الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٤٨
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن
ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍. 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الثامن والأربعون
عيسى
- فياض
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

الطبعة الأولى 1417 ه‍ / 1997 ه‍.
دار الفكر. بيروت. لبنان
2

5520 عيسى بن المساور البغدادي الجوهري (1)
سمع بدمشق الوليد بن مسلم وسويد بن عبد العزيز ومروان بن معاوية وبغيرها
رواد بن الجراح ويغنم بن سالم بن قنبر
روى عنه ابن أخيه أبو جعفر أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري وأبو عبد الرحمن
النسائي في سننه وأبو جعفر أحمد بن علي البغدادي الخزاز (2) وأبو أحمد محمد بن
عبدوس بن كامل السراج وأبو بكر القاسم بن زكريا المقرئ المطرز وأبو حامد محمد بن
هارون الحضرمي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات بن الأنماطي قالا أنبأنا أبو الحسين
ابن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي حدثنا
عيسى بن المساور حدثنا يغنم بن سالم بن قنبر خادم علي بن أبي طالب قال قال لي أنس
ابن مالك
قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قاد أعمى أربعين (3) خطوة لم تمس (4) وجهه النار [* * * *]
قال وحدثنا يغنم بن سالم حدثنا أنس بن مالك قال

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 11 / 161 وتهذيب التهذيب الكمال 14 / 573 وتهذيب التهذيب 4 / 462 وكنيته في تهذيب
الكمال: " أبو موسى " وفي تهذيب التهذيب " أبو محمد ".
(2) الأصل وت: " الحرزة " والمثبت عن تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب. وفي تاريخ بغداد: الخراز، ترجمته في سير
أعلام النبلاء 13 / 418.
(3) استدركت على هامش ت، وبعدها صح.
(4) بالأصل: يمس.
3

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن رآني (1) وآمن بي ومن
رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2) عيسى بن المساور الجوهري
حدث عن الوليد بن مسلم ومروان بن معاوية وسويد بن عبد العزيز ويغنم بن سالم
ابن قنبر روى عنه ابن أخيه أحمد بن القاسم وأحمد بن علي الخزاز (3) ومحمد بن
عبدوس السراج وقاسم بن زكريا المطرز وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي وكان
ثقة
قال الخطيب (4) قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي حدثنا محمد بن سحاق
السراج قال سمعت محمد بن إشكاب يحسن الثناء على عيسى بن المساور
قال (5) وأنبأنا البرقاني أنبأنا علي بن عمر الحافظ أنبأنا الحسن بن رشيق حدثنا عبد
الكريم ابن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه
ح ثم حدثنا الصوري (6) أنبأنا الخصيب بن عبد الله قال ناولني عبد الكريم وكتبه
لي بخطه قال سمعت أبي يقول عيسى بن المساور بغدادي لا باس به
قال وأنبأنا السمسار أنبأنا الصفار أنبأنا ابن قانع
أن عيسى بن المساور مات في شوال سنة أربع وأربعين ومائتين (7)
قال وقرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي حدثنا محمد بن إسحاق السراج
قال مات عيسى بن المساور ببغداد في رجب سنة خمس وأربعين ومائتين (7)

(1) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وكتب بعده صح.
(2) تاريخ بغداد 11 / 161.
(3) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ بغداد: الخراز، تصحيف.
(4) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 162.
(5) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 11 / 162.
(6) قوله: " ح ثم حدثنا الصوري " ليس في تاريخ بغداد.
(7) تاريخ بغداد 11 / 162 وتهذيب الكمال 14 / 574.
4

5521 عيسى بن مسلم العقيلي
أخو إسحاق وبكار ابني مسلم
من قواد مروان بن محمد كان معه حين غلب على دمشق لما قاتل إبراهيم بعين
الجر (1) له ذكر
5522 عيسى بن معبد بن الفضل
أبو منصور الموصلي التاجر
قدم دمشق قدمتين للتجارة
حدث في الآخرة منهما بكتاب ذكر الموت لابن أبي الدنيا عن أبي عبد الله (2) الحسن
(3) ابن العباس بن علي الرستمي الفقيه الأصبهاني وكان قد سمع بأصبهان من شيخنا أبي القاسم
إسماعيل بن محمد بن الفضل وغيره
وذكر لي أنه سمع بالموصل من أبي نصر (4) محمد بن علي بن عبيد الله بن ودعان
الأربعين (5) التي صنفها وكان شيخا كثير الحج وله معروف كثير وكان ثقة
أخبرنا أبو منصور عيسى بن معبد بن الفضل أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن العباس
الرستمي
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع قالا أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد
ابن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني (6) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا داود بن عمرو بن
زهير الضبي حدثنا محمد بن الحسن الأسدي عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكثروا ذكر هادم اللذات قالوا يا رسول الله وما هادم اللذات
قال الموت [* * * *]

(1) عين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك ودمشق (معجم البلدان).
(2) كناه في الأنساب (الرسستمي): أبا علي.
(3) بالأصل وت: الحسين، تصحيف، والمثبت عن الأنساب (الرستمي) وطبقات السبكي 4 / 211.
(4) سقطت من الأصل وت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 164.
(5) تعرف: " بالأربعين الودعانية " قال السلفي: قرأت عليه الأربعين " الأربعين " جمعه، ثم تبين لي حين تصحفت كتابه
تخليط عظيم راجع سير أعلام النبلاء 19 / 166 ولسان الميزان لابن حجر 5 / 306.
(6) أعجمت اللفظة عن ت، فهي لم تعجم بالأصل.
5

أخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن الحسن حدثنا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور
قالا أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمرو حدثنا
محمد بن الحسن الأسدي حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
أبي هريرة أن (1) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أكثروا ذكر هادم اللذات الموت [* * * *]
حدثني أبو القاسم بن مطر الموصلي أن عيسى مات بالموصل في شهر رمضان سنة
ثمان وخمسين وخمسمائة
523 عيسى بن مقسم (2)
مولى الوليد بن يزيد بن عبد الملك وحاجبه ولي الموسم سنة ست عشرة ومائة في
أيام هشام على ما قيل
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (3) وأقام الحج يعني سنة
ست عشرة ومائة الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويقال عيسى بن مقسم مولى الوليد بأمر
الوليد
قال وحدثنا خليفة (4) حدثني الوليد بن هشام وأبو اليقظان
أن عيسى بن مقسم مولى الوليد بن يزيد أقام الحج سنة ست عشرة بأمر (5) الوليد اعتل
الوليد فأمره (5)
قال وحدثنا خليفة (6) قال في تسمية عمال الوليد بن يزيد حاجبه عيسى بن مقسم

(1) بالأصل أكثر من كلمة كتبت ثم شطبت، وكتبت اللفظة " أن " تحت الكلام بين السطرين.
(2) له ذكر في تاريخ خليفة بن خياط ص 347، و 360 (ت. العمري).
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 347 (حوادث سنة 116).
(4) تاريخ خليفة ص 360 تحت عنوان تسمية عمال هشام بن عبد الملك.
(5) ما بين الرقمين ليس في تاريخ خليفة.
(6) تاريخ خليفة ص 368 تحت عنوان: تسمية عمال الوليد بن يزيد.
6

5524 عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن العباس بن عبد المطلب
أبو موسى الهاشمي (1)
نشأ بالحميمة (2) من أرض البلقاء من كور دمشق ثم انتقل مع أهله إلى العراق وجعله
السفاح ولي عهده بعد المنصور فلما ولي المنصور أخره وجعله ولي عهده بعد ابنه المهدي
وكان جليلا في أهل بيته
وولي إمرة الموسم في خلافة السفاح والمنصور وولي الكوفة للمنصور
حكى عنه ابناه (3) موسى وعلي
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد الغزيز بن أحمد
الكتاني (4) أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد
ابن جعفر أنبأنا محمد بن جرير قال (5) قال عمر بن شيبة حدثني عبد الله بن كثير بن
الحصين (6) العبدي أخبرني علي بن عيسى (7) بن موسى عن أبيه قال
بعث مروان بن محمد رسولا إلى الحميمة (8) يأتيه بإبراهيم بن محمد ووصف له
صفته فقدم الرسول فوجد الصفة صفة أبي العباس عبد الله بن محمد فأخذه فلما ظهر
إبراهيم بن محمد وأمن قيل للرسول إنما أمرت بإبراهيم وهذا عبد الله فلما تظاهر ذلك
عنده ترك أبا (8) العباس وأخذ إبراهيم فانطلق به قال فشخصت معه أنا وأناس من بني
العباس ومواليهم وذكر حديثا

(1) أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس العامة) الكامل لابن الأثير (الفهارس)، البداية والنهاية (الفهارس)، الوزراء
والكتاب للجهشياري (ص 126)، مروج الذهب (الفهارس)، تاريخ خليفة بن خياط (ت، العمري) الفهارس
العامة. سير أعلام النبلاء 7 / 434.
(2) غير واضحة بالأصل ونميل إلى قراءتها: " بالحمية " والتصويب عن ت.
(3) الأصل: أباه، واللفظة غير واضحة في ت، لسوء التصوير.
(4) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت.
(5) الخبر رواه الطبري في تاريخه 7 / 422 (حوادث سنة 132).
(6) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ الطبري: الحسن.
(7) " بن عيسى " سقطت من الطبري.
(8) سقطت من الأصل واستدركت عن ت وتاريخ الطبري.
7

قال محمد بن جرير قال أبو (1) زيد عمر بن شبة وحدثني إبراهيم بن موسى بن
عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال سمعت أبي يقول ولد عيسى
فس سنة ثلاث ومائة وشهد حرب محمد وإبراهيم وهو ابن ثلاث وأربعين سنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال (2) وبويع لأبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بمكة في المحرم
يوم عاشوراء من سنة سبع (3) وثلاثين ومائة ومن بعده لعيسى بن موسى بن محمد بن علي بن
عبد الله بن عباس قال (4) وفيها يعني سنة إحدى وخمسين ومائة جدد أبو جعفر البيعة
لنفسه وابنه المهدي وعيسى بن موسى بعد المهدي على أهل بيته بمحضر منه في مجلسه
وذلك في يوم جمعة عمهم بالإذن
وذكر يعقوب قبل هذا قال (5) وبايع الناس المهدي محمد بن عبد الله ولي عهدهم
من بعد أبيه أبي جعفر بمكة يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول من سنة
سبع وأربعين ومائة واستطاب أبو جعفر نفس عيسى بن موسى حينئذ حتى قدم المهدي نفسه
في ولاية العهد
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن علي أنبأنا أبو
القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى أنبأنا أبو محمد إسماعيل بن علي الخطبي قال
قصد عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في ولاية العهد وخلعه
ما ذكره علي بن محمد المدائني وغيره من أهل العلم بالأخبار قالوا
كان مولد عيسى بن موسى سنة ثلاث أو أربع ومائة ومولد أبيه موسى بن محمد
بالسراة في سنة إحدى وثمانين وتوفي ببلاد الروم غازيا في سنة ثمان ومائة وله سبع

(1) كتب " أبو " تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 117.
(3) كذا بالأصل وت، وفي أصل المعرفة والتاريخ: " تسع " وأثبت محققه " ست ".
وجاء في الطبري 7 / 470 أن أبا العباس مات بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة 136 وأمر
أبا العباس الناس بالبيعة لأبي جعفر المنصور، فبايع له الناس في اليوم الذي مات فيه أبو العباس.
(4) المعرفة والتاريخ 1 / 138.
8

سبع وعشرون سنة ونحو ذلك فضم إبراهيم الإمام ابنه عيسى بن موسى إليه فكان يتيمه وأوصى
إبراهيم عند قبض مروان عليه وإياسه من نفسه إلى من حضره من خاصته أن الأمر من بعده
لعبد الله بن محمد بن الحارثية أبو العباس ثم من بعده لأبي جعفر عبد الله بن محمد ثم
لعيسى بن موسى بعد أبي جعفر فعمل أبو العباس في خلافته على ذلك وعهد به عند
وفاته (1) فكان الأمر على ذلك إلى أن شرع أبو جعفر المنصور وبعد قتل محمد وإبراهيم ابني
عبد الله بن حسن وكان قتلهما جميعا على يدي عيسى بن موسى في تأخير عيسى وتقديم ابنه
محمد المهدي عليه في ولاية العهد وذلك في سنة سبع وأربعين ومائة
وجرت بين المنصور وبين عيسى بن موسى في ذلك خطوب يطول ذكرها ومكاتبات
وامتناع من عيسى ثم أجابه إلى ذلك (2) فقدم المهدي في ولاية العهد عليه وأقر عيسى
بذلك وأشهد على نفسه به فبايع الناس على ذلك وحطب المنصور الناس وأعلمهم ما
جرى في أمر عيسى من تقديم المهدي عليه ورضاه بذلك وتكلم عيسى وسلم الأمر
للمهدي فبايع الناس على ذلك بيعة محددة للمهدي ثم لعيسى من بعده وقال المنصور
يومئذ " ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا " (3) فلما أفضى الأمر
إلى المهدي طالب عيسى بن موسى بخلع نفسه من ولاية العهد البتة وتسليمه لموسى بن
المهدي وألح عليه في ذلك إلحاحا شديدا وبذل عليه مالا عظيما وخطرا (4) جزيلا (5)
وجرت في ذلك أيضا خطوب إلى أن أقدمه من الكوفة إلى بغداد وتقرر (6) الأمر على أن يخلع
نفسه ويسلم الأمر لموسى بن المهدي ويدفع إليه عشرة ألف
ألف درهم ويقال عشرين ألف ألف درهم ويقطعه مع ذلك قطائع كثيرة وقد كان عيسى ذكر أن عليه أيمانا في أهله (7)
وماله فأحضر له المهدي من القضاة والفقهاء من أفتاه في ذلك وعوضه المهدي من ذلك
وأرضاه (8) فيما يلزمه من الحنث في ماله ورقيقه وسائر املاكه فقبل ذلك ورضي به وخلع

(1) راجع تاريخ الطبري 7 / 470 حوادث سنة 136.
(2) انظر تفاصيل وافية ذكرها الطبري في تاريخه 8 / 14 وما بعدها (حوادث سنة 147).
(3) سورة النحل، الآية: 91.
(4) بالأصل: " وخطر " تصحيف، والتصويب عن ت.
(5) في المختصر: جسيما.
(6) راجع ما ورد في تاريخ الطبري حول هذا الامر 8 / 125 (حوادث سنة 160).
(7) " في أهله " مكان اللفظتين مطموس بالأصل، والمثبت عن ت.
(8) مكانها مطموس بالأصل، والمثبت " وأرضاه " عن ت.
9

نفسه في عشية يوم الأربعاء لأربع بقين من المحرم سنة ستين ومائة في قصر الرصافة وبايع
للمهدي ولموسى بن المهدي من بعده وأظهر الأمر في ذلك غداة يوم الخميس لثلاث بقين
من المحرم وحضر الخواص فبايعوا في القصر
ثم خرج المهدي إلى جامع الرصافة واجتمع الناس في المسجد فصعد المهدي المنبر
وصعد بعده ابنه فكان دونه ثم صعد عيسى بن موسى فكان على أول مرقاة من المنبر فقام
المهدي فحمد الله وأثنى عليه وأخبر بما اجتمع عليه أهل بيته وشيعته في ذلك أن موسى
عامل فيهم بكتاب الله عز وجل وأحسن السيرة وأعفاها في كلام تكلم به وجلس موسى
دونه في جانب المنبر لكي لا يستر وجهه ولا يحول بينه وبين من يصعد إليه ليبايعه ويمسح
على يده وقام عيسى بمكانه على أول مرقاة فقرئ كتاب الخلع وخروج عيسى مما كان إليه
من ولاية العهد وتحليل الناس جميعا مما كان له من البيعة في رقابهم وأن ذلك كان منه وهو
طائع غير مكره وراض غير ساخط ومجيب (1) غير مجبر فأقر عيسى بذلك كله وأشهد به
على نفسه وصعد إلى المهدي فبايع ومسح على يده ثم بايع موسى ومسح على يده ثم
انصرف ووفى المهدي لعيسى بن موسى بما ضمن له من الأموال والقطائع وأرضاه وكتب
بذلك كتابا مؤكدا لشروط عيسى (2) وشهد عليه فيه خلق من الأشراف والوجوه والكبراء فبلغ
عدة من شهد في الكتاب من جميع الناس أربع مائة وخمسة وعشرون رجلا (3) ورجع عيسى
بعد ذلك إلى الكوفة فلم يزل مقيما بها في غير ولاية حتى توفي بها في سنة سبع وستين
ومائة وهو ابن خمس وستين سنة وكان مدة عيسى في ولاية العهد من أوله إلى آخره ثلاثا
وعشرين سنة وأخبرني بعض ولد عيسى من رؤسائهم أن عيسى كان لقب في ولايته العهد
بالمرتضى
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا القاضي (4) حدثنا أبو عبد الله يعني إبراهيم بن
محمد بن عرفة المهلبي وقد تمثل هذا البيت يعني بيت جرير الذي تمثل الحسن بن

(1) الطبري: محب غير مجبر.
(2) نسخة الشرط الذي كتبه عيسى بن موسى على نفسه في تاريخ الطبري 8 / 126 وما بعدها (حوادث سنة 160).
(3) في تاريخ الطبري: أربعمئة وثلاثون من بني هاشم ومن الموالي والصحابة من قريش والوزراء والكتاب والقضاة.
(4) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الكافي 1 / 379 وما بعدها.
10

قحطبة فقال (1) يا أمير المؤمنين ما تنتظر بالفتى المقتبل المبارك جدد له البيعة فما أحد
يمتنع ممن (2) وراء هذا الباب ومن أبى فهذا سيفي
وبلغ الخبر عيسى بن موسى فقال والله لئن ظفرت به لأشرب البارد وبلغ الحسن بن
قحطبة الخبر والمنصور فدخل الحسن بن قحطبة على المنصور وعنده عيسى بن موسى
فتمثل المنصور بقول جرير
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا * أبشر بطول سلامة يا مربع (3) *
فتمثل الحسن بن قحطبة بقول جرير (4) * إذا اجتمعوا علي فخل عنهم * وعن باز يصك خباريات *
قال مربع رجل من بني جعفر بن كلاب كان يروي شعر جرير فنذر الفرزدق دمه
فقال جرير (5) إن الفرزدق قد تبين لوءمة * حيث التقى حششاؤه والأخدع (6)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن
العتيقي
فلما خلع المنصور عيسى بن موسى مر في موكب فقال إنسان من هذا فسمعه
مخنث فقال هذا الذي أراد أن يكون غدا فصار بعد غد
قال القاضي
وقد روينا في خبر آخر أن عيسى بن موسى قال لمخنث يتهدده أما تعرفني فقال
بلى أنت الذي كنت غدا فصرت بعد غد

(1) وذلك حين هم المنصور بالبيعة للمهدي أبي عبد الله، فدخل عليه الحسين بن قحطبة. كما في الجليس الصالح.
والحسن بن قحطبة بن هذا، من كبار قواد الدولة العباسية.
(2) الأصل: من.
(3) البيت من قصيدة طويلة يهجو الفرزدق، في ديوانه ط بيروت ص 261 ومربع: راوية شعر جرير، واسمه وعوعة،
ومربع لقب، راجع (اللسان: ربع).
(4) من قصيدة في ديوانه بعنوان: إذا طرب الحمام ص 66.
(5) ديوانه ص 261.
(6) صحفت بالأصل إلى: " خششاؤه والأجدع " والمثبت عن الديوان والجليس الصالح. والأخدع: أحد عرقين في
جانبي العنق، وهما أخدعان.
11

وقول جرير حيث التقى حششاؤه الحششاوان هما العظمان الناشزان وراء الأذنين
والواحد حششاء وهما لغتان إحداهما هذه مثل فعلاء والأخرى حشاء على فعلال مثل
قسطاس (1) وفسطاط من الحصيح وكذلك قوياء وليس في الأسماء على هذا الوزن غيرهما
وأما فعلى منصوبة العين فقد حكى الفراء ويعقوب وغيرهما فيه ثلاثة أحرف
وحكى غيرهما فيه رابعا وخامسا وسادسا فأما الأحرف الثلاثة فأدمى (2) اسم مكان
وأربى من أسماء الداهية كما قال الشاعر
* هي الأربى جاءت بأم حبوكرى (3)
وشعبي اسم بلدة قال جرير
أعبدا حل في شعبى غريبا * ألؤما لا أبا لك واغترابا (4)
وأما الحروف الأخر فحكاهن فيما روى لنا أبو عمرو الشيباني وابن الإعرابي حدثنا أبو
عمر محمد بن عبد الواحد قال أخبرنا (5) ثعلب قال قد جاءت حروف لم يأت بها
يعقوب ولا الفراء أتى بها أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي وهي جمدى اسم موضع
وجسقى (6) اسم بلد وجنفى (7) اسم جبل
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر
قالا أنبأنا الوليد بن بكر (8) أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا أبو مسلم العجلي حدثني أبي
أحمد حدثني أبي عبد الله قال (9) قدم هارون الكوفة فعزل شريكا عن القضاء وكان موسى بن عيسى (10) واليا على

(1) كذا بالأصل والجيس الصالح، وقسطاس: مكسور الفاء.
(2) راجع معجم البلدان.
(3) البيت لعمرو بن أحمر الباهلي، وصدره:
فلما عسى ليلى وأيقنت أنها
اللسان 5 / 234.
(4) ديوان جرير (ط بيروت) ص 56.
(5) بالأصل: أنبأنا، والمثبت قال " قال: " أخبرنا " عن الجليس الصالح.
(6) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الجليس الصالح.
(7) الذي في الجليس الصالح: وجبنى.
(8) الأصل: بكير، تصحيف.
(9) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 219 في ترجمة شريك بن عبد الله النخعي.
(10) بالأصل: " عيسى بن موسى " تصحيف، والصواب عن تاريخ الثقات وفيه: موسى بن عيسى الباهلي.
12

الكوفة فقال موسى لشريك ما صنع أمير المؤمنين بأحد ما صنع بك عزلك عن القضاء
فقال شريك هم أمراء المؤمنين يعزلون القضاة ويخلعون ولاة العهد (1) ولا يعاب ذلك
عليهم قال موسى ما ظننت أنه مجنون هكذا لا يبالي ما تكلم به وكان أبوه عيسى بن
موسى ولي العهد بعد أبي جعفر فخلعه بمال وأعطاه إياه وهو ابن عم أبي جعفر
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (2) سنة أربع وثلاثين أقام الحج عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
قال وحدثنا خليفة قال (3) سنة ثلاث وأربعين أقام الحج عيسى بن موسى بن محمد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال ثم حج عيسى بن موسى سنة أربع
وثلاثين ومائة (4)
قال وحدثنا يعقوب قال (5) سنة ثلاث وأربعين ومائة حج بالناس عيسى (6) بن موسى
بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
أنبأنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (7)
واستعمل يعني السفاح على الكوفة عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن عباس حتى توفي أبو العباس
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسين
عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا ابن أبي حيثمة حدثنا محمد

(1) في تاريخ الثقات: ويخلعون العهود.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 411 (ت. العمري).
(3) تاريخ خليفة ص 420.
(4) يبدأ كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع بحوادث سنة 135.
(5) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي 1 / 127.
(6) الأصل: " موسى بن عيسى " تصحيف، والصواب ما أثبت عن المعرفة والتاريخ.
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 412 (ت. العمري).
13

ابن يزيد هو الرفاعي قال وسمعت أبا بكر بن عياش يقول
رأيت الخطابية (1) مروا بنا بالكناسة في أزر وأردية محرمين بالحج وهم يقولون لبيك
جعفر فخرج إليهم عيسى فانهزموا إلى موضع دار رزق فقتلهم فقيل يا أبا الخطاب ألا
ترى السلاح عمل فينا قال بدا لله أن يستشهدكم وقد كان أبو الخطاب قال لهم إن
السلاح لا يعمل فيكم
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين بن
محمد الجازري أنبأنا المعافى بن زكريا (1) حدثنا محمد بن يزيد (2) الخزاعي حدثني
الزبير حدثني عمي عن عمر بن الهيام (4) بن سعيد قال
أتته امرأة يوما يعني شريكا من ولد جرير بن عبد الله البجلي صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو
في مجلس الحكم فقالت أنا بالله ثم بالقاضي امرأة من ولد جرير بن عبد الله صاحب النبي
(صلى الله عليه وسلم) ورددت الكلام فقال إيها عنك الآن من ظلمك قالت الأمير عيسى بن موسى كان
لي بستان على شاطئ الفرات لي فيه نخل ورثته عن آبائي وقاسمت إخوتي وبنيت بيني
وبينهم (5) حائطا وجعلت فيه رجلا فارسيا (6) في بيت يحفظ لي النخل ويقوم بشأني (7)
فاشترى الأمير عيسى بن موسى من إخوتي جميعا وساومني وأرغبني فلم أبعه فلما كان في
هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فاقتلعوا الحائط فأصبحت لا أعرف من نخلي (8) شيئا
واختلط بنخل إخوتي قال يا غلام طينة فختم لها خاتما ثم قال امضي (9) به إلى بابه
حتى يحضر معك
فجاءت المرأة بالطينة فأخذها الحاجب ودخل على عيسى فقيل له أعدي شريك عليك

(1) هم أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي، راجع هذه الفرقة: الملل والنحل للشهرستاني،
والأنساب واللباب.
(2) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 2 / 39 وما بعدها. وانظر أخبار القضاة لوكيع 1 / 170.
(3) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن الجليس الصالح الكافي.
(4) رسمها بالأصل: " المصاج " والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) الأصل: وبينه، والمثبت عن الجليس الصالح.
(6) كذا بالأصل والجليس الصالح، وفي أخبار القضاة: فارسا.
(7) كذا، وفي الجليس الصالح: ببستاني.
(8) في أخبار القضاة: محلتي.
(9) بالأصل: " امض " والمثبت عن الجليس الصالح.
14

قال ادع لي صاحب الشرط فدعا به فقال امض إلى شريك فقل له يا سبحان الله ما
رأيت أعجب من امرك امرأة ادعت دعوى لم تصح أعديتها علي فقال إن رأى الأمير أن
يعفيني فليفعل فقال امض ويلك
فخرج فأمر غلمانه أن يتقدموا إلى الحبس بفراش وغير ذلك من آلة الحبس فلما جاء
وقف بين يدي شريك فأدى الرسالة فقال لصاحبه خذ بيده فضعه في الحبس قال قد
والله يا أبا عبد الله عرفت أنك تفعل بي هذا فقدمت ما يصلحني إلى الحبس
قال وبلغ عيسى بن موسى ذلك فوجه بحاجته إليه فقال هذا من ذاك رسول أي
شئ عليه فلما أدى الرسالة الحقه بصاحبه فحبس
فلما صلى الأمير العصر بعث إلى إسحاق بن الصباح الأشعثي وإلى جماعة من وجوه
الكوفة من أصدقاء شريك فقال امضوا إليه فأبلغوه السلام وأعلموه أنه قد استخف بي
وإني لست كالعامة
فمضوا وهو جالس في مسجده بعد العصر فدخلوا إليه فأبلغوه الرسالة فلما انقضى
كلامهم قال لهم ما لي لا أراكم جئتم في غيره من الناس من ههنا من فتيان الحي فابتدوه
فقال يأخذ كل واحد منكم بيد رجل من هؤلاء فيذهب به إلى الحبس لا ينام (1) والله إلا
فيه فقالوا أجاد أنت قال حقا حتى لا تعودوا تحملوا رسالة ظالم فحبسهم
وركب عيسى بن موسى في الليل إلى باب الحبس ففتح الباب وأخذهم جميعا فلما
كان الغد جلس شريك للقضاء جاء السجان فأخبره فدعا بالقمطر فختمها ووجه بها إلى
منزله وقال لغلامه إلحقني بثقلي إلى بغداد والله ما طلبنا هذا الأمر منهم ولكن أكرهونا
عليه ولقد ضمنوا لنا الإعزاز فيه إذا تقلدنا لهم
ومضى نحو قنطرة الكوفة يريد بغداد وبلغ عيسى بن موسى الخبر فركب في موكبه
فلحقه وجعل يناشده الله ويقول يا عبد الله تثبت انظر إخوانك (2) تحبسهم دع أعواني
قال نعم لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب عليهم فيه ولست ببارح أو يردوا جميعا إلى
الحبس وإلا مضيت من فوري إلى أمير المؤمنين فاستعفيته ما قلدني

(1) الأصل: " ينم " وفي الجليس الصالح: لا بتم.
(2) الأصل: إخوانهم، تصحيف، والتصويب عن الجليس الصالح وأخبار القضاة 3 / 171.
15

فأمر بردهم جميعا إلى الحبس وهو والله واقف مكانه حتى جاءه السجان فقال قد
رجعوا إلى الحبس فقال لأعوانه خذوا بلجامه فردوه بين يدي إلى مجلس (1) الحكم
فمروا به بين يديه حتى أدخل المسجد وجلس مجلس القضاء ثم قال الجويرية (2) المتظلمة
من هذا فجاءت فقال هذا خصمك قد حضر فلما جلس معها بين يديه قال يخرج
أولئك من الحبس قبل كل شئ ثم قال ما تقول فيما تدعيه هذه قال صدقت قال يرد
جميع ما أخذ منها إليها وتبني حائطها في أسرع وقت كما هدم قال أفعل قال بقي لك
شئ قال تقول المرأة وبيت الفارسي ومتاعه قال وبيت الفارسي ومتاعه فقال شريك
أبقي لك شئ تدعينه قالت لا وجزاك الله خيرا قال قومي وزبرها ثم وثب من
مجلسه فأخذ بيد عيسى بن موسى فأجلسه في مجلسه ثم قال السلام عليك أيها الأمير تأمر
بشئ قال بأي شئ آمر وضحك
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي المعالي محمد بن عبد السلام أنبأنا
علي بن محمد بن خزفة [* * * *]
وعن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل
قالا أنبأنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة أنبأنا سليمان بن أبي شيخ
حدثنا أبو سفيان الحميري قال قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى وابن شبرمة
أسألكما عن الرجل فتخبراني عنه بخبر فإذا بلوناه واستعملناه لم نجده كذلك قالا
لو سألت عنه أيها الأمير في ذلك الوقت غيرنا لأخبرك بمثل ما أخبرناك ولكنها الدنيا تعرض
لهم فيتغيرون قال صدقتما
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار
قال
فمن ولد موسى بن محمد عيسى بن موسى وله يقول إبراهيم بن علي بن هرمة

(1) الأصل: " المجلس حكم " والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) كذا بالأصل، وفي الجليس الصالح: " الجريرية " نسبة إلى جرير بن عبد الله، وبهامشه عن إحدى نسخه:
" الجويرية " كالأصل.
16

* قضيت اللبانة من حاجتي * وقلت لعبدي قم فارحل
فقال لي الناس أن الحيا * أتاك مع الملك المقبل
أتتك الرواحل والملجمات * بعيسى بن موسى فلا تعجل
تأنيت أرجوك إن الرجاء * منك على الخبر الأفضل
فأنت كريم بني هاشم * إذا المجد ولى إلى المفضل
سبوق إلى قصيات العلا * عطوف اليدين على العيل
فدونكها يا بن ساقي الحجيج * فإني بها عنك لم أبخل
وماء البحر تصطك أعراقه * بمثل عابر أو يذبل
يحيل السفينة حتى ترى * كأن السفينة في أفكل (1)
بأجود منك إذا العاذلات * غيظا غضضن على الأنمل
فدونك دلوي فقد دليت * إلى فلح زاجر المحفل
يعم الثماد ونعش الدنا * بملتطم موجه أطحل (2)
إذا احتجت عاتبت أمثالكم * وليس العتاب على الجندل
متى يهب الخير لا ينتزع * كما انتزعت كسوة المغزا
أبوك الوصي وأنت ابنه * وصي نبي الهدى المرسل
توارثتموها وكنتم بها * أحق وأولى من الجهل *
قال وحدثنا الزبير حدثني عبد الله بن محمد بن المنذر عن صفية بنت الزبير بن
هشام بن عروة عن أبيها قال
كان عيسى بن موسى إذا حج حج ناس من أهل المدينة فتعرضوا معروفه فوصلهم
وأقالهم قالت فمر أبي بأبي الشدائد الفزاري وهو ينشد بالمصلى
عصابة إن حج عيسى حجوا * وإن أقام بالعراق رجوا
قد لعقوا العبقة فلجوا * فالقوم قوم حجهم معوج
ما هكذا كان يكون الحج

(1) الافكل: الرعدة. والافكل: الجماعة. والافكل: السبق (راجع تاج العروس: فكل).
(2) طحل الماء: فسد وأنتن وتغيرت رائحته. ورماد أطحل: إذا لم يكن صافيا، والطحلة بالضم: لون بين الغبرة
والسواد بياض قليل (تاج العروس: طحل).
17

قالت ثم لقي أبو الشدائد أبي بعد ذلك فسلم عليه فلم يرد عليه فقال له مالك
يا أبا عبد الله لا ترد السلام فقال لم أسمعك فمجوا حاج بيت الله فقال أبو الشدائد
أي ورب الكعبة المبنية *
والله ما هجوت من ذي نية
* ولا امرئ ذي دعة نقية *
لكنني أرعى على البرية *
من عصبة أغلوا على الرعية
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وعبد الله بن أحمد بن عمر قالا أنبأنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا ابن رزقويه أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن محمد بن
مسروق حدثنا أبو موسى الهاشمي قال
ولد لجدي عيسى بن موسى ابنة فاغتم عليها وامتنع عن الطعام فبلغ ذلك بهلولا (1)
فجاء (2) إلى الحجاب فسألهم الإذن عليه فأبوا فقال بعضهم لبعض دعوه لعله أن يكلم
الأمير بكلام يسليه قال فأذنوا له فدخل فلما رآه الأمير عيسى بن موسى أطرق قال
فقال له بلغني أنك ولد لك ابنة فاغتممت أيما خير لك ابنة عاقلة أو ابن مجنون مثلي قال
ابنة عاقلة قال فسلا ودعا بالطعام ووهب له
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش
المقرئ عنه أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي حدثنا أبو طاهر عبد الواحد بن
عمر بن أبي هاشم إملاء موسى بن يحيى المقرئ حدثنا ابن أبي سعد حدثني محمد بن
عبد الله بن طهمان قال قال لي أبي
دخل حبال ومندل على عيسى بن موسى فقال لهما دعوتكما لخبر مضرب قريب
ورزق مائتان في الشهر ما بردها على الكبد قال فخرجنا وما في الحي يقال أهون علينا
منه أنه لحن
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد أنبأنا

(1) بالأصل وت: " بهؤلاء " والتصويب عن المختصر.
(2) الأصل: " جاؤوا " تصحيف، والتصويب عن ت والمختصر.
18

أبو عبد الله أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد الأشناني حدثنا موسى التستري حدثنا خليفة
العصفري قال (1)
وفيها يعني سنة ست وأربعين ومائة عزل عيسى (2) بن موسى عن الكوفة ووليها محمد
ابن سليمان بن علي
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسن أنبأنا عبد الله بن جعفر (3) نا يعقوب (4) قال سمعت أبا علي الشافعي قال قال لنا
محمد بن داود بن عيسى في هذه الليلة بلغت سبعين سنة لم يبلغها أحد من آبائي
قال يعقوب (5) وفيها يعني سنة سبع وستين ومائة توفي عيسى بن موسى بالكوفة
فأشهد الناس على وفاته روح بن حاتم وهو واليها وصلى عليه روح وكان يوم مات ابن
حمس وستين سنة
قرأت على أبي القاسم خلف بن إسماعيل بن أحمد عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال قال
الطبري (6)
وفيها يعني سنة سبع وستين ومائة توفي عيسى بن موسى بالكوفة ووالي الكوفة يومئذ
روح بن حاتم فأشهد روح بن حاتم على وفاته القاضي وجماعة من الوجوه ثم دفن
وقيل إن عيسى بن موسى توفي لثلاث بقين من ذي الحجة فحضر روح جنازته
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أبو عبد الله النهاوندي
أنبأنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (7)
وفيها يعني سنة ثمان وستين مات عيسى بن موسى

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 423 (ت. العمري).
(2) في تاريخ خليفة: " علي بن موسى ".
(3) غير واضحة بالأصل، وفي ت: " عبد الله بن يعقوب " والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(4) الخبر في المعرفة والتاريخ 1 / 155.
(5) المعرفة والتاريخ 1 / 155.
(6) رواه الطبري في تاريخه 8 / 164.
(7) لم يرد له أي ذكر في تاريخ خليفة في حوادث سنة 168.
19

5525 عيسى بن موسى
أبو محمد ويقال أبو موسى
أخو سليمان بن موسى القرشي (1)
من أهل دمشق
روى عن عروة بن رويم اللخمي والعلاء بن الحارث وإسماعيل بن عبيد الله
ويونس بن ميسرة بن حلبس وغيلان بن أنس ويزيد بن عبيدة وأبي حازم الأعرج وربيعة
بن يزيد
روى عنه الوليد بن مسلم وعمرو بن أبي سلمة ومحمد بن سليمان بن أبي داود
البومة
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي سعد (2) محمد بن عبد الرحمن أنبأنا
أبو أحمد الحافظ أنبأنا محمد بن مروان وهو ابن خريم حدثنا محمود هو ابن خالد
حدثنا الوليد قال وأخبرني عيسى بن موسى أبو محمد وغيره قالوا أنبأنا إسماعيل بن عبيد
الله أن قيس بن الحارث المذحجي حدثنا به دخل هو والصنابحي على عبادة بن الصامت
في مرضه الذي قبض فيه فقال عبادة حين نظر إلى الصنابحي
من سره أن ينظر إلى رجل كأنما صعد إلى السماء فهو يعمل بما رأى فلينظر إلى هذا
ثم قال مرحبا بأبي عبد الله والله لئن شفعت لأشفعن لك ولئن استشهدت لأشهدن لك
ولئن قدرت لأنفعنك ثم قال أقعدوني فأقعد ثم قال أما إني سأحدثكم حديثا عن
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولو علمت أن أقوم من مضجعي هذا لم أحدثكموه مع أنه قد كان يعمل إني
أحدثكم بحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (من مات لا
يشرك بي شيئا فقد حرم الله عليه النار) [* * * *] (3)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب (4) حدثني صفوان (5) حدثنا الوليد

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 580 وتهذيب التهذيب 4 / 464 التاريخ الكبير 6 / 394.
(2) بالأصل: سعيد، تصحيف، والتصويب عن ت.
(3) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 359 مختصرا.
(4) المعرفة والتاريخ 2 / 360.
(5) هو صفوان بن صالح أبو عبد الملك الدمشقي، ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 114.
20

حدثني أبو محمد عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيد الله عن قيس بن الحارث
المذحجي أنه سمع عبادة بن الصامت يقول أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول (إني أحدثكم
بحديث فليحدث به الحاضر منكم الغائب) [* * * *]
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد
بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (1)
عيسى بن موسى أبو محمد القرشي عن إسماعيل بن عبيد الله (2) روى عنه الوليد بن
مسلم وسمع يونس بن ميسرة
أنبأنا أبو الحسين (3) القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4) عيسى بن موسى أبو محمد القرشي روى عن
إسماعيل بن عبيد الله (5) بن أبي المهاجر روى عنه الوليد بن مسلم سمعت أبي يقول
ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان حدثنا مسلم بن الحجاج قال
أبو محمد عيسى بن موسى القرشي عن إسماعيل بن عبيد الله ويونس بن ميسرة
روى عنه الوليد بن مسلم
وقال في موضع آخر أبو موسى عيسى بن موسى سمع أبا حازم روى عنه الوليد بن
مسلم

(1) التاريخ الكبير للبخاري 6 / 394.
(2) كذا بالأصل واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير وفي التاريخ الكبير: عبد الله.
(3) بالأصل: الحسن، تصحيف، والصواب ما أثبت، والسند معروف.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 286.
(5) في الجرح والتعديل: عبد الله.
21

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا
أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو محمد عيسى بن موسى القرشي
وقال في موضع آخر أبو موسى عيسى بن موسى عن إسماعيل بن عبيد الله روى عنه
الوليد
قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر بن أبي الصفر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنبأنا أبو بكر المهندس أنبأنا أبو بشر الدولابي قال (1) أبو محمد عيسى بن موسى القرشي يروي عنه الوليد بن مسلم
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة قال في تسمية الإخوة من أهل الشام قال أخوان
سليمان بن موسى وعيسى بن موسى (2)
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا القاسم بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن
الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قال
سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة أبو محمد عيسى بن موسى (3)
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي أنبأنا أبو أحمد
قال
عيسى بن موسى القرشي سمع أبا عبد الحميد إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر
المخزومي وأبا (4) حلبس (5) يونس بن (6) ميسرة بن حلبس الجبلاني (7) روى عنه الوليد
بن مسلم وعمرو بن أبي سلمة

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 100.
(2) تهذيب الكمال 14 / 580.
(3) تهذيب التهذيب 14 / 580.
(4) الأصل: " وأنبأنا ".
(5) الأصل: جليس، تصحيف، والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 5 / 230 وله كنية أخرى: أبو
عبيد.
(6) زيادة لازمة.
(7) بالأصل: الجيلاني، تصحيف، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب، وهذه النسبة إلى جبلان، بطن من حمير.
22

5526 عيسى بن موسى القرشي (1)
دمشقي غير المذكور آنفا
حدث عن عطاء الخراساني
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن وعامر بن سيار النحلاني
أنبأنا أبو علي المقرى وحدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن
أحمد حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عيسى بن موسى
القرشي حدثنا عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده
الكبر من سفه الحق وغمص الناس) [* * * *]
أنبأناه أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم
ح وأنبأناه أبو الفتح الحداد أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله
قالا حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أبو زرعة حدثنا سليمان بن عبد الرحمن
حدثنا عيسى بن موسى الدمشقي عن عطاء الخراساني فذكر الحديث أتم من الأول
5527 عيسى بن ميمون (2)
من أهل دمشق
روى عنه محمد بن شعيب بن شابور
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الخلال شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3)
عيسى بن ميمون الشامي الدمشقي روى عنه محمد بن شعيب بن شابور سألت أبي عنه
فقال هو شيخ بين ذلك

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 582 وتهذيب التهذيب 4 / 464.
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 6 / 288 وميزان الاعتدال 3 / 327.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 288.
23

5528 عيسى بن هارون بن يوسف
أبو موسى المغربي الأغماتي (1) المالكي الفقيه
تولى التدريس (2) المالكية بدمشق مرتين وكان عالما بمذهب مالك والفرائض
وسمع الحديث من شيخنا الفقيه نصر الله بن محمد ولزم الحضور عنده مدة طويلة
وكان في لسانه قصور وفيه صلابة وتضييق على نفسه في المعيشة يسكن في بيت في سفل
المنارة الشرقية مات ودفن يوم الاثنين الثالث من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين
وخمسمائة قبلي مسجد فلوس (3)
5529 عيسى بن يزيد
أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج (4)
من أهل أنطرطوس (5) مدينة من نواحي أطرابلس من ساحل دمشق
حدث عن الأوزاعي وأبي عدي أرطأة بن المنذر
روى عنه محمد بن المصفى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك
أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي وابن الأكفاني قالا حدثنا عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن سلمة
المري حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المقرئ حدثنا ابن المصفى حدثنا عيسى
ابن يزيد الأعرج عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سلما الفارسي
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (الصلاة كيل ووزن فمن أوفى وفي له ومن نقص فقد علمتم ما
أنزل المطففين) [* * * *]
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال

(1) الاغماتي بفتح الألف وسكون الغين والمعجمة، هذه النسبة إلى إغمات بلدة بأقصى بلاد المغرب قريبة من بحر
الظلمة وهي عند سوس الأقصى (الأنساب).
(2) كلمة غير واضحة بالأصل وت، ونميل إلى قراءتها: بحلقة.
(3) مسجد فلوس: مسجد قبلي الميدان على طريق حوران (الدارس في تاريخ المدارس 2 / 277).
(4) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 328 ومعجم البلدان (انطرطوس).
(5) في معجم البلدان: بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص.
24

أبو عبد الرحمن عيسى بن يزيد الأعرج الأنطرطوسي الشامي عن الأوزاعي وأرطأة بن
المنذر حديثه ليس بالقائم روى عنه محمد بن المصفى وعبد الواحد بن الضحاك ثم ذكر
حديث الصلاة كيل ثم قال هذا حديث منكر وبين حسان وسلمان مفاوز ينقطع فيها أعناق
الإبل
5530 عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله
أبو عمرو ويقال أبو محمد السبيعي (1)
من أهل الكوفة
سكن الشام وقدم دمشق
روى عن الأعمش وهشام بن عروة وهشام بن حسان و (2) الأوزاعي وعبد الله
ابن مسلم بن هرمز وزكريا بن أبي زائدة وهشام الدستوائي وعبد الله بن عون وعوف بن
أبي جميلة وهشام بن الغاز وثور بن يزيد وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وإسماعيل بن
مسلم وزكريا بن أبي زائدة وعبد الله بن أبي السفر وعبيد الله بن الوليد الوصافي (3)
وخالد بن إلياس وصالح بن أبي الأخضر
روى عنه حماد بن سلمة وموسى بن أعين وعبد الله بن وهب والوليد بن مسلم
ومروان بن محمد وأبو مسهر وهشام بن عمار وجنادة بن محمد المري وعمران بن يزيد
بن أبي جميل وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن المبارك الصوري ومحمد بن سلام
المنبجي ومؤمل بن الفضل الحراني ويحيى بن حسان وزهير بن عباد الرؤاسي ومحمد
ابن إبراهيم بن أبي سكينة وعبد الأعلى بن حماد النرسي ولوين ويزيد بن خالد بن
موهب (4) ومخلد بن مالك وأحمد بن جناب (5) المصيصي وهاشم بن القاسم وسعيد بن
أحمد بن سنان المنبجي والحسن بن عرفة وعلي بن الحسن النسائي وأبو همام الوليد بن

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 591 وتهذيب التهذيب 4 / 465 وميزان الاعتدال 23 / 328 وتاريخ الطبري 7 / 634.
وتاريخ بغداد 11 / 152 وتذكرة الحفاظ 1 / 279 وسير أعلام النبلاء 6 / 291 والعبر 1 / 203 والتاريخ الكبير 6 /
406 والجرح والتعديل 6 / 291.
(2) سقطت من الأصل، وأضيفت عن ت، وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(3) الأصل: " الرصافي، واللفظة غير واضحة في ت، لسوء التصوير، والمثبت عن تهذيب الكمال، ترجمته فيه 12 / 277.
(4) الأصل: وهب، تصحيف، والتصويب عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(5) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن تهذيب الكمال وسير الاعلام.
25

شجاع السكوني وأحمد بن حنبل
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم غير مرة أنبأنا أبو عبد الله بن سلوان أنبأنا الفضل
ابن جعفر أنبأنا عبد الرحمن بن القاسم الهاشمي حدثنا أبو مسهر حدثنا عيسى بن يونس
عن الأعمش عن يزيد بن وهب عن جرير بن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من لا يرحم الناس لا يرحمه الله [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا أبو
الحسين بن المظفر حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث حدثنا أبو نعيم
عبيد بن هشام حدثنا عيسى بن يونس
ح وأخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا
أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو الحسن الحربي حدثنا أبو حمزة أحمد بن عبد الله بن
عمران المروزي حدثنا علي بن خشرم أنبأنا عيسى بن يونس
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل الهدية ويثيب
عليها (1) [* * * *]
رواه البخاري (2) عن مسدد عن عيسى
رواه الترمذي (3) عن علي بن خشرم
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
بن السفا (4) وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد
قال سمعت يحيى يقول
عيسى بن يونس يسند حديثا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة والناس يحدثون به مرسل (5)
أنبأنا أبو الفضل بن (6) ناصر وأبو القاسم التميمي قالا أنبأنا المبارك بن عبد
الجبار أنبأنا إبراهيم بن عمر أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف حدثنا أبو حفص عمر بن

(1) تهذيب الكمال 14 / 595 وسير الاعلام 8 / 491.
(2) أخرجه البخاري في (51) كتاب الهبة وفضلها (7) باب قبول الهدية رقم 2574.
(3) سنن الترمذي (28) كتاب البر والصلة، (34) باب ما جاء في قبول الهدية والمكافأة رقم 1953.
(4) بالأصل: " السقار أبو محمد ".
(5) تهذيب الكمال 14 / 594.
(6) " بن " كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
26

محمد حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ عن أحمد بن محمد بن حنبل قال كان عيسى بن
يونس يسند حديث الهدية والناس يرسلونه (1)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن يحيى المزكي أنبأنا الماسرحسي يعني أبا العباس أحمد بن محمد بن الحسين
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي عن إبراهيم بن
ميسرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
لا تنكح البكر حتى تستأذن وإذنها الصموت والثيب تصيب من أمرها ما لم تدع إلى
سخط فإن دعت إلى سخطة وكان أولياؤها يدعون إلى الرضا رفع ذلك إلى السلطان) [* * * *]
قال إسحاق قلت لعيسى بن يونس آخر الحديث من حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) قال هكذا
الحديث فلا أدري [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
المقرئ حدثنا أبو طلحة زيد بن عبد الله بن زيد الشعراني ابن بنت محمد بن المصفى
حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا بقية بن الوليد عن عيسى بن يونس عن أخيه عن
الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عوذوا المريض وأجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا
المسلمين) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن بن أحمد
أنبأنا محمد بن الحسين بن موسى السمسار حدثنا أبو بكر بن خزيمة حدثنا علي بن حجر
السعدي حدثنا عيسى بن يونس في قصر الحجاج في دار الإمارة في زرع عاتكة حدثنا
هشام بن ح عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت
جلس إحدى عشر امرأة تعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا
فقالت الأولى زوجي لحم جمل غث (4) على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين
فينتقل (3)

(1) تهذيب الكمال 14 / 594 وسير أعلام النبلاء 8 / 492.
(2) يعني به: جمل مهزول.
(3) في المختصر: فينتقى، والمثبت يوافق رواية صحيح مسلم.
27

قالت الثانية زوجي لا أبث خبره (1) إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره (2)
وبجره
قالت الثالثة زوجي العشنق (3) إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق (4) قالت
الرابعة (5) زوجي كليل تهامة لا حر ولا وقر ولا مخافة ولا سآمة
قالت الخامسة إن دخل فهد (6) وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد
قالت السادسة زوجي إن أكل لف (7) وإن شرب اشتف (8) وإن اضطجع التف ولا
يولج الكف ليعلم البث قالت السابعة زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء
شجك أو فلك أو جمع كلالك (9)
قالت الثامنة زوجي الريح ريح زرنب (10) والمس مس أرنب
قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من
الناد (11)
قالت العاشرة زوجي مالك فما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك
قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك
قالت الحادية عشر زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلي أذني وملأ من

(1) لا أبث خبره أي لا أنشره.
(2) عجره وبجره: يعني عيوبه.
(3) العشنق: الطويل.
(4) يعني إن ذكرت عيوبه طلقني، وإن سكت عنها علقني فتركني لا عزباء ولا متزوجة.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن صحيح مسلم.
(6) يقال: أنوم من فهد، شبهته بالفد لكثرة نومه، والغفلة إذا دخل منزلة عن تعهد ما ذهب من متاعه وما بقي.
(7) اللف في الطعام الاكثار منه مع التخليط من صنوفه.
(8) والاشتفاف: أن يستوعب جميع ما في الاناء من الشراب.
(9) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للايضاح عن المختصر وصحيح مسلم.
والعياياء: العنين الذي تعييه مباضعة النساء.
والطباقاء: الأحمق.
(10) الزرنب نوع من الطيب، من نبات طيب الرائحة.
(11) رفيع العماد: وصفه بالشرف، وقوله طويل النجاد: النجاد حمائل السيف، تريد طول قامته.
وعظيم الرماد: تصفهه بالجود وكثرة الضيافة.
28

شحم عضدي ويححني فبجحت إلي نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل
صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقمح (1)
أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح (2) وبيتها فساح
ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع مضجعه كمثل (3) شطبه ويشبعه ذراع الجفرة
بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ
جارتها
جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنقث ميرتنا (4) تنقيثا ولا
تملأ بيتنا تعشيشا
قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان
من تحت خصرها برمانتين فطلقني ولكحها فنكحت بعده رجلا سريا (5) ركب شريا
وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا وقال كلي أم زرع وميري
أهلك فلو جمعت كل شئ أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع
قالت عائشة قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كنت لك كأبي زرع لأم زرع)
أخرجه البخاري (6) ومسلم (7) والترمذي والنسائي عن علي بن حجر
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو طاهر وأبو المفضل
ح وأخبرنا أبو العز بن منصور أنبأنا أبو طاهر
قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين الأهوازي أنبأنا أبو حفص

(1) الأصل والمختصر: " فأتقمح " وفي صحيح مسلم: فأتقنح. وقوله: وبجحني يعني فرحني ففرحت.
ودائس ومعنق: الدائس الذي يدوس الزرع في بيدره ومنق من نقى الطعام.
وقوله أتقمح، بالميم وهو قول أبي عبيد، معناها أروى حتى أدع الشراب من شدة الري.
(2) عكومها رداح: يعني أنها كبيرة. والعكوم الأعدال والأوعية.
(3) كذا بالأصل: كمثل شطبة، وفي المختصر وصحيح مسلم: كمسل شطبة والشطبة: السعفة.
(4) الميزة: الطعام المجلوب، ومعناه أنها لا تفسده ولا تذهب به وصفها بالأمانة.
(5) السري: السيد الشريف، والشري: يعني الفرس الذي يستشرى في سيره أي ويمضي بلا فتور ولا انكسار.
(6) صحيح البخاري وكتاب النحاح، (باب) حسن المعاشرة مع الأهل 5 / 146.
(7) صحيح مسلم (44) كتاب فضائل الصحابة (14) باب، رقم 2448 (4 / 1896).
29

الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال (1) عيسى بن يونس بن أبي إسحاق همداني يكنى
أبا عمرو مات بالحدث (2) سنة إحدى وتسعين ومائة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسين أنبأنا أبو محمد بن
رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال
سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل الثغور عيسى بن يونس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول وعيسى بن يونس يكنى أبا عمرو
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنبأنا أحمد بن محمد حدثنا ابن أبي الدنيا
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أحمد بن معروف
حدثنا الحسين بن الفهم
قالا حدثنا محمد بن سعد قال (3)
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من همدان يكنى أبا عمرو وهو من أهل
الكوفة تحول إلى الثغر فنزل بالحدث قال ابن أبي الدنيا في روايته ومات به في سنة
إحدى وتسعين ومائة وقال ابن الفهم في روايته (4) وكان ثقة ثبتا ومات بالحدث في أول
سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن
والمبارك وابن النرسي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن الحسن وأبو
الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (5)

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 582 رقم 3054.
(2) الحدث: قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش (راجع معجم البلدان).
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 488.
(4) وهي رواية طبقات ابن سعد المطبوع.
(5) رواه البخاري في التاريخ الكبير 6 / 406.
30

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبو عمرو السبيعي الهمداني أصله كوفي سكن ناحية
الشام سمع الأعمش وابن أبي حازم (1) قال إبراهيم بن موسى سمعت الوليد يقول ما
أبالي من خالفني عن الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذا محكما (2)
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (3) عيسى بن يونس بن إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي أبو عمرو سكن ناحية
الشام روى عن هشام بن عروة والأعمش والأوزاعي وعوف سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول
أبو عمرو عيسى بن يونس بن إسحاق السبيعي سمع أباه والأعمش وإسماعيل بن
أبي خالد
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر المكي أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر الخطيب أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال
أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق (4)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن
أيوب أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد أنبأنا أبو زكريا
يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول

(1) كذا بالأصل، وفي التاريخ الكبير: " ابن أبي خالد " وهو الصواب ذكر المزي في شيوخه: إسماعيل بن أبي خالد.
(2) الزيادة للايضاح عن تهذيب الكمال.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 291.
(4) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 43.
31

عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أبو عمرو
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد قال
أبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي سكن الشام
رأى جده أبا إسحاق وسمع الأعمش وإسماعيل بن أ 2 بي خالد روى عنه أبوه أبو إسرائيل
يونس بن أبي إسحاق السبيعي وإسماعيل بن عياش وابن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو الفضل محمد بن طاهر أنبأنا مسعود بن
ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال (1)
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق واسمه عمرو أبو عمرو السبيعي الهمداني الكوفي
سكن ناحية الشام بالحدث وهي ثغر وهو أخو إسرائيل سمع إسماعيل بن أبي خالد
وهشام بن عروة وهشام بن حسان وعبيد الله بن عمر وثور بن يزيد وعمر بن سعيد
روى عنه مسدد وإبراهيم بن موسى وإسحاق الحنظلي ومحمد بن عبيد بن ميمون في
الصلاة والبيوع وغير موضع مات سنة سبع وثمانين ومائة
قال البخاري حدثنا الفضل وهو ابن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر بهذا وقال
أبو عيسى مثله وقال ابن سعد مات بالحدث في أول سنة إحدى وتسعين ومائة وذكر أبو
داود أنه مات سنة ثمان وثمانين ومائة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (2)
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني الكوفي واسم أبي إسحاق عمرو بن عبد الله
ابن علي (3) بن أحمد بن أبي يحمد بن السبيع بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير (4) بن
جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان (5) بن نوف بن همدان وعيسى يكنى أبو عمرو وهو

(1) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 1 / 392.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 152.
(3) كذا بالأصل، و " بن علي " ليس في تاريخ بغداد.
(4) في جمهرة ابن حزم ص 475: كثير بن مالك بن جشم.
(5) كذا بالأصل وتاريخ بغداد، وفي جمهرة ابن حزم: خيران.
32

أخو إسرائيل رأى جده أبا إسحاق إلا أنه لم يسمع منه شيئا وسمع إسماعيل بن أبي خالد
وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وسليمان الأعمش والأوزاعي وعوف الأعرابي
وشعبة ومالك بن أنس وعمر (1) بن سعيد بن أبي حسين وابن جريج ومحمد بن
إسحاق روى عنه أبوه (2) يونس وإسماعيل بن عياش والقعنبي (3) وداود بن عمرو
الضبي وأحمد بن جناب وعلي بن بحر بن بري والحكم بن موسى ويحيى بن معين
وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي والحسن
بن عرفة في آخرين
وكان عيسى قد انتقل عن الكوفة إلى بعض ثغور الشام فسكنها وقدم بغداد وحدث
بها
أخبرني (4) السكري أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر حدثنا ابن (5) الغلابي قال قال أبو زكريا وقد رأى عيسى بن يونس جده أبا
إسحاق
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن السقا
وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت
يحيى بن معين يقول
قد رأى عيسى بن يونس أبا إسحاق ولم يسمع منه شيئا فرددته على يحيى وقلت
رأى عيسى أبا إسحاق قال نعم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (6) أنبأنا ابن الفضل أنبأنا دعلج بن أحمد حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا
الحسن يعني ابن علي الحلواني حدثنا محمد بن داود قال سمعت عيسى بن يونس

(1) الأصل: " عمرو " والتصويب عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
(2) بالأصل: " أبو يونس " والتصويب عن تاريخ بغداد.
(3) هو عبد الله بن مسلمة القعنبي.
(4) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 11 / 153.
(5) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(6) تاريخ بغداد 11 / 153 وتهذيب الكمال 14 / 596 وسير أعلام النبلاء 8 / 494.
33

يقول أربعين حديثا حدثنا بها الأعمش فيها ضرب الرقاب لم يشركني فيها غير محمد بن
إسحاق المديني ربما قال الأعمش حدثنا (1) محمد فيقول لبيك فيقول من معك فيقول
عيسى بن يونس فيقول ادخلا وأجيفا الباب وكان يسأله عن حديث الفتن
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2) حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمود بن غيلان حدثنا محمد بن عبيد قال رأيت
أصحاب الأعمش الذين لا يفارقونه عيسى بن يونس وأبو بكر بن عياش وحفص بن
غياث وحسن بن عياش
قالا (3) وأنبأنا ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن موسى قال قال الوليد بن
مسلم ما أبالي من خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه أخذا
محكما
أخبرنا أبو الحسين بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (4) أنبأنا ابن الفضل أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن
فارس حدثنا البخاري قال قال لي إبراهيم ابن موسى سمعت الوليد يقول ما أبالي من
خالفني في الأوزاعي ما خلا عيسى بن يونس فإني رأيت أخذه
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود
قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو الحارث عبد الله بن عبد الملك الطبراني حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل (5) حدثنا يحيى بن معين قال
سمعت عيسى بن يونس بمكة يقول سمعت من الجريري فنهاني غلام من أهل البصرة
أن أحدث عنه فلست أحدث عنه يعني يحيى بن سعيد

(1) كذا بالأصل، وفي المصادر: " يا محمد " بدل " حدثنا محمد ".
(2) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 291 - 292.
(3) يعني أبا طاهر بن سلمة وعلي بن محمد.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 155.
(5) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 14 / 595.
34

قال غيره لعله سمع منه بعد اختلاطه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا محمد بن رواد قال سمعت
عيسى بن يونس يقول
ما كان يفرش لأبي أحد غيري قال وكنت أذهب إلى الفرات فأدخل في الماء كثيرا
فآخذ لأبي من الماء ثم أجئ به فأصفيه وأبرده قال فيقول أبي لا أنتفع بفراش إلا أن
يفرشه عيسى ولا أتهنى بشربة حتى يجئ عيسى قال وكنت قد غلبت عليه قال وكان
إسرائيل أخي منه اللين وكان أكبر مني فإذا كانت له الحاجة ولعياله كلمت أبي وربما فرش
لأبي فأجئ فيقول لي يا بني افرش قال فأفرش له وأمسحه بيدي وألقي اللحاف على
أبي
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
بن السقا أنبأنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول (1)
رأيت عيسى بن يونس عليه قباء (2) محشو وخفان أحمران (3)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4)
أخبرني الأزهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة حدثنا محمد بن
يونس حدثنا سليمان بن داود قال كنا عند ابن عيينة فجاء عيسى بن يونس فقال مرحبا
بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا إبراهيم بن عبد الله
حدثنا محمد بن إسحاق قال سمعت محمد بن الصباح يقول حدثنا الوليد بن مسلم قال
أفضل من بقي من علماء المغرب أبو إسحاق الفزاري ومخلد بن الحسين وعيسى بن
يونس (5)

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 494.
(2) بالأصل: قباء محشوا وخفين أحمرين.
(3) زيد في سير أعلام النبلاء: يعني كان بزي الأجناد.
(4) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 154.
(5) تهذيب الكمال 14 / 596.
35

قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية
أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا الهروي يعني إبراهيم بن عبد
الله بن حاتم حدثنا عيسى بن يونس أبو عمرو الكوفي الرجل الصالح
أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد
العزيز بن علي الأزجي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمة حدثنا محمد بن أحمد
ابن يعقوب حدثنا جدي حدثني أحمد بن داود الحداني قال
سمعت محمد بن عبيد الطنافسي يقول لأصحاب الحديث ألا تكونون مثل عيسى بن
يونس كان إذا أقبل إلى الأعمش ومعه الشباب والشيوخ ينظرون إلى هديه وسمته (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين المقرئ أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن
بن رزقويه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله بن عمر أنبأنا أبو (2) الحسين بن بشران
قالا أنبأنا أبو عمرو بن السماك حدثنا حنبل (2) بن إسحاق قال
قال أبو نعيم لم يسمع إبراهيم بن يوسف من أبيه شيئا كان أحدث من ذلك وفضل
عيسى بن يونس على إبراهيم (3)
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله بن عبد الملك شفاها
قالا أنبأنا أبو القاسم بن منده أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم (4) أنبأنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال سمعت
إسحاق بن راهويه قال قلت لوكيع إني أريد أن أذهب إلى عيسى بن يونس فقال تأتي
رجلا قد قهر العلم

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 493 وتهذيب الكمال 14 / 596.
(2) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) من هذا الطريق في تهذيب الكمال 14 / 597، ومختصرا في سير أعلام النبلاء 8 / 492 - 493.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292 وعن إسحاق بن راهويه في تهذيب الكمال 14 / 596 وسير أعلام
النبلاء 8 / 492.
36

أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد العكبري أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد
العزيز بن علي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا
جدي قال سمعت إبراهيم بن هاشم يقول (1) سمعت بشر بن الحارث يقول
كان عيسى بن يونس يعجبه خطي فكان يأخذ القرطاس فيقرأه علي قال فكتبت من
نسخة قوم شيئا ليس من حديثه قال كأنهم لما رأو إكرامه لي أدخلوا عليه قي حديثه قال
فجعل يقرأ علي ويضرب على تلك الأحاديث فغمني ذلك فقال لا يغمك لو كان
واوا ما قدروا على أن يدخلوه علي أو قال لو كان واوا لعرفته
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا الجوهري أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا عبد الرحمن بن محمد الزهري
حدثنا أحمد بن سعد حدثنا الحراني قال قال ابن المبارك لرجل اكتب نفس هذا الشيخ
يعني عيسى بن يونس
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو بكر الشامي أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا
يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العتيقي حدثنا عبد الله بن أحمد قال سألت أبي عن
عيسى بن يونس فقال عيسى بن يونس يسأل عنه
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (3)
أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال سألت أبي أيما أصح حديثا
عيسى بن يونس أو أبوه يونس بن أبي إسحاق قال لا بل عيسى أصح حديثا فقلت له
عيسى أو أخوه إسرائيل قال ما أقربهما قلت ما تقول فيه فقال عيسى يسأل عنه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 492 والمزي في تهذيب الكمال 14 / 596 - 597.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 154.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292 وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل في تهذيب الكمال 14 / 596.
37

الخطيب (1) أنبأنا البرقاني أنبأنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي حدثنا أبو عوانة يعقوب
ابن إسحاق الإسفراييني (2) حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروروذي قال
وسئل يعني أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس و (3) أبي إسحاق الفزاري ومروان بن
معاوية أيهم أثبت قال ما فيهم إلا ثبت قيل له فمن تقدم قال ما فيهم إلا ثقة ثبت إلا
أن أبا إسحاق ومكانه من الإسلام
أنبأنا أبو محمد بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو الحسين عبد الرحمن
ابن عمر بن أحمد إجازة أنبأنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز (4) حدثنا أبو (5)
علي حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله يقول عيسى بن يونس ثقة
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد
الله الحافظ قال سمعت أبا بكر القفال الشافعي يقول حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني
حدثنا علي بن عثمان بن نفيل قال قلت لأحمد بن حنبل إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع
وعيسى بن يونس وابن المبارك فقال من كذب أهل الصدق فهو الكذاب (6)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله قالا
حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7) أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد
الأشناني قال سمعت ابن عبدوس قال سمعت عثمان الدارمي يقول (8) سألت يحيى بن
معين قلت فعيسى بن يونس أحب إليك أو أبو معاوية فقال ثقة وثقة يعني في الأعمش
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (9)
أنبأنا محمد بن أحمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا النضر الفقيه

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 155 وعن أبي بكر المروذي في تهذيب الكمال 14 / 596.
(2) بالأصل: الفرايني، تصحيف، والتصويب عن تاريخ بغداد، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 417.
(3) زيادة لازمة عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 374.
(5) زيادة لازمة للايضاح، راجع ترجمة حنبل بن إسحاق في تاريخ بغداد 8 / 286.
(6) تهذيب الكمال 14 / 596.
(7) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 155.
(8) من طريقه في تهذيب الكمال 14 / 595 وسير أعلام النبلاء 8 / 492.
(9) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 154.
38

يقول سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول قيس بن حنش يقول (1) سمعت علي بن
المديني يقول جماعة من الأولاد أثبت عندنا من آبائهم منهم عيسى بن يونس بن أبي
إسحاق السبيعي
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا ابن مندة أنبأنا أحمد
إجازة
ح قالا وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (2)
أنبأنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال سئل علي بن (3) المديني عن عيسى بن
يونس فقال بخ بخ ثقة مأمون
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا البرقاني أنبأنا ابن خميرويه المروي أنبأنا الحسين بن إدريس قال قال
ابن عمار عيسى بن يونس وإسرائيل بن يونس ويوسف بن يونس هؤلاء إخوة وأثبتهم
عيسى ثم يوسف وهو أثبت من إسرائيل ثم إسرائيل
وقال ابن عمار في موضع آخر إسرائيل وعيسى ابني (5) يونس عيسى هو حجة وهو
أثبت من إسرائيل وإسرائيل وشريك قد تركهما يحيى
أخبرنا أبو الحسن أيضا حدثنا أبو منصور أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا حمزة
ابن محمد بن طاهر
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأنا الحسين بن جعفر زاد الطيوري ومحمد بن الحسن
ابن محمد

(1) من طريقه تهذيب الكمال 14 / 595.
(2) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292 وسير أعلام النبلاء 8 / 492.
(3) في الجرح والتعديل: علي بن عبد الله بن المديني.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 154 - 155.
(5) الأصل: " بن " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 155.
39

قالوا أنبأنا الوليد بن بكر حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم
صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال (1)
عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي كوفي ثقة وكان يسكن الثغر وكان ثبتا في
الحديث
أنبأنا أبو الحسين (2) القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قالا وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3)
سألت أبي عن عيسى بن يونس فقال ثقة وسئل أبو زرعة عن عيسى بن يونس فقال
حافظ
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا علي بن طلحة
المقرئ أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الغازي أنبأنا محمد بن محمد بن داود الكرجي
حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال عيسى بن يونس كوفي ثقة
أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو علي الواسطي أنبأنا
أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي قال
وقد كان عيسى بن يونس يرفع حديث الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل (6)
عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة (7) السلام سنة فقيل له فيه فامسك
عنه (8)
أنبأنا أبو غالب العكبري أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز الأزجي

(1) والخبر رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 380 رقم 1338 وعنه في تهذيب الكمال 14 / 595 وسير الاعلام 8 /
492.
(2) بالأصل: الحسن، تصحيف، والسند معروف.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6 / 292.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 155.
(5) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(6) تقرأ بالأصل: جبريل، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 267.
(7) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(8) كتب فوقها في الأصل: إلى.
40

أنبأنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي قال
وحدثني أحمد بن داود (1) قال وسمعت عيسى بن يونس يقول لم يكن من أسناني أو من
أترابي أبصر بالنحو مني فدخلني منه نخوة فتركته
قال وحدثني أحمد بن داود قال (2) رأيت فرجا خادم أمير المؤمنين جاء إلى عيسى
ابن يونس وهو قاعد بدرب الحدث على باب منزله فكلمه فما رفع به رأسا ولا نظر إليه
فانصرف ذليلا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (3) قال حدثت عن أبي الحسن بن الفرات أخبرني الحسن بن يوسف الصيرفي
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الخلال أنبأنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا
عبد الله يقول الذي كنا نخبر (4) أن عيسى بن يونس كان سنة في الغزو وسنة في الحج
وقد كان قدم إلى بغداد في شئ من أمر الحصون فأمر له بمال فأبى أن يقبل
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أحمد بن عمر
ابن روح النهرواني
ح وأخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين
قالا أنبأنا المعافى بن زكريا حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثنا موسى
ابن عبد الرحمن بن مسروق الكندي الكوفي حدثنا محمد بن المنذر الكندي وكان جارا
لعبد الله بن إدريس قال
حج الرشيد ومعه الأمين والمأمون فدخل الكوفة فقال لأبي يوسف قل للمحدثين
يأتونا يحدثونا فلم يتخلف عنه من شيوخ الكوفة إلا اثنان عبد الله بن إدريس وعيسى بن
يونس فركب الأمين والمأمون إلى عبد الله بن إدريس فحدثهما بمائة حديث فقال المأمون
لعبد الله يا عم أتأذن لي أن أعيدها عليك من حفظي قال افعل فأعادها كما سمعها
وكان ابن إدريس من أهل الحفظ يقول لولا أني أخشى أن ينفلت مني القرآن ما دونت العلم

(1) تهذيب الكمال 14 / 597 وسير أعلام النبلاء 8 / 493.
(2) من طريقه رواه أيضا المزي في تهذيب الكمال 14 / 597 والذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 493.
(3) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 153 - 154.
(4) الزيادة للايضاح عن تاريخ بغداد.
41

فعجب عبد الله بن إدريس من حفظ المأمون وقال المأمون يا عم إلى جانب مسجدك دار
إن أذنت لنا اشتريناها ووسعنا بها المسجد فقال ما بي إلى هذا حاجة قد أجزأ من كان
قبلي وهو يجزيني فنظر إلى قرح في ذراع الشيخ فقال إن معنا متطببين وأدوية أتأذن وفي
حديث الخطيب أفتأذن لي أن يجيئك من يعالجك قال لا قد ظهر بي مثل هذا وبرأ
فأمر له بمال جائزة فأبى أن يقبله وصارا إلى عيسى بن يونس فحدثهما فأمر له المأمون
بعشرة آلاف زاد ابن كادش درهم وقالا فأبى أن يقبلها فظن أنه استقلها فأمر له
بعشرين ألفا فقال عيسى لا ولا أهليجي ولا شربة ماء على حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولو
ملأت لي هذا المسجد ذهبا إلى السقف فانصرفا من عنده
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (1) أنبأنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي أنبأنا محمد بن
أحمد بن محمد بن فارس البزاز (1) أنبأنا علي بن الحسين النديم أنبأنا الحسين بن عمر
الثقفي حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا عمر بن أبي الرطيل عن أبي بلال
الأشعري عن جعفر بن يحيى بن خالد قال ما رأينا في القراء مثل عيسى بن يونس أرسلنا
إليه فأتانا بالرقة فاعتل قبل أن يرجع فقلت له يا أبا عمرو قد أمر لك بعشرة آلاف فقال
هيه فقلت هي خمسون ألفا قال لا حاجة لي فيها فقلت ولم أما والله لأهنينكها (3)
هي والله مائة الف قال لا والله لا يتحدث أهل العلم أني أكلت للسنة ثمنا ألا كان هذا قبل
أن يرسلوا إلي فأما على الحديث فلا ولا شربة ماء ولا هليلجة (4)
قال وأخبرني أبو الفرج الطناجيري حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال وفي كتاب
جدي عن عبيد الله بن عفير عن أبيه قال وفي سنة إحدى وثمانين توفي عيسى بن يونس (5)

(1) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 154 وتهذيب الكمال 14 / 597 وسير أعلام النبلاء 8 / 493.
(2) بالأصل: البزار، والمثبت عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.
(3) كذا بالأصل وسير الاعلام وتهذيب الكمال، وفي تاريخ بغداد: لاهنيتكها.
(4) كذا بالأصل وتاريخ بغداد وتهذيب الكمال، وفي المختصر وسير أعلام النبلاء: " إهليليجة " وهو أظهر (راجع
اللسان).
والاهليلج: واحدته إهليلجة، شجر، وثمر معروف منه أصفر ومنه أسود
ومنه كابلي ينفع من الخوانيق ويحفظ العقل ويزيل الصداع. (راجع القاموس المحيط).
(5) راجع تهذيب الكمال 14 / 597.
42

قرأنا على أبي عبد الرحمن يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي
عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا ابن أبي خيثمة قال سمعت أحمد بن
جناب (1) يقول
مات عيسى بن يونس سنة سبع وثمانين ومائة وغزا خمسا وأربعين غزوة وحج
خمسا وأربعين حجة (2)
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو علي
قالوا أنبأنا أبو نعيم حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا أحمد بن علي الأبار
قال سمعت سليمان بن عمر الرقي يقول مات أبو إسحاق الفزاري في سنة ثمان وثمانين
ومائة في آخر سنة سبع ومات عيسى بن يونس قبل موت أبي إسحاق بشهرين (3)
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا ابن رزقويه
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (4) أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أنبأنا عثمان بن أحمد وقال أبو بكر أنبأنا ابن
السماك حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت على بن بحر قال وقال أبو بكر القطان
يقول كنت عند عيسى بن يونس في سنة ست وثمانين ومائة ومات سنة سبع وثمانين
ومئة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد
أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (5) قال الفضل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن جعفر قال مات
عيسى بن يونس سنة سبع وثمانين ومائة

(1) إعجامها مضطرب بالأصل.
(2) تهذيب الكمال 14 / 597 وانظر سير أعلام النبلاء 8 / 494.
(3) تهذيب الكمال 14 / 598.
(4) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 155 - 156.
(5) رواه البخاري في التاريخ الكبير 6 / 406.
43

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (1)
أنبأنا الأزهري أنبأنا محمد بن العباس حدثنا إبراهيم بن محمد الكندي أنبأنا أبو موسى
محمد بن المثنى قال ومات عيسى بن يونس سنة ثمان وثمانين
قال (2) وأنبأنا هبة الله بن الحسن (3) الطبري أنبأنا أحمد بن محمد بن عروة حدثنا
ابن أبي داود قال سمعت محمد بن مصفى قال
مات عيسى بن يونس في النصف من شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي
ثم قرأت على أبي غالب بن البنا عن الكوفي أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران بن
الجندي حدثنا عبد الله بن أبي داود حدثنا ابن مصفى قال وعيسى بن يونس توفي سنة
ثمان وثمانين ومائة في النصف من شعبان (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن
العلاف قالا أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا الحسن بن محمد بن الحسن حدثنا
محمد بن عبد الله بن سليمان قال
وفي سنة ثمان وثمانين ومائة مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق وأخبرت أنه مات
في نصف من شعبان
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو سليمان بن زبر قال قال أبو موسى فيها يعني سنة ثمان وثمانين ومائة مات عيسى بن
يونس بن أبي إسحاق ووافقه المديني على ذلك
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (5) أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه أنبأنا عبد الله (6) بن محمد بن جعفر حدثنا عمر بن

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 156.
(2) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 11 / 156.
(3) الأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(4) تهذيب الكمال 14 / 598 وسير أعلام النبلاء 8 / 494.
(5) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 11 / 156.
(6) الأصل: أبو عبد الله، والمثبت عن تاريخ بغداد.
44

احمد الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق مات بالحدث
سنة إحدى وتسعين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (1) أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخلص
حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثني
أبي حدثني أبو عبيد (1) قال
سنة إحدى وتسعين ومائة فيها مات عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي بالثغر
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)
أنبأنا الجوهري حدثنا محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم
حدثنا محمد بن سعد قال
عيسى بن يونس السبيعي من أهل الكوفة تحول إلى الثغر فنزل بالحدث وكان ثقة
ثبتا ومات بالحدث سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافة هارون
أخبرنا أبو غالب محمد بن محمد في كتابه أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد
العزيز الأزجي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جدي
قال (4) عيسى بن يونس هو ابن أبي إسحاق السبيعي هو همداني وإنما نسبوا إلى السبيع
لنزولهم فيه وهو ثقة كان يكنى أبا عمرو ولم يزل ساكنا بالكوفة ثم تحول إلى الثغر
فنزل الحدث وتوفي به في أول سنة إحدى وتسعين ومائة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 156.
(2) في تاريخ بغداد: " أبو عبيدة " تصحيف، راجع تهذيب الكمال 14 / 598.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 11 / 156.
(4) رواه المزي في تهذيب الكمال 14 / 598 من طريق يعقوب بن شيبة.
45

الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
بن إسماعيل قال (1) يقال مات عيسى أول سنة إحدى وتسعين ومائة
5531 عيسى بن العكي (2)
ولي إمرة دمشق خلافة لجعفر بن يحيى البرمكي (3) أميرها من قبل هارون الرشيد (4)
5532 عيسى الجلودي
قدم دمشق في صحبة عبد الله بن طاهر لما مضى إلى مصر وعاد إلى العراق
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى القاضي عن شيوخه قال
قال المأمون لعبد الله بن طاهر منصرفه من مصر كيف حمدك أصحابك قال أما
نصر بن حمزة ففارس الكتيبة إذا ركبت وحاميها إذا ولت فأما عيسى الجلودي فأسد في
التراب إذا (5) الحراب قال فأين أنت عن رجل أخرته وقد تقدم قال يا أمير
المؤمنين ذاك كما قال الشاعر
فتى هو أحيى من فتاة حيية * وأشجع من ليث بخفان خادر *
5533 عيلان بن زفر بن جبر بن مروان
ابن سيف بن يزيد بن شريح بن شقيق بن عامر
أبو الهيذام المازني الفقيه الشافعي
أخو محمد بن زفر كذا وجدته مقيدا بالعين المهملة بخط تمام بن محمد
يحدث عن أبي الحسن أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي

(1) رواه البخاري في التاريخ الكبير 6 / 406 وعن البخاري في تهذيب الكمال 14 / 598.
(2) له ذكر في تاريخ الطبري 8 / 263 وتحفة ذوي الألباب للصفدي 1 / 234 وأمراء دمشق ص 62.
(3) راجع أخباره في تاريخ بغداد 8 / 152 والفخري ص 205 ومروج الذهب في مواضع متفرقة. وتحفة ذوي الألباب
2 / 226.
(4) يفهم من عبارة تحفة ذوي الألباب أنه استخلفه على دمشق سنة 180 ه‍.
(5) بياض بالأصل وت.
46

كتب عنه أبو الحسين الرازي وهو نسبه
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأنا تمام بن محمد
إجازة حدثني أبي أخبرني أبو الهيذام عيلان بن زفر بن جبر المازني حدثني أبو الحسن
أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي
يقول
رأيت في يوم واحد بأرض اليمن ثلاث أعجوبات رأيت حجاما أعمى مقعدا يعبر
الرؤيا ورأيت رجلا مذبوحا من قفاه من أذنه إلى أذنه وقد دووي (1) وبرأ وهو يجئ
ويذهب ورأيت حية تحمل على بعير
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق أبو الهيذام عيلان بن زفر ساق باقي نسبه كما تقدم قال
وكان شريح بن شقيق ممن قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبو الهيذام هذا له حلقة في مسجد
جامع دمشق يتفقه بقول الشافعي مات في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة
5534 عيينة بن عائشة بن عمرو بن السري (2)
ابن عادية (3) بن الحارث بن امرئ القيس بن زيد مناة
ابن تميم بن مر بن أد بن إلياس بن مضر بن نزار المرائي (4)
صحابي شهد غزوة مؤتة وغيرها من المغازي
وحدث عن خالد بن الوليد
روى عنه ابنه كعب بن عيينة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر إجازة إن لم يكن سماعا أنبأنا أبو المظفر موسى بن
عمران الصوفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا علي بن محمد بن

(1) الأصل: دوا.
(2) كذا بالأصل والمختصر، وفي جمهرة ابن حزم ص 214: سرى.
(3) كذا بالأصل وت، وفي المختصر: " علاثة " وفي ابن حزم: غادية.
(4) ترجمته في الإصابة 2 / 55 - 56 وأسد الغابة 4 / 32 وفي الإصابة: المري. والمثبت: " المرائي " عن أسد الغابة
وت، وبالأصل: " الرأي ".
(5) اللفظة مطموسة بالأصل، ورجحنا قراءتها " علي " انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 48.
47

الحبيبي (1) بمرو حدثنا أبو القاسم خالد بن أحمد الذهلي حدثنا سعيد بن سلم بن قتيبة بن
مسلم حدثنا موسى بن كعب بن عيينة عن أبيه كعب عن أبيه عيينة بن عائشة عن خالد بن
الوليد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحرب خدعة [* * * *]
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (2)
أما عيينة بياءين ونون فهو عيينة بن عائشة المرائي (3) من الصحابة شهد يوم مؤتة وما
بعده ذكره ابن أبي معدان "

(1) بدون إعجام بالأصل، راجع الحاشية السابقة.
(2) الاكمال لابن ماكولا 6 / 124.
(3) الأصل: " الرأي " وفي الاكمال: " المري " والمثبت عن ت.
48

حرف الغين "
" ذكر من اسمه غازي "
5535 غازي بن الحسن بن أحمد
أبو الفضل الحارثي
حدث عن تمام بن محمد
روى عنه علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط علي بن محمد الحنائي أنبأنا أبو الفضل غازي بن الحسن بن أحمد
الحارثي حدثنا أبو القاسم عبد الله (1) بن محمد الخراساني حدثنا علي بن أحمد المقرئ
حدثنا أخطل بن الحكم حدثنا الفريابي حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن الزهري
عن الربيع بن سبرة عن أبيه قال
نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عام حجة الوداع عن المتعة
عبد الله بن محمد هو تمام الرازي دلسه الحنائي وأخطأ في نسبته إلى خراسان فإن
الري ليست من خراسان وقد وقع إلي عاليا من حديث تمام
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان عن إسماعيل بن
أمية عن الزهري عن الربيع بن سبرة عن أبيه قال
نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عنها في حجة الوداع يعني المتعة

(1) كذا بالأصل وت والمختصر، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أنه تمام بن محمد وليس " عبد الله بن
محمد ". وأنه رازي وليس بخراساني.
49

5536 الغاز بن ربيعة بن عمرو بن عوف
الجرشي (1) ثم الحميري (2)
حكى عن أبيه ويزيد بن معاوية وزحر بن قيس
روى عنه ابنه هشام وعمارة بن راشد ويزيد بن روح بن زنباع الجذامي
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد
أنبأنا علي بن محمد بن خزفة الصيدلاني أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو طالب
العشاري
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي طالب العشاري أنبأنا أبو حفص بن
شاهين حدثنا الحسين بن صدقة قالا حدثنا أحمد بن خيثمة حدثنا علي بن بحر بن
بري حدثني قتادة بن الفضيل بن عبد الله بن قتادة قال سمعت هشام بن الغاز يحدث عن
أبيه عن جده قال
قال يوما لأهل دمشق يا أهل دمشق ليكونن فيكم الخسف والقذف والمسخ
قالوا ما يقول ربيعة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (يكون في أمتي الخسف والمسخ
والقذف (3) قالوا فيم يا رسول الله قال باتخاذهم القينات وشربهم)
[* * * *] كذا في هذه الرواية والقدر المرفوع منه ما
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنبأنا أبو الفضل محمد
بن أحمد بن عيسى أنبأنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان قال قرئ
على أبي القاسم البغوي حدثني أحمد بن زهير حدثنا علي بن بحر حدثنا قتادة بن الفضيل
قال سمعت هشام بن الغاز يحدث عن أبيه عن جده ربيعة قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (يكون في آخر (4) أمتي الخسف والقذف والمسخ [* * * *] قالوا

(1) الأصل وت: الحرشي، تصحيف، والتصويب: الجرشي، بالجيم. وضبطت عن الأنساب: وجرش بطن من
حمير.
(2) له ذكر في الأنساب (الجرشي)، واللباب (الجرشي).
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك للايضاح عن ت.
(4) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 2 / 510 هامش الإصابة.
50

بم يا رسول الله قال (باتخاذهم القينات وشربهم الخمور) [* * * *] (1)
أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني (2)
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا علي بن بحر حدثنا قتادة بن الفضيل الرهاوي
قال سمعت هشام بن الغاز يحدث عن أبيه عن جده أن أبا مالك (3) قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (يكون في أمتي الخسف والمسخ) (4) [* * * *] قلنا فيم يا رسول
قال (باتخاذهم القينات وشربهم الخمور) [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (5) أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية الغاز بن ربيعة بن
عمرو الجرشي
5537 غازي بن محمد
أبو الحسن الوشاء
حدث عن سعيد بن عبد العزيز الحلبي (6)
روى عنه أبو بكر بن الطيان الغساني
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم
أنبأنا علي بن أحمد بن زهير حدثنا أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد الغساني
أبو بكر حدثنا أبو الحسن غازي بن محمد الوشاء بدمشق إملاء أنا سألته أنبأنا سعيد بن
عبد العزيز بن مروان الحلبي حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام حدثنا خالد بن عمرو القرشي
عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عبد الله الصنابحي (7) عن أبي بكر
الصديق قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يقول الله عز وجل إن كنتم تحبون رحمتي فارحموا
خلقي) [* * * *] "

(1) استدركت على هامش ت.
(2) رواه الطبري في المعجم الكبير 3 / 279 رقم 3410.
(3) هو الحارث بن حاطب الجمحي، أبو مالك الأشعري، ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 27.
(4) في المعجم الكبير: الخسف والمسح والقذف.
(5) الأصل: الكناني، تصحيف والتصويب عن ت.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 513.
(7) هو عبد الرحمن بن عسيلة المرادي، أبو عبد الله الصنابحي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 3 / 505.
51

ذكر من اسمه غالب "
5538 غالب بن أحمد بن المسلم
أبو نصر الأدمي المصبح (1)
سمع أبا الفضل بن الفرات (2) وأبا الحسن بن زهير وأبا عبد الله بن أيمن وإبراهيم
ابن يونس
كتبت عنه وكان خيرا صحيح الاعتقاد مواظبا على صلاة الجماعة سمعه أبوه
كثيرا ولم يكن الحديث من شأنه
أخبرنا أبو نصر غالب بن أحمد أنبأنا أبو الفضل بن الفرات أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان أنبأنا إسحاق بن سيار حدثنا أبو عاصم عن
سفيان عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن أبيه قال
خطب علي فقال إن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يعهد في الإمارة شيئا ولكنه رأي رأيناه استخلف
أبو بكر فقام واستقام ثم قام عمر فقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه ثم إن قوما طلبوا
الدنيا يعفو الله عن من يشاء ويعذب من يشاء
توفي غالب يوم الجمعة الرابع عشر أو الخامس عشر من شعبان من سنة سبع وأربعين
وخمس مائة ودفن بعد العصر في مقبرة الباب الصغير وحضرت دفنه والصلاة عليه

(1) مشيخة بان عساكر 160 / أ.
(2) هو أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات. ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 128.
52

5539 غالب بن سليمان بن داود بن جناح بن روح بن جناح
أبو الأشعث بن أبي حنيفة القرشي
مولى الوليد بن عبد الملك
حدث عن وزيرة بن محمد
روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان (1)
كتب إلي أبو عبد الله محمد بن الفضل يخبرني عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد
الرحمن السلمي أنبأنا أبو عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الستي (2) حدثنا أحمد بن
محمد بن يوسف بن عبد الله الهيتي (3)
حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي حدثنا أبو
العباس وأبو بكر الوليد وعبد الرحمن أبناء (4) محمد بن العباس بن عمر بن الدرفس (5)
وأبو الأشعث غالب بن سليمان الدمشقي عن وزيرة بن محمد الغساني الحمصي حدثنا
إسماعيل بن عبد الله حدثنا الجمل الشاعر قال سمعت الشافعي يقول
إذا قال مالك أدركت المجتمع عليه عندنا والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا
فإنما هو حكم سليمان بن بلال في السوق
الجمل هذا لقب واسمه الحسين بن عبد السلام أبو عبد الله مصري صحب
الشافعي
قرأت بخط نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من
كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية أبو الأشعث بن أبي حنيفة واسمه غالب بن سليمان بن
داود جناح بن روح بن جناح مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان الخليفة وروح بن جناح
وأخوه مروان بن جناح جميعا قد روي عنهما الحديث مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة
وذكر أبو الحسين الرازي في موضع آخر أنه مات في سنة اثنتين وعشرين

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 534.
(2) كذا رسمها بالأصل، وأميل إلى قراءتها في ت: السمتي.
(3) هذه النسبة إلى هيت، بلدة فوق الأنبار، من أعمال بغداد (الأنساب).
(4) بالأصل: أنبأنا.
(5) ضبطت بكسر الدال عن سير الاعلام، وضبطت في الأنساب واللباب بضم الدال. والدرفس من أسماء الأسد (قاله
الذهبي).
53

وهو وهم
فقد أخبرنا أبو محمد بن حمزة بقراءتي عليه عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن
محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال وفي هذا اليوم بعينه توفي أبو الأشعث غالب بن سليمان
ابن أبي حنيفة يعني في شعبان من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة
5540 غالب بن شعوذ (1) ويقال ابن عبد الله بن شعوذ الأزدي (2)
يقال مولى قريش من أهل دمشق
سمع أبا هريرة بها
روى عنه إسماعيل بن عبيد الله العكي
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أنبأنا جمح بن القاسم حدثنا إبراهيم بن دحيم
وأنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن
صصرى أنبأنا تمام بن محمد وعبد الوهاب بن عبد الله المري قالا أنبأنا أبو العباس
جمح بن القاسم بن عبد الوهاب المؤذن الخياط (3) حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن حدثنا
هشام بن عمار حدثنا الوليد حدثنا إسماعيل بن عبيد الله العكي حدثني غالب بن شعوذ
الأزدي قال
شيعنا أبو هريرة من دمشق إلى الكسوة (4) فلما أردنا فراقه قال إن لكل جائزة وفائدة
وإني أوصيكم بما أوصاني به خليلي أبو القاسم (صلى الله عليه وسلم) بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وسبحة
الضحى في الحضر والسفر وأن لا أنام إلا على وتر
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد
ابن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد

(1) شعوذ ضبطت بفتح المعجمة وسكون العين وفتح الواو بعدها ذال معجمة عن التبصير.
(2) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 331 قال الذهبي: لا يدرى من هو. والتاريخ الكبير للبخاري 7 / 100 وصحف فيه
إلى: سويد بدل شعوذ. وتبصير المنتبه 2 / 682 والاكمال لابن ماكولا 5 / 70، هامشه عن الاستدراك.
(3) ترجمته في سير أعلام في ميزان الاعتدال 3 / 332.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 57.
54

زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا أبو
عبد الله البخاري (1)
قال غالب بن سويد الأزدي الدمشقي سمع أبا هريرة بدمشق روى عنه إسماعيل بن عبيد
الله العكي
كذا وقع في الأصل وعليه علامة الشك وقد ذكره في باب إسماعيل على
الصواب (2) فقال
إسماعيل بن عبيد الله العكي الدمشقي سمع غالب بن شعوذ روى عنه الوليد بن
مسلم ولم يذكره ابن أبي حاتم
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن
عتاب أنبأنا أبو الحسن بن جوصا قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة
غالب بن شعوذ وهو ابن عبد الله بن شعوذ وقال في الطبقة الرابعة عبد الله بن
شعوذ قال عبد الرحمن مولى لقريش دمشقي أظنه أخو غالب بن شعوذ
5541 غالب بن غزوان الثقفي (3)
من أهل دمشق
روى عن صدقة بن يزيد الخراساني (4)
روى عنه هشام بن عمار
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وعلي بن زيد السلميان قالا أنبأنا أبو
الفتح نصر بن إبراهيم وأبو محمد عبد الله بن عبد الرزاق قالا أنبأنا أبو الحسن بن عوف
أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر بن خريم حدثنا هشام بن عمار في مشايخه الدمشقيين
قال حدثنا غالب بن غزوان الثقفي حدثنا صدقة بن يزيد الخراساني عن من حدثه قال
لما أتى ذو القرنين العراق استنكر قلبه فبعث إلى تراب الشام فأتي به فجلس عليه
فرجع إليه ما كان يعرف من نفسه "

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) ترجمته في حلية الأولياء 10 / 320 وسير أعلام النبلاء 13 / 165.
55

ذكر من اسمه (1) غانم "
5542 غانم بن حميد
أبو المضاء الدمشقي
من الصوفية
حكى عن أبي حامد بن كثير الصوفي
روى عنه أبو حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي البغدادي " (2)
56

ذكر من اسمه (1) غرير "
5543 غرير بن علي
أبو القاسم البغدادي
سكن أطرابلس
وحكى عن جحظة أحمد بن جعفر البرمكي
(2) حكى عنه أبو الفضل السعدي
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو الفضل عبد الملك بن عبد السلام بن أحمد بن
الأسواني بتنيس وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الأبهري بصور قالا أنبأنا
أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي القاضي حدثنا أبو القاسم غرير بن علي
البغدادي بطرابلس قال قال جحظة
سلمت على بعض الرؤساء وكان مبخلا فلما أردت الانصراف قال لي يا أبا الحسن
أيش تقول في قطائف بائتة ولم يكن له بذلك عادة فقلت ما آبى ذلك فأحضرني جاما
فيه قطايف قد خمت فأوجعت فيها وصادفت مني مسغبة وهو ينظر إلي شزرا فقال لي يا
أبا الحسن إن القطائف إذا كانت بجوز أتخمتك وإذا كانت بلوز أبشمتك قال قلت هذا
إذا كانت قطايف أما إذا كانت مصوصا فلا فعملت من وقتي أبياتا
دعاني صديق لي لآكل قطايف * فأمعنت فيها آمنا غير خائف

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 221.
57

فقال وقد أوجعت بالأكل قلبه * ترفق قليلا فهي إحدى المتالف
فقلت له ما إن سمعت بميت * يناح عليه يا قتيل القطايف *
5544 غزوان (1)
اجتاز بدمشق وحدث عن رجل مقعد رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) بتبوك
روى عنه ابنه سعيد بن غزوان
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا أنبأنا أبو
طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى أنبأنا ابن وهب حدثني معاوية عن سعيد بن غزوان عن أبيه
أنه نزل بتبوك وهو حاج فإذا رجل مقعد فسأله عن أمره فقال سأحدثك حديثا فلا تحدث به
ما سمعت أني حي إن النبي (صلى الله عليه وسلم) نزل بتبوك إلى نخلة فقال (هذه قبلتنا * [* * * *] ثم صلى
إليها فأقبلت وأنا غلام أسعى حتى صرت بينه وبينها فقال (قطع صلاتنا قطع الله أثره * [* * * *] قال
فما قمت عليها إلى يومي هذا "
ذكر من اسمه (2) غزيل "
5545 غزيل
أبو كامل الأموي المغني
مولى الوليد بن يزيد ويقال مولى يزيد بن عبد الملك وقيل كان أبوه مولى عبد
الملك بن مروان وكان منقطعا إلى الوليد بن يزيد وهو أول من أخبر بقتله لم يبلغني له
خبر من بعد بني أمية ولعله مات أو قتل في آخر أيامهم "

(1) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 333.
(2) زيادة منا للايضاح.
58

ذكر من اسمه غسان "
5546 غسان بن عبد الملك بن مسمع
ابن مالك بن مسمع بن سنان (1) بن شهاب
ابن علقمة (2) بن عباد (3) بن عمرو بن ربيعة
ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الربعي البصري
وأمه أم سعيد بنت سنان بن مالك بن مسمع
وفد على هشام بن عبد الملك
قرأت بخط أحمد بن محمد الدلوي وذكر أنه نقله من خط أبي سعيد الحسن بن
الحسين السكري وأظنه حكاه عن غيره قال
ولد عبد الملك (4) غسان بن عبد الملك أمه أم سعيد بنت سنان بن مالك
بن مسمع وأمها كبشة بنت يزيد بن عوف بن عبيد بن مزيد (5) بن عمرو بن ربيعة بن ضبيعة
وشهاب بن عبد الملك وشيبان بن عبد الملك أمهما طفيلة فتاة (6) ومسمع كردين (7) بن عبد
الملك وعامر بن عبد الملك أمهما عيلة فتاة ومالك بن عبد الملك أمه رقية فتاة

(1) في جمهرة ابن حزم ص 320 بن مسمع بن شهاب.
(2) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن ت، وفي ابن حزم: قلع.
(3) الذي في ابن حزم: ابن عمرو بن عباد بن جحدر بن ضبيعة وحجدر هو ربيعة.
(4) لفظتان غير واضحتين بالأصل وت.
(5) " ابن مزيد " استدركت اللفظتان على هامش ت.
(6) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن ت.
(7) كردين، لقب، كما في جمهرة ابن حزم ص 320.
59

كان غسان بن عبد الملك عابدا سيدا فاضلا مطعاما للطعام كثير العطاء لمن اعتراه
وانقطع إليه وكان عطاؤه ألفين فلما انقطع في العبادة ترك ديوانه فأضر به ذلك فوفد إلى
هشام بن عبد الملك فأكرمه وقرب مجلسه وسأله أن يفك عنه الحلقة وأن يعطيه عطاءه
ففعل فسأله بعد ذلك شيئا فقال حاجة أخرى بعد فك الحلقة وكان ربما أعطى ماله وتصدق
حتى يرجع إلى أهله في سراويل فلا يحضره الشئ فيدخل منزله فيأخذ الداجن ليعطيها
السائل
5547 غسان (1) بن مالك بن مسمع
ابن سنان بن شهاب بن علقمة بن عباد بن عمرو
ابن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الربعي البصري
وفد على عبد الملك بن مروان
ووفد على يزيد بن عبد الملك فدفع إليه غلامين من آل المهلب فقتلهما بأبيه مالك
وعمه عبد الملك ابني مسمع وكان قتلهما معاوية بن يزيد بن المهلب بواسط حين انتهى إليه
قتل أبيه يزيد بالعقر (2) كما ذكر عوانة بن الحكم وحكاه عبد الله بن سعدة القطربلي
قرأت بخط أحمد بن محمد الدلوي فيما ذكر أنه نقله من خط الحسن بن الحسين
السكري وأظنه حكاه عن غيره قال وحدثني عمي عبيد الله بن شيبان قال
لما حبس الحجاج مسمع بن مالك وفد عليه (3) غسان بن مالك بن مسمع إلى عبد
الملك بن مروان قال فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه وهو في مجلس وفي ذلك
المجلس باب إلى بيت عليه ستر مرخى فقال لي ما أزعجك يا بن مالك وأشخصك إلينا
قلت أصلحك الله أمير المؤمنين حبس الحجاج مسمع بن مالك في غير ذنب ولا جرم
ففزعت إلى أمير المؤمنين في ذلك قال غسان فسمعت تصفيقا من البيت وكلاما خفيا والله
ما يريد الحجاج أن يدع أحدا من أهل الطاعة وأهل المعصية أيحبس مثل مسمع بن مالك
ثم دعا (4) بكاتبه فقال اكتب إلى الحجاج والله لئن أقدمت على مسمع بشئ لأقدمن

(1) قارن نسبه مع نسب غسان بن عبد الملك بن مسمع، وارجع إلى جمهرة ابن حزم 320 و 321.
(2) العقر: بفتح أوله وسكون ثانيه، وهو عدة مواضع. منها: عقر بابل قرب بابل، قتل عنده يزيد بن المهلب بن أبي
صفرة سنة 102 وكان قد خلع طاعة بني مروان (معجم البلدان).
(3) كذا بالأصل.
(4) بالأصل: " دعي " واللفظة غير واضحة في ت.
60

عليك أنسيت بلاء مالك عند أمير المؤمنين مروان أما كان في يد مالك عندنا أن يتجاوز له
عن زلة إن كان مسمع زلها وبعث كتابه مع البريد
قال أبو عبيدة ولما حبس الحجاج مسمعا حبس معه مولى (1) مسلما مولى مالك
وكتب إلى عبد الملك يستأذنه في قتله فكتب إليه إياك وإياه والله لئن فعلت ليأتيني أكثرك
شعرا كأنك تجهل يد مالك عند أمير المؤمنين مروان إن كان مسمع أساء فإن في إحسان
أبيه ما يعفى به عن إساءته فإذا أتاك كتابي هذا فلا تعرض له ووله سجستان وكرمان
ومكران فلما ورد الكتاب على الحجاج أعطى الرسول عشرة آلاف درهم على أن يكتمه يومه
ذلك ثم أرسل إلى مسلم مولى مالك فضرب عنقه فقيل لمسمع إن الحجاج قد قتل مسلما
فقال والله ما بدأ بمسلم إلا وقد منع مني ثم أظهر كتاب أمير المؤمنين وبعث إلى مسمع
فخلى سبيله وولاه سجستان وكرمان ووهب له كل من سعي عليه من بكر بن وائل فمن
أجل ذلك كثروا بهما وكان حبس مسمعا مرتين بعد هزيمة ابن الأشعث وأيام شبيب
قال ومن ولد مالك بن مسمع غسان بن مالك كان شريفا شجاعا سيد فتيان بكر
ابن وائل شهد مع الحجاج جميع أيامه مع ابن الأشعث كان قاتل مع الحجاج يوم دير
الجماجم ويوم الزاوية بالبصرة فحسن بلاؤه وعرف مقامه ووفد إلى عبد الملك بن مروان
في أمر مسمع بن مالك حين حبسه الحجاج فأكرمه وقربه وقضى حاجته وولى مسمعا كرمان
وكان عليها ولاية مسمع كلها وولاه الحجاج قبل ذلك بعد هزيمة ابن الأشعث جندي
سابور وقال كل ربعي أتاك ممن كان مع ابن الأشعث فهو آمن
وفيه يقول أبو النجم
إلى الأغر بن الأغر غسان
وهي طويلة
5548 غسان بن نباتة التميمي ثم المجاشعي (2)
صاحب شرط علي بن أبي طالب
وفد على معاوية وهو شيخ كبير له ذكر

(1) كذا بالأصل: مولى مسلما مولى مالك.
(2) الذي في تاريخ خليفة ص 200 (ت العمري): الأصبغ بن نباتة المجاشعي.
61

" ذكر من اسمه غضبان "
5549 غضبان بن القبعثري الشيباني البصري
(1) حكى عن الحجاج بن يوسف وقطري بن الفجاءة الخارجي (2) وحبيب بن المهلب
ابن أبي صفرة الأزدي
حكى عنه منجوف بن جبر وعياش الهمداني والد عبد الله بن عباس المرهبي (3) الكوفي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن علي الأنصاري البصري حدثنا سليمان بن أبي شيخ
قال سمعت صالح بن سليمان يقول سمعت أبي يقول
دخل الغضبان ابن القبعثري على الحجاج بن يوسف وكان من علماء العرب فجالسه
وحادثه فنظر إليه الحجاج متبسما فقال له
سموك غضبانا وسنك ضاحك * لقد غلطوا إذ لم يسموك ضاحكا *
فقال أصلح الله الأمير كان لي جد يسمى الغضبان فسميت باسمه وليس كل اسم

(1) التاريخ الكبير 7 / 108 والجرح والتعديل 7 / 56 وعيون الاخبار (الفهارس)، له ذكر في الأغاني 8 / 310 وتاريخ
خليفة بن خياط ص 272 (ت. العمري)، وتاريخ الطبري (الفهارس).
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 / 151.
(3) ضبطت " المرهبي " بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء، وهذه النسبة إلى بني مرهبة، بطن من همدان (عن
الأنساب).
62

يشاكل صاحبه ولو كانت الأسماء تقسم على الأحساب إذا ما نالت الأندال منها شيئا فهل
ترى اسمي تشاكل لحسبي فقال له الحجاج أخبرني عن أمهات الأولاد فقال هن بمنزل
الأضلاع إن سويته انكسر وإن تركته انتفعت بهن وفيهن جوهر لا يصلح إلا على
المداراة فمن داراهن انتفع بهن وقرت عينه ومن ماراهن كدرن عيشه ونغصن عليه حياته
قال فأخبرني عن العاقل والجاهل قال العاقل الذي لا يتكلم هذرا (1) ولا ينظر
شزرا ولا يضمر غدرا والجاهل المهذار في كلامه الضنين بسلامه التائه على غلامه
المجتهد في أقسامه المتكلم في طعامه
قال فمن أكرم الناس قال أعطاهم للمئين وأطعمهم للسمين
قال فمن ألأم الناس قال المعطي على الهوان المعين على الإخوان البذول
للإيمان المنان على الإحسان
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي وهذا لفظه قالوا أنبأنا أبو أحمد
الغندجاني زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن
سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل (2) قال غضبان بن القبعثري لم يزد عليه
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
قال وأنبأنا أبو طاهر أنا علي قالا (3)
أنبأنا أبو محمد (4) قال
غضبان بن القبعثري الشيباني كان يدخل على عبد الملك بن مروان روى عنه عياش
الهمداني والد عبد الله بن عياش المنتوف سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن

(1) الأصل: " هدرا " واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 108.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وت، واستدرك لتقويم السند، قياسا إلى أسانيد مماثلة تقدمت.
(4) هو أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، والخبر في الجرح والتعديل 7 / 56.
63

إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (1) ثم خرج الحجاج عن الكوفة واستخلف عروة بن المغيرة بن شعبة فقدم البصرة
واستحث الناس في قتال الأزارقة وخرج فنزل رستق أباذ (2) فخلعوه وبايعوا عبد الله بن
الجارود فاقتتلوا فقتل ابن الجارود وعبد الله بن حكيم المجاشعي وهرب الغضبان بن
القبعثري وعكرمة بن ربعي الفياض من بني تيم اللات في رجال من أهل العراق فلحقوا
بالشام ولهم حديث
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (3) (حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي
حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال
حدثت أن الحجاج بن يوسف بعث الغضبان (4) بن القبعثري ليأتيه بخبر عبد الرحمن بن
محمد بن الأشعث وهو بكرمان وبعث عليه عينا وكان كذلك يفعل فلما انتهى الغضبان إلى
عبد الرحمن قال له ما وراءك قال شر تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك فانصرف
الغضبان فنزل رملة كرمان وهي أرض شديدة الرمضاء فبينا هو كذلك إذ ورد عليه أعرابي من
بني بكر بن وائل على فرس يقود ناقة فقال السلام عليك قال الغضبان السلام كثير وهي
كلمة مقولة قال الأعرابي ما أسمك قال آخذ قال أفتعطي قال لا أحب أن يكون
لي اسمان قال فمن أين أقبلت قال من الذلول قال وأين تريد قال أمشي في
مناكبها قال من عرض اليوم قال المتقون قال فمن سبق قال الفائزون قال فمن
غلب قال حزب الله قال فمن حزب الله قال هم الغالبون قال فعجب الأعرابي من
منطقه وقال له أتقرض قال إنما تقرض الفأرة قال أفتسمع قال إنما تسمع القينة
قال أفتنشد قال إنما تنشد الضالة قال أفتقول قال إنما يقول الأمير قال أفتكلم
قال كل متكلم قال أفتنطق قال إنما ينطق كتاب الله قال أفتسمع قال حدثني
أسمع قال أفتسجح قال إنما تسجح الحمامة قال الأعرابي تالله ما رأيت كاليوم قط

(1) رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص 271 - 272 (ت. العمري).
(2) في معجم البلدان: وستقباذ: 3 / 43.
(3) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري النهرواني في الجليس الصالح الكافي 1 / 448 وما بعدها.
(4) أقحم بعدها بالأصل: إلى.
64

