الكتاب: تاريخ مدينة دمشق
المؤلف: ابن عساكر
الجزء: ٥٨
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند السنة
تحقيق: علي شيري
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

تاريخ
مدينة دمشق
وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز
بنواحيها من وارديها وأهلها
تصنيف
الإمام العالم الحافظ بن عبد الله الشافعي
المعروف بابن عساكر
499 ه‍ - 571 ه‍
دراسة وتحقيق
علي شيري
الجزء الثامن والخمسون
مسعود - معافى
دار الفكر
للطباعة والنشر والتوزيع
1

جميع حقوق إعادة الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى 1418 ه‍ / 1997 م
حارة حريك - شارع عبد النور - برقيا: فكسي - صحب 7061 / 11
تلفون: 838305 / 838202 / 838136 فاكس 009611837898
دولي: 009611860962
2

ذكر من اسمه مسعود
7375 مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد (1)
ابن عويج (2) ويقال (3) عوف بن عدي بن عويج بن عدي
بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي (4)
أخو مطيع بن الأسود له صحبة
استشهد يوم مؤتة بأرض البلقاء من أطراف دمشق وهو ابن عم مسعود بن سويد بن
حارثة (5)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا عبد الرحمن بن يحيى نا مسعود أنا أحمد بن خالد نا محمد بن إسحاق عن محمد
ابن طلحة عن أمه عائشة بنت مسعود عن أبيها قالت
لما سرقت المرأة القطيفة من بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعظمنا ذلك وكانت من قريش

(1) عبيد بفتح أوله كما في الإصابة.
(2) أقحم بعدها بالأصل وم ود و " ز ": ين ".
(3) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
(4) ترجمته في الإصابة 3 / 409 وتهذيب الكمال 18 / 54 وتهذيب التهذيب 5 / 420 وأسد الغابة 4 / 380 والجرح
والتعديل 8 / 281 والتاريخ الكبير 7 / 421.
(5) نص في الإصابة أن حارثة: بمهملة ومثلثة.
3

فجئنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكلمناه فقلنا يا رسول الله نحن نفديها بأربعين أوقية فقال النبي
(صلى الله عليه وسلم) تطهر خير لها فلما سمعنا لين قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انطلقنا إلى أسامة بن زيد فكلمناه
فقلنا اشفع لنا إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في شأن هذه المرأة نفديها بأربعين أوقية فلما رأى ذلك النبي
(صلى الله عليه وسلم) قام فينا خطيبا فقال يا أيها الناس ما إكثاركم على حد من حدود الله وقع على أمة من
إماء الله فوالذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد كانت لقطعتها فأيس الناس فقطع
يدها [* * * *]
تابعه عبد الله بن نمير عن ابن إسحاق فقال بنت مسعود بن الأسود وقال محمد
ابن طلحة بن يزيد بن ركانة كذلك نسبه سعدان اللخمي عن ابن إسحاق
أخبرناه أبو محمد السيدي أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو أحمد الحاكم أنا أبو
بكر محمد بن مروان وهو ابن خريم نا هشام بن عمار نا سعيد بن يحيى نا محمد بن
إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أمه عائشة بنت مسعود بن الأسود عن
أبيها مسعود بن الأسود قال
لما سرقت المرأة تلك القطيفة من بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت من قريش فقلنا يا رسول
الله نحن نفديها بأربعين أوقية فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جد الناس في ذلك قام فينا خطيبا
فقال يا أيها الناس ما إكثاركم في حد من حدود الله وقع على أمة من إماء الله والذي نفس
محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد نزلت بالذي نزلت به هذه المرأة لقطع محمد يدها
فآيس الناس وقطع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يدها [* * * *]
رواه محمد بن سلمة وزهير عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد
عن عمته عائشة بنت مسعود
ورواه يزيد بن أبي حبيب عن ابن إسحاق عن محمد عن خالته بنت مسعود ولم
يسمها وقال مسعود بن العجماء
أخبرناه أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى وأبو محمد طاهر بن سهل بن بشر
قالا أنا أبو الحسين بن مكي أنا أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين الحسيني
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأبو القاسم غانم بن خالد بن عبد
الواحد قالا أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة قالا أنا أبو بكر بن المقرئ
4

قالا أنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير نا عيسى بن حماد زغبة نا الليث عن يزيد
ابن أبي حبيب عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد أن خالته بنت مسعود بن
العجماء حدثته
أن أباها قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي حديث ابن المقرئ يا رسول الله في المخزومية
التي سرقت قطيفة نفديها بأربعين أوقية وفي حديث الميمون وقية فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
لأن تطهر خير لها فأمر بها فقطعت يدها
وهي من بني عبد الأسد [* * * *]
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن أبي بكر قال (1)
وولد نضلة بن عوف بن عدي (2) بن عويج بن عدي بن كعب حارثة والحارث
وأمهما (3) أم شييم واسمها ريطة بنت رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن
كعب وأمها عاتكة بنت عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمها سبيعة بنت
الأحب (4) بن زبينة (5) النضرية وعبد الله وقيسا وعبد عمرو بني نضلة وأمهم عمرة
بنت مالك بن فهم ويزيد وعروة أمهما امرأة من بلي
فولد حارثة بن نضلة الأسود وهو الذي لعق الدم في الجاهلية (6) في الحلف الذي
تحالفت فيه قريش وكانت عبد مناف بن قصي قد كثروا وقلت عبد الدار بن قصي فأرادوا
انتزاع الحجابة من بني عبد الدار فاختلفت في ذلك قريش فكانت طائفة مع بني عبد مناف
وطائفة مع بني عبد الدار فأخرجت أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب توأمة أبي (7) رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) جفنة فيها طيب فوضعتها في الحجر فقالت من كان منا فليدخل في هذا الطيب
فأدخلت فيه عبد مناف أيديها وبنو أسد بن عبد العزى وبنو زهرة وبنو تيم (8) بن مرة

(1) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري 382 - 383.
(2) كذا بالأصل، و " ز "، وم، ود، وفي نسب قريش: عبيد.
(3) بالأصل: " وأمه " والمثبت عن د، و " ز "، وم، ونسب قريش.
(4) بدون إعجام في " ز " وفوقها ضبة.
(5) رسمها في " ز ": " زنننه " وفوقها ضبة.
(6) سقطت من الأصل وبقية النسخ، والزيادة عن نسب قريش.
(7) بالأصل و " ز "، وم، ود: " قومه أي " تحريف، والمثبت: " توأمة أبي " عن نسب قريش.
(8) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: تميم، والمثبت عن د، ودم نسب قريش.
5

وبنو الحارث بن فهر فسموا المطيبين فعمدت بنو سهم بن عمرو فنحرت جزورا وقالوا
من كان معنا فليدخل يده في دم هذا الجزور فأدخلت عبد الدار يديها ومخزوم وعدي
وجمح وسهم فسموا الأحلاف وقام الأسود بن حارثة فأدخل يده في الدم ثم لعقها
فلعقت بنو عدي أيديها فسموا لعقة الدم
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو
محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو
بكر بن البرقي قال
مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن حربان (1) بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي
ابن كعب قتل يوم مؤتة في زمان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سنة ثمان وأمه العجماء بنت عامر بن
الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية (2) بن سلول الخزاعية ويقال إن العجماء أم (3) أخيه
مطيع بن الأسود وإنما نسب إليها له حديث يعني حديث القطع
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أبو بكر
الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو عبد الله البخاري قال (4)
مسعود بن الأسود له صحبة
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله بن عبد الملك الأديب قالا أنا
أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال
مسعود بن العجماء له صحبة روت عنه ابنته عائشة فيما رواه محمد بن إسحاق
وخالفه الليث سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب أنا أبو الفضل محمد بن

(1) كذا ورد هنا في عامود نسبه، ولم تعجم اللفظة في الأصل ود، وفي م: جريان، والمثبت عن " ز ".
(2) كذا رسمها بالأصل ود " حسسه " وفي م: " خصية، وفي " ز ": خميصة والمثبت عن أسد الغابة.
(3) استدركت عن هامش الأصل.
(4) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 421.
6

أحمد بن عيسى أنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن بطة (1) قال قرئ على أبي القاسم
البغوي قال مسعود بن الأسود القرشي سكن المدينة وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا
أخبرنا أبو غالب بن البنا قراءة عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن
الدارقطني قال
وأما عبيد فهو عبيد (2) بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي من ولده مطيع بن
الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج وأخوه مسعود بن الأسود
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم في كتابه وحدثني أبو بكر
اللفتواني عنه أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة أنا أبو سعيد بن يونس قال
مسعود بن الأسود بن عبد شمس بن حرام بن عوف بن معتم بن الربعة (3) بن سعد بن
هميم (4) بن ذهل بن هني (5) بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البلوي نسبه ابن يونس
هكذا وقال شهد فتح مصر وكان ممن بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت الشجرة روى عنه علي
ابن رباح وأخوه برتا بن الأسود قتل يوم فتح الإسكندرية له صحبة أيضا وساق نسب
أخيه برتا بن الأسود كذلك أيضا في باب الباء المعجمة بواحدة من تحتها
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال
مسعود بن العجماء وهو ابن الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عمر قتل أبوه يوم
بدر كافرا وله أخ يقال له ثوبان بن الأسود له صحبة قتل بالإسكندرية قاله لي أبو سعيد
ابن يونس بن عبد الأعلى وروى عن مسعود عائشة بنت الأسود وعلي بن رباح ثم ساق
له الحديث الذي قدمناه أولا عنه وقد وهم في نسبه وهما قبيحا ووهم علي بن يونس في
نسبة ابن العجماء ووهم في اسم أخيه الذي ذكره ابن يونس كما أسلفناه آنفا
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم الحافظ

(1) تحرفت في " ز " إلى: قطة.
(2) قوله: " فهو عبيد " استدرك على هامش " ز ".
(3) في م: الرفعة.
(4) في " ز ": " هشيم "، وفي م: " هيثم " والمثبت يوافق ما جاء في د، وجمهرة ابن حزم ص 443.
(5) في " ز ": هشيم، راجع ابن حزم ص 443.
7

مسعود بن العجماء والعجماء اسم أمه وهي بنت عامر وهو مسعود بن الأسود بن
حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب قتل أبوه يوم بدر كافرا وله
أخ يقال له ثوبان بن الأسود قتل بالإسكندرية فيما قاله أبو سعيد بن عبد الأعلى واستشهد
مسعود يوم مؤتة مع جعفر وزيد
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
أما عبيد بفتح العين وكسر الباء مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد
ابن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي وأخوه مسعود بن الأسود
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم بن عبدان قالا أنا أبو القاسم
ابن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم أنا أحمد بن
إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ أخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي
الأسود عن عروة قال
وقتل من المسلمين يعني يوم مؤتة من قريش من بني عدي بن كعب مسعود بن
الأسود بن حارثة بن نضلة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال وقال حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود
قال
وقتل يوم مؤتة من المسلمين من قريش من بني عدي بن كعب مسعود بن الأسود بن
حارثة بن نضلة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن
الحسين أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله نا إسماعيل بن أبي أويس
نا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة قال
وقتل يومئذ يعني يوم مؤتة من المسلمين من بني عدي بن كعب مسعود بن
الأسود
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص

(1) الاكمال لابن ماكولا 6 / 25 و 26.
8

أنا رضوان (1) بن أحمد أنا
ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا أحمد بن محمد بن زياد نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن محمد بن
إسحاق (2) قال (3)
استشهد يوم مؤتة من بني عدي بن كعب (4) مسعود بن الأسود زاد رضوان بن
حارثة بن نضلة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر (5) بن حيوية
أنا أبو القاسم بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر (6) قال في ذكر من
استشهد بمؤتة من بني عدي بن كعب مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة
أخبرنا أبو محمد بن حمزة قراءة عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد أنا
أبو سليمان بن زبر قال
واستشهد يوم مؤتة مسعود بن الأسود بن حارثة
كذا ذكر هؤلاء أن ابن الأسود الذي يعرف بمسعود بن العجماء هو الذي استشهد
بمؤتة وذكر الزبير بن بكار أن الذي استشهد بمؤتة ابن عمه مسعود بن سويد وتابعه محمد
ابن سعد كاتب الواقدي على قوله ابن سويد فلا أدري أشهداها جميعا وأحد القولين وهم
والله تعالى أعلم
7376 مسعود بن سعد الجذامي (7) (8)
وفد على النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان يسكن البلقاء
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو عمر محمد

(1) بالأصل و " ز ": " زكوان " وفي م: " أبو زكوان " والتصويب عن د.
(2) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس، وفي م: " محمد " وبعدها بياض ثم "..... حق، قال ".
(3) سيرة ابن هشام 4 / 30.
(4) أقحم بعدها بالأصل و " ز "، وم، ود.
(5) تحرفت بالأصل وم إلى: " بكر " وقوله: " أنا أبو عمر " مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
(6) مغازي الواقدي 2 / 765.
(7) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: الحرامي، والمثبت عن الإصابة.
(8) ترجمته في الإصابة 3 / 411 رقم 7948 وطبقات ابن سعد 1 / 262.
9

