الكتاب: تذكرة الحفاظ
المؤلف: الذهبي
الجزء: ٤
الوفاة: ٧٤٨
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: صحح عن النسخة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية / السلسلة الجديدة من مطبوعات دائرة المعارف العثمانية

السلسلة الجديدة من مطبوعات دائرة المعارف العثمانية
6 / 4
الإمام أبو عبد الله شمس الدين محمد الذهبي
المتوفى 748 ه‍ = 1348 م
كتاب
تذكرة الحفاظ
(الجزء الرابع)
(من الطبقة الخامسة عشرة إلى الطبقة الحادية والعشرين)
صحح عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي
بإعانة وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الخامسة عشرة
وعدتهم أربعون حافظا 1
* * * *
1033 / 1 / 15 - ابن مأكولا
الأمير الكبير الحافظ البارع أبو نصر علي بن هبة الله بن علي بن
جعفر بن علي بن محمد بن دلف بن الأمير الجواد أبى دلف القاسم بن عيسى
العجلي الجرباذقابي ثم البغداذي مصنف الاكمال وغير ذلك، وعجل بطن
من بكر بن وائل ثم من ربيعة اخى مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
قال: ولدت في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة بعكبرا،
سمع بشرى بن عبد الله الفاتني وعبيد الله بن عمر بن شاهين وأبا طالب بن
غيلان وأبا الطيب الطبري وأبا منصور محمد بن محمد السواق وأحمد بن محمد
العتيقي وأبا بكر بن بشران وعبد الصمد بن [محمد بن 2] مكرم وخلائق
ببغداذ، وأبا القاسم الحنائي وطبقته بدمشق، وأحمد بن القاسم بن ميمون

(1) المترجمون فيها ستة وأربعون وتقدم نحو هذا في بعض الطبقات السابقة
وأشرنا إلى وجهه (2) من المكية.
1201

المصري بمصر، وسمع بما وراء النهر وخراسان والجبال والجزيرة
والسواحل ولقى الحفاظ والاعلام.
حدث عنه أبو بكر الخطيب شيخه والفقيه نصر المقدسي وأبو محمد
الحسن بن أحمد السمرقندي ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وشجاع الذهلي
والحميدي ومحمد بن طرخان التركي وأبو على محمد بن محمد بن المهدى
وأبو القاسم إسماعيل ابن السمرقندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام
الكاتب وآخرون.
أخبرنا الحافظ أبو الحجاج القضاعي [أنه] قرأ بالثغر على محمد بن
عبد الخالق الأموي: أخبرك علي بن المفضل الحافظ انا أبو طاهر أحمد بن
محمد الحافظ انا أبو الغنائم النرسي الحافظ انا أبو نصر علي بن هبة الله العجلي
الحافظ - ولم اسمع منه غيره - حدثني أبو بكر أحمد بن مهدي 1 نا أبو حازم
العبدوي نا أبو عمرو بن مطرنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني نا أبو الفضل 2
صاحب أحمد بن حنبل 2 نا زهير بن حرب نا يحيى بن معين نا على ابن
المديني نا عبيد الله بن معاذ نا أبى نا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي
سلمة عن عائشة قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وآله
يأخذن من رؤوسهن حتى يكون كالوفرة.
أنبأنيه عبد الواسع الأبهري نا أبو إسحاق ابن الخشوعي نا أبو القاسم
الحافظ نا أبو القاسم النسيب نا أبو بكر الخطيب - فذكره. قلت: هو احمد

(1) أحمد بن مهدي هو الخطيب وهو أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي،
نسبه الأمير إلى جده الأعلى (2) كذا وانظر ما يأتي.
1202

ابن مهدي، وزاد في آخره: قال الهسنجاني ناه عبيد الله بن معاذ - فذكره.
قال الخطيب ورواه [محمد بن 1] أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل عن
إبراهيم بن يوسف عن الفضل بن زياد عن أحمد.
وأنا المؤمل بن محمد وابن علان قالا انا الكندي انا السيناني انا
أبو بكر الخطيب قال كتب إلى أحمد بن القاسم بن ميمون الحسيني من مصر
وحدثني أبو نصر علي بن هبة الله عنه انا أحمد بن محمد بن الأزهر السمناوي
انا أحمد بن يعلى [بن عيسى 1] الوشاء انا موسى بن عيسى بالرملة - بغدادي -
سنة خمسين ومائتين نا يزيد بن هارون عن حميد عن انس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا بكى اليتيم وقعت دموعه في
كف الرحمن فيقول: من أبكى هذا اليتيم الذي واريت والديه تحت الثرى،
من أسكته فله الجنة. قال الخطيب: منكر جدا ورجاله معروفون سوى
موسى فإنه مجهول.
قلت: هو واضعه. قال شيرويه [طبقاته 1]: كان الأمير يعرف
بالوزير سعد الملك ابن مأكولا، قدم رسولا مرارا، سمعت منه وكان حافظا
متقنا عنى بهذا الشأن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحد أفضل منه،
حضر [مجلسه 1] الكبار من شيوخنا وسمعوا منه. وقال الحافظ ابن
عساكر: وزر أبوه للقائم أمير المؤمنين وولى عمه قضاء القضاة ببغداد وهو
الحسين بن علي. قال: ولدت في شهر شعبان سنة إحدى وعشرين. قال
الحميدي: ما راجعت الخطيب في شئ الا وأحالني على الكتاب، وقال:

(1) من المكية.
1203

حتى أكشفه، وما راجعت ابن مأكولا في شئ إلا وأجابني حفظا كأنه
يقرأ من كتاب.
قال أبو الحسن محمد بن مرزوق: لما بلغ الخطيب أن ابن مأكولا أخذ
عليه في كتابه " المؤتنف " وصنف في ذلك تصنيفا وحضر عنده ابن مأكولا
سأله الخطيب عن ذلك فأنكر ولم يقر وأصر وقال: هذا لم يخطر ببالي،
وقيل إن التصنيف كان في كمه فلما مات الخطيب أظهره وهو الكتاب
الملقب بمستمر الأوهام. قلت ملكته وهو كتاب نفيس يدل على تبحر
ابن مأكولا وإمامته. قال ابن طاهر: سمعت أبا إسحاق الحبال يمدح ابا نصر
ابن مأكولا ويثنى عليه ويقول: دخل مصر في زي الكتبة فلم نرفع به
رأسا فلما عرفناه كان من العلماء بهذا الشأن.
قال السمعاني: كان ابن مأكولا لبيبا حافظا عارفا يرشح للحفظ
حتى كان يقال له الخطيب الثاني، وكان نحويا مجودا وشاعرا مبرزا
جزل الشعر فصيح العبارة صحيح النقل ما كان في البغداديين في زمانه
مثله، طاف الدنيا وأقام ببغداد. قال ابن النجار في ترجمة ابن مأكولا:
أحب العلم من الصبا وطلب الحديث وأتقن الأدب، وله النظم والنثر
والمصنفات، نفذه المقتدى بالله رسولا إلى سمرقند [وبخاري 1] لاخذ
البيعة له على ملكها طمغان الخان. قال هبة الله بن المبارك ابن الدواتي:
اجتمعت بالأمير ابن مأكولا فقال لي: خذ جزئين من الحديث فاجعل
متون هذا الجزء لأسانيد الجزء الآخر ومتونه لأسانيد الأول حتى أرده

(1) من الاكمال.
1204

إلى حالته الأولى. قال أبو طاهر بن سلفة: سألت أبا الغنائم النرسي عن
الخطيب فقال: جبل لا يسأل عن مثله، ما رأينا مثله، وما سألته عن
شئ فأجاب في الحال الا يرجع إلى كتابه.
وأخبرنا أبو على ابن الخلال انا جعفر انا السلفي قال سألت شجاعا
الذهلي عن ابن مأكولا فقال: كان حافظا فهما ثقة صنف كتابا في علم
الحديث. وقال مؤتمن الساجي: لم يلزم ابن مأكولا طريق أهل العلم
فلم ينتفع بنفسه.
قال ابن عساكر سمعت إسماعيل ابن السمرقندي يذكر أن ابن مأكولا
كان له غلمان أتراك أحداث فقتلوه بجرجان سنة نيف وسبعين وأربع
مائة. وقال ابن ناصر: قتل الحافظ ابن مأكولا وقد كان سافر نحو
كرمان ومعه مماليكه الأتراك فقتلوه وأخذوا ما له في سنة خمس وسبعين
وأربع مائة، هكذا نقل ابن النجار. وقال أبو سعد السمعاني سمعت
ابن ناصر يقول: قتل ابن مأكولا بالأهواز إما في سنة ست أو سبع وثمانين
وأربع مائة. وقال السمعاني: خرج من بغداد إلى خوزستان وقتل هناك
بعد الثمانين.
وقال أبو الفرج ابن الجوزي في المنتظم: قتل سنة خمس وسبعين
وقيل سنة ست وثمانين. وقال غيره: قتل في سنة تسع وسبعين، وقيل
في سنة سبع وثمانين [بخوزستان 1]. حكى هذين القولين القاضي ابن
خلكان.

(1) من المكية.
1205

ومن شعره:
قوض خيامك عن دار أهنت بها * وجانب الذل ان الذل مجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان مضيعة * فالمندل الرطب في أوطانه حطب
وله:
ولما توافقنا تباكت قلوبنا * فممسك دمع يوم ذاك كساكبه
فيا كبدي الحري البسي ثوب حسرة * فراق الذي تهوينه قد كساك به
قلت: يعز وقوع حديث الأمير ابن مأكولا، سمعت من عدة وأجازوا
لنا عن أبي الحسن ابن المقير، وأنبأونا عن الحافظ أبى محمد ابن الأخضر
كلاهما عن محمد بن ناصر الحافظ عن كتاب أبى نصر الأمير إليه [ح]
وأنبأنا أحمد بن سلامة أنبأنا الأرتاحي أنبأنا أبو الحسن ابن الفراء عن ابن
مأكولا انا مظفر بن الحسن الهمذاني سبط ابن لآل انا جدي أبو بكر احمد
ابن علي الحافظ انا أحمد بن عبد الرحمن 1 الشيرازي الحافظ انا محمد بن علي
ابن الشاه نا أبو بكر محمد بن إبراهيم البغداذي بأنطاكية نا محمد بن عبد الرحمن
ابن بحير الحميري بمصر انا خالد بن نجيح نا سفيان الثوري عن ابن جريج
عن فافاه عن الأعمش عن مجاهد عن عائشة رضي الله عنها عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى
ما قدموا.
قال الشيرازي: فافاه هو أبو معاوية الضرير، وقال الأمير: بل هو

(1) وقع في الأصلين " عبد الرحيم " والتصويب من اكمال ابن مأكولا (فافاه)
وغيره.
1206

إسماعيل الكندي شيخ لبقية. وأما الحديث ففي صحيح البخاري عن آدم
وعلى في الجنائز والرقاق عن شعبة، ووقع لنا متصلا عاليا في كتاب
الألقاب للشيرازي، ووقع لنا أعلى بخمس درج أيضا حتى كأني رويته
عن [الشيراز ى 1].
1034 / 2 / 15 - ابن خيرون
الحافظ العالم الناقد أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون
البغدادي ابن الباقلاني، سمع أبا على ابن شاذان وأبا بكر البرقاني وأحمد ابن
عبد الله ابن المحاملي وأبا عمر بن دوست العلاف وأبا القاسم الحرفي
وأبا القاسم بن بشران وأبا يعلى أحمد بن عبد الواحد وخلائق بعدهم حتى
سمع من أقرانه، أجاز له أبو الحسين ابن المتيم وأبو الحسن بن الصلت
الأهوازي وطائفة تفرد بإجازتهم، روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب
وأبو علي بن سكرة وأبو عامر العبدوي وأبو القاسم ابن السمرقندي وإسماعيل
ابن محمد الحافظ وأبو بكر القاضي وإسماعيل بن سعد الصوفي وأبو الفضل
ابن ناصر وعبد الوهاب الأنماطي وأبو الفتح ابن البطي وخلق كثير.
ذكره السمعاني فقال: ثقة عدل متقن واسع الرواية كتب بخطه
الكثير وكان له معرفة بالحديث، سمعت أبا منصور بن خيرون يقول:
كتب عمى أبو الفضل عن ابن شاذان الف جزء. سمعت عبد الوهاب
الأنماطي يقول: ما رئي مثل أبى الفضل بن خيرون لو ذكرت له كتبه وأجزاءه

(1) من المكية.
1207

التي سمعها يقول لك عمن سمع وبأي طريق سمع، وكان يذكر الشيخ
وما يرويه وما ينفرد به.
وقال أبو منصور: كتبوا مرة لعمى: الحافظ، فغضب [وضرب عليه 1]
وقال: من انا حتى يكتب لي: الحافظ. قلت وأقرأ الناس بالروايات وكان
تلا على أبي العلاء الواسطي وعلي بن طلحة البصري وغيرهما. قرأ عليه ابن
أخيه أبو منصور مؤلف " المفتاح " وأبو علي بن سكرة.
وكان يقال: هو في زمانه كيحيى بن معين في زمانه، إشارة إلى كلامه
في شيوخ العصر جرحا وتعديلا مع الانصاف. قال أبو طاهر السلفي:
كان كيحيى بن معين في وقته. وقد ذكرت في " ميزان الاعتدال " كلام
ابن طاهر فيه بكلام مردود وانه كان يلحق بخطه أشياء في تاريخ الخطيب
وبينا أن الخطيب أذن له في ذلك وخطه فمشهور وهو بمنزلة الحواشي
فكان ماذا؟
توفى في رجب سنة ثمان وثمانين وأربع مائة عن أربع وثمانين
سنة وشهر.
وفيها مات شيخ العراق المسند الامام رزق الله بن عبد الوهاب بن
عبد العزيز التميمي رئيس الحنابلة في جمادى الأولى عن ثمان وثمانين سنة
روى عن ابن المتيم وطبقته، والعلامة شيخ المعتزلة أبو يوسف عبد السلام
ابن محمد القزويني ببغداذ وقد سمع قبل الأربع مائة وتفسيره في أكثر من
ثلاث مائة مجلد، وأبو القاسم الفضل بن أبي حرب أحمد بن محمد الجرجاني

(1) من المكية.
1208

ثم النيسابوري عنده ابن محمش، ومقرئ المغرب أبو الحسن علي بن عبد الغنى
الفهري الحصري الشاعر، وأبو سعيد بن محمد بن علي بن أبي صالح البغوي
الدباس من رواة الترمذي، وقاضي القضاة العلامة الصالح أبو بكر محمد
ابن المظفر الشامي الحموي ببغداد عن ثمان وستين سنة، ومسند هراة
أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي راوية أبى على الخالدي، والحافظ
أبو عبد الله الحميدي.
أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل انا الامام عبد الله
ابن احمد قال قرأت على محمد بن عبد الباقي أخبركم أحمد بن الحسن بن
خيرون انا الحسن بن أحمد بن شاذان انا عبد الله بن إسحاق الخراساني
نا أحمد بن عبيد نا علي بن عاصم وعبد الوهاب بن عطاء عن خالد الحذاء
عن أبي المليح عن نبيشة الخير قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إنا كنا نهيناكم أن تأكلوا لحومها فوق ثلاث حتى تسعكم وقد جاء الله
بالسعة فكلوا وادخروا الآن وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب
وذكر الله عز وجل. ليس لنبيشة الهذلي في الصحيح سواه، رواه مسلم عن
ابن نمير عن ابن علية عن الحذاء فقال عن أبي قلابة عن أبي المليح الهذلي
ولا تأثير لهذه العلة فإنه في الصحيح أيضا من طريق هشيم عن الحذاء عن أبي
المليح نفسه، وقال: لقيت ابا المليح فحدثني به كذلك، وأخرجه
النسائي أيضا.
1035 / 3 / 15 - الحسيني
الحافظ الامام الشريف المعظم المرتضى أبو المعالي ذو الشرفين محمد
1209

ابن محمد بن زيد بن علي العلوي البغداذي نزيل سمرقند، سمع أبا القاسم
الحرفي و [ابا 1] علي بن شاذان وأحمد بن عبد الله المحاملي وطلحة بن
الصقر وأبا بكر البرقاني وعبد الملك ابن بشران ومحمد بن عيسى الهمذاني
وخلقا وتخرج بالخطيب ولازمه.
حدث عنه جعفر بن محمد المستغفري شيخه والخطيب ويوسف بن
أيوب الهمذاني وزاهر بن طاهر المستملى وهبة الله بن سهل السندي
وأبو الأسعد هبة الرحمن ابن القشيري وأبو طالب محمد بن عبد الرحمن الحيري
وأبو الفتح أحمد بن الحسين الأديب - حدث هذا عنه بالإجازة، وخاتمة
من سمع منه هو أبو المعالي المديني الخطيب.
قال أبو سعد السمعاني: هو أفضل علوي في عصره، له المعرفة التامة
بالحديث وكان يرجع إلى عقل وافر ورأى صائب برع بالخطيب في
الحديث نقل عنه الخطيب أظن في كتاب البخلاء، رزق حسن التصنيف
وسكن في آخر عمره سمرقند ثم قدم بغداذ وأملى بها وحدث بأصبهان
ثم رد إلى سمرقند.
سمعت يوسف بن أيوب الزاهد يقول: ما رأيت علويا أفضل منه
وأثنى عليه وكان من الأغنياء المذكورين، وكان كثير الايثار ينفذ
في العام إلى جماعة من الأئمة الألف دينار والخمس مائة دينار وأكثر
إلى كل واحد فربما بلغ ذلك عشرة آلاف دينار، ويقول: هذا زكاة
مالي وانا غريب ففرقوا على من تعرفون استحقاقه وكل من

(1) من المكية.
1210

أعطيتموه فاكتبوا له خطا وأرسلوه حتى أعطيه من عشر الغلة. قال:
وكان يملك قريبا من أربعين قرية [خالصة 1] له بنواحي كش وله في
كل قرية وكيل امين من رئيس بسمرقند. هكذا ذكر السمعاني وقد بالغ
وهذا نظير ملك كبير.
ثم قال: وسمعت ابا المعالي محمد بن نصر الخطيب يقول ذلك وكان
من أصحاب الشريف، وسمعته يقول إن الشريف أنشأ بستانا عظيما فطلب صاحب
ما وراء النهر [الخاقان خضر 1] أن يحضر دعوته في البستان فقال الشريف
لحاجب الخاقان لا سبيل إلى ذلك، فألح عليه فقال: لكن لا أحضر ولا
أهيئ له آلة الفسق والفساد ولا أعصي الله فغضب الملك وأراد أن يمسكه
فاختفى عند وكيل له نحوا من شهر فنودي عليه في البلاد فلم يظفروا به
ثم أظهروا ندما على ما فعلوا ليطمئن وألح عليه أهله في الظهور فجلس على
ما كان مدة ثم إن الملك نفذ إليه ليشاوره في أمر فلما حصل عنده أخذه
وسجنه واستأصل أمواله وضياعه فصبر وحمد الله، وقال: من يكون من
أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا بد أن يبتلى وأنا ربيت في
النعمة وكنت أخاف يكون وقع خلل في نسبي فلما وقع هذا فرحت
وعلمت أن نسبي متصل.
قال لي أبو المعالي: فسمعنا أنهم منعوه من الطعام حتى مات جوعا،
وهو من ولد زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهم. قال السمعاني:
قال أبو العباس الجوهري رأيت السيد المرتضى بعد موته وهو في الجنة

(1) من المكية.
1211

وبين يديه طعام وقيل له ألا تأكل؟ قال لا حتى يجئ ابني فإنه غدا يجئ،
فانتهت وذلك في شهر رمضان سنة اثنتين وتسعين فقتل ولده أبو الرضى
في ذلك اليوم. وكان مولد السيد المرتضى في سنة خمس وأربع مائة.
قال: واستشهد بعد سنة ست وسبعين وقيل في سنة ثمانين قتله
الخاقان خضر بن إبراهيم، وكان السيد قد قدم إلى القائم بأمر الله رسولا
من الخاقان قلت وقع لي من تصانيفه: كتاب " فرحة المتعلم " سمعناه عاليا.
أخبرنا أحمد بن هبة الله أنبأنا عبد الرحيم بن أبي سعد انا أبو الأسعد
ابن القشيري انا أبو المعالي محمد بن محمد الحسيني الحافظ انا الحسن بن أحمد
الفارسي انا محمد بن العباس بن نجيح انا عبد الملك بن محمد انا بشر بن عمر
وسعيد بن عامر قالا نا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك
قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه كأنما على
رؤوسهم الطير.
1036 / 4 / 15 - ابن مردويه الصغير
هو الحافظ الامام المفيد أبو بكر أحمد بن محمد ابن الحافظ الكبير
أبى بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني أحد شيوخ السلفي، لم يلحق
جده وسمع أبا بكر بن أبي على وابن عبد كويه وأبا نعيم. توفى بعد السبعين
وأربع مائة في سنة ثمان رحمه الله تعالى.
1037 / 5 / 15 - ابن سمكويه
الامام الحافظ المفيد أبو الفتح محمد بن أحمد بن عبد الله بن سمكويه
1212

الأصبهاني نزيل هراة، أكثر وحصل الأصول، ورحل وسمع ببغداذ من
أبى محمد الخلال وطبقته، وبنيسابور من أبى حفص بن مسرور وطبقته،
وبأصبهان من أصحاب ابن المقرئ، وبشيراز من الحافظ أبى بكر بن أبي على،
وبسمرقند من مسندها ابن شاهين السمرقندي، وصنف في الأبواب، مولده
سنة تسع وأربع مائة وكان صالحا ناسكا يتبرك بدعائه.
روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ وأبو عبد الله الدقاق فقال في
رسالته: كان لابن سمكويه الكثرة الوافرة في كتب الحديث، ووهمه
أكثر من فهمه، خرج إلى نيسابور صحبة عبد العزيز النخشبي ثم رحل إلى
ما وراء النهر وأقام بهراة سنين يورق صادفته بها وبيني وبينه ما كان من
الحقد والحسد. قلت توفى بنيسابور في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين السنة
التي مات فيها الحبال.
1038 / 6 / 15 - الحكاك
الحافظ الامام المفيد أبو الفضل جعفر بن يحيى بن إبراهيم التميمي
المكي ويعرف بابن الحكاك، سمع أبا ذر الهروي وأبا بكر محمد بن إبراهيم
الأردستاني وأبا الحسن بن صخر وأبا نصر السجزي وطبقتهم، وببغداد
ابن النقور وطبقته، وخرج لابن النقور أربعة أجزاء.
قال ابن النجار: كان موصوفا بالمعرفة والحفظ والاتقان والفقه
والصدق وكان يترسل من أمير مكة ابن أبي هاشم إلى الخلفاء والملوك
ويتولى قبض الأموال منهم ويحمل كسوة البيت. روى عنه إسماعيل
ابن السمرقندي وابن ناصر وصالح بن شافع الجيلي وأبو الفتح ابن البطي
1213

ويحيى بن عبد الباقي الغزال.
قال السلفي: سمعت أبا الحسين ابن الطيوري قال سألت الخطيب عند
قدومه من حجه: أرأيت هناك من يقيم الحديث؟ قال: لا إلا شابا يقال له
جعفر بن الحكاك. وقال السلفي سألت المؤتمن الساجي عن جعفر ابن الحكاك
فقال: صحب ابا نصر السجزي وأبا ذر وكان ذا معرفة. وقال اليونارتي:
كان من الفضلاء الاثبات. وقال عبد الوهاب الأنماطي: ثقة مأمون. وقال
أبو على الصدفي: قرأت عليه ببغداذ كثيرا وكان يفهم الحديث جيدا. ولد
سنة ست عشرة، ومات في صفر سنة خمس وثمانين وأربع مائة ببغداد
أرخه شجاع - يكتب حديثه من مشيخة أبى الفتح ابن البطي.
أخبرنا القاسم بن محمد الحافظ انا أحمد بن إبراهيم انا عبد اللطيف بن
عبد الوهاب انا محمد بن عبد الباقي انا جعفر بن يحيى التميمي الحكاك نا محمد
ابن الحسين نا محمد بن أحمد بن عبد الله نا إسحاق الدبري نا عبد الرزاق عن
معمر عن الزهري أخبرني عبيد الله عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم خرج في شهر رمضان من المدينة معه عشرة آلاف من المسلمين
حتى بلغ الكديد وهو ما بين عسفان وقديد فأفطر وأفطر المسلمون
معه فلم يصوموا من بقية رمضان شيئا. أخرجاه من حديث عبد الرزاق.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي في سنة ثلاث وتسعين وست مائة
عن أبي اليمن الكندي انا محمد بن ناصر الحافظ انا جعفر بن يحيى الحكاك
انا أبو الحسن محمد بن علي [بن محمد 1] الأزدي سنة سبع وثلاثين وأربع

(1) من المكية.
1214

مائة [بمكة] نا عمر بن سيف نا محمد بن دليل نا عبد الله بن خبيق قال
قال بشر بن الحارث: النظر في وجه الظالم غيظ والأحمق سخنة العين
والبخيل قساوة القلب.
1039 / 7 / 15 هبة الله بن عبد الوارث بن علي
الحافظ المفيد الجوال أبو القاسم الشيرازي، سمع بخراسان والعراق
والحرمين واليمن ومصر والشام والجزيرة وفارس والجبال، وحدث
عن أبي بكر محمد بن الحسن بن الليث الشيرازي وأحمد بن عبد الباقي بن
طوق الموصلي وأبى جعفر ابن المسلمة وعبد الرزاق بن شمة وأحمد بن
الفضل الباطرقاني وطبقتهم، وصنف تاريخ شيراز.
قال السمعاني: كان ثقة صالحا خيرا كثير العبادة مشتغلا بنفسه خرج
وأفاد واستفاد، انتفع الطلبة بصحبته وبقراءته، قدم بغداد في سنة سبع
وخمسين، روى لنا عنه أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب المروزي وعمر
ابن احمد ابن الصفار وأحمد بن ياسر المقرئ وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف
الفاشاني وإسماعيل بن محمد الحافظ وأبو بكر اللفتواني وغيرهم، سكن في
الآخر مرو حتى مات. قال ابن عساكر: حدث عنه الفقيه نصر المقدسي
وغيث بن علي وهبة الله بن طاوس وأبو نصر اليونارتي.
ثم قال: نا ابن طاوس نا هبة الله الشيرازي نا أبو زرعة أحمد بن يحيى
الخطيب بشيراز إملاءا نا الحسن بن سعيد المطوعي المقرئ نا أبو مسلم الكجي -
فذكر حديثا.
1215

قال عبد الغافر في تاريخه: هو شيخ عفيف صوفي فاضل طاف البلاد
وسمع الكثير وخطه مشهور وكان كثير الفوائد، قال محمد بن محمد
الفاشاني: كنت إذا مضيت إلى أبي القاسم هبة الله بالرباط أخرجني إلى
الصحراء وقال اقرأ هنا فالصوفية يتبرمون ممن يشتغل بالعلم والحديث
يقولون: يشوشون علينا أوقاتنا.
قال أبو الفتيان الدهستاني: مات هبة الله بمرو سنة ست وثمانين
وأربع مائة. وقال اليونارتي: مات في شهر رمضان سنة خمس وثمانين
مبطونا. وقال مؤتمن الساجي: بذل نفسه في طلب الحديث جدا أخرجت
له جزئين في صلاة الضحى ففرح بهما شديدا. قال الفاشاني: قام ليلة موته
سبعين مرة أو أقل كل نوبة يغتسل في النهر إلى أن مات على طهارة 1.
1040 / 8 / 15 - مسعود بن ناصر بن أبي زيد عبد الله بن أحمد
الحافظ الفقيه الرحال أبو سعيد السجزي الركاب صاحب المصنفات،
سمع بسجستان من علي بن بشرى الليثي وأبى سعيد عثمان النوقاتي، وبهراة
من محمد بن عبد الرحمان الدباس وسعيد بن العباس القرشي ومنصور بن
محمد بن محمد الأزدي، وبنيسابور من أبى حسان محمد بن أحمد المزكى
وأبى سعيد النصروي وأبى حفص بن مسرور، وببغداد من أبى طالب

(1) زيد في الأصلين هنا " أخبرنا أحمد بن محمد المفيد.. " الخبر الذي سنذكره
آخر الترجمة الآتية وذاك موضعه، وهناك وقع في النسخة المقروءة على المؤلف
كما نبه عليه بهامش المكية.
1216

ابن غيلان وأبى محمد الخلال وأبى القاسم التنوخي، وبأصبهان من ابن ريذة
صاحب الطبراني وخلق كثير.
حدث عنه محمد بن عبد العزيز العجلي وعبد الواحد بن الفضل الطوسي
وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي وأبو الأسعد ابن القشيري وطائفة وأبو بكر
الخطيب شيخه.
قال محمد بن عبد الواحد الدقاق: لم أر في المحدثين أجود إتقانا ولا
أحسن ضبطا منه. وقال ابن النجار: قدم مسعود السجزي بغداذ فسمع من
بشرى الفاتني - وذكر جماعة - سمع منه الصوري شيخه. وقال عبد الغافر
ابن إسماعيل الفارسي: كان متقنا ورعا قصير اليد، زجى عمره كذلك إلى أن
ارتبطه نظام الملك ببيهق مدة ثم بطوس للاستفادة منه. وقال أحمد بن
ثابت الطرقى سمعت ابن الخاضبة يقول: كان مسعود قدريا سمعته يقرؤها:
فحج آدم موسى بالنصب. قال المؤتمن: كان يرجع إلى هداية وإتقان
وحسن ضبط. قلت توفى في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربع مائة.
1 أخبرنا أحمد بن محمد المفيد انا يوسف بن خليل ثنا مسعود بن أبي
منصور نا الحسن بن أحمد المقرئ انا مسعود بن ناصر الركاب انا عثمان بن محمد
ابن أحمد بن محمد النوقاتي انا أبى أبو عمر نا أبو بكر محمد بن إبراهيم الخياط
نا أحمد بن محمد بن ياسين نا أبو غياث نا أحمد بن محمد بن دينار النيسابوري

(1) الخبر الآتي وقع في الأصلين آخر الترجمة السابقة. ووقع مكانه هنا الخبر المتقدم
آخر ترجمة الحكاك أعيد هنا. واعتمدنا ما ثبت في النسخة المقروءة على المؤلف
على ما نبه عليه في هامش المكية.
1217

عن أزهر السمان عن ابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: تفكهوا وكلوا البطيخ فان حلاوتها من الجنة. هذا
حديث منكر لم يحدث به أزهر أصلا.
1041 / 9 / 15 - الحميدي
الحافظ الثبت [الامام 1] القدوة أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح
ابن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل 2 الأزدي الحميدي الأندلسي الميورقي
الظاهري، وميورقة جزيرة تجاه شرق الأندلس، سمع بالأندلس ومصر
والشام والعراق [والحرام 1] وسكن بغداد وكان من كبار تلامذة
ابن حزم، قال: ولدت قبل سنة عشرين وأربع مائة.
حدث عن ابن حزم فأكثر وعن أبي عبد الله القضاعي وأبى عمر
ابن عبد البر وأبى ذكريا عبد الرحيم البخاري وأبى القاسم الحنائي الدمشقي
وعبد الصمد بن المأمون وأبى بكر الخطيب وأبى جعفر بن المسلمة وأبى
غالب بن بشران الأموي، ولم يزل يسمع ويكثر ويجد حتى كتب عن
أصحاب الجوهري وابن المذهب وسمع بإفريقية كثيرا ولقى بمكة كريمة
المروزية أول رحلته، و [أول رحلته 1] كان في سنة ثمان وأربعين وأربع
مائة. قال محمد بن طرخان سمعت الحميدي يقول: كنت احمل للسماع على
الكتف سنة خمس وعشرين وأربع مائة، فأول ما سمعت من الفقيه
اصبغ بن راشد وكنت افهم ما يقرأ عليه وكان تفقه على أبي محمد بن

(1) من المكية (2) ضبطه ابن خلكان.
1218

أبى زيد، أصل أبى من قرطبة من محلة تعرف بالرصافة فسكن جزيرة
ميورقة فولدت فيها. وقال يحيى ابن البناء: كان الحميدي من اجتهاده ينسخ
بالليل في الحر فكان يجلس في إجانة ماء يتبرد به. وقال الحسين بن محمد
ابن خسرو: جاء أبو بكر بن ميمون فدق على الحميدي وظن أنه قد أذن له
فدخل عليه فوجده مكشوف الفخذ فبكى الحميدي وقال: والله لقد نظرت
إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت.
قال الأمير ابن مأكولا: لم أر مثل صديقنا الحميدي في نزاهته
وعفته [وورعه 1] وتشاغله بالعلم، صنف تاريخ الأندلس. وقال
يحيى ابن إبراهيم السلماسي قال أبى: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله
وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم، قال: وكان ورعا ثقة إماما في
الحديث وعلله ورواته متحققا في علم التحقيق والأصول على مذهب
أصحاب الحديث بموافقة الكتاب والسنة فصيح العبارة متبحرا في علم الأدب
والعربية والترسل، وله كتاب الجمع بين الصحيحين، وتاريخ الأندلس
وجمل تاريخ الاسلام، وكتاب الذهب المسبوك في وعظ الملوك، وكتاب
الترسل، وكتاب مخاطبات الأصدقاء، وكتاب حفظ الجار، وكتاب ذم
النميمة. وله شعر رصين في المواعظ والأمثال. قال السلفي سألت أبا
عامر العبدري عن الحميدي فقال: لا يرى قط مثله وعن مثله لا يسأل،
جمع بين الفقه والحديث والأدب ورأى علماء الأندلس وكان حافظا.
وعن الحميدي قال: صيرني الشهاب شهابا وهو كان يقصد في سماعه كثيرا.

(1) من المكية.
1219

قال أبو على الصدفي: كان يدلني على الشيوخ وكان متقللا من الدنيا يمونه
ابن رئيس الرؤساء ثم جرت لي معه قصص أوجبت انقطاعي عنه وكان
يبيت عند ابن رئيس الرؤساء كل ليلة، وحدثني أبو بكر ابن الخاضبة انه
ما سمع يذكر الدنيا قط.
وقال ابن طرخان سمعت الحميدي يقول: ثلاثة كتب من علوم الحديث
يجب الاهتمام بها، كتاب العلل وأحسن ما وضع فيها كتاب الدارقطني،
وكتاب المؤتلف والمختلف وأحسن ما وضع فيه الاكمال للأمير ابن مأكولا،
وكتاب وفيات المشايخ - وليس فيه كتاب وقد كنت أردت ان أجمع
في ذلك كتابا فقال لي الأمير رتبه على حروف المعجم بعد أن ترتبه على
السنين. قال ابن طرخان فاشتغل بالصحيحين إلى أن مات. قلت وقد قبلنا
إشارة الأمير وعملنا " تاريخ الاسلام " على ما رسم الأمير. قال الحميدي
في تاريخه انا أبو عمر بن عبد البر انا عبد الله بن محمد الجهني بمصنف النسائي
قراءة عليه عن حمزة الكناني عنه. قال القاضي عياض: أبو عبد الله محمد
ابن أبي نصر الأندلسي الأزدي سمع بميورقة من أبى محمد بن حزم قديما
وكان يتعصب له ويميل إلى قوله وكان قد أصابته فيه فتنة ولما شدد
على ابن حزم خرج الحميدي إلى المشرق.
قلت روى عنه يوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد ومحمد بن طرخان
وأبو عامر العبدري وإسماعيل بن محمد الطلحي ومحمد بن علي الجلابي
والحسين بن الحسن المقدسي وأبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمد بن
خميس والحافظ محمد بن ناصر وإسماعيل ابن السمرقندي وصديق بن عثمان
1220

التبريزي وأبو إسحاق بن نبهان الغنوي وأبو الفتح محمد ابن البطي وشيخه
أبو بكر الخطيب وآخرون. وكان صاحب حديث كما ينبغي علما وعملا
وكان ظاهريا ويسر ذلك بعض الاسرار. مات في سابع عشر ذي الحجة
سنة ثمان وثمانين وأربع مائة وأمهم عليه الإمام أبو بكر الشاشي بجامع
القصر ودفن بمقبرة باب أبرز بقرب قبر الشيخ أبى إسحاق الشيرازي ثم انهم
نقلوه بعد سنتين إلى مقبرة باب حرب فدفن عند بشر الحافي. ونقل الحافظ
ابن عساكر أن الحميدي كان أوصى إلى الاجل مظفر ابن رئيس الرؤساء
أن يدفنه عند بشر فخالف وصيته فلما كان بعد مدة رآه في النوم يعاتبه على
تفوح فنقله في صفر سنة إحدى وتسعين وكان كفنه جديدا وبدنه طريا
ذلك منه رائحة الطيب رحمة الله عليه. ووقف كتبه.
قرأت على أبي [الفهم بن أحمد السلمي أخبركم أبو محمد بن قدامة،
وقرأت على أبي سعيد الحلبي أخبركم عبد اللطيف بن يوسف 1] قال انا
أبو الفتح محمد بن عبد الباقي انا محمد بن أبي نصر الحافظ سنة خمس وثمانين
وأربع مائة انا أبو القاسم منصور بن النعمان بمصر بقراءتي ثنا القاضي
أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق لفظا ثنا علي بن عبد الحميد الغضائري وهو
آخر من حدث عن الغضائري - انا عبد الله بن معاوية الجمحي نا الحماد أن حماد
ابن سلمة وحماد بن زيد قالا نا عبد العزيز بن صهيب عن انس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تسحروا فان في السحور
بركة. أخرجه ابن ماجة من طريق حماد بن زيد، وهو غريب من حديث حماد

(1) من المكية.
1221

ابن سلمة، وهو في صحيح مسلم من طريق ابن علية وغيره عن عبد العزيز.
ومن شعر الحميدي:
طريق الزهد أفضل ما طريق * وتقوى الله بادية الحقوق
فثق بالله يكفك واستعنه * يعنك وذر بنيات الطريق
وله:
لقاء الناس ليس يفيد شيئا * سوى الهذيان من قيل وقال
فاقلل من لقاء الناس إلا * لاخذ العلم أو إصلاح حال
وله:
كلام الله عز وجل قولي * وما صحت به الآثار ديني
وما اتفق الجميع عليه بدءا * وعودا فهو عن حق مبين
فدع ما صد عن هذا وخذها * تكن منها على عين اليقين
1042 / 10 / 15 - ابن مفوز
الحافظ المجود الإمام أبو الحسن طاهر بن مفوز بن أحمد بن مفوز
المعافري الشاطبي تلميذ أبى عمر بن عبد البر، أكثر عنه، وكان من أثبت
الناس فيه وأنقلهم عنه، وسمع من أبى العباس بن دلهاث وأبى الوليد
الباجي وأبى شاكر الخطيب وأبى الفتح السنكتي السمرقندي وطبقتهم
وسمع بقرطبة من حاتم بن محمد وأبى مروان بن حيان وكان موصوفا
بالذكاء وسعة العلم، شهر بحفظ الحديث وإتقانه وكان حسن الخط كثير
الضبط ذا فضل وورع وصيانة ووقار وتقوى. وأما أخوه عبد الله
1222

فكان زاهد زمانه بالأندلس. مولد طاهر في سنة تسع وعشرين وأربع
مائة، حدث عنه الحافظ أبو على ابن سكرة وغيره، وكانت وفاته في رابع
شعبان سنة أربع وثمانين وأربع مائة. رحمه الله تعالى.
1043 / 11 / 15 - طاهر النيسابوري
الحافظ أبو محمد ويقال اسمه عبد الصمد بن أحمد بن علي السليطي،
ولد بالري ونشأ بها وطلب الحديث وكتب بخطه المضبوط الجيد ما
لا يوصف. سمع أبا عبيد صخر بن محمد الطوسي بالري وعبد الكريم بن أحمد
المطري بساوة وعبد الملك بن عبد الغفار البصري وخلقا بهمذان وقدم
بغداذ فسمع من أبى على ابن المذهب والقاضي أبى الطيب وأبى القاسم
التنوخي وانتقى على الجوهري وحدث، روى عنه ابن الطيوري وابن بدران
الحلواني ومحمد بن الحسين المرزوقي، وسكن همذان ومات بظاهرها.
قال شيرويه: كان أحد من عنى بهذا الشأن حسن العبارة كثير الرحلة صدوقا
جمع شيئا كثيرا في سائر العلوم ما رأيت فيمن رأيت أكثر كتبا وسماعا
منه عاجله الموت. قال يحيى بن منده: هو أحد الحفاظ صحيح النقل يفهم
الحديث ويحفظه، قال أبو جعفر محمد بن أبي على الحافظ سمعت مسعود بن
ناصر السجزي يقول: أشهد أن كل كتاب بغدادي عند عبد الصمد السليطي.
كلها غارة ونهب من نهب البساسيري ببغداد لا ينتفع بها دينا ولا دنيا 1.

(1) يعنى انها لما وقعت فتنة البساسيري ونهبت بيوت بغداد كان في ذلك كتب اشتراها
الناس من ناهبيها ثم باعواها فاشترى عدة من تلك الكتب، وهي في الأصل مما نهبه
الناس، والظاهر أن طاهرا اعتمد ظاهر اليد فاشترى ولم يتعمق والله أعلم.
1223

قال ابن السمعاني، توفى طاهر بهمذان سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة.
1044 / 12 / 15 - ابن الخاضبة
الحافظ الامام القدوة مفيد بغداد أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي
ابن منصور البغدادي الدقاق، حدث عن مؤدبه أبى طالب عمر بن محمد بن
الدلو، حدثه عن أبي عمر بن حيويه في سنة ست وأربعين وأربع مائة وحدث
عن أبي جعفر ابن المسلمة والحافظ عبد الرحيم ابن احمد البخاري والحافظ
أبى بكر الخطيب وأبى الحسين بن النقور والصريفيني وأحمد بن علي الدينوري
وإمام جامع دمشق عبد الصمد بن محمد بن تميم ومحمد بن مكي بن عثمان
الأزدي صادفه ببيت المقدس وأبا الغنائم محمد بن الغراء، وقرأ الكثير
وكتب وخرج وأفاد مع الديانة والعبادة وصحة القراءة وحسنها، روى عنه
أبو على ابن سكرة ومحمد بن طاهر المقدسي وأبو الفتح ابن البطي وآخرون،
قال ابن سكرة: كان محبوبا إلى الناس كلهم فاضلا حسن الذكر ما رأيت
مثله على طريقته، وكان لا يأتيه مستعير كتاب إلا أعطاه أو دله عليه، وسمعت
ابا الوفاء بن عقيل الحنبلي الامام يقول - وذكر شدة أصابته بمطالبة طولب بها
وأنه كانت له عند ذلك خلوات يدعو ربه فيها ويناديه فقرأ على مناجاته:
ولئن قلت لي [يا رب 1]: هل واليت لي وليا؟ أقول: نعم يا رب، أبو بكر
ابن الخاضبة، ولئن قلت: هل عاديت في عدوا؟ فأقول: نعم - [يا رب 1] -
ولم يسمه، قال فأخبرت ابن الخاضبة بقوله فقال: أعز الله الشيخ.
أخبرنا المقداد بن أبي القاسم في كتابه أنبأنا أبو البقاء عبد الله بن الحسين

(1) من المكية.
1224

النحوي في كتابه سنة إحدى عشرة وست مائة انا أبو الفتح ابن البطي انا
محمد بن أحمد الحافظ انا أبو الحسين بن المهتدى بالله ثنا عبيد الله [بن محمد 1]
نا عبد الله بن محمد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا خالد بن مخلد انا سليمان بن بلال
نا أبو حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخله الصائمون يوم القيامة لا يدخله معه أحد
غيرهم فإذا دخل آخرهم أغلق. رواه (خ) عن خالد بن مخلد و (م) عن
ابن أبي شيبة.
أخبرنا أبو محمد بن محمد الحافظ انا أحمد بن إبراهيم انا عبد اللطيف
الطبري انا ابن البطي انا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي نا أحمد بن علي بن
ثابت نا ابن أبي الفوارس نا الحسين بن أحمد الهروي الصفار قال: كنت يوما
عند الشبلي فسأله بعض المتصوفة الرجل يسمع قولا فلا يفهمه فيتواجد عليه؟
فأنشأ يقول:
رب ورقاء هتوف بالضحى؟ * ذات شجو صدحت في فنن
فبكائي ربما أرقها * وبكاها ربما أرقني
ولقد أشكو فما أفهمها * ولقد تشكو فما تفهمني
غير أنى بالجوى أعرفها * وهي أيضا بالجوى تعرفني
قال أبو سعد ابن السمعاني: نسخ ابن الخاضبة صحيح مسلم بالأجرة سبع
مرات. قال ابن طاهر: ما كان في الدنيا أحد أحسن قراءة للحديث من

(1) من المكية.
1225

ابن الخاضبة في وقته، لو سمع بقراءته انسان يومين لما مل قراءته. قال السلفي:
سألت أبا الكرم خميسا الحوزي عن ابن الخاضبة فقال: كان علامة في
الأدب قدوة في الحديث جيد اللسان جامعا لخلال الخير ما رأيت ببغداذ من
أهلها أحسن قراءة للحديث منه ولا اعرف بما يقوله. قال ابن النجار: كان
ابن الخاضبة ورعا تقيا زاهدا [ثقة 1] محبوبا إلى الناس روى اليسير.
وقال علي بن محمد الفصيحي: ما رأيت في أصحاب الحديث أقوم باللغة من ابن
الخاضبة. وقال السلفي: سألت أبا عامر العبدري عنه فقال: كان خير موجود
في وقته، وكان لا يحفظ انما يعول على الكتب. وقال ابن طاهر سمعت ابن
الخاضبة - وكنت ذكرت له أن بعض الهاشميين حدثني بأصبهان أن ابا الحسين
ابن المهتدى بالله يرى الاعتزال، فقال: لا أدرى ولكن أحكي لك، لما كان
سنة الغرق وقعت داري على قماشي وكتبي ولم يكن لي شئ وكان عندي
الوالدة والزوجة والبنات فكنت انسخ وأنفق عليهن، فأعرف أنى كتبت
صحيح مسلم في تلك السنة سبع مرات فلما كان ليلة من الليالي رأيت كأن
القيامة قامت ومناد ينادى: أين ابن الخاضبة؟ فأحضرت فقيل لي: ادخل الجنة،
فلما دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي ووضعت إحدى
رجلي على الأخرى وقلت: استرحت والله من النسخ، فرفعت رأسي فإذا
ببغلة في يد غلام فقلت: لمن هذه؟ قال: للشريف أبى الحسين الغريق، فلما
أصبحت نعى إلينا الشريف. قال ابن عساكر: سمعت أبا الفضل محمد بن
محمد بن عطاف يحكى أنه طلع في بعض بنى الرؤساء ببغداذ أصبع زائدة

(1) من المكية.
1226

فاشتد ألمه ليلة فدخل عليه ابن الخاضبة فمسح عليها وقال: أمرها يسير،
فلما كانت تلك الليلة نام وانتبه فوجدها قد سقطت - أو كما قال. توفى
ابن الخاضبة في ثاني ربيع الأول سنة تسع وثمانين وأربع مائة وكانت
جنازته مشهودة وختم على قبره ختمات.
وفيها مات المحدث المسند أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد ابن
الباقلاني الكرخي ببغداذ عن ثلاث وسبعين سنة، ومقرئ بغداذ أبو بكر
أحمد بن عمر بن [أبى 1] الأشعث السمرقندي عن إحدى وثمانين سنة،
وأبو عبد الله الحسين ابن محمد بن الحسين ابن السراج البغداذي، والمحدث
القاضي أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني مصنف مناقب الشافعي، والمحدث
المفيد أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي الشيحي السفار، وإمام اللغة
بالأندلس أبو مروان عبد الملك بن سراج بن عبد الله الأموي مولاهم القرطبي،
ومسند أصبهان ورئيسها أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي شيخ السلفي
عن بضع وتسعين سنة، ومسند هراة وزاهدها الإمام أبو عبد الله محمد
ابن علي بن محمد العميري وأول سماعه في سنة سبع وأربع مائة، وشيخ
المشايخ أبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن أحمد اللنباني الأصبهاني، وفقيه
خراسان أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد التميمي السمعاني
المروزي الحنفي ثم الشافعي عن ثلاث وستين سنة، والعلامة ذو النون
أبو الوليد هشام بن أحمد بن خالد الكناني الوقشي 2 وقش قرية على بريد
من طليطلة.

(1) من المكية (2) بهامش المكية " أبو الوليد ذكره ابن الدباغ في الحفاظ ".
1227

1045 / 13 / 15 - الحرمي
نزيل هراة الامام القدوة المفيد أبو سعد محمد بن الحسن بن محمد المكي
الحافظ، سمع بمصر من محمد بن الحسين الطفال وأبى الفتح بن باشاذ وعلى
ابن حمصة الحراني وعلي بن بقاء الوراق، وبمكة ابا نصر السجزي وعبد العزيز
ابن بندار الشيرازي، وببغداد أبا جعفر ابن المسلمة والخطيب وهذه الطبقة،
وكان من عباد المحدثين.
قال محمد بن [أبى 1] على الهمذاني: كان أبو سعد الحرمي من الأوتاد
لم أر بعيني احفظ منه.
وقال الواعظ أبو حامد ابن الخياط: إن كان لله بهراة أحد من أوليائه
فهو هذا - وأشار إلى الحرمي.
مات الحرمي بهراة في شعبان سنة إحدى وتسعين وأربع مائة.
وفيها مات محدث الثغر أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي ابن الخطاب
الشافعي ووالد صاحب السداسيات، ومسند أصبهان أبو العباس أحمد بن
عبد الغفار بن اشتة الكاتب ومحدث أصبهان أبو العباس أحمد بن محمد بن
عبد الله بن شيرويه الأصبهاني الحافظ عن ست وسبعين سنة، ومحدث دمشق
أبو الفرح سهل بن بشر الأسفراييني عن اثنتين وثمانين سنة، ومسند الوقت
أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الهاشمي الزينبي النقيب عن ثلاث وتسعين
سنة، والمسند أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني ببغداذ،

(1) من المكية.
1228

ومسند العجم السلار الرئيس أبو الحسن مكي بن منصور بن محمد بن علان
الكرجي، والمعمر المسند أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق [بن محمد 1]
الأنصاري. سمع من هلال الحفار.
أخبرنا أبو الحسين اليونيني وأبو على الأمين قالا انا أبو الفضل الهمداني
انا أبو طاهر السلفي انا المؤتمن بن أحمد سمعت أبا سعد الحرمي الحافظ بهراة
يقول: لا يصبر على الخل إلا دوده. يعنى لا يصبر على الحديث إلا أهله.
1046 / 14 / 15 - مكي بن عبد السلام بن الحسين
الحافظ الإمام أبو العباس الرميلي المقدسي أحد الجوالين، سمع محمد
ابن يحيى ابن سلوان المازني وأبا عثمان بن ورقاء وعبد العزيز بن أحمد النصيبي
وعبد العزيز بن الضراب وأبا القاسم ابن الحنائي وعبد الباقي بن فارس
وأبا جعفر ابن المسلمة وأبا الغنائم ابن المأمون والحسين بن أحمد الطرابلسي،
ورحل إلى مصر ودمشق وطرابلس وبغداذ والبصرة والكوفة وواسط
والموصل وآمد وميافارقين وغير ذلك، سمع منه هبة الله الشيرازي وعمر
الرواس، وحدث عنه محمد بن علي بن محمد المهرجاني بمرو وأبو سعد عمار
ابن طاهر بهمذان وأبو القاسم ابن السمرقندي ببغداد وجمال الاسلام
أبو الحسن السلمي وحمزة بن كروس بدمشق وآخرون، مولده في أول سنة
اثنتين وثلاثين وأربع مائة. قال ابن النجار: مكي من الحفاظ ورحل
وحصل وكان مفتيا في مذهب الشافعي سمع ابن سلوان.

(1) من المكية.
1229

قال المؤتمن الساجي: كانت الفتاوى تجيئه من مصر ومن الساحل
ودمشق، وقيل إنه شرع في تأليف تاريخ بيت المقدس ولما دخلت الفرنج
وملكوا بيت المقدس في شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة أسروا
الرميلي ونودي عليه [في البلاد 1] ليفك بألف دينار لما عرفوا أنه من علماء
المسلمين فلم يفتكه أحد فقتل صبرا بظاهر أنطاكية وكان صدوقا متثبتا يكاد
أن يعد من الحفاظ. وقال غيث الأرمنازي: قتلوه بالحجارة في ثاني عشر
شوال سنة اثنتين وتسعين عند بيروت. قلت وقتلوا في بيت المقدس نحوا
من سبعين ألفا ودام في أيديهم تسعين سنة فافتتحه السلطان صلاح الدين.
وفيها مات مقرئ دمشق أبو البركات ابن طاوس عن تسع وسبعين
سنة، والمسند أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف، ومسند بلخ
[أبو القاسم 1] أحمد بن محمد [بن محمد 1] الخليلي الدهقان وله مائة سنة
وسنة، والعلامة أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي بنيسابور، ومسند
مصر القاضي أبو الحسن على ابن الحسن الخلعي الشافعي عن ثمانية وثمانين سنة
والمسند أبو الحسن بن أيوب ببغداد.
1047 / 15 / 15 - السمرقندي
الحافظ الامام الرحال أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن قاسم بن
جعفر الكوخميثنى ولد سنة تسع وأربع مائة وصحب [الحافظ 1] جعفر
ابن محمد المستغفري فأكثر عنه وتخرج به سمع من عبد الصمد العاصمي وحمزة

(1) من المكية.
1230

ابن محمد الجعفري، وبنيسابور ابا حفص بن مسرور وأبا عثمان العابوني
وأبا سعيد الكنجرودي وببخارى وبلخ، وصنف التصانيف.
روى عنه إسماعيل بن محمد التيمي ووجيه الشحامي وهبة الرحمان ابن القشيري
ومحمد بن جامع خياط الصوف والجنيد القائني وخلق وأكبر شيخ له
منصور الكاغذي.
قال أبو سعد السمعاني: [سألت إسماعيل الحافظ عنه فقال: إمام حافظ
سمع وجمع وصنف. وقال عمر بن محمد النسفي - في كتاب القند: الامام
الحافظ قوام السنة أبو محمد السمرقندي نزيل نيسابور 1] لم يكن في زمانه
في فنه مثله في الشرق والغرب له كتاب بحر الأسانيد في صحاح المسانيد،
جمع فيه مائة الف حديث لو رتب وهذب لم يقع في الاسلام مثله وهو
ثمان مائة جزء. وقال عبد الغافر الفارسي: هو عديم النظير في حفظه
استوطن نيسابور وهو مكثر عن المستغفري. مات في ذي القعدة سنة إحدى
وتسعين وأربع مائة وله اثنتان وثمانون سنة رحمه الله تعالى.
أخبرنا إسحاق بن يحيى انا الحسن بن عباس انا عبد الواحد بن حمويه
انا وجيه بن طاهر انا الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ انا أبو طالب حمزة
ابن محمد الحافظ انا محمد بن أحمد الحافظ نا أبو صالح الكرابيسي نا صالح بن
محمد نا أبو الصلت الهروي نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس
عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: انا مدينة العلم وعلى بابها
فمن أراد بابها فليأت عليا. هذا الحديث [غير 1] صحيح وأبو الصلت هو

(1) من المكية.
1231

عبد السلام متهم.
1048 / 16 / 15 - البرداني
الحافظ الامام المتقن أبو على أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسن
البغدادي، ولد سنة ست وعشرين وأربع مائة، وسمع من أبى طالب بن
غيلان وأبى [طالب العشاري وأبى إسحاق البرمكي وأبى محمد الجوهري
وأبى الحسن القزويني وعبد العزيز بن علي الأزجي وأبى 1] يعلى الفراء
وأبى بكر الخطيب وخلق سواهم، وما أظنه رحل، قال السمعاني: كان أحد
المبرزين في صنعة الحديث وكان حنبليا، استملى للقاضي أبى يعلى.
روى عنه إسماعيل بن محمد الحافظ. قلت قد جمع مجلدا في المنامات
النبوية وسمعنا منتقاه على الأمين الأسدي عن الساوي عن السلفي عنه، وقد
سأله السلفي عن كشف أحوال جماعة فأجاب وأجاد.
قال السلفي: كان أبو على احفظ وأعرف من شجاع الذهلي، وكان
ثقة نبيلا له مصنفات.
قلت وحدث عنه أيضا الوزير علي بن مراد وأحمد بن المقرب. قرأت
بخط أبى على البرداني قال انا عثمان بن محمد بن دوست العلاف إجازة سنة
ثمان وعشرين وأربع مائة - وفيها مات - أنبأ أبو بكر الشافعي - فذكر حديثا.
مات أبو على في شوال سنة ثمان وتسعين وأربع مائة.
وفيها مات محدث أصبهان المفيد الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن
أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني لم يلحق جده، والمسند أبو المعالي ثابت

(1) من المكية.
1232

ابن بندار البغدادي البقال المقرئ، وشيخ الحرم المحدث المفتى أبو عبد الله
الحسين بن علي الطبري عن ثمانين سنة، والشريف المسند أبو الفضل محمد بن
عبد السلام بن أحمد الأنصاري، ومسند خراسان أبو على نصر الله بن أحمد
ابن عثمان الخشنامي النيسابوري.
أخبرنا محمد بن أبي بكر الأسدي انا يوسف بن محمود انا أحمد بن محمد
الحافظ قال قرأت على أبي على أحمد بن محمد الحافظ انا محمد بن عبد الملك
انا الحسين بن عمر انا حامد بن شعيب نا يحيى بن أيوب العابد نا إسماعيل بن
جعفر أخبرني سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن
أبيه عن ابن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وآله الستر
ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال: اللهم هل بلغت - ثلاث
مرات - أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة - الحديث.
1049 / 17 / 15 - الغساني
الحافظ الامام الثبت محدث الأندلس أبو على الحسين بن محمد بن أحمد
الجياني [الأندلسي، ولد في المحرم سنة سبع وعشرين وأربع مائة وحمل
عن حكيم بن 1] محمد الحداني وحاتم بن محمد الأطرابلسي وأبى عمر بن عبد البر
وأبى شاكر عبد الواحد الفيري وأبى عبد الله بن عتاب والمحدث أبى عمرو
ابن الحذاء وسراج بن عبد الله القاضي وأبى الوليد الباجي وأبى العباس بن
دلهاث وعدة، ولم يخرج من الأندلس وكان من جهابذة الحفاظ البصراء

(1) من المكية.
1233

بصيرا بالعربية واللغة والشعر والأنساب، صنف في ذلك كله ورحل
الناس إليه وعولوا في النقل عليه وتصدر بجامع قرطبة وأخذ عنه الاعلام.
قال هذا وأكثر منه خلف بن بشكوال وقال انا عنه غير واحد ووصفوه
بالجلالة والحفظ والنباهة والتواضع والصيانة.
قال السهيلي في الروض: حدثني أبو بكر بن طاهر عن أبي على الغساني
أن ابا عمر بن عبد البر قال له: أمانة الله في عنقك متى عثرت على اسم من
أسماء الصحابة لم أذكره إلا ألحقته في كتابي يعنى " الاستيعاب ". وقال ابن
بشكوال: سمعت الحسن بن مغيث قال: كان أبو على من أكمل من رأيت
علما بالحديث ومعرفة بطرقه وحفظا لرجاله، عانى كتب اللغة وأكثر من
رواية الاشعار وجمع من سعة الرواية ما لم يجمعه أحد [أدركناه 1]
وصحح من الكتب ما لم يصححه غيره [من الحفاظ 1] فكتبه حجة بالغة،
جمع كتابا في رجال الصحيحين سماه " تقييد المهمل وتمييز المشكل " وهو
كتاب حسن مفيد أخذه الناس عنه.
قال ابن بشكوال: سمعناه على القاضي أبى عبد الله بن الحجاج عنه، لزم
بيته مدة لزمانة لحقته. قلت: روى عنه تقييده محمد بن محمد بن الحكم الباهلي
شيخ السلفي والعثماني. وممن روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الجياني الملقب
بالبغداذي وأبو على ابن سكرة الصدفي وأبو العلاء زهر 2 بن عبد الملك
الأيادي وعبد الله بن أحمد بن سماك الغرناطي وعبد الرحمن بن أحمد بن
[أبى 1] ليلى الأنصاري الحافظ ويوسف بن يبقى النحوي وخلائق سواهم

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " زاهر " وراجع الشذرات (4 / 74).
1234

آخرهم مسند مراكش محمد بن عبد الله بن خليل القيسي سمع منه هذا صحيح
مسلم، وبقي إلى سنة سبعين وخمس مائة، توفى الأستاذ أبو على في ليلة الجمعة
لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ثمان وتسعين وأربع مائة.
أخبرنا الحسن بن علي انا جعفر بن علي انا أبو محمد العثماني انا محمد بن
محمد الباهلي انا أبو على الغساني انا حكيم بن محمد نا أبو بكر بن إسماعيل نا
أبو القاسم البغوي إملاءا بمكة سنة عشر وثلاث مائة. نا هدبة بن خالد حدثنا
المبارك بن فضالة عن ثابت عن انس أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: ما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه.
1050 / 18 / 15 - عمر بن علي بن أحمد بن الليث
ابن أحمد بن الليث، أبو مسلم الليثي البخاري الحافظ الجوال، سمع
الكثير ونسخ واستكتب وصنف وجمع، سمع ببخارى من أبى سهل
عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وعلي بن أحمد بن خنباج التميمي ومحمد
ابن محمد بن حاضر الهراس ويوسف بن منصور السياري الحافظ الصفار
وعبد الملك بن علي الامام وعدة، وبسمرقند المطهر بن محمد الخاقاني ومحمد
ابن جعفر الطبسي، وبكش عبد العزيز بن أحمد الحلواني، وببلخ ابا عمر محمد
ابن احمد المستملى، وبغزنة المحدث مظفر بن حسين وعلي بن محمد اللبان
الدينوري والعيار، وبهراة عطاء بن أحمد وعدة، وببوشنج منصور بن
العباس التميمي، وبمرو ابا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وأبا غانم الكراعي،
وبنيسابور ابن مسرور وأبا الحسين الفارسي ومحمد بن عبد العزيز الحيري
1235

[الحافظ وخلقا 1]، وبأصبهان عبد الرحمن بن منده وطبقته، وبهمذان
محمد بن عثمان القومساني، ودخل بغداد سنة ستين فسمع عبد الصمد بن المأمون
وأقرانه، روى عنه أبو الحسن ابن الطيوري وعبد الله بن المجلى وأبو غالب
ابن البناء.
قال المؤتمن الساجي: كان حسن المعرفة شديد العناية بالصحيح.
وقال شجاع الذهلي، كان يحفظ ويفهم ويعرف شيئا من علم الحديث وكان
قريب الامر في الرواية.
وقال خميس الحوزي: قال: كتبت وكتب لي عشر رواحل، وأثنى
عليه أبو بكر ابن الخاضبة. قال أبو زكريا بن منده: هو أحد من يدعى الحفظ
إلا أنه كان يدلس وكان متعصبا لأهل البدع [أحول شره وقاح 1] كلما
هاجت ريح قام معها، وصنف مسند الصحيحين.
كتب إلى أحمد بن سلامة عن خليل بن بدر سمعت محمد بن عبد الواحد
الدقاق الحافظ يقول: الحفاظ الذين شاهدتهم أبو مسلم الليثي، قدم علينا
أصبهان وكان احفظ من رأيت للكتابين جمع بين الصحيحين في أربعين
مشرسة كل واحدة منها قريبة من مجلد.
وقال شيرويه الديلمي: قدم علينا ولم يقض [لي 1] السماع منه وكان
يحفظ ويدلس حدثني عنه أبو القاسم بن النضر، مات بخوزستان سنة ست
وسنين وأربع مائة. وقال أبو الفضل بن خيرون: مات بالأهواز سنة ثمان
وستين سمعت منه وسمع منى وكان فيه تمايل عن أهل العلم وعجب بنفسه.

(1) من المكية.
1236

1051 / 19 / 15 - أبو الفتيان
عمر بن عبد الكريم ابن سعدويه بن مهمت 1 الدهستاني الرواسي الحافظ
الجوال، سمع أبا حفص بن مسرور وأبا الحسين الفارسي وأبا عثمان الصابوني
وطبقتهم بنيسابور، والقاضي ابا يعلى الحنبلي وابن المسلمة وابن النقور ببغداذ،
والحافظ ابا مسعود البجلي وغيره بدهستان، وسمع بدمشق ومصر ومرو
والجزيرة، وسمع بحران من مبادر بن علي بن مبادر، وصنف وجمع وأكثر جدا
وكان إماما مبرزا في هذا الفن. روى عنه شيخه أبو بكر الخطيب وأبو حامد
الغزالي وصحح عليه الصحيحين وأبو حفص عمر بن محمد الجرجاني ومحمد بن
عبد الواحد الدقاق والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي وهبة الله ابن الأكفاني
وإسماعيل بن محمد التيمي [الحافظ 2] ومحمد بن الحسن الجويني ومحمد بن يحيى
فقيه نيسابور وآخرون، وروى عنه السلفي بالإجازة.
خرج من طوس إلى مرو لزيارة الامام أبى بكر السمعاني وقد كان استدعاه
ليأخذ عنه ويستفيد [منه 2] فسار فأدركته المنية بسرخس في ربيع الآخر
سنة ثلاث وخمس مائة كما هو مؤرخ على بلاطة قبره.
قال الحافظ أبو جعفر محمد بن علي الهمذاني: ما رأيت في تلك الديار احفظ
من أبى الفتيان، لا، بل في الدنيا كلها، كان كتابا جوالا دار الدنيا في طلب الحديث
لقيته بمكة ورأيت الشيوخ يثنون عليه ويحسنون القول فيه، ثم لقيته بجرجان
وصار من إخواننا.

(1) هكذا ضبط في المكية وشكل بفتحات (2) من المكية.
1237

قال أبو بكر السمعاني: قال لي إسماعيل بن محمد [بن 1] الفضل بأصبهان كان
عمر خريج [أبى 1] مسعود البجلي، سمعته يقول: دخل أبو مسعود دهستان
فاشترى من أبى رأسا ودخل المسجد يأكله، فبعثني أبى إليه فقال لي: تعرف شيئا؟
قلت: لا، فقال لأبي: سلمه إلى، فسلمني إليه فجعلني إلى نيسابور وأفادني وانتهى
امرى إلى حيث انتهى.
قال ابن نقطة سمع غير واحد من أهل العلم ان ابا الفتيان سمع من ثلاثة
آلاف شيخ وست مائة شيخ. وقال خزيمة بن علي المروزي الأديب: سقطت
أصابع عمر الرواسي في الرحلة من شدة البرد. وقال الدقاق في رسالته ان عمر
حدث بطوس بصحيح مسلم من غير أصله وهذا أقبح شئ عند المحدثين، وحدثني
ان مولده بدهستان في سنة ثمان وعشرين وأربع مائة وأنه سمع منه الحافظ
هبة الله بن عبد الوارث في سنة ست وخمسين، قال الرواسي: أريد أن اخرج إلى
مرو وسرخس على طريقي وقد قيل إنها مقبرة العلم فلا أدرى كيف يكون حالي
بها؟ فمات بها. قال ابن طاهر وغيره: الرواسي نسبة إلى بيع الرؤوس.
قال ابن مأكولا: كتب الرواسي عنى وكتبت عنه ووجدته ذكيا. قال
السمعاني: سمعت أحمد بن محمد السرخسي يقول: لما قدم عمر الرواسي حدث
بسرخس وأملى فحضره جماعة كثيرة فقال: انا اكتب أسماء الجماعة على الأصل
بخطى، وفى المجلس الثاني إذا حضرت الجماعة فأثبت أسماءهم كلهم عن ظهر قلب
وما أحتاج أن أسألهم، وقيل كانوا نحوا من سبعين نفسا.
قال عبد الغافر بن إسماعيل [عمر 1]: الرواسي مشهور عارف بطرق

(1) من المكية.
1238

الحديث كتب الكثير وجمع الأبواب وصنف وكان سريع الكتابة وكان على
سيرة السلف مقلا معيلا خرج من نيسابور إلى طوس فأكرمه الغزالي وأنزله
عنده وقرأ عليه الصحيح ثم سرحه 1.
قلت ومات معه في سنة ثلاث مسند أصبهان أبو سعد محمد بن محمد بن أحمد
ابن سيده المطرز عن اثنتين وتسعين سنة، ومسند بغداذ أبو بكر أحمد بن المظفر
ابن الحسين بن سوسن التمار وله أيضا ثنتان وتسعون سنة.
أخبرنا أبو المعالي محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي الجذامي
بالإسكندرية ثنا جدي انا أبو طاهر الحافظ قال كتب إلى أبو الفتيان عمر بن أبي
الحسن الحافظ نا أحمد بن محمد البجلي الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب
الزرقي - وزرق من قرى مرو - ثنا أبو حامد أحمد بن عيسى بن مهدي إملاءا ثنا محمد
ابن رزام المروزي ثنا محمد بن أيوب الهنائي ثنا حميد بن أبي حميد عن عبد الرحمن
ابن دلهم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: من حفظ على أمتي حديثا واحدا كان له اجر أحد وسبعين نبيا صديقا.
قال أبو الفتيان: كتبه عنى أبو بكر الخطيب الحافظ بصور. قلت هذا مما تحرم روايته
الا مقرونا بأنه مكذوب من غير تردد وقبح الله من وضعه واسناده مظلم وفيهم
ابن رزام كذاب لعله آفته.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن أحمد عن محمد بن صاعد بن سعيد الطوسي انا أبى
انا عمر بن أبي الحسن الحافظ إملاءا بطوس انا أحمد بن عبد الرحيم النيسابوري
انا أبو الحسين الخفاف انا السراج ثنا قتيبة انا أبو عوانة عن قتادة عن انس أن النبي

(1) في الأصلين " شرحه ".
1239

صلى الله عليه وآله كان أخف الناس صلاة في تمام.
وأخبرنا ابن عساكر وابن [أبى] عصرون عن أبي روح الهروي انا محمد
ابن إسماعيل انا المحلم بن إسماعيل انا الخليل بن أحمد السجزي ثنا محمد بن إسحاق
السراج - فذكره رواه مسلم عن قتيبة.
1052 / 20 / 15 - شجاع بن فارس بن حسين بن فارس
ابن الحسين بن غريب
الحافظ الإمام أبو غالب الذهلي الشيباني السهروردي البغدادي الحريمي، ولد
سنة ثلاثين وأربع مائة وسمع ابا طالب بن غيلان وعبد العزيز بن علي الأزجي
وأبا محمد ابن المقتدر الأمين وأبا محمد الجوهري وأبا جعفر ابن المسلمة وأبا بكر
الخطيب فمن بعدهم إلى أن نزل وسمع من أصحاب أبي القاسم ابن بشران ومن
أقرانه، حدث عنه إسماعيل ابن السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وابن ناصر
وعمر بن ظفر وأبو طاهر السلفي وسليمان بن جروان [وآخرون 1].
قال أبو سعد السمعاني: نسخ بخطه كثيرا من التفسير والحديث والفقه ما
لم ينسخه أحد من الوراقين، قال لي عبد الوهاب الأنماطي: دخلت يوما فقال لي:
توبتي، فقلت: من أي شئ؟ قال: كتبت شعر ابن الحجاج بخطى سبع مرات.
قال عبد الوهاب: قلما يوجد بلد من بلاد الاسلام الا فيه بخطه شئ؟ وكان
مفيد وقته ببغداذ [ثقة 1] سديد السيرة أفنى عمره في الطلب
وكان قد عمل مسودة
تاريخ بغداذ، ذيل [به 1] على تاريخ الخطيب فغسله في مرض موته. قلت:

(1) من المكية.
1240

للسلفي سؤالات لشجاع عن المشايخ سمعناه متصلا. مات في ثالث جمادى الأولى
سنة سبع وخمس مائة.
وفيها مات المقرئ المسند أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني ببغداذ
وهو في عشر التسعين، وشيخ المالكية أبو العباس أحمد بن محمد بن عروس ببغداذ
عن أربع وتسعين سنة له إجازة [من] ابن شاذان، والعلامة مؤلف المستظهري
في المذهب أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي الشافعي ببغداذ وله ثمان
وسبعون سنة، والعلامة شيخ الأدب أبو المظفر محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد
الأموي المعافري الأبيوردي الشاعر، وأبو بكر محمد بن عيسى اللخمي ابن اللبانة
شاعر الأندلس، والحافظان ابن طاهر والمؤتمن الساجي.
أخبرنا أبو على الحسن بن علي انا أبو الحسن بن المفر (ح) وانا محمد بن
بلغزا انا البهاء عبد الرحمن قالا انا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن الشيباني
انا شجاع بن فارس ومحمد بن الحسين الإسكاف قالا انا محمد بن علي الخياط - زاد
شجاع فقال: وانا وأبو طالب العشاري وأبو سعد بن السبط قالوا - ثنا أحمد بن محمد
ابن دوست ثنا الحسين بن صفوان ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا الحسن بن عبد العزيز
عن ضمرة عن ابن شوذب قال: اجتمع مالك بن دينار ومحمد بن واسع فتذاكروا
العيش فقال مالك: ما شئ أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش فيها، فقال
محمد: طوبى لمن وجد غداء ولم يجد عشاء ووجد عشاء ولم يجد غداء، وهو عن
الله راض والله عنه راض.

