الكتاب: ذيل تاريخ بغداد
المؤلف: ابن النجار البغدادي
الجزء: ٥
الوفاة: ٦٤٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر يحيى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

ذيل تاريخ بغداد
تأليف
الامام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود
ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن
المعروف بابن النجار البغدادي
المتوفى 643 ه‍
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء العشرون
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

بسم الله الرحمن الرحيم
1090 - عمر بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن يزيد، أبو
حفص الأسدي، المعروف بابن الحداد:
سكن تنيس وحدث بها عن أحمد بن موسى البغدادي وأبى جعفر أحمد بن
إسماعيل بن عاصم وأبى بكر بن جعفر بن سهل الخرائطي ومحمد بن عبد الرحمن
ابن أسد وسليمان بن عبيد الله بن أبي أيوب وعمه العباس بن أحمد بن أحمد بن
عطية، روى عنه أبو الحسين أحمد وأبو الفضل جعفر ابنا عبد الرحمن بن أحمد بن
حمدون وأبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن
روزبه الفارسي الهمذاني، وكان سماعه من عمه العباس ببغداد وهو أخو أحمد
وإسحاق ابني أحمد بن محمد بن عطية الحداد اللذين ذكرهما الخطيب في التأريخ.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي القاسم بن السمرقندي قال كتب إلى موسى
قال كتب إلى أبو على زيد بن أحمد بن أبي حيوة الحسن بن أحمد بن العباس التميمي
التنيس حدثنا أبو الحسين أحمد وأبو الفضل جعفر ابنا عبد الرحمن بن حمدون بتنيس (1)
قالا حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن الحداد البغدادي حدثنا سليمان بن عبيد الله
ابن أبي أيوب حدثنا محمد بن سليمان بن داود المنقرى حدثنا محفوظ بن أبي توبة
حدثنا خليد التهامي عن الزبير بن عيسى وهو أبو الحميدي حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت: " يا رسول الله، متى لا يؤمر بالمعروف ولا
ينهى عن المنكر؟ ". قال: " إذا كان البخل في خياركم والعلم في أراذلكم والادهان
في كباركم والملك في صغاركم ". (2)
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي سعد بن المعمر بن محمد بن الحسين الأنماط قال:
كتب إلى أبو القاسم نصر بن أبي نصر محمد بن علي بن زيرك الهمداني أنبأ أبو بكر
عبد الله بن أحمد بن روزبه الهمذاني أنبأ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن محمد

(1) في الأصل: " بنسير "
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 2 / 142.
3

ابن عطية البغدادي المعروف بابن الحداد بتنيس قال حدثني أبو جعفر أحمد بن إسماعيل
ابن عاصم بمصر حدثنا محمد بن جعفر قال أنشدني أبو الفوارس صاحب يعقوب بن
السكيت:
قد كنت أبكى على من مات من سلفي * وأهل ودى جميع غير أشتات
فاليوم إذ فرقت بيني وبينهم * نومي بكيت على أهل المودات
ما بقوى أمرؤ أصحت مدامعه * مقومة بين أحياء وأموات
1091 - عمر بن إبراهيم بن حبيش بن دينار، أبو حفص:
حدث عن وجوده في كتاب أبيه كتب عنه [أبو] الحسين [أحمد] (1) بن عبد الله
ابن الخضر السوسنجردي.
قرأت في كتاب أبى الحسين بن السوسنجردي بخطه وقراءته على أبي الحسن
الأزجي عن المبارك بن الحسن عن محمد بن علي المقرئ عنه قال: دفع إلينا أبو حفص
عمر بن إبراهيم بن حبيش بن دينار من أصول أبيه التي سمعها من الشيوخ فكتبنا منها
أشياء.
وقال لنا في ذلك وكتب في كتاب أبى بخط يده سمعت سماك الجصاص قال سمعت
أبا شعيب صالح الجمال بن أخي معروف الكرخي يقول سألت أبا عبد الله أحمد بن
محمد بن حنبل عن ترك المسكر، فقال: لترك المسكر أفضل من مائة حجة بعد حجة
الاسلام، ولترك المسكر خير من رجل يكون له مال من المشرق ألى المغرب يصدق به.
1092 - عمر بن إبراهيم بن الحسن بن إسحاق، أبو القاسم البرازي:
كان من الشهود المعدلين ببغداد، شهد عند القاضي أبى عبد الله الحسين بن
هارون الضبي من الرابع في جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وتوفى يوم الأربعاء لليلة خلت من ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، ذكر
ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
1093 - عمر بن إبراهيم بن الحسين بن عيسى، أبو القاسم الطيبى.
من ساكني باب الأزج، قرأ الفقه على أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
4

وعلق عنه مسائل الخلاف، وسمع الحديث من أبى الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
وأبى الحسن علي بن الحسين بن أيوب وأبى عبد الله بن طلحة وأبى الخطاب بن
البطر وأبى بكر الطريثيثي وأبى عبد الله بن البسري وأبى الحسين ابن الطيوري
ببغداد، وبالكوفة من أبى منصور ابن مخالد وأبى الغنائم ابن النرس وغيرهما وبنيسابور
من أبى القاسم السيبي وغيره، وكتب الكتب الكبار، وحدث باليسير، سمع منه أبو
الحسن علي بن أبي سعد الخباز وابن أخيه وكيع بن إبراهيم.
أنبأ أبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجي ونقلته من خطه قال: مات أبو القاسم
عمر بن إبراهيم الطيبى في ليلة السبت حادي عشر ربيع الاخر سنة ثلاث وعشرين
وخمسمائة، ودفن بباب حرب، وكان مولده في سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
1094 - عمر بن إبراهيم بن حمزة، أبو حفص المقرئ.
أمام جامع عكبرا، حدث عن أبي عيسى يحيى بن محمد بن سهل بن عبد الله
الخطيب، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز
العكبري.
1095 - عمر بن إبراهيم بن رزق الله المحزمي.
حدث عن العباس بن محمد الدوري، روى عنه محمد بن الهيثم وقال: جارنا.
1096 - عمر بن إبراهيم بن شريك بن سهل بن حازم، أبو حفص الإسكافي،
المعروف بعقعق (1):
من إسكاف بنى الجنيد (2) بلد عند النهروان، حدث عن أبي جعفر محمد بن الحسن
ابن بدينا، روى عنه عبد الملك بن بكران المقرئ.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال كتب إلى
أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي أنبأ أبو الفرج عبد الملك بن بكران
ابن عبد الله المقيس المقرئ المعروف بالقطان النهرواني بها حدثنا أبو حفص عمر بن
إبراهيم بن شريك بن سهل ابن حازم الإسكافي بها يعرف بعقعق حدثني أبو جعفر
محمد بن الحسن بن هارون بن بدينا قال: كنا جلوسا يوما فمر بنا أبو الفيض ذو النون

(1) انظر ترجمته في: مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن القوطي 4 / 1 / 558 (الهامش).
(2) في الأصل: " من إسكاف ابن الجنيد ".
5

ابن إبراهيم المصري فقام إليه بعض أصحابنا فقال: يا أبا الفيض ادع الله تعالى لنا
فقال: هنأكم الله عطاءه ولا كشف عنا وعنكم غطاءه - والسلام.
1097 - عمر بن إبراهيم بن عبد الله، أبو حفص، المعروف بابن المسلم (1):
من أهل عكبرا، صحب عمر بن بدر المغازلي وعبد العزيز غلام الخلال وإبراهيم بن
شاتلا (2) وأبا عبد الله بن بطر، وصنف مصنفات كثيرة يقال: إنها تقارب مصنفات
أبى بكر عبد العزيز غلام الخلال، وله أخبار في المذهب، وقد سمع ببغداد والبصرة
والكوفة، حدث عن إسحاق بن أحمد الكاذي وأبى علي بن الصواف وأبى عمرو بن
السماك وأبى بكر النجاد ودعلج بن أحمد السجتاني وأبى بكر بن أبي دازم الكوفي
والحسن بن علي بن مليح وأحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبى محمد بن ماسي
وعمر بن أحمد بن شهاب وحبيب بن الحسن القزاز وأكثر الرواية عن ابن بطة، روى
عنه الحسن بن شهاب العكبري وأبو الحسن علي بن بشرى الليثي السجزي في
مشيخته.
أخبرني عبد القادر بن عبد الله الرهاوي مشافهة وخطا بحران أنبأ أبو عروبة عبد
الهادي بن أبي سعيد بن عمر بن مأمون السجزي بها أنبأ جدي أنبأ أبو الحسن على
ابن بشرى الليثي قال سمعت أبا حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله العكبري بها يقول
سمعت عبد الخالق بن أبي روبة المعدل يقول سمعت علي بن الحسن المقرئ الناقد يقول
سمعت أبا بكر بن أبي خيثمة يقول سمعت الزبير بن بكار يقول: كنت أؤدب المعتز
وكان في حجري فدخل على يوما فعثر بنعله فدميت إصبعه، فقال لي: لو وطئت
على جمرة ما بلغت منى ما بلغت منى هذه العثرة، ثم أنشأ يقول:
يموت الفتى من عثرة بلسانه * لويس يموت المرء من عثرة الرجل
وعثرته من فيه يرمى برأسه * وعثرته بالرجل ترمى على مهل
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد
الشيباني أنبأ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأ الحسن بن شهاب العكبري إجازة
حدثني عمر بن إبراهيم بن المسلم حدثنا أبو حفص عمر بن شهاب قال سمعت على
ابن الحسن الرستمي يقول: دخل ابن الطباع من سامرا إلى بغداد فنزل في البغويين

(1) انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 5 / 194.
(2) في الأصل: " بن ساملا ".
6

فاجتمع أصحاب الحديث فسمع محمد بن عبد الله بن طاهر الضوضاء من كلام
أصحاب الحديث، قفال لحاجبه: ما هذا؟ فقال: ابن الطباع قد قدم من سر من رأى
وهذا كلام أصحاب الحديث، فقال: وقد قدم؟ قال: نعم، فكتب إليه برقعة يسأله أن
يصير إليه ليحدث فتيانه، فكتب جواب رقعته:
" بسم الله الرحمن الرحيم، أكرمك الله كرامة تكون لك في الدنيا عزا وفى الآخرة
من النار حرزا، قرأت رقعتك ولم أتخلف عنك صيانة، وأنما تخلفت عنك ديانة، والعلم
يؤتى ولا يأتي ".
فقال: صدق. فصار إليه محمد بن عبد الله وبنوه، وكان نازلا في غرفة فصعد إليه
فحدثه عامة الليل، وقال محمد بن عبد الله - يعنى لحاجبه (1): سله ما يريد؟ فكلمه
الحاجب بالفارسية - وكان ابن الطباع يحسن بالفارسية - فقال له: قل له يبعث لنا
شيئا نتغطى به في البرد. فبعث إليه بمطرف [خز] (2) يساوى خمسمائة دينار، فاحتاج
ابن الطباع إلى بيعه فباعه بخمسة وخمسين دينارا، وقال: لو صبرت عليه حتى يجئ
طالبه لاخذت لك خمسمائة دينار. قلت: ابن الطباع هذا هو محمد بن يوسف بن
عيسى بن الطباع وكان من الثقات، وهو ابن أخي إسحاق بن عيسى الطباع.
أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد القاهر الحربي قال سمعت أبا الحسين محمد بن محمد
الحسين بن الفراء قال: نقلت من خط على ابن أخي نصر قا: وجدت على ظهر
كتاب " محاسبة النفس والجوارح " تصنيف أبى حفص العكبري بخط ابنه الحسين بن
عمر يقول: مات والدي أبو حفص عمر بن المسلم يوم الخميس ضحوة لثمان خلون
من جمادى الاخر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
1098 - عمر بن إبراهيم بن عثمان التركستاني، أبو حفص الواعظ الصوفي:
من أهل واسط، وبيته بيت وعظ وتصوف، قدم بغداد غير مرة وأقام بها، وسمع
الحديث من أبى الثناء محمد بن الزيتوني وأبى الخير أحمد بن إسماعيل القزويني والكاتبة
شهدة بنت أحمد الإبري، وسمع بواسط عبد الرحمن بن الدجاجي المقرئ وأبا طالب
محمد بن علي بن الكتاني وأبا العباس بن مخلد الأزدي وغيرهم، وعقد مجلس الوعظ
الغربي عند تربة الجهة أم الخليفة وحضرة خلق عظيم، ثم رتب شيخا للصوفية برباط

(1) في الأصل: " لحاجته ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من تاريخ بغداد.
7

الزوزني (1) مقابل جامع المنصور وكان قد سافر الكثير إلى الحجاز والجزيرة وديار
بكر، ثم إنه نفذ في رسالة من الديوان إلى خراسان، فتكلم بكلام استوحش بسببه من
العود إلى بغداد فبقي يتردد في البلاد هناك ما بين هراة وغزنة وعاد إلى بلاد فارس
فأدركه أجله بها، وكان قد حدث ببغداد.
في مجالس وعظة بأحاديث وفى غيرها من البلاد، ولم يكن ثقة ولا مأمونا ولا
مرضى الطريقة ولا محمودا بالأفعال، كثير التخليط في جميع أحواله وأفعاله وأقواله -
سامحنا الله وإياه، وقد رأيته ببغداد وحضرت مجلس وعظه، وكان شابا ضخما.
بلغنا أنه توفى بشيرازى في شهر ربيع الاخر من سنة اثنتين وستمائة، وما أظنه بلغ
الخمسين من عمره.
1099 - عمر بن إبراهيم عمر بن حبيب، أبو حفص العدوي:
من أهل البصرة، وكان جده قاضيا بها، ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر أنه
كان كثير الشعر جيده، وكان بسامرا يمدح ويهجو، وله في أبى يعلى كاتب عبيد
الله بن يحيى بن خاقان الوزير:
نعمة الله لاتعاب وربما * استقبحت على أقوام
لا يليق الغنى بوجه أبى * يعلى ولا نور بهجة الاسلام
وسخ الثوب والملابس والبرذون * والوجه والقفا والغلام
ومحال مرورة ليحيل * سفله حجام ينتمى إلى
1100 - عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي
بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب، أبو البركات الحسنى الزيدي النحوي (2):
من أهل الكوفة، رأيت نسبه بخطه، سمع الكثير من أبى الفرج محمد بن أحمد بن
محمد بن علان الخازى وأبى الحسن بن الحسن بن المنثور وأبى محمد يحيى بن
محمد بن الحسن الأقساسي وأبى عبد الله محمد بن الحسن الأنماطي وأبى على الحسن
ابن علي بن عبد الله بن مخالد وأبى البقاء المعمر بن محمد البقال، وقدم بغداد وسمع

(1) في الأصل: " الروزنى ".
(2) انظر ترجمته في: لسان الميزان 4 / 280 - 282. والأنساب 2 / 366.
8

بها أبا الحسين بن النقور وأبا القاسم بن البسري وأبا بكر الخطيب وأبا الحسين عاصم
ابن الحسن وأبا يوسف عبد السلام بن محمد القزويني، وسافر إلى الشام مع والده،
وسكن دمشق مدة، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسين النيسابوري وقرأ
النحو على أبي القاسم زيد بن علي الفارسي النحوي، وروى عنه الايضاح لابي على
الفارسي، وقدم بغداد ثانيا في أواخر ذي القعدة سنة أربع وخمسمائة وحدث بها،
سمع منه أبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف ومحمد بن ناصر وأبو نصر
الأصبهاني وهزار سب الهروي، وثم إنه عاد إلى الكوفة وحدث بها، يقرأ النحو
ويروى الحديث على أحسن طريقة إلى حين وفاته، روى لنا عنه شيخنا أبو أحمد بن
سكينة وكان سمع منه بالكوفة.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن عبد الملك بن علي بن يوسف ومحمد بن ناصر
وأبو نصر الأصبهاني وهزار سب بن عوض قالوا أنبأ الشريف أبو البركات عمر بن
إبراهيم بن محمد الزيدي العلوي الكوفي قراءة عليه ببغداد في الرابع والعشرين من ذي
القعدة سنة قراءة عليه أنبأ جدي أبو محمد عبد الله بن مخالد حدثنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن سعيد الحافظ إملاء حدثنا عبد الله بن كادش أحمد بن نوح البلخي حدثنا أبي
حدثنا عيسى بن فرقد حدثني حكيم بن جبير عن سعيد عن جبير عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ": " لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا " (1).
قرأت في كتاب معجم شيوخ الحافظ أبى طاهر أحمد بن محمد السلفي الأصبهاني
بخطه وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدس بمصر قال أخبرني أبو البركات عمر بن
إبراهيم بن محمد بن حمرة العلوي الزيدي بالكوفة وذكر حديثا ثم قال: الشريف عمر
هذا أديب نحوي، وفى المذهب زيدي، وكان يفتى بالكوفة على مذهبه، وسمع معنا
على جماعة من شيوخنا الكوفيين، وكان من عقلاء الرجال، حسن الرأي في الصحابة
مثنيا عليهم متبرئا ممن تبرأ منهم.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق أنبأ
عمى أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: عمر بن إبراهيم بن محمد أبو البركات
الزيدي الكوفي كتبت عنه بالكوفة، وهو أورع علوي لقيته، ولم أسمع منه في مذهبه
شيئا، وقرأت عليه حديثا فيه ذكر بعض السلف فترحم عليه.

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 2 / 445.
9

وحدثني صاحبي أبو علي بن الوزير أنه سأل عن مذهبه في الفتوى وكان مفتى
الكوفة، فقال: نفتى بمذهب أبي حنيفة ظاهرا وبمذهب زيد تدينا. أخبرنا شهاب
الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن إبراهيم بن محمد أبو
البركات من أهل الكوفة يسكن بمحلة يقال لها السبيع ويصلى بالناس في مسجد أبى
إسحاق السبيعي، شيخ كبير فاضل، له معرفة بالفقه والحديث والتفسير واللغة والنحو
والأدب، وله التصانيف الحسنة السايرة في النحو. وهو خشن العيش صابر على الفقر
والقلة قانع باليسير، سمعته يقول: أنا زيدي المذهب [و] لكني أفتى على مذهب
السلطان - يعنى أبا حنيفة - رحمه الله. كتبت عنه الكثير، وهو شيخ متيقظ حسن
الاصغاء سليم الحواس، كان يكتب خطا مليحا سريعا على كبر السن، وكنت ملازمه
مدة مقامي بالكوفة في الكرات الخمس، ومع طول صحبتي وملازمتي إياه ما سمعت
منه شيئا في الاعتقاد أنكرت عليه، غير أنى يوما [كنت] (1) قاعدا على باب داره
وأخرج لي شدة كبيرة من مسموعاته وكنت أفتقد فيها حديث الكوفيين، فرأيت فيها
حديث الكوفيين، فرأيت فيها جزءا مترجما بتصحيح الأذان " بحي على خير العمل "
فأخذت لأطالعه واعلم من صنفه فأخذه من يدي وقال: لا يصلح لك، له طالب
غيرك، ثم قال: " ينبغي للعالم أن يكون عنده كل شئ فإن لكك نوع وجنس طالبا.
قرأت على أبي الفتوح القرشي بأصبهان عن أبي الفضل بن ناصر قال سمعت أبا
الغنائم بن النرسي يقول عمر الكوفي جارودي المذهب لا يرى الغسل من الجنابة.
أخبرنا الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد السمعاني يقول: سمعت يوسف بن محمد بن
مقلد يقول: كنت أقرأ على الشريف عمر جزاءا فمر بي حديثا فيه ذكر عائشة
فقلت: رضي الله عنها، فقال لي الشريف: تدعو لعدوة على - أو: تترضى على
عدوة على؟ فقلت: كلا وحاشا ما كانت عدوة على.
أخبرنا أبو البركات الأمين بدمشق قال أنبأ عمى قال حكى لي أبو طالب ذلك منه
وقال: إن الأئمة على غير ذلك، فقال له: إن أهل الحق يعرفون بالحق ولا يعرف الحق
بأهله.
وأخبرني أبو البركات أنبأ عمى قالت سأله: أبا البركات الزيدي عن مولده، فقال:
في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفة. أخبرنا إسماعيل ابن سليمان العسكري

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
10

بدمشق أنبأ عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي قال: سألت الشريف أبا البركات
عمر بن إبراهيم بالكوفة عن مولده، فقال: في شوال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
أخبرنا الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت الشريف أبا
البركات الكوفي عن مولده، فقال: سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بالكوفي.
وتوفى يوم الجمعة سابع شعبان تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم السبت في
المسبلة المعروفة بالعلويين، وصلى عليه كل من كان بالكوفة وقدروا ثلاثين ألفا.
1101 - عمر بن إبراهيم بن موسى الباقداري الأكار:
من ساكن الحربية، سمع أبا حفص عمر بن عبد الله بن علي الحربي، وحدث
باليسير، سمع منه أحمد بن سلمان الحربي وغيره.
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد المقرئ أنبأ عمر بن إبراهيم الباقداري قراءة
عليه أنبأ عمر بن عبد الله قراءة عليه سنة تسع وأربعين أنبأ أبو طاهر الكرخي وأنبأ
أبو عبد الله الحسين بن سعيد الأمين قراءة عليه أنبأ القاسم إسماعيل بن أحمد بن
السمرقندي أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن البناء قالا أنبأ أبو القاسم عبد الملك بن
محمد بن عبد الله الواعظ أنبأ أبو بكر الآجري حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد
العطشى حدثنا أبو حمزة أنس بن خالد الأنصاري حدثنا محمد بن جامع أنبأ عبد
العزيز بن عبد الصمد عن أبان عن أبي عياش عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقته الجدعاء فقال في خطبته: " طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
وأنفق من مال أكتسبه من غير معصية، وطوبى لمن عمل بعلم ورحم أهل الذل
والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة، وطوبى لمن صلحت سريرته وحسنت
علانيته " (1).
أنبأنا أحمد بن سلمان الحربي ونقلته من خطه قال: مات عمر بن إبراهيم الباقداري
ليلة الأحد سابع رجب سنة ست وتسعين وخمسمائة.
1102 - عمر بن أحمد بن إبراهيم، أبو حفص الحدا:
حدث عن والده، روى عنه أبو الحسين بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل
المحاملي في معجم شيوخه.

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 567. والجامع الصغير 2 / 47.
11

1103 - عمر بن أحمد بن أبي الأصابع، أبو حفص.
من أهل الحربية، كان بوابا برباط ابن رئيس الرؤسا بدار الخلاقة، وكان شيخا
صالحا، كثر التهجد، سرد الصوم سنين كثيرة، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن
قريش، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج
عنه حديثا في معجم شيوخه.
أنبأ أبو بكر طاهر بن أحمد بن أبي بكر الأزجي أنبأ عمر بن أحمد بن أبي الأصابع
الحربي قراءة عليه أنبأ الحسن بن علي الجوهري أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا
بشر ابن موسى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن القرشي قال: توفى عمر بن أبي الأصابع في يوم
الأحد سلخ ذي الحجة سنة ستين وخمسمائة، ودفن من الغد يوم الاثنين مستهل المحرم
سنة إحدى وستين بمقبرة باب حرب، وكان قد جاوز الثمانين.
قال لي شيخنا أبو الرشيد الخفيفي قال: لنا هذا الشيخ قبل مرضه مرض الموت:
أريد أن أعبر إلى زيارة قبر أحمد وأسأل الله أن يغفر لي ويقبضني ففعل ذلك وعاد
فبعد أيام مرض ومات - رحمه الله.
1104 - عمر بن أحمد بن الحسن بن علي بن عمر بن الهيثم بن بكرون
النهروان:
من بيت قضاة وعدالة ورواية مفصل، كان يسكن بدرب السلسة، وصلى إماما
في الصلوات الخمس بالمدرسة النظامية، وتولى الخزن بالديوان، وكان قد شهد عند
قاضي القضاة أبى الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الثانية في يوم الاثنين
الخامس والعشرين من رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة فقبل شهادته.
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة عن أبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري وأبى
الحسن علي بن أحمد اليزدي وخلق كثير غيرهم، وكتب بخطه كثيرا، وطلب الحديث
بنفسه فسمع الكثير من القاضي محمد بن عمر بن يوسف الأموري وأبى بكر محمد بن
عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وجماعة غيرهما، وكتب بخطه كثيرا وحصل الأصول،
وقرأ بنفسه على المشايخ، كتبت عنه، وكان ثقة ثبتا ورعا متنزها عفيفا صالحا متدينا
12

مليح السمت جميل السيرة نبيلا، وكان قد سمع منه قبلنا رفقاؤه الشريف أبو الحسن
علي بن أحمد الزيدي وإبراهيم بن محمود بن الشعار، وصبيح النصري وأبو المحاسن بن
عبد الملك بن علي الهمذاني وكان أسن منه وأقدم إسنادا.
أخبرنا عمر بن أحمد بن الحسن بن بكرون الشاهد بقراءتي عليه أنبأ أبو الفضل
محمد بن عمر الأرموي حدثنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أنبأ أبو
الحسن علي بن عمر الدارقطني حدثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب
الأزدي إملاء حدثنا الحسن بن أبي الربيع حدثنا عبد الرازق بن همام أنبأ معمر بن
راشد عن همام ابن منبه قال هذا ما حدثناه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن محمد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إياكم والظن، إياكم والظن، إياكم والظن فإن الظن أكذب
الحديث، ولا تناجشوا ولا تفاسدوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا
عبادا الله إخوانا " (1). قرأت في كتاب العدل لابي المعالي أحمد بن عمر بن بكرون قال: شاهدت بخط
جدي قال: رزقت ولدى أبا حفص عمر ضحوة نهار يوم الثلاثاء ثالث عشرين شهر
رمضان من سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
توفى شيخنا عمر بن أحمد بن بكرون في صبيحة يوم الاثنين العاشر من رجب من
سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وحضرت الصلاة عليه بالمدرسة النظامية وكان الجمع
متوافرا، ودفن، بمقابر الشهداء من باب حرب.
1105 - عمر بن أحمد بن الحسين، أبو حفص الضرير:
من أهل الحربية، سمع أبا الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، وحدث
باليسير سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربي وجماعة من شيوخنا، وروى عنه يعقوب
وعبد المحسن ابنا يوسف بن عمر الحربي.
أنبأ عبد المجيب بن أبي القاسم بن زهير وأبو البركات ناصر بن جامع بن بختيار
وعمر بن أبي بكر بن الدردانه قالوا أنبأ الشيخان الصالحان يوسف بن عمر بن الحسين
النساج وعمر بن أحمد بن الحسين الضرير المقرئ قراءة عليهما في جامع الحربية في
مستهل ربيع الاخر سنة أربعين وخمسمائة قالا: أنبأ أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن

(1) انظر الحدث في: صحيح البخاري 2 / 896. ومسند أحمد 2 / 312.
13

محمد بن يوسف قراءة عليه في ثاني ربيع الأول سنة أربع وثمانين وأربعمائة أخبرنا أبو
على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير
القرشي الكوفي ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال الكوفي بالكوفة
حدثنا الحسين بن نصر بن مزاحم العطار حدثني أبي حدثنا تليد بن سليمان عن أبي
الجحاف عن عطية العوقي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني مخلف
فيكم ما إن تمسكتم به لن (1) تضلوا كتاب الله عز وجل وأهل بيتي " (2).
1106 - عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد الوراق، أبو حفص المقرئ الصوفي:
من أهل همدان، قدم بغداد في صباه وسمع بها أبا غالب محمد بن الحسن أحمد
الباقلاني وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبا الحسن بن العلاف،
وسمع بأصبهان أبا الفتح أحمد بن محمد الحداد وأبا على الحسن بن أحمد الحداد وأبا
القاسم غانم البرجي وأبا المعالي حماد بن منصور بن المظفر بن أبي الأسود، وبزنجان أبا
بكر أحمد بن محمد بن زنجويه، وبدمشق أبا الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط، وقرأ
عليه القرآن، وقدم بغداد في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وحدث بها،
روى عنه شيخنا أبو الفرج بن الجوزي.
أنبأ ابن الجوزي أبو الحفص عمر بن أحمد بن الحسين الوراق الهمذاني بقراءتي
عليه أنبأ أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني أنبأ القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن
يعقوب الواسطي أنبأ أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن النيازكي أنبأ أبو الخير أحمد
ابن محمد الكرماني حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة
حدثنا الوليد بن العيزار قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول حدثنا صاحب هذه الدار
- وأومى بيده إلى دار عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي العمل أحب إلى الله عز
وجل؟ قال: " الصلاة على وقتها "، قلت ثم أي؟ قال: " بر الوالدين "، قلت:، ثم أي؟
قال: " ثم الجهاد في سبيل الله عز وجل " (3).
أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق قال سمعت عمى أبا القاسم
علي بن القاسم الحافظ يقول: عمر بن أحمد بن الحسين بن أحمد أبو حفص الهمذاني
* (هامش 9 * (1) في الأصل: " تمسكوا بها لم تضلوا ".
(2) انظر الحديث في: " الجامع الكبير " 1 / 307.
(3) الحديث في: صحيح البخاري 1 / 76. (*)
14

الصوافي الوراق كتبت عنه بهمذان. وكان شيخا صالحا. يوم في بعض المساجد.
ذكر شيخنا ابن الجوزي أنه ولد في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
أخبرني أبو الحسن بن القطيعي قال سمعت أحمد بن الحافظ أبى العلاء الهمذاني
يقول: توفى عمر بن أحمد بن الحسين الوراق يوم الأربعاء، ودفن يوم الخميس تاسع
جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وكنت فيمن صلى عليه.
1107 - عمر بن أحمد بن شجاع، أبو حفص البغدادي:
حدث عن والده بحديث، تقدم ذكرنا له في ترجم ة أبيه في الأحمديين.
1108 - عمر بن أحمد بن عبد الملك بن أبي على الدقاق، أبو حفص بن أبي
بكر، المعروف بابن صفية:
من أهل باب الأزج، سمع أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبا
القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وأبا الحسن علي بن عبد العزيز السماك،
كتبت عنه، وكان دلالا في الدقيق والحبوب، صحيح السماع لا بأس به.
أخبرنا عمر بن أحمد بن صفة بقراءتي عليه أنبأ أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي
أنبأ أبو الحسن جابر بن ياسين العطار أنبأ عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني حدثنا عبد
الله بن محمد البغوي حدثنا محمد بن جعفر الوركاني حدثنا أيوب بن جابر عن سماك
ابن حرب عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اتقوا النار ولو بشق
تمرة " (1).
بلغنا أن عمر بن صفية توفى بالموصل في سنة اثنتين وستمائة.
1109 - عمر بن أحمد بن عبيد الله دحروج، أبو حفص القزاز:
من أهل الحريم الطاهري، وهو أخو أبى بكر محمد وعثمان - وقد تقدم ذكرهما،
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا
القاسم على أحمد بن محمد وأبا القاسم علي بن اليسرى، روى عنه شيخانا عمر
ابن محمد بن معمر بن طبرزد المؤدب وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بن
النحاس البزار.

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 890. ومسند أحمد 1 1 / 388.
15

أنبأ أبو حامد بن النحاس أنبأ عمر بن أحمد بن عبيد الله القزاز قراءة عليه في صفر
سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وأنبأ أبو على ضياء بن أحمد بن أبي على وعمر بن محمد
المؤدب قراءة عليه قالا أنبأ محمد بن عبد الباقي البرازي قراءة عليه وأنبأ أبو بكر محمد
ابن المبارك بن محمد البيع وزوجه فرحة بنت عبد الجبار قالا أنبأ أحمد بن علي بن عبد
الواحد الدلال وأنبأ أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق أنبأ أبو الفتح عبد الله
ابن محمد البيضاوي ببغداد وأنبأ أبو المعالي محمد بن وهب الدمشقي قدم علينا بغداد
وأبو العباس الخضر بن كامل بقراءتي عليه بدمشق قالا أنبأ ياقوت البخاري قالوا
جميعا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد الصيرفيني قراءة عليه أنبأ
أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن إملاء حدثنا أبو عمر محمد بن يوسف إملاء حدثنا
عثمان بن هشام بن الفضل بن دلهم حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم حدثنا عبد العزيز
ابن أبي سلمة عن قدامة بن موسى عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمرى
وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة
زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر " (1)
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن
أحمد بن دحروج شيخ صالح، كتبت عنه، وتوفى في شعبان سنة اثنتين وثلاثين
وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1110 - عمر بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى، أبو
حفص البغدادي (2):
حدث بها عن أبي العباس محمد بن يونس بن موسى القرشي وأبى محمد الحارث
ابن محمد بن أبي أسامة التميمي والقاضي أبى محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل
الأزدي وأبى بكر أحمد بن عبد الله الخلال وأبى جعفر بن جرير الطبري وأبى
بكر جعفر بن محمد الفهرياني روى عنه أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد
كويه وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن الصيرفي الحسن آبادي وأبو نعيم
أحمد بن عبد الله بن إسحاق الحافظ وأخوه عبد الرازق الأصبهانيون، وكان ضعيفا،
عامة حديثه مناكير وغرائب.

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 349.
(2) انظر ترجمته في: لسان الميزان 4 / 283.
16

كتب إلى أبو جعفر محمد بن أبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن أبا على
الحسن بن أحمد الحداد أخبرهما عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ونقلته من
خطه من معجم شيوخه حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن عيسى
ابن جرير البغدادي بالبصرة وكان ضعيفا.
وأنبأ محمد ولامع كتابة عن أبي على الحداد بن طلحة بن عبد الرازق بن عبد الله
الأصبهاني أخبره أنبأ أبى قراءة عليه في معجم شيوخه حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد
ابن علي بن إسحاق بن إبراهيم بن عيس بن جبير البغدادي بالبصرة سنة ست
وخمسين حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا علي
إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والدا، وعمر مشيرا، وعثمان سيدا، وأنت يا علي
ظهرا، ثم أخذ الله ميثاقكم في أم الكتاب: لا يحبكم إلا مؤمن تقى ولا يبغضكم إلا
فاجر شقى، أنتم خلفاء أمتي وعقد ذمتي وولاة الامر بعدي، وأنتم حجتي غدا بين
يدي الله على أمتي " (1).
أنبأنا محمد بن عبد الملك الواعظ حدثنا عبد الجليل بن محمد الحافظ إملاء حدثنا
أبو مطيع محمد بن عبد الواعظ الأديب أنبأ أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن عبد
الرحمن الصيرفي الحسناباذي الشيخ الزاهد حدثنا عمر بن أحمد بن إبراهيم البغدادي
بالأبلة حدثنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد
ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " استرشدوا العاقل ترشدوا
ولا تعصوه فتندموا " (2).
وهذا الحديث رواته كلهم ثقات والحمل فيه على عمر بن أحمد البغدادي فإنه
منكر المتن.
1111 - عمر بن أحمد بن علي، أبو المفاخر الأنصاري:
قاضي الحويزة من أعمال خوزستان، كان يافعة زمانه وفريد عصره وأوانه، وله
الشعر الحسن المليح والمعاني المطبوعة، وله شعر كثير والغالب عليه الهجو والخلاعة
والمجون، قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا القاسم علي بن طراد الزيني.

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 160.
(2) انظر الحديث في: لسان الميزان 4 / 283.
17

كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه
قال أنشدني أبو نصر بن حامد شيخ الركبة قال أنشدني أبو المفاخر عمر بن أحمد
الأنصاري لنفسه في الوزير بن طراد الزيني من قصيدة مدحه بها ببغداد:
وذمر من الأنصار ليس يعوق * إذا نام من ايجاد حرب يضيرها
دعوت قلبي والرماح شواهر * فحطمها والخيل تدمى نحورها
ثمة فروته من دواته حرب (1) * حماه إذا وافى النسيل يديرها
أشاد المعالي بالعوالي ومن يرد * جسام المعالي فالنفوس تهورها
يثيب دمى القوم فيها معزل * ولا يركب الاخطار إلا خطيرها
أحدك يا أيام ليلى بذي البقا * عوائد لكن نفسه وغرورها
ويا حجة تأتي على حميدة * إذا انتظمت فيها يسوء شهورها
سلوا الليلة الليلاء عنى فإنني * ليست دجاها والمنايا ضميرها
وخاض غمار الموت في متمطر * ولا ينثل الأرضين إلا خبيرها
كأني منه في شغاف عماية * بحيث بنى سفانها ودثورها
فشبعني قلب على الهم أصمع * ونفس بناها عن عماها خبيرها
ورواية عتل تعسف بعد ما * شكى الأين حايها وحار نصيرها
إلى شرف الدين استقلت مطالبي * ولا منية إلا إلى مصيرها
دعاه أمير المؤمنين إلى التي * يناط بتأييد السماء أمورها
فقام بها لا ضالعا تحت عبها * ولا واكلا أعيت عليه شعورها
يكفل بالارزاق حتى إذا غدا * تتبعه من كل أرض نشورها
غدون خماصا والطفرى بسحتها * وعدن بطانا داميات طفورها
ولما أثار الكفر نقعا توهمت * أهيل الفلا أن قد أ حم ظهورها
فقاتلهم بالله والدين فاثبتوا * عزيز تولى المسلمين ظهورها
لفازت [...] (2) السبق في كل حلبة * جيوش أمير المؤمنين أميرها
لقد هز عطفيها الخلاف بهجة * لدن هو وإليها وأنت وزيرها
تناوعتما سمعت العلى وفزعتما * ثنايا إلى ساقى الحجيج جدورها
وأيدتما قرباكما بقرائن * [من] (3) المجد لا يخشى انتكاثا مريرها

(1) هكذا في الأصل.
(2) بياض في الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
18

وأوليتما أمنية المرء بسطة * إذا زيد عن ورد الأماني سميرها
فأصبحت الدنيا تلفص جورها * وقد سهلت للمجدلين وعورها
فلا بن طراد في الخطوب ثراعها * كما لأمير المؤمنين سريرها
وكم مادح زجى إليك قصائدا * مجادلة أعجازها وصدورها
ترد القوافي لو تكون نواطقا * فتشكوك ما قد سامها تنحيرها
أجل ترد الطير المياه شوارعا * وليس سواء بومها وصقورها
كتب إلى أبو عبد الله الأصبهاني ونقلته من خطة قال: هجا عمر بن أحمد بن علي
الأنصاري الأمير بدر بن معقل الأسدي فقبض عليه وعلى ولده وغرقهما بعد سنة
خمس وأربعين وخمسمائة.
1112 - عمر بن أحمد بن علي الكبشي، أبو حفص الملقب بالخرقي:
من أهل الحربية، سمع [أبا] (1) القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد
ابن يوسف، وحدث باليسير، سمع منه شيخنا أحمد بن سامان الحربي ورفيقنا مبارك
ابن مسعود الرصافي، وروى لنا عنه حديثا واحدا.
سمعت أبا عبد الله محمد بن النفيس بن منجب الشاهد يقول: توفى عمر بن أحمد
ابن علي الكبشي في يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة تسع وثمانين
وخمسمائة، ودفن عشية بباب حرب.
1113 - عمر بن أحمد بن عمر بن روش بن عمر، أبو حفص بن أبي العباس
الخطيبي الواعظ (2):
من أهل زنجان، وكان من أئمة الفقهاء على مذهب الشافعي، قرأ المذهب على
القاضي أبى بكر بن إسحاق بن عثمان بن عزيز الزوزني صاحب أبى إسحاق
الشيرازي وعلى أبى عبد الله الحسين بن هبة الله بن أحمد الفلاكي، قدم بغداد حاجا
في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمسمائة، وحدث بها بكتاب الأسماء
والصفات لابي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي عن حافده أبى الحسن عبيد الله
ابن محمد عن جده، سمعه منه شيخنا حمزة بن محمد بن القيظي (3) الحراني وابن أخيه
عبد اللطيف بن محمد وغيرهما.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر ترجمته في: طبقات الشافعية للأسنوي 1 / 489.
(3) في الأصل: " القيطى ".
19

أخبرني عبد اللطيف بن محمد بن علي الحراني أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر
الخطيبي الزنجاني قدم علينا قراءة عليه وأنبأ القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار
الواسطي قدم علينا قالا أنبأ أبو الحسن عبيد الله بن ممد بن أحمد بن الحسين البيهقي
أنبأ جدي أنبأ أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا علي بن عيسى الحيرى حدثنا مسدد بن
قطن حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن
إسماعيل بن أمية عم أبى الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: " لما أصيب أخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجوف طير خضر ترد أنهار
الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، لما وجدوا
طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق
لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا في الحرب؟ فقال الله عز وجل: أنا أبلغهم عنكم،
فأنزل الله عز وجل * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
يرزقون * فرحين) * - الآيات (1).
أنبأنا القاضي أبو زكريا يحيى بن القاسم بن المفرح التكريتي المدرس بالنظامية
ببغداد قال: عمر بن أحمد بن روشن الخطيبي (2) الزنجاتى الفقيه الواعظ قدم بغداد
وحدث بها، وكان فقيها محققا فاضلا في علم المذهب والخلاف والأصول، فصيح
اللسان مليح المناظر متأيدا في كلامه يكاد يعده سامعه عدا، نزل بدار الكتب العتيقة
بالمدرسة النظامية، ووعظ بالنظامية مرارا، وحضر بحلقة النظامية بجامع القصر واستدل
في مسألة تعليق الطلاق بالملك فاعترض عليه الشيخ يوسف الدمشقي المدرس
بالنظامية.
قرأت بخط القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي قال: شاهدت بخطه - يعنى
عمر بن أحمد الخطيبي الزنجاني - أنه ولد في ذي الحجة إحدى وتسعين
وأربعمائة.
1114 - عمر بن أحمد بن عمر بن سالم، أبو حفص بن أبي بكر المقرئ،
المعروف بابن الدردانه (3):

(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود 1 / 348.
(2) في الأصل: " الخطمي ".
(3) انظر ترجمته في: لسان الميزان 4 / 285.
20

من أهل الحربية، قرأ القرآن بالروايات على جماعة، وسمع الحديث من يوسف من
عمر الحربي وأبى الفتح بن البطى وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن
الطريقة متدينا، يقرأ الناس عليه القرآن، وقد ختم عليه خلق كثيرا كتاب الله عز
وجل.
أخبرنا عمر بن أحمد المقرئ الحربي قراءة عليه أنبأ يوسف بن عمر بن الحسين
الزاهد قراءة عليه أنبأ أبو الحسين أحمد بن عبد العلاء ومحمد بن يوسف أنبأ أبى أنبأ
عبيد الله بن محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أبو الربيع
الزاهراني حدثنا جعفر بن مالك بن دينار قال سألت عكرمة: ها يذكر الله ا لرجل في
نفسه وعلى حاجته؟ قال: بقلبه أما بلسانه فلا.
توفى عمر بن أحمد [ابن] (1) الدردانه في شهر رمضان سنة إحدى وستمائة ودفن
بباب حرب وقد جاوز السبعين.
1115 - عمر بن أحمد بن [.... (2).
....] عبد الرحمن المخلص حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا سويد حدثنا
فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر بن أبي إمامة قال: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ألا لعلكم لا تروني بعد عامي هذا " - ثلاث مرات، فقام إليه رجل طوال أشعت كأنه من أزد شنوءة فقال: يا رسول الله
فما الذي نفعل؟ قال: " اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيت
ربكم وأدوا زكاتكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم عز وجل (3) ".
سألت الشريف أبا البركات الزيدي عن مولده فقال: في صفر سنة ثلاث وأربعين
وخمسمائة.
وتوفى يوم الاثنين العشرين من جمادى الأولى سنة عشر وستمائة فجأة بعد أن
صلى بالناس إماما صلاة العصر ودخل منزله فلحقه ألم بفؤاده فمات في وقته، وصلى
عليه من الغد بالمدرسة النظامية ودفن بمقابر قريش.

(1) ما بين المعقوفتين من الأصل.
(2) بياض في الأصل.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 3 / 62.
21

1116 - عمر بن أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس
الصفار، أبو حفص بن أبي نصر بن أبي سعد بن أبي بكر، الفقيه الشافعي:
من أهل نيسابور، كان ختن أبى نصر بن القشيري، وكان إماما كبيرا فقيها فاضلا
مفتيا مناظرا مبرزا، سمع الحديث الكثير بإفادة جده لامه إسماعيل بن عبد الغافر بن
يوسف المراغي وأبى بكر الفارسي بن أبي المظفر بن عمر بن الأنصاري وأبى بكر
أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبى الحسن علي بن أحمد المديني وأبى تراب عبد
الباقي بن يوسف المراغي وأبى بكر محمد بن سهل السراج وأبى سهل عبد الملك بن
عبد الله الدشتي وأبى سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبى
سعيد إسماعيل بن عمرو البحيري وأبى سعد علي بن أبي صادق الحيرى وأبى نصر
عبد الله بن الحسين بن محمد بن هارون وغيرهم، وقدم بغداد حاجا في سنة اثنتين
وأربعين وخمسمائة، وحدث بها بكتاب التيسير في التفسير لابي نصر القشيري
وحكايات الصوفية لابن باكويه وغير ذلك من الاجزاء، وألقى بها الدرس في المذهب
والأصول، سمع منه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي وأبو الفضل أحمد بن صالح
ابن شافع الجيلي، وروى لنا عنه من أهل بغداد سليمان وعلى ابنا محمد بن علي
الموصلي، وكان ثقة ثبتا صدوقا.
أخبرنا علي بن محمد بن علي الموصلي - وكان ثقة - أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد
ابن منصور الصفار قدم علينا بغداد حاجا في شهر ربيع الأول من ستة ثلاث وأربعين
وخمسمائة أنبأ أبو سهل عبد الملك بن عبد الله بن محمد الدشتي أنبأ الأستاذ أبو طاهر
محمد بن محمد بن محمش الزيادي (1) أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن هلال
حدثنا يحيى بن الربيع المكي حدثنا سفيان بن عيينة حدثني العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن البنى صلى الله عليه وآله وسلم قال: " قال عز وجل: قسمت الصلاة
بيني وبين عبدي فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال: فحمدني عبدي، وإذا
قال: الرحمن الرحيم، قال: فحمدني عبدي أو أثنى على عبدي، وإذا قال: مالك يوم
الدين، قال: فوض إلى عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذه بيني
وبين عبدي ولعبدي ما سأل، وإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت
عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، آمين، قال: هذه لك " (2).

