الكتاب: ذيل تاريخ بغداد
المؤلف: ابن النجار البغدادي
الجزء: ٣
الوفاة: ٦٤٣
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: دراسة وتحقيق : مصطفى عبد القادر يحيى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٧ - ١٩٩٧ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

ذيل
تاريخ بغداد
تأليف
الامام الحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود
ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن
المعروف بابن النجار البغدادي
المتوفى 643 ه‍
دراسة وتحقيق
مصطفى عبد القادر عطا
الجزء الثامن عشر
1

بسم الله الرحمن الرحيم
507 - علي بن إبراهيم بن أحمد بن نصر بن حمدان، أبو الحسن بن أبي
إسحاق الفقيه الحنبلي، المعروف بابن شاقلاء:
روى عن والده وعن الوزير أبي الحسن علي بن عيسى بن الجراح، وروي عنه
القاضي أبو الحسن أبو الحسن علي بن عبيد الله الكشاني.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الشافعي عن الفضل بن سهل بن بشر الاسفرائيني
قال: أنبأنا والدي قراءة عليه، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن عبيد الله الكشاني (1)
الهمداني بمصر قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن شاقلاء قال: أنشدني لابي
بكر محمد بن داود الفقيه:
وما السر في صدري بثاو بقبره * لأني أرى المقبور ينتظر النشرا
ولكنني أنساه حتى كأنني * لما كان منه لم أحط ساعة خبرا
فلو كان كتم السر بيني وبينه * عن السر والأحشاء لم اعلم السرا
قال: وأنشدنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن شاقلاء قال: أنشدنا علي بن عيسى
الوزير ببغداد لبعضهم:
ان التشاغل بالدفاتر والمحابر * والكتابة والدراسة
أصل التعبد والتزهد * والرئاسة والسياسة
508 - علي بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن حسان أبو الحسن البزاز (2):
كان من أعيان التجار ووجوه البزازين ببغداد وتولى النظر بدار الاستعمال بدار
الخلافة، سمع شيئا من الحديث من أبي عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس
وغيره، وحدث باليسير، سمع منه بعض الطلبة، وذكر ان مولده في أول سنة تسع
وخمسين وخمسمائة، وتوفي ليلة الأربعاء السابع والعشرين من شعبان سنة سبع
وعشرين وستمائة ودفن نم الغد بباب حرب، وقد ذكر والده.
509 - علي بن إبراهيم بن الياس البخاري، أبو الحسن:

(1) في النسخ: " الكساي ".
(2) في الأصل (ج): " البزار ".
3

من اهل حلب، ذكر ان جده الياس من بخارا وقدم حلب واستوطنها، سمع إبراهيم
بحلب من أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد امام جامعها ومن محمد بن بركة
برداعس (1)، وبحمص من الحسن بن محمد بن العباس بن التمش السكوني امام
جامعها ومن محمد بن عبد الله الطائي الحمصي، وقدم بغداد وحدث بها عن هؤلاء
المشايخ وعن أبي القاسم جعفر بن محمد بن الحسين بن عبد العزيز الجروي، سمع منه
وكتب عنه علي بن إبراهيم بن أحمد البيضاوي الوراق.
510 - علي بن إبراهيم بن بحر، أبو الحسن المعروف، بابن عصمة:
ذكره أبو الحسن محد بن العباس بن الفرات في كتاب وفيات الشيوخ الذين سمع
منهم، وذكر أنه توفي في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وقال: سمعنا منه
كلام الشاذكوني، وكان يسكن درب الرمانة بباب خراسان.
511 - علي بن إبراهيم بن تريك بن عبد المحسن بن تريك البيع، أبو القاسم:
من ساكني درب ثمل بباب الأزج، من أولاد المحدثين تقدم ذكر أبيه، سمع من عمه
عبد المحسن بن تريك وحدث باليسير، ولم يتفق لي ان اكتب عنه شيئا، وقد أجاز لي
مروياته في ليلة الاثنين سلخ ذي القعدة سنة عشرين وستمائة، دفن من الغد بمقبرة
الفيل بباب الأزج، وذكر ان مولده في سنة خمس وخمسمائة.
512 - علي بن إبراهيم بن الحسين البغدادي:
أنبأنا عبد الوهاب الأمين بن الحسين بن نصر القاضي الموصلي كتب إليه أنبأنا أبو
الفضل محمد بن أحمد بن طوق، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الفتح بن عبد الله بن فرغان
الموصلي، حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد الأزدي، حدثنا علي بن إبراهيم بن الحسن
البغدادي حدثنا أبو لبيد السرخسي، حدثنا محمد بن عبد الله الطوسي، حدثنا سفيان
الثوري عن أبي بكر عن انس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) " من جمع الله له
أربع خصال جمع الله له خير الدنيا والآخرة " قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: " قلبا
شاكرا ولسانا ذاكرا ودارا قصدا وزوجة صالحة " (2).
513 - علي بن إبراهيم بن حكيم أبو الحسن الرواق:

(1) هكذا في الأصول.
(2) انظر الحديث في: كنز العمال: 30811، 43477.
4

حدث عن أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سويد المعدل وعيسى بن
علي بن عيسى (1) بن الجراح الوزير، ورى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم
الأصبهاني في معجم شيوخه، وسمع منه أبو الحسن علي بن الحسن الصقر الذهلي في
سنة عشرين وأربعمائة.
قرأت علي أبي العباس أحمد بن محمد الصيدلاني بأصبهان عن أبي المبارك عبد
العزيز بن محمد بن منصور المقري قال: أنبأنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الوراق
من لفظه وكتابه قال: حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حكم الوراق وأنبأنا أبو
بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد
الصائغ وأنبأنا يحيى بن طاهر الواعظ وعبد الرحمن بن أحمد الصوفي قالا: أنبأنا أبو
القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب وأنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله
الروذباري وعبد الهادي بن أحمد بن علي الخطيبي (2) وأحمد بن شيرويه بن شهر دار
الديلمي بهمذان وعبد الله بن المبارك بن أحمد بن الحسين المقرئ ببغداد قالوا: أنبأنا
أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي وأخبرتنا فرحة بنت قرطاش الصوفية قالت أنبأنا
أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قالوا جميعا: أنبأنا أبو الحسين احمد
ابن محمد بن النقور (3) قالا: حدثنا عيسى بن علي بن عيسى إملاء، حدثنا أبو القاسم
عبد الله (بن) (4) محمد بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا ابن المبارك
وأبو خلف الأحمر قالا: حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة ابن
وقاص عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): " الاعمال
بالنيات " (5).
514 - علي بن إبراهيم بن خالد بن يزيد البغدادي:
حدث عن الحسين بن عبد الجبار بن يزيد الجصاص، روى عنه الحسين بن مهران
ابن الوليد الأصبهاني.

(1) في (ب): " على عيسى ".
(2) في النسخ: " الحطى ".
(3) في الأصل: " بن البقور ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 2، 8 / 157، 9، / 29. وصحيح مسلم، كتاب الامارة
155. وفتح الباري 11 / 527.
5

أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي الغنائم محمد بن علي
ابن ميمون النرسي قال: أنبأنا أبو أحمد إبراهيم بن محمد بن يزيد السعدي القرشي،
أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسين العزومي، حدثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد
ابن احمد الهمذاني المرهبي (1)، حدثنا الحسين بن مهران بن الوليد الأصبهاني، حدثنا
علي بن إبراهيم يعني ابن خالد بن يزيد البغدادي، حدثنا الحسين بن عبد الجبار بن
يزيد يعني الجصاص، حدثنا مسلم بن عبدويه الطالقاني، حدثنا سفيان الثوري عن أبي
محمد عن أبي الزبير عن جابر ان النبي (ص) قال: " بعثت بالحنيفية السمحة، من رغب
عن سنتي فليس مني (2).
515 - علي بن إبراهيم بن عبد الله، الملقب علان:
حدث عن يعقوب بن صالح الإصطخري، روي عنه عبد الله بن محمود المروزي،
ذكره أبو بكر الشيرازي في " كتاب الألقاب ".
كتب إلى أحمد بن صالح الهروي قال: أنبأنا محمد بن يوسف الأديب أنبأنا احمد
ابن عمر البيع، أنبأنا حميد بن المأمون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي
أنبأنا علي بن الحسين بن علي بن منصور البيع المروزي بمرو، حدثنا عبد الله بن
محمود، حدثنا علي بن إبراهيم بن عبد الله البغدادي هو علان، حدثنا يعقوب بن
صالح وكان من إصطخر، حدثنا المعافى بن عمران عن (3) المبارك بن فضالة عن
الحسن بن ضبة بن محصن عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (ص):
" نعم الرجل انا لشرار أمتي "، فقال له رجل من مزينة: يا رسول الله! أنت لشرارهم
فكيف أنت لخيارهم؟ قال: " خيار أمتي يدخلون الجنة بأعمالهم وشرار أمتي ينتظرون
شفاعتي، الا انها مباحة يوم القيامة لجميع (4) أمتي الا رجل ينتقص أصحابي " (5).
516 - علي بن إبراهيم بن عبد الله بن خلف بن وهب بن أحمد، أبو الحسن
القرشي المخزومي، المعروف بابن البوشي:

(1) في الأصل (ب): " المزهي ".
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 5 / 266.
(3) في (ج): " المعافي بن عمران بن المبارك ".
(4) في (ب)، والأصل: بجميع ".
(5) انظر الحديث في: المعجم الكبير / 8 115. ومجمع الزوائد 10 / 377. وخلية الأولياء
10 / وكنز العمال 39111، 3918، 39755.
6

من اهل مصر، قدم علينا بغداد شابا طالبا للعلم ونزل بالمدرسة النظامية متفقها،
وكان يحضر عند شيخنا أبي أحمد بن سكينة فسمع منه الحديث، علقت أحاديث
يسيرة سمعها من (أبي) (1) القاسم البوصيري ولنا من البوصيري إجازة، وكان
صالحا دينا حسن الطريقة، ولما دخلت مصر في سنة احدى وعشرين وستمائة صادفته
هناك شيخا مهيبا يشهد عند الحكام فيقبلون شهادته.
أخبرني أبو الحسن علي بن إبراهيم بن البوشي بقراءتي عليه بالمدرسة النظامية في
سنة احدى وستمائة قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود (2) البوصيري
قراءة عليه وانا اسمع قال: أنبأنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني قال:
كتب إلى القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الأزدي من مكة سنة
خمس وثلاثين وأربعمائة، حدثنا أبو زيد عمرو بن أحمد، حدثنا مالك عن سمى عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): " من قال في كل يوم سبحان الله
وبحمده مائة مرة غفرت ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر " (3).
توفي يوم الاثنين الحادي والعشرين من جماد ي الاخر سنة سبع وثلاثين وستمائة.
517 - علي بن إبراهيم بن عبد الكريم بن الأنباري، أبو الحسن بن أبي
الفضل بن أبي محمد الكاتب:
من اهل واسط من بين مشهور بالكتابة والتقدم، ولى الاشراف بديوان واسط ثم
النظر به وبأعمال واسط، قدم بغداد واستوطنها، وولى النظر بالعقار المحروس مدة، ثم
ترقت درجته فتولى الاشراف بديوان الزمام مدة، ثم ولى النظر به في جمادي الأولى
سنة ثمان عشرة وستمائة إلى ان توفي يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال سنة
احدى وثلاثين وستمائة، وصلى عليه اخر النهار بجامع القصر وحضر جنازته
الصدور والأكابر، وحمل إلى مشهد علي بن ابن طالب رضي الله عنه بالكوفة فدفن
هناك وقد قارب السبعين.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل، (ج): " بن سعود ".
(3) الحديث الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
7

518 - علي بن إبراهيم بن عمر بن محمد الناتلي الحلبي، أبو الحسن التاجر:
سكن بغداد في درب القيار، وكان من أعيان التجار، وقد سافر (1) إلى الشام
وديار مصر وخراسان، وكان بخان الخليفة يبيع فيه البز.
سمع الحديث بنيسابور من أبي المظفر موسى بن عمران الأنصاري وأبي بكر محمد
ابن أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبي الفضل محمد عبيد الله الصرام وأبي
بكر محمد بن إسماعيل التفليسي وغيرهم، وحدث باليسير، وكانت له أصول، وفيه
فهم ويقظة، سمع منه محمد بن ناصر الحافظ وروى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد
ابن الخشاب وأبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وشيخنا أبو القاسم بن بوش.
أنبأنا ابن بوش قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عمر الناتلي قراءة عليه في
رجب سنة ست عشرة وخمسمائة، أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي وحدثنا
أبو محمد عبد العزيز بن محمود البزاز، أنبأنا صدقة بن محمد بن الحسين، أنبأنا الفضل
ابن احمد الجرجاني وأنبأنا أبو الحسن المؤيد (2) بن محمد بن علي الطوسي نيسابور،
أنبأنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، أخبرانا أبو العباس الفضل بن
عبد الواحد بن عبد الصمد وأبو بكر أحمد بن سهل السراج وأنبأنا أبو عبد الله محمد
ابن عثمان بن داود الدربندي بقراءتي عليه عند عليه عند تربة إبراهيم الخليل صلوات الله عليه
بالأرض المقدسة وعبد الوهاب بن ظافر بن علي بن رواح بالإسكندرية قالا: أنبأنا
أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، أنبأنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان
الكرجي قالوا جميعا: أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري (3) حدثنا حاجب بن أحمد
الطوسي، حدثنا عبد الرحيم بن منيب، أنبأنا النضر بن شميل عن خلاس (4) بن عمرو
عن أبي هريرة ان رسول الله (ص) قال: " أنبأنا رجل شاب ممن كان قبلكم يمشي في
حلة مختالا فخورا إذ ابتلعته الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة (5).
قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه ابن الأخضر عنه ابن الأخضر قال: سألته - يعني الناتلي

(1) في الأصل، (ج): " وقد سامر ".
(2) في الأصل، (ج): " وليد ".
(3) في (ب): " الحبري ".
(4) في الأصل: " حلاس ".
(5) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 492.
8

- عن مولده، فقال: في يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادي الآخرة سنة تسع وأربعين
وأربعمائة بحلب.
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد البلخي قال: مات أبو الحسن علي بن
علي بن إبراهيم بن عمر (1) الناتلي في شهر ربيع الاخر سنة تسع عشرة وخمسمائة،
قرأت عليه شيئا من حديث نيسابور.
519 - علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الحداد:
نزل البصرة وحدث بها عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبي الحسن احمد
ابن عمير بن جوصا الدمشقي، روى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي محمد وأبي القاسم ابني السمرقندي قالا: كتب
الينا هياج بن عبيد الحطيني قال: أنبأنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي قال: أنبأنا علي بن
إبراهيم بن محمد الحداد أبو الحسن البغدادي نزيل البصرة بالبصرة لا بأس به، قرأت
عليه على باب داره في بني حمزة يعرف بابن نسيم وأخبرنا عبد الوهاب بن علي بن
علي بن عبد الله قال: أنبأنا والدي، أنبأنا عبد الله بن محمد الصريفيني، أنبأنا عبيد
الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة (2) قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا
علي بن الجعد، حدثنا بحر بن كثير السقا عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن
عباس قال: قال رسول الله (ص): " إذا لم يجد المحرم الازار فليلبس سراويل وإذا لم يجد
النعلين فليلبس الخفين " (3).
520 - علي بن إبراهيم بن محمد بن علي، أبو الحسن الخرار:
من اهل الحربية، حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي بحديث واحد لم
يكن عنده سواه، رواه عنه أبو طالب العشاري.

(1) في النسخ: " أبو محمد الحسن بن ".
(2) في (ب): " بن حياته ".
(3) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 3. وشنن النسائي 5 / 135.
9

أنبأنا الحسن بن محمد الشافعي عن أحمد بن محمد الأصبهاني قال: أنبأنا أبو علي
أحمد بن محمد البرداني قراءة عليه، قال: أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، حدثنا
أبو الحسن علي بن إبراهيم الحربي المعروف بابن الحرار في الحربية إملاء من حفظه ولم
يكن عنده غير هذا الحديث، قال: حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا إسحاق الحربي،
حدثنا أبو نعيم عن مطر عن أبي الطفيل قال: خطب علي بن أبي طالب رضي الله
عنه برحبة مالك بن طوق فقال: معاشر الناس! اشهد الله كل امرئ سمع رسول الله
(ص) ما فعل في غدير خم الا قام فشهد، فقال: اثنا عشر من اهل بدر من نقباء
الأنصار، فقالوا: خطبنا رسول الله (ص) ثم قال: " الست أولى بكم ن أنفسكم؟ "
قالوا: بلى يا رسول الله! قال: " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (1).
521 - علي بن إبراهيم بن محمد أبو القاسم الكاتب:
من ساكني درب القيار، وهو والد شيخنا أبي الحسن الذي تقدم ذكره، سمع أبا
البقاء أحمد بن محمد بن أحمد المؤدب وحدث باليسير، سمع منه ولده أبو الحسن محمد
وكان من جلة الكتاب المختصين بخدمة الديوان.
أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب قال: أنبأنا والدي بقراءتي عليه
أنبأنا أبو البقاء أحمد بن محمد المؤدب، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الخياط، أنبأنا أبو
عبد الله أحمد بن محمد العلاف، حدثني جعفر بن محمد الخلدي قال: قال إبراهيم
الخواص قال سفيان الثوري: اعقل الناس رجل أذنب ذنبا فنصب ذلك الذنب بين
عينيه وبكى عليه حتى أورده الجنة، وأحمق الناس رجل أعجب بعمله فنصبه بين عينيه
حتى أورده النار.
سمعت إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الكاتب يقول: ولد عمي أبو القاسم علي بن
إبراهيم في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وتوفي في النصف من شعبان سنة سبع وأربعين
وخمسمائة ودفن بباب أبرز.
522 - علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري، أبو الحسن الواعظ

انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 116. ومسند أحمد 1 / 119، 4 / 327، 5 / 347 / والمعجم
الكبير 5 / 220. ومجمع الزوائد 9 / 105، 107.
10

الحنبلي: سبط أبي الفرج عبد الواحد بن الفرج الحنبلي، من اهل دمشق، سمع بها خاله ابا
البركات عبد الوهاب بن عبد الواحد بن الفرج بن محمد بن علي الشيرازي الحنبلي
وأبا الحسن علي بن أحمد بن منصور بن قيس الغساني:
وقدم بغداد شابا في سنة أربعين وخمسمائة، وسمع بها ابا بكر أحمد بن علي بن
عبد الواحد الدلال وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبا سعد أحمد بن محمد
ابن أبي سعد البغدادي وأبا صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي، وأبا منصور
موهوب بن أحمد بن الجواليقي وأبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبا القاسم عبد الله
ابن الحسن بن قشامي وأبا الحسن عبد الله بن الأبنوسي وأبا بكر محمد بن منصور
القصري ومحمد بن عبيد الله بن الزغواني وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم
الكروخي وأبا المعالي صالح بن شافع الجيلي وأبا زيد جعفر بن عبد الرزاق الحموي
وأبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، وصاهره على بنته فاطمة، وعقد
مجلس الوعظ ببغداد غير مرة.
ثم عاد إلى دمشق، ثم قدم بغداد مرة ثانية رسولا من نور الدين محمود زنكي ملك
الشام في سنة أربع وستين وخمسمائة، وروى بها شيئا يسيرا، سمع منه أبو الفضل احمد
ابن صالح بن شافع وأبو احمد العباس بن عبد الوهاب السري (1) والقاضي أبو القاسم
عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء وشيخنا أبو المظفر محمد بن علي الدوري.
ثم إنه عاد إلى الشام وسكن مصر إلى حين وفاته.
وكان فاضلا، مليح الوعظ، لطيف الطبع، حلو الايراد كثير المعاني، متدينا، حسن
الطريقة، جميل السيرة، ذا منزلة رفيعة، ومكانة عند السلاطين والأكابر، وقبول كبير
عند العوام، عاش عيشا طيبا متلذذا بالمحبات من الطعم والمشرب والملبس والمنكح،
كتب الينا بالإجازة بجميع مروياته، وكان صدوقا.
أنبأنا محمد بن علي الدوري قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الواعظ
الأنصاري: قدم علينا بغداد رسولا في ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة قال:

(1) في (ب)، (ج): " البصري ".
11

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قراءة عليه وأخبرنا عبد
اللطيف بن محمد الجوهري قال: أنبأنا طاهر بن محمد المقدسي قالا: أنبأنا عبد الرحمن
ابن حمد الدوني، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد
ابن إسحاق السني، أنبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أنبأنا أحمد بن
المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي قتادة عن النضر بن انس عن بشير بن
نهيك عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: " ن اطلع في بيت قوم، بغير اذنهم ففقأوا عينه
فلا دية له ولا قصاص " (1).
(و) وأنشدني (2) أبو العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجي قال: أنشدنا أبو الحسن
علي بن إبراهيم بن نجا الدمشقي ببغداد قال: أنشدنا الصالح بن رزيك لنفسه:
مشيبك قد قضا صبغ الشباب * وحل النار في وكر الغراب
تنام ومقلة الحدثان يقظي * وما نأت النوائب عنك ناب
وكيف بقاء عمرك وهو كنز * وقد أنفقت منه بلا حساب
سمعت يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب يقول: سألت أبا الحسن علي
بن إبراهيم بن نجا الأنصاري الواعظ عن مولده، فقال: في سنة ثمان وخمسمائة وتوفي
يوم الأربعاء ثامن شهر رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة (3) بالقاهرة.
523 - علي بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن الحسن، أبو الحسن المؤدب:
من اهل واسط قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى حين وفاته، وكان بقراح
ابن أبي الشحم ويؤدب الصبيان طلب الحديث بنفسه وكتب بخطه وحدث بالكثير.
سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن
رضوان وأبا غالب احمد وأبا عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء وأبا بكر
محمد بن الحسين المزرقي وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري
الحافظ.

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الأدب 43. ومسند أحمد 2 / 385. وفتح الباري
12 / 244.
(2) في الأصل، (ب): " انشدني ".
(3) في الأصل، (ج): " وخمسين ".
12

أخبرنا ابن الحصري بمكة، أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصر الواسطي قراءة
عليه قال: أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن النباء قراءة عليه عن أبي الفضل عبيد
الله بن أحمد بن علي الكوفي قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني (1)، أنبأنا
البغوي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: شهدت النبي (ص) يخطب يقول: " انكم ملاقو الله
تعالى يوم القيامة حفاة عراة غرلا " (2).
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال: سألته - يعني ابا الحسن علي بن
إبراهيم الواسطي - عن مولده، فقال في جمادي الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة
بواسط، قال ودخلت بغداد في سنة احدى وخمسمائة.
524 - علي بن إبراهيم بن هارون بن ميمون بن صالح الرازي، أبو الحسن
المالكي، المعروف بابي حنيفة:
حدث عن القاضي (3) أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني وأبي طاهر محمد بن
عبد الرحمن المخلص وأبي الحسن علي بن عمر الحربي السكري وأبي القاسم عبد الله
ابن محمد بن الثلاج وأبي العباس الوليد بن بكر الأندلسي وأبي عبيد الله محمد بن
عمران المرزباني وأبي محمد عبد الله بن إبراهيم الأكفاني وأبي إسحاق إبراهيم بن
محمد الطبري وأبي القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن الجراح الوزير وأبى الحسين
محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ وأبي الفرج الببغاء وأبي علي الحسن بن محمد بن
القاسم المخزومي وأبي الفضل شراعة بن الفضل بن القاسم الكاتب البريدي، روى
عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ الأصبهاني في معجم شيوخه وأبي علي
الحسن (بن) (4) أحمد بن البناء في مشيخته وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد
المحالي.

(1) في النسخ: " الكناني ".
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 136. وصحيح مسلم، كتاب الجنة 57. وفتح الباري
11 / 377، 383.
(3) في الأصل، (ج): " من القاضي ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
13

قرأت علي أبي محمد سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي، وحامد بن محمد الأعرج
بأصبهان عن (1) أبي القاسم محمد بن عبد الكريم التاجر، أنبأنا أبو مسعود سليمان
ابن إبراهيم الحافظ قراءة عليه، حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هارون بن ميمون
ابن صالح المالكي ببغداد فيما قرأت عليه، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله (2) بن
الثلاج، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن
جعفر، حدثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده قال: بعث رسول الله (ص) ابا
موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن، فقال لهما: " يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا
وتطاوعا " (3).
أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أبي علي بن السبط عن أبي العز أحمد بن عبد الله بن
كادش أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء بقراءتي عليه قال: سمعت أبا الحسن
علي بن إبراهيم المالكي يقول: سمعت شيخنا ابا الحسين بن سمعون وأبا إسحاق
الطبري يقولان سمعنا جعفر بن محمد الخلدي يقول: كان لي خاتم وقد ورثته عن أبي،
فعبرت دجلة فمددت يدي لأغرف من الماء، فسقط الفص فغمني، فذكرت حديثا
روى عن رسول الله (ص) انه من قرأ هذه الآية على شئ ضاع منه رده الله عليه،
فقرأتها ويدي في الماء، فإذا الفص بين أصابعي والآية (ربنا انك جامع الناس ليوم لا
ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد) " اللهم يا جامع الناس (ليوم) (4) لا ريب فيه
انك لا تخلف الميعاد، اجمع بيني وبين خاتمي انك على كل شئ قدير " (5). أنبأنا ابن السبط عن (ابن) (6) كادش، أنبأنا أبو علي بن البناء، أنشدنا أبو
الحسن علي بن إبراهيم المالكي، أنشدنا أبو الفرج عبد الواحد بن نصر البناء لنفسه:
يا من رضيت من الخلق الكثير به * أنت القريب على بعد من الدار

(1) في الأصل، (ج): " من أبي القاسم ".
(2) " بن محمد بن عبد الله ". ساقطة من (ج).
(3) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 27، / 8 / 36. وصحيح مسلم، كتاب الجهاد 6، 8.
وفتح الباري 1 / 163.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(5) انظر الحديث في: الدر المنقور 2 / 9.
(6) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
14

أعملت فيك المنى حلا ومرتحلا * متى رددت المنى أنضاء أسفار
أنبأنا سعيد بن محمد المؤدب عن أبي غالب احمد وأبي عبد الله بن أبي علي
الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء قالا: أنشدنا والدنا أبو الحسن علي بن
إبراهيم المالكي، أنشدنا ابن سويد الشاهد، وقد ذكر بين يديه الجهال وما لهم من
النوال فقال:
إذا كان الزمان زمان حمق فإن العقل حرمان وشوم
فكن حمقا مع الحمقى فاني * أرى الدنيا بدولتهم تدوم
قرأت في كتاب أبي علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه أنشدنا أبو الحسن
علي بن إبراهيم المالكي، أنشدنا المعافى بن زكريا، أنشدنا الصولي، أنشدنا المكتفي
بالله لنفسه:
بلغ النفس ما اشتهت * لتراها قد اشتقت
انما النفس ساعة * أنت فيها وما اتت (1)
كل من يعذل المحب * إذا ما هذا سكت
قال: وأنشدنا المالكي، أنشدنا أبو إسحاق الطبري، أنشدنا ابن التكك (2) النحوي
لنفسه:
لنا صديق اخفى مودته * ضنا (3) على وده اشفاقا
كان صديقا فصار معرفة * وكان حرا فصار حراقا
قرأت بخط علي بن الحسن بن الصقر الذهلي، أنشدنا أبو الحسن علي بن إبراهيم
ابن هارون المالكي لنفسه:
يامن يخيب (4) املا * ويمن بزرا (5) أناله

(1) في الأصل، (ب): " وما أنت).
(2) هكذا في الأصول.
(3) في (ج): " حسنا ".
(4) في (ج): " حيث ".
(5) هكذا في الأصول.
15

فبحسب ذي الفقر * الممص وذي الغنى اني أناله
قرأت في كتاب مشيخة أبي علي بن البناء بخطه قال: أبو الحسن علي بن إبراهيم
ابن هارون المالكي جارنا بسوق الثلاج من اهل النحو واللغة، ويقول الشعر، وسمع
الحديث الكثير، وكان فيه دعابة وميل إلى اللهو كثير النادرة، مات في سنة تسع
وعشرين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنا نصر الله بن
سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة تسع
وعشرين وأربعمائة أبو الحسن علي بن هارون (1) ويعرف بابي حنيفة المالكي في
جمادي الآخرة - يعني مات، حدث بيسير.
525 - علي بن إبراهيم:
حدث عن أبي يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المرزوي. روي عنه أبو العباس احمد
ابن محمد بن أبي غسان الدقيقي.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ، أنبأنا جعفر بن
يحيى المالكي، أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن صخر (2) الأزدي، حدثنا أبو العباس
أحمد بن محمد (3) بن أبي غسان الدقيقي إملاء، حدثنا أبو بكر علي بن إبراهيم
البغدادي، حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد، حدثنا معروف الكرخي عن بكر بن خنيس
قال: إن في جهنم لواديا تستغيث منه في كل يوم أربعين أو سبعين مرة، (و) في ذلك
الوادي (جب) (4) تستغيث جهنم والوادي من ذلك الجب من ذلك الحية كذا
وكذا مرة، هي إلى فسقة حملة القران أسرع منها إلى عبدة الأوثان، فينادون، ما بالنا
غدى بنا قبل عبدة الأوثان! فينادون: ليس من علم كمن لم يعلم.
526 - علي بن إبراهيم البغدادي:

(1) " أنبأ بن ناحر... " "... علي بن هارون ".
(2) في (ب): " بن جنجر ".
(3) في النسخ: " محمد بن أبي احمد ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
16

حدث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن أوج البزاز، روى عنه أبو عبد الله الحسين
ابن علي بن جعفر الأصبهاني.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي سعد بن الطيوري ان ابا محمد الحسن بن محمد
الخلال أخبره، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عطاء بن جعفر الأصبهاني قدم علينا
حاجا، حدثنا علي بن إبراهيم البغدادي بالري، حدثنا محمد بن أحمد بن روح (1)،
حدثنا ابن شيرويه قال: قال رجل عن سفيان بن عيينة: ثلاثة كذبوا ما كانوا يعبدون،
قال عيسى عليه السلام: انا عبد الله، قالت النصارى: لا بل أنت ابن الله، وقال علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه، خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، قالت
الروافض: لا هو خير، وقال الله تعالى (وكلم الله موسى تكليما)، قال الجهمية:
ان الله لا يتكلم! فقال سفيان بن عيينة: اكتبوا.
527 - علي بن إبراهيم الوكيل:
حدث عن أحمد بن الحسين (بن) (2) الجنيد السابوري (3)، روى عنه يوسف ابن
عمر القواس في فوائده.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن الشريف أبي العز محمد بن المختار
ابن المؤيد الهاشمي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد، أنبأنا أبو الفتح
يوسف بن عمر بن مسرور القواس، حدثنا علي بن إبراهيم - كان يتوكل لرجل من
الحجرية - إملاء من لفظه، أنبأنا أحمد بن الحسين يعني (ابن) (4) الجنيد السابوري،
حدثنا أبو حاتم - يعني - الرازي، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، حدثنا محمد بن بكر
قال: قال أبو عبد الله (5) النباجي (6): من وثق بالله عز وجل فقد أحرز قوته.
528 - علي بن إبراهيم العكبري:

(1) في النسخ هكذا، وقد سبق " أوج ".
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(3) في (ب)، (ج): النيسابوري ".
(4) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(5) في (ج): " أبو عبد ".
(6) في الأصل: " النباحي " وفي (ج): " التناخي ".
17

حكى عن أبي القاسم الجنيد (1) بن محمد الصوفي. روى عنه أبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن باكويه الشيرازي.
أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي البغدادي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن
منصور النيسابوري قدم علينا، أنبأنا علي بن عبد الله بن أبي صادق الجيري، حدثنا
أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن باكويه الشيرازي قال: سمعت علي بن إبراهيم
العكبري قال: سمعت الجنيد وقد سئل عن حقيقة الخوف فقال: توقع العقوبة مع
مجاري الأنفاس.
529 - علي بن أحمد بن إبراهيم، أبو الحسن الخراز:
من ساكني درب الزعفراني بالكرخ، كان من الشهود المعدلين بمدينة السلام، ثم
قلد قضاء السوس وأقام هناك إلى حين وفاته، ذكر طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد
انه توفي بالسوس بذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
530 - علي بن أحمد بن إبراهيم، أبو القاسم القراري (2):
من اهل قصر ابن هبيرة، حدث عن عبد الله بن زيد بن جعفر بن عبد الله (3) بن
محمد بن علي بن أبي طالب، سمع منه أبو سعيد محمد بن علي النقاش وأبو نعيم احمد
ابن عبد الله الأصبهانيان بالقصر، وأخرجنا عنه حديثا في معجميهما.
قرأت على سفيان بن إبراهيم العبدي وحامد بن محمد (بن منده) (4) الأعرج
بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر ان ابا القاسم عبد الرحمن بن محمد
ابن إسحاق بن منده أخبره: أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه
في معجم شيوخه وانا اسمع أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن إبراهيم القراري بقصر
ابن هبيرة حدثني عبد الله بن زيد بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي
طالب عن جده جعفر عن أبي هدية (5) عن انس بن مالك عن النبي (ص) قال: " بين

(1) في الأصل: " الخزاز ".
(2) في (ج): " الفزاري ".
(3) في (ب): " عبد الله ".
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
(5) في (ب)، (ج): " أبى صدقة ".
18

العبد والجنة سبع عقاب أهونها الموت ". قال انس قلت: يا رسول الله! فما
إصبعها، قال: " الوقوف بين يدي الله عز وجل إذا تعلق المظلومون بالظالمين " (1).
531 - علي بن أحمد بن إبراهيم بن علي، أبو الحسن الهاشمي المعروف بابن العطار:
من اهل واسط، شاعر حسن القول، سكن بغداد إلى حين وفاته، وكان من شعراء
الديوان، فمن شعره قوله:
أتراه بعد قطيعة يتعطف * بدر يميل به قوام أهيف
أنت البري من الإساءة كلها لا * يا عاذلي وانا المحب المدنف
تلحني في حبه فتكلفي (2) * طبع وصبري عن هواه تكلف
كيف اصطباري عنه والقلب الذي * هو عدتي... (3) لا يتألف
دقت معاني العشق عن افهامهم * واستعذبوا فيه الملام وأسرفوا (4)
جهلوا الذي ألقاه من حمل الهوى * فيه ولذة عشقه لم يعرفوا
بلغني ان مولده في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بواسط، وتوفي ببغداد في يوم
الأربعاء عاشر ربيع الاخر سنة تسع وعشرين وستمائة ودفن من الغد بمقابر قريش.
532 - علي بن أحمد بن أحمد بن علي البزاز، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي
السعادات، المعروف بقبلة الأدب:
سبط أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، من اهل باب المراتب، كان أديبا
فاضلا شاعرا سريع البديهة كثير الهجو، سمع جده ابا العز، وحدث عنه باليسير، سمع
منه أبو المواهب بن صصرى الدمشقي وروى عن في معجم شيوخه.
أخبرنا أبو المرجي سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي (5)
الشاهد بدمشق، حدثنا والدي من لفظه، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن أحمد

(1) انظر الحديث في: تنزيه الشريعة 2 / 375. وتذكرة الموضوعات 214.
(2) في الأصل، (ب): " فتمنتمي ".
(3) بياض في النسخ مكان النقط.
(5) في النسخ: " الثعلبي ".
19

السلامي بها بالجانب الشرقي، أنبأنا خالي أبو العز أحمد بن عبيد الله (1) بن كادش،
أنبأنا أبو غالب محمد بن علي بن الفتح العشاري اذنا، أنبأنا علي بن الحسن بن سكينة
الأنماطي، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن مهدي الناقد، حدثنا علي بن أحمد بن أبي
قيس، حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (2)، حدثني موسى
ابن إبراهيم بن بشير الأنصاري، حدثنا طلحة بن خراش عن جابر بن عبد الله قال:
قال رسول الله (ص): " أفضل الدعاء لا إله إلا الله، وأفضل الذكر الحمد لله " (3).
كذا كان في أصل ابن صصري " خالي أبو العز " والذي رايته بخط أبي محمد بن
الخشاب في أصل سماعه من ابن كادش " سبط الشيخ أبي العز بن كادش " وهو
الصحيح.
وأنشدنا أبو محمد عبيد الله بن المبارك بن أحمد قال: أنشدني عمي أبو الحسن علي
ابن أحمد بن أحمد لنفسه:
يا زمانا خلا من الناس واستأصل * بالقاح شافة الأحرار
ليتني مت إذا حللت بواديك * فقد عيل من أذاك اصطباري
حسبي الله لا سواه فما أبعد * خيرا يرجى من الأشرار
أنشدني أبو محمد الحسن بن أبي الفتح بن أبي النجم بن (4) وزير الواسطي قال:
انشد قبلة الأدب قول أبي نواس:
رشا لولا ملاحته * خلت الدنيا من الفتن
ما (5) بدا الا استرق له * حسنه عبدا لا ثمن
وقيل له آخر فقال في الحال مرتجلا:
وجنتاه في احمرارها * حكت وردا على غصن
انا ميت في محبته * غير أن الروح في بدني

(1) في (ج): " عبد الله ".
(2) في النسخ: " الحرامي ".
(3) انظر الحديث في: اتحاف السادة 9 / 49. وكنز العمال 3835. والشكر 50.
(4) في الأصل: " أبى الضم من ".
(5) في الأصل: " مد ".
20

ذكر لي ابن أخيه عبيد الله بن المبارك انه مات في سنة سبعين وخمسمائة.
533 - علي بن أحمد بن أحمد الخشاب، أبو الحسن:
أخو أبي محمد عبد الله النحوي الذي قدمنا ذكره، حدث باليسير عن أبي بكر
محمد بن الحسين المزرفي (1)، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله
العكبري الواعظ واخرج عنه (2) حديثا في معجم شيوخه وذكر لنا انه كان خشابا،
له دكان بالريان من ناحية باب الأزج، يبيع فيه الخشب، ولم يكن يعرف شيئا من
العلم، وانه توفي بعد أخيه بسنين كثيرة.
534 - علي بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن أبي علي الحسن بن جرير الصوري وأبي يزيد يوسف بن زيد
القراطيسي وأبي الفضل عبد الله بن محمد بن نصير (3) البزاز الرملي وعبد الله بن
محمد بن سعيد بن أبي مريم الجمحي ومحمد بن عمرو بن خالد ومحمد بن إبراهيم بن
حماد وأبي حارثة أحمد بن أبي عمر بن يحيى بن يحيى الغساني وأبي عبد الله عمرو (4)
ابن أحمد بن عمرو بن السراج وأبي عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد (5)
الرعيني وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني وأبو
عبد الله محمد بن عبد الوهاب الدمياطي وأبو الحسن (6) أحمد بن محمد بن عبد
الوهاب ومتين بن أحمد بن أحمد بن متين وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس والقاضي
أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الإصطخري الحلبي.
أخبرنا أبو القاسم القصباني، أنبأنا محمد بن عبد الباقي المعدل، أنبأنا إبراهيم بن
سعيد الجمال بمصر، أنبأنا متين بن أحمد أنبأنا متين بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق
البغدادي، حدثنا أبو عبد الله عمرو بن السراج، حدثنا عبد الغفار بن داود، أنبأنا

(1) في الأصل: " المراقى " وفي (ج): " اطررقي ".
(2) في (ج): " واخرج منه ".
(3) في (ج): " نصري ".
(4) في (ب): " عمر ".
(5) في النسخ: " يحيى بن عبد ".
(6) في النسخ: " أسد أبو الحسن ".
21

أبي، حدثنا سفيان بن عيينة عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله (ص): " الدين النصيحة " قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: " لله ولرسول الله
ولكتابه ولائمة المؤمنين وعامتهم " (1). أخبرنا أبو الحسين يحيى بن عقيل بن شريف بن رفاعة السعدي بمدينة (2) النبي (ص)
وأبو عبد الله محمد بن عماد الحراني بالإسكندرية قالا: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
رفاعة بن غدير السعدي، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي، حدثنا أبو
العباس متين بن أحمد بن الحسن بن علي بن متين (3) الشاهد، حدثنا أبو الحسن علي
ابن أحمد بن إسحاق البغدادي، حدثنا أبو عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد
الرعيني إملاء في رجب سنة ست وسبعين ومائتين، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا
شعبة عن أبي حمزة قال: سمعت زهدم بمن مضرب قال: سمعت عمران بن حصين
يقول: قال رسول الله (ص): " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ". فقال عمران بن حصين: لا أدري اذكر النبي (ص) بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، ثم
قال: " ان بعدكم قرنا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا
يوفون، ويظهر فيهم السمن " (4).
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان، أنبأنا إسماعيل بن علي الصوفي،
أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أسيد، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الصوري،
حدثنا عثمان بن سعيد الصيداوي، حدثنا سلميان بن صالح عن عبد الرحمن بن ثابت
عن (5) ثوبان (6) عن الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
قال: بلغني عن النبي (ص) حديث في القصاص، وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت
بعيرا (7) وشددت عليه رحلا (8) وسرت حتى وردت مصر، فقصدت إلى باب

(1) انظر الحديث في: " صحيح البخاري 1 / 22. وصحيح مسلم، كتاب الايمان باب 23. وفتح
الباري 1 / 137، 138.
(2) في (ج): " بمدينة السلام مدينة النبي " (ص).
(3) هكذا في الأصل، (ب)، وغير موجودة في (ج).
(4) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 224، 8 / 113، 176. وصحيح مسلم، كتاب فضائل
الصحابة 214. وفتح الباري 5 / 258، 224، 580.
(5) في (ب)، و (ج): " بن ".
(6) في (ج): " يونان ".
(7) في الأصل: " بغيرها ".
(8) في (ب)، (ج): " رجلا ".
22

الرجل الذي بلغني عنه الحديث وقرعت الباب، فخرج إلى مملوك له فنظر في وجهي
ولم يكلمني ودخل على سيده فقال: اعرابي بالباب، فقال له: سله من أنت، فقلت:
جابر بن عبد الله الأنصاري، فخرج إلى مولاه فاعتنق أحدنا صاحبه فقال: يا جابر بن
عبد الله! لما جئت؟ فقلت: لحديث (1) بلغني عن النبي (ص) في القصاص ولا أظن
أحدا ممن مضى وممن بقي بأحفظ له منك، قال: نعم يا جابر! سمعت رسول الله (ص)
يقول: " ان الله عز وجل يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة غرلا بهما ثم
ينادي بصوت رفيع غير فظيع يسمع به من بعد كمن قرب فيقول: انا الديان، لا
مظالم اليوم، انا وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم، وهو لطمة كف بكف أو
يد بيد " (2).
قال منير بن أحمد: أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي قراءة عليه في صفر
سنة أربعين وثلاثمائة، حدثنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي بالرملة.
535 - علي بن أحمد بن إسحاق، أبو الحسن العلوي العمري:
ولاه الطائع لله النقابة على الطالبين ببغداد وواسط بعد القبض على أبي احمد
الحسين بن موسى الموسوي النقيب وعلى أبي عبد الله احمد، وذلك في صفر سنة
تسع وستين وثلاثمائة.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب إلى
أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي قال: أنشدني أبو حنيفة
النعمان بن عبد الله بن محمد بن أحمد الاستراباذي بالدامغان لعبد الله بن علي
الدمياتي (3) يمدح به السيد الشريف ابا الحسن علي بن أحمد بن إسحاق العلوي
النقيب العمري بمدينة السلام:
أأهنيك بعيد * أم أهني العيد بك
أأقول الغيث من كفك * أم سقياه بك
يا حسيبا يا نسيبا * عرف الاحسان بك

(1) في (ج): " بحديث ".
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 10 / 479.
(3) هكذا في الأصول.
23

أنت سؤلي بعد ربي * وهو سر الخلق بك
طال امري جل عسري * انما التيسير بك
وبقيت (1) الدهر نعطي * سؤله الامل بك
وأبو الفضل فيعلوا * كلما يرجوه بك
ذميما (2) في ظل عيش * دائر الأفلاك بك
فترى فيه سرورا * ويرى ذلك بك
536 - علي بن أحمد بن أسد الأديب:
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلى السيد أبو الغنائم حمزة بن هبة
الله محمد بن الحسين العلوي، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشادياخي (3) قراءة عليه قال:
سمعت الحاكم ابا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ يقول: سمعت علي بن أحمد ابن
أسد الأديب البغدادي يقول: حدثني واحد من مشايخنا بالعراق يسندونه إلى عبد
الله بن طاهر انه (4) كتب من خراسان إلى أمير المؤمنين المأمون:
بسم الله الرحمن الرحيم: بعدت داري عن (5) ظل أمير المؤمنين، وإن كنت كيف
تصرفت بي الأمور لا ثقتنا الا به، وقد أسند إلى حضرة أمير المؤمنين شوقي
لأتشرف (6) لخدمته وأتجمل بمجلسه وأتزين لخطابه، والقح عقلي بحسن آدابه، ولا
شئ آثر عندي من قربه، وإن كنت في سعة عيش وهبه الله لي به، فان رأى أمير
المؤمنين ان يأذن لي في ورود حضرته لأجدد عهد المنعم علي، وأتهنأ بنعمة أسداها إلى
فعل محسنا انا شاء الله.
فلما قرا أمير المؤمنين كتابه وقع فيه " قربك يا أبا العباس! إلى حبيب وأنت مني
حيث كنت على قريب، وانما بعدت دارك نظرا لك وسموا بك ورغبة فيك، فاتبع
قول الشاعر:

(1) في (ب): " وتقيت ".
(2) هكذا في الأصول.
(3) في (ب)، (ج): " والشادباجي ".
(4) في الأصل: " وبه كتب ".
(5) في (ج): " من ظل.
(6) في الأصل، (ب): " لا يشرق " وفي (ج): " لا يسرق ".
24

رأيت دنو الدار ليس بنافع * إذا كان ما بين القلوب بعيد
537 - علي بن أحمد بن الإسكندر، أبو نصر العلوي الحسيني:
من اهل المدائن، ذكره أبو سعد بن السمعاني في المذيل، وروى عنه.
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة أنشدنا أبو سعد السمعاني، أنشدني علي بن أحمد
ابن الإسكندر، العلوي الحسيني ولم يسم قائلا:
قد كنت عدتي التي أسطو بها * ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي
فرميت منك بغير ما أملته * والمرء أشرف بالزلال البارد (1)
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت ابن السمعاني يقول: علي بن أحمد بن الإسكندر
العلوي الحسيني أبو نصر من اهل المدائن علوي مسن جاوز التسعين سنة، وهو شديد
القوة، جمهوري الصوت، حريص على طلب الدنيا والجمع، دخال على السلاطين
والوزراء ومنازل الأمراء، وهو غال في التشيع، جرت بيني وبينه قصة علقت بيتين من
الشعر.
538 - علي بن أحمد بن إسماعيل بن أبي (2) علي النوبختي (3)، أبو الحسن
الكاتب: من بيت مشهور بالفضل، تقدم ذكر جده، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال
الصابئ.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب الذهلي، أنبأنا أبو الحسين (4) هلال بن المحسن
ابن إبراهيم الصابئ اذنا قال: أنشدني أبو إسحاق جدي أنشدني أبو الحسن (5) علي
ابن أحمد بن إسماعيل النوبختي لجده أبي سهل إسماعيل بن يحيى:

(1) علي هامش (ب): " هذان بيتان لابن أبي فراس بن حمدان ".
(2) ف (ب)، (ج): " إسماعيل بن علي ".
(3) في النسخ: " النويحتي " في كل المواضع.
(4) في (ب): " أبو الحسن ".
(5) " جدي أنشدني أبو الحسن " ساقطة من (ج).
25

هجوت عمرا ولم اجعله لي غرضا * لكن أنوف (1) شعري كيف موقعه
كما نحرت ماضي الشعر من علي * بعض الكلاب ليدري كيف مقطعه
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه ان علي بن أحمد
النوبختي الكاتب مات ليلة الأحد التاسع من جمادى الآخرة سنة احدى وخمسين
وثلاثمائة.
539 - علي بن أحمد بن ركة بن عناق، أبو الحسن المقرئ:
من اهل باب البصرة، سمع أبا الفضل محمد بن عبد الله بن أحمد بن المهتدي بالله
وأبا السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي
وغيرهم، وكان أحد القراء المجودين، ومن اهل الصلاح والدين، حدث باليسير، سمع
منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشق البيع وأبو المعالي محمد بن أحمد
ابن صالح بن شافع وروى عنه، وسألته عنه فأثنى عليه (2) ثناء حسنا، وقال: قرأت
عليه القران.
أنبأنا ابن مشق ونقلته من خطه قال: توفي أبو الحسن بن عناق في يوم الاثنين تاسع
عشر ربيع الاخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
540 - علي بن أحمد بن عثمان بن عمر المستعمل، أبو الحسن البقال:
من اهل الحريم الطاهري، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أباه وحدث
عنه باليسير، سمع منه أبو المعالي محمد بن أحمد بن شافع وعلي بن معالي الرصافي،
وذكر لنا انهما سمعا منه في ثالث شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
أخبرني علي بن معالي الرصافي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عثمان (3) قراءة
عليه، أنبأنا والدي في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، أنبأنا ثابت بن بندار،
أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار (4)، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة،

(1) في (ب): " ليوسف ". (2) في النسخ: " فأثنى عنه ".
(3) في (ب): " سمان ".
(4) " أنبأ أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار " ساقطة من (ج).
26

حدثنا عبد الحميد بن صالح، حدثنا حبان عن طلحة عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي
(ص) قال: " إذا رددت السائل ثلاثا فلا يرجع فلا عليك (1) ان تزبره " (2).
541 - علي بن بهشاد الصوفي:
فارس الأصل، نزل بغداد وصحب الجنيد، هكذا ذكره أبو عبد الرحمن محمد بن
الحسين السلمي النيسابوري في " تاريخ الصوفية " من جمعه ونقلته من خطه.
542 - علي بن ثابت بن جعفر بن محمد (3) الخلودي، المعروف بابن
الماوردية:
من سوق الدابة، حدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان وعمر
ابن محمد الزيات (4)، روى عنه أبو علي بن البناء في مشيخته وسماه علي بن أحمد،
وروى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد البرداني فسماه أحمد بن علي، وقد تقدم ذكره
في الأحمدين. ذكر علي والمبارك ابنا محمد بن علي بن عبد الله الهمذاني ان ابا علي
الحسن بن أحمد بن النباء أخبرهما قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر علي بن أحمد بن ثابت بن
جعفر الخلودي قراءة عليه في سنه سبع عشرة وأربعمائة وأخبرنا أبو علي بن أبي
القاسم بن أبي علي وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بقراءتي عليهما قالا: أنبأنا
محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا: أنبأنا أبو الحسن
علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، حدثنا
سليمان بن حرب (5) وعبد الواحد بن غياث قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة
عن انس ان النبي (ص): كان يمر بالثمرة فما يمنعه ان يأخذها الا ان يخاف ان تكون
صدقة (6).
543 - علي بن أحمد بن حاتم بن برهان، أبو الحسن:

(1) في النسخ: " عليل ".
(2) انظر الحديث في: تنزية الشريعة 2 / 231. واللآلئ المصنوعة 2 / 39. ومجمع الزوائد 3 / 99
والفوائد المجموعة 62.
(3) " بن محمد " ساقطة من (ب)، (ج).
(4) في (ب): " الرباب ".
(5) في (ج): " بن خرب " وفي (ب): وخرب ".
(6) انظر الخبر في: صحيح البخاري 1 / 328.
27

من اهل الدينور، سافر الكثير، وسمع على كبر سنة من أبي بكر عبد الغفار بن
محمد بن الحسين الشيروي وأبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي
الفراوي بنيسابور، وأبي الحسن علي بن أحمد بن الاسلامي ببلخ، ونزل بغداد
واستوطنها، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ويخدم بيت العدل عبد الملك الدينوري،
حدث باليسير، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: علي بن أحمد
الدينوري قرأت عليه وسألته عن مولده، فقال: بالدينور سنة سبع وسبعين
وأربعمائة.
544 - علي بن أحمد بن الحسن الصواف:
حدث عن جعفر بن محمد بن الحسن الفيريابي (1)، روى عنه أبو عبد الله الحسن
ابن علي بن جعفر الأصبهاني وذكر أنه سمع منه بغداد.
545 - علي بن أحمد الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن عبد الله، أبو
الحسن الشعيري:
سمع أبا القاسم عبيد الله بن محمد بن علي المقرئ الصيدلاني وأبا احمد عبيد الله
ابن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت وأبا
محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع وأبا بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن
مسعود عسيرة الموصلي وأبا إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقر حي (2) وأبا
الفتح هلال بن محمد (3) بن جعفر الحفار وأبا الحسن علي بن أحمد (4) بن عمر
الحمامي وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن خالد
الكاتب وأبا الفضل محمد بن محمد الرشيدي وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن
داود الرزاز وأبا الحسن محمد بن الحسن بن أبي علي الأصبهاني والعباس بن عمر

(1) في (ج): " الفرناني ".
(2) في (ج): " المافرحي ".
(3) " وأبا الفتح هلال بن محمد " مكررة في (ج).
(4) في النسخ: " بن محمد ".
28

الكلوذاني وأبا الحسن علي بن (1) عبد العزيز بن حاجب النعمان وأبا علي الحسن بن
أحمد بن شاذان وغيرهم.
حدث ببغداد بيسير، ثم سافر إلى ديار مصر وحدث هناك، روى عنه أبو بكر
محمد بن عبد الواحد الخباز الأصبهاني وأبو طاهر أحمد بن محمد (2) بن أبي الصقر
الأنباري وأبو القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحرفي وأبو محمد عبد الله بن الحسن
ابن طلحة بن إبراهيم بن يحيى البصري المعروف بابن النحاس التنيسي (3) وذكر أنه
سمع منه بتنيس في شوال سنة ست وعشرين وأربعمائة.
كتب إلى أبو الفتوح أسعد بن محمد العجلي ان ابا بكر أحمد بن علي بن موسى
المقرئ أخبره: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن القاسم بن سفيان
الخباز المقرئ بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن قراءة عليه في
مجلس أبي علي بن شاذان وانا اسمع، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي، حدثنا
ابن عقدة، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا محمد بن بشر (4) حدثنيه هشام بن
عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله (ص): " ان الله لا ينزع العلم
انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم يقبض العلماء حتى لم يبق عالم، اتخذ الناس
رؤسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " (5).
قرأت في كتاب أبي محمد عبد الله بن الحسن بن طلحة بن النحاس التنيسي بخطه
وأنبأنا به محمد بن حمد عن (6) علي بن عمر الفراء، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
الحسن الشعيري البغدادي بتنيس قال: أنشدنا العباس بن عمر الصولي، أنشدنا الراضي لنفسه:
أسفري العيون يا ضرة الشمس * فاني أصونها عن ضباب
قد سقاك الغياث مني فرفقا * بما (7) بقي في موضع العتاب (8)

(1) في النسخ: " ابا الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز ".
(2) في (ب)، (ج): " محمد بن أحمد ".
(3) في (ب): " النفيسي ".
(4) في (ب): " بعشر ".
(5) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب العلم 14. وصحيح البخاري 9 / 123. وفتح الباري
13 / 282.
(6) في (ب): " حمد بن علي ".
(7) في (ج): " ما بقي ".
(8) في الأصل، (ب): " ألقاب ".
29

أنت مآبي فكيف اكتم ما بي * ما (1) عذابي وراحتي من عذابي
546 - علي بن أحمد بن الحسن الطرائفي، أبو الحسن:
أخو أبي عبد الله محمد وأبي محمد الحسن المقدم ذكرهما، من ساكني باب
المراتب، سمع أبا منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري
وغيره، وحدث باليسير، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة على ما ذكره ابن
السمعاني.
547 - علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الباقي الموحد، أبو الحسن الوكيل،
المعروف بابن البقشلام:
من اهل دار الخلافة، كان من الأعيان، وله معروف كثير، سمع الشرفاء ابا الحسين
محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا الحسن
محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة والقاضي (2) ابا يعلي محمد بن الحسين بن محمد
ابن الفراء وأبا الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المحبري وأبا الحسين أحمد بن
محمد بن أحمد بن النقور وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وأبا علي
محمد بن وشاح الزينبي وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر احمد
ابن محمد بن سياوس (3) الكازروني (4) وأبا القاسم يوسف بن محمد بن أحمد
المهرواني وأبا المظفر هناد بن إبراهيم بن إبراهيم النسفي وأبا عبد الله محمد بن أحمد
ابن شادة وأبا القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال، روى عنه أبو معمر
الأنصاري وغيره من الفقهاء، وروى لنا عنه أبو الفتوح بن الجوزي وعبد الله بن
صافي الحارثي.
أنبأنا عبد الله بن صافي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحد، حدثنا القاضي أبو
يعلي محمد بن الحسين بن الفراء إملاء، حدثنا جدي أبو القاسم عبيد الله بن عثمان

(1) في (ج): " فما عذابي ".
(2) في النسخ: " وأنبأ القاضي ".
(3) في النسخ: " ساوس ".
(4) في (ب): " الكارزوني ".
30

ابن يحيى بن حنيفة، حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أبو قلابة (1) عبد
الملك بن محمد، حدثنا أبو نعيم والقعنبي قالا: حدثنا سلمة بن وردان (2) قال: سمعت
انس بن مالك يقول: قال رسول الله (ص) ذات يوم: " من أصبح اليوم منكم صائما؟ "
قال أبو بكر: انا، قال: " من عاد منكم اليوم مريضا؟ " قال أبو بكر: انا، قال: " من
شيع اليوم منكم جنازة؟ " قال أبو بكر: انا، قال: " وجبت لك الجنة " (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا
بكر المفيد يقول: انما قيل له ابن البقشلام (4) يعني علي بن أحمد الموحد لان أباه أو
جده مضى إلى قرية يقال لها شلام وبات بها وكانت كثيرة البق، فكان يقول طول
الليل: بق شلام، وبعد ان رجع إلى بغداد فكان يحكي ذلك ويذكره كثيرا فبقي عليه
هذا الاسم.
أخبرني الحاتمي سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سألت أبا القاسم الدمشقي
الحافظ عن علي بن أحمد الموحد فاثني عليه وقال: كن ثقة، له معروف كثير.
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه ابنه
سعيد عنه قال: سألته - يعني - ابا الحسن الموحد عن مولده، فقال: أخبرتني والدتي
انه كان في شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد البلخي
وأنبأنيه عنه ذاكر الحذاء قال:
سألت أبا الحسن الموحد عن مولده فقال: في رجب سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال: توفي أبو الحسن علي بن أحمد
الموحد المعروف بابن البقشلام الموحد (5) في ليلة السبت الخامس والعشرين من
شهر رمضان من سنة ثلاثين وخمسمائة، ودفن يوم السبت في الموضع الذي بناه لنفسه
في المسجد الذي على باب الظريفة عند الجصاصين، وكان مولده في سنة أربعين

(1) في النسخ: " فلا بد ".
(2) في النسخ: " وركان ".
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الزكاة 87، وفضائل الصحابة 12. ومسند أحمد
3 / 118.
(4) في السنخ: " من البقشلام ".
(5) في السنخ: " بابن البشقلان المحلد ".
31

وأربعمائة، وكان وكيلا في دار الخليفة في أيام المسترشد ولم يخلف وارثا (1).
548 - علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، أبو الحسن بن
الوزير نظام الملك أبي علي: تقدم ذكر والده وجده، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان وغيره،
وحدث باليسير، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب في عاشر صفر سنة
خمس وأربعين وخمسمائة.
قرأت على عائشة بنت محمد بن علي الدوري عن أبي محمد بن الخشاب قرأت
على الصاحب أبي الحسن علي بن أحمد بن نظام الملك أبي علي الحسن بن إسحاق
أخبركم أبو القاسم بن بنان قراءة عليه في ذي القعدة سنة ثمان وخمسمائة، أنبأنا أبو
الحسن بشرى بن عبد الله القاضي، أنبأنا القاضي أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم
ابن مسك، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن راشد العدوي، حدثنا جبارة بن
المغلس، حدثنا كثير بن سليمان عن انس قال: قال رسول الله (ص): " من أحب ان
يكثر خير بيته فليتوضأ قبل الطعام وبعده " (2).
549 - علي بن أحمد بن أبي الحسن، أبو الحسن المؤدب المقرئ:
من اهل باب البصرة، كان يؤم هناك في مسجد ويقرئ الناس القران، وكان شيخا
صالحا دينا حسن الطريقة، ختم عليه خلق كتاب الله، سمع الحديث من أبي الفتح
محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي المعالي أحمد بن علي بن المهتدي (3) وغيرهما
وحدث باليسير، سمع منه جماعة من المتصوفة برباط الزوزني ورايته فيه، وكان يتولى
خزانة الكتب به، وكان مليح الوجه عليه ألواح الصلاح لائحة، وسألته ان يجيز لي
الرواية عنه فأجاز لي وكتب بخطه بذلك، ولم اجتمع به بعد ذلك، وسالت عنه ابا
المعالي بن شافع فقال: هو أستاذي عليه تلقيت القران، وأثنى عليه كثيرا، ووصفه
بالديانة والتقوى.