(1) من المكية.
1241

1053 / 21 / 15 - محمد بن طاهر بن علي
الحافظ العالم المكثر الجوال أبو الفضل المقدسي، ويعرف بابن القيسراني
الشيباني سمع ببلده من الفقيه نصر وأبى عثمان بن ورقاء وعدة، وببغداذ ابا محمد
الصريفيني وأبا الحسين ابن النقور وطبقتهما وبمكة الحسن بن عبد الرحمن [الشافعي
وسعد بن علي الزنجاني، وبمصر من أبى إسحاق الحبال، وبالثغر من الحسين بن
عبد الرحمن 1] الصفرواي، وبتنيس من علي بن الحسين بن الحداد حدثه عن جده
عن الوشى (؟) عن عيسى بن حماد زغبه، وبدمشق من أبى القاسم بن [أبى 1]
العلاء، وبحلب من الحسن ابن مكي، وبالجزيرة من عبد الوهاب بن محمد التميمي
صاحب أبى عمر بن مهدي، وبأصبهان من عبد الوهاب بن منده، وبنيسابور من
الفضل بن المحب وبهراة من محمد بن [أبى 1] مسعود الفارسي، وبجرجان من
إسماعيل بن مسعدة، وبآمد من قاسم بن أحمد الأصبهاني الخياط - حدثه عن ابن
جشنس عن ابن صاعد، ولقى بأستراباذ علي بن عبد الملك الحفصي صاحب هلال
الحفار، وببوشنج عبد الرحمن بن محمد بن عفيف، وبالبصرة عبد الملك بن شغبة،
وبالدينور ابن عباد صاحب أبى بكر بن لآل، وبالري إسماعيل ابن علي صاحب
أبى زكريا المزكى، وبسرخس محمد بن المظفر حدثه عن رجل عن محمد بن حمدويه
المروزي، وبشيراز علي بن محمد الشروطي - حدثه عن أبي الليث عن أبي جعفر
ابن البختري، ولقى بقزوين محمد بن إبراهيم العجلي صاحب أبى عمر بن مهدي،
وبالكوفة ابا القاسم حسين بن محمد، وبالموصل هبة الله بن أحمد المقرئ وبمرو

(1) من المكية.
1242

المهر بندقشائي، وسمع بمرو الروذ وبالرحبة ونوقان وبالحرمين ونهاوند
وهمذان وواسط وساوة وأسدآباذ والأنبار وأسفرايين وآمل والأهواز
وبسطام وخسروجرد وغير ذلك. روى عنه شيرويه بن شهردار وأبو جعفر
بن أبي على وأبو نصر الغازي وعبد الوهاب الأنماطي وابن ناصر والسلفي وولده
[أبو زرعة 1] ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وآخرون.
قال [أبو القاسم] ابن عساكر سمعت محمد بن إسماعيل الحافظ يقول: احفظ
من رأيت ابن طاهر. وقال أبو زكريا بن منده: كان ابن طاهر أحد الحفاظ
حسن الاعتقاد جميل الطريقة صدوقا عالما بالصحيح والسقيم كثير التصانيف
لازما للأثر قال السلفي سمعت ابن طاهر يقول: كتبت الصحيحين وسنن أبي داود
سبع مرات بالأجرة وسنن ابن ماجة عشر مرات [بالري 1].
قال السمعاني سألت أبا الحسن الكرخي الفقيه عن ابن طاهر فقال: ما كان
على وجه الأرض له نظير وكان داودي المذهب، قال: اخترت مذهب داود، قلت:
لم؟ قال: كذا اتفق، فسألته: من أفضل من رأيت؟ فقال: سعد الزنجاني وعبد الله
الأنصاري قال أبو مسعود عبد الرحيم الحاجي سمعت ابن طاطر يقول: بلت الدم
في طلب الحديث مرتين مرة ببغداذ ومرة بمكة، كنت أمشي حافيا في الحر فلحقني
ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث، وكنت احمل كتبي على ظهري،
وما سألت في حال الطلب أحدا كنت أعيش على ما يأتي وقيل كان يمشي دائما
في اليوم والليلة عشرين فرسخا وكان قادرا على ذلك وقد ذكره الدقاق في رسالته
فحط عليه وقال: كان صوفيا ملامتيا سكن الري ثم همذان، له كتاب " صفوة

(1) من المكية.
1243

التصوف " وله أدنى معرفة بالحديث في باب شيوخ [البخاري و 1] مسلم
[وغيرهما 1]. قلت هو احفظ منك بكثير يا هذا، ثم قال: وذكر لي عند
الإباحة قلت: بل الرجل مسلم معظم للآثار، وانما كان يرى إباحة السماع
لا الإباحة المطلقة التي هي ضرب من الزندقة والانحلال. وقال ابن ناصر: ابن
طاهر لا يحتج به، صنف في جواز النظر إلى المرد وكان يذهب مذهب الإباحة.
قلت: معلوم جواز النظر إلى الملاح عند الظاهرية وهو منهم.
قال أبو سعد السمعاني سألت إسماعيل الحافظ عن ابن طاهر فتوقف ثم
أساء الثناء عليه، وسمعت ابن عساكر يقول: جمع ابن طاهر أطراف الصحيحين
وأبى داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وأخطأ في مواضع خطأ فاحشا.
قال ابن ناصر كان لحنة ذا تصحيف قرأ وأن جبينه ليتقصد عرقا بالقاف، فقلت:
بالفاء، فكابرني.
قال السلفي: كان فاضلا يعرف لكنه لحنة، قال لي المؤتمن كان عند
شيخ الاسلام بهراة فكان الشيخ يحرك رأسه فيقول: لا حول ولا قوة الا بالله.
قال ابن طاهر: مولدي سنة ثمان وأربعين وأربع مائة [في شوال 1]، وأول
سماعي في سنة ستين، ودخلت إلى بغداد في سنة سبع وستين، ثم رجعت وأحرمت
من بيت المقدس بحجة.
قال ابن عساكر: مصنفاته كثيرة لكنه كثير الوهم وله شعر حسن وكان
لا يحسن النحو. قال المبارك بن كامل أنشدني ابن طاهر لنفسه:
ساروا بها كالبدر في هودج * يميس محفوفا بأترابه

(1) من المكية.
1244

فاستعبرت تبكي فعاتبتها * خوفا من الواشي وأصحابه
وقلت لا تبك على هالك * بعدك ما يبقى على ما به
للموت أبواب وكل الورى * لابد أن يدخل من بابه
وأحسن الموت بأهل الهوى * من مات من فرقة أحبابه
قال شيرويه في تاريخ همذان: ابن طاهر سكن همذان وبنى بها دارا،
وكان ثقة حافظا عالما بالصحيح والسقيم حسن المعرفة بالرجال والمتون كثير
التصانيف جيد الخط لازما للأثر بعيدا من الفضول والتعصب خفيف الروح
قوى السير في السفر. قال شجاع الذهلي: مات ابن طاهر عند قدومه بغداد من
الحج يوم الجمعة في ربيع الأول. وقال أبو المعمر: في نصف ربيع الأول
سنة سبع وخمس مائة.
أخبرنا القاضي أبو محمد صالح بن ثامر الفرضي انا يوسف بن خليل انا محمد
ابن إسماعيل الطرسوسي (ح) وأنبأنا أحمد بن أبي الخير عن الطرسوسي انا محمد
ابن طاهر الحافظ لفظا في سنة ست وخمس مائة انا الفضل بن عبد الله المفسر انا
أبو الحسين أحمد بن محمد الزاهد ثنا أبو العباس السراج ثنا غياث بن جعفر ثنا سفيان
عن عثمان بن أبي سليمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي
قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا دخل أحدكم
المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس. هذا حديث صحيح متفق على أن الامر فيه
أمر ندب رواه الأئمة من طريق مالك بن انس وعبد الله بن سعيد بن أبي هند
وغيرهما عن عامر بن عبد الله، وروايتنا هذه غريبة والله أعلم.
1245

1054 / 22 / 15 - ابن مرزوق
هو الحافظ المتقن أبو الخير عبد الله بن مرزوق الهروي مولى شيخ الاسلام
أبى إسماعيل الأنصاري، ولد سنة إحدى وأربعين وأربع مائة. وسمع ابا عمر
المليحي ومولاه ابا إسماعيل وأحمد بن [أبى 1] نصر الكوفاني وعدة بهراة،
وأبا القاسم ابن البسري وأبا نصر الزينبي ببغداد، وأبا الفضل محمد بن أحمد العارف
بالطبسين، ويحيى بن الحسين الشريف بالري، وعبد الرحمن ابن منده وطبقته
بأصبهان، وبهمذان والكوفة وواسط، وعنى بهذا الشأن، وكان موصوفا
بالحفظ والمعرفة وحسن السيرة، وكان به صمم فلما شاخ اشتد ذلك، سمع منه
آحاد الطلبة واستوطن أصبهان.
قال إسماعيل الحافظ: هو حافظ للحديث متقن. قال أبو موسى المديني ثنا
الحافظ الزاهد العالم أبو الخير الهروي وكان ثقيل الاذن. قال: ومات في
جمادى الآخرة سنة سبع وخمس مائة. وقال اليونارتي: صحب أبو الخير الحفاظ
وثافنهم، ذو إتقان وطلب وحب للحديث وهو مقبل على شأنه.
1055 / 23 / 15 - المؤتمن بن أحمد بن علي بن الحسين
الحافظ الحجة أبو نصر [الربعي 1] الدير عاقولي ثم البغداذي المعروف
بالساجي محدث بغداد، سمع أبا الحسين ابن النقور وعبد العزيز بن علي الأنماطي
وأبا القاسم ابن البسري وعبد الله بن الحسن الخلال وأبا نصر الزينبي وإسماعيل
ابن مسعدة وطبقتهم ببغداذ، وكان أولا قد سمع من أبى بكر الخطيب بصور،

(1) من المكية.
1246

ومن أبى عثمان ابن ورقاء ببيت المقدس، والحسن بن مكي الشيزري بحلب،
وسمع بأصبهان ابا عمرو بن منده وطبقته، وبنيسابور أبا بكر بن خلف وطبقته،
وبهراة شيخ الاسلام ابا إسماعيل وطبقته، وبالبصرة ابا على التستري وطبقته،
و أكب على الطلب ببغداد مدة ثم تزهد وانقطع وأقبل على شأنه. روى عنه
سعد الخير الأندلسي وابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري ومحمد ابن أبي بكر الشيحي
وأبو طاهر السلفي وأبو سعد ابن البغدادي ومحمد بن [علي بن 1] فولاد وآخرون.
قال أبو الوقت كان شيخ الاسلام إذا رأى المؤتمن قال: لا يمكن أحدا
ان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ما دام هذا حيا. وقال الضياء
ابن هبة الله سألت السلفي عن المؤتمن الساجي فقال: حافظ متقن لم أر أحسن قراءة
للحديث منه، تفقه في صباه على الشيخ أبى إسحاق وكتب الشامل بخطه عن ابن
الصباغ ثم خرج إلى الشام وسكن القدس زمانا، وقال لي انه سمع من الخطيب
حديثا واحدا ولم يكن عنده به نسخة، انتفعت بصحبته، وقال أبو نصر الفاهي:
أقام المؤتمن بهراة [نحو 1] عشر سنين وقرأ الكثير وكتب جامع الترمذي
ست مرات وكان فيه صلف وقناعة وعفة واشتغال بما يعنيه. قال أبو بكر
السمعاني: ما رأيت بالعراق من يفهم الحديث غير رجلين المؤتمن ببغداذ وإسماعيل
التيمي بأصبهان.
وقال يحيى بن منده: قدم الساجي وسمع من أبى كتاب " معرفة الصحابة "
وكتاب " التوحيد " و " الأمالي " وحديث ابن عيينة لجدي فلما أخذ في قراءة
" غرائب شعبة " وبلغ إلى حديث عمر في لبس الحرير كان الوالد في حال

(1) من المكية.
1247

الانتقال إلى الله وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد العشاء الآخرة هذا ما رأينا،
ثم قدم ابن طاهر وقرأنا عليه جزءا من مجموعاته فيه: سمعت أصحابنا بأصبهان
يقولون انما تمم الساجي كتاب " معرفة الصحابة " على أبي عمرو بعد موته وذلك أنه
كان يقرأ عليه وهو في النزع ومات وهو يقرأ وكان يصاح به تريد أن تغسل
الشيخ فلما سمعت هذه الحكاية قلت: ما جرى ذلك، يجب ان يصلح هذا فإنه
كذب. وأما قراءة " معرفة الصحابة " فكان قيل موت الوالد بشهرين، وكان
المؤتمن والله ورعا زاهدا صابرا على الفقر رحمه الله تعالى.
قال ابن ناصر سألت المؤتمن عن مولده فقال: في صفر سنة خمس وأربعين
وأربع مائة وتوفى في صفر سنة سبع وخمس مائة وصليت عليه وكان عالما
فهما ثقة مأمونا.
سمعت أبا الحسين اليونيني انا جعفر انا السلفي سمعت المؤتمن الساجس يقول:
ما أخرجت بغداذ بعد الدارقطني احفظ من أبى بكر الخطيب. وسمعت المؤتمن
يقول: كان أبو بكر [يعنى 1] الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله في
طبق يعرضه على الناس.
1056 / 24 / 15 - الأعمش
الحافظ الامام الأديب أبو العلاء حمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن معروف
الهمذاني، - [شيخ حافظ ثقة مكثر 1] سمع [بهمذان 1] من عبيد الله ابن
[الحافظ ابن 1] منده وأبى مسلم بن غزو النهاوندي وأبى محمد ابن ماهلة وطبقتهم،
وكان مولده في سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة.

(1) من المكية.
1248

روى عنه أبو طاهر السلفي وأبو العلاء العطار 1 والطائي وجماعة وكان مع
بصره بهذا الشأن عارفا بفقه أحمد بن حنبل ناصرا للسنة عالما بالعربية وافر الجلالة
بهمذان أملى عدة مجالس من حفظه.
قال أبو سعد السمعاني: أجاز لي مروياته وكان عارفا بالحديث حافظا ثقة
سمع الكثير بنفسه وأملى وحدث - ثم سمى شيوخه.
قرأت على أحمد بن عبد الكريم بن عبد الأعلاقي أخبركم نصر بن جرو قال
انا أحمد بن محمد الحافظ سمعت حمد بن نصر الحافظ بهمذان سمعت علي بن حميد
الحافظ سمعت طاهر بن عبد الله الحافظ سمعت أحمد بن عمر الزجاج الحافظ يقول
[لما 2] أملى صالح بن أحمد الحافظ بهمذان كانت له ارض فباعها بسبع مائة دينار
ونثرها على محابر أصحاب الحديث. حدث بهذه الحكاية أبو سعد السمعاني عن شيخ
سماه عن السلفي فكأني سمعتها من أبى سعد. قال السمعاني: مات حمد في عاشر شوال
سنة اثنتي عشرة وخمس مائة.
وفيها مات أمير المؤمنين المستظهر بالله أحمد بن المقتدى، وشمس الأئمة
[أبو الفضل 2] بكر بن محمد بن علي الأنصاري الجابري البخاري الزرنجري مفتى
ما وراء النهر وكان تلميذ شمس الأئمة السرخسي وشمس الأئمة الحلواني، وببغداد
شيخ الحنفية أيضا العلامة نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الهاشمي
الزينبي راوي الصحيح عن كريمة المروزية، والعلامة الأصولي أبو القاسم سلمان
ابن ناصر الأنصاري [النيسابوري 2] عن سن عالية، والمسند المعمر أبو العلاء

(1) وقع في الأصلين " العطاردي " وفى طبقات ابن رجب " القطان " وتأتي ترجمة
أبى العلاء رقم 1093 (2) من المكية.
1249

عبيد بن محمد القشيري النيسابوري عن خمس وتسعين سنة وهو خاتمة من روى
عن عبد القاهر بن طاهر الأصولي، والمعمر أبو عبد الله عيسى بن شعيب السجزي
والد أبى الوقت عن أزيد من مائة عام، تفرد بالسماع من علي بن بشرى، والعلامة
المعمر أبو عبد الله محمد بن عتيق التميمي القيرواني الأشعري المقرى المعروف
بابن أبى كدية قرأ على ابن نفيس بمصر والحافظ محمود بن الفضل الأصبهاني.
أخبرتنا فاطمة بنت جوهر انا ابن الزبيدي انا أبو الفتوح 1 الطائي انا
زين الحفاظ حمد بن نصر انا عبد الرحمن بن غزو العطار انا أحمد بن فراس بمكة
ثنا محمد بن إبراهيم الديبلي ثنا الحسين بن الحسن المروزي انا محمد بن أبي عدى ثنا
شعبة عن أبي إسحاق عن البراء قال أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من
حرير فجعل أصحابه يلمسونها ويتعجبون من لينها فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: مناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل أو خير مما ترون. أخرجاه من
حديث شعبة.
1057 / 25 / 15 - ابن منده
الحافظ العالم المسند أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن الحافظ الشيخ أبى
عبد الله محمد بن إسحاق بن [محمد بن 2] يحيى بن منده الأصبهاني العبدي، سمع أباه
وعميه عبد الرحمن الحافظ وعبيد الله التاجر وأبا بكر بن ريذة صاحب الطبراني
وأبا طاهر بن عبد الرحيم صاحب أبى الشيخ وأبا العباس أحمد بن محمد القصاص
وأحمد بن محمود الثقفي ومحمد بن علي الجصاص وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه

(1) اسمه محمد بن محمد ووقع في الأصلين " أبو الفتح " وراجع طبقات ابن رجب
(2) من المكية.
1250

وأبا الفتح علي بن محمد الدليلي ومحمد بن علي بن الحسين الجوزداني وأبا بكر احمد
ابن منصور الغربي وسعيد العيار وأبا الوليد الحسن بن محمد الدربندي وأبا الفضل
عبد الرحمن بن أحمد الرازي الزاهد وأبا بكر البيهقي وخلقا كثيرا وله إجازة من
أبى طالب ابن غيلان وجماعة، حج سنة ثمان وتسعين وأربع مائة وأملى ببغداد،
ومن مسموعاته كتاب " المعجم الكبير " للطبراني من ابن ريذة. حدث عنه
عبد الوهاب الأنماطي ويحيى بن عبد الغافر بن الصباغ وعلي بن أبي تراب
وابن ناصر والسلفي وعبد الحق اليوسفي وأبو محمد ابن الخشاب وخلق، آخرهم
موتا محمد بن إسماعيل الطرسوسي.
ذكره أبو سعد السمعاني وقال: هو جليل القدر وافر الفضل واسع الرواية
ثقة حافظا مكثر صدوق كثير التصانيف حسن السيرة بعيد من التكلف أوحد بيته
في عصره خرج التاريخ لنفسه ولجماعة من شيوخنا وأجاز لي مسموعاته وسألت
إسماعيل بن محمد الحافظ عنه فأثنى عليه ووصفه بالحفظ والمعرفة والدراية،
وسمعت [محمد بن أبي 1] نصر الفتواني الحافظ يقول: بيت بنى منده بدئ
بيحيى وختم بيحيى. قرأت بخط اليونارتي: مولد يحيى بن منده في شوال سنة أربع
وثلاثين وأربع مائة، وكتب إلى معمر بن الفاخر أنه توفى يوم النحر سنة إحدى
عشرة، وقيل توفى في ثاني عشر ذي الحجة.
وفيها مات شيخ القراء خطيب قرطبة أبو القاسم خلف بن إبراهيم ابن
النخاس عن أربع وثمانين سنة، وشيخ بغداذ أبو طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن
عبد القادر بن يوسف اليوسفي، ومسند أصبهان أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله

(1) من المكية.
1251

البرحي الأصبهاني عن أربع وتسعين سنة، ومسند العراق أبو على محمد بن سعيد
ابن نبهان الكرجي الكاتب خاتمة من سمع من ابن شاذان.
أخبرنا محمد بن يوسف الأديب انا عبد الوهاب بن طاهر انا أبو طاهر السلفي
ثنا يحيى بن عبد الوهاب الحافظ إملاءا بانتخابي انا أبو طاهر أحمد بن محمود انا أبو بكر
محمد بن إبراهيم الخازن نا أحمد بن عمر بن يوسف بن جوصا ثنا معاوية بن عمرو
ثنا حريز بن عثمان قلت لعبد الله بن بسر: هل كان في رأس رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم من شيب؟ قال: كان في رأسه شعرات بيض، كان إذا
ادهن يتغيبن.
1058 / 26 / 15 - محمود بن الفضل بن محمود
الحافظ العالم مفيد الجماعة أبو نصر الأصبهاني الصباغ نزيل بغداذ، سمع
عبد الرحمن بن منده وأخاه عبد الوهاب وأبا الفضل البزاني وأبا بكر بن ماجة
وعائشة بنت الحسن الوركانية وطبقتهم، روى اليسير وقد كتب بخطه السريع
الرفيع ما لا يوصف كثرة وكان حميد الطريقة مفيدا للغرباء نسخ الكتب المطولة.
قال شيرويه الديلمي: قدم علينا همذان وكان حافظا [ثقة 1] يحسن هذا
الشأن حسن السيرة عارفا بالأسماء والنسب مفيدا للطلبة. وقال غيره لحق ببغداذ
رزق الله التميمي وطرادا الزينبي وطبقتهما وأصحاب أبي طالب بن غيلان فمن
دونهم حتى كتب عن أصحاب أبي القاسم ابن البسري ونحوه.
روى عنه ابن ناصر وأبو الفتح بن عبد السلام الكاتب والمبارك بن كامل

(1) من المكية.
1252

وغيرهم. قال السلفي: كان رفيقنا [محمود بن الفضل 1] يطلب الحديث
ويكتب العالي والنازل فعاتبته في كتبه النازل فقال: والله إذا رأيت سماع هؤلاء
لا أقدر على تركه، فرأيته بعد موته فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بهذا -
وأخرج من كمه جزءا. مات محمود بن الفضل في جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة
وخمس مائة.
1059 / 27 / 15 - ابن سكرة
الامام الحافظ البارع أبو على الحسين بن محمد بن فيرة بن حيون الصدفي
السرقسطي الأندلسي، سمع القاضي ابا الوليد الباجي [وطائفة 1]، وببلنسية من
أبى العباس بن دلهاث العذري، وبالمرية محمد بن سعدون القروي، ثم حج سنة إحدى
وثمانين وأربع مائة فدخل على أبي إسحاق الحبال فأجاز له، ولم يقدر على السماع
لمنع المصريين الخلفاء للحبال، وسمع بالبصرة من عبد الملك بن شغبة وحفص
ابن محمد العباداني وعدة، وببغداذ علي بن الحسين بن قريش وعاصم بن الحسن
ومالك بن أحمد البانياسي وأبا عبد الله الحميدي، وبواسط ابا المعالي محمد بن
عبد السلام بن أحمولة، وبالأنبار أبا الحسن ابن الأخضر الخطيب، وتفقه على أبي
بكر الشاشي وأخذ بدمشق عن الفقيه نصر 2 المقدسي، ورجع إلى الأندلس
بعلم جم فنزل مرسية وتصدر للإفادة والأقراء بجامعها ورحل الناس إليه، وكان
عالما بالقراءات تلا على أصحاب الحمامي، وله الباع الطويل في الرجال والعلل
والأسماء والجرح والتعديل مليح الخط متقن الضبط حافظا للمتن والاسناد قائما

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " الفقيه أبى نصر " خطأ.
1253

على إقراء الصحيحين وجامع أبى عيسى.
ولى قضاء مرسية ثم استعفى منه وأقبل على نشر العلم وتأليفه وكان صالحا
عاملا بعلمه حليما متواضعا. قال ابن بشكوال: هو أجل من كتب إلى بالإجازة.
قال القاضي عياض في أول المشيخة التي خرجها لأبي على عن مائة وستين شيخا
إن ابا على أكره على القضاء فوليه ثم اختفى حتى أعفى عنه. قال: وقرأ بروايات
فتلا لقالون على رزق [الله 1] التميمي وقرأ بروايات على أبي الفضل بن خيرون
وذكر أن الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي كتب عنه ثلاثة أحاديث.
قلت روى عنه ابن صابر الدمشقي واخوه وأبو المعالي محمد بن يحيى القرشي
[والقاضي عياض 1] فسمع منه عياض صحيح مسلم وقال: حدثنا به عن أبي العباس
العذري عن أحمد بن الحسن بن بدران الرازي - إلى أن قال: واستشهد
أبو على في وقعة قنندة بثغر الأندلس لست بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع
عشرة وخمس مائة، وله نحو من ستين سنة، وكان عيشه من كسب بضاعة مع
ثقات إخوانه.
قلت فيها توفى المسند أبو المعالي أحمد بن علي ابن البخاري البغدادي البزاز
يقال له ابن البخوري أو ابن المبخر، كان يبخر الناس يوم الجمعة، عاش أبو المعالي
أربعا وثمانين سنة وعنده ابن غيلان، ومقرئ الإسكندرية أبو على الحسن بن
خلف بن سمة القزويني، والعلامة أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم
ابن هوازن القشيري النيسابوري، ومقرئ الأندلس أبو الحسن عبد العزيز بن
عبد الملك بن شفيع المريى، ومسند دمشق أبو الحسن علي بن الحسين السلمي

(1) من المكية.
1254

ابن الموازيني، ومسند أصبهان أبو منصور محمد بن إسماعيل الصيرفي الأشقر
الأصبهاني عن ثلاث وتسعين سنة رحمهم الله تعالى.
أخبرنا القاضي معين الدين علي بن أبي العباس بالثغر قال قرأت على الحافظ
أبى عبد الله محمد بن إبراهيم الأنصاري سنة ست وأربعين وست مائة عن الحافظ
أبى محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله انا أبو الفضل عياض بن موسى القاضي ثنا
حسين بن علي الصدفي انا أبو الوليد سليمان بن خلف ثنا أبو ذر الحافظ ثنا أبو محمد
السرخسي وأبو إسحاق وأبو الهيثم قالوا ثنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا
قتيبة ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا
حتى كنت من القرن الذي كنت منه. ووقع لنا في الصحيح أعلى بثلاث درج.
1060 / 28 / 15 - ابن مفوز
الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري
الشاطبي، حدث عن عمه طاهر الحافظ وأبى على الغساني فأكثر جدا وعن محمد
ابن الفرج الطلاعي وأبى مروان بن سراج وطبقتهم، وله إجازة من أبى عمر
ابن الحذاء والقاضي أبى الوليد الباجي، وكان حافظا عارفا متقنا ضابطا عارفا بالأدب
وفنونه حدث بقرطبة وخلف شيخه ابا على الحافظ في الإفادة، وله رد على
ابن حزم رأيته. مات في سنة خمس عشرة وخمس مائة عن اثنتين وأربعين سنة.
1061 / 29 / 15 - الدقاق
الحافظ المفيد الرحال أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الأصبهاني،
1255

كان يقول عرفت بين المحدثين بصديقي أبى على الدقاق، سألوني بأي شئ نكتب
تعريف سماعك؟ فقلت: بالدقاق، ومولدي بمحلة جرواءان سنة بضع وثلاثين
وأربع مائة، وسمعت من أبى المظفر عبد الله بن شبيب وأحمد بن الفضل الباطرقاني
وعبد الرحمن بن أحمد الرازي المقرئ وسعيد العيار وعبد الرحمن بن منده وسمعت
من ستة من أصحاب ابن المقرئ، وأول ما أمليت بسرخس في سنة أربع وسبعين،
سمع [من 1] الإمام أبو عبد الله العميري، ودخلت لطلب الحديث طوس
وهراة وبلخ [ومرو 1] وبخاري وسمرقند وكرمان وجرجان ونيسابور - فما زال
يعد حتى سمى مائة وعشرين مكانا، ثم قال: فأما الذين كتبت عنهم بأصبهان فأكثر
من الف إن شاء الله والذين في الرحلة فأكثر من الف أخرى. وكان الدقاق صالحا
فقيرا متعففا صاحب سنة واتباع إلا أنه كان يبالغ في تعظيم عبد الرحمن شيخه
ويؤذى الأشعرية.
قال السلفي: سمعت إسماعيل بن محمد الحافظ يقول: ما اعرف أحدا احفظ
لغرائب الأحاديث وغرائب الأسانيد من أبى عبد الله الدقاق. قلت: حدث عنه
أبو طاهر السلفي وأبو سعيد محمد بن عبد الواحد الصائغ وخليل بن أبي الرجاء الرازي
وطائفة. قال عبد الرحمن بن أبي الوفاء فيما أنبأنا ابن الخلال عن كريمة سماعا عنه
قال: توفى الحافظ أبو عبد الله الدقاق ليلة الجمعة سادس شوال سنة ست عشرة
وخمس مائة.
قلت: فيها مات المسند أبو على الحسن بن محمد بن إسحاق الباخرحي ببغداذ عن
تسع وسبعين سنة، والمسند الكبير أبو طالب عبد القادر بن محمد [بن عبد القادر

(1) من المكية.
1256

ابن محمد 1] بن يوسف البغداذي عن بضع وثمانين سنة، والعلامة شيخ الأدب
أبو محمد القاسم بن علي بن محمد الحرامي البصري الحريري صاحب المقامات، وشيخ
المقرئين أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر عتيق بن خلف الصقلي مصنف " التجريد "
بالإسكندرية، والحافظ أبو محمد السمرقندي، ومحى السنة [أبو محمد 1] البغوي.
أخبرنا أحمد بن سلامة [في كتابه 1] عن خليل بن بدر انا محمد بن
عبد الواحد [الحافظ 1] سماعا في سنة خمس عشرة وخمس مائة أخبرني المفتى
أبو بكر محمد بن محمد الزرنجري ببخارى انا أبو سهل أحمد بن علي انا ابن حاجب
ثنا ابن مطر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد السلام بن مطهر ثنا عمر بن علي عن معن
ابن محمد عن المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى يبلغه ستين سنة. وأخبرنا محمد بن عبد الرحيم
القرشي انا عبد الوهاب بن علي انا أبو طاهر بن سلفة انا محمد بن عبد الواحد
الحافظ انا عبد الواحد بن أحمد المؤدب انا أبو أحمد [بن 1] يعقوب انا أحمد بن
إسحاق بن إبراهيم ثنا أحمد بن منيع ثنا هشيم انا مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وآله شرب من ماء زمزم وهو قائم.
1062 / 30 / 15 - البغوي
الامام الحافظ [الفقيه 1] المجتهد محيى السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن
محمد ابن الفراء الشافعي صاحب " معالم التنزيل " و " شرح السنة " و " التهذيب "
و " المصابيح " وغير ذلك، تفقه على القاضي حسين صاحب التعليقة وحدث عنه

(1) من المكية.
1257

وعن أبي عمر عبد الواحد ابن احمد المليحي وأبى الحسن عبد الرحمن بن محمد
الداودي ويعقوب بن أحمد الصيرفي وعلي بن يوسف الجويني وأبى الحسن محمد
ابن محمد الشيرزي.
روى عنه أبو منصور محمد بن أسعد العطاري المعروف بحفدة، وأبو الفتوح
محمد بن محمد الطائي وأهل مرو، وبورك له في تصانيفه لقصده الصالح فإنه كان عن
العلماء الربانيين، كان ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير، وكان يأكل كسرة وحدها
فعذلوه فصار يأكلها بزيت، وكان أبو ه يعمل الفراء ويبيعها، ولعل محيى السنة
بلغ ثمانين سنة، ويلقبونه أيضا ركن الدين، وآخر من روى عنه بالإجازة
أبو المكلام فضل الله بن محمد التوقاني شيخ حيى إلى حدود الست مائة وأجاز لشيخنا
الفخر على المقدسي. وتوفى محيى السنة بمدينة مرو الروذ في شوال سنة ست عشرة
وخمس مائة ودفن عند شيخه القاضي حسين.
أخبرنا عمر بن إبراهيم بن حسين الكاتب وعبد الخالق بن عبد السلام
الشافعي وأحمد بن [محمد بن 1] سعد وإسماعيل بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الرحمن
وأحمد بن عبد الحميد بن قدامة وخديجة بنت الرضى قالوا انا محمد بن الحسين بن
[بهرام الصوفي انا محمد بن أسعد العطاري سنة سبع وستين وخمس مائة انا محيى
السنة الحسين بن 1] مسعود الفقيه انا أبو الحسن محمد بن محمد انا أبو على زاهر بن أحمد
انا إبراهيم بن عبد الصمد انا أبو مصعب عن مالك عن عبد الرحمن بن أبي
صعصعة المازني عن أبيه أنه أخبره أن ابا سعيد الخدري قال له: إني أراك تحب
الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك

(1) من المكية.
1258

بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوتك - أو صوت المؤذن - جن ولا انس
[ولا شئ 1] الا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم.
1063 / 31 / 15 - شيرويه بن شهردار بن شيرويه بن فناخسرة
المحدث الحافظ مفيد همذان ومصنف تاريخها ومصنف كتاب " الفردوس "
سمع يوسف بن محمد بن يوسف المستملى وسفيان بن الحسين بن فنجويه وعبد الحميد
ابن الحسن الفقاعي وأبا الفضل محمد بن عثمان القومساني وأبا الفرج علي بن
محمد الجريري وأحمد بن عيسى الدينوري وخلائق بهمذان، وعبد الوهاب بن منده
[وطبقته 1] بأصبهان، وأبا منصور عبد الباقي بن محمد العطار وأبا القاسم ابن البسري
وخلقا ببغداذ، وبقزوين وأماكن، قال يحيى ابن منده: هو شاب كيس حسن
الخلق والخلق ذكى القلب صلب في السنة قليل [الكلام 1] قلت: هو حسن المعرفة،
وغيره أتقن منه، روى عنه ابنه شهردار ومحمد بن الفضل الأسفراييني ومحمد بن
[أبى 1] القاسم الساوي والحافظ أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل والحافظ
أبو العلاء أحمد بن الحسن [بن أحمد 1] العطار والحافظ أبو موسى المديني
وآخرون.
أخبرنا محمد بن قايماز انا الحسين بن مبارك وعبد الله بن عمر قالا انا
أبو الفتوح [الطائي 1] انا شيرويه بن شهردار الديلمي الحافظ انا إبراهيم بن محمد
القفال انا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قولة (2) انا أبو سعيد ابن الأعرابي بمكة انا

(1) من المكية (2) راجع رقم 808 مع التعليق.
1259

أحمد بن يحيى بن المنذر ثنا أبي ثنا أبو العطوف عن الزهري أن ابا سلمة أخبره عن أبي
هريرة سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: من صام رمضان ايمانا واحتسابا
غفر له ما تقدم من ذنبه. توفى في تاسع عشر رجب سنة تسع وخمس مائة.
وفيها مات المحتسب أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني صاحب
المجالس، وخطيب صور ومحدثها أبو الفرج غيث بن علي الصوري الأرمنازي
عن ست وستين سنة كتب عنه شيخه أبو بكر الخطيب، والمفيد أبو البركات هبة الله
ابن المبارك السقطي ببغداد أحد من رحل وتعب، ومعجمه في مجلد لكنه متهم.
1064 / 32 / 15 - النرسي
الحافظ محدث الكوفة أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي المقرى
ويلقب بأبي النرسي، سمع محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي ومحمد بن إسحاق بن
فدويه وأبا طاهر محمد ابن العطار ومحمد بن محمد بن حازم وعدة بالكوفة، وكريمة
المروزية بمكة، وأبا إسحاق البرمكي وأبا عبد الله بن حبيب القادسي وأحمد بن محمد
الزعفراني وأحمد بن محمد بن قفرجل وأبا منصور ابن السواق وأبا القاسم التنوخي
وطبقتهم ببغداد، ومن جماعة بالشام، ونسخ الكتب وصنف وخرج لنفسه
المعجم.
روى عنه الفقيه نصر المقدسي والحميدي وابن الخاضبة والسلفي وابن ناصر
ومعالي بن أبي بكر الكياني ومسلم بن ثابت النحاس ومحمد بن حيدرة بن عمر
والزيدي وأبو الفرج بن كليب إجازة وخلق كثير، كان يقول: ما بالكوفة
أحد من أهل السنة والحديث الا انا، وكان ينوب عن خطيب الكوفة ويتردد
1260

كثيرا إلى بغداد، مولده سنة أربع وعشرين وأربع مائة ورحل وهو ابن عشرين
سنة وأول سماعه سنة اثنتين وأربعين.
ذكره عبد الوهاب ابن الأنماطي فوصفه بالحفظ والاتقان، وقال: كانت
له معرفة ثاقبة. وقال محمد بن علي بن فولاد الطبري سمعت أبا الغنائم الحافظ يقول
كنت اقرأ القرآن على المشايخ وانا صبي فقيل لي أنت أبى، لجودة قراءتي. قلت
قرأ لعاصم على شيخه العلوي عن قراءته على القاضي أبى عبد الله الجعفي، قرأ عليه
أبو الكرم الشهرزوري. قال ابن ناصر: كان النرسي حافظا ثقة متقنا ما رأينا
مثله، كان يتهجد ويقوم الليل، قرأ عليه ابن سلفة حديثا فأنكره وقال: ليس
هذا من حديثي، فكلمه في ذلك فقال: اعرف حديثي كله لأني نظرت فيه مرارا
فما يخفى على منه شئ، وكان يقدم كل سنة من سنة ثمان وتسعين في رجب
ويقيم ببغداد إلى بعد العيد وينسخ بالأجرة يستعين بذلك على العيال، وكان
أبو عامر العبدري يثنى عليه ويقول: ختم هذا الشأن بأبي النرسي رحمه الله تعالى.
مرض أبى ببغداد فحمل إلى الكوفة فأدركه الاجل بالحلة وحمل إلى الكوفة
ميتا فدفن بها في شعبان سنة عشر وخمس مائة. وفيها مات [خميس 1] الحوزي
وأبو بكر السمعاني، ومسند خراسان أبو بكر عبد الغافر بن محمد الشيرازي التاجر
خاتمة أصحاب أبي بكر الحيري، ومسند العراق أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن
بيان الرزاز عن سبع وتسعين سنة، ومقرئ بغداذ أبو الخير المبارك بن الحسين
الغسال الأديب عن نيف وثمانين سنة، وفقيه بغداذ أبو الخطاب محفوظ بن أحمد
الكلوذاني الأزجي الحنبلي صاحب التصانيف عن ثمان وسبعين سنة، ومسند الشام

(1) من المكية.
1261

أبو طاهر محمد ابن الحسين بن محمد الحنائي الدمشقي، ومسند آذربيجان أبو القاسم
محمود بن سعادة الهلالي السلماسي وقد قارب المائة، ومسند هراة أبو الفتح نصر
ابن أحمد بن إبراهيم الحنفي الزاهد بقية المسندين، يقال إن شيخ الاسلام خرج له
ثلاث مجلدات.
أخبرنا عيسى بن أبي محمد انا جعفر بن علي انا أبو طاهر الحافظ انا أبو الغنائم
النرسي انا محمد بن إسحاق انا علي بن عبد الرحمن البكائي ثنا أبو جعفر الحضرمي
وأبو حصين الوداعي إملاءا سنة تسعين ومائتين قالا ثنا أحمد بن يونس ثنا سفيان
عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال يا رسول الله مررت برجل فلم
يقرني ولم يضفني ثم مر بي فأجزيه أم أقريه؟ قال: بل أقره.
1065 / 33 / 15 - الحوزي
الحافظ الامام محدث واسط أبو الكرم خميس بن علي بن أحمد الواسطي.
سمع علي بن محمد النديم وأبا القاسم ابن البسري [البندار 1] وأبا نصر الزينبي
وهبة الله بن الجلخت وطبقتهم بواسط وبغداد، وكتب وجمع وجرح وعدل،
روى عنه أبو الجوائز سعد بن [عبد الكريم وأحمد بن 1] سالم المقرئ وعبد الوهاب
ابن الحسن الفرضي وأبو طاهر السلفي وأبو بكر عبد الله بن عمران الباقلاني مقرئ
العراق وآخرون.
قال السلفي: سألت خميسا الحوزي عن أهل واسط المتأخرين فأجابني، وكان
السلفي يثنى عليه ويقول: كان عالما ثقة يملى من حفظه على حال من أسأله عنه

(1) من المكية.
1262

وكان لا يؤبه له - والحوز قرية شرقي واسط. قال ابن نقطة: سمع من عبد العزيز
ابن [على 1] الأنماطي وطبقته. وكان له معرفة بالحديث والأدب. قال:
ومولده في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة، ومات في شعبان أيضا سنة
عشر وخمس مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا إسحاق بن أبي بكر الصفار انا أبو الهاشم بن رواحة انا أبو طاهر السلفي
انا خميس بن علي بواسط انا عبد الباقي بن محمد بن غالب انا أحمد بن محمد الجندي ثنا
ابن صاعد ثنا الحسين بن الحسن المروزي ثنا ابن أبي عدى عن حميد عن انس قال
واصل رسول الله صلى الله عليه وآله [فواصل رجال من أصحابه فنهاهم
فما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال 2] فقال
لو مد لي من الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم، انى لست مثلهم انى
أظل يطعمني ربى ويسقيني. هذا حديث صحيح.
1065 / 34 / 15 - ابن السمرقندي
الحافظ الامام الثقة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث مفيد
بغداد وأخو أبى القاسم إسماعيل، مولده بدمشق ومنشؤه بها ثم ببغداد، سمع
أبا بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني وأبا نصر بن طلاب وأبا الحسين ابن النقور
وطبقتهم، وبنيسابور من الفضل بن المحب وطائفة، وبأصبهان ابا منصور بن
شكرويه، وعنى بهذا الشأن وكتب وتعب وكان يفهم شيئا كثيرا من هذا العلم
مع الصدق والاتقان وكان يقرأ للوزير النظام على الشيوخ ويفيده عنهم، عمل

(1) من المكية (2) سقط ما بين الحاجزين من المكية.
1263

لنفسه المعجم في ثمانية أجزاء وروى الكثير، سئل عنه السلفي فقال: كان فاضلا
عالما ثقة ذا السن، وكان أبو محمد قد رزق حظا من الأدب إذا قرأ أعرب
وأغرب.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: شاب حافظ بالغ في الحفظ حديد الخاطر
خفيف الروح لطيف المحاورة كان حافظ وقته. وقال الدقاق: صحب
ابن السمرقندي الخطيب وتلمذ له وكان ممن يتعصب للأشعرية. قلت: معلوم
أنه سمع من الخطيب وأما أن يكون تلمذ له فلا يلحق هذا، وقد سمع بدمشق
من أبى القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي ومحمد بن مكي الأزدي، روت
عنه بنته كمال والسلفي، وذكر ابن كامل ويحيى بن يوش؟ وآخرون، مولده سنة
أربع وأربعين وأربع مائة، ومات ببغداد في ربيع الآخر سنة ست عشرة
وخمس مائة. أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي انا نصر بن عبد الرزاق القاضي انا محمد
ابن أحمد بن الفرج الدقاق انا الحافظ أبو محمد عبد الله بن أبي الأشعث السمرقندي انا
أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد انا جدي محمد بن جعفر السامري ثنا عمران
ابن موسى المؤذن ثنا محمد بن عمران ثنا سعيد بن عبيد الله الوصافي عن [أبيه عن 1]
أبى جعفر محمد بن علي قال: دخل سواد بن قارب على عمر بن الخطاب فقال
ناشدتك الله يا سواد هل تحسن من كهانتك شيئا؟ قال: سبحان الله يا أمير المؤمنين،
ما استقبلت أحدا من جلسائك ما استقبلتني به، قال: سبحان الله يا سواد ما كنا
عليه من الشرك أعظم مما كنت عليه من كهانتك - وذكر الحديث.

(1) من المكية.
1264

1067 / 35 / 15 - ابن الحداد
الحافظ الامام مفيد أصبهان أبو نعيم عبيد الله ابن الشيخ أبى على الحسن بن
أحمد بن الحسن الأصبهاني، سمع أبا عمرو بن منده وأبا طاهر أحمد بن محمد النقاش
وحمد بن ولكيز وسليمان بن إبراهيم الحافظ وهذه الطبقة، ورحل فسمع
أبا بكر بن خلف وموسى بن عمران الأنصاري وأبا عبد الله العميري ونجيب بن
ميمون الواسطي وأبا الغنائم بن أبي عثمان وأبا عبد الله بن طلحة الثعالبي ورزق الله
التميمي وخلقا.
قال محمد بن عبد الواحد الدقاق في رسالته: وبأصبهان لي صديق وهو
أبو نعيم بن الحداد أحد العلماء في فنون كثيرة بلغ مبلغ الإمامة بلا مدافعة وله
عند أيادي كثيرة وجمع ما لم يجمعه [أحد 1] من أقرانه من الكتب الكثيرة
والسماعات، صدوق في جمعه وكتبه امين في قراءته. مولد عبيد الله سنة ثلاث
وستين وأربع مائة، ومات في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وخمس مائة،
روى عنه نويس قليل، ولعفيفة الفارقانية المعمرة إجازة منه بمروياته.
ومات معه في السنة مسند بغداد المقرئ أبو سعد أحمد بن عبد الجبار [بن أحمد
ابن 1] الطيوري أخو أبى الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، والمسند
أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي الحسيني الأصبهاني، والمسند أبو نهشل
عبد الصمد بن أحمد العنبري الأصبهاني، وأبو الغنائم محمد بن محمد [ابن 1] المهتدى
بالله الخطيب، والمحدث المجود أبو الحسن محمد بن مرزوق الزعفراني البغدادي

(1) من المكية.
1265

عن خمس وسبعين سنة، ومسند مصر أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني
ثم المصري، والعالم المسند أبو عمران موسى بن أبي تليد الشاطبي.
أخبرنا جماعة إجازة عن عفيفة بنت احمد ثنا أبو نعيم عبيد الله بن الحسن
خطا ثنا عبد الرحمن بن [احمد 1] الواحدي ثنا أبو عبد الرحمن السلمي انا محمد بن
عبد الله الأصبهاني الصفار ثنا أحمد بن مهدي ثنا ثابت بن محمد ثنا سفيان الثوري
عن [أبى الزبير عن 1] جابر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يقطع الصلاة
الكشر ولكن تقطعها القرقرة. تفرد به ثابت وهو غريب.
أنبئت عن محمد بن مكي الأصبهاني الحنبلي [قال 1]: قيل ناظر أبو نعم
الحداد شهردار بن شيرويه وكان قد تأخر عن أبي على الحداد لسماع كتاب
مسلم عن أبي الحسن النيسابوري فقال: سبحان الله، تركت العوالي عند أبي
واشتغلت بالنوازل، فقال: ليس عند أبيك صحيح مسلم وهو عال، فقال: نعم،
ولكن عنده المخرج عليه لأبي نعيم وفيه عامة عواليه فإذا سمعت تلك من أبى كأنك
سمعتها من عبد الغافر الفارسي، ولو شئت أقول كأنك سمعت بعضها من الجلودي،
وإن شئت قلت كأنك سمعتها من ابن 2 سفيان لم أكذب، وإن شئت قلت
كأنك سمعتها من مسلم. قال: وفيه أحاديث أعلى من هذا إذا سمعتها من أبى
فكأنك والبخاري ومسلما [قد 1] سمعتموها من شيخ واحد، ومن جملتها
حديث المستورد في شأن الزهراء - يعنى: انما فاطمة بضعة منى.
1068 / 36 / 15 - السمعاني
الامام الحافظ الأوحد أبو بكر محمد بن أبي المظفر منصور بن محمد بن

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " أبى " خطأ.
1266

عبد الجبار التميمي السمعاني المروزي والد الحافظ أبى سعد، سمع أباه العلامة
ابا المظفر وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار وأبا القاسم الزهري وعبد الله بن أحمد
الطاهري وأبا الفتح عبيد الله الهاشمي وعدة بمرو، وأبا على نصر الله بن أحمد
الخشنامي وعلي بن أحمد المؤذن وعبد الواحد بن أبي القاسم القشيري بنيسابور،
وأبا الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري وثابت بن بندار البقال والمبارك ابن
الطيوري وطبقتهم ببغداذ، وأبا البقاء الحبال وغيره بالكوفة، وبالحرمين وغير
ذلك، وكان أحد فرسان الحديث، وعظ بالنظامية ببغداذ وقرأ تاريخها على أبي
محمد [ابن 1] الآبنوسي، ثم ارتحل إلى همذان فسمع بها من شيوخها، وبأصبهان
من أبى بكر أحمد بن محمد الحافظ ابن مردويه وطبقته.
ذكر ولده له ترجمة حسنة وقال: رحل بي وبأخي سنة تسع وخمس مائة
إلى نيسابور فسمعنا من الشيروي وقد أملى مائة وأربعين مجلسا بجامع مرو وكل
من رآها اعترف له أنه لم يسبق إلى مثلها، وكان يعظ ويروى في وعظه الحديث
بأسانيد، وقد طلب مرة من أهل المجلس لقراء مجلسه فجاءه لهم من الحاضرين
ألف دينار، وسمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل يقول: لو صرف والدك همته إلى
هدم هذا الجدار لسقط. قال أبو سعد: وقيل له في مجلس الوعظ إنه يضع -
يعنى الأسانيد - في الحال: فنحن لا نعرف، وكتبوا له بذلك رقعة، فنظر فيها
وروى حديث: من كذب على متعمدا - من نيف وتسعين طريقا، ثم قال: إن
كان أحد يعرف فقولوا له يكتب عشرة أحاديث بأسانيدها ويخلط الأسانيد
ويسقط منها فان لم أميزها فهو كما يدعى، ففعلوا ذلك امتحانا فرد كل اسم إلى

(1) من المكية.
1267

موضعه. فهذا اليوم الذي طلب لقراء مجلسه فحصل لهم ألف دينار. [قال 1]:
هذا معنى ما حدثنا به شيخنا محمد بن أبي بكر السنجي.
قلت: روى عنه رفيقه أبو طاهر السلفي وأبو الفتوح الطائي وأهل مرو،
وقال ولده: نشأ في عبادة وتحصيل وبرع في الأدب وكان متصرفا في فنون
بما يشاء وبرع في الفقه والخلاف وزاد على أقرانه بعلم الحديث ومعرفة الرجال
والأنساب والتاريخ وطرز فضله بمجالس تذكيره الذي يصدع [صم 1]
الصخور عند تحذيره ونفق سوق تقواه عند الملوك والأكابر إلى أن قال: ومات
في صفر سنة عشر وخمس مائة وله ثلاث وأربعون سنة.
ولما حج هو والسلفي ظفرا بأبي مكتوم عيسى بن أبي ذر فتهاونا فسارع في
النفر الأول ورجع إلى موطنه سراة بنى شبابة وفاتهما، فتحزن تاج الاسلام
أبو بكر فأخذ السلفي يسليه ويقول: ما كان معه سوى صحيح البخاري وأنت في
إسناده مثله. قلت: ولا كان البخاري معه بل قد كان باعه لأمير مغربي سمعه منه
فبذل له مالا وأخذه منه.
أخبرنا محمد بن قايماز بقراءتي انا أبو المنجى ابن اللتي انا أبو الفتوح محمد بن
محمد الطائي انا تاج الاسلام محمد بن منصور انا عمر بن المبارك نا عبد الملك بن محمد
نا عبد الله بن محمد بن إسحاق نا أبو يحيى بن أبي مسرة 2 انا خلاد بن يحيى انا قطر بن
خليفة عن القاسم بن أبي بزة سمعت أبا الطفيل قال قيل لعلى رضي الله عنه: هل
ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابا عندكم؟ قال: ما ترك كتابا نكتمه
إلا شيئا في علاقة سيفي، فوجدنا صحيفة صغيرة فيها: لعن الله من تولى غير مواليه،

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " ميسرة " خطأ.
1268

لعن الله من أهل لغير الله، لعن الله من زحزح منار الأرض. أخرجه مسلم من
حديث شعبة عن ابن أبي بزة.
1069 / 37 / 15 - ابن عطية
الامام الحافظ المتقن أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن [غالب بن 1] تمام
ابن عطية المحاربي الغرناطي الأندلسي والد العلامة المفسر أبى محمد عبد الحق بن
غالب، قال ابن بشكوال: روى عن أبيه و الحسن بن عبيد الله الحضرمي [المقرئ 1]
ومحمد بن حارث النحوي ومحمد بن أبي غالب القروي ومحمد بن نعمة والحافظ
أبى على الغساني، وحج سنة [تسع و 1] ستين وأربع مائة ولقى ابا مكتوم بن أبي
ذر وأبا عبد الله الحسين بن علي الطبري فحمل عنهما الصحيحين، وأخذ بمصر
عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين [الجوهري 1]، وبالمهدية عن محمد بن معاذ
التميمي، ورأى ابا عمر بن عبد البر، وكان حافظا للحديث وطرقه وعلله، عارفا
بأسماء رجاله ونقلته، ذاكرا لمتونه معانيه.
ثم قال: قرأت بخط بعض أصحابا أنه سمع أبا بكر بن عطية أنه كرر
على صحيح البخاري سبع مائة مرة، وكان أديبا شاعرا لغويا دينا فاضلا أكثر
الناس عنه، وكف بصره في آخر عمره، وكتب إلينا بإجازة ما رواه، ولد سنة
إحدى وأربعين وأربع مائة، قال: وتوفى بغرناطة في جمادى الآخرة سنة ثمان
عشرة وخمس مائة.
قلت: كان آخر من روى عنه عبد الحق بن بونه.

(1) من المكية.
1269

قلت وفيها توفى العلامة أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري الميداني
النحوي الأصولي صاحب التصانيف، ومسند سمرقند الخطيب أبو إبراهيم إسحاق
ابن محمد بن إبراهيم النوحي النسفي الحنفي، وشيخ الشافعية بمصر أبو الفتح سلطان
ابن إبراهيم بن مسلم المقدسي عن بضع وسبعين سنة، والمعمر أبو طاهر عبد الواحد
ابن محمد بن أحمد بن الهيثم الأصبهاني الذهبي الصباغ المعروف بالدشتج، خاتمة
أصحاب أبي نعيم الحافظ، ومسند نيسابور الشيخ أبو القاسم الفضل بن محمد بن أحمد
أبى منصور الأبيوردي العطار.
مات ولده عبد الحق صاحب التفسير سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.
1070 / 38 / 15 - الإسحاقي
الحافظ العالم المحدث أبو العلاء صاعد بن سيار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الهروي الدهان، حدث لما حج ببغداذ عن أبي سعيد عبد الرحمن بن أبي عاصم
وأبى إسماعيل الأنصاري وأبى عامر الأزدي وعلي بن فضال المجاشعي الأديب
وعبد الله بن عطاء البغاوزجاني 1 وطبقتهم، قرأ عليه الحافظ ابن ناصر جامع أبى
عيسى فسمعه منه أبو الفتوح بن كليب، قال أبو سعد السمعاني: كان حافظا متقنا
واسع الرواية كتب الكثير وجمع الأبواب وعرف الرجال، ولى عنه إجازة
وحدثنا عنه ابن ناصر وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل وأبو المعمر الأنصاري
وجماعة، قال: ومات بقرية غورج على باب هرارة في ذي القعدة سنة عشرين
وخمس مائة.

(1) في المطبوع " البقاورداني " وفى المكية " البغاورداني " وراجع الأنساب.
1270

أخبرنا أحمد بن سلامة كتابة عن أبي الفرح بن كليب انا صاعد بن سيار
الحافظ بجميع الجامع انا أبو عامر الهروي وأبو الفضل المسعودي قالا انا عبد الجبار
ابن محمد ثنا أبو العباس المحبوبي انا أبو عيسى الترمذي ثنا علي بن حجر نا إسماعيل
ابن جعفر عن حميد عن انس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لغدوة
في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع يده
في الجنة خير من الدنيا وما فيها.
وقال أبو موسى المديني انا [الحافظ 1] أبو العلاء صاعد بن سيار الإسحاقي
قدم علينا أصبهان.
قلت: وفى سنته توفى مسندان شهيران بالأندلس، أبو محمد عبد الرحمن بن
محمد بن عتاب القرطبي عن سبع وثمانين سنة لقى الكبار، وأبو بحر سفيان بن
العاص بن أحمد بن العاص الأسدي نزيل قرطبة، وقاضي الجماعة بقرطبة شيخ
المالكية أبو الوليد محمد بن أحمد [بن أحمد 1] بن رشد القرطبي صاحب التصانيف،
والمعمر الامام مسند مصر أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال السعيدي النحوي
راوي الصحيح عن كريمة وله مائة سنة وأشهر، وشيخ المالكية بالثغر أبو بكر
محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي عن سبعين سنة، رحمة الله عليهم أجمعين.
1071 / 39 / 15 - الشنتريني
الحافظ الامام المحقق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سليمان بن [سعيد بن 1]
يربوع الأندلسي الشنتريني ثم الإشبيلي محدث قرطبة. سمع من محمد بن أحمد بن

(1) من المكية.
1271

منظور صحيح البخاري، وسمع من حاتم بن محمد وأبى محمد بن خزرج وأبى مروان
ابن سراج وأبى على الغساني وطبقتهم، وأجاز له أبو العباس بن دلهاث العذري.
قال خلف بن بشكوال: كان حافظا للحديث وعلله عارفا برجاله وبالجرح
والتعديل ضابطا ثقة كثير الحديث، صحب ابا على الغساني واختص به، وكان
أبو على يفضله ويصفه بالذكاء والمعرفة، صنف " الاقليد في بيان الأسانيد "
و " كتاب معرفة [أسانيد 1] الموطأ " و " كتاب البيان عما في كتاب أبى نصر
الكلاباذي من النقصان " و " كتاب المنهاج " في رجال مسلم سمعت منه، ومات
في صفر سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة، وله ثمان وسبعون سنة.
قلت وفيها مات عالم ما وراء النهر أبو على الحسين بن علي بن أبي القاسم
اللامشي السمرقندي الحنفي، ومسند نيسابور أبو القاسم سهل بن إبراهيم المسجدي
الشيعي.
1072 / 40 / 15 - العبدري
[الامام 1] الحافظ العلامة أبو عامر محمد بن سعدون بن مرجى القرشي
العبدري الميورقي الأندلسي نزيل بغداذ، وكان من أعيان الحفاظ ومن فقهاء
الظاهرية، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد البانياسي ورزق الله التميمي وأبا الفضل
ابن خيرون وطراد بن محمد الزينبي ويحيى بن أحمد السيبي وأبا عبد الله الحميدي
وطبقتهم، قال القاضي أبو بكر بن العربي في معجمه: أبو عامر العبدري هو أنبل
من لقيته.

(1) من المكية.
1272

وقال ابن ناصر: كان فهما عالما متعففا وكان يذهب إلى أن المناولة
كالسماع. وقال السلفي في معجمه: كان من أعيان علماء الاسلام بمدينة السلام،
متصرفا في فنون من العلوم أدبا ونحوا ومعرفة بالأنساب، وكان داودي
المذهب قرشي النسب كتب عنى وكتبت عنه، مولده بقرطبة. وقال احمد
ابن أبي بكر البندنيجي: لما دفنوا ابا عامر العبدري قال ابن ناصر: خلا لك الجو
فبيضي واصفري، مات أبو عامر حافظ حديث رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم من شاء فليقل ما شاء.
قال الحافظ ابن عساكر: كان أبو عامر داوديا، وكان احفظ شيخ لقيته
ذكر أنه دخل دمشق سمعته يقول [وقد 1] جرى ذكر الامام مالك فقال: جلف
جاف ضرب هشام [بن عمار 1] بالدرة. وقرأت عليه الأموال لأبي عبيد
[فقال 1]: ما كان الا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه. فاجتمعنا عند ابن السمرقندي
في سماع الكامل فنقل فيه عن السعدي فقال العبدري: يكذب انما هو إبراهيم
الجوزجاني، فقلت: وهو السعدي، فقلت: كم يتحمل منك سوء الأدب؟ وعدد
أقواله، فغضب وارتعد، وقال: كان ابن الخاضبة والبرداني يخافاني فآل أمرى
إلى هذا، فقال السمرقندي: هذا بذاك، وقلت: انما نحترمك ما احترمت الأئمة،
فقال: والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدم، وانى لا علم
من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلما، فقلت مستهزئا: فعلمك إذا إلهام، وهاجرته
قال وكان سيئ الاعتقاد يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها، بلغني 2 أنه قال في:
(يوم يكشف عن ساق) وضرب على ساقه فقال: ساق كساقي هذه.

(1) من المكية (2) راجع لهذه الكلمة الحاشية على الصفحة التالية تحت نمرة (1).
1273

قلت: هذه حكاية منقطعة، وهذا قول الضلال المجسمة، وما أعتقد أن
بلغ بالعبدري هذا. ثم قال: وبلغني 1 أنه قال إن أهل البدع يحتجون بقوله تعالى:
(ليس كمثله شئ) أي في الإلهية أما في الصورة فهو مثلي ومثلك. قلت تعالى الله
عن ذلك وتقدس وهذا لا يتفوه به مؤمن فان الله تعالى لا مثل له أبدا. قال ثم
تلا قوله تعالى (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) أي في الحرمة.
إلى أن قال ابن عساكر: وكان شنيع الصورة زرى اللباس.
قال أبو سعد ابن السمعاني: حافظ مبرز في صناعة الحديث داودي المذهب
ونسخ الكثير وكان يسمع وينسخ. وقال ابن ناصر: كان يتحدث وقت
السماع ويقول يكفيني حضور المجلس، ومذهبه في القرآن مذهب سوء، مات
في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وخمس مائة.
قلت: حدث عنه الحافظ ابن عساكر بعد ذاك الحط ويحيى بن يوش
وأبو الفتح المندائي.
ومعه مات أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت الذي ادعى أنه المهدى
المعصوم، ومات مسند أصبهان إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد السراج، ومقرئ
بغداد وشاعرها أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس البارع، ومسندة
الوقت بأصبهان فاطمة بنت عبد الله بن أحمد أم الخير الجوزدانية خاتمة من روى

(1) كلمة " بلغني " أخت " زعموا " فإذا رأيت العالم يمتطيها للغض من مخالفه فاعلم أنها
مطية مهزولة ألجأته إليها الضرورة والله المستعان، وقد حدث ابن عساكر عن شيخه
العبدري وشهد له أنه احفظ شيخ لقيه كما مر، وراجع ترجمة ابن عساكر لتعلم من
لقيه من الأكابر وستأتي ترجمته رقم 1094 وفيها ثناؤه على أبي عامر، والله المستعان.
1274

عن ابن ريزة، والمسند أبو الأعز قراتكين بن أسعد البغدادي، ومسند مرو المعمر
أبو منصور محمد بن علي بن محمود المروزي الكراعي، ومحدث دمشق الأمير
أبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاري ابن الأكفاني جامع " الوفيات " وله ثمانون سنة،
والمسند [أبو سعد 1] هبة الله بن القاسم بن عطاء المهراني النيسابوري.
أنبأنا أحمد بن سلامة الحداد عن يحيى بن أسعد انا أبو عامر الحافظ سنة سبع
عشرة (ح) وانا سنقر الحلبي [بها 1] انا عبد اللطيف بن يوسف والأنجب
الحمامي ومحمد بن محمد ابن السباك وعلي بن أبي الفخار وابن القبيطى قالوا انا أبو الفتح
ابن البطي قالا انا مالك بن أحمد ثنا أحمد بن محمد الصلتي ثنا إبراهيم بن عبد الصمد
ثنا عبيد بن أسباط ثنا أبي ثنا الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وآله عن ثمن الكلب وكسب البغي.
1073 / 41 / 15 - عبد الغافر بن إسماعيل بن أبي الحسين
عبد الغافر بن محمد
الحافظ المفيد اللغوي الإمام أبو الحسن الفارسي ثم النيسابوري مصنف تاريخ
نيسابور وكتاب " مجمع الغرائب " و " المفهم لشرح مسلم "، كان من أعيان المحدثين
بصيرا باللغات فصيحا بليغا عذب العبارة، ولد سنة إحدى وخمسين وأربع مائة،
ولحق إجازة أبى سعيد الكنجرودي وجماعة، وأجاز له من بغداذ أبو محمد
الجوهري وسمع من جده لامه الأستاذ أبى القاسم القشيري وأحمد بن منصور
المغربي وأحمد بن عبد الرحيم [الإسماعيلي 1] وأبى حامد أحمد بن الحسن الأزهري

(1) من المكية.
1275

والفضل بن المحب وأبى نصر عبد الرحيم بن علي التاجر ومحمد بن عبد الله الصرام
وعبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري وجدته فاطمة بنت الدقاق وخلق كثير، تفقه
بامام الحرمين لزمه مدة أربع سنين، ورحل إلى خوارزم والى الهند ثم ولى
خطابة نيسابور وعاش ثمانيا وسبعين سنة، حدث عنه أبو سعد عبد الله بن عمر
الصفار وطائفة، روى عنه أبو القاسم بن عساكر بالإجازة، مات سنة تسع
وعشرين وخمس مائة.
وفيها مات المحدث العلامة قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف
ابن الحجاج التجيبي القرطبي، عظمه ابن بشكوال.
1074 / 42 / 15 - الغازي
الحافظ الامام محدث أصبهان أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله، ولد
بأصبهان في سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. قال ابن السمعاني: ثقة دين حافظ
واسع الرواية كتب الكثير وحصل الكتب، ما رأيت في شيوخي أكثر رحلة
منه، سمع أبا الحسين ابن النقور وعبد الرحمن بن منده وأبا عمرو بن منده
وأبا القاسم ابن البسري والفضل بن المحب النيسابوري وشيخ الاسلام الهروي
وأبا عامر الأزدي وأبا على التستري وأمثالهم، حدث عنه السمعاني والسلفي
وأبو موسى المديني والمؤيد بن الاخوة ومحمود بن أحمد المصري وآخرون. قال
أبو طاهر السلفي: كان من أهل المعرفة والحفظ سمعنا بقراءته كثيرا وأملى شيئا
على. وقال السمعاني: سمعت عليه الكثير ونقلت من تاريخه وكان جماعة من
أصحابنا يفضلونه على الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي في الاتقان والمعرفة، ولم يبلغ
1276

هذا الحد لكنه كان أعلى سندا من التيمي، وكان لا يفرق بشئ بين السماع
والإجازة - يعنى أنهما عنده في الاحتجاج سواء لا أنه يجعلها هي ذات السماع.
ثم قال: وتوفى في ثالث رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة.
قلت وفيها مات الفقيه محدث الأندلس أبو [القاسم أحمد بن محمد بن أحمد
ابن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن حافظ الأندلس بقي بن مخلد القرطبي، والفقيه
أبو 1] سعد إسماعيل ابن المحدث أبى صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن،
والامام أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأصبهاني الخلال الأديب،
ورفيقه المسند أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي السمسار في الاملاك،
والمسند أبو المظفر عبد المنعم ابن الشيخ أبى القاسم القشيري، والأمير أبو منصور
علي بن علي بن عبيد الله البغدادي بن سكينة، وفقيه الكرج أبو الحسن محمد بن
عبد الملك بن محمد الكرجي الشافعي، ومحدث الأندلس أبو الحسن يونس بن محمد
ابن مغيث بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث القرطبي عن خمس وثمانين سنة.
أخبرنا احمد ابن [العماد 1] عبد الحميد انا أحمد بن محمد الفقيه انا زاهر بن أبي
طاهر انا أبو نصر الحافظ انا أبو الحسين بن النقور انا أبو الحسن السكري ثنا
حامد بن شعيب ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا ابن علية عن أيوب عن قتادة عن
انس أن النبي صلى الله عليه وآله وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون القراءة
بالحمد لله رب العالمين.
1075 / 43 / 15 - التيمي
الحافظ الكبير شيخ الاسلام أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي

(1) من المكية.
1277

القرشي [التيمي 1] الطلحي الأصبهاني الملقب بقوام السنة صاحب " الترغيب
والترهيب " وغير ذلك، ولد سنة سبع وخمسين وأربع مائة. سمع أبا عمرو
ابن منده وعائشة بنت الحسن وإبراهيم بن محمد الطيار وأبا منصور بن شكرويه
وابن ررا الامام وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد وأصحاب ابن منده و
ابن خرشيد قولة 2 وأبا بكر بن مردويه، ورحل إلى بغداد فلقى ابا نصر الزينبي
وطبقته، وبنيسابور ابا نصر محمد بن سهل السراج وطبقته، وسمع بعدة مدائن
وجاور سنة وأملى وصنف وتكلم في الرجال وأحوالهم، حدث عنه أبو سعد
السمعاني والسلفي وأبو القاسم بن عساكر وأبو موسى المديني ويحيى بن محمود الثقفي
وعبد الله بن محمد بن حميد الخباز وأبو الفضائل محمود بن أحمد العبد كوى وأبو نجيح
فضل الله بن عثمان وأبو المجد زاهر الثقفي والمؤيد بن الاخوة وخلق.
قال أبو موسى: أبو القاسم الحافظ امام أئمة وقته وأستاذ علماء عصره
وقدوة أهل السنة في زمانه حدثنا عنه جماعة في حال حياته، اصمت في صفر سنة
أربع وثلاثين ثم فلج بعد مدة، ومات يوم الأضحى سنة خمس وثلاثين وخمس
مائة واجتمع في جنازته جمع لم أر مثلهم كثرة، وكان أبوه أبو جعفر صالحا ورعا
سمع من سعيد العيار وقرأ القرآن على أبي المظفر بن شبيب ومات في سنة إحدى
وتسعين وأربع مائة - إلى أن قال: ووالده من أولاد طلحة أحد العشرة
رضي الله عنهم.
وقال أبو موسى: قال: وسمعت من عائشة وانا ابن أربع سنين. وسمع
من أبى القاسم بن عليك سنة إحدى وستين. قال: ولا أعلم أحدا عاب عليه

(1) من المكية (2) راجع رقم 808 مع التعليق.
1278

قولا ولا فعلا ولا عانده أحد إلا ونصره الله، وكان نزه النفس عن المطامع
لا يدخل على السلاطين ولا على من اتصل بهم قد أخلى دارا من ملكه لأهل
العلم مع خفة ذات يده ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع عنده، أملى ثلاثة
آلاف وخمس مائة مجلس وكان يملى على البديهة.
قال يحيى بن منده: كان حسن الاعتقاد جميل الطريقة قليل الكلام ليس
في وقته مثله. قال عبد الجليل بن محمد كوتاه: سمعت أئمة بغداد يقولون: ما رحل
إلى بغداد بعد الإمام أحمد احفظ وأفضل من الامام إسماعيل. وقال أبو موسى
المديني في ذكر من هو على رأس المائة الخامسة: لا أعلم أحدا في ديار الاسلام
يصلح لتأويل الحديث الا إسماعيل الحافظ. قلت: هذا تكلف فان الرجل ما كان
في رأس المائة قد اشتهر، وروى عن إسماعيل قال: ما رأيت في عمري أحدا
يحفظ حفظي. قال أبو موسى: وقد قرأ أبو القاسم بالروايات على جماعة من القراء،
وأما التفسير والمعاني والاعراب فقد صنف [فيه 1] كتابا بالعربية والفارسية،
وأما علم الفقه فقد سرت فتاواه في البلد والرساتيق.
أبو المناقب محمد بن حمزة العلوي: حدثنا الامام الكبير بديع وقته وقريع
دهره أبو القاسم إسماعيل بن محمد - فذكر حديثا. يذكر عن أبي القاسم تعبده
وتهجده.
قال أبو موسى: سمعت من يحكى عنه في اليوم الذي قدم بولده ميتا وجلس
للتعزية جدد الوضوء في ذلك اليوم مرات نحو الثلاثين كل ذلك يصلى ركعتين.
وسمعت بعض أصحابه أنه كان يملى شرح صحيح مسلم عند قبر ولده أبى عبد الله ويوم

(1) من المكية.
1279

تمامه عمل مائدة وحلاوة كثيرة.
وكان ابنه أبو عبد الله ولد سنة خمس مائة ونشأ وصار إماما في اللغة
والعلوم حتى ما كان يتقدمه كبير أحدا في الفصاحة والبيان والذكاء وكان أبوه
يفضله على نفسه في اللغة وجريان اللسان، وكان أملى جملة من شرح الصحيحين،
وله تصانيف كثيرة مع صغره، مات بهمذان سنة ست وعشرين وبعده أبوه،
وسمعت أحمد بن الحسن يقول: كنا مع الشيخ أبى القاسم فالتفت إلى أبي مسعود
الحافظ فقال: أطال الله عمرك فإنك تعيش طويلا ولا ترى مثلك. فهذا من
كراماته إلى أن قال أبو موسى: وله التفسير في ثلاث مجلدات سماه " الجامع "،
وله تفسير آخر في أربع مجلدات، و " الموضح " في التفسير في ثلاث مجلدات،
وكتاب " المعتمد " في التفسير عشر مجلدات، وكتاب " السنة " مجلد، وكتاب
" سيرة السلف " مجلد ضخم، وكتاب " دلائل النبوة " مجلد، " والمغازي " مجلد
وأشياء كثيرة.
قال ابن ناصر الحافظ حدثني [أبو جعفر محمد بن الحسن ابن اخى إسماعيل
الحافظ حدثني 1] احمد الأسواري الذي تولى غسل عمى وكان ثقة انه أراد أن
ينحى عن سوءته الخرقة لأجل الغسل قال فجبذها إسماعيل بيده وغطى فرجه فقال
الغاسل: أحياة بعد موت؟ قال أبو سعد السمعاني: هو أستاذي في الحديث وعنه
أخذت هذا القدر وهو إمام في الحديث والتفسير واللغة والأدب عارف بالمتون
والأسانيد، كنت إذا سألته عن المشكلات أجاب في الحال وذهب أكثر أصوله
في آخر عمره وأملى بالجامع قريبا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان أبى يقول:

(1) من المكية.
1280

ما رأيت بالعراق من يعرف الحديث ويفهمه غير اثنين إسماعيل الجوزي بأصبهان
والمؤتمن ببغداد.
قال أبو سعد: تلمذت له وسألته عن أحوال جماعة وسمعت ابا القاسم
الحافظ بدمشق يثنى عليه وقال: رأيته وقد ضعف وساء حفظه. قال الدقاق في
رسالته: كان عديم النظير لا مثل له في وقته كان ممن يضرب به المثل في الصلاح
والرشاد. و [قال السلفي 1]: كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال. وقال
أبو عامر العبدري: ما رأيت أحدا قط مثل إسماعيل ذاكرته فرأيته حافظا للحديث
عارفا بكل علم متفننا استعجل علينا بالخروج. سمع السلفي هذا القول من أبى عامر.
ثم قال: وسمعت ابا الحسين ابن الطيوري يقول: ما قدم علينا من خراسان مثل
إسماعيل بن محمد رحمه الله تعالى.
قلت توفى معه في سنة خمس البديع أبو على أحمد بن سعد العجلي الهمذاني
الفقيه عن سبع وسبعين سنة، والعلامة أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي
ابن أبي طالب القيسي القرطبي اللغوي عن نيف وثمانين سنة، والمحدث أبو الحسن
رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي مؤلف جامع الصحاح جاور بمكة
وسمع من الطبري وابن أبي ذر، والمسند أبو منصور عبد الرحمن بن محمد
ابن عبد الواحد الشيباني البغداذي ويعرف بابن زريق القزاز، والمسند أبو الفتوح
عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذياخي، والمسند أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد
ابن عبد الجبار بن توبة الأسدي العكبري، واخوه أبو منصور عبد الجبار، ومسند
الدنيا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري الحنبلي البزاز ويعرف

(1) من المكية.
1281

بقاضي المرستان، وبابن صهرهبة، وشيخ الصوفية أبو يعقوب يوسف بن أيوب
الهمذاني نزيل مرو.
أخبرنا محمد بن عمر بن محمود الفقيه انا محمد بن عبد الهادي ثنا يحيى بن محمود
انا جدي لأمي إسماعيل بن محمد الحافظ انا عبد الرحمن بن محمد بن زياد انا احمد
ابن محمد بن المرزبان ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم ثنا محمد بن سليمان ثنا إبراهيم
ابن سعد عن أبيه عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد.
1076 / 45 / 15 - الأنماطي
الحافظ العالم محدث بغداد أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد البغدادي، ولد سنة اثنتين وستين وأربع مائة، وسمع ابا محمد [بن 1] هزارمرد
الصريفيني وأبا الحسين ابن النقور وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي وعلى
ابن احمد البندار فمن بعدهم، وكتب الكتب وسمع العالي والنازل حتى أنزف 2
على ابن الطيوري جميع ما عنده.
روى عنه ابن ناصر والسلفي وابن عساكر وأبو موسى المديني وأبو سعد
السمعاني وأبو الفرج ابن الجوزي وأبو أحمد بن سكينة وعبد العزيز بن الأخضر
وأحمد بن أزهر وعبد العزيز بن منينا وأحمد ابن الديبقي وعبد الوهاب بن أحمد
[ابن 1] هدبة خاتمة أصحابه.
قال السمعاني: هو حافظ ثقة متقن واسع الرواية دائم البشر سريع الدمعة

(1) من المكية (2) في المكية " أنه قرأ ".
1282

عند الذكر حسن المعاشرة، جمع الفوائد وخرج التخاريج، لعله ما بقي جزء مروى
الا وقد قرأه وحصل نسخته، ونسخ الكتب الكبار مثل " الطبقات لابن سعد "
و " تاريخ الخطيب " وكان متفرغا للحديث إما أن يقرأ عليه أو ينسخ شيئا وكان
لا يجوز الإجازة على الإجازة وصنف في ذلك، قرأت عليه الجعديات ومسند
يعقوب الفسوي والذي عنده من مسند يعقوب السدوسي وانتقاء البقال على المخلص.
قال السلفي: كان عبد الوهاب رفيقنا حافظا ثقة لديه معرفة جيدة. قال
ابن ناصر: كان بقية الشيوخ سمع الكثير وكان يفهم، مضى مستورا وكان ثقة
ولم يتزوج قط. وقال ابن الجوزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكى فاستفدت ببكائه
أكثر من استفادتي بروايته وكان على طريقة السلف انتفعت به ما لم انتفع بغيره.
وقال أبو موسى في معجمه: هو حافظ عصره ببغداد، مات في حادي عشر المحرم
سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة.
قلت وفيها مات ببغداد المسند أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن
الصفار عن ست وثمانين سنة، ومسند أصبهان أبو القاسم غانم بن خالد بن
عبد الواحد الأصبهاني التاجر، والمسند أبو الحسن محمد بن أحمد بن أحمد [ابن 1]
صرما الدقاق [البغدادي 1] ابن عمة الحافط ابن ناصر، ومقرئ بغداد الخطيب
أبو بكر محمد بن الخضر بن إبراهيم المحولي، وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر ابن
الشهرزوري الموصلي، وشيخ العربية والاعتزال أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد
الزمخشري بخوارزم. أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري في كتابه انا عمر بن محمد انا الحافظ عبد الوهاب

(1) من المكية.
1283

انا عبد الله بن محمد الخطيب انا أبو القاسم عبيد الله بن حباية انا أبو القاسم البغوي
ثنا علي بن الجعد ثنا يزيد بن إبراهيم التستري ثنا محمد بن سيرين أن أم عطية قالت
توفيت إحدى بنات رسول الله صلى الله عليه وآله فأمرنا أن نغسلها ثلاثا
أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن وأن نجعل في الغسلة الآخرة شيئا من سدر
وكافور. هذا حديث من عوالي الصحاح أخرجه النسائي بنزول عن عبد الملك بن
شعيب بن الليث عن أبيه عن جده عن يحيى بن أيوب عن مالك بن انس عن أيوب
السختياني عن ابن سيرين، فكأن شيخنا سمعه من النسائي وصافحه به.
1077 / 45 / 15 - أبو سعد ابن البغدادي
الحافظ الامام المحدث أحمد بن محمد بن الحسن بن علي الأصبهاني، ولد سنة
ثلاث وستين وأربع مائة، وسمع ابا القاسم وأبا عمرو ابني أبى عبد الله بن منده
وحمد بن ولكيز ومحمد بن أحمد بن ماجة الأبهري ومحمد بن أحمد بن أسد
وأبا منصور بن شكرويه وطبقتهم، ورحل إلى بغداد وهو ابن ست عشرة سنة
مسارعا لادراك أبى نصر الزينبي فتلقاه نعيه فبكى وصاح ولطم على رأسه وقال:
من أين لي علي بن الجعد عن شعبة؟ ثم [سمع من 1] عاصم بن الحسن ومالك
البانياسي والموجودين وقد سمع من محمود بن جعفر الكوسج عن جده الحسن
ابن علي البغدادي، وأكبر شيخ له الشيخ عبد الجبار بن عبد الله بن برزة [الواعظ 1]
حدث عنه ابن ناصر [والسلفي 1] وأبو موسى وابن الجوزي وعمر بن طبرزذ
ومحمد بن علي القبيطى وخلق آخرهم وفاة محمد بن محمد بن بدر الراذاني.