قال بلى ولكنك نسيت قال الأعرابي فكيف أقول قال لا أدري والله قال الأعرابي
فكيف ترى فرسي هذا قال الغضبان هو خير من آخر (1) شر منه وآخر خير منه أفره منه
قال لأعرابي إني قد علمت ذاك قال لو علمت لم تسألني قال الأعرابي (2) إنك
لمنكر قال الغضبان إنك لمعروف قال ليس ذاك أريد قال فما تريد قال أردت إنك
لعاقل قال أفتعقل بعيرك هذا قال الأعرابي أفتأذن لي فأدخل عليك قال الغضبان
وراءك أوسع لك قال الأعرابي قد أحرقتني الشمس قال (3) الساعة يفئ عليك الفئ
قال الأعرابي إن الرمضاء قد آذتني قال بل على قدميك قال قد أوجعني الحر قال
الغضبان ما لي عليه من سلطان قال الأعرابي إني لا أريد طعامك ولا شرابك قال لا
تعرض بهما فوالله لا تذوقهما قال الأعرابي سبحان الله قال من قبل أن تطلع رأسك
قال الأعرابي أما عندك إلا ما أرى قال بلى هراوتان أضرب بهما رأسك قال الأعرابي
الله قال ما ظلمك أحد فلما رأى ذلك الأعرابي قال إني لأظنك مجنونا قال الغضبان
اللهم اجعلني ممن يرغب إليك قال إني لأظنك حروريا قال اللهم اجعلني ممن
يتحرى (4) الخير قال له الغضبان أهذا بعيرك يا أعرابي قال نعم فما شأنه قال أرى
فيه داء فهل أنت بائعة ومشتر ما هو شر منه فولى الأعرابي وهو يقول والله إنك لبذخ (5)
أحمق
فلما قدم الغضبان على الحجاج قال كيف تركت أرض كرمان قال أصلح الله الأمير
أرض ماؤها وشل (6) وثمرها دقل (7) ولصها بطل والجيش فيها ضعاف إن كثروا بها
جاعوا وإن قلوا بها ضاعوا فقال له الحجاج أما إنك صاحب الكلمة التي بلغتني عنك
حين قلت تغد بالحجاج قبل أن يتعشى بك قال الغضبان أما إنها جعلني الله فداك لم تنفع
من قيلت له ولم تضر من قيلت فيه قال الحجاج اذهبوا به إلى السجن فلما ذهب به
مكث فيه حتى إذا بنى الحجاج خضراء واسط أعجبته ما لم يعجبه بناء قط فقال لمن حوله
كيف ترون قبتي هذه قالوا أصلح الله الأمير ما بنى ملك قط مثلها ولا نعلم للعرب مأثرة
أفضل منها قال الحجاج أما إن لها عيبا وسأبعث إلي من يخبرني به فبعث إلى الغضبان

(1) الزيادة بين معكوفتين زيادة عن الجليس الصالح.
(2) الزيادة بين معكوفتين عن الجليس الصالح.
(3) الزيادة عن الجليس الصالح.
(4) في الجليس الصالح: يتخير الخير.
(5) في الجليس الصالح: لمرح أحمق.
(6) أي قليل.
(7) الدقل: أردأ التمر، وقد أدقل النخل. (القاموس).
65

فأقبل يرسف في قيده فلما دخل عليه سلم فقال الحجاج كيف ترى قبتي هذه فقال
بنيت في غير بلدك لغير ولدك لا يسكنها وارثك ولا يدوم لك بقاؤها كما لم يدم مالك
ولم يبق فان وأما هي فكأن لم تكن قال صدقت ردوه إلى السجن فإنه صاحب الكلمة
التي بلغتني عنه قال أصلح الله الأمير ما ضرت من قيلت فيه ولا نفعت من قيلت له
قال أتراك تنجو مني لأقطعن يديك ورجليك ولأكوين عينيك قال ما يخاف وعيدك
البرئ ولا ينقطع منك رجاء المسئ قال لأقتلنك إن شاء الله قال بغير نفس والعفو
أقرب للتقوى قال له الحجاج إنك لسمين قال لمكان القيد والرتعة (1) ومن يكن جار
الأمير يسمن قال الحجاج ردوه إلى السجن قال أصلح الله الأمير قد أثقلني الحديد فما
أطيق المشي قال احملوه (2) لعنه الله فلما حملته الرجال على عواتقها قال " سبحان
الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " (3) قال أنزلوه أخزاه الله قال " اللهم أنزلني منزلا
مباركا وأنت خير المنزلين " (4) قال جروه أخزاه الله فقال " بسم الله مجراها ومرساها إن
ربي لغفور رحيم " (5) فقال الحجاج ويحكم اتركوه فقد غلبني بحجته
قال القاضي أبو الفرج (6) قول الغضبان في وصفه للحجاج كرمان ماؤها وشل يعني
به الماء القليل كماء الأنهار الصغار والجداول التي ليست كالبحور والأودية العظيمة يريد
الخبر عن قلته كما قال الشاعر (7)
أقرأ على الوشل السلام وقل له * كل المشارب مذ فقدت (8) ذميم *
وقال جرير (9)
* إن الذين غدوا بليك غادروا * وشلا بعينك لا يزال معينا

(1) الرتعة: الاتساع في الخصب.
انظر المستقصى للزمخشري 1 / 341 ومجمع الأمثال 2 / 100 انظر فيهما أول من قال: " القيد والرتعة " وسبب هذا
القول.
(2) كذا بالأصل، واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير. وفي الجليس الصالح المختصر: حملته الرجال.
(3) سورة هود، الآية: 41.
(4) سورة " المؤمنون "، الآية: 29.
(5) سورة هود، الآية: 41.
(6) يعني المعافى بن زكريا الجريري النهرواني صاحب كتاب الجليس الصالح.
(7) البيت في تاج العروس (وشل) منسوبا لأبي القمقام الأسدي، جاء فيه أن الوشل المراد به جبل عظيم بتهامة. وانظر
معجم البلدان (الوشل) وفيه البيت من أبيات، واللسان والصحاح.
(8) كذا بالأصل والجليس الصالح، وفي تاج العروس: هجرت.
(9) ديوان جرير (ط بيروت) من قصيدة يهجو الأخطل. ص 438.
66

وجمع الوشل أوشال كما قال امرؤ القيس
عيناك دمعها أو شال * كان شأنيهما أو شال (1)
*
وفسر قوم أوشال أنه ما قطر من الجبل
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن موسى حدثنا محمد بن الحارث عن المدائني قال
قال الحجاج للغضبان بن القبعثري ح وكان في حبسه فأخرجه فقال له ما أسمنك قال القيد
والرتعة ومن كان في ضيافة الأمين سمن (2)
أخبرنا أبو العز السلمي إذنا وقرأ علي إسناده وقال اروه عني أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثنا محمد بن
أحمد المقدمي حدثنا عبد الله بن عمرو حدثنا أبو عبد الله القرشي حدثنا محمد بن
الضحاك الحزامي عن أبيه قال
أمر الحجاج بإحضار الغضبان بن القبعثري وقال الحجاج زعموا أنه لم يكن يكذب
قط واليوم يكذب فلما دخل عليه قال سمنت يا غضبان قال أصلح الله الأمير القيد
والرتعة والخفض والدعة وقلة التعتعة (3) ومن يكن ضيف الأمير يسمن قال أتحبني يا
غضبان قال أصلح الله الأمير أو فرق خير من محبتي قال لأحملنك على الأدهم قال
مثل الأمير حمل على الأدهم والكميت والأشقر قال إنه حديد قال لأن يكون حديدا
خير من أن يكون بليدا

(1) ما بين معكوفتين زيادة لازمة اقتضاها السياق عن الجليس الصالح الكافي.
(2) عيون الاخبار 1 / 80 و 3 / 225 وفيه: " القيد والدعة " و " الأمير " بدل " الأمين ".
(3) قلة التعتعة: الحركة العنيفة (اللسان).
67

" ذكر من اسمه (1) غضور "
5550 غضور ويقال غضور (2) بن عتيق (3) الكلبي الناجي (4)
روى عن مكحول
روى عنه الوليد بن مسلم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني حدثنا إبراهيم بن هانئ حدثنا الفضل بن الصباح أبو العباس حدثنا الوليد بن
مسلم عن الغضور بن عتيق عن مكحول أن أبا الدرداء قال
قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عويمر يا أبا الدرداء كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة
علمت أم جهلت فإن قلت علمت قيل لك فماذا عملت فيما تعلمت وإن قلت
جهلت قيل لك فماذا عذرك فيما جهلت ألا تعلمت) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب (5) حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) غضور الأولى ضبطت بالقلم عن تبصير المنتبه 3 / 932 والاكمال 6 / 113 وغضور الثانية ضبطت أيضا بالقلم عن
ميزان الاعتدال 3 / 336.
(3) ضبطت بالقلم بالأصل وت بضمة فوق العين.
(4) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 336 وتبصير المنتبه 3 / 932 والاكمال 6 / 113.
والناجي نسبة إلى بني ناجية (الأنساب).
(5) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 394.
68

الوليد قال وذكر ابن جابر يعني عن مكحول (1) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (أحضروا موتاكم
بخير) (2)
[* * * *] وقال هشام يعني ابن الغاز عن مكحول أن عمر قال فقلت ابن جابر ثقة وهشام
ثقة فكيف اختلفوا قال فحدثني الغضور قال سمعت مكحولا يحدث عن عمر عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فعرفت أنهم لم يغلطوا
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن المزكي أنبأنا أبو محمد بن أحمد التيمي أنبأنا
أبو القاسم البجلي أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب
مكحول الغضور الكلبي من بني ناجية روى عنه وليد بن مسلم
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن عبد الكريم بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد
ابن عمر قال الغضور بن عتيق بالضم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3)
وأما عتيق بضم العين فهو الغضور بن عتيق عن مكحول روى عنه الوليد بن مسلم
5551 غضيف (4) بن الحارث بن زنيم (5)
أبو أسماء السكوني اليماني ويقال الثمالي ويقال الكندي
(6) مختلف في صحبته
أدرك زمان النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عن عمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح وبلال مؤذن النبي (صلى الله عليه وسلم) وأبي ذر

(1) " يعني عن مكحول " كذا بالأصل وت، والجملة ليست في المعرفة والتاريخ.
(2) أقحم بعدها بالأصل وت:
" وقال هشام يعني ابن الغاز عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أحضروا موتاكم بخير ".
(3) الاكمال لابن ماكولا 6 / 112 و 113.
(4) غضيف بالضاد المعجمة مصغرا، ويقال بالطاء المهملة (تقريب التهذيب).
(5) في الإصابة: رهم.
(6) ترجمته في الإصابة 3 / 186 وأسد الغابة 4 / 40 وتهذيب التهذيب الكمال 15 / 19 وتهذيب التهذيب 4 / 473 والاستيعاب
3 / 185 (هامش الإصابة) والجرح والتعديل 7 / 54 وسير أعلام النبلاء 3 / 453.
69

وأبي الدرداء وأبي حميضة (1) المزني (2) وعائشة
روى عنه ابنه عبد الرحمن بن غضيف وعبد الرحمن بن عائذ الثمالي (3) وعيسى
ابن أبي رزين الثمالي وحبيب بن عبيد وأزهر بن سعد (4) وشرحبيل بن مسلم ويونس بن
سيف وعبادة بن نسي وسليم بن عامر وأبو راشد الحبراني (5) ومكحول وعبد الله بن
أبي قيس الهمذاني وغيرهم
وقدم دمشق وبها سمع من أبي الدرداء
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا سليمان بن عبد الحميد قال سمعت العلاء بن يزيد
الثمالي يقول حدثني عيسى بن أبي رزين الثمالي قال سمعت غضيف بن الحارث يقول
كنت صبيا أرمي نخل الأنصار فأتوا بي النبي (صلى الله عليه وسلم) فمسح برأسي فقال (كل ما يسقط ولا
ترمي (6) نخلهم) (7)
[* * * *] أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أبو بكر أنبأنا الحسن أنبأنا البخاري (8) قال
وقال عبد الله بن صالح عن معاوية عن يونس بن سيف (9) عن غضيف أو الحارث
ابن غضيف السكوني قال ما نسيت من الأشياء فإني لم أنس أني رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) واضعا يده
اليمنى على اليسرى في الصلاة وقال معن عن معاوية عن يونس بن سيف عن غضيف
بن (10) الحارث الكندي

(1) الأصل وت: خميصة، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(2) الأصل: " المري " واللفظة غير مقروءة في ت لسوء التصوير، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(3) الأصل: الشمالي، واللفظة غير مقروءة في ت لسوء التصوير. والمثبت عن تهذيب الكمال.
(4) في تهذيب الكمال: سعيد.
(5) الأصل: الحراني، والمثبت عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(6) كذا بالأصل بإثبات الياء في: " ترمي ".
(7) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 454 وأسد الغابة 4 / 40 والإصابة 3 / 187.
(8) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 15.
(9) في التاريخ الكبير: يونس بن يوسف.
(10) كتبت " بن " فوق الكلام بين السطرين في الأصل، وكان في الأصل: " أبو " ثم شطبت.
70

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأنا أبو منصور بن شكرويه أنبأنا
القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد أنبأنا أبو الحسن علي بن إسحاق
المادرائي حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد (1)
عن برد أبي العلاء عن عبادة بن نسي عن غضيف بن الحارث
أنه مر بعمر بن الخطاب فقال نعم الفتى غضيف فلقيت أبا ذر بعد ذلك فقال أي
أخي استغفر لي قال قلت أنت صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأنت أحق أن (2) تستغفر
لي قال إني سمعت عمر يقول نعم الفتى غضيف وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (إن الله
ضرب الحق على لسان عمر وقلبه) [* * * *]
قال وأنبأنا المادرائي حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا
محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن الحارث قال
مررت بعمر ومعه نفر من أصحابه فأدركني رجل منهم فقال يا فتى ادع لي بخير بارك
الله فيك قال قلت ومن أنت يرحمك الله قال أبو ذر قال يغفر الله لك أنت أحق
قال إني سمعت عمر يقول نعم الفتى غضيف وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله
وضع الحق على لسان عمر يقول به) [* * * *]
أخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين
محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق
حدثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد المنادي حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن إسحاق
عن مكحول (3) عن غضيف (4) بن الحارث قال
مررت بعمر بن الخطاب فقال نعم الفتى غضيف (4) فقام إلي رجل ممن كان عنده
فقال استغفر لي يا فتى قلت ومن أنت رحمك الله قال أنا أبو ذر صاحب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قلت رحمك الله أنت أحق أن تستغفر لي مني لك فقال إنك مررت بعمر آنفا
فقال نعم الفتى وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول
به)

(1) هو حماد بن سلمة، ومن طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 454.
(2) الزيادة عن سير الاعلام.
(3) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 20.
(4) في تهذيب الكمال وفي الموضعين: غطيف.
71

[* * * *]
رواه ابن نمير عن ابن إسحاق فاختصره
أخبرناه أبو السعود بن المجلي حدثنا أبو الحسين (1) بن المهتدي حدثنا أبو حفص
عمر بن أحمد بن شاهين إملاء حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن
الحارث عن أبي ذر قال
سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله وضع الحق على لسان عمر) [* * * *]
وروي عن مكحول عن أبي ذر منقطعا من غير ذكر غضيف
أخبرناه أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو حفص
عمر بن محمد بن علي بن الزيات حدثنا أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي (2)
أخبرني أبو عبد الله البراثي حدثنا سفيان بن عيينة الهلالي عن ابن أبي حسين عن
مكحول عن أبي ذر قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله جعل الحق على قلب عمر ولسانه أو على لسانه
وقلبه) [* * * *]
وأخبرناه أبو (3) الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي
أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي أنبأنا علي بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي
حسين عن مكحول عن أبي ذر أنه قال لرجل ائت عمر بن الخطاب يستغفر لك ويدعو
لك
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)
[* * * *]
وروي عن مكحول من وجه آخر
أخبرناه أبو العز بن كادش أنبأنا أبو الحسين علي بن محمود الزوزني الصوفي
ح وأخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن
الرازي

(1) الأصل وت: الحسن، تصحيف.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 92 وتاريخ بغداد 5 / 3.
(3) بالأصل: " أبو " تصحيف، والتصويب عن ت.
72

قالا أنبأنا أبو الحسين الكلابي أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام أنبأنا محمد
ابن عزيز الأيلي أخبرني سلامة وهو ابن روح عن عقيل حدثني مكحول عن أبي ذر أنه
قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله جعل السكينة على لسان عمر وقلبه يقول
بهما) [* * * *]
وقد رواه غيره عن مكحول فأرسله
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا عبد الرحمن بن علي بن محمد أنبأنا يحيى
ابن إسماعيل بن يحيى الحربي أنبأنا عبد الله بن محمد بن الشرقي حدثنا عبد الله بن
هاشم حدثنا وكيع حدثنا هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي (1) عن مكحول قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه [* * * *]
وهو محفوظ عن غضيف من وجه آخر
أخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو علي
الحسن بن الحسين بن العباس النعالي أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني
حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا علي بن سعيد المقبري بعكا حدثنا يعلى بن عبيد
حدثنا مسعر بن كدام عن وبرة بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث قال
مررت بعمر بن الخطاب في نفر من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فأدركني رجل من القوم فقال
لي ادع لي بخير بارك الله فيك يا فتى فقلت أنت أحق يا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
ويحك إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه) [* * * *] وإني
سمعت عمر يقول نعم الفتى غضيف فادع لي
وقد تقدم باقي طرفه في ترجمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وخالفهما حبيب بن عبيد عن غضيف فجعله عن بلال
أخبرناه أبو الوفا عبد الواحد بن حمد وأم المجتبى بنت ناصر قالا أنبأنا أبو طاهر
ابن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى

(1) بالأصل: الحرشي تصحيف.
73

حدثنا بشر بن بكر (1) حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن
الحارث عن بلال قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله جعل الحق على قلب عمر وعلى لسانه) [* * * *]
وأخبرناه أبو الفضل محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد
ابن أبي منصور أنا (2) أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن (3) حدثنا أبو سعيد
الهيثم بن كليب الشاشي ببخارى حدثنا عيسى بن أحمد حدثنا بشر بن بكر (4) حدثنا أبو
بكر عبد الله بن أبي مريم الغساني عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن بلال
قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (إن الله جعل الحق في قلب عمر وعلى لسانه) [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (5) حدثنا يحيى بن صالح حدثنا محمد بن
سليمان أبو ضمرة حدثني عبد الله بن أبي قبيس قال
خرجت مع غضيف بن الحارث نريد بيت المقدس فلما أتينا دمشق قال غضيف لو
انطلقنا إلى أبي الدرداء فسلمنا عليه قال فأتيناه فسلمنا عليه فقال لغضيف (6) أين تريد
قال بيت المقدس قال أبو الدرداء هذا مسجد (7) فصل فيه فقال إني قد تجهزت
وحملت عيالي فقال أبو الدرداء إن كنت لا بد فاعلا فلا تزد على صلاة يوم وليلة وألق أبا
ذر فقل له إن أخاك أبا الدرداء يقول لك اتق الله وخف الناس قال فلما أتينا بيت
المقدس ألفينا أبا ذر قائما يصلي وإذا قيامه قريب من ركوعه وركوعه قريب من سجوده
قال فجلسنا فلما فرغ من صلاته سلمنا عليه وقلنا له إن أخاك أبا الدرداء يقرئك السلام
و (8) يقول لك اتق الله وخف الناس فقال يرحم الله أبا الدرداء إن (9) كنا قد سمعنا فقد

(1) الأصل: بكير، تصحيف، والمثبت عن ت. راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 59 وسير أعلام النبلاء 9 / 507.
(2) زيادة لازمة عن ت. راجع الحاشية التالية.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 199.
(4) بالأصل: بكير، والمثبت عن ت.
(5) لم أجد الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع.
(6) الأصل: الغضيف.
(7) في ت: مسجده.
(8) الزيادة بين معكوفتين عن ت.
(9) الأصل: " انا " تصحيف، والمثبت عن ت.
74

سمع وإن كنا قد جالسنا فقد جالس وما علم أني بايعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أني لا أخاف
في الله لومة لائم
أخبرنا أبو غالب أبو الماوردي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار
قالا أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنبأنا العباس بن العباس بن
محمد أنبأنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال قال أبي غضيف بن
الحارث أبو أسماء
أخبرنا أبو البركات أيضا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن
الحسن بن خيرون
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر
قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا عمر
ابن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال (1)
غضيف بن الحارث همداني مات أيام مروان بن الحكم سنة ست وخمسين
حمصي (2)
أخبرنا (3) أبو البركات بن المبارك أنبأنا الفضل بن خيرون أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي قال قال يحيى
وغضيف بن الحارث كندي
وقال في موضع آخر الذي سمع من عائشة غضيف بن الحارث أبو أسماء الأزدي
أخبرنا أبو البركات أيضا أنبأنا ثابت أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر أنبأنا
الأحوص أنبأنا أبي قال قال يحيى
وغضيف بن الحارث دمشقي من ثمالة (4)

(1) رواه خليفة بن خياط في الطبقات ص 563 رقم 2899.
(2) الزيادة عن طبقات خليفة بن خياط.
(3) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(4) ثمالة بطن من الأزد (كما في أسد الغابة).
75

وقال في موضع آخر وغضيف بن الحارث الذي روى عنه مكحول من أهل أيلة (1)
أخبرنا أبو البركات أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد يوسف بن
رباح أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال سمعت
يحيى بن معين يقول
غضيف بن الحارث الكندي الثمالي أدرك عبد الملك حدثنا أبو اليمان عن أبي
بكر (2) بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد أن عبد الملك سأله القصص فأبى عليه
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (3) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال (4)
غضيف بن الحارث الكندي قال الهيثم توفي في زمن مروان بن الحكم
كذا قال وقد بقي إلى زمن عبد الملك (5)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (6) قال
في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام غضيف بن الحارث الكندي وكان ثقة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسين والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أبو بكر بن عبدان أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا
أبو عبد الله البخاري (7) قال غضيف بن الحارث أبو أسماء السكوني
قال عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف الثمالي
وقال بقية الثمالي (8) وقال إسماعيل بن عياش (9) عن شرحبيل بن مسلم سأل عبد الملك

(1) كتب بعدها بالأصل: إلى.
(2) الأصل: بكير.
(3) الأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(5) راجع تهذيب الكمال 15 / 21.
(6) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 443.
(7) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 112.
(8) تقرأ بالأصل: الثماني، وفي التاريخ الكبير: اليماني، وفي الإصابة: الثمالي بالثاء المثلثة واللام، ويقال: اليماني
بالتحتانية ثم النون.
(9) كذا بالأصل: " إسماعيل بن عياش " في التاريخ الكبير: أشهل بن عباس.
76

غضيف بن الحارث الثمالي وقال عبد الوارث عن برد بن سنان عن عبادة بن نسي عن
غضيف بن الحارث سمع عمر وعائشة وقال الزبيدي عن سليم بن عامر سمع غضيف بن
الحارث بن أبي عبيدة قال الوضوء (1) يكفر الخطايا
وقال (2) شيبان عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن عطيف عن أبي عبيدة (3)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المشكاني (4) أنبأنا القاضي أبو منصور محمد بن
الحسن النهاوندي أنبأنا أبو العباس أحمد بن الحسن بن زنبيل أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن الأشقر حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا عبد الله بن صالح حدثني
معاوية عن أزهر بن سعيد قال
سأل عبد الملك غضيف بن الحارث الثمالي قال محمد وهو أبو أسماء السكوني
الشامي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال الثوري في حديثه غضيف بن الحارث
وهو وهم
قال بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غضيف عن أبي
عبيدة في المرض يكفر وقال الزبيدي عن سليم بن عامر سمع غضيف بن الحارث عن أبي
عبيدة المرض يكفر الخطايا وقال بقية اليماني (5)
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك
شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي الأصبهاني إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (6)
غضيف بن الحارث أبو أسماء السكوني الكندي له صحبة (7) واختلف في اسمه فقال

(1) كلمة غير واضحة بالأصل وصورتها: " الوصيب ". والمثبت عن التاريخ الكبير.
(2) ما بين الرقمين كذا بالأصل، والعبارة ليست في التاريخ الكبير.
(3) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(4) هذه النسبة بضم الميم وسكون الشين وفتح الكاف. نسبة إلى مشكان قرية من أعمال روذراور قربة منها من نواحي
همذان (الأنساب).
(5) كتب فوقها في الأصل: إلى.
(6) " له صحبة " ليست في الجرح والتعديل، وسترد قريبا ونرى أنها مقحمة هنا.
77

بعضهم الحارث بن غضيف وقال أبي وأبو زرعة الصحيح غضيف بن الحارث له
صحبة وروى عن بلال روى عنه ابنه عبد الرحمن (1) بن غضيف وأبو راشد الحبراني
وحبيب بن عبيد الرحبي ويونس بن سيف ومكحول وعبادة بن نسي سمعت أبي يقول
ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا
محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو حاتم التميمي قال سمعت مسلما يقول
أبو أسماء غضيف بن الحارث الثمالي ويقال السكوني سمع عمر وأبا ذر (2) روى
عنه مكحول وسليم بن عامر
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو أسماء غضيف بن الحارث الثمالي شامي
أنبأنا عبد الله بن أحمد عن آخر قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول غضيف بن
الحارث الثمالي هو أبو أسماء السكوني الشامي أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين الصيرفي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب (3)
أنبأنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن
الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية غضيف بن الحارث الثمالي أبو
أسماء من الأزد حمصي (4)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي (5) قال أبو أسماء غضيف
ابن الحارث الشامي

(1) كذا بالأصل، وفي الجرح والتعديل: عياض بن غضيف.
(2) بالأصل: " سمع عمرو أنبأنا ذر ".
(3) الأصل: غياث، تصحيف، والسند معروف.
(4) سير أعلام النبلاء 3 / 455.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 1 / 105.
78

حدثني (1) عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول غضيف بن الحارث
كنيته أبو أسماء
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو
الفتح سليم بن أيوب أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد
حدثنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول غضيف بن الحارث
أبو أسماء
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن
التنوخي أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى قال
غضيف بن الحارث الثمالي أبو أسماء جالس عمر بن الخطاب ولقي أبا الدرداء
وأبا ذر
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا المسدد بن
علي أنبأنا أبي حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل
حمص من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
غضيف ح (2) والصحيح غضيف (2) أبو (3) الحارث روى عنه ابنه عياض بن غضيف
ومكحول وأزهر بن سعيد الحمصي
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (4)
أبو أسماء ويقال أبو عبيدة غضيف بن الحارث السكوني ويقال الثمالي
ويقال (5) الأزدي ويقال الهمداني ويقال اليماني الشامي (6) أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) القائل أبو بشر الدولابي، (الكنى والأسماء 1 / 106).
(2) كذا بالأصل وت في الموضعين.
(3) كذا بالأصل وت.
(4) رواه الحاكم أبو أحمد النيسابوري في الأسامي والكنى 1 / 386 رقم 326.
(5) زيادة عن الأسامي والكنى.
(6) الزيادة عن الأسامي والكنى.
79

أخبرنا (1) أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت المفضل بن غسان قال
قال لي يحيى بن معين غضيف بن الحارث أبو أسماء الأزدي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال غضيف بن الحارث أبو أسماء مختلف في صحبته
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم
غضيف بن الحارث الكندي وقيل الأزدي وهو ابن زنيم الثمالي عداده في
الحمصيين يكنى أبا أسماء قاله عبد الصمد بن سعيد الحمصي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (2) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (3) حدثني الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو
في حديثه أبو أسماء الثمالي غضيف بن الحارث
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين (4) بن الطيوري أنبأنا الحسين بن
جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا
أنبأنا الوليد بن بكر (5) أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد العجلي حدثني
أبي قال غضيف بن الحارث شامي تابعي ثقة
(6) قرأت على أبي القاسم بن عبدان عن أبي عبد الله بن المبارك (7) الفراء أنبأنا رشأ بن
نظيف أنبأنا محمد بن إبراهيم بن محمد الطرطوسي أنبأنا محمد بن محمد بن داود حدثنا
عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد بن خراش قال غضيف بن الحارث شامي لا بأس به
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله أنبأنا

(1) القائل: أبو أحمد الحاكم النيسابوري، (الأسامي والكنى 1 / 387).
(2) الأصل: الكناني، تصحيف.
(3) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 388.
(4) الأصل: الحسن، تصحيف.
(5) الأصل: بكير، تصحيف، والصواب ما أثبت، والسند معروف.
(6) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص 381 رقم 1342 وعن العجلي في تهذيب الكمال 15 / 19.
(7) اسمه: محمد بن علي بن المبارك الفراء، أبو عبد الله، راجع ترجمة الخضر بن الحسين بن عبد الله، أبو القاسم
ابن عبدان في كتابنا تاريخ مدينة 16 / 434 رقم 1966.
80

أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال قلت لأبي الحسن الدارقطني غضيف بن الحارث
قال ثقة من أهل الشام
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا أبو محمد بن أبي طاهر الصوفي أنبأنا
المسدد بن علي أنبأنا أبي حدثنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي حدثني سليمان
ابن عبد الحميد البهراني (1) حدثني العلاء بن يزيد قال سمعت عيسى بن أبي رزين يقول
سمعت غضيف بن الحارث يعني يقول
لقد كساني أبي ثوبين بأربعة دراهم فلقد رأيتني لمن أكسى أبناء الصحابة ثوبا
أخبرنا أبو محمد المزكي أنبأنا أبو محمد التميمي أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر
أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (2) أخبرني أبو اليمان عن صفوان بن عمرو
أن غضيف بن الحارث كان يتولاهم صلاة الجمعة بحمص إذا غاب خالد بن يزيد أو
مرض ذكره صفوان بن عمرو عن (3) سليم بن عامر
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد (4) قال
قال أبو اليمان عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الكلاعي أن خالد بن يزيد كان
إذا غاب أو مرض أمر غضيف بن الحارث أبو أسماء الثمالي أن يصلي للناس (5) فإذا سمع به
الجند حضروا فهي جمعة ليست بخرساء يسمع أقصى أهل المسجد موعظته يقول أيها
الناس هل تدرون أي رهان هانكم ألا إنها ليست برهان الذهب والفضة ولو كانت ذهبا
وفضة لأحببتم أن لا تعلق بلذاتها (6) رقابكم قال الله عز وجل " كل نفس بما كسبت
رهينة " (7) أنتم أناس سفر من جاءته دوابه ارتحل غير أن الإياب (8) في ذلك إلى الله
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (9) أنبأنا أبو محمد بن أبي

(1) إعجامها مضطرب بالأصل، ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 77.
(2) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 603.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن تاريخ أبي زرعة.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 603.
(5) في ابن سعد: أن يصلي بالناس.
(6) رسمها غير واضح بالأصل وصورته: " بلدانها " والمثبت عن ابن سعد.
(7) سورة المدثر، الآية: 38.
(8) الأصل: الآيات، تصحيف، والمثبت عن ابن سعد.
(9) الأصل: الكناني، تصحيف.
81

نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (1) حدثني الوليد بن عتبة حدثنا الوليد بن مسلم
أخبرني حريز (2) بن عثمان عن حبيب بن عبيد
أن عبد الملك سأل غضيف بن الحارث الثمالي أن يرفع يديه على المنبر فقال أما أنا
فلا أجيبك إليها
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن
جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (3) حدثنا سريج بن النعمان حدثنا بقية عن
أبي بكر بن عبد الله عن حبيب بن عبيد الرحبي عن غضيف بن الحارث الثمالي قال
بعث إلي عبد الملك بن مروان فقال يا أبا أسماء إنا قد جمعنا (4) الناس على أمرين
قال وما هما قال رفع (5) الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر
قال أما إنهما (6) أمثل بدعتكم عندي ولست مجيبك إلى شئ منهما قال لم قال لأن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة) [* * * *] فتمسك بسنة خير من إحداث
بدعة
قال (7) وحدثني أبي حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني المشيخة أنهم حضروا
غضيف بن الحارث الثمالي حين اشتد سوقه فقال هل منكم يقرأ يس قال فقرأها صالح بن
شريح السكوني فلما بلغ أربعين منها قبض قال فكان المشيخة يقولون إذا قرأت عند
الميت خفف عنه بها قال صفوان وقرأها عيسى بن المعمر (8) عند ابن معبد
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا علي بن محمد المصيصي أنبأنا أبو علي بن أبي
نصر أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا محمد بن علي بن زيد حدثنا سعيد بن
منصور حدثنا فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة قال لما حضر غضيف بن الحارث الموت
حضر إخوته فقال

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 603 - 604.
(2) بالأصل: " جرير بن عثمان " تصحيف، والتصويب عن تاريخ أبي زرعة.
(3) رواه أحمد بن حنبل في مسنده 6 / 40 رقم 16967 طبعة دار الفكر.
(4) في المسند: أجمعنا.
(5) الأصل: " نرفع " والمثبت عن المسند.
(6) الأصل: انها، والمثبت عن مسند أحمد.
(7) القائل عبد الله بن أحمد بن حنبل، والحديث في مسند أحمد 6 / 40 رقم 16966.
(8) كذا بالأصل، وفي المسند: عيسى بن المعتمر.
82

هل فيكم من يقرأ سورة يس فقال رجل من القوم نعم فقال إقرأ ورتل وأنصتوا
فقرأ ورتل وأسمع القوم فلما بلغ " فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون " (1)
فخرجت نفسه
قال أسد بن وداعة فمن حضره منكم الموت فشدد عليه الموت فليقرأ عليه يس
فإنه يخفف عليه الموت "
83

ذكر من اسمه (1) غضيفر " (2)
5552 غضيفر (3) بن فارس بن الحسن بن منصور
أبو الوحش بن أبي الهيجاء البلخي النبهاني
حدث عن أبي القاسم السميساطي (4)
وسمع أبا الحسن بن أبي الحديد وأبا (5) عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن
سلوان (6)
سمع منه أبو محمد (7) بن صابر
ذكر أبو محمد بن الأكفاني أن أبا الوحش الغضيفر بن فارس بن الحسن بن منصور
البلخي النبهاني توفي في يوم السبت الحادي عشر من شهر ربيع الأول بدمشق سنة اثنتين
وتسعين وأربعمائة
وهكذا ذكر أبو محمد بن صابر وقال لم يكن الحديث من شأنه وسماعه صحيح
وقبره خارج باب شرقي عند طاحونة دير البقر وكان على قبره قبة استهدمت (8) وبقي بعضها "

(1) زيادة منا.
(2) زيادة عن ت، سقطت من الأصل وفي ت: غظيفر.
(3) كذا بالأصل وفي ت: غظيفر.
(4) السميساطي نسبة إلى سميساط مدينة على شاطئ الفرات من الغرب في طرف بلاد الروم.
وهو علي بن محمد بن يحيى بن محمد السلمي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 71.
(5) بالأصل: " وأنبأنا " تصحيف والتصويب عن ت.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 647.
(7) هو عبد الرحمن بن أحمد بن علي، أبو محمد السلمي الدمشقي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 423.
(8) كذا بالأصل وت.
84

ذكر من اسمه (1) غمر "
5553 غمر بن العباس السكسكي (2)
ولي غزو البحر في زمن أبي جعفر المنصور
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثني عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا محمد بن
عائذ حدثنا الوليد قال
لما أفضى الأمر إلى المنصور عبد الله بن محمد ولى صالح بن علي على الشام فولى
غازية البحر يونس بن الليث العبسي ثم ولى المنصور العباس بن سفيان الخثعمي فوليه حينا
ثم عزله وولى مكانه عامر بن ربيعة السلمي ثم ولى بعده الغمر بن العباس السكسكي ثم
ولى من بعده عبد الله بن الأسود المحاربي
5554 غمر بن يزيد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي (3)
أحد الأجداد الممدحين من بني أمية ولاه أخوه الوليد بن يزيد غزو الصائفة وكانت
داره بدمشق قبلة زقاق العجم

(1) زيادة منا.
(2) ورد في تاريخ الطبري ط بيروت 4 / 555 و 563 الغمر بن العباس الخثعمي، ولي البحر مرتين في أيام المأمون.
(3) ترجمته في نسب قريش للمصعب ص 167 وجمهرة ابن حزم ص 91 وتاريخ
الطبري ط بيروت 4 / 232، 263، 271، 567 وتاريخ خليفة (ت العمري)
ص 362 و 367 و 410 والاكمال لابن ماكولا 7 / 25.
85

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني
قال وأما غمر بالغين فهو الغمر بن يزيد بن عبد الملك
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال
أما غمر بغين معجمة مفتوحة فهو غمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان أخو الوليد بن
يزيد
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا
أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (2)
وفيها يعني سنة خمس وعشرين ومائة غزا الغمر بن يزيد بن عبد الملك الصائفة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا
محمد بن عائذ قال قال الوليد وبويع الوليد بن يزيد يعني في شهر ربيع الآخر سنة خمس
وعشرين ومائة واستعمل على الصائفة أخاه الغمر بن يزيد
قال ابن عائذ وحدثنا الوليد (3) قال فحدثني غير واحد بحديث قد وهمت فيه
أن الغمر بن يزيد شتى في صائفته هذه وأنا أشك (4) في صائفة أخرى بعدها بسنة
وثلاثين ألفا وقتل الوليد بن يزيد (5) على ذلك ولم يكن للناس صائفة بعد ذلك
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن
بكار حدثني محمد بن عبد الرحمن الحكمي قال قال أبو المهاجر معدان مولى آل أبي
الحكم يمدح الغمر بن يزيد بن عبد الملك
إذا عدد الناس المكارم بينهم * فلا يفخرن يوما على الغمر فاخر
فتى لا يرى الدنيا عليه عزيزة * ولم يختصره للعطاء المغافر *

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 25.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 362 (ت. العمري).
(3) يعني الوليد بن مسلم.
(4) كذا رسمها على هامش الأصل، واللفظة غير مقروءة في ت، لسوء التصوير.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه، وبعده كتب: صح.
86

قال وحدثنا الزبير قال وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري حدثنا عبد الله بن
عمران بن أبي فروة قال
كنت أسير مع الغمر بن يزيد فاستنشدني فأنشدته لعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة
ودع لبابة (1) قبل أن تترحلا * واسأل فإن قليله أن تسألا *
الأبيات فأمر غلامه فحملني على بغلة كانت تحته فلما أردت الانصراف أراد الغلام
أن يأخذ مني البغلة فقلت لا أعطيكها (2) هو أشرف من أن يحملني عليها ثم ينزعها مني
فقال لغلامه دعه يا بني ذهبت والله لبابة (1) ببغلة مولاك
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور بن الجواليقي وأبو الحسن سعد الخير بن
محمد قالوا (3) أنبأنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسين محمد بن عبد
الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة أنبأنا أبو القاسم عمر بن محمد (3) بن سيف حدثنا أبو
عبد الله بن العباس اليزيدي املاء حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا الزبير حدثني عبد
الرحمن بن عبد الله الزهري عن عبد الله (4) بن عمران بن أبي فروة قال
سرت مع الغمر بن يزيد بن عبد الملك فأنشدته قول عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة (5)
ودع لبابة (6) قبل أن تترحلا * واسأل فإن قليله (7) أن يسألا
قال ائتمر (8) ما شئت غير مخالف (9) * فيما هويت فإننا لن نعجلا
لسنا نبالي حين نقضي (10) حاجة * من بات أو ظل المطي معقلا (11)

(1) هي لبابة بنت عبد الله بن العباس امرأة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان،
وجاء بالأصل: لبانة، والمثبت عن ديوان ابن
أبي ربيعة والأغاني.
(2) الأصل: لأعطيكها.
(3) ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
(4) بالأصل: عبيد الله، والمثبت عن ت.
(5) الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ط بيروت ص 331 والأغاني 1 / 207.
(6) الأصل: " لبانة " وإعجامها غير واضح في ت، والمثبت عن المصدرين السابقين.
(7) كذا بالأصل وت والديوان، وفي الأغاني: قلاله.
(8) غير واضحة بالأصل، ونميل إلى قراءتها: " انتمى " وهي غير واضحة في ت لسوء التصوير، والمثبت عن الديوان
والأغاني.
(9) كذا بالأصل وت والأغاني، وفي الديوان: منازع.
(10) كذا بالأصل والأغاني، وفي الديوان: تدرك.
(11) عجزه بالأصل: " من مات أوطان المطس الغفلا " والمثبت عن الديوان والأغاني.
87

نجزي أيادي (1) كنت تبذلها لنا * حق علينا واجب أن يفعلا
فامكث لعمرك (2) ليلة وتأنها * فعسى الذي بخلت به أن تبذلا
حتى إذا ما الليل جن ظلامه * ونظرت (3) غفلة كاشح أن يغفلا (4)
واستنكح النوم الذين نخافهم * ورمى الكرى بوابهم فاستبدلا
خرجت تأطر (5) في الثياب كأنها * أيم (6) يسيب على كثيب أهيلا
رحبت لما أقبلت (7) فتهللت * لتحيتي لما رأتني مقبلا
فجلا القناع سحابة مشهورة * غراء تعشى الطرف أن يتأملا
فظللت (8) أرقبها بماء لو عاقل * يرقى به ما اسطاع ألا (9) ينزلا
تدنو فاطمع ثم تمنع بذلها * نفس أبت للجود أن تتحللا
* فحملني على بغلة فلما رجعنا من مركبنا أهوى الغلام ليأخذها فقلت أأعطيكها
وقد حملني عليها فقال دعه يا غلام فقد أودت لبابة ببغلة مولاك وطلب الغلام السرج
فقال الغمر والله لو كان لي غيره لأعطيتكه
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي
أحمد بن إسحاق أنبأنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (10)
قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة
اثنتين وثلاثين ومائة وكان قتله إياه بنهر أبي فطرس "

(1) الديوان: نجزي بأيد.
(2) الأغاني: " لبث معمرك ".
(3) الديوان والأغاني: ورقبت.
(4) الديوان والأغاني: ويمحلا.
(5) الأصل: ناظر، والمثبت عن الديوان والأغاني، وهنا: تتثنى.
(6) الأيم: الحية.
(7) الديوان: سلمت حين لقيتها فتهللت.
وفي الأغاني: وحبت حين رأيتها فتبسمت.
(8) الديوان والأغاني: فلبثت.
(9) الأصل: " أن " والمثبت عن الأغاني والديوان.
(10) تاريخ خليفة بن خياط ص 410 (ت. العمري).
88

ذكر من اسمه غنائم "
5555 غنائم بن أحمد بن الخضر
أبو القاسم الطائي
حدث عن أبي محمد عبيد بن إبراهيم بن كبيبة (1) النجار
كتب عنه نجا بن أحمد
وأنبأنيه أبو محمد بن الأكفاني شفاها عنه أنبأنا الشيخ أبو القاسم غنائم بن أحمد بن
الخضر الطائي أنبأنا عبيد بن إبراهيم المهندس أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن
محمد بن أبي كامل بن إبراهيم بن إسحاق الشاهد (2) قدم علينا دمشق حدثنا خال أبي أبو
الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة حدثنا العباس بن الوليد بن
مزيد العذري أنبأنا أبي حدثنا الأوزاعي أخبرني ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن
عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)
أن أبا بكر الصديق دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تلعبان وتضربان بدفين
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسجى بثوبه فانتهرها أبو بكر فكشف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن وجهه (فقال
دعها يا أبا بكر فإنها أيام عيد) [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو

(1) بالأصل: كتيبة، تصحيف والصواب ما أثبت، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 37 / 401 بأسم عبيد الله بن
إبراهيم بن أحمد بن محمد النجار رقم 4422.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 339.
89

القاسم بن حبابة أنبأنا أبو محمد بن صاعد حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي
حدثنا الأوزاعي حدثنا ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) أن أبا بكر
دخل عليها فذكر مثله إلا أنه لم يقل ويضربان بدفين
5556 غنائم بن أحمد بن عبيد الله
أبو القاسم الخياط
المعروف ببنان (1)
روى عن أبي محمد بن أبي نصر وأبي نصر بن الجبان وأبي علي وأبي الحسين ابني
أبي نصر
وروى عنه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الدهستاني ونجا بن أحمد وغيث بن
علي الخطيب
وحدثنا عنه أبوا (2) الحسن الفقيهان وأبو محمد بن الأكفاني
أخبرنا أبوا الحسن الفقيهان قالا أنبأنا أبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد الله
الخياط المعروف ببنان وغيره قالوا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم
ابن محمد بن أحمد بن أبي ثابت حدثنا يحيى بن أبي طالب أنبأنا علي بن عاصم حدثنا
إسحاق بن سويد عن معاذة عن عائشة قالت
نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن نبيذ الجر
قال علي وأخبرني إسحاق حدثتني هنيدة عن عائشة بمثله
قال ابن عساكر (3) شبك بيدي أبو محمد بن الأكفاني (4) قال شبك بيدي أبو القاسم
غنائم بن أحمد الخياط قال شبك بيدي أبو محمد بن أبي نصر قال شبك بيدي خيثمة بن
سليمان القرشي قال شبك بيدي أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن الشرود قال
شبك بيدي أبي الحسن بن أبي بكر قال شبك بيدي أبي بكر بن الشرود قال شبك بيدي

(1) بنان بالضم ونونين، ضبطت عن تبصير المنتبه 1 / 104 سماه غنائم بن أحمد الدمشقي، روى عن أبي
نصر.
(2) بالأصل: " أبو " تصحيف.
(3) زيادة منا للايضاح.
(4) غير مقروءة بالأصل.
90

إبراهيم بن أبي يحيى قال شبك بيدي صفوان بن سليم قال شبك بيدي أيوب بن خالد
قال شبك بيدي أبو هريرة قال أبو هريرة شبك بيدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) (خلق الله آدم يوم الجمعة والأرض يوم السبت والجبال يوم الأحد والشجر يوم
الاثنين والمكروه يوم الثلاثاء والنور يوم الأربعاء والبحار يوم الخميس) [* * * *]
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
وغنائم بن أحمد الخياط شيخ دمشقي يعرف ببنان حدث عن أبي نصر وغيره (2)
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا الشيخ أبو القاسم غنائم بن أحمد بن عبيد الله
الخياط المعروف ببنان الشيخ الصالح
5557 غنائم بن أحمد بن المسلم بن الخضر
أبو السرايا السلمي
المعروف بابن أبي الوبر
حدث عن رشأ بن نظيف
سمع منه شيخنا أبو الحسن السلمي
أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو السرايا غنائم بن أحمد بن أبي الوبر
وأبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء سنة إحدى وثمانين وأربع مائة أنبأنا
أبو الحسن رشأ بن نظيف سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة أنبأنا أحمد بن محمد بن يوسف
يعرف بابن العلاف ببغداد أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي حدثنا عبد الله بن
محمد بن عبيد حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعو ((اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة الغنى ومن شر فتنة
الفقر) [* * * *]
هذا مختصر من حديث

(1) الاكمال لابن ماكولا 1 / 361 - 362 في باب: بنان.
(2) زيادة عن الاكمال.
91

أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد
الجنزرودي (1) أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلى حدثنا
أحمد بن الحجاج حدثنا حماد هو ابن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقول
(اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن فتنة النار وأعوذ بك من عذاب القبر ومن
فتنة القبر وأعوذ بك من المسيح الدجال ومن الكسل والهرم والمأثم والمغرم ومن شر
فتنة الغنى والفقر اللهم اغسلني من الخطايا بماء الثلج والبرد اللهم باعد بيني وبين خطاياي
كما باعدت بين المشرق والمغرب) [* * * *]
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر توفي شيخنا أبو السرايا غنائم بن أبي الوبر رحمه الله
يوم الأحد الحادي والعشرين من شهر رمضان من سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة سمع
الحديث كثيرا من الشيخ أبي الحسن رشأ بن نظيف وأبي القاسم السميساطي وأبي موسى
عيسى القابسي وغيرهم لم يكن الحديث من شأنه كان شيخا دينا كثير الصلاة بالليل
والنهار ضرير البصر حدثنا بجزء واحد من كتاب إصلاح المآل لابن أبي الدنيا وجدنا
عليه سماعه من رشأ بلغني أن مولده في سنة إحدى وأربعمائة "

(1) الأصل: الخزرودي، تصحيف.
92

ذكر من اسمه غوث "
5558 غوث بن أحمد بن حيان (1)
أبو عمرو الطائي العكاوي (2)
حدث بصيدا عن إبراهيم بن معاوية القيسراني
روى عنه أبو الحسين بن جميع (3)
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنبأنا
أبو نصر بن طلاب أنبأنا أبو الحسين بن جميع حدثنا غوث بن أحمد وهو ابن حسان أبو
عمرو الطائي العكاوي بصيدا أنبأنا إبراهيم بن معاوية العرناني (4) حدثنا سفيان عن أبي
هارون قال
كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال مرحبا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لنا (الناس لكم
تبع وسيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يتفقهون فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا) [* * * *]

(1) كذا بالأصل والأنساب (العكاوي)، وفي ت والمختصر: حبان.
(2) ترجمته في الأنساب (العكاوي).
والعكاوي بفتح العين المهملة، والكاف المشددة نسبة إلى عكا، وهي مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر
الروم.
(3) هو محمد بن أحمد بن جميع الغساني، أبو الحسين، وقد كتب عنه بصيدا كما يفهم من عبارة الأنساب.
(4) كذا رسمها بالأصل، ومر أول الترجمة: " القيسراني " وفي المختصر: حدث عن إبراهيم بن معاوية القيسراني عن
سفيان.... وذكر الحديث.
93

5559 غوث بن سليمان بن زياد
ابن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة
ويقال عبيدة بن جذيمة بن عمرو بن زيد بن مالك
ابن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر
ابن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت
أبو يحيى الحضرمي الصوراني (1) المصري (2)
قاضي مصر
حدث عن أبيه
روى عنه عبد الله بن وهب والواقدي وزياد بن يونس وأبو صالح عبد الغفار بن
داود الحراني وأبو الوليد الطيالسي وعبد الله بن المبارك ويحيى بن عبد الله بن بكير
وقدم دمشق أو أعمالها مع صالح بن علي غازيا (3)
قرأت على أم البهاء فاطمة بنت محمد عن أبي طاهر بن محمود وأبي العباس أحمد بن
محمد بن (4) قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو العباس بن قتيبة حدثنا
حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني غوث بن سليمان الحضرمي عن أبيه عن عبد الله
بن الحارث بن الجزء الزبيدي قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (لا يبول أحدكم وهو مستقبل القبلة) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر (5) حدثنا يعقوب بن سفيان (6) حدثني أبو الوليد هشام

(1) بدون إعجام بالأصل، وهذه النسبة إلى صوران، قرية باليمن للحضارمة (الأنساب) ضبطها السمعاني بضم الصاد،
وفي معجم البلدان بالفتح.
(2) ترجمته في الأنساب (الصوراني)، واللباب (الصوراني) ومعجم البلدان (الصوران)، وولاة مصر للكندي ص 126
وفتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم (الفهارس)، والمعرفة والتاريخ 1 / 156 و 2 / 496 والتاريخ الكبير للبخاري
7 / 111 والجرح والتعديل 7 / 57.
(3) ولاة مصر للكندي ص 126.
(4) كلمة مكانها مطموس، ولم يظهر منها إلا حرف " م ".
(5) الكلمة مطموسة بالأصل، والمثبت قياسا إلى سند مماثل.
(6) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 496 ومن طريق عبد الله بن الحارث بن جزء في فتوح
مصر لابن عبد الحكم ص 299.
94

بن عبد الملك حدثنا غوث بن سليمان بن زياد حدثني سليمان بن زياد قال
دخلنا على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي في يوم جمعة فدعا بطست فقال
لجاريته استري بيني وبين القوم فبال فيها وتوضأ ثم قال إني لم أجد منتحى إلا منتحى
إلى القبلة وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول (لا يبولن أحدكم وهو مستقبل القبلة) [* * * *]
أنبأنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل
الحرفي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس أنبأنا أبو عمر محمد بن يوسف
حدثني يحيى بن أبي معاوية حدثني خلف يعني ابن ربيعة عن أبيه
أن صالح بن علي لما خرج إلى الشام أخرج بغوث بن سليمان فصحبه غوث إلى
فلسطين وكان خروجه في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين (1) ومائة وعاد غوث إلى الفسطاط
في النصف من جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين ولم يكن استخلف في هذه السفرة على
القضاء أحدا فعاد غوث إلى القضاء فوليها إلى سنة أربعين ومائة وإن صالح بن علي ولي
الصائفة فأخرج غوثا معه إلى الصائفة فاستخلف غوث يزيد بن عبد الله بن بلال الحضرمي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني زاد
الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو الحسين
الأهوازي أنبأنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال (2)
في الطبقة الرابعة من تابعي أهل مصر غوث بن سليمان الحضرمي مات زمن
المهدي
أخبرنا أبو البركات أنبأنا أبو طاهر أنبأنا يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر المهندس
حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال في تسمية محدثي
أهل مصر غوث بن سليمان الحضرمي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية
أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم

(1) بالأصل: وثمانين، ثم شطبت بخط أفقي، ووضعت علامة تحويل إلى الهامش، واللفظة " وثلاثين " استدركت عن
هامش الأصل وبعدها صح.
(2) رواه خليفة بن خياط في الطبقات ص 544 رقم 2803.
95

ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن
يوة أنبأنا أبو الحسين اللنباني حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا
قالا حدثنا محمد بن سعد (1) قال في الطبقة الخامسة من أهل مصر غوث بن سليمان
الحضرمي مات في زمن المهدي وقال ابن الفهم توفي في خلافة المهدي
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد
ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (2) غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي البصري قال أبو الوليد هشام حدثنا غوث عن أبيه
سمع عبد الله بن الحارث بن جزء قال نهى النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يبال مستقبل القبلة
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو علي
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (3) قال غوث بن سليمان الحضرمي قاضي مصر روى عن أبيه روى عنه ابن المبارك وعبد
الله بن وهب ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبو الوليد الطيالسي سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبد الله وأبو
الحسين المبارك بن عبد الجبار قالا أنبأنا أبو الفرج الطناجيري حدثنا محمد بن إبراهيم بن
السري حدثنا عبد الملك بن بدر بن الهيثم حدثنا أحمد بن هارون بن روح قال
في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة غوث بن سليمان روى عنه ابن وهب
مصري وللمصريين شيخ آخر اسمه غوث بن سليمان الطحان وهو متأخر يروي عن عبد
الله بن صالح أبي صالح كاتب الليث وهو مولى لبني سهم ويكنى أبا سهل ذكره ابن
يونس أيضا وغوث بن جابر بن غيلان بن منبه اليماني الصنعاني يروي عن عقيل بن معقل بن

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 517.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 111.
(3) رواه ابن أبي حاتم الجرح والتعديل 7 / 57.
96

منبه روى عنه ابن حنبل وابن المديني
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
ح وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو الفضل الباطرقاني أنبأنا أبو عبد
الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال
غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة
الحضرمي ثم الصوراني يكنى أبا يحيى قاضي مصر ولي القضاء بها ثلاث مرات في أيام
المنصور والمهدي
قرأت على بلاطة قبره توفي جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة قال يحيى بن
بكير ولد غوث بن سليمان سنة أربع وتسعين روى عنه ابن وهب وزياد بن يونس
ومحمد بن عمر الواقدي وعبد الغفار بن داود الحراني وآخر من حدث عنه بالعراق أبو
الوليد الطيالسي
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن زنجويه أنبأنا
أبو أحمد العسكري قال
ومما يصحف بعوف غوث ين سليمان بن زياد الحضرمي قاضي مصر روى عن
أبيه روى عنه ابن المبارك وابن وهب ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبو الوليد الغين
المعجمة والثاء منقوطة بثلاث
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب قال
أبو يحيى غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعه بن عمرو بن عبيدة بن
جذيمة الحضرمي قاضي مصر ولى القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور والمهدي
وحدث عن أبيه عن عبد الله بن الحارث بن جزء صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه عبد الله بن
وهب ومحمد بن عمر الواقدي ويحيى بن بكير وعبد الغفار بن داود الحراني وأبو داود
الطيالسي
وذكر أبو سعيد بن يونس أنه ولد في سنة أربع وتسعين ومات في سنة ثمان وستين
ومائة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 30.
97

أما غوث بغين معجمة وآخره ثاء معجمة بثلاث فهو غوث بن سليمان بن زياد بن ربيعة
ابن نعيم أبو يحيى الحضرمي المصري ولي القضاء بها ثلاث مرات في أيام المنصور
والمهدي وحدث عن أبيه روى عنه ابن وهب والواقدي وعبد الغفار بن داود الحراني
وأبو الوليد الطيالسي
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
يقول
شيخ مصري يقال له غوث سمع منه أبو الوليد الطيالسي بمكة وقد روى عنه أيضا
ابن بكير المصري
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان (1) حدثني أبو الوليد حدثنا غوث
ابن سليمان بن زياد مصري سمع منه بمكة ولا بأس به
أنبأنا أبو الحسين (2) القاضي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا أبو القاسم العبدي
أنبأنا حمد إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3)
سألته يعني أباه عنه فقال هو مصري صحيح الحديث لا بأس به
أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
ح وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أحمد بن الفضل بن محمد أنبأنا
محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال
وذكر فتيان بن أبي السمح أنه اتهم برأي الإباضية وقال فتيان حدثني ربيعة التفوسي
قال أنا حملت كتاب أبي الخطاب الإباضي من إفريقية إلى غوث بن سليمان وحملت كتاب
غوث إلى أبي الخطاب

(1) لم أعثر على الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع.
(2) بالأصل: الحسن، تصحيف، والسند معروف.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 57.
98

وقال ابن يونس وذكر أحمد بن يحيى بن وزير عن سعيد بن عفير
أن علي بن محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن لما قدم إلى مصر هاربا من المنصور طلبه المنصور
بمصر فاتهم به غوث بن سليمان أن يكون غيبه عنده فورد كتاب المنصور
على يزيد بن حاتم أمير مصر يأمره فيه بحبس غوث فحبسه
أنبأنا أبو محمد بن حمزة عن أبي القاسم خلف بن أحمد بن الفضل أنبأنا أبو (1)
محمد عبد الرحمن بن عمر أنبأنا أبو (2) عمر محمد بن يوسف حدثني ابن قديد عن عبيد
الله يعني ابن سعيد بن عفير عن أبيه عن عبد الصمد بن حمزة بن زياد وكان حمزة بن
زياد كاتبا لغوث أن غوثا لما حبس كتب مع حمزة بن زياد إلى صالح بن علي فكتب فيه
صالح إلى أبي جعفر المنصور يستوهبه إياه فوهبه له وكتب له سجلا له منشورا برده حيث
لقي فلقي وقد جاوز حلب فأبى أن يرجع ومضى حتى قدم العراق وأبو جعفر حاج ثم
قدم أبو جعفر فاعتذر إليه فعذره ورده إلى مصر
قال وأنبأنا أبو عمر قال ثم ولي القضاء بها يعني بمصر أبو يحيى غوث بن
سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيده بن جذيمة بن عمرو بن زيد بن
مالك بن زيد بن الحارث بن عمرو بن حجر بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت
من قبل الأمير أبي عون يوم الأحد للنصف من شهر رمضان سنة خمس وثلاثين ومائة حدثني
بذلك يحيى عن خلف عن أبيه عن جده
قال وحدثني قيس بن حملة الغافقي حدثني ياسين حدثني فضالة بن المفضل عن
أبيه قال
لم يكن غوث بن سليمان بالفقيه لكنه كان أعلم الناس بمعاني القضاء وسياسته وكان
أمره من أحسن شئ وكان هيوبا
قال أبو عمر فوليها غوث إلى خروجه إلى الصائفة خمس سنين أخبرني بذلك يحيى
عن خلف عن أبيه وكان خروجه في جمادى الآخرة سنة أربعين ثم ولي القضاء بها يزيد بن
عبد الله بن عبد الرحمن بن بلال خليفة لغوث على القضاء ثم عاد غوث بن سليمان إلى

(1) لفظة " أبو " كتبت تحت الكلام بين السطرين في الأصل.
(2) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
99

القضاء بعد موت ابن بلال فوليها غوث إلى أن صرف عنها هو وخليفته ابن بلال تسع سنين
وكان صرفه في شهر رمضان سنة أربع وأربعين قال ثم ولي القضاء بها غوث بن سليمان
ولايته الثالثة عليها من قبل المهدي ورد الكتاب بولايته في جمادى الأولى سنة سبع وستين
ومائة حدثني بذلك يحيى بن خلف عن أبيه وقال أقام غوث بن سليمان بمصر ثلاثا
وعشرين سنة منذ صرف عن القضاء سنة أربع وأربعين ومائة ووليها غوث إلى أن توفي بها
وهو على قضائها في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة ووليها سنة واحدة صلى عليه
الأمير موسى بن مصعب الخثعمي
قال وحدثنا أبو عمر حدثني ابن قديد حدثنا عبيد الله بن سعيد عن أبيه حدثني
عمرو بن بحري الشيباني
أن صالح بن علي لما نزل دابق وحشد الناس للصائفة جعل على كل جند قاضيا
فشكوا تطويل القضاة فذكر ذلك للمصريين فقال له عمرو بن الحارث اجمعهم على غوث
ابن سليمان فإنه يستضلع بهم ففعل قال عمرو بن الحارث فكنا نمر به والناس يترادفون
عليه فيقول انزلوا نتحدث فنقول أنى لنا بالحديث وعليك من نرى فيقول انزلوا ناحية
فما سسب (1) أن يتفرج (2) الناس عنه ويخلو فنتحدث
أنبأنا أبو محمد حمزه بن العباس وأبو الفضل بن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني
عنهما قالا أنبأنا أحمد بن الفضل أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس
حدثنا علي بن الحسن بن قديد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم (3) حدثنا
حماد بن المسور أبو رجاء قال
قدمت امرأة من الريف في محفة (4) وغوث قاضي مصر إذ ذاك فوافت غوث بن
سليمان عند السراجين رائحا إلى المسجد فشكت إليه أمرها وأخبرته بحاجتها فنزل عن
دابته في بعض حوانيت السراجين ولم يبلغ المسجد فكتب لها بحاجتها وركب إلى
المسجد فانصرفت المرأة وهي تقول أصابت والله أمك حين سمتك غوثا أنت والله غوث
عند اسمك

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) كذا بالأصل.
(3) الخبر في فتوح مصر لابن عبد الحكم ص 244.
(4) المحفة: بالكسر، مركب للنساء كالهودج إلا أنها لا تقبب (القاموس).
100

قال وحدثنا أبو سعيد حدثني عاصم بن مراوح (1) حدثنا ياسين بن عبد الأحد قال
سمعت أبي يقول سمعت غوث بن سليمان يقول
بعث إلي أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور فحملت إليه فقال لي يا غوث إن
صاحبتكم الحميرية خاصمتني إليك في شروطها قلت أفيرضى أمير المؤمنين أن يحكمني
عليه قال نعم قلت فالحكم له شروط فيحملها أمير المؤمنين قال نعم قلت
يأمرها أمير المؤمنين فتوكل وكيلا وتشهد على وكالته خادمين حرين يعدلهما أمير المؤمنين
على نفسه ففعل فوكلت خادما وبعثت معه بكتاب صداقها وشهد الخادمان على توكليها
فقلت له تمت الوكالة فإن رأى أمير المؤمنين أن يساوي الخصم في مجلسه فليفعل فانحط
عن فرشه وجلس مع الخصم ودفع إلي الوكيل كتاب الصداق فقرأته عليه فقلت أيقرأ أمير
المؤمنين بما فيه قال نعم قلت أرى في الكتاب شروطا مؤكدة بها تم النكاح بينكما
أرأيت يا أمير المؤمنين لو أنك خطبت إليها ولم تشترط لها هذا الشرط كانت تزوجك قال
لا قلت فبهذا الشرط تم النكاح وأنت أحق من وفى لها بشرطها قال قد علمت إذ
أجلستني هذا المجلس أنك ستحكم علي قلت أعظم جائزتي وأطلق سبيلي يا أمير
المؤمنين قال بل جائزتك على من قضيت له وأمر لي بجائزة وخلعة وأمرني أن أحكم بين
أهل الكوفة فقلت يا أمير المؤمنين ليس البلد بلدي ولا معرفة لي بأهله قال لا بد من
ذلك قلت يا أمير المؤمنين فأنا أحكم بينهم فإذا أنا ناديت من له حاجة بخصومة ولم
يأت أحد فائذن لي بالرجوع إلى بلدي قال نعم قال غوث فجلست فحكمت بينهم ثم
انقطع الخصوم فناديت بالخصوم فلم يأت أحد فرحلت من وقتي إلى مصر
أنبأنا أبو محمد بن حمزة عن أبي القاسم الحرفي أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا
أبو عمر والكندي حدثني يحيى بن أبي معاوية حدثني خلف يعني ابن ربيعة حدثني زياد
ابن يونس قال
سمعت غوث بن سليمان يقول قال لي أبو جعفر أقم ههنا فقلت البلد ليس بلدي وليس
لي معرفة بأهله فإن رأيت أن تعفيني فأعفاني
أخبرني أبو البركات بن المبارك أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن

(1) كذا رسمها بالأصل.
101

بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا هاشم بن
محمد حدثنا الهيثم بن عدي قال ومات غوث بن سليمان الحضرمي زمن المهدي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب قال (1) سمعت يحيى بن بكير المخزومي يقول توفي
غوث بن سليمان بن زياد الحضرمي سنة ثمان وستين ومائة "

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 156.
102

ذكر من اسمه (1) غياث "
5560 غياث بن جميل
أبو الخضر المقبري
حكى عنه علي الحنائي
قرأت بخط أبي (2) الحسن علي بن محمد الحنائي أخبرني أبو الخضر غياث بن جميل
المقبري قال
حفرت في مقابر باب توما وأنا صبي وكان من أبناء ثمانين سنة أو دونها قال فلما
وصلت إلى اللحد رأيت مثل النطع فكشفت فإذا فخد عظيمة فهالني ما رأيت وكنت أحفر
بين يدي شيخ مقبري مسن وكان أطروشا (3) فقلت له ما هذا وأوقفته على الحال
فقال يا بني هذا من الصحابة ممن كان مع خالد بن الوليد لأن كان لباسهم الفراء وكان
الحفر من نحو القبلة من المقابر عند السور في باب توما

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) بالأصل: " أبو " والمثبت عن ت.
(3) بالأصل وت: أطروش.
103

5561 غياث بن غوث
ويقال بن غويث بن الصلت بن طارقه بن سيحان
ابن عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم
ابن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب
ويقال ابن غوث بن سلمة بن طارقة
أبو مالك التغلبي النصراني
المعروف بالأخطل الشاعر (1)
قدم دمشق غير مرة على غير واحد من الخلفاء
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب
أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن
سلم أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام قال
الأخطل وهو غياث بن الصلت بن طارقة بن السيحان بن عمرو بن فدوكس بن عمرو
ابن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب خطلة قول كعب بن جعيل
له إنك لأخطل (2) يا غلام
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر
أنبأنا أحمد بن محمد بن زنجويه أنبأنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال والأخطل الشاعر
اسمه غياث بن غوث (3) ويكنى أبا مالك
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال كتب إلي أبو جعفر محمد بن أحمد
ابن الحسن أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى إجازة قال
الأخطل التغلبي اسمه اياس (4) غياث بن غوث ويقال غياث بن غويث بن الصلت

(1) انظر أخباره في: الأغاني 8 / 280 (مصورة دار الكتب) الشعر والشعراء ص 301 خزانة الأدب 1 / 459 (ت.
هارون)، طبقات الشعراء للجمحي ص 157، سير أعلام النبلاء 4 / 589 شعراء النصرانية 2 / 170 ديوانه ط
بيروت.
(2) راجع الأغاني 8 / 280 - 281. والأخطل: السفيه.
(3) في الأصل تقرأ: عوف.
(4) كذا بالأصل: " اسمه إياس غياث " وليس له ترجمة في معجم الشعراء للمرزباني، وفي المؤتلف والمختلف
للآمدي ص 21: الأخطل التغلبي واسمه غياث بن غوث....
104

ابن طارقة بن عمرو بن السيحان بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب
ابن عمرو بن غنم بن تغلب
وقال الجاحظ الأخطل اسمه غوث بن مغيث وتفرد الجاحظ بهذا القول والأول هو
الصحيح
وسمي الأخطل ببيت قاله ويقال خطلة قول كعب بن جعيل التغلبي له إنك لأخطل يا
غلام وقيل سمي بخطل لسانه وقيل بطول أذنيه ويكنى أبا مالك ويلقب دوبل بن
حمار ويعرف بذي الصليب وكان نصرانيا
وكان مقدما عند خلفاء بني أمية وولاتهم وعمالهم لمدحه لهم وانقطاعه إليهم مدح
يزيد بن معاوية في أيام أبيه وهجا الأنصار بسببه وعمر عمرا طويلا
وكان أبو عمرو بن العلاء ويونس النحوي يقدمانه على جرير والفرزدق في الشعر
واحتج له يونس في ذلك بجماعة من علماء أهل البصرة وكان حماد الراوية يقدمه أيضا
عليهما
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني
قال
وأما سيجان بالياء يعني والجيم فقال ابن الكلبي في نسب الأخطل الشاعر النصراني
هو الأخطل اسمه غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن السيجان سمي ب (1) الأخطل لأنه
تعرض لكعب بن جعيل الشاعر فأقبل عليه فقال أبو الأخطل لكعب بن جعيل إنه غلام
خطل فسمي لذلك الأخطل
كذا قال الأول بالحاء والثاني بالجيم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن هبة الله قال (2)
غياث بن غوث بن الصلت بن طارق بن عمرو بن سيحان بن قدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن
غنم بن تغلب الأخطل الشاعر النصراني
مشهور كذلك ذكره ابن سلام الجمحي وابن الكلبي في الجمهرة فقالا (3) سيحان غير

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) الاكمال لابن ماكولا 6 / 132 و 133.
(3) الأصل: " فقال " وفي الاكمال: وقالا.
105

أن ابن سلام قال في الطبقات قال (1) سيحان بن عمرو بن فدوكس (2) بن عمرو والله
أعلم بالصواب
كذا ذكره في باب عتاب وغياث وما معهما
وقال في باب سبحان وسيحان (3) وما معهما وأما سيجان مثل الذي قبله سواء يعني
سيجان بالنون إلا أنه بياء معجمة باثنتين من تحتها فهو سيجان بن فدوكس بن عمرو بن مالك
ابن جشم والله أعلم
ذكر أبو الحسين أحمد بن فارس أن الدوبل حمار صغير مجتمع الخلق (4) وبه لقب
الأخطل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد
الوهاب أنبأنا علي بن عبد العزيز الظاهري قال قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد بن
سلم أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام (5) حدثني محمد بن عائشة قال قال
إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل
خرجت مع أبي إلى الشام فخرجت إلى دمشق أنظر إلى بنائها فإذا كنيسة وإذا
الأخطل ناحيتها فلما رآني أنكرني فسأل عني فأخبر فقال يا فتى إن لك موضعا وشرفا
وإن الأسقف قد حبسني وأنا أحب أن تأتيه وتكلمه في إطلاقي قال فقلت نعم فانتهيت
إلى الأسقف فانتسبت له وكلمته وطلبت إليه في تخليته فقال مهلا أعيذك بالله أن تكلم في
مثل هذا فإن لك موضعا وشرفا وهذا ظالم يشتم أعراض الناس ويهجوهم فلم أزل به حتى
قام معي فدخل عليه الكنيسة فجعل يوعده ويرفع عليه العصا والأخطل يتضرع إليه وهو
يقول له أتعود أتعود فيقول لا قال إسحاق فقلت له يا أبا مالك تهابك الملوك
وتكرمك الخلفاء وذكرك في الناس وعظم أمره فقال إنه الدين إنه الدين
وحدثنا ابن سلام حدثني أبو الغراف قال أنشد الأخطل قصيدته التي يقول فيها (6)

(1) زيادة لازمة عن الاكمال.
(2) الأصل: فدوس، والمثبت عن الاكمال.
(3) الاكمال لابن ماكولا 4 / 381 و 382.
(4) راجع معجم مقاييس اللغة: " دبل " طبعة دار الفكر.
(5) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 156.
(6) البيت في ديوان الأخطل ط بيروت 257 من قصيدة طويلة يمدح عكرمة الفياض، والأغاني 8 / 310 وطبقات
الشعراء للجمحي ص 157.
106

* وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال
*
فقال له هشام بن عبد الملك هنيئا لك يا أبا مالك الإسلام (1) أو قال أسلمت قال
ما زلت مسلما يقول في ديني وقال لعبد الملك
* شمس العداوة حتى يستقاد لهم * وأعظم الناس أحلاما إذا قدروا (2) *
مثل الناس بينه وبين بيت جرير
* ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح (3) *
وقال الأخطل فيها (4)
* حشد على الحق عن قول الخنا (5) خرس * وإن ألمت بهم مكروهة صبروا
بني أمية إني ناصح لكم * فلا يبيتن فيكم آمنا زفر
فإن مشهده كفر وغائلة (6) وما تغيب من أخلاقه دعر
إن العداوة تلقاها وإن قدمت * كالعر تكمن أحيانا وتنتشر
بني أمية قد ناضلت دونكم * أبناء قوم هم آووا وهم نصروا
أفحمت عنكم بني النجار قد علمت * عليا معد وكانوا طال ما هدروا *
يعني هجاه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت *
وقيس عيلان حتى أقبلوا رقصا * فما بغوك (7) جهارا بعدما كفروا
ضجوا من الحرب إذ عضت (8) غواربهم * وقيس عيلان من أخلاقها الضجر *
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو يعلى بن الفراء أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن

(1) الأصل: سلام، والتصويب عن طبقات الشعراء والأغاني.
(2) البيت في ديوانه ط بيروت ص 106 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان وطبقات الشعراء لابنسلام الجمحي
ص 157.
(3) البيت في ديوان جرير ط بيروت ص 74 من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان، وطبقات الشعراء لابن سلام ص
157.
(4) ديوانه ص 105 وما بعدها، وطبقات ابن سلام ص 157.
(5) الديوان: عيافو الخنى أنف.
(6) صدره في الديوان: واتخذوه عدوا إن شاهده.
(7) في الديوان وابن سلام: فبايعوك.
(8) الأصل: غضت، والتصويب عن الديوان وابن سلام.
وغواربهم مفردها غارب، وهو أعلى الكتف.
107

سعيد بن إسماعيل حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر حدثنا محمد بن عجلان
قال قال ابن الأعرابي قال الكلابي
قال عبد الملك بن مروان للأخطل من أشعر الناس قال أنا ثم المغدف القناع
القبيح السماع الضيق الذراع يعني القطامي
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين حدثن
أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو العيناء حدثنا الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء
قال
قلت لجرير أخبرني ما عندكم من الشعراء قال أما أنا فمدينة الشعر والفرزدق يروم
مني ما لا ينال وابن النصرانية أرمانا للفرائض وأمدحنا للملوك وأقلنا اجتزاء بالقليل
وأوصفنا للخمر والحمر قال أبو عمرو والحمر النساء البيض والحمرة عند العرب
البياض فقلت ذو الرمة قال ليس بشئ أبعار ظباء ونقط عروس
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب
أنبأنا أبو الحسن بن الطاهري قال قرئ علي أبي بكر الختلي أنبأنا أبو خليفة الجمحي (1)
حدثنا أبو عبد الله الجمحي قال وسمعت سلمة بن عياش قال
تذاكرنا جريرا والفرزدق والأخطل فقال قائل من مثل الأخطل إن في كل بيت له
بيتين يقول (2)
* ولقد علمت إذا الرياح (3) تروحت * هدج الرئال تكبهن شمالا
أنا نعجل بالعبيط لضيفنا * قبل العيال ونقتل (4) الأبطالا *
قال يقول لو شاء لقال
ولقد علمت إذا الرياح * تروحت هدج الرئال
أنا نعجل بالعبيط * لضيفنا قبل العيال *
وكان هذا شعرا وكان علي غير ذلك الوزن

(1) من طريقه الخبر والشعر في الأغاني 8 / 284.
(2) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 246.
(3) الديوان والأغاني: العشار.
(4) الأغاني: ونضرب.
108

أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين
أنبأنا ابن زكريا (1) حدثنا عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي حدثنا أبو العباس أحمد بن
يحيى حدثنا ابن الأعرابي قال قيل لجرير أيما أشعر أنت في قولك (2)
* حي الغداة برامة الأطلالا * رسما تحمل أهله فأحالا *
أم الأخطل في جوابها (3) * كذبتك عينك أم رأيت بواسط * غلس الظلام من الرباب خيالا
قال هو أشعر مني إلا أني قد قلت في قصيدتي بيتا لو أن الأفاعي نهشتهم في أستاههم ما
حكوها حيث أقول (4)
* والتغلبي إذا تنحنح للقرى * حك أسته وتمثل الأمثالا *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا علي بن عبد العزيز
قال قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا الفضل بن الحباب (5) حدثنا محمد بن
سلام قال سألت بشارا العقيلي عن الثلاثة فقال لم يكن الأخطل مثلهما ولكن ربيعة
تعصبت له وأفرطت فيه
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبو
حامد بن جبلة حدثنا أبو عبد الله القاضي حدثنا عمر بن شبة حدثنا الأصمعي قال
اجتمع الشعبي والأخطل عند عبد الملك فلما خرجا قال الأخطل للشعبي يا شعبي
ارفق بي فإنك تغرف من آنية شتى وأنا أغرف من إناء واحد
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي الحسن بن مخلد أنبأنا علي بن محمد بن
خزفة
ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد قراءة
قالا أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا سليمان بن أبي

(1) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 107 - 108.
(2) البيت في ديوان جرير ط بيروت ص 338 من قصيدة يهجو الأخطل والجليس الصالح 3 / 107.
(3) البيت في ديوان الأخطل ط بيروت ص 245 من قصيدة يهجو جرير والجليس الصالح 3 / 107.
(4) ديوان جرير ص 339 والجليس الصالح الكافي 3 / 108.
(5) رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص 122.
109

شيخ حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن السري بن إسماعيل عن الشعبي قال
كان الأخطل ينشد عبد الملك شعره فأنشده عروضة (1) من أشعار العرب فغممته ولا
أشعر فجلس لي يوما على باب عبد الملك فلما مررت قام إلي فقال يا هذا إني آخذ من
وعاء واحد وإنك تأخذ من أوعية شتى قال فكففت
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نعيم
النسوي أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا عمي أبو علي محمد بن القاسم بن معروف قال
فحدثني علي بن بكر حدثنا محمود بن محمد حدثنا عبيد الله حدثنا محمد بن حسان
حدثنا هشام بن الكلبي عن أبيه قال
كتب عبد الملك إلى الحجاج إنه لم يبق علي لذة من لذات الدنيا إلا
وقد بلغتها إلا محادثة الرجال فوجه إلي بعامر الشعبي مكرما فأمره الحجاج بالتجهز ثم خرج قال
فقدمت على أمير المؤمنين فوافيت بابه فلقيت حرسيا فقلت استأذن لي على أمير
المؤمنين قال الحرسي من تكون (2) يرحمك الله قلت عامر الشعبي فدخل وما أبطأ
حتى خرج فقال ادخل فدخلت فإذا عبد الملك في صحن الدار على كرسي في يده
خيزرانة وبين يديه شيخ جالس لا أعرفه فسلمت فرد علي وقال كيف حالك يا شعبي
قلت بخير يا أمير المؤمنين ما زلت صالحا ثم أومى إلي فجلست بين يديه ثم أقبل على
الشيخ فقال ويحك من أشعر الناس قال الذي بينك وبين الحائط قال الشعبي فأظلم
علي ما بين السماء (3) والأرض فقلت من هذا يا أمير المؤمنين أشعر منه شاب كان عندنا
قصير الباع يقول (4)
* قد يدرك المتأني بعض حاجته * وقد يكون مع المستعجل الزلل
والناس من يلق خيرا قائلون له * ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل *
فقال عبد الملك أحسن والله من يقوله قلت القطامي قال لله أبوه وإذا الشيخ
الأخطل قال يا شعبي إن لك فنونا تفتن فيها وإنما لي فن واحد وهو هذا الشعر فإن
رأيت أن لا تعرض علي فيه ولا تكلفني أن أحمل قومك على كاهل فاجعلهم غرضا للعرب

(1) كذا بالأصل.
(2) بالأصل: تكن.
(3) " بين السماء " اللفظتان طمستا بالأصل، وغير مقروءتين في ت لسوء التصوير، والمثبت عن المختصر.
110

فافعل قال الشعبي فقلت لا أعود لك في مساءة ثم أقبل عليه عبد الملك فقال ويلك
من أشعر الناس فقال قد أعلمتك مرة فوالله ما صبرت أن قلت أشعر منه يا أمير المؤمنين
الذي قدمه عمر خرج عمر يوما على أسد وغطفان فقال من الذي يقول
* أتيتك عاريا خلقا ثيابي * على خوف تظن بي الظنون * (1)
قالوا النابغة قال عمر هذا أشعر الشعراء فلما كان الغد خرج فقال من الذي
يقول (2) * ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب *
فقالوا النابغة فقال هذا والله أشعر الشعراء فغضب الأخطل فقال يا شعبي ما
أسرع ما رجعت فقلت ما أعود لك في مساءة ثم أقبل عليه فقال من اشعر النساء قال
ليلى الأخيلية فما صبرت أن قلت أشعر النساء والله من قدمها عمر قال ومن هي قلت
خنساء قال عمر من الذي تقول (3)
* وقائلة والنفس تقدم خطوها * لتدركه يا لهف نفسي على عمرو (4)
* ألا ثكلت أم الذين عدوا به * إلى القبر ماذا يحملون إلى القبر *
فقالوا هذه خنساء فقال عمر هذه أشعر النساء فقال عبد الملك صدق أمير
المؤمنين
قال وحدثنا علي بن بكر عن ابن خليل قال ابن عبيدة (5)
دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان فاستنشده (6) فقال قد يبس حلقي فمن
يسقيني قال أسقوه ماء قال شراب الحمار هو عندنا كثير قال فاسقوه لبنا قال عن
اللبن فطمت قال فاسقوه عسلا قال شراب المريض وأنا صحيح قال فتريد ماذا قال
خمرا يا أمير المؤمنين قال وعهدتني أسقي الخمر لا أم لك لولا حرمتك بنا لفعلت بك
وفعلت فخرج فلقي فراشا كان لعبد الملك قال ويلك إن أمير المؤمنين استنشدني وقد

(1) البيت للنابغة الذبياني، ديوانه صنعة ابن السكيت - طبعة دار الفكر ص 264 وفي الديوان: فجئتك.
(2) البيت للنابغة، ديوانه صنعة ابن السكيت - طبعة دار الفكر ص 78 وفي الديوان: فلست.
(3) البيتان للخنساء - ديوانها ط بيروت ص 52.
(4) في الديوان: على صخر.
(5) الخبر في الأغاني 8 / 294.
(6) بالأصل: " فاستنشد "، والمثبت عن الأغاني.
111

صحل (1) صوتي فاسقني شربة خمر فسقاه رطلا فقال أعدله بآخر فسقاه آخر فقال
تركتهما يعتركان في بطني اسقني ثالثا فسقاه ثالثا فقال تركت اثنين (2) على واحد اعدل
بينهما برابع فسقاه رابعا فدخل على عبد الملك فأنشده
* خف القطين فراحوا منك أو بكروا (3)
فقال عبد الملك لا بل منك وتطير عبد الملك من قوله فعاد فقال
فراحوا اليوم أو بكروا
فأنشده حتى بلغ
* شمس العداوة حتى يستقاد لهم * وأعظم الاس أحلاما إذا قدروا *
فقال عبد الملك خذ بيده يا غلام فأخرجه ثم ألق عليه من الخلع ما يغمره ثم
ناد (4) إن لكل قوم شاعرا وأن شاعر بني أمية الأخطل فمر به جرير فقال كيف تركت
خنازير أمك قال كثيرا وإن أتيتنا قريناك منها فكيف تركت أعيار أمك قال كثير (5)
وإن أتيتنا حملناك على بعضها
كتب إلي أبو القاسم يحيى بن أبي المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم (6) أنبأنا أبي
أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي الحنبلي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد
ابن علي بن الجرادي حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري حدثنا محمد بن
المديني وهو محمد بن علي حدثنا أبو الفضل الربعي عن أبي عثمان عن الأصمعي
قال
دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان يوما فحادثه وأنشده من شعره فأعجب به (7)
عبد الملك وقال له يا أخطل أسلم تسلم قال نعم يا أمير المؤمنين إن أنت أحللت لي
الخمرة ولم تكلفني حج البيت ولم تأخذني بصيام شهر رمضان قال له عبد الملك إن

(1) صحل صوتي: بح.
(2) في الأغاني تركتني أمشي على واحدة، اعدل ميلي برابع.
(3) مطلع قصيدة للأخطل مدح بها عبد الملك بن مروان، ديوانه ص 100 وعجزه في الديوان: وأزعجتهم نوى في
صرفها غير.
(4) بالأصل: نادى.
(5) كذا بالأصل.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 505.
(7) كتبت " به " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
112

أنت أسلمت وقصرت في شئ من شرائع الإسلام ضربت الذي فيه عيناك فقال له ضع
عني صوم شهر رمضان فقال له عبد الملك ليس إلى ذلك سبيل فقال الأخطل (1)
ولست بصائم رمضان طوعا * ولست بآكل لحم الأضاحي
ولست براحل عيسا بكارا * إلى بطحاء مكة للنجاحي
ولست (2) بقائم أبدا أنادي * كمثل العير حي على الفلاح
ولكني سأشربها شمولا * وأسجد عند مبتلج الصباح *
قال أبو بكر يروي منبلج ومبتلج
فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه قال له ويحك يا أخطل صف لي
السكر قال أوله لذة وآخره صداع وبين ذلك ساعة لا أصف لك مبلغها فقال له ما
مبلغها فقال لملكك يا أمير المؤمنين أهون علي من شسع نعلي فقال له عبد الملك صف
لي فأنشأ يقول (3)
* إذا ما نديمي علني ثم علني * ثلاث زجاجات لهن هدير
خرجت (4) أجر الذيل مني كأنني * عليك أمير المؤمنين أمير *
فقال له عبد الملك يا أخطل قل من شربها وهذه صفتها أن تسخو نفسه بترك لذتها
إلا ما أحب أن يبتغي (5) إلى ذي العرش سبيلا
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
ونقلته من خطه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى
الصولي حدثنا ابن فهم عن أبيه حدثنا محمد بن داود اليماني قال قال عوانة
دخل الأخطل على عبد العزيز بن مروان وهو مريض يعوده فقال (6) * ونعود سيدنا وسيد غيرنا * ليت التشكي كان بالعواد

(1) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 72.
(2) هذا البيت ليس في الديوان.
(3) ديوانه ص 189.
(4) في الديوان: جعلت.
(5) تقرأ بالأصل: " يتبعني " والمثبت عن المختصر.
(6) البيتان ليسا في ديوان الأخطل ط بيروت، والبيتان لكثير، وهما في ديوانه ط بيروت ص 92.
والخبر من طريق آخر رواه المصنف في ترجمة عبد العزيز بن مروان 36 / 355 - 356 والذي دخل عليه يعوده
كثير، وذكر البيتين ونسبهما لكثير.
113

لو كان يقبل فدية لفديته * بالمصطفى من طارفي وتلادي *
فقال عبد العزيز يا غلام علي بعشرة آلاف درهم إن هؤلاء والله ما يعطونا صافي ما
عندهم إلا ليصيبوا خالص ما عندنا قال فدفع المال إليه
وقد روي هذان البيتان لكثير عزة في طلحة الطلحات (1)
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا أحمد بن جعفر بن
محمد بن سلم أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام (2) حدثني أبو يحيى الضبي
قال
كان عبد الرحمن بن حسان ويزيد بن معاوية يتقاولان (3) فاستعلاه ابن حسان فقال
يزيد لكعب بن جعيل التغلبي (4) أجبه عني وأهجه فقال والله ما تلتقي شفتاي بهجاء
الأنصار ولكن أدلك على الشاعر الفاجر الماهر فتى منا يقال له الغوث (5) نصراني
وكان كعب سماه الأخطل سمعه ينشد هجاء فقال يا غلام إنه لأخطل اللسان
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن
يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني (6) حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن صالح
القرشي حدثنا عون بن كهمس حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال
دخل أناس من الأنصار فيهم النعمان بن بشير على معاوية فلما صاروا بين السماطين
حسروا عمائمهم عن رؤوسهم قال ثم جعل النعمان يضرب صلعته براحته ويقول يا أمير
المؤمنين هل ترى بها من لؤم قال وما ذلك قال هذا النصراني الذي قال (7)
ذهبت قريش بالسماحة والندى * واللؤم تحت عمائم الأنصار *
قال لكم لسانه يعني الأخطل

(1) تقدم الخبر، في ترجمة طلحة الطلحات في تاريخ مدينة دمشق: 25 / 34 رقم 2981 وذكر ثلاثة أبيات، منسوبة
لكثير والثالث منها: لنعود سيدنا وسيد غيرنا......
(2) الخبر في طبقات الشعراء للجمحي 148.
(3) بالأصل: يتناولان، وفي المختصر: يتناقلان، والمثبت عن طبقات ابن سلام.
(4) بالأصل: الثعلبي، تصحيف، والصواب ما أثبت.
(5) كذا بالأصل وطبقات ابن سلام؟!، واسمه: غياث بن الغوث.
(6) بالأصل: اللبناني، بتقديم الياء على النون، تصحيف.
(7) البيت ليس في الديوان الموجود بين يدي (ط. بيروت)، وهو مع بيت آخر في الشعر والشعراء ص 302.
114

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد
العزيز قال قرئ على أبي بكر الحنبلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام
الجمحي أبو عبد الله (1) قال
قال يحيى أرسل إليه يزيد فقال أهجهم فقال كيف أصنع بمكانهم أخاف على
نفسي قال لك ذمة أمير المؤمنين وذمتي فذاك حين يقول
ذهبت قريش بالسماحة والندى * واللؤم تحت عمائم الأنصار * (2)
فجاء النعمان بن بشير إلى معاوية فقال بلغ منا أمر ما بلغ منا مثله في جاهلية ولا
إسلام قال ومن بلغ ذلك منكم قال غلام نصراني من بني تغلب قال ما حاجتك
قال لسانه قال ذلك لك وكان النعمان ذا منزلة من معاوية كان معاوية يقول يا معشر
الأنصار تسبطئوني وما صحبني منكم إلا النعمان وقد رأيتم ما صنعت به وكان (3) ولاه
الكوفة وأكرمه فأخبر (4) الأخطل فطار إلى يزيد (5) فدخل يزيد على أبيه معاوية فقال يا
أمير المؤمنين هجوني وذكروك فجعلت له ذمتك على أن يرد عني فقال معاوية للنعمان لا
سبيل إلى ذمة أبي خالد فذاك حين يقول الأخطل (6)
أبا خالد دافعت عني عظيمة * وأدركت لحمي قبل أن يتبددا
وأطفأت عني نار نعمان بعدما * أغذ لأمر فاجر (7) وتجردا
ولما رأى النعمان دوي ابن حرة * طوى الكشح إذ لم يستطعني وعردا
وما مفعم (8) يعلو جزاير حامز (9) * يشق (10) إليها خيزرانا وغرقدا

(1) الخبر والشعر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 149 - 150.
(2) عجزه ليس في طبقات الشعراء.
(3) زيادة عن طبقات الشعراء للايضاح.
(4) بالأصل: فبلغ، ثم شطبت، وكتب فوقها " فأخبر " واللفظة توافق ما جاء في طبقات ابن سلام، وفيها: وأخبر.
(5) الزيادة عن طبقات الشعراء.
(6) ديوانه ط. بيروت ص 73 من قصيدة يمدح يزيد بن معاوية وطبقات الشعراء لابن سلام ص 149.
(7) في الديوان: لأمر عاجز.
(8) كذا بالأصل وابن سلام، وفي الديوان: مزبد.
(9) غير واضحة بالأصل، وفي ابن سلام: حامر، والمثبت عن الديوان. وبهامشه: حامز: موضع قريب من حلب.
(10) الأصل: يسق، والمثبت عن ابن سلام والديوان.
115

تحرز منه أهل عانة (1) بعدما * كسا سورها الأدنى (2) غثاء منضدا (3)
كأن بنات الماء في حجراتها * أباريق أهدتها دياف لصرخدا
بمطرد الآذي جون كأنما زقا * بالقراقير (4) النعام المطردا
بأجود سيبا من يزيد إذا غدت * نجائبه (5) يحملن ملكا وسؤددا
تقلص بالسيف الطويل نجاده * خميص إذا بالسر بال عنه تقددا *
قال وحدثنا ابن سلام (6) حدثني عامر بن عبد الملك المسمعي قال لما بلغ الأخطل
تهاجى جرير والفرزدق قال لابنه مالك انحدر إلى العراق حتى تسمع منهما وتأتيني
بخبرهما فلقيهما فاستمع ثم أتى أباه فقال جرير يغرف عن بحر والفرزدق ينحت في
صخر فقال الأخطل فجرير أشعرهما فقال
إني قضيت (7) قضاء غير ذي جنف * لما سمعت ولما جاءني الخبر
إن الفرزدق قد شالت نعامته * وعضه حية من قومه ذكر *
ثم قدم الأخطل الكوفة على بشر بن مروان فبعث إليه محمد بن عمير بن عطارد
بدراهم وحملان وكسوة وخمر وبلغني أن الذي بعث إليه بهذا شبة بن عقال المجاشعي وقال
للأخطل فضل شاعرنا عليه وسبه فقال الأخطل (8)
* اخسأ (9) إليك كليب إن مجاشعا * وأبا الفوارس نهشلا أخوان
قوم إذا خطرت عليك قرومهم (10) جعلوك بين كلاكل وجران
وإذا وضعت أباك في ميزانهم * رجحوا وشال أبوك في الميزان *
فقال جرير (11)
* يا ذا العباية إن بشرا قد قضى * أن لا تجوز حكومة النشوان *

(1) الأصل: غابات، وفي ابن سلام: غابات، والمثبت عن الديوان وفيه: عانة.
(2) كذا بالأصل وابن سلام، وفي الديوان: الاعلى.
(3) الأصل: متضددا، والمثبت عن الديوان وابن سلام.
(4) الأصل: القراقر، والمثبت عن الديوان وابن سلام. والقراقير مفردها قرقور، وهي السفينة الكبيرة.
(5) كذا بالأصل وابن سلام. وفي الديوان: به بخته.
(6) الخبر والشعر في طبقات ابن سلام الجمحي ص 147 - 148.
(7) زيادة لتقويم الوزن عن ابن سلام.
(8) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص 343.
(9) الديوان: فاخسأ.
(10) كذا بالأصل وابن سلام، وفي الديوان: فحولهم.
(11) ديوان جرير ط بيروت ص 434.
116

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيمي وأبو الوحش المقرئ عن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو
أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم المقرئ أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي
هاشم حدثنا إسماعيل بن يونس حدثنا عمر (1) بن شبة حدثنا الأصمعي حدثنا عيسى بن
عمر قال
قال الأخطل ما رأيت أعجب من قصتي وقصة جرير هجوته بأجود هجاء يكون
وهجاني بأرذل شعر فنفق فصار علما قلت فيه (2)
* ما زال فينا رباط الخيل معلمة (3) * وفي كليب رباط الذل والعار
النازلون (4) بدار الهون مذ خلقوا * والماكثين على رغم وإصغار
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم * قالوا لأمهم بولي على النار *
وهجاني جرير قال (5) *
والتغلبي إذا تنحنح للقرى * حك أسته وتمثل الأمثالا *
فانظر كم بين الشعرين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا أبو الحسين
الطاهري قال قرئ على أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا أبو خليفة حدثنا محمد بن
سلام (6) حدثني رجل من بني مروان (7) شامي قال اجتمع جرير والأخطل عند عبد الملك
ابن مروان فقال له الأخطل أين تركت أتن أمك يا جرير قال ترعى مع خنازير أبيك
قال وحدثنا محمد (8) حدثني أبو الغراف قال تناشدا عنه الوليد بن عبد الملك
فأنشد الأخطل كلمة عمرو بن كلثوم

(1) الأصل: عمرو، تصحيف.
(2) ديوانه ط بيروت ص 166.
(3) الأصل: يعلمه، والمثبت عن الديوان.
(4) روايته في الديوان:
النازلين بدار الذل إن نزلوا * وتستبيح كليب حرمة الجار
(5) ديوان جرير، ط بيروت ص 339، من قصيدة يهجو الأخطل.
(6) رواه ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء ص 152.
(7) في طبقات ابن سلام: بني أمية.
(8) يعني محمد بن سلام الجمحي، والخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 152.
117

* ألا هبي بصحنك فأصبحينا (1)
قال فتحرك الوليد فقال مغر يا جرير يريد قصيدة أوس بن مغراء السعدي ثم
(المربعي
* ماذا يهيجك من دار بفيحان * قفر توهمت منها (2) اليوم عرفانا
منا النبي الذي قد عاش مؤتمنا * وصاحباه وعثمان بن عفانا
تحالف الناس مما يعلمون لنا * ولا تحالف إلا الله مولانا
محمد خير من يمشي على قدم * وكان صافية الله خلصانا *
فقال له الأخطل أعلي تعصب (3) يا أمير المؤمنين وعلي تعين وأنا صاحب عبد
الرحمن بن حسان وصاحب قيس وصاحب كذا وكان الأخطل مستعليا قيسا في حربهم
وقال (4)
* إن السيوف غدوها ورواحها * تركت هوازن مثل قرن الأعضب
وكان يونس ينشد هذا البيت غدوها ورواحها جعله ظرفا
وقال الأخطل
لقد خبرت والأنباء تنمي * لقد نجاك يا زفر الفرار *
إلى أن قال (5)
* ألا أبلغ الجحاف هل هو ثائر * بقتلى أصيبت من سليم (6) وعامر *
فجمع لهم الجحاف السلمي وهو أحد بني فالج بن ذكوان وولد بالبصرة وزفر بن
الحارث وكانا عثمانيين فلما ظهر علي بن أبي طالب على أهل البصرة خرجا إلى الشام فسادا
أهلها وزفر من بني نفيل بن عمرو بن كلاب من ولد يزيد بن الصعق وهو سيد شريف له

(1) مطلع معلقة عمرو بن كلثوم، وعجزه:
ولا تبقي خمور (لاندرينا
مختار الشعر الجاهلي 2 / 360.
(2) كتبت " منها " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن طبقات ابن سلام.
(4) ديوان الأخطل ط بيروت ص 44.
(5) البيت التالي في الشعر والشعراء ص 303 وديوان الأخطل ص 130 ومعجم البلدان (البشر).
(6) الأصل: سليمى، والمثبت عن طبقات الشعراء لابن سلام والشعر والشعراء ص 303.
118

يقول القطامي حين أسره فمن عليه * (1) من البيض الوجوه بني نفيل * أبت أخلاقهم إلا ارتفاعا (2) *
فجمع لهم الجحاف جمعا فأغار على البشر وهي منازل بني تغلب فأسرف في
القتل فاستخذى الأخطل (3) فقال (4)
* لقد أوقع الجحاف بالبشر (5) وقعة * إلى الله فيها المشتكى والمعول
فإن لا تغيرها قريش بملكها * يكن (6) عن قريش مستماز ومزحل *
فقال له إلى أين لا أم لك قال إلى النار فوثب عليه جرير عند استخذائه فقال (7)
* فإنك والجحاف حين تحضه * أردت بذاك المكث والورد أعجل *
* سما لكم ليلا كأن نجومه (8) * قناديل فيهن الذبال المفتل
فما ذر قرن الشمس حين تبينوا (9) * كراديس يهديهن ورد محجل
وما زالت القتلى تمج (10) دماؤها * مع المد حتى ماء دجلة أشكل
فإن لا تعلق من قريش بذمة * فليس على أسياف قيس معول
بكى دوبل لا يرقئ الله دمعة * ألا إنما يبكي من الذل دوبل *
قال أبو عبد الله (11) قال أبو الغراف قال الأخطل والله ما سمتني أمي دوبلا إلا يوما
واحدا فمن أين سقط إلى الخبيث وقال الجحاف يجيب الأخطل (12)

(1) ديوان القطامي ص 42 من قصيدة يمدح زفر بن الحارث، وقد خلى سبيله وطبقات الشعراء لابن سلام ص 152
والأغاني 24 / 41.
(2) الأصل وابن سلام، وفي الديوان والأغاني: اتساعا.
(3) زيادة عن طبقات ابن سلام.
(4) ديوان الأخطل ط بيروت ص 230 والبيتان في طبقات الشعراء لابن سلام ص 153 والشعر والشعراء ص 303.
ومعجم البلدان (البشر).
(5) البشر: بكسر أوله ثم السكون، جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية (معجم البلدان).
(6) الأصل: " ما لا يعيرها... تكن " والمثبت عن الديوان وطبقات الشعراء.
(7) ديوان جرير ط: بيروت ص 343.
(8) صدره في الديوان: سرى نحوكم ليل كأن نجومه.
(9) صدره في الديوان: فما انشق ضوء الصبح حتى تعرفوا.
(10) الديوان: " تمور دماؤها "، وفي طبقات الشعراء: تمج دماءها.
(11) يعني محمد بن سلام، والخبر في طبقات الشعراء ص 153.
(12) البيت في طبقات الشعراء ص 154 والشعر والشعراء ص 303.
119

* أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني * على القتل أم هل لامني لك لائم *
ولقي الجحاف الأخطل فقال أبا مالك كيف رأيت قال رأيتك شيخا فاجرا
قال أبو عبد الله وقال لي أبان الأعرج أدرك الجحاف الجاهلية فقلت له لم تقول
ذلك قال لقوله *
شهدت مع النبي مسومات * حنينا وهي دامية الكلام
تعرضن للطعان إذا التقينا * وجوها لا تعرض للطام *
فقلت إنما عنى خيل قومه بني سليم
قال أبو عبد الله وذكرت ذلك لعبد القاهر بن السري فقال جد أبي (1) قيس بن الهيثم
أعطى حكيم بن أمية جارية ولدت له الجحاف في غرفة في دارنا لا أحسبه إلا قد قال رأيتها
وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال رأيت الجحاف يطوف بالبيت في أنفة
خزام وهو يقول اللهم اغفر لي ولا أراك تفعل فقلت من هذا قالوا الجحاف وكان
بعد ذلك يتأله له ويظهر التوبة
قال وحدثنا ابن سلام (2) حدثني شيخ من بني ضبيعة قال خرج جرير إلى الشام
فنزل منزلا لبني تغلب فخرج متلثما عليه ثياب سفره فلقيه رجل لا يعرفه فقال ممن
الرجل قال من بني تميم قال أما سمعت ما قلت لغاوي تميم (3) وأنشده مما قال
لجرير قال فقال أما سمعت ما قال لك غاوي تميم فأنشده ثم عاد الأخطل وعاد جرير
في نقضه حتى كثر ذلك بينهما فقال له التغلبي ممن أنت لا حياك الله والله لكأنك
جرير قال فأنا جرير قال وأنا الأخطل
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن عبد الملك المؤذن أنبأنا علي بن
محمد بن علي بن الحسين
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا سليمان بن إبراهيم بن محمد حدثنا محمد
ابن إبراهيم بن جعفر قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو الفضل العباس
قال قال يحيى بن معين هذا البيت للأخطل

(1) في طبقات الشعراء: جدي قيس.
(2) من طريقه رواه أبو الفرج في الأغاني 8 / 317.
(3) في الأغاني: لغاوي بني تميم.
120

* وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال (1) *
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم
الأزهري وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قالا أنبأنا أبو الحسن محمد بن جعفر
التميمي النحوي أنشدنا أبو عبد الله اليزيدي واسمه الحسن بن عبد الله بن أحمد كوفي
أنشدنا عيسى بن إسماعيل المعروف بقينة للأخطل (2) * ليس القذى بالعود يسقط في الخمر * ولا بذباب (3) خطبه أيسر الأمر
ولكن ثقيل زارنا في رحالنا * ترامت (4) به الغيطان من حيث لا ندري
فذاك القذى وابن القذى وأخو القذى * فأف له من زائر آخر الدهر *
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن
عثمان الصيرفي الأزهري
ح وأنبأنا أبو الغنائم محمد بن محمد (5) بن أحمد بن المهتدي بالله وأبو منصور علي
ابن محمد بن الأنباري الواعظ وأبو محمد بن الآبنوسي قالوا أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو عمر بن حيوية حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن خاقان (6)
حدثني ابن فرح قال وقال بعض أصحابنا عن الأصمعي
إن العرب (7) كان الرجل منهم إذا أراد أن يشرب (8) جلست إليه امرأة تحادثه من غير
ريبة بينهما فبينا الأخطل ذات يوم يشرب وعنده امرأة تحدثه إذ طلع عليه رجل غريب
فوقف عليه فاستجلسه فجلس فأطال فثقل ذلك على الأخطل فرفع عقيرته وأنشأ يقول

(1) البيت في ديوانه ط بيروت ص 257 من قصيدة يمدح عكرمة الفياض.
(2) البيتان الأول والثاني في الأغاني 8 / 313، و 314.
بالأصل: ولا يذاب، والمثبت عن الأغاني، وفيها في رواية:.
وفي أخرى كالأصل: في الخمر. ولا بذباب نزعه.
(3) يسقط في الاناء ولا بذباب.
وفي أخرى كالأصل: في الخمر. ولا بذباب نزعه.
(4) في الأغاني: ولكن شخصا لا نسر بقربه رمتنا به.
(5) بالأصل: " محمد بن محمد بن محمد بن أحمد " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 469.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 93.
(7) " إن العرب " استدركت اللفظتان عن هامش الأصل، وبعدهما صح.
(8) بنحوه الخبر في الأغاني 8 / 313.
121

* ألا فاسقياني وانفيا عني القذى * فليس القذى بالعود يسقط في الخمر
وليس قذاها بالذي لا يريبها * ولا بتعويذ (1) نزعه أيسر الأمر
ولكن قذاها كل أسود فاحش * رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري *
قال فقام الرجل
قال ابن فرح والغيطان في كلام العرب بطان الأرض وهو جمع غائط وغيطان مثل
حائط وحيطان وربما قالوا أغوط وغوط مثل أحمر وحمر (2)
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي محمد بن
الحسين الجازري أنبأنا أبو الفرج القاضي (3) حدثنا المظفر بن يحيى بن أحمد السوائي (4)
حدثنا أبو العباس المرثدي (5) أخبرني طلحة بن عبد الله الطلحي أخبرني إبراهيم بن
سعدان حدثنا ابن بشير (6) المديني قال
وفدت إلى بعض ملوك بني أمية فمررت بقرية فإذا رجل مرنح من الشراب قائم يبول
فسألته عن الطريق فقال أمامك ثم لحقني فقال انزل فنزلت فقال ادن دونك وعليك
الحانة فدخلت فأحضر سفرة واستل سلة فأخرج منها رغفا ووذرا من لحم فقال أصب
فأصبت ثم سقاني خمرا فإذا أبو مالك ثم قال لي كيف علمك بالشعر قلت قد
رويت فأنشدني قصيدته
صرمت حبالك زينب ورعوم * (7) *
فلما انتهى إلى قوله

(1) رسمها بالأصل: ولا تعويد " ولعل الصواب ما أثبت، وفي الأغاني: ولا بذباب.
(2) راجع تاج العروس بتحقيقنا: غوط.
(3) روى الخبر أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 3 / 111 وما بعدها، وفي الموشح
ص 221 - 222.
(4) كذا رسمها بالأصل، وفي الجليس الصالح: الشرابي.
(5) الأصل: المريدي، والمثبت عن الجليس الصالح.
(6) كذا بالأصل والمختصر والجليس الصالح هنا والموشح، وفي الجليس الصالح 1 / 121 ورد: " ابن يسير المديني "
ولم نقف عليه.
(7) مطلع قصيدة، في ديوانه ط بيروت ص 304، وعجزه:
وبدا المجمجم منهما المكتوم.
122

* حتى (1) إذا أخذ الزجاج أكفنا * نفحت فأدرك ريحها المزكوم
قال ألست تزعم أنك تبصر الشعر قلت بلى قال كيف لم تشقق بطنك فضلا
عن ثوبك عند هذا البيت قال قلت عند البيت الذي سرقت هذا منه قال وما هو
قلت بيت الأعشى
من خمر عانة قد أتى لختامها * حول يفض غمامة المزكوم (2) *
قال أنت تبصر الشعر فلما صرت إلى سليمان سهرت معه بهذا أول بدأتي
قال القاضي للأعشى في هذا المعنى بيت أبلغ من هذا البيت في كلمة له أخرى وهو (3)
* من اللائي حملن على الروايا * كريح المسك يستل الزكاما *
واستلال الزكام أبلغ من فضة لأن استلاله نزعه وإخراجه وفضة نشره وتفريقه وكسره
كفض الخاتم وفي فضة مع هذا إزالته وتنحيته كما يزول الختام عند فضة ويفارق ما كان حالا
فيه ولازما له
وفي قول الأخطل *
وأدرك ريحها المزكوم
من البلاغة أنه إنما يفوته إدراك المشموم لحلول الزكام به وغلبته إياه فإذا أدرك ريح
الخمر التي كان الزكام حائلا بينه وبينها عند نفحتها فإنما ذلك لزوال الزكام المانع الحائل بينه
وبين إدراكها وقد تدرك الرائحة بعد خفة الزكام وزوال بعضه وإن لم يزل بكليته من ههنا
كان الفض والاستلال أبلغ وأبين في المعنى
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد السكري أنبأنا علي بن عبد
العزيز أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا أبو خليفة الجمحي حدثنا محمد بن سلام
قال (4) وقيل للأخطل عند الموت أتوصي أبا مالك فقال *
أوصي الفرزدق عند الممات * بأم جرير وأعيارها *
* وزار القبور أبا مالك * برغم العداة وأوتارها *

