والحكم وطلحة بن مصرف [ونعيم المجمر]
وطائفة سمع أيضا من المنهال بن عمرو ونافع العمري وشرحبيل بن
سعد وعطاء بن أبي رباح وينزل إلى ابن عجلان ومالك [حدث عنه
أبو حنيفة ومسعر ومالك (1)] وعبيد الله بن عمر وخالد بن أبي يزيد
وطائفة مات شابا لم يكتهل ولو عاش لكان له شأن، حديثه في الكتب
الستة مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومائة بالجزيرة، وهو من
طبقة الأوزاعي قدمته لتقدم وفاته رحمه الله تعالى.
132 - 37 / 4 ع - عبد الكريم بن مالك
الجزري الحافظ الفقيه أبو سعيد الحراني من موالى بني أمية حدث
عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وطاوس ومقسم وعدة، وعنه
معمر وسفيان ومالك وسفيان بن عيينة وغيرهم، وثقه النسائي وغيره
ووصف بالحفظ مات سنة سبع وعشرين ومائة.
فاما عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية فشيخ بصري مؤدب ليس
بقوي الحديث روى عن انس بن مالك ومجاهد وسعيد بن جبير حدث
عنه السفيانان وحماد بن سلمة ومالك وغيرهم وكان فقيها مرجئا، وهو
من طبقة سميه فذكرته معه للتمييز.
133 - 38 / 4 م 4 علي بن زيد بن جدعان
الإمام أبو الحسن التيمي القرشي البصري الأعمى عالم البصرة عن

(1) من المكية.
140

انس بن مالك وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي وعروة بن الزبير
وخلق، وعنه [قتادة و] شعبة والسفيانان الحمادان وعبد الوارث
وإسماعيل بن علية: ولدا عمى وهو من أوعية العلم وفيه تشيع. قال
[أبو زرعة و (1)] أبو حاتم: ليس بقوي وقال احمد ويحيى ضعيف. وقال
الترمذي: صدوق ربما رفع الموقوف. قال منصور بن زاذان قلنا لعلى
ابن زيد لما مات الحسن: اجلس موضعه قلت لم يحتج به الشيخان لكن
قرنه مسلم بغيره ومات سنة تسع وعشرين ومائة وقيل سنة إحدى
وثلاثين ومائة رحمه الله تعالى.
134 - 39 / 4 ع - منصور بن زاذان الثقفي
مولاهم الواسطي الامام أحد الاعلام عن انس بن مالك وأبي
العالية الرياحي والحسن ومحمد وعظاء وخلق، وعنه شعبة وهشيم
وأبو عوانة وخلف بن خليفة وآخرون وكان ثقة حجة صالحا متعبدا
كبير الشأن. قال هشيم كان لو قيل له ان ملك الموت على الباب ما كان
عنده زيادة في العمل وكان يصلى من طلوع الشمس إلى أن يصلى
العصر ثم يسبح إلى المغرب. قال يحيى بن أبي كثير حدثنا شعبة عن
هشام بن حسان قال صليت إلى جنب منصور بن زاذان في ما بين
المغرب والعشاء فقرأ القرآن [في الركعة الأولى (1)] وبلغ في الثانية
إلى النحل.
وروى نحوها مخلد بن الحسين عن هشام فاسنادها صحيح وروى

(1) من المكية.
141

خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد في الحسنات،
والأشر والبطر يزيد في السيئات. قال عباد بن العوام شهدت جنازة
منصور بن زاذان فرأيت النصارى على حدة [والمجوس على حدة (1)]
واليهود على حدة وقد اخذ خالي بيدي من كثرة الزحام. قلت كنيته
أبو المغيرة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
135 - 40 / 4 ع - منصور بن المعتمر
الامام الحافظ الحجة أبو عتاب منصور السلمي الكوفي أحد الاعلام
لا احفظ له شيئا عن الصحابة. وحدث عن أبي وائل وربعي بن حراش
وإبراهيم وسعيد بن جبير ومجاهد والشعبي وأبي حازم الأشجعي وطبقتهم.
وعنه شعبة وشيبان والسفيانان وشريك وفضيل بن عياض وخلق كثير.
حكى عنه شعبة قال ما كتبت حديثا قط. وقال ابن مهدي لم يكن بالكوفة
أحد أحفظ من منصور. وقال زائدة صام منصور أربعين سنة وقام
ليلها وكان يبكى الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن
رأسه، قال فتقول له أمه أقتلت قتيلا؟ فيقول: انا اعلم بما صنعت نفسي،
أخذه يوسف بن عمر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت
عليه وقد جئ بالقيد ليقيده ثم خلى عنه. قال احمد البجلي كان منصور
أثبت أهل الكوفة، لا يختلف فيه أحد، صالح متعبد، أكره على القضاء
فقضى شهرين قال وفيه تشيع قليل، وكان قد عمش من البكاء، قالت

(1) من المكية.
142

فتاة يا أبت الأسطوانة التي كانت في دار منصور ما فعلت قال يا بنية
ذاك منصور كان يصلى الليل وقد مات. قال الثوري: لو رأيت منصورا
يصلى لقلت يموت الساعة قال ابن عيينة رأيت منصورا فقلت ما فعل الله
بك؟ قال: كدت ان ألقى الله بعمل نبي. قلت مات في سنة اثنتين
وثلاثين ومائة.
136 - 41 / 4 ع - مغيرة بن مقسم
الفقيه الحافظ أبو هشام الضبي مولاهم الكوفي الأعمى ولد أعمى
وكان عجبا في الذكاء حدث عن أبي وائل والشعبي وإبراهيم النخعي
ومجاهد وعدة، وعنه شعبة [والثوري] وزائدة وإسرائيل وأبو عوانة
وجرير وابن فضيل وهشيم وخلق. قال شعبة كان احفظ من حماد
ابن أبي سليمان. وروى جرير عن مغيرة قال ما وقع في مسامعي شئ
فنسيته. وضعف احمد روايته عن إبراهيم فقط، وقال: ذكى حافظ صاحب
سنة وقال احمد العجلي: ثقة يرسل عن إبراهيم فإذا وقف ممن سمعه
يخبرهم، وكان من فقهاء أصحاب إبراهيم، وكان عثمانيا ويحمل على
على بعض الحمل.
137 - 42 / 4 ع - حصين بن عبد الرحمن
السلمي الكوفي الحافظ أبو الهذيل ابن عم منصور بن المعتمر حدث
عن جابر بن سمرة وعمارة بن روبية وابن أبي ليلى وأبي وائل وزيد بن
وهب وعدة، وعنه شعبة [والثوري] وأبو عوانة وعبثر وعلي بن
143

عاصم وآخرون، وكان ثقة حجة حافظا عالي الاسناد. قال احمد: حصين
ثقة مأمون من كبار أصحاب الحديث عاش ثلاثا وتسعين سنة. مات
سنة ست وثلاثين ومائة.
138 - 43 / 4 ع - هشام بن عروة
ابن الزبير بن العوام الامام الحافظ الحجة أبو المنذر القرشي الزبيري
المدني الفقيه حدث عن عمه ابن الزبير وأبيه وزوجته فاطمة بنت المنذر
[وأبي سلمة بن عبد الرحمن] وطائفة، وعنه شعبة [وأيوب] ومالك
والسفيانان والحمادان وابن نمير ويحيى القطان وأبو أسامة وعبيد الله بن
موسى وخلق. قال هشام مسح ابن عمر برأسي ودعا لي. قال وهيب قدم
علينا هشام بن عروة فكان مثل الحسن وابن سيرين. وقال ابن سعد
كان هشام ثقة ثبتا كثير الحديث حجة. وقال أبو حاتم الرازي: ثقة امام
في الحديث.
أخبرنا محمود بن محمد الزاهد سنة خمس وتسعين أخبرنا يوسف بن
خليل انا مسعود بن أبي منصور ح وأنبأني ابن سلامة عن مسعود انا
أبو على الحداد انا أبو نعيم انا فاروق بن عبد الكبير انا أبو خالد عبد العزيز
ابن معاوية انا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله
ان أمي افتلتت وأظن لو تكلمت تصدقت فهل لها من أجران تصدقت
عنها؟ قال: نعم قال يعقوب بن شيبة: هشام بن عروة ثقة ثبت لم ينكر
144

عليه شئ الا بعد ما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية فأنكر عليه
ذلك أهل بلده فإنه كان لا يحدث عن أبيه الا ما سمعه منه ثم تسهل
فكان يرسل عن أبيه: قال عثمان الدارمي قلت لابن معين: هشام أحب
إليك أو الزهري فقال؟ كلاهما ولم يفضل. قالوا توفى هشام ببغداد في
سنة ست وأربعين ومائة وله ثمانون سنة رحمه الله تعالى.
139 - 44 / 4 ع - يونس بن عبيد الامام
القدوة الحجة أبو عبد الله العبدي مولاهم البصري الحافظ رأى
انسا وسمع الحسن وابن سيرين وعطاء وإبراهيم التيمي وحميد بن هلال
وزياد بن جبير ونافع العمري وعدة؟ وعنه شعبة والحمادان والسفيانان
وعبد الوارث وبشر بن المفضل وهشيم وابن علية وكان أحد الأئمة
الاعلام الورعين كان يقول ما كتبت شيئا قط قال أبو حاتم هو أكبر
من سليمان التيمي، ولا يبلغ التيمي منزلة يونس وقال سعيد بن عامر
ما رأيت رجلا قط أفضل من يونس بن عبيد، وأهل البصرة على ذا.
قال حماد بن زيد مرض يونس بن عبيد فقال أيوب ما في العيش
بعدك خير.
وقال أمية بن بسطام جاءت يونس امرأة بجبة خز فقال: بكم
هي؟ قالت: بخمسمائة قال هي خير من ذاك، قالت: بست مائة، قال
هي خير من ذاك، فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفا. وقال النضر بن
شميل غلا الخز وكان يونس بن عبيد خزازا فاشترى من رجل متاعا
بثلاثين ألفا فلما كان بعد ذلك قال لصاحبه هل كنت علمت أن المتاع
145

كان قد غلا بأرض كذا وكذا ولو علمت لبعت ثم قال هلم إلى مالي
فرد عليه الثلاثين الألف. وعن هشام بن حسان قال: ما رأيت أحدا
يطلب بالعلم وجه الله الا يونس بن عبيد.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء أنبأنا عبد المعز بن محمد
انا زاهر بن طاهر حدثنا محمد بن عبد الرحمن انا [القاضي (1)] أبو أحمد محمد
ابن محمد بن أحمد الحافظ سنة ست وسبعين وثلاث ومائة انا أبو عروبة
الحراني انا محمد بن عباد بن آدم انا عبد الوهاب عن يونس عن الحسن
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يسترعي الله
عبدا رعية فيموت وهو لها غاش الا حرم الله عليه الجنة هذا حديث
جيد الاسناد ولم يخرجه أرباب الكتب الستة ومحمد هذا من مشيخة
ابن ماجة. قال معاذ بن معاذ: في سنة تسع وثلاثين ومائة صليت على
يونس بن عبيد رحمه الله تعالى.
140 - 45 / 4 م ع - داود بن أبي هند
الامام الثبت أبو محمد البصري رأى انس بن مالك وروى عن
أبي العالية وسعيد بن المسيب وأبي عثمان النهدي والشعبي وعكرمة. وعنه
شعبة والحمادان وابن علية ويحيى القطان ويزيد بن هارون وكان من
حفاظ أهل البصرة ومفتيهم حديثه في الكتب الستة لكن في البخاري
استشهادا قال يزيد بن زريع كان مفتى أهل البصرة.

(1) من المكية.
146

يحيى بن الفضل الخرقي انا سعيد بن عامر الضبعي قال قال داود بن أبي
هند أتيت الشام فلقيني غيلان القدري فقال أريد أن أسألك عن مسائل
قلت سل عن خمسين وأسألك عن ثنتين قال سل قلت ما أفضل ما أعطى
ابن آدم؟ قال: العقل، فقلت أخبرني عن العقل هو شئ مباح للناس
من شاء اخذه ومن شاء ترك أو هو شئ مقسوم بينهم؟ فمضى ولم يجبني
قلت انقطع فكذلك قسم الله الايمان والأديان ولا قوة الا بالله.
وقال ابن عدي صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله
كان خزازا كان يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدق به في الطريق
ويرجع عشيا ويفطر معهم وقال لنا يوما يا فتيان أخبركم لعل الله ان
ينفعكم كنت وانا غلام أختلف إلى السوق فإذا انقلبت إلى البيت حلفت
على نفسي ان أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا حتى آتي ذلك المكان
فإذا بلغته حلفت على نفسي ان أذكر الله تعالى إلى مكان كذا وكذا
حتى آتي المنزل، قيل مولد داود سنة خمسين ومات في أول سنة أربعين
ومائة راجعا من الحج وكان رأسا في العلم والعمل.
قرأت على إسحاق الأسدي أخبرنا ابن خليل انا ابن اللبان انا أبو علي
الحداد انا أبو نعيم الحافظ انا محمد بن أحمد بن الحسن وغيره قالوا انا بشر
ابن موسى انا هوذة انا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال: تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة
فتقتلها أولى الطائفتين بالحق.
رواه أيضا داود بن أبي هند عن أبي نضرة مثله وقرأت على طاهر
147

ابن عبد الله بن عمر العجمي بمصر أخبركم ابن خليل انا مسعود الجمال،
وأنبأني أحمد بن سلامة عن الجمال انا الحسن بن أحمد انا أبو نعيم انا ابن
خلاد ومحمد بن مخلد قالا ثنا الحارث بن أبي أسلمة انا يزيد انا داود بن
أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: ان أحبكم إلى وأقربكم منى أحاسنكم أخلاقا، وان أبعدكم مني
مساويكم أخلاقا، الثرثارون المتشدقون المتفيهقون. رواه وهيب وجماعة
عن داود ورواته ثقات لكنه منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة.
141 - 46 / 4 ع - موسى بن عقبة
الأسدي المدني الحافظ مولى آل الزبير بن العوام عن أم خالد
بنت خالد الصحابية وعروة وسالم وأبي سلمة بن عبد الرحمن والأعرج
وطائفة وصنف المغازي حدث عنه ابن جريج ومالك وابن عيينة
وحاتم بن إسماعيل وابن المبارك وأبو ضمرة ومحمد بن فليح وخلق. قال
الواقدي كان موسى مفتيا وفقيها وقال أبو حاتم صالح وقال أحمد بن
حنبل عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة قرأت مغازي موسى بالمزة
على أبي نصر الفارسي وكان وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة
رحمه الله تعالى.
142 - 47 / 4 ع - صالح بن كيسان الحافظ
أحد علماء المدينة وكان مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز رأى عبد الله بن
عمر ولم يسمع منه وحدث عن عروة بن الزبير ونافع وسالم [ونافع (1)]

(1) من المكية.
148

مولى أبي قتادة وعبيد الله بن عبد الله والزهري وجماعة وكان رفيق الزهري
في طلب العلم وانما طلب في الكهولة حدث عنه ابن جريج ومالك
وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد [فأكثر (1)] وسفيان بن عيينة سئل
أحمد بن حنبل عنه فقال: بخ بخ ويقال انه جاوز المائة قال الواقدي
مات بعد أربعين ومائة رحمه الله تعالى.
143 - 48 / 4 ع - خالد الحذاء
هو الحافظ الثبت أبو المنازل خالد بن مهران البصري محدث البصرة ولم يكن
حذاء بل يجلس عندهم حدث عن عبد الله بن شقيق وأبي عثمان
النهدي وعكرمة وعبد الرحمن بن أبي بكرة وحفصة بنت سيرين وأخيها
محمد وطائفة، وعنه محمد بن سيرين شيخه [وشعبة] وبشر بن المفضل
وأبو إسحاق الفزاري وإسماعيل ابن علية وسفيان بن عيينة وخلق. آخرهم
وفاة عبد الوهاب بن عطاء. وثقه أحمد بن حنبل وابن معين واحتج به
أصحاب الصحاح وقال أبو حاتم لا يحتج به قلت مات سنة إحدى أو سنة
اثنتين وأربعين ومائة رحمه الله تعالى.
144 - 49 / 4 ع - عاصم بن سليمان الحافظ
أبو عبد الرحمن البصري الأحول قاضي المدائن حدث عن عبد الله
ابن سرجس وأنس بن مالك [والشعبي] وأبي العالية ومعاذة العدوية
وخلق وعنه [قتادة و] شعبة وابن المبارك وأبو معاوية ويزيد بن هارون
وخلق سواهم. وثقه على ابن المديني وغيره وكان حافظا مكثرا وفي

(1) من المكية.
149

حفظه شئ لا يضر، وحديثه في كتب الأئمة. أخبرنا عبد الحافظ بن
بدران ويوسف بن أحمد قالا انا موسى بن عبد القادر انا ابن البناء انا
علي بن أحمد انا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله البغوي حدثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أسامة بن
زيد قال دمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله حين أتى
بابنة زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن، فقال له قيس بن عبادة تبكي
وقد نهيت عن البكاء؟ فقال: انما هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده،
وانما يرحم الله من عباده الرحماء. توفى سنة اثنتين وأربعين ومائة
رحمه الله تعالى.
وقال سفيان الثوري: حفاظ الناس أربعة إسماعيل بن أبي خالد
وعاصم الأحول ويحيى بن سعيد الأنصاري وعبد الملك بن أبي سليمان
وأبى ان يجعل الأعمش معهم رحمهم الله. قال أبو الربيع الزهراني حدثنا
محمد بن عباد انا أبي قال ربما كان عاصم الأحول صائما فيفطر فإذا. صلى
العشاء تنحى يصلى فلا يزال يصلى حتى يطلع الفجر.
145 - 50 / 4 ع - سليمان التيمي الحافظ الامام
شيخ الاسلام أبو المعتمر سليمان بن طرخان القيسي مولاهم البصري
لم يكن تيميا بل نزل فيهم سمع انس بن مالك وأبا عثمان النهدي وطاوسا
والحسن وعدة، وعنه شعبة والسفيانان وابن المبارك ويزيد بن هارون
والأنصاري وهوذة بن خليفة وخلق قال شعبة ما رأيت أحدا أصدق
من سليمان التيمي، كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله
150

تغير لونه وقال معتمر مكث أبي أربعين سنة يصوم يوما ويفطر يوما
ويصلى صلاة الفجر بوضوء العشاء وعاش سبعا وتسعين سنة قلت
له نحو من مائتي حديث، وكان عابد البصرة وعالمها. قال يحيى القطان:
ما رأيت أخوف لله منه. وقال ابن المبارك عن سفيان. قال: حفاظ
البصريين ثلاثة: سليمان التيمي، وعاصم الأحول وداود بن أبي هند،
وعاصم أحفظهم. وقال جرير لم ير سليمان التيمي ساعة قط الا تصدق
بشئ فان لم يكن صلى ركعتين. وقال خالد بن الحارث قال سليمان
التيمي لو اخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر
كله. وقال سعيد بن عامر الضبعي: كان سليمان التيمي يسبح الله في كل
سجدة سبعين تسبيحة. وعن حماد بن سلمة قال ما اتينا سليمان التيمي
في ساعة يطاع الله فيها الا وجدناه مطيعا كنا نرى انه لا يحسن يعصى الله.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا الأنصاري قال كان عامة الدهر
سليمان التيمي يصلى العشاء والصبح بوضوء واحد وكان يسبح بعد
العصر إلى المغرب ويصوم الدهر. قال يحيى القطان: كان سفيان لا يقدم
على سليمان التيمي أحدا من البصريين. وذكر مردويه عبد الصمد عن
فضيل بن عياض قال قيل لسليمان التيمي أنت أنت ومن مثلك؟ قال:
لا تقولوا هكذا ما أدري ما يبدو لي من ربى سمعت الله يقول (وبدا لهم
من الله ما لم يكونوا يحتسبون). قال رقبة بن مصقلة رأيت رب العزة في
المنام فقال وعزتي وجلالي لأكرمن مثوى سليمان التيمي. وروى
سعيد بن الكزبري عن سعيد بن عامر قال مرض سليمان التيمي فبكى
151

فقيل ما يبكيك قال مررت على قدري فسلمت عليه فأخاف الحساب عليه.
أنبئت عن أبي المكارم الأصبهاني انا أبو على انا أبو نعيم نا أبو الشيخ
نا إسحاق بن أحمد نا سعيد بن عيسى سمعت مهدي بن هلال يقول اتيت
سليمان التيمي فوجدت عنده حماد بن زيد ويزيد بن زريع وكان
لا يحدث أحدا حتى يمتحنه فيقول له، الزنا بقدر؟ فان قال: نعم، استحلفه
فان حلف حدثه خمسة أحاديث. مات التيمي في ذي القعدة سنة ثلاث
وأربعين ومائة رحمه الله تعالى.
146 - 51 / 4 ع - حميد الطويل الحافظ
المحدث الثقة أبو عبيدة بن أبي حميد تيرويه البصري أحد مشيخة
الأثر سمع انس بن مالك وعبد الله بن شقيق والحسن [وعكرمة] وابن
أبي مليكة وبكر بن عبد الله وجماعة، وعنه شعبة ومالك وسفيان والحمادان
وابن علية ويحيى القطان والأنصاري وخلق كثير. قال حماد بن سلمة
لم يدع حميد لثابت البناني علما الا وعاه عنه وسمعه منه وعامة ما يرويه عن
انس سمعه من ثابت قلت قد صرح بالسماع من انس بن مالك في شئ
كثير. وقيل بل سمع منه بضعة وعشرين حديثا، وباقي ذلك يدلسه
عنه. قال الأصمعي رأيته ولم يكن بطويل ولكن طويل اليدين وقيل
بل كان في جيرانه رجل قصير اسمه حميد فقالوا حميد الطويل، ليتميز
من القصير وكان قائما يصلى فمات فجاءة رحمه الله تعالى في آخر سنة
اثنتين وأربعين ومائة وقع لي من عواليه بإجازة قال معاذ بن معاذ كان
حميد الطويل قائما يصلى فمات فذكروه لابن عون وجعلوا يذكرون من
152

فضله فقال: احتاج حميد إلى ما قدم. وعن يونس قال أكثر الله
فينا مثل حميد.
147 - 52 / 4 ع - أبو إسحاق الشيباني
الامام سليمان بن فيروز الكوفي الحافظ مولى بنى شيبان حدث
عن عبد الله بن أبي أوفى [وابن شداد] وزر بن حبيش والشعبي والنخعي
وعكرمة وطائفة، حدث عنه شعبة وسفيان وجرير بن عبد الحميد وعلى
ابن مسهر وابن عيينة وجعفر بن عون وآخرون متفق على ثقته. وقد
حدث عنه من شيوخه أبو إسحاق السبيعي. قال الفلاس: مات سنة ثمان
وثلاثين ومائة. وقال أبو معاوية: سنة تسع وثلاثين. وقيل مات سنة
إحدى وأربعين ومائة أو في التي بعدها رحمه الله تعالى.
148 - 53 / 4 ع - إسماعيل بن أبي خالد
الامام الحافظ أبو عبد الله البجلي الأحمسي مولاهم الكوفي أحد
الاعلام سمع ابن أبي أوفى وأبا جحيفة السوائي وطارق بن شهاب وقيس
ابن أبي حازم وعمرو بن حريث وزر بن حبيش وعدة، حدث عنه شعبة
والسفيانان وأبو أسامة ويزيد بن هارون وابن نمير ويحيى القطان ويعلى
ابن عبيد وخلق وكان حجه متقنا مكثرا علما وكان طحانا. قال أبو إسحاق
السبيعي إسماعيل شرب العلم شربا. روى مجالد عن الشعبي قال إسماعيل هذا
يزدرد العلم ازدرادا. وعن الثوري قال: حفاظ الناس ثلاثة فذكر،
منهم إسماعيل.
153

قلت وقع لنا من عواليه وكان من العلماء العاملين مات في سنة
خمس وأربعين ومائة وقيل سنة ست رحمه الله تعالى عواليه من الغيلانيات
وجزء محمد بن عاصم وجزء الجابري.
149 - 54 / 4 ع - الأعمش الحافظ الثقة
شيخ الاسلام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي
مولاهم الكوفي أصله من بلاد الري رأى انس بن مالك وحفظ عنه.
وروى عن ابن أبي أوفى [وعكرمة] وأبي وائل وزر وأبي عمرو
الشيباني والمعرور بن سويد وإبراهيم النخعي وخلق كثير، وعنه شعبة
والسفيانان وزائدة ووكيع وعبيد الله بن موسى ويعلى بن عبيد وأبو نعيم
وخلائق. قال ابن المديني له نحو من الف وثلثمائة حديث وقال بن
عيينة كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله واحفظهم للحديث وأعلمهم
بالفرائض. وقال الفلاس كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه. وقال
يحيى القطان الأعمش علامة الاسلام. وقال الحربي ما خلف الأعمش
أعبد منه لله. وقال وكيع بقى الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته
التكبيرة الأولى، سيرة الأعمش يطول شرحها وهي مذكورة في تاريخي
الكبير وفي طبقات القراء ويقع عواليه في صحيح البخاري وفي جزء
ابن عرفة: وابن الفرات والغيلانيات وكان رأسا في العلم النافع والعمل
الصالح، توفى في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وله سبع وثمانون
سنة رحمه الله تعالى.
154

150 - 55 / 4 ع - الجريري الحافظ الحجة
أبو مسعود سعيد بن اياس البصري حدث عن أبي الطفيل عامر بن
واثلة وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة وعبد الله بن شقيق وعبد الله بن
بريدة وغيرهم، وعنه [شعبة والثوري والحمادان و] ابن المبارك وبشر
ابن المفضل وابن علية وأبو أسامة ويزيد بن هارون وآخرون. قال
أحمد بن حنبل هو محدث أهل البصرة. وقال أبو حاتم تغير حفظه قبل
موته. وثقه جماعة وقال أحمد بن حنبل سألت ابن علية: أكان
الجريري اختلط؟ فقال: لا، كبر الشيخ فرق واما ابن أبي عدي فقال:
لا نكذب الله سمعنا من الجريري وهو مختلط. واما يزيد فقال: دخلت
البصرة سنة اثنتين وأربعين ومائة فسمعت من الجريري ولم ننكر منه
شيئا قلت مات سنة أربع وأربعين ومائة رحمه الله تعالى.
151 - 56 / 4 م 4 - عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الكوفي
الحافظ الكبير حدث عن انس بن مالك وسعيد بن جبير وعطاء
ابن أبي رباح وطائفة، وعنه جرير الضبي وإسحاق الأزرق وحفص بن
غياث ويحيى القطان وابن نمير وعبد الرزاق وخلق، وكان من الحفاظ
الاثبات. قال عبد الرحمن بن مهدي كان شعبة يتعجب من حفظ عبد الملك.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة، وكذا وثقه النسائي. واما البخاري فلم يحتج
به بل استشهد به توفى سنة خمس وأربعين ومائة وقد شاخ رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن عبد الكريم الواسطي انا نصر بن جزء نا أحمد بن
155

محمد الحافظ انا أبو البقاء المعمر بن محمد انا زيد بن جعفر العلوي انا محمد
ابن علي الشيباني انا أحمد بن حازم الغفاري انا يعلى بن عبيد عن عبد الملك
ابن أبي سليمان عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تتخذوا بيوتكم قبورا
وصلوا فيها.
152 - 57 / 4 ع - ابن عون (1)
الامام شيخ أهل البصرة أبو عون [عبد الله بن عون (2)] بن
أرطبان المزني مولاهم البصري الحافظ حدث عن سعيد بن جبير وأبي
وائل وإبراهيم النخعي [وعطاء] ومجاهد [والشعبي] والحسن والقاسم
بن محمد وخلق، وعنه حماد بن زيد وإسماعيل ابن علية وإسحاق الأزرق
ويزيد بن هارون وأبو عاصم والأنصاري ومسلم بن إبراهيم وخلق
كثير. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما كان بالعراق اعلم بالسنة من ابن
عون. وقال قرة: كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون.
وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس. وقال هشام بن
حسان: لم تر عيناي مثل ابن عون. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا
أفضل من ابن عون. وقال شعبة: شك ابن عون أحب إلى من يقين
غيره. وقال الأوزاعي: إذا مات ابن عون وسفيان استوى الناس.
وقال ابن معين: ثقة في كل شئ. وقال بكار السيريني كان ابن عون

(1) سيأتي له ذكره في الطبقة الخامسة بعد رقم 166 وان حقه ان يكون هناك
(2) من المكية.
156

يصوم يوما ويفطر يوما، وصحبته دهرا وكان طيب الريح، لين
الكسوة يختم كل أسبوع وكان يغزو ويركب الخيل بارز مرة علجا
فقتله، وكان إذا جاء اخوانه كأن على رؤسهم الطير لهم خضوع وخشوع.
قلت لابن عون جلالة عجيبة ووقع في النفوس لأنه كان إماما
في العلم رأسا في التأله والعبادة حافظا لأنفاسه كبير الشأن مات في رجب
سنة إحدى وخمسين ومائة رحمه الله تعالى. قاله جماعة ويقع حديثه عاليا
لأصحاب بن طبرزذ والكندي.
153 - 58 / 4 ع - ربيعة بن أبي عبد الرحمن
فروخ الإمام أبو عثمان التيمي المدني الفقيه مولى آل المنكدر
روى عن انس بن مالك والسائب بن يزيد وحنظلة بن قيس وسعيد بن
المسيب والقاسم بن محمد، وعنه سفيان ومالك والأوزاعي وسليمان
ابن بلال وإسماعيل بن جعفر وأبو ضمرة انس بن عياض وخلق، وكان
إماما حافظا فقيها مجتهدا بصيرا بالرأي ولذلك يقال له ربيعة الرأي،
اخباره مستوفاة في تاريخ دمشق وتاريخ بغداد قال الخطيب كان فقيها
عالما حافظا للفقه والحديث. ابن وهب قال حدثني ابن زيد قال مكث
ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلى الليل والنهار إلى أن جالس القوم فنطق
بلب وعقل. وقال الليث عن يحيى بن سعيد قال ما رأيت أحدا أفطن
من ربيعة. وقال معاذ بن معاذ سمعت سواء بن عبد الله القاضي يقول
ما رأيت أحدا اعلم من ربيعة الرأي، قلت ولا الحسن وابن سيرين؟ قال
ولا الحسن وابن سيرين. وعن ابن وهب أن ربيعة كان من الأجواد
157

أنفق على اخوانه أربعين ألف دينار. قال أحمد بن حنبل: ربيعة ثقة.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ وجماعة قالوا أخبرنا ابن اللتي انا أبو الوقت
انا بيبى انا ابن أبي شريح انا أحمد بن محمد بن إسماعيل انا يعيش بن الجهم
قرأت على أبي ضمرة عن ربيعة عن انس: توفى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يوم توفى وقد أتى عليه ستون سنة وما في رأسه ولحيته
عشرون شعرة بيضاء. قال مصعب الزبيري هو صاحب الفتوى بالمدينة
كان يجلس إليه وجوه الناس. وبه تفقه مالك وقال ابن الماجشون
ما رأيت أحدا احفظ لسنة من ربيعة. قال عبد الله بن عمر ربيعة هو
صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا. قال مالك لما مات القاسم وسالم أفضى
الامر إلى ربيعة. ولما قدم السفاح أمر له بمال فلم يقبله. قال سفيان بن
عيينة سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن كيف استوى؟ فقال الاستواء
غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ
وعلينا التصديق، مات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة.
وفي عصر هذه الطبقة تحولت دولة الاسلام من بنى أمية إلى بنى
العباس في عام اثنتين وثلاثين ومائة فجرى بسبب ذلك التحول سيول
من الدماء وذهب تحت السيف عالم لا يحصيهم الا الله بخراسان والعراق
والجزيرة والشام وفعلت العساكر الخراسانية الذين هم المسودة كل
قبيح فلا حول ولا قوة الا بالله.
ومات محارب بن دثار القاضي، وأياس بن معاوية بن قرة المزني القاضي،
وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن كثير أبو معبد الدارمي مقرئ الحرم،
158

وعلقمة بن مرثد الكوفي الفقيه، وقيس بن مسلم الجدلي، ومحمد بن يحيى
ابن حبان المازني، وربيعة بن يزيد القصير من علماء الشام، ومحمد بن واسع
الزاهد، ومالك بن دينار كاتب المصاحف، والقاسم بن أبي بزة المكي،
وأبو بشر جعفر بن اياس الكوفي، وزياد بن علاقة أسند من لقيه ابن
عيينة، وجبلة بن سحيم، وإبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي، وإبراهيم
ابن ميسرة الطائفي، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وإسماعيل بن
عبد الرحمن السدي الكوفي المفسر، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر،
والأسود بن قيس الكوفي، وأشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، وأياد
ابن لقيط السدوسي، وأبو عمرو بن العلاء المازني مقرئ البصرة، وعاصم
ابن أبي النجود الأسدي مقرئ الكوفة، وأبو رويم نافع بن أبي نعيم
مقرئ المدينة وحمزة بن حبيب الزيات مقرئ الكوفة، ويحيى بن الحارث
الذماري مقرئ دمشق، وداج أبو السمح واعظ مصر، وسعد بن
إبراهيم قاضى المدينة، وأبو عمران الجوني محدث البصرة، وأبو حصين
عثمان بن عاصم الكوفي، وبكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه،
وأبو جمرة الضبعي نصر بن عمران البصري، وأبو التياح يزيد بن حميد عالم
البصرة، وسمى مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي نجيح
المفسر وعبد الله بن طاوس اليماني، وأيوب بن موسى الفقيه.
وفي هذا الزمان ظهر بالبصرة
عمرو بن عبيد العابد، وواصل بن عطاء الغزال، ودعوا الناس إلى
الاعتزال والقول بالقدر، وظهر بخراسان الجهم بن صفوان ودعا إلى
159

تعطيل الرب عز وجل وخلق القرآن، وظهر بخراسان في قبالته مقاتل
ابن سليمان المفسر وبالغ في اثبات الصفات حتى جسم وقام على هؤلاء
علماء التابعين وأئمة السلف وحذروا من بدعهم وشرع الكبار في تدوين
السنن وتأليف الفروع وتصنيف العربية ثم كثر ذلك في أيام الرشيد
وكثرت التصانيف وألفوا في اللغات واخذ حفظ العلماء ينقص ودونت
الكتب واتكلوا عليها وانما كان قبل ذلك علم الصحابة والتابعين في
الصدور فهي كانت خزائن العلم لهم رضي الله عنهم.
طبقة خامسة [من الكتاب]
من التذكرة وتحتمل تراجمهم ان تعمل في مجلد تام وانما لوحنا
هاهنا بنبذ من اخبارهم وهم نيف وسبعون إماما.
154 - 1 / 5 ع - عبيد الله بن عمر بن حفص
ابن عاصم بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الامام الحافظ الثبت
أبو عثمان العدوي المدني أخو عبد الله وعاصم وأبي بكر روى عن أم
خالد بنت خالد الصحابية حديثا واحدا وعن القاسم وسالم وعطاء
ونافع والمقبري والزهري [وغيرهم (1)] وعنه شعبة والسفيانان وبشر
ابن الفضل وأبو أسامة ويحيى القطان وعبد الوهاب الثقفي وعبد الرزاق
وخلائق. قال ابن معين عبيد الله عن القاسم عن عائشة الذهب المشبوك
بالدر وقال النسائي ثقة ثبت وقال غيره كان صالحا عابدا حجة كثير العلم

(1) من المكية.
160

اعتزل فتنة ابن حسن. قال أبو حاتم سألت أحمد بن حنبل عن مالك
وأيوب وعبيد الله أيهم أثبت في نافع؟ فقال عبيد الله أثبتهم واحفظهم
وأكثرهم رواية. وقال أحمد بن صالح عبيد الله أحب إلى من مالك في
نافع وسئل عنهما ابن معين فقال: كلاهما. ولم يفضل قلت هو ومالك
والثوري وشعبة أهل الطبقة الثانية من الحفاظ لابن المفضل وقد وقع
لنا حديث عبيد الله بعلو في الثقفيات وفي جزء ابن الفرات وجزء ابن
عيينة وجزء محمد بن عاصم. ومن طريق الطبراني أخبرنا إبراهيم بن أحمد
الحاسب انا إسماعيل بن ظفر انا أحمد بن محمد التيمي وأنبأنا ابن أبي الخير
عن التيمي انا الحداد انا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن جعفر انا محمد بن عاصم
انا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع ان ابن عمر كان يكره ان يكثر مس
قبر النبي صلى الله عليه وآله وقال الهيثم بن عدي مات سنة سبع
وأربعين ومائة بالمدينة رحمه الله تعالى.
155 - 2 / 5 ع - عقيل بن خالد بن عقيل
الحافظ الحجة أبو خالد الأموي الأيلي من موالى عثمان رضي الله عنه
حدث عن القاسم وسالم وعكرمة وعراك بن مالك وعرو بن شعيب
وأكثر عن الزهري وجود، روى عنه ابن أخيه سلامة بن روح ويحيى
ابن أيوب والليث ومفضل بن فضالة وابن لهيعة والمصريون وزامل الزهري
في المحمل مرات قال رفيقه يونس ما أحد اعلم بحديث الزهري من عقيل.
وقال أحمد بن حنبل: عقيل أقل خطأ من يونس وقال ابن معين: ثقة
وكذا وثقه غير واحد واحتج به أرباب الصحاح مات بمصر فجأة في
161

سنة أربع وأربعين ومائة وقيل سنة اثنتين وحديثه كثير منتشر. أخبرنا
عمر بن عبد المنعم انا الحرستاني حضورا انا جمال الاسلام انا ابن طلاب
انا ابن جميع انا الحسين بن سعيد المطبقي انا محمد بن عزيز انا سلامة بن
روح حدثني عقيل عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم انه كان يخرج زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير.
156 - 3 / 5 ع - يونس بن يزيد
ابن أبي النجاد الحافظ الثبت أبو زيد الأيلي مولى معاوية بن أبي سفيان
حدث عن عكرمة والقاسم وسالم الزهري وطائفة، وعنه [الأوزاعي و]
جرير بن حازم والليث وابن وهب وعثمان بن عمر بن فارس وآخرون.
قال أحمد بن صالح الحافظ المصري نحن لا نقدم في الزهري على يونس
أحدا وكان الزهري إذا قدم أيلة نزل عنده ثم يزامله إلى المدينة وقال
احمد: ثقة قال أبو سعيد بن يونس مات سنة اثنتين وخمسين ومائة
رحمه الله تعالى قلت حديثه كثير جدا.
157 - 4 / 5 ع - الزبيدي الحافظ
الحجة المتقن عالم أهل الشام أبو الهذيل محمد بن الوليد الحمصي
القاضي حدث عن أزهر بن سعيد الحرازي وراشد بن سعيد المقرئ
ومكحول وعمرو بن شعيب والزهري وخلق سواهم، وهو انبل أصحاب
الزهري وأثبتهم، حدث عنه الأوزاعي ويحيى بن حمزة ومحمد بن حرب
وبقية بن الوليد ومنبه بن عثمان وآخرون، قال الزهري قد احتوى هذا
162

ما بين جنبي من العلم، وقال الأوزاعي: ما أحد أثبت في الزهري من
الزبيدي، وقال أبو داود ليس في حديثه خطأ. وقال الزبيدي: أقمت
بالرصافة مع الزهري عشر سنين. وقال [ابن (1)] سعد: كان اعلم أهل الشام
بالفتوى والحديث قيل مات في المحرم سنة تسع وأربعين ومائة
وله سبعون سنة. أنبأنا يحيى بن أبي منصور انا عبد القادر انا مسعود الثقفي
انا عبد الوهاب بن محمد انا أبي حدثنا خيثمة بن سليمان نا أبو عتبة نا بقية
نا محمد بن الوليد الزبيدي عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال من دعى إلى عرس أو نحوه فليجب أخرجه مسلم
من طريق بقية.
158 - 5 / 5 ع - هشام بن حسان الحافظ
الإمام أبو عبد الله الأزدي الفردوسي مولاهم البصري عن الحسن
ومحمد وعكرمة وحميد بن هلال وحفصة وعطاء وعدة، وعنه السفيانان
والحمادان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم وعبد الرزاق
وخلق. قال ابن عيينة كان اعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد بن
سلمة لا يختار عليه أحدا في حديث ابن سيرين وقيل كان له الف حديث.
قال الفلاس كان من البكائين وكان هشام بن حسان من العابدين أحضرت
إلى بابه الجمل والزاد والسفرة ليحج فشق على أمه وأخذها شبه الرعدة
فبطل من اجلها فلما توفيت كان لا يدع الحج وكان يديم الصوم سوى
يوم الجمعة من اجل أمه فلما ماتت سرد الصوم. وقال حماد بن سلمة

(1) من المكية.
163

كانت رؤية هشام بن حسان تبكي. وعن هشام انه قال ليت حظي من
العلم لا على ولا لي. قال مكي بن إبراهيم مات في أول صفر سنة ثمان
وأربعين ومائة.
159 - 6 / 5 ع - هشام الدستوائي
هو الحافظ الحجة أبو بكر بن أبي عبد الله سنبر الربعي مولاهم
البصري التاجر كان يبيع الثياب المجلوبة من دستواء إحدى كور الأهواز
ولذلك يقال له صاحب الدستوائي حدث عن قتادة وحماد بن [أبي (1)]
سليمان ويحيى بن أبي كثير ومطر الوراق وطائفة، وعنه محمد بن أبي
عدي وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود ومسلم بن إبراهيم وأبو عمر
الحوضي وخلق كثير. قال شعبة ما في الناس أحد أقول انه طلب الحديث
يريد به الله الا هشاما الدستوائي، وهو اعلم بقتادة مني، وبحديثه وقال
أبو داود الطيالسي هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث. وقال احمد
ابن حنبل: ما يكون أحد أثبت منه اما مثله فعسى. وقال شاذ بن فياض
بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه، وكان هشام يقول ليتنا ننجو من
الحديث، وعنه قال عجبت للعالم كيف يضحك وقال ابن سعد كان ثقة حجة
الا انه يرى القدر توفى سنة ثلاث وخمسين ومائة وقيل سنة أربع.
160 - 7 / 5 ع - حبيب بن الشهيد
أبو محمد الأزدي الحافظ سمع الحسن ومحمدا وابن أبي مليكة

(1) من المكية.
164

وطبقتهم والظاهر أنه رأى انس بن مالك فإنه ولد سنة ثمانين أو قبلها
بسنة وأكبر شيخ عنده أبو عثمان النهدي، وعنه شعبة ويزيد بن زريع
وروح وقريش [بن انس (1)] وخلق، قال احمد ثقة ثبت يقوم مقام ابن
عون ويونس وقال أبو أسامة كان من رفعاء الناس وانما روى مائة
حديث وقال الضبعي مات سنة خمس وأربعين ومائة.
161 - 8 / 5 - 4 - محمد بن عجلان امام
القدوة أبو عبد الله المدني روى عن انس وأبيه عجلان وعكرمة
ومحمد بن كعب ونافع وعمرو بن شعيب وطائفة، وعنه السفيانان وبكر
ابن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وأبو عاصم
وخلق كثير وكان مفتيا فقيها عالما عاملا ربانيا كبير القدر له حلقة كبيرة
في مسجد النبي صلى الله عليه وآله، وثقه ابن عيينة وغيره، وفي
حفظه شئ، أبو حاتم الرازي عمن حدثه عن ابن المبارك قال: لم يكن
بالمدينة أحد أشبه باهل العلم من ابن عجلان، كنت أشبهه بالياقوتة بين
العلماء رحمة الله عليه. روى الواقدي سمعت عبيد الله بن محمد بن عجلان
يقول: حملت بابي أمه ثلاث سنين. وقال الوليد بن مسلم قلت لمالك اي
حديث عن عائشة انها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل،
فقال مالك: سبحان الله، من يقول هذا؟ هذه امرأة عجلان جارتنا
امرأة صدق ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين
قبل ان تلد. وقال سعيد بن داود الزنبري أخبرني محمد بن عجلان قال

(1) من المكية.
165

انا ولدت في أربع سنين في حياة أبي.
وروى أن ابن عجلان بدت منه هفوة فخرج مع محمد بن عبد الله
ابن حسن فلما قتل محمد أراد والى المدينة جعفر بن سليمان ان يجلد ابن
عجلان فقيل له أرأيت أصلحك الله لو أن الحسن البصري فعل مثل هذا
أكنت ضاربه؟ قال لا، قيل له فابن عجلان في أهل المدينة كالحسن،
فعفا عنه. لم يحتج الشيخان بمحمد وتوفى سنة ثمان وأربعين ومائة
رحمه الله تعالى.
162 - 9 / 5 م 4 - جعفر بن محمد بن علي
ابن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الإمام أبو عبد الله
العلوي المدني الصادق أحد السادة الاعلام وابن بنت القاسم بن محمد
وأم أمه هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر فلذلك كان يقول ولدني
أبو بكر الصديق مرتين حدث عن جده القاسم وعن أبيه أبي جعفر
الباقر وعبيد الله بن أبي رافع وعروة بن الزبير وعطاء ونافع وعدة،
وعنه مالك والسفيانان وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم
النبيل وخلق كثير قيل مولده سنة ثمانين فالظاهر أنه رأى سهل بن سعد
الساعدي وثقه الشافعي ويحيى بن معين. وعن أبي حنيفة قال: ما رأيت
أفقه من جعفر بن محمد، وقال أبو حاتم: ثقة لا يسئل عن مثله. وعن
صالح بن أبي الأسود سمعت جعفر بن محمد يقول سلوني قبل ان تفقدوني
فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال هياج بن بسطام كان جعفر
الصادق يطعم حتى لا يبقى لعياله شئ - قلت مناقب هذا السيد جمة ومن
166

أحسنها رواية. حفص بن غياث انه سمعه يقول: ما أرجو من شفاعة على
شيئا الا وانا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله لقد ولدني مرتين. توفى
سنة ثمان وأربعين ومائة، لم: يحتج به البخاري واحتج به سائر الأمة
يقع لي من عواليه من طريق القطيعي عن الكجي عن أبي
عاصم عنه.
قال صاحب الحلية انا أبو أحمد الغطريفي انا محمد بن أحمد بن مكرم
انا علي بن عبد الحميد انا موسى بن مسعود انا سفيان دخلت على جعفر بن
محمد وعليه جبة خز وكساء خز دخاني فقلت يا ابن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ليس هذا من لباس آبائك قال: كانوا على قدر اقتار
الزمان وهذا زمان قد أسبل عزاليه ثم حسر عن جبة صوف تحت،
وقال يا ثوري لبسنا هذا لله وهذا لكم فما كان لله أخفيناه وما كان لكم
أبديناه.
قال منصور بن أبي مزاحم انا عتبة الخثعمي سمعت جعفر بن
محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث
النفاق.
أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا انا ابن طبرزذ انا أحمد بن الحسن انا
أبو محمد الجوهري: انا أبو بكر القطيعي انا أبو مسلم الكجي حدثنا عاصم
عن جعفر بن محمد حدثني أبي قال عمر: ما أدري ما اصنع بالمجوس؟
فقام عبد الرحمن بن عوف قائما فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: سنوا بهم سنة أهل الكتاب، هذا منقطع الاسناد.
167

163 - 10 / 5 س - أبو حنيفة الامام الأعظم
فقيه العراق النعمان بن ثابت بن زوطا التيمي مولاهم الكوفي مولده
سنة ثمانين رأى انس بن مالك غير مرة لما قدم عليهم الكوفة رواه
ابن سعد عن سيف بن حابر انه سمع أبا حنيفة يقوله وحدث عن عطاء
ونافع وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعدى بن ثابت وسلمة بن كهيل
وأبي جعفر محمد بن علي وقتادة وعمرو بن دينار وأبي إسحاق وخلق كثير،
تفقه به زفر بن الهذيل وداود الطائي والقاضي أبو يوسف ومحمد بن
الحسن وأسد بن عمرو والحسن بن زياد اللؤلؤي ونوح الجامع
وأبو مطيع البلخي وعدة. وكان قد تفقه بحماد بن أبي سليمان وغيره وحدث
عنه وكيع ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وأبو عاصم وعبد الرزاق
وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وأبو عبد الرحمن المقري وبشر كثير.
وكان إماما ورعا عالما عاملا متعبدا كبير الشأن لا يقبل جوائز السلطان
بل يتجر ويتكسب.
قال ضرار بن صرد سئل يزيد بن هارون أيما أفقه الثوري أو
أبو حنيفة؟ فقال: أبو حنيفة أفقه وسفيان احفظ للحديث. وقال ابن
المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وقال الشافعي: الناس في الفقه عيال على
أبي حنيفة. وقال يزيد ما رأيت أحدا أورع ولا أعقل من أبي حنيفة.
وروى أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز عن يحيى بن معين قال: لا بأس
به لم يكن يتهم. ولقد ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة على القضاء فأبى ان
168

يكون قاضيا. قال أبو داود رحمه الله ان أبا حنيفة كان إماما.
وروى بشر بن الوليد عن أبي يوسف قال كنت أمشي مع أبي حنيفة
فقال رجل لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل، فقال: والله لا يتحدث
الناس عنى بما لم افعل، فكان يحيي الليل صلاة ودعاء وتضرعا. قلت
مناقب هذا الامام قد أفردتها في جزء. كان موته في رجب سنة خمسين
ومائة رضي الله عنه.
أنبأنا ابن قدامة أخبرنا ابن طبرزذ انا أبو غالب بن البناء انا أبو محمد
الجوهري انا أبو بكر القطيعي نا بشر بن موسى انا أبو عبد الرحمن المقرئ
عن أبي حنيفة عن عطاء عن جابر انه رآه يصلى في قميص خفيف
ليس عليه إزار ولا رداء قال. ولا أظنه صلى فيه الا ليرينا انه لا بأس
بالصلاة في الثوب الواحد.
164 - 11 / 5 ع - ابن جريج الامام الحافظ
فقيه الحرم أبو الوليد ويقال أبو خالد عبد الملك بن عبد العزيز بن
جريج الرومي الأموي مولاهم المكي الفقيه صاحب التصانيف أحد
الاعلام حدث عن أبيه ومجاهد يسيرا وعطاء بن أبي رباح فأكثر
وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب ونافع والزهري وخلق كثير، ولد
سنة نيف وسبعين وأدرك صغار الصحابة لكن لم يحفظ عنهم، روى عنه
السفيانان ومسلم بن خالد وابن علية وحجاج بن محمد وأبو عاصم وروح
ووكيع وعبد الرزاق وأمم سواهم.
قال أحمد بن حنبل: كان من أوعية العلم: وهو وابن أبي عروبة
169

أول من صنف الكتب. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا أحسن
صلاة من ابن جريج، كنت إذا رأيته علمت أنه يخشى الله. ويقال ان
عطاء قيل له من نسأل بعدك؟ قال: هذا الفتى ان عاش، يعنى ابن جريج
قلت كان ابن جريج ثبتا لكنه يدلس. قال احمد لم يسمع من عمرو بن
شعيب زكاة مال اليتيم ولا من أبي الزناد. وقال يحيى القطان: لم يكن
ابن جريج عندي بدون مالك في نافع. وقال جرير كان ابن جريج يرى
المتعة تزوج ستين امرأة. قال ابن المديني: لم يكن في الأرض اعلم بعطاء
من ابن جريج، وقال: لم اسمع من الزهري انما أعطاني جزأ كتبته وأجازه
لي وقيل سمع من مجاهد حرفين في القراءات وقال عبد الوهاب بن همام
قال ابن جريج لزمت عطاء ثمانية عشر عاما.
قال الواقدي مات ابن جريج في أول ذي الحجة سنة خمسين ومائة.
وقال خالد بن نزار الأيلي خرجت بكتب ابن جريج سنة خمسين ومائة
لأوافيه فوجدته قد مات. وقال مؤمل بن إسماعيل مات قبل الموسم سنة
خمسين ومائة وفيها أرخه جماعة. ووهم ابن المديني حيث يقول توفي سنة
تسع وأربعين. وكان ابن جريج قد قدم في آخر أيامه البصرة وحدث
بها. قال ابن معين: أصله رومي وولاؤه لآل خالد بن أسيد الأموي.
قال القطان: سمع من مجاهد حديث: طلقوهن قبل عدتهن. وسمع من
طاوس قوله في محرم أصاب ذرات قال: قبضات من طعام. قال أبو عاصم
كان ابن جريج من العباد كان يصوم الدهر الا ثلاثة أيام من الشهر.
وكانت له امرأة عابدة. قال ابن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول استمتع
170

ابن جريج بتسعين امرأة حتى أنه كان يحتقن في الليلة بأوقية شيرج طلبا
للجماع، وعن عبد الرزاق قال كان ابن جريج يخضب بالسواد ويتغلى
بالغالية. وكان من ملوك القراء وخرجنا معه فأتاه سائل فأعطاه دينارا
وقال ابن قتيبة مولده بمكة سنة ثمانين عام الجحاف.
165 - 12 / 5 ع - ابن أبي ليلى الامام العلم
مفتى الكوفة وقاضيها أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
الفقيه المقرئ حدث عن [أخيه عيسى] والشعبي وعطاء والحكم ونافع
وعمرو بن مرة وطائفة، وكان أبوه من كبار التابعين فلم يدرك الاخذ
عنه. حدث عنه شعبة والسفيانان وزائدة ووكيع والخريبي وأبو نعيم
وخلائق. قال أحمد بن يونس: كان ابن أبي ليلى أفقه أهل الدنيا. وقال
العجلي: كان فقيها صدوقا صاحب سنة جائل الحديث قارئا عالما بالقرآن
قرأ عليه حمزة. وقال أبو زرعة ليس هو بأقوى ما يكون. وقال احمد:
مضطرب الحديث. قلت حديثه في وزن الحسن ولا يرتقى إلى الصحة
لأنه ليس بالمتقن عندهم. ومناقبه كثيرة. مات في شهر رمضان سنة ثمان
وأربعين ومائة. وقال أبو حفص الأبار عنه قال دخلت على عطاء
فجعل يسألني وكأن أصحابه أنكروا ذلك فقال: وما تنكرون هو اعلم مني.
166 - 13 / 5 م 4 - جعفر بن برقان
مفتى الجزيرة ومحدثها الإمام أبو عبد الله الكلابي مولاهم الرقي
حدث عن يزيد بن الأصم وميمون بن مهران وعطاء بن أبي رباح وابن
171

شهاب حدث عنه السفيانان [ومعمر] وزهير بن معاوية ووكيع وكثير
ابن هشام وأبو نعيم وآخرون. فعن الثوري قال ما رأيت أفضل منه. وعن أحمد
قال لم يسمع من الزهري وهو فيه لين خاصة. وقال النسائي وغيره:
ليس به بأس. قلت لم يحتج به البخاري، مات في سنة أربع وخمسين ومائة.
وهو وان كان قد لين يسيرا في الزهري فما ذاك الا لأنه لم يلازمه ولا
هو بالمكثر عنه، واما الرجل في نفسه فصادق حافظ للحديث كبير الشأن
واجب قبول خبره رحمه الله. ابن عون (1)
عالم أهل البصرة يقرر هنا ويحول فقد مر.
167 - 14 / 5 م 4 - محمد بن إسحاق بن يسار
الامام الحافظ أبو بكر المطلبي المدني مصنف المغازي مولى قيس
ابن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رأى انس بن مالك وحدث عن أبيه
وعمه موسى وفاطمة بنت المنذر والقاسم وعطاء والأعرج ومحمد
ابن إبراهيم التيمي وعمرو بن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر والزهري
وخلق كثير، حدث عنه جرير بن حازم والحمادان وإبراهيم بن سعد
وزياد بن عبد الله البكائي وسلمة بن الفضل الأبرش وعبد الأعلى الشامي
ومحمد بن سلمة الحراني ويونس بن بكير ويزيد بن هارون وأحمد بن

(1) قد تقدم رقم 152.
172

خالد الوهبي ويعلى بن عبيد وعدة. وكان أحد أوعية العلم حبرا في
معرفة المغازي والسير وليس بذاك المتقن فانحط حديثه عن رتبة الصحة
وهو صدوق في نفسه مرضى. قال يحيى بن معين قد سمع من أبي سلمة
ابن عبد الرحمن وأبان بن عثمان، وقال هو ثقة وليس بحجة. وقال احمد
ابن حنبل حسن الحديث. وقال على ابن المديني حديثه عندي صحيح. وقال
النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا يحتج به. وقال شعبة هو
أمير المؤمنين في الحديث. وقال يزيد بن هارون لو كان لي سلطان لأمرت
ابن إسحاق على المحدثين. واما مالك رحمه الله تعالى فإنه نال منه بانزعاج
وذلك لأنه بلغه انه يقول أعرضوا على علم مالك فانا بيطاره فغضب
مالك فقال انظروا إلى دجال من الدجاجلة. وقد قال ابن عيينة: ما رأيت
أحدا يتهم ابن إسحاق. وقيل: كان قدريا. وقال ابن أبي عدي كان
يلعب بالديوك والذي تقرر عليه العمل ان ابن إسحاق إليه المرجع
في المغازي والأيام النبوية مع أنه يشذ بأشياء وانه ليس بحجة في الحلال
والحرام، نعم ولا بالواهي بل يستشهد به، مات سنة إحدى وخمسين
ومائة قاله جماعة وقيل سنة اثنتين رحمه الله تعالى.
أنبأنا طائفة سمعوا عمر بن طبرزذ انا هبة الله بن محمد انا ابن غيلان
انا أبو بكر الشافعي حدثني محمد بن رميح بن سليمان البزاز انا يزيد انا محمد
ابن إسحاق عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وآله في صلاة الظهر أو العصر
شك يزيد وهو حامل امامة بنت أبي العاص فإذا أراد أن يركع وضعها
173

ثم ركع فإذا قام حملها فلم يزل يفعل ذلك حتى قضى صلاته صلى الله
عليه وآله وسلم.
168 - 15 / 5 م 4 - مقاتل بن حيان
عالم خراسان الحافظ أبو بسطام البلخي الخراز حدث عن الشعبي
وعكرمة ومجاهد وعبد الله بن بريدة وسالم بن عبد الله ومسلم بن هيصم
والضحاك وطائفة، حدث عنه علقمة بن مرثد أحد شيوخه وبكير بن
معروف وإبراهيم بن أدهم وابن المبارك والمحاربي وعيسى غنجار وآخرون،
كان إماما صادقا ناسكا خيرا كبير القدر صاحب سنة واتباع. هرب في
أيام خروج أبي مسلم الخراساني إلى كابل ودعا خلقا إلى الاسلام فأسلموا.
وثقه يحيى بن معين وأبو داود وقال (س) ليس به بأس قلت فاما مقاتل
ابن سليمان المفسر فكان في هذا الوقت وهو متروك الحديث وقد
لطخ بالتجسيم مع أنه كان من أوعية العلم بحرا في التفسير.
169 - 16 / 5 ع - كهمس (1)
في نسختي الأخرى.
170 - 17 / 5 ع - لحسين المعلم
هو الحافظ الحجة الحسين بن ذكوان المكتب العوذي مولاهم
البصري أحد الثقات حدث عن ابن بريدة وعطاء بن أبي رباح وعمرو
ابن شعيب وقتادة ويحيى بن أبي كثير وعدة، روى عنه خلق كثير منهم
إبراهيم بن طهمان وابن المبارك وعبد الوارث ويحيى بن القطان وغندر

(1) هو كهمس بن الحسن انظر ترجمته في التهذيب.
174

ويزيد بن زريع وروح بن عبادة وثقه أبو حاتم والنسائي أظنه توفى
سنة بضع وأربعين ومائة وقد جاوز الستين وكان كبير القدر وافر
العلم رحمه الله تعالى.
171 - 18 / 5 خ 4 - ثور بن يزيد الحافظ
الثبت أبو خالد الكلاعي الحمصي القدري حدث عن خالد بن معدان
[وعطاء] وراشد بن سعد ورجاء بن حياة وعمرو بن شعيب وحبيب
ابن عبيد وعدة، وعنه سفيان بن عيينة وبقية وعيسى بن يونس ويحيى
القطان وأبو عاصم وعبد الرزاق وخلق كثير، قال القطان: ما رأيت
شاميا أوثق منه. وقال أبو حاتم: صدوق حافظ. وقال وكيع: هو صحيح
الحديث، وكان أعبد من رأيت وقال أحمد بن حنبل: كان يرى القدر
فنفى إلى أهل حمص لذلك وليس به بأس قال ابن سعد وجماعة: مات
سنة ثلاث وخمسين ومائة. وقال يحيى بن بكير سنة خمس وخمسين.
قلت: لولا القدر لكان كلمه اجماع.
172 - 19 / 5 - 4 - بحير بن سعد حمصي
حافظ يكنى أبا خالد السحولي الكلاعي له نسخة عن خالد بن معدان
وشئ عن مكحول ليس الا. روى عنه معاوية بن صالح وإسماعيل بن
عياش وبقية [ومحمد بن حرب (1)] ومحمد بن حمير. روى محمد بن
عوف عن أحمد بن حنبل قال: ليس بالشام أثبت من جرير الا ان
يكون بحير وقال دحيم والنسائي ثقة رحمه الله تعالى.