(1) من المكية.
1284

قال أبو سعد السمعاني: ثقة حافظ دين خير حسن السيرة صحيح العقيدة على
طريقة السلف تارك للتكلف كان ربما خرج إلى السوق وعلى رأسه طاقية رأيته
في طريق الحج وقد تغير ويبس شدقه من الصوم في القيظ وكان يملى في بعض
الأوقات وقد نزع قميصه. قال أبو سعد في معجمه: حافظ تام المعرفة يحفظ جميع
صحيح مسلم وكان يملى الأحاديث من حفظه.
قال أبو سعد: قدم أبو سعد ابن البغدادي مرة في الحج فاستقبله خلق كثير
من أصبهان وهو على فرس فكان يسير سيرهم حتى قارب أصبهان فركض
الفرس وترك الناس إلى أن وصل البلد وقال: أردت السنة، وكان مطبوعا
حلو الشمائل استمليت عليه بالحرمين وكتب عنى وخرج إلى يوما وقال: أوقفتك،
قلت: الوقوف على باب المحدث عز، فقال: لك بهذه الكلمة أستاذ 1؟ قلت:
لا، قال: فأنت أستاذها 1.
قال الحافظ عبد الله بن مرزوق: أبو سعد البغدادي شعلة نار. وقال معمر
ابن الفاخر: كان أبو سعد يحفظ صحيح مسلم وكان يتكلم على الأحاديث بكلام
[مليح 2]. وقال ابن النجار: أبو سعد إمام في الحديث وفى الزهد واعظ كتب
عنه شجاع الذهلي، وكان إذا أكل طعاما اغرورقت عيناه بالدموع، ثم يأكل
ويقول: كان داود عليه السلام يأكل ويبكى.
قال أبو الفتح محمد بن علي النطنزي: كنت ببغداد فاقترض منى أبو سعد
البغداذي عشرة دنانير فاتفق انى دخلت على السلطان مسعود بن محمد فذكرت له
ذلك فبعث معي إليه خمس مائة دينار ففرحت وجئته بها فأبى أن يأخذها. قال

(1 - 1) في المكية " اسناد... اسنادها " (2) من المكية.
1285

ابن الجوزي: حج أبو سعد إحدى عشرة حجة وتردد مرارا وسمعت منه كثيرا
ورأيت أخلاقه اللطيفة ومحاسنه الجميلة. قلت: حدث ببغداد بكتاب معرفة الصحابة
لابن منده، أجازه لنا الإمام أبو زكريا يحيى ابن الصيرفي بسماعه من القبيطى
بسماعه منه. توفى في رجوعه من الحج بنهاوند في ربيع الأول سنة أربعين وخمس
مائة وحمل إلى أصبهان.
وفيها توفى مسند نيسابور أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن
البحيري صاحب البيهقي، والعلامة أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر
[ابن 1] الجواليقي اللغوي إمام الخليفة المقتفى، وأبو عبد الله الحسين بن الحسن
المقدسي الحنفي نزيل بغداد لحق ابا القاسم ابن البسري.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه إجازة انا علي بن محمد بن حمزة سنة سبع
وست مائة ببغداد انا أحمد بن محمد انا أبو سهل أحمد بن أحمد بن ولكيز الصيرفي
سنة ثمان وستين وأربع مائة ثنا محمد بن إسحاق الحافظ انا أحمد بن سليمان بن أيوب
ثنا أبو زرعة ثنا يحيى الوحاظي ثنا سعيد بن بشير ثنا قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن
ابن يزيد بن رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم والحمرة
فإنها أحب الزينة إلى الشيطان. عبد الرحمن هذا مختلف في صحبته.
1078 / 46 / 15 - اليونارتي
الحافظ [المجود 1] أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني
و " يونارت " قرية على باب أصبهان، كان أحد أئمة هذا الشأن، ذكره الحافظ

(1) من المكية.
1286

ابن عساكر فرجحه على إسماعيل بن محمد التيمي، كان سريع الكتابة حسن القراءة
مليح التخريج سمع أبا بكر بن ماجة الأبهري وأبا منصور بن شكرويه وطبقتهما
ببلده، وأدرك أبا بكر بن خلف الشيرازي بنيسابور، ولقى بهراة ابا عامر محمود
ابن القاسم الأزدي وطبقته، وببلخ ابا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، ولقى ببغداد
أبا عبد الله النعالي وأحمد بن عبد القادر اليوسفي والحسين بن علي ابن البسري
وطبقتهم. قال السمعاني قال لي إسماعيل بن محمد الحافظ: [ما 1] كان لليونارتي كبير معرفة غير أنه كان لطيف الاجزاء. قال ابن النجار: قدم اليونارتي بغداد
سنة أربع وعشرين وخمس مائة وحدث بها بجامع الترمذي وأملى بها وجمع
لنفسه المعجم في عدة أجزاء وكان موصوفا بالمعرفة والدراية، روى عنه [الفقيه 1] أبو الفتح نصر بن فتيان [ابن المفتى 1] وعرفة ابن البقلي وأحمد بن صالح بن شافع
ومظفر بن علي الخياط ولم يحدثني عنه سواه. قلت وروت عنه فاطمة بنت سعد
الخير. قال السمعاني سمعت أبا على ابن الوزير يقول: ما سمعت صوتا في قراءة
الحديث أحسن ولا أطيب من صوت اليونارتي. قال السمعاني: سألت إسماعيل
الحافظ فقال: رحل اليونارتي إلى ابن خلف الشيرازي وكان آخر من رحل إليه
ثم رحل بعده عبد الرحمن بن أحمد الباغباني مع [أبيه 1] فقال دخلت نيسابور
وأنا أعدو إلى بيت أحمد بن خلف [فلقيت 1] اليونارتي فعاتبني وقال: تعال
أطعمك أولا، فقدم طعاما وأكلنا وأخرج لي مسموعاته من ابن خلف وقال:
مات ودفنته. قال عبد الرحمن: فكادت مرارتي تنشق. قال ابن النجار قرأت
بخط معمر بن الفاخر على مجلس لأبي نصر اليونارتي: كان رحمه الله مجدا في السنة

(1) من المكية.
1287

سريع الكتابة سريع القراءة حسن الخط [حسن الخلق 1] كثير الرحل
كثير التلاوة حسن العارة كان يقرأ القرآن [من 1] سورة ويكتب القرآن
ويقرأ من سورة أخرى. مولد اليونارتي في آخر سنة ست وستين وأربع مائة،
ومات في شوال سنة سبع وعشرين وخمس مائة.
وفيها مات مسند بغداد أبو غالب أحمد بن [أبى 1] على الحسن بن أحمد
ابن البناء البغدادي الحنبلي، والفقيه العلامة أبو العباس أحمد بن سلامه بن عبيد الله
ابن الرطبي الكرخي تلميذ الامامين ابن الصباغ وأبى إسحاق، والامام الكبير
العلامة أبو الفتح أسعد بن أبي نصر الميهني الشافعي، والعلامة شيخ الحنابلة أبو الحسن
علي بن عبيد الله بن نصر الزاغوني، ومسند نيسابور أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد
ابن صاعد الصاعدي الرئيس القاضي يروى عن عمر بن مسرور، والامام المسند
أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي مقرئ بغداد، والامام أبو خازم [محمد 1] ابن
القاضي أبى يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم نا محمد بن عبد الواحد الحافظ أخبرتنا فاطمة
بنت سعد الخير انا الحسن بن محمد الحافظ انا نجيب بن ميمون بهراة انا منصور
ابن عبد الله الخالدي انا عبد الله بن محمد بن موسى النيسابوري ثنا اليسع بن يزيد
بمكة سنة اثنتين وثمانين ومائتين ثنا سفيان عن حميد عن انس قال خدمت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما قال لي لشئ كسرته: لم كسرته؟ وذكر
الحديث. تفرد به اليسع. وليس بمعتمد.
تمت الطبقة الخامسة عشرة.

(1) من المكية.
1288

الطبقة السادسة عشرة
من كبار الحفاظ، والجملة خمسة عشر نفسا 1
1079 / 1 / 16 - محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر
الحافظ الامام محدث العراق أبو الفضل السلامي، توفى أبوه شابا وهذا
صغير فكفله جده لامه الفقيه أبو حكيم الخبري وأسمعه الحديث واحفظه الختمة،
مولده في سنة سبع وستين وأربع مائة، وسمع من أبى القاسم على ابن البسري
وأبى طاهر ابن أبي الصقر وعاصم بن الحسن ومالك البانياسي وأبا الغنائم بن أبي
عثمان ورزق الله التميمي وطراد الزينبي وأبا عبد الله النعالي وابن البطر فمن
بعدهم إلى أن ينزل إلى أصحاب الجوهري وابن المهتدى بالله، وعنى بهذا الفن
وبالغ في الطلب بعد أن برع في اللغة وحصل الفقه والنحو.
قال ابن الجوزي: كان ثقة حافظا ضابطا من أهل السنة لا مغمز فيه تولى
تسميعي وسمعت بقراءته مسند أحمد والكتب الكبار، وعنه أخذت علم الحديث
وكان كثير الذكر سريع الدمعة. قال السمعاني: كان يحب أن يقع في الناس فرد
ابن الجوزي على السمعاني وقبح قوله وقال: صاحب الحديث يجرح ويعدل
أفلا يفرق بين الجرح والغيبة؟ ثم هو قد احتج بكلامه في كثير من التراجم في
التاريخ. ثم اخذ ابن الجوزي يحط على أبي سعد وينسبه إلى التعصب البارد على
الحنابلة، وليس الامر كذلك، ولا ريب ان ابن ناصر متعصب في الحط على بعض
الشيوخ فدع الانتصار، فأبو سعد اعلم بالتاريخ واحفظ منك ومن شيخك، وقد

(1) المترجمون فيها ثمانية عشر وقد مر نظائره.
1289

قال في ابن ناصر: إنه ثقة حافظ دين متقن ثبت لغوي عارف بالمتون والأسانيد
كثير الصلاة والتلاوة غير أنه يحب أن يقع في الناس وهو صحيح القراءة
والنقل. وأول سماعه في سنة ثلاث وسبعين من أبى طاهر الأنباري. قال ابن
النجار: كانت له إجازات قديمة من جماعة كابن النقور وابن هزار مرد الصريفيني
والحافظ ابن مأكولا وغيرهم أخذها [له 1] ابن مأكولا في رحلته.
قرأت بخط الحافظ الضياء: أجاز لابن ناصر أبو القاسم علي بن عبد الرحمن
ابن عليك في سنة ثمان وستين وأربع مائة، وأبو صالح المؤذن وفاطمة بنت
الدقاق والفضل بن المحب - وسرد جماعة. قال ابن النجار: كان ثقة ثبتا حسن
الطريقة متدينا فقيرا متعففا نظيفا نزها، وقف كتبه وخلف ثيابا خليعا وثلاثة
دنانير، ولم يعقب، سمعت ابن سكينة وابن الأخضر [وغيرهما 1] يكثرون الثناء
عليه ويصفونه بالحفظ والاتقان والديانة والمحافظة على السنن والنوافل،
وسمعت جماعة من شيوخي يذكرون ان ابن ناصر وابن الجواليقي كانا يقرءان
الأدب على أبي زكريا التبريزي 2 ويطلبان الحديث فكان الناس يقولون: يخرج
ابن ناصر لغوي بغداد، وابن الجواليقي محدثها، فانعكس الامر وانقلب. قلت:
قد كان ابن ناصر أيضا رأسا في اللغة. قال: وسمعت ابن سكينة يقول قلت
لابن ناصر: أريد أن اقرأ عليك ديوان المتنبي وشرحه لأبي زكريا فقال: انك
دائما تقرأ علي الحديث مجانا وهذا شعر ونحن نحتاج إلى نفقة. فأعطاني أبى خمسة
دنانير فدفعتها إليه وقرأت عليه الكتاب.
وقال السلفي: سمع ابن ناصر معنا كثيرا وهو شافعي أشعري، ثم انتقل

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " البيروتي ".
1290

إلى مذهب احمد في الأصول والفروع ومات عليه له جودة حفظ [واتقان 1]
وحسن معرفة وهو ثبت إمام. وقال أبو موسى المديني: هو مقدم أصحاب الحديث
في وقته ببغداد. ابن النجار: قرأت بخط ابن ناصر وأخبرنيه يحيى بن الحسين عنه
سماعا قال: بقيت سنين لا ادخل مسجد أبى منصور الخياط واشتغلت بالأدب
على التبريزي فجئت يوما لأقرأ الحديث فقال: يا بنى تركت قراءة القرآن واشتغلت
بغيره عد واقرأ على ليكون لك إسناد، فعدت عليه في سنة اثنتين وتسعين ولبثت
أقول كثيرا: اللهم بين لي أي المذاهب خير، وكنت مرارا قد مضيت إلى
القيرواني المتكلم في كتاب التمهيد للباقلاني وكأن من يردني عن ذلك فرأيت
في المنام كأني قد دخلت المسجد إلى أبي منصور وبجنبه رجل عليه ثياب بيض
ورداء على عمامته يشبه الثياب الريفية درى اللون عليه نور وبهاء فسلمت عليه
وجلست بين يديهما، ووقع في نفسي للرجل هيبة وانه رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فلما جلست التفت إلي وقال لي: عليك بمذهب هذا الشيخ، عليك
بمذهب هذا الشيخ، ثلاث مرات، فانتبهت مرعوبا وجسمي يرجف فقصصت
ذلك على والدتي و بكرت إلى الشيخ لاقراء عليه فقصصت عليه الرؤيا فقال:
يا ولدى ما مذهب الشافعي الا حسن ولا أقول لك اتركه، ولكن لا تعتقد
اعتقاد الأشعري، فقلت: ما أريد أن أكون نصفين، وانا أشهدك وأشهد الجماعة
أنني اليوم على مذهب أحمد بن حنبل في الأصول والفروع، فقال لي: وفقك الله،
ثم أخذت في سماع كتب احمد ومسائله والتفقه على مذهبه، وذلك في رمضان
سنة ثلاث وتسعين.

(1) من المكية.
1291

قلت: روى عنه السلفي وابن عساكر وأبو موسى والسمعاني وابن الجوزي
[وابن سكينة وابن الأخضر وعبد الرزاق ويحيى بن الربيع الفقيه والكندي 1]
ومحمد ابن البناء الصوفي ومحمد بن غنيمة الفقيه وداود بن ملاعب وعبد العزيز
ابن احمد الناقد وموسى بن عبد القادر وأحمد بن ظفر بن هبيرة وأحمد بن صرما
وأبو منصور ابن عفيجة والحسن ابن الأمير السيد وخلائق، وآخر من روى
عنه بالإجازة أبو الحسن ابن المقير، ومما تخبط فيه ابن مسدي المجاور أنه قرأ على
ابن المقير عن ابن ناصر قال أنبأنا أبو عمرو عبد الواحد بن أحمد المليحي - فذكر
من الجعديات. والمليحي فقد مات قبل مولد ابن ناصر بأربع سنين.
توفى ابن ناصر في ثاني عشر شعبان سنة خمسين وخمس مائة. وقال ابن
الجوزي: حدثني الفقيه أبو بكر بن الحضرمي قال رأيت ابن ناصر فقلت: ما فعل الله
بك؟ فقال: غفر لي، وقال قد غفرت لعشرة من أصحاب الحديث في زمانك
لأنك رئيسهم [وسيدهم 1].
قلت وفي سنة خمسين مات أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي
[بنيسابور 1] في عشر التسعين، والمعمر الخطيب أبو الحسن علي بن محمد المشكاني
راوي التاريخ الصغير للبخاري، والمسند أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن
عبد السلام الكاتب ببغداد، ومقرئ العراق أبو الكرم المبارك بن الحسن
الشهرزوري مصنف " المصباح "، ومفتى خراسان الفقيه محمد بن يحيى صاحب
الغزالي بل قبلها 2، وقاضي مصر أبو المعالي محمد بن جميع القرشي الشافعي مصنف
كتاب " الذخائر " في المذهب، والواعظ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم السلماسي بها.

(1) من المكية (2) أي سنة 548 كما يأتي في الترجمة رقم 1088.
1292

أخبرتنا زينب بنت عمر ببعلبك عن أحمد بن ظفر انا محمد بن ناصر الحافظ
انا محمد بن أحمد بن أبي الصقر سنة ثلاث وسبعين وأربع مائة انا الحسين بن ميمون
الصدفي بمصر انا محمد بن عبد الله النيسابوري ثنا أحمد بن شعيب الحافظ ثنا قتيبة
ثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال: ما من نبي الا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر
وانما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا
يوم القيامة.
1080 / 2 / 16 - البطروجي 1
العلامة الحافظ الثقة أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد [الباري
الأندلسي، حمل عن أبي على الغساني ومحمد بن فرج 2] الطلاعي وأبى الحسن
القيسي وخازم بن محمد وخلف بن إبراهيم المقرئ وابن النخاس وطبقتهم،
وتفنن في العلوم، روى عنه خلف بن بشكوال وأبو محمد بن عبيد الله الحجري
وأبو الحسن محمد بن عبد العزيز الشقوري ومحمد بن إبراهيم ابن الفخار ويحيى
ابن محمد الفهري وآخرون.
قال ابن بشكوال: كان من أهل الحفظ للحديث والفقه والرجال والتواريخ
مقدما في ذلك على أهل عصره وقال غيره: له مصنفات مشهورة وكان عارفا
بالرجال وتراجمهم، وكان إذا سهل عن شئ فكأنما الجواب على طرف لسانه

(1) ويقال " البطروشي " كما في معجم البلدان (بطروش) وكان الحرف الأخير
جيم أعجمية أي بين الجيم والشين (2) من المكية.
1293

يورد المسألة بنصها لقوة حافظته، لم يكن في الأندلسيين في وقته مثله لكنه كان
نزر العربية خاملا لخفة فيه.
قال ابن بشكوال: مات لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين
وخمس مائة.
قلت مات فيها الفقيه أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن علي الآبنوسي الشافعي
الوكيل ببغداد وله تصانيف وعلو إسناد، والمسند أبو بكر أحمد بن علي ابن الأشقر
البغدادي الدلال، وشيخ القراء بالعراق أبو محمد دعوان بن علي بن حماد الجبى
الضرير، والعلامة أبو محمد عبد الحق ابن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي
الغرناطي المفسر، والمسند أبو القاسم على ابن الإمام أبى نصر عبد السيد بن محمد بن
الصباغ البغدادي، ومحدث بغداد أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي الملقن عن إحدى
وثمانين سنة، [والمسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حسن الطرائفي - في عشر
المائة، ومحدث واسط القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن محمد بن الطيب
ابن الجلابي، ومفيد بغداد أبو البقاء محمد بن محمد بن معمر بن طبرزذ، ومسند
الشام العلامة أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوى المصيصي عن أربع وتسعين
سنة 1] ومحدث همذان أبو بكر هبة الله بن الفرج ابن اخى الطويل، ونحوي بغداد
الشريف أبو السعادات هبة الله بن علي [ابن 1] الشجري العلوي.
1081 / 3 / 16 - ابن العربي
العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الإشبيلي، ولد سنة

(1) من المكية.
1294

ثمان وستين وأربع مائة، ورحل مع أبيه إلى المشرق، وسمع أبا عبد الله بن
طلحة النعالي وطراد بن محمد الزنبي ونصر بن البطر وطبقتهم ببغداد، وأبا الفتح
نصر بن إبراهيم المقدسي 1 وأبا الفضل بن الفرات وطبقتهما بدمشق، وخاله
الحسن بن عمر الهوزني وطائفة بالأندلس، والقاضي أبا الحسن الخلعي ومحمد بن
عبد الله بن [أبى 2] داود الفارسي وعدة بمصر، والحافظ مكي بن عبد السلام
الرميلي ببيت المقدس، وتخرج بالامام أبى حامد الغزالي والعلامة أبى زكريا
التبريزي والفقيه أبى بكر الشاشي، وجمع وصنف وبرع في الأدب والبلاغة
وبعد صيته.
روى عنه عبد الخالق بن أحمد اليوسفي وابن صابر الدمشق واخوه وأحمد ابن
خلف الإشبيلي القاضي والحسن بن علي القرطبي وأبو بكر محمد بن عبد الله
ابن الجد الفهري ومحمد بن إبراهيم ابن الفخار ومحمد بن يوسف بن سعادة ومحمد
ابن علي الكتامي ومحمد بن جابر الثعلبي ونجبة بن يحيى الرعيني والحافظ أبو القاسم
السهيلي وعبد المنعم بن يحيى بن الحلوف الغرناطي وعلي بن أحمد بن لبال الشريشي
وخلق كثير، وآخر من روى عنه بالإجازة في سنة ست عشرة وست مائة
أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري وأحمد بن عمر الخزرجي التاجر، وقد سمع
بمكة من أبى عبد الله الحسين الطبري وأدخل الأندلس علما شريفا واسنادا منيفا،
وكان متبحرا في العلم ثاقب الذهن عذب العبارة موطأ الأكناف كريم الشمائل
كثير الأموال، ولى قضاء إشبيلة فحمد وأجاد السياسة وكان ذا شدة وسطوة

(1) وقع في الأصلين " القرشي " كذا و " نصر " هذا مشهور له ترجمة في طبقات
الشافعية وغيرها وهو مشهور بالمقدسي ولم أر من ذكر أنه قرشي (2) من المكية.
1295

ثم عزل فأقبل على التصنيف ونشر العلم، أثنى عليه ابن بشكوال بأكثر من هذا
وقال: أخبرني أنه رحل إلى المشرق سنة خمس وثمانين وأربع مائة، وسمعت
بأشبيلة منه وقرطبة كثيرا.
وقال غيره: كان أبو ه من علماء الوزراء فصيحا مفوها شاعرا ماهرا اتفق
موته بمصر في أول سنة ثلاث وتسعين فرجع ولده أبو بكر إلى الأندلس وكان
أبو بكر أحد من بلغ رتبة الاجتهاد فيما قيل. قال ابن النجار: حدث ببغداد بيسير،
وصنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو
والتواريخ، واتسع حاله وكثر أفضاله ومدحته الشعراء وعلى إشبيلية سور
أنشأه من ماله.
وذكره أبو يحيى اليسع بن حزم وبالغ في تعظيمه وتقريظه قال: فولى
القضاء فمحن، وجرى في إعراض الامارة فلحق وأصبح تتحرك بآثاره الألسنة،
ويأتي بما أجراه القدر عليه النوم والسنة، وما أراد الا خيرا نصب الشيطان عليه
شباكه وسكن الادبار حراكه، فأبداه للناس صورة تذم وسوءة تبلى لكونه
تعلق بأذيال الملك ولم يجر مجرى العلماء في مجاهرة السلاطين وحربهم بل داهن،
ثم انتقل إلى قرطبة معظما مكرما حتى حول إلى العدوة فقضى نحبه.
قرأت بخط ابن مسدي في معجمه: انا أحمد بن محمد بن مفرج البناني سمعت
الحافظ ابن الجد وغيره يقولون: حضر فقهاء إشبيلة أبو بكر بن المرجى وفلان
وفلان حضر معهم ابن العربي فتذاكروا حديث المغفر فقال ابن المرجى: لا يعرف
الا من حديث مالك عن الزهري، فقال ابن العربي: قد رويته من ثلاثة عشر
طريقا غير طريق مالك، فقالوا: أفدنا هذا، فوعدهم ولم يخرج لهم شيئا وفى
1296

ذلك يقول خلف بن حبر (؟) الأديب:
يا أهل حمص ومن بها أوصيكم * بالبر والتقوى وصية مشفق
فخذوا عن العربي اسمار الدجى * وخذوا الرواية عن امام متقى
ان الفتى حلو الكلام مهذب * إن لم يجد خبرا صحيحا يخلق
قلت: هذه حكاية ساذجة لا تدل على جرح صحيح، ولعل القاضي وهم
وسرى فكره إلى حديث فظنه هذا والشعراء يخلقون الإفك.
قال ابن بشكوال: توفى ابن العربي بالعدوة بفاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة. وفيها أرخه الحافظ ابن المفضل والقاضي ابن خلكان،
وفي تاريخ ابن النجار في نسخة نقلت منها: سنة ست وأربعين، والأول الصحيح.
وفي سنة ثلاث مات المعمر أبو تمام أحمد بن أبي العز محمد بن المختار
ابن المؤيد بالله العباسي التاجر السفار المعروف بابن الخص بنيسابور وهو راوي
" صفة المنافق " بتلك الديار، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي
الرقي، والمحدث الرحال أبو على الحسن بن مسعود [ابن 1] الوزير الدمشقي كهلا
بمرو، والمسند أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد ان الدمشقي، وقاضي القضاة
الأكمل أبو القاسم علي بن نور الهدى أبى طالب الحسين بن محمد الزينبي الهاشمي،
وأبو غالب محمد بن علي ابن الداية صاحب ابن المسلمة، ومفيد بغداد المكثر الجماعة
أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الظفري الخفاف عن ثلاث وخمسين سنة،
والمسند أبو الدر ياقوت الرومي السفار الراوي عن الصريفيني، والزاهد الشهيد
أبو الحجاج يوسف بن دوناس الفندلاوي المالكي المقبور بمقبرة باب الصغير.

(1) من المكية.
1297

أخبرنا محمد بن جابر انا أبو العباس أحمد بن الغماز بقراءتي انا أبو الربيع
ابن سالم الحافظ انا عبد الرحمن بن محمد بن خنيس ثنا الحافظ أبو بكر محمد ابن العربي
انا طراد بن محمد ثنا هلال بن محمد ثنا الحسين 1 بن يحيى ثنا أبو الأشعث ثنا بشر
ابن المفضل ثنا شعبة عن جبلة عن سحيم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم قال: من جر ثوبا من ثيابه من مخيلة فان الله لا ينظر إليه. وأخبرناه عاليا
إسماعيل بن عبد الرحمن انا أبو محمد بن قدامة انا خطيب الموصل وشهدة وتجنى
الوهبانية قالوا انا طراد.
1082 / 4 / 16 - السلفي
الحافظ العلامة شيخ الاسلام أبو طاهر عماد الدين أحمد بن محمد بن أحمد
ابن محمد بن إبراهيم الأصبهاني الجرواءاني، وجرواءان من محال أصبهان، وسلفة
لقب لجده احمد، ومعناه الغليظ الشفة، كان أبو طاهر لا يحرر عام مولده، وقد
قال: كتبوا عنى بأصبهان في أول سنة اثنتين وتسعين وانا ابن سبع عشرة سنة
أو نحوها، ليس في وجهي شعرة. وقال أيضا: أذكر قتل نظام الملك في سنة خمس
وثمانين وكنت ابن عشر.
قلت: أول سماعه في سنة وثمانين، سمع الرئيس القاسم بن الفضل الثقفي
وعبد الرحمن بن محمد بن يوسف القصرى وسعيد بن محمد الجوهري ومكي بن منصور
السلار ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني وأبا مطيع الصحاف وأبا العباس
ابن اشتة وخلائق بأصبهان، ورحل إلى بغداد سنة ثلاث وتسعين فسمع من

(1) في الأصلين " الحسن " كذا، وهو الحسين بن يحيى بن عياش.
1298

نصر بن البطر، وفرح بلقيه، ومن أبى بكر الطوسي 1 والحسين بن علي ابن البسري
وطبقتهم، وبالكوفة من أبى البقاء الحبال، وبمكة من الحسين بن علي الطبري،
وبالمدينة ابا الفرج القزويني، وبالبصرة من محمد بن جعفر العسكري، وبزنجان
من أبى بكر أحمد بن محمد بن زنجويه، وبهمذان من أبى غالب أحمد بن محمد العدل،
وبالري من صاحب البحر أبى المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الشافعي، وبقزوين
من إسماعيل بن عبد الجبار المالكي، وبمراغة من سعد بن علي المصري، وبدمشق
من أبى طاهر الحنائي، وبنهاوند من أبى منصور محمد بن عبد الرحمن بن غزو، وبأبهر
من أبى سعيد عبد الرحمن بن ملكان الشافعي، وبواسط من أبى نعيم بن زيزب،
وبسلماس من محمد بن سعادة الهلالي، وبالحلة من محمد بن الحسن بن فدويه
الكوفي، وبشهرستان من أبى الفتح أحمد بن محمد بن رشيد الآدمي، وبالإسكندرية
من أبى القاسم بن الفحام الصقلي، وبقي في الرحلة بضع عشرة سنة، وسمع
ما لا يوصف كثرة، ونسخ بخطه الصحيح السريع وهو في غضون ذلك يقرأ
القرآن والفقه والعربية وغير ذلك وكان متقنا متثبتا دينا خيرا حافظا ناقدا
مجموع الفضائل انتهى إليه علو الاسناد.
وروى الحفاظ عنه في حياته، وله ثلاثة معاجم، معجم لمشيخة أصبهان في
مجلد يكونون أزيد من ست مائة شيخ، ومعجم لمشيخة بغداد وهو كبير، ومعجم
لباقي البلاد سماه معجم السفر، ركب من بلد صور في البحر إلى الإسكندرية في
سنة إحدى عشرة فاستوطنها خمسا وستين سنة إلى أن مات ما خرج منها سوى
خرجته إلى القاهرة للسماع من أبى الصادق مرشد بن يحيى المديني وطبقته.

(1) في المكية " الطريثيني " كذا والمعروف بهذا الشكل " الطريثيثي ".
1299

سمع منه أبو على البرداني الحافظ والكبار، وحدث عنه الحافظ محمد
ابن طاهر ومات قبله بستين عاما والمحدث سعد الخير الأندلسي وأبو العز محمد
ابن علي الملقاباذي والضياء بن هبة الله ابن عساكر ويحيى بن سعدون القرطبي
وخلق مثلهم ممن مات قبله وقد روى عنه القاضي عياض بالإجازة ومات قبله
بدهر، وممن روى عنه الحافظ عبد الغنى المقدسي وعلي بن المفضل وربيعة اليمنى
وعبد القادر الرهاوي، والشيوخ، ابن راحج المقدسي وعبد القوى ابن الجباب
وعبد الغافر المحلى والفخر الفارسي والحسن بن أحمد الأوقي ومحمد بن عماد
ومرتضى بن حاتم وأبو القاسم الصفراوي وأبو الفضل الهمذاني وعبد الرحيم
ابن الطفيل ويوسف ابن المخيلي ومنصور ابن الدماغ والعلم ابن الصابوني
وعبد الوهاب بن رواح ويوسف الساوي وأبو الحسين بن الجميزي وأبو القاسم
ابن رواحة وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي سبط السلفي وخلائق وأبو بكر محمد
ابن السفاقسي وعاش في حضور... المسلسل بالأولية إلى سنة أربع وخمسين،
وبقي بعدهم طائفة كعثمان بن خطيب القرافة [وغير 1] واحد بالإجازة.
قال الأوقي سمعته يقول: لي ستون سنة ما رأيت منارة الإسكندرية الا من
هذه الطاقة.
قال ابن المفضل: عدة شيوخ الحافظ بأصبهان فوق الست مائة شيخ،
وخرج إلى بغداد وله عشرون سنة أو أقل أو أكثر فمشيخته في بغداد في خمسة
وثلاثين جزءا، [قال 1]: وله تصانيف كثيرة، وكان ينظم الشعر ويثيب من
يمدحه. - إلى أن قال: ولقى [في 1] القراءات ابن سوار وأبا منصور الخياط

(1) من المكية.
1300

وأبا الخطاب ابن الجراح سمعته يقول: متى لم يكن الأصل بخطى لم أفرح به.
وكان جيد الضبط كثير البحث عما يشكل، وكان أوحد زمانه في
علم الحديث وأعرفهم بقوانين الرواية والتحديث، جمع بين علو الاسناد
وعلو الانتقاد [وبذلك 1] تفرد عن أبناء جنسه، قال السمعاني في الذيل: أبو طاهر
ثقة ورع متقن ثبت [فهم 1] حافظ له حظ من العربية كثير الحديث حسن
البصيرة فيه.
أنبأنا جماعة عمن سمع أبا سعيد عبد الكريم بن محمد الحافظ ثنا أبو العلاء احمد
ابن محمد بن الفضل الحافظ سمعت محمد بن طاهر المقدسي سمعت أبا طاهر الأصبهاني
وكان من أهل الصنعة يقول: كان أبو حازم العبدوي إذا روى عن أبي سعد
الماليني يقول: ثنا أحمد بن حفص [الحدثي 1] - هذا أو نحوه.
قال أبو سعد: وقد صحب السلفي والدي ببغداد مدة ثم ركب من صور في
البحر إلى مصر وأجاز لي. وعن ابن ناصر قال: كان السلفي ببغداد كأنه شعلة
[نار 1] في التحصيل. قال عبد القاهر الرهاوي: كان له عند ملوك مصر الجاه
والقوة والكلمة النافذة مع مخالفته لهم في المذهب، وكان لا يبدو منه جفوة
لأحد ويجلس للحديث ولا يشرب ماءا ولا يبزق ولا يتورك ولا يبدو له قدم
وقد جاوز المائة، بلغني أن سلطان مصر حضر عنده ليسمع فشرع يتحدث مع
أخيه فزبرهما وقال: أيش هذا؟ نقرأ الحديث وأنتما تتحدثان. وبلغني أنه مدة
مقامه بالإسكندرية ما خرج إلى فرجة إلا مرة واحدة، وما تكاد تدخل إلا تراه
مطالعا في شئ وكان حليما.

(1) من المكية.
1301

ولما دخل الثغر رآه الفضلاء والكبراء فاستحسنوا علمه وأخلاقه وآدابه
فأكرموه وخدموه. وحدثني بعض رفقائي عن ابن شافع قال: السلفي شيخ
العلماء. وسمعت بعض فضلاء همذان يقول: السلفي احفظ الحفاظ. قال
ابن عساكر: سمعت بقراءة السلفي من جماعة ولم اظفر بالسماع منه.
تزوج في الإسكندرية امرأة ذات بستان وحصلت له ثروة بعد فقر
وتصوف صارت له بالثغر وجاهة وبنى له العادل [علي بن 1] إسحاق بن السلار
أمير مصر مدرسة ووقف عليها. قال عبد القادر: كان آمرا بالمعروف ناهيا عن
المنكر أزال من جواره منكرات كثيرة، رأيته منع القراء بالألحان وقال: هذه
القراءة بدعة، اقرأوا ترتيلا، فقرأوا.
نقلت من خط الحافظ عبد الغنى نقل خطوط المشايخ للسلفي بالقراءات وأنه
قرأ بحرف عاصم على أبي سعد المطرز، وقرأ لحمزة والكسائي على أبي محمد ابن
[أبى 1] نصر لقصار، وقرأ لقالون على نصر بن محمد الشيرازي، ولقنبل على
عبد الله بن أحمد الخرقي، وقد قرأ عليهم في سنة إحدى وتسعين وأربع مائة
وبعدها. وقال ابن نقطة: كان السلفي جوالا في الآفاق حافظا ثقة متقنا احضروا
له نسخة سعد الخير بالمجتبى للنسائي ليرويه فاجتذبها من يد القارئ بغيظ وقال:
لا أحدث إلا من أصلى.
قال ابن المفضل: حفظت أسماء وكنى ثم ذاكرت السلفي فجعل يذكرها
حفظا، وقال: ما هذا مليح، انا شيخ كبير في هذه البلدة لا [يذكراني 1] أحد
وحفظي هكذا. قال العماد في الخريدة: طوف السلفي بلادا وشدت إليه الرحال

(1) من المكية.
1302

وتبرك به الملوك والاقيال وله شعر ورسائل ومصنفات.
قال الحافظ عبد العظيم: كان السلفي مغرى بجمع الكتب وما حصل له من
المال يخرجه في ثمنها، كان عنده خزائن كتب لا يتفرغ للنظر فيها فعفنت وتلصقت
لنداوة البلد [فكانوا يخلصونها بالفأس 1] فتلف أكثرها. ومما شوهد بخطه:
مولدي سنة اثنتين وسبعين تخمينا لا يقينا. قال حماد بن هبة الله سمعت السلفي يقول:
دخلت بغداد في شوال سنة ثلاث وتسعين فساعة. دخولي لم يكن لي هم الا
ابن البطر فذهبت إليه وكان شيخا عسرا فقلت: قد جئت من أصبهان لأجلك،
فقال: اقرأ. - وجعل الراء غينا، فقرأت عليه وانا متكئ من دماميل، فقال:
أبصر ذا الكلب، فاعتذرت بالدماميل وبكيت من قوله وقرأت سبعة عشر حديثا
وخرجت ثم قرأت عليه نحوا من خمسة وعشرين جزءا، ولم يكن بذاك.
أخبرنا ابن علان إجازة عن القاسم بن علي بن عساكر انا أبى أنشدنا أبو سعد
السمعاني بدمشق أنشدنا أبو العز محمد بن علي أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ
لنفسه بميافارقين:
ان علم الحديث علم رجال * تركوا الابتداع للاتباع
فإذا جن ليلهم كتبوه * وإذا أصبحوا غدوا للسماع
أنشدنا بعلو أبو الحسين اليونيني انا جعفر بن علي أنشدنا السلفي - فذكرهما.
قال الوجيه عيسى بن عبد العزيز اللخمي: توفى السلفي صبيحة الجمعة خامس
ربيع الآخر سنة ست وسبعين وخمس مائة وله مائة وست سنين [وحدث ليلة
موته، وهو يرد اللحن الخفي على القارئ وصلى الصبح ومات فجأة. قلت:

(1) من المكية.
1303

لم يبلغ مائة وست سنين بل مائة وسنتين 1] أو نحو ذلك مع الجزم بأنه كمل المائة.
قال ابن خلكان القاضي: كانت ولادته سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة
تقريبا.
ومات معه في العام الشريف أبو المفاخر سعيد بن الحسين الهاشمي العباسي
المامرني النيسابوري راوي صحيح مسلم بمصر، والمسند أبو المعالي عبد الله
ابن عبد الرحمن بن أحمد بن صابر الأزدي الدمشقي بها، والمسند أبو الفهم عبد الرحمن
ابن عبد العزيز بن محمد بن [أبى 1] العجائز الأزدي بدمشق، والعلامة حجة العرب
أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسين العصار السلمي ببغداد وآخرون.
أخبرنا علي بن محمد الحافظ انا أحمد بن محمد البصري انا أحمد بن محمد الحافظ
انا القاسم بن الفضل انا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد القاضي إملاءا انا عبد الله
ابن جعفر بن أحمد ثنا أحمد بن عصام ثنا أبو عامر العقدي ثنا سفيان عن أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: طعام الواحد يكفي
الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي الثمانية. أخرجه مسلم
من حديث الثوري.
1083 / 5 / 16 - عياض بن موسى
ابن عياض بن عمرو بن موسى [بن عياض 1] القاضي العلامة عالم المغرب
أبو الفضل اليحصبي السبتي الحافظ، مولده بسبته في سنة ست وسبعين وأربع مائة
وأصله أندلسي، تحول جده إلى فاس ثم سكن سبتة، أجازه القاضي الحافظ

(1) من المكية.
1304

أبو على الغساني، وكان يمكنه السماع منه وهو ابن عشرين سنة وإنما دخل القاضي
إلى الأندلس بعد موته فأخذ عن محمد بن حمدين وأبى علي بن سكرة وأبى الحسين
[ابن 1] سراج وأبى محمد بن عتاب وهشام بن أحمد وأبى بحر بن العاص وخلق
وتفقه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي والقاضي أبى عبد الله محمد بن عبد الله
المسيلي، وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان واشتهر اسمه وبعد صيته.
قال ابن بشكوال: هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم استقضى بسبتة
[مدة 2] طويلة حمدت سيرته فيها ثم نقل عنها إلى قضاء غرناطة فلم تطل مدته
فيها وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه.
وقال الفقيه محمد بن حمادة السبتي: جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان
وعشرين سنة، وولى القضاء وله خمس وثلاثون سنة، فسار بأحسن سيرة،
كان هينا من غير ضعف صليبا في الحق، تفقه على أبى عبد الله التميمي وصحب
ابا إسحاق بن جعفر الفقيه ولم يكن أحد بسبتة في عصره أكثر تواليف منه.
وله كتاب " الشفاء في شرف المصطفى " وكتاب " ترتيب المدارك وتقريب
المسالك في ذكر فقهاء مذهب مالك وكتاب " العقيدة " وكتاب " شرح حديث
أم زرع " وكتاب " جامع التاريخ " الذي أربى على جميع المؤلفات جمع فيه أخبار
ملوك الأندلس والمغرب واستوعب فيه أخبار سبتة وعلمائها، وله " كتاب
مشارق الأنوار في اقتفاء صحيح الآثار " من الموطأ والصحيحين. - إلى أن قال:
وحاز من الرياسة في بلده ومن الرفعة ما لم يصل إليه أحد قط من أهل بلده،
وما زاده ذلك الا تواضعا وخشية لله، وله من المؤلفات الصغار أشياء لم نذكرها.

(1) من الديباج (2) من المكية.
1305

قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: هو إمام الحديث في وقته وأعرف
الناس بعلومه وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، قال: ومن
تصانيفه كتاب " الاكمال في شرح مسلم " كمل [به 1] كتاب " المعلم " للمازري
ومنها كتاب " مشارق الأنوار " في [تفسير 1] غرائب الحديث، وكتاب
" التنبيهات " فيه فوائد وغرائب، وكل تواليفه بديعة، وله شعر حسن فمنه
ما رواه [عنه 1] ابنه قاضي دانية أبو عبد الله محمد بن عياض:
انظر إلى الزرع وخاماته * تحكى وقد ماست امام الرياح
كتيبة خضراء مهزومة * شقائق النعمان فيها جراح
قلت روى عنه خلق كثير منهم عبد الله بن محمد الأشيري وأبو جعفر
ابن القصير الغرناطي وأبو القاسم خلف بن بشكوال وأبو محمد بن عبيد الله الحجري
ومحمد بن الحسن الجابري. قال ابن بشكوال: توفى القاضي عياض مغربا عن
وطنه في وسط سنة أربع وأربعين وخمس مائة. قال ولده محمد: توفى في ليلة
الجمعة نصف الليلة التاسعة من جمادى الآخرة ودفن بمراكش.
قلت وفيها مات العلامة أبو جعفرك أحمد بن علي بن [أبى 1] جعفر
البيهقي صاحب التصانيف، وقاضي تستر القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن حسين
الأرجاني شاعر وقته، والمسند أبو المحاسن سعد بن علي بن الموفق الهروي،
والامام أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرادي القرطبي محدث حلب.
أخبرنا القاضي معين الدين علي بن أحمد بن أبي الحسن بالإسكندرية انا محمد
ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري بقراءتي عن عبد الله بن محمد بن عبيد الله

(1) من المكية.
1306

الحافظ (ح) وانا أبو القاسم محمد بن أحمد بن [محمد بن 1] عمران الحضرمي
انا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الغافقي مرارا انا محمد بن عبد الله الأزدي انا محمد
ابن الحسن [بن عطية 1] الجابري قالا انا عياض بن موسى الحافظ قال ثنا القاضي
أبو عبد الله محمد بن عيسى التميمي وأبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه قالا ثنا أبو على
الغساني ثنا أبو عمر النمري ثنا ابن عبد المؤمن ثنا أبو بكر التمار ثنا أبو داود ثنا محمد
ابن سلمة ثنا ابن وهب عن حياة وابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب عن كعب بن
علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا على فإنه من
صلى على مرة صلى الله عليه عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة
لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون انا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة
حلت عليه الشفاعة.
1084 / 6 / 16 - الرشاطي
عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن أحمد الحافظ النسابة أبو محمد اللخمي
المريى 2 المعروف بالرشاطي، قال أبو جعفر ابن الزبير: روى عن أبي على الغساني
وأبى الحسن ابن اخى الدش وأبى على الصدفي وابن فتحون وجماعة وألف
كتابه الحافل المسمى " باقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب رواة الآثار "
وكتاب " الاعلام لما في المختلف والمؤتلف للدارقطني من الأوهام " وانتصاره من
القاضي أبى محمد بن عطية وغير ذلك وكان ضابطا محدثا متقنا إماما مفيدا ذاكرا

(1) من المكية (2) نسبة إلى بلده المرية ووقع في الأصلين " المزني " خطأ.
1307

للرجال حافظا للتاريخ والأنساب فقيها بارعا أحد الجلة المشار إليهم، روى عنه
أبو محمد عبيد الله وأحمد بن حبر (؟) وابن مضا وابن خالد بن رفاعة وأبو محمد
عبد الرحيم وأبو بكر ابن أبي جمرة، واستشهد عند دخول العدو المرية في
جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة، وكان مولده في سنة ست وأربع
مائة، وقال ابن عاف: في سنة خمس وستين وأربع مائة، والأول أصح.
1085 / 7 / 16 - الجوزقاني
الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني
مصنف كتاب " الأباطيل " وهو محتو على أحاديث موضوعة وواهية طالعته
واستفدت منه مع أوهام فيه، وقد بين بطلان أحاديث واهية بمعارضة أحاديث
صحاح لها، سمع عبد الرحمن بن حمد الدوني وهو أكبر شيخ له ويحيى بن أحمد
الغضائري ومحمد بن طاهر المقدسي وإسماعيل بن أبي صالح [المؤذن 1] وشيرويه
ابن شهردار الديلمي وأحمد بن عباد البروجردي وأبا زكريا يحيى بن منده
وعبد الملك بن بنجير وحمد بن نصر وطائفة سواهم، ومن صغار شيوخه عبد الخالق
ابن احمد اليوسفي، روى هذا الكتاب عنه ابن أخته نجيب بن غانم الطيان فحدث به
نجيب في سنة اثنتين وثمانين وخمس مائة.
وأما الجوزقاني صاحب الترجمة فلا أعلم متى توفى، ثم رأيته في تاريخ
ابن النجار وان ابن مشق ضبط وفاته في سادس عشر رجب سنة ثلاث وأربعين
وخمس مائة. قال ابن النجار: وجوزقان ناحية من همذان كتب وحصل

(1) من المكية.
1308

وصنف عدة كتب في علم الحديث منها كتاب " الموضوعات " أجاد تصنيفه
روى لنا عنه عبد الرزاق [الجيلي 1].
1086 / 8 / 16 - الفامي
الحافظ أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان بن منصور الهروي
محدث هراة، ولد سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة بهراة، وسمع أبا عبد الله محمد
ابن علي العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وأبا عامر محمود بن القاسم الأزدي
وشيخ الاسلام ابا إسماعيل الأنصاري وعدة، وفى الرحلة من أبى القاسم بن الحصين
وهبة الله بن علي البخاري، ذكره السمعاني في تاريخه فقال: كان ببغداد حسن
السيرة جميل الطريقة دمث الأخلاق كثير الصدقة والصلاة دائم الذكر متوددا 2
متواضعا، له معرفة بالحديث والأدب يكرم الغرباء ويفيدهم [عن الشيخ 1]
وكان ثقة مأمونا كتبت عنه بهراة ونواحيها، مات في الخامس والعشرين
من ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمس مائة. قلت: لقبه ثقة الدين،
وروى عنه الحافظان ابن عساكر والسمعاني وأبو روح عبد المعز الهروي، وله
تاريخ صغير.
وفيها مات المسند أبو المعالي أحمد بن محمد بن عثمان المذاري ببغداد سمع أبا
على البناء، والمسند الفقيه أبو سعد عمر بن علي بن الحسين المحمودي البلخي
صاحب الوخشي، والمسند نوشتكين بن عبد الله الرضواني البغدادي، ومسند
خراسان الخطيب أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري.

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " مترددا ".
1309

أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء عن عبد المعز بن محمد انا الحافظ
ثقة الدين أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي انا زيد بن الفضل انا علي بن أبي
طالب الخوارزمي انا أبو على الرفاء ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا سفيان عن
الزهري عن انس أن النبي صلى الله عليه وآله نهى عن الدباء والمزفت أن
ينتبذ فيه.
1087 / 9 / 16 - ابن الدباغ
الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن فيرة، وقيل
إبراهيم بدل عمر، اللخمي الأندلسي الأندى محدث مرسية، لا بل محدث الأندلس،
استوعب أخباره ابن الزبير فقال: هو أحد الأئمة المهرة المتقنين في صناعة الحديث
وجهابذة النقاد اعتمد ابا علي بن سكرة وأكثر عنه وعن أبي عبد الله أحمد بن محمد
الخولاني وابن عتاب وخلف بن إبراهيم بن النحاس وعبد القادر بن محمد الصدفي،
واعتمده الناس فيما قيده لإمامته وإتقانه، وعول عليه الجلة، وكان من آخر
أئمة المحدثين بالأندلس وكان سمحا مؤثرا على قلة ذات يده، نزه النفس، ولى
خطابة مرسية وقتا ثم ولى قضاء دانية.
قال أبو العطاء وهب بن نذير: هو خاتمة أئمة المحدثين، وله تواليف،
أكثر عنه ابن بشكوال وأبو بكر بن أبي جمرة، وقال ابن بشكوال: روى عن أبي
على الصدفي كثيرا ولازمه طويلا، وأخذ عنه جماعة من شيوخنا وكان من أنبل
أصحابنا وأعرفهم بطريقة الحديث وأسماء الرجال وأزمانهم وضعفائهم وثقاتهم
وأعمارهم وآثارهم، من أهل العناية الكاملة بتقييد العلم ولقاء الشيوخ لقى منهم
1310

كثيرا وكتب عنهم، شوور في الاحكام ببلده ثم خطب به وقتا، وقال لي إن
مولده سنة إحدى وثمانين وأربع مائة.
قلت: حدث عنه ابن بشكوال والوزير أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز
التجيبي البلنسي وأحمد بن [أبى 1] المطرف البلنسي وأحمد بن سلمة اللورقي ومحمد
ابن أبي الحسن بن هذيل [وآخرون 1]. وله جزء لطيف في أسماء الحفاظ، عاش
خمسا وستين سنة رأيت برنامجه وفيه كتب كبار كثيرة من مروياته.
أخبرنا أبو الحسين - اليونيني انا أبو الخطاب عمر بن حسين الكلبي انا القاضي
أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز التجيبي ثنا الحافظ أبو الوليد يوسف
ابن عبد العزيز اللخمي قال: الطبقة الأولى من أئمة المحدثين محمد بن مسلم بن شهاب
الزهري -. قلت: فبدأ به إلى أن ختم الجزء بأبي طاهر السلفي. توفى ابن الدباغ
في سنة ست وأربعين وخمس مائة كالذي قبله وأعلى شئ عنده الموطأ قرأه
على الخولاني في حدود سنة إحدى وخمس مائة بسماعه من عثمان بن أحمد القشطالي
صاحب أبى عيسى بن عبد الله الليثي وسمع من ابن سكرة الصحيحين وسنن الدارقطني
والموطأ وسنن أبي داود والعلل للدارقطني ومائة جزء من مسند يعقوب السدوسي
ومسند البزار في تسعين جزءا [وجامع الترمذي وغير ذلك، الجميع سمعه من
أبى على حتى أنه سمع منه كتاب الغريبين للهروي 1] والسنن للباجي ومعجم
ابن قانع ومعظم تاريخ ابن أبي خيثمة، وسمع النسائي من ابن عتاب ومسند أبى بكر
ابن أبي شيبة سمعه من يونس بن مغيث. [فأنبأني أحمد بن سلامة عن أبي جعفر
أحمد بن علي القرطبي قال انا أبو الوليد ابن الدباغ سماعا لجميع الموطأ بقراءة أبى قال

(1) من المكية.
1311

قرأته على الخولاني بسنده، والكتاب سماع التاج بن أبي جعفر سمعه منه المحدث
أبو محمد الحرائري 1].
1088 / 10 / 16 - السبحي
الحافظ الامام محدث مرو وخطيبها أبو طاهر محمد بن أبي بكر محمد بن عبد الله
ابن أبي سهل المروزي السبحي، مولده بقرية سبح الكبيرة في حدود سنة ثلاث
وستين وأربع مائة، وسمع الكثير ورحل وتفقه أولا على العلامة أبي المظفر
السمعاني وعبد الرحمن الزاز، قال أبو سعد السمعاني: كان إماما ورعا متهجدا
متواضعا سريع الدمعة، سمع إسماعيل بن محمد الزاهري ومحمد بن علي الشاشي الفقيه
وعلي بن أحمد المديني الأخرم ونصر الله بن أحمد الخشنامي والشريف محمد بن
عبد السلام الأنصاري وثابت بن بندار البقال وجعفر بن أحمد السراج وأبا البقاء
المعمر بن محمد الحبال والحافظ أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه الأصبهاني وأبا سعد
[المطرز 1] وعبد الرحمن بن أحمد الدوني وطبقتهم بخراسان وبغداد والكوفة
والحجاز وأصبهان، وكان رفيق والدي في الرحلة ومن أخص أصحابه نسخ لنفسه
ولغيره، وله معرفة بالحديث وهو ثقة دين قانع بما هو فيه كثير التلاوة حج
مع والدي وسمعت من لفظه الكثير وكان يلي الخطابة في الجامع الأقدم.
قلت: سمع منه عبد الرحيم بن أبي سعد مع والده " صحيح مسلم " و " النسائي "
و " الرقاق " لابن المبارك و " الحلية " لأبي نعيم والأحاديث الألف لشيخه أبى
المظفر السمعاني، مات في شوال سنة ثمان وأربعين وخمس مائة.

(1) من المكية.
1312

وفيها مات شيخ الصوفية بمرو الخطيب أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن محمد
الكشميهني خاتمة من روى عن أبي الخير محمد بن عمران الروزي صحيح البخاري،
وشيخ بغداد القدوة المعمر أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن أحمد [ابن 1] الطلاية،
ومفيد بغداد الإمام أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف
اليوسفي عن أربع وثمانين [سنة 1]، والمحدث الصادق أبو الفتح عبد الملك بن
عبد الله بن أبي سهل الكروجي الهروي المجاور، والمسند أبو المعالي الفضل ابن المحدث
سهل بن بشر الأسفراييني ثم الدمشقي الملقب بالأثير، والمسند أبو طالب محمد
ابن عبد الرحمن بن محمد الحيري الكنجرودي النيسابوري الجزباراني عن ست
وثمانين سنة، ومسند بغداد أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن أبي شريك الحاسب
صاحب ابن النقور، وبركة والشام القدة أبو الحسين بن أبي عبد الله بن حمزة الزاهد
المقدسي بحلب، والمسند أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي
بدمشق، وشاعر العصر العلامة أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن خالد
القيسراني، والأديب البارع أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد الطرابلسي الرفاء
الشاعر المحسن، والعلامة أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني
صاحب الملل والنحل ومفتى خراسان الإمام أبو سعد محمد بن يحيى بن أبي منصور
الشافعي النيسابوري محى الدين تلميذ الغزالي، فسبحان ورث الأرض ومن عليها.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بقراءتي عن عبد الرحيم بن عبد الكريم انا أبو طاهر
السبحي انا فقيه الشاش أبو بكر محمد بن علي بن حامد قدم علينا انا أبو الفضل
الكاغذي انا الهيثم بن كليب ثنا أبو قلابة ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن الأعمش

(1) من المكية.
1313

عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سألكم
فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه، فان لم تجدوه
فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه.
1089 / 11 / 16 - كوتاه
الحافظ الامام المفيد أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الأصبهاني
الملقب بكوتاه، سمع أبا بكر بن ماجة الأبهري ورزق الله التميمي والرئيس
أبا عبد الله الثقفي وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني وطبقتهم فأكثر.
قال أبو موسى المديني: أوحد وقته في علمه مع حسن طريقته وتواضعه،
حدثنا لفظا وحفظا على منبر وعظه سنة سبع عشرة، وقال [لي 1]: ولدت سنة
ست وسبعين وأربع مائة.
قال السمعاني: هو من أولاد المحدثين حسن السيرة مكرم للغرباء فقير قنوع
صحب والدي مدة مقامه بأصبهان وسمع بقراءته الكثير، وله معرفة بالحديث وهو
من مقدمي أصحاب شيخنا إسماعيل الحافظ حضرت مجلس أماليه، وسمعت ابا القاسم
الحافظ بدمشق يثنى عليه ثناءا حسنا ويفخم أمره ويصفه بالحفظ والاتقان.
قلت: وسمع بنيسابور من عبد القاهر الشيروي، وببغداد من طائفة، وكان يقول:
ينزل بذاته فهجره شيخه إسماعيل لاطلاق هذه العبارة، وقد روى عنه الحافظ
ابن عساكر والحافظ يوسف الشيرازي، وبالإجازة كريمة الزبيرية.
أنبأونا عمن سمع أبا سعد الحافظ ثنا عبد الخالق بن زاهر ثنا صاعد بن سنان

(1) من المكية.
1314

الحافظ ثنا عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بمدينة النبي صلى الله عليه وآله
انا روح بن محمد انا أبو الحسن الجرجاني انا ابن خرزاد ثنا علي بن روحان ثنا
أحمد بن سنان سمعت شيبان بن يحيى يقول: ما اعلم طريقا إلى الجنة اقصد ممن
يسلك طريق الحديث. وقد بقيت كريمة بعد صاعد مائة وعشرين سنة، وهذا
يدخل في فن السابق واللاحق.
أخبرنا محمد بن الحسن الفقيه أخبرتنا كريمة انا عبد الجليل بن محمد في كتابه
انا رزق الله بن عبد الوهاب انا الحسن بن أحمد انا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ثنا
صالح بن موسى ثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يتعاقبون فيكم ملائكة
بالليل وملائكة بالنهار يجتمعون في صلاة الفجر وصلاة المغرب ثم يعرج الذين
باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم
وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون.
توفى كوتاه الحافظ بأصبهان [شعبان 1] سنة ثلاث وخمسين وخمس
مائة. وفيها مات مسند زمانه الإمام أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب
السجزي ببغداد عن خمس وتسعين سنة، والمسند أبو الحسن علي بن عساكر بن
سرور الدمشقي الخشاب بدمشق، والعلامة أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور
ابن الصفار النيسابوري، ومقرئ واسط وإمام جامعها أبو الفتح المبارك بن أحمد
ابن زريق الحداد الواسطي، والمسند الأديب أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم
الهروي وله إجازة القشيري.