(1) في (ب)، (ج): " لم يحالف وارثا ".
(2) انظر الحديث في: اتحاف السادة المتقين 5 / 212، 217. وكنز العمال 40795. والكامل
لابن عربي 6 / 2084.
(3) في (ج): " المهندس ".
32

أخبرنا علي بن أحمد بن أبي الحسن المؤدب إجازة وعبد الوهاب بن علي بن الأمين
وابن أخيه عبد السلام بن عبد الرحمن وعبد الرزاق بن عبد القادر الحنبلي (1) وزوجه
تاج النساء بنت فضائل التكريتي وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشق وأخته عفيفة
وقريش بن السبيع (2) العلوي وعمر بن محمد بن عبد الله السهرودي وأبو تمام علي
ابن هبة الله بن العباس (3) وأبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجي وأبو العشائر (4)
محمد بن علي بن البلولي (5) وأبو جعفر عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري
وعبد الباقي بن عبد الجبار الهروي وأبو الفتوح غالب بن أحمد بن المقرئ وأحمد بن
سليمان (6) بن أحمد الحربي ويحيى بن سلمان الصواف والنفيس بن أبي الكرم السراج
وأبو سعد الحسن بن أحمد (7) بن الحسن بن حمدون ومحمد بن عبد الله بن محمد
القرشي ويحيى بن محمد بن الحسين الغزال وعلي بن محمد بن جعفر البصري ومحمد
ابن إبراهيم بن معالي الغزالي وأبو القاسم انس بن عبد العزيز المغازلي وأبو نصر محمد
ابن محمد بن محمد بن عمر بن وافي وأبو القاسم عبد الله بن أحمد الخياط ومعروف بن
مسعود بن علي المقرئ وعبد الوهاب بن أزهر والوكيل والأنجب بن أبي السعادات
الحمامي وأبو الفتوح محمد بن علي التاجر وأبو البقاء أحمد بن علي بن كردي الشاهد
ويحيى بن إبراهيم بن أحمد البزاز وعبد اللطيف بن محمد الجوهري وعبد الواحد بن
محمود البيع ومحمود بن مسعود المكبر وعبد القادر بن خلف المؤدب وعمر بن محمد
اليزيدي وابنة أخيه الكليلية (8) بنت محمد وإسماعيل بن المبارك بن محمد بن سكينة
وأخته محبوبة وعبد الكريم بن محمد بن أحمد الحاجبة وأحمد بن علي ابن رزين وعبد
الله بن عمر بن علي الدمشقي وعمر بن يوسف بن محمد المقرئ وزوجه رحمة بنت
محمود بن الشعار وأبو غالب بن أبي سعد بن غالب الحربي ورشيد ابن عبد الله
الحبشي وصفية بنت عبد الجبار بن هبة الله بن البندار سماعا ببغداد والشريف يونس

(1) في الأصل، (ج): " الحل ".
(2) في الأصل، (ب): " بن أسيع ".
(3) في (ب)، (ج): " العباسي ".
(4) في الأصل: " أبو العشير ".
(5) في النسخ: " السلولي ".
(6) في الأصل، (ج): " بن سلمان ".
(7) في (ج): " الحسن بن الحسن ".
(8) في (ج): " الكلم.... ".
33

ابن يحيى الهاشمي وأبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري بمكة وعبد الله بن أحمد بن
محمد بن قدامة الفقيه وعبد اللطيف بن يوسف النحوي الدمشقي بدمشق وإبراهيم بن
عثمان الزركشي بحلب ومحمد بن الخضر الخطيب بحران قالوا جميعا:
أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قراءة علينا (1)، أنبأنا أبو
عبد الله مالك بن أحمد بن علي المالكي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن موسى القرشي،
حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد عن
زيد بن سنان عن أبي عطاء عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد قال: أحبوا
المساكين، فاني سمعت رسول الله (ص) يقول في دعائه: " اللهم أحيني مسكينا وأمتني
مسكينا واحشرني في زمرة المساكين " (2).
لقيت (3) هذا الشيخ واستجزته في جمادي الاخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة،
ولعله مات في تلك السنة أو في التي بعدها - والله اعلم.
550 - علي بن أحمد بن أبي الحسن بن ملاعب، أبو الحسن القواس:
من المأمونية، وسكن في جوارنا بالظفرية، وكان له دكان يعمل فيه قسي
البندق، وكان ذكيا فهما، له معرفة بالنجوم وعلم الهيئة وعمل الفلك، وكان
قد خالط العلماء وجالس الفضلاء وتحفظ كثيرا من الحكايات والأناشيد.
ذكر لنا انه حضر في صباه عن الحافظ أبي الفضل بن ناصر في حلقته بجامع القصر
وسمع منه شيئا من الحديث، وقال: أحقه (4) جيدا، وكان يطرح على عمامته طرحة،
ووجدنا سماعه في كتاب " حل الاشكال في الرقوم والاشكال " لصدقة بن الحسين بن
الحداد الفقيه الحنبلي منه، فقرأنا عليه وكتبت عنه كثيرا من الحكايات والاشعار،
وكان حسن الاخلاق، لطيف الطبع، متوددا متواضعا.
أنشدني أبو الحسن عل بن أحمد بن ملاعب القواس من لفظه وحفظه:

(1) في (ب): " قراءة عليه ".
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2352. وسنن ابن ماجة 4126. والمستدرك 4 / 322. وفتح
الباري 274 / 11.
(3) في (ج): " ولقنت ".
(4) هكذا في الأصول.
34

الدهر يوماه بؤساه وأنعمه * من غير (1) قصد لا تحمد ولا تلم
لا تحمد الدهر في سراء يصنعها * فلو أردت دوام البؤس لم يدم
سألت أبا الحسن بن ملاعب عن مولده، فقال: في يوم الاثنين حادي عشر المحرم
سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، توفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من صفر سنة احدى
وستمائة ودفن ن الغد بمشهد الندور (2).
551 - علي بن أحمد الناصر لدين الله بن الحسن المستضئ بالله بن يوسف
المستنجد بالله بن المقتفي لامر الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بامر
الله، يكنى ابا الحسن، كان يلقب بالملك العظيم:
وكان أصغر من أخيه الامام الظاهر بامر الله بسنين، كان شابا ظريفا لطيفا سمحا
جوادا كثير الصدقة والمعروف، يكتب خطا ملحيا، رأيت بخطه مصحفا جامعا
للقران، قد وقفه بمشهد موسى بن جعفر بمقابر قريش، اقطعه والده الاقطاعات
الكثيرة، واشترى له المماليك الترك، واذن له في الركوب بالشحم والخدم على عادته
إذا ركب، فامتدت الأعين إليه وتعلقت الآمال له، فاستلبته يد المنون في عنفوان شبابه
وكان حسنه وعلو شانه فتوفي عن مرض أيام قلائل في ضحوة يوم الجمعة (3)
العشرين من ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وحضر أرباب الدولة والعلماء
بدار الخلافة للصلاة عليه، فصلى عليه هناك، وحمل إلى تربة الجهة أم والدة فدفن إلى
جانبها، وكان يوما مشهودا.
552 - علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن محمويه، أبو الحسن
المقرئ الفقيه الشافعي:
من اهل يزد (4)، سمع الحديث من أبي علي الحسين بن الحسن بن محمد بن
جواشير (5) وأبي المكارم محمد بن علي بن الحسن المقرئ وأبي عبد الله محمد بن

(1) في (ج): " من غير ".
(2) في (ج): " الندر ".
(3) في (ج) والأصل: " الاثنين ".
(4) في الأصل: " مزد "، وفي (ب)، (ج): " مرو ".
(5) في الأصل،: " حواشير ".
35

الحسين بن الحسن بن ملوك الصودفي وأبى العلاء غياث بن أبي مضر الأصبهاني وأبى
بكر محمد بن محمود الثقفي، وسافر إلى اصبهان وقرأ بها القرآن على أبي الفتح أحمد
ابن محمد بن أحمد الحداد وأبى سعد محمد بن محمد المطرز، وسمع الحديث منهما ومن
أبى على الحسن بن أحمد بن الحداد وأحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه،
وتوجه إلى همدان فسمع بها من ناصر بن مهدي المشطي، وبالدون من عبد الرحمن
ابن حمد الدوني (1) وورد بغداد في جمادى الأولى سنة خمسمائة، وسمع بها ابا
الحسين بن المبارك بن عيد الجبار الصيرفي وأبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش
وأبا الحسن بن علي بن محمد بن العلاف وأبا بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمار
وأبو القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد بن بيان (2) وأبا على محمد بن
سعيد بن نهبان وأبا على الحسن بن محمد التككي وغيرهم، وتفقه على أبي بكر
الشاسي، ثم سافر إلى واسط وتفقه بها علي قاضيها أبى علي الفارقي، وسمع بها
الحديث وبالبصرة والكوفة والحجاز، وعاد إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.
وكان يسكن بقراح ظفر، وصنف كثيرا من الكتب في الفقه والحديث والزهد،
وحدث بها وبكتاب " السنن " للنسائي عن الدوني وبأكثر مروياته.
وكان من أعيان الفقهاء ومشهوري الزهاد والعباد وأهل الورع والاجتهاد، روى
لنا عنه أبو أحمد بن سكينة وأبو محمد بن الأخضر.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين
اليزدي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، أنبأنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، حدثنا شجاع بن أحمد الصوفي، حدثنا محمد بن
يوسف الكديمي، حدثنا أبو بكر الحنفي عن غالب بن عبيد الله عن مجاهد عن ابن
عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من شئ أحب إلى الله من
ادخال السرور على أخيك المسلم " (3).
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: علي بن

(1) في النسخ: الدون.
(2) في النسخ: بن بنان.
(3) انظر الحديث: كنز العمال 61417.
36

أحمد بن الحسين اليزدي بغدادي، فقيه فاضل زاهد، حسن السيرة جميل الطريقة عزيز
النفس، سخي الطبع بما يملكه، قانع بما هو فيه، كثير الصوم والعبادة، صنف تصانيف
في الفقه وأورد فيها أحاديث مسندة عن شيوخه، كتب إلى (1) أجزاء بخطه، وسمعت
منه وسمع مني، وكان حسن الاخلاق دائم البشر متواضعا كثير المحفوظ، وكان له
عمامة وقميص بينه وبين أخيه، إذا خرج ذاك قهد هذا في البيت، وإذا خرج ذاك
احتاج هذا إلى ان يقعده، سمعته يقول: وقد دخلت عليه مع علي بن الحسين الغزنوي
الواعظ مسلما داره فوجدناه عريانا متزرا بمئزر، فاعتذر من العرى وقال: نحن إذا
غسلنا نكون كما قال القاضي أبو الطيب (2) الطبري:
قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم * لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل
سألت عن مولده، فقال: في سنة ثلاث أو أربع وسبعين وأربعمائة بيزد - الشك
منه. سمعت أبا يعلى حمزة بن علي الحراني المقرئ يقول: كان شيخنا أبو الحسن علي
ابن احمد اليزدي يقول: إذا انا (3) مت فلا تدفنوني الا بعد ثلاث، فإني أخاف أن
يكون في سكتة (4)، قال: وكان حثيثا صاحب بلغم، وكان يصوم رجبا من كل سنة،
فلما رجعت عنه، إذا انا مت فادفنوني في الحال، فإني قد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو
يقول: يا علي صم رجبا وافطر (5) عندنا! قال: فمات ليلة رجب - رحمه الله
عليه.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال: توفي شيخنا
أبو الحسن علي بن أحمد بن محمويه اليزدي يوم الأحد التاسع والعشرين من جمادي
الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وصلى عليه يوم الاثنتين، ودفن مقابل جامع
المنصور، وكان من مشايخنا النبل الثقات الأئمة، وجمع وصنف، وكان حسن

(1) في (ب): كتب لي.
(2) في (ج): العيب.
(3) في الأصل، (ب): أنا ذا.
(4) في الأصل، (ب): شكية.
(5) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.
37

الاستخراج، أديبا فقيها عالما، زاهدا، كريما سخي النفس، متواضعا عاملا بعلمه (1)،
وقد زادت مصنفاته على خمسين مصنفا في أنواع العلوم، وانتفع به جماعة، وسمعت
منه كثيرا، وكان سماعه صحيحا (2) لا
553 - علي بن أحمد بن الحسين بن عنقود، أبو الحسن بن أبي المعالي البزاز:
سبط أبى أحمد بن علي بن بدران الحلواني، من ساكني درب بهرور، وكان
من وجوه البزازين، وله ثروة واسعة، وكان متدينا حسن الطريقة، وسمع شيئا من
الحديث من أبى الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبى القاسم إسماعيل بن
أحمد بن عمر السمرقندي، وحدث باليسير، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن
الغزال الواعظ.
أخبرني ابن الغزال، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن عنقود البزاز
قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قراءة عليه، أنبأنا والدي، أنبأنا
أبو القاسم موسى بن عيسى السراج، حديثا عبد الله بن أحمد البصري، حدثنا حماد
ابن الحسن، حدثنا حجاج، أنبأنا ورقاء عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن البركة تنزل في ذروة الطعام فكلوا من
حافتيه (3).
أنبأنا أبو البركات اليزيدي عن صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال: مات أبو
الحسن بن عنقود البزاز يوم الأربعاء سادس عشري شعبان سنة إحدى وسبعين
وخمسمائة، وكان رجلا حسنا ذا كياسة ومروءة، ودفن بالشونيزى.
554 - علي بن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أيوب، أبو الحسن بن أبي
طاهر الكاتب.
من اهل الكرخ، قد انتقل إلى الجانب الشرقي، فكان يسكن بدرب فراشا، وقد
تقدم ذكر أبيه وأخيه الحسين بن أحمد وكان الأكبر، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي

(1) في (ج): بعلمه.
(2) في (ج): آخر الجزء.
(3) انظر الحديث في: المستدرك 4 / 116. ومسند أحمد 1 / 345. 364. وكنز العمال 40754.
38

الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز (1) وأبا عبد الله محمد بن محمد بن
أحمد بن الشلال الوراق وغيرهم، كتب عنه، وكان حسن الاخلاق يكتب على
المدبغة، وكان يتشيع.
أخبرنا الحسين وعلى ابنا أحمد بن الحسين بن أيوب قراءة عليهما وانا اسمع قالا (2)
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز الأنصاري قراءة عليه، أنبأنا القاضي أبو
الطيب طاهر بن عبد الله، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي
حدثنا عيسى بن مسلم الأحمر، حدثنا محمد بن معاوية عن يحيى بن سابق عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي! أنت
في الجنة، يا علي أنت في الجنة، يا علي! أنت في الجنة (3).
أخبرنا أبو الحسن بن أيوب عن مولده، قال: في صفر سنة ثلاث وعشرين
وخمسمائة، وتوفي ليلة الأحد سلخ شهر ربيع الأول سنة ستمائة ودفن من الغد بباب
أبرز.
555 - علي بن أحمد بن دوست، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن والده بحديث تقدم في ترجمته في الأحمدين، رواه عنه أبو علي منصور
ابن عبد الله بن خالد الذهلي الهروي في فوائده.
روى عن أبي بكر بن الحسن بن دريد الأزدي.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكناني (4) قال: كتب
إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي أنشدني أبو على الحسن بن علي
ابن أحمد بن محمد بن بندار البنداري بآمل طبرستان أنشدني الفقيه أبو الحسن علي بن
أحمد بن راشد بن محمد بن عبد الواحد بن البلوري ببغداد أنشدنا أبو بكر بن دريد:

(1) في النسخ: الفرار
(2) في النسخ: قال.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 36360.
(4) في (ب)، (ج): الكسائي.
39

صدغ كقادمة الخطاب (1) منعطف * في وجنة يجبني من صحتها الورد
لو ذاب من تطرحه لرقته * لذاب من لحظ عبق ذاك الخد
557 - علي بن أحمد بن رستم المادرائي الكاتب:
سكن مصر، وكان علي ديوان الخراج لحمارويه بن أحمد بن طولون، روى عن
الأمير تكين مولي المعتضد حديثا تقدم في ذكر ترجمته.
558 - علي بن أحمد بن سعدويه، أبو الحسن الجوهري:
كان من المعدلين بمدينة السلام، ذكر طلحة بن محمد الشاهد أنه مات في سنة ثمان
وأربعين وثلاثمائة، وكان شهما في الشهادة.
559 - علي بن أحمد بن سعيد البادوري (2)، أبو الحسن:
حدث عن أحمد بن محمد بن مقاتل عن ذي النون المصري بخطه، روى (3) عنه
علي بن عبد الله بن جهضم وذكر أنه كتب عنه ببادوريا (4) من قرى بغداد.
أخبرنا إبراهيم بن عثمان بن يوسف، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أحمد بن عبد
القادر بن محمد، أنبأنا عبد العزيز بن علي الخياط، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم
الهمداني، حدثنا علي بن أحمد بن سعيد البادوري، حدثني أحمد بن محمد بن مقاتل
عن ذي النون بن إبراهيم قال: خرجت في سفر فبينا انا أسير في مدنه وقد اعتكر الليل
وتغشت ظلمة الأفق وسكنت حركات البشر إذا انا بشخص مار بين يدي، فلحقته
فإذا رجل كهل حسن المرجى، طيب الريح، فصيح اللسان، عذب البيان، عليه بزة
حسنة، فسلمت عليه، فرد على السلام، فقت: يا شيخ، ما الذي دعاك إلى الوحدة
والانفراد في هذا المكان القليل (5) الداين البعيد من الناس؟ فقال: طلب الظفر بمن
يملك رزق البشر، وهو على كل شئ مقتدر، قلت: فعلي ما أنت مقيم يومك هذا؟
فقال: قد كادت عيني أن ترى أعلام المستأنسين، وروحي ان تشرب بكؤوس المحبين،

(1) في (ج): الخفاش.
(2) في النسخ: البادروى.
(3) في الأصل: رواها.
(4) في الأصل، (ب): بما دوري.
(5) في الأصل، (ب) العليل.
40

وقلبي ان يخامره قلق المشتاقين، فقلت له (1): ما الذي قي ع بك عن الوصول إلى
ما هناك؟ فقال: يا ذا النون هدانا دائم القلق، أسرح إليه في الراحة واسأله بلوغ
الأمنية، وهو العليم بما تصلح () به النفوس، قلت له: أفتجد على قليل من الخلوة
سدة، فقال: ما أظن أحدا عرف ربه.... (3) يحتاج مع انسه إلى رؤية الأهلين ولا
من انقطع إليه بكله إلى أحدا من المخلوقين، قلت: هل من وصية وعظة؟ فقال:
تفرطت رحمك الله، فقال: مبادرتك إليه إذا دعاك وترك التخلف عنه إذا ناداك
ودوام الاقبال عليه مع كثرة المبادرة إليه بخلع الراحة من نفسك، وخذف كل ما
دعاك إلى ما يبعدك منه ويحول بينك وبين الظفر بالمراد، حتى لا يفقدك من عند نفعك
ولا يجدك عند مضارك قلت: زدني! قال: إياك تترك حالة إحالة حتى تنفذ ما أنت
عليه من مرادك فان للعدو هاهنا مجالا، قلت: زدني! قال: تعلم تملقه فان لتملقه غدا
فرحة تستوجب جميع الأحزان وتظفرهم بدار الكرامة والأماني، قلت: زدني! فقال:
حسبك يا ذا النون ان عملت بما أخبرتك.
560 - علي بن أحمد بن سعيد بن سهل، أبو الحسن الصفار الغازي، المعروف
بابن عفان:
حدث عن أبي الهيثم عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن عيسى الكوفي
وأبي على الحسن بن أحمد بن الحسن الخواص المصيصي وأبى الحسن خيثمة بن
سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق،
أنبأنا (4) أبو القاسم علي بن الحسن، حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه، حدثنا
عبد العزيز بن محمد، أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر، حدثنا علي بن أحمد بن سعيد بن
سهل البغدادي المعروف بابن عفان الغازي، حدثنا أبو القاسم عمر (5) بن إسحاق بن
إبراهيم بن موسى بن عيسى الكوفي، حدثنا عبدان بحلب، حدثنا عمر بن سعيد،

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ج): يصلح.
(3) بياض في النسخ مكان النقط.
(4) في (ب)، (ج): أنبأ عمر أبو القاسم.
(5) سبق أنه " أبو الهيثم عمرو ".
41

بغداد لابن النجار
حدثنا أحمد بن دهقان وكان يسكن الحدث، حدثنا خلف بن تميم قال: دخلنا على أبي
هرمز فقال: دخلنا علي أنس بن مالك نعوده فقال: صافحت بكفي هذه كف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فما مسست خزا ولا حريرا ألين من كفه صلى الله عليه وسلم، قال أبو هرمز: فقلنا
لأنس بن مالك: فصافحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: صافحنا،
قال خلف بن تميم: فقلنا لابي هرمز: فصافحنا بالكف التي صافحت بها انس بن
مالك! قال: فصافحنا. قال أحمد بن دهقان: فقلنا لخلف بن تميم فصافحنا بالكف
التي صافحت بها ابا هرمز! فصافحنا، قال عمر بن سعيد فقلنا لأحمد بن دهقان:
فصافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن تميم! فصافحنا، قال عبدان فقلنا لعمر
ابن سعيد: فصافحنا بالكف التي صافحت بها أحمد بن دهقان! فصافحنا، قال عمر
ابن إسحاق قلت لابي القاسم عبدان بن حمد بن عبدان: فصافحنا بالكف التي
صافحت بها عمر بن سعيد (1)! فصافحني بيده وقال: سلام عليكم! قال أبو
الحين علي بن أحمد فقلت لابي القاسم عمر: فصافحني بالكف التي صافحت بها
عبدان! فصافحني، قال عبد الوهاب فقلت لعلي: فصافحني بالكف التي صافحت بها
عمر! فصافحني، قال عبد العزيز فقلنا لعبد الوهاب: فصافحنا بالكف التي صافحت
بها عليا! فصافحني، قال الفقيه وقلت لعبد العزيز فقلت لعبد العزيز: فصافحني بالكف التي صافحت
بها عبد الوهاب فصافحني، قال أبو القاسم علي بن الحسن قلت للفقيه: فصافحني
بالكف التي صافحت بها عبد العزيز! فصافحنا، قال شيخنا أبو البركات قلت لعمي:
فصافحني بالكف التي صافحت بها عمك! فصافحني.
قرأت بخط ي طاهر بن أحمد النيسابوري قرأنا بخط ابن حطان الصوفي قال: قرأت
علي أبى الحسن علي بن أحمد بن سعيد بن الصفار الغازي (3) في مسجد أبى طاهر
حدثكم أبو على الحسن بن أحمد بن الحسن الخواص المصيصي قدم دمشق وأنبأنا داود
ابن سليمان بن أحمد أبو الفتح قال: كتب إلى أبو محمد (4) هبة الله بن أحمد بن

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في النسخ: أبى بكر.
(3) في النسخ: بغدادي.
(4) في (ج): أبو الفتح.
42

الأكفاني، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى، أنبأنا تمام بن محمد
الرازي، حدثنا أبو على الحسن بن أحمد الخواص، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر
الغلفي (1) بجامع طهوري، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي الرقي بالرملة
قال: دخلت في بلاد الهند إلى بعض قراها، فرأيت شجر ورد أسود ينفتح (2) عن
وردة كبيرة طيبة الرائحة سوداء عليها مكتوب كما يدور بخط أبيض: " لا إله إلا الله
محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق " فشككت في ذلك وقلت: انه
عمل معمول، فعمدت إلى جنيدة لم تفتح ففتحتها فكان فيها وردء سوداء فيها
مكتوب بخط أبيض كما رأيت في سائر الورق، في البلد منه سئ كثير عظيم، وأهل
تلك القرية يعبدون الحجارة لا يعرفون الله عز وجل.
561 - علي بن أحمد بن سعيد بن الدباس (3)، أبو الحسن (4) المقرئ:
من اهل واسط، قرأ القرآن بالروايات علي أبى محمد عبد الرحمن بن الحسين بن
الزجاجي وأبى الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد وأبى الكرام محفوظ بن عبد
الباقي بن الناريج (5) الواسطيين، وسافر إلى همدان فقرأ على الحافظ أبى العلاء
الحسن بن أحمد بن العطار، ودخل بغداد وذكر أنه قرأ بها على أبي بكر المبارك بن
الحسن بن أحمد الشهرزوري. أبى الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن
الصابوني الخفاف وأبى الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمود اليزدي وأبى
القاسم يوسف بن المبارك بن سعيد الخياط، وقرأ بالموصل على أبي بكر يحيى بن
سعدون القرطبي، وسمع الحديث بواسط من أبى الفضل (6) محمد بن محمد بن أبي
ربيعة الشاهد وأبى يعلى الخطيب وأبى محمد الزجاجي وأبى الحسن علي بن المبارك بن
نعوبا وغيرهم، وشهد عند أبى محمد الحسن بن أحمد بن الدامغاني قاضي واسط في
شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة فقبل شهادته، ثم إنه قدم (7) علينا بغداد بعد

(1) في (ب): العلى.
(2) في (ج): مفتح.
(3) انظر طبقات القراء، للجزري، ص 518.
(4) في الأصل: أبو بكر.
(5) في النسخ: التاريخ.
(6) في الأصل، - ج): أبى المفضل.
(7) في النسخ: ثم إنه دفن.
43

علو سنة، وأقام بها إلى حين وفاته، ورتب بالمسجد الحديد (1) عند سوق العيد لاقراء
الناس وأجرى له على ذلك جراية، وقرأ عليه الناس وأكثر وحدث، وكتبت (2) عنه
شيئا يسيرا، وكان عالما بالقراءات ووجوهها وعللها قيما يحفظ أسانيدها وطرقها، وله
معرفة جيدة بالنحو، وكان حسن الاخلاق طيب الملقى متواضعا متوددا، لطيف الطبع
أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن سعيد بن الدباس المقرئ بقراءتي عليه بغداد،
أنبأنا أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد الكريم بن أبي ربيعة العدل، أنبأنا أبو الفضل
محمد بن محمد السوادي، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن غيلان المقرئ، أنبأنا أبو
الطيب عبد الغفار بن عبيد الله (3) بن السرى الحضيني (4)، أنبأنا القاضي أبو إسحاق
إبراهيم بن حميد التميمي، حدثنا سهل بن محمد عن بشر بن المفضل عن حميد الطويل
عن انس بن مالك عن أبي بن (5) كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " جاءني جبريل
وميكائيل، فجلس جبريل عن يميني وميكائيل عن شمالي، فقال لي جبريل: لقرأ القرآن
على حرف، فقال لي ميكائيل: استزده! فقلت، زدني فقال، اقرأ على حرفين، فقال
ميكائيل: استزده، فقلت: زدني، فقال على ثلاثة أحرف - حتى بلغ سبعة أحرف،
وقال كلها شاف كاف " (6).
أنشدني علي بن أحمد بن الدباس لنفسه:
لهفي على عمري لقد أفنيته * في كل ما أرضي ويسخط مالكي
ويلي (7) إذا عنت الوجوه لربها * ودعيت مغلولا بوجه حالك
ورقيب (8) اعمالي ينادي شامتا * يا عبد سوء أنت أول هالك
لم يبق من بعد الغواية منزل * الا الجحيم وسوء صحبة مالك

(1) في (ب): الجديد.
(2) في (ج): وكتب.
(3) في الأصل، (ج): عبد الله.
(4) في (ب): الخضيني.
(5) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.
(6) انظر الحديث في: كنزل العمال 1 / 165.
(7) في (ب)، (ج): ويل.
(8) في الأصل، (ب): ورقيت.
44

ذكر لي أبو عبد الله بن سعيد الحافظ الواسطي ان ابا الحسن بن الدباس حدث
بكتاب الحجة لابي علي الفارسي عن القاضي أبى غالب بن الكناني سماعا عن أبي
الفضل بن خيرون إجازة، وما علمنا لابن الكناني إجازة من ابن خيرون ولا روى عنه
شيئا، ولم يشاهد ابن الدباس عند ابن الكناني (1) قط، ولا ذكر لنا أحد ممن كان
يلازمه كثيرا انه رآه عنده قط ولا سمع منه، وذكر لنا من شاهد معه خطا يشبه (2)
خط ابن الشهرزوري بالقراءات عليه وليس بخطه، وانه لم يصح انه قرأ عليه والله
اعلم.
سألت ابن الدباس عن مولده، فقال: في أواخر سنة وعشرين وخمسمائة
بواسط، قال: وأول دخولي إلى بغداد (3) كان في سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي
في ليلة البست السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستمائة، وصلى عليه من الغد
بجامع السلي ان ودفن بباب الجامع عند قبر الشيخ أبى موسى الزاهد.
562 - علي بن أحمد بن سلام البغدادي:
روى عن الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في كتاب
" علامات اهل الحقائق " من جمعه.
أخبرنا إسماعيل بن عثمان العلوي بنيسابور، أنبأنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد
الواحد بن عبد الكريم المقبري، أخبرتنا فاطمة بنت علي الدقاق، أنبأنا أبو عبد
الله بن البيع، أخبرني علي بن أحمد بن سلام البغدادي قال: ذكر أبو عبيد بن
حربويه (4) القاضي منصور بن إسماعيل الفقيه فقال: ذاك الأعمى، فأنشد منصور يقول:
ليس العمي أن لا ترى بل العمى * أن لا ترى مميزا من الصواب والخطأ
563 - علي بن أحمد بن سلامة بن سالم بن شاغل بن عازل بن حمود بن زيد
ابن محمد بن زياد الأخرس بن بشر بن عمرو بن كعب بن عدى بن علي بن عامر

(1) في (ب)، (ج): الكتاني.
(2) في (ج): كشبه.
(3) في الأصل: بعدا.
(4) في الأصل، (ب): خرنوبه.
45

ابن رفاعة بن كعب بن موعدة بن عدي بن غنم بن ربيعة بن رشدان بن قيس بن
جهينة، أبو الحسن الجهني المنجم:
هكذا رأيت نسبه بخط فارس بن الحسين الذهلي، روى عن أبي الحسن علي بن
طاهر الخباز وأبي بكر محمد بن عمر العنبري الشاعر سيئا (1) من شعرهما، روى
عنه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي وأبو نصر هبة الله بن علي بن المحلي.
كتب إلى أبو الحسن علي بن فاضل الصوري أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد
الأصبهاني، أنشدنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، أنشدنا أبو الحسن علي بن
أحمد بن سلامة بن سالم الحكيم الجهني لصاحب أبى القاسم إسماعيل بن عباد بن
العباس قوله (2):
أيها الجالس المفكر في الامر * المعنى به اعتناء المجوس
بارك يوم الأربعاء عن * السير يروم المسير يوم الخميس
لا تعاد الأيام وامض إذا * شئت فإن السعود مثل النحوس
هل رأيت النجوم أغنت عن ال‍ * - مأمون في عز ملكه المأسوس
خلفوه بعرصتي طرسوس * مثل ما خلفوا أباه بطوس
أنبأنا أبو القاسم الكاتب المؤدب عن أبي السعود أحمد بن علي بن المحلي، أنشدني
أخي أبو نصر هبة الله بن علي، أنشدني علي بن أحمد بن سلامة الجهني لبعضهم:
أحببته وكتمته * فخفي عليه مكان حبي
حتى إذا عثر الزما * ن وما درى بالحب حبي
وتغيرت حالاته * وأبى التفت عنه قلبي
ذكر الفراق بمجلس * كنا به فقضيت نحبي
فكأن حبي حين مت * أعيد حبا بين صحبي
564 - علي بن أحمد بن شاكر، أبو الحسن الحافظ:
حكى عن أبي بكر الشبلي الصوفي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن

(1) في (ج): الشاعر بن السنا " وفي (ب): الشاعر بن شبا.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
46

إسماعيل الوراق.
حدث أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المزني بدمشق، أنبأنا أبو الحسن
علي بن عبد القادر الصوفي الطرسوسي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسماعيل
الوراق بأردبيل، حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن شاكر البغدادي الحافظ قال: سمعت
الشبلي وسئل عن الخوف، فقال: الخوف شرارة محبة الله عز وجل يطرحها في قلب
المريد تصفية (1) من سواه لا يسكنه غيره.
حدثنا علي بن أحمد بن شاكر البغدادي قال: سمعت الشبلي يوما ينشد:
قالوا تسمى من هويت فقلت لا * قالوا فمت كمدا فقلت أموت
قالوا فترضى أن تموت بغضة * وتسر من تهوى فقلت رضيت
565 - علي بن أحمد بن الصباح، أبو الحسن البغدادي:
روى عن أحمد بن ميثم بن (2) أبى نعيم الفضل بن دكين الطلحي الكوفي، روى
عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ.
أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون
النرسي، أنبأنا محمد بن علي (3) بن عبد الرحمن العلوي، أنبأنا علي بن الحسين بن
محمد المقرئ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ، حدثنا علي بن أحمد بن
صعدان (4) المعدل بالأنبار، حدثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الطلحي قال: قدمت مع
جدي أبى نعيم بغداد فنزل الرملة (5) واجتمع أصحاب الحديث إليه فلما أراد أن
يحدثهم قام إليه رجل طينته من اهل خراسان فقال: يا أبا نعمي أشيع (6)، فكره الشيخ
مقالته وصرف ذات اليمين وقال متمثلا:

(1) في (ج): بصفته.
(2) في (ج): عن أبي نعيم.
(3) " ميمون الزسى أنبأنا محمد بن علي " سقط من (ج).
(4) هكذا في النسخ، وقد سبق في أول الترجمة. انه " الصباح ".
(5) في الأصل، (ب): الرملية.
(6) في (ب): شبع.
47

وما زال بي حبك (1) حتى كأنني * لرجع جواب السائلي عنك أعجم
لا سلم عن قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهل حبي على الناس يسلم
قال: ففطن الرجل لمراده فقال له سائلا ثانية وثالثة (2)، فقال الشيخ: يا هذا كيف
بلينا بك وأي ريح هبت إلى بك؟ سمعت الحسن بن صالح بن حيى يقول: سمعت
جعفر بن محمد يقول: حب علي عبادة وأفضل العبادة ما كتمت.
566 - علي بن أحمد بن طاهر بن حمد (3) الخازن، أبو القاسم:
أخو أبي غالب محمد وأبي منصور محمد اللذين تقدم ذكرهما، من اهل الكرخ،
سمع أبوى محمد الحسن بن محمد الخلال والحسن بن علي الجوهري وأبا القاسم على
ابن المحسن بن علي التنوخي وغيرهم، روى عنه أبو المعمر الأنصاري، وكان شيعيا.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن المعمر القرشي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن
محمد بن كامل الواعظ بقراءتي عليه بمكة وانا اسمع، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن
طاهر بن حمد الخازني وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قراءة عليه،
أنبأنا علي بن أحمد بن طاهر بن حمد إجازة في سنة ست خمسمائة، حدثنا الحسن بن
علي أبو محمد إملاء، أنبأنا أبو بكر القطيعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن
خليفة، حدثنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس إذ أتاه رجل
فقال: إني انسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير، قال: فقال ابن
عباس: لا أحدثك الا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من صور صورة فان الله يعذبه يوم القيامة حتى ينفع فيها، وليس بنافخ فيها ابدا (4)
قال: فربا لها الرجل ربوة (5) شديدة وأصغر وجهه، ثم قال: ويحك ان أبيت الا ان
تصنع (6) فعليك بهذا الشجر وكل شئ ليس فيه روح.
567 - علي بن أحمد بن طريف بن حمدان البغدادي:

(1) في الأصل، (ب): حبيك وفي (ج): حبيبك.
(2) في الأصل و (ب) بدون نقط.
(3) في الأصول: بن أحمد والصحيح من اللسان.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 1 إ 308.
(5) في الأصل: رهوة.
(6) في (ج): اتيت الا ان يصنع.
48

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد ان ابا محمد الحسن بن محمد
الخلال أخبره حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق بن عيسى بن
طارق القطيعي، حدثنا منصور بن عبد الله الهروي أنشدني علي بن أحمد بن طريف
ابن حمدان البغدادي قوله (1).
تورد (2) الخد من توريد خديك * حتى استظلت على قلبي بعينيك
يا فاتن الطرف سحارا لمقلته * هاروت كلمي من بين جفنيك
فلو مسست حصاه انبتت ورقا * ولو هتفت بميت قال لبيك
ما كنت احسب ان الشمس من بشر * حتى تراءت لنا من بين ثوبيك
ان البنفسج والنسرين قد حلفا * أن لا يزولان من توريد خديك
568 - علي بن أحمد بن العباس بن أبي طاهر، أبو الحارث بن أبي الرضا
الهاشمي، المعروف بابن الرجا:
من اهل باب البصرة، تقدم ذكر والده، كان يتولى الخطابة بجامع الرصافة، وكان
شيخا مسنا، سمع وهو كبير من أبى الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وغيره، و
ما (3) أظنه روى شيئا، توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين وخمسمائة.
569 - علي بن أحمد بن عبد الله الخرزي، أبو الحسن الصوفي:
من اهل البصرة، حدث ببغداد عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن سالم وأبى بكر
عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، روى عنه أبو جعفر بن محمد (4) بن الحسين
الأبهري الصوفي.
أنبأنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الأصبهاني ان ابا مسلم عبد الرحمن بن
محمد المؤدب أخبره أنبأنا أبو طالب علي بن الحسين بن الحسن الحسني الهمداني إملاء،
حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزاهد الصوفي، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الله
الخرزي البصري ببغداد، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم،

(1) ما بين المعقوفتين سقط الأصل، (ج).
(2) في الأصل، (ج): بورد.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
(4) سيأتي انه: جعفر بن محمد.
49

حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا مبارك بن حسان عن عطاء عن ابن عباس قال قيل:
يا رسول الله! أي جلسائنا خير؟ قال: من تذكر كم رؤيته، وراد في عملكم
منطقه، وذكر كم الآخرة عمله (1).
570 علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سنان، أبو الحسن التميمي
السناني:
سمع بتنيس من ديار مصر المفيد.... (2) عبد الله الحسين بن عتيق بن الحسين بن
أحمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس وحدث عنه بالدامغان، روى عنه أبو نصر
عبد الكريم بن محمد الشيرازي في كتابه و
أنبأنا أبو الحسن (3) علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سنان السناني
التميمي البغدادي بالدامغان في قدومه، حدثنا عبد الله (4) الحسين بن عتيق بن الحسين
ابن أحمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس التنيسي، أنبأنا أبو الحسين عبد الكريم بن
أحمد بن أبي جدارنا (5) قرأت عليه من أصل كتابه فقلت له أخبركم احمد ابن عبد
الوارث بن جرير العسال (6) في مسجده بخولان في صفر سنة عشرة وثلاثمائة فأقر به
حدثنا محمد بن رمح التجيي، أنبأنا الليث بن سعد عن أبي بكر بن شهاب الزهري
عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة (7) بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ان رسل الله صلى الله عليه وسلم
قال: إذا اشتد الحر فأبردوا عن لصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم (8).
571 - علي بن أحمد بن عبد الله، أبو القاسم الخطيب:
من اهل الحظيرة، وكان يتولى الخطابة بها، حدث عن أبي الغنائم محمد بن يوسف
ابن إسحاق بن البهلول الأنباري وأبى بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري

(1) انظر الحديث: كنزل العمال 26585.
(2) بياض في الأصل مكان النقط.
(3) في النسخ: أبو الحسين.
(4) هكذا في النسخ.
(5) هكذا في الأصل، (ب). وفي (ج): حديثا.
(6) في النسخ: حريز الغسال.
(7) في النسخ: عن أبي سلمة.
(8) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 23.
50

وعيسى بن علي بن عيسى، روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وأبو
منصور محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي البزاز وإسماعيل بن أحمد
السمرقندي، أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي إذنا، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد
ابن عبد الله الخطيب الحظيري، حدثنا أبو الغنائم (1) محمد بن يوسف بن إسحاق بن
البهلول بالأنبار، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا صالح بن أحمد بن
حنبل، حدثني أبى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا بكار سمعت وهب بن منبه يقول: ان
الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل: انى إذا أطلعت رضيت وإذا
رضيت باركت وإذا باركت فليس لبركتي نهاية، وإذا عصيت (2) غضبت وإذا
غضبت لعنت وإذا لعنت فان لعنتي تبلغ السابع من الولد.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق، أنبأنا الاخوان الحسين وعبد الله
ابنا علي بن أحمد الخياط، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عيد
العزيز العكبري، حدثني عمي أبو الحسن عبد الواحد وعلي بن أحمد الخطيب قالا:
حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز وهو على المدينة في خلافة الوليد فقال
لي: يا مولي ابن عباس اني حلفت بيمين أن لا افعل كذا وكذا حيث انقضى (3)
الحين (4) الذي أبر فيه يميني، قال قلت: من الحين حين لا يدرك ومن الحين حين يدرك،
فأما الحين الذي لا يدرك فهو قول الله تبارك وتعالي (هل اتي على الانسان حين من
الدهر) وما تدرى كم اتي حين خلقه الله، وأما الحين الذي يدرك (5) فقول الله
عز وجل (تؤتي أكلها كل حين) وهي من صرام النخل إلى صرام قابل، فقال: ما
أحسن ما قلت.
572 - علي بن أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور، أبو الحسن بن أبي

(1) في النسخ: أبو غانم.
(2) في النسخ: غضبت.
(3) في النسخ: أقمنى.
(4) في (ج): الحسين.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
51

الحسين، المعروف بابن السوسنجردي:
من أولاد المحدثين، تقدم ذكر جده، وذكر الخطيب أباه، سمع أبا بكر أحمد بن
جعفر بن مالك القطيعي وأبا عمر محمد (1) بن العباس بن حيويه الخزاز (2) وأبا
بكر أحمد بن يعقوب بن بندار الفارسي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو
الحسن محمد بن عبد العزيز بن المهدى الخطيب في مشيخته والقاضي أبو الحسين محمد ابن علي بن المهتدى بالله.
كتابة قال: سمعت أبا الحسن علي (3)
ابن أبى الحسين أحمد بن عبيد الله بن الخضر بن مسرور السوسنجردي يقول:
خرجت ليلة من الليالي الكرخ أبصر المساجد في شهر رمضان فرأيت الشيخ ابا احمد
ابن أبي مسلم الفرضي يصلي في مسجده خلفه، ثلاثة أنفس وعنده قنديلين من (4)
زجاج، ففكرت في نفسي وقلت: هذا الرجل مع جلالته ومحله ليس عنده أكثر من
ثلاثة أنفس، وانصرفت وأنا أفكر في ذلك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: يا أبا
الحسن قلت في نفسك ان ابا احمد يصلي خلفه ثلاثة أنفس وعنده قنديلين فقلت: نعم
يا رسول الله! فقال: أما أنه يصلي خلفه سبعون صفا من الملائكة، وعقد بيده.
أنبأنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي العطار عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد
العزيز بن مهدي، أنبأنا أبي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن (5) عبد الله بن الخضر
السوسنجردي الشافعي (6)، ومات في طريق مكة بعد انصرافه من الحج بالقرعا، سنة
ثلاث عشرة وأربعمائة هو وولده أبو محمد عطشا.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في النسخ: الحرار.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.
(5) في النسخ: محمد بن محمد بن.
(6) في الأصل، (ب): المالكي.
52

قرأت في كتاب أبي على البرداني بخطه حدثني أبى وغيره من شيوخنا ان ابا الحسن
علي بن أحمد بن السوسنجردي خرج مع ابنه (1) أبي احمد الحسن إلى مكة وانهما
هلكا جميعا بعقبة واقصة في صفر من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، قال: وهي السنة
المعروفة بسنة القرعاء سدت عليهم الابار العرب وعطلت القلب، فعاد الحجاج (2)
إلى الصيف (3) وليس لهم ماء فهلكوا بعقبة واقصة.
قرأت بخط أبي الحسين بن السوسنجردي مولده - يعني ولده (4) عليا - يوم
الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
573 - علي بن أحمد بن عبد الله بن البطر (5)، أبو الحسن الدقاق، المعروف
بابن الحنبلي، ويكنى ابا طاهر أيضا، ويسمى المبارك:
سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبا الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن
بشران وأبا على الحسن بن شاذان وغيرهم، روى عنه هبة الله بن المبارك السقطي
وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وهو
أخو أبي الفضل محمد وأبي الخطاب نصر.
أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي ى قراءة
عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البطر قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن
محمد بن بد الله بن بشران في ذي الحجة سنة اثنتى عشرة وأربعمائة، حدثنا أحمد بن
سلمان الفقه إملاء حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا
زياد بن الربيع اليحمدي عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أحدكم فليأخذ
بيمينه، وإذا أعطى فليعط بيمينه، وإذا اكل فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه
فإن الشيي ان يشرب بشماله ويعطى ويأكل بشماله (6).

(1) في النسخ: مع أبيه.
(2) في الأصل، (ب): الحاج.
(3) في (ب): في الصيف.
(4) في (ج): يعني مولد ولده.
(5) في النسخ: بن البطة.
(6) انظر الحديث في: كنز العمال 41656.
53

قرأت بخط عبد الواحد الأنماطي عن ظهر الجزء الخامس من حديث سعدان بن
نصر فيه بسماعة من أبى الحسن علي بن أحمد بن البطر ما هذا صورته: أما الذي قرأ
عليه هذا الجزء من أولاد ابن البطر فإني رأيت جماعة كثيرة من الناس يدعونه (1)
بأبي طاهر، ورأيت في شئ من كتب عقاره اسمه مكتوبا: المبارك ويعرف بالحنبلي (2)
الدقاق، وكنت سألت إجازة ابا الخطاب فقال: ما اعرف أنه كان لنا أخ غير أبي
الفضل وهذا، ورأيت بعد ذلك في مسند الحارث بن أبي أسامة سماعا من ابن دوما
بخط الخطيب مع جماعة والمبارك بن أحمد بن البطر مع أخيه محمد، وذكر الشيخ أبو
الفضل أنه يعرفه، ورأيت على جزء مسموع عدة دفعات من أبى الحسن علي بن
امد بن البطر، وعلى جميع الطباق التي عليه ضرب وطمس، وتحتها بخط أبي القاسم
ابن السمرقندي ضرب على هذه السماعات، لان علي بن البطر بان أنه توفي في صغره
وأن هذا الذي قرئ عليه الظاهر والباطن أنه جواد كريم.
قرأت بخط شجاع بن فارس الذهلي قال: مات أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد
الله بن البطر الدقاق يعرف بابن الحنبلي في يوم الأربعاء سادس عشر صفر سنة أربع
وثمانين وأربعمائة.
574 - علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي زكريا (4)، أبو الحسن النجاد:
سمع أبا طالب بن غيلان وأبا إسحاق إبراهيم وأبا الحسن علي ابني عمر بن أحمد
البرمكي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا احمد عبد الوهاب بن محمد بن
موسى الغندجاني وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس الزعفراني والقاضي
ابا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وغيرهم، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي وأبو
المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي،

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ج): الجيلي.
(3) هكذا في الأصول.
(4) في النسخ: بن أبي زكرى " في كل المواضع.
54

أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي زكريا النجاد بقراءتي عليه ببغداد
فأخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن
الحصين قالا: أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا محمد بن غالب بن جعفر (1)، حدثني
عبد الصمد بن النعمان، حدثنا مسلم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو
عمل صالح ينتفع به أو ولد يدعو له (2).
قال السلفي: سألته عن مولده، فقال: سنة خمس عشرة يعني وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن
علي بن أحمد بن النجاد في يوم الاثنين ثالث شعبان سنة أربع وتسعين (3)
وأربعمائة، ودفن في مقابر الشهداء.
575 - علي بن أحمد بن عبد الله السروي (4) المطوعي، أبو الحسن بن أبي
منصور الصوفي:
من اهل طبرستان، سافر الكثير إلى خراسان والعراق والشام وصحب المشايخ، ثم إنه
استوطن بغداد إلى حين وفاته، كان ينزل برباط أبي سعد الصوفي، سمع ببغداد
الشريف ابا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة
وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، سمع منه أبو طاهر السلفي وأبو الفضل
ابن عي اف وأبو بكر بن كامل، وحدث بكتاب الرسالة لابي القاسم القشيري عنه،
رواها عنه علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي، ورأيت أصل المطوعي بالرسالة
وقد كتبها ببغداد بعد الثمانين بأربعمائة وعلى وجهها خط عبد الواحد بن عبد
الكريم العنبري قد أجازها له عن والده، وقد سمعها من المطوعي جماعة ولم يثبتوا إسناده.
أنبأنا يحيى بن طاهر الواعظ، أنبأنا علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي

(1) في (ج): بن جعفرن.
(2) انظر الحديث في، صحيح مسلم، كتاب الوصية 14. وسنن الترمذي ومسند أحمد 2 / 372.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
(4) في (ب): السوق.
55

بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي منصور بن عبد الله (1) المطوعي، أنبأنا أبو
القاسم القشيري، أنبأنا أبو النجيب إسماعيل بن عثمان القارئ بنيسابور، أنبأنا أبو
الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، أنبأنا جدي،
أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن أحمد السعدي (2) بنيسابور، أنبأنا عبد
الوهاب بن شاه الشاذياخي (3)، أنبأنا أبو القاسم القشيري، أنبأنا أبو بكر محمد بن
الحسن بن فورك، أنبأنا أحمد بن محمود بن خرزاد، حدثنا سعيد بن عبد الله، حدثنا
أحمد بن زكريا، حدثنا أبي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له: وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب، ثم
تلا (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) قيل: يا رسول الله! ما علامة التوبة؟
قال: الندامة (4).
قرأت بخط أبي طاهر السلفي وأخبرنيه مرتضى بن حاتم بقراءتي عليه بمصر قال:
سألت أبا الحسن على الطبري السروي ببغداد عن مولده، فقال: ولدت سنة أربع
وعشرين وأربعمائة بسارية، واقتديت بابي نعيم (5) القزويني بآمل وكان من مريدي
أبي العباس القصاب الآملي، ورأيت المفرج المعروف بأخي الزنجاني بزنجان، وأبا
القاسم القشيري بنيسابور، وأبا القاسم الكركاني (6) وأبا على الفارمذي وأبا بكر
الصرام ثلاثتهم بطوس والحسن السمناني بها، وأبا حفص الأبهري بالرملة، وأبا بكر
الطوسي بالقدس وآخرين، وكان من أعيان الصوفية زاهدا محترما بينهم وعلقت عنه
فوائد عن شيوخه.
قرأت في معجم شيوخ أبى الفضل محمد بن محمد بن محمد بن العطاف الموصلي
بخطه قال، قرأت على الشيخ الزاهد المبرهن (7) أبي الحسن علي بن أبي منصور بن
عبد الله السروي الطبري الصوفي برباط أبى ببغداد.