(1) رويته في الديوان:
وإذا تعاورت الأكف زجاجها * نفحت فنال رياحها المزكوم
(2) البيت في الجليس الصالح الكافي 3 / 112 والأغاني 9 / 124 وليس في ديوان الأعشى ط. بيروت.
(3) البيت في ديوان الأعشى ط بيروت ص 191 والجليس الصالح الكافي 3 / 112 والموشح ص 223 والأغاني 9 / 123.
(4) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 155 والأغاني 8 / 305.
123

" ذكر من اسمه (1) غيث "
5562 غيث بن علي بن عبد السلام بن محمد بن جعفر
أبو الفرج بن أبي الحسين الصوري
المعروف بابن الأرمنازي الكاتب (2)
خطيب صور
قدم دمشق قديما في طلب الحديث فسمع بها أبا الحسن أحمد وأبا محمد عبيد الله
ابني أبي الحديد وأبا نصر بن طلاب وأبا عبد الله بن أبي الرضا وأبا العباس بن قبيس
وأبا إسحاق إبراهيم بن عقيل بن المكبري وأبا الحسين الأكفاني ونجا بن أحمد العطار
وأبا عبد الله بن أبي الحديد وأبا القاسم بن أبي العلاء
وسمع بصور أبا بكر الخطيب وأبا الحسن علي بن عبيد الله الهاشمي ونصر بن
إبراهيم المقدسي وسهل بن بشر الإسفرايني وجماعة ورمضان بن علي وغيره بتنيس
وسمع بمصر والإسكندرية وغيرها من البلاد وسمع الكثير
وكتب الكثير بخط حسن وجمع تاريخا لصور إلا أنه لم يتمه وكان ثقة ثبتا
روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب بيتين من شعر وقدم علينا ناصرة (3) فأقام عندنا إلى
أن مات

(1) ما بين معكوفتين زيادة منا.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 389 والعبر 4 / 18 والأنساب (الأرمنازي)، وشذرات الذهب 4 / 24. والأرمنازي
نسبة إلى أرمناز، قرية من قرى بلدة صور من بلاد ساحل الشام (الأنساب)، وفي معجم البلدان: بلدة قديمة من نواحي
حلب.
(3) ناصرة: وفي معجم البلدان: الناصرة. قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا.
124

سمعت منه نحو خمسة أجزاء
أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي قراءة عليه في شعبان سنة سبع وخمسمائة بدمشق
أنبأنا أبو القاسم رمضان بن علي بن عبد الساتر بن أحمد بن رمضان بقراءتي عليه بتنيس سنة
تسع وستين حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن يحيى بن السري حدثنا جعفر بن محمد بن
الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا أبو الأشعث حدثنا زياد بن عبد الله عن الحجاج
عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
(من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء وأتى المسجد ولم يلغ ولم يجهل كانت كفارة
لما بينها وبين الجمعة الأخرى والصلاة تكفر ما بينها وبين صاحبتها) [* * * *]
أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي أنشدني الشيخ الخطيب أبو
الفرج غيث لنفسه
عجبت وقد حان توديعنا * وحادي الركائب في أثرها
ونار توقد في أضلعي * ودمع تصعد من فقرها
فلا النار تطفئها أدمعي * ولا الدمع ينشف من حرها *
قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي يوم الأربعاء وقت أذان العصر التاسع عشر من
شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ولدت وكذلك قرأته بخط والدي وحدثني به
وذكر أبو محمد بن صابر أنه ثقة حسن الضبط مليح الخط
توفي أبو الفرج غيث بن علي يوم الأحد ودفن يوم الاثنين الرابع والعشرين من صفر
من سنة تسع وخمسمائة ودفن بباب الصغير "
125

ذكر من اسمه غيلان "
5563 غيلان بن أنس
أبو يزيد الكلبي مولاهم (1)
من أهل دمشق
روى عن عمر بن عبد العزيز والقاسم أبي عبد الرحمن وأبي سلمة بن عبد الرحمن
والوليد بن عبد الرحمن وأبي سلام الحبشي
روى عنه الأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة وعبد الله بن العلاء بن زبر (2) على ما
قيل وعيسى بن موسى القرشي ومنصور الخولاني
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو عثمان البحيري وأنا حاضر أنبأنا جدي
أبو الحسين أنبأنا محمد بن حمدون بن خالد حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد بن سعيد
ابن أبي مريم حدثنا عمرو يعني ابن أبي سلمة حدثنا ابن زبر قال
سمعت غيلان بن أنس قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال (إن اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن البقرة وآل عمران
وطه) [* * * *]
قال أبو حفص عمرو فنظرت أنا في السور الثلاثة (3) فرأيت فيها شيئا ليس في القرآن

(1) ترجمته في تهذيب التهذيب الكمال 5 / 26 وتهذيب
التهذيب 4 / 476 والتاريخ الكبير 7 / 104 والجرح والتعديل 7 / 54.
(2) بالأصل: زيد، تصحيف، والتصويب عن تهذيب الكمال.
(3) كذا بالأصل والمختصر: الثلاثة.
126

مثله آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " (1) وفي آل عمران " آلم الله لا إله إلا
هو الحي القيوم (2) وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " (3) [* * * *]
كذا رواه ابن حمدون ورواه غيره عن ابن أبي مريم عن عمرو عن ابن زبر (4) ورواه
ابن زبر (4) عن القاسم من قوله
ورواه جليس له عن غيلان بن أنس عن القاسم مرفوعا
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد
قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري حدثنا عبد الله بن أبي مريم حدثنا عمرو
بن أبي سلمة حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر (5) قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول
إن اسم الله الأعظم لفي سور من القرآن ثلاث البقرة وآل عمران وطه فقال رجل
يقال له عيسى بن موسى لابن زبر وأنا أسمع يا أبا زبر (6) سمعت غيلان بن أنس حدث
قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامه الباهلي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
اسم الله الأعظم في سور من القرآن ثلاث البقرة وآل عمران
وطه قال أبو حفص عمرو ابن أبي سلمة فنظرت أنا في هذه السور فرأيت فيها شيئا ليس في شئ من القرآن مثله آية
الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي آل عمران " الله لا إله إلا هو الحي
القيوم " وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " [* * * *]
رواه يحيى بن معين عن خزيمة بن زرعة الخراساني عن عمرو بن أبي سلمة عن ابن
زبر عن القاسم مرسلا
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو
الحسن بن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد حدثنا يحيى حدثني
خزيمة بن زرعة الخراساني عن أبي حفص التنيسي عن عبد الله بن (7) العلاء أبي زبر عن
القاسم أبي عبد الرحمن

(1) سورة البقرة، الآية: 255.
(2) سورة آل عمران، الآيتان 1 و 2.
(3) سورة طه، الآية: 111.
(4) بالأصل: " ابن زيد " تصحيف.
(5) بالأصل: زيد، تصحيف.
(6) هو أبو زبر الدمشقي الربعي عبد الله بن العلاء بن زبر، ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 350.
(7) زيادة للايضاح.
127

أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (اسم الله الأعظم في البقرة وآل عمران وطه) [* * * *] قال وعنده
عيسى بن موسى فقال حدثني غيلان بن أنس عن أبي القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (اسم الله الأعظم في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه) [* * * *]
وقد رواه الوليد مرفوعا
أخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا
أبو الحسن بن السمسار أنبأنا (1) أبو عبد الله بن مروان (2) حدثنا عثمان بن الحسن بن
نصر حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله (3) بن العلاء بن
زبر قال سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يخبر عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
اسم الله الأعظم في سور ثلاث من القرآن في البقرة وآل عمران وطه * [* * * *] قال القاسم
أبو عبد الرحمن فالتمست في البقرة فإذا هو في آية الكرسي فإذا هو " الله لا إله إلا هو
الحي القيوم " وفي آل عمران فاتحتها " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي طه " وعنت
الوجوه للحي القيوم "
تابعه أبو ياسر عمار بن نصر المستملي وعمرو بن حفص بن سليلة (4) الدمشقي عن
الوليد مطولا وداود بن رشيد وهشام بن عمار عن الوليد
وأما حديث عمار بن نصر
فأخبرناه أبو منصور عبد الخالق وأبو سعيد طاهر ابنا (5) زاهر بن طاهر قالا أنبأنا
أبو سعد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن حسكويه (6) وأبو عثمان إسماعيل بن عمر
الابريسمي زاد عبد الخالق وأبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر
قالوا أنبأنا أبو سعيد الصيرفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار حدثنا

(1) زيادة منا لتقويم السند. راجع ترجمة أبي الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار الدمشقي في سير أعلام
النبلاء 17 / 506.
(2) هو محمد بن إبراهيم بن مروان أبو عبد الله. راجع الحاشية السابقة.
(3) بالأصل هنا: عبيد الله، تصحيف.
(4) كذا بالأصل، وفي ت: شليلة.
(5) بالأصل: " أنبأنا " تصحيف، والتصويب عن ت.
راجع ترجمة أبي منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر في سير أعلام النبلاء 20 / 254.
وترجمة أخيه طاهر بن زاهر بن طاهر في مشيخة ابن عساكر 84 / ب.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 269.
128

أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني عمار بن نصر حدثنا الوليد بن مسلم أنبأنا عبد الله بن العلاء
ابن زبر حدثني القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
(إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن في سورة البقرة وفي آل عمران وفي
طه)
[* * * *]
فالتمستها فوجدت آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم (1) " وفي آل عمران "
آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " (2) وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " (3)
وأما حديث عمرو بن حفص
فأخبرناه أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو
الحسن بن السمسار أنبأنا أبو عبد الله بن مروان حدثنا أبو بكر أحمد بن العلاء حدثنا
عمرو بن حفص حدثنا الوليد حدثنا عبد الله بن العلاء حدثني القاسم أبو عبد الرحمن
عن أبي أمامة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
(اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن في سورة البقرة وآل عمران وسورة طه [* * * *]
قال فالتمستها فوجدت في البقرة آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي
فاتحة آل عمران " ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وفي طه " وعنت الوجوه للحي
القيوم "
وأما حديث داود بن رشيد
فأخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد عن عبد الله بن العلاء عن
القاسم عن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
اسم الله الأعظم في ثلاث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه [* * * *]
وأما حديث هشام بن عمار
فأخبرناه أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم

(1) سورة البقرة، الآية: 255.
(2) سورة آل عمران، الآيتان 1 و 2.
(3) سورة طه، الآية: 111.
129

الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد (1) حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي حدثنا
هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر عن القاسم أبي عبد
الرحمن عن أبي أمامة رفعه قال اسم الله الأعظم إذا دعي به أجاب في ثلاث سور في
البقرة وآل عمران وطه
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (2)
غيلان بن أنس الدمشقي نسبه شعيب بن أبي حمزة
قال محمد بن المثنى حدثنا الوليد سمع الأوزاعي عن غيلان بن أنس أنه رأى عمر بن
عبد العزيز يرفع يديه مع كل تكبيرة مع الجنازة
وتابعه ابن المبارك عن الأوزاعي
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (3) غيلان بن أنس الدمشقي روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه الأوزاعي وشعيب
ابن أبي حمزة سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو القاسم البجلي
أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة غيلان بن أنس الكلبي
قرأت في كتاب أبي طاهر شرف بن علي بن الخضر وأنبأني أبو الفرج الخطيب عنه

(1) رواه الطبراني في المعجم الكبير 8 / 237 رقم 7925 بسند: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وثنا موسى بن
سهل أبو عمران الجوني قالا ثنا هشام بن عمار..... والباقي مثله. وانظر تخريجه فيه.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 104.
(3) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 54.
130

أنبأنا يحيى بن الحسن بن جعفر بن أحمد المصيصي أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل بن
الفرج أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان حدثنا أحمد بن سعد (1) بن أبي مريم
قال سمعت يحيى بن معين يقول غيلان بن أنس ليس يروي عنه غير الأوزاعي (2)
كذا قال
قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر أنبأنا
عبد الغني بن سعيد قال
غيلان بن أنس مولى بني كنانة عن أبي سلام الحبشي وهو غيلان بن أنس
حدثني أبو همام الكرخي قال قال لنا أبو علي بن سعيد قال لنا أبو بكر بن
صدقة أبو يزيد غيلان الذي حدث عنه منصور يعني الخولاني هو غيلان بن أنس وقوله
إنه من كنانة أراد كنانة كلب
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
محمد بن عبد الرحمن القطان حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم حدثنا يزيد بن محمد
حدثنا هشام بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن سماعة (3) عن الأوزاعي حدثني غيلان بن
أنس قال ما ازداد عبد فهما إلا ازداد قصدا وما قلد (4) الله عبدا قلادة خيرا من سكينة
5564 غيلان بن خرشة (5) بن عمرو
ابن ضرار الضبي البصري
وفد على معاوية له ذكر
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد
أنبأنا أبو الحسن مزاحم بن عبد الوارث بن إسماعيل بن عباد البصري العطار

(1) بالأصل: سعيد، تصحيف، راجع ترجمته في سير إعلام النبلاء 12 / 311.
(2) الخبر من طريق ابن أبي مريم في تهذيب الكمال 15 / 27.
(3) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 27.
(4) في تهذيب الكمال: قلد عبد قلادة.
(5) بالأصل وت: حرشة، بالحاء المهملة. والصواب ما أثبت، راجع الأغاني 13 / 310 وله ذكر في تاريخ الطبري ط
بيروت 2 / 271 و 604 و 605.
131

قدم دمشق حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا العباس بن بكار حدثنا جرير عن
مغيرة قال
كتب معاوية أن يبعثوا إليه برجل من أهل الكوفة وإلى أهل البصرة أن يبعثوا إليه
برجل من أهل البصرة فبعث إليه أهل الكوفة المنذر بن حسان بن ضرار وبعث إليه أهل
البصرة بغيلان بن خرشة بن عمرو بن ضرار وكان طفيل بن حسان ومالك بن حسان
وجرير بن حسان وشيبان بن حريث والضحاك بن المنذر بن حسان وشبرمة بن طفيل بن
حسان وعبد الله بن شبرمة بن طفيل (1) كل هؤلاء من أشراف أهل الكوفة وفرسانهم
وأجوادهم وشعرائهم فكان عبد الله بن شبرمة قاضيا لأبي جعفر على سواد الكوفة وكان
فقيها عالما جوادا مطعاما للطعام وولي عبد الله بن شبرمة قضاء الكوفة ليوسف بن عمر ثم
ولاه إمارة سجستان وكان يكنى بأبي شبرمة وله يقول رؤبة بن العجاج (2)
لما سألت الناس أين المكرمة * والعز والجرثومة المقدمة
وأين فاروق الأمور المحكمة (3) تتابع الناس على ابن شبرمة
وله يقول يحيى بن نوفل (4) وبلغه أنه سقط عن دابته فوثيت (5) رجله
أقول غداة أتاني الخبير * يدس أخباره هينمة
لك الويل من مخبر ما تقول * أين لي وعد عن الجمجمة
فقال خرجت وقاضي القضاة (6) * منفكة رجله مؤلمة * * فقلت لقد جئت جهد البلاء (7) * وخفت المجللة المعظمة
فغزوان حر وأم الوليد * إن الله عافى أبا شبرمة

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 / 347.
(2) الرجز في أخبار القضاة لوكيع 3 / 98.
(3) في أخبار القضاة: الأمور المبهمة.
(4) الأبيات في أخبار القضاة لوكيع 3 / 99 ونسبها لرجل من بني سليط يكنى أبا المثنى، وقال في آخرها وزعم لي ابن
أبي سعد عن محمد بن عمران الضبي أن يحيى بن نوفل، قائل هذه الأبيات.
(5) الوثي: بالفتح مقصور شبه فسخ في المفصل، وهو في اللحم كالكسر في العظم والأفصح فيه الوثء بالهمز،
ووثيت يده.
(6) كذا بالأصل وت، وفي أخبار القضاة: وقاضي العراق.
(7) صدره في أخبار القضاة:
فقلت وضاقت علي البلاد.
132

* جزاء لمعروفه عندنا * وما عتق عبد له أو أمة *
فقال له أبن شبرمة جزاك الله خيرا يا بن نوفل وأمر له بجائزة ودراهم كثيرة فقال
بعض جيرانه فقلت يا بن نوفل من غزوان وأم الوليد وأنا جارك جديد الدار ما أعرف
لك جارية ولا غلاما قال فدتك نفسي أكتم على سنوران عندي في البيت
من في الموضعين مصحفة بخط تمام وهي مزيدة
وصوابه برجل أهل الكوفة ورجل أهل البصرة
5565 غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك
ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قصي
وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور
ابن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان الثقفي (2)
له صحبة
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثين
روى عنه بشر بن عاصم الثقفي وعروة بن غيلان ابنه
ذكر أنه كان بدمشق حين توفي عبد الملك بن مروان فعزى الوليد بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي حدثنا الوليد بن
مسلم حدثنا ابن لهيعة عن يزيد (3) عن عروة عن (4) غيلان بن سلمة
أن نافعا كان عبدا لغيلان بن سلمة ففر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسلم وغيلان مشرك ثم أسلم
غيلان فرد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولاءه

(1) يريد " من " في الجملة: برجل من أهل الكوفة... برجل من أهل البصرة.
(2) ترجمته في الإصابة 3 / 189 وأسد الغابة 4 / 43 والاستيعاب 3 / 189 (هامش الإصابة) والأغاني 13 / 200
(مصورة عن دار الكتب).
(3) من طريقه: يزيد بن أبي حبيب، رواه ابن الأثير في أسد الغابة 4 / 526 في ترجمة نافع أبي السائب، وفي الإصابة
3 / 548 في ترجمة نافع مولى غيلان.
(4) كذا بالأصل وفي الإصابة: " يزيد بن عروة عن غيلان بن سلمة " وفي أسد الغابة: يزيد بن أبي حبيب عن عروة بن
غيلان بن سلمة.
133

أخبرنا (1) أبو الحسن علي بن أحمد ثم حدثني أبو مسعود عنه أنبأنا أبو نعيم
الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد اللخمي حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقي
حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد الله
مسلم بن مشكم عن غيلان بن سلمة الثقفي قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأقلل
ماله وولده وحبب إليه لقاءك ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم إنما جئت به الحق
من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره) [* * * *] (2)
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم (3) أنبأنا الحسن بن عمر بن
الحسن (4) أنبأنا القاسم بن جعفر الهاشمي أنبأنا أبو (5) العباس الأثرم حدثنا حميد بن
الربيع حدثنا معلى بن منصور الرازي من كتابه أخبرني شبيب بن شبة حدثني بشر بن
عاصم عن غيلان بن سلمة الثقفي قال
خرجنا مع نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فرأينا منه عجبا مررنا بأرض فيها أشاء (6) متفرق فقال نبي الله
(صلى الله عليه وسلم) يا غيلان ائت هاتين الأشاءتين فمر أحدهما (7) تنضم إلى صاحبتها حتى أستتر بهما
فأتوضأ [* * * *] قال فانطلقت فقمت بينها فقلت إن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) يأمر إحداكما أن تنضم إلى
صاحبتها قال فمادت إحداهما ثم انقلعت تخد في الأرض حتى انضمت إلى صاحبتها
فنزل نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فتوضأ خلفهما ثم ركب وعادت تخد في الأرض (8) إلى موضعها قال
ثم نزلنا معه منزلا فأقبلت امرأة بابن لها كأنه الدينار فقالت يا نبي الله ما كان في الحي
غلام أحب إلي بابني هذا فأصابته الموتة (9) فأنا أتمنى موته فادع الله له يا نبي الله قال
فأدناه نبي الله ثم قال (بسم الله أنا رسول الله أخرج عدو الله ثلاثا قال اذهبي

(1) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(2) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(3) قارن مع مشيخة ابن عساكر 235 / أ.
(4) أقحم بعدها بالأصل: " بن عمر بن الحسن " راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 337.
(5) كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(6) أشاء واحدتها أشاءة، وهي صغار النخل (اللسان: أشأ).
(7) الأصل: أحدهما.
(8) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المختصر للايضاح.
(9) الموتة: جنس من الجنون والصرع يعتري الانسان (اللسان).
134

بابنك لن تري بأسا إن شاء الله) [* * * *] قال ثم مضينا فنزلنا منزلنا فجاء رجل فقال يا نبي الله
إنه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما (1) ومنعا لي أنفسهما
وحائطي وما فيه ولا يقدر أحد على الدنو منهما قال فنهض النبي (صلى الله عليه وسلم) بأصحابه حتى أتى
الحائط فقال لصاحبه افتح [* * * *] فقال يا نبي الله أمرهما أعظم من ذاك قال فافتح [* * * *] فلما
حرك الباب بالمفتاح أقبلا لهما جلبة كحفيف الريح فلما أفرج الباب فنظرا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بركا
ثم سجدا فأخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) رؤسهما ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال (استعملهما وأحسن
علفهما) [* * * *] فقال القوم يا نبي الله تسجد لك البهائم فما لله عندنا بك أحسن من هذا أجرتنا
من الضلالة واستنقذتنا من الهلكة أفلا تأذن لنا بالسجود لك قال (كيف كنتم صانعين
بأخيكم إذا مات أتسجدون لقبره) [* * * *] قالوا يا نبي الله نتبع أمرك فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) (إن
السجود ليس إلا للحي الذي لا يموت لو كنت آمرا أحدا بالسجود من هذه الأمة لأمرت
المرأة بالسجود لبعلها) [* * * *] قال ثم رجعنا فجاءت المرأة أم الغلام فقالت يا نبي الله والذي
بعثك بالحق ما زال منغلمان الحي وجاءت بسمن ولبن وجزر فرد عليها السمن والجزر
وأمرهم بشرب اللبن
ذكر عوانة بن الحكم فيما حكاه أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي عنه
وقرأت بخط أبو محمد القطربلي قال قال الوليد (2) يعني حين مات أبوه انهضوا
على اسم الله فبايعوا فبايع له أعلام الناس ثم جهز أباه فبينما هو في دفنه إذ أقبل غيلان بن
سلمة الثقفي والناس لا يدورن يعزونه قبل أو يهنؤنه فقال أصبحت يا أمير المؤمنين رزئت
خير الآباء وسميت خير الأسماء وأعطيت أفضل الأشياء فعزم الله لك في الرزية على
الصبر وأصابك في ذلك نوافل الأجر وأعانك في حسن ثوابه إياك على الشكر وقضى
لعبد الملك خير القضية وأنزله المنزلة الرضية وأعانك على أمر الرعية فقال له الوليد من
أنت قال من ثقيف قال في كم أنت قال في مائة دينار فأمر به أن يلحق بالشرف
فكان أول من قضى له الوليد حاجة حين استخلف
كذا قال وغيلان بن سلمة له صحبة ولا أراه بقي إلى أيام الوليد بن عبد الملك فإنه
مات (3) في خلافة عمر بن الخطاب ولعله ابن غيلان بن سلمة والله أعلم وغيلان هو

(1) أي تمردا.
(2) يعني الوليد بن عبد الملك.
(3) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبعدها صح.
135

الذي أسلم وتحته عشر نسوة فأمره النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يختار منهن أربعا وذلك فيما
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا علي بن محمد أنبأنا عبد الواحد بن محمد
بن عبد الله أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان حدثنا
يزيد بن هارون أنبأنا سعيد بن أبي عروبة عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال
أسلم غيلان بن سلمة الثقفي وتحته عشر نسوة كن تحته في الجاهلية أسلمن معه فأمره
النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يختار منهن أربعا (1)
وأخبرناه أبو العز أحمد بن عبيد الله أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن
المظفر حدثنا محمد بن محمد الباغندي حدثنا علي بن المديني حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر
أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة فأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يمسك منهن
أربعا
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعد
محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن معمر عن
الزهري عن سالم عن أبيه
أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال رسول (صلى الله عليه وسلم) (اختر منهن
أربعا) (2) [* * * *]
فلما كان في عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه فبلغ ذلك عمر فلقيه فقال إني
أظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك ولعلك أن لا تمكث
إلا قليلا وأيم الله لترجعن نساءك ولترجعن في مالك أو لأورثهن ولآمرن بقبرك فيرجم
كما رجم قبر أبي رغال (3)

(1) من هذا الطريق في الاستيعاب 3 / 189 - 190 (هامش الإصابة) وأسد الغابة 4 / 44.
(2) الإصابة 3 / 190.
(3) راجع الإصابة 3 / 191.
136

أخبرنا (1) أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن
الأزهري أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر أنبأنا أبو حامد أحمد بن
محمد بن الحسن بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا
معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال
طلق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه وقسم ماله بين بنيه في خلافة عمر فبلغ ذلك
عمر فقال له أطلقت نساءك وقسمت مالك بين بنيك قال نعم قال والله إني لأرى
الشيطان فيما يسترق السمع سمع بموتك فألقاه في نفسك فلعلك لا تمكث إلا قليلا وأيم
الله لئن لم تراجع نساءك وترجع في مالك لأورثهن منك إذا مت ثم لآمرن بقبرك فليرجمن
كما رجم قبر أبي رغال
قال الزهري وأبو رغال أبو ثقيف
قال فراجع نساءه ورجع في ماله قال نافع فما مكث إلا سبعا حتى مات
قال وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن
شهاب أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن عمر بن الخطاب أخبره أن
غيلان بن سلمة الثقفي طلق نساءه وهو صحيح وقسم ماله بين بنيه وساق الحديث بنحو من
هذه القصة (2)
ولهذا الحديث عندنا طرق كثيرة
وكذا رواه معمر وعقيل عن الزهري والمحفوظ عن الزهري حديث يونس بن يزيد
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو محمد المخلدي
أنبأنا عبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
حدثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن عثمان بن محمد بن أبي
سويد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لغيلان بن سلمة الثقفي حين أسلم وتحته عشر نسوة (خذ منهن
أربعا وفارق سائرهن) (3) [* * * *]
وقد روي حديث سالم عن ابن عمر من وجه آخر

(1) كتب فوقها في الأصل وت: ملحق.
(2) كتب فوقها بالأصل وت: إلى.
(3) راجع الإصابة 3 / 191.
137

أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
أبو علي الحافظ وأبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث قالا أنبأنا أبو عبد الرحمن بن
شعيب النسائي بمصر حدثنا أبو بريد (1) عمرو بن يزيد الجرمي
ح قال وأنبأنا أبو نصر بن قتادة أنبأنا أبو الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل
أنبأنا عبد الله بن محمد بن ناجية حدثنا أبو بريد (2) عمرو بن يزيد حدثنا سيف بن عبد
الله (3) الجرمي حدثنا شرار (4) أبو عبيدة العنزي (5) عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن
عمر
أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده تسع نسوة فأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يختار منهن
أربعا
لفظ حديث ابن ناجية
وفي رواية النسائي سرار بن مجشر (6) وقال
إن غيلان بن سلمة كان عنده عشر نسوة فأسلم وأسلمن معه زاد ابن ناجية في روايته
قال فلما كان زمان طلق نساءه وقسم ماله فقال له عمر لترجعن في مالك وفي نسائك أو
لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال
قال أبو علي تفرد به سرار بن مجشر (7) وهو بصري ثقة وقد روي من رواية ابن
عباس أيضا
أخبرناه أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو الحسين بن بشران

(1) بالأصل: زيد، وفي ت: " بريد " والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 370.
(2) بالأصل هنا: يزيد، وفي ت: " بريد " كلاهما تصحيف، تقدم التعريف به.
(3) كذا بالأصل وت، وذكر المزي في شيوخ عمرو بن يزيد سيف بن عبيد الله. وجاء: سيف بن عبيد الله الجرمي
في تهذيب الكمال في ترجمة سرار بن مجشر، انظر الحاشية التالية.
(4) كذا بالأصل هنا شرار، وهو تصحيف وصوابه: سرار، بالسين وسينبه المصنف إلى أنه في رواية النسائي ورد:
" سرار " وهو سرار بن مجشر بن قبيصة أبو عبيدة البصري العنزي راجع ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 54.
(5) رسمها بالأصل: " العنوى " والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال، وفيه: العنزي ويقال: العنبري.
(6) الأصل: محشر، تصحيف والصواب ما أثبت، وضبطت بفتح الميم وفتح الجيم وتشديد المعجمة المكسورة عن
تقريب التهذيب.
(7) بالأصل هنا: " شرار بن محشر " تصحيف.
138

ببغداد أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا الواقدي
حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن ابن عباس قال
أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة فأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يمسك أربعا ويفارق
سائرهن
قال وأسلم صفوان بن أمية وعنده ثمان نسوة فأمره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يمسك أربعا
ويفارق سائرهن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي السكري
أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الظاهري أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن
سلم أنبأنا أبو خليفة حدثنا محمد بن سلام قال في ذكر شعراء الطائف الجاهليين غيلان
ابن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد أنبأنا أبو
محمد بن يوة أنبأنا أبو الحسن اللنباني (2) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن
سعد (3) قال
في تسمية من كان بالطائف من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غيلان بن سلمة الثقفي أسلم
في الفتح ومات في آخر خلافة عمر بن الخطاب
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبو نصر محمد بن الحسن بن البنا
قالا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا
الحسين بن محمد حدثنا محمد بن سعد (4) قال
في تسمية من نزل الطائف من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غيلان بن سلمة بن معتب بن
مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف وأم سلمة بن (5) معتب كنة بنت

(1) راجع طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 101.
(2) الأصل: اللباني، بتقديم الباء تصحيف، والصواب ما أثبت.
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 505 - 506.
(5) الأصل: بنت، تصحيف، والتصويب عن ابن سعد.
139

كسيرة (1) بن ثمالة من الأزد وأخوه لأمه أوس بن ربيعة بن معتب (2) فهما ابنا كنة إليها
ينسبون وكان غيلان بن سلمة شاعرا وفد على كسرى فسأله أن يبني له حصنا بالطائف
فبنى له حصنا بالطائف ثم جاء الإسلام فأسلم غيلان وعنده عشر نسوة فقال له رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) (اختر منهن أربعا وفارق بقيتهن) [* * * *] فقال قد كن ولا يعلمن أيتهن آثر عندي وسيعلمن
ذلك اليوم فاختار منهن أربعا وجعل يقول لمن أراد منهن أقبلي ومن لم يرد يقول لها
أدبري حتى اختار منهن أربعا وفارق بقيتهن
وقال الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة بن غيلان بن
سلمة عن أبيه
أن نافعا كان لغيلان بن سلمة ففر إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وغيلان مشرك ثم أسلم غيلان فرد
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولاءه
وابنه شرحبيل بن غيلان بن سلمة بن معتب وكان في الوفد الذين قدموا على رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) ولاه (3) ومات شرحبيل سنة ستين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن
علي أنبأنا عبد الله بن محمد قال
غيلان بن سلمة الثقفي سكن الطائف وروى عن النبي حديثا (4)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن مندة
قال
غيلان بن سلمة الثقفي عداده في أهل الحجاز روى عنه عبد الله بن عمر بن
الخطاب وعروة بن غيلان وبشر بن عاصم ونافع أبو السائب مولاه وكان أسلم قبله
فلما أسلم غيلان رد عليه ولاءه
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم

(1) اللفظة غير واضحة بالأصل، والصواب ما أثبت عن ابن سعد.
(2) أقحم بعدها بالأصل: " فهما ابنا كنه بنت كسيرة بن ثمالة من الاز، وأخوه لامه أوس بن ربيعة بن معتب ". والمثبت
يوافق العبارة في ابن سعد.
(3) اللفظة ليست في ابن سعد 5 / 506.
(4) الإصابة 3 / 189.
140

غيلان بن سلمة الثقفي حجازي ذكره في حديث عبد الله بن عمر روى عنه بشر بن
عاصم الثقفي ومولاه نافع أبو السائب وعروة بن غيلان
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا سعيد بن يحيى القرشي حدثنا حفص بن
غياث عن الأجلح (1) عن عكرمة في قوله عز وجل " وثيابك فطهر (2) " قال لا يلبسها
على غدرة ولا فجوة ثم تمثل بشعر غيلان بن سلمة *
إني بحمد الله لا ثوب فاجر * لبست ولا من غدرة أتقعنع *
في نسخة الكتاب الذي قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي محمد عبد
الوهاب بن علي أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد أنبأنا
أبو خليفة حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال (3)
ولغيلان بن سلمة شعر وهو شريف وكان قسم ماله كله بين ولده وطلق نساءه فقال
له عمر إن الشيطان قد نفث في روعك أنك ميت ولا أراه إلا كذلك لترجعن في مالك
ولتراجعن في نساءك أو لآمرن بقبرك أن يرجم كما رجم قبر أبي رغال ففعل
ودخل (4) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم سلمة وهم محاصرو الطائف وعندها مخنث يقال له
هيت يقول لأم سلمة إذا افتتحتم الطائف فقولي لأخيك (5) يأخذ بادية بنت غيلان بن سلمة
وكانت أشهر نساء ثقيف جمالا وهيئة فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان فقال رسول الله * (صلى الله عليه وسلم) ما
لك لتفطن لهذا لا يدخلن عليكم * [* * * *]
قال ابن سلام وأخبرني أبو جعدة (6) قال قالت خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن
الأوقص السلمية وكانت امرأة عثمان بن مظعون وهي الحولاء (7) يا رسول الله إذا فتح
لله عليك الطائف فأعطني حلي بادية بنت غيلان قال (وإن لم يكن أذن لي فيها يا خويلة
* [* * * *] فأتت عمر بن الخطاب مسرعة فأخبرته وكان المسلمون يظنون أنهم يفتحونها قد فتحوا

(1) من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة 3 / 192: الخبر والشعر.
(2) سورة المدثر، الآية: 4.
(3) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام ص 104.
(4) راجع الأغاني 9 / 200.
(5) في الأغاني لعمر بن أبي سلمة، أو لأخيه سلمة.
(6) كذا بالأصل والمختصر.
(7) في المختصر: الخولاء، راجع الإصابة 4 / 278.
141

مكة وظفروا بحنين في وجههم ذلك فجاء عمر بن الخطاب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال (1) شئ
أخبرتنيه خويلة قال (نعم رأيت كأني أريد حلب شاة وهي تعتاص علي فظننت أني لا أنال
منهم شيئا في وجهي هذا) [* * * *] قال أفلا تأذن في الناس بالرحيل قال (بلى) (2) [* * * *]
ذكر أبو حسان الزيادي
أن غيلان ابن سلمة مات في آخر خلافة عمر سنة ثلاث وعشرين
5566 غيلان بن عقبة بن مسعود
ابن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ملكان بن عدي
ابن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار
ويقال غيلان بن عقبة بن بهيش (3) ويقال نهيس بن مسعود
ابن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة
ابن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان
أبو الحارث العدوي
المعروف بذي الرمة
(4)
الشاعر المشهور
قيل إنه لقب بذلك لأنه أتى مية صاحبته وعلى كتفه قطعة حبل وهي الرمة فاستسقاها
فقالت اشرب يا ذا الرمة فلقب به
وقيل إنه لقب بذلك لقوله (5)

(1) طبقات الشعراء لابن سلام ص 165.
(2) بدون إعجام بالأصل.
(3) بالأصل: الهمداني بالدال المهملة، والصواب ما أثبت، قارن مع مشيخة ابن عساكر 246 / أ.
(4) ومثله في المشتبه 1 / 96 والاكمال لابن ماكولا، والشعر والشعراء، والأغاني، وأشرنا إلى أنها: بهيس، بالسين
المهملة في سير أعلام النبلاء.
(5) الاكمال لابن ماكولا 1 / 376 في باب: " بهيش ".
142

أشعث باقي رمة التقليد
وقيل كان يصيبه الفزع في صغره فكتبت له تميمة فكانت تعلق عليه بحبل فلقب ذا
الرمة وأمه ظبية بالظاء المعجمة من بني أسد
حدث عن ابن عباس
روى عنه أبو عمرو بن العلاء
وفد على الوليد بن عبد الملك
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو القاسم بن السمرقندي بقراءتي عليه
ببغداد وكتبه لي بخطه أنبأنا أبو حازم البغدادي قراءة عليه وأنا اسمع أنبأنا أبو زرعة روح
بن محمد بن أحمد بن السني قاضي أصبهان (1) قدم حاجا حدثنا أبو زرعة أحمد بن
الحسين (2) حدثنا حامد بن حماد البندار بنصيبين حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي (3)
حدثنا الأصمعي حدثنا أبو (4) عمرو بن العلاء عن ذي الرمة عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال (إن وفي حديث إسماعيل قال من الشعر حكمة * [* * * *]
وبإسناده عن ابن عباس في قوله " والبحر المسجور " (5) قال الفارغ خرجت أمة
تستقي فرجعت فقالت إن الحوض مسجور تعني فارغا
قال إسحاق يعني ابن سيار النصيبي ليس لذي الرمة غير هذين الحديثين
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (6) أخبرني الحسين بن يحيى
عن حماد يعني ابن إسحاق عن أبي عدنان عن إبراهيم بن نافع
أن الفرزدق دخل على الوليد بن عبد الملك أو غيره فقال له من أشعر الناس قال
أنا قال أفتعلم أحدا أشعر منك قال لا إلا أن غلاما من بني عدي يركب أعجاز الإبل
وينعت الفلوات ثم أتاه جرير فسأله فقال له مثل ذلك ثم أتاه ذو الرمة فقال له ويحك
أنت أشعر الناس قال لا ولكن غلام من بني عقيل يقال له مزاحم يسكن الروضات يقول
وحشيا من الشعر لا نقدر على أن نقول مثله

(1) بالأصل: عمرو، تصحيف.
(2) الأصل: الحسن، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 300.
(3) الأصل: النعال، تصحيف. راجع الحاشية السابقة.
(4) الخبر في الأغاني 18 / 5.
(5) العرسات جمع عرس، طعام الوليمة.
143

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد
الوهاب قراءة أو إجازة أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر أحمد
ابن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عبد الله الجمحي (1) قال
في الطبقة الثانية من الشعراء الإسلاميين ذو الرمة واسمه غيلان وهو الذي يقول أنا
أبو الحارث واسمي غيلان بن عقبة بن بهيش (2) بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن
ساعدة بن كعب بن عوف بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن عدي بن عبد مناة بن أد وهم عدي
التيم تيم عدي والتيم من الرباب
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني وأبو الحسن مكي بن أبي طالب
الهمذاني (3) قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني
عبد الله بن أحمد بن جعفر قال سمعت أبا بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ يقول اسم
ذي الرمة غيلان
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن
أبي الحسن الحافظ
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني قال
ذو الرمة الشاعر غيلان بن عقبة بن بهيش العدوي من بني عدي بن عبد مناة
كذا ضبطه بهيش بالشين المعجمة (4)
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (5)
ذو الرمة غيلان بن عقبة بن بهيش العدوي من بني عدي بن عبد مناة
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا علي بن بقاء الوراق إجازة
أنبأنا أبو محمد بن صابر أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا علي بن بقاء الوراق إجازة أنبأنا

(1) طبقات الشعراء لابن سلام ص 165.
(2) بدون إعجام بالأصل.
(3) بالأصل: الهمداني بالدال المهملة، والصواب ما أثبت، قارن مع مشيخة ابن عساكر 246 / أ.
(4) ومثله في المشتبه 1 / 96 والاكمال لابن ماكولا، والشعر والشعراء، والأغاني، وأشرنا إلى أنها: بهيس، بالسين
المهملة في سير أعلام النبلاء.
(5) الاكمال لابن ماكولا 1 / 376 في باب: " بهيش ".
144

المبارك بن سالم أنبأنا الحسن بن رشيق حدثنا يموت بن المزرع حدثنا أبو عثمان
المازني حدثنا الأصمعي عن عيسى بن عمر قال
كان ذو الرمة الشاعر يملي علي شعرا وأنا أكتب الشعر إذ قال لي يا غلام أصلح هذا
الحرف فقلت له أصلحك الله وإنك لتكتب فقال نعم قدم علينا حضري لكم فعملنا
الخط على الرمل
كتب إلي أبو محمد بن السمرقندي وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر عنه
أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسن بن محمد الخلال أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران قال
سمعت الصولي يقول قال ذو الرمة لعيسى بن عمر
اكتب شعري فالكتاب أعجب إلي من الحفظ إن الأعرابي ينسى الكلمة قد سهرت
في طلبها ليلة فيضع في موضعها كلمة في وزنها ثم ينشد الناس والكتاب لا ينسى ولا يبدل
كلاما بكلام
أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وحدثنا أبو الحسن أحمد بن حمزة السلمي عنه أنبأنا أبو
طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي
حدثنا أبو عمر (1) بن حيوية حدثنا محمد بن عمران الصيرفي حدثنا العمري حدثنا أبو
عدنان السلمي والرياشي عن الأصمعي عن عيسى بن عمر قال
قدم ذو الرمة البصرة فأتيته أعتذر إليه لأني لم أهد إليه شيئا فقال لا تعتذر أنا وأنت
نأخذ ولا نعطي أحدا شيئا
أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا
الحسن بن الحسين (2) بن العباس النعالي (3) أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (4)
أخبرني أحمد بن عبد العزيز حدثني الحسن بن علي حدثنا علي بن سعيد الكندي قال
سمعت أبا بكر بن عياش يقول حدثني من رأى ذا الرمة طفيليا يأتي العرسات

(1) بالأصل: عمرو، تصحيف.
(2) الأصل: الحسن، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في تاريخ بغداد 7 / 300.
(3) الأصل: النعال، تصحيف، راجع الحاشية السابقة.
(4) الخبر في الأغاني 18 / 5.
(5) العرسات جمع عرس، طعام الوليمة.
145

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين قراءة عن أبي عبد الله القضاعي (1)
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عمرو بن شاكر القطان حدثنا الحسن بن علي
بن الفضل بن عبد المجيب المعافري حدثنا محمد بن علي بن الحسين الفقيه حدثنا محمد
ابن عبد الحكم قال قال لي الشافعي رحمه الله
ح وأخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام أنبأنا أبو محمد عبد
الله بن الحسن بن حمزة العطار أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن ياسر أنبأنا أبو
موسى هارون بن محمد الموصلي حدثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي حدثنا
الحسن بن محمد بن الأشعث المصري حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال
سمعت الشافعي يقول
ليس يقدم أهل البادية على ذي الرمة أحدا
قال وقال لي الشافعي لقي رجل رجلا من أهل اليمن فقال لليماني من أشعر
الناس فقال ذو الرمة فقلت له فأين امرؤ القيس يحميه (2) بذلك لأنه يماني فقال لو
أن امرء القيس كلف أن ينشد شعر ذو الرمة ما أحسنه وفي رواية القضاعي فقلت أم امرؤ
القيس يحميه (3) بذلك
أنبأنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد
ثم حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ
أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو تراب المذكر حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا
محمد بن عبد الحكم قال قال الشافعي ليس يقدم أهل البادية على شعر ذي الرمة أحدا
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنبأنا الحسن بن الحسين بن
العباس أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني (4) حدثني الحسن (5) بن علي حدثنا
أبو أيوب المديني حدثني الفضل بن إسحاق الهاشمي عن مولى لجده قال

(1) هو محمد بن سلامة بن جعفر بن علي، أبو عبد الله، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 92.
(2) تقرأ بالأصل: لا حمية.
(3) رسمها بالأصل: " لا حسه " ولعل الصواب ما أثبت.
(4) الخبر في الأغاني 18 / 8.
(5) الأصل: الحسين بن علي، والمثبت عن الأغاني.
146

رأيت ذا الرمة بسوق المربد وقد عارضه رجل يهزأ به فقال له يا أعرابي أتشهد بما
لم تر قال نعم قال بماذا قال أشهد أن أباك ناك أمك
في نسخة ما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي
ابن عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن
سلام (1) قال
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول لنا
شعره يعني ذا الرمة نقط عروس تضمحل عن قليل وأبعار ظباء لها مشم في أول
شمها ثم تعود إلى أرواح البعر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن
العطار قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن حدثنا أبو
يعلى المنقري حدثنا الأصمعي عن يونس بن حبيب قال رؤبة بن العجاج لبلال (2)
علام يعطي ذا الرمة فوالله ما يمدحك إلا بمقطعاتنا هذه يعمد إليها فيوصلها ثم
يمدحك بها فقال بلال والله لو لم أعطه إلا على تأليفها لأعطيته (3)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد البيهقي
في كتابيهما
ح وحدثنا أبو الحسن المرادي عنهما قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث
ح قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي حدثنا جعفر المراغي قال سمعت أبا يحيى
زكريا بن محمد النيسابوري بمصر يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي
يقول شعر ذي الرمة بعر غزال ونقط عروس
أخبرنا أبو القاسم فيما أرى أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد

(1) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص 169 وعن ابن سلام في الأغاني 18 / 14.
(2) يعني بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
(3) رواه الأصفهاني في الأغاني من طريق الجوهري عن ابن شبرمة عن يحيى بن نجيم، وزاد في آخره: وأمر له
بعشرة آلاف درهم.
147

العزيز قال قرئ على أبي بكر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام
قال (1) وحدثني أبو الغراف قال
دخل ذو الرمة على بلال بن أبي بردة وكان بلال راوية فصيحا أديبا فأنشد بلال أبيات
حاتم طيى (2)
* لحا الله صعلوكا مناه وهمه * من الدهر (3) أن يلقى لبوسا ومطعما
يرى الخمس (4) تعذيبا وإن نال شعبة * بيت قلبه من قلة (5) الهم مبهما *
فقال ذو الرمة ترى الخمص تعذيبا وإنما الخمس للإبل وإنما هو خمص البطون
فحسد بلال وكان محكا
وقال هكذا أنشدنيهما رواة طيئ فرد عليه ذو الرمة فضحك ودخل أبو عمرو بن
العلاء فقال له بلال كيف تنشدهما (6) وعرف أبو عمرو الذي به فقال كلا الوجهين (7)
فقال أتأخذون عن غير ذي الرمة قال إنه لفصيح وإنا لنأخذ عنه بتمريض وخرجا من عنده
فقال ذو الرمة لأبي عمرو والله لولا أني أعلمك خطبت في حبله وقلت (8) في هواه لهجوتك
هجاء لا يقعد إليك اثنان
قال وأنبأنا أبن سلام (9) أخبرني أبو يحيى الضبي قال قال ذو الرمة يوما لقد قلت
أبياتا إن لها لعروضا وإن لها لمرادا ومعنى بعيدا قال له الفرزدق وما هيه قال
قلت (10)
أحين أعاذت بي تميم نساءها (11) * وجردت تجريد اليماني (12) من الغمد

(1) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 173 والأغاني 18 / 32.
(2) البيتان في ديوان حاتم طيئ ط بيروت ص 82.
(3) في الديوان والمصادر: العيش.
(4) الديوان: الخمص.
(5) في الأغاني: من شدة الهم.
(6) الأصل: تنشدها، والمثبت عن ابن سلام والأغاني.
(7) كذا بالأصل، وابن سلام والمختصر، وفي الأغاني: كلا الوجهين جائز.
(8) الحرف الأول غير واضح بالأصل، وفي الأغاني: " وملت " والمثبت عن ابن سلام والمختصر.
(9) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 170 والأغاني 18 / 16.
(10) الأبيات أيضا في ديوان ذي الرملة ص 142.
(11) الأصل: " بني تميم نساؤها " والمثبت عن الديوان وابن سلام.
(12) الأصل: " اليمان " والمثبت عن ابن سلام والأغاني، وفي الديوان: الحسام.
148

ومدت بضبعي الرباب ومالك * وعمرو وشالت من ورائي بنو سعد
ومن آل يربوع زهاء كأنه * زها (1) الليل محمود النكاية والرفد *
فقال له الفرزدق لا تعودن فيها فأنا أحق بها منك قال والله لا أعود فيها أبدا ولا
أنشدها أبدا إلا لك فهي قصيدة الفرزدق التي يقول (2) فيها
* وكنا إذا القيسي نب (3) عتوده * ضربناه فوق الأنثيين على الكرد *
الأنثيين الأذنين (4) والكرد العنق
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن نظيف
ونقلته من خطه حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي حدثنا محمد بن يحيى
الصولي حدثنا القاسم بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن محمد النحوي حدثنا أبو عمرو
الأسدي قال
اجتمع ذو الرمة ورؤبة عند بلال بن أبي بردة وهو أمير البصرة وكان رؤبة يثبت القدر
وكان ذو الرمة قدريا فقال لهما بلال تناظرا في القدر فقال رؤبة أفبقدرته آكلها هذا
كذب على الذئب فقال له ذو الرمة الكذب على الذئب أهون من الكذب على رب الذئب
قال رشأ وحدثنا أبو أحمد حدثنا الصولي حدثنا أبو العيناء حدثنا الأصمعي عن
العلاء بن أسلم قال أنشد ذو الرمة شعرا (5)
* وعينان قال الله كونا فكانتا * فعولان بالألباب ما تفعل الخمر *
فقال له العدوي الشاعر قل فعولين بالألباب فقال له ذو الرمة لو سبحت كان خيرا
لك
قال الصولي كان العدوي مثبتا فأراد الله جعل العينين كذا وفر ذو الرمة من هذا
لينشر مذهبه
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن

(1) كذا بالأصل وابن سلام، وفي الديوان: دجى الليل.
(2) البيت في ابن سلام ص 170، وفي ديوان الفرزدق 1 / 178.
(3) في طبقات ابن سلام: قب.
(4) كذا بالأصل والمختصر، وفي طبقات ابن سلام والأغاني: الاثيان: الأذنان.
(5) البيت في ديوانه ص 213، والأغاني 18 / 34 برواية: فعولين بالألباب.
149

حيوية عن أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان أخبرني أبو بكر العامري أنبأنا أبو نصر
عن أبي عمرو قال (1)
خرج ذو الرمة يسير وأخوه هشام فنظر إلى ظبية فقال ذو الرمة (2)
* أيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقا آأنت (3) أم أم سالم *
فقال ذو الرمة * (4)
جعلت لها قرنين فوق جبينها (5) * وظلفين مسودين تحت القوادم *
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا سيف بن عبد الله حدثنا مسلم بن إبراهيم قال
قيل لذي الرمة ما لك خصصت فلانا بمدحك فقال لأنه وطأ مضجعي وأكرم
مجلسي فحق علي أن يستولي على شكري
أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر أنبأنا أبو طاهر محمد بن
أحمد بن أبي الصقر أنبأنا الشريف أبو يعلى حمزة بن أحمد بن الحسين حدثنا الحسن بن
رشيق حدثنا يموت بن المزرع حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال سمعت
الأصمعي يقول قلت ليونس ما أراد ذو الرمة بقوله (6)
* وليل (7) كجلباب العروس أدرعته * بأربعة والشخص في العين واحد *
فقال لي يونس لا أحب الجن تقع على (8) ما وقع عليه ذو الرمة وفطن له قوله
كجلباب العروس يقول ليل طويل كقميص (9) العروس في الطول لأن العروس تجر أذيالها
أدرعته أي لبسته بأربعة يعني نفسه وناقته وسيفه وظله والشخص في العين واحد يقول
والإنسان واحد

(1) الخبر في الأغاني من طريق أبي كريمة النحوي 18 / 5 وفيها أنه خرج مع أخيه مسعود.
(2) البيت في ديوانه ص 622 والأغاني 18 / 24.
(3) بالأصل: " ها أنت " والمثبت عن الديوان.
(4) كذا بالأصل: " فقال ذو الرمة " وفي الأغاني: " وقال مسعود " وهو أشبه، والبيت التالي ليس في ديوان ذي الرمة.
(5) في الأغاني: قصاصها.
(6) البيت في ديوانه ص 129.
(7) صدره في الديوان: وليل كأثناء الرويزي جبته.
وقال شارحه: ويروى، كما في الأصل.
(8) كتبت فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
(9) الأصل: قميص، والمثبت عن المختصر.
150

أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن أبي الحديد فيما أرى أنبأنا جدي أبو عبد الله
أنبأنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد البلخي ثم الدربندي الحافظ قدم علينا
أنبأنا أبو علي الحسن أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن الحسن بن مقسم إجازة حدثنا أبو
العباس أحمد بن يحيى قال قال من كناسة قال أبو بكر بن عياش
كنت إذ أنا شاب إذا أصابتني مصيبة تصبرت وكان ذلك يبرئ بدني جميعا حتى
رأيت بالكناسة (1) أعرابيا ينشد وقد اجتمع الناس عليه ويقول (2)
* خليلي عوجا من صدور الرواحل * بجمهور حزوى (3) فابكيا في المنازل
لعل انحدار الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفى نجي البلابل * (4)
فسألت عنه فقيل هذا ذو الرمة فأصابني بعد ذلك مصيبات فكنت أبكي فأجد له
راحة
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن
محمد أنبأنا يحيى بن محمد بن سلامة أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي
أنشدنا أبو القاسم جعفر بن شاذان عن أبي عمر عن تغلب عن ابن الأعرابي حدثني أبو
بكر بن عياش قال
كنت إذا فرقت للشئ أمتنع من البكاء حتى سمعت ذا الرمة بالكناسة ينشد
خليلي عوجا من صدور الرواحل * بجمهور حزوي فابكيا في المنازل
لعل انحدار الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفي نجي البلابل *
فصرت إذا حزنت بكيت فأجد لذلك راحة عظيمة كما قال ذو الرمة
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ونقلته من خطه وأنبأنيه أبو القاسم علي بن
إبراهيم وأبو الوحش المقرئ عنه أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين بن
سيبخت حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا
علي بن عاصم حدثنا أبي قال

(1) الكناسة: محلة بالكوفة (معجم البلدان).
(2) البيتان في ديوان ذي الرمة ص 491 و 492 ومعجم البلدان (حزوى).
(3) حزوى: بضم أوله وتسكين ثانيه، مقصور. من رمال الدهناء (معجم البلدان).
(4) النجي: ما تحدث به نفسك، والبلابل: الهموم في الصدور (ديوان ذي الرمة).
151

قال الحريس بن تميم مررت بذي الرمة وهو مضطجع متوسدا بردا له وهو يخطط
في الرمل وإذا هو يقول هاه هاه كان كان فقلت له يا أبا الحارث ما هاه وما كان
فقال
* كل ذناها وقد طاب الرقاد لها * ماء السحاب بماء المزن ممزوج *
فقلت ما هاه فقال على ما ذكرت ثم ضحك وأنشأ يقول
يا مي طاب بك النعيم فلا أرى * في الناس مثلك يطرق الأحلاما *
فقلت يا أبا الحارث الناس وأنت في أمر فقال صدقت ذكرت ودودا وأنسيت
حسودا وهتف بمحبوب فهل على محب في غير ريبة بأس فقلت له لا إن شاء الله
أخبرنا أبو الحسن بن العلاف في كتابه وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنبأنا محمد بن
جعفر الخرائطي حدثنا عمران بن موسى عن محمد بن زياد بن الأعرابي قال قال عصمة
الحاسر (1) قال لي ذو الرمة
عندك ناقة نزدار (2) عليها مية فقلت عندي الجؤذر ابنة المهرية فزرنامية فإذا الحي
خلوف وإذا بخيمة ناحية من الخيام
قال حدثنا عاصم أنشدها قال عصمة وكان ذو الرمة إذا أنشد الشعر جش صوته
كما يجش صوت الغراب البوم فأنشدتها حتى انتهيت إلى هذا البيت (3)
* فيا لك من خد أسيل ومنطق * رخيم ومن خلق تعلل جادبه
وقد حلفت بالله مية ما الذي * أقول (4) لها إلا الذي أنا كاذبه
إذا فرماني الله من حيث لا أرى * ولا زال في أرضي عدو أحاربه *
قالت مية راقب الله يا ذو الرمة متى كذبتك

(1) كذا بالأصل، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى أن الصواب: الجاسئ.
(2) ازداره: زاره.
(3) الأبيات في ديوان ذي الرمة ص 42 و 43.
(4) الديوان: " أحدثها " بدل " أقول لها ".
152

قوله تعلل جادبه يقول لم نجد فيه مقالا فهو يتعلل (1) يقوله وليس بعيب
كذا قال الحاسر والصواب الجاسئ
وقد أخبرنا بها على الصواب أتم من هذا أبو علي بن نبهان في كتابه وحدثنا أبو
الفضل بن ناصر أنبأنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن
مخلد وأبو علي بن نبهان
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني
قالوا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم حدثنا أبو
العباس حدثنا عمر بن شبة حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي حدثنا أبو صالح الفزاري
قال (2)
ذكر ذو الرمة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك شيخ منهم من
بني جاسئ بن فزارة كان قد بلغ عشرين ومائة سنة إياي فاسألوا عنه كان من أظرف
الناس كان أدم خفيف العارضين حسن المضحك حلو المنطق وكان إذا أنشد بربر (3)
وجش صوته فإذا راجعك (4) لم تسأم حديثه وكلامه وكان له إخوة يقولون الشعر منهم
مسعود وحرفاش (5) وهو أوفى وهشام كانوا يقولون القصيدة فيرد (6) فيها الأبيات فيغلب
عليها فتذهب له (7) فجمعني وإياهم مربع فأتاني يوما فقال لي يا عصمة إن ميا منقرية وبنو
منقر أخبث حي أقوفه لأثر وأبصره في نظر وأعلمه بشر فهل عندك من ناقة نزدار عليها
ميا قلت أي والإله إن عندي للجؤذر بنت يمانية الجدلي (8) قال علي بها فركبنا
جميعا وخرجنا حتى نشرف على بيوت الحي فإذا هم خلوف (9) وإذا بيت مي خلو

(1) رسمها بالأصل: " بالثمى ".
(2) الخبر في الأغاني 18 / 51 وذيل الأمالي للقالي 123 - 124.
(3) بربر في كلامه: " أكثر منه ". وقيل: بربر أي علا صوته.
(4) الأصل: رجعك، والمثبت عن المختصر.
(5) كذا بالأصل وفي الأغاني: جرفاس.
(6) كذا بالأصل والمختصر، وفي الأغاني: فيبني.
(7) زيد في الأغاني 18 / 3 لشهرته وتنسب إليه.
(8) رسمها بالأصل: لحدي، والمثبت عن الأغاني.
(9) أي غيب.
153

فعرف النساء ذا الرمة حين طلعنا عليهن فتقوض النساء إلى بيت مي وجئنا حتى أنخنا ثم
دنونا فسلمنا وقعدنا نتحدث وإذا مي جارية أملود (1) واردة الشعر صفراء فيها عسن (2)
وإذا عليها سب أصفر (3) وطاق (4) أخضر فتحدثن مليا قم قلن له أنشدنا يا ذا الرمة قال
أنشدهن يا عصمة فأنشدتهن قوله (5)
نظرت إلى أظعان (6) مي كأنها * ذرى النخل أو أثل تميل ذوائبه (7)
فأوشلت العينان (8) والصدر كاتم * بمغرورق نمت عليه سواكبه
بكا وامق (9) خاف الفراق ولم تجل * جوائلها أسراره ومعاتبه *
فقالت ظريفة ممن حضر لكن الآن فلتجل فنظرت إليها مي ثم مضيت في القصيدة
حتى انتهيت إلى قوله
إذا سرحت من حب مي سوارح * عن القلب آبته جميعا عوازبه *
فقالت الظريفة منهن قتلته قتلك الله فقالت مي ما أصحه (10) وهنيئا له فتنفس ذو
الرمة تنفيسة كاد حرها يطير شعر وجهه ومضيت حتى انتهيت إلى قوله
وقد حلفت بالله مية ما الذي * أقول لها إلا الذي أنا كاذبه
إذا فرماني الله من حيث لا أرى * ولا أزال في أرضي عدو أحاربه

(1) أي ناعمة.
(2) بالأصل: عشر، والمثبت عن المختصر، وكانت في أصله: عشر كالأصل هنا، وقد صوبها محققه. وبهامشه:
العسن: الطول مع حسن الشعر والبياض.
(3) السب: الثوب الرقيق أو الخمار، والشقة الرقيقة (القاموس المحيط).
(4) الطاق: الكساء (اللسان: طوق) وفي ذيل الأمالي: نطاق أخضر.
(5) الأبيات في ديوان ذي الرملة ص 39 والأغاني 18 / 51 وذيل أمالي القالي ص 124.
(6) الأصل: " أظفار " والمثبت عن الديوان والمصادر.
(7) عجزه في الديوان: مولية ميس تميل ذوائبه.
وفي المصدرين العجز فيهما كروية الأصل.
(8) في الديوان: فأبديت من عيني والصدر كاتم.
وفي الأغاني: فأسبلت العينان والقلب كاتم.
وفي ذيل الأمالي: فأسبلت العينان والصدر كاتم.
(9) في الديوان: هوى آلف جاء الفراق فلم تجل.
وفي الأغاني: بكاء فتى خاف......
(10) رسمها بالأصل: " أصحه " والمثبت عن الأغاني.
154

* فقال الظريفة قتلته قتلك الله فالتفتت إليه مي فقالت خف عواقب الله يا غيلان ثم
مضيت فيها حتى انتهيت إلى قوله
* إذا راجعتك (1) القول مية أو بدا * لك الوجه منها أو نضا الدرع سالبه
فيا لك من خد أسيل ومنطق * رخيم ومن خلق تعلل جاذبه *
فقالت الظريفة هاهي ذه قد راجعتك القول وبدا لك وجهها فمن لنا بأن ينضو الدرع
سالبه فالتفتت إليها مي فقالت قاتلك الله ما أنكر ما تجيبين به قال عصمة فحدثنا ساعة
ثم قالت الظريفة للنساء إن لهذين شأنا فقمن بنا فقمن وقمت معهن فجلست في بيت
أراهما منه فسمعتها قالت له كذبت والله ووالله ما أدري ما قال لها وما أكذبته فيه فلبث
قليلا ثم جاءني ومعه قارورة فيها دهن وقلائد فقال لي هذا دهن طيب أتحفتنا به مي وهذه
قلائد الجؤذر ولا والله لا أقلدهن بعيرا أبدا وشدهن بذؤابة سيفه ثم انصرفنا فكان
يختلف إليها حتى تقضى الربيع ودعا الناس المصيف فأتاني فقال يا عصمة قد رحلت
مي ولم يبق إلا الآثار والنظر في الديار فاذهب بنا ننظر في ديارها ونقفوا آثارها فخرجنا
حتى أتينا منزلها فوقف ينظر ثم قال (2)
* ألا فاسلمي (3) يا دار مي على البلى * ولا زال منهلا بجرعائك (4) القطر *
قال عصمة فما ملك عينيه فقلت مه فانتبه وقال إني لجلد وإن كان مني ما
ترى قال فما رأيت أحدا كان أشدا منه يومئذ صبابة ولا أحسن عزاء وصبرا ثم انصرفنا
وتفرقنا وكان آخر العهد به
أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا
المعافى بن زكريا (5) حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي ومحمد بن القاسم الأنباري
قالا أنبأنا أحمد بن يحيى عن أبي زيد حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثني أبو صالح
الفزاري قال

(1) في الديوان: " نازعتك " ومثله في الأغاني وذيل الأمالي.
(2) البيت في ديوان ذي الرمة ص 206 وذيل الأمالي ص 125.
(3) الديوان وذيل الأمالي: ألا يا أسلمي.
(4) الجرعاء: المنبسط من الرمل.
(5) الخبر رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 2 / 189 وما بعدها، وفي مصارع العشاق ص
272.
155

ذكر ذو الرمة في مجلس فيه عدة من الأعراب فقال عصمة بن مالك شيخ منهم قد
أتى له مائة سنة فقال كان من أظرف الناس كان آدم خفيف العارضين حسن المضحك
حلو المنطق وكان إذا أنشد بربر وجش صوته وإذا واجهك لم تسأم حديثه وكلامه وكان
له إخوة يقولون الشعر منهم مسعود وهمام وحرماس (1) فكانوا يقولون القصيدة فيزيد فيها
الأبيات فيغلب (2) عليها فتذهب له فأتى يوما فقال يا عصمة إن مية منقرية وبنو منقر أخبث
حي وأبصره بأثر وأعلمه بطريق فهل عندك من ناقة تزدار عليها مية فقلت نعم عندي
الجؤذر قال علي بها فركبناها جميعا حتى نشرف على بيوت الحي فإذا هم خلوف وإذا
بيت مية خال فملنا إليه فتقوض (3) النساء نحونا ونحو بيت مي فطلعت علينا فإذا هي
جارية أملود واردة الشعر وإذا عليها سب أصفر وقميص أخضر فقلن أنشدن يا ذا الرمة
فقال أنشدهن يا عصمة فنظرت إليهن وأنشدتهن (4)
* وقفت على رسم (5) لمية ناقتي * فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه * تكلمني أحجاره وملاعبه *
حتى بلغت إلى قوله
هوى آلف خاف الفراق ولم تجل * جوائلها أسراره ومعاتبه
فقالت ظريفة ممن حضر فلتجل الآن فنظرن إليها حتى أتت على القصيدة إلى
قوله (6)
* إذا سرحت من حب مي سوارح * على القلب أتته جميعا عوازبه *
فقالت الظريفة منهن قتلته قتلك الله فقالت ما أصحه وهنيئا له ح فتنفس ذو الرمة
نفسا كاد من حره يطير شعر وجهه ومضيت في الشعر حتى أتيت على قوله
وقد حلفت بالله مية ما الذي * أقول لها إلا الذي أنا كاذبه
إذا فرماني الله من حيث لا أرى * ولا زال في داري عدو أحاربه *

(1) كذا بالأصل بدون إعجام، وفي الجليس الصالح: " خرواش " ومر في الأغاني جرفاس.
(2) مطموسة بالأصل، والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) في الجليس الصالح: فتقوص.
(4) من قصيدة في ديوانه ص 38 وما بعدها. والجليس الصالح 2 / 190.
(5) الديوان: ربع.
(6) أقحم بعدها بالأصل: إذا سرحت.
156

فقالت الظريفة قتلته قتلك الله فقالت مي خف عواقب الله يا غيلان ثم أتيت على
الشعر حتى انتهيت إلى قوله
إذا راجعتك القول مية أو بدا * لك الوجه منها أو نضا (1) الدرع سالبه
* * فيا لك من خد (2) أسيل ومنطق * رخيم ومن خلق تعلل جادبه *
فقالت تلك الظريفة ها هذه وهذا القول قد راجعتك وقد واجهتها فمن لك أن ينضو
الدرع سالبه فالتفتت إليها مي وقالت قاتلك الله ما أحسن ما تجيئين به فتحدثنا ساعة ثم
قالت الظريفة للنساء إن لهذين شأنا فقمن بنا فقمن وقمت معهن فجلست بحيث
أراهما فجعلت مية تقول له كذبت فلبث طويلا ثم اتاني ومعه قارورة فيها دهن فقال
هذا دهن طيب أتحفتنا به مية وهذه قلاده للجؤذر والله لا أخرجتها من يدي أبدا فكان
يختلف إليها حتى إذا انقضى الربيع ودعا الناس الضيف أتاني فقال يا عصمة قد ترحلت مي
فلم يبق إلا الربع والآثار فاذهب بنا ننظر إلى آثارهم فخرجنا حتى انتهينا فوقف وقال
ألا فاسلمي يا دار مي على البلى * ولا زال منهلا بجرعائك القطر
وإن لم تكوني غيرنا وبقفرة (3) * تجر بها الأذيال صيغية (4) كدر *
فقلت له ما بالك فقال يا عصمة إني لجلد وإن كان مني ما ترى (5) فكان آخر
العهد به
والخبر على لفظ أبي عبد الله قال وحدثت عن ابن أبي عدي قال سمعت ذا الرمة
يقول قد بلغت نصف عمر الهرم أربعين سنة
وقال ذو الرمة (6) * على حين راهقت الثلاثين وارعوت * لداتي (7) وكاد الحلم بالجهل يرجح

(1) نضا: ترع.
(2) كذا بالأصل والديوان، وفي الجليس الصالح: " جد ".
(3) في الديوان: فإن لم تكوني غير شام بقفرة.
(4) عن الديوان والجليس الصالح، " صيفية " وبالأصل: " ضيقة ".
والأذيال: ما تجره الريح من آثار. وصيفية: رياح الصيف التي فيها غبرة.
(5) كذا في هذه الرواية هنا وفي الجليس الصالح، ويبدو أن فيها سقطا، ومر في الرواية السابقة: قال عصمة: مما
مملك عينيه، فقلت: مه، فانتبه، وقال: إني لجلد، وإن كان مني ما ترى.
(6) الأبيات في ديوانه ص 77.
(7) لداتي جمع لدة، يقال فلان لدة فلان إذا كان من سنه.
157

إذا خطرت من ذكر مية خطرة * على القلب (1) كادت في فؤادك تجرح
تصرف أهواء القلوب ولا أرى * نصيبك من قلبي لغيرك يمنح
وبعض الهوى بالهجر يمحى فيمحي * وحبك عندي يستجد ويربح
ولما شكوت (2) الحب كيما تثيبني * بوجدي (3) قالت إنما أنت تمزح
بعادا وإدلالا علي وقد رأت * ضمير الهوى قد كاد بالجسم يبرح
لئن كانت الدنيا علي كما أرى * تباريح من ذكراك (4) للموت أروح *
ويروي * تباريح من مي فللموت أروح
(4)
قال القاضي هذه من قصائد ذي الرمة الطوال المشهورة المستحسنة وأولها
أمنزلتي مي سلام عليكما * على النأي والنائي يود وينضح
ذكرتك (5) إن مرت بنا أم شادن * أمام المطايا تشرئب وتسنح
من المؤلفات الرمل أدماء (6) حرة * شعاع الضحى من متهنا يتوضح
رأتنا كأنا عامدون (7) لصيدها (8) * ضحى فهي تنبو تارة وتزحزح
هي الشبه أعطافا وجيدا ومقلة * ومية أبهى بعد منها وأملح *
وهذه من أحسن الحائيات على هذا الروي ونظيرها كلمة ابن مقبل التي أولها
هل القلب من دهماء (9) سال فمسمح * وزاجره عنها الخيال المبرح *
وقول جرير (10)
* صحا القلب عن سلمى فقد برحت به * وما كان يلقى من تماضر أبرح *
ومثله

(1) الديوان: على النفس.
(2) الأصل: شكيت، والمثبت عن الجليس الصالح والديوان، وفي الديوان: لمي شكوت.
(3) في الديوان: بودي.
(4) وهي رواية الديوان.
(5) كذا بالأصل والديوان، وفي الجليس الصالح: ومنها ذكرتك.
(6) الادماء: البيضاء، والحرة: الكريمة.
(7) الأصل: عامدين، والمثبت عن الجليس الصالح، وفي الديوان: قاصدون.
(8) كذا بالأصل والجليس الصالح، وفي الجليس الصالح، وفي الديوان: قاصدون.
(9) في الجليس الصالح: عن أسماء.
(10) ديوان جرير ط بيروت ص 81.
158

* لقد كان لي في ضربين عدمنني * وما كنت ألقى من رزيته أبرح *
وذكر في خبر ذي الرمة بهذا الإسناد إخوة ذي الرمة فقيل فيه مسعود وهمام
وخرفاش (1)
فأما مسعود فمن مشهوري إخوته وإياه عنى ذو (2) الرمة بقوله (3)
* أقول لمسعود بجرعاء مالك * وقد هم دمعي أن تسح أوائله *
ومنهم هشام وهو الذي استشهد سيبويه في الإضمار في ليس بقوله فقال قال هشام
ابن عقبة أخو ذي الرمة (4)
* هي الشفاء لدائي (5) لو ظفرت بها * وليس منها شفاء الداء مبذول *
ومنهم أوفى وهو الذي عناه بعض إخوته في شعر رثى فيه ذا الرمة أخاهما (6)
تعزيت من أوفى بغيلان بعده * عزاء وجفن العين ملآن مترع
ولم تنسني أوفى المصيبات بعده (7) * ولكن نكاء القرح بالقرح أوجع *
وذكره ذو الرمة فقال (8) * أقول لأوفى حين أبصر باللوى * صحيفة وجهي قد تغير حالها *
وقوله فإذا هم خلوف يقال لمن تخلف بالحي إذا ظعنوا وانتجعوا خلوف
فيا لذات يوم أزور وحدي * ديار الموعدي وهم خلوف *
ويروي فيا لذات يوم ويوم أزور فمن عنى بقوله فيا لذات الإضافة إلى الياء التي
هي ضمير المتكلم وأسقط ما اكتفي بكسرة التاء التي هي في موضع نصب لإقامة وزن
الشعر فيوم نصوبا لا غير على الظرف ومن أضاف قوله فيا لذات إلى اليوم جاز له النصب

(1) كذا بالأصل هنا، وفي الجليس الصالح: " خرقاش " وانظر ما مر فيه.
(2) الأصل: ذي، تصحيف.
(3) ديوان ذي الرمة ص 466.
(4) انظر الكتاب لسيبويه 1 / 71.
(5) الأصل: لذاتي، والمثبت عن المختصر.
(6) البيت بالأصل ملفق من بيتين، وهما في الجليس الصالح 2 / 194 والأغاني 18 / 4.
(7) الزيادة بين معكوفتين عن المصادر.
(8) ديوان ذي الرمة ص 523 وروايته فيه:
عرفت لها دارا فأبصر صاحبي * صفيحة وجهي قد تغير حالها
وعلى رواية الديوان، لا ذكر ل‍ " أوفى " أخي ذي الرمة.
159

لإضافته إلى الفعل وهي التي يسميها كوفيو النحاة إضافة غير محضة (1) وجاز الجر واختير
لإضافته إلى فعل معرب غير مبني
وقد يقال للحي الظاعن أيضا خلوف
وقال الراوي في هذا الخبر في مواضع مي ومية قي مواضع أخر فقد ذكر النحويون أن
ذا الرمة كان يسميها تارة مية وتارة مي وهذا بين في كثير من شعره من ذلك قوله
ديار مية إذ مي تساعفنا * ولا يرى مثلها عجم ولا عرب (2) *
وروى قوله (3)
* فيا مي ما يدريك أين مناخنا * معرقة الألحي يمانية سجرا (4) *
بالرفع والنصب فمن رواه بالنصب فوجهه أنه رخم على قول من قال يا حار أقبل
وهو أقيس وجهي الترخيم ومن رواه بالرفع فعلى أن مي اسم تام غير مرخم لأنه منادى
مفرد (5) وقد يجوز ترخيمه على قول من قال يا حار ومما يبين أنه كان يقصد تسميتها بمي
على غير وجه الترخيم قوله (6)
* قداويت من مي بتكليم ساعة * فما زاد إلا ضعف دائي كلامها
* وقوله جارية أملود معناه ناعمة كما قال الشاعر *
أريت (7) إن جاءت به أملودا * مرجلا ويلبس البرودا *
وأما قوله فإذا عليها سب أصفر فإنه يكون الرداء والخمار كما قال الشاعر (8)
وأشهد من عوف خيولا (9) كثيرة * يحجون سب الزبرقان المزعفرا *

(1) كذا رسمها بالأصل، وفي الجليس الصالح: محصنة.
(2) ديوانه ص 3 والجليس الصالح 2 / 195.
(3) ديوان ذي الرمة ص 172 والجليس الصالح 2 / 195.
(4) الأصل: ثمانية سحرا، والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) بالأصل: " مرخم " والمثبت عن الجليس الصالح.
(6) ديوان ذي الرمة ص 637 والجليس الصالح الكافي 2 / 195.
(7) بالأصل: " أرأيت " والمثبت عن الجليس الصالح الكافي.
(8) البيت في تاج العروس " سيب " ونسبه للمخبل السعدي.
(9) كذا بالأصل، وفي الجليس الصالح وتاج العروس: " حلولا ".
160

والسب الخيط والسب أيضا الكفؤ من السباب كما قال الشاعر
لا تسبنني فلست بسبي * إن سبي من الرجال الكريم * (1)
وقال الأخطل (2)
* بني أسد لستم بسبي فأقصروا (3) * ولكنما سبي سليم وعامر *
وقوله أونضا الدرع سالبه معنى نضاه خلعه يقال نضا السيف من غمده وانتضاه
ونضا الثوب عنه إذا خلعه قال امرؤ القيس (4)
* فجئت (5) وقد نضت لنوم ثيابها * لذي الستر إلا لبسة المتفضل *
وقوله منطق رخيم الرخيم الذي فيه يقطع يستحسن ومثله قوله أيضا
لها بشر مثل الحرير ومنطق * رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر (6) *
ومن هذا قولهم رخمت الدجاجة إذا قطعت بيضها ومنه ترخيم الكلام في العربية
كقولك يا حار ويا مال
وقوله تعلل جادبه الجادب العائب ومنه الخبر جدب لنا عمر السمر بعد العشاء
أي عاب السمر وكرهه بعد العشاء
وقوله ألا يا أسلمى معناه يا هذه أسلمي وعلى هذا المذهب قراءة من قرأ " ألا يا
يسجدوا " ومن هذا النحو قول الأخطل (7)
* ألا يا أسلمي يا هند هند بني بدر * وإن كان حيانا عدى آخر الدهر *
وقول آخر
* يا لعنة الله والأقوام كلهم * والصالحين على سمعان من جار *
وهذا باب واسع جدا ونحن نشبع القول فيه إذا انتهينا إلى البيان عن قول الله تعالى "

(1) البيت في تاج العروس (بتحقيقنا: سبب) قاله عبد الرحمن بن حسان يهجو مسكينا الدارمي.
(2) البيت في ديوانه ط بيروت ص 171 من قصيدة يهجو خنجر الأسدي ومطلعها: بنو أسد
رجلان: رجل تذبذبت * ورجل أضافتها إلينا التراتر
(3) في الديوان: فتشتموا.
(4) البيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص 40.
(5) كذا بالأصل والديوان، وفي الجليس الصالح: فقمت.
(6) البيت لذي الرمة، ديوانه ص 212 وفيه: دقيق الحواشي.
(7) البيت في ديوانه ط بيروت ص 110 مطلع قصيدة قالها في مدح عبد الملك بن مروان وهجاء القيسيين.
161

ألا يا يسجدوا لله " (1) وشرح ما فيه من التأويل والقراءات في موضعه من كتبنا في علل التأويل
والتلاوة إن شاء الله
وقول ذي الرمة على حين راهقت الثلاثين بنصب حين هكذا رويناه وهو الوجه
المتفق على صحته في الإعراب والمختار عند كثير من نظار النحاة الفتح (2) من إضافة إلى
مبني غير معرب وذلك راهقت الذي هو فعل ماض كما قال الشاعر *
على حين عاتبت المشيب على الصبا * وقلت ألما تصح والشيب وازع (3) *
وعلى هذا الوجه قراءة من قرأ من القراء " ومن خزي يومئذ " (4) ومن قرأ (5) يومئذ "
ومن عذاب يومئذ " وهذا كله مشروح مع تسمية من قرأ به وحجج المختلفين فيه في كتبنا
المؤلفة في حروف القرآن وتأويله
أنبأنا أبو سعد الطيوري عن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري أنبأنا أبو محمد
عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثني جعفر بن هارون بن رباب حدثني عبد الله بن أبي
سعيد حدثنا يزيد بن المهلب بن المغيرة المهلبي حدثني عبد الصمد بن المعدل
عن أبيه عن جده غيلان بن الحكم قال
وفد علينا ذو الرمة ونحن بكناسة الكوفة فأنشدنا قصيدته الحائية فلما انتهى إلى قوله
* إذا غير اليأس (7) المحبين لم يكد * رسيس (8) الهوى من حب مية يبرح (9) *
فقال له ابن شبرمة أراه قد برح ففكر ثم قال لم أجد رسيس الهوى من حب مية
يبرح فرجعت بحديثهم إلى أبي الحكم البختري بن المختار فقال أخطأ ابن شبرمة حين رد
عليه وأخطأ ذو الرمة حيث من قبل منه إنما هذا كقول الله عز وجل " إذا أخرج يده لم يكد
يراها (9) " أي لم يرها ولم يكد

(1) سورة النمل، الآية: 25.
(2) الزيادة عن الجليس الصالح الكافي.
(3) البيت للنابغة، ديوانه ص 51.
(4) سورة هود، الآية: 66.
(5) الأصل: فزع، والمثبت عن الجليس الصالح الكافي.
(6) البيت في ديوانه ص 78 رقم 6 من قصيدته الحائية ومطلعها:
أمنزلتي مي سلام عليكما * على النأي والنائي يود وينصح.
والأغاني 18 / 29.
(7) في الديوان والأغاني: غير النأي.
(8) الرسيس: الخفي، والكلام الخفي.
(9) سورة النور، الآية: 40.
162

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش عنه
حدثنا أبو أحمد الفرضي حدثنا الصولي حدثنا المغيرة بن محمد حدثني عبد الصمد بن
المعدل بن غيلان حدثني أبي المعدل عن أبيه غيلان بن البختري عن أبيه قال كنت واقفا
بكناسة الكوفة وذو الرمة ينشد قصيدته الحائية
إذا غير النأي المحبين لم يكد * رسيس الهوى من حب مية يبرح *
فقال له بن شبرمة القاضي أراه قد برح يا غيلان فغيره وقال
إذا غير النأي المحبين لم أجد * رسيس الهوى من حب مية يبرح
قال وبادرت إلى أبي فقال لي يا بني أخطأ ابن شبرمة في تغييره عليه وأخطأ ذو
الرمة في قبوله منه والمعتز لم يبرح ولم يكد وهو مثل قول الله عز وجل " إذا أخرج يده لم
يكد يراها " المعنى لم يرها ولم يكد
قال وحدثنا الصولي حدثنا ثعلب حدثنا الرياشي قال سمعت الأصمعي يقول
أحسن ما قيل في الثغر قول ذي الرمة (1)
* وتجلو بفرع (2) من أراك كأنه * من العنبر الهندي والمسك يصبح
ذرا أقحوان واجه (3) الطل وارتقى * إليه الندى من رامة (4) المتروح
هجان الثنايا مغربا (5) لو تبسمت * لأخرس عنه كاد بالقول يفصح *
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي أنبأنا الشيخ أبو منصور عبد المحسن بن
محمد بن علي حدثنا القاضي أبو القاسم يحيى بن القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة بن
جعفر أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن خرزاد النجيرمي أنشدنا أبو القاسم
جعفر (6) أنشدنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى
ثعلب الشيباني لذي الرمة (7)
* تجيش إلى النفس في كل منزل * لمي ويرتاع الفؤاد المشوق
أراني إذا هومت يا مي زرتني * فيا نعمتا لو أن رؤياي تصدق

(1) ديوانه ص 83.
(2) الفرع: القضيب، يعني السواك.
(3) الديوان: راحه الليل وارتقى.
(4) رسمها بالأصل: رأيه، والمثبت عن الديوان.
(5) مغربا أي شديد البياض.
(6) بياض بالأصل.
(7) الأبيات في ديوانه ص 390.
163

ألا ظعنت مي فهاتيك دارها * بها السحم (1) تردي والحمام المطوق
ولذي الرمة (2) * وفي هملان العين من غصة الهوى * شفاء وفي الصبر الجلادة والأجر
إذا الهجر أفنى طوله ورق الهوى * من الإلف لم يقطع هوى مية الهجر
لها بشر مثل الحرير ومنطق * رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر *
الهراء الكلام الكثير الذي ليس له معنى
ولذي الرمة
وعينان قال الله كوني فكانتا * فعولان بالألباب ما تفعل الخمر *
قال ذو الرمة (3)
* إذا غير النأي المحبين لم أجد * رسيس الهوى من ذكر مية يبرح (4)
فلا الحب (5) يبدي من هواها ملالة * ولا حبها إن تنزح الدار ينزح
إذا خطرت من ذكر مية خطرة * على القلب (6) كادت في فؤادك تجرح
تصرف أهواء القلوب ولا أرى * نصيبك من قلبي لغيرك يمنح *
وقال ذو الرمة (7)
* ألا أيها (8) القلب الذي برحت به * منازل مي والعران (9) الشواسع
أفي كل أطلال لها منك حنة * كما حن مقرون الوظيفين (10) نازع
ولا برء من مي وقد حيل دونها * فما أنت فيما بين هاتين صانع *
ولذي الرمة (11)
* بكيت على مي بها إذ عرفتها * وهجت البكا (12) حتى بكى القوم من أجلي

(1) السحم: السود، الواحد: أسحم، يعني الغربان.
(2) ديوان ذي الرمة ص 210.
(3) زيادة لازمة للايضاح.
(4) الأبيات التالية في ديوانه ص 78.
(5) في الديوان: القرب يدني.
(6) في الديوان: على النفس.
(7) زيادة للايضاح.
(8) الأبيات التالية في ديوانه ص 334.
(9) غير مقروءة بالأصل، ونميل إلى قراءتها: " والعرار " والعران أثبتت عن الديوان.
(10) الوظيفان عظما اليدين.
(11) الأبيات في ديوانه ص 485.
(12) في الديوان: وهجت الهوى.
164

وهل هملان العين راجع ما مضى * من الدهر (1) أو مدنيك يا مي من أهلي
ألا لا أبالي الموت إن كان قبله * لقاء لمي وارتجاع من الوصل
إذا كان المرط حين تلوثه * على دعصة غراء من عجم الرمل *
أناة بطيئة القيام والمرط الإزار وغراء بيضاء وعجم الرمل ومعظمه والدعصة من
الرمل كثبان صغار
* أسيلة (2) مستن الوشا حين قانئ * بأطرافها الحناء سبط طفل *
مستن الوشاحين حيث يجري الوشاحان سبط طويل يريد الأصابع طفل رطب
قاني شديد الحمرة
وحلي الشوا منها إذا حليت به * على قصبات لا شخات عصل * (3)
الشوى يديها (4) ورجليها والشخات (5) الرقاق وعصل معوجة
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن
الخرائطي حدثنا إسماعيل بن أبي حاتم حدثنا علي بن محمد عن ابن أبي شيخ حدثتني (6)
عمة لي قالت
كان ذو الرمة ينزل عندنا هو وميه في ربع لهم فقلت له يا غيلان ههنا من هو أحسن
من مي فما ترى فيها فقال والله ما أظن الله خلق خلقا أحسن من مي وإني وإياها كما قال
الأول
* ترى العين من تهوى مليحا ومن يكن * بغيضا إليها لا تملح شمائله *
في نسخة ما
أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا أبو
الحسن علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا

(1) الديوان: من الوجد.
(2) أسيلة: طويلة.
(3) بالأصل: على قصبات لا سحاب ولا عضل والمثبت عن الديوان.
(4) كذا بالأصل: الشوى: يديها ورجليها.
(5) الأصل: السحاب، والمثبت قياسا إلى رواية الديوان.
(6) بالأصل: حدثني.
165

أبو عبد الله الجمحي حدثني أبو البيداء قال (1)
كان ذو الرمة يشبب بمي بنت (2) طلبة بنت قيس بن عاصم المنقري وكانت كثيرة (3) أمة
مولده لآل قيس بن عاصم وهي أم سهم بن بردة الذي قتله سنان بن مخيس القشيري أيام
محمد بن سليمان فقالت كثيرة (4) (5)
* على وجه مي مسحة من ملاحة * وتحت الثياب الخزي لو كان باديا
ألم تر أن الماء يخبث (6) طعمه * ولو كان لون الماء في العين (7) صافيا *
ونحلتهما ذا الرمة فامتعض من ذلك وحلف بجهد أيمانه ما قالهما وقال تالله كيف
أقوله وقد قطعت دهري وأفنيت شبابي أشبب بها وأمدحها ثم أقول هذا ثم أطلع على أن
كثيرة (4) قالتهما ونحلتهما (8) إياه
قال وأنا ابن سلام قال فأخبرني أبو سوار (9) الغنوي وكان فصيحا قال (10)
رأيت مي ورأيت معها بنين لها فقلت فصفها لي قال مسنونة الوجه طويلة الخدين
شماء الأنف عليها وسم جمال فقالت لي ما تلقيت بأحد من هؤلاء إلا في الإبل فقلت
له إذ كانت تنشدك ما قال فيها ذو الرمة قال أي والله تسح سحا ما رأى مثله أحد
قال وحدثنا ابن سلام قال كانت مي عند ابن عم لها يقال له عاصم ففيه يقول ذو
الرمة (11)
* ألا ليت شعري هل يموتن عاصم * ولم تشتعبني للمنايا شعوبها

(1) الخبر والشعر في الأغاني 18 / 25 - 26.
(2) في الشعر والشعراء ص 335 مية بنت فلان بن طلبة وفي وفيات الأعيان 4 / 11 مية ابنة مقاتل بن طلبة.
(3) رسمها بالأصل: " كره " وفي المختصر: " كنزه " والمثبت عن الأغاني.
(4) في الأصل هنا: كمره.
(5) البيتان في الأغاني 18 / 26 والشعر والشعراء ص 335 ووفيات الأعيان 4 / 12 وملحق ديوان ذي الرمة ص 675
فيما نسب إليه من شعر.
(6) في ملحق الديوان: " يخلف " وفي المصادر كالأصل.
(7) كذا بالأصل والأغاني، وفي ملحق الديوان والشعر والشعراء: أبيض صافيا.
(8) تقرأ بالأصل: وأنحلهما، والمثبت عن الأغاني.
(9) الأصل: أبو شرار، والمثبت عن الشعر والشعراء.
(10) الخبر في الشعر والشعراء ص 335.
(11) البيتان في ديوانه ص 67.
166

دعا (1) الله من حتف المنية عاصما * بقاصمة (2) يدعى لها فيجيبها *
أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين
القارئ أنبأنا أبو طالب محمد بن علي البيضاوي بقراءتي عليه من أصل أبي بكر بن شاذان
قال قرئ على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال وقال ذو الرمة (3)
* عدتني العوادي عنك يا مي برهة * وقد يلتوى دون الحبيب فيهجر
على أنني في كل سير أسيره * ومي نظري من نحو أرضك (4) أصور
فما تحدث الأيام يا مي بيننا * فلا ناشر سرا ولا متغير *
أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا
المعافى بن زكريا القاضي (5) حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا ابن أبي سعد حدثني النافع
بن بشر السعدي حدثنا أبو المهلل الحداني (6) قال
ارتحلت إلى الرمال في طلب مي صاحبة غيلان ذي الرمة فما زلت أطلب موضع بيتها
حتى أرشدت إلى البيت فإذا خيمة كبيرة على بابها عجوز هتماء فسلمت عليها ثم قلت لها
أين منزل مي قال مي ذي الرمة قلت نعم قالت أنا مي فعجبت منها ثم قلت لها
العجب كل العجب من ذي الرمة وكثرة ما قال فيك ولست أرى من المشاهد التي وصفك
بها (7) شيئا فقالت لا تعجبن يا هذا منه فإني سأقوم بعذره عندك قال ثم قالت يا فلانة
قال فخرجت من الخيمة جارية ناهد (8) عليها برقع فقالت لها أسفري عنك فلما
أسفرت (9) تحيرت لما رأيت من جمالها وبراعتها وفصاحتها فقالت لي علق ذو الرمة بي

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الديوان.
(2) في الديوان: بقاضية.
(3) الأبيات في ديوانه ص 224 - 225.
(4) الديوان: " دارك " وأصور: مائل، والصور: الميل.
(5) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي 2 / 248 وما بعدها، وانظر عيون الاخبار 4 / 40 ورد
فيه الخبر بدون الشعر.
(6) كذا ورد السند بالأصل، والذي في الجليس الصالح الكافي: [قال المعافى:] حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي
قال: حدثنا أبو الممهلهل الحداني قال.
(7) في الجليس الصالح: ولست أرى من الشاهد والوصف شيئا.
(8) في الجليس الصالح: جارية ناهدة: وكلاهما صحيح.
(9) الأصل: سفرت، والمثبت عن الجليس الصالح.
167

وأنا في سنها فقلت عذره الله ورحمه أنشديني مما قال فيك قال فجعلت تنشد وأكتب
أياما (1) كنت مقيما عندها ثم ارتحلت فكان مما أنشدتني قوله (2)
* خليلي لا ربع بوهبين يخبر * ولا ذو حمى (3) يستنطق الدر يعذر (4)
فسيرا فقد طال الوقوف ومله * حراجيج (5) أمثال الحنيات ضمر
فيا صاح لو كان الذي بي من الهوى * به لم أذره (6) أن يعزى وينظر
خليلي (7) ألا عجت إذ أنا واقف * أغيض البكا في دار مي وأزفر
القصيدة
قوله عجوز هتماء الهتم سقوط الأسنان من فوق ومن أسفل يقال امرأة هتماء
ورجل أهتم ويقال ضربه فهتم فاه قال الفرزدق (8)
إن الأراقم لن تنال قديمنا * كلب عوى متهتم الأسنان
في نسخة الكتاب الذي
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن
عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عبد الله
محمد بن سلام قال
وكان ذو الرمة أيضا يشبب بخرقاء إحدى بني عامر بن ربيعة تحل (9) ويمر بها
الحاج فتقعد لهم فتحادثهم وتهاديهم وتقول أنا منسك من مناسك الحج ثم كانت تجلس
معها فاطمة بنتها فحدثني من رآهما قال لم يكن مثلها وكانت تقول أنا منسك من
مناسك الحج لقول ذي الرمة

(1) في الجليس الصالح: وأكتب أناما كنت مقيما عندها.
(2) الأبيات في ديوانه ص 222.
(3) في الديوان والجليس الصالح: مخبر ولا ذو حجى.
(4) الربع: المنزل، ووهبين: أرض بناحية البحرين لبني تميم.
(5) كذا بالأصل والجليس الصالح، وفي الديوان: قلائص.
والحراجيج: التي طالت من الهزال.
(6) في الديوان: التي طالت من الهزال.
(7) في الديوان: " لك الخير هلا عجت " مكان " خليلي..... ".
(8) ديوانه ط بيروت 2 / 345.
(9) غير واضحة بالأصل.
168

تمام الحج أن تقف المطايا * على خرقاء واضعة اللثام (1) *
وفيها يقول (2)
* هأإن توسمت (3) من خرقاء منزلة * ماء الصبابة من عينيك مسجوم
تثني الخمار على عرنين أرنبة * شماء مارنها بالمسك مرثوم (4)
* قال وحدثنا ابن سلام حدثني ابن عبد الله قال دخلت على خرقاء فقالت اخرجي
يا فاطمة يعني ابنتها فخرجت امرأة جميلة ليست كأمها
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله
الحافظ حدثني أبو بكر الفارسي وهو محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري حدثنا عبد الله
ابن محمد العامري حدثنا أحمد بن إسماعيل السهمي حدثنا الأصمعي قال
كان سبب تشبيب ذي الرمة بخرقاء أنه مر في بعض أسفاره ببعض البوادي فإذا خرقاء
خارجة من خباء فنظر إليها فوقعت في قلبه فخرق إداوته ودنا منها يستطعم بذلك كلامها
فقال لها إني رجل على ظهر سفر وقد تخرقت إداوتي فأصلحيها لي فقالت والله لا أحسن
العمل وإني لخرقاء وفيها يقول
أإن توسمت من خرقاء منزلة * ماء الصبابة من عينيك مسجوم (5)
هام الفؤاد بذكراها وخامره * منها على عدواء الدار تسقيم
تعتادني زفرات من (6) تذكرها * تكاد تنفض منهن الحيازيم (7)
* وبلغني عن ثعلب قال وذكر محمد بن الحسن بن دينار الأحول الراوية عن رجاله أن
ذا الرمة أنشد خرقاء قصيدته التي يقول فيها (8)

(1) ملحق ديوانه ص 673 والشعر والشعراء ص 336 ووفيات الأعيان 4 / 14.
(2) ديوانه ص 567.
(3) في الديوان: أعن ترسمت.
(4) المارن: ما لان من الانف، ومرثوم: الرثمة بياض في شفة الفرس العليا، يقول: تمسح أنفها بالمسك فتكون
كالرثمة، ويقال: وثم أنفه إذا ضربه.
(5) مسجوم أي مصبوب صبا.
(6) الأصل: " مي أذكرها " والمثبت عن الديوان ص 569.
(7) الحيازيم: الصدور وما اشتمل عليه، والحيزوم: الصدر.
(8) القصيدة في ديوانه ص 99.
169

* سواء عليك اليوم إن (1) ضاعت النوى * بخرقاء (2) أو أنحى لك السيف ذابح *
حتى انتهى إلى قوله (3)
* أحبك حبا خالطته فصاحة * وما كل ذي ود من الناس ناصح *
فقالت خرقاء ومتى تكون محبا غيرنا صح قال إذا آثرت ما أهوى من قربك على ما
تهوين من بعدك واتخذتك بردا علي منه جماله وستره وحضانته ونعمته وعليك منه ابتداء
إلى أعطافه وسجى أطرافه فهناك نظرت لنفسي عليك فأديت حق النصيحة إليها لا إليك
قال وأنشد *
وأهوى لك الحسنى وأنت مسيئة * ونيلك ممنوع ومثواك نازح *
فقالت خرقاء والله ما أدري أي تفسيريك (4) أحسن السالف من نثرك أم الرادف من
نظمك فقال ذو الرمة
لأحسن في هذا وهذاك نظرة * لعينيك فيها منك آس وجارح *
وقالت له من ذا يغالبك في محاورة فقال
يغالبني من مهجتي في إساره * يشاكسها طورا وطورا يسامح
ومن لم أزل أبغي السلو ولم أزل * يتيمني منه مراض صحائح
وأصدف عن سقيا ثناياه آيسا * فيعطفني منه بروق لوامح
مضاحك عز لو تبسمن في الدجا * تجلى جبين من سنا الفجر واضح
يقر بعيني قربها وكذا بها * الا كل ما قرت العين صالح *
قال ثم قطع المحاورة والاقتضاب ورجع إلى الإنشاد حتى استكمل قصيدته
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا أبو (5) نصر قال (6)
مر رجل في بادية بني عذرة فإذا فتاة كأحسن ما يكون فنظر إليها فقالت له عجوز ما

(1) الديوان: أنصاعت.
(2) في الديوان: بصيداء.
(3) البيت التالي، والابيات التي تليه ليست في الديوان.
(4) الأصل: تفسيرك، والمثبت عن المختصر.
(5) كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(6) الخبر باختلاف الرواية في الأغاني 18 / 41.
(7) في الأغاني: رجل من بني النجار.
170

تنظر إلى هذا الغزال النجدي ولا حظ لك فيه قالت الجارية دعيه يا أمتاه يكون كما قال ذو
الرمة (1)
* وإن لم تكن إلا تعلل ساعة * قليلا (2) فإني نافع لي قليلها (3) *
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه
أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن العلاف
قالا أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنبأنا
محمد بن جعفر الخرائطي أنشدني أبو جعفر العبدي لذو الرمة (4)
* ولما تلاقينا جرت من عيوننا * دموع كففنا ماءها كالأصابع *
وفي نسخة كفتنا
وإنا تساقطنا حديثا كأنه (5) * جنى النحل (6) ممزوجا بماء الوقائع *
أنبأنا أبو علي بن المهدي (7) أنبأ أبو الحسن العتيقي أنبأنا أبو بكر بن شاذان حدثنا
محمد بن يزيد حدثنا الزبير عن أبي بكر بن شيبة الحزامي حدثنا أبو سلمة الكلابي قال
سمعت أبي يقول لما فرغ ذو الرمة من قصيدته التي أولها (8)
* ما بال عينك منها الماء ينسكب * كأنه (9) من كلى مفرية سرب (10) *
تبدى له إبليس فأخذ حجزته ثم قال له لا تظن أنك منها في شئ ما شركتني فيها
بحرف وأنا قلتها كلها
أخبرنا بها أبو العز أحمد بن عبيد الله أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد
الجوهري قال قرئ علي أبي الحسن علي بن عيسى الرماني قال قرأت على أبي بكر

(1) البيت في الديوان ص 550 والأغاني 18 / 41.
(2) الأصل: قليل، والمثبت عن الديوان والأغاني.
(3) بياض بالأصل، والزيادة المثبتة عن الديوان والأغاني.
(4) البيتان في ديوانه ص 358.
(5) في الديوان: ونلنا سقاطا من حديث كأنه.
(6) جنى النحل: العسل، والوقائع مفردها الوقيعة، والوقيعة: مكان صلب يمسك الماء.
(7) كذا السند بالأصل، والمثبت عن الديوان.
(8) ديوان ذي الرمة صحفة 1.
(9) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن الديوان.
(10) بالأصل: " معربه سلب " والمثبت عن الديوان.
والكلى جمع كلية وهي رقعة تكون في أصل عروة المزادة.
171

محمد بن الحسن بن دريد هذه القصيدة وهو يحكي عنه أنه قال
ليس في الدنيا من يروي شعر ذي الرمة عن أبي حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن
العلاء عن ذي الرمة غيري قال
قرئ على أبي حاتم سهل بن محمد بن حاتم السجستاني اللغوي قال قرئ على أبي
نصر عبد الملك بن قريب الأصمعي قال قرئ على أبي عمرو بن العلاء المازني النحوي
المقرئ عن ذي الرمة واسمه غيلان بن عقبة العدوي (1) * ما بال عينك منها الماء ينسكب * كأنه من كل مفرية سرب
وفراء غرفية أثأى خوارزها * مشلشل ضيعته بينها الكتب (2)
أستحدث الركب عن أشياعهم خبرا * أم راجع القلب من أطرابه طرب
من دمنة نسفت عنها الصبا سفعا (3) * كما تنشر بعد الطية الكتب
سيلا من الدعص أغشته معارفها (4) * نكباء تسحب أعلاه فينسحب
لا بل هو الشوق من دار تخونها * صرب (5) السحاب ومرا بارح ترب
تبدو لعينيك منها وهي مزمنة * نؤي ومستوقد بال ومحتطب
إلى لوائح من أطلال أحوية * كأنها خلل موشية قشب *
بجانب الزرق (6) لم يطمس معالمها * دوارج المور والأمطار والحقب (7)
* * ديار مية إذ مي تساعفنا * ولا يرى مثلها عجم ولا عرب
براقة الجيد واللبات واضحة * كأنها ظبية أفضى بها لبب (8)
بين النهار وبين الليل من عقد * على جوانبه الأسباط والهدب

(1) القصيدة الأولى في ديوانه.
(2) وفراء أي واسعه، غرفية أي دبيفة بالغرف، وهو نبت تدبغ به الجلود. مشلشل هو الذي يكاد يتصل قطره لتتابعه
الكتب: الخرز: واحدها كتبة.
(3) الأصل: " شفعا كأنما تنشر " والمثبت عن الديوان. والسفع الطرائق من الرمل سود وحمر.
(4) الأصل: معاربها، والمثبت عن الديوان، ومعارفها أي معالمها.
(5) الديوان: مرا سحاب.
(6) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن الديوان، والزرق: اسم مكان بالدهنا.
(7) والد وارج: عفى الرياح، والمور: التراب.
(8) الجيد: العنق، واللباب: موضع القلادة. واللبب: ضرب من الرمل.
(9) الأسباط: اسم نبت، والهدب: ورق الأرطى.
172

عجزاء ممكورة خمصانة قلق * عنها الوشاح وتم (1) الجسم والقصب
زين الثياب وإن أثوابها استلبت * فوق الحشية يوما زانها السلب
تريك سنة وجه غير مقرفة * ملساء ليس بها خال ولا ندب
إذا أخو لذة الدنيا تبطنها * والبيت فوقهما بالليل محتجب
سافت (2) بطيبة العرنين مارنها * بالمسك والعنبر الهندي مختضب
تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت * وتحرج العين فيها حين تنتقب
لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات في أنيابها شنب (3)
كحلاء في برج صفراء في نعج * كأنها فضة قد مسها ذهب (4)
والقرط في حرة الذفرى معلقة * تباعد الحبل منها فهو يضطرب
تلك الفتاة التي علقتها عرضا * إن الكريم وذا الاسلام يختلب
كأنها جمل وهم وما بقيت * إلا النحيزة والألواح والعصب (5)
لا تشتكي سقطة منها وقد رقصت * بها المفاوز حتى ظهرها حدب
كأن راكبها يهوي بمنخرق * من الجنوب إذا ما ركبها نصبوا
تخذي بمنخرق السربال منصلت * مثل الحسام إذا أصحابه شحبوا
ليالي اللهو يطبيني فأتبعه * كأنني ضارب في غمرة لعب
زار الخيال لمي هاجعا لعبت * به التنائف والمهرية النجب (6)
أخا تنائف أعفى عند ساهمة * بأخلق الدف من تصديرها جلب
معرسا في بياض الصبح وقعته * وسائر السير إلا ذاك منجذب
والعيس من عاسج أو واسج خببا * ينحزن من جانبيها وهي تنسلب (7)

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الديوان.
(2) الأصل: ساقت، والمثبت عن الديوان، والسوف: الشم.
(3) لمياء، واللمى: السمرة في الشفة تضرب إلى الخضرة. والحوة: حمرة في الشفة تضرب إلى السواد، والشنب:
برودة عذوبة في الفم ورقة في الأسنان.
(4) البرج: سعة في بياض العين.
(5) الوهم: الضخم، والنحيزة: الطبيعة، والألواح: العظام، وكل عظم عريض فهو لوح.
(6) التنوفة القفر من الأرض، والمهربة: الإبل المنسوبة إلى بني مهرة، وهم حي من اليمن.
(7) العيس: الإبل البيض تعلوها حمرة. وعاسج: مد الرقبة في المشي. والعسج والوسج والخبب ضروب من السير.
173

تصغي إذا شدها بالكور جانحة * حتى إذا ما استوى في غرزها تثب
وثب المسحج من عانات معلقة * كأنه مستبان الشك أو جنب (1)
يحدو نحائص أشباها محملجة * ورق السرابيل في ألوانها خطب (2)
لها عليهن بالخلصاء مرتعه * فالفوجدات فجنبي واحف صخب *
حتى إذا معمعان الصيف هب له * بأجة نش عنها الماء والرطب *
* وصوح البقل نأج تجئ به * هيف يمانية في مرها نكب (3)
وأدرك المتبقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستنشئ الغرب (4)
تنصبت (5) حوله يوما تراقبه * صحر سماحيج في أحشائها قبب (6)
حتى إذا اصفر قرن الشمس أو كربت * أمسى وقد جد في حوبائه القرب (7)
فراح منصلتا يحدو حلائله * أدنى تفاذفه التقريب والخبب
كأنه معول يشكو بلابله * إذا تنكب عن أجوازها نكب (8)
يعلو الحزون بها طورا ليتبعها * شبه الضرار فما يزري بها التعب
كأنه كلما ارفضت حزيقتها * بالصلب (9) من نهشه أكفالها كلب
كأنها (10) إبل ينجو بها نفر * من آخرين أغاروا غارة جلب
والهم (11) عين أثال ما ينازعه * من نفسه لسواها موردا أرب
فغلست وعمود الصبح منصدع * عنها وسائره بالليل محتجب
عينا مطحلبة الأرجاء طامية * فيها الضفادع والحيتان تصطخب
يستلها جدول كالسيف منصلت * بين الأشاء تسامى حوله العسب (12)

(1) المسحج: الحمار المعضض، وعانات جمع عانة وهي من الوحش.
(2) النحائص: الأتن التي لم تحمل.
(3) نأج ريح شديدة. وهيف: ريح حارة.
(4) الثميلة: بقية كل شئ، والغرب: نوع من الشجر، والغرب بالتسكين: مجرى الدمع.
(5) بالأصل: ينصب.
(6) الصحر: في لونها بياض في صفرة، والسماحيج: أي طوال الظهور، وقبب: أي ضمر ودقة.
(7) كربت: دنت من الغروب.
(8) البلابل: الهموم والاحزان.
(9) بالأصل: " بالصلت من نهسة " والمثبت عن الديوان.
والحزيقة: الجماعة.
(10) قوله: كأنها، يعني الاتن.
(11) تقرأ بالأصل: والميم، والمثبت عن الديوان.
(12) الاشاء: صغار النخل، والعسب واحدها عسيب، وهي جريد النخل.
174

وبالشمائل من جلان مقتنص * وذل الثياب خفي الشخص منزرب (1)
معد زرق هدت قضبا مصدرة * ملس البطون حداها الريش والعقب (2)
كانت إذا ودقت أمثالهن له * فبعضهن عن الآلاف منشعب
حتى إذا الوحش في أهضام موردها * تغيبت رابها من خيفة ريب
فعرضت طلقا أعناقها فرقا * ثم أطباها خرير الماء ينسكب
فأقبل الحقب والأكباد ناشزة * فوق الشراسيف من أحشائها تجب (3)
حتى إذا زلجت عن كل حنجرة * إلى الغليل ولم يقصعنه نغب (4)
رمى فأخطأ والأقدار غالبة * فانصعن والويل هجيراه والحرب (5)
يقعن بالسفح مما قد رأين به * وقعا يكاد حصى المعزاء يلتهب
كأنهن خوافي أجدل قرم * ولى ليسبقه بالأمعز الخرب (6)
أذاك أم غش بالوشي أكرعه * مسفع الخد غاد ناشط شبب (7)
تقيض الرمل حتى هز خلفته * تروح البرد ما في عيشه رتب (8)
ربلا وأرطى نفت عنه ذوائبه * كواكب القيظ حتى ماتت الشهب (9)
أمسى بوهبين مرتاعا (10) لمربعه * من ذي الفوارس يدعو أنفه الريب
كأنه ونعاج الرمل تتبعه * عشبة ملك بالتاج معتصب (11)
حتى إذا جعلته بين أظهرها * من عجمة الرمل أثباج لها حبب

(1) جلان: قبيلة من عنزة. وقوله: منزرب أي داخل زربه، وهو بيت الصائد.
(2) الزرق: النصال. والقضب: عيدان السهام.
(3) الشراسيف: أضلاع الصدر التي تشرف على البطن، وقوله: تجب أي تخفق.
(4) يقصعنه: يكسرنه.
(5) انصعن: أي تفرقت، والويل والحرب هجيراه أي عادته ودأبه.
(6) الأجدل: الصقر، والخوافي: ريشتان تحت الجناح، والقرم أي شديد الشهوة إلى اللحم، والأمعز: ما غلظ من
الأرض ذات الحجارة السود.
(7) بالأصل: شرب، والمثبت عن الديوان وقوله: مسفع أي أسود الخد.
(8) الخلفة: المراد بها نبت في آخر الصيف.
وقوله: رتب: أي ما أشرف على الأرض كالدرج وفيه غلظ وشدة.
(9) الربل: نبت في آخر الصيف بلا مطر، والأرطى نبت يشبه الطرفاء.
(10) في الديوان: مجتازا.
(11) البيت ليس في الديوان.
175