(1) من المكية.
1315

1090 / 12 / 16 - السمعاني
الحافظ البارع العلامة تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم ابن الحافظ
تاج الاسلام معين الدين أبى بكر محمد ابن العلامة المجتهد أبى المظفر منصور
ابن محمد بن عبد الحبار بن أحمد بن محمد بن جعفر التميمي السمعاني المروزي صاحب
التصانيف، ولد في شعبان سنة ست وخمس مائة وحمله والده إلى نيسابور في آخر
سنة تسع فلحق بحضوره المعمر عبد الغفار بن محمد الشيرازي، وعبيد بن محمد
القشيري وعدة، وحضر بمرو على أبي منصور محمد بن علي نافلة الكراعي، فمات
أبو ه سنة عشر وتربى مع أعمامه وأهله وحفظ القرآن والفقه ثم حبب إليه هذا
الشأن وعنى به ورحل إلى الأقاليم النائية، وسمع من أبى عبد الله الفراوي وزاهر
الشحامي وطبقتهما بنيسابور، والحسين بن عبد الملك الخلال وسعيد بن أبي الرجاء
وطبقتهما بأصبهان، وأبى بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وطبقته ببغداد، وعمر
ابن إبراهيم العلوي بالكوفة، وأبى الفتح المصيصي بدمشق، وببخارى وسمرقند
وبلخ، وعمل المعجم في عدة مجلدات، وكان ذكيا فهما سريع الكتابة مليحها
درس وأفتى ووعظ وأملى وكتب عمن دب ودرج وكان ثقة حافظا حجة
واسع الرحلة عدلا دينا جميل السيرة حسن الصحبة كثير المحفوظ.
قال ابن النجار: سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا
شئ لم يبلغه أحد، وكان مليح التصانيف كثير النشوار والأناشيد لطيف المزاح
ظريفا حافظا واسع الرحلة ثقة صدوقا دينا سمع منه مشايخه وأقرانه وحدثنا عنه
جماعة. قلت: روى عنه ولده عبد الرحيم مفتى مرو وأبو القاسم بن عساكر وابنه
1316

القاسم وعبد الوهاب بن سكينة وعبد الغفار بن منينا وأبو روح عبد المعز بن محمد
الهروي وأبو الضوء شهاب الشذباني والافتخار عبد المطلب الحلبي وأبو الفتح محمد
ابن محمد الصائغ وخلق.
ذكر تصانيفه - نقل أسماءها ابن النجار [من خطه 1] منها " الذيل " على
تاريخ الخطيب أربع مائة طاقة، " تاريخ مرو " خمس مائة طاقة، " أدب الطلب "
مائة وخمسون طاقة، " الاسفار عن الاسفار " خمس وعشرون طاقة، " الاملاء
والاستملاء " خمس عشرة طاقة، " معجم البلدان " خمسون طاقة، " معجم الشيوخ "
ثمانون طاقة، " تحفة المسافر " مائة وخمسون طاقة، " الهداية " خمس وعشرون
طاقة، " عز العزلة " سبعون طاقة، " الأدب واستعمال الحسب " خمس طاقات،
" المناسك " ستون طاقة، " الدعوات " أربعون طاقة، " الدعوات النبوية " خمس
عشرة طاقة، " غسل اليدين " خمس طاقات، " أفانين البساتين " خمس عشرة طاقة،
" دخول الحمام " خمس عشرة طاقة، " صلاة التصبيح " عشر طاقات، " التحايا "
ست طاقات، " تحفة العيد " ثلاثون طاقة، " فضل الديك " خمس طاقات،
" الرسائل والوسائل " خمس عشرة طاقة، " صوم البيض، " خمس عشرة طاقة،
" سلوة الأحباب " خمس طاقات، " التحبير في المعجم الكبير " ثلاث مائة طاقة،
" فرط الغرام إلى ساكني الشام " خمس عشرة طاقة، " مقام العلماء بين يدي الأمراء "
إحدى عشرة طاقة، " المسارات والمصافحة " ثلاث عشرة طاقة، " ذكرى حبيب
رحل، وبشرى مشيب 2 نزل " عشرون طاقة، " الأمالي الخمس مائة " مائتا طاقة،
" فوائد الموائد " مائتا طاقة، " فضل الهر " ثلاث طاقات، [" ركوب البحر "

(1) من المكية (2) في المكية " حسيب ".
1317

سبع طاقات، " الهريسة " ثلاث طاقات 1] " وفيات المتأخرين " خمس عشرة طاقة،
[" الأنساب " ثلاث مائة وخمسون طاقة 1]، " الأمالي " ستون طاقة، " بخار
بخور البخاري " عشرون طاقة، " تقديم الجفان إلى الضيفان " سبعون طاقة،
" صلاة الضحى " عشر طاقات، " الصدق في الصداقة "، " الريح في التجارة "، " رفع
الارتياب عن كتابة الكتاب " أربع طاقات، " النزوع إلى الأوطان " خمس
وثلاثون طاقة، " تخفيف الصلاة " في طاقتين، " لفتة المشتاق إلى ساكن العراق "
أربع طاقات، " من كنيته أبو سعد " ثلاثون طاقة، " فضائل الشام " في طاقتين،
" فضل ياسين " في طاقتين.
وقد ذهب أبو سعد إلى بيت المقدس وزارة والنصارى يومئذ ولاته،
وذكر في كتاب التحبير تراجم شيوخه فأفاد وأجاد طالعته، مات في ربيع الأول
[في أوله 1] سنة اثنتين وستين وخمس مائة بمرو، وله ست وخمسون سنة.
وفيها مات مسند هراة أبو محمد عبد الجليل بن أبي سعد المعدل راوي جزء
بيبى الهرثمية عنها، وخطيب دمشق وفقيهها أبو البركات الخضر بن شبل بن
عبد الحارثي الشافعي عن ست وسبعين سنة، ومسند سجستان الإمام أبو عرويه
عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني الذي ارتحل إليه
عبد القادر الرهاوي، وفقيه دمشق وفرضيها جمال الأئمة علي بن الحسن بن الحسن
[ابن 1] الماسح الكلابي عن أربع وسبعين سنة، ومحدث المشرق المعمر
أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي ثم البلخي الفقيه عن سبع وثمانين سنة،
والشيخ أبو عاصم قيس بن محمد السويقي بأصبهان لقى في حجه أبا الحسن ابن العلاف

(1) من المكية.
1318

وواعظ مصر أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم بن ثابت الكيزاني، ومسند بغداد أبو المعالي
محمد بن محمد بن محمد بن الحباب اللحاس الحريمي العطار وله سماع في سنة ثمان
وسبعين وأربع مائة، والشيخ أبو طالب المبارك بن علي بن خضير الصيرفي ببغداد،
والمسند أبو الفضل المبارك بن المبارك بن صدقة السمسار سمع من طراد،
والمسند أبو محمد عبد الواحد بن الحسين [ابن 1] البارزي ببغداد سمع النعالي وعدة،
والمسند أبو الحسن [علي بن مهدي 1] الهلالي [الطبيب بدمشق، ومسند العراق
أبو القاسم هبة الله بن الحسن 1] بن هلال الدقاق عن إحدى وتسعين سنة،
ومسند الوقت الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل الثقفي
الأصبهاني في رجب عن مائة سنة.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا عبد المعز بن محمد إجازة انا أبو سعد عبد الكريم
ابن محمد انا عبد الغافر بن محمد [حضورا 1] انا أبو بكر الحيري ثنا أبو العباس المعقلي
ثنا زكريا بن يحيى ثنا ابن عيينة عن الزهري عن انس قال قال رجل يا رسول الله
متى الساعة؟ قال: ما أعددت لها؟ فلم يذكر كبيرا الا انه يحب الله ورسوله، قال:
فأنت مع من أحببت.
1091 / 13 / 16 - معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد
ابن محمد ابن الفاخر
الحافظ الامام مفيد أصبهان أبو أحمد القرشي العبشمي السمري الأصبهاني
المعدل الواعظ، ولد سنة أربع وتسعين وأربع مائة، وسمع ابا الفتح أحمد بن محمد

(1) من المكية.
1319

الحذاء وأبا المحاسن الروياني الفقيه وغانما البرجي وأبا على الحداد وطبقتهم،
وارتحل إلى بغداد فسمع ابا القاسم [ابن 1] الحصين وأبا العز بن كادش وقاضي
المرستان، وارتحل إلى بغداد سبع مرات وأسمع بها أولاده.
حدث عنه أبو سعد السمعاني وابن الجوزي والحافظ عبد الغنى وابن قدامة
والسهروردي وعمر بن جابر وابن الأخضر وأبو الحسن ابن المقير وآخرون،
وروى عنه بالإجازة الرشيد بن مسلمة، قال السمعاني: شاب كيس حسن العشرة
سخى النفس متودد قاض للحوائج أكثر ما سمعت بأصبهان كان بإفادته يدور معي
من بكرة إلى الليل، شكر الله سعيه، ثم كان ينفذ إلى الاجزاء لأكتبها ويكتب لي
وفاة الشيوخ وحدثني بجزء انتقاه لي عن شيوخه.
قال ابن الجوزي: كان معمر من الحفاظ الوعاظ له معرفة حسنة بالحديث
كان يخرج ويملي سمعت منه بالمدينة النبوية. وقال ابن النجار: كان سريع الكتابة
موصوفا بالحفظ والمعرفة والصلاح والثقة والورع والمروءة، صنف كثيرا
في الحديث والتواريخ والمعاجم وكان معظما بأصبهان ذا قبول ووجاهة، مات
[ببادية الحجاز 1] في ذي القعدة سنة أربع وستين وخمس مائة.
وفيها مات الواعظ أبو الحسن سعد الله بن نصر [ابن 1] الدجاجي البغدادي
المقرئ، والعالم المحدث الجوال أبو محمد عبد الخالق بن أسعد الدمشقي الحنفي صاحب
المعجم، ومسند قرطبة أبو مروان عبد الرحمن بن محمد بن قزمان الفقيه عن خمس
وثمانين سنة، وشيخ القراء العلامة القدوة أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل
البلنسي عن ثلاث وتسعين سنة، وقاضي دمشق الامام زكى الدين على ابن القاضي

(1) من المكية.
1320

المنتخب محمد بن الزكي بن يحيى بن علي بن عبد العزيز القرشي الشافعي عن سبع
وخمسين سنة ببغداد بعد حجه، ومسند بغداد أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد
البطي الحاجب عن سبع وثمانين سنة، وزاهدا العراق أبو عبد الله محمد بن عبد الملك
الفارقي العارف
أخبرنا العز ابن الفراء بدمشق والعماد عبد الحافظ بنابلس قالا ثنا الإمام أبو
محمد بن قدامة سنة ست عشرة وست مائة انا معمر بن عبد الواحد انا أبو الفتح
الحداد انا ابن عبد كويه انا الطبراني ثنا علي بن عبد العزيز ثنا القعنبي ثنا مغيرة بن
عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها.
1092 / 14 / 16 - أبو الخير
الحافظ المتقن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن حمدان بن موسى الأصبهاني،
قال ابن النجار: كان من حفاظ الحديث، سمعت جماعة من أصبهان يقولون إنه
كان يحفظ الصحيحين، وكانوا يفضلونه على الحافظ أبى موسى بالحفظ. قال
ابن النجار: سمع الكثير [وقرأ 1] بنفسه وكتب، وكان موصوفا بالفضل
ومعرفة الحديث قدم بغداد في شبابه وفى كبره، حدث عن غانم بن محمد البرجي
وأبى على الحداد وجعفر الثقفي ومحمد بن عبد الواحد الدقاق وعبد الواحد بن محمد
الدشنج وهبة الله بن الحصين 2 وأبى العز بن كادش [وخلق 1] أملى بجامع

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " الحسين " خطأ.
1321

القصر باستملاء شيخنا ابن الأخضر وسألته عنه فأثنى عليه ووصفه بالحفظ
والمعرفة وقال: كانوا يفضلونه على معمر بن الفاخر. قلت: وحدث عنه الحافظ
عبد الغنى والشيخ الموفق.
قال ابن النجار: أخرج لي شيخنا أبو عبد الله الحنبلي بأصبهان محضرا في
أبى الخير بن موسى وطلب من المشايخ أن يكتبوا حاله [فيه، ففيه 1] خط إسماعيل
ابن محمد الحافظ وأبى نصر الغازي ومحمد بن أبي نصر اللفتواني وأبى مسعود كوتاه
وغيرهم كلهم شهدوا أنه لا يحتج بنقله ولا يقبل قوله ولا يوثق به في ديانته وسوء
سيرته.
وقرأت في جزء بخط عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف الخجندي سؤالا
سأله الحافظ أبو موسى المديني عن إجازات البغداديين لمسعود بن الحسن الثقفي وهم
ابن المأمون وأبو الحسين ابن المهتدى بالله وأبو بكر الخطيب وابن النقور وتمام
العشرة الذين نقلهم عبد الرحيم بن موسى وأحال على مواضع فطلبت فلم توجد
وتكلم الناس في ذلك وسأله أيضا [عن 1] إجازات ابن هاجر، وكتب
أبو موسى الجواب: اغترت الاغرار بهذه الإجازات وضيعوا أوقاتهم في القراءة
بها وبتسويف المدعى لها باظهارها إلى أن تحقق بطلانها بعد طول المدة، والرجوع
إلى الحق أولى، فمن قرأ بإجازة هؤلاء على الرئيس فقد ضل سعيه وخاب أمله
وبطل عمله، وقد أشهد الرئيس على نفسه ببطلان بعضها. قرأت بخط الحافظ
الضياء سمعت الامام عبد الله الجبائي يقول: كان أبو الخير يحفظ البخاري ويقول:
من أراد أن يقرأ الاسناد حتى اقرأ المتن ومن أراد أن يقرأ المتن حتى أقرأ [انا 1]

(1) من المكية.
1322

الاسناد. ولد أبو الخير في صفر سنة خمس مائة، ومات في شوال سنة ثمان وستين
وخمس مائة.
وفيها مات مسند القراء أبو الفضل أحمد بن محمد بن سنيف الدارقزي،
وجعفر بن عبد الله ابن قاضي القضاة أبى عبد الله الدامغاني، وملك النحاة
أبو نزار الحسن بن صافي، ومسند أصبهان أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين
الصيدلاني.
قرأت على عبد الحافظ بن بدران أخبركم عبد الله بن أحمد الفقيه انا أبو الخير
عبد الرحيم بن محمد انا أبو على الحداد انا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر
النردي انا محمد بن إسحاق الحافظ وعلي بن أحمد بن هارون قالا أنا محمد بن
يعقوب انا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم انا ابن وهب أخبرني سفيان الثوري سمع
أيمن بن نابل يحدث أن قدامة بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يرمى الجمرة لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك لفظ على الأردستاني.
وقرأت بخط الشيخ الضياء: سمعت الامام أبا عبد الله محمد بن سعيد
بأصبهان يقول: أرسل 1 إلى ابن الحافظ أبى العلاء من همذان يسألني عن أبي الخير
ابن موسى: أيش صح عندك فيه من أجل الجرح؟ [فأرسلت: عندي 2] درج
فيه تعديله والتعديل والله أعلم أقرب. ثم قال: لأنه تكلم فيه أبو موسى الحافظ
من أجل إجازات الرئيس مسعود حسب، وقال: جاء الحافظ أبو موسى إلى جدي
يعنى المصلح فقال: تتكلم في أبى الخير؟ قال: لا افعل، أو قال: لم يتبين لي جرحه،
إنه يتتبع أمالي يعنى غلطه.

(1) في الأصلين " أرسلت " (2) من المكية.
1323

1093 / 15 / 16 - أبو العلاء الهمذاني
الحافظ العلامة المقرئ شيخ الاسلام [الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد
ابن 1] محمد بن سهل العطار شيخ همذان، مولده سنة ثمان وثمانين وأربع مائة،
قرأ بالروايات على أبي على الحداد وأكثر عنه ولازمه مدة، وعلى مقرئ واسط
أبى العز القلانسي وأبى عبد الله البارع وأبى بكر المزرفي، [وطائفة 1] وسمع
من أبى القاسم بن بيان وأبى علي بن نبهان وابن الحصين وخلائق ببغداد،
وأبى عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وطائفة بنيسابور، ثم رحل ثاني مرة
إلى بغداد فأسمع ابنه، ثم قدم بعد الثلاثين وخمس مائة فأكثر، ثم بعد عام
أربعين، قرأ عليه بالروايات أبو أحمد بن سكينة وأبو الحسن ابن الدباس ومحمد
ابن محمد بن الكيال، وحدث عنه أبو المواهب بن صصري والحافظ عبد القادر
والحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي ومحمد بن محمود الحمامي، ومحمد والقاضي
[على والقاضي 1] عبد الحميد بنو ابن بنيمان 2، وهم أسباطه، وآخرون وخاتمة
أصحابه بالإجازة أبو الحسن ابن المقير.
قال أبو سعد السمعاني: حافظ متقن ومقرئ فاضل حسن السيرة مرضى
الطريقة عزيز النفس سخى بما يملكه مكرم للغرباء يعرف القراءات والحديث
والأدب معرفة حسنة سمعت منه.
وقال عبد القادر الحافظ: شيخنا أبو العلاء أشهر من أن يعرف بل تعذر
وجود مثله في أعصار كثيرة على ما بلغنا من السير، أربى على أهل زمانه في كثرة

(1) من المكية (2) سيأتي ذكر عبد الحميد ونسبه ووفاته في رقم 1134.
1324

السماعات مع تحصيل أصول ما سمع، وجودة النسخ وإتقان ما كتبه بخطه، ما
كان يكتب شيئا الا منقطا معربا، وأول سماعه من عبد الرحمن بن محمد الدوني في
سنة خمس وتسعين وأربع مائة، برع على حفاظ عصره في حفظ ما يتعلق
بالحديث من الأنساب والتواريخ والأسماء والكنى والقصص والسير، ولقد
كان يوما في مجلسه فجاءته فتوى في عثمان رضي الله عنه فكتب من حفظه ونحن
جلوس درجا طويلا في اخباره، وله تصانيف منها " زاد المسافر " في خمسين
مجلدا، وكان إماما في القرآن وعلومه وحصل من القراءات ما انه صنف فيه
العشرة، والمفردات، وصنف في الوقف والابتداء وفى التجويد والماءات
والعدد ومعرفة القراء وهو نحو من عشر مجلدات، استحسنت تصانيفه وكتبت
ونقلت إلى خوارزم والى الشام. وبرع عنده جماعة كثيرة في القراءات، وكان
إذا جرى ذكر القراء يقول: فلان: مات عام كذا، مات فلان في سنة كذا،
وفلان يعلو إسناده على فلان بكذا.
وكان إماما في النحو واللغة، سمعت أن من جملة ما حفظ " كتاب الجمهرة "
وخرج له تلامذة في العربية [أئمة 1] يقرأون بهمذان، وبعض أصحابه رأيته،
فكان من محفوظاته كتاب " الغريبين " للهروي. - إلى أن قال: وكان مهينا للمال
باع جميع ما ورثه [وكان 1] من أبناء التجار فأنفقه في طلب العلم حتى سافر
إلى بغداد وأصبهان [مرات 1] ماشيا يحمل كتبه على ظهره.
سمعته يقول: كنت: أبيت ببغداد في المساجد وآكل خبز الدخن. وسمعت
ابا الفضل بن بنيمان الأديب يقول: رأيت أبا العلاء في مسجد من مساجد بغداد

(1) من المكية.
1325

يكتب وهو قائم لان السراج كان عاليا. - إلى أن قال: فعظم شأنه في القلوب
حتى أن كان يمر في همذان فلا يبقى أحد رآه الا قام ودعا له حتى الصبيان واليهود.
وربما كان يمضى إلى بلدة مشكان يصلى بها الجمعة فيتلقاه أهلها خارج البلد،
المسلمون على حدة واليهود على حدة يدعون له إلى أن يدخل البلد، وكان يفتح
عليه من الدنيا جمل فلم يدخرها بل ينفقها على تلامذته وكان عليه رسوم لأقوام
وما كان يبرح عليه ألف دينار همذانية أو أكثر من الدين مع كثرة
ما [كان 1] يفتح عليه.
وكان يطلب لأصحابه من الناس ويعز أصحابه ومن يلوذ به ولا يحضر دعوة
حتى يحضر جماعة أصحابه، وكان لا يأكل من أموال الظلمة ولا يقبل منهم مدرسة
قط ولا رباطا وانما كان يقرئ في داره ونحن في مسجده سكان، وكان يقرئ نصف نهاره الحديث ونصفه القرآن والعلم، وكان لا يغشى السلاطين ولا تأخذه
في الله لومة لائم ولا يمكن أحدا يعمل في مجلسه منكرا ولا سماعا فكان ينزل كل
انسان منزلته حتى تألفت القلوب على محبته وحسن الذكر له في الآفاق البعيدة
حتى أهل خوارزم الذين هم معتزلة مع شدته في الحنبلية.
وكان حسن الصلاة لم أر أحدا من مشايخنا أحسن صلاة منه، وكان
متشددا في أمر الطهارة لا يدع أحدا يمس مداسه، وكان ثيابه قصارا وأكمامه
قصارا وعمامته نحو سبعة أذرع، وكانت السنة شعاره ودثاره [اعتقادا وفعلا 1]
بحيث أنه كان إذا دخل مجلسه رجل فقدم رجله اليسرى كلفه أن يرجع فيقدم
اليمنى، لا يمس الاجزاء على وضوء، ولا يدع شيئا قط الا مستقبل القبلة تعظيما

(1) من المكية.
1326

لها. - إلى أن قال: سمعت من أثق به عن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أنه قال
في الحافظ أبى العلاء لما دخل نيسابور: ما دخل نيسابور مثلك. وسمعت الحافظ
ابا القاسم علي بن الحسن يقول - وذكر رجلا من أصحابه رحل: إن رجع
ولم يلق الحافظ ابا العلاء ضاعت رحلته.
مات أبو العلاء في جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمس مائة.
وفيها مات المسند النقيب أبو عبد الله أحمد بن علي بن المعمر العلوي ببغداد،
وأبو الحسن دهبل بن علي بن كارة الحريمي الحنبلي سمع الحسين ابن البسري،
وشيخ العربية أبو محمد سعيد بن المبارك ابن الدهان البغدادي، والمسند أبو محمد
عبد الله بن محمد هبة الله بن محمد ابن النرسي، ومسند المغرب أبو الحسن علي بن
أحمد بن [أبى 1] بكر بن حنين الكتاني القرطبي ثم الفاسي عن ثلاث وتسعين
[سنة 1] وملك الشام العادل نور الدين محمود بن زنكى التركي.
أخبرنا أبو سعيد صبيح بن عبد الله فنى صواب بمصر انا علي بن أبي عبد الله
النجاد انا أبو العلاء الهمذاني مكاتبة انا أبو على المقرئ انا أبو نعيم الحافظ ثنا أحمد بن
خلاد ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي عن مالك عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص
ابن عاصم عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله، إمام عادل - وذكر الحديث.
أخبرنا أحمد بن إسحاق انا نصر بن عبد الرزاق ببغداد أنبأنا الحافظ أبو العلاء
الهمذاني انا أبو على محمد بن محمد الهاشمي انا عبد الله بن عمر انا أبو بحر محمد بن الحسن
انا علي بن الفضل الواسطي انا يزيد بن هارون انا أبو مالك سعد بن طارق الأشجعي

(1) من المكية.
1327

عن ربعي عن حذيفة قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله: المعروف كله
صدقة، وإن آخر ما تعلق به الجاهلية من كلام النبوة: إذا لم تستحى فاصنع
ما شئت.
1094 / 16 / 16 - ابن عساكر
الامام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين أبو القاسم على
ابن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي صاحب التصانيف
[والتاريخ الكبير 1]، ولد في أول سنة تسع تسعين وأربع مائة، وسمع في
سنة خمس وخمس مائة باعتناء أبيه وأخيه [الامام 1] ضياء الدين [هبة الله 1] فسمع
ابا القاسم النسيب وقوام بن زيد وسبيع ابن قيراط وأبا طاهر الحنائي وأبا الحسن
ابن الموازيني وطبقتهم بدمشق، ورحل في سنة عشرين فسمع ابا القاسم بن الحصين
وأبا الحسن الدينوري وأبا العز ابن كادش وأبا غالب ابن النباء وأبا عبد الله البارع
وقاضي المرستان وطبقتهم ببغداد، وعبد الله بن محمد الغزال بمكة، وعمر بن إبراهيم
الزيدي بالكوفة، وأبا عبد الله الفراوي وهبة الله [ابن 1] السبيدي وعبد المنعم
ابن القشيري [وطبقتهم بنيسابور 1]، وسعيد بن أبي الرجاء والحسين بن عبد الملك
الخلال وطبقتهما بأصبهان، ويوسف بن أيوب الهمذاني الزاهد بمرو، وتميم
ابن أبي سعيد الجرجاني وطبقته بهراة، وعمل الأربعين البلدانية، وعدد شيوخه
الف وثلاث مائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة.
سمع منه معمر بن الفاخر وأبو العلاء الهمذاني وأبو سعد السمعاني والكبار

(1) من المكية.
1328

وحدث عنه ولده القاسم وأبو جعفر القرطبي وزين الامناء أبو البركات بن عساكر
واخوه الشيخ فخر الدين وابن أخيه عز الدين النسابة والحافظ عبد القادر الرهاوي
وأبو القاسم بن صصري ويونس بن محمد الفارقي الخطيب وأبو نصر الشيرازي
ومحمد ابن اخى أبى البيان وأبو إسحاق إبراهيم ابن الخشوعي وعبد العزيز أخوه
ويونس بن منصور السقباني ومحمد بن رومي الجرداني ومحمد بن غسان الحمصي
والمسلم بن أحمد المازني وذاكر الله الشعيري وعبد الرحمن بن راشد البيت سوائي
وعمر بن عبد الوهاب [ابن 1] البراذعي وعتيق السلماني والشيخ بهاء الدين على
ابن الجميزي ورشيد الدين بن مسلمة وسديد الدين مكي بن علان وخلق كثير.
وقد روى عنه أبو سعيد السمعاني ومات قبل ابن علان بسبعين سنة. عمل
" تاريخ دمشق " في ثمانين مجلدا، و " الموافقات " في ست مجلدات، و " الأطراف
الأربعة " أربع مجلدات، و " عوالي مالك " في خمسين جزءا، و " غرائب مالك "
عشرة أجزاء، و " المعجم " مجلد، و " مناقب الشبان " خمسة عشر جزءا، و " فضل
أصحاب الحديث " مجلد، [و " السباعيات " سبعة أجزاء، و " تبيين كذب المفترى "
مجلد، 1] و " فضل الجمعة " أربعة اجزاء، و " الأربعين الطوال ثلاثة أجزاء،
و " عوالي شعبة " مجلد، و " الزهادة في الشهادة " مجلد، و " عوالي الثوري " مجلد،
و " اربعى الجهاد "، و " اربعى البلدان "، و " اربعى المساواة "، و " مسند أهل داريا "
مجلد، و " من وافقت كنيته كنية زوجته " مجيليد، و " شيوخ النبل " مجلد
، و " حديث أهل صنعاء الشام " مجيليد، و " حديث أهل البلاط " كذلك، و " فضل
عاشوراء " ثلاثة أجزاء، و " كتاب الزلازل " ثلاثة أجزاء، و " المصاب بالولد "

(1) من المكية.
1329

جزءان، و " قبض العلم " جزء، و " فضل مكة "، و " فضل المدينة "، [و " فضل
القدس 1]، و " فضل عسقلان "، و " تاريخ المزة "، و " فضل الربوة "، و " فضل
مقام إبراهيم "، و " جزء الحميريين " و " جزء كفرسوسية "، و " جزء كفر بطنا "،
و " جزء المنيحة "، و " سعد "، و " عدة أجزاء القرى " هكذا، و " جزء حديث
الهبوط ". و " الجواهر في الابدال " ثلاثة أجزاء، وأملى في أبواب العلم أربع مائة
مجلس وثمانية، وخرج لجماعة منهم رفيقه أبو سعد السمعاني، خرج له " أربعين
المصافحات "، وللفراوي " أربعين مساواة " وعمل بعض " كتاب الابدال " لنفسه
ولو تم لجاء في عشرين مجلدا.
قال السمعاني: أبو القاسم حافظ ثقة متقن دين خير حسن السمت جمع بين
معرفة المتن والاسناد وكان كثير العلم غزير الفضل صحيح القراءة متثبتا رحل
وتعب وبالغ في الطلب وجمع ما لم يجمعه غيره وأربى على الاقران، دخل
نيسابور قبلي بشهر، سمعت معجمه والمجالسة للدينوري وكان قد شرع
في التاريخ الكبير لدمشق.
قال ابن الحاجب فيما قرأت بخطه حدثني زين الامناء قال حدثني ابن القزويني
عن والده مدرس النظامية أبى الخير قال حكى لنا الفراوي قال قدم [ابن عساكر
فقرأ علي ثلاثة أيام فأكثر وأضجرني وآليت على نفسي أن أغلق بابي فلما أصبحنا
قدم 1] على شخص فقال: انا رسول رسول الله صلى الله عليه وآله إليك،
قلت: مرحبا بك، فقال قال لي في النوم: امض إلى الفراوي وقل له: قدم بلدكم
رجل [شامي 1] أسمر اللون يطلب حديثي فلا تمل منه.

(1) من المكية.
1330

قال القزويني: فوالله ما كان الفراوي يقوم حتى يقوم الحافظ. وقال
المحدث بهاء الدين القاسم: كان أبى رحمه الله مواظبا على الجماعة والتلاوة يختم كل
جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية وكان كثير النوافل
والاذكار ويحيى ليلة [النصف و 1] العيدين بالصلاة والذكر وكان يحاسب نفسه
على لحظة تذهب.
قال لي: لما حملت بي أمي قيل لها في منامها: تلدين غلاما يكون له شأن.
وحدثني أن أباه رأى رؤيا معناه يولد لك ابن يحيى الله به السنة، وحدثني أنه كان
يقرأ على شيخ فقال قدم علينا أبو على ابن الوزير فقلنا ما رأينا مثله. ثم قدم علينا
ابن السمعاني فقلنا ما رأينا مثله، حتى قدم علينا هذا فلم نر مثله.
قال سعد الخير: ما رأيت في سن ابن عساكر مثله.
قال القاسم بن عساكر: سمعت التاج المسعودي يقول سمعت أبا العلاء الهمذاني
يقول لرجل استأذنه في الرحلة قال: إن عرفت أحدا أفضل منى فحينئذ آذن
لك ان تسافر إليه الا ان تسافر إلى ابن عساكر فإنه حافظ كما يجب.
وحدثني أبو المواهب بن صصري قال: لما دخلت همذان قال لي الحافظ
[أبو العلاء 1] انا اعلم أنه لا يساجل الحافظ ابا القاسم في شأنه أحدا فلو خالق
الناس ومازجهم كما أصنع إذا لاجتمع عليه الموافق والمخالف. وقال لي يوما:
أي شئ فتح له؟ وكيف الناس له؟ قلت: هو بعيد من هذا كله لم يشتغل منذ
أربعين سنة الا بالجمع والتسميع حتى في نزهته وخلواته. قال: الحمد لله، هذا ثمرة
العلم، الا انا حصل لنا هذا المسجد والدار والكتب، [هذا 1] يدل على قلة

(1) من المكية.
1331

حظ أهل العلم في بلادكم ثم قال [لي 1]: ما كان يمسى أبو القاسم الا شعلة نار
ببغداد من ذكائه وتوقده وحسن ادراكه.
قال أبو المواهب: كنت أذاكر ابا القاسم الحافظ عن الحفاظ الذين لقيهم
فقال: أما بغداد فأبو عامر العبدري، وأما أصبهان فأبو نصر اليونارتي، لكن
إسماعيل بن محمد الحافظ كان أشهر. فقلت: فعلى هذا ما كان رأى سيدنا مثل
نفسه، قال: لا تقل هذا، قال الله: " لا تزكوا أنفسكم " قلت: فقد قال الله تعالى:
(أما بنعمة ربك فحدث) فقال: لو قال قائل إن عيني لم تر مثلي لصدق.
ثم قال أبو المواهب: [وانا أقول 1]: لم أر مثله ولا من اجتمع فيه
[ما اجتمع فيه 1] من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة، من لزوم الصلوات
في الصف الأول الا من عذر والاعتكاف في شهر رمضان وعشر ذي الحجة
وعدم التطلع إلى تحصيل الاملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه،
وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة وأباها بعد أن عرضت عليه،
وأخذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم.
قال لي: لما عزمت على التحديث والله المطلع انى ما حملني على ذلك حب
الرياسة والتقدم بل قلت: متى أروى كل ما سمعت؟ وأي فائدة في كوني اخلفه
صحائف؟ فاستخرت الله واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد وطفت عليهم
فكلهم قالوا: من أحق بهذا منك؟ فشرعت في ذلك منذ ثلاث وثلاثين وخمس مائة.
قال القاسم حدثني أبي قال قال لي جدي القاضي أبو المفضل يحيى بن علي
القرشي: اجلس إلى سارية حتى يجلس إليك، فلما عزمت على ذلك مرض وعجز

(1) من المكية.
1332

عن المجئ. سمعت أبا الحسين علي بن محمد الحافظ سمعت الحافظ ابا محمد المنذري
يقول سألت شيخنا أبا الحسن علي بن المفضل [الحافظ 1] عن أربعة تعاصروا: أيهم
احفظ؟ فقال: من؟ قلت: الحافظ ابن ناصر وابن عساكر؟ فقال: ابن عساكر.
[فقلت: الحافظ أبو موسى المديني وابن عساكر؟ قال: ابن عساكر، فقلت: الحافظ
أبو طاهر السلفي وابن عساكر؟ 1] فقال: السلفي شيخنا. قلت: يعنى انه ما أحب
ان يصرح بتفضيل ابن عساكر بل لوح بتفضيل شيخه بأنه شيخه، ثم أبو موسى
احفظ من السلفي مع أن السلفي من بحور الحديث وعلمائه، وكان شيخنا
أبو الحجاج [المزي 1] يميل إلى أن ابن عساكر ما رأى حافظا مثل نفسه.
قال الحافظ عبد القادر: ما رأيت احفظ من ابن عساكر. وقال ابن النجار:
أبو القاسم إمام المحدثين في وقته، انتهت إليه الرياسة في الحفظ والاتقان والثقة
والمعرفة التامة وبه ختم هذا الشأن. فقرأت بخط الحافظ معمر بن الفاخر في
معجمه انا أبو القاسم الدمشقي الحافظ بمنى، وكان احفظ من رأيت من طلبة
الحديث [والشبان 1] وكان شيخنا إسماعيل بن محمد الامام يفضله على جميع من
لقيناهم، قدم أصبهان ونزل في داري وما رأيت شابا أورع ولا احفظ ولا أتقن
منه، وكان مع ذلك فقيها أديبا سنيا جزاه الله خيرا وكثر في الاسلام مثله وانى
كثيرا سألته عن تأخره عن المجئ إلى أصبهان فقال: لم تأذن لي أمي.
قال القاسم: توفى أبى في حادي عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمس
مائة، ورئى له منامات حسنة ورثى بقصائد وقبره يزار بباب الصغير.
قلت وفيها توفى شيخ شيزر العلامة مجد الدين أبو منصور محمد بن أسعد بن

(1) من المكية.
1333

محمد بن حفدة الطوسي العطاري الشافعي الأصولي الواعظ صاحب محى السنة
والغزالي، والمسند أبو حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي الأصبهاني عن ثلاث وثمانين
سنة، وفقيه واسط أبو جعفر هبة الله بن يحيى ابن البوقي الواسطي العطار.
قرأت على أحمد بن هبة الله ابن تاج الامناء أخبركم الفقيه أبو محمد عبد الجبار
ابن عبد الغنى بن محمد الحرستاني سنة ثلاث وعشرين وست مائة انا أبو القاسم
الحافظ انا زاهر بن طاهر انا أبو بكر أحمد بن الحسين انا أبو الحسين بن بشران
انا إسماعيل الصفار ثنا عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا عفان انا شعبة ثنا أبو إسحاق قال:
اتقوا الله واعملوا خيرا فانى سمعت عبد الله بن معقل يقول سمعت عدى بن حاتم
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله [يقول 1]: اتقوا النار ولو بشق
تمرة. متفق عليه من حديث شعبة [وزهير بن معاوية 1].
1095 / 17 / 16 - أبو موسى المديني
الحافظ الكبير شيخ الاسلام محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي عيسى أحمد بن
عمر الأصبهاني صاحب التصانيف، ولد في ذي القعدة سنة إحدى وخمس مائة
وسمع حضورا باعتناء أبيه، ثم سمع الكثير ورحل وعنى بهذا الشأن، وحضوره
عند أبي سعيد المطرز وهو ابن سنتين، وسمع من أبى منصور محمد بن عبد الله [بن
مندويه وغانم البرجي وأبى على الحداد وأبى الفتح محمد بن عبد الله بن خوردست
ومحمد بن عبد الله 1] الشرابي بليزة وأبى الرجاء محمد بن أبي زيد ومحمد بن طاهر
المقدسي الحافظ وأبى زكريا بن منده وهبة الله بن الحسن الأبرقوهي وهبة الله بن

(1) من المكية.
1334

الحصين البغدادي [وطبقتهم 1] وتخرج بأبي القاسم التيمي وغيره، وله التصانيف
النافعة الكثيرة والمعرفة التامة والرواية الواسعة انتهى إليه تقدم في هذا الشأن مع
علو الاسناد، حدث عنه أبو سعد السمعاني وأبو بكر محمد بن موسى الحازمي
وعبد الغنى بن عبد الواحد وعبد القادر بن عبد الله الرهاوي ومحمد بن مكي الأصبهاني
وأبو نجيح محمد بن معاوية المقرئ والناصح عبد الرحمن ابن الحنبلي وآخرون وروى
عنه بالإجازة عبد الله بن بركات الخشوعي وطائفة.
قال الدبيثي: عاش أبو موسى حتى صار أوحد وقته وشيخ زمانه اسنادا
وحفظا. قال السمعاني: سمعت منه وكتب عنى، وهو ثقة صدوق. وقال عبد القادر
حصل من المسموعات بأصبهان ما لم يحصل لأحد في زمانه وانضم إلى ذلك الحفظ
والاتقان، وله التصانيف التي أربى فيها على المتقدمين مع الثقة والعفة له شئ
يسير يترقح به وينفق منه ولا يقبل من أحد شيئا قط، أوصي إليه غير واحد بمال
فرده ويقال له: فرقه على من ترى، فيمتنع. وكان فيه من التواضع بحيث انه
يقرئ الصغير والكبير ويرشد المبتدئ، رأيته يحفظ الصبيان القرآن في الألواح،
وكان يمنع من يمشي معه فعلت ذلك مرة معه فزبرني، وترددت إليه نحوا من سنة
ونصف فما رأيت منه ولا سمعت عنه سقطة تعاب عليه، وكان أبو مسعود
[كوتاه 1] يقول: أبو موسى كنز مخفى.
ومن تصانيفه: كتاب " معرفة الصحابة " الذي استدرك به على أبي نعيم الحافظ،
وكتاب " الطوالات " جودها ولم يسبق إلى مثلها مع كثرة ما فيها من الواهي
والموضوع، وكتاب " تتمة الغريبين " يدل على براعته في لسان العرب، وكتاب

(1) من المكية.
1335

" اللطائف "، وكتاب " عوالي التابعين "، وأشياء وفنون وقد عرض من حفظه
كتاب " علوم الحديث " للحاكم على إسماعيل الحافظ.
قال الحسين ابن بوحز الباوري: كنت في مدينة الخان فسألني سائل عن رؤيا
فقال رأيت كأن رسول الله صلى الله عليه وآله توفى، فقلت: ان صدقت
رؤياك يموت إمام لا نظير له في زمانه، فان مثل هذا المنام رئي حال وفاة الشافعي
والثوري وأحمد بن حنبل. قال: فما أمسينا حتى جاءنا الخبر بوفاة الحافظ أبى موسى.
وعن عبد الله بن محمد الخجندي قال: لما مات أبو موسى لم يكادوا ان يفرغوا حتى
جاء مطر عظيم في الحر الشديد وكان الماء قليلا بأصبهان.
قال محمد بن محمود الرويدشتي: توفى الحافظ أبو موسى في تاسع جمادى الأولى
في سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.
قلت وفيها توفى الحافظ السهيلي، والحافظ عبد الحق الأزدي، والحافظ
أبو سعد محمد بن عبد الواحد الأصبهاني الصائغ عن أربع وثمانين سنة، والامام
أبو طاهر إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عيسى بن عوف الزهري العوفي الإسكندراني
المالكي عن ست وتسعين سنة والقدوة شيخ [أهل 1] حران حياة بن قيس بن
رحال الأنصاري الزاهد، والمسند أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السبي
ثم المصري الجيار ويعرف بابن نخيسة بمصر، والمسند أبو محمد عبد الرزاق بن نصر
ابن المسلم الدمشقي النجار عن أربع وثمانين سنة، ومسند العراق أبو الفتح عبيد الله
ابن عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيل البغدادي الدباس عن اثنتين وتسعين سنة،
ومقرئ مصر أبو الجيوش عساكر بن [علي بن 1] إسماعيل الشافعي النحوي،

(1) من المكية.
1336

والمحدث الإمام أبو حفص عمر بن عبد المجيد القرشي الميانشي المجاور، ومسند دمشق
أبو المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم الحميري المعروف بالبانياسي عن ست وثمانين
سنة والشيخ الزاهد أبو الفتح محمود بن أحمد بن علي المحمودي ابن الصابوني بمصر.
أخبرنا محمد بن علي الصالحي انا عبد الرحمن بن نجم ابن الحنبلي سنة ثمان
وعشرين وست مائة انا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ انا أبو على الحداد انا
أبو نعيم الحافظ انا أبو إسحاق بن حمزة انا عبد ان. (ح) وبه إلى أبي نعيم، وثنا
الحسين بن محمد بن رزيق الخياط ثنا محمد بن محمد بن سليمان قالا انا هشام بن عمار
انا صدقة بن خالد انا عبد الرحمن [بن 1] جابر انا عيطة بن قيس عن عبد الرحمن
ابن غنم الأشعري أخبرني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، انه
سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليكونن في أمتي أقوام يستحلون
الحر والحرير والخمر 2 والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم
سارحة فيأتيهم رجل لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله تعالى ويضع
العلم عليهم ويمسخ آخرون قردة وخنازير [إلى يوم القيامة] أخرجه البخاري
عن هشام عن غير سماع، وأخرجه أبو داود من طريق بشر بن بكر التنيسي عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بنحوه. والمعازف اسم لكل ما يعزف به كالطنبور
والزمر والشبابة وغير ذلك من آلات الملاهي.
1096 / 18 / 16 - الزاغولي
الحافظ البركة أبو عبد الله [محمد بن 1] الحسين بن محمد بن الحسين بن علي

(1) من المكية (2) في المكية " الحمر والخنزير " كذا.
1337

ابن يعقوب المروزي الأرزي وزاغول قرية أو محلة من بنجديه، ذكره أبو سعد
السمعاني وانه تفقه على 1 أبى بكر السمعاني والموفق بن عبد الكريم الهروي.
وسمع من أبى الفتح نصر بن إبراهيم الحنفي ومحى السنة البغوي وعيسى بن شعيب
السجزي وغيرهم، حدث عنه أبو سعد وولده أبو المظفر.
قال أبو سعد: كان صالحا خشن العيش قانعا باليسير عارفا بالحديث وطرقه
اشتغل بطلبه وجمعه طول عمره وجمع وصنف، وكان عارفا باللغة كتب الكثير
ورحل إلى هراة وسمعت منه وبقراءته وجمع كتابا كبيرا أكثر من أربع مائة
مجلد يشتمل على التفسير والحديث والفقه واللغة سماه " قيد الأوابد ". مولده
بعد السبعين وقبل الثمانين وأربع مائة. وقال أبو سعد في معجم [ولده 2]: ولد
سنة اثنتين وسبعين ومات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين
وخمس مائة.
أنبأنا أحمد بن هبة الله فيما حدث به عن عبد الرحيم بن أبي سعد انا عبد الله
الأرزي لفظا انا أبو الفتح الحنفي بهراة انا محمد بن عبد الرحمن الدباس ثنا أبو على
الرفاء انا علي بن عبد العزيز ثنا داود بن عمرو ثنا منصور بن أبي الأسود عن
الأعمش عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يجنب وينام ولا يمس ماءا.
تمت الطبقة السادسة عشرة

(1) زاد في الأصلين " الوليد " كذا. وفى أنساب السمعاني: تفقه بمرو على والدي.
(2) من المكية.
1338

الطبقة السابعة عشرة 1
وعدتهم أربعة وعشرون نفسا
1097 / 1 / 17 - ابن بشكوال
الحافظ الامام المتقن أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى
ابن بشكوال بن يوسف بن داحة الأنصاري الأندلسي محدث الأندلس ومؤرخها،
ولد سنة أربع وتسعين وأربع مائة، وسمع أباه وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد
ابن عتاب فأكثر، وأبا بحر بن العاص وأبا الوليد بن رشد الفقيه وأبا الوليد
ابن طريف وأبا القاسم بن بقي وشريح بن محمد والقاضي أبا بكر بن العربي وطبقتهم
وأجاز له أبو علي بن سكرة الصدفي وأبو القاسم بن منظور، ومن بغداد هبة الله
ابن احمد الشبلي وآخرون، وصنف معجما لنفسه. قال أبو عبد الله الابار: كان
متسع الرواية شديد العناية بها عارفا بوجوهها [حجة 2] مقدما على أهل وقته
حافظا حافلا أخباريا تاريخيا ذاكر الاخبار الأندلس، سمع العالي والنازل وأسند
عن شيوخه أزيد من أربع مائة كتاب بين صغير وكبير، ورحل إليه الناس
وأخذوا عنه وحدثنا جماعة عنه ووصفوه بصلاح الدخلة وسلامة الباطن وصحة
التواضع وصدق الصبر للطلبة وطول احتمال، ألف خمسين تأليفا في أنواع العلم،
وولى بأشبيلية قضاء بعض جهاتها نيابة لابن العربي وعقد الشروط ثم اقتصر على
اسماع العلم وعلى هذه الصناعة وهي كانت بضاعته، والرواة عنه لا يحصون،
منهم الحافظ أبو بكر بن خير وأبو القاسم القنطري وأبو بكر بن سمحون وأبو الحسن

(1) المترجمون فيها 25 وقد مر نظائره (2) من المكية.
1339

ابن الضحاك وكلهم مات قبله.
قلت ومنهم أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد [ابن احمد 1] بن رشد
وأحمد بن عبد المجيد المالقي وأحمد بن محمد بن الأصلع وأبو القاسم أحمد بن يزيد
ابن بقي وأحمد بن عياش المرسي وأحمد بن أبي حجة القيسي وثابت بن محمد
الكلاعي ومحمد بن إبراهيم [بن 1] صلتان ومحمد بن عبد الله [ابن 1] الصفار
وموسى بن عبد الرحمن الغرناطي وأبو الخطاب بن دحية واخوه أبو عمرو، وممن
روى عنه بالإجازة أبو الفضل الهمذاني وأبو القاسم سبط السلفي.
ذكر تصانيفه: " صلة تاريخ ابن الفرضي " في مجلدين، " غوامض الأسماء
المبهمة " عشرة أجزاء، كتاب " معرفة العلماء الأفاضل " مجلدين، " طرق حديث
المغفر " ثلاثة أجزاء، كتاب " الحكايات المستغربة " مجلد، كتاب " القربة إلى الله
بالصلاة على نبيه صلى الله عليه وآله "، " ذكر من روى الموطأ عن مالك "
في جزئين، " أخبار الأعمش " في ثلاثة أجزاء، " ترجمة النسائي " جزء، " أخبار
المحاسبي " جزء، " أخبار إسماعيل القاضي " جزء، " أخبار ابن وهب " جزء، " أخبار
أبى المطرف القنازعي " جزء، " قضاة قرطبة " ثلاثة أجزاء، " المسلسلات " جزء،
" حديث من كذب علي بطرقه "، " أخبار ابن المبارك " جزءان، " أخبار ابن عيينة "
جزء ضخم، وغير ذلك
وقد استوعب ترجمته ابن الزبير ومنها: كان رحمه الله تعالى يؤثر الخمول
والقنوع بالدون من العيش ولم يتدنس بخطة تحط من قدره حتى لم يجد أحد إلى
كلام فيه من سبيل. - إلى أن قال: وآخر من روى عنه بسماع شيخنا أبو الحسين

(1) من المكية.
1340

ابن السراج، وبإجازة مجردة أبو القاسم أحمد بن محمد البلوى، توفى في ثامن شهر
رمضان سنة ثمان وسبعين وخمس مائة عن أربع وثمانين سنة ودفن بمقبرة الامام
يحيى بن يحيى الليثي.
وفيها: توفى زاهد العراق الشيخ أحمد بن علي [ابن 1] الرفاعي بالبطائح
عن تسع وسبعين سنة، والشيخ أبو طالب الخضر بن هبة الله بن أحمد بن طاوس
بدمشق، ومسند الوقت خطيب الموصل أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد
الطوسي في شهر رمضان عن اثنتين وتسعين عاما، وعالم دمشق قطب الدين
مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري الشافعي.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عطاء الله بن المظفر الإسكندراني بها انا عبد الرحمن
ابن مكي سنة ست وأربعين وست مائة عن خلف بن عبد الملك الحافظ انا
أبو بكر المعافري انا أحمد بن علي الحلواني انا طاهر بن عبد الله القاضي ثنا أبو أحمد
الغطريفي ثنا أبو خليفة ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق
الهمداني عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثروا
الصلاة علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا:
أخبرنا إسحاق بن الوزير انا الحافظ عبد العظيم انا محمد بن الحسن بن أبي على المالقي
انا خلف بن عبد الملك قال قرأت على عبد الرحمن بن محمد بن عتاب انا حاتم بن
محمد التميمي انا أحمد بن إبراهيم بن فراس انا إبراهيم بن رحمون السنجاري انا محمد
ابن مسلمة انا موسى الطويل ثنا مولاي انس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني ومن رأى من رأى من رآني.

(1) من المكية.
1341

1098 / 2 / 17 - ابن الجوري
الامام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق [جمال الدين أبو الفرج 1]
عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن
أحمد بن [محمد بن 1] جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن
عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي البكري
البغدادي الحنبلي الواعظ المفسر صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم وعرف
جدهم بالجوزي بجوزة كانت في داره بواسط لم يكن بواسط جوزة سواها. ولد
تقريبا سنة عشر وخمس مائة أو قبلها، وأول سماعه في سنة ست عشرة.
سمع أبا القاسم بن الحصين وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأبا عبد الله
الحسين بن محمد البارع وأبا السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي وإسماعيل ابن أبي صالح
المؤذن والفقيه أبا الحسن بن الزاغوني وهبة الله بن الطبر وأبا غالب ابن البناء وأبا بكر
محمد بن الحسين المزرفي وأبا غالب محمد الحسن الماوردي وخطيب أصبهان ابا القاسم
عبد الله بن محمد وابن السمرقندي وأبا الوقت السجزي وابن ناصر وعدة، جملتهم
سبعة وثمانون نفسا، وكتب بخطه ما لا يوصف كثرة ووعظ في حدود سنة
عشرين و خمس مائة والى أن مات. حدث عنه ابنه الصاحب محى الدين وسبطه
الواعظ شمس الدين يوسف بن فرغلي والحافظ عبد الغنى وابن الدبيثي وابن النجار
وابن خليل والتقى اليلداني وابن عبد الدائم والنجيب عبد اللطيف وخلق سواهم،
وبالإجازة الشيخ شمس الدين بن أبي عمرو الفخر على وأحمد بن سلامة الحداد

(1) من المكية.
1342

والقطب أحمد بن عبد السلام العصروني والخضر بن حمويه [الجويني 1] ولى من
خمستهم إجازة وهو آخر من حدث عن الدينوري والمتوكلي.
ومن تصانيفه: كتاب " المغنى " في علوم القرآن كبير جدا، وكتاب " زاد المسير "
أربع مجلدات، و " تذكرة الأريب " في اللغة، و " والوجوه والنظائر " مجلد، و " فنون
الأفنان " مجلد، " جامع المسانيد " سبع مجلدات، " الحدائق " مجلدان، " نقى
النقل " مجلد كبير، " عيون الحكايات " مجلدان، " التحقيق في مسائل الخلاف " مجلدان،
" مشكل الصحاح " أربع مجلدات، " الموضوعات " مجلدان، " الواهيات " ثلاث
مجلدات، " الضعفاء " مجلد، " تلقيح فهوم أهل الأثر " مجلد، " المنتظم في التاريخ "
عشر مجلدات [كبار 1]، " المذهب في المذهب " مجلد، " الانتصار في مسائل
الخلاف " مجلدان، " الدلائل في مشهور المسائل " مجلدان، " المواقيت في الخطب
الوعظية " مجلد، " نسيم السحر " مجلد، " المنتخب " مجلد، " المدهش في المحاضرة "
مجلد، " صفوة الصفوة " أربع مجلدات، " أخبار الأخيار " مجلد، " أخبار النساء "
مجلد، " مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن " مجلد، " المقعد المقيم " مجلد،
" ذم الهوى " مجلد، " تلبيس إبليس " مجلد، " صيد الخاطر " ثلاث مجلدات،
" الأذكياء " مجلد، " المغفلين " مجلد، " منافع الطب " مجلد، " صبا نجد " مجلد،
" المزعج " مجلد، " المطرب " مجلد، " الملهب " مجلد، " منتهى المشتهى " مجلد،
" فنون الألباب " مجلد، " الظرفاء " مجلد، " سلوة الأحزان " مجلد، " منهاج
القاصدين " مجلدان، " الوفاء بفضائل المصطفى " مجلدان، " مناقب الصديق " مجلد، " مناقب عمر " مجلد، " مناقب على " مجلد، " مناقب عمر بن عبد العزيز "

(1) من المكية.
1343

مجلد، " مناقب سعيد بن المسيب " مجلد، " مناقب الحسن " جزء ان، " مناقب
الثوري " مجلد، " مناقب احمد " مجلد، " مناقب الشافعي " مجلد، " مناقب جماعة " في أجزاء،
" موافق المرافق " مجلد. وأشياء كثيرة يطول شرحها كاختصاره فنون ابن عقيل
في بضعة عشر مجلدا وما علمت أحدا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل،
مات أبو ه وله ثلاث سنين فربته عمته، وأقاربه تجار في النحاس وربما كتب اسمه
في السماع عبد الرحمن بن علي الصفار لذلك.
ولما ترعرع حملته عمته إلى الحافظ ابن ناصر فاعتنى به وأسمعه الكثير،
حصل له من الحظوة في الوعظ ما لم يحصل لأحد قط وحضر مجالسه ملوك
ووزراء بل وخلفاء من وراء الستر ويقال في بعض المجالس حضره مائة الف فيما
قيل، والظاهر أنه كان يحضره نحو العشرة آلاف مع أنه قد قال غير مرة إن مجلسه
حزر بمائة الف، فلا ريب ان كان هذا قد وقع فان أكثرهم لا يسمعون مقالته.
قال سبطه سمعت جدي يقول على المنبر: كتبت بإصبعي ألفي مجلد وتاب
على يدي مائة الف وأسلم على يدي عشرون ألفا. قال: وكان يختم في كل أسبوع
ختمة ولا يخرج من بيته الا إلى الجمعة أو المجلس. - ثم سرد سبطه مصنفاته
فذكر منها " درة الإكليل " في التاريخ أربع مجلدات، " وفضائل العرب " مجلد،
" شذور العقود " [مجلد 1]، " الأمثال " مجلد، " المنفعة في المذاهب الأربعة " [مجلدان
" المختار من الاشعار " عشر مجلدات " التبصرة " في الوعظ ثلاثة مجلدات " رؤوس
القوارير " مجلدان]. - إلى أن قال: ومجموع تصانيفه مائتان ونيف وخمسون كتابا.
ومن بدائع كلامه: عقارب المنايا تلسع وخدران جسم الامل يمنع

(1) من المكية.
1344

الإحساس، وماء الحياة في إناء العمر يرشح بالأنفاس. وقال لولي أمر: أذكر
عند القدرة عدل الله فيك وعند العقوبة قدرة الله عليك، وإياك ان تشفى غيظك
بسقم دينك. وقال لصاحب له: أنت في أوسع العذر من التأخير عنى لثقتي بك
وفى أضيقه من شوقي إليك. وقال رجل ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس
قال: لأنك تريد الفرجة وانما ينبغي الليلة ألا تنام. وقام إليه رجل فقال يا سيدي
تريد كلمة ننقلها عنك أيما أفضل أبو بكر أو على؟ فقال [له 1]: اقعد فقعد، ثم
قام فأعاد مسئلته فأقعده، ثم قام فقال: اقعد فأنت أفضل من كل رجل 2. وسأله
آخر هذه المسألة وكان للشيعة ظهور فقال: أفضلهما من كانت ابنته تحته. فألقى
هذا القول في أودية الاحتمال ورضى الفريقان بجوابه. وسأله آخر: أيما أفضل
أسبح أم استغفر؟ فقال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور. وذكر
في حديث: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، فقال: انما طالت أعمار الأوائل
لطول البادية فلما شارف الركب بلدا لإقامة قيل حثوا المطي.
ومن كلامه: من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه. وقال في وعظه:
يا أمير المؤمنين إن تكلمت خفت منك وإن سكت خفت عليك فانا أقدم خوفي
عليك على خوفي منك، أقول قول الناصح اتق الله، خير من قول القائل أنتم أهل
بيت مغفور لكم. وقال: يفتخر فرعون بملك مصر بنهر ما أجراه، ما أجراه.
واليه المنتهى في النثر والنظم الوعظي.
وقد سقت كراسا من اخباره في تاريخ الاسلام وقد نالته محنة في أواخر

(1) من المكية (2) بهامش المكية " يعنى من الفضول إذ السؤال عن الأفضل فضول
والله أعلم ".
1345

عمره وشوا إلى الخليفة عنه بأمر اختلف في حقيقته فجاءه من شتمه وأهانه وختم
على داره وشتت عياله ثم أخذ في سفينة إلى واسط فحبس بها في بيت وبقي يغسل
ثوبه ويطبخ ودام على ذلك خمس سنين وما دخل فيها حماما.
قام عليه الركن عبد السلام بن عبد الوهاب الجيلي تجاه الوزير ابن القصاب
وكان الركن سيئ النحلة أحرقت كتبه بإشارة ابن الجوزي وأعطى مدرسة الجيلي
فعمل الركن عليه وقال لابن القصاب الشيعي: أين أنت من ابن الجوزي فإنه ناصبي
ومن أولاد أبى بكر، فمكن الركن من الشيخ فجاء وسبه وأنزل معه في سفينة
لا غير وعلى الشيخ غلالة بلا سراويل [وعلى رأسه 1] تجفيفة وكان ناظر واسط
شيعيا فقال له الركن مكنى من عدوى هذا لأرميه في مطمورة فزجره وقال:
يا زنديق أفعل هذا بمجرد قولك؟ هات خط الخليفة [والله لو كان على مذهبي
لبذلت نفسي في خدمته 1] فرد الركن إلى بغداد ثم كان السبب في خلاص الشيخ
[ان ابنه يوسف نشأ واشتغل وعمل وتوصل فشفعت أم الخليفة في الشيخ 1]
فأطلق.
وقد قرأ بواسط وهو ابن ثمانين سنة بالعشر على ابن الباقلاني وتلا معه
ولده يوسف، نقل ذلك ابن نقطة عن القاضي محمد بن أحمد بن الحسن.
قال الموفق عبد اللطيف: كان ابن الجوزي لطيف الصورة حلو الشمائل
رخيم النغمة موزون الحركات والنغمات لذيذ المفاكهة يحضر مجلسه مائة الف
أو يزيدون لا يضيع من زمانه شيئا يكتب في اليوم أربعة كراريس، وله في كل علم
مشاركة، ولكنه كان في التفسير من الأعيان، وفى الحديث من الحفاظ وفى

(1) من المكية.
1346

التاريخ من المتوسعين، ولديه فقه كاف، وأما السجع الوعظي فله فيه ملكة قوية.
وله في الطب " كتاب اللقط " مجلدان وكان يراعى حفظ صحته وتلطيف
مزاجه وما يفيد عقله قوة وذهنه حدة، جل غذائه الفراريج والمزاوير ويعتاض
عن الفاكهة بالأشربة والمعجونات، ولباسه أفضل لباس الأبيض الناعم الطيب
وله ذهن وقاد وجواب حاضر ومجون ومداعبات حلوة ولا ينفك من جارية
حسناء. قرأت بخط الموقاني ان ابن الجوزي شرب البلاذر فسقطت لحيته فكانت
قصيرة جدا وكان يخضبها بالسواد إلى أن مات.
وكان كثير الغلط فيما يصنفه فإنه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبره. قلت:
نعم، له وهم كثير في تواليفه يدخل عليه الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف
آخر ومن أن جل علمه من كتب صحف ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي.
وكانت جنازته مشهودة شيعه الخلائق يوم الجمعة ثالث عشر شهر رمضان
إلى مقبرة باب حرب سنة سبع وتسعين وخمس مائة وقد قارب التسعين.
وفيها مات مسند أصبهان القاضي المعمر أبو المكارم أحمد بن أبي عيسى محمد
ابن محمد ابن اللبان الأصبهاني وقد نيف على التسعين، ومفيد بغداد المحدث
المكثر أبو القاسم تميم بن أحمد [بن أحمد 1] بن كرم البندنيجي ثم الأزجي عن
اثنتين وخمسين سنة سمع من أبى الوقت، والمسند أبو محمد عبد الله بن المبارك
ابن هبة الله ابن الطويل الدارقزي، والمسند عبد الرحمن بن أبي الكرم محمد ابن ملاح
الشط عن بضع وتسعين سنة، والمسند الواعظ عمر بن علي بن عمر أبو على الحربي
عن أربع وثمانين سنة، والمسند الكبير أبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني

(1) من المكية.
1347

الأصبهاني الخباز وله مائة سنة كاملة، والعلامة الوزير البليغ عماد الدين محمد
ابن محمد بن حامد الكاتب بدمشق عن ثمان وسبعين سنة، وشيخ القراء أبو عبد الله
محمد بن محمد بن هارون الحلي و يعرف بابن الكمال عن بضع وثمانين سنة، ومقرئ
العراق أبو شجاع محمد بن [أبى محمد بن 1] أبى المعالي ابن المقرون، وقد نيف
على الثمانين.
أنبأني جماعة عن أبي الفرج الحافظ وانا أبو بكر بن عباس انا يوسف الواعظ
انا جدي لأمي أبو الفرج انا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الأصبهاني سنة
عشرين وخمس مائة انا عبد الرزاق بن شمة انا أبو بكر ابن المقرئ انا أبو يعلى وعبد الله
ابن محمد قالا ثنا علي بن الجعد انا شعبة وهشيم وحماد بن سلمة عن عبد العزيز
ابن صهيب عن انس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل الخلاء
قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. صحيح رواه مسلم وغيره.
1099 / 3 / 17 السهيلي
الحافظ العلامة البارع أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد
ابن اصبغ بن حسين بن سعدون، ويكنى أيضا أبا الحسن، ولد الخطيب أبى محمد
ابن الإمام الخطيب أبى عمر الخثعمي الأندلسي المالقي الضرير صاحب التصانيف
المؤنقة، مولده سنة بضع وخمس مائة.
أخذ القراءات عن أبي داود الصغير سليمان بن يحيى وأخذ بعضها عن أبي
منصور ابن الخير، وسمع من [أبى 1] عبد الله بن معمر والقاضي أبى بكر ابن العربي

(1) من المكية.
1348

وشريح بن محمد وأبى عبد الله بن مكي وأبى عبد الله [بن 1] نجاح الذهبي وطائفة،
وأجاز له أبو عبد الله ابن أخت غانم وناظر في كتاب سيبويه على أبي الحسين
ابن الطراوة وسمع منه كثيرا من كتب الأدب، عمى وهو ابن سبع عشرة سنة
حمل الناس عنه، وصنف كتاب " الروض الأنف " كالشرح للسيرة النبوية فأجاد
وأفاد وذكر أنه استخرجه من مائة وعشرين مصنفا، وله كتاب " الاعلام بما أبهم
في القرآن من الأسماء الاعلام "، وله " كتاب الفرائض " وغير ذلك وكان إماما
في لسان العرب يتوقد ذكاءا وقد استدعى من مالقة إلى مراكش ليأخذوا عنه،
سمع منه أبو الخطاب بن دحية وجماعة، قال ابن دحية: كان يتسوغ بالعفاف ويتبلغ
بالكفاف حتى نمى خبره إلى صاحب مراكش فطلبه وأحسن إليه وأقبل عليه
وأقام بها نحوا من ثلاثة أعوام.
وأما سهيل المنسوب إليها فقرية قريبة من بلد مالقة سميت بالكوكب سهيل
لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس الا من جبل مطل على هذه القرية يرتفع نحو
درجتين ويغيب، وبلغنا أن السهيلي ولى قضاء الجماعة فحمدت سيرته. كذا وجدت
على ظهر كتاب فرائضه وأنه ولد بأشبيلية سنة ثمان وخمس مائة. توفى بمراكش في
الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة رحمه الله تعالى.
قال أبو جعفر بن الزبير: كان السهيلي واسع المعرفة غزير العلم نحويا متقدما
لغويا عالما بالتفسير وصناعة الحديث عارفا بالرجال والأنساب عارفا بعلم الكلام
وأصول الفقه حافظا للتاريخ القديم والحديث ذكيا نبيها صاحب اختراعات
واستنباطات مستغربة.

(1) من المكية.
1349

روى عنه أبو الحجاج ابن الشيخ والحافظ أبو محمد القرطبي وابنا حوط الله
وأبو محمد [ابن 1] غلبون وأبو عمرو [ابن 1] عيشون وأبو الحسين ابن السراج
وأبو محمد [بن 1] عطية وأبو الحسن الشاري وأبو الخطاب بن خليل وهو آخر
من حدث عنه وله شعر كثير.
أخبرنا محمد بن جابر انا يحيى بن إبراهيم المعافري بقراءتي انا أبو الحسين احمد
ابن محمد ابن السراج انا الحافظ أبو القاسم السهيلي انا الحافظ أبو بكر ابن العربي ثنا
سعيد بن عبد الله بن أبي الرجاء عن أبي نعيم الحافظ انا أحمد بن يوسف العطار ثنا
الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن عقيل عن الزهري
عن عروة عن أسامة بن زيد حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أول ما أوحى إليه اتاه جبريل فعلمه الوضوء فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من
ماء فنضح بها فرجه. وبه قال السهيلي وحدثنا به أبو بكر محمد بن طاهر عن أبي
على الغساني عن أبي عمر النمري عن أحمد بن قاسم عن قاسم بن اصبغ عن الحارث
ابن أبي أسامة.
1100 / 4 / 17 - عبد الحق
ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد الحافظ العلامة الحجة أبو محمد
الأزدي الإشبيلي، ويعرف أيضا بابن الخراط، روى عن شريح بن محمد وأبى الحكم
ابن برجان وعمر بن أيوب وأبى بكر بن مدير وأبى الحسن طارق بن يعيش
وطاهر بن عطية وجماعة، كتب إليه بالإجازة الحافظ أبو بكر ابن عساكر وجماعة،

(1) من المكية.
1350

سكن بجاية وقت الفتنة التي زالت منها الدولة اللتمونية فنشر بها علمه، وصنف
التصانيف واشتهر اسمه وبعد صيته ولي خطابة بجاية.
ذكره الحافظ أبو عبد الله الابار فقال: كان فقيها حافظا عالما بالحديث
وعلله عارفا بالرجال موصوفا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة
والتقلل من الدنيا مشاركا في الأدب وقول الشعر، صنف في الاحكام نسختين
كبرى وصغرى سبقه إلى مثل ذلك أبو العباس بن مروان الشهيد بلبلة فحظي
عبد الحق دونه، وله في الجمع بين الصحيحين مصنف، وله مصنف كبير جمع فيه بين
الكتب الستة، وله كتاب " المعتل من الحديث " وكتاب في الرقائق، ومصنفات
أخرى. إلى أن قال: وله في اللغة كتاب حافل ضاهى به " كتاب الغريبين "
للهروي حدثنا عنه جماعة من شيوخنا، ولد سنة عشر وخمس مائة. وقال
ابن الزبير: سنة أربع عشرة وخمس مائة وتوفى ببجاية بعد محنة نالته من قبل الدولة
في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمس مائة. قلت: وممن روى عنه خطيب
القدس أبو الحسن علي بن محمد المعافري وأبو الحجاج ابن الشيخ وأبو عبد الله بن
يقيمش وآخرون.
أخبرنا محمد بن عبد الكريم المقرئ انا علي بن محمد شيخنا في سنة خمس
وثلاثين وست مائة انا مجد الدين محمد بن أحمد بن غالب الأزدي سنة ست وثمانين
وخمس مائة انا أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي انا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن محمد انا أبو على الصدفي انا عبد الله بن طاهر التميمي انا أبو بكر محمد بن عبد الله
النيسابوري المقرئ وغيره قالوا انا علي بن أحمد الخزاعي انا الهيثم بن كليب ببخارى
ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة سمعت
1351

عبد الله بن أبي عتبة يحدث عن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم أشد حياءا من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه.
قال أبو العباس بن فرتون ثنا أبو العباس العزفي بسبتة قال أنبأنا عبد الحق
ثنا عبد العزيز بن خلف بن مدير ثنا أبو العباس بن دلهاث العذري ثنا محمد بن نوح
بمكة انا أبو القاسم الطبراني - فذكره [حديثا 1] ومن شعره:
إن في الموت والمعاد لشغلا * وادكارا لذي النهى وبلاغا
فاغتنم خطتين قبل المنايا * صحة الجسم يا اخى والفراغا
وله: واها لدنيا ولمغرورها * كم شابت الصفو بتكديرها
أي امرئ أمن في سربه * ولم ينله سوء مقدورها
وكان في عافية جسمه * من مس بلواها وتغييرها
وعنده بلغة يوم فقد * حيزت إليه بحذافيرها
وقد سمع عبد الحق من أبى القاسم بن عطية صحيح مسلم قال انا محمد بن بشر
انا أبو على الصدفي انا ابن دلهاث العذري عن الرازي، فالصدفي والمؤيد الطوسي
سواء، فنحن في إسناد الصحيح أعلى من الحافظ عبد الحق بدرجة، وقد كتب
إلى بالأحكام [الصغرى 1] له من تونس أبو محمد بن هارون الطائي قال انا بها
أبو الحسن بن [أبى 1] نصر بسماعه من المصنف. قال ابن الزبير: كان يزاحم
فحول الشعراء ولم يطلق عنانه في نطقه.

(1) من المكية.
1352

1101 / 5 / 17 - ابن حبيش
القاضي الامام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن ن محمد بن عبيد [الله 1]
ابن يوسف الأنصاري الأندلسي المريى نزيل مرسية وحبيش هو خاله نسب إليه،
ولد بالمرية سنة أربع وخمس مائة، وقرأ بالروايات على أحمد بن عبد الرحمن
القصبي وأبى القاسم ابن أبي رجاء البلوى والأصبغ بن اليسع، وتفقه بأبي القاسم
ابن وردان أبى الحسن بن نافع، وسمع منهما ومن أبى عبد الله بن وضاح
وعبد الحق بن غالب وعلي بن إبراهيم الأنصاري وأبى الحسن بن موهب، وارتحل
إلى قرطبة فلحق بها يونس بن مغيث فسمع منه ومن جعفر بن محمد بن مكي وقاضي
الجماعة محمد بن أصبغ والقاضي أبى بكر ابن العربي، وأخذ الأدب عن محمد
ابن أبي زيد النحوي فبرع في النحو، ولما تغلبت الروم على المرية سنة اثنتين
وأربعين [وخمسمائة 1] خرج إلى مرسية ثم سكن جزيرة شقر وولى القضاء
والخطابة بها ثنتي عشرة سنة [ثم نقل إلى خطابة مرسية 1] وولى القضاء بها عام
خمسة وسبعين وخمس مائة فحمدت أحكامه مع ضيق في خلقه، وكان من أعلام
الحديث بالأندلس بارعا في معرفة غريبه، ولم يكن أحد يجاريه في معرفة الرجال
قال الابار: سمعت [ابا سليمان 1] ابن حوط الله يقول: سمعت أبا القاسم بن
حبيش يقول إنه مر عليه وقت يذكر فيه تاريخ أحمد بن أبي خيثمة أو أكثره،
وله خطب حسان. وقال ابن الزبير: هو أعلم أهل طبقته بصناعة الحديث وأبرعهم
في ذلك مع مشاركته في علوم، وكان من العلماء العاملين أمعن الناس في الاخذ عنه.