(1) في النسخ: بن عبد المطوعي.
(2) في الأصل: السعرى.
(3) في النسخ: بن أبي الشاذياخي.
(4) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 4250. وكشف الخفا 1 / 351.
(5) في (ب): وأقتديت بإبراهيم.
(6) في (ج): الكرحاني.
(7) في الأصل: المبرهس وفي (ج): المرهر.
56

قرأت في كتاب أبى بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات
شيخنا أبو الحسن علي بن أحمد الطبري المطوعي يوم الثلاثاء ثالث جمادى الأولى سنة
إحدى عشرة وخمسمائة.
576 - علي بن أحمد بن عبد الله الأندلسي المالكي:
قدم بغداد في سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وحدث بمنام رآه، سمعه منه محمد بن
ناصر الحافظ وأبو الكرام محمد بن هبة الملاح وابنه عبد الرحمن، وكتبه عنه ابن ناصر
الحافظ بخطه ورواه عنه.
577 - علي بن أحمد بن المستظهر بالله بن عبد الله المقتدى بأمر الله بن محمد
ابن عبد الله القائم بأمر الله بن أحمد القادر بالله بن إسحاق بن المقتدر بالله جعفر
ابن احمد المعتضد بالله بن طلحة الموفق بالله (1) بن جعفر المتوكل على الله بن محمد
المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن
علي بن عبد الله بن (2) العباس بن عبد المطلب، يكنى ابا القاسم:
تقدم ذكر أبيه وجده وجد أبيه، وهو أخو الامام المقتفي لامر الله، ذكر أبو الفضل
ابن صالح بن شافع انه توفي ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى من سنة اثنتين
وخمسين وخمسمائة، قال: وصلينا عليه بوم الجمعة بباب الفردوس، وأمنا في الصلاة
وزير الوقت أبو المظفر بن هبيرة، ثم حمل إلى الرصافة فدفن بالترب، وجلس للعزاء له
ببيت النوبة يوم السبت والأحد وحضر الناس على طبقاتهم، وبرز إليهم توقيع شريف
من الامام المقتفي بنهوضهم، وكان كبيرا (3) عند أخيه فتأثر به.
وأخبرني الشيخ علي بن عساكر البطائحي أستاذه انه كان ذا دين وأدب وتمييز
وتسنن، وأن مولده سنة إحدى وخمسمائة.
578 - علي بن أحمد بن عبد العزيز بن الحسن النهاوندي:

(1) في النسخ: أحمد المعتقد بالله بن أحمد.
(2) في النسخ: علي بن عبد الله بن. مكررة.
(3) في (ب): كبيرا.
57

حدث ببغداد عن القاضي أبى عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، روى عنه
الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الشيخ النيسابوري في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن أحمد الجيري بأصبهان عن الخضر بن الفضل
العطار، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده إذنا عن الحاكم أبي عبد الله
النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز ببغداد يقول: سمعت أبا
عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي يقول: سمعت البحتري يقول أنشدني إبراهيم
ابن شكلة لنفسه:
خلتها في المعصفرات القواني * وردة في شقائق النعمان
أنت تفاحتي وفيك مع التفاح * رمانتان مع غصن بان
لا أرى في سواك ما فيك من طيب * ومن نضرة ومن ريحان
579 - علي بن أحمد بن عبد العزيز بن علي، أبو الحسن الأنصاري، يعرف
بابن ظنير - بضم الظاء المعجمة بعدها نون مشددة مفتوحة وياء معجمة باثنتين
من (1) تحتها ساكنة وراء:
هكذا رأيته مقيدا (2) بخط ناصر بن محمد، هو من أهل ميورقة (3) من بلاد
الأندلس، سمع أبا عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري وأبا محمد
غانم بن وليد المخزومي وأبا الحسن علي بن عبد الغني القيرواني الضرير وجماعة
غيرهم.
وقدم دمشق وسمع بها ابا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبا نصر الحسين بن
أحمد بن محمد بن طلاب وأبا الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن صصري (4)،
وبصور ابا نصر أحمد بن محمد بن سعد الطريثيثي وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت بن
أحمد الخطيب، وسافر إلى الحجاز فحج.
وقدم بغداد طالبا للحديث سنة أربع وستين وأربعمائة فأقام بها مدة يسمع من

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
(2) في الأصل، (ج): مفتدا.
(3) في النسخ: ميروقة.
(4) منصور بن زيدت في (ج).
58

شيوخ الوقت وحدث باليسير، سمع منه أبو عبد الله الحميدي وأبو القاسم هبة الله بن
عبد الله الواسطي وأبو البركات بن السقطي وروى عنه في معجم شيوخه حديثا،
وكان عالما بالحديث والأدب، وقد روى عنه شيخنا عبد العزيز الكتاني (1) وأبو بكر
الخطيب (2)، وروى عنه أبو محمد بن الأكفاني وذكر أنه ثقة.
أنبأنا أبو المظفر الواعظ عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك بن موسى
السقطي، حدثنا والدي، أنبأنا الشيخ الجليل أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز
الأنصاري بقراءتي عليه قلت له: حدثكم أبو محمد عبد العزيز بن امد الكتاني (3)
بدمشق وأخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري بدمشق، أنبأنا
عبد الكريم بن حمزة الحداد، أنبأنا عبد العزيز الكتاني، حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد
ابن عبد الله الرازي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حزم لم وأبو
إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان وجعفر بن محمد بن عديس قالوا:
حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، حدثنا سليمان بن داود بن علي الهاشمي،
حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري عن محمد عن إلى سفيان
عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد
هوان قريش أهانه الله.
قرأت في كتاب أبي القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي وأنبأنا به عنه محمد بن
جعفر بن العباسي قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري لعبد
المحسن الصوري:
وليلة أفردتني بالسهاد فلم * أكن بما أفردتني فيه أفردها
نام الخليون من حولي (5) فقلت لهم * ما كل عين يسهدها
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف قال: كتب لي أبو الفرج غيث بن علي الصوري

(1) في الأصل، (ج): الكناني.
(2) في (ج): وأبا الوقت أبو بكر الخطيب.
(3) في الأصل، (ب): الكناني.
(4) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3905. ومسند أحمد 1 / 171، 176، 183. والمستدرك
4 / 74.
(5) في الأصل، (ب): حبولى.
59

قال: أنشدني الشريف أبو الحسن علي بن حمزة الجعفري قال: أنشدني أبو الحسن
علي بن أحمد الأندلسي:
وسائلة لتعلم كيف حالي * فقلت لها بحال لا تسر
دفعت إلى زمان ليس فيه * إذا فتشت عن أهليه حر
أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال: سألت أبا الكرام خميس بن علي الجوزي الحافظ عن أبي الحسن علي بن
أحمد الأنصاري الأندلسي النحوي، فقال: قدم علينا وكان فاضلا في النحو متقدما في
العربية، وكان يتتبع أسماء (1) من يحضر السماع فيكتبها عن آخرها ولا يخل بأحد
فقيل له في ذلك، فقال: هذا عاجل ثوابه وإلا فمن أين لنا بطول القمر حتى نرويه،
وانحدر من عندنا إلى البصرة فسمع بها من أصحاب أبي عمرو، وخرج إلى مكة
فمات في طريقها، وكانت له معرفة بالحديث حسنة، وكان على وجهه أثر العبادة.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا
عمي أبو القاسم علي بن الحسن، حدثني أبو غالب الماوردي قال: قدم علينا أبو
الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في سنة تسع وستين وأربعمائة
فسمع من أبي علي التستري كتاب السنن وأقام عنده (2) نحوا من سنتين، وحضر
يوما عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي، وكان ذا معرفة بالنحو والقراءات
وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه وعليه ثياب خليعة، فلما فرغ من قراءة
الجزء أجلسه إلى جنبه، فلما مضى قلت له في ذلك وفي إجلاسه إياه إلى جنبه، فقال:
قد قرأ الجزء من اوله إلى آخره وما لحن فيه، وهذا يدل علي فضل كبير، ثم إن ابا
الحسن خرج بعد ذلك إلى عمان والتقيت به بمكة في سنة ثلاث وسبعين، وأخبرني أنه
لما وصل إلى عمان ركب في البحر إلى بلاد الزرنج، وكان معه من العلوم أشياء فما
نفق عندهم إلا النحو وقال: لو أردت أن أكسب منهم آلافا لأمكن ذلك، وقد حصل
لي نحو من ألف دينار وتأسفوا على خروجي من عندهم، ثم إنه عاد إلى البصرة على

(1) في الأصل، (ب): " اكسما " وفي (ج): " أكمما ".
(2) في (ب): عنه نحوا.
60

أنه (1) يقيم بها، وصل إلى باب (2) البصرة وقع عن الجمل فمات، وذلك سنة
أربع وسبعين.
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق الباز كلي بخطه قال: توفي أبو الحسن علي بن
أحمد بن عبد الغزيز الأنصاري المغربي منصرفه من الحج بطريق البصرة على مسيرة
ثلاثة أيام عنها بكاظمة (3) أو غيرها في صفر سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
580 - علي بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن محمد بن جعفر بن غالب بن
أحمد بن قريش بن حرير بن عبد الله البجلي، أبو القاسم بن أبي العباس بن أبي
الفتح المقري المعروف بابن نظيف الصيدلاني:
وكان جده لامه، هكذا رأيت نسبه بخطه أبي عامر العبدري، وذكر أنه كان شيخا
متيقظا، يفهم ما يقرأ عليه، سمع القاضي ابا العلاء محمد بن علي الواسطي وأبا طالب
عمر بن إبراهيم الزهري، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات بن السقطي في
معجم شيوخه وعبد الخالق بن عبد الصمد بن البلدان (4) وعبد الوهاب الأنماطي وعمر
ابن عبد الله الحربي وأبو المعمر الأنصاري وأحمد بن المقرب الكرخي.
أنبأنا عبد المجيب بن أبي القاسم بن زهير وعبد الرحمن بن أحمد الحربيان قالا: أنبأنا
عمر بن عبد الله بن علي الحربي قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن نظيف
البجلي قراءة عليه، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، حدثنا
أبو الطيب محمد بن الحسن بن النحاس، حدثنا عبد الله بن زيدان، حدثنا يعقوب بن
عامر بن أسد الفلسطيني حدثني أبو عمير من ولد أنس بن مالك بصري، حدثنا
سليمان الشاذكوني عن عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ربي صبيا حتى يقول، لا إله إلا الله
لم يعذبه الله (5).

(1) في (ب): على أن يقيم بها.
(2) باب ساقطة من (ب).
(3) في النسخ: بكاظمة.
(4) في الأصل، (ب): بن البدر. وفي (ج): بن الدر " والتصحيح من العبر 4 / 103.
(5) انظر الحديث في: الموضوعات 2 / 178. واللائي المصنوعة 2 / 48. والمعجم الصغير 1 / 252.
ومجمع الزوائد 8 / 159. وتنزيه الشريعة 2 / 138.
61

قرأت في كتاب أبي عبد الله الحسين بن محمد البلخي، وأنبأنا عنه عبد الرحمن بن أحمد
الحاكم قال: سألته - يعني ابن نطيف - عن مولده، فقال: في شوال سنة عشرين
وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو القاسم
علي بن أحمد بن عبد الغفار البجلي المقرئ ابن أخت نطيف في يوم الخميس ثالث
عشر شعبان سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزى.
581 - علي بن أحمد بن عبد الملك، أبو القاسم الإسكافي:
حدث عن أبي الكرم المبارك بن فاخر النحوي، سمع منه أبو محمد الخشاب النحوي
في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
582 - علي بن أحمد بن عبيد الله بن أبي الفتح المعبر، أبو الحسن بن أبي غالب:
من ساكني خزانة ابن خردة، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع القاضي ابا
الحسن محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبا محمد
عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور (1) وأبا القاسم عبد
العزيز بن علي الأنماطي وعبد الله بن الحسن بن محمد الخلال وعلي بن أحمد بن
البسري وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه
أبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي وأحمد بن محمد الرياني الأصبهانيان.
كتب إلي أبو زرعة عبيد الله بن محمد بن أبي نصر اللفتواني، أنبأنا أحمد بن محمد
ابن هالة الكاتب الرناني (2)، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبيد الله بن أبي الفتح
المعبر ببغداد وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ وأبو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم
الكاتب وابن عمه إسماعيل بن أحمد قالوا: أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي قال:
أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال، أنبأنا أبو حفص عمر بن إبراهيم
الكناني، حدثنا عبد الله هو البغوي، حدثنا داود بن رشيد عن يحيى بن زكريا عن أبي

(1) في النسخ: بن البقور.
(2) في النسخ: بن الزياتي.
62

حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " القدرية مجوس هذه الأمة، إن
مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم " (1).
قرأت بخط أبي طاهر السلفي وقرأته علي أبي الحسن بن المقدسي عنه قال: سألته -
يعني علي بن أحمد المعبر - عن مولده، فقال: سنة ست وخمسين وأربعمائة في صفر.
قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي قال: توفي أبو الحسن علي بن أحمد المعبر في يوم
الأحد سابع عشر ربيع الأول من سنة ثمان وعشرة وخمسمائة، ودفن في يومه عند قبر
أبيه بمقبرة معروف الكرخي.
583 - علي بن أحمد بن عبيد الله بن بكار الواسطي، أبو الحسين المقري
الوقاياتي:
سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا بكر أحمد بن علي الطريثيثي
وجماعة من المتأخرين، وحدث باليسير.
أنبأنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز، أنبأنا أبو الحسين علي بن أحمد
ابن عبيد الله بن بكار الوقاياتي قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد البانياسي
قراءة عليه، حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران إملاء، أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن علي، حدثنا أبو أسامة (2)، حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني أعلم إذا
كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبي " قالت قلت: من أين تعلم ذاك يا رسول الله؟
قال: إذا كنت عني راضية قلت: لا ورب محمد، وإذا كنت علي غضبي قالت: لا
ورب إبراهيم " (3) أخرجه البخاري في صحيحه.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قال لي عمر
البسطامي: إن ابا الحسين بن بكار كان يلحق اسمه في الاجزاء بخطه بين (4) الأسطر،

(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود 4691. وكشف الخفا 1 إ 534، 2 / 137 والعلل المتناهية
1 / 146. ومجمع الزوائد 7 / 205.
(2) في (ب): أبو شامة. وفي الأصل، (ج): أبو سامة.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في النسخ: بخط من.
63

قال: ورأيت ذلك في عدة من أجزائه، قال: وأراني أبو بكر بن كامل في ذلك في غير
موضع.
قرأت بخط عبد الرحيم بن هبة الله بن المعراش الحراني: قال سألت أبا الحسين على
ابن أحمد بن عبيد الله بن بكار المقرئ عن مولده، فقال: في سنة أربعين وأربعمائة.
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
سنة اثنتين وثلاثين وخمسماءة مات أبو الحسين الوقاياتي المقرئ في يوم السبت ثامن
جمادي الأولى ودفن في قبر احمد.
584 - علي بن أحمد بن عثمان بن شاهين:
أخو عمر بن أحمد الواعظ، روى عنه أخوه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا القاضي أبو
الحسن (1) محمد بن علي بن المهتدي بالله إذنا عن عمر بن أحمد بن عثمان بن
شاهين، حدثنا أخي أبو الحسن علي بن أحمد بن شاهين، حدثنا أبو حفص عمر بن
أحمد بن القاسم، حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا المعافي بن
عثمان عن أبي سعيد عن أبي سلمة عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من توضأ
فأحسن الوضوء ثم قال عند فراغه من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من (2) المتطهرين،
فتحت (3) له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء " (4).
585 - علي بن أحمد بن أبي العز، أبو الحسن الصوفي التاجر، المعروف بابن الشباك:
من ساكني درب نصير، صحب الصوفية، وكان حافظا لكتاب الله كثير التلاوة
له، وصار تاجرا، سافر إلي الشام وديار في طلب الكسب وأثرى وكثر ماله، وعليه
لباس الصوفية، سمع شيئا من الحديث من أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل،
كتبت عنه شيئا يسيرا.

(1) في الأصل، (ج): أبو الحسين.
(2) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول، وأضيفت من سنن الترمذي.
(3) في (ج): فيجب.
(4) انظر الحديث في: سنن الترمذي 1 / 9. وصحيح مسلم 1 / 122.
64

قرأت على أبي الحسن بن الشباك أخبرك عبيد الله بن عبد الله قراءة عليه فأقر به
أنبأنا علي بن محمد بن العلاف، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحمامي،
أنبأنا دعلج، أنبأنا محمد بن علي بن زيد، حدثنا سعد بن منصور، حدثنا أحمد بن نجدة
الهروي، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن أبي ليلي عن كعب بن عجرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يخيب قائلهن أو فاعلهن: ثلاث وثلاثون تسبيحة دبر
الصلاة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة (1).
توفي أبو الحسن بن الشباك في سنة ست عشرة وستمائة وقد ناهز السبعين.
586 - علي بن أحمد بن عقيل، أبو الحسن:
حدث عن (2) أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن (3) إسماعيل بن
أحمد بن عمر السمرقندي. روى عنه أبو الحسين أحمد بن حمزة بن الموازيني الدمشقي
في مشيخته.
أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي وابنه احمد بقراءتي عليهما
بدمشق قالا: أنبأنا أبو الحسين أحمد بن حمزة (4) بن علي السلمي، أنبأنا الشيخ الامام
العالم أبو الحسن علي بن أحمد بن عقيل البغدادي بقراءتي عليه ببغداد قلت له أخبركم
أبو القاسم بن أحمد بن عمر فأقر به، أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد وأنبأنا أبو جعفر
النفيس بن هبة الله الحديثي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرزاق (5)،
أنبأنا أبو الحسن جابر بن ياسين الحنائي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، حدثنا
أبو القاسم عبد الله بن محمد، حدثنا أبو محمد روح بن زياد بن فروة البلدي، حدثنا
أبو شهاب الخياط عن ليث بن أبي سليم عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من لم يكن فيه فأن الله (6) عز وجل يغفر لمن

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1 / 219.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) في الأصل: بن عمر.
(5) هكذا في الأصول.
(6) في الأصل، (ج): فإن. وفي (ب): فإنه.
65

يشاء: من مات لا يشرك بالله شيئا، ومن لم يكن ساحرا يتبع السحرة، ومن لم
يحقد (1) على أخيه (2).
587 - علي بن أحمد بن علي بن الحكم، أبو الحسن الحامدي - بالحاء المهملة:
حدث عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأحمد بن محمد بن بشار
المعروف بابن أبي الفجور (3) ويوسف بن يعقوب المقرئ وسعيد بن عبد الله المهراني
ومحمد بن الحسين الأشناني الكوفي ويعقوب بن يوسف الطحان، روى عنه أبو بكر
محمد بن علي بن أحمد الأشناني المديني المعدل.
كتب إلي أبو زرعة عبيد الله بن محمد بن أبي نصر اللفتواني، حدثنا سعيد بن أبي
الرجاء الصيرفي قراءة عليه، أنبأنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أنبأنا محمد بن علي بن أحمد
المعدل، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن الحكم الحامدي ببغداد، أنبأنا
عبد الله بن سليمان بن الأشعث، حدثنا (4) المسيب بن واضح وأيوب بن محمد
الوزان قالا: حدثنا مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن معاوية بن إسحاق عن
جليس له بالطائف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل
لما ذرأ لجهنم من ذرأ كان ولد الزنا من ذرأ لجهنم (5).
588 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي، أبو محمد المادرائي:
من بيت مشهور بالكتابة والفضل والرئاسة والتقدم، سكن مصر وحدث بها.
كتب إلى عبد الرحمن بن مكي الأنصاري أن ابا عبد الله محمد بن إبراهيم الرازي
أخبره عن القاضي أبي الحسن علي بن عبيد الله بن محمد الهمداني، حدثنا عمر بن عبيد
الله بن مهران البصري، حدثنا العباس بن الفرج الرياشي، حدثنا الأصمعي عن أبي

(1) في الأصول: لم يحتقد.
(2) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 8 / 24. والمعجم الكبير 12 / 244. والترغيب والترهيب
3 / 461.
(3) في الأصل: العجور.
(4) في (ب): ابن المسيب.
(5) انظر الحديث في: الجامع الكبير 4948. وتفسير الطبري 9 / 90. والدر المنثور 3 / 147.
66

عمرو بن العلاء قال: قيل للأحنف بن قيس: ما ألذ المجالس؟ قال (1): ما سافر
فيه البصر وأبدع فيه البدن وكثرت فيه الفائدة وعدم فيه الثقيل.
قرأت في كتاب " أخبار المادرايين " لابي محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق الفقيه
البصري قال: علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن علي أبو محمد كان سريا،
له أملاك (2) حسنة ورثها عن أبيه، كتب الحديث عن.... (3)، مولده سنة أربع
وتسعين ومائتين، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
589 - علي بن أحمد بن علي بن عيسى الأنصاري:
حدث عن أبي الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي نزيل بغداد، روى عنه أبو أحمد
عبد الله بن عبد الوهاب بن إبراهيم الأنماطي الضبي الأصبهاني.
كتب إلى أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصير الصيدلاني ان ابا علي
الحسن بن علي بن أحمد الحداد أخبرهما عن أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه أنبأنا أبو أحمد
هبد الله بن عبد الوهاب قراءة عليه، حدثنا علي بن أحمد بن علي بن عيسى
الأنصاري ببغداد، حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي، حدثنا حفص بن عمر، حدثنا
إبراهيم بن عبد الله بن الزبير عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة، والتودد إلي الناس نصف العقل، وحسن السؤال
نصف العلم ".
590 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن الأزرق السوسي، أبو الحسن:
والد أبي سعد احمد المقدم ذكره، سمع بواسط ابا الفرج أحمد بن علي بن جعفر
الخيوطي وأبا علي إسماعيل بن وهبان بن إبراهيم الخلال الصلحي الضرير وأبا الحسن
علي بن عبد الله بن عمر بن شوذب والحسن بن أحمد الثمار المؤذن مؤذن أمير
المؤمنين المطيع لله، وبالدينور ابا بكر محمد بن ظهير البزاز، وحدث عنهم ببغداد،

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(2) في النسخ: أملال.
(3) بياض في الأصول مكان النقط.
67

روى عنه ابنه احمد وأبو الحسن هبة الله بن القاضي أبي الحسين محمد بن علي بن
المهتدي وأبو يوسف يعقوب بن سليمان بن داود الاسفرائيني خازن دار العلم وأبو
علي ابن البناء في مشيخته.
أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء، أنبأنا
والدي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد السوسي (1) المعروف بابن الأزرق،
حدثنا أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر المعروف بابن الخيوطي، حدثنا أبو حفص
عمر بن عيسى الأصبهاني، حدثنا محمد بن النعمان عن عبد السلام، حدثنا أبو نعيم
حدثنا سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن طاؤس عن ابن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: قال أبي: أتدري لم سمى أبو بكر الصديق عتيقا؟ قال قلت: لعتق وجهه
أو لعتق (2) نسبه، فقال: ليس كما تظن، كانت أمه في الجاهلية إذا ولد لها الولد لم
يعش لها، فلما ولدت ابا بكر جاءت به إلى الكعبة وقالت: يا إلهي العتيق يا لا إله إلا
أنت هبه لي من الموت، قال: فخرج كف من ذهب لا معصم لها وإذا بقائل يقول:
يا أمة الله علي التحقيق * فزت بحمل الولد العتيق
يعرف بالتوراة بالصديق
قد وهبه الله لك من الموت، وجعله وزير خير أهل الأرض، فلن يفترقا حيين ولن
يفترقا ميتين ولن يفترقا غدا عند الله تعالي.
591 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن بكر بن عبد الله بن الحسن
السراج، المعروف بابن الملطي:
سمع أبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، المجبر ومحمد بن أحمد بن زرقويه وعلي
ابن عمر بن دخان وأبا عمر عبد الله بن مهدوي الفارسي والقاضي ابا محمد عبد الله
ابن محمد بن الأكفاني وغيرهم. روى عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء.
وأنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء أنبأنا والدي (3) أنبأنا أبو الحسن علي

(1) في النسخ: السوس.
(2) في النسخ: لم لعتق.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
68

ابن أحمد بن علي بن محمد بن بكر الملطي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد
ابن الصلت المجبر، أنبأنا أبو إسحاق (1) إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي،
حدثنا أبو مصعب عن مالك عن عمرو مولي المطلب عن أنس بن مالك أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم طلع له أحد فقال: " هذا جبل يحبنا ونحبه، اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم
ما بين لابتيها " (2).
ذكر أبو البركات بن السقطي ابا الحسن بن الملطي في معجم شيوخه وقال: من
قدماء شيوخنا وكبارهم، وقد سمعنا منه شفاء الصدور، وكان حسن السمت صالحا
صدوقا، روى عنه حديثا.
قرأت بخط أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قال: سألت أبا الحسن علي
ابن أحمد بن علي بن محمد بن بكر الملطي عن مولده، فقال: في سنة ثلاث وثمانين،
وقال: أول ما سمعت الحديث في سنة سبع وتسعين.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، أنبأنا - يعني ابا الحسن الملطي
- أن مولده ليلة الاثنين النصف من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين - يعني وثلاثمائة.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد بخطه وأنبأنا نصر
الله بن سلامة الهيني، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن خيرون قال: سنة اثنتين وستين وأربعمائة - يعني مات أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الملطي السراج،
تردى من سطح ليلة الثلاثاء، ودفن يوم الثلاثاء النصف من جمادى الأولى، ولد سنة
اثنتين وثلاثمائة، ثقة.
592 - علي بن أحمد بن علي بن يحيى، أبو الحسن بن أبي بكر البيع، المعروف
بابن حنى - بكسر الحاء والنون:
هكذا رأيته مقيدا بخط الحميدي، من أهل شارع دار الرقيق، سمع أبا الحسن محمد
ابن أحمد بن رزقويه البزاز وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك
ابن موسى السقطي في معجم شيوخه، وسمع منه أبو عبد الله الحميدي وأبو غالب

(1) في النسخ: أبو أحمد بن.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 155، 4 / 42، 177، 5 / 132، 7 / 99، 8 / 97، 9 / 129.
وصحيح مسلم، كتاب الحج 462. وفتح الباري 7 / 377، 9 / 554، 13 / 309.
69

شجاع بن فارس الذهلي.
أنبأنا أبو المظفر الواعظ عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي،
حدثنا أبي، أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي البركات بن السقطي وأبي غالب الذهلي
قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن حني البيع قراءة علي ه، حدثنا أبو
الحسن بن رزقويه إملاء، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا عباس بن عبد الله
الترقفي، حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان - يعني الثوري - عن ابن سفيان عن
جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس تبع لقريش في الخير والشر " (1).
قرأت بخط أبي عبد الله الحميدي قال: سألته - يعني ابا الحسن بن يحيى - عن
مولده، فقال: في ذي الحجة لست ليال بقين منه سنة ست وثمانين يعني وثلاثمائة. أنبأنا
ذاكر بن كامل بن أبي غالب الذهلي قال: توفي أبو الحسن علي بن أحمد بن حني في
يوم الأربعاء العشرين من شهر رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ودفن بباب
حرب.
593 - علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن العباس، أبو القاسم الأسدي
النحاسي:
تقدم ذكر والده، سمع أبوى على الحسن بن احمد بن شاذان والحسن بن الحسين
ابن دوما والقاضي ابا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبا محمد الحسن بن
عيسى بن المقتدر بالله وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري وعلي بن
المحسن التنوخي وأبا الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد وأبو عبد الله محمد بن
علي بن عبد الله الصوري والحسين بن محمد بن طباطبا العلوي وغيرهم، وكان راوية
للحكايات والآداب والاشعار، روى عنه أبو على أحمد بن محمد البرداني وأبو نصر
هبة الله بن علي المجلي وأبو محمد بن السمرقندي.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي محمد بن السمرقندي قال: قرأت على أبي القاسم
علي بن أحمد بن علي الأسدي المعروف بابن الكوفي ببغداد قلت له أبو علي الحسن
ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان قراءة عليه وأنت تسمع فأقر به، وحدثنا

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم 1451. ومسند أحمد 2 / 243، 3 / 331، 379، 381.
70

عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه، أنبأنا أحمد بن عبد الغني التاجر إلى أنبأنا محمد
ابن الحسن أبو غالب، أنبأنا أبو علي بن شاذان، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله
ابن عمرويه الصفار، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني، حدثنا حسن بن
موسى يعني الأشيب (1)، حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن نافع عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من ترك العصر حتى يفوته فكأنما
وتر أهله وماله، يعني غلب على أهله وماله " (2).
أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد الهمداني عن أبي أحمد بن علي بن المجلي، حدثني
أخي أبو نصر هبة الله بن علي من لفظه، حدثني علي بن أحمد بن علي الأسدي علي
سبيل المذاكرة قال: كتب إلى أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن العباس المهدي المعدل
رقعة يهنئني فيها بالعيد، وكتب في أثنائها: قال شيخنا أبو الحسن بن سمعون المواصلة
بالغيوب والمواددة بالقلوب خير من كتاب مكتوب ولقاء مشوب.
أنبأنا أبو القاسم الهمداني عن أبي السعود بن المجلي (3)، أنبأنا أخي أبو نصر هبة
الله قراءة عليه قال: أنشدني علي بن أحمد الأسدي، أنشدنا أبو عبد الله الصوري،
أنشدنا عبد المحسن الصوري لنفسه:
وتريك نفسك في معاندة الورى * رشدا ولست إذا فعلت براشد
شغلتك (4) عن أفعالهم * هلا اقتصرت على عدو واحد
قرأت بخط أبي علي البرداني قال: توفي أبو القاسم علي بن أحمد الأسدي المعروف
بابن الكوفي في ليلة السبت ثاني عشر رجب سنة تسع وسبعين (5) وأربعمائة، ودفن
يوم السبت بمقبرة الشونيزى في الدكة عند القوم (6)، وسألته عن مولده فقال: في ليلة
النصف من شهر رمضان من سنة ست عشرة وأربعمائة، سمعت منه عن أبي علي بن
شاذان، وكان يسمع معنا الحديث إلى وفاته.

(1) في (ب): الأشهب. وفي ج): الأساليب.
(2) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 75.
(3) في الأصل، (ب): المحلي.
(4) في الأصل، (ب): سعللك.
(5) في الأصل، (ب): أربعين.
(6) هكذا في الأصول.
71

594 - علي بن أحمد بن علي، أبو القاسم الكرماني:
قاضي النيل - مدينة بين الحلة والتهانية علي الفرات - وهو أخو عبد الجبار الذي
تقدم ذكره، ذكره أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه، وخرج عنه إسنادا.
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي قال:
أنشدنا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي الكرماني بالنيل أنشدنا أبو عبد الله الوائلي
العماني لنفسه من قصيدة:
من حروف بالجزع (1) من ذي طلوع (2) * فالي الخرج فاللوى فالسفوح
أرسم من ديار سعاد قسم * الدهر بين وطر (3) وريح
دغدغتها هرج الرياح ومحى * إنها واد فات كل ركوح (4)
وقف الركب في عراض معا * نيها على كل أريحي طليح
قد عهدنا بها زمان التصابي * مثقلات الارداف هيف الكشوح
يتهادين كالفطى في دهاس * الرمل هو ما في ناعم الا ضريح
دون أن حط رحلها إذا أنيخت (5) * بفناء الملك الاجل النجيح
ذكر السلفي أنه توفي سنة ثمان أو تسع وتسعين وأربعمائة.
595 - علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الغفار بن الاخوة البيع، أبو
الحسن بن أبي طاهر:
من أهل الحريم الطاهري، طلب الحديث بنفسه فسمع الكثير، وكتب بخطه
وحصل الأصول، وكان يكتب خطا حسنا، وله فضل ومعرفة، سمع الشريفين ابا
الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا
جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبا بكر بن محمد بن حمدويه البزاز وأبا الحسن
حامد بن ياسين العطار وأبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا بكر أحمد بن علي

(1) في النسخ: بالجرع.
(2) في (ب): طلوخ.
(3) في الأصل، (ب): اسحب وفي (ج): أبيحت.
(4) في (ج): قطر.
(5) في النسخ: ذكوح.
72

ابن ثابت الخطيب وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني وأبا الغنائم عبد السلام بن أحمد
الأنصاري وأبا الحسن محمد بن أحمد بن البناء وجماد وغيرهم، خرج له الحافظ
أبو علي أحمد بن محمد البرداني فوائد وحدث بها، سمع منه أبو عامر بن سعدون
العبدري وأبو الفضل محمد بن ناصر الحافظان وأبو منصور موهوب بن أحمد بن
الجواليقي وأبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري.
أخبرنا أبو محمد بن الأخضر بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه قرأت
على أبي الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد الغفار بن الاخوة البيع من أصله فأقر به
قلت له أخبر كم أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قراءة عليه، أنبأنا أبو
الحسين محمد بن الحسن بن أحمد بن أبي علي الأهوازي بقراءتي عليه، حدثنا محمد بن
أحمد بن إسحاق الشاهد بالأهواز، حدثنا أحمد بن محمد القرشي، حدثنا عطية بن
بقية، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن أدهم، حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن عمارة بن
غزية عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الفتنة تجئ فتنسف الناس أو
العباد فينجو العالم منها بعلمه " (1).
قرأت بخط أبي طاهر السلفي وقرأته على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عنه قال:
أبو الحسن علي بن أحمد بن الاخوة كان من أهل النيل ثقة صدوقا.
قرأت بخط أبي علي بن البرداني قال: قال لي أبو طاهر أحمد بن علي بن عبد
الغفار بن الاخوة: مولد ابني أبي الحسن علي في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن
علي بن أحمد بن الاخوة البيع في يوم الثلاثاء مستهل جمادى الآخرة سنة اثنتين
وخمسمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
596 - علي بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور، أبو الحسن الشهرزوري:
سمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا على الحسن بن علي
ابن محمد بن المذهب وغيرهما، روى عنه محمد بن ناصر الحافظ وأبو المعمر الأنصاري
وأبو طاهر السلفي.

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 28928. والجامع الكبير 5765.
73

أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي بن يحيى الهمداني بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر
أحمد بن محمد السلفي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن فتحان الشهرزوري
بقراءتي علي ه ببغداد، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران
المعدل إملاء، أنبأنا أبو محمد دعلج بن محمد بن دعلج، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبد
الجبار، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا المحارمي، حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالي:
الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم (1).
أخبرنا جعفر الهمداني، أنبأنا السلفي قال: سألت علي بن أحمد بن الشهرزوري
عن مولده، فقال: مولدي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي عامر العبدري: توفي أبو الحسن الشهرزوري يوم الثلاثاء ثالث جمادي
الأولى سنة ثمان وخمسمائة ودفن يوم الأربعاء، ذكر ابن كامل أنه دفن بباب حرب.
597 - علي بن أحمد بن علي الداري النسوي، أبو الحسن العميد:
قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وخمسمائة، وحدث بها عن أبي عمرو عبد الوهاب
ابن محمد بن أحمد بن إسحاق بن منده وأبي المظفر محمد بن جعفر الكوسج
الأصبهانيين، روى عنه أبو المعالي عبد الملك بن علي الطبري.
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي الداري النسوي قدم علينا بغداد حاجا في
جمادى الأولى سنة ثمان وخمسمائة وأخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم
الكاتب، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن الحسن البغدادي قالا: أنبأنا أبو عمرو عبد
الوهاب بن محمد (2) بن إسحاق بن منده قراءة عليه، أنبأنا والدي عن علي بن أحمد
(3) وحمد بن داود وإبراهيم قالوا: حدثنا مسدد بن قطن (4) بن إبراهيم، حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا يحيى بن المبارك السلمي، حدثنا الحسن المرهي عن
طالوت عن إبراهيم بن أدهم عن هشام بن حسان عن يزيد الرقاشي عن بعض عمات

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 442. والمستدرك 1 / 16، 601.
(2) في (ج): بن أحمد.
(3) في (ج)، (ب): عيسى.
(4) في (ب): وطز.
74

رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شهيد البر يغفر له كل ذنب إلا الدين
والأمانة، وشهيد البحر يغفر له كل ذنب والدين والأمانة (1).
598 - علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن الرحبي:
حدث عن أبي المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري وأنبأنيه عنه عبد الرحمن بن سعد
الله الدقيقي، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي الرحبي، أنشدنا أبو محمد
القطيعي:
الحمد لله الذي لم يزل * يوسعني فضلا وأعصيه
عددت تقصيري وإحسانه * فكان شيئا لست أحصيه
599 - علي بن أحمد بن علي بن عبد الله بن منصور الزجاجي الطبري، أبو
الحسن بن أبي بكر الضرير الفقيه:
من ساكني الرصافة، قدم والده من طبرستان في حداثته إلى بغداد واستوطنها إلى
حين وفاته، وكان من أصحاب أبي حامد الاسفرائيني، سمع أبو الحسن ابا طالب محمد
ابن محمد بن إبراهيم بن غيلان (2) وأبا منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق وأبا
الحسين أحمد بن علي بن التوزي (3) وغيرهم، روى عنه محمد بن ناصر وأبو المعمر
الأنصاري وأبو طاهر السلفي، وكان شيخا صالحا متدينا.
أخبرنا عيسى بن عبد العزيز اللخمي قدم علينا القاهرة وأنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمد السلفي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن عبد الله بن منصور الطبري
الزجاجي الضرير ببغداد وأخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين، حدثنا هبة الله بن محمد
الكاتب، أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، أنبأنا أبو بكر
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة

(1) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2788. والمعجم الكبير للطبراني 8 / 201. وكنز العمال
11112.
(2) في (ج): بن علان.
(3) في (ج): الثوري.
75

التميمي، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي بمكة، حدثنا عمران بن حدير (1)
عن عبد الله بن شفيق قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: الصلاة، فسكت، ثم قال:
الصلاة، فسكت، ثم قال الصلاة، فقال: لا أم لك، تعلمنا بالصلاة، وقد كنا نجمع
بين الصلاتين علي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر.
قرأت بخط أبي الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين الكاتب قال: سألته - يعني ابا
الحسن الزجاجي - عن مولده، فقال: في سنة وعشرين وأربعمائة، قرأت بخط
هزارست بن عوض الهروي قال: سئل الشيخ - يعني ابا الحسن الطبري - عن مولده،
فقال: سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف بخطه قال: مات أبو الحسن
الزجاجي الطبري يوم الأحد ودفن يوم الاثنين ثاني عشر شوال سنة اثنتي عشرة
وخمسمائة بالخيزرانية، رأيته قريبا من الشبلي رحمه الله.
600 - علي بن أحمد بن علي بن عبد الله (2)، أبو غالب:
من أهل سميرم (3)، ناحية من نواحي أصبهان، كان وزيرا للسلطان محمود بن
محمد بن ملكشاه، وكان كبير القدر رفيع المنزلة، بني مدرسة بأصبهان وجعل فيها
خزانة كتب نفيسة بخطوط منسوبة، وكان يقدم بغداد كثيرا وسكنها مدة وحكم بها،
وابتنى بها دارا علي دجلة، وكان ظالما سيئ السيرة.
يحكي عنه أنه كان يقول: قد استحييت من كثرة التعدي على الناس وظلمي
من لا ناصر له. ولما عزم على الخروج من بغداد واللحوق بالمعسكر أخذ الطالع لوقت
خروجه وركب في مركب (4) عظيم بالتجمل والزينة الكاملة، بين يديه الجاندارية
والمطرقون بالسيوف والجراب والديابيس، واجتاز في سوق المدرسة المنشئة (5)، فلما
وصل إلى مضيق هناك خرج أصحابه كلهم بين يدي دابته وبقي مفردا لضيق الموضع،

(1) في الأصل: عن حدير.
(2) انظر: مرآة الزمان 8 / 107.
(3) في الأصل، (ب): سميرة.
(4) في (ب)، (ج): في موكب.
(5) في (ج): التبشية.
76

فوثب عليه رجل من دكة هناك فضربه بسكين فوقعت في بغلته (1)، وهرب الضارب
نحو دجلة فتبعه الغلمان كلهم ومعهم السلاح وخلا منهم المكان، فظهر رجل آخر
كان متواريا فضربه بسكين في خاصرته ثم جذبه عن البغلة إلى الأرض وجرحه عدة
جرحات، فعاد أصحاب الوزير فوثب عليهم اثنان لم يريا قبل ذلك، فحملا عليهم مع
الذي جرحه، فانهزم ذلك الجمع الذي كانوا مع الوزير ولم يبق معه من يرد عنه ولا
يخلصه، فوثب عن ضعف وقلة حركة وأراد الارتقاء إلى غرفة هناك ليختفي بها، فعاد
إليه الذي جرحه وجر برجله وأنزله وجعل يضربه بالسكين في مقاتله والوزير يستغيث
إليه ويستعطفه وقال: أنا شيخ، فلم يقلع عن ذبحه، وجعل يكبر بأعلى صوته: أنا
مسلم أنا موحد، وحملت جثة الوزير على بارية أخذت من الطريق إلى دار أخيه
النصير، وقتل الأربعة الذين تولوا قتله، وكانت امرأة الوزير قد خرجت قبل ركوبه إلى
المخيم في زينة فاخرة ومعها الجنائب (2) والخدم والغلمان والجواري، فلم تستقر في
مخيمها حتى جاءها الخبر بقتل الوزير فرجعت مع الجواري وهن (3) حواف حواسر
عليهن المسوح بعد الموشى المذهب.
كما قال أبو العتاهية فيما أنبأنا سليمان بن محمد بن علي، أنبأنا إسماعيل بن أحمد
السمرقندي، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز، حدثنا الحسين الضبي إملاء قال: وجدت في
كتاب والدي قال عبد الله بن إسماعيل صاحب المراكب: لما صرنا إلى ماسبذان مع
المهدي دنوت إلى عنانه فأمسكته عليه وما به علة، فوالله ما أصبح إلا ميتا، فرأيت
حسنه وقد رجعت وعلي (4) قبتها المسوح، فقال أبو العتاهية في ذلك:
رحن في الوشي * فأصبحن عليهن المسوح
كل نطاح في * الأمر له يوم نو ح
لست بالباقي ولو * عمرت ما عمر نوح
فعلى نفسك مح إن * كنت لابد تنوح
ذكر أبو الحسن علي بن عبيد الله بن الراغوني في تاريخه ونقلته من خطه أن الوزير

(1) في (ج): بقلته.
(2) في (ب): الجناب.
(3) في (ب): من حواق.
(4) في (ج): زيادة: عليه و.
77

أبا طالب السميرمي قتل في يوم الثلاثاء سلخ صفر سنة ست عشرة وخمسمائة.
601 - علي بن أحمد بن علي بن بدران بن علي الحلواني، أبو الحسن بن أبي بكر:
من أهل باب المراتب من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع القاضي ابا الحسين
محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبا الحسين احمد
ابن محمد بن النقور وأبا الحسن (1) محمد بن محمد بن عبد الله البيضاوي وغيرهم،
وحدث باليسير، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي، وكان صالحا
خيرا، يكتب خطا مليحا علي طريقة الكتاب.
كتب إلى علي بن المفضل الحافظ أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، قراءة عليه،
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الحلواني أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله (2) بن
البيضاوي أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجندي، حدثنا أحمد بن هاشم
الطريقي، حدثنا عبيد بن كثير، حدثنا إسماعيل بن أمية، حدثنا عثمان بن مطر عن عبد
الغفور عن أبي هاشم عن زاذان عن علي رضي الله - أو قال: سمع (3) رسول الله
صلى الله عليه وسلم رجلا طلق البتة فغضب وقال: " تتخذون دين الله - أو قال: يتخذون الله تعالي -
هزوا ولعبا، من طلق البتة ألزمناه ثلاثا لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره " (4).
قرأت بخط محمد بن علي بن فولاد الطبري قال: ولد علي بن أحمد بن بدران سنة
ست وخمسين وأربعمائة.
قرأت بخط أبي عامر محمد بن سعدون العبدري قال: توفي أبو الحسن علي بن أبي
بكر الحلواني في ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين ثالث عشري ربيع الاخر سنة ثمان عشرة
وخمسمائة بقبر احمد عند أبيه.
602 - علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن الخراز، أبو الحسن:
من أهل الحريم الطاهري، وهو أخو (5) أبي علي أحمد بن أحمد المقدم ذكره
.

(1) في النسخ: ابا الحسين.
(2) في الأصل: عبيد الله. وما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) انظر الحديث في: كنز العمال 2855. وتفسير القرطبي 3 / 156.
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل
78

وكان الأكبر، سمع الشريف ابا نصر محمد بن محمد بن علي بن الزينبي وأبا الغنائم
محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق وغيرهما، وحدث باليسير، وكان شيخا صالحا،
روى عنه أبو المعمر الأنصاري.
أبانا عمر بن علي بن محمد بن النموذج البقال، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
علي بن الخراز قراءة عليه في صفر سنة ثلاثين وخمسمائة، أخبرنا أبو البركات بن أبي
بكر بن محمد الخياط قراءة عليه، أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي الخراز قراءة
عليه قالا: أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق قراءة عليه،
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن البيع، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن
إسماعيل المحاملي، حدثنا أحمد بن منصور، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا يزيد بن زريع
عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع فكان بظهر
المدينة قال: " آئبون تائبون لربنا حامدون " (1).
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي أبو
الحسن علي بن أحمد بن علي الخراز أخو شيخنا احمد في سنة حدود سنة ثلاثين
وخمسمائة.
603 - علي بن أحمد بن علي بن أبي الحسين، أبو الحسن المقرئ:
من أهل أصبهان، ذكر أبو بكر عبيد الله بن علي التميمي المارستاني أنه قدم
عليهم بغداد حاجا في شهر ربيع الأول سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وأنه حدثهم
عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحارث، وأنه سمع منه بقراءة القاضي
أبي المحاسن عمر بن علي القرشي وروى عنه.
604 - علي بن أحمد بن علي بن أحمد البابرايا (2).
والد عبد الرحمن الواعظ المقدم ذكره، ذكر لي ولده عبد الرحمن أنه حدثه عن أبيه
احمد وعن أبي بكر محمد بن الحسين المزرقي، وأنه سمع منه وأنه قرأ القرآن بالروايات
علي أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط، وذكر لي أنه توفي

(1) انظر الحديث في: عمل اليوم والليلة 525. والمعجم الكبير 12 / 369. ومصنف عبد الرزاق
9240.
(2) انظر: شذرات الذهب 5 / 119.
79

سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
605 - علي بن أحمد بن علي، أبو الحسن بن أبي حرب المظفري:
كان أبوه يخدم المظفر بن رئيس الرؤساء بن المسلمة فنسب إليه، وكان على هذا
يسكن خرابة ابن خردة ويخدم صاحب المخزن ابن جعفر، سمع أبا الحسن علي بن
أحمد بن فتحان الشهرزوري وحدث باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر عن
علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
606 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الدامغاني، أبو الحسن
ابن القاضي أبي الحسين بن قاضي القضاة أبي عبد الله (1):
ولي القضاء بربع الكرخ بعد وفاة والده في يوم الأحد منتصف جمادي الأولى سنة
أربعين وخمسمائة، ولم يزل علي ذلك إلى أن توفي قاضي القضاة أبو القاسم علي بن
الحسين الزينبي في عيد يوم الأضحى من سنة ثلاث وأربعين، فولي أبو الحسن هذا
أيضا - قاضي القضاة في يوم الاثنين منتصف ذي الحجة من سنة ثلاث وأربعين،
وخلع عليه بالديوان وشافهه بالولاية نقيب النقباء محمد بن علي الزينبي، وكان يومئذ
نائبا في الوزارة للامام المقتفي لامر الله، وقرئ عهده بجوامع بغداد وعمره إذا ذاك
ثلاثون سنة، فلم يزل علي قضاء القضاة إلى ان توفي الامام المقتفي لامر الله رضي الله عنه
، وولى الخلافة بعد ولده المستنجد بالله فأقره علي القضاة ثم عزله في الثلاثاء (2)
الرابع عشر من جمادى الآخرة من سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
فكانت مدة ولايته إحدى عشرة سنة وستة أشهر فلزم منزله بنهر القلائين بالجانب
الغربي منعكفا علي الاشتغال بالعلم، وكان يقول: أنا علي ولايتي ما عزلت وكل
القضاء ببغداد نوابي، لان القاضي إذا لم يظهر فسقه لا يجوز (3) عزله، فبقي علي
ذلك مدة ولاية الامام المستنجد بالله وقطعة من ولاية المستضئ بأمر الله بن الإمام
المستنجد بالله، ثم أعاده إلى قضاء القضاة بولاية جديدة وخلع عليه في يوم الأحد
ثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول من سنة سبعين وخمسمائة، فبقي علي

(1) انظر العبر 4 / 249. والجواهر المضية 1 / 350.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
(3) في (ب): لم يجز.
80

قضاء القضاة إلى ان توفي الامام المستضئ بأمر الله، وولى الخلافة ولده الامام الناصر
لدين الله فأقره على ولايته إلى حين وفاته، وكان شيخا مهيبا وقورا جليلا فاضلا
عالما (1) بخبر يسير صامتا، كامل العقل، عفيفا نزها، جميل السيرة محمود الفعال،
حسن المعرفة بالقضايا والاحكام.
سمع الحديث من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين وهبة
الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبي الحسين
محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفراء وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي
وغيرهم. وحدث باليسير، وقد أدركت أيامه، حدثني عنه أحمد بن البندنيجي وأبو
الحسن بن...
حدثني أبو العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجي من لفظه وكتابه أنبأنا قاضي القضاة
أبو الحسن علي بن أحمد الدامغاني بقراءتي عليه، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله
ابن احمد الواسطي قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
الواعظ قراءة، أنبأنا المشايخ الخمسة: أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي وأبو عبد الله
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس وأبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد
وأبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني وأبو النجم بدر بن عبد الله الشيخي (2)
قراءة عليهم قالوا جميعا أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة قراءة عليه،
أنبأنا أبو الفضل عبيد الله (3) بن عبد الرحمن الزهري، أنبأنا أبو بكر جعفر بن محمد
ابن الحسن الفريابي (4)، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي
سهيل مالك بن نافع بن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " آية
المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " (5).
أنشدني أبو الحسن علي بن المبارك بن فائق الوكيل، أنشدنا قاضي القضاة أبو

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(2) في النسخ: الشجني.
(3) في الأصل، (ج): عبد الله.
(4) في النسخ: الحسين الغرياني.
(5) انظر الحديث في: صحيح البخاري 1 / 15، 3 / 236، 8 / 30. وصحيح مسلم كتاب الايمان
107، 109، 110. ومسند أحمد 2 / 357.
81

الحسن علي بن أحمد بن الدامغاني، أنشدنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي،
أنشدنا أبو طاهر محمد بن علي بن أحمد الأديب لنفسه وذكر أنه كتب بها جوابا عن رقعة:
وقعت على الدر الذي رق حسنه * وأوفت معانيه على اللؤلؤ الرطب
تلقيته بالرشف ثم ضممته * إلى كما ضمت حبيبا يد أضب
ونزهت طرفي في رياض أنيقة * معادنها الألباب لا صفحة الترب
له زهر لو يستطاع لحسنه * لصيغ (1) أكاليلا علي فمم (2) الشرب
بلغني عن جماعة من اهل العلم ان بعض الأكابر حكى انه حضر لعيادة قاضي
القضاة أبي القاسم الزينبي في مرضه الذي مات فيه، فحضر القاضي أبو الحسن علي
ابن أحمد بن الدامغاني لعيادته أيضا، فلما انصرف أتبعه الزينبي نظره حتى غاب عنه ثم
قال: يوشك أن يكون هذا قاضي القضاة بعدي، فكان الامر كما قال، وذلك لما كان
يظهر من ابن الدامغاني من حسن السمت والوقار وما يأخذ به نفسه من النزاهة
والعفة والديانة، وكان سنه في ذلك الوقت ثلاثون سنة.
قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال سمعته - يعني قاضي
القضاة ابا الحسن بن الدامغاني - يقول: وأدت في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وذكر
غيره أن مولده كان في ذي الحجة من السنة، وأنه توفي عشية السبت الثامن والعشرين
من ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الأحد بجامع
القصر، وحضر خلق كثير، وحمل إلى مقبرة الشونيزية فدفن عند جده لامه أبي الفتح
ابن الساوي.
607 - علي بن أحمد بن علي أحمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن محمد
ابن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدى بالله أبو الحسن بن أبي تمام (3).
من أهل البصرة، تقدم ذكر والده، كان يتولى الخطابة بجامع الحربية ويصلي بالناس
إماما في الصلوات الخمس بجامع المنصور، توفي في صفر سنة خمس وتسعين
وخمسمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

(1) في (ج): لصينعي.
(2) هكذا في الأصول.
(3) بن أبي تمام ساقطة من (ج)
82

608 - علي بن أحمد بن علي بن هبل البيع، أبو الحسن بن أبي العباس بن أبي
الحسن الطبيب (1):
من اهل باب الأزج، قرأ الأدب على الشريف ابا السعادات بن الشجري (2)،
وسمع الحديث من أبي القاسم بن السمرقندي وأبي الفضل محمد بن أحمد بن مالك
العاقولي (3)، وقرأ علم الطب حتى برع (4) فيه، وخرج من بغداد ودخل بلاد الروم
وصار طبيب السلطان هناك وكثر ماله وارتفع، ثم إنه سكن خلاط مدة ثم إنه عاد
إلى الموصل واستوطنها إلى حين وفاته، وأضر في آخر عمره ثم زمن فلم يقدر على
الحركة، فكان الناس يقصدونه في منزله ويشتكون إليه أمراضهم ويقرؤن عليه علم
الطب، وله مصنفات في الطب حسنة، دحلت عليه داره بالموصل وقرأت عليه جزءا
كان سمعه من ابن السمرقندي، وكانت له معرفة بالأدب حسنة واليد الطولي في علم
الطبيعيات، وكان دينا حسن الطريقة، مليح الشيبة عليه وقار، وله هيبة، إلا أنه كان
عسرا في الرواية لا يفهم شيئا من الحديث.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن هبل الطبيب بقراءتي علي ه في منزله
بالموصل، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه وأنا أسمع
ببغداد في شهر ربيع الاخر من سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، حدثنا أبو محمد عبد
العزيز بن أحمد الكتاني (5)، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي أبي نصر وأبو
القاسم تمام بن محمد الرازي والقاضي أبو نصر محمد بن هارون الغساني (6)
وأبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي العقب، حدثنا أبو
زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري (7)، حدثنا الوليد بن النضر المسعودي، حدثنا
مسرة بن معبد (8) اللخمي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي
.

(1) انظر: إنباه الرواة للقفطي 2 / 231. وشذرات الذهب 5 / 42.
(2) في النسخ: السجزي.
(3) في الأصل: على العاقولي.
(4) في الأصل، (ب): نزع.
(5) في النسخ: الكناني.
(6) في النسخ: النسائي.
(7) في التهذيب، والعبر: البعرى.
(8) في الأصل، (ج): سعيد
83

صلى الله عليه وسلم قال: " اقتلوا الحيات، وعليكم بذي الطفيتين والأبتر فإنهما يلتمسان البصر
ويسقطان الحبل " (1).
سألت أبا الحسن بن هبل عن مولده، فقال: في الثالث والعشرين من ذي القعدة
من سنة خمس عشرة وخمسمائة بدرب ثمل بباب الأزج، وتوفي بالموصل في يوم
الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة عشر وستمائة ودفن بمقبرة المعافي بن
عمران.
609 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن
أحمد بن حيدرة بن القاسم بن الحارث بن عبد الله المعروف ببنه بن الحارث بن
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، أبو الحسن:
هكذا ذكر نسبه بخط يده، وكان يعرف بالعنبري وبابن دواس الفتا، وهو أخو
محمد بن الحمد الذي تقدم ذكره، من أهل واسط، قدم بغداد غير مرة ثم استوطنها
وكانت وفاته بها، وكان شاعرا حسن الشعر أديبا فاضلا، وكانت له معرفة بالنجوم
وعمل التقاويم، كتب عنه أصحابنا شيئا من شعره، ولم يتفق لي لقاءه، وقد أجاز لي
جميع ما سمعه وما نظمه.
أنشدني أبو القاسم موهوب بن سعد (2) رفيقنا أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد
ابن علي الواسطي لنفسه ببغداد وذكر أنه كتب بها إلى بعضهم يسأله قضاء شغل
له (3):
يا راعي المجد راعني كرما * ولا تدع من رعيته هملا
جد بافتراحي فقد ألفت نعم * حبا وأنكرت من زمانك لا
وأنشدني أبو القاسم موهوب، أنشدنا علي بن أحمد بن علي العنبري لنفسه:
إني أعالج أقواما إذا اختبروا * كانوا ثياب جمال تحتها صور
مقدمين فلا أصل ولا حسب * ولا نسيم ولا طل ولا ثغر (4)

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 4 / 154. وصحيح مسلم، كتاب السلام 128، 129.
(2) في (ب): بن سعيد.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(4) في (ج): ولا ثمر.
84

هم الصدور ولكن لا قلوب لها * يا ليت مذ نظروا ما (1) كان لي نضر
من كل صدور ما لاقاه مادحه * كانت مواهبه التقطيب (2) والضجر
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي يقول: ذكر لي علي بن أحمد
ابن دواس الفتا أنه ولد في ذي القعدة من سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وذكر هو
بخطه عن مولده في يوم الأربعاء السابع والعشرين من ذي القعدة بواسط، توفي ببغداد
في شهر ربيع الاخر من سنة اثنتي عشرة وستمائة.
610 - علي بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسين بن بطوشا، أبو الحسن:
من أهل باب الأزج، ظهر سماعه في جزء من أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ،
وكتب علينا من بغداد في رحلتي إلى خراسان، فسمع منه أصحابنا، وتوفي قبل عودتي
إلى بغداد في شوال أو ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة، وكان يذكر أن مولده
في يوم الثلاثاء رابع ربيع الاخر من سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
611 - علي بن أحمد بن عمران، أبو الحسن الشاهد، المعروف بابن العاجز:
من ساكني باب الطاق، ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرجي في تاريخه ونقلته
من خطه أنه في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول من سنة أربع
وستين وثلاثمائة.
612 - علي بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عيسى بن الخل، أبو الحسن بن أبي
عمر الابزاري (3):
من أهل الكرخ، من أولاد المحدثين، تقدم ذكر والده، سمع أبا عبد الله أحمد بن
عبد الله المحاملي وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وغيرهما،
روي عنه عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو الفتح المظفر بن علي بن جهير الوزير
وأبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وأبو علي أحمد بن محمد بن الرحبي.
أخبرنا أبو الحسن واثلة بن بقا بن أبي نصر الملاح، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن

(1) في الأصل، (ب): مدو نظر وما.
(2) في (ب): التقطير.
(3) في (ج): " الإيزاري ". وفي الأصل، الأنزارى.
85

الرحبي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الخل قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله
ابن الحسين بن إسماعيل المحاملي، أبانا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
حدثنا موسى بن سهل، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا فائد بن عبد الرحمن عن عبد
الله بن أبي أوفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يلي مسلم يتيما
فيحسن ولايته ويضع يده على رأسه الا رفعه الله بكل شعرة درجة، وكتب له بكل
شعرة حسنة، ومحا عنه بكل شعرة سيئة (1).
أخبرنا أبو الفضل جعفر بن علي الهمداني بالإسكندرية قال: سمعت أبا طاهر احمد
ابن محمد السلفي يقول: أبو الحسن بن الخل قرأنا (2) عليه وعن أبي عبد الله بن
المحاملي وأبي القاسم بن بشران وكان سماعه صحيحا.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن المعمر الأنصاري ان ابا نصر الحسن بن محمد بن
إبراهيم اليونارتي أخبره قال: سمعت أبا الحسن بن الخل الكرخي يقول: ولدت سنة
ثمان عشرة وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات أبو الحسن
علي بن أبي عمر بن الخل البزاز في يوم الثلاثاء العشرين من جمادي الاخر سنة ست
وتسعين وأربعمائة.
613 - علي بن أحمد بن عمر بن الحسين بن خلف القطيعي، أبو القاسم
الصفار:
من أهل القطيعة بباب الأزج، وهو أخو أبي الحسن الذي تقدم ذكره، سمع في
صباه من أبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وأبي جعفر أحمد بن محمد بن عبد
العزيز العباسي وأبي القاسم سعيد بن أحمد (3) بن البناء وأبي الوقت عبد الأول بن
عيسى بن شعيب السجزي وأبي القاسم هبة الله بن الفضل الشاهد وغيرهم، كتبت
عنه، وكان شيخا لا بأس به.
أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن عمر القطيعي، أنبأنا محمد بن عبيد الله، أنبأنا

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 6030. ومجمع الزوائد 8 / 161.
(2) في (ب): قراءة.
(3) في (ج): بن أحمد بن المبارك بن البناء
86

محمد بن محمد بن علي الهاشمي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الله المخلص، حدثنا عبد
الله محمد البغوي، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثني عبيد الله بن عمرو عن عبد
الكريم الجدري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي صرعه البعير فوقص فمات (1) وهو محرم، فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسله بماء وسدر ولا تحنطه فإنه يبعث يوم القيامة محرما (2).
أخبرني أبو الحسن بن القطيعي أن أخاه عليا ولد يوم الجمعة لخمس بقين من
جمادي الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتوفي ليلة الجمعة رابع جمادي الأولى
سنة ثمان وستمائة ودفن بمقبرة الفيل بباب الأزج.
614 - علي بن أحمد بن عيسى، أبو الحسن البيهقي (3):
قدم بغداد طالبا للحج وحدث بها عن أبي احمد محمد بن أبي عبد الله بن أبي
الذهلي، روى عنه أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد (4) السماني (5).
أنبأنا أبو الفرج داود ويوسف ابنا أحمد بن الحسين الدباس أن الشريف ابا
السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي أخبرهما: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد
ابن أبي الحسين الأعين السماني، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عيسى البيهقي
قراءة عليه وأنا أسمع قدم علينا بغداد يريد الحج، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن
خالد بن أحمد الذهلي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عروبة بن عبد الرحمن
المروزي، حدثنا أبو العباس أحمد بن الصلت بن المفلس الحمامي، حدثنا بشر بن الوليد
القاضي، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، حدثنا أبو حنيفة النعمان بن
ثابت قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على
كل مسلم (6).