(1) من المكية.
175

173 - 20 / 5 م 4 - معاوية بن صالح
الامام الفقيه أبو عمرو الحضرمي الحمصي قاضى الأندلس انهزم
إليها مع عبد الرحمن بن معاوية والى الأندلس حج في أواخر عمره حدث
عن شريح بن عبيد ومكحول وزياد بن أبي سودة وأبي الزاهرية
وعبد الرحمن بن جبير بن نفير وربيعة القصير وطائفة، روى عنه الليث
وابن وهب ومعن وابن مهدي وأسد بن موسى وأبو صالح الكاتب
[وعدة (1)] صادفوه بمنى. وثقه أحمد بن حنبل. وقال ابن عدي: هو
عندي صدوق. قلت لم يحتج به البخاري. توفى بعد قضاء حجه سنة ثمان
وخمسين ومائة وكان من أوعية العلم ومن معادن الصدق رحمه الله تعالى.
174 - 21 / 5 ع - (2) [حنظلة بن أبي سفيان
حنظلة بن أبي سفيان عبد الرحمن بن صفوان بن أمية بن خلف
الجمحي المكي الحافظ الثبت عن طاوس وعكرمة ومجاهد ونافع العمري
والقاسم وسالم وعنه ابن المبارك ووكيع والمعافي بن عمران ومكي بن
إبراهيم وأبو عاصم وابن وهب وخلق. قال احمد: ثقة ثقة وقال احمد
ابن أبي مريم عن ابن معين: ثقة حجة. وقال ابن عدي: عامة ما روى
مستقيم. قلت بقى إلى سنة إحدى وخمسين ومائة (2)].
175 - 22 / 5 خ 4 - حريز بن عثمان الحافظ أبو عثمان الرحبي
المشرقي الحمصي محدث حمص عداده في صغار التابعين ومتقنيهم

(1) من المكية (2 - 2) هذه الترجمة من المكية.
176

على نصب فيه سمع عبد الله بن بسر المازني وخالد بن معدان وراشد بن سعد
وعبد الرحمن بن ميسرة وحبيب بن عبيد وجماعة، وعنه بقية بن الوليد ويحيى
القطان وحجاج الأعور وأبو اليمان وعلي بن عياش وآدم بن أبي اياس
ويحيى بن صالح وعلي بن الجعد وخلق كثير، حدث بالشام والعراق وله
نحو مائتي حديث: قال أبو حاتم: لا يصح عندي ما يقال في رأيه،
ولا اعلم بالشام أحدا أثبت منه. وقال احمد: حريز ثقة [ثقة (1)] وقال
أبو اليمان كان ينال من رجل ثم ترك ذلك وعن علي بن عياش عن
حريز وقال لرجل انا اشتم عليا والله ما شتمته قط قلت يقع حديث
حريز عن عبد الله بن بسر عاليا في جزء الغطريفي مات سنة اثنتين أو ثلاث
وستين ومائة.
176 - 23 / 5 ع - سعيد بن أبي عروبة
مهران الامام الحافظ أبو النضر العدوي مولاهم البصري أحد الاعلام
حدث عن الحسن ومحمد [بن سيرين] وأبي نضرة العبدي وأبي
رجاء العطاردي والنضر بن انس وقتادة ومطر الوراق وخلق كثير،
وعنه بشر بن المفضل وابن علية وغندر ويحيى بن سعيد وروح بن عبادة
وعبد الوهاب بن عطاء وسعيد بن عامر الضبعي وأبو عاصم والأنصاري
وخلق سواهم، وثقه يحيى بن معين والنسائي وهو أول من صنف الأبواب
بالبصرة. قال أحمد بن حنبل: لم يكن له كتاب انما كان يحفظ. وقال ابن
معين هو أثبت الناس في قتادة، ومعه هشام وشعبة وقال أبو عوانة

(1) من المكية.
177

لم يكن عندنا في ذلك الزمان احفظ من سعيد. قال أحمد بن حنبل: كان
قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه، وقيل إنه تغير حفظه قبل موته
بعشر سنين مات سنة ست وخمسين ومائة رحمه الله تعالى.
أنبأني يحيى بن أبي منصور الفقيه انا عبد العزيز بن منينا وزيد بن
الحسن وقرأت على عمر بن عبد المنعم عن زيد قالا أخبرنا أبو بكر محمد
ابن عبد الباقي انا إبراهيم بن عمر حضورا نا ابن ماسي انا أبو مسلم نا الأنصاري
نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن الأحنف ان عمر وعليا
قالا إذا أغلق بابا وأرخى سترا فقد وجب الصداق كاملا وعليها العدة
177 - 24 / 5 ع - الأوزاعي شيخ الاسلام أبو عمرو
عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الدمشقي الحافظ ولد سنة ثمان وثمانين.
وحدث عن عطاء بن أبي رباح والقاسم بن مخيمرة وشداد أبي عمار
وربيعة بن يزيد والزهري ومحمد بن إبراهيم التيمي ويحيى بن أبي كثير
وخلق. ورأى محمد بن سيرين مريضا ويقال انه سمع منه. حدث عنه
شعبة وابن المبارك والوليد بن مسلم والهقل بن زياد ويحيى بن حمزة
ويحيى القطان وأبو عاصم وأبو المغيرة ومحمد بن يوسف الفريابي وخلائق.
سكن في آخر عمره بيروت مرابطا وبها توفى وأصله من سبى السند
قال أبو زرعة الدمشقي: كانت صنعته الكتابة والترسل فرسائله تؤثر.
قلت: هذا نافلة سوى الفقه. وقال الوليد بن مزيد: ولد ببعلبك
وربى يتيما فقيرا في حجر أمه، تعجز الملوك ان تؤدب أولادها أدبه
178

في نفسه، ما سمعت منه كلمة فاضلة الا احتاج مستمعها إلى إثباتها عنه
ولا رأيته ضاحكا يقهقه، ولقد كان إذا اخذ في ذكر المعاد أقول ترى
في المجلس قلب لم يبك.
قال أيوب بن سويد خرج الأوزاعي في بعث إلى اليمامة فقال له
يحيى بن أبي كثير بادر إلى البصرة لتدرك الحسن وابن سيرين، قال
فانطلقت فإذا الحسن قد مات وعدت ابن سيرين وهو مريض وقال
الهقل أجاب الأوزاعي في سبعين الف مسألة. وقال إسماعيل بن عياش
سمعتهم يقولون سنة أربعين ومائة: الأوزاعي اليوم عالم الأمة وقال
الخريبي كان الأوزاعي أفضل أهل زمانه قلت وكان يصلح للخلافة فقال
أبو إسحاق الفزاري: لو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي قال
بشر بن المنذر رأيت الأوزاعي كأنه عمى من الخشوع وكان الوليد
يقول: ما رأيت أكثر اجتهادا [في العبادة (1)] منه وقال أبو مسهر:
كان الأوزاعي يحيى الليل صلاة وقرآنا وبكاء.
الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول: إذا أراد الله بقوم شرا فتح
عليهم الجدل ومنعهم العمل. وقال عمرو بن أبي سلمة سمعت الأوزاعي
يقول أريت كأن ملكين عرجا بي إلى الله فأوقفاني بين يديه فقال أنت
عبدي عبد الرحمن الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، قلت
بعزتك ربي، فرداني إلى الأرض.
وقال محمد بن كثير المصيصي سمعت الأوزاعي يقول كنا - والتابعون

(1) من المكية.
179

متوافرون - نقول ان الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة
من صفاته. قال الحاكم: الأوزاعي امام عصره عموما وامام أهل الشام
خصوصا. وقال الوليد بن زيد مولد الأوزاعي ببعلبك ومنشؤه
بالكرك قرية بالبقاع ثم نقلته أمه إلى بيروت، سمعته يقول عليك بآثار
من سلف وان رفضك الناس، وإياك ورأى الرجال وان زخرفوه
بالقول فان الامر ينجلي وأنت على طريق مستقيم.
قال عامر بن يساف سمعت الأوزاعي يقول: إذا بلغك عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديث فإياك ان تقول بغيره فإنه
كان مبلغا عن الله. قال أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي كان يقول:
خمسة كان عليها الصحابة والتابعون، لزوم الجماعة، واتباع السنة،
وعمارة المساجد، والتلاوة، والجهاد.
وقال ابن شابور سمعت الأوزاعي يقول: من اخذ بنوادر العلماء
خرج من الاسلام. وعن الأوزاعي ما ابتدع رجل بدعة الا سلب
ورعه. قال الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول كان يقال ويل
للمتفقهين لغير العبادة والمستحلين الحرمات بالشبهات.
محمد بن خلف بن المرزبان انا محمد بن هارون أبو نشيط انا الفريابي
قال اجتمع سفيان والأوزاعي وعباد بن كثير بمكة فقال سفيان يا أبا عمرو
حدثنا حديثك مع عبد الله بن علي [يعنى (1)] عم السفاح، فقال
لما قدم الشام وقتل بنى أمية جلس يوما على سريره وعبى أصحابه أربعة

(1) من المكية.
180

أصناف، صنف بالسيوف المسللة، وصنف معهم الجرزة، وصنف
معهم الأعمدة، وصنف معهم الكافر كوب، ثم بعث إلى فلما صرت
إلى الباب انزلوني عن دابتي واخذ اثنان بعضدي وأدخلوني بين الصفوف
حتى أقاموني بحيث يسمع كلامي فقال لي: أنت عبد الرحمن بن عمرو
الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير، قال ما تقول في دماء بنى أمية،
قلت: قد كان بينك وبينهم عهود وكان ينبغي ان تفوا بها، قال: ويحك
اجعلني وإياهم لا عهد بيننا فأجهشت نفسي وكرهت القتل فذكرت مقامي
بين يدي الله فلفظتها فقلت: دماؤهم عليك حرام فغضب وانتفخت أوداجه
واحمرت عيناه فقال لي ويحك ولم؟ قلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لا يحل دم امرئ مسلم الا بإحدى ثلاث، ثيب زان ونفس بنفس وتارك
لدينه، قال: ويحك أو ليس الامر لنا ديانة؟ قلت: كيف ذاك؟ قال
أليس كان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصي لعلي؟ قلت
لو أوصي إليه لما حكم الحكمين. فسكت وقد اجتمع غضبا فجعلت أتوقع
رأسي يسقط بين يدي، فقال بيده هكذا أومى ان أخرجوه فخرجت
فما أبعدت حتى لحقني فارس فنزلت وقلت قد بعث ليأخذ رأسي، أصلي
ركعتين فكبرت فجاء انا أصلي فسلم وقال إن الأمير بعث إليك هذه
الدنانير قال ففرقتها قبل ان ادخل بيتي.
أخبرنا القاضي عبد الواسع الشافعي اجازة عن أبي الفتح الميداني
انا عبيد الله بن محمد بن الحافظ أبي بكر البيهقي انا جدي انا أبو عبد الله الحاكم
أخبرني محمد بن علي الجوهري انا إبراهيم بن الهيثم انا محمد بن كثير المصيصي
181

سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون متوافرون نقول ان الله تعالى
فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته هذا اسناد صحيح.
موسى بن أعين قال قال الأوزاعي كنا نضحك ونمزح فلما صرنا
يقتدى بنا خشيت ان لا يسعنا التبسم. ابن قتيبة العسقلاني انا الوليد بن
أبي طلحة سمعت بقية سمعت الأوزاعي يقول: لبس الصوف في السفر
سنة وفي أحضر بدعة. الوليد بن مزيد سئل الأوزاعي عن رجل معه
من الماء ما يوضئه ومعه أبوه قال يتوضأ به أبوه فإنه من ماله.
وسئل الأوزاعي عن المذي وكثرته فقال: ليسد فرجه بقطن
والا فليتخذ كيسا من جلد يتخذ فيه قطنا أو مشاقة ويتوضأ لكل صلاة
وسمعت الأوزاعي يقول: يغسل الرجل ذكره وأنثييه من المذي
والودي.
وسمعت الأوزاعي يقول: العمائم تيجان العرب وكان يقول:
اعتموا تزدادوا حلما. قال الوليد رأيت الأوزاعي يعتم فلا يرخى لها
شيئا. وسئل عن الخشوع في الصلاة فقال: غض البصر وخفض الجناح
ولين القلب وهو الحزن.
قلت كان أهل الشام ثم أهل الأندلس على مذهب الأوزاعي
مدة من الدهر ثم فنى العارفون به وبقى منه ما يوجد في كتب الخلاف.
قال عقبة بن علقمة البيروتي دخل الأوزاعي حماما في بيته وأدخلت
معه زوجته كانونا فيه فحم ليدفأ به ثم أغلقت عليه وتشاغلت عنه فهاج
الفحم فمات قال عقبة فوجدناه متوسدا ذراعيه إلى القبلة رحمه الله. قال
182

أبو مسهر أغلقت عليه غير متعمدة فمات فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق
رقبة، ولم يخلف الا ستة دنانير فضلت من عطائه وكان قد كتب في
ديوان الساحل.
قلت قد كان المنصور يعظم الأوزاعي ويصغي إلى وعظه ويجله
مات في ثاني صفر سنة سبع وخمسين ومائة رحمه الله تعالى.
178 - 25 / 5 ع - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
الامام الفقيه الحافظ أبو عتبة الأزدي الدمشقي الداراني اخذ عن
أبي سلام ممطور ومكحول وأبي الأشعث الصنعاني وعبد الله بن عامر
اليحصبي [والزهري - (1)] وعدد كثير وفد على المنصور لما طلبه وكان
كبير القدر من أئمة الشاميين، وثقه بن معين وأبو حاتم وما أحسن
قوله مما سمعه منه الوليد بن مسلم يقول لا تكتبوا العلم الا ممن يعرف
بطلب الحديث. وقد لقى الكبار ولكن لم أر له شيئا عن صغار الصحابة
وقد كان ركب مع أبيه في أيام الوليد بن عبد الملك، حديثه مخرج في
الكتب الستة. قال أبو مسهر قد رأيته، توفى سنة ثلاث وخمسين ومائة.
روى عنه ابن المبارك والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور وعمر
ابن عبد الواحد وحسين الجعفي وآخرون رحمة الله عليهم.
179 - 26 / 5 ع - عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري
الامام العلم أبو أمية المصري الفقيه المقرئ أحد الأئمة مولى قيس

(1) من المكية.
183

ابن سعد بن عبادة حدث عن أبي يونس مولى أبي هريرة وابن أبي
مليكة وعمرو بن دينار وأبي عشانة المعافري وقتادة ويزيد بن أبي حبيب
وطائفة، وعنه مالك والليث وبكر بن مضر وابن وهب وآخرون.
وأفتى في شبيبته روى سعيد بن أبي مريم عن خاله قال كان عمرو بن
الحارث المصري يخرج فيجد الناس صفوفا يسألونه عن القرآن والحديث
والفقه والشعر والعربية والحساب. وكان صالح بن علي الأمير قد جعله
مؤدبا لولده الفضل فنال حشمة بذلك. قال أبو حاتم الرازي كان عمرو بن
الحارث احفظ الناس في زمانه لم يكن له نظير في الحفظ. وقال ابن وهب
ما رأيت احفظ منه. وقال ابن وهب اقتدينا بمصر به وبالليث روى احمد
ابن يحيى بن وزير عن أبي وهب قال: لو بقى لنا عمرو بن الحارث ما
احتجنا إلى مالك. وقال سعيد بن عفير كان عمرو بن الحارث اخطب
الناس وأبلغه وأرواه للشعر. وقال النسائي: عمرو بن الحارث احفظ
من ابن جريج. قال الليث كنت أرى عمرا عليه ثياب بدينار فلم تمض
الليالي (1) حتى رأيته يجر الوشي والخز فانا لله. قال أحمد بن صالح لم يكن بعد
عمرو الحارث مثل الليث بمصر. وروى ابن وهب عن عبد الرحمن بن
زيد قال كان ربيعة يقول: لا يزال بالمغرب فقه ما دام فيهم ذاك القصير
يعني عمرو بن الحارث.
قلت وقع لي عدة أحاديث عالية لعمرو في الخلعيات ومات في

(1) في المكية - أيام.
184

شوال سنة ثمان وأربعين ومائة رحمه الله تعالى وفي مولده اختلاف
قيل سنة اثنتين وتسعين وقيل سنة أربع وتسعين.
180 - 27 / 5 ع - حياة بن شريح
الامام القدوة أبو زرعة التجيبي المصري شيخ الديار المصرية روى
عن ربيعة بن يزيد القصير وعقبة بن مسلم ويزيد بن أبي حبيب وأبي
يونس سليم بن جبير وطبقتهم، حدث عنه ابن المبارك [والليث] وابن
وهب وأبو عاصم وأبو عبد الرحمن المقرئ وعبد الله بن يحيى البرلسي
وهانئ بن المتوكل الإسكندراني وآخرون وثقه أحمد بن حنبل وغيره
وكان كبير الشأن. قال ابن المبارك وصف لي حياة فكانت رؤيته
أكبر من صفته. قال ابن وهب كان يأخذ عطاء في السنة ستين دينارا
فلم يأت منزله حتى يتصدق بها ثم يجئ إلى منزله فيجدها تحت فراشه وبلغ
ذلك ابن عم له فتصدق بعطائه وبادر إلى تحت فراشه فلم يجد شيئا
فشكا إلى حياة فقال انا أعطيت ربى بيقين وأنت أعطيته تجربة. وروى
أحمد بن سهل الأردني عن خالد بن الفزر قال كان حياة بن شريح
من البكائين وكان ضيق الحال جدا فجلست وهو متخل يدعو فقلت
لو دعوت ان يوسع عليك فالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فأخذ حصاة
فرمى إلى بها فإذا هي والله تبرة ما رأيت أحسن منها. وقال ما خير
في الدنيا الا للآخرة. ثم قال هو اعلم بما يصلح عباده فقلت: وما اصنع
بهذه؟ قال استنفقها فهبته والله ان أرد.
أنبأنا ابن قدامة انا ابن طبرزذ انا أبو غالب بن البناء انا أبو محمد
185

الجوهري قال انا أحمد بن جعفر انا بشر بن موسى نا أبو عبد الرحمن المقرئ
نا حياة حدثني عياش بن عباس ان أبا النضر حدثه عن عامر بن سعد أن
أسامة بن زيد أخبر والده سعدا فقال له ان رجلا جاء إلى النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فقال اني اعزل عن امرأتي قال لم؟ قال: شفقا على
ولدها، قال إن كان ذلك فلا، ما ضر ذلك فارس ولا الروم وقال
حياة مرة لبعض الولاة لا تخلين بلدنا من السلاح فنحن بين قبطي
لا يدري متى ينقض عهده ورومي لا يدرى متى يحل ساحتنا وبربري
لا ندري متى يثور وحبشي لا ندري متى يغشانا قال ابن وهب ما رأيت
أحدا أشد استخفاء بعمله من حياة. وكان يعرف بإجابة الدعوة وكنا
نجلس إليه للفقه وكان يقول أبدلني الله بكم عمودا أقوم وراءه أصلي ثم
فعل ذلك. توفى حياة سنة ثمان وخمسين ومائة على الصحيح وقيل
سنة تسع حديثه يقع عاليا في القطعيات.
181 - 28 / 5 م 4 - حجاج بن أرطاة الامام
مفتى العراق أبو أرطاة النخعي الكوفي أحد الاعلام سمع عن
الشعبي حديثا واحدا ومن الحكم وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن شعيب
وطائفة. وعنه سفيان وشعبة وحماد بن زيد وابن المبارك وغندر
وحفص بن غياث وعبد الرزاق وآخرون. حدث عن حجاج شيخه
منصور بن المعتمر وقد أفتى وله ست عشرة سنة وولى قضاء البصرة
وكان من أوعية العلم لكنه ليس بالمتقن لحديثه وكان أيضا يدلس
لم يخرج له البخاري وقرنه مسلم بآخر وكان فيه تيه وسؤدد فكان يقول
186

أهلكني حب الشرف. قال يحيى بن سعيد القطان هو وابن إسحاق عندي
سواء. وقال أبو حاتم صدوق يدلس عن ضعفاء وقال النسائي ليس بالقوي
قال حماد بن زيد كان حجاج أسرد للحديث من سفيان الثوري. وقال
أحمد بن زهير سمعت ابن معين يقول حجاج صدوق ليس بالقوي وقال
أبو حاتم أيضا إذا قال حدثنا فلا يرتاب في صدقه.
وقال الثوري ما بقى أحد أعرف بما يخرج من رأسه من حجاج.
وقيل: له نحو من ستمائة حديث. وقال حماد بن زيد حدثنا جرير بن
حازم عن قيس بن سعد عن حجاج بن أرطاة فلبثنا ما شاء الله ثم قدم
علينا حجاج وله إحدى وثلاثون سنة فرأيت عليه من الزحام ما لم أر
على حماد بن أبي سليمان. قال حماد فرأيت عنده يونس بن عبيد ومطر
الوراق وداود بن أبي هند جثاة يقولون يا أبا أرطاة ما تقول في كذا
وما تقول في كذا. قال حفص بن غياث سمعت حجاجا يقول ما خاصمت
قط ولا جلست إلى قوم يختصمون.
قال ابن معين سمع حجاج من مكحول. ومن تيهه ما روى عبد الله
ابن إدريس عنه انه سمعه يقول لا تتم مروءة الرجل حتى يدع الصلاة
في الجماعة. قلت قبح الله هذه المروءة التي هي كبر على خلق الله. قال
جرير رأيت حجاجا يخضب بالسواد. مات حجاج ظنا سنة تسع
وأربعين ومائة. قال يحيى بن آدم حدثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع قال
قال لي شعبة عليك بحجاج بن أرطاة وابن إسحاق فأنهما حافظان وقع
لي حديثه بعلو.
187

182 - 29 / 5 خ م د س ق - روح بن القاسم الحافظ
التميمي [العنبري] سمع قتادة وابن المنكدر وعمرو بن دينار ومنصور
ابن المعتمر وابن طاوس، وعنه يزيد بن زريع ومحمد بن سواء وابن علية
[وعبد الوهاب بن عطاء (1)] وثقه أبو حاتم وغيره وقال الثوري (2)
لم أر أحدا طلب للحديث وهو مسن احفظ من روح بن القاسم
رحمة الله عليهم.
183 - 30 / 5 ع - مسعر بن كدام الامام
الحافظ أبو سلمة الهلالي الكوفي الأحول أحد الاعلام حدث
عن عدي بن ثابت والحكم بن عتيبة وقتادة وعمرو بن مرة وطبقتهم
وعنه سفيان بن عيينة ويحيى القطان ومحمد بن بشر ويحيى بن آدم وأبو نعيم
وخلاد بن يحيى وخلق كثير. قال محمد بن بشر كان عند مسعر نحو الف
حديث فكتبتها سوى عشرة. وقال يحيى القطان ما رأيت أثبت من
مسعر. وقال أحمد بن حنبل: الثقة مثل شعبة ومسعر. وقال وكيع شك
مسعر كيقين غيره. وعن الحسن بن عمارة قال إن لم يدخل الجنة [إلا (2)]
مثل مسعر فان أهل الجنة لقليل. وقال ابن عيينة قالوا للأعمش ان
مسعرا شك في حديثه فقال شكه كيقين غيره.
وعن خالد بن عمرو قال رأيت مسعرا كأن جبهته ركبة عنز من
السجود. قال شعبة كنا نسمي مسعرا المصحف من إتقانه. هو عند الكوفيين
كابن عون عند البصريين وعن الخريبي قال ما من أحد الا وقد اخذ

(1) الصواب (وقال ابن عيينة) كما يعلم من كتاب ابن أبي حاتم وغيره (2) من المكية.
188

عليه الا مسعر. وقال محمد بن مسعر كان أبي لا ينام إلى أن يقرأ نصف
القرآن قال ابن عيينة سمعت مسعرا يقول وددت ان الحديث كان
قوارير على رأسي فسقطت فتكسرت. وعن يعلى قال كان مسعر قد جمع
العلم والورع قال الحكم بن هشام انا مسعر قال دعاني أبو جعفر المنصور
ليوليني فقلت ان أهلي يقولون لا نرضى اشتراءك لنا في شئ بدرهمين
وأنت توليني أصلحك الله، ان لنا قرابة وحقا فأعفاه.
وقال ابن عيينة عنه قلت لأبي جعفر نحن لك والد يشير إلى
أم الفضل الهلالية والدة ابن عباس فقال تقربت إلى بأحب أمهاتي إلى،
ولو كان الناس كلهم مثلك لمشيت معهم [في (1)] الطريق. وسمعت مسعرا
يقول من أبغضني جعله الله محدثا. وقال مسعر من صبر على الخل والبقل
لم يستعبد. وقال معن ما رأيت مسعرا الا ويزداد كل يوم خيرا. وقال
ابن معين لم يرحل مسعر في حديث قط. وقال ابن سعد كان لمسعر أم عابدة
فكان يخدمها وكان مرجئا فمات ولم يشهده سفيان ولا الحسن بن صالح.
كتب إلى ابن قدامة وجماعة قالوا انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين
انا ابن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا محمد بن سليمان نا خلاد بن يحيى
نا مسعر نا حبيب بن أبي ثابت انه سمع ابن عمر وسئل عن اللقطة فقال رجل
أتصدق بها؟ قال: لك هي فتتصدق بها؟ ادفعها إلى من يتصدق بها أو ادفعها
إلى الامام ولابن المبارك أو غيره.
من كان ملتمسا جليسا صالحا * فليأت حلقة مسعر بن كدام

(1) المكية.
189

فيها السكينة والوقار وأهلها * أهل العفاف وعلية الأقوام
قال أبو نعيم وثابت العابد توفي مسعر سنة خمس وخمسين ومائة.
184 - 31 / 5 ع - معمر بن راشد الإمام الحجة
أبو عروة الأزدي مولاهم البصري أحد الاعلام وعالم اليمن
حدث عن الزهري وقتادة وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة ويحيى بن
أبي كثير ومحمد بن زياد الجمحي وطبقتهم حدث عنه السفيانان وابن المبارك
وغندر وابن علية ويزيد بن زريع وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وهشام
بن يوسف وعبد الرزاق وخلق وقد حدث عنه من شيوخه أيوب
وأبو إسحاق. قال احمد: ليس تضم معمرا إلى أحد الا وجدته فوقه. وقال
يحيى بن معين هو من أثبت الناس في الزهري. وقال عبد الرزاق كتبت
عن معمر عشرة آلاف حديث. وقال عبد الوحد بن زياد قلت لمعمر
كيف سمعت من ابن شهاب؟ قال: كنت مملوكا لقوم من طاحية فبعثوني
ببز أبيعه فقدمت المدينة فنزلت دارا فرأيت شيخا والناس يعرضون
عليه العلم فعرضت معهم. وعن معمر قال طلبت العلم سنة مات الحسن.
وسمعت من قتادة ولى أربع عشرة سنة، فما سمعته إذ ذاك كأنه مكتوب
في صدري، وجئت الزهري بالرصافة. قال سفيان بن عيينة قال لي سعيد
ابن أبي عروبة روينا عن معمركم فشرفناه (1). وعن ابن جريج قال: عليكم

(1) وذلك أنه روى عن معمر ومعمر شاب وفي فتح الباري في حديث قطع
اليد ان أبا عوانة رواه من طريق سعيد بن أبي عروبة عن معمر قال (وقال
أبو عوانة في آخره: قال سعيد نبلنا معمرا رويناه عنه وهو شاب).
190

بمعمر فإنه لم يبق في زمانه اعلم منه. وقال عبد الرزاق: بعث معن بن زائدة
إلى معمر بذهب فرده وكتم ذلك. قال إبراهيم بن خالد وجماعة مات
معمر سنة ثلاث وخمسين ومائة. زاد إبراهيم في رمضان وصليت عليه
وقال احمد ويحيى: مات سنة أربع والأول الا صح ولم يبلغ ستين،
سنة وكان أول من صنف باليمن رحمه الله تعالى.
185 - 32 / 5 ع - ابن أبي ذئب الامام الثبت
العابد شيخ الوقت أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن
الحارث بن أبي ذئب هشام بن شعبة [بن عبد الملك بن أبي قيس بن عبد ود]
القرشي العامري المدني الفقيه حدث عن عكرمة وشعبة [بن دينار]
مولى ابن عباس وسعيد المقبري وشرحبيل بن سعد والزهري ونافع
العمري وصالح مولى التوأمة وخلق وعنه ابن المبارك ويحيى القطان
وأبو نعيم والقعنبي وأسد بن موسى وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد
وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ابن أبي ذئب يشبه سعيد بن
المسيب، فقيل لأحمد: أخلف مثله؟ قال: لا، وقال كان أفضل من
مالك الا ان مالكا أشد تنقية للرجال منه.
قال الواقدي: ولد سنة ثمانين، وكان من أو رع الناس وأفضلهم
ورمى بالقدر وما كان قدريا لقد كان يعيبهم وكان يصلى الليل أجمع
ويجتهد في العبادة ولو قيل له ان القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد
اجتهاد وأخبرني أخوه قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم سرد الصوم
191

وكان خشن العيش يتعشى الخبز بالزيت وله قميص وطيلسان يشتو
فيه ويصيف وكان من رجال العلم صرامة وقولا بالحق، وكان
يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب، وكان يبكر إلى الجمعة فيصلى حتى
يخرج الامام.
ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها، وكان لا يغير
شيبه ولما خرج ابن حسن لزم بيته. قال وكان الحسن بن زيد الأمير
يجرى على ابن أبي ذئب كل شهر خمسة دنانير، ولما تولى جعفر بن سليمان
المدينة بعث إليه بمائة دينار فاشترى منها ساجا كرديا بعشرة دنانير ولبسه
بقية عمره، وقدم به عليهم بغداد وما زالوا به حتى قبل منهم فأعطوه
ألف دينار، فلما رجع مات بالكوفة. وقال احمد: هو أورع وأقوم
بالحق من مالك، دخل على المنصور فلم يهبه ان قال له الحق وقال:
الظلم ببابك فاش، وأبو جعفر أبو جعفر.
قال مصعب الزبيري: كان ابن أبي ذئب فقيه المدينة وقال أبو نعيم
حججت عام حج أبو جعفر ومعه ابن أبي ذئب ومالك فدعا ابن أبي ذئب
فأقعده معه على دار الندوة فقال له: ما تقول في الحسن بن زيد؟ قال:
انه ليتحرى العدل، فقال له ما تقول في؟ وأعاد عليه: فقال: ورب
هذه البنية انك لجائر، قال فأخذ الربيع بلحيته فقال له: أبو جعفر: كف
يا ابن اللخناء، وأمر له بثلاثمائة دينار وقيل إن المهدي حج فدخل
مسجد النبي صلى الله عليه وآله فلم يبق الا من قام الا ابن أبي ذئب
فقيل له: قم، فهذا أمير المؤمنين: قال انما يقوم الناس لرب العالمين
192

فقال المهدي: دعوه فقد قامت كل شعرة في رأسي توفى سنة تسع
وخمسين ومائة رحمه الله تعالى.
186 - 33 / 5 - مالك بن مغول امام في الممتع (1)
187 - 34 / 5 ع - شعبة بن الحجاج بن الورد
الحجة الحافظ شيخ الاسلام أبو بسطام الأزدي العتكي مولاهم
الواسطي نزيل البصرة ومحدثها سمع من الحسن مسائل وسمع من معاوية
ابن قرة وعمرو بن مرة والحكم وسلمة بن كهيل وأنس بن سيرين ويحيى
ابن أبي كثير وقتادة وخلق كثير. وعنه أيوب السختياني وابن إسحاق
من شيوخه وسفيان الثوري وابن المبارك وغندر وآدم وغفان بن
مسلم وأبو داود وسليمان بن حرب وعلي بن الجعد وأمم لا يحصون.
قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث. وكان الثوري يقول: شعبة
أمير المؤمنين في الحديث. وقال الشافعي: لولا شعبة لما عرف الحديث
بالعراق. قال أبو بكر البكراوي ما رأيت أحدا أعبد لله من شعبة لقد
عبد الله حتى جف جلده على عظمه وأسود. وقال حمزة بن زياد الطوسي
سمعت شعبة وكان الثغ قد يبس جلده من العبادة يقول: لو حدثتكم عن
ثقة ما حدثتكم عن ثلاثة. قال عمر بن هارون: كان شعبة يصوم الدهر.
وقال أبو قطن ما رأيت شعبة قد ركع الا ظننت انه نسى ولا سجد
الا قلت نسى. قال يحيى القطان: كان شعبة رقيقا يعطى السائل ما أمكنه.

(1) راجع ترجمته في التهذيب.
193

قال أبو قطن وكانت ثيابه لونها كالتراب وكان كثيرة الصلاة. قال الحاكم
في ترجمة شعبة رأى انس بن مالك وعمرو بن سلمة وسمع من أربع
مائة من التابعين. وحدث عنه من التابعين سعد بن إبراهيم ومنصور بن
المعتمر والأعمش وأيوب وداود بن أبي هند. وقال أبو زيد الهروي ولد
شعبة سنة ثنتين وثمانين.
قال أبو قتيبة قدمت الكوفة فقال لي سفيان: ما فعل أستاذنا شعبة.
قال أبو قلابة انا أبي انا حماد بن زيد انه كان إذا حدث عن
شعبة قال: حدثنا الضخم عن الضخام، شعبة الخير أبو بسطام.
وقال ابن المديني هؤلاء مشيخة شعبة الذين فاتوا سفيان بالكوفة
إسماعيل بن رجاء، عبيد بن الحسن، الحكم، عدي بن ثابت، طلحة بن
مصرف، المنهال بن عمرو، علي بن مدرك، سماك الحنفي، سعيد بن أبي
بردة، وسمى جماعة.
قال أبو الوليد قال لي حماد بن زيد إذا خالفني شعبة تبعته لأنه
كان لا يرضى ان يسمع الحديث عشرين مرة وانا أرضى ان أسمعه مرة.
قال أبو زيد الهروي سمعت شعبة يقول: لان أقع من السماء فانقطع
أحب إلى من أدلس.
صالح جزرة نا القواريري سمعت يحيى بن سعيد عن شعبة قال:
من الناس من عقله معه، ومن الناس من عقله بفنائه، ومنهم من
لا عقل له، فالأول من ينظر ما يخرج منه قبل ان يتكلم واما الذي
عقله بفنائه... (1).

(1) بياض في الأصول.
194

قال مكي بن إبراهيم سئل شعبة عن ابن عون فقال: سمن وعسل.
فسئل عن أبي بكر الهذلي فقال دعني لا أقئ. قال عبد الرحمن بن يونس
المستملي سمعت ابن عيينة يقول سمعت شعبة يقول: من طلب الحديث
أفلس، بعت طست أمي بسبعة دنانير.
صالح بن محمد جزرة أخبرنا سليمان بن داود القزاز سمعت أبا داود
يقول سمعت من شعبة سبعة آلاف وسمع غندر سبعة آلاف حديث.
أغربت عليه الف حديث وأغرب على مثلها. قال الأصمعي: كان شعبة
إذا جاء بالحديث الحسن صاح: أوه، أفرق من جودته. قال أحمد بن
حنبل: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن، يعنى في الرجال وبصره
بالحديث. قال أبو الوليد الطيالسي قلت ليحيى بن سعيد رأيت أحدا أحسن
حديثا من شعبة؟ قال: لا، قلت فكم صحبته؟ قال: عشرين سنة. قال صالح
جزرة أخبرنا علي بن الجعد سمعت شعبة يقول حدثني أبو إسحاق عن
الحارث بن الأزمع قال: وجد قتيل في وادعة همدان، فقلت لأبي إسحاق
أسمعته من الحارث؟ فقال حدثنيه مجالد عن الشعبي.
خالد بن خداش قال حدثني حريش ابن أخي جرير بن حازم قال
رأيت شعبة في النوم فقلت أي الأعمال [وجدت (1)] أشد عليك؟
قال: التجوز في الرجال. يونس بن بكير قال لي شعبة اكتم على، ابن
إسحاق أمير المؤمنين في الحديث. أحمد بن سنان أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي
قال لي شعبة: أحفظ عن أبي الزبير مائة حديث، قلت ولا تذكره؟

(1) من المكية.
195

قال: لا أحب ان أذكره. سلم بن قتيبة قال شعبة يا قوم كلما تقدمتم في
الحديث تأخرتم في القرآن. قال ابن المديني شعبة احفظ للمشايخ، وسفيان
احفظ للأبواب.
روى عبدان بن عثمان عن أبيه قال قومنا حمار شعبة وسرجه
ولجامه بضعة عشر درهما. قال أبو داود الطيالسي جاء سليمان بن المغيرة
يبكى وقال لشعبة: مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي،
قال: بكم اخذته؟ قال: بثلاثة دنانير، فقال: عندي ثلاثة دنانير ما أملك
غيرها ثم قام ودفعها إلى سليمان.
وروي سليمان بن أبي شيخ عن صالح بن سليمان قال منشأ شعبة
واسط وعلمه كوفي، وله ابن اسمه سعد، وله اخوان بشار وحماد
يعالجان الصرف.
وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث: ويلكم الزموا السوق فإنما
انا عيال على أخوي. قال وما أكل شعبة من كسبه درهما قط. قال على
ابن الجعد قدم شعبة بغداد مرتين اكتب عنه فيهما. قال أبو العباس السراج
أخبرنا محمد بن عمرو سمعت أصحابنا يقولون: وهب المهدي شعبة ثلاثين
ألف درهم فقسمها، وأقطعه الف جريب بالبصرة فقدم البصرة فلم يجد
شيئا يطيب له فتركها. قال الأصمعي لم تر أحدا قط اعلم بالشعر من شعبة،
قال لي كنت الزم الطرماح أسأله عن الشعر قال أبو داود قال شعبة:
لولا الشعر لجئتكم بالشعبي. وعن شعبة: كان قتادة يسألني عن الشعر.
فقلت: أنشدك بيتا وتحدثني حديثا. قال أبو زيد الأنصاري وذكر عنده
196

فقال: وهل العلماء الا شعبة من شعبة. وقال أبو قطن قال شعبة لي:
ما شئ أخوف عندي ان يدخلني النار من الحديث. وقال عنه: وددت
اني وقاد حمام ولم أعرف الحديث. اتفقوا على موت شعبة سنة ستين
ومائة فيقال مات في أولها رحمه الله تعالى.
188 - 35 / 5 - 4 - المسعودي الامام الفقيه أبو محمد
عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي
الكوفي أحد الاعلام وهو أخو أبي العميس عتبة، حدث عن عون بن
عبد الله وعلي بن الأقمر وعلقمة بن مرثد وسعيد بن أبي بردة وزياد بن
علاقة وعمرو بن مرة وطبقتهم، حدث عنه ابن المبارك وابن عيينة
وعبد الرحمن بن مهدي وأبو المغيرة الحمصي ويزيد بن هارون وجعفر
ابن عون وأبو داود وأبو نعيم والمقبري وعلي بن الجعد وخلق، وكان
مداخلا للدولة يلبس قباء اسود وفي وسطه خنجر وعلى رأسه الطويلة
فتوقف بعض العلماء عن الاخذ عنه لذلك، وقد تغير بعض حفظه في
الآخر. وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني. وقال على: قد كان
يغلط في ما روى عن عاصم بن بهدلة وسلمة. وقال ابن نمير ثقة واختلط
بأخرة. وقال النسائي: ليس به بأس. وعن مسعر قال: ما اعلم أحدا اعلم
بابن مسعود من المسعودي وقال أبو حاتم: كان اعلم أهل زمانه بحديث
ابن مسعود، تغير قبل موته بسنة أو بسنتين وقال شعبة: هو صدوق
قال: طائفة توفى سنة ستين ومائة.
197

189 - 36 / 5 ع - زياد بن سعد
الحافظ أبو عبد الرحمن الخراساني ثم المكي شريك بن جريج ثم
سكن اليمن حدث عن عمرو بن دينار والزهري وعمرو بن مسلم الجندي
وعنه مالك وابن عيينة وأبو معاوية وغيرهم مات كهلا قال النسائي
ثقة ثبت، وقال ابن عيينة كان عالما بحديث الزهري رحمة الله عليهم.
190 - 37 / 5 ع - قرة بن خالد السدوسي
الحافظ البصري عن ابن سيرين وأبي رجاء العطاردي والحسن
البصري ويزيد بن الشخير وعدة، وعنه حرمي بن عمارة وزيد بن الحباب
وأبو عامر العقدي ويحيى القطان وبكر بن بكار ومسلم بن إبراهيم
وخلق. كثير قال يحيى القطان كان [من (1)] أثبت شيوخنا قلت توفى
سنة أربع خمسين ومائة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن محمد وزينب بنت
عبد الرحمن قالا انا أبو القاسم الشحامي انا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني
انا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب انا محمد بن أيوب البجلي انا مسلم بن
إبراهيم انا قرة بن خالد انا محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم لو آمن بي عشرة من اليهود ما بقى على ظهرها يهودي
الا أسلم أخرجه البخاري عن مسلم فوافقناه بعلو.

(1) من المكية.
198

191 - 38 / 5 ع - جرير بن حازم الامام
الحافظ أبو النضر الأزدي مولاهم البصري محدث البصرة أحد الاعلام
روى عن أبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين وطاوس وعطاء
وابن أبي مليكة ونافع وحميد بن هلال وعنه ابنه وهب وشيخه
أيوب السختياني والسفيانان وابن وهب وشيبان بن فروخ وأبو الربيع
الزهراني وأبو نصر التمار وخلائق واحتج به أصحاب الكتب قال موسى
ابن إسماعيل ما رأيت حماد بن سلمة يعظم أحدا تعظيمه جرير بن حازم.
وقال وهب كان شعبة يأتي أبي سأله وقال وهب عن أبيه جلست إلى الحسن
سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا. وقال وهب قرأ أبي على [أبي (1)]
عمرو بن العلاء فقال له: أنت أفصح من معد. قال ابن مهدي: اختلط
جرير قبل موته فأحس بذلك بنوه فحجبوه فلم يسمع منه شئ في
اختلاطه. قلت: في بعض حديثه عن قتادة ما ينكر وهو من أوعية العلم
وغيره احفظ منه. مات في سنة سبعين ومائة وهو في عشر التسعين.
فإنه قال لما توفي انس انه كان لي خمس سنين. وذكر انه حج فشهد جنازة
أبي الطفيل بمكة. قال ابن داسه انا المغيرة بن محمد المهلبي سمعت علي بن
المديني سمعت وهب بن جرير عن أبيه قال رأيت أبا الطفيل بمكة، قلت
فلم لم تسمع منه؟ قال: كان طواف واحد يا بني أحب إلى من ذلك.
قال أحمد بن حنبل: جرير بن حازم صاحب سنة، هو أحب إلى من همام.

(1) من اليمنية.
199

وقال سليمان بن حرب سمعت جريرا ذكر التدليس فعابه، وقال: يرى أنه
سمع ما لم يسمع أخبرنا أحمد بن إسحاق انا الفتح بن عبد الله انا هبة الله
ابن أبي شريك انا أحمد بن محمد انا عيسى بن علي نا أبو القاسم عبد الله
ابن محمد نا شيبان نا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن
سمرة قال خطبنا عمر بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فقال أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم. الحديث.
192 - 39 / 5 ع - يزيد بن إبراهيم التستري الحافظ الثقة
أبو سعيد البصري حدث عن الحسن ومحمد وابن أبي مليكة وعطاء
وأبي الزبير وقتادة، وعنه وكيع وابن مهدي وعفان وأبو الوليد والقعنبي
وأبو سلمة المنقري وهدبة وشيبان وخلق كثير. وثقه أحمد بن حنبل
وكان عفان يرفع امره وقال على ابن المديني: هو ثبت في الحسن وابن
سيرين قال ابن قانع توفى سنة اثنتين وستين ومائة. وقيل مات سنة
إحدى وستين ومائة، متفق على حديثه.
193 - 40 / 5 د ت ق - مبارك بن فضالة
الامام الكبير أبو فضالة القرشي العدوي مولاهم البصري من كبار
علماء البصرة رأى انس بن مالك يصلى وحدث عن الحسن وبكر بن
عبد الله ومحمد بن المنكدر وثابت وعدة، وعنه وكيع وعفان ومسلم
وسليمان بن حرب وسعدويه وهدبة وشيبان وخلق كثير وكان يحيى
القطان يحسن الثناء عليه وقال ابن معين صالح وقال أبو داود الطيالسي:
200

شديد التدليس فإذا قال: حدثنا، فهو ثبت وكان عفان يرفعه ويوثقه
ويقول كان من النساك وقال أحمد بن حنبل: ما رواه عن الحسن
يحتج به وقال مبارك بن فضالة جالست الحسن ثلاث عشرة سنة. وقال
أبو حاتم: هو أحب إلى من الربيع بن صبيح. وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه أرجو أن تكون مستقيمة. توفى سنة
أربع وستين ومائة قاله جماعة. وقال ابن سعد: سنة خمس رحمه الله
تعالى قلت لم يبلغ حديثه درجة الصحة، ولا اخرج له النسائي وقع لي
حديثه عاليا من طريق المخلص.
194 - 41 / 5 ع - همام بن يحيى الإمام الحجة
الحافظ أبو عبد الله ويقال أبو بكر العوذي مولاهم البصري عن
الحسن وعطاء ونافع وأبي جمرة الضبعي ويحيى بن أبي كثير وعدة،
وعنه ابن مهدي وحبان وعفان وحجاج بن منهال وموسى بن إسماعيل
وهدبة وشيبان بن فروخ. وقال احمد: هو ثبت في كل مشايخه. ووثقه
غير واحد وكان من أركان الحديث بالبصرة. قال أبو حاتم [ثقة - 1]
في حفظه شئ وقال التبوذكي سمعت هماما يقول ما من اعمال البر شئ
الا وانا أرجو أن أريد به الله تعالى الا هذا الحديث مات في رمضان سنة
أربع وستين ومائة رحمه الله تعالى.
195 - 42 / 5 ع - أبان بن يزيد الحافظ
الثقة أبو يزيد البصري العطار روى عن الحسن. يسيرا وعن أبي

(1) من المكية.
201

عمران الجوني وقتادة وعمرو بن دينار ويحيى بن أبي كثير وبديل بن
ميسرة. وعنه أبو داود وحبان ومسلم وعفان وموسى التبوذكي وهدبة
وشيبان بن فروخ وخلق. قال احمد كان ثبتا في كل المشايخ. وقال ابن
معين والنسائي ثقة. وقال العجلي ثقة يرى القدر ولا يتكلم به. قال احمد
ابن زهير سئل ابن معين عن أبان وهمام فقال: كان يحيى بن سعيد يروى
عن أبان وكان أحب إليه من همام، وانا همام أحب إلى. وقال أبو حاتم
صالح الحديث قلت لم أظفر بتاريخ وفاة أبان.
196 - 43 / 5 م 4 - هشام بن سعد
المدني يحفظ، في الممتع (1).
197 - 44 / 5 م 4 - حماد بن سلمة بن دينار
الامام الحافظ شيخ الاسلام أبو سلمة الربعي مولاهم البصري البزاز
البطائني النحوي المحدث سمع خاله حميد الطويل وابن أبي مليكة
وأبا جمرة الضبعي ومحمد بن زياد الجمحي وأنس بن سيرين وأبا عمران الجوني
وقتادة وسماك بن حرب وثابتا البناني وخلقا كثيرا، وعنه ابن المبارك
والقطان وابن مهدي وعفان والقعنبي وعبد الأعلى بن حماد وشيبان بن
فروخ وهدبة وخلق سواهم. قال شعبة كان حماد بن سلمة يفيدني عن
عمار بن أبي عمار وقال وهيب: حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا وقال أحمد بن
حنبل: حماد بن سلمة اعلم الناس بثابت البناني وأثبتهم في حميد وقال

(1) راجع ترجمته في التهذيب.
202

ابن معين: هو اعلم من غيره بعلي بن زيد. قال ابن المديني كان عند يحيى
ابن ضريس عن حماد عشرة آلاف حديث. وروى الكوسج عن يحيى
ابن معين: ثقة. وقال شهاب بن معمر كان حماد بن سلمة يعد من الابدال.
قلت هو أول من صنف التصانيف مع ابن أبي عروبة وكان بارعا
في العربية فقيها فصيحا مفوها صاحب سنة وقع لي من عواليه أحاديث.
قال عبد الرحمن بن مهدي: لو قيل لحماد بن سلمة انك تموت غدا ما قدر
ان يزيد في العمل شيئا. وقال عفان قد رأيت من هو أعبد من حماد بن
سلمة. ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير وقراءة القرآن والعمل
لله منه. وقال يونس المؤدب: مات حماد بن سلمة في الصلاة. وقال إسحاق
ابن الطباع سمعت حماد بن سلمة يقول من طلب الحديث لغير الله مكر به.
وقال حماد ما كان من نيتي ان أحدث حتى قال لي أيوب في النوم حدث.
وقال عمرو بن عاصم كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر الف حديث
وقيل إن حماد بن سلمة تزوج سبعين امرأة ولم يولد له ولد. قال أبو داود
لم يكن لحماد بن سلمة كتاب الا كتاب قيس بن سعد. وعن أحمد بن
حنبل قال إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الاسلام.
مناقب حماد يطول شرحها وتوفى بعد عيد النحر سنة سبع وستين ومائة
وقد قارب الثمانين رحمه الله تعالى.
198 - 45 / 5 ع - سفيان بن سعيد بن مسروق
الامام شيخ الاسلام سيد الحفاظ أبو عبد الله الثوري ثور مضر
203

لا ثور همدان الكوفي الفقيه. حدث عن أبيه وزبيد بن الحارث وحبيب
ابن أبي ثابت والأسود بن قيس وزياد بن علاقة ومحارب بن دثار
وطبقتهم، وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن وهب ووكيع والفريابي
وقبيصة وأبو نعيم ومحمد بن كثير وأحمد بن يونس اليربوعي وخلائق.
وقال شعبة ويحيى بن معين وجماعة سفيان أمير المؤمنين في الحديث.
وقال ابن المبارك كتبت عن الف ومائة شيخ ما فيهم أفضل من سفيان.
وكان شعبة يقول سفيان احفظ مني. وقال ورقاء لم ير الثوري مثل
نفسه وقال احمد لم يتقدمه في قلبي أحد. وقال القطان ما رأيت احفظ
منه كنت إذا سألته عن مسألة أو عن حديث ليس عنده اشتد عليه. وقال
عبد الرزاق قال سفيان ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني. وقال الأوزاعي
لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضى والصحة الا سفيان. وقال ابن
المبارك لا اعلم على وجه الأرض اعلم من سفيان. وقال وكيع كان
سفيان بحرا وقال القطان سفيان فوق مالك في كل شئ. وقال أبو أسامة
من أخبرك انه رأى مثل سفيان فلا تصدقه. وقال ابن أبي ذئب ما رأيت
بالعراق أحدا يشبه ثوريكم. الثوري قال وددت انى نجوت من العلم
لا على ولا لي وما من عمل انا أخوف على منه - يعنى الحديث. قال يحيى
ابن يمان سمعت سفيان يقول: العالم طبيب الدين والدرهم داء الدين
فإذا اجتر الطبيب الداء إليه متى يداوي غيره. قال الخريبي سمعت الثوري
يقول ليس شئ أنفع للناس من الحديث. وقال أبو أسامة سمعت سفيان
يقول ليس طلب الحديث من عدة الموت لكنه علة يتشاغل بها الرجل.
204

قلت صدق والله ان طلب الحديث شئ غير الحديث فطلب الحديث
اسم عرفي لأمور زائدة على تحصيل ماهية الحديث وكثير منها مراق
إلى العلم وأكثرها أمور يشغف بها المحدث من تحصيل النسخ
المليحة وتطلب العالي وتكثير الشيوخ والفرح بالألقاب والثناء وتمنى
العمر الطويل ليروي وجب التفرد إلى أمور عديدة لازمة للأغراض
النفسانية لا الا عمال الربانية فإذا كان طلبك الحديث النبوي محفوفا
بهذه الآفات فمتى خلاصك منها إلى الا خلاص، وإذا كان
علم الآثار مدخولا فما طنك بعلم المنطق والجدل وحكمة الأوائل التي
تسلب الايمان وتورث الشكوك والحيرة التي لم تكن والله من علم
الصحابة ولا التابعين ولا من علم الأوزاعي والثوري ومالك وأبي حنيفة
وابن أبي ذئب وشعبة ولا والله عرفها ابن المبارك. ولا أبو يوسف القائل
من طلب الدين بالكلام تزندق ولا وكيع ولا ابن مهدي ولا ابن وهب
ولا الشافعي ولا عفان ولا أبو عبيد ولا ابن المديني واحمد وأبو ثور
والمزني والبخاري والأثرم ومسلم والنسائي وابن خزيمة وابن سريج
وابن المنذر وأمثالهم بل كانت علومهم القرآن والحديث والفقه والنحو
وشبه ذلك نعم وقال سفيان أيضا فيما سمعه منه الفريابي ما من عمل
أفضل من طلب الحديث إذا صحت النية فيه. قال وسمعته يقول: لو أردنا
ان نحدثكم بالحديث كما سمعناه ما حدثناكم بحديث واحد. وقال الفريابي
سمعت سفيان يقول دخلت على المهدي فقلت بلغني ان عمر أنفق في
حجته اثنى عشر دينارا وأنت فيما أنت فيه، فغضب. وقال تريدني أن
205

أكون في مثل الذي أنت فيه؟ قلت فان لم تكن في مثل ما أنا فيه ففي
دون ما أنت فيه. قال ضمرة سمعت مالكا يقول: انما كانت العراق تجيش
علينا بالدراهم والثياب ثم صارت تجيش علينا بسفيان الثوري. قلت:
مناقب هذا الامام في مجلد لابن الجوزي وقد اختصرته وسقت جملة
حسنة من ذلك في تاريخي. قال صالح جزرة سفيان احفظ وأكثر حديثا
من مالك لكن مالكا ينتقى الرجال وسفيان احفظ من شعبة يبلغ
حديثه ثلاثين ألفا وحديث شعبة نحو عشرة آلاف. مولد سفيان في
سنة سبع وتسعين وطلب العلم وهو حدث فان أباه كان من علماء
الكوفة مات في البصرة في الاختفاء من المهدي فإنه كان قوالا بالحق
شديد الانكار مات في شعبان سنة إحدى وستين ومائة رضي الله عنه
وقد صح عن معدان عن الثوري في قوله تعالى (وهو معكم)
قال: علمه، وهكذا جاء عن جماعة من المفسرين.
اللالكائي في السنة نا المخلص نا أبو الفضل شعيب بن محمد نا علي بن
حرب بن بسام سمعت شعيب بن حرب يقول قلت لسفيان الثوري
حدث بحديث في السنة ينفعني الله به فإذا وقفت بين يديه [وسألني عنه]
قلت يا رب حدثني بهذا سفيان فأنجو أنا وتؤخذ، فقال: اكتب
بسم الله الرحمن الرحيم، القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدا واليه يعود
من قال غير هذا فهو كافر، والايمان قول وعمل ونية يزيد وينقص
وتقدمة الشيخين - إلى أن قال: يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى
المسح على الخفين، وحتى ترى ان اخفاء بسم الله الرحمن الرحيم أفضل
206