(1) من المكية.
1353

قال أبو عبد الله بن عباد: كان عالما بالقراءات إماما في علم الحديث عارفا
بعلله واقفا على رجاله لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه، أقر له بذلك أهل عصره،
مع تقدمه في اللغة والأدب واستقلاله بغير ذلك من جميع الفنون، قال: وكان
له حظ من البلاغة والبيان صارما في أحكامه جزلا في أموره، تصدر للاقراء
والتسميع والعربية، وكانت الرحلة إليه في زمانه، وطال عمره، وله " كتاب
المغازي " في عدة مجلدات حمله عنه الناس.
قال الابار: مات بمرسية في رابع [عشر 1] صفر سنة أربع وثمانين
وخمسمائة عن ثمانين سنة، وكاد يهلك أناس من الزحمة على نعشه. قلت حمل: عنه
خلق كثير منهم أحمد بن محمد الطرسوسي وأبو سليمان بن حوط الله ومحمد بن
وهب الفهري ومحمد بن الحسن اللخمي الداني ومحمد بن إبراهيم بن صلتان ومحمد
ابن أحمد بن حيون المرسي ومحمد بن محمد بن أبي السداد ونذير بن وهب وعبد الله
ابن الحسن المالقي ابن القرطبي وعمر بن دحية واخوه وعلي بن يوسف ابن الشريك
وعلي بن أبي العافية القسطلي، وروى عنه بالإجازة الأستاذ أبو على الشلوبين.
ومات معه في العام الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد
ابن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيرازي حامل لواء الابطال وشاعر
الشام عن سبع وتسعين سنة، والمحدث المفيد أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة
التكريتي وقد شاخ، والمعمر أبو القبائل عشير بن علي بن أحمد الجبلي ثم المصري
عن مائة سنة وسنتين، وشيخ الحنفية ببخارى عماد الدين أبو جعفر عمر بن أبي بكر
ابن محمد الأنصاري الزرنجري ولد العلامة شمس الأئمة وله سبعون عاما، والامام

(1) من المكية.
1354

المحدث الجوال تاج الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي الخراساني الصوفي
بدمشق عن اثنين وستين عاما، وشاعر العراق أبو الفتح محمد بن عبيد الله ابن
التعاويذي، والمسند أبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحراني التاجر، والمسند
العالم أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي الأصبهاني رحمة الله عليهم.
أخبرنا ابن جابر انا قاضي الجماعة أحمد بن محمد بن حسن الخزرجي حدثني
أبو الربيع الكلاعي الحافظ ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيش انا يونس بن مغيث
ومحمد بن الأصبغ القاضي قالا قرأنا على محمد بن الفرج الفقيه (ح) وكتب إلينا
عاليا أبو محمد هارون بن يونس انا أحمد بن يزيد انا محمد بن عبد الحق ثنا محمد
ابن الفرج انا يونس بن عبد الله عن أبي عيسى يحيى بن عبد الله بن يحيى عن أبي
مروان عبيد الله بن يحيى [بن يحيى 1] عن أبيه عن مالك عن نافع عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب
الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت.
1102 / 6 / 17 - ابن الفخار
الحافظ الامام الأوحد أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خلف الأندلسي
المالقي، ولد سنة إحدى عشرة وخمس مائة، سمع أبا بكر ابن العربي ولازمه
واختص به وأبا جعفر البطروجي وأبا عبد الله ابن الأحمر وشريح بن محمد
وأبا مرود بن مسرة ومحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي وطبقتهم، قال الابار:
كان صدرا في الحفاظ مقدما معروفا يسرد المتون والأسانيد مع معرفة بالرجال

(1) من المكية.
1355

وحفظ للغريب، سمع منه جلة وحدث عنه أئمة، سمعت أبا سليمان بن حوط الله
يقول عن ابن الفخار إنه حفظ في شبيبته سنن أبي داود فأما في مدة لقائي إياه
فكان يذكر صحيح مسلم، وكان موصوفا بالورع والفضل مسلما له في جلالة
القدر ومتانة العدالة، استدعى إلى حضرة السلطان بمراكش ليسمع عليه بها فتوفى
هناك في شعبان سنة تسعين وخمس مائة.
قلت وفيها توفى الإمام أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني ثم القزويني
الواعظ ببغداد عن ثمان وسبعين سنة، والمحدث الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله
الأنصاري البلنسي الزاهد صاحب السلفي كتب شيئا كثيرا، وأبو المظفر عبد الخالق
ابن فيروز الهمذاني الجوهري [الواعظ 1] والمحدث المفيد أبو محمد عبد الوهاب
ابن علي بن الحبقبق القرشي الزبيري الدمشقي الشروطي والد كريمة، وشيخ القراء
الإمام أبو محمد القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي بمصر عن اثنتين
وخمسين سنة، والفقيه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الأصبهاني المعروف بالمصلح
من أصحاب الحداد رحمة الله عليهم أجمعين.
هؤلاء المغاربة لا يكاد يقع لنا حديثهم الا بنزول ثم هم نازلون في الاسناد
فيبقى نزول على نزول و بالله الاستعانة.
1103 / 7 / 17 - الشيرازي
الامام الحافظ الرحال أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصوفي مفيد
بغداذ وشيخ الصوفية بالرباط الأرجواني و صاحب الأربعين البلدية، ولد سنة

(1) من المكية.
1356

تسع وعشرين وخمس مائة ببغداد، وأسمعه أبو ه من إسماعيل ابن السمرقندي ويحيى
ابن الطراح وأبى الحسن بن عبد السلام والحافظ أبى سعد ابن البغدادي وطلب
بنفسه فسمع بن الكروجي وابن ناصر وطبقتهما، وبالكوفة من أبى الحسن
ابن غبرة، وبكرمان من أبى الوقت عبد الأول، وبالبصرة من عبد الله بن عمر
ابن سليخ، وبواسط من القاضي أحمد بن بختيار المندائي، وبهراة من عبد الجليل
ابن أبي سعيد، وبنيسابور من أبى بكر محمد بن علي الطوسي، وببلخ من أبى شجاع
البسطامي، وبأصبهان من المعمر إسماعيل بن علي الحمامي، وبهمذان من نصر بن المظفر
البرمكي، وبدمشق من أبى المكارم بن هلال. أجاد تصنيف الأربعين وأبان عن
حفظ، وله رحلة واسعة وكان صدوقا موثقا، كتب عنه أبو المواهب الحافظ ووثقه
ابن الدبيثي، وكان ظريفا حلو المحاضرة توصل إلى الدولة وذهب رسولا عن
الخليفة إلى الأطراف وارتفعت رتبته وكثر ماله. روى شيئا يسيرا تقع لنا روايته
بالإجازة. توفى في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وخمس مائة كهلا في مبدأ
سن الشيخوخة.
وفيها توفى مسند أصبهان أبو العباس أحمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن ينال
الترك شيخ الصوفية عن نيف وتسعين سنة، تفرد بالرواية عن أبي مطيع الصحاف،
ومحدث دمشق أبو الحسين أحمد بن حمزة بن أبي الحسن على الموازيني السلمي
الدمشقي عن ثمانين سنة، والفقيه أبو الفضل أحمد بن عبد الرحمن بن [محمد بن 1]
منصور الحضرمي الإسكندراني أخو القاضي محمد، وشيخ الاسلام قاضي القضاة
شرف الدين أبو سعد عبد الله بن محمد بن أبي عصرون التميمي الموصلي الشافعي

(1) من المكية.
1357

بدمشق. كتب إلينا محمد [بن محمد 1] بن مناقب أن محمد بن أبي جعفر أخبرهم
قراءة عليه عن يوسف بن أحمد الحافظ انا عبد الله بن عمر بن سليخ بمربد البصرة
عند قبر الزبير رضي الله عنه ثنا جعفر بن محمد القرشي لفظا انا أبو عمر الهاشمي ثنا
علي بن إسحاق ثنا علي بن حرب ثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
قال لما نزلت (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم). قال
النبي صلى الله عليه وآله: أعوذ بوجهك (أو من تحت أرجلكم) قال: أعوذ
بوجهك (أو يلبسكم شيعا أو يذيق بعضكم بأس بعض) قال: هذا أهون أو أيسر.
هذا حديث صحيح هو عندي أعلى من هذا في الثقفيات وغيرها، أخرجه البخاري
عن علي بن عبد الله عن ابن عيينة.
أنبأنا أبو اليمن بن عساكر انا محمد بن أبي جعفر انا يوسف بن أحمد بمكة
انا إسماعيل بن أحمد الأشعثي وعلي بن هبة الله قالا انا أحمد بن محمد البزاز ثنا عبيد الله
ابن حبابة ثنا أبو القاسم البغوي ثنا هدبة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس أن
النبي صلى الله عليه وآله عاد رجلا قد صار مثل الفرخ فقال له: هل دعوت
بشئ؟ قال: نعم، قلت: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: سبحان الله، هلا قلت: اللهم آتني في
الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. رواه مسلم.
1104 / 8 / 17 - أبو المواهب
محدث دمشق ومفيدها الحافظ الإمام الحسن بن أبي الغنائم هبة الله بن
محفوظ بن حسن بن محمد بن حسن بن أحمد بن الحسين بن صصري الربعي التغلبي

(1) من المكية.
1358

البلدي الأصل الدمشقي المعدل، ولد سنة سبع وثلاثين وخمس مائة وكان اسمه
نصر الله فغيره.
سمع جده ابا البركات ونصر الله بن محمد المصيصي وهو أعلى شيخ له وعبد ان
ابن رزين وعلي بن حيدرة وأبا القاسم بن البن الأسدي ونصر بن أحمد السوسي
وأبا يعلى حمزة ابن الحبوبي وأبا يعلى حمزة بن كروس وأبا يعلى حمزة بن أسد التميمي
وصحب الحافظ ابن عساكر وتخرج به وأكثر عنه وعنى بهذا الشأن وكتب
العالي والنازل وجمع وصنف.
وارتحل فسمع بحماة من ابن المظفر، وبحلب من أبى طالب ابن العجمي،
وبالموصل من الحسن بن علي الكعبي وسليمان بن محمد بن خميس، وببغداد هبة الله
الدقاق وابن البطي، وبهمذان الحافظ ابا العلاء العطار، وبأصبهان محمد بن أحمد
ابن ماشاذة، وبتبريز محمد بن أسعد حفده.
حدث عنه ولده امين الدين سالم وآحاد الطلبة فقل ما روى لأنه لم يعمر،
عمل معجمه في ستة عشر جزءا، وصنف كتاب " فضائل الصحابة " و " فضائل
بيت المقدس " و " عوالي ابن عيينة " و " رباعيات التابعين "، ولما وقع الحريق
في الكلاسة احترقت له جملة كتب. وثقه أبو عبد الله الدبيثي وغيره، وكان
حسن الطريقة لين الجانب سمحا كريما نبيلا مليح الخط عاش تسعا وأربعين سنة،
ارتحل ثاني مرة إلى بغداذ بابنه سالم فأسمعه من ابن شاتيل وطبقته.
أنبئت عن أبي الغنائم سالم بن أبي المواهب انا أبى انا أبو طالب عبد الرحمن
ابن الحسن بحلب انا علي بن أحمد العمرى انا طلحة بن علي ثنا أحمد بن سلمان 1 ثنا

(1) وقع في الأصلين " سليمان " خطأ راجع رقم 838.
1359

أحمد بن ملاعب ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ثنا إبراهيم بن الزبرقان عن الشيباني
عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن قزعة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد
الحرام ومسجد بيت المقدس. أنبأنا عاليا أحمد بن سلامة عن عبد المنعم بن كليب
انا على العمرى إجازة إن لم يكن سماع - فذكره.
أخبرنا أبو محمد بن أبي بداس الحافظ انا إسماعيل بن [إسحاق بن 1] الحسين
انا جدي انا اخى أبو المواهب الحافظ انا أبو الفتح المصيصي انا محمد بن أحمد انا محمد
ابن إبراهيم اليزدي ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكر
ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه وآله
أخو جويرية قال: والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله عند موته دينارا
ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها
صدقة. أخرجه (خ) عن إبراهيم بن الحارث.
توفى سنة ست وثمانين وخمس مائة.
وفيها مات العلامة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب الأنصاري
القرطبي المقرئ بن الشراط عن خمس وسبعين سنة والامام المقرئ أبو الطيب
عبد المنعم بن يحيى بن خلف الحميري الغرناطي المعروف بابن الخلوف، والمقرئ
أبو عبد الله محمد بن جعفر بن أحمد بن حميد بن مأمون البلنسي، والمسند الفقيه
أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد الأنصاري الإشبيلي الملكي المعروف
بابن زرقون عن أربع وثمانين سنة، والعلامة المعمر أبو بكر محمد بن عبد الله بن يحيى

(1) من المكية.
1360

[ابن الجد 1] الفهري الإشبيلي المقرئ، الفقيه الحافظ عن تسعين سنة وأشهر،
والمحدث أبو الفضل مسعود بن علي ابن النادر البغدادي عن سبعين سنة.
1105 / 9 / 17 - الزيدي
الامام [القدوة 1] الحافظ العابد أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عمر
ابن سالم بن عبيد الله بن الحسن العلوي الحسيني من ولد زيد بن علي البغدادي الشافعي
المحدث أحد الأئمة الزهاد، قطع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس
والطلب حتى مكن [الله 1] منزلته في القلوب وأحبه الخاص والعام حتى كان
يقصده الكبار للزيارة والتبرك كان ربانيا متألها متواضعا حسن الخلق والخلق
[حلو العبارة 1] جوادا مفضلا.
سمع الكثير [وكتب 1] وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من
المصنفات والمسانيد والاجزاء شئ كثير فوقفه بمسجده [الذي استجده وشاركه 1]
في وقفه رفيقه [صليح البصري 1] وكانا على طريقة جميلة من حسن الصحبة،
سمع ابن ناصر وابن الزاغوني ونصر بن نصر العكبري ومحمد بن عبيد الله الرطبي
وأبا الوقت السجزي وخلائق حتى كتب عن أصحاب ابن الحصين والقاضي
أبى بكر حتى عن أقرانه وعمن هو دونه، وقل ما روى، سمع منه إبراهيم
ابن الشعار وأبو الخطاب العليمي وعمر بن أحمد [ابن 1] بكرون وداود بن علي
ابن المسلمة.
وقال عبد الواحد بن مسعود بن الحصين سمعت الشريف الزاهد علي بن أحمد

(1) من المكية.
1361

الزيدي يقول: اجعل النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسم
ومخالطة الناس كالنار والغذاء كالدواء.
وقال أبو البركات عمر بن أحمد: ولد اخى أبو الحسن سنة تسع وعشرين
وخمس مائة. وبخط أبى المحاسن عمر بن علي القرشي قال: وممن مات في شوال
سنة خمس وسبعين وخمسمائة في هذا الطاعون الشريف الزاهد ولي الله أبو الحسن
علي بن أحمد الزيدي وكان عالما حافظا عارفا له المجاهدات الكثيرة والمعرفة
التامة والأحوال والكرامات مما حدثني به الثقات وشاهدته فلو أثبته لقام من
ذلك كراريس، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة، وكان رفيقي في السماع
سنين كثيرة، مات يوم الثلاثاء سادس عشر [من الشهر 1] ودفن ليلا بموضع
وقفه جوار مسجده. قال ابن الدبيثي سمعت شيخنا ابن الأخضر يعظم شأنه ويثنى
عليه ويصف زهده ودينه، مات وأبواه حيان، وقيل إن الوزير عضد الدين
ابن المسلمة لما عاد إلى الوزارة بعث إلى أبي الحسن الزيدي بألف دينار كان نذرها
إن عاد إلى الوزارة، فلما سمع بذلك المستضئ الخليفة بعث إلى الشريف بألف
دينار أخرى، وبعثت إليه بنفشا أم الخليفة بألف أخرى، فلم يتصرف في ذلك
واشترى كتبا كثيرة فوقفها وبنى مسجدا.
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ في كتابه عن محمد بن محمود الحافظ انا داود
ابن علي ابن المسلمة انا علي بن أحمد الزيدي انا أبو المظفر محمد بن أحمد العباسي ومحمد
ابن احمد التميمي قالا انا أبو نصر الزينبي انا محمد بن عمر ثنا عبد الله البغوي ثنا احمد
ابن حنبل، وحدثنا زهير وسريج بن يونس وابن المقرئ قالوا ثنا سفيان عن

(1) من المكية.
1362

الزهري عن سالم عن ابن عمر قال مر رسول الله صلى الله عليه وآله برجل
يعظ أخاه في الحياء فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الحياء من الايمان. متفق
على صحته.
1106 / 10 / 17 - الحازمي
الامام الحافظ البارع النسابة أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان بن موسى
ابن عثمان بن حازم الهمذاني، ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مائة، وسمع
من أبى الوقت السجزي حضورا ومن شهردار بن شيرويه الديلمي وأبى زرعة
المقدسي والحفاظ أبى العلاء الهمذاني ومعمر ابن الفاخر، وقدم بغداد فسمع
من أبى الحسين عبد الحق بن يوسف وعبد الله بن عبد الصمد العطار، وبالموصل
من الخطيب أبى الفضل الطوسي، وبواسط من أبى طالب المحتسب، وبالبصرة
محمد بن طلحة المالكي، وبأصبهان ابا الفتح الخرقي وأبا العباس الترك
وأبا موسى الحافظ، وبالحرمين والشام والجزيرة، وكتب الكثير وصنف
وجوده 1. قال الدبيثي: قدم بغداد وسكنها وتفقه بها في مذهب الشافعي
وجالس العلماء وتميز وفهم وصار من احفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله
مع زهد وتعبد ورياضة وذكر.
صنف في الحديث عدة مصنفات، وأملى عدة مجالس وكان كثير المحفوظ
حلو المذاكرة يغلب عليه معرفة أحاديث الاحكام، أملى طرق الأحاديث التي
في " المهذب " وأسندها ولم يتمه. وذكره ابن النجار فقال: كان من الأئمة

(1) بهامش المكية عن الأم " وممن روى عن الحازمي تقى الدين علي بن باسويه
المقرئ والحافظ عبد الخالق التشتري والجلال عبد الله بن الحسن خطيب دمياط ".
1363

الحفاظ العالمين بفقه الحديث ومعانيه ورجاله ألف كتاب " الناسخ والمنسوخ "
وكتاب " عجالة المبتدئ في الأنساب " و " المؤتلف والمختلف " في أسماء البلدان
وأسند أحاديث " المهذب " لأبي إسحاق، وكان ثقة حجة نبيلا زاهدا عابدا ورعا
ملازما للخلوة والتصنيف وبث العلم، أدركه أجله شابا، سمعت محمد بن محمد
[ابن محمد 1] بن غانم الحافظ يقول: كان شيخنا الحافظ أبو موسى يفضل أبا بكر
الحازمي على عبد الغنى المقدسي ويقول: ما رأيت شابا احفظ منه.
مات في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمس مائة. قال ابن النجار
سمعت بعض الأئمة يذكر أن الحازمي كان يحفظ كتاب " الاكمال " في المؤتلف
والمختلف ومشتبه النسبة وكان يكرر عليه وبخط أبى الخير القزويني يسأل
الحازمي: ما يقول سيدنا الامام الحافظ في كذا وكذا؟ وقد أجاب الحازمي
بأحسن جواب.
قال ابن النجار سمعت أبا القاسم المقرئ جارنا يقول - وكان صالحا -: كان
الحازمي في رباط البديع وكان يدخل بيته في كل ليلة يطالع ويكتب إلى الفجر
فقال البديع للخادم: لا تدفع إليه الليلة بزرا للسراج فلعله يستريح الليلة، فلما جن
الليل اعتذر إليه الخادم لانقطاع البزر فدخل بيته وصف قدميه ولم يزل يصلى
ويتلو إلى أن طلع الفجر وكان الشيخ خرج ليعلم خبره فوجده في الصلاة.
أخبرنا أبو الحمد الوراق انا عبد الله بن الحسن الخطيب سنة اثنتين وأربعين
وست مائة انا محمد بن موسى الحافظ قرأت على محمد بن ذاكر أخبرك حسن بن أحمد
القارئ انا محمد بن أحمد الكاتب انا علي بن عمر ثنا يعقوب بن إبراهيم البزاز ثنا

(1) من المكية.
1364

العباس بن يزيد ثنا غسان بن مضر ثنا أبو سلمة سألت انس بن مالك: أكان رسول الله
صلى الله عليه وآله يستفتح بالحمد لله رب العلمين؟ فقال: إنك لتسألني عن
شئ لم احفظه، وما سألني عنه أحد قبلك. قلت: أكان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يصلى في النعلين؟ قال: نعم.
1107 / 11 / 17 - أبو المحاسن القرشي
القاضي الامام الحافظ عمر بن علي بن الخضر بن عبد الله بن علي الزبيري
الدمشقي محدث بغداد، سمع بدمشق ابا الدر ياقوت بن عبد الله الرومي وأبا القاسم
ابن البن، وأبا طالب عبد الرحمن بن الحسن [ابن 1] العجمي بحلب، وأبا الوقت
السجزي وأبا جعفر العباس وأبا المظفر ابن التريكي وأبا محمد ابن المادح وخلائق
ببغداد، حتى نزل إلى أصحاب القاضي أبى بكر وابن السمرقندي، وصحب الشيخ
ابا النجيب السهروردي وقاضي القضاة روح ابن الحديثي واستنابه على قضاء الحريم
الطاهري، ونفذ رسولا عن الديوان العزيز إلى صاحب الشام نور الدين وما كان
له ثلاثون سنة، سمع منه القاضي أبو بكر الباقداري وأحمد بن أحمد البندنيجي
وأبو الفتوح ابن الحصري وابنه أبو بكر عبد الله بن عمر.
ذكره ابن الدبيثي في تاريخه فقال: ثقة حافظ عنى بطلب الحديث وبالسماع
والكتابة وكتب ببلده. وبحلب وحران والموصلي والحرمين وبغداد، ورزق
الفهم في الحديث وأجاز لي مروياته، مولده بدمشق في سنة ست وعشرين وخمس
مائة، وتوفى في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مائة.

(1) من المكية
1365

قلت وفيها توفى أمير المؤمنين المستضئ بأمر الله حسن بن المستنجد بالله
يوسف بن المقتفى العباسي، ومسنده بغداد أم عتب تجنى الوهبانية، والمحدث
أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق اليوسفي، والمسند الواعظ أبو المعالي
ابن خلدون بدمشق
1108 / 12 / 17 - ابن خير
الامام الحافظ شيخ القراء أبو بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني
الإشبيلي، أتقن القراءات على شريح بن محمد واختص به حتى ساد أهل بلده وسمع
منه ومن أبى مروان الباجي والقاضي أبى بكر ابن العربي، وبقرطبة من أبى جعفر
ابن عبد العزيز وابن عمه أبى بكر وأبى القاسم بن بقي وابن مغيث وابن [أبى 1]
الخصال وطائفة سواهم، قال الابار: كان مكثرا إلى الغاية بحيث أنه سمع من رفاقه
وشيوخه أكثر من مائة نفس، لا نعلم أحدا من طبقته مثله، وتصدر بأشبيلية
للاقراء والاسماع وحمل الناس عنه كثيرا وكان مقرئا مجودا ومحدثا متقنا أديبا
نحويا لغويا واسع المعرفة رضى مأمونا لما مات بيعت كتبه بأغلى الأثمان لصحتها
ولم يكن له نظير في هذا الشأن مع الحظ الأوفر من علم اللسان، توفى في
ربيع الأول من سنة خمس وسبعين وخمس مائة وكانت جنازته مشهودة وعاش
ثلاثا وسبعين سنة.
1109 / 13 / 17 - أبو عمر بن عياذ
يوسف بن عبد الله بن سعيد [بن 1] أبى زيد الأستاذ المحدث الحافظ أبو عمر

(1) من المكية.
1366

الأندلسي الريى المقرئ أحد الاعلام، أخذ القراءة عن أبي عبد الله بن أبي إسحاق
وقدم بلنسية سنة ثمان وعشرين وخمس مائة ولقى بها أعلام المقرئين ابا مروان
ابن الصقيل وأبا الحسن بن هذيل وأبا الحسن ابن النعمة وسمع من أبى الوليد
الدباغ وطارق بن نفيس وعدة.
وأجاز له أبو القاسم بن وردان وأبو محمد بن عطية وكان معنيا بصناعة
الحديث جماعة للاجزاء والدواوين معدودا في الاثبات المكثرين كتب العالي
والنازل ولقى الكبار ولو اعتنى بهذا من أوائل عمره لبذ الاقران وفاق الأصحاب
وكان يحفظ أخبار المشايخ وينقب عنهم ويضبط وفياتهم ويدون قصصهم أنفق
عمره في ذلك.
وكان قد شرع في تذييل " صلة ابن بشكوال " وصنف " كتاب الكفاية
في مراتب الرواية " و " كتاب المرتضى في شرح المنتقى " لابن الجارود وشرح
" الشهاب " والأربعين في الحشر والأربعين في العبادات وغير ذلك، روى عنه
ابنه أبو محمد وأبو الحجاج بن عبد ة وأبو محمد بن غلبون وغيرهم، وكان من أهل
التواضع والخير والعلم، استشهد عند كبسة العدو لرية يوم العيد سنة خمس
وسبعين أيضا وعاش سبعين سنة، ذكره الابار.
1110 / 14 / 17 - القاسم
ابن الحافظ الكبير أبى القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ المحدث الفاضل
بهاء الدين أبو محمد ابن عساكر الدمشقي، مصنف " فضائل القدس " ولد سنة سبع
وعشرين وخمس مائة، وسمع أباه وعمه الضياء بن هبة الله وجد أبو يه ابا الفضل
1367

يحيى بن علي القرشي وجمال الاسلام علي بن المسلم السلمي ويحيى بن بطريق
الطرسوسي وأبا طالب علي بن عبد الرحمن الصوري وأحمد بن محمد الهاشمي صاحب
السميساطي وهبة الله بن طاوس وأبا الدر ياقوت الرومي وأبا الفتح نصر الله
ابن محمد المصيصي وخلقا كثيرا وأجاز له أبو عبد الله الفراوي والحسن بن عبد الملك
الخلال وطبقتهما.
وكان محدثا صدوقا متوسط المعرفة مكرما للغرباء له أنسة بالحديث وخطه
ضعيف ردئ، قال الحافظ المنذري قلت لشيخنا ابن المفضل أقول ثنا القاسم بن علي
الحافظ - بالكسر - صفة لأبيه، فقال: قل بالضم، اجتمعت به بالمدينة فأملى علي
أحاديث من حفظه ثم بعث إلى أصوله فقابلتها فوجدتها سواء. وقيل كان
كيسا ظريفا مزاحا.
قال العز النسابة كان أحب ما إليه المزاح، وقال ابن نقطة: ثقة لكن خطه
لا يشبه خط أهل الضبط. وقال الحافظ عبد الرحمن بن مقرن حدثني المحدث بدى
الحنفي قال قرأت على القاسم بن عساكر: ثنا ابن لهيعة، فرد بالضم فراجعته
فلم يرجع. قلت من ضم مثل هذا ضمه إلى الشيوخ لا إلى الحفاظ ولكن بقيت
الحافظ عليه لقبا له، وقد نسخ بخطه تاريخ أبيه.
وصنف كتابا في الجهاد، وأملى مجالس وخرج لنفسه الابدال العالية
نقاها من مصنف والده، وكان يبالغ في التعصب لمقالة أبى الحسن الأشعري من
غير أن يحققها. ولى مشيخة الديار النورية بعد أبيه والى أن مات فما أخذ
من الجامكية شيئا بل جعله مرصدا لمن يقدم عليه من الطلبة.
روى عنه أبو المواهب بن صصري وأبو الحسن بن المفضل وأبو محمد الرهاوي
1368

واليلداني وابن خليل والشيخ عز الدين بن عبد السلام والتاج عبد الوهاب
ابن زين الامناء وعبد الغنى بن بنين القتالي والقاضي عماد الدين بن عبد الكريم
[ابن 1] الحرستاني والحافظ زين الدين خالد وفراس العسقلاني ومجد الدين
[محمد 1] ابن عساكر وتقى الدين بن أبي اليسر وأبو بكر ابن النشبي والكمال
عبد العزيز بن عبد وأجاز لأحمد بن سلامة والمسلم بن علان.
مات في تاسع صفر سنة ست مائة.
وفيها مات الامام منتخب الدين أبو الفتوح أسعد بن محمود بن خلف العجلي
الأصبهاني الشافعي عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو المعمر بقاء بن عمر بن حند
الأزجي الدقاق، والمسند أبو القاسم [شجاع 1] بن معالي بن شدفيني القصباني
عن بضع وثمانين سنة والعلامة المسند أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار
النيسابوري الشافعي عن اثنتين وتسعين سنة، والحافظ الكبير عبد الغنى المقدسي،
والعلامة ركن الدين الطاوسي صاحب الطريقة واسمه العراقي بن محمد بن العراقي،
مات بهمذان وكان يضرب به المثل في المناظرة، والمسندة أم عبد الكريم فاطمة
بنت سعد الخير بن محمد الأنصارية بمصر، وأبو المعالي محمد بن صافي النقاش عن
اثنتين وثمانين سنة. والمسند أبو طاهر لا حق بن أبي الفضل بن فيدرة الحريمي
الصوفي عن ثمان وثمانين سنة عنده المسند كله عن ابن الحصين.
أخبرنا المسلم بن محمد وأحمد بن سلامة إذنا عن القاسم ابن الحافظ انا
أبو القاسم يحيى بن بطريق انا محمد بن مكي الأزدي انا ميمون بن حمزة العلوي ثنا
أبو بكر أحمد بن عبد الوارث العسالي ثنا عيسى بن حماد [نا الليث 1] عن يزيد بن

(1) من المكية.
1369

أبى حبيب انا خالد بن كثير الهمداني حدثه أن السرى بن إسماعيل الكوفي حدثه
أن الشعبي حدثه سمع النعمان بن بشير يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: إن من الحنطة خمرا، ومن الشعيرا خمرا، ومن الزبيب خمرا، ومن العسل
خمرا وانا انهى عن كل مسكر. غريب جدا، أخرجه ابن ماجة عن محمد بن رمح
عن الليث، وهو مخرج في السنن الأربعة من طريق أخرى.... وإبراهيم بن
مهاجر وغيرهما عن الشعبي كذلك، وقد رواه أيضا جماعة عن الشعبي فقال:
عن ابن عمر [عن عمر 1] قوله، وهذا هو المعروف.
1111 / 15 / 17 - ابن عبيد الله
الحافظ المتقن المقرئ شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله
ابن عبيد الله الحجري حجر ذي رعين الأندلسي المريى نزيل سبتة.
ولد سنة خمس وخمسمائة وسمع من أبى عبد الله بن زعينة صحيح مسلم وسمع
من أبى القاسم بن ورد أبى الحسن بن اللوان وأبى الحسن بن موهب الحداني
ولقى بقرطبة ابا القاسم بن بقي وأبا الحسن بن مغيث وابن مكي والحافظ أبا جعفر
البطروجي وأبا بكر ابن العربي، وأخذ بأشبيلية عن أبي الحسن شريح وأحمد بن
عبد الله بن صالح المقرئ.
وقرأ الصحيح في سنة أربع وثلاثين على شريح فحضره ثلاث مائة
نفر - عن أبيه وابن منظور عن أبي ذر الحافظ، وسمع أيضا من محمد بن عبد العزيز
الكلابي وجعفر بن محمد البرجي ويحيى بن خلف بن الخلوف وإبراهيم بن مروان

(1) من المكية.
1370

ويوسف بن علي القضاعي، وعنى بهذا الشأن، وكان غاية في الورع والصلاح
والعدالة، قاله الابار.
ثم قال: ولى الصلاة والخطبة بجامع المرسية وكان يعرف القراءات ودعى
إلى القضاء فأبى وانتقل بعد تغلب العدو إلى مرسية ثم تحول إلى فاس 1 واستقر في
سبتة يقرئ فيها ويحدث حتى بعد صيته وعلا ذكره وارتحلوا إليه. - إلى أن قال:
وكان له بصر بصناعة الحديث موصوفا بجودة الفهم، استدعى إلى مراكش وسمع
منه السلطان، ثنا عنه عالم بن الجلة.
قلت: روى عنه ابن عمر ومحمد بن محمد بن عيشون ومحمد بن أحمد الأندرشي
ابن اليتيم ومحمد بن محمد اليحصبي ومحمد بن عبد الله ابن الصفار القرطبي والشرف
محمد بن عبد الله المرسي ومحمد بن أحمد بن مجرز وعبد الرحمن بن القاسم السراج
وأبو الخطاب بن دحية واخوه عثمان وعلى ابن الفخار الشريشي ويوسف بن محمد
الأندى وأبو الحسن علي بن محمد الشاري وإبراهيم بن عمر الطوسي ومحمد بن
الجرج نزيل الثغر ومحمد بن عبد الله الأردى، وهذا الأردى بقي إلى سنة ستين
وست مائة وأظنه آخر أصحابه.
قال أبو الربيع بن سالم الحافظ: كان وقت وفاة أبى محمد بن عبيد الله قحط
مضر فلما وضع على شفير القبر توسلوا به إلى الله في إغاثتهم فسقوا في تلك الليلة
مطرا وابلا وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع الا في الوحل والطين.
قلت: كان قرأ بالسبع على شريح ويحيى ابن الخلوف وأبى جعفر ابن الباذش،
تلا عليه بالروايات أبو الحسن الشاري. قال ابن فرتون: وظهرت له كرامات.

(1) وقع في الأصلين " فارس ".
1371

قال غيره مات في آخر المحرم سنة إحدى وتسعين وخمس مائة.
وفيها مات أبو العباس أحمد بن أبي منصور محمد بن محمد بن الزبرقان
الأصبهاني عن إحدى وتسعين سنة، والمسند أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب
الخفاف، ومقرئ مصر أبو الحسن شجاع بن محمد بن سيدهم المدلجي، ومقرئ
العراق أبو جعفر عبد الله بن أحمد الواسطي صاحب أبى عبد الله البارع، والمسند
أبو المحاسن محمد بن الحسن الأصبهاني التاجر المعروف بالأصفهبذ وقد قارب
الثمانين، ومقرئ الغرب أبو الحسن نجبة بن يحيى الرعيني الإشبيلي صاحب شريح.
أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ انا محمد بن إبراهيم الأنصاري انا أبو محمد
عبد الله بن محمد الحافظ انا أحمد بن محمد [بن أحمد 1] بن بقي وأبو جعفر أحمد بن
عبد الرحمن البطروجي قالا ثنا محمد بن الفرج الفقيه ثنا يونس بن عبد الله القاضي
انا أبو عيسى يحيى بن عبد الله انا عم أبى عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي ثنا أبي ثنا
مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الذي
تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله.
1112 / 16 / 17 - عبد الغنى
ابن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر الحافظ
الامام محدث الاسلام تقى الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي
الحنبلي صاحب التصانيف، ولد في سنة إحدى وأربعين وخمس مائة هو وابن
خالته [الشيخ 1] الموفق بجماعيل واصطحبا مدة في أول اشتغالهما ورحلتهما.

(1) من المكية.
1372

سمع أبا المكارم بن هلال بدمشق، وهبة الله بن هلال وابن البطي وطبقتهما
ببغداذ، وأبا طاهر السلفي بالثغر، وأقام عليه ثلاثة أعوام ولعله كتب عنه ألف
جزء، وأبا الفضل الطوسي بالموصل، وعبد الرزاق بن إسماعيل القومساني بهمذان،
والحافظ ابا موسى المديني وأقرانه بأصبهان، وعلي بن هبة الله الكاملي بمصر،
وكتب ما لا يوصف كثرة وما زال ينسخ ويصنف ويحدث ويعبد الله حتى
اتاه اليقين.
روى عنه ولداه أبو الفتح وأبو موسى وعبد القادر الرهاوي والشيخ
موفق الدين والضياء وابن خليل والفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وعثمان بن مكي
الشارعي وأحمد بن حامد الأرتاحي وإسماعيل بن عزون وعبد الله بن علاق
ومحمد بن مهلهل الجيتي، وهو آخر من سمع منه، بقي إلى سنة أربع وسبعين،
وبقي بعده بالإجازة أحمد بن أبي الخير شيخنا.
قال ابن النجار: حدث بالكثير وصنف في الحديث تصانيف حسنة وكان
غزير الحفظ من أهل الاتقان والتجويد قيما بجميع فنون الحديث. - إلى أن
قال: وكان كثير العبادة ورعا متمسكا بالسنة على قانون السلف تكلم في الصفات
والقرآن بشئ أنكره أهل التأويل [من الفقهاء 1] وشنعوا عليه فعقد له مجلس
بدار السلطان بدمشق فأصر وأباحوا قتله فشفع فيه أمراء الأكراد على أن يبرح
من دمشق فذهب إلى مصر وأقام بها خاملا إلى حين وفاته.
قرأت بخط الحافظ أبى موسى المديني: يقول أبو موسى عفا الله عنه: قل
من قدم علينا من الأصحاب من يفهم هذا [الشأن 1] كفهم الامام ضياء (؟) الدين

(1) من المكية.
1373

عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسي زاده الله توفيقا وقد وفق لتبيين هذه الغلطات -
يعنى التي في كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم، إلى أن قال: ولو كان الدارقطني
في الاحياء وأمثاله لصوبوا فعله، وقل من تفهم في زماننا لما فهمه.
قال الحافظ الضياء: ثم سافر الحافظ إلى أصبهان وكان خرج وليس معه
الا قليل فلوس فسهل الله تعالى من حمله وأنفق عليه فأقام بأصبهان مدة وحصل
بها الكتب الجيدة، وكان ليس بالأبيض الأمهق يميل إلى سمرة حسن الثغر
كث اللحية واسع الجبين عظيم الخلق تام القامة كأن النور يخرج من وجهه
ضعف بصره من كثرة الكتابة والبكاء.
وصنف " المصباح " في ثمانية وأربعين جزءا مشتمل على أحاديث الصحيحين،
وكتاب " نهاية المراد " في السنن نحو مائتي جزء لم يبيضه، كتاب " المواقيت "
مجلد، كتاب " الجهاد " مجلد، " الروضة " أربعة أجزاء، " فضائل خير البرية " مجلد،
" الذكر " جزءان، " الاسراء " جزءان، [" التهجد " جزءان 1]، " المحنة " ثلاثة
أجزاء " صلات الاحياء إلى الأموات " جزءان، " الصفات " جزءان، " الفرح "
جزءان، [" فضل مكة " أربعة أجزاء 1] وتصانيف كثيرة جزء جزء " غنية
الحفاظ في مشكل الألفاظ " مجلدان، " الحكايات " أزيد من مائة جزء.
ومما الفه بلا إسناد " العمدة " جزءان "، الاحكام " ستة أجزاء " درر الأثر "
تسعة أجزاء، " الكمال " عشر مجلدات. - إلى أن قال: وكان لا يكاد أحد يسأله
عن حديث الا ذكره له وبينه، ولا يسأل عن رجل الا قال: هو فلان بن فلان -
وبين نسبته، فأقول: كان أمير المؤمنين في الحديث، سمعته يقول: نازعني رجل

(1) من المكية.
1374

في حديث بحضرة أبى موسى فقال: هو في البخاري، قلت: ليس هو [فيه 1]، فكتب
الحديث في رقعة ورفعها إلى أبي موسى يسأله فناولني أبو موسى الرقعة وقال:
ما تقول؟ فقلت: ما هو في البخاري، فخجل الرجل.
وقال الضياء: سمعت إسماعيل بن ظفر يقول: جاء رجل إلى الحافظ عبد الغنى
فقال: رجل حلف بالطلاق انك تحفظ مائة الف حديث، فقال: لو قال أكثر
لصدق. وشاهدت الحافظ غير مرة بجامع دمشق يسأله بعض الحاضرين وهو
على المنبر يقول اقرأ لنا أحاديث من غير الجزء فيقرأ الأحاديث علينا بأسانيدها
عن ظهر قلبه، وقيل له: لم لا تقرأ دائما من غير كتاب؟ فقال: أخاف العجب،
وسمعت ابا محمد عبد العزيز الشيباني يقول سمعت التاج الكندي يقول: لم يكن
بعد الدارقطني مثل الحافظ عبد الغنى المقدسي.
قال الفقيه محمود بن همام سمعت الكندي يقول: لم ير الحافظ عبد الغنى مثل
نفسه. وقال ربيعة اليمنى: قد رأيت أبا موسى المديني، وهذا الحافظ عبد الغنى
احفظ منه. وقال الضياء: كل من رأيت من المحدثين يقول: ما رأينا مثل
عبد الغنى، وهو الذي حرضني على السفر إلى مصر وبعث معنا ابنه عبد الرحمن
وهو ابن عشر سنين وهو سفر إسماعيل بن ظفر وأعطاه فسار إلى أصبهان
والى خراسان، وحرض يوسف بن خليل على الرحلة، وكان يقرأ الحديث ليلة
الخميس وبعد الجمعة بجامع دمشق ويجتمع خلق ويبكى الناس كثيرا ثم يطول
[لهم 1] الدعاء، سمعت الواعظ أبا الحسن بن نجا على المنبر بالقرافة يقول [قد 1]
جاء الحافظ وهو يريد أن يقرأ الحديث فاشتهى ان تحضروا مجلسه ثلاث مرات

(1) من المكية.
1375

وبعدها أنتم تعرفونه وتحصل لكم الرغبة فيه، فجلس أول يوم القرافة
وحضرت فقرأ أحاديث بأسانيدها حفظا وقرأ أخرى ففرح الناس به، ثم سمعت
ابن نجا يقول: حصل مرادي في أول مجلس. - إلى أن قال: وكان لا يضيع شيئا
من زمانه، كان يصلى الفجر ويلقن القرآن وربما لقن الحديث ثم يقوم فيتوضأ
ويصلى ثلاث مائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إلى قبيل الظهر فينام نومة فيصلى
الظهر ويشتغل بالتسميع أو النسخ إلى المغرب فيفطر إن كان صائما ويصلى إلى
العشاء ثم ينام إلى نصف الليل أو بعده ثم يتوضأ ويصلى ثم يتوضأ ويصلى إلى
قريب الفجر، وربما توضأ سبع مرات أو أكثر ويقول: تطيب لي الصلاة
ما دامت أعضائي رطبة ثم ينام نومة يسيرة قبل الفجر وهذا دأبه.
قال الشيخ الموفق: كان رفيقي وما كنا نستبق إلى خير الا سبقني إليه الا
القليل، وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وقيامهم عليه ورزق العلم
وتحصيل الكتب الكثيرة إلا أنه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها.
قال الضياء: وكان لا يرى منكرا الا غيره بيده أو بلسانه، وكان لا تأخذه في الله
لومة لائم، ثم رأيته مرة يريق خمرا فسل صاحبه السيف فلم يخف وكان قويا فأخذ
السيف من يد الرجل وكان يكسر الشبابات والطنابير.
وشاهدت بخطه يقول: والملك العادل ما رأيت منه الا الجميل أقبل علي
وقام لي والتزمني ودعوت له فقلت: عندنا قصور يوجب التقصير، فقال:
ما عندك تقصير ولا قصور، وذكر أمر السنة فقال ما عندك شئ يعاب في
أمر الدين والدنيا، ولابد للناس من حاسد، وبلغني عنه بعد ذلك أنه ذكر عنده

(1) من المكية.
1376

العلماء فقال: ما رأيت مثل فلان، دخل على فخيل لي انه أسد قد دخل على.
قال الضياء: وكان المبتدعة قد أو غروا صدر العادل على الحافظ وتكلموا
فيه عنده وكان بعضهم يقول: ربما يقتله إذا دخل عليه، فسمعت أن بعضهم بذل
في قتل الحافظ خمسة آلاف دينار. قال الضياء سمعت أبا بكر بن أحمد الطحان
يقول: جعلوا الملاهي عند درج جيرون فجاء الحافظ فكسر كثيرا منها وصعد
المنبر فجاءه رسول القاضي يطلبه ليناظره في الدف والشبابة فقال: ذاك حرام
ولا أمشي إليه إن كان له حاجة يجئ هو، قال فعاد الرسول فقال: لا بد من مجيئك
قد عطلت هذه الأشياء على السلطان، فقال: ضرب الله رقبته ورقبة السلطان،
فمضى الرسول فخفنا من فتنة فما أتى أحد بعد، سمعت محمود بن سلامة الحراني
بأصبهان يقول: كان الحافظ [بأصبهان 1] يخرج فيصطف الناس في السوق
ينظرون إليه، ولو أقام بأصبهان مدة وأراد أن يملكها لملكها. يعنى من حبهم له
ورغبتهم فيه. قال الضياء: وكنا بمصر نخرج معه للجمعة فلا نقدر نمشي معه من
زحمة الناس يتبركون به ويجتمعون حوله، وكان جوادا كريما لا يدخر شيئا
ولا درهما، وقيل كان يخرج في الليل بقفات الدقيق فإذا فتحوا ترك ما معه
ومضى لئلا يعرف، وربما كان عليه ثوب مرقع.
سمعت بدر بن محمد الجذري يقول: ما رأيت أحدا أكرم من الحافظ،
لقد أوفى عنى غير مرة. وسمعت سليمان الأشعري يقول: بعث الأفضل إلى
الحافظ بنفقة وقمح كثير ففرق الجميع.
وحكى رجل أنه شاهد الحافظ [في الفلاء 1] بمصر ثلاث ليال يؤثر

(1) من المكية.
1377

بعشائه ويطوى. قال الضياء: [فتح 1] له بمصر أشياء كثيرة من الذهب وغيره.
سمعت الرضى عبد الرحمن بن محمد [أنه 1] سمع الحافظ يقول: سألت الله
أن يرزقني حال الإمام أحمد، فقد رزقني صلاته، قال: ثم ابتلى بعد ذلك وامتحن.
سمعت الامام أبا عبد الله بن أبي الحسن الجبائي يقول: أخذ الحافظ عبد الغنى على أبي
نعيم في مائتين وتسعين موضعا فطلبه الصدر ابن الخجندي وأراد هلاكه
فاختفى الحافظ.
وسمعت محمود بن سلامة يقول: ما أخرجناه الا في إزار. وسمعت الحافظ
يقول: كنا نسمع بالموصل كتاب الضعفاء للعقيلي فأخذني أهل الموصل وحبسوني
وأرادوا قتلى من أجل ذكر رجل فيه فجاءني رجل طويل بسيف فقلت لعله يقتلني
وأستريح، قال فلم يصنع شيئا ثم أطلقت. وكان يسمعه معه ابن البرنى فأخذ
الكراس الذي فيه ذكر الرجل ففتشوا الكتاب فلم يجدوا شيئا فأطلق.
أخبرنا عبد الحميد بن أحمد سمعت الضياء يقول: كان الحافظ يقرأ الحديث
بدمشق ويجتمع الخلق عليه فحسد وشرعوا يعملون لهم وقتا في الجامع ويقرأ
عليهم الحديث فهذا ينام وهذا قلبه غير حاضر فلم تشتف قلوبهم فشرعوا في
مكيدة فأمروا الناصح ان يعظ بعد الجمعة تحت [قبة 2] النسر وقت جلوس الحافظ
فأخر الحافظ معتاده إلى العصر، فلما كان [في 1] بعض الأيام والناصح قد فرغ
فدسوا رجلا ناقض العقل من بنى عساكر فقال للناصح ما معناه! انك تقول
الكذب على المنبر فضرب الرجل وهرب وخبئ في الكلاسة ومشوا إلى الوالي
وقالوا: هؤلاء الحنابلة [ما قصدهم 1] الا الفتنة، وهم، وهم، واعتقادهم ثم

(1) من المكية (2) من طبقات ابن رجب.
1378

جمعوا كبراءهم ومضوا إلى القلعة وقالوا للوالي: نشتهي أن يحضر عبد الغنى.
وسمع مشايخنا فانحدروا، خالي الموفق واخى الشمس والفقهاء وقالوا: نحن
نناظرهم، وقالوا للحافظ: اقعد لا تجئ فإنك حاد ونحن نكفيك، فاتفق انهم
أخذوا الحافظ ولم يعلم أصحابنا فناظروه وكان أجهلهم يغرى به، فاحتد وكانوا
قد كتبوا شيئا من اعتقادهم وكتبوا فيه [خطوطهم 1] ثم قالوا له: اكتب خطك،
فلم يفعل، فقالوا للوالي: قد اتفق الفقهاء كلهم وهذا يخالف، فبعث الأسارى
فرفعوا منبره وخزانه [ودرابزين 2] وقالوا نريد أن لا تجعل في الجامع صلاة
الا للشافعية وكسروا منبر الحافظ ومنعنا من صلاة الظهر، فجمع الناصح السوقة
وغيرهم وقال: إن لم يخلونا نصل صلينا بغير اختيارهم، فبلغ ذلك القاضي وكان
صاحب الفتنة فأذن لهم وحمت الحنفية مقصورتهم بجماعة من الجند، ثم إن الحافظ
ضاق صدره ومضى إلى بعلبك فأقام بها مدة وتوجه إلى مصر فبقي بنابلس مدة. -
إلى أن قال: وجاء الملك الأفضل وأخذ مصر ثم رد إلى دمشق فصادف الحافظ
وأكرمه ونفذ يوصى به بمصر فتلقى بالبشر والاكرام وكان بمصر كثير من المخالفين
لكن رائحة السلطان كانت تمنعهم، ثم جاء العادل وأخذ مصر وأكثروا عنده
على الحافظ فطلب ثم أكرمه العادل وبقي الحافظ بمصر وهم لا يتركون الكلام فيه
[فلما أكثروا 2] عزم الكامل على اخراجه ثم اعتقل في داره سبع ليال، فسمعت
التقى أحمد بن محمد بن عبد الغنى يقول حدثني الشجاع بن أبي ذكرى الأمير قال قال
لي الكامل: هنا فقيه قالوا إنه كافر، قلت: ما اعرفه، قال: بلى، هو محدث، فقلت:
لعله الحافظ عبد الغنى؟ فقال: هو هو، فقلت: أيها الملك العلماء أحدهم يطلب

(1) من المكية (2) من طبقات ابن رجب.
1379

الآخرة والآخر يطلب الدنيا، وأنت هنا باب الدنيا فهل جاء إليك؟ أو أرسل إليك
ورقة؟ قال: لا، قلت: والله هؤلاء يحسدونه فقال: جزاك الله خيرا
كما عرفتني. قال الضياء: بلغني أن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده فكتب: أقول كذا
لقول الله كذا، وأقول كذا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم كذا، حتى فرغ
من المسائل، فلما وقف عليها الكامل قال أيش أقول في هذا؟ يقول: بقول الله
ورسوله، فخلى عنه.
وسمعت أحمد بن محمد بن عبد الغنى يقول لي رأيت أخاك الكمال عبد الرحيم
في النوم فقلت: أين أنت؟ فقال: في جنة عدن، فقلت: أيما أفضل الحافظ
عبد الغنى أو الشيخ أبو عمر؟ فقال: ما أدرى، اما الحافظ فكل ليلة جمعة ينصب
له كرسي تحت العرش يقرأ عليه الحديث وينثر عليه الدر وهذا نصيبي منه،
وأشار إلى كمه.
سمعت أبا موسى يقول: مرض والدي أياما ووضأته وقت الصباح فقال
لي: يا عبد الله صل بنا وخفف، فصليت بالجماعة وصلى معنا جالسا ثم قال: اقرأ
عند رأسي يس فقرأتها وقلت هنا دواء تشربه، فقال: ما بقي الا الموت، فقلت:
ما تشتهى شيئا؟ قال أشتهي النظر إلى وجه الله الكريم، فقلت: ما أنت عنى
راض؟ قال: بلى، وجاءوا يعودونه وجعلوا يتحدثون ففتح عينه وقال: ما هذا؟
اذكروا الله قولوا لا إله إلا الله ثم دخل درع النابلسي فقمت لا ناوله كتابا من
جانب المسجد، فرجعت وقد توفى رحمه الله تعالى يوم الاثنين الثاني والعشرين
من شهر ربيع الأول سنة ست مائة.

(1) من المكية
1380

قلت: وفيها توفى المذكورون في ترجمة القاسم. وترجمه الحافظ الضياء
أربع كراريس بسماعنا من ابن خولان عنه.
أنبأنا أحمد بن سلامة الدمشقي عن عبد الغنى بن عبد الواحد في كتابه
انا حيدرة بن عمر بن إبراهيم [العلوي 1] انا طراد بن محمد انا أحمد بن محمد بن
حسنون ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو إملاءا ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو داود الطيالسي
ثنا أبو سنان حدثني حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال
يا رسول الله إني اعمل العمل سرا فإذا اطلع عليه أعجبني؟ قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لك [أجران 1] اجر السر واجر العلانية. رواه الأعمش عن
حبيب وأرسله، أخرجه أبو عيسى في جامعه عن محمد بن المثنى عن أبي داود.
1113 / 17 / 17 - الباقداري
الحافظ العالم المحدث أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مرزوق البغداذي
الضرير قدم من باقدار في صباه وتلا على جماعة وسمع الحديث من أبى محمد سبط
الخياط وأبى بكر ابن الزاغوني وابن ناصر وطبقتهم فأكثر قال ابن الدبيثي: انتهى
إليه معرفة رجال الحديث وحفظه وكان المعتمد عليه [فيه 1].
وقال أبو الفتوح ابن الحصري: كان آخر من بقي من حفاظ الحديث
من الأئمة. قال ابن الدبيثي: سمعت غير واحد من شيوخنا يذكرون أبا بكر
الباقداري ويصفونه بالحفظ ومعرفة الرجال والمتون مع كونه ضريرا مقصورا
إلا أنه كان حفظة حسن الفهم بلغني أن ابن ناصر كان يراجعه في أشياء ويصير إلى

(1) من المكية.
1381

قوله. وقال أبو محمد المنذري: كان أحد حفاظ بغداذ المشهورين بمعرفة الرجال
والتقدم مع ضرره. قلت توفى في آخر سنة خمس وسبعين وخمس مائة كهلا،
وقد انتهى علو الرواية إلى ابنته عجبيبة في وقتها.
أنبأنا أبو حامد ابن الصابوني وعدة عن محمد بن سعيد الحافظ انا عبد الله بن
عمر الوكيل انا أبو بكر محمد بن أبي غالب الحافظ انا أبو بكر ابن الزاغوني وسعيد
ابن البناء وابن المادح قالوا أنا أبو نصر الزينبي انا محمد بن عمر الوراق انا عبد الله
ابن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سعد - هو ابن الصلت - ثنا الأعمش عن أبي سفيان
عن انس بن مالك قال: توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فخرج بجنازتها وخرجنا معه فرأيناه كثيبا حزينا ثم دخل قبرها فخرج ملتمع
اللون فسألناه عن ذلك فقال: إنها كانت امرأة مسقامة فذكرت شدة الموت
وضغطة القبر فدعوت الله فخفف عنها. قرأته على أبي المعالي الزهري الزاهد عن
أكمل بن أبي الأزهر سماعا انا سعيد ابن البناء - مثله.
1114 / 18 / 17 - ابن الحصري
الامام الحافظ المفيد شيخ القراء برهان الدين أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج
محمد بن علي البغدادي الحنبلي نزيل مكة وإمام الحطيم، تلا بالروايات على
ابن الشهرزوري ولعله آخر من قرأ عليه، وسمع من أبى الوقت وابن الزاغوني
وأبى طالب العلوي وأبى محمد ابن المادح وهبة الله بن السبل وابن البطي و
أبى زرعة المقدسي وخلق كثير وعنى بالفن أتم عناية ونسخ الكثير وكان يفهم
ويفيد مع الثقة والدين.
1382

قال ابن النجار: قرأ بالروايات على جماعة - وسماهم - وكان حافظا حجة
نبيلا من أعلام الدين جم العلم كثير المحفوظ كثير التعبد والتهجد. وقال المنذري:
حصل من الأدب طرفا حسنا وكان يسمع ويقرأ ويفيد الغرباء وغيرهم، جاور
عشرين سنة.
قال الدبيثي: كان ذا معرفة بهذا [الشأن 1] ونعم الشيخ كان عبادة وثقة.
وقال ابن نقطة: حافظ ثقة مكثر متقن. قلت: روى عنه الثلاثة والبرزالي
وابن خليل وتاج الدين عل ابن القسطلاني وخلق، والحافظ ضياء الدين وقال:
توفى شيخنا الحافظ الامام امام الحرم أبو الفتوح بالمهجم في المحرم سنة تسع عشرة
وست مائة رحمه الله تعالى.
قال ابن مسدى: قصد اليمن فأدركه الاجل بالمهجم في ربيع الآخر. كذا
قال، وقال: وكان أحد الأئمة الاثبات مشارا إليه بالحفظ. قلت: آخر من بقي
من أصحابه شيخنا المقداد القيسي سمع منه سنن أبي داود وغير ذلك.
أخبرنا المقداد إجازة انا نصر بن محمد الحافظ انا أبو طالب العلوي انا أبو على
التستري انا أبو عمر الهاشمي انا أبو على اللؤلؤي ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا همام
عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله كان
لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ الا يتسوك قبل أن يتوضأ.
1115 / 19 / 17 - ابن الأخضر
الامام الحافظ المسند محدث العراق أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك

(1) من المكية.
1383

الجنابذي ثم البغدادي، ولد سنة أربع وعشرين وخمس مائة وسمع باعتناء والده
من القاضي أبى بكر الأنصاري وأبى القاسم ابن السمرقندي ويحيى ابن الطراح
وعبد الوهاب الأنماطي، ثم طلب بنفسه وسمع من الأرموي وابن ناصر
وأبى الوقت وابن البطي ومن بعدهم، ونسخ وحصل الأصول الثمينة، وصنف
وجمع وأفاد ونفع وحدث نحوا من ستين عاما وكان ذا حلقة بجامع القصر،
وتواليفه تدل على معرفته وحفظه وكان ثقة صالحا عفيفا دينا. قال ابن الدبيثي:
لم أر في شيوخنا أوفر شيوخا منه ولا أغزر سماعا، حدث بجامع القصر دهرا.
قلت: وكان والده قد سمع من إسماعيل بن ملة وحج سنة خمس وثلاثين
وعمره أربعون سنة فعدم في الطريق. قال ابن نقطة: كان شيخنا ثقة ثبتا مأمونا
كثير السماع واسع الرواية صحيح الأصول منه تعلمنا واستفدنا، ما رأينا مثله.
قال ابن النجار بالغ شيخنا أبو محمد حتى قرأ على شيوخنا وصنف في كل فن، وكانت
له حلقة بجامع القصر يقرأ بها كل جمعة بعد الصلاة، وكان أول سماعه في سنة ثلاثين
بإفادة أبيه وأبى الحسن بن بكردوس، كتب لنفسه وتوريقا للناس في شبابه،
وكان له حانوت للبزبخان الخليفة، كنت أقرأ عليه به، حدث بجميع مروياته به،
سمع منه عمر بن علي القرشي وكتب عنه في معجمه، كان ثقة حجة نبيلا ما رأيت
في شيوخنا سفرا ولا حضرا مثله في كثرة مسموعاته ومعرفته لمشايخه وحسن
أصوله وحفظه وإتقانه وكان أمينا ثخين الستر دينا عفيفا أريد على أن يشهد عند
القضاة فامتنع، وكان من أحسن الناس خلقا وألطفهم طبعا من محاسن البغداديين
وظرفائهم ما يمل جليسه منه.
قلت حدث عنه ابن الدبيثي وابن نقطة وابن النجار والضياء والبرزالي
1384

وابن خليل والزين النابلسي وأحمد بن محمد بن بنيمان الهمذاني ومحمد بن نصر [ابن 1]
الجيلي وعلي بن مهران سبط العاقولي وعلي بن عدلان الموصلي وعلي بن زريق
وأحمد بن الحسين الخليلي ومحمد بن سعيد النشف والفقيه يحيى ابن الصيرفي
والنجيب عبد اللطيف واخوه العز والنجيب مقداد القيسي والعلم قاسم بن أحمد
الأندلسي وولده على ابن الأخضر وآخرون، وآخر من روى عنه بالإجازة
الكمال عبد الرحمن بن المكبر. توفى سادس شوال سنة إحدى عشرة وست مائة
هو والحافظ ابن المفضل.
أخبرنا المقداد بن أبي القاسم المعدل كتابة انا عبد العزيز بن محمود الحافظ
سنة إحدى عشرة ببغداد انا محمد بن عبد الباقي الأنصاري انا أبو إسحاق البرمكي
حضورا انا أبو محمد بن ماسي انا أبو مسلم الكجي ثنا الأنصاري وأبو عاصم قالا
انا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ويل للذي يحدث ليضحك منه القوم فيكذب، ويل له، ويل له. هذا حديث
صالح الاسناد من العوالي، أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي في كتبهم من
حديث عبد الله بن المبارك وإسماعيل بن علية ويحيى بن سعيد القطان عن بهز بن
حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده رضي الله عنه. قال الترمذي:
هذا حديث هذا حسن قلت: وهو نص في تحرم الكذب فان حدث القوم
بما يضحكهم من غير كذب فلا بأس بالقليل منه.
1116 / 20 / 17 - عبد الرزاق
ابن الشيخ القدوة أبى محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي الامام المحدث الحافظ

(1) من المكية.
1385

الزاهد أبو بكر الحنبلي بغداد، ولد سنة ثمان وعشرين وخمس مائة وسمع
الكثيرة بإفادة أبيه، ثم طلب بنفسه وعنى بهذا الشأن وحصل الأصول، سمع
من محمد بن صرما وأبى الفضل الأرموي وأبى القاسم ابن البناء والحافظ أبى الفضل
ابن ناصر وأبى بكر ابن الزاغوني وأبى الكرم ابن الشهرزوري وطبقتهم وكان يقال
له: الحلبي نسبة إلى الحلبة وهي محلة شرقي بغداد ذكره الحافظ محمد بن عبد الواحد
الحنبلي فقال: لم أر ببغداد أحدا في تيقظه وتحريه مثله. وذكره الامام شهاب الدين
أبو شامة في تاريخه فقال: كان زاهدا عابدا ثقة مقتنعا باليسير.
قلت حدث عنه أبو عبد الله ابن الدبيثي وأثنى عليه، ومجد الدين ابن النجار
والضياء المقدسي والنجيب عبد اللطيف والتقى اليلداني وابنه قاضي القضاة
أبو صالح وآخرون. وأجاز للشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمرو الفخر على
وابن شيبان وطائفة. مات في شوال سنة ثلاث وست مائة.
وفيها مات المسند أبو إسماعيل [داود بن محمد 1] بن ماشاذة الأصبهاني،
والمسند أبو القاسم سعيد بن محمد بن محمد [بن محمد 1] بن عطاف المؤدب ببغداد،
ومسند الوقت أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان عن أربع
وتسعين سنة، والمسند مخلص الدين محمد بن معمر الفاخر القرشي بأصبهان
رحمهم الله تعالى.
قرأت على محمد بن إسحاق أخبركم أبو صالح نصر بن عبد الرزاق القاضي
ببغداد قال قرأت على والدي أبى بكر وأمة الكريم أخبركما جدي الشيخ عبد القادر
ابن أبي صالح (ح) وأخبرنا أبو جعفر ابن المقير وجماعة قالوا انا يحيى ابن أبي السعود

(1) من المكية.
1386

أخبرتنا شهدة بنت الأبري قالا ثنا أبو غالب محمد بن الحسن ثنا الحسن ابن احمد
ثنا عثمان بن السماك ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا ابن الأصبهاني انا شريك
عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن صعصعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: أول ما يحاسب به العبد صلاته فان تمت قبل منه سائر
عمله وإن نقصت قال انظروا هل له من تطوع فأكملوها به. فهذا النقص في الصلاة
يشتمل على نقص عدد الصلوات ونقص ذاتها وماهيتها فيكمل الله هذا وهذا
بالنوافل بلطفه وكرمه فله الحمد.
1117 / 21 / 17 - عبد القادر بن عبد الله
الحافظ الامام الرحال أبو محمد الرهاوي الحنبلي محدث الجزيرة، ولد بالرهاء
سنة ست وثلاثين وخمس مائة ونشأ بالموصل وكان مملوكا لبعض المواصلة
السفارين فأعتقه فطلب العلم وأقبل على الحديث فسمع من مسعود بن الحسن
الثقفي والحسن بن العباس الرستمي وأبى جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني ورجاء
ابن حامد ومحمود فورجة وإسماعيل بن شهريار ومعمر ابن الفاخر وعبد الرحيم
ابن أبي الوفاء وعلي بن عبد الصمد بن مردويه وأقرانهم بأصبهان، والحافظ
أبى العلاء ومحمد بن بنيمان بهمذان، وأبى زرعة المقدسي، ولحق بهراة عبد الجليل
ابن أبي سعد خاتمة أصحاب بيبى الهرثمية، وبمرو من مسعود بن محمد المروزي،
وبنيسابور من أبى بكر محمد بن علي بن محمد الطوسي وطبقته، وبسجستان من
أبى عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله الزاهد، وببغداذ من أبى على أحمد بن
محمد الرحبي وأبى محمد الخشاب وخلق، وبواسط من هبة الله بن مخلد الأزدي
1387

وأبى طالب المحتسب وبالموصل من أبى [الفضل 1] الطوسي ويحيى بن سعدون
القرطبي، وبدمشق من أبى القاسم الحافظ ومحمد بن بركة الصلحي، وبمصر من
محمد بن علي الرحبي وابن برى، وبالإسكندرية من السلفي، وعمل الأربعين المتباينة
الأسانيد في مجلد كبير يدل على تبحره وسعة علمه.
قال ابن نقطة: كان عالما ثقة مأمونا صالحا إلا أنه كان عسرا في الرواية
لا يكثر عنه الا من أقام عنده. قال يوسف بن خليل: كان حافظا ثبتا كثير السماع
كثير التصنيف متقنا ختم به علم الحديث. قال أبو محمد المنذري: كان حافظا ثقة
راغبا في الانفراد عن أرباب الدنيا. وقال أبو شامة: كان صالحا مهيبا زاهدا
ناسكا خشن العيش ورعا.
قلت: حدث عنه ابن نقطة والزكي البرزالي والضياء وابن خليل
والصريفيني وإسماعيل بن ظفر والشهاب القوصي وعبد الرحمن بن سالم الأنباري
وأبو العباس بن عبد الدائم وأبو زكريا ابن الصيرفي وعامر القلعي وعبد العزيز
ابن الصيقل والفقيه أبو عبد الله بن حمدان وغيرهم، وله أوهام نبهت على مواضع
منها في الأربعين له، ومع حفظه ومعرفته فغيره أتقن، وتكرر في تباين الأسانيد
أربعة مواضع.
توفى الحافظ الرهاوي بحران في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة
وست مائة.
وفيها توفى المسند أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب البغدادي السباك الصوفي
في شوال فجأة سمع عبد الوهاب الأنماطي، والمسند أبو العباس أحمد بن يحيى

(1) من المكية.
1388

ابن بركة ابن الديبقي البغدادي البزاز، والمسند أبو الفضل سليمان بن محمد بن علي
الموصلي، والمسند الرحلة أبو محمد عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن منينا، والشريف
أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن هبة الله الهاشمي المنصوري، وشيخ الصعيد القدوة
أبو الحسن علي بن حميد بن الصباغ، والشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي
ابن موهوب [ابن 1] البناء الصوفي، وكمال الدين أبو الفتوح محمد بن علي بن المبارك
ابن الحلاحلي السفار والمسند أبو القاسم موسى بن سعيد بن هبة الله بن الصيقل
الهاشمي عنده إسماعيل ابن السمرقندي، والمسند يحيى بن ياقوت بن الفراش المجاور.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه [في كتابه 1] ثنا عبد القادر بن عبد الله
الحافظ انا مسعود بن الحسن الأصبهاني بها انا إبراهيم بن محمد الطيار ومحمد بن أحمد
السمسار قالا انا إبراهيم بن عبد الله التاجر ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ثنا
ابن أبي مذعور ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم ثنا محمد بن المنكدر عن جابر
قال اتيت أبا بكر أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني، فقلت
إما أن تبخل وإما أن تعطيني، فقال أتبخلني وأي داء أدوأ من البخل؟ ما اتيتني
من مرة الا وانا أريد أن أعطيك ألفا قال فأعطاني ألفا وألفا وألفا.
1118 / 22 / 17 - ابن عات
الحافظ الامام الثقة أبو عمر أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات
النفزي الشاطبي، ولد سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة كان من حفاظ الأندلس
ذكره الابار فقال: سمع العلامة ابا محمد وأبا الحسن بن هذيل وعلم بن عبد العزيز

(1) من المكية.
1389

وطبقتهم، وبالإسكندرية من أبى طاهر السلفي وابن عوف الزهري. قال أبو محمد
المنذري: سمع أيضا محمد بن يوسف بن سعادة وعاشر بن محمد ومخلوف بن جارة،
وكان شيخنا ابن المفضل يذكره بكثرة الحفظ والميل إلى تحصيل المعارف. قال
الابار: كان أحد الحفاظ يسرد المتون ويحفظ الأسانيد عن ظهر قلب لا يخل منها
بشئ موصوفا بالدراية والرواية، يغلب عليه الورع والزهد على منهاج السلف
يأكل الخشن ويلبس الخشن وربما أذن في المساجد، له تواليف دالة على سعة
حفظه مع حظ من النثر والنظم حدثونا عنه وأجاز لي مروياته توجه غازيا فشهد
وقعة العقاب التي أفضت إلى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها فعدم
رحمه الله في صفر سنة تسع وست مائة. قلت: وقع لي من مروياته نازلا.
ومات بعده في العام شيخ القراء بالأندلس أبو جعفر أحمد بن علي بن يحيى
ابن عون الله الداني الحصار، والمحدث المفيد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هراة
القفصي الشافعي وقفصة بلدة بقرب القيروان، والامام المحدث الجوال أبو نزار
ربيعة بن الحسن بن علي الحضرمي اليمنى الذماري الشافعي عن أربع وثمانين سنة،
والمقرئ المحدث المسند أبو شجاع زاهر بن رستم البغدادي الشافعي بمكة، ومسند
همذان أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن أبي زيد ابن المعزم الهمذاني،
وإمام العربية أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن خروف الحضرمي الإشبيلي، والمحدث
المسند أبو الفرج محمد بن علي بن حمزة بن فارس الحراني ثم البغدادي ابن القبيطى.
1119 / 23 / 17 - على الإسكندراني
ابن المفضل بن علي بن مفرج بن حاتم بن حسن بن جعفر الحافظ العلامة
1390

المفتى شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبى المكارم المقدسي ثم
الإسكندراني المالكي، ولد سنة أربع وأربعين وخمس مائة وتفقه بالثغر على
الامام صالح ابن بنت معافى وأبى الطاهر ابن عوف وعبد السلام بن عتيق السفاقسي
وأبى طالب اللخمي وسمع منهم ومن الحافظ السلفي فأكثر عنه وانقطع إليه
وتخرج به وبطلبته، وسمع أيضا من القاضي أبى عبيد نعمة بن زيادة الله الغفاري
شيخ معمر حدثه عن عيسى بن أبي ذر الهروي ثم السروي سمع منه في سنة ثمان
وخمسين وخمس مائة صحيح البخاري سوى قطعة يسيرة من آخره، وسمع من بدر
الخداداذي وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وعبد الله بن برى النحوي
وعلي بن هبة الله الكاملي ومحمد بن علي الرحبي وخلق بالثغر والفسطاط والحرمين،
وناب في الحكم بالإسكندرية مدة، ودرس بمدرسته ثم تحول إلى القاهرة ودرس
بالمدرسة التي أنشأها الصاحب ابن شكر إلى أن مات، وكان من أئمة المذهب
العارفين به ومن حفاظ الحديث.
له تصانيف مفيدة رأيت له في سنة ست وثمانين وست مائة كتابا في الصيام
بأسانيده، وكان ذا ورع ودين مع أخلاق رضية ومشاركة في الفضائل.
روى عنه الزكيان المنذري والبرزالي والرشيد الآمدي والعلم عبد الحق
ابن الرصاص والشرف عبد الملك بن نصر الفهري اللغوي والمجد علي بن وهب
القشيري المالكي وإسحاق بن بلكويه الصوفي والحسن بن عثمان القابسي محتسب
الثغر والجمال محمد بن سليمان الهواري ومحمد بن مرتضى بن حاتم والشهاب القوصي
والقاضي الشرف أبو حفص السبكي والنجيب أحمد بن محمد السفاقسي ومحمد بن
عبد الخالق بن طرخان والمحيي عبد الرحيم ابن الدميري وآخرون، ذكره الحافظ
1391

المنذري فقال: كان رحمه الله جامعا لفنون من العلم حتى قال بعض الفضلاء لما مر
به على السرير ليدفن: رحمك الله يا أبا الحسن قد كنت أسقطت عن الناس فروضا.
قال: وتوفى في [مستهل 1] شعبان سنة إحدى عشرة وست مائة ودفن
بسفح المقطم.
وفيها مات مسند الأندلس أبو القاسم أحمد بن محمد بن أبي المطرف بن جرج
الفرضي عن اثنين وسبعين عاما، عنده سنن النسائي بكماله سماعا من البطروجي،
وشيخ الحنابلة في زمانه ببغداد أبو بكر محمد بن معالى بن غنيمة ابن الحلاوي عن
ثمانين سنة وله سماع من الكروجي ونحوه.
أخبرنا العدل المعمر أبو المحاسن يوسف بن حسن بن القابسي أنا على
ابن المفضل الحافظ إجازة وأبو القاسم الصفراوي سماعا قالا أنا أبو طاهر السلفي
أنا أبو عبد الله الثقفي ثنا محمد بن الفضل بمكة ثنا عبد الله بن جعفر [بن محمد 1]
بمصر ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن خالد عن سعيد
ابن أبي هلال عن أيوب بن موسى أن عبد الله بن [عبيد بن 1] عمير أخبره أن
ثابتا البناني أخبره أن أنس بن مالك قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: لبيك بحجة وعمرة [معا. هذا حديث غريب جدا من حديث هؤلاء
بعضهم عن بعض، وقع لي عاليا جدا في كتاب أحمد بن سلامة عن أحمد بن محمد التيمي: أنا أبو على المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر بن خلاد نا محمد بن الفرج
نا عبد الله ابن بكر السهمي نا حميد عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لبيك بحجة وعمرة 1].