(1) " بن محمش الزيادي، مكانها مطموس في الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1 / 170.
22

أخبرنا أبو الحسن بن الموصلي أنبأ عمر بن أحمد بن الصفار أنبأ أبو سهل الدشتي
أنبأ أبو عبد الله بن باكويه أنبأ أحمد بن محمد بن حمدون أنبأ أبو بكر بن دريد [أنبأ]
أبو حاتم السجزي عن أبي زيد عن هشام بن حسان قال كان الحسن يقول: لا تأت
أحدا إلا رجلا ترجو نواله أو تخاف يده أو تستفيد من علمه أو ترجو بركة دعائه.
وأخبرنا علي بن محمد أنبأ عمر بن الصفار حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد
المديني إملاء قال سمعت الحاكم أبا بكر محمد بن إبراهيم المشاط يقول سمعت محمد بن أبي
إسماعيل العلوي يقول سمعت جعفر بن نصير الخلدي يقول: لطف الجاهل يعقبك
الغرور وتوبيخ العالم يعقبك () 1) السرر.
وأخبرنا علي بن الموصلي أنشدنا عمر بن الصفار [أنشدنا] أبو نصر عبد الله بن
الحسين بن محمد بن هارون أنشدنا أبو سعد بن دوست أنشدنا أبو بكر ا الطرازي
أنشدنا محمد بن الحسن محمد بن دريد لنفسه:
ودعته حين لا يودعه * روحي ولكنها تسير معه
ثم افترقنا وفى القلوب له * ضيق مكان وفى الدموع سعه
وأخبرنا ابن المصلى أنبأ ابن الصفار أنشدنا أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم
القشيري أنشدنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكرماني أنشدنا أبو الفتح البستي
لنفسه:
إذا لم يكن للمرء نفس كريمة * تهش إذا أوحت إليه النصائح
فلا مطمع في رشده وصلاحه * وإن صاح يوما بالنصائح ناصح
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: عمر بن
أحمد بن منصور الصفار إمام فاضل بارع مبرز، من بيت العلم والحديث يفتى ويناظر،
وكان مكثرا من الحديث، وكتبت عنه بنيسابور وسألته عن مولده، فقال: في ذي
القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وتوفى بنيسابور يوم عيد الأضحى سنة ثلاث
وخمسين وخمسمائة.
1117 - عمر بن أحمد بن هلال بن الحسن بن رزق الله، أبو القاسم الدقاق:
حدث عن أبي بكر بن أحمد بن يعقوب بن ستيتة البزار، روى عنه الحاكم

(1) في الأصل: " لعقبك ".
23

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الحيرى عن الخضر بن الفضل بن عبد
الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبره عن الحاكم أبى عبد الله محمد بن عبد
الله النيسابوري قال حدثني أبو القاسم عمر بن أحمد بن هلال بن رزق الله الدقاق
ببغداد حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن ستيتة البزار حدثنا جدي حدثنا سعيد بن
عامر حدثنا حبيب بن الشهيد عن بكر بن عبد الله المزني عن أنس بن مالك أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل بهما جميعا.
1118 - عمر بن أحمد بن الهيثم بن سام، أبو بكر القاضي:
روى عن أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي كتابي في " الأسماء والكنى "،
يكتب عنه القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم العجلي الكرخي ثم
الطرسوسي بطرسوس، وروى عنه بكفر طاب في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وروى
أيضا عن القاسم بن موسى بن خاقان، روى عنه أبو عمران الحسين الموصلي (1).
قرأت على أبي غانم المهذب بن الحسين بن محمد بن الحسين بن زيبة الأصبهاني
بفيروزان عن عم والده أبى عاصم أحمد بن الحسين أنبأ حمد بن الفضل الخواص إذنا
حدثنا أحمد بن أبي القاسم الهمداني حدثنا أحمد بن أبي عمران حدثني أبو عمران
الحسين بن عمران الموصلي أنبأ عمر بن أحمد بن الهيثم البغدادي حدثنا القاسم بن
موسى بن خاقان عن محمد بن قاسم الأسدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " النظر إلى وجه علي بن أبي طالب عبادة " (2).
1119 - عمر بن أحمد بن يحيى بن عبد الصمد، أبو القاسم البقال. المعروف
بابن الرويح، والد أبى بكر أحمد الذي ذكره الخطيب في التاريخ:
حدث عن أبي عبد الله الحين بن محمد بن عقير الأنصاري وأبى القاسم عبد الله
ابن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبى حامد محمد بن هارون الحضرمي
وأبى أحمد عبد الواحد بن المهتدى بالله وأبى على إسماعيل بن العباس الوراق، روى
عنه القاضي أبو الحسن بن إسماعيل بن سبنك وقد ذكره عبد الرازق بن عبد الله بن

(1) في الأصل: " أبو عمران الحسين أنبأ أحمد بن الفضل الموصلي ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 452.
24

أحمد بن إسحاق الأصبهاني أخو أبى نعيم الحافظ في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع
منه ببغداد بباب الطاق ولم يخرج عنه شيئا.
أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن أبي الفضل الفارسي أنبأ أبو نصر علي بن هبة الله
ابن علي الجرباذقاني (1) أنبأ القاضي أبو الحسن بن إسماعيل بن سنبك قال قرئ
على أبي القاسم عمر بن أحمد بن يحيى بن عبد الصمد بن الرويح البقال وأنا أسمع
حدثك أبو عبد الله بن عفير حدثني شعيب بن سلمة بن محمود بن الأشعث حدثنا
إبراهيم بن صرمة الأنصاري حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري حدثنا أبو بكر بن
المنكدر عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
" من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (2).
1120 - عمر بن أحمد بن يوسف بن محمد بن العقيس، أبو القاسم:
من أهل باب البصرة، هكذا رأيت نسبه بخطه بفتح العين وكسر القاف وأخره
سين مهملة، سمع كثيرا من أبى السعود أحمد بن علي بن المجلى وكتب بخطة، وكان
يكتب خطا حسنا. وأظنه توفى شابا ولم يحدث.
قرأت في كتاب عمر بن المبارك بن سهلان بخطه قال: مات أبو القاسم عمر بن
أحمد بن العقيس في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ودفن بمقبرة الجامع.
1121 - عمر بن أحمد، المعروف بالطيار:
حكى بسر من رأى عن أبيه، روى عنه أبو الطيب أحمد بن محمد بن إسماعيل
البغدادي.
قرأت أبى على إسماعيل بن عبيد الله المقرئ ببارجان عن أبي القاسم إسماعيل
ابن محمد بن الفضل الحافظ أنبأ عبد الصمد بن أحمد بن أبي جابر قدم علينا أنبأ أبو
عبد الرحمن البحتري أنبأ أبو أحمد القاسم ابن محمد القنطري حدثنا عمر بن أحمد
المعروف بالطيار بسر من رأى حدثني أبي قال: اجتمع أهل بغداد إلى المعتصم
واستأذنوا عليه فأذن لخمسة منهم فتقدم شيخ طويل اللحية فقال له الحاجب: تكلم
وأوجز! قال: قل لأمير المؤمنين انتقل عنا فإنا لا نساكنك ولا نرضى بجوارك، فقال

(1) في الأصل: " الجردنانى ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الصغير 2 / 137.
25

المعتصم: وإلا فأيش؟ فقال له الحاجب: وإلا فأيش؟ فقال: نقاتلك، فقال له: قل له:
بم تقاتلون؟ قال: بالسبابات في السحر سهام الليل، فبكى المعتصم وقال لي: لا طاقة
بسهام الليل، وارتحل من بغداد، فسار إحدى وعشرين فرسخنا وابتنى سر من رأى إلى
أن مات بها.
1122 - عمر بن أحمد الخزاز السامري:
قرأت على أبي محمد بن منده بأصبهان عن محمد بن أحمد السكرى بن القاسم بن
الفضل الثقفي أخبره أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكرخي قال حدثني
أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الطهراني حدثنا الخزاز السامري حدثنا
أحمد بن الحسن الواسطي حدثنا أحمد بن الحسن الوسطي حدثنا أحمد بن غالب غلام
الخليل حدثنا هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة في قول الله عز وجل لما قال
للسماوات والأرض * (ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) *. أجابت أرض أصبهان
فأصبهان فم الدنيا ولسانها (1).
1123 - عمر بن أحمد، أبو القاسم الحربي:
حدث بنيسابور عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي وأحمد بن الفضل
الربعي المعروف بسندانة وأبى أحمد عبد الله بن عدى وأبى بكر أحمد بن إسماعيل
الإسماعيلي الجرجانيين، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد الطرازي وأبو عبد الرحمن
محمد بن الحسين السلمي النيسابوري.
قرأت على حامد بن محمد الصباغ بأصبهان عن عبد الجليل بن محمد الحافظ أنبأ
أبو القاسم لاحق بن محمد التميمي إذنا عن أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن
أحمد بن عثمان الطرازي حدثنا أبو القاسم عمر بن أحمد البغدادي الحربي الحافظ
بنيسابور سنة خمس وستين وثلاثمائة حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي
حدثنا عناد بن السرى حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن
رومان عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان نعيم رجلا نماما فدعاه رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن اليهود بعثت إلى إن كان يرضيك أن تأخذ رجالا رهنا من قريش
وغطفان من أشرفهم فندفعهم إليك فتقتلهم فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأتاهم

(1) على الهامش ما نصه: " آخر الجزء، وهو آخر المجلد الثاني والعشرين من الأصل، ونتلوه في
الذي بعده إن شاء الله تعالى ".
26

وأخبرهم بذلك فلما ولى نعيم (1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أن الحرب خدعة " (2).
كتب إلى أبو جعفر وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن أبا
على الحسن الحداد أخبرهما عن أبي الوفاء مهدى بن طراز الواعظ حدثنا أبو عبد
الرحمن السلمي أنبأ أبو القاسم عمر بن أحمد الحربي حدثنا أحمد بن الفضل الربعي
حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب حدثنا الزبير أن بعض أهل منبج (3) قال: نزل الحكم بين
أظهرنا وكنا فقراء فاستغنينا كلنا، قيل: وكيف ذلك؟ قال: علمنا مكارم الاخلاق
فجاد غنينا على فقيرنا فاستغنينا.
قرأت على عبد اللطيف بن محمد الجوهري عن طاهر بن محمد بن طاهر قال كتب
إلى أبو بكر أحمد بن علي بن خلف النيسابوري حدثنا [أبو] (4) عبد الرحمن السلمي
إملاء قال سمعت عمر بن أحمد الحربي يقول سمعت أحمد بن الفضل الربعي حدثنا
محمد بن يزيد حدثنا عمرو بن بحر البصري قال: استعار منى شيخ من أهل العلم كتابا
فيه مآثر غطفان فحبسه مدة ثم رده وقال لي: يا ابن أخي ذهبت المكارم الامن
الكتب.
أنبأنا ذاكر بن كامل ويحيى بن أسعد وجماعة وقالوا: كتب إلينا أبو على الحداد أن
أبا الوقت البغدادي أخبره أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي أنشدنا عمر بن أحمد الحربي
أنشدنا أحمد بن عبد الله الهاشمي لنفسه:
حربكم (5) في كل حال فكنتم * لراجي نداكم عاضا غير ماطر
سواء على الغادي إليكم لفاقة * إذا زاركم [أو] (6) زار أهل المقابر
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي المحاسن الجوهري قال: كتب إلى
ظفر بن الداعي العلوي أن أبا عبد الرحمن السلمي أخبره قال أنشدني عمر بن أحمد
الحربي قال أنشدني أبو الحسن بن سكرة الهاشمي لنفسه:
في وجه إنسانة كلفت بها * أربعة ما اجتمعن في أحد

(1) في الأصل: " نعيمان ".
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 5 / 283.
(3) في الأصل: " منبح ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) هكذا في الأصل.
(6) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
27

الخد ورد والصدغ غالية * والريق خمر والثغر من برد
في كل جزء لجسمها بدع * تودع قلبي بدائع الكمد
1124 - عمر بن أحمد العطار:
والد محمد بن العنبري الشاعر - وقد ذكره الخطيب في " التاريخ، حكى عن
جعفر بن محمد بن نصر بن الخلدي حكاية رواها عنه ولده.
قرأت على يوسف بن أحمد بن الحسين الدباس عن أبي على الحسن بن المظفر بن
الحسن بن السبط الهمداني أنبأ والدي قال: وجدي أبو بكر محمد بن عمر بن أحمد
العطار المعروف بالعنبري ببغداد على الشط قال حدثني أبو جعفر الخلدي قال:
حججت سنة من السنين صحبني بعض الصوفية، وكان ممن يشار إليه بالعلم والمعرفة
فأضافنا الطريق إلى جبل وكنا جماعة فاستسقيناه ماء ولم يكن بالقرب ماء فأخذ
ركوة وأمي بها إلى الجبل فسمعت خرير الماء بأذني حتى امتلأت الركوة فسقى
الجماعة وكانت عيني إلى الموضع فلا أرى الماء أثر ولا سقاء في الجبل، قال المظفر
ابن السبط قال لنا الشيخ قال لنا والدي: فسألت جعفر عن هذا فقال: كرامة الله
لأوليائه.
1125 - عمر بن أحمد، أبو القاسم البلخي الشاهد، يعرف بابن الخرقي:
ذكر هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه ونقلته من خطه أنه توفى في ليلة السبت
السادس من شوال سنة ثمانين وثلاثمائة.
1126 - عمر بن أحمد، أبو القاسم الغراد:
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي أنبأ أبو على أحمد
ابن محمد بن أحمد البرداني فيما قرأت عليه قال سمعت أبي أبا الحسن يقول: توفى أبو
القاسم عمر بن أحمد الغراد المعروف بابن الأبرار الشيخ الصالح يوم الاثنين ثامن عشر
جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
1127 - عمر بن أحمد بن الكواز الزاهد:
من ساكني الجعفرية، كان من عباد الله الصالحين، بأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر، وله أصحاب وأتباع يوافقونه على ذلك.
28

حدثني أبو الرضا المبارك بن سعد الله الواسطي جارنا غير مرة قال: كان ابن
الكواز وأصحابه لا يمكنون أحدا يعير عليهم معه خمر أو نبيذ إلا أراقوه، وكان ذلك
في أراقوه، وكان ذلك في أيام السلطان مسعود والاعجام وأتباعهم والعسكرية
وغلمانهم حينئذ كثيرون ببغداد، واشتد إنكار ابن الكواز عليهم وكثر حتى رفعوا
ذلك إلى السلطان، فاتفق في بعض الأيام التي كان السلطان في مجلس له مشرف على
دجلة وقد عبى له فيه الفواكه والرياحين وقرابات الخمر والمغاني وهو مشغول بشأنه
فاجتازت سفينة في الشط فيها ابن الكواز وأصحابه قد رجعوا من زيارة قبر أحمد بن
حنبل، فقال بعض من كان في مجلس السلطان: هذا ابن الكواز الذي يؤذينا، فأمر
السلطان بإحضاره فجئ به سريعا إلى بين يديه فقال له: يا شيخ ما تظهر قوتك
ولانكارك إلا على غلام عاجز أو خربنده ما معه قيمة شئ تافه حقير إن كنت تريد
أن تعمل شيئا له قيمة وقدر فأظهر قوتك علينا وأراق ما في مجلسنا ومجالس أكابر من
يخدمنا، وإلا ما في فعلك معنى، فقال: يا سلطان أنا أنكر على هؤلاء لأنهم على
قدري، وأما الجبال * (ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * ولا ترى فيها عوجا
ولا أمتا) * فبكى السلطان وقال: قد أذنت لك في صب ماها هنا، فأراقه كله في
دجلة، وانفصل ذلك المجلس وتفرق من كان فيه: وخرج ابن الكواز إلى أصحابه
جدلا.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطة قال: توفى عمر
ابن الكواز المنكر يوم الاثنين سلخ جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وصلى عليه يوم الثلاثاء مستهل رجب، ذكر غيره أنه دفن بباب حرب.
1128 - عمر بن أبي الأزهر بن عامر، أبو حفص الحبار:
من أهل باب الأزج، سمع بإفادة مؤدبه خلف بن فضلان عن أبي طالب المبارك بن علي
ابن محمد بن حضير، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا متيقظا لا بأس
به، مولده بعد الثلاثين وخمسمائة.
أخبرنا عمر بن أبي الأزهر الحبار بقراءتي عليه أنبأ أبو طالب المبارك بن علي بن
محمد بن حضير الصيرفي من لفظه سنة ثلاث وأربعين وخسمائة حدثنا أبو الحسن
علي بن محمد بن علي بن العلاف أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ حدثنا
أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان
29

حدثنا زيد ابن الحباب حدثنا كامل أبو العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في سجوده: " اللهم
اغفر لي وارحمني وارزقني وأجرني وارفعني " (1).
توفى عمر بن أبي الأزهر في العشر الاخر من صفر سنة ثمان عشرة وستمائة،
ودفن بمقبرة الحلال بباب الأزج.
1129 - عمر بن أسعد بن بارستكين التركي البغدادي، الفقيه الشافعي:
صاحب أبى بكر محمد الشاشي، روى عن الشاشي معتقده في التوحيد. سمعه منه
أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في ذي القعدة سنة سبع عشرة
وخمسمائة.
1130 - عمر بن إسماعيل، أبو حفص الصفار:
ذكره أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان في معجم شيوخه، وذكر أنه
سمع منه ببغداد.
1132 - عمر بن أعز بن عمر بن محمد بن عموديه السهروردي، أبو حفص
ابن أبي الحارث الصوفي:
أخو شيخنا أبى عبد الله بن أعز الذي تقدم ذكره، سمع أبا الوقت عبد الأول
ابن عيسى بن شعيب السجزي وغيره. كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به، أحد
الصوفية برباط سعادة.
أخبرنا عمر بن أعز بن عمر السهروردي بقراءتي عليه أنبأ عبد الأول بن عيس أنبأ
أبو الحسن الداودي أنبأ عبد الله بن أحمد السرخسي حدثنا محمد بن يوسف الفربري
حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا آدم حدثنا شعبة قال سمعت أبا عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من
النساء " (2).

(1) الحديث في: سنن الترمذي 1 / 38.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 763.
30

سألت شيخنا أبا عبد الله محمد بن أعز السهروردي عن مولد أخيه عمر فقال: في
رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وتوفى يوم الأربعاء الثالث من شهر ربيع الأول
سنة أربع وعشرين وستمائة، ودفن بالسهلية عند جامع السلطان.
1133 - عمر بن بدر بن عبد الله أبو حفص المغازلي:
أحد الفقهاء على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، وله تصانيف في المذهب
واختيارات، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن بشار الزاهد وأبا حفص عمر بن بكار
العاقلاني وأبا الفضل جعفر بن محمد الصندلي روى عنه إبراهيم بن أحمد بن عمر بن
شاقلا (1)، وعمر بن أحمد البرمكي وعمر بن إبراهيم بن عبد الله بن المسلم العكبري.
حدثنا أبو حفص عمر بن بدر المغازلي حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلي
أخبرني أبو عمر خطاب بن بشر الوراق قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يذاكر
أبا عثمان أبا أمه فقال: يرحم أبا عبد الله ما أصلى صلاة إلا دعوت فيها لخمسة هو
أحدهم وما يتقدمه منهم أحد، قال خطاب: وجعلت أسأل أحمد بن حنبل ويجيبني
ويلتفت إلى ابن الشافعي فيقول: هذا مما علمنا أبو عبد الله رحمه الله، يعنى الشافعي.
1134 - عمر بن بزيع الكاتب:
كان يخلف الربيع بن يونس في وزارته للهادي، فلما مات الربيع بقي عمر هذا في
نيابة الوزارة إلى أن مات الهادي، ذكر هذا الصاحب إسماعيل بن عباد في كتاب
" الوزراء " من جمعه.
1135 - عمر بن أبي بكر بن عمر، أبو خفص الحكاك الجوهري:
جارنا بالظفرية، كانت له معرفة بالجواهر والخرز والأحجار، وكان سافر بها إلى
البلاد في طلب الكسب، اتفق أنه صاحب قاضي القضاة محمد بن جعفر العباسي وقد
نفذ رسولا إلى نيسابور، وسمع بقراءته على أبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد
ابن الفضل الفراوي، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا نظيفا ساكنا قليل المخالطة
للناس.
أخبرنا عمر بن أبي بكر الحكاك بقرائتي عليه في منزله أنبأ أبو المعالي عبد المنعم بن
عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي قراءة عليه بنيسابور في ذي القعدة سنة

(1) في الأصل: " ساملا " خطأ.
31

خمس وسبعين وخمسمائة أنبأ جدي أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأ محمد بن أحمد
ابن أحمد بن مسرور الزاهد حدثنا بشر بن أحمد الاسفرائيني حدثنا داود بن الحسين
البيهقي حدثنا عبد العزيز بن منيب المروزي حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان أبو
بشر حدثني أبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتقى المنبر فأمن
ثلاثا ثم: " أتدرون ماذا أمنت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " جاءني جبريل
فأخبرني أنه من ذكرت عنده فلم يصل عليك دخل النار، أبعده الله وأسخطه فقلت:
آمين، ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما فدخل النار، أبعده الله وأسحقه
فقلت: آمين، ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له دخل النار، أبعده الله وأسحقه
فقلت: آمين " (1).
توفى عمر الحكاك بحلب في يوم الخميس التاسع والعشرين من ذي القعدة من سنة
ستمائة، ودفن هناك، وقد جاوز السبعين.
1136 - عمر بن أبي بكر بن عمر بن الصياد، أبو محمد:
من أهل الحربية، سمع أبا جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن
يوسف وغيره، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا.
أخبرنا عمر بن أبي بكر بن عمر الصياد أنبأ أحمد بن عبد الله بن أحمد قراءة عليه
أنبأ المبارك بن عبد الجبار بن أحمد أنبأ عمر بن الحسين الخفاف حدثنا عمر بن محمد
ابن علي الزيات حدثنا عبد الله بن ناجية حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثني أبي
حدثنا زياد بن خثيمة عن محمد بن حجادة عن الحسن عن جندب رضي الله عنه
قال: ألا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ألا لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو
يرى بابها مل ء كف من دم امرئ مسلم أصابه بغير حله " (2).
توفى عمر بن الصياد في سلخ سفر سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن بباب
حرب، ولعله قارب السبعين.
1137 - عمر بن بكر بن محمد بن أبي سهل، أبو حفص بن أبي علي بن أبي
بكر السبعي (3):

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 354.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1059.
(3) انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 7 / 63.
32

نيسابوري الأصل - وقد تقدم ذكر والده، سمع أباه محمد بن يحيى، وحدث
باليسير، روى عنه أبو بكر بن كامل، قرأت في كتاب أبى بكر المبارك بن كامل عن أبي
غالب الخفاف بخطة وأنبأنيه عنه ابنه يوسف أنبأ أبو حفص عمر بن بكر بن أبي
بكر السبعي وأنبأ عبد الوهاب بن علي أنبأ أبى قالا أنبأ أبو محمد الصريفيني أنبأ أبو
القاسم بن حبانة (1) حدثنا البغوي حدثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة وقيس بن حبيب عن أبي
ثابت عن ميمون بن أبي شبيب عن المغيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من حدث
بحديث ويرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ".
قرأت بخط أبى بكر بن كامل قال: مات عمر السبعي في العشر الأول من رمضان
سنة سبع عشرة وخمسمائة.
1138 - عمر بن أبي بكر بن الوسطاني، أبو حفص:
من أهل باب الأزج سمع أبا غالب أحمد بن الحسن بن أحمد البناء. وحدث
باليسير، روى لنا عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد الحبار في مشيخته.
أخبرنا عبد الله الحبار حدثنا عمر بن أبي [بكر] (2) بن الوسطاني قراءة عليه أنبأ أبو
غالب بن البناء أنبأ الحسن بن علي الجوهري حدثنا أبو على الحسن بن أحمد بن عبد
الغفار الفارسي حدثنا أبو الحسن بن الحسين بن معدان حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن
راهويه الحنظلي بنيسابور حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الله بن عمرو بن علقمة
المالكي عن أبي خيثمة عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء بي
جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خرقة حرير أحمر فقال: " هذه زوجتك في الدنيا والآخرة " (3).
1139 - عمر بن أبي بكر الصوفي البغدادي:
صحب أبا الخير أحمد بن إسماعيل القزويني وتفقه عليه، ثم صحب [أبا] (4) العلاء
علي بن محمد النيسابوري صهر العبادي، وسلك طريق الصوفية، وسكن برباط
الأرجوانية بدرب راجي مدة، ثم خرج من بغداد مع عبد الحميد بن عبد اللطيف بن

(1) هكذا في الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 225.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
33

أبى النجيب السهروردي إلى الشام فأقام بها مدة، ومات عبد الحميد بحلب ووصل
والده إلى الشام، فلما فتح صلاح الدين يوسف بن أيوب مدينة عكا جعل فيها عبد
اللطيف بن أبي النجيب قاضيا وخطيبا فاستخلف فيها على ذلك إلى أن عاد الإفرنج
فأخذوها من يد المسلمين، وأسر عمر مدة في يد الإفرنج ثم أخذ منه صالح وألحق
وعاد إلى بلاد الاسلام فرتب ناظرا في أحوال المسجد الأقصى وعمارته ومصالحه،
فلم تحمد سيرته فعزل عن ذلك، وسكن خانقاه الصوفية ببيت المقدس إلى أن أدركه
أجله في ذي القعدة من سنة سبع وستمائة، ودفن هناك، وذكر أنه خلف من الورق
أربعين ألف درهم.
1140 - عمر بن بندار بن إبراهيم بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن
هبة الله بن موسى العجلي الدينوري، أبو حفص الوراق:
ذكر أنه سمع من زيد بن رفاعة ومن أبى عبد الله بن فنجويه بالدينور. وله منهما
إجازة بجميع حديثهما، وإن مولده في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، فأول سماعه في
سنة إحدى وثمانين بنهر بغداد، وكتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطة
قال أنشدني أبو حفص عمر بن بندار بن إبراهيم الدينوري لبعضهم:
يا ذا الذي سره في الناس إعلان * أخف الكلام فللحيطان آذان
واحفظ لسانك تأمن شر نهشته * أن اللسان على الانسان ثعبان
1141 - عمر بن بنيمان بن عمر بن نصر بن أحمد بن بنيمان الهمداني
المستعمل، أبو المعالي:
من أهل الحريم الطاهري، وقد تقدم ذكر أخبه أحمد. أصلهما من همدان، سمع أبا
عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن اليسرى وأبا غالب محمد بن الحسن البقال وأبا
بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الحسين المبارك بن
عبد الجبار بن أحمد الصيرفي وأبا على أحمد بن محمد بن البرداني وأبا العز محمد بن
المختار بن المعيذ بالله وجماعة غيرهم، وحدث بالكثير وكان صدوقا صالحا متدينا،
روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وفضائل ابن أبي نصر بن أبي العز بن العليق
وجماعة غيرهم.
أخبرنا ابن الأخضر وفضائل بن أبي نصر قالا أنبأ أبو المعالي عمر بن بنيمان بن
34

عمر قراءة عليه أنبأ أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد أنبأ عبد الله بن يحيى بن
عبد الجبار السكرى أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر حدثنا شعبان
عن منصور بن صفية عن أمه عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن
غسلها من الحيض فقال: " خذي قرصة من المسك فتطهري بها "، قالت: كيف أتطهر
بها؟ قال: " تطهري بها " قالت: كيف أتطهر بها؟ قال: " سبحان الله تطهري بها "،
قالت عائشة: فاجتذبتها إلى فقلت: تتبعين بها آثار الدم (1)
قرأت بخط عمر بن بنيمان قال: مولدي في سنة أربع وثمانين وأربعمائة: قرأت
بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن علي القرشي قال: مات عمر بن بنيمان المستعمل
في يوم الجمعة ثامن رجب سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ذكر غيره أنه دفن بباب
حرب يوم السبت.
1142 - عمر بن تميم، أبو حفص الدير عاقولي الصوفي:
ذكره عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب " تاريخ الصوفية " ونقلته من خطه:
عمر بن تميم أبو حفص الدير عاقولي من متأخري مشايخهم.
1143 - عمر بن ثابت بن إبراهيم بن عمر بن عبد الله، أبو القاسم الضرير
النحوي. المعروف بالثمانيني (2):
قرأ النحو على أبي الفتح عثمان بن جنى حتى برع وشرح " كتاب اللمع " وكذا
" التصريف (3) الملوكي " اللذين لابن جنى، وكان متصدرا لتدريس النحو وأقرا الناس،
وروى " اللمع " و " التصريف " عن ابن جنى، روى عنه الشريف يحيى بن طباطبا
وإسماعيل بن الموصلي الإسكافي وأبو سعد محمد بن عقيل بن عبد الواحد الكاتب
الدسكري.
أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد
السلفي أخبرني أبو سعد محمد بن عقيل بن عبد الواحد الكاتب الدسكري ببغداد قال
أنشدني أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني النحوي صاحب الشرح لسيدك الشاعر
الواسطي.

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1 / 150.
(2) انظر ترجمته في: هدية العارفين 1 / 781.
(3) في الأصل: " الشريف ".
35

إذا ما قطعتم ليلكم بمدامكم * وأفنيتم أيامكم بمنام
فمن ذا الذي يرجوكم لملمة * ومن ذا الذي يغشاكم السلام
كأنكم لم تسمعوا قول حاتم * ولم تملكوا نفسا كنفس عصام
ولم تعلموا أن اللسان موكل * بمدح كرام أو بذم لئام
أنشدنا أبو القاسم الثمانيني اللغوي لابن الرومي (1):
إذا جئت مشتاقا إليك ورفعت * جوفك فانظرني بما أنا خارج
نسيان بيت العنكبوت و - جوسق * على الشط ما لم يقض فيه الحوائج
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي الحسن محمد بن عبد الملك بن الهمداني قال:
ودخلت سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة في ذي القعدة توفى أبو القاسم عمر بن ثابت
الثمانيني الضرير النحوي، وهو الذي شرح اللمع، وقال لي: إني كنت أتردد إلى
مسجده بدرب القرشيين بالكرخ وأسمع تدريسه فقال في بعض الأيام وقد عرف
حفظي المجل اللغة: لا تقرأ شيئا من النحو؟ فقلت: لأنك تأخذ من أصحابك الأجرة
يدي عن ذلك قاصرة، قال: فما عليك اقرأ على النحو وأقرأ عليك اللغة، ففعل
وفعلت، وقرأت عليه " شرح اللمع " وقرأ على " المجمل " لابن فارس.
قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكاتب بخطة قال: وفى يوم الأحد
مستهل ذي العقدة يعنى من سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة توفى أبو القاسم عمر بن
ثابت المعروف بالثمانيني الضرير النحوي.
1144 - عمر بن ثابت بن علي الصياد، أبو القاسم بن أبي منصور، المعروف
بابن الشمحل:
من ساكني المأمونية، وكان يتولى بعض الاعمال الديوانية وعلت مرتبته وارتفع
شأنه وصار له قرب من الدولة واختصاص، فبنى مدرسة للمتفقهة من أصحاب أحمد
ابن حنبل، ودرس بها أبو حكيم النهرواني وبعده ابن الجوزي، وجعلت فيها خزانة
كتب نفيسة، ثم إنه قبض عليه وسجن إلى أن هلك، ولم يثبت فقيه تلك البقعة فبيعت
وصارت دار لبعض الأمراء وأخذت الكتب التي كانت فيها، وكان عمر هذا قد سمع
كثيرا من الحديث من أبى الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وأبى منصور
محمد بن أحمد بن علي الخياط المقرئ وأبى القاسم علي بن محمد بن بيان وأبى على

(1) على هامش الأصل: " قال ابن خلكان: هذا البيتان للبحتري وهما في ديوانه ".
36

محمد بن سعيد بن نبهان وغيرهم، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر
ابن علي القرشي وأحمد بن طارق الكركي.
قرأت في كتاب شيخنا أبى الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب بخطة قال
قال لي الرئيس أبو المكارم بن الآمدي يهجو عمر بن ثابت بن إسماعيل:
لست أهجوك يا خبيث بشئ * غير قولي هذا الفتى ابن الشمحل
اسم سوء حذف ثلاث حروف * منه أولى فقف على شر أصل
ورفيع من يرتجى منك خيرا * تبتدئ به وأنت ابن محل
ذكر عمر بن ثابت أن مولده في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن القرشي قال: توفى عمر بن الشمحل في يوم
الأحد ثاني عشر ذي الحجة من سنة إحدى وستين وخمسمائة، وقال أبو الفضل أحمد
ابن صالح بن شافع في تاريخه: وفى ليلة الاثنين تاسع عشر ذي الحجة سنة إحدى
وستين خمسمائة.
أخرج أبو القاسم عمر بن ثابت بن علي الصياد المعروف والده بالشمحل الثاني
المنصوص من محبسه ميتا وحمل إلى مقبرة باب حزب فدفن هناك، وهذا المسكين كان
قد سمع الحديث ثم إنه عاض في أعمال السلطان وعاث في عوضه أقبح عوث، وبنى
مدرسة بدرب الشوك بشارع المأمونية حسنة وأودعها كتبا حسنة، فلم يزل فساد
التدبير ممن سكنها سوء التوفيق المعروفين من حلاله حتى طرق عليه بذلك فساء في
تعطيلها وتبطيلها وسد بابها ونقل ما فيها من الكتب وأخرج الذي كان فيها على
أقبح وجه.
1145 - عمر بن ثواب بن محمد بن ثابت بن ثوبان المسروقي:
من أهل الانباء، حدث عن علي بقن موسى، روى عنه أحمد بن يعقوب الفرنجلي
الأنباري.
قرأت على أبي محمد بن منده بأصبهان عن أبي أحمد الوراق أنبأ محمد بن عبد
الواحد الحافظ إذنا أنبأ أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشافعي أخبرني أبو على الحسن
ابن عبيد الله الإصطخري أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن موسى الأنباري أنبأ أبو بكر
أحمد بن يعقوب الفرنجلي حدثنا المروقي هو أبو بكر عمر بن ثواب بن محمد بن ثابت
37

ابن ثوبان الأنباري حدثنا علي بن موسى حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد عن أبي
أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي
سبعين ألفا بلا حساب ولا عذاب مع كل ألف سبعين ألفا وثلاث حثيات من حثيات
ربي عز وجل " (1).
1146 - عمر بن جميل بن الجلال. أو حفص العتكي:
من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن العباس بن القرج الرياشي، روى عنه
أبو بكر محمد بن سعيد الشاشي الفقيه.
كتب إلى أبو جعفر، وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى بن
عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد
الرحمن الذكواني حدثنا أبو الربيع محمد بن أحمد الاستراباذي أنبأ أحمد بن محمد أبى
طلحة أنبأ أبو بكر محمد بن سعيد الشاشي الفقيه أن أبا حفص عمر بن جميل بن
الجلال العتكي البصري ببغداد حدثهم حدثنا العباس بن الفرج الرياشي عن الأصمعي
عن أبي عمرو بن العلاء عن الأحنف بن قيس قال سمعت كلام أبى بكر وعمر
والخلفاء هلم جرا (2) فما سمعت كلاما أفخر ولا أحكم من كلام عائشة رضي الله عنها.
1147 - عمر بن حسان بن الحسين، أبو القاسم الشاهد:
قلده الامام المطيع لله النظر في المساجد الجامعة مدينة السلام، وكتب له عهد في
سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، روى عنه القاضي أبو على المحسن بن محمد التنوخي
حكايات في أصول المحاضرة من جمعه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي أنبأ علي بن المحسن بن علي
التنوخي إذنا عن أبيه أبو القاسم عمر بن حسان بن الحسين الشاهد البغدادي وقد
تولى القضاة بغير (3) مصر من قبل قاضي القضاة وهو مشهور المحل، قال: كنت
عند سلامة أخي بحج الطولوني وأنا شاب وفى مجلسه جماعة يذمون البخل، وكان
سلامة ينسب إلى البخل وما كان بخيلا إنما كان محصلا لحاله، فلما انصرفوا قال: يا أبا

(1) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة ص 327.
(2) في الأصل: " جدا " تصحيف.
(3) هكذا في الأصل.
38

القاسم لا تسمع هذا الكلام ولا تعول عليه فتهلك، واعلم أن البخل خير من مسألة
البخيل.
قال: وكنت عنده في آخر كونه ببغداد وقبل دخول الديلم إياها وبحضرته قوم
يطعنون على الشهود ويعيبونهم فقال له سلامة: ما رأيت أعجب من أمركم، من
فيكم يطمئن إلى أن يشترى من ابنه أو أخيه ضيعة بعشرة آلاف دينار ولا يشهد عليه
العدول؟ فقالوا: ما فينا أحد بهذه الصورة، فقال: أفتستظهرون بأنفسكم وأعقابكم
في هذا القدر الكبير من المال، وما هو أكبر منه إلا بالشهادة وتعاطون بحظوظهم في
جلد يساوى دانق فضة من ذلك المال العظيم حتى تأخذون الصك بدلا من المال
فتجعلونه تحت رءوسكم لشدة حفظه، قالوا: نعم، قال: فمن كان هذا حكمه عندكم
لم تطعنوا فيه.
قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال: وقى يوم السبت
الرابع عشر من ذي الحجة يعنى من سنة ثمان وستين وثلاثمائة توفى أبو القاسم عمر
ابن حسان القاضي الشاهد.
1148 - عمر بن الحسن بن أحمد بن الباسيسي، أبو القاسم:
من أهل الغراف، وكان من الشهود المعدلين بها، وكان المظفر بن حماد بن أبي
الخير ملك البطيخة يثق إليه ويعتمد في أشغاله عليه، وكان أديبا فاضلا، له النثر
والنظم، قدم بغداد في سنة إحدى وستين وخمسمائة، روى بها شيئا من شعره.
كتب إلى أبوه عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطة قال:
أنشدني عمر بن الحسن بن الباسيسي لنفسه ببغداد من من قصيدة:
إن داءاتي في أرض بغداد قد * أشفيت فيها لم ألق من يشفيني
فلو أنى نحو عالج أو يبرين * وافى معالج أو يبرين
وأنشدني لنفسه في اللغز بالجلالة:
ما ذات رأسين أنثى * بغير رأس صغيره
رشيقة قد براها * الباري فجاءت قصيرة
تلازم الخدر * ألا وفى وجيه للعشيرة
فتنثني بعد أسر * على الثنايا مغيرة
39

ما لامست كف بخل * إلا وردت كسيره
فاكشف غطاءها فليست * على الذكي عسيرة
قرأت بخط أبى عبد الله الكاتب الأصبهاني قال: نكب عمر بن الحسن بن
الباسيسي في آخر أيام المقتفى وبقي مكسور إلى أيام الوزير ابن البلدي فاختلق له
جرما حبسه به إلى أن مات في حبسه غما في سنة اثنتين أو ثلاث وستين وخمسمائة.
قرأت بخط أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: وفى ربيع الأول سنة
ثلاث وستين وخمسمائة أخرج العدل عمر بن الباسيسي من حبسه ميتا فغسل في
السقاية ودفن.
1149 - عمر بن الحسن بن عبد العزيز، أبو حفص الهاشمي:
كان والده يتولى الصلاة بجامع الرصافة، وحج عمر هذا بالناس نيابة عن أبيه في
سنة ست عشرة وسنة سبع عشرة وثلاثمائة. وقد ذكر الخطيب أباه في التاريخ.
قرأت في كتاب " التاريخ " لابي عبد الله محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد بخطه
قال: سنة ست وأربعين وثلاثمائة مات أبو حفص عمر بن الحسن بن عبد العزيز
الهاشمي.
1150 عمر بن حسن بن علي بن محمد بن فرح - بسكون الراء وبالحاء
المهملة - بن خلف بن قرمين بن ملال بن مزلال بن أحمد بن بدر بن دحية بن
خليفة الكلبي، أبو الخطاب:
من أهل ميورقة، من بلاد الأندلس، هكذا أملى علينا نسبه وذكر لنا أنه يسمى
عبد الله أيضا، وأن أمه أمة الرحمن بنت أبي عبد الله أبى البسام موسى بن عبد الله
ابن الحسين بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب - فلهذا كان يكتب بخطه ذو النسبين بين دحية
والحسين. قدم علينا بغداد مرات، وأملى علينا من حفظه شيئا، وكتبنا عنه. وذكر أنه
سمع ببغداد من أبى الفرج بن الجوزي، وسافر إلى العراق فسمع بأصبهان من أبى
جعفر الصيدلاني معجم الطبراني ومن غيره، ودخل خراسان فسمع بنيسابور من أبى
سعد بن الصفار ومنصور بن الفراوي وعبد الرحيم الشعرى ومن شيخنا المؤيد
الطوسي، وسمع بمرو أيضا، وحصل الكتب والأصول، وسمع بواسط من شيخنا أبى
40

الفتح بن الماندائي، وذكر أنه سمع كتاب الصلة لتاريخ الأندلس من أبى القاسم بن
بشكوال وإنه سمع من جماعة من أهل الأندلس غير أنى رأيت الناس مجمعين على كذبه
وضعفه وادعائه لقاء من لم يلقه وسماع ما لم يسمعه، وكانت أمارات ذلك لائحة
على كلامه وفى حركاته. وكان القلب يأبى سماع كلامه ويشهد ببطلان قوله، وكان
يحكى من أحواله ويحرف في كلامه بما يظهر به كذبه. دخل ديار مصر وسكن
القاهرة * وصادف قبولا من السلطان الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن
أيوب وأقبل عليه أقبالا عظيما، وكان يعظمه ويحترمه ويعتقد فيه ويتبرك به، وسمعت
من يذكر أنه كان يسوى له المدارس حين يقوم، وكان صديقنا إبراهيم السنهوري
المحدث صاحب الرحلة إلى البلاد قد دخل إلى بلاد الأندلس وذكر لمشايخها وعلمائها
أن ابن دحية يدعى أنه قرأ على جماعة من شيوخ الأندلس القدماء، فأنكروا ذلك
وأبطلوه وقالوا: لم يلق هؤلاء ولا أدركهم، وإنما اشتغل بالطلب أخيرا، وليس نسبه
بصحيح فيما بقوله ودحية لم يعقب، فكتب السنهوري عصرا وأخذ خطوطهم فيه
بذلك وقدم به ديار مصر، فعلم ابن دحية بذلك فاشتكى إلى السلطان منه. وقال: هذا
يأخذ عرضي ويؤذيني، فأمر السلطان بالقبض عليه، وضرب وأشهر على حمار
وأخرج من ديار مصر، وأخذ ابن دحية المحضر وخرقه، ولم يزل على قرب من
السلطان إلى حين وفاته، وبنى (1) له دار للحديث كان يحدث بها، ولما أن دخلت
إلى ديار مصر في رحلتي إليها فطلبني السلطان فحضرت عنده وكان يسألني عن
أشياء من علم الحديث وأيام الناس، وأمرني بملازمة القلعة فكنت أحضر فيها كل
يوم، وكان ابن دحية يحضر (2) في كل جمعة ويصلى عند السلطان، ويقرأ عليه شيئا
من مجموعاته في مجلس السلطان وكنت حاضرا ولم يدر بيني وبينه كلمة واحدة ولا
اجتمعت به في موضع آخر إلى أن خرجت من ديار مصر، وكان حافظا ماهرا في
علم الحديث عارفا بفتونه حسن الكلام فيه فصيح العبارة تام المعرفة بالنحو واللغة،
وله كتب نفيسة، وكان ظاهري المذهب، كثير الوقيعة في أئمة الجمهور وفى السلف
من العلماء، خبيث اللسان أحمق، شديد الكبر، قليل النظر في الأمور الدينية، متهاونا
في دينه.
حدثني علي بن الحسن أبو العلاء الأصبهاني صديقنا بها وناهيك به جلالة ونبلا،

(1) في الأصل: " وبقي ".
(2) في الأصل: " حضر " بالباء.
41

قال: لما قدم ابن دحية علينا أصبهان نزل على والذي في الخانكاه التي له فكان يكرمه
ويجله، وكان صبيا يومئذ، فدخل على والدي يوما ومعه سجادة فقبلها ووضعها بين
يديه وقال له: هذه قد صليت عليها كذا وكذا ألف ركعة وختمت عليها القرآن في
جوف الكعبة مرات، قال: فأخذها والدي وقبلها ووضعها على رأسه وقبلها منه
مبتهجا بها، فلما كان من آخر النهار حضر عندنا رجل من أهل أصبهان، وذكر حالا
اقتضت أنه قال: كان اليوم هذا الفقيه المغربي الذي عندكم عندنا في السوق واشترى
سجادة حسنة بكذا وكذا، فأمر والدي بإحضار تلك السجادة، فلما رآها الرجل
قال: إي والله هذه هي فسكت والدي ولم يقل شيئا، وسقط ابن دحية من عينه.
وحدثني بعض المصريين بمصر قال قال لي الحافظ علي بن المفضل المقدس الفقيه
المالكي - وكان من أئمة الدين قال: كنا يوما بحضرة السلطان في مجلس علم وهناك
ابن دحية، فسألني السلطان عن (1) حديث فذكرته له، قفال لي: من رواه؟ فلم
يحضر لي إسناده في الحال وانفصلنا، فاجتمع بي ابن دحية في الطريق وقال لي: يا
فقيه لي سألك السلطان عن إسناد ذاك الحديث لم لم تذكر له أي إسناد شئت فإنه
ومن حضر مجلسه لا يعلمون هل هو صحيح أم لا كنت قد ربحت قولك لا أعلم،
وعظمت في عينيه وأعين الحاضرين، قال: فعلمت أنه متهاون بأمور الدين جرئ على
الكذب.
أنشدني أبو المحاسن محمد بن نصر بن مكارم الأنصاري المعروف بابن عنين لنفسه
بدمشق يهجو ابن دحية:
دحية لم يعقب فلم يعتزى * إيه بالبهتان والإفك
صح عند الناس شئ سوى * ما أنك من كلب بلا شك
أنشدني أبو الخطاب عمر بن حفص بن علي بن أبي البسام الحسيني قال أنشدني
أبى لنفسه:
عاذلي لا تفتديني * أن صرت في منزل هجين
فليس قبح المكان ما * يقدح في منصبي وديني
الشمس علوية ولكن * تغرب في حماة وطين
بلغنا أن أبا الخطاب دحية توفى بالقاهرة في ليلة الثلاثاء الرابع عشر من شهر ربيع

(1) في الأصل: " من حديث ".
42

الأول من سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وقد نيف على الثمانين، وكان يخضب بالسواد.
1151 - عمر بن أبي الحسن بن فارس، أبو حفص الطيني (1):
من أهل الحريم الطاهري، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبا
المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد الشبلي وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا
ولم يتفق لنا لقاؤه.
حدثني أحمد بن محمد بن طلحة الشاهد أنبأ عمر بن أبي المحاسن بن فارس الطيني
وأنبأ محمد بن المبارك البيع وزوجة فرحة بنت عبد الجبار وعمر بن محمد المؤدب قراءة
عليهم قالوا جميعا أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال قراءة عليه أنبأ أبو
محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني حدثنا أبو طاهر بن عبد الرحمن
المخلص إملاء حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد صاعد حدثنا محمد بن زنبور حدثنا
الحارث بن عميرة عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " تصدقوا
فإن الصدقة فكاككم من النار " (2).
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي ونقلته من خطه قال: مات عمر بن أبي الحسن
الطيني ليلة الأحد خامس عشري رجب من سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ودفن من
يومه بمقبرة الإمام أحمد.
1152 - عمر بن الحسن بن المبارك بن سعد الله بن البواب، أبو حفص بن أبي
على الأمين:
من أهل الحريم الطاهري، وكان أمين القاضي به، سمع النقيب أبا عبد الله أحمد بن
عبد الله بن المعمر الحسيني وأبا الحسين (3) عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن
يوسف، كتبت عنه، وكان حسن الاخلاق كيسا متواضعا متوددا.
أخبرنا عمر بن الحسن الأمين أنبأ النقيب أبو عبد الله الحسيني وأبو الحسين بن
يوسف قراءة عليهما قالا أنبأ المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي أنبأ أبو على
الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا عبد الرحمن

(1) انظر: المشتبه للذهبي ص 423.
(2) انظر الحديث في: الجامع الصغير 1 / 113.
(3) في الأصل: " أبا الحسن " والتصحيح من العبر 4 / 224.
43

ابن محمد بن منصور حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المليح أن (1)
عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه فقال له معقل: إني أحدثك بحديث
لولا أنى في الموت لم أحدثك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " مامن أمير يلي أمر
المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة " (2).
توفى عمر بن البواب يوم الجمعة السابع عشر من شعبان سنة سبع عشرة
وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب وقد قارب الستين أو لحقها.
1153 - عمر بن حسن بن معاوية، أبو حفص الحلاج:
من أهل الحربية، سمع أبا الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء، وحدث
باليسير. سمع منه شيخانا أحمد بن سليمان وعبد الملك بن مظفر بن غالب الحربيان.
أنبأ أحمد بن سليمان ونقلته من خطه قال: عمر بن حسن بن. معاوية الحلاج يعنى
مات يوم الخميس ثامن رجب سنة ثمانين وخمسمائة.
1154 - عمر بن الحسن بن الوليد بن الحسن، أبو القاسم الواسطي الصفار:
ابن أخت سعيد بن مكي النيلي الشاعر، نزيل بغداد، روى عن خاله شيئا من
شعره.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بنم حامد الأصبهاني الكاتب ونقلته من خطه
قال أنشدني عمر الواسطي الصفار ببغداد أنشدنا خالي سعيد بن النيلي لنفسه من
كلمة له:
ما بال معاني اللوى شخصك الهلال * قد طال وقوفي بها وبثي قد طال.
الدمع دثور ودميتاه قفار * والدمع عند بعد الأوانس يطال
عقبه دبور وشمال وجنوب * مع مرملت مرحى الغزالي محلال
1155 - عمر بن الحسن، أبو حفص الصيرفي:
حدث بالنعمانية عن أبي على الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، روى عنه أبو بكر
ابن المقرئ الأصبهاني في معجم شيوخه.