من الجهر به، وحتى تؤمن بالقدر، وحتى ترى الصلاة خلف كل
بر وفاجر، والجهاد ماض إلى يوم القيامة، والصبر تحت لواء السلطان
جار أو عدل، فقلت يا أبا عبد الله الصلاة كلها قال: لا ولكن صلاة
الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت، واما سائر ذلك فأنت مخير
لا تصلى الا خلف من تثق به وتعلم أنه من أهل السنة، إذا وقفت بين
يدي الله فسألك عن هذا فقل يا رب حدثني بهذا سفيان بن سعيد ثم
خل بيني وبين ربي عز وجل. هذا ثابت عن سفيان وشيخ المخلص ثقة
رحمة الله عليهم.
199 - 46 / 5 ع - مالك بن انس بن مالك
ابن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الامام الحافظ فقيه الأمة
شيخ الاسلام أبو عبد الله الأصبحي المدني الفقيه امام دار الهجرة وهم
حلفاء عثمان بن عبيد الله التيمي أخي طلحة رضي الله عنه، حدث عن
نافع والمقبري ونعيم المجمر والزهري وعامر بن عبد الله بن الزبير
وابن المنكدر وعبد الله بن دينار وخلق كثير، حدث عنه أمم لا يكادون
يحصون منهم ابن المبارك والقطان وابن مهدي وابن وهب وابن القاسم
والقعنبي وعبد الله بن يوسف وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى النيسابوري
ويحيى بن يحيى الأندلسي ويحيى بن بكير وقتيبة وأبو مصعب الزبيري
وخاتمة أصحابه أبو حذافة السهمي.
وبيني وبين مالك سبعة أنفس في أربعين حديثا متصلة لي، وبين
الشيخ بهاء الدين بن الجميزي وبين مالك خمسة أنفس في حديثين
207

وقد رأى مالك عطاء بن أبي رباح لما قدم المدينة. قال عبد الله بن أحمد قلت
لأني من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شئ. وقال
عبد الرزاق في حديث يوشك الناس ان يضربوا أكباد الإبل في طلب
العلم فلا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة فكنا نرى انه مالك وكان
عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدا.
وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم. قال ابن مهدي: مالك
أفقه من الحكم وحماد. وقال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم
الحجاز. وقال ابن وهب لولا مالك والليث لضللنا. وقال شعبة قدمت
المدينة بعد موت نافع بسنة فإذا لمالك حلقة. قال أبو مصعب سمعت مالكا
يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون اني أهل لذلك. وقال إسحاق بن
عيسى قال مالك أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به
جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله لجدله. وقال الشافعي:
ما في الأرض كتاب [في العلم (1)] أكثر صوابا من موطأ مالك. وقال
اشهب كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه ويسدل طرفيها
بين كتفيه.
وقال مصعب كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد ويتطيب. وقال
القعنبي كنت عند ابن عيينة فبلغه نعى مالك فحزن وقال ما ترك على ظهر
الأرض مثله. قال عبد الرحمن بن واقد قد رأيت باب مالك بالمدينة
كأنه باب الأمير. وقال ابن معين مالك أحب إلي في نافع من أيوب

(1) من المكية.
208

وعبيد الله. وقال وهيب: امام أهل الحديث مالك. قال أحمد بن الخليل
سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: إذا اجتمع الثوري ومالك والأوزاعي
على أمر فهو سنة وان لم يكن فيه نص.
قال أحمد بن حنبل انا سريج بن النعمان عن عبد الله بن نافع قال
قال مالك رحمه الله الله في السماء وعلمه في كل مكان. وصح أيضا عن
مالك انه قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب
والسؤال عنه بدعة. وروى سعيد بن أبي مريم عن اشهب بن عبد العزيز
قال رأيت أبا حنيفة بين يدي مالك كالصبي بين يدي أبيه (1) قلت: فهذا يدل
على حسن أدب أبي حنيفة وتواضعه مع كونه أسن من مالك بثلاث
عشرة سنة.
إسماعيل القاضي حدثنا أبو مصعب سمعت مالكا يقول دخلت على
أبي جعفر أمير المؤمنين وهو على فراشه وإذا صبي يخرج ثم يرجع
فقال لي أتدري من هذا؟ فقلت: لا، قال: ابني وانما يفزع من هيبتك،
قال ثم سألني عن أشياء منها حلال ومنها حرام، ثم قال لي: أنت
والله أعقل الناس واعلم الناس، قلت: لا والله يا أمير المؤمنين. قال: بلى
ولكنك تكتم، لئن بقيت لأكتبن قولك كما يكتب المصاحف ولا بعثن
به إلى الآفاق فأحملهم عليه.
ابن وهب قال مالك سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة ما حدثت

(1) هذه الحكاية خطأ فان أبا حنيفة توفى وأشهب صبي له نحو خمس سنين فان
صح السند فلعل الصواب (رأيت محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة) المعلمي.
209

بها قط ولا أحدث بها. نصر بن علي الجهضمي حدثني حسين بن عروة
قال: قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار
ثم اتاه الربيع فقال إن أمير المؤمنين يحب ان تعادله إلى مدينة السلام
فقال مالك قال النبي صلى الله عليه وآله: المدينة خير لهم لو كانوا
يعلمون، والمال عندي على حاله.
إسماعيل بن داود المخراقي سمعت مالكا يقول سمعت ربيعة يقول
ورب هذا المقام ما رأيت عراقيا تام العقل. وسمعت مالكا يقول: كان
عطاء بن أبي رباح اسود ضعيف العقل (2) قال. الحاكم نا علي بن عيسى
الحيري انا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي انا قتيبة سمعت معن بن عيسى
يقول: قدم هارون أمير المؤمنين المدينة ليحج ومعه أبو يوسف فأتى مالك
أمير المؤمنين فقربه وأكرمه فلما جلس اقبل عليه أبو يوسف فسأله عن
مسألة فلم يجبه ثم عاد فسأله فلم يجبه فقال أمير المؤمنين با أبا عبد الله
هذا قاضينا يعقوب يسألك، فاقبل عليه مالك فقال يا هذا إذا رأيتني
جلست لأهل الباطل فتعال أجبك معهم.
قال قتيبة: كنا إذا اتينا مالكا خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس
من أحسن ثيابه فتصدر ودعا بالمراوح فأعطى كل انسان مروحة قال
ابن سعد: حدثني محمد بن عمر قال كان مالك يأتي المسجد ليشهد الصلوات
والجنائز ويعود المرضى ويقضى الحقوق ويجلس في المسجد ثم ترك
الجلوس فيه فكان يصلى وينصرف وترك شهود الجنائز فكان يأتي أصحابه

(1) هذه الحكاية منكرة وإسماعيل بن داود حاكيها ليس بثقة. المعلمي.
210

فيعزيهم ثم ترك ذلك كله والصلاة في المسجد والجمعة واحتمل الناس
ذلك [كله (1)] فكانوا ارغب ما كانوا فيه وأشد له تعظيما وكان
ربما كلم في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره.
وكان يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطروحة ويمنة ويسرة لمن
يأتيه. وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وعلم، وكان رجلا مهيبا نبيلا
ليس في مجلسه شئ من المراء واللغط ولا رفع صوت، وكان الغرباء
يسألونه عن الحديث فلا يجيب الا في الحديث بعد الحديث وربما اذن
لبعضهم يقرأ عليه، وكان له كاتب قد نسخ كتبه ويقال له حبيب يقرأ
للجماعة، فليس أحد ممن يحضره ويدنو ولا ينظر في كتابه ولا يستفهم
هيبة لمالك واجلالا وكان إذا خطأ حبيب فتح عليه مالك.
مطرف بن عبد الله سمعت مالكا يقول: الدنو من الباطل هلكة،
والقول بالباطل بعد عن الحق، ولا خير في شئ وان كثر من الدنيا
بفساد دين المرء ومروءته.
حرملة نا ابن وهب: قال لي مالك: العلم ينقص ولا يزيد ولم يزل
ينقص بعد الأنبياء والكتب. عبد الله بن يوسف سمعت مالكا يقول:
ما أدركت فقهاء بلدنا الا وهم يلبسون الثياب الحسان. مصعب الزبيري
قال سأل هارون مالكا وهو في منزله ومعه بنوه أن يقرأ عليهم فقال
ما قرأت على أحد منذ زمان وانما يقرأ على، فقال هارون اخرج الناس
عنى حتى اقرأ انا عليك فقال إذا منع العام لبعض الخاص لم ينتفع

(1) من المكية.
211

الخاص وامر معن بن عيسى فقرأ.
قال إسماعيل بن أبي أويس كان خالي مالك لا يفتى حتى يقول
لا حول ولا قوة الا بالله. إسماعيل القاضي سمعت أبا مصعب: لم يشهد
مالك الجماعة خمسا وعشرين سنة، فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة ان
أرى منكرا فأحتاج ان أغيره. سمعها أبو بكر الشافعي من إسماعيل قال
مطرف قال لي مالك: ما يقول الناس في؟ قلت: اما الصديق فيثنى واما
العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذلك ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة
كلها. ابن وهب حججت سنة ثمان وأربعين وصائح يصيح: لا يفتى
الناس الا مالك وعبد العزيز الماجشون. إسحاق بن موسى ثنا معن: كان
مالك يتحفظ من الياء والتاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم. قد كنت أفردت ترجمة مالك في جزء وطولتها في تاريخي الكبير.
وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره أحدها طول
العمر وعلو الرواية وثانيتها الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم وثالثتها
اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية، ورابعتها تجمعهم على دينه
وعدالته واتباعه السنن، وخامستها تقدمه في الفقه والفتوى، وصحة قواعده.
عاش ستا وثمانين سنة، وقيل ولد سنة ست وتسعين وقال أبو داود:
[ولد (1)] سنة اثنتين وتسعين. واما يحيى بن بكير فقال سمعته يقول:
ولدت سنة ثلاث وتسعين فهذا أصح الأقوال واما وفاته فقال
أبو مصعب: لعشر مضت من ربيع الأول وكذلك قال ابن وهب وقال

(1) من المكية.
212

ابن سحنون: في حادي عشر ربيع الأول، وكذلك قال ابن أبي أويس:
في بكرة أربع عشرة منه وقال مصعب الزبيري: في صفر، وكلهم قالوا
في سنة تسع وسبعين ومائة رحمة الله عليه.
200 - 47 / 5 ع - إبراهيم بن طهمان الامام الحافظ
أبو سعيد الهروي ثم النيسابوري عالم خراسان حدث عن سماك
ابن حرب وعمرو بن دينار ومحمد بن زياد الجمحي وأبي جمرة وثابت
البناني وأبي إسحاق وطبقتهم وعنه ابن المبارك وحفص بن عبد الله ومعن
ابن عيسى وخالد بن نزار الأيلي ومحمد بن سنان العوقي وأبو حذيفة
النهدي وسعيد بن يزيد الفراء وحدث عنه من شيوخه صفوان بن سليم
وأبو حنيفة الامام. قال إسحاق بن راهويه: كان صحيح الحديث، ما كان
بخراسان أحد أكثر حديثا منه. وقال أبو حاتم: ثقة مرجئ وقال احمد:
كان مرجئا شديدا على الجهمية. وقال أبو زرعة: كنت عند أحمد بن
حنبل فذكر إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فجلس وقال لا ينبغي
ان يذكر الصالحون فيتكأ. وقال الخطيب قيل كان لإبراهيم على بيت المال
شئ وكان يسخو به فسئل يوما عن مسألة في مجلس الخليفة فقال:
لا أدري فقيل له تأخذ في كل شهر كذا وكذا ولا تحسن مسألة؟ فقال:
ما آخذه فعلى ما أحسن، ولو اخذت على مالا أحسن لفني بيت المال.
فأعجب ذلك أمير المؤمنين وأظنه كان المهدي. كان إبراهيم قد جاور بمكة
في أواخر عمره ومات في سنة ثلاث وستين ومائة. وقع لي من
عواليه بإجازة.
213

201 - 48 / 5 ع - إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق
السبيعي الامام الحافظ أبو يوسف الكوفي سمع جده وجود
حديثه وأتقنه وزياد بن علاقة وسماك بن حرب ومنصور بن المعتمر
وجماعة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي
وعبد الله بن رجاء الغداني وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد وخلق كثير.
وكان حافظا حجة صالحا خاشعا من أوعية العلم ولا عبرة بقول من
لينه فقد احتج به الشيخان توفى سنة اثنتين وستين ومائة وقيل توفى
سنة إحدى وستين
انا الفخر على انا ابن طبرزذ انا عبد الوهاب الأنماطي انا أبو محمد
الصريفيني انا عبد الله بن محمد حدثنا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد انا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن معد يكرب عن عبد الله قال لا تأتم بقوم
يتحدثون ويلغون. قال عيسى بن يونس قال لي أخي إسرائيل كنت
احفظ حديث أبي إسحاق كما احفظ السورة من القرآن. قال يحيى بن
معين: إسرائيل ثقة. قال علي بن المديني قال يحيى بن سعيد: إسرائيل
فوق أبي بكر بن عياش. فقال ليحيى ان إسرائيل روى عن إبراهيم بن
مهاجر ثلثمائة حديث، وعن أبي يحيى القتات ثلثمائة، فقال لم يؤت منه
أتى منهما جميعا. أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا انا عمر بن محمد انا ابن الحصين
انا ابن غيلان انا أبو بكر الشافعي انا إبراهيم بن عبد الرحمن بن ذوقا انا عبد الله
ابن صالح العجلي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد
214

عن ابن مسعود قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اني
انا الرزاق ذو القوة المتين) قد كان إسرائيل من العلماء العاملين.
فعن شقيق البلخي قال اخذت الخشوع عن إسرائيل كنا حوله
لا يعرف من عن يمينه ولا من عن شماله من تفكره في الآخرة فعلمت
انه رجل صالح.
202 - 49 / 5 ع - زائدة بن قدامة الإمام الحجة
أبو الصلت الثقفي الكوفي، حدث عن زياد بن علاقة
وعبد الملك بن عمير ومنصور وسماك وموسى بن أبي عائشة وطبقتهم.
وعنه ابن عيينة وحسين الجعفي وابن مهدي ومعاوية بن عمرو وأبو نعيم
وطلق بن غنام وأبو حذيفة النهدي وأحمد بن يونس وخلق كثير.
وكان من نظراء شعبة في الاتقان لكن ما علمت له عن غير أهل بلده.
قال أبو داود الطيالسي كان لا يحدث صاحب بدعة. قال أبو أسامة
كان من أصدق الناس وأبرهم. وقال أبو حاتم الرازي ثقة صاحب سنة.
وقيل مات مرابطا بأرض الروم. توفى في أوائل سنة إحدى وستين ومائة
وقد شاخ. قال أحمد بن حنبل كان وكيع لا يقدم على زائدة في الحفظ
أحدا، يقع من عواليه لأصحاب ابن طبرزذ.
قرأت على أحمد بن هبة الله أنبأكم أبو روح عبد المعز بن محمد
انا زاهر انا أبو يعلى الصابوني انا عبد الله بن محمد الرازي انا محمد بن أيوب
البجلي نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن
215

ابن أبي ليلى عن معاذ قال جاء رجل فقال يا رسول الله رجل لقى امرأة
فصنع بها ما يصنع الرجل بامرأته الا انه لم يجامعها، قال فأنزل الله:
(أقم الصلاة طرفي النهار) الآية فقال له: توضأ وصل، قلت يا رسول الله
هذا له خاصة أو للناس عامة؟ قال: للناس أو للمسلمين عامة.
203 - 50 / 5 م 4 - الحسن بن صالح بن حي
الامام القدوة أبو عبد الله الهمداني الكوفي الفقيه العابد ولد سنة
مائة كإسرائيل، حدث عن سلمة بن كهيل وعبد الله بن دينار ومنصور
ابن المعتمر وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي وسماك بن حرب وخلق
كثير، وهو أخو المحدث على ابنا صالح بن صالح بن حيان بن شفى الثوري
كانا توأمين، وحى هو حيان، وقيل هو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان
وقيل صالح بن صالح بن حي بن مسلم، حدث عنه وكيع ويحيى بن
آدم ومحمد (1) بن فضيل وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وقبيصة وأحمد بن
يونس وعلي بن الجعد وآخرون. قال أبو نعيم كتبت عن ثمان مائة
محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح. وقال أبو حاتم ثقة حافظ
متقن. وقال أحمد بن حنبل ثقة. وقال وكيع جزأ هو وأمه وأخوه
الليل مثالثة (2) للعبادة فماتت فقسما الليل بينهما فمات على فقام الحسن بالليل
كله. عن أبي سليمان الداراني قال ما رأيت من الخوف أظهر عليه من
الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشى عليه فلم يختمها إلى الفجر،

(1) في الأصلين يحيى - خطأ (2) وفي التهذيب وشذرات الذهب (جزؤوا الليل
ثلاثة اجزاء).
216

وعن الحسن قال ربما أصبحت ما معي درهم وكأن الدنيا كلها قد حيزت
لي. وعنه قال: ان الشيطان يفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير
يريد بها بابا من الشر. روى عباس عن ابن معين قال: يكتب رأى
الأوزاعي ورأي الحسن بن صالح. وقال أبو زرعة: اجتمع في الحسن
ابن حي إتقان وفقه وعبادة وزهد. وكان وكيع يشبهه بسعيد بن
جبير. وقال أبو نعيم: ما كان بدون الثوري في الورع والقوة. وما رأيت
الا من غلط في شئ غير الحسن بن صالح. وقال ابن عدي لم أر له
حديثا منكرا مجاوز المقدار قلت اما على أخوه فمات كهلا قبل أوان
الرواية سنة أربع وخمسين أرخه أحمد بن حنبل. وقال أبو نعيم: مات
الحسن سنة سبع وستين ومائة. قلت: مع جلالة الحسن وإمامته كان
فيه خارجية. فقال الخريبي: ترك الجمعة وجاء فلان فناظره ليلة فذهب
الحسن إلى ترك الجمعة معهم والخروج عليهم بالسيف يعنى الظلمة.
وبإسنادي إلى علي بن الجعد انا الحسن بن صالح عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور قباء
راكبا وماشيا.
وأنبأ ابن قدامة وابن البخاري قالا نا ابن طبرزذ انا أبو غالب ابن
البناء انا الجوهري انا أحمد بن جعفر ثنا إسحاق الحربي انا أبو نعيم ثنا الحسن
ابن صالح عن موسى الجهني عن فاطمة بنت على عن أسماء بنت عميس
رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي: أنت منى
بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي.
217

204 - 51 / 5 ع - شيبان بن عبد الرحمن
الامام الحافظ الحجة أبو معاوية التميمي مولاهم النحوي نزيل
الكوفة ومؤدب أولاد الأمير داود بن علي، قيل في نسبته النحوي إلى
نحو بن شمس بطن من الأزد، وقال ابن أبي داود أو غيره بل كان نحويا.
قلت روى عن الحسن قليلا و [عن قتادة (1)] والحكم وهلال الوزان
ويحيى بن أبي كثير وزياد بن علاقة، ومنصور بن المعتمر. حدث
عنه [الإمام أبو حنيفة و] الحسن بن موسى الأشيب وحسين المروذي
وعبيد الله بن موسى ويونس بن محمد المؤدب وآدم بن أبي اياس وعلى
ابن الجعد وطائفة، وثقه يحيى بن معين وغيره. وقال أحمد بن حنبل:
هو ثبت في كل المشايخ. قال يعقوب السدوسي كان صاحب حروف
وقراءات مشهورا بذلك. قلت تحتمل عن عاصم أحد القراء السبعة
رحمة الله عليهم.
أخبرنا عبد الحافظ وابن عالية قالا انا موسى بن عبد القادر انا ابن
البناء انا علي بن أحمد انا المخلص انا أبو القاسم البغوي انا علي انا شعبة
وشيبان عن قتادة سمعت انسا قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فلم اسمع أحدا منهم
يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. توفى شيبان سنة أربع وستين ومائة،
وهو في عشر الثمانين رحمه الله تعالى.

(1) من المكية.
218

205 - 52 / 5 م 4 - سعيد بن عبد العزيز الامام
فقيه أهل دمشق أبو محمد التنوخي الدمشقي قرأ القرآن على ابن
عامر وحج فسأل عطاء بن أبي رباح وسمع مكحولا ونافعا وربيعة بن
يزيد والزهري وقتادة وبلال بن سعد وعدة. وعنه ابن المبارك وابن
مهدي وعبد الرزاق ويحيى الوحاظي وأبو عاصم وأبو المغيرة الحمصي
وأبو مسهر الغساني وأبو نصر التمار ويحيى بن بشر الجريري وآخرون.
مولده سنة تسعين. وكان يقول ما كتبت حديثا قط يعنى كان يحفظ وكان
لا يؤخذ العلم من صحفي. وقال يحيى بن معين: هو حجة. وقال أحمد بن حنبل:
ليس بالشام أصح حديثا منه. وقال الحاكم هو لأهل الشام كمالك لأهل
الحجاز في التقدم حديثا والفقه. قال أبو نصر الفراديسي: كنت اسمع وقع
دموعه على الحصير في الصلاة. وروى مروان بن محمد عن سعيد قال:
ما قمت إلى صلاة الا مثلت لي جهنم. وعن الوليد قال كان سعيد يحيى
الليل. وقال أبو مسهر لقد رأيتني اقتصر على سعيد، فما احتاج معه إلى
أحد، سمعته يقول: لا خير في الحياة الا لصموت واع وناطق عارف.
وقال الوليد بن مزيد كان الأوزاعي إذا سئل عن مسألة وسعيد بن
عبد العزيز حاضر قال سلوا أبا محمد. وقال أبو مسهر: كان سعيد لا يجيب
حتى يقول لا حول ولا قوة الا بالله، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب.
وقال محمد بن المبارك الصوري رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته
الصلاة في جماعة بكى. وقال الوليد بن مزيد سئل سعيد عن الكفاف
219

قال: جوع يوم وشبع يوم. وقال أبو مسهر: سمعته يقول: لا أدري
نصف العلم. وسمعت رجلا قال له: أطال الله بقاءك، فقال بن عجل
الله بي إلى رحمته.
قلت لم يخرج له البخاري وما حديثه بالكثير. قال الوليد بن مسلم
وأبو مسهر وجماعة: مات سنة سبع وستين ومائة وقيل مات سنة ثلاث
وستين.
أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن أبي الفضل عبد الرحيم الكاغذي
انا أبو علي المقرئ انا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله
نا يحيى بن صالح ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن
قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال: ما رأيت أحدا أشبه
صلاة برسول الله صلى الله عليه وآله من أميركم هذا.
206 - 53 / 5 ع - سليمان بن المغيرة
الامام الحافظ الثبت أبو سعيد القيسي مولاهم البصري حدث عن
محمد بن سيرين والحسن البصري وحميد بن هلال وثابت البناني وجماعة،
وعنه ابن المبارك والقطان وابن مهدي وأبو سلمة وأسد بن موسى
والقعنبي وشيبان بن فروخ وخلق كثير. قال يحيى بن معين: هو ثقة ثقة
وسئل ابن علية عن حفاظ البصرة فقال: سليمان بن المغيرة. وقال
أبو نوح قراد: سمعت شعبة يقول: سليمان بن المغيرة سيد أهل البصرة.
وقال الخريبي ما رأيت بصريا أفضل منه. ذكره أحمد بن حنبل فقال:
220

ثبت ثبت. وقال سليمان بن حرب: انا سليمان بن المغيرة العدل الرضا
الأمين المأمون وقال عفان: كان سليمان بن المغيرة يخضب بالحمرة. قلت:
مات سنة ست وخمسين ومائة.
وبإسنادي إلى علي بن الجعد انا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس
قال: ما أعرف فيكم اليوم شيئا كنت أعهده على عهد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ليس قولكم لا إله إلا الله، قلنا: يا أبا حمزة فالصلاة؟
قال: قد صليتم حين تغرب الشمس، أفكانت تلك صلاة رسول الله
صلى الله عليه وآله.
207 - 54 / 5 ع - شعيب بن أبي حمزة
الإمام الحجة المتقن أبو بشر الأموي مولاهم الحمصي الكاتب: روى
عن نافع وابن المنكدر والزهري وعبد الوهاب بن بخت وعكرمة بن
خالد وطائفة. وكان مليح الضبط أنيق الخط فكتب للخليفة هشام شيئا
كثيرا باملاء الزهري عليه.
أبو زرعة الدمشقي سمعت أحمد بن حنبل يقول: رأيت كتب شعيب
ابن أبي حمزة فرأيت كتبا مضبوطة مقيدة - ورفع من ذكره. وقال:
رافقت الزهري إلى مكة فكنت أدرس انا وهو القرآن جميعا. قال احمد
ابن حنبل: هو فوق عقيل ويونس، هو مثل الزبيدي، وكان قليل
السقط وقال علي بن عياش الحمصي: كان شعيب عندنا من كبار الناس
وكان ضنينا بالحديث، وكان من صنف آخر في العبادة. قلت: حدث
221

عنه ولده بشر وبقية بن الوليد والوليد بن مسلم وعلي بن عياش
وأبو اليمان وآخرون وحديثه في الكتب الستة.
قال يحيى الوحاظي: توفى سنة ثلاث وستين ومائة. وقال يزيد
ابن عبد ربه: مات سنة اثنتين وستين رحمه الله تعالى.
أنبأنا جماعة قالوا انا عمر المؤدب نا هبة الله الشيباني انا محمد بن محمد
انا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن الهيثم انا علي بن عياش نا شعيب بن أبي
حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كان آخر الامرين من
رسول الله صلى الله عليه وآله ترك الوضوء مما مست النار.
208 - 55 / 5 ع - الماجشون الامام العلم أبو عبد الله
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة التيمي مولاهم المدني الفقيه
مولى آل الهدير حدث عن الزهري وعبد الله بن دينار وسعد بن إبراهيم
ووهب بن كيسان وعبد الرحمن بن القاسم وجماعة. وعنه عبد الرحمن
ابن مهدي وأبو نعيم وحجاج بن منهال وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي
وعلي بن الجعد ويحيى بن بكير وأحمد بن يونس وخلق كثير وكان من
العلماء الربانيين نظر مرة إلى شئ من كلام جهم فقال: هذا هدم بلا بناء
وصفة بال معنى. قال ابن وهب حججت فسمع من ينادي لا يفتى الناس
الا مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة
وذكر عبد الملك بن عبد العزيز الفقيه ان المهدي أجاز إياه بعشرة
آلاف دينار. وقال أحمد بن كامل له كتب مصنفة رواها عنه ابن وهب.
222

وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو الوليد الطيالسي: كان يصلح للوزارة.
قال أحمد بن أبي خيثمة: كان الماجشون أصبهانيا نزل المدينة واليه
تنسب سكة الماجشون كان يلقى الناس فيقول لهم جوني جوني يعنى
والد عبد العزيز.
توفى عبد العزيز وقيل إنه يكنى أبا الأصبغ في سنة أربع وستين
ومائة. وقد سمع منه أبو الجهم حديثا لم يضبط اسناده وذلك أعلى
ما يوجد عنه. وباسنادي إلى علي بن الجعد نا عبد العزيز بن عبد الله عن
ابن شهاب عن محمود بن لبيد عن عباد بن تميم عن عمه (1) انه رأى النبي
صلى الله عليه وآله يستلقي ثم ينصب إحدى رجليه ويعرض
عليها الأخرى رواه مالك وابن عيينة عن ابن شهاب عن عباد
ولم يذكرا محمودا.
209 - 56 / 5 ع - فليح بن سليمان الامام المحدث
أو يحيى العدوي مولاهم المدني ويقال اسمه عبد الملك حدث عن
نعيم المجمر ونافع مولى ابن عمر والزهري وعباس بن سهل الساعدي
وسعيد بن الحارث وعبدة بن أبي لبابة وطائفة. وعنه أبو داود الطيالسي
وسريج بن النعمان ويحيى بن صالح الوحاظي وسعيد بن منصور وأبو الربيع
الزهراني ومحمد بن جعفر الوركاني وخلق كثير وابنه محمد وكان صادقا
عالما صاحب حديث وما هو بالمتين وقد قال الدارقطني لا بأس به،

(1) عن عمه هو عبد الله بن زيد بن عاصم.
223

واحتج به الشيخان واما يحيى بن معين فقال: ليس. بقوي، وقال مرة:
ضعيف، وقال مرة: ليس حديثه بذاك الجائز. وقال أبو داود: لا يحتج
به. وقال النسائي: ليس بالقوي قلت توفى في سنة ثمان وستين ومائة
بالمدينة وحديثه في رتبة الحسن.
210 - 57 / 5 ع - الليث بن سعد الامام الحافظ
شيخ الديار المصرية وعالمها ورئيسها أبو الحارث الفهمي مولاهم
الأصبهاني الأصل المصري. حدث عن عطاء بن أبي رباح ونافع العمري
وابن أبي مليكة وسعيد المقبري والزهري وأبي الزبير المكي ومشرح بن
هاعان وأبي قبيل المعافري ويزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وخلق
كثير. وينزل إلى أن يروى عن تلامذته. حدث عنه محمد بن عجلان وهو
شيخه وابن وهب وسعيد بن أبي مريم وكاتبه عبد الله بن صالح ويحيى
ابن بكير ويحيى بن يحيى النيسابوري ويحيى بن يحيى القرطبي وقتيبة بن
سعيد ومحمد بن رمح وعيسى بن حماد وأبو الجهم الباهلي وخلائق.
حج سنة ثلاث عشرة وله تسعة عشر عاما [فلحق الكبار (1)]
وكان كبير الديار المصرية وعالمها الأنبل حتى أن نائب مصر وقاضيها
من تحت أوامره وإذا رابه من أحد منهم أمر كاتب فيه الخليفة فيعزله
وقد طلب منه المنصور ان يعمل نيابة الملك فامتنع كان الشافعي يتأسف
على فواته وكان يقول: هو أفقه من مالك الا ان أصحابه لم يقوموا به.

(1) من المكية.
224

وقال أيضا: كان اتبع للأثر من مالك. وقال يحيى بن بكير: هو أفقه
من مالك لكن الحظوظ لمالك وقال ابن وهب: لولا الليث
ومالك لضللنا.
قال محمد بن رمح كان دخل الليث في السنة ثمانين ألف دينار فما
أوجب الله عليه زكاة قط. قلت كان أحد الأجواد بعث إلى مالك بألف
دينار وأهدى إلى مالك مرة أحمال عصفر. وأعطى ابن لهيعة لما احترق
منزله ألف دينار. ووصل منصور بن عمار الواعظ بألف [دينار (1)]
وجاءته امرأة مرة بسكرجة تطلب عسلا فأعطاها ظرف عسل. قال
يحيى بن بكير قال الليث قال لي أبو جعفر تلى لي مصر؟ قلت يا أمير المؤمنين
اني أضعف عن ذلك لأني من الموالى، قال: ما بك ضعف معي ولكن
ضعفت نيتك. من تاريخ الخطيب حدثني الصوري انا عبد الرحمن بن عمر
بمصر انا الحسن بن يوسف بن مليح سمعت أبا الحسن الخادم وكان قد
عمى من الكبر قال كنت غلاما لزبيدة وإني يوم أتي بالليث بن سعد
تستفتيه كنت واقفا على رأس ستي خلف الستارة فسأله الرشيد فقال له
حلفت ان لي جنتين فاستحلفه الليث ثلاثا انك تخاف الله فحلف فقال
له الليث قال الله تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قال فاقطعه
قطائع كثيرة بمصر. قال يحيى بن بكير لما قدم الليث العراق قال المهدي
لوزيره يعقوب: الزم هذا الشيخ فإنه قد ثبت عندي انه لم يبق أحد اعلم
بما حمل منه. وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه قال ما رأيت

(1) من المكية.
225

أحدا أكمل من الليث، كان فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن
والنحو ويحفظ الشعر والحديث حسن المذاكرة وما زال يذكر خصالا
جميلة حتى عد عشرا، لم أر مثله.
أبو عبد الله البوشنجي سمعت يحيى بن بكير يقول: أخبرت عن سعيد
ابن أبي أيوب قال لو أن مالكا والليث اجتمعا لكان مالك عند الليث
أبكم ولباع الليث مالكا فيمن يزيد.
أبو الطاهر بن السرح عن ابن وهب قال: لولا مالك والليث
هلكت، كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله
يفعل به. قال حرملة سمعت ابن وهب يقول: كان الليث يصل مالكا كل
سنة بمائة دينار. وكتب مالك إليه ان على دينا فبعث إليه بخمسمائة دينار.
وقال الأثرم قال احمد ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث لا عمرو
ابن الحارث ولا أحد. قال سليمان بن حرب قومنا حمار شعبة وسرجه
ولجامه بثمانية عشر درهما إلى العشرين فقال له محمد بن معاوية النيسابوري
خرج الليث يوما فقومنا ثيابه ودابته وخاتمه بثمانية عشر ألف درهم
إلى عشرين ألفا. مناقب الليث عديدة وهو امام حجة كثير التصانيف، بين
أبي العباس بن الشحنة وبينه ستة أنفس وهذا غاية العلو. مات ليلة الجمعة
النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة وله إحدى وثمانون
سنة رحمه الله تعالى.
211 - 58 / 5 د ت ق - قيس بن الربيع الحافظ
أبو محمد الأسدي الكوفي أحد الاعلام على ضعف فيه حدث عن
226

عمرو بن مرة وحبيب بن أبي ثابت وعلقمة بن مرثد وزياد بن علاقة
ومحارب بن دثار وطبقتهم من الكوفيين ولم يرتحل. حدث عنه سفيان
وشعبة وهما من طبقته وإسحاق السلولي وعاصم بن علي ومحمد بن بكار
ابن الريان وعلي بن الجعد ويحيى الحماني وخلق. كان شعبة يثنى عليه وقال
عفان كان ثقة. وقال يعقوب بن شبة هو عند جميع أصحابنا صدوق
وكتابه صالح وهو ردى الحفظ جدا ولينه أحمد بن حنبل. وقال ابن
معين: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك. واما ابن عدي فقواه وقال
لا بأس به عامة رواياته مستقيمة القول فيه ما قال شعبة. وقال أبو الوليد
شهد جنازة قيس بن الربيع شريك فقال: ما ترك بعده مثله. وقال محمد
ابن عبيد الطنافسي لم يكن قيس عندنا بدون الثوري وانما ولى شيئا فأقام
على رجل حدا فمات قال فطفئ امره. قال وكان يعلق النساء بثديهن
ويرسل عليهن الزنابير وقال أبو الوليد: كتبت عن قيس ستة آلاف
حديث.
قلت وقد كان قيس من أوعية العلم وارى الأئمة تكلموا فيه
لظلمه، مات سنة سبع أو ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى.
212 - 59 / 5 ع - يحيى بن أيوب
الإمام أبو العباس الغافقي المصري فقيه أهل مصر ومفتيهم. حدث
عن أبي قبيل حي بن هانئ ويزيد بن أبي حبيب وبكير بن الأشج
وجعفر بن ربيعة وربيعة الرأي وحميد الطويل وخلق، وعنه ابن وهب
227

وزيد بن الحباب وأبو عبد الرحمن المقرئ وسعيد بن أبي مريم وسعيد
ابن عفير وخلق كثير حتى أن شيخه ابن جريج روى عنه. قال ابن عدي
هو من فقهاء مصر وعلمائهم، وقال: كان قاضيا بها وهو عندي صدوق.
وقال ابن يونس: كان أحد الطلابين للعلم حدث عن أهل الحرمين
والشام ومصر والعراق. قال يحيى بن معين: صالح الحديث. وقال احمد
ابن حنبل سئ الحفظ قلت حديثه في الكتب الستة، وحديثه فيه مناكير.
قال سعيد بن عفير وغيره: مات سنة ثمان وستين ومائة رحمه الله
تعالى.
213 - 60 / 5 ع - حماد بن زيد بن درهم الامام الحافظ
المجود شيخ العراق أبو إسماعيل الأزدي مولاهم البصري الأزرق
الضرير ودرهم جده من سبى سجستان من موالى آل جرير بن حازم.
حدث حماد عن أبي عمران الجوني ومحمد بن زياد وأبي جمرة
الضبعي وأنس بن سيرين وعمرو بن دينار وثابت البناني وخلق ولم يلحق
قتادة. روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومسدد والقواريري ومحمد بن أبي
بكر المقدمي وعلي بن المديني وأحمد بن المقدام وأمم سواهم. قال ابن
مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة الثوري ومالك والأوزاعي وحماد
ابن زيد. وقال يحيى بن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد. وقال
يحيى بن يحيى ما رأيت شيخا احفظ منه. وقال أحمد بن حنبل هو من
أئمة المسلمين من أهل الدين وهو أحب إلى من حماد بن سلمة. وقال ابن
228

مهدي لم أر أحدا قط أعلى بالسنة منه. وقال أيضا ما رأيت اعلم منه ومن
مالك وسفيان وما رأيت بالبصرة أفقه منه. وفي الجزء الحادي عشر
من حديث أبي سهل القطان سماعنا. قال نا الحسن بن علي المعمري سمعت
سليمان بن أيوب صاحب البصري سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:
ما رأيت أحدا اعلم من حماد بن زيد لا سفيان ولا مالكا. قال أبو عاصم
مات حماد بن زيد يوم مات ولا اعلم له في الاسلام نظيرا في هيئته
ودله، أظنه قال: وسمته. وقال يزيد بن زريع هو سيد المسلمين. قال أبو حاتم
ابن حبان كان ضريرا وكان يحفظ حديثه كله. وقال محمد بن مصفى سمعت
بقية يقول ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد. وعن الثوري قال رجل
البصرة بعد شعبة ذاك الأزرق يعنى حماد بن زيد. وقال وكيع ما كنا
ما نشبهه الا بمسعر. وقال سليمان بن حرب لم يكن له كتاب الا كتاب
يحيى بن سعيد.
وقال ابن الطباع ما رأيت أعقل من حماد بن زيد. وقال ابن
خراش لم يخطئ في حديث قط. وقال العجلي: كان له أربعة آلاف
حديث كان يحفظ ولم يكن له كتاب. مولد حماد سنة ثمان وتسعين.
ومات في رمضان سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى. قال أبو حاتم
الرازي نا سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول انما يدرون
على أن يقولوا: ليس في السماء إله. قال إبراهيم بن سعيد الجوهري سمعت
أبا أسامة يقول كنت إذا رأيت حماد بن زيد قلت أدبه كسرى وفقهه
عمر رضي الله عنه.
229

214 - 61 / 5 ع - أبو حمزة السكري الامام المحدث
شيخ خراسان محمد بن ميمون المروزي. حدث عن زياد بن علاقة
وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر وجماعة. وعنه ابن
المبارك وعبدان بن عثمان ونعيم بن حماد وآخرون. كان ثقة [ثبتا (1)]
نبيلا ثبتا سمحا جوادا حلو الكلام ولذلك لقب بالسكري. وثقه يحيى
ابن معين. قال أبو حمزة ما شبعت منذ ثلاثين سنة الا ان يكون لي ضيف.
وقال العباس بن مصعب كان أبو حمزة مجاب الدعوة. توفى سنة سبع
أو ثمان وستين ومائة رحمه الله تعالى. قلت حديثه يقع عاليا في صحيح
البخاري وبالإجازة.
215 - 62 / 5 ع - ورقاء بن عمر بن كليب
الإمام الحجة شيخ السنة أبو بشر الكوفي نزيل المدائن.
حدث عن عمرو بن دينار ومحمد بن المنكدر وأبي إسحاق وعبيد الله بن
أبي يزيد المكي ومنصور بن المعتمر وعدة. وعنه إسحاق الأزرق وشبابة
وأبو داود وقبيصة وأبو عبد الرحمن المقرئ أبو غسان النهدي والفريابي
وعلي بن الجعد. قال أحمد بن حنبل ثقة صاحب سنة. وقال أبو داود قال
لي شعبة عليك بورقاء فإنك لن تلقى مثله حتى ترجع. وقال أبو داود
السجستاني ورقاء صاحب سنة الا ان فيه ارجاء. وقد روى عن يحيى
القطان انه أشار إلى لين فيه. قال أبو المنذر إسماعيل بن عمر دخلنا على
ورقاء وهو يموت فجعل يكبر ويهلل ويذكر الله فلما كثر الناس قال

(1) من المكية.
230

لابنه اكفني رد السلام لا يشغلوني عن ربي. توفى ورقاء سنة نيف وستين
ومائة رحمه الله تعالى.
216 - 63 / 5 ع - نافع بن عمر القرشي
الجمحي المكي الحافظ محدث مكة في زمانه. سمع ابن أبي مليكة
وسعيد بن أبي هند وعمرو بن دينار. وعنه يحيى بن سعيد وابن مهدي
وخلاد بن يحيى وسعيد بن أبي مريم ومحرز بن سلمة وداود بن عمرو الضبي
وآخرون. قال عبد الرحمن بن مهدي كان من أثبت الناس. وقال احمد
ابن حنبل ثبت ثبت. قال محمد بن سعد مات بمكة سنة تسع وسبعين
ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا أبو روح البزار انا تميم الجرجاني
انا أبو سعيد النحوي انا أبو عمرو بن حمدان انا أبو يعلى الموصلي نا داود بن
عمرو نا نافع بن عمرو عن ابن أبي مليكة قال قالت عائشة توفى رسول الله
صلى الله عليه وآله في بيتي ويومي وبين سحري ونحري، رواه
البخاري عن سعيد بن أبي مريم عن نافع رحمة الله عليهم أجمعين
217 - 64 / 5 ع - جويرة بن أسماء
ابن عبيد الحافظ الثبت أبو مخارق الضبعي. قال أبو حاتم أخطأ من
قال أبو مخراق بصري امام محدث. روى عن أبيه ونافع مولى ابن عمر
وابن شهاب وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث ورفيقه مالك وجماعة.
وعنه ابن أخيه عبد الله بن محمد بن أسماء وأبو سلمة التبوذكي وحيان بن
231

هلال وحجاج بن منهال ومسدد وعدة. وممن روى عنه يحيى القطان.
وثقه احمد وقال ابن معين ليس به بأس. توفى سنة ثلاث وسبعين
ومائة رحمه الله تعالى.
218 - 65 / 5 م 4 - شريك بن عبد الله
القاضي أبو عبد الله النخعي الكوفي أحد الأئمة الاعلام. حدث عن
أبي صخرة جامع بن شداد وجامع بن أبي راشد وسلمة بن كهيل وأبي
إسحاق وزياد بن علاقة وسماك بن حرب وعدة. وعنه أبان بن تغلب
ومحمد بن إسحاق وهما من شيوخه. ومن المتأخرين قتيبة وعلي بن حجر
وإسحاق بن أبي إسرائيل وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وهناد
ابن السري وخلائق. وذكر إسحاق الأزرق انه اخذ عنه تسعة آلاف
حديث.
وقال ابن المبارك هو اعلم بحديث أهل بلده من سفيان. وقال
النسائي ليس به بأس. وقال عيسى بن يونس ما رأيت أحدا قط أورع
في علمه من شريك. وقال أبو إسحاق الجوزجاني كان شريك سيئ
الحفظ.
قلت: كان شريك حسن الحديث إماما فقيها ومحدثا مكثرا ليس
هو في الاتقان كحماد بن زيد. وقد استشهد به البخاري وخرج له مسلم
متابعة. ووثقه يحيى بن معين. مات في ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائة
وله اثنتان وثمانون سنة رحمه الله. ووقع لي من عواليه، وحديثه من
أقسام الحسن.
232

219 - 66 / 5 ع - زهير بن معاوية بن حديج
الحافظ الحجة أبو خيثمة الجعفي الكوفي محدث الجزيرة وهو
أخو الرحيل وحديج. حدث عن الأسود بن قيس وأبي إسحاق وسماك
ابن حرب وحميد الطويل وأبي الزبير وزياد بن علاقة وطبقتهم. وعنه
أبو داود والحسن بن موسى الأشيب وأبو نعيم وأبو جعفر النفيلي وأحمد ابن
يونس ويحيى بن يحيى التميمي وخلق سواهم. وكان من علماء الحديث.
قال ابن عيينة لطالب: عليك بزهير بن معاوية فما بالكوفة مثله. وقال معاذ
ابن معاذ والله ما كان سفيان الثوري عندي بأثبت من زهير. وقال شعيب
ابن حرب وذكر حديثا لزهير وشعبة فقال: زهير احفظ عندي من
عشرين مثل شعبة. وقال احمد: زهير من معادن العلم. وقال أبو حاتم
الرازي: زهير أحب إلينا من إسرائيل في كل شئ الا في حديث أبي
إسحاق. قيل لأبي حاتم: فزائدة وزهير؟ قال: زهير أتقن وهو صاحب
سنة غير أنه تأخر سماعه عن أبي إسحاق. وقال أبو زرعة سمع من
أبي إسحاق بعد الاختلاط وهو ثقة قلت ما اختلط أبو إسحاق ابدا وانما
يعنى بذلك التغير ونقص الحفظ. قال حميد بن عبد الرحمن الرواسي
كان زهير إذا سمع الحديث من الشيخ مرتين كتب عليه فرغت.
يقال: نزل زهير الجزيرة سنة أربع وستين وأصابه الفالج سنة اثنتين.
وبه تخرج النفيلي وقال: توفى في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائة
رحمه الله تعالى.
233

220 - 67 / 5 ع - سليمان بن بلال
الحافظ المفتي أبو أيوب وأبو محمد التيمي المدني مولى آل أبي بكر
الصديق. حدث عن عبد الله بن دينار وزيد بن أسلم وخثيم بن عراك
وأبي حازم الأعرج وربيعة الرأي وأبي طوالة وسهيل بن أبي صالح
وعدة. وعنه ابنه أيوب والقعنبي وخالد بن مخلد وسعيد بن أبي مريم
وأبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس وسعيد بن عفير ولوين وإسماعيل بن أبي
أويس ويحيى بن يحيى التميمي وخلق. قال ابن سعد: كان بربريا جميلا حسن
الهيئة ثقة عاقلا يفتى بالمدينة. وولى الخراج بها. قال يحيى بن معين:
ثقة صالح.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا الفتح بن عبد الله انا هبة الله بن أبي شريك
انا أبو الحسن بن النقور نا عيسى بن علي نا عبد الله بن سليمان انا لوين
نا سليمان بن بلال عن أبي وجزة عن عمر بن أبي سلمة قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه وآله: يا بني ادن وكل بيمينك وكل مما يليك أخرجه
أبو داود عن لوين. توفى سليمان بن بلال سنة اثنين وسبعين ومائة
رحمه الله تعالى.
221 - 68 / 5 - 4 - أبو معشر السندي المدني
الفقيه صاحب المغازي، هو نجيح بن عبد الرحمن، كاتب امرأة
من بني مخزوم فأدى إليها فاشترت أم موسى بنت منصور ولاءه في ما
قيل وكان من أوعية العلم على نقص في حفظه. رأى أبا امامة بن سهل
234

وروى عن محمد بن كعب القرظي وموسى بن يسار ونافع وابن المنكدر
ومحمد بن قيس وطائفة. ولم يدرك سعيد بن المسيب وذلك في جامع
أبي عيسى الترمذي، وأظنه: سعيدا المقبري فإنه يكثر عنه، حدث عنه
ابنه محمد وعبد الرزاق وأبو نعيم ومحمد بن بكار ومنصور بن أبي مزاحم
وطائفة. قال ابن معين: ليس بقوي. وقال أحمد بن حنبل: كان بصيرا
بالمغازي صدوقا وكان لا يقيم الاسناد. وقال أبو نعيم: كان أبو معشر سنديا
الكن. يقول: حدثنا محمد بن قعب وقال أبو زرعة صدوق. وقال النسائي
ليس بالقوى. قلت قد احتج به النسائي ولم يخرج له الشيخان. وكان
أبيض أزرق سمينا. أشخصه معه المهدي إلى العراق وامر له بألف دينار
وقال تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا، مات أبو معشر في رمضان سنة
سبعين ومائة رحمه الله تعالى. وشريك أقوى منه.
222 - 69 / 5 ع - وهيب بن خالد بن عجلان
الحافظ الثبت الإمام أبو بكر الباهلي مولاهم البصري الكرابيسي.
حدث عن منصور بن المعتمر وأيوب وعبد الله بن طاوس وسهل بن
أبي صالح وطبقتهم وعنه إسماعيل بن علية وعفان ومسلم بن إبراهيم
وعارم وهدبة بن خالد وآخرون. قال ابن مهدي كان من أبصر أصحابه
بالحديث والرجال. وقال أبو حاتم يقال انه لم يكن أحد بعد شعبة اعلم
بالرجال منه. قال محمد بن سعد سجن وهيب فذهب بصره وكان ثقة
حجة يملي من حفظه. قال: وكان احفظ من أبي عوانة. وقال أحمد بن
235

حنبل عاش ثمانيا وخمسين سنة. وروى البخاري عن أحمد بن أبي رجاء
الهروي ان وهيبا توفى سنة خمس وستين ومائة. وهو في الفقه والعلم
نظير حماد بن زيد رحمة الله عليهم.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا محمد بن غسان انا أبو القاسم الحافظ
انا أبو القاسم النسيب انا محمد بن عبد الرحمن التميمي انا أبو سليمان بن زبر
انا أبو القاسم البغوي انا عبد الأعلى بن حماد نا وهيب عن سهيل عن
أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال إذا أكل
أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدرى في أيتهن البركة، أخرجه مسلم عن
محمد بن حاتم عن بهز عن وهيب بن خالد.
223 - 70 / 5 ع - أبو عوانة الوضاح بن خالد
مولى يزيد بن عطاء اليشكري الواسطي البزاز الحافظ أحد الثقات،
رأى الحسن وابن سيرين. وحدث عن قتادة والحكم بن عتيبة وزياد
ابن علاقة وأبي بشر وسماك وطبقتهم فأكثر وأطاب. حدث عنه حبان
ابن هلال وعفان وسعيد بن منصور ومسدد ومحمد بن أبي بكر المقدمي
وقتيبة وشيبان بن فروخ وخلق. قال عفان هو أصح حديثا عندنا من
شعبة. وقال أحمد بن حنبل هو صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه
ربما يهم. قال عفان كان كثير الضبط والنقط. وقال يحيى القطان ما أشبه
حديثه بحديث شعبة وسفيان. وقال عفان قال لنا شعبة ان حدثكم أبو عوانة
عن أبي هريرة فصدقوه. وقال تمتام سمعت ابن معين يقول كان أبو عوانة
236

يقرأ ولا يكتب. وقال عباس عن ابن معين كان أبو عوانة أميا يستعين
بمن يكتب له وكان يقرأ الحديث. وقال حجاج بن محمد قال لي شعبة
الزم أبو عوانة وقال جعفر بن أبي عثمان سئل ابن معين من لأهل البصرة
مثل سفيان؟ قال: شعبة، قيل: من لهم مثل زائدة؟ قال: أبو عوانة،
قيل من لهم مثل زهير بن معاوية؟ قال: وهيب. وقال ابن مهدي: أبو عوانة
وهشام كأبن أبى عروبة وهمام. وقال يحيى بن سعيد: أبو عوانة من كتابه
أحب إلى من شعبة من حفظه. وقال أحمد بن حنبل عن ابن المديني: كان
أبو عوانة في قتادة ضعيفا، ذهب كتابه وكان يحفظ من سعيد وقد
أغرب فيها أحاديث (1). وقال يعقوب بن شيبة: هو أثبتهم في مغيرة وهو
في قتادة ليس بذاك. وقال عبيد الله العبسي قال شعبة لأبي عوانة كتابك
صالح وحفظك لا يساوى شيئا، مع من طلبت الحديث؟ قال: مع
منذر الصيرفي، قال: منذر صنع بك هذا. مات في شهر ربيع الأول
سنة ست وسبعين ومائة بالبصرة رحمة الله عليه.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا انا موسى بن
عبد القادر انا أبو القاسم بن البناء انا علي بن البسري انا أبو طاهر المخلص
نا عبد الله بن محمد نا خلف بن هشام نا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة
عن أبيه عن عائشة انها كانت تنام مع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم في لحاف واحد وهي حائض وعليها ثوب.
224 - 71 / 5 د ت ق - ابن لهيعة الامام الكبير قاضى الديار
المصرية وعالمها ومحدثها أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة

(1) كذا - وفي تهذيب التهذيب ج 11 ص 119 (قد أغرب في أحاديث).
237

ابن فرعان الحضرمي المصري. حدث عن عطاء بن أبي رباح وعبد الرحمن
بن هرمز الأعرج وعمرو بن شعيب ومشرح بن هاعان وأبي يونس مولى
أبي هريرة ويزيد بن أبي حبيب وأبي الأسود يتيم عروة وعدد كثير.
ولم يكن على سعة علمه بالمتقن. حدث عنه ابن المبارك وابن وهب
وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة قبل ان يكثر الوهم في حديثه وقبل
احتراق كتبه فحديث هؤلاء عنه أقوى وبعضهم يصححه ولا يرتقى إلى
هذا. وحدث عنه أبو صالح الكاتب وقتيبة بن سعيد ويحيى بن بكير
ومحمد بن رمح وكامل بن طلحة وخلائق. وروى عنه من القدماء الأوزاعي
وعمرو بن الحارث وسفيان وشعبة. أخبرنا أحمد بن الربيع انا ابن
عبد السلام انا الأرموي وابن الداية والطرائفي قالوا انا محمد بن أحمد
انا أبو الفضل الزهري انا جعفر الفريابي ثنا قتيبة نا ابن لهيعة عن يزيد
ابن حبيب عن أسلم أبي عمران سمعت أبا أيوب الأنصاري يقول:
ليأتين على الرجل أحيان وما في جلده موضع إبرة من النفاق وانه ليأتي
عليه أحايين وما فيه موضع إبرة من الايمان. قال أحمد بن حنبل: من
كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه.
حدثني إسحاق بن موسى انه لقيه سنة أربع وستين وان كتبه
احترقت سنة تسع وستين ومائة. واما سعيد بن أبي مريم فقال لم
يحترق له كتاب وكان يضعفه. أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول:
ما كان محدث مصر الا ابن لهيعة. وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة
صحيح الكتاب طلابا للعلم.
238

وقال زيد بن الحباب قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول
وعندنا الفروع. وقال عثمان بن صالح: احترقت داره وكتبه وسلمت
أصوله، كتبت كتاب عمارة بن غزية من أصله، وقال يحيى القطان وجماعة
ضعيف: وقال ابن معين: ليس بذاك القوي.
وسئل عنه أبو زرعة وعن سماع القدماء منه فقال: أوله وآخره
سواء الا ان ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله. قال قتيبة: لما
احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث من الغد بألف دينار ولما مات
سمعت الليث يقول: ما خلف مثله قلت ولى قضاء مصر سنة خمس
وخمسين ومائة تسعة أشهر وقرر له المنصور في الشهر ثلاثين دينارا
وقد وقع لي من عواليه قال ابن يونس: ولد سنة سبع وتسعين.
ومات في نصف ربيع الأول سنة أربع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى
قلت يروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به.
225 - 72 / 5 د س - القاسم بن معن بن عبد الرحمن
ابن صاحب النبي صلى الله عليه وآله عبد الله بن مسعود الامام
العلامة قاضي الكوفة أبو عبد الله الهذلي المسعودي الكوفي أحد الاعلام
وهو أخو أبي عبيدة بن معن. حدث عن حصين بن عبد الرحمن وعبد الملك
ابن عمير ومنصور بن المعتمر وهشام بن عروة وطبقتهم. حدث عنه
عبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وعبد الله بن الوليد العدني وأبو غسان
النهدي وآخرون. قال أحمد بن حنبل: كان لا يأخذ على القضاء رزقا.
وقال أبو حاتم: ثقة من أروى الناس للحديث والشعر وأعلمهم بالعربية
239

والفقه. قلت: توفى سنة خمس وسبعين ومائة رحمه الله تعالى خرج له
أبو داود والنسائي.
226 - 73 / 5 ع - بكر بن مضر
الامام المحدث الصادق العابد أبو عبد الملك المصري. ولد سنة مائة
وحدث عن أبي قبيل المعافري ويزيد بن الهاد وجعفر بن ربيعة وابن عجلان
وطائفة. وعنه ابنه إسحاق وابن وهب وعبد الرحمن بن القاسم وقتيبة
ابن سعيد وآخرون وهو من موالى شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه.
قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يقدم عليه أحدا من
أهل الفسطاط وقد رأيته وانا حدث. حدثني ابنه إسحاق قال: ما كان أبي
يجلس على طنفسة وكان طويل الحزن خازنا للسانه وربما جاءه المحدثون
فيقول لهم: تعلموا الورع. توفى بكرة يوم عرفة سنة أربع وسبعين
ومائة وكان ثقة حجة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله نا عبد المعز بن محمد انا محمد بن إسماعيل انا محلم
ابن إسماعيل الضبي انا الخليل بن أحمد السجزي نا محمد بن إسحاق الثقفي نا قتيبة
ابن سعيد نا بكر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يزيد مولى سلمة
عن سلمة بن الأكوع قال لما نزلت هذه الآية (وعلى الذين يطيقونه
فدية طعام مسكين) كان من أراد منا ان يفطر ويفتدي حتى نزلت
الآية التي بعدها فنسختها. أخرجه الجماعة سوى ابن ماجة عن قتيبة
فوافقناهم بعلو.
240

227 - 74 / 5 م 4 - جعفر بن سليمان الإمام أبو سليمان
الضبعي البصري من ثقات الشيعة وزهادهم. حدث عن ثابت
البناني وأبي عمران الجوني ويزيد الرشك ومالك بن دينار والجعد أبي
عثمان وطائفة. وعنه سيار بن حاتم وعبد الرزاق، وعنه اخذ بدعة
التشيع، وقتيبة بن سعيد وبشر بن هلال الصواف وإسحاق بن أبي
إسرائيل ومسدد ومحمد بن سليمان لوين وآخرون. وثقه يحيى بن معين
وكان راوية ثابت البناني وأحسن ابن سعد حيث يقول: كان ثقة فيه
ضعف. وقد روى له الجماعة سوى البخاري. مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
228 - 75 / 5 ع - عبيد الله بن عمرو الامام
الحافظ مفتى الجزيرة أبو وهب الرقي. حدث عن زيد بن أبي
أنيسة وعبد الملك بن عمير وأيوب السختياني وعبد الكريم بن مالك
وطائفة. وعنه عبد الله بن جعفر الرقي والعلاء بن هلال وأبو توبة الحلبي
وعلي بن حجر وعبد الجبار بن عاصم ومحمد بن سليمان لوين وخلق
كثير. قال محمد بن سعد: كان ثقة ربما أخطأ ولم يكن أحد ينازعه في
الفتوى في دهره. مولد عبيد الله في سنة إحدى ومائة ومات سنة
ثمانين ومائة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الحجار قالا انا موسى بن
عبد القادر انا سعيد انا علي البسري انا أبو طاهر المخلص انا عبد الله
ابن محمد انا عبد الجبار بن عاصم ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي
241