ابن العباس أنا أحمد بن معروف نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) أنا محمد
ابن عمر الأسلمي حدثني معمر بن راشد ومحمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس
قال ونا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن المسور بن رفاعة
قال ونا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال ونا عمر بن سليمان بن أبي حثمة عن
أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن جدته الشفاء
قال ونا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن محمد بن يوسف عن السائب بن
يزيد عن العلاء بن الحضرمي
قال ونا معاذ بن محمد الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية
الضمري عن أهله عن عمرو بن أمية الضمري دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا
إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى
الملوك يدعوهم إلى الإسلام فذكر الحديث إلى أن قال وكان فروة بن عامر الجذامي عاملا
لقيصر على عمان من أرض البلقاء فلم يكتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلم فروة وكتب إلى
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإسلامه وأهدى له وبعث من عنده رسولا من قومه يقال له مسعود بن سعد
فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتابه وقبل هديته وكتب إليه جواب كتابه وأجاز مسعودا باثنتي عشرة
أوقية ونش وذلك خمس مائة درهم
7377 مسعود بن سعد الأشجعي
ممن أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) واستشهد يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة فيما ذكر أبو حسان
الحسن بن عثمان الزيادي قال ويقال كانت في المحرم سنة أربع عشرة
7378 مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عدي بن عبيد
ابن عويج بن عدي بن كعب العدوي القرشي (2)
له صحبة

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1 / 25 و 262.
(2) ترجمته في الإصابة 3 / 411 رقم 7951 وأسد الغابة 4 / 387 ونسب قريش للمصعب ص 386 وطبقات ابن سعد
4 / 141.
10

قتل بمؤتة من أرض البلقاء شهيدا وهو ابن عم مسعود بن الأسود
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (1)
وولد سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج مسعود بن سويد قتل يوم
مؤتة شهيدا وليس له عقب
قال ونا الزبير (2) قال
وولد نضلة بن عوف بن عدي (3) بن عويج بن عدي بن كعب حارثة والحارث
فولد حارثة بن نضلة سويد بن حارثة وفلانة (4) بنت حارثة وولد سويد كعب (5)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف (6) نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (7) في الطبقة الثانية
مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب
وأمه عاتكة بنت عبد الله بن نضلة بن عوف وكان قديم الإسلام وقتل يوم مؤتة شهيدا في
جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة
خالفهما محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر الواقدي وابن البرقي وأبو الأسود
محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة فذكروا أن الشهيد يوم مؤتة مسعود بن الأسود بن حارثة
فالله أعلم (8)
7379 مسعود بن علي بن الحسين بن إسحاق
أبو عمرو القاضي الأردبيلي (9) المعروف بابن الملحي
قدم دمشق وحدث بها عن أبي جعفر بن المسلمة وابنه أبي علي وأبي علي بن

(1) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 386.
(2) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 382 و 383.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ: عدي، وفي نسب قريش: عبيد.
(4) كذا بالأصل وم، و " ز "، ود، وفي نسب قريش: قلابة.
(5) كذا بالأصل، وفي د: " وولد سويد فذكره " ومكان " كعب " بياض في " ز "، وفي م: " سويد بن كعب " وليست
الجملة في نسب قريش.
(6) تحرفت بالأصل و " ز "، وم، ود إلى: مروان.
(7) طبقات ابن سعد 4 / 141.
(8) تقدم ذلك قريبا في ترجمة مسعود بن الأسود.
(9) الأردبيلي بفتح الألف وسكون الراء وضم الدال المهملة نسبة إلى أردبيل بلدة مما يلي أذربيجان.
11

وشاح وأبي الغنائم بن المأمون ويوسف بن محمد بن أحمد المهرواني
سمع منه الفقيه نصر بن إبراهيم وجماعة من أصحابه وحدثنا عنه جدي أبو المفضل
القاضي وأبو الفتح نصر الله بن محمد وأبو محمد بن طاوس
أخبرنا أبو الفتح الفقيه وأبو محمد بن طاوس قالا أنا القاضي أبو عمرو مسعود بن
علي بن الحسين المعروف بابن الملحي الأردبيلي بدمشق أنا الرئيس أبو علي محمد بن
وشاح بن عبد الله مولى الزينبي نا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين
ح وأخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد وأبو منصور أحمد ابنا (1) محمد بن أحمد بن
السلال قالا أنا أبو علي بن وشاح
وأخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري قالا أنا أبو حفص بن
شاهين نا محمد بن سليمان بن محمد الباهلي بالنعمانية نا الحسين بن عبد الرحمن
الجرجرائي نا وكيع بن الجراح عن مسعر ومحمد بن شريك عن عكرمة بن خالد
المخزومي عن ابن عباس قال
بت عند خالتي ميمونة فقام النبي (صلى الله عليه وسلم) في الليل فتوضأ ثم صلى ثماني ركعات ثم أوتر
بثلاث ثم اضطجع ثم قام فصلى الركعتين ثم خرج [* * * *]
قال ابن شاهين هذا حديث غريب من حديث وكيع عن مسعر ومحمد بن شريك
عزيز الحديث لا أعلم حدث به عنهما إلا وكيع ولا حدث به عنه إلا الجرجرائي والله
أعلم فيما وقع إلي
وفي حديث الأردبيلي الجرجاني وهو وهم
أنشدني أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسن الفقيه لفظا أنشدنا أبو طاهر أحمد بن
محمد السلفي أنشدنا القاضي أبو عمرو مسعود بن علي الملحي بأردبيل لنفسه قال
لما فرغت من قراءة كتاب اللمع في أصول الفقه (2) على الشيخ أبي إسحاق
الشيرازي ببغداد أنشدته

(1) تحرفت بالأصل، و " ز "، وم، ود إلى أنا. والصواب ما أثبت قارن مع مشيخة ابن عساكر 13 / أ والمشيخة أيضا
207 / أ.
(2) كتاب اللمع في أصول الفقه (مطبوع) صنفه إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي، أبو إسحاق، نزيل
بغداد.
12

* إن الإمام أبا إسحاق درس لي * ما صاغه من أصول الفقه في اللمع
فسوف أشكر ما يأتيه من كرم * علامة العلماء الألمعي معي *
قال وأنشدنا أبو عمرو لنفسه
* أراني هدني طول الليالي * كعنين تعانيه عجوز
يقول الشافعي يجوز هذا * وقول أبي حنيفة لا يجوز *
قرأت بخط أبي القاسم بن صابر سألت القاضي أبا عمرو مسعود بن علي عن مولده (1)
فقال في يوم عاشوراء من سنة إحدى وعشرين وأربعمائة
7380 مسعود بن علي أبو البركات البغدادي
قدم دمشق وحدث بها
سمع منه شيخنا أبو محمد بن الأكفاني وقرأت اسمه بخطه في تسمية شيوخه الذين
سمع منهم
7381 مسعود بن محمد بن مسعود
أبو المعالي النيسابوري الفقيه الشافعي المعروف بالقطب (2)
كان أبوه من طريثيث وكان أديبا يقرأ عليه الأدب ونشأ هو من صباه في طلب العلم
وتفقه (3) على جماعة بنيسابور ورحل إلى مرو وتفقه عند شيخنا أبي إسحاق إبراهيم بن
محمد المروذي وسمع الحديث بنيسابور من شيخنا أبي محمد هبة الله بن سهل السيدي
وغيره ودرس في المدرسة النظامية بنيسابور مع الشيوخ الكبار نيابة عن ابن بنت الجويني
واشتغل بالوعظ وقدم علينا دمشق سنة أربعين وخمسمائة وعقد مجلس التذكير وحصل له
قبول وتولى التدريس بالمدرسة المجاهدية ثم تولى التدريس بالزاوية الغربية بعد موت
شيخنا أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه وكان حسن النظر مرابطا على التدريس ثم
خرج إلى حلب وتولى التدريس بها مدة في المدرستين اللتين بناهما له نور الدين وأسد
الدين رحمهما الله ثم خرج من حلب ومضى إلى همذان وتولى بها التدريس وهو بها

(1) قوله: " مولده "، فقال، مكانه بياض في " ز ".
(2) ترجمته في وفيات الأعيان 5 / 196 والطبقات الكبرى للسبكي 7 / 298 والبداية والنهاية (بتحقيقنا: الفهارس) وسير
أعلام النبلاء 21 / 106 والعبر 4 / 235 وشذرات الذهب 4 / 263.
(3) مكانها بياض في " ز ".
13

إلى الآن له قبول ثم رجع إلى دمشق وتولى التدريس بالزاوية الغربية وحدث بها إلى أن
مات وقد تفرد برئاسته أصحاب الشافعي
وكان حسن الأخلاق كريم العشرة متوددا إلى الناس متواضعا قليل التصنيع
مات رحمه الله آخر يوم من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وصلي عليه
صبيحة الجمعة يوم عيد الفطر ودفن في المقبرة التي أنشأها جوار مقبرة الصوفية غربي
دمشق على الشرف القبلي
7382 مسعود بن أبي مسعود
أحد ولاة الصائفة لمعاوية
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (1)
وفيها يعني سنة ست وخمسين شتا مسعود بن أبي مسعود أرض الروم
7383 مسعود بن مصاد أو ابن أنيف (2) بن عبيد بن مصاد الكلبي
من أهل المزة شاعر فارس ذكر له أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد الأبيوردي
النسابة فيما جمعه من نسب إلى أبي سفيان وأجازه لي
* ألا صرمت حبالك واستمرت * وحلت عقدة العهد الوثيق
فإن تصرم حبالي أو تبدل * فقد يسلو الصديق عن الصديق *
7384 مسعود بن مطيع السجزي
سمع بدمشق عقيل بن عبد الله
ذكر من اسمه مسكين
7385 مسكين بن أنيف ويقال ابن عامر بن أنيف الدارمي
اسمه ربيعة تقدم ذكره في حرف الراء (3)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 224 (ت. العمري).
(2) فوقها في " ز ": ضبة.
(3) راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق 18 / 53 رقم 2140 اسمه ربيعة ولقبه: مسكين.
14

7386 مسكين بن بكير أبو عبد الرحمن الحراني (1)
سمع الأوزاعي بدمشق وسعيد بن عبد العزيز وعبد الله بن العلاء بن زبر ومحمد
ابن مهاجر وبحمص أرطأة بن المنذر وثابت بن عجلان وبالعراق شعبة بن الحجاج
وبالجزيرة جعفر بن برقان وبالحجاز مالك بن أنس
روى عنه أحمد بن حنبل ومخلد بن مالك وعبد الله بن محمد النفيلي وأحمد بن
أبي شعيب والخضر بن محمد بن شجاع ومحمد بن سعيد الحرانيون وإبراهيم بن
موسى ومحمد بن مهران الرازيان وموسى بن أيوب النصيبي (2) وأبو مسلم محمد بن
يحيى بن عمار الرازي القهستاني وهوبر بن معاذ الكلبي ونصر بن عاصم الأنطاكي
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا
محمد بن محمد الباغندي
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا سعيد بن أحمد بن محمد أنا أبو محمد
المخلدي أنا أبو العباس بن السراج
ح وأخبرنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن
عمر العمري (3)
ح وأنا أبو الفتح محمد بن علي المصري أنا محمد بن عبد العزيز بن محمد الفارسي
قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح نا يحيى بن محمد بن صاعد قالوا أنا أبو مسلم الحسن
ابن أحمد الحراني نا مسكين بن بكير عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) طاف على نسائه بغسل واحد وفي حديث ابن صاعد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يطوف [* * * *]
أخرجه مسلم عن الحسن بن أحمد
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو القاسم بن حبابة

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 61 وتهذيب التهذيب 5 / 423 والجرح والتعديل 8 / 329 ميزان الاعتدال 4 / 101
والمغني في الضعفاء 2 / 655 والتاريخ الكبير 8 / 3.
(2) في " ز ": " النطيعي ".
(3) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
15

قال قرئ على أبي محمد بن صاعد نا أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني
نا مسكين بن بكير عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أهل ناس مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعمرة في حجة وكنت ممن أهل بعمرة [* * * *]
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الفضل الزهري نا يحيى
ابن محمد بن صاعد نا أبو مسلم الحسن بن أحمد الحراني نا مسكين بن بكير عن
الأوزاعي عن ابن شهاب عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) شرب قائما [* * * *]
قال ابن صاعد وهذا لا يحفظ إلا من حديث مسكين
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل (1) وأبو
الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (2)
مسكين بن بكير أبو عبد الرحمن الحذاء الحراني (3) عن شعبة (4) وجعفر بن
برقان وثابت بن عجلان
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (5)
مسكين بن بكير الحذاء أبو عبد الرحمن الحراني روى عن الأوزاعي وسعيد بن
عبد العزيز وأرطأة بن المنذر وعبد الله بن العلاء وشعبة روى عنه ابن نفيل الحراني
وأحمد بن أبي شعيب وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى ومحمد بن مهران سمعت
أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول

(1) قوله: " أنا أبو الفضل " استدرك على هامش " ز "، وبعده صح.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 8 / 3 - 4.
(3) زيادة عن التاريخ الكبير.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وعبارة التاريخ الكبير: روى عنه ابن حنبل عن شعبة.
(5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 329.
16

أبو عبد الرحمن مسكين بن بكير الحراني عن شعبة وجعفر بن برقان وثابت بن
عجلان روى عنه أحمد بن حنبل والنفيلي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو عبد الرحمن مسكين بن بكير الحراني الحذاء
أخبرنا أبو الفضل أيضا قراءة عن أبي طاهر الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال أبو عبد الرحمن مسكين بن بكير
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو عبد الرحمن مسكين بن بكير الحذاء الجزري الحراني عن جعفر بن برقان
وشعبة كثير الوهم والخطأ روى عنه أبو جعفر النفيلي وأحمد بن حنبل كناه لنا أبو
عروبة
قرأت على أبي الحسن السلمي (1) عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي أنا هبة
الله بن إبراهيم الصواف أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار نا أبو عروبة الحسين بن
محمد بن مودود قال
في الطبقة الرابعة من أهل الجزيرة مسكين بن بكير الحذاء الحراني كنيته أبو عبد
الرحمن سمعت محمد بن الحارث قال كان أبيض الرأس واللحية
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل محمد بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال
مسكين بن بكير أبو عبد الرحمن الحذاء الحراني عن شعبة روى عنه عبد الله بن
محمد النفيلي في آخر تفسير سورة البقرة روى البخاري عن محمد غير منسوب عن النفيلي
وقال لي أبو عبد الله بن البيع (2) الحافظ إن محمدا هذا هو ابن إبراهيم البوسنجي وهذا
الحديث فيما أملاه البوسنجي بنيسابور والله أعلم