(1) في الأصل: " أبى المليح بن عبيد الله ".
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 122.
44

كتب إلى أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم الأصبهاني أنبأ سعيد بن أبي الرجاء
الصيرفي قراءة عليه أنبأ أحمد بن محمود الثقفي ومنصور بن الحسين قالا أنبأ أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ حدثنا أبو حفص عمر بن الحسن الصيرفي بمدينة
النعمانية بانتخاب إبراهيم بن منده حدثنا ابن عرفة حدثنا هشيم بن إسماعيل بن أبي
خالد عن أبي إسحاق السيعي عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينام وهو جنب لا يمس ماء (1).
1156 - عمر بن الحسن المناطقي:
حدث عن أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، روى عنه أبو الحسن محمد
ابن علي بن محمد بن صخر الأزدي في مشيخته.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي جعفر محمد بن علي الطبري أنبأ أبو
خلف عبد الرحيم بن محمد بن أبي خلف الطبري أنبأ القاضي أبو الحسن محمد بن علي
بن صخر الأزدي بمكة حدثنا عمر بن الحسن البغدادي المناطقي ببغداد حدثنا
جعفر بن محمد الخلدي حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا داود حدثنا عباد عن عبد
الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " كم من عاقل عقل عن
أمر الله وهو حقير عند الناس دميم المنظر ينجو غدا، وكم من ظريف اللسان جميل
المنظر عند الناس يهلك غدا في القيامة " (2).
حدثناه عاليا أبو محمد بن الأخضر من لفظه حدثنا محمد بن عبد الباقي أنبأ جعفر
ابن أحمد السراج أنبأ الحسن بن أحمد البزار حدثنا جعفر الخلدي فذكره.
1157 - عمر بن الحسين بن عمر بن الحسين النحوي، أبو حفص بن أبي
العز:
من أهل الحربية، هكذا رأيت نسبة بخط أحمد بن سليمان الحربي، وقد تقدم ذكر
والده، سألته عن نسبته إلى البحري فقال: كان والدي تاجرا يسافر ويطول فيه
أسفاره فلقب بالبحري، سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا الفتح
محمد بن عبد الباقي ابن البطي وأبا العباس أحمد بن علي الشيرجي وأبا بكر أحمد بن

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 17. ومسند أحمد 6 / 146.
(2) انظر الحدث في: الجامع الصغير 2 / 82.
45

عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وكمال بنت عبد الله بن أحمد بن عمر
السمرقندي وغيرهم، كتبت عنه وكان فهما إلا أنه كان عسرا في الرواية على حمق
منه وجهل.
أخبرنا عمر بن الحسين البحري أخبرتنا كمال بنت عبد الله بن أحمد أنبأ الحسين
ابن أحمد الفعالي أنبأ عبد الواحد بن محمد الفارسي حدثنا الحسين ابن إسماعيل المحاملي
حدثنا القاسم بن محمد المروزي حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن مطرف عن أبي
إسحاق عن البراء قال: " كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد جافى بعضديه عن إبطيه ".
توفى عمر بن البحري (1) في يوم الأحد مستهل ذي القعدة سنة خمس عشرة
وستمائة ودفن بباب حرب.
1158 - عمر بن أبي الحسين بن أبي الفتح، أبو حفص الأشتري المقرئ:
حدث ببغداد عن أبي مقاتل ماور بن فركونه الأزدي وأبى جعفر محمد بن حامد
ابن محمد بن عبد الواحد القومساني الأعلى الأعلمي.
أخبرني محمد بن سعيد الواسطي قال قرأت على أبي سعد عبد الغفار ابن محمد بن
عبد الواحد القومساني بالموصل أخبركم أبو حفص عمر بن أبي الحسين بن أبي الفتح
الأشتري المقرئ من لفظه أول يوم من ذي الحجة سنة وخمسمائة ببغداد فأقر بذلك
أنبأ أبو مقاتل مساور بن فركونه اليزدي (2) أنبأ أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي
المعروف بالفراء وأنبأ أبو روح عبد المعز بن محمد الصوفي بهراة أنبأ أبو الفضل محمد
ابن إسماعيل الفضيلي قالا أنبأ أحمد بن أبي نصر الكوفاني أنبأ عبد الرحمن بن يحيى
القاضي بمكة حدثنا أبو خالد يزيد بن محمد بن عماد العقيلي حدثنا حجاج الأنماطي
حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سهل بن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الايمان بضع وسبعون بابا أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها
إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان " (3).
1159 - عمر بن الحسين بن يحيى بن أبي الفضل بن يحيى بن المعوج القزاز:
من أهل الحريم الطاهري، وسكن في آخر عمره بباب البصرة، سمع أبا منصور
عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي وأبا بكر أحمد بن

(1) في الأصل: " البحيري ".
(2) سبق أنه: " الأزري ".
(3) انظر الحديث في: سنن داود 2 / 295. وسنن ابن ماجة 7.
46

علي بن عبد الواحد الدلال وأبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وغيرهم،
كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به اضطر في آخر عمره، وهو آخر من حدث عن
القزاز ببغداد.
أخبرنا عمر بن الحسين بن المعوج بقراءتي عليه أنبأ أبو منصور عبد الرحمن بن
محمد القزاز قراءة عليه أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور حدثنا
القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء حدثنا الحسين بن عياش المتوفى
بالبصرة حدثنا الحسن بن محمد هو الزعفراني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان قال: كنا مع سلمان تحت شجرة فأخذ غصنا
[منها (1)] فنقضه (2) في ظل شجرة فأخذ غصنا منها فنفضه فتساقط ورقة
فقال: ألا تسألوني عما صنعت؟ فقلنا. أخبرنا] (3) يا رسول الله قال: إن العبد المسلم
إذا قام إلى الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحات ورق هذا الشجرة (4).
سألت عمر بن المعوج عن مولده فقال: قبل نهب الحريم بسنة فيكون سنة تسع
وعشرين وخمسمائة، وتوفى الاثنين لسبع خلون من ذي الحجة سنة اثنى عشرة
وستمائة بالمارستان العضدي، ودفن بمقبرته.
1160 - عمب بن الحسين بن مشق:
من ساكني شارع العتابين بالجانب الغربي، سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن
رزقوبه وأبا الحسين علي بن محمد بن بشران، وحدث باليسر، مات في يوم السبت
الرابع والعشرين من الحجة سنة سبعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
1161 - عمر بن الحسين الخطاط (5):
كان كاتبا جليلا يكتب الناس عليه، وحكى شيخنا أبو اليمن الكندي أنه يبعث آلة
الكتابة التي خلفها من الدوى والسكاكين وغير ذلك بتسعمائة دينار أميرية ولابن
الفضل الشاعر فيه وقد ظلمه:

(1) ما بين المعقوفتين من المسند.
(2) في الأصل: " فقبضه ".
(3) ما بين المعقوفتين من المسند.
(4) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5 / 438.
(5) انظر ترجمته في: معجم الأدباء 16 / / 59.
47

عميرة الخطاط عجوبة * لكل من يدرى ولا يدرى
لا يحسن الخط ولا يحفظ ال‍ * - قرآن وهو الكاتب المقرى
أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين ونقله من خطة قال أنشدني عمر بن
الحسين الخطاط:
إذا شمت نفسي ياسبه (1) هجركم * أسى عواشي الموت مما أسومها
وكيف يروم الصبر عنها وحبها * مقيم بالواد الحشا لا يرميها
ذكرتك حيث استأنس الوحش والتفت * وكان من الآفاق شتى وسومها
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن صدقة بن الحسين الحداد الفقيه قال: سنة اثنتين
وخمسين وخمسمائة في حادي عشر جمادى الآخرة، مات عمر الخطاط، ودفن في
داره بدرب الدواب:
1162 - عمر بن حفص بن عمر البغدادي:
حدث بدمشق عن عثمان بن أبي شيبة، روى عنه أبو على الفراوي.
أنبأنا داود بن سليمان الأصبهاني قال كتب إلى أبو محمد هبة الله بن أحمد بن
الأكفاني أنبأنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن أبي
عمرو المنيني قال قرئ على أبي على محمد بن محمد بن عبد الحميد بن أدم الفراوي
حدثنا عمر بن حفص بن عمر البغدادي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن
إدريس عن الأجلح بن عبد الله الكندي عن الشعبي عن زر بن حبيش قال قال أبي بن
كعب: قد علمتم ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين هي الليلة التي أخبرنا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم " تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء ترقرق ليس لها شعاع " (2).
1163 - عمر بن حفص، الملقب بالجعد:
حكى عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.
قرأت على أبي القاسم علي بن عبد الرحمن عن أبي المعالي العطار أنبأ علي بن
أحمد بن محمد إذنا عن محمد جعفر النجار الكوفي أنبأ أبو العباس هو الهمذاني حدثنا
ابن المضاة حدثنا أبو بكر حدثني الجعد واسمه عمر بن حفص البغدادي قال: كان أبو

(1) هكذا في الأصل.
(2) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 5 / 130، 131.
48

عاصم يوما في مجلسه وعنده أصحاب الحديث فمر به مخنث فسلم ثم وقف، فقال له
أبو عاصم: مر يا ملعون، فقال: أسألك عن مسألة، قال فقالوا له: يسألك أصلحك
الله عن شئ من أمر دينه فلعلها تكون توبته، قال: وكان أنف أبى عاصم كبيرا فقال
له: سل فقال له: حين كنت صغيرا كانت أمك تسعطك بالطنجير، فقال: مر لعنك
الله؟ وضحك وضحك أصحاب الحديث، فقال: أنتم عملتم بي هذا.
1164 - عمر بن حفص، أبو حفص:
بغدادي، قدم مصر وحدث بها. ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء وقال:
سمعت منه بالعسكر سنة ست وتسعين ومائتين، قلت: إن لم يكن الأول حدث
بدمشق فهو غيره.
1165 - عمر بن حماد البغدادي:
حدث محمد بن أبي على الخلادي (1) قال أنشدني محمد بن أحمد بن إسماعيل
المصيصي قال أنشدني عمر بن حماد (2) البغدادي:
هموم رجال في أمور كثيرة * وهمي من الدنيا صديق مساعد
يكون روح بين جسمين قسما * فجسماهما جسمان والروح واحد
1166 - عمر بن [حمدين] (3) خلف بن أبي المنى البندنيجي، أبو حفص:
أخو محمد الذي تقدم ذكره، وهو الأصغر، سمع أبوى القاسم عبد الله بن الحسن
ابن محمد الخلال وعلي بن أحمد بن محمد بن البسري وغيرهما، روى لنا عنه عبد
الوهاب بن علي الأمين ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف وأخته لامعة بنت
المبارك، وكان شيخا صالحا كبير السن حلا من الحديث متقطعا في مسجد بالريحانيين
عند عقد الجديد.
أخبرنا عبد الوهاب الأمين أنبأ عمر بن حمد (4) البندنيجي قراءة عليه أنبأ أبو
القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال قراءة عليه أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن علي الصيدلاني حدثنا محمد بن محمد بن صاعد إملاء حدثنا عمرو بن علي

(1) في الأصل: " الحلادى ".
(2) في الأصل: " بغداد ".
(3) ما بين المعقوفتين من الأنساب
(4) في الأصل: " ابن أحمد ".
49

حدثنا أبو معاوية الضرير حدثنا هلال بن ميمون الفلسطيني عن عطاء بن يزيد الليثي
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من خرج مجاهدا فمات كتب
له أجره ألى يوم القيامة، ومن خرج حاجا فمات كتب له أجره إلى يوم القيامة، ومن
خرج معتمرا فمات كتب له أجره إلى يوم القيامة " (1).
أنبأنا أحمد بن طارق قال: توفى عمر بن حمد البندنيجي في شهور سنة ثمان
وأربعين وخمسمائة.
1167 - عمر بن حمزة الوزان، أبو عاصم:
أمام الجامع بعكبرا، حدث عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري،
روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي.
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف عن أبي ياسر عبد الله بن أحمد البرداني أنبأ أبو
المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أنبأ أبو حفص عمر بن حمزة الامام في جامع عكبرا أنبأ
عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان حدثنا عمر بن أحمد بن شهاب الحاتمي حدثنا
محمد بن أيوب بن حبيب الرقي بمصر حدثنا موسى بن سعيد بطروس حدثنا أحمد بن
عبد الملك حدثنا قتادة بن الفضل عن أبيه عن عم أبيه هشام بن قتادة عن قتادة بن
عياش الجرشى
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يشرب الخمر،
فإذا شربها خرق الله عليه ستره، وكان للشيطان قلبه وسمعه وبصره ويده ورجله
فيسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير " (2).
قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن البنان أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه قال أنشدني أبو
حفص عمر بن حمزة الامام بعكبرا أنشدني الأحنف بن محمد:
يسر بالبدر رب الدار يعجبه * والساكن البايس المحروم مكرب
هذا يسر وهذا عنده كرب * والمستحق عليه الحق مغلوب
1168 - عمر بن خلف بن إسحاق، أبو حفص الباقلاني المؤذن:

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 2 / 775. وكنز العمال 2 / 259.
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير.
50

من أهل جرجرايا من نواحي النهروان، حدث عن أبي محمد القاسم بن عطاء بن
حاتم الكسائي القاضي، روى عنه أبو سعد محمد بن عبد الله بن عمر البزاز الجابي.
أخبرني أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني في كتابهما
إلى أن أبا على (1) الحسن بن أحمد الحداد أخبرهما عن أبي سعد إسماعيل بن علي بن
الحسين السمان الرازي أنبأ أبو فحص عمر بن خلف بن إسحاق الباقلاني الجرجرائي
بها بقراءتي عليه حدثنا أبو محمد القاسم بن عطاء بن حاتم الكسائي القاضي
الجرجرائي حدثنا محمد بن يونس بن موسى الكديمي حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا
مسعود بن قبان حدثنا أبو عون عن أبي صالح الحنفي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
" قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأبي بكر يوم بدر " عن يمين أحدكم جبرئيل والآن
أخر ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف " (2).
1169 - عمر بن داود، أبو محمد الراسبي:
بغدادي، كان يكون بالرملة، كان من جلة الصوفية في عداد أحمد بن عطاء
الرزباري، سمع أبا بكر محمد بن علي بن الحسن العطوفي، حكى عنه بكير بن محمد
المنذري الطرسوسي حكايات.
1170 - عمر بن رفيل الجرجرائي السايح:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية، وقال له آيات وكرامات كتب
إلى محمد ولامع أبن الصيدلاني أن أبا على الحداد أخبرهما عن علي بن شجاع
المصقلي الصوفي قال سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن جعفر الشامي يقول سمعت
جهما الرقي الصوفي يقول سمعت عمر بن رفيل الجرجرائي، وكان من السياح،
وسكن جبل لكام وأقام به مع الابدال سنين كثيرة، قال: تهت في جبل لبنان أياما
فأصابني عطش عظيم فوقعت إلى كهف فرأيت الزنانير، فقلت: يجب أن يكون هاهنا
ماء وكنت طول تياهتي أشتهي رمانه، فدخلت الغار فإذا برجل عليل مطروح مبتلى
قد اجتمع عليه الزنابير فيقطعون لحمه ويحملونه، قال: فعظم ذلك على وتحيرت في
أمرى، قال: فخطر بقلبي أن لو سأل الله عز وجل العافية رفع عنه هذا، فقال لي: يا
عمر اشتغل بشهوة الرمان فليس ذا من عملك، قال: فخرجت من عنده وندمت أنى

في الأصل: " أباحى ".
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 6 / 141.
51

لم أسأله الدعاء فجهدت جهدي فلم أهتد إلى الغار.
كتب إلى أحمد بن محمد أبو المكارم الأصبهاني أنبأ أبو على الحداد أنبأ أبو نعيم قال
أخبرت عن عمر بن رفيل وقد لاقيته بجرجرايا قال سمعت أبا القاسم الهاشمي يقول
سمعت سمنون يقول: كنت ببيت المقدس في برد [شديد وعلى جبة وكساء وأخذ]
البرد والثلج يسقط فرأيت شابا عليه خرقتان في صحراء يمشي، فقلت: يا حبيبي لو
سترت ببعض هذه (1)] الأروقة فتكنك فقال لي: يا أخي سمنون
ويحسن ظني أنني في فنائه * وهل أحد في كنه بحد القرا
كتب إلى محمد بن معمر القرشي أنبأ أبو محمد الطامه أنبأ أحمد بن عبد الغفار بن
أشته أنبأ أبو سعيد النقاش قال: عمر بن رافيل الجرجرائي قد رأيته وسمعت كلامه
وكان يحكى عنه عجائب مثل ما يحكى عن الأبرار رحمه الله.
كتب إلى أبو المكارم الأصبهاني أنبأ أبو على الحداد أنبأ أبو نعيم قال: حضرت
عمر بن رفيل الشيخ الأمين بجرجرايا سمعت منه وحدثني عنه أبو الحسن علي بن عبد
الله الهمذاني بمكة.
1171 - عمر بن زيد، مولى فزارة:
حدث عن موسى بن أيوب النفيسي، روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسن بن
هارون بن سليمان الصباحي.
أخبرنا الخصر بن معمر بن عبد الواحد القرشي بأصبهان أنبأ الخضر بن الفضل بن
عبد الواحد قراءة عليه قال كتب إلى أبو القاسم إسماعيل بن مسعده الإسماعيلي أنبأ
حمزة بن يوسف السهمي أنبأ الحسين بن الحسن الكندي حدثنا أبو بكر أحمد بن
الحسن بن هارون بن سليمان الأشعري الصباحي حدثنا عمر بن زيد مولى فزارة
بغدادي حدثنا موسى بن أيوب حدثنا عبد الملك بن مهران عن عبد الوارث عن
هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقص الرؤيا على
النساء.
1172 - عمر بن سعادة المقرئ النعال:
كان من أصحاب أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني، وروى عنه كتاب

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
52

الخرقي (1) في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، رواه عنه عثمان بن مقبل الياسري
الواعظ، وذكر لنا أنه كان شيخا صالحا.
1173 - عمر بن سعد الله بن إبراهيم بن دبوس البيع، أبو على:
من أهل القطيعة بباب الأزج. وهو أخو عبد الله وعبد الرحمن بالمقدم ذكرهما،
سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال، وحدث باليسير ولم ألقه.
حدثني محمد بن عبد الواحد أبو عبد الله بن المقدسي من لفظه بدمشق أنبأ أبو
على عمر بن سعد الله بن إبراهيم بن دبوس البيع بقراءتي عليه ببغداد أنبأ [أبو]
القاسم يحيى بن ثابت بن بندار قراءة عليه أنبأ أبى أنبأ أبو منصور محمد بن السواق أنبأ
أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله
البصري حدثنا مسدد حدثنا بشرين المفضل حدثنا عبد الله بن إسحاق عن العلاء بن
عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يقولن
أحدكم عبدي فكلكم عبيد، وكل نساءكم إماء، ليقل غلامي وجاريتي وفتاتي
وفتاتي " (2).
1174 - عمر بن سعد الله بن عبد، أبو حفص الدلال، المعروف بابن الحنبلي:
من ساكني البصيلة بباب الأزج، سمع أبا الفضل عبد الملك بن علي بن عبد الملك
ابن محمد بن يوسف، كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا عمر بن سعد الله بن الحنبلي قراءة عليه أنبأ أبو الفضل عبد الملك بن علي
ابن يوسف قراءة عليه أنبأ أبو الحسن محمد بن إسحاق الباقرحي حدثنا أبو الحسين
أحمد بن محمد الواعظ حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي حدثنا موسى بن خاقان
حدثنا إسحاق يعنى الأزرق حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: " مثل المنافق مثل الشاة العائرة تعير إلى هذا مرة وإلى هذا مرة ولا تدري أهذه تتبع
أم هذه " (3).
أخبرني أبو الحسن بن القطيعي أن عمر بن الحنبلي مات في منتصف رجب سنة
إحدى وستمائة ودفن بباب حرب. قلت: وكان مولده بعد العشرين وخمسمائة.

(1) في الأصل: " الحرقى ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 937
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2 / 370.
53

1175 - عمر بن سليمان بن داود، أبو حفص العطار:
من أهل جرجرايا، حدث عن خاله علي بن زكريا، روى عنه أبو بكر المفيد.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط الهمذاني بقراءتي عليه
قال قرئ على أبي نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان وأنا اسمع عن أبي القاسم عبد
العزيز بن علي الأزجي أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن المفيد بجرجريا حدثنا (1) عمر بن
سليمان بن داود العطار الجرجرائي السني حدثنا خالي علي بن زكريا حدثنا العباس
ابن الوليد النرسي حدثنا محمد بن بحر حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن
معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلمات أقولهن مع آي من
القرآن ما على الأرض مسلم يدعو بهن وهو مهموم مكروب أو عليه دين الا فرج الله
همه وكشف عنه وقضى دينه، احتسبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال: " ما منعك من
الصلاة معي؟ " فقلت: يا رسول الله التاجر - وسماه اليهودي، ونسيه محمد بن الحسن
ابن الحسن، قال أبو الفضل ثناه غيره قابل: فحبس أو نسيه به - قال: كان على بابي
يرصدني وأشفقت إن أنا خرجت أن يحبسني عنك، فقال: " أتحب أن يقضي الله
عنك " قال قلت: نعم، قال: * (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير) * رحمان
الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطى منهما وتمنع من تشاء اقض عنى ديني "، فلو كان
عليك مل ء الأرض ذهبا لأداه الله عنك " (2).
1176 - عمر بن سليمان، أبو حفص.
أبو حفص، شرابي عبد الله بن المعتز، روى عن بن (3) المعتز شيئا من كلامه،
روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الأنطاكي.
حدث أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الرماني الدامغاني أنبأ أبو
سعد محمد بن الحسين الحرمي بهراة قال سمعت أبا حفص عمر بن أحمد بن عيسى بن
كامل يقول سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسين الأنطاكي يقول سمعت عمر بن
سليمان الشرابي يقول سمعت أبا العباس عبد الله بن المعتز يقول نعمة الجاهل كروضة
على مزيلة.

(1) في الأصل: " حدثنا الحد بن عمر بن سليمان.. ".
(2) انظر الحديث في: الدر المنثور للسيوطي 2 / 14، 15.
(3) في الأصل: " روى عن أبي المعتز ".
54

1177 - عمر بن صالح البغدادي.
ذكره أبو بكر بن هارون الحلال، في جملة، أصحاب أبي عبد الله أحمد بن
حنبل، وقال: أخبرني أن أحمد بن حنبل قال: يأتي على المؤمن زمان إن استطاع أن
يكون خلسا فليفعل قلت: ما الحلس؟ قال قطعة مسح في البيت ملقى.
1178 - عمر بن ظفر بن أحمد الشيباني المغازلي، أبو حفص المقرئ (1):
من ساكني دار الخلافة، قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على المشايخ، وسمع الحديث
الكثير وأكثر عن المتأخرين (2)، وكتب بخطه كثيرا، وحدث بأكثر مسموعاته، سمع أبا
عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي
وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي
وخلقا كثيرا من أصحاب ابن غيلان والجوهري والتنوخي وأمثالهم وممن دونهم، روى
لنا عنه أبو الفرج بن الجوزي أبو أحمد بن سكينة ويوسف بن المبارك بن كامل
الخفاف أبو محمد خلف بن أبي الحسن الأمين ويوسف بن محمد الخيمي وعللا بن
محمود القطان وأبو البقاء بن الصفة الخفاف وغيرهم.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي أنبأ عمر بن ظفر المغازلي أنبأ نصر بن أحمد
ابن عبد الله أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن رزقويه أنبأ جعفر بن محمد الخلدي
حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي أنبأ أبو يعقوب إسماعيل بن أبي كثير
النسوي القاضي أنبأ عمر بن عبد الرحمن الصنعائي حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن
عجلان عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاث
كلهن حق: ليس عبد يظلم مظلمة فيغض عنها إلا أعز الله بها نصره، وليس عبد
يفتح على نفسه باب مسألة يبتغى بها كثرة ألا زاده الله قلة، وليس أحد يفتح على
نفسه باب عطية يبتغى بها وجه الله إلا زاده الله بها كثرة " (3).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: عمر بن ظفر بن
المغازلي شيخ صالح حسن السيرة صحب الأكابر وخدمهم قيم بكتاب الله ختم عليه
خلق كثير القرآن، وهو دائم التلاوة حلس مجلسه، سمع الكثير بنفسه ونسخ بخطه

(1) انظر ترجمته في: طبقات القراء لابن الجزري 1 / 593.
(2) في الأصل: " المفاخرين ".
(3) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 1 / 118.
55

كتبت عنه الكثير، وأظهر أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في الجزء السادس من
انتقاء أبى الفوارس على المخلص سماعه على ورقة عتيقة من أبى القاسم بن البسري
فشنع أبو القاسم بن السمرقندي عليه وقال: ما سمع عمر من ابن اليسرى شيئا، وذكر
أنه رأى الطبقة التي أثبت اسم عمر معهم وشاهدها في نسخة أخرى وما كان اسم
عمر معهم - والله أعلم وكان سن عمر يحتمل السماع من ابن البسري. وما سمعت
منه عنه شيئا، سألته عن مولده فقال: في شعبان سنة إحدى وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال:
توفى عمر بن ظفر المغازلي المقرئ يوم الاثنين حاد ي عشر شعبان من سنة اثنتين
وأربعين وخمسمائة، ودفن في مقبرة باب أبرز، وكان رجلا صالحا فاضلا عالما. من
أهل القرآن والحديث قرأ على جماعة من المشايخ وأقرأ القرآن والحديث، وسمع الكثير
والكتب الكبار من جماعة من المتأخرين ومن أدركه من المتقدمين إلا أنه سمع شيئا
كثيرا مفرطا جاوز الحد من المتأخرين وكانت سنه تحتمل أن يسمع من جماعة من
متقدمي المحدثين، غير أنه معظم سماعاته بعد الكبر فلأجل هذا لم يوجد له من
السماعات المتقدمة شئ، وكتب بخطه كثيرا، سألته عن مولده فلم يحققه وقال: إنه
في سنة إحدى وستين وأربعمائة تقريبا سمعت عليه.
1179 - عمر بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن سبعون القيرواني، أبو
حفص بن أبي محمد:
من ساكني قراح ابن أبي الشحم، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده وجده وجد
أبيه، سمع أبا البدر بن إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبا (1) محمد يحيى بن
الطراح وأبا بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وغيرهم، وحدث باليسر، وتوفى قبل
طلبي للحديث، سمع منه أصحابنا.
أخبرني عبد الله بن أحمد الخباز المقرئ أنبأ عمر بن أحمد القيرواني قراءة عليه أنبأ
أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح وأنبأ عبد الوهاب بن علي أنبأ عبد الوهاب بن
المبارك الأنماط وأنبأ سعيد بن محمد أبو القاسم المؤدب أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن
السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قالوا جميعا أنبأ أبو محمد عبد

(1) في الأصل: " أنبأ محمد ".
56

الله بن محمد [بن] (1) عبد الله بن محمد الصريفيني - زاد ابن السمرقندي: وأبو
الحسين أحمد بن محمد بن النقور - قالا أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان
الصيرفي حدثنا أبو القاسم البغوي إملاء حدثنا علي بن الجعد أنبأ شعبة عن منصور
عن ربعي عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن آخر ما أدرك الناس من كلام
النبوة الأولى إذا لم تستحى فاصنع ما شئت " (2).
بلغني أن مولد عمر بن أبي محمد بن سبعون في سنة ست وعشرين وخمسمائة.
وتوفى يوم الثلاثاء خلون من شعبان سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
1180 - عمر بن عبد الله بن حفص بن نزار، أبو حفص الضرير، المقرئ
الملقب بالنقش.
من ساكني درب الشوك بالمأمونية، سمع الجانب الصحيح للبخاري من أبى الوقت
عبد الأول بن عيسى السجزي وحدث. ولم ألقه، وكان سماعه صحيحا، ولى منه
إجازة.
توفى يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع عشرة وستمائة، ودفن بباب
حرب، ولعله جاوز التسعين.
1181 - عمر بن عبد الله بن أبي السعادات. أبو القاسم بن أبي بر الدباس:
أخو محمد وعلى اللذين تقدم ذكرهما وكان الأسن، وكان حنبليا ثم انتقل إلى
مذهب الشافعي، وقرأ الكلام على مذهب الأشعري، وسكن المدرسة النظامية وقرأ
النحو واللغة حتى برع فيهما، وسمع الحديث الكثير وقرأ بنفسه على الشيوخ وكتب
بخطه، وسمعنا بقراءته كثيرا، سمع من أبى الفتح بن شانيل وأبى السعادات بن زريق
وشيخنا أبى الفرج بن كليب، وكتب كثيرا من كتب اللغة والنحو والأصول
والكلام، وانتخب كثيرا وعلق بخطه، وكان ذكيا ألمعيا ذا قريحة حسنة وفكرة
صحيحة وإدراك، وكان من أظرف الشباب وأجملهم، وأحسنهم زيا ولباسا، وألطفهم
خلقا وعشرة، وكان يتولى الاشراف على دار الكتب النظامية بالمدرسة، أدركه أجله
شابا، وكان من أحب الناس إلى، وبيني وبينه صحبة في طلب الحديث ومودة، توفى

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4 / 131، 132.
57

ليلة الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة إحدى وستمائة، وحضرت
الصلاة عليه من الغد بالمدرسة النظامية وشيعته إلى باب حرب فدفن هناك.
وكنت سمعته يقول: مولدي سنة خمس وستين وخمسمائة، ورأيته في المنام بعد
موته بخمسة عشر يوما وعليه ثياب جميلة وهو فرحان، فقلت له: ما فعل الله بك.
فقال: الآن خرجت من الحبس.
1182 - عمر بن سهيل، أبو حفص الحنبلي الصيدلاني البغدادي:
ذكره أبو القاسم يحيى بن علي الطحان الحضرمي في كتاب تاريخ الغرباء
القادمين مصر " من جمعة وقال: روى عن الفيريابي وغيره، حدثني عنه أبى.
1183 - عمر بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي طاهر، أبو حفص
المقرئ (1):
من أهل الحربية، قرأ القرآن: بحرف الكسائي على ثابت بن بندار البقال، وقرأ على
غيره، وسمع الكثير من أبى الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبى عبد الله الحسين بن
أحمد بن محمد بن طلحة والنقيب أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبى بكر محمد
ابن علي الطريثيثي وعبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني وجماعة غيرهم، وأقرأ
الناس القرآن. وحدث بالكثير، وكان صدوقا صالحا محبا لرواية الحديث وإفادة الناس،
روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وأبو علي بن الخريف وبركة وعبد الواحد ابنا نزار
[ابن عبد الواحد بن] () 2) الجمال وعبد الله بن عثمان بن محمد بن الحسن البيع وعلى
ابن عبد الرازق ابن علي بن الجوزي وغيرهم.
أخبرنا علي بن عبد الرازق بن علي بن الجوزي أنبأ عمر بن عبد الله بن علي
الحربي حدثنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي إملاء أنبأ أبو الحسن محمد
ابن أحمد رزقويه أنبأ محمد بن يحيى ابن عمر بن علي بن حرب حدثنا جدي على
ابن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي أن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمل رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال: هذا
لكم وهذا لي، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " ما بال من

(1) انظر ترجمته في: طبقات القراء للجزري 593.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من ذيل التاريخ 1 / 305.
58

نستعمله على بعض العمل من أعمالنا يجئ فيقول هذا لكم وهذا أهدى لي، ألا
جلس (1) في بيت أبيه أو بيت أمه فينتظر أيهدى له شئ أم؟ والذي نفسي بيده لا
يأتي أحد منكم بشئ إلا جاء به يوم القيامة على عنقه إن كان بعيرا له رغاء وإن
كانت بقرة لها خوار أو شاة تيعر، ثم رفع يديه، فقال ثلاثا: اللهم هل بلغت " (2).
قرأت بخط عمر بن عبد الله الحربي قال: مولدي في سنة سبعين وأربعمائة. قرأت
بخط أبى محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب قال: ناولني الشيخ الصالح عمر بن عبد
الله الحربي وكان مريضا يومئذ وهو يوم الاثنين رابع عشرين ربيع الأول من سنة اثنين
وخمسين وخمسمائة، ثم بلغني أنه توفى بعد ذلك بيومين، ودفن في قبر أحمد.
1184 - عمر بن عبد الله بن عمر الحربي، أبو القاسم الشاعر الوراق:
سكن جرجان، وحدث بها وبأصبهان عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع
الأنطاكي وأبى جعفر محمد بن عمرو بن البحتري الرازاز. كتبت عنه بأصبهان أحمد
ابن محمد بن جعفر البردي، وقال: أملى علينا من حفظه في الجامع في ربيع الأول
سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وروى عنه أبو على الحسين بن علي بن محمد البرذعي
الهمداني في " معجم شيوخه ".
كتب إلى أبي الفتوح العجلي: أن أبا طاهر عبد الكريم بن عبد الرازق الحسن آباذي
أخبره عن أبي الحسين عبد الله بن محمد بن عبد الملك الفارسي أنبأ أبو على الحسين
ابن علي البرذعي إذنا أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الله الحربي على باب الشيخ أبى
بكر الإسماعيلي بجرجان أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن اليسع الأنطاكي أنبأ أحمد
ابن عبد الرحمن بن السدي الحافظ بأنطاكية حدثنا إسحاق بن إبراهيم الغربي حدثنا
ابن أبي السرى حدثنا عبد الرازق عن الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن
عمر قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " الاذنان من الرأس " (3).
أخبرنا البردي قال عمر بن عبد الله بن عمر الحربي: كتبت عنه في باب الشيخ
أبى بكر الإسماعيلي سنة سبعين ولم يكن ممن يعتمد على أصوله ولا روايته، مات في
طريق الحج إلا إحدى وسبعين يعنى وثلاثمائة.

(1) في الأصل: " ألا أجلس ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 353.
(3) انظر الحديث في: سنن أبي داود 1 / 19.
59

1185 - عمر بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن الحسين، أبو حفص الأهيلمي
الطبري:
قدم بغداد بعد الستين وأربعمائة، وسمع بها الكثير من مشايخ ذلك الوقت، وكان
قد حج مع أبيه وهو صغير، سمع بمكة من القاضي أبى الحسن محمد بن علي بن سجز
الأردى وأبى نصر عبيد الله بن سعيد الوائلي السجزي ودخل الشام وديار مصر،
فسمع هناك من جماعة، وحدث ببغداد باليسير.
كتب عنه عبد الله بن عبد الملك القابض الأصبهاني ببغداد وقال: كان طلق الوجه
حسن الخلق، وكان أبوه قضى أهليم وعمه خطيبها، توفى ببغداد في رجب سنة
ثلاث وستين وأربعمائة.
1186 - عمر بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن طويلة،
أبو البركات بن أبي القاسم، المعروف بابن الأخرس:
من أهل دار القز، وهو عم شيخنا عبد الله بن المبارك بن عبد الله، وقد تقدم
ذكره، سمع الشريف أبا العز محمد بن المختار بن المؤيد بالله وأبا غالب شجاع بن
فارس الذهلي وغيرهما، وحدث باليسير، سمع منه أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان
الكرخي والقاضي أبى المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، وأخرج عنه حديثا
في معجم شيوخه.
أنبأ أحمد بن طارق ونقلته من خطه أنبأ أبو البركات عمر بن عبد الله بن محمد
ابن الحسن بن الطويلة بقراءتي عليه أنبأ الشريف أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد
بالله الهاشمي حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الحربي إملاء حدثنا عمر بن
محمد الزيات حدثنا محمد بن صالح بن ذريح حدثنا محمد بن أبي سمينة حدثنا عمر بن
الحسن الراسبي حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا سيد ولد آدم وعلى سيد العرب " (1).
1187 - عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مكابر السقلاطوني، أبو حفص
ابن أبي السعادات:
كان وكيلا على أبواب القضاء، سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد بن الحصين وأبا

(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 1 / 93.
60

غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الوهاب
ابن المبارك الأنماطي وغيرهم وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي
القرشي، وعمر حتى أدركناه ولم يقضى لنا منه سماع، سمع منه أصحابنا. وتوفى
قبل طلبنا للحديث، بلغني أن مولده كان في سنة ثمان عشرة وخمسمائة تقريبا.
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي ونقلته قال: توفى عمر بن أبي السعادات بن مكابر
في يوم الأربعاء حادي عشر شهر رمضان من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ذكر
غيره أنه دفن بباب حرب.
1188 - عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ، أبو حفص بن أبي
السعادات بن أبي الحسن بن أبي الحسين، المعروف بابن صرما:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر أبيه وجده، سمع أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ
وأبا الحسن سعد الخبر بن محمد الأنصاري، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا، له دكان
قريب من باب النوى يعمل فيه المداسات.
أخبرنا عمر بن عبد الله بن محمد بن أحمد الإسكاف بقراءتي عليه في دكانه حدثنا
أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إملاء أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن
البسري قراءة عليه أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا البغوي إملاء
حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر عن
بلال رضي الله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى بين العمودين ملقى وجهه في جوف
الكعبة ".
توفى عمر بن صرما في يوم الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة تسع عشرة
وستمائة * ودفن من الغد بباب حرب، وقد ناطح الثمانين:
1189 - عمر بن عبد الله، أبو حفص الجلا المخرمي: حكى عن بشر بن الحارث الحافي شيئا من كلامه، روى عنه العباس بن عبد الله
الرازي، ويقال البغدادي.
أخبرنا أبو بكر عبد الرازق بن عبد القادر الجيلي أنبأ عبد الأول بن عيسى
السجزي أنبأ أبو عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأ أبو محمد
إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن المقرئ أنبأ أبو منصور محمد بن سمعان
61

المذكر حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البغدادي حدثنا أبو حفص عمر بن عبد
الله الجلا قال سمعت بشر بن الحارث يقول: ليس الزهد أن تزهد في كل شئ سوى
الله عز وجل.
أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن علي الموصلي قالا أنبأ عمر بن أحمد الصفار أنبأ
علي بن أبي صادق الحيرى أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي
حدثنا أبو النجم المذكر البردعي حدثنا محبوب بن محمد بن حمدويه البردعي حدثنا
العباس بن عبد الله الرازي حدثنا عمر بن عبد الله المخرمي قال سمعت بشر بن
الحارث الحافي يقول: بلغني أنه ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر جسدها
على النار، فان فاضت على وجهه " لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ". وما من عمل إلا وله
وزن وثواب إلا الدمعة فإنها تطفئ بحار النيران، ولو أن عينا بكت من خشية الله في
أمة من الأمم لرحم الله تلك الأمة ببكائه.
1190 - عمر بن عبد الله أبو سعيد القرشي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري في كتاب تاريخ الصوفية من جمعة
ونقلته من خطه، فقال: من مشايخ البغداديين له كلام يدق في علوم القوم حتى أنه
قال: قيمة كل عالم همه.
1191 - عمر بن عبد الله الأجرسي:
من أهل باب الأزج، ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه روى شيئا يسيرا، وتوفى
في المحرم سنة سبع وثمانين وخمسمائة.
1192 - عمر بن عبد الباقي بن علي بن المفرج، أبو حفص الواسطي المقرئ
المعروف بابن التبان:
أخو محمد الذي قدمنا ذكره، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله، وحدث
باليسير، روى عنه أبو المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطة قال: توفى عمر
ابن عبد الباقي بن التبان أبو حفص المقرئ في شهر ربيع الأول أو الثاني سنة خمسين
وخمسمائة في السواد، سمع وحدث ببغداد، وكان من قراء القرآن المجودين والحفاظ
المتقنين والدارسين والمداومين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أصحاب
الوالد.
62

1193 - عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن منصور بن جعفر بن علاقة
ابن حمد بن مغيث بن محرز بن محمر (1) بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن
شيبان، أبو القاسم بن أبي طاهر الذهلي الشيباني.
كان أديبا فاضلا، قرأ على أبي الحسن علي بن فضال المجاشعي، وروى عن
سليمان بن أحمد السرقسطي وغيره شيئا من الأدب والأناشيد، كتبت عنه أبو عامر
العبدري وأبو طاهر السلفي وأبو الحسن بن الخل الفقيه.
قرأت بخط أبى ظاهر السلفي وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر قال
أنشدني أبو القاسم عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني الأديب ببغداد
أنشدني أبو الحسن علي بن فضال المجاشعي النحوي لنفسه:
إن تلقك الغربة في بلدة * بجمهوا فيك على بغضهم
فدارهم ما دمت في دارهم * وأرضهم ما دمت في أرضهم
قرأت بخط أبى الحسن بن المبارك بن محمد الخل الفقيه وأخبرنيه عنه أبو الكرم
الهاشمي أنشدنا الرئيس أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني وكتب بها
إلى بعض أصدقائه معتذرا إليه من أمر طرقه:
يا سيدي دعوة مستمسك * بودك الأقدم والأحدث
بي حرقة فاعلم وكن عاذرا * لو هي بالأجبال لم تمكث
طاعة شيطان على خبثه * ومن يطع شيطانه يخبث
يقبح بالشيخ التصابي وقد * جاء نذير الموت والمبعث
لكن هو المقدر لا نعدل * عنه ومن يقصده لا يلبث
1194 - عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن الحسن، أبو حفص:
من أهل أسد آباذ - قرية من همدان، سمع بأسد آباذ القاضي أبا الحسن علي بن
الحسن بن بكر المحكمي، وبالري أبا بكر إسماعيل بن علي بن أحمد الخطيب
النيسابوري والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الحنفي النيسابوري،
وبهمدان أبا بكر أحمد بن عمر بن أحمد البزاز وعبد الواحد بن علي الهمداني وأبا
الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني وأبا الفضل أحمد بن عيسى بن عباد

(1) هكذا في الأصل.
63

الدينوري والقاضي أبا على الحسن بن عبد الله بن الحسين بن ياسين وأبا العباس أحمد
ابن محمد بن أحمد الموساباذي وأبا الفتح المظفر بن الحسن بن عثمان بن مموس وأبا
الحسن مكي بن منصور بن علان الكرخي، وقدم بغداد وسمع بها أبا القاسم عبد
العزيز بن علي الأنماطي وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري وأبا طاهر
أحمد بن الحسن الكرخي وأبا عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وجماعة غيرهم،
وعاد إلى بلاده، وقدم بغداد ثانيا وحدث بها في محرم سنة سبع وتسعين وأربعمائة
بكتاب " تاريخ أسد آباذ " من جمعة، سمع منه أبو عامر العبدري وخرج له فوائد من
شيوخه وقرأها عليه أيضا ببغداد.
أنبأنا القاضي أبو الحسن بن أحمد بن محمد العمرى عن أبي عامر محمد بن سعدون
ابن مرجا العبدري أنبأ أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأسد آباذي ببغداد أنبأ أبو
المعالي الحسن بن محمد بن شادي أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن المعتز حدثنا
أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم بن المعتز حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد
ابن سعيد المروزي حدثنا عبد الله محمود حدثنا عبد الوارث بن عبد الله بن مسلم بن
خالد الزنجي عن العلاء عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: " كرم المرء تقواه ومروءته عقله وحسه خلقه " (1).
قرأت في كتاب عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر الأسد آباذي بخطه قال عمر
ابن عبد الرحمن بن محمد في صديق:
هددني بالهجر معشوق * أهيف مثل الغصن ممشوق
وقد درى أنى من حبه * بنار أشواقي محروق
لاشك أنى ميت في الهوى * إن صح للهجران تصديق
ومن شعره أيضا:
شربنا الكأس في زمن الربيع * على ساق يسقينا بديع
الكأس في نور المسقى * ضياء الصبح في نور الشموع
قرأت في كتاب عبد الرحيم بن هبة آلله بن المعراض الحراني بخطه قال: سألت
الامام أبا حفص عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر الأسد آباذي عن مولده، فقال:
ولدت سنة ست وخمسين وأربعمائة، وسمعت الحديث سنة أربع وستين، وأمكلى

(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 2 / 77.
64

علينا ثلاثة أحاديث عن شيخ له وذلك بأسد آباذ في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين
وخمسمائة.
وكتب إلى أبو الفتوح الخطيب أنبأ أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال: عمر
ابن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الأسد آباذي، روى عنه ولده أبو الفتح ذو النون،
وتوفى فيهما بين سنة ثمان وعشرين وخمسمائة إلى صفر سنة إحدى وثلاثين.
1195 - عمر بن عبد الرحمن البغدادي:
حدث عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن جهنم الهمداني الصوفي، روى عنه أبو
الحسن علي بن محمود الزوزني الصفوفي.
قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي الغنائم محمد بن علي
بن ميمون النرسي أنبأ أبو الحسن علي بن محمود بن إبراهيم الزوزني الصوفي
قراءة عليه عليه حدثنا عمر بن عبد الرحمن البغدادي حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني قال
كتب الحسين بن منصور إلى أحمد بن عطاء: أطال الله لي حياتك، وأعدمني وفاتك.
على أحسن ما جرى به قدره أو نطق به خبر، معما أن لك في قلبي من بواهم أسرار
محبتك وأفانين ذخائر مودتك مالا يترجمه كتاب ولا يحصيه حساب ولا يفنيه عتاب،
وفى ذلك أقوال:
كتبت ولم أكتب إليك وإنما * كتبت إلى روحي بغير كتاب
وذاك لان الروح لا فرق بينها * وبين محبيها بفصل خطاب
فكل كتاب صادر منك وارد * إليك بلا رد الجواب جوابي
1196 - عمر بن عبد السلام، أبو حفص الصوفي البغدادي، يعرف بابن أبى
مسلم صاحب التميمي:
ذكره أبو على الحسن بن أحمد بن البناء في " كتاب طبقات الفقهاء " من جمعة -
نقله من خطه - وذكر أنه كان مفتيا، وأنه توفى في سنة ست وعشرين وأربعمائة.
1197 - عمر بن عبد السميع، أبو حفص:
ذكر طلحة الشاهد أنه توفى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقال: كانت عنده
حكايات عن ابن فهم.
65

1198 - عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن مسعود بن سعدان الناقد، أبو الفضل
الأمين، المعروف بابن الحصاص:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده وجده، اسمعه والده في صباه من تجنى الوهبانية
وغيرها، كتبت عنه وهو أمين القاضي ونعم الرجل هو.
أخبرنا عمر بن عبد العزيز الأمين أخبرتنا تجنى الوهبانية أنبأ طراد بن محمد الزيني
أنبأ هلال بن محمد الحفار حدثنا الحسين بن يحيى بن عباس حدثنا أبو الأشعث حدثنا
عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن برد عن سليمان بن موسى عن شر حبيل بن السمط
أنه كان نازلا على حصن من حصون فارس مرابطا قد أصابهم خصاصة فمر بهم
سلمان الفارسي فقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون عونا لكم
على منزلكم هذا؟ قالوا: يا عبد الله بلى حدثنا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
" رباط يوم في سبيل الله عز وجل خير من صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطا في
سبيل الله كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة " (1).
سألت عمر بن عبد العزيز عن مولده فقال: في شهر رمضان سنة سبع وستين
وخمسمائة، وتوفى ليلة الخميس لعشر خلون من شوال من سنة أربعين وستمائة،
ودفن من الغد بباب حرب.
1199 - عمر بن عبد العزيز بن أسناس، أبو القاسم الشاهد:
شهد عند القاضي أبى محمد العماني في شهر ربيع الاخر سنة ست وسبعين
وثلاثمائة فقبل شهادته، وتوفى يوم الأحد لثلاث بقين من شهر ربيع الاخر سنة
أربعمائة [قال (2)] وكان مولدي في المحرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة وذكر هذا
هلال بن الصائي ونقلته من خطه.
1200 - عمر بن عبد العزيز بن محمد بن عيسى، أبو حفص الخردلي (3):
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وغيره. وحدث
باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.