أنيسة عن عدي بن ثابت عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله من تطهر في بيته ثم مشى إلى
بيت من بيوت الله ليقضى فريضة من فرائض الله كانت خطاه إحداهما
تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة. هذا حديث صحيح غريب من الافراد
أخرجه مسلم وحده عن شيخ له عن زكريا بن عدي عن عبيد الله
وكأنه قد تفرد به عن زيد وقع لنا بعلو درجتين.
229 - 76 / 5 ع - أبو غسان محمد بن مطرف
المدني الحافظ الصدوق. حدث عن محمد بن المنكدر وحسان بن
عطية وصفوان بن سليم وأبي حازم الأعرج. روى عنه سفيان الثوري
مع تقدمه وابن وهب وآدم بن أبي اياس وعلي بن عياش الحمصي وسعيد
ابن أبي مريم وعلي بن الجعد وغيرهم، وقد قدم على المهدي بغداد
فأكرمه. وثقه أحمد بن حنبل. مات قبل السبعين ومائة. أنبأنا ابن قدامة
انا عمر بن محمد انا ابن الحصين انا محمد بن محمد نا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم
ابن الهيثم نا علي بن عياش نا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عطاء
ابن يسار عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله
قال: طهور كل أديم دباغه.
230 - 77 / 5 ع - معاوية بن سلام
ابن أبي سلام ممطور الحبشي الشامي الحافظ. روى عن أبيه وأخيه
زيد بن سلام والزهري ويحيى بن أبي كثير وغيرهم وعنه يحيى بن
242

حسان التنيسي ويحيى بن صالح الوحاظي ويحيى بن يحيى التميمي وأبو مسهر
الغساني ويحيى بن بشر الحريري ومروان بن محمد الطاطري وآخر من
بقى من أصحابه أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، كان يكون بحمص ثم
نزل دمشق وثقه النسائي وغيره. وقال يحيى بن معين: أعده محدث
أهل الشام. قلت عاش إلى سنة سبعين ومائة وفي هذا الحين لقيه
يحيى بن يحيى وأبو توبة.
231 - 78 / 5 ع - مهدي بن ميمون الحافظ أبو يحيى
الأزدي المعولي مولاهم البصري. حدث عن محمد بن سيرين وأبي
رجاء العطاردي وغيلان بن جرير وأبي الوازع جابر بن عمرو الراسبي
والحسن البصري وواصل الأحدب وواصل مولى أبي عيينة وعرض
القرآن على شعيب بن الحبحاب. حدث عنه يحيى القطان وابن مهدي
وعارم وأبو الوليد وأبو سلمة المنقري وهدبة بن خالد ومسدد وعبد الله
ابن محمد بن أسماء وخلق كثير. وقد حدث عنه هشام بن حسان وهو
أكبر منه. وثقه أحمد بن حنبل ومن قبله شعبة. قال ابن سعد: كان
كرديا. مات سنة ثنتين وسبعين ومائة.
قلت قرأ عليه يعقوب الحضرمي وحديثه في الدواوين الستة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي. وانا أبو نصر المزي
انا أبو عمرو بن الصلاح وأبو إسحاق الصريفيني وطائفة قالوا انا المؤيد
ابن محمد انا أبو عبد الله الفراوي انا الفارسي انا ابن عمرويه انا ابن سفيان
انا مسلم الحافظ نا سعيد بن منصور نا مهدي بن ميمون عن أبي الوازع
243

سمعت أبا برزة: يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا
إلى حي من العرب فسبوه وضربوه فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخبره فقال: لو أهل عمان أتيتهم ما سبوك ولا ضربوك.
وفي زمان هذه الطبقة
كان الاسلام وأهله في عز تام وعلم غزير وأعلام الجهاد منثورة
والسنن مشهورة والبدع مكبوتة والقوالون بالحق كثير والعباد
متوافرون والناس في بلهنية من العيش بالأمن وكثرة الجيوش
المحمدية من أقصى المغرب وجزيرة الأندلس والى قريب مملكة الخطا
وبعض الهند والى الحبشة.
وخلفاء هذا الزمان: أبو جعفر المنصور، وأين مثل أبي جعفر؟
على ظلم فيه - في شجاعته وحزمه وكمال عقله وفهمه وعلمه ومشاركته
في الأدب ووفور هيبته. ثم ابنه المهدي في سخائه وكثرة محاسنه وتتبعه
لاستئصال الزنادقة، وولده الرشيد هارون في جهاده وحجه وعظمة
سلطانه على لعب ولهو ولكن كان معظما لحرمات الدين قوي المشاركة
في العلم نبيل الرأي محبا للسنن. وكان في هذا الوقت من الصالحين مثل
إبراهيم بن أدهم وداود الطائي وسفيان الثوري. ومن النحاة مثل عيسى
ابن عمر والخليل بن أحمد وحماد بن سلمة وعدة. ومن القراء كحمزة بن
حبيب وأبي عمرو بن العلاء ونافع بن أبي نعيم وشبل بن عباد وسلام
الطويل شيخ يعقوب. ومن الشعراء عدد كثير كمروان بن أبي حفصة وبشار
ابن برد. ومن الفقهاء كابي حنيفة ومالك والأوزاعي الذين مروا. وانما
اقتصرت على ايراد هؤلاء النيف والسبعين إماما طلبا للتخفيف والله أعلم.
244

الطبقة السادسة [من الكتاب]
وهم تسعة وسبعون إماما (1).
232 - 1 / 6 ع - الفضيل بن عياض
الامام القدوة شيخ الاسلام أبو على التميمي اليربوعي المروزي
شيخ الحرم. حدث عن منصور بن المعتمر وبيان بن بشر وأبان بن أبي
عياش وأبي هارون العبدي وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن السائب
وطبقتهم بالكوفة. روى عنه ابن المبارك ويحيى القطان والقعنبي والشافعي
وأسد بن موسى وقتيبة وبشر الحافي ومسدد ويحيى بن يحيى التميمي
وأحمد بن المقدام وخلق كثير. سكن مكة وكان إماما ربانيا صمدانيا قانتا
ثقة كبير الشأن.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران انا موسى بن عبد القادر انا سعيد بن
البناء انا علي بن أحمد انا أبو طاهر الذهبي نا يحيى نا محمد بن زنبور انا فضيل
عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت دخل على
رسول الله صلى الله عليه وآله وانا في نخل لي فقال من غرس
هذا النخل أمسلم أم كافر؟ فقلت: مسلم، فقال إنه لا يغرس مسلم غرسا

(1) المترجمون في هذه الطبقة واحد وثمانون فكأن المؤلف يرى أن اثنين منهم
ليسا من الحفاظ، والله أعلم.
245

أو يزرع زرعا فيأكل منه انسان أو سبع أو طائر الا كان له صدقة. أخرجه
مسلم. قال ابن المبارك ما بقى على ظهر الأرض أفضل من الفضيل. وقال
إبراهيم بن شماس وغيره مولد الفضيل بسمرقند ونشأ بأبيورد.
وقال ابن سعد ولد بخراسان وسمع بالكوفة ثم تعبد ونزل مكة. وكان
ثقة نبيلا فاضلا عابدا كثير الحديث. قال النسائي ثقة مأمون.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: فضيل صالح ولم يكن بحافظ. وقال
هارون الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك ولا أورع من الفضيل.
وقال شريك: لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم وان فضيل بن عياض
حجة لأهل زمانه. وقال إبراهيم بن الأشعث: رأيت ابن عيينة يقبل
يد الفضيل بن عياض مرتين. وقال عبد الصمد مردويه سمعت الفضيل
يقول: من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة. وقيل كان الفضيل
يقبل صلة ابن المبارك وكان بارا به ولا يقبل جوائز الدولة. قال
عبد الله بن خبيق قال الفضيل تباعد من القراء فإنهم ان أحبوك مدحوك
بما ليس فيك، وان غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم. قيل توفى الفضيل
يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة وقد نيف على الثمانين رحمة الله
عليه ويقع حديثه عاليا في جزء الحفار.
233 - 2 / 6 ق - إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الفقيه المحدث
أبو إسحاق الأسلمي المدني أحد الاعلام. روى عن الزهري وابن
المنكدر وصفوان بن سليم وصالح مولى التوأمة وخلق كثير. حدث
عنه الشافعي وابن جريج وهو من شيوخه وإبراهيم بن موسى السدي
246

والحسن بن عرفة وطائفة. كان الشافعي يمشيه ويدلسه (1) فيقول أخبرني
من لا اتهم قلت: ما كان ابن أبي يحيى في وزن من يضع الحديث وكان
من أوعية العلم وعمل موطأ كبيرا ولكنه ضعيف عند الجماعة ولو كان
عند الشافعي ثقة لصرح بذلك كما يقول في غيره أخبرني الثقة ولكنه
كان عنده غير متهم بالكذب كما حط عليه بذلك بعضهم.
قال الشافعي: كان قدريا وقال أبو همام السكوني: سمعته يشتم بعض
السلف. وقال يحيى القطان: سألت مالكا عنه أكان ثقة في الحديث
قال: لا، ولا في دينه. وقال أحمد بن حنبل: قدري جهمي كل بلاء فيه
ترك الناس حديثه. وقال ابن معين وأبو داود: رافضي كذاب. وقال
البخاري: قدري جهمي تركه ابن المبارك والناس. وقال ابن عدي:
لم أجد له حديثا منكرا الا عن شيوخ يحتملون وقد حدث عنه الكبار
وموطؤه اضعاف موطأ مالك قلت: توفى سنة أربع وثمانين ومائة
واسم جده سمعان. أخبرنا أحمد بن عبد المنعم نا محمد بن سعيد انا أبو زرعة
انا مكي بن علان انا أبو بكر الحيري ثنا أبو العباس الأصم انا الربيع بن
سليمان انا أبو عبد الله الشافعي انا إبراهيم بن محمد حدثني صالح مولى التوأمة
ان أبا هريرة كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم.
234 - 3 / 6 - 4 - عبد الرحمن بن أبي الزناد الامام
الحافظ أبو محمد المدني. سمع أباه وعمرو بن أبي عمرو وسهيل بن

(1) ليس هذا بتدليس فحق العبارة ان يقول (ويكنى عنه).
247

أبي صالح وهشام بن عروة وطبقتهم. حدث عنه أحمد بن يونس وسعيد
ابن منصور وعلي بن حجر وهناد بن السري وخلق كثير. وحدث
عنه من شيوخه ابن جريج. قال ابن معين: هو أثبت الناس في هشام
ابن عروة. وقال ابن سعد: كان مفتيا فقيها وضعفه عبد الرحمن بن مهدي
وقد احتج به النسائي وأهل السنن. وقال أبو عمرو الداني اخذ القراءة
عرضا على أبي جعفر القارئ. قلت مات ببغداد في سنة أربع وسبعين
ومائة. وهو من أوعية العلم لكنه ليس بالثبت جدا مع أن حجة في
هشام بن عروة. وقد قال يعقوب السدوسي: سمعت ابن المديني يقول:
حديثه بالمدينة مقارب وما حدث به بالعراق فهو مضطرب. وقال
صالح بن محمد جزرة قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره وتكلم فيه
مالك لروايته كتاب السبعة الفقهاء عن أبيه وقال: أين كنا نحن من هذا.
أخبرنا الأبرقوهي انا الفتح الكاتب انا هبة الله الحاسب انا أبو الحسين
ابن النقور انا عيسى بن علي قال قرئ على أبي القاسم البغوي وانا اسمع
قيل له حدثكم داود بن عمرو نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن
عروة عن أبيه قال اخذ العباس بيد رسول الله صلى الله عليه وآله
في العقبة حين وافى السبعون من الأنصار وأخذ لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم عليهم واشترط له وذلك والله في غرة الاسلام وأوله
من قبل ان يعبد الله أحد علانية.
235 - 4 / 6 ع - هشيم بن بشير بن أبي خازم
قاسم بن دينار الحافظ الكبير محدث العصر أبو معاوية الواسطي
248

نزيل بغداد. سمع الزهري وعمرو بن دينار ومنصور بن زاذان وحصين
ابن عبد الرحمن وأبا بشر وأيوب السختياني وخلقا كثيرا وعني بهذا
الشأن وفاق الاقران. حدث عنه شعبة ويحيى القطان وعبد الرحمن
وأحمد بن حنبل وقتيبة وزياد بن أيوب ويعقوب الدورقي والحسن بن
عرفة وعدد كثير. مولده سنة أربع ومائة. قال عمرو بن عون: كان
هشيم سمع من الزهري وأبي الزبير وعمرو بمكة أيام الموسم. وقال
يعقوب الدورقي: كان عند هشيم عشرون الف حديث. وقال وهب
ابن جرير: قلنا لشعبة نكتب عن هشيم؟ قال: نعم، ولو حدثكم عن
ابن عمر فصدقوه. قال أحمد بن حنبل لزمت هشيما أربع سنين ما سألته
عن شئ الا مرتين هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث يقول
لا اله الله يمد بها صوته. وعن ابن مهدي قال كان هشيم احفظ للحديث
من الثوري. وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا احفظ من هشيم
الا سفيان إن شاء الله. قلت: لا نزاع في أنه كان من الحفاظ الثقات
الا انه كثير التدليس فقد روى عن جماعة لم يسمع منهم. قال أحمد بن
حنبل: لم يسمع هشيم من يزيد بن أبي زياد ولا من عاصم بن كليب
ولا من أبي خلدة ولا من علي بن جدعان - ثم سمى جماعة قد روى عنهم
كذلك. وعن حماد بن زيد: ما رأيت في المحدثين انبل من هشيم.
وسئل أبو حاتم عن هشيم فقال: لا تسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه.
وقال عبد الله بن المبارك: من غير الدهر حفظه فلم يغير حفظ هشيم.
مات هشيم في شعبان سنة ثلاث وثمانين. حديثه عال في جزء ابن عرفة.
249

236 - 5 / 6 ع - أبو الأحوص سلام بن سليم
الحنفي مولاهم الكوفي الحافظ أحد الثقات. حدث عن زياد بن
علاقة وسماك بن حرب ومنصور بن المعتمر وآدم بن علي وأبي إسحاق
وخلق. روى عنه مسدد وقتيبة وخلف بن هشام وأبو بكر بن أبي شيبة
وأخوه عثمان وهناد بن السري وخلق كثير. وقرأ القرآن على حمزة
وهو خال سليم المقرئ. قال يحيى بن معين: ثقة متقن. وقال العجلي:
صاحب سنة واتباع كان إذا ملئت داره من المحدثين يقول: لابنه انظر
فمن رأيته يشتم الصحابة فأخرجه. وكان حديثه نحوا من أربعة آلاف
حديث. قلت كان موصوفا بالعبادة والفضل. مات سنة تسع وسبعين
ومائة مع مالك وحماد وانما أخرته لأنه أصغر منهما قليلا. ولا بد في
كل طبقة من مجاذبة الطبقتين والا فلو بولغ في تقسيم الطبقات لجاءت
كل طبقة ثلاث طبقات وأكثر. وقع لنا حديث أبي الأحوص عاليا
في المخلصيات. أخبرنا ابن بدران نا ابن عبد القادر انا ابن البناء نا ابن
البسري انا المخلص انا يحيى بن محمد انا لوين انا أبو الأحوص عن أبي
إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله
الجنة ومن استجار بالله من النار قالت النار اللهم اجره من النار.
أخرجه (ت س ق) من حديث أبي الأحوص وبريد بموحدة.
237 - 6 / 6 ع - إسماعيل بن أبي كثير الامام
العالم أبو إسحاق الأنصاري مولاهم المقرئ المدني الثقة. حدث
250

عن عبد الله بن دينار والعلاء بن عبد الرحمن وأبي طوالة وربيعة الرأي
وطبقتهم قرأ القرآن على شيبة بن نصاح ثم على نافع. حدث عنه محمد
ابن سلام البيكندي وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر وإبراهيم بن عبد الله
الهروي وأبو همام السكوني ومحمد بن زنبور وأبو عمر والدوري وخلق
كثير. نزل بغداد فأدب بها علي بن المهدي. قال يحيى بن معين: ثقة
مأمون. قلت: اخذ عنه القراءة الكسائي وسليمان بن داود الهاشمي
والدوري. ومات في سنة ثمانين ومائة رحمه الله تعالى. وعندي جزء
عال من حديثه.
وقرأت على أبي المعالي القرافي غير مرة أخبركم الفتح بن عبد الله
ببغداد انا أبو الفضل محمد بن عمر ومحمد بن أحمد ومحمد بن علي ابن الداية
قالوا انا أبو جعفر بن المسلمة انا عبيد الله بن عبد الرحمن سنة ثمانين وثلثمائة
انا جعفر الفريابي سنة ثمان وتسعين ومائتين نا قتيبة نا إسماعيل بن جعفر
عن أبي سهيل نافع بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب،
وإذا وعدا خلف، وإذا ائتمن خان. أخرجه (خ م س) عن قتيبة.
238 - 7 / 6 ع - المفضل بن فضالة
الإمام الحجة القدوة قاضي مصر أبو معاوية القتباني المصري. حدث
عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس القتباني وعقيل بن خالد الأيلي
وجماعة. وعنه أبو صالح كاتب الليث وزكريا بن يحيى كاتب العمري
ومحمد بن رمح ويزيد بن موهب الرملي وآخرون. قال يحيى بن معين: ثقة
251

وقال أبو داود: كان مجاب الدعوة وقال لهيعة بن عيسى: دعا المفضل
ان يذهب عنه الامل فأذهبه الله عنه فكاد أن يختلس عقله فدعا الله فرد
إليه الامل. مات المفضل بن فضالة سنة إحدى وثمانين ومائة عن أربع
وسبعين سنة رحمه الله تعالى.
أنبأنا المسلم بن محمد انا الكندي انا أبو بكر الأنصاري انا أبو محمد
الجوهري سنة ست وأربعين وأربعمائة انا محمد بن المظفر نا محمد بن زياد
ابن حبيب نا زكريا بن يحيى القضاعي ثنا المفضل بن فضالة حدثني يحيى بن
أيوب عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه
عن حفصة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال:
من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له. تابعه ابن لهيعة عن
ابن أبي بكر وأخرجه أرباب السنن من طريقهما قال الترمذي: الأصح
نافع عن ابن عمر قوله قلت ورواه عبيد الله بن عمر وغيره عن الزهري
لم يرفعه.
239 - 8 / 6 ع - إبراهيم بن سعد بن إبراهيم
ابن عبد الرحمن بن عوف الحافظ الإمام أبو إسحاق الزهري
المدني سمع أباه قاضي المدينة والزهري وصفوان بن سليم ويزيد بن
عبد الله بن الهاد وصالح بن كيسان وابن إسحاق وطائفة. وعنه ابناه
يعقوب وسعد وأحمد بن حنبل ومنصور بن أبي مزاحم والحسين بن
سيار الحراني وخلق كثير. ولى قضاء المدينة وعاش خمسا وسبعين سنة
وقد روى عنه من الكبار شعبة والليث بن سعد. قال إبراهيم بن
252

حمزة الزبيري كان عند إبراهيم بن سعد عن ابنت إسحاق نحو من سبعة
عشر الف حديث في الاحكام سوى المغازي رواها البخاري عنه، وهو
محتج به في كتب الاسلام. وقع لي حديثه عاليا. مات في سنة ثلاث
أو أربع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى
أخبرنا يوسف بن أحمد وابن بدران قالا انا موسى بن عبد القادر
انا سعيد بن البناء انا علي بن البسري انا محمد بن عبد الرحمن انا يحيى بن
محمد انا عبد الله بن عمران العابدي انا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن
ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
ان الله لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة كاد
يقتله بها العطش.
240 - 9 / 6 - 4 - إسماعيل بن عياش الإمام محمد
الشام أبو عتبة العنسي الحمصي أحد الاعلام. روى عن
شرحبيل بن مسلم ومحمد بن زياد الألهاني وأبي طوالة عبد الله بن
عبد الرحمن وبحير بن سعد وتميم بن عطية وسهيل بن أبي صالح وطبقتهم.
وعنه أبو مسهر وأبو اليمان ومحمد بن بكار بن الريان وداود بن عمرو
الضبي والحسن بن عرفة وعثمان بن أبي شيبة وخلق كثير. وحدث
عنه من القدماء الأعمش وغيره. وفد على المنصور فولاه خزانة الثياب
وكان محتشما نبيلا جوادا وكان من العلماء العاملين. قال أبو اليمان
كان إسماعيل جارنا فكان يحيى الليل وربما قرأ ثم قطع ثم رجع فسألته
عن ذلك، فقال: أذكر الحديث في الباب، فاقطع الصلاة وأعلقه.
253

وقال يحيى الوحاظي ما رأيت أكبر نفسا من إسماعيل، كان إذا أتيناه
لا يرضى لنا الا بالخروف والحلواء. قلت كان من أوعية العلم الا انه
ليس بمتقن لما سمعه بغير بلده، كأنه كان يعتمد على حفظه فوقع خلل
في حديثه عن الحجازيين وغيرهم وكان أحول أزرق. قال يحيى بن
معين والفلاس: هو ثقة في ما روى عن الشاميين. قال يزيد بن هارون:
ما رأيت شاميا ولا عراقيا احفظ من إسماعيل بن عياش ما أدري
ما الثوري.
وقال أبو أحمد بن عدي: يحتج به في الشاميين خاصة. وقال يزيد
ابن هارون: شهدت شعبة وهو يسمع من فرج بن فضالة عن إسماعيل بن
عياش. قال داود بن عمرو الضبي كان إسماعيل يحدثنا من حفظه،
ما رأيت معه كتابا قط فقال له عبد الله بن أحمد: أكان يحفظ عشرة
آلاف حديث؟ فقال وعشرة آلاف وعشرة آلاف، فقال له أبي
أحمد بن حنبل: هذا مثل وكيع. وقال الفسوي: كنت أسمعهم يقولون
علم الشام عند إسماعيل والوليد بن مسلم.
وقال البخاري: في حديث إسماعيل عن غير الشاميين نظر. وقال
النسائي وغيره: ضعيف، مع أن النسائي قد احتج به. قال يحيى بن
صالح: سمعت إسماعيل يقول: ورثت من أبي أربعة آلاف دينار أنفقتها
في طلب العلم.
قلت: يقع لنا حديث إسماعيل في نسخة يحيى بن معين بل وفي
جزء ابن عرفة عاليا. عاش ثمانين سنة. وتوفى على الأصح في سنة اثنتين
254

وثمانين ومائة. ويقال سنة إحدى، وقيل إنه ولد سنة ست ومائة
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أحمد بن أبي الخير وغيره أذنا عن ابن كليب انا ابن بيان
انا ابن مخلد انا إسماعيل الصفار نا الحسن بن عرفة نا إسماعيل بن عياش عن
بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عقبة بن عامر
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الجاهر بالقرآن كالجاهر
بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة رواه الترمذي عن ابن عرفة.
241 - 10 / 6 د ق - مسلم بن خالد الامام الفقيه
شيخ الحرم أبو خالد المخزومي مولاهم المكي المشهور بالزنجي.
حدث عن ابن أبي مليكة وابن شهاب وعمرو بن دينار وزيد بن أسلم
وهشام بن عروة وطبقتهم ولازم ابن جريج مدة وتفقه وأفتى وتصدر
للعلم وحمل الحروف عن عبد الله بن كثير وهو الذي اذن للشافعي في
الافتاء. حدث عنه الشافعي ومروان الطاطري والحميدي ومسدد والحكم
ابن موسى وإبراهيم بن موسى الحافظ وهشام بن عمار وآخرون.
قال الأزرقي: كان فقيها عابدا يصوم الدهر قال يحيى بن معين:
ليس به بأس وقال ابن عدي: هو حسن الحديث أرجو أنه لا بأس
به. قال أبو داود ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال إبراهيم الحربي: كان فقيه مكة. قال
سويد سمى الزنجي لسواده. واما ابن سعد وغيره فقالوا كان أشقر لقب
بالزنجي بالضد. قلت مات سنة ثمانين ومائة وله ثمانون سنة.
255

أخبرنا أبو الحسين اليونيني انا أبو عبد الله الزبيدي انا أبو زرعة المقدسي
انا مكي الكرخي انا أبو بكر الحيري نا الأصم انا الربيع انا الشافعي انا مسلم
ابن خالد عن ابن جريج عن الثوري عن مالك عن يزيد بن قسيط عن
ابن المسيب عن عمر وعثمان - مثله، يعني انهما قضيا في الملطاة بنصف
دية الموضحة.
242 - 11 / 6 ع - يزيد بن زريع الحافظ الحجة
محدث البصرة أبو معاوية البصري العيشي. حدث عن أيوب
السختياني وخالد الحذاء وحبيب المعلم وحسين المعلم ويونس والجريري
وروح بن القاسم. وعنه على ابن المديني وأمية بن بسطام ومحمد بن
المنهال الضرير ومحمد بن المنهال أخو حجاج وأحمد بن المقدام ونصر بن
علي الجهضمي وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: كان ريحانة البصرة
ما أتقنه وما أحفظه. وقال أبو حاتم: ثقة امام. وقال أبو عوانة: صحبت
يزيد بن زريع أربعين سنة يزداد في كل سنة خيرا. وقال بشر الحافي
كان يزيد متقنا حافظا ما اعلم اني رأيت مثله ومثل صحة حديثه. وقال
يحيى بن سعيد القطان: لم يكن هاهنا أحد أثبت منه. قال نصر بن علي:
رأيت يزيد بن زريع في المنام فقلت ما فعل الله بك؟ قال دخلت الجنة
قلت بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة. مات يزيد في سنة اثنتين وثمانين ومائة
وله إحدى وثمانون سنة. وكان أبوه والى الأبلة.
قرأت على إسماعيل بن عبد الرحمن المقدسي أخبركم الإمام أبو محمد
ابن قدامة في سنة ست عشرة وستمائة أخبرنا خطيب الموصلي وشهدة
256

وتجنى قالوا انا طراد بن محمد انا هلال بن محمد انا الحسين بن عياش
نا أبو الأشعث نا يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي عبيدة
ابن محمد عن جابر بن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله
عن كراء المزارع وقد كنا نكرى بما على الماذيان من التبن.
243 - 12 / 6 ع - عبد الوارث بن سعيد الحافظ
الثبت أبو عبيدة العنبري مولاهم التنوري البصري. حدث عن
أيوب السختياني ويزيد الرشك والجعد أبي عثمان وشعيب بن الحبحاب
وأيوب بن موسى وطائفة. وعنه مسدد وقتيبة وبشر بن هلال وحميد
ابن مسعدة وخلق وابنه عبد الصمد وكان من أئمة هذا الشأن على بدعة
فيه. قرئ على أبي عمرو بن العلاء قال محمود بن غيلان قيل لأبي داود
لم لا تحدث عن عبد الوارث؟ قال أحدثك عمن كان يزعم أن يوما من
عمرو بن عبيد أكبر من عمر أيوب ويونس وابن عون. وقال الحسن
ابن الربيع: كنا نسمع من عبد الوارث فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا فلم
نصل خلفه وقيل لابن المبارك لما رويت عن عبد الوارث وتركت عمرو
ابن عبيد قال إن عمرا كان داعيا. قال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيها
أفصح من عبد الوارث وكان حماد بن سلمة أفصح منه.
قلت لم يتأخر عنه أحد لاتقانه ودينه وتركوه وبدعته. مولده
سنة اثنتين ومائة. ومات في المحرم سنة ثمانين.
أخبرنا عبد الحافظ ويوسف قالا انا موسى بن عبد القادر الجيلي
257

انا أبو القاسم بن البناء انا علي بن أحمد انا محمد بن عبد الرحمن انا عبد الله
ابن محمد نا بشر بن هلال نا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعن عبد الدينار
لعن عبد الدرهم: أخرجه الترمذي عن بشر الصواف فوافقناه بعلو.
244 - 13 / 6 ع - عبد الواحد بن زياد الامام
الفقيه أبو بشر ويقال أبو عبيدة العبدي مولاهم البصري. حدث
عن كليب بن وائل وحبيب بن أبي عمرة وعاصم الأحول وعمارة
ابن القعقاع والأعمش ومختار بن فلفل وعدة. وعنه أبو داود وعفان
ومسدد وعبيد الله القواريري ويحيى بن يحيى وقتيبة وخلق. وثقه احمد
وغيره. واما ابن حبان فقال ليس بشئ. قلت كان عالما صاحب حديث
وله أوهام لكن حديثه محتج به في الكتب. قال الفلاس وغيره: توفى
سنة ست وثمانين ومائة وقال أحمد بن حنبل: مات سنة سبع.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد المعز بن محمد انا تميم المؤدب
انا أبو سعيد الأديب انا أبو عمرو الحيري انا أبو يعلى انا إبراهيم بن الحجاج
السامي ثنا عبد الواحد بن زياد نا عاصم الأحول عن عبد الله وهو ابن
سرجس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأكلت معه
خبزا ولحما - أو قال: ثريدا فقلت غفر الله لك يا رسول الله قال ولك قلت
لعبد الله بن سرجس استغفر لك رسول الله؟ قال: نعم، ولكم وتلا (واستغفر
لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات).
258

245 - 14 / 6 ع - عبثر بن القاسم الحافظ
الثقة أبو زبيد الزبيدي الكوفي. روى عن حصين بن عبد الرحمن
ومطرف بن طريف ومغيرة الضبي والعلاء بن المسيب وأشعث بن سوار
وعدة. وعنه خلف بن هشام وأحمد بن إبراهيم الموصلي وقتيبة بن
سعيد وهناد بن السري وأبو حصين عبد الله بن أحمد اليربوعي وآخرون.
ذكره أبو داود فقال: ثقة ثقة. قلت. توفى سنة ثمان وسبعين ومائة
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد الدمشقي سنة 692
انا أبو روح عبد المعز بن محمد اجازة انا زاهر بن طاهر سنة 527 انا أبو سعد
الكجرودي انا بشر بن محمد الحاكم انا أبو بكر محمد بن إسحاق نا أبو حصين
ابن أحمد بن عبد الله بن يونس نا عبثر بن القاسم نا حصين عن الشعبي عن
محمد بن مصفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء:
أمنكم أحد أكل اليوم؟ قالوا: منا من صام ومنا من لم يصم، قال فأتموا
بقية يومكم وابعثوا إلى أهل العرض فليتموا بقية يومهم، أخرجه النسائي
عن أبي حصين فوافقناه.
246 - 15 / 6 ع - خالد بن عبد الله
ابن عبد الرحمن بن يزيد الحافظ الامام المزني مولاهم أبو الهيثم أو
أبو محمد الواسطي الطحان. حدث عن حصين بن عبد الرحمن وسهيل بن
أبي صالح والجريري وعبد الملك بن أبي سليمان ويونس بن عبيد وخالد
259

الحذاء وعنه ابنه محمد وعمرو بن عون وسعيد بن منصور ومسدد وإسحاق
ابن شاهين وخلق كثير. وكان عالما صالحا قانتا لله. قال أحمد بن حنبل:
كان ثقة صالحا في دينه بلغني انه اشتري نفسه من الله ثلاث مرات أو
أربعا فتصدق بوزن نفسه فضة: وقيل كان يعرف بخالد الفراء. وقال
إسحاق الأزرق: ما أدركت أحدا أفضل منه.
وقال إبراهيم بن هاشم كان بشر الحافي معجبا بخالد الطحان مقدما
له حامدا لمذاهبه قلت: وكان كثير المال آمرا بالمعروف وقيل لإسحاق
الأزرق فقد أدركت سفيان الثوري، فقال: نعم كان رجل نفسه، وكان
خالد بن عبد الله رجل عامة. قال أبو عيسى الترمذي: وخالد ثقة حافظ.
وقال خليفة وابن سعد: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. واما عبد الحميد
بن بيان فقال: مات في جمادى الأول سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله.
وقع لي من عواليه أخبرنا الأبرقوهي انا أبو الفتح بن عبد الله انا
هبة الله بن أبي شريك انا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي الوزير
نا أبو القاسم البغوي نا عبد الأعلى بن حماد نا خالد بن عبد الله عن سهيل
عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله الاسلام بضع وستون أو بضع وسبعون
بابا أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء
شعبة من الايمان.
247 - 16 / 6 ع - عباد بن عباد بن حبيب
ابن المهلب بن أبي صفرة الامام الصدوق العتكي أبو معاوية الأزدي
260

المهلبي البصري حدث عن أبي جمرة الضبعي وهشام بن عروة وعاصم
الأحول وطائفة. وعنه أحمد بن حنبل وقتيبة ومسدد ويحيى بن معين
وأحمد بن منيع والحسن بن عرفة وآخرون. كان شريفا نبيلا جليلا ثقة
من العقلاء قال ابن سعد لم يكن بالقوي في الحديث.
قلت مات في ثامن عشر رجب سنة إحدى وثمانين ومائة.
واحتج به الجماعة. وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال: هو أوثق وأكثر
حديثا من حماد بن العوام. وقال ابن سعد: ثقة ربما غلط. مات ببغداد
رحمه الله تعالى. وقال يعقوب بن شيبة ثقة صدوق.
أنبأنا جماعة عن ابن كليب انا ابن بيان انا ابن مخلد انا الصفار انا ابن
عرفة انا عباد بن عباد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت
دخلت على امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عباءة مثنية فانطلقت فبعثت إلى بفراش حشوه صوف
فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما هذا؟ فأخبرته
فقال: رديه، فلم أرده وأعجبني ان يكون في بيتي حتى قال لي ذلك ثلاثا
فقال رديه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة،
غريب جدا ومجالد ليس بحجة.
248 - 17 / 6 ع - عباد بن العوام
الامام المحدث أبو سهل الواسطي. حدث عن أبي مالك الأشجعي
وعبد الله بن أبي نجيح والجريري وأبي إسحاق الشيباني وابن عون وطبقتهم
وعنه أحمد بن حنبل وعمرو الناقد وزياد بن أيوب والحسن بن عرفة
261

وعلي بن مسلم الطوسي وخلق. وثقه أبو داود وغيره. وقال ابن سعد
كان من نبلاء الرجال في كل امره وكان يتشيع فحبسه الرشيد زمانا ثم خلى
عنه فأقام ببغداد. وقال ابن عرفة سألني وكيع عن عباد بن العوام ثم
قال: ليس عندكم أحد يشبهه.
قلت اختلف في وفاته بعد سنة ثمانين ومائة على أقوال. سنة
ثلاث وسنة خمس، وسنة ست، وسنة سبع وثمانين. متفق على الاحتجاج
به بيني وبينه ستة أنفس.
أخبرنا ابن بدران انا موسى الجيلي انا سعيد بن البناء انا أبو القاسم
البندار انا أبو طاهر الذهبي ثنا عبد الله بن محمد نا محمد بن أبي سمينة انا عباد
ابن العوام عن حجاج عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين ان
النبي صلى الله عليه وآله كان يوتر بثلاث يقرأ في الأولى بسبح
اسم ربك الأعلى وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون وفي الثالثة بقل
هو الله أحد.
249 - 18 / 6 ع - سفيان بن عيينة بن ميمون
العلامة الحافظ شيخ الاسلام أبو محمد الهلالي الكوفي. محدث
الحرم مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مزاحم. ولد سنة سبع
ومائة وطلب العلم في صغره. سمع عمرو بن دينار والزهري وزياد بن
علاقة وأبا إسحاق والأسود بن قيس وزيد بن أسلم وعبد الله بن دينار
ومنصور بن المعتمر وعبد الرحمن بن القاسم وأمما سواهم. حدث عنه

(1) كأنه في غير الخبر الآتي فان فيه سبعة.
262

الأعمش وابن جريج وشعبة وغيرهم من شيوخه وابن المبارك وابن
مهدي والشافعي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وإسحاق بن راهويه
وأحمد بن صالح وابن نمير وأبو خيثمة والفلاس والزعفراني ويونس
ابن عبد الأعلى وسعدان بن نصر وعلي بن حرب ومحمد بن عيسى بن
حبان المدائني وزكريا بن يحيى المروزي وأحمد بن سنان الرملي وخلق
لا يحصون. فقد كان خلق يحجون والباعث لهم لقى ابن عيينة فيزدحمون
عليه في أيام الحج.
وكان إماما حجة حافظا واسع العلم كبير القدر. قال الشافعي
لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وعن الشافعي قال وجدت
أحاديث الاحكام كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا ووجدتها كلها
عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث. قال عبد الرحمن بن مهدي كان ابن
عيينة من اعلم الناس بحديث أهل الحجاز. وقال الترمذي سمعت البخاري
يقول: سفيان بن عيينة احفظ من حماد بن زيد. قال حرملة: سمعت الشافعي
يقول ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيت أحدا
اكف عن الفتيا منه، وما رأيت أحدا أحسن لتفسير الحديث منه.
وقال ابن وهب لا اعلم أحدا اعلم بالتفسير منه. وقال احمد ما رأيت
اعلم بالسنن منه. وقال ابن المديني ما في أصحاب الزهري أتقن من ابن
عيينة قال احمد دخل ابن عيينة اليمن على معن بن زائدة ووعظه ولم
يكن سفيان تلطخ بعد بجوائزهم. قال العجلي كان ابن عيينة ثبتا في الحديث
وحديثه نحو من سبعة آلاف ولم يكن له كتب. وقال بهز بن أسد
263

ما رأيت مثله ولا شعبة. قال يحيى بن معين هو أثبت الناس في عمرو
ابن دينار وقال ابن مهدي: عند سفيان بن عيينة من المعرفة بالقرآن
وتفسير الحديث ما لم يكن عند الثوري. قال علي بن حرب اني كنت
أحب ان لي جارية في غنج ابن عيينة إذا حدث. قال حامد بن يحيى سمعت
ابن عيينة يقول رأيت كأن أسناني سقطت فذكرت للزهري فقال يموت
أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيت فجعل الله كل عدو لي محدثا.
أبو مسلم المستملي سمعت سفيان يقول سمعت من عمرو بن دينار ما لبث
نوح في قومه. قال علي بن الجعد سمعت ابن عيينة يقول: من زيد في
عقله نقص من رزقه. وعن ابن عيينة قال: الزهد الصبر وارتقاب
الموت وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك.
اتفقت الأئمة على الاحتجاج بابن عيينة لحفظه وأمانته وقد حج
سبعين سنة وكان مدلسا لكن على الثقات. مات في جمادى الآخرة
سنة ثمان وتسعين ومائة. وعند سبط السلفي جملة من عواليه أخبرنا
محمد بن مكي القرشي وعلي بن محمد الحافظ ببعلبك ومحمد بن بيان بها
وإسماعيل بن عبد الرحمن بدمشق قالوا انا الحسن بن يحيى المخزومي انا ابن
رفاعة السغدي انا أبو الحسن الخلعي انا عبد الرحمن بن عمر النحاس نا أحمد بن
محمد بن عمرو نا يونس بن عبد الأعلى ثنا سفيان عن مجالد وآخر
سمعنا الشعبي يقول سمعت النعمان بن بشير وكان أميرا على الكوفة يقول
نحلني أبي غلاما فأتى النبي صلى الله عليه وآله فقال أكل ولدك
أعطيت قال لا، قال لا اشهد الا على حق. وبالاسناد سوى ابن مكي
264

إلى ابن عيينة حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ومحمد بن النعمان
أخبراه انهما سمعا النعمان يقول نحلني أبي غلاما الحديث وفيه فاردد.
250 - 19 / 6 خ 4 - أبو بكر بن عياش الامام القدوة
شيخ الاسلام الكوفي المقرئ مولى واصل الأحدب الأسدي
الحناط في اسمه أقوال أصحها كنيته أو شعبة فعلى الكنية جماعة ثقات عنه
وقال حسين بن عبد الأول وأبو هشام الرفاعي سألناه فقال: اسمي شعبة،
وقال النسائي: اسمه محمد. عرض القرآن ثلاث مرات على عاصم.
قرأ عليه الكسائي ويحيى العليمي وأبو يوسف الأعشى وجماعة. وقد
سمع من إسماعيل السدي وعثمان بن عاصم وأبي إسحاق السبيعي وعبد الملك
ابن عمير وخلق. ومن قدماء شيوخه صالح مولى عمرو بن حريث حدثه
عن أبي هريرة حدث عنه ابن المبارك وأبو داود الطيالسي وأحمد بن حنبل
وأبو كريب وابن نمير والحسن بن عرفة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي
وخلق كثير.
أخبرنا أحمد بن عبد الحميد وإسماعيل بن عميرة قالا انا أبو محمد بن قدامة
انا أبو بكر بن النقور انا علي بن محمد بن العلاف انا علي بن أحمد الحمامي
نا أبو عمرو بن السماك نا أحمد بن عبد الجبار نا أبو بكر بن عياش عن أبي
إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال أبصر على رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ثيابا خلقانا قال ألك مال؟ قلت: نعم، قال: أنعم على
نفسك كما أنعم الله عليك، قلت إن رجلا مر بي فأقريته فمررت به
فلم يقرني أفأقريه؟ قال: نعم. حديث صحيح. قال أحمد بن حنبل: ربما
265

غلط وهو صاحب قرآن وخبر. وقال ابن المبارك: ما رأيت أحدا
أسرع إلى السنة من أبي بكر بن عياش.
وذكر عثمان بن أبي شيبة ان الرشيد وصل أبا بكر بستة آلاف
دينار وقال يعقوب بن شيبة: أبو بكر معروف بالصلاح البارع وكان
له فقه وعلم بالاخبار في حديثه اضطراب. وقال أبو داود: ثقة وقال
يزيد بن هارون: كان خيرا فاضلا لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين
سنة. قال يحيى الحماني حدثني أبو بكر قال جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت
منها دلوا عسلا ولبنا.
أبو هشام الرفاعي سمعت أبا بكر بن عياش يقول الخلق أربعة،
معذور ومخبور ومجبور ومثبور فالمعذور البهائم، والمخبور بنو آدم،
والمجبور الملائكة، والمثبور إبليس. وروى أيوب الأصبهاني عن
أبي بكر قال: الدخول في هذا الامر يسير والخروج منه إلى الله شديد.
ولد أبو بكر سنة ست وتسعين ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث
وتسعين ومائة. قال يحيى الحماني لما احتضر أبو بكر بكت أخته فقال
ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية قد ختمت فيها ثماني عشر الف
ختمة قلت بين ابن عبد الدائم وبينه خمسة رجال.
351 - 20 / 6 ع - معتمر بن سليمان الامام
الحافظ الثقة أبو محمد التيمي البصري محدث البصرة. حدث عن
أبيه وعبد الملك بن عمير ومنصور بن المعتمر [وحميد] وأيوب السختياني
والركين بن الربيع وليث بن أبي سليم وعمرو بن دينار القهرمان وعدة.
266

وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق ويحيى بن معين وأبو حفص الفلاس وخليفة
ابن خياط وأبو كريب والحسن بن عرفة ويعقوب الدورقي وعدد كثير.
مولده سنة ست ومائة وكان موصوفا بالثقة والاتقان والعبادة والورع
حتى قال قرة بن خالد ما معتمر عندنا بدون سليمان التيمي. قال سعيد
ابن عيسى الكريزي: مات معتمر يوم قتل زبان الطليقي فكان الناس
يقولون مات اليوم أعبد الناس وقتل أشطر الناس. مات في صفر سنة
سبع وثمانين ومائة. وروايته عالية في جزء ابن عرفة.
أخبرنا أحمد بن المؤيد أنبأ أحمد بن صرماء وابن عبد السلام قالا
انا الأرموي انا ابن النقور انا علي بن عمر انا أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن
معين نا معتمر قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز عن عكرمة
عن ابن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان تزوج
المرأة على العمة والخالة، وقال: إنكن إذا فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن،
أخرجه الترمذي من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قاضى سجستان أبي
حريز عبد الله بن الحسين.
252 - 21 / 6 ع - يحيى بن زكريا
ابن أبي زائدة الحافظ الثبت المتقن الفقيه أبو سعيد الهمداني الوادعي
مولاهم الكوفي صاحب أبي حنيفة روى عن أبيه وعاصم الأحول
وداود بن أبي هند وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وليث بن أبي سليم
وأبي مالك الأشجعي. وعنه أحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى الفراء
وأبو كريب وزياد بن أيوب ويعقوب بن إبراهيم والحسن بن عرفة
267

وآخرون. وكان إماما صاحب تصانيف قال على ابن المديني: لم يكن
بالكوفة بعد سفيان الثوري أثبت منه. وقال أيضا: انتهى العلم إلى
يحيى بن أبي زائدة في زمانه وقال عمرو الناقد سمعت سفيان بن عيينة
يقول: ما قدم علينا أحد يشبه هذين: ابن المبارك ويحيى بن أبي زائدة. وقال
يحيى القطان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشد علي من مخالفة ابن أبي زائدة
وولى يحيى قضاء المدائن وبها توفى سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل سنة
ثلاث وله ثلاث وستون سنة. وبالاسناد إلى ابن معين انا يحيى بن أبي
زائدة عن مجالد قال قال أبو بردة: تؤخذ الصدقة من الرطبة.
253 - 22 / 6 ع - عبد العزيز بن أبي حازم
سلمة بن دينار الفقيه الإمام أبو تمام المدني حدث عن أبيه وزيد بن
أسلم وسهيل والعلاء بن عبد الرحمن ويزيد بن الهاد وموسى بن عقبة
وعدة. وعنه الحميدي وأبو مصعب وعلي بن حجر وعمرو الناقد ويعقوب
الدورقي ويحيى بن أكثم وآخرون. وكان فقيها كبير الشأن. قال ابن معين
صدوق. وقال مصعب الزبيري أوصي إليه سليمان بن بلال بكتبه فكانت
عنده قد بال عليها الفار فكان يقرأ ما استبان له منها ويدع ما لا يعرف.
وقال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من ابن أبي حازم.
وقال أبو حاتم: هو أفقه من الدراوردي. وثقه غير واحد واحتج به
أرباب الصحاح. وقد قال أحمد بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين
يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه قلت بل هو ثقة حجة
في أبيه وقد يكون غيره أقوى وأثبت منه. وقال ابن سعد ولد سنة سبع
268

ومائة. توفى ساجدا في سنة أربع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن القواس انا عبد الصمد بن محمد انا أبو الحسن السلمي انا
ابن طلاب نا ابن جميع نا الحسين بن إسماعيل ببغداد نا عبد الرحمن بن
يونس نا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وآله عن بيع الغرر.
254 - 23 / 6 ع - عبد العزيز بن محمد بن عبيد
الامام المحدث أبو محمد الجهني مولاهم المدني الدراوردي ودراورد
من قرى خراسان. حدث عن صفوان بن سليم ويزيد بن الهاد وأبي
طوالة وثور بن زيد وسهيل بن أبي صالح وعدة. وعنه سفيان وشعبة
مع تقدمهما وإسحاق بن راهويه وعلي بن خشرم وأحمد بن عبدة الضبي
ويعقوب الدورقي وأبو حذافة السهمي وخلق كثير. قال يحيى بن
معين: هو عندي أثبت من فليح. وقال أبو زرعة: هو سيئ الحفظ.
وقال معن بن عيسى: يصلح الدراوردي ان يكون أمير المؤمنين. قلت
روى له الجماعة لكن قرنه البخاري بآخر. توفى سنة سبع وثمانين ومائة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الوقاصي
نا عمي محمد بن أبي حامد انا عاصم بن الحسن انا عبد الواحد بن محمد
نا الحسين بن إسماعيل القاضي نا أحمد بن إسماعيل المدني نا الدراوردي عن
العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال إذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث من
صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، أخرجه أبو داود من
269

طريق ابن وهب عن سليمان بن بلال عن العلاء رحمة الله عليهم.
255 - 24 / 6 ع - عبد العزيز بن عبد الصمد العمى
البصري الحافظ الثقة أبو عبد الصمد حدث عن أبي عمران الجوني
ومطر الوراق ومنصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم
وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وزياد بن يحيى الحساني وبندار
وعمرو بن علي الفلاس والحسن بن عرفة وآخرون.
قال عبيد الله القواريري: حدثنا عبد العزيز العمى وكان حافظا
وقال أحمد بن حنبل: ثقة. وقال الفلاس: سمعت عبد الرحمن يقول
يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين
سنة مثله.
قلت مات سنة سبع وثمانين ومائة. وحديثه من عوالي جزء البعث
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا أحمد بن أبي الأزهر انا سعيد بن أحمد
انا محمد بن محمد الهاشمي انا محمد بن عمر الوراق انا أبو بكر بن أبي داود
نا محمد بن بشار ونصر بن علي قالا نا أبو عبد الصمد العمى نا أبو عمران
الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان
من فضة آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان ينظروا إلى ربهم
الا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن، أخرجه مسلم عن بندار
ونصر ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجة عن بندار
270

256 - 25 / 6 ع - عبد السلام بن حرب الحافظ
الصدوق أبو بكر [النهدي] البصري ثم الكوفي الملائي شريك أبي
نعيم في بيع الملاء. سمع أيوب السختياني وعطاء بن السائب وخالد
الحذاء وإسحاق بن أبي فروة [وليث بن أبي سليم] وعدة. وعنه أبو بكر
ابن أبي شيبة وهناد وأبو سعيد الأشج والحسن بن عرفة وخلق. وكان
مسندا معمرا حافظا. ولد في حياة الصحابة. قال أبو حاتم الرازي كتب
عنه أبو نعيم الوفا من الحديث وقال الترمذي: ثقة حافظ. وذكر الخطيب
ان أبا إسحاق روى عنه. مات سنة سبع وثمانين ومائة وله ست وسبعون
سنة رحمه الله تعالى. وقال يعقوب بن شيبة هو ثقة وفي حديثه لين.
وقال يحيى بن معين: عبد السلام ثقة والكوفيون يوثقونه وقال القواريري
اتيت عبد السلام بن حرب فقلت حدثني فاني غريب من البصرة، قال
كأنك تقول جئت من السماء، فلم يحدثني. وقال ابن المديني كان
يجلس في السنة مرة مجلسا عاما.
257 - 26 / 6 ع - جرير بن عبد الحميد
الحافظ الحجة أبو عبد الله الضبي الكوفي محدث الري. ولد سنة
عشر ومائة. وسمع من منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن
وبيان بن بشر وسهيل والأعمش وعدة. وقرأ القرآن على حمزة.
حدث عنه على ابن المديني وإسحاق وقتيبة ويوسف بن موسى القطان
وأحمد بن حنبل وعلي بن حجر وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن حميد وخلق
271

كثير. رحل إليه المحدثون لثقته وحفظه وسعة علمه. قال ابن معين سمعته
يقول: عرض على بالكوفة ألفا درهم يعطوني مع القراء فأبيت ثم جئت
اطلب ما عندهم. قال يحيى بن معين: طلب جرير الحديث خمس سنين
فقط. توفى جرير بالري في سنة ثمان وثمانين ومائة رحمه الله تعالى
وحديثه عال في جزء ابن عرفة.
258 - 27 / 6 ع - أبو خالد الأحمر
الحافظ الصدوق سليمان بن حيان الأزدي الكوفي. ولد سنة أربع
عشرة ومائة. وحدث عن سليمان التيمي وليث بن أبي سليم وهشام
ابن عروة وحميد الطويل وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن نمير وأبو كريب
وأبو سعيد الأشج ويوسف بن موسى القطان وإسحاق بن راهويه وهناد
ابن السري وحميد بن الربيع وطائفة. وثقه جماعة. وقال أبو حاتم
صدوق قلت هو من مشاهير المحدثين وغيره أثبت منه. مات سنة تسع
وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا عبد الخالق القاضي انا أبو محمد ابن قدامة سنة إحدى عشرة
وست مائة انا أحمد بن عبد الغني نا نصر بن البطر انا أبو محمد بن البيع
نا أبو عبد الله المحاملي نا هارون بن إسحاق نا أبو خالد الأحمر عن سعيد
ابن طارق عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: المعروف كله صدقة، وان الله صانع كل صانع وصنعته، وان
آخر ما تعلق به أهل الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستحي
فاصنع ما شئت.
272

259 - 28 / 6 ع - أبو إسحاق الفزاري الإمام الحجة
شيخ الاسلام إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء الكوفي
المرابط بثغر المصيصة. حدث عن عبد الملك بن عمير وعطاء بن السائب
وسهيل بن أبي صالح وعبيد الله بن عمر وطبقتهم. وعنه عبد الله بن
المبارك وعبد الله بن عون الخزار ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم ومحمد
ابن سلام البيكندي وعلي بن بكار المصيصي خاتمة أصحابه. وهو ابن عم
مروان بن معاوية الفزاري. حدث عنه الأوزاعي مرة فقال: حدثني الصادق
المصدوق أبو إسحاق الفزاري قال يحيى بن معين: ثقة ثقة.
وقال الفضيل بن عياض: ربما اشتقت إلى المصيصة وما بي فضل
الرباط بل لأرى أبا إسحاق. قال أبو مسهر قدم أبو إسحاق دمشق فاجتمع
عليه الناس ليسمعوا منه فقال لي اخرج إلى الناس فقل لهم من كان يرى
القدر فلا يحضر مجلسنا ومن كان يرى رأى فلان فلا يحضر مجلسنا
ومن كان يأتي السلطان فلا يحضر مجلسنا، فخرجت فأخبرتهم.
قال محمد بن سعد أبو إسحاق ثقة صاحب سنة وغزو. وقال
أبو حاتم: عظيم الغناء في الاسلام ثقة مأمون. وقيل إن الرشيد اخذ
زنديقا ليقتله فقال أين أنت من الف حديث وضعتها؟ قال: فأين أنت
يا عدو الله عن أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك ينخلانها فيخرجانها
حرفا حرفا. قال أبو داود الطيالسي مات أبو إسحاق الفزاري وليس
على وجه الأرض أفضل منه. وعن ابن عيينة قال: والله ما رأيت أحدا
أقدمه على أبي إسحاق الفزاري: قال عطاء الخفاف كنت عند الأوزاعي فأراد
273

أن يكتب إلى أبي إسحاق الفزاري فقال لكاتبه: ابدأ به فإنه والله خير مني.
وقال علي بن بكار لقيت ابن عون فمن بعده ما رأيت فيهم أفقه
من أبي إسحاق الفزاري. وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا رأيت شاميا
يحب الأوزاعي وأبا إسحاق فاطمئن إليه. قال ابن عيينة قال لي أبو إسحاق
الفزاري دخلت على هارون فقال يا أبا إسحاق انك في موضع وفي
شرف، فقلت: يا أمير المؤمنين ذلك لا يغنى عني في الآخرة شيئا.
قال أبو أسامة سمعت فضيل بن عياض يقول رأيت النبي صلى الله
عليه وآله وسلم في النوم والى جنبه فرجة فذهبت لأجلس فقال (1)
هذا مجلس أبي إسحاق الفزاري. توفى أبو إسحاق سنة خمس وقيل سنة
ست وثمانين ومائة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا المبارك انا ابن أبي الجود انا أحمد بن أبي
غالب انا عبد العزيز بن علي انا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون نا زيد
ابن سعيد نا أبو إسحاق الفراري عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله من ادخل على مؤمن سرورا
فقد سرني ومن سرني فقد اتخذ عند الله عهدا ومن اتخذ عند الله عهدا
فلن تمسه النار ابدا، هذا حديث منكر غريب مردود لا يحتمله أبو إسحاق
وزيد الآفة منه مع أنه ما ذكروه من الضعفاء.
260 - 29 / 6 ع - عبد الله بن المبارك بن واضح
الامام الحافظ العلامة شيخ الاسلام فخر المجاهدين قدوة الزاهدين

(1) من المكية (فقالوا).
274

أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم المروزي التركي الأب الخوارزمي الام
التاجر السفار صاحب التصانيف النافعة والرحلات الشاسعة ولد سنة
ثماني عشرة ومائة أو بعدها بعام وأفنى عمره في الاسفار حاجا ومجاهدا
وتاجرا سمع سليمان التيمي وعاصم الأحول وحميد الطويل والربيع
ابن انس وهشام بن عروة والجريري وإسماعيل بن أبي خالد وخالد
الحذاء وبريد بن عبد الله بن أبي بردة وأمما سواهم حتى كتب عمن هو
أصغر منه دون العلم في الأبواب والفقه وفي الغزو والزهد والرقائق
وغير ذلك.
حدث عنه خلق لا يحصون من أهل الأقاليم فإنه من صباه ما فتر
عن السفر. منهم عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن معين وحبان بن موسى
وأبو بكر بن أبي شيبة وأخوه عثمان وأحمد بن منيع وأحمد بن جميل
المروزي والحسن بن عيسى بن ما سرجس والحسين بن الحسن المروزي
والحسن بن عرفة. ووقع لي حديثه من غير وجه عاليا. وبالإجازة
بيني وبينه ستة أنفس والله اني لأحبه في الله وأرجو الخير بحبه لما امنحه
الله من التقوى والعابدة والاخلاص والجهاد وسعة العلم والاتقان
والمواساة والفتوة والصفات الحميدة.
قال ابن مهدي الأئمة أربعة: مالك والثوري وحماد بن زيد وابن
المبارك وقد فضله ابن مهدي أيضا على الثوري وقال مرة: حدثنا ابن
المبارك وكان نسيج وحده. قال أحمد بن حنبل لم يكن في زمان ابن
المبارك اطلب للعلم منه. وعن شعيب بن حرب قال: ما لقى ابن المبارك
275

مثل نفسه: وقال شعبة ما قدم علينا مثل ابن المبارك. وقال أبو إسحاق
الفزاري: ابن المبارك امام المسلمين. وقال ابن معين: كان ثقة متثبتا
وكانت كتبه التي حدث بها نحوا من عشرين الف حديث. قال يحيى
ابن آدم: كنت إذا طلبت الدقيق من المسائل فلم أجده في كتب ابن
المبارك آيست منه.
وعن إسماعيل بن عياش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك
قال عباس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام
الناس والشجاعة والسخاء ومحبة الفرق له. قال أبو أسامة ما رأيت
رجلا اطلب للعلم في الآفاق من ابن المبارك. وقال شعيب بن حرب:
لو جهدت جهدي ان أكون في السنة ثلاثة أيام على ما عليه ابن المبارك
لم أقدر. وقال أبو أسامة: هو أمير المؤمنين في الحديث. قال الحسن
ابن عيسى بن ما سرجس: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا:
عدوا خصال ابن المبارك فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو
واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة وقيام الليل والعبادة والحج
والغزو والفروسية وترك الكلام فيما لا يعنيه والانصاف وقلة الخلاف
على أصحابه.
روى العباس بن مصعب في تاريخه عن إبراهيم بن إسحاق عن
ابن المبارك قال حملت عن أربعة آلاف شيخ فرويت عن الف منهم.
ثم قال العباس وقع لي من شيوخه ثمان مائة. قال عبدان: قال ابن
المبارك: إذا غلبت محاسن الرجل لم تذكر المساوي وإذا غلبت المساوي
276