ضم الظلام على الوحشي شملته * ورائح من نشاص الدلو منسكب (1)
فبات ضيفا إلى أرطاة مرتكم * من الكثب بها دف ء ومحتجب (2)
ميلاء من معدان الصيران قاصية * أبعارهن على أهدافها كثب (3)
وحائل من سفير الحول جائله * حول الجراثيم في ألوانه شهب
كأنما نفض الأحمال ذاوية * على جوانبه الفرصاد والعنب
كأنه بيت عطار يضمنه * لطائم المسك يحويها وتنتهب
إذا استهلت علية غبية أرجت * مرابض العين حتى يأرج الخشب (4)
تجري (5) البوارق عن مجرمز لهق * كأنه متقبى يلمق عزب (6)
والودق يستن عن أعلى طريقته * جول الجمان جرى في سلكه الثقب (7)
يغشى الكناس بروقيه ويهدمه * من هائل الرمل منقاض ومنكثب
إذا أراد انكراسا فيه عن له * دون الأرومة من أطنابها طنب
فقد توجس ركزا مقفر ندس * بنبأة الصوت ما في سمعه كذب (8)
فبات يشئزه (9) ثأد ويسهره * تذوب الريح والوسواس والهضب
حتى إذا ما انجلى (10) عن وجهه فلق * هاديه في أخريات الليل منتصب
أغباش ليل تمام كان طارقه * تطخطخ الغيم حتى ماله جوب
غدا كأن به جنا تذاء به * من كل أقطاره يخشى ويرتقب
حتى إذا مالها في الجدر واتخذت * شمس النهار شعاعا بينها طبب (11)
ولاح أزهر مشهور بنقبته * كأنه حين يعلو عاقرا لهب (12)

(1) شملته أي حلته. والنشاص ما ارتفع من السحاب وتراكم اسود.
(2) قوله 6 مرتكم أي متراكم.
(3) ميلاء صفة أرطاة، وهي المعجوجة، والصيران جمع الصوار وهو قطيع من البقر الوحشي.
(4) غبية: أي مطر غليظ، والدفعة من المطر.
(5) في الديوان: تجلو.
(6) البوارق: سحاب فيه مطر، ومجرمز: متقبض، مجتمع بعضه إلى بعض واليلمق: القباء المحشو.
(7) الودق: المطر الشديد، والجمان: خرز يتخذ من الفضة.
(8) الركز: الصوت الخفي. والندس: الفطن.
(9) يشئزه أي يقلقه.
(10) في الديوان: جلا.
(11) الطبب: الطرائق من الرمل أو السحاب والشعاع، وأصل الطبب: السيور التي يخرز بها.
(12) بالأصل: " عاقر اللهب " والتصويب عن الديوان.
176

هاجت له جوع زرق مخضرة * شوازب لاحها التغريث والجنب (1)
جرد (2) مهرته (3) الأشداق ضارية * مثل السراحين في أعناقها العذب
ومطعم الصيد هبال لبغيته * ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب (4)
مقزع أطلس الأطمار ليس له * إلا الضراء وإلا صيدها نشب
فانصاع جانبه الوحشي وانكدرت * يلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب
حتى إذا دومت في الأرض راجعه * كبر ولو شاء نجى نفسه الهرب
خزاية أدركته بعد جولته * من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب
فكف عن غربه والغضف يسمعها * خلف السبيب من الإجهاد تنتحب
حتى إذا أمكنته وهو منحرف * أو كاد يمكنها العرقوب والذنب
بلت به غير طياش ولا رعش * إذا جلن في معرك يخشى به العطب
فكر يمشق طعنا في جواشنها * كأنه الأجر في الإقبال يحتسب
فتارة يخض الأعناق عن عرض * وخضا وتنتظم الأسحار والحجب
ينحي لها حد مدري يجوف به * حالا ويصرد حالا لهذم سلب
حتى إذا كن محجوزا بنافذة * وزاهقا وكلا روقيه مختضب
ولى يهز انهزاما وسطها زعلا * جذلان قد أفرخت عن روعة الكرب
كأنه كوكب في إثر عفرية * مسوم في سواد الليل منقضب
وهن من واطي ثنيي حويته * وناشج وعواصي الجوف تنشخب (5)
أذاك أم خاضب بالسي مرقعه * أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب
شخت الجزارة (6) مثل البيت سائره * من المسوح خدب شوقب خشب
كأن رجليه مسما كان من عشر * صقبان لم ينقشر عنهما النجب (7)

(1) التغريث: الجوع.
وقوله: الجنب الذي تلصق رئته بجنبه من العطش.
(2) في الديوان: غضف.
(3) مهرته الاشداق: واسعتها ومشقوقتها.
(4) هبال من الاهتبال، وهو الاخذ بسرعة.
(5) عواصي القلب والجوف عروق إذا تقطعت لا ترقأ، أي لا تزال تدفع بالدم.
(6) بالأصل: سحت الحرارة، والمثبت عن الديوان.
(7) العشر من كبار الشجر وله صمغ حلو. والنجب بالتحريك: شجر.
177

ألهاه آء وتنوم وعقبته * من لائح المرء والمرعى له عقب
يظل مختصعا يبدو فتنكره * حالا ويسطع أحيانا فينتسب
كأنه حبشي يبتغي أثرا * أو من معاشر في آذانها الخرب
هجنع راح في سوداء مخملة * من القطائف أعلى ثوبه الهدب (1)
أو مقحم أضعف الأبطان حادجه * بالأمس فاستأخر العدلان والقتب
أضله راعيا كلبيه صدرا * عن مطلب وطلى الأعناق تضطرب
فأصبح البكر فردا من صواحبه (2) * يرتاد أحلية أعجازها شذب
عليه زاد وأهدام وأخفية * قد كان يستلها (3) عن ظهره الحقب
كل من المنظر الأعلى له شبه * هذا وهذان قد الجسم والنقب
حتى إذا الهيق أمسى شام أفرخه * وهن لا مؤيس نأيا ولا كثب (4)
يرقد في ظل عراص ويطرده * حفيف نافجة عثنونها حصب (5)
تبري له صلعة خرجاء خاصعة * فالخرق دون بنات البيض منتهب
كأنها دلو بئر جد ما تحها * حتى إذا ما رآها خانها الكرب
ويل أمها روحة والريح معصفة * والغيث مرتجز والليل مقترب
لا يذخران من الإيغال باقية * حتى تكاد تفرى عنهما الأهب
فكل ما هبطا في شأو شوطهما * من الأماكن مفعول به العجب
لا يأمنان سباع الليل أو بردا * إن أظلما دون أطفال لها لجب
جاءت من البيض زعرا لا لباس لها * إلا الدهاس وأم برة وأب (7)
كأنما فلقت عنها ببلقعة * جماجم يبس أو حنظل خرب
مما تقيض عن عوج معطفة * كأنها شامل أبشارها جرب
أشداقها كصدوع النبع في قلل * مثل الدحاريج لم ينبت لها الزغب * (8)

(1) الهجنع: الظليم الواسع الخطاء.
(2) في الديوان: حلائله.
(3) الأصل: يجتزها، والمثبت عن الديوان.
(4) الهيق: ذكر النعام.
(5) عراص: غيم كثيف الرعد والبرد.
والنافجة: ريح شديدة تأتي بمطر عظيم.
(6) الايغال: شدة العدو، وتفرى: تنشق.
(7) القلل جمع قلة، وهي رؤوس الجبال، والنبع: شجر.
178

* كأن أعناقها كراث سائفة * طارت لفائفه أو هيشر سلب (1) *
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم التنوخي وأبي محمد
الجوهري
وأنبأنا أبو البركات الأنماطي وأبو بكر أحمد بن علي وأبو الفوارس بن سوار قالوا
أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو محمد الجوهري
قالا أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية أنبأنا أبو بكر محمد بن خلف بن
المرزبان أنبأنا محمد بن الفضل أخبرني أبي أخبرني القحذمي قال
دخل ذو الرمة الكوفة فبينما هو يسير في بعض شوارعها على نجيب له إذ رأى جارية
سوداء واقفة على باب دار فاستحسنها ووقعت بقلبه فدنا إليها فقال يا جارية اسقني ماء
فأخرجت إليه كوزا فيه ماء فشرب فأراد أن يمازحها ويستدعي كلامها فقال يا جارية ما أحر
ماءك فقالت لو شئت لأقبلت على عيوب شعرك فتركت حر مائي وبرده فقال لها وأي
شعري له عيب فقالت ألست ذو الرمة قال بلى قالت (2)
فأنت الذي شبهت عنزا بقفرة * لها ذنب فوق استها أم سالم
جعلت لها قرنين فوق جبينها (3) * ووطبين مسودين مثل المحاجم
وساقين إن يستمسكا منك يتركا * بحاذك يا غيلان مثل المياسم (4)
أيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقا أأنت أم أم سالم (5) *
فقال نشدتك بالله إلا أخذت (6) راحلتي هذه وما عليها ولم تظهري هذا لأحد ونزل
عن راحلته فدفعها إليها وذهب ليمضي فدفعتها إليه وضمنت له أنها لا تذكر لأحد ما جرى
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا طراد بن محمد أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا

(1) السائفة: الرملة المستطيلة.
والهيشر: شجر تثمر أغصانه طويل في رؤوسها مثل الخرز وقوله: سلب: أي سقط ورقه.
(2) الأبيات في الأغاني 18 / 23 ونسبها إلى خياط.
(3) الأغاني: فوق شواتها.
(4) روايته في الأغاني:
وقرنان إما يلزقا بك يتركا * بجنبيك يا غيلان مثل المواسم
(5) هذا البيت لذي الرمة، وهو في ديوانه ص 622.
(6) تقرأ بالأصل: إحدى، والمثبت عن المختصر.
179

أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوري (1) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال قال ابن
الأعرابي حدثني سلمة بن الصفر عن سهل بن أسلم مولى بني عدي قال
كانت وليمة عدي على مائدة عليها إسحاق بن سويد وذو الرمة فاستسقى ذو الرمة
فسقي نبيذا واستسقى إسحاق بن سويد فسقي ماء فقال ذو الرمة (2) * أما النبيذ فلا يذعرك شاربه * واحفظ ثيابك ممن يشرب (3) الماء
مشمرين على أنصاف سوقهم * هم اللصوص وقد يدعون قراء *
فقال إسحاق بن سويد
أما النبيذ فقد يزري شاربه * ولا نرى أحدا يزري به الماء
الماء فيه حياة الناس كلهم * وفي النبيذ إذا عاقرته الداء
ثم قال لذي الرمة زد حتى نزيد
قال وحدثنا ابن أبي الدنيا حدثنا علي بن مسلم حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث
قال سمعت أبي يحدث عن إسحاق بن سويد قال هجا ذو الرمة القراء فقال
أما النبيذ فلا يذعرك شاربه * واحفظ ثيابك ممن يشرب الماء
فأجبت عنهم
أما النبيذ فقد يزري بشاربه * ولا أرى شاربا أرزى به الماء
الماء فيه حياة الناس كلهم * وفي النبيذ إذا عاقرته الداء
كم من حسيب أديب (4) قد أضر به * شرب النبيذ وللأعمال أسماء
يقال هذا نبيذي لعاقره * فيه عن الخير تقصير وإبطاء
فيه وإن قيل مهلا عن مصممه * على ركوب صميم الأيم أعضاء
عدوهم كل قارئ مؤمن ودع * وهم لمن كان شريبا أخلاه
إن المنافق لا تصفو خليقته * فيه مع الهتر ايماض وإعياء
ومن يسوي نبيذ يا يعاقره * بقارئ وخيار الناس قراء

(1) الأصل: الحوري، تصحيف. ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 397.
(2) البيتان في ملحقات ديوانه ص 661.
(3) الأصل: يحفظ، والمثبت عن الديوان.
(4) كتب فوقها بالأصل: جميل.
180

لا قوم أعظم أحلاما إذا ذكروا * منهم وهم لعدو الله أعداء
ولا يخاف عشائرهم غوايلهم * ويمنعون وإن لاقوا أشداء *
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن السقا
حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس قال سمعت يحيى بن معين يقول حدثنا عبد الصمد
ابن عبد الوارث قال سمعت أبي يحدث قال أنشدني إسحاق بن سويد
أما النبيذ
فذكر الخمسة الأبيات الأول كما ههنا وذكر بعدها
عابوا علي من قرا تشمير أزرهم * وحظه العائب التشمير حمقاء
إن المنافق لا تصفو خليقته * فيها مع الهمز إيماض وإيماء
عدوهم كل قارئ مؤمن ورع * وهم لمن كان شريبا أخلاء
ومن يسوي نبيذيا يعاقره * بقارئ وخيار الناس قراء *
قرأت على أبي الفتح الفقيه عن أبي الفتح الزاهد حدثني أبي الحسن بن السمسار
أنبأنا أبو الحسن محمد بن يوسف البغدادي حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا يموت بن
المزرع حدثنا رفيع بن سلمة المعروف بدماد حدثني أبو عبيدة معمر بن المثنى قال
لقي جرير ذا الرمة فقال له هل لك في المهاجاة فقال ذو الرمة لا فقال جرير
كأنك هبتني قال لا والله قال فلم لا تفعل قال لأن جرمك قد هتكهن (1) وما
ترك الشعر في نسوانك مربعا
في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عبد الوهاب بن
علي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب
حدثنا أبو عبد الله محمد بن سلام قال (2)
ويقال إن ذا الرمة راوية راعي الإبل ولم يكن له حظ في الهجاء كان مغلبا
قال ابن سلام وأخبرني أبو البيداء الرياحي قال قال جرير قاتل الله ذا الرمة حين
يقول (3)

(1) بدون إعجام بالأصل ورسمها: " الا سفله ".
(2) طبقات الشعراء ن لابن سلام الجمحي ص 196.
(3) الخبر والشعر في الأغاني 18 / 14 والبيت في ديوانه ص 173.
181

* ومنتزع من بين نسعيه جرة * نشيج الشجا جاءت إلى ضرسه نزرا (1) *
أما والله لو قال من بين جنبيه ما كان عليه من سبيل
قال ابن سلام (2) وأخبرني أبو الغراف قال مر ذو (3) الرمة بمنزل لا مرئ القيس بن
زيد مناه يقال له مرأة (4) به نخل فلم ينزلوه ولم يقروه فقال (5)
* نزلنا وقد طال النهار وأوقدت * عليها (6) حصى المعزاء شمس تنالها
أنحنا وظللنا بأبراد يمنة * عتاق وأسياف قديم صقالها
فلما رآنا أهل مرأة أغلقوا (8) * مخادع لم ترفع لخير ظلالها
وقد سميت باسم امرئ القيس قرية * كرام صواديها لئام رجالها (9)
* فلج الهجاء بين ذي الرمة وبين هشام المرائي (10) فمر الفرزدق بذي الرمة وهو
ينشد (11)
وقفت على ربع لمية ناقتي * فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبثه * تكلمني أحجاره وملاعبه *
فقال الفرزدق ألهاك البكاء (12) في الديار والعبد يرجز بك في المقبرة (13) يعني
هشاما

(1) الشجا: هو عود يعترض في الحلق.
(2) الخبر والشعر في طبقات الشعراء 170 - 171 والأغاني 18 / 17 - 18.
(3) بالأصل: ذا الرمة.
(4) بالأصل: " مره " وفي طبقات الشعراء: " مرآة " والمثبت عن الأغاني.
(5) الأبيات في ديوانه ص 542.
(6) صدره في الديوان:
نزلنا وقد غار النهار وأوفدت علينا
(7) هذه رواية ابن سلام والأغاني، وروايته في الديوان:
بنينا علينا ظل أبراد يمنة * على سمك أسياف قديم صقالها
(8) صدره في الديوان:
فلما دخلنا جوف مرأة غلقت دساكر
(9) الصوادي جمع صادية، وهي النخل التي بلغت عروقها الماء وطالت، فهي لا تحتاج إلى سقي.
(10) في طبقات الشعراء: " المزني " وفي الأغاني: المرئي.
(11) ديوانه ص 38 والأغاني 18 / 18.
(12) في طبقات الشعراء لابن سلام: التبكاء.
(13) في الأغاني: والعبد يرتجز بك في المقابر.
182

فكان ذو الرمة مستعليا هشاما حتى لقي جرير هشاما فقال غلبك العبد يعني ذا الرمة
قال فما أصنع يا أبا حزرة وأنا راجز وهو يقصد والرجز لا يقوم للقصيد في الهجاء فلو
رفدتني فقال جرير لتهمته ذا الرمة وميله (1) إلى الفرزدق قل له (2)
* غضبت لرهط (3) من عدي تشمسوا * وفي أي يوم (4) لم تشمس رجالها
وفيم عدي عند (5) تيم من العلا * وأيامنا اللاتي يعد فعالها
وضبة عمي يا بن جل (6) فلا ترم * مساعي قوم ليس منك سجالها *
* يماشي عديا لؤمها ما تجنه * من الناس ما ماشت عديا ظلالها
فقل لعدي تستعن بنسائها * علي فقد أعيت عديا رجالها
إذا الرم قد قلدت قومك رمة * بطيئا بأيدي المطلقين انحلالها *
قال أبو عبد الله فحدثني أبو الغراف قال
لما بلغت الأبيات ذا الرمة قال والله ما هذا بكلام هشام ولكنه كلام ابن الأتان (7)
قال ابن سلام وحدثني أبو البيداء قال لما سمعها قال هو والله شعر حنظلي
بحوري (8) وغلب هشام على ذي الرمة
قال وحدثني ابن سلام قال وحدثني أبو الغراف قال زاد الحكم بن عوانة الكلبي ذا
الرمة في بعض قوله فقال فيه (9)
فلو كنت من كلب صحيحا (10) هجوتكم * جميعا ولكن لا أخا لك من كلب
ولكنما أخبرت (11) أنك ملصق * كما ألصقت من غيرها ثلمة القعب

(1) الأصل: ومثله، والمثبت عن ابن سلام، وفي الأغاني: بالميل.
(2) الأبيات في ديوان جرير ط بيروت ص 365، وفي طبقات الشعراء لابن سلام ص 171 - 172 والأغاني 8 / 55
في ترجمة جرير، و 18 / 19 ضمن أخبار ذي الرمة.
(3) كذا بالأصل وابن سلام، وفي الديوان والأغاني 8 / 56 " عجبت لرحل " وفي الأغاني 18 / 19 غضبت لرجل.
(4) الصال: " قوم " والمثبت عن المصادر.
(5) الأصل: " عبد تيم " والمثبت عن المصادر.
(6) الأصل وابن سلام: " حل " وفي الديوان: " خل " والمثبت عن الأغاني، وهو جل بن عدي بن عبد مناة بن ود.
(7) يعني جريرا.
(8) كذا رسمها بالأصل، وفي ابن سلام: " غدري " وفي الأغاني 18 / 19 " عذري " وبهامشها عن نسخة: " نجودي ".
(9) الأبيات في ديوان ذي الرمة ص 53.
(10) في الديوان: صميما هجوتها.
(11) في الديوان: ولكنني خبرت.
183

تدهدى فخرت ثلمة من صحيحه (1) * فلز بأخرى بالغراء وبالشغب *
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا عبد
الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان أنبأنا الحسين بن محمد بن عبيد العسكري حدثنا
محمد بن العباس اليزيدي حدثنا العباس بن الفرج الرياشي حدثنا ابن سلام (2) عن ابن أبي
عدي قال
قال ذو الرمة أنا ابن نصف عمر (3) الهرم أنا ابن أربعين سنة
في نسخة الكتاب الذي أخبرنا به أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد
السكري أنبأنا أبو الحسن الظاهري قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا أبو خليفة
الجمحي حدثنا محمد بن سلام قال وحدثني محمد بن أبي عدي الفقيه قال
قال ذو الرمة بلغت نصف الهرم أنا ابن أربعين سنة ولم يبق ذو الرمة بعد ذلك إلا
قليلا لأنه مات شابا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا أبو الحسين
ابن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو عبد الله
الصيرفي حدثني أبو حفص الأسدي حدثني أبو الوجيه ابن بنت ذي الرمة حدثني مسعود
يعني أخا ذي الرمة قال
كنا بالبدو فحضرت ذا الرمة الوفاة فقال احملوني إلى الماء يصل عليه أهل الإسلام
فحملناه على باب فأغفى إغفاءة ثم انتبه فنقر الباب فقال مسعود قلت لبيك قال هذا
والله الحق البين لا حين أقول (4)
* عشية ما لي حيلة غير أنني * بلقط الحصى والخط في الدار مولع
كأن سنانا فارسيا أصابني * على كبدي بل لوعة الحب (5) أوجع *
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن
يوه أنبأنا أبو الحسن اللنباني حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال قال زبير بن بكار حدثني
جهيم (6) بن مسعدة قال

(1) في الديوان: من صميمه.
(2) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام ص 172.
(3) زيادة للايضاح عن ابن سلام.
(4) البيتان في ديوانه ص 342 و 343.
(5) في الديوان: لوعة البين أوجع.
(6) في الأغاني 18 / 44 جهم بن مسعدة.
184

دخل رجل على ذي الرمة وهو يجود بنفسه فقال كيف تجدك يا غيلان قال أجدني
والله ما أجد ما لا أجد أيام أزعم أني أجد فأقول (1)
* كأني غداة البين يا مي مدنف * يجود بنفس قد أتاها حمامها (2) *
قرأت بخط أبي الحسن رشا بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو القاسم عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الحميد حدثنا
أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن ورد حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حميد البصري
القاضي حدثنا سهل بن محمد حدثني عبد الملك بن قريب حدثني عيسى بن يونس قال
احتضر ذو الرمة بأصبهان بمدينة جي قال فرفع رأسه إلى الذي كان عند رأسه فقال
هذا والله يوم لا يوم أقول
كأني غداة الزرق يا مي مدنف * أعالج نفسا قد أتاها حمامها *
اللهم إني لا قوي فانتصر ولا برئ فأعتذر ولكن لا إله إلا أنت ثم مات
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
محمد بن أحمد بن عبد الله المديني حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي إملاء أنبأنا
أبو بكر محمد بن داود بن سليمان حدثني إبراهيم بن عبد الواحد العبسي قال سمعت
وزيرة بنت محمد يقول سمعت إسحاق بن أبي الخصيب يقول سمعت الأصمعي يقول
مات ذو الرمة عطشانا وأتي بالماء وبه رمق فلم ينتفع به فكان آخر ما تكلم به قوله (3)
* يا مخرج الروح من نفسي (4)
إذا احتضرت * وفارج الكرب زحزحني عن النار *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكائي أنبأنا أبو الحسين علي
ابن محمد بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني هارون
ابن أبي يحيى عن محمد بن زياد بن زبار الكلبي عن العلاء بن برد بن سنان قال

(1) البيت في ديوانه ص 637 والأغاني 18 / 43 و 44.
(2) رواية البيت في الديوان:
كأني غداة الزرق بأمي مدنف * يكيد بنفس قد أجم حمامها
وقوله: مدنف: شديد المرض.
(3) البيت في ملحق ديوان ذي الرمة ص 667 والأغاني 18 / 44.
(4) في المصدرين: من جسمي.
185

حدثني من مر بالحفر (1) حفر أبي موسى الأشعري فصادف ذا الرمة في الموت فقال *
يا مخرج الروح من نفسي إذا احتضرت * وكاشف الكرب زحزحني عن النار
* ثم مات
وبلغني عن أبي يوسف يعقوب بن السكيت صاحب كتاب إصلاح المنطق أن ذا
الرمة بلغ أربعين سنة وتوفي وهو خارج إلى هشام بن عبد الملك فدفن بحزوى (2) وهي
الرملة التي كان يذكرها في شعره (3)
5567 غيلان بن أبي غيلان
وهو غيلان بن يونس ويقال ابن مسلم
أبو مروان القدري (4) (5)
مولى عثمان بن عفان
روى عنه يعقوب بن عتبة
وكانت داره بدمشق في ربض باب الفراديس شرقي المقابر في الزقاق
أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود الخياط أنبأنا أبو منصور محمد بن
محمد بن أحمد بن الحسين أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي أنبأنا أبو محمد
علي بن عبد الله بن المغيرة أنبأنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني الزبير بن بكار حدثني
علي بن محمد بن عبد الله عن عوانة عن الشعبي قال
دخل غيلان يوما على عمر بن عبد العزيز فرآه أصفر الوجه فقال له عمر يا أبا مروان
ما لي أراك أصفر الوجه قال يا أمير المؤمنين أمراض وأحزان قال لتصدقني قال

(1) الحفر: بفتحتين، وهو ركايا أحفرها أبو موسى الأشعري على جادة البصرة إلى مكة بينه وبين البصرة خمس ليال
(معجم البلدان).
(2) حزوى: بضم أوله وتسكين ثانيه، من رمال الدهناء (معجم البلدان).
(3) في وفيات الأعيان 14 / 16 أن وفاته كانت سنة سبع عشرة ومئة.
(4) رسمها مضطرب بالأصل وبدون إعجام فيه وصورتها: " العدوي " والمثبت.
(5) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 338 والملل والنحل للشهرستاني 1 / 142 وعيون الاخبار لابن قتيبة 2 / 345
وفهرست ابن النديم (الفن الثاني من المقالة الثالثة)، والمعارف لابن قتيبة ص 212 والحيوان 2 / 75 والأعلام للزركلي
5 / 124، ولسان الميزان 4 / 424 والفرق بين الفرق للبغدادي ص 154 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة
101 - 120) ص 441 والضعفاء الكبير للعقيلي 3 / 436 والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 9.
186

غيلان يا أمير المؤمنين ذقت حلو الدنيا فوجدته (1) مرا فأسهرت لذلك ليلي وأظمأت له
نهاري وكل ذلك حقير في جنب ثواب الله وعقابه فقال رجل ممن كان في المجلس ما
سمعت بأبلغ (2) من هذا الكلام ولا أنفع منه لسامعه فأنى (3) أوتيت هذا العلم قال غيلان
إنما قصر بنا عن علم ما جهلنا تركنا العمل بما علمنا ولو أننا عملنا بما علمنا (4) لأورثنا سقما
لا تقوم له أبداننا
أخبرنا أبو القاسم بن عبد الله الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب وحدثني أبو عبد الله
البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد
ابن غالب أنبأنا حمزة بن محمد بن علي حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد
ح وأخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر وأحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل قالا أنبأنا
محمد بن إسماعيل (5) قال
غيلان بن أبي غيلان أبو مروان مولى عثمان بن عفان زاد ابن سهل القرشي وقال
ابن بشار سماه ابن سهل محمد أنبأنا معاذ عن ابن عون (6) قال مررت بغيلان فإذا
هو مصلوب على باب الشام وقال ابن شعيب بالشام روى عنه يعقوب بن عتبة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (7) سمعت ابن حماد يقول قال البخاري غيلان بن
أبي غيلان أبو مروان مولى عثمان روى عنه يعقوب بن عتبة قال ابن عون مررت بغيلان
مصلوبا على باب الشام
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول

(1) الأصل: فوجدت.
(2) الأصل: " بما بلغ " والمثبت عن المختصر.
(3) الأصل: فاني.
(4) كذا بالأصل، وفي المختصر: تكلمنا.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 102 - 103.
(6) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح، وانظر التاريخ الكبير.
(7) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 9 - 10 طبعة دار الفكر.
187

أبو مروان غيلان بن أبي غيلان مولى عثمان صاحب القدر روى عنه يعقوب بن عتبة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو مروان غيلان القدري
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل (1) بن أحمد بن عمر أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا
أبو القاسم السهمي أنبأنا أبو أحمد قال (2) وغيلان هذا هو الذي يعرف بغيلان
القدري ويروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في ذمة ولا أعلم
له من المسند شيئا
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي (3) علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو مروان غيلان بن أبي غيلان القرشي مولى عثمان بن عفان صاحب القدر صلب
بالشام روى عنه يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الحجازي (4) وأبو عاصم سعيد بن
إياس الهاشمي
كذا فيه وإنما هو ابن زياد
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد
وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو عبد الله محمد بن العمركي بن نصر قالوا أنبأنا عبد
الرحمن بن محمد بن المظفر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه أنبأنا إبراهيم بن
خزيم حدثنا عبد بن حميد حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني الوليد بن مسلم وعبد
المجيد بن أبي رواد عن مروان بن سالم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكون في أمتي رجلان أحدهما وهب يهب الله له الحكمة والآخر غيلان فتنته على
هذه الأمة أشد من فتنة الشيطان [* * * *]
قال أبو محمد سمعته من عبد المجيد

(1) زيادة منا، ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 28.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 10 طبعة دار الفكر - بيروت.
(3) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 440 طبعة دار الفكر.
188

كذا قال وقد أسقط من إسناده الأحوص بن حكيم
أخبرناه أبو الفضل محمد بن أحمد بن زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن كعب
الأنطاكي حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن سالم الجزري حدثنا الأحوص بن حكيم
عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكون في أمتي رجل
يقال له غيلان هو أضر على أمتي من إبليس [* * * *]
وأخبرتنا به عاليا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا ابن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا الهيثم بن خارجة أبو أحمد المروذي (1) حدثنا الوليد بن
مسلم عن مروان بن سالم القرقساني (2) حدثنا الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكون في أمتي رجل يقال له وهب يهب الله له الحكمة ورجل يقال له غيلان هو
أضر على أمتي من إبليس [* * * *]
رواه مسلمة بن علي البلاطي (3) عن أزهر بن حكيم بدلا من أحوص
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن أحمد
الطبراني حدثنا مسعود بن محمد الرملي حدثنا عمران بن هارون الصوفي حدثنا مسلمة
ابن علي الخشني (4) عن أزهر بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكون في أمتي رجلان أحدهما باليمن يقال له وهب يهب الله له حكمة والآخر
بالشام يقال له غيلان هو أشد على أمتي فتنة الشيطان [* * * *]
وروي من وجه آخر عن خالد بن معدان
أخبرناه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن
الآبنوسي

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 340 طبعة دار الفكر.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 35 وتهذيب الكمال 18 / 16 شامي، وقيل أصله من دمشق وسكن قرقيسيا من
الجزيرة.
(3) البلاطي نسبة إلى البلاط، قرية من قرى غوطة دمشق الدائرة، ويطلق عليها " بيت البلاط " وهي بجوار قرية
المنيحة.
(4) الخشني: بضم الخاء وفتح الشين المعجم ثم نون كما في تقريب التهذيب.
189

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور
قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا محمد بن بكار بن
الريان (1) حدثنا حسان بن إبراهيم عن يحيى بن ريان عن عبد الله بن راشد عن خالد بن
معدان عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يكون في أمتي رجلان أحدهما يقال له غيلان هو شر على أمتي من إبليس [* * * *]
رواه ابن المديني عن حسان فزاد في إسناده رجلا غير مسمى
أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عبد الله
الحسين بن عمر بن عمران حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن المديني
حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا يحيى بن ريان أنبأنا عبد الله بن راشد عن مولى لسعيد بن
عبد الملك قال سمعت خالد بن معدان يحدث عن عبادة بن الصامت قال سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
سيكون في أمتي رجلان أحدهما يقال له وهب يؤتيه الله الحكمة والآخر يقال له
غيلان هو أشد على أمتي من إبليس [* * * *]
وروي من وجه آخر مرسلا
أخبرناه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا أبو بكر
الخليل بن هبة الله بن الخليل أنبأنا عبد الوهاب الخلاد أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين
ابن طلاب حدثنا العباس بن الوليد بن صبح الخلال حدثنا مروان بن محمد حدثنا محمد
ابن عبد الله الشعيثي (2) قال
كنت جالسا عند مكحول قال ومعه غيلان قال إذ أقبل شيخ من أهل البصرة قال
فجلس (3) إلى مكحول قال فسلم عليه قال ثم قال له مكحول كيف سمعت الحسن (3)
يقول في آية كذا وكذا فأخبره بشئ لم أحفظه قال ثم أقبل عليه يسأله عن شئ من كلام
الحسن قال فقال غيلان يا أبا عبد الله أقبل علي ودع هذا عنك قال فغضب مكحول

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 140 طبعة دار الفكر.
(2) بالأصل: الشعثي، تصحيف، والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 463 ط. دار الفكر.
والخبر في المختصر، وفيه: قال الشعبي...
(3) بالأصل: يجلس.
(4) الأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن المختصر.
(5) في المختصر: أنه.
190

وكان شديد الغضب قال ثم قال ويلك يا غيلان إنه قد بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
سيكون في أمتي رجل يقال له غيلان هو أضر عليها من إبليس [* * * *] فإياك أن تكون أنت
هو ثم قام وتركه
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الحسن محمد
ابن عوف بن أحمد المزني (1) أنبأنا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار
أنبأنا محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا أرطأة بن
المنذر عن يحيى مسلم قال
أتيت بيت المقدس للصلاة فيه فلقيت رجلا فقال هل لك في إخوان لك قلت
نعم قال فبت الليلة فإذا أصبحت لقيتك فلما أصبح لقيني فقال هل رأيت الليلة في
منامك شيئا قلت لا إلا خيرا قال فصنع بي ذلك ثلاث ليال ثم قال انطلق فانطلقت
معه حتى أدخلني سربا فيه غيلان والحارث الكذاب في أصحاب له ورجل يقول لغيلان يا
أبا مروان ما فعلت الصحيفة التي كنا نقرؤها بالأمس قال عرج بها إلى السماء فأحكمت ثم
أهبطت فقلت إنا لله ما كنت أرى أني أبقى حتى أسمع بهذا في أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (2) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (3) حدثنا محمد بن المبارك حدثني الوليد بن
مسلم حدثني المنذر بن نافع قال
سمعت خالد بن اللجلاج (4) يقول لغيلان ويحك يا غيلان ألم أجدك في شبيبتك
ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم صرت حارثيا (5) تخدم امرأة تزعم أنها أم المؤمنين؟
ثم تحولت فصرت قدريا زنديقا
قال أبو زرعة وقد رواه أبو مسهر عن المنذر بن نافع نفسه عن خالد بن اللجلاج نحوا
منه

(1) بالأصل: المري، تصحيف، والصواب ما أثبت. ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 550.
(2) بالأصل: الكناني، تصحيف، والصواب ما أثبت: الكتاني.
(3) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 371.
(4) ترجمته في تهذيب التهذيب 3 / 115 والتاريخ الكبير للبخاري 2 / 1 / 156.
(5) يعني نسبة إلى حارث بن سعيد المتنبئ، وقد ظهر في أيام عبد الملك بن مروان.
مرت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 11 / 427 رقم 1132.
191

أخبرنا أبو محمد بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر حدثنا الخليل بن هبة الله أنبأنا
عبد الوهاب الكلابي حدثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب حدثنا العباس بن الوليد
ابن صبح حدثنا أبو مسهر حدثني المنذر بن نافع قال
سمعت خالد بن اللجلاج يقول ويلك يا غيلان ألم تكن زفانا (1) ويلك يا غيلان ألم
تكن قبطيا وأسلمت ويلك يا غيلان ألم أجدك في شبيبتك (2) وأنت ترامي النساء بالتفاح في
شهر رمضان ثم صرت حارسا تخدم امرأة حارث الكذاب وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت
من ذلك فصرت قدريا زنديقا
أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي بن
يعقوب أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري حدثنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا
أبي حدثني الهيثم بن خارجة حدثنا محمد بن حرب عن المنذر بن نافع عن خالد بن
اللجلاج
أنه قال لغيلان يا غيلان ألم أجدك ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم خرجت
مع امرأة الحارث الذي تنبأ تحجبها وتزعم أنها أم المؤمنين ثم صرت بعد ذلك قدريا زنديقا
ما أراك تخرج من هوى إلا دخلت في شر منه
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد
السيرافي حدثنا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان حدثنا أبو عبد الله محمد
بن أحمد بن يعقوب المتوثي حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث حدثنا صفوان بن صالح
الدمشقي حدثنا محمد بن شعيب قال سمعت الأوزاعي يقول
أول من نطق في القدر رجل من أهل العراق يقال له سوسر كان نصرانيا فأسلم ثم
تنصر فأخذ عنه معبد الجهني (4) وأخذ غيلان عن معبد
رواها غيره فقال سوسن (5)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن

(1) زفانا أي رقاصا، (راجع اللسان: زفن).
(2) في المختصر: شيبتك.
(3) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 238.
(5) ضبطت عن المختصر.
192

إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا نعيم حدثنا عبد
السلام بن حرب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة (1) قال
لقيت غيلان القدري فقلت له من كان أشد الناس عليك كلاما فقال كان أشد الناس
علي كلاما عمر بن عبد العزيز كأنه يلقن من السماء ولقد كنت أطلب له مسائل أعنته فيها
فبينا أنا ذات يوم في السوق إذا دراهم بيض يقلبها اليهودي والنصراني والحائض والجنب
قلت إن يكن يوم أظفر به فاليوم قال فدخلت عليه فقلت يا أمير المؤمنين هذه الدراهم
البيض فيها كتاب الله يقلبها اليهودي والنصراني والحائض والجنب فإن رأيت أن تأمر
بمحوها فقال أردت أن تحتج علينا الأمم إن غيرنا توحيد ربنا واسم نبينا قال فبهت
فلم أدر ما أرد عليه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا درست بن زياد (1) أبو الحسن حدثنا محمد بن عمرو عن الزهري قال
دخلت على عمر بن عبد العزيز وغيلان قاعد بين يديه فقال يا غيلان ويلك ما هذا
الذي أحدثت في الإسلام فقال يا أمير المؤمنين ما أحدثت في الإسلام شيئا قال بلى
قولك في القدر
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ حدثنا أبو عروبة حدثنا أيوب حدثني ضمرة عن علي قال
صليت المغرب ثم ركعت بعد المغرب فمر بي عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر ابن
عبد العزيز فقال ائت المنزل حتى أخبرك بما كان من أمر صديقك يعني غيلان فأتيته في
منزله فقال بعث أمير المؤمنين اليوم إلى غيلان فدخل عليه فقال يا غيلان أكان فيما
قضى الله وقدر أن يخلق السماوات والأرض قال نعم قال أكان فيما قضى وقدر أن يخلق
آدم قال في أشياء سأل عنها كل ذلك يقول نعم وأنا خلف عمر أشير إلى غيلان إلى حلقي
أنه الذبح فلما أراد أن يقوم قال يا غيلان والله ما طن ذباب بيني وبينك إلا بقدر

(1) تقدمت ترجمته، تاريخ مدينة دمشق 8 / 243 رقم 652.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 63 طبعة دار الفكر.
193

قال وحدثنا أبو عروبة حدثنا بندار حدثنا بشر بن عمر حدثنا حماد بن سلمة عن
أبي جعفر الخطمي قال
قيل لعمر بن عبد العزيز إن غيلان يقول في القدر فمر به غيلان فقال ما تقول في
القدر فتعوذ فتلى هذه الآية " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " إلى قوله " إما شاكرا
وإما كفورا " (1) فقال عمر إن الكلام فيه عريض طويل ما تقول في العلم أنافذ هو قال نعم قال
أما والله لو لم تقلها لضربت عنقك
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو بكر محمد بن
خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا عمرو بن مهاجر قال
استأذن غيلان على عمر بن عبد العزيز فأذن له فقال ويحك يا غيلان ما الذي
بلغني عنك أنك تقول قال إنما أقول بقول الله " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم
يكن شيئا مذكورا " إلى قوله " إما شاكرا وإما كفورا " قال عمر تم السورة ويحك أما
تسمع الله يقول " وما تشاءون إلا أن يشاء الله " (2) ويحك يا غيلان أما تعلم أن الله " جاعل
في الأرض (3) " إلى " العليم الحكيم " (4) فقال غيلان يا أمير المؤمنين لقد جئتك جاهلا
فعلمتني وضالا فهديتني قال اخرج ولا يبلغني أنك تكلم بشئ من هذا
حدثني أبو المعمر الأنصاري أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو
الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات أنبأنا أبو
عبد الله أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا إسماعيل
ابن عياش عن عمرو بن مهاجر قال
قدم غيلان على عمر بن عبد العزيز فأتيت عمر فقلت يا أمير المؤمنين قدم غيلان وهو
بالباب قال أدخله وأغلق الباب قال فدخل على عمر فسلم ودعا له ثم قال اجلس
فجلس وسأله عن الناس فأخبره صلاحا من الناس فحمد الله على ذلك ثم قال ويحك يا
غيلان ما هذا الكلام الذي بلغني عنك قال يا أمير المؤمنين أتكلم وتسمع قال تكلم
قال فقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " حتى بلغ (إما شاكرا وإما كفورا " ثم

(1) بالأصل: " ما أظن " وفي المختصر: " ما أظن ".
(2) سورة الدهر، الآيات 1 - 3.
(3) سورة الدهر، الآية: 30.
(4) سورة البقرة، الآيات: 30 إلى 32.
194

" " سكت فقال له عمر ويحك يا غيلان أمن ههنا تأخذ الأمر وتدع بدء خلق آدم قال هات
يا أمير المؤمنين فقال عمر قال الله عز وجل " إني جاعل في الأرض خليفة " إلى قوله
ما كنتم تكتمون " فقال غيلان صدقت يا أمير المؤمنين والله لقد جئتك ضالا فهديتني
وأعمى فبصرتني وجاهلا فعلمتني والله لا أتكلم في (2) شئ من هذا الأمر أبدا قال عمر
لئن بلغني أنك تكلم في شئ من هذا الأمر أبدا لأجعلنك نكالا للناس أو للعالمين قال
عمر وقد دسست إليه ناسا فكف عن ذلك ولم يتكلم بشئ حتى مات عمر فلما مات
عمر سال فيه سيل الماء أو سيل البحر "
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو الحسين بن حسنون أنبأنا أبو الحسن الدارقطني
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا داود بن رشيد حدثنا الهيثم بن عمران
الدمشقي قال سمعت عمرو بن مهاجر قال
بلغ عمر بن عبد العزيز أن غيلان وفلانا نطقا في القدر فأرسل إليهما فقال ما (3)
الأمر الذي تنطقان فيه قالا نقول يا أمير المؤمنين ما قال الله قال وما قال الله قالا (4)
يقول " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " (5) " إنا هديناه السبيل إما
شاكرا وإما كفورا " (6) قال فقال اقرءا فقرءا حتى إذا بلغا " إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى
ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله " إلى آخر السورة (7) قال كيف ترى يا بن الأتانة (8)
تأخذ بالفروع وتدع الأصول قال ثم بلغه أنهما قد أسرفا فأرسل إليهما وهو مغضب شديد
الغضب فقام عمر وكنت (9) خلفه قائما حتى دخلا عليه وأنا مستقبلهما فقال لهما ألم
يكن في سابق علم الله حين أمر إبليس بالسجود أنه لا يسجد قال فأومأت إليهما إيماء
برأسي أن قولا نعم قال والله ان لولا مكاني يومئذ لسطا بهما قال فقالا نعم يا أمير
المؤمنين قال أولم يكن في سابق علم الله حين نهى آدم عن أكل الشجرة أن لا يأكلا منها

(1) من الآية 33 من سورة البقرة.
(2) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) زيادة لازمة للايضاح.
(4) الأصل: قال.
(5) سورة الانسان، الآية: 1.
(6) سورة الانسان، الآية: 3.
(7) من الآية 29 من سورة الانسان إلى آخر السورة.
(8) كذا بالأصل: الاتانة، بالتاء وهي قليلة، ونص الصحاح: ولا تقل أتانة إنما يقال: الأتان. والأتان: الحمارة.
والأتان: المرأة الرعناء على التشبيه (راجع تاج العروس: بتحقيقنا: أتن).
(9) يعني راوي الخبر، وهو عمرو بن مهاجر.
195

أنهما يأكلان منها قال فأومأت إليهما أيضا برأسي أن قولا نعم فقالا نعم قال فأمر
بإخراجهما وأمر بالكتاب إلى الأجناد بخلاف ما يقولون فلم يلبث (1) إلا قليلا حتى مرض
عمر فلم ينفذ ذلك الكتاب
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز
ابن علي الأزجي أنبأنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي حدثنا جعفر بن محمد
الفريابي حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي حدثنا محمد بن حمير عن محمد بن
مهاجر عن أخيه عمرو بن مهاجر قال
بلغ عمر بن عبد العزيز أن غيلان يقول في القدر قال فبعث إليه فحجبه أياما ثم
أدخله عليه فقال يا غيلان ما هذا الذي بلغني عنك قال عمرو بن مهاجر فأشرت ألا
يقول شيئا قال فقال نعم يا أمير المؤمنين إن الله يقول " هل أتى على الإنسان حين من
الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا
إنا هديناه السبيل " الآية قال اقرأ من آخر السورة (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان
عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما " ثم قال ما
تقول يا غيلان قال أقول قد كنت أعمى فبصرتني وأصم فأسمعتني وضالا فهديتني
فقال اللهم إن كان (2) عبدك غيلان صادقا وإلا فاصلبه فأمسك عن الكلام في القدر
فبعث إليه هشام (3) فقطع يده فمر به رجل والذباب على يده فقال له يا غيلان هذا قضاء
وقدر قال كذبت لعمر (4) الله ما هذا قضاء ولا قدر فبعث إليه هشام فصلبه
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا الحسين بن عمر
ابن عمران الضراب حدثنا محمد بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر
المديني حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني عن يحيى بن ريان عن عبد الله بن راشد
الدمشقي عن عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر بن عبد العزيز قال "

(1) بالأصل: يثبت، والمثبت عن المختصر.
(2) زيادة لازمة للايضاح عن المختصر.
(3) كذا بالأصل، وثمة سقط في الكلام، وتمام الرواية في المختصر: فأمسك عن الكلام في القدر، فولاه عمر بن
عبد العزيز دار الضرب بدمشق، فلما مات عمر بن عبد العزيز وأفضت الخلافة إلى هشام، تكلم في القدر فبعث
إليه هشام.....
(4) بالأصل: لعمرو.
196

" تكلم غيلان عند عمر بن عبد العزيز بشئ من أمر القدر فقال له عمر يا غيلان اقرأ
أي القرآن شئت فقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " حتى انتهى إلى هذه الآية
إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا " قال فرددها مرارا وكف عما بقي فقال له
عمر أتم السورة فقال " وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما " إلى
آخرها قال فقال له عمر يا غيلان إن الله يقول " إن الله كان عليما حكيما " قال
أخبرني حكيم فيما علم أم حكيم فيما لا يعلم قال بل حكيم فيما علم فقال له أحييتني
أحياك الله والله لكأني لم أعلم هذا من كتاب الله فقال له عمر بن عبد العزيز اللهم إن كان
صادقا فارفعه ووفقه وإن كان كاذبا فلا تمته إلا مقطوع اليدين والرجلين مصلوبا ثم قال
أمن يا غيلان ثم قال أمن يا عمرو بن مهاجر قال فأمنت أنا وغيلان على دعاء عمر بن
عبد العزيز فلما خرج قال لي عمر يا عمرو ويحه إنه لمفتون قال عمرو بن مهاجر
فوالله إني لفي الرصافة جالس (1) فقيل لي قد قطعت يداه ورجلاه قال فأتيته فوقفت عليه
وإنه لملقى فقلت له يا غيلان هذه دعوة عمر بن عبد العزيز قد أدركتك قال ثم أمر به
فصلب "
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا أبو داود سليمان بن
الأشعث حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو الليثي أن الزهري
حدثه قال
دعا عمر بن عبد العزيز غيلانا فقال يا غيلان بلغني أنك تقول في القدر فقال يا
أمير المؤمنين إنهم يكذبون علي قال يا غيلان اقرأ علي يس فقرأ " يس والقرآن الحكيم
إنك لمن المرسلين (2) " حتى بلغ " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون
وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم
أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " فقال غيلان والله يا أمير المؤمنين لكأني لم أقرأها قبل
اليوم أشهدك يا أمير المؤمنين أني تائب إلى الله عز وجل مما كنت أقول في القدر فقال
عمر اللهم إن كان صادقا فثبته وإن كان كاذبا فاجعله آية للمؤمنين

(1) وذلك في خلافة هشام بن عبد الملك، وبعد موت عمر بن عبد العزيز.
(2) سورة يس من أول السورة إلى الآية 10.
197

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز بن
علي الأزجي أنبأنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي حدثنا جعفر بن محمد
الفريابي حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا محمد بن عمرو الليثي أن الزهري
حدثهم قال
دعا عمر بن عبد العزيز غيلان فقال يا غيلان بلغني أنك تكلم في القدر فقال يا
أمير المؤمنين إنهم يكذبون علي قال يا غيلان اقرأ أول يس فقرأ " يس والقرآن
الحكيم " حتى أتى على " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا
من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم
تنذرهم لا يؤمنون " فقال غيلان يا أمير المؤمنين والله لكأني لم أقرأها قط قبل اليوم
أشهدك (1) يا أمير المؤمنين إني تائب مما (2) كنت أقول في القدر فقال عمر اللهم إن كان
صادقا فثبته وإن كان كاذبا فاجعله آية للمؤمنين
قال وحدثنا معاذ حدثنا أبي عن بعض أصحابه قال حدث محمد بن عمرو بهذا
الحديث ابن عون
قال ابن عون أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأ جعفر بن عبد الله
حدثنا محمد بن هارون حدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا محمد بن
عمرو حدثنا الزهري قال
قال عمر بن عبد العزيز لغيلان بلغني أنكم تكلم في القدر فقال يكذبون علي يا
أمير المؤمنين قال اقرأ علي سورة يس قال فقرأ " يس والقرآن الحكيم " إلى " فهم
لا يبصرون " فقال غيلان والله يا أمير المؤمنين إني تائب إلى الله من قولي في القدر فقال
عمر اللهم إن كان صادقا فثبته وإن كان كاذبا فاجعله آية للعالمين
قال وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا درست بن زياد أبو الحسن عن محمد بن عمرو
ابن علقمة حدثني الزهري قال دخلت على عمر بن عبد العزيز وغيلان قائم بين يدين

(1) بالأصل: إنك، والمثبت عن المختصر.
(2) غير مقروءة بالأصل.
198

فذكر نحوه وزاد فيه وإن كان كاذبا فلا تمته حتى تذيقه حر السيف أو حد السيف قال
فلما مات واستخلف يزيد بن عبد الملك قال فدخلت عليه وغيلان قاعد بين يديه فقال مد
يدك فمدها فضربها بالسيف فقطعها ثم قال مد رجلك فقطعها بالسيف ثم صلبه فذكرت
دعوة عمر عليه
كذا قال والمحفوظ أن (1) الذي صلبه هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو (2) منصور محمد بن
الحسين (3) حدثنا أحمد بن الحسين بن زنبيل أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا موسى حدثنا سعد بن زياد قال
حج عبد الملك (4) وهو خليفة سنة ست ومائة ثم كان في سنة سبع ومائة وهو في
المحرم بالمدينة ومعه غيلان يفتي الناس وكان محمد بن كعب يجئ كل جمعة من قريته
على ميلين من المدينة لا يكلم أحدا حتى يصلي العصر فأتاه غيلان فقال " من يضلل الله
فلا هادي له " (5)
قال ابن عون مررت بغيلان وهو مصلوب بباب الشام
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب حدثنا موسى بن إسماعيل أنبأنا سعد أبو عاصم
قال
: حج هشام بن عبد الملك وهو خليفة سنة ست مائة فصار في سنة سبع مائة في
المحرم وهو بالمدينة ومعه غيلان يفتي الناس ويحدثهم وكان محمد بن كعب يجئ كل
جمعه من قرية على ميلين من المدينة فلا يكلم أحدا من الناس حتى يصلي العصر فإذا صلى
العصر غدا إليه الناس يوم السبت يحدثهم ويقص ثلاث مرات فإذا فرغ من ثلاث جلس
مجلسه وقام من قام قالوا يا يا أبا حمزة جاءنا رجل يشككنا في ديننا فنأتيك به قال لا

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) زيادة للايضاح.
(3) الأصل: الحسن، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 530.
(4) كذا بالأصل: عبد الملك، وهو خطأ، فالمعروف أن عبد الملك بن مروان مات سنة 86، والذي حج بالناس سنة
106 هو هشام بن عبد الملك (راجع تاريخ خليفة بن خياط).
(5) سورة الأعراف، الآية: 186.
199

حاجة لي به قلنا أصلحك الله نسمع منه ونسمع منك قال فأتوني به إن شئتم وغدا
يوم السبت وحضر الناس معه فقص ثلاث مرات فلما فرغ زحف إليه غيلان فقال السلام
عليك يا أبا حمزة قال وعليك يا أبا مروان
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن
مخلد أنبأنا علي بن محمد بن خزفة أنبأنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا سعد أبو عاصم قال
حج هشام بن عبد الملك وهو خليفة سنة ست ومائة فصار في سنة سبع ومائة في
المحرم بالمدينة ومعه غيلان يفتي الناس ويحدثهم وكان محمد يجئ كل جمعة من قريته
على ميلين من المدينة فلا يكلم أحدا من الناس حتى يصلي العصر فإذا صلى غدا إليه الناس
يوم السبت يحدثهم ويقص فإذا فرغ جلس مجلسه وقام من قام قالوا يا أبا حمزة جاءنا
رجل يشككنا في ديننا فنأتيك به قال لا حاجة لي به ثم ذكر حديثا قال فاتفقا فقال
محمد بن كعب لا يكون كلام حتى يكون يشهد قال فأيهما أحب إليك تبدأ أو أبدأ فقال
غيلان أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره
على الدين كله ولو كره المشركون من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له قال
أتشهد بهذا أنه حق من قلبك لا يخالف قلبك لسانك منك قال نعم قال حسبي قال
إن القرآن ينسخ بعضه بعضا قال لا حاجة لي في كلامك إما أن تقوم عني وإما أن أقوم
عنك فقام غيلان قال أبيت إلا صمتا فقال محمد بعدما قام غيلان قد كنت أغبط رجالا
بالقرآن بلغني أنهم تحولوا عن حالهم التي كانوا عليها فإن أنكرتموني لا تجالسوني لا تضلوا
كما ضللت
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي
حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا كثير بن هشام حدثنا
عبد الله بن زياد قال
قال غيلان لربيعة بن عبد الرحمن أنشدك الله أترى الله يحب أن يعصى فقال ربيعة
أنشدك الله أترى الله يعصى قسرا فكأن ربيعة ألقم غيلان حجرا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا محمد بن
علي الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان أنبأنا أبي
200

ح وأنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (1) حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا
أبو بكر بن أبي داود حدثنا يونس بن حبيب
قالا حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي قال قال حسان بن عطية لغيلان القدري
والله وفي رواية يونس أما والله لئن كنت أعطيت لسانا لم نعطه إنا لنعرف باطل ما تأتي
به
قال (2) وحدثنا سليمان بن أحمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق حدثنا عمرو بن
عثمان حدثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني قال سمعت الأوزاعي يقول
قدم علينا غيلان القدري في خلافة هشام بن عبد الملك فتكلم غيلان وكان رجلا
مفوها فلما فرغ من كلامه قال لحسان ما تقول فيما سمعت من كلامي فقال له حسان يا
غيلان إن يكن لساني يكل (3) عن جوابك فإن قلبي ينكر ما تقول
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا عثمان بن أحمد حدثنا حنبل بن إسحاق حدثنا هارون بن معروف حدثنا
ضمرة عن علي بن أبي حملة قال
كان غيلان يجالس مكحولا فقيل له يا أبا عبد الله هذا يجالسك قال فما أصنع
به أطرده
لعل مكحولا قال هذا قبل أن يدعوا غيلان إلى بدعته فلما أظهرها ودعا إليها نهى
مكحول عن مجامعته
كذلك أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا أبو داود (4) سليمان بن الأشعث حدثنا
عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا الفرج بن فضالة حدثنا مسافر قال
جاء رجل إلى مكحول من إخوانه (5) فقال يا أبا عبد الله ألا أعجبك أني عدت اليوم

(1) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 6 / 72 في ترجمة حسان بن عطية.
(2) يعني أبا نعيم الحافظ، والخبر في حلية الأولياء 6 / 72 في ترجمة حسان بن عطية.
(3) بالأصل: " ينكل " تصحيف، وفي المختصر: " كل " والمثبت عن حلية الأولياء.
(4) " أبو داود " استدرك عن هامش الأصل.
(5) في المختصر: من أصحابه.
201

رجلا من إخوانك فقال من هو فقال لا عليك قال أسألك قال هو غيلان وقال
مكحول إن دعاك غيلان فلا تجبه وإن مرض فلا تعده وإن مات فلا تمش في جنازته
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا الخليل بن
هبة الله أنبأنا عبد الوهاب الكلابي حدثنا أحمد بن الحسين بن طلاب حدثنا العباس بن
الوليد بن صبح حدثنا مروان بن محمد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا إبراهيم بن جدار (1)
العذري حدثني ثابت بن ثوبان قال
قلت لمكحول يا أبا عبد الله إن غيلان مرض فأردت أن أعوده فقلت لا حتى
أسأل فما ترى في عيادته فقال مكحول إن مرض فلا تعده وإن مات فلا تشهده لهو
أضر على الأمة من المرققين (2)
قال مروان فقلت للوليد وما المرققين (3) قال هم ولاة السوء يؤتى أحدهم في
الشئ الذي لا يجب عليه فيه حدا (4) والرجل يجب عليه الحد فيجوزوا بهذا الحدود وأكثر
منها (5)
أخبرنا أبو الأنماطي أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن
العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي (6) حدثنا عبد الله بن أحمد حدثنا
منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن محمد بن
عبد الله الشعيثي (7) عن مكحول قال
أتاه رجل فقال يا أبا عبد الله أتيت صديقا لك اليوم أعوده فدفع في
صدري دونه قال من هو فكأنه كره أن يخبره فما زال به حتى قال هو غيلان قال غيلان قال

(1) مهملة بدون إعجام بالأصل، راجع ترجمة ثابت بن ثوبان في تهذيب الكمال 3 / 228.
(2) اللفظة بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(3) كذا بالأصل، والأظهر: وما المرققون؟.
(4) كذا بالأصل، والوجه: حد.
(5) جاء في تاج العروس بتحقيقنا: رقق: وترقيق الكلام: تحسينه، وفي الحديث: " فتجئ فتنة فيرقق بعضها بعضا ".
أي تشوق بتحسينها وتسويلها.
(6) الخبر رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 437.
(7) كذا بالأصل، وفي الضعفاء الكبير: " الرعيثي " وبهامشه " الثقفي ".
202

نعم قال إن دعاك غيلان فلا تجبه وإن مرض (1) فلا تعده وإن مات فلا تشيع جنازته
قال عبد الله بن عمر (2) وذكر القدر فقال أظهره (3) قلت نعم قال فإني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول هم نصارى هذه الأمة ومجوسها [* * * *]
أخبرنا أبو غالب محمد (4) بن الحسن أنبأنا (5) ابن علي بن أحمد حدثنا أحمد بن
إسحاق النهاوندي حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا سليمان بن الأشعث حدثنا
إبراهيم بن مروان يعني الطاطري (6) حدثنا أبي حدثنا ابن عياش حدثني محمد بن
عبد الله الشعيثي قال
سمعت مكحولا يقول بئس الخليفة كان غيلان لمحمد (صلى الله عليه وسلم) على أمته من بعده
قال وحدثنا سليمان بن الأشعث حدثنا عبد السلام بن عتيق الدمشقي حدثنا صفوان
بن صالح حدثنا الوليد حدثنا سعيد
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا عبد العزيز
الأزجي أنبأنا المخرمي حدثنا جعفر الفريابي حدثنا نصر بن عاصم حدثنا الوليد بن
مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول أنه قال في حديث ابن الأشعث قال قال
مكحول
حسب غيلان الله لقد ترك هذه الأمة في لجج مثل وقال ابن الأشعث في مثل لجج
البحار
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا
الأزجي أنبأنا المخرمي حدثنا جعفر حدثنا نصر حدثنا الوليد عن ابن جابر قال سمعت مكحولا
يقول ويحك يا غيلان لا تموت إلا مقتولا
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا

(1) فوقها في الأصل: ضبة.
(2) كذا بالأصل والضعفاء الكبير، وفي المختصر: " عبد الله بن عمرو " تصحيف.
(3) في الضعفاء الكبير: وقد أظهروه؟.
(4) الأصل: ومحمد.
(5) كذا بالأصل.
(6) الطاطري بمهملتين الثانية مفتوحة بعدها راء خفيفة، كما في تقريب التهذيب.
راجع ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 428 طبعة دار الفكر.
203

أحمد بن عمران حدثنا محمد بن أحمد المتوثي حدثنا إبراهيم بن مروان بن محمد حدثنا
أبي حدثنا ابن عياش حدثني محمد بن عبد الله عن أيوب قال سمعت مكحولا يقول
لغيلان لا تموت إلا مفتونا
كذا قال والصواب مقتولا
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد (1) أنبأنا جدي الحسن بن
أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني أنبأنا أبو العباس بن السمسار أنبأنا
محمد بن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا معاوية بن يحيى حدثنا بعض أشياخنا
أن عبد الله بن أبي زكريا لقي غيلان في بعض سقائف دمشق فعدل عنه فقالوا يا أبا
يحيى ما حملك على هذا فقال لا يظلني وإياه سقف إلا سقف المسجد لقد ترك هذا
الجند في أمواج كأمواج البحر
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي بهمذان (2) حدثنا إبراهيم بن الحسين
حدثنا إسحاق بن محمد الفروي قال سمعت مالكا يقول كان عدة من أهل الفضل والصلاح
قد ضللهم (3) غيلان بن عبد الله
قال وسئل مالك عن تزويج القدري فقال " ولعبد مؤمن خير من مشرك " (4)
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي
أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا صالح بن علي النوفلي
بحلب حدثنا أبو الأخيل الحمصي واسمه خالد بن عمرو السلفي (5) حدثنا إسماعيل بن
عياش عن الأوزاعي قال
أرسل هشام بن عبد الملك إلى غيلان فقال له يا غيلان ما هذه المقالة التي تبلغني
عنك في القدر فقال يا أمير المؤمنين هو ما بلغك وقال أحضر من أحببت يحاجني فإن

(1) مشيخة ابن عساكر 107 / أ.
(2) مهملة بالأصل بدون إعجام.
(3) كذا بالأصل، وفي المختصر: أضلهم.
(4) سورة البقرة، الآية: 221.
(5) ضبطت بضم السين عن سير أعلام النبلاء 11 / 36 وفي الاكمال 4 / 466 بضم الشين المهملة وفتح اللام.
ترجمته في تهذيب التهذيب 3 / 110 (مصورة عن طبعة الهند).
204

غلبني فاضرب رقبتي فأحضر الأوزاعي فقال له الأوزاعي يا غيلان إن شئت ألقيت عليك
سبعا وإن شئت خمسا وإن شئت ثلاثا قال ألق علي ثلاثا قال فقال له قضاء الله على
ما نهى عنه قال ما أدري أيش تقول قال وأمر الله بأمر حال دونه فقال هذه أشد علي
من الأول قال فحرم الله حراما ثم أحله قال ما أدري أيش تقول قال فأمر به فضربت
رقبته
قال ثم قال هشام للأوزاعي يا أبا عمرو فسر لنا ما قلت قال قضى الله على ما نهى
آدم أن يأكل من الشجرة ثم قضى عليه فأكل منها وأمر إبليس أن يسجد لآدم وحال بين
إبليس وبين السجود وقال " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير (1) " وقال " فمن
اضطر (1) " فأحله بعدما حرمه
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو محمد عبد الله
ابن الوليد الأنصاري الأندلسي (2) قراءة عليه في منزله
ح وأخبرنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى أنبأنا الحافظ أبو عبد الله الحميدي
إجازة أنبأنا الشيخ الصالح أبو الحسن عبد الباقي بن فارس بن أحمد المقرئ إملاء في
مسجد عمرو بن العاص بمصر قالا حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إدريس الرازي
الشافعي بمصر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة حدثنا أبو الحسين وفي حديث نصر الله أبو
الحسن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأنماطي حدثنا أبو إسحاق زاد نصر الله إبراهيم
ابن عبد الله بن ثمامة حدثنا إبراهيم بن إسحاق وقال المصيصي حدثنا محمد بن كثير
قال (3)
كان على عهد هشام بن عبد الملك رجل يقال له غيلان القدري فشكاه الناس إلى
هشام بن عبد الملك فبعث هشام إليه زاد نصر الله وأحضره فقال له قد كثر كلام الناس
فيك قال نعم يا أمير المؤمنين ادع من شئت فيحاجني وقال نصر الله فيجادلني فإن
أدرك علي سبب وقال نصر الله فإن أدركت علي شيئا (4) فقد أمكنتك من علاوتي يعني
رأسه قال هشام قد أنصفت فبعث هشام إلى الأوزاعي فلما حضر الأوزاعي قال له زاد

(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 658.
(3) المناظرة بين الأوزاعي وغيلان في العقد الفريد بتحقيقنا 2 / 205 من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
(4) كذا بالأصل، وفي المختصر: سببا.
205

نصر الله هشام وقالا يا أبا عمرو ناظر لنا هذا القدري فقال له الأوزاعي وفي حديث
خالي فقال الأوزاعي للقدري اختر إن شئت ثلاث كلمات وإن شئت أربع كلمات وإن
شئت واحدة فقال القدري بل ثلاث كلمات
فقال الأوزاعي للقدري أخبرني عن الله عز وجل هل تعلم أنه قضى على ما نهى
فقال القدري ليس عندي في هذا شئ فقال الأوزاعي هذه واحدة
ثم قال الأوزاعي أخبرني عن الله عز وجل أنه حال دون ما أمر فقال القدري هذه
أشد زاد نصر الله علي وقالا من الأولى ما عندي من هذا شئ فقال الأوزاعي هذه
اثنتان يا أمير المؤمنين
فقال الأوزاعي للقدري أخبرني عن الله عز وجل أنه أعان على ما حرم فقال
القدري هذا وقال نصر الله هذه أشد علي من الأولى والثانية ما عندي في هذا شئ
فقال الأوزاعي (1) يا أمير المؤمنين هذه ثلاث زاد نصر الله كلمات
فأمر به هشام فضربت عنقه
فقال هشام بن عبد الملك للأوزاعي فسر لنا هذه الثلاث كلمات وقال نصر الله
هذه الثلاثة ما هي قال الأوزاعي وفي حديث نصر الله قال نعم وقالا يا أمير
المؤمنين أما تعلم أن الله قضى على ما نهى آدم عن أكل الشجرة ثم قضى عليه أكلها
وقال نصر الله بأكلها فأكلها
ثم قال الأوزاعي أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الله حال دون ما أمر أمر إبليس
بالسجود لآدم ثم حال بينه وبين السجود
ثم قال الأوزاعي أما تعلم يا أمير المؤمنين أن الله تعالى أعان على ما حرم حرم الميتة
زاد نصر الله والدم وقالا ولحم الخنزير ثم أعان عليه بالاضطرار إليه
فقال هشام فأخبرني عن الواحدة ما كنت تقول له قال أقول له زاد نصر الله (2)
وقالا مشيئتك مع مشيئة الله أو مشيئتك دون مشيئته وقال نصر الله مشيئة الله فأيهما

(1) في العقد الفريد: قال الأوزاعي: هذا مرتاب من أهل الزيغ.
(2) كذا بالأصل، وثمة سقط في الكلام.
206

أجابني فيه حل فيه ضرب عنقه (1) قال فأخبرني عن الأربع ما هي قال كنت أقول له
أخبرني عن الله عز وجل خلقك (2) كما شاء أو أو كما شئت فإنه (3) كان يقول كما شاء ثم
أقول له أخبرني عن الله عز وجل يتوفاك إذا (4) شاء أو إذا شئت فإنه كان يقول إذا شاء ثم
أقول له أخبرني عن الله يرزقك إذا شاء أو إذا شئت فإنه كان يقول إذا شاء ثم كنت أقول
له أخبرني عن الله عز وجل إذا توفاك إلى أين (5) تصير حيث شئت أو حيث شاء فإنه كان
يقول حيث شاء
ثم قال الأوزاعي يا أمير المؤمنين من لم يمكنه ان يحسن خلقه ولا يزيد في رزقه
ولا يؤخر في أجله ولا يصير نفسه حيث شاء وقال نصر الله حيث شاء (6) فأي شئ في
يديه وقال نصر الله في يده من المشيئة يا أمير المؤمنين قال صدقت يا أبا عمرو
ثم قال الأوزاعي يا أمير المؤمنين إن القدرية ما رضوا بقول الله عز وجل ولا بقول
الأنبياء ولا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا بقول الملائكة ولا بقول أخيهم
إبليس فأما قول الله عز وجل " فاجتباه ربه فجعله من الصالحين (7) " وأما قول الملائكة
" لا علم لنا إلا ما علمتنا (8) " وأما قول الأنبياء فما قال شعيب (وما توفيقي إلا بالله عليه
توكلت " (9) وقال نصر الله قال إبراهيم " لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم
الضالين (10) " وقول نوح " ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن
يغويكم " (11) وأما قول أهل الجنة " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي
لولا أن هدانا الله (12) " وأما قول أهل النار " لو هدانا الله لهديناكم (13) " وأما قول أخيهم
إبليس " رب بما أغويتني " (14)

(1) زيد بعدها في المختصر: زاد في آخر إن قال مع مشيئة الله صير نفسه شريكا لله، وإن قال دون مشيئة الله فقد
انفرد بالربوبية: فقال هشام: لا أحياني الله بعد العلماء ساعة.
(2) في المختصر: خلقك حين خلقك كما شاء.
(3) بالأصل: فإن.
(4) بالأصل: إذ شاء.
(5) بالأصل: " لئن تصير " بدلا من " إلى أين تصير " والمثبت عن المختصر.
(6) كذا بالأصل: " حيث شاء " في الروايتين.
(7) سورة القلم، الآية: 50.
(8) سورة القلم، الآية: 32.
(9) سورة هود، الآية: 88.
(10) سورة الأنعام، الآية: 77.
(11) سورة هود، الآية: 34.
(12) سورة الأعراف، الآية: 43.
(13) سورة إبراهيم، الآية: 21.
(14) سورة الحجر، الآية: 39.
207

" أخبرنا أبو الحرم مكي بن الحسن بن معافى (1) وأبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل
قالا أنبأنا أبو محمد مقاتل بن مطكود بن أبي نصر أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن
شجاع أنبأنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم بن يزيد النصري بالقدس سنة ثمان وتسعين
وثلاثمائة حدثنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري (2)
وأبو الحسن علي بن محمد بن ينال الشافعي شك الشيخ أبو الفتح أنبأنا أبو بكر القاسم بن
إبراهيم الصفار (3) حدثنا حجر بن محمد السامري البصري حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله
البصري حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري (4) حدثنا حماد أبي سلمة (5) عن
أبي جعفر الخطمي (6)
قال
بلغ عمر بن عبد العزيز كلام غيلان القدري في القدر فأرسل إليه فدعاه فقال له ما
الذي بلغني عنك تكلم في القدر قال يكذب علي يا أمير المؤمنين ويقال علي ما لم
أقل قال فما تقول في العلم ويلك أنت مخصوم إن أقررت بالعلم خصمت وإن جحدت
بالعلم كفرت ويلك أقر بالعلم تخصم خير من أن تجحد فتلعن والله لو علمت أنك تقول
الذي بلغني عنك لضربت عنقك أتقرأ " يس والقرآن الحكيم (7) " قال نعم قال اقرأ فقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط
مستقيم " إلى أن بلغ (لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون " قال له قف كيف
ترى قال كأني لم أقرأ هذه الآية قط قال زد " إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى
الأذقان فهم مقمحون " قف من جعل الأغلال في أعناقهم قال لا أدري قال ويلك
الله والله قال زد " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا " قال قف قال
ويلك من جعل السد بين أيديهم قال لا أدري قال ويلك الله والله زد ويلك
وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن
بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم " (7) قف كيف ترى قال كأني والله لم أقرأ هذه السورة "

(1) قارن مع مشيخة ابن عساكر 245 / ب.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 529.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 546.
(4) بالأصل: النقري، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 360.
(5) يعني حماد بن سلمة بن دينار البصري، أبو سلمة بن أبي صخر ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 175.
(6) هو عمير بن يزيد، الخطمي المدني، ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 421 طبعة دار الفكر.
(7) سورة يس، الآية الأولى إلى آخر الآية 11.
208

" قط فإني أعاهد الله أن لا أعود في شئ من كلامي أبدا فانطلق "
فلما ولى قال عمر بن عبد العزيز اللهم إن كان أعطاني بلسانه ومحنته في قلبه فأذيقه
حر السيف
فلم يتكلم في خلافة عمر بن عبد العزيز وتكلم في خلافة يزيد بن عبد الملك فلما
مات يزيد أرسل إليه هشام فقال الست كنت عاهدت الله لعمر بن عبد العزيز أنك لا
تكلم في شئ من كلامك قال أقلني يا أمير المؤمنين قال لا أقالني الله إن أنا أقلتك
يا عدو الله أتقرأ فاتحة الكتاب قال نعم فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب
العلمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين " قال قف (2) يا عدو
الله على ما تستعين الله على أمر بيدك أم على أمر بيده من ههنا انطلقوا به فاضربوا عنقه
واصلبوه قال يا أمير المؤمنين أبرز لي رجلا من خاصتك أناظره فإن أدرك علي أمكنته من
علاوتي فليضربها وإن أنا أدركت عليه فاتبعني (3) به قال هشام من لهذا القدري قالوا
الأوزاعي فأرسل إليه وكان بالساحل فلما قدم عليه قال له الأوزاعي أخبرني يا غيلان إن
شئت ألقيت عليك ثلاثا وإن شئت أربعا وإن شئت واحدة قال ألق علي ثلاثا
قال أخبرني عن الله قضى على ما نهى قال لا أدري كيف هذا قال الأوزاعي
واحدة يا أمير المؤمنين
ثم قال أخبرني عن الله أمر بأمر ثم حال دون ما أمر قال القدري هذه والله أشد من
الأولى (4) قال الأوزاعي هاتان اثنتان يا أمير المؤمنين
ثم قال أخبرني عن الله حرم حراما ثم أحله قال هذه والله أشد من الأولى (4)
والثانية قال الأوزاعي كافر ورب الكعبة يا أمير المؤمنين
فأمر به هشام فقطعت يديه ورجليه وضربت عنقه وصلب فقال حين أمر به أدركتني
دعوة العبد الصالح عمر بن عبد العزيز
قال هشام يا أبا عمرو فسر لنا الثلاث التي ألقيت عليه قال قلت له أخبرني عن
الله قضى على ما نهى إن الله نهى آدم عن أكل الشجرة ثم قضى عليه أن يأكل منها قلت

(1) بياض بالأصل، واللفظة أثبت عن المختصر.
(2) بالأصل: " أفق " والتصويب عن المختصر.
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(4) بالأصل: الأولة.
209

له أخبرني عن الله أمر بأمر ثم حال دون ما أمر (1) إن الله عز وجل أمر إبليس بالسجود
لآدم فحال بينه وبين أن يسجد له وقلت له أخبرني عن الله عز وجل حرم حراما ثم أحله
حرم الميتة وأعان على أكلها للمضطر إليها
قال له هشام فأخبرني عن الأربع ما هي
قال كنت أقول له أخبرني عن الله عز وجل خلقك كما شاء أو كما شئت فإنه
يقول كما شاء
ثم كنت أقول له أخبرني عن الله أرازقك إذا شاء أم إذا شئت فإنه يقول إذا شاء
ثم كنت أقول له أخبرني عن الله يتوفاك حيث شاء أم حيث شئت فإنه يقول حيث
شاء
ثم كنت أقول له أخبرني عن الله يصيرك حيث شاء أم حيث شئت فإنه يقول حيث
شاء فمن لا يقدر أن يزيد في رزقه ولا ينقص في عمره فما إليه من المشيئة شئ
قال هشام فأخبرنا عن الواحدة ما هي قال كنت أقول له أخبرني عن مشيئتك مع
مشيئة الله أو دون مشيئة الله فعلى أيهما أجابني حل قتله إن قال مع مشيئة الله صير نفسه
شريكا لله وإن قال دون مشيئة الله انفرد بالربوبية
فقال هشام لا أحياني الله بعد العلماء ساعة واحدة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق حدثنا
أحمد بن عمران حدثنا أبو عبد الله المتوثي (2) حدثنا سليمان بن الأشعث حدثنا عبيد الله
بن معاذ حدثنا أبي عن بعض أصحابه قال حدث محمد بن عمرو ابن عون بهذا الحديث
فقال ابن عون أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وأبو الفضل أحمد بن الحسين بن
الكاملي قالا حدثنا نصر بن إبراهيم الزاهد قال كتب إلي أبو عبد الله يعني القضاعي

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه، وبعده صح.
(2) بالأصل: المتوني، تصحيف، والصواب ما أثبت، وهو محمد بن أحمد بن يعقوب، روى عن أبي داود كتاب الرد
على أهل القدر.
راجع ترجمة سليمان بن الأشعث في تهذيب الكمال 8 / 8.
210

أن أبا العباس أحمد بن سعيد بن نفيس الأنصاري أخبرهم أنبأنا أبو الحسن
علي بن الحسين ابن بندار الأنطاكي (1) أخبرني أبو عمران موسى بن القاسم حدثني أبو مسلم الكاتب (2)
حدثني عبد الله بن مسلم عن أبيه قال كنت في السوق بالبصرة فرأيت شيخا لا أعرفه
يذكر القدر ويظهره ويدعو إليه فقلت له يا هذا تظهر هذا فإني كنت بالشام فرأيت
رجلا أظهر هذا فأخذه أمير المؤمنين
هشام فقطع يديه ورجليه وقتله وصلبه قال فسكت فسألت عنه فقيل لي هذا عمرو بن
عبيد (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر القاضي أنبأنا أبو الحسن المجهز أنبأنا
يوسف بن أحمد أنبأنا أبو (4) جعفر العقيلي (5) حدثنا موسى بن علي الحبلي (6) حدثنا
الحسن بن عبد العزيز الجروي (7) حدثنا أبو مسهر حدثنا عون بن حكيم حدثني الوليد بن
أبي السائب أن رجاء بن حياة كتب إلى هشام بن عبد الملك
يا أمير المؤمنين بلغني أنه دخل عليك شئ من قبل غيلان وصالح (8) وأقسم بالله يا
أمير المؤمنين إن قتلهما أفضل من قتل ألفين من الروم والترك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (9) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة الدمشقي (10) حدثنا هشام حدثنا الهيثم بن
عمران حدثنا عمر بن يزيد النصري كاتب نمير بن أوس قاضي دمشق قال
بلغ نمير بن أوس أن هشاما وقر في صدره من قتل غيلان شئ فكتب إليه نمير لا
تفعل يا أمير المؤمنين فإن قتل غيلان كان من فتوح الله العظام على هذه الأمة

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 464.
(2) هو محمد بن أحمد بن علي بن الحسين البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 558.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 6 / 104.
(4) لفظة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(5) الخبر رواه العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 3 / 437.
(6) كذا رسمها بالأصل، وفي الضعفاء الكبير: الختلي.
(7) كذا بالأصل، وفي الضعفاء الكبير: الحموي.
(8) هو صالح بن سويد، كما في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 371.
(9) بالأصل: الكناني، تصحيف، وهو عبد العزيز بن أحمد الكتاني والسند معروف.
(10) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 373.
211

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا نصر بن إبراهيم وأبو محمد بن فضيل
ح وأخبرنا أبو الحسن بن زيد أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
قالا أنبأنا أبو الحسن بن عوف أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر بن خريم حدثنا
هشام بن عمار حدثنا الهيثم بن عمران حدثنا عمر بن يزيد النصري كاتب نمير بن أوس
قاضي دمشق قال
بلغ نمير أنه وقر في صدر هشام بن عبد الملك من قتله غيلان شئ فكتب إليه نمير
لا تفعل يا أمير المؤمنين فإن قتل غيلان من فتوح الله عز وجل العظام على هذه الأمة (1)
قال وحدثنا الهيثم بن عمران قال بلغني أن عبادة بن نسي كتب إلى هشام بمثل كتاب
نمير
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (2) أنبأنا أبو محمد المعدل
أنبأنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة (3) حدثنا أبو مسهر حدثنا عبد الله بن سالم
الأشعري حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال
كنت عند عبادة بن نسي فأتاه آت فقال إن أمير المؤمنين يعني هشاما قد قطع يدي
غيلان ورجليه وصلبه قال ما تقول قال قد فعل قال أصاب والله فيه القضاء والسنة
ولأكتبن إلى أمير المؤمنين فلأحسنن (4) له رأيه
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنبأنا أبو نعيم
الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا الهيثم بن
خارجة حدثنا عبد الله بن سالم الحمصي حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال
كنت عند عبادة بن نسي فأتاه رجل فأخبره أن أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك قطع
يد غيلان ولسانه وصلبه فقال حقا ما تقول قال نعم فقال أصاب والله فيه السنة
والقضية ولأكتبن إلى أمير المؤمنين فلأحسنن له ما صنع

(1) راجع تاريخ الاسلام (حوادث سنة 101 - 120) ص 441 والضعفاء الكبير للعقيلي 3 / 437.
(2) بالأصل: الكناني، تصحيف، والسند معروف.
(3) رواه أبو زرعة في تاريخه 1 / 370.
(4) الأصل: " فلاحسن " والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.
212

5568 غيلان بن أبي معشر
ويقال ختن أبي معشر
مولى الوليد بن عبد الملك
كان صاحب حرس يزيد بن عبد الملك وكان على حرس الوليد بن يزيد وقتل مع
الوليد بن يزيد في الصف له ذكر
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال في تسمية عمال يزيد
ابن عبد الملك الحرس غيلان (2) بن أبي معشر مولاه
وقال حاتم بن مسلم وعلى الحرس أبو مالك السكسكي
قال وحدثنا خليفة قال (3) في تسمية عمال الوليد بن يزيد الحرس غيلان ختن أبي
معشر " (4)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 335 (ت. العمري).
(2) كذا بالأصل، وفي تاريخ خليفة بن خياط: غيلان ختن أبي معن.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 368 (ت. العمري).
(4) في تاريخ خليفة: أبي معن.
213

حرف الفاء "
" ذكر من اسمه (1) فاتك "
5569 فاتك بن فضالة بن شريك
ابن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر بن الحريش (2) بن نمير
ابن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة
الأسدي الكوفي (3)
وفد على عبد الملك بن مروان وكان سيدا جوادا
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأموي (4) أخبرني أبو الحسن
الأسدي حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن أيوب بن عباية قال
كان فاتك بن فضالة الأسدي كريما على بني أمية وهو الوافد على عبد الملك بن
مروان قبل أن ينهض إلى حرب ابن الزبير فضمن له عن أهل العراق طاعتهم (5) وتسليم
بلادهم إليه وأن يسلموا مصعبا إذا لقيه ويتفرقوا عنه وله يقول الأقيشر في هذه الوفادة
وفد الوفود فكنت أفضل وافد * يا فاتك بن فضالة بن شريك

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) كذا بالأصل: الحريش، بالحاء المهملة، وفي تهذيب الكمال: " الجريش " وفي تهذيب التهذيب: الحرش.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 31 وتهذيب التهذيب 4 / 479 وميزان الاعتدال 3 / 339.
(4) الخبر والشعر في الأغاني 11 / 271.
(5) بالأصل: طاعته، والمثبت عن الأغاني.
214

5570 فاتك
أبو شجاع
المعروف بالخازن الأخشيدي (1)
ولي إمرة دمشق فدخلها يوم الأربعاء لثمان بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين
وثلاثمائة وكانت ولايته إياها من قبل أبي القاسم أنوجور (2) وأبي الحسن علي ابني الأخشيد
أبي بكر محمد بن طغج بن جف الفرغاني وكان أبو شجاع هذا شجاعا وامتدت ولايته
وبلغني أن فاتكا مات في المحرم سنة سبع وخمسين وثلاثمائة لإحدى عشرة ليلة خلت
من المحرم بعد أن عزل عن إمرة دمشق بفنك (3) الكافوري وحمل إلى صيدا فسأل فيه ابن
الشيخ صاحب صيدا فأطلقه فنك فرجع إلى دمشق فأقام بها أياما ثم مات

(1) ترجمته في أمراء دمشق ص 64 وتحفة ذوي الألباب 1 / 367 والنجوم الزاهرة 4 / 56 والوافي بالوفيات 3 / 3.
(2) ترجمته في أمراء دمشق ص 13 وتحفة ذوي الألباب 1 / 349.
(3) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 368 وأمراء دمشق ص 84.
215

" ذكر من اسمه فارس "
5571 فارس بن أحمد بن موسى
أبو الفتح الحمصي المقرئ (1)
قرأ على عبد الباقي بن الحسن بن السقا المقرئ (2)
وحدث عن أحمد بن محمد المصري وعمر بن محمد الإمام وعبد الله بن الحسين
السامري المقرئ (3) ومحمد بن الحسن أبي طاهر الأنطاكي (4) وبشر بن عبد الله وأبي
الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي (5) وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن علي بن
أبي طالب البرار البغدادي
روى عنه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني (6)
واجتاز بدمشق أو بأعمالها عند مضيه إلى مصر
5572 فارس بن أحمد
ولي قضاء دمشق نيابة عن قاضيها أبي (7) زرعة محمد بن عثمان بن زرعة

(1) ترجمته في غاية النهاية 2 / 5 ومعرفة القراء الكبار 1 / 379 وحسن المحاضرة 1 / 492.
(2) ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 357 وغاية النهاية 1 / 356.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 442.
(4) ترجمته في غاية النهاية 2 / 118 ومعرفة القراء الكبار 1 / 345.
(5) ترجمته في تاريخ بغداد 1 / 271.
(6) ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 406.
(7) تقرأ بالأصل: أنبأنا.
216

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أنبأنا تمام بن محمد
إجازة أنبأنا أبو عبد الله بن مروان حدثنا ابن فيض قال
واستخلف أبو زرعة على دمشق أحمد بن المعلى وعمر بن أحمد بن علي أبا (1)
الحارث وفارس بن أحمد فتوفي فارس يعني قبل سنة ست وثمانين وبقي أحمد بن
المعلى وأبو الحارث
5573 فارس بن الحسن بن منصور
أبو الهيجاء بن البلخي النبهاني
حدث بدمشق عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز بن محمد بن داود بن المصحح
العسقلاني
وصنف كتابا في سيرة أمير الجيوش أبي منصور أنوشتكين
(2) وهو والد أبو
الوحش (3) بن فارس
روى عنه عبد العزيز الكتاني (4)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني (4) أنبأنا الأمير أبو الهيجاء
فارس بن الحسن بن منصور النبهاني بن البلخي أنبأنا القاضي أبو الحسن عبد العزيز بن
محمد حدثنا أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني بعسقلان حدثنا الخرائطي حدثنا
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد حدثنا بشر بن أحمد حدثنا محمد بن الزبير الأسدي عن
صالح بن تميم قال سمعت بريدة الأسلمي يقول
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعلي إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي
وإن حقا على الله أن تعي [* * * *] ونزلت " وتعيها أذن واعية " (5) قال أذن عقلت عن الله عز
وجل
هذا إسناد لا يعرف والحديث شاذ

(1) بالأصل: ابن، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 231.
(2) بياض بالأصل مقدار كلمتين.
(3) اللفظة غير واضحة بالأصل وصورتها: " العنظفر " ولعله: المظفر.
(4) الأصل: الكناني، تصحيف.
(5) سورة الحاقة، الآية: 12.
217

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو (1) محمد الكتاني (2) قال
توفي فارس بن البلخي في المحرم سنة خمس وخمسين وأربعمائة حدث عن القاضي
أبي الحسن عبد العزيز بن محمد بن داود بن مصحح العسقلاني عن علي بن الحسين
الفرغاني عن الخرائطي وغيره
5574 فارس بن منصور بن عبد الله
أبو شجاع البزاز (3)
روى عن حسين المحاملي
روى عنه تمام بن محمد
أخبرنا أبو محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد عن تمام بن محمد (4) أنبأنا
أبو شجاع فارس بن منصور بن عبد الله البزار قراءة عليه حدثنا الحسين بن إسماعيل
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الطفاوي حدثنا أبو هارون العبدي قال
كنا إذا جئنا إلى أبي سعيد الخدري قال مرحبا بوصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلنا وما وصية
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال قال لأصحابه الناس لكم تبع وسيأتيكم ناس من أقطار الأرض
يتفقهون فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا وعلموهم مما علمكم الله [* * * *]
قال وأنبأنا أبو شجاع حدثنا الحسين حدثنا زياد بن أيوب حدثنا محمد يعني ابن
يزيد قال مجالد أخبرنا أبو الوداك (5) عن أبي سعيد قال
سألنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الجنين فقال كلوه إن شئتم ذكاته ذكاة أمه [* * * *] "

(1) كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) بالأصل: الكناني، تصحيف.
(3) كذا بالأصل، وفي ت والمختصر: البزار. وسيرد في الخبر التالي: البزار.
(4) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ت لتقويم السند.
(5) بالأصل: " أخبرنا عن أبو ذاك ".
218

ذكر من اسمه (1) فاضل "
5575 فاضل بن عبيد الله
أبو الكتائب الموصلي
حدث عن الحسين بن عبد الله الرهاوي
سمع منه ابن صابر
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر توفي شيخنا أبو الكتائب فاضل بن عبيد الله
الموصلي الصايغ رحمه الله في ليلة الاثنين الرابع عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربع
مائة سمعنا منه كتاب منازل المحبة عن الحسين بن عبد الله الرهاوي عن مصنفه ابن
الران وكان عمره فيما قيل ستة (2) وسبعون سنة "

(1) الزيادة منا للايضاح.
(2) كذا بالأصل.
219

ذكر من اسمه (1) فائد "
5576 فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القروشي المخزومي (2)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) واستشهد يوم فحل
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله أنبأنا البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا
أبو طاهر بن المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار (3) قال
فولد عمارة بن الوليد بن المغيرة فائدا (4) وبه كان يكنى وفي نسخة أخرى أمه
بنت بلعاء بن قيس الكناني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة أنبأنا أبو علي بن
الصواف حدثنا الحسن بن علي القطان حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار قال قال إسحاق
ابن بشر
وكانت وقعة فحل كما زعم بعضهم عن الزهري في سنة ثلاث عشرة في رجب قال
الزهري واستشهد بها من المسلمين فائد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة وعبد الرحمن بن
عمارة بن الوليد وهشام بن عمارة بن الوليد "

(1) الزيادة منا للايضاح.
(2) ترجمته في الإصابة 3 / 199.
(3) راجع كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 330.
(4) الذي في نسب قريش: " عائذا " تصحيف.
220

ذكر من اسمه فتح "
5577 الفتح بن الحسين بن أحمد بن سعدان
أبو نصر الفارقي
سمع السكن بن محمد بن جميع
وحدث بصيدا عن شيخه أبي الحسن (1) بن زكار (2) النحوي
روى عنه سعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنبأنا أبو الفضل يوسف بن الحسن بن
إبراهيم المقرئ بمسجد الفرس بصور حدثنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الحسن بن
القاسم الإدريسي المقرئ بجامع صور أنبأنا أبو نصر فتح بن الحسين بن أحمد الفارقي
قدم علينا بصيدا قال كان عرض لشيخنا أبي الحسن علي بن يحيى بن زكار الفارقي اللغوي
حاجة في بعض قرى ميافارقين فأرسل إلى بعض أصدقائه يستعير منه دابة يركبها فأنفذ له
دابة بلا سرج فاستعار سرجا من صديق آخر ومضى لحاجته فلما عاد أرسل بالدابة إلى
صاحبها ومعها رقعة فيها هذه الأبيات
بعثت إليك في أمر مهم * أردت بما أردت به رواجه
فجدت ببعضه ومنعت بعضا * ومن حق المقصر أن يواجه
جزاك الله عني نصف خير * فإنك قد مننت بنصف حاجه

(1) بالأصل وت هنا: الحسين، تصحيف، وسيرد في الخبر التالي: أبو الحسن، صوابا.
(2) تقرأ بالأصل: ركان، تصحيف.
221

* 5578 الفتج بن خاقان بن عرطوج (1) أبو محمد التركي (2)
قدم على دمشق مع المتوكل معادله على جمازة (3) ثم نزل بالمزة (4) فلما رحل المتوكل
عن دمشق ولاها الفتح بن خاقان فاستخلف بعده كلباتكين (5) التركي وكان أديبا ظريفا له
شعر حسن وكان من السماحة في الغاية وكان على خاتم المتوكل وقتل معه
حكى عن المتوكل
روى عنه أبو زكريا يحيى بن حكيم الأسلمي شيئا من شعره وأبو العباس محمد بن
يزيد المبرد وأحمد بن يزيد المؤدب
ولم يذكره الخطيب في تاريخه (6)
أخبرنا أبو العز السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا
المعافى بن زكريا (7) حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي أنبأنا محمد بن القاسم
قال
دخل المعتصم يوما إلى خاقان بن عرطوج (8) يعوده فرأى الفتح ابنه وهو صبي لم
يثغر (9) فمازحه ثم قال أيما أحسن داري أم داركم فقال الفتح يا سيدي دارنا إذا كنت
فيها أحسن فقال المعتصم لا أبرح والله حتى أنثر عليه مائة ألف درهم ففعل ذلك

(1) كذا بالأصل وت: عرطوح، بالعين المهملة، وفي فوات الوفيات: غرطوج.
(2) ترجمته في: مروج الذهب (الفهارس)، ومعجم الأدباء 16 / 174 وفوات الوفيات 3 / 177 وتاريخ الطبري
(الفهارس)، والبداية والنهاية (الفهارس)، والكامل لابن الأثير (الفهارس) وتاريخ بغداد 12 / 389 وسير أعلام
النبلاء 12 4 82.
(3) الأصل: حماره، تصحيف، والتصويب عن ت.
(4) المزة: من قرى دمشق، بينها وبين دمشق نصف فرسخ (راجع معجم البلدان، وغوطة دمشق لمحمد رد علي).
(5) رسمها مضطرب بالأصل، والمثبت عن ت.
(6) الذي ورد في تاريخ بغداد 12 / 389 الفتح بن خاقان وزير المتوكل قتل معه.
وكتب مصححه بهامشه: " هذه الترجمة وجدت بهامش الصميصاطية فقط ".
(7) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 269.
(8) في الجليس الصالح الكافي 1 / 269.
(9) لم يثغر أي تنبت أسنانه.
222

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر
محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو العيناء قال قال الفتح بن خاقان
غضب علي المعتصم ثم رضي عني وقال ارفع حوائجك لتقضى فقلت يا أمير
المؤمنين ليس شئ من عرض الدنيا وإن جل يفي برضا أمير المؤمنين وإن قل فأمر
فحشي فمي جوهرا
أخبرنا أبو الحسين بن كامل قال كتب إلي أبو جعفر بن المسلمة يذكر أن أبا عبيد
الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرهم إجازة قال
أبو محمد الفتح بن خاقان القائد أديب ظريف شاعر له شعر مليح وهو الغالب على
المتوكل والمقتول معه وهو القائل (1)
* بني الحب على الجور فلو * أنصف المعشوق (2) فيه لسمج
ليس يستملح في وصف الهوى * عاشق يحسن تأليف الحجج
* وله (3) *
أيها العاشق المعذب صبرا * فخطايا أخي الهوى مغفوره
زفرة في الهوى أحط لذنب * من غزاة وحجة مبرورة *
كتب إلي أبو محمد بن السمرقندي وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن عنه حدثنا
أبو بكر الخطيب قال حدثت عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني
حدثني أحمد بن محمد بن الخطيب إما هو الجوهري أو المعروف بالمكي عن أبي العباس
المبرد قال
ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة الجاحظ والفتح بن خاقان وإسماعيل بن
إسحاق القاضي فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره أي
كتاب كان وأما الفتح فكان يحمل الكتاب في حقه فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبول أو

(1) البيتان في معجم الأدباء 16 / 184 وقال ياقوت الحموي: وهذان البيتان يرويان لعلية بنت المهدي.
(2) في معجم الأدباء: المحبوب.
(3) البيتان في معجم الأدباء 16 / 184 وفوات الوفيات 3 / 179.
223

ليصلي أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريد ثم يصنع مثل (1)
ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه وأما إسماعيل بن إسحاق فإني ما دخلت عليه قط إلا
وفي يده كتاب ينظر فيه أو يقلب الكتب لطلب كتاب ينظر فيه
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي وغيره عن أبي بكر الخطيب أنبأنا محمد بن محمد بن
المظفر بن السراج أنبأنا محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرني محمد بن يحيى
حدثني يحيى بن البحتري قال قال لي أبي
كان أول ما مدحت به الفتح بن خاقان
هب الدار ردت رجع ما أنت قائله (2)
فأنشدته إياها في سنة ثلاث وثلاثين بعد أن أقمت شهرا لا أصل إلى إنشاده وهو مع
ذاك يجري علي ويصلني ثم جلس جلوسا عاما وحضرت وحدي فأنشدته فرأيته يبتسم عند
كل بيت جيد فعلمت أنه يعلم الشعر وكان ذلك أعجب إلي من جميع ما وصلني به وكان
أول ما اهتز له حين بلغت قولي
وقد قلت للمعلي إلى المجد طرفه * دع المجد فالفتح بن خاقان شاغله
أطل بنعماه فمن ذا يطاوله * وعم بجداوه فمن ذا يساجله
أمنت به الدهر الذي كنت أتقي * ونلت به القدر الذي كنت آمله
ولما حضرنا سدة الإذن أخرت * رجال عن الباب الذي أنا داخله
فأفضيت من قرب إلى ذي مهابة * أقابل بدر الأفق حين أقابله
فسلمت واعتاقت جناني هيبة * تنازعني القول الذي أنا قائله
فلما تأملت الطلاقة وانثنى * إلي ببشر آنستني مخايله
دنوت فقبلت الثرى (3) من يد امرئ * جميل محياه سباط أنامله (4)

(1) بالأصل: بعد، والمثبت عن المختصر.
(2) البيت للبحتري، في ديوانه ط بيروت 1 / 52 مطلع قصيدة يمدح بن خاقان ويصف دخوله إليه وسلامه عليه،
وعجزه:
وأبدى الجواب الربع عما تسائله
(3) في الديوان: الندى.
(4) سباط أنامله أي منبسط الكف، يكنى به أنه كريم ومعطاء.
224

صفت مثل ما يصفو المدام خلاله * ورقت كما رق النسيم شمائله *
قال فلما فرغت سره ما سمع وأمر لي بخمسة آلاف درهم وقال أمير المؤمنين
يخرج إلى المصلى لصلاة الفطر ويخطب فاعمل شعرا تنشده إياه إذا رجع فلما جاء الفطر
وركب ورجع أوصلني إليه فدخلت فأنشدته
أبر على الأنواء نائلك الغمر
(1)
فلما بلغت قولي
وحال عليك الحول بالفطر مقبلا * فباليمن (2) والإقبال (3) قابلك الفطر
لعمري لئن زرت (4) المصلى بجحفل * يرفرف في أثناء راياته النصر
عليك ثياب المصطفى ووقاره * وأنت به أولى إذا حصحص الأمر
ولما صعدت المنبر اهتز واكتسى * ضياء وإشراقا كما سطع الفجر
بهرت قلوب السامعين بخطبة * هي الزهر المبثوث واللؤلؤ النثر
فما ترك المنصور نصرك عندها * ولا خانك السجاد فيها ولا الحبر
جزيت جزاء المحسنين عن الهدى * وتمت لك النعمى وطال لك العمر *
فقال المتوكل للفتح هذا شاعرك فجعل يصفني له ثم حاوره فعلمت أنه في صلتي
إلى أن أمر لي بعشرة آلاف درهم فأخذتها من وقتي وخصصت بالفتح حتى كنت أشفع
للناس إليه ثم صيرني بعد في جلساء المتوكل
قال المرزباني أما القصيدة الأولى فأنشدنيها أبو عبد الله الحكيمي وعبد الله بن
جعفر قالا أنشدنا البحتري
قال وأنبأنا المرزباني أنشدني أبو بكر الصولي حدثني الحسين بن علي حدثني
البحتري قال
كنت أمدح المتوكل بمثل مدائحي في الفتح بن خاقان مقويا لفظي غير مرسل نفسي

(1) مطلع قصيدة للبحتري في ديوانه ط بيروت 2 / 54 و 341 قالها يمدح المتوكل على الله. وعجزه:
وبنت بفخر ما يشاكله فخر
(2) بالأصل: فاليمن، والمثبت عن الديوان.
(3) في الديوان: والايمان.
(4) في الديوان 2 / 55 " لقد ذدت " وفيه 2 / 342 لقد زرث.
225

فقال لي الفتح وكان والله ما علمت قوي الأدب حسن المعرفة بالشعر ليس بك حاجة في
مدح أمير المؤمنين إلى مثل هذا لين كلامك حتى يفهم عنك فإنه يلذ ما يفهم فعلمت أنه
قد نصحني فمدحته بأشعاري التي فيها (1)
* لي حبيب قد لج في هجري جدا * وأعاد الصدود منه وأبدا *
ومنها قولي (2)
* لم لا ترق لذل عبدك * وخضوعه فتفي بوعدك *
ومنها قولي (3) * عن أي ثغر تبتسم * وبأي طرف تحتكم * (4)
فحظيت عنده وقربت من قلبه وتوفرت علي صلاته
قال وأنبأنا المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني أحمد بن عبد الرحمن
حدثني وهب بن وهب حدثني البحتري (5) قال قال لي المتوكل قل في شعرا وفي
الفتح فإني أحب أن يحيا معي ولا أفقده فيذهب عيشي ولا يفقدني فيذل فقل في هذا
المعنى فقلت أبياتي (6)
سيدي أنت كيف أخلفت وعدي * وتثاقلت عن وفاء بعهدي *
فقلت فيها
لا أرتني الأيام فقدك يا فتح * ولا عرفتك ما عشت فقدي
أعظم الرزء أن تقدم قبلي * ومن الرزء أن تؤخر بعدي
حسدا أن تكون إلفا لغيري * إذا تفردت بالهوى فيك وحدي *
فقتلا معا وكنت حاضرا فربحت هذه الضربة وأومأ إلى ضربة في ظهره فقال
أحسنت والله يا بحتري وجئت بما في نفسي لما أنشدته من أمر الفتح وأمر لي بألف دينار

(1) مطلع قصيدة في ديوان البحتري ط بيروت 1 / 22 يمدح المتوكل على الله.
(2) مطلع قصيدة، ديوانه 1 / 15 يمدح المتوكل.
(3) الأصل: تحتلم، والمثبت عن الديوان.
(4) الأصل: تحتلم، والمثبت عن الديوان.
(5) الخبر والابيات في معجم الأدباء 16 / 178 - 179 وفوات الوفيات 3 / 178.
(6) الأبيات في ديوانه 1 / 218 - 219.
226

وقال غير وهب الراوي للخبر قال البحتري
قد كنت عملت هذه الأبيات في غلام لي كنت أكلف به فلما أمرني المتوكل بما أمر
تنحيت فقلت الأبيات وأريته أني عملتها في وقتي وما غيرت فيها إلا لفظة واحدة فإني كنت
قلت
لا أرتني الأيام فقدك ما عشت
فجعلته يا فتح
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد
عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو (1) الحسن بن
العلاف
قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن جعفر (1)
حدثنا العباس بن الفضل الربعي حدثنا ابن الجهم (2) قال
إني عند المتوكل يوما والفتح جالس إذ قيل له فلان النخاس (3) بالباب فأذن له
فدخل ومعه وصيفة فقال له أمير المؤمنين ما صناعة هذه قال تقرأ بألحان فقال الفتح
اقرئي لنا خمس آيات فاندفعت تقول
قد جاء نصر الله والفتح * وشق عنا الظلمة الصبح
خدين ملك ورجا دولة * وهمه الإشفاق والنصح
الليث إلا أنه ماجد * والغيث إلا أنه سمح
وكل باب للندى مغلق * فإنما مفتاحه الفتح *
قال فوالله لقد دخل أمير المؤمنين من السرور ما قام إلى الفتح فوقع عليه يقبله
ووثب الفتح يقبل رجله فأمر أمير المؤمنين بشرائها وأمر لها بجائزة وكسوة وبعث بها إلى
الفتح فكانت أحظى جواريه عنده فلما قتل الفتح رثته بهذه الأبيات

(1) ما بين الرقمين مكرر بالأصل.
(2) الخبر والشعر في معجم الأدباء 16 / 185 من طريق أبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي بسنده إلى علي بن الجهم.
(3) الأصل: النحاس، والمثبت عن معجم الأدباء.
227

قد قلت للموت حين نازله * والموت مقدامه على البهم (1)
لو قد (2) تبينت ما فعلت إذا * قرعت سنا عليه من ندم
فاذهب بمن شئت إذ ذهب به * ما بعد الفتح للموت من ألم (3)
* ولم تزل تبكي عليه وتنوح حتى ماتت
وذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرد قال أنشد الفتح بن خاقان (4)
لست مني ولست منك فدعني * وامض عني مصاحبا بسلام
وإذا ما شكوت ما بي قالت * قد رأينا خلاف ذا في المنام *
فزاد الفتح في الشعر
لم تجد عله تجني به الذنب * فصارت تعتل بالأحلام *
قال المبرد وسمعت الفتح ينشد قبل أن يقتل بساعات
وقد يقتل الغتمي (5) مولاه غيلة * وقد ينبح الكلب الفتى وهو غافل *
5579 الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم
أبو نصر الكشي (6) الصوفي (7)
حدث عن أبي شرحبيل عيسى بن خالد الحمصي ابن أخي أبي اليمان ومحمد بن
خلف أبي نصر العسقلاني ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه (8) ورجاء بن مرجى
المروزي (9) الحافظ وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي والجارود بن معاذ الترمذي ونصر بن

(1) البهم مفردها بهمة، وهو الشجاع الذي لا يدرى كيف لشدة بأسه.
(2) سقطت من معجم الأدباء.
(3) كذا عجزه بالأصل، ووزنه مضطرب، وفي معجم الأدباء:
ما بعد فتح للموت من ألم
وهو صحيح الوزن.
(4) الخبر والابيات في معجم الأدباء 16 / 175 - 176.
(5) الغتمي: من لا يفصح شيئا، والغتمة: العجمة في المنطق (راجع اللسان: غتم).
(6) الكشي: بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة: هذه النسبة إلى كش، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على
الجبل كما في الأنساب، وفي تاريخ بغداد الكسي بالسين المهملة. (وانظر معجم البلدان: كس وكش).
(7) ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 384.
(8) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 346.
(9) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 98.
228

الصباح وإسحاق بن الجراح الأذني ومحمد بن يزيد بن سنان الرهاوي وطاهر بن عبد
الملك المصيصي
روى عنه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني وشعيب بن محمد بن الراجيان
ومحمد بن أحمد الحكيمي وأبو محمد الجروي (1) وأبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق
وأبو بكر النجاد وعبد الله بن علي العمري الموصلي وأبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد
الكريم الفزاري البصري وأبو عثمان سعيد بن الحكم الدمشقي وأبو بكر محمد بن السري
ابن عثمان التمار
وقدم دمشق
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (2) أخبرني أبو سعد الماليني قراءة
ح وأخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم (3) أخبرتنا جدتي
فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الحسن بن علي الدقاق قالت أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن
أحمد الماليني
حدثنا أبو الحسن حامد بن إدريس بن محمد بن أحمد (4) بن إدريس الموصلي بها
حدثنا عبد الله بن علي العمري وحدثنا فتح بن شخرف حدثنا محمد بن يزيد بن سنان
حدثنا محمد بن أيوب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قل ما
يوجد في آخر أمتي درهم من حلال أو أخ يوثق به [* * * *]
اللفظ للخطيب
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنبأنا أبو بكر (5) محمد بن يحيى بن
إبراهيم أنبأنا أبو عبد الرحمن (6) السلمي أنبأنا علي بن عمر الحافظ حدثنا محمد بن
السري بن عثمان التمار حدثنا أبو نصر الفتح بن شخرف حدثنا أبو شرحبيل عيسى بن

(1) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ بغداد: الجريري.
(2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12 / 385.
(3) قارن مع مشيخة ابن عساكر 238 / أ.
(4) " بن أحمد " اللفظتان سقطتا من تاريخ بغداد.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 398.
(6) بالأصل وت: أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن، خطأ، راجع الحاشية السابقة.
229

خالد حدثنا الفريابي حدثنا سفيان الثوري عن أبي بكر بن عياش حدثنا هشام بن حسان
عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تسحروا فإن في السحور بركة [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور العطار أنبأنا أبو بكر الخطيب (1) أنبأنا
إبراهيم بن مخلد المعدل حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدثنا الفتح بن
شخرف أبو نصر قال سمعت محمد بن خلف العسقلاني قال سمعت محمد بن يوسف
الفريابي يقول
لقد بلغني أن الذين كسروا رباعية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يولد لهم صبي فنبتت (2) لهم
رباعية
قال (3) وأخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا يوسف بن عمر القواس حدثنا
أحمد بن علي الجوزجاني حدثنا أبو نصر فتح بن شخرف حدثنا نصر بن الصباح حدثنا
خالد بن يزيد القسري (4) عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر قال
أكل علي بن أبي طالب يوما تمر دقل (5) ثم شرب عليه ماء ثم ضرب بيده بطنه وقال
من أدخله بطنه النار فأبعده الله ثم تمثل
إنك مهما تعط نفسك سؤلها * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا (6) *
أنبأنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم يعرف بهاجر أنبأنا عباس
الدراني وأبو زيد وأبو منصور المصقليان سماعا وإجازة قالوا أنبأنا أبو منصور معمر
ابن أحمد بن محمد بن زياد الأصبهاني العارف أخبرني أبو بكر أحمد بن منصور المذكر
قال وسمعته يعني أحمد بن محمد الدقاق يقول سمعت محمد بن محمد المرجاني
يقول أنبأنا أبو العباس أحمد بن عيسى المعروف بابن الوشاء حدثنا أبو عثمان سعيد بن
الحكم الدمشقي صاحب ذي النون قال