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد 1 / 220.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الحج 14، 93، 49، 96، 99. وفتح الباري 4 / 64.
(3) في الأصل: " الهفتى " وفي (ج): السماني.
(4) بن أحمد. ساقطة من ج).
(5) في الأصل، (ب): السماني
(6) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 224. والمعجم الكبير 10 / 240 والصغير 1 / 6. ومجمع
الزوائد 1 / 119، 120. وكشف الخفا 2 / 56، 466، 584.
87

615 - علي بن أحمد بن الفرج بن إبراهيم البزاز، أبو الحسن الفقيه الحنبلي،
المعروف بابن أخي نصر:
من أهل عكبرا، سمع أبا علي الحسن بن شهاب، وقدم بغداد وسمع بها ابا علي
الحسن بن أحمد بن شاذان، ثم قدمها بعد علو سنة وحدث بها، سمع منه وكتب عنه
أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو
البركات هبة الله بن المبارك السقطي في معجم شيوخه وذكر أنه كان شيخ أهل العلم
بعكبرا في القرآن والحديث والفقه والفرائض وأنه كتب الكثير، وكان مفتيا مدرسا
ورعا ثقة حجة.
أنبأنا الأعز بن علي بن الظهري (1)، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر
السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن الفرج الحنبلي
العكبري قدم علينا بغداد في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، أنبأنا أبو علي الحسن
ابن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب، حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد
النفيسي، حدثنا أبو محمد المصري، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثني إبراهيم
ابن عقبة عن كريب نولي ابن عباس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: " يعمد (4)
أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده "، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خذ خاتمك فانتفع به، فقال: لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم) (5).
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي القاسم بن السمرقندي أنشد أبو الحسن (6)
علي بن أحمد بن الفرج العكبري لنفسه:
أعجب محتكر الدنيا وبانيها * وعن قليل على كره تخليها

(1) في (ب)، (ج): الظهيري.
(2) في (ب): عبيد الله.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من تهذيب التهذيب.
(4) في (ب): تعمد، و (ج): قعمد.
(5) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب اللباس 52.
(6) في (ج): أبو الحسن محمد بن علي.
88

دار عواقب مفروحاتها حزن * إذا أغارت أساءت في تقاضيها
وكل حي حمام الموت يدركه * ففيم تخدعنا آمالنا فيها
يا من يسر بأيام تسير به * إلى الفناء وأيام تقضيها
قف في منازل أهل العز معتبرا * وانظر إلى أي شئ صار أهلوها
صاروا إلى حدث قفر محاسنهم * على الثرى وذوي الدود يعلوها
قرأت بخط القاضي أبي علي يعقوب بن إبراهيم بن سطور الحنبلي قال: توفي أبو
الحسن علي بن أحمد المعروف بابن أخي نصر الفقيه الحنبلي العكبري يوم الاثنين
الثالث عشر من شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
616 - علي بن أحمد بن الفضل بن عبد الملك، أبو القاسم بن أبي الحسن
الهاشمي:
أخو (1) عبد الواحد المقدم ذمره، ولى الصلاة والخطابة بجامع المدينة وجامع
الرصافة بعد موت أخيه عبد الواحد، وتوفي علي فجاءة - كما مات أخوه عبد الواحد -
في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة، فتقلد الصلاة بعده بجامع المدينة أخوه
أبو يعلى وبجامع الرصافة هارون بن المطلب، هكذا رأيته بخط هلال بن المحسن الكاتب
في تاريخه.
617 - علي بن أحمد بن القاسم، المعروف بابن الجصاص:
حدث عن أبي عبد الله محمد بن سهل بن الحسن العطار، روى عنه أبو حازم (2)
عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي النيسابوري.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلى أبو المظفر عبد المنعم بن عبد
الكريم القشيري أن ابا سعد إسماعيل بن محمد الحجاجي أخبره أنبأنا أبو حازم عمر بن
أحمد بن إبراهيم الحافظ، أنبأنا علي بن أحمد بن القاسم (3) البغدادي المعروف بابن
الجصاص بفائدة الشيخ أبي ذهل، أنبأنا محمد بن سهل بن الحسن العطار ببغداد،
حدثنا سعيد بن الأصبغ الصدفي، حدثنا عمار بن نوح، حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة
.

(1 في النسخ: أبو عبد الواحد.
(2) في النسخ: أبو طاهر.
(3) الحافظ أنبأنا علي بن أحمد بن القاسم " سقط من (ج)
89

عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل الامارة (1)،
وذكر الحديث.
618 - علي بن أحمد بن لبني (2)، أبو الحسن الأواني:
من أهل أوانا، روى عن أبي عبد الله بن بطة، روى عنه أبو عبد الله بن الزاذاني الزهد.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن معمر الأصبهاني أن ابا نصر الحسن بن محمد
اليونارتي أخبره قال: سمعت الشيخ الزاهد ابا عبد الله محمد بن الحسن الزاذاني وأنا في
مسجده يقول سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن لبني الأواني يقول: سمعت أبا عبد
الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن بطة العكبري لنفسه:
أبني إن من الرجال بهيمة * في صورة الرجل السميع المبصر
فطنا بكل مصيبة في ماله * فإذا أصيب بدينة لم يشعر
619 - علي بن أحمد بن محمد المقرئ:
حدث ببخارا عن أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن حبيش المعدل، روى عنه القاسم
ابن محمد القزويني.
أخبرنا محم ود بن أحمد القطان وعبد الأعلى بن محمد المؤدب بأصبهان قالا: أنبأنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن ماشاذه أن ابا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ أخبره
حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله بن محمد بن المرزبان الفقيه، حدثني ابن عم (3) أبي
علي بن أحمد بن المرزبان بن منجويه، حدثنا القاسم بن محمد بن أحمد بن منصور
القزويني بسمرقند، حدثنا علي بن (4) أحمد بن محمد المقرئ البغدادي ببخارا،
حدثنا محمد بن إبراهيم بن حبيش، حدثنا محمد بن شجاع، حدثنا محمد بن الحسن بن
حنيفة، حدثنا الفقيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي بن علي
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سب نبيا فاقتلوه، ومن سب صحابيا
فاضربوه " (5).

(1) الحديث تخريجه، راجع الفهرس.
(2) هكذا في النسخ.
(3) في الأصل، (ب): ابن عمر.
(4) ما بين المعقوفتين ليست الأصول.
(5) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 6 / 260. والاسرار المرفوعة 214. وكنز العمال 32478.
والأحاديث الضعيفة 206.
90

620 - علي بن أحمد بن محمد بن علي، أبو محمد المادرائي:
من بيت مشهور برئاسة وتقدم، سمع أبا شعيب عبد الله بن الحسن الحراني
وموسى بن هارون الحمال (1) وأبا بكر محمد بن القاسم الأنباري وغيرهم، وسكن
مصر مع أهله وحدث هناك، وكان كاتبا حاذقا بالكتابة، ولم يدخل في عمل ولا
ولاية وكان يتشيع، ذكر هذا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق الفقيه في أخبار
المادرائيين من جمعه.
621 - علي بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سريع، أبو الحسن المعدل:
حدث بالمحلة من ديار مصر عن أبي العباس حامد بن محمد بن شعيب.
كتب إلى أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني، أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي
الرجاء الصيرفي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، حدثنا محمد بن
إبراهيم بن أحمد الوراق، حدثنا علي بن أحمد المقرئ، حدثني أبو الحسن علي بن أحمد
ابن محمد بن سريع (2) البغدادي قرأت على بزيع بن عبيد (3) بن بزيع (4) خمسا فقال
لي: حسبك، فقلت: زدني، فقال: قرأت على أبي أيوب سليمان الحربي خمسا، فقال
لي: حسبك؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على محمد بن بحر الحرار خمسا، فقال لي:
حسبك؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت على سليم خمسا، فقال لي: حسبك؟ فقلت:
زدني، فقال: قرأت على حمزة بن حبيب الزيات خمسا، فقال لي: حسبك؟ فقلت:
زدني، فقال: قرأت على الأعمش خمسا، فقال لي: حسبك؟ فقلت: زدني، فقال (5):
قرأت على يحيى بن وثاب خمسا، فقال لي: حسبك؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت
على أبي عبد الرحمن السلمي خمسا، فقال لي: حسبك؟ فقلت: زدني، فقال: قرأت
على أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنه خمسا فقال لي: حسبك؟ فقلت: زدني،
فقال: هكذا أنزل جبريل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا.

(1) في (ب): الجمال.
(2) في النسخ: بن برتع.
(3) في النسخ: بن عتبة.
(4) في النسخ بدون نقط.
(5) قرأت علي الأعمش خمسا فقال لي: حبك؟ فقلت: زدني فقال. مكررة في (ج).
91

622 - علي بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل، أبو الحسن بن أبي
الفوارس: (1)
أخو أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وكان الأكبر، سمع الحديث
وحدث باليسير، وكان عبدا صالحا، روى عنه أخوه في أماليه.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ، أنبأنا ابن كانشاه بن محمد بن تركانشاه، أنبأنا
عبد الواحد بن علي بن فهد، حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس إملاء
أخبرني على عن عبد الله بن سهل الرازي قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: بلغني أن
الله عز وجل قال: خلقت خلقي وأعطيتهم مالي، وخلقت جنتي وأمرتهم أن يشتروا
جنتي بمالي، فمن لم يشتر جنتي بمالي أدخلته ناري.
وبه: حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس إملاء أخبرني أخي علي بن أبي حامد
البغدادي قال: سمعت إبراهيم الحربي يقول: سمعت العيشي يقول سمعت حماد بن زيد
يقول: سمعت أيوب السختياني يقول: لو قيل لي يوم القيامة: تعرض علي أبيك أو
على أمك، لقلت: ما أحب أن أعرض الا على ربي لان أبي وأمي إنما رحماني لان الله
عز وجل جعل في قلوبهم الرحمة لي.
وبه: حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس إملاء أخبرني أخي على رحمه الله، أنبأنا
علي بن إبراهيم الموصلي عن الحسين بن محمد بن عقير، أنشدني يوسف بن الحسين:
من لم يقر بماجد متكرم * عيناه كان بذي الجلال جهولا
والموت خير للفتى من غفلة * عن سيد يعطي العباد جزيلا
يدعو الخليفة باذلا متفضلا * ويحب منهم من يراه سؤولا
قال أبو الحسن الدارقطني: علي ومحمد يعرفان ببني أبي الفوارس، كتبنا الحديث.
أنبأنا ابن الأخضر عن ابن ناصر عن أبي علي بن البناء، حدثنا أبو الفتح بن أحمد
ابن أبي الفوارس الحافظ، أنبأنا أخي علي بن أحمد قال: بن البناء هذا يقال له
المختلف. قال: أنبأنا أبو الفتح هذا، أخي علي كان أكبر مني خرج ليلة يريد الحمام
ومعه سطل ومئزر فغره القمر وما عرف له خبر إلي الآن ويرون أنه اختلف.

(1) انظر: تاريخ بغداد الجزء الأول، في ترجمة محمد بن أحمد بن محمد بن فارس.
92

623 - علي بن أحمد بن محمد، بن عبد العزيز المحور، أبو الحسن بن أبي
الطيب الشاهد:
من أهل عكبرا، حدث عن أبي محمد عبيد الله بن عبد الله بن أبي سمرة البندار
وأبي القاسم الحسن بن محمد بن سليمان القادسي، أنبأنا الفضل بن محمد الجندي
بمكة، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري
وأبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن السمان الرازي في معجم شيوخه.
624 - علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو الحسن الإسماعيلي
الرئيس:
قدم بغداد حاجا في شهر ربيع الاخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وحدث بها عن أبي
صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وأبي حفص أحمد بن أحمد بن حمدان
الفقيه وأبي نصر أحمد بن سهل بن حمدويه الفقيه وأبي نعيم محمد بن عبد الرحمن بن
نصر المروزي وأبي سهل هارون بن أحمد بن هارون الاستراباذي وأبي عبد الله محمد
ابن موسى بن علي بن عيسى الضرير الرازي وأبي بكر عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد
الأنماطي المروزي وأبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن خراشة المراوزي وأبي عمرو
محمد بن محمد بن صابر كاتب البخاري وأبي بكر أحمد بن سعد بن نصر بن بكار
الزاهد وأبي الحسين محمد بن علي بن الشاة التميمي وأبي بكر محمد بن علي بن
إسماعيل الفقيه الشاشي وأبي بكر محمد بن حاتم بن اذكر الفرخشي وعبد الله بن
محمد بن الفضل البلخي وأبي الحسن علي بن الحسين بن علي بن مهدي المروزي
يعرف بالكراعي وأبي الفضل محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله
الحنفي قاضي بخارا وأبي بكر محمد بن الفضل بن جعفر الفقيه وأبي نصر أحمد بن
الحسين بن أحمد بن حسكويه الوراق ومحمد بن أحمد بن موسى الخازن وأبي سعيد
محمد بن عون بن إسحاق بن صالح بن عباد المروزي وأبي الحسن محمد بن محمد ابن
مندوست الفقيه البلخي، وسمع الناس منه بالتقاء أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ، وروى
عنه من أهل بغداد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي.
93

أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن
أحمد بن عمر السمرقندي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن سكينة الشيخ الصالح،
أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، قدم علينا للحج حدثنا
محمد بن الحسين الحدادي، حدثنا محمد بن عبد الله السعدي، حدثنا محمد بن
مصعب، حدثنا عمر بن إبراهيم عن أيوب يعني ابن سيار عن محمد بن المنكدر عن
جابر بن عبد الله الأنصاري قال: جاء إبراهيم بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله على وسلم
وعليه ثياب بيض، فتبسم في وجهه وقال: يا رسول الله! ما الجمال؟ قال: " صواب
القول بالحق "، قال: فما الكمال؟ قال: " حسن الفعال بالصدق ".
625 - علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن ليث بن
الجراح بن الحارث بن أهبان بن أوس الخزاعي مكلم الذئب، أبو القاسم: (1)
من أهل بلخ، سمع ببخارا مسند الهيثم بن كليب الشاشي (2) منه وكتاب " شمائل
النبي صلى الله عليه وسلم " لابي عيسى محمد بن عيسى الترمذي عن الهيثم (3) أيضا عن الترمذي،
وحدث بهما عنه، ورواهما عنه جماعة من أهل بلخ أخبرهم أبو القاسم أحمد بن
محمد بن محمد بن عبد الله الخليلي، وكان سماعه من الخزاعي في شوال سنة ثمان
وأربعمائة، وقد قدم الخزاعي بغداد حاجا وحدث بها.
أنبأنا أبو محمد الأمين عن الفضل بن سهل عن بشر الاسفرائيني، أنبأنا أبي قراءة
عليه، أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن الحسين بن علي بن محمد في شعبان سنة
أربعين وأربعمائة، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن الحدث الشافعي البصري
حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي قدم علينا من بخارا إلى بغداد حاجا
أنبأنا الهيثم بن كليب الشاشي الأديب ببخارا سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، أنبأنا أبو
بكر يوسف بن يعقوب النجاحي، حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن المغيرة
ابن شعبة (4) قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: يا رسول الله!

(1) انظر: العبر 3 / 107.
(2) في النسخ: لشاسي.
(3) في (ب)، (ج): بن عيسى الترمذي بن الهيثم.
(4) في النسخ: عن المغيرة عن شعبة.
94

قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! قال: " أفلا أكون عبدا شكورا " (1).
626 - علي بن أحمد بن محمد بن أحمد، أبو الحسن البادرائي:
حدث عن أبي بكر محمد بن (2) أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد، روى عنه
أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأنصاري.
أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر القرشي بأصبهان، أنبأنا أبو طاهر الخضر بن
الفضل بن عبد الواحد الصفار قراءة عليه عن أبي (3) مسعود سليمان بن إبراهيم
الحافظ، حدثنا أبو الحسن علي (4) بن أحمد بن محمد البادرائي الجرجاني بها، حدثنا
محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الوراق، حدثنا جعفر بن أحمد، حدثنا أحمد بن
الخطاب الشمشاطي، حدثنا هوذة بن خليفة بن عوف عن الحسن عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتاه الموت وهو يطلب العلم كان بينه وبين الأنبياء
درجة واحدة درجة النبوة " (5).
627 - علي بن أحمد بن محمد بن الفضل بن الوازع، أبو الفرج الدلال،
المعروف بالبشاري:
من ساكني باب الطاق، صحب ابا الحسن بن بشار الزاهد فنسب إليه، سمع أبا
محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي
وأبا جعفر أحمد بن علي بن محمد بن أبي طالب الكاتب وأبا سعيد أحمد بن محمد بن
رميح النسوي وأبا حفص عمر بن أحمد بن نعيم وأبا احمد عبد الرحمن بن الحارث بن أبي
سيخ الغنوي وأبا بكر محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي وأبا الحسين عبيد
الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ وأبا الحسن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن قرقرا
الرفا وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن القاسم البزاز وأبا بكر أحمد بن جعفر بن محمد
ابن سالم الختلي (6) وأبا علي محمد بن جعفر الدقاق وأبا القاسم إبراهيم بن أحمد بن

(1) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) ما بين المعقوفتين من العبر 3 / 8.
(3) في (ب): ابن أبي مسعود.
(4) في النسخ: أبو الحسن عمر
(5) انظر الحديث في: كنز العمال 28829.
(6) في النسخ: الحنبلي.
95

جعفر الحربي وأبا عبد الله أحمد بن قانع بن مرزوق وأبا محمد يحيى بن شبل بن
العباس الحميدي وأبا الحسن علي بن إبراهيم بن موسى السكري المؤدب وأبا محمد
عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن هاني وغيرهم، روى عنه ابنه أبو الحسن احمد وأبو
الحسين أحمد بن علي بن التوزي وأبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي.
أنبأنا يحيى بن أسعد وذاكر بن كامل، أنبأنا أحمد بن عبد الجبار الصيرفي إذنا عن أبي
الحسين بن التوزي، أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن الفضل، أنبأنا أبو محمد عبد
الوهاب بن محمد بن الحسن بن هاني، حدثنا أبو علي الحسن بن الطيب البلخي
الشجاعي، حدثنا الحسين بن أبي الحجاج، حدثنا بندار بن علي العنزي عن محمد بن
طريف وهو أبو غسان المدني عن مسمع بن الأسود عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل إذا غضب على
أمة لم ينزل بها العذاب، غلت أسعارها (1)، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجارتها،
وحبس عنها أمطارها، ولم تغزر أنهارها، وسلط عليها شرارها " (2).
أنبأنا جماعة عن أبي علي الحداد قال: كتب إلى أبو سعد بن علي بن الحسين
السمان الرازي، حدثنا أبو الفرج علي بن أحمد بن محمد بن الفضل بن الوزاع
البشاري بقراءتي عليه ببغداد، أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني - فذكر
حديثا.
قرأت في كتاب محمد بن عبد الرزاق بن محمد بن أحمد البارطي البصري بخطه،
أنشدنا أبو الحسن أحمد بن علي البشاري (3) أنشدنا أبي قال: دخلت على القاضي
أبي محمد بن معروف أنا وجماعة نعوده من أصحاب الحديث فأنشدنا هذه الأبيات:
إن الذين بخير (4) كنت تذكرهم * قضوا عليك وعنهم كنت أنها كا
لا تطلبن حياة عند غيرهم * فليس يحييك إلا من توفاكا
.

(1) في النسخ: أسمارها.
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 21597، 21611. وتاريخ ابن عساكر 7 / 336.
(3) في (ب): النشارى.
(4) في الأصل، (ب): بخير
96

628 - علي بن أحمد بن محمد (1)، أبو الحسن البزاز:
من ساكني سوق السلاح، حدث عن أبي حفص عمر ن أحمد بن عثمان بن
شاهين (2) وأبي القاسم عيسى بن علي بن عيسى الجراح الوزير، روي عنه أبو
البركات عبد الملك بن محمد بن علي بن الشهرزوري وأبو علي الحسن بن أحمد (3)
ابن البناء في مشيخته وأبو محمد جعفر بن محمد السراج.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب، حدثنا يحيى (4) بن عثمان الفقيه، أنبأنا
أبو علي بن البناء قراءة عليه، أنبأنا علي بن أحمد بن حامد (5) أبو الحسن البزاز جارنا
بسوق السلاح، أنبأنا محمد بن أحمد بن الفضل بن طاهر البلخي، حدثنا أحمد بن محمد
ابن الفراء، حدثنا عصام بن يوسف، أنبأنا عثمان بن مقسم البري عن سعيد عن
سليمان بن بشار عن أبي هريرة أن شيخنا وشابا سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القبلة
للصائم، فنهى الشاب ورخص للشيخ.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه أن توفي أبو الحسن علي بن أحمد بن
حامد البزاز في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر ربيع الاخر سنة
اثنتين وخمسين وأربعمائة.
629 - علي بن أحمد بن محمد بن الدلال، أبو الحسن المقرئ:
من أهل عكبرا، حدث ببغداد عن أبي علي الحسن بن شهاب وعمر بن محمد بن
ميخاييل العكبري، روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي في
معجم شيوخه وذكر أنه كان شيخا صدوقا.
أنبأنا محمد بن المبارك بن البيع عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله السقطي، حدثنا
أبي من لفظه، أنبأنا علي بن أحمد بن دلال العكبري ببغداد، أنبأنا الحسن بن شهاب،

(1) في (ج): محمد بن أحمد. وسيأتي أنه: حامد.
(2) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(3) بن أحمد ساقطة من (ج).
(4) في الأصل، (ب): عبد الوهاب بن يحيى.
(5) سبق أنه محمد.
97

630 - علي بن أحمد بن محمد المقرئ، الفقيه الحنبلي، المعروف بابن زفر:
من أهل عكبرا، ذكره أبو البركات بن السقطي في معجم شيوخه قال: ولد حيلة
ابن شهاب ولم يسمع منه، وسمع من ابن ميخاييل وابن الخياط العكبريين، وكان فقيها
زاهدا ورعا صدوقا.
أنبأنا ابن مشق عن وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي، حدثنا أبي، أنبأنا (1)
علي بن أحمد بن زفر العكبري بها، أنبأنا ميخاييل، حدثنا عبيد الله بن بطة، حدثنا
شعيب بن محمد، حدثنا ابن أبي العوام عن أبيه عن سلم بن سالم عن الأعمش عن
إبراهيم بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من أشرط الساعة أن يرفع العلم ويظهر
الجهل " (2).
631 - علي بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن حميد الناقد الواسطي، أبو
الحسن البزاز:
من ساكني نهر القلائين، ثم انتقل إلى درب السلسلة، سمع أبو الحسين علي بن
محمد بن عبد الله (3) بن بشران ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبا الحسن
محمد بن محمد بن مخلد البزاز، روي عنه عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وعبد الخالق
ابن عبد الصمد بن البدن وصدقة بن محمد بن الحسين بن المحليان، وكان شيخا
صالحا.
أخبرني أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو القاسم
صدقة بن محمد بن الحسين بن المحليان، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن
عبيد الله (4) بن حميد البزاز قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين (5) علي بن محمد بن عبد
الله بن بشران قراءة عليه بداره في المحرم سنة خمس عشرة وأربعمائة، أنبأنا أبو عمرو
عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء، أنبأنا علي بن عبد
الله هو ابن المديني، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى على جنازة وتبعها فله

(1) في الأصل، (ج): ثنا على أنبأ.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم 2056. ومسند أحمد 3 / 176، 202، 273. وفتح الباري
9 / 330.
(3) في الأصل، (ج): عبيد الله.
(4) في الأصل: عبد الله.
(5) في النسخ: أبو الحسن.
98

قيراطان، وإن صلى عليها ولم يتبعها فله قيراط "، فقلت له: يا أبا هريرة! ما القيراط؟
قال: أصغرها مثل أحد (1).
قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال لي أبو الحسن
علي بن محمد بن حميد الناقدي يوم الجمعة ثامن عشر رجب سنة أربع وثمانين
وأربعمائة.
632 - علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يوسف النفري، أبو الحسن:
من أهل البصرة، قدم بغداد شابا طالبا للعلم، وسمع بها الكثير من عاصم بن الحسن
وعبد الواحد بن علي بن فهد العلاف وأبي الحسين الطيوري وأمثالهم، وكانت له
معرفة باللغة والأدب، وحدث بشئ يسير عن أبي يعلى (2) المؤذن روى عنه أبو
عبد الله الحسين بن إبراهيم الدينوري وأبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ.
قرأت في كتاب المبارك بن كامل بخطه قال: قرأت على الحسين بن إبراهيم
الدينوري أخبركم علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل المقرئ البصري، حدثنا أبو صالح
أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذن (3) من لفظه، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد
الله الفقيه، حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم العباداني، حدثنا زكريا بن يحيى
المكتب، حدثنا سعيد بن حرب عن بعض أصحابه أن يزيد بن أبي منصور قال: كان

(1) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الجنائز 54. ومسند أحمد 2 / 233، 246، 280،
387، 444، 445،.
(2) في النسخ: عبد الله.
(3) في النسخ: المؤدب.
99

رجل من حملة القرآن حضرته الوفاة وكان مسرفا على نفسه، فأتته ملائكة العذاب
فعرج القرآن من صدره إلى السماء فنادى: يا رب! سكني؟ فأوحى الله عز وجل
إلي الملائكة أن دعوا (1) القرآن يسكنه.
أخبرناه غياث بن الحسن بن البناء إذنا عن الحسين بن إبراهيم الدينوري، أخبرني
شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: توفي علي بن محمد أبو
الحسن النفري (2) سنة خمس وثمانين وأربعمائة.
633 - علي بن أحمد بن محمد بن علي بن فنون (3)، أبو الحسن الثعلي:
سمع الكثير من أبي الفضل بن خيرون وأبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله بن
طلحة وأمثالهم، وأملى (4) على ابن البطر جزءين وكان فاضلا مليح الخط، له معرفة
بالأدب، سافر إلى الشام ودخل دمشق في سنة أربع وثمانين وأربعمائة، وسمع بها
الفقيه ابا الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي وأبا الحسن علي بن طاهر بن جعفر السلمي
وغيرهما، وسافر إلى ديار مصر، ورأيت له سماعا به بدمشق في سنة إحدى وتسعين.
ويقال: إنه توفي بدار مصر، وما أظنه روى شيئا فإنه مات شابا، ويقال: إنه كان
يعرف شيئا من المنطق والفلسفة وما شاكلها.
634 - علي بن أحمد بن محمد بن بيان، أبو القاسم بن أبي طالب العمري
الكاتب، المعروف بابن الرزاز: (5)
من ساكني المفيدية، ذكر أبو القاسم بن السمرقندي فيما قرأته بخطه قال: إنه من
أولاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أسمعه والده في صباه من أبي الحسن محمد بن
محمد بن محمد بن مخلد و (6) أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وآباء القاسم عبد
الملك بن محمد بن بشران وعبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (7) وطلحة بن علي بن

(1) في الأصل: تدعو.
(2) في (ج): البقرى.
(3) في (ج): فنون.
(4) بين السطور في النسخ: انتقى.
(5) انظر: شذرات الذهب 4 / 27. وتذكرة الحفاظ 4 / 1261. والأنساب 6 / 107.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(7) في النسخ: الحرفي.
100

الصقر بن عبد المجيب والقاضي أبي يعلى (1) محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبي
الفرج (2) الحسن بن علي بن المذهب وأبي عبد الله محمد بن علي الصوري، وانفرد
بالرواية عن أكثرهم وعمر حتى اشتهرت عنه الرواية وصارت الرحلة إليه وكتب عنه
الحفاظ والأئمة، وروي عنه الكبار، وكتب عنه أبو غالب الذهلي والمؤتمن الساجي،
وروي عنه الامام المسترشد بالله أبو منصور الفضل أمير المؤمنين وأبو القاسم بن
السمرقندي وأبو الفضل بن ناصر وخلق كثير من سائر أقطار الدنيا، يجوزون (3)
الاحصاء، وروى لنا عنه أبو الفرج بن كليب وهو آخر من روى عنه على وجه
الأرض.
أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن
كليب الخراني قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان
قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد قراءة عليه في سنة سبع
عشرة وأربعمائة، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار في سنة تسع
وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي سنة ست وخمسين
ومائتين، حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي قلابة عن أبي المهاجر عن بريدة الأسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بعض غزواته فقال: بكروا في الصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك صلاة العصر حبط
عمله (4).
أخبرنا أبو الفرج الحراني، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه، أنبأنا
أبو الفرج (5) الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري قراءة عليه سنة سبع وثلاثين
وأربعمائة، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، حدثنا عبد الله بن
محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة وأبو معاوية جميعا عن الأعمش عن
ذكوان عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا أصحابي، والذي نفس محمد بيده

(1) في العبر 3 / 175: أبو العلاء.
(2) في العبر 3 / 305: أبو علي
(3) في (ب): يحورون.
(4) انظر الحديث في: سنن أبي ماجة 694. ومسند أحمد 5 / 361. وصحيح ابن حبان 256.
(5) الحراني أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه أنبأنا أبو الفرج ساقطة من (ج).
101

لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " (1)
أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب، حدثنا أبو القاسم بن بيان (2)، أنبأنا أبو الحسن
ابن مخلد، أنبأنا إسماعيل الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عبد الله بن المبارك بن
الحسن بن عمرو التميمي (3) عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال: ليس بحكيم
من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يجعل له الله (4).... أو
قال: مخرجا.
قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن أبي القاسم بن بيان، أنبأنا
الشريف أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري، أنشدنا أبو القاسم الحسن
ابن محمد بن حبيب المفسر، أنشدنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري،
أنشدنا أبو حاتم سهل بن محمد:
إن الجواهر درها ونضارها * هن الغذاء لجواهر الآداب
فإذا كنزت أو ادخرت ذخيرة * تسمو بزينتها (5) على الأصحاب
فعليك بالأدب المزين أهله * كيما تفوز ببهجة وثواب
سمعت شهاب الحاتمي بهراة يقول: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت
محمد بن عبد الباقي البزاز يقول: كان أبو القاسم بن بيان يقول: أنتم ما تطلبون
الحديث والعلم، أنتم تطلبون العلو في السند، وإلا ففي داري اسمعوا مني هذا الجزء،
ومن أراد أن يسمع مني يزن دينارا، قلت: كان من عادة أبي القاسم بن بيان أنه (6)
لا يسمع جزء الحسن بن عرفة إلا بدينار لكل واحد من السامعين وكان شيخنا ابن
كليب أيضا لا يسمعه إلا بدينار ولكن لجماعة أو لواحد.
سمعت الحاتمي يقول: سمعت ابن السمعاني يقول سمعت (7) محمد بن عبد
.

(1) سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(2) في الأصل: بنان " في كل المواضع.
(3) في (ج): النقيمي " وفي الأصل: النفمي.
(4) في (ب): الله له " وبياض مكان النقط في الأصول.
(5) في النسخ: بين بينها.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(7) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول
102

الباقي البزاز يقول: إن بعض الطلبة حمل إلى بيان دينارا ليسمع منه نسخة الحسن
ابن (1) عرفة، فمضى معه بعض الفقراء فقال: الدخول على الشيخ وحضور القراءة
ما إليه سبيل، ولكن تقعد على الباب بحيث لا يعرف الشيخ وأنا أرفع صوتي وقت
القراءة ويحصل مقصودك، ففعل، فلما قعد بين يدي الشيخ وشرع في القراءة وأحسن
الشيخ بما فعل، قال لجارية له (2): قومي واقعدي خلف الباب ودقي (3) الشيخ (4)
الفلاني (5) في الهاون، ومقصوده أن لا يسمع الذي على الباب، ثم قال: أنا بغدادي
ما يخفى علي مثل هذا.
أخبرنا جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمد السلفي قال: سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن علي بن أحمد بن
بيان، فقال: حدث عن جماعة وهو صحيح السماع.
قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال: سئل أبو القاسم بن
بيان عن مولده وأنا أسمع، فقال: في ليلة الاثنين سادس صفر من سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة، وأول سماعي في سنة سبع عشرة.
قرأت بخط أبي القاسم بن القاسم وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال: سألت أبا القاسم
ابن بيان عن مولده فقال: ولدت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بالقطيعة بالجانب الغربي.
قرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه
سعيد قال: سألته - يعني ابا القاسم بن بيان - عن مولده، فقال: كان عندي أنه سنة
اثنتي عشرة حتى وجد بخط والدي أنه كان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي في معجم شيوخه قرأته على أبي
الحسن بن المقدسي عنه عن مولده فقال: في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بين (6)
العيدين، وتوفي سنة عشر وخمسمائة في شعبان وأنا بدمشق، وكان سماعه على ابن
.

(1) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(2) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.
(3) في الأصل: " وفى " وفى (ب): ردى.
(4) في النسخ: الشيخ.
(5) في (ج): أهلامي.
(6) في النسخ: من العيدين
103

مخلد سنة سبع عشرة ولا يعرف في الاسلام بعد الصحابة والتابعين محدث (1) وازاه في
قدم السماع.
قرأت بخط محمد بن ناصر الحافظ قال: مات الشيخ الرئيس أبو القاسم علي بن
أحمد بن بيان الرزاز فز ليلة الأربعاء السادس من شعبان سنة عشر يعني وخمسمائة
وصلى عليه في يوم الخميس في سابع شعبان في الجامع من دار الخليفة وحمل إلى مقبرة
باب حرب فدفن هناك، وكان قد بلغ من العمر تسعا وتسعين سنة، وهو آخر من
حدث بحديث الحسن بن عرفة عن ابن مخلد، وآخر من حدث عن أبي القاسم بن
بشران وأبي القاسم الحرفي (2) والقاضي أبي العلاء الواسطي، وكان سماعه صحيحا.
635 - علي بن أحمد بن محمد بن علي الدهان، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي
بكر بن أبي الحسن المرتب:
من أهل شاعر دار الرقيق، كان مرتب الصفوف بجامع المنصور، وكانت له معرفة
بأحوال القضاة والشهود والخطباء، وجمع جزءا في وفاءات الشيوخ، وكان أميا يملى
علي الناس ويكتبون له، سمع الشريفين ابا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا
الحسن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله وأبا بكر أحمد بن محمد بن حمدويه الرزاز وأبا
الحسن محمد بن أحمد البرداني، وصحب ابا علي بن الشبلي وأبا القاسم بن باقبا (3)،
وروي عنهما كثيرا من شعرهما، سمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، و (4)
روي عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو طاهر السلفي والشريف أبو علي الحسن بن
جعفر بن عبد الصمد المتوكل على الله وأبو بكر محمد بن بركة بن محمد ابن كرما
الصلحي وأبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن الطوسي الخطيب.
كتب إلي علي بن المفضل الحافظ أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه،
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن الدهان المرتب قراءة عليه في داره
بدرب صالح من ناحية شارع دار الرقيق غربي مدينة دار السلام وأخبرنا عبد الله بن
.

(1) في الأصل: " نحدت " وفي (ب)، (ج): فحدث.
(2) في (ج): الحرفي.
(3) هكذا في النسخ.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب)
104

دهبل بن علي قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البرداني قالا:
أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي الحوارى، حدثنا وكيع، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة رضي الله عنها قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبى فبال عليه فأتبعه الماء ولم
يغسله.
أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن
عمر [بن] (1) السمرقندي، أنشدني علي بن أحمد بن محمد المرتب، أنشدني محمد بن
الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبلي في المرضة التي مات فيها:
إذا كثرت منك الذنوب فداوها * برفع يد في الليل والليل مظلم
ولا تقنطن من رحمة الله إنما * قنوطك منها من خطائك أعظم
فرحمته للمحسنين كرامة * ورحمته للمذنبين تكرم
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الفقيه وعبد العزيز بن محمد بن أحمد بن تميم وعبد
الوهاب بن ظافر بن رواج والحسين بن علي الطرابلسي بالإسكندرية وعيسى (2) بن
عبد العزيز اللخمي بالقاهرة أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي، أنشدنا أبو
الحسين علي بن أحمد بن محمد الدهان المرتب، أنشدنا أبو على محمد بن الحسين بن
شبل النحوي لنفسه:
إذا ما شح ذو المال * سخا الدهر بأنها به
إذا لم يرزق الغصن * فقطع الأصل أولى به
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال: قال لي أبو
على المرزباني الحافظ حمل إلى أبو الحسن المرتب جزءا مكتوبا عن أبي بكر بن ثابت
الخطيب وسمع المفضل فيه لنفسه وأرخ لسنة خمس وستين وأربعمائة - والخطيب قد
توفى في ذي الحجة سنة ثلاث وستين - بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن
عطاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال: سألت أبا الحسن علي بن الدهان المرتب
بجامع المنصور عن مولده، فقال: في سنة ثلاثين وأربعمائة.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب)
(2) في (ج): وقيس.
105

قرأت بخط أبى البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفى أبو الحسن
علي بن أحمد بن الدهان المرتب في يوم الأحد رابع عشرين ربيع الأول سنة ثمان عشرة
وخمسمائة
636 - علي بن أحمد بن محمد بن خزاز، أبو الحسن الخياط: (1)
من أهل الكرخ، وهو والد شيخنا أحمد الذي تقدم ذكره، سمع مع ولده من أبى
بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبى منصور عبد الرحمن بن محمد البزاز وأبى عبد الله
محمد بن محمد بن السلال الوراق، وروى عن أبي تراب بن الشيرجي شيئا من شعره،
روى عنه أبو سعد بن السمعاني، وذكر أنه كان شيخا صالحا متدينا وأنه روى
بأبيورد عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري.
637 - علي بن أحمد بن محمد بن محمد المقرى، أبو الحسن (2) المؤدب
الأحدب:
قرأ الأدب على أبي زكريا (3) التبريزي وغيره، وروى عنه أبو سعد بن السمعاني
أناشيد من شعره وشعر غيره، وكان أديبا فاضلا.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: سمعت أبا
الحسن علي بن أحمد بن محمد المؤدب يقول: أنشدت بيتا وبيته:
كأن لم يكن بيني وبينكم هوى * ولم يك موصولا بحبلكم حبل (4)
قال: فأو جزته:
ولم يجتمع في الدهر يوما وليلة * بشملكم ما نتن (5) في مجمع شملي (6)
أخبرني الحاتمي أنشدني ابن السمعاني أنشدني علي بن أحمد بن محمد المؤدب
الأحدب يرثى ميتا له:

(1) انظر: المشتبه، ص 161.
(2) في النسخ: أبو الحسن.
(3) في الأصل: أبى كرما
(4) في الأصل: جبل.
(5) هكذا في النسخ.
(6) في الأصل، (ب): شملي.
106

ولست براض بالبكاء بتتي (1) * عليك إلى أن أمزج الدمع بالدم
فلو أن جفني دائما ببكائه * على قدر حزن تستحقينه عمى
وإني بمثل الكأس بعدك شارب * كما شرب المأمون من أرن (2) آدم
فلا بليت تلك العظام فإنها * بقية جسمي لم يدنس بمأثمي
أخبرني الحاتمي، حدثنا ابن السمعاني قال: علي بن أحمد بن محمد المقرى المؤدب
أبو الحسن يعرف بالأحدب وكذلك كان، شيخ صالح حسن السيرة فاضل له معرفة
بالأدب، يعلم الصبيان اللغة المقتدية، دخلت مكتبه وذاكرته فقال لي: سمعت الحديث
من رزق الله التميمي وطراد الزينبي وابن طلحة وأبي الحسن بن العلاف ولكن أصولي
نهبت (3) وتفرقت، علقت عنه أشعارا وسألته عن مولده، فقال: ليلة الجمعة رابع
عشر صفر سنة أربع وسبعين وأربعمائة بالجانب الشرقي.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجليلي بخطه قال: توفي أبو
الحسن علي بن أحمد المقرى المؤدب الأحدب يوم الاثنين تاسع شعبان سنة خمس
وأربعين وخمسمائة وصلى عليه بباب الجامع ودفن بالحديدة (4)
638 - علي بن أحمد بن محمد بن الحسين، أبو الحسن الخياط المقرى:
أخو أبى نصر محمد بن أحمد المقرى المقدم ذكره، كان يصلى إماما بمسجد أخيه
رأس درب القتارة (5)، سمع بإفادة أخيه من أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي. أبى
الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة
النعالي والحسين بن علي بن أحمد بن البسري وأبى بكر أحمد بن علي الطريثيثي
وغيرهم، روى لنا عنه يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف.
أخبرنا يوسف بن المبارك، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الخياط بقراءة
والدي عليه في سنة ست وثلاثين وخمسمائة، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن

(1) فط (ج): بتنى.
(2) فط (ب)، (ج): أزن.
(3) في (ج): نحيت.
(4) في (ج): بالجديدة.
(5) في (ج): القتاد.
107

محمد بن طلحة، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، حدثنا أحمد بن
سليمان النجاد إملاء، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس
حدثني كثير بن عبد الله عن أبيه عن حده أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أجبال
من أجبال الجنة، وأربعة أنهار الجنة، وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة قيل:
فما الا جبل (1)؟ فقال: جبل أحد يحبنا ونحبه، والطور جبل من جبال الجنة، ولبنان
جبل من جبال الجنة (2)، والأنهار: النيل والفرات وسيحان وجيحان. والملاحم، بدر
واحد والخندق وحنين (3)
.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: علي بن أحمد بن
محمد الخياط المقرى أبو الحسن شيخ صالح، يسكن المسجد الذي بين الدربين، كتب
عنه وسألته عن مولده، فقال: ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين
وأربعمائة
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع بخطه قال: توفي أبو الحسن
علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الخياط المقرى المعروف بابن السنبرة المصلى بمسجد
أخيه أبى نصر المقرى رأس درب القتار يوم الأربعاء خامس عشر ذي القعدد سنة ثمان
. ربعين وخمسمائة، ثم دفن بباب أبرز قريبا من باب المختارة (4) عند أخيه الشيخ
الزاهد أبى نصر.
639 - علي بن أحمد بن محمد بن الكرخي، أبو المظفر
من أهل باب الأزج، وهو أخو القاضي أبى طاهر محمد وأبى المعالي الحسن اللذين
تقدم ذكر هما، كان شيخا حسنا نظيفا في صورته وملبسه وطهارته، وكان منزويا (5) في منزله، مقبلا على شأنه مشتغلا بالخير، قليل المخالطة للناس، سمع الحديث من
أبوى الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ومحمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري
وأبى بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبى عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري

(1) في (ج) الاجبال.
(2) لم يذكر الجبل الرابع وهو جبل نجبه كما في مجمع الزوائد 10 / 71.
(3) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 10 / 71.
(4) في الأصل المحشارة.
(5) في (ج): مترويا.
108

ومحمد بن أبي نصر الحميدي وغيرهم، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وعبد
الرزاق بن عبد القادر الجيلي
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر من لفظه وأصله أنبأنا القاضي أبو طاهر
محمد بن أحمد بن الكرخي وأخواه أبو المظفر على وأبو المعالي الحسن بقراءتي عليهم
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري (1) قراءة عليه، أنبأنا أبو محمد
عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكرى قال: قرئ على أبي على إسماعيل بن محمد
الصفار وانا اسمع حدثنا سعدان بن نصر بن منصور البزاز، حدثنا سليمان بن حرب
، حدثنا حماد بن زيد عن حاجب بن المفضل بن الملهب بن أبي صفرة عن أبيه قال:
سمعت النعمان بن بشير يخطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعدلوا بين أبنائكم اعدلوا
بين أبنائكم (2)
قرأت بخط أبى عبد الله بن أحمد بن الخشاب وقرأه على أبي القاسم الوراق عنه
قال: سألته - يعنى أبا المظفر علي بن أحمد الكرخي - عن مولده، فقال: في جمادى
الآخرة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
سمعت أبا العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجي الشاهد يقول: توفي أبو المظفر بن
الكرخي في ليلة الأحد رابع عشري المحرم سنة اثنتين وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة الفيل. (3)
640 - علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن مسلم بن عبيد الله بن الحسن بن
الحسين بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب، أبو الحسن العلوي الحسنى الزيدي نسبا الشافعي مذهبا.
وكذا رأيت نسبه بخط يده، كان أحد الأعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة،
والفضل والعفة والنزاهة، وحسن الطريقة وصحة العقيدة، وسلامة الطوية، قطع أوقاته
في العبادة، ومواصلة الطاعة، وطلب العلم ودرسه وكتابته والسعي في تحصيله، حتى

(1) في (ج): البسيرى وفي (ب) السرى
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 206. وصحيح مسلم، كتاب الهبات 13. وفتح الباري
5 / 210، 213، 214
(3) في الأصل، (ب): بمقبرة النيل.
109

مكن الله منزلته في قلوب الناس، فأحبه الخاص والعام، ووقع له القبول في الأرض
حتى كان يقصده الأماثل والأعيان لزيارته والتبرك به، وهو مع ذلك متواضع في طلب
العلم وحضر مجالس الحديث والسماع من كل راو وصحبة طلبة العلم والنسخ
والتحصيل لا يفتر من ذلك، وكان موصوفا بحسن الخلق والخلق وطيب الملقى وحسن
العشرة وحلاوة الألفاظ والجواد والمروة ما بيده، وتفقد المتحملين والافضال
على الناس، وسمع الحديث الكثير، وقرأ بنفسه، وكتب بخطه، واستكتب بخط غيره،
وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من الكتب المصنفة والمسانيد (1) والاجزاء شئ
كثير، فوقفه بمسجده الذي استجده بدار دينار الصغيرة، وشاركه في الوقفية شريكه
رفيقه صبيح النصري (2)، وأضاف إلى كتبه ما (3) حصله من كتب وما كتبه بخطه
واستكتبه بخط غيره، وكانا على طريقة جميلة من حسن الصحبة وصحة النية وسلامة
الطوية حتى كأنهما روحان في جسد
سمع أبا بكر محمد بن عيد الله بن الزاغوني (4) وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله
ابن سلامة الكرخي وأبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبو القاسم سعيد بن أحمد
ابن البناء ونصر بن نصر العكبري والشريفين أبا المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز
العباسي وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن
محمد بن الشبلي وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن المادح وخلقا كثيرا من
أصحاب طراد الزينبي وعاصم بن الحسن وأبى الخطاب بن البطر وأبى عبد الله بن
طلحة وأبى القاسم الربعي وأبى الحسن بن العلاف، وأكثر عن أصحاب ابن الطيوري
وابن بيان وابن نبهان وابن المهدى وابن المهتدى وأبى العباس بن النرسي وأبى طالب
ابن يوسف، ولم يزل يسمع ويطلب حتى كتب عن أصحاب ابن الحصين (5) وأبى
غالب ابن البناء وابن كادش ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وأمثالهم، وبالغ في الطلب
حتى طلب (6) عن أقرانه وعمن هو دونه، وحديث باليسير لأنه مات شابا قبل أو ان

(1) في (ب) الأسانيد
(2) في (ج): البصري.
(3) في الأصل: مما حصله.
(4) في الأصول زيادة: وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله بن الزاغوني.
(5) في (ج): الحسين.
(6) في (ب)، (ج): كتب.
110

الرواية، سمع منه أقرانه كإبراهيم بن محمود بن الشغار وأبى الخطاب عمر بن محمد بن
عبد الله العليمي وأبى حفص عمر بن أحمد بن بكرون (1) وصبيح بن عبد الله
النصري (2) وغيرهم، وكان من الثقات الاثبات.
أخبرني أبو أحمد داود بن علي بن محمد بن هبة الله بن المسلمة، أنبأنا الشريف أبو
الحسن علي بن أحمد الزيدي قراءة عليه [و] أخبرنا أحمد بن يحيى الخازن وأبو سعيد
الأزجي قالوا: أنبأنا الشريف أبو المظفر محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز العباسي
[و] أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي قالا: أنبأنا أبو نصر محمد بن
محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور
الوراق، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أحمد بن حنبل وجدي
وزهير بن حرب وشريح بن يونس وابن المقرى قالوا: أنبأنا سفيان بن عيينة عن
الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم الحياء من الإيوان (3).
كتب إلى أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال: سمعت
الشريف الزاهد أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد الزيدي يقول: اجعل (4) النوافل
كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسموم ومخالفة الناس كالنار والغذاء
كالدواء.
ذكر شيخنا عبد العزيز بن الأخضر ان الشريف ابا الحسن الزيدي أول سماعه
للحديث كان في سنة وأربعين وخمسمائة، وانه لم يسمع من القاضي أبى الفضل
الأرموي شيئا. سمعت الشريف ابا البركات عمر بن أحمد بن محمد الزيدي يقول: ولد
اخى أبو الحسن علي بن أحمد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة. سمعت أبا الفتوح
نصر بن الفرج الحصري الحافظ بمكة يقول: توفي الشريف الزيدي رضي الله عنه يوم
الثلاثا قبل غروب الشمس سادس عشري شوال من سنة خمس وسبعين وخمسمائة،

(1) في الأصل، (ب): بكران.
(2) في النسخ: النقرى.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) في النسخ: أجمل.
111

ذبل تاريخ بغداد لابن النجار
ودفن سحرا (1) في بيت ملاصق لمسجده، وغسله العدل بن بكرون والشيخ صبيح
ودفناه ليلا.
قرأت في كتاب القاضي أبى المحاسن عمر بن علي (2) القرشي بخطه قال: وممن
مات (3) في شوال في هذه السنة في هذا الطاعون - يعنى سنة خمس وسبعين وخمسمائة -
الشريف الزاهد ولى الله أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الزيدي، وكان عالما فاضلا
حافظا عارفا، له المجاهدات الكثيرة المعرفة التامة، والأحوال الحسنة والكرامات
الظاهرة لو اتيت ما شاهدت له من الكرامات وما حدثني به الثقات من ذلك لقام
من ذلك كراريس، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة، وكان رفيقي في السماع
سنين كثيرة - رحمة الله عليه ورضوانه، مرض ستة أيام، ومات في أواخر يوم الثلاثاء
السادس عشري الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه (4) جوار مسجده.
641 - علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحديثي، أبو الحسن بن أبي نصر:
من ساكني دار الخلافة، تقدم ذكر والده، وهو أخو قاضي القضاة روح بن أحمد،
سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز
وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبا النجم بدر بن عبد الله الشيخي
وأبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي وغيرهم.
وسافر عن بغداد في تجارة ودخل الشام ومصر وحدث هناك، روى لنا عنه غير
واحد من أصحابنا.
أخبرني يوسف بن خليل الادمي بحلب، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد
الحديثي البغدادي قدم علينا دمشق بقراءتي عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن
علي بن الجوزي الواعظ وأبو احمد عبد الوهاب بن علي الأمين وأبو محمد عبد العزيز
ابن محمود بن الأخضر والقاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي وأبو على ضياء بن

(1) في (ج): سحيرا.
(2) في الأصل: علي بن عمر.
(3) في (ج): وممن حاءت.
(4) في النسخ: وقته.
112

أحمد بن أبي على وعبد الواحد بن سعد الصفار وأبو مسعود (1) المبارك بن أبي
القاسم البزاز وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز وأبو القاسم أحمد بن علي
ابن أحمد بن الحراز المقرئ وأبو الحسن محمد بن علي بن الحسين الزينبي وأبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن الحسين بن أيوب وأبو محمد عبد الله بن المبارك بن أبي القاسم بن
الطويلة وبركات بن أبي غالب بن نزال والحسن بن أحمد بن راشد المدني وأبو محمد
إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الكاتب وأبو القاسم أحمد بن ترمش بن بكتمر الخياط
ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا جميعا: أنبأنا أبو بكر محمد بن
عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءة عليه، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد
البرمكي، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، حدثنا أبو مسلم
إبراهيم بن عبد الله البصري، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا هشام عن قتادة عن
سعيد بن المسيب عن أبى سعيد الخدري قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر ريان (2)
وكان تمر نبي الله صلى الله عليه وسلم تمرا بعلا فيه يبس] (3) فقال أنى لكم هذا؟ قالوا يا رسول
الله! بعنا بصاعين من تمرنا بصاع من هذا، فقال لا تفعلوا ولكن بيعوا من تمركم
ثم اشتروا هذا (4)
سمعت يوسف بن خليل يقول: سألت أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن
الحديثي عن مولده، فقال: وجدت بخط الوالد، كانت ولادة الولد أبى الحسن على
يوم الأربعاء بين صلاتي (5) الظهر والعصر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
أخبرني أبو الحسن بن القطيعي انه سمع أحمد بن طارق يقول: توجه أبو الحسن بن
المقدسي إلى بغداد فأدركه أجله بالموصل في شهر ربيع الاخر سنة ثمان وثمانين
وخمسمائة.
642 - علي بن أحمد بن محمد بن العباس، أبو الحسن العطار، المعروف بابن
الديناري:

(1) في (ب)، (ج): أبو منصور. في النسخ الحزاز.
(2) في الأصل، (ب): وبان.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 3 / 45.
(5) في (ج): من صلاتي.
113

سبط ابا عبد الله الحسين بن محمد بن المقدسي، امام مشهد أبى حنيفة، وهو أحد
الاخوة الأربعة ومحمود ومسعود من اهل باب الطاق، [و] (1) كان له دكان هناك
يبيع (2) فيه العطر، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وحدث باليسير، سمع
منه أصحابنا، وتوفى قبل طلبي للحديث (3)، وكان شيخا حسنا، لا بأس به
حدثني أبو عبد الله محمد بن (4) سعيد الحافظ قال: قرى على أبي الحسن علي بن
أحمد بن محمد بن الديناري العطار وانا اسمع بدكانه بسوق يحيى بباب الطاق وأخبرنا
أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت
بقراءتي عليهما قالوا جميعا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قراءة عليه،
أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الجوهري، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن حعفر
الخرقي (5)، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد يزيد الدقيقي، حدثنا حمدان بن
عمر، حدثنا عارم، حدثنا حماد بن يزيد عن أبان بن تغلب (6) عن الأعمش عن أبي
عمرو الشيباني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله (7).
سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: توفى أبو الحسن بن الديناري العطار في يوم
الجمعة ثاني جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، ودفن بالخيزرانية:
643 - علي بن أحمد بن مسلمة الشعيري، أبو الطيب (8) الشاعر
قرأت بخط أبى محمد عبد الغنى بن سعيد الأزدي البصري قال: أنبأنا أبو العباس
عبد العزيز بن عبد الله بن مسلمة الشعيري استحسنت عند أبي الطيب علي بن أحمد
ابن مسلمة (9) الشاعر قول امرئ القيس:

(1) ما بين المعوقتين سقط من الأصل، (ب)
(2) في (ب)، (ج): سمع.
(3) في (ج): طلبي الحديث.
(4) في (ج) زيادة: عبد الباقي.
(5) في الأصل: الخرفى وفى (ب): والخرفى.
(6) في (ج): ثعلب
(7) انظر الحديث في: المعجم الكبير 6 / 230، 17 / 227، 228. ومجمع الزوائد 1 / 166، 3 / 137.
وكشف الخفا 1 / 480، 481. والدرر المنتشرة 83.
(8) في (ج) زيادة: قول امرى القيس علي بن أحمد بن عمر.
(9) في النسخ: عمر.
114

الم تر أبى كلما جئت طارقا * وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
فقال لي: قد تجاوزت هذا المعنى إلى ما هو أحسن منه، قلت: وما هو؟ فقال:
قولي:
ان تأملتها تلألأت نورا * أو تنسمتها تضوعت طيبا
644 - علي بن أحمد بن مكي بن عبد الله الدينوري، أبو الحسن البزاز:
من اهل النهروان، قرأ القران ببغداد على أبي منصور الخياط، وسمع منه الحديث
ومن أبى الحسن بن العلاف وصحب محفوظ [بن أحمد] (1) الكلوذاني، ولم يكن له
أصل بما يسمع، روى عنه أبو سعد بن السمعاني وقال: مضيت إلى النهروان قاصدا
إليه وعلقت عنه اشعارا وكان شيخا صالحا قيما بكتاب الله تعالى.
645 - علي بن أحمد بن نصر، أبو الحسن الشاهد:
حدث عن أبي بكر أحمد بن عبد الله صاحب أبى صخرة، روى عنه عمر بن
إبراهيم العكبري.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أحمد بن عبد الجبار الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين محمد
ابن أحمد بن الأبنوسي (2) إذنا عن أبي حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله العكبري،
حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نصر الشاهد، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله
صاحب أبى صخر، حدثنا أبو حفص الفلاس، حدثنا أبو عاصم ويزيد بن هارون
قالا: حدثنا كهمس (3) بن الحسن عن عبد الله بن بريدة قال: شتم رجل ابن عباس،
فقال ابن عباس: تشتمني وفي ثلاث خصال، والله لأسمع بالغيث بالبلدة فأفرح به
وما لي بها سائمة (4) ولا راعية، وانى لأسمع بالحكم العدل بالبلدة فافرح به ولعلي لا
أقاضي إليه ابدا، وانى لامر بالآية من كتاب الله عز وجل فأتمنى ان كل من في
الأرض يعلم منها مثل ما علم.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصل، (ج) الأبنوس.
(3) في الأصل، (ب): كمس.
(4) من النسخ: باعيه.
115

646 - علي بن أحمد بن أبي نصر، أبو الهيجاء الهاشمي الحمامي، المعروف بابن
خليقان (1):
من ساكني نهر عيسى بالجانب الغربي، سمع كتاب الجامع الصحيح للبخاري من
أبى الوقت عبد الأول بن عيسى السخري وكان سماعه منه صحيحا، وكان بيده ثبت
بخط أبى الفضل بن شافع بذلك وادعى سماع غير ذلك منه، وروى شيئا عن شيوخ
محمد بن (2)، وظهر تخليطه (3)، ولم يكن يفهم هذا الشأن ولا له به عناية، بل كان
سيئ إلي الطريقة يلعب بالحمام، حدث باليسير، سمع منه أصحابنا ولم اجتمع به، وقد
أجاز لي جميع مروياته.
سئل الشريف أبو الهيجاء عن مولده فقال: في ليلة الأربعاء النصف من رجب سنة
ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفى يوم الثلاثاء غرة رجب سنة تسع وستمائة.
647 - علي بن أحمد بن وهب بن منارة الصافيونى أبو الحسن البزاز:
من ساكني دار النساسيري بباب الأزج، تفقه على الشيخ عبد القادر وصحبه مدة
حتى حصل طرفا صالحا من المذهب، وصار أحد المعيدين لدرسه وسمع الحديث
الكثير، ثم إنه بعد علو سنة ترك ذلك (4) وصار بزازا بخان السيدة (5) برحبة جامع
القصر عند باب العامة (6)، سمع أبوى الفضل محمد بن عمر (7) الأرموي ومحمد بن
ناصر بن محمد السلامي وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبا الوقت
عبد الأول بن عيسى السخري وجماعة غيرهم، كتبت عنه، وكان شيخا صالحا ورعا
عفيفا فاضلا، ساكتا على طريقة السلف، حافظا لكتاب الله، ثقة (8) صدوقا حسن
السمت.