(1) في م: السالمي.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " الربيع " والمثبت عن د، وم، و " ز ".
17

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (1) أنا علي بن أبي طاهر القزويني فيما كتب إلي نا أبو بكر
الأثرم قال سئل أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل عن مسكين بن بكير فقدمه على
مخلد بن يزيد قال يحدث عن شعبة بأحاديث لم يروها عنه (2) أحد
أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو الفضل محمد بن ناصر بن علي
قالا أنا المبارك بن عبد الجبار أنا إبراهيم بن عمر البرمكي أنا محمد بن عبد الله بن
خلف أنا عمر بن محمد الجوهري نا أحمد بن محمد بن هانئ قال سمعت أبا عبد الله
وذكر أبا جعفر النفيلي فأثنى عليه وذكر أنه قد كتب عنه وقال كان يجئ معي إلى مسكين
يعني ابن بكير وكأنه حسن أمر مسكين قلت لأبي عبد الله نظرت في حديث مسكين عن
شعبة فإذا فيها خطأ فقال من أين كان يضبط هو عن شعبة كان عنده حديث عن شعبة عن
يونس قال سألت هشام بن عروة فقلت له قد سمعت أبا جعفر يذكره عن مسكين
وقلت (3) لأبي عبد الله ليس يروي هذا غيره فقال ما سمعته من غيره قلت له وروى
عن شعبة عن أبي بلج (4) عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال سدوا أبواب
المسجد إلا باب علي فقال قد روى شعبة الحديث [* * * *]
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر السامي نا يوسف بن أحمد أنا أبو جعفر
العقيلي (5) حدثني الخضر بن داود نا أحمد بن محمد قال سمعت أبا عبد الله وذكر أبا (6)
جعفر النفيلي فأثنى عليه خيرا وقال كان يجئ معي إلى مسكين بن بكير وكأنه حسن أمر
مسكين قلت لأبي عبد الله نظرت في حديث مسكين عن شعبة فإذا فيها خطأ فقال من
أين كان يضبط هو عن شعبة

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 329.
(2) زيادة عن الجرح والتعديل.
(3) قوله: " وقلت " مكانها بياض في م.
(4) بالأصل: " المليح " والمثبت عن " ز "، ود، وقوله: " عن أبي بلج " مكانه بياض في م. راجع ترجمة عمرو بن ميمون الأودي في تهذيب الكمال 14 / 346.
(5) الخبر رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 4 / 221.
(6) تحرفت بالأصل إلى: " أبو " والمثبت عن م و " ز "، والضعفاء الكبير.
18

أخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب نا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال
سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول قلت
ليحيى بن معين فمسكين بن بكير فقال ليس به بأس
أنبأنا أبو الحسين (1) القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (2) نا الحسين بن الحسن قال سألت يحيى بن معين عن
مسكين بن بكير فقال لا بأس به
قال وسألت أبي عن مسكين بن بكير فقال لا بأس به صالح (3) الحديث يحفظ
الحديث
قرأت على أبي الحسن الفرضي عن أبي العباس الرازي أنا أبو القاسم الصواف أنا
أبو الحسن الأذني نا أبو عروبة الحراني قال وحدثني إسحاق بن زيد ومحمد بن كثير
قالا سمعنا أبا جعفر بن نفيل يقول
مات مسكين بن بكير سنة ثمان وتسعين ومائة زاد محمد بن يحيى عن أبي جعفر
ونصر بن شبيب محاصر أهل حران
/ ذكر من اسمه مسلمة / (4)
7387 مسلمة بن إبراهيم بن عبد الله بن أمية بن عبد الله بن خالد
ابن أسيد بن أبي العيص القرشي الأموي
كان يسكن الراهب خارج دمشق

(1) بالأصل، و " ز "، ود، وم: " أبو القاسم الحسين القاضي " تحريف، صوبنا السند قياسا إلى سند مماثل، والسند معروف.
(2) الجرح والتعديل 8 / 329.
(3) في الجرح والتعديل: صحيح الحديث، وكتب محققه بهامشه عن نسخة: صالح.
(4) كذا ضبطت بالقلم بالأصل.
19

ذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز في تسمية من كان بدمشق من بني
أمية وذكر ابنا له اسمه إبراهيم فطيم وثلاث بنات عبيدة بن مسلمة عاتق وآمنة (1) بنت
مسلمة بنت سبع سنين وعبادية بنت مسلمة بنت ست سنين
7388 مسلمة بن إبراهيم البيروتي
حدث عن أبي إسحاق البغدادي الأصم
روى عنه أبو الحارث محمد بن عمرو بن مسعدة البيروتي
أنبأنا أبو القاسم النسيب وحدثنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي (2)
عنه أنا رشأ بن نظيف إجازة أنا عبد الوهاب بن الميداني حدثني أبو هاشم المؤدب نا
الحسين بن محمد بن أحمد بن برغوث نا أبو الحارث محمد بن عمرو البيروتي نا مسلمة
ابن إبراهيم البيروتي عن أبي إسحاق البغدادي الأصم عن الطنافسي قال رأى سفيان
الثوري غلاما له طرة فقال لاط القوم ورب الكعبة
7389 مسلمة بن أبي بكر بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي
أمه أم ولد
ذكره أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد الأبيوردي النسابة
7390 مسلمة بن جابر اللخمي
حدث عن منبه بن عثمان
روى عنه سليمان الطبراني
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثنا عنه أبو مسعود الأصبهاني أنا أبو نعيم
الحافظ نا سليمان بن أحمد نا مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي نا منبه بن عثمان عن
ثور بن يزيد أو غيره عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ذات يوم أتحبون أن يكون لكم سدس الجنة قالوا بلى يا رسول
الله عرضها السماوات والأرض قال فخمسها قالوا نعم قال فالربع قالوا فذاك

(1) في م، و " ز "، ود: أمية.
(2) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، وبعدها صح.
20

أكبر قال أرجو أن أكون أنا وأمتي نصف أهل الجنة ثم أقاسم الأنبياء النصف
الباقي [* * * *]
7391 مسلمة بن حبيب بن مسلمة الفهري
كان أميرا على جند دمشق مع مسلمة بن عبد الملك في غزاة القسطنطينية له ذكر في
حديث
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ نا الوليد قال
وأخبرني غير واحد قالوا
لما قطع مسلمة الدرب (1) وأفضى إلى ضواحي أرض الروم أتاه كتاب ليون بن
قسطنطين وهو عامل لصاحب القسطنطينة (2) على الضواحي إلى مسلمة يعلمه ولاية من يلي
وأنه إن أعطاه ما يسأله قدم عليه فناصحه وقواه على فتحها فقرأ مسلمة كتاب إليون على
الأمراء وأهل مشورته فاجتمع رأيهم جميعا على إجابته إلى ما سأل وسكت مسلمة بن
حبيب بن مسلمة وهو أمير جند دمشق فقال مسلمة بن عبد الملك أيها الشيخ مالك لا
تتكلم فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذكر الروم فقال أصحاب صحر ونحر ومكر [* * * *]
وهذه إحدى مكرهم فلا تعطه إلا السيف فتضاحك به أمراء الأجناد وقالوا كبر الشيخ
وقالوا ما عسى أن يكون عند ليون مع هذه الجموع فكتب إليه مسلمة بأمانه على ما سأل
فقدم في اثني عشر ألفا من أساورته فكاتبه على مناصحته ومظاهرته على الروم ودلالته على
ما فيه سبب فتح القسطنطينة (3) على بطرقته وتمليكه على جماعة الروم الذين يؤدون الجزية
كبطريق جرزان (4) وأرمينية فكاتبه على ذلك وأشهد عليه وذكر الحديث في خديعة ليون
مسلمة حتى جمع غلال ما حول القسطنطينة وإشارته عليه بالخروج إلى بعض الوجوه ومكاتبة
ليون الروم ليملكوه عليهم ويخلي بينهم وبين حمل الغلال حتى كان ذلك سبب رحيل
مسلمة عن القسطنطينة (5)

(1) الدرب: إذا أطلقت لفظ الدرب أردت به ما بين طرسوس وبلاد الروم، لأنه مضيق كالدرب (معجم البلدان).
(2) كذا بالأصل ود، وفي " ز " وم: " القسطينية ".
(3) راجع الحاشية السابقة.
(4) جرزان: اسم جامع لناحية بأرمينية تفليس (معجم البلدان).
(5) استدركت عن هامش الأصل.
21

7392 مسلمة بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية
ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي
وفد على عمر بن عبد العزيز ولم أجد له ذكرا في كتاب الزبير بن بكار (1)
قرأت بخط محمد بن عبد الله بن جعفر أخبرني أبو الطيب محمد بن حميد بن
سليمان نا وزيرة بن محمد نا أيوب بن سليمان الرصافي قال سمعت أبي يقول
لما ثقلت وطأة عمر بن عبد العزيز على بني أمية اجتمعوا ببابه منكرين لما كان منه
وفي القوم مسلمة بن عبد الملك ومسلمة بن سعيد بن العاص فقال مسلمة بن سعيد
لمسلمة يا أبا سعيد ما تقول في هذا الأمر الذي نحن فيه فقال أرى أنه إبراء من الأضرار
نزل بكم في دنياكم نقمة عليكم بقول هذا الرجل وما أرى لكم شيئا تلجأون (2) إليه إلا الصبر
إلى انقضاء مدته فإما خلفه من كان يرى بكم ما كان يراه خلفاؤكم وإما اقتدى بسيرته
فيكم فراضكم (3) الصبر على القناعة فقال له مسلمة بن سعيد أجلتنا على مدة تعتادونها
مالي نفسي تقوى على هذا فقوموا بنا
فدخل الحاجب على عمر فأعلمه بمكانهم فقال قد عرفت الأمر الذي جمعهم والله
لا انصرفوا إلا بما يسود وجوههم أدخل علي زعيمهم مسلمة بن سعيد فأدخله فسلم
وجلس فأخذ في تقريظ عمر فقال له دع هذا وخذ فيما جئت له فقال يا أمير
المؤمنين إن الأمر قد أفضى بأهل بيتك إلى ما يرق لهم منه العدو فقال له عمر هيهات
تلك أثرة حملها المعتدون على كاهل الدين فأوقروه إنما يتراد بهم في صدورهم حسرات لما
أسلفوا والله ما ازددت لهم نظرا إلا ازداد البلاء عليهم ثقلا فقال له مسلمة فادفع إلينا
صكاك قطائعنا من خلفائنا فقال عمر ذكرتني الطعن وكنت ناسيا يا جارية ذلك
الصندوق (4) فوضع بين يديه ففتحه وجعل يخرج تلك السجلات فيحرقها كتابا كتابا فقال
له مسلمة لا صبر على هذا فقال بلى (5) والله تصبر عليه غير مكرم في دنيا ولا مأجور في

(1) ولم أجده أيضا في كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري.
(2) بالأصل و " ز "، ود، وم: تلجأوا.
(3) بالأصل: برضاكم، والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(4) زيادة عن " ز " وم، ود.
(5) من قوله: يخرج... إلى هنا استدرك على هامش " ز "، وبعده صح.
22

دين فقال له أراحنا الله منك فقال له عمر لا ضير (1) هلم فيدي معقودة بيدك إلى أن
نوافي الموسم فأجعلها إلى المسلمين فيكونون هم الذين يختارون لأنفسهم فقال له
مسلمة لا يمنعني ما يسوءني في أهل بيتي أن أقول فيك الحق والله لا يعدلون بها عنك (2)
7393 مسلمة بن سعيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي (3)
حكى عن أبيه وهشام بن عروة
روى عنه سهل بن عثمان وسليمان بن عمر بن خالد ومحمد بن عمر الواقدي
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا أبو
الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ نا محمد بن علي بن حرب نا سليمان بن
عمر بن خالد قال
سمعت مسلمة بن سعيد بن عبد الملك يحدث أبي في دكانه عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يوتر بخمس ركعات لا يفصل في شئ منهن إلا
الخامسة [* * * *]
أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن أبي محمد الحسن بن علي أنا أبو
عمر بن حيوية أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن
سعد أنا محمد بن عمر الواقدي نا مسلمة بن سعيد بن عبد الملك حدثني من كان مع
الوليد يعني ابن عبد الملك وسأل الزهري يوما وهو في عسكره فقال طلقها ثلاثا
وتزوج قبل أن تنقضي عدتها قال الواقدي فسألت ابن أبي ذئب فقال سألت الزهري عن
ذلك فقال كذلك يعني نكاح الأخت في عدة الأخت
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن
مندة أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي

(1) تحرفت بالأصل، وم، و " ز "، ود، إلى: صبر، والمثبت عن المختصر.
(2) ذكر ابن عبد الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز رواية قريبة مما ورد هنا، حصلت بين عمر بن عبد العزيز وعنبسة ابن سعيد بن العاص (ص 55 و 56).
(3) ترجمته في ميزان الاعتدال 4 / 108 ولسان الميزان 6 / 33 والمغني في الضعفاء 2 / 657 والجرح والتعديل 8 /
266.
23

قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مسلمة بن سعيد بن عبد الملك روى عن هشام بن عروة وأبيه روى عنه سليمان بن
عمر بن خالد الأقطع (2) وسهل بن عثمان العسكري سألت أبي عنه فقال أرى أحاديثه
صحاحا
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى أنا محمد بن علي بن علي بن
الدجاجي وعلي بن محمد بن الحسن في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال مسلمة
ابن سعيد بن عبد الملك ضعيف يعتبر به (3)
7394 مسلمة بن عبد الله بن ربعي الجهني الداراني العدل (4)
روى عن عمه أبي مشجعة وعمر بن عبد العزيز وخالد بن اللجلاج وعمير بن
هانئ
روى عنه محمد بن عبد الله الشعيثي ومحمد بن عبد الله بن علاثة ومروان بن
محمد وسليمان بن عطاء بن قيس الحراني
أخبرنا أبو الحسن علي بن (5) المسلم أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
ابن السمسار أنا أبو عبد الله بن مروان نا سليمان بن أيوب بن حذلم نا سليمان بن عبد
الرحمن نا الوليد بن مسلم نا محمد بن عبد الله البصري عن مسلمة بن عبد الله الجهني
عن خالد بن اللجلاج عن أبيه قال
كنا نعمل في السوق فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) برجل فرجم فجاء رجل فسألنا أنا ندله على
مكانه الذي رجم فيه فجئنا به حتى أتينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلنا يا رسول الله إن هذا جاء
يسألنا عن ذلك الخبيث الذي رجم اليوم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا تقولوا الخبيث فوالله
لهو أطيب عند الله من المسك [* * * *]
رواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن الشعيثي بإسناده نحوه

(1) الجرح والتعديل 8 / 266.
(2) في الجرح والتعديل: ابن الأقطع.
(3) ميزان الاعتدال 4 / 108.
(4) ترجمته في تاريخ داريا ص 91 وتهذيب الكمال 18 / 99 وتهذيب التهذيب 5 / 438 والجرح والتعديل 8 / 269
والتاريخ الكبير 7 / 388.
(5) استدركت على هامش " ز "، وبعدها صح.
24

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا علي بن محمد بن طوق أنا
عبد الجبار بن محمد بن مهنى (1) أنا أبو الجهم نا عباس هو ابن الوليد بن صبح الخلال
نا مروان بن محمد حدثني مسلمة العدل شيخ من أهل داريا حدثني عمير بن هانئ عن
أبي العذراء عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحلوا الله يغفر لكم [* * * *]
قال مروان بن محمد قوله أحلوا الله أي أسلموا لله يغفر لكم
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا أبو بكر الخليل بن
هبة الله أنا أبو الحسين الكلابي نا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن
الوليد بن صبح نا مروان نا مسلمة العدل عن عمير بن هانئ عن أبي العذراء عن أم
الدرداء عن أبي الدرداء قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحلوا الله يغفر لكم [* * * *]
قال مروان وتفسيره أحلوا الله يغفر لكم أي أسلموا الله يغفر لكم
أخبرنا أبو محمد المزكي نا عبد العزيز الصوفي أنا علي بن محمد نا عبد الجبار
ابن مهنى قال (2) قال عبد الرحمن بن إبراهيم اسمه مسلمة بن عبد الله الجهني كان على
بيت المال زمن هشام وكان أيضا على تابوت الزكاة بدمشق
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أبو بكر
الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو عبد الله البخاري قال (3)
مسلمة بن عبد الله الجهني سمع عمر بن عبد العزيز روى عنه محمد الشعيثي وابن
علاثة
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الخلال إذنا قالا أنا أبو القاسم بن
مندة أنا أبو علي إجازة

(1) رواه القاضي عبد الجبار في تاريخ داريا ص 91.
(2) رواه القاضي عبد الجبار في تاريخ داريا ص 92.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 388.
25

ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مسلمة بن عبد الله الجهني روى عن عمر بن عبد العزيز وخالد بن اللجلاج وعمه
أبي مشجعة روى عنه محمد بن عبد الله الشعيثي ومحمد بن عبد الله بن علاثة سمعت
أبي يقول ذلك
ثم قال بعد ذلك (2)
مسلمة العدل روى عن عمير بن هانئ روى عنه مروان الطاطري سألت أبي عنه
فقال مجهول
قال ابن عساكر (3) كذا فرق ابن أبي حاتم بينهما وهو واحد (4)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في الطبقة الثالثة مسلمة بن عبد الله الجهني صاحب
تابوت الزكاة روى عنه الشعيثي وسعيد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا أبو الحسن الربعي أنا
أبو الحسين الكلابي أنا أحمد قراءة
قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة مسلمة بن عبد الله الجهني
دمشقي كان على بيت المال زمن هشام (5)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد التميمي أنا أبو

(1) الجرح والتعديل 8 / 269 ترجمة رقم 1226.
(2) الجرح والتعديل ترجمة رقم 1229.
(3) زيادة منا.
(4) عقب المزي في تهذيب الكمال على تعقيب ابن عساكر بقوله: وفي ذلك نظر، وما قاله ابن أبي حاتم أولى بالصواب،
فإن الجهني معروف ليس بمجهول، قد روى عنه غير واحد كما تقدم، ولم يدركه الطاطري إلا أن تكون روايته عنه مرسلة، والله أعلم.
(5) تهذيب الكمال 18 / 99.
26

الميمون نا أبو زرعة (1) نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال
بعثني مكحول بدينار إلى مسلمة الجهني وكان على تابوت الزكاة في بيت المال
قال أبو زرعة وهذا هو صاحب حديث (2) خالد بن اللجلاج حديث أبيه في
الرجم
أخبرنا أبو محمد السلمي قراءة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد
الرازي أخبرني أبي نا محمد بن جعفر نا الحسن بن محمد بن بكار نا أبي نا سعيد
قال
أعطاني مكحول نفقة لا أدري كم هي زكاة ماله وأمرني أن أدفعها إلى مسلمة الجهني
وهو على بيت المال ليجعلها في تابوت الصدقة ففعلت (3)
7395 مسلمة بن عبد الحميد الضبي
من أهل دمشق له ذكر فيما ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز
7396 مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
ابن عبد شمس أبو سعيد وأبو الأصبغ (4) الأموي (5)
روى عن عمر بن عبد العزيز
روى عنه معاوية بن خديج (6) ويحيى بن يحيى الغساني وعيينة ابن أبي عمران والد
سفيان وعبد الملك بن أبي عثمان
وكانت داره بدمشق في محلة القباب عند باب الجامع القبلي وولي الموسم في أيام
الوليد وغزا الروم غزوات وحاصر القسطنطينة (7) وولاه أخوه يزيد إمرة العراقين ثم عزله
وولي أرمينية

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 360.
(2) الزيادة عن تاريخ أبي زرعة 1 / 361.
(3) استدركت على هامش الأصل.
(4) زيد بعدها بالأصل، وم، ود، و " ز ": يكنى بهما جميعا.
(5) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 100 وتهذيب التهذيب 5 / 438 ووفيات الأعيان 6 / 303 والجرح والتعديل 8 /
266 والتاريخ الكبير 7 / 387 وسير أعلام النبلاء 5 / 241 وتاريخ خليفة (الفهارس).
(6) قال المزي أراه والد زهير بن معاوية الجعفي.
(7) كذا بالأصل ود، وفي م و " ز ": القسطنطينية.
27

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا أبو الحسين
ابن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم الأدمي وهو
ابن راشد نا سليمان بن إبراهيم نا حراش بن مالك الجهضمي عن عبد الملك بن أبي
عثمان عن مسلمة بن عبد الملك قال
لما احتضر عمر بن عبد العزيز كنا عنده في قبة فأومأ إلينا أن اخرجوا فخرجنا
فقعدنا حول القبة وبقي عنده وصيف فسمعناه يقرأ هذه الآية " تلك الدار الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " (1) ما أنتم بإنس ولا جان ثم
خرج الوصيف فأومأ إلينا أن ادخلوا فدخلنا فإذا هو قد قبض
قال ابن عساكر (2) ذكره الخطيب بالحاء وفي سماعنا من ابن السمرقندي خراش
بالخاء المعجمة والله أعلم بالصواب
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى
قالا أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد بن حفص قال
قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش
مسلمة بن عبد الملك يكنى أبا سعيد ذكره فيمن ولي العراق وجمع له
المصران (3)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (4)
في تسمية ولد عبد الملك قال
ومسلمة بن عبد الملك وكان من رجالهم وكان يلقب الجرادة الصفراء وله آثار كثيرة
في الحروب ونكاية في الروم
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو

(1) سورة القصص، الآية: 83.
(2) زيادة منا.
(3) تهذيب الكمال 18 / 100.
(4) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 165.
28

الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد
ابن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان نا محمد بن سهل أنا البخاري قال (1)
مسلمة بن عبد الملك
قال ابن عساكر (2) لم يزد
أنبأنا وأبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا عبد الرحمن بن محمد أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص روى عن (4) روى
عنه معاوية بن خديج وعبيد الله بن قزعة الحرشي سمعت أبي يقول ذلك
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن النسائي أخبرني أبي قال
أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك بن مروان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا
أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
مسلمة بن عبد الملك أبو سعيد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
أحمد بن عمير إجازة
ح وأنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا أبو الحسن الربعي أنا عبد
الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة
قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام مسلمة بن عبد
الملك (5)

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 387.
(2) زيادة منا.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 266.
(4) زيادة عن م، و " ز "، ود والجرح والتعديل: " روى عن... ".
(5) تهذيب الكمال للمزي 18 / 100 طبعة دار الفكر.
29

أخبرتنا (1) أم البهاء فاطمة بنت محمد أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر
محمد بن إبراهيم أنا أبو الطيب محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد الزهري أنا أبي قال
وغزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم سنة ست وثمانين وفتح الله على يديه حصن
بوق (2) وحصن الأخرم قبل وفادة عبد الملك وغزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم
وفتح بولعس (3) وممعم (4) وبلغ عسكره تلول نابلس يعني سنة سبع وثمانين وغزا مسلمة
والعباس بن الوليد فرابطا طوانة (5) من أرض الروم وشتوا عليها وجمعت لهم الروم
فساروا إليهم بجمع عظيم فهزمهم الله وقتل منهم زهاء خمسين ألفا وفتح الطوانة
والجرجومة (6)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (7)
قال ابن الكلبي وفي سنة ست وثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الروم ففتح
حصن تولق (8) وحصن الأخرم قبل وفاة عبد الملك
وفيها (9) يعني سنة سبع (10) وثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك فافتتح قمنقم (11)
وبحيرة الفرسان وبلغ عسكره فلود بأنس (12) فقتل وسبى

(1) كتب فوقها في د، و " ز ": ملحق.
(2) كذا بالأصل وم، ود، و " ز "، وفوقها في " ز ": ضبة، والذي في معجم البلدان: بوقاس بلد من حلب وثغر المصيصة، وربما قيل له يوقا بإسقاط السين.
(3) كذا رسمها بالأصل وم، و " ز "، ود.
(4) كذا رسمها بالأصل وم، و " ز "، ود.
(5) طوانة: بلد ثغور المصيصة.
(6) بدون إعجام بالأصل وبقية النسخ، ولعل الصواب ما أثبت والجرجومة، كما في معجم البلدان، بضم
الجيمين كانت على جبل اللكام بالثغر الشامي عند معدن الزاج فيما بين بياس وبوقة قرب أنطاكية.
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 292 (ت. العمري).
(8) كذا بالأصل ود، وتاريخ خليفة، وفي تاريخ الطبري: بولق، وفي م: تلولق ز وفي " ز ": " تولو ".
(9) تاريخ خليفة ص 301.
(10) تحرفت بالأصل و " ز "، وم، إلى ست.
(11) بدون إعجام بالأصل وم ود، والمثبت عن " ز "، وفي تاريخ خليفة: " فيعم " وكتب محققه بالهامش: لعل
الصواب: قمقم.
(12) كذا بالأصل وم ود، و " ز "، وفوقها في " ز ": ضبة، وفي تاريخ خليفة: قلوذ يماثلس.
30

وفيها (1) يعني سنة ثمان وثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد بن
عبد الملك قرى أنطاكية وشتوا بها فجمعت لهم الروم جمعا كثيرا فساروا إليهم فهزم الله
الروم وقتل منهم بشرا كثيرا وفتح الله جرجومة (2) وطوانة
وفيها يعني (3) سنة تسع وثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك عمورية فلقي جمعا
للمشركين فهزمهم الله
وفيها سنة تسعين غزا مسلمة بن عبد الملك (4) سورية ففتح الحصون الخمس التي
يحصى
وفيها (5) يعني سنة إحدى وتسعين عزل الوليد محمد بن مروان عن الجزيرة وأرمينية
وأذربيجان فولاها مسلمة بن عبد الملك فغزا مسلمة سنة إحدى وتسعين الترك حتى بلغ
الباب من نحو أذربيجان ففتح مدائن وحصونا ودان له من وراء الباب
وفيها (6) يعني سنة ثلاث وتسعين غزا مسلمة بن عبد الملك فافتتح ما بين الحصن
الحديد من ناحية ملطية
وفيها (7) يعني سنة أربع وتسعين غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم فافتتح
سندرة وأقام الحج مسلمة بن عبد الملك
وفيها (8) يعني سنة خمس وتسعين افتتح مسلمة بن عبد الملك مدينة الباب من
أرمينية وهدم مدينتها وأخربها ثم بناها مسلمة بعد ذلك تسع سنين
حدثني أبو خالد عن أبي البراء حدثني زيد (9) بن أسيد قال غزا مسلمة سنة خمس
وتسعين وافتتح مدينتين (10) ومدينة صول حتى أتى مدينة الباب