(1) انظر الحديث في: الجامع الصغير للسيوطي 2 / 18.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل: " الحردلى ".
66

حدثني أحمد بن محمد بن طلحة الشاهد أنبأ عمر بن عبد العزيز الخردلي، وأنبأ أبو
محمد بن الأخضر قالا أنبأ سعيد بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأ محمد بن محمد بن علي
الزينبي أنبأ محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا محمد بن
هارون حدثنا بكار بن محمد حدثنا عبد الله بن عوف عن محمد بن سيرين عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر " (1).
وفى عمر الخردلي بالمارستان العضدي في يوم الخميس خامس عشري شهر
رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة المارستان.
1201 - عمر بن عبد العزيز، مولى بنى العباس، أبو حفص الشطرنجي (2):
كان أبوه من موالي المنصور، وكان أعجميا ونشأ عمره في دار ومع أولاد مواليه
وكان كأحدهم وتأدب، وكان لاعبا بالشطرنج مشغوفا بها فلقب بالشطرنجي لغلبتها
عليه. فلما مات المهدى انقطع إلى عليه وخرج منها لما زوجت وعادت إلى القصر،
وكان يقول لها الاشعار فيما زيده من الأمور بينها وبين أخواتها وبنى أخيها من
الخلفاء فينتحل بعض ذلك ويترك بعضه.
أنبأنا عبد الله بن الحسن الكندي عن محمد بن أبي طاهر بن علي بن المحسن بن علي
أخبره عن أبيه عن أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني حدثني الحسن بن علي
الخفاف حدثني أحمد بن الطيب السرخسي حدثني الكندي عن محمد بن الجهم
البرمكي قال: رأيت أنا حفص الشطرنجي الشاعر فرأيت منه إنسانا يلهيك حضوره
عن كل غائب، وتسليك مجالسته عن كل هموم المصائب، قربه عرس، وحديثه أنس،
جده لعب ولعبه جددين ماجن، إن لبسته على ظاهره لبسته موموقا لا تمله، وإن تتبعته
أتنظر خبرته، وقعت على مروة لا تطور الفواحش بخناها، وما علمته أقل ما فيه
الشعر، وهو الذي يقول:
تحبب فإن الحب داعية الحب * وكم من بعيد الدار مستوجب القرب
إذا لم يكن في الحب عتب ولا رضى * فأين حلاوات الرسائل والكتب
تفكر فان حدثت أن أخا هوى * [غدا] (3) سالما فارج النجاة من الحب

(1) انظر الحديث في:
(2) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 259.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
67

وأطيب أيام الهوى يومك الذي * تروع بالتحريش فيه والعتب
وبالإسناد عن أبي الفرج الأصبهاني قال أخبرني جعفر بن قدامة حدثنا حماد بن
إسحاق عن أبيه قال: كان أبو حفص الشطرنجي ينادم أبا عيسى بن الرشيدي ويقول
له الشعر فينتحله، ويفعل مثل ذلك بأخيه صالح وأخته، وكذلك بعلية عمتهم، وكان
بنو الرشيد جميعا يزورونه ويأنسون به، فمرض فعادوه جميعا سوى أبى عيسى، فكتب
إليه:
إخاء أبى عيسى إخاء ابن ضده * وودى له ود ابن أم ووالد
ألم يأته أن التأدب نسبة * تلاصق أهواه الرجال الأباعد
فما ناله مستعذبا من جفائنا * موارد لم يعذب لنا من موارد
سلام هي الدنيا قروض وإن * أخوك مديم الوصل عند الشدائد
وبه عن الأصبهاني قال حدثني جعفر بن الحسين حدثني محمد بن هارون قال
حدثت عن أبي حفص الشطرنجي قال قال لي الرشيد يوما: يا حبيبي لقد أحسنت ما
شئت في بيتين قلتهما، قلت ماهما يا سيدي؟ فمن شرفهما استحسانك، فقال
قولك:
لم ألق ذا شجن ينوح بحبه * إلا حسبتك ذلك المحبوبا
حذرا عليك وإنني بك وائق * ألا ينال سواي منك نصيبا
فقال: يا أمير المؤمنين ليسا لي، هما للعباس بن الأحنف، فقال: صدقك والله
أجب إلى، ولك والله أحسن منهما حيث تقول:
إذا سرها أمر وفيه مساءتي * قضيت لها فيما تريد على نفسي
وما مر يوم ارتجى فيه راحة * فأذكره إلا بكيت على أمسى
قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر
التاجر قال كتب إلى محمد بن أحمد أبو جعفر الشاهد أن أبا عبيد الله المرزباني أخبره
قال أنشدني علي بن هارون عن أبيه لابي جعفر الشطرنجي:
وقد حسدوني قرب داري منكم * وكم من قريب الدار وهو بعد
دخولك من باب الهوى إن أردته * يسير ولكن الخروج شديد
وبه عن المرزباني قال أخبرني أحمد بن محمد الجوهري عن أحمد بن عبيد الله قال
قال أبو حفص الشطرنجي:
68

مناي لا تحسبي ذل الهوى صفة * تفديك نفسي بل ذل الهوى شرف
لا خير في الحب إلا فوق عاتبه * حتى يقول أناس إن ذا شرف
قد مكث الناس حسنا ليس بينهم * ود فيردعه التسليم واللطف لا
تعسا لمعشوقة في الحب منصفه * وللحب الذي إن ضيم يتنصف
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن زاهر بن طاهر النيسابوري قال كتب إلى علي بن
أحمد أن عبيد الله أخبره عن محمد بن يحيى الصولي قال حدثني الحسين بن يحيى
حدثني عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع قال: دخلت على أبي حفص
الشطرنجي شاعر علية بنت المهدى أعوده في علته التي مات فيها قال فجلست عنده
فأنشدني لنفسه:
نعى لك ظل الشباب المشيب * ونادتك باسم سواك الخطوب
فكن مستعدا لداء الفنا * فان الذي هو آت قريب
ألسنا نرى شهوات النفوس * تفتى ويبقى عليها الذنوب
وقبلك داوى المريض الطبيب * فعاش المريض ومات الطبيب
يخاف على نفسه من يتوب * فكيف ترى حال من لا يتوب
1202 - عمر بن عبد الكريم بن أبي غالب. أبو حفص الحمامي:
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف
وحدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لي لقاؤه، وقد أجاز لي جميع مسموعاته،
وكان قد لحقه صمم في آخر عمره، وتوفى في يوم الأربعاء الخامس والعشرين من
شعبان من سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1203 - عمر بن عبد الملك بن الحسن بنم يوسف بن السقطي:
روى عنه القاضي أبو على التنوخي في " كتاب الفرج بعد الشدة " حكاية، وقد
ذكر الخطيب أباه عبد الملك في التاريخ.
أنبأنا أحمد بن يحيى الخازن أنبأ الحسين بن علي الكوفي أنبأ المبارك ابن عبد الجبار
الصيرفي أنبأ أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي أنبأ أبى قال حدثني عمر بن
عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي - وكان يخلفني على القضاء بحران ونواح
69

من ديار، مصر، ثم خلفني على قطعة من سقى الفرات، وكان أبوه من قدماء الشهود
ببغداد - قال حدثني أبو الخطاب محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشاهد بالبصرة
- وأنا قد رأيته كبيرا وكان لي صديقا وما اتفق أن اسمع هذه الحكاية منه - قال:
غلست يوما أريد مسجد الزياديين بشارع المريد لوعد كان على فيه وكانت الريح
قوية بين يدي بآذرع رجل يمشي، فلما بلغنا دار رباح قلعت الريح سترة آجر وجص
على رأس الحائط فرمت بها عليه، فلم أشك في هلاكه وارتفعت غبرة عظيمة
أفزعتني فرجعت، فلما سكنت الغبرة عدت اسلك الطريق حتى دست بعض السترة
الساقطة ولم أر الرجل ولا أثره، فعجبت ويممت طريقي حتى دخلت مسجد الزياديين
فرأيت أهل المسجد مجتمعين فحدثتهم بما رأيت في طريقي متوجعا للرجل وشاكر الله
على سلامتي، فقال رجل منهم: أنا يا أبا الخطاب الرجل الذي وقعت على السترة
وذاك أنى قصدت هذا المسجد لمثل ما وعدت له، فلما سقطت السترة لم أحس لها
بضرب لحقني ووجدت نفس سالما فحمدت الله وتحيرت فوقفت حتى انجلت الغبرة.
فتأملت الصورة فإذا في السترة موضع باب كبير، وقد اتفق إن وقع على رأس وسائر
جسدي في موضع الباب فخرجت منه وسقط باقي السترة لم أحس لها بضرر لحقني،
فتخطيت على المنهدم وسبقتك إلى هاهنا.
1204 - عمر بن عبد الملك بن عمر بن خلف بن عبد العزيز الرزاز، أبو
القاسم الشاهد:
من ساكني باب الشعير، كان فقيها فاضلا على مذهب الشافعي، وشهد عند
قاضي القضاة أبى عبد الله الدامغاني في التاسع من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين
وأربعمائة فقبل شهادته. سمع الحديث من أبوى الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه
ومحمد بن محمد بن مخلد وابني على الحسن بن أحمد بن شاذان وأباه القاسم عبد
الرحمن بن عبيد الله الحرقى وعبد الملك بن محمد بن بشران وعبيد الله بن أحمد
الصيرفي وأبى بكر أحمد بن محمد غالب البرقاني وغيرهم، روى عنه أبو القاسم بن
السمرقندي.
أخبرنا أبو القاسم موسى بن سعيد بن هبة الله العباسي أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن
أحمد بن عمر السمرقندي أنبأ أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الرزاز أنبأ أبو
70

الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه أنبأ أبو بكر أحمد بن سليمان (1) النجاد
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي حدثني عبد الرحمن بن صالح
الأزدي حدثنا عمر (2) بن هاشم الجنبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع
السوء، وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الله عز وجل " (3).
أنبأ أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس أنبأ أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفى أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر
الرزاز العدل في ليلة السبت ودفن يوم السبت الخامس من رجب سنة إحدى وسبعين
وأربعمائة، وكان رجلا فاضا فقيها على مذهب الشافعي، وحدث عن ابن رزقويه
وابن مخلد (4)، والبرقاني. والحرفي وغيرهم، وكان ثقة زاهدا، وابتلى بمرض أقعد منه
وبقي سنين مقعدا، مولده سنة ست وأربعمائة.
قرأت بخط أبى على البرداني وفاته كذلك، وذكر أنه دفن في مقابر الشهداء بباب
حرب عند أبيه.
1205 - عمر بن عبد الملك، أبو النضير الشاعر، مولى بنى جمح:
من أهل البصرة. وذكر أن اسمه الفضل كان شاعرا صالح المذهب انقطع إلى
البرامكة، وله مدائح فيهم كثيرة فأعانوه إلى أن مات، ولما هلك البرامكة عاد إلى
البصرة فصار يغنى على جوار له.
أنبأ أبو القاسم الحذاء عن أبي سعد بن الطيوري أنبأ أبو القاسم بن أبي على
التنوخي إذنا عن أبيه أن أبا الفرج علي بن الحسين الأصبهاني أخبره قال أخبرني محمد
ابن مزيد بن أبي الأزهر حدثنا حماد بن إسحاق قال سمعت أبي يقول: لو قيل لي من
أظرف من رأيت قط أو عاشرته؟ لقلت: أبو النضير.
وبه عن الأصبهاني قال أخبرني عيس بن الحسن الوراق حدثنا الفضل بن محمد
اليزيدي حدثنا إسحاق قال: ولد للفضل بن يحيى مولد فدخل إليه [أبو] (5) النضير

(1) في الأصل: " سلمان ".
(2) في الأصل: " عمر ".
(3) انظر الحديث في: الجامع الصغير 2 / 55.
(4) في الأصل زيادة: " وابن رزقوية ".
(5) ما بين المعقوفتين من الأصل.
71

ولم يكن عرف الخبر فيعد له تهنئة، فلما مثل بين يديه رأى الناس يهنئونه نثرا ونظما
قال ارتجالا:
ويفرح بالمولود من آل برمسك * بغاة الندى والسيف والرمح ذو النصل
" وتبسط الآمال فيه لفضله "
ثم ارتج عليه فلم يدر ما يقول، فقال له الفضل بن يحيى " فيه لفظه "
" ولا سيما إن كان من ولد الفضل "
فاستحسن الناس بديهة الفضل في هذا، وأمر لابي النضير بصلة.
وبه عن الأصبهاني قال: أخبرني حبيب بن نصر حدثنا هارون بن محمد بن عبد
الملك حدثني بعض الموالى: حضرت الفضل بن يحيى وقد قال لابي النضير يا أبا النضير
أنت القائل فينا:
إذا كنت من بغداد في رأس فرسخ * وجدت نيسم الجود من آل برمك
لقد ضيقت علينا جدا، قال فلأجل ذلك أيها الأمير ضاقت على صلتك وضاقت
عنى مكافأتك، وأنا الذي أقول:
تشاغل الناس ببنيانهم * والفضل في بنى العلى جاهد
كل ذوي الرأي وأهل النهى * للفضل في تدبيره حامد
وعلى ذلك مما قلت البيت الأول كما بلغ الأمير وإنما قلت:
إذا كنت من بغداد في مقطع الثرى * وجدت نسيم الجواد من آل برمك
فقال له الفضل: إنما أخرت ذلك لأمازحك، وأمر له بثلاثة آلاف درهم.
وبه عن الأصبهاني قال حدثني عمر حدثنا أبو العيناه قال: حدثت عن أبي النضير
قال: دخلت على الفضل بن الربيع فقال: هل أحدثت بعدي شيئا؟ قلت: نعم، قال:
وما هو؟ أبياتا في امرأة تزوجتها وطلقتها لغير علة ألا تفضى لها وإنها لبيضاء
بضة كأنها سبيكة فضة، فقال لي: وما قلت فيها؟ فقلت قلت:
رحلت أنيسة بالطلاق * فأرحت من غل الوثاق
رحلت فلم تألم لها * نفس ولم تدمع مآقي
أولم تبن بطلاقها * لأبنت نفسي بالاباق
72

وشفاء مالا تشتهيه النفس تعجيل الفراق
فقال: يا غلام الدواة والقرطاس فأتى بهما، وأمرني نكتب له الأبيات، ثم قلت له:
أنت والله تبغض بنت أبي العباس الطوسي، فقال: اسكت أخزاك الله، ثم ما لبث أن
طلقها.
1206 - عمر بن عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن
كليب الحراني، أبو حفص:
ابن شيخنا أبى الفرج التاجر، وقد تقدم ذكره، حكى عنه والده حكاية كتبها عنه
إبراهيم بن علي بن بكروس الشاهد، وتوفى شابا قبل والده بزمان.
أنبأ أبو الفرج بن كليب قال حدثني ولدى أبو حفص عمر قال كنت بأرض
أقصره، وكان معنا جماعة في الطريق فقال أحدهم: انزلوا بنا لأفرجكم اليوم فنزلنا
وهناك شجرة عليها ورق أخضر وزهر أصفر فأخذ الرجل يصفق بيديه وأنشأ يقول:
يا نازلا بالبلد البلقع * ويا ديار الظاعنين اسمعي *
ما هي باطلالي ولكنها * رسوم أحبابي فنوحي معي
قال: فلم تزل يكررها حتى ترنحت الشجرة ثم ألقت زهرها الأصفر جميعه ثم
ألف ورقها جميعه، ولم يزل على ذلك كلما أنشد الأبيات ترنحت وألقت ما عليها
من الأوراق والازهار إلى أن لم يبق عليها شئ. قال شيخنا أبو الفرج: فحكيت ذلك
لصهري على ابنتي قايماز بن عبد الله المعروف بالمصلح المقتفري فقال: شاهدت رجلا
كرديا لنا بنهر مالك أو دجيل من أعمال العراق - الشك من الشيخ، وأنه نزل ببعض
أرضها وهناك شجيرة عليها الأزهار والأوراق وأنه أخذ ينشد هذين البيتين المقدمين
وانها ترنحت ثم ألقت أوراقها وأزهارها كالحكاية الأولى.
1207 - عمر بن عبد الواحد بن سعيد، أبو القاسم المقرئ اليعقوبي:
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، وحدث عنه ببلاد كرمان، سمع منه
يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشيرازي. وروى عنه في كتاب الأربعين من جمعه.
أخبرني أبو القاسم الصوفي جارنا أنبأ يوسف بن أحمد الشيرازي أنبأ أبو القاسم
عمر بن عبد الواحد بن سعيد اليعقوبي المقرئ بنرماسير أنبأ علي بن أبي طالب
73

العمرى وأنبأ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غير مرة أنبأ أبو
القاسم علي بن أبي طالب أحمد بن محمد بن بيان العمرى قراءة عليه أنبأ أبو الحسن
محمد بن محمد مخلد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا أبو
يزيد خالد بن حيان الرقي عن فرات بن سلمان وعيسى بن كثير كلاهما عن أبي
رضاء عن عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من بلغه عن الله عز وجل شئ فيه فضيلة فآخذ
به إيمانا به ورجاء ثوابه آتاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك (1).
1208 - عمر بن عبد الواحد بن منصور، أبو حفص السعدي:
من ساكني دار القز، سمع أبا العباس أحمد بن الحسين بن قريش وحدت عنه
بكتاب العرش لابن أبي شيبة، سمعه منه عمر بن محمد بن أحمد بن عمر التكريتي
الصوفي وشيخنا عمر بن محمد بن طبرزد المؤدب في جمادى الآخرة سنة اثنتين
وأربعين وأربعمائة.
أنبأنا ابن طبرزد أنبأ عمر بن عبد الواحد السعدي قراءة عليه أنبأ أحمد بن الحسين
ابن قريش قراءة عليه وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن الظفر الهمذاني أنبأ أبو
العز أحمد بن عبيد الله بن كادش أنبأ أبو طالب محمد بن علي العشاري أنبأ أبو الفتح
محمد بن أحمد بن أبي الفوارس أنبأ أبو على محمد بن أحمد بن الحسن الصواف أنبأ أبو
جعفر بن محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن علي حدثنا الهيثم بن
الأشعث السلمي حدثنا أبو حنيفة اليماني الأنصاري عن عمير بن عبد الملك قال
خطبنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه على منبر الكوفة فقال: كنت إذا سكت عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابتدأني، وإن سألته عنه الخبر أنبأني، وإن حدثني عن ربه قال قال
الرب جل وعز: وارتفاعي فوق عرشي، مامن أهل قرية ولا من أهل بيت كانوا
على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا عناه إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت لهم
عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي (2).

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 760.
(2) انظر الرواية في: سنن الترمذي 2 / 214.
74

1209 - عمر بن عبدون بن القاسم بن محمد بن داود بن عبد الغفار، أبو
القاسم التأني:
حكى عن أبي بكر بن مجاهد المقرئ حكاية رواها عنه أبو القاسم عبد الواحد بن علي
بن فهد العلاف وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبو الخطاب على
ابن عبد الرحمن بن الجراح وأبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأبو على الحسن بن
أحمد بن البناء. وكان ينزك في درب الديوان بالرصافة في جواز أبى القاسم بن
بشران، وسمعت منه هذه الحكاية في سنة ثمان عشرة وأربعمائة لست خلون من شهر
ربيع الأول، وكان له مائة وسنتان من عمره.
1210 - عمر بن عبدون الأنباري:
حدث بحكاية عن الحسن المسوحي رواها عنه أحمد بن محمد الحربي.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر أنبأ أبى عن عمه محمد
ابن عبد الواحد الدقاق أنبأ أبو محمد بن أبي مطر في كتابه إلى أن جده على
ابن عبد الله بن أبي مطر أخبرهم حدثنا عمر بن محمد الفياض حدثنا أحمد بن محمد
الحربي حدثنا عمر بن عبدون الأنباري حدثنا حسن المسوحي سمعت بشرا يقول أتيت
منزل المعافا بن عمران فقرعت الباب فقالت ابنته: من هذا؟ قال قلت: أنا بشر،
قالت: ومن بشر؟ قال: فجاء على لساني أن قلت " الحافي " فقالت: يا بشر لو
اشتريت فعلا بدانقين ذهب ذا الاسم.
1211 - عمر بن عبدويه، أبو حفص البغدادي:
حدث عن أبي العباس أحمد بن علي بن خلف المؤدب وإبراهيم بن الهيثم البلدي،
روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم البخلي.
أنبأ عبد القادر بن خلف المؤدب أنبأ محمد بن عبيد الله بن نصر أنبأ أبو طاهر محمد
ابن أحمد أبى الصقر الأنباري أنبأ القاضي أبو القاسم حسن بن أحمد الأنباري حدثنا
أبو عبد الله بن أحمد البلخي بمكة حدثنا أبو حفص عمر بن عبدويه البغدادي
75

حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن خلف حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري حدثنا
أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قلت: يا رسول الله ما معنى رمضان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا حميراء لا تقولي
رمضان فإنه اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولي شهر رمضان، يعنى رمضان أرمض
فيه ذنوب عباده فغفرها " قالت عائشة فقلنا: يا رسول الله شوال؟ فقالت: " شالت
لهم ذنوبهم فذهبت ".
1212 - عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن البقال أبو الفض المقرئ (1):
من أهل باب الأزج، قرأ القرآن على أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي،
وسمع الحديث بإفادة والده بعد الأربعمائة من أبى أحمد عبيد الله بن محمد أحمد بن أبي
مسلم الفرضي وبكر بن شاذان الواعظ وأبى محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى
البيع وأبى الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وغيرهم، روى عنه أبو بكر
الأنصاري وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن عبد السلام وأبو سعد الزوزني
وأبو بكر محمد بن القاسم بن الشهر زوري وفاطمة بنت أبي حكيم الخبري وكان
عبدا صالحا كثير التلاوة للقرآن يختم كل يوم ختمه، وإن بقي منها شئ ختمه ليلا،
وقد ختم خلقا كتاب الله عز وجل.
أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبي على أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن
محمد البزاز أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر بن البقال المقرئ قراءة عليه
حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس إملاء حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد
ابن نصير حدثنا إسماعيل بن عمرو حدثنا ناصح بن عبد الرحمن أبو عبد الله التميمي
عن سماك عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان شاب يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " سلني حاجة " قال: " ادع الله بالجن " فتنفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " نعم،
ولكن أعني بالسجود ".
قرأت في كتاب الشريف محمد بن الحسين بن محمد بن برغوث الهاشمي بخطه قال:

(1) انظر ترجمته في: المنتظم لابن الجوزي 8 / 322.
76

سألت أبا الفضل بن البقال عن مولده، فذكر أنه في صفر سنة خمس وتسعين
وثلاثمائة.
قرأت بخط أبى على أحمد بن محمد البرداني قال: توفى أبو الفضل عمر بن عبيد
المقرئ المعروف بابن البقال في ليلة الثلاثاء الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى
وسبعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب يوم الثلاثاء عند أبيه وقد سمعت منه. وبلغني أنه
سقط من السطح انفلق رأسه فمات. وكان ثقة.
1213 - عمر بن عثمان بن الحسين المامي، أبو حفص المقرئ:
من أهل باب الأزج، قرأ القرآن بالروايات على أبي حفص عمر بن ظفر الغازلي،
وسمع الحديث بعد علو سنه على أبي طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن
محمد بن يوسف، وحدث باليسير، وعاش حتى ناهز المائة، وكان شيخا صالحا.
1214 - عمر بن عثمان بن عمر، أبو حفص الحلاج:
من أهل باب البصرة، سمع أبا القاسم مقبل بن أحمد بن بكرة بن الصدر وغيره،
وحدث باليسير، سمع منه رفيقانا أبو المعالي محمد بن أحمد بن صالح بن شافع وعلى
ابن معالي الرصافي، وكان شيخا صالحا كثير العبادة قليل المخالطة للناس دائم
الصمت.
أخبرني علي بن معالي أنبأ عمر بن عثمان الحلاج [و] أنبأ مسعود بن عبد الله
الدقاق قالا أنبأ مقبل بن أحمد بن بركة قراءة عليه في رجب سنة خمسين وخمسمائة
أنبأ محمد بن عبد الكريم بن محمد الكاتب أنبأ أبو على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن
شاذان أنبأ أبو عمرو عثمان أحمد بن عبد الله الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق
حدثنا قبيصة بن عقبة حدثنا سفيان عن جرير بن حازم عن أبي نصر العدوي عن أبي
الدهماء العدوي عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من سمع منكم
بالدجال فليفر منه يأتيه الرجل يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يرى معه من الشبهات " (1).

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 786.
77

ذكر لي علي بن معالي أن عمر بن عثمان الحلاج توفى في ليلة السبت الثالث عشر
من صفر سنة أربع وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب وكان شيخا صالحا.
1215 - عمر بن علي بن إبراهيم، أبو حفص، المعروف بابن بعيجة:
من ساكني المأمونية - وهو أخو أبى البركات المبارك بن علي، سمع أبا القاسم هبة
الله بن محمد بن الحصين، وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي
القرشي وذكره في معجم شيوخه وذكر أنه كان صالحا. وأن مولده في سند اثنتى
عشرة وخمسمائة، وأنه توفى يوم الخميس الحادي والعشرين من شوال سنة خمس
وسبعين وخمسمائة دفن بباب حرب.
1216 - عمر بن علي بن أحمد الزنجاني، أبو حفص، الفقيه الشافعي (1):
قدم بغداد وقرأ الفقه على القاضي أبى الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وقرأ
الكلام على أبي جعفر أحمد بن محمد السمناني، وسمع منها الحديث وسافر إلى
الشام، وسمع بدمشق أبا نصر محمد بن أحمد بن طلاب، وكان فاضلا صنف كتابا
سماه " المعتمد "، وحدث بدمشق وصور وعاد إلى بغداد وحدث بها، واستوطنها إلى
حين وفاته.
ذكر أبو الفضل بن خيرون أنه توفى في ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء من جمادى
الأولى سنة تسع وخمسين وأربعمائة إلى جنب أبى العباس بن سريج باب درب مقبرة
قريبا من الشونيزية.
1217 - عمر بن علي بن أحمد بن الليث، أبو مسلم الليثي:
من أهل بخارى، له الرحلة الواسعة في طلب الحديث، سمع الكثير، وكتب جملة
صالحة بخطه وخرج التخاريج وجمع الجموع، سمع ببخار أبا سهل عبد الكريم بن عبد
الرحمن الكلاباذي وأبا الحسن علي بن أحمد بن حساج التميمي وأبا بكر محمد بن
محمد بن أحمد بن حاضر الهراس وأبا يعقوب يوسف بن منصور الحافظ السياري

(1) انظر ترجمته في: الأنساب 6 / 326. والاكمال 4 / 229. وطبقات الشافعية للأسنوي
ص 616.
78

الصفار وأبا القاسم عبد الملك بن علي إمام ببخارى وعمر بن منصور بن علي
السمسار وعبد الملك بن محمد الكرابيسي والحسين بن علي البخاري
المعروف بالعافية وأبا الفتح عبد الملك بن عبد الرحمن البخاري، وبسمرقند أبا الطيب
المطهر بن محمد الخاقاني البغوي وأبا سعد محمد بن جعفر المطيبي، وبكش أبا محمد
عبد العزيز بن أحمد الحلواني، وببلخ أبا الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله الكرابيسي
الخطيب وأبا عمر محمد بن أحمد المستملى وأبا الفضل محمد بن محمد بن أحمد البلخي
ومحمد بن أبي جعفر الحلمي وعلي بن أحمد بن عبد الرحمن الأمين البلخي، وبغزنة أبا
منصور المظفر بن الحسين بن إبراهيم المحدث الغزنوي وأبا الحسن علي بن محمد بن
نصر بن اللبان الدينوري وأبا عثمان سعيد بن أحمد بن محمد العيار الصوفي وعبد
الحميد بن أحمد الهاشمي، وبهراة أبا أحمد القاسم بن أبي عثمان القرشي والحسن بن علي
بن أبي طالب الأديب وعبد الوهاب بن محمد الخطابي وعطاء بن أحمد الهروي
والفضل بن أي الفضل الجارودي، وببوشنج أبا سعد منصور بن العباس التميمي
ومحمد بن عبد الحميد البوشنجي، وبمرو أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وعبد
السلام بن عبد الصمد البزاز وأبا غانم أحمد بن علي الكراعي، وبنيسابور أبا عثمان
إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وأبا الحسين
عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا عامر الحسن بن محمد النسوي وأبا بكر محمد بن
عبد العزيز الحافظ الحيرى وأبا سعيد عبد الرحمن بن محمد العارض وأبا عثمان سعيد
ابن أبي عمرو البحيري وعبد الرحمن بن إسحاق المؤدب وعبيد الله بن محمد بن
إسحاق بن منده الأصبهاني وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وبأصبهان أبا القاسم
عبد الرحمن وأبا عمرو عبد الوهاب بن محمد.
ابن إسحاق بن منده أبا بكر محمد بن أحمد بن أسد المديني وأبا طاهر أحمد بن
محمد بن عمر النقاش وأبا الفوارس أحمد بن الفضل بن أحمد العنبري وأبا المظفر محمود
ابن جعفر الكوسج وعائشة بنت الحسن الوركانية، وبهمذان أبا بكر أحمد بن محمد.
الهروي وأبا الفضل محمد بن عثمان القومساني وأبا القاسم يوسف بن محمد بن
يوسف الخطيب، وقدم بغداد سنة ستين وأربعمائة، وسمع بها من الشريفين أبى
الحسين أبى الحسين محمد بن علي بن المهتدى أبى الغنائم عبد الصمد علي بن المأمون
وأبى الغنائم محمد بن علي الدجاجي وأبى الحسين أحمد بن محمد بن النقور وعبد
79

الوهاب بن عثمان المخبزي وجماعة من هذه الطبقة وحدث ببغداد، فسمح منه أبو
الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو بكر بن الخاضبة وأبو طاهر أحمد بن
الحسن الكرجي وأبو محمد عبد الله بن سمعون القيرواني، وروى عنه من البغداديين
أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلى وأبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء.
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب أنبأنا أبو غالب بن البناء أنبأنا أبو مسلم
عمر بن علي الليثي البخاري قدم علينا طالبا للعلم في شهر ربيع الأول سنة ستين
وأربعمائة وأخبرنا أبو الحسين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور
أنبأ أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي قالا أنبأنا عبد الغافر بن محمد
الفارسي أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمرويه الجلودي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم
ابن محمد شعبان حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأنا
أبو اليمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو في الصلاة: " اللهم
إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم "، قالت: فقال له قائل: ما
أكثر ما نستعيذ من المغرم يا رسول الله قال: " إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد
فأخلف " (1).
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: سألت أبا
نصر المؤتمن بن أحمد الساجي عن أبي مسلم الليثي، قال: حسين المعرفة شديد العناية
بالصحيح.
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية أنبأنا أبو طاهر السلفي قال:
سألت أبا الكريم خميس بن علي الحوزي عن أبي مسلم الليثي البخاري، فقال: قدم
علينا واسطا في سنة تسع وخمسين، وقال: كتبت وكتب لي عشر رواحل، وسألت
عنه أبا بكر الدقاق بن الخاضبة ببغداد فأثنى عليه قال: كان له أنس بالصحيح، وانحدر
من عندنا إلى البصرة وتوجه منها إلى الأهواز فبلغنا وفاته.

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 322، 2 / 942.
80

كتب إلى أبو جعفر وأبو بكر محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى
ابن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده أخبرهما قال: عمر بن علي الليثي
البخاري أبو مسلم أحمد بن يدعى الحفظ والاتفاق والمعرفة إلا أنه [كان] (1) يدلس
وكان متعصبا لأهل البدع، أحول شره وقاح: كلما هاجت ريح قام معها، [و] (2)
صنف مسند الصحيحين.
كتب إلى أبو سعد الخليل بن بدر بن ثابت الرارانى قال: سمعت أبا عبد الله محمد
ابن عبد الواحد الدقاق الحافظ [يقول: الحفاظ] (3) الذين شاهدتهم: أبو مسلم من
على البخاري يعرف بالليثي، ورد علينا أصبهان وكان من أحفظ من رأيت
للكتابين (4)، جمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة كل واحدة منها قريبة من مجلد.
كتب إلى أبو القاسم عبد السلام بن طاهر بن شعيب الهمداني أنبأنا أبو منصور
شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلي أنبأنا أبى قال: عمر بن علي الليثي أبو مسلم
البخاري قدم علينا في شهر رمضان سنة ستين وأربعمائة، لم يقض لي منه السماع،
وكان يحفظ ويدلس، حدثني عنه أبو القاسم بن النضر (5)، وروى عنه جماعة من
أصحابنا، مات بخوزستان سنة ست وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق البازكلى البصري بخطه قال: توفى شيخنا
أبو مسلم البخاري بالأهواز بعد خروجه من الرحلة الثانية إلينا، وذلك في المحرم من
صفر من سنة ست وستين وأربعمائة.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس،
أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أن أبا مسلم الليثي مات بالأهواز،
مات في سنة ثمان وستين وأربعمائة، قال: وكان أنيسا بالحديث سمعت منه وسمع
منى وكان فيه (6) تمايل عن أهل العلم وعجب بنفسه.
1218 - عمر بن علي بن إدريس، أبو عبد الله:

(1) ما بين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.
(2) ما بين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.
(3) ما بين المعقوفتين زيد من تذكرة الحفاظ.
(4) في الأصل: " للعباس ".
(5) في الأصل: " البصري ".
(6) في الأصل: " منه ".
81

حدث عن أبي الحسن محمد بن الوليد بن أبان العقيلي المقرئ، روى عنه أبو سعد
عبد الرحمن بن محمد الإدريسي. أخبرني الأعز بن محمد الإسكاف أنبأنا أبو جعفر أحمد
ابن عبد الله بن عبد القادر بن محمد بن يوسف أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين
الربعي إذنا عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أنبأنا أبو سعد عبد
الرحمن بن محمد الإدريسي حدثنا أبو عبد الله عمر بن علي بن إدريس ببغداد حدثنا
محمد بن الوليد العقيلي حدثنا نعيم بن حماد قال سمعت ابن المبارك يقول: سخاء
النفس عما في أيدي الناس أفضل من سخاء النفس بالبذل، ومروة القناعة بالرضا
أفضل من مروة البذل. قال نعيم: وأنشأ ابن المبارك:
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له * وإن ترى قنعا ما عاش مفتقرا
فالعرف ما يأته تحمد عواقبه * ما ضاع عرف وإن أوليته حجرا
1219 - عمر بن علي بن بقاء بن النموذج، أبو حفص البقال:
من أهل الحريم الطاهري، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد الحصين وغيره،
وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا
في معجم شيوخه، وعمر حتى أدركناه وكتبنا عنه، وكان شيخنا صالحا فقيرا صبورا
ممتعا بإحدى عينيه.
أخبرنا عمر بن علي بن النموذج بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن
الحصين أنبأ الحسين بن علي بن الحصين أنبأ الحسن بن علي بن المذهب أنبأ أحمد بن
جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد عن
عبد الملك عن عطاء عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " صلوا في
بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ".
سألت ابن النموذج عن مولده فقال: كان لي في الوفر ثلاث سنين إلا ثلاث
شهور - فيكون مولده تقديرا في سنة أربع عشرة أو أول سنة خمس عشرة
وخمسمائة. وذكر القاضي القرشي أنه سأله عن مولده فذكر ما يدل أنه في سنة اثنتى
عشرة - والله أعلم. وتوفى ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمان
وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1220 - عمر بن أبي علي بن أبي بكر، أبو حفص:
من أهل الحربية، حدث عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، روى
عنه سلمان الحربي.
82

1221 - عمر بن علي بن جعفر، أبو حفص الرزاز:
جار ابن شاقلا، روى عن أبي جعفر بن المولى، كتب عنه أبو إسحاق بن شاقلا.
أنبأنا أبو شجاع المقرئ وأبو اليمن الكندي قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن علي
المقرئ أنبأ جدي أبو منصور الخياط أنبأ القاضي أبو يعلى بن الفراء قال: نقلت من
خط أبى إسحاق بن شاقلا قال أخبرني أبو حفص عمر بن علي بن جعفر الرزاز قال
سمعت أبا جعفر محمد بن المولى يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: كان
في دهليزنا دكان إذا جاء انسان يريد أن يخلو معه أجلسه على الدكان، وإذا لم يرد
أن يخلو معه أخذ بعضادتي الباب وكلمه، فلما كان ذات يوم جاءنا انسان فقال لي
قل له: أبو إبراهيم السائح فجلسنا على الدكان، فقال لي أبى: سلم عليه فإنه من كبار
المسلمين - أو من خيار المسلمين، فسلمت عليه، فقال [له] (1) أبى: حدثني يا أبا
إبراهيم فقال له أبو إبراهيم: خرجت إلى الموضع الفلاني بقرب الدير الفلاني فأصابتني
علة فمنعتني من الحركة، فقلت في نفسي: لو كنت بقرب الدير لعل من فيه من
الرهبان يداوني، فإذا أنا بسبع عظيم يقصد نحوي حتى جاءني، فاحتملني على ظهره
حملا رفيقا حتى القاني عند الدير، فنظر الرهبان إلى حالي مع السبع، فأسلموا كلهم
وهم أربعمائة راهب.
1222 - عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي، أبو المحاسن بن أبي
الحسن بن أبي البكرات بن أبي محمد بن أبي الحسن القرشي (2):
من أهل دمشق، كان من حفاظ الحديث المكثرين من قراءته وسماعه وكتابته
وتحصيله، سمع بالشام وبلاد الجزيرة ثم دخل بغداد وأقام بها يسمع ويقرأ ويكتب
ويحصل الأصول إلى حين وفاته، وشهد عند قاضي القضاة أبى طالب روح بن أحمد
الحديثي في يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الاخر من سنة ست وستين
وخمسمائة فقبل شهادته وولاه القضاء بحريم دار الخلافة، ثم القضاء بربع سوق
الثلاثاء وجرت أحكامه على السداد وقانون السلف من التسوية بين (3) الخصوم

(1) ما بين المعقوفتين زيد من صفحة الصفوة 2 / 232.
(2) انظر الترجمة في: تذكرة الحفاظ 1365. والعبر في خبر من غير 4 / 224.
(3) في الأصل: " من الخصوم ". أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس.
83

إقامة جاه الشرع والحكم على الخاص والعام من غير محاباة لقوى على ضعيف ولا
غنى على فقير، ثم نفذ رسولا من دار الخلافة إلى نور الدين محمود بن زنكى إلى
دمشق في سنة سبع وستين وخمسمائة فأقام بدمشق وحدث بها ثم عاد إلى بغداد،
وسمع بدمشق أبا محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاوس وأبا الفتح نصر الله بن
محمد بن عبد القوى المصيصي وأبا الدر ياقوت بن عبد الله البخاري وأبا القاسم
الحسين بن الحسن بن العجمي، وبحران أبا الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر
الزاهد الأسدي وأبا العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي وأبا القاسم نصر بن
أحمد السوسي وأبا الفتوح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد بن النجار وأبوي يعلى حمزة
ابن علي بن الحبوبي وحمزة بن أحمد بن فارس بن كروس، وجماعة غيرهم، وبحلب أبا
طالب عبد الرحمن بن الحسن بن العجمي، وبالموصل أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن
الطوسي، وببغداد الشريف أبا المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الهاشمي وأبا الوقت
عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي وأبا المظفر هبة الله بن أحمد (1) بن الشبلي،
وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي، وخلقا كثيرا من أصحاب طراد
الزينبي وعاصم بن الحسن وأبى الخطاب بن البطر، وأبى [بكر] (2) بن نبهان وأبى
الغنائم بن النرسي وأبى طالب بن يوسف وابن الطيوري وبالغ في الطلب حتى سمع
من أصحاب أبي القاسم بن الحصين وأبى غالب بن البناء وأبى العز بن كادش وأبى
بكر بن عبد الباقي وأمثالهم، ولم يزل يسمع حتى سمع من أصحاب ابن السمرقندي
وابن عبد السلام وابن الطراح والأرموي، وكتب عن أقرانه وأمثاله وعمن هو دونه،
ولم ير في المتأخرين أكثر سماعا منه ولا كتابة ولا تحصيلا، ومع هذا فإنه حدث
باليسير.
وتوفى قبل أوان الرواية، وكان قد جمع لنفسه معجما لشيوخه الذين كتب عنهم،
وأظنهم بلغوا ثمانمائة أو أكثر ولم يحدث به، وكان ثقة صدوقا متدينا عفيفا نزها،
روى عنه شيخه معمر بن عبد الواحد الأصبهاني حديثا في معجم شيوخه، وقد روى
لنا عنه عمر بن محمد بن أحمد بن جابر.
أخبرنا عمر بن محمد أبو نصر أنبأ أبو المحاسن عمر بن علي القرشي بانتقاء إبراهيم

(1) في الأصل: " ابن محمد ".
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر 4 / 302.
84

ابن محمود بن الشعار وقراءته عليه وأنا أسمع أنبأ أبو القاسم الحسين بن الحسن
الأسدي وأبو العشائر محمد بن خليل القيسي وأخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد
ابن محمد الأنصاري بقراءتي عليه بدمشق أنبأ أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله
ابن طاؤس قالوا جميعا أنبأ أبو القاسم علي بن محمد المصيصي أنبأ عبد الرحمن بن
عثمان بن أبي نصر أنبأ خثيمة بن سليمان حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنبأ
وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما
أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " (1).
أنشدنا عمر بن محمد بن أحمد الصوفي قال: أنشدنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي
بن الخضر القرشي لنفسه:
إذا ما نصحت المرء في الامر مرة * ولم يرتدع عنه فثن وثلث
فان فاء نحو الحق فاترك عتابه * وإلا فعج عن نصحه لا تلبث
فما تركه... (2) ضعفا إلا سفاهة * وماذا الذي يغنيك عن نصح أخوث
حدثني أبو محمد بن الأسعد بن الكواز الدقيقي جارنا قال: كان لي دين على شيخ
من أهل العلم والوعظ يعرف بجرادة فطالبته، فماطلني لعسرته، فأحضرته مجلس
القاضي الدمشقي، فلما مثلنا بين يديه سلم عليه الشيخ جرادة - وكان القاضي
يعرفه، فقام له قائما وأجلسه إلى جانبه وسأله: ألك حاجة؟ فقال: له إنني قد
أحضرت مع خصيم لي، له على دين إلى مجلسك، فقال له: وأين خصمك؟ فأشار إلى
وكنت شابا، فالتفت القاضي سريعا وقد تغير وجهه، وأمرني بالجلوس إلى جانب
خصمي، واعتذر إلى طويلا من وقوفي وخصمي جالس حتى استحييت وخجلت، ثم
تصالحنا سمعت أبا بكر عبد الله بن عمر على القرشي يقول: ولد والدي بدمشق في ليلة
السبت الثالث والعشرين ومن شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة، وقدم بغداد يوم
الأربعاء الثالث عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وتوفى رحمه الله في يوم الأحد سادس ذي الحجة من سنة خمس وسبعين

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 226.
(2) بياض في الأصل مكان النقط.
85

وخمسمائة، ودفن بكرة يوم الاثنين في مقبرة الشونيزية في دكة رويم رحمه الله.
1223 - عمر بن علي بن خليفة بن طيب، أبو حفص العطار المقرئ:
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا الحسين محمد
ابن أبي يعلى بن الفراء وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا الحسن علي بن
عبيد الله بن الزاغوني وأبوي بكر محمد بن الحسين المزرقي ومحمد بن منصور القصرى
وغيرهم، وحدث باليسير، روى لنا عنه.
أخبرني محمد بن عمر بن علي بن خليفة العطار أنبأ والدي أنبأ أبو الحسين محمد
ابن محمد بن الحسين بن الفراء وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأنبأ أبو على
ضياء بن أحمد والحسين بن سعيد الأمين قالا أنبأ محمد بن عبد الباقي الأنصاري قالا
حدثنا القاضي أبو يعلى بن الفراء
ابن الفراء إملاء أنبأ علي بن عمر الحربي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار
الصوفي حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن
يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من صام رمضان
إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " (1)
سمعت محمد بن عمر بن علي بن خليفة يقول: ولد والدي في سنة خمسمائة
وتوفى في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب. وذكر شيخنا أحمد بن
سليمان الحربي ونقله من خطه أن وفاته كانت صفر من السنة المذكورة.
1224 - عمر بن علي بن عبد السيد بن عبد الكريم، أبو حفص بن أبي
الحسن وهبة الله بن أحمد بن الحريري وإسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبا
بكر محمد عبد الباقي البزاز:
كتبت عنه وكان شيخا صالحا.
أخبرنا عمر بن علي بن عبد السيد الصفار بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن
أحمد السمرقندي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم ابن علي الفيروز آبادي حدثنا أبو الفرج محمد
بن عبيد الله الخرجوشى قال: سمعت أبا بكر بن إبراهيم الجرجاني الفقيه يقول:

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 255.
86

سمعت أبا طالب أحمد نصر الحافظ يقول: سمعت أبا هاشم المقرئ يقول: سمعت
أبا سعيد القطيعي يقول سمعت المزني يقول من استغضب فلم يغضب فهو حمار، ومن
استرضى فلم يرض فهو شيطان.
أخبرني عمر الصفار أنبأ أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو إسحاق الشيرازي
أنشدنا القاضي أبو الطيب الطبري أنشدنا المعافى بن زكريا القاضي:
أيا مولاي صرت قذى بعيني * وسترا بين عيني والمنام
وكنت من الحوادث لي عياذا * فصرت بين عيني في نظام
وكنت من المصائب لي عزاء * فصرت من المصيبات العظام
توفى عمر الصفار في يوم السبت ثاني جمادى الآخرة من سنة أربع وتسعين
وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصورة عند رباط الزوزني، وكان مولده في سنة
خمس عشرة وخمسمائة.
1225 - عمر بن علي بن علي بن بهليقا، أبو حفص الدقاق:
والد أحمد الذي تقدم ذكره، من أهل الجانب الغربي، كان شيخا صالحا متدينا
راغبا في فعل الخير ذا نعمة ويسار، وهو الذي بنى المسجد الجامع العقبة، وكان
مسجدا صغيرا، فاشترى ما حوله ووسعه وأحسن بناءه، ويصلى فيه الجمعة في يومنا
هذا.
توفى يوم الاثنين الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ستين وخمسمائة، ودفن جوار
الجامع الذي بناه.
1226 - عمر بن علي بن عمر البناء، أبو حفص بن لبى الحسن الواعظ:
من أهل الحربية، تفقه في صباه على أبي الحسن الزاغواني، وقرأ الأدب على أبي
السعادات بن السيجزى واشتغل بالوعظ وسمع الحديث من أبى القاسم بن الحصين
وأبى الحسين محمد بن أبي يعلى بن الفراء، كتبت عنه، وكان صدوقا فاضلا حسن
الطريقة متدينا حسن الاخلاق، فكان الناس ويقول الشعر.
أخبرنا عمر بن علي الواعظ قراءة عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين
قراءة عليه أنبأ أبو على الحسن بن علي التميمي أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان
87

ابن مالك القطيعي حدثنا عبد الله [بن] (1) أحمد بن حنبل حدثني أبي قال قرأت على
يحيى بن سعيد [عن] (2).
عثمان بن غياث قال حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد
الرحمن الحميري قالا لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا وما يقولون فيه، فقال: إذا رجعتم
إليهم فقولوا: إن ابن عمر منكم برئ وأنتم منه براء - ثلاث مرار، ثم قال: أخبرني
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهم هم جلوس أو قعود عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاءه رجل
يمشي حسن الوجه حسن الشعر، عليه ثياب بياض، فنظر القوم بعضهم إلى بعض ما
نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر ثم قال: [يا] (3) رسول الله! آتيك! قال: [نعم] (4)
فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخديه فقال: ما الاسلام؟ فقال: " شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم شهر
رمضان، وتحج البيت " قال: فما الايمان؟ قال: " أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار
والبعث بعد الموت والقدر كله "، قال: فما الاحسان؟ قال: أن تعمل [لله -] (5)
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". قال: فمتى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها
بأعلم من السائل " قال: فما أشرطها؟ قال: " إذا العراة الحفاة العالة رعاء الشاء تطاولوا
في البنان وولدت الإماء أربابهن " قال: ثم. قال: على الرجل! فطلبه فلم يروا شيئا،
فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال: يا ابن الخطاب! أتدري من السائل عن كذا وكذا؟
قال: الله ورسوله أعلم، قال: ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم، قال: وسأله رجل
جهينة أو مزينة فقال: يا رسول الله! فيما نعمل أفى شئ قد خلا أوفى شئ
يستأنف؟ قال: " أهل الجنة يسيرون لعمل [أهل] (6) الجنة وأهل النار ييسرون لعمل
أهل النار " (7).
أنشدني محمد بن سعيد الحافظ قال أنشدني عمر بن علي الواعظ لنفسه:
إن المنايا لم تبق من أحد * وليس يبقى حي سوى الصمد

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر
(5) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.
(7) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 / 27.
88

فعد جيراننا الذين مضوا * وعن قريب تصير في العدد
إناء إلى الله راجعون إلى * أرأف من والد على ولد
توفى عمر الواعظ ليلة الخميس لست عشرة ليلة خلت من شوال من سنة سبع
وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب حرب، وكان مولده في صفر سنة أربع
عشرة وخمسمائة.
1227 - عمر بن علي بن محمد بن علي بن الإسكاف، أبو حفص، المعروف
بابن كدايا:
من أهل الحربية، سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف،
كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به ويعمل اللبن ويأكل من كديده.
أخبرنا عمر بن محمد بن الإسكاف أنبأ أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر
أنبأ أحمد بن محمد بن النقور أنبأ محمد بن عبد الرحمن المخلص أنبأ رضوان بن أحمد
الصيدلاني أنبأ أحمد بن عبد الجبار العطاردي حدثنا يونس بن بكير عن مطر بن
ميمون المحاربي عن أنس بن مالك قال سمعته قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين
المسلمين، وقال لعلى: أنت أخي وأنا أخوك، وآخى بين أبى بكر وعمر، وآخى
المسلمين جميعا.
توفى عمر ابن الإسكاف في يوم الاثنين لثلاث خلون من شهر ربيع الاخر من
سنة ستمائة، ودفن بباب حرب وكان فقيرا شديد الفقر مدقعا جميع عمره، ومات ابن
عم له موسر قبل موته بأيام وليس له وارث سواه، فحضر نواب أصحاب التركات
وختموا على ماله وقالوا لعمر: اذهب واكتب محضرا بصحة نسبتك إليه لنسلم إليك
المال، فأخذ محضرا وكتب له فيه جماعة بصحة النسبة بينهما ابنا عم، فجاءه مرض
ومات ولم يقدر له أن يشرب من تركة ابن عمه ماء أو يسلمها أصحاب التركات،
ولم يعرض المحضر على التركات.
1228 - عمر بن علي بن نصر الصيرفي، أبو المعالي أبى الحسن الخفاف:
سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد
الوهاب التميمي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي، روى لنا
عنه عبد الوهاب بن عبد الله الصوفي وإسماعيل بن علي بن فاتكين الجوهري.
89

أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الله وإسماعيل بن علي بن فاتكين قالا أنبأ أبو المعالي
عمر بن علي الصوفي أنبأ أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي أنبأ أبو الحسين
أحمد بن محمد الواعظ حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي أنبأ زياد بن أيوب حدثنا
محمد يعنى ابن يزيد أنبأ عاصم بن محمد بن أ بيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ولا
يزال هذا الامر في قريش ما بقي من الناس اثنان " (1).
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفى عمر بن علي بن
الصيرفي في يوم الاثنين سادس ربيع الأول من سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
1229 - عمر بن عيسى بن أبي الحسن البزوري، أبو حفص،
من أهل باب البصرة، وهو أخو عبد الرحمن الواعظ الذي تقدم ذكره، سمع أبا
المعالي بن محمد بن اللحاس وأبا العباس أحمد بن بنيمان بن عمر البقال وأبا محمد عبد
الله بن أحمد بن الخشاب وغيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن السمت.
أخبرنا عمر بن عيسى البزوري أنبأ محمد بن محمد أبو المعالي العطار أن علي بن
أحمد بن البسري أخبره عن أبي عبد الله بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم
الكوفي أخبرني الحسين بن محمد بن يزيد حدثنا جعفر بن محمد عن شيخ له عن محمد
ابن كثير عن معمر الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " سلموا على اليهود
والنصارى ولا تسلموا على شارب خمر، فإن سلم عليكم فلا تردوا عليه ".
توفى عمر بن عيسى البزوري في ليلة الأحد لثمان خلون من شعبان سنة ثمان
عشرة وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور وقد جاوز السبعين.
1230 - عمر بن أبي غالب بن بقبرة، أبو الكرم البقال:
من أهل العتابين، سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وحدث باليسير، روى عنه
أبو سعد بن السمعاني وذكر أنه كان شيخا صالحا وكان ممتعا بإحدى عينيه ثم أضر
في آخر عمره.
وتوفى يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة،
ودفن بباب خرب.
* (همش) * (1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 157. (*)
90

1231 - عمر بن غالب، أبو حفص:
من أصحاب الحديث، ذكره عبد الباقي بن قانع توفى سنة ثلاثين وثلاثمائة، وقال:
كتبت عنه أحاديث ولم يحدث الناس، مات في المحرم.
1232 - عمر بن غانم بن علي بن الحسين بن التبان، أبو حفص بن أبي بكر
المقرئ:
من ساكني البستان الصغير بشارع المأمونية، وله مسجد مقابل البستان يؤم الناس
فيه، هكذا سمى والده غانما القاضي أبو المحاسن القرشي، ورأيته بخطه في معجم
شيوخه والمشهور كنيته، سمع الكثير من أبوى القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين (1)
وزاهر بن طاهر الشحامي وأبى غالب أحمد وأبى عبد الله يحيى ابني أبى علي بن البناء
وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم، وكتب
بخطه وجمع مشيخة لنفسه، وكان خطه رديا، ولم يكن له معرفة بالحديث، وكان
شيخا صالحا مقبلا على شأنه.
روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري الحافظ وسألته عنه
فقال: شيخ صالح دين مشتغل بالله.
أخبرني ابن الحصري بمكة أنبأ أبو حفص عمر بن أبي بكر بن علي التبان بقراءتي
عليه أنبأ أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأ أبو الحسن على
ابن أحمد الملطى أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست أنبأ أبو على الحسين بن
صفوان وأخبرنا سفيان ومحمود ابنا إبراهيم بن سفيان بن منده بقراءتي عليهما
بآصبهان قالا أنبأ أبو الخير محمد بن أحمد بن الباغبان أنبأ أبو عمرو (2) عبد الوهاب بن
محمد بن إسحاق بن منده أنبأ [أبو] الحسين محمد بن يوسف المديني أنبأ أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عمر اللنباني قال حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا عبد الله بن
خيران أنبأ المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا يلج النار من بكى خشية الله [عز وجل] حتى
يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري عبد
أبدا " (3).