(1) في (ج): خليفان.
(2) هكذا في الأصول.
(3) في (ب)، الأصل: طهر بخليطة.
(4) في (ج): ذاك.
(5) في (ب): السيد.
(6) في (ج): القيامة.
(7) في (ج): عمران.
(8) ثقة ساقطة من (ج).
116

أخبرنا علي بن أحمد بن وهب أبو الحسن البزاز بقراءتي عليه، أنبأنا القاضي أبو
الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد
ابن أحمد بن النقور، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، حدثنا أبو عبد الله احمد
ابن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا علي بن هاشم عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات صاحبكم فدعوه
[ولا تقعوا فيه] (1) (2).
سمعت أبا بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي يقول: كان الشيخ أبو الحسن بن
وهب صاحبا لوالدي وخصيصا به، وصار معيدا لدرسه وأثنى عليه كثيرا، وقال:
عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها، وكان متورعا دينا على طريق (3) حسنة،
قرأت بخط شيخنا عبد الرزاق: أبو الحسن بن وهب صحب والدي أربعين سنة
وكان مولده في سند عشرين وخمسمائة، وتوفي شيخنا أبو الحسن بن وهب يوم
الأربعاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة وتسعين وخمسمائة، ودفن من الغد
بباب حرب.
648 - علي بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن
عبد الصمد بن المهتدى بالله، أبو الحسن، المعروف بابن الفريق:
من اهل باب البصرة، تقدم ذكر والده، وهو من بيت مشهور بالعدالة والخطابة
والرواية، شهد عند قاضي القضاة أبى القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم السبت
مستهل شهر ربيع الاخر من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فقبل شهادته، وكان يتولى
الخطابة بجامع المنصور مدة ثم بجامع قصر دار الخلافة وسمع الحديث من جماعة، وما
أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال:
توفى الشريف الخطيب العدل أبو الحسن علي بن أحمد بن هبة الله (4) بن المهتدى

(1) ما بين المعقوفتين أضيف من مصادر الحديث.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3895. وسنن أبى داود 4899. وصحيح ابن حبان
1321، 1983. وإتحاف السادة المتقين 10 / 374.
(3) في (ج): طريقه.
(4) في النسخ: عبد الله.
117

بالله خطيب جامع القصر الشريف في عشية يوم الأحد ثامن عشر ربيع الاخر من سنة
خمس وثلاثين وخمسمائة، وصلى عليه يوم الاثنين تاسع عشر الشهر في جامع المنصور
قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي ودفن في مقبرة جامع المدينة، وكان جمعه متوفرا
649 - علي بن أحمد بن هشام، أبو الحسن الصخري (1)، صاحب الكرخي:
ذكره أبو أحمد العسكري في جملة مشايخه الذين نقل عنهم الأدب ببغداد، وقال:
قرأت عليه ما كان عنده من أخبار أبى العيناء.
650 - علي بن أحمد بن هلال بن عبد الباقي بن قرطاس، أبو الحسن
المستعمل، المعروف بابن القرشي (2)
من اهل الحربية، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد
ابن أحمد بن البناء وأبا محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وغيرهم، كتبت عنه،
وكان شيخا حسنا لا بأس به، كانت له ثروة حسنة، وكان يسافر في طلب الكسب
وقد تقدم ذكر والده في الأحمدين.
أخبرنا علي بن أحمد (3) بن هلال الحربي بقراءتي عليه، أنبأنا سعيد بن أحمد بن
الحسن بن البناء قراءة عليه عن أبي الحسن علي بن محمد بن الخطيب الأنباري، أنبأنا
أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش
إملاء، حدثنا أحمد بن حماد زغبة (4) يمصر. حدثنا ابن أبى مريم، حدثنا يحيى بن
أيوب، حدثني عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي امامة عن أبي
عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من (5) الصلوات
[الخمس] (6) صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة [في الجماعة]، وما احسب
[من] شهدها [منكم] الا مغفورا له (7).

(1) في (ج): الضميرى وفي (ب): الصمرى.
(2) في (ج): القريشي وفي الأصل: الفرسى.
(3) في (ج) بن محمد.
(4) حمال رغبة محرقة في الأصل، (ج)
(5) في النسخ: ما بين.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول في كل النص.
(7) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 2 / 168. والمعجم الكبير للطبراني 1 / 119. وكنز العمال
19315.
118

توفى أبو الحسن بن القريشي (1) في ليلة الأحد الثالث والعشرين من رجب سنة
عشر وستمائة ودفن من الغد بباب حرب
651 - علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن المؤمل (2)
ابن الوليد بن القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف، أبو الحسن بن أبي نصر القرشي الهكاري (3).
هكذا رأيت نسبه بخط أبى علي بن البرداني، كان بشيخ الاسلام، وكان
يسكن الهكارية، وهي جبال فوق الموصل فيها قرى، والقرية التي كان يسكنها تسمى
دارش، وقد ابتنى هناك أربطة ومواضع يأوى إليها الفقراء والمنقطعون إلى الله تعالى
سمع الحديث الكثير، وسافر في طلبه إلى البلاد، وجمع كتبا في السنة والزهد وفضائل
الاعمال.
ذكر أنه سمع بالموصل ابا جعفر محمد بن المحتاج المروزي الفقيه، [و] بحلب ابا
القاسم علي بن أحمد بن المظفر المقرئ، وبصيدا ابا محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن
جميع، وبصور ابا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان، وببيت المقدس ابا
بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب، وبالرملة ابا الحسن محمد بن الحسين بن
الترجمان، وبمصر ابا عبد الله محمد بن نظيف (4) الفراء وأبا القاسم هبة الله
ابن علي بن عبد الرحمن بن شامة (5) المعافري، وبمكة ابا الحسن محمد بن علي بن
صخر الأزدي وأبا منصور محمد بن أحمد بن ابا القاسم المقرئ، وببغداد أبوى القاسم
عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران والحسين بن أحمد بن محمد الشيرازي
المعروف بالصامت وأبا الحسن علي بن عمر بن القزويني وأبا بكر محمد بن علي بن
موسى الخياط المقرئ، وحدث بالكثير وانتقى عليه محمد بن طاهر المقرئ، وكان
الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات، ولم يكن حديثه يشبه (6) حديث اهل

(1) في الأصل: العرسي وفي (ج): العمرينى.
(2) في (ج): المأمون وفي الأصل: الماصون.
(3) في النسخ: الهكار.
(4) في الأصل: بن لطيف.
(5) في (ب): بن شامة.
(6) في الأصول: نسبه.
119

الصدق، وفي حديثه متون موضوعة مركبة على أسانيد صحيحة.
وقد رأيت بخط بعض أصحاب الحديث بأصبهان انه كان يضع الأحاديث
[بأصبهان] (1) قد تقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه أبو ياسين عبد الله بن محمد
البرداني وأبو علي بن البناء وابنه يحيى وأبو القاسم بن السمرقندي.
أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك الحافظ وعبد السلام بن علي بن
محمد الحمامي قالا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أنبأنا على
ابن أحمد بن يوسف الأموي القرشي الهكاري الزاهد المعروف بشيخ الاسلام قراءة
عليه وانا اسمع ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء بمصر،
حدثنا أبو الفوارس أحمد بن محمد الصابوني إملاء، حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى
المصري، حدثنا الشافعي، حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن العجلان عن القعقاع
ابن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: انما انا لكم مثل
الوالد، فإذا ذهب أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها لغائط ولا بول
وليستنج بثلاثة أحجار، ونهى عن الروث والرمة (2)
كتب إلى محمد ولامع ابنا احمد الصيدلاني ان يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن
إسحاق بن منده أخبرهما قال: علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري قدم علينا،
وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد [وهو] (3) مشهور معروف مذكر، أحد كبراء
التصوف.
كتب إلى محمد بن معمر القرشي ان ابا نصر اليونارتي الحافظ أخبره قال: علي بن
أحمد بن يوسف الهكاري قدم علينا اصبهان، روى عن ابن نظيف، ولم يرضه الشيخ
أبو بكر بن الخاضبة البغدادي فيما بلغني
أخبرنا القاضي أبو بكر بن الشيرازي بدمشق، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن
هبة الله الشافعي قال: علي بن أحمد يوسف الهكاري لم يكن موثقا. بلعني ان ابا

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
(2) انظر الحديث في: سنن أبى داود، كتاب الطهارة باب 4. وسنن النسائي 1 / 38. وسنن ابن
ماجة 313. والدارمي 1 / 173.
(3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصول.
120

بكر بن الخاضبة قصده لما قدم بغداد، فذكر له انه سمع من شيخ استنكر سماعه منه،
فسأله عن تاريخ سماعه منه، فذكر تاريخا متأخرا (1) عن (2) وفاة ذلك الشيخ، فقال
أبو بكر: هذا الشيخ يزعم أنه سمع منه بعد موته بمدة، وتركه وقام.
قرأت بخط أبى (3) الحسن الهكاري قال: سمعت الحديث ولى عشر سنين
ومولدي في شوال سنة تسع وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبى غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال: مات شيخ الاسلام
أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري في أول المحرم سنة ست وثمانين
وأربعمائة، ذكر ذلك لي ولده (4).
652 - علي بن أحمد بن يونس البغدادي
حدث عن حميد بن مسعدة الشامي البصري، روى عنه أبو بكر محمد (5) بن
العباس بن حماد البصري في كتاب فضيلة الفقراء إذا أحسنوا من جمعه.
قرأت على أبي.... (6) حامد بن الضرير المقرى بأصبهان عن أبي القاسم زهرا (7)
ابن طاهر الشحامي كتب عن أبي (8) روح ثابت بن محمد السعدي، أنبأنا والدي
أبو محمد محمد بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن العباس بن حماد
المصري (9)، أنبأنا علي بن أحمد بن يونس البغدادي، حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا
حصين ابن نمير الهمداني، حدثنا حمير بن قيس الرحبي، حدثنا عطاء عن ابن عمر عن
ابن مسعود رضى اله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى
يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه،

(1) في (ج): تاريخ من تأخر.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
بهامش الأصل، (ج): آخر الجزء من الأصل
(5) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(6) بياض في الأصول مكان النقط. (7) في النسخ: زاهد
(8) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل (9) في النص السابق: البصري.
121

ومن أين اكتسبه، وعن علمه ما ذا عمل فيه - أو قال -: ما ذا عمل فيما علم (1)
653 - علي بن أحمد، أبو الحسن الأنباري:
حكى عن يزيد بن هارون الواسطي، روى عنه نهشل بن دارم الدارمي.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن محمد بن عبيد الله بن الحسن الحداد،
أنبأنا يوسف بن محمد بن محمد الفقيه حدثنا أبو عصمة نوح بن نصر بن
محمد الفرغاني قال: سمعت الحافظ أب عبد الله الحافظ الوراق يقول: سمعت أبا الحسن
عبد الله بن موسى السلامي البغدادي يقول: سمعت نهشل بن دارم يقول: سمعت أبا
الحسين علي بن أحمد الأنباري يقول: قال يزيد بن هارون: لا يعجبني الصوفية رأيت
منهم أخلافا قبيحة، حسبك أن الناس كلهم يأكلون حتى يشبعون، وهم يأكلون حتى
يفيض طعامهم بأجوافهم.
654 - علي بن أحمد، أبو الحسن المطرز:
سكن تنيس من ديار مصر، وحدث بها عن أبي محمد عبد الله بن موسى بن شيبة
الأنصاري الحلواني، روى عنه أبو على عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أبي
الخضيب.
أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف عن ثعلب بن جعفر السراج قال: كتب إلى القاضي
أبو على يزيد بن أحمد بن أبي حيوة التنيسي، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله (2) بن
إسحاق بن جابر، حدثنا أبو على عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أبي الخضيب،
حدثنا علي بن أحمد أبو الحسن البغدادي المطرز بتنيس، حدثني عبد الله بن موسى بن
شيبة السلمي، حدثنا مصعب بن عبد الله النوفلي من آل نوفل بن الحارث بن عبد
المطلب عن ابن أبى ذئب عن صالح مولى التوامة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق خلقا للخلافة مسح على
ناصيته بيمينه (3).

(1) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2416، 2417.
(2) في (ب)، (ج): عبد الله.
(3) انظر الحديث في: تذكرة الموضوعات 183. وكنزية الشريعة 1 / 208. والفوائد المجموعة
488. وميزان الاعتدال 8565. ولسان الميزان 6 / 168.
122

655 - علي بن أحمد، أبو الحسن:
من اهل كرخ، يروى عن أبي الفضل العباس المقرى، روى عنه أبو عبد الله عبيد
الله بن محمد بن محمد بن حمدان (1) بن بطة العكبري.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبيد الله بن نصر، أنبأنا
علي بن أحمد بن محمد إذنا عن أبي عبد الله بن بطة، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد
الكرخي المجود، حدثنا أبو الفضل العباس بن يوسف المقرى، حدثنا محمد بن ماهان
السمسار، حدثنا عمير بن إبراهيم، حدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن (2) عبد
الواحد بن ميمون مولى عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى: من آذى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلى
عبدي بمثل ما افترضت عليه وانه ليتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به وعينه التي يبصر بها ويده التي يبطش بها، ان دعاني أحببته (3)،
وان سألني أعطيته، وما ترددت عن شئ أنا فاعله ترددي عن موت المؤمن يكره
الموت وأكره مساءته (4) ولابد له منه (5).
656 - علي بن أحمد، أبو الحسن العلوي:
حدث عن أبو القاسم، إسماعيل بن علي بن علي الذهلي وعبد الله بن القاسم
القرشي وأبى روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني والقاضي أبى القاسم علي بن محمد
ابن أبى الفهم التنوخي وأبى بكر محمد بن يحيى الصولي وأبى الحسن علي بن عبد الله
ابن مبشر الواسطي وأبى على محمد بن علي الرزدولي (6) وأبى عبد الكوفي ونصر بن أحمد
الخبزأرزى (7) وغيرهم، روى عنه عبد الله بن أحمد بن محمد الرزجاهي.
قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن

(1) في النسخ: بن أحمد.
(2) عن ساقطة من (ب).
(3) في (ب): أحبه.
(4) في الأصول: مسيره.
(5) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(6) في (ب)، (ج): الوزدولى.
(7) في النسخ: الخيزراني.
123

محمد البغدادي قال: كتب إلى إسماعيل بن عبد الله الساوي قال: قرأت على أبي
عمرو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد الرزجاهي فأقر به أنبأنا والدي في
سنة إحدى وستين وثلاثمائة، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي البغدادي، حدثني
أبو القاسم إسماعيل (1) بن علي بن علي بن رزين الذهلي عن أبيه عن عمه دعبل
ابن علي قال: دخلت أنا وصالح بن علي الهاشمي على (2) أبى نواس نعوده في مرضه
الذي مات فيه، فقال له صالح بن علي: يا أب على! تب إلى الله عز وجل فإنك في
أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا، فقال: أسندوني! أبا الله تخوفوني
وقد حدثني حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى اله عليه وسلم لكل نبي
شفاعة وانى اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، أفلا أكون منهم (3).
أنبأنا أبو عمرو الرزجاهي، أنشدنا والدي، أنشدني علي بن أحمد العلوي، أنشدني
نصر بن أحمد الخبزأرزى في السلى:
ضل من دنا وساس من بعد * ألا تكرهن على الهوى أحدا
قد أكبرت (4) حرا من ولد فإذا * نآى ولد فصل ولدا
قال: فأجازه أبو الحسن العلوي:
بل إن ذممت اليوم بعضهم * فاصبر فعلك ترتضيه غدا
واعلم بأنك لا ترى أحدا * لا تقصر في أخلاقه (5) أبدا
657 - علي بن أحمد، أبو القاسم البنى (6):
روى عنه حكاية رواها عنه الحسين بن صافي القاضي، تقدم ذكرها في ترجمة عبيد
الله بن محمد بن خلف.
658 - علي بن أحمد، أبو الحسن الصوفي الواسطي:

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ب): عن أبي نواس.
(3) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الايمان باب 86. وصحيح البخاري 8 / 82.
(4) في الأصل، (ج): اكسرت.
(5) في الأصل، (ج): لا نقص الخلافة.
(6) ما بين المعقوفتين بياض في الأصول.
124

حدث ببغداد عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأبى الحسن بن أبي
شيخ الرافعي، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف.
قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي منصور محمد بن عبد الملك بن
الحسن المقرى أن ابا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبره: أنبأنا أبو بكر محمد
ابن الحسين بن إبراهيم الخفاف بقراءتي عليه، حدثنا أبو الحسن على لن احمد الصوفي
الواسطي في مجلس ابن مالك القطيعي قال: سمعت أبا الحسن بن أبي شيخ الرافعي
بحران يقول سمعت يحيى بن معين يقول: معرفة قراه (1) والطعام مراضعة فانظر لمن
تراضع.
659 - علي بن أحمد، أبو الحسن الكلوذاني.
روى عن أبي محمد الحربي الصوفي شيئا من كلامه، روى عنه أبو عبد الله محمد
ابن عبد الله بن باكويه الشيرازي.
أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني بمرو، أنبأنا أبو نصر محمد
ابن منصور بن عبد الرحيم الخرضى، حدثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن
القشيري إملاء قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الكلوذاني يقول: سمعت أبا محمد
الحريري يقول: الجلوس بالمناصحة يفتح باب الفائدة، والجلوس بالمناظرة يغلق باب
الفائدة.
660 - علي بن أحمد بن الرواد:
حدث عن أبي العباس (2) إسحاق بن محمد بن مروان الغزال الكوفي، روى
عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني في كتاب أولاد المحدثين من جمعه.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي محمد بن السمرقندي أنبأنا القاضي أبو منصور
ابن سكرويه، أنبأنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا علي بن أحمد بن الرواد البغدادي
حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، حدثنا أبى، حدثنا أبى، حدثنا إبراهيم بن بكر عن مقاتل عن
نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لحد له ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.

(1) هكذا في النسخ.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
125

661 - علي بن أحمد، أبو الحسن الدريدي:
أصله من فارس، وكان وراقا لابي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، وإليه
صارت كتب ابن دريد بعد موته، روى كتاب الجمهرة لابن دريد عنه، رواه عنه
محمد بن أحمد بن فادم (1) وذكر أنه سمعه منه ببغداد في الجانب الشرقي بمربعة أبى
عبيد الله.
662 - علي بن أحمد، أبو الحسن السراج الصوفي، المعروف بغلام الشبلي:
حكى عن أبي بكر الشبلي وأبى محمد جعفر بن محمد بن نصر (2) الخلدي، روى
عنه علي بن شجاع المصقلي الأصبهاني.
كتب إلى أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن أبا على
الحسن بن أحمد الحداد أخبرهما عن أبي الحسن علي بن (3) شجاع بن محمد بن
علي بن المصقلي قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد السراج ببغداد يقول: سمعت
جعفر بن محمد بن (4) نصر الصوفي يقول: سئل أبو القاسم الجنيد بن محمد عن
التصوف، فقال: يا بنى إن التصوف على أربع: على العفو عند القدرة، والتواضع عند
الدولة، والنصيحة عند العداوة، والعطية بغير منة (5)
قال: وسمعت أبا الحسن علي بن أحمد السراج غلام الشبلي ببغداد يقول سمعت
الشبلي يقول وسئل عن هذه الآية (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) قال: أبصار
الرؤس عن المحارم، وأبصار القلوب عما سوى الله عز وجل.
قال: وسمعت أبا الحسن علي بن أحمد السراج غلام الشبلي ببغداد يقول سمعت
الشبلي يقول: دخلت على أستاذي الجنيد مسجد الشونيزية فوجدته منقبضا، فقلت:
ما لي أرى الأستاذ منقبضا؟ فقال: هل فيكم من يقول شيئا - وكان معي جماعة من
أصحابنا وكان فيهم فتى خراساني يحسن أن يقول شيئا، فأخذ في القول:

(1) في (ج): بن قادم.
(2) في الأنساب: بن نصير.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) في (ج): محمد بن جعفر.
(5) في الأصل، (ج): منية.
126

ولو أن لي في كل يوم وليلة * ثمانون بحرا من دموعي تدفن
لأفنيتها حتى ابتدأت بغيرها * وهذا قليل للفتى حين يعشق
فبكى جنيد وقال: هذا قليل للفتى حين (1) يعشق، فتواجدنا، وكان الجنيد
سكانا لم يتحرك الا انه كان يبكى ويقول: هذا قليل للفتى حين يعشق فلما كان
بعد ذلك وهدأ القوم وسكنوا سألت جنيدا وقلت: أخبرنا عن سكونك ووجودنا؟
فقال:
وجودي أن أغيب عن الوجود * لما يبدو على من الشهود
وما في الوجد لي فخر ولكن * فخرت بوجد من جود الوجود
663 - علي بن أحمد، أبو الحسن الخطيب الشروطي
من أهل عكبرا، حدث عن محمد بن أبي نصر الحميدي في كتاب تاريخ الأندلسي من
جمعه وقال: شاعر أديب، قدم الأندلس من بغداد.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم، أنبأنا أبو عبد الله
الحميدي قراءة عليه، أنشدني أبو محمد علي بن أحمد، أنشدني أبو الحسن الفخري
لنفسه:
الموت أولى بذي الآداب من أدب * يبغى به مكسبا من غير ذي أدب
ما قيل لي شاعر إلا امتغصت لها * حسب امتغاصي إذا نوديت باللقب
وما دها الشعر عندي سحف منزله * بل سحف دهر بأهل الفضل منقلب
صناعة هان عند الناس صاحبها *...... (2) مرجو ومرتقب
يرجى رضاه ويخشى منه بادرة (3) * أبقى على حقب الدنيا من الحقب

(1) في الأصل، (ب): حتى.
(2) في (ج): نادرة.
(3) بياض في الأصول مكان النقط.
127

إذا جهلن مكان الشعر من شرف * فأي مأثرة أبقيت للعرب
665 - علي بن أحمد، أبو الحسن النشابي الكاتب
من ساكني دار الرقيق، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي
وأبا محمد عبد الله بن إبراهيم (1) بن أيوب بن ماسي البزاز وغيرهما، ذكره أبو
على الحسن بن أحمد بن البناء في مشيخته، وذكر أنه سمع منه في سنة ست عشرة
وأربعمائة.
666 - علي بن أحمد، أبو الحسن الهمداني:
حكى عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ، روى عنه أبو علي بن
البناء في مشيخته، وذكر أنه كان جارهم بسوق السلاح.
أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن يحيى بن عثمان بن الشواء الفقيه
أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه قال: قال لنا أبو الحسن علي بن أحمد
الهمداني: كنت ملازما لابي الحسين بن سمعون الواعظ فانقطعت عنه لشغل
عرض لي، فلما مضيت إليه قال: أنشد أبو بكر محمد بن علي الصيدلاني:
تدنو الديار وأنت تبعد جاهدا * فالدهر ينصفني وأنت الظالم
وإذا تباعدت اعتللت ببعدها * فالبعد يقتلني وقلبك سالم
فمتى ينال العدل عندك طالب * أنت المنى به وأنت الحاكم
667 - علي بن أحمد، أبو الحسن السهروردي:
ذكره أبو علي بن البناء في مشيخته وقال: قدم إلى مسجد شيخنا ابن الحمامي
للقراءة عليه، كان فاضلا، وسمعنا منه ديوان التهامي.
أنبأنا سعيد بن محمد الموصلي عن أبي غالب احمد ويحيى ابني أبى علي بن البناء
قالا: أنشدنا والدنا، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد السهروردي، أنشدنا التهامي من
قصيدة:

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
128

تنافس في الدنيا غرورا وإنما * قصارى غناها أن تؤل إلى الفقر
وإنا لفي الدنيا كركب سفينة * نظن وقوفا والزمان بنا يجرى
طويت الليالي والليالي من أجل * إلى أجل تسرى إلى كما تسرى
وأفنيت أياما فنيت بمرها * وغاية من يفنى ويفنى إلى قدر
أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر عن يحيى بن عثمان الفقيه، أنبأنا أبو على
ابن البناء، أنبأنا علي بن أحمد السهروردي أن أبا (1) القاسم تقدم إلى بعض
أصحابنا به لينفذ له حمارا يركبه ويمضى إلى املاك فأنفذ الحمار بلا سرج، فكتب إليه:
كتبت إليك في امر مهم * أردت بما أردت به رواجه
فجدت (2) ببعضه وتركت بعضا * ومن حق المقصر أن يواجه
جزاك الله عنا نصف خير * فإنك قد مننت بنصف حاجه
وأنشدنا علي بن أحمد السهروردي أيضا ممن يصل بالرقاع ولا يؤخذ بها انتفاع:
إذا كانت صلاتكم رقاعا * بخطط بالأنامل والأكف
ولم تكن الرقاع تجر نفعا * فها خطى خذوه بألف ألف
668 - علي بن أحمد، أبو الحسن بن الدهان:
روى عن أبي احمد عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري المقرى، روى عنه أبو
الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وذكر أنه سمع منه في شوال سنة ثمان وثلاثين
وأربعمائة.
669 - علي بن أحمد، أبو الحسن الكاتب:
حدث بشئ يسير عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المحبر وغيره، ذكره
أبو الفضل بن خيرون فيما رأيته بخطه، وذكر أنه توفى سنة أربعين وأربعمائة.
670 - علي بن أحمد أبو القاسم المالحاني:
ذكر أبو محمد بن الخاضبة أنه سمع منه في كتاب هبات الكتابة لابي طاهر بن أبي

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(2) في (ب)، (ج): فحدث.
129

هاشم المقرئ بروايته عن أبي الحسن علي بن أحمد بن (1) عمر بن الحمامي
المقرئ.
671 - علي بن أحمد، أبو الحسن العطار.
روى عن أبي الحسن محمد بن محمد بن البصروي الشاعر شيئا من شعره، روى
عنه ابن كادش.
قرأت على عائشة بنت أبى المظفر الواعظ عن أبي محمد الخشاب النحوي، أنبأنا
العز محمد (2) بن عبيد الله بن كادش، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد العطار،
أنشدني أبو الحسن البصروي لنفسه:
ماطل هواك لعن قليل تصبر * واجهد بعين الفضل إنك تبصر
واعلم بأنك قد ملكت محجة * في مثلها تكبو الجواد وتعثر
ملكت نفسك وهي نفس حرة * وتركت رقك عند من لا يذكر
واعلم بأن الغدر فيه سجية * مطبوعة والطبع لا يتغير
الفراق ولا تقل * لا قدرة عندي بأنك تقدر
إن لم بغيرك الزمان بسلوة * فاثبت فأسباب الهوى تتغير
672 - علي بن أحمد، أبو الحسن الشيرازي الزاهد:
حدث ببغداد برسالة الحسن البصري إلى عبد الرحيم بن أنس المجاور بمكة، وسمعها
منه وكتبها عنه الجنيد بن يعقوب الجيلي (3) نزيل بغداد في شوال سنة إحدى وتسعين
وأربعمائة.
673 - علي بن أحمد، البسطامي، أبو الحسن الصوفي:
نزل بغداد واستوطنها، وكان يسكن برباط أبى الغنائم بن المحليان على شاطئ
دجلة بالجانب الغربي، وكان يتولى خدمة الصوفية به، فعرف الموضع به إلى يومنا
هذا، روى عنه محمد بن طاهر المقدسي حكايات.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في النسخ احمد.
(3) في (ج): الحنبلي.
130

أنبأنا أبو القاسم البقال عن محمد بن طاهر المقدسي سمعت أبا الحسن البسطامي
خادم الصوفية ببغداد يقول: كان سبب إقامتي ببغداد أنى تزوجت امرأة بغزنة كبيرة
السن قد نيفت على السبعين، وكنت أنا في حدود نيف وعشرين سنة، فلما دخلت
عليها قالت لي: هذه الدار وجميع ما فيها من الآلة لك - وكان لها جوار عدة
قوالات (1) يخرجن إلى الأعراس وغيرها وكان لها ثروة حسنة - كل هذا بحكمك (2)
افعل فيه ما تشاء، غير هذا الكنف (3)، فإني لا آذن لك فيه! فقلت في نفسي: وما
عسى أن يكون في هذا الكنف، ثم طالبتني نفسي به، فلما كان في بعض الأيام
خرجت مع جواريها إلى دور بعض المحتشمين بغزنة لعرس، أغلقت الباب وفتحت
الكنف فإذا فيه قطعيات من خرق الصوفية، فندمت على خيانتي لها فنفضت الكنف
فوقع من أسفله حرز ففتحه فإذا فيه مكتوب: فلان بن فلان تزوجته بالبلد (4)
الفلاني، مات بالبلد الفلاني - حتى عددت قريبا من سبعين رجلا ممن مات فيها
معها، فقلت: يا أبا لحسن عن قليل يصير اسمك في التذكرة، خرجت وغلقت الباب
وسلمت مفتاح الدار إلى بعض المعارف، ولم أنم تلك الليلة إلا على رأس الحد وهو
عشرون فرسخا، ولم أتوقف في موضع من فزعي منها حتى دخلت بغداد، وكنت
أسأل كل من يأتي من هناك عنها وأنا خائف حتى خبرت بعد مدة بموتها فآمنت
وطابت نفسي.
قال: وسمعت أب الحسن البسطامي يقول: كتب (5) في حقي قصة ورفعت إلى
الخليفة المقتدى بأمر الله يذكر فيها أن البسطامي تزهد ولبس الصوف وترك أكل
الطيبات، فإذا خلا في بيته لبس الكتان الرومي وأكل الدجاج المسمن وحلوى السكر
ويتمتع بجوار له حسان، فكتب المقتدى على ظهر القصة: يجوز جميع ذلك في الشرع.
قرأت في كتاب التاريخ لابي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال: سنة
ثلاث وتسعين وأربعمائة في آخر شعبان كان علا روفا (6) فمات فيه ببغداد أبو

(1) في الأصل: فرالات.
(2) في (ب): يحلمك.
(3) في (ب): الكيف في كل المواضع.
(4) في الأصل: بالبلاد.
(5) في الأصل، (ب): كنت.
(6) هكذا في الأصول.
131

الحسن البسطامي الصوفي، وكان لباسه الصوف صيفا وشتاء، ورباطه على نهر
دجلة (1) ونهر عيسى معروف، بناه أبو الغنائم بن المحليان، وخلف أربعة آلاف دينار
مدفونة.
674 - علي بن أحمد، أبو غالب الأنماطي:
من أهل البصرة، قدم بغداد وأقام بها مدة وحدث باليسير عن أبي عمر الحسن
ابن علي بن غسان البصري، سمع منه أبو الفضائل عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد
الباقي بن الخاضبة وسعد الله بن علي بن طاهر الدقاق المقرئ.
675 - علي بن أحمد، أبو نصر البغدادي:
من أهل باب المراتب، سمع أبا الحسن بن أحمد بن عبد الله البناء، وحدث
باليسير، سمع منه أبو الحسن علي بن أبي سعيد (2) الخباز وابن أخيه أبو بكر وكيع بن
إبراهيم الأزجيان في مسجده بباب المراتب في السادس عشر من ذي الحجة سنة اثنتى
عشرة وخمسمائة.
قرأت على عائشة بنت محمد الواعظ عن أبي الحسن علي بن أبي سعيد الخباز
أنبأنا أبو نصر علي بن أحمد البغدادي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد
البناء بقراءة أبى عبد الله الحميدي قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة سبعين
وأربعمائة وأنبأنا أحمد بن يحيى بن بركة البزاز من أصل سماعه الصحيح، أنبأنا أبو
منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي
الخياط، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست قالا: أنبأنا الحسين بن صفوان،
حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري، حدثنا فضل
ابن سليمان، حدثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه - قال: وكان أبى ممن
صحب النبي صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله (ص) أتاهم في بنى ظفر فجلس على الصخرة التي في
مجلس بنى ظفر اليوم ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس من أصحابه، فأمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم قارئا فقرأ فأتى على هذه الآية (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا
بك على هؤلاء شهيدا) فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اضطرب لحياه وجنباه، ثم قال:

(1) في الأصول: دجلة نهر
(2) في (ب): أبى سعد.
132

يا رب! هذا شهادت على من أنا بين ظهرية فكيف من لم أره (1)
676 - علي بن أحمد، أبو الحسن الضرير المقرئ
من شيوخ أبى بكر بن كامل، روى عنه في معجم شيوخه، أنبأنا من الشعر لغيره.
677 - علي بن أبي الأزهر بن علي بن أبي خليفة، أبو الحسن العطار:
من اهل الحربية، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وغيره، كتبت
عنه وكان شيخا لا بأس به
أخبرنا علي بن أبي الأزهر العطار، أنبأنا سعيد بن أحمد البناء، أنبأنا عاصم بن
الحسن، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد الواعظ، حدثنا أبو عمر حمزة بن
القاسم بن عبد العزيز الامام، حدثنا العباس بن عبد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن
المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم عبد الرحيم (2) بن ميمون عن
سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك اللباس
تواضعا لله عز وجل وهو يقدر عليه دعاه الله عز وجل يوم القيامة على رؤس
الخلائق حتى يخيره من أي حلل الايمان شاء (3).
توفى علي بن أبي الأزهر في يوم الخميس الثامن عشر من ربيع الأول سنة ثمان
وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين.
678 - علي بن أسامة، أبو الحسن العلوي الضرير:
من اهل واسط، شاعر حسن الشعر، قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا الفرج محمد
ابن عبد الله بن رئيس الرؤساء.
فمن قوله قيه - وقد أجاد - نقلته من خط شيخنا أبى سعد الحسن بن محمد بن
الحسن بن حمدون من مجموع له، حدثنا عضد الدين، حدثنا محمد حدثنا بن صان

(1) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 7 / 40. وإتحاف السادة المتقين 6 / 551. والدر المنثور
2 / 163.
(2) في السنن: عبد الرحمن.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2481. والسنن الكبرى للبيهقي 3 / 273. ومسند أحمد
3 / 439.
133

ملكا (1) وسيد الأمراء:
بشرت بالسعد ما أتى بشر * إليك إلا أو سعة بشرا
طويت عرضا مظهرا بك أن * فض بسقيا من نشره نشرا
عمرت يا عامر البلاد لقد * فضلت زيدا وقبله عمرا
كفك قد أنفس الأنام لما * بمطر جودا من سحبه غمرا
كم بدل المعسرين يسرا وكم * فك بمعروف جوده أسرا
رفقت بكرا إليك ماهرة * تطلب عن حق مهرها مهرا
فاقبل على نظمها بعزتك ال‍ * - غراء واخذل عدوك الغرا
679 - علي بن إسحاق بن شاذان، أبو الحسن البناء:
حدث عن محمد بن الحجاج الضبي الكوفي وأبى الحسن علي بن إشكاب وأبى
بكر محمد بن الفرج الأزرق وعبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن اللخمي وبنان بن
يحيى بن زياد، روى عنه أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقى
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي الشاهد أن إبراهيم بن عمر
البرمكي أخبره أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقي قراءة عليه، حدثنا
علي بن إسحاق بن شادن البناء أبو الحسن، حدثنا محمد بن الحجاج الضبي الكوفي،
حدثنا محمد بن سعيد بن أبية (2) الأعمش عن صفوان بن سليم عن سليم عن سعيد
عن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن المرء على دين خليله
فلينظر أحدكم من يخلل (3)
680 - علي بن أسعد بن رمضان، أبو الحسن الخياط:
من أهل قرية تعرف بالأشنان قريبة من بغداد، سكن باب الأزج، سمع أبا الفتح
محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيره، وحدث باليسير ولا أعرفه.
حدثني محمد بن النفيس بن صحب الأزجي، أنبأنا أبو الحسن علي بن أسعد بن

(1) هكذا في الأصول.
(2) هكذا في الأصول.
(3) انظر الحديث في: الترمذي 2378. ومسند أحمد 2 / 303، 334.
134

رمضان الخياط الأشناني وأنبأنا أحمد بن أحمد بن أحمد أبو العباس الشاهد قالا: أنبأنا
أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءة عليه، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا
أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي، أنبأنا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس
قرئ على أبي محمد يحيى بن محمد وأنا أسمع قيل له حدثكم إسحاق بن شاهين (1)
حدثنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى
أضيق الطريق (2).
توفى علي بن أسعد في يوم الجمعة سادس شهر ربى الأول من سنة اثنتين وثمانين
و... (3) ودفن بباب حرب.
681 - علي بن إسماعيل بن بادكين الجوهري، أبو الحسن، المعروف بعلم
الدين الركابدار العضدي:
كان شابا ذكيا حسن الخلق أديبا فاضلا بارعا، حفظ القرآن الكريم وقرأ الأدب
وقال الشعر الجيد، قرأ العلوم الرياضية.
قرأت على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي بن الخضر بن أبي الفتوح
عبد السلام بن يوسف بن مقلد الدمشقي، أنبأنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن
بادكين الجوهري - شاب مطبوع - أنشدني لنفسه:
صرمتم حبالي حين واصلت حبلكم * وأسكرتموني إذا صحوتم من الوجد
فلا تحسبوا أنى تغيرت بعدكم * عن العهد لا كان المغير للعهد
غرامي غرامي والهوى ذلك الهوى * ووجدي بكم وجدي وودى لكم ودى
وليس محبا من يدوم وفاؤه * مع الوصل ولكن من يدوم مع الصد
فيا كبدي الحرى لذي سخط ولرضا * ويا مقلتي العبرى على القرب والبعد
تمر الليالي والسنون وتنقضي * ولا ينقضى بثي ولا ينقضى عدى

(1) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب السلام باب 4. وسنن أبى داود، كتاب الأدب باب
37. وفتح الباري 11 / 39.
(3) مكان النقط بياض في الأصول.
135

تضوع أنفاسي بطيب حديثهم * كأن أحاديث الهوى نفس الزبد
وأهيف معسول الفكاهة واللمى * مليح التثني والشمائل والقد
به ري عيني وهو ظام إلى دمى * فخدي له ورد ومن خده وردى
وإني خليق بالجميل وفعله * كريم الهوى عذب الخليقة والورد
أجور وعندي زاجر من خصاصه * وأسمع بالجدوى وأبخل بالردى
وأصفح عن ذنب المسمى إذا هما * وأسمو عن الخلق الذميمة والحقد
قرأت في كتاب خريدة القصر في جريدة شعراء العصر لابي عبد الله محمد بن
محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه، قال: علم الدين على
ابن إسماعيل الجوهري علم في العلم والذكاء والفهم، بارع في علم الهندسة
والرياضيات، فارع ذروة العلوم الدينيات من ظرفاء بغداد وفضلائها ومميزها
وكرمائها ونبلائها، وقد تأكدت بيني وبينه صداقة صادقة وأخوة صافية موافقة، وبيننا
مراسلات في الشوق، وإخوانيات يقطر منها ماء الصفاء ويوضئ بزهرها روض
الوفاء، وله نظم برق وبروق، ونثر يدق معناه ويفوق، وهو مقطع غير مقصد، فلله
دره من مقتصر على الجيد مقتصد، فمن ذلك قوله:
تحسن بأفعالك الصالحات * ولا تعجبن بحسن بديع
فحسن النساء جمال الوجوه * وحسن الرجال جميل الصنيع
قال: ومن قوله وقد غنى عنده:
فتشوا لي قلبا فقد ضاع قلبي * وأروني صبرا فقد عز صبير
فقال:
وعيون سود رمت فؤادي * بسهام من القسي الحصري
وخدود حمر أذقن حشاي * بحفاها طعم المنايا الحمر
وامتلأ الازار مال (1) على ضعفي * وسكر الأعطاف أوجب شكري
هذه كلها محاسن دنياي * وأقصى سؤلي وأفراح دهري
ذكر أبو شجاع محمد بن علي بن شعيب بن الدهان المنجم في تاريخه ونقلته من

(1) هكذا في الأصول.
136

خطه أن العلم الجوهري (1) مات ببغداد في سنة سبع وسبعين وخمسمائة دحمه
الله.
682 - علي بن إسماعيل بن الحسن البصري القطان، ويعرف بالخاشع:
قرأ بمكة على أبي بكر محمد بن عيسى بن بندار الجصاص المقرئ، وبأنطاكية على أبي
إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق (2) العجلي، وقرأ على أبي
عبد الله محمد بن عبد العزيز الصباغ البزاز وأبى الحسن أحمد بن محمد بن عبد
الرحمن بن هارون المعروف بابن نضرة وأبى عبد الله بن محمد الهاشمي وأبى بكر محمد بن
الحسن وأخيه الحسين بن الحسن وأبى عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الرازي
المقرئ قراءة عليه، وروى عنه سماعا وتلاوة أبو بكر محمد بن عمر بن موسى بن زلال
النهاوندي الأهوازي، وذكر أنه قرأ عليه ببغداد في قطيعة الربيع سنة ست وثمانين
وثلاثمائة.
683 - علي بن إسماعيل بن محمد، أبو الحسن الصفار:
حدث عن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق، روى عنه أبو بكر محمد
ابن إبراهيم بن علي العطار الأصبهاني مستملى أبى نعيم الحافظ.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بن أبي طاهر المؤذن بأصبهان، أنبأنا
إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي العطار
حدثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد الصفار ببغداد، أنبأنا أبو بكر محمد بن
إسماعيل الوراق حدثني أحمد بن عيسى بن محمد بن الحكم المقرئ أنبأنا محمد بن
هارون بن عيسى الهاشمي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن هارون بن أبي حميد المؤذن
حدثنا يحيى بن أكثم القاضي قال: كنا عند أمير المؤمنين فقال (3) حدثني مسعدة
ابن البيع عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(2) الحسن بن عبد الرزاق ساقطة من (ج).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
137

أهل الجنازة أجرا أكثر هم (1) فيه ذكرا، ومن لم يجلس حتى توضع، وأوفاهم مكيالا
من حثا عليها ثلاثا (2). قال يحيى قلت: يا أمير المؤمنين! لا والله ما سمعت هذا إلا
من أمير المؤمنين، وما سمعت منذ مدة حديثا أغرب ولا أحسن من هذا إنه يستحق أن
يكتب بالذهب.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: سنة ثلاثين وأربعمائة أبو الحسن علي بن
إسماعيل بن محمد الصفار - يعنى مات، سمعت منه عن ابن إسماعيل الوراق.
684 - علي بن إسماعيل، أبو الوزير الصوفي:
روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهنم الهمداني وأبو سعد أحمد بن
محمد بن أحمد الماليني.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن غلى بن الحسن بن هبة الله الشافعي، حدثنا أبو
الفتح نصر الله بن الفقيه، أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي الشافعي
أنبأنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم الفارقي المعروف بابن الصواف بها، أنبأنا أبو سعد
أحمد بن محمد بن أحمد بن الخليل الماليني قال: سمعت أبا الوزير علي بن إسماعيل
الصوفي ببغداد يقول: سمعت محمد بن إسماعيل بن علي يقول عن أبيه أنه قيل له: ما
ألذ الأشياء؟ قال: ممازحة محبوب، ومحادثة إخوان في الله عز وجل، وأماني تقطع بها
زمانك، وما من لذة إلا والافضال على الاخوان ألذ منه.
685 - علي بن إسماعيل الديلمي، أبو الحسن العتكي المؤيدي:
حدث عن أبي بكر محمد بن مأمون بن علي بن إبراهيم المتولي وروحك بنت أبى
القاسم عبد العزيز بن عبد الرحمن الصفار النيسابوري، روى عنه أبو بكر المبارك بن
كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه.
قرأت في كتاب ابن كامل بخطه وأنبأنا ابنه يوسف عنه، أنبأنا أبو الحسن علي بن
إسماعيل المؤيدي الديلمي في شهر ربى الاخر سنة عشرين وخمسمائة، أنبأنا أبو بكر

(1) في (ج) أكبرهم.
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 42349.
138

محمد بن مأمون بن علي بن إبراهيم بن سباح المتولي، حدثنا أبو الحسن على بن محمد
ابن عثمان المقرئ، حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ، حدثنا أحمد بن زيد
البصري، أنبأنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
رأيت المسك في مفرق رسول الله صلى الله على وسلم وما كنا نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظلمة الليل
إلا بالغالية في لحيته.
679 - علي بن أفلح بن محمد، أبو القاسم العبسي:
كاتب أديب فاضل علم كامل شاعر مجيد مترسل بليغ، له ديوان شعر ورسائل،
ويكتب خطا حسنا، وقد أكثر القول في الغزل والمديح وسائر الفنون فأحسن، ثم
تعدى ذلك إلى هجو الناس والنكث لاعراضهم والوقيعة فيها بأكثر من ذلك حتى
أوجب له مقتا من الناس، وخاف من جماعة من الصدور فخرج من بغداد هاربا إلى
الشام، واتصل بملوكها واستشفع بهم إلى الديوان في رده إلى وطنه، فشفعوا فيه إلى
الامام المسترشد بالله، فأجابهم إلى ذلك وقبله فعاد إلى بغداد وأقام بها إلى حين
وفاته.
أنبأنا أبو الغنائم سعيد بن حمزة بن أحمد بن شارح الكاتب قال: سمعت أبا القاسم
ابن أفلح ينشد والدي لنفسه بدارنا:
ما بعد حلوان المشتاق سلوان * عن العزاء وبان الصبر قد بانوا
دعني وتسكاب دمعي من مدامعه * فللشؤون ولى من بعدهم شأن
ما العيش من بعدهم مما ألذ به * أنى يلذ بغير النوم وسنان
هم الحياة وقد بانوا الغداة فهل * يصح بعد ذهاب النفس جثمان
يا صاحبي أقلا من ملامكما * فإن لومكما ظلم وعدوان
أين الشجى من خلى ما أحب ولا * هاجت له بنوى الأحباب أشجان
قرأت على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي القرشي عن أبيه أنشدنا أبو
المعالي سعد بن علي بن القاسم بن علي الحارثي، أنشدنا أبو القاسم علي بن أفلح
العبسي لنفسه:
أستغفر الله من نظم القريض فقد * أقلعت عنه فما لي فيه من أرب
139

إذ لست أنفك في نظيمه في فرع * أمسى ينغض عندي لذة الأدب
إذا صدقت بهجوي الناس خفتهم * وان مدحت خشيت الله في الأدب
قال: وأنشدنا ابن أفلح لنفسه:
لما أتاني بها المدير على * عاتقه من شعاعها ألق
حسوتها مسرعا مخافة أن * يلبث في راحتي فتحترق
قال: وأنشدنا ابن أفلح لنفسه:
قالوا انحنى كبرا فقلت سفاهة * لمقال من لم يتئد في قيله
سكن الحبيب شغاف قلبي ثاويا * فحنوت منعكفا على تقبيله
وأنشدنا ابن أفلح لنفسه:
لله أحباب نأت بهم * أيدي النوى ففراقهم جلل
بعدوا فدمع العين منهمل * ونأوا فنار الشوق تشتعل
هذا وما بعدت مسافتهم * إذ قربوا للبن واحتملوا
رحلوا (1) وألفوا ونووا * فكأنهم رحلوا وما رحلوا
قال: وأنشدني ابن أفلح لنفسه:
لا غرو من جزعي لبينهم * يوم النوى وأناخوا أنفسهم (2)
فالقوس من خشب ثان إذا * ما كلفوها فرقة السهم
قرأت على أحمد بن الحسين بن أحمد بن أحمد السلمي بدمشق عن جده احمد
أنشدني أبو المعالي سعد بن علي الحظيري أنشدني الرئيس أبو القاسم علي بن أفلح
لنفسه:
كم إلى كم يكون هذا التجنى * كل يوم تعبت منك بعيني
ما تحيلت في رضاك وما * لفت بفن إلا سخطت بفن
لست تصغي إلى هداية نصحي * أنت أهدى إلى صلاحك منى

(1) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل، (ب)
(2) هكذا في الأصول.
140

ما أتاني الغرام فيك بأمري * وكذا لا يجئ السلو بإذني
قال: وأنشدني ابن أفلح (1):
هذه الخيف وهاتيك منى * فترفق أيها الحادي بنا
واحبس الركب علينا ساعة * نندب الربع ونبكي الدمنا
فلذا الموقف أعدنا الأسى * ولذا الدمن (2) الدموع تقتنا
زمنا كانوا وكنا جيرة * يا أعاد الله ذاك الزمنا
بيننا يوم أثيلات النقا * كان عن (3) غير تراض بيننا
آه من ريم كجبل طرفه * بين عينيه نصال وقنا
سكن القلب فمن هيجه * بتباريح الجوى ما سكنا
ترك الجاني لم يعرض له * وابتلى ظلما بريا ما جنا
قرأت على يوسف بن جبريل السني (4) بالقاهرة عن أبي البركات محمد بن علي
الأنصاري أنشدني القاضي أبو العباس أحمد بن الشهرزوري بدمشق.
أنشدنا الأديب أبو القاسم علي بن أفلح العبسي لنفسه ببغداد: يا هلا لا كلما لاح * خبا ضوء الهلال
وقضيبا كقضيب * البان نرجس اعتدال
يا لذي حكم ألحاظك * في نفسي ومالي
رق للعبد فأفعالك * أفعال الموالى
ليحبنك رجال * لست من تلك الرجال
لا تردني فوق ما بي * من غرام وخبال
وأنشدنا أبو القاسم علي بن أفلح ببغداد:
أيها المالك رقى * قد تجافيت طويلا
بالذي يبقيك إلا * ما تعطفت قليلا

(1) في النسخ: مفلح.
(2) في النسخ: اليوم.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(4) في الأصل، (ج): النسبي وفي (ب): النس.
141

إن أكن أذنب ذنبا * فاصفح الصفح الجميلا
أنا عبد ذل فارحم * سيدي عبدا ذليلا
أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال:
وفي يوم الخميس ثاني شعبان من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة توفي أبو القاسم بن
أفلح الشاعر، ذكر غير صدقة أنه دفن بمقابر قريش، وكان مولده في سنة ثلاث
وأربعين وأربعمائة.
687 - علي بن الأنجب بن أبي البقاء بن التقى (1) العلوي الحسنى، أبو
الحسن:
من أهل واسط، قرأ القرآن محمد بن أحمد الماندائي، وقدم علينا بغداد، ونزل
بالمدرسة الجهنية بالجانب الغربي، تفقه على شيخنا علي بن على الفارقي، وسمع معنا
على أبوى الفرج بن كليب وابن الجوازي، ثم رتب إماما بالمسجد الجديد عند سوق
العميد، وقد حدث بيسير، سمع منه آحاد الطلبة، وهو كريم الاخلاق لطيف الطبع
ظاهر السكون من أهل الصلاح.
688 - علي بن الأنجب بن ما شاء الله، بن الحسين (2) بن عبد الله بن عبيد
الله (3) الجصاص الفقيه، أبو الحسن الحنبلي:
من ساكني المأمونية، حفظ القرآن الكريم وجود قراءته، وتفقه على أبي الفتح بن
المنى، وتكلم في مسائل الخلاف، وقرأ الأدب، وكتب خطا حسنا، وسمع الحديث من
أبى الفتح بن شاتيل فمن بعده، وذكر لنا أنه سمع من الكاتبة شهدة ومن عبد الحق بن
يوسف، وسافر إلى واسط وقرأ بها القرآن على أبي بكر بن الباقلاني، وسمع الحديث
من أبى الفرج بن نغوبا وغيره، علقنا عنه شيئا يسيرا من الحديث والأناشيد، وهو
فاضل كبير المحفوظ دمث الاخلاق مليح المحاورة (4) لطيف الطبع ظريف.
.