(1) تاريخ خليفة ص 302.
(2) بدون إعجام بالأصل، وفي د: " خرومومه " وفي م: " جثومة " ومكانها بياض في " ز " وكتب في البياض: طمس، وفي تاريخ خليفة: جرثومة.
(3) تاريخ خليفة ص 302 و 303.
(4) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
(5) تاريخ خليفة ص 303.
(6) تاريخ خليفة ص 305.
(7) تاريخ خليفة ص 306.
(8) تاريخ خليفة ص 307.
(9) كذا بالأصل و " ز "، وم، ود، وفي تاريخ خليفة: يزيد.
(10) كذا بالأصل وم، و " ز "، ود، والذي في تاريخ خليفة: فافتتح شروان وجمران والبران ومدينة صول.
31

وأغزا سليمان بن عبد الملك الصائفة مسلمة بن عبد الملك يعني سنة ست
وتسعين (1)
وفيها (2) يعني سنة سبع وتسعين غزا مسلمة بن عبد الملك برجمة (3) والحصين الذي
افتتح الوضاح وهو حصن ابن عوف وافتتح مسلمة أيضا حصن الحديد وسردا وشتا (4)
بضواحي الروم
وفي (5) سنة ثمان وتسعين شتا مسلمة بضواحي الروم وشتا عمر بن هبيرة في (6)
البحر فسار مسلمة من مشتاه حتى صار إلى القسطنطينة (7) في البحر والبر فجاوز الخليج
وافتتح مدينة السقالبة وأغارت خيل برجان على مسلمة فهزمهم الله وخرب مسلمة ما بين
الخليج وقسطنطينة (8)
أخبرتنا (9) أم البهاء فاطمة بنت محمد أنا أحمد بن محمود أنا محمد بن إبراهيم أنا
محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد الزهري قال قال أبي
ثم غزا مسلمة بن عبد الملك حين رجع من الطوانة فواقع الروم بعمورية فهزمهم
وغزا مسلمة بن عبد الملك سورية وفتح الله على يديه الحصون الخمسة التي بها (10) ثم
حج بالناس مسلمة بن عبد الملك سنة أربع وتسعين وغزا مسلمة الروم يعني سنة ست
وتسعين وسار مسلمة من مشتاه حين صار إلى القسطنطينة في البر والبحر وفتح مدينة
الصقالبة ثم أغارت عليه خيل برجان (ب‍ 11) وهو في قلة من الناس فهزمهم الله وجهز عمر
ابن عبد العزيز الطعام والشراب والدواب إلى مسلمة وأذن لمن كان له حميم أن يحمل
إليهم وغزا مسلمة أرض الروم قيسارية في سنة ثمان ومائة وغزا مسلمة الترك فأخذ على

(1) تاريخ خليفة ص 313.
(2) تاريخ خليفة ص 314.
(3) بدون إعجام بالأصل، و " ز "، وم، والمثبت عن د، وتاريخ خليفة، وبرجمة: حصن للروم في شعر جرير (معجم
البلدان).
(4) في تاريخ خليفة: وسردوسل بضواحي الروم.
(5) زيادة لازمة اقتضاها السياق.
(6) تاريخ خليفة ص 315 - 316.
(7) كذا بالأصل ود، وفي م و " ز "، وتاريخ خليفة: " القسطنطينية ".
(8) راجع الحاشية السابقة.
(9) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(10) استدركت عن هامش الأصل.
(11) بالأصل ود: " برحان " وفي م و " ز ": " برحال " وقد تقدم قريبا: برجان.
32

باب اللان حتى لقي خاقان في جموعه (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال وفيها يعني سنة ثمان وثمانين غزا مسلمة بن عبد
الملك وعباس بن أمير المؤمنين طوانة وفي سنة اثنتين وتسعين فتح لمسلمة بن عبد الملك
طريدة وفي ثلاث وتسعين فتح لمسلمة بن عبد الملك أماسه وبرحامه والحصن الحديد
وحصن غزالة وحج عامئذ يعني سنة أربع وتسعين بالناس مسلمة بن عبد الملك وفيها
يعني سنة سبع وتسعين غزا عمر بن هبيرة وأبو عبيدة بن عقبة ومسلمة بن عبد الملك على
الجماعة مشتاهم بشرنيد (2)
قال ونا يعقوب قال ابن بكير قال الليث في سنة ثمان وتسعين قدمت سفن أهل
أفريقية عليهم ابن أبي بردة فغزوهم بسفن وأهل مصر عليهم شريح بن ميمون فشتوا هم
والسفن الأولى عمر بن هبيرة وأبو عبيدة على المدينة في البنطس (3) وعلى الجماعة مسلمة
ابن عبد الملك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ قال قال الوليد بن مسلم
ولما بويع الوليد غزا مسلمة الصائفة فافتتح حصن قونس سنة ست وثمانين وفي سنة
سبع وثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة بمواليه فأخبرني الوليد حدثني شيخ من
أهل الجند عن من شهد الطوانة من آل مسلمة أن مسلمة كان على جماعة الناس سنة ثمان
وثمانين وفي سنة تسع وثمانين خرج مسلمة الصائفة شهرين وفي سنة اثنتين وتسعين غزا
مسلمة من قبل الجزيرة ففتح ملامسة (4) وبرجمة (5) والحديد وفي سنة ثلاث وتسعين خرج
مسلمة من قبل الجزيرة قال الوليد وبويع لسليمان وفي ذلك العام غزا مسلمة بن عبد
الملك الصائفة فافتتح هرقلة وطميم وحصونا ثلاثة معها وفي سنة سبع وتسعين غزا مسلمة
في البر وغزا ابن هبيرة في البحر وفتح مسلمة برجمة وسردة (6) وحصونا ثلاثة معها قال

(1) كتب بعدها في د: إلى.
(2) الأصل ود، وفي م: " ببشيربيد " ومكانها بياض في " ز ".
(3) خاص بالبحر الذي منه خليج قسطنطينية (معجم البلدان).
(4) فوقها ضبة في " ز ".
(5) بدون إعجام في " ز "، وفوقها ضبة.
(6) الأصل: سرية، والمثبت عن د، و " ز "، وم.
33

الوليد فحدثني بعض المشيخة أن سليمان بن عبد الملك في سنة ثمان وتسعين نزل بدابق
وكان مسلمة على حصار القسطنطينة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا عبد الرحمن بن يحيى نا أبو مسعود عن زيد بن الحباب عن الوليد بن المغيرة عن
عبد الله بن بشر (1) الغنوي عن أبيه قال
سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لتفتحن القسطنطينة ونعم الأمير أميرها ونعم الجيش
جيشها [* * * *]
قال ابن مندة رواه أبو كريب عن زيد بن الوليد بن المغيرة عن عبيد بن بشر
العبدي عن أبيه بطوله والأول أصح
كذا قال وقد أخطأ فيه على أبي كريب في قوله العبدي وقلد البخاري في حكايته
عن أبي كريب عبيد
وقد وقع لي نازلا وعاليا من حديث أبي كريب على الصواب بخلاف ما حكاه ابن
مندة
أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو
العباس أنا أبو القاسم بن الأشقر نا البخاري نا محمد بن العلاء نا زيد بن الحباب
حدثني الوليد بن مغيرة عن ابن بشر الغنوي عن أبيه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لتفتحن
القسطنطينة ولنعم الأمير أميرها فدعاني مسلمة بن عبد الملك فغزاها [* * * *]
قال البخاري وحدثني عبدة هو الصفار نا زيد نحوه وقال عبيد الله (2) بن بشر
دعاني مسلمة
وأخبرتنا عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن
عبد الله نا محمد بن هارون نا أبو كريب نا زيد بن حباب أنا الوليد بن المغيرة
المعافري عن عبيد الله بن بشر الغنوي عن أبيه قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لتفتحن القسطنطينة ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش
ذلك الجيش

(1) تحرفت بالأصل و " ز " ود إلى بسر، والمثبت عن م، راجع ترجمة بشر الغنوي في أسد الغابة 1 / 224.
(2) كذا وقع هنا بالأصل والنسخ: " عبيد الله " وقد وقع أيضا مثله في الاستيعاب وأسد الغابة.
34

قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك قال فحدثته بهذا الحديث فغزاهم (1) [* * * *]
ورواه محمد بن علي بن محرز عن زيد كرواية أبي كريب إلا أنه قال الخثعمي بدل
الغنوي (2)
أخبرناه أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل بن سليم في كتابيهما وحدثني أبو
بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني نا محمد بن إسحاق نا أبو سعيد بن
يونس نا علي بن أحمد بن سليمان نا محمد بن علي بن محرز نا زيد بن الحباب نا
الوليد بن المغيرة المعافري حدثني عبيد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه
أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لتفتحن القسطنطينة فلنعم الأمير أميرها ولنعم
الجيش ذلك الجيش
قال فحدثت بهذا الحديث مسلمة بن عبد الملك فغزا القسطنطينة [* * * *]
قال أبو سعيد بن يونس وما حدث به إلا زيد بن الحباب وعبيد الله بن بشر الخثعمي
يشبه أن يكون من ناقلة الشام
وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة إلا أنه قال عبد الله
أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (3) نا عبد الله بن محمد قال عبد الله وسمعته أنا من عبد الله
ابن محمد بن أبي شيبة نا زيد بن الحباب حدثني الوليد بن المغيرة المعافري حدثني عبد
الله بن بشر الخثعمي عن أبيه
أنه سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول لتفتحن القسطنطينة فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش
ذلك الجيش
قال فدعاني (4) مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته فغزا القسطنطينة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا علي بن محمد بن

(1) أسد الغابة 1 / 224.
(2) في أسد الغابة: بشر الغنوي... وقيل: الخثعمي.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 7 / 8 رقم 18979 طبعة دار الفكر.
(4) سقطت من الأصل، و " ز "، ود، واستدركت للايضاح عن المسند.
35

عبد الله أنا عثمان بن أحمد نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني الوليد
ابن أبي (1) المغيرة أبو العباس المعافري حدثني عبد الله بن بشر عن أبيه عن النبي
لتفتحن القسطنطينة فقال (2) مجهول
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا
أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (3)
عبيد بن بشر الغنوي عن أبيه روى عنه الوليد بن المغيرة ويقال عبيد الله حديثه
في ناحية الشام قال عبدة وعبد الله بن أبي شيبة حدثنا العكلي يعني زيد بن الحباب
عن الوليد عن عبيد الله وقال أبو كريب هو عبيد
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن يونس نا الأصمعي قال
حاصر مسلمة بن عبد الملك حصنا فأصابهم فيه جهد عظيم فندب الناس إلى نقب
منه فما دخله أحد فجاء رجل من الجند فدخله ففتح الله عليهم فنادى منادي مسلمة
أين صاحب النقب فما جاء أحد حتى نادى مرتين أو ثلاثا أو أربعا فجاء في الرابعة رجل
فقال أنا أيها الأمير صاحب النقب آخذ عهودا ومواثيقا ثلاثا لا تسودوا اسمي في صحيفة
ولا تأمروا لي بشئ ولا تشغلوني عن أمري قال فقال له مسلمة قد فعلنا ذلك بك
قال فغاب بعد ذلك فلم ير قال فكان مسلمة بعد ذلك يقول في دبر صلاته اللهم
اجعلني مع صاحب النقب
أخبرنا أبو القاسم محمود بن أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن عمر بن الحسن
ابن يونس أنا أبو نعيم الأصبهاني نا سليمان بن أحمد نا محمد بن إبراهيم أبو (4) عامر
الصوري النحوي نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي نا عقبة بن علقمة عن الأوزاعي قال
لما غزا مسلمة بن عبد الملك الروم أخذه صداع شديد فبعث إليه ملك الروم بقلنسوة

(1) فوقها ضبة في " ز ".
(2) من قوله: فلنعم الأمير.... في آخر الحديث السابق إلى هنا سقط من م.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 5 / 443 من اسمه عبيد.
(4) تحرفت في م إلى: " بن ".
36

فقال ضعها على رأسك فإنها تذهب بصداعك فقال مكيدة فأخذها فوضعها على بعض
البهائم فلم ير إلا خيرا ثم أخذها فوضعها على رأس بعض أصحابه فلم ير إلا خيرا ثم
أخذها فوضعها على رأسه فذهب الصداع عنه فأمر بها ففتقت فإذا فيها كتاب فيه سبعون
سطرا هذه الآية مكررة " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما
من أحد من بعده إنه (1) كان حليما غفورا " (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا نصر بن أحمد بن عبد الله
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين (3) بن الطيوري وأبو طاهر أحمد
ابن علي قالا أنا الحسين بن علي الطناجيري قالا أنا محمد بن زيد بن علي أنا محمد
ابن محمد بن عقبة نا هارون بن حاتم نا أبو بكر بن عياش سنة تسع (4) عشرة ومائة
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال
وفيها يعني سنة إحدى ومائة جمع يزيد بن عبد الملك لمسلمة العراق وأمر بمحاربة
يزيد بن المهلب
وفي (6) آخر سنة اثنتين أو أول سنة ثلاث ومائة عزل مسلمة عن العراق
وفيها (7) يعني سنة سبع ومائة عزل هشام بن عبد الملك الجراح بن عبد الله الحكمي
عن أرمينية وأذربيجان وولاها مسلمة بن عبد الملك فوجه مسلمة الحارث بن عمرو الطائي
قال أبو خالد قال أبو (8) البراء وغزا مسلمة من ذلك العام فأدرب من ملطية
فأناخ على قيسارية فافتتحها عنوة وذلك لأربع خلون من شهر رمضان سنة سبع ومائة
وفيها (9) يعني سنة ثمان ومائة غزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة اليمنى