(1) في الأصل: " ابن الحسين ".
(2) في الأصل: " أبو عمر ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 255. وسنن الترمذي 2 / 55.
91

سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول: سألت عمر بن التبان عن مولده فقال: في
مستهل رجب سنة سبع وخمسمائة، وتوفى يوم الثلاثاء لعشر خلون من جماد الأولى
سنة اثنين وثمانين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1233 - عمر بن فارس بن أبي نصر بن الأضباعي، أبو حفص:
من أهل البصرة، سمع أبا غالب أحمد بن البناء وأبوي القاسم هبة الله بن الحصين
وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وجماعة غيرهم، صحب شيخنا أبا بكر ابن مشق،
وسمع معه شيئا كثيرا من المتأخرين وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر
ابن علي القرشي وابنه عبد الله وأبو بكر ابن مشق.
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عمر القرشي أنبأ عمر بن فارس بن الأضباعي بقراءة
أبى عليه أنبأ أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه أنبأ أبو محمد على
الجوهري وأنبأ عبد الله بن أحمد ربى ولاحق بن أبي الفضل الصوفي قراءة عليهما
قالا أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحصين أنبأ أبو على الحسن بن علي المذهب
قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني
أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو بكر ابن عياش عن أبي إسحاق عن أبي هبيرة عن علي
رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل عليه العشر أيقظ أهله ورفع
المئزر، قيل لابي بكر: ما رفع المئزر؟ قال: اعتزال النساء (1).
أنبأنا أبو بكر ابن مشق قال: توفى رفيقنا عمر بن الأضباعي بباب حرب.
1234 - عمر بن أبي الفتح بن أحمد الضرير، والمعروف بالعشرة.
ومن أهل الحربية، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وغيره، وحدث باليسير
سمع منه شيخنا أحمد بن سليمان الحربي في سنة اثنين وتسعين وخمسمائة.
أخبرني عبد الرحمن بن أبي الفتح بن بركة بن الدخني بالحربية أنبأ عمر بن أبي
الفتح بن أحمد الضرير قراءة عليه أنبأ سعيد بن أحمد بن البناء وأخبرنا أبو على ضياء
ابن أحمد بن أبي على قراءة عليه أنبأ محمد أبو نصر
محمد بن علي الزينبي أنبأ محمد بن عمر الكاغذي حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد
حدثنا محمد ابن يزيد أبو هشام الرفاعي حدثنا حفص بن غياث عن مسعر عن منصور

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1 / 132.
92

عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا شك أحدكم في صلاته
فليتحرر وليسجد سجدتين " (1).
1235 - عمر بن أبي الفتح بن محمد بن غيلان النعال، أبو حفص:
طلب الحديث بنفسه، وسمع الكثير من أبى الفتح عبيد الله بن شاتيل وأبى نصر
الله بن عبد الرحمن ابن زريق، وسمع معنا من أبى الفرج ابن كليب وأبوي القاسم
ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش ومن جماعة غيرهم، وكانت له همة في طلب الحديث
مع عدم فهم ومعرفة، كان يحفظ القرآن ويسكن في جوارنا بالظفرية، وقد حدث
بيسير، وسمع منه جماعه وعلقت عنه حديثا أو حديثين.
أخبرني عمر بن أبي الفتح النعال أنبأ يوسف بن الحسن المقرئ أنبأ يلتكين بن
أخيار البرمكي أنبأ أبو القاسم حمد بن عبد الواحد الروياني أنبأ أبو الفضل محمد بن علي
السهلكي أنبأ أحمد بن الحسن الحيرى ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس
الأصم محمد بن يعقوب حدثنا بن إسحاق الصفار حدثنا قبيصة سفيان عن أبي
حمزة عن الحسن عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لتاجر الصدوق الأمين مع
النبيين والصديقين والشهداء ".
توفى عمر بن أبي الفتح النعال ليلة السبت لثمان مضين من شهر ربيع الأول من
سنة تسع وعشرين وستمائة. ودفن من الغد بباب حرب، ولعله بلغ الستين.
1236 - عمر بن الفتح البغدادي:
حدث عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري وأبى الحسن بن
المغلس البزاز وأحمد بن محمد الأصبهاني، روى عنه عمر بن علي العتكي.
كتب إلى أبو طاهر السلفي أن علي بن المشرف الأنماطي أخبره في كتابه أنبأ أبو
الحسين محمد بن حمود بن عمر الصواف بمصر أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد
الخطيب الواسطي أنبأ أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي حدثني عمر بن
الفتح البغدادي حدثنا أبو عبد الله ابن عفير الأنصاري أنشدني بعض أصحابنا لابي
العتاهية:
لكل صباح موجع وحزين * وألف من الآلاف سوف يبين

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1 / 379.
93

كفى حزنا إن القرين مباين * فليس بباق للقرين قرين
1237 - عمر بن فضالة البغدادي:
حكى عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل، روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن يونس
المنجنيقي البغدادي.
أنبأ أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي العلاء صاعد بن سيار
الهروي أنبأ أبو عاصم الفضيل أنبأ أبو على الحسن بن محمد بن الحسن الوراق أنبأ أبو
الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ حدثنا محمد بن المندر حدثني
إسحاق ابن إبراهيم بن يونس البغدادي بمصر حدثنا عمر بن فضالة البغدادي عن أحمد
ابن حنبل قا: الجهمية والواقعة واللفظية عندي سواء.
1238 - عمر بن أبي القاسم بندار محمد بن عبد الرحيم، أبو حفص:
من أهل تبريز قدم بغداد وتفقه بالمدرسة النظامية مدة، وصحب الصوفية، ثم
سافر إلى الحجاز واليمن ومصر وعاد إلى بغداد وقد أثرت حاله فسكن بدرب
السلسلة، ورتب حاجبا بالمخزن، ونفذ رسولا إلى كبش وغيرها من البلاد مرات،
فحمدت أفعاله، ورتب حاجب الحجاب في سنة إحدى وستمائة، ودفن من الغد عند
جامع السلطان، ولعله بلغ السبعين، وكان شيخا ظريفا حسن الاخلاق، مقبول
الصورة، بلغني أنه سمع بتبريز كتاب شرح السنة للبغوي من أبى منصور حفدة عنه
وكان بيده خط حفدة له بسماعه منه ولم يرو شيئا.
توفى يوم الاثنين مستهل ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة، ودفن من الغد عند
جامع السلطان.
1239 - عمر بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم، أبو القاسم الذهلي:
حدث عن أبي حميد سهل بن أحمد بن الفضل المعروف بالمكي، روى عنه الحاكم
أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله بن محمد بن الخنزي بأصبهان عن الخضر بن الفضل
ابن عبد الرحمن أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده إذنا عن الحاكم أبى
عبد الله النيسابوري أخبرني أبو القاسم عمر بن القاسم بن سليمان بن عبد الكريم
الذهلي ببغداد حدثنا أبو حميد سهل بن أحمد المكي حدثنا أبو بكر عبد الله بن حبيب
94

حدثنا أبو بشر الصغاني حدثنا علي بن الحسن الرزاى حدثنا الصباح بن محارب بعن
أبي حنيفة أنه قال ذات يوم: الا تعجبون مررت بمسعر فسمعته يحدث قتادة عن أنس:
" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها " (1).
1240 - عمر بن قيس أبو الحسن المقرى:
قرأ القرآن على أبي مزاحم موسى بن عبيد الخاقاني وروى عنه قرأ عليه أبو القاسم
علي بن محمد بن عمير الكناني المقرئ بالجانب الشرقي من مدينة السلام، وروى عنه.
1 1241 - عمر بن كرم بن أبي الحسن بن عمر الدينوري، أبو حفص بن أبي
المجد الحمامي:
سبط عبد الوهاب بن محمد الصابوني المقرئ، من ساكني الجعفرية، سمع أبا
القاسم نصر بن نصر بن علي العكبري وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي
وجده لامه أبا الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابون، كتبت عنه، وكان
شيخا صالحا ورعا متدينا متعبدا متعففا.
أخبرنا عمر بن كرم الحمامي بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم نصر بن نصر بن علي
العكبري قراءة عليه أنبأ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري أنبأ أبو طاهر
محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد الربيع بن سليمان حدثنا
أيوب بن سويد الرملي حدثني أمية بن يزيد عن أبي مصبح الحمصي عن ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " رأس الدين النصيحة " قلنا يا رسول الله لمن؟
قال " " لله عز وجل ولدينه ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة " (2).
سألت عمر بن كرم عن مولده فقال في ليلة [......] (3) سبع وعشرين وستمائة،
ودفن من الغد بمقبرة باب الجعفرية.
1242 - عمر بن المبارك بن أحمد بن سهلان، أبو حفص بن أبي بكر:
من أهل شارع دار الرقيق، سمع الكثير وكتب بخطه وطلب بنفسه، سمع الشريف
أبا على محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدى وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 761.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 13.
(3) بياض في الأصل مكان النقط.
95

الحصين وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش
وأبا جعفر محمد بن عبد الباقي البزاز، وخلقا كثيرا غيرهم، وحدث باليسير. روى عنه
أبو سعد ابن السمعاني، وروى لنا عنه الأعزين كرم بن محمد بن علي الحربي.
أخبرني الأعزين على أنبأ عمر بن المبارك بن سهلان وأنبأ بقاء بن عمر الأزجي
وتمام بنت الحسين الواعظة ببغداد وأبو اليمين زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا
جميعا أنبأ أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري أنبأ أبو طالب محمد بن علي الحربي
حدثنا أبو الحسين بن سمعون الواعظ إملاء حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث
السجستاني إملاء حدثنا الربيع سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن وهب قال
سمعت الليث يقول حدثني سهل بن معاذ الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" اركبوا هذه الدواب سالمة ولا تتخذوها كراسي " (1).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول عمر بن
المبارك بن أحمد بن سهلان النعماني كتبت عنه، وكان صالحا صدوقا خيرا، سألته عن
مولده فقال في صفر سنة خمسمائة.
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن علي القرشي قال: عمر بن المبارك بن
أحمد بن سهلان أبو حفص النعال كتبت عنه، وكان صدوقا. سمعت أبا الحسن بن
القطيعي يقول: مات عمر بن سهلان يوم الأربعاء لأربع خلون من ذي القعدة سنة
خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
1243 - عمر بن المبارك بن الحسين بن إسماعيل بن الحصري، أبو حفص ابن أبي
البركات:
من ساكني درب القيار وهو أخو أبى بكر محمد بن المبارك الذي تقدم ذكره، سمع
الكثير من أبى بكر محمد بن الحسين بن علي بن الحاجي وحدث باليسير، روى لنا عنه
عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرنا ابن الغزال أنبأ عمر بن المبارك ابن الحصري، أبو حفص ابن أبي
البركات:
من ساكني درب القيار وهو أخو أبى بكر محمد بن المبارك الذي تقدم ذكر، سمع
الكثير من أبى بكر محمد بن الحسين بن علي بن الحاجي وحدث باليسير، روى لنا عنه
عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.
أخبرنا ابن الغزال أنبأ عمر بن المبارك ابن الحصري بقراءتي عليه أنبأ أبو بكر محمد
ابن الحسين بن علي بن الحاجي قراءة عليه أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط
أنبأ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف أنبأ الحسين بن صفوان

(1) انظر الحديث في: مسند الامام 3 / 439.
96

وأنبأ عبد الوهاب ابن علي الأمين ببغداد ومحمد بن محمد بن بدر بن ثابت الرازاني
بأصبهان قالا أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن
إسحاق بن منده أنبأ [أبو] (1) الحسن محمد بن يوسف المديني أنبأ أبو الحسن أحمد بن
محمد اللنباني (2) قالا حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد (3) القرشي حدثنا
إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا عبد الله بن موسى المدني عن أسامة بن زيد عن
حفص بن عبيد الله بن أنس عن جده أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
" رب أشعث أغير ذي طمرين مصفح عن أبواب الناس لو أقسم على الله لأبره " (4).
أنبأ القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن الفراء ونقلته من خطه قال مات بن
الحصري في منتصف شهر رمضان من سنة اثنين وثمانين ودفن إلى جنب أخيه أبى
بكر بمقبرة الزرادين.
1244 - عمر بن المبارك بن عمر بن عثمان الحرقى، أبو الفوارس بن أبي
الحسن البيع:
ولى الحسبة ببغداد بعد وفاة أخيه ابن المبارك في سنة أربع وتسعين وأربعمائة،
وعزل عنها في رجب سنة خمس وتسعين، وسمع الحديث من أبى القاسم عبد الملك
ابن محمد بن عبد الله بن بشران، وحدث باليسير. روى عنه عبد الوهاب الأنماطي
وعلي بن هبة الله بن عبد السلام وابنه محمد بن علي، وعمر بن ظفر المغازلي وأبو
المعمر الأنصاري وأبو المعالي ابن حنيفة.
أخبرنا أبو محمد بن الأخضر أنبأ أبو المعالي أحمد بن عبد الغنى بن محمد بن حنيفة
الباجسرائي أنبأ أبو الفوارس عمر بن المبارك بن عمر الحرقى المحتسب قراءة أنبأ أبو
القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران إملاء حدثنا أبو أحمد حمزة بن محمد
ابن العباس بن الفضل بن الحارث حدثنا محمد بن عيسى حدثنا علي بن عاصم حدثنا
أبو على الرضى عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنه لا ينبغي
لامرئ يشهد مقاما فيه حق إلا تكلم فإنه لن يقدم أجله ولن يحرم رزقا هو له ".

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل: " اللبانى ".
(3) في الأصل: " عبد القرشي ".
(4) انظر الحديث في: كشف الخفا 1 / 512.
97

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد ابن السمعاني يقول سألت عبد
الوهاب بن الأنماطي عن أبي الفوارس بن الحرقى: فأثنى عنه وقال كان كيسا حرا
ولكن ما كان يفهم شيئا، قال: وسألت أبا الفضل بن ناصر عنه فأحسن الثناء عليه،
وقال: هو خير من أخيه القاضي أبى جعفر.
كتب إلى علي بن المفضل الحافظ أن علي بن عتيق بن موسى أخبره عن القاضي
عياض بن موسى اليحصبي (1).
يا ويح قلبي لا يزال يروعه * ممن يعز عليه وشك فراق
تتقاذف البلدان في فكأن * وليت أمر مساحة الآفاق
ذكر بعض العلماء أن أبا الحسن النوقاني (2) حج مع أبيه، فلما نزل بغداد
اشتريا بطيخة، فقال أبو الحسن لغلام يقال: أعطني سكينا أقطع بها هذا البطيخ، فقال
الغلام مجيبا: ليس له عندنا آلة القطع، فمكث هناك وصحب هذا.
ذكر إسحاق بن إبراهيم القراب الهروي أن أبا الحسن بن أبي عمر النوقاني
السجزي الأديب الشاعر توفى في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة بقرية من
قرى اسفرار. ذكر العميد عبد الغفار بن فاخر السبتي الكاتب أن أبا الحسن عمر بن أبي
عمر النوقاني عاد من هراة إلى سجستان، فلما توسط الطريق بلغ إلى موضع يقال
له إسفرار وهي بلاد عدة فاجتاز بمقبرة في بعض تلك البلاد، يقال لها " دراوزن "
فاستظل الموضع، وقال: من أراد أن يموت فليمت هاهنا، فلم يسر خطوات حتى
خرج من بعض أطراف تلك القبور شئ من الوحش، إما أرنب أو ثعلب أو ما جرى
مجراهما فنقر الحمار التي كان تحته فقفز. فوقع من فوقه، فاندقت عنقه ودفن في
الموضع كما أحب. ولم يمض على قوله ساعتان حتى حصل تحت التراب، وكان
شيخا كبيرا، كنت أخضر مجلسه وأسمع منه الأحاديث.
1245 - عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن علي بن لقمان
النسفي، أبو حفص الفقيه الحنفي (3):
من أهل سمرقند، كان فقيها فاضلا مفسرا محدثا أديبا متفننا، وقد صنف كتبا في

(1) هنا سقوط في الأصل، راجع النجوم الزاهرة 5 / 193.
(2) من هنا حتى نهاية الترجمة يخص الترجمة: عمر بن أبي عمر النوقاني.
(3) انظر ترجمته في: المضية 1 / 394.
98

التفسير والحديث والشروط، ونظم " الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، وكتاب " القند
في تاريخ سمرقند " ولعله صنف مائة مصنف، قدم بغداد حاجا في سنة سبع
وخمسمائة، وسمع من أبى القاسم ابن بيان وغيره وحدث بكتاب " تطويل الاسفار
لتحصيل الاخبار " من جمعه وتأليفه. روى فيه عن عامة مشائخه وهم: أبو محمد
إسماعيل بن محمد النوحي وأبو على الحسن [بن عبد الملك] (1) الماتريدي وأبو محمد
عبد الله بن أحمد القنطري. روى عنه أبو عبد الله النوربشتي بن عبد الملك القاضي
وأبو طاهر المهدى بن محمد المهدى بن إسحاق العلوي وأبو محمد عبد الله بن علي بن
عيسى النسفي وأبو القاسم محمد بن محمد بن الحسين النسفي وأبو عبد الله الحسين
ابن أبي عبد الرحمن الكاشغري، وأبو بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي وأبو نصر
أحمد بن عبد الرحمن الريغدمونى وأبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي وأبو حفص
عمر بن [أحمد بن] (2) محمد الديزكي، وأبو الحسن علي بن الحسن الماتريدي.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي مسعود عبد الجليل بن محمد
الحافظ أنبأ الفقيه الزاهد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد النوربشتي بها بقراءتي
عليه حدثنا الإمام أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النفسي لفظا ببغداد في مدرسة
الأمير خمارتكين بن عبد الله قال حدثني السيد أبو طاهر المهدى بن محمد بن المهدى
ابن إسحاق بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعد بن محمد بن علي بن أبي طالب
أنبأ أبو طاهر محمد بن علي الإسماعيلي أنبأ جدي الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل حدثنا أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفي حدثنا القاسم بن عباد حدثنا
يحيى الحماني عن حماد بن زيد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنه سيأتيك أقوام من أقطار الأرض يسألونكم الحديث فحدثوهم "
قال: فكان أبو سعيد إذا رآنا قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
أنشدنا شهب الحاتمي بهراة أنشدنا عبد الكريم بن محمد أبو سعد أنشدنا أبو
الليث أحمد بن عمر بن محمد النسفي أنشدنا والدي لنفسه:
تزور المشاهد مستشفعا * بحرمة من دفنوهم هناك
فكن أنت آخذا أوصافهم * تزورك حيا وميتا لذاك

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 22.
99

أخبرني الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفى عمر النسفي
بسمرقند في الثالث عشر من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وكانت ولادته في سنه إحدى أو اثنين وستين أربعمائة
1246 - عمر بن محمد بن أحمد بن بقاقا، أبو نصر (1) النجار:
من أهل باب الأزج، وهو أخو عثمان الذي يقدم ذكره وذكر والده، كان هو
وأبوه [وأخوه] (2) من أصحاب أبي النجيب السهروردي وربى أبو نصر هذا في الخير
والصلاح وقراءة القرآن وسماع الحديث والاشتغال وصحبة الصالحين من صغره إلى
شيخوخته، قرأ القرآن على والده، وتفقه على أبي النجيب، وسمع أبا الوقت عبد
الأول بن عيسى السجزي، وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم المادح، وأبا
المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي،
وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق
وأبا عبد الله محمد بن عبد الله بن
محمد بن البيضاوي وخلقا كثيرا غيرهم، كتبت عنه. وكان ثقة صدوقا ورعا متدينا
مليح الخلق والخلق، حسن الصمت، جميل الهيئة والسيرة محمود الأفعال.
أخبرنا عمر بن محمد أبو نصر الصوفي أنبأ عبد الأول بن عيسى السجزي أنبأ
أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن الفضيل أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري حدثنا يحيى
ابن محمد حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا إسماعيل بن داود (3) المخراقي حدثنا
الدراوردي عن الوليد بن مسافع عن أيوب عن عتبة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: " لما جاء معي عبد الله بن أبي بكر اجتمع إلى أبي بكر أناس من
المهاجرين والأنصار وجعل نسوة يبكين فخرج إليهم أبو بكر فقال: إني اعتذر إليكم
مما يفعلن هؤلاء إن حديث عهد الجاهلية وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إن الميت
ينضح عليه الحميم ببكاء أهله عليه " (4)
سألت أبا نصر الصوفي عن مولده فقال: في يوم الاثنين الثامن عشر من ربيع
الأول سنة خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفى يوم الخميس التاسع والعشرين من صفر

(1) في الأصل: " أبو حفص ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل: " دؤاد بن إسماعيل ". خطأ.
(4) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 412.
100

سنة ست عشرة وستمائة، ودفن من الغد بالعطافية.
1247 - عمر بن محمد بن برهان بن الحسن، أبو حفص الشافعي:
حدث عن أبي عبد الله محمد بن مخلد الدوري العطار، روى عنه حمزة بن يوسف
السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الخيري بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن
البغدادي كتب إلى أبو هاشم محمد بن الحسين الخفافي حدثنا أبو القاسم حمزة بن
يوسف إملاء حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن برهان الحسن الشافعي ببغداد أنبأ أبو
عبد الله محمد بن مخلد العطار حدثنا علي بن حرب الطائي حدثنا القاسم بن يزيد
الجرمي (1) حدثنا سفيان الثوري عن جيب بن الشهيد عن أبي مجلز (2) قال خرج
معاوية فقام إليه رجل فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [يقول]: " من سره أن يمثل الرجال
له قياما فليتبوأ مقعده من النار " (3).
1248 - عمر بن محمد بن برهويه الأجمى:
من أهل الأجمة من نواحي عكبرا، حدث عن محمد بن يحيى بن عيسى، روى عنه
ولده أحمد بن عمر.
أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبي على وعمر بن محمد بن عمر المؤدب قالا أنبأ
أبو بكر محمد بن [عبد] (4) الباقي الشاهد أنبأ القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم
النسفي أنبأ أحمد بن عمر بن برهويه حدثنا أبي عمر بن محمد حدثنا محمد بن يحيى بن
عيسى حدثنا محمد بن الوليد البغدادي حدثنا الحسن بن خالد المكي حدثنا عبد العزيز
ابن أبي رواد عن نافع بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من نظر إلى صاحب بدعة
بغضا له في الله ملا الله قلبه أمنا وإيمانا، ومن أهان صاحب بدعة أمنة الله يوم الفزع
الأكبر، ومن استخف بصاحب بدعة رفع الله له في الجنة مائة درجة، ومن لقيه
بالبشرى أو بما يسره فقد استخف بما أنزل الله على محمد ".
1249 - عمر بن محمد بن جعفر بن محمد، أبو حفص الداودي الطيفوري:

(1) في الأصل: " الحرقى ".
(2) في الأصل: " أبى مخلد ".
(3) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 4 / 93
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
101

من ساكني المحول، حدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة
الشيباني، روى عنه أبو الخطاب الحسين حيدرة الداودي.
أنبأ أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال كتب أبو
نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي قال أخبرني القاضي أبو الخطاب الحسين بن
حيدرة بن محمد الداودي ببغداد قال حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن جعفر بن
محمد الداودي الطيفوري ببغداد في داره بالمحول حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن
محمد بن عقبة الشيباني الكوفي حدثنا الخضر بن أبان القرى حدثنا إبراهيم بن هدبة
أبو هدبه حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا صلاة في الحمام ولا
يسلم على بادي العورة في الحمام " (1).
1250 - عمر بن أبي الجيش أبو محمد الصوفي:
من أهل أسد آباد مدينة قريبة من همذان، قدم بغداد غير مرة حاجا، آخرها في
سنة ست وتسعين وخمسمائة، ونزل برباط المأمونية مديدة، وكان يسمع معنا الحديث
بالرباط، وحدث ببغداد عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبى على
الموسياباذي وأبى المعالي محمد بن عثمان المؤدب وأبى العلاء الحسن بن أحمد العطار
الحافظ وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخا صالحا من ظراف الصوفية
ومحاسنهم، وكانت معه كتب حصلها في أسفاره وقرأها على المشايخ.
أخبرني عمر بن محمد بن أبي الجيش الأسد آبادي بقراءتي عليه برباط المأمونية أنبأ
عبد الأول بن عيسى قراءة عليه بهمذان أنبأ أبو الحسن الداودي أنبأ أبو محمد
السرخسي أنبأ محمد بن يوسف الفربري حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثني
محمد بن عبيد حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد (2) قال أخبرني ابن أبي
مليكة أن أبا عمرو ذكوان [مولى عائشة] أخبره عن عائشة أنها كانت تقول:
[كان]
بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند موته ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء
فيمسح بهما وجهه ويقول. " لا إله إلا الله إن للموت سكرات " ثم نصب يده فجعل
يقول " في الرفيق الأعلى " حتى قبض ومالت يده (3).

(1) انظر الحديث في: مسند الفردوس للديلمي.
(2) في الأصل: " محمد بن سعيد ".
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 964.
102

بلغنا أن عمر الأسد آبادي مات بأسد آباد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وقد
جاوز التسعين.
1251 - عمر بن محمد بن الحسن بن أحمد، أبو حفص البيع:
سمع بمصر عبد العزيز بن قيس بن حفص البصري، وبتنيس أبا القاسم جعفر بن
محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي - وحدث عنهما بتنيس، روى عنه حمزة بن
يوسف السهمي في يوم الجمعة.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الخيري بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن
محمد البغدادي قال كتب إلى أبو هاشم محمد بن الحسين الخفافي حدثنا أبو القاسم
حمزة بن يوسف السهمي إملاء أنبأ أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن أحمد
البغدادي بتنيس حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي.
حدثنا أبو الأشعث حدثنا حزم بن أبي حزم حدثنا ميمون بن سياه عن أنس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من أحب أن يمد له عمره ويزاد في رزقه فليبر والديه
وليصل رحمه " (1).
1252 - عمر بن محمد الحسن الغزنوي المقرئ:
قرأ القرآن بحرف نافع رواية قالون على أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب
التميمي عن أبي الحسن الحمامي عن أبي بكر النقاش، قراءة عليه أبو النقاش [بن] أبى
نصر بن عبد السلام بن كرار السقلاطوني بالحريم الطاهري في ذي الحجة سنة ثلاث
وعشرين وخمسمائة.
1253 - عمر بن محمد بن الحسن بن عبد الله القطان، أبو حفص، المعروف
بحريرة (2):
من ساكني قراح ابن أبي الشحم من أولاد التجار والمياسير، افتقر وساءت حاله،
وكان يبيع الكندر في الدروب، سمع الحديث في صباه من أبى القاسم بن الحصين
وأبى الحسن بن الزاغوني وأبى غالب الماوردي وغيرهم، كتبت عنه وكان متيقظا لا
بأس به.

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 885. وصحيح مسلم 2 / 315.
(2) انظر ترجمته في: المعبر 4 / 314.
103

أخبرني عمر بن محمد بن الحسن القطان بقراءتي عليه في منزلنا حدثنا أبو القاسم
هبة الله بن محمد بن الحصين إملاء أنبأ أبو على الحسن بن علي بن محمد الواعظ أنبأ
أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبي
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله عز
وجل بها درجة وحط عنه بها خطيئة ".
سألت عمر بن محمد القطان عن مولده فقال: في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة،
وتوفى ليلة الأحد السابع والعشرين من جمادى الأولى من سنة ستمائة، ودفن من الغد
بباب المختارة.
1254 - [...............] (1) أبو بكر النحوي:
حدث عن عبد الله بن أبي يحيى أحمد بن أبي سوه المكي وأبى العباس محمد بن
يونس الكديمي وغيرهما، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن الحنائي.
أنبأنا داود بن سليمان الطوسي قال كتب إلى هبة الله بن أحمد أبو محمد بن
الأكفاني أنبأ أبو الفتح عبد الصمد حدثنا أبو هريرة قال أتينا أنسا بالطف فقال لنا: ما
جاء بكم؟ قلنا: بلغنا مرضك فأجببنا، فقال: بخ بخ - ربحتم ربحتم، أما إني
لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إذا كان يوم القيامة خرج مناد من
تحت العرش فنادى يا أهل التوحيد إن الله قد عفا عنكم، فليعف بعضكم عن بعض
وعلى ثوابكم ".
1255 - [عمر بن محمد بن روزبه] (2)، أبو حفص القلانسي.
من أهل همذان، قدم بغداد حاجا في سنة ثمانين وخمسمائة، وحدث بها عن أبي
الفضل محمد بن عثمان بن يوسف المؤدب، روى لنا عنه عبد الله بن أحمد الخباز في
مشيخته.
أخبرني عبد الله الخباز أنبأ عمر بن محمد بن روزبه الهمذاني قدم عليه حاجا أنبأ
أبو الفضل محمد بن بنيمان بن يوسف أنبأ أبو ثابت سحير بن منصور أنبأ أبو محمد

(1) بياض في الأصل بعد ذلك بمقدار نصف سطر.
(2) بياض في الأصل مكان ما بين المعقوفتين.
104

جعفر بن الحسين الأبهري حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي حماد
الفقيه المالكي وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن صالح المقرئ قالا حدثنا أبو بكر
محمد بن عبد الواحد ابن زياد بن عامر السمرقندي حدثنا عصام بن يوسف حدثنا
عبد الواحد بن زياد عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله تبارك وتعالى جعل لكل كشئ آفة تفسده، وأعظم الآفات
[آفة] تصيب أمتي حبهم الدنيا، وجمعهم الدينار والدرهم، يا أبا هريرة لا خير في
كثير من جمعها إلا من سلطه الله عليها في الحق " (1).
1256 - عمر بن محمد بن شجاع بن ثابت السماك، أبو القاسم الوارق:
من ساكني دار الخلافة، سمع كتاب الجامع الصحيح لابي عبد الله البخاري من
أبى الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، كتبت عنه وكان شيخا صالحا حسن
الطريقة ساكنا يورق للناس بالآخرة ويأكل من كسب يده.
توفى في العشر الأوسط من ذي الحجة سنة ست وستمائة ودفن بباب حرب،
ولعله جاوز السبعين.
1257 - عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر - بفتح
النون والصاد المهملة، أبو شجاع بن أبي الحسن بن أبي محمد البسطامي:
من أهل بلخ، كان إماما في التفسير والحديث والفقه والنظر والأدب، سمع يبلغ
أباه وأبا القاسم الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي نصر التاجر الأصبهاني وطاهر بن
المحتسب القاضي وأستاذه أبا جعفر السمنجاني وعليه تفقه وعبد الله بن طاهر التميمي
وأخاه عبد القاهر بن طاهر وإسماعيل بن أحمد البيهقي، وبنيسابور أبا سعد بن أبي
صادق وإسماعيل ابن الحسين الفرائضي وأبا بكر الشيروي وإسماعيل بن عبد الغافر
وظريف بن محمد الحيرى ومحمد بن عبد الحميد البيوردي، وبمرو أبا بكر محمد بن
منصور السمعاني وعبد الرحمن بن عبد الرحيم الفامي ومحمد بن محمد الماهاني ومحمد
ابن أبي جعفر الكنبي الأصم والموفق بن عبد الكريم الهروي وعبد الله بن أحمد
النيسابوري، وبسمرقند علي بن أحمد بن الحسن الفارسي الصوفي وخلقا كثيرا سوى
هؤلاء، وقدم بغداد حاجا بعد علو سنه وسمع بها من محمد بن عبد الباقي الأنصاري

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 651.
105

وأبى القاسم بن السمرقندي وجماعة غيرهما، وحدث بكتاب " شمائل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم
للترمذي وبكتاب " غريب الحديث " لابن قتيبة، سمع منه شيخ الشيوخ وأبو البركات
إسماعيل بن أبي سعد الصوفي وأبو الفضل بن ناصر وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف
وسعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، وروى لنا عنه جماعة ببغداد وحلب ومرو.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الرحمن بن محمد بن هبة الله البصري
وابن إبراهيم بن أحمد الحداد قراءة عليهم قالوا أنبأ أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد
الله البسطامي قدم علينا - قال عبد الرحمن: بغداد في شهر رمضان سنة تسع
وعشرين وخمسمائة ومحمد بن عبد الوهاب (1) حاجا في ربيع الأول سنة ثلاثين أنبأ أبو
القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي أنبأ الشاشي حدثنا أبو عيسى بن عيسى
الترمذي حدثنا محمد ابن حميد الرازي حدثنا أبو داود الطيالسي عن عباد بن منصور
عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اكتحلوا بالأثمد فإنه يجلو البصر
وينبت الشعر، وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له مكحلة يكتحل منها كل ليلة ثلاثا في
هذه. وثلاثا في هذه.
أخبرني محمد بن محمود العدل بهراة قال أنشدنا عمر بن محمد بن عبد الله
البسطامي لنفسه:
أودعكم سادتي من هراة * وأودعكم قلب مولاكم
فإن سرت مرتحلا عنكم * فقلبي مقيم بمغناكم
فللعين نور من أبشاركم * وللروح روح بمعناكم
وليس لروحي مستروح * على البعد إلا برؤياكم
وما في طريقي من راحة * توقعتها غير ذكراكم
رعيتم حقوق نزولي بكم * وودى فالله يرعاكم
فلا تنسوا العهد يا سادتي فما أنا والله أنساكم
أنبأنا عمر بن أحمد بن بكرون المشاهد أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن
محمويه اليزدي الفقيه حدثنا الإمام أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله بن نصر
البسطامي ثم البلخي - وأقل ما رأيت في مشايخ أصحابنا مثله عقلا وعلما ولطفا
رأيته ببغداد - أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه
قال: عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي أبو شجاع إمام مسجد راعوم مجموع

(1) هكذا في الأصل، والسند به سقط كما هو واضح.
106

حسن وجملة مليحة مفت مناظر محدث مفسر واعظ أديب حاسب شاعر، وكان مع
هذه الفضائل حسن السيرة جميل الامر مليح الاخلاق مأمون الصحبة نظيف الظاهر
والباطن لطيف العشرة، أقام ببغداد مدة يسمع الحديث ويحصل الأصول والنسخ
شراء ونسخا، وحدث ببغداد ووعظ فأحسن، وكان فصيحا مجيدا، ومجلس وعظه
كثيرا النكت والفوائد، وقدم علينا مرو في محرم سنة أربعين وخمسمائة لتحديد العهد
وخرجنا صحبة واحدة إلى هراة، ورأيت منه في حفظ دقائق الصحبة وحسن المعاشرة
ورعاية الجوانب وقلة المخالفة ما تحيرت منه، وحدث بهراة وأملي سنة مجالس، وكان
على كبر السن حريصا على طلب الحديث والعلم ومقتبسا من كل أحد، ومتثبتا لكل
ما سمعه من الطرق بخطه، كتبت عنه الكثير وكتب عنى الكثير، سألته عن مولده
فقال: في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة ببلخ.
بلغنا أن ابن شجاع البسطامي توفى ببلخ في شهر ربيع الاخر من سنة اثنين
وسبعين وخمسمائة.
1258 - عمر بن عبد الله بن الخضر بن مسافر بن رسلان بن معمر، أبو
الخطاب العليمي، ويعرف بابن حوائج كاش (1):
من أهل دمشق، كان أحد التجار، سافر ما بين الشام وديار مصر وبلاد الجزيرة
والعراقين وخراسان وما وراء النهر وخوارزم، وكان يطلب الحديث ويسمع من
المشايخ في كل بلد يدخله ويكتب الاجزاء بخطه حتى حصل من ذلك شيئا كثيرا،
سمع بدمشق الفقيه أبا القاسم نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصي وأبا القاسم
نصر الله بن أحمد بن مقاتل السوسي وأبا الفتوح ناصر بن عبد الرحمن النجار وأبا
القاسم الحسين بن الحسن بن البن الأسدي وأبا أحمد عبد السلام بن الحسن بن علي
ابن زرعة الصوري وأبا العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي وأبا محمد عبد
الرحمن بن علي بن إبراهيم الداراني وجماعة غيرهم، وبمصر الشريف أبا الفتوح ناصر
ابن الحسن بن إسماعيل الحسيني وأبا محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي،
وبالإسكندرية أبا طاهر أحمد بن محمد السلفي، وبحلب أبا الحسن علي بن عبد الله بن أبي
جرادة العقيلي، وبالموصل أبا عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الجهني وأبا
القاسم عبد الرحمن وأبا الفضل عبد الله ابني أحمد بن محمد بن الطوسي، وبزنجان أبا

(1) انظر ترجمته في: هامش التكملة ص 178.
107

منصور عبد الكريم بن محمد بن حامد الطوسي، وبهمذان أبا المحاسن نصر بن المظفر
البرمكي. وبالري أبا سعيد (1) عبد الرحمن بن عبد الله الحصيري وأبا حفص عمر بن علي
بن الحسن البلخي وأبا الفتح نصر بن مهدي بن نصر بن مهدي [بن] الحسين
المزكى (2)، وبالدامغان أبا القاسم عبد الكريم بن محمد بن [أبى] (3) منصور الرماني.
وبنيسابور أبا الأسعد هبة الرحمن (4) بن عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري وأبا
البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
العصايدي وأبا عامر سعد بن علي بن أبي سعد الصوفي وأبا الرضا العلاء بن عبد
الرحمن بن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا نصر محمد بن منصور الحرضي وأبا
حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار وأبا بكر سعيد بن علي بن مسعود الشجاعي
وأبا الفتوح عبد الله بن علي بن سهل بن العباس الخركوشي (5) وأبا عبد الرحمن أحمد
ابن الحسن بن أحمد الكاتب وأبا العباس أحمد بن أبي الفضل العباس بن محمد الشقاني
وأبا منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر الشحامي وأخته سعيدة، وبهراة أبا الوقت
عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا القاسم الجنيد بن محمد بن علي المدائني وأبا الفتح
عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل المقرئ والسيد أبا الحسن محمد بن إسماعيل الحسنى
العلوي وأبا الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمرى وأبا النضر عبد الرحمن بن
عبد الجبار الفامي، وببغشور عبد الله بن عمر المتولي، وبسرخس أبا على الحسنين
محمود السرمرد وأبا الفتوح محمد بن شهرزار بن محمد الفقيهي، وبمرو أبا طاهر محمد
ابن محمد بن عبد الله السنجي وأبا سهل النعمان بن محمد بن النعمان الباجخوشتى
وأبا طاهر سعيد بن محمد بن طاهر بن سعد الميهني وأبا سعيد عبد الكريم بن محمد بن
منصور السمعاني، وببخارا [......] وبسمرقند [.....] (6) وبخوارزم أبا عمرو
عثمان بن محمد بن علي بن أحمد الفراتي من ولد محمد بن فرات بن غالب الخوارزمي
وأبا المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي ومحمود بن محمد بن عباس العباسي وخلقا
كثيرا غير هؤلاء، ثم قدم بغداد في سنة تسع وخمسين وخمسمائة وسمع بها أبا الفتح

(1) في الأصل: " أبا سعد ".
(2) في الأصل: " بن مهدي الحسين ".
(3) في الأصل: " محمد بن منصور ".
(4) في الأصل: " أبا الأسعد عبد الرحمن ".
(5) في الأصل: " الحرفوشى ".
(6) بياض في الأصل مكان النقط.
108

محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال الدقاق وأبا
عبد الله محمد بن عبد الله بن الحراني الشاهد وأبا بكر أحمد بن المقرب الكرخي وأبا
القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وخلقا كثيرا من هذه الطبقة، ثم قدمها ثانيا في سنة
ثمان وستين وسمع بها من النقيب أبى عبد الله أحمد بن علي بن المعمر الحسيني [وأبى
الحسين] (1) عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف وشهدة بنت الإبري وجماعة من
أصحاب أبي القاسم بن بيان وأبى علي بن نبهان وأبى الغنائم بن النرسي وأبى طالب
ابن يوسف، وكتب بخطه الكثير، وبالغ في الطلب حتى سمع من أقرانه وأمثاله ممن
دونه، وكان يكتب حسنا، وله فهم ومعرفة، وكان صدوقا محمود السيرة مرضى
الطريقة، حدث باليسير ببغداد ودمشق.
سمع منه ببغداد الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وصبيح النصري وشيخنا
أبو محمد بن الأخضر وروى لنا عنه، وسألته عنه فأثنى عليه، وقد سمع منه أبو سعد بن
السمعاني بمرو، وأخرج عنه في معجم شيوخه وأثنى عليه.
أخبرنا عبد العزيز بن أبي نصر بن الأخضر حدثنا رفيقنا الحافظ أبو الخطاب عمر
ابن محمد بن عبد الله العليمي من لفظه وكتبه لي بخطه أنبأ عبد الله بن محمد البغوي
ببعشور وأخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد
السمعاني من لفظه وأخبرنا أبو الوفاء عبد العزيز بن محمد عبد الكريم العدل بنيسابور
أنبأ جدي عبد الكريم بن محمد بن الشريك وأنبأ أبو الفتوح نصر بن عبد الجامع بن
عبد الرحمن الفامي بهراة حدثنا جدي عبد الرحمن بن عبد الجبار وأخبرنا أبو عبد الله
محمد بن محمد بن عبد الرحمن الجويني بها والرئيس أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن
عبد الكريم بن الوزان بالري قالا أنبأ أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن
الفضل الفراوي قالوا جميعا أنبأ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الجنابذي
بنيسابور حدثنا أبو سعيد محمد بن موسى الفضل حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا محمد
ابن هشام مروان بن معوية حدثنا حميد قال أنس: لما نزلت هذه الآية (لن تنالوا
البر حتى تنفقوا مما تحبون) قال أبو طلحة: يا رسول الله حائطي بكذا وكذا هو الله
عز وجل ولو استطعت أن أسره لم أعلنه فقال: " اجعله في فقراء أهلك وقرابتك " (2).