(1) في (ج): البغي.
(2) في الأصول: أبو الحسن.
(3) في الشذرات: عبد الله.
(4) في (ج): المجاورة
142

قرأ علي بن الأنجب بن ما شاء الله وأنا أسمع قيل له: أخبرك أبو الفرج أحمد بن
المبارك بن الحسين بن نغوبا بقراءتك عليه بواسط، أنبأنا أبو الكرام خميس بن علي بن
أحمد الجوزي، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخطاب الفرضي وأبو تمام محمد بن
عبد الكريم بن أبي زنيقة قالا: أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله القصاب، حدثنا أبو
بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي، حدثنا
يزيد بن هارون، حدثنا شعبة عن إسماعيل بن رجا عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود
البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله عز
وجل وأحزمهم قراءة فإن كانت قراءتهم سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانت هجرتهم
سواء فأكبرهم سنا، ولا يوم رجل في بيته ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته في
بيته (1) إلا بإذنه أو حتى يأذن به (2).
سألت ابن الجصاص عن مولده، فقال: في أول سنة ست وستين وخمسمائة، وتوفي
ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأول (3) من سنة اثنتين وأربعين وستمائة،
ودفن من الغد بباب حرب.
689 - علي بن أنوشكتكين بن عبد الله، أبو الحسن الجوهري:
من ساكني در كاه خاتون بباب الحرم من دار الخلافة، كان يبيع الجوهر ثم كبر
وأسن فانقطع في منزله، سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وأبا طالب
عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهما، روى لنا عنه أبو محمد عبد
العزيز بن محمود بن الأخضر وعبد الرحمن بن عمر بن الغزال وأبو الفتح محمد بن
عيسى بن بركة الجصاص.
أخبرنا عبد الرحمن بن الغزال، أنبأنا أبو الحسن علي بن أنوشتكين الجوهري وكان
شيخا صالحا، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، أنبأنا أبو محمد الحسن
ابن علي الجوهري، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ماهيزد الأصبهاني، حدثنا أبو
الحسن عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة بن حميد عن موسى بن أنس عن

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
(2) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(3) في الأصل، (ب): جمادى الأول.
143

أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم
من واد ولا أنفقتم من نفقة إلا وهم معكم فيه قالوا: يا رسول الله! وكيف
يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: حبسهم العذر (1).
قرأت بخط محمد بن محمد بن الحراني الشاهد قال: توفي علي بن انوشتكين
الجوهري في يوم الجمعة سابع عشري رجب من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، ودفن
يوم البت بباب أبرز.
690 - علي بن بدر بن عبد الله العطاردي، أبو الحسن الكاتب.
كان والده من موالي نصر بن العطار الحراني التاجر، وولد على هذا ببغداد ونشأ
مع أولاد سيده، وتعلم الخط، وسمع الحديث وقرأ الأدب، وكتب على خطوط
الكاتب حتى صار يضرب المثل بحسن خطه، وكان شابا مليح الصورة، وكاتبا سديدا
بليغا فاضلا، له النظم والنثر والانشاء الحسن، سافر إلى ديار مصر وأقام بها، وتصرف
هناك في الاعمال الديوانية، وكانت نفسه تسمو إلى الوزارة.
أنشدني أبو الفضل زهير بن محمد بن علي الكاتب بالقاهرة أنشدني أستاذي أبو
الحسن علي بن بدر العطاردي البغدادي بقوص:
أعد القمح وادخره * ولو للفأر والسوسه
ومن لم يدخر قمحا * فقد أصبح معلوسه
سمعت أبا طاهر إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي بدمشق يقول: كتب علي بن بدر
العطاردي بخطه المليح لابن الدوري الشاعر المصري قصائد من شعره، مدح بها الملك
صلاح الدين يوسف بن أيوب فاستحسنه ابن الدوري وكتب إليه مادحا له بهذين
البيتين من شعره:
يا لبن بدر علوت في الخط قدرا * عند ما قايسوك بابن هلال
جاء يحكى أباه في النقص حتى * جئت (2) تحكى أباك عند الكمال

(1) انظر الحديث في: سنن أبي داود 2518. ومسند أحمد 3 / 160، 214. والسنن الكبرى
للبيهقي 9 / 24.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
144

سمعت زهير بن محمد الكاتب يقول: توفي علي بن بدر بقوص في سنة تسع
وتسعين وخمسمائة عن خمسين سنة، وكان كاتبا للنصير نصر بن محمد الملطى (1)
وكان يكتب خطا مليحا لطيفا على طريقة ابن البواب.
691 - علي بن بختيار بن عبد الله، أبو الحسن الكاتب:
كان يخدم في الدواوين، وله معرفة بالكتابة، تولى (2) أستاذية دار الخلافة في
الخامس والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة، وعزل في جمادى الأولى
سنة سبع وثمانين ولزم منزله، وكان له ميل إلى أهل الخير والصلاح، ونردد إلى
الصالحين وتفقه عليهم، وبنى رباطا للصوفية بباب الجعفرية ووقف عليه من أملاكه،
وتوفي ليلة الخميس الخامس والعشرين من شوال سنة تسعين وخمسمائة، ودفن برباط
الجعفرية، وقد تقدم ذكر ولد أخيه.
692 - علي بن بختيار بن علي، أبو السعادات الواسطي:
من اهل واسط، شاعر كاتب، له معرفة بالأدب، وهو مليح الشعر رفيق الطبع،
قدم بغداد في سنة ثمان وخمسمائة وفي سنة اثنتى عشرة، وروى بها عن جماعة من
شعراء واسط كأبى الجوائز (3) الحسن بن علي بن بارى الكاتب وأبى منصور عبد
الملك بن مروان الكاتب السوسي وأبى تصر بن طوطي وأبى ثعلب محمد بن السن
ابن شاذان الكاتب وأبى غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي، وروى أيضا شيئا
من شعره، سمع منه عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وهزارست بن عوض
الهروي والحسين بن عبد الرحمن الغزي وعلى بت أبى سعد الخباز وأبو الفضل عبد
الرحيم بن محمد بن أحمد بن الاخوة وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، ورويا عنه
قرأت على أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي الوراق عن الحسين بن عبد
الرحمن الغزي (4) وعلي بن أبي سعد الخباز قالا: أنشدنا أبو السعادات علي بن بختيار
ابن علي الواسطي ببغداد لنفسه:

(1) في النسخ: اللمطي.
(2) في (ج): ولي.
(3) في (ب)، (ج): الحوام.
(4) في (ب): العرلي وفي (ج): العزلي.
145

أنا سلوة الصب الكئيب وكأسه * وجليسه إن مله جلاسه
لا أنس لي بصاحب صاحبته * يصحبني أنس الزمان وناسه
فكأنني ريحانة تحيى بها * نفس الفتى وتميتها أنفاسه
قرأت على علي بن أبي على الناسخ عن أبي على الحسين و (1) علي بن أبى
سعد الخباز أنشدنا علي بن بختيار أبو السعادات الواسطي لنفسه ببغداد:
لا تغتر بوداد من * لك وده أهلا وسهلا
يلقاك منه بكلمة * يلقي ويمنعك الأقلا
وأنشدنا أبو السعادات الواسطي لنفسه:
لا تأمنن عدوا كان حوار * وكن على حذر أن يدرك الثارا
والماء وهو سخين ليس يمنعه * ما فيه من جد أن يطفي النارا
قرأت على أبي القاسم الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزي (2)، أنشدنا على
ابن بختيار بن علي الواسطي لنفسه ببغداد:
مدحت عمرا على اغترار * ولم يكن موضع المديح
فقال قولا فيه احتياج * للرجل الموسر الشحيح
المال روح والمدح ريح * ولست أعطي روحا بريح
قرأت على أبي الفتوح داود بن المعمر الواعظ بأصبهان عن أبي الفضل عبد الرحيم
ابن أحمد بن الاخوة، أنشدني أبو السعادات علي بن بختيار الواسطي لنفسه:
لا تلمني على تألم قلبي * لنوى من إليه قلبي يحن
فالخبايا وباطن حنين السمرء * من فرقة السهام تأن
693 - علي بن أبي البركات بن أبي الحسن بن أبي العجين، أبو الحسن:
من الجانب الغربي، سمع الحديث الكثير بعد الأربعين وخمسمائة، وما أظنه روى
شيئا.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في الأصول: العرلى.
146

ذكره أبو بكر محمد بن علي بن زيد الكتبي المقرئ فيما نقلته من خطه، وقال:
مات في جمادى الأول سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وتوفي بباب البين وكان كيسا
قد قرأ طرفا من الفقه، وسمع الحديث كثيرا، وكان فقيرا جدا صابرا على الفقر لا
يشكوا إلى أحد.
694 - علي بن بركة بن طاهر التأني (1)، أبو الحسن المقرئ:
سمع أبا سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه الأصبهاني، وحدث عنه
باليسير، سمع منه أبو الفضل بن شافع وشيوخنا أبو محمد بن الأخضر وحمزة بن
القسطي ومحمد بن أحمد القزويني في جمادى الآخرة سنة وخمسين وخمسمائة.
أنبأنا ابن الأخضر وحمزة بن القسطي والقزويني قالوا جميعا: أنبأنا علي بن بركة
التأني قراءة عليه وأنبأنا يحيى بن أسعد التاجر، أنبأنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن
سعدويه الأصبهاني قراءة عليه في شوال سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، أنبأنا أب و
الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين
السلمي، أنبأنا أحمد بن الحسن بن عبدويه الجصاص، حدثنا الحسن بن أحمد
ابن مالك الزعفراني، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، حدثنا يزيد بن إبراهيم
التستري عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في خلق الله
ولا تفكروا في الله عز وجل (2)
695 - علي بن بركة، أبو الحسن الرياحي:
حدث عن أبي بكر بن محمد بن سياوس الكازروني روى عنه أبو الفرج
عبد الغافر بن الحسين الألمعي (3) في معجم شيوخه حديثا وذكر أنه سمعه منه ببغداد.
696 - علي بن أبي البقاء بن علي الدباس، أبو الحسن الوراق:
جارنا بالظفرية، ذكر أنه سمع شيئا من الحديث من عبد الوهاب الأنماطي، وحدث
سماعه بعد موته عن أبي نصر أحمد بن ما شاء الله السروي والنقيب أبى عبد الله أحمد

(1) في الأصل: الشافي وفي (ب): الثاني.
(2) انظر الحديث في: مجمع الزوائد 1 / 81. وإتحاف السادة المتقين 1 / 162، 6 / 536. وكشف
الخفا 1 / 371.
(3) في الأصل: الأيلعي.
147

ابن علي بن المعمر العلوي وأبى الفتح بن شاتيل وجماعة من المتأخرين، ولم يحدث
بشئ، وسألته أن يخبرني (1) جميع مروياته فلفظ بذلك وكتب بخطه، وكان شيخا
صالحا متشددا في السنة من الطراز الأول، مواظبا على الجماعات وزيارة الصالحين
أخبرني أبو الحسن الوراق (2) إذنا، أنبأنا أبو نصر أحمد بن ما شاء الله قراءة عليه
في رجب سنة أربعين وخمسمائة، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون قراءة
عليه أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست وأبو بكر محمد بن عمر
ابن النرسي قالا: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الشافعي، حدثنا
إسحاق، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد
الله قال: كان من دعا النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أسألك التقى والهدى والعفة والغنى (3)
توفي أبو الحسن الوراق سحرة يوم الأربعاء النصف من صفر سنة خمس وتسعين
وخمسمائة، وصلينا عليه من الغد بالمدرسة النظامية، وتقدم للصلاة عليه شيخنا أبو
أحمد بن سكينة، وحمل إلى باب حرب فدفن هناك وقد جاوز الثمانين.
697 - علي بن بكران بن حسنون، أبو الحسن:
حدث بالأهواز عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي النصري، روى
عنه أبو سعيد النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر بن أبي نصر أن أبا القاسم
ابن أبي عبد الله بن منده أخبره أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة
عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران بن حسنون البغدادي بالأهواز، حدثنا أبو سعيد
الحسن بن علي العدوي، حدثنا خراش عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوم جنة (4)
أخبرنا عاليا أبو جعفر النفيس بن هبة الله الحديثي، أنبأنا أحمد بن علي الزلال،
أنبأنا أبو الحسين بن محمد علي بن المهتدى با الله، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر

(1) في الأصول: يخيرك.
(2) في الأصل، (ب): الوراق.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
(4) انظر الحديث في صحيح البخار 9 / 175.
148

السكرى، حدثنا أبو سعيد العدوي فذكره.
698 - علي بن بكران العكبري:
روى عن أبيه (1) روى عنه أبو عبد الله بن باكويه.
أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن علي الموصلي، أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور
النيسابوري، أنبأنا علي بن عبد الله الحربي، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن
باكويه الشيرازي، حدثنا علي بن بكران العكبري بحلوان قال: سمعت أبي يقول: سئل
أبو حمزة الصوفي: هل يتفرع المحب إلى شئ سوى محبوبه؟ فقال: لا، لأنه بلاء دائم
وسرور منقطع وأوجاع متصلة لا يعرفها إلا من باشرها، وأنشد:
يقاسي المقاسي شجوة دون غيره * وكل بلاء عند لاقيه أوجع
قال: وسمع أبو حمزة رجلا من أصحابه وهو يلوم بعض إخوانه على إظهار وجده
وحاله في مجلس الأضداد، فقال أبو حمزة: الوجد الغالب يسقط التمييز ويجعل الأماكن
كلها مكانا واحدا، ولا لوم على من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك، وما أحسن
ما قال ابن الرومي:
فدع المحب من الملامة إنها * بئس الدواء لموجع مقلاق
لا تطفئن جوى يلوم إنه * كالريح يعلى النار بالاحراق
699 - علي بن أبي بكر بن أبي السعادات بن أبي نصر بن مواهب بن أحمد،
أبو الحسن الحمامي السقا، المعروف والده بالهنيد (2):
من ساكني قراح ظفر، سمع أبا المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني
وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان متيقظا حسن الاخلاق، كان موصوفا في شبابه
بشدة القوة ورفع الأشياء الثقيلة بلا كلفة ومصارعة الأشداء، وله حجات كثيرة إلى
مكة يخرج مع السقايين، وقد رأيت أباه شيخا كبيرا آدم ناطح المائة ولم تكن عنده
رواية.

(1) في النسخ: عن ابنه.
(2) انظر: ترجمة عبد الملك بن علي الهمداني، أبو المظفر.
149

أخبرنا علي بن أبي بكر الحمامي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو المظفر عبد الملك بن علي
الهمداني قراءة عليه، أنبأنا أبو الفتح ازديار بن مسعود الغزنوي قدم علينا، أنبأنا
القاضي أبو بكر محمد بن عبد الملك الماسكاني، حدثنا أب. بكر محمد بن الفضل
المفسر، حدثنا سعد بن محمد الزيدي، حدثنا محمد بن الفضل البلخي، حدثنا حام بن
نوح، حدثنا عبد الله صلى الله عليه وسلم من عجز منكم من الليل أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن من العدو أن يجاهده فيكثر من ذكر الله. (1)
سألت أبا الحسن الحمامي عن مولده، فقال: في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين
وخمسمائة، وتوفى في شهر ربيع الاخر من سنة أربع عشرة وستمائة.
700 - علي بن أبي بكر بن سليمان بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد، أبو الحسن
الدئلي المعلثاي:
ومعلثايا قرية بين الموصل والجزيرة، كان تاجرا، سافر في طلب الكسب، سمع
بالإسكندرية من أبى طاهر أحمد بن محمد السلفي، قدم بغداد حاجا في صفر سنة
سبع (2) عشرة وستمائة وحدث بها عن السلف بأربعين البلدان من جمعه، سمعها
منه جماعة من الطلاب وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد، وذكر أن مولده بالموصل في
شهر جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة - هكذا رأيته بخطه.
701 - علي بن أبي بكر بن علي بن طاهر، أبو الحسن القفصي:
ذكره شيخنا أبو بكر بن مشق في معجم شيوخه الذين أجازوا له.
702 - علي بن أبي بكر بن علي الجماس، أبو الحسن البياع:
من أهل الحربية، سمع أبا محمد عبد الرحمن بن تدر بن الفضل الوراق وغيره،
وحدث باليسير، كتبت عنه، وكان شيخنا لا بأس به.
أخبرنا علي بن أبي بكر بن علي البيع بقراءة عليه، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن

(1) انظر الحديث في: المعجم الكبير 11 / 84. ومجمع الزوائد 10 / 74. والترغيب والترهيب
2 / 396.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
150

بدر الوراق، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف، أنبأنا علي بن أحمد
ابن عمر (1) الحمامي، حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدثنا أبو معاوية
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا مضطجعا
على وجهه، فقال: إن هذه لضجعة ما يحبها الله تعالى (2).
توفي ليلة الأحد مستهل شهر شعبان سنة تسع عشرة وستمائة، ودفن بباب حرب.
703 - علي بن بكر بن محمد بن علي بن حمد النيسابوري:
من أولاد المحدثين، أصله نيسابوري، من ساكني درب السلسلة، سمع أبا على
الحسن بن علي بن المذهب وأبا القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الخياط
الأزجي وغيرهما، وحدث باليسير، روى عنه أبو البركات بن السقطي في معجمه
وأبو المعمر الأنصاري وأبو طالب بن خضير.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر، أنبأنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير
بقراءتي عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكر بن محمد بن علي بن حمد النيسابوري
قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكر بن محمد بن علي بن حمد النيسابوري
قراءة عليه في صفر سنة اثنتين وخمسمائة، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي قراءة عليه
قال: قرأت على أبي الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي في المسجد الحرام أخبر كم أبو
حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ بنيسابور، حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى
الترمذي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم وشعيب بن
إسحاق قالا: حدثنا الأوزاعي، حدثني شداد أبو عمار، حدثني واثلة بن الأسقع قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من
كنانة، واصطفى هاشما من قريش، واصطفاني من بنى هاشم (3).
704 - علي بن بكمش بن عبد الله التركي العزى، أبو الحسن النحوي:
كان والده من موالي العزيز بن نظام الملك، وكان من الأجناد البغدادية، ولد علي
هذا ببغداد في العاشر من شهر ربيع الأول من سند ثلاث وستين وخمسمائة، وقرأ
القرآن وجوده، وقرأ النحو على شيخنا الوجيه أبى بكر الواسطي، ثم سافر إلى الشام

(1) في (ب): عمر بن أحمد.
(2) انظر الحديث في: سنن الترمذي 2768. ومسند أحمد 2 / 304. وسنن أبي داود 5040.
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 3605. ومسند أحمد 4 / 107.
151

ونزل دمشق، وصحب شيخنا أبا اليمن الكندي، وقرأ عليه الأدب حتى برع فيه
وصار من الأدباء المذكور بالفضل ومعرفة العربية، وقرأ عليه الناس، وأثرى وكثر
ماله، وقدم علينا بغداد في سنة تسع وستمائة ورأيته بها، وقد كنت رأيته قبل ذلك
بدمشق وأذكره قديما قبل سفره إلى الشام في مسجد يقرأ عليه الصبيان القرآن، وكان
كيسا حسن الاخلاق متوددا.
أنشدني ياقوت بن عبد الله الأديب بحلب، أنشدني أبو الحسن علي بن بكمش
التركي النحوي لنفسه:
وقائلة بغداد منشأوك الذي * نشأت به طفلا عليك التمائم
فما بالها تشكو جفاءك معرضا * أما آن (1) أن يقضى إليها الغرائم
فقلت لها إني الفريد وإنها * أوال مغاص الدر والحرق (2) عايم
وقد جرت العادات في الدر أنه * إذا فارق الأصداف لاقاه ناظم
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن الحسن الكاتب أن علي بن بكمش النحوي مات
بدمشق يوم الاثنين سلخ شعبان من سنة ست وعشرين وستمائة.
705 - علي بن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي (3)، أبو الحسن الخياط المقرئ:
من ساكني الظفرية، سمع الحديث بنفسه من أبى الفضل محمد بن عبد السلام
الأنصاري وأبى الحسين المبارك بن عبد الجبار الصوفي وأبى غالب محمد بن الحسن بن
أحمد الباقلاني وغيرهم، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حدثنا عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر من أصل كتابه أنبأنا أبو الحسن
علي بن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي المقرئ أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن
أحمد بن الحسن الباقلاني، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن
علي بن روح بن مدراع الكندي من أصله بمصر، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا
حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.
(2) هكذا في النسخ.
(3) هكذا في الأصول.
152

صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤية الهلال وافطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين قال قلنا: يا
رسول الله! أولا نقدم قبله بيوم أو يومين؟ قال: فغضب وقال: لا (1).
قرأت بخط علي بن أبي تراب الزنكوبي قال: مولدي في سنة أربع وسبعين
وأربعمائة.
قرأت بخط أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي أبو الحسن على
ابن أبى تراب بن فيروز الزنكوبي يوم الثلاثاء ثاني ربيع الأول سنة إحدى وخمسين،
وصلى عليه يوم الأربعاء ودفن بالوردية.
706 - علي بن ثابت بن طاهر، أبو الحسن الحذاء.
أخو أبى منصور عبد العزيز بن ثابت الخياط المقرئ الذي تقدم ذكره، مان له
دكان عند باب النوى مقابل دار الوزارة ينعل فيه التماشك (2)، سمع بإفادة أخيه من
أبى المكارم المبارك بن محمد الباذرائي وغيره، كتبت عنه يسيرا، وكان شيخا صالحا
سليم القلب ساكنا حافظا لكتاب الله عز وجل حسن الطريقة
أخبرنا علي بن ثابت الحذاء، أنبأنا أبو المكارم الباذرائي، أنبأنا أبو غالب الباقلاني،
أنبأنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو بكر الآجري، حدثنا الفريابي، حدثنا أبو أيوب
سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثني أسد بن عبد
الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا عقبة بن عامر! أمسك عليك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك
بيتك (3).
توفي علي بن ثابت الحذاء في يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى سنة ست
وعشرين وستمائة، ودفن بباب حرب وقد قارب السبعين و
707 - علي بن ثابت بن علي بن معمر بن إبراهيم بن صالح بن بكير (4)، أبو
الحسن:

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 3 / 35. وصحيح مسلم، كتاب الصيام باب 2.
(2) هكذا في الأصول.
(3) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 8 / 271. ومسند أحمد 4 / 158.
(4) في (ج): بكر.
153

من أهل الحربية، سمع أبا نصر محمد بن علي الزينبي وأبا الغنائم محمد بن علي بن
الحسن بن أبي عثمان الدقاق وأب الحسين عاصم بن الحسن وأبا الحسن علي بن محمد
ابن قريش وخلقا كثيرا ممن بعدهم، وكتب بخطه كثيرا، ومات كهلا ولم يحدث إلا
باليسير، روى عنه أبو علي بن الرحبي ونصر الله بن عبد الرحمن القزاز.
أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي، أنبأنا أبو على أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قراءة
عليه في المحرم سنة خمس وخمسمائة أنبأنا أبو الحسن علي بن ثابت الحربي (1)
وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد ومحمد بن عبد الله بن موهوب البغدادي
بمكة قالا: أنبأنا محمد بن عبيد الله بن نصر قالا: أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن
الحسن بن أبي عثمان قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه
أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن
عبيد القرشي، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن مسلم البطين
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من أيام العشر قالوا: يا رسول الله!
ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا جهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله
لا يرجع من ذلك بشئ (2).
قرأت بخط أبى الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال: توفي علي بن ثابت أبو
الحسن الحربي ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة اثنتى عشرة وخمسمائة،
وصلى عليه من الغد ودفن بباب حرب، قال شيخنا - يعنى ابن ناصر -: وكان دينا أمينا
خيرا.
708 - علي بن ثابت بن علي بن القاسم، أبو الحسن الدرونحالي (3) المقرئ
إمام جامع الرصافة في الصلوات الخمس، وكان يسكن بالحريم الظاهري، كان من
عباد الله الصالحين مشهورا بالورع والزهد والعبادة، وكان الناس يعتقدون فيه
ويتبركون به ويذكرون عنه كرامات.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(2) انظر الحديث في سنن الترمذي 757. ومسند أحمد 1 / 224.
(3) في (ج): الدوري.
154

ذكر عبد الوهاب الأنماطي - ونقلته من خطه - أنه مات في يوم الأحد عاشر ربيع
الاخر سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ودفن يوم الاثنين بباب حرب.
709 - علي بن ثابت بن غنى بن مقلد، أبو الحسن
من أهل باجرى، وكان يتولى القضاء بها، سمع أبا بكر محمد بن عمر بن أبي بكر
الخازمي (1) الهروي، وحدث باليسير، وروى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال
الواعظ.
أخبرني ابن الغزال، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن ثابت بن غنى الباجري
بقرائتي عليه قلت له أخبركم أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر الخازمي الهروي قدم
عليكم بغداد فأقر به وأنت تسمع بالمدرسة النظامية، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
الفضل الفراوي، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، أنبأنا أبو سعيد
عبد الله بن محمد الرازي، أنبأنا محمد بن أيوب الرازي، أنبأنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا
هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: يكبر ابن ادم ويكبر معه اثنان: حب المال وطول العمر (2)
أخبرناه عاليا أبو الفرج (3) عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة والحرة
زينب بنت عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بنيسابور قالا: أنبأنا أبو القاسم
زاهر بن طاهر الشحامي، أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، أنبأنا عبد
الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي فذكره إلا أنه قال: يهرم ابن آدم ويكبر معه
اثنان - والباقي سواء.
710 - علي بن ثابت، أبو الحسن الأنصاري:
شاعر، نزل بغداد، وكان صديقا لابي العتاهية، وكانا يتعارضان، إذا قال هذا
قصيدة قال هذا مثلها، وكان يسلك مذهب أبي العتاهية، وقد حضر أبو العتاهية دفنه
وتولى الصلاة عليه ورثاه.

(1) في (ب). (ج). الحارقى.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 111. وفتح الباري 11 / 239.
(3) في الشذرات: أبو روح.
155

ذكر هذا محمد بن داود بن الجراح الكاتب في كتاب الورقة في أخبار الشعراء
المحدثين من جمعة (1) وقال: أنشدني إسماعيل بن محمد النوفل لابي العتاهية:
بعزة الله أستعفي من النار * والله جاري وعز الله من جاري
يا نفس ما بين لفح النار منزله * وبين روح جنان الخلد فاختاري
فقال علي بن ثابت:
يا نفس مالك من صبر على النار * قد حان أن تقبلي من بعد إدبار
يا نفس إنك قد خيرت في مهل * بين الهدى والعمى يا نفس فاختاري
قرأت على أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي عن أبي بكر محمد بن عبيد
الله بن نصر، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد إذنا عن محمد بن عمران بن موسى
المرزباني أنشدنا علي بن سليمان (2) الأخفش، أنشدنا ثعلب لابي العتاهية يرثى على
ابن ثابت:
ألا من لي بأنسك يا أخيا * ومن لي أن أبثك ما لديا
طوتك خطوب دهرك بعد نشر * كذاك خطوبه نشرا وطيا
فلو سمحت بردك لي الليالي * شكوت إليه ما اجترمت اليا
بكيتك يا علي بدر عيني * فلم يغن البكاء عليك شيئا
كفى حزنا بدفنك ثم إني * نفضت تراب قبرك من يديا
وكانت في حياتك لي عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا
711 - علي بن ثابت، أبو الحسن الوراق، الملقب بالديك:
ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أنه توفي في سنة
سبعين وأربعمائة.
712 - علي بن ثروان بن زيد، أبو الحسن الكندي (3).
ابن عم شيخنا أبى اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي المقدم ذكره، ولد ببغداد

(1) في (ج): جهة.
(2) في (ب): بن سليم.
(3) انظر: خريدة القصر 1 / 312.
156

ونشأ بها، وقرأ بها الأدب على أبي منصور بن الجواليقي وغيره حتى برع فيه، وكتب
بخطه كثيرا، وضبط (1) ضبطا صحيحا، وسمع سيئا من الحديث من بي البركات هبة
الله بن محمد بن علي بن البخاري وغيره، وسافر إلى الشام وسكن دمشق إلى حين
وفاته، ولقى القبول عند الملك نور الدين محمود (2) بن زنكى وصار من أخصائه،
وحدث باليسير، روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى
التغلبي في معجم شيوخه، وقرأ عليه الصائن أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن هبة الله
الشافعي المعروف بابن عساكر كتاب المعرب لابن الجواليقي، وكان الصائن أسن
منه.
أخبرنا أبو الغنائم سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ التغلبي بدمشق، حدثنا
والدي من لفظه، أنبأنا أبو الحسن علي بن ثروان الكندي، أنبأنا أبو البركات هبة الله
ابن محمد بن علي بن البخاري قراءة عليه، وأخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أحمد بن علي
الأمين وأبو القاسم فرج بن معالي القصباني قالا: أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز
قالا: أنبأنا أبو محمد (3) الحسن بن علي الجوهري، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن
أحمد بن فهد الأزدي، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، حدثنا بندار،
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمع أبا وائل يقول: إن رحلا
جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قرأت البارحة المفصل كلها (4) في ركعة،
فقال عبد الله بن مسعود: هذأ كهذء الشعر، ثم قال عبد الله: لقد عرفت النظائر التي
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن - فذكر عشرين سورة من الفصل سورتين في كل
ركعة.
قرأت على أبي المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي بالقاهرة عن أبي
الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحوي أنشدني أبو الحسن علي بن ثروان
الكندي لنفسه بدمشق، وكان قد قصد جمال الدولة حجا ابن الأمين مبين الدولة

(1) في الأصل، (ب): يضبط.
(2) في الأصل، (ب): محمد.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
(4) في (ج): كله.
157

حاتم فلم يصدفه فعمل بيتين وكتبهما على باب الدار حفرا (1) بالسكين وأنشدنيها:
حضر الكندي مغناكم فلم * يركم من بعد كد وتعب
لو رآكم لتجلى همه * وانثنى عنكم بحسن المنقلب
أنشدنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق أشدنا أبو المظفر أسامة بن
مرشد الكناني لابي الحسن علي بن ثروان الكندي
درت عليك غوادي المزن يا دار * ولا عفت منك آيات وآثار
دعاء من لعبت أيدي الغرام به * وباعدتها صبابات وإذكار
قرأت في كتاب معجم شيوخ أبى عبد الله محمد بن كامل بن أبي الصقر
الدمشقي بخطه وقرأته على القاضي أبى نصر بن الشيرازي بدمشق عنه أنشدني على
ابن ثروان أبو الحسن الكندي بدمشق:
خفض الدمع ما استطعت فقد * صار لمجراه في الخدود (2) طريقا
كان درا قبل الفراق فلما * رعته بالفراق صار عقيقا
قرأت في كتاب خريدة القصر لابي عبد الله الكاتب بخطه وأجاز لي روايتي عنه
قال: شمس الدين أبو الحسن علي بن ثروان الكندي كان أديبا فاضلا أريبا كاملا، قد
أتقن اللغة وقرأ الأدب على ابن الجواليقي وغيره من صدور العلم وبحوره، ولم يزل
الأدب بمكانه في دمشق مشرقا بنوره في آفاق ظهوره، وقد ذكرت تاج الدين الكندي
ابن عمه في أهل بغداد وهذا لإقامته (3) بدمشق أوردته مع أهلها، والأصل من
الخابور، رايته بدمشق مشهودا لفضله بالوفور، مشهورا بالمعرفة بين الجمهور، موثوقا
بقوله، مغبوقا موصوفا من نور الدين بطوله، وله شعر كثير، وفضل نظيم ونثير، ولم
يقع لي ما أشد يد الانقياد عليه، أو أصرف عنان الانقياد إليه.
سألت شيخنا أبا اليمن الكندي بدمشق عن مولد ابن عمه علي بن ثروان ووفاته
فقال: مولده ببغداد في سنة خمسمائة أو قبلها، وتوفى بدمشق في سنة خمس وستين
وخمسمائة.

(1) في (ج): جعفرا.
(2) في (ب): خلاد.
(3) في الأصل، (ب): لاقى منه.
158

713 - علي بن جابر بن زهير بن علي، أبو الحسن البطائحي:
من أهل ساقية سليمان ناحية بالبطائح، قدم بغداد في صباه مع والده في سنة ثمان
وثلاثين وخمسمائة وأقام بها مدة، وسمع الحديث من أبى الحسن بن عبد العزيز بن
السمك وأبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغير هما، ثم قدمها بعد ذلك بمدة وتفقه
بها على يوسف الدمشقي، ثم رحل إلى رحبة الشام وأقام بها مدة (1) مديدة يقرأ
على أبي عبد الله بن المتقنة الفقيه، ثم عاد إلى ناحيته وتولى القضاء بها وبالعراق،
وكان فاضلا، قدم بغداد أخيرا في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وروى بها شيئا من
الأناشيد عن والده وعن ابن المتقنة، كتب عنه رفيقنا أبو القاسم بن الحمامي.
أنشدني أبو القاسم موهوب بن سعيد الحمامي، أنشدني القاضي أبو الحسن على
ابن جابر بن زهير البطائحي ببغداد قدم علينا، أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسن
ابن المتقنة الفقيه بالرحبة لنفسه يعارض الحريري في بيتيه اللذين قال فيهما:
أسكنا كل نافث وأمنا * أن يعززا بثالث وهما سم سمعه
فحسن آثارها فقال:
ما الأمة الوكفاء بين الورى * أحسن من حر أتى ملامة
فمه إذا استجديت (2) عن قول * لا فالحر لا يملأ منها فمه
سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الواسطي يقول: سألت القاضي علي بن جابر
البطائحي عن مولده، فقال: في شهر رمضان من سنة تسع وعشرين وخمسمائة،
وتوفي في منحدرة من بغداد إلى واسط في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
714 - علي بن جابر بن علي، أبو الحسن التاجر:
من أهل أطرابلس المغرب، قدم بغداد شابا واستوطنها، وسكن بدار الخلافة، وصار
من شيوخ التجار وأعيانهم ذا مكانة عند الأكابر والأصاغر، وهو حافظ لكتاب الله
حسن الطريقة، متدين كثير الصدقة والمعروف، طيب الاخلاق، متودد مسارع إلى
قضاء حوائج الناس، حدث بكتاب الموطأ لمالك بن أنس عن الامام الناصر لدين الله

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(2) في الأصل، (ب): استحدثت.
159

صلوات الله عليه بالإجازة سمع منه جماعة بجامع القصر، وسمعته يقول: ولدت في سنة
خمسين وخمسمائة، وتوفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى
وأربعين وستمائة، ودفن بباب أبرز - رحمة الله عليه
715 - علي بن جامع، أبو الحسن البغدادي: أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد (1) بن ناصر الحافظ، أنبأنا أبو على الحسن
ابن أحمد بن البناء إذنا، أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار، أنبأنا أبو الحسن على
ابن جامع البغدادي، حدثنا أبو الحسن بن المغلس قال: وجدت رقعة مختومة في مجلس
أبى بكر محمد بن داود الفقيه ففضضتها فإذا فيها:
يا ابن داود يا فقيه العراق * آفتنا في قواتل الأحداق
هل عليها الجناح في الفتك أم * حل لها في الهوى دم العشاق
فأجابه بقوله (2):
عندي جواب مسائل العشاق * فاسمع لها من مدنف مشتاق
لما سألت عن الهوى شوقتني * وأرقت دمعا لم يكن بالراقي
أخطأت في نفس السؤال ولم تصب * بل (3) في الهوى شفقا من الاشفاق
لو كان معشوق يعذب عاشقا * كان المعذب أنعم العشاق
إن كان يدنيه إلى أحبابه * فكر فيلقاهم بغير تلاق
ليس العذاب سوى (4) التباعد والنوى * وتحرق الأحشاء بالأشواق
716 - علي بن جبلة الكاتب:
حدث عن أبي على الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب البجلي، روى عنه أبو
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في معجم شيوخه.
أنبأنا محمد بن أبي يزيد الكراني إذنا، أنبأنا أبو طاهر إسحاق بن أحمد الراشتيناني

(1) في الأصل: علي بن محمد.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(3) في (ج): لسره.
(4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
160

قراءة عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ربذة (1)، أنبأنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني، حدثنا علي بن جبلة الكاتب البغدادي، حدثنا الحسن بن بشر البجلي،
حدثنا قيس بن الربيع عن سهيل (2) بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمه جحدها (3)
717 - علي بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله
ابن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد
المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد
المطلب، أبو الحسن:
قلده والده الصلاة بكور الري وأعمال الحرب والمعاون بها ودباوند وقزوين
وزنجان وأبهر والطرم في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ونفذ توليه إلى هناك
وتوفي يوم السبت لثلاث بن سنان في قرة في تاريخه.
718 - علي بن جعفر بن ثابت الشاهد:
ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه توفي شهر ربيع الأول سنة
ثمانين وثلاثمائة.
719 - علي بن جعفر بن الحسن الهاشمي:
روى عن والده، روى عنه أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي.
أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن علي الموصلي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن
منصور النيسابوري، أنبأنا علي بن عبد الله الحيري، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله بن باكويه قال: سمعت ابن جعفر الهاشمي ببغداد قال: سمعت والدي جعفر بن
الحسن يقول: سمعت حسان بن أحمد الهاشمي يقول: سأل أمير المؤمنين علي بن موسى
الرضا: أيش فائدة الصوم في الحكم؟ قال: علم الله تعالى ما ينال الفقير من شدة

(1) في النسخ: عبيد الله بن زيدة.
(2) في النسخ: عن سهل.
(3) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 2814. ومجمع الزوائد 5 / 269. والمعجم الصغير 1 / 197.
161

الجوع فأدخل على الغنى الصوم ليذوق طعم الجوع ضرورة حتى لا ينسى ما يمس
الفقير من الجوع، فقال المأمون: أقسم بالله ما كتبت هذا إلا بيدي.
720 - علي بن جعفر بن صالح بن عمرو، أبو الحسن البغدادي:
حدث عن محمد بن سليمان السامي، روى عنه عبد القيس بن عقيل بن الحارث
الرملي حديثا منكرا.
قرأت على ست الشرف بنت شعبان بن إبراهيم العبدي بأصبهان عن أبي نصر
محمد بن أبي الرجا الصائغ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده
قراءة عليه، أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد العاصمي ببلخ، أنبأنا أبو إسحاق
إبراهيم بن أحمد المستملى، حدثنا أبو بكر بن عصمة الكوسج، حدثنا عبد القيس بن
عقيل بن الحارث بن مسمار أبو القاسم الرملي في مسجد الجامع ببلخ إملاء - وكان
يختلف معنا إلى مشايخنا - أنبأنا أبو الحسن علي بن جعفر بن كثير عن زيد بن أسلم
عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تستشيروا الحاكة
ولا المعلمين فإن الله سلب عقولهم ونزع البركة من أكسابهم (1).
721 - علي بن جعفر بن عبد الله، أبو الحسن الدقاق:
ذكره أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات في كتاب وفيات مشايخه الذين كتب
عنهم فقال: في سنت اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن جعفر بن عبد
الله الدقاق يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة، وكان سيئ الحال في الرواية
جدا.
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء قال: قرئ على يحيى بن الحسن بن البناء عن أبي بكر
أحمد بن محمد الكازروني وأنا أسمع، أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس
الحافظ قراءة عليه قال: سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن جعفر بن
عبد الله الدقاق يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة، مولده سنة إحدى وأربعين
ومائتين، وكان سيئ الحال في الرواية غير مرضى.

(1) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 12 / 124. وتنزيه الشريعة 1 / 254. والفوائد المجموعة
153 / 207.
162

722 - علي بن جعفر بن محمد الحنبلي:
حدث أن أبى على الحسين بن عبد الله الخرقي، روى عنه ابنه الحسين.
أخبرنا عبد العزيز بن محمود الجنابذي، أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله
الهروي، بن أنبأنا عبد الله بن محمد هو الأنصاري، حدثنا محمد بن أحمد الجارودي إملاء،
أنبأنا الحسين بن علي بن جعفر البغدادي، حدثنا أبي، حدثنا أبو على الحسين بن عبد
الله الخرقي - وكان من أصحاب أبى بكر المروذي وقد رأى أحمد بن حنبل - قال -
يعنى المروذي: بت مع أبى عبد الله ليلة فلم أره ينام الا يبكى إلى أن أصبح، فقلت: يا
أبا عبد الله كثر بكاؤك فما السبب؟ فقال: يا أبا بكر! ذكرت ضرب المعتصم إياي
وقد مر بي في الدرس (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله)
فسجدت وأجللته في السجود.
723 - علي بن جعفر بن محمد بن مهدويه، أبو الحسن:
من اهل الأنبار، من بيت مشهور بالرئاسة والرواية، سمع أبا عبد الله محمد بن علي
ابن عبد الله الصوري، وحدث باليسير، وروى عنه أبو البركات بن القطي في معجم
شيوخه، وذكر أنه كان كبير السن قد ناهز التسعين.
أنبأنا محمد بن المبارك البيع عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي
أنبأنا أبى، أنبأنا علي بن جعفر بن محمد بن مهدويه الأنباري بالأنباري، حدثنا أبو عبد
الله محمد بن علي الصوري الحافظ بالأنبار قدم علينا، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن
يعقوب النجيرمى (1)، حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي بالبصرة،
حدثنا أبو خليفة، حدثنا ابن سلام، حدثني عيد الله بن مصعب قال: كنت (2) عند
الرشيد فقال له يعض جلسائه في محمد بن هبد الله المخزومي: هو حدث السن وليس
مثله يلي القضاء، فقلت ولا يضيع فتى قريش في مجلس أنا فيه، فأقبلت عليهم وقلت
لهم: فهل عاب الله تعالى أحدا بالحداثة والله تعالى يقول (قالوا سمعنا فتى يذكرهم
يقال له إبراهيم)، وأمير المؤمنين حديث (3) السن أفتعيبونه على ذلك؟ فقال
الرشيد: صدق، وصوب قوله وأقر المخزومي على القضاء.

(1) في الأصل، (ب): البحيري وفي (ج): الجيرى.
(2) في (ب): كتب.
(3) في (ب): حدث.
163

724 - علي بن جعفر، أبو الحسن الحنبلي، المعروف بالجمال:
حدث عن أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، روى عنه جعفر بن محمد
ابن الحسين الأبهري.
أنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ونقلته من خطه أنبأنا بو نصر
حمد بن منصور الهمداني قراءة عليه، أنبأنا أبو على أحمد بن سعد بن علي العجلي،
أخبرنا أبو ثابت بجير بن منصور بن علي إجازة، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن
الحسين الأبهري قال: سمعت أبا الحسن علي بن جعفر الحنبلي المعروف بالجمال ببغداد
يقول: سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخلدي يقول: ثلاث مسائل سألت عدة من
المشايخ فلم يجبني أحد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله! ما
التصوف؟ قال: ترك الدعاوى وكتمان المعاني فقلت له: ما التوحيد؟ قال: ما حده
فكرك أو أحاط به همك أو أصبته بحواسك، فالله بخلافه إنما نسلم التوحيد لمن جرده
من أربعة: من الشرك والشك والتشبيه والتعطيل، فقلت له: ما العقل؟ فقال: أدناه
ترك الدنيا، وأعلاه ترك التفكر في ذات الله تعالى
قال جعفر الأبهري: سمعت من سمعون يقول: إن ابا الحسن من الابدال.
725 - علي بن جعفر، أبو الحسن السلماسي: كان أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام، ذكر هلال بن المحسن وذكرته من خطه
أنه توفي يوم الاثنين الثالث من شعبان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
726 - علي بن جعفر، أبو الحسن الخازن الصوفي:
من أهل نيسابور، صحب أبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني وخدمه وخدم
غيره من مشايخ خراسان، ورافق أبا سعد الصوفي النيسابوري إلى بغداد، ولما بنى أبو
سعد رباطه جعله خازنا (1) به، ولما مات أبو سعد تعصب له قوم حتى يكون مكانه
فما (2) تم له، فبقي على خزانة الرباط إلى آخر عمره، وكان معمرا كبيرا السن.
قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي،

(1) في (ج): خانا.
(2) في النسخ: فلما.
164

أنبأنا أبو الحسن علي بن جعفر الخازن النيسابوري رأيته ببغداد وكان يشار إليه في
وقته بين الخراسانية من رفقاء أبى سعد الصوفي النيسابوري، وكان أبو سعد يقول:
ثلثا تصوفي على ما سمعت إسماعيل بن الحسن الشعرى النيسابوري نحكيه عنه.
727 - علي بن حجاج بن علي بن طليب، أبو الحسن المستعمل:
من أهل الحربية، سمع أبا حفص عمر بن علي الحربي، كتبت عنه شيئا يسيرا،
وكان حسن الاخلاق من ذوي اليسار، فيه تميز وتيقظ.
أخبرني علي بن حجاج بن علي بن طليب أبو الحسن بقراءتي عليه، أنبأنا عمر بن عبد الله الحربي قراءة عليه،
أنبأنا علي بن الحسين بن أيوب، أنبأنا عبد الرحمن بن
عبيد الله الحرفي، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد، حدثنا الحرب بن محمد، حدثنا أبو
النصر (1) هاشم بن القاسم، حدثنا بقية بن الوليد عن خليد بن دعلج عن معاوية بن
قرة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الناس يعملون الخير وإنما يعطون
أجورهم على قدر عقولهم (2).
سألت عن أبي الحسن بن حجاج عن مولده، فقال: في سنة خمس وثلاثين
وخمسمائة، وتوفي يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس الثالث عشر من جمادى الأولى سنة
تسع وستمائة بباب حرب.
728 - علي بن حجاج بن علي بن طليب، أبو عبد العزيز:
من أهل الحربية، وهو أخو المذكر آنفا وكان الأصغر، سمع مع أخيه من عمر بن
عبد الله الحربي، وخرج من الحربية فسكن قرية بنهر عيسى يعرف بالصافي، أقام بها
أكثر من أربعين سنة لم يدخل الحربية، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا متعبدا منقطعا
عن الخلق قليل المخالطة لهم، حدث باليسير ولم يتفق لي لقاءه، سمع منه رفيقنا علي بن
معالي الرصافي، وقد ذكر لي أنه اجتمع به لما جاء إلى ظاهر الحربية للصلاة على جنازة
أخيه وحضور دفنه، ثم عاد إلى القرية.
أخبرني علي بن معالي المقرئ، أنبأنا علي بن الحجاج الزاهد قراءة عليه بظاهر

(1) في الأصل: أبو الحفر.
(2) انظر الحديث في: كشف الخفا 2 / 452.
165

الحربية أنبأنا عمر بن عبد الله بن علي الحربي قراءة عليه وأنبأنا سليمان بن محمد بن علي
الموصلي، أنبأنا أبو المعالي المبارك بن بركة بن فتوح النحاس قراءة عليه، أنبأنا
الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أنبأنا أبو عمر (1) عبد الواحد بن محمد بن عبد
الله الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا محمد بن صالح الأنماطي
حدثنا أبو سلمة، حدثنا الحسن بن أبي جعفر عن مجالد عن سعيد عن الشعبي عن
المحرز بن أبي هريرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يأتي الدجال المدينة إلا
وجد على كل نقب من أنقابها ملكا معه السيف (2).
سألت أبا الحسن علي بن حجاج بن علي بن طليب عن مولد (3) أخيه على،
فقال: في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي علي بن حجاج أخو أبى الحسن في يوم
الاثنين السادس عشر من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة بقرية الصابي، وكان ساكنا
بها وجئ بجثمانه إلى باب حرب فدفن هناك.
729 - علي بن حراز بن سليمان بن حراز، أبو الحسن:
من أهل واسط، وكان من الشهود المعدلين بها، وهو ابن عم شيخنا يحيى بن
الربيع بن سليمان الفقيه، قدم بغداد في صباه وتفقه بها على أبي القاسم بن فضلان،
وسمع الحديث من أبى منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق وغيره، ثم قدم بعد علو
سنه بغداد وروى بها شيئا يسيرا، ذكرا لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ
الواسطي أنه كتب عنه ببغداد، قال: وسألته عن مولده، فقال: يوم عرفة من سنة
خمس وأربعين وخمسمائة، وتوفي في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع
وعشرين وستمائة بواسط، ودفن بداوردان رحمه الله.
730 - علي بن أبي حزارة البغدادي:
ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب المؤلف والمختلف من جمعه وأنه بجاء مهملة
بعدها زاي وبعد الألف راء، قال: روى عنه عباس الدوري حكاية.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد

(1) في النسخ: أبو عمران.
(2) انظر الحديث في: كنز العمال 34899.
(3) في (ب): مولده.
166

الصيرفي، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال إجازة وحدثنا عنه أبو بكر الخطيب،
حدثنا محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا أبو الحسين العباس بن العباس بن المغيرة،
حدثنا عباس الدوري، حدثنا علي بن أبي حزارة، حدثتني أمي وأفلجت وأقعدت من
رجليها دهرا فقالت لي يوما: لو أتيت هذا الرجل - أحمد بن حنبل - فسألته أن يدعو
الله لي! قال: فعبرت إلى أحمد فدققت عليه الباب وكان في الدهليز، فقال: من هذا؟
قلت له: يا أبا عبد الله رجل من إخوانك، قال: وما شأنك؟ قلت: إن أمي
مريضة (1) قد أقعدت من رجليها وهي تسألك أن تدعو الله لها، قال فجعل يقول:
يا هذا فمن يدعو لنا نحن؟ فقال ذلك مرارا فكأني استحييت فمضيت وقلت: سلام
عليكم، فخرجت عجوز من منزله فقالت: إني قد رأيته يحرك شفتيه بسئ وأرجو أن
يكون يدعو الله لك، قال: فرجعت إلى أمي فدققت عليها الباب، فقالت: من هذا؟
فقلت: أنا على، فقامت ففتحت لي الباب، فقلت: لا إله إلا الله أيش القصة؟ فقالت: لا أدرى إلا أنى قد قمت على رجلي فعجبت من ذاك وحمدت الله عز
وجل، قال: وذاك مسافة الطريق.
731 - علي بن حسان بن سالم بن مسافر، أبو الحسن الكاتب:
شاعر مليح، حسن الخلفاء والأكابر فأكثر.
أنشدني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي، أنشدني علي بن حسان بن
مسافر الكاتب لنفسه من قصيدة له (2).
زار وثغر مبتسم فخرا * وعقد النجوم منفصم
والبدر في ربقة الغروب لما * يستنجد الليل وهو منهزم
والجو في حلة معنبرة * لها من البرق مومضا علم
والأرض قد أصبحت من حرفة * وازينت بشر (3) روضها نعم
والبان مياسة معطفة * والسحب تبكي والزهر يبتسم
والورد قد قتقت لطائمه * هسمه ثغر جوها شيم

(1) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
167

قد سل سيفا على الشقائق * فأخذته من رؤسها القمم
إن شابهت لونه غلائلها * ما كل قان مضرج عنم
فقل لمن راقه معصفرها * لا يزدهيك الهوى فذاك دم
واصفر وجه النهار من وجل * كمدنف مل قلبه السم
وأطرق النرجس المضاعف * إجلالا كطرف في جفنه سقم
وعاد شمل المنثور حين زها * الورد من العجب وهو منتظم
وافتر ثغر الأقاح من خذل * والجدول الغمر طل يلتطم
وغنت الورق في الغصون فيا * لله تلك الألحان والنغم
أصنع من معبد وأفصح من * قس فهن النواطق العجم
وأنشدني أبو الحسن بن القطيعي، أنشدني أبو علي بن مسافر لنفسه:
خيم في جفن عيني السهر * لما استسرت بدورهم وسرو
قوم حمت بيضهم وقد ظعنوا * بيض معراض وسمرهم سمر
كم قربوا حسرة ببعدهم * وكم فؤاد لما سرو أسر
لم أحمل الصبر يوم بينهم * والصبر في ساعة الهوى صبر
يا جيرة العمر قد تصرم في * حزني وشوقي إليكم العمر
كأن عيني عين وأدمعها * جداول في الخدود تنحدر
وفي حدوج الغادين بدر دجى * وغصن بان مهفهف نضر
قلبي كناس في لحظ مقلته * ظبى حلاها الفتور والحور
مفرطق ساحر اللحاظ * زار فليلي جميعه سحر
أجفان عينيه للصوارم * أجفان وسل الصوارم النظر
أعارني خضرة السقام ولم * يشف غليلي رضاؤه الخصر
لم أرو من خمره بفيه ومن * أين وسمر القنا له حفر
أخفرت حق الذمام يا قمر * أيسره في تمامه الخفر
أفنيت في قتل عاشق دنف * شاب وما شاب صفوه الكدر
يا حبذا العيش حين يغدو إلى * اللهو على غرة ويبتكر
في جنح ليل من الشيبة لم * يبد لنا من صاحبه بدر
168

أيام صبح المشيب لم يبد * إشراقا وليل الشباب معتكر
أخبرني ابن القطيعي انه سال ابن مسافر عن مولده، فقال: سنة أربع وأربعين
وخمسمائة.
أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه قال: مات على
ابن مسافر الشاعر ليلة يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين
وخمسمائة، ودفن في هذا اليوم بمقابر قريش بالجانب الغربي.
732 - علي بن حسان بن علي بن الحسين بن عبد الله بن الثعلبي، أبو
الحسن:
من اهل الحريم الظاهري، سمع أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، سمع منه
عبد المغيث بن زهير الحربي، وروى لنا عنه محمد بن الشطرنجي.
أخبرنا محمد بن أبي علي بن الشطرنجي، أنبأنا علي بن حسان بن الثعلبي، أنبأنا أبو
الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله
ابن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد
القرشي، حدثنا أبو موسى الهروي، أنبأنا عبد الله بن عبد القدوس، حدثني الأعمش
عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي
قذف ومسخ وخسف قيل: يا رسول الله! ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت المعارف
وكثرت الفساق وشربت الخمور (1).
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي: يألته - يعنى على
ابن حسان الثعلبي - عن مولده، فقال: أظنه سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبى بكر محمد بن علي بن عمر اللني المقرئ بخطه قال: مات أبو
الحسن علي بن حسان بن الثعلبي ليلة الخميس سابع عشري سنة خمس وخمسين
وخمسمائة، سمعت منه وكان شيخا صالحا حسنا، قد صحب الصالحين وخدمهم.
733 - علي بن الحسن بن إبراهيم الموصلي، أبو الحسن السقا:
سمع أبا بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عبرة الموصلي وأبا الفتح محمد بن

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 39595.
169

أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف
الهكاري.
قرأت في كتاب أبى الوغا أحمد بن علي بن إبراهيم الفيروز آبادي بخطه حدثنا أبو
الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن
ابن إبراهيم الموصلي الشيخ الصالح المعروف بالسقا ببغداد، أنبأنا أبو بكر عبد القاهر
ابن عبرة الموصلي، أنبأنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري، حدثنا أبو بكر عبد موسى
ابن إسحاق الأنصاري، حدثنا محمد بن علي الملطى، حدثنا خطاب بن سنان عن قيس
ابن الربيع عن ثابت بن ميمون عن محمد بن سيرين قال: نزلنا نهر تيري فأتانا أهل
ذلك المنزل فقالوا: ادخلوا فإنه لم ينزل هذا المنزل أحد الا اخذ متاعه، فرحل أصحابي
وتخلفت للحديث الذي حدثني ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ في ليلة ثلاثا
وثلاثين آية لم يضره في تلك الليلة سبع ضاري ولا لص طارئ، وعوفي في نفسه وأهله
وما له حتى يصبح (1) فلما أمسينا لم أنم حتى رأيتهم قد جاؤوا أكثر من ثلاثين مرة
مخترطين سيوفهم، فما يصلون إلى، فلما أصبحت رحلت فلقيني شيخ منهم على فرس
ذنوب منتكبا قوسا عربيا، فقال لي، يا هذا! إنسي أم جنى؟ قال قلت: بل إنسي من
ولد آدم، قال: فما بالك لقد أتيناك أكثر من سبعين مرة كل ذلك يحال بيننا وبينك
بسور من حديد؟ قلت: حديث حدثني ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ
ثلاثا وثلاثين آية في ليلة لم يضره في تلك الليلة لص طارئ ولا سبع ضاري، وعوفي في
نفسه وأهله وماله حتى يصبح! قال: فنزل عن فرسه وكسر قوسه وأعطى الله تبارك
وتعالى أن لا يعود فيها، والثلاث والثلاثون آية: أول آيات من أول البقرة إلى قوله:
(المفلحون) وآية الكرسي واثنتان بعدها إلى قوله (خالدون) وثلاث آيات من
آخر البقرة إلى آخرها وثلاث آيات من الأعراف: (إن ربكم الله) إلى قوله: (من
المحسنين) وآخر بنى إسرائيل (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) إلى آخرها وعشر
آيات من أول الصافات إلى قوله: (لازب) واثنتان من الرحمن (يا معشر الجن والإنس
أن استطعتم) إلى قوله: (فلا تنتصرون) ومن آخر الحشر (لو أنزلنا هذا
القران) إلى آخرها واثنتان من (قل أوحى) إلى (وأنه تعالى جد ربنا)
إلى قوله: (شططا).

(1) انظر الحديث في الدر المنثور 1 / 28. وإتحاف السادة المتقين 5 / 134.
170

هذا الحديث لشعيب بن حرب فقال لي: كنا نسميها آيات الحرز، ويقال: إن فيها
شفاء من مائة داء فعد على الجنون والجذام والبرص وغير ذلك فلم أحفظ، قال محمد
ابن علي فقرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عز وجل عنه ذلك.
734 - علي بن الحسن بن أحمد، أبو الحسن الناقد:
حدث عن أبيه، روى عنه أبو معاذ الطالقاني.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن الكسائي قال: كتب إلى
أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي حدثني أبو معاذ أصفح بن علي بن
أبو نصر معاذ بن القاسم بن الليث القيسي الطالقاني بالدامغان حدثني أبو الحسن علي بن
الحسن بن أحمد البغدادي الناقد التمارين ببغداد حدثني والدي، حدثني أبو بكر محمد
ابن علي بن إسماعيل مبرمان النحوي قال: صحب شيخ مديني (1) قوما في سفينة
فكانت مع أحدهم جارية مغنية، وكان للشيخ هيئة وحشمة، فقالوا له: إن معنا جارية
مغنية ونحن لك، فان أذنت لنا سمعنا! فقال الشيخ: أنا أعزل عنكم وافعلوا أنتم ما بدا
لكم فارتقى الشيخ إلى طلال السفينة وغنت الجارية، في بعض ما غنت:
حتى إذا الصبح بدا ضوءه * وغابت الجوزاء والمرزم
أقبلت والواطئ خفى كما * ينساب من مكمنة الأرقم
قال: فما شعرنا الا بالشيخ وقد رمى بنفسه في الماء وعليه ثيابه وجعل يخبط (2)
بيده ويقول: أنا الأرقم أنا الأرقم، فبعد شر ما أخرجناه، فقلنا له: يا هذا لم ضيعت
هذا بنفسك؟ فقال: إني والله أعلم من تأويله ما لا تعلمون.
735 - علي بن الحسن بن أحمد، أبو الحسن الضرير المقرئ: من ساكني الرصافة، سمع الكثير (3) من أبى عبد الله بن بشران وجماعة غيرهم،
وحدث باليسير، روى عنه أبو علي بن البناء وأبو بكر (4) محمد بن عبد الواحد بن
سفيان الخباز الأصبهاني في مشيختهما.