(1) بالأصل وبقية النسخ: " إن الله " والمثبت " إنه كان " عن م، و " ز "، ود.
(2) سورة فاطر، الآية: 41.
(3) تحرفت في " ز "، وم إلى: الحسن.
(4) في م: سبع عشرة.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 325 (ت. العمري).
(6) تاريخ خليفة ص 327.
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 337.
(8) سقطت من الأصل و " ز "، وم، ود، واستدركت عن تاريخ خليفة.
(9) تاريخ خليفة ص 338.
37

وفيها (1) يعني سنة تسع ومائة غزا مسلمة بن عبد الملك وسرح الجيوش في أذربيجان
وشتوا بها ثم عزله سنة تسع
وفيها يعني سنة عشر غزا مسلمة بلاد الخزر وهي الغزاة التي تسمى غزاة الطين
وفيها يعني سنة إحدى عشرة عزل هشام بن عبد الملك أخاه مسلمة عن أرمينية
وأذربيجان وولى الجراح بن عبد الله الحكمي الولاية الثانية (2)
قال (3) قال ابن الكلبي وخرج مسلمة بن عبد الملك في شوال سنة اثنتي عشرة ومائة
في طلب الترك في شدة من المطر والثلج حتى جاوز الباب وخلف الحارث بن عمرو الطائي
في بنيان الباب وتحصينه قطع له بعثا ثم بعث الجيوش فافتتح مدائن وحصونا فحرق
أعداء الله أنفسهم بالنار في مدائنهم وقتل الجراح سنة اثنتي عشرة ومائة فولي سعيد بن
عمرو الحرشي ثم عزله سنة ثلاث عشرة وولى مسلمة بن عبد الملك فقفل مسلمة
واستخلف مروان بن محمد وولاها هشام مروان بن محمد (4) في أول سنة أربع عشرة ومائة
وفيها (5) يعني سنة أربع عشرة ومائة عزل هشام مسلمة بن عبد الملك عن أرمينية
وأذربيجان والجزيرة وولاها مروان بن محمد بن مروان مستهل المحرم
قال خليفة حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده وعبد الله بن المغيرة وأبو
اليقظان وغيرهم قالوا جمع يزيد بن عبد الملك لأخيه مسلمة العراق سنة إحدى ومائة في
آخرها أو في أول سنة اثنتين وعزله آخر سنة اثنتين أو أول سنة ثلاث
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
القاسم بن أبي العقب أنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نا محمد بن عائذ عن الوليد
قال
فأخبرني سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز توفي يعني سنة إحدى ومائة
وقد صرف بعث الصائفة على أهل الشام والجزيرة والموصل وولى عليهم مسلمة فبلغه
خلاف يزيد بن المهلب فصرف إليه بعث الصائفة

(1) تاريخ خليفة ص 339.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 341.
(3) تاريخ خليفة ص 343.
(4) تاريخ خليفة ص 344.
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 345.
38

قال الوليد وأخبرني غير واحد
أن مسلمة بن عبد الملك مضى إلى يزيد بن المهلب ومعه العباس بن الوليد فوليا قتله
وقتاله
قال الوليد وبلغنا أن هشام بن عبد الملك أغزا مسلمة الصائفة سنة سبع ومائة وسعيد
ابن هشام على صائفة أهل الشام ومسلمة على جماعة الناس
قال ونا ابن عائذ (1) أنا الوليد قال
وفي سنة تسع ومائة أغزا يعني هشام بن عبد الملك مسلمة بن عبد الملك أذربيجان
وفرق جيشه في أرمينية وأذربيجان وغزا الترك في بلادهم فأظهره الله عليهم وفي سنة عشر
ومائة غزا مسلمة أيضا الترك في بلادهم ولقي جمعهم فهزمهم الله
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله نا يعقوب قال
وفيها يعني سنة اثنتين ومائة قتل يزيد بن المهلب وأمر مسلمة بن عبد الملك على
العراق
قال ابن بكير قال الليث وفيها يعني سنة ثلاث ومائة أمر عمر بن هبيرة على العراق
ونزع مسلمة
وفي سنة ثمان ومائة أصاب مسلمة بن عبد الملك منونة (2) وحصونها
وفي سنة تسع ومائة غزا مسلمة بن عبد الملك اترك
وفي سنة ثلاث عشرة ومائة غزا مسلمة بن عبد الملك الترك والسند ثم قفل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار
قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا الأصمعي قال
ثم ولى يزيد بن عبد الملك مسلمة بن عبد الملك العراق فاستعمل عليها عبد الملك
ابن بشر بن مروان وعزل مسلمة عن العراق وولى عمر بن هبيرة الفزاري ثم عزله

(1) بالأصل: " ابن عبد " وفي " ز ": " ابن عبيد " وفي م: " ابن عمر " كله تصحيف والتصويب عن د.
(2) كذا رسمها بالأصل وم ود، وفي " ز ": قينونه.
39

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ إذنا عن رشأ بن نظيف
ونقلته من خطه نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي نا محمد بن يحيى الصولي نا
الغلابي نا العتبي قال
دخل مسلمة إلى الوليد فاسترضاه من شئ بلغه عنه فرضي عنه وخرج مسلمة بعد
المغرب فقال الوليد خذوا الشمع من يدي أبي سعيد فقال مسلمة يا أمير المؤمنين لا
سريت الليلة إلا في ضياء رضاك (1)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله نا يعقوب نا الحميدي نا سفيان نا أبي قال
سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول لقد رأيتني أنا وعمر بن عبد العزيز ننتهي إلى
الزرع فيقحم عمر بن عبد العزيز فرسه وأكف فرسي
قال وسمعت مسلمة بن عبد الملك يقول إن أقل الناس في الدنيا هما أقلهم في
الآخرة هما (2)
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن الحمامي
أنا أبو بكر النجاد
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا عاصم بن الحسن
قالا أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان قالا نا ابن أبي الدنيا
حدثني سلمة بن شبيب نا الحميدي عن سفيان بن عيينة عن أبيه قال
سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول إن أقل الناس هما في الآخرة أقلهم هما بالدنيا
أخبرنا أبوا (3) الحسن الفقيهان قالا أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو
بكر أنا أبو بكر الخرائطي نا حبيش (4) بن سعيد الواسطي قال سمعت أبا الحسن المدائني
يقول

(1) تهذيب الكمال 18 / 100.
(2) تهذيب الكمال 18 / 100.
(3) تحرفت في " ز "، وم، ود إلى: " أبو ".
(4) رسمها بالأصل: " حس " وفي م: " حسين، وفي " ز ": حبيس وفوقهما ضبة، والمثبت عن د.
40

قال مسلمة بن عبد الملك ما أحمدت نفسي على ظفر ابتدأته بعجز ولا لمتها على
مكروه ابتدأته بحزم
أخبرنا أبو نصر (1) بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر محمد بن
العباس أنا محمد بن خلف بن المرزبان أنا أبو محمد التميمي أنا علي بن محمد قال قال
مسلمة بن عبد الملك مروءتان ظاهرتان الرياس (2) والفصاحة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم قراءة عليهما
قالا أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ قراءة عليه أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن
علي الكاتب أنا أبو بكر بن الأنباري حدثني أبي نا أحمد بن الحارث الخراز (3) أنا
المدائني عن أبي دفاقة الشامي قال قال مسلمة بن عبد الملك مروءتان ظاهرتان الرياس
والفصاحة
أنبأنا أبو القاسم النسيب وحدثنا أبو البركات الخضر بن شبل عنه أنا رشأ بن
نظيف أنا أبو محمد بن الضراب نا عثمان بن محمد نا الحارث يعني ابن أبي أسامة
حدثني أحمد بن سهل الخراساني عن حسين بن عبد الرحمن حدثني شيخ من باهلة قال
كان مسلمة بن عبد الملك إذا كثر عليه أصحاب الحوائج وخاف أن يضجر قال لآذنه ائذن
لجلسائي فيأذن لهم فيفتن ويفتنون في محاسن الناس ومروءاتهم فيتطرب لها ويهتاج
عليها ويصيبه ما يصيب صاحب الشراب فيقول لأصحابه ائذن لأصحاب الحوائج فلا
يبقى أحد إلا قضيت حاجته
أنبأنا أبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة أنا عاصم بن الحسن أنا أبو الحسين بن
بشران إجازة أنا الحسين بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا حسين بن عبد الرحمن حدثني
شيخ من باهلة قال
كان مسلمة بن عبد الملك إذا كثر عليه أصحاب الحوائج وخاف أن يضجر قال لآذنه
ائذن لجلسائي فيأذن لهم فيفتن ويفتنون في محاسن الناس ومروءاتهم فيطرب لها ويهتاج
عليها ويصيبه ما يصيب صاحب الشراب فيقول لحاجبه ائذن لأصحاب الحوائج فلا
يبقى أحد إلا قضيت حاجته

(1) في م: أبو حزم نصر بن رضوان.
(2) في " ز "، وم،: " الرياش " وفي د: الرياسة.
(3) تحرفت في د، وم إلى: الحراز.
41

أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ أنا الحسن أنا أحمد بن مروان نا إبراهيم
الحربي نا محمد بن الحارث عن المدائني قال
قال مسلمة لنصيب سلني قال لا قال (1) لأن كفك بالجزيل أكثر من مسألتي
باللسان فأعطاه ألف دينار (2)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن علي
أنا إسماعيل بن سعيد بن سويد نا الحسين بن القاسم نا أحمد بن أبي خيثمة نا أبو عمرو
ابن بنت التنوري نا يحيى بن عبيد الله بن قزعة عن أبيه قال
سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول الأنبياء لا يتثاءبون ما تثاءب نبي قط
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد أنا علي بن أحمد بن محمد أنا
إسماعيل بن إبراهيم الواعظ نا عبد الله بن أحمد المروزيان نا أبو عبد الرحمن بن أبي
دارة نا محمد بن عبد الله بن قهزاذ نا سلمة بن سليمان عن عبد الله بن المبارك أنا
الحسن بن عياش عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال قال مسلمة بن عبد الملك
أليس قد أمرتم بطاعتنا يعني " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (3)
قال قلت إن الله قد انتزعه منكم إذا خالفتم الحق قال الله تعالى " فإن تنازعتم في شئ
فردوه إلى الله والرسول " (4) قال فأين الله قلت الكتاب قال فأين الرسول قلت
السنة (5)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا محمود بن عمر بن جعفر أنا
علي بن الفرج بن أبي روح العكبري نا ابن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن سعيد نا أبو
معاوية عن عمرو بن مهاجر قال مسلمة بن عبد الملك (6)
* فلو بعض الحلال ذهلت عنه * لأغناك الحلال عن الفضول *

(1) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز ": وقال، والقائل: نصيب، ونرى حذفها، فالكلام التالي من كلام نصيب.
(2) تهذيب الكمال 18 / 100.
(3) سورة النساء، الآية: 59.
(4) سورة النساء، الآية: 59.
(5) كتب بعدها في د، و " ز ":
آخر الجزء الثالث والستين بعد الستمئة من الفرع.
(6) البيت في تهذيب الكمال 18 / 100.
42

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه أنا سهل بن بشر بن أحمد أنا أبو
الفرج محمد بن عبد العزيز الجرجاني والقاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى
السعدي بمصر قالا أنا القاضي أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد الله السعدي نا أبو
بكر محمد بن أحمد بن محمد الجرجاني نا الحسن بن إسماعيل نا عبد الرحمن بن إبراهيم
الفهري عن أبيه قال لم يقل مسلمة بن عبد الملك شعرا قط إلا هذا البيت
* ولو بعض الكفاف ذهلت عنه * لأغناك الكفاف عن الفضول *
وقد روي له شعر غير هذا
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو
محمد بن زبر نا إبراهيم بن مهدي بن عبد الرحمن الأيلي نا أبو حاتم سهل بن محمد
السجستاني قال أنشدنا الأصمعي لمسلمة بن عبد الملك في صديق كان له فمات فجزع
عليه (1)
* يسخي بنفسي (2) عن شراحيل أنني * إذا شئت لاقيت امرأ مات صاحبه *
قال ونا أبو حاتم نا الأصمعي عن عوانة قال
كان بين مسلمة بن عبد الملك وبين العباس بن الوليد بن عبد الملك مباعدة فبلغ
مسلمة أن العباس ينتقصه فكتب إليه بهذه الأبيات
* فلولا أن أصلك حين تنمى * وفرعك منتهى فرعي وأصلي
وإني إن رميتك هيض عظمي * ونالتني إذا نالتك نبلي
إذا أنكرتني إنكار خوف * تضم حشاك عن شتمي وعذلي
فكم من سورة أبطأت عنها * بنى لك مجدها طلبي وجملي
ومبهمة عييت بها فأبدى * حويلي عن مخارجها وفضلي
كقول المرء عمرو (3) في القوافي * لقيس حين خالفه يفعل

(1) الخبر والبيت في تعازي المبرد ص 198 - 199 منسوبا لمسلمة بن عبد الملك، ونسبه أبو تمام للشمردل بن شريك
أو لنهشل بن حري (الحماسة 2 / 339).
(2) في تعازي المبرد: وهون وجدي.
(3) يريد عمرو بن معدي كرب، والبيت من قصيدة له في وصف الحرب، وروايته:
أريد حياته ويريد قتلي عذيرك خليلك من مراد
القصيدة دالية.
43