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 654.
109

أنبأنا أبو العشائر محمد بن علي الشاهد أنشدنا أبو الخطاب عمر بن محمد بن
عبد الله بن الخضر العليمي من لفظه ببغداد قال أنشدني القاضي أبو تمام عبد العزيز بن
محمد بن عبد العزيز بن إلياس التميمي البالسي إملاء من حفظه ببالس قال أنشدني
الفقيه معدان بن كثير بن الحسن الكلابي لنفسه:
لعمرك ما أرى بالناس داء * أضر من الإضاعة للحقوق
وقد ذهب الورى قرنا فقرنا * على نهج القطيعة والعقوق
وقالوا ما لميت من صديق * فقلت وهل لحى من صديق
وأنبأنا أبو العشائر أنشدنا أبو الخطاب أنشدنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت بن الفرج الكيراني المصري بها لنفسه:
ومجلول منى خضاب مشيبة * فعساه في أهل الشيبة يحصل
قلت اكسه بسواد حظي مرة * ولك الضمان بأنه لا ينصل
سألت أبا البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق عن
وفاة عمر بن محمد العليمي فقال: توفى بدمشق في شوال سنة أربع وسبعين
وخمسمائة، ودفن بجبل قاسيون، قال: وسمعته يقول: مولدي في سنة عشرين
وخمسمائة بدمشق، وكان فاضلا صدوقا حسن الاخلاق طيب المعاشرة، سمعت
عبد العزيز بن عبد الملك الدمشقي ببغداد يقول سمعت أبا الفضل عبد الله بن محمد بن
عبد الله العليمي يقول: لما كان أخي ببغداد يسمع الحديث عاهد الشريف أبا الحسن الزيدي وصبيحا النصري أنه يوقف كتبه وأجزاءه ويرسلهما إليهما لتكون في
خزانتيهما ببغداد، فلما مرض الموت أوصى إلى بذلك، فلما توفى أنفذتها إلى
بغداد إلى مسجد الشريف الزيدي.
قلت: وصلت إلى بغداد بعد وفاة الزيدي فتسلمها صبيح وهي الآن في خزانة
الزيدي - رحمه الله عليهم جميعا.
1259 - عمر بن محمد بن عبد الله بن علي بن حولوا، أبو حفص بن أبي
منصور بن أبي القاسم الخياط:
من ساكني قراح بن رزين، من أولاد المحدثين - تقدم ذكر والده سمع الكثير من
أبى الفتح بن شاتيل وبى السعادات بن زريق وطلب بنفسه وكتب بخطه، وسمع معنا
110

كثيرا من شيوخنا المتقدمين، وكان حسن الطريقة ساكنا طيب الاخلاق متوددا،
كتبت عنه شيئا يسيرا ولا بأس به.
أخبرني عمر بن أبي منصور بن حولوا أنبأ عبيد الله بن عبد الله أبو الفتح أنبأ على
ابن الحسين الربعي أنبأ أبو الحسن بن مخلد حدثنا عمر بن علي بن الحسن القاضي أنبأ
محمد بن عبدك القزاز حدثنا عباد بن صهيب حدثنا شعبة قال سمعت محمد بن زياد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لا يشكر الله عز وجل لا يشكر
الناس (1).
أنشدني عمر بن محمد بن عبد الله الخياط من لفظه لبعضهم:
أحسنت ظني بأهل ودى * فحسن ظني بهم دهاني
لا تأمن الناس بعد هذه * ما الخوف إلا من الأمان
سألت يحيى بن محمد بن عبد الله بن حولوا عن مولده فقال: سنة الغرق، وأخي
عمر أصغر منى بسنة فيكون مولده سنة ست وخمسين وخمسمائة، وتوفى يوم السبت
لست خلون من شهر ربيع الأول من سنة خمس عشرة وستمائة.
1260 - عمر بن محمد بن عبد الله بن [محمد بن عبد الله بن] (2) عمويه
السهروردي، أبو عبد الله الصوفي ابن أخي الشيخ أبى النجيب:
تقدم ذكر والده، كان شيخ وقته في علم الحقيقة وطريق التصوف، وإليه انتهت
الرئاسة في تربية المريدين، ودعاء الخلق إلى الله عز وجل وسلوك طريق العبادة والزهد
في الدنيا، ولد بسهرورد وقدم بغداد في صباه، وسمع وصحب عمه وغيره من
المشايخ، وسلك طريق الرياضات والمجاهدات، وقرأ الفقه والخلاف والعربية، وسمع
الحديث من المشايخ، وحصل من العلم ما لا بد منه، ثم انقطع عن الناس، ولازم
الخلوة، واشتغل بإدامة الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن إلى أن خطر له عند علو
سنه أن يظهر للناس ويتكلم عليهم، فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على شاطئ دجلة
وكان يتكلم على الناس بكلام مفيد من غير تزويق ولا تنميق، وحضر عنده خلق

(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2 / 314. ومسند أحمد 2 / 258، 295، 303،
388، 461، 492، وسنن الترمذي 2 / 17.
(2) انظر ترجمته في: الاعلام 2 / 314. وطبقات الشافعية للسبكي 5 / 143. ووفيات الأعيان
3 / 119. والتقييد لابن نقطة 2 / 182.
111

كثير وظهر له قبول عظيم من الخاص والعام واشتهر اسمه، وقصده المريدون من سائر
الأقطار، وظهرت بركة أنفاسه على خلق كثير من العصاة فتابوا وأنابوا إلى الله عز
وجل وحسنت طرائقه، ووصل به خلق عظيم إلى الله عز وجل، وصار له أصحاب
واتباع كالنجوم يعرفون أينما كانوا، ثم إنه نفذ رسولا إلى الشام من الديوان العزيز
مرات، وإلى العراق إلى خوارزم شاه، ورأى من الجاه والحرمة عند ملوك الأطراف ما
لم يره أحد من أبناء جنسه، ثم إنه رتب شيخا بالرباط الناصري بالمرزبانية ورباط
الزوزني ورباط البسطامي ورباط المأمونية، وجلس للوعظ مدة بباب بدر، ثم إنه أضر
في آخر عمره وأقعد، فكان لا يقدر على القيام، ومع ذلك فما أخل بالأوراد من
النوافل وتلاوة القرآن ودوام الذكر وحضور المسجد الجامع يوم الجمعة في محفة
والمضي إلى الحج في المحفة إلى أن دخل في عشر المائة وعجز وضعف فانقطع في منزله
إلى حين وفاته، وكان تام المروة كبير النفس، ليس للمال عنده قدر ولو حصل له
ألوف كثيرة من المال فأنفقها ولم يدخر منها شيئا، ومات ولم يخلف كفنا ولا أشياء
من أسباب الدنيا، وكان مليح الخلق، متواضعا، كامل الأوصاف الجملة والاخلاق
الشريفة، سمع الحديث من عمه أبى النجيب ومن أبى المظفر هبة الله [بن] أحمد بن
محمد بن الشبلي وأبى الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبى زرعة طاهر بن محمد
ابن طاهر المقدسي وأبى بكر سلامة بن أحمد بن الصدر وغيرهم، كتبت عنه وقرأت
عليه كثيرا وصحبته مدة، وكان صدوقا نبيلا، صنف كتابا في التصوف سماه " معاني
المعاني " شرح فيه أحوال القوم وآدابهم مليحا في معناه حدث به مرارا، وأملى في
آخر عمره كتابا في " الفلاسفة ".
أخبرنا عمر بن محمد السهروردي بقراءتي عليه أنبأ أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن
محمد بن الشبلي قراءة عليه أنبأ أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي أنبأ أبو طاهر
محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي
بمصر حدثنا بشر بن بكر التنيسي (1) عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد
ابن عمير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [........] (2).
1261 - [.............] (3) قال: توفى عمر بن محمد بن عمر بن

(1) في الأصل: " أبى بكر النفيسي ". (2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) إلى هنا ساقط من الأصول وتداخلت الترجمة في الترجمة التالية: عمر بن محمد بن عمر.
112

درهم في ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة التاسع والعشرين من ربيع الاخر سنة خمس
وستين وأربعمائة، ذكر أن مولده سنة ثمانين وثلاثمائة.
قرأت بخط أبى الفضل ابن خيرون وفاته كذلك، ثم قال حدث عن أبي الحسين
ابن بشران وكان ثقة.
قرأت بخط أبى على أحمد بن محمد البرداني كما ذكر بن خيرون وقال: وصلى
عليه في جامع المنصور ودفن بمقبرة باب حرب، وقد سمعنا منه كتاب " ذم الدنيا لابن أبي
الدنيا " عن أبي الحسين بن بشران، وكان شيخا سريا.
1262 - عمر بن محمد بن عمر، أبو حفص المطرز:
من أهل أصبهان، قدم بغداد في سنة أربع عشرة وخمسمائة، وحدث بها عن أبي
القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل
ابن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه.
أنبأنا أبو الفتوح داود بن عبد الواحد الأصبهاني عن أبيه قال: عمر بن أحمد المطرز
توفى سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وحج حجات، ودخل بغداد غير مرة، وسمع أبا
عمرو بن منده وغيره.
1263 - عمر بن محمد بن عمر، أبو القاسم العبسي، الخطيب الدسكري:
من أهل دسكرة بنهر الملك، شاعر أديب، كتب عنه عمر بن محمد العليمي
الدمشقي شيئا من شعره وذكره في معجم شيوخه.
1264 - عمر بن محمد عمر بن محمد بن أحمد الأنصاري، أبو محمد العقيلي
الحنفي:
من أهل بخارى، كان فقيها عالما زاهدا، قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وستين
وخمسمائة فحج وعاد، وحدث ببغداد بكتاب تنبيه الغافلين لابي الليث السمرقندي،
رواه عن أبي بكر بن محمد الحدادي وأبى حفص عمر بن محمد العوفي، سمعه منه
شيخنا أبو الكرم المظفر بن المبارك بن البغدادي المدرس الحنفي وغيره، وعاد إلى بخارى
ثم قدم بغداد حاجا مرة ثانية في شهر ربيع الأول من سنة تسع وثمانين وخمسمائة، وحدث بها عن أبي نصر أحمد بن محمد النسفي وأبى حفص عمر بن محمد بن عبد
113

الحميد العوفي، وأبى القاسم محمود بن الحسن الطبري المعدل وأبى بكر محمد بن
إبراهيم الفضلى وأبى المفاخر عمر بن عبد العزيز بن مازة وأبى بكر محمد بن محمد بن
أحمد بن عبد الله الجيراجى وأبى نصر أحمد بن الحسن الدروازخكى وأبى بكر محمد
ابن أحمد بن الحسين الرزماناخى وأبى بكر محمد بن علي بن محمد بن علي بن سعيد
المطهري وأبى بكر محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي وأبى حفص عمر بن
محمد بن عمر الخوشنامى (1) وخلق كثير غيرهم. روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن
الغزال الواعظ.
أخبرنا ابن الغزال أنبأ أبو حفص عمر بن محمد بن عمر الأنصاري العقيلي (2) قدم
علينا بغداد حاجا أنبأ المعدل أبو القاسم محمود بن الحسن الطبري أنبأ أبو الخطاب محمد
ابن إبراهيم بن علي الطبري أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن علي الأبيوردي أنبأ أبو
الحسن أحمد بن محمد بن سليمان حدثنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج حدثنا أبو
عمرو أحمد بن نصر الخفاف حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد عن أبيه عن
عبد الله بن وديعة عن أبي ذر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من اغتسل يوم الجمعة
فأحسن الغسل أو توضأ فأحسن الوضوء ولبس أحسن ثيابه ومس ما كتب الله له من
كسب أهله ثم أتى المسجد فلم يلغ ولم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين
الجمعة [الأخرى] " (3)
ذكر صديقنا أبو المحامد محمود بن أحمد بن الصابوني البخاري أن العقيلي مات
ببخارى في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وستمائة ودفن بمقبرة كلاباذ.
1265 - عمر بن محمد بن عمر بن يوسف المزارع، أبو حفص بن أبي المجد:
من أهل باب البصرة - تقدم ذكر والده، سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن
البطي وغيره، كتبت عنه، وكان محضرا على باب القاضي بالجانب الغربي.
أخبرني عمر بن المزارع أنبأ محمد بن عبد الباقي أنبأ علي بن محمد الخطيب أنبأ
عبد الواحد بن محمد حدثنا محمد بن مخلد حدثنا طاهر بن خالد بن نزار حدثني أبي
عن إبراهيم بن طهمان قال حدثني الحجاج عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن أبي

(1) في الأصل: " الخوشاى ".
(2) في الأصل: " العاقلي ".
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
114

رفع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر
الله له ما تقدم من ذنبه " (1).
توفى عمر ليلة الاثنين رابع عشري رجب سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن من
الغد بمقبرة باب البصرة.
1266 - عمر بن محمد بن عمر بن بركة بن سلامة بن أحمد بن أبي القاسم
عبد الله بن أبي الريان، أبو حفص بن أبي بكر الكاغذي:
من أهل دار القز، تقدم ذكر والده، سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي
وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرها، وكتبت عنه، وكان شيخا صالحا
متيقظا (2) حسن الاخلاق لا بأس به.
أخبرنا عمر بن محمد (3) الكاغدي بقراءتي عليه أنبأ عبد الأول بن عيسى أنبأ محمد
ابن عبد العزيز الفارسي أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري حدثنا أبو الجهم العلاء بن
موسى حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
مستقبل المشرق يقول: " ألا إن الفتنة هاهنا - مرتين - من حيث يطلع قرن
الشيطان " (4).
سألت عمر بن محمد الكاغذي عن مولده فقال: في شهر ربيع الاخر من سنة سبع
وأربعون وخمسمائة. وتوفى ليلة الخميس العشرين من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين
وستمائة، ودفن من الغد بباب حرب.
1267 - عمر بن محمد بن عمر، أبو حفص الفقيه الحنفي (5): من أهل فرغانة، تفقه ببلاده ودخل بغداد، وهو شاب وصحب شيخنا عمر بن
السهروردي مدة ثم إنه سافر إلى بلاد البطيحة وصاهر ابن الرافعي، وأقام هناك مدة،
ثم عاد إلى بغداد، وسافر إلى بلاد الشام والجزيرة، وسكن سنجار مدة ثم إنه عاد إلى
بغداد وأقام بها، وعرض عليه التدريس بالمدرسة التنشبية فلم يجب، ثم ولى التدريس

(1) انظر الحديث في: سنن النسائي ص 354.
(2) في الأصل: " متنقظا ".
(3) في الأصل: " محمد بن عمر ".
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 1050.
(5) انظر ترجمته في: الجواهر المضية 1 / 396. وإنباه الرواة 2 / 331. وبغية الوعاة 364.
115

بالمدرسة الشريفة المستنصرية لما فتحت في رجب سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وكان
إماما في الفقه والأصول والخلاف وعلم الكلام وأقاويل الفلاسفة وعلم العربية،
ويكتب خطا مليحا، وله نظم ونثر بليغ، وقدمه في الزهد والرياضات والمجاهدات
والحقيقة والطريقة ثابتة متمكنة، وكان كثير العبادة دائم الخلوة مجردا من أسباب الدنيا
مع ما خصه الله به من حسن الخلق والتواضع وشرف النفس ولطف الطبع، وسمع
بقراءتي معظم صحيح البخاري على ابن القطيعي، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا من
نظمه، ولم يكن له رواية في الحديث.
أنشدني بن محمد (1) الفرغاني ببغداد لنفسه:
يامن أضاء له شموس مناقبه * ينهون من آدابه وفضائله
لا تكسفن ضياءها بمعاتب * من زور قول تفتريه وباطله
والصدق أحلى حلية يحلى بها * كم بين خالي الجيد فيه وعاطله
واعلم بأن القول عند أولى * بيان قيمته وقيمة قائله
النهى والنصح فرض قوله وقبوله * طوبى لقائله المحق وقابله
توفى الفرغاني ليلة الأحد لعشر خلون من رجب من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
وحضرت الصلاة عليه من الغد بجامع القصر، وحضر الأعيان وخلق كثير، ودفن
بمقبرة الخيزران، وأظنه قارب السبعين من عمره - رحمة الله عليه.
1268 - عمر بن محمد بن عمويه، أبو حفص السهروردي الصوفي (2):
عم الشيخ أبى النجيب السهروردي، قدم بغداد واستوطنها، وتفقه على أبي
القاسم الدوسي وعلى أبى حامد الغزالي. وسمع الحديث من الشريف أبى الفوارس
طراد بن محمد بن علي الزيبثى وأبى الحسين عاصم بن الحسن العاصمي وأبى محمد
رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبى بكر أحمد بن علي الطريثيثي وغيرهم روى لنا
عنه حافده محمد بن أعز بن عمر، وكان شيخا برباط سعادة على شاطئ دجلة،
صنف تاريخا على السنين سماه " المجاهدي " خدم به مجاهد الدين [...] (3) ببغداد،
ذكر فيه ابتداء الدنيا إلى سنة أربع وعشرين وخمسمائة.

(1) في الأصل: " علي بن محمد ".
(2) انظر ترجمته في: المنتظم لابن الجوزي 10 / 75.
(3) بياض في الأصل مكان النقط.
116

أخبرنا محمد بن أعز بن عمر بن يحيى بن عمويه السهروردي أنبأ جدي قراءة عليه
أنبأ طراد بن محمد الزينبي أنبأ علي بن عبد الله بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من المأثم والمغرم، فقالت عائشة:
يا رسول الله ما أكثر ما تتعوذ من المغرم؟ قال: " إنه من غرم وعد فأخلف وحدث
فكذب " (1).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول ولد عمر بن
محمد بن عمويه السهروردي سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وتوفى في] (2) ليلة
الأربعاء ثامن ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه برباطه على دجلة
رباط سعادة ودفن صف رويم.
1269 - عمر بن محمد بن عيسى بن أحمد بن العويس النيار:
والد شيخنا مسمار، من أهل باب الأزج، سمع الكثير من أبى الفضل محمد بن
ناصر الحافظ وحدث باليسير، سمع يونس سبط ابن مداح، ودلني عليه شيخنا عبد
الرزاق بن عبد القادر الجيلي لأسمع منه في سنة خمس وتسعين وخمسمائة، فلم يتفق لي
لقاؤه، وتوفى في هذه السنة.
1270 - عمر بن محمد بن محمد الدبراني، أبو الحسن البندار:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدل، روى
عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، وذكر أنه
سمع منه في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
1271 - عمر بن محمد بن محمد بن علي الزينبي، أبو علي بن أبي تمام:
تقدم ذكر والده، ولى النقابة على الهاشميين والصلاة والخطبة في المساجد الجامعة،
ولقب بالرضا ذي الفخرين، وسلم إليه العهد بذلك، وخلع عليه في يوم الخميس
الثاني من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وأربعمائة ببيت النوبة، وزين له جميع
البلد، وركب في الأسواق ونثر عليه الدنانير والدراهم، وتملك في ذي القعدة سنة

(1) انظر الحديث في: سنن النسائي 805.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
117

خمسين وخمسمائة، وكان قد ركب مع رئيس الرؤساء والهاشميين والخدم ومن انضم
إليهم من الأعاجم، وخرجوا إلى باب الحلية لقتال البساسيري فاستحرهم ثم انعطف
عليهم فانهزموا وهلك منهم خلق كثير - ذكر ذلك أبو الحسن الهمداني صاحب
التاريخ.
1272 - عمر بن محمد بن محمد بن عبد الله بن القاضي، أبو حفص:
سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله مالك بن أحمد
ابن علي البانياسي وأبا القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد العلاف وغيرهم، وحدث
باليسير، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي بالمدرسة النظامية في
رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وقرأت بخطه وأخبرنيه عنه علي بن عبد الرحمن بن علي قال: عمر بن محمد بن
محمد بن القاضي يكنى أبا حفص لا بأس به.
سمعت منه بقراءتي وسألته عن مولده، فقال: في سنة تسع وستين وأربعمائة.
1273 - عمر بن محمد بن معمر بن أحمد بن يحيى بن حسان أبو حفص ابن أبي
بكر المؤدب، المعروف بابن طبرزد (1):
من أهل دار القز، سمع الكثير بإفادة أخيه أبى البقاء محمد بن محمد [و] من آباء
القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وهبة الله بن
أحمد الواسطي وأبى غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبى المواهب أحمد بن محمد بن
ملوك الوارق وأبى بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبى علي بن عبيد الله بن الزاغوني
وأبى بكر محمد بن عمر بن أحمد بن دحروج وأبى الحسن على وأبى الفضل عبد
الملك ابني عبد الواحد بن محمد بن الحسن القزاز وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد
ابن عبد الواحد القزاز وأبى القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبى محمد
يحيى بن علي بن الصولي وأبى البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبى الحسن
علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبى القاسم علي بن طراد الزينبي وخلق كثير غير
هؤلاء، وانفرد بالرواية عن جماعة من شيوخه وبقطعة من مروياته، وحدث بالكثير
وانتشرت عنه الرواية، وقصده الناس لعلو إسناده، وهو آخر من حدث في الدنيا عن

(1) انظر ترجمته في: المستفاد ص 210.
118

أبى الحصين وابن البناء وابن ملوك والواسطي وابن الزاغوني وابن دحروج وعلى ابن
طراد وغيرهم. وطلب من الشام للسماع عليه فتوحه إلى هناك، وحدث بأربل
والموصل وحلب وحران، وأقام بدمشق مدة طويلة، وروى أكثر مسموعاته، وحصل
مالا حسنا، وعاد إلى بغداد وأقام بها مدة يحدث إلى أن أدركه أجله، سمعت منه
الكثير، وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاته. وكانت أصول سماعاته بيده،
وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب حسنا، ويؤدب الصبيان ولم يكن يفهم شيئا من
العلم، وكان متهاونا بأمور الدين، رأيته غير مرة يبول من قيام، فإذا فرغ من إراقة
بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء بماء ولا حجر، وكنا نسمع منه يوما أجمع،
فنصلي ولا يصلى معنا، ولا يقوم لصلاة، وكان يطلب الاجر على رواية الحديث إلى
غير ذلك من سوء طريقته، وحلف ما جمع من الحطام لم يخرج عنه حقا لله عز وجل.
أخبرنا عمر بن المؤدب بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين
قراءة عليه أنبأ أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن
شاذان أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا
يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أسكر كثيره فقليله حرام " (1).
أخبرنا عمر بن طبرزد بقراءتي عليه أنبأ أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قراءة
عليه أنبأ أبو محمد بن علي الجوهري أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا بشر
ابن موى الأسدي حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن عبد
الله بن سلام قال: لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال فجئت في الناس انظر فلما
تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعته يتكلم به أن
قال: " يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام،
تدخلوا الجنة بسلام " (2).
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر أنبأ أبو غالب ابن البناء [أنبأ] (3) أبو محمد الجوهري
أنبأ أبو عمر محمد ابن العباس بن حيويه حدثنا محمد بن القاسم حدثنا عبد الله بن أبي
سعد حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم المؤدب حدثني محمد بن عثمان ابن

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 179.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 451.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
119

ماله (1) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء حدثني أبان بن تغلب قال: كان عابد من عباد
البصرة قال لنا: أتيت البادية فإذا أنا بأعرابية وهي توصى ابنا لها وهي تقول: يا بنى
أوصيك بالله يوفقك، وإياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن في صدور الرجال وتفرق
بين المحبين، وإياك والعيوب فخليق أن تتخذ غرضها فإن الغرض إذا اعتورته السهام
ثلمته وهي ما اشتد منه، وإياك والنمائم فإنها تزرع الضغائن في صدور الرجال وتفرق
بين المحبين، وإياك والعيوب فخليق أن تتخذ غرضا فإن الغرض إذا اعتورته السهام
ثلمته وهي ما اشتد منه، وإياك أن تجود بدينك وتبخل بمالك، فحري أن تجود بمالك
وتبخل بدينك، وإذا هززت فهز كريما فإنه يلين بمهرتك، ولا تهز اللئيم فإنه صخرة
لن يتفجر ماؤها، يا بنى مثل لنفسك مثالا، فما استحسنته لغيرك فاعمل به وما
استقبحته لغيرك فاجتنبه، فإن المرء لا يرى عيب نفسه، وإياك من كانت مودته بسره،
وخالف ذلك فعله، فإن صديقه منه في مثل حال الريح في تصرفها، قال: ثم أمسكت
عنه ساعة، قال فقلت: يا أعرابية زيديه قالت: وأعجبك كلام العرب؟ قال قلت:
نعم، قالت: يا بنى اتق البخل فإنه أقبح ما تعامل به الاخوان، فإن ترك مكافأة
الاخوان من التطفيف، ومن جمع الحلم والسخاء فقد استجاد الخلة، ثم قالت: ألا
أنشدك أبياتا قالها المقنع الكندي؟ قال قلت: بلى، قالت: قال:
زمان خلا ود المقنع أنه * يؤدب ولم يعط المقنع ما ودا
فإن الذي بيني وبين بنى أبى * وبين بنى عمى لمختلف جدا
إذا أكلوا لحمى وفرت لحومهم * وإن هدموا ركني بنيت لهم مجدا
لهم حل مالي إن رواني ذا أغنى * وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا
يلومونني في الدين قومي وإنما * تدانيت في أشياء تكسبهم حمدا
أخاف عليهم خشية أن يعيروا * ببخل إذا شدوا على الصرر العقدا
قال عبد الوهاب: وبيت آخر لم أحفظ أوله وحفظت آخره:
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
قال أبو محمد الجوهري: وأنا أحفظ أوله وهو:
ولا أحمل [الحقد] (2). القديم عليهم * وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
سألت عمر بن طبرزد عن مولده، فقال: في سنة ست عشرة وخمسمائة، توفى
في يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب من سنة سبع وستمائة، ودفن من الغد بباب
حرب.

(1) هكذا في الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
120

سمعت القاضي الفقيه أبا القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة بحلب
يقول سمعت عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسي يقول: وغالب ظني أنني سمعته
من بن هلالة بخراسان قال: رأيت عمر بن طبرزد فيما يرى النائم بعد موته وعليه
ثوب أزرق، فقلت له: سألتك بالله ما لقيت بعد موتك؟ فقال لي: إنه في بيت من
نار داخل بيت من نار داخل بيت من نار، فقلت له: ولم؟ قال: لاخذ الذهب على
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1274 - عمر بن محمد بن نظيف، أبو القاسم القاضي، المعروف بالحرقي:
من أهل شيراز، كان فقيها على مذهب داود، ويروى عن أبي إسحاق إبراهيم بن علي
الهجيمي البصري وأبى عبد الله محمد بن يوسف العتايدي الشيرازي الحافظ،
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القصار الشيرازي وذكره في كتاب طبقات
الشيرازيين من جمعه، وقال: كان قاضيا ببغداد سنين، يناظر على مذهب داود، وفيه
أنه مات بشيراز في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
1275 - عمر بن محمد بن هارون، أبو حفص المقرئ:
من أهل واسط، صحب الشيخ الصالح الزاهد صدقة بن الحسين بن وزير
الواسطي، وقدم في صحبته إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته، وسمع بها الحديث
من أبى الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي وأبى الحسن علي بن المبارك
ابن الحسين بن نغوبا الواسطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا حسن
الاخلاق مرضى السيرة، مقرئا مجودا ختم عليه خلق كتاب الله، وكان يصلى بالناس
إماما بمسجد ابن الشاشي الكبير بالطيوريين ويقرئ فيه القرآن.
أخبرنا عمر بن محمد بن هارون المقرئ أنبأ عبد الأول بن عيسى السجزي أنبأ
محمد بن عبد العزيز الفارسي أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي حدثنا العلاء بن موسى حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الخيل [معقود] في نواصبها الخير إلى يوم القيامة " (1).
توفى عمر بن محمد بن هارون في يوم الجمعة الأربع خلون من شهر رمضان سنة
عشر وستمائة، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية، وكان الجمع متوافر، ودفن
بالشونيزية، ولعله بلغ الثمانين أو قاربها.

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 399.
121

1276 - عمر بن محمد بن يحيى بن علي بن مسلم الزبيدي، أبو حفص بن أبي
عبد الله:
تقدم ذكر والده، سافر عن بغداد إلى بلاد الجزيرة، وسكن برأس العين، وكان
يذكر أنه سمع من أبى بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد الوهاب بن المبارك
الأنماطي وأبى الوقت الصوفي وأبى العباس أحمد بن محمد العباسي، وإن مولده في يوم
الجمعة غرة صفر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وحدث هناك بشئ، سمع منه
الرجالة والمجتازون، وأخذت لنا منه إجازة، وبلغنا أنه توفى برأس العين في شهر ربيع
الأول سنة ثلاث وستمائة.
1277 - عمر بن محمد بن الوكيل، أبو حفص الفقيه:
عن أبي بكر أحمد بن عبيد الله بن إدريس النرسي، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن
عدى الجرجاني في معجم شيوخه.
أنبأ عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو القاسم
إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي قدم علينا أنبأ أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أنبأ
أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ قال سمعت أبا حفص عمر بن محمد [بن] (1)
الوكيل الفقيه ببغداد يقول حدثنا أحمد بن عبيد الله النرسي حدثنا عبيد الله بن موسى
عن شيبان عن إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن جوس عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب (2).
1278 - عمر بن محمد، أبو على العلوي الكوفي، المعروف بالنهر سابسى:
ولد ببغداد وأصله من الكوفة، أو هو كوفي، سكن بغداد، وكان شاعرا كاتبا
بليغا، ذكره أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني صاحب التأريخ،
وأورد له هذه الأبيات ونقلتها من خطه:
إن لم تكن لدواعي الحب عاطفة * ترد فضلك عن ظلم وعدوان
فابغ الثواب الذي تحظى بأجله * عند المعاد وتجزاه بإحسان
لا تغمس اليد في ظلم معه * فصاحب الوتر عنه غير وسنان

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 233.
122

وعد إلى رأفة أنت الحقيق بها * ينسى الأوائل منك الحاضر الداني
وذكر أنه توفى في سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
1279 - عمر بن محمد، أبو القاسم النعماني الأديب:
روى عن أبي طاهر أحمد بن محمد الشيرازي عن عبد السلام بن الحسين البصري،
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن عبدان الحلواني، وقد مدح الشيخ أبا إسحاق
الشيرازي الفقيه بقصيدة سمعها منه، وكتبها عنه أبو نصر المعمر بن محمد بن الحسين
البيع.
قرأت بخط المعمر بن محمد وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي قال أنشدني الأديب أبو
القاسم عمر بن محمد النعماني لنفسه بمدح أبا إسحاق الشيرازي:
رعى الله جيرانا نأت دراهم عنا * وما حفظوا عهدا وخانوا وما خنا
تجنوا بلا ذنب فصدوا تجرما * فقد علموا ان الفؤاد بهم يضنى
وضنوا علينا بالوصال ملالة * ونحن بحبات القلوب لهم جدنا
فيا ليتهم قبل القطيعة أجملوا * ولم يأخذوا القلب المعنى بهم رهنا
أرى كل ذي وجد يحول الذي به * ووجدي مقيم لا يحول ولا يفنى
نأوا فنائي عنى السرور بينهم * فما القلب مذ بانوا إلى غيرهم حنا
وذكر القصيدة بطولها.
1280 - عمر بن محمود بن الصباح، أبو القاسم البزاز:
حدث عن أبي الحسن علي بن الحسن بن سليمان القافلاني القطيعي، روى عنه
أبو عبد الله ابن بطة العكبري.
أخبرنا أبو سعد الأزجي قال قرئ على أبي المعالي العطار وأنا أسمع عن أبي القاسم
البندار قال كتب إلى أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري حدثنا أبو
القاسم عمر بن محمود بن الصباح البزاز حدثنا علي بن الحسن بن سليمان حدثنا محمد
ابن معاوية الزيادي حدثنا شعيب بن بيان حدثنا عمران (1) القطان عن قتادة عن أبي
الطفيل عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من آذى المسلمين في طرقاتهم وجبت
عليه لعنتهم (2).

(1) في الأصل: " عمر بن القطان ".
(2) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 764.
123

1281 - عمر بن محمود بن أبي علي بن موسى الفارقي، أبو حفص الهمداني:
حدث هو وأبوه ببغداد عن أبي المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطبسي
وهو حي بخراسان، روى عنهما المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وتاريخ
سماعه منهما في سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
1282 - عمر بن محمود بن محمد القاضي:
روى عن أبي سعيد مسعود بن ناصر السجزي حكاية رواها عنه أبو منصور
المقرب بن الحسين بن الحسن النساج.
1283 - عمر بن محمود أبو حفص العكبري:
حدث عن أبي بكر الآجري، روى عنه أبو الحسن نصر بن عبد العزيز الشيرازي
المقرئ نزيل مصر، ذكر أنه سمع منه بعكبرا.
1284 - عمر بن مسعود بن أبي العز الفراش، أبو القاسم البزاز:
كان من أعيان أصحاب الشيخ عبد القادر الجيلي، صحبه مدة طويلة وتفقه عليه،
وسمع منه الحديث من جماعة وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه وسلك طريقته، وكان له
كان بخان الصفة بسوق العليا يبيع فيه البز ويطلب الكسب الحلال، ثم إنه ترك ذلك
وانقطع إلى زاوية له إلى جانب مسجد بالجانب الغربي قريبا من جامع العقبة،
وانضاف إليه جماعة من الأصحاب والاتباع، فاشتهر اسمه وشاع ذكره وقصده الناس
لزيارته والتبرك به وكثر الفقراء حوله، وصار الناس يقصدونه بالنذور والصدقات
والهبات والفتوحات، وينفق ذلك على من عنده، وتاب عليه خلق كثير من مماليك
الخليفة الترك الخواص، ولبسوا منه الخرقة وصلحت طرائقهم وانتفعوا بصحبته. منهم
جماعة إلى مقامات الزهاد والعباد، وكان - رحمه [الله] - كثيرا العبادة والمجاهدة سليم
الباطن والظاهر، وله كلام حسن على طريقة القوم وعلى وجهه أنوار الطاعة، وكان
نظيفا طيب الريح، إذا تكلم في المحبة خرج النور من بين ثناياه واشتدت حمرة وجنتيه،
وإذا تكلم في الخوف طار لبه وتغير لونه وخنقته العبرة. سمع الحديث من أبى القاسم
سعيد بن أحمد بن النباء وأبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبى الوقت عبد الأول بن
عيسى السجزي وغيرهم. كتبت عنه وحضرت عنده غير مرة وسمعت كلامه، وكان
حسن السمت مليح الخلق والخلق.
124

أخبرنا عمر بن مسعود البزاز الزاهد بقراءتي عليه أنبأ عبد الأول بن عيسى أنبأ
محمد بن عبد العزيز الفارسي أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري أنبأ عبد الله بن محمد
البغوي حدثنا العلاء بن موسى حدثنا الليث بن سعد عن نافع بن عمر أنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيما مملوك بين شركاء فأعتق أحدهم نصيبه فإنه يقوم في مال
الذي أعتق قيمة عدل معتق إن بلغ ذلك ماله " (1).
أنشدنا عمر بن مسعود البزاز الزاهد من لفظه وحفظه في مسجده بالجانب
الغربي:
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله * على نعم ما كنت قط لها أهلا
إذا زدت تقصيرا تزدني تفضلا * كأني بالتقصير استوجب الفضلا
توفى شيخنا عمر البزاز في يوم السبت الرابع عشر من شهر رمضان سنة ثمان
وستمائة بزاوية بالجانب الغربي، وكان مولده في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين
وخمسمائة.
1285 - عمر بن مسعود أبى الفضل بن العجمي، أبو حفص:
من أهل البصرة، سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وحدث باليسير. روى عنه
أبو القاسم الدمشقي في معجم شيوخه.
أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق أنبأنا علي بن الحسن بن هبة الله أبو
القاسم الحافظ أنبأنا عمر بن مسعود أبى الفضل أبو حفص بقراءتي عليه ببغداد أنبأ
أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن
عبد الله بن بكير وأبو على الحسن بن الحسين بن دوما قالا أنبأ عبد الله بن إبراهيم
ابن أيوب البزاز حدثنا أبو محمد بن يعقوب الأزدي حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا
جعفر بن سليمان عن أبي طارق عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من يأخذ هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن ". قال أبو هريرة:
قلت: أنا [يا رسول الله قال:] (2) فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فعقد فيهما خمسا: " اتق
المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله تبارك وتعالى [لك] (3) تكن أغنى الناس،

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 339، 340. ومسند أحمد 1 / 56.
(2) ما بين المعقوفتين من الأصل وزدناه من المصادر.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزدناه من المصادر.
125

وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، و [حب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر
الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " (1).
1286 - عمر بن مطرف، أبو الوزير الكاتب: من أهل مرو، كان من عبد القيس، كتب للمنصور والمهدى، وتقلد ديوان المشرق
للمهدى والهادي والرشيد، وحدث عن المهدى، روى عنه مسلمة بن الصلت
الشيباني، وقد ذكره الخطيب في التاريخ في الكنى ولم يسمه، فأعدنا ذكره لما وقع
علينا اسمه.
أخبرنا أبو منصور سعيد بن الحسين الكرخي أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد بركة
الكندي أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي أنبأ علي بن أحمد بن عمر
المقرئ أنبأ أبو محمد الحسن بن بدر اللآلي حدثنا محمد بن القاسم حدثنا محمد بن
هارون الهاشمي حدثنا محمد بن واصل المقرئ أبو عبد الله أحمد بن صالح حدثنا مسلمة
ابن الصلت الشيباني حدثنا أبو الوزير الكاتب حدثني المهدى عن أبيه عن محمد بن علي
عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعان أخاه المضطر ثبت الله
عز وجل قدميه يوم تزول الجبال " (2)
قرأت في كتاب الفهرست لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال: أبو الوزير الكاتب
عمر بن مطرف توفى أيام الرشيد فخزن عليه ولما صلى عليه قال: رحمك الله [فوالله]
ما عرض لك أمران: أحدهما لله، والاخر لك إلا اخترت الذي هو الله على ما هو
لك. وكان ثقة مقدما في صناعته بليغا، رواية من الكتب: " الكتاب منازل العرب
وحدودها "، وله رسائل مدونة.
1287 - عمر بن أبي المعالي الكيمائي الزاهد:
من ساكني القطيعة بباب الأزج، قرأ شيئا من الفقه على مذهب أبي عبد الله بن
حنبل على أبي حكيم النهرواني، وصحب الشيخ عبد القادر الجيلي، وكان شيخا
صالحا منقطعا عن الناس مشتغلا بما يعنيه، وكانت له حلقة بجامع القصر بعد الصلاة
يجتمع حوله الناس، ويتكلم عليهم بكلام مفيد، وكان له قبول من الناس، وله
أصحاب واتباع وقد رأيته بالجامع مرات.

(1) انظر الحديث في: مسند الامام أمد 2 / 310.
(2) انظر الحديث في الجامع الكبير للسيوطي 1 / 749.
126

توفى يوم الجمعة التاسع عشر من صفر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، ودفن
بمقبرة التل بالقطيعة من باب الأزج في قبة هناك - أمرت ببنائها أم الخليفة الامام
الناصر لدين الله رحمة الله عليها - وقد جاوز السبعين من عمره.
1288 - عمر بن مكي الخوزي (1) الفقيه الشافعي:
سكن المدرسة النظامية ببغداد. ودرس بها المذهب والأصول والخلاف والجدل
وعلم الكلام حتى برع في ذلك وصار من الأئمة الكبار، وكان يتأله ويتعبد، ويسلك
طريق الزهد والرياضة والمجاهدة والخلوة ودوام الصيام والصلاة، وكان زاهدا في
المناصب والتقدم مع اشتهار اسمه وعلمه وعلو مكانته عند الناس محبا للخمول
متواضعا في ملبسه وهيئته، ثم إنه مضى إلى مكة وحج وأقام بها مجاورا على أحسن
طريقة وأجمل سيرة إلى أن توفى بها في صفر سنة سبع وعشرين وستمائة، وأظنه
جاوز الستين - رحمه الله.
1289 - عمر بن منصور بن محمد الجواربي البغدادي، أبو القاسم الدلال:
ذكره أبو القاسم يحيى بن علي بن الطحان الحضرمي في تاريخ الغرباء القادمين من
جمعه قال سمعنا منه عن البغوي وغيره.
1290 - عمر بن منصور البغدادي:
حدث عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري وأبى الحسن علي بن
سليمان الأخفش، روى عنه أبو جعفر الجرجاني المعروف بمحك.
كتب إلى عبد الرحمن بن مكي الأنصاري أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم
الرازي أخبره عن أبي الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الكسائي أنشدنا أبو جعفر
الجرجاني أنشدنا عمر بن منصور البغدادي أنشدنا الأخفش للعطوي:
لا تبك أثر مول عنك منحرف * تحت السماء وفوق الأرض أبدال
الناس أكثر ممن لا ترى خلفا * ممن زوى وجهه عن وجهك المال
ما أقبح الود يدنيه ويبعده * بين الخليلين إكثار وإقلال
1291 - عمر بن موسى، أبو حفص الكاراتي:

(1) بياض في الأصل مكان " الخوزي ".
127

عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن هارون بن يدينا، روى عنه أبو سعيد النقاش
الأصبهاني.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد القرشي أنبأ أبو محمد عبد
الله بن علي الطامدي قراءة عليه أنبأ أحمد بن عبد الغفار بن أشته أنبأ أبو سعيد بن علي
بن عمرو النقاش أنبأ أبو حفص عمر بن موسى بن عيسى الكاراتي البغدادي
حدثنا محمد بن [الحسن بن] (1) هارون بن بدينا حدثنا محمد بن زنبور حدثنا فضيل بن
عياض عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انظروا
إلى من [هو] (2) أسفل منكم ولا تنظروا إلى من [هو] فوقكم " (3).
1292 - عمر بن ناصر بن منصور الأنباري:
أنشد أبو الحسن علي بن أبي الحارث بركة بن علي بن السني الأمين قال أنشدني
شيخنا عمر بن ناصر بن منصور الأنباري لنفسه:
تقتضيني بقربك النفس شوقا * كلما هزت الصبا والجنوب
لست أنفك من غرام يعاني * أو يعاد وذاك شئ يذيب
فتعطف على بالوصل يوما * تحظ بالعيش وهو غض رطيب
أو فأرسل إلى منك كتابا * ترجمانا عن الضمير ينوب
1293 - عمر بن نجم التمار - أو البزاز، أبو حفص:
روى عنه أبو بكر بن كامل الخفاف في معجمه حديثا عن أبي الخطاب بن البطر.
1294 - عمر بن نصر الكاتب:
روى عن علي بن الحسين بن عبد الأعلى الإسكافي روى عن أبي الفرج علي بن
الحسين الأصبهاني عن عمه عنه وقال: كان عمر شيخا من شيوخ الكتاب بسر من
رأى، وكان جارنا في درب نوفل وقد رأيته عند عمى مرارا إلا أنى لم أكن أطلب
شيئا من هذا الجنس فلم اكتب عنه شيئا، وكان عمى يحدثني عنه بالظريف
[.........] (4).