على المحاسن لم تذكر المحاسن.
نعيم بن حماد سمعت عبد الله يقول قال لي أبي انى لئن وجدت
كتبك حرقتها، فقلت: وما على؟ هو في صدري. علي بن الحسن بن
شقيق قمت مع ابن المبارك ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرني
عند الباب بحديث وذاكرته فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر.
أحمد بن أبي الحواري قال جاء رجل من بنى هاشم ليسمع من
ابن المبارك فامتنع فقال الهاشمي لغلامه قم بنا فلما أراد الركوب جاء ابن
المبارك ليمسك بركابه فقال با أبا عبد الرحمن لا ترى ان تحدثني وتمسك
بركابي قال رأيت أن أذل لك بذلي ولا أذل لك الحديث.
المسيب بن واضح سمعت ابن المبارك وسئل: عمن نأخذ؟ قال: من
طلب لعلم لله وكان في اسناده أشد، قد تلقى الرجل ثقة وهو يحدث
عن غير ثقة، وتلقى لرجل غير ثقة وهو يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي
ان يكون ثقة عن ثقة.
وعن ابن معين وذكر عنده ابن المبارك فقال: سيد من سادات
المسلمين. وقال محمد بن عين سمعت الفضيل يقول: ورب هذا البيت
ما رأت عيناي مثل بن المبارك قال نعيم بن حماد ما رأيت ابن المبارك
يقول قط حدثنا كأنه يرى خبرنا سمع وكان لا يرد على أحد حرفا إذا قرأ.
بشر بن السري قال بن مهدي: ابن المبارك آدب عندنا من الثوري.
عثمان الدارمي ثنا نعيم بن حماد ما رأيت أعقل من ابن المبارك ولا
أكثر اجتهادا منه. قال عبد الله بن سنان قدم ابن المبارك مكة وانا بها
277

فلما خرج شيعه سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وودعاه فقال أحدهما
هذا فقيه أهل المشرق فقال الآخر وفقيه أهل المغرب. قال عبدان بن
عثمان ذكر عبد الله الأعمش وما يلقى الناس منه ثم قال لكن إسماعيل
ابن خالد أتيته لأودعه وحوله ناس فقال لي أقوم إليك.
وقال نعيم بن حماد كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الزهد كأنه
ثور قد ذبح لا يقدر أن يتكلم. قال عمر بن علي العين زربي انا إبراهيم
ابن نوح الموصلي قال لما قدم الرشيد عين زربة طلب ابن المبارك قال
أبو سليمان فذكرت وقلت إن ابن المبارك رجل خراساني لا آمن ان
يجيب أمير المؤمنين بما يكره فيقتله فأكون قد أهلكت أمير المؤمنين وأهلكت
ابن المبارك وأهلكت نفسي فامسك عنه ثم عاود فقلت يا أمير المؤمنين ابن
المبارك جلف غليظ الطباع. فامسك هارون ثم ظهر ابن المبارك بعد
ثلاث فقيل له تخفيت ثم ظهرت؟ قال أردت نفسي على الموت
فأبت على فلما أجابتني ظهرت. قال أبو وهب المروزي سألت ابن المبارك
عن الكبر قال: أن تزدري الناس. وسألته عن العجب فقال: ان ترى
ان عندك شيئا ليس عند غيرك. عبدة بن سليمان قال ابن المبارك: عتق
الجارية الحسناء مضيعة.
الحاكم انا أبو حامد أحمد بن محمد بن الخطيب بخسروجرد نا عيسى
ابن محمد الصهماني نا الحسن بن محمد حماد المروزي العطار نا عبد الله بن
المبارك قال قدمت على سفيان الثوري فقلت؟ ما بك؟ قال: انا مريض
وشارب دواء وفي غمرة فقلت هاتوا بصلة وشققتها فقلت شمها فشمها
278

فعطس وقال: الحمد لله رب العالمين فسكن الغم الذي به فقال بخ بخ
فقيه وطبيب. مناقب هذا السيد جمة في تاريخ دمشق وفي تاريخ
نيسابور وفي الحلية وفي تاريخ الخطيب.
قال أحمد بن عبد الله بن يونس: سمعت ابن المبارك قرأ شيئا من
القرآن ثم قال: من زعم أنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم. مات ابن
المبارك بهيت في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة رحمه الله تعالى،
فابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي وابن وهب أربعتهم أهل الطبقة
الثالثة من الأربعين لابن المفضل.
أخبرنا أبو المعالي المقرئ انا الفتح بن عبد الله انا محمد بن عمر ومحمد
ابن علي والطرائفي قالوا انا محمد بن أحمد انا عبد الله بن عبد الرحمن نا جعفر
ابن محمد نا سعيد بن يعقوب الطالقاني نا ابن المبارك عن الأوزاعي عن
هارون بن رئاب ان عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة قال: انظروا
فلانا لرجل من قريش فاني قد كنت قلت له في ابنتي قولا كشبه العدة
وما أحب ان ألقى الله بثلث النفاق وأشهدكم اني قد زوجته.
216 - 30 / 6 ع - عيسى بن يونس ابن الإمام أبي إسحاق
عمرو بن عبد الله الامام القدوة الحافظ أبو عمرو السبيعي الكوفي نزيل
الثغر بالحدث مرابطا. رأى جده وسمع أباه وهشام بن عروة وحسينا
المعلم والأعمش [وإسماعيل] بن أبي خالد وسعيدا الجريري ومجالدا
وزكريا بن أبي زائدة وعمر مولى غفرة وطبقتهم. حدث عنه حماد بن
سلمة مع تقدمه [وابن وهب] وإسحاق بن راهويه [ومسدد] وإبراهيم
279

ابن موسى الفراء [وابن المديني] وأبو بكر بن أبي شيبة وسفيان بن وكيع
وعلي بن حجر وعلي بن خشرم ونصر بن علي والحسن بن عرفة وخلق كثير.
سئل عنه [علي] ابن المديني فقال: بخ بخ ثقة مأمون. وقال احمد
ابن داود الحداد سمعت عيسى بن يونس يقول لم يكن في أسناني أبصر
بالنحو مني فدخلني منه نخوة فتركته.
وقال أحمد بن حنبل الذي كنا نخبر ان عيسى بن يونس سنة في
الغزو، سنة في الحج فقدم بغداد في شئ من أمر الحصون فامر له بمال
فأبي ان يقبل. وقال أحمد بن جناب غزا عيسى خمسا وأربعين غزوة
وحج خمسا وأربعين حجة. قال الوزير جعفر بن يحيى البرمكي ما رأيت
في القراء مثل عيسى بن يونس، وذكر انه عرض عليه مائة ألف درهم
فردها وقال: والله لا يتحدث أهل العلم اني اكلت للسنة ثمنا. قال محمد
ابن سعد: كان ثقة ثبتا وقال الوليد بن مسلم ما أبالي من خالفني في الأوزاعي
ما خلا عيسى بن يونس فاني رأيت اخذه أخذا محكما وهو أفضل من
بقى من علماء العرب وأبو إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين.
وقال محمد بن عبيد الطنافسي يا أصحاب الحديث ألا تكونون مثل
عيسى بن يونس كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته
وقال وكيع ذاك رجل قد قهر العلم. قال محمد بن عبد الله بن عمار:
عيسى حجة أثبت من أخيه إسرائيل وقال أبو زرعة: حافظ. قال ابن
معين رأيت على عيسى قباء محشوا وخفين أحمرين كان يلبس ذلك

(1) من المكية.
280

للغزو. قال محمد بن داود سمعت عيسى بن يونس يقول أربعين حديثا
حدثنا بها الأعمش فيها ضرب الرقاب لم يشركني فيها غير محمد بن إسحاق
وربما قال الأعمش: يا محمد من معك فيقول: عيسى، فيقول ادخلا
وأجيفا الباب، كان يسألني عن الفتن.
يعقوب بن شيبة سمعت إبراهيم بن هاشم سمعت بشر بن الحارث
يقول: كان عيسى بن يونس يعجبه خطى وكان يأخذ القرطاس فيقرأه
فيكتب شيئا من نسخة قوم ليس من حديثه قال كأنهم لما رأوا من
اكرامه لي ادخلوا عليه في حديثه فجعل يقرأ على ويضرب على تلك
الأحاديث فغمني ذلك فقال لا يغمك فلو كان واوا ما قدروا ان يدخلوه
على. قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال: عيسى
يسئل عنه؟. قال محمد بن المنذر الكندي جاز ابن إدريس عام حج
الرشيد فدخل الكوفة فقال لأبي يوسف قل للمحدثين يأتونا يحدثون
فلم يتخلف الا عبد الله بن إدريس. وعيسى بن يونس فركب الأمين
والمأمون إلى ابن إدريس فحدثهما بمائة حديث. فقال المأمون يا عم أتأذن
إلى أن أعيدها من حفظي فقال افعل فأعادها فعجب من حفظه ثم صارا
إلى عيسى بن يونس فحدثهما فامر المأمون له بعشرة آلاف فأبى ان يقبلها
وقال: ولا شربة ماء. قال أحمد بن جناب وجماعة: مات عيسى سنة سبع
وثمانين ومائة. وقال طائفة سنة ثمان. وقيل غير ذلك. أعلى ما يقع
حديثه في جزء ابن عرفة. قرأت على أحمد بن هبة الله عن عبد المعز بن
محمد انا تميم بن أبي سعيد انا محمد بن عبد الرحمن انا أبو عمرو بن حمدان
281

انا أبو يعلى الموصلي نا أحمد بن جناب حدثني عيسى بن يونس عن هشام
ابن عروة عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود. أخرجه النسائي عن عثمان
ابن خرزاذ عن أحمد بن جناب فوقع لنا بعلو درجتين.
262 - 31 / 6 ع - عبد الله بن إدريس بن يزيد
ابن عبد الرحمن الامام القدوة الحجة أبو محمد الأودي الكوفي أحد
الاعلام حدث عن أبيه وسهيل بن أبي صالح وحصين بن عبد الرحمن وأبي
إسحاق الشيباني وهشام بن عروة والأعمش وابن جريج وخلق. وعنه
مالك الامام وابن المبارك وإسحاق ويحيى وابنا أبي شيبة والحسن بن عرفة
وأبو كريب وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وخلائق. أقدمه الرشيد
لتولية القضاء فأبى قال بشر الحافي ما شرب أحد ماء الفرات فسلم
الا عبد الله بن إدريس وقال أحمد بن حنبل كان ابن إدريس نسيج وحده.
وقال يعقوب بن شيبة كان عابدا فاضلا يسلك في كثير من فتياه
ومذهبه مسلك أهل المدينة ويخالف الكوفيين وكان صديقا لمالك.
قال وقيل إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي انه سمعه من
ابن إدريس. قال أبو حاتم هو امام من أئمة المسلمين حجة وقيل
لم يكن بالكوفة أحد أعبد منه. قال الحسن بن عرفة لم أر بالكوفة أفضل
منه روى إسحاق بن إبراهيم عن الكسائي قال قال لي الرشيد من اقرأ
الناس؟ قلت عبد الله بن إدريس ثم حسين الجعفي. وقال ابن عمار كان
ابن إدريس إذا لحن أحد في كلامه لم يحدثه. قال الداني قرأ ابن إدريس
282

على الأعمش وعلى نافع بن أبي نعيم. قال أبو خيثمة سمعت ابن إدريس
يقول:
كل شراب مسكره كثيره * فإنه محرم يسيره
اني لكم من شربه نذيره.
وقال أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت ابن إدريس يقول: كتبت حديث
أبي الحوراء فخفت ان يتصحف بابي الجوزاء فكتبت تحته (حور عين)
قلت لم يكن ظهر الشكل بعد. قال الحسن بن الربيع قرئ كتاب
الخليفة إلى ابن إدريس وانا حاضر: من عبد الله هارون إلى عبد الله بن
إدريس فشهق وسقط بعد الظهر فقمنا إلى العصر وهو على حاله فأتيته
قبل المغرب وصببنا عليه الماء فلما أفاق قال إنا لله وانا إليه راجعون
صار يعرفني حتى كتب إلى، أي ذنب بلغ بي هذا.
وعن شيخ عن وكيع ان عبد الله بن إدريس امتنع من القضاء
وقال للرشيد لا أصلح، فقال الرشيد: وددت اني لم أكن رأيتك،
فقال وانا وددت اني لم كن رأيتك، فخرج ثم ولى حفص بن غياث
فبعث الرشيد بخمسة آلاف إلى ابن إدريس فقال للرسول وصاح به
مر من هاهنا فبعث إليه الرشيد لم تكرمنا ولم تقبل صلتنا فإذا جاءك
ابني المأمون فحدثه فقال إن جاءنا مع الجماعة حدثناه وحلف ألا يكلم
حفصا حتى يموت.
الأشج انا ابن إدريس قال لي الأعمش: والله لا حدثتك شهرا،
فقلت والله لا أتيتك سنة ثم أتيته بعد سنة فقال: ابن إدريس؟ قلت:
283

نعم، فقال أحب ان يكون للعربي مرارة. قال حسين بن عمرو العنقزي
قيل لما نزل به الموت بكت بنته فقال لا تبكي قد ختمت في هذا
البيت أربعة آلاف ختمة. مولده سنة عشرين ومات في ذي الحجة
سنة اثنتين وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
ابنا أحمد بن سلامة وغيره قالوا ابنا ابن كليب انا ابن بيان انا ابن
مخلد انا إسماعيل الصفار انا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن إدريس عن
ابن أبي خالد عن أبي سبرة النخعي قال اقبل رجل من اليمن فلما كان
في بعض الطريق نفق حماره فقام وتوضأ ثم صلى ركعتين ثم قال اللهم إني
جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك فانا اشهد انك
تحيى الموتى وتبعث من في القبور لا تجعل لأحد على اليوم منة أطلب
إليك ان تبعث لي حماري. قال فقام الحمار ينفض اذنيه.
263 - 32 / 6 م 4 -
الهقل بن زياد الإمام الحجة
أبو عبد الله الدمشقي كاتب الأوزاعي. حدث عنه وعن هشام بن
حسان والمثنى بن الصباح وطلحة بن عمرو المكي وحريز بن عثمان. روى
عنه أبو مسهر وأبو صالح كاتب الليث وعلي بن حجر وسليمان ابن بنت
شرحبيل وهشام بن عمار. ومن القدماء الليث بن سعد وغيره. قال
يحيى بن معين: ما كان بالشام أحد أوثق من الهقل وقال مروان
الطاطري: كان اعلم الناس بالأوزاعي وبمجلسه وفتياه. قال أبو مسهر
وغيره توفى الهقل سنة تسع وسبعين ومائة.
أخبرنا محمد بن عثمان التنوخي انا جعفر بن علي انا أبو طاهر السلفي
284

انا عبد الرحمن بن حمد وبدر بن دلف قالا انا أحمد بن الحسين انا أحمد بن
محمد انا أحمد بن شعيب انا هشام بن عمار عن هقل بن زياد نا الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة حدثني ربيعة بن كعب قال كنت
آتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوضوئه وبحاجته فقال سلني،
قلت: مرافقتك في الجنة، قال أو غير ذلك، قلت هو ذاك، قال فأعني
على نفسك بكثرة السجود.
264 - 33 / 6 س - الهيثم بن حميد الغساني مولاهم
الدمشقي الفقيه الحافظ. روى عن يحيى بن الحارث الذماري وثور
ابن يزيد والعلاء بن الحارث والمطعم بن المقدام وداود بن أبي هند وزيد
ابن واقد وجماعة. حدث عنه أبو مسهر وأبو توبة بن نافع الحلبي وعبد الله
ابن يوسف شيخ تنيس والحكم بن موسى ومحمد بن عائذ وعلي بن حجر
وآخرون. قال دحيم: كان اعلم الأولين والآخرين بقول مكحول.
وقال أبو داود قدري ثقة: وقال النسائي: ليس به بأس.
أخبرنا أبو المعالي القرافي انا ابن عبد السلام انا الأرموي والطرائفي
وابن الداية قالوا انا ابن المسلمة انا أبو الفضل الزهري نا الفريابي نا محمد بن
عائذ الدمشقي نا الهيثم بن حميد نا الوضين بن عطاء عن يزيد بن مرثد قال
ذكر الدجال في مجلس فيه أبو الدرداء فقال نوف البكالي لغير الدجال
أخوف عندي من الدجال فقال أبو الدرداء ما هو؟ قال أخاف ان اسلب
ايماني وانا لا اشعر، فقال أبو الدرداء: ثكلتك أمك يا ابن الكندية، وهل
في الأرض مائة يتخوفون ما تتخوف وذكر الحديث.
285

265 - 34 / 6 م 4 - يحيى بن يمان الحافظ الصدوق
أبو زكريا العجلي الكوفي حدث عن هشام بن عروة وإسماعيل بن
أبي خالد والمنهال بن خليفة وسفيان الثوري وقرأ القرآن على حمزة وكان
من العلماء العابدين. حدث عنه ابنه داود وبشر بن الحارث وأبو كريب
وسفيان بن وكيع والحسن بن عرفة وعلي بن حرب وخلق سواهم.
قال على ابن المديني: صدوق فلج فتغير حفظه. وعن وكيع قال: ما كان
أحد من أصحابنا احفظ للحديث من يحيى بن يمان، كان يحفظ في المجلس
الواحد خمس مائة حديث ثم نسى. وقال محمد بن عبد الله بن نمير:
كان سريع الحفظ سريع النسيان. وقال احمد: ليس بحجة.
قلت اخرج له الجماعة سوى البخاري. وتوفى سنة تسع وثمانين
ومائة.
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن وجماعة قالوا انا ابن صصري انا نصر
ابن احمد والحسين بن سهل قالا انا أبو القاسم بن أبي العلاء انا محمد واحمد
ابنا الحسين بن سهل انا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الامام نا علي بن حرب
الطائي نا يحيى بن اليمان عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن
النبي صلى الله عليه وآله رمل من الحجر إلى الحجر. وحدثنا يحيى
ابن يمان عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مرفوعا مثله.
266 - 35 / 6 ع - يحيى بن حمزة
الامام البارع قاضي دمشق وعالمها أبو عبد الرحمن الحضرمي البتلهي
286

الدمشقي حدث عن عروة بن رويم وعمرو بن مهاجر ومحمد بن الوليد
الزبيدي ويزيد بن أبي مريم والأوزاعي وعدة. وعنه أبو مسهر الغساني
ومحمد بن عائذ والحكم بن موسى وهشام بن عمار وعلي بن حجر وآخرون.
قال دحيم: يحيى ثقة عالم ولا أشك انه لقى علي بن يزيد. وقال أبو حاتم
عاش ثمانين سنة وهو صدوق. وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس.
قلت بقى في القضاء نحوا من ثلاثين سنة وحديثه في كتب الاسلام
الستة، توفى سنة ثلاث وثمانين ومائة.
267 - 36 / 6 خ د س - المعافي بن عمران الامام القدوة
الحافظ شيخ الجزيرة أبو مسعود الأزدي الموصلي سمع ثور بن
يزيد وجعفر بن برقان وهشام بن حسان وحنظلة بن أبي سفيان وابن
جريج وسعيد بن أبي عروبة والأوزاعي وخلقا كثيرا. حدث عنه بشر
الحافي ومحمد بن جعفر الوركاني وإبراهيم بن عبد الله الهروي ومحمد بن
عبد الله بن عمار وعبد الله بن أبي خداش وآخرون فيهم كثرة. قال يحيى
ابن معين: ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة فاضلا خيرا صاحب سنة.
وكان ابن المبارك يقول: حدثني ذاك الرجل الصالح. وقال أحمد بن
يونس سمعت سفيان الثوري وذكر المعافي فقال: ذاك ياقوتة العلماء.
وقال ابن عمار لم أر أحد قط أفضل منه. قلت إسحاق أبو زكريا محمد بن
يزيد الأزدي ترجمته في تاريخه في بضع وعشرين ورقة فقال: صنف
المعافي في السنن والزهد والأدب والفتن وغير ذلك. قال بشر بن
الحارث الحافي قال الأوزاعي وقد اجتمع عنده المعافي وابن المبارك
287

وموسى بن أعين: هؤلاء أئمة الناس، لكن لا أقدم على الموصلي أحدا.
قال بشر كان يحفظ الحديث والمسائل وكان في الفرح والحزن واحدا
قتلت الخوارج له ولدين فما تبين عليه شئ ثم جمع أصحابه وأطعمهم
وقال آجركم الله في فلان وفلان، قال وكان صاحب دنيا واسعة وضياع
كثيرة وإذا جاء المغل بعث إلى أصحابه كفايتهم وكانوا أربعة وثلاثين
رجلا. وقيل لبشر الحافي نراك تعشق المعافي، فقال: ومالي لا أعشقه
وقد كان سفيان يسميه الياقوتة. قال ابن عمار: مات سنة خمس وثمانين
ومائة. وقال غيره سنة أربع. قلت كان من أبناء الستين، يزيد أو ينقص.
قرأت على علي بن أحمد الهاشمي نا محمد بن أحمد ببغداد انا محمد بن عبيد الله
المجلد وقرأت على أبي المعالي المصري انا أبو حفص السهروردي انا هبة الله
الشبلي قالا انا محمد بن محمد الزينبي انا محمد بن عبد الرحمن المخلص نا عبد الله
ابن محمد البغوي نا محمد بن أبي سمينة نا المعافي بن عمران عن صالح بن أبي
الأخضر عن الزهري عن انس قال كنت أسكب لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وضوءه عن جميع أزواجه في الليلة الواحدة.
268 - 37 / 6 ع - حميد بن عبد الرحمن
ابن حميد بن عبد الرحمن الحافظ الامام المتقن أبو عوف الرواسي
الكوفي ابن أخي المحدث إبراهيم بن حميد الرواسي. روى عن أبيه وهشام
ابن عروة والأعمش وسلمة بن نبيط وابن أبي خالد وابن أبي ليلى وينزل
إلى حماد بن زيد وزهير بن معاوية. وعنه احمد ويحيى بن يحيى وقتيبة
وابنا أبي شيبة وأبو خيثمة وعلي بن حرب وخلق. اثنى عليه احمد ووثقه
288

ابن معين وقال أبو بكر بن أبي شيبة قل من رأيت مثله. وقال ابن نمير:
مات سنة تسعين ومائة. وقال ابن حبان: مات في آخر سنة اثنتين
وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
269 - 38 / 6 م 4 - بقية بن الوليد
الامام الحافظ محدث الشام أبو يحمد الكلاعي الحميري الميتمي
الحمصي. حدث عن محمد بن زياد الألهاني والزبيدي وبحير بن سعد وعبيد الله
ابن عمر، وثور بن يزيد وخلق لا يحصون حتى أنه قد روى عن إسحاق
ابن راهويه. حدث عنه الأوزاعي وشعبة والحمادان ونعيم بن حماد وداود
ابن رشيد وعلي بن حجر وعمرو بن عثمان وأبو التقي اليزني ومحمد بن
مصفى وأبو عتبة أحمد بن الفرج وخلائق. قال يحيى بن معين وأبو زرعة
وغيرهما إذا روى بقية عن ثقة فهو حجة. وقال ابن المبارك: أعياني
بقية يسمى الكنى ويكنى الأسامي قلت كان يدلس كثيرا فيما يتعلق
بالأسماء، ويدلس عن قوم ضعفاء وعوام يسقطهم بينه وبين ابن
جريج ونحو ذلك، ويروى عمن دب ودرج. قال أبو حاتم سألت
أبا مسهر عن حديث لبقية فقال: احذر أحاديث بقية وكن منها على
تقية فإنها غير نقية.
قال النسائي إذا قال بقية: حدثنا وأخبرنا فهو ثقة، وان قال:
عن فلان فلا يؤخذ عنه لأنه لا يدرى عمن اخذه (1) وروى أن هارون
الرشيد كتب عن بقية وقال له اني لأحبك. قلت كان بقية شيخا

(1) في المكية (وان قال عن فلا) فقط.
289

واسع العلم كيسا ظريفا حمصيا. قال حجاج بن الشاعر: سألوا سفيان بن
عيينة عن حديث من الملح فقال: أبو العجب انا بقية بن الوليد. وقال
أبو التقى سمعت بقية يقول ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد. قال
يحيى بن معين كان شعبة مبجلا لبقية لما قدم عليه. تفقه بقية بالأوزاعي
وقد روى له مسلم حديثا واحدا متابعة ولم يخرج له البخاري. توفى سنة
سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن حازم وجماعة قالوا أخبرنا أبو القاسم بن صصري
(ح) وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن العلوي وأحمد بن الهادي قالا انا محمد
ابن غسان (وانا) أبو الفداء المرداوي انا الإمام أبو محمد عبد الله بن
قدامة قالوا أخبرنا أبو المكارم بن هلال انا عبد الكريم بن المؤمل حضورا
انا عبد الرحمن بن عثمان التميمي ثنا خيثمة بن سليمان بدمشق نا أبو عتبة
الحجازي نا بقية حدثني الضحاك بن حمزة عن قتادة عن عبد الرحمن
ابن جبير عن النعمان بن بشير قال جاءت امرأة تشكو أن زوجها وقع
على جاريتها فقال والله لأقضين بينكما بقضية قضى بها رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، ان كنت أحللتها له ضربناه مائة سوط وان
لم تكوني أحللتها له رجمناه. الضحاك رواه مع أن ابن حبان ذكره في الثقات.
270 - 39 / 6 ع - علي بن مسهر الامام الحافظ أبو الحسن
القرشي مولاهم الكوفي قاضى الموصل. حدث عن داود بن أبي
هند وإسماعيل بن أبي خالد وأبي مالك الأشجعي وزكريا بن أبي زائدة
وعاصم الأحول وهذه الطبقة من الكوفيين والبصريين. حدث عنه
290

بشر بن آدم وسويد بن سعيد وابنا أبي شيبة وعلي بن حجر وهناد بن
السري وخلق سواهم. قال أحمد بن حنبل: هو أثبت من أبي معاوية في
الحديث وقال احمد العجلي: كان ممن جمع بين الفقه والحديث ثقة.
وروى عباس عن يحيى قال: كان ثبتا ولى قضاء أرمينية. قال ابن نمير:
دفن على كتبه (1). قال ابن معين: اشتكى عينه بأرمينية فقال قاض كان
قبله للكحال: أذهب بصره وأعطيك مالا ففعل، ورجع إلى الكوفة أعمى.
مات سنة تسع وثمانين ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الحجار قالا انا موسى بن
عبد القادر انا سعيد بن أحمد انا علي بن البسري انا أبو طاهر المخلص نا عبد الله
انا عثمان بن أبي شيبة نا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن ربعي عن
حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان حوضي لا بعد
من أيلة وعدن، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم،
وهو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، واني لأذود عنه الرجال
كما يذود الرجل الغريبة من الإبل عن حوضه، قيل يا رسول الله وهل
تعرفنا يومئذ؟ قال: تردون على غرا محجلين من آثار الوضوء ليست لأحد
غيركم. أخرجه مسلم وابن ماجة عن عثمان فوافقناهما.
271 - 40 / 6 ع - عبد الرحيم بن سليمان
المروزي ثم الكوفي الحافظ أحد الاثبات المصنفين. يروى عن
هشام بن عروة وعاصم الأحول. روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة وهناد

(1) في تهذيب التهذيب - ج 7 ص 383 (قال ابن نمير كان قد دفن كتبه).
291

ابن السري، مات سنة سبع وثمانين ومائة
272 - 41 / 6 ع - عمر بن علي بن عطاء
ابن مقدم الإمام الحجة أبو حفص المقدمي البصري مولى ثقيف
وهو أبو عاصم ومحمد وعم محمد بن أبي بكر المقدمي. يروى عن هشام
ابن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وأبي حازم المديني وخالد الحذاء. وعنه
خليفة بن خياط وأحمد بن عبدة والفلاس وبندار وأبو الأشعث العجلي
وآخرون. قال يحيى بن معين: ما به بأس. وقال ابن سعد: ثقة ويدلس
تدليسا شديدا يقول: سمعت ونا. ثم يسكت، ويقول: هشام بن
عروة قلت قد احتج به الجماعة واحتملوا له تدليسه، مات في جمادي الأول
سنة تسعين ومائة.
أخبرنا أبو الحسن العلوي انا أبو الحسين القطيعي انا أبو بكر ابن
الزاغوني انا أبو نصر الزينبي انا أبو طاهر الذهبي نا يحيى بن الحسن بن
داود المنكدري نا عمر بن علي المقدمي نا ابن إسحاق قال سمعت أبا سعيد
الخطمي، قال ابن صاعد: هو شرحبيل بن سعيد، قال سمعت جابرا
يقول صلى بي رسول الله صلى الله عليه وآله وبجابر بن صخر
فأقامنا خلفه.
273 - 42 / 6 ع - القاضي أبو يوسف الامام العلامة
فقيه العراقين يعقوب بن إبراهيم الأنصاري الكوفي صاحب
أبي حنيفة رضي الله عنهما. سمع هشام بن عروة وأبا إسحاق الشيباني وعطاء
ابن السائب وطبقتهم. وعنه محمد بن الحسن الفقيه وأحمد بن حنبل
292

وبشر بن الوليد ويحيى بن معين وعلي بن الجعد وعلي بن مسلم الطوسي
وعمرو بن أبي عمرو وخلق سواهم، نشأ في طلب العلم وكان أبوه فقيرا
فكان أبو حنيفة يتعاهد يعقوب بمائة بعد مائة وقال المزني: أبو يوسف
اتبع القوم للحديث. وقال يحيى بن يحيى التميمي سمعت أبا يوسف يقول
عند وفاته: كل ما أفتيت به فقد رجعت عنه الا ما وافق الكتاب
والسنة، وفي لفظ: الا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون. وروى
أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود البرلسي عن يحيى بن معين قال: ليس في
أصحاب الرأي أكثر حديثا ولا أثبت من أبي يوسف. وقال علي بن
الجعد سمعت أبا يوسف يقول: من قال ايماني كايمان جبريل فهو صاحب
بدعة. قال بشر بن الوليد سمعت أبا يوسف يقول: من طلب غرائب
الحديث كذب، ومن طلب المال بالكيمياء افتقر، ومن طلب الدين
بالكلام تزندق. وروى عباس عن ابن معين قال: أبو يوسف صاحب
حديث وصاحب سنة، وقال ابن سماعة كان أبو يوسف يصلى بعد ما قولي
القضاء في كل يوم مائتي ركعة. وقال احمد: كان منصفا في الحديث.
وقال الفلاس صدوق كثير الغلط، مات في ربيع الآخر سنة ثنتين
وثمانين ومائة عن سبعين سنة الا سنة. وله اخبار في العلم السيادة
قد أفردته وأفردت صاحبه محمد بن الحسن رحمهما الله في جزء، أكبر
شيخ له حصين بن عبد الرحمن ولم يلق عبد الله بن دينار بل بينهما رجل.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا مبارك بن أبي الجواد انا أحمد بن أبي غالب
انا عبد العزيز بن علي انا أبو طاهر المخلص نا محمد بن هارون الحضرمي
293

نا إسحاق بن أبي إسرائيل انا أبو يوسف القاضي ثنا أبو حنيفة عن علقمة
ابن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: اتي ماعز بن مالك رسول الله
صلى الله عليه وآله فأقر بالزنا فرده، ثم عاد فأقر بالزنا فرده،
ثم عاد فأقر بالزنا فرده، فلما كان في الرابعة سأل عنه قومه هل
تنكرون من عقله شيئا؟ قالوا: لا، فأمر به فرجم في موضع قليل
الحجارة فأبطأ عليه الموت فانطلق يسعى إلى موضع كثير الحجارة
واتبعه الناس فرجموه حتى قتلوه، ثم ذكروا شأنه لرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم واستأذنوه في دفنه والصلاة عليه فأذن لهم في ذلك
فقال: لقد تاب توبة لو تابها فئام من الناس قبل منهم. هذا اسناده
متصل عال.
274 - 43 / 6 ع - أبو معاوية الحافظ الثبت
محدث الكوفة محمد بن خازم الكوفي الضرير. حدث عن هشام
ابن عروة والأعمش وليث بن أبي سليم وأبي إسحاق الشيباني وإسماعيل
ابن أبي خالد وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو خيثمة
والحسن بن عرفة وهناد وسعدان بن نصر والحسن بن محمد الزعفراني
وأحمد بن عبد الجبار وخلق عظيم. ولد سنة ثلاث عشرة ومائة.
قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية: اما أنت فقد ربطت
رأس كيسك وقيل إن شعبة كان إذا حدث بحضرة أبي معاوية يراجعه
في حديث الأعمش يقول أليس كذا؟ أليس كذا؟ قال أبو نعيم لزم
أبو معاوية الأعمش عشرين سنة. وقال أحمد بن حنبل: كان أبو معاوية
294

إذا سئل عن حديث الأعمش يقول قد صار في فمي علقما. قال احمد:
كان والله حافظا للقرآن ويضطرب في غير حديث الأعمش. وقال
علي ابن المديني: كتبت عن أبي معاوية عن الأعمش ألفا وخمس مائة
حديث. قال جرير: كنا نخرج من عند الأعمش فلا يكون احفظ منا
لحديثه من أبي معاوية. وقيل: كان الرشيد يجل أبا معاوية ويحترمه.
وقال أحمد بن داود الحراني: سمعت أبا معاوية يقول: البصراء كانوا على
عيالا عند الأعمش. وعنه: لقد رأيتهم يجيئون كلهم إلى بابي فأملى
عليهم ما سمعوا من الأعمش. وقال أحمد بن الحسن السكري الحافظ:
أعرفهم بالأعمش أبو معاوية، وبعده الثوري، وبعده شعبة. قلت كان
أبو معاوية يرى الارجاء. مات في قول الجماعة سنة خمس وتسعين ومائة
رحمه الله تعالى. وقيل: سنة أربع وقع لي من عوالي أبي معاوية كثير.
275 - 44 / 6 ع - مروان بن معاوية
ابن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن الحافظ المحدث الثقة
أبو عبد الله الفزاري الكوفي نزيل مكة ثم دمشق. حدث عن عاصم
الأحول وحميد الطويل وأبي مالك سعد بن طارق وإسماعيل بن أبي
خالد وموسى الجهني ومحمد بن سوقة وعدة. وعنه احمد وإسحاق
وأبو خيثمة والحسين بن حريث ودحيم وأبو كريب وابن عرفة ومحمد
ابن هشام بن خلاس النميري وخلق كثير. ذكره أحمد بن حنبل فقال:
ثبت حافظ كان يحفظ حديثه كله. وقال ابن المديني: ثقة فيما روى عن
المعروفين. وقال ابن معين: كان يلتقط شيوخا من السكك. قيل مات
295

فجاءة بمكة في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائة وما أعلى
حديثه في الأربعين لعبد المنعم الفراوي وقيل: كان فقيرا معيلا فكان
الناس يبرونه.
276 - 45 / 6 خ د ت ق - مروان بن شجاع
الحافظ الإمام أبو عمرو الجزري مولى بنى أمية حراني سكن بغداد
وكان عالما بخصيف حدث عنه وعن إبراهيم بن أبي عبلة وسالم الأفطس.
وعنه أحمد بن حنبل وسريج بن يونس وأحمد بن منيع وأبو عبيد ويعقوب
الدورقي والحسن بن عرفة وعدة، وثقه ابن معين وغيره. وقال ابن
سعد: كان راوية لخصيف. وقال خليفة: مات سنة أربع وثمانين ومائة
رحمه الله تعالى. عواليه في جزء ابن عرفة وغيره.
277 - 46 / 6 ع - عبد الأعلى بن عبد الأعلى
المحدث العالم أبو محمد القرشي السامي البصري. عن حميد الطويل
والجريري ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وعدة. وعنه إسحاق
ابن راهويه وأبو بكر ابن أبي شيبة وعمرو بن علي الفلاس ونصر بن علي
وبندار وخلق كثير وحديثه في الكتب الستة وثقه غير واحد. واما
ابن سعد فقال: لم يكن بالقوي. قلت. مات في شعبان سنة تسع
وثمانين ومائة ويأتي له ما ينكر.
278 - 47 / 7 ع - السيناني الحافظ الإمام الحجة
أبو عبد الله الفضل بن موسى المروزي أحد أئمة خراسان، وسينان
296

من قرى مرو. رحل وسمع [من (1)] هشام بن عروة وخثيم بن عراك
وإسماعيل بن أبي خالد ومعمر وحسين المعلم وطبقتهم. وعنه إسحاق
ابن راهويه وعلي بن حجر ويحيى بن أكثم وأبو عمار الحسين بن حريث
وعلي بن خشرم ومحمود بن غيلان ومحمود بن آدم وعدة. قال أبو نعيم
هو أثبت من المبارك. وقال وكيع: أعرفه ثقة صاحب سنة. وقال
علي بن خشرم سمعت السيناني يقول كان علينا عامل بمرو وكان نساء
فقال اشتروا لي غلاما وسموه بحضرتي حتى لا أنسى ففعلوا ذلك، فقال
ما سميتموه قالوا واقدا، قال فهلا اسما لا أنساه ابدا قم يا فرقد. قال
إسحاق بن راهويه لم اكتب عن أحد أوثق في نفسي من الفضل بن
موسى ويحيى بن يحيى. ولد سنة خمس عشرة ومائة. ومات رحمة الله
عليه في حادي عشر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائة ليلة دخول
هرثمة على ولاية خراسان. وقع لي من عواليه من رواية محمود
ابن غيلان عنه.
279 - 48 / 6 ع - حفص بن غياث الامام الحافظ
أبو عمر النخعي الكوفي قاضى بغداد ثم قاضي الكوفة. حدث
عن جده طلق بن معاوية وعاصم الأحول وليث بن أبي سليم وهشام
ابن عروة وعبيد الله بن عمر وخلق كثير. حدث عنه ولده عمر بن حفص
واحمد وإسحاق وعلى ابن المديني وابن معين وابنا أبي شيبة وعمرو
الناقد ويعقوب الدورقي والحسن بن عرفة واحمد العطاردي وخلق

(1) من المكية.
297

سواهم. ولد سنة سبع عشرة ومائة. قال يحيى القطان: حفص أوثق
أصحاب الأعمش. وقال سجادة: كان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث.
قال حفص: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة. مات وعليه
دين تسعمائة درهم. قال يحيى بن معين: جمع ما حدث به حفص ببغداد
وبالكوفة فمن حفظه، لم يخرج كتابا، كتبوا عنه ثلاثة آلاف أو أربعة
آلاف حديث من حفظه. وقال أبو جعفر المسندي كان حفص
ابن غياث من أسخى العرب، وكان يقول من لم يأكل من طعامي لا أحدثه
وإذا كان يوم ضيافته لا يبقى رأس من الرواسين. توفى حفص آخر سنة
أربع وتسعين ومائة رحمة الله عليه. قال أحمد بن حنبل رأيت مقدم فم
حفص مضببة أسنانه بالذهب.
280 - 49 / 6 ع - يحيى بن سعيد بن فروخ الامام
العلم سيد الحفاظ أبو سعيد التميمي مولاهم البصري القطان ولد سنة
عشرين ومائة، سمع هشام بن عروة وعطاء بن السائب وحسينا المعلم
وخثيم بن عراك وحميد الطويل وسليمان التيمي ويحيى بن سعيد الأنصاري
والأعمش وطبقتهم فأكثر جدا. وعنه ابن مهدي وعفان ومسدد
واحمد وإسحاق ويحيى وعلي والفلاس وبندار وإسحاق الكوسج ومحمد
ابن شداد المسمعي وأمم سواهم. قال احمد: ما رأيت بعيني مثل يحيى
ابن سعيد القطان. وقال ابن معين قال لي عبد الرحمن: لا ترى بعينيك
مثل يحيى القطان. وقال ابن المديني: ما رأيت أحدا اعلم بالرجال منه.
وقال بندار هو امام أهل زمانه. وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت
298

إلى يحيى بن سعيد ظننت انه لا يحسن شيئا كان يشبه التجار فإذا تكلم
أنصت له الفقهاء وقال أحمد بن محمد بن يحيى: لم يكن جدي يمزح ولا يضحك
الا تبسما ولا دخل حماما وكان يخضب.
قال ابن معين أقام يحيى القطان عشرين سنة يختم كل ليلة وقال
بندار: اختلفت إليه عشرين سنة فما أظن أنه عصى الله قط. وقال محمد
ابن أبي صفوان: كان نفقة يحيى القطان من غلته حنطة وشعير وتمر.
قال يحيى بن معين: لم يفت الزوال في المسجد يحيى بن سعيد أربعين سنة.
وقال احمد. ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد. وقال العجلي:
كان نقى الحديث لا يحدث الا عن ثقة. قال أبو قدامة السرخسي سمعت
يحيى بن سعيد يقول: كل من أدركت يقولون الايمان قول وعمل
ويكفرون الجهمية ويقدمون أبا بكر وعمر. وقال ابن معين كان يحيى
إذا قرئ القرآن عنده سقط حتى يصيب وجهه الأرض. وقال:
ما دخلت كنيفا قط الا ومعي امرأة.
قال ابن معين: كان ضعيف القلب وكان له جار فوقع فيه وشتمه فجعل
يحيى يبكي ويقول: صدق من انا؟ وما انا؟. قال وكان له سبحة يسبح
بها. وقال ابن مهدي اختلفوا يوما عند شعبة فقالوا: اجعل بيننا وبينك
حكما، قال: قد رضيت بالأحول، يعنى يحيى بن سعيد؟ فما برحنا حتى
جاء وقضى على شعبة، فقال ومن يطيق نقدك يا أحول. قال ابن سعد:
كان ثقة حجة رفيعا مأمونا، وقال شاذي بن يحيى قال يحيى القطان من
قال إن قل هو الله أحد مخلوق فهو زنديق. قال ابن المديني كنا عند يحيى
299

فقرأ رجل سورة الدخان فصعق وغشي عليه. قال النسائي امناء الله
على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله مالك وشعبة ويحيى
القطان. وقال احمد: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت. قال يحيى بن
معين سمعت يحيى بن سعيد يقول: ليس لأحد على عقد ولا ولاء.
قال ابن مهدي: قال لي سفيان: جئني بمن أذاكره، فجئته بيحيى فذاكره
فلما خرج قال يا عبد الرحمن قلت لك جئني بانسان جئتني بشيطان، يعنى
اندهش سفيان من حفظه. وقال احمد: يحيى القطان أثبت الناس،
وما كتبت عن أحد مثله. قال عفان: رأى رجل في النوم بشر يحيى بن
سعيد القطان بأمان من الله يوم القيامة توفى يحيى في صفر سنة ثمان
وتسعين ومائة، وله حديث في غاية العلو في الغيلانيات وآخر من
حدث عنه المسمعي وآخر من حدث عن المسمعي أبو بكر الشافعي
وآخر من حدث عن أبي بكر أبو طالب بن غيلان وآخر من حدث
عنه ابن الحصين وآخر من حدث عنه ابن طبرزذ وخاتمة أصحابه فخر الدين
ابن البخاري صاحب المشيخة.
281 - 50 / 6 ع - غندر الحافظ المتقن المجود
أبو عبد الله محمد بن جعفر الهذلي مولاهم البصري سمع حسينا المعلم
وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وعوفا الاعرابي ومعمر بن راشد وسعيد
ابن أبي عروة ولزم شعبة فأكثر عنه جدا. حدث عنه احمد وعلي بن
[المديني] وإسحاق [بن راهويه] ويحيى [بن معين] وأبو خيثمة
[وقتيبة] وأبو بكر بن أبي شيبة والفلاس وبندار ومحمد بن المثنى ومحمد
300

ابن الوليد البسري وآخرون. قال يحيى بن معين: كان غندر أصح الناس
كتابا، أراد بعض [الناس (1)] ان يخطئه فلم يقدر وقال أحمد بن حنبل
قال غندر: لزمت شعبة عشرين سنة قلت: ابن جريج هو الذي لقبه
غندرا لكونه شغب عليه وذلك لان ابن جريج تعنته في الاخذ.
قال يحيى بن معين اخرج إلينا غندر ذات يوم جرابا فقال اجهدوا
ان تخرجوا فيه خطأ، قال: فما وجدنا فيه شيئا، وكان يصوم يوما ويفطر
يوما منذ خمسين سنة. قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا نستفيد من كتب
غندر في حياة شعبة.
قلت كان يتجر في الطيالسة والكرابيس ومع إتقانه كان فيه تغفل
قال علي بن عثام: اتيت غندرا فذكر من فضله وعلمه بحديث شعبة
فقال لي: هات كتابك فأبيت الا ان يخرج كتابه فأخرجه وقال: يزعم
الناس اني اشتريت سمكا فأكلوه وانا نائم ولطخوا به يدي ثم قالوا
اكلت فشم يدك، أفما كان يدلني بطني.
قال الدينوري في المجالسة انا جعفر بن أبي عثمان سمعت يحيى بن
معين يقول دخلنا على غندر فقال لا أحدثكم بشئ حتى تمشوا إلى السوق
فيراكم الناس فيكرموني فمشينا خلفه فجعل الناس يقولون: من هؤلاء
يا أبا عبد الله؟ فيقول: هؤلاء أصحاب الحديث جاؤني من بغداد
يكتبون عني. مات غندر في أول ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة
رحمة الله عليه.

(1) من المكية.
301

قرأت على عبد الخالق بن عبد السلام القاضي ببعلبك في سنة ثلاث
وتسعين. أخبركم الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد سنة إحدى عشرة
وست مائة انا أحمد بن عبد الغني (ح) وقرأت على أحمد بن محمد الطاهري
قال قرأت على أبي القاسم بن رواحة (وقرأت) بمكة على شيخ الحرم
أبي إسحاق الطبري (وببعلبك) على أبي الحسين ابن الفقيه قالا انا علي بن
هبة الله الخطيب (وانا) أبو القاسم الهواري وابن جماعة وجماعة قالوا
انا جعفر بن علي (وانا) عبد الله بن محمد الخالدي وغيره انا يوسف بن
محمود، قالوا انا أبو طاهر السلفي قال انا نصر بن أحمد القارئ انا عبد الله
بن عبيد الله انا الحسين بن إسماعيل القاضي إملاء انا محمد بن المثنى حدثني
محمد بن جعفر انا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن
حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله ان رجلا مات فدخل الجنة
فقيل له ما كنت تعمل؟ فإما ذكر وإما ذكر، فقال: اني كنت أبايع الناس
وكنت انظر المعسر وأتجوز في السكة أوفي النقد؟ فغفر له. فقال
أبو مسعود رضي الله عنه. وانا سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم.
282 - 51 / 6 ع - الوليد بن مسلم الامام الحافظ
عالم أهل دمشق أبو العباس الأموي مولاهم الدمشقي. ولد سنة
تسع عشرة ومائة. وسمع يحيى بن الحارث الذماري وقرأ عليه وثور
ابن يزيد وابن عجلان وهشام بن حسان وابن جريج والمثنى بن صباح
302

ويزيد بن أبي مريم وصفوان بن عمرو والأوزاعي وخلقا كثيرا.
حدث عنه أحمد بن حنبل وإسحاق [وابن المديني] ودحيم وهشام بن
عمار وأبو خيثمة وعلي بن محمد الطنافسي وكثير بن عبيد ومحمد بن مصفى
ومحمود بن غيلان وموسى بن عامر وخلق كثير.
صنف التصانيف والتواريخ وعى بهذا الشأن أتم عناية. قال احمد
ابن حنبل: ما رأيت من الشاميين أعقل منه. وقال ابن جوصاء: لم نزل
نسمع ان من كتب مصنفات الوليد صلح ان يلي القضاء، وهي سبعون
كتابا. وقال أبو مسهر وغيره كان الوليد مدلسا ربما دلس عن
الكذابين.
قلت وقرأ عليه الربيع بن ثعلب وهشام بن عمار، وقد حدث
عنه من شيوخه الليث بن سعد، ومن أقرانه بقية وابن وهب. قال
محمد بن سعد: والوليد ثقة كثير الحديث والعلم. قال يعقوب الفسوي:
سألت هشاما عن الوليد فاقبل يصف علمه وورعه وتواضعه، وكان
أبوه من رقيق الامارة. قال أبو اليمان: ما رأيت مثل الوليد بن مسلم.
وقال على ابن المديني: سمعت من الوليد وما رأيت من الشاميين مثله،
وقد أغرب بأحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد. قال صدقة بن الفضل
المروزي: ما رأيت أحدا احفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم
من الوليد وكان يحفظ الأبواب. وقال ابن المديني: الوليد رجل أهل الشام
وعنده علم كثير ولم استمكن منه. وقال غيره: كان الوليد
بارعا في حفظ المغازي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن
303

عدى ثقة.
قلت لا نزاع في حفظه وعلمه، وانما الرجل مدلس فلا يحتج به
الا إذا صرح بالسماع. قال حرملة بن عبد العزيز: نزل على الوليد بن
مسلم قافلا من الحج فمات عندي بذي المروة. قال محمد بن مصفى وغيره:
مات في المحرم سنة خمس وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. وقع لي من
عواليه في أماكن. وقد روى محمد بن أيوب البجلي قال نا الهيثم بن
خارجة نا الوليد بن مسلم قال سألت مالكا والأوزاعي والثوري والليث
ابن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة فقالوا أمروها كما جاءت
بلا كيف.
283 - 52 / 6 ع - عبد الله بن وهب بن مسلم
الامام الحافظ أبو محمد الفهري مولاهم المصري الفقيه أحد الأئمة
الاعلام ولد سنة خمس وعشرين ومائة ويقال ولاؤه للأنصار. قال
ابن يونس طلب العلم وله سبع عشرة سنة. وقال: دعوت يونس بن
يزيد لوليمة عرسي. قال ابن يونس: جمع ابن وهب بين الفقه والحديث
والعبادة. قلت حدث عن يونس [بن يزيد] وابن جريج وحنظلة بن أبي
سفيان [وحياة بن شريح] وأسامة بن زيد الليثي وحيى بن عبد الله
المعافري وعمر بن محمد العمرى وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري وأبى
صخر حميد بن زياد وعمرو بن الحارث ومالك [وسفيان] والليث وخلق
كثير بمصر والحرمين وصنف موطأ كبيرا. روى عنه شيخه الليث
وابن مهدي واصبغ بن الفرج وحرملة وأحمد بن صالح وسعيد بن أبي
304

مريم وسحنون بن سعيد والحارث بن مسكين وأبو الطاهر أحمد بن السرح
وعبد الملك بن شعيب وبحر بن نصر وإبراهيم بن منذر (1) وسعيد بن منصور
وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخيه والربيع بن سليمان المرادي ويونس بن
عبد الا على وخلائق وكان ثقة حجة حافظا مجتهدا لا يقلد أحدا
ذا تعبد وتزهد. قال أحمد بن صالح: ما رأيت أحدا أكثر حديثا منه،
حدث بمائة الف حديث وقد وقع عندنا سبعون الف حديث. وقال
خالد بن خداش: قرئ على ابن وهب كتابه في أهوال القيامة فخر مغشيا
عليه فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام. قال ابن وهب: رأيت هشام
ابن عروة جالسا في المسجد ثم جئت منزله فقالوا: نام فلما رجعت من
الحج وجدته قد مات، ورأيت عبيد الله بن عمرو قد عمى وقطع الحديث.
قال عبد الرحمن بن القاسم الفقيه لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب
أكباد الإبل، ما دون العلم أحد تدوينه. وقال يونس عن ابن وهب:
قرأت على نافع بن أبي نعيم. قال أبو زرعة نظرت في نحو ثلاثين الف
حديث لابن وهب ولا اعلم اني رأيت له حديثا لا أصل له، وهو
ثقة، وسمعت يحيى بن بكير يقول: هو أفقه من ابن القاسم. وعن
سحنون قال: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا ثلثا في الرباط وثلثا
[يعلم الناس وثلثا (2)] في الحج. قيل حج ستا وثلاثين حجة وكان مالك
يكتب إليه [إلى عبد الله (2)] مفتى أهل مصر، ولم يفعل هذا مع غيره
وذكر هو وابن القاسم عند مالك فقال: ابن القاسم فقيه وابن وهب

(1) في المكية (منقذ) والذي في التهذيب (إبراهيم بن المنذر) (2) من المكية
305

عالم. قال أبو زيد بن أبي الغمر: كنا نسمي ابن وهب ديوان العلم.
قال ابن أبي حاتم انا أحمد بن عبد الرحمن انا عمى قال: سئل مالك عن تخليل
الأصابع فلم ير ذلك فقلت يا أبا عبد الله ان عندنا لذلك سنة، انا الليث
وعمرو بن الحارث عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر ان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال إذا توضأت فخلل أصابع رجليك. فرأيته
بعد ذلك يسأل عنه فيأمر بتخليل الأصابع، وقال لي: ما سمعت
بهذا قط إلا الان. وقال أحمد بن سعيد الهمداني: دخل ابن وهب
حماما فسمع قارئا يقرأ (وإذ يتحاجون في النار) فغشى عليه. قال
أحمد بن أخي ابن وهب: طلب عباد بن محمد عمى ليوليه القضاء فتغيب
فهدم عباد بعض دارنا فقال الصباحي لعباد: متى طمع هذا الكذا
والكذا ان يلي القضاء؟ فبلغ عمى فدعا عليه بالعمى فعمى بعد جمعة.
وقال أبو طاهر بن عمرو نعى ابن وهب ونحن في مجلس ابن. عيينة
فقال: انا الله وانا إليه راجعون، أصيب المسلمون به عامة وأصبت به
خاصة. قال النسائي: ابن وهب ثقة ما أعلمه روى عن ثقة حديثا منكرا.
وقال يونس: مات في شعبان سنة سبع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
قلت يقع عواليه في الثقفيات
284 - 53 / 6 ع - وكيع بن الجراح
ابن مليح الامام الحافظ الثبت محدث العراق أبو سفيان الرواسي
الكوفي أحد الأئمة الاعلام، ورواس بطن من قيس عيلان، ولد
306

سنة تسع وعشرين ومائة. سمع هشام بن عروة والأعمش [وجعفر
ابن برقان] وإسماعيل بن أبي خالد وابن عون وابن جريج وسفيان
والأوزاعي وخلائق. وعنه ابن المبارك مع تقدمه واحمد وابن المديني
ويحيى [بن معين] وإسحاق وزهير وابنا أبي شيبة وأبو كريب وعبد الله
ابن هشام [وعلي بن حرب (1)] وإبراهيم بن عبد الله القصار وأمم سواهم.
وكان أبوه على بيت المال، وأراد الرشيد ان يولى وكيعا قضاء
الكوفة فامتنع. قال يحيى بن يمان: لما مات سفيان جلس وكيع موضعه
وقال القعنبي كنا عند حماد بن زيد فلما خرج وكيع قالوا: هذا راوية
سفيان، فقال: هذا ان شئتم أرجح من سفيان. وعن يحيى بن أيوب
المقابري قال ورث وكيع من أمه مائة ألف درهم.
الفضل بن محمد الشعراني سمعت يحيى بن أكثم قال: صحبت وكيعا في
السفر والحضر فكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة. قال يحيى
ابن معين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه. وقال احمد: ما رأيت
أوعى للعلم ولا احفظ من وكيع وقال يحيى: ما رأيت أفضل منه يقوم
الليل ويسرد الصوم ويفتى بقول أبي حنيفة وكان يحيى القطان يفتى بقول
أبي حنيفة أيضا وقال ابن المبارك رجل المصريين (2) اليوم ابن الجراح.
قال سلم بن جنادة جالست وكيعا سبع سنين فما رأيته بزق ولا مس حصاة
ولا جلس مجلسه فتحرك ولا رأيته الا مستقبل القبلة وما رأيته يحلف بالله.
قلت ما فيه الا شربة لنبيذ الكوفيين وملازمته له جاء ذلك من

(1) من المكية (2) في تاريخ بغداد.. (رجل المصرين - يعني وكيعا).
307

غير وجه عنه. قال يحيى بن معين: سأل رجل وكيعا انه شرب نبيذا فرأى
في النوم كأن من يقول له [انك (1)] شربت خمرا، فقال وكيع ذلك
شيطان. قال إبراهيم بن شماس: لو تمنيت: كنت أتمنى عقل ابن المبارك
وورعه، وزهد ابن فضيل ورقته، وعبادة وكيع وحفظه، وخشوع
عيسى بن يونس، وصبر حسين الجعفي.
ثم قال: كان وكيع أفقه الناس. وقال مروان بن محمد الطاطري
ما رأيت اخشع من وكيع، وما وصف لي أحد الا ورأيته دون
الصفة الا وكيع فاني رأيته فوق ما وصف لي. قال سعيد بن منصور
قدم وكيع مكة وكان سمينا فقال له الفضيل بن عياض: ما هذا السمن
وأنت راهب العراق؟ قال: هذا من فرحي بالاسلام فأفحمه. قال ابن
عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا اعلم بالحديث منه.
وقال أبو داود ما رئي لوكيع كتاب قط.
قال أحمد بن حنبل ما رأت عيني مثل وكيع قط يحفظ الحديث
ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد ولا يتكلم في أحد. قال حماد
ابن مسعدة قد رأيت الثوري، ما كان مثل وكيع. وقال أحمد بن زهير
سمعت يحيى بن معين يقول: من فضل عبد الرحمن على وكيع فعليه كذا
وكذا - ولعن. قال أبو حاتم وكيع احفظ من ابن المبارك. وقال احمد
ابن حنبل: عليكم بمصنفات وكيع. وقال ابن المديني: كان وكيع يلحن
ولو حدث عنه بألفاظه لكانت عجبا يقول عن عيشة (2). وروى أبو هشام

(1) من المكية (2) في التهذيب (كان يقول حدثنا مسعر عن عيينة) وفي هامشه (عنبسة)
308

وغيره عن وكيع قال: من زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر. وقيل
كان وكيع أعور. وقد سقت اخباره في تاريخ الاسلام وهي طويلة
في تاريخ دمشق. توفى وكيع بفيد راجعا من الحج سنة سبع وتسعين
ومائة يوم عاشوراء. قال وكيع: الجهر بالبسملة بدعة سمعه منه أبو سعيد
الأشج وقد وصل انسانا مرة بصرة دنانير لكونه كتب من محبرته وقال
اعذرني فاني لا أملك غيرها رحمة الله عليه.
285 - 54 / 6 ع - خالد بن الحارث الحافظ الحجة
أبو عثمان الهجيمي البصري. حدث عن أيوب السختياني وحميد
الطويل وعبيد الله بن عمر وهشام بن عروة وابن عون وطبقتهم. وعنه
إسحاق بن راهويه [وابن المديني] والقواريري وأحمد بن المقدام ومحمد
ابن المثنى والفلاس والحسن بن عرفة وخلق كثير. وقد حدث عنه
من شيوخه شعبة. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
وقال أبو حاتم الرازي: ثقة امام. وقال الترمذي: ثقة مأمون، سمعت
محمد بن المثنى يقول: ما رأيت بالبصرة مثل خالد بن الحارث، ولا بالكوفة
مثل عبد الله بن إدريس قلت: توفى خالد بن الحارث في سنة ست وثمانين
ومائة رحمه الله تعالى تقع عواليه في جزء الحفار.
286 - 55 / 6 ع - بشر بن المفضل
ابن لاحق الامام الثقة أبو إسماعيل الرقاشي مولاهم البصري الحافظ
العابد. حدث عن سهيل بن أبي صالح [ويحيى بن سعيد] وحميد الطويل
309