عذيرك من خليلك من مراد * أريد حباءة ويريد قتلي *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب نا أبو
طالب يحيى بن علي الدسكري لفظا بحلوان
ح وأخبرناه عاليا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء أنا منصور بن الحسين وأحمد بن
محمود قالوا أنا أبو بكر بن المقرئ
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي أنا أبو علي الحسن بن
عمر بن الحسن بن يونس أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجاد
قالا نا أحمد بن محمد بن بكر أبو روق نا عبد الله بن شبيب نا علي بن الجهم بن
بدر السامي نا علي بن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال
أوصى مسلمة بن عبد الملك بثلث ماله لطلاب الأدب وقال إنها صناعة مجفو
أهلها وقال الدسكري بثلث ثلثه
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
وقال الوليد بن يزيد يرثيه (1)
* أقول وما البعد إلا الردى * أمسلم لا تبعدن (2) مسلمة
فقد كنت نورا لنا في البلاد * مضيئا فقد أصبحت مظلمة
ونكتم موتك نخشى اليقين * فأبدى (3) اليقين عن الجمجمة *
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنا الشريف أبو الفضل
محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون نا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار نا أحمد بن
سعيد بن عبد الله نا الزبير بن بكار نا موسى بن مضرس (4) بن منظور بن زبان بن سيار
عن أبيه قال (5)

(1) من أبيات قالها الوليد بن يزيد، الأغاني 7 / 6.
(2) أي لا تهلكن.
(3) في الأغاني: كتمنا نعيك نخشى اليقين فجلى اليقين...
(4) كتب فوقها في " ز ": ضبة.
(5) الخبر والابيات في الأغاني 7 / 7 - 8.
44

كنت في عسكر هشام بن عبد الملك لما مات مسلمة بن عبد الملك فرأيت هشاما في
شرطته ونظرت إلى الوليد بن يزيد قد أقبل يجر مطرف خز عليه حتى وقف على هشام
والوليد نشوان فقال يا أمير المؤمنين إن عقبي من بقي لحوق من مضى وقد أقفر بعد
مسلمة الصيد والمرمى (1) واختل الثغر فوهى وعلى أثر من سلف ما يمضي من خلف
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى فلم يحر هشام جوابا وسكت الناس فلم يترهسم (2) أحد
بشئ فأنشأ الوليد يقول
* أهينمة حديث القوم أم هم * نيام بعدما متع (3) النهار
عزيز كان بينهم نبيا * فقول القوم وحي لا يحار
كأنا بعد مسلمة المرجى * شروب طوحت بهم عقار
أو آلاف هجاين في قيود * تلفت كلما حنت ظؤار (4)
فليتك لم تمت وفداك قوم * تراخي بينهم عنها الديار
سليم الصدر أو شرف نكيد (5) * وآخر لا يزور ولا يزار *
قال سقيم الصدر عنى به يزيد بن الوليد الناقص والشرف النكيد عنى به هشاما
والذي لا يزور ولا يزار مروان بن محمد
وقال
* فقد كنت نورا لنا في البلاد * مضيئا فقد أصبحت مظلمة
ونكتم موتك نخشى اليقين * فأبدى اليقين عن الجمجمة * (6)
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
نا موسى نا خليفة قال (7)

(1) كذا بالأصل والنسخ، وفي الأغاني: " لمن يرى " وكتب بهامشها: " كذا بالأصول ".
(2) كذا بالأصل ود، و " ز "، وفي م: " يتوهسم " وفي الأغاني: " همس " ورهسم في كلامه: أتى منه بطرف ولم يفصح بجميعه.
(3) متع النهار: طال وامتد.
(4) الظؤار واحدها ظئر، جمع نادر، وهي الناقة التي تعطف وترنو على غير ولدها المرضعة له.
(5) الأصل وم: نكيدا، والمثبت عن " ز "، ود، وفي الأغاني: شكس نكيد.
(6) الجمجمة: إخفاء الكلام.
(7) تاريخ خليفة بن خياط ص 350 (ت. العمري) ثم ذكر خليفة في حوادث سنة 121 أنه غزا على الصائفة، ولعل
ما ورد فيه في سنة 121 صحف فيه، فقد جاء في تاريخ الطبري في حوادث سنة 121 غزوة مسلمة بن هشام بن
عبد الملك الروم.
45

وفي سنة عشرين ومائة مات مسلمة بن عبد الملك بن مروان يوم الأربعاء في المحرم
بالشام
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال
وفيها يعني سنة عشرين توفي مسلمة بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم النسيب وغيره قال نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ عن الوليد قال وفيها
يعني سنة إحدى وعشرين توفي مسلمة بن عبد الملك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش بن المسلم إذنا عن رشأ بن
نظيف أنا عبد الرحمن بن محمد وعبد الله بن عبد الرحمن المصريان قالا أنا الحسن بن
رشيق أنا أبو بشر الدولابي أخبرني محمد بن سعدان عن الحسن بن عثمان قال
مات مسلمة بن عبد الملك ويكنى أبا سعيد يوم الأربعاء لسبع ليال خلون من المحرم
بموضع يقال له الحانوت في سنة إحدى وعشرين ومائة
7397 مسلمة بن علي (1) بن خلف أبو سعيد الخشني (2)
من أهل قرية بيت البلاط من قرى دمشق (3)
روى عن الأوزاعي ويحيى بن الحارث وزيد بن واقد ومعاوية بن يحيى
الصدفي والأعمش وأبي سعيد الأسدي ومحمد بن الوليد الزبيدي وعبيد الله بن عمر
ويحيى بن سعيد الأنصاري وحريز (4) بن عثمان ومعاوية بن سلمة النصري وابن جريج

(1) علي بالتصغير، وكان مسلمة يكره تصغير اسمه أبيه، وإنما صغر في أيام بني أمية مراغمة من الجهلة (انظر المشتبه
للذهبي).
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 102 تهذيب التهذيب 5 / 439 والجرح التعديل 8 / 268 وميزان الاعتدال 4 /
109 والمغني في الضعفاء 2 / 657، والخشني بضم الخاء وفتح الشين المعجمة ثم نون، تقريب التهذيب.
(3) على نحو فرسخ منها، كما في تهذيب الكمال، وانظر معجم البلدان.
(4) تحرفت في " ز "، وم إلى: جرير.
46

وإبراهيم بن أبي عبلة وحرام بن سليمان وأبي عبد الله رزيق (1) الحمصي وأبي الخطاب
عن زريق وأبي بكر العبسي وعبد الله بن لهيعة وثعلبة بن مسلم الخثعمي وهشام بن
حسان والمثنى بن الصباح وعمر بن الصبح الخراساني ومقاتل بن حيان وسعيد بن
بشير وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن سنان الحمصي ومحمد بن عجلان
وعفير بن معدان ومروان بن معاوية
روى عنه عبد الله بن وهب المصري وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن المبارك
الصوري وهشام بن عمار وفديك بن سليمان (2) القيسراني وأبو صالح كاتب الليث وأبو
توبة الربيع بن نافع وعبد الله بن عبد الحكم المصري ومحمد بن سعيد بن الفضل
القرشي ومحمد بن الخليل الخشني وأبو مسلمة يزيد بن خالد بن مرشل وسلمة بن بشر
وعمرو بن الربيع بن طارق وأبو همام الوليد بن شجاع وسعيد بن سابق الرشيدي ومحمد
ابن رمح بن المهاجر التجيبي
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي أنا علي بن عمر بن
محمد الحربي نا محمد بن محمد بن سليمان
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر
ابن المقرئ أنا أبو الأزهر جماهر بن أحمد بن حمزة الزملكاني الدمشقي قالا نا هشام بن
عمار نا مسلمة بن علي عن ابن جريج عن حميد عن أنس قال
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث
وفي حديث المزرفي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان لا يعود المريض [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس أنا أبو سعد الجنزرودي أنا
الحاكم أبو أحمد نا محمد بن مروان وهو ابن خريم نا هشام بن عمار نا مسلمة بن علي
نا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
إن بين يدي الساعة سنين خداعة يتهم فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويصدق فيها
الكذاب ويكذب فيها الصادق ويتكلم فيها الرويبضة قيل يا رسول الله ومن الرويبضة
قال السفيه ينطق في أمر العامة [* * * *]

(1) الأصل وم و " ز ": والمثبت عن تهذيب الكمال.
(2) تحرفت في الأصل وم، و " ز "، ود: سلمان، والصواب ما أثبت، ترجمته في تهذيب الكمال 15 / 36.
47

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو علي الروذباري أنا أبو
أحمد القاسم بن أبي صالح الهمذاني نا إبراهيم بن الحسين نا أبو توبة الحلبي نا مسلمة
ابن علي بن خلف الخشني بحديث ذكره
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر محمد بن المظفر أنا أبو الحسن العتيقي
أنا يوسف بن أحمد أنا أبو جعفر العقيلي (1) نا آدم بن موسى قال سمعت البخاري قال
مسلمة بن علي الخشني منكر الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد (2) سمعت ابن حماد يقول قال البخاري مسلمة بن علي أبو سعيد الخشني
الشامي منكر الحديث عن الأوزاعي
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
مسلمة بن علي الشامي الدمشقي أبو سعيد الخشني قلت لأبي سمع من الأعمش
قال ما أرى سمع منه شيئا روى عن يحيى بن الحارث والأوزاعي وزيد بن واقد روى
عنه فديك بن سليمان (4) القيساري وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن المبارك الصوري
وأبو صالح كاتب الليث وهشام بن عمار سمعت أبي يقول ذلك
قال ابن عساكر (5) ولم يذكره البخاري في تاريخه (6)
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول

(1) الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي 4 / 211.
(2) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 313.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 268.
(4) تحرفت بالأصل والنسخ: سلمان، والتصويب عن الجرح والتعديل.
(5) زيادة منا للايضاح.
(6) كذا بالأصل وبقية النسخ، ووهم المصنف في ذلك، فقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير 7 / 388 ترجمة
رقم 1692.
48

أبو سعيد مسلمة بن علي الخشني الشامي عن الأوزاعي
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو سعيد مسلمة بن علي الخشني
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في تسمية شيوخ أهل دمشق مسلمة الخشني روى
عنه سليمان
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي أنا أبو
أحمد قال
أبو سعيد مسلمة بن علي الخشني الشامي عن محمد بن الوليد بن عامر أبي الهذيل
وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أبي الوليد ذاهب الحديث روى عنه أبو عبد الحميد
محمد بن حمير وهشام بن عمار كناه البخاري وذكر له حديث كان لا يعود مريضا
وقال أبو أحمد هذا حديث منكر لا أعلم له أصلا في حديث ابن جريج ولا في
حديث حميد ولا في حديث أنس ولمسلمة من هذا الضرب أحاديث رواها عن الأوزاعي
والزبيدي
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال مسلمة بن علي الخشني كان يكره أن ينسب إلى علي وغلب ذلك عليه
كتب إلي أبو زكريا بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا عمي أبو القاسم عن
أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس
مسلمة بن علي الخشني يكنى أبا سعيد من أهل البلاط قرية من غوطة دمشق قدم
مصر وسكنها وحدث بها ولم يكن عندهم بذلك في الحديث توفي بمصر قبل سنة
تسعين ومئة آخر من حدث عنه بمصر محمد بن رمح (1) وداره بمصر (2) عند مسجد
العيثم معروفة به

(1) تهذيب الكمال 18 / 104.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك للايضاح عن م، و " ز "، ود.
49

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
أما الخشني أوله خاء معجمة مضمومة بعدها شين معجمة مفتوحة ثم نون مسلمه
ابن علي الخشني
وأما (2) علي بضم العين وفتح اللام فهو مسلمة بن علي الخشني كان يكره تصغير
اسم أبيه أيضا (3)
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاهر بن سهل بن بشر نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله
قالوا أنا محمد بن الحسين القطان نا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان
قال (4) سمعت أحمد بن صالح وذكر مسلمة بن علي فقال لا يترك حديث رجل حتى
يجتمع الجميع على ترك حديثه قد يقال فلان ضعيف فإما أن يقال (5) فلان متروك فلا
إلا أن يجتمع الجميع على ترك حديثه
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (6) حدثني أبي قال سمعت دحيما يقول مسلمة بن علي ليس
بشئ
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقاء نا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت يحيى بن معين يقول مسلمة الشامي
ليس بشئ وهو مسلمة بن علي الخشني

(1) الاكمال لابن ماكولا 3 / 260 و 261.
(2) الاكمال لابن ماكولا 6 / 250 و 251.
(3) قوله: " أيضا " فقد ذكر ابن ماكولا قبله: علي بن رباح بن قصير، وكان يحرج على من سماه بالتصغير،
ثم ذكر شخصا آخر يكره أن يسموا أباه: " علي " بالتصغير أيضا.
(4) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 191.
(5) في المعرفة والتاريخ: نقول.
(6) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 268.
50

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين بن الطيوري أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا محمد بن القاسم نا إبراهيم بن الجنيد قال
سمعت يحيى بن معين يقول
الحسن بن يحيى الخشني ومسلمة بن علي الخشني ضعيفان ليسا بشئ
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا يوسف
ابن أحمد أنا أبو جعفر العقيلي (1) نا محمد بن أحمد نا معاوية بن صالح قال سمعت
يحيى يقول مسلمة بن علي الخشني ليس بشئ
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي (2) نا محمد بن علي نا عثمان بن سعيد
ح وأخبرنا أبو القاسم الواسطي نا أبو بكر الخطيب أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم
قال سمعت أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد
يقول قلت ليحيى بن معين فمسلمة بن علي قال ليس بشئ
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الصوفي أنا عبد الوهاب بن جعفر أنا
عبد الجبار بن عبد الصمد أنا القاسم بن عيسى أنا إبراهيم بن يعقوب قال
مسلمة بن علي الخشني ضعيف حديثه متروك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب قال (3) مسلمة بن علي دمشقي ضعيف
وقال يعقوب في موضع آخر (4) باب من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع
أصحابنا يضعفونهم فذكر جماعة منهم موسى بن علي (5) قال يعقوب ويحيى بن أبي
أنيسة ومسلمة بن علي حدثنا عنه ابن رمح وركز الشامي وذكر غيرهم لا ينبغي لأهل
العلم أن يشغلوا أنفسهم بحديث هؤلاء