(1) من المكية.
1392

1120 / 24 / 17 - ربيعة بن الحسن بن علي
الحافظ المحدث الرحال اللغوي أبو نزار الحضرمي الصنعاني الذماري الشافعي،
ولد سنة خمس وعشرين وخمس مائة وتفقه باليمن وركب البحر إلى جزيرة كيش
فسمع بأصبهان وهمذان وبغداد وأتقن الفقه بأصبهان، وسمع القاسم بن الفضل
الصيدلاني وأبا الفضل محمد بن سهل المقرئ ورجاء بن حامد المعداني وعبد الله
ابن علي الطامذي وإسماعيل بن شهريار وعبد الجبار ابن الصالحاني ومعمر
ابن الفاخر وأبا مسعود وعبد الرحيم الحاجي وعدة، وأخذ ببغداد عن ابن الخشاب
وشهدة، وبالثغر عن أبي طاهر السلفي، وبدمشق ومصر والحرمين وكتب الكثير.
روى عنه الزكيان البرزالي والمنذري والضياء المقدسي وابن خليل الآدمي
والتقى اليلداني والشهاب القوصي ومحمد بن النشبي وخلق، قال المنذري: كتبت
عنه قطعة صالحة وكانت أصوله أكثرها باليمن، وهو أحد من لقيته ممن يفهم هذا
الشأن، وكان عارفا [باللغة 1] معرفة حسنة، كثير التلاوة والتعبد والانفراد.
وقال عمر بن الحاجب فيما قرأت بخطه: كان ربيعة إماما عالما حافظا ثقة أديبا
شاعرا حسن الخط ذا دين وورع، ولد بشبام من قرى حضرموت. قال القوصي
في معجمه: أنشدنا أبو نزار لنفسه:
ببيت لهيا بساتين مزخرفة * كأنها سرقت من دار رضوان
أجرت جداولها ذوب اللجين على * حصى من الدر مخلوط بعقيان
والطير تهتف وفى الأغصان صادحة * كضاربات مزامير وعيدان

(1) من المكية.
1393

وبعد هذا لسان الحال قائلة * ما أطيب العيش في أمن وايمان
مات في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة تسع وست مائة.
أخبرنا أحمد بن سلامة عن الحافظ أبى نزار إجازة بمروياته. وأخبرنا إسحاق
الوزيري ثنا أبو محمد المنذري انا أبو نزار الصنعاني انا رجاء بن حامد بأصبهان ثنا
سليمان بن إبراهيم أبو مسعود وعبد الرزاق بن عبد الكريم قالا انا محمد بن إبراهيم
ابن جعفر ثنا محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف قنا إسماعيل بن أبي أويس
ثنا سليمان بن بلال ثنا يحيى بن سعيد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وآله كان على جبل حراء فتحرك فقال: أسكن حراء
فما عليك الا نبي أو صديق أو شهيد. وكان عليه أبو بكر وعمر [وعثمان 1]
وعلى وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم. وفى هذه السنة معه
توفى جماعة ذكروا مع ابن عات.
1121 / 25 / 17 - التجيبي
الحافظ الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان
المرسي محدث تلمسان، أخذ القراءات عن أبي أحمد بن معطي وأبى الحجاج الثغري
وأبى عبد الله ابن الفرس وسمع منهم ومن أبى محمد [بن 1] عبيد الله، ورحل
وحج وأطال الغيبة فأكثر عن السلفي والناس، وذكر أن السلفي دعا له بطول
العمر وقال له: تكون محدث المغرب إن شاء الله، وقد سمع بمكة من علي بن حميد
الطرابلسي، وببجاية من الحافظ عبد الحق، أخذوا عنه بسبتة في حياة شيوخه

(1) من المكية.
1394

سنة أربع وسبعين، ثم استوطن تلمسان وخرج وصنف وعمل معجم شيوخه
في مجلد ورحل إليه المحدثون.
قال الأبار في تاريخه: كان عدلا خيرا حافظا للحديث ضابطا، وغيره
أضبط منه، روى عنه أكابر أصحابنا وبعض شيوخنا لعلو سنده وعدالته وأجاز
لي من مروياته. ألف أربعين حديثا في المواعظ، وأربعين حديثا في القضاء
وفضله، وأربعين حديثا في الحب لله، وأربعين في الصلاة على رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، وأشياء سوى ذلك. مات في جمادى الأولى سنة عشر وست مائة عن سبعين سنة.
قلت: وفيها توفى تاج الامناء أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر والد
العز النسابة عن ثمان وستين سنة وقد خرج لنفسه مشيخة حسنة، وشيخ الأندلس
خطيب قرطبة أبو جعفر يحيى بن الحميري واسمه أحمد بن إبراهيم، لقى الكبار ونيف
على الثمانين، وشيخ الحنابلة الفخر إسماعيل بن علي غلام ابن المنى ببغداد، والمعمر
أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف الدارقزي عن خمس وثمانين سنة، والمسند
عبد الجليل بن أبي غالب بن مندويه الأصبهاني نزيل دمشق، ومسند الموصل
مهذب الدين علي بن أحمد بن علي بن هبل الطبيب، والمعمرة عين الشمس بنت
أحمد بن [أبى 1] الفرج الثقفية الأصبهانية عن تسعين سنة، والمفيد محدث أصبهان
أبو عبد الله محمد بن مكي بن أبي الرجاء الحنبلي.
[تمت الطبقة السابعة عشرة]
* * * * *

(1) من المكية.
1395

الطبقة الثامنة عشرة
[وعدتهم ستة وعشرون 1]
1122 / 1 / 18 - ابن القرطبي
الحافظ المفيد محدث مالقة وخطيبها أبو بكر وأبو محمد عبد الله بن الحسن
ابن احمد الأنصاري المالقي، سمع أباه أبا على وأبا بكر ابن الجد وأبا القاسم بن
حبيش وأبا عبد الله بن زرقون وطبقتهم، واختص بالسهيلي ولازمه وتخرج به،
وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو مروان بن قزمان وعنى بهذا الشأن وكتب
العالي والنازل.
قال الأبار في ترجمته: كان من أهل المعرفة التامة بصناعة الحديث والبصر بها
والاتقان والحفظ لا سيما الرجال والتقدم في ذلك مع المعرفة بالقراءات
والمشاركة في العربية وقد نوظر عليه في كتاب سيبويه، ورث براعة الحديث عن
أبيه ولم يكن أحد يدانيه في الحفظ والجرح والتعديل الا أفراد من عصره، وقال
أبو محمد بن حوط الله: المحدثون بالأندلس ثلاثة، أبو محمد القرطبي وأبو الربيع بن
سالم وسكت، فكأنه عنى نفسه وكان ابن القرطبي كريم الخلال محببا إلى الناس
معظما في نفوس الخاصة والعامة أخذ الناس عنه وانتفعوا به. قال ابن الأبار:
فاتني ان ألقاه، توفى بمالقة [في ربيع الآخر 1] سنة إحدى عشرة وست مائة.
قلت: لم يبلغ ستين سنة ولا أعلم أن عندي شيئا من طريقه إلا أن يكون بالإجازة.
قال ابن الزبير: هو الحافظ أبو محمد القرطبي روى عن أبي القاسم بن دحمان والسهيلي

(1) من المكية.
1396

وأبيه وعنهم أخذ القراءات والعربية وأخذ منه خلق يطول تعدادهم، وكان محدثا
حافلا مفيدا ضابطا حافظا إماما في وقته نحويا أديبا لغويا كاتبا شاعرا متقنا
عارفا بالقراءات وطرقها فقيها مدركا زاهدا ورعا عابدا عاملا رحل [الناس 1]
إليه واعتمدوا إمامته اخترمته المنية قبل التعمير، مولده في ذي القعدة سنة ست
وخمسين وخمس مائة، تصدر للاقراء بمالقة وله نحو من عشرين سنة ورحل إلى
غرناطة وإشبيلية وسبتة ومرسية وولى خطابة مالقة، روى عنه المحدث أبو عبد الله
ابن الطراز وأبو القاسم ابن الطيلسان وجماعة، صنف جزءا في قراءة نافع. قال
ابن الزبير: ومن شعر أبى محمد القرطبي:
سهرت أعين ونامت عيون * لأمور تكون أو لا تكون
فاطرد الهم ما استطعت عن النفس * فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان * سيكفيك في غد ما يكون
1123 / 2 / 18 - ابن حوط الله
الحافظ الامام محدث الأندلس [أبو محمد 1] عبد الله بن سليمان بن داود
ابن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حوط الله الأنصاري الحارثي الأندلسي
الأندي، مولده بأندة سنة تسع وأربعين وخمس مائة، وتلا بالسبع على والده
وبادر إلى بلنسية فسمع بعض حروف ورش من ابن هذيل.
وذلك نصف كتاب الايجاز ولم يجز له وارتحل إلى مرسية فسمع من
أبى القاسم بن حبيش وأبى عبد الله بن حميد وقيد اللغة والنحو عن ابن حميد

(1) من المكية.
1397

وسمع بمالقة من أبى زيد السهيلي، وبغرناطة من عبد المنعم بن الفرس وأبى بكر
ابن أبي زمنين، وبأشبيلية من أبى بكر ابن الجد وأبى عبد الله بن زرقون، وبقرطبة
من خلف بن بشكوال، وبسبتة من أبى محمد بن عبيد الله، وبمراكش من
أبى العباس أحمد بن مضاء، وأجاز له خلق منهم أبو الطاهر إسماعيل بن عوف
الإسكندري وأبو طاهر الخشوعي وطائفة.
قال الأبار: اعتنى أبو محمد من صغره إلى كبره بالطلب، روى العالي والنازل
وكان إماما في هذا الشأن بصيرا به معروفا بالاتقان حافظا لأسماء الرجال، ألف
كتابا في ذكر شيوخ البخاري ومسلم وأبى داود والنسائي والترمذي نزع فيه
منزع أبى نصر الكلاباذي لكن لم يكمله، وكان كثير الاسفار فتفرقت أصوله،
ولو قعد للتصنيف لعظم النفع [به 1]، ولم يكن في زمانه أحد أكثر سماعا منه
ومن أخيه المحدث أبى سليمان، وكان له الشفوف على أخيه في العربية والتفنن
في غير ذلك، والتميز بانشاء الخطب وتحبير الرسائل وقرض الشعر.
أقرأ بقرطبة القرآن والنحو واستأدبه المنصور صاحب المغرب لبنيه فأقرأهم
بمراكش ونال وجاهة متصلة ودنيا عريضة وولى قضاء إشبيلية وقرطبة ومرسية
وكان حميد السيرة محببا إلى الناس جزلا مهيبا في الحق على حدة فيه وربما أوقعته
فيما يكره، أخذ الناس عنه.
توفى بغرناطة وهو يقصد مرسية متوليا قضاءها ثانيا في ربيع الأول سنة
اثنتي عشرة وست مائة.
وأخوه الحافظ المفيد داود بن سليمان جال مع أخيه ببلاد الأندلس وبالغا

(1) من المكية.
1398

في طلب العلم والاخذ عن الشيوخ حتى اجتمع لهما ما لم يجتمع لأحد من شيوخهما.
أبو هما أبو داود أخذ القراءات السبع عن سبعة شيوخ وقرأ على محمد بن أحمد
الشيباني صاحب خلف ابن النحاس بقراءة الحرميين وأبى عمرو.
1124 / 3 / 18 - ابن الأثير
الامام العلامة الحافظ فخر العلماء عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير
أبى الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري المحدث
اللغوي صاحب " التاريخ " و " معرفة الصحابة " و " الأنساب " وغير ذلك،
وأخو العلامة مجد الدين صاحب " جامع الأصول " والوزير ضياء الدين نصر الله
صاحب كتاب " المثل السائر ".
مولده بجزيرة ابن عمر سنة خمس وخمسين وخمس مائة، وسمع من خطيب
الموصل أبى الفضل الطوسي ويحيى الثقفي وغيرهما بالموصل، ومن عبد المنعم بن
كليب ويعيش بن صدقة وابن سكينة ببغداد، وأبى القاسم بن صصري وزين الامناء
بدمشق، وروى عنهم في تصانيفه، وحدث بالموصل ودمشق وحلب، روى
عنه ابن الدبيثي والقوصي ومجد الدين العقيلي وشرف الدين ابن عساكر وسنقر
القضائي وآخرون.
وكانت داره مجمع الفضلاء وكان مكملا في الفضائل علامة نسابة أخباريا
عارفا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة مع الأمانة والتواضع والكرم، قدم
الشام رسولا وقد شرع في تاريخ كبير للموصل ولم يتمه، ومدينته جزيرة ابن عمر
هي منسوبة إلى الرئيس الاجل عبد العزيز بن عمر البرقعيدي الذي بناها، قاله
1399

ابن خلكان، وقيل أنشأها أوس وكامل ابنا عمر بن أوس التغلبي، نقله ابن المستوفى
مؤرخ إربل، وقيل منسوبة إلى أمير العراق يوسف بن عمر الثقفي.
مات ابن الأثير في أواخر شهر شعبان سنة ثلاثين وست مائة. وفيها توفى
جماعة يأتون في ترجمة ابن الحاجب.
أخبرنا أحمد بن هبة الله انا علي بن أبي الكرم سنة خمس وعشرين وست مائة
انا عبد الله بن أبي نصر انا جعفر بن محمد القاري انا أبو علي بن شاذان انا أبو عمرو
ابن السماك ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان - هو ابن عمر - ثنا ابن جريج عن عطاء
عن ابن عباس أخبر الفضل بن العباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لبى حتى رمى جمرة العقبة. هذا حديث صحيح عال.
1125 / 4 / 18 - ابن خلفون
الحافظ محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون الامام المجود أبو بكر الأزدي
الأندلسي الا ونبي نزيل إشبيلية، ذكره الحافظ أبو عبد الله الأبار فقال: ولد سنة
خمس وخمسين وخمس مائة وسمع من أبى بكر ابن الجد، وأبى عبد الله بن زرقون
وأبى بكر النيار وجماعة وكان بصيرا بصناعة الحديث حافظا للرجال متقنا، له
كتاب سماه " المنتقى " في رجال الحديث في خمسة أسفار، وله كتاب " المفهم في
شيوخ البخاري ومسلم " وكتاب في علوم الحديث، وغير ذلك. وولى القضاء
ببعض النواحي فشكر في قضائه، أخذ عنه جماعة وكان أهلا لذلك، مات في
ذي القعدة سنة ست وثلاثين وست مائة رحمه الله تعالى.
قال ابن الزبير: اعتنى بالرواية والنقل اعتناءا تاما عكف على ذلك عمره
1400

وكان حافظا للأسانيد والرجال عارفا بهم سمع من خلق، روى عنه أبو جعفر
ابن الطباع.
1126 / 5 / 18 - العز ابن الحافظ
هو الامام المحدث المفيد الحافظ عز الدين أبو الفتح محمد بن عبد الغنى
ابن عبد الواحد بن سرور المقدسي الصالحي الحنبلي، ولد سنة ست وستين
وخمس مائة في أحد الربيعين ونشأ في صغره باعتناء أبيه في هذا الشأن فارتحل
إلى بغداد وهو ابن أربع عشرة سنة فسمع من أبى الفتح بن شاتيل ونصر الله القزاز
وطبقتهما وتفقه على أبي الفتح ابن المنى، وسمع بدمشق من أبى المعالي بن صابر
والخضر بن طاوس والفضل ابن البانياسي ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر وأبى الفهم
عبد الرحمن بن أبي العجائز، وبأصبهان من أبى الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن
الكاغذي ومسعود الجمال وأبى المكارم اللبان، وبمصر من أبى القاسم البوصيري
وعدة. روى عنه ابناه تقى الدين احمد وعز الدين عبد الرحمن والحافظ ضياء الدين
والشهاب القوصي والشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن محمد والشيخ فخر الدين
[على 1] وآخرون.
قال ابن النجار: كتب بخطه كثيرا وسمعنا بقراءته الكثير واستنسخ وحصل
الأصول وكان يعيرني ويفيدني عن الشيوخ ويفضل وكان من أئمة المسلمين
حافظا للحديث متنا واسنادا عارفا بمعانيه وغريبه متقنا لتراجم المحدثين مع ثقة
وديانة وتودد ومروءة. قال الضياء المقدسي: كان رحمه الله فقيها حافظا ذا فنون

(1) من المكية.
1401

وكان أحسن الناس قراءة وأسرعهم ثقة [متقنا 1] سمحا جوادا غزير الدمعة
عند القراءة، وكان يتكلم في مسائل الخلاف كلاما حسنا ثم ساق له الضياء منامات
حسنة دالة على أنه سعيد رحمه الله. مات في شوال سنة ثلاث عشرة وست مائة.
قال لنا رشيد بن كامل الفقيه قرأت على أبي العرب القوصي أخبركم العز
[محمد 1] ابن الحافظ سنة عشر وست مائة بجامع حبر (؟) فذكر حديثا.
وتوفى معه في العام مسند الشام العلامة تاج الدين أبو اليمن زيد بن الحسن
الكندي المقرئ النحوي الحنفي عن ثلاث وتسعين سنة، والقاضي ثقة الملك
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي بن حسين الرملي المصري الشافعي خطيب
جامع الحاكم، ومسند الأندلس أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن أحمد الزهري
الإشبيلي راوي صحيح البخاري عن شريح.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم انا محمد بن عبد الغنى الحافظ في كتابه انا عبد الله
ابن صابر انا أبو القاسم النسيب انا سليم بن أيوب ثنا أبو أحمد الفرضي ثنا الصولي
ثنا الغلابي عن عبيد الله ابن عائشة قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له:
اتق الله فان التقوى هي التي لا يقبل غيرها ولا يرحم الا أهلها ولا يثاب الا عليها،
فان الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل.
1127 / 6 / 18 - الملاحي
الحافظ الامام المحدث أبو القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج
الغافقي الأندلسي الغرناطي، والملاحة من قرى غرناطة، ولد قبل سنة خمسين
وخمس مائة وكان من كبار الحفاظ.

(1) من المكية.
1402

قال الأبار: سمع من والده ومن أبى الحسن بن كوثر وأبى خالد بن رفاعة
وعبد الحق بن بونة وأبى القاسم بن سمحون وخلق وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون
وأبو زيد السهيلي وأبو طاهر الخشوعي وأبو الطاهر بن عوف الإسكندراني وكتب
عن الكبار والصغار وبالغ عمره في الاستكثار وكان حافظا للرواة عارفا
بأخبارهم.
صنف تاريخا في علماء البيرة، وألف كتاب أنساب الأمم والعرب والعجم
وسماه " كتاب الشجرة "، و " الأربعين " حديثا بلغ فيه الغاية من الاحتفال ويشهد
له بحفظ أسماء الرجال، وزاد على من تقدمه، وله استدراك على [الحافظ 1]
أبى عمر بن عبد البر في الصحابة، وكان مكثرا عن أبي محمد ابن الفرس أخذ الناس
عنه وكان أهلا لذلك، توفى رحمه الله في شعبان سنة تسع عشرة وست مائة.
وفيها مات القاضي المحدث مكين الدين أبو طالب أحمد بن عبد الله بن
[الحسن بن 1] حديد الكناني الاسكنداراني، والمسند أبو سعد ثابت بن مشرف
ابن أبي سعد الأزجي البناء، والمقرئ مسند القراء أبو محمد عبد الصمد بن عبد الرحمن
ابن [أبى 1] رجاء البلوى اللبسي (؟) عن خمس وثمانين سنة، ومسند الموصل
أبو بكر سمار بن عمر بن العويش النيار المقرئ، وشيخ اليونسية الشيخ يونس بن
يوسف بن صاعد الشيباني القنيي والقنية من حساب ماردين.
1128 / 7 / 18 - ابن الأنماطي
الحافظ البارع مفيد الشام تقى الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن

(1) من المكية.
1403

عبد المحسن ابن الأنماطي المصري الشافعي، مولده في حدود سنة سبعين وخمس مائة وسمع القاضي محمد بن عبد [الرحمن 1] الحضرمي وأبا القاسم البوصيري
وابن سكينة وأبا الفتح المندائي [ومحمد بن عبد المولى اللبنى وشجاعا المدنجي 1] وأبا طاهر
الخشوعي وأبا محمد ابن عساكر وحنبل بن عبد الله وكتب بخطه المليح [الرشيق
ما لا يوصف كثرة 1].
قال ابن النجار: اشتغل من صباه وتفقه وقرأ الأدب وقدم دمشق سنة
ثلاث وتسعين، ثم حج سنة إحدى وست مائة فذهب إلى بغداد وكانت له
عناية وافرة وحرص تام وجد واجتهاد مع معرفة كاملة وحفظ وحذق ونقد
وفصاحة وسرعة قلم واقتدار على النظم والنثر، كان بعيد الشبيه معدوم النظير
في وقته كتبت عنه وكتب عنى، وقال لي ولدت في ذي القعدة سنة سبعين.
وقال عمر بن الحاجب: كان إماما ثقة حافظا مبرزا فصيحا حصل ما
لم يحصله غيره وكان سهل العارية يعير إلى البلاد وعنده فقه وأدب. - إلى أن
قال: وكان نزه السر سألت عنه الحافظ الضياء فقال: حافظ ثقة مفيد إلا أنه كثير
الدعابة مع المرد. قلت: روى عنه البرزالي والقوصي والمنذري والكمال
الضرير والصدر البكري وولده أبو بكر محمد بن الأنماطي، وقلما روى أنه مات
قبل رواج الرواية. قال الشيخ الضياء: بات في عافية وأصبح لا يقدر على
الكلام أياما ومات في رجب سنة تسع عشرة وست مائة.
أخبرنا محمد بن مكي القرشي ثنا محمد بن هبة الله القاضي انا إسماعيل بن عبد الله
الحافظ بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله انا أبو القاسم البوصيري (ح)

(1) من المكية.
1404

وانا أحمد بن سلامة عن البوصيري انا مرشد بن يحيى انا أبو إسحاق إبراهيم بن سعد
ثنا عبد الرحمن بن عمر ثنا إسماعيل بن يعقوب ثنا إسماعيل القاضي ثنا يحيى ثنا زيد بن
الحباب أخبرني ابن لهيعة حدثني بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم الحضرمي عن أبي
شريح حدثني رويفع الأنصاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول:
من قال: اللهم صل على محمد وأنزله المقعد المقرب منك يوم القيامة، وجبت
له الشفاعة.
1129 / 8 / 18 - الضياء
الامام العالم الحافظ الحجة محدث الشام شيخ السنة ضياء الدين أبو عبد الله
محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي
الحنبلي صاحب التصانيف النافعة، ولد سنة تسع وستين وخمس مائة.
وأجاز له السلفي وشهدة وسمع من أبى المعالي بن صابر وأبى المجد البانياسي
وأحمد ابن الموازيني وعمر بن علي الجويني ويحيى الثقفي وطبقتهم بدمشق،
وأبى القاسم البوصيري وطبقته بمصر، والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي
وطبقتهما ببغداد، وأبى جعفر الصيدلاني وطبقته بأصبهان وعبد الباقي بن عثمان
بهمذان والمؤيد الطوسي وطبقته بنيسابور، وعبد المعز بن محمد البزاز بهراة،
وأبى المظفر بن السمعاني بمرو، ورحل مرتين إلى أصبهان وسمع بها مالا يوصف
كثرة وحصل أصولا كثيرة.
ونسخ وصنف وصحح ولين وجرح وعدل وكان المرجوع إليه في هذا
الشأن، قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده
1405

علما وحفظا وثقة ودينا، من العلماء الربانيين وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي،
كان شديد التحرى في الرواية مجتهدا في العبادة كثير الذكر منقطعا متواضعا
سهل العارية.
رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد،
سألت الزكي البرزالي عنه فقال: ثقة جبل حافظ دين. قال ابن النجار: حافظ
متقن حجة عالم بالرجال ورع تقى ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن
طريقته وقال الشرف ابن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء.
قلت ثنا عنه القاضي تقى الدين وابن الموازيني وابن الفراء والنجم الشعراوي
وابن الخباز والتقى بن مؤمن وعثمان النساج وابن الخلال والد شتى وأبو بكر
ابن عبد الدائم وعيسى السمسار وسالم القاضي وآخرون. وقد استوفيت سيرته
وتواليفه في التاريخ الكبير، عاش أربعا وسبعين سنة. وتوفى إلى رضوان الله
في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وست مائة.
أخبرنا عثمان بن إبراهيم المقرئ انا أبو عبد الله الحافظ انا عبد الواحد
ابن القاسم أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم انا ابن ريذة انا أبو القاسم الطبراني ثنا
محمود بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عدى
ابن ثابت عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قضى نهمته
من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان
مهينا في ملكوت السماء، ومن صبر على القوت الشديد صبرا جميلا أسكنه الله
من الفردوس حيث شاء. هذا حديث غريب اسناده متصل لين. قال الطبراني
تفرد به البجلي.
1406

1130 / 9 / 18 - ابن القطان
الحافظ العلامة الناقد قاضي الجماعة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن
يحيى بن إبراهيم الحميري الكتامي الفاسي الشهير بابن القطان. سمع أبا عبد الله
[محمد 1] ابن الفخار فأكثر عنه وأبا الحسن ابن الفرات وأبا جعفر بن يحيى
الخطيب وأبا ذر الخشني وطبقتهم.
قال الأبار في ترجمته: كان من أبصر الناس بصناعة الحديث واحفظهم
لأسماء رجاله وأشدهم عناية بالرواية رأس طلبة [العلم 1] بمراكش ونال
بخدمة السلطان دنيا عظيمة، وله تواليف، حدث ودرس. - إلى أن قال: ومات
وهو على قضاء سجلماسة في ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وست مائة.
قال ابن مسدي: كان معروفا بالحفظ والاتقان، ومن أئمة هذا الشأن
مصري الأصل مراكشي الدار كان شيخ شيوخ أهل العلم في الدولة المؤمنية
فتمكن من الكتب وبلغ غاية الأمنية، ولى قضاء الجماعة في أثناء تقلب الدولة
فنقمت عليه أغراض انتهكت فيها أعراض، إلى أن قال: سمع أبا عبد الله
ابن زرقون وأبا بكر بن الجد وعدة، عاقت الفتن المدلهمة عن لقائه وقد أجاز لي
مروياته قلت: طالعت كتابه المسمى " بالوهم والايهام " الذي وضعه على الاحكام
الكبرى لعبد الحق يدل على حفظه وقوة فهمه لكنه تعنت في أحوال رجال
فما أنصف بحيث أنه اخذ يلين هشام بن عروة ونحوه.
مات عام وفاته المسند أبو نصر أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي نصر

(1) من المكية.
1407

أحمد بن هبة الله بن محمد النرسي البيع ببغداد، والمسند أبو الفضل عبد السلام بن
عبد الله بن أحمد بن بكران الداهري الخفاف، وأبو الرضا محمد بن أبي الفتح المبارك
ابن عبد الرحمن بن عصية الكندي الجدي، وشيخ العربية زين الدين يحيى بن
عبد المعطى بن عبد النور الزواوي، والخطيب بدر الدين يونس بن محمد بن محمد
الفارقي الدمشقي، رحمة الله عليهم.
1131 / 10 / 18 - أبو موسى
الفقيه الحافظ جمال الدين عبد الله ابن الحافظ عبد الغنى بن عبد الواحد
ابن علي المقدسي الصالحي الحنبلي، ولد سنة إحدى وثمانين وخمس مائة، وسمع من
عبد الرحمن بن علي الخرقي وإسماعيل الجنزوي وأبى طاهر الخشوعي ورحل به
أخوه الحافظ عز الدين فسمع من عبد المنعم بن كليب والمبارك بن المعطوش
ومسعود الجمال وخليل الراراني وأبى المكارم اللبان وخلق كثير، وبمصر من
أبى عبد الله الأرتاحي وابنة سعد الخير، ثم ارتحل ثانيا إلى العراق فسمع من
أبى الفتح المندائي وذويه، ومن منصور الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور،
وبالموصل وإربل والحرمين وكتب بخطه شيئا كثيرا، وصنف وأفاد وقرأ القران
على عمه الشيخ العماد والفقه على الشيخ الموفق والعربية على أبي البقاء الضرير.
قرأت بخط ابن الحاجب: سألت الحافظ ضياء الدين عن أبي موسى فقال:
حافظ ثقة دين متقن وسألت زكى 1 الدين البرزالي عنه فقال: حافظ دين متميز.
وقال الضياء كانت قراءته سريعة صحيحة مليحة. وقال ابن الحاجب: لم يكن في

(1) وقع في الأصلين " ركن " وانظر رقم (1137).
1408

عصرنا أحد مثله في الحفظ والمعرفة والأمانة، كان متواضعا مهيبا وقورا جوادا
سمحا وافر العقل له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة.
قرأت بخط الحافظ الضياء: اشتغل بالفقه والحديث وصار علما في وقته،
رحل ثانيا ومشى على رجليه كثيرا وصار قدوة وانتفع الناس بمجالسه التي
لم يسبق إلى مثلها. قلت حدث عنه الضياء والشيخ شمس الدين والشيخ الفخر
والشمس ابن حازم والشمس ابن الواسطي ونصر الله بن عياش ونصر الله وسعد
الخير ابنا النابلسي وعدة وآخر من حدث عنه بالإجازة القاضي تقى الدين الحنبلي.
قال أبو الفتح ابن الحاجب: لو اشتغل أبو موسى حق الاشتغال ما سبقه أحد
ولكنه تارك وسمعت أبا عبد الله الحافظ يصف ما قاسى أبو موسى من الشدائد
الجوع والعرى في رحلته بنيسابور وأصبهان. قال أبو المظفر ابن الجوزي: كان
الجمال ابن الحافظ أحواله مستقيمة حتى خالط الصالح إسماعيل فتغير ومرض في
بستان الصالح وفيه مات رحمه الله تعالى.
قرأت بخط محمد بن سلام: عقد أبو موسى مجلس التذكير ورغب الناس
في حضوره وكان جم الفوائد يطرز مجلسه بالبكاء والخشوع وإظهار الجزع
وسمعت أبا الفرج ابن العلاء الفقيه الحنبلي يقول: كان أبو موسى كثير الميل إلى
السلاطين. قال الضياء: مات يوم الجمعة خامس رمضان سنة تسع وعشرين
وست مائة.
أخبرنا نصر الله بن محمد أبو الفتح الحداد [نا عبد الله بن عبد الغنى الحافظ في
سنة ثمان وعشرين وستمائة انا خليل بن بدر الراراني 1] انا الحسن بن أحمد الحداد

(1) من المكية.
1409

انا أحمد بن عبد الله الحافظ انا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن شعيب ثنا أبو المعافى محمد بن
وهب الحراني ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم [عن 1] زيد بن أبي أنيسة عن
مالك بن انس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: رحم الله عبد ا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال
أو جاه فاستحله قبل أن يؤخذ وليس ثم دينار ولا درهم فان كانت له حسنات
أخذ من حسناته وإن لم تكن له حسنات وضع من سيئات صاحبه عليه. غريب
صالح الاسناد فرد.
1132 / 11 / 18 - ابن خليل
الحافظ المفيد [الامام الرجال 1] مسند الشام شمس الدين أبو الحجاج
يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الآدمي محدث حلب، مولده سنة خمس
وخمسين وخمس مائة وتشاغل بالسبب وصار ابن ثلاثين سنة ثم حبب إليه طلب
الحديث فانصب إليه بكليته وكتب ما لا يوصف، فسمع بدمشق من يحيى الثقفي
وطبقته وتخرج بالحافظ عبد الغنى، وسمع ببغداذ من يحيى بن يوش وذاكر
ابن كامل وأبى منصور بن عبد السلام وأبى الفرج بن كليب، وبأصبهان من
خليل بن بدر ومسعود الجمال ومحمد بن إسماعيل الطرسوسي وأبى الفضائل
عبد الرحيم الكاغذي وطبقتهم، وبمصر أبا القاسم البوصيري وطبقته، وشيوخه
نحو خمس مائة نفس في ثلاثة أجزاء سمعتها من صاحبه أحمد بن محمد الحافظ،
وحدثنا عنه [أيضا 1] الحافظ شرف الدين عبد المؤمن ومحمد بن سليمان المعرى
وشرف الدين محمود التاذفي ومحمد بن جوهر المقرئ وأبو الحسن الغرافي وأيوب

(1) من المكية.
1410

ومحمد وإسحاق بنو النحاس والقاضي تاج الدين صالح القوصي وأبو بكر الدشتي
وإسماعيل وإبراهيم وعبد الرحمن بنو ابن العجمي والعفيف الآمدي وطاهر بن
عبد الله ابن العجمي وجماعة سواهم، وآخر من بقي من أصحابه إبراهيم ابن العجمي.
سئل أبو إسحاق الصريفيني عنه فقال: حافظ ثقة عالم يقرأ عليه لا يكاد
يفوته اسم رجل. وسئل الحافظ الضياء عنه فقال: حافظ سمع وحصل الكثير
وهو صاحب رحلة وتطواف. قال عمر بن الحاجب الحافظ: هو أحد الرحالين
بل أوحدهم فضلا وأوسعهم رحلة نقل بخطه المليح ما لا يدخل تحت الحصر
وهو طيب الأخلاق مرضى الطريقة متقن ثقة حافظ. قلت خرج لنفسه ثمانيات
وعوالي وفوائد سمعناهم وهو يدخل في شرط الصحيح وقد تفرد بشئ كثير
لخراب أصبهان.
توفى في عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وست مائة عن ثلاث
وتسعين سنة.
وفيها توفى محدث الإسكندرية المسند أبو محمد عبد الوهاب ابن ظافر بن علي
ابن فتوح بن رواح الأزدي عن أربع وتسعين سنة، والمسند العدل فخر القضاة
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الحباب التميمي السعدي المصري عن سبع وثمانين
سنة، ومسند بغداد المحدث أبو محمد إبراهيم بن محمود بن سالم بن الخير الأزجي
الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو القاسم علي بن سالم بن أبي بكر اليعقوبي
الضرير، والفقيه المفتى أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أبي السعادات الدباس الحنبلي
سمعا من ابن شاتيل، والمسند أبو منصور مظفر بن عبد الملك بن عتيق الفهري بن
القوى، وأخو صاحب الترجمة أبو [محمد 1] يونس بن خليل الآدمي في المحرم

(1) من المكية.
1411

عن تسع وثمانين سنة، والمحدث العالم مجد الدين محمد بن محمد بن عمر الأسفراييني
الصوفي ابن الصفار بدمشق.
أخبرنا عبد الرحمن وإبراهيم وإسماعيل بنو صالح بن هاشم ومحمد بن سليمان
ابن معالى وأحمد بن محمد [المؤدب 1] وعبد المحسن والقاضي عز الدين عبد العزيز
ثنا محمد بن [أبى 1] جرادة وإسحاق بن طارق سماعا قالوا ثنا يوسف بن خليل
الحافظ ثنا خليل بن بدر بأصبهان انا أبو على الحداد انا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر
أحمد بن يوسف ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سليمان التيمي
عن انس قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وآله قال لمعاذ بن جبل: من
لقى الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة.
1133 / 12 / 18 - ابن نقطة
الحافظ الامام المتقن محدث العراق معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغنى
ابن أبي بكر بن شجاع البغداذي الحنبلي ابن نقطة، ولد سنة نيف وسبعين وخمس مائة
وكان أبو ه من صلحاء العراق فطلب أبو بكر الحديث وسمع من يحيى بن يوش،
وفاته ابن كليب، ثم سمع سنة ستمائة من عبد الوهاب بن سكينة وابن طبرزذ
وأبى الفتح المندائي فمن بعدهم ببغداد، وعفيفة الفارقانية وزاهر بن أحمد
وأبى الفخر أسعد بن روح ومحمود بن أحمد المضري و طبقتهم بأصبهان،، ومنصور
الفراوي والمؤيد الطوسي بنيسابور، وعبد القادر الرهاوي بحران، والتاج الكندي
وطبقته بدمشق، والافتخار الهاشمي بحلب، وعبد القوى ابن الحباب بمصر، ومحمد

(1) من المكية.
1412

ابن عماد بالثغر، وخلائق. ونسخ الكثير وحصل الأصول وجمع وصنف وبرع في هذا الشأن، سئل
الحافظ الضياء عنه فقال: حافظ دين ثقة صاحب مروءة وكرم. وقال أبو عبد الله
البرزالي: ثقة دين مفيد. وسئل ابن نقطة عن نقطة فقال: هي جارية [ربت 1]
جد أبى.
قلت روى عنه الزكي المنذري والسيف ابن المجد وعبد الكريم بن منصور
الأثري والشرف حسين بن إبراهيم الأربلي وعثمان بن الحاجب وأبو الفرج
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الغنى وعز الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي وابنه الليث
ابن نقطة.
وهو مصنف كتاب " التقييد في رواة الكتب والمسانيد " وكتاب
المستدرك على اكمال أبى نصر ابن مأكولا ينبئ بإمامته وحفظه، وكان متقنا محققا
مليح الخط له سمت ووقار وفيه دين وقناعة قفا أثر والده في الزهد والتقشف
ولم الق أحدا يروى لي عنه.
مات في الثاني والعشرين من صفر سنة تسع وعشرين وست مائة.
وفيها توفى أبو القاسم أحمد بن أحمد بن أبي غالب البغدادي الأمير ابن الشمذي
عنده جزء أبى الجهم، وامام النظامية أبو المعالي أحمد بن عمر بن أحمد ابن بكرون
النهرواني والقاضي شرف الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الشيباني ابن الموصلي
الحنفي بدمشق عن خمس وثمانين سنة، والامام المسند أبو على الحسن بن المبارك
ابن محمد [ابن 1] الزبيدي البغدادي الحنفي، وأبو محمد عبد الصمد بن داود بن محمد

(1) من المكية.
1413

المصري الغفاري، وأبو محمد عبد الغفار بن شجاع التركماني المحلى الشروطي، وأبو محمد
عبد اللطيف بن عبد الوهاب بن محمد الطبري البغدادي المؤذن، والعلامة موفق الدين
عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي الموصلي الأصل عن اثنتين وسبعين سنة،
ومسند الوقت أبو حفص عمر بن كرم بن أبي الحسين الدينوري البغدادي الحنبلي
الحمامي وله تسعون سنة، ومقرئ الإسكندرية أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز
ابن عيسى اللخمي عن تسع وسبعين سنة.
حدثني قاسم بن محمد الأندلسي الحافظ انا [أحمد بن 1] إبراهيم الواسطي
ثنا أبو بكر محمد بن عبد الغنى ابن نقطة الحافظ سنة ثمان وعشرين ببغداد أخبرتنا
عفيفة بنت احمد أخبرتنا فاطمة انا أبو بكر بن ريذة انا أبو القاسم الطبراني ثنا احمد
ابن إبراهيم بن فيل ثنا أبو توبة ثنا الحسن بن أيوب عن عبد الله بن بسر قال كان
النبي صلى الله عليه وآله يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة. الحسن لم أعرفه بعد.
1134 / 13 / 18 - الدبيثي
الامام الحافظ الثقة المقرئ مؤرخ العراق أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي
سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج الدبيثي [ثم 1] الواسطي الشافعي المعدل، ولد سنة
ثمان وخمسين وخمس مائة، وسمع من أبى طالب الكتاني وهبة الله بن قسام وعدة
بواسط، وتلا بالعشر على خطيب شافيا وابن الباقلاني وسمع ببغداد من ابن شاتيل
والقزاز وأبى العلاء بن عقيل وعبد المنعم الفراوي هذه الطبقة، وقرأ على
جماعة وتفقه على أبي الحسن ابن البوقي وقرأ الأصول والخلاف والنحو وعنى

(1) من المكية.
1414

بالحديث وكتب العالي والنازل وصنف تاريخا كبيرا لواسط. وتاريخا لبغداد
ذيل [به 1] على السمعاني وعمل معجما لشيوخه.
وكان مشرف الوقف العام ثم إنه استعفى من منصب العدالة وتركها ضجرا
ولزم الرواية والأقراء. قال ابن النجار سكن بغداد وحدث بتصانيفه وقل ان
جمع شيئا الا وأكثره على ذهنه، وله معرفة بالحديث والأدب والشعر وهو
سخي بكتبه وأصوله صحبته عدة سنين فما رأيت منه الا الجميل والديانة وحسن
الطريقة وما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس رحمه الله.
قلت روى عنه ابن النجار وابن نقطة وزكى الدين البرزالي وعلي بن محمد الكازروني
والشيخ عز الدين الفاروثي والشيخ جمال الدين الشريشي وتاج الدين الغرافي وعدة،
وبالإجازة القاضي تقى الدين المقدسي وقد سمع منه من شيوخه [المحدث 1]
أحمد بن طارق الكركي وأبو طالب بن عبد السميع وكانت رحلت في سنة ست
وسبعين وخمس مائة في ربيع الأول. قال ابن النجار: أضر بأخرة وتوفى ثامن
ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وست مائة قال: ولقد مات عديم النظير في فنه.
قلت وفيها مات قاضي دمشق شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل ابن سعادة
الخوي الأصولي الشافعي، والرئيس صفي الدين أبو العلاء أحمد بن أبي اليسر شاكر
ابن عبد الله التنوخي الدمشقي، وأبو البقاء إسماعيل بن محمد بن يحيى البغدادي
المؤدب راوي مسند إسحاق، ومسند شيراز العلامة علاء الدين أبو سعد ثابت
ابن أحمد بن محمد الخجندي الأصبهاني عن تسع وثمانين سنة حضر الصحيح على
الوقت وبه ختم حديثه، والمسند أبو على الحسين بن يوسف بن حسن الصنهاجي

(1) من المكية.
1415

الشاطبي ثم الإسكندراني وهو أقدم شيخ للدمياطي، والعدل امين الدين أبو الغنائم
سالم ابن الحافظ أبى المواهب [حسن 1] بن هبة الله [بن 1] صصري التغلبي
الدمشقي عن ستين سنة، والقاضي عبد الحميد بن عبد الرشيد بن علي بن بنيمان الهمذاني
سبط الحافظ أبى العلاء، والمسند أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن هبة الله
ابن الطفيل الدمشقي ثم المصري وإمام الربوة أبو محمد عبد العزيز بن بركات
ابن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، وشيخ بغداد المقرئ الامام عبد العزيز بن دلف
ابن أبي طالب البغدادي الناسخ، والمفيد الامام الأديب شمس الدين محمد بن
الحسن بن محمد بن علي بن عبد الكريم البغدادي الكاتب عن ثمان وخمسين سنة،
والشيخ تقى الدين [محمد 1] بن طرخان بن أبي الحسن السلمي الدمشقي، [والزاهد
أبو طالب محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر السلمي الدمشقي 1،] ومحتسب دمشق
رشيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى بن شجاع القيسي ابن الهادي،
وفخر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن نصر النوقاني عن ست وثمانين سنة،
ومحدث إربل ومؤرخها الأديب الامام شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد
ابن المبارك بن موهوب ابن المستوفى، والعلامة الصاحب ضياء الدين أبو الفتح
نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم [ابن 1] الأثير الجزري صاحب المثل السائر.
قرأت على علي بن أحمد الهاشمي انا محمد بن سعيد بن يحيى الحافظ ببغداد سنة
ثلاث وثلاثين وست مائة انا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن [ابن محمد
القزاز بقراءتي انا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي نا أبو القاسم عبد الرحمن 1]
ابن عبيد الله الحرفي ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي حدثني حمدون بن أحمد

(1) من المكية.
1416

ابن سلم ثنا عبيد الله بن عائشة ثنا دريد 1 بن مجاشع عن غالب القطان عن مالك
ابن دينار عن الأحنف بن قيس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أحنف
من كثر صخبه قلت هيبته، ومن أكثر من شئ عرف به، ومن مزح استخف به،
ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه
قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
1135 / 14 / 18 - الكلاعي
الامام الحافظ العالم البارع محدث الأندلس وبليغها أبو الربيع سليمان
ابن موسى بن سالم بن حسان الحميري الكلاعي البلنسي، ولد سنة خمس وستين
وخمس مائة، قال أبو عبد الله [الأبار 2]: سمع ببلنسية أبا العطاء بن نذير وأبا الحجاج
ابن أيوب وارتحل فسمع أبا القاسم بن حبيش وأبا بكر ابن الجد وأبا عبد الله
ابن زرقون وأبا عبد الله ابن الفخار وأبا محمد [ابن 2] عبيد الله وأبا محمد بن بونة
وأبا الوليد بن رشد وأبا محمد [ابن 2] الفرس وأبا عبد الله بن عروس وأبا محمد
ابن جهور ونجبة بن يحيى وخلقا سواهم، وأجاز له أبو العباس بن مضا وأبو محمد
عبد الحق الأزدي صاحب الاحكام وآخرون، وعنى أتم عناية بالتقييد والرواية
وكان إماما في صناعة الحديث بصيرا به حافظا حافلا عارفا بالجرح والتعديل
ذاكرا للمواليد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك وفى حفظ أسماء الرجال
خصوصا من تأخر زمانه وعاصره، كتب الكثير وكان خطه لا نظير له في الاتقان
والضبط مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة فردا إنشاء الرسائل

(1) في المكية " زيد " (2) من المكية.
1417

مجيدا في النظم خطيبا فصيحا مفوها مدركا حسن السرد والمساق لما يقوله مع
الشارة الأنيقة والزي الحسن، وهو كان المتكلم عن الملوك في زمانه في المجالس
المبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل، ولى خطابة بلنسية في أوقات.
وله تصانيف مفيدة في فنون عديدة، ألف [كتاب 1] " الاكتفاء في
مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء " في أربع مجلدات، وله مؤلف حافل في معرفة
الصحابة والتابعين [لم يكمله 1]، وكتاب " مصباح الظلم " بشبه الشهاب، وكتاب
" أخبار البخاري "، وكتاب " الأربعين " وغير ذلك، واليه كانت الرحلة للاخذ
عنه، انتفعت به في الحديث كل الانتفاع أخذت عنه كثيرا.
قلت: حدث عنه أبو العباس أحمد بن الغماز قاضي تونس وطائفة. قال
ابن مسدي: لم الق مثله جلالة ونبلا ورياسة وفضلا وكان إماما مبرزا في فنون
من منقول ومعقول ومنثور وموزون جامعا للفضائل، برع في علوم القرآن
والتجويد، أما الأدب فكان ابن بجدته، [وأبا نجدته 1] وهو ختام الحفاظ ندب
لديوان الانشاء فاستعفى، أخذ القراءات عن أصحاب ابن هذيل وارتحل واختص
بأبي القاسم بن حبيش بمرسية أكثرت عنه.
قال الأبار: كان رحمه الله تعالى ابدا يحدثنا أن السبعين منتهى عمره لرؤيا
رآها وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استشهد بكائنة اينشة على ثلاثة
فراسخ من مرسية مقبلا غير مدبر في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين
وست مائة رحمه الله تعالى.
قال الحافظ المنذري: توفى شهيدا بيد العدو [قال 1] وكان مولده بظاهر

(1) من المكية.
1418

مرسية في مستهل رمضان سنة خمس وستين، سمع ببلنسية [ومرسية 1] وإشبيلية
وغرناطة وشاطبة ومالقة وسبتة ودانية، وجمع المجاميع تدل على غزارة
علمه وكثرة حفظه ومعرفته بهذا الشأن، كتب إلينا بالإجازة سنة أربع عشرة.
قلت: توفى معه في العام المحدث العالم الملك المحسن يمين الدين احمد
ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب عن سبع وخمسين سنة. والزاهد
أبو محمد إسحاق بن أحمد بن غانم العلثي القوال المعروف، ومحدث مصر وجيه الدين
أبو اليمن بركات بن ظافر بن عساكر الأنصاري المصري، والفقيه الموفق حمد بن أحمد
[بن محمد 1] بن صديق الحراني، وأبو طاهر الخليل بن أحمد بن علي الجوسقي
الصرصري، والمسند أبو منصور سعيد بن محمد بن ياسين السفار، والامام
ناصح الدين أبو الفرج [عبد الرحمن بن 1] نجم ابن شرف الاسلام عبد الوهاب
ابن الإمام الشيخ أبى الفرج ابن الشيرازي الحنبلي الأنصاري، وفقيه حران
ناصح الدين عبد القادر بن عبد القاهر بن عبد المنعم الحنبلي، والفقيه شرف الدين
ابن عبد القادر بن أبي عبد الله محمد بن الحسن ابن البغداذي المصري الشافعي،
وأبو القاسم عبد اللطيف ابن الأديب شاعر العراق محمد بن عبد الله التعاويذي،
وخطيب بلنسية أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن خيرة المقرئ، والمسند
[أبو نزار عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد البغدادي الجمال في عشر التسعين،
والمسند 1] أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر بن معالى البغدادي ابن كيه،
والمحدث المؤرخ مسند العراق أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين ابن القطيعي
عن ثمان وثمانين سنة، والمسند أبو الحسن مرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم

(1) من المكية.
1419

الحارثي المصري عن خمس وثمانين سنة، والمسند أبو بكر هبة الله بن عمر بن حسن
ابن كمال الحلاج عنده هبة الله بن الشبلي، والمعمرة أم عبد الله ياسمين بنت سالم
ابن علي ابن البيطار. سمعت أيضا من ابن شبلي.
أخبرنا محمد بن جابر انا [أحمد بن 1] محمد بن حسن القاضي بتونس انا العلامة
أبو الربيع بن سالم الحافظ انا أبو محمد عبد الله بن محمد الحجري انا محمد بن عبد العزيز
[بن زغيبة الكلابي 1] انا أبو العباس أحمد بن عمر العذري انا أحمد بن الحسن
الرازي انا محمد بن عيسى بن عمرويه انا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم ثنا عبد الله
ابن مسلمة ثنا أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بيدي لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت.
وأنبأناه عاليا أحمد بن هبة الله وزينب بنت عمر عن المؤيد الطوسي انا محمد بن الفضل
انا عبد الغافر [بن محمد 1] انا ابن عمرويه المذكور.
1136 / 15 / 18 - [ابن دحية 1] الكلبي
الامام العلامة الحافظ الكبير أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن محمد
الملقب بالجميل - بتشديد الياء المفتوحة - ابن فرج بن خلف الأندلسي الداني الأصل
السبتي، [وكان يكتب عن نفسه: ذو النسبين بين دحية والحسين. قال الأبار:
كان 1] يذكر أنه من ولد دحية الكلبي وأنه سبط أبى البسام الحسيني، سمع بالأندلس
أبا القاسم بن بشكوال وا با عبد الله ابن المجاهد وأبا بكر ابن الجد وأبا عبد الله
ابن زرقون وأبا بكر بن جعفر اللمتوني، وأبا القاسم بن حبيش وطبقتهم، وكان

(1) من المكية.
1420

بصيرا بالحديث معنيا بتقييده مكبا على سماعه حسن الخط معروفا بالضبط، له حظ
وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها، ولى قضاء دانية ثم صرف ليسرة نقمت
[عليه 1] فرحل عنها وحمل بتلمسان عن قاضيها ابن أبي حيون، وحدث بتونس
في سنة خمس وتسعين وحج وكتب بالمشرق وبأصبهان وبالعراق ونيسابور.
قلت: أدرك أبا جعفر الصيدلاني وأبا الفتح الفراوي والحافظ أبا الفرج ابن الجوزي
وعاد إلى مصر. قال الأبار: أدب الكامل فنال دنيا عريضة وصنف ودرس وله
كتاب " النص المبين في المفاضلة بين أهل صفين " وكتب إلى بالإجازة سنة ثلاث
عشرة وست مائة.
قلت: وسمع بمصر من البوصيري وطبقته وسمع مسند الإمام أحمد بواسط
من المندائي وسمع معجم الطبراني كله من الصيدلاني وحدث في سنة ست مائة
بالموطأ وسمعه منه أبو عمرو بن الصلاح وزعم - ولم تدخل في الاذن دعواه -
أنه قرأ صحيح مسلم من حفظه على بعض شيوخه وكان معروفا على كثرة علمه
وفضائله بالمجازفة والدعاوى العريضة.
قال الحافظ الضياء لقيته بأصبهان ولم أسمع منه شيئا ولم يعجبني حاله، كان
كثير الوقيعة في الأئمة أخبرني إبراهيم السنهوري أنه دخل المغرب وأن [مشايخ 1]
أهل المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. ثم قال الضياء: وقد رأيت منه غير
شئ مما يدل على ذلك.
وقال القاضي ابن واصل: كان أبو الخطاب مع فرط معرفته وحفظه متهما
بالمجازفة في النقل فبلغ ذلك الملك الكامل فأمره أن يعلق شيئا على كتاب

(1) من المكية.
1421

الشهاب فعلق كتابا تكلم فيه على أسانيده وأراه الكامل، فقال له الكامل [بعد
أيام 1]: ضاع منى الكتاب فعلق لي مثله، ففعل فجاء متنافيا للأول فعلم السلطان
صحة ما قيل عنه وعزله من دار الحديث فولى مكانه أخاه الامام أبا عمرو اللغوي.
قال ابن نقطة: كان أبو الخطاب موصوفا بالمعرفة والفضل لم أره الا انه
كان يدعى أشياء لا حقيقة لها، فذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام - ثقة - قال:
نزل عندي ابن دحية فجعل يقول: أحفظ صحيح مسلم وجامع الترمذي، فأخذت
خمسة أحاديث من الترمذي وخمسة من المسند وخمسة من الموضوعات وجعلتها
جزءا وعرضتها عليه فلم يعرف منها شيئا.
وقال ابن خلكان: قدم إربل فصنف لملكها كتاب المولد ومدحه
بقصيدة مطلعها: لولا الوشاة وهم أعداؤنا وهموا - ثم ظهرت القصيدة انها في
ديوان الأسعد ابن مماتي، قرأت بخط ابن مسدي: كان والد أبى الخطاب تاجرا
يعرف بالكلبي - بين الباء والفاء - وهو اسم موضع بدانية، كان أبو الخطاب
يكتب أولا: الكلبي - معا. إشارة إلى المواضع والى النسب [وكأنه علامة زمانه 1]
قلت: كان مدلسا يستعمل " حدثنا " فيما هو إجازة، لم الق من يحدثني عنه.
وسمعنا بإجازته من الحافظ شرف الدين الحنبلي. قرأت موته: في ليلة رابع عشر
ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وست مائة وعاش نيفا وثمانين سنة.
وفيها مات الجمال أبو حمزة أحمد بن عمر ابن الشيخ أبى عمر المقدسي عن
أربع وستين سنة، والفقيه الملك أبو العباس ابن الخطيب محمد بن أحمد اللخمي
العزفي صاحب سبتة، والمسندة أم الحياء زهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر ببغداد،

(1) من المكية.
1422

والمعمر أبو الربيع سليمان بن أحمد بن علي الشارعي - المقرئ ابن المغربل تلميذ
الكيزاني، والفقيه [وجيه الدين 1] عبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن التنيسي،
والمسند الشيخ عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن الدمشقي النساج، وخطيب
زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري. والشيخ عفيف الدين علي بن
عبد الصمد [بن محمد 1] ابن الرماح المصري النحوي، والمسند الكبير أبو الحسن
علي بن أبي بكر بن روزبه البغدادي القلانسي، والمسند فخر الدين محمد بن إبراهيم
ابن مسلم الأربلي، وأبو بكر محمد بن محمد بن أبي المفاخر المأموني المقرئ الضرير 2
بمصر، والمسند أبو الفتح نصر الله بن عبد الرحمن بن مكارم الأنصاري الدمشقي،
وقاضي القضاة عماد الدين نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر [الجيلي 1]
الحنبلي عن سبعين سنة رحمة الله عليهم أجمعين.
1137 / 16 / 18 - البرزالي
الامام المفيد الحافظ الرحال محدث الشام زكى الدين أبو عبد الله محمد بن
يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي، ولد تقريبا في سنة سبع وسبعين
وخمس مائة وقدم للحج سنة اثنتين وست مائة فألهم سماع العلم وكتابته، فسمع
من الحافظ ابن المفضل وجماعة، وبمكة من زاهر بن رستم ويونس الهاشمي،
وبدمشق من الكندي وطبقته، وبأصبهان من عين الشمس بنت الثقفي
والموجودين، وبنيسابور من منصور المؤيد وزينب، وبهراة من أبى روح
عبد المعز البزاز، وبمرو وهمذان وبغداد، وحران وإربل والموصل وكتب عمن

(1) من المكية (2) كلمة " الضرير " مضروب عليها في المكية.
1423

دب ودرج ونسخ الكثير وعمل المعجم الكبير وخرج لخلق كثير، سكن
دمشق وأعقب لها وأم بمسجد فلوس مدة وكان كيسا متواضعا بساما مفيدا
سهل العارية.
قال زكى الدين المنذري: وفى ليلة الرابع عشر من شهر رمضان توفى الحافظ
أبو عبد الله البرزالي بحماة وهو في سن الكهولة، وقال: وكتب الكثير وخرج
لجماعة وكان يحفظ ويذاكر مذاكرة حسنة، صحبنا مدة بالقاهرة عند شيخنا
ابن المفضل وسمعت منه وسمع منى. قلت: روى عنه أبو حامد بن الصابوني
وعمر بن يعقوب الأربلي و [أبو 1] المجد ابن العديم وجمال الدين محمد بن واصل
وأبو الفضل ابن عساكر ومحمد بن يوسف الذهبي وأبو على ابن الخلال وغيرهم.
وبرزالة قبيلة قليلة.
توفى في رمضان المذكور سنة ست وثلاثين وست مائة.
وفيها مات الزاهد أبو العباس أحمد بن علي بن محمد القسطلاني ثم المصري
عن سبع وسبعين سنة، وأبو المعالي سعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي
الدمشقي، والمحدث الرحال أبو الخير بدل بن أبي المعمر التبريزي عن أربع وثمانين
سنة، والمسند المقرئ أبو الفضل جعفر بن علي بن هبة الله الهمذاني الإسكندراني
بدمشق عن تسعين سنة، والطبيب أبو على حسان بن أبي القاسم بن حسان المهدوي
ثم الإسكندراني، وشيخ الإسكندرية الامام الكبير جمال الدين أبو القاسم
عبد الرحمن بن عبد الحميد بن إسماعيل الصفراوي المالكي عن اثنتين وتسعين سنة،
ومحدث نصيبين الشيخ عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر العدوي، والمسند أبو الفضل

(1) من المكية.
1424

محمد بن محمد بن الحسن بن السباك، وشيخ الحنفية بدمشق العلامة جمال الدين
محمود بن أحمد بن عبد السيد البخاري ابن الحصري.
قرأت على محمد بن يوسف الأربلي حدثكم محمد بن يوسف الحافظ انا محمد
ابن محمد بن أبي الرجاء بأصبهان أخبرتنا فاطمة بنت أبي سعد قالت [انا سعيد بن أبي
سعيد العيار - فذكر أحاديث. وأخبرنا أحمد بن هبة الله انا محمد بن يوسف
الحافظ 1] أخبرتنا زينب الشعرية (ح) وأخبرنا احمد عنها أن إسماعيل بن أبي القاسم
أخبرها انا عمر بن مسرور ثنا محمد بن سليمان الصعلوكي ثنا أبو العباس السراج ثنا
أبو كريب ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي قيس الأودي عن
سويد بن غفلة [عن علي رضي الله عنه 1] عن النبي صلى الله عليه وآله قال:
يخرج في آخر الزمان قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين
مروق السهم من الرمية قتالهم حق على كل مسلم.
1138 / 17 / 18 - ابن الرومية
الحافظ الناقد أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج بن عبد الله الأموي مولاهم
الأندلسي الإشبيلي الزهري النباتي العشاب مصنف كتاب " الحافل " الذي ذيل به
على كتاب " الكامل " لابن عدى وكان فقيها ظاهريا، ولد سنة إحدى وستين
وخمس مائة، وسمع من أبى عبد الله بن زرقون وأبى بكر ابن الجد وأحمد بن جمهور
ومحمد بن علي التجيبي وأبي ذر الخشني ثم حج ورحل إلى العراق وسمع من أصحاب
الفراوي وأبى الوقت.

(1) من المكية.
1425

قال الأبار: كان ظاهريا متعصبا لابن حزم بعد أن كان مالكيا وكان
بصيرا بالحديث والرجال، له مجلد مفيد فيه استلحاق على الكامل، وكان له بالنبات
والحشائش معرفة فاق بها أهل العصر وجلس في دكان يبيعها، سمع منه جل أصحابنا
قال الحافظ المنذري: لقيته بمصر بعد عوده وحدث بأحاديث من حفظه وجمع
مجاميع لم يتفق لي السماع منه. قلت وكتب عنه ابن نقطة وقال: كان ثقة حافظا
صالحا. قلت: وله كتاب " التذكرة " في معرفة مشيخته وألف كتاب " المعلم
بما زاد البخاري على مسلم ".
قال ابن فرتون [أفرد 1] بعض تلامذته له سيرة فذكر أنه مات فجأة في
سلخ ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وست مائة ورثاه غير واحد. قلت: روى
عنه أبو بكر الموميائي وأبو إسحاق البلفقي وطائفة.
ومات معه ابن الدبيثي وقد مضى قال ابن الزبير: كان ظاهري المذهب إلا أنه
على دين وورع ومعرفة وإيثار متحرفا بالصيدلة.
1139 / 18 / 18 - ابن الطيلسان
الحافظ الامام محدث الأندلس أبو القاسم القاسم بن أحمد بن محمد بن سليمان
الأنصاري القرطبي، ولد سنة خمس وسبعين وخمس مائة أو نحوها، ذكره الأبار
فقال: روى عن جده لامه أبى القاسم ابن الشراط وأبى العباس بن مقدام وأبى محمد
عبد الحق الخزرجي وأبى الحكم بن حجاج وجماعة من شيوخنا، وأجاز له
عبد المنعم بن الفرس وأبو القاسم بن سمجون وشيوخه ينيفون على المائتين

(1) من المكية.
1426

تصدر للاقراء والاسماع وكان له معرفة بالقراءات والعربية متقدما في صناعة
الحديث متفننا، له من المصنفات كتاب " ما ورد من الامر في شربة الخمر ". وكتاب
" بيان المنن على قارئ الكتاب والسنن ". وكتاب " الجواهر المفصلات في
الأحاديث المسلسلات ". وكتاب " غرائب أخبار المسندين ومناقب آثار
المهتدين ". وكتاب " أخبار صلحاء الأندلس ". أخذ عنه جماعة من أكابر أصحابنا
وكان أهلا لذلك.
خرج من قرطبة وقت أخذ الفرنج لها فنزل بمالقة وولى خطابتها إلى
أن توفى في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وست مائة.
كتب إلينا ابن هارون من إفريقية أنه سمع [من 1] ابن الطيلسان غير شئ
من كتاب الوعد والانجاز في عوالي الحديث وأجاز له ما يجوز له روايته وكتب
له: سأل منى فلان أن أجيز له ما رويته وجمعته فأجبته أسمى الله قدره وأعلى
ذكره اهتبالا لسؤاله وامتثالا للطاعة التي لا تجب الا لمثاله فأجزت له ولابنه
احمد بارك الله فيه وأقر به عين أبيه في سنة إحدى وأربعين وست مائة.
قلت: وفيها توفى الصدر تاج الدين احمد ابن القاضي شمس الدين أبى نصر
محمد بن هبة الله ابن الشيرازي بدمشق عن إحدى وسبعين سنة، والصدر نجم الدين
الحسن بن سالم بن علي بن سلام الدمشقي عن سبع وسبعين سنة، والشيخ حاطب
ابن عبد الكريم بن أبي على الحارثي المزي، والمحدث المقرئ أبو القاسم سليمان
ابن عبد الكريم الأنصاري الدمشقي، والمسند أبو المنصور ظافر بن طاهر بن شحم
الإسكندراني المطرز، وشيخ الشيوخ [تاج الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي بن
حمويه الجويني بدمشق، والقاضي الرفيع الجيلي عبد العزيز بن عبد الواحد الجيلي
1427

بدمشق مقتولا، والشيخ قمر بن هلال بن بطاح القطيفي والنفيس أبو البركات 1]
محمد بن الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري الحموي الضرير، والصدر جمال الدين
أبو الفضل يوسف بن عبد المعطى بن منصور [ابن 1] المحبلي الغساني الإسكندراني
عن أربع وسبعين سنة.
1140 / 19 / 18 - ابن النجار
الحافظ الامام البارع مؤرخ العصر مفيد العراق محب الدين أبو عبد الله
محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن محاسن ابن النجار البغدادي صاحب التصانيف،
ولد سنة ثمان وسبعين وخمس مائة، وسمع يحيى بن يوش وعبد المنعم بن كليب
وذاكر بن كامل والمبارك بن المعطوش وابن الجوزي وطبقتهم.
وأول شئ سمع وله عشر سنين وأول عنايته بالطلب وهو ابن خمس
عشرة سنة، وتلا بالروايات الكثيرة على أبي أحمد بن سكينة وغيره، وسمع
بأصبهان من عين الشمس الثقفية وجماعة، وبنيسابور من المؤيد وزينب، وبهراة
من أبى روح، وبدمشق من الكندي، وبمصر من الحافظ بن المفضل وخلائق،
وجمع فأوعى وكتب العالي والنازل وخرج لغير واحد، وجمع تاريخ مدينة السلام
وذيل به واستدرك على الخطيب وهو ثلاث مائة جزء، وكان من أعيان
الحفاظ الثقات مع الدين والصيانة [والنسك 1] والفهم وسعة الرواية، حدث
عنه أبو حامد ابن الصابوني وأبو العباس الفاروثي وأبو بكر الشريشي وأبو الحسن
الغرافي وأبو الحسن بن بلبان وأبو عبد الله ابن القزاز الحداني وآخرون،
وبالإجازة أبو العباس ابن الظاهري وتقى الدين الحنبلي وأبو المعالي ابن البالسي.

(1) من المكية.
1428

قال ابن الساعي: كانت رحلة ابن النجار سبعا وعشرين [سنة 1] واشتملت
مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ، ألف كتاب " القمر المنير في المسند الكبير " ذكر
كل صحابي وماله من الحديث، وكتاب " كنز الامام في السنن والاحكام "
وكتاب " المؤتلف والمختلف " ذيل به على ابن مأكولا وكتاب " المتفق والمفترق "
وكتاب " أنساب المحدثين إلى الآباء والبلدان " وكتاب " العوالي " وكتاب
" المعجم " وكتاب " جنة الناظرين في معرفة التابعين " وكتاب " العقد الفائقي " وكتاب " الكمال " في الرجال، وقرأت عليه ذيل التاريخ عمله في ستة عشر مجلدا
وله كتاب " الدرر الثمينة في أخبار المدينة " وكتاب " روضة الأولياء في مسجد إيلياء "
وكتاب " نزهة الورى في ذكر أم القرى " وكتاب " الأزهار في أنواع الاشعار "
وكتاب " عيون الفوائد " ستة أسفار، وكتاب " مناقب الشافعي ". - إلى أن قال:
أوصى إلي ووقف كتبه بالنظامية فنفذ إلي الشرابي لتجهيز جنازته ورثاه جماعة
وكان رحمه الله من محاسن الدنيا، توفى في خامس شعبان سنة ثلاث وأربعين
وست مائة رحمه الله تعالى.
أخبرنا علي بن أحمد الحسيني انا محمد بن محمود الحافظ سنة ثلاث وثلاثين
وست مائة انا عبد المعز بن محمد بهراة (ح) وانا أحمد بن هبة الله عن عبد المعز
أن يوسف بن أيوب [الزاهد 1] أخبرهم انا أحمد بن علي الحافظ انا أحمد بن عبد الله
الحافظ انا حبيب بن الحسن انا عبد الله بن أيوب انا أبو نصر التمار انا حماد عن
[على 1] بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من كتم علما علمه الله ألجمه الله تعالى بلجام من نار.