(1) في (ج): مدني.
(2) في الأصل، (ج): مخيط.
(3) في (ج): سمع الحديث.
(4) في (ب): أبو البركات.
171

أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن يحيى بن عثمان بن الشواء،
أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن
أحمد المقرئ، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي، أنبأنا
أحمد بن حازم الغفاري، أنبأنا يعلى بن عبيد، حدثنا الأعمش عن سالم عن ثوبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة ولا
يحافظ على الوضوء إلا مؤمن. (1)
كتب إلى أبو الفتوح العجلي أن أبا بكر أحمد بن علي بن موسى المقرئ أخبره
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن على
ابن الحسن بن أحمد المقرئ شيخ صالح ثقة، حدث عن أصحاب المحاملي وغيره من
شيوخ البغداديين، وكان يسكن في الرصافة، وكان منفقا على أهل العلم خاصة
أصحاب الحديث.
سمعت أبا محمد بن الأخضر يقول: تزوج أبو الحسن علي بن الحسن الضرير المقرئ
بجارية محتشمة من جواري دار الخلافة وكانت راغبة فيه، فوهبت له تركة ملاء ذهبا
فأنفقه كله في العلم وشراء الكتب النفيسة وتحصيل الأصول الحسنة، واستكتب كثيرا
من الكتب والاجزاء بخط أبى الحسن الغزال، وكان يكتب خطا حسنا.
قرأت في كتاب أبى علي بن البناء بخطه قال: أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد
المقرئ - يعنى مات - ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الثالث عشر من رجب سنة أربع
وعشرين وأربعمائة، وحدث باليسير، وكان صالحا يكتب له الغزال، وسمعت معه
كثيرا.
736 - علي بن الحسن بن أحمد بن علي، أبو الحسن الغزال:
قدم بغداد في ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وحدث بها عن الفقيه أبى
حميد محمد بن أحمد بن جعفر الحنظلي الحلمي وأبى طاهر محمد بن علي الرزاز (2)
سمع منه وكتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو
صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي.

(1) انظر الحديث في: سنن ابن ماجة 277. 278. ومسند أحمد 5 / 277. 282.
(2) في (ج): الوزان.
172

أنبأنا عمر بن أبي الحسن بن عبد السيد الصفار وأبو عبد الله بن أبي بكر بن أبي
القاسم بن الطويلة وأبو الفتوح مسعود بن أبي القاسم بن عبد الكريم الدقاق
قالوا: أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه، أنبأنا أبو
الحسن علي بن الحسن بن أحمد الغزال قدم علينا بغداد، حدثنا الإمام أبو حميد محمد
ابن أحمد بن جعفر الحنظلي إملاء في مسجد الجامع بسمرقند يوم الجمعة بعد صلاته
الثامن من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن أحمد
ابن علي بن مهران الزوزني، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر القيسراني
بالمصيصة، حدثنا أبو العباس عمر بن عصيم، حدثنا عثمان بن زيد أبو عثمان الحمصي
عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية، وتهلك الرعية
وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الولاة ظالمة مسيئة. (1)
737 - علي بن الحسن بن أحمد بن علي بن الشهرزوري، أبو محمد
والد أبى المظفر محمد المقدم ذكره، سمع الشريف ابا الغنائم عبد الصمد بن علي بن
المأمون وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله (2) الصريفيني وحدث باليسير، سمع
منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل عن أبيه، أنبأنا أبو محمد علي بن الحسن بن أحمد
ابن الشهزوري بقراءتي عليه وأنبأنا أبو القاسم بن جنابه البغوي، حدثنا علي بن الجعد،
أنبأنا شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا وضوء إلا من
صوت أو ريح (3).
قرأت في كتاب أبى بكر بن كامل بخطه قال: مات أبو محمد بن الشهرزوري يوم
الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمسمائة، قرأت عليه أحاديث عن
الصريفيني.

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 14714. والأحاديث الضعيفة 514.
(2) محمد بن عبد الله، ساقطة من (ج).
(3) انظر الحديث في: سنن الترمذي 74. وسنن ابن ماجة 515. 516. ومسند أحمد 2 / 471.
وصحيح ابن خزيمة 27.
173

738 - علي بن الحسن بن أحمد، أبو السن المقرئ:
حدث بالداهرية (1) قرية على نهر عيسى - عن أبي الحسن بن العلاف، روى
عنه أبو البركات الأنصاري في مشيخته.
قرأت على يوسف بن جبريل القيسي بالقاهرة عن أبي البركات محمد بن علي
الأنصاري أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد المقرئ يعنى بالداهرية، أنبأنا أبو
الحسن علي بن محمد بن العلاف المقرئ، أنبأنا علي بن عمر بن أحمد المقرئ، حدثنا
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن يوسف البخاري، حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل
البخاري، حدثنا أبو زيد عمران بن موسى، حدثنا أبو يوسف عن ابان عن أبي نضرة عن جابر
ابن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور وأن يجعل عليها من غير
حفرتها.
739 - علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن حكينا، أبو الحسن بن أبي
محمد (2) الشاعر:
روى عن والده شيئا من شعره، وقد تقدم ذكر أبيه وجده.
قرأت في كتاب أبى نصر عبد السيد بن علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ
الشاهد بخطه أنشدني أبو الحسن علي بن أبي محمد بن حكينا ببغداد لوالده أبى محمد:
قد بان لي عذر الكرام قصدهم * عن أكثر الشعراء ليس بعار
لم يسألوا بذل النوال وإنما * جمد الندى ببرودة الأشعار
740 - علي بن الحسن بن أحمد بن عبد الله المؤدب، حدث عن أبي غالب أحمد بن الحسن
ابن البناء.

(1) في (ج): بالقاهرة.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
174

741 - علي بن الحسن بن أحمد بن أبي منصور بن أبي العز الرشيدي، أبو
الحسن بن أبي محمد البزاز:
من ساكني الظفرية، وله دكان بخان الصفة بسوق الثلاثاء يبيع فيه البز، سمع أبا
محمد عبد الواحد بن الحسين البارزي (1) وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال
وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا متميزا أديبا، له نظم ونثر، وعلت سنه فأضر ولزم
منزله إلى حين وفاته، وكان متدينا صالحا، ذكر لي ان جده ابا العز كان يتولى الحسبة
في أيام هارون الرشيد فنسب إليه.
أخبرنا علي بن الحسن بن أحمد الرشيدي بقراءتي عليه، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد
ابن الحسين بن عبد الواحد البارزي أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن
طلحة النعالي، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنبأنا أبو على
إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا موسى بن الحسن القلى، حدثنا أبو المعتمر عن ليث
عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرضوا لله في إنائكم (2) فان لله
عز وجل نفحات عسى يصبكم منها واحدة، لا تستقون بعدها (3).
توفي علي الرشيدي يوم الأربعاء لثمان عشرة خلت من شهر ربيع الاخر سنة اثنتين
وثلاثين وستمائة بكرة، وصلينا عليه بمشهد علي بن أبي طالب بباب أبرز قبل صلاة
العصر، ودفن قريبا من حامل الراية، وأظنه كان قد بلغ التسعين أو ناهزها.
742 - علي بن الحين بن خلف بن سليمان بن الفضل، أبو القاسم، الفقيه الشافعي:
من اهل عكبرا، حدث عن أبي احمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم
الفرضي، روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي.
قرأت في كتاب أبى البركات بن السقطي بخطه وأنبأنا عنه ذاكر بن كامل، أنبأنا
القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه، أنبأنا القاضي علي بن الحسن
ابن خلف، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، حدثنا محمد بن يحيى الصولي،

(1) في الأصل، (ج): البارومي. وفي (ب): العارومي.
(2) في (ب)، (ج): أيامكم.
(3) انظر الحديث في: الكن للدولابي 2 / 120. والدر المنثور 3 / 318، 4 / 25.
175

حدثنا محمد بن القاسم أبو العيناء (1)، حدثنا محمد بن مسعر قال: كنا عند سفيان بن
عيينة في الموسم وقد حج الرشيد، فخلى في داره يحدث خدم الرشيد ولم يدخل إليه
غيرهم، فجاء ابن مناذر الشاعر فوقف على الباب وصاح:
بعمرو وبالزهري والسلف الأولى * بهم تثبت رجلاك عند المقاوم
حييت طوال الدهر يوما لحاتم * ويوما لحفان ويوما لغانم
وللحسن المحتاج يوما وربما * خصصت حينا دون تلك المواسم
نظرت فطال الفكر منك فلم تكن * تدير رحى الا لاخذ الدراهم
ثم مضى، فخرج سفيان وهو متكئ على عصا، فقال: ابن الخبيث بن الخبيث ابن
عدو الله، فمن رأى صاحب عيال فقد أفلح، حدثتني الصيادون أن أكثر ما يقع في
شباكهم الطيور الزافة.
أنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي، أنبأنا القاضي أبو
المظفر هناد بن إبراهيم النسفي اذنا قال: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن خلف
ابن سليمان الشافعي يقول: سمعت عبيد الله بن أحمد الزاهد، وأخبرتنا خديجة بنت
أبى منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الجواليقي بقراءتي عليها قالت: أنبأنا أبى
أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد
ابن احمد الفرضي الزاهد قال: سمعت محمد بن يحيى النديم يقول: كنت أقرأ على أبي
خليفة في منزله لهاشمي البصرة خصوصا كتاب طبقات الشعراء وغير ذلك، فواعدنا
يوما وقال: لا تخلفوني فإني أتخذ لكم خبيصة كافية، فتأخرت لشغل عرض لي ثم
جئت والهاشميون عندي (2) فلم يعرفوني الغلام وحجبني، فكتبت إليه:
ابا خليفة تجفو من له أدب * وتؤثر الغر من أولاد عباس
وأنت رأس الورى في كل مكرمه * وفي العلوم وما الأذناب كالرأس
ما كان قدر خبيص لو اذنت لنا * فيه ليختلط الاشراف بالناس
فلما قرأ الرقعة صاح على الغلام ودخلت عليه، فلما رآني قال: أسأت الينا بتغيبك
وظلمتنا في نعتك، وإنما عقد المجلس بك ونحن فيما فاتك بنا حزن ولا ذنب لنا فيه

(1) في (ج): الغنائم.
(2) هكذا في الأصول.
176

كما أنشدني البورني (1) لرجل طلق امرأته ثم ندم فتزوجت غيره فمات عنها حين
دخل بها فخطبها وتزوجها فقال من أبيات:
فعادت لنا كالشمس بعد ظلامها (2) * على خير أحوال كأن لم تطلق
ثم صاح: يا غلام أعد لنا طعامنا! فأقمنا عنده يومنا.
743 - علي بن الحسن بن سعيد، أبو الحسن المقرئ البغدادي:
ذكره أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني في كتاب طبقات القراء وذكر أنه فرأ
القرآن على أبي عبد الرحمن عبد الله بن علي وأبى جعفر محمد بن محمد اللهبيين
صاحبي أبى الحسن بن أبي برة قرأه عليه أبو حفص عمر بن إبراهيم بم احمد الكتاني.
744 - علي بن الحسن بن أبي سفيان، أبو القاسم القصباني:
حدث عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم المروزي المقرئ روى عنه أحمد بن
إبراهيم بن أحمد التميمي.
أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن محمد بن المقرئ الحافظ بأصبهان، أنبأنا أبو المحاسن
علي بن عبد الصمد بن أحمد بن مردويه أن ابا ثابت بحير بن منصور بن علي
الإسكاف أخبره أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري، حدثنا أحمد بن
إبراهيم بن أحمد التميمي، حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي سفيان القصباني
ببغداد، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم المقرئ، حدثنا أبى إسحاق بن إبراهيم
المروزي قال: كتب إلى بشر صديق له من الكوفة: انى أشتهي أن أراك منذ أربعين
سنة، فكتب إليه بثر: أما آن لك أن تترك الشهوات.
745 - علي بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنجى، أبو الحسن بن أبي على
الحنفي.
تقدم ذكر والده، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، وحدث
باليسير، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي، وأخرج عنه
حديثا في معجم شيوخه.

(1) هكذا في الأصول.
(2) في (ج): بعد طلاقها.
177

ورأيته بخطه، سألته عن مولده، فقال: في شوال سنة أربع وخمسمائة، وتوفي ودفن
يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة - رحمه الله -.
746 - علي بن الحسن بن صخر البغدادي:
صنف كتاب " جواهر الألفاظ وذخائر الحفاظ " للوزير أبى محمد الحسن بن محمد
المهلبي، روى فيه عن أبيه عن ثعلب وعن أبى احمد عبد العزيز بن يحيى عن العلائي
وعن محمد بن سلام الجمحي وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبى بكر محمد بن يحيى
الصولي وأبى الحسين بن كنك (1) الشاعر وغيرهم.
قرأت في كتاب " جواهر الألفاظ " لعلي بن الحسن بن صخر حدثني الصولي قال:
سمعت القاضي إسماعيل بن إسحاق يقول ذكر أحمد بن المعدل يوما بعض.... (2)
فأنشد:
لئن كانت الأيام أعلت له يدا * يطول بها فط ظلمه ويجاب
فما من يد إلا يد الله فوقها * ولا غالب إلا له الله غالب
747 - علي بن الحسن بن الصفر بن أحمد بن القاسم، أبو الحسن الذهلي
الصائغ:
سمع الكثير، وكتب بخطه من أبى علي بن شاذان والقاضي أبى العلاء الواسطي
وطبقتهما، وكان متأدبا فاضلا، روى شيئا يسيرا من نظمه وغيره، وأظنه مات شابا،
وقد قدمنا ذكر والده، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو المعالي الحسين وأبو بكر محمد
ابن عمر بن دوست النحوي.
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قالا: أنبأنا
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنبأنا أبو بكر بن علي بن ثابت
الخطيب، أنشدني علي بن الحسن (3) بن الصقر أبو الحسن، أنشدنا علي بن الفرج
الفقيه الشافعي لنفسه:

(1) في الأصل: كثال به.
(2) بياض في الأصول مكان النقط.
(3) في (ج): بن الحسين.
178

أيا حبذا حر على نهر (1) دجلة * بإمعان تأسيس وحسن ورونق
جمال وفخر للفراق ونزهة * وسلوة من أضناه فرط التشوق
تراه إذا ما جئته متأملا * كمسطر عين خط في وسط مهرق
أو العاج فيه الآبنوس مرفق * مثال قبول تحتها أرض زئبق
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن حمزة بن المظفر الحاجب، أنبأنا القاضي
عزيزي بن عبد الملك الجيلي قراءة عليه، أنشدنا أبو بكر محمد بن عمر بن دوست
أنشدني أبو الحسن علي بن السن بن الصقر الذهلي لنفسه:
ومهفهف حسن الدلال * يمين في قد القضيب
حلو الشمائل فاتن * يهتز كالغصن الرطيب
سارقته خوف الرقيب * لواحظ الطرف المريب
أشكو إليه بالجفون * حرارة القلب الكئيب (2)
إن العيون من الفتور * عرفن أدواء القلوب
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل قال: كتب إلى إسماعيل بن محمد بن الفضل أبو
القاسم الحافظ الأصبهاني، أنشدنا أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني إملاء
أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الصقر الذهلي لنفسه ببغداد:
أكثر من الزاد والترحال قد قربا * إن التقى خير ما قدمته سببا
واحذر فان إله الخلق مطلع * على العيوب فكن لله مرتقبا
فرب ذنب صغير جر مهلكة * كالنار زادت بأدنى لفحة لهبا
قرأت بخط أبى حفص عمر بن بندار الوراق الدينوري أنشدنا أبو الحسن علي بن
الحسن بن الصق لنفسه:
ما ضر مسقمتي من آل مسعود * اذعاني الناس من قولي لها عودي
في فتية ما لهم ند إذا شهدوا * يعنون بالنشر عن بدو (3) وعن عود
أيام كنت رخى البال مقتدرا * أخشى وأرجى لا يعاد وموعود

(1) في (ب)، (ج): على متن.
(2) في (ب): كثيب.
(3) في (ب): عن به.
179

إذ لا أخاف ملالا من منعمة * ولا أقول لأيام الصبى عودي
إن كنت شئت فحلفي والنهى نفع * والندب يزداد فضلا كلما عودي
أخبرني عبد الوهاب بن علي، أنبأنا أبو منصور القزاز (1)، أنبأنا أبو بكر الخطيب
قال: كان عند أبى جعفر الطوابيقي عن أبي على أحمد بن محمد بن جعفر الصولي
حديث مسند عن الجاحظ، فحضرت الأهوازي وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه:
ذلك الحديث من الصولي؟ فقال: نعم اقرأه على، فقرأته، ثم قال: اكتبه فكتبته له،
وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازي ولا أظن تركت عنده شيئا لم أطالعه
ولم يكن الحديث في كتبه، وابن الصقر الذي ذكرت أن الحديث بخطه كان كذابا
يسرق الأحاديث ويركبها ويضعها على الشيوخ، قد عثرت (2) له وغير واحد من
أصحابنا على ذلك - والله اعلم.
748 - علي بن الحسن بن طاؤس بن سكر بن عبد الله الدير عاقولي، أبو
الحسن الواعظ المقرئ:
سمع آباء القاسم عبد الملك بن محمد بن عيد الله بن بشران وعبيد الله بن أحمد بن
عثمان الأزهري وعلي بن المحسن بن علي التنوخي وأبو طالب عمر بن إبراهيم بن
سعيد (3) الزبيري ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز والقاضي أبا عبد الله
الحسين بن علي بن محمد الصيمري وأبا الحسين محمد بن علي الثوري وأبا على
الحسن بن علي بن المذهب بن ثلوان وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا عبد الله
محمد بن الحسن الصوري، وسافر إلى الشام وسكن دمشق وسمع بها ابا عبد الله محمد
ابن علي بن سلوان وأبا الحسين بن أبي نصر وأبا الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن
السراي وأبا الحسين بن الترجمان وأبا بكر الخطيب، وحدث هناك، روى عنه أبو
الفرج إسحاق إبراهيم بن طاؤس بن بركات الخشوعي وغيرهم.
كتب إلى أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، أنبأنا أبى قراءة عليه

(1) في (ج): القرار.
(2) في الأصل: عبرت وفي (ب): عبر.
(3) في (ج): بن سعد.
180

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاؤس بن سكر الواعظ البغدادي قراءة عليه
بدمشق في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد
ابن عبد الله بن بشران ببغداد، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد قرئ عليه (1) قال
يحيى بن جعفر وانا أسمع أنبأنا علي بن عاصم عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم
عن مرداس الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهب الصالحون أسلافا الأول
فالأول حتى يبقى مثل حثالة أو جفالة التمر الشعير لا يبالى الله عنهم (2).
أنبأنا ذاكر بن كامل قال: كتب إلى غيث بن علي الصوري قال: علي بن الحسن
ابن طاؤس البغدادي كان فكيها حسن المحادثة لا بأس به، وكان مسنا كبيرا، ذكر لي
غير مرة أنه نسخ إحدى وثمانين أو ثلاثا وثمانين ختمة (3) ونحوا من ثلاثين ألف ورقة
مثل سنن صحيح البخاري ومسلم وسنن أبى داود وغير ذلك، وتفسير النقاش، ومسند أحمد بن حنبل، وتفسير مقاتل، وتاريخ الخطيب، ورأيته بدمشق يكتب تعليقة
القاضي أبى الطيب، وكان يكتب في كل يوم إذا أملى عليه نحوا من أربع كراريس.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا
أبو القاسم علي بن الحسن عمى قال: قال لنا أبو محمد بن الأكفاني: سنة أربع وثمانين
وأربعمائة، فيها توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن طاؤس المقرئ الديرعاقولي يوم
الأحد التاسع عشر من شعبان بصور.
749 - علي بن الحسن بن عبد الله، أبو العباس الكاتب، المعروف بمقلة:
والد الوزير أبى على محمد وأبى عبد الله الحسن الكاتب المشهور - وقد تقدم
ذكرهما، كان يكتب خطا مليحا، وعليه كتب ولداه (4)، وولى عدة أعمال الديوان
في أيام المقتدر بالله، وتفي يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة تسع
وثلاثمائة.
750 - علي بن الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عطاء النيسابوري، أبو

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: صحيح البخاري 8 / 114. وفتح الباري 11 / 251.
(3) هكذا في الأصول.
(4) في (ب)، (ج): ولده.
181

الحسن بن أبي سعد بن أبي القاسم، الفقيه الشافعي:
من بيت قديم، كان منهم فقهاء ووعاظ، وأصلهم من نيسابور، قرأ الفقه على أبي
طالب بن الحل ولازمه سنين حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف، وصار
معيدا بمدرسة، وكان فاضلا متدينا حسن الطرقة، سمع الحديث من أبى الوقت
السجزي وأبى الفتح بن البطي وغيرهما، كتبت عنه، وكان شيخا حسنا صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبيد الله (1) بن عطاء الفقيه بقراءتي
عليه (2)، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءة عليه، أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن الحسين بن العباس الفضلوي، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن
البشرى، حدثنا أبو محمد المطلب بن يوسف بن الحجاج القهيدري، حدثنا أبو سعيد
عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد البصري، حدثنا أبو عوانة
عن قتادة عن الحسن عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن لا
يحول بينه وبين الجنة مل ء كف دم يهريقه كأنما يذبح دجاجة كلما تعرض لباب من
أبواب الجنة حال بينه وبينه، ومن استطاع منكم الا يجعل في بطنه إلا طيبا
فليفعل (3)، فان أول ما ينتن من الانسان بطنه (4).
توفي أبو الحسن بن عطاء في ليلة الاثنين الثاني عشر من المحرم سنة خمس وستمائة،
ودفن من الغد بباب أبرز قريبا من حامل الراية عند أهله، وذكر لنا أن مولده في سنة
ست وثلاثين وخمسمائة.
751 - علي بن الحسن بن عبيد الله بن سعيد، أبو الحسن القارى:
صاحب ابن الآجري الزاهد، حدث عن أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن
شاهين الواعظ، روى عنه الشريف أبو الفضل عمر بن عبد العزيز بن المهدى الخطيب
في مشيخته وقال: جارنا رجل من اهل القرآن والخير، مات سنة ست عشرة
وأربعمائة، ودفن بباب حرب.

(1) في أول الترجمة: عبد الله.
(2) في (ب): على.
(3) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.
(4) انظر الحديث في: الترغيب والترهيب 3 / 295. وصحيح البخاري 9 / 80.
182

752 - علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن المصيصي:
حدث ببغداد عن أبي محمد الهيثم بن خالد بن عبد الله البزاز، روى عنه أبو بكر
أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي المظفر القشيري، أنبأنا كتب إلى أحمد بن
المأمون، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أنبأنا أبو الحسن علي بن
الحسن بن علي المصيصي ببغداد، حدثنا الهيثم بن خالد بن عبد الله أبو محمد البزاز
المصيصي، حدثنا يحيى بن محمد بن سابق، حدثنا حسين الجعفي عن ابن عيينة، حدثنا
هلال الوزان، حدثنا شيخنا القديم عبد الله بن حكيم قال: كان عمر رضي الله عنه
يقول: إن أصدق القيل قيل الله عز وجل، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم: وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة ضلالة.
753 - من ساكن باب الذهب، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي،
روى عنه أبو الفضل بن المهدى في مشيخته، وذكر أنه أهل القرآن والأدب
والخطابة، رجل فاضل، وقال: سمعنا منه كتاب " دلائل النبوة " لابن قتيبة.
أنبأنا أبو طاهر العطار عن أبي على محمد بن أبي الفضل محمد بن عبد العزيز بن
المهدى الخطيب، أنبأنا أبى قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي المقرئ
الخطيب وأنبأنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب، أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن
أحمد بن البناء، أنبأنا أبو محمد السن بن علي الجوهري قالا، حدثنا أبو بكر بن جعفر
ابن حمدان، حدثنا بشر بن موسى الأسدي، حدثنا هوذة، حدثنا عوف عن خلاس
ومحمد عن أبي هريرة (1) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا الدهر فإن الله تعالى هو
الدهر " (2).
أنبأنا العطار عن أبي علي بن المهدى، أنبأنا والدي أن علي بن الحسن الخطيب
مات في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة.

(1) في الأصول: ومحمد بن أبي هريرة.
(2) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
183

754 - علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن ميمون السمسمي -
ويقال: السمسماني، أبو الحسن البهري المؤدب:
سمع الكثير من أبى علي بن شاذان وطبقته وكتب بخطه، وكان أديبا شاعرا حسن
الشعر، سمع منه أبو بكر الخطيب وأبو الفضل بن خيرون وابن خاله أبو طاهر
الكرخي، وروى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي والسيد أبو
الحسين يحيى بن الحسين العلوي السجزي وأبو نصر الرسول.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال: كتب إلى أبو الفتوح أحمد بن عبد الوهاب
ابن الحسن الرازي أنشدنا السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل بن زيد بن
جعفر العلوي إملاء أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن (1) على السمسماني،
أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن النعيمي الحافظ لنفسه:
شرفت همتي فلو عرفتني * الأنجم الزاهرات سمت ترابي
وأظلتني الغمائم طرا غيره * من خصاصة أن يرابي
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروز آبادي بمصر، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمد الأصبهاني قال: قال أنشدنا أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز الرسولي، أنشدني
أبو الحسن علي بن الحسن السمسمي البهري لنفسه:
دع مقلتي تبكي عليك بأربع * إن البكاء قلب الموجع
ودع الدموع بكل جفن في الهوى * من غاب عنه حبيبه لم يهجع
ولقد بكيت عليك حتى رق لي * من كان فيك يلومني وبكى معي
أنبأنا عبد العزيز بن محمود الجنابذي والمبارك بن أنوشتكين النجمي وأحمد بن
محمد (2) الأزجي قالوا: أنبأنا عبد الله بن منصور الشاهد، أنبأنا أبو الحسن المبارك بن
عبد الجبار الصيرفي، أنشدنا أبو الحسن السمسماني في تركي كان
يهواه وكتب بها إلى أبي الفضل الباقلاني:

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(2) في الأصل: عبد.
184

إن كنت تصدق في ادعاء وداده * فافككه (1) من أسر الهوى أو فاده
لا تمح بالهجران رسم محله * بصميم حبك في صميم فؤاده
رفقا به فهو العروق إذا أتى * شيئا فلا يغررك ابن قباده
لأمته بالبحر قبل تمامه * فأعده بالاشغاف قبل معاده
زوده من نظر فأقنع من ترى * من كان لحظ العين أكبر زاده
لا أنت عند اليسر من زواره * يوما ولا في العسر من عواده
إن الهوى ضد العقول لأنه * يبغى جآذره على آساده
وافي إلى عتابه عن نبوة * كانت بعادا مردفا ببعاده
أفدى الكتاب بناظري فبياضه * ببياضه وسواده بسواده
يا عذل المشتاق دعه وغيه * إن كنت لم تقدر على إسعاده
أقصر أبا الفضل العتاب فإنما * يذكى العتاب النار مثل زناده
ودع الملام لمغرم هجر الكرى * يوم الفراق وضل طرق رشاده
تسعى صروف الدهر في إصلاحه * يوما وطول الهجر في إفساده
وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى * يوما فلا تعتب على أولاده
أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر محمد بن الفضل الأصبهاني، أنشدنا
أبو (2) الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي
السمسمي لنفسه:
أراكم بقلبي من بلاد بعيده * تراكم تروني بالقلوب عن البعد
لساني وقلبي يحدثان عليكم * وعند كم روحي وذكر كم عندي
ولست ألذ العيش إلا بقربكم * ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد
أنبأنا أبو القاسم النعال عن هزارست (3) بن عوض الهروي، أنشدنا أبو الحسن
المبارك بن عبد الجبار بن أحمد، أنشدني أبو الحسن علي بن الحسين بن علي السمسمي
لنفسه:

(1) في الأصل، (ب): فافكه.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في الأصل، (ج): بن هزارست.
185

أفدى الذي أرمى بإصبعه * نحوي وقال البين قد عزما
فأجبته لا كان ذا أبدا * فبكى وقال بذاك قد حكما
كم قد نهيتك عن مخالطتي * فجئتني في ذاك متهما
فعلمت أن الحق في يده * وقرعت سنى (1) بعده ندما
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنا عنه ابن
سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة ثمان
وأربعين وأربعمائة - يعنى مات أبو الحسن علي بن الحسن السمسمي المعلم في يوم
الأربعاء سادس صفر، كان يقول الشعر، وكان قليل الدين، و (2) سمع حديثا كثيرا
ولم يخرج عنه شئ وكان كثيرا ما ينكب الناس.
755 - علي بن الحسن بن علي بن الفضل، أبو منصور الكاتب، المعروف بابن
صربعر (3):
أخو أبى الحسن احمد الذي تقدم ذكره، كان من فحول الشعراء ذا جزالة
وفصاحة مع رقة وسلاسة، وكانت له معرفة تامة بالأدب، سمع أبا الحسين عليا وأبا
القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن
خالد الكاتب وأبا الحسن علي بن عمر بن أحمد الحمامي وغيرهم، روى عنه أبو سعد
أحمد بن محمد الزوزني وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وفاطمة
بنت أبى حكيم عبد الله بن إبراهيم الخيري - روت عنه الاخبار الموفقيات للزبير بن
بكار.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول: سمعت أبا
الحسن بن عبد السلام يقول: كان نظام الملك يقول لابي منصور بن الفضل أنت ابن
صردر لا ابن صربعر، قال ابن السمعاني: وقد هجاه الشريف أبو حفص بن البياضي
ببيتين ظلمه وما أنصفه: لئن أبرز الناس قدما أباك * فسموه من شحه صربعرا

(1) في (ج): منى.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) انظر: شذرات الذهب 3 / 322. ووفيات الأعيان 1 / 259.
186

فإنك تنثر ما صره * عقوقا له وتسميه شعرا
وأخبرني أبو عبد الوهاب بن علي الأمين، أخبرنا فاطمة بنت أبى حكيم
عبد الله بن إبراهيم الخبري قالت: أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل
الكاتب، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب، أنبأنا أبو
محمد علي بن عبد الله بن العباس بن المغيرة الجوهري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد
ابن عبد الله الدمشقي، حدثني الزبير بن بكار، حدثني أبو ضمرة، حدثني نوفل بن
مسعود أنه سمع أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاث من لقى الله
وهن فيه حرم على النار وحرمت عليه: إيمان با لله ورسله، والثانية حب الله عز
وجل، والثالثة أن توقد نار فيلقى فيها أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر (1).
وبالاسناد حدثنا الزبير، أخبرني سفيان بن عيينة قال: تبع محمد بن المنكدر جنازة
رجل يقال له عمران بقره بسيفه، فعوتب في ذلك وقيل له: مثل ذلك لا يتبع جنازة
مثل هذا، فقال: والله إني لاستحيى من الله عز وجل أن يراني أرى ورحمته قد
عجزت عن أحد من خلقه.
أخبرني جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
محمد السلفي أنشدني القاضي أبو القاسم محمود بن يوسف البرزندي التفليسي،
أنشدنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل المعروف ابن صربعر الكاتب ببغداد
لنفسه.
يا مانح العين عدمت الروا * من حوض هذا القلب كم تستقى
من شيمه الماء انحدار فلم * ماء فؤادي أبدا يرتقى
أخبرني شهاب بن محمود الحلبي بهراة، أنشدنا عبد الكريم بن محمد بن منصور
المروزي، أنشدني أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، أنشدنا أبو
منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب لنفسه:
صرعتهم عيون ذاك السيف * يا صاحبي وأين منى صحبي
يوم أبدوا تلك الوجوه علمنا * إنما يشهر السلاح لحرب

(1) انظر الحديث في: كنز العمال 43340.
187

لحظات أسماؤهن استعارا * ت وما هن غير طعن وضرب
إن أجب داعى الهوى غير راض * فالصد بالله أكرها بلبي
هل أرى في السهاد مسحا بعيني * من أمرى في الرقا دليلا بقلبي
أمل كاذب قطاف ثمار * من غصون ملتفة بالعصب
كلما رنح النسيم فروع البان * هزت أعطافها بالعجب
إن روض الخدود ليس لرعى * وخمور الثغور ليس لشرب
أرى ميتة تطيب بها النفس * وقبلا يلذ غير الحب
لا يزل بي عن العقيق ففيه * وطرى إن قضيته أوحى نحبي
أجمل أن لا أزور ديارا * يوم بانوا دفنت فيها لبى
لا رعيت الغرام إن قلت * للصحبة حفى عنه وللعيش هبي
وقفه بالركاب يجمع فيها * فرحة لي وراحة للركب
في كناس الأرطي سبهه * لقينا حماها العفاف من الحجب
قبل ما استضحكت لنا ما طعمنا * إن قرى الذل في الزلال العذاب
طلعت وجهه وقابلها البدر * فسوت ما بين شرق وغرب
كل شئ حسبته من تحتها * سوى عدها الصبابة ذنبي
وأخبرني الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا أبو الحسن بن عبد السلام، أنشدنا
أبو منصور بن الفضل لنفسه:
شدوا على ظهر الصبا رحلي * إن الشباب مطية الجهل
إن أخرت نفسي إلى أمد * دبرتها في الشيب بالعقل
إن المغرب في مواطنه * من عاش في الدنيا بلا خل
وإذا الفؤاد ثوى بلا وطر * فكأنه ربع بلا أهل
من للظباء سواي يقنصها * إن أسكرتني خمرة العدل
أو غلت في حوض الهوى أنفا * للقلب أن يبقى بلا شغلي
وخدرت سلوانا فسمتهم * أن يحرموني لذة الوصل
فضلت دموعي عن مدى حزني * فنكيت من قتل الهوى قتلي
ما من ذوي شجن يكتمه * إلا أقول متيم مثلي
188

يخفى ولا يخفى على نظري * علم الخضوع ومبسم الذل
يا فاتكا أضراه أن له * قتل بلا قود ولا عقل
لم لا تريق دما وصاحبه * لك جاعل في أوسع الحل
بعد الغزلان الحدور لقد * كحلت مهاجرهن بالختل
يرمين في ليل الشباب لكي * يخفى على مواقع النبل
لو لم يرد بي السوء خالفها * ما ضم بين الحسن والبخل
اقذف عدوك إن أردت به * دهيا من الأعين النجل
يبلغن كل العنف في لطف * وسلن أقصى الجلد بالهزل
هبهم لو وعدوني فطيفهم * من ذا الحسن على مطل
قد كنت أنهكه معاقبه * لولا ادكاري حربه الرسل
وعهودهم بالرمل قد نقضت * وكذاك ما بيني علي الرمل
إذا أزمعوا صرما فلم عقدوا * يوم الكتيب بحبلهم حبلى
لا توثق إلا سواء بينهم * إلا رشا الفاحم الرحل
كيف الخلاص ومن قدودهم * وخدودهم ونهودهم عقلي
وإذا الهوى ربط النفوس فما * يغنيك حل يد ولا رجل
صحبي الأولى أرخوا مطيهم * حتى أناخوها بذي الأثل
من يطلع شرفا فيعلم لي * هل روح الرعيان بالإبل
أم قعقعت عمد الخيام أم * ارتفعت قناتهم على النزل
أم غرد الحادي بقافية * منها غراب البين يستملى
إني أخادر من رحيلهم * ما خادرت أم من الثكل
إن كان ذاك فصادفوا نقما * يعمى الدليل به عن السبل
وأخبرني الحاتمي أنشدنا ابن السمعاني، أنشدني أبو سعد أحمد بن محمد الزوزني،
أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل لنفسه:
ماذا يعيب رحال الحي في النادي * سوى جنوني على إدمائه الوادي
نعم هي الزاد مشغوف به سعيت * والماء خامت عليه غلة الصادي
يا صاحبي أبيوم الروع تنجدني * فكيف يوم النوى حرمت الحادي
189

وما سلكت فجاج الأرض مفترسا * حتى ضمنت ولو بالنفس إسعادي
من أين يعلم أن البين وخزته * في الصدر أسلم منها ضربة الهادي
لا در درك إن وريت عن خيري * إذا سئلت وإذا شمت حسادي
قل للمقيمين بالبطحاء إن لكم * بالرقمتين أسيرا ما له فادى
يد العواذل تطويه وتنشره * شبه المريض طريح بين عواد
ليت الملامة سدت كل سامعة * فلم تجد مسلكا أرجوزة الحادي
فإن رويت أحاديث الذين نأوا * فعن نسيم الصبا والبرق إسنادي
أكلف القلب أن يهوى وألزمه * صبرا وذلك جمع بين أضداد
وأكتم لركب أوطاري وأسألهم * حاجات نفسي لقد أتعبت روادي
هل مدلج عنده عن منكم خبر * وكيف يعلم حال الرائح الغادي
قالوا تعرض لغزلان النقا بدلا * أمقنعي شبه أجياد لأجياد
إن الظباء التي هام الفؤاد بها * يرعين ما بين أحشاء وأكباد
نزلن من أنفس العشاق من حرم * فليس يطمع فيها حبل صياد
وأنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا أبو سعد الزوزني، أنشدنا أبو
منصور بن الفضل لنفسه:
لو كنت أشفق من خصيب بنان * ما زرت حيكم بغير أمان
ما صبوة دبت إلى خديعة كالخمر تسرق يقظة النشوان
انظر فما غض الجفون بنافع * قلبا يرى ما لا ترى العينان
ولذاك عنفني النصوص فلم أقل * إن الصبا شيطانه أغراني
فعلمت أن الحب فيه غواية * مغتالة للشيب والشبان
ما فوق أعجاز الركاب رسالة * تلهى ففيم مجيئة الركبان
عذرا فلو علموا جواك لسالموا * غزلان وحره عن غصون البان
قولا لكثبان العقيق تطاولي * دون الحمى امدادك بالطمحان
ولتنفس الرجل زفرة مدنف * إن لم يغثه الدمع بالهملان
عجل الفريق وكل طرف أثرهم * متعثر اللحظات بالأطعان
وكأنما ردى يوم لقيتها * بالدمع قد نسجا من الأجفان
190

كلف بجلدي الذي يستطيعه * هل في إلا قدرة الانسان
ولئن صببت على الهوى بحشاشتي * فالحب شر متالف الحيوان
يدرى الذي نصح الفؤاد بنيله * أن قد رمى كشحيه حين رماني
لو لم تكن عفرت على أطلالهم * عيني لما سفحت بأحمر قاني
متأولين على الجفون تحننا * فالدمع يمطرهم بذي ألوان
ولو أنه ماء لقالوا دمعه * ريق الكمى ومناهل الأغصان
ولنعم هينمة النسيم محدثا * عن طيب ذاك الجنب والأردان
إن لم يكن سهل اللوى وحزونه * وطني فإن أنيسه خلاني
ولو أنهم جلوز وود بحلبه * كلغى وقلت الدار بالجيران
علق يلاعب بي ورب لبانة * شامية شغفت فؤاد يمان
هل يبلغني دراهم مذمومة * بالشوق موقرة من الأشجان
فعسى أميل إلى ألقاب مناجيا * بضمائر ثقلت على الكتمان
وأطارد المقل اللواتي بفتكها * تملى على مقاتل الفرسان
متجاذبين من الحديث طرائفا * يصغى لطيب سماعها النضوان
كرر لحاظك في الخدوج فبعدعا * هيهات أن يتجاوز الحيان
من بعد ما أرغمت أنف رقيبهم * حتفا وحضت حمية الغيران
وطرقت أرضهم وتحت سمائها * عدد النجوم أسنة الخراسان
أرض جداولها السيوف وعشبها * نبع وما ذكروا من المران
في معشق عشقوا الدخول وآثروا * شرب الدماء بها على الألبان
قوم إذا خبأ الضيوف جفانهم * ردت عليهم ألسن النيران
قرأت في كتاب أبى نصر هبة الله بن علي بن المجلي بخطه قال: علي بن الحسن بن
علي بن الفضل أبو منصور الكاتب شاعر مجود بديع محسن، جمع بين رقة المحدثين
وقوة (1) المتقدمتين، ولم يك في المتأخرين أرق طبعا منه مع جزالة كلام وبلاغة معنى،
وكان مدح أمير المؤمنين القائم بأمر الله ووزيريه أبا القاسم بن المسلمة وأبا نصر بن

(1) في الأصل، (ج): قدره.
191

جهير، ومدح ولده ابا منصور بن جهير وأبا المعالي بن عبد الرحيم الوزير وغيرهم،
وأكثر شعره مديح، وله مراث (1) يسيرة.
وحدث (2) عن بعض أدباء الرؤساء أنه قال: ابن الفضل الكاتب أشعر من مهيار
كتبت ديوان شهره جميعه ولم يقدر لي أن أسمع منه شيئا فأنشدنيه ناصر بن محمد بن علي
عنه، وكان قد قرأ القران بروايات، وله صوت حسن إذا تلاه، وكان قيما
بالأدب 03) غزير الفضل، وسمع ابا الحسين بن بشران وأبا القاسم بن بشران وغيرهما
روى عنه أبو عبد الله الصوري شيئا من شعره، وسمع هو والخطيب بقراءته على
الشيوخ.
قرأت في كتاب أبى علي بن البناء قال: وفي يوم الأربعاء لسبع بقين منه يعنى شهر
ربيع الأول سنة خمس وستين وأربعمائة سمعت أن الفرس كبا بابن الفضل الكاتب
الذي يسمع معنا الحديث ويلقب بابن صربعر فدقت عنقه، وكان قد ظلم أهل
شهرابان وسعى بهم، وكان يقول الشعر وخلط في دينه.
قرأت في كتاب أبى الفضل أحمد بن الحسن (4) بن خيرون بخطه وأنبأنا نصر الله بن
سلامة الهيتي، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال: سنة خمس وستين
وأربعمائة أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب سقط في بئر فهلك في صفر،
وكان قد سمع الكثير من ابني بشران وغيرهما، وكان يحفظ القران وقال الشعر،
وذكر ابن نصرون في رواية أخرى أنه بباب أبرز
756 - علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب، أبو الحسن الباخرزي الكاتب:
من اهل باخرز ناحية من نواحي نيسابور، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة
وحسن النظم والنثر، يبدأ (5) في صباه طرفا من الفقه على أبي محمد الجويني، وسمع
الحديث منه ومن أبى عثمان الصابوني وأبى الفضل عبيد الله بن أحمد المكيال (6)

(1) في (ب): مرات.
(2) في (ج): حديث.
(3) في (ج): كثير الأدب.
(4) في (ج): بن الحسين.
(5) هكذا في الأصول.
(6) في (ب): الكيالي.
192

وأبى عبيد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى، ثم استغل بالكتابة وخدم في
ديوان الرسائل، وقدم بغداد في أيام الإمام القائم بأمر الله - صلوات الله عليه
وسلامة - ومدحه، واتصل بالوزير أبى نصر الكندري وزير السلطان طغرلبك، وخدم
بالبصرة مدة وصنف كتابا سماه " دمية القصر " ذكر فيه شعراء عصره، وله ديوان شعر
مشهور، روى ببغداد شيئا من شعره، روى عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الذهلي
أخبرني شهاب الحاتمي، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال: ولما ورد علي بن
الحسن الباخرزي بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي صدرها ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا * كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا
أليس من عجب أبى ضحى ارتحلوا * أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وأن أجفان عيني أمطرت ورقا * وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا
وإن تلهب برق من جوانبهم * توقد الشوق في جنبي والتهبا
فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، وانتقل إلى الكرخ وسكنها
وخالط فضلاءها وسوقتها مدة، وتخلق بأخلاقهم، واقتبس من اصطلاحاتهم، ثم أنشأ
قصيدته التي أولها:
هبت نسيم صبا تكاد تقول * إني إليك من الحبيب رسول
سكرى تجشمت الربى لتزورني * من علتي وهبوبها معلول
فاستحسنوا وقالوا: تغير شعره ورق طبعه.
ذكر أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد البيهقي في كتاب " مشارب التجارب " في
اخبار الوزير أبى نصر الكندري قال: كان علي بن الحسين الباخرزي شريكه (1) في
مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فهجاه علي بن
الحسن فقال مداعبا:
أقبل من كندر (2) مسيخرة * للنحس في وجهه علامات
وذكر أبياتا، فلما تمكن الكندري في أيام السلي ان طغرلبك وصار وزيرا محكما

(1) في النسخ: شكره.
(2) في الأصل، (ب): كيدر.
193

ورد عليه علي بن الحسن وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان، فلما رآه
الوزير قال له: أنت صاحب " أقبل "؟ فقال له: نعم، فقال الوزير: مرحبا وأهلا، قال:
قد تفاءلت بقولك " أقبل " ثم خلع عليه قبل إنشاده وقال له: عد غدا وأنشد! فعاد في
اليوم الثاني ونشد هذه القصيدة:
أقوت معاهدهم بشط الوادي * فبقيت مقتولا وشط الوادي
وسكرت من خمر الفراق ورقصت * عيني الدموع على غناء الحادي
في ليلة من هجره شتوية * ممدودة مخضوبة بمداد
عقمت بميلاد الصباح وإنها * في الامتداد كليلة الميلاد
منها أيضا:
غر الأعادي منه رونق بشره * وأفادهم بردا على الأكباد
هيهات لا يخدعهم إيماضه * فالغيظ تحت تبسم الآساد
فالبهو منه بالبهاء موشح * والسرح منه مورق الأعواد
وإذا شياطين الضلال تمردوا * خلالهم قرناء في الأصفاد
فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة أمر له بألف دينار مغربيه.
قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي، أنبأنا أبو عبد
الله محمد بن أبي نصر الحميدي إذنا أنشدني أبو شجاع فارس بن الحسين بن فارس
الذهلي أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طالب الباخرزي لنفسه بمدينة السلام:
القبر أخفى من سترة للبنات * ودفنها يروى من المكرمات
أما رأيت الله سبحانه قد * وضع النعش بجنب النبات
قرأت في كتاب أبى شجاع فارس بن الحسين الذهلي بخطه وأنبأنيه عبد الوهاب
الأمين عن أبي القاسم بن أبي غالب عنه أنشدني الأستاذ الجليل أبو القاسم علي بن
الحسن بن أبي الطيب الباخرزي:
سلام على وكرى وإن طوى الحشا * على حسرات من فراخ بها رعب
194

ووالهة غيرى إذا اشتكت النوى * سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب
أ أذكر أيام الحمى لا وحقها * فلي إيناسي إن ذكر الحمى يصبى
ألم ترني ويترك بالشرق عزمه * رمتني كالسهم المريش إلى المغرب
وطيرت نفسي فهي أسرى من القطا * وعهدي بها من قبل أرسى من القطب
أخبرني الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قتل علي بن الحسن
الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وستين (1) وأربعمائة بباخرز ودفن بها وهو في أيام
الكهولة، قتل في مجلس أنس على يد بعض المجاديل في الدولة النظامية وظل دمه هدرا.
757 - علي بن الحسن بن علي بن عبد الله العطار المؤدب المقرئ، أبو القاسم
ابن علي الخباز، المعروف بابن الأقرع:
أخو الكاتبة فاطمة، سمع أبا الحسن محمد بن محمد بن محمد ب إبراهيم بن مخلد
البزاز.
أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبي على، أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا
أبو القاسم علي بن الحسن بن علي العطار المقرئ و (2) أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم
ابن عبد الوهاب الحراني قرأت عليه أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الكاتب
قال: أنبأنا أبو الحسن (3) بن مخلد، أنبأنا أبو على الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة
حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أفضل؟ قال: " لتنبأن أن تصدق وأنت
صحيح شحيح، تأمل البقاء وتخاف الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان
كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان (4) ".
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ، أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي على أخو الكاتبة في ربيع الأول سنة
سبعين وأربعمائة.

(1) في الأصول: سبع وسبعين.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) في (ب)، الأصل: أبو الحسن.
(4) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 250. والسنن الكبرى للبيهقي 4 / 190.
195

758 - علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن الميانجي:
قاضي همذان، كان مشهورا بالفضل والنبل، حسن المعرفة بالفقه والأدب، قدم
بغداد وتفقه على القاضي أبى الطيب البري، وسمع الحديث من أبى الحسن علي بن
عمر القزويني وأبى الحسين أحمد بن علي التنوري وأبى محمد الحسن بن محمد الخلال،
وروى شيئا يسيرا، روى عنه أبو علي بن جوانشير اليزدي (1).
أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين، أنبأنا عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن
يوسف أن أبا على الحسن بن الحسين بن محمد بن جوانشير أخبره أنشدني أبو الحسن
علي بن الحسن الميانجي ببغداد لابي بكر العنبري:
يا راقدا والدهر يقظان له * ما كل غاد للأمور برائح
ذي الدار ما خلقت لتبقى أهلها * فعلام يشمت فاطن بالنازح
كل يصير إلى مصير واحد * ويبيت بين جنادل وصفائح
إن غر مغرور بيوم مسرة * فغدا يفادحه بخطب فادح
ربحت تجارة من غدا مقتنعا * إن القناعة رأس مال صالح
أنبأنا ذاكر بن كامل عن محمد بن طاهر المقدسي قال: سمعت علي بن بجير الحافظ
بهمدان يقول سمعت القاضي علي بن الحسن الميانجي أجاز شهادة صوفي وغيره وقال:
هو ومرفقيه شاهدان.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال: سمعت أبا سهد بن السمعاني يقول: قرأت بخط
الامام أبى إسحاق الشيرازي في كتاب كتبه إلى الميانجي القاضي: " كتابي - أطال الله
بقاء سيدنا قاضي القضاة الاجل العالم الأوحد وأدام علوه ورفعته وتمكينه وبسطته
وكبت أعداءه وحساده - من بغداد، ونعم الله متوالية وله الحمد، ومنذ مدة لم أقف
على كتاب وأنا متوقع لما يرد من جهته لأسر به وأسكن إليه "، وكتب عنوانه:
" شاكره والمفتخر به والداعي له إبراهيم بن علي الفيروز آبادي ".
وأخبرني الحاتمي قال: سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول: قتل القاضي الميانجي في
مسجده في صلاة الصبح في شوال سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.

(1) في النسخ: الزدى.
196

759 - علي بن الحسن بن علي بن الحسك، أبو الحسن البروجردي:
سمع أبا علي بن الحسن بن أحمد بن شاذان، وحدث باليسير، وتوفي يوم الجمعة الرابع
والعشرين من شوال سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ودفن من يومه، ذكر هذا أبو غالب
شجاع بن فارس الذهلي ونقلته من خطه.
760 - علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن دانج بن حمدان بن مؤمل بن زهير
ابن نوفل بن حارثة الثعلبي، أبو الحسن الدولعي الواعظ: (1).
تفقه على أبي الخطاب الكلوذاني، وكان عالما بالمواقيت، قد رصد النجوم وعاناها
وعرف مطالعها ومغاربها، وله ذلك كتاب سماه " المرشد "، سمعه منه الحافظ
أبو عامر محمد بن سعدون العبدري وابنه أبو بكر عبد الله، ورأيت بخط أبى محمد بن
الخشاب على وجه هذه الكتاب: " هذا أبو الحسن الدولعي صديقنا وقد أوقفته على
أشياء ووافق عليها "، وقد ضرب في حواشي الكتاب غير موضع بخطه.
قرأت في كتاب أبى بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال: مات
على الدولعي ليلة الجمعة خامس شوال سنة ست وعشرين وخمسمائة، ودفن بباب
حرب يوم الجمعة.
761 - علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن المشرف:
ذكره أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في معجم شيوخه، وروى عنه إنشادا.
762 - علي بن الحسن بن علي بن الأخرم، أبو الحسن الدلال:
والد عبد الصمد الذي تقدم ذكره، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي
البانياسي، وحدث باليسير، سمع منه أبو بجيح محمود بن أبي المرجا الطلحي الأصبهاني
وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.
قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الحيرى بأصبهان عن أبي نجيح الطلحي،
أنبأنا علي بن الحسن بن الأخرم الدلال أبو الحسن ببغداد، أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد
المالكي، أنبأنا أحمد بن محمد بن بن الصلت، حديثا إبراهيم الهاشمي، حدثنا أبو عبيد الله

(1) انظر: شذرات الذهب 4 / 79.
197

المخزومي، حدثنا عبد الله بن الوليد، حدثنا سفيان عن زبيد عن إبراهيم بن مسروق
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس من من ضرب الخدود وشق الجيوب
ودعا بدعوى الجاهلية " (1).
أخبرناه عاليا أبو الغنائم محمد بن طالب بن زيد بن شهريار بأصبهان، أنبأنا السيد
أبو الرضا حيدر بن محمد بن الحسن العلوي الحسنى قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله
مالك بن أحمد المالكي ببغداد.
763 - علي بن الحسن بن علي بن صدقة، أبو الحسن بن الوزير أبى على (2).
تقدم ذكر والده، كان يلقب بشرف الدولة، وكان ينوب عن والده في ديوان
المجلس، وكان يكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب، وكان أديبا فاضلا، كتب
بخطه كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر، وولى النظر بديوان واسط، وانحدر إليها
فمرض بالعراق وأصعد إلى واسط فأدركه أجله بها، سمع الحديث من أبى الحسن على
ابن محمد بن علي بن العلاف وأبو القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد
ابن محمد بن بيان وغيرهم، وحدث باليسير، قرأ عليه عبد الخالق وهو (3) أسن منه
وأقدم إسنادا، وروى عنه أبو سعد بن السمعاني.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال: علي بن
الحسن بن علي بن صدقة الوزير شاب غزير الفضل وافر العقل، له معرفة تامة باللغة،
حسن الخط مليحه، دين خير، مشغول بالعبادة والعزلة، سمع بقراءتي بمكة والمدينة
وبغداد على المشايخ، كتب عنه وسألته عن مولده فقال: في المحرم سنة تسع وتسعين
وأربعمائة.
أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن
شافع الجيلي قال: توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن صدقة الوزير بواسطة ليلة الجمعة
ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة (4).