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) " هو " ساقطة من الأصل في الموضعين.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 74، ومسند أحمد 2 / 254.
(4) بياض في الأصل مكان النقط.
128

1295 - عمر بن وفاء بن يوسف بن غنيمة بن جندل، أبو الوفاء:
من أهل الحربية، سمع الحديث من أبى عبد الله الحلاوى وأمثاله، وأهله كلهم
محدثون، علقت عنه شيئا يسيرا، وهو شيخ لا بأس به.
أخبرنا أبو الوفاء عمر بن وفاء بن يوسف الحربي أنبأ أبو عبد الله محمد بن المبارك
ابن الحسين بن طالب الحلاوى قراءة عليه عن أبي الفضل محمد بن عبد السلام
الأنصاري أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز أنبأ ابن كامل القاضي حدثنا يحيى بن
منصور الهروي أبو سعد حدثنا عبد الله بن جعفر البرمكي حدثنا معن عن مالك عن
ربيعة ابن أبي الحباب.
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما يزال البلاء بالمؤمن في ولده وحامته حتى
يلقى الله تبارك وتعالى وما عليه خطيئة " (1).
توفى يوم الأربعاء سابع عشري المحرم سنة تسع وثلاثين وستمائة، ودفن بباب
حرب.
1296 - عمر بن وهب، أبو حفص المقرئ:
من ساكني نهر طابق، ذكر هلال بن المحسن الكاتب - ونقلته من خطه - أنه
توفى يوم الخميس لتسع بقين من ربيع الاخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وذكر أنه
كان شيخا صالحا، وقال أبو الفتح محمد بن أحمد أبى الفوارس الحافظ: أبو حفص
عمر بن وهب المقرئ الشيخ الصالح بنهر طابق توفى يوم الخميس لسبع [بقين] (2) من
شهر ربيع الاخر سنة إحدى وتسعين ولم أسمع منه، وأظنه قد حدث.
1297 - عمر بن هارون بن الأشرس المقرئ:
حدث عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت الداري،
روى عنه أبو عبد الله الحسين بن غالب بن علي الأنصاري.
قرأت بخط عبد الله بن عبد الملك بن أحمد بن الفائض الأصبهاني أنبأ أبو عبد الله
الحسين بن غالب بن علي بن غالب الأنصاري قدم علينا أنبأ عمر بن هارون بن

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2 / 63.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
129

الأشرس المقرئ ببغداد أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد [بن موسى] (1) بن القاسم
الداري حدثنا يوسف بن يعقوب حدثنا حميد بن الربيع حدثنا حفص بن غياث عن
الحجاج بن أرطأة عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ساجدا على جبهته وأنفه ".
1298 - عمر بن هارون بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد
الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد
المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب:
ذكر هلال بن المحسن الكاتب - ونقلته من خطه - أنه مات في سنة أربع وتسعين
وثلاثمائة في ذي الحجة، قال: وصلى عليه أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله.
1299 - عمر بن هبة الله بن عبد الله بن بقاقا، أبو حفص النجار:
من أهل باب الأزج، سمع أبا القاسم هبة الله بن الحصين وحدث باليسير، روى
عنه أبو الفتح محمد بن محمود بن إسحاق بن الحراني الشاهد في معجم شيوخه.
أخبرني يوسف بن خليل الدمشقي بحلب أنبأ أبو حفص عمر بن هبة الله بن أبي
نصر النجار المعروف بابن بقاقا البغدادي الأزجي قراءة عليه وأنا أسمع بباب الأزج قبل
له أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأخبرنا أبو طاهر لاحق بن أبي
الفضل بن علي الصوفي قراءة عليه أنبأ أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو على
ابن المذهب أنبأ أبو بكر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا جرير عن
قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: آخر شدة يقلها المؤمن الموت، وقوله: (تكون
السماء كالمهل) قال: " كدوي الزيت "، وفى قوله: (آناء الليل) قال: جوف الليل،
وقال: " هل تدرون ما ذهاب العلم؟ قال: هو ذهاب العلماء من الأرض " (2).
بلغني أن عمر بن هبة الله بن بقاقا النجار مات في المحرم أو صفر سنة تسعين
وخمسمائة.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 25.
130

1300 - عمر بن هدية بن سلامة بن جعفر بن مرهج بن جعفر الصواف
المقرئ، أبو حفص:
من أهل باب الأزج، وسكن بآخره بالمأمونية، وكان ينسج أكسية الصوف، ثم
صار سمسارا بين يدي البزازين بخان الخليفة ينادى على السلع، وصحب أبا الخطاب
محفوظ بن أحمد الكلوذاني وتفقه عليه وعلق عنه مسائل الخلاف في صباه ثم ترك
ذلك، ولم يكن يفهم شيئا. سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان وأبا على محمد بن
سعيد بن نبهان وأبا الخطاب الكلوذاني وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفي وغيرهم.
روى لنا ابن الأخضر وأحمد بن البندنيجي الشاهد.
أخبرنا أبو محمد بن الا حضر أنبأ أبو حفص عمر بن هدية بن سلامة بن جعفر
الصواف أنبأ أبو على محمد بن سعيد بن إبراهيم الكاتب أنبأ أبو على الحسن بن أحمد
ابن إبراهيم بن شاذان أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا عبد الملك بن محمد حدثني أبي
حدثني سعيد بن سماك بن حرب حدثني أبي قال لا أعلمه إلا عن جابر بن سمرة
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة (قل يا أيها الكافرون)
و (قل هو الله أحد) وكان يقرأ في عشاء الآخرة ليلة الجمعة [سورة الجمعة]
والمنافقين (1).
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن علي القرشي قال: سألته - يعنى عمر بن
هدية - عن مولده، فقال: في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط صديقنا أبى عبد الله محمد بن عثمان بن العكبري الواعظ قال: توفى
شيخنا عمر بن هدية في ليلة الخميس تاسع عشري ربيع الاخر سنة إحدى وسبعين
وخمسمائة.
1301 - عمر بن يحيى بن سعيد بن المدحم، أبو حفص:
شهد عند والده أقضى القضاة يحيى بن سعيد في السابع عشر من شعبان سنة
إحدى وخمسمائة فقبل شهادته، وكان شابا سريا يكتب خطا مليحا.
1302 - عمر بن يحيى بن عيسى بن الحسن (2) بن إدريس، أبو حفص:

(1) انظر الحديث في: الدرر المنثور 6 / 215.
(2) في الأصل: " الحسين ".
131

من أهل الأنبار، وهو أخو محمد وعثمان وعلى الذين (1) تقدم ذكرهم، ذكره
شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع في معجم شيوخه، وذكر أنه أجاز له
ولم يخرج عنه شيئا، وذكر لي ولده عبد الله بن عمر أن أباه توفى بالأنبار في يوم
الاثنين ثامن عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وستمائة، وكان مولده تقديرا في سنة
خمس وعشرين وخمسمائة.
1303 - عمر بن يوسف بن الحسن، أبو حفص السلماسي (2):
حدث ببغداد عن أحمد بن محمد بن عمر، روى عنه أبو البركات بن السقطي في
معجم شيوخه.
قرأت على عائشة بنت محمد بن علي الواعظة عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن
المبارك السقطي حدثنا أبي عمر بن يوسف بن الحسن السلماسي ببغداد [أنبأ] (3) أحمد
ابن محمد بن عمر أنبأ أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز البجلي
حدثنا بكر بن أحمد الهروي حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد حدثنا الدبري عن
عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بنى
الاسلام على خمس: التواضع عند الدولة، والمغفرة عند القدرة، والسخاء مع القلة،
والعطية بغير منة، والنصيحة للعامة " (4).
هذا حديث منكر مركب على إسناد حديث صحيح، وقد طلبته في نسخة همام
التي رواها الطبراني عن الدبري فلم أجده، وفى إسناد هذا الحديث غير واحد من
المجهولين.
1304 - عمر بن يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي، أبو حفص بن أبي
المحاسن، الفقيه الشافعي:
أخو شيخنا علي بن يوسف الذي تقدم ذكره وكان الأكبر، ولد ببغداد ونشأ بها،
وتفقه على والده ودرس بالمدرسة الأساندية بين الدريين في سنة إحدى وسبعين
وخمسمائة، ثم إنه سافر إلى ديار مصر واستوطنها إلى حين وفاته، سمع ببغداد مسند

(1) في الأصل " الذي ".
(2) انظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني 7 / 173.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) انظر الحديث في: لسان الميزان 4 / 341.
132

الشافعي من أبى زرعة المقدسي وحدث به بمصر.
أخبرنا عبد الوهاب بن عتيق الأنصاري بالقاهرة أنبأ أبو حفص عمر بن يوسف بن
عبد الله بن بندار الدمشقي قراءة عليه بالقرافة، وأخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن
يوسف بن عبد الله الدمشقي بقراءتي عليه بالقرافة عند قبر الشافعي أنبأ أبو زرعة
طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي قراءة عليه ببغداد أنبأ أبو الحسن مكي بن منصور بن
علان الكرخي أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا
الربيع بن سليمان بن سالم القداح عن ابن أبي ذئب عن ابن شهاب عن عبيد الله بن
عبد الله عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن
بمحجنه (1).
سألت شيخنا القاضي أبا الحسن علي بن يوسف الدمشقي عن مولد أخيه فقال:
ولد ببغداد في جمادى سنة سبع وأربعين وخمسمائة، وتوفى بمصر في سنة ستمائة.
1305 - عمر بن يوسف بن محمد بن بيروز بن عبد الجبار، أبو حفص
المقرئ (2):
من ساكني خزانة عزير، كان ختن محمود بن نصر بن الشعار الحراني على ابنته،
قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي وعلى غيره.
وسمع الحديث الكثير من أبى الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي و [أبى] (3) القاسم
يحيى بن ثابت بن بندار وأبى بكر أحمد بن المقرب الكرخي ومن خلق كثير. ورتب
إماما في المسجد الذي بنته أم الخليفة الامام الناصر لدين الله بالجطانوتين (4) على
شاطئ دجلة، كان يحج في كل سنة عن الامام المستضئ بأمر الله، كتبت عنه، وكان
مقرئا مجودا فاضلا دينا صالحا صدوقا سليم الباطن والظاهر مشتغلا بنفسه حسن
الاخلاق متواضعا متوددا.
أخبرنا عمر بن يوسف بن محمد لا مقرئ بقراءتي أنبأ محمد بن عبد الباقي بن أحمد
أنبأ مالك بن أحمد بن علي أنبأ أحمد بن محمد أبو الحسن حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 1 / 237.
(2) انظر ترجمته في: طبقات القراء لابن الجزري ص 599.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) هكذا في الأصل.
133

الهاشمي حدثنا عبيد بن أسباط حدثنا أبي حدثنا عبد الملك بن عمير عن وراد عن
المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة: لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت،
ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد " (1).
سألت عمر بن يوسف عن مولده فقال: في سنة إحدى [وأربعين وخمسمائة،
[وتوفى] في جمادى الأولى سنة إحدى] (2) عشرة وستمائة، وصلى عليه من الغد
بالمدرسة النظامية، ودفن بمقبرة باب الدبر.
1306 - عمر بن يونس بن عيسى بن أحمد بن الوزان، أبو حفص الخباز،
المعروف، بابن الحارس:
جازنا بالظفرية، أخذ له الشريف أبو الحسن الزيدي إجازة من أبى الفتح بن البطي
وأمثاله، قرأت عليه شيئا يسيرا.
أخبرني عمر بن يونس الخباز بقراءتي عليه في منزلنا عن أبي الفتح محمد بن عبد
الباقي بن أحمد أنبأ أبو الفضل أحمد بن الحسن الشاهد أنبأ الحسن بن أحمد البزاز أنبأ
القاضي أبو نصر أحمد بن نصر بن محمد بن أشكاب البخاري حدثنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد القمي الأنصاري من ولد معاذ بن جبل حدثنا عبد الرحيم بن حبيب
حدثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي حدثنا سفيان الثوري عن مجالد عن
الشعبي عن الأسود عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من انتقل ليتعلم
علما غفر له قبل أن يخطو " (3).
توفى بن الوزان بواسط بعد سنة عشرين وستمائة، وقيل: سنة ست وعشرين، وقد
ناهز السبعين.
1307 - عمر الملقب كسرى.
ذكر القاضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي الأزردي في
كتاب الألقاب من جمعه وقال: ذكره أبو العقيلي وقال: هو مدائني، روى عنه ابن
علية.

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 39.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر الحديث في: الجامع الكبير للسيوطي 1 / 757.
134

أنبأنا الخليل بن بدر أنبأ أبو على الحداد أخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله أنبأ أبو
القاسم الطبراني حدثنا جعفر الفريابي حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا إسماعيل بن
علية حدثنا عمر كسرى عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال: نزل من
السماء أمانان: أما أحدهما فقد مضى " وهو رسول الله " صلى الله عليه وسلم، وأما الاخر فهو
الاستغفار (1).
قال الطبراني: لم يسند عمر كسرى حيثا غير هذا، ولا رواه إلا ابن علية.
أنبأنا ذاكر بن كامل قال كتب إلى أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب [حدثنا] (2)
عبد العزيز بن أحمد الكتاني حدثنا تمام بن محمد الرازي حدثني أبي حدثنا عدنان بن
أحمد بن طولون حدثنا محمد بن موسى النوري حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثني
الحكم عن عوانة قال: كان بالكوفة رجل من أهل البصرة يقال له " عمر كسرى "
وكان مولى لبنى سليم، وكان يتعاطى أمر الفرس وأمر كسرى فسمى لذلك " عمر
كسرى "، قال سليمان بن أبي شيخ وحدثني صلة بن سليمان قال: كان عمر كسرى
هذا بالأهواز عند عامل عليها يقال له سعيد بن عبد الله الكوفي، فجعل عمر يحدث
عن كسرى وعن نسائه فقال العامل: فكم أمهات المؤمنين اللاتي قبض النبي صلى الله عليه وسلم
عنهن؟ قال: لا أدري، قال: أنت رجل من من المسلمين تعرف نساء كسرى ولا
تعرف نساء النبي صلى الله عليه وسلم، لا والله لا تخرج من الحبس حتى تأتي بسماتهن وأنسابهن
ومعرفتهن، قال: فحبسه حتى نظم ذلك.
1308 - عمر النجار الزاهد:
حكم عن أبي العباس أحمد بن عطاء الصوفي، وله كلام حسن على طريقة القوم،
روى عنه الحسن بن جهضم الكوفي وعبد الملك بن حبان.
أخبرني إبراهيم بن عثمان أنبأ عبد الله بن محمد بن أحمد أنبأ المبارك بن عبد الجبار
أنبأ عبد العزيز بن علي حدثنا علي بن جهضم قال سمعت عمر النجار يقول: سئل ابن
عطاء عن الدنيا، فقال: حرص المال وراحة النفس وفقر القلب، فمن رفع الحرص عن
المال، والراحة عن النفس، وخوف الفقر عن القلب وسلم نفسه لله عز وجل فقد
ترك الدنيا.

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 4 / 393.، 403.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
135

أنبأنا محفوظ بن مسعود البيع أنبأ أبو المعالي الوثابي أنبأ مسعود الحافظ حدثنا أبو
سعد الماليني قال سمعت أبا إسحاق عبد الملك بن حبان يقول سمعت أبا حفص عمر
النجار البغدادي يقول وقد سألته عن معنى قوله عز وجل (ورفعنا لك ذكرك) قال
معناه: أنه رفعناك أن تذكر غيرنا.
1309 - عمر البناء المزوق:
بغدادي سكن مكة، روى عن أبي بكر الشبلي شيئا من كلامه، روى أبو نعيم
أحمد بن عبد الله الأصبهاني.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد أنبأ الحسن بن أحمد أبو على
الحداد قراءة عليه أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت عمر البناء المزوق
البغدادي بمكة يقول سمعت أبا بكر الشبلي يقول: ليس من احتجب بالخلق عن الحق
كمن احتجب بالحق عن الخلق، وليس من جذبته أنوار قدسه إلى أنسه كمن جذبته
أنوار رحمته إلى مغفرته.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي وعبد الله بن مسلم بن ثابت قالا أنبأ عبد الرحمن بن
محمد الشيباني أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأ أبو نعيم الحافظ
قال: سمعت عمر البناء البغدادي بمكة يحكى قال: لما كانت غلام الخليل ونسبت
الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ في جملة من أخذ النوري في
جماعة، فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم، فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف
ليضرب عنقه، فقال له السياف: ما دعاك إلى الابتدار إلى القتل من بين أصحابك؟
فقال: آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة، فتوقف السياف عن قتله، ورفع أمرهم
إلى الخليفة، فرد أمرهم إلى قاضي القضاة - وكان يلي القضاء يومئذ إسماعيل بن
إسحاق، فتقدم إليه النوري فسأله عن مسائل في العبادات من الطهارة والصلاة
فأجابه ثم قال له: وبعد هذا لله عباد يسمعون بالله وينطقون بالله ويصدرون بالله
ويوردون بالله ويأكلون بالله ويلبسون بالله، فلما سمع إسماعيل كلامه بكى بكاء
طويلا، دخل على الخليفة فقال: إن كان هؤلاء القوم زنادقة فليس في الأرض
موحد، فأمر بتخليتهم، وسأله السلطان يومئذ: من أين تأكلون؟ فقال: لسنا نعرف
الأسباب التي يستجلب بها الرزق نحن مدبرون.
136

1310 - عمر الحمال، أبو حفص الصوفي البغدادي:
ذكره أبو عبد الرحمن [محمد] (1) بن السلمي النيسابوري في كتاب " تاريخ
الصوفية " من جمعه - ونقلته من خطه - وقال كان يقال له " نشو الوقت " أي لم يكن
له أستاذ، سئل عن التصوف، فقال: مؤانسة القلوب بمحبوبهم.
1311 - عمرو بن أحمد بن محمد بن عمرويه البغدادي:
حدث عن أبي عبد الله أحمد بن الحسن البغدادي، روى عنه يحيى بن القاسم بن
يحيى.
كتب إلى محمد بن معمر الأصبهاني أن الحسين بن عبد الملك الحلال أخبره أنبأ أبو
بكر محمد بن إبراهيم بن علي العطار حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبد الله
المعدل بأيذج أنبأ أبو عبد الله محمد بن منصور بن عبد الله بن جيكان قدم أيذج من
تستر أنبأ يحيى بن القاسم بن يحيى حدثني عمرو بن أحمد بن محمد ابن عمرويه
البغدادي حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن البغدادي حدثني أبو يعقوب يوسف بن
الحسن حدثني أبو يعقوب البلدي قال: قدم إبراهيم بن أدهم: الكوفة فقال لعبد الله
ابن بكر: ادخل الكوفة وادخل إلى سفيان الثوري وقل له: إن أخاك إبراهيم يقرئك
السلام ويقول: تعالى إلى فحدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فمضيت إلى
سفيان فقلت له: إن أخاك إبراهيم يقرئك السلام ويقول لك " حدثني بحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: حبا وكرامة، فاستدعى بطيلسان مرقع وخفين مرقق وجاء
إليه وسلم عليه وجلس فحدثه بحديث عن ابن عيينة عن الزهري عن عبد الله بن
مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين
في صعيد واحد فيقول للعلماء: أنتم بغيتي من خلقي، ما أودعتكم علمي إلا لخير
أردته بكم انطلقوا إلى الجنة " قال: ثم إن سفيان ابتدأ يحدث حديثا آخر فقال له
إبراهيم: حسب ما أظن أن إبراهيم عمل بهذا الحديث حتى مات، فقال سفيان: إن
الملوك طلبوا الراحة إلا هم في تعب سقطوا، وما راحة إلا ما نحن فيه.
1312 - عمرو بن إسماعيل الفارسي:
حدث عن إبراهيم بن حبيب الفقيه، روى عنه عبد الله بن حامد الأصبهاني.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
137

أنبأنا أبو القاسم الأزجي أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن
الكسائي قال: كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي
أنبأ أحمد بن محمد بن أحمد البسطامي حدثنا عبد الله بن حامد الأصبهاني حدثنا
عمرو بن إسماعيل الفارسي ببغداد حدثنا إبراهيم بن حبيب الفقيه حدثنا موسى بن أبي
حبيب الطائفي عن الحكم بن عمير وكان بدريا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم يجهر في الصلاة " بسم الله الرحمن الرحيم " في صلاة الليل وصلاة الغداة
وصلاة الجمعة (1).
1313 - عمرو بن سعيد النجار الصوفي:
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية، وذكر أنه بغدادي، صحب
الشبلي وحكى عنه الكثير.
1314 - عمرو بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو الفضل النسوي:
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم
ومحمد بن الحسين الجرجاني وأحمد بن محمد بن محمود النسوي، روى عنه أبو سعد
إسماعيل بن علي السمان الرازي.
أنبأنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب أنبأ أبو غالب بن الحسن بن البناء قراءة عليه
أنبأ أبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر الخطيب السمنجاني أبو سعد إسماعيل بن علي بن
الحسين السمان الرازي أنبأ أبو الفضل عمرو بن عبد الله بن أحمد النسوي قدم علينا
بغداد بقراءتي عليه حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم حدثنا أحمد بن يونس
الضبي البغدادي بأصبهان حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا [الحجر] الحرام في البنيان فإنه أساس
الخراب " (2).
1315 - عمرو بن عبد الله البغدادي [......] (3):
1316 - [......] (4) فارتد الامر فأضرب بيدي فأصيب أدناهما منى. قال:

(1) انظر الحديث في: لسان الميزاب 6 / 115.
(2) انظر الحديث في: مسند الفردوسي للديلمي.
(3) سقط من الأصل مكان النقط.
(4) استمر السقط حتى الصفحة التالية فدخلت في ترجمة أخرى.
138

فضحك سعد وقال للمرأة: قد قال ما سمعت فلا تبيتن جاريتك معكما في البيت.
ذكر لنا أبو القاسم بن معالي أنه ولد بعد ذهاب العلاء فيكون في سنة ست أو
سبع عشرة وخمسمائة، ووجد ميتا في يوم السبت العشرين من شهر ربيع الاخر في
منزله ولم يعلم متى مات، وقيل: إن له أياما ميتا فدفن بمقبرة باب الشام وذلك في
سنة ستمائة.
1317 - فرسان بن لبيد بن هوال العائشي، أبو على (1):
من أهل الحلة السيفية، كانت له معرفة تامة بالأدب، ويقول الشعر الحسن، قدم
بغداد غير مرة وكتب الناس عنه من شعره.
1318 - الفصيح بن علي بن عبد السلام بن عطاء بن إبراهيم بن محمد
العجلي:
من أهل سوار من أعمال الحلة، كان يذكر أنه من أولاد أبى دلف العجلي أمير
الكرج، كان أديبا فاضلا يقول الشعر، سكن بغداد بالجانب الغربي وروى شيئا، ولم
يتفق لي لقاؤه.
أنشدني أبو الحسن بن القطيعي قال أنشدني الفصيح بن علي بن عبد السلام لنفسه
ببغداد:
هذى الديار وهذا الضال والسلم * وحيث كانت قباب الحي والخيم
يا صاحبي قفاني في منازلهم * نبكي الديار التي كنا بهم وهم
وأي عذر لقلب لا يحركه * طيب الأسى ولديغ ليس ينسجم
ليت الأحبة إن حد النياق بهم * بما المحبون فيهم بعدهم علموا
بانوا فكم دمعة في أثر عيسهم * سحت وكم لوعة في الدار تضطرم
نلوم صرف النوى فيما بنا صنعت * واللوم أولى به الوخاذة السلم
لم تخل لولا المطايا وهي آهلة * دار ولاشت شمل وهو ملتثم
أخبرني ابن القطيعي قال: سألت الفصيح عن مولده فقال: ولدت في سنة خمس
وخمسين وخمسمائة، وذكر لغيره: أنه ولد في شوال من السنة، وتوفى ببغداد في
الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة تسع عشرة وستمائة.

(1) انظر ترجمته في: إنباه الرواة 3 / 9.
139

1319 - فضالة بن توبة بن العلاء أبو محمد الحوراني الدمشقي:
قدم بغداد وأقام بها متفقها، وسمع بها الحديث من أبى القاسم نصر بن نصر بن
ابن علي العكبري وأبى الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن [محمد بن] (1)
يوسف وأبى الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبى زرعة طاهر بن محمد بن
طاهر المقدسي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه إلياس بن جامع الأربلي حديثا في
كتاب الأربعين له، ذكر أنه سمعه منه ببغداد.
1320 - فضايل بن جوهر بن علي بن ملاحظ الدلال، أبو المعالي الحرار.
من أهل الحريم الطاهري - هكذا أورده أبو طاهر السلفي في معجمه، وقال
شجاع الذهلي: أبو الفضايل محمد بن جوهر، وقال الحسين بن خسرو البلخي:
فضايل ابن جوهر بن بقية الشبال أبو محمد، وكذا قال عمر بن محمد النسفي، وقال
أبو الفضل بن عطاف: أبو الفضايل محمد بن عبد الله بن تركان الشبال الدلال، سمع
أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي وأبا الحسن علي بن عمر القزويني وأبا غالب
محمد على العشاري وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري، روى عنه أبو المعمر
الأنصاري وأبو طاهر السلفي وعمر بن ظفر المغازلي، وسمع منه أبو عبد الله البلخي
وأبو الفضل ابن عطاف الموصلي.
قرأت على أبي عبد الله البلخي قال قرأت على أبي محمد فضايل بن جوهر بن
بقية الشبال فأقر به حدثكم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري إملاء، وأخبرنا أبو
على ضياء بن أحمد بن أبي على وعبد الله بن دهبل بن علي بن كارة قراءة عليهما،
قالا أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز حدثنا الجوهري إملاء أنبأ أبو
حفص عمر بن علي الناقد حدثنا عاصم بن زكريا حدثنا أبو كريب حدثنا أبو بكر بن
عياش عن الأعمش عن أبي (2) صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: " إذا كان أول
ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح
منها باب، ثم فتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب، وينادى: يا باغي الخير أقبل،
ويا باغي الشر أقصر، ولله عنقاء من النار، وذلك في كل ليلة (3).

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل: " عن ابن صالح ".
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 86، وسنن ابن ماجة 119.
140

قرأت في كتاب أبى المعمر الأنصاري بخطه قال: مات فضايل بن جوهر الدلال
وهو حرار في يوم الثلاثاء ببلخ صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
1321 - فضايل بن أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسن على المستعمل:
من أهل باب البصرة، سمع أبا السعود أحمد بن علي بن المحلى، وحدث باليسير،
سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشق البيع وغيره. أنبأنا ابن مشق وأبو
الحسن علي بن أحمد بن الحسن المؤدب قالا أنبأ الشيخ الصالح فضايل بن أبي عبد الله
ابن أبي الحسن المستعمل قراءة عليه بجامع المنصور أنبأ أبو السعود أحمد بن علي بن
المحلى قراءة عليه في سلخ صفر سنة سبع عشرة وخمسمائة، وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي
البركات بن علي بن المشرف بقراءتي عليه أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن
محمد البزاز قراءة عليه قالا أنبأ أبو الغنائم محمد بن علي بن الدجاجي أنبأ أبو القاسم
إسماعيل بن [سعيد بن] (1) سويد أنبأ أبو على الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي
حدثنا علي بن ذكوان حدثنا الثوري عن محمد بن المستورد الجمحي عن أبيه قال: أتى
الحجاج بن يوسف بسارق فقال له: فيم أخذت؟ قال: في سرقة، قال: يجب عليك
في مثلها القطع؟ قال: نعم قال: لقد كنت غبيا أن يأتيك الحكم فيبطل عليك عضوا
من أعضائك قال: إذا قل ذات اليد سخت النفس بالمتالف، قال الحجاج: صدقت، والله لو كان حسن اعتذار حدا كنت له موضعا له، يا غلام سيف صارم ورجل
فاقطع! فقطع يده.
أنبأنا ابن مشق ونقلته من خطه قال: مات فضايل بن أبي عبد الله المستعل في أول
شهر ربيع الاخر سنة تسع وستين وخمسمائة.
1322 - فضايل بن أبي الفضايل بن بطيطة، أبو محمد الصوفي:
من ساكني التونة، كان شيخا صالحا زاهدا فقيرا صابرا، روى عنه أبو بكر المبارك
ابن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه إنشادا.
قرأت بخط ابن كامل وأنبأنيه عنه ابنه يوسف أنشدنا فضايل بن أبي الفضايل
الصوفي:
شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا * فقالوا لنا ما أقصر الليل عندنا

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
141

وذلك لان النوم يغشى عيونهم * سراعا ولا يغشى لنا النوم أعينا
1323 - فضايل بن أبي نصر بن أبي العز بن العليق، أبو محمد:
من أهل باب البصرة، سمع أبا المعالي عمر بن بنيمان المستعمل، كتبنا عنه، وكان
شيخا صالحا وهو والد شيخنا أعز الذي تقدم ذكره.
أخبرنا فضايل بن أبي نصر بقراءتي عليه أنبأ أبو المعالي عمر بن بنيمان بن عمر
قراءة عليه أنبأ أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البندار أنبأ أبو محمد عبد الله
ابن يحيى بن عبد الجبار السكرى أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا سعدان بن نصر
حدثنا عمر ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدثنا عبد الملك بن عمير عن قزعة
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة
مساجد: المسجد الحرام وإلى مسجدي وإلى بيت المقدس، ولا صيام في يومين: يوم
الأضحى ويوم الفطر، ولا صلاة في ساعتين: بعد صلاة الغداة إلى طلوع الشمس
وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، ولا تسافر امرأة [مسيرة] يومين إلا مع زوج
أو ذي محرم (1).
توفى فضايل بن أبي نصر يوم عيد الأضحى من سنة ثلاث عشرة وستمائة، ودفن
من الغد بباب حرب وقد جاوز الثمانين.
1324 - الفضل بن أحمد المعتمد على الله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد
المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي
بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:
ذكر عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر أنه مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين يوم
الخميس النصف من شعبان.
1325 - الفضل بن أحمد بن الحسن بن خيرون، أبو محمد بن أبي الفضل:
تقدم ذكر والده، أسمعه والده الكثير في صباه من أبى محمد عبد الله بن محمد
الصريفيني وأبى الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبى نصر محمد بن محمد بن علي
الزينبي وأبى القاسم علي بن أحمد بن محمد بن اليسرى وأبى عبد الله أحمد بن سلمان
الواسطي وجماعة غيرهم، ثم سمع هو بنفسه من جماعة دون هؤلاء، وكتب بخطه

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 44، ومسند الإمام أحمد 3 / 34، 51.
142

الكثير، وشهد عند قاضي القضاة أبى الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة
خمس وتسعين وأربعمائة فقبل شهادته، وترك الاشتغال بالحديث وانقطع إلى خدمة
زبحان التحمي (1) خادم الامام المستظهر بالله، وصار كاتبا له، حدث باليسير، سمع منه
أبو منصور محمد بن ناصر البردي، وأبو المناقب محمد بن حمزة الحسنى وأبو بكر محمد
ابن أحمد بن الحسن الجوهري البروجردي وروى عنه في معجم شيوخه.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي المناقب الحسنى أنبأ أبو محمد الفضل بن أحمد بن
الحسن بن خيرون بقراءتي عليه ببغداد أنبأ أحمد بن محمد بن النقور أنبأ أبو طاهر
المخلص حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري حدثنا محمد بن يحيى بن
فارس حدثنا الحسين بن محمد حدثنا شريك عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر للحاج " (2).
قرأت في كتاب أبى الفضل ابن خيرون بخطه وأنبأني نصر الله الهيتي أنبأ محمد بن
ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون: سنة اثنتين وستين وأربعمائة ولد ابني أبو محمد
الفضل ضحى نهار يوم الأربعاء رابع عشر ذي الحجة. قرأت في كتاب أبى بكر
المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات أبو [محمد] (3) الفضل بن
أحمد بن خيرون ليلة السبت سابع شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، ذكر غيره: أنه دفن بباب البصرة.
1326 - الفضل أبو منصور الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين بن أحمد
المستظهر بالله بن [عبد الله] المقتدى بأمر الله بن محمد بن عبد الله القائم بأمر الله
ابن أحمد القادر بالله بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن
محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون
الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب (4):
بويع بالخلافة في ليلة الخميس الرابع والعشرين من شهر ربيع الاخر سنة اثنتى

(1) هكذا في الأصل.
(2) انظر الحديث في: المستدرك 1 / 441.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) انظر ترجمته في: سير النبلاء 19 / 561، 568. وطبقات الشافعية للسبكي 4 / 291. ومرآة
الزمان 8 / 156. وفوات الوفيات 2 / 248.
143

عشرة وخمسمائة، فأول من بايعه إخوته: أبو عبد الله محمد وأبو طالب العباس وأبو
إسحاق وأبو نصر محمد وأبو القاسم إسماعيل وأبو الفضل عيسى، ثم تلاهم عمومته:
أبو جعفر موسى وأبو إسحاق وأبو أحمد وأبو على أولاد المقتدى، وهذا أعجب مما
أورده أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق على سبيل العجب منه أن المتوكل بايعه
سبعة من أولاد الخلفاء - وهم: محمد بن الواثق وأحمد بن المعتصم وموسى بن المأمون
وعبد الله الأمين وأبو أحمد بن الرشيد والعباس بن الهادي والمنصور بن المهدى ثم إن
المسترشد جلس بكرة الخميس جلوسا عاما ودخل الناس لمبايعته، وكان المتولي لاخذ
البيعة قاضي القضاة أبا الحسن علي بن محمد الدامغاني، فأول من بايع [أبو] (1) القاسم
علي بن الحسين الزينبي، ثم أرباب الدولة، ثم أسعد الميهني مدرس النظامية، ثم
القاضي أبو العباس أحمد بن سلامة الكرخي، ثم سائر الناس إلى وقت الظهر، ثم
أخرجت جنازة المستظهر فصلى عليها المسترشد إماما وكبر أربعا، ودفن في حجرة
من الدار المستظهرية، وجلس للعزاء له أياما، وكان الامام المسترشد وقعت المبايعة له
من سبع وعشرين سنة لان مولده في يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان سنة ست وثمانين
وأربعمائة على ما ذكر أبو الحسن بن الهمذاني وأبو الفضل بن ناصر، وخطب له أبوه
ولاية العهد، ونقش اسمه على السكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين، وذكر قثم
بن طلحة الزينبي وجماعة - ونقلته من خطخ - أن المسترشد (2) كان يتنسك في أول
زمنه، ويلبس الصوف وينفرد في بيت للعبادة وختم القرآن وتفقه، وكان مليح الحظ
لم يكن في الخلفاء قبله من كتب أحسن منه، وكان يستدرك على كتابه، ويصلح
أغاليط في كتبهم، وكان ابن الأنباري يقول: أنا وراق الانشاء ومالك الامر، يتولى
ذلك بنفسه الشريفة.
قلت: وكان الامام المسترشد ذا شهامة وهيبة، وشجاعة وإقدام في الأمور، ولم
نزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش من المخالفين، وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك
ومباشرته إلى أن خرج الخرجة الأخيرة إلى العراق فكسر وأسر، ورزقه الله الشهادة
على يد الملاحدة، وكان قد سمع الحديث مع إخوته من أبى القاسم علي بن أحمد بن
بيان الرزاز ومن مؤدبه أبى البركات أحمد بن عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي
وحدث، روى عنه وزيره علي بن طراد الزينبي وأبو الفتوح حمزة بن علي بن طلحة

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل: " المرشد ".
144

الرازي وأبو على إسماعيل بن طاهر بن الملقب وغيرهم، وكان له نثر ونظم مليح مع
ما خصه الله به من نيل الرأي وحسن التدبير.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الله قراءة عليه حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن
أحمد ابن عمر السمرقندي قراءة عليه قال: قرأت على السيد الاجل الرضاء نقيب
النقباء سيف الدين خالصة الخلافة أمير المؤمنين أدام الله أيامه وأعانه على ما استرعاه
وأيده بنصره وجنده وبلغه نهاية أمله في ولى عهده وجميع ولده بمنه وكرمه وأنت
تسمع في يوم الأحد عاشر المحرم سنة سبع عشرة وخمسمائة في عوده من قتال
المارقين مظفرا منصورا، قيل له أخبركم علي بن أحمد بن محمد الرزاز (1) أنبأ محمد بن
محمد البزاز حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا عبيس بن
مرحوم بن عبد العزيز العطار حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي
عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال]: " أحبوا قريشا فإنه من أحبهم أحبه الله
عز وجل " (2).
أخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه أنبأ علي بن
أحمد بن محمد الرزاز قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة فذكره أنشدنا أبو القاسم هبة
الله بن الحسن بن المظفر بن السبط الهمذاني من حفظه وذكر أنها للامام المسترشد
بالله قالها لما كسر وأشير عليه بالهزيمة:
قالوا تقيم وقد أحا * طربك العدو ولا تفر
فأجبتهم: المرء ما * لم يتعظ بالوعظ غر
لا نلت خيرا ما حييت * ولا عداني الدهر شر
إن كنت أعلم أن غير * الله ينفع أو يضر
قرأت في كتاب " وشاح دمية القصر " لابي الحسن علي بن أبي الهيثم زيد بن محمد
البيهقي: قال الامام المسترشد بالله أبو منصور بن المستظهر أنشدني أبو المعالي
ابن صاعد خطيب نيسابور له:
أقول لشرخ الشباب اصطبر * فولى ورد فقضاء الوطر
فقلت: قتعت بهذا المشيب * وإن زال غيم فهذا مطر

(1) في الأصل: " البزاز ".
(2) انظر حديث في: في الجامع الصغير للسيوطي 9.
145

فقال المشيب: أيبقى الغبار * على جتمرة ذاب منها الحجر
قرأت في كتاب الخريدة لابي عبد الله الأصبهاني الكاتب بخطه للامام المسترشد
بالله: أنا الأشقر الموعود بي في الملاحم * ومن يملك الدنيا بغير مزاحم
ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضى * بأقصى بلاد الصين بيض صوارمي
قرأت بخط قثم بن طلحة الزينبي قيل: إنه لما استؤسر المسترشد أنشد:
ولا عجبا للأسد إن ظفرت بها * كلاب الأعادي من فصيح وأعجم
فحربة وحشي سقت حمزة الردى * وموت على من حسام ابن ملجم
قرأت على محمد بن أحمد بن عمر عن أبي صالح سعد الله بن نجا بن الوادي -
ونقلته من خطه - قال حكى لي صديقي منصور بن إبراهيم بن صاحب القاضي أبى
سعد المحرمي: أنه لما عاد الشاعر المعروف بالحيص بيص إلى بغداد وكان قد هجا
الخليفة المسترشد بالله طالبا لذمامه وأنشده من شعره فيه:
ثنيت ركابي عن دبيس ابن مزيد * مناسمها مما تغذ دوامي
فرارا من اللوم المظاهر بالخنا * وسواء ارتحال بعد سوء مقام
ليخضب ربعي بعد طول محيله * بأبيض وضاح الجبين إمام
فان يشتمل طول العميم برأفة * بلفظ أمان أو بعقد ذمام
فان القوافي بالثناء فصيحة * تناضل عن أنسابكم وتحامى
قال: فخرج لفظ الخليفة نثرا لا نظما: سرعة العفو عن كبائر الجرم استحقار
بالمعفو عنه.
أنبأ أبو الفرج بن الجوزي - ونقلته من خطه - قال: أنشدني بعضهم قال: أنشد
المسترشد بالله لما خرج إلى قتال الأعاجم:
لأكلفن العيس دامية الأخفاف * من بلد إلى بلد
إما يقال مضى فأحرزها * أو لا يقال مضى ولم يعد
قرأت في كتاب أبى بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخطه وأنبأنيه عنه أبو
محمد الكندي قال: حكى أن الوزير علي بن طراد أشار على أمير المؤمنين أن ينزل في
منزل اختاره، وقال: أن ذلك أصون للحريم الشريف، فقال أمير المؤمنين: كف يا
146

على، والله لأضربن بسيفي حتى يكل ساعدي، ولألقين الشمس بوجهي حتى
يشحب لوني وأنشد:
وإذا لم يكن من الموت بد * فمن العجز أن تكون جبانا
قرأت على أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن الأمين بدمشق عن أبي المظفر
محمد بن محمد بن قزمي الإسكافي على أيام الوزير علي بن طراد الزينبي قال: لما كنا
مع الامام المسترشد يعنى بالعسكر بباب همذان، كان معنا انسان يعرف بفارس
الاسلام، وكان يقرب من خدمة الخليفة قال: فجاء ليلة من الليالي قبل طلوع الفجر،
فدخل على الوزير فسلم عليه قال: ما جاء بك في هذا الوقت؟ قال: منام أريته
الساعة، وهو كأن خمسة نفر قد توجهوا للصلاة وواحد يؤمهم فجئت وصليت
معهم ثم قلت لواحد منهم: من هذا الذي يصلى بنا؟ فقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقلت: ومن أنت؟ فقال: أنا علي بن أبي طالب وهؤلاء أصحابه، فقمت وقلت يده
المباركة وقلت: يا رسول الله ما تقول في هذا الجيش - وعنيت عسكر الخليفة؟
فقال: هذا جيش مكسور مقهور، وأريد أن تطالع الخليفة بهذا المنام، فقال الوزير:
يا فارس الاسلام أنا أشرت على الخليفة أن لا يخرج من بغداد، فقال لي: يا علي
أنت عاجز، ارجع إلى بيتك، أقول له هذه الرؤيا فربما تطير بها، ثم يقول: قد جاءني
بترهات قال أفلا أنهى ذلك إليه؟ قال: بلى تقول لابن طلحة صاحب المخزن فذاك
منبسط وينهى مثل هذا، قال: فخرج من عند الوزير ثم دخل إلى صاحب المخزن
فأورد عليه الرؤيا فقال له: ما اشتهى [أن] أنهى إليه ما يتطير به، قال: فيجوز أنني
اذكر هذا، قال: اكتب إليه وأعرضها وأخل موضع مقهور، قال: فكتبتها وجئت إلى
باب السرادق فوجدت الخادم مرتجا في الدهليذ، ورأيت الخليفة وقد صلى الفجر
والمصحف على فخذه وهو يقرأ، ومقابله ابن سكينة إمامه والشمعة بنيهما، فدخل
فسلم الرقعة إليه وأنا انظره، فقرأها ثم رفع رأسه إلى الخادم، ثم عاد فقرأها، ثم نظر
إليه ثم قرأها ثالثا، ثم قال: من كتب هذه الرقعة؟ فقال: فارس الاسلام، قال: وأين
هو؟ قال: بباب السرادق، فقال: أحضره، فجاء فقبض على يدي فبقيت أرعد خيفة
من تطيره، فدخلت وقبلت الأرض، فقال: وعليكم السلام، ثم قرأ الرقعة ثلاث مرات
أخرى وهو ينظر إلى، ثم قال: من كتب هذه؟ فقلت: أنا يا أمير المؤمنين، فقال:
147

ويلك لم أخليت (1) موضع الكلمة الأخرى؟ فقلت: هو ما رأيت يا أمير المؤمنين،
فقال: ويلك هذا المنام أريته أنا في هذه الساعة فقلت: يا مولانا لا يكون أصدق من
رؤياك، ترجع من حيث شئنا، فقال: ويلك ونكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لا والله ما
يبقى لنا رجعة ويقضى الله ما يشاء فلما كان اليوم الثاني أو الثالث وقع المصاف وتم
ما تم، [و] كسر وأسر وقتل - رضي الله عنه.
قرأت على محمد بن محمود المعدل بهراة عن عبد الكريم بن محمد بن منصور
المروزي قال سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن علي بن عبد العزيز الشهابي بمرو
يقول مسعود بن عبد الله البداري بهمذان يقول: اتفق أن المسترشد بالله رأى فيما
يرى النائم في الأسبوع الذي استشهد فيه: كأن على يديه حمامة مطوقة، فأتاه آت
وقال له: خلاصك في هذا [الطير] (2)، فلما أصبح حكى لابن سكينة الامام ما رأى
في منامه، فقال: ما أولته يا أمير المؤمنين؟ قال: أولته بيت أبى تمام حيث يقول:
هن الحمام فان كسرت عيافة * جاء الحمام فإنهن حمام
وخلاصي حمامي، وليت من يأتيني فيخلصني مما أنا فيه من الذل والحبس فقتل بعد
المنام بأيام.
أنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتي قال: سمعت أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ
يقول: خرج المسترشد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة إلى همذان للاصلاح بين
السلاطين السلجوقية واختلاف الأجناد، وكان معه جمع كثير من الأتراك (3)، فغدر به
أكثرهم ولحقوا بالسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه، ثم التقى الجمعان فلم يلبثوا
إلا قليلا وانهزموا عن المسترشد بالله مع السلطان مسعود إلى النصف من ذي القعدة
من السنة، وحمل معهم إلى مراغة من بلاد آذربيجان ثم إن الباطنية ألفوا عليه جماعة
من الملاحدة، وقد أنزل ناحية من العسكر، فدخلوا عليه في يوم الخميس السادس
عشر من ذي القعدة وفتكوا به، وجماعة معه كانوا على باب خركاهه وقتلوا
[جميعا] (4) وحمل [هو] (5) إلى مراغة فدفن هناك، ووصل الخبر إلينا في يوم الجمعة

(1) في الأصل: " أخللت ".
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل: " الأندال ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
148

الرابع والعشرين من ذي القعدة، وأظهر يوم السبت الخير وشاع بين الناس وقعدوا
للعزاء، وكثر النوح والبكاء ببغداد عليه وعلى الذين قتلوا معه من أصحابه رحمه الله.
قرأت في كتاب " التاريخ " لصدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه بخطه قال: كان
الامام - يعنى المسترشد - قد صلى الظهر وهو يقرأ في المصحف، وهو صائم يوم
الخميس سادس عشري ذي القعدة، دخل عليه من شرح الخيمة جماعة من الباطنية
بأيدهم السكاكين، فتعلقوا به وقتلوه ضربا بالسكاكين، فوقعت الصيحة، فقتل عليه
جماعة من أصحابه، منهم: أبو عبد الله ابن سكينة وابن الخزري، وخرجوا منهزمين.
فأخذوا عن آخرهم فقتلوا، ثم أضرموا فيهم النار، فبقيت يد أحدهم لم تحترق وهي
خارجة من النار مضمومة، كلما ألقوا النار عليها وهي لا تحترق، ففتحوا [يده] (1) فإذا فيها شعرات من كريمته صلوات الله عليه، فأخذها السلطان مسعود وجعلها في
تعويذ ذهب، ثم إن السلطان جلس في العزاء، وخرج الخادم ومعه المصحف، وعليه
الدم إلى السلطان، وخراج أهل المراغة وعلى وجوههم المسوح، وعلى وجوههم
الرماد الصغار والكبار وهم يستغيثون، ودفنوه عندهم في مدرسة أحمد، وبقي العزاء
في مراغة فرضى الله عنه حيا وميتا، فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا، وكانت مدة
خلافته ثمان عشرة سنة وستة أشهر.
أنبأنا النقيب قثم بن طلحة أبو القاسم الزينبي - ونقلته من خطه - قال: كان
المسترشد أشقر أعطر أشهل خفيف العارضين، وكان له من الذكور: أبو جعفر
منصور الراشد [بالله] وأبو العباس أحمد وأبو القاسم عبد الله وإسحاق توفى حياته،
وابنتان، ووزراءه: ربيب الدولة محمد بن الحسين نيابة عن أبيه وأبو على ابن صدقة
وعلي بن طراد وأنوشروان بن خالد، وقضاته: أبو الحسن علي بن محمد الدامغاني
وعلي بن الحسين الزينبي، وحجابه: ابن المعوج وابن السقلام وابن الصاحبي.
1327 - الفضل بن أحمد بن محمد بن عيسى الجرجاني، أبو القاسم بن أبي
حرب الزجاجي التاجر (2).
من أهل نيسابور، سمع الكثير من أبى عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبى
بكر أحمد بن الحسن الحيرى وأبى سعيد محمد بن موسى الصيرفي والحاكم أبى الحسن

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر ترجمته في: التقييد 2 / 219.
149

علي بن محمد بن علي بن السقاء المهرجاني وأبى الحسن علي بن محمد بن محمد
الطرازي وأبى يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي وأبى زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد
المزكى وأبى القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن السراج وأبى إسحاق
إبراهيم بن محمد الاسفراييني وأبى إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصراباذي وأبى
عثمان سعيد بن العباس القرشي وأبى سعيد (2) عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبى
سعد عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الإسماعيلي وأبوي عبد الله الحسين بن
أحمد بن سلمة الميافارقيني والحسين بن محمد بن الحسين بن [عبد الله بن] فنجويه
الثقفي وغيرهم، وحدث بالكثير بخراسان والعراق ومكة، وكتب عنه الحافظ، وكان
صدوقا أمينا صالحا عفيفا مشغولا بالتجارة والكسب، قدم بغداد حاجا في شوال سنة
ثمان وأربعمائة، وحدث بالكثير بها، سمع منه أبو بكر ابن الخاضبة، وروى عنه أبو
القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعبد الصمد الحربي وصدقة بن محمد
ابن السياف ونصر بن نصر بن العكبري وغيرهم.
أخبرنا أبو الفتوح مسعود بن عبد الله بن عبد الكريم الدقاق أنبأ أبو القاسم
إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي أنبأ أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد بن
عيسى الجرجاني قدم علينا أنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا زيد بن
الحباب أنبأ موسى ابن عبدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم
[قال]: " بيننا وبينكم خلال، من كن فيه فليس فيه شئ من الكبر: اعتقال الشاة،
وركوب الحمار، ولبس الصوف، ومجالسة فقراء المؤمنين، وأكل أحدكم مع عياله ".
كتب إلى عبد السلام بن طاهر الهمذاني أنبأ شهر دار بن شيرويه بن شهر دار
الديلمي أنبأ أبى قال: الفضل بن أحمد الجرجاني أبو القاسم النيسابوري يعرف
بالزجاجي، قدم علينا من الحج، سمعت وكان سهلا طلقا صدوقا.
كتب إلى أبو الفتوح العجلي أن أبا نعيم عبد الله بن حرب [قال] سمعت بعض
جيرانه بنيسابور يقول: ما ترك أحدا في جواره منذ ثلاثين سنة أن ينام من قراءته
وبكائه.
كتب إلى محمد ولامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن

(1) في الأصل: " أبى السعود ".
150

محمد بن إسحاق بن منده أخيرهما قال: الفضل بن أبي حرب الجرجاني قدم أصبهان
للتجارة وكان والله بخير الرجال.
قرأت في كتاب أبى جعفر محمد بن أبي على الحافظ الهمذاني وأنبأنيه عنه القاضي
أبو الفتح الواسطي قال في مشيخته: ومنهم الشيخ الجليل العالم أبو القاسم الفضل بن
أحمد بن محمد الجرجاني التاجر الصدوق روى عن جماعة من الأئمة والشيوخ والسادة
من أهل نيسابور والواردين في عصره، صاحب سماع كثير ومسانيد جياد، وكان
أجود الناس كفا في مواساة الفقراء وكان والده يضرب به المثل بنيسابور ويقال: أبو
حرب الجرجاني حاتم وقته في السخاوة - قال لي أبو صالح المؤذن ذلك: وهو
جرجاني الأصل نيسابوري المولد والمنشأ والدار.
قرأت بخط أبى القاسم بن السمرقندي وأنبأنيه عنه زاهر الأصبهاني قال: سألت
أبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني عن مولده، فقال: في العاشر من شهر رمضان سنة خمس وأربعمائة بنيسابور. كتب إلى أبو سعد عبد الله بن عمر بن
الصفار أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أن الفضل بن أبي حرب
الجرجاني توفى في ثالث عشر رمضان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ودفن بمقبرة
الحسين.
1328 - الفضل بن أحمد بن الوزير، أبو العباس المقرئ (1):
قرأ على أبي عبد الله محمد بن إسحاق المسيبي المديني، قرأ عليه بكار بن أحمد بن
بكار المقرئ ببغداد، ذكره أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني في طبقات القراء من
جمعه، وقال: شيخ كان يقرئ ببغداد.
1329 - الفضل بن بنان البغدادي:
حدث عن أبي العتاهية الشاعر، روى عنه أحمد بن السكن الرازي
أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبي على أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأ
القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قال سمعت أبا عبد الله بن أحمد بن سليمان
الحافظ ببخارى يقول سمعت أبا الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين الجوهري يقول
سمعت بركة بن المبارك يقول سمعت أحمد بن السكن الرازي يقول سمعت الفضل بن

(1) انظر ترجمته في: غاية النهاية لابن الجزري / 58.
151

بنان البغدادي يقول سمعت أبا العتاهية الشاعر يقول سمعت الأعمش يقول سمعت أبا
وائل يقول سمعت عبد الله بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الرزق
يأتي العبد على أي سيرة سار، لا تقوى متق يزائده ولا فجور فاجر يناقصه ".
1330 - الفضل بن ثابت بن محمد الكرجي النحوي، المعروف بابن المنجم:
رأيت له كتابا سماه " السامي في شرح اللمع " في النحو لابن حتى بخط يده
وتصنيفه.
1331 - الفضل بن جعفر بن يونس النخعي، أبو على الشاعر، المعروف
بالبصير (1):
من أهل الكوفة، سكن بغداد، وكان قدم " سر من أي " في أول خلافة المعتصم
ومدحه ومدح جماعة من أصحابه وقواده، ومدح المتوكل والفتح بن خاقان.
ذكر المرزباني: أنه كان أديبا ظريفا بليغا مترسلا، وكان يتشيع تشيعا، فيه بعض
الغلو، وله في ذلك أشعار، وكان أعمى، وإنما لقب بالبصير لأنه كان يجتمع مع
إخوانه على النبيذ، فيقوم من صدر المجلس يريد البول فيتخطى الزجاج وكل ما في
المجلس من آلة ويعود إلى مكانه ولم يؤخذ بيده، وهو القائل:
لئن كان يهديني الغلام لو جهتي * ويقتاد بي في السير إذ أنا راكب
فقد يستضئ القوم بي في أمورهم * ويخبو ضياء العين والرأي ثاقب
أنبأنا أبو الفرج الحراني عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة
عليه عن أبي عبيد الله المرزباني قال حدثني علي بن هارون بن علي عن أبيه عن أحمد
ابن أبي طاهر قال: أبو على البصير اسمه الفضل بن جعفر بن يونس (2)، من أهل
الكوفة، وكان ضريرا.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز أنبأ إسماعيل بن أحمد بن
السمرقندي أنبأ أحمد بن محمد بن النقود حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن
هارون الضبي إملاء قال وجدت في كتاب والدي هارون بن محمد بن هارون بخطه