(1) من المكية.
1429

1141 / 20 / 18 - ابن الصلاح
الامام الحافظ المفتى شيخ الاسلام تقى الدين أبو عمرو عثمان [ابن المفتى
صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي 1] الشهرزوري الشافعي
صاحب كتاب " علوم الحديث " ولد سنة سبع وسبعين وخمس مائة، وتفقه على
والده بشهرزور ثم اشتغل بالموصل مدة، قال القاضي شمس الدين: فبلغني أنه كرر
عليه جميع المهذب ولم يطر شاربه، ثم صار معيدا عند العلامة العماد بن يونس.
قلت: وسمع من عبيد الله ابن السمين ونصر الله بن سلامة ومحمود بن علي الموصلي
وعبد المحسن ابن الطوسي وارتحل إلى بغداد فسمع من أبى أحمد بن سكينة وعمر
ابن طبرزذ، وبهمذان من أبى الفضل ابن المعزم، وبنيسابور من منصور والمؤيد
وزينب وطبقتهم، وبمرو من أبى المظفر ابن السمعاني وجماعة، وبدمشق من
القاضي جمال الدين عبد الصمد ابن الحرستاني والشيخ موفق الدين المقدسي والشيخ
فخر الدين ابن عساكر، وبحلب من أبى محمد بن علوان، وبحران من الحافظ
عبد القادر، ودرس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس فلما هدم المعظم سور البلد
قدم دمشق ودرس بالرواحية، ثم ولى مشيخة دار الحديث الأشرفية، ثم تدريس
الشامية الصغرى، وصنف وأفتى وتخرج به الأصحاب وكان من أعلام الدين.
قال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير [والحديث 1]
والفقه وله مشاركة في عدة [فنون 1] وكانت فتاواه مسدودة وهو أحد شيوخي
الذين انتفعت بهم أقمت عنده مدة للاشتغال ولازمته سنة اثنتين وثلاثين،

(1) من المكية.
1430

وله إشكالات على الوسيط. قال أبو حفص ابن الحاجب في معجمه: امام ورع
وافر العقل حسن السمت متبحر في الأصول والفروع بارع في الطلب حتى
صار يضرب به المثل واجتهد في نفسه في الطاعة والعبادة.
قلت: وكان سلفيا حسن الاعتقاد كافا عن تأويل المتكلمين مؤمنا بما ثبت
من النصوص غير خائض ولا معمق، وكان وافر الجلالة حسن البزة كثير الهيبة
موقرا عند السلطان والأمراء، تفقه به الأئمة [شمس الدين 1] عبد الرحمن بن نوح
وكمال الدين سلار وكمال الدين إسحاق وتقى الدين بن رزين والقاضي وغيرهم.
حدث عنه فخر الدين عمر الكرخي ومجد الدين ابن المهتار والشيخ تاج الدين
عبد الرحمن والشيخ زين الدين الفارقي والقاضي شهاب الدين الجوري والخطيب
شرف الدين الفراوي والشهاب محمد بن شرف والصدر محمد بن حسن الأرموي
والعماد ابن البالسي والشرف [محمد 1] ابن الخطيب الآباري وناصر الدين محمد
ابن المهتار والقاضي أبو العباس أحمد بن علي الجيلي (؟) والشهاب أحمد بن العفيف
وآخرون.
انتقل إلى الله في الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين
وست مائة وكثر التأسف لفقده وحمل نعشه على الرؤوس وكان على جنازته
هيبة وخشوع فصلوا عليه بجامع دمشق وشيعوه إلى عند باب الفرج ورجع
الخلائق لمكان حصار الخوارزمية لدمشق فخرج عشرة من أصحابه مشمرين ودفنوه
بمقابر الصوفية وقبره ظاهر يزار وعاش ستا وستين سنة رحمة الله عليه.
وفيها توفى مفتى الحنابلة الامام تقى الدين أحمد بن محمد [ابن 1] الحافظ

(1) من المكية.
1431

عبد الغنى المقدسي الصالحي عن اثنتين وخمسين سنة، والمسند أبو بكر عبد الله
ابن عمر بن أبي بكر [ابن 1] النحال البغدادي، وخطيب المقادسة شرف الدين
عبد الله بن أبي عمر بن قدامة الحنبلي، والمحدث مفيد بغداد أبو منصور عبد الله بن محمد
[ابن 1] أبى محمد بن الوليد البغدادي والفقيه أبو سليمان عبد الرحمن بن الحافظ
عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسي، ومحدث حران المفيد سراج عبد الرحمن
ابن عمر بن شحانة 2 الحراني، ومحدث الإسكندرية المفيد أسد الدين أبو القاسم
عبد الرحمن بن مقرب الكندي، والأديب البارع امين الدين عبد المحسن بن حمود
ابن المحسن التنوخي الكاتب، والعدل عبد المنعم بن محمد بن محمد بن حمزة
ابن أبي المضاء بحماة، دمشقي، والعدل ضياء الدين عتيق بن أبي الفضل السلماني،
ومسند الوقت أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن منصور ابن المقير الأزجي
النجار بمصر عن سبع وتسعين سنة، والعلامة علم الدين علي بن محمد بن عبد الصمد
السخاوي شيخ القراء بدمشق، والصدر عز الدين النسابة محمد بن أحمد بن محمد بن
الحسن بن عساكر، والامام المحدث تاج الدين أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي
ابن أبي جعفر القرطبي، ومسند بغداد أبو بكر محمد بن سعيد بن أبي البقاء موفق الدين
ابن الخازن الصوفي، وظهير الدين محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحباب
أبو إبراهيم السعدي المالكي، والامام فخر الدين محمد بن عمر بن عبد الكريم الحميري
ابن المالكي الدمشقي، ومفتي الحنابلة الضياء محاسن بن عبد الملك بن علي التنوخي
الحموي، والمحدث المفيد أبو العز مفضل بن علي بن عبد الواحد القرشي الشافعي،
والعلامة منتخب الدين منتخب بن أبي العز بن رشيد الهمذاني النحوي بدمشق،

(1) من المكية (2) هكذا ضبطه ابن رجب في " ذيل طبقات الحنابلة ".
1432

وأبو غالب منصور بن أحمد بن محمد بن محمد المرانبي ابن المعوج، والصاحب
شهاب الدين يعقوب بن محمد بن علي الشيباني ابن المجاور، وشيخ العربية موفق الدين
يعيش بن علي بن يعيش الأسدي الحلبي، وخلق كثير وهي سنة الخوارزمية.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الفزاري المقرئ الخطيب المحدث النحوي
ثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الحافظ أخبرتنا أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم
الشعرية، وسمعته من زينب الكندية وابن أبي عصرون عنها أن إسماعيل
ابن أبي القاسم أخبرها انا عبد الغافر بن محمد ثنا بشر بن أحمد ثنا داود بن الحسين ثنا
يحيى بن يحيى انا عبد الله بن محمد بن أبي فروة عن يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيما امرأة أصابت
بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة.
وقد أخرجه مسلم باسناد آخر عن بكير بن الأشج عن بسر فقال: عن
زينب الثقفية - بدل أبي هريرة.
في الحديث دليل على تحريم اتيان المرأة المسجد متطيبة ولو كانت عجوزا،
وقد قال صلى الله عليه وآله: طيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه وطيب
الرجال ما ظهر ريحه وخفى لونه. رواه السنائي ولكن إذا أرادت المرأة
ان تطيب بالمسك والعنبر فلتلزم بيتها إلى أن يذهب ريح الطيب.
1142 / 21 / 18 - الصريفيني
الحافظ المتقن العالم تقى الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر بن أحمد
ابن العراقي الصريفيني الحنبلي نزيل دمشق. مولده سنة إحدى وثمانين وخمس مائة
1433

وعنى بهذا الشأن ورحل فيه إلى خراسان وأصبهان والشام والجزيرة وصحب
الحافظ عبد القادر الرهاوي وتخرج به. وسمع من المؤيد الطوسي وعبد المعز
الهروي وعلي بن منصور الثقفي وحنبل بن عبد الله الرصافي وعمر بن طبرزذ
وأبى اليمن الكندي وأبى محمد [ابن 1] الأخضر وطبقتهم، روى عنه الحافظ
ضياء الدين المقدسي وابن الحلوانية وأبو المجد ابن العديم والشيخ تاج الدين
الفزاري وأخوه والشيخ زين الدين الفارقي وأبو على ابن الخلال والفخر
ابن عساكر وآخرون.
قال الحافظ المنذري: كان ثقة حافظا صالحا له جموع حسنة لم يتمها. وقال
الحافظ عز الدين ابن الحاجب: امام ثبت صدوق واسع الرواية سخي النفس مع
القلة سافر الكثير وكتب وأفاد، وكان يرجع إلى فقه وورع، ولى مشيخة
دار الحديث بمنبج ثم تركها وسكن حلب فولى مشيخة دار الحديث الشدادية،
سألت الشيخ الضياء عنه فقال: امام حافظ ثقة حسن الصحبة له معرفة بالفقه.
قال ابن الحاجب: قرأ القرآن على والده وعلى الشيخ عوض الصريفيني وتفقه
على الشيخ عبد الله بن أحمد التواريخي وقرأ [علم 1] الأدب على هبة الله
ابن عمر الدوري.
مات بدمشق في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وست مائة وله
ستون عاما.
وفيها مات مسند العراق أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي القبيطى
شيخ المستنصرية، ومسندة الشام أم الفضل كريمة بنت المحدث عبد الوهاب بن علي

(1) من المكية.
1434

ابن الخضر القرشية الزبيرية عن خمس وتسعين سنة، والمسند أبو محمد أغر بن كرم
الحربي ويعرف بابن الإسكاف عن ست وثمانين سنة، والمسند أبو القاسم حمزة
ابن عمر بن عتيق بن أوس الأنصاري الغزال بالإسكندرية، والشيخ ضياء الدين
عبد الحق بن خلف بن عبد الحق الدمشقي الحنبلي، والعدل مخلص الدين أبو المكارم
عبد الواحد بن عبد الرحمن ابن المسند عبد الواحد بن هلال الأزدي الدمشقي،
وأبو الوفاء عبد الملك بن عبد الحق [ابن 1] الحنبلي الدمشقي، وأبو الرضا على
ابن زيد بن علي بن مفرج الجذامي التسارسي الإسكندراني الخياط، والمعمر المسند
أبو التمام علي بن [أبى 1] الفخار هبة الله بن محمد الهاشمي وقد جاوز التسعين،
والقاضي شمس الدين أبو الفتح عمر بن أسعد [ابن 1] المنجا التنوخي عن أربع وثمانين
سنة، والمحدث الامام الرحال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك
ابن محارب القيسي الغرناطي ثم الإسكندراني بها عن بضع وثمانين سنة رحمة الله
عليهم.
أخبرنا محمد بن داود سنة سبع مائة ببيت الآبار ثم بكفر بطنا انا إبراهيم بن محمد
ابن الأزهر وعثمان بن عبد الرحمن والحسن بن محمد ويحيى بن علي ومحمد بن محمد
ابن عمر ومفضل بن علي ومحمد بن حميد وعلي بن يوسف قالوا انا المؤيد بن محمد
الطوسي (ح) وأخبرنا ابن داود انا عتيق بن سلامة انا أبو القاسم الحافظ (ح)
وانا ابن داود انا محمد بن أبي جعفر وأحمد بن مميل قالا انا [محمد بن 1] صدقة
(ح) وانا ابن داود انا محمد بن علي العسقلاني انا منصور بن عبد المنعم (ح) وأنبأنا
[القاسم بن غنيمة انا المؤيد قالوا انا محمد بن الفضل انا عبد الغافر بن محمد (ح)

(1) من المكية.
1435

وأخبرنا 1] ابن داود انا أبو الحسن السخاوي انا أبو القاسم الشاطبي ثنا علي بن هذيل
انا سليمان بن نجاح انا أبو العباس العذري انا أحمد بن الحسن الرازي قالوا 2 ثنا
ابن عمرويه انا إبراهيم بن محمد ثنا مسلم بن الحجاج ثنا قتيبة ثنا ليث عن عقيل عن
الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة قال لما توفى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر
لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله - فذكر الحديث.
1143 / 22 / 18 - اللاردي
الامام الحافظ العلامة أبو عبد الله محمد بن عتيق بن علي التجيبي الغرناطي
المعروف باللاردي صاحب التصانيف روى عن أبيه الامام أبى بكر وأبى عبد الله
ابن حميد، مولده سنة ثلاث وستين وخمس مائة، قال أبو عبد الله الأبار: ولى
القضاء وصنف، فمن تواليفه كتاب " أنوار المصباح في الجمع بين الكتب الستة
الصحاح " وكتاب " مطالع الأنوار في شمائل المختار " وكتاب " النكت الكافية "
في الاستدلال على مسائل الخلاف بالحديث وكتاب " منهاج العمل في صناعة
الجدل " وكتاب " المسالك النورية في المقامات الصوفية "، توفى في حدود سنة
ست وأربعين وست مائة رحمه الله تعالى.
1144 / 23 / 18 - [المنذري 1] عبد العظيم
ابن عبد القوى بن عبد الله بن سلامة بن سعد الحافظ الكبير الامام الثبت

(1) من المكية (2) كذا في الأصلين فإذا لم يكن ثم سقط فالصواب " قالا " كما
لا يخفى.
1436

شيخ الاسلام زكى الدين أبو محمد المنذري الشامي ثم المصري، مولده في غرة شعبان
سنة إحدى وثمانين وخمس مائة، وقرأ القرآن وتأدب وتفقه ثم طلب هذا
الشأن وبرع فيه، سمع أبا عبد الله الأرتاحي وعبد المجيب - بن زهير وإبراهيم
ابن البتيت وأبا الجود غياث بن فارس والحافظ أبا الحسن المقدسي وتخرج به
وصحبه، وسمع بالمدينة النبوية من الحافظ جعفر بن أمورسان، وبدمشق من
عمر بن طبرزذ ومحمد ابن الرتف والتاج الكندي وطبقتهم، وبحران والإسكندرية
والرها وبيت المقدس وعمل معجمه في مجلد واختصر صحيح مسلم وسنن أبي
داود وصنف في المذهب.
حدث عنه شيوخنا الدمياطي وابن الظاهري وأبو الحسين اليونيني
وأبو عبد الله بن القزاز وإسماعيل بن نصر الله وعلم الدين سنجر الدواداري
وقاضي القضاة تقى الدين ابن دقيق العيد والعماد محمد بن الجرائدي وإسحاق
ابن الوزيري وخلق سواهم.
درس بالجامع الظافري بالقاهرة ثم ولى مشيخة الدار الكاملية وانقطع
بها ينشر العلم عشرين سنة. قال الشريف عز الدين الحافظ: كان شيخنا زكى الدين
عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه عالما بصحيحه وسقيمه ومعلوله
وطرقه متبحرا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله قيما بمعرفة غريبه وإعرابه
واختلاف ألفاظه إماما حجة ثبتا ورعا متحريا فيما يقوله مثبتا فيما يرويه قرأت
عليه قطعة حسنة من حديثه وانتفعت به انتفاعا كثيرا قلت: وقد قرأ بالسبع على
شيخ من أصحاب أبي الجود في حياة أبى الجود، وأول سماعه كان في سنة إحدى
وتسعين وكان ذا نسك وتزهد. قال شيخنا عبد المؤمن الحافظ: هو شيخي
1437

ومخرجي، أتيته مبتدءا وفارقته معيدا له [في الحديث 1].
قال: وتوفى في رابع ذي القعدة سنة ست وخمسين وستمائة.
قلت: وفيها توفى تحت السيف أمم لا يحصون ببغداذ، منهم خليفة الوقت
المستعصم بالله، وتوفى بالإسكندرية العلامة المحدث أبو العباس أحمد بن عمر
ابن إبراهيم الأنصاري القرطبي عن ثمان وسبعين سنة، والمحدث المفيد الرحال
صدر الدين أبو على الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري التيمي الصوفي، والعلامة
شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الحسين الأربلي اللغوي بدمشق،
وخطيب بيت الآبار عماد الدين داود بن عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي، والملك
الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل، والصاحب البهاء زهير بن محمد بن علي
المهلبي الشاعر وأبو الفضل عبد العزيز بن عبد الوهاب بن بيان الكفرطابي الدمشقي
الرام الزاهد، والمسند أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الواحد الفرسي ابن خطيب
القرافة الناسخ، والشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي
المغربي، والمحدث المفيد شمس الدين علي بن المظفر بن القاسم الربعي النشبي الدمشقي،
وأبو حفص عمر بن أبي نصر بن عوة الخزرجي التاجر، والأديب البليغ موفق الدين
أبو المعالي القاسم بن هبة الله بن محمد أبي الحديد المدائني، والمقرئ العلامة شعلة
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين الموصلي الحنبلي عن ثلاث وثلاثين
سنة، والمحدث أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن الجرح التلمساني
بالإسكندرية، والمسند خطيب مرو الفقيه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد
المقدسي الحنبلي وشيخ القراء أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي

(1) ضرب في المكية على قوله " في الحديث ".
1438

بحلب، والمقرئ المسند المعمر عفيف الدين المرجا بن الحسن بن [علي بن 1]
هبة الله بن سقير الواسطي التاجر عن خمس وتسعين سنة، والمحدث الفاضل
نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العز ابن الشقشقة [الشيباني 1] الدمشقي
الصفار، والعلامة الأديب الزاهد جمال الدين يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور
الصرصري الحنبلي الضرير سيد الشعراء، والعلامة الصاحب محى الدين يوسف
ابن الشيخ الامام جمال الدين أبى الفرج ابن الجوزي.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم المقرئ انا عبد العظيم بن عبد القوى الحافظ انا
أبو عبد الله محمد بن حمد سماعا في سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة انا علي بن الحسين
الموصلي إذنا انا علي بن الحسن بن القاسم انا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق القاضي
ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن الزهري
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا
اعتكف يدنى إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت الا لحاجة الانسان.
1145 / 24 / 18 - اليونيني
الشيخ الفقيه الحافظ الامام القدوة تقى الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين
أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن علي البعلبكي الحنبلي، مولده سنة اثنتين
وسبعين وخمس مائة بيونين ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي صاحب
الشيخ عبد القادر، وصحب الشيخ عبد الله اليونيني، وتفقه بالشيخ الموفق وبرع في
الخط المنسوب، وسمع من أبى طاهر الخشوعي وأبى التمام القلانسي وحنبل

(1) من المكية.
1439

الرصافي والحافظ عبد الغنى وأبى اليمن الكندي وغيرهم.
روى عنه ابناه الحافظ أبو الحسين والمؤرخ قطب الدين، وأبو عبد الله بن أبي
الفتح وموسى بن عبد العزيز الآدمي وإبراهيم بن حاتم الزاهد ومحمد بن المحب
وعلي بن الشاطبي وأبو عبد الله ابن الزراد وعبد الرحيم ابن الحبال وأبو إسحاق بن
القرشية وخلق سواهم، وكان والده مرخما ببعلبك ثم بدمشق فمات ونشأ الفقيه
يتيما بالكشك مع والدته فأسلمته نشابيا 1 ثم حفظ القرآن وجود الكتابة ثم حفظ
الجمع بين الصحيحين للحميدي [بكماله 2] ذكره الحافظ عمر ابن الحاجب فأطنب
في وصفه فأسهب وأغرب وأعرب فقال: اشتغل بالفقه والحديث إلى أن صار
إماما حافظا. - إلى أن قال: لم ير في زمانه مثل نفسه في كماله وبراعته. جمع بين
علمي الشريعة والحقيقة وكان حسن الخلق والخلق نفاعا للخلق مطرحا للتكلف،
من جملة محفوظه " الجمع بين الصحيحين للحميدي " وحدثني أنه حفظ صحيح مسلم
جميعه وكرر عليه في أربعة أشهر وكان يكرر على أكثر مسند أحمد من حفظه وأنه
كان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد على سبعين حديثا، وقال ولده قطب الدين:
حفظ الجمع بين الصحيحين وحفظ صحيح مسلم في أربعة أشهر وحفظ سورة الأنعام
في يوم واحد وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم، وكان
الأشرف يحترمه [ويعظمه 2] وكذلك أخوه [الصالح 2] وقدم في أواخر عمره
دمشق فخرج الملك الناصر يوسف إلى زيارته بزاوية الفرنثي وتأدب معه.
قلت: كان الشيخ الفقيه كبير القدر يذكر بالكرامات والأحوال وكان
أهل بعلبك يسمعون بقراءته على المشايخ الواردين عليهم كالقزويني والبهاء المقدسي

(1) أي " في صنعة النشاب " كما هو لفظ ابن رجب (2) من المكية.
1440

وابن رواحة الحموي، وقد سقت أخباره وأوراده في تاريخ الاسلام، توفى
في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وست مائة.
وفيها مات قاضي القضاة صدر الدين احمد ابن قاضي القضاة شمس الدين
يحيى بن هبة الله بن سنى الدولة التغلبي الدمشقي الشافعي ببعلبك، والمسند أبو إسحاق
إبراهيم بن خليل الآدمي أخو الحافظ شمس الدين شهيدا تحت السيف بكائنة حلب،
والمسند أبو طالب تمام بن أبي بكر ابن السروري الدمشقي، والمعظم أبو المفاخر
توران شاه ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، والمحدث الحافظ مفيد
أهل الصلاحية محب الدين عبد الله بن أحمد بن أبي بكر المقدسي كهلا، والمسند
أبو محمد عبد الله بن بركات [بن إبراهيم ابن 1] الخشوعي، والمسند عماد الدين
عبد المجيد بن عبد الهادي بن يسوف بن محمد بن قدامة الصالحي، والفقيه المسند
أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن أبي طالب [ابن 1] العجمي الحلبي، والمسند
الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف أخو العماد استشهد بساوة، والمحدث
المفيد فخر الدين محمد بن يوسف الكنجي قتل بجامع دمشق لدبره وفضوله،
وضياء الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد القزويني ثم الحلبي [بحلب 1]
بعد الكائنة بشهرين، و المسند أبو الكرم بن عبد المنعم ابن قاسم الأنصاري
الأرتاحي [بمصر 1] رحمة الله عليهم.
أخبرنا محمد بن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز ببعلبك سنة ثلاث وتسعين
وست مائة قالا انا محمد بن [أبى 1] الحسين الفقيه قال قرأت على بركات بن إبراهيم
بدمشق انا عبد الكريم بن حمزة (ح) وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل في

(1) من المكية.
1441

سنة اثنتين وتسعين وست مائة انا البهاء عبد الرحمن انا إسماعيل بن علي بقراءتي
انا هبة الله بن أحمد وعبد الكريم قالا انا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي انا أبو مسلم
محمد بن أحمد الكاتب انا أبو القاسم البغوي ثنا شيبان ثنا عمارة ثنا أبو غالب عن أبي
امامة قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يوتر بتسع، حتى إذا بدن
وكثر لحمه أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما " إذا زلزلت " و " قل
يا أيها الكافرون ".
1146 / 25 / 18 - الرشيد
الامام الحافظ الثقة المجود رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي
بن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري العطار المالكي، ولد سنة أربع
وثمانين وخمس مائة، سمع أباه وعمه عبد الرحمن وأبا القاسم البوصيري وإسماعيل
ابن ياسين وأبا طاهر بن بنان وعلي بن حمزة الكاتب وعبد اللطيف بن أبي سعد
والشهاب محمد بن يوسف الغزنوي وابن نجا الواعظ وأهله فاطمة بنت سعد الخير
وخلقا، وبدمشق الكندي وابن الحرستاني وعدة، وبمكة والمدينة والثغر
وتخرج بالحافظ ابن المفضل، وألف معجم شيوخه وانتخب وأفاد وتقدم في
فن الحديث، وكان ثقة مأمونا متقنا حافظا حسن التخريج، ذكره الشريف
عز الدين فقال: كان حافظا ثبتا انتهت إليه رياسة الحديث بالديار المصرية ووقف
كتبه، صحبته مدة.
قلت روى عنه الدمياطي وابن الظاهري وابن اليونيني وشعبان الأربلي
وأبو العباس بن صصري والقاضي الزين عبد الرحيم الساعاتي وعبد القادر الصعبي
1442

وعبد الرحمن بن يعيش السبتي وداود بن يحيى الحريري وخلق سواهم، وقد ولى
مشيخة الكاملية ستة أعوام.
وتوفى بمصر في ثاني جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وست مائة.
وفيها توفى المحدث الرحال المتقن ضياء الدين أبو جعفر أحمد بن محمد بن
صابر القيسي المالكي عن سبع وثلاثين سنة، وأبو الطاهر إسماعيل بن صارم بن علي
الكناني الحناط [بمصر 1] شنق نفسه، وشيخ الشيوخ الامام شرف الدين
عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الأنصاري الحموي الشافعي، وقاضي القضاة
عماد الدين أبو الفضائل عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد ابن الحرستاني خطيب
دمشق، ومحدث دمشق ضياء الدين علي بن محمد بن محمد بن علي [ابن 1] البالسي
غريبا بمصر وله سبع وخمسون سنة، والمسند أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن علي
الأنصاري البزاز البابشرقي، والمحدث الامام العالم محى الدين [يحيى بن 1] محمد
ابن محمد بن إبراهيم بن سراقة الأنصاري الشاطبي بمصر عن سبعين سنة، وأبو المظفر
يوسف بن يعقوب الأربلي الذهبي في عشر الثمانين، والقدوة العارف شيخ
الإسكندرية أبو القاسم بن منصور القباري رحمة الله عليهم.
أخبرنا محمد بن محمد بن عبد المنعم الطائي بمنين سنة ست وتسعين وست مائة
انا يحيى بن علي الحافظ بمصر انا إسماعيل بن صالح انا محمد بن أحمد الرازي انا
محمد الحسين الطفال انا محمد بن حيويه انا محمد بن جعفر بن أعين ثنا عمرو
ابن مرزوق انا شعبة عن عبيد الله بن أبي بكر بن انس عن انس أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال: أكبر الكبائر الاشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين

(1) ليس في المكية فليراجع في الشذرات.
1443

وشهادة الزور - أو قول الزور. [أخرجاه عن محمد بن الوليد عن غندر عن
شعبة وفى هذا الوقت كان عدد كثير من المحدثين والطلبة لهم اعتناء بهذا الشأن
وفيهم من يكتب له: الحافظ والامام لم أر إيرادهم هنا لقلة بضاعتهم من علم
الحديث فمن أحب الوقوف على أخبارهم فلينظر في تاريخي الكبير 1].
1147 / 26 / 18 - البكري
المحدث العالم المفيد الرحال المصنف صدر الدين أبو على الحسن بن محمد بن
محمد [بن محمد بن محمد 2] بن عمروك القرشي التيمي البكري النيسابوري [ثم 2]
الدمشقي المحتسب الصوفي سفير الدولة ابن أبي عبد الله ابن شيخ الشيوخ أبى الفتوح.
مولده بدمشق سنة أربع وسبعين وخمس مائة، وسمع بمكة قديما من
جده لامه أبى حفص الميانشي، وبدمشق من حنبل وابن طبرزذ، وبنيسابور
من المؤيد بن محمد وزينب الشعرية، وبهراة من [أبى روح 2] عبد المعز بن
محمد، وبمرو من أبى المظفر [ابن 2] السمعاني، وبأصبهان من أبى الفتوح محمد
ابن الجنيد وعين الشمس الثقفية وحفصة بنت حمكا، وببغداد من عبد العزيز
ابن الأخضر، وبمصر والموصل وهمذان وإربل، وعنى بهذا الشأن وعمل
أربعي البلدان، وطرق: من كذب على، وشرع في عمل تاريخ ذيل لدمشق
وغير ذلك.
وحدث بالكتب الطوال، سمع منه الشيخ تقى الدين ابن الصلاح، وروى
عنه الدمياطي والعماد ابن البالسي والبدر ابن التوزي وأبو الفتح القرشي وأبو عبد الله

(1) من المكية وقوله " وفى هذا الوقت " الخ كان المناسب أن يكون عقب الترجمة
الآتية أي آخر الطبقة (2) من المكية.
1444

ابن الزراد وتاج الدين أحمد بن مزين والزين أبو بكر المري وخلق سواهم،
ولى حسبة دمشق ومشيخة الشيوخ وعظم في دولة المعظم وليس هو بالقوى،
ضعفه عمر بن الحاجب فقال: كان إماما عالما لسنا فصيحا مليح الشكل أحد
الرحالين إلا أنه [كان 1] كثير الدعاوى عنده مداعبة ومجون، داخل الامراء
وجدد مظالم، سألت الحافظ ابن عبد الواحد عنه فقال: بلغني أنه كان يقرأ على
الشيوخ فإذا أتى على [كلمة 1] مشكلة تركها ولم يبينها وسألت الزكي البرزالي
عنه فقال: كان كثير التخليط. قلت: ثم في الآخر صلح حاله وابتلى بالفالج قبل
موته بسنوات ثم تحول في آخر عمره إلى مصر فمات بها في ذي الحجة سنة ست
وخمسين وست مائة.
أخبرنا أبو بكر بن يوسف المقرئ انا الحسن بن محمد التيمي انا عبد المعز بن
محمد انا زاهر بن طاهر انا أحمد بن الحسين انا أبو عبد الله الحافظ انا أبو العباس
المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا النضر بن شميل ثنا شعبة عن عبد الملك بن عمير
سمعت أبا سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن
أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كل شئ ما خلا الله باطل - رواه البخاري من طريق
غندر عن شعبة.
تمت الطبقة الثامنة عشرة
* * * * *

(1) من المكية.
1445

الطبقة التاسعة عشرة
وعدتهم اثنا عشر رجلا رحمهم الله تعالى
1147 / 1 / 19 - السيف
الامام الحافظ الأوحد البارع الصالح سيف الدين أبو العباس أحمد بن المجد
عيسى ابن الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الصالح
الحنبلي، مولده سنة خمس وستمائة، سمع من جده الكثير ومن أبى اليمن الكندي
وأبى القاسم ابن الحرستاني وأبى البركات الملاعي وأحمد بن عبد الله العطار
وطبقتهم، وببغداد من الفتح بن عبد السلام وعلي بن نورندان 1 وأبى على
الجواليقي وأصحاب ابن ناصر وأبى الوقت وكتب العالي والنازل.
وجمع وصنف وكان ثقة حافظا ذكيا متيقظا مليح الخط عارفا بهذا الشأن
عاملا بالأثر صاحب عبادة وإنابة وكان تام المروءة أمارا بالمعروف قوالا بالحق
ولو طال عمره لساد أهل زمانه علما وعملا فرحمه الله ورضى عنه. عاش ثمانيا
وثلاثين سنة ومحاسنه جمة.
أخبرنا أحمد بن محمد المؤدب انا أحمد بن عيسى الحافظ ثنا محمد بن أبي المعالي
ابن عبد ون الصوفي بدمشق وغيره قالوا انا أبو بكر الزاغوني انا أبو القاسم ابن
البسري ثنا المخلص أبو طاهر ثنا البغوي أبو نصر التمار والعيشي قالا ثنا حماد بن
سلمة عن ثابت عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حفت الجنة
بالمكاره وحفت النار بالشهوات.

(1) في طبقات ابن رجب " بورندان ".
1446

هذا حديث صحيح غريب أخرجه مسلم عن عبد الله بن مسلمة القعنبي عن حماد
ويرويه أيضا حماد عن خاله حميد الطويل، وهو ثبت في حميد وثابت. ألف السيف
رحمه الله تعالى مجلدا كبيرا في الرد على الحافظ محمد بن طاهر المقدسي لاباحته
للسماع وفى أماكن من كتاب ابن طاهر في صفوة أهل التصوف، وقد اختصرت
هذا الكتاب على مقدار الربع، وانتفعت كثيرا بتعاليق الحافظ سيف الدين.
1148 / 2 / 19 - خالد
ابن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج الامام المفيد المحدث الحافظ
زين الدين أبو البقاء النابلسي ثم الدمشقي، مولده سنة خمس وثمانين وخمس مائة
بنابلس، ونشأ بدمشق فسمع من أبى محمد القاسم بن عساكر ومحمد بن الخصيب
وحنبل الرصافي وعمر بن طبرزذ [وطائفة 1] وببغداذ من أبى محمد ابن الأخضر
والحسين بن سنيف وعبد العزيز بن منينا وطبقتهم، وكتب ورحل وحصل
أصولا نفيسة ونظر في اللغة وكان ذا إتقان وفهم ومعرفة وعلم وكان ثقة متثبتا
ذا نوادر ومزاح وكان يحفظ جملة كثيرة من الغريب وأسماء الرجال وكناهم
وله صورة كبيرة ينطوي على صدق وزهد وأمانة، ولى مشيخة الحديث
بأماكن، وكان أسمر ربعة وبه عرج.
حدث عنه الشيخ تاج الدين وأخوه الخطيب شرف الدين والشيخ
محى الدين النووي والشيخ تقى الدين القشيري وأبو عبد الله الملقن والبرهان الذهبي
والكمال ابن النحاس وصالح بن عربشاه ومحى الدين يحيى ابن المقدسي وآخرون.
توفى في سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وست مائة

(1) من المكية.
1447

وفيها توفى المحدث الامام معين الدين إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز القرشي
الدمشقي عن ستين سنة، والشيخ نظام الدين عبد الله بن يحيى بن الفضل ابن الحسين
[ابن 1] البانياسي عن بضع وثمانين سنة، والشيخ أبو عمر عبد الرحمن بن أحمد
ابن ناصر بن طعان الدمشقي الطريفي والصفار، ونجيب الدين أبو العشائر فراس بن علي
ابن زيد الكناني العسقلاني ثم الدمشقي عن ثمانين سنة، وقاضي القضاة بدر الدين
يوسف بن حسن بن علي السنجاري الشافعي بمصر عن خمس وثمانين سنة، والشيخ
أبو القاسم الحوارى الزاهد شيخ بلاد السواد.
أخبرنا محمد بن سلامة المقرئ وإبراهيم بن عمر القرشي قالا ثنا خالد بن يوسف
الحافظ انا القاسم بن علي سنة تسع وتسعين (ح) وأنبأني المسلم بن محمد وغيره
قالوا ثنا القاسم انا أبو الدر ياقوت الرومي انا عبد الله بن محمد الخطيب ثنا محمد
ابن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن محمد ثنا طالوت بن عباد انا فضال بن جبير سمعت أبا
امامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اكفلوا لي
بست اكفل لكم بالجنة، إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن،
وإذ وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيدكم واحفظوا فروجكم. فضال
ضعفه أبو حاتم.
1149 / 3 / 19 - ابن مسدي
الحافظ العلامة الرحال أبو بكر محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن
مسدي الأزدي المهلبي الأندلسي الغرناطي أحد من عنى بهذا الشأن، كتب عن

(1) من المكية.
1448

خلق بالأندلس في سنة نيف وعشر، وارتحل بعد العشرين ولحق بحلب أبا محمد
[ابن 1] علوان الأستاذ، وبدمشق أبا القاسم بن صصري، وبمصر الفخر الفارسي،
وبالثغر محمد بن عباد، وبتونس وتلمسان، وعمل معجما في ثلاث مجلدات كبار
رأيته وطالعته وعلقت منه كراريس، وله تصانيف كثيرة وتوسع في العلوم
وتفنن، وله اليد البيضاء في النظم والنثر ومعرفة بالفقه وغير ذلك وفيه
تشيع وبدعة.
روى عنه الأمير علم الدين الدواداري 2 ومجد الدين عبد الله بن محمد الطبري
وغير واحد وشيخنا الدمياطي في معجمه. حكى لي المحدث عفيف الدين ابن المطري
انه سمع التقى المعمري يقول سألت أبا عبد الله بن النعمان المزالي عن ابن مسدي فقال:
ما نقمنا إلا أنه تكلم في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ثم حدثني العفيف أن
ابن مسدي كان يداخل الزيدية بمكة فولوه خطابة الحرم فكان ينشئ الخطب في
الحال، وأكثر كتبه عند الزيدية ثم أراني عفيف الدين له قصيدة نحوا من ست
مائة بيت ينال فيها من معاوية وذويه، ورأيت بعض الجماعة يضعفونه في الحديث،
وانا قرأت له أوهاما قليلة في معجمه، وقد خرج لابن الحميري فوهم، خرج له
من رابع المحامليات عن شهدة، وهذا خطأ. وممن روى عنه أبو اليمن بن عساكر
وعفيف الدين [ابن 1] مزروع، وكان شيخنا رضى الدين بن إبراهيم امام المقام
من يمتنع الرواية عنه. و " مسدي " بالفتح وياء ساكنة ومنهم من يضمه وينون.
قتل بن مسدي [بمكة 1] غيلة وطل دمه في سنة ثلاث وستين وست مائة عن نحو
من سبعين سنة. كتب إلى الامام عبد الله بن محمد بن محمد المكي أنه قرأ على أبي بكر

(1) من المكية (2) وقع في الأصلين " الداودي ".
1449

ابن مسدي قصيدته هذه:
يا ذا الذي لم يزل في ملكه أزلا * ما ذا أقول ولا أحصى الثناء ولا
علوت قدرا فما قدر العقول وقد * عقلتها فيك عن مفهوم قول علا
لأهم فينا دليل منك يرشدنا * إليك لم ننحرف عن حرف من والى
فلا طريق إلى تحقيق معرفة * الا لمجهلة حيث المجاز فلا
حمى منيع فلا يرقى لمعقله * الا بسلم تسليم لمن عقلا
سبحانك الكل دل الكل منك على * معنى الخصوص فحسب العلم ما جهلا
ظهرت في كل شئ نجتليه كما * بطنت في كل معنى دق محتملا
يا أولا لا لحد بل لبدأتنا * يا آخر لا انتهاء بل لنا فبلى
عرفتني بك إذ عرفتني بي في * ضرب المثال فلم اضرب لك المثلا
حصلت منك على كنز اليقين فما * يفنى على الدهر بالانفاق ما حصلا
من ضل يحسب اعراضا يعددها * فحسبي الله لا أبغي به بدلا
1151 / 4 / 19 - ابن سيد الناس
الامام الحافظ العلامة الخطيب أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد
ابن يحيى ابن سيد الناس اليعمري الأندلسي الإشبيلي عالم المغرب، ولد سنة سبع
وخمسين وخمس مائة. وسمع صحيح البخاري من أبى محمد الزهري صاحب شريح
وتلا بحرف نافع على أبي نصر بن عظيمة فيما قيل، وسمع أيضا من أبى الصبر
أيوب الفهري وطبقته، وله إجازة من أهل الشام والعراق، أكبر من أجاز له
القاضي جمال الدين أبو القاسم ابن الحرستاني وثابت بن مشرف، وجمع وصنف،
1450

ذكره القاضي عز الدين الشريف في وفياته فقال: كان أحد حفاظ الحديث
المشهورين وفضلائهم المذكورين وبه ختم هذا الشأن بالمغرب، كتب إلينا
بالإجازة من تونس، وبها توفى في رجب سنة تسع وخمسين وست مائة وتوفى
والده سنة ثمان عشرة وست مائة. قلت: الحافظ أبو بكر هو جد صاحبنا الحافظ
فتح الدين محدث مصر، رأيت لأبي بكر " كتاب بيع أمهات الأولاد " في مجلد يدل
على سيلان ذهنه وسعة حفظه وسعة إمامته، وقد كان شيخنا أبو محمد بن هارون
مسند المغرب لازم مجلس الخطيب أبى بكر للفقه والنظر وسمع من لفظه صحيح
البخاري وتفسير أحاديث أملاها من صدره وكان ظاهريا علامة. قال ابن الزبير:
أجاز له نحوا من أربع مائة، انتقل إلى حصن القصر ثم إلى طنجة وأقرأ بجامعها
وأم وخطب به ثم انتقل إلى بجاية فخطب بجامعها ثم طلب إلى تونس فدرس بها،
وكان ظاهري المذهب على طريقة أبى العباس النباتي إلا أن النباتي اشتهر بالورع
والفضل التام.
كتب إلى بالإجازة ابنا ابن هارون ثنا أبو بكر اليعمر الحافظ انا أبو محمد
الزهري انا أبو الحسن بن شريح انا ابن منظور انا أبو ذر بالجامع الصحيح عن مشايخه
الثلاثة عن الفربري.
توفى في العام أبو العباس أحمد بن حامد بن أحمد بن حمد الأرتاحي المصري
المقرئ الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمحدث الفقيه مدرس الحورية
شرف الدين أبو محمد الحسن بن عبد الله ابن الحافظ عبد الغنى الصالحي عن
أربع وخمسين سنة، والمحدث القدوة سيف الدين سعيد بن المطهر الباخرزي شيخ

(1) من المكية.
1451

خراسان، والواعظ الامام جمال الدين عثمان بن مكي [بن عثمان 1] بن إبراهيم
السعدي الشارعي عن بضع وسبعين سنة، [والمسند ضياء الدين محمد بن الحسن
ابن أبي عبد الله النعال البغدادي بمصر عن أربع وثمانين سنة 1]، والمسند صائن الدين
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين المتيجي الإسكندراني، والقاضي
كمال الدين محمد ابن قاضي القضاة عبد الملك بن عيسى بن درباس [الماراني 1]
المصري الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة، وزكى الدين مكي بن عبد الرازق بن يحيى
الزبيدي المقدسي ثم الدمشقي، وسلطان الشام الناصر يوسف ابن الملك العزيز
محمد ابن غازي في أسر هولا 2 شهيدا.
الأبار العلامة البليغ المنشئ
الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي ذكرته
في الممتع.
1152 / 5 / 19 - الرسعني
الامام المحدث الرحال الحافظ المفسر عالم الجزيرة عز الدين أبو محمد
عبد الرزاق بن رزق الله بن أبي بكر بن خلف الجزري، مولده برأس عين سنة
تسع وثمانين وخمس مائة، وسمع ببغداد من عبد العزيز بن منينا وطبقته، وبدمشق
من أبى اليمن الكندي وطبقته، وببلده من أبى المجد القزويني، وعنى بهذا العلم
وجمع وصنف تفسيرا حسنا رأيته يروى فيه بأسانيده، وصنف كتاب مقتل
الشهيد الحسين عليه السلام وكان إماما متقنا ذا فنون وأدب.

(1) من المكية (2) أي هولاكو.
1452

روى عنه ولده العدل شمس الدين [محمد 1] والدمياطي في معجمه
وغير واحد، وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وتأخر عبد الغنى بن عروة المأجن
وكان قد سمع منه جزء الأنصاري، كانت له حرمة وافرة عند الملك بدر الدين
صاحب الموصل.
قرأت بخط الحافظ احمد [بن 1] المجد قال: عبد الرزاق الرسعني حفظ
" المقنع " لجدي وسمع بدمشق وغيرها من الكندي والخضر بن كامل وأبى القاسم
ابن الحرستاني وأبى الفتوح ابن الجلاجلي وابن قدامة، وببغداد من الداهري
وعمر بن كرم. قلت: وسمع أيضا بحلب من الافتخار عبد المطلب وقدم مرة
دمشق رسولا فقرأ عليه جمال الدين محمد ابن الصابوني جزءا، وله شعر رائق،
ولى مشيخة دار الحديث بالموصل وكان من أوعية العلم والخير، توفى في سنة
إحدى وستين وست مائة.
وفيها توفى بدمشق الامام فخر الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن رزمان
الحنفي راوي نسخة وكيع، والمسند أبو على الحسن بن علي بن منتصر الفاسي ثم
الإسكندراني الكتبي، وشيخ الحرم الخطيب أبو الربيع سليمان بن خليل بن إبراهيم
الكناني العسقلاني الأصل وكان مولده [قبل 1] موت جده لامه عمر الميانشي
المحدث قبيل الثمانين وخمس مائة، والمفتى جمال الدين عبد الرحمن بن سالم بن يحيى
الأنباري ثم الدمشقي الحنبلي، وشيخ القراء تقى الدين أبو القاسم عبد الرحمن
ابن [مرهف بن 1] عبد الله بن يحيى الفاشري الشافعي في شوالها، والمسند الكبير
أثير الدين عبد الغنى بن سليمان بن بنين المصري القباني الناسخ عن ست وثمانين سنة،

(1) من المكية.
1453

والمسند أبو الحسن علي بن إسماعيل بن طلحة المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، وشيخ
القراء بقية السلف كمال الدين علي بن شجاع بن سالم العباسي المصري الضرير عن تسع
وثمانين سنة، وشيخ القراء سيف المناظرين علم الدين القاسم بن أحمد بن أبي السداد
الأندلسي اللورقي بدمشق عن أربع وثمانين سنة.
أخبرنا محمود بن عقيل انا عبد المؤمن الحافظ قال قرأت على عبد الرزاق بن
رزق الله بالموصل انا محمد بن الحسين انا محمد بن أسعد انا أبو محمد البغوي انا
عبد الواحد المليحي انا احمد النعيمي انا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا
يعقوب بن إبراهيم ثنا هشيم انا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد سمعت
أبا ذر يقسم قسما إن هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) نزلت في
الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلى وعبيدة بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني ربيعة
والوليد بن عتبة.
وقع لنا هذا الحديث في ثاني المحامليات عاليا بأربع درجات: ثنا محمود بن
خداش ثنا هشيم بهذا.
أنشدني محمود بن أبي بكر الفقيه ثنا علي بن عبد العزيز قال أنشدنا [عز الدين 1]
عبد الرزاق بن رزق الله لنفسه:
حفظت لفظا عظيم الوعظ يوقظ من * ظلما لظى وشواظ الحظ والوسن
من يكظم الغيظ يظفر بالظلال ومن * يظعن على الظلم يظلل راكد السفن
لا تنظر الظن والفظ الغليظ ولا * تظهره ظهر ظهور تحظ بالاحن
انظر تظاهر من لم ينتظر خلبت * عظامه ظفر الظلماء والمحن

(1) من المكية.
1454

فهذه أربع يا صاح قد حصرت * ما في القران من الظاءات فامتحن
1153 / 6 / 19 - ابن الحاجب
الحافظ العالم المفيد علم الطلبة عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور
الأميني الدمشقي، سمع وقت وفاة ابن ملاعب من هبة الله بن الخضر بن هبة الله
ابن طاوس وموسى بن عبد الله وموسى بن عبد القادر وابن أبي لقمة وطبقتهم
بدمشق، ومن الفتح بن عبد السلام وطبقته ببغداد، ومن عبد القوى بن الحباب
ونحوه بمصر، وسمع بالإسكندرية وإربل والموصل وحلب والحرمين، وكتب
العالي والنازل وحصل الأصول وعمل المعجم عن ألف ومائة وثمانين شيخا
وعمل معجم الأماكن التي سمع بها وبالغ في الطلب، وعمل الأربعين المصافحات.
قال أبو محمد المنذري: يقال إنه لم يبلغ أربعين سنة، وكان فهما متيقظا
محصلا جمع مجاميع وكانت له همة جيدة، شرع في تصنيف تاريخ لدمشق مذيلا
على تاريخ ابن عساكر. وذكره السيف بن المجد فقال: خرجه خالي الضياء ثم
طلب وسافر، سمع منه الزكي البرزالي وأبو موسى الرعيني والجمال ابن الصابوني،
وانتقى كثيرا على المشايخ. قال ابن المجد: رأيت ابن الحاجب حين قدم بغداد
صام أول يوم قدمها لما قيل له: الفتح باق، وكان يصوم كثيرا يستعين به على
الطلب، [أقام 1] ببغداد أشهرا لا ونى ولا فتر، كان يسمع ويكتب وكانوا يتعجبون
منه ومن كثرة علمه.
قرأت بخط الحافظ الضياء: توفى في ثامن عشرين شعبان سنة ثلاثين

(1) من المكية.
1455

وست مائة صاحبنا الشاب الحافظ أبو حفص عمر بن الحاجب بدمشق ولم يبلغ
الأربعين. قال: وكان دينا خيرا ثبتا متيقظا قد فهم وجمع. قلت وممن سمع
منه شيخه الحافظ إبراهيم الصريفيني، وكان جده الحاجب منصور بن مسرور
حاجب صاحب بصرى امين الدولة.
وفيها توفى القاضي بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد
التنوخي المعمري ثم الدمشقي عن خمس وستين سنة، والأجل شمس الدين إسماعيل
ابن سليمان بن ايداش الدمشقي الحنفي ابن السلار عن ثمان وثمانين سنة، عنده
الصائن، وبالقدس الزاهد العابد أبو على الحسن بن أحمد بن يوسف الأوقي صاحب
السلفي، وببغداد المسند أبو محمد الحسن ابن الأمير السيد علي بن مرتضى العلوي
الحسيني صاحب ابن ناصر، والمسند صفي الدين أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد
ابن عمر بن سالم بن محمد بن باقا البغدادي التاجر بمصر وله خمس وسبعون سنة،
والمسند أبو القاسم علي بن العلامة أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي
البغدادي الناسخ عن ثمانين الا سنة، وخطيب بلد أوريولة من الأندلس أبو الحسن
علي بن محمد بن يبقى الأنصاري، وقد حج وسمع من السلفي، والملك مظفر الدين
كوكبرى ابن علي التركماني صاحب إربل عن إحدى وثمانين سنة، والامام المحدث
المفيد أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي عن إحدى وعشرين
سنة، وكان قد حفظ علوم الحديث للحاكم وحدث عن ابن ملاعب والمسند،
أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر [ابن 1] النحال البغدادي [ابن 1] الخياط،
والأديب شاعر وقته أبو المحاسن محمد بن نصر الله بن عنين بدمشق، والمسند أبو محمد

(1) من المكية.
1456

المعافى بن إسماعيل بن أبي السنان الموصلي الشافعي، والظهير أبو جعفر يحيى بن جعفر
ابن عبد الله ابن قاضي القضاة أبى عبد الله ابن الدامغاني الحنفي الصوفي بحلب عن
ثمان وسبعين سنة.
أخبرنا محمد بن علي الحافظ في كتابه انا عمر بن محمد الحافظ انا عبد السلام
ابن عبد الرحمن بن سكينة انا محمود فورجه - فذكر حديثا من جزء لوين. ثم قرأت
بخط ابن الحاجب أن مولده في سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة وعاش سبعا
وثلاثين سنة.
1154 / 7 / 19 - الرعيني
الحافظ الامام المتقن أبو موسى عيسى بن سليمان بن عبد الله الأندلسي المالقي
الرندي نشأ برندة، سمع بمالقة أبا محمد [ابن 1] القرطبي وأبا العباس [ابن 1]
الخيار، وسمع بحضن أصطبة من إبراهيم بن علي الخولاني وحج وتوسع في الرحلة
وسمع بدمشق من أبى محمد بن البن وطبقته فأكثر. ذكره الأبار فقال: كان ضابطا
متقنا كتب الكثير ثم امتحن في صدره بأسر العدو فذهب أكثر ما جلب وولى
خطابة مالقة، أجاز لي مروياته.
مات في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وست مائة عن إحدى وخمسين
سنة. قال عمر بن الحاجب: كان محدثا حافظا متفننا أديبا نبيلا ساكنا وقورا نزها
وافر العقل محتاطا في النقل، سألت الضياء الحافظ عنه فقال: حبر عالم متيقظ
ما في طلبة زمانه مثله. وقال [لي 1] أبو عبد الله البرزالي: ثقة ثبت حدثنا من

(1) من المكية.
1457

حفظه: انا إبراهيم بن علي انا أبو مروان عبد الرحمن ابن قزمان ثنا محمد بن فرج
ابن الطلاع - فذكر حديثا من الموطأ. وقال ابن الزبير أنه أخذ بمكة عن يونس
العصار وأقام بتلك البلاد نيفا وعشرين سنة ثم قدم وأخذ عنه جلة من كبار
أصحابنا، وكان ضابطا مفيدا متقنا عارفا بالرجال والأسانيد نقادا فاضلا، ألف
معجمه وألف كتابا في الصحابة وجلب كثيرا مما لم يكن وصل المغرب، وكان
قدومه في آخر سنة إحدى وثلاثين أخذ عنه ابن فرتون بسبتة، قدم لامامة الجامع
بمالقة فمرض قبل الشروع وتوفى، وأخذ عنه أبو عبد الله الطنحالي وحميد الزاهد،
ووقفت على خطه بأخذه عن يونس الهاشمي.
قلت وتوفى معه المسندون الثقات أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح
ابن حسين المخزومي المصري المعدل بدمشق، وأبو عبد الله محمد بن عماد بن محمد
ابن الحسين الخزرجي الحراني التاجر بالإسكندرية، والقاضي شرف الدين على
ابن إسماعيل بن إبراهيم بن حبان التجيبي المحلى، وأبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد
ابن رشيد البزاز البغدادي، والمقرئ تقى الدين علي بن المبارك [بن 1] باسويه
الواسطي الشافعي بدمشق، وشيخ الشيوخ شهاب الدين أبو حفص عمر بن محمد ابن عبد الله بن عمويه البكري السهروردي عن ثلاث وتسعين سنة، و الشيخ
وجيه الدين محمد بن أبي غالب بن [زهير بن 1] محمد الأصبهاني شعرانة صاحب
أبى الوقت، والامام أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد المديني راوي جزء
مأمون، وسيف الدولة محمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأنصاري بدمشق عن ثمانين
سنة، وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب ابن الحافظ

(1) من المكية.
1458

أبى عبد الله بن منده العبدي بأصبهان تحت السيف في أمم لا يحصون فمنهم أبو الفتوح
محمد بن محمد [بن 1] أبى المعالي الوثابي الأصبهاني عن ثمان وسبعين سنة،
وأبو القاسم جامع بن إسماعيل بن غانم الصوفي المعروف بياله، وفيها توفى
قاضي القضاة بحلب الامام العلامة بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شداد
الأسدي الشافعي عن ثلاث وتسعين سنة.
1155 / 8 / 19 - ابن الجوهري
المحدث الحافظ الرحال [مفيد الشام 1] شرف الدين أبو العباس احمد
ابن محمود بن إبراهيم بن نبهان الدمشقي، سمع من أبى المجد القزويني والمسلم بن أحمد
المازني وطبقتهما بدمشق، وببغداذ من عمر بن كرم ومحمد بن أحمد القطيعي
وطبقتهما، وبالثغر ابن الصفراوي وطبقته، وجلب معه الشيخ أبا الفضل جعفر
ابن علي الهمداني وأكثر بحلب عن ابن خليل، وكتب ما لا يوصف كثرة
واستنسخ وأنفق ميراثه في [طلب 1] هذا الشأن، وكان صدوقا متقنا نبيها
غزير الإفادة نظيف الاجزاء، وكان قليل الضبط، انتفعنا بأجزائه، أدركه الاجل
قبل محل الرواية وما أراه حدث بشئ، توفى في صفر سنة ثلاث وأربعين
وست مائة المشهورة بسنة الخوارزمية.
1156 / 9 / 19 - ابن الكماد
الحافظ الحجة الواعظ القدوة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هارون
السبتي محدث المغرب، مولده في حدود الثمانين وخمس مائة، سمع أبا عبد الله التجيبي

(1) من المكية.
1459

وأبا الحجاج ابن الشيخ [وأبا ذر الخشني 1] وطبقتهم. قرأت في تاريخ الحافظ
ابن الزبير قال: وأبو إسحاق احفظ من لقيته لحديث رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، ولقد ذكر لي شيخنا أبو الخطاب بن خليل على جلالته وسنه انه
لم يلق أحدا احفظ من ابن الكماد، كان في حفظ الحديث [آية 1] من الآيات.
قال ابن الذهبي: يعنى المتون، قال: ولما قدم الأندلس الواعظ أبو نعيم بن راضية
قافلا من المشرق مرتكبا في وعظه طرائق تلحينية يركبها على أبيات رقاق ارق
من النسيم ويقرأ بين يديه قراء قد احكم تدريبهم فاستجابت العامة له فما وعظ
بأشبيلية وبها ابن الكماد أنكر ذلك وأبدأ فيه وأعاد وحمله ذلك على أن وعظ
على المنبر على سنن السلف وفعله إلى أن مات فحضرت مجالسه وسمعته يسرد
أحاديث ويتبعها بفقه وبيان لما يعرض فيها ويورد من الخلاف ما يلائم الحال،
وكان عيشه من نفقه الاخوان وهداياهم. توفى سنة ثلاث وستين وست مائة.
وقال في صلة الصلة: كان احفظ أهل زمانه للحديث وأذكرهم للتاريخ
والرجال والجرح والتعديل يقوم على الكتب الخمسة قياما حسنا ويتكلم على
أسانيدها ومتونها ويستوفى خلاف الفقهاء ويميل إلى الطائفتين وكان فيه إقدام
على تغيير المنكر.
قلت: من محفوظاته سنن أبي داود، روى عنه أبو جعفر ابن الزبير وأبو إسحاق
الغافقي وغيرهما وتوفى معه [زين 2] الدين خالد 2 وقد مر.
1157 / 10 / 19 - أبو شامة
[الامام - 1] الحافظ العلامة المجتهد ذو الفنون شهاب الدين أبو القاسم

(1) من المكية (2) كذا وراجع رقم 1148 ووقع في الأصلين " معه الدين جلد ".
1460

عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان المقدسي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ
النحوي، مولده سنة تسع وتسعين وخمس مائة وكمل القراءات وهو حدث
على [الشيخ 1] علم الدين السخاوي، وسمع الصحيح من داود بن ملاعب وأحمد ابن
عبد الله السلمي وسمع مسند الشافعي من الشيخ موفق الدين المقدسي وسمع
بالإسكندرية من عيسى بن عبد العزيز المقرئ وحبب إليه طلب الحديث سنة
بضع وثلاثين فسمع أولا من كريمة وأبى إسحاق ابن الخشوعي وطائفة
وأتقن علم اللسان وبرع في القراءات، وعمل شرحا نفيسا للشاطبية، واختصر
تاريخ دمشق مرتين.
وله كتاب " الروضتين في أخبار الدولتين " و " كتاب الذيل " عليهما
وتصانيفه كثيرة مفيدة، ولى مشيخة إقراء بالتربة الأشرفية ومشيخة الحديث
بالدار الأشرفية، روى عنه الشيخ احمد اللبان وبرهان الدين الإسكندراني
وشرف الدين الفراوي الخطيب وشهاب الدين الكفرى وعلي بن المهيار وولده
أبو الهدى احمد وكان مع براعته في العلوم متواضعا تاركا للتكلف ثقة في النقل
كان فوق حاجبه الأيسر شامة كبيرة.
توفى في تاسع عشر رمضان سنة خمس وستين وست مائة رحمه الله تعالى
وفيها توفى الامام كمال الدين أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر النابلسي
الشافعي خطيب دمشق عن ست وثمانين سنة، والقدوة الزاهد أبو محمد إسماعيل
ابن محمد بن أبي بكر الكوراني، وقاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب بن خلف
ابن بدر العلامي، والمفتى تاج الدين علي بن أبي العباس أحمد بن علي [ابن 1]

(1) من المكية.
1461

القسطلاني، والشيخ ضياء الدين يوسف [بن عمر بن يوسف 1] بن يحيى المقدسي
ابن خطيب بيت الآبار عن أربع وثمانين سنة، والشيخ شمس الدين يوسف
ابن مكتوم بن أحمد التفيسي الحوراني ثم الدمشقي عن إحدى وثمانين سنة.
أخبرنا علي بن يوسف المصري انا عبد الرحمن بن إسماعيل الفقيه سنة خمس
وستين وست مائة (ح) وانا محمد بن علي الواسطي قالا انا أبو محمد قدامة
انا المبارك بن محمد وأبو الفتح ابن البطي قالا وانا نصر بن أحمد أبو محمد البيع
ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا محمد بن عمرو الباهلي ثنا أبو ضمرة ثنا حميد عن انس قال
ما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله من سفر فرأى جدر المدينة فكان
على دابة الا حركها تباشرا بالمدينة. اسناده قوى.
1158 / 11 / 19 - النابلسي
الامام الحافظ الأديب مفيد الطلبة شرف الدين أبو المظفر يوسف بن الحسن
ابن بدر بن الحسن بن مفرج النابلسي الدمشقي الشافعي، ولد سنة ثلاث وست مائة،
وأجاز له من العراق أبو الفتح المندائي وأبو حفص بن طبرزذ وجماعة
وطائفة، وسمع الكثير من ابن البن وأبى المجد والمجد القزويني وأبى القاسم بن
صصري وزين الامناء ونحوهم، وببغداد من عبد السلام الزهري وعمر بن كرم
وابن القطيعي وطبقتهم، وبحلب ومصر وكتب الكثير.
وجمع وصنف وخطه طريقة حلوة معروفة، خرج لنفسه الموافقات،
روى لنا عنه ابن أبي الفتح كتاب " شمائل الزهاد " لابن عقيل. روى عنه الدمياط

(1) من المكية.
1462

والنجم ابن الخباز وأبو الحسن ابن العطار وأبو الحسن ابن البصير وطائفة، وقرأ
عليه جملة كثيرة المحدث أبو إسحاق ابن الكيال، وكان ثقة حافظا متيقظا حسن
المذاكرة مشهورا بالحديث حسن الديانة رضى الأخلاق له نظم رائق كثير،
ولى مشيخة دار الحديث النورية، توفى في المحرم سنة إحدى وسبعين وست
مائة.
وفيها توفى أبو البركات أحمد بن عبد الله [بن محمد 1] ابن النحاس الأنصاري
الإسكندراني عن بضع وثمانين سنة، والمحدث المفيد كمال الدين أحمد بن أبي الفضائل
ابن أبي المجد الحموي ابن الدخميسي بالهند، والعلامة تاج الدين أبو القاسم عبد الرحمن
ابن [محمد ابن 1] العماد محمد بن يونس الموصبي صاحب ي التعجيز "، والخطيب
المسند أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم بن علي القيسي المصري [خطيب 1]
جامع المقياس، ومفتي بغداذ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضاح
الحنبلي، وفقيه المغرب العلامة أبو الحسن على المتيوي المالكي، والمحدث الرحال
شمس الدين محمد بن عبد المنعم بن عماد بن هامل الحراني بدمشق عن ثمان وستين
سنة، وخطيب بيت الآبار موفق الدين محمد بن الخطيب عمر بن يوسف بن
يحيى المقدسي.
أخبرنا علي بن إبراهيم الشافعي انا يوسف بن حسن الحافظ انا عمر بن كرم
انا نصر بن نصر (ح) وأخبرنا أبو المعالي القرافي انا عبد الله بن محمد القلانسي
بشيراز انا عبد العزيز بن محمد قالا انا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي انا أبو عمر
ابن مهدي انا محمد بن مخلد انا محمد بن عثمان انا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال

(1) من المكية.
1463

عن شريك بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: إن الله عز وجل قال: من عادى لي وليا فقد آذنني بالحرب،
وما تقرب [إلى 1] عبد ى بشئ أحب إلى مما افترضت عليه، وما يزال عبد ى
يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي
يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، فلئن سألني عبد ى لأعطينه
ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شئ انا فاعله ترددي عن نفس المؤمن
يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه. أخرجه البخاري عن محمد بن عثمان
ابن كرامة فوافقناه، وهو من أغرب شئ في الصحيح، ما أتى به سوى ابن كرامة،
رواه عنه أيضا القاضي المحاملي وأبو العباس السراج.
1159 / 12 / 19 - ابن الصابوني
الامام المحدث الحافظ مفيد الطلبة جمال الدين أبو حامد محمد ابن الشيخ
علم الدين علي بن محمود بن أحمد [ابن 1] الصابوني المحمودي شيخ الدار النورية،
ولد سنة أربع وست مائة، سمع من القاضي أبى القاسم ابن الحرستاني وأبى البركات
ابن ملاعب وأبى عبد الله [ابن 1] البناء الصوفي وأبى المحاسن بن السيد، ثم
طلب الحديث وبالغ وكتب وجمع وخرج فأخذ عن ابن البن وابن صصري
والموفق عبد اللطيف وابن باقا وعلي بن رحال وعلي بن الجمل وطبقتهم وخرج
لغير واحد، وكان صحيح النقل مليح الخط له مجلد مفيد في المؤتلف والمختلف
ذيل به على ابن نقطة، وليس هو بالبارع في هذا الشأن، ثم إنه قبل موته بسنة

(1) من المكية.
1464

أو سنتين تغير ثم اختلط على ما بلغني، قال شيخنا ابن أبي الفتح: اختلط قبل أن
يموت بسنة، وكان من كبار العدول.
روى عنه الدمياطي والمزي والبرزالي وقاضي القضاة ابن صصري
وأبو الحسن ابن العطار وأبو إسحاق الذهبي وطائفة سواهم وأجاز لي مروياته في
سنة ثلاث وسبعين.
أنبأنا محمد بن علي انا عبد الصمد بن محمد انا طاهر بن سهل سنة خمس وعشرين
وخمس مائة انا محمد بن مكي انا علي بن محمد الحلبي ثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز ثنا
محمد بن المثنى ثنا يحيى بن زكريا الطائي ثنا شعيب بن الحبحاب عن انس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وإن
حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة. تفرد به الطائي ولا أعرفه.
توفى في نصف ذي القعدة سنة ثمانين وست مائة ودفن بسفح قاسيون.
وفيها توفى شيخ زمانه بالموصل الامام القدوة موفق الدين أحمد بن يوسف
ابن حسن الشيباني الكواشي المفسر عن تسعين سنة، وشيخ الأندلس الخطيب
أبو جعفر أحمد بن علي ابن الطباع الغرناطي المقرئ وقد قارب الثمانين، والمسند
امين الدين القاسم بن أبي بكر بن غنيمة الأربلي راوي الصحيح، والمسند كمال الدين
عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي عن بضع وثمانين سنة، وقاضي القضاة
تقى الدين محمد بن الحسين بن رزين العامري [ابن 1] الحموي، وقاضي القضاة
نجم الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن هبة الله بن سنى الدولة الدمشقي، ومسند

(1) من المكية.
1465

العراق شهاب الدين محمد بن يعقوب بن أبي الدثنة 1 عن إحدى وتسعين سنة،
ومسند دمشق محى الدين أبو الغنائم المسلم بن محمد بن المسلم
ابن علان القيسي الكاتب عن ست وثمانين سنة، وانقرض
في هذا الحين عدة من المحدثين بمصر ودمشق
وغيرهما ممن كان لهم طلب وتحصيل في الجملة
وقد ذكرتهم في تاريخ الاسلام وبالله أتأيد.
* * * * * [تمت الطبقة التاسعة عشرة]

(1) في المكية " الدينة " وكذا يأتي في رقم 1173 وفى الشذرات " الدنية ".
1466

الطبقة العشرون
وفيها عشرة رجال
* * * * * * *
1160 / 1 / 20 - ابن العمادية
الامام الحافظ المفيد الرحال وجيه الدين أبو المظفر منصور سليم
ابن منصور بن فتوح الهمداني الإسكندراني الشافعي محتسب الثغر، ولد سنة سبع
وست مائة، وسمع من محمد بن عماد والصفراوي وجعفر الهمداني وطبقتهم،
وفى الرحلة من ابن روزبه والقطيعي وابن الخازن وطبقتهم، وبمصر من على
ابن مختار وبابته، وبدمشق من مكرم، وبحماة من ابن رواحة، وبحلب من يعيش
النحوي، وبحران من حمد بن صديق، وبمكة من أبى النعمان التبريزي.
وصنف المعجم و " الأربعين البلدانية " وتاريخ بلده في مجلدين وغير ذلك،
وعنى بالحديث وفنونه ورجاله وبالفقه وكان موصوفا بالديانة والثقة والمروءة،
وكان محسنا إلى الرحالة لين الجانب، كتب عنه الدمياطي وعز الدين الحسيني والقاضي
سعد الدين الحارثي [وغيرهم 1] ولم يخلف بعده في الثغر مثله سمعت [من أخويه 1]
لامه أبى القاسم ووجهية.

(1) من المكية.
1467

أخبرنا علي بن عبد المحسن [الهاشمي 1] في كتابه انا منصور بن سليم
[الحافظ 1] بقراءتي انا علي بن [أبى 1] الفخار انا أحمد بن مقرب انا طراد
ثنا هلال انا الحسين بن يحيى ثنا أحمد بن المقدام ثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبد قيس لما
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا يا رسول الله إنا حي من ربيعة
وبيننا وبينك كفار [مضر 1] ولا نقدر عليك الا في الشهر الحرام - الحديث،
رواه مسلم من حديث أبي سعيد.
توفى في الحادي والعشرين من شوال سنة سبع وسبعين وست مائة.
وفيها توفى المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الغنى ابن النشو القرشي
الدمشقي عن خمس وستين سنة، والمحدث الصاحب شرف الدين إسماعيل بن أحمد ابن علي الشيباني الآمدي المعروف بابن التيتي مؤلف تاريخ آمد، وشيخ القراء
رشيد الدين أبو بكر بن أبي الدر المكيني الدمشقي، والفقيه زهير بن عمر بن زهير
الحنبلي بزرع عن خمس وثمانين سنة، وشيخ الحنفية قاضي القضاة شمس الدين
عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي عن ثمان وسبعين سنة، والأجل نجم الدين
علي بن عبد الرحمن بن أحمد [بن محمد 1] بن هبة الله ابن الشيرازي أحد رواة المسند
عن حنبل، والفخر عثمان بن محمد بن الحاجب منصور الأميني بمصر سمع أخوه
من هبة الله بن طاوس وخلق، والشيخ تقى الدين عمر بن يعقوب بن عثمان الأربلي
الذهبي الصوفي، والعلامة الأوحد أبو الحسين محمد بن يحيى بن عبد الرحمن [بن أحمد
ابن عبد الرحمن 1] بن ربيع الأشعري الأندلسي قاضي غرناطة، والشيخ شرف الدين

(1) من المكية.
1468

نصر 1 بن عبد المنعم بن حواري التنوخي الدمشقي الحنفي رحمة الله عليهم.
كتب إلى عمر بن محمد العتبى انا ابن العمادية بالأربعين البلدانية [قراءة 2] انا
أبو بكر بن علي العدل بجدة انا محمد بن عبد العزيز الخطيب انا الحافظ أبو محمد
المصري (ح) وأنبأنا يحيى بن أبي منصور قالا انا زيد بن الحسن انا أبو بكر
الأنصاري انا أبو إسحاق البرمكي انا ابن ماسي ثنا الكجي ثنا الأنصاري حدثني حميد
عن انس أن الربيع عمته لطمت جارية فكسرت سنها فأمرهم النبي صلى الله عليه
وآله وسلم بالقصاص.
1161 / 2 / 20 - ابن الساعي
الامام المؤرخ البارع تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله
البغدادي خازن كتب المستنصرية وصاحب التصانيف، صحب ابن النجار، وسمع
من جماعة وذيل على الكامل لابن الأثير وعمل تاريخا لشعراء زمانه و " مناقب
الخلفاء " و " تاريخ الوزراء " و " تاريخ نساء الخلفاء " وسيرة الخليفة الناصر "
وغير ذلك وكان يحصل له من الدولة ذهب جيد على عمل هذه التواليف وعمر
واشتهر اسمه وعاش اثنتين وثمانين سنة، ومات في رمضان سنة أربع وسبعين
وست مائة وما هو من أحلاس الحديث بل عداده في الأخباريين وقد طول
الظهير الكازروني ترجمته وسرد تصانيفه وهي كثيرة وذكر أنه لبس من
السهروردي رحمه الله.
وفيها توفى المؤرخ سعد الدين بن تاج الدين عبد الله بن عمر بن علي ابن الشيخ
الزاهد محمد بن حمويه الحموي ثم الدمشقي الصوفي وله اثنان وثمانون عاما، ومسند
وقته أبو الفتح عثمان بن هبة الله بن عبد الرحمن بن مكي بن أبي الطاهر بن عوف

(1) سماه في الدراري المضيئة " نصر الله " (2) من المكية.
1469

الزهري المالكي بالإسكندرية وهو خاتمة أصحاب ابن موقا، والمفتى الزاهد
ظهير الدين محمود بن عبيد الله بن أحمد الزنجاني الصوفي بدمشق وله سبع وسبعون
سنة، والمحدث الامام مكين الدين أبو الحسن بن عبد العظيم بن أبي الحسن بن أحمد
المصري المعروف بابن الحصني عن أربع وسبعين سنة، رحمة الله عليهم.
1162 / 3 / 20 - النواوي
الامام الحافظ الأوحد القدوة شيخ الاسلام علم الأولياء محى الدين أبو زكريا
يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي صاحب التصانيف النافعة.
مولده في المحرم سنة إحدى وثلاثين وست مائة وقدم دمشق سنة تسع
وأربعين فسكن في الرواحية يتناول خبز المدرسة، فحفظ التنبيه في أربعة أشهر
ونصف وقرأ ربع المهذب حفظا في باقي السنة على شيخه الكمال [إسحاق 1] بن أحمد
ثم حج مع أبيه وأقام بالمدينة [النبوية 1] شهرا ونصفا ومرض أكثر الطريق
فذكر شيخنا أبو الحسن بن العطار أن الشيخ محى الدين ذكر له أنه كان يقرأ كل
يوم اثنى عشر درسا على مشايخه شرحا وتصحيحا، درسين في الوسيط، ودرسا
في المهذب، ودرسا في الجمع بين الصحيحين، ودرسا في صحيح مسلم، ودرسا
في اللمع لابن جنى، ودرسا في إصلاح المنطق، ودرسا في التصريف، ودرسا
في أصول الفقه، ودرسا في أسماء الرجال، ودرسا في أصول الدين، قال: وكنت
أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل ووضوح عبارة وضبط لغة وبارك الله
تعالى في وقتي، وخطر لي ان اشتغل في الطب واشتريت " كتاب القانون "
فأظلم قلبي وبقيت أياما لا أقدر على الاشتغال فأفقت على نفسي وبعت القانون
فأنار قلبي.

(1) من المكية.
1470

قلت سمع من الرضى ابن البرهان وشيخ الشيوخ عبد العزيز بن محمد
الأنصاري وزين الدين بن عبد الدائم وعماد الدين عبد الكريم [ابن 1] الحرستاني
وزين الدين خالد بن يوسف وتقى الدين بن أبي اليسر وجمال الدين ابن الصيرفي
وشمس الدين بن أبي عمر وطبقتهم، وسمع الكتب الستة والمسند والموطأ
وشرح السنة للبغوي وسنن الدارقطني وأشياء كثيرة وقرأ الكمال للحافظ
عبد الغنى على الزين [خالد 1] وشرح في أحاديث الصحيحين على المحدث
أبى إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي وأخذ الأصول على القاضي التفليسي وتفقه
على الكمال إسحاق المغربي وشمس الدين عبد الرحمن بن نوح وعز الدين عمر بن
سعد الأربلي والكمال سلار الأربلي.
وقرأ النحو على الشيخ احمد المصري وغيره وقرأ على ابن مالك كتابا من
تصنيفه ولازم الاشتغال والتصنيف ونشر العلم والعبادة والأوراد والصيام
والذكر والصبر على العيش الخشن في المأكل والملبس [ملازمة 1] كلية لا مزيد
عليها ملبسه ثوب خام وعمامته شبختانية صغيرة، تخرج به جماعة من العلماء
منهم الخطيب صدر [الدين 1] سليمان الجعفري وشهاب الدين أحمد بن جعوان
وشهاب الدين الأربدي وعلاء الدين ابن العطار، وحدث عنه ابن أبي الفتح
والمزي وابن العطار.
أخبرنا علي بن إبراهيم ثنا يحيى بن شرف الفقيه انا خالد بن يوسف " ح "
وأجازت لي ست العرب بنت يحيى قالا انا أبو اليمن الكندي انا المبارك بن الحسين
انا علي بن أحمد انا محمد بن عبد الرحمن انا عبد الله ثنا شيبان ثنا حماد بن سلمة عن
ثابت عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من طلب الشهادة
صادقا من قلبه أعطيها ولو لم تصبه. أخرجه مسلم عن شيبان.