والجريري وخالد الحذاء وهذه الطبقة. وعنه على ابن المديني وإسحاق
ابن راهويه وأحمد بن حنبل ونصر بن علي وعمرو بن علي الفلاس وأحمد ابن
المقدام وخلق كثير. قال احمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة. وقال
على ابن المديني: كان يصلى كل يوم أربع مائة ركعة، ويصوم يوما ويفطر
يوما، ويروى انه ذكر عنده جهمي فقال: لا تذكروا ذلك الكافر، توفى
بشر سنة ست أو سبع وثمانين ومائة.
287 - 56 / 6 ع - محمد بن حرب الامام الثقة الفقيه
أبو عبد الله الخولاني الحمصي الأبرش كاتب الزبيدي. حدث عن
الزبيدي وبحير بن سعد ومحمد بن زياد الألهاني وعمر بن روبة والأوزاعي
وعدة. روى عنه أبو مسهر وإسحاق بن راهويه ومحمد بن وهب بن عطية
وكثير بن عبيد وأبو التقى اليزني ومحمد بن مصفى وأبو عتبة الحجازي وخلق
كثير. وذكر ابن سعد انه ولى قضاء دمشق. قال ابن معين وغيره: ثقة.
وحديثه في الكتب الستة. قال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربع وتسعين
ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن داود المقدسي بكفر بطنا انا أبو عبد الله الحافظ سنة
ثمان وثلاثين وستمائة. انا القاسم بن عبد الله انا وجيه بن طاهر انا احمد
ابن الحسن الأزهري انا محمد بن عبد الله بن حمدون انا أبو حامد بن الشرقي
نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن وهب نا محمد بن حرب نا محمد بن الوليد
الزبيدي انا الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله عنها
ان النبي صلى الله عليه وآله رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة
310

فقال: استرقوا لها فان بها النظرة، أخرجه البخاري عن محمد هو الذهلي
فوافقناه، وفي اسناده عدة محمدون، وعندي من عواليه في صفة النفاق.
288 - 57 / 6 خ 4 - عبيدة بن حميد
الكوفي الحذاء الحافظ الثبت. حدث عن الأسود بن قيس
وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ومنصور والأعمش وعدة.
حدث عنه سفيان الثوري مع تقدمه وأحمد بن حنبل وأحمد بن منيع
والحسن بن الصباح البزار والحسن بن محمد الزعفراني وعمرو الناقد
ومحمد بن سعيد بن غالب العطار وآخرون. وكان عالما نبيلا صاحب حديث
ونحو وقرآن وفضائل. قال يحيى بن معين واحمد: ثقة. قال احمد:
أتيناه فأملى علينا ثم كثر عليه الناس حتى غلبنا عنه وكثر الزحام. قلت
كان مؤدب الأمين محمد. عاش نيفا وثمانين سنة وتوفى سنة تسعين
ومائة رحمه الله تعالى.
289 - 58 / 6 خ م ت س ق - الأشجعي الامام
الحافظ الثبت أبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبد الرحمن الكوفي. سمع
إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وغيرهما، ثم لزم سفيان الثوري
مدة فكان يقول سمعت من سفيان ثلاثين الف حديث. قال يحيى بن
معين: ما بالكوفة اعلم بسفيان من الأشجعي. حدث عنه يحيى بن آدم
وأبو النضر ويحيى بن معين وأبو خيثمة وأبو كريب وعثمان بن أبي شيبة
ويعقوب الدورقي وآخرون.
311

وقال ابن معين: صالح ثقة. وقال الحاكم: كان اعلم بسفيان من
عبد الرحمن ومن يحيى بن سعيد ومن أبي احمد الزبيري وقبيصة وأبي
حذيفة، وكان عنده تصانيف سفيان. قال قبيصة: لما مات سفيان الثوري
جلس الأشجعي موضعه.
قلت: ثم تحول بعد ذلك إلى بغداد، مات في أول سنة اثنتين وثمانين
ومائة رحمه الله تعالى وروى له سوى أبي داود.
290 - 59 / 6 ع - عبدة بن سليمان
الامام الحافظ أبو محمد الكلابي الكوفي. حدث عن عاصم الأحول
وهشام بن عروة [والأعمش] وإسماعيل بن أبي خالد وطائفة. وعنه
[احمد وإسحاق] ابن راهويه وأبو خيثمة وأبو كريب وأبو سعيد الأشج
وآخرون. قال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة وزيادة مع صلاح وشدة
فقر عليه فروة خلقة لا تساوى كبير شئ، مات في رجب سنة ثمانين
ومائة. قال احمد: كان عبدة شديد الفقر. وقال العجلي: ثقة رجل
صالح صاحب قرآن يقرئ. وقال أحمد بن حنبل: قدمت الكوفة سنة
ثمان وثمانين وقد مات سنة سبع قبل قدومي بسنة. واما ابن سعد
فقال: مات لثلاث خلون من رجب سنة ثمان رحمه الله تعالى.
291 - 60 / 6 ع - المحاربي الحافظ
العالم أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن زياد الكوفي. حدث عن
عبد الملك بن عمير وليث بن أبي سليم [والأعمش] وإسماعيل بن أبي خالد
312

وفضيل بن غزوان وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وأبو كريب وهناد
وأبو سعيد الأشج وعلي بن حرب والحسن بن عرفة وخلق كثير. قال
وكيع: ما كان أحفظه للطوال. وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم
صدوق يروى عن المجهولين مناكير فيفسد حديثه بذلك. قال عبد الله
ابن احمد: كان يدلس. قلت توفى سنة خمس وتسعين ومائة وحديثه
بعلو في جزء ابن عرفة وعواليه في جزء علي بن حرب.
292 - 61 / 6 ع - أبو عبيدة الحداد عبد الواحد
ابن واصل السدوسي مولاهم البصري الحافظ نزيل بغداد. روى
عن سعيد بن أبي عروبة وعيينة بن عبد الرحمن ومعاذ بن العلاء وشعبة
وبهز بن حكيم وعوف الاعرابي وخلق، وعنه احمد وابن معين
وأبو خيثمة وعمرو الناقد وزياد بن أيوب وعدة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله قالا
انا أبو الفضل الأرموي انا أبو الحسين النقور انا علي بن عمر الحربي نا احمد
ابن الحسين الصوفي نا يحيى بن معين نا أبو عبيدة الحداد عن عبد الواحد
ابن زيد عن أسلم عن مرة عن زيد بن أرقم عن أبي بكر رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يدخل الجنة جسد غذي
بحرام، غريب جدا. وهكذا رواه إسحاق بن إبراهيم المروزي عن أبي
عبيدة. وسمعناه في منتخب عبد بن حميد عن أبي داود عن عبد الواحد
ابن زيد كذلك وهو المحفوظ ولكن هو في مسند أبي يعلى الموصلي
من طريقيه عن يحيى بن معين فقال: فرقد السبخي، بدل أسلم. قال حيان
313

قال يحيى بن معين أبو عبيدة كان من المتثبتين ما اعلم انا أخذنا عليه خطأ
البتة جيد القراءة والكتابة. وقال العجلي وابن معين وغيرهما: ثقة.
وقال احمد: أبو عبيدة صاحب شيوخ، وكتابه صحيح، وأبو داود أعرف
منه بالحديث. قال أبو قلابة: يوم ولدت مات أبو عبيدة سنة تسع وتسعين
ومائة رحمه الله تعالى.
293 - 62 / 6 ع - النضر بن شميل الامام الحافظ العلامة
أبو الحسن المازني البصري اللغوي عالم أهل مرو. قال أحمد بن
سعيد الدازمي: سمعته يقول: خرج بي أبي من مرو الروذ وانا ابن خمس
أو ست سنين إلى البصرة وقت الفتنة يعنى فتنة ظهور أبي مسلم سنة
ثمان وعشرين ومائة. وروى عن هشام بن عروة وحميد الطويل وإسماعيل
ابن أبي خالد بن عون وهشام بن حسان وخلق من الكوفيين والبصريين
وعنه إسحاق بن راهويه وإسحاق الكوسج ومحمد بن رافع وأبو محمد الدارمي
وسعيد بن مسعود المروزي وخلائق.
قال أبو حاتم: ثقة صاحب سنة. وعن ابن المبارك وسئل عنه
فقال: ذاك أحد الا حدين، لم يكن أحد من أصحاب الخليل يدانيه.
وقال العباس بن مصعب: كان إماما في العربية والحديث، وهو أول
من أظهر السنة بمرو وخراسان، وكان أروى الناس عن شعبة، الف
كتبا كثيرة لم يسبق إليها وولى قضاء مرو. قال احمد الدارمي: سمعت
النضر يقول: في كتاب الحيل كذا وكذا مسألة كفر. قال داود بن
مخراق سمعت ابن شميل يقول: لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى
314

جوعه. قال محمد بن عبد الله بن قهزاذ: مات النضر في آخر يوم من
سنة ثلاث ومائتين، ودفن في أول يوم من سنة أربع رحمه الله تعالى.
أخبرنا سليمان بن حمزة الحاكم وجماعة قالوا انا ابن الليثي انا أبو الوقت
انا الداودي انا ابن حمويه انا عيسى بن عمر نا أبو محمد الدارمي انا النضر بن
شميل انا بهز عن أبيه عن جده سمعت النبي صلى الله عليه وآله
يقول: انكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله تعالى.
294 - 63 / 6 ع - محمد بن فضيل بن غزوان المحدث
الحافظ أبو عبد الرحمن الضبي مولاهم الكوفي مصنف كتاب الزهد
وكتاب الدعاء وغير ذلك. حدث عن أبيه وبيان بن بشر وإبراهيم
الهجري وحبيب بن أبي عمرة وحصين بن عبد الرحمن وعاصم الأحول
وخلق سواهم. حدث عنه احمد وإسحاق وأحمد بن بديل والحسن بن
عرفة وأبو سعيد الأشج والفلاس وعلي بن حرب وأحمد بن عبد الجبار
العطاردي وأمم سواهم. وكان من علماء هذا الشأن وثقه يحيى بن معين
وقال احمد: حسن الحديث شيعي. قلت كان متواليا فقط. قرأ القرآن
على حمزة، وقد دخل على منصور ليسمع منه فوجده مريضا. قال أبو داود
كان شيعيا محترقا قلت: مات سنة خمس وتسعين ومائة وقيل سنة أربع.
295 - 64 / 6 ع - محمد بن شعيب
ابن شابور الامام المحدث أبو عبد الله الدمشقي. نزيل بيروت من
موالى بنى أمية. حدث عن عروة بن رويم ويحيى بن الحارث الذماري
315

وأبي زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني وعثمان بن أبي العاتكة والأوزاعي
وعمرو بن الحارث المصري وعدة. وعنه سليمان بن عبد الرحمن (1) ودحيم
وكثير بن عبيد ومحمد بن مصفى ومحمد بن هاشم البعلبكي ومحمود بن خالد
السلمي وخلق كثير. وثقه دحيم، وقال احمد ما أرى به بأسا كان
رجلا عاقلا، قال أبو عمرو الداني اخذ القراءة عرضا عن يحيى الذماري،
وكان يفتى في مجلس الأوزاعي. قال هشام بن عمار توفى سنة ثمان
وتسعين ومائة. وقال ابن مصفى سنة تسع.
296 - 65 / 6 م 4 - محمد بن سلمة الامام المفتى
أبو عبد الله الحراني روى عن خاله أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد
وخصيف وابن عجلان وهشام بن حسان وابن إسحاق وطائفة. وعنه
أحمد بن حنبل والنفيلي ومحمد بن الصباح الجرجرائي وخلق سواهم. قال
ابن سعد: كان ثقة فاضلا له رواية وفتوى. قال النفيلي توفى سنة اثنتين
وتسعين ومائة.
297 - 66 / 6 د ت - علي بن عاصم بن صهيب
مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مسند العراق
الامام الحافظ أبو الحسن الواسطي. مولده سنة خمس ومائة وسمع من
سهيل بن أبي صالح وعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد ويحيى البكاء
وبيان بن بشر وحصين بن عبد الرحمن وعبد الله بن عثمان بن خثيم وليث

(1) في الأصلين (عبد الرحيم) كذا.
316

ابن أبي سليم وحميد الطويل. حدث عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى
الذهلي وعبد بن حميد ويعقوب بن شيبة والحارث بن أبي أسامة وخلق
كثير. وحدث عنه من القدماء يزيد بن زريع. قال ابن شيبة: كان من
أهل الدين والصلاح والخير البارع وكان شديد التوقي ومنهم من
أنكر عليه كثرة الغلط والخطاء. وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير فخذوا
الصحاح من حديثه ودعوا الغلط. وقال ابن أعين سمعت علي بن عاصم
يقول دفع إلى أبي مائة ألف درهم، قال اذهب فلا أرى لك وجها الا بمائة
الف حديث. وقال احمد: اما انا فأخذت عنه، لم يكن متهما، فقد كان
حماد بن سلمة يخطئ كثيرا ولم نر بالرواية عنه بأسا. وقال يحيى بن جعفر:
البيكندي: كان يجتمع عند علي بن عاصم أكثر من ثلاثين ألفا.
توفى سنة إحدى ومائتين، خرج له أبو داود وغيره، ووقع لي
من حديث عاليا. أنبأنا يحيى بن أبي منصور كتابة انا عمر بن محمد انا ابن الحصين
انا ابن غيلان انا أبو بكر الشافعي نا موسى بن سهل نا علي بن عاصم نا سليمان
عن أبي عثمان عن حذيفة قال خرج فتية يتحدثون فإذا هم بابل معطلة فقال
بعضهم كأن أرباب هذه ليسوا معها فأجابه بعير منها فقال: ان أربابها
حشروا ضحى.
298 - 67 / 6 ع - يزيد بن هارون بن زاذي الحافظ
القدوة الشيخ الاسلام أبو خالد السلمي مولاهم الواسطي. ولد سنة
ثماني عشرة ومائة. سمع من عاصم الأحول ويحيى بن سعيد وسليمان
التيمي والجريري وداود بن أبي هند وابن عون وخلق كثير. روى عنه
317

احمد وابن المديني وأبو خيثمة وأبو بكر بن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد ابن
الفرات وأبو قلابة الرقاشي والحارث بن أبي أسامة وعبد الله بن روح
المدائني وعدد كثير آخرهم موتا إدريس بن جعفر العطار. قال ابن المديني:
ما رأيت احفظ من يزيد بن هارون وقال يحيى بن يحيى: يزيد احفظ
من وكيع. وقال احمد: كان يزيد حافظا متقنا. وقال زياد بن أيوب:
ما رأيت ليزيد كتابا قط. وقال علي بن شعيب سمعت: يزيد يقول: أحفظ
أربعة وعشرين الف حديث بالاسناد ولا فخر، وأحفظ للشامين عشرين
ألفا لا أسأل عنها. وقال احمد: يزيد كان له فقه، ما كان أذكاه وأفهمه
وأفطنه. وقال أحمد بن سنان: ما رأيت أحسن صلاة منه، لم يكن
يفتر من الصلاة. وعن عاصم بن علي قال: كان يزيد يقوم الليل وصلى
الصبح بوضوء العتمة نيفا وأربعين سنة. قال يحيى بن أبي طالب سمعت من
يزيد ببغداد، وكان يقال: في مجلسه سبعون ألفا. قال العجلي: يزيد ثقة
ثبت متعبد حسن الصلاة جدا يصلى الضحى ست عشرة ركعة بها من
الجودة غير قليل، وكان قد عمى. قال ابن أبي شيبة: ما رأينا أتقن حفظا
من يزيد. وقال أبو حاتم: يزيد ثقة امام لا يسأل عن مثله. وقال هشيم:
ما بالمصرين مثل يزيد بن هارون وقال يزيد ما دلست قط الا في حديث
فما بورك لي فيه. مات سنة ست ومائتين في ربيع الآخر بواسط.
أخبرنا أبو الروح عيسى وعلي بن محمد اليونيني قالا انا عبد الله بن
عمر انا عبد الأول بن عيسى انا عبد الرحمن بن محمد انا عبد الله بن أحمد انا
إبراهيم بن خريم نا عبد بن حميد ثنا يزيد بن هارون انا داود بن أبي هند
318

عن عامر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب ان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شئ قدير، عشر مرات كن له عدل عشر رقاب
أو رقبة. رواه احمد المسند عن يزيد فأسقط (بيده الخير) ويقع
حديثه عاليا في الغيلانيات.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور وابن قدامة وجماعة قالوا انا ابن طبرزذ
انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا أبو بكر الشافعي انا أحمد بن عبيد الله ثنا
يزيد انا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال: لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي
والمسجد الحرام والمسجد الأقصى. هذا حديث حسن. قيل إن أصل
يزيد من بخارى فروى أبو معشر حمدويه بن الخطاب انه سمع عبد الله بن
عبد الرحمن يقول ذلك. وقال أبو يحيى صاعقة: كان يزيد يخضب
خضابا قانيا. وقال ابن معين: هو مثل هشيم وابن علية. وقال احمد:
سماعه من ابن أبي عروبة ضعيف، أخطأ في أحاديث.
وقال أحمد بن زهير عن ابن معين قال: يزيد لا يميز ولا يبالي عمن
روى. وروى أحمد بن زهير عن أبيه قال: كان يعاب على يزيد حيث
ذهب بصره انه ربما سئل عن حديث لا يعرفه فيأمر جارية له فتحفظه
إياه من كتابه. قلت ما بهذا من بأس فيزيد حجة حافظ بلا مثنوية.
قال محمد بن رافع: سمعت يحيى بن يحيى كان بالعراق أربعة من الحفاظ،
شيخان، يزيد بن زريع وهشيم، وكهلان، وكيع، ويزيد. قال الأبار سمعت
319

أحمد بن خالد يقول: سمعت يزيد يقول سمعت حديث الفتون مرة
فحفظته وأحفظ عشرين ألفا فمن شاء فليدخل فيها حرفا. قلت حديث
الفتون سبع ورقات سمعناه. قال زياد بن أيوب: ما رأيت ليزيد بن
هارون كتابا قط.
الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أخبرني الحسن بن شاذان الواسطي
الحافظ حدثني أبو عرعرة حدثني ابن أكثم قال قال لنا المأمون: لولا مكان
يزيد بن هارون لأظهرت ان القرآن مخلوق، فقيل: ومن يزيد حتى
يتقى؟ قال أخاف ان أظهرته فيرد على فيختلف الناس وتكون فتنة.
قال فخرج رجل إلى واسط فجاء إلى يزيد فقال: أمير المؤمنين يقرئك
السلام ويقول لك أريد أن أظهر القرآن مخلوق، فقال: كذبت على
أمير المؤمنين فإنه لا يحمل الناس على ما لا يعرفونه. وذكر الحكاية
واسنادها صحيح.
299 - 68 / 6 ع - إسحاق بن يوسف بن مرداس أبو محمد
القرشي الواسطي الأزرق الحافظ الثقة. حدث عن الأعمش وابن
عون وفضيل بن غزوان ومسعر وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن
معين وأحمد بن منيع ومحمد بن مثنى وسعدان بن نصر وخلق سواهم.
وكان من الأئمة العباد. ولد سنة سبع عشرة ومائة، ويقال مكث
عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء، وكان اعلم الناس بشريك فإنه
أكثر عنه، وقرأ القرآن على حمزة. مات سنة خمس وتسعين ومائة
رحمة الله عليه احتجوا كلهم به.
320

300 - 69 / 6 ع - عبد الوهاب الثقفي الحافظ
الإمام أبو محمد بن عبد المجيد بن الصلت بن عبد الله بن الحكم بن أبي
العاص الثقفي البصري. حدث عن أيوب السختياني ومالك بن دينار
وخالد الحذاء وحميد الطويل وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل وابن
راهويه وأبو حفص الفلاس وبندار وحفص [بن عمر بن ربال]
الربالي والحسن بن عرفة وخلق. كان ثقة سريا جليل القدر. فعن
الفلاس قال كانت غلة عبد الوهاب في السنة نحو أربعين ألفا ينفقها
كلها على المحدثين. وقال ابن المديني ويحيى: ثقة. وقال قتيبة: ما رأيت
مثل هؤلاء الفقهاء الأربعة مالك والليث وعباد بن عباد وعبد الوهاب
الثقفي. وقال ابن المديني: ليس في الدنيا كتاب عن يحيى بن سعيد أصح
من كتاب عبد الوهاب. قلت توفى سنة أربع وتسعين ومائة وله
أربع وثمانون سنة رحمه الله تعالى. فيقال انه تغير بأخرة.
301 - 70 / 6 ع - أبو أسامة الحافظ الإمام الحجة
حماد بن أسامة الكوفي مولى بني هاشم. حدث عن هشام بن عروة
ويزيد بن عبد الله وبهز بن حكيم والأعمش والجريري وطبقتهم. حدث
عنه عبد الرحمن بن مهدي واحمد وإسحاق وعلي الكوسج واحمد الدورقي
وسلمة بن شبيب ومحمد بن عبد الله المخرمي والحسن بن علي بن عفان
وخلق كثير. قال احمد: ثقة، كان اعلم الناس بأمور الناس واخبار
الكوفة، ما كان أرواه عن هشام بن عروة. قال ابن الفرات: كان
321

عنده عن هشام ست مائة حديث. وقال احمد: كان ثبتا لا يكاد يخطئ
وقال عبد الله مشكدانه سمعته يقول: كتبت بإصبعي هاتين مائة الف
حديث. وقال ابن عمار: كان أبو أسامة يعد من النساك في زمن الثوري
قلت تلقت الأمة حديث أبي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، وعاش ثمانين
سنة مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين رحمة الله عليه.
302 - 71 / 6 ع - محمد بن بشر
الحافظ الثقة أبو عبد الله العبدي الكوفي. حدث عن هشام بن عروة
وإسماعيل بن أبي خالد وعبيد الله بن عمر وزكريا بن أبي زائدة وخلق
كثير. روى عنه على وإسحاق وأبو كريب وعبد بن حميد وابن الفرات
ومحمد بن عاصم الثقفي وخلق. قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود
عن سماع محمد بن بشر من ابن أبي عروبة فقال: هو احفظ من كان
بالكوفة. وعن أبي نعيم قال: ذاكرني محمد بن بشر بأحاديث مسعر
فأغرب على سبعين حديثا لم يكن عندي منها غير حديث. وقال يحيى
ابن معين: ثقة. وقال البخاري: مات محمد بن بشر سنة ثلاث ومائتين
قلت: يقع من عواليه في مسند عبد بن حميد وغير ذلك.
303 - 72 / 6 ع - إسماعيل ابن علية الحافظ الثبت
العلامة أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي مولاهم
البصري أحد الاعلام. وعلية هي أمه. سمع أيوب السختياني وعلي
ابن جدعان ومحمد بن المنكدر وعبد الله بن أبي نجيح والجريري وعطاء
322

ابن السائب وحميدا وخلقا كثيرا. حدث عنه ابن جريج وشعبة وهما
من شيوخه وعبد الرحمن بن مهدي وعلى ابن المديني واحمد وإسحاق
وبندار وموسى بن سهل الوشاء وأمم سواهم. ولد سنة عشر ومائة
وكان يقول: سمعت من ابن المنكدر أربعة أحاديث قلت هو أكبر
شيخ له. قال غندر: نشأت في الحديث وليس يقدم فيه أحد على ابن
علية وقال أبو داود: ما أحد الا وقد أخطأ الا ابن علية وبشر بن المفضل
وقال ابن معين: كان ابن علية ثقة ورعا تقيا وقال يونس بن بكير: سمعت شعبة
يقول: ابن علية سيد المحدثين. وكان حماد بن سلمة يشبه شمائل ابن علية
بشمائل يونس بن عبيد. وقال يزيد بن هارون: دخلت البصرة وما بها
خلق يفضل على ابن علية في الحديث وقال زياد بن أيوب: ما رأيت
لابن علية كتابا قط. وقد ولى ابن علية القضاء فبعث ابن المبارك بأبيات
يعنفه على الولاية، وقيل إنه دخل على الأمين فشتمه وهم به لكونه
قال كلمة يفهم منها انه يقول بخلق القرآن فإنه سئل عن حديث تجئ
البقرة وآل عمران تحجان عن صاحبهما. فقيل: ألهما لسان؟ قال: نعم
فقالوا قال بخلق القرآن، وانما غلط في التعبير وتاب مما قال. توفى
في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة رحمه الله تعالى. وحديثه في
الغيلانيات في السماء علوا.
304 - 73 / 6 ع - انس بن عياض الامام الثقة
محدث المدينة النبوية أبو ضمرة الليثي المدني. مولده سنة أربع
ومائة حدث عن أبي حازم الأعرج وصفوان بن سليم وربيعة الرأي
323

وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وشريك بن أبي نمر وخلق
سواهم. وانتهى إليه علو الاسناد ببلده. حدث عنه على ابن المديني وأحمد ابن
حنبل وأحمد بن صالح ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وعدد كثير.
ومن القدماء بقية بن الوليد وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت
شيخا أحسن خلقا منه ولا اسمح بعلمه، قال لنا: والله لو تهيأ لي ان أحدثكم
بكل ما عندي في مجلس واحد لفعلت. قال أبو زرعة والنسائي لا بأس
به. قلت: توفى سنة مائتين وروايته في الكتب.
305 - 74 / 6 ع - محمد بن أبي عدي
الحافظ الثقة أبو عمرو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي وقيل بل هي
كنية إبراهيم. حدث عن حميد الطويل وداود بن أبي هند وابن عون
وعوف الاعرابي وحسين المعلم وطبقتهم. وعنه أحمد بن حنبل
والفلاس وبندار ومحمد بن المثنى والحسن الزعفراني وآخرون. وثقه
أبو حاتم الرازي وغيره. توفى سنة أربع وتسعين ومائة وهو في
عشر الثمانين رحمة الله عليه.
206 - 75 / 6 ع - معاذ بن معاذ
ابن نصر بن حسان الامام الحافظ العلامة أبو المثنى العنبري
التميمي البصري قاضى البصرة. حدث عن سليمان التيمي وحميد الطويل
وبهز بن حكيم وابن عون وعوف بن أبي جميلة ومحمد بن عمرو وشعبة
وخلق. وعنه ابناه عبد الله والمثنى واحمد وإسحاق وبندار وعبد الله
ابن هاشم الطوسي وسعدان بن نصر وخلق كثير. قال احمد إليه المنتهى
324

في التثبت بالبصرة ما رأيت أحدا أعقل منه. وقال يحيى القطان:
ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ وما أبالي إذا
تابعني من خالفني، وهو أكبر مني بشهرين. ولد في آخر سنة تسع
عشرة قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: معاذ بن معاذ قرة عين في
الحديث قال محمد بن يحيى بن سعيد القطان: سمعت معاذ بن معاذ يقول:
من قال القرآن مخلوق فهو والله زنديق.
قلت: توفى في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
307 - 76 / 6 ع - معاذ بن هشام
ابن أبي عبد الله الدستوائي البصري. صدوق صاحب حديث. روى
عن أبيه وابن عون وأشعث بن عبد الملك الحمراني وغيرهم. حدث عنه
احمد وإسحاق وعلي وبندار والفلاس وأبو سعيد الأشج وإسحاق
الكوسج وعدد كثير. واحتجوا به في الكتب كلها. روى عباس عن
ابن معين صدوق وليس بحجة. وقال عباس بن عبد العظيم. كان
عنده عن والده عشرة آلاف حديث. وقال ابن عدي: ربما يغلط
وأرجو انه صدوق. قلت: توفى سنة مائتين رحمه الله تعالى.
308 - 77 / 6 يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد
ابن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية المحدث الثقة
أبو أيوب القرشي الأموي الكوفي أحد الاخوة. حدث عن يحيى بن
سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وبريد بن عبد الله بن أبي بردة والأعمش
325

وأبي إسحاق وعدة. حدث عنه ابنه سعيد بن يحيى صاحب المغازي
وأحمد بن حنبل وسريج بن يونس وحميد بن الربيع وخلق كثير. قال
احمد: عنده عن الأعمش غرائب وليس به بأس. وقال يحيى بن معين:
ثقة. قلت: سكن بغداد وكان يلقب جملا. مات في شعبان سنة أربع
وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
309 - 78 / 6 ع - يحيى بن سليم
الحافظ الإمام أبو زكريا القرشي الطائفي الحذاء الخراز نزيل مكة.
حدث عن إسماعيل بن أمية وموسى بن عقبة وعبد الله بن عثمان بن خثيم
وعبيد الله بن عمر وابن جريج وعدة. روى عنه الشافعي وإسحاق بن
راهويه وعلي بن مسلم الطوسي والحسن بن عرفة والحسن الزعفراني.
وسمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا. قال ابن سعد: ثقة كثير الحديث.
وعن الشافعي قال: كان يحيى بن سليم فاضلا كنا نعده من الابدال،
وكان إذا ركب حمارا لا يقول له اغد، انما يقول: لا إله إلا الله. قال
الترمذي: مات يحيى بن سليم سنة خمس وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
310 - 79 / 6 م د ت ق - يونس بن بكير
ابن واصل الحافظ العالم المؤرخ أبو بكر الشيباني الكوفي الجمال
صاحب المغازي. حدث عن الأعمش وهشام بن عروة وعمر بن ذر
وابن إسحاق وكهمس بن الحسن وخلق. روى عنه ابنه عبد الله وأبو كريب
ويحيى بن معين وابن نمير وأبو سعيد الأشج ومحمد بن عثمان بن كرامة
326

وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وآخرون. قال يحيى بن معين: كان
صدوقا. وقال أبو حاتم: محله الصدق. وسئل عنه أبو زرعة: أي شئ
ينكر عليه؟ فقال أما في الحديث فلا أعلمه. وقال أبو داود: ليس بحجة
وساق ابن عدي له عدة أحاديث غرائب منها خمسة أحاديث انفرد بها
عن هشام بن عروة وحديثان عن الأعمش عن انس. وقد روى له مسلم
متابعة استشهد به البخاري. قال مطين: توفى سنة تسع وتسعين ومائة
رحمه الله تعالى.
311 - 80 / 6 ع - عبد الله بن نمير
الحافظ الإمام أبو هشام الهمداني ثم الخارفي الكوفي والد الحافظ
الكبير محمد. حدث عن هشام بن عروة والأعمش وأشعث بن سوار
وإسماعيل بن أبي خالد ويزيد بن أبي زياد وعبيد الله بن عمر وعدة. وعنه
احمد وابن معين وابن المديني وإسحاق الكوسج وأحمد بن الفرات والحسن
ابن علي بن عفان وخلق. وثقه يحيى بن معين وغيره وكان من كبار
أصحاب الحديث. توفى سنة تسع وتسعين ومائة وله أربع وثمانون
سنة رحمة الله عليه.
أخبرنا عمر بن غدير انا عبد الصمد بن محمد انا جمال الاسلام
انا الحسين بن طلاب نا محمد بن جميع نا محمد بن أحمد بن ثابت الواسطي
نا شعيب بن أيوب نا ابن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
سمعت سعدا ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع له أبويه
يوم أحد.
327

312 - 81 / 6 ع - شجاع بن الوليد بن قيس
الحافظ الثقة الفقيه أبو بدر السكوني الكوفي الرجل الصالح
حدث عن عطاء بن السائب ومغيرة بن مقسم وقابوس بن أبي ظبيان
وخصيف والأعمش وهشام بن عروة وعدة. حدث عنه ابنه أبو همام
واحمد وإسحاق ويحيى وعلي وأبو بكر الصاغاني ويحيى بن أبي طالب
وخلق. قال احمد: صدوق. وقال ابن سعد: كان أبو بدر كثير الصلاة
ورعا، وقال الثوري: لم يكن عندي بالكوفة أعبد من أبي بدر وقال
أحمد بن زهير وغيره عن يحيى بن معين: ثقة. فاما أبو حاتم فقال: لين
الحديث قلت قد احتج به الستة. ومات سنة أربع ومائتين.
وقد بقى من حفاظ هذه الطبقة طائفة، تأخروا فذكروا في الطبقة
الآتية.
وكان في زمان هؤلاء خلائق من أصحاب الحديث ومن أئمة المقرئين
كورش - واليزيدي والكسائي وإسماعيل بن عبيد الله المكي القسط.
وخلق من الفقهاء كفقيه العراق محمد بن الحسن وفقيه مصر عبد الرحمن
ابن القاسم. وخلق من مشايخ القوم كشقيق البلخي، وصالح المري الواعظ،
والفضيل المذكور. والدولة لهارون الرشيد والبرامكة. ثم بعدهم اضطربت
الأمور وضعف أمر الدولة بخلافة الأمين رحمه الله فلما قتل واستخلف
المأمون على رأس المائتين نجم التشيع وأبدى صفحته وبزغ فجر الكلام
وعربت حكمة الأوائل. ومنطق اليونان وعمل رصد الكواكب ونشأ
للناس علم جديد مرد مهلك لا يلائم علم النبوة ولا يوافق توحيد
328

المؤمنين قد كانت الأمة منه في عافية وقويت شوكة الرافضة والمعتزلة
وحمل المأمون المسلمين على القول بخلق القرآن ودعاهم إليه فامتحن
العلماء فلا حول ولا قوة الا بالله، ان من البلاء ان تعرف ما كنت
تنكر وتنكر ما كنت تعرف وتقدم عقول الفلاسفة ويعزل منقول اتباع
الرسل ويماري في القرآن ويتبرم بالسنن والآثار. وتقع في الحيرة
فالفرار قبل حلول الدمار وإياك ومضلات الأهواء ومجاراة العقول
ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم.
الطبقة السابعة [من الكتاب]
من حفاظ العلم النبوي وهم عدد كثير اقتصرت منهم على الاعلام
وعدتهم مائة نفس (1).
313 - 1 / 7 ع - عبد الرحمن بن مهدي [بن حسان]
الحافظ الكبير و [الامام] العلم الشهير [اللؤلؤي] أبو سعيد البصري
مولى الأزد وقيل مولى بنى العنبر. مولده سنة خمس وثلاثين ومائة سمع
أيمن بن نابل وهشاما الدستوائي ومعاوية بن صالح وأبا خلدة وشعبة
وسفيان وأمما. حدث عنه ابن المبارك واحمد وإسحاق وابن المديني وبندار
وعبد الرحمن رسته ومحمد بن يحيى وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي

(1) المسمون في هذه الطبقة مائة وستة لكن ثلاثة منهم ليسوا من حفاظ
الحديث وهم هشام ابن الكلبي وأبو عبيدة والفراء واثنان لم يترجم لهما وهما
شبابة وأبو حذيفة، وواحد ضعيف ولم يستوف ترجمته وهو الواقدي.
329

وخلق سواهم.
قال أحمد بن حنبل: هو أفقه من يحيى القطان، وهو أثبت من
وكيع لأنه أقرب عهدا بالكتاب. اختلفا في نحو من خمسين حديثا
للثوري فنظرنا فإذا عامة الصواب مع عبد الرحمن. وقال أيوب بن
المتوكل: كنا إذا أردنا ان ننظر إلى الدين والدنيا ذهبنا إلى دار عبد الرحمن
ابن مهدي. قال إسماعيل القاضي: سمعت عليا يقول: اعلم الناس بالحديث
عبد الرحمن بن مهدي، قلت له وقد أتقنت حديث الأعمش: من يفيدني
عن الأعمش، فأطرق ثم ذكر ثلاثين حديثا ليست عندي، تتبع أحاديث
الشيوخ الذين لم القهم، لم اكتب حديثهم نازلا كمنصور بن أبي الأسود
قال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحدا أتقن لما سمع ولما لم يسمع
ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي، امام ثبت أثبت من يحيى بن
سعيد وكان عرض حديثه على سفيان.
قال القواريري: أملى على ابن مهدي عشرين الف حديث حفظا.
وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون
الرجل إماما حتى يعلم ما يصح مما لا يصح. قال علي ابن المديني: علم
عبد الرحمن في الحديث كالسحر. وقال أبو عبيد: سمعت ابن مهدي يقول:
ما تركت حديث رجل الا ودعوت الله له وأسميه. وقال عبد الرحمن
رسته: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن ان أباه قام ليلة وكان يحيى الليل قال:
فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس فجعل على
نفسه ألا يجعل بينه وبين الأرض شيئا شهرين فقرح فخذاه. وقال
330

إبراهيم بن زياد سبلان قال لي ابن مهدي: لو كان لي سلطان لألقيت
من يقول: ان القرآن مخلوق في دجلة بعد أن اضرب عنقه.
قال أحمد بن حنبل: عبد الرحمن أكثر حديثا من يحيى القطان.
وقال العجلي: شرب عبد الرحمن البلادر فبرص وشربه أبو داود فجذم.
قال نعيم بن حماد قلت لابن مهدي: كيف تعرف الكذاب؟ قال: كما
يعرف الطبيب المجنون وكان عبد الرحمن فقيها بصيرا بالفتوى عظيم الشأن.
قال أحمد بن سنان: كان عبد الرحمن لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى قلم
ولا يقوم أحد كأنما على رؤسهم الطير أو كأنهم في صلاة.
قال على ابن المديني: لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت اني
لم أر مثل عبد الرحمن، وكان يقول: اعلم الناس يقول الفقهاء السبعة
الزهري، ثم بعده مالك، ثم بعده ابن مهدي. وكان ورده كل ليلة
نصف القرآن. وقال الذهلي: ما رأيت في يد عبد الرحمن بن مهدي
كتابا قط. قال ابن نمير: سمعت ابن مهدي يقول: معرفة الحديث الهام.
وقال رسته: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: الجهمية يريدون ان
ينفوا عن الله الكلام وأن يكون القرآن كلامه وان الله كلم موسى
وقد أكده الله فقال وكلم الله موسى تكليما. مات في جمادى الآخرة سنة
ثمان وتسعين ومائة وورثه بنوه وأبوه مهدي وكان عاميا.
أخبرنا عمر بن طرخان انا عبد الله بن رواحة ح وانا أبو الحسين بن
الفقيه انا أحمد بن محمد وجعفر بن منير وعلي بن هبة الله قالوا انا أبو طاهر
السلفي انا أبو عبد الله الثقفي انا الحسين بن [عبد الرحمن بن (1)] عبدان

(1) من المكية.
331

نا محمد بن يعقوب الأصم نا هارون بن سليمان الأصبهاني نا عبد الرحمن بن
مهدي عن موسى بن علي سمعت أبي عن عقبة بن عامر سمعه يقول:
ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى ان نصلى
فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين
يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تميل الشمس للغروب حتى
تغرب، أخرجه مسلم من طريق ابن وهب عن موسى
314 - 2 / 7 ع - معن بن عيسى الحافظ الحجة
أبو يحيى المدني القزاز الأشجعي مولاهم أحد أئمة الحديث، اخذ عن
ابن أبي ذئب ومعاوية بن صالح ومالك وموسى بن علي وطبقتهم وهو
من كبار أصحاب مالك ومتقنيهم ومفتيهم. روى عنه ابن أبي خيثمة
وهارون الحمال ويونس بن عبد الأعلى وخلق. قال أبو حاتم: هو أحب
إلى من ابن وهب، وهو أثبت أصحاب مالك يقع لي حديثه عاليا من
رواية جماعة
أخبرنا الأبرقوهي انا ابن صرما وابن عبد السلام قالا انا أبو الفضل
الأرموي انا أحمد بن محمد انا علي بن عمر انا أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن
معين نا معن عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: ان رسول الله
صلى اله عليه وآله وسلم لم يكن يصافح امرأة قط. رواه النسائي في مسند مالك
تأليفه عن معاوية بن صالح عن يحيى بن معين. توفى معن في شوال سنة
ثمان وتسعين ومائة.
332

315 - 3 / 7 ع - محمد بن عبيد
ابن أبي أمية الحافظ الثقة أبو عبد الله الأيادي الكوفي الطنافسي
الأحدب مولى بني حنيفة. ولد سنة سبع وعشرين ومائة. وسمع
هشام بن عروة والأعمش وإسماعيل وعبيد الله وابن إسحاق ومسعرا.
حدث عنه أخوه يعلى واحمد وابن معين وإسحاق وابنا أبي شيبة وعباس
الدوري وأحمد بن الفرات وخلق كثير. سكن بغداد مدة وكان أحد
المتقنين وكان يعلى أكبر منه بتسع سنين. رواه أبو أمية الطرسوسي عن
يعلى. قال الأثرم: سألت أبا عبد الله عن يعلى ومحمد وعمر فوثقهم.
وقال أبو جعفر بن أبي شيبة سألت: ابن معين عن بنى عبيد الثلاثة
فوثقهم، وقال: أثبتهم يعلى وقال محمد بن عبد الله بن عمار: كلهم ثبت.
قال: واحفظهم يعلى، وأبصرهم بالحديث محمد الأحدب، وعمر شيخهم.
وقال يعقوب السدوسي: محمد بن عبيد مولى لأياد مكث بغداد
دهرا ثم رجع إلى الكوفة فمات بها سنة أربع ومائتين، وكان ممن
يقدم عثمان، وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيين، عامتهم يقدم
عليا أو يقف عند عثمان وعلى، سمعت على ابن المديني وذكر محمد بن
عبيد فقال: كان كيسا. وقال العجلي: كوفي ثقة كان حديثه أربعة آلاف
يحفظها. قال ابن سعد ثقة كثير الحديث صاحب سنة. مات سنة أربع.
وقال خليفة ومطين: سنة خمس ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن قايماز انا محمد بن قوام انا خليل بن بدر (ح)
وأنبأنا أحمد بن سلامة عن خليل انا أبو على الحداد انا أبو نعيم انا عبد الله
333

ابن جعفر سنة أربع وأربعين وثلاث مائة ثنا أحمد بن الفرات سنة
أربع وخمسين ومائتين انا محمد بن عبيد انا محمد بن إسحاق عن معبد بن
كعب بن مالك عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
316 - 4 / 7 ع - يعلى بن عبيد
الحفاظ الثبت أبو يوسف الطنافسي أخو المذكور مر انه أكبر منه
بتسع. سمع يحيى بن سعيد الأنصاري وأبا حيان يحيى بن سعيد التيمي
وعبد الملك بن أبي سليمان وزكريا بن أبي زائدة والأعمش وطبقتهم
وكان من الحفاظ بالكوفة. روى عنه إسحاق بن راهويه وابن نمير
ومحمود بن غيلان ومحمد بن يحيى وعبد بن حميد وأحمد بن الفرات وعلي بن
حرب وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث صالحا في
نفسه. وروى جماعة عن ابن معين: ثقة. وقال سعيد بن أيوب البخاري:
كان يعلى يحفظ عامة حديثه أو جميع ما عنده، وما رأيت احفظ من
وكيع. قال أبو حاتم أثبت أولاد أبيه في الحديث. وقال أحمد بن
يونس: ما رأيت أفضل من يعلى بن عبيد، وما رأيت أحدا يريد بعلمه
الله الا يعلى وقال ابن الفرات: ما رأيت يعلى ضاحكا وقال ابن عمار:
هو احفظ إخوته. وقال ابن سعد: توفى يعلى في خامس شوال سنة
تسع ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا عمر بن محمد الفارسي وسليمان بن قدامة وهدية بنت على
وأحمد بن أبي طالب قالوا انا عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى
334

انا عبد الرحمن بن محمد انا عبد الله بن أحمد انا عيسى بن عمر نا عبد الله
بن عبد الرحمن الحافظ انا يعلى نا إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود عن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان الشمس والقمر ليسا
ينكسفان لموت أحد ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما
فقوموا فصلوا.
أنبأنا ابن أبي الخير عن مسعود الجمال انا الحداد انا أبو نعيم انا عبد الله
ابن جعفر نا أحمد بن يونس الضبي انا يعلى ثنا الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: التسبيح
للرجال والتصفيق للنساء. وفي الغيلانيات حدثنا محمد بن الجهم انا يعلى
فذكر حديثا موقوفا.
317 - 7 / 5 ع - يعقوب بن إبراهيم بن سعد
الحافظ الإمام أبو يوسف الزهري المدني نزيل بغداد. حدث عن
أبيه وعن عاصم بن محمد العمري ومحمد ابن أخي الزهري وشعبة والليث
وطائفة. وعنه احمد وإسحاق وعبد [بن حميد] والذهلي وعباس ويعقوب
ابن شيبة وأبو بكر الصغاني وخلق سواهم. ذكره ابن سعد فقال: ثقة
جليل القدر مقدم على أخيه سعد في الفضل والورع والاتقان. وقال
يحيى بن معين وغيره: ثقة. مات يعقوب ببلد فم الصلح في صحبة الحسن
ابن سهل الوزير في شوال سنة ثمان ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المحسن وأحمد بن عبد الرحمن الحنبليان
وجماعة قالوا انا أبو القاسم السبط انا جدي أبو طاهر الحافظ انا مكي بن
335

علان انا أبو بكر الحيري نا محمد بن أحمد بن معقل نا محمد بن يحيى نا يعقوب
ابن إبراهيم نا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني أبو امامة انه سمع
أبا سعيد يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بينما انا نائم
رأيت الناس يعرضون على وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها
ما يبلغ دون ذلك ومر على عمر وعليه قميص يجره قالوا ما ذا أولت؟
قال: الدين.
318 - 6 / 7 ع - وهب بن جرير بن حازم المحدث
الحافظ أبو العباس الأزدي مولاهم البصري أحد الاثبات. سمع
أباه وهشام بن حسان وابن عون وقرة وشعبة وعدة. روى عنه احمد
وإسحاق وابن المديني وأبو خيثمة وعمرو بن علي ومحمد بن رافع ومحمد
ابن أبي العوام وخلق كثير. روى الدارمي عن يحيى: ثقة. وقال احمد
العجلي: بصري ثقة، كان عفان يتكلم فيه، مات منصرفا عن الحج.
قال ابن سعد: مات سنة ست ومائتين. قلت: مات في عشر الثمانين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو المعالي المصري انا أحمد بن أبي الفتح وأبو الفرج بن
عبد السلام قالا انا محمد بن عمر القاضي ح وانا ابن عساكر انا أبو روح
كتابة انا يوسف بن أيوب الزاهد قالا انا أبو الحسين بن النقور نا علي بن
عمر السكري نا أحمد بن الحسن ثنا يحيى بن معين نا وهب بن جرير أخبرني
أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن إسماعيل بن أمية عن بجير بن
أبي بجير قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله
336

عليه وآله وسلم يقول: حين خرجنا إلى الطائف فمررنا بقبر فقال: هذا
قبر أبي رغال وهو أبو ثقيف وكان من ثمود وكان بهذا الحرم يدفع
عنه فلما خرج منه اصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن
فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب ان أنتم نبشتم عنه أصبتموه
معه فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن. أخرجه أبو داود عن
ابن معين.
319 - 7 / 7 ع - بشر بن عمر
الحافظ الثبت أبو محمد الزهراني البصري. سمع عكرمة بن عمار
وشعبة وعاصم بن محمد العمري وهمام بن يحيى ومالكا وطبقتهم. وعنه
إسحاق بن راهويه وإسحاق الكوسج والذهلي ونصر بن علي ومحمد بن يحيى
القطعي وخلق. قال أبو حاتم: صدوق. وقال ابن سعد: ثقة. قال
وتوفى سنة سبع ومائتين - يعنى في أولها فقد أرخ غيره موته في آخر
يوم من سنة ست.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن وجماعة قالوا أخبرنا أبو القاسم سبط
السلفي انا جدي انا مكي بن منصور انا أبو بكر الحيري انا أبو على المعقلي
انا محمد بن يحيى انا بشر بن عمر انا مالك عن ابن شهاب عن حميد بن
عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء، أخرجه النسائي
320 - 8 / 7 خ 4 - الخريبي الحافظ
الامام القدوة أبو عبد الرحمن عبد الله بن داود بن عامر الهمداني
337

الشعبي الكوفي. كان يسكن محلة الخريبة بالبصرة. وسمع هشام بن
عروة والأعمش وثور بن يزيد وابن جريج والأوزاعي وطبقتهم. حدث
عنه الحسن بن صالح وسفيان بن عيينة وهما من شيوخه ومسدد وبندار
والفلاس والكديمي وبشر بن موسى وخلائق. قال ابن سعد: كان
ثقة عابدا ناسكا. قال ابن معين: ثقة مأمون. قال زيد بن أخزم: سمعت
الخريبي يقول: نول الرجل ان يكره ولده على طلب الحديث ليس
الدين بالكلام انما الدين بالآثار. وروى عنه الكديمي قال: ما كذبت
الامرة واحدة. قال لي أبي قرأت على المعلم؟ قلت: نعم، ولم أكن قرأت.
عن وكيع قال: النظر إلى وجه عبد الله بن داود عبادة. قال إسماعيل
القاضي: لما دخل يحيى بن أكثم البصرة مضى إلى الخريبي ليسمع منه فقال
له متعت بك، اني لما نظرت إليك نويت الا أحدثك. وذكر ان الخريبي
قيل له رجع أبو حنيفة عن مسائل كثيرة، قال: انما يرجع الفقيه إذا
اتسع علمه. وكان الخريبي يقول: يا ليتني لبنة في حائط متى ادخل انا
الجنة؟ وكان ممن وقف في مسألة القرآن تورعا وجبنا. توفى في شوال
سنة ثلاث عشرة ومائتين، وكان قد قطع الرواية فلهذا لم يسمع
منه البخاري وروى عن أصحابه. أنبأنا جماعة منهم شيخ الاسلام ابن
أبي عمر قالوا انا عمر بن محمد انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا أبو بكر
الشافعي انا محمد بن يوسف انا الخريبي قال حدثتنا أم داود الوابشية
قالت رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يأكل لحم الدجاج ويصطبغ
بخل خمر.
338

321 - 9 / 7 م 4 - عبد الوهاب بن عطاء المحدث
الإمام أبو نصر الخفاف العجلي أحد علماء البصرة. روى عن حميد
وخالد الحذاء والجريري وسليمان التيمي ومحمد بن عمرو وابن عون
ولازم سعيد بن أبي عروبة واخذ القراءة عن أبي عمرو بن العلاء. روى
عنه احمد والزعفراني وعباس الدوري وعمرو الناقد والحارث بن أبي
أسامة ويحيى بن أبي طالب وخلق. قال ابن سعد: كان كثير الحديث،
عرف بصحبة ابن أبي عروبة. وقال ابن معين: ثقة. وكذا وثقه
الدارقطني. وقال البخاري: ليس بالقوى. وقال احمد كان عبد الوهاب
عالما بسعيد. وقال غيره: كان صالحا خيرا بكاء. مات في آخر سنة
أربع ومائتين. وقيل سنة ست رحمه الله تعالى.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا أبو القاسم الحرستاني انا أبو الحسن بن
المسلم انا أبو نصر بن طلاب انا محمد بن أحمد الغساني نا محمد بن عمر بن
يزيد املاء ثنا أبو جعفر حمدان بن عمرو نا عبد الوهاب بن عطاء نا سعيد
عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة في ما سواه
من المساجد الا المسجد الحرام.
322 - 10 / 7 خ د ت س - قراد هو الحافظ
الإمام أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي. حدث عن عوف
ويونس بن أبي إسحاق وشعبة وعدة. وعنه أحمد بن حنبل وابن معين
339

وأبو إسحاق الجوزجاني وأبو بكر الصاغاني والحارث التميمي وخلق.
وثقه ابن المديني وغيره قلت: له ما ينكر. ومات سنة سبع ومائتين وكان
يسرد من حفظه. قرأت على يحيى بن محمد الشافعي بمكة أخبركم أبو الحسن
علي بن هبة الله انا أبو طاهر السلفي انا الثقفي انا يحيى المزكى نا محمد بن
يعقوب نا العباس بن محمد ثنا عبد الرحمن بن غزوان انا جرير بن حازم
عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال جاءت امرأة ثابت بن قيس
فقالت يا رسول الله ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق غير أني أخاف
الكفر في الاسلام، قال أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، فأمرها ان
ترد عليه، ففرق بينهما، رواه البخاري عن محمد بن عبد الله المخرمي عن
قراد وهو حديث غريب.
323 - 11 / 7 ت ق - عمر بن هارون الحافظ
الامام المكثر عالم خراسان أبو حفص الثقفي مولاهم البلخي من
أوعية العلم على ضعف فيه. روى عن ابن جريج وثور بن يزيد وسعيد
ابن أبي عروبة وصفوان بن عمرو وسلمة بن وردان والأوزاعي وشعبة
وخلق. وعنه عفان وقتيبة واحمد وابن حميد ونصر بن علي وسريج
ابن يونس وآخرون. قال الأبار ثنا أبو غسان زنيج قال عمر بن هارون
القيت من حديثي سبعين ألفا لأبي جزء عشرين ألفا ولعثمان البتي كذا وكذا
ألفا، فقلت لأبي غسان: ما كان حاله؟ قال قال بهز: أرى يحيى بن سعيد
حسده قال: أكثر عن ابن جريج، فمن لزم رجلا اثنتي عشرة سنة
لا يريد أن يكثر عنه؟
340

قال أبو غسان وبلغني ان أمه كانت تعينه على الكتاب وذكر
مسلم بن عبد الرحمن البلخي ان ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن
هناك أكثر السماع منه. وساق الخطيب باسناده عن أبي عاصم انه ذكر
عمر بن هارون فقال: عمر عندنا أحسن أخذا للحديث من ابن المبارك.
وقال المروذي: سئل أبو عبد الله عن عمر بن هارون فقال: ما أقدر أن
أتعلق عليه بشئ، كتبت عنه كثيرا، فقيل له: قد كانت له قصة مع ابن
مهدي؟ فقال: بلغني انه كان يحمل عليه.
وقال أحمد بن سيار: كان كثير السماع كان قتيبة يطريه ويوثقه
قلت: كذبه ابن معين جاء ذلك من وجهين عنه، وقال مرة: ليس بشئ
وقال أبو داود: ليس بثقة. وقال النسائي وجماعة: متروك. قلت لا ريب
في ضعفه، وكان إماما حافظا في حروف القراءات. مات سنة أربع
وتسعين ومائة.
أخبرنا عيسى بن يحيى انا منصور بن سند انا السلفي انا ابن مردويه
انا عمر بن عبد الله بن الهيثم الواعظ ثنا أبو القاسم الطبراني نا عبد الوارث
ابن إبراهيم نا عمار بن هارون نا عمر بن هارون البلخي نا ثور بن يزيد عن
مكحول عن النواس بن سمعان الكلابي قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: اللهم بارك لامتي في بكورها.
324 - 12 / 7 ع - بهز بن أسد الحافظ
المتقن أبو الأسود العمى البصري الامام أخو معلى. سمع شعبة
ويزيد بن إبراهيم التستري وأبا بكر النهشلي وحماد بن سلمة. روى عنه
341

احمد وبندار وأحمد بن سنان وعبد الله بن هاشم الطوسي وعبد الرحمن
ابن بشر العبدي وآخرون وكان من جلة العلماء. قال عبد الرحمن بن
بشر: ما رأيت رجلا خيرا من بهز. توفى سنة سبع وتسعين ومائة
رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن عساكر أنبأنا أبو روح انا زاهر انا عبد الله بن عبد الرحمن
انا محمد بن أحمد بن عبدوس انا علي بن أحمد المحفوظي نا عبد الله بن هاشم
نا بهز بن أسد نا محمد بن طلحة بن مصرف عن عبد الله بن شريك العامري
عن عبد الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ان اشكر الناس لله أشكرهم للناس. عبد الرحمن
لا يعرف تفرد بهذا عنه ابن شريك ولم يخرجوه في الكتب الستة.
قال أبو بكر الأسدي عن أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في الثبت - يعنى
بهزا. وقال أبو حاتم ثقة امام صدوق. وقال ابن سعد: ثقة حجة
كثير الحديث رحمه الله تعالى.
325 - 13 / 7 خ م د ت س - أزهر بن سعد الإمام الحجة
أبو بكر الباهلي مولاهم البصري السمان أحد الاعلام. حدث عن
سليمان التيمي ويونس بن عبيد وابن عون وعدة. وعنه ابن المديني
وإسحاق وبندار والذهلي وعباس الدوري وابن الفرات وخلق. وحدث
عنه من القدماء مثل ابن المبارك وكان من نبلاء الأئمة أوصي إليه ابن
عون وعمر دهرا. مات سنة ثلاث ومائتين وله أربعة وتسعون عاما
رحمه الله تعالى.
342

أخبرنا محمد بن قايماز انا محمد بن قوام سنة ثلاثين وستمائة انا الخليل
بن بدر (ح) وأنبأنا أحمد بن أبي الخير عن خليل انا أبو علي الحداد
انا نعيم انا عبد الله بن فارس نا أحمد بن الفرات انا أزهر بن سعد عن
ابن عون عن ابن سيرين قال: لا بأس بشرب خبث الحديث باللبن.
326 - 14 / 7 - هشام بن الكلبي الحافظ
أحد المتروكين ليس بثقة فلهذا لم أدخله بين حفاظ الحديث (1) وهو
أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكوفي الرافضي النسابة. حدث
عنه أبو الأشعث وخليفة بن خياط ومحمد بن أبي السري ومحمد بن سعد
يروى عنه انه حفظ القرآن في ثلاثة أيام وقلما يروى من المسند كان
أخباريا علامة. توفى سنة ست ومائتين.
327 - 15 / 7 ع - عبد الله بن بكر
الحافظ الصادق أبو وهب السهمي البصري نزيل بغداد. سمع أباه
بكر بن حبيب وحميد الطويل وابن عون وهشام بن حسان وحاتم بن
أبي صغيرة. وعنه أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وابن المديني وعبد الله
ابن منير المروزي والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن الفرج الأزرق وخلق.
وثقه احمد وجماعة، وكان رأسا في الحديث والفقه، وكان أبوه من
كبار أئمة العربية. عاش عبد الله بضعا وثمانين سنة ومات في أول سنة
ثمان ومائتين.