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 385.
(2) بالأصل: " فينبت " وإعجامها ناقص في ت، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر والشعر في تاريخ بغداد 12 / 384 - 385.
(4) بالأصل: القيسري، والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
(5) الدقل: أردأ أنواع التمر (راجع تاج العروس: دقل).
(6) البيت لحاتم الطائي، في ديوانه ط بيروت ص 68 وفيه: تعط بطنك سؤله.
230

سمعت الفتح بن شخرف يقول كنت في جامع دمشق والقاسم الجوعي وأبو تراب
النخشبي وأحمد بن أبي الحواري جلوس فحدث أبو تراب أنه رأى شابا في البادية فقال
له من أين زادك قال فأخرج مصحفا فإذا فيه مكتوب " كهيعص " فقلت له ما هذا
فقال كاف من كافي (1) وهاء من هادي (1) فيحتاج مع هذا إلى زاد
أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال في كتاب تاريخ الصوفية
فتح بن شخرف بن داود من قدماء المشايخ خراساني الأصل يقال أنه من كس (2)
وكنيته أبو نصر وأسند الحديث
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (3) قال
الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم أبو نصر الكسي (4) كان أحد العباد السياحين ثم
سكن بغداد وحدث بها عن رجاء بن مرجي المروزي كتاب السنن وعن أبي شرحبيل عيسى
ابن خالد ابن أخي أبي اليمان (5) الحمصي وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي ومحمد بن
خلف العسقلاني والجارود بن سنان الترمذي ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وغيرهم
روى عنه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني وشعيب بن محمد بن الراجيان وأبو محمد
الجريري (6) ومحمد بن أحمد الحكيمي وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد
وغيرهم وكان قليل المسانيد كثير الحكايات
قال الخطيب (7) أخبرني محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق وعلي بن أحمد
الرزاز قال محمد حدثنا وقال علي أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد حدثنا الفتح بن

(1) كذا بالأصل وت، بإثبات الياء فيهما.
(2) الأصل: " ركس " تصحيف، والمثبت عن ت.
كذا وردت فيها بالسين المهملة. راجع ما تقدم بشأنها وراجع معجم البلدان.
(3) تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب 13 / 384.
(4) كذا بالأصل لأبي بكر الخطيب 13 / 384.
(5) بالأصل وت: اليمن، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) بالأصل وت: الحريري، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 384.
231

شخرف العابد قال سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول سمعت عبد الرزاق يقول سمعت
سفيان الثوري يقول لوهيب بن الورد وهو ينظر إلى الكعبة ورب هذه البنية إني لأحب
الموت فقال له وهيب ولم يا أبا عبد الله قال فقال سفيان يا أبا أمية يستقبلك أمور
عظام (1)
قال الخطيب (2) وأخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل حدثنا عثمان بن أحمد
الدقاق حدثنا الفتح بن شخرف العابد قال سمعت إسحاق بن الجراح يقول سمعت الهيثم
ابن جميل يقول بلغني عن رجل أنه يكذب فغدوت إليه لأنكر عليه قال فرأيته وقد ضم
صبيا إلى صدره وقبله فرق قلبي ولم أقدر أن أقول له ثم قال حدثنا (3) فضيل بن عياض
عن سفيان الثوري عن منصور قال إن الرجل ليسقيني شربة من ماء كأن ضلعا من أضلاعي
دقه
قال (4) وحدثني الأزهري حدثني عبيد الله (5) بن إبراهيم القزاز حدثنا جعفر بن
محمد الخواص حدثني أبو محمد الحريري (6) قال
قال لي فتح بن شخرف من إعجابي بكل شئ جيد عندي قلم كتبت به أربعين سنة
كنت أكتب به بالنهار وأكتب به بالليل وكانت دارنا واسعة فكنت أكتب في القمر حتى
يرتفع وأقعد على سلم دارنا أرتقي عليه مرقاة مرقاة حتى ينتهي السلم فإذا تشعث (7)
رأس القلم قططته وهو عندي فأخرج إلي أنبوبة صفراء (8) وأخرج القلم منها فأرانيه
قال (9) وأنبأنا علي بن أبي علي المعدل حدثنا أبو الفضل (10) عبيد الله بن عبد

(1) قوله: " يستقبلك " أمور عظام " مكرر في تاريخ بغداد.
(2) الخبر في تاريخ بغداد 12 / 385.
(3) بالأصل: حدثت، واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 385 - 386.
(5) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ بغداد: عبد الله.
(6) بالأصل وت: الحريري، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) الأصل: " قشعت " واللفظة مضطربة في ت، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(8) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ بغداد: أنبوبة صفر.
(9) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 385.
(10) الأصل: " الفضيل " تصحيف، والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
232

الرحمن الزهري حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري حدثنا فتح بن
شخرف أبو نصر الخراساني وكان من العابدين حدثني طاهر بن عبد الملك المصيصي قال
سمعت أبي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا
غضب لم يكذب علي
قال (1) وأنبأنا إسماعيل بن أحمد الحيري حدثنا محمد بن الحسين السلمي
ح وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأ أبو عبد
الرحمن محمد بن الحسين
قال سمعت عبد الله بن محمد بن علي بن زياد يقول سمعت محمد بن المسيب
يقول قال الإمام أحمد بن حنبل ما أخرجت خراسان مثل الفتح بن شخرف
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (2) أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري قال سمعت أبا الطيب المعلم يقول سمعت ابن (3) البربهاري يقول سمعت فتح
ابن شخرف يقول رأيت رب العزة تعالى في النوم فقال لي يا فتح احذر لا آخذك على
غرة قال فهمت في الجبال سبع سنين
قال (4) وأنبأنا محمد بن محمد بن علي الشروطي حدثنا المعافى بن زكريا الجريري
حدثنا الليث بن محمد بن الليث المروزي قال سمعت فارس بن إبراهيم (5) المشرقي
يقول حدثني محمد بن عمر بن فارس قال سمعت فتح بن شخرف يقول كنت بأنطاكية
وبها جبل يقال له المطل فنويت أن أصعد إليه ولا أزال حتى أختم القرآن أو أتعلم القرآن
فحملتني عيني فنمت فبينما أنا نائم إذا بشخصين فقلت للذي يقرب مني من أنت يا هذا
فقال لي من ولد آدم قال قلت كلنا من ولد آدم فما الذي وراءك قال علي بن أبي
طالب قال قلت له أنت قريب منه ولا تسأله قال أخشى أن يقول الناس إني رافضي

(1) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 387.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 387.
(3) كذا بالأصل وت، ولفظة: " ابن " سقطت من تاريخ بغداد.
(4) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 386.
(5) بالأصل وت: " فارس بن محمد إبراهيم " والمثبت عن تاريخ بغداد.
233

قال قلت دعني أقرب منه فيقولوا إني رافضي فتنحى من مكانه وقعدت فيه فقلت يا
أمير المؤمنين كلمة خير شئ فقال لي نعم صدقة المؤمن بلا تكلف ولا ملل قلت
زدني يا أمير المؤمنين قال تواضع الغني للفقير رجاء ثواب الله قلت زدني يا أمير
المؤمنين قال وأحسن من ذلك ترفع الفقير على الغني ثقة بالله قلت زدني يا أمير
المؤمنين فبسط كفه فإذا فيه مكتوب
كنت ميتا فصرت حيا * وعن قليل تعود ميتا
أعيى بدار الفناء بيت * فابن بدار البقاء بيتا *
قال (1) ثم انتبهت
قال وحدثني عبد العزيز الأزجي قال سمعت أبا بكر المفيد يقول سمعت أبا عبد
الله محمد بن عبد الله صاحب بشر بن الحارث يقول قال لي الفتح بن شخرف رأيت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم فقلت يا أمير المؤمنين علمني شيئا حسنا قال
فبسط كفه فإذا فيه مكتوب سطران فقرأتهما فإذا هما ما رأيت أحسن من تواضع الغني
للفقير يطلب (2) ثواب الله عز وجل وأحسن من ذلك تيه الفقير على الغني ثقة بالله
قال (3) وحدثني عبد العزيز بن علي الأزجي حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن
الهمذاني (4) حدثنا محمد بن أحمد بن حفص قال سمعت رويم بن أحمد يقول
لقيني يوما الفتح بن شخرف فقال لي يا أبا محمد أنت أمين الله على نفسك لا ترى
علي شيئا أنت محتاج إليه ولا عندي شيئا تزحمك الحاجة إليه فتتخلف عن أخذه
قال (5) وأنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الله (6) الحنائي حدثنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي إملاء حدثنا أبو محمد الجريري (7) قال قال أبو نصر العابد وهو الفتح بن

(1) يعني أبا بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 386.
(2) بالأصل وت: " طلب " والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 386.
(4) الأصل وت: الهمداني، بالدال المهملة، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(5) تاريخ بغداد 12 / 387.
(6) الأصل وت: عبيد الله، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) الأصل وت: الحريري، والتصويب عن تاريخ بغداد.
234

شخرف قال لي محمد بن زهير القزاز رأيت قتيلا في بلاد الروم بعد انصرافنا من المعركة
صريع رماح تحجل الطير حوله * قتيل أصابت نفسه ما تمنت
قال فقال لي أنا أعرف رجلا مكتوب على عضو من أعضائه لله ووالله ما كتبها
كاتب
قال أبو محمد الجريري (1) قلت له هذا حبيس قال فضحك
أخبرنا أبو الحسن الفارسي في كتابه أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سمعت أبا سعيد السجزي يقول سمعت جعفر بن محمد يقول غسله أبو
محمد الجريري (1) وكان الشبلي (2) يصب عليه الماء فرأى في يديه كتابة خلقه لله
أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)
أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي أنبأنا علي بن عبد الله الهمذاني (4) حدثنا محمد بن جعفر
قال سمعت أبا محمد الجريري (1) يقول غسلنا الفتح بن شخرف فرأينا على فخذه
مكتوبا لا إله إلا الله فتوهمناه مكتوبا فإذا عرق داخل الجلد
قال (5) وأنبأنا محمد بن عبد الله (6) الحنائي حدثنا جعفر الخلدي قال سمعت أبا (7)
محمد (8) الجريري (1) يقول غسلت الفتح بعد وفاته فرأيت على باطن فخده بالبياض لله
قال (9) وأنبأنا أحمد بن علي التوزي حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الشافعي قال
سمعت جعفر الخلدي يقول سمعت أبا محمد الجريري (1) يقول غسلت الفتح بن شخرف
فقلبته علي يمينه فإذا على فخده الأيمن مكتوب خلقة لله كتابة بينه

(1) الأصل وت: الحريري، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(2) هو أبو بكر دلف بن جحدر ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 367 والشبلي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الباء
المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى قرية من قرى أشر وسنة - بلدة عظيمة وراء سمرقند - يقال لها: الشبلية.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 387.
(4) الأصل: الهمداني، بالدال المهملة تصحيف، والتصويب عن ت وتاريخ بغداد.
(5) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 387 - 388.
(6) بالأصل وت: عبيد الله، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) بالأصل: " أنبأنا " والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
(8) لفظة " محمد " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(9) تاريخ بغداد 12 / 388.
235

قال جعفر ورأيت أبا فتح بن شخرف هذا وكان رجلا صالحا زاهدا لم يأكل الخبز
ثلاثين سنة وكان له أخلاق حسنة وكان يطعم الفقراء ومن يزوره من الأصحاب الطعام
الطيب وكان حسن العبادة والزهد والورع
قال (1) وحدثنا الجوهري أنبأنا محمد بن العباس حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد
ابن عبيد الله المنادي قال
مات أبو نصر الفتح بن شخرف الكسي (2) المروزي بالجانب الغربي من بغداد ودفن
في المقبرة التي بين باب حرب وباب قطربل وكان من المشهورين بالورع والصلاح إلى آخر
عمره
قال (3) وأنبأنا محمد بن عبد الواحد أنبأنا محمد بن العباس قال قرئ على ابن
المنادي وأنا أسمع وتوفي أبو نصر الفتح بن شخرف المروزي في الجانب الغربي من
مدينتنا في (4) آخر درب سليمان بن أبي (5) جعفر حيال الجسر الأعلى ليلة الثلاثاء ودفن يوم
الثلاثاء النصف من شوال سنة ثلاث وسبعين يعني ومائتين في المقبرة التي ما بين باب
قطربل وباب حرب صلى عليه بدر المغازلي (6)
قال (7) وأنبأنا إسماعيل الحيري
ح وأنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر المزكي قالا
أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت محمد بن شاذان يقول سمعت محمد بن
السائب يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم بن هانئ يقول لما مات فتح بن شخرف بن داود
ببغداد صلي عليه ثلاثا وثلاثين مرة أقل قوم كانوا يصلون عليه كانوا يعدون خمسة
وعشرين (9) ألفا إلى ثلاثين ألفا

(1) الخبر في تاريخ بغداد 12 / 388.
(2) كذا بالأصل هنا، وتاريخ بغداد: " الكسي " بالسين المهملة، وفي ت: الكشي.
(3) القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 12 / 388.
(4) بالأصل: وآخر، والمثبت: " في آخر " عن ت وتاريخ بغداد.
(5) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ بغداد: سليمان بن جعفر.
(6) هو بدر بن المنذر، أبو بكر البغدادي المغازلي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 490.
(7) القائل أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 12 / 388.
(8) بالأصل: ثلاث، والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
(9) بالأصل: " خمسة وعشرون " والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
236

5580 الفتح بن عبد الله
أبو علي التميمي
حدث عن أبي نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن الجبان
روى عنه علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو علي فتح بن عبد الله التميمي حدثنا عبد
الوهاب بن عبد الله الوكيل حدثنا محمد بن موسى القرشي حدثنا أبو قصي إسماعيل بن
محمد العذري وأبو علي إسماعيل بن محمد بن قيراط قالا حدثنا سليمان بن عبد
الرحمن حدثنا محمد بن مسروق حدثنا إسحاق بن الفرات حدثنا الليث بن سعد عن
نافع عن ابن عمر
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رد اليمين على طالب الحق [* * * *]
أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد حدثنا أحمد بن سليمان بن حذلم من حفظه حدثنا أبي سليمان بن أيوب بن حذلم
حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن مسروق حدثنا إسحاق بن الفرات الكندي
عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يرد اليمين على طالب الحق
5581 الفتح بن الوليد بن يزيد ابن
عبد الملك بن مروان بن الحكم (1)
أمه أم ولد له ذكر
تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد (2) وكان لفتح عقب فيما بلغني
5582 الفتح بن يزيد الأفقم
ابن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي
له ذكر

(1) راجع نسب قريش للمصعب ص 167.
(2) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 40 / 40 رقم 4647.
237

" ذكر من اسمه (1) فحل " (2)
5583 فحل بن تميم المقرئ
ولي إمرة دمشق في زمن منصور الملقب بالحاكم بعد هلاك جيش ابن الصمصامة (3)
وهلك جيش في ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة فلبث فحل أميرا عليها شهورا ثم هلك في
هذه السنة فولي علي بن جعفر بن فلاح (4) فقدمها يوم السبت ليومين بقيا من شوال سنة
تسعين وثلاثمائة

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) زيادة عن ت.
(3) هو جيش بن محمد بن الصمصامة، أبو الفتوح.
تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق 11 / 345 رقم 1105.
(4) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2 / 8 وأمراء دمشق ص 56.
238

" ذكر من اسمه (1) فديك "
5584 فديك بن سلمان
ويقال ابن سليمان بن عيسى
أبو عيسى العقيلي القيسراني (2)
روى عن الأوزاعي وسمع منه ببيروت ومسلمة بن علي الخشني
روى عنه العباس بن الوليد بن صبح وإبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني ومحمد
ابن المتوكل العسقلاني وأبو مسعود أحمد بن الفرات وعمرو بن ثور القيسراني ومحمد
بن يحيى الرملي وعبد الله بن راشد الدمشقي وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني ومحمد
بن يحيى الرملي وعبد الله بن راشد الدمشقي وإبراهيم بن معاوية بن أبي سفيان القيسراني
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا طاهر الفقيه أنبأنا أبو
بكر محمد بن الحسين القطان حدثنا أبو الأزهر حدثنا فديك بن سليمان حدثنا الأوزاعي
عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال
جاء فديك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إنهم يزعمون أن من لم يهاجر
هلك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من
أرض قومك حيث شئت [* * * *]

(1) زيادة منا.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 36 وتهذيب التهذيب 4 / 479 والتاريخ الكبير 7 / 136 والجرح والتعديل 7 / 89
والأنساب (القيسراني).
والقيسراني بفتح القاف وسكون الباء تحتها نقطتان وفتح السين المهملة والراء وبعد الألف نون، كما في اللباب.
وهذه النسبة إلى قيسارية: بلدة على ساحل بحر الروم كما في الأنساب.
239

قال وأظن أنه قال تكن مهاجرا [* * * *]
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد الأزهري أنبأنا
محمد بن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى حدثنا
فديك بن سلمان العقيلي حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال
خرج فديك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر
هلك فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من
أرض قومك حيث شئت [* * * *]
وأخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أبو مسعود
ح قال وأنبأنا أحمد بن عبد الرحيم بقيسارية حدثنا عمرو بن ثور
قالا حدثنا فديك ين سليمان عن الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن
فديك قال
جاء فديك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إنهم يقولون من لم يهاجر هلك فقال يا
فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث
شئت [* * * *]
قال وأنبأنا أحمد بن عبد الرحيم القيسراني حدثنا عمرو بن ثور يعني الجذامي (1)
حدثنا فديك بن سليمان العقيلي أبو عيسى حدثني الأوزاعي حدثني الزهري عن صالح بن
بشير بن فديك عن فديك
أنه خرج إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا يا رسول الله إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك
فذكر الحديث
قال ابن مندة رواه إسحاق بن إسماعيل بن مخلد عن عبد الله بن راشد عن فديك
عن الزهري عن صالح بن بشير مرسلا ومتصلا من وجه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم عيسى

(1) غير واضحة وبدون إعجام بالأصل وصورتها: " الحداني " واللفظة غير واضحة في ت لسوء التصوير، والمثبت عن
تهذيب الكمال.
240

ابن علي أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا يحيى بن
حمزة عن محمد بن الوليد عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك
أن فديكا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إنهم يزعمون أن من لم يهاجر هلك
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض
قومك حيث شئت [* * * *]
قال أبو القاسم البغوي وقد روي هذا الحديث من وجه آخر متصلا ولا أعلم لفديك
حديثا غير هذا
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو سعيد بن حمدون
أنبأنا أبو حامد بن الشرقي أنبأنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري
حدثنا الحارث بن عبيدة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير بن
فديك قال
أتى فديك إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله إنهم يقولون أنه من لم يهاجر هلك قال يا
فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء وانزل حيث شئت من أرض قومك [* * * *]
ورواه معمر عن الزهري فأفسد إسناده
أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا الأزهري أنبأنا ابن حمدون أنبأنا ابن
الشرقي أنبأنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر (1) عن الزهري
أن رجلا من بني سلمان جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله بلغني أنه من لم يهاجر فقد
هلك بمثله وزاد في حديثه وحج البيت وصم (2) شهر رمضان ولم يذكروا هجر السوء
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
بن إسماعيل قال (3)

(1) بالأصل: محمد، تصحيف، والتصويب عن ت.
(2) بالأصل: وصام، تصحيف، والتصويب عن ت والمختصر.
(3) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 136.
241

فديك بن سليمان أبو عيسى الشامي من ولد فديك صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) سمع
الأوزاعي
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا ومناولة وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1) فديك بن سلمان (2) أبو عيسى من ولد فديك صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عن الأوزاعي
روى عنه محمد بن المتوكل العسقلاني والعباس بن الوليد بن صبح (3) الدمشقي وإبراهيم
ابن الوليد بن سلمة الطبراني سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول
أبو عيسى فديك بن سليمان العقيلي الشامي سمع الأوزاعي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو عيسى فديك بن سليمان (4) شامي
قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا أبو القاسم
هبة الله بن إبراهيم بن عمر أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن
أحمد بن حماد قال (5)
أبو عيسى فديك بن سلمان (6) القيسراني عن الأوزاعي

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 89.
(2) كذا بالأصل وت، وفي الجرح والتعديل: فديك بن سليمان.
(3) في الجرح والتعديل: الصبح.
(4) كذا بالأصل، وفي ت: فديك بن سلمان.
(5) الكنى والأسماء لأبي بشر الدولابي 2 / 52.
(6) كذا بالأصل وت، وفي الكنى والأسماء: سليمان.
242

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو عيسى فديك بن سلمان العقيلي من ولد فديك صاحب النبي (صلى الله عليه وسلم) سمع أبا عمرو
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي كناه محمد بن إسماعيل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا أحمد بن يوسف بن خالد
التغلبي (1) حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا وكيع بن الجراح قال
كان سفيان يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص قال أحمد سألت الفريابي عنه
قلت سمعته من سفيان قال لم أسمعه منه وهو كان رأيه وسألت الفريابي عن قول
الأوزاعي قال سمعته يقول الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وفديك يخبر عنه فأتينا
فديك بن سليمان فقلنا له حدثنا فقال
قدم علينا رجل من دمشق يزعم أن بدمشق رجلا يقول أن الإيمان قول وعمل يزيد ولا
ينقص فخرجنا من قيسارية نحو من عشرين رجلا على أرجلنا نمشي حتى دخلنا على
الأوزاعي ببيروت فقلنا له يا أبا عمرو (2) إن بدمشق رجلا (3) يزعم أن الإيمان قول
وعمل يزيد ولا ينقص فقال لنا أبو عمرو من زعم أن الإيمان قول وعمل يزيد ولا ينقص
فاحذروه فإنه مبتدع وقال الأوزاعي الإيمان قول وعمل يزيد وينقص
قرأت في كتاب أبي مخوس محمد بن أحمد بن محمد الحريمي الخطيب أنبأنا أبو
عمرو أحمد بن محمد بن أحمد (4) الحيري حدثنا محمد بن يحيى حدثنا فديك بن
سليمان العقيلي وكان من العباد

(1) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل وت، وتقرأ: الثعلبي، والمثبت عن سير أعلام النبلاء 13 / 196.
(2) بالأصل: عمر، تصحيف، والتصويب عن ت.
(3) سقطت من الأصل، والزيادة عن ت للايضاح.
(4) الزيادة عن ت. وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 492.
243

" ذكر من اسمه (1) فرات "
5585 فرات بن مسلم
ويقال ابن سالم الجزري (2)
مولى بني (1) عقيل
والد نوفل بن الفرات من أهل الرقة
وفد على عمر بن عبد العزيز وحكى عنه
روى عنه أبو المليح الحسن بن عمر الرقي ورجاء بن أبي سلمة الفلسطيني
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المزرفي (3) حدثنا أبو الحسين بن المهتدي
أنبأنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان حدثنا أبو علي محمد
ابن سعيد بن عبد الرحمن الرقي الحافظ (4) حدثنا هلال بن العلاء حدثنا عبد الله بن
جعفر حدثنا أبو المليح (5) عن فرات بن مسلم قال
اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحا فطلب له فلم يوجد فركب وركبنا معه وتلقاه
غلمان من الديارنة (6) بأطباق فيها تفاح فوقف على طبق منها فتناول تفاحة فشمها ثم أعادها

(1) زيادة منا، سقطت من الأصل وت.
(2) له ذكر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 134 وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص 189
وتاريخ الرقة للقشيري ص 80.
(3) إعجامها مضطرب بالأصل وت، والصواب ما أثبت، والسند معروف.
(4) رواه في تاريخ الرقة ص 80 والحديث في سيرة عمر لابن الجوزي ص 189.
(5) الحسن بن عمر الرقي، أبو المليح، ترجمته في سير أعلام النبلاء 8 / 194.
(6) الأصل: " الديارية " واللفظة سقطت من تاريخ الرقة، والمثبت عن سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي.
244

في الطبق ثم قال ادخلوا ديركم لا أعلم أنكم بعثتم إلى أحد من أصحابي بشئ قال
فحركت بغلتي فلحقته فقلت يا أمير المؤمنين اشتهيت التفاح فطلب لك فلم يوجد ثم
أهدي لك فرددته فقلت ألم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبو بكر وعمر يقبلون (1) الهدية قال إنها
لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر وعمر هدية وللعمال بعدهم رشوة
وعن فرات بن مسلم قال (2)
كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة مرة فعرضتها عليه فأخذ
منها قرطاسا نقيا قدر أربع أصابع أو شبر فكتب فيه حاجة له فقلت غفل أمير المؤمنين
فبعث إلي من الغد جئني بكتبك قال فبعثني في حاجة فلما جئت قال لي ما آن لنا أن
ننظر فيها فقلت إنما نظرت فيها أمس قال اذهب حتى أبعث إليك فلما فتحت كتبي
وجدت فيها قرطاسا قدر القرطاس الذي أخذ
قال (3) وحدثنا هلال بن العلاء حدثنا أيوب بن محمد حدثنا ضمرة عن رجاء بن
أبي سلمة
قال دخل الفرات بن سالم (4) على عمر بن عبد العزيز فقال له ممن أنت قال من بني
عقيل قال من أنفسهم أو من مواليهم فقال لا بل من مواليهم فقال لا تقل من بني
عقيل فإنما بنو الرجل ما ولد ولكن قل من عقيل
أخبرنا عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي
ابن القاسم بن رواد أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا أبو عروبة الحراني حدثنا أيوب بن
محمد الوراق حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال
دخل الفرات بن سالم على عمر بن عبد العزيز فقال له عمر ممن أنت قال من بني
عقيل قال من أنفسهم أو من مواليهم قال لا بل من مواليهم قال فلا تقل من بني
عقيل فإنما بنو الرجل ما ولد ولكن قل من عقيل

(1) في تاريخ الرقة: لا يردون الهدية.
(2) رواه القشيري في تاريخ الرقة ص 81.
(3) يعني أبا علي القشيري الحراني الرقي صاحب تاريخ الرقة، والخبر في تاريخه ص 79 وهو شديد الاضطراب.
(4) الذي في تاريخ الرقة: دخل [نوفل بن] الفرات بن مسلم.
245

أخبرنا (1) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنبأنا أبو علي
الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي عن يحيى بن
معين قال
فرات بن مسلم وهو أبو نوفل بن فرات كان يرمى فرات وأهل بيته بالمنانية (2) وهم
ينسبون (3) إلى ولاء بني عقيل
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح المؤذن أنبأنا أبو الحسن بن السقا
حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول فرات
ابن مسلم وهو أبو نوفل بن فرات وهو رقي وهو ثقة
5586 قرأت الجبيلي
حكى عن شيخ من أهل جبيل يكنى أبا زياد
حكى عنه الوليد ين مسلم "

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) المنانية نسبة إلى ماني، تقدم التعريف به.
(3) بالأصل: ينسبوا.
246

ذكر من اسمه فراس "
5587 فراس بن حميد (1) الحضرمي المصري
روى عنه زيد بن بشر
ووفد على يزيد بن الوليد في نفر من أهل مصر ببيعتهم
ووفد على مروان بن محمد
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
ح وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله
ابن مندة قال قال أبو سعيد بن يونس
فراس بن حميد الحضرمي كان من النفر الذين خرجوا ببيعة أهل مصر إلى مروان بن
محمد واستوفده صالح بن علي بن عبد الله بن عباس حين دخل إلى مصر روى عنه زيد
ابن بشر توفي في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائة
5588 فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة
ابن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي
أبو الحارث العبدري القرشي (2)
له صحبة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية (3) وشهد اليرموك

(1) بالأصل: " علي " والمثبت عن ت، وسيرد في الخبر: " ابن حميد ".
(2) ترجمته في أسد الغابة 4 / 54 والإصابة 3 / 202 والاستيعاب 3 / 211 (هامش الإصابة) سيرة ابن هشام 2 / 363
وسيرة ابن إسحاق رقم 303 ص 206.
(3) سيرة ابن إسحاق ص 206 رقم 302.
247

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا
أبو الحسن أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة
الثانية فراس بن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن
قصي وأمه زينب بنت النباش بن زرارة من بني أسد بن عمرو بن تميم وكان قديم الإسلام
بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة في المرة الثانية في روايتهم جميعا إلا موسى بن عقبة وأبا
معشر كانا يغلظان في أمره فيقولان النضر بن الحارث بن علقمة والنضر بن الحارث قتل
كافرا يوم بدر صبرا والذي أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة في رواية محمد بن إسحاق
ومحمد بن عمر ابنه فراس بن النضر بن الحارث قتل يوم اليرموك شهيدا وليس له عقب
وذكر البلاذري قال كان قدومه من أرض الحبشة بعد الهجرة وأنه قتل يوم اليرموك
شهيدا
5589 فراس الشعباني (2)
أحسبه دمشقيا
حدث عن أبي سعد ويقال أبو سعيد الخير (3) ويزيد بن شجرة الرهاوي
روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب
أنبأنا أبو علي الحداد وأخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب قالا
أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان بن أبي
السائب قال سمعت فراسا الشعباني يقول سمعت أبا سعد الخير يقول سمعت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) يقول توضأوا مما مست النار وغلت (4)
به المراجل [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم أيضا حدثنا أبو بكر الخطيب أناه ابن الفضل أنبأنا علي بن
إبراهيم المستملي حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي حدثنا محمد بن إسماعيل

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 122.
(2) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 342 والتاريخ الكبير 7 / 138 والجرح والتعديل 7 / 91.
(3) اسمه عامر بن سعد الأنماري، وقيل: عمرو بن سعد، ترجمته في أسد الغابة 4 / 137.
(4) بالأصل: " غسلت " شطبت بخط أفقي فوقها، وكتبت بين السطرين لفظة " وغلت " وهو ما أثبت، وهو يوافق عبارة
ت.
248

البخاري حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم مثل حديث أبي نعيم سواء
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف حدثنا يزيد بن عبد الصمد حدثنا (1) محمد بن
عائذ حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب أنه سمع فراس
الشعباني يقول سمعت أبا سعد الخير وقال مرة أبو سعيد يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول توضأوا مما مست النار وغلت به المراجل [* * * *]
قال ابن مندة رواه إبراهيم بن موسى الفراء وغيره عن الوليد بن مسلم فقالوا في
حديثهم عن أبي سعد ولم يشكوا
أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم وأبو صادق مرشد بن يحيى بن
القاسم بن علي في كتابيهما
ثم أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر
الإسفرايني
قالوا (2) أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري (3) أنبأنا القاضي
أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي حدثنا إسحاق بن خالويه البابسيري بالبصرة
حدثنا علي بن بحر حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان
أنه سمع فراسا الشعباني أنهم كانوا غزاة بالقسطنطنية (4) في زمان معاوية قال وعلينا
يزيد بن شجرة فبينا نحن عنده إذ مر بنا أبو سعد الخير صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له يزيد
يا أبا سعد أنت الذي تقول إنه لا بأس أن يقرأ الجنب القرآن فقال أبو سعد أنا الذي أقول
الجنب إذا توضأ وضوءه للصلاة لا بأس أن يقرأ الآية والآيتين وأيم الله إنكم لتصنعون ما
هو أشد عليكم من ذلك قال وما هو قال تأكلون ما مسته النار ثم تصلون ولا توضؤون
وأنا سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول توضؤا مما مست النار وغلت به المراجل [* * * *]
ورواه عمرو بن بشر بن السرح عن الوليد بن سليمان فقال عن أبي سعيد

(1) كتب على هامش الأصل: " عن محمد " وبعدها صح.
(2) كذا بالأصل وت.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 664 وكناه: أبا الحسن.
(4) كذا بالأصل وت.
249

أخبرناه أبو غالب بن البنا قراءة عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن
الدارقطني حدثنا علي بن إبراهيم حدثنا ابن فارس حدثنا البخاري حدثنا حميد النسوي
حدثنا أبو أيوب الدمشقي حدثنا عمرو بن بشر بن سرح القيسي (1) حدثنا الوليد بن سليمان
ابن أبي السائب عن فراس عن أبي سعيد الخير قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال توضؤا
مما مست النار وغلت به المراجل [* * * *]
كذا قال القيسي وهو العنسي بالعين والنون
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو الحسن أنبأنا أبو عبد الله البخاري (2)
قال فراس الشعباني عن أبي سعد الخير
أخبرنا أبو الحسين (3) الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم
ابن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (4)
فراس الشعباني روى عن أبي سعد (5) الخير روى عنه الوليد بن سليمان بن أبي السائب سمعت أبي
يقول ذلك
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين الصيرفي أنبأنا
أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن
الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال

(1) كذا بالأصل وت، وهو تصحيف، وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب: العنسي.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 138.
(3) في التاريخ الكبير: أبي سعيد.
(4) بالأصل: الحسن، تصحيف، والتصويب عن ت.
(5) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 91.
(6) كذا بالأصل وت، وفي الجرح والتعديل: أبي سعيد الخير.
250

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة فراس الشعباني
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (1) أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو زرعة قال في الطبقة الرابعة فراس الشعباني عن أبي سعد الخير
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (2) قال
أما فراس بكسر الفاء وتخفيف الراء فهو فراس الشعباني عن أبي سعد الخير ومن قال
فيه بزيادة الياء فقد غلط "

(1) بالأصل: الكناني، تصحيف.
(2) الاكمال لابن ماكولا 7 / 45.
251

ذكر من اسمه فرج "
5590 فرج بن إبراهيم بن عبد الله
أبو القاسم النصيبي الصوفي الأعمش
ويعرف بفريج (1)
روى عن سليمان بن محمد بن إدريس وأبي عمر حفص بن موسى بن هارون الفقيه
وأبي بكر عبد الله بن عيسى الصيدلاني وأبي بكر الخرائطي ويعقوب بن ثوابة الحمصي
وأحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي الأطروش ومحمد بن إبراهيم بن زوزان الأنطاكي
وأبي بكر محمد بن عبد الله الزبيري الأنطاكي وحيان بن بشر بن حيان بالمصيصة وأبي
سعيد بن الأعرابي وأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله الوراق
روى عنه تمام بن محمد وأبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن عوف وعبد
الوهاب الميداني وعبد الله بن بكر (2) الطبراني وعبد الله بن عمر بن نصر ومكي بن
محمد بن الغمر وأبو عبد الله بن باكويه (3) وصدقة بن حديد بن يوسف المقرئ وصدقة
ابن المظفر الأنصاري وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان وأبو بكر محمد
ابن عبد الله بن الحرمي (4) المقرئ وأبو الحسن بن جهضم

(1) ضبطت بجيم معجمة مصغرا عن تبصير المنتبه 3 / 1077 وانظر الاكمال 7 / 48 وفيهما: فريج بن عبد الله
النصيبي.
(2) بالأصل: بكير، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 106.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 544.
(4) كذا رسمها بالأصل: " الحرمي " ولعله " الخرقي " راجع معرفة القراء الكبار 1 / 338 وغاية النهاية 2 / 183.
252

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن
محمد حدثني فرج بن إبراهيم النصيبي حدثنا سليمان بن محمد بن إدريس بحلب حدثنا
حاجب بن سليمان حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء (1)
الدارمي عن أبيه قال
قلت يا رسول الله ما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة قال وأبيك لو طعنت في
فخذها أجزأك (2) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثنا عبد العزيز بن
علي الأزجي قال سمعت علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم الهمذاني (3) بمكة
يقول
حدثني فريج بن عبد الله النصيبي قال سمعت أبا جعفر المصيصي يقول سمعت
سهل بن عبد الله يقول احفظوا السواد على البياض فما أحد ترك الظاهر إلا خرج إلى
الزندقة
قال الخطيب فريج بضم الفاء وبالجيم هو فريج بن عبد الله النصيبي (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي قال سمعت أبا نصر عبد الله
ابن الحسين بن محمد بن هارون يقول سمعت الشيخ أبا عبد الله بن باكويه رحمه الله
يقول سمعت فرج بن إبراهيم النصيبي يقول سمعت محمد بن عبد الله بن الحسين
الأنصاري قال سمعت أبا محمد الجريري (5) يقول سمعت قائلا يقول في المنام إن الله لا
يعبأ بصاحب رواية ولا حكاية إنما يعبأ بصاحب قلب ودراية
أخبرنا أبو غالب بن أحمد بن المسلم أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد

(1) بالأصل: المعشر، تصحيف، والصواب ما أثبت، والعشراء: بضم أوله وفتح المعجمة والراء والمد، كما في
تقريب التهذيب.
ترجمته في تهذيب الكمال 21 / 385 اختلفوا في اسمه.
(2) راجع تهذيب الكمال 21 / 386 باختلاف السند والرواية، وانظر تخريجه فيه.
(3) بالأصل: الهمداني، بالدال المهملة، تصحيف، ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 275.
(4) انظر ما تقدم عن تبصير المنتبه والاكمال لابن ماكولا.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 467 اختلفوا في اسمه.
253

السلام بن أبي الحزور (1) أنبأنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني قال أنشدنا
الفرج بن إبراهيم النصيبي أنشدنا عبد الله بن عصام أنشدني بعض أصحابنا (2)
* أخوك الذي لا ينقض الدهر عهده * ولا عند صرف الدهر يزور جانبه
وليس (3) الذي يلقاك بالود والصفا * وإن غبت عنه تتبعك عقاربه
فخذ من أخيك العفو واغفر ذنوبه * ولا تك في كل الأمور تجانبه
إذا كنت في كل الأمور معاتبا * صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه *
5591 فرج بن راشد الدمشقي
حدث عن القاسم بن محمد بن أبي بكر
روى عنه بكر بن يونس بن بكير (4)
قال ابن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه وذكره أبو جعفر (5) العقيلي في كتاب
التاريخ له وأورد له حديثا
5592 الفرج بن فضالة بن النعمان بن نعيم
أبو فضالة التنوخي الحمصي (6)
وقيل إنه دمشقي
حدث عن لقمان بن عامر والعلاء بن الحارث وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد
الأنصاري وعبد الله بن عامر وعلي بن أبي طلحة ومحمد بن الوليد الزبيدي وعبد
الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي

(1) رسمها مضطرب بالأصل، والمثبت عن ت.
(2) الأبيات لبشار بن برد من قصيدة يمدح عمر بن هبيرة، ديوانه ط بيروت - دار الثقافة ص 43.
(3) ليس في الديوان.
(4) بالأصل: بكر، تصحيف، والتصويب عن ت. ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 150.
(5) بالأصل: " الفضل " ثم شطبت بخط أفقي، وكتبت لفظة " جعفر " تحتها بين السطرين، وهو ما أثبت، ومثله في ت.
(6) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 42 وتهذيب التهذيب 4 / 481 وميزان الاعتدال 3 / 343 والضعفاء الكبير 3 / 462
والجرح والتعديل 7 / 85 والمجروحين 2 / 206 والتاريخ الكبير 7 / 134 الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 28 وتاريخ
بغداد 12 / 393.
254

روى عنه شعبة وبقية ومعاذ بن معاذ العنبري وعلي بن الجعد وإسحاق بن أبي
إسرائيل وسريج (1) بن يونس وعلي بن حجر ومنصور بن أبي مزاحم والربيع بن ثعلب
وسويد بن سعيد وزيد بن أبي الزرقاء الموصلي وإبراهيم بن مهدي المصيصي ومحمد بن
عيسى بن الطباع ومحمد بن بكار بن الريان وإبراهيم بن زياد سبلان وقتيبة بن سعيد
وآدم بن أبي إياس العسقلاني ومحمد بن سليمان لوين
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر قالا أنبأنا
أبو عثمان البحيري أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا سريج بن
يونس حدثنا فرج بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كنت
أغلف (2) لحية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالغالية (3) ثم يحرم (4)
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا إسحاق يعني ابن أبي إسرائيل حدثنا فرج بن
فضالة عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال
مرض معاذ بن جبل فأتاه أصحابه يعودونه فقال أجلسوني فأجلسوه فقال كلمة
سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من كان آخر كلامه عند الموت لا إله إلا الله وحده لا شريك
له هدمت ما كان قبلها من الذنوب والخطايا فلقنوها موتاكم [* * * *] فقيل يا أبا عبد الرحمن فكيف
هي للأحياء قال هي أهدم وأهدم
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه أنبأنا أبو محمد عبد الله (5)
ابن رفاعة بن غدير بن علي بن أبي عمر بن أبي الذيال بن ثابت بن نعيم بن حديدة بن حداد بن
زنباع بن روح السعدي المصري بمصر أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي المصري
أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد البزاز أنبأنا أبو العباس محمد بن جعفر بن
كامل الحضرمي حدثنا أبو زكريا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا أبو صالح عبد الله بن

(1) إعجامها مضطرب بالأصل وت.
(2) غلف لحيته بالطيب والحناء والغالية: لطخها (تاج العروس: غلف).
(3) الغالية: نوع من اليب.
(4) تاج العروس: (غلف).
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 435.
255

صالح (1) الجهني كاتب الليث بن سعد حدثنا الفرج بن فضالة الدمشقي عن لقمان بن عامر
قال
سمعت أبا أمامة الباهلي يقول خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع فحمد الله وأثنى
عليه وسمعته يقول ألا لعلكم ألا تروني بعد عامكم هذا ثلاث مرات فقام رجل طويل
أشعر كأنه من رجال شنوءة فقال ما الذي نفعل يا رسول الله قال اعبدوا ربكم وصلوا
خمسكم وصوموا شهركم وحجوا بيتكم وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا
جنة ربكم [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري
ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن نصر بن الحسن الرازي البزاز أنبأنا أبو القاسم بن
البسري
قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا سويد
بن سعيد حدثنا فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال
حججت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حجة الوداع فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ألا لعلكم أن
لا تروني بعد عامي هذا ثلاث مرات فقام إليه رجل طوال أشعث كأنه من أزد شنوءة
فقال يا رسول الله فما الذي نفعل قال اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم
وحجوا بيت ربكم وأدوا زكاتكم طيبة بها أنفسكم تدخلوا جنة ربكم [* * * *] (2)
أخبرنا (3) أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا عبد الله بن عدي حدثنا سليمان بن الحسن العطار حدثنا عبد الله (4) بن
معاذ حدثنا أبي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 405.
(2) كتب بعدها في ت:
آخر الجزء السبعين بعد الخمسمائة من الفرع وهو آخر المجلدة السابعة والخمسين من تجزئة الفرع.
(3) قبله كتب في ت.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم.
(4) في الكامل لابن عدي 6 / 29 عبيد الله بن معاذ.
256

حدثنا فرج بن فضالة أن مولده في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان في غزاة
مسلمة الطوانة (1) جاء الخبر بولادته في يوم فتحت الطوانة فأعلم أبوه مسلمة خبر ولادته فقال
له مسلمة ما سميته قال سميته الفرج لما فرج عنا في هذا اليوم بالفتح فقال مسلمة
لفضالة أصبت وكانت أصاب المسلمين في الإقامة على الطوانة شدة شديدة وذلك في
سنة في ثمان وثمانين (2)
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد ابن المبارك وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا
أبو الحسين الأهوازي حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال (3)
في الطبقة الخامسة من أهل الشامات فرج بن فضالة يكنى أبا فضالة حمصي مات
سنة ست وسبعين ومائة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (4) أنبأنا أبو بكر بن عبيد حدثنا محمد بن سعد قال (5)
في الطبقة الرابعة من أهل الشام فرج بن فضالة الحمصي ويكنى أبا فضالة وكان
على بيت مال بغداد وتوفي بها سنة ست وسبعين ومائة وفي غير روايتنا في خلافة هارون
وكان ضعيفا
أخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء أنبأنا أبو بكر
أنبأنا أبو أمية بن الغلابي حدثنا أبي قال فرج بن فضالة من تنوخ ومات بالعراق (7)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد

(1) طوانة بلد بثغور المصيصة، راجع معجم البلدان.
(2) تهذيب الكمال 15 / 45 من طريق أبي بكر الخطيب.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 579 رقم 3037.
(4) بالأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف، والصواب ما أثبت " اللبناني " عن ت. والسند معروف.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(6) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(7) كتب فوقها بالأصل وت: إلى.
257

أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
ابن إسماعيل (1) قال
فرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكر الحديث
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا وأبو عبد الله الأديب شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم
بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا محمد بن أبي حاتم قال (2)
فرج بن فضالة أبو فضالة الشامي القضاعي حمصي روى عن لقمان بن عامر
وأسد بن وداعة ويحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه ابن الطباع وإبراهيم بن مهدي
وسعيد بن سليمان ومحمد بن بكار وسليمان بن داود العتكي وسويد بن سعيد وقتيبة بن
سعيد وسعيد بن محمد الجرمي (3) وسمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول
أبو فضالة فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد منكر الحديث (4)
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو فضالة
الفرج بن فضالة ضعيف (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (6) أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال
الفرج بن فضالة يكنى أبا فضالة

(1) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 134.
(2) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 85.
(3) بالأصل: الحرمي، تصحيف، والتصويب عن ت والجرح والتعديل وتهذيب الكمال.
(4) عن مسلم بن الحجاج في تهذيب الكمال 15 / 44.
(5) عن النسائي في تهذيب الكمال 15 / 44 وميزان الاعتدال 3 / 344.
(6) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت، والسند معروف.
258

قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنبأنا هبة الله بن إبراهيم
ابن عمر أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال
أبو فضالة الفرج بن فضالة (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (2) قال فرج بن فضالة حمصي يكنى أبا فضالة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو فضالة الفرج بن فضالة الشامي الحمصي عن أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن
عمرو الأنصاري وأبي الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي (3) سمع منه أبو بسطام
شعبة بن الحجاج العتكي وأبو خالد يزيد بن هارون السلمي حديثه ليس بالقائم (4)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (5)
الفرج بن فضالة زاد ابن خيرون بن النعمان بن نعيم وقالا: أبو فضالة الحمصي
زاد ابن خيرون التنوخي من أنفسهم وقالا سكن بغداد وكان على بيت المال بها
وحدث عن لقمان بن عامر ويحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة وعبد الرحمن بن
زياد بن أنعم وعلي بن أبي طلحة ومحمد بن الوليد الزبيدي روى عنه ابنه محمد بن
الفرج وشعبة بن الحجاج وزيد بن أبي الزرقاء وإبراهيم بن مهدي وعلي بن الجعد
ومحمد بن عيسى الطباع ومحمد بن بكار بن الريان وإبراهيم بن زياد سبلان (6) والربيع
ابن ثعلب وسريج (7) بن يونس وغيرهم
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 80.
(2) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 28.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 281.
(4) تهذيب الكمال 15 / 44.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 393.
(6) الأصل: سيلان، تصحيف، والتصويب عن ت، وتاريخ بغداد.
(7) بالأصل: " شريح " وفي ت: " سريح " كلاهما تصحيف، والتصويب عن تاريخ بغداد.
259

ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم (1) قال
حدثنا أبي حدثنا سليمان بن أحمد الدمشقي قال سمعت يزيد بن هارون قال
رأيت شعبة بن الحجاج عند الفرج بن فضالة يسأله عن حديث من حديث إسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (2) أنبأنا علي بن المحسن التنوخي حدثنا صدقة بن علي الموصلي حدثنا محمد
ابن القاسم بن بكار (3) الأنباري حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبيد عن المدائني قال
مر المنصور بفرج بن فضالة فلم يقم له فقيل له في ذلك فقال خشيت أن يسألني الله
لم قمت ويسأله لم رضيت
قال الخطيب (4) وأنبأنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الزاز بهمذان
حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني الصيقلي قال سمعت بعض أصحابنا قال
أقبل المنصور يوما راكبا والفرج بن فضالة جالس عند باب الذهب فقام الناس
فدخل من الباب ولم يقم له الفرج فاستشاط غضبا ودعا به فقال ما منعك من القيام حين
رأيتني قال خفت أن يسألني الله عنه لم فعلت ويسألك لم رضيت وقد كرهه رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال فبكى المنصور وقربه وقضى حوائجه
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا البرقاني قال قرأت
على عمر بن نوح البجلي حدثكم أبو القاسم البغوي نا عمي علي بن عبد العزيز
ح وأخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا أبو منصور العطار أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)
أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار حدثنا عيسى بن حامد الرخجي (6)
ح قال الخطيب وأنبأنا علي بن أبي علي حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 85 - 86 وعن أبي حاتم في تهذيب الكمال 15 / 45.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 393 - 394.
(3) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ بغداد: بشار.
(4) تاريخ بغداد 12 / 394.
(5) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12 / 394.
(6) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
260

البزاز (1) قالا حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني عمي (2)
حدثنا سليمان بن أحمد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول
ما رأيت شاميا أثبت من فرج بن بن فضالة وما حدثت عنه وأنا أستخير الله في الحديث
عنه فقلت له يا أبا سعيد حدثني قال اكتب حدثني فرج بن فضالة
أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن هبة الله
وأبو منصور علي بن علي بن عبيد الله قالوا أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم
ابن حبابة حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا عمي فذكر مثلها
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3)
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
قالا أنبأنا يوسف بن رياح البصري أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
بمصر حدثنا أبو بشر الدولابي (4) حدثنا معاوية بن صالح قال فرج بن فضالة زاد
الأنماطي أبو فضالة وقالا قال أحمد هو ثقة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي أنبأنا معاوية بن
صالح قال الفرج بن فضالة قال لي أحمد ثقة
قرأنا على أبي الفضل أيضا عن محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا هبة الله بن إبراهيم
ابن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل حدثنا محمد بن أحمد بن حماد قال (5)
سمعت معاوية بن صالح أبا (6) عبيد الله الأشعري يقول قال لي أحمد بن حنبل الفرج بن
فضالة ثقة

(1) بالأصل: البزار، والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
(2) ومن طريقه - علي بن عبد العزيز البغوي - رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 45.
ومن طريق سليمان بن أحمد رواه الذهبي في ميزان الاعتدال 3 / 344.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 395.
(4) راجع الكنى والأسماء للدولابي 2 / 80 و 81 وتهذيب الكمال 15 / 43.
(5) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 81.
(6) بالأصل: " سمعت معاوية بن صالح، أنبأنا أبو عبيد الله الأشعري " تصحيف والصواب بحذف: " أنبأنا أبو " ووضع
" أبا " مكانها بما وافق عبارة ت، والكنى والأسماء للدولابي.
راجع ترجمة معاوية بن صالح أبي عبيد الله الأشعري في سير أعلام النبلاء 13 / 23.
261

قال وأخبرني أبو بشر محمد بن أحمد قال (1) وأخبرني أبو داود سليمان بن الأشعث
قال سمعت أحمد بن حنبل يقول فرج بن فضالة إذا حدث عن الشاميين فليس به بأس
ولكن حدث عن يحيى بن سعيد بمناكير
قرأت (2) على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر أنبأنا أبو نصر أنبأنا الخصيب
أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي حدثنا سليمان بن أشعث أنبأنا أحمد
قال فرج بن فضالة إذا حدثك عن الشاميين فليس به بأس ولكنه حدث عن يحيى بن سعيد
مناكير
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله قالا
حدثنا و (3) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (4) أنبأنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن محمد الأشناني قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول
سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت ليحيى بن معين فالفرج بن فضالة قال ليس
به بأس
أخبرنا أبو الحسن حدثنا أبو منصور أنبأنا أبو بكر (5) أخبرني عبد الله بن يحيى
السكري أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر حدثنا ابن
الغلابي
ح وأخبرنا (6) أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء محمد
ابن علي أنبأنا محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل حدثنا أبي (7)
قال قال أبو زكريا الفرج بن فضالة صالح (8)
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 81 وانظر تهذيب الكمال 15 / 43.
(2) الخبر التالي استدرك على هامش ت، وكتب في آخره: صح.
(3) الزيادة منا للايضاح.
(4) الخبر رواه الخطيب في تاريخ 12 / 394.
(5) تاريخ بغداد 12 / 395.
(6) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(7) كتب فوقها فوقها بالأصل وت: إلى.
(8) تهذيب الكمال 15 / 44.
262

ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1)
أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن فرج بن فضالة
فقال ضعيف الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي حدثنا ابن مكرم إجازة ومشافهة قال سمعت عمرو بن
علي يقول كنا عند يحيى يوما ومعنا معاذ فقال معاذ حدثنا فرج بن فضالة قال (2)
فرأيت يحيى كلح وجهه
قال وسمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول حدث فرج بن فضالة (3) عن أهل الحجاز
بأحاديث مقلوبة منكرة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر محمد بن المظفر أنبأنا أبو الحسن
العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي (4) حدثنا محمد بن عيسى حدثنا
عمرو بن علي قال كان عبد الرحمن لا (5) يحدث عن فرج بن فضالة ويقول حديثه عن
يحيى بن سعيد أحاديث (6) مقلوبة منكرة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (7)
أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا سهل بن
أبي سهل الواسطي
ح قال الخطيب (7) وأنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان
حدثنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر قالا حدثنا أبو

(1) رواه ابن أبي خاتم في الجرح والتعديل 7 / 86.
(2) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 28.
(3) ما بين الرقمين استدرك على هامش ت. وكتب بعده صح.
(4) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 462.
(5) " لا " سقطت من الضعفاء الكبير، وهي ضرورية.
(6) بالأصل " بأحاديث " تصحيف، والتصويب عن ت والضعفاء الكبير.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 395 - 396.
263

حفص عمرو بن علي قال وكان عبد الرحمن يعني ابن مهدي لا يحدث عن فرج بن فضالة
ويقول حديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري أحاديث منكرة زاد السوذرجاني مقلوبة
قال (1) وأنبأنا البرقاني أنبأنا أبو حامد محمد (2) بن أحمد بن حسنويه حدثنا الحسين
ابن إدريس الأنصاري حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت أحمد بن حنبل
سئل عن إسماعيل بن عياش أهو أثبت أو أبو فضالة قال أبو فضالة يحدث عن ثقات
أحاديث مناكير
وقال أبو داود في موضع آخر قلت لأحمد بن حنبل فرج بن فضالة قال إذا حدث
عن الشاميين فليس به بأس ولكن حديثه عن يحيى بن سعيد مضطرب
قال (3) وأنبأنا الصيمري أنبأنا علي بن الحسن الرازي أنبأنا محمد بن الحسين
الزعفراني أنبأنا أحمد بن زهير قال سئل يحيى بن معين عن الفرج بن فضالة فقال
ضعيف
قرأت على أبي الفتح نصر الله عن محمد عن أبي الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو
محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم حدثنا إبراهيم بن
الجنيد قال (4) قال رجل ليحيى بن معين وأنا أسمع أيما أعجب إليك إسماعيل بن عياش أو فرج بن
فضالة قال لا بل إسماعيل ثم قال فرج ضعيف الحديث وأيش عند فرج
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (5) أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا موسى بن إبراهيم بن النضر العطار حدثنا محمد
ابن عثمان بن أبي شيبة قال وسألته يعني علي بن المديني عن فرج بن فضالة فقال هو
وسط وليس بالقوي

(1) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 395 وتهذيب الكمال 15 / 43.
(2) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ بغداد: أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه.
(3) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 395.
(4) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، رواه في تهذيب الكمال 15 / 43 - 44.
264

قال (1) وحدثنا الأزهري وعلي بن محمد بن الحسن السمسار قالا أنبأنا أبو عبد
الله بن عثمان الصفار أنبأنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن
عبد الله المديني قال سمعت أبي يقول (2) فرج بن فضالة ضعيف لا أحدث عنه
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (3) أنبأنا ابن الفضل أنبأنا علي
ابن إبراهيم المستملي حدثنا محمد بن سليمان بن فارس قال قال محمد بن إسماعيل
البخاري فرج عنده مناكير عن يحيى ين سعيد الأنصاري
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (4) أنبأنا ابن الفضل أنبأنا علي بن إبراهيم أخبرني محمد بن إبراهيم بن شعيب
الغازي قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول
ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب
ح وحدثني أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين بن هريسة قالا
أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب أنبأنا حمزة بن محمد بن علي بن هاشم حدثنا محمد بن
إبراهيم بن شعيب حدثنا محمد بن إسماعيل قال
فرج بن فضالة أبو فضالة الشامي الحمصي عن يحيى بن سعيد الأنصاري منكر
الحديث زاد البلخي والواسطي وعند فرج مناكير وليس في رواية الخطيب الشامي
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا محمد بن المظفر بن بكران أنبأنا أبو الحسن
العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي (5) حدثني آدم قال سمعت
البخاري يقول فرج بن فضالة منكر الحديث
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (6) أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال سمعت

(1) القائل: أبو بكر الخطيب، تاريخ بغداد 12 / 395.
(2) تهذيب الكمال 15 / 44.
(3) تاريخ بغداد 12 / 396.
(4) تاريخ بغداد 12 / 396.
(5) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 462.
(6) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396.
265

محمد بن عبد الله الجوزقي يقول قرئ على مكي بن عبدان وأنا أسمع قيل له سمعت
مسلم بن الحجاج يقول فرج بن فضالة أبو فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد الأنصاري
منكر الحديث
أخبرنا (1) أبو بكر الشقاني (2) أنبأنا أبو بكر القيرواني أنبأنا أبو سعيد بن حمدون
أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال سعت مسلم بن الحجاج يقول
أبو فضالة فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن سعيد منكر الحديث (3)
أخبرنا أبو الحسن الفقيه وأبو يعلى بن الحبوبي قالا أنبأنا أبو الفرج الإسفرايني
أنبأنا أبو الحسن بن منير أنبأنا أبو محمد بن رشيق حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال
فرج بن فضالة ضعيف
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن حاتم قال (4)
سألت أبي عن الفرج بن فضالة فقال صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به حديثه عن
يحيى بن سعيد فيه إنكار وهو في غيره أحسن حالا وروايته عن ثابت لا تصح
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5)
أخبرني البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي حدثنا محمد بن
علي الإيادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال الفرج بن فضالة الحمصي أبو فضالة
منكر الحديث روى عن يحيى بن سعيد أحاديث مناكير كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن
ابن مهدي لا يحدثان عنه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا محمد بن المظفر أنبأنا العتيقي أنبأنا يوسف بن

(1) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(2) مضطربة بالأصل وت، والصواب ما أثبت، والسند معروف.
(3) كتب فوقها بالأصل وت: إلى.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 86 وعن أبي حاتم في تهذيب الكمال 15 / 44.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396.
266

أحمد أنبأنا العقيلي (1) قال في تسمية الضعفاء فرج بن فضالة الحمصي عن يحيى بن
سعيد
أخبرنا أبو الحسن حدثنا أبو منصور أنبأنا أبو بكر الخطيب (2) أنبأنا القاضي أبو
الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال
فرج بن فضالة ضعيف الحديث يروي عن يحيى بن سعيد أحاديث لا يتابع عليها
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (3)
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا محمد بن الحسين بن عبد الله
قالا أنبأنا أبو بكر البرقاني قال سألت الدارقطني عن الفرج بن فضالة قال
ضعيف قلت فحديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن (3) محمد بن علي عن علي عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) قال إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة [* * * *] قال هذا باطل قلت
من جهة الفرج قال نعم زاد محمد بن الحسن قلت يخرج هذا الحديث قال لا وقالا
قلت فحديثه عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة فقال هذا كأنه قريب زاد محمد بن
الحسين يخرج
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (5)
وهذه الأحاديث التي أمليتها له عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة غير محفوظة
وحديث يحيى بن سعيد عن عمرة لا يرويها عن يحيى غير فرج وله عن يحيى غيرها مناكير
وقد ذكرت رواية شعبة عن فرج بن فضالة حديث عوف بن مالك وله غير أملينا من أحاديث
صالحة وهو مع ضعفه يكتب حديثه

(1) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 462.
(2) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396.
(3) تاريخ بغداد 12 / 396.
(4) بالأصل: " قال " تصحيف، والصواب عن ت وتاريخ بغداد.
(5) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 29 وعن ابن عدي في تهذيب الكمال 15 / 44.
267

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (1) أنبأنا الصيمري أنبأنا علي بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين
الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير قال والفرج بن فضالة يكنى أبا فضالة مات ببغداد
قرأت (2) على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد
أنبأنا أبو الحسن (3) مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زير
أنبأنا أبي أنبأنا الطيالسي يعني جعفر بن أبي عثمان (4) قال قال يحيى مات فرج بن
فضالة سنة ست وسبعين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر
المخلص إجازة حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثني القاسم بن سلام قال سنة وسبعين فيها مات الفرج بن فضالة
الحمصي ببغداد
أخبرنا أبو القاسم النسيب وأبو الحسن بن قبيس قالا حدثنا أبو منصور بن
خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أخبرني الأزهري أخبرني محمد بن العباس حدثنا
أحمد بن معروف الخشاب حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال الفرج بن
فضالة كان من أهل الشام من أهل حمص فقدم بغداد وولي بيت المال في أول خلافة
هارون وقالوا وكان يسكن مدينة أبي جعفر ومات بها سنة ست وسبعين ومائة وكان
ضعيفا في الحديث
قال (6) وأنبأنا الأزهري أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سنة سبع وسبعين فيها مات فرج بن فضالة

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396.
(2) كتب فوقها في الأصل وت: ملحق.
(3) الأصل: " أبو الحسن بن مكي " والتصويب عن ت.
(4) هو أبو الفضل جعفر بن محمد بن أبي عثمان البغدادي الحافظ، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 346.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 396 - 397 وانظر تهذيب الكمال 15 / 45 وطبقات ابن سعد 7 / 469.
(6) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 12 / 397 وعن أبي موسى في تهذيب الكمال 15 / 46.
268

5593 فرج بن يزيد
أبو شيبة الكلاعي (1)
ذكر ابن مندة أنه من أهل دمشق
الأظهر أنه ممن حدث عن يزيد بن أبي مالك وعثمان بن أجيل (2) والفضيل بن
فضالة الهوزني ومدرك بن عبد الله الكلاعي
روى عنه بقية وعتبة بن سعيد ويحيى بن صالح
أخبرنا أبو الغنائم في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد
ابن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل (3)
قال
فرج بن يزيد سمع يزيد بن أبي مالك وعثمان بن أجيل (2)
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4)
فرج بن يزيد الكلاعي الشامي روى عن يزيد بن أبي مالك وعثمان بن أجيل (2)
روى عنه بقية سمعت أبي يقول ذلك
قال أبو محمد روى عن الفضيل بن فضالة الهوزني ومدرك بن عبد الله الكلاعي
روى عنه بقية وعتبة بن السكن الفزاري ويحيى بن صالح الوحاظي "

(1) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 86 والتاريخ الكبير 7 / 134.
(2) بالأصل: " أخيل " وفي ت: " أخيل " ضبط قلم، وكلاهما تصحيف، والصواب والضبط عن تبصير المنتبه 1 / 11
بجيم مفتوحة وإسكان الباء مع ضم أوله.
(3) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 134.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 86.
269

ذكر من اسمه فروة "
5594 فروة بن عامر ويقال ابن عمرو
ابن النافرة الجذامي (1)
أسلم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعث إليه بإسلامه واستشهد في أيامه وكان يكون
بالبلقاء بعمان ومعان (2) من نواحي دمشق
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة أنبأنا محمد بن سعد الأبيوردي بمصر حدثنا محمد بن نصر الصايغ حدثنا محمد بن
إسماعيل بن جعفر حدثنا عبد الله بن سلمة الربعي حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة عن ابن عباس قال
بعث إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فروة بن عامر الجذامي بإسلامه واهدى له بغلة بيضاء وكان عاملا
لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب وكان منزله عمان وما حولها فلما بلغ الروم ذلك
من أمره حبسوه فقال في محبسه
طرقت سليمى موهنا أصحابي * والروم بين الباب والقروان (3)
صد الخيال وساءني (4) ما قد رأى * فهممت أن أغفي وقد أبكاني

(1) ترجمته في الإصابة 3 / 213 والاستيعاب 3 / 199 (على هامش الإصابة) وأسد الغابة 4 / 56.
(2) معان: بالفتح، قال ياقوت والمحدثون يقولونه: بالضم: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء.
والقروان - بكسر القاف، وقيل بالفتح - جمع قرو، وهو حوض صغير من خشب ممدود تسقى فيه الدواب.
(3) كذا بالأصل وت، وفي المختصر وسيرة ابن هشام: وساءه.
270

* فذكر الحديث ولم يزد عليه
أخبرناه بتمامه أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد الأزهري أنبأنا أبو سعيد محمد
ابن عبد الله بن حمدون أنبأنا أبو حامد بن الشرقي حدثنا محمد بن يحيى الذهلي حدثنا
محمد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري حدثني عبد الله بن سلمة الربعي عن محمد بن
مسلم بن عبيد الله بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس
قال (1)
بعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فروة بن عامر الجذامي بإسلامه واهدى له بغله بيضاء وكان
فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب وكان منزله عمان وما حولها فلما بلغ
الروم ذلك من امره حبسوه فقال في محبسه *
لا تكحلن العين بعدي إثمدا * سلمى ولا تدنن للايمان (2) * ولقد علمت أبا كبيشة أنني * وسط الأعزة لا يحس لساني
فلئن هلكت لتفقدن أخاكم * ولئن أصبت لتعرفن مكاني
ولقد عرفت بكل ما جمع الفتى * من رأيه وبنجدة وبيان *
قال فلما أجمعوا على صلبه على ماء يقال له عفرى (3) من فلسطين فلما رفع على
خشبة قال
الأهل أتى سلمى بأن حليلها * على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها * مشذبة أطرافها بالمناجل
فقال
بلغ سراة المسلمين بأنني (4) * سلم لربي أعظمي ومقامي *
رواه غيره فقال لا يحسن بشأني

(1) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام 4 / 237 - 238 وأسد الغابة 4 / 57 والإصابة 3 / 213 مختصرا فيهما.
(2) في سيرة ابن هشام: للاتيان.
(3) عفوي بكسر العين المهملة وسكون الفاء والقصر، ماء بناحية فلسطين (معجم البلدان).
وضبطت في سيرة ابن هشام: عفراء، تبعا لشرح المواهب للزرقاني، وعفراء كما في معجم البلدان حصن قرب
البيت المقدس في فلسطين.
(4) بالأصل وت: " أنتي " والمثبت " بأنني " عن أسد الغابة وسيرة ابن هشام.
271

وقال أعظمي وبناني
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن (1) بن علي أنبأنا أبو عمرو بن
حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد (2) أنبأنا
علي بن محمد يعني المدائني عن عثمان (3) بن عبد الرحمن الزهري عن زامل بن عمرو
الجذامي قال
كان فروة بن عمرو الجذامي عاملا للروم على عمان من أرض البلقاء أو على معان
فأسلم وكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإسلامه وبعث به مع رجل من قومه يقال له مسعود بن
سعد وبعث إليه ببغلة بيضاء وفرس وحمار وأثواب لين وقباء سندس مخوص
بالذهب
فكتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
من محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى فروة بن عمرو أما بعد فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما
أرسلت به وخبر عن ما قبلكم وأتانا بإسلامك وإن الله هداك بهداه إن أصلحت وأطعت
الله ورسوله وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة
وأمر بلالا فأعطى رسوله مسعود بن سعد اثنتي عشرة وقية (4) ونشا قال وبلغ ملك
الروم إسلام فروة فدعاه فقال له ارجع عن دينك نملكك قال لا أفارق دين محمد
وإنك تعلم أن عيسى قد بشر به ولكنك تضن بملكك فحبسه ثم أخرجه فقتله وصلبه
قال وحدثنا ابن سعد (5) أنبأنا هشام بن محمد حدثنا عبد الله بن يزيد بن روح بن
زنباع عن ابن لقيس بن ناتل (6) الجذامي قال
كان رجل من جذام ثم أحد بني نفاثة يقال له فروة بن عمرو بن النافرة بعث إلى رسول

(1) بالأصل وت: الحسين، تصحيف، والسند معروف.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 281 تحت عنوان:
ذكر بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم
إلى الاسلام، وما كتب به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لناس من العرب وغيرهم.
(3) كذا بالأصل وت، وفي طبقات ابن سعد: عمرو بن عبد الرحمن الزهري.
(4) النش: نصف أوقية، وهو عشرون درهما (راجع اللسان: نشش).
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 355 تحت عنوان: وفد جذام.
(6) إعجامها ناقص بالأصل، والتصويب عن ت، وابن سعد.
272

الله (صلى الله عليه وسلم) بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان عاملا للروم على ما يليهم من العرب وكان
منزله بعمان وما حولها من أرض الشام فلما بلغ الروم إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه
عندهم ثم أخرجوه ليضربوا عنقه فقال
أبلغ سراة المسلمين بأنني * سلم لربي أعظمي ومقامي *
فضربوا عنقه وصلبوه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد
قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال (1)
وبعث فروة بن عمرو بن النافرة الجذامي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإسلامه وأهدى له بغلة
بيضاء وكان عاملا للروم على من يليهم من العرب وكان منزله معان وما حولها وقال
الفراوي حوله من أرض الشام فلما بلغ الروم ذلك من إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه
عندهم فلما اجتمعت الروم لصلبه على ماء لهم يقال له عفرى بفلسطين (2) فقال
ألا هل أتى سلمى (3) بأن حليلها * على ماء عفرى فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها * مشذبة أطرافها بالمناجل *
قال وحدثنا يونس عن ابن إسحاق قال
زعم الزهري أنهم لما قدموه ليقتلوه قال
بلغ سراة المؤمنين (4) بأنني * سلم لربي وأعظمي ومقامي *
ثم ضربوا عنقه على ذلك الماء
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال

(1) سيرة ابن هشام 4 / 237 - 238.
(2) بالأصل: بلفسطين، تصحيف، والتصويب عن ت وسيرة ابن هشام.
(3) بالأصل: سليمى، تصحيف والتصويب عن ت وسيرة ابن هشام.
(4) كذا بالأصل وت، وفي سيرة ابن هشام: المسلمين.
273

فروة بن عامر الجذامي أهدى إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بغلة بيضاء وقيل فروة بن نعامة وقيل
ابن نباتة (1) أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ
فروة بن عامر الجذامي وقيل ابن نعامة وقيل ابن نباتة وقيل ابن نفاثة المهدي
إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بغلته البيضاء سكن عمان الشام (2)
5595 فروة بن عمرو البصري
أظنه أزديا
كان (3) على النفر الذين وجههم مسعود بن عمرو الأزدي لتسيير عبيد الله بن زياد إلى
الشام له ذكر
5596 فروة بن مجاهد اللخمي الفلسطيني (4)
مولى للخم
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلا وعن عقبة بن عامر وسهل بن معاذ الجهنيين
روى عنه حسان بن عطية والمغيرة بن المغيرة الرملي وأسيد بن عبد الرحمن
واجتاز بدمشق وبساحلها عند توجهه إلى الغزوة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو سعد الأديب أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ
قالا أنبأنا أبو يعلى الموصلي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم
عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي قالا حدثنا داود بن عمرو زاد ابن
المقرئ ابن زهير الضبي حدثنا إسماعيل بن عياش حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن
فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ الجهني قال

(1) في ت: نباتة، والمثبت يوافق عبارة أسد الغابة.
(2) راجع أسد الغابة 4 / 56 - 57.
(3) الزيادة عن ت.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 50 وتهذيب 4 / 484 والتاريخ الكبير 7 / 127 والجرح والتعديل 7 / 82.
274

غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان وعلينا عبد الله بن عبد الملك
فنزلنا على حصن سنان فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فقام أبي في الناس فقال أيها الناس
إني غزوت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث البغوي نبي الله (صلى الله عليه وسلم) غزوة كذا وكذا فضيق
الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله (صلى الله عليه وسلم) مناديا فنادى زاد البغوي في الناس وقالا
إن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له وفي حديث البغوي الطرق في الموضعين
وسقط من حديث ابن المقرئ من الطريق إلى الطريق
وكذا (1) رواه بقية عن الأوزاعي عن أسيد عن أبن مجاهد
ورواه أبو المغيرة عن الأوزاعي فأسقط منه فروة
أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو (2) عبد الله إسحاق بن
محمد بن يوسف السوسي حدثنا أبو العباس الأصم حدثنا محمد بن عوف حدثنا أبو
المغيرة حدثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن رجل من جهينة عن أبيه عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) بنحوه
أخبرنا (3) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا علي بن أحمد بن عبدان
أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار أنبأنا عبيد بن شريك حدثنا عبد الوهاب حدثنا إسماعيل بن
عياش حدثنا أسيد (4) بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن عقبة بن
عامر عامر الجهني قال
كنت أمشي ذات يوم مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عقبة بن عامر صل
من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك [* * * *]
ثم قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عقبة بن عامر أمسك لسانك وابك على خطيئتك
وليسعك بيتك [* * * *]
قال وكان فروة بن مجاهد يقول إذا حدثنا بهذا الحديث ألا رب من لا يملك لسانه

(1) كتب فوقها في ت: ملحق.
(2) كتبت لفظة " أبو " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(4) بالأصل وت هنا أسد، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 2 / 257.
275

ولا يبكي على خطيئته ولا يسعه بيته (1)
قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا علي
ابن الحسن الربعي الحافظ أنبأنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أبو الحسن
أحمد ابن عمير (2) بن يوسف بن جوصا ونقلته أنا من خطه حدثنا أبو عامر موسى بن عامر
حدثنا الوليد بن مسلم
قال قلت لأبي عمرو فإنه قال له يعني للأسير (3) طاغيتهم اغزوا معي برجان (4) أو قاتلوهم
معي فإن أنا ظهرت خليت سبيلكم قال إن قاتلوا ونيتهم بنحو ذلك منه وقتل عدوهم من
المشركين حيث كانوا فلا بأس بذلك قد قاتل على ذلك فروة بن مجاهد في زمن عبد الملك
ابن مروان في رجال من المسلمين كانوا معه أسارى على ذلك من الشرط فلم ير أهل العلم
في ذلك الزمان بما صنعوا بأسا
قال الوليد أخبرني مغيرة بن مغيرة الرملي عن فروة بن مجاهد
أنه أخبرهم أن طاغية الروم لما دعاه وأصحابه إلى قتال برجان ووعدهم تخلية سبيلهم
إن نصرتم عليهم فأجبناه إلى ذلك قال لي أصحابي وكيف نقاتلهم بلا دعوة إلى الإسلام
فقال لا يجيبنا الطاغية ولكني سأرفق فقلت للطاغية إن رأيت أن تأذن لنا فنقيم الصلاة
ونجمعها معشر المسلمين بين الصفين ثم قولوا أنتم جاءنا مددنا من العرب فتكون صلاتنا
بين الصفين مصدقا لما قلتم من ذلك فأجابنا إلى ذلك وأقمنا الصلاة فصلينا وقاتلناهم
فنصرنا الله عليهم وخلى سبيلنا
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
ابن إسماعيل قال (5)

(1) كتب فوقها بالأصل وت: إلى.
(2) بالأصل: عمر، تصحيف، والتصويب عن ت.
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن ت. ولعل الصواب: للأسرى.
(4) برجان: بلد من نواحي الخزر (راجع معجم البلدان).
(5) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 127.
276

فروة بن مجالد (1) مولى اللخم وكان يسكن كفرغنا (2) الشامي وكانوا لا يشكون أنه
من الأبدال مستجاب الدعاء نسبه حجر بن الحارث
وقال محمد بن إسماعيل (2) فروة له صحبة روى معاوية بن صالح عن أبي عمرو
عن بشير عن فروة وقال (4) فروة روى عنه حسان بن عطية
يعني فروة الذي له صحبة وفروة بن مجاهد وعندي أن الثلاثة واحد وكذا كان
يرى ابن أبي حاتم لأنه ذكر أن حسان بن عطية روى عن فروة بن مجالد وكان ينبغي (5) أن
يقول إن الثلاثة الأسماء لرجل واحد ولكن كذا قال
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (6)
فروة بن مجالد مولى للخم من أهل فلسطين روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلا روى عنه
المغيرة بن المغيرة وحسان بن عطية وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال ومستجاب الدعوة
سمعت أبي يقول ذلك وكان بعض الناس جعل هذا الاسم اسمين فسمعت أبي يقول هما
واحد
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (7) أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل الشام من أهل
فلسطين فروة بن مجاهد اللخمي روى عنه أسيد بن عبد الرحمن

(1) الزيادة عن ت والتاريخ الكبير، وكذا ورد فيها: " مجالد " ومثلهما في تهذيب الكمال عن البخاري.
(2) كذا بالأصل، وفي ت وتهذيب الكمال نقلا عن البخاري: " كفر عنا " وفي التاريخ الكبير: " كفر غما " وكانت اللفظة
بأصله غير واضحة، هو ما ارتآه محققه. راجع معجم البلدان.
(3) التاريخ الكبير 7 / 127 في ترجمة مستقلة.
(4) التاريخ الكبير 7 / 127 في ترجمة مستقلة أيضا.
(5) استدركت اللفظة عن هامش الأصل.
(6) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 82.
(7) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت.
277

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب
أنبأنا ابن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن
الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قال
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة فروة بن مجاهد اللخمي
فلسطيني
أخبرنا أبو محمد المزكي حدثنا أبو محمد الصوفي أنبأنا أبو محمد العدل أنبأنا أبو
الميمون حدثنا أبو زرعة (1) حدثنا محمد بن أبي أسامة حدثنا ضمرة عن عثمان بن
عطاء قال كان فروة بن مجاهد يلقى أبي فيضمه إليه وهو يحدثه
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية
أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا مروان حدثنا ضمرة عن
عثمان بن عطاء قال لقي فروة بن مجاهد أبي فضمه إليه وعانقه قال وهي محدثه (2)
5579 فروة بن المغيرة
هو المغيرة بن فروة يأتي في حرف الميم

(1) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 637.
(2) كذا بالأصل وت.
278

" ذكر من اسمه (1) فريج "
5598 فريج بن أحمد بن محمد
أبو عبد الله القرشي
حدث عن أبي القاسم بن أبي العقب
روى عنه علي بن محمد الحنائي
قرأت بخط أبي الحسن الحنائي أنبأنا أبو عبد الله فريج بن أحمد بن محمد القرشي
حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن أبي العقب حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو
حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تسافر المرأة سفر ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع زوجها أو ابنها أو ذي
محرم [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو نصر بن رضوان وأبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا أنبأنا أبو
محمد الجوهري أنبأنا أبو بكر بن مالك حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو نعيم حدثنا
الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تسافر المرأة سفرا ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع زوجها أو ابنها أو
أخيها أو ذي محرم [* * * *]

(1) زيادة منا للايضاح.
279

" ذكر من اسمه فضالة "
5599 فضالة بن أحمد بن فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم
ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس
ابن مالك بن النعمان بن امرئ القيس
أبو القاسم اللخمي
حدث عن أبيه أحمد وعن عمه محمد بن فضالة
روى عنه أبو هشام المؤدب
تقدمت روايته في ترجمة أبيه (1)
55600 فضالة بن زريق
كان ممن وافق يزيد بن الوليد على خلع الوليد بن يزيد ثم نفر عليه له ذكر
5600 فضالة بن زيد العدواني (2)
أحد الشعراء المعمرين
وفد على معاوية
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي حدثنا أحمد بن علي بن ثابت أنبأنا أبو منصور محمد
ابن علي بن إسحاق الكاتب أنبأنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الحرمي حدثنا أبو روق

(1) ترجمته في تاريخ مدينة دمشق: (5 / 163 رقم 78).
(2) ترجمته في الإصابة 3 / 214.
280

أحمد بن محمد بن بكر الهزاني حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني قال وزعم
العمري عن عطاء بن مصعب حدثني عبيد بن أبان النميري قال
قدم فضالة بن زيد العدواني على معاوية فقال له معاوية كيف أنت والنساء يا فضالة
قال يا أمير المؤمنين
لا باه لي إلا المني وأخو المني * جدير بأن يلحى ابن حرب ويشتما *
والرواية لا قمط لي والقمط الجماع ومن قال لا باه لي فقد أخطأ لأن الباه
ممدود وهي ماء في الأوداج
وفيم تصابي الشيخ والدهر دائب * بميراثه تلحو عروقا وأعظما
رمتني صروف الدهر حتى رأيتني * أجب السنام بعدما كنت أيهما (1)
فحلت سهول الأرض وعثا ووعثها * سهولا وقد أحرزت أن أتكلما
وكان سليطا مقولي متبادرا * شباه فصرت اليوم مثل العي أبكما
كذلك ريب الدهر ينزل سهمه * والأداء الذليل المذمما
ألا ذو الأيدي القوة (2) *
وحرب يجيد القوم عن لهباتها * شهدت فكتبت المستشار المقدما
توسطتها بالسيف اذهاب جينها * الكماة فلم يعثو من الحرث معظما
فلما رأيت الموت ألقى بعاعه * علي تعمدت أمرا من الحرث معلما
فيممت سيفي رأسه فتركه * يهر عليه الذئب أنضح (3) قشعما
نفدت فيما لي حيلة غير أنني * أجود إذا سئل البخيل فهمهما
وأبذل عفوا ما ملكت تكرما * وأجبر في اليلا وأكلا ومعدما *
فقال له معاوية كم أتت لك سنة يا فضالة قال عشرون ومائة سنة قال فأي
الأشياء حلت بك مذ كنت كنت بها أسر وأي شئ كنت بوقوعه أشد اكتئابا قال يا أمير
المؤمنين لم يقطع الظهر قطع الولد شئ ولا دفع البلايا والمصائب مثل إفادة المال والله يا
أمير المؤمنين إن المال ليقع من المرء موقعا ما يفقه شئ وإن الولد الصالح ليمثل منزلة
المال ولكن للمال فضيلة عليه وإن كان طالب المال يجمعه لولده فإنه آثر عنده منه لأنه قد

(1) الأيهم: الشجاع، والجبل الصعب:. والحجر الأملس (القاموس) المحيط).
(2) كذا.
(3) على هامش الأصل: والانضح الأبيض وليس بخالص.
281

يمنعه المال إذا طلبه منه إن كان يثمره له فهو أحلى متاع الدنيا عند أهل الدنيا فقال معاوية
ليس كل أحد على رأيك للمال حال والولد حبة القلب ووتد النفس يريد أن الرجل إذا أصيب
بأولاده هزه ذلك وضعضعه ونفضه العيش لا خير في المال لمن لا ولد له إلا أن يكون مال
ينفقه الرجل في سبيل الله فقال فضالة يا أمير المؤمنين
وما العيش إلا المال فاحفظ فضوله * ولا تهلكنه في الضلال فتندم
فإني رأيت المال عزا إذا التفت * عليك ظلال الحرب ترمم بالدم
إذا جل خطب صلت بالمال حيثما * توجهت من أرضي فصيح وأعجم
وهابك أقوام وإن لم تصبهم * بنفع ومن يستعن يحمد ويكرم
ويعطى الذي يبغي وإن كان باخلا * بما في يديه من متاع ودرهم
وفي الفقر ذل للرقاب وطالما * رأيت فقيرا غير نكس مدمم
يلام وإن كان الصواب بكفه * وتحمد الا البخيل المدرهم
كذلك هذا الدهر يرفع ذا الغنى * بلا كرم منه ولا يتحلم
ولكن بما حازت يداه من الغنى * يصير أمير اللئيم الملطم *
فقال معاوية قاتل الله أخا بني أسيد حيث يقول
بني أم ذي المال الكثير يرونه * وإن كان عبدا سيدا لا مر جحفلا
(وهم لمقل المال أو لا علة * وإن كان محضا في العمومة مخولا *
5602 فضالة بن أبي سعيد المهري (1) المصري (2)
سمع عمر بن عبد العزيز بدمشق
روى عنه الليث بن سعد ورشدين بن سعد
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن
محمد الخشاب أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن شبيب أنبأنا أبو يعلى عبد المؤمن بن
خلف بن طفيل بن زيد التميمي حدثنا هاشم بن يونس حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث
ابن سعد حدثني فضالة بن أبي سعيد قال

(1) المهري بفتح الميم وسكون الهاء وآخرها راء، وهذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة،
قبيلة كبيرة (كما في اللباب: المهري) وقال ياقوت: والصحيح مهرة بالتحريك (معجم البلدان: مهرة).
(2) ترجمته في الجرح والتعديل 7 / 77 والتاريخ الكبير 7 / 126.
282

سمعت عمر بن عبد العزيز على منبر دمشق يقول يا أهل الشام قد بلغني عنكم
أحاديث ما أنا بالراجي لخيركم ولا بالآمن من شركم ولقد مللتموني ومللتكم فأراحني الله
منكم وأراحكم مني فما علاه حتى مات
أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد
ابن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد
زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل البخاري (1) قال
فضالة بن أبي سعيد سمع عمر بن عبد العزيز روى عنه الليث
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
ابن سليم وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد
الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
فضالة بن أبي سعيد المهري يروي عن عمر بن عبد العزيز روى عنه الليث بن سعد
ورشدين بن سعد
5603 فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر
موقد (2) النار بن الحريش بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة
ابن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة الأسدي (3)
كان مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام وكان شاعرا فاتكا صعلوكا
وفد على يزيد بن معاوية ومدحه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان أنشدنا أحمد بن داود أنشدني أبو زيد لفضالة بن شريك في نساء بني
حرب (4)

(1) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 126.
(2) بالأصل: " متوقد النار " والمثبت عن ت، والأغاني.
(3) ترجمته في الإصابة 3 / 214 رقم 7027 والأغاني 12 / 71 (مصورة عن طبعة دار الكتب)، معجم الشعراء ص
308 والأعلام للزركلي 5 / 146.
(4) البيتان في تاج العروس - مادة سمد، ونسبهما إلى عبد الله بن الزبير الأسدي.
283

رمى الحدثان نسوة آل حرب (1) * بمقدار سمدن له سمودا (2)
فرد شعورهن السود بيضا * ورد وجوههن البيض سودا *
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن مجاهد أنبأنا محمد بن أحمد بن عمر المعدل
في كتابه أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى إجازة أنشدنا علي بن سليمان
الأخفش عن أبي العباس ثعلب لفضالة بن شريك الأسدي يرثي معاوية رضي الله عنه (3)
* إنك (4) لو شهدت بكاء هند * ورملة إذ تصكان (5) الخدودا
رأيت (6) بكاء معولة ثكول * أبان الدهر واحدها الفقيدا
رمى الحدثان (7) نسوة آل حرب * بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا * ورد وجوههن (8) البيض سودا *
سمدن لهن ذهب بقلوبهن إليه
أنبأنا أبو علي بن نبهان
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وحدثنا أبو

(1)
في التاج: " آل سعد " وبهامشه عن تهذيب اللغة: آل حرب.
(2) السامد: اللاهي، والسامد: الساهي (تاج العروس).
(3) الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني ص 308 - 309 قالها لما مات يزيد بن معاوية، وقال المرزباني بعد روايتها:
وقد رويت لغيره.
والابيات في البداية والنهاية 8 / 154 منسوبة لأيمن بن خريم يرثي معاوية، وفي ذيل الأمالي ص 115 منسوبة
للكميت بن معروف الأسدي وفتوح بن الأعثم 5 / 6 من عشرة أبيات منسوبة لأيمن بن خريم الأسدي.
(4) في معجم الشعراء: " وإنك " وفي المصدرين الآخرين: فإنك.
(5) عن معجم الشعراء وذيل الأمالي، وبالأصل وت: يصكان، وتصكان الخدودا: تلطمانها.
(6) روايته في معجم الشعراء:
رأمت بكل معولة حزين * أباد الدهر واحدها الفقيدا
وروايته في ذيل الأمالي:
بكيت بكاء معولة حزين * أصاب الدهر واحدها الفقيدا
ومثله في البداية والنهاية وفيها: " قريح " بدل حزين وفي ابن الأعثم: بكيت بكاء موجعة بحزن.
(7) في ذيل الأمالي: رمى المقدار.
(8) في ذيل الأمالي: خدودهن.
284

الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم وأبو علي
ابن نبهان
قالوا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا محمد بن الحسن بن مقسم حدثنا ثعلب قال
وأنشد
رمى الحدثان نسوة آل صخر * بمقدار سمدن له سمودا *
أي لهون عنه السامد اللاهي
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد
ابن الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (1) حدثنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي حدثني
أحمد بن الحارث قال قال أبو الحسن قال (2) أبي
أتى ابن فضالة بن شريك الكاهلي الأسدي أسد بن خزيمة عبد الله بن الزبير فقال له
قد نفدت نفقتي ونقبت (3) راحلتي فاحملني فقال له أحضر راحلتك فأحضرها فقال له
أقبل بها أدبر بها ففعل فقال أرقعها بسبت (4) واخصفها بهلب (5) وأنجد بها يبرد خفها
وسر عليها البردين تصح فقال ابن (6) فضالة إنما أتيتك مستحملا ولم آتك مستوصفا لعن
الله ناقة حملتني إليك فقال ابن الزبير إن وراكبها يريد نعم وراكبها فانصرف ابن فضالة
وهو يقول
أقول لغلمتي شدوا ركابي * أفارق (7) بطن مكة في سواد
فما لي حين أقطع ذات عرق (8) * إلى ابن الكاهلية (9) من معاد

(1) الخبر رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 2 / 397 وما بعدها. ورواه أبو الفرج الأصبهاني في
الأغاني 12 / 71 وما بعدها، وعيون الاخبار 3 / 140 وغرر الخصائص الواضحة ص 291.
(2) بالأصل: " أي ابن فضالة " والزيادة: [قال أبي]: أتى ابن عن الجليس الصالح وفيه: أتى فضالة.
(3) يقال قب البعير إذا حفى ورقت أخفافه.
(4) السبت بكسر السين: جلد البقر المدبوغ بالقرظ.
(5) الهلب: بضم الهاء: شعر الخنزير الذي تخرز به النعال.
(6) وهو عبد الله بن فضالة الوافد على ابن الزبير، كما يفهم من عبارة الأغاني، وجاء في أول القصة بالأصل والجليس
الصالح أن الوافد على ابن الزبير هو فضالة نفسه، وقيل إن القصة كانت بين معن بن أوس وابن الزبير كما يفهم من
عبارة الإصابة 3 / 214.
(7) في الأغاني: أجاوز.
(8) ذات عرق: موضع، وهو الحد بين نجد وتهامة.
(9) يريد ابن الزبير، وعنى بها: الزهرة بنت حنثر امرأة من بني كاهل بن أسد، وهي أم خويلد بن أسد بن عبد العزى
قاله في الأغاني 12 / 79.
285

سيبعد بيننا نص المطايا * وتعليق الأداوي والمزاد (1)
وكل معبد قد أعلمته * منا سمهن طلاع النجاد (2)
أرى الحاجات عند أبي خبيب (3) * نكدن ولا أمية بالبلاد
من الأعياص أو من آل حرب * أغر كغرة الفرس الجواد *
قال القاضي والكاهلية إحدى جدات ابن الزبير فقال علم أنها ألأم أمهاتي فسبني
بها (4)
قال القاضي إن في قول ابن (5) الزبير إن وراكبها معناها نعم وهي لغة مشهورة
يمانية وقد حمل قوم عليها إن في قول الله عز وجل " إن هذان لساحران " (6) فقالوا
المعنى نعم وجاء في بعض فصيح الخطب إن الحمد لله برفع الحمد بمعنى نعم الحمد
لله ومن ذلك قول الشاعر (7)
* بكرت علي عواذلي * يلحينني (8) وألومهنه
ويقلن شيب قد علا * ك وقد كبرت فقلت إنه *
يعني بقوله إنه نعم والهاء للسكت والوقف كقولهم تعالى والقول مستقصى
على شرحه في إن هذه وفيما أتى من القراءات والتلاوات في قوله " إن هذان " وفي مواضعه
من تأليفنا وإملائنا
وقول ابن فضالة في شعره هذا نص المطايا ضرب من السير فيه ظهور وارتفاع
ومن هذا اشتق اسم المنصة أعني الارتفاع والظهور
وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في قصة ذكرت (9) أنه كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص ومنه
نصصت الحديث إلى صاحبه أي رفعته إليه

(1) نص المطايا: سيرها الشديد، أو هو ضرب من المشي فيه ظهور وارتفاع والأداوى جمع إداوة وهي المطهرة.
(2) المناسم: أطراف أخفاف الإبل.
(3) أبو خبيب، كنية عبد الله بن الزبير.
(4) بالأصل: فنسبني، تصحيف، والتصويب عن ت، والجليس الصالح.
(5) سقطت من الأصل وت، والزيادة عن الجليس الصالح.
(6) سورة طه، الآية: 63.
(7) البيتان لعبيد الله بن قيس الرقيات، ديوانه ط بيروت ص 66.
(8) كذا بالأصل وت والديوان، وفي الجليس الصالح: " يلحدونني " ولحاه: عاتبه ولامه.
(9) وهذه القصة التي ذكرت هي حجة الوداع، وقد وردت هذه العبارة بحرفيتها، راجع سيرة ابن هشام.
286

وقال امرؤ القيس (1)
وجيد كجيد الريم ليس بفاحش * إذا هي نصته ولا بمعطل *
وقوله وكل معبد المعبد المذلل قال طرفة بن العبد (2)
إلى أن تحامتني العشيرة كلها * وأفردت إفراد البعير المعبد * (3)
وأبو خبيب عبد الله بن الزبير كان يكنى أبا خبيب وأبا بكر وقال الشاعر فيه وفي
أخيه مصعب
قدني من نصر الخبيبين قدي * ليس أميري بالشحيح الملحد * (4)
يروي الخبيبين مثنى يراد هو وأخوه ويروي الخبيبين على الجمع من باب الأشاعثة
والمسامعة والمهالبة يراد هو وذووه
وقوله ولا أمية في البلاد فنصب بلا النافية وإنما تعمل في النكرة دون المعرفة لأنه
أراد ولا مثل أمية كما قال الآخر
لا (5) هيثم الليلة للمطي
أي لا مثل هيثم
وقوله من الأعياص نسب بني أمية مقسوم على إضافتين الأعياص والعنايس
والأعياص أعلاهما
قال القاضي رحمه الله (6) وابن الزبير حين ذكر الكاهلية وذكره ابن فضالة إياه إليها
معنى لطيف وتعريض بنسبه أبلغ من التصريح إذا علم أن الكاهلية ألأم أمهات ابن الزبير
فسبه بها فالسب راجع عليه فأعظم من سبه من هجاه إذ بنو كاهل رهط ابن فضالة
وعصبته
وقول ابن الزبير وارقعها بسبت السبت جلود يؤتى بها من اليمن يتخذ منها

(1) ديوانه ط بيروت ص 44 (من المعلقة).
(2) بالأصل: " قال بن معبد " والتصويب عن ت، وفيها: قال طرقة.
(3) من معلقة طرفة، وديوانه ط بيروت ص 31.
(4) الشطر الأول في تاج العروس: خبب، ونسبه لحميد الأرقط.
(5) الأصل: " ألا " والمثبت عن ت، والكتاب لسيبويه 2 / 296 ولم ينسبه.
(6) الزيادة عن الجليس الصالح للايضاح.
287

النعال وهي من جلود البقر وكانت من ملابس الملوك وروي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لرجل رآه
يمشي في المقبرة لابس شيئا منها يا صاحب السبتيتين اخلع سبتيتك (1) [* * * *]
وقال عنترة يصف رجلا بالنبل وتمام الخلق
بطل كأن ثيابه في سرحة * يحذى نعال السبت ليس بتوأم *
وقوله أخصفها بهلب بمعنى ما أخذ من شعر الذنب
وقوله وأنجد بها يريد آت بها نجدا يقال أنجد الرجل إذا أتى نجدا وأغار إذا أتى
الغور ومن كلام العرب أنجد من رأى حصنا أي شارف نجدا أو حصن جبل قال
الأعشى * (2)
نبي يرى ما لا ترون وذكره * أغار لعمري في البلاد وأنجدا *
وقوله وسر عليها البردين البردان أول النهار وآخره وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
من صلى البردين دخل الجنة [* * * *] قال الله عز وجل " أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من
الليل (3) "
ومن الدليل على ما قلناه في معنى البردين قول حميد بن ثور الهلالي
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه * ولا الفئ من برد العشي نذوق *
كذا قال ابن فضالة وإنما هو فضالة
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (4) أخبرني علي بن سليمان الأخفش
حدثني أبو سعيد السكري عن محمد بن حبيب قال
مر فضالة بن شريك بعاصم بن عمر بن الخطاب وهو متبد (5) بناحية المدينة فنزل به
فلم يقره شيئا ولم يبعث إليه ولا إلى أصحابه بشئ وقد عرفوه مكانهم فارتحلوا عنه
والتفت فضالة إلى مولى لعاصم فقال قل له أم والله لأطوقنك طوقا لا يبلى فقال يهجوه
ألا أيها الباغي القرى لست واجدا * قراك إذا ما بت في دار عاصم

(1) كذا بالأصل وت، وفي الجليس الصالح: يا صاحب السبتين أخلع سبتيك.
(2) ديوان عنترة ط بيروت ص 220.
(3) ديوانه ط بيروت ص 46 من قصيدة يمدح النبي محمدا صلى الله عليه وآله وسلم مطلعها:
ألم تغتمص عيناك ليلة أرمدا * وعادك ما عاد السليم المسهدا
(4) سورة هود، الآية: 114.
(5) رواه أبو الفرج في الأغاني 12 / 73 - 74.
(6) أي مقيم بالبادية.
288

إذا جئته تبغي القرى بات نائما * بطينا وأمسى ضيفه غير طاعم (1)
فدع عاصما أف لأفعال عاصم * إذا حصل الأقوام أهل المكارم
فتى من قريش لا يجود لسائل (2) * ويحسب أن البخل ضربة لازم
ولولا يد الفاروق قلدت عاصما * مطوقة يحدى بها في المواسم
فليتك من جرم بن زبان أو بني * فقيم أو النوكى أبان بن دارم
أناس إذا ما الضيف حل بيوتهم * غدا جائعا عيمان ليس بغانم *
قال فلما بلغت أبياته عاصما استعدى عليه عمرو بن سعيد بن العاص وهو يومئذ
بالمدينة أمير (3) فهرب فضالة بن شريك وعاذ بيزيد (4) بن معاوية وعرفه ذنبه وما تخوف
من عاصم فأعاذه وكتب إلى عاصم يخبره أن فضالة أتاه مستجيرا به وأنه يحب أن يهبه
له ولا يذكر لمعاوية شيئا من أمره ويضمن له ألا يعود لهجائه فقبل ذلك عاصم وشفع
يزيد بن معاوية فقال فضالة يمدح يزيد (5)
* إذا ما قريش فاخرت بقديمها * فخرت بمجد يا يزيد تليد
بمجد أمير المؤمنين ولم يزل * أبوك أمين الله غير بليد
به عصم الله الإمام من الردى * وأدرك تتلا من معاشر صيد (6)
ومجد أبي سفيان ذي الجود (7) والندى * وحرب وما حرب العلا بزهيد
فمن ذا الذي إن عدد الناس مجدهم * يجئ بمجد مثل مجد يزيد *
وبلغني أن فضالة مات قبل أن يلي عبد الملك بن مروان الخلافة
5605 فضالة بن الصقر بن فضالة بن سالم
ابن جميل بن عمرو بن ثوابة بن الأخنس بن مالك
ابن النعمان بن امرئ القيس اللخمي الدمشقي
حدث عن أبيه الصقر

(1) كذا بالأصل وت، وفي الأغاني: غير نائم.
(2) كذا بالأصل وت، وفي الأغاني: بنائل.
(3) زيادة للايضاح عن الأغاني.
(4) بالأصل: " وعاد يزيد " والمثبت عن ت والأغاني.
(5) الأبيات في الأغاني 12 / 74.
(6) الصيد: جمع أصيد، وهو الذي لا يلتف من زهوه وكبره يمينا ولا شمالا.
(7) في الأغاني: ذي الباع والندى.
289

روى عنه ابنه محمد بن فضالة وقد تقدم حديثه في ترجمة بشر بن أحمد (1)
5605 فضالة بن عبيد بن نافد (2)
ابن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبي بن كلفة
ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك
أبو محمد الأنصاري (3)
من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين بايعوه تحت الشجرة ولاه معاوية على الغزاة ثم
ولاه قضاء دمشق وكان خليفة معاوية على دمشق إذا غاب عنها
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وعن عمر بن الخطاب وأبي الدرداء
روى عنه عبد الرحمن بن جبير بن نفير وحنش بن عبد الله الصنعاني وعبد الله بن
محيريز الجمحي وأبو علي عمرو بن مالك الجنبي وعبد العزيز بن أبي الصعبة والقاسم
أبو عبد الرحمن وأبو علي ثمامة بن شفي الهمذاني ويقال الأصبحي وميسرة مولى
فضالة وعلي بن رباح وربيعة بن يورا
وداره بدمشق بنواحي سوق القمح
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو القاسم عيسى
ابن علي أنبأنا أبو القاسم البغوي حدثنا عيسى بن سالم الشاشي حدثنا ابن المبارك عن
حيوه بن شريح أخبرني أبو هانئ أن عمرو بن مالك أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة [* * * *]
قال حيوه رباط حج ونحو ذلك
أخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن

(1) ترجمة بشر بن أحمد في تاريخ مدينة دمشق: (10 / 169 رقم 878).
(2) بالأصل وت: نافد، والمثبت عن تهذيب الكمال والإصابة.
(3) ترجمته في الإصابة 3 / 206 والاستيعاب 3 / 197 (هامش الإصابة) وتهذيب الكمال 15 / 57 وتهذيب التهذيب
4 / 486 وأسد الغابة 4 / 63 وسير أعلام النبلاء 3 / 113 حلية الأولياء 2 / 17 والعبر 1 / 58 وأخبار القضاة لوكيع
3 / 200 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 41 - 60 ص 285) وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمته.
290

يزداد القارئ أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان (1) الأصبهاني حدثنا
محمد بن يحيى هو ابن مندة حدثنا محمد يعني ابن عصام بن يزيد المعروف بجبر (2)
حدثنا أبي حدثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن نعيم ذي جناب
كذا رواه لنا ابن يزداد القارئ أنا أبو محمد عبد الله (3) وهو (4) نعيم بن ذي جناب عن
فضالة بن عبيد قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ثلاث هن الفواقر إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار إن رأى خيرا
دفنه وإن رأى شرا أشاعه (5) وامرأة إن حضرتك آذتك وإن غبت خانتك [* * * *]
قال أبو محمد هذا تفرد به جبر بن سفيان
ورواه وكيع عن سفيان عن منصور مثله ولم يرفعه
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا (6) طاهر بن محمد قالا أنبأنا أبو نصر
عبد الرحمن بن علي بن محمد أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي أنبأنا
عبد الله (7) بن محمد بن الحسن الشرقي حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع حدثنا
سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن نعيم بن ذي جناب عن فضالة بن عبيد
الأنصاري قال
ثلاث من الفواقر إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار إن رأى حسنة
دفنها وإن رأى سيئة أفشاها وزوجة إن حضرت آذتك وإن غبت عنها خانتك في مالك
ونفسها
وهكذا رواه هناد عن وكيع
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا إبراهيم بن عمر

(1) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن ت.
(2) جبر ضبطت بفتح الموحدة وتثقيلها عن تبصير المنتبه 2 / 543.
(3) بياض بالأصل مقدار كلمة، والمستدرك بين معكوفتين عن ت. ويبدو السياق مضطربا.
(4) كذا بالأصل وت.
(5) بالأصل: " شر أشاعة " تصحيف، والتصويب عن ت.
(6) بالأصل: " أنبأنا " تصحيف، والتصويب عن ت.
(7) بالأصل: " أنبأنا أبو عبد الله " تصحيف، والتصويب عن ت.
291

ابن أحمد البرمكي أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق (1) حدثنا محمد بن
صالح بن ذريح (2) العكبري حدثنا هناد بن السري حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور
عن هلال بن يساف عن نعيم بن ذي جناب عن فضالة بن عبيد الأنصاري فذكر مثله
موقوفا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر الباقلاني زاد
الأنماطي وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو
الحسين الأهوازي أنبأنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال (3)
ومن كلفة ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك فضالة بن عبيد بن نافذ (4) بن قيس
ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة يكنى أبا محمد أمه سحيمة ابنة محمد بن عقبة
بن أحيحة من ساكني الشام مات سنة تسع وخمسين
أخبرنا (5) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء
محمد بن علي الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري أنبأنا أبو أمية الأحوص بن
المفضل بن غسان حدثنا أبي حدثنا يحيى بن معين قال فضالة بن عبيد أنصاري له
صحبة (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول
فضالة بن عبيد بن نافد (7) بن جحجبا بن كلدة (8) بن عوف بن عمرو بن عوف وأمه
كلفة
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد أنبأنا أحمد بن

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 334.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل وت، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 259.
(3) رواه خليفة بن خياط في الطبقات ص 153 رقم 544.
(4) بالأصل وت: نافد، والمثبت عن طبقات خليفة.
(5) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(6) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(7) بالأصل: نافد.
(8) كذا بالأصل هنا: كلدة.
292

عبيد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا ابن أبي خيثمة أنبأنا المدائني قال فضالة بن عبيد
أبو محمد
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (1) حدثنا محمد بن سعد
قال
فضالة بن عبيد بن نافد (2) الأنصاري أحد بني جحجبا بن كلفة من بني عمرو بن عوف
من الأوس وكان قد نزل دمشق وبنى بها دارا ومات بها في وسط من خلافة معاوية وله
عقب
أنبأنا أبو نصر محمد بن الحسن وأبو طالب عبد القادر بن محمد قالا أنبأنا أبو
محمد الجوهري قراءة عن أبي (3) عمر (4) ابن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا
الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال (5)
فضالة بن عبيد بن نافد (2) بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا وأمه عفرة بنت
محمد بن عقبة بن أحيحة بن الحلاج بن الحريش بن جحجبا فولد فضالة بن عبيد حميدا
وأمه أم صفوان بنت خداش بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن
عامر بن لؤي ومحمد وأمه أمامة بنت ثابت من بني أنيف بن بلي بن عمرو بن الحاف بن
قضاعة وعبد الله وعبيد الله وأم جميل وأمهم مريم بنت عوف بن قيس بن حارثة بن
سيار بن أبي حارثة بن مرة بن نحبة بن غيظ بن مرة بن عوف وعمرا وعيشة لأم ولد وكان
عبيد بن نافد شاعرا
قال محمد بن عمر شهد فضالة بن عبيد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) خرج إلى الشام فلم يزل بها حتى مات هناك وكان فضالة بن عبيد قاضيا بالشام في زمن
معاوية ونزل دمشق وبنى بها دارا في خلافة معاوية بن أبي سفيان وله عقب

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
(2) بالأصل: نافد.
(3) بالأصل: " ابن " تصحيف.
(4) كذا بياض بالأصل، ونرى أنه لا سقط هنا، لان أبا عمر بن حيوية، وهو محمد بن العباس الخزاز من مشايخ أبي
محمد الجوهري، وهذا السند معروف.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 401 مختصرا عما ورد هنا.
293

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد قال قال محمد بن سعد
فضالة بن عبيد بن نافذ بن قيس بن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا وأمه عفرة بنت
محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا شهد فضالة أحدا والخندق
والمشاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم خرج إلى الشام فنزل دمشق وبنى بها
دارا وكان قاضيا بها في خلافة معاوية ومات بها في خلافة معاوية وله عقب
وقال أبو موسى هارون بن عبد الله فضالة بن عبيد بن نافذ أحد بني عمرو بن عوف
أنصاري مات بدمشق في خلافة معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو
محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا أبو بكر بن
البرقي قال
ومن بني كلفة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس فضالة (1) بن عبيد بن الناقد (2)
ابن صهيبة بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف أمه بنت محمد بن عقبة بن أحيحة بن
الجلاح توفي سنة ثلاث وخمسين ويقال إنه توفي بدمشق في خلافة معاوية ودفن في
باب الصغير
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
ابن إسماعيل قال (3)
فضالة بن عبيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف له صحبة
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة

(1) بالأصل: ابن فضالة.
(2) كذا بالأصل: " الناقد " هنا، ومثله في أسد الغابة. ومر: نافذ.
(3) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 124.
294

ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (1) فضالة بن عبيد هو عبيد بن نافذ (2) بن جحجبا بن كلفة الأنصاري من الأوس من بني
عمرو بن عوف نزل الشام نزل دمشق وبنى بها دارا ومات بها في وسط إمرة معاوية وله
عقب وله صحبة روى عنه أبو علي الجنبي (3) عمرو بن مالك وحنش الصنعاني وميسرة
مولى فضالة وأبو علي الهمداني ثمامة بن شفي وعبد الله بمحيريز سمعت أبي يقول
ذلك
قال أبو محمد روى عنه عبد العزيز بن (4) أبي الصعبة وعلي بن رباح وأبو
مرزوق وربيعة بن بورا (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (6) أنبأنا أبو القاسم تمام بن
محمد أنبأنا أبو عبد الله الكندي حدثنا أبو زرعة قال فضالة بن عبيد دار فضالة بدمشق
توفي في إمارة معاوية كما حدثنا أبو مسهر عن سعيد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن
عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد أنبأنا علي ابن
الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد قراءة قال سمعت ابن سميع يقول
فضالة بن عبيد بن نافد الأنصاري كان قاضيا على دمشق في خلافة معاوية هلك
بدمشق في خلافته وصلى عليه معاوية وقال لابنه زاد عبد الوهاب عبد الله أعني (7) فإنك
لا تحمل (8) بعده مثله

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 77.
(2) بالأصل: " ابن عبيد نافد " والتصويب عن الجرح والتعديل.
(3) إعجامها مضطرب بالأصل، وتقرأ: الجبني، تصحيف، والتصويب عن الجرح والتعديل تهذيب الكمال وسير
أعلام النبلاء.
(4) زيادة لازمة.
(5) كذا بالأصل والجرح والتعديل، وتقدم: يورا.
(6) بالأصل: الكناني، تصحيف.
(7) بالأصل: " المغني " تصحيف، والتصويب عن الاستيعاب وأسد الغابة، وفي سير أعلام النبلاء: أعقبني.
(8) بالأصل: " تتحمل " تصحيف، والتصويب عن الاستيعاب وأسد الغابة.
295