(1) من المكية.
1471

قال ابن العطار: ذكر لي شيخنا رحمه الله تعالى أنه كان لا يضيع له وقتا لا في
ليل ولا في نهار [الا في اشتغال 1] حتى في الطرق وأنه دام [على هذا 1] ست سنين
ثم أخذ في التصنيف والإفادة والنصيحة وقول الحق. قلت: مع ما هو عليه من
المجاهدة بنفسه والعمل بدقائق الورع والمراقبة وتصفية النفس من الشوائب
ومحقها من أغراضها كان حافظا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله
رأسا في معرفة المذهب.
قال شيخنا الرشيد ابن المعلم: عذلت الشيخ محى الدين في عدم دخوله الحمام
وتضييق العيش في مأكله وملبسه وأحواله، وخوفته من مرض يعطله عن
الاشتغال فقال: إن فلانا صام وعبد الله حتى اخضر جلده وكان يمنع من أكل
الفواكه والخيار ويقول: أخاف أن يرطب جسمي ويجلب النوم، وكان يأكل
في اليوم والليلة أكلة ويشرب شربة واحدة عند السحر.
قال ابن العطار: كلمته في الفاكهة فقال: دمشق كثيرة الأوقاف وأملاك
من تحت الحجر والتصرف لهم لا يجوز الا على وجه الغبطة لهم، ثم المعاملة فيها
على وجه المساقاة وفيها خلاف فكيف تطيب نفسي بأكل ذلك؟ وقد جمع
ابن العطار سيرته في ست كراريس. فمن تصانيفه " شرح صحيح مسلم " و " رياض
الصالحين " و " الاذكار " و " الأربعين " و " الارشاد " في علوم الحديث و " التقريب "
مختصرة و " كتاب المبهمات " و " تحرير الألفاظ " للتنبيه " والعمدة في تصحيح
التنبيه " " والايضاح " في المناسك مجلد، وله ثلاثة مناسك سواه و " التبيان " في
آداب حملة القرآن، وفتاواه مجموعة في مجيليد و " الروضة " أربعة أسفار و " شرح
المهذب " إلى باب المصراة في أربع مجلدات وشرح قطعة من البخاري، وقطعة من
الوسيط وعمل قطعة من الاحكام. وجملة كثيرة من الأسماء واللغات، ومسودة

(1) من المكية.
1472

في طبقات الفقهاء، ومن التحقيق [في الفقه 1] إلى باب صلاة المسافر.
وكان لا يقبل من أحد شيئا الا في النادر ممن لا يشتغل عليه أهدى له فقير
إبريقا فقبله، وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندراني أن يفطر عنده فقال:
أحضر الطعام إلى هنا ونفطر جملة فأكل من ذلك وكان لونين، وربما جمع الشيخ
بعض الأوقات بين إدامين، وكان يواجه الملوك والظلمة بالانكار ويكتب إليهم
ويخوفهم بالله تعالى، كتب مرة: من عبد الله يحيى النواوي سلام الله ورحمته
وبركاته على المولى المحسن ملك الامراء بدر الدين أدام الله له الخيرات وتولاه
بالحسنات وبلغه من خيرات الدنيا والآخرة كل آماله وبارك له في جميع أحواله
آمين، وينهى إلى العلوم الشريفة أن أهل الشام في ضيق وضعف حال بسبب قلة
الأمطار - وذكر فصلا طويلا وفى طي ذلك ورقة إلى الملك الظاهر فرد جوابها
ردا عنيفا مؤلما فتنكدت خواطر الجماعة.
وله غير رسالة [إلى 1] الملك الظاهر في الأمر بالمعروف، وكان شيخنا
ابن فرح يشرح على الشيخ [في 1] الحديث فقال: نوبة الشيخ محى الدين قد
صار إلى ثلاث مراتب كل مرتبة لو كانت لشخص لشدت إليه الرحال، العلم
والزهد والامر بالمعرف والنهى عن المنكر. سافر الشيخ فزار بيت المقدس
وعاد إلى نوى فمرض عند والده فحضرته المنية فانتقل إلى رحمة الله في الرابع
والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مائة وقبره ظاهر يزار. أرخه
الشيخ قطب الدين اليونيني وقال: كان أوحد زمانه في العلم والورع والعبادة
والتقلل وخشونة العيش واقف الملك الظاهر بدار العدل غير مرة فحكى عن الملك
الظاهر أنه قال: انا أفزع منه. ولى مشيخة دار الحديث قلت: وليها سنة خمس
وستين بعد أبي شامة إلى أن مات. وقال الشيخ شمس الدين ابن الفخر الحنبلي:

(1) من المكية.
1473

كان إماما بارعا حافظا متقنا أتقن علوما جمة، وصنف التصانيف الجمة وكان
شديد الورع والزهد تاركا لجميع الرغائب من المأكول الا ما يأتيه به أبو ه من
كعك وتين، وكان يلبس الثياب الردثة المرقعة ولا يدخل الحمام وترك الفواكه
جميعا ولم يتناول من الجهات [درهما 1] رحمه الله تعالى.
وفيها توفى شيخ القراء كمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل
ابن إبراهيم بن فارس التيمي الإسكندراني الدمشقي عن ثمانين سنة، والامام المسند
زكى الدين [زكى بن 1] حسن بن عمر البيلقاني المتكلم باليمن، وشيخ الأئمة المقرئ
مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البغدادي الحنبلي، والواعظ البارع
نجم الدين علي بن علي بن اسفنديار بن موفق الدين البغدادي بدمشق عاش ستين
سنة، والشيخ شمس الدين قاضي القضاة أبو بكر محمد بن العماد بن إبراهيم بن
عبد الواحد المقدسي الحنبلي بمصر عن أربع وسبعين سنة، رحمة الله عليهم.
1163 / 4 / 20 - المحب
الامام المحدث المفتى فقيه الحرم محب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن
محمد بن أبي بكر الطبري ثم المكي الشافعي مصنف " الاحكام [الكبرى " 1]، ولد
سنة خمس عشرة وسمع من أبى الحسن بن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني
وعبد الرحمن بن أبي حرمي وجماعة وتفقه ودرس وأفتى وصنف وكان شيخ
الشافعية ومحدث الحجاز.
روى عنه الدمياطي من نظمه وأبو الحسن ابن العطار وأبو محمد ابن البرزالي
وآخرون، وكان إماما صالحا زاهدا كبير الشأن، روى عنه أيضا ولده قاضي مكة
جمال الدين محمد وحفيده الامام مجد الدين قاضي مكة وكتب إلى بمروياته. توفى

(1) من المكية.
1474

في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وست مائة.
وفيها توفى الامام الكبير عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر المصطفوي
الفاروثي بواسط، وشيخ الشافعية شرف الدين أحمد بن أحمد المقدسي خطيب
دمشق، والصدر المؤرخ عز الدين محفوظ بن معتوق بن البزوري عن بضع وستين
سنة، وشيخ منين أبو الرجال ابن مري الزاهد، والمسند أبو الفهم بن أحمد السلمي،
والصدر نجم الدين أبو بكر محمد بن عياش التميمي الجوهري ودفن بمدرسته،
رحمة الله عليهم.
أنبأنا أحمد بن عبد الله الفقيه انا أبو العباس أحمد بن محمد [بن 1] بختيار
ابن المندائي بالمسجد الحرام انا الحسن بن علي [بن 1] السوادي انا الطريثيثي
إجازة انا داعي بن مهدي إجازة انا عبد الرحمن بن محمد الاستراباذي انا أبو أحمد
القطان ثنا جعفر بن أحمد بن بيان ثنا عثمان بن عيسى الطباع ثنا طلحة بن زيد عن
زرارة بن أعين عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن جابر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: أكل الطين يورث النفاق. هذا الحديث ليس بصحيح
يشبه أن يكون موضوعا تداوله قوم ليسوا بثقات.
1164 / 5 / 20 - الأبيوردي
الامام المحدث الحافظ المفيد زين الدين أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي بكر
الأبيوردي الصوفي الشافعي نزيل القاهرة، ولد سنة إحدى وست مائة ظنا،
وطلب الحديث في كهولته فسمع من كريمة الزبيرية والسخاوي والضياء الحافظ
وطبقتهم وأصحاب السلفي وابن عساكر ثم نزل إلى أصحاب البوصيري والخشوعي
ثم نزل إلى أصحاب ابن باقا [وابن الزبيدي 1] وكتب الكثير وتعب وسود

(1) من المكية.
1475

المعجم وقلما روى عوضه الله بالعفو والمغفرة.
قال الشريف في الوفيات: كان حريصا على التحصيل صابرا على كلف
الاستفادة سمعت منه وكان من أهل الدين والصلاح والعفاف وله فهم وفيه
تيقظ خرج معجمه ووقف أجزاءه وكتبه، وتوفى في حادي عشر جمادى الأولى
سنة سبع وستين وست مائة. قلت: روى عنه الدمياطي بيتين من نظمه وقال:
توفى بخانقاه سعيد السعداء.
وفيها توفى الإمام الزاهد تقى الدين أحمد بن عبد الواحد بن مري الحوراني
بالمدينة [النبوية 1] عن أربع وثمانين سنة، والمسند زين الدين إسماعيل بن
عبد القوى بن عزون الأنصاري، والامام مجد الدين عبد المجيد بن أبي الفرج
الروذراوري اللغوي بدمشق، وشيخ الصعيد الامام مجد الدين علي بن وهب
ابن مطيع القشيري المالكي ابن دقيق العيد عن خمس وثمانين سنة، وشيخ الشافعية
بمصر نصير الدين أبو البركات المبارك بن يحيى ابن الطباخ المصري عن ثمانين سنة،
ومدرس الحنبلية بدمشق الشيخ تاج الدين مظفر بن عبد الكريم [بن 1] نجم
ابن الحنبلي رحمة الله عليهم أجمعين.
1165 / 6 / 20 - الأسعردي
الامام المحدث الحافظ مفيد القاهرة تقى الدين أبو القاسم عبيد بن محمد بن
عباس بن محمد، مولده بأسعرد سنة اثنتين وعشرين وست مائة وتحول إلى مصر
مع والده، فسمع من علي بن مختار العامري والحسن بن دينار الصائغ ويوسف
ابن المجتلي وابن المقير وابن رواح وعدة وهبة الله بن محمد [ابن 1] المقدسي
وحمزة الغزال والسبط بالإسكندرية، والرشيد بن مسلمة وطائفة بدمشق،

(1) من المكية.
1476

كتب الكثير وبرع في التخريج وأسماء الرجال والعالي والموافقة وانتخب لجماعة
طالعت من عمله مشيخة القاضي ابن الخوي وانتخبت من ذلك أشياء مفيدة، وكان
ثقة صالحا، كان شيخنا ابن الظاهري يثنى عليه ويقدمه على سائر الطلبة، سمع
منه ابن الظاهري وابنه عثمان والحارثي وابنه الامام شمس الدين والمزي والحلبي
والبرزالي واليعمري وابن سامة، توفى [في شعبان 1] سنة اثنتين وتسعين
وست مائة وله سبعون سنة.
وفيها توفى المسند كمال الدين أحمد بن محمد عبد القادر [ابن 1] النصبي الحلبي
بها، وشيخ القراء جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم بن داود بن ظافر العسقلاني الفاضلي
بدمشق عن سبعين سنة، والامام القدوة مسند الوقت تقى الدين إبراهيم بن علي
ابن أحمد بن فضل ابن الواسطي الصالحي الحنبلي، والشيخ الزاهد إبراهيم ابن الشيخ
عبد الله بن يونس الأرمني ثم الصالحي، والصاحب المنشئ محيي الدين عبد الله بن
عبد الظاهر الجذامي الكاتب، وشيخ القراء بالثغر مكين الدين أبو محمد عبد الله
ابن منصور بن علي اللخمي المعروف بالأسمر، وراوي جامع أبى عيسى أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن ترجم بن حازم [المازني 1] المصري وله تسعون عاما، والقاضي
عز الدين أبو الفتح عمر بن محمد ابن الشيخ الأستاذ أبى محمد [بن 1] علوان الأسدي
الحلبي وله إحدى وسبعون سنة، والمعمر ناصر الدين عل بن محمود بن قرقين
ببعلبك عن اثنتين وتسعين سنة، والمسند سيف الدين علي بن الرضى عبد الرحمن
ابن محمد الحنبلي الصالحي عن خمس وسبعين سنة.
1166 / 7 / 20 - الدمياطي
شيخنا الامام العلامة الحافظ الحجة الفقيه النسابة شيخ المحدثين شرف الدين

(1) من المكية.
1477

أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني الدمياطي الشافعي صاحب
التصانيف، مولده في آخر سنة ثلاث عشرة وست مائة، وتفقه بدمياط وبرع
ثم طلب الحديث فارتحل إلى الإسكندرية فسمع بها من علي بن زيد النسارسي
وظافر بن شحم ومنصور ابن الدباغ وعدة، وبمصر من ابن المقير وعلي بن مختار
ويوسف ابن المجتلي وطبقتهم، وببغداد من أبى نصر بن العليق وإبراهيم بن الخير
وخلق، وبحلب من أبى القاسم بن رواحة وطائفة، وحمل عن ابن خليل حمل
دابة كتبا وأجزاءا وسمع بحماة من صفية القرشية، وبماردين من عبد الخالق
النشتبري، وبحران من عيسى الحناط.
وكتب العالي والنازل وجمع فأوعى، وسكن دمشق فأكثر بها عن ابن مسلمة
وغيره، ومعجم شيوخه يبلغون ألفا وثلاث مائة انسان، وكان صادقا حافظا
متقنا جيد العربية غزير اللغة واسع الفقه رأسا في علم النسب دينا كيسا متواضعا
بساما محببا إلى الطلبة مليح الصورة نقى الشيبة كبير القدر، سمعت منه عدة أجزاء
منها " السراجيات الخمسة " و " كتاب الخيل " له وكتاب " الصلاة الوسطى " له.
سمعت أبا الحجاج الحافظ وما رأيت أحدا أحفظ منه لهذا الشأن يقول:
ما رأيت [في الحديث 1] احفظ من الدمياطي. وقد حدثنا أبو الحسين اليونيني
في مشيخته عن الدمياطي وقاضي القضاة علم الدين ابن الأخنائي وقاضي القضاة
علاء الدين [على 1] القونوي والمحدث أبو الثناء المنبجي، وممن يروى عنه الإمام أبو
حيان الأندلسي والامام أبو الفتح اليعمري والامام علم الدين البرزالي والامام
قطب الدين عبد الكريم والامام فخر الدين النويري والامام تقى الدين السبكي
رحمة الله عليهم أجمعين.
توفى فجأة بعد أن قرئ عليه الحديث فأصعد إلى بيته مغشيا عليه فتوفى في

(1) من المكية.
1478

ذي القعدة سنة خمس وسبع مائة وكانت جنازته مشهودة، ومن علومه القراءات
السبع تلا بها على الكمال العباسي الضرير.
وفيها توفى مفتى البلاد الحلبية قاضي القضاة شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام
الدمشقي الشافعي عن ثمانين سنة، ومسند الإسكندرية المعمر المقرئ الأوحد
شرف الدين أبو الحسين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز ابن الصواف الجذامي المالكي
في شعبان عن ست وتسعين سنة، وشيخ القراء بحماة بدر الدين محمد بن أيوب
التأذفي الحلبي الحنفي صاحب أبى عبد الله الفاسي عن سبع وسبعين سنة، وخطيب
دمشق ومحدثها ونحويها ومقرئها شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفراوي
الشافعي عن خمس وسبعين سنة، ومحدث حمص القاضي بدر الدين محمد بن مسعود
ابن أيوب الحلبي التوزي، ومسندة مصر أم عبد الله زينب بنت سليمان بن إبراهيم
ابن رحمة الأسعردية عن بضع وثمانين سنة.
أخبرنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ انا علي بن أبي الفتح وعلي بن أبي الفضائل
وأبو القاسم بن أبي على وابن أبي حمزة وأبو محمد بن أبي المنصور قالوا انا أحمد بن محمد
الحافظ انا القاسم بن الفضل انا علي بن محمد الفقيه انا احمد [بن محمد 1] بن إبراهيم
ابن حكيم المديني ثنا محمد بن مسلم بن وارة حدثني عاصم بن يزيد العمرى ثنا عبد الله
ابن عبد العزيز سمعت ابن شهاب يحدث عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا تحضر الملائكة من اللهو
شيئا الا ثلاثة لهو الرجل مع امرأته وإجراء الخيل والنضال. عبد الله هو الليثي
مدني ضعفه أبو حاتم.
1167 / 8 / 20 - ابن الظاهري
شيخنا الامام المحدث الحافظ الزاهد مفيد الجماعة جمال الدين أبو العباس

(1) من المكية.
1479

أحمد بن محمد بن عبد الله [بن قيماز 1] الحلبي مولى الملك الظاهر غازي بن يوسف،
مولده [في شوال 1] سنة ست وعشرين وست مائة بحلب، سمع من ابن اللتي
والأربلي وكريمة وابن رواحة وابن يعيش وصفية الحموية والضياء المقدسي
وشعيب الزعفراني ويوسف الساوي والنشتبري وخلق كثير بحلب ودمشق
والحرمين ومصر وماردين وحران والإسكندرية وحمص.
وجمع أربعي البلدان وكتب شيئا كثيرا وخرج لجماعة كثيرة، سمع أولاده
منه وأصحابه، وله إجازة من زكريا العلبي وابن روزبه وإسماعيل بن باتكين
وطبقتهم، وكان ثقة خيرا حافظا سهل العبارة مليح الانتخاب خبيرا بالموافقات
والمصافحات، لا يلحق في جودة الانتقاء وقد تفقه لأبي حنيفة وتلا بالسبع
وكان ذا وقار وسكينة وشكل تام ونفس زكية وكرم وحياء وتعفف وانقطاع
قل من رأيت مثله، ما اشتغل بغير الحديث إلى أن مات وشيوخه يبلغون سبع
مائة شيخ، نزلت عليه بزاويته بالمفس وأكثرت عنه وانتفعت بأجزائه أحسن الله
إليه، سمع منه الحافظ علم الدين أزيد من مائتي جزء وأخذ عنه المزي والحلبي
واليعمري والرحالون.
توفى في السادس والعشرين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وست مائة
وكان قد جاءته ضربة سيف على عنقه في كائنة حلب ووقع بين القتلى ثم سلم
فكان في عنقه ميلة منها رحمه الله تعالى.
وفيها توفى المسند زين الدين أحمد بن عبد الكريم بن غازي الأعلاقي بمصر
عن ست وثمانين سنة، والعلامة ضياء الدين جعفر بن محمد بن عبد الرحيم الحسيني
الشافعي المصري عن ثمان وسبعين سنة، والقاضي تاج الدين عبد الخالق بن
عبد السلام بن سعيد بن علوان المعرى ثم البعلي الشافعي شيخنا عن ثلاث وتسعين

من المكية.
1480

سنة، والمحدث الامام عفيف الدين بن عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري
بالمدينة، وقاضي القضاة عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي
الحنبلي بمصر عن خمس وستين سنة، والمحدث الامام ضياء الدين بن عيسى بن يحيى
ابن احمد الأنصاري السبتي الصوفي [بالقاهرة 1] عن ثلاث وثمانين سنة، والامام
شمس الدين محمد بن حازم بن حامد المقدسي الصالحي الحنبلي عن ست وسبعين
سنة، ومفتي مكة أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم الأموي الشافعي
عن ثلاث وستين سنة، والفقيه محى الدين يحيى بن محمد بن عبد الصمد بن العدل
السلمي 2 الزبداني المقدسي بها وله أربع وستون سنة، والعدل بدر الدين يوسف
ابن عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي ثم الصالحي عن سبع وسبعين سنة، والمعمر
أبو تغلب بن أحمد ابن أبي تغلب الفاروثي التاجر بدمشق عن إحدى وتسعين سنة.
قرأت على أحمد بن محمد الحافظ انا عبد الله بن الحسين انا أحمد بن محمد
الحافظ انا الحسن بن أحمد انا أحمد بن عبد الله الحافظ انا محمد بن يعقوب الأصم في
كتابه ثنا عباس الدوري ثنا الأسود بن عامر ثنا هريم بن سفيان عن عبد الله بن عمر
عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت الحربة تركز مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في أسفاره فتجعل بين يديه يصلى إليها.
1168 / 9 / 20 - ابن دقيق العيد
الامام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ العلامة شيخ الاسلام تقى الدين
أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي الصعيدي المالكي
والشافعي صاحب التصانيف، ولد في شعبان سنة خمس وعشرين وست مائة
بقرب ينبع من الحجاز، سمع من ابن المقير لكنه شك في كيفية الاخذ وحدث

(1) من المكية (2) في المكية " الثعلبي ".
1481

عن ابن الجميزي وسبط السلفي والحافظ وزكى الدين وجماعة قليلة، وبدمشق من
ابن عبد الدائم وأبى البقاء [خالد بن يوسف 1] وخرج لنفسه أربعين تساعية.
وصنف " شرح العمدة " وكتاب " الالمام ". وعمل " كتاب الامام في
الاحكام " ولو كمل تصنيفه وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدا، وعمل كتابا في
علوم الحديث، وكان من أذكياء زمانه واسع العلم كثير الكتب مديما للسهر مكبا
على الاشتغال ساكنا وقورا ورعا قل ان ترى العيون مثله.
سمعت من لفظه عشرين حديثا وأملى علينا حديثا، وله يد طولى في الأصول
والمعقول وخبرة بعلل المنقول، ولى قضاء الديار المصرية سنوات إلى أن مات،
وكان في أمر الطهارة والمياه في نهاية الوسوسة رضي الله عنه.
روى عنه قاضي القضاة علاء الدين القونوي وقاضي القضاة علم الدين
[ابن 1] الأخنائي والحافظ قطب الدين الحلبي وطائفة سواهم، وتخرج به أئمة.
قال الحافظ قطب الدين الحلبي: كان الشيخ تقى الدين إمام أهل زمانه وممن
فاق بالعلم والزهد على أقرانه عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا متقنا في
الحديث وعلومه ويضرب به المثل في ذلك، وكان آية في الحفظ والاتقان
والتحري شديد الخوف دائم الذكر لا ينام الليل الا قليلا ويقطعه فيما بين مطالعة
وتلاوة وذكر وتهجد حتى صار السهر له عادة وأوقاته كلها معمورة لم ير في
عصره مثله.
صنف كتبا جليلة كمل تسويد كتاب [الامام 1] وبيض منه قطعة، وشرح
مقدمة المطرزي في أصول الفقه، وله " الأربعون " في الرواية عن رب العالمين
و " الأربعون " لم يذكر فيها الا [عن 1] عالم، وشرح بعض الالمام شرحا عظيما،
وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه لمالك لم أر في كتب الفقه مثله.

(1) من المكية.
1482

عزل نفسه من القضاء غير مرة ثم يسأل ويعاد وبلغني ان السلطان
حسام الدين لما طلع إليه الشيخ قام للقيه وخرج عن مرتبته، وكان كثير الشفقة
على المشتغلين كثير البر لهم. سمع ابن الجميزي وابن رواح وأحمد بن محمد [بن 1]
الحباب والسبط. أتيته بجزء سمعه من ابن رواح والطبقة بخطه فقال: حتى انظر،
ثم عدت إليه فقال: هو بخطى محقق ولكن ما أحقق السماع له ولا أذكره - إلى أن
قال قطب الدين: وبلغني ان جده لامه الشيخ الامام المحقق تقى الدين ابن المقترح،
[و 1] كان يشدد في الطهارة ويبالغ، توفى في صفر سنة اثنتين وسبع مائة.
وفيها توفى مفتى نابلس شيخنا فخر الدين علي بن عبد الرحمن بن عبد المنعم
النابلسي الحنبلي، والمسند عبد الحميد بن أحمد بن خولان البناء بزملكا عن بضع
وثمانين سنة، والمسند شرف الدين بقية السلف أبو حفص عمر بن محمد بن عمر
ابن خواجا إمام الفارسي ثم الدمشقي وله تسع وثمانون سنة، والمسند الأمين
بدر الدين أبو على الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس ابن الخلال الدمشقي وله
ثلاث وسبعون سنة وشهر، والمحدث العلامة نجم الدين موسى بن إبراهيم بن
يحيى الصفراوي 2 الصالحي الحنبلي شيخ العالمية، وشيخ القراء الخطيب برهان الدين
إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم الجذامي الإسكندراني الشافعي بدمشق، والمسند
المقرئ شمس الدين بن [محمد بن 1] قايماز مولى بشر الطحان الدمشقي عن ثلاث
وثمانين سنة، ومسند بلاد المغرب أبو محمد عبد الله بن محمد بن هارون الطائي
القرطبي الأديب عن تسع وتسعين سنة.
حدثنا محمد بن علي الحافظ قال قرأت على أبي الحسن علي بن هبة الله الشافعي
ان أبا طاهر السلفي أخبرهم انا القاسم بن الفضل انا علي بن محمد انا إسماعيل الصفار
انا محمد بن عبد الملك انا يزيد بن هارون انا عاصم قال سألت انسا: أحرم

(1) من المكية (2) في المكية " الشقراوي ".
1483

رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة؟ قال: نعم، هي حرام حرمها الله
ورسوله لا يختلى خلاها فمن لم يعمل بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين. أخرجاه من طرق عن عاصم الأحول.
1169 / 10 / 20 - ابن الزبير
الامام الحافظ العلامة شيخ القراء [والمحدثين 1] بالأندلس أبو جعفر
أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن زبير بن عاصم الثقفي العاصمي الغرناطي النحوي، ولد سنة سبع وعشرين وست مائة وجمع بالسبع على أبي الحسن
[على 1] بن محمد الشاري صاحب لابن عبيد الله الحجري وعلى أبى الوليد إسماعيل
ابن يحيى الأزدي العطار صاحب محمد بن حسنون الحميري، وسمع في سنة خمس
وأربعين وبعدها من سعيد بن محمد الحفار وأبى زكريا يحيى بن أبي الغصن
وإسحاق بن إبراهيم بن عامر الطوسي - بفتح الطاء، ومحمد بن عبد الرحمن بن جوير
البلنسي وأبى إسحاق إبراهيم بن محمد [الكماد 1] وخلق كثير، وسمع السنن الكبير
للنسائي من أبى الحسن الشاري بسماعه لجميعه من أبى محمد بن عبيد الله، وعنى بهذا
الشأن ونظر في الرجال.
وخرج وألف وعمل تاريخا للأندلسيين ذيل به على الصلة لابن بشكوال،
وأفاد 2 الناس في القراءات وعللها ومعرفة طرقها، وأحكم العربية وتصدر مدة
وتخرج به الأصحاب، اخذ عنه الإمام أبو حيان النحوي وأبو القاسم محمد بن محمد
ابن سهل وأبو عبد الله محمد بن القاسم بن رمان وأبو عبد الله ابن المرابط النازل
ببيت المقدس وصاحبنا أبو القاسم بن عمران الحضرمي السبتي وعدة، ورأيت
إجازته بالسبع لابن سهل وقد صدرها بخطبة فائقة الحسن من انشائه، توفى سنة

(1) من المكية (2) في المكية " وساد ".
1484

ثمان وسبع مائة بغرناطة.
وفيها توفى بقية المسندين أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين السلمي ابن الموازيني
بدمشق عن أربع وتسعين سنة، والمعمرة المسندة أم عبد الله فاطمة بنت سليمان
ابن عبد الكريم الأنصاري المقرئ بدمشق وقد أشرفت على التسعين، والمسند
جمال الدين أحمد بن إسماعيل بن عبد القوى بن عزون بمصر له سماع في سنة خمس
وعشرين وست مائة، ومسند العراق شيخ المستنصرية شرف الدين إسماعيل بن علي
ابن الطبال الأزجي وله سبع وثمانون سنة ونصف، والمسند جمال الدين
إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن حمزة ابن الحبوبي الثعلبي بمصر، والامام محدث
القاهرة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة الطائي المقدسي الحنبلي كهلا،
وشيخ القراء جمال الدين إبراهيم بن غالى البدوي الحميري بدمشق عن نحو من ستين
سنة، والمسند شهاب بن علي المحسني صاحب ابن رواح، والمسند فخر الدين
يوسف بن أحمد بن عيسى المشهدي الصوفي كهلا بمصر، وأم عمر خديجة بنت
عمر بن أحمد بن أبي جرادة بحماة عن بضع وثمانين سنة.
وقد قل من يعتنى بالآثار ومعرفتها في هذا الوقت في مشارق الأرض
ومغاربها على رأس السبع مائة، أما المشرق وأقاليمه فغلق الباب وانقطع الخطاب
والله المستعان وأما المغرب وما بقي من جزيرة الأندلس فيندر من يعتنى بالرواية
كما ينبغي فضلا عن الدراية.
[تمت الطبقة العشرون]
* * * *
1485

الطبقة الحادية والعشرون
وفيها ثمانية أسماء 1
النواوي
النواوي شيخ الاسلام محى الدين هو سيد أهل هذه الطبقة وانما ذكرته في
الطبقة العشرين لتقدم موته رحمة الله تعالى عليه.
1170 / 1 / 21 - ابن فرح
شيخنا الامام العالم الحافظ الزاهد شيخ المحدثين شهاب الدين أبو العباس احمد
ابن فرح بن أحمد اللخمي الإشبيلي الشافعي نزيل دمشق، ولد سنة أربع وعشرين
وست مائة وأسرته الفرنج ثم نجاه الله وحج وسمع بمصر من شيخ الشيوخ
عبد العزيز الأنصاري والامام عز الدين بن عبد السلام وطبقتهما، وبدمشق من
ابن عبد الدائم والكرماني وفراس العسقلاني وابن أبي اليسر وخلق سواهم.
وعنى بهذا الشأن ثم أقبل على تقييد الألفاظ وفهم المتون ومذاهب
العلماء، وكانت له حلقة أقراء للحديث وفنونه حضرت مجالسه، ونعم الشيخ
كان علما وفضلا ووقارا وديانة واستحضارا [واستبحارا 2] وثقة وصدقا وتعففا
وقصدا، تخرج به جماعة وكتب الكثير من الفقه والحديث، وانتقل إلى رحمة الله
تعالى حميدا مفيدا بمنزله في تربة أم الصالح مبطونا في جمادى الآخرة سنة تسع
وتسعين الملقبة سنة قازان إذ اخذ الشام.
وفيها توفى خلق عظيم بدمشق منهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد القوى
المقدسي الحنبلي النحوي عن سبعين سنة، والمقرئ الزاهد الشيخ عبد الرحمن

(1) عد فيهم النواوي، وقد سبق عده في الطبقة السابقة (2) من المكية.
1486

ابن عبد الله بن أبي الحسن ابن المقير شهيدا بوقعة قازان بوادي الخزندار - وقد
جاوز السبعين، والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز [اليونيني 1]
شهيدا بالصالحية عن نيف وثمانين سنة، والمعمر أمير الحاج عماد الدين يوسف
ابن أبي نصر الشقارى الدمشقي المدفون بالنيرب عن تسعين سنة، ومفتي الحنابلة
الشيخ التقى عبد الله بن محمد بن جبارة المرداوي بالصالحية، وهدية بنت عبد الحميد
ابن محمد بن سعد، وإبراهيم بن عنبر المارداتي 2 الأسمر، وأبو حامد [بن 1] محمد
الحراني مؤذن مسجد جراح، والأمير التواشي المعمر حسام الدين بلال المغيثي
الأسود، وقاضي القضاة الشامية امام الدين عمر بن عبد الرحمن القزويني الشافعي
بمصر وقد انجفل إليها، وعدم بعد الوقعة قاضي القضاة حسام الدين الحسن
ابن احمد الرازي ثم الرومي الحنفي، ومات الشيخ عبد الدائم بن أحمد [بن ربح
المجحي الصالحي، والاخوان على وعمر ابنا زين الدين أحمد بن عبد الدائم 1]
وعبد الرحمن بن عمر بن صومع الدير قانوني والشيخ أحمد بن زيد الحمال الصالحي
والعماد عبد الولي بن علي السماقي، ومسند الشام شرف الدين أبو الفضل أحمد بن
هبة الله بن أحمد بن عساكر عن خمس وثمانين سنة، والمؤدب الصالح عيسى
ابن بركة بن والى الصالحي، والشيخ أحمد بن نوال الرصافي، والشيخ علي بن مطر
ابن ربح المجحي البقلي، والمعمرة صفية بنت عبد الرحمن بن عمرو المناوي الفراء،
وزوجها وابن عمها المعمر إبراهيم بن أبي الحسن بن عمرو الفراء، والشيخ احمد
ابن محمد بن المجاهد يروى عن ابن صصري، وخديجة بنت تقى الدين محمد بن محمود
[ابن 1] المراتبي والشمس محمد بن مظفر بن قايماز السقطي، والمسند أبو العباس
أحمد بن سليمان بن أحمد الحراني ثم الصالحي راوي الصحيح عن ابن روزبه.
والامام عز الدين عبد العزيز بن محمد بن عبد الحق بن خلف المعدل، والخطيب

(1) من المكية (2) في المكية " المارادني ".
1487

الكبير موفق الدين أبو المعالي محمد بن محمد بن الفضل بن حبيش النهراني الحموي
وقد قارب الثمانين، ومسندة بعلبك زينب بنت عمر بن كندي الدمشقية،
والمحدث اللغوي كمال الدين عبد الله بن علي بن كبار الكركي نقيب السبع، والمحدث
مقدم الجيوش علم الدين سنجر التركي الدواداري في عشر الثمانين بحصن الأكراد،
والأجل مؤيد الدين علي بن إبراهيم بن يحيى ابن خطيب عقربا، وعماد الدين
إبراهيم ابن القاضي نجم الدين أحمد بن محمد بن خلف الصالحي الماسح، وموفق الدين
محمد بن يوسف المقدسي الحنبلي الشاهد، والعلامة النجم أحمد بن مكي البعلبكي
الشيعي، والكاتبة العاملة أمة العزيز خديجة بنت يوسف بن غنيمة البغدادي،
والامام شمس الدين محمد بن سليمان بن حمائل بن غانم المقدسي مدرس العصرونية،
والمفتى شهاب الدين أحمد بن محمد بن جعوان الشافعي كهلا، والبدر حسن بن
علي بن يوسف بن هود الأندلسي [الزاهد 1] الاتحادي في عشر السبعين.
والعدل شرف الدين عبد العزيز بن عبد الرحمن بن هلال الأزدي، والشيخ
محى الدين أبو بكر بن عبد الله بن [عمر ابن 1] خطيب بيت الآبار، والمفتى
شمس الدين محمد ابن الشيخ الفخر البعلبكي، والمعمر الشريف شمس الدين محمد
ابن هاشم ابن البهاء عبد القادر بن عقيل العباسي عن أربع وتسعين سنة، والطيب
نجم الدين أحمد بن أبي بكر بن محمد بن حمزة الهمذاني ثم الدمشقي ابن الحنبلي.
ومدرس القليجية الشيخ بهاء الدين أيوب بن أبي بكر ابن النحاس الحنفي
عن نيف وثمانين سنة، والمفتى جمال الدين عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الشيباني
[الباجربقي 1] الشافعي والد الشيخ الضال، وكبير العدول بهاء الدين محمد بن
يوسف [ابن 1] الحافظ البرزالي عن ثلاث وستين سنة، وشيخ الأدباء
جمال الدين عمر بن إبراهيم بن حسين ابن العقيمي عن أربع وتسعين سنة، والمحدث

(1) من المكية.
1488

تقى الدين محمد بن سعيد [المدني 1] الأسمر بالقاهرة، وشيخنا الحسام آقوش
الافتخاري، وزين الدين محمد بن عبد الغنى بن عبد الكافي ابن الحرستاني الذهبي
المعروف بالنحوي وقد نيف على السبعين لأنه حضر على ابن صباح، والقاضي
عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة محى الدين ابن الزكي مدرس العزيزية كهلا.
والمفتى الكبير شمس الدين محمد ابن الصدر سليمان بن أبي العز الحنفي
وقد تاب عن والده في الحكم وكان من أبناء التسعين، والشيخ الجمال عبيد الله
ابن الجمال أبى حمزة أحمد بن عمر المقدسي العلاف، والمسند البقية شمس الدين محمد
ابن علي بن أحمد بن فضل ابن الواسطي الصالحي.
ومات بتدمر القاضي أبو طالب محمد بن الحسن بن علي بن إسماعيل الغساني
التدمري عن سبع وثمانين سنة.
ومات بتونس شيخ الوقت أبو محمد عبد الله بن محمد المرجاني الواعظ،
ومات بمصر المشايخ المسندون الصدر زين الدين محمد بن عبد الوهاب ابن الحباب
السعدي، والشمس محمد بن مكي ابن أبي الذكر القرشي الرقام، والمعمر وهبان بن
محفوظ الجزري المؤذن، وأبو السعود محمد بن عبد الكريم بن عبد القوى
المنذري، وشيخنا المحدث بقية السلف شرف الدين حسن بن علي بن عيسى
اللخمي المصري ابن الصيرفي.
ومات بسبتة المغرب العلامة شيخ الأدب أبو الحكم مالك بن عبد الرحمن
ابن علي [ابن 1] المرحل المالقي وله خمس وتسعون سنة.
ومات بالقيروان صاحب تاريخها الامام المحدث المعمر أبو زيد عبد الرحمن
ابن محمد بن علي الأنصاري الأسيدي عن أربع وتسعين سنة.
فالذين ضبطنا وفاتهم في هذه السنة سنة قازان ملك التتار وأثبتهم في

(1) من المكية.
1489

تاريخي الكبير مائة ونيف وتسعون نفسا ولا نظير لذلك في تاريخي الكبير.
أخبرنا أحمد بن فرح الفقيه انا عبد العزيز بن محمد وأحمد بن عبد الدائم
وعبد اللطيف ابن الصيقل قالوا ثنا عبد المنعم بن كليب انا علي بن بيان انا محمد
ابن محمد نا إسماعيل بن محمد الصفار انا الحسن بن عرفة انا إسماعيل بن عياش عن أبي
بكر بن أبي مريم عن راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم في هذه الآية " قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من
فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إنها كائنة ولم يأت تأويلها. أخرجه الترمذي عن ابن عرفة.
1171 / 2 / 21 - علي بن عبد الكافي
ابن عبد الملك بن عبد الكافي الفقيه الحافظ مفيد الطلبة نجم الدين أبو الحسن
ابن القاضي الخطيب جمال الدين الربعي الدمشقي الشافعي احمد من عنى بهذا الشأن
وكتب الكثير وخرج وعلق وكان من الأذكياء المعدودين، سمع من
ابن عبد الدائم وعمر الكرماني وأصحاب الخشوعي ثم من ابن طبرزذ ثم ابن ملاعب
ثم ابن اللتي وكتب العالي والنازل وكان صحيح القراءة مليح الكتابة سريع القلم
مات شابا طربا وفى قلبه حسرة من الرحلة إلى مصر عوضه الله بالمغفرة.
مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وست مائة، وله ست وعشرون
سنة ولو عاش لما تقدمه أحد.
وفيها مات زعيم القراء جمال الدين أحمد بن علي المحلى الضرير بالقاهرة
كهلا، وكبير الرؤساء مؤيد الدين أسعد بن مظفر بن أسعد بن حمزة بن أسعد
ابن القلانسي التميمي الدمشقي عن أربع وسبعين سنة.
وكبير المحدثين ومسندهم الامام تقى الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر
التنوخي الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة، وكبير الامراء الأتابك المستعرب
1490

فارس الدين أقطاي الصالحي وقد نيف على السبعين بمصر، وكبير المشايخ الاتحادية
صدر الدين محمد بن إسحاق ابن محمد القونوي بالروم، وكبير الفلاسفة خواجا
نصير الدين محمد بن محمد بن حسن الطوسي صاحب الرصد.
وكبير المسندين نجيب الدين عبد اللطيف بن عبد المنعم ابن الصيقل الحراني
بمصر عن بضع وثمانين سنة، والمسند كمال الدين عبد العزيز بن عبد المنعم
ابن خطيب الشام أبى البركات بن عبد الحارثي، وكبير الأصولية القاضي كمال الدين
عمر بن بندار بن عمر التفليسي الشافعي بمصر عن سبعين سنة، وكبير الفقراء القدوة
عبد الله ابن الشيخ غانم بن علي شيخ الأرض المقدسة، وخاتمة أصحاب البوصيري
أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن علان الأنصاري
المصري، وكبير الزهاد أبو عبد الله محمد بن سليمان بن محمد المعافري الشاطبي شيخ
الإسكندرية، وكبير النحاة العلامة القدوة حجة المغرب جمال الدين محمد بن عبد الله
[ابن عبد الله] بن مالك الطائي الأندلسي الجياني الشافعي بدمشق عن نيف
وسبعين سنة، وكبير ملوك الاسلام صاحب الأندلس السلطان المجاهد أبو عبد الله
محمد بن يوسف نصر بن الأحمر وكانت أيامه ثلاثا وأربعين سنة، والمسند
سيف الدين يحيى بن الناصح عبد الرحمن بن نجم ابن الحنبلي الدمشقي.
1172 / 3 / 21 - ابن جعوان
الامام الحافظ المتقن النحوي شمس الدين محمد بن محمد بن عباس بن أبي بكر
ابن جعوان بن عبد الله الأنصاري الدمشقي الشافعي، أحد من برع في العربية على
ابن مالك ثم عنى بالحديث، سمع من ابن عبد الدائم وابن أبي اليسر [ومحمد 1]
النشبي وأحمد بن أبي الخير ويحيى ابن الصيرفي وطبقتهم، وبمصر عن عامر
القلعي والعز ابن الصيقل وطائفة، وكتب وانتخب، وقد قرأ المسند على

(1) من المكية.
1491

أبى الغنائم بن علان قراءة عذبة فصيحة لم يأخذوا عليه فيها لحنة واحدة إلا أن
يكون سبق لسان وكان مليح الشكل حسن البزة كيس العشرة ثبتا فيما يقوله،
كتب عنه آحاد الطلبة.
توفى قبيل الكهولة في سادس عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين
وست مائة.
وفيها توفى الامام شيخ الاسلام شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر محمد
ابن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي عن خمس وثمانين سنة، والمسند إسماعيل بن أبي
عبد الله بن حماد العسقلاني [الصالحي 1] أحد رواة المسند، والمحدث الامام
جمال الدين عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يوسف بن حيون الغساني الجزائري،
[وشيخ القراء 1] العماد الموصلي وأبو الحسن علي بن يعقوب بن أبي زهران الشافعي
عن نيف وستين سنة، والمسند محيي الدين أبو الخطاب عمر بن محمد ابن العلامة أبي
سعد ابن أبي عصرون التميمي الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة وأشهر،
والمفتى شمس الدين محمد بن أحمد بن نعمة ابن المقدسي مدرس الشامية،
والمسند شرف الدين محمد بن عبد المنعم بن عمر ابن القواس الطائي الدمشقي،
والصدر عماد الدين محمد ابن القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله
ابن مميل ابن الشيرازي الدمشقي صاحب الخط البديع، والمحدث الرحال
شمس الدين محمد بن محمد بن حسين بن عبد ك الكنجي الصوفي ببيت المقدس،
والرشيد محمد بن أبي بكر بن محمد بن سليمان العامري الدمشقي، والرئيس
محيي الدين يحيى بن علي بن محمد بن سعيد التميمي ابن القلانسي عن ست وستين
سنة، ومقرئ العراق أبو إسحاق إبراهيم بن جامع القفصي الضرير عن ست وسبعين
سنة، والفقيه عباس بن عمر بن عبد ان البعلي الحنبلي بالعقيبة، رحمة الله عليهم.

(1) من المكية.
1492

1173 / 4 / 21 - ابن الفوطي
العالم البارع المتفنن المحدث المفيد مؤرخ الآفاق مفخر أهل العراق
كمال الدين أبو الفضائل عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الشيباني ابن الفوطي
نسبة إلى جد أبيه لامه ويعرف أيضا بابن الصابوني ينتسب إلى [الأمير 1] معن
ابن زائدة وأصله مروزي، مولده في المحرم سنة اثنتين وأربعين وست مائة
ببغداد وأسر في الوقعة وهو حدث ثم صار إلى أستاذه ومعلمه خواجا نصير
الطوسي في سنة ستين وست مائة فأخذ عنه علوم الأوائل ومهر على غيره في
الأدب ومهر في التاريخ والشعر وأيام الناس وله النظم والنثر والباع الأطول
في ترصيع تراجم الناس وله ذكاء مفرط وخط منسوب رشيق وفضائل كثيرة.
سمع الكثير وعنى بهذا الشأن وكتب وجمع وأفاد فلعل أن يكفر به عنه،
كتب من التواريخ ما لا يوصف، ومصنفاته وقر بعير، خزن كتب الرصد بضع
عشرة سنة فظفر بكتب نفيسة وحصل من التواريخ ما لا مزيد عليه ثم سكن
بعد مراغة بغداد وولى خزن كتب المستنصرية فبقي عليها واليا إلى أن مات وليس
في البلاد أكثر من [كتب 1] هاتين الخزانتين، وعمل تاريخا كبيرا لم يبيضه.
ثم عمل آخر دونه في خمسين مجلدا سماه " مجمع الآداب في معجم الأسماء على معجم
الألقاب " وألف كتاب " درر الأصداف في غرر الأوصاف " وهو كبير جدا
ذكر أنه جمعه من ألف كتاب مصنف من التواريخ والدواوين والأنساب
والمجاميع عشرون مجلدا بيض منها خمسة. وكتاب " المؤتلف والمختلف " رتبه
مجدولا، وله كتاب " التواريخ " على الحوادث، وكتاب " حوادث المائة السابعة "
والى أن مات، وكتاب " الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة " في عدة مجلدات.

(1) من المكية.
1493

وقال مشايخي يبلغون خمس مائة شيخ منهم الصاحب محيي الدين يوسف
ابن الجوزي. قلت: وسمع بمراغة من مبارك ابن الخليفة المستعصم في سنة ست
وستين وست مائة، وسمع ببغداد من محمد بن أبي الدثنة 1 وطبقته وكان يترخص
في إثبات ما يرصعه ويبالغ في تقريض المغول وأعوانهم، وبعض الفضلاء تكلم
في عدالته وكان ربما يشرب المسكر.
وحدثني صاحبنا عفيف الدين ابن المطري أنه بلغه أن ابن الفوطي كان يخل
بالصلوات ويدخل في بلايا وهو في الجملة أخباري علامة ما هو بدون أبى الفرج
الأصفهاني وبينهما اشتراك وخصوص وكان ظريفا متواضعا حسن الأخلاق
الله يسامحه.
مات في المحرم سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة ببغداذ عن إحدى وثمانين
سنة كتب إلينا بمروياته.
وفيها توفى قاضي القضاة نجم الدين أحمد بن محمد بن سالم ابن الحافظ
أبى المواهب بن صصري التغلبي الدمشقي الشافعي عن ثمان وستين سنة، والمحدث
الامام اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر محمد بن حامد الأرموي القرافي الصوفي
بدمشق عن ست وسبعين سنة، والمعمر على ابن الشهاب أحمد بن عسكر القصيري
ثم الصالحي الحمال عن بضع وثمانين سنة، والشيخ محمد بن أحمد بن سلامة الموصلي
ثم الصالحي القصاص، ومسند الوقت بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن
تاج الامناء ابن عساكر الدمشقي الطبيب عن أربع وتسعين سنة، ومسند الشام
شمس الدين أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله ابن الشيرازي المزني في خمس
وتسعين سنة، والمعمر تاج الدين أحمد بن علي بن وهب القشيري ابن دقيق العيد
بقوص وقد سمع بإفادة أخيه كثيرا من ابن الجميزي وعاش سبعا وثمانين سنة.

(1) من المكية " الدينة " وكذا مر في رقم 1159 مع التعليق.
1494

1174 / 5 / 21 - الحارثي
الشيخ الامام الفقيه الحافظ المتقن مفيد الطلبة قاضي القضاة سعد الدين
أبو محمد مسعود بن أحمد بن مسعود بن زيد الحارثي العراقي المصري الحنبلي، ولد سنة
اثنتين وخمسين وست مائة ونشأ في طلب العلم وسمع من ابن البرهان والنجيب
الحراني وابن علاق وخلق، وبالثغر من عثمان بن عوف وابن الفرات، وبدمشق
من أحمد بن أبي الخير وأبى زكريا ابن الصيرفي وطبقتهما، وكتب الكثير وحصل
[الأصول وتقدم في هذا الشأن وخرج لجماعة وتكلم على الحديث ورجاله
وعلى 1] التراجم فأحسن وشفى، وخطه قوى حلو معروف شحذت منه مجلس
التميمي [فما سمح به 1] وكان عارفا بمذهبه ثقة متقنا صينا مليح الشكل فصيح
العبارة وافر التجمل كبير القدر حج غير مرة وشرح بعض السنن لأبي داود
ودرس بأماكن وولى القضاء سنتين ونصفا، وانتقل إلى الله في ذي الحجة سنة
إحدى عشرة وسبع مائة.
وفيها مات [المعمر 1] الزاهد شيخنا عمر بن عبد البصير السهمي القوصي
عن ست وتسعين سنة، والمسند فخر الدين إسماعيل بن نصر الله ابن تاج الامناء
ابن عساكر الدمشقي عن اثنتين وثمانين سنة، والمسندة أم محمد فاطمة بنت إبراهيم
ابن محمود بن جوهر البعلبكية عن ست وثمانين سنة، وقاضي حماة عز الدين
عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحنفي ابن العديم عن ثمان
وسبعين سنة، وشيخنا القدوة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي نصر
ابن الدباهي عن أربع وسبعين سنة بدمشق، وشيخنا العارف الامام عماد الدين
أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطي ابن شيخ الحراميين، والمسند العدل

(1) من المكية.
1495

عماد الدين أبو المعالي ابن المحدث ضياء الدين علي بن [محمد 1] النابلسي عن ثلاث
وسبعين سنة والزاهد أبو البركات شعبان بن أبي [بكر بن عمر 1] الأربلي شيخ
مقصورة الحلبيين عن سبع وثمانين سنة، والمنشئ الفاضلي جمال الدين محمد بن
الجلال مكرم بن علي الأنصاري المصري عن اثنتين وثمانين سنة والأديب
المحدث [الفقيه 1] رشيد الدين رشيد بن كامل بن رشيد الحرشي الرقي الشافعي
وله ست وثمانون سنة، رحمة الله عليهم.
أخبرنا مسعود بن أحمد الحافظ انا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب انا
علي بن أحمد انا محمد بن محمد انا إسماعيل بن محمد ثنا ابن عرفة ثنا إسماعيل بن عياش
عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله
قالا: لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن، أخرجه الترمذي عن الحسن
ابن عرفة.
1175 / 6 / 21 - ابن تيمية
الشيخ الامام العلامة الحافظ الناقد [الفقيه 1] المجتهد المفسر البارع
شيخ الاسلام علم الزهاد نادرة العصر تقى الدين أبو العباس احمد ابن المفتى
شهاب الدين عبد الحليم ابن الإمام المجتهد شيخ الاسلام مجد الدين عبد السلام
ابن عبد الله بن أبي القاسم الحراني أحد الاعلام، ولد في ربيع الأول سنة إحدى
وستين وست مائة وقدم مع أهله سنة سبع فسمع من ابن عبد الدائم وابن أبي
اليسر والكمال بن عبد وابن الصيرفي وابن أبي الخير وخلق كثير، وعنى
بالحديث ونسخ الاجزاء ودار على الشيوخ وخرج وانتقى وبرع في الرجال
وعلل الحديث وفقهه وفى علوم الاسلام وعلم الكلام وغير ذلك.
وكان من بحور العلم و [من 1] الأذكياء المعدودين والزهاد الافراد

(1) من المكية.
1496

والشجعان الكبار والكرماء الأجواد أثنى عليه الموافق والمخالف وسارت
بتصانيفه الركبان لعلها ثلاث مائة مجلد.
حدث بدمشق ومصر والثغر، وقد امتحن وأوذي مرات وحبس بقلعة
مصر والقاهرة والإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين، وبها توفى في العشرين
من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مائة في قاعة معتقلا [ثم جهز واخرج
إلى جامع البلد فشهده أمم لا يحصون فحزروا بستين ألفا 1] ودفن إلى جنب أخيه
الامام شرف الدين عبد الله بمقابر الصوفية رحمهما الله تعالى ورئيت له منامات
حسنة ورثى بعدة قصائد، وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لاجلها وهي مغمورة
في بحر علمه فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله، وكل أحد [من الأمة 1]
فيؤخذ من قوله ويترك فكان ماذا؟
أخبرنا أحمد بن عبد الحليم الحافظ غير مرة ومحمد بن أحمد بن عثمان وابن فرح
وابن أبي الفتح وخلق قالوا انا [أحمد بن عبد الدائم انا 1] عبد المنعم بن كليب
(ح) وأنبأنا أحمد بن سلامة عن ابن كليب انا علي بن بيان انا محمد بن محمد انا
إسماعيل ابن الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن
عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم انك لتنظر إلى الطير في الجنة فتنتهبه فيخر بين يديك مشويا.
وفيها توفى مسند الإسكندرية الإمام أبو إسحاق عز الدين إبراهيم بن أحمد
ابن عبد المحسن الحسيني الغرافي وله تسعون سنة، ومسند العراق شيخ المستنصرية
الواعظ عفيف الدين محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن الأزجي الحنبلي ابن الدواليبي
عن تسعين سنة أو نحوها، وقاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن
ابن الحريري الأنصاري الدمشقي الحنفي بمصر، والقاضي العدل جمال الدين

(1) من المكية.
1497

يوسف بن مظفر بن أحمد [ابن 1] قاضي حران بدمشق عن اثنتين وثمانين سنة،
ومفتي العراق العلامة الكبير جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت
ابن العاقولي الشافعي مدرس المستنصرية عن تسعين سنة وثلاثة أشهر، أفتى
منها إحدى وسبعين سنة، والفقيه المعمر جمال الدين أبو محمد عبد الرحمن بن
أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر الصالحي الحنبلي عن تسع وثمانين سنة
رحمة الله عليهم.
1176 / 7 / 21 - المزي
شيخنا [الامام 1] العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام جمال الدين
أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف القضاعي [ثم 1] الكلبي
الدمشقي الشافعي، ولد بظاهر حلب سنة أربع وخمسين وست مائة ونشأ بالمزة
وحفظ القرآن وتفقه قليلا ثم أقبل على هذا الشأن، سمع من أول شئ كتاب
الحلية كله على ابن أبي الخير سنة خمس وسبعين ثم أكثر عنه، وسمع المسند
والكتب الستة ومعجم الطبراني والاجزاء الطبرزذية والكندية، وسمع صحيح
مسلم من الأربلي ورحل سنة ثلاث وثمانين فسمع من العز الحراني وأبى بكر
ابن الأنماطي وغازي وهذه الطبقة وسمع بالحرمين وحلب وحماة وبعلبك
وغير ذلك.
ونسخ بخطه المليح المتقن كثيرا لنفسه ولغيره [ونظر في اللغة 1] ومهر
فيها وفى التصريف وقرأ العربية، وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها والقائم
بأعبائها لم تر العيون مثله.
عمل كتاب " تهذيب الكمال " في مائتي جزء [وخمسين جزءا 1]، وعمل
كتاب " الأطراف " في بضعة وثمانين جزءا، وخرج لنفسه وأملى مجالس وأوضح

(1) من المكية.
1498

مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله، وولى المشيخة بأماكن
منها الدار الأشرفية، وكان ثقة حجة كثير العلم حسن الأخلاق كثير السكوت قليل
الكلام جدا صادق اللهجة لم تعرف له صبوة، وكان يطالع وينقل الطباق إذا
حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شئ مما يقرأ بل يرد في المتن والاسناد ردا
مفيدا يتعجب منه فضلاء الجماعة، وكان متواضعا حليما صبورا مقتصدا في ملبسه
ومأكله كثير المشي في مصالحه، ترافق هو وابن تيمية كثيرا في سماع الحديث
وفى النظر في العلم وكان يقرر طريقة السلف في السنة ويعضد ذلك بمباحث نظرية
وقواعد كلامية وجرى بيننا مجادلات ومعارضات في ذلك تركها أسلم وأولى.
ومع ذلك فله عمل كثير في المعقول، وما وراء ذلك بحمد الله الا حسن
اسلام وحسبة لله مع انى لم أعلمه ألف في ذلك شيئا.
وقد لزم في وقت صحبة 1 العفيف التلمساني فلما تبين له انحلاله واتحاده تبرأ
منه وحط عليه، وكان ذا مروءة وسماحة ويقنع باليسير باذلا لكتبه وفوائده
ونفسه، كثير المحاسن ولقد آذاه أبو الحسن ابن العطار وسبح وما رأيته يتكلم
فيه ولا فيمن آذاه والله يسمح له [ويختم له 2] بالخير ولنا آمين.
أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه وحدثني عنه الحافظ المجود أبو الحجاج
الكلبي أن مسعود بن أبي منصور أنبأهم قال انا أبو على انا أبو نعيم الحافظ ثنا ابن خلاد
ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يوسف بن يعقوب الصفار انا علي بن عثام عن
سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: سئل النبي
صلى الله عليه وآله وسلم عن الوسوسة فقال: صريح الايمان. هذا حديث حسن
صحيح غريب من الافراد أخرجه مسلم عن الصفار فوافقناه بعلو، وليس لسعير

(1) كلمة " وقت " منونة وقوله " صحبة " منصوب على المفعولية ووقع في الأصلين
" وقت صحته " ولا وجه له (2) من المكية.
1499

لا ولعلي ولا للصفار في صحيح مسلم سواه. توفى [في 1] ثاني عشر صفر سنة اثنتين
وأربعين وسبع مائة رحمه الله تعالى.
والى هنا انتهى بنا كتاب التذكرة، ولعل فيمن لم نوردهم غفلة أو نسيانا
من هو في رتبة المذكورين علما وحفظا وقد كنت ألفت معجما لي يختص بمن طلب
هذا الشأن من شيوخي ورفاقي فاستوعبت من له أدنى عمل وبينت أحوالهم.
(شيوخ صاحب التذكرة)
(1) ولقد انتفعت وتخرجت بشيخنا الامام العالم المحدث الحافظ الشهيد
أبى الحسين على ابن الشيخ الفقيه ببعلبك ولزمته نيفا وسبعين يوما وأكثرت عنه،
وكان عارفا بقوانين الرواية حسن الدراية جيد المشاركة في الألفاظ والرجال،
وانتقل إلى الله تعالى في رمضان سنة إحدى وسبع مائة عن إحدى وثمانين سنة،
روى لنا عن ابن الزبيدي وابن اللتي ومكرم وجعفر وأبى نصر [ابن 1] الشيرازي
وخلق، وكان صاحب رحلة وأصول وأجزاء وكتب ومحاسن.
(2) ولزمت الشيخ الامام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسن علي بن مسعود
ابن نفيس الموصلي وسمعت منه جملة، وكان دينا خيرا متصوفا متعففا قرأ ما
لا يوصف كثرة وحصل أصولا كثيرة كان يجوع ويبتاعها، سمع بمصر
والشام وعاش سبعين سنة، مات سنة أربع وسبع مائة وظهر له نصف جزء
سمعه من أبى القاسم بن رواحة.
(3) وسمعت [من 2] مفيد الطلبة المحدث الامام المتقن اللغوي صفي الدين
محمود بن أبي بكر الأرموي ثم القرافي الصوفي، قرأ الكثير على المشايخ وكان
فصيحا فاضلا كتب شيئا كثيرا وعنى بهذا الشأن وبرع في علم اللسان وصنف،
روى لنا عن النجيب الحراني والكمال بن عبد، ومات في سنة ثلاث وعشرين

(1) من المكية.
1500

وسبع مائة عن بضع وسبعين سنة رحمه الله تعالى.
(4) وسمعت الصحيح بقراءة الامام العالم الخطيب البليغ النحوي محدث
الشام شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري الشافعي وكان فصيحا مفوها
عديم اللحن عذب القراءة له أنسة بالأسماء ومعرفة بالألفاظ ويد في العربية
وتواضع وكيس، مات سنة خمس وسبع مائة عن خمس وسبعين سنة
رحمه الله تعالى، روى لنا عن السخاوي وجماعة وقرأ الكثير.
(5) وسمعت الكثير بقراءة الامام العالم الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر
علم الدين أبى محمد القاسم بن محمد بن يوسف ابن الحافظ زكى الدين البرزالي
وبفصاحته وحسن أدائه للحديث يضرب المثل مع الفضيلة والاتقان والتواضع
وحسن البشر وكثرة الأصول، ولد سنة خمس وستين 1 وأجاز له ابن عبد الدائم
وطبقته وسمع من الشيخ شمس الدين وطبقته. وله في الطلب بضع وخمسون
[سنة 2] ومعجمه في مجلدات كبار. توفى محرما في رابع ذي الحجة الحرام
سنة تسع وثلاثين 3 رحمه الله تعالى.
(6) وسمعت مع الشيخ الامام الفقيه المحدث النحوي بقية السلف
شمس الدين أبى عبد الله محمد بن أبي الفتح البعلبكي الحنبلي، وكان عالما بالفقه والنحو،
وله اعتناء بالمعاني وبالرجال. سمع الكثير وكتب الاجزاء [وخرج 2] وأفاد
روى لنا عن الفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وطائفة، توفى سنة تسع وسبع مائة
بالقاهرة غريبا رحمه الله تعالى.
(7) وسمعت مع الامام المحدث العابد مفيد الجماعة شمس الدين محمد
ابن عبد الرحمن بن سامة وكان معنيا بهذا الشأن فصيح القراءة كثير الشيوخ واسع
الرحلة خيرا متواضعا، روى لنا عن ابن عبد الدائم وسمع من أصحاب ابن طبرزذ

(1) يعنى بعد الست مائة (2) من المكية (3) يعنى بعد السبع مائة.
1501

وهلم جرا، مات في سنة ثمان وسبع مائة عن ست وأربعين سنة رحمه الله تعالى.
(8) وسمعت بمصر وعرفة مع الشيخ الامام العالم المقرئ الحافظ المحدث
مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير
الحلبي ثم المصري أحد من جرد العناية [ورحل 1] وتعب وحصل وكتب
[وأخذ 1] عن أصحاب ابن طبرزذ فمن بعدهم وصنف التصانيف وظهرت
فضائله مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم، مولده سنة أربع
وتسعين وست مائة وتوفى في رجب سنة خمس وثلاثين وسبع مائة
رحمه الله تعالى.
(9) وسمعت مع الشيخ العلامة الفرضي المحدث الصالح شمس الدين أبى العلاء
محمود بن أبي بكر [البخاري 1] الحنفي وكان أحد من عنى بهذا الشأن ورحل وكتب
وألف، سمعت منه ووقف أجزاءه بالخانقاه سمع من ابن أبي الدثنة 2 وطبقته
ببغداد، ومن الفخر وطبقته بدمشق، ومن ابن خطيب المزة بمصر وسمع بالحرمين
وبخارى وماردين وخراسان وكان عالما متقنا أنيق الكتابة، مات بماردين سنة
سبع مائة عن ست وخمسين سنة رحمه الله تعالى.
(10) وسمعت مع الامام المفيد المحدث العدل الكبير شمس الدين محمد
ابن إبراهيم بن غنائم المهندس الصالحي الحنفي الشروطي ابن المهندس، وقد سمع
الكثير من أصحاب ابن طبرزذ وكتب العالي والنازل، ثم ارتحل بأخرة إلى مصر
ونسخ الكتب الكبار وانتقى على جماعة، سمعنا منه، مولده في سنة خمس وستين
وست مائة، ومات في شوال سنة ثلاث وثلاثين رحمه الله تعالى.
(11) وسمعت من الشيخ الامام المحدث المفيد المقرئ بقية السلف شيخ
الحرم فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان التوزري ثم المصري المالكي وكان،

(1) من المكية (2) في المكية " الدينة " وراجع رقم 1159 مع التعليق.
1502

قارئ الطلبة بمصر دهرا، قرأ الكتب المطولة وحصل الأصول وتلا بالسبع
على ابن وثيق والكمال بن شجاع، سمع من ابن الجميزي والسبط فمن بعدهما حتى أنه
اخذ عن الف شيخ، توفى في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وسبع مائة بمكة عن
ثلاث وثمانين سنة رحمه الله تعالى.
(12) وسمعت مع الشيخ العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع فتح الدين
أبى الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري الأندلسي الأصل المصري صاحب
التصانيف، ولد سنة إحدى وسبعين في آخرها وسمع من العز وغازي وخلائق،
ولحق بدمشق ابن المجاور ومحمد بن مؤمن [وابن الواسطي 1] وكتب بخطه
[المنسوب 1] كثيرا وهو على حاله ثبت فيما ينقله بصير بما يحرره لم اسمع منه
شيئا، توفى فجاءة في شعبان في حادي عشرة سنة أربع وثلاثين وسبع مائة
رحمه الله تعالى.
(13) وسمعت الكثير مع الشيخ المحدث العالم المفيد شهاب الدين أبى العباس
أحمد بن مظفر ابن النابلسي [سبط الحافظ 1] زين الدين خالد، مولده سنة خمس
وسبعين، وسمع من زينب بنت مكي [والفخر البعلي 1]. وابن بلبان وابن
الواسطي والتاج عبد الخالق فمن بعدهم، وأفادني أشياء، [وكتبت عنه 1] وشيوخه
فوق السبع مائة شيخ، وله حظ من زعارة ونفور من الناس والله يسامحه فعليه
مأخذ لذلك لكنه متثبت متقن، مات في دمشق في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين 2
وسبع مائة رحمه الله تعالى.
(14) وسمعت مع الشيخ الأديب العلامة البليغ المحدث المفيد علاء الدين
علي بن مظفر بن إبراهيم الكندي الدمشقي كاتب ابن وداعة، ولد على رأس الأربعين
وست مائة وتلا بالسبع على العلم أبى القاسم، وسمع من ابن أبي الحسن

(1) من المكية (2) في المطبوع " سنة خمس " خطأ.
1503

وإبراهيم بن خليل وابن عبد الدائم وخلق وكتب الاجزاء وحصل ثم تعاني
الانشاء [وخدم 1] وكان قليل الدين متهاونا بالصلاة، في عقيدته مقال إلا أنه متثبت
فيما ينقله [علقت 1] عنه، توفى سنة ست عشرة وسبع مائة. [رحمه الله تعالى 1].
(15) وسمعت من الشيخ المحدث المفيد الفاضل نجم الدين إسماعيل بن
إبراهيم بن سالم بن ركاب الأنصاري ابن الخباز المؤدب [المفيد 1] أحد من أفنى
عمره في الرواية والكتابة وأخذ عمن دب ودرج وحصل الأصول، روى
لنا عن الشيخ الضياء وعبد الحق بن خلف، وخطه ردئ سقيم وفهمه بطئ
والله يسامحه، مات سنة ثلاث وسبع مائة عن أربع وسبعين سنة.
(16) وسمعت من الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن النضر بن
بناء بن الدقوقي المصري وكان ممن نسخ الكثير وعنى بالسماع ولم ينجب، ثنا عن
ابن رواح، مات في سنة خمس وتسعين وست مائة وهو في عشر الثمانين رحمه الله.
(17) وسمعت من الشيخ الامام المحدث المفيد بقية المشايخ ضياء الدين
عيسى بن يحيى بن أحمد السبتي، مات في سنة ست وتسعين عن ثلاث وثمانين
سنة عنى بهذا الشأن مدة مديدة وسمع بقراءته من ابن المجتلي وابن الصفراوي
وابن المقير وطبقتهم وليس بالمكثر ولا الماهر [رحمه الله تعالى 1].
(18) وسمعت من الشيخ الامام المحدث المفيد شرف الدين حسن بن علي
ابن عيسى اللخمي ابن الصيرفي، وكان قد طلب وحمل عن ابن رواح والساوي
وابن قميرة، مات في أواخر سنة تسع وتسعين وست مائة.
(19) وسمعت من الشيخ العالم المحدث المفتى بقية السلف أبى الحسن [على 1]
ابن إبراهيم بن داود [ابن 1] العطار الدمشقي الشافعي صاحب الشيخ محيي الدين
النواوي وهو الذي استجاز لي ولأبي من ابن الصيرفي وابن أبي الخير وعدة،

(1) من المكية.
1504

وكان صاحب معرفة حسنة وأجزاء وأصول، خرجت له معجما في مجلد،
مات في سنة أربع وعشرين وسبع مائة عن سبعين سنة مرض بالفالج سنين 1
رحمه الله.
(20) وسمعت من الفقيه البارع المحدث الأديب نجم الدين موسى بن إبراهيم
الشعراوي الحنبلي الشاهد، وكان قد قرأ الكتب الكبار ودار على الشيوخ
ونسخ الفوائد، وسمع من الحافظ الضياء وإسماعيل بن ظفر وقرأ على [ابن 2]
عبد الدائم وابن أبي عمر وكان صاحب نوادر ودعابة وفضائل إلا أنه كان
يدمج الاسناد ويهينمه، مات سنة اثنتين وسبع مائة وله ثمان وسبعون سنة.
(21) وسمعت من المحدث العالم العدلي المفيد كاتب الحكم شرف الدين
يعقوب بن أحمد [ابن 2] الصابوني روى عن [أحمد بن علي 2] الدمشقي والنجيب
وابن علاق وابن أبي الخير وخلق، ونسخ الاجزاء وساد في الشروط، مات
بمصر في سنة عشرين وسبع مائة عن ست وسبعين سنة رحمه الله تعالى.
(22) وسمعت من القاضي القضاة الامام القدوة الزاهد المحدث شمس الدين
محمد بن مسلم [بن مالك 2] وسمعت بقراءة جماعة أجزاء وكان إماما في الفقه والنحو
من قضاة العدل، توفى في سنة ست وعشرين وسبع مائة عن خمس وستين سنة
بالمدينة النبوية شرفها الله تعالى.
(23) وسمعت من الفقيه المحدث الزاهد البركة أبى الحسن [على 1] بن محمد
التركي الختني [الشافعي وقد 2] تفقه وسمع الكثير وكتب الاجزاء، سمع من
الفخر على وطبقته، ومات كهلا سنة سبع عشرة وسبع مائة رحمه الله تعالى.
(24) وسمعت من الامام المحدث الأوحد الأكمل فخر الاسلام صدر الدين
إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني شيخ الصوفية قدم علينا

(1) في المكية " سنتين " (2) من المكية.
1505

[طالب 1] حديث [و 1] روى لنا عن رجلين من أصحاب المؤيد الطوسي،
وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الاجزاء [حسن القراءة مليح الشكل
مهيبا دينا صالحا، و 1] على يده أسلم غازان الملك، مات سنة اثنتين وعشرين
وسبع مائة وله ثمان وسبعون سنة رحمه الله تعالى.
(25) وسمعت من الشيخ العالم المحدث الصادق المرتضى شمس الدين محمد
ابن محمد بن حسن بن نباتة المصري، وله عناية تامة بهذا الشأن ومعرفة، كتب
الاجزاء وحصل، وروى عن غازي والعز الحراني وابن خطيب [المزة 1]
والطبقة، ومحاسنه كثيرة وتواضعه حسن وديانته متينة، [ولد سنة ست
وستين 1] (2).
(26) وسمعت من الامام المحدث الصادق مفيد الجماعة محب الدين
عبد الله بن أحمد ابن المحب المقدسي الحنبلي، ولد سنة اثنتين وثمانين وست مائة،
وسمع من ابن البخاري وطبقته ثم طلب بنفسه وكتب الكثير وقرأ العالي
والنازل وأفاد الخاصة والعامة وقد ألقى له المحبة في النفوس لخيره وإخلاصه
وصلاحه وفضله، توفى في ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبع مائة
رحمه الله تعالى.
(27) وسمعت من الشيخ المحدث العالم الرئيس زين الدين عمر بن حسن
ابن [عمر بن 1] حبيب الدمشقي نزيل حلب ومحتسبها، ولد سنة ثلاث وستين
وست مائة وسمع من ابن بلبان وابن شبيبان وابن البخاري، وفى الرحلة من
ابن حمدان والأبرقوهي وكان ذكيا كتب وتعب، خرجت له معجما عن
أزيد من خمس مائة نفس، مات غريبا بمراغة في سنة ست وعشرين
وسبع مائة رحمه الله.

(1) من المكية (2) ومات سنة 750 كما في الدرر الكامنة.
1506

(28) وسمعت من المحدث العالم فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلي سمع
الكثير ورحل وكتب وتعب وكان مزجي البضاعة، [لكنه 1] له ذكاء وفهم
وعناية بالرواية. مات بمصر سنة سبع عشرة وسبع مائة وله اثنتان وأربعون
سنة روى عن عمر بن القواس وجماعة رحمة الله عليهم.
(29) وسمعت من المحدث المفتى الفاضل فخر الدين عبد الرحمن بن محمد
ابن الفخر البعلبكي الحنبلي، سمع من ابن البخاري وابن الواسطي ثم طلب بنفسه
وجمع وخرج وقرأ الكثير وقرأ على كراسي عدة، وكان دينا صينا عالما.
مات سنة اثنتين وثلاثين عن بضع وأربعين سنة رحمة الله تعالى.
(30) وسمعت من العلامة ذي الفنون فخر الحفاظ [قاضي القضاة 1]
تقى الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي صاحب التصانيف، ولد سنة ثلاث
وثمانين وست مائة وسمع من ابن الصواف والدمياطي وبدمشق من أبى جعفر
ابن الموازيني والطبقة [وكان جم الفضائل حسن الديانة صادق اللهجة قوى
الذكاء من أوعية العلم، مات سنة ست وخمسين وسبع مائة 2].
(31) وسمعت من الشيخ الامام المحدث المحدث مفيد الطلبة امين الدين محمد
ابن إبراهيم بن محمد الواني الدمشقي رئيس [المؤذنين 1] وابن رئيسهم. سمع
من ابن الفراء وأبى الفضل بن عساكر، وله في طلب الحديث رحلة في
سنة سبع مائة، مولده سنة أربع وثمانين وست مائة وتوفى سنة خمس وثلاثين
وسبع مائة.
(32) وسمعت من الامام المفتى المحدث صلاح الدين أبى سعيد [خليل بن
كيكلدي 1] العلائي سمع من القاضي تقى الدين سليمان وطبقته فأكثر وحصل

(1) من المكية (2) ما بين الحاجزين مدرج ليس من كلام الذهبي لأنه توفى
سنة 748 فأما ذكر الوفاة فحتما، وأما ما قبله فلقوله " وكان " والله أعلم.
1507

وخرج وصنف. مولده سنة أربع وتسعين وست مائة (وتوفى سنة إحدى
وستين وسبع مائة 1) وهو عالم بيت المقدس اليوم.
(33) وسمعت من الامام الفقيه المحدث الزاهد القدوة بهاء الدين أبى محمد
عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل المكي الشافعي، قرأ الفقه والقراءات
والأصول [والنحو 1] وعنى بالحديث، ورحل إلى مصر ودمشق وحلب،
سمع بيبرس العديمي والد شتى والقاضي، مولده في سنة أربع وتسعين وست مائة
[سكن 2] مصر [وله جهات، ثم تزهد وتوحد وتعبد بالثغر 2] (3).
(34) وسمعت مع الفقيه المفتى المحدث ذي الفضائل عماد الدين إسماعيل
ابن عمر بن كثير البصروي الشافعي، ولد بعد السبع مائة أو فيها وسمع من
ابن الشحنة وابن الزراد وطائفة، وله عناية بالرجال والمتون والتفقه، خرج
[وألف 2] وناظر وصنف وفسر وتقدم 3.
(35) وسمعت مع المحدث العالم المفيد تقى الدين محمد ابن شيخنا سعد الدين 4
ابن سعد سمع من القاضي وأبيه وأبى بكر بن عبد الدائم وخلق وكتب ورحل
وخرج وتميز 5.
(36) وسمعت من الامام الأوحد الحافظ ذي الفنون شمس الدين محمد
ابن أحمد بن عبد الهادي، ولد سنة خمس أو ست وسبع مائة وسمع من القاضي
وابن عبد الدائم والمطعم واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع وتصدى للإفادة
والاشتغال في القراءات والحديث والفقه والأصول والنحو، وله توسع في
العلوم وذهن سيال، توفى في شهر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبع مائة،
رحمة الله عليهم أجمعين.

(1) ما بين القوسين ملحق بعد المؤلف (2) من المكية (3) توفى سنة 777
(4) اسم سعد الدين يحيى بن محمد بن سعد (5) توفى سنة 757.
1508

(وفى آخر النسخة المكية)
" تم الكتاب بحمد الله وحسن رعاية صبح يوم الأربعاء - لعله - غرة شهر
ربيع الآخر سنة 1177 بعناية سيدي القاضي العلامة صفي الاسلام احمد
ابن محمد قاطن..... "، وفى حاشية المكية " بلغ مقابله على نسخة قرئت على
المؤلف وعليها خطه: وبالغت في التصحيح عليها ولله الحمد في آخر شهر ربيع الآخر
سنة أربع وثمانين ومائة وألف. كتبه الفقير إلى مولاه أحمد بن محمد بن عبد الهادي
ابن قاطن عفا الله عن فرطاتهم آمين آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله
على نبيه محمد وآله وصحبه الطاهرين آمين آمين آمين "
* * * * *
تم طبع الجزء الرابع من كتاب تذكرة الحفاظ للامام أبى عبد الله
شمس الدين الذهبي رحمه الله بحمد الله وتوفيقه مرة ثالثة بعد معارضته
على نسخة صحيحة قرئت على المؤلف رحمه الله، ووقع الفراغ من طبعه
في الليلة الرابعة عشرة خلت من شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعين
بعد ثلاث مائة وألف من الهجرة النبوية عليه الف الف تحية
بمطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد، الهند
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد
وآله وصحبه أجمعين برحمتك يا ارحم الراحمين.
1509