(1) كأنه يعنى انه قدم أول هذه الطبقة ان عدد أئمتها مائة، ولم يعد ابن الكلبي
منهم فإنه زائد على المائة كما قدمته هناك.
343

أخبرنا ابن أبي عمر، وابن علان والفخر على والقطب أحمد بن
عبد السلام كتابة قالوا انا عمر بن طبرزذ انا ابن الحصين انا ابن غيلان
أبا أبو بكر الشافعي نا علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز سنة سبع وسبعين
ومائتين، نا عبد الله بن بكر نا حميد عن انس قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم في طريق ومعه أناس من أصحابه فعرضت له امرأة فقالت
يا رسول الله لي إليك حاجة، فقال: يا أم فلان اجلسي في أدنى نواحي
السكك حتى أجلس إليك، ففعلت فجلس إليها حتى قضت حاجتها.
328 - 16 / 7 ع - عبد الصمد بن عبد الوارث
ابن سعيد الحافظ الحجة أبو سهل التميمي مولاهم البصري محدث
البصرة. روى عن أبيه [علمه (1)] و [عن (1)] هشام الدستوائي وعكرمة بن
عمار وربيعة بن كلثوم وحرب بن ميمون وحرب بن أبي العالية وحرب
ابن شداد وطبقتهم. وعنه ابن معين وابن راهويه وبندار والذهلي
[وعبد (1)] وابنه عبد الوارث بن عبد الصمد. قال أبو حاتم: صدوق
وقال ابن سعد: مات سنة سبع ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا سنقر الزيني انا العلم ابن الصابوني انا السلفي انا الثقفي انا أبو زكريا
المزكي انا أحمد بن سليمان نا عبد الملك بن محمد بن محمد نا عبد الصمد بن عبد الوارث
نا شعبة عن عمران عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر انهم قالوا
يا رسول الله الرجل يعمل الخير لآخرته ويحبه الناس؟ قال: ذاك عاجل
بشرى المؤمن، أخرجه مسلم عن أبي موسى الزمن عن عبد الصمد.

(1) من المكية.
344

329 - 17 / 7 ع - حجاج بن محمد
الحافظ أبو محمد المصيصي الأعور أحد الاثبات ترمذي الأصل
ولاؤه لسليمان بن مجالد مولى أبي جعفر المنصور. سمع ابن جريج وعمر
بن ذر وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه احمد والزعفراني وهلال بن
العلاء ويوسف بن سعيد بن مسلم. قال أبو داود بلغني ان ابن معين
كتب عنه نحوا من خمسين الف حديث. وقال ابن معين. كان أثبت
أصحاب ابن جريج. وقال احمد: ما كان أضبط وأصح حديثه وأشد
تعهده للحروف - ورفع امره جدا. مات في ربيع الأول سنة ست
ومائتين. قال أحمد بن حنبل: الكتب كلها قرأها على ابن جريج سوى
التفسير فإنه سمعه إملاء من ابن جريج. وقال معلى الرازي: قد رأيت
أصحاب ابن جريج بالبصرة ما رأيت فيهم أثبت من الحجاج. وقال
إبراهيم الخشك: حجاج بن محمد نائما أوثق من عبد الرزاق يقظان. قال
ابن سعد تحول إلى المصيصة بعياله فأقام بها سنين ثم قدم بغداد في حاجة
وكان ثقة صدوقا إن شاء الله، وكان قد تغير في آخر عمره حين رجع
إلى بغداد. وقال إبراهيم الحربي: أخبرني صديق لي قال: لما قدم حجاج
ابن محمد آخر مرة خلط فرأيت ابن معين عنده فرآه خلط فقال لابنه
لا تدخل عليه أحدا
330 - 18 / 7 ع - ابن أبي فديك الحافظ الكبير
محدث المدينة أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك
دينار الديلمي المدني. حدث عن سلمة بن وردان وابن أبي ذئب والضحاك
345

ابن عثمان وإبراهيم بن الفضل وعدة. روى عنه أحمد بن الأزهر وسلمة
بن شيب وعبد بن حميد وأبو عتبة أحمد بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن
عبد الحكم والحسين بن علي البسطامي وخلق كثير، قال أبو داود قد
سمع من محمد بن عمرو بن علقمة حديثا واحدا. وقال غير واحد: كان
ثقة واما ابن سعد فقال: ليس بحجة. وقال البخاري: مات سنة مائتين
رحمه الله تعالى.
331 - 19 / 7 خ 4 - هشام بن يوسف
قاضى صنعاء وعالمها ومفتيها الحجة المتقن أبو عبد الرحمن الصنعاني.
حدث عن ابن جريج ومعمر والقاسم بن فياض وغيرهم. وعنه على
ابن المديني وإبراهيم بن موسى الفراء وإسحاق وابن معين وعبد الله
المسندي وآخرون. قال يحيى بن معين: هو أثبت من عبد الرزاق في
ابن جريج. وقال أبو حاتم: ثقة متقن. وقال إبراهيم بن موسى: قدم
الثوري اليمن فقال: اطلبوا لي كاتبا سريع الخط فارتادوني وكنت اكتب.
قال أبو زرعة: هشام أصح الناس كتابا. قلت: توفى سنة سبع وتسعين ومائة
رحمه الله تعالى. أخبرنا الأبرقوهي انا ابن صرما الأرموي انا ابن النقور
انا الحربي نا الصوفي نا يحيى بن معين نا هشام بن يوسف عن رباح بن عبيد الله
عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: بئس الشعب جياد تخرج منه الدابة فتصرخ ثلاث صرخات
يسمعها من بين الخافقين (1). هذا منكر تفرد به رباح بن عبيد الله بن

(1) راجع لسان الميزان ج 2 ترجمة 1808.
346

عمر العمري.
332 - 20 / 7 م ت - يحيى بن الضريس الحافظ المتقن أبو زكريا
البجلي مولاهم الرازي قاضي الري. حدث عن ابن جريج ومحمد
ابن إسحاق وعكرمة بن عمار وسفيان وزائدة وطبقتهم. حدث عنه يحيى
ابن معين وابن راهويه ومحمد بن حميد وإسحاق بن الفيض وخلق. وثقه
يحيى بن معين وقال أبو حاتم: كان عنده عن حماد عشرة آلاف حديث
وقال وكيع: هو من حفاظ الناس، وقد خلط في حديثين. وقال إبراهيم
ابن موسى: منه تعلمنا علم الحديث رحمه الله تعالى.
333 - 21 / 7 ع - العقدي
الحافظ الامام الثقة أبو عامر عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي
البصري. حدث عن قرة بن خالد وأفلح بن حميد وزكريا بن إسحاق
وأيمن بن نابل وشعبة بن الحجاج وطبقتهم. فأكثر وجود. روى عنه
احمد وإسحاق وزهير وإسحاق الكوسج وأحمد بن الفرات ومحمد بن
شداد المسمعي ومحمد بن يحيى الذهلي والكديمي وخلق كثير. قال النسائي:
ثقة مأمون. وقال غيره: كان أحد حفاظ البصرة. وقال محمد بن
سنان القزاز: هو مولى العقديين من بني قيس، كان لا يخضب. قال
ابن سعد مات سنة أربع ومائتين.
أنبأنا ابن علان وابن أبي عمر قالا انا عمر بن محمد انا ابن الحصين
انا ابن غيلان انا أبو بكر البزار ثنا محمد بن شداد المسمعي نا أبو عامر
347

العقدي نا قرة عن الحسن قال جاء مسيلمة الكذاب إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فلما قام من عنده قال: هذا يبعث هلكة لقومه.
334 - 22 / 7 ق - الواقدي هو محمد
ابن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم أبو عبد الله المدني الحافظ البحر
لم اسق ترجمته هنا لاتفاقهم على ترك حديثه وهو من أوعية العلم لكنه
لا يتقن الحديث وهو رأس في المغازي والسير ويروى عن كل ضرب.
مات سنة سبع ومائتين، حمل عن ابن عجلان وابن جريج ومعمر وهذه
الطبقة. ولى قضاء بغداد، وكان له رئاسة وجلالة وصورة عظيمة.
عاش ثمانيا وسبعين سنة رحمه الله وسامحه
335 - 23 / 7 - 4 - مروان بن محمد
الحافظ العلامة أبو بكر الدمشقي الطاطري التاجر اخذ عن معاوية
ابن سلام وعبد الله بن العلاء وسعيد بن عبد العزيز ومالك وطبقتهم.
وعنه أبو محمد الدارمي وأحمد بن الأزهر ومحمود بن خالد وخلق.
وثقه أبو حاتم وكان أحمد بن حنبل يثنى عليه وعلى علمه ويقول: هو
صاحب حديث. وروى أبو زرعة الدمشقي عن أبي معاوية الهاشمي قال:
ما رأيت اخشع منه، وعن أحمد بن أبي الحواري: ما رأيت شاميا خيرا
من مروان بن محمد. قلت: مات سنة عشر ومائتين قال أحمد بن أبي الحواري:
سمعته يقول لا غنى لصاحب الحديث عن ثلاثة صدق وحفظ وصحة كتب،
فان كانت ثنتان لم يضعف، صدق وصحة كتب، وإذا لم يحفظ رجع
348

إلى كتب صحيحة. أخبرنا عمر بن محمد العمري انا ابن اللتي انا أبو الوقت
انا الداودي انا ابن حمويه انا عيسى بن عمر نا أبو محمد الدارمي انا مروان
ابن محمد انا سعيد بن عبد العزيز قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل المدينة
: من تعبد بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح، ومن عد كلامه
من عمله قل كلامه فيما لا يعنيه، ومن جعل علمه عرضا للخصومات كثر تنقله.
336 - 24 / 7 ع - حسين الجعفي هو الحسين بن علي بن الوليد
شيخ الاسلام أبو علي الجعفي مولاهم الكوفي الحافظ المقرئ الزاهد
القدوة. قرأ على حمزة وسمع من أبي عمرو بن العلاء والأعمش وجعفر
ابن برقان وسفيان وعدة. وعنه احمد وإسحاق ويحيى وابن الفرات وعبد
[بن حميد] وعباس الدوري ومحمد بن عاصم وخلق. وثقه ابن معين
وغيره وقال محمد بن رافع: ذاك راهب أهل الكوفة. وقال ابن قتيبة
قيل لابن عيينة قدم حسين، فوثب وأتى فقبل يده وقال: قدم رجل
أفضل رجل يكون قط. وقال يحيى بن يحيى النيسابوري: ان بقى من
الابدال أحد فحسين الجعفي. [وقال حميد بن الربيع: حسين الجعفي - (1)]
كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث. وقال احمد العجلي: كان
ثقة لم أر أفضل منه ولم أره الا مقعدا وكان جميلا لباسا. مات سنة ثلاث
ومائتين قلت: عاش أربعا وثمانين سنة.
337 - 25 / 7 ع - روح بن عبادة
ابن العلاء بن حسان أبو محمد القيسي البصري الحافظ. سمع ابن

(1) من المكية.
349

عون وحسينا المعلم وابن أبي عروبة وطبقتهم وعنى بهذا الشأن. وعنه
احمد وإسحاق وبندار وإسحاق الكوسج وبشر بن موسى وخلق كثير.
قال الكديمي: [سمعت علي بن المديني (1)] يقول: نظرت لروح في
أكثر من مائة الف حديث كتبت منها عشرة آلاف. وقال يعقوب
ابن شيبة: كان روح يتحمل الحمالات وكان سريا مريا كثير الحديث
جدا. سمعت ابن المديني يقول: ما زال في الحديث لم يشغل عنه. وقال
الخطيب: صنف الكتب في السنن والاحكام وجمع تفسيرا وكان ثقة.
وقال أحمد بن الفرات: طعن على روح اثنا عشر فلم ينفذ قولهم فيه.
قلت: حديثه في أصول الاسلام كلها. مات في جمادى الأولى سنة خمس
ومائتين ونيف على الثمانين رحمه الله تعالى. تكلم فيه القواريري لكونه يروى
عن مالك تسعمائة حديث. فاستعظم كثرتها، وقال النسائي: ليس بالقوي.
338 - 26 / 7 م 4 - زيد بن الحباب
الحافظ أبو الحسين العكلي الكوفي الزاهد المحدث الجوال الرحال
سمع قرة بن خالد وسليمان بن سيف وأيمن بن نابل وطبقتهم بالعراق
والحجاز والشام ومصر. وعنه احمد ومحمد بن رافع وسلمة بن شبيب
ويحيى بن أبي طالب وخلائق. وثقه ابن المديني وغيره، وقال احمد:
كان صاحب حديث كيسا رحالا، ما كان أصبره على الفقر، ضرب
إلى الأندلس في الحديث، كتبت عنه هنا وبالكوفة. قلت اعتقد
احمد رحمه الله انه ارتحل إلى الأندلس للقاء معاوية بن صالح، وانما اخذ

(1) من المكية.
350

عنه بمكة لما حج. وقد حدث عنه يزيد بن هارون، وهو أكبر منه.
وابن وهب. قال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين رحمه الله تعالى.
قلت: ثقة وغيره أقوى منه.
339 - 27 / 7 ع - سعيد بن عامر
الإمام أبو محمد الضبعي البصري عن حبيب بن الشهيد ويونس بن
عبيد ومحمد بن عمرو وابن أبي عروبة. وعنه احمد وإسحاق وابن
معين وعبد [بن حميد] والحارث بن أبي أسامة وخلق. قال يحيى القطان:
هو شيخ المصر منذ أربعين سنة، اني لأغبط جيرانه. وقال ابن الفرات:
ما رأيت بالبصرة مثله. وقال احمد: ما رأيت أفضل منه ومن حسين
الجعفي وقال أبو حاتم: صدوق يغلط. وقال ابن معين: ثقة مأمون.
قيل: مات في شوال سنة ثمان ومائتين عن ست وثمانين سنة يقع عواليه
في الغيلانيات.
حدثنا الكديمي ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد الرحمن بن
القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: كان لنا ثوب فيه تصاوير فجعلته بين
يدي الرسول الله صلى الله عليه وآله وهو يصلى فنهاني، قالت
وكره ذلك فجعلته وسادتين - م - عن ابن راهويه عنه.
340 - 28 / 7 م 4 - أبو داود الطيالسي الحافظ الكبير
سليمان بن داود بن الجارود الفارسي الأصل مولى آل الزبير المصري
351

ا حد الاعلام الحافظ. سمع ابن عون [وأيمن (1)] بن نابل وهشام
[بن أبي عبد الله] الدستوائي وشعبة وطبقتهم. وعنه احمد والفلاس
وبندار وابن الفرات وعباس الدوري وخلائق. قال الفلاس: ما رأيت
احفظ منه. وقال رفيقه ابن مهدي: هو أصدق الناس. وقال عامر بن
إبراهيم: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن الف شيخ. وقال وكيع: ما
بقى أحد احفظ لحديث طويل من أبي داود، فبلغه ذلك فقال: ولا قصير.
وقال ابن المديني: ما رأيت احفظ منه. وقال عمر بن شبة: كتبوا عن
أبي داود من حفظه أربعين الف حديث. قلت كان يتكل على حفظه
فغلط في أحاديث. مات سنة أربع ومائتين وكان من أبناء الثمانين
رحمه الله تعالى. وقع حديثه عاليا للفخر على المقدسي.
أنبأنا ابن قدامة وابن البخاري قالا انا عمر بن محمد انا أحمد بن الحسن
انا أبو محمد الجوهري انا أحمد بن جعفر نا محمد بن يونس نا أبو داود الطيالسي
نا ابن عون عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.
341 - 29 / 7 س - القاسم بن يزيد
الجرمي الموصلي عالم الموصل وزاهدها. سمع ابن أبي ذئب وثور
بن يزيد وحريز بن عثمان والثوري. وعنه محمد بن عبد الله بن عمار
وعلي بن حرب وجماعة. وثقه أبو حاتم، وقال يزيد بن محمد الأزدي:
ورع زاهد من أصحاب سفيان وكان حافظا للحديث متفقها. قلت

(1) من المكية.
352

كان على قدم عظيم من الزهد والعبادة. وقال غيره: حافظ للحديث والفقه.
مات في سنة أربع وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا أبو علي بن الخلال انا أبو الفضل الهمذاني (ح) وأخبرنا
إسحاق الصفار انا ابن رواحة قالا انا أبو طاهر السلفي انا ابن الطيوري
وأبو بكر الطريثيثي قالا انا أبو علي بن شاذان انا أحمد بن سليمان العباداني
نا علي بن حرب نا القاسم بن يزيد نا سفيان ثنا عبد العزيز بن رفيع
عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وآله
قال: لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر.
342 - 30 / 7 - 4 - ضمرة بن ربيعة
الحافظ أبو عبد الله القرشي مولاهم الدمشقي ثم الرملي العبد الصالح
المأمون سمع إبراهيم بن أبي عبلة [والثوري] وابن شوذب [وعثمان
بن أبي عطاء] والأوزاعي ومولاه علي بن أبي جملة وعدة. وعنه
دحيم وعمرو بن عثمان وأبو عمير عيسى بن النحاس وخلق. وثقه
ابن معين وغيره.
وقال احمد: هو أحب إلى من بقية. وقال آدم: ما رأيت أحدا
أعقل لما يخرج من رأسه منه. وقال ابن سعد: ثقة مأمون خير لم يكن
هناك أفضل منه. مات في رمضان سنة اثنتين ومائتين. وقال ابن يونس:
كان فقيههم في زمانه. قلت: كان من أبناء الثمانين رحمه الله تعالى.
343 - 31 / 7 ع - عبيد الله بن موسى
الحافظ الثبت أبو محمد العبسي مولاهم الكوفي المقرئ العابد من
353

كبار علماء الشيعة ولد بعد العشرين ومائة وهو في عداد وكيع وانما
أخرناه لتأخر موته سمع من هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد
والأعمش [والثوري] وابن جريج وحنظلة بن أبي سفيان والأوزاعي
وطبقتهم. روى عنه البخاري ثم أروى هو وباقي الجماعة في كتبهم عن
رجل عنه. وحدث عنه احمد وإسحاق ويحيى و [أبو بكر] بن أبي شيبة
وعباس [الدوري] والدارمي والحارث التيمي والكديمي وخلائق
وثقة يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق، وأبو نعيم أتقن منه
وعبيد الله أثبتهم في إسرائيل. وقال العجلي: كان عالما بالقرآن رأسا
فيه ما رأيته رافعا رأسه وما روئي ضاحكا قط. قلت قرأ على حمزة الزيات
قال أبو داود: كان شيعيا محترقا وقال أحمد بن يوسف السلمي: كتبت
عنه ثلاثين الف حديث. قال ابن سعد: مات في ذي الحجة سنة ثلاث
عشرة ومائتين رحمه الله تعالى.
انا ابن قدامة وعدة قالوا انا ابن طبرزذ انا هبة الله انا ابن غيلان
انا أبو بكر (1) نا محمد بن سليمان نا عبيد الله نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي داود
عن أبي الحمراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من غشنا
فليس منا.
344 - 32 / 7 ع - إسحاق بن سليمان القيسي
الرازي الامام العلامة أبو يحيى الكوفي أحد الاعلام. حدث عن

(1) يعني أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وهذا الخبر من (كتاب الغيلانيات)
ومنها نسخة عتيقة جيدة في مكتبة الحرم المكي.
354

حنظلة بن أبي سفيان وابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه
أحمد بن حنبل ومحمد بن رافع وإسحاق الكوسج وأحمد بن الأزهر والحسن
ابن مكرم البزاز وآخرون، وكان ثقة حجة زاهدا صالحا خاشعا. قال
ابن الفرات رأيته يحدث فضحك غلام فأخرجه. ثم قال: ويقال انه
كان من الابدال. وقال إسحاق الكوسج: ما كان أبين خشوعه، كان
يبكى كل ساعة. قيل: مات سنة تسع وتسعين وقيل: سنة مائتين. أخبرنا
عبد الله بن محمد الأديب انا يوسف بن محمود بقراءتي انا السلفي انا الثقفي
انا يحيى المزكي نا محمد بن يعقوب الشيباني نا حامد بن أبي حامد نا إسحاق
ابن سليمان الرازي سمعت مالكا انا إسحاق بن عبد الله عن انس قال كنت
مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية
فأدركه اعرابي فجبذه من خلفه جبذة حتى رأيت صفحة عنقه قد أثر
في حاشية البرد من شدة جبذته فقال يا محمد اعطني من مال الله الذي
عندك، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فضحك وامر له بعطاء،
أخرجه مسلم عن عمرو الناقد عن إسحاق بن سليمان فوقع لنا بدلا عاليا.
345 - 33 / 7 ع - بشر بن السري
الامام الحافظ الواعظ القدوة البصري أبو عمرو المعروف بالأفوه.
سكن مكة وحدث عن مسعر وسفيان وزائدة وحماد بن سلمة وعدة.
وعنه أحمد بن حنبل وابن المديني وأبو حفص الفلاس وخلق. قال
احمد: كان متقنا للحديث عجبا. وقال أبو حاتم: ثبت صالح. وقال
ابن معين: ثقة. وعن الحميدي قال: كان جهميا. قلت: ثبت انه رجع
355

عن ذلك. مات سنة خمس أو ست وتسعين ومائة رحمه الله تعالى.
346 - 34 / 7 خ س - عبد الرحمن بن القاسم
الامام الفقيه الديار المصرية أبو عبد الله العتقي مولاهم المصري.
سمع مالك بن انس وتفقه به وعبد الرحمن بن شريح وبكر بن مضر
ونافع بن أبي نعيم. حدث عنه اصبغ بن الفرج والحارث بن مسكين
وعيسى بن مثرود ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وآخرون. وأنفق
أموالا عظيمة في طلب العلم. قال النسائي: ثقة مأمون أحد العلماء. ويروى
عن ابن القاسم انه كان لا يقبل جوائز السلطان. وقال الحارث بن
مسكين: كان ابن القاسم في الورع والزهد شيئا عجبا سمعته يقول في
دعائه اللهم امنع الدنيا منى وامنعني منها. مات ابن القاسم في صفر سنة
إحدى وتسعين ومائة وله ثمان وخمسون سنة وأشهر. وقد سقت مناقبه
في تاريخ الاسلام. أخبرنا أبو علي الأمين انا جعفر الهمذاني انا أبو محمد
العثماني انا أبو طاهر إسماعيل بن إبراهيم بن شبل انا الفقيه عبد الحق بن محمد
ابن هارون انا الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن الأجدابي نا هبة الله
ابن أبي عقبة التميمي نا جبلة بن حمود الصدفي نا سحنون أخبرني ابن القاسم
حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله
صلى الله عليه وآله قال قال الله إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه
وإذا كره لقائي كرهت لقاءه.
أخبرنا ابن عساكر انا محمد بن غسان قراءة عليه انا ابن عساكر
النسيب نا أبو القاسم السميساطي نا عبد الوهاب الكلابي انا ابن جوصا
356

نا عيسى بن مثرود نا عبد الرحمن بن القاسم حدثني مالك عن ابن شهاب
عن عروة عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان
يصلى بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة ثم يضطجع لشقه
الأيمن حتى يأتيه المؤذن فيصلى ركعتين خفيفتين، أخرجه مسلم وحده
عن يحيى بن يحيى عن مالك.
347 - 35 / 7 ع - أبو أحمد الزبيري
محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الحافظ الثبت الأسدي الزبيري
مولاهم الكوفي الحبال. روى عن يونس بن أبي إسحاق وعيسى بن طهمان
وفطر وسفيان وطبقتهم. وعنه احمد ومحمود بن غيلان وأحمد بن
الفرات ومحمد بن رافع وخلق. قال نصر بن علي: قال أبو أحمد: لا أبالي
ان يسرق مني كتاب سفيان اني أحفظه كله. وقال بندار: ما رأيت
رجلا قط احفظ من أبي احمد. وقال العجلي: ثقة يتشيع وقال أبو حاتم:
حافظ عابد مجتهد له أوهام. وقيل كان يصوم الدهر. قال احمد:
مات بالأهواز سنة اثنتين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن قايماز انا محمد بن قوام انا خليل بن بدر انا أبو علي
انا أبو نعيم نا عبد الله بن جعفر انا أحمد بن الفرات انا أبو أحمد الزبيري
نا ابن أبي حسين عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ما انزل الله داء الا انزل له شفاء.
348 - 36 / 7 س - أبو كامل الحافظ الكبير
مظفر بن مدرك الخراساني البغدادي. روى عن شيبان
357

النحوي وعاصم بن محمد العمري وعبد العزيز بن الماجشون وحماد بن
سلمة وطبقتهم لم يلحق شعبة. وعنه احمد وابن معين ومحمد بن عبد الله
المخرمي وآخرون. قال احمد: كان أصحاب الحديث هنا أبو كامل وأبو سلمة
الخزاعي والهيثم بن جميل، والهيثم أحفظهم، وكان أبو كامل أتقن منهم،
وله عقل سديد ووقار وهيبة وقال ابن معين: كنت آخذ عنه هذا
الشأن وكان رجلا صالحا قل من رأيت يشبهه. وقال أبو خيثمة:
ما كان عندنا بدون وكيع. وقال أبو داود: ثقة ثقة. وقال النسائي: ثقة
مأمون. قال إبراهيم الحربي: مات سنة سبع ومائتين رحمه الله تعالى.
قلت: توفى كهلا فلم يشتهر اسمه.
349 - 37 / 7 م س - منصور بن سلمة
الحافظ الإمام أبو سلمة الخزاعي محدث بغداد. اخذ عن عبد العزيز
ابن الماجشون وحماد بن سلمة ومالك وهذه الطبقة. وعنه احمد وأبو بكر
الأعين وصاعقة وأبو بكر الصاغاني وأحمد بن أبي خيثمة وعدة.
انا المسلم بن علان انا الكندي انا أبو منصور القزاز نا أبو بكر
الخطيب انا هلال الحفار انا إسماعيل الصفار نا العباس بن محمد نا أبو سلمة
الخزاعي نا سليمان بن بلال عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الجرس مزمار الشيطان وثقه ابن
معين والناس. قال احمد ابن أبي خيثمة: قال لي أبي وقد قمنا من عند أبي
سلمة الخزاعي: كتبت اليوم عن كبش نطاح. قال الدارقطني: أبو سلمة
أحد الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال ويؤخذ بقوله فيهم،
358

اخذ عنه أحمد بن حنبل وابن معيل علم ذلك. قال ابن سعد: خرج إلى
الثغر فمات بالمصيصة سنة عشر ومائتين وكان ثقة يتمنع بالحديث
رحمه الله تعالى. 350 - 38 / 7 ع - أبو النضر هاشم بن القاسم الليثي
الخراساني ثم البغدادي الحافظ ويقال له قيصر. روى عن شعبة
وابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه احمد وإسحاق [ويحيى
وابن المديني] وعبد [بن حميد] وعباس الدوري وابن الفرات وخلق
كثير. قال احمد: كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. وقال
ابن المديني: ثقة وقال العجلي: ثقة صاحب سنة يفخر به أهل بغداد.
وقيل: مولده سنة أربع وثلاثين ومائة، ومات على الصحيح في ذي القعدة
سنة سبع ومائتين رحمه الله تعالى.
أنبأنا ابن قدامة وغيره قالوا انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين انا ابن
غيلان انا أبو بكر الشافعي نا الحارث بن محمد نا أبو النضر انا أبو معاوية
يعني شيبان عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: لا تقوم الساعة
حتى ينزل عيسى ابن مريم إماما عادلا وقاضيا مقسطا حين تبتر قريش
الامارة - يقتل الخنزير والقردة ويكسر الصليب ويكون السجدة لله
رب العالمين. لم يرفعه.
351 - 39 / 7 ع - يحيى بن آدم الحافظ
العلامة أبو زكريا القرشي مولاهم الكوفي الأحول صاحب التصانيف
359

روى عن يونس بن أبي إسحاق وعيسى بن طهمان ومسعر والثوري
وخلق. وعنه احمد وإسحاق ويحيى وعبد [بن حميد] والحسن بن
علي بن عفان وخلق. وثقه ابن معين والنسائي، وقال أبو داود: ذاك
أوحد الناس.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة فقيه البدن سمعت علي بن عبد الله
يقول: يرحم الله يحيى بن آدم أي علم كان عنده وجعل يطريه وقال
أبو أسامة: ما رأيت يحيى بن آدم الا ذكرت الشعبي.
دعلج نا محمد بن أحمد بن البراء سمعت على ابن المديني يقول:
نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة - يعنى معظم الصحاح قال: ولأهل
المدينة ابن شهاب، ولأهل مكة عمرو بن دينار ولأهل البصرة قتادة
ويحيى بن أبي كثير، ولأهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش، ثم صار علم
هؤلاء إلى أصحاب الأصناف ممن صنف، فمن المدينة مالك وابن إسحاق
ومن مكة ابن جريج وابن عيينة، ومن أهل البصرة سعيد بن أبي عروبة
وحماد بن سلمة وأبو عوانة وشعبة ومعمر - وقد سمع من الستة، ومن
أهل الكوفة سفيان الثوري، ومن الشام الأوزاعي، ومن واسط هشيم.
قلت: نسى حماد بن زيد، قال: ثم انتهى علم هؤلاء الاثني عشر إلى يحيى
القطان ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ووكيع، ثم انتهى علم هؤلاء
الثلاثة إلى ابن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن آدم، قلت:
توفى في ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين بفم الصلح رحمه الله تعالى.
وقع لنا من عواليه كتاب الخراج له.
360

352 - 40 / 7 ع - شبابة بن سوار الفزاري
أبو عمرو المدائني حافظ ذكر في الممتع (1).
353 - 41 / 7 ع - يونس بن محمد [بن مسلم البغدادي
أبو محمد] المؤدب من كبار الحفاظ ببغداد وثقه يحيى بن معين وغيره.
سمع شيبان النحوي وحماد بن سلمة وفليح بن سليمان وطبقتهم. وعنه
احمد وابن المديني والرمادي والحارث بن أبي أسامة وخلق كثير. مات
في صفر سنة ثمان ومائتين ولم يعمر. توفى قبل أوان الرواية ومع
ذلك فحديثه في دواوين الاسلام لنبله وسعة حفظه.
353 - 42 / 7 م 4 - الشافعي الامام العلم حبر الأمة
أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن
السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف
ابن قصي بن كلاب القرشي المطلبي الشافعي المكي نسيب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وناصر سنته ولد سنة خمسين ومائة بغزة فحمل إلى
مكة لما فطم فنشأ بها واقبل على العلوم فتفقه بمسلم الزنجي وغيره. حدث
عن عمه محمد بن علي وعبد العزيز بن الماجشون ومالك الامام وإسماعيل
ابن جعفر وإبراهيم بن أبي يحيى وخلق. وعنه احمد والحميدي وأبو عبيد
والبويطي وأبو ثور والربيع المرادي والزعفراني وأمم سواهم وكان من
أحذق قريش بالرمي كان يصيب من العشرة عشرة وكان أولا قد برع

(1) انظر ترجمته في التهذيب.
361

في ذلك وفي الشعر واللغة وأيام العرب ثم اقبل على الفقه والحديث
وجود القرآن على إسماعيل بن قسطنطين مقرئ مكة، وكان يختم في
رمضان ستين مرة، ثم حفظ الموطأ وعرضه على مالك وأذن له مسلم
ابن خالد بالفتوى وهو ابن عشرين سنة أو دونها وكتب عن محمد بن
الحسن الفقيه وقربختي. روى ذلك ابن أبي حاتم عن الربيع عنه وكان
مع فرط ذكائه وسيلان ذهنه يستعمل اللبان ليقوى حفظه فأعقبه رمى
الدم سنة.
قال إسحاق بن راهويه: قال لي أحمد بن حنبل بمكة: تعال حتى
أريك رجلا لم تر عيناك مثله فأقامني على الشافعي وقال أبو ثور: ما رأيت
مثل الشافعي ولا رأى (هو) مثل نفسه وقال حرملة: سمعت الشافعي
يقول: سميت ببغداد ناصر الحديث. ووثقه احمد وغيره وقال ابن معين: ليس
به بأس. قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد مس محبرة
ولا قلما الا وللشافعي في عنقه منة. وقال ابن راهويه: الشافعي امام
ما أحد تكلم بالرأي الا والشافعي أكثرهم اتباعا وأقلهم خطأ. وقال
أبو داود: ما اعلم للشافعي حديثا خطأ. وقال أبو حاتم صدوق. وصح
عن الشافعي انه قال: إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط. وقال
الربيع: سمعته يقول: إذا رويت حديثا صحيحا فلم آخذ به فأشهدكم ان عقلي
قد ذهب. قلت مناقب الشافعي لا يحتملها هذ المختصر فدونكها في تاريخ
دمشق وفي (تاريخ الاسلام) لي وكان حافظا للحديث بصيرا بعلله
لا يقبل منه الا ما ثبت عنده، ولو طال عمره لازداد منه. توفى أول
362

شعبان سنة أربع ومائتين بمصر، وكان قد انتقل إليها سنة تسع وتسعين
ومائة رضي الله عنه. فهو واحمد وابن المديني وابن معين من رجال
[الطبقة] الرابعة من أربعي الطبقات للحافظ ابن المفضل.
355 - 43 / 7 ق - الهيثم بن جميل
الحافظ الكبير محدث أنطاكية أبو سهل البغدادي. حدث عن حماد
ابن سلمة ومالك والليث بن زهير ومعاوية وشريك بن عبد الله
ومندل بن علي وأمثالهم. روى عنه أحمد بن حنبل والذهلي ومحمد بن
عوف (1) الطائي ويوسف بن سعيد بن مسلم وآخرون. قال احمد العجلي:
ثقة صاحب سنة. وقال أحمد بن حنبل: كان أصحاب الحديث عندنا
أبو كامل وأبو سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل، والهيثم أحفظهم. وقال
الدارقطني: [هو] ثقة حافظ. وقال ابن عدي: يغلط على الثقات. وقال
ابن قانع: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين. خرج له ابن ماجة وحده.
وباسنادي في الغيلانيات: حدثنا أبو الوليد بن برد نا الهيثم بن جميل ثنا شريك
عن هشام عن أبيه عن ابن عمر قال: من يأكل الغراب؟ وقد سماه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاسقا، والله ما هو من الطيبات.
356 - 44 / 7 - داود بن يحيى
ابن يمان العجلي الكوفي من الحفاظ المبرزين الاثبات طلب في
حدود السبعين ومائة. وحدث عن أبيه وغيره، لم يشتهر حديثه لأنه

(1) في الأصلين (عون) خطأ:
363

مات كهلا. حدث عنه رفيقه معاوية بن عمرو الأزدي، ولو طال عمره
لكان له نبأ. مات سنة ثلاث ومائتين رحمه الله تعالى
357 - 45 / 7 ع - عبد الرزاق
ابن همام بن نافع الحافظ الكبير أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني
صاحب التصانيف. روى عن عبيد الله بن عمر قليلا وعن ابن جريج
وثور بن يزيد ومعمر والأوزاعي والثوري وخلق كثير. رحل في
تجارة إلى الشام ولقى الكبار. وعنه احمد وإسحاق وابن معين والذهلي
وأحمد بن صالح والرمادي وإسحاق بن إبراهيم الدبري وأمم سواهم.
وكان يقول: جالست معمرا سبع سنين. قال احمد: كان عبد الرزاق
يحفظ حديث معمر. قلت: وثقه غير واحد، وحديثه مخرج في الصحاح
وله ما ينفرد به، ونقموا عليه التشيع، وما كان يغلو فيه بل كان يحب
عليا رضي الله عنه ويبغض من قاتله، وقد قال سلمة بن شبيب: سمعت
عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط ان أفضل عليا على أبى
بكر وعمر. وكان رحمه الله من أوعية العلم، ولكنه ما هو في حفظ
وكيع وابن مهدي. قال ابن سعد: مات في نصف شوال سنة إحدى
عشرة ومائتين. قلت: عاش خمسا وثمانين سنة، ولو ذهبنا نستقصي اخباره
لطال الكتاب جدا.
358 - 46 / 7 ع - حبان بن هلال
البصري الحافظ أبو حبيب. سمع شعبة وأبان بن يزيد وحماد بن
364

سلمة وطبقتهم ولم يرحل. وعنه عبد والدارمي ويعقوب الفسوي وخلق
وحديث في الكتب الستة. وثقه احمد والناس. قال ابن سعد: كان
ثقة حجة ثبتا امتنع من التحديث قبل موته. قال: ومات بالبصرة سنة
ست عشرة ومائتين. قلت: ولامتناعه لم يتهيأ للبخاري الاخذ عنه.
قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبت في البصرة.
أنبأنا ابن أبي عمر والفخر على قالا انا ابن طبرزذ انا ابن البناء انا
الجوهري انا أبو بكر القطيعي نا محمد بن يونس ثنا حبان بن هلال
نا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس قال ردف رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم خلف أبي بكر وكان إذا مر على الملا من قريش قالوا
يا أبا بكر من هذا الرجل معك؟ فال: هذا رجل يهديني السبيل. كذا
قال على الملا من قريش وهذا خطأ وما الكديمي بمعتمد.
359 - 47 / 7 ع - مكي بن إبراهيم
الحافظ الامام شيخ خراسان أبو السكن التميمي الحنظلي [البلخي (1).
حدث عن يزيد بن أبي عبيد وجعفر الصادق وبهز بن حكيم وأبي حنيفة
وهشام بن حسان وابن جريج وخلق. وعنه البخاري واحمد وابن معين
والذهلي وعباس الدوري والكديمي وخلق. آخرهم وفاة معمر بن محمد
ابن معمر البلخي. قال عبد الصمد بن الفضل البلخي: سمعته يقول حججت
ستين حجة وتزوجت ستين امرأة وجاورت عشر سنين وكتبت عن
سبعة عشر من التابعين.

(1) من المكية.
365

قلت: كان من العباد قال ابن سعد: ثقة ثبت. وقال الدارقطني:
ثقة مأمون. قال النسائي: في عمل اليوم والليلة نا يزيد بن سنان نا مكي
عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: متعتان كانتا على عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله أنهى عنهما وأعاقب عليهما متعة النساء
ومتعة الحج. قال النسائي: هذا حديث معضل الا اعلم رواه غير مكي
وهو لا بأس به لا أدري من أين أتي.
عن مكي قال ولدت سنة ست وعشرين ومائة وطلبت الحديث
ولى سبع عشرة سنة. قال ابن سعد: مات ببلخ في شعبان سنة خمس
عشرة ومائتين.
أخبرنا أبو المعالي القرافي انا مبارك بن أبي الجود انا أحمد بن أبي
غالب انا عبد العزيز بن علي انا أبو طاهر المخلص ثنا عبد الله بن محمد نا داود
ابن رشيد نا مكي بن إبراهيم نا الصلت بن دينار عن أبي نضرة عن جابر
ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد
أن ينظر إلى شهيد يمشى على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله. تفرد
به الصلت وهو ضعيف قال الدارقطني: ليس بقوي.
360 - 48 / 7 ع - أبو عاصم الضحاك
ابن مخلد الشيباني البصري الحافظ شيخ الاسلام. سمع جعفر بن
محمد ويزيد بن أبي عبيد وسليمان التيمي وابن جريج وبهز بن حكيم والكبار
ولولا تأخر موته لذكر مع وكيع بل مع ابن المبارك. روى عنه احمد
وبندار والدارمي وأبو عبد الله البخاري والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم
366

الكجي وخلق. وكان يلقب بالنبيل لنبله وعقله، وقيل غير ذلك،
ولم يحدث قط الا من حفظه. قال عمر بن شبة: والله ما رأيت مثله.
وقال البخاري وغيره سمعنا يقول: ما اغتبت أحدا منذ علمت أن الغيبة
تضر أهلها. وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظ نحو الف حديث من
جيد حديثه. وقال ابن سعد: كان ثقة فقيها مات بالبصرة لأربع عشرة
ليلة خلت من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين. قلت: عاش تسعين
سنة وأشهرا. قال الخطيب: لم يرو عن جعفر بن محمد سوى حديث
واحد قلت قد مر في ترجمة جعفر بن محمد.
361 - 49 / 7 ع - المقرئ الامام
المحدث شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد العمري
العدوي مولاهم المكي. ولد في حدود سنة عشرين ومائة. وسمع من
ابن عون وأبي حنيفة وكهمس وشعبة وعبد الرحمن الإفريقي وسعيد بن
أبي أيوب وحرملة بن عمران ويحيى بن أيوب وطبقتهم. وعنى بهذا
الشأن وعمر دهرا وحديثه في الكتب كلها. روى عنه البخاري واحمد
وإسحاق وعباس الدوري والحارث بن محمد وبشر بن موسى وآخرون.
وثقه النسائي وغيره. قال محمد بن عاصم: سمعت المقرئ يقول: انا ما بين
التسعين إلى المائة، أقرأت القرآن بالبصرة ستا وثلاثين سنة، وهنا
بمكة خمسا وثلاثين سنة. قلت: اخذ الحروف عن نافع وغيره، وكان
صاحب حديث وقراءات. قلت: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين،
وحديثه عال في القطيعيات. ثم في البخاري وقد مر له ترجمة
367

أبي حنيفة رحمه الله تعالى. 362 50 / 7 خ د س ق - حفص بن عبد الله
ابن راشد أبو عمرو السلمي ويقال أبو سهل عالم نيسابور قاضيها
وشيخ الأثر بها صحب إبراهيم بن طهمان وأكثر عنه وارتحل وسمع
من يونس بن أبي إسحاق وابن أبي ذئب وعمر بن ذر وسفيان الثوري
[ومسعر] وعدة. روى عنه ابنه احمد وقطن (1) بن إبراهيم ومحمد بن
عقيل وخلق. آخرهم وفاة محمد بن عمر وقشمرد. قال النسائي: ليس
به بأس. وقال محمد بن عقيل: كان قاضيا عشرين سنة بالأثر ولا يقضى
بالرأي البتة. قال [ابنه] احمد: مات أبي في شعبان سنة تسع ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن القواس انا ابن الحرستاني [انا السلمي (2)] انا ابن طلاب
انا ابن جميع نا دعلج بمكة نا محمد بن عمرو بن النضر نا حفص نا إبراهيم بن
طهمان عن مالك عن الزهري عن سالم انه سمع رجلا من أهل الشام
يسأل ابن عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج فقال: هي الحلال. قال:
ان أباك قد نهى عنها، قال: أرأيت ان كان أبي قد نهى عنها وقد صنعها
رسول الله صلى الله عليه وآله أتتبع أمر أبي أم أمر رسول الله
صلى الله عليه وآله، فقال الرجل: بل أمر رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم. فقال: قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وآله
تابعه سعيد بن داود عن مالك.

(1) في الأصلين (فطر) خطأ (2) من المكية.
368

363 - 51 / 7 ع - الأسود بن عامر
أبو عبد الرحمن الحافظ شاذان أحد الاثبات. حدث عن هشام
ابن حسان وطلحة بن عمرو وشعبة والثوري وجرير بن حازم وطبقتهم.
وعنه احمد وعلي وأبو ثور وأحمد بن الخليل البرجلاني والحارث بن
أبي أسامة وأبو محمد الدارمي وخلق. وثقه على وغيره. وقد روى عنه
بقية بن الوليد مع تقدمه. مات في أول سنة ثمان ومائتين ببغداد
رحمه الله تعالى.
أنبأنا طائفة قالوا انا ابن طبرزذ انا هبة الله بن محمد انا ابن غيلان
انا أبو بكر الشافعي ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا شاذان نا إسرائيل عن
أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم عن انس بن مالك قال إذا اذن المؤذن
فقال الرجل اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة اعط محمدا
سؤله يوم القيامة الا نالته شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يوم
القيامة.
364 - 52 / 7 ع - الأشيب
هو القاضي الإمام أبو علي الحسن بن موسى البغدادي الحافظ ولى
فضاء الموصل وقضاء طبرستان وقضاء حمص وكان كبير الشأن. سمع
من ابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وشعبة والحمادين وطبقتهم. وعنه
احمد وأبو خيثمة وأبو إسحاق الجوزجاني وحجاج بن الشاعر وعبد بن
حميد وبشر بن موسى وإسحاق الحربي وخلق. وثقه يحيى بن معين وغيره.
369

قال ابن عمار: كان عندنا بالموصل بيعة قد خربت فاجتمع النصارى
وجمعوا للأشيب مائة الف على أن يحكم لهم ببنائها فقال ادفعوا المال
إلى بعض الشهود فلما حضروا الجامع قال اشهدوا على باني قد حكمت
بأن لا تبنى فنفر النصارى ورد عليهم المال. قال أبو حاتم: حضرت جنازته
بالري. قال ابن سعد: مات بالري سنة تسع ومائتين.
وبه إلى أبي بكر الشافعي انا إسحاق بن الحسن نا الأشيب نا أبو جعفر
الرازي عن الربيع بن انس عن انس قال نهى النبي صلى الله عليه وآله
عن النهبة فقال: من انتهب فليس منا.
365 - 53 / 7 ع - علي بن الحسن بن شقيق الحافظ
محدث مرو أبو عبد الرحمن العبدي المروزي. سمع علي بن الحسين بن
واقد وأبا حمزة السكري وأبا المنيب عبيد الله العتكي وإبراهيم بن طهمان
وإسرائيل وقيس بن الربيع. وعنه البخاري والباقون عن رجل عنه،
واحمد وابن معين وأحمد بن سيار وعباس الدوري وولده محمد بن علي
وخلق. قال احمد: لم يكن به بأس رجع عن الارجاء. وقال ابن معين:
ما قدم علينا من خراسان أفضل منه، كان عالما بابن المبارك، وقد سمع
منه الكتب مرارا. وقال العباس بن مصعب: كان جامعا يعد من أحفظهم
لكتب عبد الله، وكان في أول امره منازعا لأهل الكتاب حتى كتب
التوراة والإنجيل، ثم كبر وصار لا يمكنه ان يقرأ فبقى يحدث بالحديثين
والثلاثة. مات سنة خمس عشرة ومائتين رحمه الله تعالى قلت: عاش
ثمانيا وسبعين سنة حديثه عال في صحيح البخاري.
370

366 - 54 / 7 ع - الأنصاري الامام
المحدث شيخ البصرة وقاضيها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى
ابن عبد الله بن انس بن مالك بن النضر النجاري الأوسي. سمع سليمان
التيمي وحميدا وابن عون والجريري وابن جريج وابن أبي عروبة وخلقا
سواهم. روى عنه البخاري واحمد ويحيى وبندار وإسماعيل سمويه و
أبو حاتم وإسماعيل القاضي وأبو مسلم الكجي خاتمة أصحابه وخلق كثير.
وثقه ابن معين وغيره. وقال أبو حاتم: لم أر من الأئمة الا ثلاثة احمد
والأنصاري وسليمان بن داود الهاشمي. وقال الساجي: رجل جليل
عالم غلب عليه الرأي ولم يكن من فرسان الحديث مثل يحيى القطان.
قال ابن قتيبة: قلد الرشيد الأنصاري قضاء الجانب الشرقي فلما استخلف
الأمين عزله. قال الأنصاري: ولدت سنة ثمان عشرة ومائة وما اتيت
سلطانا قط الا وانا كاره. قال ابن سعد: مات في رجب سنة خمس
عشرة ومائتين.
أنبأنا مؤمل بن محمد انا الكندي انا أبو بكر القاضي انا البرمكي انا ابن
ماسي انا الكجي انا الأنصاري ثنا سليمان التيمي ان انسا كان يقرأ انى
نذرت للرحمن صوما وصمتا.
367 - 55 / 7 - أبو عبيدة معمر
ابن المثنى التيمي البصري اللغوي الحافظ صاحب التصانيف. روى
عن هشام بن عروة وأبي عمرو بن العلاء وليس هو بصاحب حديث
371

بل سبق قلمي بكتابته. روى عنه علي ابن المديني وعمر بن شبة وأبو عثمان
المازني وأبو العيناء وخلق. قال الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجي
ولا جماعي اعلم بجميع العلوم من أبي عبيدة. وذكره ابن المديني فصحح
رواياته. مات أبو عبيدة سنة عشر ومائتين وقيل سنة تسع.
أنبأنا ابن قدامة انا ابن طبرزذ انا أحمد بن البناء انا الجوهري انا
القطيعي ثنا محمد بن يونس القرشي ثنا معمر بن المثنى ثنا لبطة بن الفرزدق
عن أبيه قال: حججت فمررت بذات عرق فإذا بها قباب منصوبة فقلت:
لمن هذه؟ قالوا لحسين بن علي، فدخلت عليه فقال: ما الخبر وراءك؟
قلت القلوب معك والسيوف مع بنى أمية.
368 - 56 / 7 - الفراء
أخباري علامة نحوي كان رأسا في قوة الحفظ أملى تصانيفه كلها
حفظا. مات بطريق مكة سنة سبع ومائتين عن ثلاث وستين سنة
اسمه يحيى بن زياد.
369 - 57 / 7 ع - أبو نعيم الفضل
ابن دكين [واسم دكين (1)] عمرو بن حماد [بن زهير] الحافظ
الثبت الكوفي الملائي التاجر من موالي طلحة بن عبيد الله التيمي. سمع
الأعمش وزكريا بن أبي زائدة وعمر بن ذر وشعبة وخلائق. وعنه
احمد وإسحاق و [يحيى] بن معين والذهلي والبخاري والدارمي ومحمد

(1) من المكية.
372

ابن جعفر القتات وعدة وقد روى عنه ابن المبارك مع تقدمه.
أنبأنا الفخر على وحدثني عنه محمد بن أحمد البالسي انا ابن طبرزذ
انا أحمد بن البناء ثنا الجوهري انا أبو بكر القطيعي ثنا بشر بن موسى ثنا
أبو نعيم ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة ان النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أهدى مرة غنما، أخرجه البخاري عن أبي نعيم على
الموافقة. قال أحمد بن حنبل: قال أبو نعيم: كتبت عن أزيد من مائة شيخ
ممن كتب عنهم الثوري. قال احمد: هو أقل خطأ من وكيع. وقال:
هو اعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال ووكيع أفقه منه. وقال أبو زرعة
الدمشقي: سمعت ابن معين يقول: ما رأيت أثبت من رجلين يعنى في
الاحياء أبي نعيم وعفان.
وقال أحمد بن صالح: ما رأيت محدثا أصدق من أبي نعيم وقال
يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا ان أبا نعيم كان غاية في الاتقان. وقال
أبو [حاتم: أبو (1)] نعيم حافظ متقن. وقال محمد بن عبد الوهاب
الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير. وقال يحيى القطان:
إذا وافقني هذا الأحول ما أبالي من خالفني. ولد سنة ثلاثين ومائة
ومات شهيدا بالخوانيق وبورشكين؟ في سلخ شعبان سنة تسع
عشرة ومائتين.
370 - 58 / 7 ع - قبيصة بن عقبة
ابن محمد الحافظ الثقة المكثر أبو عامر السوائي الكوفي. سمع شعبة

(1) من المكية.
373

والثوري وإسرائيل وورقاء وفطر بن خليفة ومسعرا وقد لقى صغار
التابعين فسمع من عيسى بن طهمان ونحوه. روى عنه البخاري والباقون
بواسطة، وعبد بن حميد وأبو زرعة وأبو بكر الصغاني والحارث بن أبي
أسامة وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان قبيصة ثقة [رجلا (1)] صالحا
لا بأس به، وأي شئ لم يكن عنده؟ ولكنه كثير الغلط. وقال عبد الله
ابن احمد سمعت أبي يذكر أبا حذيفة النهدي فقال: قبيصة أثبت منه جدا
يعنى في سفيان. وقال يحيى بن معين: قبيصة ثقة في كل شئ الا في
حديث سفيان ليس بذلك القوي، سمع منه وهو صغير. قال الفسوي
سمعت قبيصة يقول: صليت بسفيان الفريضة.
وقال ابن نمير: لو حدثنا قبيصة عن النخعي لقبلنا منه وسئل
أبو زرعة عن قبيصة وأبي نعيم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم
أتقنهما. وقال أبو حاتم لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث
على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثوري،
وسوى يحيى الحماني في شريك، وسوى علي بن الجعد في حديثه. وقال
إسحاق بن سيار: ما رأيت في الشيوخ احفظ من قبيصة. قال هناد بن
السري زاهد الكوفة وذكر قبيصة فقال: الرجل الصالح - ودمعت عيناه.
قال جعفر بن حمدويه كنا عند قبيصة ومعنا دلف بن الأمير أبي
دلف ومعه الخدم فصار إلى باب قبيصة فأبطأ عليه فعاوده الخدم فقالوا
ابن ملك الجبل على الباب وأنت لا تخرج؟ قال فخرج وفي طرف إزاره

(1) من المكية.
374

كسر خبز فقال: من رضى من الدنيا بهذا ما يصنع بابن ملك الجبل؟
والله لا حدثته. مات قبيصة سنة خمس عشرة ومائتين في عشر الثمانين
رحمه الله تعالى.
أنبأنا طائفة قالوا انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين انا ابن غيلان
الشافعي ثنا أحمد بن سعيد الجمال ثنا قبيصة ثنا سفيان عن حبيب بن أبي
ثابت عن أبي الطفيل قال قيل لحذيفة: ما ميت الاحياء؟ قال الذي
لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه لا بقلبه.
371 - 59 / 7 خ - عثمان بن الهيثم
ابن الجهم بن عيسى بن حسان بن أشج عبد القيس المحدث الإمام أبو
عمرو العبدي العصري البصري المؤذن مؤذن جامع البصرة. حدث
عن ابن جريج وعوف الاعرابي وهشام بن حسان ومبارك بن فضالة
وطائفة. وعنه البخاري والذهلي وأبو مسلم الكجي والحارث بن محمد
التميمي وأبو خليفة الجمحي وخلق كثير. قال أبو حاتم: صدوق غير أنه
كان بأخرة يلقن قلت: مات سنة عشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد وغيره قالوا انا أبو حفص المؤدب انا أبو غالب
ابن البناء انا الحسن بن علي الشيرازي انا أبو بكر بن حمدان نا أحمد بن محمد
ابن عبد الله المنقري نا عثمان بن الهيثم نا عوف عن الحسن عن جابر بن
سمرة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة أضحيان وعليه
حلة حمراء فكنت انظر إليه والى القمر فكان في عيني أزين من القمر
صلى الله عليه وآله.
375

372 - 60 / 7 ع - الفريابي الحافظ
العابد شيخ الشام أبو عبد الله محمد بن يوسف بن واقد الضبي مولاهم
التركي نزيل قيسارية من مدائن فلسطين. اخذ عن عمر بن ذر والأوزاعي
والثوري وجرير بن حازم وخلق. وعنه ابن وارة والبخاري وعباس
الترقفي وعبد الله بن محمد بن سعد بن أبي مريم وأمم سواهم. قال البخاري
كان من أفضل أهل زمانه. وقال ابن زنجويه: ما رأيت أورع منه.
وقال محمد بن سهل بن عسكر استسقى بنا الفريابي فما أرسل يديه حتى مطرنا
وقال الدارقطني: هو مقدم على قبيصة في الثوري لفضله ونسكه.
قلت: مات في أول سنة اثنتي عشرة ومائتين وقد ارتحل إليه احمد
ابن حنبل فبلغه موته فرجع من حمص، يقع حديثه عاليا في الصحيح.
373 - 61 / 7 م 4 - يحيى بن إسحاق
الحافظ الثقة الرحال أبو زكريا البجلي السيلحيني. حدث عن حماد
ابن سلمة وأبان بن يزيد وسعيد بن عبد العزيز ويحيى بن أيوب المصري
وموسى بن علي وطبقتهم. وروى عنه احمد وهارون [بن عبد الله]
الحمال وأحمد بن زهير وبشر بن موسى والحارث بن محمد وخلق. قال
احمد: شيخ صالح ثقة وقال ابن سعد: كان ثقة حافظا لحديثه. قلت:
له مفاريد لكثرة ما روى. مات في شعبان سنة عشر ومائتين رحمه
الله تعالى.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا الكندي انا أبو بكر الأنصاري انا على
376

ابن إبراهيم الباقلاني في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة نا أبو بكر
القطيعي املاء نا بشر بن موسى نا يحيى بن إسحاق نا ابن لهيعة عن يزيد
ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب ان
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا آكل البصل لأجل الملك
الذي يأتيني.
374 - 62 / 7 ع - معلى بن منصور الحافظ أبو يعلى
الرازي ثم البغدادي الفقيه أحد الاعلام. سمع مالكا وسليمان بن بلال
والليث وشريكا وطبقتهم. وعنه أبو ثور وأبو خيثمة والرمادي وعباس
الدوري وخلق وكان من أوعية العلم وثقه ابن معين وغيره. وقال العجلي:
ثقة نبيل صاحب سنة طلبوه للقضاء غير مرة فيأبى. وقال يعقوب
السدوسي: ثقة متقن فقيه. وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا. قال
ابن سعد: مات سنة إحدى عشرة ومائتين رحمه الله تعالى. حديثه في
الكتب كلها، جمع الإمامة في الرأي والحديث.
أخبرنا سنقر الزيني انا عبد الطيف انا عبد الحق انا علي بن العلاف
انا أبو الحسن بن الحمامي نا ابن قانع نا محمد بن شاذان نا معلى بن منصور
نا الليث عن بكير بن عبد الله حدثهم عن إسماعيل بن القعقاع بن عبد الله
ابن أبي حدرد قال: تزوج عبد الله بن أبي حدرد جدي امرأة بأربع
أواقي فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لو كنتم
تنحتون من جبل - وذكر الحديث.
377

375 - 63 / 7 م د س ق - موسى بن داود
الضبي الحافظ أبو عبد الله الكوفي قاضي طرسوس. سمع شعبة
وسفيان ومبارك بن فضالة وجرير بن حازم ومالكا والليث وطبقتهم.
وعنه احمد والذهلي وعباس الدوري وآخرون. احتج به مسلم وغيره.
قال الدارقطني: كان مصنفا مكثرا مأمونا. وقال ابن سعد: ثقة صاحب
حديث، مات قاضيا بطرسوس سنة سبع عشرة ومائتين رحمه الله تعالى.
قلت: وممن روى عنه بشر بن موسى وإسحاق بن بهلول ومحمد بن أحمد
ابن النضر الأزدي.
376 - 64 / 7 ع - عثمان بن عمر بن فارس
الحافظ البصري أبو محمد ويقال أبو عدي. حدث عن هشام بن
حسان ويونس بن يزيد الأيلي وأسامة بن زيد الليثي وابن أبي ذئب
وشعبة وخلق كثير، وكان من فرسان الحديث. روى عنه احمد وإسحاق
وأبو خيثمة والفلاس والرمادي وعباس الدوري والكديمي وعدة.
قال احمد: ثقة رجل صالح. وقال احمد العجلي: ثقة ثبت. قال يحيى
ابن حكيم والفلاس: مات في ربيع الأول سنة تسع ومائتين
رحمه الله تعالى.
أنبأنا أبو الغنائم القيسي في جماعة قالوا انا عمر بن محمد انا ابن الحصين
انا ابن غيلان نا محمد بن عبد الله ثنا عبد الله بن روح المدائني نا عثمان بن
عمر ثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت: كانوا يتخوفون ان
378