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد قال
فضالة بن عبيد بن نافذ (1) الأنصاري سكن مصر ومات بها وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أحاديث
كتب إلي أبو (2) محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن
الحسن وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله
ابن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
فضالة بن عبيد بن نافذ (1) بن صهيبة (3) بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو
ابن عوف بن مالك بن الأوس يكنى أبا محمد صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشهد فتح
مصر (4) وولي بها القضاء والبحر لمعاوية بن أبي سفيان وروى عنه أهل مصر أبو خراش
الهذلي وكلاهما صحابي وروى عنه الهيثم بن شفي الرعيني وعلي بن رباح اللخمي وعبد
الرحمن بن جحدم (5) الخولاني وحنش بن عبد الله الصنعاني وثمامة بن شفي الهمداني
وسلمة بن صالح اللخمي وعمرو بن مالك الجنبي وغيرهم يقال توفي بدمشق سنة ثلاث
وخمسين ويقال إن بها ولده اليوم وقد كان غزا المغرب مع رويفع بن ثابت (6)
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني (7) في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا
أبو بكر الحافظ أنبأنا محمد بن محمد الحاكم قال
أبو محمد فضالة بن عبيد بن قيس بن صهيب بن الأصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف
ابن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس الأنصاري من بني عمرو بن عوف وأمه سحيمة بنت
محمد بن عقبة بن أحيحة له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) سكن الشام يقال قاضي معاوية مات
في عهد معاوية بدمشق ويقال مات سنة سبع وستين

(1) بالأصل هنا: نافد.
(2) بالأصل: أبي.
(3) كذا، ومر: " صهيب " وفي طبقات ابن سعد: صهبية.
(4) راجع سير أعلام النبلاء 3 / 114.
(5) بالأصل وت: جحدب، تصحيف، والتصويب عن تهذيب الكمال، وراجع ترجمته في الجرح والتعديل 5 / 221.
(6) وهو أحد أجداد ابن منظور صاحب كتاب لسان العرب، وصاحب المختصر.
(7) بالأصل وت: الهمداني، بالدال المهملة.
296

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال
فضالة بن عبيد بن نافذ (1) بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن كلفة بن عوف وكان ممن
بايع تحت الشجرة شهد فتح مصر والشام ومات بدمشق سنة ثلاث وخمسين ويقال إن
عقبه بها وكان ولي القضاء لمعاوية
أنبأنا أبو علي (2) الحسن بن أحمد قال قال لنا أبو نعيم
فضالة بن عبيد الأنصاري وهو ابن نافد (1) بن قيس بن صهيبة بن أصرم بن جحجبا بن
كلفة بن عوف قيل إنه كان فيمن بايع تحت الشجرة وقيل إنه شهد أحدا والخندق شهد
فتح مصر وتوفي بدمشق سنة ثلاث وخمسين ولي القضاء بها لمعاوية وعقبه بالشام أمه
عفرة بنت محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا ورى عنه حنش بن
عبد الله الصنعاني وعمرو بن مالك أبو علي الجنبي وعبد الرحمن بن حبير بن نفير وربيعة
ابن بوري (3) وعبد الله بن محيريز وثمامة بن علي الهمذاني وميسرة مولاه
أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن العتيقي
أنبأنا أبو الحسن الدارقطني إجازة أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني حدثنا الحارث
ابن محمد بن أبي أسامة حدثني محمد بن سعد
أنبأنا الواقدي (4) قال وفضالة بن عبيد بن نافذ (5) قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وهو
يحتطب نفر بن صرطة وهو يومئذ ابن ست سنين ومات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن سبع عشرة
سنة
وقد ذكر الواقدي في موضع آخر أنه شهد أحدا والخندق وهو الصواب (6)
أخبرنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا في كتابيهما قالا أنبأنا أبو محمد
الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم
حدثنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر حدثنا أفلح بن سعيد المري عن سهل بن يزيد

(1) الأصل: نافد.
(2) الزيادة عن ت.
(3) كذا بالأصل وت هنا، ومر: يورا.
(4) راجع تهذيب الكمال 15 / 58.
(5) بالأصل وت: نافد.
(6) راجع أسد الغابة 4 / 63 والاستيعاب 3 / 197 وسير أعلام النبلاء 3 / 114 وتهذيب الكمال 15 / 58.
297

ابن أبي جندب عن فضالة بن عبيد بن نافذ (1) قال
لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قباء لقيناه نفر بن ضرطة (2) ونحن غلمان
نحتطب فأرسلنا إلى أهلنا وقال قولوا قد جاء صاحبكم الذي تنتظرون قال فخرجنا
إلى أهلنا فأخبرناهم وأقبل القوم [* * * *]
أخبرنا أبو سعد محمد بن أحمد بن محمد بن الخليل (3) وأبو محمد أحمد (4) بن محمد
ابن أحمد بن علي بن بشر بنوقان (5) قالا أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد
بن فرخ زاد حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني إملاء أنبأنا أبو محمد
عبد الرحمن بن يحيى الزهري حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عمر
بن علي قال سمعت الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن عبد الرحمن بن حبير قال
سألت فضالة بن عبيد وكان ممن بايع تحت الشجرة فذكر حديثا
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنبأنا شجاع المصقلي أنبأنا محمد بن إسحاق العبدي
أنبأنا محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا عمر بن علي
المقدمي قال قال حجاج بن أرطأة
كان فضالة بن عبيد ممن بايع تحت الشجرة
أخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري (6)
قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان
حدثني علي بن عثمان بن نفيل الحراني
ح وأخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم
ابن البسري قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص حدثنا أحمد بن نصر بن بحير حدثنا علي بن
عثمان بن نفيل

(1) الأصل: نافد.
(2) كذا.
(3) قارن مع مشيخة ابن عساكر 173 / ب.
(4) قارن مع مشيخة ابن عساكر 13 / ب.
(5) نوقان مدينة بطوس، قاله ابن عساكر في المشيخة 13 / ب.
(6) بالأصل: الطيوري، تصحيف، والتصويب عن ت.
298

حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد زاد يعقوب بن عبد العزيز
أن فضالة بن عبيد الأنصاري ممن شهد بيعة الرضوان قال سعيد كان أصغر من
شهدها (1)
وقال معاوية حين هلك فضالة بن عبيد وهو يحمل نعشه لابنه عبد الله بن معاوية تعال
أعقبني فإنك لن تحمل مثله أبدا (2)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا محمد
ابن أحمد بن إسماعيل بن سمعون إملاء أحمد بن محمد بن أحمد بن سلم حدثنا يحيى
بن محمد بن أعين حدثنا أزهر بن سعد السمان أبو بكر حدثنا سليمان التيمي عن خداش (3)
عن أبي الزبير عن جابر
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن الحسن البصري أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة (4) قال
وقال ابن الكلبي وفيها يعني سنة تسع وأربعين شتى مالك بن هبيرة بأرض (5)
الروم ويقال بل شتى بها فضالة بن عبيد الأنصاري
أخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ
ح وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا محمد بن هبة الله
قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال قال
ابن بكير قال الليث

(1) راجع سير أعلام النبلاء 3 / 114 وعقب الذهبي على قول سعيد بن عبد العزيز قال: قلت: إن ثبت شهوده أحدا
فما كان يوم الشجرة صغيرا.
(2) سير أعلام النبلاء 3 / 114 وأسد الغابة وفيه: أعني بدل أعقبني.
(3) خداش بكسر أوله وتخفيف المهملة وآخره معجمة (كما في تقريب التهذيب). وهو خداش بن عياش العبدي
البصري، ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 449.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 209 (ت. العمري).
(5) بالأصل وت: أرض الروم، تصحيف، والتصويب عن تاريخ خليفة.
299

وفي سنة خمسين غزوة ابن قحذم وفضالة بن عبيد وابن شجرة والحصين بن نمير
خرقاة (1) الأولى
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه حدثنا أبو محمد الكتاني (2) أنبأنا أبو
محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي حدثنا
محمد بن عائذ قال قال الوليد
قال زيد بن (3) وفي سنة إحدى وخمسين غزا فضالة بن عبيد الأنصاري
الشاتية (4)
أخبرتنا (5) أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنبأنا أحمد بن محمود الثقفي أنبأنا
محمد بن إبراهيم بن المقرئ أنبأنا محمد بن جعفر المنبجي حدثنا عبيد الله بن سعد
الزهري قال قال أبي وشتى فيها يعني سنة إحدى وخمسين فضالة بن عبيد الأنصاري (6)
بأرض الروم (7)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس هو الأصم حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا
أيوب بن سويد (8) عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني القاسم أبو عبد الرحمن قال
غزونا مع فضالة بن عبيد ولم يغز فضالة في البر غيرها فبينا نحن نسير أو نسرع في
السير وهو أمير الجيش وكانت الولاة إذ ذاك يستمعون (9) ممن استرعاهم الله عليه فقال
قائل أيها الأمير إن الناس قد تقطعوا قف حتى يلحقوك (10) فوقف في مرج عليه قلعة
فيها حصن فمنا الواقف ومنا النازل إذا نحن برجل ذي شوارب أحمر بين أظهرنا فأتينا به

(1) كذا رسمها بالأصل، وفي ت: خرفه " ولم أجدها.
(2) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت.
(3) رسمها غير واضح بالأصل وت وصورتها: " دعكة ".
(4) سير أعلام النبلاء 3 / 114 عن الوليد.
(5) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(6) استدركت اللفظة على هامش ت، وبعدها: صح.
(7) كتب فوقها بالأصل وت: إلى.
(8) الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 115 من طريقه.
(9) كذا بالأصل وت، وفي سير أعلام النبلاء 3 / 115: يسمعون.
(10) كذا بالأصل وت، وفي سير أعلام النبلاء: يلحقوا بك.
300

فضالة فقلنا إن هذا هبط من الحصن بلا عهد ولا عقد فسأله فضالة ما شأنه فقال إني
البارحة أكلت الخنزير وشربت الخمر فبينا أنا نائم أتاني رجلان فغسلا بطني وجاءتني امرأتان
لا تفضل إحداهما الأخرى فقالتا أسلم فأنا مسلم فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا
بالزبر (1) فأقبل يهوي حين أصابه فدق عنقه فقال فضالة الله أكبر عمل قليلا وأجر كثيرا
صلوا على صاحبكم فصلينا عليه ثم دفناه
قال القاسم (2) هذا شئ أنا رأيته
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا أبو الحسن الربعي
أنبأنا العباس بن محمد بن حيان حدثنا الهروي محمد بن يوسف حدثنا عثمان بن سعيد
هو الدارمي حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني حدثني أبو شريح عبد الرحمن بن
شريح (3) أنه سمع واهب بن عبد الله المعافري (4)
أن رجلا سأل فضالة بن عبيد الأنصاري أن يكتبه (5) في أصحابه حين ولي فلم يجبه
فقال له الرجل أتمنعني ذلك وقد انقطعت إليك ورغبت في قربك فقال فضالة امحوه من
عمل الله واكتبوه في عمال فضالة فأنكر الرجل ذلك فقال فضالة هو على ذلك تدعون
وتحشرون يوم القيامة مع من كنتم تعملون
قال وسمعت عثمان يقول هانئ بن المتوكل أثبت شيخ بالإسكندرية
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (6) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (7) حدثنا أبو نعيم حدثنا موسى بن علي قال
سمعت أبي يقول أمسكت على فضالة بن عبيد القرآن حتى فرغ منه
أخبرنا أبو الحسين الخطيب أنبأنا جدي الحسن أنبأنا علي بن الحسن أنبأنا العباس

(1) كذا بالأصل: والزبر: الحجارة، وفي ت: " بالزير " وفي سير أعلام النبلاء: بالزبارة.
(2) هو القاسم أبو عبد الرحمن، راجع ترجمته في أسد الغابة 4 / 78 والإصابة 3 / 276.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 182.
(4) تقرأ في ت: المقابري، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 364.
(5) بالأصل: يكفيه، تصحيف، والتصويب عن ت.
(6) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت.
(7) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 629.
301

بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن يوسف (1) حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا عبد الله بن
صالح المصري حدثني أبو شريح المعافري أنه سمع أبا قبيل يقول حدثني أبو مكينة (2)
قال
قال فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خذ هذا المصحف فأمسك علي
ولا ترد علي ألفا ولا واوا إنه سيكون قوم لا يسقطون ألفا ولا واوا ثم رفع فضالة يديه
فقال اللهم لا تجعلنا منهم
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو محمد بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري
قالوا أنبأنا الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثني
عبد الرحمن حدثنا الوليد عن خالد بن يزيد عن أبيه
أن أبا الدرداء لما حضرته الوفاة وكان يقضي بين أهل دمشق قال له معاوية من ترى
لهذا الأمر قال فضالة بن عبيد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر
أنبأنا أبو الفتح منصور بن علي بن عبد الله الطرسوسي حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أحمد
ابن محمد بن سلام البغدادي أبو بكر حدثنا داود بن رشيد أبو الفضل حدثنا الوليد بن
مسلم (3) حدثنا خالد بن يزيد عن أبيه
أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق وأنه لما احتضر أتاه معاوية عائدا له فقال من
ترى لهذا الأمر بعدك قال فضالة بن عبيد فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية لفضالة إني
قد وليتك القضاء قال فاستعفي منه قال فقال له معاوية والله ما حابيتك بها ولكني
استترت بك من النار فاستتر منها ما استطعت

(1) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن ت. وهو محمد بن يوسف بن بشر، أبو عبد الله الهروي، ترجمته في سير
أعلام النبلاء 15 / 252.
(2) كذا رسمها بالأصل، وبدون إعجام في ت، وفوقها ضبة، ولم أعثر عليه.
(3) سير أعلام النبلاء 3 / 115 من طريق الوليد بن مسلم، وتهذيب الكمال 15 / 58 من طريق خالد بن يزيد بن أبي
مالك.
302

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (1) أنبأنا محمد بن أبي نصر
أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (2) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم
عن خالد بن يزيد (3) عن أبيه
أن أبا الدرداء كان يلي القضاء بدمشق فلما حضرته الوفاة قال له معاوية من ترى لهذا
الأمر قال فضالة بن عبيد فلما مات أرسل معاوية إلى فضالة فولاه القضاء فقال له أما
إني لم أحبك بها (4) ولكني استتر بك من النار فاستتر
قال أبو زرعة (5) فحدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال فلما خرج معاوية
إلى صفين استخلف فضالة بن عبيد على دمشق (6)
أخبرنا (7) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المعالي البقال أنبأنا أبو العلاء الواسطي
أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي قال سمعت يحيى
ابن معين يحدث عن خالد بن يزيد بن أبي مالك يحدث عن أبيه
أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق وأنه لما احتضر أتاه معاوية بن أبي سفيان
عائدا فقال له من لهذا الأمر بعدك قال فضالة بن عبيد فلما توفي أبو الدرداء قال معاوية
لفضالة إني قد وليتك القضاء فاستعفي منه فقال له معاوية والله ما حابيتك بها ولكني
أستتر بك من النار فاستتر منها ما استطعت
قال يزيد بن أبي مالك فولي فضالة ثم بعد فضالة أبو إدريس الخولاني ثم زرعة بن
ثوب قال أبي وكذلك يقول أهل الشام وأما ههنا يعني العراق فيقولون ثوب
المقرائي ثم عبد الرحمن بن الحسحاس العذري لعمر بن عبد العزيز ثم نمير بن أوس
الأشعري لهشام ثم يزيد بن أبي مالك الهمداني لهشام

(1) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت.
(2) الخبر من هذا الطريق رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 199.
(3) هو خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني، أبو هاشم الدمشقي، ترجمته في تهذيب التهذيب 3 /
129 (مصورة. الهند).
(4) بالأصل وت: لها، والمثبت عن تاريخ أبي زرعة.
(5) الزيادة منا للايضاح.
(6) تاريخ أبي زرعة 1 / 199 وفي سير أعلام النبلاء 3 / 115 من طريق سعيد بن عبد العزيز.
(7) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
303

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (1) أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا
محمد بن سليمان الربعي حدثنا محمد بن الفيض حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى (2)
حدثني أبي عن جدي قال
وقعت لرجل مئة (3) دينار فعرفها فقال من وجدها فله عشرون دينارا فأقبل الذي
وجدها فقال هذا مالك فأعطني الذي جعلت لي فقال صاحب المال كان مالي عشرين
ومائة دينار فاختصما إلى فضالة فقال فضالة لصاحب المال أليس كان مالك عشرين ومئة
دينار (4) كما تذكر قال بلى فقال للرجل الذي وجد المال أليس الذي وجدت مائة
قال بلى قال فاحبس هذا المال ولا تدفعه إليه فليس بماله حتى يجئ صاحبه
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن
أحمد حدثنا ورد بن أحمد بن لبيد البيروتي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن
مسلم عن مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس
عن فضالة بن عبيد أنه كان إذا أتاه أصحابه قال تدارسوا وأسندوا (6) وزيدوا زادكم الله
خيرا وأحبكم وأحب من يحبكم ردوا علينا المسائل فإن أجر آخرها كأجر أولها
واخلطوا حديثكم بالاستغفار
أنبأنا أبو علي أيضا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن إبراهيم بن
الحكم حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بشير بن زاذان حدثني رشدين عن
شراحيل بن يزيد
عن فضالة بن عبيد أنه كان يقول لأن أعلم أن الله يقبل مني مثقال حبة من خردل أحب
إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " (7)

(1) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت، والسند معروف.
(2) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 3 / 115 - 116.
(3) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن ت وسير أعلام النبلاء.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك عن ت وسير أعلام النبلاء.
(5) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 299 رقم 767.
(6) كذا بالأصل وت والمختصر، وفي المعجم الكبير: وأبشروا.
(7) سورة المائدة، الآية: 27.
304

أنبأنا أبو علي أنبأنا أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه أنبأنا عبد الله بن محمد بن
أحمد بن عبد الوهاب والحسن بن محمد بن يوة وعبد الله بن عمر بن جعفر بن محمد بن
هانئ المعلم قالوا أنبأنا أحمد بن محمد بن عبيد حدثني حمزة بن العباس أنبأنا عبدان أنبأنا عبد الله أنبأنا رشدين بن سعد عن
شراحيل بن يزيد عن عبيد بن عمرو أنه سمع فضالة بن عبيد يقول (1)
لأن أكون أعلم أن الله يقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها
لأن الله عز وجل يقول " إنما يتقبل الله من المتقين "
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا أبو عبد الله جدي أنبأنا أبو الحسن الربعي
أنبأنا العباس بن محمد بن حيان حدثنا محمد بن يوسف حدثنا عثمان بن سعيد
ح وأخبرنا أبو علي الحداد وجماعة في كتبهم قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة حدثنا
سليمان بن أحمد (2) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قالا حدثنا أحمد بن يونس
حدثنا معاوية بن حفص عن داود المهاجر وقال ابن أبي الحديد أو ابن المهاجر بالشك
عن ابن محيريز قال سمعت فضالة بن عبيد وقال الحداد والجماعة قال صحبت فضالة
ابن عبيد صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالوا فقلت له أوصني رحمك الله فقال احفظ عني
وقال ابن أبي الحديد مني ثلاث خلال وقال ابن أبي الحديد خصال ينفعك الله بهن
إن استطعت أن تعرف ولا تعرف فافعل وإن استطعت أن تسمع وقال ابن أبي الحديد
تسمع ولا تكلم فافعل وإن استطعت أن تجلس ولا يجلس إليك فافعل
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (3) إجازة إن لم يكن سماعا وأنبأنا أبو الفضل محمد
ابن عمر بن يوسف الأرموي (4) قالا أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو الفضل محمد
ابن الحسن بن الفضل بن المأمون حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري حدثنا
أحمد بن يحيى النحوي عن ابن الأعرابي حدثني الهيثم بن عدي بإسناد ذكره
أن معاوية كتب إلى فضالة بن عبيد يخطب ابنته على ابنه يزيد

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 116.
(2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 299 رقم 767.
(3) بالأصل وت: المحلى، تصحيف.
(4) بالأصل: " لاوي " وفي ت: " لاموي " وكلاهما تصحيف، والتصويب عن مشيخة ابن عساكر 204 / أ.
305

فكتب أما بعد فقد جاءني كتابك تخطب ابنتي على ابنك يزيد وإني قد كتبت
إليك ببيتي شعر فاعرفهما وتدبرهما (1) * فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت * لها حفد من ماء يعد كثير
ولكنها نفس علي كريمة * عيوف لأصهار اللئام قذور *
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (2) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (3) حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز
أن فضالة بن عبيد توفي في خلافة معاوية قال فحمل معاوية سريره وقال لابنه عبد
الله أعقبني أي بني فإنك لا تحمل بعده مثله
أخبرنا (4) أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو العلاء
الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان حدثنا أبي عن
يحيى بن معين قال
مات فضالة بن عبيد في خلافة معاوية بدمشق قبره في باب الصغير قال معاوية لابنه
يا بني أعقبني فإنك لن تحمل مثله (5)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال
وفي آخر خلافة معاوية مات فضالة بن عبيد (6)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا
أحمد بن عبيد بن الفضل أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد بن محمد حدثنا ابن أبي

(1) تقدم البيتان في التاليان. من ضمن أربعة أبيات ختم بها النعمان بن بشير
رسالته إلى مروان بن الحكم يرد على رسالته
في طلب أم أبان بنت النعمان يخطبها على ابنه عبد الملك بن مروان وذلك في ترجمة بشير بن أبان بن بشير بن
النعمان في تاريخ مدينة دمشق 10 / 281 رقم 913 ط الدار.
(2) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت.
(3) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 223.
(4) كتب فوقها بالأصل وت: ملحق.
(5) كتب فوقها بالأصل وت: إلى.
(6) تاريخ خليفة بن خياط ص 227 (ت. العمري) ونقل الذهبي في سير أعلام النبلاء عن خليفة قوله: أنه توفي سنة
تسع وخمسين.
306

خيثمة أنبأنا المدائني قال (1)
فضالة بن عبيد أبو محمد توفي سنة ثلاث وخمسين
وكذا ذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا علي بن أحمد بن محمد بن علي أنبأنا محمد
ابن عبد الرحمن إجازة حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثنا القاسم بن سلام قال سنة ثلاث وخمسين توفي فيها فضالة بن
عبيد أبو محمد بالشام (2)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو
سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة ثلاث وخمسين توفي فضالة بن عبيد الأنصاري
5606 فضالة بن معاذ
أحد دعاة بني العباس
كان بدمشق وكان يكاتبه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس يأمره بما يفعل في
الدعوة إليه له ذكر
5607 فضائل بن الحسن بن الفتح
أبو القاسم بن أبي محمد الأنصاري الكتاني (3) (4)
سمع أبا الفرج الإسفرايني
سمعت منه جزءا واحدا
ولم يكن الحديث من شأنه وكان يخرج إلى القرى ويقايض الكتان بالغزل
أخبرنا أبو القاسم فضائل بن الحسن بجامع دمشق أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا محمد
بن الحسين بن الطفال أنبأنا محمد بن أحمد الذهلي حدثنا أبو علي الحسين بن الكميت بن

(1) تهذيب الكمال 15 / 58 وسير أعلام النبلاء 3 / 117.
(2) تهذيب الكمال 15 / 58.
(3) بالأصل: الكناني، تصحيف، والمثبت عن ت والمختصر.
(4) مشيخة ابن عساكر 164 / ب.
307

البهلول بن عمر الموصلي نا عثمان بن الربيع نا أبو إسرائيل عن الفضيل عن الحجاج عن
ابن عمر (1) قال
مسى (2) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بصلاة العشاء حتى صلى (3) المصلي واستيقظ المستيقظ ونام
النائمون وهجد المتهجدون ثم خرج فقال لولا أن أشق على أمتي أمرتهم أن يصلوا هذا
الوقت أو هذه الصلاة أو نحوها [* * * *]
كذا قال والصواب حتى نام المصلي
توفي فضائل في (4) العشر الأخير من ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة
5608 الفضل بن جعفر بن الفضل بن محمد بن إبراهيم
أبو العباس الجوزجاني المقرئ
حدث بدمشق عن أبي بكر محمد بن علي السلمي الحداد
سمع منه عمر الدهستاني وأبو محمد بن السمرقندي وطاهر بن بركات الخشوعي
أنبأنا أبو محمد بن السمرقندي أنبأنا الفضل بن جعفر بن الفضل بن محمد بن أحمد ابن
إبراهيم الجوزجاني أبو العباس المقرئ سكن دمشق أنبأنا محمد بن علي بن عبد الله
السلمي أنبأنا محمد بن أحمد بن عثمان السلمي (5) أن محمد بن جعفر العسكري أخبرهم
حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد (6) حدثنا يزيد بن هارون حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن أبي
وائل عن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا معشر المسلمين أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم
المؤمنين [* * * *]
لم يصح سماع محمد بن علي السلمي من محمد بن أحمد بن عثمان
وقد أخبرناه عاليا أبو الحسن الفرضي وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة وأبو

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن ت.
(2) أي جاء مساء.
(3) كذا بالأصل، وفي ت: " ملا المصلى " وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب: حتى نام المصلي.
(4) الزيادة عن ت للايضاح.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 184.
(6) ترجمته في تهذيب الكمال 9 / 431 طبعة دار الفكر.
308

المعالي بن الشعيري قالوا أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن
عثمان بن أبي الحديد (1) أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن جعفر فذكره (2)
5609 الفضل بن جعفر بن محمد
ابن أبي عاصم أحمد بن حماد بن صبيح بن زياد
أبو القاسم التميمي المؤذن الطرائفي (3)
كان عبدا صالحا
روى عن ابن الرواس (4) وإبراهيم بن عبد الرحمن دحيم وأبي محمد عبد الصمد بن
عبد الله بن عبد الصمد (5) ومحمد بن بشر بن مامويه وجماهر بن محمد بن أحمد
الزملكاني وعبيد الله بن أحمد بن الصنام وأبي محمد عبد الرحمن بن إسحاق الصامدي
ومحمد بن تمام بن صالح وأبي جعفر محمد بن العباس بن الوليد القرشي ومحمد بن عبيد
الله بن الفضيل ومحمد بن عبد الله الجوهري وزيد بن عبد الله بن زيد ومحمد بن
العباس بن الوليد (6) وإسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي ومحمد بن إسماعيل الصايغ
وأبي الحسن عبد الله بن محمد بن الفرج الزطني (7) وأبي جعفر محمد بن القاسم بن عبد
الرزاق المكي بها وأبي يعقوب إسحاق بن أحمد القطان بتنيس وأبي شيبة داود بن
إبراهيم بن روزبة (8) بمصر ومحمد بن عبدوس النيسابوري بالرملة ومحمد بن خريم
وعبد الله بن أحمد بن أبي الحواري وسعيد بن هاشم بن مرثد وأبي سعيد محمد بن يحيى
حامل كفنه وعبد الرحمن بن سابحور (9) والحسين بن إسماعيل النقار وسليمان بن أحمد
الخزاعي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 418.
(2) كتب بعدها في ت: آخر الجزء الحادي والسبعين بعد الخمسمئة من الفرع.
(3) ترجمته في العبر 2 / 366 وسير أعلام النبلاء 16 / 338 وشذرات الذهب 13 / 505.
(4) هو عبد الرحمن بن القاسم ابن الرواس، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 505.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 230.
(6) كذا بالأصل وت، ولعله الذي مر قريبا، فيكون ذكره مكررا.
(7) بالأصل: " الرطبي " تصحيف، والتصويب عن ت، وهذه النسبة بفتح الزاي والطاء المهملة المشددة وفي آخرها
النون، نسبة إلى زطن، (الأنساب) ذكره السمعاني وترجمه.
(8) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 244.
(9) كذا رسمها بالأصل وت.
309

روى عنه تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو الفرج محمد بن أحمد بن
محمد العينزربي وأبو نصر بن الجندي وأبو عبد الله بن سلوان وأبو نصر بن الجبان
وأبو الحسن بن عوف وابن السمسار والميداني وأبو الليث أسد بن القاسم الحلبي
ومكي بن محمد بن الغمر وأبو بكر محمد بن الحسين الجرمي وأحمد بن الحسن بن أحمد
بن الطيان وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله النصيبي وأبو علي الحسن بن علي بن
شواش وعبد الرحمن بن عمر بن نصر وأبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي
وأبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد الهروي المقرئ وأبو القاسم عمر بن طراد الجلاد
وصدقة بن حديد بن يوسف المقرئ وعبد الغني بن سعيد الحافظ وشعيب بن عبد
الرحمن بن عمر بن نصر
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن
سلوان المازني أنبأنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن قراءة عليه أنبأنا أبو شيبة
داود بن إبراهيم بن روزبة بمصر حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو
عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال
لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الراشي والمرتشي في الحكم [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (1) قال رأيت على ظهر كتاب
الشريف أبي طالب الهاشمي توفي جدي لأمي أبو القاسم الفضل بن جعفر المؤذن سنة ثلاث
وسبعين وثلاثمائة (2)
قال عبد العزيز الكناني (1) وكان ثقة نبيلا مأمونا حدث عن عبد الرحمن بن القاسم
الهاشمي عن أبي مسهر وغيره حدثنا عنه عدة منهم تمام وعبد الرحمن بن أبي نصر
5610 الفضل بن جعفر بن محمد بن زنكلة
أبو الفتح الأصبهاني القاضي
سمع أبا طاهر محمد بن سليمان البعلبكي ببيروت
روى عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي الأصبهاني

(1) بالأصل: الكناني: تصحيف، والتصويب عن ت.
(2) سير أعلام النبلاء 16 / 338.
310

المعروف بابن اللبان (1)
ولم يذكره أبو نعيم في تاريخ أصبهان
5611 الفضل بن دلهم (2) الواسطي القصاب (3)
روى عن الحسن (4) ومحمد بن سيرين وقتادة وثابت البناني
روى عنه ابن المبارك ووكيع ويزيد بن هارون وهشام بن الوليد المخزومي وأبو
إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي ومحمد بن خالد الوهبي
ووفد على هشام بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا
أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (5) حدثنا وكيع حدثنا الفضل بن
دلهم عن ابن سيرين عن معقل بن يسار
أن رجلا من الأنصار تزوج امرأة فسقط شعرها فسئل النبي (صلى الله عليه وسلم) فلعن الواصلة (6)
والموصولة [* * * *]
قال (7) وحدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا الفضل بن دلهم عن قبيصة بن حريث عن
سلمة بن المحبق قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر
جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم [* * * *]

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 653.
(2) دلهم بفتح أوله وسكون ثانيه، تقريب التهذيب.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 74 وتهذيب التهذيب 4 / 492 وميزان الاعتدال 3 / 351 والتاريخ الكبير 7 / 116
والجرح والتعديل 7 / 61 والضعفاء الكبير 3 / 445.
(4) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن ت وميزان الاعتدال، وهو الحسن البصري كما في تهذيب الكمال.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 7 / 285 رقم 20319 طبعة دار الفكر.
(6) في المسند: فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الوصال، فلعن الواصلة والموصولة.
(7) الواصلة المرأة التي تصل شعرها بشعر غيرها، والمستوصلة الطالبة لذلك.
وقيل: الواصلة التي تكون بغيا في شبيبتها فإذا أسنت وصلتها بالقيادة (راجع تاج العروس: وصل).
(8) القائل: عبد الله بن أحمد بن حنبل، والحديث في المسند 5 / 389 رقم 154910 طبعة دار الفكر.
311

أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد قالا أنبأنا المبارك
ابن عبد الجبار أنبأنا إبراهيم بن عمر أنبأنا محمد بن عبد الله بن خلف حدثنا عمر بن
محمد الجوهري حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ قال (1)
سمعت أبا عبد الله ذكر حديث الفضل بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث
عن سلمة بن المحبق عن النبي (صلى الله عليه وسلم) خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا [* * * *] فقال
هذا حديث منكر يعني أنه خطأ
قال أبو بكر (2) وقد رواه قتادة ومنصور بن راذان فقالا عن الحسن عن حطان عن
عبادة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهذا هو الصواب
أخبرنا أبو نصر بن رضوان أنبأنا أبو محمد الجوهري حدثنا محمد بن العباس
أنبأنا محمد بن المرزبان حدثنا عبد الله بن شبيب حدثني عثمان بن نمير عن هشام بن
الوليد المخزومي قال
قال لي فضل بن دلهم كنا نتعلم المروءة في عسكر هشام بن عبد الملك كما يتعلم
الإنسان القرآن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب (3) حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال
قال يزيد يعني ابن هارون كان الفضل بن دلهم عندنا قصابا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر بن المظفر أنبأنا أبو الحسن العتيقي
أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا أبو جعفر العقيلي (4) حدثنا عبد الله بن أحمد قال وجدت
في كتاب أبي بخط يده قال يزيد بن هارون كان (5) الفضل بن دلهم عندنا قصابا شاعرا (6)
معتزليا وكنت أصلي معه في المسجد فلا أعرف (7) ذاك منه وكنت أعرف ذلك منه (8)

(1) رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 75.
(2) يعني أحمد بن محمد بن هانئ، أبو بكر الأثرم.
(3) رواه يعقوب بن سفيان بن في المعرفة والتاريخ 2 / 254.
(4) رواه أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء الكبير 3 / 445 ورواه في تهذيب الكمال من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل.
(5) بالأصل: قال، تصحيف، والتصويب عن ت والضعفاء الكبير.
(6) بالأصل: " قصاب شاعر معتزلي " خطأ، والتصويب عن ت والضعفاء الكبير.
(7) كذا بالأصل، وفي ت والضعفاء الكبير: أسمع.
(8) كذا بالأصل وت، وفي الضعفاء الكبير: ذاك فيه.
312

أنبأنا أبو الفضل وأبو القاسم قالا أنبأنا المبارك أنبأنا البرمكي أنبأنا محمد بن
عبد الله حدثنا عمر بن محمد حدثنا أحمد بن محمد الأثرم قال
سألت أبا عبد الله عن الفضل بن دلهم فقال ليس به بأس إلا أن له أحاديث وقد روى
عنه يزيد بن هارون حديثا أو قال أكثر إلا أنه ذكر شيئا يسيرا قلت لأبي عبد الله فضل بن
دلهم واسطي فقال نعم هو واسطي قال ولا أعلم أحدا أروى عنه من وكيع (1)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد
ابن إسماعيل (2) قال
الفضل بن دلهم البصري سمع الحسن عن قبيصة عن سلمة بن المحبق عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال للبكر (3) جلد مائة وتغريب عام [* * * *]
وروى عنه وكيع وقال قتادة وسلام عن الحسن عن حطان عن عبادة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
وهذا أصح
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنبأنا أبو القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا
أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4)
الفضل بن دلهم البصري القصاب روى عن الحسن وابن سيرين وقتادة روى عنه
ابن المبارك ووكيع ويزيد بن هارون سمعت أبي يقول ذلك
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم (5) أنبأنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إلي حدثنا أبو بكر
الأثرم قال سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الفضل بن دلهم فقال ليس به بأس

(1) تهذيب الكمال 15 / 74.
(2) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 116 - 117.
(3) بالأصل وت: البكر، والمثبت عن التاريخ الكبير.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 61.
(5) المصدر السابق 7 / 61.
313

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو بكر الشامي أنبأنا أبو الحسن العتيقي أنبأنا
يوسف بن أحمد أنبأنا أبو جعفر العقيلي (1) حدثنا محمد بن إسماعيل هو الصايغ حدثنا
الحسن بن علي هو الحلواني قال (2) سمعت أحمد بن حنبل يقول لا يحفظ الفضل بن
دلهم قال وذكر أشياء أخطأ فيها
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس بن محمد
قال سألت يحيى بن معين عن حديث الفضل بن دلهم كيف هو فقال صالح (3)
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية
أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة قال (4) سئل يحيى يعني ابن معين
عن الفضل بن دلهم عن الحسن قال ضعيف
قال (5) سمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول الفضل بن دلهم حديثه صالح
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي السيرافي أنبأنا
أحمد بن إسحاق بن خربان أنبأنا محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق التمار المعروف
بابن داسة قال أبو داود سليمان بن الأشعث الفضل بن دلهم ليس بالقوي ولا بالحافظ (6)
أنبأنا أبو البركات الأنماطي عن أبي القاسم عبد الواحد بن فهد العلاف عن أبي
الفتح بن أبي الفوارس الحافظ أنبأنا محمد بن يوسف بن موسى الصباغ أنبأنا أبو عبد الله
محمد بن عبد الله الاسي (7) أنبأنا علي بن الحسين بن الجنيد (8) قال
الفضل بن دلهم بصري في القلب من أحاديثه شئ (9)

(1) رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 3 / 445.
(2) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 15 / 75.
(3) من طريق عباس الدوري رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 75.
(4) تهذيب الكمال 15 / 75 وميزان الاعتدال 3 / 351.
(5) تهذيب الكمال 15 / 75.
(6) ميزان الاعتدال 3 / 351 وتهذيب الكمال 15 / 75.
(7) كذا بالأصل وت.
(8) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 16.
(9) تهذيب الكمال 15 / 75.
314

5612 الفضل بن دينار المروزي
ممن شهد حصار دمشق مع عبد الله بن علي تقدم ذكر ذلك في ترجمة جبريل بن
يحيى (1)
5613 الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد
أبو المعالي بن أبي الفرج الإسفرايني
الواعظ المعروف بالأثير (2) (3)
ولد بتنيس (4) ونشأ بدمشق وسمع بها الحديث وبصور من أبيه وأبي القاسم بن
أبي العلاء
ورحل عن دمشق إلى حلب وأقام بها مدة وعقد بها مجلس الوعظ ثم رحل إلى
ناحية المشرق وكان يعرف ببغداد بالأثير الحلبي وكان له خط حسن وداخل الشيخ أبا
الفتوح الإسفرايني وزعم أن بينه وبينه قرابه وبلغني أنه كان يتطفل بالري أو ببعض بلاد
العجم على سكان الخان الذي ينزل فيه حتى لقب (5) وكان قد سمع من أبيه كتاب سنن
النسائي القدر الذي سمعه أبوه واستجاز له أبوه من أبي بكر الخطيب وقرئ عليه بعد
خروجي عن بغداد التاريخ أو أكثره بإجازة المصنف
سمعت منه حديثا واحدا
أخبرنا أبو المعالي الفضل بن سهل وعدهن في يدي حدثنا والدي أبو الفرج سهل
ابن بشر بن أحمد الإسفرايني وعدهن في يدي أخبرني أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد
ابن شبيب الكاغدي البلخي وعدهن في يدي حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر البزاز

(1) سقطت ترجمته من كتابنا تاريخ مدينة دمشق، ضمن القسم الضائع من جابر بن أبي صعصعة إلى ترجمة جعونة بن
الحارث.
(2) في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: كان يعرف بالأمير.
(3) ترجمته في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص 215 وتذكرة الحفاظ 4 / 1313 والمنتظم لابن الجوزي 18 / 93
وسير أعلام النبلاء 20 / 226 وكشف الظنون 1189.
(4) في سير أعلام النبلاء: ولد بمصر.
وتنيس: جزيرة في بحر مصر، قريبة من البر، ما بين الفرما ودمياط (معجم البلدان).
(5) كذا بالأصل، وثمة سقط فيه، وفي ت: حتى لقب، وبياض مقدار كلمة.
315

البخاري وعدهن في يدي حدثنا عمر بن محمد بن بجير بن حازم الهمداني (1) أبو حفص
البجيري (2) بسمرقند وعدهن في يدي حدثنا عبد بن حميد الكشي وعدهن في يدي
حدثنا يزيد ين هارون الواسطي وعدهن في يدي حدثنا حميد الطويل وعدهن في يدي
حدثنا أنس بن مالك وعدهن في يدي قال عدهن في يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
عدهن في يدي جبريل قال عدهن في يدي ميكائيل قال عدهن في يدي
إسرافيل قال عدهن في يدي رب العالمين جل جلاله قال قل اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم ارحم محمدا (3) وآل محمدا كما رحمت إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم
ارحم محمدا وآل محمد كما رحمت إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم
تحنن على محمد وعلى آل محمد كما تحننت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد
مجيد [* * * *]
ذكره أبوه أبو الفرج أنه ولد بتنيس ليلة الثلاثاء السادس عشر من شعبان سنة إحدى
وستين وأربعمائة ومات ببغداد (4)
5614 الفضل بن سهل بن محمد بن أحمد
أبو العباس المروزي الصفار
قدم دمشق وحدث بها عن أبي عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد
والحاكم أبي نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب ومحمد بن عمرو البصري والحاكم
أبي الفضل محمد بن الحسين المروزي وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب
السجزي (5) وأبي العباس إبراهيم بن محمد بن موسى السرخسي الفقيه
روى عن عبد العزيز الكتاني (6) وأبو القاسم بن أبي العلاء وأبو الحسن بن أبي
الحديد وابنه عبد الله بن أبي الحديد

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 402.
(2) بالأصل: البحيري، تصحيف، والتصويب عن ت.
(3) بالأصل: " محمد " تصحيف، والتصويب عن ت.
(4) وذلك في ثاني رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة فجأة ببغداد كما في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص 217
وانظر المنتظم 18 / 93 وسير أعلام النبلاء 20 / 226.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 427.
(6) بالأصل: الكناني، تصحيف.
316

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو
العباس الفضل بن سهل بن محمد الصفار المروزي قدم علينا حاجا حدثنا أبو عمرو لاحق
ابن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي بمرو قال حدثتنا فاطمة بنت الحسين بن
علي الخراسانية قدمت مكة حاجة قالت حدثني أستاذي أحمد بن محمد المعروف بابن
الدهان حدثنا محمد بن الحجاج عن أحمد بن عبد الله عن يحيى بن حميد الطويل عن
أبيه عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اطلبوا العلم يوم الاثنين فإنه يسير لطالبه [* * * *]
5615 الفضل بن شديد الدمشقي
حدث عن عدي بن عدي
روى عنه يحيى بن حمزة
قاله ابن مندة فيما حكاه المقدسي عنه
5616 الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله
ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
أظنه يكنى أبا العباس الهاشمي (1)
ولي إمرة دمشق في خلافة المنصور والموسم وولي مصر للمهدي
سأل سعيد بن عبد العزيز والوضين بن عطاء وكان مع أبيه بالبلقاء
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة التاجر أنبأنا سليمان
ابن أحمد الطبراني حدثنا عبدان بن أحمد حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل
ابن عياش عن الوليد بن عباد عن الفضل بن صالح عن عطاء بن السائب عن أبيه عن
عبد الله بن عمرو
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سيكون بعدي فتن يصطلم فيها العرب اللسان فيها أشد من
السيف قتلاهما جميعا في النار [* * * *]

(1) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 201 وسير أعلام النبلاء 9 / 222 وتاريخ خليفة (الفهارس)، وشذرات الذهب
1 / 281 وأمراء دمشق ص 65.
317

ذكر أبو جعفر الطبري أن الفضل بن صالح ولد سنة اثنتين وعشرين ومائة (1)
أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق
حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (2) وأقام الحج الفضل بن صالح بن
علي بن عبد الله بن عباس يعني سنة ثمان وثلاثين ومائة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال (3) وفي سنة ثمان وثلاثين
ومائة حج بالناس الفضل بن صالح بن علي
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (4) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر أنبأنا أبو الميمون حدثنا أبو زرعة (5) حدثني محمد بن العلاء شيخ من أهل المسجد
قال الفضل بن صالح ولينا سنة تسع وأربعين ومئة (6) تسع سنين
ذكر أبو الحسين الرازي حدثني أبو الحسن أحمد بن حميد بن سعيد بن أبي العجائز
الكندي حدثنا أبو علي الحسن بن حلقوم حدثنا محمد بن العلاء قال
أدركت الفضل بن صالح الهاشمي وهو والي دمشق وهو الذي عمل الأبواب للمسجد
والقبة التي في الصحن وتعرف بقبة المال (7) قال محمد بن العلاء وأنا وقفت على القبة
وهي تبنى قال ومحمد بن العلاء هذا دمشقي يعرف بخال ابن صعصعة وكان قد جاوز
المائة سنة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد التميمي أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان
ابن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون البجلي حدثنا أبو زرعة (8) أنبأنا أبو مسهر عن سعيد بن
عبد العزيز

(1) راجع تاريخ الطبري 7 / 191 (ط. المصرية).
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 417 (ت. العمري).
(3) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 1 / 120.
(4) بالأصل: الكناني، تصحيف.
(5) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 262.
(6) زيادة لازمة للايضاح عن تاريخ أبي زرعة.
(7) راجع تحفة ذوي الألباب 1 / 201.
(8) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 204.
318

أن الفضل بن صالح أرسل ينظر في دم قتيل فأبى وقال سلمة بن عمرو يأخذ
الرزق وأنا أنظر في الدماء فقال الفضل بن صالح صدق
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (1)
مات أبو جعفر وعليها يعني الجزيرة موسى بن مصعب فعزله المهدي وولى
المسيب بن زهير ثم عزله وولى عبد الصمد بن علي ثم الفضل بن صالح (2) ثم علي بن
سليمان (3)
ومن شعر الفضل بن صالح بن علي ما ذكره له محمد بن داود بن الجراح
عاش الهوى واستشهد الصبر * وعاث في الحزن والضر
وسهل التوديع يوم النوى * ما كان قد وعره الهجر *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال وفيها يعني سنة اثنتين وسبعين ومائة
توفي الفضل بن صالح وهو ابن خمسين سنة (4)
5617 الفضل بن العباس
ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
أبو عبد الله ويقال أبو العباس ويقال أبو محمد الهاشمي القرشي (5)
ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورديفه (6)
له صحبة
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 441 (ت. العمري) تحت عنوان: تسمية عمال المهدي.
(2) أقحم بعدها بالأصل: " ثم علي بن صالح ".
(3) في تاريخ خليفة: علي بن سليمان بن علي.
(4) الخبر ليس في المعرفة والتاريخ المطبوع ليعقوب بن سفيان الفسوي.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 80 وتهذيب التهذيب 4 / 494 والإصابة 3 / 208 وأسد الغابة 4 / 66 والاستيعاب
3 / 208 (هامش الإصابة) والتاريخ الكبير 7 / 114 والجرح والتعديل 7 / 63.
(6) أردفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وراءه في حجة الوداع.
319

روى عنه أخوه عبد الله بن عباس وأبو هريرة وربيعة بن الحارث وعباس بن عبيد
الله بن العباس وأبو (1) معبد (2) نافذ (3) مولى ابن عباس على ما قيل والشعبي مرسلا
وقدم الشام مجاهدا فهلك به واختلف في الوقت والموضع الذي أصيب به فقيل
إنه قتل بمرج الصفر وقيل بأجنادين وقيل باليرموك والأظهر أنه مات في طاعون
عمواس والله أعلم
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر محمد بن
عبد الله الشافعي إملاء حدثنا عمرو بن حفص السدوسي حدثنا عاصم بن علي
ح قال وأنبأنا موسى بن هارون البزاز حدثنا قتيبة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو القاسم غانم بن خالد قالا أنبأنا
أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنبأنا أبو بكر المقرئ حدثنا علان علي بن
أحمد بن سليمان حدثنا محمد بن رمح قالوا أنبأنا الليث عن أبي الزبير عن أبي معبد
مولى ابن عباس عن الفضل بن العباس وكان رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال ابن رمح رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس (4) حين دفعوا
عليكم السكينة وقال ابن رمح بالسكينة وهو كاف ناقته حتى دخل محسرا وهو
من منى قال عليكم بحصى الخذف (5) الذي يرمي به الجمرة [* * * *]
وقال لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يكبر حتى رمى الجمرة [* * * *]
هكذا أخرجه النسائي في سننه عن قتيبة من غير ذكر عبد الله بن عباس فيه
وأخرجه مسلم (6) عن قتيبة ومحمد بن رمح وزاد في إسناده ابن عباس
وكذلك رواه يونس بن محمد المؤدب وحجين بن المثنى وكامل بن طلحة وعيسى
ابن حماد زغبة عن الليث

(1) بالأصل كتبت " أبو " فوق الكلام بين السطرين.
(2) بالأصل: سعيد، تصحيف، والمثبت عن تهذيب الكمال.
(3) بالأصل: ناقذ.
(4) كذا بالأصل: " للناس " ومثله في صحيح مسلم، وفي المختصر: الناس.
(5) بالأصل: الخزف، والمثبت عن صحيح مسلم.
(6) صحيح مسلم (15) كتاب الحج، (45) باب، رقم 1282 / 2 / 931 - 932.
320

وكذلك رواه ابن جريج عن أبي الزبير وجوده
فأما حديث حجين ويونس
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) حدثنا حجين ويونس قالا ليث بن سعد عن
أبي الزبير عن أبي معبد مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس
وكان رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا عليكم
السكينة وهو كاف ناقته حتى إذ دخل محسرا وهو من منى قال عليكم بحصى الخذف
يرمى به الجمرة
وقال لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلبي حتى رمى الجمرة ح [* * * *]
وأما حديث كامل
فأخبرتناه أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ حدثنا أبو يعلى حدثنا كامل حدثنا الليث حدثنا أبو الزبير عن أبي معبد
مولى ابن عباس عن ابن عباس عن الفضل بن عباس وكان رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال في
عشية عرفة وغداة جمع أيها الناس حين دفعوا عليكم بالسكينة وهو كاف ناقته حتى إذا
دخل محسرا (2) وهو من منى قال عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة [* * * *]
قال ولم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلبي حتى رمى الجمرة
وأما حديث عيسى بن حماد
فأخبرناه أبو العز بن كادش أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله أنبأنا علي بن
عمر بن محمد الحربي حدثنا محمد بن محمد الباغنذي حدثنا عيسى بن زغبة حدثنا الليث
بن سعد عن أبي الزبير عن أبي معبد عن ابن عباس عن الفضل بن العباس أنه كان رديف
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشية عرفة وغداة جمع فلما دفع الناس من محسر قال ارموا الجمرة بمثل
حصى الخذف كما يرمي به الناس قال ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة [* * * *]
وأما حديث ابن جريج

(1) رواه أحمد بن حنبل في مسنده 1 / 451 رقم 1796 طبعة دار الفكر.
(2) بالأصل: محسر.
321

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي التميمي أنبأنا أحمد بن جعفر
حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي
حدثنا يحيى عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير
أخبرني أبو معبد قال سمعت ابن عباس يخبر عن الفضل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشية عرفة
غداة جمع للناس حين دفعنا عليكم السكينة وهو كاف ناقته حتى إذا دخل منى حين هبط
محسرا قال عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يشير بيده كما
يخذف الإنسان [* * * *]
وقال روح والبرساني عشية عرفة وغداة جمع وحين دفعوا
قال (2) وحدثني أبي حدثنا روح حدثنا ابن جريج وابن بكر قالا أنبأنا ابن
جريج أخبرني أبو الزبير أنه أخبره أبو معبد مولى ابن عباس عن
عبد الله بن عباس عن الفضل بن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا
عليكم السكينة وهو كاف ناقته حتى إذا دخل منى هبط محسرا قال وعليكم بحصى
الخذف الذي ترمى به الجمرة والنبي (صلى الله عليه وسلم) يشير بيده كما يخذف (3) الإنسان [* * * *]
وحديث ابن جريج ومن وافقه أشبه بالصواب لأن الظاهر أن أبا معبد لم يدرك الفضل
فإنه قديم الوفاة توفي في خلافة عمر وقيل في خلافة أبي بكر الصديق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني حدثنا معن بن عيسى
حدثنا الحارث بن عبد الملك بن عبد الله بن إياس الليثي عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن
قسيط (4) عن أبيه عن عطاء (5) عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس قال (6)

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 1 / 450 رقم 1794 طبعة دار الفكر.
(2) القائل: عبد الله بن أحمد بن حنبل، والحديث في المسند 1 / 455 - 456 رقم 1821 طبعة دار الفكر.
(3) بالأصل: يحذف، بالحاء المهملة، تصحيف.
(4) بالأصل: قسيطة، تصحيف، والصواب ما أثبت راجع ترجمة يزيد بن عبد الله بن قسيط في تهذيب الكمال 20 /
338 طبعة دار الفكر.
(5) هو عطاء بن يسار، ذكره المزي من مشايخ يزيد، راجع الحاشية السابقة.
(6) الإصابة 3 / 208 مختصرا من هذا الطريق.
وبنحوه في دلائل النبوة للبيهقي 7 / 179 - 180، وانظر البداية والنهاية 5 / 231 والمعجم الكبير للطبراني 18 /
280 رقم 718.
322

جاءني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ بيدي فأخذت بيده فأقبل
حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فصحت في الناس فاجتمعوا إليه فقال أما
بعد أيها الناس فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو ألا فإنه قد دنا مني حقوق من بين
أظهركم فمن كنت قد جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضا
فهذا عرضي فليستقد منه ومن كنت أخذت له مالا (1) فهذا مالي فليأخذ منه ولا يقول رجل
إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي (2) ولا من
شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ حقا إن كان له أو حللني فلقيت الله تعالى وأنا طيب
النفس وقد أرى أن هذا غير مغن عني حتى أقوم فيكم مرارا [* * * *]
قال الفضل ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى
وغيرها فقام رجل فقال يا رسول الله إن لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما إنا لا نكذب
قائلا ولا نستحلفه على يمين فيم كانت لك عندي فقال يا رسول الله تذكر يوم مر بك
المسكين فأمرتني فأعطيته ثلاثة دراهم فقال أعطه يا فضل فأمر به فجلس [* * * *]
ثم قال أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقول رجل فضوح الدنيا فإن
فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها
في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت إليها محتاجا قال خذها منه يا فضل [* * * *]
ثم قال أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم ادع له فقام رجل فقال والله (3)
يا رسول الله إني لكذاب وفاحش وإني لنؤوم فقال اللهم ارزقه صدقا واذهب عنه النوم
إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما من شئ من
الأشياء إلا قد جئته فقام عمر بن الخطاب فقال فضحت نفسك أيها الرجل فقال النبي
(صلى الله عليه وسلم) يا بن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير
أمره إلى خير فقال عمر كلمة فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قال عمر معي وأنا مع عمر
والحق بعدي مع عمر حيث كان [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (4) أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن المختصر، ومثله في دلائل النبوة للبيهقي.
(2) في دلائل النبوة للبيهقي: ليست من شأني ولا من خلقي.
(3) بالأصل: والله إني يا رسول الله، إني......
(4) بالأصل: الحسين، تصحيف.
323

حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا علي بن المدبني حدثنا معن بن عيسى حدثنا الحارث بن عبد
الملك بن عبد الله بن إياس الليثي ثم الأشجعي عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط
عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن أخيه الفضل بن عباس قال
جاءني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه فقال خذ
بيدي فأخذت بيده فانطلق حتى جلس على المنبر ثم قال ناد في الناس فلما اجتمعوا إليه
حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنه قد دنا (1) مني حقوق من بين أظهركم
فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليستقذ (2) منه ولا يقولن أحد إني أخشى الشحناء من
جهة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلي من
أخذ شيئا كان له أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس وإني أرى أن هذا غير مغن عنكم
حتى أقوم فيكم مرارا [* * * *]
ثم نزل فصلى الظهر ثم جلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى من الشحناء وغيرها
فقام رجل فقال إذا والله لي عندك ثلاثة دراهم فقال أما إنا لا نكذب قائلا ولا نستحلفه
على يمين فيما كانت عندي فقال يا رسول الله تذكر يوم مر بك المسكين فأمرتني
فأعطيته ثلاثة دراهم قال أعطه يا فضل فأمر به فجلس
ثم قال أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده ولا يقولن رجل فضوح الدنيا فإن
فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة فقام رجل فقال يا رسول الله عندي ثلاثة دراهم غللتها
في سبيل الله قال ولم غللتها قال كنت إليهما محتاجا قال خذها منه يا فضل [* * * *]
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أيها الناس من خشي من نفسه شيئا فليقم فلندع له فقام رجل
فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لنؤوم فقال اللهم ارزقه صدقا وأذهب عنه النوم
إذا أراد ثم قام آخر فقال والله يا رسول الله إني لكذاب وإني لمنافق وما شئ أو إن
شئ يا رسول الله شك أبو الحسن من الأشياء إلا وقد جئته قال أبو الحسن يعني أتيته
قال عمر فضحت نفسك أيها الرجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا بن الخطاب فضوح الدنيا
يعني أهون من فضوح الآخرة ثم قال اللهم ارزقه صدقا وإيمانا وصير أمره إلى خير قال
فتكلم عمر بكلام فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال معي عمر وأنا مع عمر
والحق مع عمر حيث كان [* * * *]

(1) بالأصل: " دني ".
(2) بالأصل: فليستنقذ.
324

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ أنبأنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب أخبرني الليث عن
عبد ربه بن سعيد (1) عن عمران بن أبي أنس (2) عن عبد الله عن ربيعة بن الحارث عن
الفضل
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال الصلاة مثنى مثنى وتشهد مستقبلا في كل ركعتين
وتضرع وتخشع وتمسكن ثم تقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا بطونهما وجهك
وتقول يا رب يا رب يا رب من لم يفعل ذلك فهي خداج [* * * *] (3)
رواه عبد الله بن المبارك عن الليث بهذا الإسناد وتابعه ابن لهيعة عن عبد ربه
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان حدثنا أبو بكر الشافعي
إملاء حدثنا محمد بن إدريس التجيبي بمصر حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله
ابن يوسف حدثنا ابن لهيعة حدثنا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أنس عن عبد الله
بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن عباس
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال صلاة الليل مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين ثم تضرع
وتخشع وتمسكن وتقنع بيديك ترفعهما إلى ربك فتقول يا رب يا رب فمن لم يفعل ذلك
فهي خداج [* * * *]
ورواه شعبة عن عبد ربه بن سعيد فخالف الليث وعبد ربه وأخطأ فيه ثلاثة
(4) مواضع (5)
أخبرنا بحديثه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد
السلام قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني أنبأنا أبو القاسم بن حبابة حدثنا أبو القاسم
البغوي حدثنا خلاد وهو ابن أسلم حدثنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أنبأنا عبد ربه بن
سعيد حدثنا أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن عبد الله بن الحارث
عن المطلب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 75.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 375.
(3) الخداج: النقصان (النهاية لابن الأثير: خدج) وصفت الصلاة بالمصدر مبالة في نقصها.
(4) بالأصل: ثلاث.
(5) كذا، وسيذكر المصنف رواية شعبة للحديث من ثلاث طرق، دون أية إشارة إلى موقع الخطأ في أي منها.
ثم يذكر ما ذكره الترمذي عن الأخطاء التي وقع فيها شعبة في روايته.
325

قال وحدثنا علي بن مسلم حدثنا أبو داود عن شعبة أنبأنا عبد ربه بن سعيد قال
سمعت أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء سمع عبد الله بن الحارث يحدث
عن المطلب
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال الصلاة مثنى مثنى تشهد في ركعتين وساس (1) وتمسكن
وتقنع (2) يدك وتقول اللهم فمن لم يفعل فهي خداج [* * * *]
قال شعبة فأقول له أعني لعبد ربه صلاته خداج فيقول صلاته خداج
ولفظ الحديث لأبي داود
قال وحدثنا علي بن داود حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد ربه أخو يحيى بن
سعيد عن رجل من أهل مصر يقال له أنس بن أبي أنس عن عبد الله بن نافع بإسناده نحوه
أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله أنبأنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد
وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالوا أنبأنا عبد
الجبار بن محمد بن عبد الله أنبأنا محمد بن أحمد بن محبوب أنبأنا أبو عيسى الترمذي (3)
قال
سمعت محمد بن إسماعيل يقول روى شعبة هذا الحديث عن عبد ربه بن سعيد
فأخطأ في مواضع فقال
عن أنس بن أبي أنس وهو عمران بن أبي أنس
وقال عن عبد الله بن الحارث وإنما هو عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن
الحارث
وقال عن عبد الله بن الحارث عن المطلب وإنما هو ربيعة بن الحارث بن عبد
المطلب عن الفضل بن عباس

(1) كذا رسمها بالأصل.
(2) وتضع يدك، جاء من طريق شعبة أنه قال في آخر الحديث كما في مسند أحمد 4 / 167 أنه قال: فقلت له: ما
الاقناع؟ فبسط يديه كأنه يدعو.
(3) جاء كلام أبي عيسى الترمذي معقبا على الحديث رقم 385 باب ما جاء في التخشع في الصلاة من كتاب أبواب
الصلاة، سنن الترمذي 2 / 226.
326

قال (1) وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح يعني (2) أصح من حديث
شعبة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد
ابن إسحاق حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق حدثنا خليفة بن خياط قال (3)
والفضل وعبد الله ابنا العباس بن عبد المطلب بن هاشم أمهما أم الفضل واسمها
لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال (4) بن
عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن
عيلان بن مضر بن نزار بن معد (5) بن عدنان استشهد الفضل بالشام في خلافة أبي بكر
الصديق يوم أجنادين ويقال يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة ويقال يوم اليرموك في
خلافة عمر بن الخطاب في سنة خمس عشرة يكنى أبا عبد الله ويقال يكنى أبا محمد
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن
بكار قال (6)
وولد العباس بن عبد المطلب الفضل به كان يكنى وكان رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى
رمى جمرة العقبة وحفظ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وشهد غسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان يكنى أبا
محمد ومات الفضل بن عباس بطاعون عمواس
قال الزبير قال أبو الحسن الأثرم ويحيى بن معين عمواس (7) في حديث ابن عون

(1) يعني محمد بن إسماعيل البخاري، كما يفهم من عبارة الترمذي.
(2) الزيادة بين معكوفتين عن سنن الترمذي، والجملة فيها مستدركة أيضا بين معكوفتين.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 29 و 30 رقم 3 و 4.
(4) " بن هلال " ليس في طبقات خليفة بن خياط.
(5) " بن معد " ليس في طبقات خليفة بن خياط.
(6) رواه المصعب الزبيري في نسب قريش ص 25.
(7) عمواس: رواه الزمخشري بكسر أوله وسكون الثاني، ورواه غيره بفتح أوله وثانيه وآخره سين.
وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس.
وقال المهلبي: ضيعة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس.
ومنها كان الطاعون في أيام عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ثم فشا في ارض الشام فمات فيه خلق كثير (معجم
البلدان).
327

وهشام عن ابن سيرين قرية من قرى الشام وقال لي يحيى بن معين قال لي الأصمعي إنما
هي عرب سوس قال قال لي الأصمعي أخبرني ذلك عبد الملك بن صالح الهاشمي (1)
قال الزبير ومات الفضل بن العباس زمن عمر سنة ثمان عشرة ولم يترك ولدا إلا أم
كلثوم تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب كان أبا (2) عذرها ثم فارقها فتزوجها بعده أبو
موسى عبد الله بن قيس الأشعري فولدت له موسى ثم خلف عليها عمران بن طلحة بن
عبيد الله حين مات عنها أبو موسى
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (3) حدثنا محمد بن سعد
قال في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الصغار الفضل بن عباس بن عبد
المطلب يكنى أبا محمد مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا
أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد (4) قال في الطبقة الثالثة
الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا
محمد وأمه أم الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم (5) بن
رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن
عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وكان الفضل أسن ولد العباس بن عبد
المطلب وغزا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة وحنينا وثبت يومئذ مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين ولى الناس
منهزمين فيمن ثبت معه من أهل بيته وأصحابه وشهد معه حجة الوداع وأردفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وراءه فيقال ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قالوا وكان الفضل بن عباس فيمن غسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتولى دفنه ثم خرج إلى
الشام بعد ذلك مجاهدا (6) فمات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان (7) عشرة من
الهجرة وذلك في خلافة عمر بن الخطاب

(1) المرجع السابق.
(2) بالأصل: أبو.
(3) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 26.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
(5) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4 / 54 - 55.
(6) الأصل: " الهرم، تصحيف، والتصويب عن ابن سعد.
(7) بالأصل: مجاهد، خطأ، والتصويب عن ابن سعد.
328

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى أنبأنا
البغوي قال قال محمد بن سعد
الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي يكنى أبا محمد
وأمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم (1) بن رويبة (2) بن عبد الله بن هلال
ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن
عيلان بن مضر وكان الفضل أسن ولد العباس وغزا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة وحنينا وثبت
يومئذ مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين ولى الناس منهزمين مع من ثبت من أهل بيته وأصحابه معه
وشهد حجة الوداع وأردفه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وراءه فيقال له ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وولد
الفضل أم كلثوم أمها صفية بنت محمية بن جزء الزبيدي من سعد العشيرة من مذحج ولم
يلد غير أم كلثوم وكان الفضل فيمن غسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولي دفنه ثم خرج بعد ذلك إلى
الشام مجاهدا فمات بناحية الأردن (3) في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة من الهجرة وذلك
في خلافة عمر (4)
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن الآبنوسي في كتابه ثم أخبرنا أبو الفضل محمد
ابن ناصر الحافظ عنه أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا
أبو علي أحمد بن علي بن الحسن أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي قال
الفضل بن العباس بن عبد المطلب وأمه أم الفضل واسمها لبابة بنت الحارث بن
حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وأم أم الفضل
بنت عمرو بن كعب وأمهما هند بن عوف بن عمرو بن حمير توفي الفضل في طاعون
عمواس سنة ثمان عشرة ويقال غير ذلك يقال استشهد الفضل بأجنادين (5) في خلافة أبي
بكر الصديق ويقال يوم مرج الصفر (6) سنة ثلاث عشرة ويقال يوم اليرموك سنة خمس
عشرة في خلافة عمر

(1) كذا بالأصل: ثمان عشرة، وفي ابن سعد: ثماني، بإثبات الياء.
(2) رسمها بالأصل: " ردسه " والمثبت عن الرواية السابقة.
(3) كذا بالأصل هنا، وانظر ما مر حول عمواس.
(4) انظر الإصابة عن البغوي مختصرا 3 / 208.
(5) موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين (راجع معجم البلدان).
(6) مرج الصفر: الصفر بالضم ثم الفتح والتشديد، والراء، موضع بين دمشق والجولان، صحراء (راجع معجم
البلدان).
329

جاء عنه من الرواية نحو من ثمانية أحاديث ترك بنات لا يعلم له ذكر ا فيما ذكر بعض
أهل العلم وكانت أم الفضل أول امرأة أسلمت بمكة بعد خديجة فيما ذكره أحمد بن محمد
العدوي (1)
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي (2) ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد وأبو الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن
إسماعيل قال (3)
الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي صحب النبي (صلى الله عليه وسلم) مات في عهد أبي بكر
أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن إذنا وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك
شفاها قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة وأنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4)
الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمد له صحبة مات
بالشام في طاعون عمواس روى عنه أخوه عبد الله بن عباس سمعت أبي يقول ذلك
قال أبو محمد وروى عنه أبو هريرة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو عبد الله ويقال أبو محمد الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي
الهاشمي ابن عم النبي (صلى الله عليه وسلم) له صحبة منه وأمه أم الفضل واسمها لبابة الصغرى بنت (5)
الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن
معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان استشهد بالشام يوم

(1) راجع ترجمتها في الإصابة 4 / 483.
(2) بالأصل: محمد بن غانم، تصحيف، والسند معروف، قارن مع مشيخة ابن عساكر 202 / ب.
(3) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 114.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 63.
(5) بالأصل: بن.
330

أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق ويقال يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة ويقال يوم
اليرموك في خلافة عمر سنة خمس عشرة ويقال مات بالطاعون طاعون عمواس سنة
ثمان عشرة (1)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن
مندة قال
الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي يكنى أبا محمد أمه أم الفضل ونسبها
وأمها أم الفضل بنت عمرو بن كعب توفي وهو ابن إحدى وعشرين سنة قبل أبيه بأربع سنين
في طاعون عمواس ويقولون قتل بأجنادين سنة ثماني (2) عشرة ويقال قتل باليرموك سنة
خمس عشرة وقيل يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة روى عنه عبد الله بن عباس وأبو
هريرة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل المقدسي أنبأنا أبو سعيد مسعود بن
ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال (3)
الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمد الهاشمي المكي
سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه أخوه عبد الله بن العباس وقثم في جزء الصيد مات في عهد أبي
بكر أو عمر ولم يولد له إلا أم كلثوم وقال الواقدي مات بالشام في طاعون عمواس سنة
ثمان عشرة قال أبو نصر وهي خلافة عمر رضي الله عنه
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ
الفضل بن العباس بن عبد المطلب أول ولد العباس وبكره وبه كان يكنى العباس أبا
الفضل أمه لبابة بنت الحارث وكانت تكنى بأم الفضل وهي بنت الحارث بن حزن بن
بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن
هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وأم أم الفضل بنت عمرو
ابن كعب شهد الفضل مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الفتح وحنينا وثبت معه حين انهزم الناس يوم

(1) وقد ورد في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة مختلف الأقوال في وقت وفاته، وذهب ابن حجر إلى أن المعتمد في
وفاته أنه مات في خلافة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) قال: وبمقتضاه جزم البخاري.
(2) كذا.
331

حنين وشهد معه حجة الوداع وكان رديفه يوم النحر وراءه فسمي الردف ولي غسل
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودفنه ثم خرج إلى الشام فقتل بها مجاهدا في ناحية الأردن سنة عمواس
سنة ثمان عشرة من الهجرة في خلافة عمر بن الخطاب وقيل استشهد بأجنادين وقيل
يوم مرج الصفر وكان اليومان جميعا سنة ثلاث عشرة وقيل بل استشهد باليرموك سنة
خمس عشرة وتوفي قبل أبيه العباس بأربع سنين وقيل توفي قبل أبيه بست عشرة سنة
وقال الهيثم بن عدي توفي الفضل بن العباس سنة ثمان وعشرين قبل أبيه بأربع سنين
حدث عنه أخوه عبد الله بن العباس وأبو هريرة
أخبرنا أبو سهل بن سعدويه أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ
أنبأنا أبو يعلى حدثنا أبو موسى حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن عبد الله بن الحارث
ابن عياش بن أبي ربيعة عن زيد بن علي عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي
قال أردف يعني النبي (صلى الله عليه وسلم) الفضل يعني يوم النحر ثم أتى الجمرة
فرماها ثم أتى المنحرف قال هذا المنحر ومنى كلها منحر واستفتته جارية شابة من خثعم
فقالت إن أبي شيخ
كبير قد أقعد وقد أدركته فريضة الله عز وجل في الحج فيجزئ أن أحج عنه فقال
حجي عن أبيك ولوى عنق الفضل فقال له العباس لم لويت عنق ابن عمك قال
رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما (1) [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة
عليه وأنا حاضر قيل له أخبركم عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي حدثنا أبو مسلم
إبراهيم بن عبد الله الكجي الأنصاري (2) حدثنا إسماعيل بن مسلم عن الحكم عن مجاهد
عن ابن عباس قال
كان الفضل أكبر مني فكان يردفني وأكون بين يديه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان

(1) راجع الإصابة باختصار 3 / 208.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 423.
والكجي بفتح الكاف وتشديد الجيم، نسبة إلى الكج وهو الجص كما في الأنساب، وقال الحافظ الأصبهاني: ولا
أرى لما ذكره أصلا، ولو كان كذلك لما قيل له إلا الكجي، وأظنه منسوبا إلى ناحية بخوزستان يقال لها:
" زيركج ".
332

البندار وأبو منصور بن عبد العزيز قالا أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري
أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
مسروق حدثني أحمد بن يحيى بن داود الكاتب حدثنا العمري حفص بن عمر عن
الهيثم عن ابن عياش الهمداني عن أبي علاقة عن أبيه أو غيره قال
حضرت الفضل بن العباس في سفره إلى الشام فكان يطعم طعامه ويأمر فيتصدق
بفضلته وإذا سار تعجل على فرسه حتى يسبق ثقله ورفقاءه ثم لا يزال يصلي حتى يلحقوا
به وهو مطول لفرسه وفرسه ترعى وعنانه في يده وكان يجدد الوضوء لكل صلاة مكتوبة
وينام من أول الليل ثم يقوم فيصلي إلى وقت الرحيل وإذا مر بركب من المسلمين سلم
عليهم فأتاه مولى له وقد نال الناس الطاعون فقال بأبي أنت وأمي لو انتقلت إلى مكان كذا
وكذا فقال والله ما أخاف أن أسبق أجلي ولا أحاذر أن يغلط بي وإن ملك الموت لبصير
بأهل كل بلد
قال وحدثنا أحمد بن داود حدثنا أبو حفص الشامي عن أبي الزبير الدمشقي
حدثني أبي قال
نفق فرس لرجل مع الفضل بن العباس في رفقته فأعطاه فرسا كان يجنب له فعاتبه
بعض المتنصحين إليه فقال أبتبخيلي تتنصح إلي انه كفى لؤما أن نمنع الفضل ونترك
المواساة (1) والله ما رأيت الله حمد في كتابه إلا المؤثرين على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن
المقرئ حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عبيد الله بن سعد حدثنا عمي عن أبيه عن ابن
إسحاق قال
قتل الفضل بن العباس في خلافة أبي بكر مع خالد بن الوليد
فبلغني عن غير ابن إسحاق أن الفضل قتل وهو ابن ثنتين وعشرين
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنبأنا أبو منصور النهاوندي أنبأنا أبو العباس
النهاوندي أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر حدثنا محمد بن إسماعيل قال

(1) في المختصر: أن يمنع الفضل، ويترك المواساة.
333

وقال علي مات الفضل بن العباس في خلافة أبي بكر أو عمر
وحكى البخاري قبل هذا شيئا عن أبي علي الليثي المدني فالله أعلم (1)
وقال في موضع آخر وقال غيره مات فضل بن عباس بن عبد المطلب بطاعون زمن
عمر ولم يولد للفضل بن عباس إلا أم كلثوم
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن
إسحاق حدثنا أحمد بن عمران حدثنا موسى حدثنا خليفة قال (2) وقال أبو الحسن يعني المدائني واستشهد يومئذ يعني يوم أجنادين الفضل بن
العباس بن عبد المطلب
وقال ابن الكلبي واستشهد أيضا الفضل بن عباس يومئذ
قال وحدثنا خليفة (3) حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال
استشهد يوم مرج الصفر الفضل بن العباس
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا
أبو سليمان بن زبر قال قال أبو موسى محمد بن المثنى وعلي بن محمد المدائني
مات الفضل بن عباس وهشام بن العاص سنة ثلاث عشرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني عمي عن الزبير قال
الفضل بن عباس كان يكنى أبا العباس مات بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة ولم
يترك ولدا ذكرا
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو القاسم بن البسري أنبأنا أبو طاهر المخلص إجازة
حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد أخبرني أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن
المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد بن سلام قال
سنة ثمان عشرة الفضل بن العباس بن عبد المطلب يعني مات فيها وذكر غيره ثم

(1) ورد في التاريخ الكبير أنه مات في عهد أبي بكر، بدون شك. ومثله نقله ابن حجر في الإصابة جزم البخاري أن
وفاته كانت في خلافة أبي بكر.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 120 (ت. العمري) حوادث سنة 13.
(3) رواه أيضا خليفة بن خياط في تاريخه ص 120.
334

قال وكلهم أو بعضهم مات في طاعون عمواس
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر حدثنا
يعقوب بن سفيان قال وفي سنة ثماني عشرة مات الفضل بن عباس
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر بن ريذة أنبأنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد
ابن علي المديني فستقه حدثنا داود بن رشيد عن الهيثم بن عدي قال هلك الفضل بن
عباس قبل أبيه بأربع سنين سنة ثمان وعشرين وقد اختلفوا في موت الفضل بن عباس
فقال بعض الناس استشهد بالشام يوم أجنادين ويقال مرج الصفر وكان اليومان معا
سنة ثلاث عشرة ويقال استشهد يوم اليرموك سنة خمس عشرة ويقال مات في
طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن إحدى وعشرين
أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الحافظ
ح وأخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنبأنا أبو بكر بن هبة الله
قالا أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله حدثنا يعقوب قال مات الفضل بن
عباس بالمدينة زمن عثمان
هذا وهم
5618 الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب
واسمه عبد العزى بن عبد المطلب اسمه شيبة بن هاشم
ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب
ابن لؤي بن غالب بن فهر الهاشمي اللهبي المكي (5)
شاعر مشهور

(1) زيادة للايضاح.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وعليه: " أبو علي الحدا " و " أبو علي الحداد، أنا " عن ت.
(3) رواه الطبراني في المعجم الكبير 18 / 268 رقم 671.
(4) ما بين الرقمين كذا بالأصل وت، والعبارة كلها سقطت من المعجم الكبير فأخل سقوطها السياق فيه.
(5) ترجمته في الأغاني 16 / 175 ونسب قريش ص 90 والمؤتلف والمختلف للآمدي ص 35 ورغبة الامل 2 / 237
و 8 / 183 والأعلام للزركلي 5 / 150 ومعجم الشعراء للمرزباني ص 309.
335

وفد على معاوية بن أبي سفيان وعلى عبد الملك بن مروان
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو القاسم تمام
ابن محمد أنبأنا الضحاك بن يزيد بن عبد الرحمن السكسكي أنبأنا وزيرة بن محمد حدثنا
يوسف بن عبد العزيز المدني حدثنا الحسن بن زيد حدثني أبي وعموتي
أن معاوية قال يوما وعنده عبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس والفضل بن عباس
بن أبي لهب إن بابي لكم لمفتوح وإن خيري لكم لممنوح فلا تقطعوا خيري عنكم ولا
بابي دونكم فقد نظرت في أمري وأمركم فرأيت أمرا مختلفا إنكم ترون أنكم أحق بهذا
الأمر مني وأنا أحق به منكم فإذا أعطيتكم بعض حقوقكم قلتم أعطانا أقل من حقنا وقصر
بنا دون منزلتنا فصرت كأني مسلوب والمسلوب لا حق له فبئس المنزلة نزلت بها منكم
ونعم المنزلة نزلتم بها مني قال له عبد الله بن عباس ما ههنا مسلوب غيرنا إذ كان الحق
حقنا دون الناس ووالله ما منحتنا شيئا حتى سألناك ولا فتحت لنا بابا حتى قرعناه ولئن
قطعت خيرك عنا إن الله لأرحم بنا منك ولئن غلقت بابك عنا لنكرمن أنفسنا (1) عنك والله
ما سألنا قط عن خلة ولا أحفينا في مسألة وإن من ضيعة (2) الدين وعظيم (3) الفتنة في
المسلمين قرعنا بابك وطلبنا ما في يدك فأما هذا الفئ فليس لك منه إلا ما لرجل من
المسلمين ولنا في كتاب الله حقان حق الفئ وحق الخمس فالفئ ما اجتني والخمس
ما غلب عليه فعلى أي الوجوه جرى منك أخذناه وحمدنا الله عليه ثم لم يخرجك الله من
خير جرى على يديك ولولا حقنا في هذا المال لم نأتك فقال معاوية كفاك ثم خرج
القوم فأنشأ الفضل بن العباس بن أبي لهب يقول
* ألا أبلغ معاوية بن صخر * فإن المرء يعلم يا يقول
لنا حقان حق الخمس جار * وحق الفئ جاء به الرسول
فكل عطية وصلت إلينا * وإن سحبت لطالبها الذيول
أتيح له ابن عباس مجيبا * فلم يدر ابن هند ما يقول
فأدركه الحياء فصد عنه * وخطبها إذا ذكرا جليل *

(1) بالأصل: " لتكرمن أنفسنا " والمثبت عن ت.
(2) كذا بالأصل، وفي ت والمختصر: " ضعة الدين " وهو أظهر.
(3) الزيادة للايضاح عن ت.
336

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن
بكار قال (1)
ومن ولد عتبة بن أبي لهب الفضل بن العباس الشاعر وأمه آمنة بنت العباس بن عبد
المطلب وهي لأم ولد سوداء ولذلك يقول الفضل (2)
* كل حي صيغة من تبرهم (3) * وبنو عبد مناف من ذهب
إنما عبد مناف جوهر * زين الجوهر عبد المطلب
فأنا الأخضر من يعرفني * أخضر الجلدة في بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا * يملأ الدلو إلى عقد الكرب
قصدوا قومي وساروا سيرة * كلفوا من سارها جهد التعب *
أخبرنا أبو العز بن كادش السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى القاضي (4) حدثنا محمد بن يزيد (5) الخزاعي حدثنا الزبير بن بكار
حدثني أبو الحسن الأثرم عن هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال
لم يكن أحد من بني هاشم أكثر غشيانا لمعاوية من عبد الله بن العباس فوفد إليه مرة
وعنده وفود العرب فأقعده على يمينه ثم أقبل عليه فقال نشدتك بالله يا بن عباس أن لو
وليتمونا أتيتم إلينا ما أتينا إليكم من الترحيب والتقريب وعطاياكم (6) الجزيل وإكرامكم عن
القليل وصبرتم على ما صبرنا عليه منكم إني لا آتي إليكم معروفا إلا صغرتموه أعطيكم
العطية (7) فيها قضاء حقوقكم فتأخذونها متكارهين عليها تقولون قد نقص حقنا وليس هذا
تأميلنا (8) فأي أمل بعد ألف ألف أعطيها الرجل منكم ثم أكون أسر بإعطائها منه بأخذها والله

(1) راجع الخبر وبعض الأبيات في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 90.
(2) الأبيات في الأغاني 16 / 172 وبعضها في نسب قريش ص 90.
(3) صدره في الأغاني:
كل قوم صيغة من فضة
(4) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح 3 / 198 - 199.
(5) كذا بالأصل، واللفظة غير واضحة في ت، وفي الجليس الصالح: محمد بن مزيد الخزاعي.
(6) كذا بالأصل وت، وفي الجليس الصالح: وعطائكم.
(7) بالأصل: العظيمة، تصحيف، والتصويب عن ت والجليس الصالح.
(8) في ت: " تأملينا " وكتب على هامشها: تأميلنا.
337

لقد انخدعت لكم في مالي وذللت لكم في عرضي أرى انخداعي تكرما وذلي حلما ولو
وليتمونا رضينا منكم بالإنصاف ثم لا نسألكم أموالكم (1) لعلمنا بحالنا وحالكم ويكون
أبغض الأمور إلينا أحبها إليكم لأن أبغضها إلينا أحبها إليكم قل يا بن عباس فقال ابن
عباس ولو ولينا منكم مثل الذي وليتم منا اخترنا المواساة ثم لم يعش الحي بشتم الميت
ولم ينبش الميت بعداوة الحي ولأعطينا كل ذي حق حقه فأما إعطاؤكم الرجل منا ألف
ألف فلستم بأجود منا أكفا ولا أسخى منا أنفسا ولا أصون لأعراض المروءة وأهداف
الكرم ونحن والله أعطى في الحق منكم على الباطل وأعطى على التقوى منكم على
الهوى فأما رضاكم منا بالكفاف فلو رضيتم به منا لم نرض لأنفسنا بذلك والكفاف رضى
من لا حق له فلو رضيتم به منا اليوم ما قتلتمونا عليه أمس فلا تستعجلونا حتى تسألونا
ولا تلفظونا حتى تذوقونا فقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب
وقال ابن حرب قولة أموية * يريد بما قد قال تفتيش (3) هاشم
أجب يا بن عباس تراكم لو أنكم * ملكتم رقاب الأكرمين (4) الأكارم
أتيتم إلينا ما أتينا إليكم * من الكف عنكم واجتباء الدراهم
فقال ابن عباس مقالا أمضه * ولم يكن عن رد الجواب بنائم
نعم ولو وليناكم عدلنا عليكم * ولم تشتكو منا انتهاك المحارم
ولم يعتمد للحي والميت غمة * تحدثها الركبان أهل المواسم
ولم نعطكم (5) إلا الحقوق التي لكم * وليس الذي يعطي الحقوق بظالم
وما ألف ألف تستميل ابن جعفر * بها يا بن حرب عند حز الحلاقم (6)
فأصبح يرمي من رماكم ببغضه * عدو المعادي سالما للمسالم
فأعظم بما أعطاك من نصح جيبه * ومن أمر (7) عيب ليس فيه بنادم *

(1) زيادة للايضاح عن ت والجليس الصالح.
(2) بالأصل وت: " بعداواة " والمثبت عن الجليس الصالح.
(3) كذا بالأصل وت والجليس الصالح، وفي المختصر: تفنيش.
(4) كذا بالأصل وت والمختصر، وفي الجليس الصالح: الأقربين.
(5) بالأصل: يعطكم، والحرف الأول بدون إعجام في ت، والمثبت عن الجليس الصالح والمختصر.
(6) كذا بالأصل وت والجليس الصالح، وفي المختصر: حز الغلاصم.
(7) كذا بالأصل وت والمختصر: " أمر عيب " وفي الجليس الصالح: أمن غيب.
338

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد (1) أخبرني أحمد بن عبد
العزيز حدثنا عمر بن شبة حدثني أحمد بن معاوية عن عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال
خرج علي بن عبد الله بن العباس بالفضل اللهبي (2) إلى عبد الملك بن مروان
بالشام فخرج عبد الملك بن مروان يوما راكبا على (3) نجيب ومعه حاد يحدو به وعلي بن
عبد الله علي يساره على نجيب له ومعه بغلة تجنب فحدا حادي عبد الملك به فقال
يا أيها البكر الذي أراكا *
عليك سهل الأرض الذي ممشاكا *
ويحك هل تعلم من علاكا *
إن ابن مروان على ذراكا *
خليفة الله الذي امتطاكا *
لم يعل بكرا مثل ما علاكا
فعارضه الفضل اللهبي فحدا بعلي بن عبد الله بن عباس فقال * يا أيها السائل عن علي *
سألت عن بدر لنا بدري *
أغلب في العلياء غالبي *
ولين الشيمة هاشمي *
جاء علي بكر له مهري
فنظر عبد الملك إلى علي فقال هذا مجنون آل أبي لهب قال نعم فلما أعطى
قريشا مر به اسمه فحرمه وقال يعطيه علي
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى قالوا
أنبأنا أبو جعفر المعدل أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن

(1) رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 16 / 183.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن ت وعلى هامش الأصل، والأغاني.
(3) كتبت " على " فوق الكلام بين السطرين بالأصل. وفي الأغاني: رائحا على نجيب له.
339

بكار قال وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال (1)
لقي الأحوص الشاعر الأنصاري الفضل بن العباس بن أبي لهب فأنشده الأحوص من
شعره فقال له الفضل إنك لشاعر ولكنك لا تحسن تؤبد (2) فقال الأحوص بلى والله إني
لأحسن أوتد حين أقول وقال مكانه (3)
* ما ذات حبل يراه الناس كلهم * وسط الجحيم فلا يخفى على أحد
ترى حبال جميع الناس من شعر * وحبلها وسط أهل النار من مسد *
فقال الفضل بن العباس يجيبه (4) * ماذا تريد إلى شتمي ومنقصتي * أما تغير من حمالة الحطب
غراء سائلة في المجد غرتها * كانت سلالة (5) شيخ ثاقب النسب
أفي ثلاثة رهط أنت رابعهم * عيرتني واسطا جرثومة العرب
فلا هدى الله قوما أنت سيدهم (6) * في جلدة بين أصل الثيل والذنب *
الثيل ذكر البعير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا القاضي أبو
القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر أنبأنا الحسين بن صفوان حدثنا ابن أبي
الدنيا حدثني سليمان بن منصور الخزاعي عن يحيى بن سعيد الأموي قال أنشدني ابن
خربوذ للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب
إنا إناس من سجيتنا * صدق الحديث ورأينا حتم
لبسوا الحياء فإن نظرت * حسبتهم سقموا ولم يمسهم سقم

(1) الخبر والبيتان في الأغاني 16 / 177.
(2) في الأغاني: ولكنك لا تعرف الغريب، ولا تغرب.
(3) البيتان في الأغاني 16 / 177 ونسب قريش ص 89.
(4) الأبيات في نسب قريش ص 90 والأغاني 16 / 177 و 184.
(5) في الأغاني 16 / 184 " كانت حليلة " وفيها رواية أخرى للبيت 16 / 177:
أذكرت بنت قروم سادة نجب * كانت حليلة شيخ ثاقب النسب
وفي نسب قريش: ثاقب الحسب.
(6) صدره في الأغاني:
يا لعن الله قوما أنت سيدهم.
340

شر الإخاء إخاء مزدرد * مزج الإخاء إخاؤه وهم
زعم ابن عمي أن حلمي ضرني * ما ضر قبلي أهله الحلم *
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو
علي بن نبهان وأبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن
الباقرجي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر
قالوا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ
أنشدنا أبو العباس ثعلب أنشدني علي بن عبد الله للفضل بن العباس اللهبي
* هلا سألت وأنت غير خليفة * عن بون غايتنا وبعد مدانا
أهل النبوة والخلافة والتقى * الله أكرمنا به وحبانا
حوض النبي وحوضنا من زمزم * ظمئ امرؤ لم يروه مرضانا
علمت قريش أننا أعيانهم * من قام يمدح قومه استثنانا
ولنا أسام ما تليق بغيرنا * ومشاهد تهتل حين ترانا
ويسود سيدنا بغير تكلف * هونا ويدرك نيله مولانا *
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو
جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار
قال وأنشدني محمد بن الحسن للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب في تسمية قريش
قريشا
عبد (1) شمس أبي فإن كنت غضبي * فاملئي وجهك المليح (2) خموشا *
* وأبي هاشم هما ولداني * قومس (3) والدي ولم يك خيشا (4)
فسلي لا حطيت عنا وعنكم * بصلاح ولا تملأت عيشا

(1) هذا البيت والذي يليه في اللسان (خمش) وتاج العروس: خمس منسوبين فيهما إلى الفضل بن العباس ابن عتبة بن
أبي لهب.
(2) في المصدرين: الجميل.
(3) القومس: الأمير، بلغة الروم.
(4) بدون إعجام بالأصل وت، والمثبت عن تاج العروس، والخيش من الرجال: الدنئ.
341

ولنا عزها وطيب ثناها * وبنا يستريش من شار يشا
نحن كنا حضارها من قريش * وبنا سميت قريش قريشا
واحتفرنا من جانب البيت بئرا * وأقمنا أحيفشا وعروشا
فابتنينا بها القصور وكنا * أهلها نردف الجيوش الجيوشا
بملوك تبتز عز ملوك * لم يقارف من المعيشة طيشا *
* فأفأنا (1) السبئي من كل بر (2) * وأقمنا كراكرا وكروشا
وافتتحنا مدائن المال كسرى * واستبينا النبيط والأحبوشا *
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن
الحسين أنبأنا المعافى بن زكريا القاضي (3) حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي
حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثني ابن عائشة قال وأخبرني أبو عبيدة النحوي قال أخبرني
من سمع الفرزدق يقول أتيت الفضل بن العباس اللهبي وهو يمتح (4) بدلو من زمزم وهو
يقول
وأنا الأخضر من يعرفني * أخضر الجلدة في بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا * يملأ الدلو إلى عقد الكرب
ورسول الله جدي جده * وعلينا كان تنزيل الكتب *
قال قلت من يساجلك فرجلي في كذا من أمه قال أتعرفني لا أم لك قال
قلت وكيف لا وقد فرغ الله في أبويك سورة من كتابه فقال جل وعز " تبت يدا أبي
لهب (5) " قال فضحك وقال أنت الفرزدق قلت نعم قال قد علمت أن أحدا لا
يحسن هذا غيرك
قال القاضي معنى فرغ أي ليس في السورة غير ذكر أبي لهب وذكر امرأته وقد
ألطف الفرزدق فيما خاطب به الفضل لأنه لما لم يمكنه مساجلته وقد فخر بنسبه (6) من

(1) البيت في تاج العروس بتحقيقنا (كرش) بدون نسبة.
(2) تاج العروس: كل حي.
(3) رواه المعافى بن زكريا الجريري في كتاب الجليس الصالح الكافي 4 / 181 وانظر الأغاني 16 / 178.
(4) إعجامها ناقص بالأصل وت، وفي المختصر: يميح، والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) سورة المسد، الآية الأولى.
(6) تقرأ بالأصل: بنفسه، والمثبت عن ت والجليس الصالح.
342

هاشم وقرباه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أتي (1) بما لم (2) يمضه ويفل من غربه (3)
5619 الفضل بن العباس
أبو بكر الرازي الصايغ الحافظ
المعروف بفضلك (5)
حدث عن محمد بن مهران وهارون بن خالد الرازيين وسهل بن عثمان العسكري
وهدبة بن خالد وقتيبة بن سعد وأحمد بن عبدة الضبي وأبي كامل فضيل بن حسين
وعيسى بن مينا قالون وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأمية بن بسطام وعبد المؤمن بن
علي الزعفراني الرازي وشيبان بن فروخ وإسحاق بن راهويه ومحمد بن مهران (6)
الرازي وأبي طاهر بن السرح (7)
والهيثم بن يمان أبي بشر وعصمة بن الفضل
النيسابوري ومحمد بن عمرو الرازي زنيج (8)
روى عنه حمويه بن يونس (9) وصالح بن أحمد بن أبي مقاتل الحافظ ومحمد بن
مخلد الدوري وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن سهل التركاني وعبد الرحمن بن الحسن
وأبو نعيم عبد الملك بن عدي الجرجاني ومحمد بن جعفر الخرائطي ومحمد بن جعفر
الأشعري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو قريش محمد بن جمعة القهستاني (10)
ومحمد بن جعفر بن يزيد المطيري (11) وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرايني وأبو

(1) تقرأ بالأصل وت والمختصر، والمثبت عن الجليس الصالح.
(2) زيادة عن الجليس الصالح.
(3) الصال وت والمختصر: يخصه: والمثبت عن الجليس الصالح.
(4) " يفل من غربه " بدون إعجام بالأصل وت، والمثبت عن الجليس الصالح.
(5) ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 630 وتذكرة الحفاظ 2 / 600 والجرح والتعديل 7 / 66 وشذرات الذهب 2 / 160
وسير أعلام النبلاء 12 / 630 وذكر أخبار أصبهان 2 / 152.
(6) كذا بالأصل وت، ويبدو أنه مكرر، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 143.
(7) هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو، أبو طاهر الأموي الفقيه المصري، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 /
62.
(8) ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 106 طبعة دار الفكر.
(9) بياض بالأصل وت، مقدار كلمة.
(10) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 304.
(11) تقرأ بالأصل: المطري، والتصويب عن ت وسير أعلام النبلاء.
343

الحسن علي بن أبي طالب الأستراباذي المشاط وشعيب بن إبراهيم البيهقي وعلي بن
رستم
وقدم دمشق طالبا للحديث وكان رفيق عبدان والمعمري وغيرهما
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (1) أنبأنا أبو عمر بن مهدي أنبأنا محمد بن مخلد (2) حدثنا الفضل بن العباس
حدثنا محمد بن مهران حدثنا عبد العزيز بن عيسى أبو عيسى الحراني عن عبد الكريم
ابن مالك الجزري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا
يدخل الجنة من أتى ذات محرم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (3) سمعت عبدان يقول كنت أنا وفضلك الرازي
وجعفر بن الجنيد والمعمري فلحقنا الباغندي إلى دمشق وسبقنا إلى مصر بالدخول (4) على
البغال
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنبأنا أبو القاسم بن مندة
أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (5)
الفضل بن العباس المعروف بفضلك الصائغ الرازي روى عن هدبة بن خالد وأبي
الربيع الزهراني وأحمد بن عبدة وقتيبة بن سعيد وأبي كامل وعبد العزيز بن عبد الله
الأويسي وعيسى بن مينا قالون وإسحاق بن راهويه وشيبان بن فروخ
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلان أنبأنا القاضي أبو المظفر
هناد بن إبراهيم النسفي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الحافظ البخاري

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 367.
(2) الأصل: " خالد " تصحيف، والتصويب عن ت وتاريخ بغداد.
(3) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 300 في ترجمة محمد بن سليمان الباغندي.
(4) بالأصل وت: الدخول، تصحيف، والتصويب عن الكامل لابن عدي.
(5) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 66.
344

المعروف بغنجار (1) قال
ذكر أبي (2) الفضل بن العباس المعروف بفضلك الرازي دخل بخارى وسمع من
إسحاق بن حمزة وإبراهيم بن محمد بن الحسين وروى عن عبد المؤمن بن علي وإبراهيم
ابن موسى وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعيسى بن مينا وقتيبة بن سعيد وإسحاق
بن راهويه روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان توفي أبو بكر الفضل بن العباس
الرازي فضلك الحافظ يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبعين ومائتين
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3)
قال الفضل بن العباس الرازي يعرف بفضلك أبو بكر وقيل أبو العباس قدم أصبهان
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا (4) أبو بكر
الخطيب (5)
الفضل بن العباس أبو بكر المعروف بفضلك الرازي سمع هدبة بن خالد وقتيبة بن
سعيد وأبا الربيع الزهراني وأحمد بن عبدة وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي وعيسى بن
مينا قالون وشيبان بن فروخ وإسحاق بن راهويه وخلقا كثيرا من نظرائهم حدث عنه من
البغداديين صالح بن أبي مقاتل الحافظ ومحمد بن مخلد وكان ثقة ثبتا حافظا وسكن
بغداد إلى أن توفي بها
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي يقول
سمعت فضلك الرازي وهو الفضل بن العباس الحافظ إمام عصره في معرفة الحديث فذكر
مكانه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (6) أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 304.
(2) بالأصل: " أبي بكر الفضل " والتصويب عن ت. ويجوز: ذكر أبي أبا بكر الفضل....
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في كتابه ذكر أخبار أصبهان 2 / 152.
(4) بالأصل: " قال: أنبأنا " والمثبت عن ت.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 367.
(6) تاريخ بغداد 12 / 367 - 368.
345

أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت شعيب بن إبراهيم البيهقي والد أبي الحسن
الفقيه الثقة المأمون يقول فضلك الرازي وهو الفضل بن العباس إمام عصره في معرفة
الحديث
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان (1) أنبأنا هناد بن إبراهيم أنبأنا محمد بن أحمد
غنجار حدثنا خلف بن محمد قال سمعت أبا بكر محمد بن حريث يقول سمعت الفضل
ابن العباس الرازي وسألته فقلت أيهما أحفظ أبو زرعة أو محمد بن إسماعيل فقال لي لم
أكن التقيت مع محمد بن إسماعيل فاستقبلني ما بين حلوان (2) وبغداد قال فرجعت عنه
مرحلة قال وجهدت الجهد على أن أجئ بحديث لا يعرفه فما أمكنني قال وأنا أغرب
على أبي زرعة عدد شعره
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أبي الجن العلوي حدثنا أبو منصور بن خيرون
أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسن بن علي الجوهري أنبأنا محمد بن العباس حدثنا أبو
بكر النيسابوري قال سمعت فضلك الرازي يقول عندي عن ابن حميد خمسون ألف
حديث لا أحدث عنه بحرف
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و (3) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا محمد بن عبد الواحد حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال قرئ على
أبي الحسين بن المنادي وأنا أسمع قال وتوفي أبو بكر الفضل بن العباس الرازي المعروف
بفضلك يوم السبت لسبع بقين من صفر سنة سبعين في مدينتنا وبها قبر وذلك ببراثا (5) في
الجانب الغربي
قال الخطيب ذكر ابن مخلد فيما قرأت بخطه أنه توفي يوم السبت لأربع عشرة بقين
من صفر
(6)

(1) رسمها بالأصل: " العسلاني " والمثبت عن ت.
(2) حلوان: بالضم ثم السكون. في عدة مواضع: حلوان العراق وهي آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد
(معجم البلدان).
(3) الزيادة لتقويم السند عن ت.
(4) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12 / 368.
(5) براثا: بالثاء المثلثة، والقصر، محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوب باب محول (معجم البلدان).
(6) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: وكان من أبناء السبعين.
346

5620 الفضل بن عبد الله بن مخلد بن ربيعة
أبو نعيم الجرجاني المخلدي التميمي القاضي (1)
سمع بدمشق وغيرها هارون بن محمد بن بكار بن بلال والعباس بن الوليد بن صبح
الخلال وهشام بن خالد وقتيبة بن سعيد وأحمد بن سعيد الدارمي وعيسى بن حماد
زغبة وأبا الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن مصفى والحسن بن عرفة
والمسيب بن واضح وأبا زرعة الرازي والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ومحمد
ابن بشار بندار وأبا كريب وعباد بن يعقوب الرواجني وجعفر بن محمد بن عمران
التغلبي وعمرو بن عثمان الحمصي وأبا سعيد الأشج وإسماعيل بن موسى الفزاري
وكثير بن عبيد
روى عنه ابن عدي وأبو الحسين الرازي والزبير بن عبد الواحد الأسداباذي (2)
وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي وأبو
بكر محمد بن أحمد بن العوام (3) الجرجاني وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البحري (4)
الجرجاني
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن محمد بن سهل بن المحب العمري الصوفي (5)
بنيسابور أنبأنا أبو بكر أحمد (6) بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي أنبأنا
القاضي أبو بكر محمد بن يوسف الجرجاني حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الضرام (7)
حدثنا أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن مخلد حدثنا محمود بن خداش (8) حدثنا محمد بن
محبوب الثقفي الكوفي حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال

(1) ترجمته في تاريخ جرجان ص 329 رقم 600، وسير أعلام النبلاء 13 / 573.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 570 وبالأصل: " الاستراباذي " واللفظة غير واضحة في ت، والمثبت عن سير
الاعلام، وهذه النسبة إلى أسدأباذ وهي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت من العراق كما في الأنساب.
(3) كذا رسمها بالأصل، وتقرأ: " العرام " في ت.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 471.
(5) قارن مع مشيخة ابن عساكر 92 / ب.
(6) بالأصل وت: محمد، تصحيف، والصواب ما أثبت قارن مع مشيخة ابن عساكر 92 / ب راجع ترجمته في سير
أعلام النبلاء 18 / 478.
(7) كذا رسمها هنا، وفي ت: " الصرام " ومر قريبا: العوام أو العرام ولم أجده.
(8) هو محمود بن خداش أبو محمد الطالقاني البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 179.
347

صليت العصر مع عثمان بن عفان أمير المؤمنين فرأى خياطا في ناحية المسجد فأمر
بإخراجه فقيل له يا أمير المؤمنين إنه يكنس المسجد ويغلق الباب ويرش أحيانا فقال إني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول جنبوا صناعكم مساجدكم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال قرئ على أبي عثمان البحيري وأنا حاضر
أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله السباك بجرجان حدثنا إسحاق بن إبراهيم
النحوي حدثنا أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن مخلد حدثنا أبو مروان الدمشقي حدثنا
الحسن بن يحيى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم الإسماعيلي أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (1) حدثنا الفضل بن عبد الله بن مخلد حدثنا العباس بن
الوليد الخلال قال سمعت محمد بن القاسم بن سميع يقول
سألت أبا حنيفة في مسجد الحرام عن شرب النبيذ فقال لي عليك بأشده فإنك لن
تقوم بشكره
قال وأنبأنا حمزة (2) قال سمعت أبا بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي يقول حدثنا
الفضل بن عبد الله بن مخلد أبو نعيم الجرجاني صدوق جليل
وأخبرنا أبو القاسم قال حمزة بن يوسف (3)
أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن مخلد بن ربيعة التميمي القاضي الجرجاني كان منزله في
السكة التي تعرف بعبد الواسع بن أبي طيبة (4) وكان له ابنان أبو ذر وأبو عمارة روى عن
عيسى بن حماد المصري وعباد بن يعقوب الرواجني حدثنا عنه جماعة أبو بكر الإسماعيلي
وابن عدي وغيرهما وقبره في مقبرة تعرف اليوم بجولكين (5) ومات يوم الاثنين لسبع بقين
من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين ومائتين

(1) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 7 / 8 في ترجمة أبي حنيفة النعمان بن ثابت.
(2) يعني حمزة بن يوسف السهمي ن صاحب كتاب تاريخ جرجان، والخبر فيه ص 329 وعنه في سير أعلام النبلاء
13 / 573.
(3) تاريخ جرجان ص 329 رقم 600.
(4) بدون إعجام بالأصل وت، والمثبت عن تاريخ جرجان.
(5) كذا بالأصل وت، وفي تاريخ جرجان: جولكيين.
348

5621 الفضل بن عبد الكريم القرشي
ممن ذكر فيمن حضر ميز الأنهار بدمشق في خلافة هشام سنة خمس عشرة ومائة
5622 الفضل بن عمر بن أحمد ويقال فضل الله أبو طاهر النسوي
نزيل مرو المعروف أبوه بليل (1)
قدم مع أبيه دمشق وسمعا بها أبا القاسم الحنائي وأبا الحسن بن أبي الحديد
وبالمعرة أبا تمام المفضل بن محمد بن المهذب بن علي بن المهذب وبخراسان أبا
الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي
وحدث بمرو فسمع منه أبو المعالي الحلواني شيخنا وأبو سعد بن السمعاني فيما أظن
في كتابي عن أبي المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني فيما لم أر عليه علامة
السماع وقد أجاز لي جميع حديثه
أنبأنا الشيخ أبو طاهر فضل الله بن عمر بن أحمد النسوي الصوفي المعروف بليل (2)
بمرو أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن
حمدان الحيري
ح وأخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أنبأنا أبو سعد الجنزرودي
أنبأنا أبو عمرو بن حمدان
أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن المثنى الموصلي بها حدثنا أبو زكريا يحيى بن
معين حدثنا عباد بن عباد عن عاصم الأحول عن معاذة عن عائشة قالت
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستأذننا إذا كان يوم المرأة منا بعدما نزلت " ترجي من تشاء منهن
وتؤوي إليك من تشاء " (3)
قالت معاذة فقلت كيف كنت تقولين لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا استأذنك قلت أقول إن
كان ذلك إلي لم أؤثر أحدا على نفسي
لفظ حديث تميم

(1) كذا بالأصل وت، وفي المختصر: بلبل.
(2) بالأصل هنا: بلبل، وبدون إعجام في ت.
(3) سورة الأحزاب، الآية: 51.
349

5623 الفضل بن القاسم
مولى بني هاشم ممن شهد قسم الأنهار في خلافة هشام تقدم ذكره في ذكر الأنهار
5624 الفضل بن قدامة بن عبيد
ابن محمد بن عبيد بن عبد الله بن عبدة (1)
ابن الحارث بن إياس (2) بن عوف بن ربيعة
ابن مالك بن ربيعة بن عجل بن لجيم بن صعب
ابن علي بن بكر بن وائل بن قاسط
ويقال اسمه المفضل بن قدامة بن عبيد الله
ويقال الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبد الله بن عبدة
أبو النجم العجلي الراجز (3)
وفد على سليمان وهشام ابني عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي السكري
أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز قراءة قال قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن
محمد أنبأنا الفضل بن الحباب بن محمد حدثنا محمد بن سلام الجمحي (4) قال الطبقة
التاسعة
رجاز منهم الأغلب العجلي وكان مقدما يقال إنه أول من رجز وأبو النجم واسمه
الفضل بن قدامة بن عبيد بن محمد بن عبيد بن عبد الله بن عبدة بن الحارث بن إياس بن
عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل وذكر العجاج ورؤبة
أخبرنا أبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم قال كتب إلي أبو جعفر بن المسلمة
أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني إجازة قال (5)

(1) ضبطت بالقلم في ت بفتحة فوق العين وسكون فوق الباء وضبطت في التبصير 3 / 908 بثلاث فتحات: عبدة نقلا
عن أبي عمرو الشيباني.
(2) في الأغاني: إلياس.
(3) ترجمته في الأغاني: 10 / 151 والشعر والشعراء ص 381 ومعجم الشعراء للمرزباني ص 310 وتبصير المنتبه 3 /
908 وخزانة الأدب 1 / 49 و 406 والاعلام 5 / 151 وطبقات الشعراء للجمحي ص 200.
(4) طبقات الشعراء للجمحي ص 200.
(5) معجم الشعراء للمرزباني ص 310.
350

أبو النجم العجلي اسمه الفضل بن قدامة بن عبيد بن عبيد الله بن عبدة بن الحارث بن
إياس بن عوف بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل مقدم عند (1) جماعة من أهل العلم على
العجاج ولم يكن أبو النجم كغيره من الرجاز الذين لم يحسنوا أن يقصدوا لأنه يقصد فيجيد
قال معاوية يوما لجلسائه أي أبيات العرب في الضيافة أحسن فأكثروا (2) فقال قاتل الله أبا
النجم حيث يقول
لقد علمت عرسي قلابة أنني * طويل سنا ناري بعيد خمودها
إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد * سوى مثبت (3) الأطناب شب وقودها *
وبقي إلى أيام هشام بن عبد الملك وله معه أخبار وكان الأصمعي يغمز عليه وهو
القائل (4)
* والمرء كالحاكم في المنام *
يقول إني مدرك أمامي *
في قابل ما فاتني في العام *
والمرء يدنيه من الحمام *
من الليالي السود والأيام *
إن الفتى يصبح للأسقام
* كالغرض المنصوب للسهام *
أخطأ رام وأصاب رام
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أبو بكر الحافظ
أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
فيمن لم يعرف اسمه أبو النجم أراه العجلي قال سابق هشام بن عبد الملك الناس
وكان مسبقا روى عنه عامر بن عبد الملك حدثني محمد بن صالح بن هانئ حدثنا حاتم

(1) مضطربة بالأصل وصورتها: " عسد " والمثبت عن ت ومعجم الشعراء.
(2) كذا بالأصل وت، وفي معجم الشعراء: أحسن وأكثر؟ قالوا: ليقل أمير المؤمنين، فقال: قاتل الله......
(3) كذا بالأصل وت، وفي معجم الشعراء: منبت.
(4) الأبيات في معجم البلدان ص 311.
351