(1) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 351. وسمط اللآلي، 276. ومعجم الشعراء 314 ولسان الميزان
4 / 438.
(2) في الأصل: " بن يوسف ".
152

حدثني أبو بكر محمد بن خلف وكيع قال أنشدني محمد بن الحسن الزرقي قال
أنشدني أبو على الفضل بن جعفر المعروف بالبصير وكان ضريرا:
قلت لأهلي وراموا أن أميرهم * بماء وجهي فلم أفعل ولم أكد
لا يستوى أن تهينوني وأكرمكم * ولا يقوم على تقويمكم أودى
فطيبوا عن رقيق العيش أنفسكم * ولا تمدوا إلى أيدي اللئام يدي
تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفعت * ولا يكن همكم في يومكم لغد
لرب مدخر ما ليس آكله * ومستعد ليوم ليس في العدد
ورب مجتهد ما ليس بالغه * وبالغ ما تمنى غير مجتهد
أنبأنا أبو الفرج الحرائي عن يحيى بن عثمان الفقيه أنبأ أبو جعفر بن المسلمة عن
محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرني علي بن أبي عبد الله الفارسي عن أبي
الفضل أحمد بن أبي طاهر قال: كتب الفضل بن جعفر إلى الفتح بن خاقان في يوم
مهرجان:
بكر الناس بالهدايا على أقدارهم * في صبيحة المهرجان
بين طرف يفوت في حربة الطرف * يخل بالخيل يوم الرهان
ورقيق من أعبد وإماء * بين بكر عزيزة وعوان
من ربات وما عليهن لوم * بصحيح العقول والأديان
يتبسمن عن أقاح وينظرن * ظرن بأمثال أعين الغزلان
ومن الجوهر المغالى به المبتاع * منه بأوقع الأثمان
ونفيس الثياب والغطر يتلوها * صحاف اللحين والعقيان
وتحيرت للأمير الذي يبقى * على النائبات والحدثان
جوهرا نافقا بكل مكان * وعلى كل حالة وزمان
لا تحط الأيام منه ولا * يترهب فيه خيالة الحران
وله عن المرزباني أخبرني علي بن هارون عن أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر
البصير قوله يمدح إسحاق بن سعد:
ما عليها أحد أقصده * كل من أبلوه استبعده
خول المال أناس كلهم * ما لعبد له يعبده
والذي تسمو به همته * للعلى فالدهر لا يسعده
153

غير إسحاق بن سعد إنه * علقت عنه لساني يده
إن إسحاق بن سعد رجل * يحسن اليوم ويرجى غده
فلو بلوناه على علائه * فخبرنا منه ما يخمده
فاعتقدناه أخا ننهصه * في الملمات فما نعقده
واعترفنا بتالذي أودعنا * وعدو العرف من يجحده
وحدثني علي بن هارون قال أخبرني أبي قال: من بارع شعر أبى على البصير
قوله:
فلا تعتذر بالشغل عنا فإنما * تناط بك الحاجات ما تصل الشغل
وقوله في كتاب له إلى ابن المدبر: لا امتحن الله بك كريما فتسئ به، ولا امتحنك
بلئيم فيسئ بك.
وقال أخبرني علي بن هارون أخبرني أحمد بن يحيى قال: من مختار شعر البصير
قوله:
أخذت عن الأيام ما ليس مخطئا * به الحزم إن أخطأت إلا على عمد
وجريت حتى ما تلم ملمة * وإن عظمت إلا لها عدة عندي
تأملت من قبلي نفسي وعنت * إلى الحال منى بعدهم حال من بعدي
فلم أر كالمعروف أبقى ذخيرة * تسر ولا ادعى إلى الاجر والحمد
دعيني أكن للمال ربا فإنني * رأيت بخيل المال للقوم كالعبد
يقيه بعرض معرض وبصفحه * مسلمة ملساء كالحجر الصلد
قرأت على أبي بكر عبد القادر بن أبي القاسم المقرئ عن يحيى بن ثابت بن بندار
أنبأ أبى قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد الواحد أبو الحسين البزاز أنبأ أبو القاسم عمر بن
محمد بن سيف أنشدنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي لابي على البصير:
في كل يوم لي ببابك وقفة * أطوى إليه سائر الأبواب
فإذا حضرت وغبت عنك فإنه * ذنب عقوبته على البواب
قرأت في كتاب المقعنس (1) الأديب بخطه قال أنشدني أبو الخطاب الجيلي لابي
على البصير:

(1) هكذا في الأصل.
154

إن أرم شامخا من العز أدركه * بذرع رحب وباع طويل
وإذا نابني من الامر مكروه * تلقيته بصبر جميل
ما ذممت المقام في بلد يوما * فعاتيته بغير الرحيل
قرأت في كتاب لابي على البصير في أحمد بن أبي دؤاد:
يا أحمد بن أبي دؤاد دعوة * يقوى بها المتهضم المستضعف
كم من يدلك قد نسيت مكانها * وعوارف لك عند من لا يعرف
نفسي فداؤك للزمان وربيه * وصروف دهر لم تزل بك تصرف
أنبأنا أبو الفرج الحراني عن يحيى بن عثمان الحنبلي أنبأ أبو جعفر بن المسلمة قراءة
عليه عن أبي عبيد الله المرزباني حدثني علي بن هارون أخبرني أبي وعمى أبو أحمد
يحيى بن علي: أن أبا على البصير تغير عقله قبل موته بمديدة يسيرة من سوداء عرضت
له، ولم تزل به إلى أن مات، وكان ربما ثاب إليه عقله في بعض الأوقات، وفى ذلك
يقول أحمد بن أبي طاهر:
خبا مصباح عقل أبى على * وكانت تستضئ به العقول
إذا الانسان مات الفهم منه * فان الموت بالباقي كفيل
وبه أخبرني علي بن هارون عن أحمد بن يحيى قال وجدت بخط ابن أبي طاهر: أن
أبا على توفى بسر من رأى في سنة الفتنة. قال أحمد بن يحيى: وهذا عندي غلط، وقد
زعم جماعة: أنه توفى بعد الصلح، وله مدح في المعتز يدل على ذلك وهو قوله:
آب أمر الاسلام خير مآبه * وغدا الملك ثابتا في نصابه
وقد تقدم له خبر مع عبيد الله بن يحيى في أيام تقلده وزارة المعتمد على بقائه إلى
أول أيامه.
1332 - الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات، أبو الفتح
الكاتب، المعروف بابن خنزابه (1):
وهي أمه وكانت جارية رومية، كان كاتبا مجودا، ودينا متألها، مؤثرا للخير، محبا
لأهله، قلده الامام المقتدر بالله الوزارة في يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شهر ربيع الاخر
من سنة عشرين وثلاثمائة إلى أن قتل المقتدر، وولى القاهر بالله الخلافة فولاه

(1) انظر ترجمته في: الاعلام 5 / 351. وسير النبلاء 14 / 479. 125 والكامل 8 /. والعبر
2 / 208.
155

الدواوين، فلما خلع القاهر وولى الراضي بالله الخلافة ولاه الشام فتوجه إليها، ثم إن
الراضي بالله قلده الوزارة في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وهو مقيم بحلب، وعقد له
الامر فيها يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان وكوتب بالمصير إلى الحضرة،
فوصل إلى بغداد يوم الخميس لست خلون من شوال، فأقام ببغداد مدة فرأى
اضطراب الأمور بالحضرة واستيلاء الأمير أبى بكر محمد بن رائق عليها فأطمع ابن
رائق في أن يحمل إليه الأموال من مصر والشام، وشخص إلى هناك في الثالث عشر
من شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين، واستخلف أبا بكر عبد الله بن علي النفري
بالحضرة [وسار] (1) فأدركه أجله بغزة - ويقال: بالرملة - في يوم الأحد لثمان
خلون من جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وسنه سبع وأربعون سنة، لان
مولده على ما ذكره أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مهدي في تاريخه في ليلة السبت
لست ليال بقين من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين، فكانت مدة وقوع اسم الوزارة
عليه سنة واحدة وثمانية أشهر وخمسة وعشرين يوما.
1333 - الفضل بن جعفر الحربي:
روى عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي.
قرأت على أبي بكر محمد بن حامد الضرير المقرئ بأصبهان عن أبي القاسم زاهر
ابن طاهر الشحامي قال: كتب أبى أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي أنبأ أبو عبد
الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأ عبد الله بن موسى البغدادي بمرو قال سمعت
الفضل بن جعفر المروى بها قال سمعت أبا المنذر هشام بن منذر الموصلي يقول
كتب
أبو دلف إلى عبد الله بن طاهر في يوم نيروز مع هدية أنفذها إليه كتابا يعتذر من
الهدية ويقللها ويقول فيه:
جعلت هديتي لك حفظ ودى * لحب الازدياد من الصديق
فلا شئ يساوى كل شئ * من الدنيا سوى حفظ الحقوق
فأجابه عبد الله بن طاهر:
بعثت إليك من قبلي رسولا * يناجي ود قلبك من بعيد
ولا والله ما فيه لحفظ * سوى حفظي لودك من مزيد

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
156

1334 - الفضل بن الحسن بن إسماعيل الطبري، أبو منصور الصوفي:
من ساكني رباط شيخ الشيوخ، حدث عن أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الأنصاري الجياني، روى لنا عنه عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي في مشيخته، وذكر
لنا أنه سمع منه في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وأثنى عليه.
أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم بدمشق أنبأ أبو منصور الفضل بن الحسن بن
إسماعيل الطبري الصوفي ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الأنصاري أنبأ أبو
سعد هبة الله بن القاسم (1) بن عطاء المهراني أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسين (2)
البيهقي أنبأ أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الصوفي أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدى
الحافظ حدثنا قسطنطين بن عبد الله الرومي حدثنا الحسن بن عرفة حدثني الحسن بن
قتيبة المدائني حدثنا مستلم بن سعيد الثقفي عن الحجاج بن الأسود عن ثابت البناني
عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " قال
البيهقي - هذا حديث صحيح.
1335 - الفضل بن الحسن بن بركة أبو المكارم:
من أهل الحلة، ذكره أبو الفتوح عبد السلام بن يوسف الدمشقي في كتاب
" أنموذج الأعيان ".
قرأت على أبي البركات القرشي عن أبي الفتوح الدمشقي قال: أبو المكارم الفضل
ابن الحسن بن بركة الحلي لقيته بالحلة السيفية وكان موسوما عندهم بالمروءة ولكن
الزمان أخنى عليك، ووصلت حرفة الأدب إليه، فاستنشدته فأنشدني أبياتا كتبها على
ظهر مجلد استعاره من أبى طالب يحيى بن زيادة وكان كلاهما متغفلين في شهر
رمضان سنة خمس وستين وخمسمائة:
هذا الكتاب لسيد الكتاب * والمستقل لسائر الآداب
والمعتلى ذروات كل فضيلة * غراء تخبر عن كريم نصاب
عزل العلى لما تقمص بردها * بوكى الرحال وناقص الأحساب
لا تيئسن جمال دين محمد * من فرحة تأتي بغير حساب

(1) في الأصل: " أبى القاسم ".
(2) في الأصل: " الحسن ".
157

واصبر على البأساء صبر أخي حجى * تسمو عن الاشكال والاضراب
إن كان حجتك الإسار بكلمة * خفيت على الابصار والألباب
فالصون للعضب المهند كافل * لمضائه في مأزق وضراب
1336 - الفضل بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن أبي علي بن أبي زيد
المأمون، أبو زيد التاجر:
من أهل آمل طبرستان، قدم بغداد مرات وحدث بها، سمع منه أبو بكر المبارك بن
كامل بن أبي غالب الخفاف، وأخرج عنه حديثا في معجم ابن كامل بخطه، وأنبأنيه
ابنه يوسف عنه أنبأ أبو زيد الفضل بن أبي الحسن بن أبي القاسم الطبراني قدم علينا
حاجا أنبأ محمد بن الحسن المروزي أبو بكر أنبأ أبو بكر محمد بن منصور بن [محمد
ابن] عبد الجبار السمعاني أنبأ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد بن إسحاق وأبو
عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه وأبو سهل زيد بن محمد بن بريدة الأسلمي قالوا أنبأ أبو
إبراهيم إسماعيل بن ينال المروزي أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر
حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن
معاوية عن عمر بن يوسف قال: قيل لابن سيرين: أي الرؤيا أحب إليك؟ قال: أن يرى الرجل ربه في المنام (1).
كتب إلى أبو الفتح الخطيب أنبأ أبو سعد بن السمعاني بقراءتي عليه قال: الفضل
ابن أبي الحسن بن أبي القاسم المأموني كان أحد التجار المعروفين، وكان مكرما لأهل
العلم منفقا عليهم متقربا إليهم، وكان حريصا على طلب الحديث مكثرا منه، حصل
الأصول واستنسخها وأنفق المال في جمعها، ورد بغداد غير مرة، وحج سبعا وعشرين
حجة، وخرج في الثامنة والعشرين فمات فيها في الطريق بجلولاء، سمع بآمل أبا
المحاسن الروياني، وبمرو أبا منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي، وبنيسابور أبا
بكر الشيروي، وبأصبهان أبا على الحداد، وببغداد أبا سعد الطيوري، وبالكوفة أبا
البركات عمر بن إبراهيم العلوي، وبمكة أحمد بن أبي الحسن بن خويشاوند الطوسي،
حدثني عنه أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الكاتب، وتوفى في شوال سنة ثلاثين
وخمسمائة بجلولاء.
1337 - الفضل بن رافع الثعلبي:

(1) انظر الخبر في: حلية الأولياء 2 / 276.
158

حدث عن أبي عثمان سعيد بن أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالعيار. سمع
منه أبو بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس ومموس بن الحين الدربندي في جامع
القصر في شهر ربيع الأول سنة ثمانين وأربعمائة.
1338 - الفضل بن زكريا الجرجرائي:
حدث بأنطاكية عن أحمد بن جبير بن محمد الأنطاكي، روى عنه أبو بكر محمد بن
الحسن المقرئ النقاش.
1339 - الفضل بن سهل بن بشر بن [أحمد بن (1)] سعيد الاسفرائيني، أبو
المعالي بن أبي الفرج، الواعظ، كان يعرف بالأثير الحلبي:
ولد بديار مصر، ونشأ ببيت المقدس، وقدم دمشق مع والده، [وكان] (2) محدثا
مشهورا، فأسمعه والده بدمشق من أبى القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي وأبى
سعيد الطريثيثي وأبى الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وغيرهم، وسمع من والده كثيرا،
وأخذ له أبوه إجازة من أبى بكر الخطيب البغدادي بجميع مروياته ومصنفاته، وسافر
إلى حلب وأقام يعقد مجلس الوعظ مدة، ثم أرسله صاحبها إلى بغداد رسولا، فأقام
بها واستوطنها إلى حين وفاته، وحدث بها بكثير من مسموعاته ويكتب أبى بكر
الخطيب، روى لنا عنه عبد المنعم بن هبة الكريم بن خلف بن الحنبلي وعبد الرحيم بن
المبارك الباماوردي.
أخبرنا أبو الفضل عبد المنعم بن هبة الكريم بن خلف بن الحنبلي بقراءتي عليه أنبأ
أبو المعالي الفضل بن سهل الاسفرائيني قراءة عليه أنبأ أبو القاسم علي بن محمد بن علي
المصيصي أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر أنبأ أبو
إسحاق إبراهيم بن أحمد بن أبي ثابت حدثنا إسحاق بن خالد حدثنا عبد العزيز بن
عبد الرحيم حدثنا خصيف عن سالم عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة
حاذى بإبهاميه قريبا من شحمة أذنيه (3).
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف أنشدنا الأثير أبو المعالي الفضل بن سهل
ابن بشر الاسفرائيني لنفسه:

(1) انظر ترجمته في: معجم المؤلفين 8 / 86. وميزان الاعتدال 2 / 297. ولسان الميزان 4 / 442.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر الحديث في: سنن أبي داود 1 / 112. وسنن النسائي 147.
159

يا صاحب المرآة يامن قاده * إلى لقائي قدر نافذ
أريتني وجهي بمن وما * يسوى الذي انظر ما تأخذ
قرأت على أبي العلاء أحمد بن شاكر التنوخي بالمعرة عن أبي عبد الله محمد بن
عبد الله بن العباسي بن عبد الحميد الحراني الشاهد قال أنشدني الأثير الفضل بن
سهل الحلبي لنفسه في رجل هاشمي يدعى نظم الشعر وليس من أهله:
وقالوا دعى قلت لابل مهذب * شريف فقالوا إن أقمت دليله
فقلت لهم أقوى دليلي أقيمه * على ذاك أن الشعر لا ينبغي له
قرأت على عبد اللطيف بن عبد الوهاب المقرئ عن الشريف أبى على الحسن بن
جعفر المتوكل حدثني الفضل بن سهل: قال حضرت في مجلس فيه الأستاذ أبو الحسن
ابن المقلد لمعرفة صاحب المجلس فأحضر الطعام فأكلنا. وحضر مجلس الشرب فنهضت
أمضى، فقال لي صاحب الدار والجماعة: اجلس واسمع الأستاذ أبا الحسن بن مقلد
فجلست، فأخذوا في المفاكهة والمذاكرة، ثم غنى ابن مقلد فسارت الدار بالجماعة، ثم عرض على الشرب فاعتذرت بأنه شئ ما استعملته قط، فأعفيت من ذلك، ثم
إني سكرت من ريح المجلس وطيبه فقلت:
سكرت من ريح ما شربتم * والراح محمودة الفعال
فيالها سكرة حلالا * كأنها دورة الخيال
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: الفضل بن
سهل الاسفرائيني سافر بنفسه إلى العراق وخراسان وكان يتجر ويقول الشعر. كتبت
عنه ببغداد، وسمعت جماعة يتهمونه بالكذب في الأحاديث التي يذكرها والمحاورات،
سمعت شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد يقول: كان عندي أبو محمد ابن بنت أبي
منصور الخياط فدخل الأثير الحلبي فأثنى على الشيخ أبى محمد ثناء حسنا، وقال لي
أحد فضائله إن بعض التجار المعروفين حمل إليه مبلغا من المال والثياب لحكم الهدية
على يدي فما قبل منه ورده على، فبعد أن قام قال لي أبو محمد: والله ما أهدى أحد
إلى شيئا وهذا الذي تقوله مالي عنه خبر وأشكر الله تعالى كيفما قال إن لفلان عندي
وديعة.
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن علي القرشي قال: رأيت قطعة [كبيرة] (1)

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
160

من سماعاته - يعنى الفضل بن سهل - كالشمس في الوضوح بخطوط المعروفين
الثقات من أهل دمشق كابني صابر وغيرهما كثير، ورأيت " خصائص علي عليه
السلام " جمع أبى عبد الرحمن، وكان ملكا للأثير، وفيه طبقة فيها اسمه واسم ابنه أبى
المجد عبد القاهر، وهي مفسودة تشهد على نفسها بالتزوير، وقد حدث به للأثير عن
أبيه وقد قرأه عليه ابن شافع فأريته لابن شافع وسألته عن الطبقة، فقال: سماع مزور،
فقلت له: وكيف قرأته عليه؟ فقال: لعله من طبقة أخرى في الجزء، وأخذه وفتشه
فلم ير فيه شيئا، وقد حدث به ابنه أبو المجد عن جده بذلك التسميع المفسود، ثم
رأيت له بعد ذلك أجزاء وسماعه فيها مفسود، وقد حدث بها، وفى بعضها قد سمع
لنفسه مع أبيه وسمع لجماعة منهم: الفقيه نصر المقدسي وذكر تاريخا، قد مات قبله
الفقيه نصر بمدة.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي بدمشق أنبأ عمى أبو
القاسم علي بن الحسن الحافظ قال: الفضل بن سهل أبو المعالي الاسفرائيني ولد
بتنيس، ونشأ بدمشق، وسمع بها الحديث وبصور، وكان له خط حسن، واستجاز له
أبوه من أبى بكر الخطيب، سمعت منه حديثا واحدا، ذكر أبوه أنه ولد بتنيس ليلة
الثلاثاء السادس عشر من شعبان سنة إحدى وستين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح الجيلي بخط قال: توفى شيخنا الفضل
ابن سهل الاسفرائيني سحرة يوم الأربعاء ثاني رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
فجأة من غير مرض [ببغداد] (1)، وصلى عليه يوم الأربعاء بالناحية، ودفن بباب أبرز،
قرأت عليه وكان شيخا فاضلا، قرأ شيئا من الفقه، وسمع الحديث واشتغل بشئ من
الأدب وقال الشعر ووعظ ثم انخرط في سلك الكتاب وأرباب الدول، وبقي معهم
برهة من عمره، وكان عسرا في التحديث - [قاله ابن شافع] (2).
1340 - الفضل بن العباس بن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد
المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب:
حكى عن المعتز والمنتصر ابني المتوكل، روى عنه أحمد بن محمد بن إسحاق وأبو
العباس بن الفرات.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
161

أنبأنا أحمد بن صالح الهروي أنبأ محمد بن يوسف أبو الفضل الأديب قراءة عليه أنبأ
أحمد بن عمر البيع أنبأ حميد بن مأمون الأديب أنبأ أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي أنبأ
أبو الحسن محمد بن محمد بن إسحاق الحربي حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي
حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق حدثنا الفضل بن العباس بن المأمون قال: كنت مع
المعتز في الصيد فانقطعنا عن الموكب هو وأنا ويونس بن بغا ونظرنا إلى دير فيه
ديراني يعرفني وأعرفه، ظريف مليح، فشكى المعتز العطش، فقلت: هاهنا ديراني
ظريف مليح، فقال: مر بنا، فجئنا فخرج إلينا وأخرج لنا ماء باردا، وسألني عن المعتز
ويونس، فقلت: فتيان من أبناء الجند، فقال لي: تأكلون شيئا؟ قلنا: نعم، فأخرج لنا
ألطف شئ في الدنيا. وأكلنا أطيب أكل، وجاءنا بأطيب أشنان وأحسن آلة،
فاستظرفه المعتز وقال لي: قل له بينك وبينه: من تحب أن يكون معك من هذين لا
يفارقك؟ فقلت له، فقال: كلاهما وتمرا، فضحك المعتز حتى مال على الحائط، فقلت
للديراني: لا بد من أن تختار، فقال: الاختيار والله في هذا دمار، ما خلق الله عقلا
يميز بين هذين، ولحقنا الموكب، فارتاع الديراني، فقال له المعتز: بحياتي لا تنقطع عما
كنا فيه، وفرحنا ساعة، ثم أمر له بخمسمائة ألف درهم. فقال: لا والله لا قبلتها إلا
على شريطة، قال: ما هي؟ قال يجيب أمير المؤمنين دعوتي مع من أراد، قال: ذلك
لك، فوعدنا ليوم فجئناه، فأنفق علينا المال كله فوصله المعتز بمثله وانصرفنا.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب الذهلي أن أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء
أخبره أنبأ أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ أنبأ أبو على مخلد بن جعفر
الدقاق حدثنا أبو بكر محمد بن خلف وكيع القاضي حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد
ابن موسى بن الفرات الكاتب قال حدثني الفضل بن العباس بن المأمون قال: قال لي
المنتصر: أبشرك رأيت البارحة في منامي، كأني صعدت إلى درجة فبلغت نصفها وإذا
قائل يقول: استكمل خمسا وعشرين سنة، فأنا أملك خمسا وعشرين، قال: فمات بعد
ثالثة، فنظرت فإذا سنه خمس وعشرون سنة.
ذكر الصولي: أن العباس بن المأمون مات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين في
جمادى الأولى.
1341 - الفضل بن العباس بن عبد الحميد الطوسي، أبو نصر:
روى عن أبيه عن جده وعن وجوده في كتاب جده عبد الحميد الطوسي حدثني
162

عبد الله بن محمد القداحي الأنصاري. روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن
عبيد الله الزهري.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر المقرئ أنبأ الحسين بن علي الكوفي أنبأ المبارك بن
عبد الجبار الصيرفي أنبأ أبو الحسن محمد بن عبد الواحد الحريري أنبأ أبو محمد عبد
الرحمن بن محمد بن عبيد الله الزهري حدثني أبو نصر الفضل بن العباس بن عبد
الحميد الطوسي قال: وجدت في كتاب جدي حدثنا أبو يحيى محمد ابن كناسة حدثنا
جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران في قوله عز وجل. (فان تنازعتم في شئ
فردوه إلى الله والرسول) قال: فالرد إلى الله إلى كتابه، والرد إلى الرسول إذا قبض
إلى سنته.
حدثني أبو نصر الطوسي أخبرني أبي عن أبيه قال: الذي اجتمع لنا عليه أن عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه حيث افتتح السواد وأراد أن يضع عليه الخراج سأل أي
شئ كانت الفرس تعاملهم في أرضيهم؟ فقيل له: على الجريب قفيز ودرهم. فأمر
به عمر، فعمل به، ومما يصدق هذا أن زهير بن أبي سلمى قال في الجاهلية:
فتغلل لكم ما لم تغل لأهلها * قرى بالعراق من قفيز ودرهم
1342 - الفضل بن عبد الله بن الربيع، صاحب السبقولي:
حدث عن أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين، روى عنه أبو علي بن البناء في
مشيخته حديثا وقال: جارنا بدرب الغابات.
أنبأنا أبو الفرج الحراني عن يحيى بن عثمان بن الشواء، أنبأ أبو على الحسن بن
أحمد بن البناء أنبأ الفضل بن عبد الله بن الربيع. وأنبأ عبد المنعم بن عبد الوهاب
التاجر قراءة عليه أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني قراءة عليه وأنبأ
أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن السبط بقراءتي عليه أنبأ أبو العز أحمد بن
عبيد الله بن كادش قراءة عليه قالا أنبأ أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري،
قالا أنبأ عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا البغوي حدثنا أبو عمران موسى بن إبراهيم
حدثنا أين لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخل
رجلان الجنة صلاتهما واحدة وجهادهما واصطناعهما للخير واحد، وفضل أحدهما
163

على صاحبه بحسن خلقه بدرجة كما بين المشرق والمغرب " (1).
1343 - الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي، أبو أحمد الكاتب:
من أهل شيراز، قدم بغداد، وكان يكتب بين يدي الوزير أبى علي بن مقلة وله به
اختصاص، وتنقلت به الأحوال حتى استكتبه المستكفى بالله مدة قبل خلافته وبعدها،
ثم كتب للمطيع مدة، ثم عزله عن الكتابة، فلحق عضد الدولة بشيراز فأقام عنده إلى
حين وفاته، وكان كاتبا شديدا يكتب خطا مليحا شبيها بخط أبى علي بن مقلة، وله
ترسل وشعر مليح، وقد روى عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن سليمان بن فهد الأزدي
حكايات.
أنبأ أبو القاسم الأزجي عن أبي سعد بن الطيوري أنبأنا أبو القاسم التنوخي إذنا
عن أبيه أبى على قال: أخرج إلى أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن المنجم رقعة
بخط أبى أحمد الفضل بن عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي الذي أعرفه وأخبرني أنه
كتب بها إلى أبي الحسن بن طرخان فقرأها فإذا فيها كلام لم يستحق مثله أن يصنع
في شعرين له أثبتهما بخطه في آخر الرقعة صنيعين: الأول:
يا سفرة أسفرت عن كل محبوب * ففرحت كربة عن قلب مكروب
أديت إلى حنينا كنت أكتمه * وجدي فصاحبت منه خير مصحوب
وظللت في ظل عيش مونق رغد * على بالراح والكأسات والكوب
ناهيك من ثوب نسك قد لبست ومن * ذيل إلى اللهو واللذات مسحوب
ومن حبيب أطعت الحب فيه * أصح لعذل ولم أحفل لتأنيب
ولمؤمن منى فيه قد بلغت غايتها عفوا وظن جميل غير مكذوب
ومن زمان بقربى منه قد عمرت * أيامه بتمام الحسن والطيب
والثاني:
أهلا وسهلا بالحبيب الذي * يصفيني الوداد وأصفيه
محاسن الناس التي فرقت * فيهم غدت مجموعة فيه
قد فضح البدر باشراقه * والغصن غصنا بتنبيه
وجل في سائر أوصافه * عن كل ممتثل وتشبيه

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 2 / 5.
164

أفديه أحميه وقلت له * من عنده أفديه أحميه
قرأت في كتاب الوزراء لهلال بن المحسن الكاتب قال: الفضل بن عبد الرحمن
الشيرازي كان ظريفا نظيفا أديبا ظاهر المروءة كبير التحمل، له ترسل وشعر مطبوع،
فمن شعره:
أروع حين يأتيني رسول * وأكمد حين لا يأتي الرسول
أؤملكم وقد أيقنت أنى * إلى تكذيب آمالي أؤول
قال: وكان قد أنفذ إلى أبي الحسن علي بن هارون يدعوه فتوارى عن رسله
وكتب أبو أحمد إليه:
تأخرت عمن أنت غاية همه * وأقوى دواعي أنسه وسروره
أخفيت عن رسلي مكانك جاهدا * وكيف يطيق البدر إخفاء نوره
ذكر ثابت بن سنان في تأريخه: أن الفضل بن عبد الرحمن الشيرازي مات في يوم
الخميس لسبع بقين من المحرم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة بشيراز.
1344 - الفضل بن عبد الرحمن، أبو العباس البغدادي:
حدث بالرملة عن عفان بن مسلم الصفار، روى عنه أبو بشر الدولابي.
أنبأنا أبو بكر الجيلي عن الفضل الفارسي أن محمد بن أحمد الأنباري أخبره أنبأ
أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم الصواف أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد المهندس حدثنا أبو
بشر الدولابي حدثني أبو العباس الفضل بن عبد الرحمن البغدادي بالرملة حدثنا عفان
حدثنا حماد ابن سلمة عن يعلى بن عطاء عن بجير أبى عبيد [بن سالم (1)] عن سرح
اليرموكي قال: أحد في الكتاب أو في هذه الأمة اثنى عشر ربيا بينهم أحدهم، فإذا
وفت العدة طغوا وبغوا وكان بأسهم بينهم.
1345 - الفضل بن عبد العيز بن محمد بن الحسين بن [محمد بن] الفضل بن
يعقوب بن يوسف بن سالم المتوثى القطان، أبو عبد الله بن أبي القاسم بن أبي
الحسين.
من ساكني دار القطن. من أولاد المحدثين، سمع أبا عبد الله أحمد بن محمد بن علي
ابن كردى وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، روى عنه ولده أبو القاسم هبة

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
165

الله الشاعر وأبو القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي ومحمد بن ناصر.
أنبأنا أبو المعالي نصر الله بن سلامة الهيتي أنبأ محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه أنبأ
أبو عبد الله الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن [محمد بن (1)] الفضل
القطان قراءة عليه، وأنبأ عبد الوهاب بن علي الأمين أنبأ هبة الله بن محمد بن
الحصين، قالا أنبأ أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان حدثنا أبو بكر
الشافعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري حدثنا الأنصاري حدثني سليمان التيمي
أن أبا عثمان النهدي حدثهم عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قمت على
باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين [وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب
النار قد أمر بهم إلى النار]، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء (2) ".
قرأت بخط أبى طاهر السلفي وأخبرنيه عنه أبو الحسن بن المقدسي بمصر قال:
الفضل بن عبد العزيز القطان سألته عن مولده فقال: سنة ثمان عشرة وأربعمائة ليلة
الجمعة الرابع عشر
من رجب.
قرأت في كتاب أبى غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطة قال: مات أبو عبد الله
الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين [بن محمد] بن الفضل القطان في يوم
الأربعاء، ودفن من الغد وهو يوم الخميس لست بقين من ربيع الاخر سنة ثمان
وتسعين وأربعمائة في مقبرة معروف الكرخي.
1346 - الفضل بن عبد الواحد بن عبد المحسن بن أبي الوقار الأنصاري،
أبو طالب النحوي:
من أهل دمشق، سكن بغداد، وسمع بها أبا الوفاء علي بن عقيل بن علي الجيلي
وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين (3) سمع منه أبو الفضل بن
صالح بن شافع والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا أبو بكر محمد بن
المبارك بن مشق البيع في ذي الحجة سنة إحدى. ستين وخمسمائة.
أنبأنا أبو طالب الفضل بن عبد الواحد بن عبد المحسن بن أبي الوقار الأنصاري
الدمشقي قراءة عليه قيل له أخبركم أبو القاسم بن الحصين، وأنبأ عبد الوهاب على أنبأ

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 969. ومسند الإمام أحمد 5 / 205.
(3) في الأصل: " بن الحسين ".
166

ابن الحصين أنبأ أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي حدثنا محمد بن يونس بن
موسى حدثنا عاصم بن علي حدثنا أيوب عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى: أنت منى كمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي
بعدي.
ذكر أبو المحاسن القرشي: أن مولد ابن أبي الوقار في سنة اثنتين وتسعين
وأربعمائة.
1347 - [الفضل بن عبيد الله بن محمد بن الفضل، أبو القاسم الحلاوى] (1).
قرأت بخط أبى نصر الأصبهاني وأنبأنيه عنه ذاكر الحذاء أنبأ أبو القاسم الفضل بن
عبيد الله بن محمد بن الفضل الحلاوى ببغداد أنبأ جدي الحافظ أبو الفضل محمد بن
عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن يوسف بن زياد بن ناجية بن كثير بن
قعنب بن غياث بن فهر بن مالك بن حنظلة الأكرمين أنبأ أبو عبد الله البيع إجازة قال
سمعت أبا نصر أحمد بن محمد الوراق يقول سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون يقول
سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقيل بين عينيه وقال:
دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين ويا طيب المحدثين في علله حدثك
محمد بن سلام أنبأ مخلد بن يزيد الحراني أنبأ ابن جريح حدثني موسى بن عقبة عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس أن يقول
إذا قام من مجلسه: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك "؟ فقال محمد بن إسماعيل: هذا
حديث مليح ولا أعلم بهذا الاسناد في الدنيا حديثا غير هذا إلا أنه معلول.
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن عون بن عبد الله [ابن
عتبة] قوله، قال محمد بن إسماعيل: هذا أولى، ولا يذكر لموسى بن عقبة مسندا عن
سهيل، وهو سهيل بن ذكوان، وهم إخوة سهيل وعباد وصالح بنو أبى صالح، وهم
من أهل المدينة.
1348 - الفضل بن عكرمة بن طارق، أبو العباس السرخسي:
ذكره أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن داود المستملى البلخي في كتاب " تأريخ
بلخ " من جمعه وقال: نشأ ببغداد وقدم بلخ، وحدث بها عن أبيه عكرمة وعن إسحاق

(1) ما بين المعقوفتين أضيف من الأسانيد داخل الترجمة.
167

ابن إبراهيم بن راهويه، روى عنه محمد بن محمد بن الصديق وجعفر بن محمد المحوفي
ومحمد بن عقيل وغيرهم، قلت: وكان أبوه عكرمة بن طارق قاضيا ببغداد في زمن
المأمون، وأظن الفضل ولد ببغداد - والله اعلم.
أخبرنا مسرف بن علي الضرير أنبأ عبد الأول بن عيسى الهروي أنبأ أبو صاعد
يعلى بن هبة الله الفضيلي أنبأ عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري أنبأ أبو عبد الله
محمد بن عقيل بن الأزهري بن عقيل الفقيه البلخي حدثنا الفضل بن عكرمة حدثنا
الحكم بن موسى عن الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو قال سمعت أيفع بن عبد
الكلاعي على منبر حمص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [وآله] وسلم: " إذا دخل أهل الجنة
الجنة [وأهل النار النار] (1) قال الله عز وجل: يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد
سنين؟ قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم قال: نعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم [رحمتي
و] (2) رضواني وجنتي امكثوا فيها خالدين مخلدين " (3).
قرأت على ست الشرف بنت شعبان العبدي بأصبهان عن أبي نصر الصائغ أنبأ عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده أنبأ عبد الصمد بن محمد العاصمي ببلخ أنبأ
أبو إسحاق المستملى قال سمعت محمد بن عقيل يقول سمعت الفضل بن عكرمة يقول:
القرآن كلام الله غير مخلوق فمن قال مخلوق فهو كافر.
قرأت في كتاب " تأريخ بلخ " لابي عبد الله محمد بن عقيل الوراق البلخي قال:
الفضل بن عكرمة بن طارق السرخسي نشأ ببغداد وقدم بلخ وحدث بها. نزل سكة
عمارة بناحية عسقلان في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين ومائتين.
1349 - الفضل بن علي المكتفى بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد طلحة
الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن
محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب.
ذكره عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر فيمن خلفه من الذكور.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر الحديث في: الدر المنثور 5 / 17.
168

1350 - الفضل بن علي بن غالب بن طاهر، أبو منصور التاجر (1):
سافر وتغرب في طلب الكسب، ودخل العراق وخراسان وبلاد ما وراء النهر،
وسمع بأصبهان من أبى عبد الله الرستمي، وحدث بسمرقند، روى لنا عنه أبو بكر
عبد الله بن علي الفرغاني خطيب سمرقند:
أخبرنا أبو بكر الفرغاني قدم علينا حاجا أنبأ الشيخ الزكي العالم أبو منصور
الفضل بن علي بن غالب البغدادي التاجر أنبأ أبو عبد الله الحسن بن العباس بن علي
الرستمي بأصبهان أنبأ أبو الحسن المكي بن منصور، وأخبرنا عبد الوهاب بن علي
ببغداد حدثنا عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي قدم علينا، وأخبرنا أبو العباس
أحمد ابن عبد الواحد الفقيه بحمص أنبأ عبد المنعم بن عبد الله النيسابوري، وأخبرنا
أبو الوفاء عبد العزيز بن محمد بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد العدل
بنيسابور أنبأ جدي عبد الكريم وأنبأ أبو الفتوح نصر بن عبد الجامع بن عبد الرحمن
ابن عبد الجبار الفامي بهراة أنبأ جدي عبد الرحمن قالوا جميعا أنبأ عبد الغفار بن محمد
ابن الحسين قالا أنبأ القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيرى حدثنا أبو العباس محمد
ابن يعقوب الأصم حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى المروزي ببغداد حدثنا سفيان بن
عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله
متى الساعة؟ قال: " وما أعددت لها؟ فلم يذكر كثيرا إلا أنه يحب الله ورسوله، قال:
فأنت مع من أحببت " (2).
أنشدنا أبو بكر الفرغاني من لفظه وكتابه قال: أنشدنا الفضل [بن علي] بن
غالب بن طاهر، أبو منصور البغدادي:
رويت وما رويت الرواية * وكيف وما انتهيت إلى النهية
وللاعمار غايات تناهت * وإن طالت وما للعلم غاية
1351 - الفضل بن عمار بن فياض الشيباني، أبو الكرم الضرير:
ذكره أبو سعد بن السمعاني وقال: شاب، له معرفة باللغة والأدب، أظنه من بعض
سواد بغداد، رأيته بالمسجد الذي على باب دار شيخنا أبى الفتح بن البطي بالصاغة
من دار الخليفة، وكتبت عنه من دار الخليفة، وكتبت عنه من شعره.

(1) في الأصل: " أبو الفضل بن غالب بن أبو منصور ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 911. ومسند الإمام أحمد 3 / 111.
169

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال أنشدنا أبو سعد بن السمعاني [قال] أنشدنا
الفضل بن عمار لنفسه:
امن شجن عيناك جادت شؤونها * نجيعا وما ضنت بذاك جفونها
نأت بنت عوف بن الحطيم غدية * إلى الحرة الرجلاء تحدى ظعونها
فان تك هند حلت الدمث فالغضا * فلسنا وإن شط المزار نخونها
1352 - الفضل بن عمر بن أبي منصور الحلواني، أبو المعالي المقرئ:
من أهل باب الأزج، قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على أبي محمد عبد الله بن علي
سبط أبى منصور الخياط، وسمع الحديث الكثير من أبى الفضل محمد بن يوسف
الأرموي ومحمد بن ناصر وسعد الخير الأنصاري وجماعة من أصحاب أبي نصر وطراد
ابني الزينبي وابن بطر وابن طلحة، وكتب بخطه، وأقرأ الناس القرآن، وما أظنه روى
شيئا من الحديث.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه
قال: توفى أبو المعالي الفضل بن عمر بن أبي منصور الحلواني المقرئ صاحب
شيخنا أبى محمد المقرئ يوم الخميس حادي عشر شعبان سنة إحدى وأربعين
وخمسمائة، وصلى عليه بالجامع القصر الشريف وبمدرسة عبد القادر بباب الأزج،
ودفن بمقبرة باب حرب، كان رفيقنا في سماع الحديث وقراءة القرآن، كان مقرئا
حافظا موجودا، قد قرأ القرآن وأقرأه وختم خلقا كثيرا، وسمع الحديث الكثير، وكان
متعففا متقللا.
1353 - الفضل بن عمر بن منصور بن علي بن الرائض، أبو منصور
الكاتب (1):
من ساكني الشمعية، قرأ القرآن بالروايات على أبي الحسن علي بن عساكر
البطائحي، وسمع الحديث من أبى الأسعد بن يلدرك الجبريلي وخديجة بنت أحمد بن
الحسن النهرواني ومن جماعة، وكان يكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب،
وكان كهلا حسنا متدينا ساكنا طيب الاخلاق مرضى السيرة محمود الأفعال كيسا
متواضعا، سمع معنا الحديث من جماعة وكان صديقنا، وحدث بشئ يسير، ولم يتفق
لي أن أكتب عنه شيئا، سمع منه رفيقنا علي بن معالي الرصافي.

(1) انظر ترجمته في: طبقات القراء 2 / 10.
170

أخبرنا علي بن معالي أنبأ الفضل بن عمر بن الرائض أخبرنا خديجة بنت أحمد بن
عبد الرحمن بن عبيد حدثنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا نعيم
حدثنا ابن المبارك أنبأ عبيد الله بن موهب عن مالك ابن محمد بن حارثة الأنصاري
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنعش حقا بلسانه جرى له أجره
حتى يأتي يوم القيامة فيوفيه ثوابه " (1).
بلغني أن مولد ابن الرائض في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وتوفى ليلة الأحد
الثامن والعشرين من جمادى الآخرة من سنة تسع وستمائة، وحضرت الصلاة عليه من
الغد برباط المأمونية، ودفن بباب حرب.
1354 - الفضل بن عيسى بن داود بن الجراح، أبو العباس، أخو الوزير على
ابن عيسى.
ذكر ثابت بن سنان أنه توفي في يوم الأحد لاحدى عشرة بقيت من جمادى الأولى
سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
1355 - الفضل بن الفرج بن أبي روح، أبو العباس:
دخل شيراز وحدث بها وبالبصرة عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أبان
الجعفي المعروف بمشكدانه وعن محمد بن حميد والربيع بن ثعلب وغيرهم، روى عنه
أبو جعفر محمد بن محمد البزاز المقرئ وبندار بن يعقوب المالكي وعبد الواحد بن
خلف الطويل، ذكره أبو عبد الله القصار في " تأريخ بغداد " من جمعه.
كتب إلى أبو الفتوح العجلي أن حامد بن محمد بن حامد الحداد أخبره أنبأ عبد
الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده قراءة عليه أنبأ محمد بن عبد العزيز القصار أنبأ
أبو عبد الله محمد بن عمر بن فارس التاجر حدثنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن
سليمان عن أبي أيوب الإفريقي عن صفوان بن سعيد عن سليم عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستأتي أقوام يصلون بكم الصلاة فإن تموا
فلكم [و] لهم، وإن نقصوا فعليهم ولكم ".
1356 - الفضل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إسماعيل. أبو محمد
الزيادي (2):

(1) انظر الحديث في: مسند الإمام أحمد 3 / 266.
(2) انظر ترجمته في: الأنساب 6 / 361. وطبقات السبكي 4 / 294.
171

من أهل سرخس، قدم بغداد حاجا مرتين: الأولى في سنة خمس وخمسمائة
وحدث بها عن والده. سمع منه وكتب عنه أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر
الأصبهاني.
قرأت على أبي القاسم محمود بن محمد الحداد بأصبهان عن معمر بن عبد الواحد
أنبأ أبو محمد الفضل بن محمد بن إبراهيم الزيادي من لفظه ببغداد في مدرسة سعادة
قال حدثني والدي أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال حدثني الشيخ الزكي محمد بن
جابارة المزكى بهمذان حدثنا السالار أبو المظفر المعروف بسالار الحاج حدثنا الشيخ
المعمر الأشج قال حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قرأ سورة " قل هو الله أد " مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما
قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن كله " (1).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة أنبأ أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: الفضل بن
محمد بن إبراهيم الزيادي من أهل سرخس، ولى القضاء بها [مدة] ثم صرف عنها،
وكان فقيها فاضلا حسن السيرة كثير العبادة متزاهدا، يظهر التقشف وترك التكلف،
حسن الاخلاق متوددا، حضرت مجلس إملائه بسرخس وكتبت عنه، سمع أبا منصور
[محمد] بن عبد الملك المظفري وأبا ذر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأديب.
سألته عن مولده فقال: في رابع رجب سنة خمس وخمسمائة، ودفن بمدرسته.
1357 - الفضل بن محمد بن أحمد بن سعيد الحداد، أبو سعد البيع:
من أهل أصبهان، وهو أخو أبى الفتح أحمد الذي قدمنا ذكره، سمع أبا عبد الله
الحسين بن إبراهيم الجمال، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن صالح الصوفي وعبد الواحد
ابن محمد بن أحمد الباطرقاني وأبا الفضل هارون بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن
هارون وأبا الحسن علي بن الحسن بن جعفر بن عبد الكريم إمام جامع أصبهان وأبا
بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المزكى وجماعة غيرهم، وسمع بالري أبا محمد عبد
الملك بن محمد بن أحمد بن يوسف الفقاعي، وقدم بغداد حاجا في سنة تسع وسبعين
وأربعمائة وحدث بها، روى عنه من أهلها عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي.
أخبرنا محمد بن محمود العدل بهراة حدثنا عبد الكريم بن محمد المروزي من لفظه

(1) انظر الحديث في: الجامع الكبير 1 / 8212. وكنز العمال 1 / 148.
172

أنبأ عبد الوهاب الحافظ أنبأ الفضل بن محمد الحداد قدم علينا بغداد حاجا أنبأ أبو عبد
الله الجمال حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا أبو جعفر
محمد بن صحر الطهراني حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا شعبة عن عقيل عن
ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد النوم جمع
يديه فينفث فيهما، ثم يقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق. وقل أعوذ برب
الناس. ثم يمسح بهما وجهه ورأسه وسائر جسده (1) ".
قرأت بخط أبى بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني قال: - توفى - يعنى الفضل بن
محمد بن أحمد الحداد - يوم السبت السابع والعشرين في ذي القعدة سنة تسعين -
يعنى وأربعمائة، وصلى عليه ابنه محمد.
آخر المجلد الثالث والعشرين من الأصل من التاريخ المجدد لمدينة السلام. وهو آخر
المجلد الحادي عشر من هذه النسخة، نتلوه في أول المجلد الرابع والعشرين من الأصل أول الجزء " الفضل بن محمد بن عبد العطار " ووافق الفراغ منه في سلخ جمادى الاخر
من سنة ثمان وأربعين وسبعمائة. وأحسن الله عاقبتها على يد العبد الفقير إلى الله
تعالى علي بن عبد الله بن مسعود السعودي المؤدب - عفا الله عنهم بمنه وكرمه، غفر الله لمن طالع فيه ودعا بالرحمة والمغفرة ولجميع المسلمين - والحمد لله وحده
وصلواته على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وهو حسبي ونعم
آخر الجزء العشرون.
173