(1) انظر الحديث في: صحيح البخاري 2 / 103، 104، 4 / 223. وصحيح مسلم، كتاب الايمان
باب 44.
(2) انظر: معجم الأدباء 13 / 48 - 50.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(4) في (ب)، (ج): هذا آخر الجزء من نسخة أصل الأصل، بسم الله الرحمن الرحيم.
198

764 - علي بن الحسن بن علي بن الشيخ، أبو الحسن بن أبي غالب البزاز:
حمو أبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ، كان شيخا صالحا من أولاد المحدثين، تقدم
ذكر والده، سمع أباه والشريف ابا العز محمد بن المختار بن المؤيد وأبا الغنائم محمد بن
علي بن ميمون النرسي وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهم، وحدث
باليسير، سمع منه الشريف، وأبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وأبو الفضل أحمد بن
صالح بن شافع الجيلي وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري وشيخنا أبو بكر
عبد الله بن مبادر البقابوسي الضرير.
أنبأنا أبو بكر البقابوسي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن الشيخ البزاز
قراءة عليه وأنبأنا أحمد بن أحمد الشاهد بقراءتي عليه، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن
الشيباني قراءة عليه قالا: أنبأنا الشريف أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد قراءة عليه،
حدثنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني إملاء، حدثنا محمد بن علي بن سويد، حدثنا
أحمد بن محمد العسكري الطرسوسي، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا أسد بن
موسى، حدثنا محمد بن الفضل عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدث
عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له
من الاجر كفلان ومن أسبغ الوضوء في الحر الشديد كان له الاجر كفل (1).
أنبأنا عبد الكريم بن محمد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع
الجيلي قال: توفي علي بن الحسن بن الشيخ جمو شيخنا ابن ناصر يوم الاثنين منتصف
جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وقرأت عليه وكان سماعه صحيحا.
765 - علي بن الحسن بن علي، أبو الحسن الزميلي (2).
من ساكني رحبة جامع القصر، كان فقيها فاضلا، حافظا لمذهب الشافعي، حسن
المعرفة، ويعرف الأصول معرفة تامة، وله تعليقة في الخلاف، ويعرف الأصول ويحفظ
اللغة والنحو، ويكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب، وكان حسن الاخلاق
متواضعا سخيا محبوبا إلى الناس، قرأ الفقه على يوسف الدمشقي، والأصول على

(1) انظر الحديث في: الترغيب 1 / 158. ومجمع الزوائد 1 / 237. والأحاديث الضعيفة
839، 840.
(2) انظر: معجم المؤلفين 7 / 64.
199

أبى الحسن بن الأبنوسي، وسمع الحديث بنفسه من أبى الفضل محمد (1) بن عمر
الأرموي وأبى الحسن محمد بن طراد الزينبي وأبى القاسم علي بن عبد السيد بن
الصباغ وغيرهم، ورتب معيدا بالمدرسة النظامية ومتوليا لأوقافها، وكان مرشحا
للتدريس بها ولقضاء القضاة إلا أن أجله حال بينه وبين ذلك، وكانت فيه بلاغة، وله
نظم ونشر حسن، حدث باليسير، سمع منه أبو بكر عبيد الله بن علي التميمي
ومعروف المقرئ.
أنشدنا معروف بن مسعود المقرئ من لفظه وحفظه، أنشدني أبو الحسن بن
الزميلي لنفسه:
وليس عجيبا أن تدانت منية * لحى ولكن العجيب بقاءه
ومن جمع أضداد نظام وجوده * فأوجب شئ في الزمان فناءه
فسبحان من لا يعتريه تغير * ومن بيديه نقضه وبناءه
وأنشدنا معروف المقرئ أنشدني أبو الحسن بن الزميلي لنفسه وكتب بها إلى الأمير
سليمان بن جاووش لما مرض وارتعشت يداه وتغير خطه - وكان يكتب خطا مليحا:
طول سقمي والذي يعتادني * صيرا الرائق من خطى كذا
كل شئ هدما سلمت منك * لي نفس ووقيت (2) الأذى
أنبأنا الشريف أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد
الفقيه قال: مات ابن الزميلي يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة تسع وستين
وخمسمائة، ودفن بالوردية، وكان شابا حسنا، وفقيها حسنا، ويكتب خطا حسنا،
وكان يترشح لتدريس النظامية وللقضاء فما صح له أبدا (3)
766 - علي بن الحسن بن علي بن أبي الأسود، أبو الحسن، المعروف بابن
النيل (4) البيع:
من أهل باب الأزج، كان عم شيخنا أبى المعالي هبة الله بن الحسين، سمع أبو
* (هامش * (1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ب): وقت.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ب).
(4) في الأصل، (ج): اليل. (*)
200

القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد بن محمد بن بيان وغيرهما، وحدث
باليسير، روى لنا عنه ابن الأخضر.
حدثنا أبو محمد بن الأخضر من لفظه، أبانا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي
الأسود المعروف بابن النيل البيع بقراءتي عليه من أصل سماعه، أنبأنا أبو القاسم
على ابن الحسين بن عبد الله الربعي، حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن
إبراهيم البزاز، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا أبو جعفر محمد
ابن عبد الله بن سليمان، حدثنا أبو الأسباط يعقوب بن إبراهيم المعلم، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي حماد عن الحسن بن حي وعمار بن زريق عن أبي إسحاق عن سعيد
ابن أبى كريب (1)، عن جابر رضي الله عنه قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما توضأوا
فلم يمس أعقابهم الماء (2)، فقال: ويل للأعقاب من النار " (3)
بلغني أن مولد علي بن النيل في أحد الربيعين من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن علي القرشي قال: توفي علي بن الحسن بن
النيل يوم الجمعة في العشر الأول أو الثاني من ذي الحجة من سنة تسع وستين
وخمسمائة.
767 - علي بن الحسن بن علي بن المعمر بن باهوح، أبو منصور بن أبي سالم:
تقدم ذكر والده، كان مع والده بمصر، ثم إنه تحنث وسكن باللاذقية من ساحل
الشام، ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه لقيه بمكة حاجا في
الثامن عشر من ذي الحجة سنة أربع عشرة وستمائة، وأنه روى له شيئا من شعر أبيه
أنشدني أبو عبد الله الواسطي، أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن علي بمكة،
أنشدني أبى لنفسه بديار مصر:
دار الهوى بين الصراة وبابل * حياك مرتجز المرث الوايل
لا بل سقيت رجوع حربك للأولى * كانوا حليا للزمان العاطل

(1) في (ج): أبى كرب.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول كلها.
(3) الحديث سبق تخريجه، راجع الفهرس.
201

ليعود جوك في المنازل الساوي * ومنتجع الفطين الأهل
وعلى الكثيب مجمر من نبهه * كالبدر من حسن وليس بآفل
حجبوه بالبيض الفواصل ما دروا * من حسنة وسيوفهم كالفاصل
رشأ كان لحافظه مطرودة * قدمت بها عرضا وجنبه باسل
فكأن سحر بلاغة في لفظه * أخذ يعقدها نوافث نابل
عوفيتموا ومن العجائب مغرم * يدعو غراما بالشفاء لقاتل
سمعت أبا عبد الله الواسطي يقول: سألت أبا منصور بن أبي سالم عن مولده،
فقال: ولدت ببغداد في يوم الاثنين ثاني عشري شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة
بباب الأزج.
768 - علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت، أبو الحسن النحوي، المعروف
بالشميم (1):
من أهل الحلة السيفية كان أديبا فاضلا مبرزا في علم اللغة والنحو، وله مصنفات
كثيرة في ذلك، وله إنشاد وخطب ومقامات ونظم ونثر كثير جيد، لكنه كان أحمق
قليل الدين رقيعا، يستهزئ بالناس ولا يحترم أحدا، ولا يعتقد ان في الدنيا مثله وكان
ولا يكون ابدا، قدم بغداد في صباه، وأقام بها مدة يقرأ الأدب على أبي محمد بن
الخشاب وغيره حتى برع في ذلك، ثم إنه سافر إلى بلاد الجزيرة والشام، فورد حلب
ودمشق وغيرها من البلاد ومدح الملوك، ثم إنه دخل ديار بكر، وكان يتردد ما بينها
وبين الموصل وما والاها من بلاد الجزيرة، ويقرأ الناس عليه ويستفيدون منه إلى أن
علت سنه وأدركه أحله بالموصل عن تسعين سنة أو ما قاربها، ويحكى عنه حكايات
عجيبة في رقاعته وقلة ديانته وفساد عقيدته نعوذ بالله من ذلك.
سمعت القاضي أب القاسم عمر بن أحمد العقيلي بحلب يقول: سمعت محمد بن
يوسف بن الخضر الحنفي يقول: كان الشميم النحوي يبقي أياما لا يأكل إلا التراب،
فكل ما يلقيه من الرجيع يابسا قليل الرطوبة ليس بمنتن فيحطه في جيبه، فكل من
دخل إليه يخرجه من جيبه ويشمه إياه ويقول: انظروا إلى ما ألقيه وشموا رائحته فإنني
قد تجوهرت! فلذلك دعى بالشميم.

(1) انظر: وفيات الأعيان 3 / 26. ومعجم الاباء 13 / 50. والاعلام 5 / 83.
202

أنشدنا أبو محمد عبد الرحيم بن هاشم بن أحمد الخي يب بحلب أنشدني أبو الحسن
علي بن الحسن بن عنتر الحلي النحوي لنفسه.
كنت حرا فمذ تملكت رقي * باصطناع المعروف أصبحت عبدا
أشهدت أنعمك على لك الأعضاء * منى فما أحاول جحدا (1)
وجدير بأن يحقق ظن * الجود فيه من للنوال تصدى (2)
وأنشدنا عبد الرحيم أنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه:
شد ما نابك الغرام على نائل * يا نور ناظري والجوى بي
فأدل للحشى القريح (3) من * الوجد الذي خامر الجوى بالجواب
قال: وأنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه:
كدت إذ حث بك البين * مطايا الأين سوقا
أصحب الحين حياتي * يا شقيق العين شوقا
قال: وأنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه:
يفدي بما أفدى الردى من مهجتي * سكن أجاب دعاء من.. إذ دعا
ألهاه عن مسراه ما ألقاه من * ولهي عليه فودان ما ودعا
فمن ادعى أنى يطول لي البقا * أإلى اللقاء فإن زورا ما ادعا
قال: وأنشدنا علي بن الحسن النحوي لنفسه:
ليت من طول بالشام * نواه وثوى به
جعل العود إلى الزوراء * من بعض ثوابه
أترى يوطئني الدهر * ثرى مسك ترابه
أو ترى ما نور عيني * موطئا لي وترى به
أنشدنا عبد الرحيم بن هاشم بن أحمد الخطيب بحلب، أنشدنا علي بن الحسن بن
عنتر الحلي النحوي لنفسه:

(1) في النسخ، حجرا.
(2) في النسخ: نصرا.
(3) في الأصل، (ب): للقروح.
203

له العلم الأعلى الذي نشابه * يصاب من الامر الكلى والمفاصل
لعاب الأفاعي العاملات وأرى * الحنا اشتارته أيد عواسل
إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرعت * عليه شعاب الفكر وهي حواف
وقد رفدته الخنصران وسدت * لثلاث نواحيه الثلاث الأنامل
رأيت جسيما خطبه وهو ناحل * ضني ويمينا جده وهو هازل
قرأت في كتاب أبى علي بن الحسن بن علي بن عمار الموصلي بخطه قال: ثبت
مصنفات (1) ابن الحسن بن عنتر بن ثابت الحلي له " منتزه القلوب في التصحيف "،
" النكت المفحمات في شرح المقامات "، " أرى المشتار في القريض المختار "، " الحماسة
الحلوية "، " برة التأميل في عيون المجالس والفصول "، مناح المنى في إيضاح الكني "،
" نتائج الاخلاص في الخطب "، أنس الجليس في التجنيس "، " أنواع الرقاع في
الأسجاع "، " المرازي في التعازي "، " خطب نسق حروف العجم "، " الأماني في
التهاني "، " المفاتيح في الوعظ "، " معاياة العقل في معاناة النقل "، " الإشارات المعرية "،
" المرتجلات في المسجلات "، " المخترع في شرح اللمع "، " المحتسب في شرح الخطب "،
" المهتصر في شرح المختصر "، " التحميض في التغميض "، " بداية الفكر في بدائع النظم
والنثر "، " خلق الادمي ولواحقه "، " الركوبات " - مجلدان، " رسائل لزوم ما لا يلزم في
نسق حروف المعجم " كراسان، " المنائح في المدائح " مجلد، " نزهة الأفراح في صفات
الراح " أربع كراريس، " الموكبية " كراس، مجتنى ريحانة الهم في اشتقاق الحمد والذم "،
" الخطب المستضيئة "، " حرز النافث من عبث العابث "، " الخطب الناصرية "، " حدث
المشرب المنتاب "، " الباصي حلى الشباب "، " شعر الضبي "، " مجلد، " إلقام الالحام في تفسير
الأحلام "، " كم صار أرباب الأقاليم والأمصار في الطب "، " سمط الملك المفضل في
مدح المليك الأفضل "، " مناقب الحكم ومثالب الأمم " مجلدان، " اللماسة في شرح
الحماسة ".
سمعت محمد بن عبد الله بن المغربي بدمشق يقول: مات علي بن الحسن بن عنتر
النحوي المعروف بالشميم بالموصل في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول (2) سنة إحدى
وستمائة وحضرت جنازته.

(1) انظر أسماء مصنفاته في هدية العارفين 1 إ 703 وفيها اختلاف عما هنا.
(2) في معجم الأدباء: ربيع الاخر.
204

769 - علي بن الحسن بن القاسم بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن المترفق،
أبو الحسن الصوفي (1):
نزل طرسوس وحدث بدمشق ومصر بحكايات المشايخ عن أبي الحسن علي بن
الحسن بن سلام الفارسي وأبى الحسين أحمد بن محمد المالكي وأبى عمرو بن علوان
وأبى العباس أحمد بن محمد الدامغاني وأبى الحسن علي بن عبد الله الطرسوسي
وأبى عمر النجار والمحلي صاحبي أبى بكر الشبلي وأبى الحسن العباد وأبى على الحسن
ابن عبد الله بن محمد الأزهري وأبى بكر بن الخلدي وعلي بن مهدي وأبى الفضل
العباس ابن احمد الخواتيمي الطرسوسي وسليمان بن أحمد بن أبي صلابة الرقي
وسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبى القاسم عبد الله بن محمد الموصلي الخطيب
وأبى بكر محمد بن أحمد بن الحسن المصيصي الفراء وأبى علي بن محمد بن علي
الاسفراييني وأبى احمد عبد الله بن عدى الجرجاني وأبى بكر أحمد بن محمود المروزي
القاضي، روى عنه من أهل دمشق أبو نصر بن الحبان وأبو الحسن بن السمسار وعبد
الوهاب الميداني وتمام الرازي وأبو عبد الله محمد بن علي بن أبي عقيل الصوري وأبو
الحسن محمد بن علي بن محمد بن شجاع الربعي وأبو على الأهوازي ورشأ بن نظيف
وأبو القاسم بن الحنائي.
ومن اهل مصر أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف الخولاني
وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن المترفق
الصوفي البغدادي يقول: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن سلام الفارسي يقول:
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن منصور الواعظ، سمعت النوري، سمعت الجنيد
يقول: اشتغل الناس بالدنيا والعقبى ففاتهم من له الدنيا والعقبى.
حدثنا إبراهيم بن سعيد الحبال بقراءته علينا من لفظه قال: سمعت أبا الحسن على
ابن الحسن بن المترفق الصوفي البغدادي سمعنا ابا الحسن (2) علي بن (3) عبد الله بن
الطرسوسي يقول: سمعت الثوري يقول وقد سئل عن الصوفي فقال: من صفا من

(1) في النسخ: أبو محمد عبد الله.
(2) في النسخ: ابا الحسين.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.
205

الكدر وامتلى من الكفر (1) وتخلى عن البشر واعتدال عنده الذهب والحجر.
أخبرنا حمزة بن علي الحراني ببغداد وزيد بن الحسين الكندي بدمشق قالا: أنبأنا
أبو الحسن محمد بن أحمد العكبري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب،
أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، حدثنا علي بن الحسن بن المترفق الطرسوسي سمعت
عبد الله بن عدى يقول: سمعت عصمة بن بحماك (2) يقول: سمعت أبا عمرو الطفيلي
يقول: سمعت أستاذي يقول في قول الله عز وجل (ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم)
قال: الأكل من الحاصل.
أخبرنا الحسن بن محمد الشافعي بدمشق، أنبأنا عمى أبو القاسم علي بن الحسن
الحافظ أن علي بن الحسن المترفق البغدادي ثم الطرسوسي توفي في شعبان سنة سبع
وأربعمائة.
770 - علي بن الحسن بن المبارك بن محمد بن الخل، أبو القاسم بن أبي
الحسين الشاعر (3):
تقدم ذكر والده، كان يلقب فخر الزمان، مدح الامامين المستنجد با لله وابنه
المستضئ يأمر الله، وكان أرق شعرا من أبيه.
كتب إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه
قال: علي بن أبي الحسين بن الخل شاب فيه أدب وظرف وذكاء وفطنة وكياسة
ولياقة وتودد إلى الناس، أنشدني لنفسه ببغداد سنة إحدى وستين:
وجه الصبوح صبيح * من الهموم مريح
ومبرك اللهو رحب * نصر الرياض فسيح
والطل جاء يشير * والظل سار يسيح
وللنسيم هبوب * على الرياض طريح
وللسحابة جفن * من الدموع قريح
والبلبل المتغني * فوق الغصون يصيح

(1) في الأصل: الكفر.
(2) هكذا في الأصول.
(3) انظر: تلخيص مجمع الآداب 4 / 242.
206

والورد في قضب الدو * ح كالنجوم يلوح
نسيمه بغرام * الصب المشوق يبوح
وظن ترك اصطباح * فيه جميلا قبيح
قرأت في كتاب " مدائح الامام المستنجد با لله " لابي جعفر عبد الله بن محمد بن
المهتدى بالله بخطه قصيدة أوردها لعلي بن الحسن بن الخل وهي:
جود كفيك للأماني كافى * أن يرجي سح الحيا الوكاف
وأياديك لم يشمهن عاف * تركته بربع ظن عافي
ومغانيك مغنيات إذا أمت * لنيل الاسعاد والاسعاف
لم يزرها مشف من الفقر إلا * وحبته من النوال بشافي
لك ورد صاف وربع مريع * وجناب رحب وظل واف
ويد بجزل العطاء ارتباحا * غير منسوبة إلى إسراف
دأبها الرزق للنتور وللضيف * بتبيين الصفاح أو بالصحاف
وخلال وفضل قول على شهب * نجوم السما وموف وواف
منذ سست الورى ورضيت ال‍ * - ليالي آذنتهم صروفا بانصراف
فغمام الاقبال غير جهام * وسوام الآمال غير عجاف
يا قليل الآلاف في ضيقه ال‍ * - مارق بأسا وواهب الآلاف
بك عاد الزمان حيا وقد كا * ن رميما تسقى عليه السوافي
أي حرب لم تقتحمها وقد * اظلم فيها ليل الوغى الرقاف
وضياء الضباح يستره النقع * وتبديه لامعات الرهاف
والعوالي موائل بأكف السوس * ميل الأغصان والأحقاف
فوق طرف كالطرف كمرداس أط * - راف وسح القنا لهتك طراف
كلما أخبات من اليقين صعيد * حسبته الأنصار في تجفاف
تبغي إذا أديرت كؤوس * فسكرن الفتى بغير سلاف
بثياب رأس إذا وسمت شم * الرواسي بالطالسات الخفاف
وسيوف لا يتبعن عمودا * غير هام الغطارف الاشعاف
لامام الاسلام ذي البذل والانعام * مولي الآلاء والالطاف
207

الحفي الوفي والواهب الساكب * رب الايلاف والاخلاف
والقري في قرى الفلاة إذا ما ال‍ * - قرا بذي حدوب حصب الفيافي
بلسان للنار لا يعرف النط * - ق سوى دعوة الأضياف
والشطي والندب ورب المذاكي * والضبي للبيض والقنا للرعاف
والرواق المضروب في كاهل المجد * العلي الممتنع الأطراف
ديم العز لا يزال على أطلاله * من حجبة الاحلاف
حدر خلق مثل السلاف * يلقيه غلاه عن ظاهر الاسلاف
لهم هزة الرماح إذا ما ال‍ * - روع شبت وعزة الأسياف
يا مليكا فاقت سجاياه حد * الوصف إذا كان فائق الأوصاف
مدحي فيك ليس ترضى إذا ما * سرت سيرا إلا من الاحلاف
واللهى تفتح اللها والعطايا * في متون الفلا مطايا القوافي
فاحتسبها عذرا دقت معانيها * وجلت عن الوصف الوصاف
وأق ما هبت النسيم فأضحت * قضب البان لدنة الأعطاف
قرأت بخط علي بن الحسن بن المبارك بن الخل قال: مولدي في العشرين من ذي
القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
771 - علي بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران، أبو الحسن:
حدث عن محمد بن غالب بن حرب، روى عنه ابن أخيه أبو بكر أحمد بن إبراهيم
ابن الحسن بن محمد بن شاذان في معجم شيوخه.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد (1) بن عبد الباقي أن الحسن بن علي
الجوهري أخبره عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، أنبأنا عمى على
ابن الحسن بن شاذان، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا قيس بن حفص
الدارمي، حدثنا مسلمة بن علقمة، حدثنا داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن
الزبرقان عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكذب يكتب على ابن آدم
إلا ثلاث: الرجل يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما، والرجل يحدث امرأته ليرضيها

(1) في (ج): بن علي بن محمد.
208

بذلك، والكذب في الحرب والحرب خدعة (1).
772 - علي بن الحسن بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن الصقلي القزويني:
سمع بدمشق ابا غياث ياسين بن عبد الصمد بن عبد العزيز وأبا يعقوب إسحاق بن
يعقوب بن أيوب بن زياد الداراني، وببغداد ابا بكر بن كامل القطيعي وأبا حفص بن
شاهين وأبا الفتح القواس وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ وأبا
جعفر محمد بن الحسن بن علي الأصم وأبا الصيدا ناحية بن حبان بن بشر الصيداوي
وأبا بكر أحمد بن محمد بن هارون المقرئ الرازي، وبالكوفة ابا عبد الله محمد بن مطر
ابن سند القرشي، وبواسط أبى بكر المارستاني ومحمد بن علي الطبراني، وحدث
بالبردان من اعمال بغداد. وروى عنه عبد السلام بن زكريا البرداني.
أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، أنبأنا أبو المكارم المبارك
ابن علي الهمداني قراءة عليه عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن البرداني، حدثنا
القاضي أبو الحسين عبد السلام بن زكريا بن القاسم البرداني قراءة عليه في جامع
البردان: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الله (2) الصيقلي بالبردان
قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد العوفي، حدثنا عبد الصمد بن محمد قال: قيل لابي
سعيد البلخي: لم كان (3) كلام السلف أنفع من كلام الخلف؟ قال: لأنه كان
مرادهم من كلامهم ثلاثة أشياء: عز الأشياء، ونجاة النفوس، ورضى الرحمن، ومرادنا
من كلامنا ثلاثة أشياء: عز النفوس، وطلب الحطام، وثناء الناس.
أنبأنا أحمد بن شهردار بن شهرويه بن شهردار الهمداني، أنبأنا أبى، أخبرني هبة
الله بن أحمد الابرشهدي في كتابه، أنبأنا محمد بن عبد الله الأبهري قال: سمعت عطية
الأندلسي وسألته عن الصيقلي: فقال: كان حافظا ولكنه كان يركب الاسناد يعضه
على بعض. سمعت أبا زيد الخليلي القزويني قال: مات الصيقلي يوم عرفة سنة ثلاث
وأربعمائة، وولد سنة خمس وثلاثمائة.

(1) انظر الحديث في: إتحاف السادة المتقين 10 / 73.
(2) في (ج): عبد السلام.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج).
209

773 - علي بن الحسن بن محمد، أبو الحسن الأهوازي المقرئ:
صنف في القراءات مفردات، سمعها منه وكتبها عنه أبو الفتح عبد الواحد بن
الحسين بن شيطا المقرئ ورأيتها بخطه.
774 - علي بن الحسن بن محمد بن عثمان بن مليح، أبو المعالي البزاز:
سمع الكثير من الشريفين أبى الحسين محمد بن علي بن المهتدى با لله وأبى الغنائم
عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبى جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبى محمد عبد
الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وأبى الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور
وأبى عبد الله الحسين بن منصور المخرمي وغيرهم، وحدث باليسير، روى عنه أبو
المعمر الأنصاري وأبو بكر بن كامل.
أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف، حدثنا اخى أبو بكر المبارك بن كامل
من لفظه، أنبأنا علي بن مليح البزاز وأخبرنا أبو المعالي محمد بن صافي النقاش بقراءتي
عليه، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي قراءة عليه قالا: حدثنا محمد بن علي بن
المهتدى، أنشدنا أحمد بن محمد بن المكتفي، أنشدنا الصولي للمعتضد:
يا لاحظي بالفتور والدعج * وجد فهل لي لديك من فرج
أشكو إليك الذي إمتين الوقا * تلي بالدلال والغنج
حللت بالطرف والجمال من * الناس محل العيون والمهج
قرأت بخط أبى الفضل بن شافع قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: علي بن مليح
البزاز سمعت منه أحاديث وبعد انصرافي إلى خراسان كانت كتبه تصل إلى وانفذ إليه
جوابها.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال: ولد أبى
في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة، سمعت يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي
بحلب يقول: سمعت أبا محمد القاسم بن علي بن هبة الله الشافعي يقول: توفي والدي
ليلة الاثنتين ثاني عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، ودفن بمقابر باب
الصغير.
210

775 - علي بن الحسن بن يعقوب، أبو الحسن النهرواني المتعبد:
ذكر الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أنه سكن دمشق، وحدث عن أبي إسحاق
إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي، روى عنه علي بن محمد الحنائي.
776 - علي بن الحسن، أبو الحسن (1) الكاتب، المعروف بابن الماشي ة (2):
كان من مشايخ الكاتب وأعيانهم، وله صناعة في الخراج وتقدم في الحساب،
وصنف في ذاك كتبا، وكان يتصرف في أعمال السلطان، ذكره أبو عبد الله المرزباني
وقال: رأيته شيخا كبيرا بعد العشر وثلاثمائة وجاوز التسعين وله شعر، وقد حكى عن
الفضل بن مروان وزير المستنصر بن المتوكل، روى عنه علي بن هشام الكاتب.
777 - علي بن الحسن الطيالسي علان:
ذكره القاضي أبو الوليد يوسف بن محمد بن الفرضي في كتاب " الألقاب " من
جمعه، وذكر أنه بغدادي، يروى عن عباس بن حمد الدوري وصالح بن أحمد بن حنبل
روى عنه محمد بن عبد الملك بن أيمن (3) والقاسم بن أصبغ.
ثم قال: أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، حدثنا محمد بن عبد الملك، حدثنا
علي بن الحسن الطيالسي علان ببغداد، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبى
قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: سمعت ابن
عجلان يقول: إذا أعقل الناس العالم " لا أدرى " أصيب مقاله.
778 - علي بن الحسن بن الزجاج، أبو الحسن الزاهد:
من ساكني باب الطاق، ذكر طلحة الشاهد أنه مات في سنة أربع وخمسين
وثلاثمائة في جمادى الآخرة لعشر بقين منها.
779 - علي بن الحسن الثقفي:
حدث بأصبهان عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الموصلي، روى عنه أبو

(1) في المراجع السابق: أبو الحسين.
(2) انظر هدية العارفين 1 / 680.
(3) في الأصل بياض مكان " أيمن ".
211

عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد الطلحي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن طاهر النهرواني، أنبأنا أبو سعد أحمد بن
محمد بن البغدادي، أنبأنا الفضل بن عبد الواحد بن محمد بن النجاد، حدثنا أبو عمر
عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن عيسى التيمي الطلحي إملاء، حدثنا علي بن الحسن
الثقفي البغدادي بأصبهان، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الموصلي الدقاق، حدثنا
أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، حدثنا فضيل بن عياض عن أشعث عن سوار
عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال: كان آخر ما عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
قال لي: " صل بأصحابك صلاة أشفقهم فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة " (1).
780 - علي بن الحسن الصيرفي، أبو الحسن الزاهد:
سكن بيت المقدس، وصحب ابا الخير الأقطع وطوف الشام.
كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي أن ابا محمد هبة الله بن
أحمد (2) بن طاوس أخبره، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر الاسفراييني قال: أملى على
أبو المعالي المشرف بن المرجا المقدسي بصور حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي
قال: أول من جالست أبو الحسن علي بن أحسن الصيرفي البغدادي، وكان رجلا
زاهدا متعبدا، وكان يتكلم على الناس بعد صلاة العصر في مسجد بيت المقدس في
محراب معاوية، فقال له بعض الشيوخ: يستند الشيخ؟ فقال: ما حولت وجهي عن
القبلة الا وقفت عيني على ما اكره، وما روى قط الا متوجها إلى القبلة، قال: وقال
لي والدي أبو على الحسن وكنت أراه كثير الخلطة به فسألته عن ملازمته إياه، فقال:
يا بنى! هذا صاحب ديوان، بالله يتغدى، وكان يسمي جهبذ الجهابذة، رمى بالدنيا
ولبس جبة صوف وسلك الحجاز على الوحدة عزا إلى طرابلس ورجع إلى المقدس
فرزقه الله لسانا في علم التوحيد يدق على مسامع من الناس، ولقد سمعته يقول: نزلت
على أبي الخير النينائي فأقمت في ضيافته ثلاثة أيام ودعته وأردت الانصراف من
عنده، فودعني ودفع فإذا فيه درهم وندمت على وزنى إياه. وتوفي هذا الشيخ وهو في

(1) انظر الحديث في: المعجم الكبير 9 / 47. وكنز العمال 20451، 22861.
(2) في (ج): بن محمد.
212

صلاة الوتر قرأ (قل هو الله أحد) فلما قال (ولم يكن له كفوا أحد) فاضت
نفسه.
781 - علي بن الحسن، أبو الحسن، البغدادي: حدث بدمشق إملاء في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة عن أبي جعفر عبد الله بن
إبراهيم الأصبهاني، المعروف بكيولا، روى عنه أبو الحسن علي بن الخير بن محمد
الحلبي إمام مسجد الخشابين بدمشق وبها سمع منه.
782 - علي بن الحسن، أبو البركات العلوي الأقطسي، من اهل المدائن:
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال (1)
كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي، أنشدني القاضي أبو
الحسن علي بن المفضل بن العباس المؤيدي الحنفي الطالقاني قاضي المدائن الزاهد مع
الحاج من بغداد بالدامغان حفظا أنشدني أبو البركات علي بن الحسن العلوي
الأقطسي المدائني بالمدائن، أنشدنا الوزير أبو الوفا الشيرازي وزير ليحيى بن معز الدولة
قال بلغني ابا عمرو بن العلاء أنشدني الوزير ليزيد بن الطثرية:
ومن هانني في كل حال وهيئة * على كبدي كانت شفاء أنامله
فديت الذي لو مر برد بنانه * فلا هو يعطيني ولا أنا سائله
783 - علي بن الحسن السامري:
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي في " حكايات
الصوفية " من جمعه.
أخبرنا سليمان وعلى ابنا محمد بن علي الموصلي قالا: أنبأنا عمر بن أحمد بن
منصور النيسابوري قدم علينا، أنبأنا علي بن عبد الله الحدي، حدثنا أبو عبد الله بن
باكويه، أخبرني علي بن الحسن السامري بها سمعت جعفر بن القاسم سمعت الجنيد بن
محمد سمعت السقطي وهو ابن المفلس يقول: بدوت يوما من الأيام وأنا حدث فطاب
وقتي وجن على الليل وأنا بفناء جبل لا أنيس به، فناداني مناد من جوف الليل: لا

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، (ج)
213

تدور القلوب في الغيوب حتى تذوب النفوس من مخافة فوت المحبوب! قال فتعجبت
وقلت: جني يناديني أم إنسي؟ قال: بل جنى مؤمن با الله جل وعلا ومعي أحدا في،
قلت: فهل عندهم ما عندك؟ قال: نعم وزيادة، قال: فناداني الثاني منهم: لا يذهب
من البدن الفترة إلا بدوام الغربة! قال فقلت في نفسي: ما أبلغ كلامهم، فناداني
الثالث منهم: من أنس به في الظلام لا يبقي له الاهتمام! قال: فصعقت فما أفقت إلا
برائحة الطيب وإذا برجسة على صدري فشممته فأفقت فقلت: وصية يرحمكم الله!
فقالوا جميعا: أبى الله أن يحيى إلا به قلوب المتقين، فمن طمع في غير ذلك فقد طمع
في غير مطمع، ومن اتبع طبيبا مريضا دام عليه! وودعوني ومضوا، وقد أتى على
حين فلا أزال أرى بركة كلامهم موجودة في خاطري.
784 - علي بن الحسن، أبو الحسن الكاتب العاقولي:
روى عن أبيه وغيره، روى عنه أبو الحسن بن مقسم.
كتب إلى أحمد بن محمد الشاهد الأصبهاني أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد الحداد
قراءة عليه وأنبأنا أبو طالب الجوهري بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد الباقي، أنبأنا
حمد بن أحمد الحداد قالا: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو الحسن (1)
أحمد بن محمد بن مقسم، حدثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب، حدثنا عيسى صاحب
الديوان، حدثني بعض أصحاب جعفر قال: سئل جعفر بن محمد، لم حرم الله الربا؟
قال: لئلا يتمانع الناس المعروف.
785 - علي بن الحسن بن العلاف الواسطي، أبو الحسن الشاهد (2):
شهد عند القاضي أبى عبد الله الحسين بن هارون الضبي في يوم الأربعاء لليلة
بقيت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فقبل شهادته له، وتوفي يوم
الأحد لتسع بقين من شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد عن ثلاث وسين
سنة، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.
786 - علي بن الحسن، أبو الحسن، المعروف بالدنف:
كان شيخا ظريفا من أهل الأدب، مات في الثاني من صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة.

(1) في الأصول: أبو الحسن.
(2) انظر: حلية الأولياء 3 / / 194
214

787 - علي بن الحسن، أبو طاهر، المعروف بابن الحمامي:
كان أديبا فاضلا شاعرا مليح الشعر، وكان يخدم ملوك بنى نوبة ويترسل منهم إلى
الأطراف، روى عنه القاضي أبو تمام الواسطي وأبو الحسن بن الصابي وأبو الحسن بن
نصر شيئا من شعره.
أنبأنا أبو بكر الجيلي عن محمد بن ناصر، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي بقراءتي عليه
أنشدنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي، أنشدنا أبو طاهر علي بن
الحسن بن الحمامي لنفسه:
اصطلح الناس على البخل * ونافقوا في القول والفعل
لو سئلوا الرد لظنوا به * إذ سرعة الرد من البذل
قرأت على محمد بن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الباقي أن محمد بن أبي نصر
أخبره أنبأنا أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن الصابئ، حدثني والدي، حدثني
أبو طاهر علي بن الحسن الحمامي لما هرب أبو القاسم المغربي من مصر كتب إلى
الحاكم بالله:
وأنت - وحسبي أنت - تعلم أن لي * لسانا أمام المجد يبنى ويهدم
وليس حليما من يبأس يمينه * فيرضى ولكن من يعض فيحكم
أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: كتب
إلى أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي، أنبأنا أبو الحسن، أنشدنا أبو الحسن
محمد بن علي بن نصر الكاتب، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن المعروف بابن
الحمامي صديقنا لنفسه قوله (1):
يا غادرا ضمن المودة والوفا * وأحل من بعد الضمان محلتي
أصببتني حتى عرفت صبابتي * وسررتني حتى بلوت سريرتي
ثم انطويت على الجفاء ولو أرى * ما قد رأى لطويت عنك طويتي
ومن العجائب والعجائب جمة * أني رأيت منيتي من منيتي

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، (ب).
215

حدثني أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي صديقنا قال لما ورد شهاب الدولة أبو
كامل منصور بن الحسين إلى بغداد سألته (1) حاجة جعلت ابا الفتح ابن النجار كاتبه
سبيلها وكان لي صديقا فأبطأت عني قليلة فكتبت إليه أبياتا سألته عرضها عليه، أولها:
يا دهر لو عدت إلى صلحي * ما كنت إلا قاسر القدح
في كل يوم منك لي وقعة * مولة ترحب من جرحي
فقال لي بعد خطوب خيرت (2) * مفتاح ما تبقى أبو الفتح
فاقدح به زندك في كل ما * تروح منه لو رمى القدح
إنك إن تاجرته مادحا * يضيق عنه سعة المدح
وما الذي ينظم في مدح من * فزت بآمالك في الربح
أما ترى الدهر وأحداثه * دائبة تعمل في ذبحي
قل لشهاب الدولة المرتجي * واعدل إلى الجد عن المزح
عندك هذا طارح نفسه * عليك فاعرف حرمة الطرح
واهززه في سائر ما يقتضي * يهز منه عامل الرمح
ما زلت أدعو الله في قربة * فحين وافاني بلا كرح
حل ببغداد ولكنه * أبعد عني من فم الصلح
وهي أكثر من هذا، ولكني اقتصرت منها على العرض، قال: فلما قرئت عليه قال:
يا أبا الفتح هذه أبيات وقد حرك السلسلة بقوله: أبعد عني من فم الصلح، اقض
حاجته وعجلها! ففعل أبو الفتح ذلك.
قرأت في كتاب " التاريخ " لهلال بن المحسن الكتاب بخطه قال: سنة تسع وعشرين
وأربعمائة في يوم الأحد السادس عشر منه - يعني صفر - توفي أبو طاهر علي بن
الحسن بن الحمامي استادار، ومولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
788 - علي بن الحسن، أبو بكر الكاتب، المعروف بالقهستاني (3):
أصله من الرخج، كان كاتبا سديدا فاضلا أديبا شاعرا مجيدا بليغا، وكان يكتب

(1) في (ج): سأله.
(2) في (ب)، (ج): حرب.
(3) انظر: معجم الأدباء 13 / 21 - 31.
216

لمحمد بن محمود بن سبكتكين في أيام أبيه لما قلده الخوزستان وكان يميل إلى الفلسفة
ويطعن عن عليه في دينه بسببها وكان مزاحا لطيفا ظريفا، قدم بغداد ومدح بها الامامين
القادر بالله وابنه القائم بأمر الله والوزيرين أبا طالب بن أيوب وأبا القاسم بن
المسلمة، ثم خرج من بغداد قاصدا خراسان وتولي الاشراف على أعمالها في سنة
خمس وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في ديوان شعر أبى بكر القهستاني قصيدة مدح بها الإمام القائم بأمر الله في
محرم سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وهي:
على اجتماعنا بعد طول افتراق * يشفي غليلا من جوى واحتراق
على وما يدرى امرؤ ماله * في الغيب من خط إليه يساق
إن مع العسر يسرا وكم قد * فرج الله إذا الخطب ضاق
رب اتفاق حسن للفتى * بذاك والدولة حسن اتفاق
ان كان لم يبق السرور الذي با * ن فما الحزن الذي بان باق
لولا التداني لم يحس النوى * ولا استلذ الوصل لولا الفراق
وإن شهى الوصل ما ناله * طالبه بعد حث اشتياق
والبارد العذب حياة لمن * قاسى الصدى البرح وشرب الرعاق
متى تباغي النفس منها دمى * طاب حين تقبيلها والعناق
يا ما لأجفان نضت بيضها * عنها الليالي ما لهن انطباق
ترقب وصل البيض إلى وهل * يحسن إلا القطع بيض رقاق
من راق أم من الدم غير راق * وجدا على فقد الشباب المراق
قدم يوم البين ما قد كبر * فوديه من صبغ القلوب الحداق
في الله ما يسلى وفي عبده * سيد هذا الخلق بالاتفاق
خليفة الله أبو جعفر وظله * القائم ما قام ساق
قام بامر الله وهو اذى * قامت به الأرض وسبع طباق
خبر عين الشمس فيه سنا * خبر عشقا دمعها في الملاق
ويحل السحب ندى كفه * فدمعها من حزن غير راق
رب على فاق المنى بعد ما * أزار منها الجهد مسح المآق
217

فرع درى من قبل خلق الورى * وبعد أن يفنوا قدوة بواق
لا كرم إلا له أو به كال‍ * - بحر منه وإليه الشواق
نور سواد القلب في حجبه * ورب ذي حجب كماء الصفاق
اخلط بالعالم علما له ملكا * كما الخضر حواه النطاق
تلو رسول الله من إله إن * على الأعراف يحدي العتاق
قبل ذكاء السن حاز المدى * كليلة الفطر هلال المحاق
قد جمعت أشتات فخر له * ما ظن بين اثنين منها ائتلاق
عم وما يشكر إنعامه * لأنه تكليف ما لا يطاق
ومدح الإمام القائم قصيدة أخرى وأنشدها يوم الخميس ثالث المحرم سنة خمس
وعشرين وأربعمائة في القصر الفاخر الصغير في الموكب الأشرف أولها:
تذكر نجدا والحديث شجون * نجن اشتياقا والجنون فنون
وأصبح في شغل من الوجد شاغل * جنون لعمري ذا العرام جنون
وما خطرات الشوق إلا وساوس * تحركن قلبا هن فيه سكون
هوى النفس فيها جوهر تستثيره * كأثر اليماني أخلصته قنون
فيأتي على الأجسام أنفسها كما * تأكل من حد السيوف جفون
وقد كان قبل البين جلدا فقد وهت * قواه وباتت في القناة وهون
ويفيض مشيبا بالشباب وإنما ال‍ * - مشيب فتور والشباب فتون
وكان ولا الصخر الأصم صلابة * وكالصخر للنيران فيه كمون
ليالي جنان بالصبى يستفزه * ونزها صباه شره ومجون
يروق المهاء والأسد روق شبابه * وروضات جنات له وعيون
يفارق شمس الشرق في بيت عقره * وللشهب من بعد إليه شقون
ويسعى له ذو التاج من فوق عرشه * يراح وأقدام الملوك صفون
تزف حواليه قلوب إذا بدا * وتتبعه حتى تغيب عيون
يرى أن طرف العين حتى يوده * نوى قذف دون الحبيب سطون
يظن به ما لا يظن لمثله * لضن به إن الضنين ظنون
جموح إلى اللذات يستلب المدى * وأما على من لامه فحزون
218

ألا إن ذاك العيش لا عيش مثله * وكل حياة دون ذاك منون
وما الناس كل الناس إلا هم هم * فعادت سهول عندهم وحزون
أأنساهم أني إذا لمضيع * أأسلاهم إني إذا لخؤون
ومن عجب إن لم أمت من بعدهم * ولكن آجال الرجال حضون
فان أك في قيد الحياة فإنها * نفوس لها هذى الحسوم سحون
يعز على البعد منهم وإنه * بقرب أمير المؤمنين يهون
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي احمد الوراق أن عمه محمد بن
عبد الواحد الدقاق أخبره أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين الفارسي الواعظ،
أنشدني أبو علي الجولقي، أنشدنا أبو بكر القهستاني لنفسه:
لا يفطمنا فشديد بنا * فطامنا عن عرفك الجاري
ما أول المنع كتابته إذا * ليس العمى المولود كالطاري
أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد
الأصبهاني، أنشدني أبو طاهر إسماعيل بن عمر بن أحمد القاضي بجرباذا قال أنشدنا
أبو القاسم عابد بن محمد بن عبد الرحيم الثاني، أنشدنا أبو بكر علي بن الحسن
الكاتب القهستاني لنفسه:
تعلم العلم فما إن على * صاحبه ضنك ولا أزل
وإنما العلم لأربابه * ولاية ليس لها عزل
قرأت في كتاب أحمد بن الحسين بن المطهر الذبحاني بخطه وأنبأنيه عنه أبو القاسم
الأزجي، أنشدنا أبو المعالي رجب بن قحطان الأنصاري، أنشدني أبو الجوائز بن عبد
الله الهاشمي الخطيب، أنشدني أبو بكر القهستاني لنفسه:
إذا ضامني من لست أملك ضيمه * رقيت بألفاظ المدارة ايمه
وراقبت ريح العزل في كل ساعة * تهب بواديه فتقشع غيمه
789 - علي بن الحسن، أبو الحسن الكاتب:
روى عن الملك العزيز أبى منصور خسرو فيروز بن الملك جلال الدولة أبى طاهر
219

ابن بهاء الدولة بن عضد الدولة شيئا من شعره، روى عنه القاضي عزيزي بن عبد
الملك الجيلي المعروف بشيدلة في مشيخته
أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله حمزه بن المظفر الحاجب، أنبأنا
القاضي عزيزي بن عبد الله الجيلي قراءة عليه، أنشدنا الرئيس أبو الحسن علي بن
الحسن الكاتب بقرية لشبلي من نهر الملك، أنشدني الملك العزيز نصير أمير المؤمنين بن
الملك جلال الدولة سلطان أمير المؤمنين لنفسه:
أ عليل أنفاس النسيم ترفق * برسوم مسح والربى من خلق
وإذا وثبت وسرت في عرصاتها * فاستثن جدتها التي لم تخلق
على الزمان بعيد منيح كالذي * عاينت أو يبقى بقية ما بقي
أرض إذا رق ولمستعين صحبتهم * رمنا بمنيح في الزمان الموبق
باكرتهم والصبح يرفل في الدجى * وخنوف أقمصة الدجى لم تشقق
والطير بين مصفق مستبشر * فرحا وبين مهوم لم ينطق
790 - علي بن الحسن، أبو منصور القرميسيني:
علق الخلاف والمذهب عن القاضي أبى يعلى بن الفراء، وسمع منه الحديث، وزوج
ابنته من أبى علي بن البناء، فأولدها أبا نصر محمدا ابنه، وتوفي في رجب سنة ستين
وأربعمائة، ودفن بمقبرة احمد وعمره ستة وثمانون سنة - ذكره أبو الحسين بن الفراء في
الطبقات.
791 - علي بن الحسن، أبو الحسن المزي:
من اهل دمشق، قرأ القران على أبي الوحش سبيع بن قيراط صاحب أبى على
الأهوازي وعلى غيره، وتفقه على أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوى
المصيصي، وقدم بغداد حاجا، وأقام أشهرا بالمدرسة النظامية، وروى شيئا يسيرا،
روى عنه ابن أخيه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي إنشادا سمعه منه ببغداد.
792 - علي بن الحسن الشانحاني:
من اهل شيراز، كان أحد الشهود المعدلين بها، قدم بغداد طالبا للحج في شهر
220

رمضان سنة تسع وخمسمائة، وروى بها عن الشريف أبى المختار أحمد بن محمد بن علي
النوبندجاني العلوي شيئا من شعره، سمع منه أبو عبد الله محمد بن محمد بن
حامد.
سمعت أبو المختار أحمد بن محمد بن علي النوبندجاني العلوي شيئا من شعره في
العذار:
اخضر بالرعب المنمنم خده * فالخد ورد بالبنفسج معلم
يا عاشقين تمتعوا بعذاره * من قبل أن يأتي السواد الأعظم
وبالاسناد: سمعت أبا المختار العلوي ينشد في عزاء عند قاضي القضاة الجواد عماد
الدين طاهر بشيراز وقد توفي ليلا:
على قاضي القضاة نسيج وحده * سلام لا يزال حليف لحده
سرى ليلا إلى الرحمن شوقا * فسبحان الذي أسرى بعبده
وسمعتها منه، منها:
إن سنا أنسنا إن أنسنا * أنس نار أدمعت تعم دار أنسنا
793 - علي بن الحسين بن أحمد، أبو الحسن الشوبي:
من اهل عكبرا، حدث عن أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العدل، روى
عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري:
794 - علي بن الحسين بن أحمد بن عبد الله، أبو الحسن الناسخ، المعروف
بالأعلم:
سمع أبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري والقاضي ابا المظفر هناد بن إبراهيم
النسفي وغيرهما، وكتب كثيرا لنفسه وتوريقا للناس، ولم يبلغني أنه روى شيئا، قرأت
بخط أبى علي بن البناء قال: مات الأعلم الناسخ الحنبلي في الصفر من (1) سنة إحدى
وستين وأربعمائة رحمه الله.

(1) في (ب)، (ج): في النصف من شعبان.
221

795 - علي بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن جدا، أبو الحسن العكبري:
كان جيد الخط (1) مفيدا بخط أبى علي بن البرداني، وكذا رأيته بخط أبى
الفضل بن شافع وقال: كذا سمعته من أشياخنا ورأيته مضبوطا بخط أسلافنا، قرأ أبو
الحسن الفقه على القاضي أبى يعلى بن الفراء، وسمع الحديث من أبى بكر أحمد بن
محمد بن غالب البرقاني وأبى الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز وآباء القاسم عبد
الرحمن بن عبيد الله الحرفي وعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وهبة الله بن
الحسن بن منصور الطبري وأبو على الحسن بن شهاب العكبري والحسن بن علي
المذهب وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبو منصور عبد
الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، وكان من شيوخ الحنابلة المشهورين بالديانة
والعفة والنزاهة وكثرة العبادة، وكان فصيحا ذا لسن (2) في المجالس والمحافل بكلام
مشهور ولفظ مذكور، وله تصنيف في الأصول.
أخبرنا أبو على ضياء بن أحمد بن أبي على، أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز، أنبأنا
أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن جدا العكبري قراءة عليه، أنبأنا أبو الحسن بن
مخلد، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو البختري إملاء، حدثنا أحمد بن إسحاق بن
صالح الوزان، حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي أخو الامام ثقة، حدثنا يوسف بن
محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى
أحدكم بأخيه بلاء فليحمد الله عز وجل ولا يسمعه ذلك (3).
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس، أنبأنا أبو
الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال: توفي أبو الحسن علي بن الحسين بن جدا
العكبري يوم الأحد السابع عشر من رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ودفن بباب
حرب، وكان صالحا مستورا شديدا في السنة.
796 - علي بن الحسين بن بكران، أبو الحسن الشاهد، المعروف بابن
الطبيب:

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) في (ب): ذا ليس.
(3) انظر الحديث في: كنز العمال 3510.
222

كان من شهود القاضي أبى عبد الله الضبي، توفي في الخامس من ذي القعدة سنة
سبع وتسعين وثلاثمائة، هكذا ذكره (1) هلال بن الصابئ ونقلته من خطه.
797 - علي بن الحسين، أبو الحسن القطان:
قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن الخضر بن الفضل بن عبد الواحد
قال: كتب إلى أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسف
السهمي قراءة عليه، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن بكر الوراق بالبصرة، حدثنا أبو
الحسن علي بن الحسين بن جعفر البغدادي القطان، حدثنا أبو عبيد الله بن الربيع
الحيرى بمصر، حدثنا أبو لقمان، حدثنا أبو هاشم بن القاسم، حدثنا الثوري عن أبي
إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا
غضب عمر فإن الله يغضب إذا غضب (2)
798 - علي بن السين بن جعفر بن محمد بن سعيد، أبو الحسن القطان:
أظنه غير الأول، حدث عن أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار الدوري، روى عنه
القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي.
أخبرنا عبد الرحمن بن يوسف الكاتب، أنبأنا عبد الملك بن علي الهمداني، أنبأنا أبو
العلاء محمد بن نصر الحافظ وأبو محمد عبد الغفار بن محمد بن عثمان القومساني قالا:
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي الأبهري الفقيه في ربيع الاخر سنة أربع
وخمسين وأربعمائة، أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي
بقراءتي عليه (3) بالبصرة، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن جعفر بن محمد ابن
سعيد القطان البغدادي، حدثنا محمد بن مخلد، حدثنا أبو بكر بن صدقة قال: سمعت
محمد بن إبراهيم ابا بسطام السمين يقول سمعت أبى يقول: سمعت معروفا الكرخي
يقول: من قال ثلاث مرات وكان في غم فرج الله غمه " اللهم احفظ أمة محمد
اللهم ارحم أمة محمد اللهم عاف أمة محمد اللهم أصلح أمة محمد اللهم فرج عن أمة
محمد صلى الله عليه وسلم.

(1) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(2) انظر الحديث في: تاريخ بغداد 5 / 430. وكنز العمال 32786. ولسان الميزان 5 / 791.
(3) ما بين المعقوفتين في النص ساقط من الأصول.
223

799 - علي بن الحسين بن جلباب التنوخي، أبو القاسم الشاعر (1):
من اهل معرة النعمان، هكذا رأيت اسمه ونسبه مقيدا بخط أبى محمد بن
السمرقندي الحافظ، ذكر القاضي أبو القاسم التنوخي أنه مدح عضد الدولة ببغداد
وأنشده وهو يسمع في يوم النيروز.
وذكر أبو منصور الثعالبي في كتاب " اليتيمة " عليا هذا في شعراء بغداد وقال: أحد
أفراد شعراء الدهر في الشعر (2)، وذكر أنه مدح الامام القادر بالله والوزير ابا نصر
سابور بن أردشير، وأورد له من قصيدة مدح بها القادر بالله:
وفي الدهر عن دهر بما هو واعد * فساخطه راض وشاكيه حامد
وأدركت الري الخلافة بعد ما * تجهمها عن مورد الحق ذائد
رأت قادرا بالله لم يعد قدره * مدى العفو عما رام باغ وجامد
رأينا به العباس معنى وصورة * فما عد عنا غائبا وهو شاهد
تقبله فضلا أشاد بذكره * له قبله جد كريم ووالد
كذاك الأصول الزاكيات ذواهب * إلى ما رأتها بالزكاء المحاتد
ومن يك لله المهيمن سعيه * ينل ساعيا في ظلمه وهو قاعد
فلله ما تأتي والله ما ترى * وما أنت فيه صادر الامر وارد
فملئت من رب السماء فوائدا * عدوك منها (3) قبل سيفك بائد
فوالله ما ندرى أليث ضيارم * مغيث الأعادي أنت أم أنت عائد
كذا الخلفاء الراشدون الأولى مضوا * وأنت عليهم بالبقية زائد
فلا عولت إلا على مجدك العلى * ولا انتسبت إلا إليك المحامد
800 - علي بن الحسين بن حسكويه، أبو الحسن البيع:
حدث باليسير عن الوزير أبى نصر أنوشروان بن خالد بن محمد التسوفي، سمع منه
أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف، وهو والد أبى الفتح عبد الله الذي
قدمنا ذكره.

(1) انظر: يتيمة الدهر 2 / 270.
(2) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(3) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
224

قرأت في كتاب " التاريخ " لابي شجاع محمد بن علي بن الدهان بخطه قال: وفي
يوم الخميس ثالث عشر جمادى الآخرة سنة يت وأربعين وخمسمائة وصل أبو الحسن
ابن حسكويه البيع من ناحية كبيرة ومات بالجانب الغربي.
801 - علي بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن الحسن بن هندو،
أبو الفرج الكاتب (1):
من اهل الري، كان أحد الكتاب في ديوان الانشاء للملك عضد الدولة، ثم كتب
بجرجان بعد العشر والأربعمائة، وكان مشهورا بجودة العشر وكثرة الأدب والفضل
والبلاغة وحسن العبارة، روى عنه شيئا من شعره أبو نصر عبد الكريم بن محمد
الشيرازي وأبو سعد المظفر بن الحسن الهمداني وأبو الحسن علي بن عبد الملك
الحفصي الاستراباذي.
قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن سهل الهروي: كان أبو الفرج بن هندو صاحب
أبوة في بلده ولسلفه نباهة بالنيابة وخدمة السلطان، وكان متفلسفا، قرأ كتب الأوائل
على العامري بنيسابور، ثم على أبي الخير بن الخمار، وورد بغداد في أيام أبى غلب
ابن خلف الوزير ومدحه، واتفق اجتماعي معه وأنسى به، وكان يلبس الدراعة على
رسم الكاتب، وأنشدني لنفسه:
لا يؤيسنك من مجد تباعده * فإن للمجد تدريجا وترتيبا
إن القناة التي شاهدت رفعتها * تنمى وتنبت أنبوبا فأنبوبا
أخبرني بهذين البيتين يوسف بن أحمد بن الحسين الدباس عن أبي على الحسن
الهمداني قال: قرئ على والدي وأنا أسمع أنشدكم أبو الفرج بن هندو لنفسه -
فذكرهما.
أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي قال: كتب إلى
أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي أنشدني الأستاذ أبو الفرج
علي بن الحسين بن هندو لنفسه بجرجان:

(1) انظر: معجم الأدباء 13 / 136.
225

مات الكرام فماتت مني الهمم * وعدم مثلي دليل انهم عدموا
آلمت انسان عيني بل فجعت به * إن كنت أبصر إنسانا له كرم
لهفي على نعم الذي؟ بها نعم * دون الكرام وغنم جاره غنم
قرأت على يوسف بن أحمد الدباس عن أبي على الحسن بن المظفر بن الحسن
الهمداني قرئ على والدي وأنا أسمع أنشد كم الأستاذ أبو الفرج علي بن السين بن
هندو لنفسه:
أطال بين البلاد تجوالي * قصور مالي وطول آمالي
إن رحت في بلدة غدوت إلى * أخرى فما تستقر أجمالي
كأنني فكرة الموسوس ما * تبقى بذي لحظة على حال
أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر عن أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي، أنشدني
أبو الحسن علي بن عبد الملك الحفصي الاسترآبادي بها أنشدني أبو الفرج علي بن
الحسين بن هندو لنفسه:
وقالوا يزيل الحسن شعر عذاره * فقيده شعر العذار وسلسلا
أ خدك ما أرداد الا تذللا * إليك وما تزداد الا تدللا
تصدق علينا في التفاريق رحمة * بوصلك يا من أوتي الحسن مجملا
وفم نفتضح في حسن وجهك إنني * رأيت افتضاح العاشقين تجملا
تسمى بحق جفن عينك انه * هو الجفن يحوى من لحاظك منصلا
يطمع فيها القتل حتى لو أنها * رنت نحو صخر ولدت فيه مقتلا
وبالاسناد أنشدنا أبو الفرج بن هندو لنفسه:
ما للمعيل وللمعالي إنما * يسعى إليهن الوحيد الفارد
فالشمس بحباب السماء وحيدة * وأبو البنات النعش فيها راد؟
وأنشدنا ابن هندو لنفسه:
جرى قلم القضاء بما يكون * فسيان التحرك والسكون
جنون منك أن تسعى لرزق * ويرزق في غشاوته الجنين
226

قرأت بخط أبى عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني سمعت أبا
الشرف (1) عماد بن أبي الفرج علي بن الحسين بن هندو يقول: توفي والدي سنة
ثلاث وعشرين وأربعمائة باستراباذ وكان مولده بقم ونشأ بالري.
802 - علي بن الحسين بن الحسن، أبو القاسم العباسي:
حدث عن أبي محمد الحسن بن محمد الخلال، سمع منه أبو نصر هبة الله بن علي
ابن المحلى بخطه.
أنبأنا أبو الحسين عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود الخطيب المعدل وأبو القاسم
علي بن الحسين بن الحسن العباسيان قالا: أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن
الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن عروة الكاتب، حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن
المهتدى بالله، حدثنا محمد بن هارون الشعيري، حدثنا أحمد بن إبراهيم الأنصاري عن أبي
يعقوب بن سليمان الهاشمي، حدثني زينب بنت سليمان بن علي سمعت المنصور
يقول: حدثني أبى عن جدي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إذا سكن بنوك السواد ولبسوا السواد وكان شيعتهم اهل خراسان لم يزل هذا
الامر فيهم حتى يدفعوه إلى عيسى بن مريم.
أخبرناه ذاكر الحذاء عن أبي سعد بن الطيوري عن الحسن بن محمد بن الحسن
الحافظ فذكره.
803 - علي بن الحسين بن الحسن بن الدبيسر الإسكاف، أبو الحسن المقرئ
الحنفي:
من ساكني المأمونية، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي.
وأبا الحسن علي بن الحسين بن الحسن الإسكاف قراءة عليه، أنبأنا أبو عبد الله
البانياسي، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد
الهاشمي، حدثنا الحسن بن الحسن المروزي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة
عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر قال: أتى رجل عبد الله بن عمرو بن العاص
فقال: إني أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا عند بيت المقدس، فقال: أتركت لأهلك ما

(1) في (ج): أبا الفرج.
227

يقوتهم؟ قال: لا، قال: فارجع فاترك لهم ما يقوتهم، فإني سمعت، رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: كفى بالمرء إثمان أن يضيع من يقوت (1).
* * *
آخر المجلد العاشر من هذه النسخة، وهو آخر المجلد العشرين من الأصل، ويتلوه في
الذي يليه إن شاء الله تعالى علي بن الحسين بن أبي الحمراء.
والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم ولله الحمد والمنة
وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير
طالع هذه النسخة ونسخ عليها جميعها من أول لفظه إلى آخر لفظه بعون مولاه
المانح. " محمد صادق بن السيد أمين المالح " الكاتب. في المكتبة العمومية بدمشق رحمه
الله والمسلمين. 17 شعبان سنة 1330 وقبلا سنة 1328 (2)
آخر الجزء الثامن عشر
.

(1) انظر الحديث في: مسند أحمد 2 / 194. وسنن أبى داود 1692. ومسند أحمد 2 / 160.
194، 195.
(2) في (ب): بقلم الفقير إلى ربه المانح محمد صادق فهمي ابن السيد أمين المالح المستقيم بالمكتبة
العمومية الزاهرة لاجل النسخ خاصة غفر الله له ولوالديه ولمن دعا بخير إليهما وإليه ولجمع
عباد الله وكان الفراغ يوم الأربعاء سابع عشر شعبان سنة ألف وثلاثمائة وثلاثون هجرية
228