ابن الحسن الشاشي حدثنا أبو داود السنجي (1) حدثنا الأصمعي حدثنا عامر بن عبد
الملك قال قال أبو النجم حدثنا قيل إنه العجلي
قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن علي الربعي أنبأنا أبو محمد عبد الله
ابن عطية بن حبيب أنبأنا أبو علي محمد بن القاسم بن معروف حدثنا علي بن بكر حدثنا
أحمد بن بكر حدثنا أبو سعيد حدثنا ابن بكار قال قال هشام للشعراء (2) صفوا لي إبلا
فقيظوهن وأوردوهن وأصدروهن (3) حتى كأني أنظر إليهن قال أبو النجم فذهب بي الروي
حتى قلت *
وصارت الشمس كعين الأحول
فغضب هشام (4) وقال اخرجوا هؤلاء لا يدخلن هذا علي وكان بالرصافة رجلان
أحدهما يغدي والآخر يعشي (5) فكنت أتغدى عند أحدهما وأتعشى عند الآخر وأبيت في
المسجد فأمسى هشام ذات ليلة لقس (6) النفس فقال لحاجبه الربيع أبغني رجلا غريبا
يحدثني فخرج فأخرجني من المسجد فأدخلني عليه فقال لأبي النجم ألم يكن أمرنا
بإخراجك عن هذه القرية فمن آواك ومن أم مثواك فقلت أما الغداء فمن عند فلان
والعشاء من عند فلان والمبيت من حيث أخرجت فقال ما مالك وولدك قلت أما المال
فلا مال وأما الأهل فابنتان قال هل زوجتهما قلت إحداهما قال فما أوصيتها قال
ما لا (7) يجديه علي أمير المؤمنين قال هاته قال
* أوصيت من برة قلبا حرا *
بالكلب خيرا والحمامة شرا *
لا تسأمي خنقا لها وجرا *

(1) هو سليمان بن معبد بن كوسجان المروزي السنجي. والسنجي نسبة إلى سنج: وسنج من نواحي مرو ترجمته في
تهذيب الكمال 8 / 102.
(2) بالأصل: الشعراء، تصحيف، والتصويب عن ت.
(3) في الأغاني: فقطروها وأوردوها وأصدروها.
(4) وكان هشام أحول، فأمر به فوجا عنقه وأخرجه من الرصافة (راجع الشعر والشعراء أيضا ص 383).
(5) العبارة في الأغاني 10 / 155 ولم يكن أحد بالرصافة يضيف إلا سليم بن كيسان الكلبي وعمرو بن بسطام التغلبي،
فكنت آتي سليما فأتغدى عنده، وآتي عمرا فأتعشى عنده.
(6) لقست نفسه: غثت وخبثت (اللسان).
(7) كذا بالأصل وت.
352

والحي عميهم بشر طرا *
وإن هبوك ذهبا ودرا *
حتى يروا حلو الحياة مرا
فضحك حتى استلقى وقال يا أبا النجم ما هذه وصية يعقوب بنيه قلت يا أمير
المؤمنين ولا أنا مثل يعقوب قال فما زدتها قلت بلى يا أمير المؤمنين قال هاته
قلت (1)
* سبي الحماة وابهتي عليها (2) *
فإن دنت فازدلفي إليها *
واقرعي بالورد مرفقيها *
وطاهري النذر به عليها *
لا تخبري (3) الدهر به ابنتيها
قال فما فعلت أختها قال درجت بين أبيات الحي ونفعتنا قال هل قلت فيها
شيئا قال هاته قال (4)
قال ما لا يجديه *
كأن ظلامه أخت شيبان *
يتيمة والدها (5) حيان *
الرأس قمل كله وصئبان *
وليس في الرجلين إلا خيطان *
فهي التي يذعر (6) منها الشيطان
فقال هشام لخصي علي رأسه يا بديح ما فعلت دنانير فلانة قال ها هي يا أمير

(1) الرجز في الأغاني 10 / 156 - 157 والشعر والشعراء ص 385.
(2) بهته: قذفه بالباطل.
(3) بالأصل وت: " تخبر " والمثبت عن الأغاني.
(4) الرجز في الأغاني 10 / 157 والشعر والشعراء ص 385.
(5) في المصدرين: ووالداها.
(6) في الأغاني: تلك التي تفزع منها الشيطان. والشعر والشعراء: تلك التي يضحك منها الشيطان.
353

المؤمنين قال ادفعها إلى أبي النجم يجعلها في رجلي ظلامة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن
عبد العزيز قال قرئ على أبي بكر الختلي (1) أنبأنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا
محمد بن سلام قال (2)
وأما أبو النجم فإنه دخل على هشام بن عبد الملك فقال له كيف رأيك يا أبا النجم
في النساء قال ما لهن عندي خير ما أنظر إليهن إلا شزرا وينظرن إلي خزرا (2) قال فما
ظنك يا أمير المؤمنين قال ظني بنفسي قال لا علم لك يا أبا النجم ثم أرسل إلى جوار له
فسألهن عما ظن أبو النجم فقلن يا أمير المؤمنين وما علم هذا ثم أقبلن على أبي
النجم فقلن يا أعرابي أتقول هذا لأمير المؤمنين وليس منا امرأة تصلي إلا بغسل منه
قال هشام يا أبا النجم دونك هذه الجارية لواحدة منهن فأخذ بيدها ثم أمره أن يغدوا عليه
بخبرها فغدا عليه ولم يصنع شيئا فلما رآه قال ما صنعت يا أبا النجم قال ما صنعت
شيئا ولقد قلت في ذلك شعرا قال وما هو قال قلت
نظرت فأعجبها الذي في درعها * من حسنه ونظرت في سرباليا
فرأت لها كفلا ينوء (4) بخصرها * وعثا روادفه وأجثم ناتيا (5)
ضيقا يعض بكل عرد ناله * كالقصب أو ضرع يرى متجافيا
ورأيت منتشر العجان (6) مقلصا * رخوا حمائله (7) وجلدا باليا
أدني له الركب (8) الحليق كأنما * أدني إليه عقاربا وأفاعيا
إن الندامة والسدامة فاعلمن (9) * لو قد صبرتك للمواسي خاليا
ما بال (10) رأسك من ورائي خالفا * أحسبت أن حر الفتاة ورائيا

(1) بالأصل: الجيلي، والمثبت عن ت.
(2) الخبر والشعر في طبقات الشعراء لابن سلام 2 / 745 والأغاني 10 / 158 (ط. مصورة دار الكتب).
(3) النظر الشزر: النظر بجانب العين في إعراض.
والنظر الخزر: بإسكان الزاي، الذي فيه كبر واستخفاف للمنظور إليه.
(4) الأغاني: يميل.
(5) في الأغاني: وأجثم جاثيا.
(6) العجان: القضيب الممدود من الخصية إلى الدبر.
(7) في الأغاني: مفاصله.
(8) الركب: بالتحريك: الفرج.
(9) بالأصل وت: " فاعلمي " والمثبت عن الأغاني.
(10) الأصل: " ما بالك رأسك " والمثبت عن ت والأغاني.
354

فاذهب فإنك ميت لا ترتجى * أبد الأبيد ولو عمرت لياليا
أنت الغرور إذا خبرت وربما * كان الغرور لمن رجاه شافيا *
فضحك منه هشام وأمر له بجائزة وقال أيضا (1)
* الحمد لله الوهوب المجزل * أعطى فلم يبخل ولم يبخل
كوم الذرى من خول المخول * تبقلت من أول التبقل
بين رماحي مالك ونهشل * يدفع عنها الغر جهل الجهل *
يعني مالك بن ضبيعة بن قيس ونهشل بن دارم ويروى عن أبي النجم أنه قال بين
رماحي مالك وهم حي من بني تيم الله ونهشل من بني عجل
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن المسلم عنه أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت حدثنا أبو بكر
محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو العيناء عن الأصمعي قال كان أبو عمرو بن العلاء
يقول أشعر أرجوزة قالتها العرب قول أبي النجم العجلي
الحمد لله الوهوب المجزل * أعطى فلم يبخل ولم يبخل
قال ولم أر أسير منها لم أر غريبا (2) إلا وهو ينشدها أو بعضها
أخبرنا أبو العز السلمي مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا
المعافى بن زكريا القاضي (3) حدثني عبد الله (4) بن محمد بن جعفر الأزدي حدثنا أبو
العباس أحمد بن يحيى النحوي قال كان رجل من عنزة دعا رؤبة بن العجاج فأطعمه وسقاه
وأنشده فخره على عنزة (5) فساء ذلك العنزي فقال لغلامه سرا اركب فرسي وجئني بأبي
النجم فطلبه فجاء به وعليه جبة خز وبت (6) من غير سراويل فدخل وأكل وشرب ثم قال
العنزي أنشدنا يا أبا النجم ورؤبة لا يعرفه فانتحى في قوله

(1) الرجز في الأغاني 10 / 150 و 151 وطبقات الشعراء للجمحي ص 201 والشعر والشعراء ص 383.
(2) كذا رسمها بالأصل وت: " غريبا " وفي المختصر: " عربيا ".
(3) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 367 - 368.
(4) كذا بالأصل وت، وفي الجليس الصالح: عبيد الله.
(5) بالأصل وت: " على ربيعة " والمثبت عن الجليس الصالح.
(6) البت: كساء غليظ من صوف أو وبر.
355

* الحمد لله الوهوب المجزل
حتى بلغ
تبقلت من أول التبقل *
بين رماحي مالك ونهشل
قال القاضي (1) ثنى أبو النجم في قوله بين رماحي لأن رماح الفريقين وإن كان
جمعا جملتان كما قال الشاعر
ألم يحزنك إن جبال قيس * وتغلب قد تباينتا انقطاعا *
وقد قال الله تعالى " هذا ن خصمان اختصموا (2) " وقال جل ذكره " سنفرغ لكم
أيها الثقلان " (3) فثنى وجمع على ما فسرناه فقال له رؤبة إن نهشلا بن مالك يرحمك الله
فقال له يا بن أخي إن الناس أشباه إنه ليس مالك بن حنظلة إنه مالك بن ضبيعة قال
فخزي رؤبة وحيي من غلبة أبي إياه ثم أنشده أبو النجم فخره على تميم فاغتم رؤبة وقال
لصاحب البيت لا يحبك قلبي أبدا
قال القاضي
والبت الكساء ويجمع بتوتا
قال الشاعر وقد ذكر إن رؤبة ذوكر بالأراجيز فقال
وقد ذكر أبو النجم قصيدته تلك لعنها الله يعني هذه اللامية لاستجادته إياها وغضبه
منها وحسده عليها
قال وأنبأنا المعافى (4) حدثنا المظفر بن يحيى بن أحمد حدثني أبو العباس أحمد بن
محمد بن عبد الله بن بشر المرثدي (5) أخبرني أبو إسحاق الطلحي حدثنا المازني حدثنا
الأصمعي حدثني أبو سليم العلاء قال قلت لرؤبة كيف رجز أبي النجم عندكم قال
لاميته تلك عليها لعنه الله قال فإذا هي قد غاظته وبلغت منه

(1) يعني: المعافى بن زكريا الجريري، راوي الخبر.
(2) سورة الحج، الآية: 19.
(3) سورة الرحمن، الآية: 31.
(4) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح 2 / 369.
(5) كذا بالأصل وت، وفي الجليس الصالح: المرشدي.
356

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد حدثنا عبد الوهاب بن علي أنبأنا أبو الحسن
الطاهري قال قرئ على أبي بكر الختلي أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن سلام
الجمحي (1) قال
وكان أبو النجم ربما قصد فأجاد ولم يكن كغيره من الرجاز الذين لم يحسنوا أن
يقصدوا وكان صاحب فخر وبذخ وهو الذي يقول
علق الهوى بحبائل الشعثاء * والموت بعض حبائل الأهواء
للشم عندي بهجة وملاحة * وأحب بعض ملاحة الذلفاء
وأرى البياض على النساء جهارة * والعتق نعرفه على الأدماء
والقلب منه لكلهن مودة * إلا لكل دميمة زلاء
فلئن فخرت بوائل لقد ابتنيت * يوم المكارم فوق كل بناء
ولئن خصصت بني لجيم إنني * لأخص مكرمة وأهل غناء
قوم إذا نزل القطيع تحملوا * حسن الثناء وأعظم الأعباء
ليست مجالسنا تقر لقائل * زيغ الحديث ولا نثا الفحشاء *
قال وحدثنا ابن سلام (2) حدثني يونس قال وحدثني أبي ببعض هذه الحديث قال
اجتمع الشعراء عند سليمان بن عبد الملك فأمرهم أن يقول كل رجل منهم قصيدة يذكر فيها
مآثر قومه ولا يكذب ثم جعل لمن برز منهم جارية مولدة فأنشدوه وأنشد أبو النجم
حتى أتى على قوله
عدوا كمن ربع الجيوش لصلبه (3) * عشرون وهو يعد في الأحياء *
قال أشهد إن كنت صادقا إنك لصاحب الجارية فقال أبو النجم سل الملأ عن ذلك
يا أمير المؤمنين فقال الفرزدق أما أنا فأعرف منه ستة عشر ومن ولد ولده أربعة كلهم قد
ربع فقال سليمان ولد ولده هم ولده ادفع إليه الجارية
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس ونقلته من خطه أنبأنا أبو منصور عبد المحسن بن

(1) الخبر والشعر في طبقات الشعراء ص 201 - 202.
(2) الخبر في طبقات الشعراء ص 202 والأغاني 10 / 153 - 154.
(3) كذا صدره بالأصل وت وطبقات ابن سلام، وفي الأغاني:
منا الذي ربع الجيوش لظهره
357

محمد بن علي أنبأنا أبو يعلى شعبة بن أحمد بن محمد الوراق الحكيمي أنبأنا أبو يعقوب
يوسف (1) بن يعقوب بن إسماعيل بن خرزاد النجيرمي أنشدني أبو الجود العروضي أنشدني
جحظة لأبي النجم (2)
* جارية إحدى بنات الزط * (3)
كأن تحت درعها المنحط * (4)
شطا رميت فوقه بشط *
ضخم القذال حسن المخط
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد أنبأنا محمد (5) بن أحمد بن محمد بن
الحسين بن عبد العزيز أنبأنا أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم الشلحي بعكبرا أنبأنا أبو
الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني أخبرني عمي حدثني هبة الله بن إبراهيم بن
المهدي حدثني يوسف بن إبراهيم قال ذكرت لي عريب أن لعلية بنت المهدي صنعة في
شعر عدة من الشعراء وصنعت في أرجوزة لأبي النجم وهي
* تضحك عما لو شفت منه شفا *
عن برد قد طله برد الندى *
اعر بحلوا (6) عن عشى العين العشا *
كحل بعيني كل كهل وفتى *
إن في فؤادي لا تصليه الرقي
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر

(1) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 259 و 17 / 441.
(2) الرجز في الأغاني 10 / 154 - 155 باختلاف بعض الألفاظ.
(3) الزط: جيل أسود من السند.
(4) روايته في الأغاني:
كأن تحت ثوبها المنعط.
(5) في ت: " محمد بن محمد بن أحمد " وهو الصواب، قارن مع ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 /
392.
(6) كذا رسمها بالأصل وت.
358

بالله (1) سنة ثمان وثلاثين وأربع مائة قال
وقال عبد الملك بن بشر بن مروان لأبي النجم العجلي ذات يوم صف لي فهودي هذه
فارتجز بديها (2)
* إنا نزلنا خير منزلات *
بين الحميرات المباركات *
في لحم وحش وحباريات (3) *
وإن أردنا الصيد واللذات (4) *
جاء مطيعا لمطاوعات (5) *
علمن أو قد كن عالمات *
فسكن الطرف بمطرفات (6)
* تريك آثارا مخططات
أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو يعلى بن الفراء أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن
سعيد بن إسماعيل حدثنا أبو علي الحسين بن القاسم بن جعفر الكوكبي حدثنا غسان
البصري أنبأنا العلاء بن سماعة اللحياني عن ابن أبي طرفة قال (7) أجرى هشام بن عبد
الملك خيلا في الحلبة فسبق له فرسان فأمر الشعراء أن يقولوا فسألوه أن يؤخرهم فقال
الفرات العجلي من سألك (8) فعندي من ينقذك قال ومن هو قال أبو النجم
فدعا به فقال قل في هذين الفرسين قال قد قلت فأنشده
قد مد للغراء فينا ذكرها *
قوائم عوج أطعن أمرها *

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 621.
(2) الخبر والرجز في الشعر والشعراء ص 384 والأغاني 10 / 160.
(3) الحباريات واحدها حبارى، ضرب من الطيور يضرب به المثل لحمقه وبلاهته.
(4) في الأغاني: ذا اللذات.
(5) الشعر والشعراء: جاء مطيع بمطاوعات.
(6) الشعر والشعراء: فسكر الطرق بمطرقات.
(7) الخبر والشعر في الشعر والشعراء ص 383 - 384.
(8) اللفظة غير مقروءة بالأصل وت وصورتها: " السسة ".
359

هن جعلن الأربعين حضرها *
وما نسينا بالطريق مهرها *
حين نقيس ضبره وضبرها (1) *
والماء يعلو نحره ونحرها *
ملبونه شد المليك أسرها *
أسفلها وبطنها وظهرها *
غراء ما يسبق بحر بحرها *
ما يأخذ الحلية إلا سؤرها *
قد كاد هاديها يكون شطرها
(يصف طولها الأربعين غلوها * (2) *
5625 الفضل بن محمد بن عبد الله
ابن الحارث بن سليمان
أبو العباس الباهلي الأنطاكي العطار الأحدب (3)
سمع بدمشق دحيما وهشام بن عمار وأحمد بن أبي الحواري والوليد بن عتبة
وروى عنهم وعن محمد بن هشام بن أبي خيرة (4) ومحمد بن منصور الطوسي ومحمد
ابن عبد الرحمن بن سهم (5) ومحمد بن محمد بن إدريس الشافعي وحامد بن يحيى
البلخي وإبراهيم بن موسى النجاد وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ومحمد بن الوليد
ابن أبان القرشي وعقبة بن مكرم وعمرو بن عثمان وكثير بن عبيد الحذاء والمسيب بن

(1) في الشعر والشعراء:
حين نقيس قدره وقدرها
وضبره إذا أوعثا وضبرها
(2) بالأصل وت: غلوها.
(3) ترجمته في ميزان الاعتدال 3 / 358 ولسان الميزان 4 / 448 والكامل لابن عدي 6 / 17.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 295.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 488.
360

واضح ومسلم بن عبد الملك بن محمد الحضرمي وعيسى (1) بن هلال السليحي وعيسى
ابن سليمان الحجازي (1) والحسين (2) بن إسحاق الأنطاكي (2) والمؤمل بن يهاب
وسليمان بن سلمة الخبائري وعيسى بن محمد النحاس الرملي
روى عنه أبو بكر النقاش المقرئ وأبو حفص عمر بن علي العتكي الخطيب وأبو
علي الحسين بن علي الحافظ وأبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري الزاهد وأبو
الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ وأبو علي الحسن بن الحجاج الزيات
وأبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني وأبو القاسم علي بن محمد بن داود بن أبي الفهم
التنوخي (3) وأبو أحمد بن عدي وأبو سعيد بن الأعرابي وأبو علي محمد بن هارون بن
شعيب الأنصاري وقال كان ضعيفا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن
يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي (4) حدثنا الفضل بن محمد حدثنا محمد بن هشام بن أبي
خيرة حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال نهى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن القزع (5) [* * * *]
قال ابن عدي هذا حديث عن شعبة باطل لم نكتبه إلا عنه
قال وحدثنا أبو أحمد (6) قال وحدثنا الفضل حدثنا كثير الحذاء حدثنا بقية عن
إسحاق بن عبد الرحمن عن مكحول عن سمرة قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
لا نكاح إلا بولي وإذا أنكح (7) المرأة وليان فالأول أحق بالنكاح [* * * *]
قال ابن عدي وهذا حدثناه غيره عن كثير وليس فيه ولا نكاح إلا بولي زادنا فيه
الأحدب

(1) ما بين الرقمين استدرك على هامش ت.
(2) ما بين الرقمين سقط من ت.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 499.
(4) الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 17 - 18.
(5) القزع: هو أن يحلق رأس الصبي ويترك مواضع منه متفرقة غير محلولة.
(6) كذا بالأصل وت والمختصر، وفي ابن عدي: " وإذا نكح ".
361

قال ابن عدي (1) وللأحدب (2) غير ما ذكرت أحاديث عداد لا يتابعه الثقات عليه
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا مسدد بن علي
الأملوكي أنبأنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسن العتكي حدثنا أبو العباس الفضل بن
محمد بن عبد الله بن العطار الأحدب بأنطاكية سنة ست وثلاثمائة وتوفي يرحمنا الله وإياه
سنة سبع وثلاثمائة حدثنا أبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي
ثابت حدثنا خلف بن خالد العبدي حدثنا سليمان بن مسلم المكي عن ابن جريج عن ابن
أبي مليكة عن ابن عباس قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم)
من آتاه الله وجها حسنا واسما حسنا وجعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة
الله عز وجل [* * * *] ثم أنشأ ابن عباس يقول
أنت شرط النبي إذ قال يوما * اطلبوا الخير من حسان الوجوه *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل
أنبأنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال (3)
الفضل بن محمد بن عبد الله بن الحارث بن سليمان الباهلي أبو العباس الأنطاكي
الأحدب وكان أحد من كتبنا عنه بأنطاكية حدثنا بأحاديث لم نكتبها عن غيره وأوصل
أحاديث وسرق أحاديث وزاد في المتنون
قال وأنبأنا حمزة بن يوسف قال
الفضل بن محمد الأنطاكي الأحدب سمعت ابن عدي والدارقطني وغيرهما يقولون
إنه كذاب لا يستوي شيئا أو كلام هذا معناه
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري أنبأنا أبو تمام الواسطي وأبو الغنائم بن
الدجاجي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله أنبأنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب قال هذا ما وافقت عليه أبا الحسن الدارقطني من

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) بالأصل وت: والاحدب " تصحيف، والتصويب عن ابن عدي.
(3) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 17.
362

المتروكين فضل بن محمد بن العطار الأحدب حدثونا عنه كذاب وقال ابن بطريق
(1) وهو خطأ
5626 الفضل بن محمد بن المسيب
ابن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان
أبو محمد الشعراني البيهقي (2)
من رستاق نيسابور من قرية تسمى الريوذ (3)
سمع بدمشق أبا بكر عبد الله بن يزيد المقرئ وبمصر عبد الله بن صالح وبغيرها
حياة بن شريح وسنيد بن داود وأبا توبة الربيع بن نافع وسعيد بن الحكم بن أبي مريم
وسعيد بن كثير بن عفير ونعيم بن حماد وعبد الله بن محمد النفيلي وبالمدينة إسماعيل
ابن أبي أويس وإسحاق بن محمد الفروي وعيسى بن مينا قالون وأبا ثابت محمد بن عبيد
الله المديني وإبراهيم بن المنذر الحزامي وهارون بن محمد بن عبد الله بن عبيد
الأنصاري وسعيد بن منصور وبالعراق أحمد بن عبد الله بن يونس و (4) وضاح بن
يحيى النهشلي وعلي بن حكيم الأودي وأبا نعيم ضرار بن صرد وسليمان بن حرب
وسهل بن بكار وقيس بن حفص الدارمي وعمرو بن عون وغيرهم وبخراسان يحيى
ابن يحيى وهارون بن الأشعث البخاري وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيرهم
روى عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو العباس السراج وأبو عمرو أحمد بن محمد
الحيري وأبو حامد (5) أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي (6) وأبو الوفاء المؤمل بن
الحسن الماسرجسي (7) وابنه أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى وأبو الحسن
علي بن محمد بن سختويه وأبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو منصور محمد بن

(1) رسمها بالأصل وت: " مطر ".
(2) ترجمته في اللباب 2 / 199 وتذكرة الحفاظ 2 / 626 وميزان الاعتدال 3 / 358 وسير أعلام النبلاء 13 / 317 والعبر
للذهبي 2 / 69 والمنتظم لابن الجوزي 12 / 351 (ط بيروت).
(3) الريوذ: من معاملة بيهق كما في سير أعلام النبلاء.
(4) زيادة عن ت. وانظر سير أعلام النبلاء.
(5) اللفظة مطموسة في الأصل، وغير واضحة في ت، والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 /
37.
(6) إعجامها مضطرب بالأصل وت. راجع الحاشية السابقة.
(7) ضبطت عن اللباب، وهذه النسبة إلى ما سرجس، اسم جد.
363

القاسم العتكي وإبراهيم بن محمد بن حاتم الزاهد وأبو عبد الله محمد بن يعقوب
الحافظ وعلي بن حمشاذ (1) العدل وعبد الله بن محمد بن موسى الصيدلاني وأحمد بن
إسحاق بن إبراهيم الصيدلاني وأبو محمد عبد العزيز بن إسحاق الوراق وأبو الطيب محمد
ابن عبد الله بن المبارك وابن ابنه إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد
البيهقي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن
بالويه المزكي (2) أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى (3) حدثنا الفضل (4)
بن محمد بن المسيب الشعراني حدثنا أبو صالح (5) حدثني معاوية بن صالح عن أبي
حلبس يزيد بن ميسرة أنه قال
سمعت أبا الدرداء يقول سمعت أبا القاسم (صلى الله عليه وسلم) ما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها
يقول إن الله قال يا عيسى بن مريم إني باعث بعدك أمة أن أصابهم ما يحبون حمدوا
وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يا رب وكيف
يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم قال أعطيهم من حلمي وعلمي [* * * *]
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل يقول كنا نقول
ما بقي في الدنيا مدينة لم يدخلها الفضل في طلب الحديث إلا أندلس
(6) أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي (7) علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن
منجويه أنبأنا أبو أحمد (8) قال أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير

(1) بدون إعجام بالأصل وت، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
وهو علي بن حمشاذ بن سختويه بن نصر، أبو الحسن النيسابوري ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 398.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 241.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 23.
(4) أقحم بعدها بالأصل: " يحيى " وفي ت: يعني.
(5) يعني عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم، كاتب الليث، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 405.
(6) سير أعلام النبلاء 13 / 319.
(7) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(8) بالأصل وت: أبو محمد، تصحيف، والصواب ما أثبت، وهو محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو أحمد
الحاكم الكبير النيسابوري، صاحب كتاب الأسامي والكنى، والخبر ليس في القسم المطبوع منه، راجع ترجمته
في سير أعلام النبلاء 16 / 370.
364

ابن باذان بن نشيط بن يزيد النيسابوري البيهقي يروي عن أبي صالح الجهني وسعيد بن أبي
مريم رماه الحسين بن محمد بن زياد القباني (1) روى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو الوفاء
المؤمل بن الحسن الماسرجسي كناه ونسبه لي علي بن محمد بن سختويه وهو حدثني أن
الحسين سئل عنه فرماه بالكذب
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
قال
فضل بن محمد بن المسيب بن محمد بن هارون بن يزيد بن كيسان بن باذان وهو ملك
اليمن الذي أسلم بكتاب النبي (صلى الله عليه وسلم) الشعراني النيسابوري وكان يرسل شعره وهو من
(2) قرية بيهق وكان أديبا فقيها عابدا كثير الرحلة في طلب الحديث فهما عارفا بالرجال وسمع
بالشام أبا توبة الربيع بن نافع الحلبي وحياة بن شريح الحمصي وسنيد بن داود المصيصي
وطبقتهم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (3) قال
وأما الشعراني أي بالشين المعجمة والراء فضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن
زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان صاحب اليمن أبو محمد الشعراني كان يرسل شعره يقال
إنه لم يبق بلد لم يدخله في طلب الحديث إلا الأندلس سمع إسماعيل بن أبي أويس
وقالون وحياة بن شريح وسعيد بن أبي مريم والنفيلي ويحيى بن يحيى وابن الأعرابي
اللغوي وقرأ القرآن على خلف وكان عنده تاريخ أحمد بن حنبل عنه وتفسير سنيد بن
داود والسنن عن نعيم بن حماد والمغازي عن ابن المنذر سمع منه ابن خزيمة وأثنى (4)
عليه والسراج والمؤمل بن الحسن بن عيسى وخلق كثير توفي في سنة اثنتين وثمانين
ومائتين
قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم عن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد
أنبأنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الليثي البخاري قال سمعت أبا الحسن علي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 499.
(2) الزيادة للايضاح عن ت.
(3) الاكمال لابن ماكولا 4 / 571.
(4) كذا بالأصل: " وأثنى عليه "، وفي الاكمال: " وانتفى عليه ".
365

بن أبي بكر يقول سمعت مسعود بن علي السجزي يقول سألت الحاكم أبا عبد الله الحافظ
عن الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني فقال ثقة مأمون لم يطعن في حديثه بحجة (1)
أنبأنا أبو نصر القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله قال سمعت
أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول
قدم علينا الفضل بن محمد الشعراني أول قدماته سنة خمس وستين وكتبنا عنه ثم قدم
سنة اثنتين وسبعين فنزل بجنجروذ (2) فكان أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يتولى
الانتخاب عليه بنفسه (3)
قال وأنبأنا الحاكم قال سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل يقول توفي جدي
في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائتين (4)
5627 الفضل بن محمد
أبو المعالي الهروي الفقيه
قدم دمشق وحدث بها عن أبي الحسن محمد بن يحيى
روى عنه علي الحنائي وعبد العزيز الكتاني (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني (5) أنبأنا أبو المعالي فضل بن
محمد الهروي الفقيه حدثنا أبو الحسن محمد بن يحيى حدثنا أبو الفضل حدثنا محمد بن
علي بن موسى حدثنا أبو علي أحمد بن علي الخزرجي حدثنا أبو الصلت الهروي قال
كنت مع علي بن موسى الرضا فدخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء أو أشهب قال
أبو الصلت الشك مني وقد عدوا في طلبه فتعلقوا بلجامه وفيهم ياسين بن النضر قالوا
يا بن رسول الله بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك فأخرج رأسه من

(1) سير أعلام النبلاء 13 / 319 وتذكرة الحفاظ 2 / 627.
(2) جنجروذ بفتح الجيمين وضم الراء وسكون الواو وذال معجمة من قرى نيسابور، وهي كنجروذ. (معجم
البلدان).
(3) سير أعلام النبلاء 13 / 319.
(4) سير أعلام النبلاء 13 / 319 وانظر ميزان الاعتدال 3 / 358.
(5) في الموضع الأول بدون إعجام بالأصل، وفي الموضع الثاني: الكناني، تصحيف.
366

العمارية (1) فقال حدثني أبي الرجل الصالح موسى بن جعفر حدثني أبي الصادق جعفر بن
محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن (2) الحسين حدثني أبي الحسين
ابن علي حدثني أبي علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
سمعت جبريل يقول قال الله عز وجل أنا الله الذي لا إله إلا أنا يا عبادي فمن جاء
منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني ومن دخل في حصني أمن
عذابي [* * * *]
أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أنبأنا أبو بكر أميرك
ابن أبي أحمد محمد بن أحمد بن علي بن أحمد البزار الكتبي أنبأنا الأستاذ أبو بكر الحسن
ابن محمد بن حبيب المفسر حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حفدة العباس بن
حمزة حدثنا أبو العباس عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة حدثني أبي حدثنا
علي بن موسى الرضا حدثني أبي (3) موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني
أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي
علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول الله لا إله إلا الله حصني فمن دخله
أمن عذابي [* * * *]
5628 الفضل بن مروان (4)
أبو العباس البرداني (5) الوزير
ولي الوزارة للمعتصم وقدم معه دمشق أيضا وقدم دمشق أيضا مع المتوكل وكان
كاتبا للسيدة أم (6) المتوكل
حدث عن علي بن عاصم
وحكى عن المأمون وعن أم جعفر أمة العزيز بنت جعفر بن أبي جعفر المعروفة بزبيدة

(1) العمارية: هودج يجلس فيه (المختصر، حاشية 1).
(2) زيادة لازمة للايضاح.
(3) بالأصل: " أبو " تصحيف.
(4) أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس)، والكامل في التاريخ (الفهارس) النجوم الزاهرة 2 / 332 ووفيات الأعيان 4 /
45 وسير أعلام النبلاء 12 / 83 وشذرات الذهب 83 ومواضع متفرقة من الوزراء والكتاب للجهشياري، والأعلام للزركلي
5 / 151.
(5) البردان: بالتحريك، عدة مواضع (راجع معجم البلدان).
(6) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
367

حكى عنه محمد بن يزيد المبرد والحسين بن يحيى وسليمان بن وهب الكاتب
وأبو جعفر أحمد بن عمر الأخباري والقاسم بن سعيد الكاتب وأبو (1)
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن علي الصيمري حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني حدثني
أحمد بن محمد المكي حدثنا أبو جعفر أحمد بن عمر الأخباري الكاتب حدثنا الفضل بن
مروان قال
مضيت مع المعتصم إلى علي بن عاصم ليسمع منه فقال علي بن عاصم حدثنا عمرو
ابن عبيد وكان قدريا فقلت لم تروي عنه فالتفت على المعتصم فقال ألا ترى كاتبك
هذا يشغب علينا قال وهذا في إمارة المعتصم قبل أن يلي الخلافة
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران المرزباني
حدثني محمد بن يحيى حدثنا الحسين بن يحيى قال سمعت الفضل بن مروان يقول
كان المعتصم يختلف إلى علي بن عاصم المحدث وكنت أمضي معه إليه فقال
يوما حدثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقال له المعتصم يا أبا الحسن أما يروى أن القدرية
مجوس هذه الأمة قال بلى قال فلم تروي عنه قال لأنه ثقة في الحديث صدوق
قال فإن كان المجوسي ثقة فما تقول أتروي عنه فقال له علي أنت شغاب يا أبا إسحاق
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن
بكران الهاشمي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن بكران وأبو منصور بن
عبد العزيز العكبري وأبو محمد وأبو الغنائم ابنا أبي عثمان وأبو بكر محمد بن هبة الله بن
الحسن وأبو الحسن علي بن المقلد البواب وأبو منصور عبيد الله بن عثمان بن محمد بن
دوست المعروف بابن الشوكي
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان
قالوا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم الغضائري (2) أنبأنا
أبو بكر محمد بن يحيى الصولي أنبأنا المبرد حدثني محدث عن الفضل بن مروان قال

(1) غير مقروءة بالأصل.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 327.
368

ودخل بعض الفقهاء على المأمون بالرقة وهو مع الرشيد فتمثل
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه * وتغرس إلا في منابتها النخل *
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين (1) حدثني علي بن سليمان الأخفش
ومحمد بن خلف بن المرزبان قالا حدثنا محمد بن يزيد النحوي حدثنا الفضل بن مروان
قال
لما دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون وقد ظفر به كلمه إبراهيم بكلام كان سعيد
ابن العاص كلم به معاوية بن أبي سفيان في سخطة سخطها عليه واستعطفه به وكان (2)
المأمون يحفظ الكلام فقال له المأمون هيهات يا إبراهيم هذا كلام سبقك به فحل بني
العاص بن أمية وقارحهم سعيد بن العاص وخاطب به معاوية فقال له إبراهيم (3) مه يا أمير
المؤمنين وأنت أيضا إن غفرت (4) فقد سبقك فحل بني حرب وقارحهم إلى العفو فلا
تكن حالي في ذلك أبعد من حال سعيد عند معاوية فإنك أشرف منه وأنا أشرف من سعيد
أنا أقرب إليك من سعيد إلى معاوية وإن أعظم الهجنة أن تسبق أمية هاشما إلى مكرمة
فقال صدقت يا عم (5) وقد عفوت عنك
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب حدثني أبو الحسين
محمد بن علي بن محمد بن مخلد الوراق وأبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال
قالا حدثنا أحمد بن عمران زاد الخلال الكاتب ثم اتفقا قال حدثنا صالح بن محمد
حدثني صدقة بن محمد يعني أخاه حدثني محمد بن عبد الله بن عمرو البجلي أخبرني
عبد الله بن علي بن سالم قال سمعت الفضل بن مروان يقول علمان نظرت فيهما
وأنعمت النظر فلم أرهما يصحان (6) النجوم والسحر (7)

(1) رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 10 / 124 في أخباره إبراهيم بن المهدي.
(2) زيادة عن ت والأغاني.
(3) بالأصل وت وأصل الأغاني: " فقال له إبراهيم: فكان معه يا أمير المؤمنين " وكلمة " فكان " لا مكان لها ولا ضرورة
لها في الكلام.
(4) كذا بالأصل وت والمختصر، وفي الأغاني: عفوت.
(5) تقرأ بالأصل وت: " عمر " وقد شطبت في ت، وكتب على هامشها: يا عم.
(6) بدون إعجام بالأصل وت، ورسمها بالأصل: " بصحان " والتصويب سير أعلام النبلاء.
(7) كذا بالأصل وت، والخبر في سير أعلام النبلاء 12 / 84 وفيها: السحر والنحو.
369

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا
عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر (1) أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا
أبو جعفر الطبري (2) قال
ذكر أن الفضل بن مروان وهو رجل من أهل البردان كان متصلا برجل من العمال
يكتب له وكان حسن الخط ثم صار مع كاتب كان للمعتصم يقال له يحيى الجرمقاني
وكان الفضل بن مروان يخط بين يديه فلما مات الجرمقاني صار الفضل في موضعه وكان
يكتب للفضل علي بن حسان الأنباري فلم يزل كذلك حتى بلغ المعتصم الحال التي بلغها
والفضل كاتبه ثم خرج معه (3) إلى معسكر المأمون ثم خرج معه (4) إلى مصر فاحتوى
على أموال مصر ثم قدم الفضل قبل موت المأمون بغداد ينفذ أمور المعتصم ويكتب على
لسانه ما أحب حتى قدم المعتصم خليفة فصار الفضل صاحب الخلافة وصارت الدواوين
كلها تحت يديه وكنز الأموال وقدم أبو إسحاق حين دخل بغداد يأمره بإعطاء المغني
والملهي (5) فلا ينفذ الفضل ذلك فثقل على أبي إسحاق
فحدثني إبراهيم بن جهروية (6) أن إبراهيم المعروف بالهفتي وكان مضحكا أمر له
المعتصم قال فتقدم إلى الفضل بن مروان في إعطائه فلم يعطه الفضل شيئا مما أمر له به
المعتصم فبينا الهفتي (7) يوما (8) عند المعتصم بعدما بنيت داره التي ببغداد واتخذ له فيها
بستان قام المعتصم يتمشى في البستان ينظر إليه وإلى ما فيه من أنواع الرياحين والغروس
ومعه الهفتي وكان الهفتي يصحب المعتصم قبل أن تفضي إليه الخلافة فيقول له فيما يداعبه
والله لا نفلح أبدا وكان الهفتي (9) رجلا مربوعا والمعتصم رجلا معرقا (10) خفيف اللحم
فجعل المعتصم يسبق الهفتي (9) في المشي فإذا تقدمه ولم ير الهفتي (9) معه التفت إليه فقال

(1) " ابن زبر " غير مقروءة بالأصل والمثبت عن ت.
(2) رواه الطبري في تاريخه 9 / 18 حوادث سنة 220.
(3) بالأصل وت والمختصر: منها، والمثبت عن تاريخ الطبري.
(4) زيادة عن ت وتاريخ الطبري.
(5) مطموسة بالأصل، والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
(6) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل وت، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(7) اللفظة مضطربة هنا بالأصل وت.
(8) اللفظة مطموسة بالأصل، والمثبت عن ت وتاريخ الطبري.
(9) تقرأ بالأصل: " اللهفتي " واللفظة تقرأ في ت: " المبفتي ".
(10) المعرق: الخفيف اللحم.
370

ما لك لا تمشي يستعجله المعتصم ليلحق به فلما كثر ذلك من المعتصم على الهفتي قال له
الهفتي مداعبا له كنت أصلحك الله أراني أماشي خليفة ولم أكن أراني أماشي فيجا (1)
والله لا أفلحت فضحك ك منها المعتصم وقال ويحك وهل بقي من الفلاح شئ لم
أدركه أبعد الخلافة تقول لي هذا فقال له الهفتي أتحسب أنك قد أفلحت الآن إنما لك
من الخلافة الاسم والله ما يجاوز أمرك أذنيك وإنما الخليفة الفضل بن مروان الذي يأمر
فينفذ أمره من ساعته فقال المعتصم وأي أمر لا ينفذ لي فقال له الهفتي أمرت لي بكذا
وكذا منذ شهرين فما أعطيت بما أمرت به منذ ذاك حبة
قال فاحتجنها على الفضل المعتصم حتى أوقع به
فلما كانت سنة تسع عشرة ومئتين وقيل سنة (2) عشرين ومائتين وذلك عندي خطأ
خرج المعتصم يريد القاطول (3) ويريد البناء بسامرا فصرفه كثرة زيادة دجلة فلم يقدر على
الحركة فانصرف إلى بغداد إلى الشماسية (4) ثم خرج بعد فلما صار بالقاطول غضب على
الفضل بن مروان وأهل بيته في صفر وأمرهم برفع ما جرى على أيديهم وأخذ الفضل وهو
مغضوب عليه في عمل حسابه فلما فرغ الحساب لم يناظر وأمر بحبسه وأن يحمل إلى
منزله ببغداد وحبس أصحابه وصير مكانه محمد بن عبد الملك الزيات فنفي الفضل إلى
قرية في طريق الموصل يقال لها السن فلم يزل بها مقيما
فذكر أن المعتصم لما استوزر الفضل بن مروان حل من قلبه (5) المحل الذي لم يكن
أحد يطمع في ملاحظته فضلا عن منازعته ولا في الاعتراض في أمره ونهيه وإرادته
وحكمه فكانت هذه صفته حتى حملته الدالة وحركته الحرمة على خلافة في بعض ما كان
يأمر به ومنعه (6) ما كان يحتاج إليه من الأموال في مهم أموره
فذكر عن ابن أبي داود قال كنت أحضر المعتصم وكثيرا ما كنت أسمعه يقول للفضل
احمل إلي كذا وكذا فيقول ما عندي فيقول احتلها من وجه فيقول من أين احتالها

(1) الفيج: رسول السلطان على رجله (معرب).
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن ت وتاريخ الطبري، ومكان هذه الزيادة بالأصل: " ست و ".
(3) القاطول: اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة، وهو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر، (معجم البلدان).
(4) الشماسية: بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم سين مهملة: مجاورة لدار الروم التي في أعلى مدنية بغداد (معجم البلدان).
(5) كذا بالأصل وت والمختصر، وفي تاريخ الطبري: من قبله.
(6) الأصل: " ويمنعه " والمثبت عن ت وتاريخ بغداد.
371

ومن يعطيني هذا القدر من المال وعنده من أجده فكان ذلك يسوءه وأعرفه في وجهه فلما
كثر هذا من فعله ركبت إليه يوما فقلت له مستخليا به يا أبا العباس إن الناس يدخلون بيني
وبينك بما أكره وتكره وعلى ذلك فما أدع نصيحتك وأداء ما يجب علي في الحق لك وقد
أراك كثيرا مما ترد على أمير المؤمنين أجوبة غليظة تمرضه وتقدح في قلبه والسلطان لا
يحمل هذا لابنه لا سيما إذا كثر ذلك وغلظ قال وما ذاك يا أبا عبد الله قلت أسمعه
كثيرا ما يقول لك نحتاج إلى كذا وكذا من المال فنصرفه في وجه كذا وكذا فتقول من
يعطيني هذا وهذا ما لا يحتمله الخلفاء قال فما أصنع إذا طلب مني ما ليس عندي قلت
تصنع أن تقول نحتال في ذلك بحيلة فتدفع عنك إلى أن يتهيأ وتحمل إليه بعض ما يطلب
وتسوفه بالباقي قال نعم أفعل وأصير إلى ما أشرت به قال فوالله لكأني كنت أغريه
بالمنع فكان إذا عاود مثل ذلك من القول عاد إلى ما يكره من الجواب قال فلما كثر
ذلك عليه دخل يوما عليه وبين يديه حزمة نرجس غض فأخذها المعتصم فهزها ثم قال
حياك الله يا أبا العباس فأخذها الفضل بيمينه وسل المعتصم خاتمه من إصبع يساره وقال له
بكلام خفي أعطني خاتمي فانتزعه من يده ووضعه في يد ابن عبد الملك
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الحاكم أبو عبد الله قال
سمعت أبا منصور يعني محمد بن عبد الله بن حمشاد (1) الأديب يقول سمعت بعض أهل
الأدب يذكر أن الفضل بن مروان خرج يوما فرأى مكتوبا في حائط داره * (2)
تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر * فبتلك كان الفضل والفضل والفضل
ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم * أبادهم (3) التنكيل والحبس والقتل
وإنك قد أصبحت في الناس لعبة * ستودي كما أودى الثلاثة من قبل *

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 498.
(2) الأبيات في وفيات الأعيان 4 / 45 وقال في مناسبتها أنه كان قد جليس يوما لقضاء أشغال والناس ورفعت إليه قصص
العامة، فرأى جملتها رقعة مكتوبا فيها.
وشذرات الذهب 2 / 122 وسير الاعلام 12 / 85 الأول والثاني.
(3) في وفيات الأعيان: أبادتهم الأقياد والحبس والقتل
وفي سير الاعلام:
أبادتهم الأقياد والحبس والقتل
ونقل ابن خلكان نقلا عن المرزباني والزمخشري أن هذه الأبيات للهيثم بن فراس السامي.
372

وإنما عنى الفضل بن يحيى بن خالد (1) والفضل بن سهل (2) والفضل بن الربيع (3)
فإنهم درجوا قبل الفضل بن مروان
ذكر ابن عبدوس في كتاب الوزراء أن في الفضل بن مروان يقول محمد بن عبيد الله (4)
العروضي ويكنى أبا بكر من حضرموت اليمن
لا تغبطن أخا دنيا بمقدرة * فيها وإن كان ذا عز وسلطان
يكفيك من حادثات الدهر ما صنعت * حوادث الدهر بالفضل بن مروان
إن الليالي لم تحسن إلى أحد * إلا أساءت إليه بعد إحسان
العيش حلو ولكن لا بقاء له * جميع ما الناس فيه زائل فاني *
ذكر أبو الحسين محمد بن أحمد بن القواس الوراق أن الفضل بن مروان مات ليلة
الجمعة لعشر بقين من شوال سنة خمسين ومائتين بسر من رأى (5)
5629 الفضل بن النجم بن ضبارة
أبو العباس اللخمي البصري
ويعرف بأخي (6) بحشل
قدم دمشق وحدث بها عن أبي عمر عبد الرحمن بن أبي قرصافة العسقلاني
روى عنه أبو الطيب الحوراني
قرأت بخط عبد الوهاب الميداني حدثني أبو هاشم حدثني أبو الطيب محمد بن
حميد بن محمد بن سليمان الحوراني (7) حدثنا أبو العباس الفضل بن النجم بن ضبارة
اللخمي البصري أخو بحشل قدم علينا بدمشق قال كتب إلي عمرو عبد الرحمن بن

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 91 رقم 29.
(2) هو الفضل بن سهل السرخسي أبو العباس الفارسي ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 99 رقم 2.
(3) هو الفضل بن الربيع بن يونس الأمير، حاجب الرشيد، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 109 رقم 8.
(4) كذا بالأصل وت: " عبيد الله " وفي المختصر: عبد الله.
(5) في مقدار عمره أقوال: بلغ التسعين كما في سير أعلام النبلاء وفي وفيات الأعيان: عمره ثمانون سنة، وفي كتاب
الفهرست لابن النديم ص 127: عاش ثلاثا وتسعين سنة.
(6) الأصل: " بأبي بحشل " والمثبت عن ت.
(7) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 432.
373

أبي قرصافة العسقلاني حدثنا محمد بن عمر البلخي قال الشيخ يعني ابن حميد وحدثنا
أبو الحسن نصر بن عبد الله بسامرى مولى بني هاشم حدثنا محمد بن عمر البلخي حدثنا
محمد بن حبيب الأصبهاني حدثنا ميمون بن مهران القمي عن داود الدمشقي حدثنا زادان
عن سلمان قال
أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت بأبي وأمي يا رسول الله إني سائلك فذكر الحديث وهو
حديث منكر جدا
374

" ذكر من اسمه (1) فضيل (2) "
5630 فضيل بن عياض بن مسعود بن بشر
أبو علي التميمي ثم اليربوعي الخراساني المروزي الزاهد (3)
روى عن منصور بن المعتمر والأعمش وحصين بن عبد الرحمن وعطاء بن
السائب ومسلم بن الأعور وأبان بن أبي عياش وفطر بن خليفة وليث بن أبي سليم
وسفيان الثوري وهشام بن حسان ويحيى بن عبيد الله بن موهب ومطرح بن يزيد
وسليمان بن طرخان التيمي وأشعث بن سوار وأبي هارون العبدي وعوف بن أبي جميلة
الأعرابي ومجالد بن سعيد وبيان بن بشر وسليمان بن فيروز الشيباني
روى عنه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومحمد بن إدريس الشافعي وعبد الله
ابن المبارك المروزي وأبو عبد الله الحسين (4) بن علي الجعفي وأحمد بن عبد الله بن
يونس والحميدي ومحمد بن يحيى بن أبي عمرو وأحمد بن عبدة (5) ويحيى بن سعيد
القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومؤمل بن إسماعيل وعبد الله بن وهب المصري وأسد

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) فضيل بالتصغير.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 105 وتهذيب التهذيب 4 / 503 وميزان الاعتدال 3 / 361 وحلية الأولياء 8 / 84
والتاريخ الكبير 7 / 123 والجرح والتعديل 7 / 73 وصفوة الصفوة 2 / 134 وتذكرة الحفاظ 1 / 245 والعبر 1 /
298 ووفيات الأعيان 4 / 47 وسير أعلام النبلاء 8 / 421 وشذرات الذهب 1 / 361.
(4) بالأصل: الحسن، تصحيف، والتصويب عن ت وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(5) أقحم بعدها بالأصل: " ويحيى بن عبد الله بن يونس الحميدي، ومحمد بن يحيى " والمثبت يوافق العبارة في ت،
وانظر أسماء الرواة عنه في تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
375

بن موسى السنة وثابت بن محمد العابد ويحيى بن صالح الوحاظي ومسدد بن مسرهد
ويحيى بن عبد الحميد الحماني ويحيى بن يحيى النيسابوري وقتيبة بن سعيد ويعقوب بن
أبي عباد ويحيى بن طلحة اليربوعي وعبد الحميد بن صالح البرجمي وسويد بن سعيد
الحدثاني وإبراهيم بن محمد الشافعي ومحمد بن زنبور المكي ومحمد بن عيسى بن
الطباع ومحمد ابن أبي السري العسقلاني وإبراهيم بن الأشعث وغيرهم
وقدم الشام
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي وأبو سعد أحمد بن محمد بن
البغدادي وأبو عبد الله محمد بن أبي الفتح بن طاهر الشحاد (!) وأبو بكر المفضل (2) بن
إسماعيل بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب وأم النجم فاطمة بنت أحمد بن عبد الله
السوذرجانية بأصبهان قالوا أنبأنا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد بن أحمد
الكوسج أنبأنا عمي الحسين بن أحمد بن جعفر الكوسج أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن
السندي بن علي بن بهرام حدثنا أبو عبد الله محمد بن زياد بن عبد الله الزيادي حدثنا
الفضيل بن عياض أبو علي عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق وجع كيوم ولدته أمه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي
أنبأنا عبد الله بن محمد حدثنا داود بن عمرو حدثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن
حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني قال سمعت علي بن أبي طالب يقول قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
من كذب علي معتمدا فليتبوأ مقعده من النار [* * * *]
وأشهد أنه مما كان يسر إلي لتخضبن هذه من هذه وأشار إلى لحيته ورأسه [* * * *]
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا أبو طاهر عبد الكريم بن عبد
الرزاق بن عبد الكريم أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي قال سمعت عبد الصمد بن يزيد مردويه الصائغ
يقول سمعت فضيلا يقول

(1) قارن مع مشيخة ابن عساكر 205 / أ.
(2) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن ت، قارن مع مشيخة ابن عساكر 24 / أ.
376

بينما أنا ذات يوم جالس إذ قال لرجل من أصحابي ألا تأتي فلانا فقد لزم بيته وحفر
قبرا قلت كيف عقله قال قيل سديد طباع فأحببت أن آتيه فأتيته فاستأذنت عليه
فأذن لي قال فجلست إليه أتأمله قال فسبق إلى قلبي أنه كلما قيل فيه أنه الحق أو أكثر من
الخوف يعني قال فلم أزده أن قلت بعد السلام إن الناس قد قالوا خبرك فانظر أي رجل
تكون قال ثم خرجت من عنده فلقيني بعد كم شاء الله في بلاد الشام يوم جمعة
فبصرني ولم أره قال فقبض علي فقال أبا علي لقد أتعبتنا قال فضيل فرجعت باللائمة
على نفسي فقلت أيها العالم أتيت أخا لك فألقيت إليه كلمة فأتعبته فأنت كنت أحق
بالدؤوب والتعب أيها العالم
أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل إجازة أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا
أبو (2) عبد الرحمن السلمي قال سمعت يحيى بن محمد العكرمي بالكوفة يقول
سمعت الحسين بن محمد بن الفرزدق بمصر يقول سمعت أحمد بن حموك يقول سمعت
نصر بن الحسين البخاري يقول سألت إبراهيم بن الأشعث عن نسبه الفضيل فقال الفضيل
ابن عياض بن مسعود بن بشر التميمي ثم اليربوعي خراساني من ناحية مرو
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني أنبأنا أبو
الحسين الأهوازي أنبأنا أبو حفص الأهوازي حدثنا خليفة بن خياط قال (3) في الطبقة
الخامسة من أهل مكة الفضيل بن عياض يكنى أبا علي
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن بن
الحمامي أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول الفضيل بن عياض يكنى أبا علي
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (4) حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال في الطبقة
السادسة من أهل مكة الفضيل بن عياض ويكنى أبا علي

(1) كتبت كلمة " قال " فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن ت.
(3) رواه خليفة بن خياط في كتاب الطبقات ص 504 رقم 2598.
(4) إعجامها مضطرب بالأصل وت، والصواب ما أثبت " اللنباني " بتقديم النون.
377

أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة
عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن
سعد (1)
قال في تسمية أهل مكة الفضيل بن عياض التميمي ثم أحد بني يربوع ويكنى أبا
علي ولد بخراسان بكورة أبيورد (2) وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور بن
المعتمر وغيره ثم تعبد وانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين
ومائة في خلافة هارون وكان ثقة نبيلا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار وابن النرسي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد
أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا
محمد بن إسماعيل قال (3)
فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي سمع منصورا وعطاء بن السائب مات سنة
سبع وثمانين ومئة بمكة
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو
علي إجازة
قال وأنا أبو طاهر بن سلمة أنا علي بن محمد
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (4)
فضيل بن عياض الزاهد وهو ابن عياض بن مسعود أبو علي ولد بخراسان بأبيورد
سكن مكة وتوفي بها روى عن منصور والأعمش والحصين روى عنه حسين
الجعفي وأحمد بن عبد الله بن يونس والحميدي وابن أبي عمر العدني وأحمد بن
عبدة سمعت أبي يقول ذلك

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 500.
(2) أبيورد بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة وفتح الواو وسكون الراء ودال مهملة. مدينة بخراسان بين سرخس ونسا
(معجم البلدان).
(3) رواه البخاري في التاريخ الكبير 7 / 123.
(4) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 73.
378

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول
أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود اليربوعي سمع منصورا والأعمش
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو علي
فضيل بن عياض
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنبأنا أبو القاسم بن
الصواف أنبأنا أبو بكر المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي قال (1) أبو علي الفضيل بن عياض
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن أيوب
أنبأنا طاهر بن محمد بن سليمان حدثنا علي بن إبراهيم بن أحمد حدثنا يزيد بن محمد بن
إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول فضيل بن عياض أبو علي
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه
أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو علي الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي الكوفي سكن مكة سمع
منصور بن المعتمر أبا عتاب (2) والأعمش وروى عنه يحيى بن سعيد القطان وأبو عبد الله
الحسين بن علي بن الوليد الجعفي
أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي
قال سمعت أبا أحمد الحافظ يقول
الفضيل بن عياض هو ابن مسعود كنيته أبو علي أصله من مرو سكن مكة ومات
بها حدث عنه سفيان الثوري
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال
فضيل بن عياض بن مسعود اليربوعي ويقال التميمي كنيته أبو علي من مرو

(1) الكنى والأسماء للدولابي 2 / 35.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 399 طبعة دار الفكر.
379

وسمعت محمد بن مالك المروزي يقول نهر عياض الذي على نصف فرسخ من مرو
منسوب إلى أبيه
قال السلمي وكان أحد العلماء والزهاد والفتيان يعني (1) في أول أمره ثم قيل إنه
سمع ليلة قارئا يقرأ هذه الآية " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله (2) " فقال بلى قد
آن ودخل في التزهد والبعري (3) حدث عنه سفيان الثوري ويقال إن أصله من أبيورد
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل المقدسي أنبأنا مسعود بن ناصر أنبأنا
عبد الملك بن الحسن أنبأنا أبو نصر البخاري قال (4)
فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي التميمي ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد وكتب
الحديث بالكوفة وتحول إلى مكة فأقام بها حتى مات وهو والد علي ومحمد وعمر
سمع منصور بن المعتمر يروي عنه القعنبي في التوحيد وبموضعين مات بمكة في أول
المحرم سنة سبع وثمانين ومائة
قال البخاري حدثني أبو الربيع أحسب أبا الربيع هذا صقر بن داود البخاري (5)
وكان راوية عن الفضيل بن عياض وقال ابن نمير مات سنة سبع وثمانين ومائة ويقال إن
هشام بن عمار قال مات يوم عاشوراء
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب قال
أبو علي فضيل بن عياض بن مسعود الزاهد ولد بخراسان بأبيورد وسكن مكة إلى أن
توفي بها وحدث عن منصور والأعمش وحصين بن عبد الرحمن روى عنه الحسين بن
علي الجعفي وأحمد بن يونس والحميدي ومحمد بن أبي عمر العدني وأحمد بن عبدة
الضبي وعبد الصمد بن يزيد مردويه وغيرهم
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول (6) سمعت أبي يقول ومنهم أبو علي الفضيل بن

(1) كذا بالأصل، وفي ت: " تعي " وفي المختصر: تفتي ".
(2) سورة الحديد، الآية: 16.
(3) كذا رسمها بالأصل وت بدون إعجام.
(4) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 414.
(5) راجع تهذيب الكمال 15 / 106 فقد ذكر المزي في أسماء الرواة عن فضيل: أبو الربيع صقر بن داود البخاري.
(6) الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ص 424 رقم 56.
380

عياض خراساني (1) من ناحية مرو وقيل إنه ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد مات بمكة في
المحرم سنة سبع وثمانين ومائة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا أبو الفضل عباس قال
بلغني أن شريك بن عبد الله القاضي وسفيان الثوري وإسرائيل وفضيل بن عياض
وغيرهم من فقهاء الكوفة ولدوا بخراسان كان يضرب على آبائهم البعوث فيتسرى بعضهم
ويتزوج بعض فلما أقفلوا جاء بهم آباؤهم (2) إلى الكوفة
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر المزكي حدثنا أبو عبد
الرحمن السلمي قال سمعت أحمد بن محمد بن رمح يقول سمعت إبراهيم بن نصر
الضبي بسمرقند يقول سمعت محمد بن علي بن الحسن بن شقيق يقول سمعت إبراهيم بن
شماس يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول ولدت بسمرقند ونشأت بأبيورد
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد
بن أبي نصر وابنه أبو علي وأبو الحسين الميداني وأبو نصر بن الجبان واللفظ لابني أبي
نصر قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا
النصر بن سلمة حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سمعت فضيل بن عياض يقول ولدت
بسمرقند وكان من أهل نسا وكان بها عشرة آلاف جوزة بدرهم
أنبأنا أبو الحسن الفارسي أنبأنا أبو بكر المزكي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال
سمعت أبا عثمان سعيد بن أبي سعيد يقول سمعت أبا نصر الملاحمي يقول سمعت عبد
الله بن محمد بن الحارث يقول
فضيل بن عياض بخاري الأصل مات الفضيل سنة سبع وثمانين ومائة
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن قال سمعت محمد بن محمد بن نصر الأبيوردي يقول
كان فضيل أصله من مرو ولكنه كان يقطع الطريق في مفازة بين أبيورد ومرو فربما
كان ينتمي إلى أبي ورد

(1) كلمة " خراساني " ليست في الرسالة القشيرية.
(2) سورة الحديد، الآية: 16.
(3) كذا رسمها بالأصل وت بدون إعجام.
(4) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين 2 / 414.
(5) راجع تهذيب الكمال 15 / 106 فقد ذكر المزي في أسماء الرواة عن فضيل: أبو الربيع صقر بن داود البخاري.
(6) الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ص 424 رقم 56.
381

سمعت أبا المظفر بن الأستاذ أبي القاسم القشيري يقول (1) سمعت أبي يقول
سمعت محمد بن الحسين يقول أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر
حدثنا الحسن بن عبد العزيز العسكري حدثنا ابن أخي أبي زرعة حدثنا محمد بن
إسحاق بن راهويه حدثنا أبو عمار (2) عن الفضل (3) بن موسى قال
كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس وكان سبب توبته انه عشق
جارية فبينا هو يرتقي الجدران (4) إليها سمع تاليا يتلو " ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع
قلوبهم لذكر الله " فقال يا رب قد آن فرجع فأواه الليل إلى خربة فإذا فيها رفقة فقال
بعضهم نرتحل وقال قوم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا فتاب الفضيل
وأمنهم وجاور الحرم حتى مات
وقال الفضيل بن عياض (6) إذا أحب الله عبدا أكثر غمه وإذا أبغض عبدا وسع عليه
دنياه
وقال ابن المبارك إذا مات الفضيل ارتفع الحزن (7)
وقال الفضيل لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي لا أحاسب بها لكنت أتقذرها كما
يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه (8)
وقال الفضيل لو حلفت أني مراء (9) أحب إلي من أن احلف أني لست بمراء (10)
وقال الفضيل ترك العمل لأجل الناس هو الرياء والعمل لأجل الناس هو
الشرك (11)

(1) الخبر في الرسالة القشيرية ص 424.
(2) هو الحسين بن حريث بن الحسن، أبو عمار الخزاعي المروذي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 400. ومن
طريقه روي الخبر في تهذيب الكمال 15 / 407 وسير أعلام النبلاء 8 / 423.
(3) كذا بالأصل وت وتهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء 8 / 432 وحلية الأولياء 8 / 423.
(3) كذا بالأصل وت وتهذيب الكمال وسير الاعلام، وفي الرسالة القشيرية: الفضيل بن موسى.
(4) في الرسالة القشيرية: الجدار.
(5) سورة الحديد، الآية: 16.
(6) الرسالة القشيرية ص 424 وسير أعلام النبلاء 8 / 432 وحلية الأولياء 8 / 88.
(7) الرسالة القشيرية ص 424 وحلية الأولياء 8 / 87.
(8) الرسالة القشيرية ص 425 وحلية الأولياء 8 / 89.
(9) بالأصل: " رآني " وفي ت: " بمراثي "
والمثبت عن الرسالة القشيرية ص 425 وحلية الأولياء 8 / 98.
(10) بالأصل: " نمرانى " وفي ت: " بمراى " والمثبت عن الرسالة
القشيرية ص 425 وحلية الأولياء 8 / 94.
(11) الرسالة القشيرية ص 425.
382

وقال أبو علي الرازي صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا مبتسما إلا يوم
مات ابنه علي فقلت له في ذلك فقال إن الله أحب أمرا فأحببت ذلك (1)
وقال الفضيل إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي (2)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي أنبأنا محمد بن جعفر البغدادي أبو بكر الحافظ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد
العسكري حدثنا أبو القاسم بن أخي أبي زرعة حدثنا أبو محمد بن إسحاق بن راهويه
حدثنا أبو عمار عن الفضل بن موسى قال (3)
كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين (4) أبي ورد وسرخس وكان سبب توبته
أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو " ألم يأن للذين آمنوا أن
تخشع قلوبهم لذكر الله " فلم سمعها قال بلى يا رب قد آن فرجع فأواه الليل إلى خربة
وإذا فيها سابلة فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق
يقطع علينا قال ففكرت وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ههنا
يخافوني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي
مجاورة (5) البيت الحرام
أخبرنا أبو الحسن (6) بن قبيس حدثنا وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (7) أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ من أصل كتابه حدثنا محمد بن
العباس الخزاز (8) أنبأنا أبو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب (9) حدثنا إبراهيم بن
الليث النخشبي في مجلس الزعفراني حدثنا علي بن خشرم قال

(1) حلية الأولياء 8 / 100.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 109.
(3) راجع التهذيب الكمال 15 / 107 وسير أعلام النبلاء 8 / 423.
(4) الأصل: " من " والمثبت عن ت، والمصدرين.
(5) بالأصل: مجارة " تصحيف، والتصويب عن ت والمصدرين السابقين.
(6) بالأصل: الحسين، تصحيف، والتصويب عن ت، والسند معروف.
(7) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 6 / 141 في ترجمة إبراهيم بن الليث النخشي.
(8) بالأصل و: الحرار، تصحيف، والتصويب عن تاريخ بغداد.
(9) ترجمته في تاريخ بغداد 11 / 395.
383

أخبرني رجل من جيران الفضيل يعني بن عياض من بيورد (1) قال كان الفضيل
يقطع الطريق وحده قال فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا
فقال بعضهم لبعض اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق يقال له
الفضيل قال فسمع الفضيل فأرعد وقال يا قوم أنا الفضيل جوزوا والله لأجتهدن أن لا
أعصي الله أبدا فرجع فترك ما كان عليه
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي في كتابه أنبأنا الحسين بن يحيى
ابن إبراهيم المكي أنبأنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا علي بن عبد الله بن
الحسن بن جهضم حدثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمد بن أبي موسى حدثنا عبد الله بن
أحمد بن عبد السلام قال سمعت علي بن سلمة بن قتيبة يقول قال إبراهيم بن الأشعث
كان مبتدأ توبة فضيل بن عياض أنه خرج عشية يريد مقطعه وكان يقطع الطريق فإذا
بقوم حمارة معهم ملح فسمع بعضهم يقول مروا مروا لا يفجأنا فضيل فيأخذ ما معنا
فسمع ذلك فضيل فاغتم وتفكر وقال يخافني هذا الخلق الخوف العظيم فتقدم إليهم وسلم
عليهم وقال لهم وهم لا يعرفونه تكونون الليلة عندي وأنتم آمنون من الفضيل قال
فاستبشروا وفرحوا وذهبوا معه فأنزلهم وخرج يرتاد لهم علفا فرجع إليهم فسمع قارئا يقرأ
" ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق (2) " فصاح الفضيل ومزق
ثيابه على نفسه وقال بلى والله قد آن وكان هذا مبتدأ توبته
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن
ابن السقا وأبو محمد بن بالويه قالا حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عباس (3) بن محمد
الدوري حدثنا سعيد بن منصور حدثنا الشيخ الصالح فضيل بن عياض فذكر حكاية
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين النيسابوري أنبأنا أبو علي الحسن بن
عمر بن الحسن بن يونس أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجاد حدثنا أبو روق
أحمد بن محمد بن بكر الهزاني حدثنا محمد بن النعمان حدثنا فضيل بن عياض أبو علي
الرجل الصالح فذكر عنه حكاية

(1) كذا بالأصل وت هنا: " بيرود " وفي تاريخ بغداد: يبرود، بتقديم الياء.
(2) سورة الحديد، الآية: 16.
(3) بالأصل: عياش، تصحيف.
384

أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك قالا
أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (1)
ذكره أبو زرعة قال سمعت عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي يقول سمعت أبا
عبيد القاسم بن سلام يقول قال عبد الرحمن بن مهدي فضيل بن عياض رجل صالح ولم
يكن بحافظ
قال وأنبأنا ابن أبي حاتم قال (2)
حدثنا موسى بن يوسف بن موسى القطان حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال
سمعت سفيان بن عيينة يقول فضيل بن عياض ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنبأنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر زاد ابن (3) الطيوري
وأبو عمر محمد بن الحسن قالا أنبأنا الوليد بن زكريا أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا
صالح بن أحمد حدثني أبي قال (4)
فضيل بن عياض كوفي ثقة متعبد رجل صالح يسكن مكة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا
محمد بن عبد الله بن خميرويه حدثنا الحسين بن إدريس (5) أنبأنا محمد بن عبد الله بن
عمار قال

(1) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7 / 73.
(2) زيادة للايضاح، والخبر في الجرح والتعديل 7 / 73.
(3) كتبت كلمة " ابن " فوق الكلام بين السطرين في الأصل.
(4) رواه العجلي في كتاب التاريخ الثقات ص 384 رقم 1357 وعنه في
تهذيب الكمال 15 / 108 وسير أعلام النبلاء
8 / 424.
(5) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 108 والذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 424 من طريق محمد بن
عبد الله بن عمار.
385

فضيل بن عياض (1) ليت فضيلا (2) كان يحدثك بما يعرف قلت ترى حديثه حجة
قال سبحان الله
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الخلال قالا أنبأنا أبو (3) القاسم بن
مندة أنبأنا أبو علي إجازة
ح قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي
قالا أنبأنا ابن أبي حاتم قال (4)
سألت أبي عن فضيل بن عياض فقال صدوق
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن محمد بن علي بن محمد أنبأنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال وسألته يعني الدارقطني عن الفضيل بن عياض فقال ثقة (5)
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا و (6) أبو الحسن بن سعيد حدثنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا الخلال أنبأنا علي بن عمرو الحريري (7) أن علي بن محمد بن كأس النخعي
حدثهم حدثنا محمد بن علي بن عفان حدثنا أبو كريب قال سمعت عبد الله بن المبارك
يقول
ح قال الخطيب وأخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنبأنا محمد بن نعيم الضبي
ح أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني أبو سعيد محمد بن الفضل المذكر حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد المروزي
حدثنا أبو حمزة يعلى بن حمزة قال سمعت أبا وهب (8) محمد بن مزاحم يقول سمعت عبد
الله بن المبارك يقول
رأيت أعبد الناس ورأيت أورع الناس ورأيت أعلم الناس ورأيت أفقه الناس فأما

(1) كذا بالأصل، و " فضيل بن عياض " ليس في المصدرين السابقين.
(2) الأصل: " فضيل " تصحيف، والتصويب عن المصدرين.
(3) زيادة لازمة لتقويم السند.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 73.
(5) عنه في تهذيب الكمال 15 / 108 وسير أعلام النبلاء 8 / 424.
(6) زيادة منا لتقويم السند.
(7) ترجمته في تاريخ بغداد 12 / 21.
(8) بالأصل: وهيب، تصحيف والصواب ما أثبت عن تهذيب الكمال وسير الاعلام. ترجمته في تهذيب الكمال 17 /
208.
386

أعبد الناس فعبد العزيز بن أبي رواد وأما أورع الناس فالفضيل بن عياض وأما أعلم الناس
فسفيان الثوري وأما أفقه الناس فأبو حنيفة ثم قال ما رأيت في الفقه مثله
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو
عبد الله الحافظ حدثني أبو العباس السراج حدثنا حاتم بن الليث حدثنا إبراهيم بن
شماس قال قال ابن المبارك
ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض (1)
قال وسمعت أبا بكر بن أبي الهيثم المطوعي ببخارى يقول سمعت الحسن بن
الحسين البزار البخاري يقول سمعت أبا معشر حمدوية بن الخطاب البخاري يقول سمعت
أبا السري نصر بن المغيرة البخاري يقول (2) سمعت إبراهيم بن شماس (3) يقول
رأيت أفقه الناس وأورع الناس وأحفظ الناس فأما أحفظ الناس فابن المبارك وأما
أورع الناس فالفضيل بن عياض وأما أفقه الناس فوكيع بن الجراح (4)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا فضيل بن عبد
الوهاب قال قلت لأخي فديتك جئت من عند فضيل ما أراني رأيت مثله قال حميت
بأي شئ صار هو أحق بذا منا ما أرانا إلا أكثر ذنوبا منه
قال وسمعت عبيد الله بن عمر يقول أفضل من رأيت من المشايخ بشر بن
منصور السليمي وفضيل بن عياض وعون بن معمر وحمزة بن نجيح
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا
أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن شبويه الفقيه بمرو حدثنا أبو بكر محمد بن عمر
الحافظ الرازي بمرو حدثنا أحمد بن عباد التميمي قال

(1) من قرية روي في تهذيب الكمال 15 / 108 وسير أعلام النبلاء 8 / 424.
(2) سير أعلام النبلاء 8 / 424 وتهذيب الكمال 15 / 109.
(3) من طريقه روي في تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 424 وتاريخ بغداد 10 / 164 في ترجمة عبد
الله بن المبارك.
(4) في تاريخ بغداد: أفقه الناس ابن المبارك، وأحفظ الناس وكيع بن الجراح.
(5) القائل: أبو بكر بن أبي خيثمة، والخبر في تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425.
387

سمعت النضر بن شميل يقول (1) سمعت هارون الرشيد يقول ما رأيت في العلماء
أهيب من مالك بن أنس ولا أورع من الفضيل بن عياض
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني أبو صالح محمد بن عيسى الفارضي المروزي حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد
الله بن الخصيب ببغداد حدثنا إبراهيم بن سعيد قال
قال لي المأمون يا إبراهيم قال لي الرشيد ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض
قال لي وقد دخلت عليه يا أمير المؤمنين فرع قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه
فيقطعاك عن معاصي الله ويباعداك من النار
أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور (2) أنا (3) منصور بن الحسين
وأحمد بن محمود قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا عبد الله بن خالد بن رستم
حدثنا عبد الله بن عمرو بن محمد بن يحيى بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان
قال سمعت محمد بن يحيى بن أبي عمر (4) يقول ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري فيما أرى أنبأنا أبو بكر البيهقي
ح وقرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد حدثنا عبد الله بن محمد الأسفرايني قال سمعت عبد
الله بن بشر الطالقاني يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول (5) قال الهيثم بن جميل
سمعت شريك بن عبد الله (6) يقول لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم وإن فضيل بن
عياض حجة لأهل زمانه قال أحمد فقام فتى من مجلس الهيثم فلما توارى قال الهيثم إن
عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه قلت لأحمد بن أبي الحواري من كان الفتى قال
أحمد بن حنبل

(1) من طريقه روي تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425.
(2) قارن مع مشيخة ابن عساكر 72 / ب.
(3) الأصل: " أبا " تصحيف، والصواب ما أثبت، وهو الأستاذ أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد
الكاتب. راجع مشيخة ابن عساكر 72 / ب.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 96.
(5) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425.
(6) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وبعده صح.
388

أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد
ابن العلاء الدمشقي حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت الهيثم بن جميل يقول
إن لكل زمان رجلا يكون حجة على الخلق وإن فضيل بن عياض حجة على أهل
زمانه
قال الهيثم وأظن إن عاش هذا الفتى أحمد بن حنبل سيكون حجة على أهل زمانه
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنبأنا هناد بن إبراهيم بن محمد أنبأنا
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري الغنجار حدثنا خلف بن محمد
حدثنا محمد بن آدم بن حبيب الكرميني حدثنا أبو حرب حامد بن هانئ الكرميني حدثنا
إبراهيم بن الأشعث قال
رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عبيد الله بن
محمد بن أبي مسلم أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين
الختلي حدثني أبو عبد الله مردويه الصايغ (1) قال قال لي عبد الله بن المبارك
إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه فالفضيل ممن نفعه
علمه (2)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم أنبأنا ابن أبي خيثمة حدثنا عبد الصمد بن يزيد بن عبد
العلاء بن عبد الرزاق الصايغ قال قال لي رباح بن خالد قال لي ابن المبارك إذا نظرت
إلى فضيل بن عياض جدد لي الحزن ومقت نفسي ثم بكى (4)
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا جدي أبو محمد حدثنا أبو علي الأهوازي
أنبأنا عمران بن الحسن حدثنا عبد الله بن ضوء الرقي حدثنا إبراهيم بن محمد الرازي

(1) هو عبد الصمد بن يزيد مردويه الصائغ: تقدم التعريف به.
(2) تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425.
(3) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.
(4) سير أعلام النبلاء 8 / 438.
389

حدثني أبو بكر عبد الرحمن بن عفان قال (1) سمعت عبد الله بن المبارك يقول لأبي مريم
القاضي ما بقي في الحجاز أحد من الأبدال إلا فضيل بن عياض وعلي ابنه وعلي يتقدم
على أبيه في الخوف وما بقي أحد في بلاد الشام إلا يوسف بن أسباط وأبو معاوية الأسود
وما بقي أحد بخراسان إلا شيخ حائك يقال له معدان
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله أنبأنا أبو طاهر الحسناباذي أنبأنا أبو
الفتح منصور بن الحسن أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا عبد
الصمد بن يزيد قال سمعت إسماعيل الطوسي يقول حدثنا ابن المبارك قال إذا مات
الفضيل ارتفع الحزن
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني أبو بكر الصوفي قال
سمعت وكيعا يوم مات الفضيل بن عياض يقول ذهب الحزن اليوم من الأرض
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم حدثنا أبو يحيى زكريا بن داود الخفاف حدثني أحمد بن
الخليل البغدادي بنيسابور حدثني يحيى بن أيوب قال (2)
دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة فإذا الفضيل وشيخ معه
قال فدخل زافر (3) وأقعدني على الباب قال زافر فجعل الفضيل ينظر إلي ثم قال يا أبا
سليمان هؤلاء أصحاب الحديث ليس شئ أحب إليهم من قرب الإسناد ألا أخبرك بإسناد لا
يشك فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن جبريل عن الله " نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ
شداد لا يعصون الله " (4) قرأ الآية فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس ثم غشي عليه وعلى
الشيخ وجعل زافر ينظر إليهما قال ثم تحرك الفضيل فخرج زافر وخرجت معه والشيخ
مغشى عليه
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (5) حدثنا أبي ومحمد بن جعفر بن

(1) تهذيب الكمال 15 / 109 وسير أعلام النبلاء 8 / 425.
(2) الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 438.
(3) الأصل: زافرا.
(4) سورة التحريم، الآية: 6.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 84 وتهذيب الكمال 15 / 110.
390

يوسف قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إسماعيل بن يزيد حدثنا إبراهيم بن الأشعث
قال
ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل بن عياض كان إذا ذكر الله أو ذكر
عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من
بحضرته وكان دائم الحزن شديد الفكرة ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله (1) وأخذه
وعطائه (2) ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصالة كلها غيره يعني الفضيل
قال (3) وحدثنا أبي ومحمد بن جعفر بن يوسف قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
إسماعيل بن يزيد حدثنا إبراهيم بن الأشعث
قال كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي لكأنه مودع أصحابه
ذاهب إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس فلكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء
حتى يقوم ولكأنه رجع من الآخرة بخبر عنها
قال (4) وحدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن الحسين حدثنا أحمد بن
إبراهيم حدثنا الفيض بن إسحاق قال
سمعت فضيلا يقول والله لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحب إلي من أكون في
سلخ أفضل أهل الأرض اليوم وما يسرني أني أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ولو
أن أهل السماء وأهل الأرض طلبوا أن يكونوا ترابا فشفعوا كانوا قد أعطوا عظيما ولو أن
جميع أهل الأرض من جن وإنس والطير الذي في الهواء والوحش الذي في البر والحيتان
التي في البحر علموا الذي يصيرون إليه ثم حزنوا لذلك وبكو كان موضع ذلك فأنت
تخاف الموت أو تعرف الموت لو أخبرتني أنك تخاف الموت ما قبلت منك لو خفت
الموت ما نفعك طعام ولا شراب ولا شئ من الدنيا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا عامر بن محمد قال سمعت سهل بن راهويه يقول

(1) كلمة: " وعلمه " ليست في حلية الأولياء.
(2) في الحلية: وإعطائه.
(3) القائل أبو نعيم الحافظ، والخبر في حلية الأولياء 8 / 84 وتهذيب الكمال 15 / 110 وسير أعلام النبلاء 8 / 426.
(4) حلية الأولياء 8 / 85.
391

قلت لسفيان بن عيينة أما ترى إلى الفضيل بن عياض ما يكاد يجف له دمعة قال سفيان
كان يقال إذا قرح القلب نديت العينان (1)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا علي بن بشران
أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني محمد يعني بن الحسين
البرجلاني (2) عن ابن (3) راهويه قال قلت لسفيان بن عيينة
ألا ترى إلى أبي علي يعني فضيلا لا يكاد تجف له دمعة فقال سفيان إذا قرح
القلب نديت العينان ثم تنفس سفيان نفسا منكرا
أخبرنا (4) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الرحمن
السلمي أنبأنا عبد الله بن محمد الرازي قال سمعت محمد بن نصر الصايغ حدثنا مردويه
الصايغ قال سمعت الفضيل يقول لم يتزين الناس بشئ أفضل من الصدق وطلب الحلال
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا علي بن محمد الحسني بمرو أخبرني محمد
ابن عبد الوهاب الجوهري أخبرني الفيض بن إسحاق قال سئل الفضيل بن عياض عن قول
الله تبارك وتعالى " سلام عليكم بما صبرتم " (5) قال بما احتملتم من المكاره وصبرتم عن
اللذات في الدنيا (6)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن
قريش أنبأنا أبو الحسن بن الصلت الأهوازي قال قرئ على أبي عبد الله محمد بن مخلد
العطار وأنا أسمع حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا عبد الصمد (7) قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول لم يتزين الناس بشئ أفضل من الصدق وطلب
الحلال فقال له علي يا أبت إن الحلال عزيز قال الفضيل يا بني وإن قليله عند الله
كثير (8)

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 439.
(2) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل، والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 112.
(3) زيادة للايضاح.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) سورة الرعد، الآية: 24.
(6) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(7) يعني عبد الصمد بن يزيد بن العلاء مردويه، ومن طريقه الخبر في تهذيب الكمال 15 / 110 وسير أعلام النبلاء 8 /
426.
(8) بالأصل، خطأ، والتصويب عن المصدرين.
392

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم بن أبي عبد الرحمن المستملي
قالا أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسين البحيري حدثنا أحمد بن
محمد الحرشي حدثنا الحسن بن ثواب البغدادي حدثنا إبراهيم بن بشار قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول دانق حلال أفضل من عبادة سبعين سنة
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد حدثنا علي بن عمر بن محمد بن
الحسن إملاء أنبأنا يوسف بن عمر حدثنا أبو بكر بن الصباح إملاء من لفظه حدثنا أبو
بكر الصيدلاني حدثنا أبو بكر المروذي قال سمعت مردويه الصايغ يقول
قال الفضيل بن عياض من عرف ما يدخل جوفه كتب عند الله صديقا انظر عند من
تفطر يا مسكين
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي أخبرني أبو الفرج
الطناجري حدثنا أحمد بن منصور النوشري (1) حدثنا محمد بن مخلد قال سمعت أبا بكر
المقاريضي المذكر قال (2) سمعت بشر بن الحارث قال
عشرة من كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم إلا حلالا ولو استفوا التراب
والرماد قلت من هم يا أبا نصر قال سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم وسليمان
الخواص وعلي بن فضيل ويوسف بن أسباط وأبو معاوية نحيح الخادم وحذيفة بن قتادة
المرعشي وداود الطائي ووهيب بن الورد وفضيل بن عياض
أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة (3) في كتابه أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن
الحسين بن زكريا (4) أنبأنا أبي أبو الحسن أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد
الماليني أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن جعفر بن أبي ركاز حدثنا عبد الله أحمد بن
محمد بن الحسن بن أبي الوزير الحدثي حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم أنبأنا إسماعيل بن
موسى بن المبارك البلخي أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا عبد الله بن المبارك أنبأنا
الفضيل بن عياض قال

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 5 / 155.
(2) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 15 / 109 والذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 425 - 426.
(3) سلفة لقب جده أحمد، وسلفه: الغليظ الشفة وأصله بالفارسية: سلبه وكثيرا ما يمزجون الباء بالفاء. راجع
الأنساب (السلفي). ترجمته في سير أعلام النبلاء 21 / 5.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 160.
393

مكثت في جامع الكوفة ثلاثة أيام لم أطعم طعاما ولم أشرب شرابا فلما أن كان في
اليوم الرابع هزني (1) الجوع فبينا أنا جالس إذ دخل علي من باب المسجد رجل مجنون وبيده
حجر كبير وفي عنقه غل ثقيل والصبيان من ورائه فجعل يجول في المسجد حتى إذا
حاذاني جعل يتفرس في فخفت فجزعت على نفسي منه فقلت إلهي وسيدي أجعتني
وسلطت علي من يقتلني فالتفت إلي وقال
محل بيان الصبر فيك عزيزة (2) * فيا ليت شعري هل لصبرك من (3) أجر *
قال فضيل فزال عني جوعي وطار عني هلعي وقلت يا سيدي لولا الرجاء لم
أصبر قال وأين مستقر الرجاء منك قلت بحيث مستقر همم (4) العارفين قال
أحسنت والله يا فضيل إنها لقلوب الهموم عمرانها والأحزان أوطانها عرفته فاستأنست به
وارتحلت إليه فعقولهم صحيحة وقلوبهم ثابتة وأرواحهم بالملكوت الأعلى معلقة ثم
ولى وأنشأ يقول
فهام ولي الله في الفقر (5) سائحا * وحطت علي سير القدوم رواحله
فعاد لخير قد جرى في ضميره * تذوب به أعضاؤه ومفاصله *
قال الفضيل والله لقد بقيت عشرة أيام لم أطعم طعاما ولم أشرب شرابا وجدا
لكلامه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن
إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا إبراهيم بن دازيل قال سمعت عبيد الله بن عمر
يقول
دخلت أنا ويحيى بن سليم إلى الفضيل نعوده فقال الفضيل وجعل يضرب بيده على
رأسه يا فضيل خلقك وأفرغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة وحرسك بعينه وصرف وجوه
الناس إليك وأنت تشتغل عنه من أنت وما أنت ثم شهق شهقة وسقط وغطي بثوبه
وجعل ينتفض وهو لا يعقل وتركناه

(1) كذا بالأصل، وفي المختصر: هرني.
(2) كذا بالأصل، والمختصر: غريزة.
(3) زيادة لإقامة الوزن عن المختصر.
(4) زيادة عن المختصر.
(5) كذا بالأصل، وفي المختصر: في القر سائحا.
394

قال (1) وحدثنا ابن مروان حدثنا يحيى بن المختار قال
رأيت بشرا (2) الحافي يبكي فقلت ما يبكيك يا أبا نصر فقال دخلت على الفضيل
ابن عياض ليلا وهو يبكي بمكة وهو يقول يا رب أعريتني وأعريت عيالي يا رب أجعتني
وأجعت عيالي فبأي يد لي عندك حتى (3) فعلت بي هذا ثم بكى حتى رحمته فقلت له يا
أبا علي ما هذا البكاء فقال لي يا أبا نصر بلغني أن الصراط مسيرة خمسة عشر ألف عام
خمسة آلاف صعود وخمسة آلاف نزول وخمسة آلاف مستوي (4) أدق من الشعر وأحد
من السيف على متن جهنم لا يجوزها إلا كل ضامر مهزول من خشية الله فبلغني في
بعض الروايات إنه إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ذكروا (5) أهل الجنة هل بقي
أحد على الصراط بعد خمسة وعشرين ألف عام فقال بقي رجل يحبو فبلغ ذلك الحسن
البصري فقال يا ليتني أنا ذلك الرجل فأنا يا أبا نصر لا أهدأ من البكاء أبدا
قال وأنبأنا ابن مروان حدثنا أحمد بن علي حدثنا عبد الصمد هو ابن يزيد مردويه
قال
قال الفضيل بن عياض ليلة يا رب (6) أجعتني وأجعت عيالي وأعريتني وأعريت
عيالي ولي ثلاثة أيام ما أكلت ولا أكل عيالي ولي ثلاث ليال ما استصبحت فبم (7) بلغت
عندك حتى تفعل بي هذا وإنما تفعل هذا يا رب بأوليائك أفتراني أنا منهم إلهي إن فعلت بي
مثل هذا يوما آخر علمت أني منك على بال فلما كان يوم الرابع فإذا داق يدق الباب فقال
من هذا فقال أنا رسول ابن المبارك وإذا معه صرة دنانير وكتاب يذكر فيه أنه لم يحج
هذه السنة وقد وجهت بكذا وكذا قال فجعل فضيل يبكي ويقول قد علمت أني أشقى من
ذلك أن أكون عند الله بمنزلة أوليائه
قال وأنبأنا ابن مروان حدثنا أحمد بن علي المروزي حدثنا عبد الصمد قال
سمعت الفضيل يقول (8)

(1) قوله: " قال: و " كتب فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(2) بالأصل: بشر الحافي.
(3) كلمة " حتى " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(4) كذا بالأصل " مستوي " بإثبات الياء.
(5) كذا بالأصل.
(6) زيادة منا للايضاح.
(7) بالأصل: " فيما ".
(8) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 90 من طريق آخر وسير أعلام النبلاء 8 / 434 - 435.
395

إن الله يزوي الدنيا عن وليه ويمررها عليه مرة بالعري ومرة بالجوع ومرة بالحاجة
كما تصنع (1) الوالدة الشفيقة بولدها (2) مرة صبرا ومرة حضضا (3) وإنما تريد بذلك ما هو
خير له
أخبرنا أبو القاسم الحسني أنبأ رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل حدثنا
أحمد بن مروان حدثنا يحيى بن المختار قال
سمعت بشر بن الحارث يقول كنت بمكة مع الفضيل بن عياض فجلس معنا إلى
نصف الليل ثم قام يطوف إلى الصبح فقلت يا أبا علي ألا تنام قال ويحك وهل أحد
سمع بذكر النار تطيب نفسه أن ينام
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (4) حدثنا محمد بن علي حدثنا أبو
سعيد الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال
ما رأيت أحدا كان أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة
شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنسانا وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها وسأل
وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا يلقى له حصير في مسجده فيصلي من أول الليل ساعة
ثم تغلبه عينه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا
حتى يصبح وكان دأبه (5) إذا نعس أن ينام ويقال أشد العبادة ما يكون هكذا وكان
صحيح الحديث صدوق اللسان شديد الهيبة للحديث إذا حدث وكان يثقل عليه الحديث
جدا ربما قال لي لو أنك طلبت مني الدراهم كان أحب إلي من أن تطلب مني الأحاديث
سمعته يقول لو طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث فقلت له
لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير قال
إنك مفتون أم والله لو عملت بما سمعت لكان (6) لك في ذلك شغل عما لم تسمع ثم قال
سمعت (6) سليمان بن مهران يقول إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها
خلف ظهرك كلما أخذت اللقمة رميت بها خلف ظهرك متى تشبع

(1) كذا بالأصل والحلية، وفي المختصر: تفعل.
(2) في الحلية: بولدها، تسقيه مرة حضضا، ومرة صبرا.
(3) ألح: دواء، أو عصارة شجر معروف مر يشبه الصبر، يتداوى به، أو هو الصبر (راجع اللسان).
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 86.
(5) بالأصل: " كأنه " والمثبت عن حلية الأولياء.
(6) ما بين الرقمين ليس في حلية الأولياء.
396

أخبرنا أبو منصور بن زريق وأبو الحسن بن سعيد قال ابن زريق أنبأنا وقال ابن
سعيد حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا البرقاني أنبأنا أبو العباس بن حمدان أنبأنا محمد بن
أيوب أنبأنا الحسن بن عيسى قال كان ابن المبارك يعظم الفضيل وأبا بكر بن عياش ولو
كانا على غير تفضيل أبي بكر وعمر لم يعظمهما
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو
محمد الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا يحيى بن المختار قال
سمعت بشر بن الحارث يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول بلغني أن الله قد حجر
التوبة عن كل صاحب بدعة وشر أهل البدع المبغضون لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم التفت
إلي فقال لي اجعل أوثق عملك عند الله حبك أصحاب نبيه (صلى الله عليه وسلم) فإنك لو قدمت الموقف
بمثل تراب الأرض ذنوبا غفر لها الله لك ولو جئت الموقف وفي قلبك مقياس ذرة بغضا لهم
لما نفعك مع ذلك عمل
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد
السلام بن أبي الحزور أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنبأنا أبو علي
الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا
عبد الصمد بن يزيد مردويه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة
رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله (1)
قال وسمعت الفضيل بن عياض يقول
إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك ولا يكون مع صاحب
بدعة فإن الله لا ينظر إليه وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة (2)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
أبو الفضل محمد بن إبراهيم حدثنا سعيد بن عيسى بن زيد حدثنا محمد بن أبي نملة (3)
قال سمعت الفضيل بن عياض يقول

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 103 عن عبد الصمد بن يزيد.
(2) حلية الأولياء 8 / 104.
(3) بالأصل هنا: نميلة، تصحيف، والتصويب عن تهذيب الكمال.
397

ليس لأحد أن يقعد مع من شاء لأن الله يقول " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا
فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " (1) " إنكم إذا مثلهم (2) " وليس له أن ينظر إلى
من يشاء لأن الله عز وجل يقول " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم (3) " وليس له أن يقول
ما لا يعلم أو يستمع إلى ما شاء أو يهوى ما شاء لأن الله يقول " ولا تقف ما ليس لك به
علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا (4) "
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو نصر بن قتادة أخبرني
أبو الحسن بن عبدة السليطي حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت إسحاق بن
إبراهيم الغازي يقول سمعت عبد الصمد مردويه يقول
قال الفضيل لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليه اللعنة
قال وقال الفضيل بن عياض
علامة البلاء أن يكون خدن الرجل صاحب بدعة (5)
وقال طوبى لمن مات على الإسلام والسنة ثم بكى على زمان يأتي تظهر فيه
البدعة فإذا كان ذلك فليكثر من قول ما شاء الله
قال وقال الفضيل من قال ما شاء الله فقد سلم لأمر الله
قال وحدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد
الرحمن الرازي قال سمعت محمد بن نصر بن منصور الصايغ حدثنا مردويه الصايغ قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة (6)
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد الدامغاني (7) أنبأنا أبو الفتح (8)
حمزة بن محمد الجرجاني أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني (9) أنبأنا
أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا أبو العباس الفضل بن يوسف القصباني (10) حدثنا يحيى بن

(1) سورة الأنعام، الآية: 68.
(2) سورة النساء، الآية: 140.
(3) سورة النور، الآية: 30.
(4) سورة الإسراء، الآية: 360.
(5) حلية الأولياء 8 / 108 وفيها: أن يكون الرجل.
(6) حلية الأولياء 8 / 103.
(7) قارن مع مشيخة ابن عساكر 177 / أ.
(8) اللفظة غير واضحة في الأصل.
(9) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 239.
(10) بدون إعجام بالأصل، ورسمها: " العسابى " والمثبت عن تهذيب الكمال 20 / 128 ذكره المزي فيمن روى عن
يحيى بن طلحة اليربوعي.
398

طلحة اليربوعي حدثنا بعض (1) يسمى طلحة مكتوب في كتابي قال
كنا مع فضيل بن عياض على جبل من جبال منى (2) على القرآن ورغبنا وقال
لو أن وليا من أولياء الله أمر هذا الجبل أن يميل لمال فتحرك الجبل فقال الفضيل يرحمك
الله إنا لم نرد هذا فسكن الجبل
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (3) حدثنا عبد الله بن محمد
ابن جعفر حدثنا جعفر بن أحمد بن فارس حدثنا إبراهيم بن الجنيد حدثنا مليح بن وكيع
قال سمعتهم يقولون
خرجنا من مكة في طلب فضيل بن عياض في رأس الجبل فقرأنا القرآن فإذا هو قد
خرج علينا من شعب لم نره فقال لنا أخرجتموني من منزلي ومنعتموني الصلاة والطواف
أما إنكم لو أطعتم الله ثم شئتم أن تزول الجبال معكم زالت ثم دق الجبل بيده فرأينا الجبال
أو الجبل قد اهتزت وتحركت
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الروذباري
أنبأنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي حدثنا أبو خالد العقيلي بمكة حدثنا معاذ بن
أسد قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول أصل الإيمان عندنا وفرعه وداخله وخارجه بعد
الشهادة بالتوحيد وبعد الشهادة للنبي (صلى الله عليه وسلم) بالبلاغ وبعد إداء الفرائض صدق الحديث
وحفظ الأمانة وترك الخيانة ووفاء بالعهد وصلة الرحم والنصيحة لجميع المسلمين
قال معاذ قلت يا أبا علي (4) من رأيك تقوله أو سمعته قال لا بل سمعناه ونقلناه
من أصحابنا ولو لم آخذه عن أهل الثقة والفضل لم أتكلم به
قال معاذ وكانت سبعا فنسيت واحدة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا محمد بن عبد العزيز حدثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل
يقول أصل الزهد الرضا عن الله

(1) كلمة غير واضحة بالأصل.
(2) كلمة غير واضحة بالأصل.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 112.
(4) بالأصل: " قلت: يا أبي من رأيك " صوبنا الجملة عن المختصر.
399

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو علي الحسين بن محمد بن فهد العلاف أنبأنا أبو
الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن حماد الموصلي حدثنا أحمد بن
سلمان حدثنا إسماعيل بن بكر السكوني حدثنا محمد بن مكرم حدثني عبد الرحمن بن
عفان حدثني بشر بن الحارث قال
قال لي الفضيل بن عياض يا بشر الرضا عن الله أكبر من الزهد في الدنيا قلت يا أبا
علي كيف ذاك قال يكون العطاء والمنع في قلبك والمنع بمنزلة واحدة
أخبرنا (1) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو (2) الحسين بن
بشران أنبأنا أبو عمرو بن السماك قال قال أبو بكر بن عبد الرحمن بن عفان اخبرني بشر
ابن الحارث قال
قال فضيل بن عياض يا بشر الرضا الأكبر عن الله عز وجل الزهد في الدنيا قال
قلت كيف هذا يا أبا علي قال يكون العطاء في قلبك والمنع بمنزلة واحدة (3)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ أنبأنا أبو عبد الله
الحافظ أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو عثمان الخياط قال سمعت السري
يقول
سمعت رجلا يسأل الفضيل قال له يا أبا علي علمني الرضا قال له الفضيل يا بن
أخي ارض عن الله فرضاك عن الله يهب لك الرضا
قال وحدثنا أبو عثمان الخياط قال سمعت محمد بن الحسن الهمداني يقول
توفي للرشيد ابن فكتب إليه الفضيل بن عياض أما بعد يا أمير المؤمنين فإن
استطعت أن يكون شكرك له حين أخذه منك أفضل من شكرك له حين وهبه لك يا أمير
المؤمنين إنه جل ثناؤه لما وهبه لك أخذ هبته ولو بقي لم تسلم من فتنته أرأيت جزعك
عليه وتلهفك على فراقه أرضيت الدنيا لنفسك أفترضاها لابنك أما هو فقد خلص من
الكدر وبقيت أنت في الخطر
أخبرنا (4) أبو القاسم الحسيني أنبأنا رشأ بن نظيف المقرئ أنبأنا الحسين بن

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(4) كتب فوقها في الأصل: ملحق.
400

إسماعيل المقرئ حدثنا أحمد بن مروان الدينوري حدثنا يحيى بن المختار قال سمعت
بشر بن الحارث يقول
رأى فضيل بن عياض رجلا يسأل في الموقف فقال له أفي هذا الموضع تسأل غير
الله (1)
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضيل وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو عثمان
سعيد بن محمد قال سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان يقول سمعت أبا يعلى
الموصلي يقول سمعت عبد الصمد بن زيد يقول
سمعت فضيلا يقول وشكا إليه أهل مكة القحط فقال مدبرا غير الله تريدون (2)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن محمد السراج وأبو نصر بن قتادة قالا حدثنا الإمام أبو سهل محمد بن سليمان أنبأنا
أبو بكر الأنباري حدثنا أبو عيسى الحلي (3) حدثنا أبو يعلى حدثنا الأصمعي قال
نظر الفضيل بن عياض إلى رجل يشكو إلى رجل حاله فقال يا هذا تشكو من
يرحمك إلى من لا يرحمك (4)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو
منصور بن العطار قال أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن أنبأنا أبو
يعلى
ح وأخبرنا أبو علي بن السبط وأبو غالب بن البنا قالا أنبأنا الحسن بن علي
الجوهري أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن الزيات حدثنا أحمد بن عبد العزيز
الجوهري حدثنا زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم المستملي قالا أنبأنا أبو
سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا السيد أبو الحسن الهمداني أنبأنا محمد بن العباس بن
المغيرة الجوهري بالرملة حدثنا محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا أبو يعلى
الساجي حدثنا الأصمعي قال

(1) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(2) باختلاف الرواية في حلية الأولياء 8 / 93.
(3) كذا بدون إعجام بالأصل.
(4) سير أعلام النبلاء 8 / 439.
401

نظر الفضيل إلى رجل يشكو زاد الجوهري إلى رجل ما هو فيه من الضيق والضر
وقال الجوهري والفقر فأقبل عليه وقال يا هذا وفي حديث عبيد الله فقال له يا هذا
أتشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا أبو عثمان الخياط قال سمعت السري يقول
سمعت فضيلا يقول عن ابنة له توجعه كفها فعادها فقال لها يا بنية كيف كفك هذه
فقالت له يا أبت قد بسط لي من ثوابها ما لا أؤدي شكره عليه أبدا فتعجب من حسن
يقينها قال الفضيل فأنا عندها قاعد إذ أتاني ابن لي له ثلاث سنين فقبلته وضممته إلى
صدري فقالت لي يا أبة سألتك بالله أتحبه فقلت أي والله يا بنية إني لأحبه فقالت يا
سوأتاه لك من الله يا أبة إني ظننت أنك لا تحب مع الله غير الله فقلت لها أي بنية أفلا (1)
تحبون الأولاد فقالت المحبة للخالق والرحمة للأولاد قال فلطم الفضيل رأس نفسه
وقال يا رب هذه ابنتي هيمتني في حبها وحب أخيها وعزتك لا أحببت معك أحدا حتى
ألقاك
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا
أبو جعفر الرازي حدثنا عباس بن حمزة حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا عبد
الله الساحي (2) يقول
سأل رجل فضيل بن عياض متى يبلغ الرجل غاية حب الله قال إذا كان عطاؤه إياك
ومنعه سواء (3)
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سمعت علي بن بندار يقول سمعت عبد
الله بن محمود يقول سمعت محمد بن عبدويه يقول (4)
سمعت الفضيل يقول ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك
والإخلاص أن يعافيك الله عنهما

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن المختصر.
(2) كذا رسمها بالأصل.
(3) الخبر في حلية الأولياء 8 / 113 ببعض اختلاف، من طريق أبي عبد الله الساجي. وذكر المزي في تهذيب الكمال
في الرواة عن فضيل: أبا عبد الله الناجي.
(4) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 427 والمزي في تهذيب الكمال 15 / 111.
402

قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو زكريا العنبري حدثنا زكريا بن دلويه
العابد حدثنا أبو ثميلة محمد بن أبي نملة (1) قال
وسمعت الفضيل بن عياض يقول خيبة لك إن كنت ترى أنك تعرفه وأنت تعمل
لغيره
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا أبو محمد بن يوة
أنبأنا أبو الحسن اللنباني (2) أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو خزيمة حدثني يونس بن
محمد المكي قال
قال فضيل بن عياض لرجل لأعلمنك كلمة هي خير من الدنيا وما فيها والله لئن علم
الله منك إخراج الآدميين من قلبك حتى لا يبقى في قلبك مكان لغيره لم تسأله شيئا إلا
أعطاك
حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل (3) إملاء أنبأنا محمد بن أحمد
السمسار (4) أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش (5) أنبأنا علي بن محمد بن
سعيد الموصلي حدثنا عبد الله بن محمد الخراساني حدثنا إبراهيم بن هانئ قال
سمعت بشر بن الحارث قال قال الفضيل بن عياض ليتني أموت وأنا مخلط أخاف
أن أموت وأنا مرائي (6) يدعى بي يوم القيامة على رؤوس الخلائق يا فضيل خذ أجرك ممن
عملت له
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله أنبأنا عبد
الرحمن بن أحمد بن أبي شريح حدثنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا عباس الدوري
حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري الزاهد الحذاء قال
سمعت فضيل بن عياض يقول والله ما أدري ما أنا كذاب أنا مرائي (6) أنا ما أدري
ما أنا

(1) كذا رسمها بالأصل، ومر في تهذيب الكمال أن محمد بن أبي نملة يروي عن فضيل بن عياض، وفي المختصر
هنا: محمد بن أبي تميلة. ولم أجده.
(2) بالأصل: اللبناني، بتقديم الباء، تصحيف، والصواب ما أثبت اللباني، بتقديم النون، والسند معروف.
(3) قارن مع مشيخة ابن عساكر 30 / ب.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 484.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 307.
(6) كذا بالأصل بإثبات الياء، وهو جائز.
403

أخبرنا (1) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثني محمد بن حامد البزاز حدثنا الحسن بن الحسين حدثنا محمد بن عبد الوهاب
حدثنا علي بن عثام (2) عن فضيل بن عياض قال
ما دخل علي أحد إلا خفت أن أتصنع له أو يتصنع لي
قال وأنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا أبو عبد الله بن محمد الشيباني قال
سمعت زنجويه بن الحسن حدثنا علي بن الحسن الهلالي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل يقول
خير العمل أخفاه أمنعه من الشيطان وأبعده من الرياء (3)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر
المخلص حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد السكوني حدثنا أحمد بن يوسف ين
خالد التغلبي (4) حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا محمد بن إسحاق قال
أتينا فضيل بن عياض لنسمع منه فلما رآنا وقف على باب الدار فلما أتيناه سلمنا
عليه فقال لنا لقد تعوذت بالله من شركم حيث رأيتكم قلنا له ولم يا أبا علي قال أكره
أن تزينوا إلي وأتزين لكم
قال وحدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبد الله الأنطاكي قال (5)
اجتمع فضيل بن عياض وسفيان الثوري فتذاكروا فرق أو بكى سفيان قال فقال سفيان
لفضيل يا أبا علي إني لأرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة فقال له الفضيل
لكني أبا عبد الله أخاف أن لا يكون هذا المجلس جلسنا مجلسا قط هو أضر علينا منه قال
ولم يا أبا علي قال ألست تخلصت إلى أحسن حديثك فحدثتني به وتخلصت أنا إلى
أحسن حديثي فحدثتك به فتزينت لي وتزينت لك فبكى سفيان بكاء أشد من البكاء الأول
ثم قال أحييتني أحياك الله

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) تقرأ بالأصل: غنام، تصحيف، والصواب ما أثبت، ورد في تهذيب الكمال في أسماء الرواة عن فضيل بن
عياض. ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 566.
(3) كتب بعدها بالأصل: إلى.
(4) إعجامها مضطرب بالأصل وتقرأ: الثعلبي، تصحيف.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 114 من طريق آخر، وباختلاف بعض ألفاظه.
404

أخبرنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا محمد بن عبد الله
الحافظ وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء حدثنا أبو بكر بن عفان الصوفي حدثني بشر بن الحارث قال سمعت
فضيل بن عياض يقول لأن آكل الدنيا بالطبل والمزمار وفي رواية ابن بشران لأن آكل
الدنيا بطبل ومزمار أحب إلي من أن (1) آكلها بدين
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد
أنبأنا أبو الفرج عبيد الله بن محمد النحوي حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن عبد الرحيم
القيسراني حدثنا محمد بن جعفر بن محمد الخرائطي حدثنا الترقفي (2) هو العباس بن عبد
الله حدثنا الفياض بن إسحاق (3) قال قال الفضيل بن عياض
تزينت لكم بالصوف فلما لم ترهم يرفعون بك رأسا تزينت لهم بالقرآن فلما لم ترهم
يرفعون بك رأسا تزينت لهم بشئ بعد شئ كل ذلك إنما هو لحب الدنيا
قال (4) وقال لي الفضيل لو قيل لك يا مرائي غضبت وشق عليك وعسى ما قيل
حق تزينت للدنيا وتصنعت لها قصرت ثيابك وحسنت سمتك وكففت أذاك حتى
يقولوا أبو يزيد (5) عابد ما أحسن سمته وأحسن جواره وأكف أذاه فيكرمونك
ويعطرونك (6) ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق (7) لا يعرفه كل أحد فإذا قشروا قشروا عن
نحاس ويحك ما تدري في أي الأصناف تدعى غدا أفي المرائين أم في غير ذلك ثم قال
اتق الله لا تكن مرائيا وأنت لا تشعر
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و (8) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني (9) أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني أنبأنا

(1) زيادة للايضاح.
(2) بدون إعجام بالأصل، والصواب ما أثبت وضبط، ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 12.
(3) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 98.
(4) من طريق الفيض بن إسحاق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 439 وحلية الأولياء 8 / 94.
(5) في سير الاعلام: أبو فلان عابد.
(6) كذا بالأصل، وفي المختصر: " ويفطرونك " وفي سير الاعلام: وينظرونك.
(7) هو الدرهم الردئ الزيف لا خير فيه. (راجع اللسان).
(8) زيادة لتقويم السند.
(9) بالأصل: الكناني، تصحيف.
405