تحيض صفية فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أحابستنا هي؟
فقيل: انها قد أفاضت يوم النحر، قال: فلا اذن.
377 - 65 / 7 د س ق - خلف بن تميم
الامام الحافظ الزاهد أبو عبد الرحمن التميمي، ويقال البجلي،
ويقال المخزومي، مولاهم الكوفي نزيل المصيصة. روى عن إبراهيم بن
أدهم وصحبه وإسرائيل والثوري وزائدة وعاصم بن محمد العمري وأبي
الأحوص وعدة. وعنه أبو إسحاق الفزاري شيخه وعمرو الناقد والحسين
ابن أبي السري وعباس الدوري والترقفي وخلق. قال يعقوب بن شيبة:
ثقة صدوق أحد النساك المجاهدين. وقال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث.
وروى عنه يوسف بن مسلم انه سمع من الثوري عشرة آلاف حديث.
وقال ابن حبان: مات سنة ست ومائتين رحمه الله تعالى. وكان من
العباد الخشن. وقال ابن سعد: سنة ثلاث عشرة.
378 - 66 / 7 ع - عفان بن مسلم الحافظ الثبت
أبو عثمان الأنصاري مولاهم البصري [الصفار (1)] محدث بغداد.
ولد بعد الثلاثين ومائة وسمع من شعبة وهشام الدستوائي وحماد بن سلمة
ووهيب وطبقتهم. وعنه احمد وإسحاق وعلي وابن معين والفلاس وهلال بن
العلاء وحنبل بن إسحاق وأبو زرعة الدمشقي وخلائق. قال يحيى القطان: إذا
وافقني عفان فلا أبالي من خالفني. وقال العجلي: عفان ثقة ثبت صاحب سنة

(1) من المكية.
379

كان على مسائل معاذ بن معاذ القاضي فجعل له عشرة آلاف دينار على أن
يقف عن تعديل رجل وعن جرحه فأبى. وقال: لا أبطل حقا من
الحقوق. قال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن معين يقول: أصحاب الحديث
خمسة مالك وابن جريج والثوري وشعبة وعفان. وقال أبو حاتم:
عفان ثقة متقن متين. قال جعفر بن محمد الصائغ: اجتمع عفان وعلى
ابن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل فقال عفان: ثلاثة
يضعفون في ثلاثة، على ابن المديني في حماد بن زيد، واحمد في إبراهيم
ابن سعد، وابن [أبي (1)] شيبة في شريك فقال له ابن المديني: وعفان
في شعبة. قلت: هذا على وجه المزاح والتعنت فإنهم أربعتهم كتبوا عن
المذكورين وهم احداث فغيرهم أثبت في المذكورين منهم. وكان عفان
من لم يجب في المحنة. قال حنبل: حضرت مع أبي عبد الله وابن معين
عند عفان بعد ما امتحنه إسحاق بن إبراهيم الأمير فقال ابن معين حدثنا
فقال يا أبا زكريا لم اسود وجوهكم ولم أجب انه قرأ على كتاب المأمون
ان امتحن عفان فان أجاب والا فانقطع معلومه وكان المأمون يجرى
على في الشهر خمسمائة درهم فقال إسحاق: ما تقول؟ فقرأت قل هو الله أحد،
فقلت أمخلوق هذا؟ قال: يا شيخ ان أمير المؤمنين يقطع عنك ما يجرى
عليك، فقلت: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فسكت وقمت. فسر
بذلك احمد ويحيى. قال أبو خيثمة وابن معين: أنكرنا عفان في صفر
سنة تسع عشرة ومات بعد أيام. وفي رواية سنة عشرين ومائتين هو

(1) من المكية.
380

الحق. وبالاسناد المذكور مرات إلى محمد بن عبد الله ثنا جعفر بن محمد
ابن شاكر انا عفان انا حماد بن سلمة ثنا أبو سنان عن عثمان بن أبي سودة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا عاد
الرجل أخاه أو زاره قال الله تعالى طبت وطاب ممشاك وتبوأت من
الجنة منزلا.
379 - 67 / 7 ع - أبو مسهر
شيخ أهل الشام وعالمهم عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي
الحافظ يعرف بابن أبي دارمة. ولد سنة أربعين ومائة. حدث عن سعيد
ابن عبد العزيز وعبد الله بن العلاء بن زبر ومالك بن انس وخلق.
وعنه احمد والذهلي وإبراهيم بن ديزيل وعبد الرحمن بن القاسم الرواس
وأبو زرعة الدمشقي وطائفة. قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
رحم الله أبا مسهر، ما كان أثبته. وجعل يطريه. وقال أبو زرعة
الدمشقي: قال يحيى بن معين: منذ خرجت من بغداد إلى أن رجعت
لم أر مثل أبي مسهر. قلت: وكان أبو مسهر ممن امتحنه المأمون وأكرهه
على أن يقول: القرآن مخلوق فأصر وصمم فوضعه في النطع ليضرب
عنقه فأجاب وقال: القرآن مخلوق فأقيم من النطع فرجع في الحال
فسجنه المأمون نحوا من مائة يوما وجاءه الاجل فمات في سنة ثماني
عشرة ومائتين رحمه الله ولم يقع لي شئ من عواليه الا بالإجازة
فكاسرت.
381

380 - 68 / 7 ع - أبو الوليد الطيالسي
هشام بن عبد الملك البصري الحافظ أحد الاعلام. ولد سنة ثلاث
وثلاثين ومائة. حدث عن عكرمة بن عمار وعمر بن أبي زائدة وشعبة
وهشام بن الدستوائي وطبقتهم. وعنه الدارمي وعبد بن حميد والبخاري
وأبو داود وتمتام وأبو مسلم الكجي ومحمد بن الضريس وخلق. روى
الميموني عن أحمد بن حنبل قال: أبو الوليد [اليوم] شيخ الاسلام
ما أقدم عليه أحدا من المحدثين أبو الوليد متقن. وقال احمد العجلي: ثقة
ثبت كانت إليه الرحلة بعد أبي داود الطيالسي.
وقال أحمد بن سنان: حدثنا أبو الوليد أمير المحدثين وقال ابن
وارة: ما أظنني أدركت مثله. وقال أبو حاتم: أبو الوليد امام فقيه
عاقل ثقة حافظ ما رأيت في يده كتابا قط (1). قلت وعاش أربعا وتسعين
سنة. قال البخاري: موته في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومائتين
رحمه الله.
أخبرنا التاج عبد الخالق انا البهاء عبد الرحمن أخبرتنا شهدة انا محمد
ابن عبد السلام انا أحمد بن محمد الحافظ قرأت على عمر بن نوح حدثكم
أبو خليفة وسمعت الآبندوني يقول انا أبو خليفة نا أبو الوليد نا يعلى بن
الحارث المحاربي حدثني اياس بن سلمة عن أبيه قال: كنا نصلى مع النبي
صلى الله عليه وآله يوم الجمعة وليس للحيطان فئ نستظل به،

(1) بهامش المكية يغير علامة الحاق (قال الفسوي سمعت أبا الوليد يقول: من
لم يعقد قلبه على أن القرآن ليس بمخلوق فهو خارج عن الاسلام).
382

أخرجه مسلم عن إسحاق عن أبي الوليد.
381 - 69 / 7 خ 4 - بدل بن المحبر
الحافظ الثبت أبو المنير اليربوعي الواسطي ثم البصري. حدث
عن شعبة وحسين بن فرقد وزائدة وعدة. وعنه البخاري وأبو يحيى
ابن أبي مسرة (1) وبندار والكديمي وخلق. وثقه أبو زرعة وقال
أبو حاتم: هو أرجح عندي من بهز وحبان وعفان. فقد بدل في
حدود سنة خمس عشرة ومائتين وقد قارب حدود الثمانين.
382 - 70 / 7 خ م د ت س - القعنبي عبد الله
ابن مسلمة بن قعنب شيخ الاسلام الحافظ أبو عبد الرحمن الحارثي
القعنبي المدني نزيل البصرة ثم مكة. ولد بعد الثلاثين ومائة. سمع أفلح
ابن حميد وابن أبي ذئب وسلمة بن وردان ومالك بن انس وشعبة
وخلقا سواهم. وعنه الذهلي وعبد وأبو زرعة وأبو خليفة الجمحي والبخاري
وأبو داود ومسلم بن الحجاج وأمم سواهم. قال أبو زرعة: ما كتبت عن
أحد اجل في عيني من القعنبي. وقال أبو حاتم: ثقة حجة لم أر اخشع
منه. وقال ابن معين: ما رأينا من يحدث لله الا وكيعا والقعنبي.
وقال الخريبي مع جلالته وتقدمه: حدثني القعنبي عن مالك، وهو والله
خير من مالك. وقال الفلاس: كان القعنبي مجاب الدعوة. وقيل لابن
المديني: أصحاب مالك معن ثم القعنبي، قال [لا، بل] القعنبي ثم معن.

(1) في الأصلين (ميسرة) خطأ
383

وقال نصر بن مرزوق: أثبت الناس في الموطأ القعنبي. وقال إسماعيل
القاضي: كان القعنبي لا يرضى قراءة حبيب، فما زال حتى قرأ لنفسه على
مالك الموطأ. وقيل كان القعنبي إذا مر بمجلس يقولون لا إله إلا الله.
وعن الحنيني قال: قدم القعنبي من سفر فقال مالك: قوموا بنا إلى
خير أهل الأرض. مات في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أنبأنا يحيى بن أبي منصور وغيره قالوا انا ابن طبرزذ انا هبة الله بن
الحصين انا محمد بن محمد انا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا القعنبي ثنا
أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل ان يطوف
بالبيت، رواه مسلم عن القعنبي.
383 - 71 / 7 خ 4 - علي بن عياش الحافظ
الامام القدوة أبو الحسن الألهاني الحمصي البكاء. حدث عن حريز
ابن عثمان وشعيب بن أبي حمزة والمثنى بن الصباح وعبد الرحمن بن ثابت
ابن ثوبان وأبي غسان المديني وعفير بن معدان وخلق. وعنه احمد
والبخاري وأبو إسحاق الجوزجاني وإبراهيم بن الهيثم والذهلي ومحمد بن
عوف وآخرون. وثقه النسائي والناس. وقال أبو حاتم: كنت
أفيد الناس عنه. قال يحيى بن أكثم: أدخلت علي بن عياش على المأمون
فتبسم ثم بكى فقال المأمون أدخلت على مجنونا؟ فقلت أدخلت عليك
384

خير أهل الشام وأعلمهم بالحديث ما خلا أبا المغيرة. توفى سنة تسع
عشرة ومائتين وقد قارب الثمانين رحمه الله تعالى.
أنبأنا أحمد بن عبد السلام وغيره قالوا انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين
انا ابن غيلان انا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن الهيثم نا علي بن عياش نا
شعيب عن محمد بن المنكدر عن جابر قال كان الآخر من أمر رسول الله
صلى الله عليه وآله سلم ترك الوضوء مما مست النار.
384 - 72 / 7 ع - يحيى بن أبي بكير القاضي الحافظ
الثقة أبو زكريا العبدي الكوفي ثم [البغدادي (1)] قاضي كرمان.
سمع شعبة وإسرائيل وزائدة وأبا جعفر الرازي وطبقتهم. وعنه حفيده
عبد الله بن محمد بن يحيى وعيسى بن أبي حرب وعباس الدوري والحارث
ابن أبي أسامة وأحمد بن عبيد الله النرسي وعدة. أخطأ في اسناد حديث
وقد وثقوه. قال احمد: كان كيسا. وقال ابن معين: ثقة. أرخ موته
محمد بن المثنى سنة ثمان ومائتين، وأرخه ابن قانع سنة تسع.
أنبأنا جماعة قالوا انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين انا ابن غيلان
انا أبو بكر الشافعي نا الحارث بن محمد نا يحيى بن أبي بكير نا عبد العزيز بن
عبد الله عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم قال قالت عائشة توفى
رسول الله صلى الله عليه وآله فوالله لو نزل بالجبال الراسيات
ما نزل بأبي لهاضها، اشرأب النفاق وارتدت العرب فوالله ما اختلفوا
في نقطة الا طار أبي بحظها وغنائها في الاسلام.

(1) من المكية.
385

385 - 73 / 7 ع - أبو المغيرة عبد القدوس
ابن الحجاج الخولاني الحمصي محدث الشام. روى عن صفوان بن
عمرو وحريز بن عثمان وأرطاة بن المنذر والأوزاعي وعبد الله بن
العلاء بن زبر وطبقتهم. وعنه احمد والبخاري والذهلي [وسلمة بن شبيب]
وأبو محمد الدارمي ومحمد بن عوف وآخرون. وكان من الثقات العلماء.
قال ابن زنجويه: ما رأيت اخشع من أبي المغيرة. قال البخاري: مات
بحمص سنة اثنتي عشرة ومائتين وصلى عليه أحمد بن حنبل.
أخبرنا عمر بن خواجا امام وهدبة بنت علي قالا انا عبد الله بن عمر
انا أبو الوقت انا أبو الحسن المظفري انا عبد الله بن أحمد انا عيسى بن عمر
انا عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ نا أبو المغيرة نا الأوزاعي عن حسان بن
عطية عن محمد بن أبي عائشة سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من أربع،
من عذاب جهنم ومن عذاب القبر وفتنة المحيا والممات وشر المسيح
الدجال.
386 - 74 / 7 ع - محمد بن المبارك
الصوري الامام شيخ الاسلام أبو عبد الله القرشي القلانسي.
سمع سعيد بن عبد العزيز ومعاوية بن سلام ومالك بن انس وصدقة بن
خالد وإسماعيل بن عياش. وعنه يحيى بن معين والذهلي ومحمد بن عوف
والدارمي وعباس [بن عبد الله] الترقفي وأبو زرعة النصري وعدة.
386

قال ابن معين: كان شيخ دمشق بعد أبي مسهر. وقال أبو داود: كان
رجل الشام بعد أبي مسهر. ووثقه جماعة. ومن كلامه: اعمل لله فإنه
أنفع لك من العمل لنفسك. وعنه: علامة المحبة مراقبة المحبوب وتحرى
رضاه. وعنه: كذب من ادعى معرفة الله ويده في قصاع المترفين. قال
أبو زرعة: شهدت جنازة محمد بن المبارك بدمشق سنة خمس عشرة ومائتين
فصلى عليه أبو مسهر وجعل يثنى عليه.
وبالاسناد إلى عبد الله الدارمي [الحافظ (1)] انا محمد بن المبارك
انا الوليد حدثني ابن جابر عن خالد بن اللجلاج سمعت عبد الرحمن بن
عائش سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: رأيت ربي
في أحسن صورة قال: فيم يختصم الملا الأعلى؟ فقلت: أنت اعلم يا رب
فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماوات
وما في الأرض وتلا [وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات
والأرض] (2).
387 - 75 / 7 ع - هشام بن عبد الله
الرازي الفقيه أحد الاعلام، روى عن ابن أبي ذئب وعبد العزيز
ابن المختار ومالك ابن انس وحماد بن يزيد. وعنه الحسن بن عرفة وابن
الفرات وأبو حاتم وحمدان بن المغيرة ومحمد بن سعيد العطار وغيرهم.
قال موسى بن نصر: سمعته يقول: لقيت ألفا وسبع مائة شيخ وخرج

(1) من المكية (2) زاد في المكية (موضع مكي بن إبراهيم هنا وقد تقدم، راجع
رقم 359).
387

مني في طلب العلم سبع مائة ألف درهم. وذكره أبو حاتم فقال: صدوق
ما رأيت أحدا في بلدنا أعظم قدرا ولا اجل قدرا من هشام بن عبيد الله
بالري ومن أبي مسهر بدمشق. قلت كان داعية إلى السنة محطا على
الجهمية، وقد لينوه في الحديث. وفي داره مات محمد بن الحسن. مات
هشام سنة إحدى وعشرين ومائتين وقد أورد له ابن حبان في كتاب
الضعفاء من روايته عن ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا:
الدجاج غنم فقراء أمتي وحجهم الجمعة. وهذا غير صحيح.
388 - 76 / 7 خ د ت ق - أبو حذيفة النهدي
في الممتع (1).
389 - 77 / 7 د ت ق - عبد الله بن صالح
ابن محمد بن مسلم الامام المحدث أبو صالح الجهني مولاهم المصري.
كاتب الليث على أملاكه وتلميذه. ولد سنة سبع وثلاثين ومائة ورأى
عمرو بن الحارث وسمع من موسى بن علي ومعاوية بن صالح وعبد العزيز
ابن الماجشون وسعيد بن عبد العزيز الدمشقي والليث بن سعد ونافع
ابن يزيد وطبقتهم وهو خاتمة أصحاب معاوية. حدث عنه البخاري
وأبو حاتم وابن معين وسمويه والدارمي ومحمد بن إسماعيل الترمذي
وإبراهيم بن ديزيل ومحمد بن عثمان بن أبي السوار وخلائق حتى أن ابن
ديزيل - قال: حدثنا خلف بن الوليد نا الليث بن سعد عن عبد الله بن

(1) انظر ترجمته في التهذيب.
388

صالح عمن أخبره قال: ما أعطى أحد الشكر فمنع الزيادة. قال ابن ديزيل:
ثم لقيت أبا صالح فسألته فقال: نعم انا حدثت الليث بذلك عن يحيى
ابن عطارد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم [مرسلا (1)]
قال ابن معين: أقل أحواله انه قرأ هذه الكتب على الليث. قلت:
قد سقت اخباره في الميزان وانه ليس بحجة وله مناكير في سعة ما روى
قال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث لا يتعمد الكذب. قلت: مات
يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومائتين واما النسائي فقال:
ليس بثقة.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا أحمد بن يوسف والفتح بن عبد الله،
وانا عمر بن القواس عن أبي اليمن الكندي قالوا انا محمد بن عمر القاضي
انا أحمد بن محمد البزاز انا علي بن عمر السكري نا أحمد بن الحسن بن عبد
الجبار نا يحيى بن معين نا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن ربيعة
ابن يزيد عن أبي إدريس عن أبي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم
وهو مكفرة من السيئات مبرأة من الاثم هذا حديث حسن الاسناد
والتابعي فيه مات قبل الصاحب ببضع سنين.
كتب إلى أبو إسحاق الدرجي أو حدثني عنه أبو الحجاج الحافظ عن
أبي جعفر الصيدلاني وجماعة قالوا انا فاطمة بنت عبد الله انا ابن ريذة
انا أبو القاسم الطبراني ثنا بكر بن سهل نا عبد الله بن صالح حدثني معاوية

(1) من المكية.
389

ابن صالح عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب
رسول الله صلى الله عليه وآله بيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء
ابن حياة فلما انصرف خرجنا معه نشيعه فلما أردنا الانصراف قال: ان
لكم على جائزة وحقا ان أحدثكم بحديث، فقلنا: هات يرحمك الله، قال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعنا معاذ بن جبل عاشر
عشرة فقلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا اجر آمنا بك واتبعناك
قال: ما يمنعكم من ذلك ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين
أظهركم يأتيه الوحي من السماء، بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب
بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم اجرا، أولئك
أعظم منكم اجرا، أولئك أعظم منكم اجرا. هذا حديث صالح الاسناد
وغريب أخرجه البخاري في كتاب أفعال العباد عن عبد الله على الموافقة
وصالح بن جبير وثقة ابن معين، وقد رواه ضمرة بن ربيعة عن مرزوق
ابن نافع عنه، ورواه جماعة عن الأوزاعي: حدثني أسيد بن عبد الرحمن
عنه، لكن سماه صالح بن محمد قال: ثنا أبو جمعة - نحوه، ورواه جماعة
أيضا عن الأوزاعي عن أسيد عن خالد بن دريك عن ابن محيريز عن أبي
جمعة. ورواه جماعة كالوليد بن مزيد وعقبة بن علقمة عن الأوزاعي
على وجه آخر، فالاضطراب منه.
390 - 78 / 7 خ - عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي المقرئ
المحدث والد الحافظ أحمد بن عبد الله. قرأ القرآن
على حمزة الزيات وحدث عن أبي بكر النهشلي وفضيل بن مرزوق وشبيب
390

ابن شيبة وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وخلق. روى عنه
ابنه وأبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم الحربي وتمتام بن بشر بن موسى
وطائفة ولم يسمع منه البخاري، وثقه يحيى بن معين. وقال أبو حاتم:
صدوق. وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. وفي تفسير الفتح من صحيح
البخاري: نا عبد الله نا عبد العزيز بن أبي سلمة. فقال الكلاباذي واللالكائي
والوليد بن بكر: عبد الله هو ابن صالح العجلي: وقال أبو علي بن السكن:
هو القعنبي. وقال أبو مسعود في الأطراف: هو ابن رجاء. وقال أبو علي
الغساني وأبو الحجاج القضاعي ومحمد الذهبي كاتبه: هو كاتب الليث،
وذلك لان الحديث بعينه قد رواه البخاري في كتاب الأدب له عن
كاتب الليث، وهو مكثر عنه في تصانيفه يصرح فيها باسمه مع أنه صرح
باسمه في بعض النسخ بالصحيح. واما هذا العجلي فما نعلمه لقيه وقد روى
في التاريخ عن رجل عنه. يقال: توفى العجلي سنة إحدى عشرة ومائتين
وأظنه عاش بعد ذلك ولعلها في سنة إحدى وعشرين، فهو أشبه.
أخبرنا أبو الغنائم المسلم بن محمد العلاتي وعلي بن أحمد وعبد الرحمن
ابن محمد كتابة قالوا انا عمر بن طبرزذ انا هبة الله بن محمد الشيباني
انا أبو طالب محمد بن محمد البزاز نا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي نا إبراهيم
ابن عبد الرحيم بن دنوقا نا عبد الله بن صالح العجلي نا إسرائيل عن أبي
إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال أقرأني
رسول الله صلى الله عليه وآله (انى انا الرزاق ذو القوة المتين).
اسناده قوي، وهذه القراءة من قبيل الشاذ لخروجها عن رسم الامام،
391

وهي قراءة فصيحة، لكنا لا نجسر على التلاوة بها لجواز أن تكون
منسوخة، وكذلك لا ينبغي لنا ان نقطع بأنها ليست قراءة لثقة ناقليها
ولان الخلاف موجود والله أعلم.
391 - 79 / 7 ع - عمرو بن عاصم
الكلابي القيسي البصري الحافظ الثبت. سمع شعبة وجرير بن
حازم وهمام بن يحيى وجده عبيد الله بن الوازع وطبقتهم. روى عنه
البخاري، وهو والباقون بواسطة، والدارمي وعبد ويعقوب الفسوي
والكديمي وخلق. قال ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر
الف حديث. قال البخاري: توفى سنة ثلاث عشرة ومائتين رحمه الله تعالى.
392 - 80 / 7 ع - سعيد بن أبي مريم
الحافظ الشهير سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم أبو محمد الجمحي مولاهم
البصري محدث بلده. سمع يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد ومالكا والليث
وأبا غسان محمد بن مطرف ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وطائفة. وعنه ابن
معين والذهلي وعثمان الدارمي والبخاري ويحيى بن عثمان بن صالح وخلق.
قال أبو داود: هو عندي حجة. وقال العجلي ثقة وقال ابن يونس: كان
فقيها، ولد سنة أربع وأربعين ومائة ومات سنة أربع وعشرين ومائتين.
قلت: كان ثقة كثير الحديث، له غرائب وافراد مغمورة في سعة ما روى،
يقع حديثه عاليا في الغيلانيات في أولها.
392

393 - 81 / 7 ع - سليمان بن حرب الحافظ
أبو أيوب الواشحي الأزدي البصري قاضي مكة سمع شعبة والحمادين
ومبارك بن فضالة وطبقتهم. وعنه احمد وإسحاق وأبو زرعة وأبو حاتم
والبخاري وأبو داود وأبو خليفة الجمحي وخلق. قال أبو حاتم: امام
لا يدلس، ويتكلم في الرجال والفقه، وليس هو بدون عفان، وقد
ظهر من حديثه نحو عشرة آلاف حديث. وما رأيت في يده كتابا قط،
حضرت مجلسه ببغداد فحزر بأربعين ألفا، بنى له شبه منبر بجنب قصر
المأمون فصعده وحضر المأمون والامراء فأرسل للمأمون ستر شفاف
وبقى يكتب ما يملي. قال يحيى بن أكثم: قال لي المأمون من تركت
بالبصرة فوصفت له مشايخ منهم سليمان بن حرب. وقلت: هو ثقة حافظ
للحديث عاقل في نهاية الستر والصيانة، فأمر بحمله إليه. وقال يعقوب
ابن شيبة كان ثقة ثبتا صاحب حفظ.
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد انا عمر بن محمد انا أحمد بن الحسن انا الحسن
ابن علي سنة 452 انا أحمد بن جعفر القطيعي نا أبو مسلم الكجي ثنا سليمان
ابن حرب نا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت البراء قال: لما مات إبراهيم ابن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال رسول الله صلى الله عليه وآله
له مرضع في الجنة، أخرجه البخاري عن سليمان بن حرب. قال حنبل
وغيره: مات سنة أربع وعشرين ومائتين. وله ترجمة وجلالة، كان
عفان يعظمه، وذكر مرة لعلى ابن المديني فجعل يثنى عليه، ثم قال حدثنا
يحيى بن سعيد القطان قال حدثني سليمان بن حرب عن حماد بن زيد.
393

394 - 82 / 7 ع - مسلم بن إبراهيم
الحافظ المسند أبو عمر الأزدي الفراهيدي مولاهم البصري. سمع
من ابن عون حديثا واحدا قرأته على أحمد بن هبة الله عن أبي روح
وزينب الشعرية ان زاهر بن طاهر أخبرهم انا أبو يعلى انا عبد الله بن محمد
انا محمد بن أيوب نا مسلم قال: سألت ابن عون فحدثني قال: أتيت أبا وائل
وقد عمى: فقال سمعت ابن مسعود يقول: أيها الناس انكم لمجموعون في
صعيد واحد يسمعكم الداعي وينفذكم البصر الا وإن الشقي من شقي في
بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره.
قال ابن معين: مسلم ثقة مأمون وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعته
يقول: كتبت عن ثمان مائة شيخ ما جزت الجسر. قال أبو داود: ما رحل
مسلم إلى أحد، وكان يحفظ حديث قرة بن خالد وحديث هشام
الدستوائي، وحديث أبان بن يزيد [يهذه هذا (1)]. قلت: سمع من هؤلاء
ومن وهيب وشعبة ومالك بن مغول. وعنه عبد والدرامي وأبو مسلم
الكجي والبخاري وأبو داود وأبو خليفة الجمحي وأمم سواهم مات في
صفر سنة اثنتين وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
395 - 83 / 7 ع - التبوذكي الحافظ
الثقة أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري مولاهم البصري. سمع
حديثا واحد من شعبة، وسمع من حماد بن سلمة تصانيفه. ومن جرير

(1) من المكية.
394

ابن حازم ويزيد بن إبراهيم التستري وطبقتهم فأكثر جدا. وعنه الذهلي
وأبو حاتم والبخاري وأبو داود وأحمد بن أبي خيثمة وخلق كثير.
روى عباس عن يحيى بن معين قال: ما جلست إلى شيخ الا هابني أو عرف
لي ما خلا هذا الأثرم والتبوذكي قال عباس: فعددنا ما كتبت عنه خمسة
وثلاثين الف حديث. قال على ابن المديني: من لم يكتب عن أبي سلمة
يكتب عن رجل عنه. وقال أبو حاتم: لا اعلم بالبصرة ممن أدركنا
أحسن حديثا من أبي سلمة. وانما سمى التبوذكي لأنه اشترى بتبوذك
دارا. وقال أحمد بن زهير: سمعته يقول: لا جزى خيرا من سماني
تبوذكي، انا مولى بنى منقر وانما نزل داري قوم من تبوذك. مات في
رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
أخبرنا عمر بن القواس عن أبي اليمن الكندي انا أبو بكر الأنصاري
انا علي ابن إبراهيم المقري نا أبو بكر القطيعي املاء نا إبراهيم الحربي نا موسى
يعنى ابن إسماعيل انا حماد عن أبي هارون عن أبي سعيد عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال: من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
396 - 84 / 7 م ت س ق - زكريا بن عدي
ابن الصلت بن بسطام الحافظ المجود العبد الصالح أبو يحيى التيمي
مولاهم الكوفي نزيل بغداد، ولاؤه لبني تيم الله كان أبوه نصرانيا وقيل
يهوديا فأسلم، وهو أخو يوسف بن عدي نزيل مصر. حدث عن
حماد بن زيد وشريك القاضي وأبي المليح الرقي وابن المبارك ويزيد
ابن زريع وجعفر بن سليمان وطبقتهم بالعراق والجزيرة. وعنه البخاري
395

خارج صحيحه وابن راهويه والدارمي ومعاوية بن صالح الأشعري
وعباس الدوري وعبد بن حميد وخلق. وحديثه في الكتب سوى سنن
أبي داود وكان أحد الاثبات استخف بأمره ولم يخبره أبو نعيم. فقال
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال أبو داود النحوي ليحيى بن معين وانا
اسمع سمعت أبا نعيم وذكر له زكريا بن عدي فقال له: ماله وللحديث
ذاك بالتوراة اعلم.
فقال ابن معين: كان زكريا لا بأس به وكان أبوه يهوديا فأسلم
وقال احمد العجلي: زكريا ثقة ارفع من أخيه يوسف، كان متقشفا حسن
الهيئة له نفس. وقال عبد الرحمن بن خرش: زكريا بن عدي ثقة جليل ورع،
حدثني أبو يحيى صاعقة قال: قدم زكريا هاهنا فكلموا له انسانا وكان
شغله في صنعة فأجرى عليه ثلاثين درهما فلما كان بعد شهر قدم فقلنا
ما حالك؟ قال: ليس أراني اعمل بقد ما أخذ، فاشتكت عينه فأتاه رجل
بكحل فقال أنت ممن يستمع الحديث؟ قال: نعم. فرده. وقال ابن سعد:
ثقة صالح كثير الحديث. مات سنة إحدى عشرة ومائتين. وقال
المنذر بن شاذان: ما رأيت احفظ من زكريا بن عدي جاءه احمد ويحيى
فقالا: اخرج إلينا كتاب عبيد الله بن عمرو، فقال ما تصنعون به. خذوا
حتى أملي عليكم كله. قال: وكان يحدث عن عدة من أصحاب الأعمش
ويميز ألفاظهم. وقيل إن زكريا لما احتضر قال: اللهم إني إليك مشتاق.
قال إسماعيل بن أبي الحارث وأبو بكر بن خلف: مات ليومين مضيا من
جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة ومائتين.
396

397 - 85 / 7 خ ت ق - عاصم بن علي
ابن عاصم بن صهيب الحافظ الامام الثقة أبو الحسين التيمي مولاهم
الواسطي سمع أباه وابن أبي ذئب وعكرمة بن عمار وعاصم بن محمد
العمري وشعبة والمسعودي وطبقتهم. حدث عنه البخاري في صحيحه
وأحمد بن حنبل وإبراهيم الحربي وأبو حاتم الرازي وعلي بن عبد العزيز
وعمر بن حفص السدوسي وخلق كثير، قدم بغداد وأملى بها وتزاحموا
عليه.
قال أحمد بن حنبل: هو صحيح الحديث قليل الغلط وقال أبو حاتم:
صدوق. وقال أبو الحسين بن المنادي: كان مجلسه يحزر بأكثر من مائة
الف انسان وكان يستملي عليه هارون مكحلة. قال عمر بن حفص
السدوسي: وجه المعتصم من يحرز مجلس شيخنا عاصم في رحبة النخل
وكان يجلس على سطح وينتشر الخلق حتى سمعته يوما يقول: حدثنا
الليث بن سعد وهم يستعيدونه فأعاده أربع عشرة مرة والناس لا يسمعون
وكان هارون يركب نخلة معوجة يستملي عليها فحزر المجلس بعشرين
ومائة الف.
وعن أحمد بن عيسى قال اتيت في منامي فقيل لي عليك بمجلس
عاصم فإنه غيظ لأهل الكفر وكان عاصم ممن ذب عن السنة في محنة
القرآن. تفرد عن شعبة بثلاثة أحاديث تستنكر ذكرها ابن عدي ثم
قال: ولم أر بحديثه بأسا. قلت: مات عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين
ومائتين يقع عواليه في الغيلانيات. وفي امالي الجوهري أنبأنا ابن قدامة
397

انا ابن طبرزذ انا [ابن (1)] عبد الباقي نا أبو محمد الجوهري انا الحسن بن
محمد الوضاح السمسار نا محمد بن يحيى المروزي نا عاصم بن علي نا المسعودي
عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من سره ان
يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادي
بهن فإنهن من سنن الهدى - وذكر الحديث.
398 - 86 / 7 ع - سهل بن بكار الدارمي
ويقال البرجمي، ويقال القيسي، الحافظ أبو بشر البصري الضرير
روى عن شعبة والسري بن يحيى ويزيد بن إبراهيم والأسود بن شيبان
ووهيب وخلق. وعنه (خ د) والذهلي ويعقوب الفسوي وأبو زرعة
وعثمان بن خرزاذ وأبو مسلم، قال أبو حاتم: ثقة. وقال محمد بن المثنى:
توفى سنة سبع وعشرين ومائتين.
399 - 87 / 7 ع - سعيد بن سليمان
الحافظ المسند أبو عثمان الضبي البزاز سعدويه الواسطي. سمع مبارك
ابن فضالة وعبد العزيز بن الماجشون وحماد بن سلمة وطبقتهم. وعنه
البخاري وأبو داود وإبراهيم الحربي وخلف بن عمرو العكبري وأبو بكر
ابن أبي الدنيا وخلق. قال أبو حاتم: ثقة مأمون لعله أوثق من عفان.
وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. وروى عباس عن يحيى قال: سعدويه
أكيس من عمرو بن عون في كل ما حدث. وقال السراج انا ابن عسكر
قال: لما دعى سعدويه للمحنة رأيته خرج من دار الأمير فقال يا غلام

(1) من المكية.
398

قدم الحمار فان مولاك كفر. قال ابن سعد: سكن بغداد واتجر بها،
وبها مات في رابع ذي الحجة. قال صالح جزرة: سمعت سعدويه وقيل له
لم لا تقول حدثنا؟ فقال: كل شئ حدثتكم به فقد سمعته، ما دلست حديثا
قط. ليتني أحدث بما قد سمعت، وسمعته يقول حججت ستين حجة.
قلت: في أولاهن رأى بمكة معاوية بن صالح وما سمع منه. مات في
ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا القاضي عبد الخالق بن عبد السلام انا البهاء عبد الرحمن
انا عبد الحق بن يوسف انا المبارك بن عبد الجبار انا أبو علي بن شاذان انا
محمد بن إسماعيل بن موسى البزاز نا إبراهيم بن إسحاق الحربي نا سعدويه عن
عباد عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال خضب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر والخلفاء رضي الله عنهم.
400 - 88 / 7 خ د - علي بن الجعد الحافظ الثبت المسند
شيخ بغداد أبو الحسن الهاشمي مولاهم الجوهري. ولد سنة أربع
وثلاثين ومائة. حدث عن ابن أبي ذئب وعاصم بن محمد العمري وشعبة
وحريز بن عثمان وطبقتهم. وعنه البخاري وأبو داود وأبو زرعة
وأبو حاتم وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وخلائق وقد رأى
الأعمش. عن موسى بن داود قال: ما رأيت احفظ من علي بن الجعد أملى
علينا ابن أبي ذئب عشرين حديثا فحفظها وسردها علينا.
وقال صالح جزرة: سمعت خلف بن سالم يقول: صرت انا واحمد
وإسحاق وابن معين إلى علي بن الجعد فأخرج إلينا كتبه وذهب،
399

ظننا انه يتخذ لنا طعاما، فلم نجد في كتبه الا خطأ واحدا، فلما فرغنا من
الطعام قال: هاتوا، فحدث بكل شئ كتبناه من حفظه. قال عبدوس
النيسابوري: ما اعلم اني رأيت احفظ من علي بن الجعد. وقال أبو حاتم
صدوق، ما كان أحفظه لحديثه. وقال ابن معين: هو أثبت البغداديين في
شعبة، وهو صدوق. وقيل: انه مكث ستين سنة يصوم يوما ويفطر
يوما، وكان عالما نبيلا متمولا لكنه فيه ابتداع نال من بعض السلف،
وقال: من قال القرآن مخلوق لم أعنفه، ولمثل هذا ما خرج عنه القشيري
في صحيحه. مات في رجب سنة ثلاثين ومائتين رحمه الله تعالى.
قرأت على أحمد بن إسحاق أخبركم الفتح بن عبد السلام انا هبة الله
ابن الحسين انا أحمد بن محمد البزاز نا عيسى بن علي نا أبو القاسم البغوي
نا عبد الأعلى بن حماد وعلي بن الجعد وأبو نصر التمار وكامل بن طلحة
وعبيد الله العيشي قالوا ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال
قلت يا رسول الله أما تكون الذكاة الا من اللبة والحلق؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله.: لو طعنت من فخذها لا جزأ عنك.
401 - 89 / 7 ع - أحمد بن عبد الله
ابن يونس الحافظ أبو عبد الله اليربوعي الكوفي. ولد سنة اثنتين
وثلاثين ومائة. سمع من سفيان وإسرائيل وعاصم بن محمد العمري
وعبد العزيز بن الماجشون. وعنه أبو زرعة والبخاري وتمتام ومسلم
وأبو داود وأبو حصين الوادعي وأمم سواهم. قال أبو داود: نهاني احمد
ابن يونس ان أصلي خلف من يقول القرآن مخلوق، وقال: هؤلاء كفار.
400

وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول لرجل: ارحل
إلى أحمد بن عبد الله بن يونس فإنه شيخ الاسلام. وقال أبو حاتم: كان
ثقة متقنا. قال البخاري: مات في ربيع الآخر سنة سبع وعشرين ومائتين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا ابن أبي عمر في كتابه انا ابن طبرزذ انا محمد بن عبد الباقي
انا أبو محمد الجوهري انا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن نا إبراهيم بن
شريك الأسدي نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا أبو بكر بن عياش عن
الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أبرأ إلى كل خليل من خلته،
ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا.
بلغنا عن أحمد بن يونس قال كنت إذا رجعت من عند الثوري
أحدث نفسي بخير ما علمت، وإذا اتيت شريكا رجعت بعقل تام،
وإذا اتيت مالك بن مغول تحفظت من لساني، وإذا اتيت مندل بن علي
أهمتني نفسي من حسن صلاته.
402 - 90 / 7 خ م د ت س - عبدان الحافظ
العالم أبو عبد الرحمن عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد سمع
من شعبة أحاديث وأبي حمزة السكري ومالك بن انس وعبد الله بن
المبارك وعدة. وعنه البخاري والذهلي ويعقوب الفسوي وعبيد الله بن
واصل قال أحمد بن عبدة الآملي: تصدق عبدان في حياته بألف ألف درهم
. مات في شعبان سنة إحدى وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
401

403 - 91 / 7 د س - أسد بن موسى
ابن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
الحافظ المعروف بأسد السنة نزل مصر وصنف التصانيف مولده سنة
اثنتين وثلاثين ومائة عام زوال دولتهم سمع شعبة وشيبان والمسعودي
وابن أبي ذئب وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن الماجشون وطبقتهم،
وأكبر شيخ لقيه يونس بن أبي إسحاق. روى عنه أحمد بن صالح وعبد الملك
ابن حبيب والربيع بن سليمان المرادي والمقدام بن داود الرعيني وأبو يزيد
يوسف القراطيسي وعدة. قال البخاري هو مشهور الحديث وقال النسائي:
ثقة ولو لم يصنف كان خيرا له ووثقه ابن يونس وقال: توفى في المحرم
سنة اثنتي عشرة ومائتين.
أخبرنا عمر بن غدير انا ابن الحرستاني حضورا انا جمال الاسلام
أبو الحسن انا ابن طلاب انا [ابن (1)] جميع حدثني محمد بن إسماعيل الأيلي
الحافظ ببغداد نا مقدام [وابن داود نا أسد (1)] بن موسى ثنا روح بن
مسافر نا أبو إسحاق عن عمارة بن عبد عن علي عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال: دعا نبي مرة على قومه، فقيل له تسلط عليهم عدوا
من غيرهم، فقال: لا، فقيل: الجوع، قال، لا، فقيل: فما تريد؟ قال:
موتا ذفيفا يحرق القلب ويقلل العدد، فأرسل عليهم الطوفان.
404 92 / 7 ع - أبو غسان الحافظ
الحجة مالك بن إسماعيل النهدي مولاهم الكوفي. سمع إسرائيل

(1) من المكية.
402

وفضيل بن مرزوق وعبد العزيز بن الماجشون وأسباط بن نصر وورقاء
وطبقتهم فأكثر. حدث عنه البخاري، والباقون بواسطة، وعباس
الدوري وابن ملاعب وأبو زرعة وخلق. قال ابن معين لأحمد بن
حنبل: ان سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبك منه فاكتب عن أبي
غسان. وقال أبو حاتم: قال ابن معين: ليس بالكوفة أتقن منه.
وقال يعقوب بن شيبة: ثقة متثبت صحيح الكتاب من العابدين. وقال
ابن نمير: أبو غسان من أئمة المحدثين. وقال أبو حاتم: لم أر بالكوفة
أتقن منه لا أبو نعيم ولا غيره، وكنت إذا نظرت إليه كأنه خرج من
قبر، كان له فضل وعبادة واستقامة. وقال أبو داود: جيد الأخلاق
شديد التشيع. قال ابن سعد: مات سنة تسع عشرة ومائتين.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد وجماعة [أذنا (1)] قالوا نا ابن طبرزذ
انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا أبو بكر الشافعي نا عيسى بن عبد الله الطيالسي
نا أبو غسان ثنا عمارة انا ثابت عن انس ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم كان يعجبه الدباء وهو القرع.
405 - 93 / 7 ع - حجاج بن منهال
الحافظ الحجة أبو محمد البصري الأنماطي. روى عن شعبة وقرة
ابن خالد ويزيد بن إبراهيم وهمام وعبد العزيز بن الماجشون وطائفة.
وعنه البخاري وأحمد بن الفرات وعبد والدارمي والذهلي وإسماعيل

(1) من المكية.
403

القاضي وأبو مسلم الكجي وخلق. قال أبو حاتم: ثقة فاضل. وقال
احمد العجلي: ثقة رجل صالح، وكان سمسارا يأخذ من كل دينار
حبة. وقال خلف كردوس: كان صاحب سنة يظهرها. قال البخاري:
مات في شوال سنة سبع عشرة ومائتين.
أنبأنا يحيى بن أبي منصور وغيره قالوا انا ابن طبرزذ انا ابن الحصين
انا ابن غيلان نا أبو بكر الشافعي نا إبراهيم بن عبد الله وبشر بن موسى
قالا ثنا حجاج بن منهال نا صالح المري عن سليمان عن أبي عثمان عن
أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وقف على حمزة وقد مثل
به فنظر إلى أمر لم ينظر إلى أمر أوجع لقبه منه، فقال: رحمك الله،
إن كنت لوصولا للرحم فعولا للخيرات، وذكر الحديث.
406 - 94 / 7 خ س ق - عبد الله بن رجاء
الحافظ الثقة أبو عمرو الغداني البصري عن شعبة وعاصم بن محمد
العمري وعكرمة بن عمار وإسرائيل وعدة وعنه البخاري وإبراهيم
الحربي وأبو بكر الأثرم وأبو مسلم الكجي وعثمان بن عمر الضبي وأبو خليفة
وخلق، وروى البخاري أيضا عن رجل عنه. قال أبو حاتم: ثقة رضا.
وقال ابن المديني: أجمع أهل البصرة على عدالة رجلين، أبي عمر الحوضي
وابن رجاء وقال الفلاس: صدوق كثير الغلط والتصحيف مات في آخر
يوم من سنة تسع عشرة ومائتين.
407 - 95 / 7 خ د س ت - عبد الله بن يوسف
الحافظ الحجة أبو محمد الكلاعي الدمشقي ثم التنيسي، حدث عن سعيد
404

ابن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ومالك والليث وطبقتهم.
روى عنه البخاري وأبو حاتم والذهلي ويحيى بن عثمان بن صالح وبكر
ابن سهل الدمياطي ويوسف بن يزيد القراطيسي وخلق قال ابن معين:
هو والقعنبي أثبت الناس في الموطأ وقال: ما بقى أوثق في الموطأ من ابن
يوسف. وقال البخاري: كان من أثبت الشاميين. وقال أبو حاتم:
ثقة. وقال غبره: كان ورعا فاضلا خيرا مات سنة ثماني عشرة
ومائتين. رحمه الله تعالى.
408 - 96 / 7 خ د س - الحوضي الحافظ
المجود أبو عمر حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة الأزدي البصري
من ولد النمر بن غيمان بغين معجمة، حدث عن هشام الدستوائي وأبي
حرة واصل وشعبة ومحمد بن راشد المكحولي ويزيد بن إبراهيم وعدة.
وعنه البخاري وأبو داود وابن الفرات والكجي وإسماعيل القاضي
وعبد الله بن أحمد الدورقي وابن الضريس وأبو خليفة وخلق. روى
أبو طالب عن أحمد بن حنبل قال: ثبت متقن، لا يؤخذ عليه حرف واحد.
وقال عبد الله (1) بن جرير: متقن صاحب كتاب. وقال أبو حاتم: صدوق
متقن اعرابي فصيح. قلت: مات سنة خمس وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
أنبأنا ابن أبي عمر والفخر على قالا انا عمر بن محمد انا أحمد بن محمد
ابن ملوك ومحمد بن عبد الباقي قالا انا طاهر بن عبد الله الفقيه انا أبو أحمد
محمد بن أحمد نا أبو خليفة نا أبو عمر الحوضي ثنا إبراهيم بن سعد نا إبراهيم

(1) في التهذيب (عبيد الله).
405

ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن مروان بن الحكم عن عبد الله
ابن الأسود بن عبد يغوث عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ان من الشعر لحكمة.
409 - 97 / 7 ع - حسين بن محمد
أبو محمد المروذي المؤدب الحافظ نزيل بغداد. سمع جرير بن حازم
وإسرائيل وابن أبي ذئب وشيبان وأبا غسان محمد بن مطرف. وعنه احمد
ويحيى وأبو خيثمة وعباس الدوري وإبراهيم الحربي وحنبل وعدة.
وحدث عنه من القدماء رفيقه عبد الرحمن بن مهدي. وثقه ابن سعد
وغيره. وقال النسائي: ليس به بأس. قال مطين: مات سنة أربع عشرة
ومائتين رحمه الله تعالى.
410 - 98 / 7 د - أبو عمر الضرير
الحافظ العلامة حفص بن عمر البصري. حدث عن حماد بن أسامة
وجرير بن حازم ومبارك بن فضالة، ولم يلق شعبة. روى عنه أبو داود
وأبو زرعة والكجي وأبو خليفة وآخرون. قال أبو حاتم: صدوق،
يحفظ عامة حديثه. وقال ابن حبان: كان من العلماء بالفقه والاخبار
والفرائض والحساب والشعر وأيام الناس، وولد أعمى. قال ابن عساكر:
مات في شعبان سنة عشرين ومائتين.
411 - 99 / 7 خ م س ت ق - خالد بن مخلد
الامام المحدث أبو الهيثم القطواني الكوفي. سمع مالكا وسليمان
406

ابن بلال وعلي بن صالح بن حي وأبا الغصن ثابت بن قيس ونافع بن أبي
نعيم وعدة. وعنه البخاري وروى هو والجماعة سوى أبي داود عن رجل
عنه والدارمي وعبد وأبو أمية الطرسوسي وآخرون حتى أن عبيد الله بن
موسى قد روى عنه، وهو شيعي صدوق يأتي بغرائب وبمناكير. مات
سنة ثلاث عشرة ومائتين وقال ابن معين: ما به بأس.
412 - 100 / 7 د ق - أبو الجماهر الحافظ
المجود محدث دمشق محمد بن عثمان التنوخي الكفرسوسي يكنى
أبا عبد الرحمن، وانما أبو الجماهر كاللقب له. سمع سعيد بن بشير وخليد
ابن دعلج وسعيد بن عبد العزيز وسليمان بن بلال وطبقتهم. وعنه
أبو داود وأبو زرعة الدمشقي والرازي وعثمان بن سعيد الدارمي وأحمد ابن
إبراهيم التستري وخلق كثير. قال أبو حاتم: ثقة. وقال عثمان
الدارمي: كان أوثق من لقينا بدمشق، ورأيت أهل بلده مجمعين على
صلاحه، ورأيتهم يقدمونه على هشام وعلى أبي أيوب يعنى سليمان بن
عبد الرحمن. قال أبو زرعة: مات سنة أربع وعشرين ومائتين رحمه الله
تعالى. قلت: عاش بضعا وثمانين سنة.
أخبرنا عبد الله بن الحسن انا خطيب مرو انا إسماعيل بن ياسين
انا أبو عبد الله الرازي انا أبو القاسم الفارسي نا أبو أحمد ابن المفسر املاء
ثنا حريث بن أحمد القرشي نا أبو الجماهر نا سعيد بن بشير عن قتادة عن
انس ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي: اني أمرت ان اقرأ
عليك، قال: وسميت لك؟ قال: نعم، قال وذكرت هناك؟ قال
407

فجعل يبكى فزعموا أنه قرأ عليه (لم يكن).
413 - 101 / 7 خ م د ت ق - الوحاظي الامام
الحافظ عالم الشام أبو زكريا يحيى بن صالح الحمصي الفقيه ويكنى
أيضا أبا صالح. روى عن عفير بن معدان وسعيد بن عبد العزيز وفليح
ابن سليمان ومالك ومعاوية بن سلام وعدة. وعنه البخاري والذهلي
وأبو حاتم وعثمان الدارمي وعبد الرحمن بن القاسم بن الرواس وخلائق.
قال ابن معين: ثقة. وقال أبو عوانة: حسن الحديث صاحب رأى وكان
عديل محمد بن الحسن الفقيه إلى مكة. قال أحمد بن صالح: ثنا يحيى بن
صالح بثلاثة عشر حديثا عن مالك ما وجدناها عند غيره.
قلت: وثقه جماعة، وقد تكلم فيه لأجل بدعته. قال العقيلي:
حمصي جهمي. وقال أحمد بن حنبل: كأنه يميل إلى رأى جهم أخبرني
انسان عنه انه قال: لو ترك أصحاب الحديث عشرة أحاديث - يعنى التي
في الرؤية. مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وقد نيف على الثمانين
رحمه الله تعالى.
أخبرنا محمد بن محمد بن السلم القاضي انا الحسن بن أحمد انا أحمد بن
محمد الحافظ وانا أبو بكر الطريثيثي وأبو سعيد بن حسنس؟ قالا انا أبو علي
ابن شاذان انا عبد الله بن جعفر انا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن صالح
نا جابر بن غانم الكلاعي حدثني ابن صهيب عن أبيه عن جده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الصلاة في الجماعة مثل خمس وعشرين
صلاة في الوحدة، والصلاة في التطوع حيث لا يراه أحد مثل خمس
408

وعشرين على أعين الناس.
414 - 102 / 7 خ ت س - آدم بن أبي اياس
المحدث الإمام الزاهد أبو الحسن الخراساني المروزي ثم العسقلاني
سمع ابن أبي ذئب وحريز بن عثمان وشعبة وإسرائيل والليث وطبقتهم
بالشام ومصر والعراق والحجاز. روى عنه البخاري وأبو زرعة الدمشقي
وأبو حاتم وهاشم بن مرثد الطبراني وسمويه وخلق سواهم. قال أبو حاتم:
ثقة مأمون متعبد من خيار عباد الله. وقال احمد: كان مكتبا عند شعبة
وكان من الستة الذين يضبطون الحديث عند شعبة. وقال ابن سعد: مات
في جمادى الآخرة سنة عشرين ومائتين عن ثمان وثمانين سنة
رحمه الله تعالى.
415 - 103 / 7 خ م د ت ق - إسماعيل بن أبي أويس الامام الحافظ
محدث المدينة أبو عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك
ابن أبي عامر الأصبحي المدني. قرأ القرآن على نافع الامام فكان
بقية أصحابه وحمل عن خاله مالك بن انس وعبد العزيز بن الماجشون
وسليمان بن بلال وسلمة بن وردان وخلق سواهم. وحديثه في الدواوين
الستة سوى كتاب النسائي. (روى) عنه الشيخان ومحمد بن نصر الصائغ
وعلي بن جبلة الأصبهاني وأبو محمد الدارمي والحسن بن علي السري
وخلق كثير. قال احمد: لا بأس به. وقال أبو حاتم محله الصدق مغفل
وضعفه النسائي وقال الدارقطني: لا اختاره في الصحيح. قلت: مات سنة
409

ست وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
أخبرنا التاج عبد الخالق انا البهاء عبد الرحمن أخبرتنا شهدة انا
أبو غالب الباقلاني انا أبو بكر البرقاني قرأت على أبي العباس بن حمدان
حدثكم السري يعنى الحسن بن علي نا إسماعيل بن أبي أويس نا سليمان
ابن بلال عن يحيى بن سعيد أخبرني عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن
ابن عباس انه قال ذكر المتلاعنان عند رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال عاصم بن عدي في ذاك قولا ثم انصرف فاتاه رجل من قومه
فذكر أنه وجد مع امرأته رجلا فقال عاصم ما ابتليت بهذا الا لقولي
فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، الحديث، أخرجه مسلم
عن أحمد بن يوسف عن إسماعيل.
416 - 104 / 7 ع - عارم الحافظ
الثبت أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري. سمع من جرير
ابن حازم والحمادين ومحمد بن راشد المكحولي وعدة. وعنه البخاري
وعبد وأبو زرعة وابن وارة ويعقوب الفسوي وخلق. قال ابن وارة:
انا عارم الصدوق الأمين. وقال أبو حاتم: إذا حدثك عارم فاختم عليه،
عارم لا يتأخر عن عفان وكان سليمان بن حرب يقدم عارما على نفسه.
ثم قال أبو حاتم اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله. روى العقيلي
عن أحدهم قال عارم اخشع من رأيت وما رأيت أحسن صلاة من
عارم. قال الدارقطني لم يظهر له بعد اختلاطه شئ منكر مات في
صفر سنة أربع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
410

أنبأنا ابن قدامة انا عمر انا ابن الحصين انا ابن غيلان انا أبو بكر
الشافعي انا إسماعيل القاضي انا عارم انا سعيد بن زيد عن علي بن الحكم
عن أبي نضرة عن أبي سعيد نهى ان يشرب الرجل وهو قائم وان
يلتقم فم السقاء فيشرب منه.
417 - 105 / 7 د س ق - ابن الطباع محمد بن عيسى
ابن الطباع الحافظ الكبير أبو جعفر البغدادي نزيل أذنة. عن
مالك وجويرية ابن أسماء وشريك وحماد بن زيد وعدة. وعنه أبو داود
وأبو حاتم وعبد الكريم الدير عاقولي وخلق. قال أبو حاتم ثقة مأمون
ما رأيت من المحدثين احفظ للأبواب منه. وقال أبو داود ثقة [يتفقه (1) و]
كان يحفظ نحوا من أربعين الف حديث. وقال النسائي ثقة. قلت
توفى سنة أربع وعشرين ومائتين وهو في عشر الثمانين. وله تصانيف
ومعارف رحمه الله.
وباسنادي إلى أبي بكر الشافعي انا محمد بن أحمد بن الوليد انا محمد
ابن عيسى بن الطباع عن عائشة بنت يونس امرأة ليث بن أبي سليم عن
ليث حدثني مجاهد ان الحور العين خلقن من زعفران. قال الأثرم
قال أحمد بن حنبل ان ابن الطباع لبيب كيس يعنى محمد بن عيسى. وقال
البخاري: سمعت عليا قال سمعت عبد الرحمن ويحيى يسألان ابن الطباع
عن حديث هشيم وما اعلم أحدا اعلم به منه. وقال أبو حاتم سمعت محمد
ابن عيسى يقول اختلف ابن مهدي وأبو داود في حديث لهشيم هل سمعه
أو دلسه فتراضيا بي فأخبرتهما قال الفسوي: انا أبو النعمان وكان منقطع القرين.

(1) من المكية.
411

418 - 106 / 7 ع - أبو اليمان الحكم
ابن نافع البهراني الحمصي الحافظ أحد الأئمة من موالى بهراء.
سمع حريز بن عثمان وصفوان بن عمرو وأرطاة بن المنذر وأبا بكر بن
أبي مريم وعفير بن معدان وشعيب بن أبي حمزة وأمثالهم. وكان من
نبلاء الثقات. حدث عنه البخاري وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين والذهلي
ومحمد بن عوف الطائي وأبو زرعة النصري وعلي بن محمد الحسكاني
وخلق كثير. وحديثه في الكتب كلها استقدمه المأمون ليوليه قضاء
حمص. وقال أبو حاتم: ثقة نبيل. وقال أبو زرعة: لم يسمع من شعيب
الا حديثا واحدا والباقي اجازة. وقال احمد كان يقول انا شعيب استحل
ذلك يقول شعيب لهم ارووا عنى. قلت ومع روايته لذلك عن شعيب
بالإجازة فاحتج بها صاحبا الصحيحين لثقته وإتقانه. قال جماعة توفى
سنة إحدى وعشرين ومائتين. وقال مولدي سنة ثمانين وثلاثين ومائة.
فهؤلاء هم رؤس الحديث في الدولة المأمونية رحمة الله عليهم أجمعين.....
تم طبع الجزء الأول من كتاب تذكرة الحفاظ بحمد الله وتوفيقه
مرة ثالثة ومقابلته على نسخة صحيحة قرئت على المؤلف وسيتلوه
أيضا على هذه الأوصاف الجزء الثاني أوله (الطبقة الثامنة)
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
أجمعين وارحمنا برحمتك
يا ارحم الراحمين
412