أحمد بن عبد الوهاب اللهبي حدثنا محمد بن العباس بن الدرفس حدثنا أحمد بن أبي
الحواري حدثنا إسحاق بن عباد أبو يعقوب البغدادي قال سمعت أحمد بن يونس الكوفي
قال سمعت الفضيل بن عياض يقول إنما مهابك هذا الخلق على قدر هيبتك لله عز وجل
وقال الفضيل إنما يطيع الله كل إنسان على قدر منزلته منه
أخبرنا (1) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
عبد الرحمن بن حمدان الهمداني حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا موسى بن عمران
الطرسوسي حدثنا فيض بن إسحاق الرقي قال
قال الفضيل بن عياض إن خفت الله لم يضرك أحد وإن خفت غير الله لم ينفعك
أحد
قال وسألت الفضيل بن عياض عن شئ فقال من خاف الله خاف منه كل شئ
ومن خاف غير الله خاف من كل شئ
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا جعفر بن محمد حدثنا أحمد بن مسروف قال
سمعت سري بن المغلس يقول (2) سمعت الفضيل بن عياض يقول من خاف الله لم يضره أحد ومن خاف غير الله لم
ينفعه أحد
قال وأنبأنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأنا إبراهيم بن فراس الفقيه حدثنا
المفضل بن محمد (3) أنبأنا إسحاق بن إبراهيم الطبري قال
قيل للفضيل بن عياض يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه فقال له أخبرني من
أطاع الله هل تضره معصية أحد قال لا فمن عصى الله هل تنفعه طاعة أحد قال لا
قال هو الخلاص إن أردت (4)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 426 وحلية الأولياء 8 / 88 وتهذيب الكمال 15 / 110.
(3) من طريقه رواه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء 8 / 88.
(4) كتب فوقها بالأصل: إلى.
406

الحسن بن محمد المخلدي أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي حدثنا الفضل
ابن عبد الله حدثنا الفيض بن إسحاق (1) الرقي قال (2) سمعت الفضيل بن عياض وسأله
عبد الله بن مالك فقال يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه فقال الفضيل أخبرني من أطاع
الله هل يضره معصية أحد قال لا قال فمن عصى الله هل تضره طاعة أحد قال لا
قال هذا الخلاص إن أردت الخلاص
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا المبارك بن عبد الجبار ببغداد
أنبأنا أبو الحسن العتيقي حدثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ أنبأنا أحمد بن الحسن
ابن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى وما بقي ومن
أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقي ثم بكى الفضيل فقال أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن
يحسن فيما بقي (3)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر البيهقي
أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر القطان حدثنا محمد بن يزيد هو السلمي حدثنا إبراهيم
ابن الأشعث قال (4)
سمعت الفضيل بن عياض يقول بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إن تعلموا عملوا وإذا عملوا
شغلوا وإذا شغلوا فقدوا وإذا فقدوا طلبوا إذا طلبوا هربوا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و (5) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (6) أنبأنا علي بن أبي علي المعدل حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري حدثنا أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم الفزاري حدثنا فتح بن شخرف
أبو نصر الخراساني وكان من العابدين حدثني طاهر بن عبد الملك المصيصي سمعت أبي

(1) بالأصل هنا: يزيد، تصحيف، انظر الحاشية التالية.
(2) رواه المزني في تهذيب الكمال 15 / 110 والذهبي في سير الاعلام 8 / 426 من طريق الفيض بن إسحاق الرقي.
وانظر حلية الأولياء 8 / 88.
(3) حلية الأولياء 8 / 113 باختلاف.
(4) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 439 - 440.
(5) زيادة منا لتقويم السند.
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 385 في ترجمة فتح بن شخرف.
407

يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول أنا منذ عشرين سنة أطلب رفيقا إذا غضب لم يكذب
علي
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل بن
بشر قالوا أنبأنا أبو الحسين بن مكي حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس
الإخميمي حدثنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي حدثنا محمد بن يعقوب بن الفرجي
حدثني عبد الصمد بن يزيد مردويه قال
قال الفضيل بن عياض طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنسه
وقال اطلب العلم لنفسك وانظر إلى من تسلمه يا مسكين فإن الله يسألك عنه وقد
قيل لإبراهيم بن أدهم من أين أقبلت يا أبا إسحاق قال من أنس الرحمن وقيل له فإلى
أين تريد قال إلى أنس الرحمن
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين محمد بن
يعقوب الفقيه حدثني أبو الحسين محمد بن علي بن (1) حدثنا أحمد بن الحسن بن
عبد الجبار حدثنا عبد الصمد قال (2)
سمعت الفضيل يقول رحم الله عبدا أخمل (3) ذكره وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن
بعمله
قال (4) وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ
ح وأخبرنا (5) أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني (6) بمرو أنبأنا أبو
بكر بن خلف أنبأنا الحاكم أبو عبد الله حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سلميان حدثنا
عبد الله بن محمد السمناني (7) حدثنا محمد بن داود بن أبي ناحية حدثنا محمد بن عبد الله
العنبري قال

(1) بدون إعجام بالأصل وصورتها: " حس ".
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 112.
(3) كذا بالأصل، وفي الحلية: " أخمد " وفي المختصر: " أجمل ".
(4) كذا ما بين الرقمين بالأصل.
(5) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(6) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 114.
(7) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 194.
408

سمعت الفضيل بن عياض يقول كامل المروءة من بر والديه وأصلح ماله وأنفق من
ماله وحسن خلقه وأكرم إخوانه ولزم بيته
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة الوكيل
وأبو المعالي الحسين بن حمزة الشعيري قالوا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي
أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي (1) حدثنا الفيض بن
إسحاق قال
قال الفضيل أخلاق الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفوا
عن من ظلمك
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن مندة (2) أنبأنا
أبي أنبأنا عمرو بن الحسن بن علي بن مالك حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد المبرد
أخبرني عبد عمرو بن عبد الرحمن قال
قال فضيل بن عياض إذا خالطت فلا تخالط إلا حسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى
الخير ولا تخالط سئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى الشر
وأخبرنا أبو القاسم أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأنا
أبو نصر القيسي بهراة حدثنا أبو سعيد يحيى بن منصور قال سمعت أبا يحيى الكردي
يقول
قال فضيل بن عياض إذا رأيت الأسد فلا يهولك وإذا رأيت ابن آدم فخذ بثوبك ثم
فر ثم فر (3)
أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن منصور الفارسي وأبو حامد أحمد بن عمر بن
أحمد بن علي الفنجكردي (4) وأبو نصر الحسن بن إسماعيل بن أبي القاسم الشجاعي (5)
وأبو نصر محمد بن أسعد بن علي الفراوي (6) وأبو القاسم محمود بن أبي منصور بن أبي

(1) إعجامها مضطرب بالأصل تقرأ: الترفقي، تصحيف، تقدم التعريف به.
(2) ترجمته في سير الاعلام 18 / 355.
(3) كتب بعدها في الأصل: إلى.
(4) قارن مع مشيخة ابن عساكر 12 / أ.
(5) قارن مع مشيخة ابن عساكر 43 / أ.
(6) قارن مع مشيخة ابن عساكر 177 / ب.
409

القاسم السياري (1) قالوا أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد حدثنا أبو سعيد بن مامويه
إملاء
ح وأخبرنا (2) أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي أنبأنا
عبد الرحمن بن عمر بن النحاس (3)
وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله بن
يوسف الأصبهاني أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا مسلم بن عبد الله الخراساني قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول
من خالط الناس لا ينجو من إحدى اثنتين إما أن يخوض معهم إذا خاضوا في الباطل
أو يسكت إن رأى منكرا أو سمع من جليسه شيئا فيأثم فيه
أخبرنا (4) أبو القاسم أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا
عبد الله بن أحمد النسائي (5) قال سمعت زنجويه بن الحسن حدثنا علي بن الحسن حدثنا
إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل يقول طوبى لمن استوحش من الناس وأنس بربه وبكى على
خطيئته
قال وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو علي محمد بن عمر حدثنا محمد بن يزيد
السلمي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال (6)
سمعت الفضيل بن عياض وهو يقول " لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم
والصابرين ونبلو أخباركم (7) " قال فجعل يردد هذه الآية ويقول إنك إذا بلوت (8) أخبارنا
هتكت أستارنا إنك إن بلوت أخبارنا فضحتنا

(1) مشيخة ابن عساكر 239 / أ.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 412.
(6) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 111 باختلاف وزيادة.
(7) سورة محمد، الآية: 31.
(8) الذي في حلية الأولياء:
إنك إذا بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا، إنك إذا بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا، ويبكي.
410

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل أنبأنا أبو بكر بن خلف
ح وأخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أحمد بن الحسين الحافظ
قالا أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو حامد بن بلال حدثنا محمد بن يزيد حدثنا
إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول ما أجد لذة ولا راحة ولا قرة عين إلا حين أخلو في
بيتي بربي فإذا سمعت النداء قلت إنا لله وإنا إليه راجعون كراهية أن ألقى الناس فيشغلوني
عن ربي تبارك وتعالى
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي وأبو القاسم المستملي قالا أنبأنا أبو
بكر أحمد بن منصور بن خلف قال سمعت أبو (1) محمد عبد الله بن يوسف الصوفي
يقول سمعت ابن الأعرابي يقول (2)
ح وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن الخلعي
أنبأنا أبو محمد بن النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي يقول
حدثنا (3) سلم بن عبد الله الخراساني أبو محمد سنة ستين قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا
اتخذ الله صاحبا ودع الناس جانبا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا عبد الله بن يوسف
أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا سلم بن عبد الله أبو محمد الخراساني قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا
وكفى بخشية الله علما والاغترار بالله جهلا (4)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا إبراهيم بن سعيد الحبال بمصر
ح وأخبرنا (5) أبو طالب الصوري أنبأنا أبو الحسن الخلعي قالا أنبأنا أبو محمد
عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول سمعت سلم بن

(1) زيادة لازمة للايضاح.
(2) كذا.
(3) كذا بالأصل، وثمة سقط في السند، والزيادة منا لتقويمه.
(4) سير أعلام النبلاء 8 / 440.
(5) كتب فوقها: بالأصل: ملحق.
411

عبد الله أبو محمد (1) سمعت الفضيل بن عياض يقول كفى (2) بخشية الله علما وبالاغترار
بالله جهلا (3)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنبأنا جدي أبو المعالي عمر بن محمد بن
الحسين قال سمعت الشيخ أبا محمد عبد الله بن يوسف الزاهد الصوفي يقول
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
أحمد الواحدي وأحمد بن علي بن خلف فرقهما قالا أنبأنا عبد الله بن يوسف قال
سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول
ح وأخبرنا (4) أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا علي بن الحسن الفقيه أنبأنا عبد الرحمن
ابن عمر أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي قال (5) سمعت سالم (6) بن عبد الله الخراساني يقول
سمعت الفضيل بن عياض يقول
تفكروا واعملوا من قبل أن تندموا ولا تغتروا بالدنيا فإن صحيحها يسقم وجديدها
يبلى ونعيمها يفنى وشبابها يهرم
زاد بن أبي عقيل
ألا إن الناس قد تاهوا بين الدراهم والدنانير وليس لامرئ خير مما نوى وقدم
وسقط من رواية ابن خلف وجديدها يبلى (7)
أخبرنا (8) أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله

(1) بعدها بالأصل: " أبو محمد قال " شطبت بخط أفقي.
(2) كتب بعدها بالأصل ما يلي: " بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا وكفى بخشية الله علما " ثم شطبت العبارة
كلها بخط أفي.
(3) كتب على هامش الأصل مقابل هذا الخبر: " عبد الرحمن بن عمر بن النحاس قال سمعت أبا سعيد بن الأعرابي
يقول: سمعت سلم بن عبد الله محمد الخراساني سنة ستين يقول " وكتب بعدها كلمة صح. ولم أقف على مكان
هذا الاستدراك بالأصل.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(6) كذا بالأصل هنا: " سالم " تصحيف، وقد مر: سلم، وهو الصواب.
(7) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(8) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
412

الحافظ حدثنا أبو عمرو بن السماك حدثنا الحسين بن عمرو السبعين (1) قال سمعت بشر
ابن الحارث يقول
قال الفضيل بن عياض إن أردت أن تستريح فلا تبالي من أكل الدنيا (2)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأنا محمد بن يونس حدثنا إبراهيم بن نصر قال
سمعت فضيل بن عياض يقول رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وزهادته في
الدنيا على قدر شوقه إلى الجنة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني القاسم بن هاشم عن
إبراهيم بن الأشعث أنه حدث عنه قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول إن رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وإن
زهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة (3)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الحسين بن
محمد الروذباري حدثنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو بكر بن المرزبان قال سمعت
محمد بن هارون (4) يعني أبا نشيط يقول سمعت بشر بن الحارث يقول
قال الفضيل بن عياض رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله وزهده في الدنيا على
قدر رغبته في الآخرة
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ
الشيخ الصالح حدثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه حدثني أبو العباس
الفضل بن الفضل الكندي حدثنا محمد بن إبراهيم الرازي الطيالسي قال سمعت يحيى بن
معاذ الرازي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول

(1) كذا بالأصل: " الحسين بن عمرو السبعين " ولعله صحف عن: الحسن بن عمرو المروزي المعروف بالشيعي، كذا
ورد في أسماء الرواة عن بشر الحافي في تهذيب الكمال 3 / 62.
(2) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(3) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 89.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 324.
413

جعل الشر كله في بيت وجعل مفتاحه حب الدنيا وجعل الخير كله في بيت وجعل
مفتاحه حب الزهد في الدنيا (1)
قال وحدثنا الحسن حدثنا أوس بن أحمد بن أوس بهمذان حدثنا عبد الله بن
محمود المروزي قال سمعت إبراهيم بن أحمد الخزاعي يقول سمعت الفضيل بن عياض
وسمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي (2) يقول سمعت أبا سعد
محمد بن محمد بن محمد يقول سمعت نوح بن نصر الفرغاني يقول سمعت أبا الفرج
(3) بن عبد الله يقول سمعت إبراهيم المروزي يقول سمعت عبد الله بن محمود
يقول سمعت إبراهيم بن أحمد الخزاعي يقول سمعت الفضيل يقول
لو أن الدنيا كلها بحذافيرها جعلت لي حلالا لكنت أتقذرها
أخبرنا أبو القاسم المستملي قال قرئ على أبي عثمان البحيري أنبأنا أبو سعيد بن
حمدون التاجر أنبأنا محمد بن أحمد بن دلويه حدثنا محمد بن يزيد السلمي حدثنا
إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل بن عياض قال سمعت الفضيل يقول
لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي حلالا لا أحاسب عليها لكنت أقذرها كما يتقذر
أحدكم الجيفة إذا مر أن تصيب ثوبه (4)
قال وسمعت الفضيل يقول (5)
من عمل بما علم استغنى عما لا يعلم ومن عمل بما علم وفقه الله لما لا يعلم
وسمعت الفضيل يقول (6) من ساء خلقه شان دينه وحسبه ومروءته (7)
قال وسمعت الفضيل يقول كان يقال من خاف الله كل لسانه

(1) الخبر في الرسالة القشيرية ط بيروت ص 119، والقسم الأخير من الخبر، المتعلق بالخبر، في حلية الأولياء 8 /
91.
(2) قارن مع مشيخة ابن عساكر 169 / ب.
(3) اللفظة غير مقروءة بالأصل.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 89.
(5) سير أعلام النبلاء 8 / 426 - 427 وتهذيب الكمال 15 / 110.
(6) سير أعلام النبلاء 8 / 427 وتهذيب الكمال 15 / 110.
(7) بالأصل: " وحسبه مروءته " والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
414

قال وسمعت الفضيل يقول (1) اكذب الناس العائد (2) في ذنبه وأجهل الناس
المدل بحسناته وأعلم الناس بالله أخوفهم منه
قال وسمعت الفضيل يقول (3) لن يكمل (4) عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ولن
يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه
قال وسمعت الفضيل يقول خصلتان تقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل (5)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا
أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أحمد
ابن العباس النميري حدثني محمد بن طفيل قال قال فضيل بن عياض
فرحك للدنيا بالدنيا يذهب حلاوة العبادة وهمك بالدنيا يذهب بالعبادة (6) كلها
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
سهل المهراني قالا أنبأنا أبو العباس هو الأصم حدثنا العباس بن محمد هو الدوري
حدثنا محمد بن الطفيل (7)
ح وأخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن
النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا عباس الدوري (8) حدثنا محمد بن الطفيل
قال سمعت الفضيل بن عياض يقول حزن الدنيا يذهب بهم الآخرة وفرح الدنيا للدنيا
يذهب بحلاوة العبادة
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج أنبأنا أبو علي
ابن شاذان أنبأنا عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني
الطيب بن إسماعيل قال قال فضيل بن عياض

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 427 وتهذيب الكمال 15 / 111.
(2) بالأصل: " العائذ.... المذل " تصحيف والتصويب عن سير الاعلام.
(3) حلية الأولياء 8 / 109 وسير الاعلام 8 / 427 وتهذيب الكمال 15 / 111.
(4) في الحلية: " يعمل " وفي سير الاعلام: " يكمل " كالأصل والمختصر وتهذيب الكمال.
(5) سير أعلام النبلاء 8 / 440.
(6) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعدها صح، ومكانها في الأصل: " بحلاوة العبادة " ثم شطبت
اللفظتان بخط أفقي، ووضع علامة تحويل إلى الهامش.
(7) بالأصل هنا: الفضيل، تصحيف، وسيرد صوابا في السند التالي، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 383.
(8) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 110.
415

من الشقاء طول الأمل وإن من السعادة قصر الأمل
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنبأنا أبو عبد
الرحمن السلمي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن جعفر يقول سمعت زنجويه اللباد يقول
سمعت علي بن الحسن الهلالي يقول سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول سمعت فضيل بن
عياض يقول
خمس من علامات الشقاء القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة
في الدنيا وطول الأمل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا عبد العزيز بن أبي
الحسن القرميسيني حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب حدثنا جعفر بن محمد بن العباس
البزار حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثنا الفيض بن إسحاق قال سمعت الفضيل بن
عياض يقول (1)
تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك ولو شغلك ما يعنيك تركت مالا يعنيك
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد البيهقي وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو
أحمد بن منصور بن خلف
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأنا محمد بن إسماعيل
التفليسي
قالوا أنبأنا عبد الله بن يوسف حدثنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا سلم بن عبد
الله الخراساني قال سمعت الفضيل بن عياض (2) يقول
إنما أمس مثل (3) واليوم عمل وغدا أمل
أخبرنا (4) أبو الوقت السجزي أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي أنبأنا أبو

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 100.
(2) سير أعلام النبلاء 8 / 427.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن سير الاعلام.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
416

محمد بن أبي شريح أنبأنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا أبو الدرداء يعني عبد العزيز بن
منيب المروزي (1) حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل يقول وذكر عنده مجالسته العلماء فقال إن في مجالسة بعضهم لفتنة
إذا كان العالم مفتونا بالدنيا راغبا فيها حريصا عليها فإن في مجالسته فتنة يزيد الجاهل
جهلا وتفتن العالم وتزيد الفاجر فجورا وتفسد (2) قلب المؤمن (3)
وأخبرنا أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان وأبو الفتح محمد بن الموفق
ابن محمد الجرجاني ومحمد بن علي بن نصر الحمادي (4) الأدرقاني (5) المعدلون وأبو
نصر أحمد بن محمد بن أحمد الإشكيذباني الفقيه (6) وأبو جعفر محمد بن علي بن محمد
الطبري وأبو المظفر عبد الفاطر بن عبد الرحيم بن عبد الله وأمة الرحمن بنت محمد بن
أحمد النباذانية (7) قالوا نبأنا أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي أنبأنا أبو علي منصور بن
عبد الله بن خالد الخالدي حدثنا الحسين بن صفوان بن إسحاق البردعي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الختلي حدثني عبد الصمد بن يزيد قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول من عامل الله بالصدق ورثه الحكمة
قال وسمعت الفضيل بن عياض يقول إن الله يحب العالم المتواضع ويبغض العالم
الجبار من تواضع لله ورثه الحكمة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله (8) بن
يوسف أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق حدثنا هارون بن
سوار قال سمعت شعيب بن حرب (9) يقول

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 150.
(2) بالأصل: " ويفتن... ويزيد... ويفسد ".
(3) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(4) الحمادي ذكر أنه من ولد حماد بن زيد، راجع مشيخة ابن عساكر 203 / أ.
(5) كذا رسمها بالأصل، وفي المشيخة: " الاررقاني " ولم ألحظ إعجامها للراءين فيها. ولم أحله.
(6) مشيخة ابن عساكر 13 / ب قال: وهو من أهل قرية الدار من أعمال بوشنج. والاسكيذباني بكسر الهمزة نسبة إلى
/ إشكيذبان قرية بين هراة وبوشنج (معجم البلدان).
(7) كذا رسمها بالأصل.
(8) زيادة منا للايضاح، تقدم التعريف به.
(9) هو شعيب بن حرب المدائني أبو صالح البغدادي، ترجمته في تهذيب الكمال 8 / 365.
والخبر باختلاف الرواية في حلية الأولياء 8 / 90.
417

بينا أنا أطوف إذ لكزني رجل بمرفقه فالتفت وإذا بالفضيل بن عياض فقال يا أبا
صالح فقلت لبيك يا أبا علي فقال إن كنت تظن أنه قد شهد الموسم شر مني ومنك
فبئس ما ظننت
قال وأنبأنا أبو علي الروذباري حدثنا أبو عمر غلام ثعلب (1) حدثنا سعيد بن
عثمان حدثنا محمد بن المثنى قال سمعت بشر بن الحارث يقول
قال الفضيل لسفيان بن عيينة إن كنت ترى إن أحدا في هذا المسجد دونك فقد بليت
ببلاء
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا محمد بن علي الفراء أنبأنا عبد الله بن الحسين بن
عبدان أنبأنا طلحة بن أسد بن المختار أنبأنا أبو بكر الآجري حدثنا أبو بكر عبد الله بن
محمد بن عبد الحميد الواسطي حدثنا يوسف بن موسى المروروذي حدثنا عبد الله بن
خبيق (2) الأنطاكي قال
قال فضيل بن عياض لسفيان بن عيينة إن كنت تريد أن يكون الناس كلهم مثلك يا أبا
محمد (3) فما أديت لله الكريم نصيحة كيف وأنت تود أنهم دونك
أخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا
أبو عمرو بن السماك حدثنا الحسن بن عمرو قال سمعت بشر بن الحارث يقول قال
الفضيل لسفيان لئن كنت تحب أن يكون الناس مثلك فما أديت النصيحة لربك كيف وأنت
تحب أن يكونوا دونك
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد النجار (4) حدثنا نصر بن إبراهيم بن
نصر أنبأنا عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي حدثنا عيسى بن عبيد الله بن عبد العزيز
الموصلي حدثنا محمد بن صلة الحيوي (5) حدثنا نصر بن عبد الملك السنجاري حدثني
علي بن عبد الله حدثنا مروان بن محمد قال قال الفضيل بن عياض

(1) هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الزاهد البغدادي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 508.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل، والصواب ما أثبت.
(3) بالأصل: " يا أبا سفيان " تصحيف، راجع ترجمة سفيان بن عيينة في تهذيب الكمال 7 / 368.
(4) مشيخة ابن عساكر 230 / أ.
(5) كذا رسمها بالأصل بدون إعجام.
418

ما وافى الموسم العام عندي أغبط من أبي معاوية يعني الأسود وكلب ميت يجر برجله أغبط عندي منه يعني أنه
يحاسب
وقال الفضيل (1) ما أغبط ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا يعاين القيامة وأهوالها ولا
أغبط إلا من لم يكن شيئا
وقال الفضيل والله لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحب إلي من أكون في سلخ
أفضل أهل الأرض وما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي (2)
سمعت (3) أبا المظفر بن القشيري يقول سمعت أبي يقول سمعت أبا عبد الرحمن
السلمي يقول سمعت عبد الله بن محمد الرازي يقول سمعت محمد بن نصر الصايغ
يقول سمعت مردويه الصايغ يقول (4)
سمعت الفضيل بن عياض يقول قراء الرحمن أصحاب خشوع وتواضع وقراء القضاة
أصحاب عجب (5) وتكبر
وقال الفضيل
من رأى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب (6)
وسئل الفضيل عن التواضع فقال يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله (7)
وقال الفضيل (8)
أوحى الله تعالى إلى الجبال إني مكلم على واحد منكم نبيا فتطاولت الجبال وتواضع
طور سيناء فكلم الله موسى عليه السلام لتواضعه (9)
أخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 90.
(2) مر مثله قريبا.
والخبر في حلية الأولياء 8 / 85 وفيها: في مسلخ بدل في سلخ.
(3) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(4) الخبر في الرسالة القشيرية ص 147 (ط بيروت).
(5) كذا بالأصل، وفي الرسالة القشيرية: إعجام.
(6) الرسالة القشيرية ص 147.
(7) في الرسالة القشيرية: ممن كان.
(8) الرسالة القشيرية ص 147.
(9) كتب فوقها بالأصل: إلى.
419

أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان حدثنا أبو حاتم الرازي حدثنا
عمران بن موسى الطرسوسي حدثنا أبو يزيد فيض بن إسحاق الرقي قال
قال الفضيل بن عياض ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي (1)
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنبأنا أبو الحسن الخلعي أنبأنا أبو محمد بن
النحاس أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أبو محمد قاسم
ابن هاشم البزار عن إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول (2) وقال له رجل كيف أمسيت يا أبا علي وكيف
حالك فقال وعن أي حال تسألني عن حال الدنيا أو عن حال الآخرة قال فإن (3)
كنت تسألني عن حال الدنيا فإنها قد مالت بنا وذهبت كل مذهب وإن كنت تسألني عن حال
الآخرة فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه وضعف عمله وفني عمره ولم يتزود لمعاده ولم
يتأهب للموت ولم يتيسر (4) له
أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ (5) حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا
المفضل بن محمد الجندي حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال سمعت فضيل بن عياض يقول
وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما آيسته ووقفت (6)
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا أبو محمد عبد الله بن
يوسف الأصبهاني أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن فراس بمكة حدثنا المفضل بن محمد حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الطبري قال (7) قفت مع الفضيل زاد الشحامي بن عياض قالا
بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئا إلا أنه وضع يده زاد أبو علي اليمنى على خده واضعا
رأسه يبكي بكاء خفيا فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء فقال

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 85.
(2) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 85 - 86 من طريق آخر.
(3) زيادة للايضاح.
(4) كذا بالأصل، وفي الحلية: ولم يتشمر للموت.
(5) الخبر في حلية الأولياء 8 / 88 وسير الاعلام 8 / 432.
(6) كذا بالأصل: " آيسته ووقفت " والخبر ينتهي في سير الاعلام وحلية الأولياء عند كلمة: " أيست " وجاءت فيها كلمة
ووقفت بداية لخبر جديد، فأقحمت هنا في آخر الكلام ولا لزوم لها.
(7) الخبر من طريقه في حلية الأولياء 8 / 86 وسير أعلام النبلاء 8 / 432.
420

وا سوأتاه والله منك وإن عفوت (1) ثلاث مرات
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو طالب العشاري حدثنا أبو
الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل إملاء حدثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك أنبأنا
أبي حدثنا خالد بن خداش قال (2)
أتيت فضيل بن عياض فقال ممن الرجل فقلت من المهالبة (3) فقال لي أنت
الشريف كل الشريف إن كنت رجلا صالحا وأنت الوضيع كل الوضيع إن كنت رجل سوء
أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو المعالي بن الشعيري قالا أنبأنا أبو الحسين بن أبي
الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي
حدثنا الفيض بن إسحاق قال
قال الفضيل بن عياض (4) والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا ولا خنزيرا بغير حق فكيف
تؤذي مسلما
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو أحمد عبد الرحمن بن إسحاق العامري
الأديب حدثنا الأستاذ أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي أنبأنا أبو موسى عمران بن موسى
أنبأنا مسدد بن قطن حدثنا الدورقي يعني يعقوب بن إبراهيم حدثنا الفيض بن إسحاق
قال (5)
سمعت الفضيل بن عياض يقول إذا أراد الله أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه
أخبرنا (6) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو زكريا بن أبي إسحاق
حدثنا والدي أنبأنا أبو العباس السراج قال سمعت محمد بن عمرو بن مكرم يقول سمعت
عبد الرحمن بن عفان يقول

(1) كذا بالأصل والحيلة، وفي المختصر: غفرت.
(2) رواه أبو نعيم بسنده إلى خالد بن خداش، في حلية الأولياء 8 / 96.
(3) في الحلية: مهلبي.
كذا راجع ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 339 وفيه أنه الأزدي، المهلبي مولاهم.
وخداش بكسر المعجمة وتخفيف الدال وآخره معجمة، كما في تقريب التهذيب.
(4) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 427 والمزي في تهذيب الكمال 15 / 111.
(5) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 104.
(6) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
421

سمعت فضيل بن عياض يقول إذا أراد الله عز وجل أن يحب العبد سلط عليه من
يظلمه
قال وسمعت الفضيل قال
لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه (1)
أخبرنا (2) أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو أحمد
عبيد الله بن محمد أنبأنا أبو بكر الصوفي حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا عيسى بن
عبد الله عن فضيل بن عياض قال إذا لم يستحي (3) القلب من الله عز وجل سقط عن القلب
مكارم الأخلاق
وقال الفضيل بلغني أن الله تعالى يحاسب العبد يوم القيامة بحضرة من يعرفه ليكون
أشد لفضيحته
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل
أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا أحمد بن محمد الواسطي حدثنا ابن خبيق حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن قال
قال الفضيل بن عياض من رأى من أخ له منكرا فضحك في وجهه فقد خانه
قال وحدثنا ابن مروان حدثنا إبراهيم بن إسحاق حدثنا عبد الصمد
عن الفضيل بن عياض قال بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد
أخبرنا (4) أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا
أبو عمرو بن السماك حدثنا الحسن بن عمرو الشيعي (5) قال سمعت بشرا يقول قال
الفضيل خصلتان تقسيان القلب كثرة النوم وكثرة الأكل (6)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعيد محمد بن

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 427.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) كذا بالأصل: يستحي، بإثبات الياء.
(4) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(5) بالأصل: السبيعي، تصحيف، والصواب ما أثبت، تقدم التعريف به قريبا، وراجع ترجمة بشر بن الحارث الحافي
في تهذيب الكمال 3 / 62 طبعة دار الفكر.
(6) كتب فوقها بالأصل: إلى.
422

علي بن محمد أنبأنا أبو بكر الجوزقي أنبأنا أبو العباس الدغولي قال سمعت علي بن
الحسن الهلالي يذكر عن إبراهيم بن أشعث عن فضيل قال من خاف الله كل لسانه
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي عثمان أنبأنا أبو القاسم
الحسن بن الحسن بن علي المنذر أنبأنا أأبو علي بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي
الدنيا حدثني الحسن بن الصباح عن أبي يزيد الرقي عن فضيل بن عياض قال (1)
ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان ولو أصبحت يهمك لسانك
أصبحت في غم شديد
وقال فضيل (2) سجن اللسان سجن المؤمن وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي حدثنا الإمام أبو الطيب سهل
بن محمد بن سليمان أنبأنا أبو علي الرفاء قال سمعت أبا العباس الفضل بن عبد الله
اليشكري قال سمعت أبا يزيد فيض بن إسحاق (3) الرقي قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول المؤمن قليل الكلام كثير العمل والمنافق كثير
الكلام قليل العمل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار
قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيد الله السكري أنبأنا زكريا المنقري حدثنا
الأصمعي قال
قال الفضيل بن عياض إذا قيل لك أتخاف الله فاسكت فإنك إن قلت لا فقد
جئت بأمر عظيم وإن قلت نعم فالخائف لا يكون على ما أنت عليه
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الحسن (4) علي بن أحمد قالا حدثنا
و (5) أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب (6) أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي
حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف حدثنا

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 110.
(2) حلية الأولياء 8 / 110.
(3) بالأصل: يزيد، تصحيف.
(4) بالأصل: الحسين، تصحيف.
(5) زيادة منا لتقويم السند.
(6) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4 / 184 في ترجمة أحمد بن سهل.
423

أحمد بن سهل التيمي (1) صاحب أبي عبيد حدثنا عبد الصمد بن يزيد قال
سمعت الفضيل بن عياض يقول المؤمن يحاسب نفسه ويعلم أن له موقفا بين يدي الله
تعالى والمنافق يغفل عن نفسه فرحم الله عبدا نظر لنفسه قبل نزول ملك الموت به
سمعت أبا القاسم الشحامي يقول سمعت أبا بكر البيهقي يقول سمعت أبا عبد
الرحمن السلمي يقول سمعت محمد بن الحسن بن خالد البغدادي يقول سمعت أحمد بن
صالح يقول حدثنا أبي حدثنا محمد بن جعفر قال
سئل الفضيل بن عياض عن التواضع قال تخضع للحق وتنقاد له وتقبل الحق من
كل من تسمعه منه
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
بن المقرئ أنبأنا مفضل بن إبراهيم الجندي بمكة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطبري قال
قال الفضيل بن عياض
يا مسكين تهلك إنك مسئ (2) وترى أنك محسن وأنت جاهل وترى أنك عالم
وأنت بخيل وترى أنك سخي وأنت أحمق وترى أنك عاقل وأجلك قصير وأملك طويل
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو محمد عبد الله (3) بن
يوسف الأصبهاني حدثنا إبراهيم بن (4) فراس المكي أنبأنا المفضل بن محمد حدثنا
إسحاق ابن إبراهيم الطبري قال
قال الفضيل بن عياض لم يكمل عبد حتى يؤثر الله على شهوته (5)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنبأنا أبو المعالي عمر بن أبي عمر

(1) كذا بالأصل، وفي تاريخ بغداد: التميمي.
(2) راجع حلية الأولياء 8 / 91 اللفظتان مطموستان وغير واضحتين بالأصل، والمثبت " إنك مسئ " عن المختصر،
وفي سير أعلام النبلاء 8 / 440 أنت مسئ.
(3) زيادة منا للايضاح.
(4) كلمة " بن " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(5) مر هذا الخبر قريبا.
424

محمد بن الحسن البسطامي (1)
قالا أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
عاصم المروزي حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عمران بن موسى الطرسوسي حدثنا فيض
أبو إسحاق الرقي قال (2) قال الفضيل بن عياض
تريد أن تقف بالموقف مع نوح وإبراهيم ومع محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين
وأن تدخل الجنة مع النبيين والصديقين زاد البسطامي والشهداء والصالحين وقالا بأي
زاد البسطامي عملته (3) لله وقالا أو بأي شهوة تركتها أو بأي قريب باعدته في الله أو أي
عدو وقال البسطامي بعيد قربته في الله
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
الفضيلي أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
عقيل بن الأزهر بن عقيل حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي حدثنا إبراهيم بن
الأشعث قال سمعت الفضيل يقول
هيه وتريد أن تسكن الجنة تريد أن تجاور الله في داره مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين تريد أن تقف المواقف مع الأنبياء مع نوح وإبراهيم ومحمد صلى الله عليهم
أجمعين يا أحمق بأي عمل بأي شهوة تركتها لله بأي غيظ كظمته لله وبأي رحم قاطع
وصلتها وبأي قريب باعدته في الله بأي بعيد قربته في الله بأي حبيب رأيته يعمل بما يكره
الله فأبغضته في الله بأي بغيض رأيته يعمل بما يحب الله فأحببته في الله ولكن بعفوه ورحمته
نرجوه بإساءتنا لا نقول أحسنا ولكن نقول أسأنا وبئس ما صنعنا
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش البنا أنبأنا
أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون الأهوازي حدثنا محمد بن مخلد العطار حدثنا أبي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 18 / 424.
والبسطامي بفتح الباء كما في الأنساب نسبة إلى بسطام بلدة بقومسس.
والبسطامي بكسر الباء فهي نسبة إلى الجد بسطام كما في الأنساب.
أما في اللباب: فالصواب بالكسر مطلقا إن بالنسبة إلى بلد أم إلى الجد.
وفي سير أعلام النبلاء " الحسين " بدل " الحسن ".
(2) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 90 - 91.
(3) كذا بالأصل، وفي الحلية: بأي عمل وأي شهوة تركها الله عز وجل.
425

حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد الصمد بن يزيد بن مردويه الصايغ
قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
إذا أحب الله عز وجل عبدا أكثر غمه وإذا أبغض عبدا أوسع عليه دنياه (1)
قال وحدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا عبد الصمد قال سمعت رجلا يقول للفضيل
بن عياض أوصني قال أعز أمر الله حيث كنت يعزك الله
وكان يقول حرها شديد وقعرها بعيد شرابها الصديد وأنكالها الحديد
قال وحدثنا أحمد حدثنا عبد الصمد قال سمعت الفضيل يقول
صبر قليل ونعيم طويل وعجلة قليلة وندامة طويلة
سمعت (2) أبا القاسم الشحامي يقول سمعت أبا بكر البيهقي يقول سمعت أبا سعد
الزاهد يقول سمعت علي بن جهضم يقول سمعت محمد بن القاسم يقول سمعت عيسى
ابن تمام يقول حدثنا الحسن بن عمير قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
قلة التوفيق وفساد الرأي وطلب الدنيا بعمل الآخرة من كثرة الذنوب
قال وأنبأنا البيهقي أنبأنا أبو سعد أنبأنا أبو عبد الله الصفار أنبأنا أبو بكر بن أبي
الدنيا حدثني محمد بن القاسم مولى بني هاشم قال قال الفضيل بن عياض (3)
بقدر ما يصغر الذنب عندك كذلك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك كذاك يصغر
عند الله (4)
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي عثمان الصابوني أنبأنا أبو عبد الله قال
سمعت أبا علي محمد بن عمر بن علي الربودي يقول سمعت علي بن الحسن بن أبي عيسى
الهلالي يقول سمعت إبراهيم بن الأشعث يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول
دعاك الله إلى دار السلام وقد آثرت في دنياك المقام وحذرك عدوك الشيطان وأنت
تخالفه طول الزمان وأمرك بخلاف هواك وأنت معانقه صباحك ومساك فهل الحق إلا ما
أنت فيه

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 88 وقد مر مثله قريبا.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 427.
(4) كتب فوقها بالأصل: إلى.
426

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء
ح وأخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري أنبأنا نجيب بن عمار بن
أحمد
قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو العباس الشيباني
صاحب أبي ثور قال سمعت محرز بن عون يقول (1)
أتيت فضيل بن عياض بمكة فسلمت عليه فقال لي يا محرز وأنت أيضا مع أصحاب
الحديث ما فعل القرآن والله لو نزل حرف باليمن لقد كان ينبغي أن يذهب حتى تسمع
كلام ربنا والله لا يكون راعي الحمر وأنت مقيم على ما يحب الله خير لك من أن تطوف
بالبيت وأنت مقيم على ما يكره الله
أخبرنا أبو القاسم أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا الإمام أبو طاهر حدثنا محمد بن عمر
ابن حفص حدثنا يزيد بن الهيثم أبو خالد حدثنا إبراهيم بن نصر قال قال الفضيل بن
عياض
من أوتي علما لا يزداد فيه خوفا وحزنا وبكاء خليق أن يكون أوتي علما ينفعه ثم قرأ
أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون (2) (3) "
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو الحسين بن الفراء أنبأنا أبو بكر الخطيب
أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري حدثنا أحمد بن علي بن هشام
التيملي بالكوفة حدثنا عبد الله بن زيدان حدثنا محمد بن عبد الرحمن المحرري قال قال
أيوب بن يحيى قال فضيل بن عياض
لا يزال العالم جاهلا بما علم حتى يعمل به فإذا عمل به كان عالما
قال الخطيب وأنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة حدثنا
أبو الحسن علي بن إسحاق المادرائي حدثنا المفضل بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الطبري قال
قال الفضيل إنما يراد مع العلم العمل والعلم دليل العمل

(1) الخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء 8 / 427.
(2) سورة النجم، الآيتان 59 و 60.
(3) كتب فوقها بالأصل: إلى.
427

وقال الفضيل على الناس أن يتعلموا فإذا علموا فعليهم العمل
أخبرنا (1) أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي
أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ حدثنا بكير بن الحداد الصوفي بمكة حدثنا أبو عمر
محمد بن الفضل بن سلمة حدثنا سعيد (2) بن زنبور قال سمعت فضيل بن عياض يقول
إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ولا يقبله إذا كان له خالصا إلا
على السنة (3)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي وأبو المظفر القشيري قالوا أنبأنا
سعيد بن محمد البحيري قال سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول
وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو
عمرو بن حمدان قال
سمعت أبا يعلى يقول سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول
قال رجل للفضيل بن عياض العلماء كثير فقال الفضيل الحكماء قليل (4)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو حازم عمر
ابن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ (5) قال سمعت الإمام أبا بكر الإسماعيلي يقول
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن مسروق يقول حدثنا هارون بن سوار المقرئ قال
وسمعت الفضيل بن عياض وقيل له ألا تحدثنا تؤجر قال على أي شئ أؤجر على شئ (6)
تتفكهون به في المجالس
أخبرنا أبو (7) محمد بن الأكفاني حدثنا أبو الحسين بن الفراء أنبأنا أبو بكر
الخطيب أنبأنا علي بن القاسم حدثنا علي بن إسحاق قال قرئ على المفضل بن
محمد (8) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري بمكة قال سمعت الفضيل يقول

(1) كتب فوقها بالأصل: محلق.
(2) كذا بالأصل هنا، وورد في تهذيب الكمال 15 / 106 في أسماء الرواة عن فضيل: سعد بن زنبور الفراء.
(3) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(4) في حلية الأولياء 8 / 92.
(5) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 333.
(6) الزيادة عن المختصر للايضاح.
(7) كلمة " أبو " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(8) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 86 - 87.
428

لو طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الأحاديث فقلت له لو
حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي (1) عددها دنانير فقال
إنك مفتون أما والله لو عملت بما قد سمعت لكان لك في ذلك شغل عما لم تسمع ثم
قال سمعت سليمان بن مهران يقول إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها
خلف ظهرك كلما أخذت اللقمة ترمي بها خلف ظهرك متى تشبع
أخبرنا (2) أبو طالب بن أبي عقيل أنبأنا علي بن الحسن الفقيه أنبأنا عبد الرحمن بن
عمر أنبأنا أحمد بن محمد بن الأعرابي حدثنا سلم (3) بن عبد الله الخراساني قال سمعت
الفضيل يقول
من عرف الله حق المعرفة فهو بعيد من الضلالة ومن عرف الإخلاص فهو بعيد من
الرياء من أنزل الموت حق المنزلة فلا يغفل عن الموت
قال وسمعت سلما قال سمعت فضيلا يقول
لا إله إلا الله ما أقرب الأجل وما أبعد الأمل (4)
أخبرنا (5) أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن الحسن الأزهري أنبأنا الحسن بن
أحمد المخلدي أنبأنا المؤمل بن الحسن بن عيسى حدثنا الفضل بن عبد الله بن مسعود
قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
أفضل الجهاد المواظبة على الصلوات وأكبر الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة
قال وقال بعضهم أفضل الجهاد مجاهدة النفس أن تجاهد نفسك عن الحرام عما
نهى الله عز وجل وعن هواك
قال وسمعته يقول من خاف الله عز وجل كل لسانه (6)
أخبرنا (7) أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن البحيري بنيسابور حدثنا
أبو حفص عمر بن سعيد البحيري أنبأنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن (8)

(1) الزيادة عن الحلية للايضاح.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) بالأصل هنا: سلم، تصحيف.
(4) كتب فوقها بالأصل: إلى.
(5) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(6) مر هذا القول قريبا.
(7) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(8) كتب فوقها بالأصل: إلى.
429

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا عبد الخالق بن
علي أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد (1) قال سمعت أحمد بن صالح سمعت
زكريا الطويل يقول سمعت محمد بن الربيع يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول
لو أني أعلم أن أحدهم يطلب هذا العلم لله تعالى ذكره لكان الواجب علي أن آتيه في
منزله حتى أحدثه
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر
ابن المقرئ حدثنا أبو يعلى الموصلي حدثنا سعيد بن عبد الجبار أبو عثمان قال
سمعت الفضيل بن عياض ولقيه جماعة من أصحاب الحديث فقال ما (2)
لكم لو أعلم أنه خير لكم لم أحدثكم ولو أعلم أنه خير لي أن لا أحدثكم ما حدثتكم وما
شئ أحب إلي من أن لا أراكم ولا تروني
أخبرنا أبو القاسم المستملي أنبأنا أحمد بن الحسين قال سمعت أبا نصر أحمد بن
محمد القيسي يقول سمعت أبا جعفر المروزي يقول سمعت عبد الرحمن بن الحكم
المروذي يقول سمعت أبا روح حاتم بن يوسف يقول
أتيت باب الفضيل بن عياض فسلمت عليه فقلت يا أبا علي معي خمسة أحاديث إن
رأيت أن تأذن لي فأقرأ عليك فقرأت فإذا هو ستة فقال لي أف قم يا بني تعلم الصدق ثم
اكتب الحديث
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم أنبأنا أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن السري بن بنون (3) التفليسي أنبأنا أبو (4) عبد الرحمن السلمي قال سمعت عبد
الله بن محمد الرازي يقول سمعت أبا جعفر الصايغ يقول سمعت مردويه الصايغ يقول
سمعت الفضيل بن عياض يقول الفتوة الصفح عن عثرات الاخوان

(1) اللفظة غير واضحة.
(2) كلمة مطموسة بالأصل.
(3) غير واضحة بالأصل، وإعجامها فيه ناقص، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 11 وفيها:
محمد بن إسماعيل بن محمد بن السري بن بنون.
(4) بالأصل: أبا، تصحيف.
430

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر (1)
أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه أنبأنا أحمد بن سليمان قال سمعت
ح وأخبرنا أبو محمد عامر بن دغش (2) بن حصن بن دغش (2) الحوراني السويدي (3)
وأبو المسك كافور بن عبد الله الليثي وعتيق سعد بن عبد الله الرومي قالوا أنبأنا أبو الحسن
المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان
حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني (4) حدثنا هلال بن العلاء الرقي أبو عمر (5)
بالرقة وأبو بكر محمد بن حبلة الرافقي بالرافقة قالا كلاهما حدثنا فيض بن إسحاق قال
كنت عند الفضيل بن عياض فجاء رجل فسأله حاجة فألح بالسؤال عليه فقلت لا
تؤذي الشيخ فزجرني الفضيل وصاح علي وقال لي يا فيض أما علمت أن حوائج الناس
إليكم نعم من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتحول نقما ألا تحمد ربك أن جعلك
موضعا تسأل ولم يجعلك موضعا تسأل
واللفظ لحديث ابن شاذان
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثنا أبو النضر الفقيه حدثنا الفضل بن عبد الله اليشكري قال سمعت الفيض بن إسحاق
قال سمعت الفضيل بن عياض يقول
أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتصير
نقما
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا و (6) أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر
الخطيب (7) أنبأنا القاضي

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 46 وفيها: نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر.
(2) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر 133 / أ.
(3) كذا بالأصل، وهو من أهل السويداء وهي من ضياع حوران بناحية دمشق كما الأنساب، ذكره السمعاني وترجمه،
والنسبة إليها: السويداني.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 479.
(5) بالأصل: " بالرقة، أبو عمر " راجع ترجمة هلال بن العلاء بن هلال بن عمر أبي عمر الباهلي عالم الرقة في سير
أعلام النبلاء 13 / 306.
(6) زيادة منا للايضاح.
(7) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 434 في ترجمة القاسم بن منبه الحربي.
431

ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا البيهقي أنبأنا القاضي
أبو الحسن علي بن عبد الله بن منصور (1) الهاشمي حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو
ابن البحتري حدثنا القاسم بن منبه زاد الخطيب الحربي قال قال أبو نصر بشر بن
الحارث بعث أبو رجاء الذي كان بمكة إلى فضيل يستقرضه وقال البيهقي يستقرض
دراهم أو يسأله دراهم ثم قال أبو نصر بعث مسكين إلى مسكين قال ولم يكن عند فضيل
إلا بعير له يعمل عليه قال فأمر ابنه أن يدخله السوق فيبيعه ثم يبعث إلى أبي رجاء بنصف
ثمنه ويأتيه بالنصف الآخر ثم ذكر أبو نصر كرم أهل الخير وفضلهم
أخبرنا (2) أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي
أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد الشريحي (3) أنبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي حدثنا أبو
الدرداء هو عبد العزيز بن منيب المروزي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال
سمعت الفضيل يقول وسأله رجل فقال يا أبا علي أحب أن تصف لي كيف كان (4)
في المواخاة فقال الفضيل هيهات كالمتعجب لذلك دعني وأين المؤاخاة ثم قال
الفضيل إن كان الرجل ليحفظ ولد أخيه من بعد موته يتعاهدهم أربعين خمسين سنة عمره
كله يأتي أهله فيقوم على بابه فيقول هل لكم من حاجة تريدون شيئا عندكم دقيق
عندكم سويق عندكم زيت عندكم حطب عندكم كذا حتى يسألهم عن الكسوة
فيقولون نعم فيقول أروني فإن كان عندهم وإلا اشترى لهم الخادم بخمس مائة درهم
فيقول خذوا هذه تخدكم وأحدهم اليوم تطلب إليه الحاجة فما يقضيها ويغضب حتى كأنه
أذنب إليه ذنبا ويعادي ويقاطع فإذا هو قضاها أفسدها بمن أو تطاول وأنت لو طلب منك
عشرة دراهم يشق عليك نعم والله ودرهم لو طلب منك يشق عليك
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين حدثنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عبيد الله بن
أبي مسلم الفرضي أنبأنا ابن السماك (5) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين حدثني عبد
الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل يقول

(1) كذا بالأصل، وفي تاريخ بغداد: إبراهيم.
(2) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(3) بدون إعجام بالأصل.
(4) بعدها في المختصر بياض مقدار كلمة.
(5) بالأصل: ابن أبي السماك.
432

يزعم الناس أن الورع شديد وما ورد علي أمران إلا أخذت بأهداهما فدع ما يريبك
إلى ما لا يريبك
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن
أحمد (1) حدثنا أبو بكر الشافعي إملاء من حفظه حدثنا محمد بن يونس
الكديمي حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي قال (2)
كنت عند فضيل بن عياض وعنده عبد الله بن المبارك فقال إن أهلك وعيالك قد
أصبحوا مجهودين محتاجين إلى هذا المال فاتق الله وخذ من هؤلاء القوم يعني الخلفاء
فزجره عبد الله بن المبارك ثم أنشأ يقول (2)
* خذ من الجاورس (3) وإلا * رز والخبز والشعير
واجعلن ذاك حلالا * تنج من حر (4) السعير
وأنا ما استطعت (5) هداك الله عن دار الأمير
لا تزرها واجتنبها * إنها شر مزور
توهن الدنيا وتدنيك * من الحوب (6) الكبير
ولما تترك من * ديدنك في تلك الأمور
هو أجدى لك من مال * وسلطان يسير
منه بالدون فأبصر * واذكرن يوم المصير
قبل ان تسقط يا * مغرور في حفرة بير
واطلب الرزق إلى ذي * العرش والرب غفور
وارض يا ويحك من * دنياك بالقوت اليسير
إنها دار بلاء * وزوال وغرور

(1) مطموس بالأصل.
(2) تقدمت بعض الأبيات في ترجمة عبد الله بن المبارك، راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق - بتحقيقنا 32 / 464 والخبر
والابيات في سير أعلام النبلاء 8 / 415 - 416.
(3) في سير الاعلام: " الجاروش " وفيما تقدم: الجاووش.
(4) فيما تقدم في ترجمة عبد الله بن المبارك: نار السعير.
(5) بالأصل: استطعت.
(6) أي الاثم العظيم (اللسان).
433

كم ترى قد صرعت * قبلك أصحاب القصور
وذوي الهيبة في المجلس * والجمع الكثير
أخرجوا كرها وما كان * لديهم من نكير
كم ببطن الأرض ثاو * من شريف ووزير
وصغير الشأن عبد * خامل الذكر حقير
لو تصفحت وجوه * القوم في يوم نضير
لم تميزهم ولم تعرف * عنيا من فقير
خمدوا فالقوم صرعى * تحت أطباق (1) الصخور
فاستووا عند مليك * بمساويهم خبير
فاحذر الصيحة يا وي * حك من دهر عثور
أين فرعون وهامان * ونمرود النسور
أو ما تخشاه أن * يرميك بالموت المبير
أو ما تحذر من يوم * عبوس قمطرير
أقمطر الشر فيه * بعذاب الزمهرير *
قال فغشي على الفضيل وردهه ولم يأخذه
قال الخطيب هكذا في هذا الخبر والمعروف أن ابن المبارك كان من ذوي الأحوال
والتجارات بصنوف الأموال وإن فضيلا كان من الفقراء وأحد المعدودين في الزهاد
والأولياء وكان مع فقره وحاجته يتورع عن قبول مال السلطان وغيره وأحسب الشافعي لم
يضبط الحكاية ودخل عليه الوهم حين رواها من حفظه والله أعلم
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنبأنا هناد بن إبراهيم بن محمد أنبأنا
محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار أنبأنا أبو محمد أحمد بن محمد بن معروف
البخاري حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن حلوان الخليلي المؤدب حدثنا أبو الحسن
علي بن الحسن بن عبدة قال سمعت أبا حفص أحمد بن الفضل البخاري يقول
كنت عند الفضيل بن عياض فجاءه هارون أمير المؤمنين يزور فضيل بن عياض ومعه أبو

(1) في الرواية المتقدمة وسير أعلام النبلاء: أشقاق الصخور.
434

قتادة فقال أبو قتادة رحمك الله الخليفة على الباب فقال الفضيل ليس له أن يزورنا لنا
أن نزوره ثم قال إن أمير المؤمنين على الباب فقال يا أبا قتادة ليس له ان يزورنا لنا أن
نزوره فارجع فلا إذن لكم قال فرجع هارون أمير المؤمنين
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا أبو عثمان الخياط حدثنا ابن أبي الحواري حدثنا
أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي (1) قال
قال هارون الرشيد لسفيان أحب أن أرى الفضيل فقال له أذهب بك إليه فاستأذن
سفيان على فضيل فقال له من هذا فقال قولوا له هذا سفيان فقال قولوا له يدخل
فقال ومن معي قال ومن معك قال فلما دخلوا عليه قال له سفيان يا أبا علي هذا أمير
المؤمنين فقال وإنك لهو يا جميل الوجه أنت الذي ليس بين الله وبين خلقه أحد غيرك
أنت الذي يسأل يوم القيامة كل إنسان عن نفسه وتسأل أنت عن هذه الأمة قال فبكى
هارون
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء
ح وأخبرنا أبو المعالي بن الشعيري أنبأنا نجيب بن عمار بن أحمد
قالا أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان أنبأنا خيثمة بن سليمان حدثنا أبو (2) العباس
النسائي صاحب أبي ثور بسر من رأى قال سمعت (3) محرز بن عون بن أبي عون يقول (4)
كنت عند فضيل بن عياض فأتى (5) هارون ويحيى بن خالد وجعفر بن يحيى فقال له
يحيى بن خالد يا أبا علي هذا أمير المؤمنين يسلم عليك يعني قال أيكم هو قالوا
هذا قال يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما
حدثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله " وتقطعت بهم الأسباب " (6) قال الأوصال التي
كانت بينهم في الدنيا وأومأ بيده إليهم

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 487 و 11 / 409.
(2) بالأصل: " أبي ".
(3) استدركت الكلمة عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(4) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 441.
(5) بالأصل: " وأنبأنا " تصحيف، والتصويب عن سير أعلام النبلاء.
(6) سورة البقرة، الآية: 166.
435

أخبرنا (1) أبو الوقت السجزي أنبأنا أبو صاعد الفضيلي أنبأنا أبو محمد الشريحي
أنبأنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا عباس الدوري (2) حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري
قال سمعت فضيل بن عياض قال
لما قدم هارون الرشيد إلى مكة قعد في الحجر هو وولده وقوم معه من الهاشميين
وبعثوا إلى المشايخ فأحضروهم عنده وبعثوا إلى فأردت أن لا أذهب واستشرت جارا لي
فقال لي يا أبا علي لا تفعل اذهب لعله إنما يريد أن تحدثه بشئ أو تعظه بشئ قال
فذهبت فجئت فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر إذا هم قعود فقلت لأدناهم إلي
رجلا أيهم أمير المؤمنين فأشار لي إليه فأقبلت عليه فقلت السلام عليك يا أمير
المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال فرد علي وقال اقعد ثم قال لي أما إنا ما دعوناك
لشئ تكره ولكن حدثنا بشئ عظنا قال فأقبلت عليه فقلت له يا حسن الوجه
حساب الخلق كلهم عليك قال فجعل يبكي ويشهق قال فرددت عليه يا حسن الوجه
حساب الخلق كلهم عليك قال فجعل يبكي حتى جاء الخادم فحملوني فأخرجوني من
الحجر وقالوا اذهب بسلام (3)
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا سعيد بن محمد
البحيري أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن عبدوس حدثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى العنبري أملى علينا حدثنا أبو بكر
ابن عفان حدثنا علي الطائفي وكان من خيار الناس قال
قدم هارون أمير المؤمنين مكة قال فبعث إلى سفيان بن عيينة بالليل قال فأتاه سفيان
فقال له هارون أمير المؤمنين قم بنا إلى باب فضيل بن عياض فدق سفيان الباب فقيل
من هذا قال ابن عيينة قال أدخل فقال ابن عيينة أنا ومن معي فقال أنت ومن
معك قال فدخل سفيان وهارون أمير المؤمنين على فضيل بن عياض وقال هارون
للخادم لا تدخلن معنا فدخل سفيان فإذا فضيل مستقبل بوجهه القبلة فقال يا أبا علي
هذا هارون أمير المؤمنين قد دخل عليك قال فمكث طويلا لا يلتفت إليه ولا بنظر إليه ثم
رفع فضيل رأسه إلى هارون فقال له يا حسن الوجه ما أحسن وجهك لقد قلدت أمرا

(1) كتب فوقها بالأصل: ملحق.
(2) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 8 / 441.
(3) كتب فوقها بالأصل: إلى.
436

عظيما حدثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله " وتقطعت بهم الأسباب " قال الوصل
التي كانت بينهم
قال أبو بكر وحدثنا به فضيل قال فبكى هارون وقام فخرج من عنده
قال علي حدثت أنه حمل إليه تلك الليلة مائة ألف فأبى أن يقبلها
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد الرحمن وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا
حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو القاسم الأزهري أنبأنا عمر بن أحمد بن عثمان
المروروذي حدثنا محمد بن زكريا بن إبراهيم العسكري حدثنا العباس بن عبد الله
الترقفي حدثني الحسن بن يونس الواسطي حدثنا محمد بن علي أبو عمر النحوي (2) حدثنا الفضل بن الربيع قال
حج أمير المؤمنين هارون فبينا أنا ليلة نائم بمكة إذ سمعت قرع الباب فقلت من
هذا قال أجب أمير المؤمنين فخرجت مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي
أتيتك قال ويحك أنه قد حيك (3) في نفسي شئ فانظر لي رجلا أسأله فقلت ههنا
سفيان بن عيينة فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال من هذا قلت
أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ
لما جئنا له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال أعليك دين قال نعم فقال يا عباسي (4) اقض دينه
ثم انصرفنا فقال ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظرني رجلا أسأله فقلت ههنا عبد
الرزاق بن همام (5) فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال من هذا
فقلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك

(1) بالأصل بالدال المهملة، وهذه النسبة إلى مروروذ.
(2) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 105 في خبر طويل.
(3) كذا بالأصل، وفي الحلية: " حاك " وفي تهذيب الكمال وسير الاعلام والمختصر: حك.
(4) كذا بالأصل والمختصر، وفي الحلية وتهذيب الكمال: يا أبا عباس، راجع ترجمة الفضل بن ربيع بن يونس في
سير أعلام النبلاء 10 / 109، وتاريخ بغداد 12 / 343 وكناه بأبي العباس.
(5) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 36 / 160 رقم 4039 ط دار.
437

فقال خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال عليك دين قال نعم قال يا
عباسي (1) اقض دينه
ثم انصرفنا فقال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا فقلت ههنا الفضيل بن
عياض فقال امض بنا إليه فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية يرددها فقال لي أقرع
فقرعت فقال من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي ولأمير المؤمنين
فقلت سبحان الله أوما عليك طاعة أو ليس قد روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ليس للمؤمن
أن يذل (2) نفسه [* * * *]
قال فنزل ففتح الباب
قال عبد الكريم بن حمزة وساق الخبر بطوله في موعظة الفضيل لهارون الرشيد
وذكر ذلك بركات فقال
ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة قال فدخلنا
فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت يد هارون إليه فبكى وقال أوه من كف ما ألينها إن نجت
غدا من عذاب الله قال قلت في نفسي لنكلمنه الليلة بكلام تقي من قلب تقي (3) فقال
له خذ لما جئنا له رحمك الله فقال إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن
عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حياة فقال لهم إني قد ابتليت بهذا البلاء
فأشيروا علي فعد الخلافة يا أ وأصحابك نعمة فقال له
المؤمنين بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة فقال له سالم بن عبد الله إن أردت النجاة غدا من عذاب الله عز وجل فصم عن الدنيا وليكن إفطارك
فيها الموت وقال له محمد بن كعب القرظي إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير
المسلمين (4) عندك أبا وأوسطهم عندك أخا وصغيركم (5) عندك ولدا فوقر أباك وأكرم
أخاك وتحنن على ولدك وقال له رجاء بن حياة إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب

(1) كذا بالأصل والمختصر، وفي الحلية وتهذيب الكمال: يا أبا عباس، راجع ترجمة الفضل بن ربيع بن يونس في
سير أعلام النبلاء 10 / 109، وتاريخ بغداد 12 / 343 وكناه بأبي العباس.
(2) كذا بالأصل وتهذيب الكمال، وفي الحلية: ليس للمؤمن بذل نفسه.
(3) كذا بالأصل، وفي تهذيب الكمال وسير الاعلام والمختصر: " نقي " وفي الحلية: بكلام من تقى قلب تقي.
(4) في الحلية: كبير المؤمنين.
(5) كذا بالأصل، وفي الحلية وتهذيب الكمال وسير الاعلام: وأصغرهم.
438

للمسلمين ما تحب لنفسك وأكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت ثم إني لأقولك
هذا وإني أخاف عليك أشد الخوف يوم القيامة يوم تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله
مثل هؤلاء من يأمرك بمثل هذا
قال فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه فقلت ارفق بأمير (1) المؤمنين
فقال يا بن (2) أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم أفاق فقال رحمك الله زدني
فقال يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه قال فكتب إليه عمر
يا أخي أذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد فإن ذلك يطرد بك إلى الرب نائما
ويقظانا وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد ومنقطع الرجاء قال فلما
قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له ما أقدمك قال خلعت
قلبي بكتابك لا وليت ولاية حتى ألقى الله
قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين إن
العباس عم المصطفى (صلى الله عليه وسلم) جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله أمرني على إمارة فقال النبي
(صلى الله عليه وسلم) يا عباس يا عم النبي نفس تحييها (4) خير لك من إمارة لا تحصيها إن الإمارة حسرة
وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل [* * * *]
قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له زدني رحمك الله فقال يا حسن الوجه
أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار
فافعل وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لرعيتك فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من أصبح لهم
غاشا لم يرح رائحة الجنة [* * * *]
ثم (5) فقالا جميعا قال فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه ثم قال
عليك دين قال نعم دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن ساءلني والويل لي إن
ناقشني والويل لي إن لم الهم حجتي فقال إنما أعني من دين العباد قال فقال إن ربي
لم يأمرني بهذا أمرني أن أصدق وعده وأن أطيع أمره فقال " وما خلقت الجن والإنس

(1) بالأصل: " يا أمير " والتصويب عن الحلية والمصدرين.
(2) كذا بالأصل والمختصر وتهذيب الكمال وسير الاعلام، وفي الحلية: يا بن الربيع.
(3) كذا بالأصل منونة.
(4) المختصر: تنجيها.
(5) بياض بالأصل بمقدار كلمة.
439

" إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق (1) " فقال له
هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك وتقو (2) بها على عبادة ربك فقال سبحان الله
أنا أدلك على النجاة وتكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك ثم صمت فلم يكلمنا
فخرجنا من عنده فلما صرنا على الباب قال لي هارون يا عباسي (3) إذا دللتني على رجل
فدلني على مثل هذا هذا أزهد المسلمين اليوم أو كلمة نحوها
وقال غير أبي عمر في هذا الحديث
فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت يا هذا أترى سوء ما نحن فيه من ضيق الحال فلو
قبلت هذا المال تفرجنا به (4) فقال لها مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من
كسبه فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه فلما سمع هارون الكلام قال ادخل فعسى أن يقبل
المال قال فدخلنا فلما علم به الفضيل خرج فجلس على تراب في السطح وجاء
هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه فلم يجبه فبينما نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء
فقالت يا هذا قد أذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك الله قال فانصرفنا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ
حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المري حدثنا النعمان بن أحمد بن أحمد بن نعيم
الواسطي قاضي تستر حدثنا الحسن بن علي الأزدي المعروف بابن السمسار حدثنا محمد
ابن علي النحوي حدثنا الفضل بن الربيع قال
حج أمير المؤمنين هارون الرشيد قال فبينا أنا ليلة نائم بمكة إذ سمعت قرع الباب
فقلت من هذا فقال أجب أمير المؤمنين فخرجت مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين هلا
أرسلت إلي فأتيك فقال إنه حك في نفسي شئ فانظر لي رجلا أسأله عنه فقلت ههنا
سفيان بن عيينة قال فامض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقال من هذا فقلت
أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك فقال خذ
لما جئنا له رحمك الله فحادثه ساعة فقال له أعليك دين قال نعم قال يا عباسي
(5) اقض (6) دينه ثم التفت إلي فقال يا عباسي (5) ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظر لي رجلا

(1) سورة الذاريات، الآية 56 إلى 58.
(2) بالأصل: " وتقوا ".
(3) كذا بالأصل، وفي تهذيب الكمال: يا أبا عباس.
(4) في حلية الأولياء: فتفرجنا به.
(5) كذا بالأصل.
(6) بالأصل: اقضي، خطأ.
440

أسأله فقال ههنا عبد الرزاق بن همام فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت الباب فقال
من هذا فقلت أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي
أتيتك فقال خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال له أعليك دين قال
نعم قال يا عباسي (1) اقض دينه ثم التفت إلي فقال ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظر
لي رجلا أسأله فقلت ههنا فضيل بن عياض فقال امض بنا إليه فأتيناه فإذا هو قائم يصلي
يتلو آية من كتاب الله ويرددها وكان هارون رجلا رفيقا فبكى بكاء شديدا ثم قال لي أقرع
الباب فقرعته فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي ولأمير المؤمنين
فقلت سبحان الله أوما عليك طاعة أو ليس قد روي عن (2) النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا ينبغي
للمؤمن أن يذل نفسه [* * * *]
قال فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة وأطفأ السراج والتجأ إلى زاوية من زوايا
الغرفة فجلس فيها فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف هارون كفي إليه فقال أوه من
كف ما ألينها إن نجت من عذاب الله قال فقلت لنفسي لنكلمنه الليلة بكلام تقي من قلب
تقي قال فقال له خذ لما جئت له رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا
لعمر بن عبد العزيز شكى إليه فكتب إليه يا أخي أذكر طول سهر أهل النار في النار مع
خلود الأبد فإن ذلك نظر قربك إلى الرب نائما ويقظانا (3) وإياك أن ينصرف بك من عند
الله فيكون آخر العهد ومنقطع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر
فقال له عمر ما أقدمك قال خلعت قلبي بكتابك لا وليت لك ولاية حتى ألقى الله
قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال له زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين
بلغني أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب
القرظي ورجاء بم حياة فقال لهم إني بليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء
وعددتها أنت وأصحابك نعمة فقال محمد بن كعب إن أردت النجاة غدا من عذاب الله
فصم عن (4) الدنيا وليكن إفطارك منها الموت

(1) كذا بالأصل.
(2) كلمة " عن " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كذا بالأصل: " يقظانا " منونة.
(4) سقطت من الأصل هنا، والزيادة عن الرواية السابقة للخبر.
441

وقال له رجاء بن حياة إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فحب للمسلمين ما تحب
لنفسك وأكره لهم ما تكره لنفسك وإني لأقول لك هذا وإني لأخاف عليك أشد الخوف
يوما (1) تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله من يأمرك بمثل هذا
فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه فقلت ارفق بأمير المؤمنين فقال يا بن أم
الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم إنه أفاق فقال زدني رحمك الله فقال يا
أمير المؤمنين يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت
أن تقي هذا الوجه من النار فافعل فقال له هارون أعليك دين قال نعم دين لربي لم
يحاسبني عليه فالويل لي إن سألني (2) والويل لي إن ناقشني والويل لي إن لم ألهم
حجتي فقال إنما أعني دين العباد فقال إن ربي لم يأمرني بهذا أمرني أن أصدق وعده
وأطيع أمره فقال عز من قائل " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من
رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (3) "
فقال له هذه ألف دينار فخذها وأنفقها على نفسك وتقو بها على عبادة ربك فقال
سبحان الله إنا ندلك على النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك
قال فخرجنا من عنده فبينا نحن على الباب إذا بامرأة من نسائه فقالت له (4) يا عبد
الله قد ترى ضيق ما نحن فيه من الحال فلو قبلت هذا المال وفرجتنا به فقال لها مثلي
ومثلكم مثل قوم كان لهم بعير يستقون عليه فلما كبر نحروه وأكلوا لحمه فلما سمع هذا
الكلام قال نرجع فعسى أن يقبل هذا المال فلما أحس به فضيل خرج إلى تراب في السطح
وجلس عليه وجاء هارون حتى جلس إلى جنبه فجعل يكلمه ولا يجيبه بشئ فبينا نحن
كذلك إذا بجارية سوداء قد خرجت علينا فقالت قد آذيتم الشيخ منذ الليلة انصرفوا رحمكم
الله قال فخرجنا من عنده فقال يا عباسي (5) إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا
فهذا سيد المسلمين
قال وقال الفضيل تقرأ في وترك نخلع ونترك من يفجرك ثم تعدو إلى الفاجر
فتعامله

(1) بالأصل: " يوم " والمثبت عن حلية الأولياء.
(2) في الحلية: ساءلني.
(3) سورة الذاريات، الآيات 56 إلى 58.
(4) كلمة " له " كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(5) كذا.
442

قال وقال الفضيل لا تنظر إليهم من طريق الغلظة عليهم ولكن انظر من طريق
الرحمة يعني السلطان
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله المؤذن أنبأنا عبد الكريم بن عبد الرزاق
الحسناباذي أنبأنا منصور بن الحسين الكاتب أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى
الموصلي قال (1) سمعت عبد الصمد قال سمعت فضيلا يقول
لا تجعل الرجال أوصياءك كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في
حياتك وأنت بعدها تصير إلى بيت الدود وبيت الوحشة وبيت الظلمة ويكون زائرك فيه
منكر ونكير (2) فقبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ثم بكى وقال أعاذنا
الله وإياكم من النار
قال (2) وسمعت فضيلا يقول
حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك قيل وكيف ذاك يا أبا علي قال لأن
صديقك إذا ذكرت بين يديه قال عافاه الله وعدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار
وإنما يدفع المسكين حسناته إليك فلا ترض حتى إذا ذكر بين يديك تقول اللهم أهلكه لا
بل ادع الله له اللهم أصلحه اللهم راجع به فيكون الله يعطيك أجر ما دعوت له
قال وسمعت فضيلا يقول آفة العلم النسيان وآفة القراء العجب والغيبة وأشد
الناس عذابا يوم القيامة الساعي والنمام واحذروا أبواب الملوك فإنها تزيد النقم (4) وتذهب
بالنعم قلنا يا أبا علي هذا الحديث الذي جاء إن عليها فتنا (5) كبمارك (6) الإبل قال
لا ولكنه هو الرجل يكون عليه من الله نعمة لا يكون به إلى خلق من خلق الله حاجة فإذا
دخل على هؤلاء ورأى ما قد بسط لهم استصغر ما هو فيه فمن ثم تذهب النعمة أو تزول
النعمة
قال وسمعت فضيلا يقول ليس الآمر الناهي الذي يدخل عليهم يأمرهم وينهاهم ثم

(1) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 87.
(2) كذا بالأصل والمختصر، وفي الحلية: منكرا ونكيرا.
(3) القائل: عبد الصمد بن يزيد مردويه، ومن طريقه روي الخبر في حلية الأولياء 8 / 97.
(4) كذا بالأصل وفي المختصر: تزيل النعم.
(5) بالأصل: فتن.
(6) بالأصل: كبارك.
443

يدعونه بعد إلى طعامهم وشرابهم فيجيبهم إنما الآمر الناهي الذي اعتزلهم ولم يدخل
عليهم فهو الآمر الناهي
قال واجتمعوا يوما عند الفضيل فقال بعض من كان معنا فيكم من يقرأ القرآن فقرأ
بعض القوم ممن كان معنا فلما سمع القرآن خرج وعينيه تشخب دموعا وهو يقول كلام الله
عز وجل فلما فرغ القارئ من قراءته دعا بدعوات ثم قال لنا إخواني لو علمت أنكم
تريدون هذا العلم لله لرحلت إليكم إلى منازلكم فإن كنتم صادقين فعليكم بالقرآن حتى متى
تعلمون ولا تعملون حتى متى ترحلون ولا تنتفعون
قال وسمعت الفضيل يقول لم تتزين العباد بشي أفضل من الصدق والله عز وجل
سائل الصادقين عن صدقهم فكيف بالكذابين المساكين
قال وسمعت الفضيل يقول لم ينبل من نبل بالحج (1) والجهاد ولا بالصوم ولا
بالصلاة إنما نبل عندنا من كان يعقل أيش يدخل جوفه يعني الرغيفين من حله
قال (2) وسمعت فضيلا
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنبأنا أبو سعيد
محمد بن علي الخشاب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الجوزقي أنبأنا أبو العباس محمد
ابن عبد الرحمن الدغولي قال سمعت أبا الحسين المظفري قال سمعت عبد الصمد بن
يزيد يقول سمعت الفضيل يقول
المؤمن ينظر بنور الله الناس منه في راحة وهو بركة على من جلس إليه لا يغتاب
أحدا كريم الخلق لين الجانب والمنافق عياب غياب زاد أبو علي خشن (3) الجانب
خشن (4) الكلام وقالا إن رأى خيرا كتمه وإن رأى زلة كشفها غضب الله عليه ومأواه
جهنم لأن الله قال " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار " (5)
زاد المظفري قال وسمعت عبد الصمد بن يزيد يقول وسمعت الفضيل يقول

(1) بالأصل: " باللجج " والمثبت عن المختصر.
(2) القائل: عبد الصمد بن يزيد، مردويه.
(3) كذا بالأصل.
(4) بالأصل - في الموضعين - " حسن " تصحيف، والتصويب عن المختصر.
(5) سورة النساء، الآية: 145.
444

إن الفاحشة تشيع في الذين آمنوا حتى إذا بلغت الصالحين كانوا لها خزانا
زاد أبو يعلى قال وسمعت عبد الصمد يقول
وسمعت فضيلا يقول رحم الله عبدا كسب طيبا وأنفق قصدا وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته رحم الله من
ترحم على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإما تحسن هذا كله بحبك أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)
قال وسمعت الفضيل يقول
من أراد الآخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة ألا فاضربوا (1) بالدنيا فإنها
دار فناء واعملوا لدار البقاء
قال (2) وسمعت الفضيل يقول
ليكن شغلك في نفسك ولا يكن (3) شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره فقد
مكر به
قال وسمعت الفضيل يقول
المؤمن في الدنيا مغموم يتزود ليوم معاده قليل فرحه ثم بكى (4)
قال وسمعت فضيلا يقول
إياكم والعجب فإنه يمحو العمل ومن رمى محصنا أحبط الله عمله ومن قال في رجل
ما لا يعلم كتب عند الله كذابا ومن كتب عند الله كذابا فقد هلك
قال وسمعت الفضيل يقول
من علم الله منه أنه يحب أن يصلح بين الناس أصلح الله الذي بينه وبينه وغفر له
ذنبه وأصلح له أهله وولده ومن أحب أن يفسد بين الناس أفسد الله عليه معيشة
قال وسمعت الفضيل يقول
هل ترك الموت للمؤمن فرحا وإنما المؤمن يصبح مغموما ويمسي مغموما وإنما دهره
الهرب بدينه إلى الله عز وجل

(1) كذا بالأصل، وفي المختصر: فأضروا بالدنيا.
(2) القائل: عبد الصمد بن يزيد مردويه، ومن طريقه رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 102.
(3) الحلية: ولا يكون.
(4) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 110.
445

قال وسمعت الفضيل يقول
خلق كثير من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا يقبل الله منهم ذلك وذلك لأنهم
يريدون به غير الله وقد يكون الرجل الواحد يأمر العباد فيقبلون منه فيحيي الله به العباد
والبلاد
قال وسمعت الفضيل يقول
طوبى لمن نظر في مطعمه ومشربه وجعله من حله وبكى على خطيئته
قال وسمعت الفضيل يقول
إن الله قسم المحبة كما قسم الرزق وكل ذا من (1) الله وإياكم والحسد فإنه الداء الذي
ليس له دواء
قال وسمعت الفضيل يقول
عليكم بالشكر فإنه قل قوم كانت عليهم من الله نعمة فزالت عنهم إلا لم تعد إليهم
أبدا
قال وسمعت فضيلا يقول أعوذ بالله أن أعادي له وليا
قال وسمعت الفضيل يقول
من ازداد علمه فليزدد شكرا إن المنافق كلما ازداد علما ازداد عمى
قال وسمعت الفضيل يقول
إن لله عبادا لا يرفع لهم إلى الله عمل وهم أصحاب الرياء الذين يكون حبهم في غير
حب الله إن أعطوا رضوا وإن منعوا سخطوا فمن كان كذلك ورثه الله العمى
قال وسمعت الفضيل يقول (2)
اجعلوا دينكم (3) بمنزلة صاحب الجوز إن أحدكم يشتري الجوز فيحركه فما كان من
جيد جعله في كمه وما كان من ردئ رده وكذلك الحكمة من تكلم بحكمة فأقبل (4) منه
ومن تكلم بسوى ذلك فدعه

(1) تقرأ بالأصل: " وكل داء بشر الله " كذا، والمثبت عن الحلية.
(2) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 99.
(3) إعجامها مضطرب بالأصل ونميل إلى قراءتها: " ذنبكم " والمثبت عن حلية الأولياء.
(4) في الحلية: قبل منه.
446

قال وسمعت فضيلا يقول (1)
لو أن دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام قيل وكيف ذلك يا أبا علي قال متى
ما صيرتها في نفسي لم تجزني ومتى صيرتها في الإمام فإصلاح (3) الإمام إصلاح (4) العباد
والبلاد قيل وكيف ذلك يا أبا علي فسر لنا هذا قال أما إصلاح (3) البلاد فإذا أمن الناس
ظلم الإمام عمروا الخرابات فتركوا (4) الأرض وأما العباد فينظروا إلى قوم من أهل الجهل
فيقول قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في
دار خمسين خمسين أقل أو أكثر يقول لرجل لك ما يصلحك وعلم هؤلاء أمر دينهم
وانظر ما أخرج الله من فيهم مما يزكي الأرض فرده عليهم فقال كذا صلاح العباد والبلاد
وقال رباح الكوفي إن ابن المبارك قبل جبهته في هذا الحديث فقال يا معلم الخير
من يحسن هذا غيرك
قال وسمعت فضيلا يقول (5) إنما سمي الصديق ليصدقه وإنما سمي الرفيق لترفقه أي ليس في السفر وحده
بل (6) في السفر والحضر قلنا يا أبا علي فسر لنا هذا قال أما الصديق لتصدقه فإذا
رأيت منه أمرا تكرهه فعظه ولا تدعه يتهور وأما الرفيق فإن كنت أعقل منه فارفقه
بفعلك (7) وإن كنت أحلم منه فارفقه بحلمك وإن كنت أعلم منه فارفقه بعلمك (8) وإن
كنت أغنى منه فارفقه بمالك
قال وسمعت فضيلا يقول (9)
ما لكم والملوك ما أعظم منتهم عليكم أن قد تركوا لكم طريق الآخرة فاركبوا

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 91 ومختصر في سير أعلام النبلاء 8 / 434.
(2) بدون إعجام بالأصل، وفي الحلية: " تحزني " والتصويب عن المختصر.
(3) في الحلية: " صلاح ".
(4) كذا بالأصل، وفي الحلية: " ونزلوا الأرض "، وفي المختصر: فتزكوا الأرض.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 8 / 112.
(6) زيادة للايضاح عن حلية الأولياء.
(7) في الحلية: فارفقه بعقلك.
(8) الزيادة بين معكوفتين عن حلية الأولياء.
(9) الخبر رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 8 / 102.
447

طريق الآخرة ولكن لا ترضون بعيوبهم بالدنيا ثم تزحمونهم (1) على الدنيا ما ينبغي لعالم
أن يرضى بهذا لنفسه
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد أنبأنا عبد الكريم بن عبد الرزاق أنبأنا منصور بن
الحسين أنبأنا أبو بكر بن المقرئ وأنبأنا أبو يعلى الموصلي قال سمعت عبد الصمد بن
يزيد قال وقال الفضيل
إنما ينبغي للدنيا أن تتلاعب بالجاهل لا بالعالم وقالوا له كلمت هارون في أمر
الرعية إنه يحبك قال لست هناك فكرر القول عليه فقال لو كنت داخلا عليه يوما ما
كلمته إلا في علماء السوء أقول يا أمير المؤمنين إنه لابد للناس من راع ولابد للراعي
من عالم يشاوره ولا بد له من قاض ينظر في أحكام المسلمين وإذا كان لابد من هذين
الرجلين فلا يأتك عالم ولا قاض إلا على حمار بإكاف خلفه أغبر فبالحري أن يؤدوا إلى
الراعي والرعية النصيحة يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدوا إليك النصيحة
ومركب أحدهم بكذا وكذا فإذا حملتهم على حمر مركبة بأكف فبالحري أن يؤدوا إليك
النصيحة
قال وسمعت الفضيل يقول
لو تعلمون ما أعلم لم يهنكم طعام ولا شراب
قال عبد الصمد وسمعت رباحا الكوفي يقول
مات بعض ولد العلماء بمكة فأتاه القداحي (") ومسلم بن خالد الزنجي (3) وسفيان بن
عيينة وعبد المجيد بن عبد العزيز (4) يعزونه فلم يتعز فأتاه الفضيل فقال
يا هذا ما ترى في رجل كان في سجن هو (5) وولده فأخرج ولده من السجن فأولى
به أن يفرح أو يحزن فقال الرجل أولى به أن يفرح قال كأنك كنت أنت وابنك في
السجن فأخرج ابنك من السجن فقال تعزيت والله

(1) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن المختصر، وفي الحلية: تزاحمونهم.
(2) كذا بالأصل، ولعله يريد سعيد بن سالم القداح، أبو عثمان المكي القداح، ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 319
وتهذيب الكمال 7 / 203.
(3) هو مسلم بن خالد، أبو خالد المخزومي الزنجي المكي، ترجمته في سير أعلام النبلاء 8 / 176.
(4) هو عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، أبو عبد الحميد المكي ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 434.
(5) زيادة للايضاح.
448

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو سعيد الحسن
ابن محمد بن عبد الله بن حسنويه حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار (1)
حدثنا عمر بن أحمد بن السني حدثنا محمد بن سعد السحي (2) حدثن الفضيل بن عياض
قال
أتيت في منامي فقيل لي يا فضيل أذكر الله فإنه ما من أحد يوم القيامة إلا ود أنه زيد
في صحيفته مثقال حبة من خردل من بر ولو كان داود عليه السلام
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية حدثنا محمد بن القاسم بن جعفر حدثنا ابن أبي خيثمة حدثنا فضيل بن عبد
الوهاب قال
دخلت على فضيل بن عياض بيته فإذا بيته من قصب فيه ثلاثة أعواد من خلاف وبابه
من أجذاع وله باب آخر في البيت ولا باب له فلما جلسنا أخذ الورى (3) فجعله على
الباب الذي ليس له باب ثم جلس معنا فجعل يعظ
قال وحدثنا فضيل قال وسمعت فضيلا بمكة يقول لهم
لا تؤذوني ما خرجت إليكم حتى ثلاث و (4) ستين مرة أو نحوا من ستين مرة
وكذلك قبل الظهر
أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب (5) أنبأنا محمد بن الحسين بن
إبراهيم الخفاف حدثنا أبو الحسن علي بن هلال بن النجم الصفار إملاء من حفظه حدثنا
أبو جعفر بن بدينا (6) أنبأنا محمد بن زنبور المكي (7) قال
احتبس على فضيل بن عياض بوله فقال سيدي أطلقه عني فما بال قال فقال في
الثانية وعزتك لو قطعتني إربا أربا ما ازددت لك إلا حبا قال فما بال قال فقال في
الثالثة بحبي لك إلا ما أطلقته عني قال فما برحنا حتى بال

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 519.
(2) كذا رسمها بالأصل، بدون إعجام.
(3) كذا بالأصل.
(4) زيادة لازمة.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 12 / 121 في ترجمة علي بن هلال بن النجم.
(6) في تاريخ بغداد: " أبو جعفر بن بدنيا " تصحيف، والصواب ما أثبت وهو محمد بن هارون بن بدينا.
(7) ترجمته في تهذيب الكمال 16 / 279.
449

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبي أنبأنا حمزة بن يوسف السهمي أنبأنا
محمد بن أحمد بن القاسم حدثنا تميم بن همام حدثنا إبراهيم بن الحارث حدثني عبد
الرحمن بن عفان حدثني محمد بن أيوب حدثني أبو العباس خادم الفضيل قال (1)
احتبس بول الفضيل فرفع يديه وقال اللهم بحبي لك إلا أطلقته علي قال فما
برحنا حتى شفي
أخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا سليمان بن إبراهيم بن محمد حدثنا محمد بن
إبراهيم بن جعفر اليزدي أنشدني أبو علي محمد بن عبد الله بن سعيد العسكري أنشدني
بكر بن سعدويه الزاهد أنشدني أحمد بن عبدة أنشدني أبو علي الفضيل بن عياض
يا أيها الذاهب في غيه * محصول ما تطلبه الفوت
* والأمر قدامك مستعظم * قد جل بدوه الموت *
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عمرو محمد بن عبد
الله الأديب حدثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثنا بدر بن الهيثم قال ذكر هارون بن
إسحاق حدثني رجل من أهل مكة قال كنا جلوسا مع فضيل بن عياض فقلنا يا أبا علي كم
سنك فقال * (2)
بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أؤمل أو أنتظر
أتت لي ثمانون من مولدي * ودون الثمانين ما تعتبر
(علتني السنون فأبلينني *
ثم نهض فلما ولى التفت فقال
فدق العظام وكل البصر *
أنبأنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي (3) أنبأنا أبو المعالي ثابت بن
بندار بن إبراهيم البقال أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار (4) أنبأنا

(1) الخبر في الرسالة القشيرية ص 327 (ط بيروت).
(2) الخبر والبيتان في سير أعلام النبلاء 8 / 442.
(3) إعجامها ناقص بالأصل، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 284.
(4) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 415.
450

أبو بكر أحمد (1) بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي حدثني عبد الله بن أحمد بن عيسى
المقرئ المعروف بالقسطاطي حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن سهل قال
قدم علينا سعد بن زنبور فأتيناه فحدثنا فقال كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا
عليه فلم يؤذن لنا قال فقيل لنا إنه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن قال وكان معنا
رجل مؤدب وكان صيتا قال فقلنا له اقرأ قال فقرأ " ألهاكم التكاثر حتى زرتم
المقابر " (2) ورفع بها صوته قال فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع
ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينيه وأنشأ يقول
بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أؤمل أو أنتظر
أتى لي ثمانون من مولدي * فبعد الثمانين ما ينتظر
علتني السنون فأبلينني *
قال ثم خنقته العبرة قال وكان معنا علي بن خشرم فأتمه لنا فقال
* علتني السنون فأبلينني * فدقت عظامي وكل البصر *
قال ثم قال القاضي (3) ولدت في سنة ستين ومائة وأنشدنا
عقد الثمانين عقد ليس يبلغه * إلا المؤخر للأخبار والعبر (4) *
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي حدثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
المقدسي قال أنشدنا أبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد ربه الأندلسي أنشدني محمد بن
أحمد الأندلسي للفضيل بن عياض *
إنا لنفرح بالأيام ندفعها * وكل يوم مضى نقص من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا * فإنما الربح والخسران في العمل *
كتب إلي أبو سعيد محمد بن محمد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن
محمد بن عبيد الله

(1) بالأصل: " محمد " تصحيف، والصواب ما أثبت " أحمد " ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 544 وتاريخ بغداد 4 /
358.
(2) سورة التكاثر، الآيتان 1 و 2.
(3) يعني أحمد بن كامل بن شجرة.
(4) كلام القاضي بن شجرة والشعر في ترجمته في تاريخ بغداد 4 / 358.
451

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني أنبأنا أبو علي الحداد
قالوا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم حدثنا أحمد بن علي
الأبار قال سمعت مجاهد بن موسى يقول مات فضيل بن عياض سنة ست وثمانين
ومائة (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله بن الحسن وأبو الحسن
علي بن أحمد بن محمد بن حميد قالا أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد
أنبأنا محمد بن أحمد البراء قال قال علي بن المديني
مات بشر بن المفضل ومحمد بن سوار وفضيل بن عياض ومعتمر بن سليمان سنة
سبع وثمانين (2)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن
الغمر أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر أنبأنا أبي حدثنا الطيالسي وهو جعفر بن
أبي عثمان (3) قال قال يحيى (4) هلك فضيل بن عياض سنة سبع وثمانين ومائة
قال ابن زبر قال الواقدي وأبو موسى والمدائني فيها يعني سنة سبع وثمانين وماية
مات الفضيل بن عياض بمكة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا جعفر الخلدي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن
العلاف قالا أنبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا الحسين بن محمد بن الحسن قالا
حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان حدثنا ابن نمير قال مات فضيل بن عياض
سنة سبع وثمانين يعني ومائة
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي المقرئ وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله
وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو علي
قالوا أنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن علي بن حبيش حدثنا محمد بن عبدوس بن

(1) سير أعلام النبلاء 8 / 447.
(2) سير أعلام النبلاء 8 / 447.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 13 / 346.
(4) يعني يحيى بن معين.
452

كامل حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال مات فضيل بن عياض سنة سبع وثمانين ومائة
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا ابن رزقويه أنبأنا
عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت علي بن بحر القطان قال
صليت على فضيل آخر سنة سبع وثمانين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن
الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال (1)
سمعت زيد بن المبارك يقول مات رباح بن زيد ومعتمر بن سليمان وفضيل بن
عياض سنة سبع وثمانين ومائة
قال وحدثنا يعقوب (2) قال
وفي سنة سبع وثمانين ومائة مات الفضيل بن عياض أبو علي في المحرم لإحدى عشرة
مضت منه كما ذكر لي ابن أبي عمر
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا رمضان بن عبد الساتر أنبأنا أحمد بن محمد بن
عمر بن نصير أنبأنا عثمان بن محمد بن أحمد السمرقندي قال قال أبو أمية الطرسوسي
مات فضيل بن عياض سنة سبع وثمانين ومائة
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنبأنا أبو الحسين بن
بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن يعقوب
قال قال بعض المكيين
رأيت سعيد بن سالم القداح في النوم فقلت من أفضل من في هذه المقبرة فقال
صاحب هذا القبر قلت بما فضلكم قال إنه ابتلي فصبر قلت ما فعل فضيل بن
عياض قال هيهات كسي حلة لا تقوم لها الدنيا بحواشيها
5613 فقيم (3) بن الحارث
شهد صفين مع معاوية بن أبي سفيان

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1 / 179.
(2) المعرفة والتاريخ 1 / 179.
(3) ورد في وقعة صفين والطبري: نعيم.
453

أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا أبو علي
ابن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) أنبأنا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي
حدثنا يحيى بن سليمان حدثني نصر يعني بن مزاحم (2) حدثنا عمرو بن شمر حدثني عبد السلام بن عبد
الله بن جابر (3)
أن راية بجيلة كانت في أحمس مع أبي شداد بصفين واسمه قيس بن مكشوح بن
هلال بن الحارث بن عمرو بن عامر بن علي بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار فقالت
بجيلة خذ رايتنا اليوم فقال لهم غيري خير لكم مني فقالوا ما نريد غيرك فقال والله
لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب قال وعلى رأس معاوية رجل
قائم معه ترس مذهب يستره من الشمس قالوا اصنع ما شئت فأخذها (4) ثم زحف
نحوهم وهو يقول (5)
* إن عليا ذو أناة صارم
* جلد إذا ما تحضر العزائم *
لما رأى ما تفعل الأشائم *
قام لدى ذروته الأكارم (6) *
الأشيبان مالك وهاشم (7)
قال ثم زحف فجعل يقاتل حتى انتهى إلى صاحب الترس وكان في خيل عظيمة
من أصحاب معاوية فاقتتل الناس هناك قتالا شديدا قال وذكروا أن صاحب الخيل عبد
الرحمن بن خالد بن الوليد فشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فعرض له رومي

(1) إعجامها مضطرب بالأصل.
(2) الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 258 والفتوح لابن الأعثم بتحقيقنا 3 / 145.
(3) ترجمته في لسان الميزان 4 / 13.
(4) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن وقعة صفين للايضاح.
(5) الرجز في وقعة صفين والفتوح لابن الأعثم.
(6) الشطر في وقعة صفين: قام له الذروة الأكارم.
وفي ابن الأعثم: قام قيام الذروة والأكارم.
(7) في ابن الأعثم: لا تستوي أمية وهاشم.
(8) الأصل: " رمى " والتصويب عن وقعة صفين.
454

لمعاوية فيضرب قدم أبي شداد فقطعها وضربه أبو شداد فقتله وأشرعت إليه الأسنة فقتل
فأخذ الراية عبد الله بن قلع الأحمسي فجعل يقاتل ويقول * (1)
لا يبعد الله أبا شداد *
حيث أجاب دعوة المنادي *
وشد بالسيف على الأعادي *
نعم الفتى كان في الطراد (2) *
وفي طعان الخيل والجلاد
فلم يزل يقاتل حتى قتل فأخذ الراية أخوه عبد الرحمن بن قلع فقتل ثم اخذها
عفيف بن إياس الأحمسي فلم تزل بيده حتى تحاجر الناس قتل (3) حازم بن أبي حازم
الأحمسي أخو قيس بن أبي حازم وقتل نعيم بن شهيد (4) بن الثعلبية فأتى ابن عمه فقيم (5) بن
الحارث إلى معاوية وكان مع معاوية فقال إن هذا القتيل ابن عمي فهبه لي فقال لا
تدفنهم فإنهم ليسوا لذلك بأهل فوالله ما قدرنا على دفن عثمان إلا سرا فقال والله لتأذنن لي
في دفنه أو لألحقنهم ولأدعنك فقال معاوية ترى أشياخ العرب لا نواريهم وأنت تسألني
دفن ابن عمك ادفنه إن شئت أو دعه فأتاه فدفنه

(1) الرجز في وقعة صفين ص 259 وتاريخ الطبري 2 /..... (ط بيروت).
(2) بالأصل: الطرادي.
(3) الزيادة عن وقعة صفين.
(4) في وقعة صفين وتاريخ الطبري: نعيم بن صهيب بن العلية.
(5) في وقعة صفين وتاريخ الطبري: نعيم بن الحارث بن علية.
455

" ذكر من اسمه (1) فليح "
5632 فليح بن العوراء المكي (2)
مولى بني مخزوم
له ذكر في مجيدي المغنين
قدم دمشق في خلافة الرشيد على إبراهيم بن المهدي
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصبهاني (3) أخبرني رضوان
ابن أحمد عن يوسف بن إبراهيم عن إبراهيم بن المهدي قال
كتب إلي جعفر بن يحيى وأنا عامل الرشيد على جند (4) دمشق قد قدم علينا فليح بن
العوراء (5) فأفسد علينا بأهزاجه وخفيفه كل غناء سمعناه قبله وأنا محتال لك في تحصيله
عندك لنستمتع به كما استمتعنا فلم ألبث أن ورد علي فليح بكتاب الرشيد يأمر له بثلاثة آلاف
دينار فورد علي منه رجل ذكرني لقاؤه الناس وأخبرني أنه قد ناهز المائة سنة فأقام عندي
ثلاث سنين فأخذ عنه جواري كل ما (6) كان معه من الغناء وانتشر بعض أغانيه بدمشق قال
يوسف ثم قدم علينا شاب من المغنين مع علي بن زيد بن الفرج الحراني عند مقدم عنبسة
ابن إسحاق فسطاط مصر يقال له موفق (7) فغناني من غناء فليح

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) ترجمته في الأغاني 4 / 359 وفيها: فليح بن أبي العوراء.
(3) رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 4 / 365.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن الأغاني.
(5) الأغاني: فليح بن أبي العوراء.
(6) الأصل: كلما.
(7) كذا بالأصل والمختصر، وفي الأغاني: مونق.
456

* يا قرة العين اقبلي عذري * ضاق بهجرانكم صدري
لو هلك الهجر استراح الهوى * ما لقي الوصل من الهجر *
ولحنه خفيف رمل فلم أر بين ما غناه وبين ما سمعت في دار أبي إسحاق فرقا فسألته
من أين أخذه فقال أخذته بدمشق فعلمت أنه مما أخذه أهل دمشق من فليح بن العوراء
5633 فنك بن عبد الله الخادم الكافوري (1)
مولى كافور (2) الأخشيدي
خرج من مصر بعد موت كافور في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة إلى الرملة فبعثه
الحسن بن عبيد الله (3) بن طغج أمير الرملة أميرا (4) على دمشق فدخلها لأيام خلت من ذي
القعدة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وكان أميرها قبله فاتك الإخشيدي (5) فأقام بها مديدة
يسيرة ثم جرى بينه وبين أهل البلد مناوشة وقتال ونهب وإحراق في مستهل ذي الحجة من
سنة سبع وخمسين فلما (6) أخذ القوم حمص يوم عيد الأضحى وهاله ما رأى من
كثرة أهل دمشق يوم العيد (7) نادى في البلد النفير إلى ثنية العقاب (8) بسبب الروم
فخرج الناس إلى دومة (9) وحرستا (10) فلما علم خروجهم انتهز الفرصة في خلو البلد فرحل
عن دمشق وحمل أثقاله نحو عقبة دمر (11) وخرج بعسكره فتوجه إلى الساحل لاثنتي عشرة
ليلة خلت من ذي الحجة فنهبوا بعض أثقاله وقتلوا من بقي من رجاله
وبلغني من وجه آخر أن ولاية فنك لدمشق كانت سنة ست وخمسين

(1) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 1 / 367 وأمراء دمشق ص 84.
(2) ترجمته في وفيات الأعيان 4 / 99 وتحفة ذوي الألباب 1 / 351.
(3) بالأصل: عبد الله، تصحيف.
(4) بالأصل: أمير.
(5) تقدمت ترجمته قريبا.
(6) كلمة غير مقروءة بالأصل.
(7) كلمة غير واضحة بالأصل.
(8) ثنية العقاب: ثنية مرتفعة مشرفة على غوطة دمشق، يطؤها المسافر إلى حمص (راجع معجم البلدان).
(9) من قرى غوطة دمشق الشرقية (معجم البلدان).
(10) حرستا: من قرى دمشق، على طريق حمص (راجع معجم البلدان).
(11) عقبة دمر مشرقة على غوطة دمشق وهي من جهة الشمال على طريق بعلبك (راجع معجم البلدان).
457

5634 فوار مولى سليمان بن عبد الملك
حكى عن عمر بن عبد العزيز
حكى عنه رجاء بن أبي سلمة
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم بن
نصر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي أنبأنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي أنبأنا أبو
عبد الله محمد بن يونس أنبأنا بقي بن مخلد حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عباس حدثنا
ضمرة عن رجاء عن فوار مولى سليمان صاحب (1) قال قال لي عمر بن عبد
العزيز حين ولي يا فوار انظر ما كان لسليمان قبل أن يلي فادفعه لابنه داود وما كان له بعد
أن ولي فاحتسبه
روى عنه غيره فقال قواد وسيأتي ذكره في حرف القاف "

(1) كلمة غير واضحة بالأصل.
458

ذكر من اسمه فهد "
5635 فهد بن سليمان بن يحيى
أبو محمد الكوفي النحاس
نزيل مصر
سمع بدمشق أبا مسهر وسليمان بن عبد الرحمن وسعيد بن المغيرة الصياد وعتبة
ابن السكن ومحمد بن كثير المصيصي وموسى بن داود الضبي وأبا نعيم الفضل (1) بن
دكين والمعلى بن الوليد القعقاعي ويزيد بن عبد ربه ويحيى بن عبد الله البابلتي (2)
ومحمد بن سنان العوفي والمعلى بن أسد البصري وعمر بن حفص بن غياث (3) وأبا بكر
بن أبي شيبة ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني
روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي وأبو الحسن بن جوصا وعلي بن
سراج المصري الحافظان ويحيى بن محمد بن صاعد والحسن بن حبيب وأبو جعفر
محمد بن الحسن بن زيد التنيسي وأبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو الزنبري (4) وأحمد
ابن محمد بن الحجاج بن رشدين وأبو علي أحمد بن محمد بن فضالة الحمصي وعبد
العزيز بن أحمد بن الفرج الأحمري
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنبأنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد

(1) بالأصل: الفضيل، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 62.
(2) بالأصل: البابلي، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 318.
(3) بالأصل: عناب، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 10 / 639.
(4) تقرأ بالأصل: الزبيري، تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 333.
459

ابن محمد بن جعفر سنة أربعين وأربعمائة أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس
الوراق (1) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا فهد بن سليمان المصري حدثنا أبو
مسهر
ح قال وحدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر
الدمشقي قالا حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي أن الزهري حدثه عن
سالم بن عبد الله أن سفينة مولى أم سلمة قال قالت أم سلمة
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد
ابن أبي نصر أنبأنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك قراءة عليه وأنا أسمع فيما
انتقاه أبو سليمان بن زبر حدثنا فهد بن سليمان حدثنا قطبة بن العلاء الغنوي حدثنا سفيان
الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ما ذئبان ضاربان في حضيرة وثيقة يأكلان ويفرسان بأسرع فيها من حب الشرف
وحب المال في دين المسلم [* * * *]
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه
أنبأنا عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
فهد بن سليمان بن يحيى يكنى أبا محمد كوفي قدم إلى مصر قديما وكان يدل في
البر وحدث بها عن الغرباء وأهل مصر توفي بمصر في سنة خمس وسبعين ومائتين وكان
ثقة ثبتا
5636 فهد بن موسى بن أبي رباح
أبو الخير الأزدي الإسكندراني (2)
قاضي الإسكندرية
قدم دمشق
روى عن عبد الله بن عبد الحكم وأبي صالح عبد الله بن صالح ويحيى بن عبد الله
ابن بكير والحارث بن مسكين

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 388.
460

روى عنه أبو الميمون وأبو الدحداح وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن
هلال وأبو الحسين الحسن بن علي بن سوادة المصري وأبو العباس محمد بن جعفر بن
محمد بن هشام بن ملاس وأبو الأصبغ عبد الملك بن عبد الكريم الطبراني
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا
حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو الميمون بن راشد حدثنا أبو
الخير فهد بن موسى الإسكندراني زاد الفقيه بدمشق حدثنا عبد الله بن عبد الحكم حدثنا
إسماعيل بن عياش عن برد بن سنان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يضر أحدكم بقليل من ماله يروح أم بكثير إذا شهد [* * * *]
وفي حديث الفقيه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
كتب إلي أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني (2) من أصبهان أنبأنا أبو طاهر
محمد بن أحمد بن عبد الرحيم أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد أنبأنا أبو جعفر المغازلي
أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل (3) حدثنا أبو الخير فهد بن موسى
الإسكندراني حدثنا عبد الله بن عبد الحكم أنبأنا زين بن شعيب الإسكندراني عن القاسم
ابن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
من عمل عمل قوم لوط فارجموه وارجموا من يفعل به [* * * *]
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل (4) أحمد بن محمد بن
الحسن وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل
الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن
يونس بن عبد الأعلى
فهد بن موسى بن أبي رباح مولى الأزد قاضي الإسكندرية يكنى أبا الخير يروي عن
أبي صالح كاتب الليث ويحيى بن بكير توفي في شعبان سنة سبعين ومائتين

(1) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 310.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 585.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 15 / 268.
(4) تقرأ بالأصل: المفضل، قارن مع مشيخة ابن عساكر 15 / ب.
461

5637 فهد بن مهدي الحضرمي المصري (1)
من وجوه مصر
وفد في وفد منهم على يزيد بن الوليد حين بويع فيما ذكر أبو عمر محمد بن يوسف بن
يعقوب الكندي
وذكر أبو عمر أن الحوثرة بن سهيل الباهلي (2) أمير مصر لمروان بن محمد قتل فهد
ابن مهدي سنة ثمان وعشرين ومائة (3)
لم يذكره ابن يونس في تاريخ مصر
5638 فهر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم (4)
أمه أم ولد
له ذكر تقدم ذكره في ترجمة أخيه عثمان بن الوليد

(1) له ذكر في ولاة مصر للكندي ص 106 و 112 و 113.
(2) راجع أخباره في النجوم الزاهرة 1 / 305 والخطط للمقريزي 1 / 110 وولاة مصر ص 110.
(3) ولاة مصر للكندي ص 112.
(4) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 167 وجمهرة أنساب العرب ص 92 وقال ابن حزم: لا عقب له.
462

" ذكر من اسمه فياض "
5639 فياض بن عبد الله
روى عن شعيب بن عمرو
روى عنه محمد بن محمد البغدادي
أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنبأنا منصور بن الحسين وأحمد بن محمود
قالا أنبأنا أبو بكر بن المقرئ حدثنا محمد بن محمد البغدادي حدثنا فياض بن عبد الله
الدمشقي حدثنا شعيب (1) بن عمرو حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا هشام بن حسان عن
قيس بن سعد عن عبد الله بن زبير عن ابن عمر
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن بيع الولاء (2) وعن هبته [* * * *] (3)
5640 فياض بن عمرو
كاتب يحيى بن حمزة القاضي
روى عن الزهري مرسلا وصدقة بن عبد الله والهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة
روى عنه محمد بن يحيى بن حمزة وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة عن (4)
وجودهما في كتابه

(1) كذا بالأصل وت والذي في المختصر: روى عن سعيد بن عمرو بسنده إلى ابن عمر.
(2) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن المختصر، وت.
(3) بياض بالأصل، واللفظة استدركت عن المختصر، وت.
(4) كذا بالأصل وت: عن وجودهما.
463

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكناني (1) أنبأنا أبو محمد بن أبي
نصر حدثنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الأنصاري حدثنا أبو عبد الله أحمد بن
محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي حدثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة حدثنا ابن
سمعان عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال من أتى الجمعة فليغتسل [* * * *]
قال وحدثنا أحمد بن محمد حدثني أبي قال وجدت في كتاب الفياض بن عمرو
كاتب جدي بخطه عن الزهري عن نافع عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله
أنبأنا أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود الأصبهاني عنه أنبأنا أبو نعيم الحافظ
حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي قال وجدت
في كتاب الفياض بن عمرو عن صدقة حدثني ابن ثوبان عن أيوب السختياني عن محمد بن
سيرين عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إن الله يقول إذا عبدي هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة [* * * *]
5641 فياض بن القاسم بن الحريش بن حرب بن الحريش
أبو علي
حدث عن شعيب بن عمرو الضبعي (2) وأبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري
ومحمد بن إسحاق ومحمد بن أحمد بن مطر الفراري (3)
روى عنه أبو سليمان بن زبر وأبو عبد الله أحمد بن القاسم الميانجي وأبو بكر بن
أبي الحديد وجمح بن القاسم
وكتب عنه أبو الحسين الرازي
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو علي بن
أبي نصر أنبأنا أبو سليمان بن زبر حدثنا فياض بن القاسم حدثنا شعيب بن عمرو حدثنا
يزيد حدثنا مسعر
ح وقال وحدثنا أبو سليمان حدثنا أبي حدثنا علي بن سهل بن المغيرة حدثنا عبيد
الله بن موسى أنبأنا مسعر

(1) بالأصل: الكناني، تصحيف، والتصويب عن ت.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 304.
(3) كذا رسمها بالأصل وت.
464

عن عبد الملك بن ميسرة (1) عن النزال (2) قال قال أبو مسعود
أغمي على حذيفة أول الليل ثم أفاق فقال أي الليل هذا يا أبا مسعود فقلت السحر
الأكبر الأعلى فقال عائذ بالله من جهنم يقول ذلك مرتين أو ثلاثا ابتاعوا لي ثوبين ولا
تغالوا فيهما فإن صاحبكم إن يرض عنه (3) يكس (4) خيرا منهما وإلا سلبهما سلبا سريعا
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمر التميمي
المصحح أنبأنا أبو بكر بن أبي الحديد حدثنا أبو علي الفياض بن القاسم بن الحريش في
جمادى الآخرة سنة ثلاثين وثلاثمائة حدثنا أبو محمد شعيب بن عمرو حدثنا يزيد بن
هارون أنبأنا محمد بن طلحة عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس ملأ الله بطونهم وقبورهم
نارا [* * * *]
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في
تسمية من كتب عنه بدمشق
أبو علي فياض بن القاسم بن الحريش بن حرب بن الحريش مات في جمادى الآخرة
سنا أربع وثلاثين وثلاثمائة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن
الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال
سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة فيها توفي فياض بن حريش

(1) هو عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري، أبو زيد، ترجمته في تهذيب الكمال 12 / 101.
(2) هو النزال بن سبرة الهلالي، العامري الكوفي، ترجمته في تهذيب الكمال 19 / 54.
(3) بالأصل وت: " يرضا.... يكسا ".
465