(1) الضعفاء الكبير للعقيلي 4 / 211.
(2) الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6 / 313.
(3) المعرفة والتاريخ 2 / 309.
(4) المعرفة والتاريخ 3 / 34.
(5) كذا بالأصل وم، و " ز "، ود، والذي في المعرفة والتاريخ: موسى بن عثمان.
51

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا ابن مندة أنا حمد
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي أنا ابن أبي حاتم قال (1) سئل أبو زرعة عن مسلمة بن
علي فقال منكر الحديث وسألت أبي عن مسلمة بن علي فقال ضعيف الحديث لا
يشتغل به قلت هو متروك الحديث قال هو في حد الترك منكر الحديث
وقال أبو عبد الله الكناني الأصبهاني قلت لأبي حاتم ما تقول في مسلمة بن علي
فقال ضعيف الحديث
أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو يعلى بن الحبوبي قالا أنا سهل بن بشر أنا علي
ابن منير أنا الحسن بن رشيق أنا أبو عبد الرحمن النسائي قال
مسلمة الخشني متروك الحديث
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر قال سئل أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة عن مسلمة بن
علي فقال لا أحتج بحديثه قال وسمعت أبا علي الحافظ يقول مسلمة بن علي الخشني
ضعيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي قال (2) وكل أحاديثه يعني مسلمة ما ذكرته وما لم أذكره كلها أو عامتها
غير محفوظة
وبلغني عن أبي حاتم بن حبان أنه قال كان ممن يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما
ليس من أحاديثهم فلما فحش ذلك بطل الاحتجاج به (3)
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز أنا أحمد بن محمد بن
غالب إجازة قال هذا ما وافقت عليه الدارقطني من المتروكين
ح وأخبرنا أبو القاسم بن بطريق أنا علي بن محمد بن الحسن ومحمد بن علي بن
علي في كتابيهما عن أبي الحسن الدارقطني قال

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 268.
(2) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 6 / 318.
(3) تهذيب الكمال 18 / 103.
52

مسلمة بن علي الخشني عن الأوزاعي وهشام بن عروة وعبيد الله بن عمر زاد ابن
بطريق متروك
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا قال لنا أبو نعيم
مسلمة بن علي الخشني أبو سعيد الشامي روى عن الأوزاعي والزبيدي وابن جريج
بالمناكير
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا العتيقي أنا يوسف بن أحمد
أنا أبو جعفر العقيلي (1) نا أحمد بن علي الأبار نا أبو القاسم عبد الله بن عبد الحكم نا
أبي قال
كنا في مجلس الليث بن سعد ونحن نقابل كتاب البيوع لمالك بن أنس ومسلمة بن
علي حاضر فقال ليس عندكم في هذا شئ إلا عن مالك فقلنا له نعم فقال أنا أروي
هذا كله عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (2)
7398 مسلمة بن عمرو أبو عمرو (3)
حكى عن عمير بن هانئ
روى عنه علي بن حجر
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر بقراءتي عليه عن أبي الفضل جعفر بن يحيى أنا أبو
نصر عبيد الله بن سعيد أنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي
عبد الرحمن أخبرني أبي أنا علي بن حجر أخبرني مسلمة بن عمرو قال
شهدت مع عمير بن هانئ جنازة فلما دفن قلت أشهد أنك تحب الله ورسوله فقال
لي عمير أحسنت يا أبا عمرو اشهدوا لأخيكم بأحسن ما تعلمون منه فإن شهادتكم نافعة
له
قرأنا على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم أنا أبو
بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال أبو عمرو مسلمة بن عمرو

(1) الضعفاء الكبير للعقيلي 4 / 211.
(2) كتب بعدها في د، و " ز ": آخر الجزء السادس والستين بعد الأربعمئة من الأصل.
(3) ميزان الاعتدال 4 / 112.
53

7399 مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار (1) بن لوذان بن عبد ود بن زيد (2)
ابن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة أبو معن
ويقال أبو سعيد ويقال أبو معاوية ويقال أبو معمر الأنصاري (3)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عنه
روى عنه أبو أيوب الأنصاري وهو أكبر منه ومحمود بن لبيد على ما قيل وعلي
ابن رباح وهشام بن أبي رقية اللخميان وأبو قبيل (4) حيي بن هانئ وهلال بن عبد
الرحمن ومجمع (5) بن كعب الغافقي ومحمد بن سيرين وأبو سفيان الكلاعي المصري
ولا يعرف له اسم
ووفد على معاوية وشهد معه صفين وكان فيها أميرا على أهل فلسطين وكانوا في
الميسرة
وقيل إنه لم يشهد صفين ولم يفد على معاوية إلا بعد أن أخذ مصر وولي إمرة مصر
لمعاوية ولابنه يزيد (6)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا أبو القاسم علي بن المحسن
التنوخي نا أبي القاضي أبو علي المحسن بن علي بن محمد من حفظه وأصله عدة دفعات
وقرئ عليه وأنا أسمع مرارا وكان يسأل عن هذا الحديث نا أبو محمد واهب بن يحيى بن
عبد الوهاب المازني البصري بها من حفظه في داره في بني سدوس نا نصر بن علي
الجهضمي أنا محمد بن بكر البرساني عن ابن جريج
ح قال وأنا التنوخي قال وناه أبو القاسم إدريس بن علي بن إسحاق بن يعقوب بن
زنجويه المؤدب إملاء نا أبو حامد محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي نا نصر بن علي
الجهضمي نا محمد بن بكر نا ابن جريج
عن ابن المنكدر عن أبي أيوب عن مسلمة بن مخلد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال وقال أبي
قال النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) في المختصر: ينار.
(2) " بن يزيد " ليس في المختصر.
(3) ترجمته في الإصابة 3 / 418 وتهذيب الكمال 18 / 105 وتهذيب التهذيب 5 / 441 والجرح والتعديل 8 / 265
وطبقات ابن سعد 7 / 504 وأسد الغابة 4 / 398 وسير أعلام النبلاء 3 / 424 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 -
80) ص 242 وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(4) تحرفت في " ز "، وم، إلى: قيس.
(5) بالأصل والنسخ: " بن مجمع ".
(6) تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 243.
54

من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن فرج عن مكروب فرج الله وقال أبي
ومن فك عن مكروب فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن كان في حاجة أخيه كان الله
في حاجته [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو علي التميمي أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي (1) نا محمد بن بكر أنا ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيوب
عن مسلمة بن مخلد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
من ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة ومن نجى مكروبا فك الله عنه
كربة من كرب يوم القيامة ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم أيضا أنا أبو القاسم التنوخي نا القاضي أبو طالب عبد العزيز بن
أحمد بن محمد بن الفضل بن أحمد بن حماد الدنقشي قاضي رامهرمز من لفظه وحماد
الملقب بدنقش نا ابن صاعد نا أبو عبيد الله المخزومي نا سفيان عن ابن جريج قال
سمعت أبا شعبة (2) الأعمى يحدث عن عطاء بن أبي رباح قال أبو محمد بن صاعد هذا أبو
سعيد الأعمى قال
خرج أبو أيوب الأنصاري إلى عقبة بن عامر وهو بمصر ليسأله عن حديث سمعه من
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يبق (3) ممن سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غيره وغير عقبة فلما قدم مصر أتى
منزل مسلمة بن مخلد وهو أمير مصر فأخبر به مسلمة فعجل فخرج إليه فعانقه وقال
ما جاء بك يا أبا أيوب قال ابعث من يدلني على منزل عقبة بن عامر قال فبعث معه من
يدله على منزل عقبة فأخبر به عقبة فخرج إليه فعانقه وقال ما جاء بك يا أبا أيوب
فقال حديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يبق أحد ممن سعه منه غيري وغيرك في ستر
المؤمن قال نعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
من ستر مؤمنا على خزية (4) ستر الله عليه يوم القيامة ح قال له أبو أيوب
صدقت

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 6 / 37 رقم 16956 طبعة دار الفكر.
(2) فوقها ضبة في " ز ".
(3) فوقها ضبة في " ز ".
(4) إعجامها مضطرب بالأصل، والمثبت عن " ز "، وم.
55

ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعا إلى المدينة فما أدركته جائزة مسلمة
ابن مخلد إلا بعريش مصر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسين وأبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو العز الكيلي أنا أبو طاهر قالا أنا أبو الحسن الأصبهاني أنا أبو
الحسين الأهوازي أنا أبو حفص نا خليفة بن خياط قال (1)
مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن
ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر أمه مندوس بنت عمرو بن حبيش (2) من بني ساعدة بن
كعب روى من علم من أخيه سيئة فسترها ستره الله في الدنيا والآخرة يكنى أبا
معن (3) توفي في خلافة معاوية
وفي نسخة أخرى حنبش بالشين المعجمة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (4) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال (5)
في تسمية من نزل مصر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسلمة بن مخلد الأنصاري أحد
بني ساعدة ويكنى أبا معن قال الواقدي قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن أربع عشرة سنة وتوفي
في خلافة معاوية بالمدينة
قال ونا محمد بن سعد قال
في الطبقة السابعة ممن حفظ عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الصغار مسلمة بن مخلد بن
الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب يكنى
أبا معن قال الواقدي قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن أربع عشرة سنة وكان قد تحول إلى
مصر
قال الهيثم بن عدي مات في خلافة معاوية بالمدينة

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 168 رقم 608 وص 531 رقم 2716.
(2) في د: وفي " ز " وم خنيس وفوقها ضبة، والمثبت عن طبقات خليفة.
(3) في طبقات خليفة: معاوية.
(4) تحرفت بالأصل والنسخ إلى: اللبناني.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
56

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال (1)
في الطبقة الخامسة مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد
ابن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ويكنى أبا معن وأمه مندوس بنت
عمرو بن حبيس (2) بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة
قال محمد بن عمر قد روى مسلمة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتحول إلى مصر فنزلها
وكان مع أهل خربتا (3) وكانوا أشد أهل المغرب وأعده وكان له بها ذكر ونباهة ثم صار
إلى المدينة (4) فمات بها في خلافة معاوية بن أبي سفيان
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي
وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال
ومسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن
ساعدة بن كعب بن الخزرج كان أميرا على مصر ومات بها
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل
ابن خيرون وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد ابن
خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري
قال (5)
مسلمة بن مخلد الزرقي (6) الأنصاري قال عبد الله بن أبي الأسود عن ابن مهدي عن
موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن أربع سنين
وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا ابن أربع عشرة

(1) طبعات ابن سعد 7 / 504.
(2) كذا بالأصل ود، وفي " ز ": خنيش، وفي م: حبيش.
(3) خربتا: قرية بمصر من نواحي الإسكندرية (معجم البلدان).
(4) تحرفت في الأصل ود إلى: المغرب، والمثبت عن ابن سعد.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 387 رقم 1682.
(6) بدون إعجام في " ز "، وفوقها ضبة.
57

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا ابن مندة أنا حمد
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مسلمة بن مخلد الزرقي (2) الأنصاري ليست له صحبة نزل مصر وكان البخاري كتب
أن له صحبة فغير أبي ذلك وقال ليست له صحبة روى عنه علي بن رباح سمعت أبي
يقول ذلك
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أبو بكر الباطرقاني أنا أبو عبد الله بن مندة قال
قال لنا أبو سعيد بن يونس
مسلمة بن مخلد بن الصامت بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن
ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة يكنى أبا معن ويقال أبا سعيد من أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) شهد فتح مصر واختط بها وولي الجند لمعاوية بن أبي سفيان ولابنه يزيد بن
معاوية روى عنه من أهل مصر علي بن رباح وهشام بن أبي رقية وأبو قبيل وهلال بن
عبد الرحمن ومجمع بن كعب وغيرهم توفي بالإسكندرية سنة اثنتين وستين في ذي
القعدة
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنا أحمد بن محمد
ابن زنجويه أنا أبو أحمد العسكري قال
وأما مخلد الميم مضمومة واللام مشددة فمسلمة بن مخلد الزرقي الأنصاري
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وشكوا في صحبته
وأخبرني ابن أبي حاتم في كتابه أن البخاري كتب أن له صحبة قال فغيره أبي
يعني أبا حاتم
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
قال

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 265 - 266 رقم 1212.
(2) تحرفت بالأصل، و " ز "، ود، إلى: " الرافعي " والمثبت عن الجرح والتعديل.
58

وأما مخلد مسلمة بن مخلد له صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولي مسلمة بن مخلد
مصر وأقام بها إلى أن توفي
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا ابن منجويه أنا الحاكم
قاله
أبو معاوية ويقال أبو معمر مسلمة بن مخلد بن نيار بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن
ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة الأكبر الأنصاري أمه مندوس بنت
عمرو بن حبيش من بني ساعدة بن كعب له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) سكن مكة ويقال
تحول إلى مصر ويقال مات في ولاية معاوية بالمدينة حديثه في المصريين
قال الحاكم (1) حدثنا محمد بن عيسى أنا موسى يعني ابن زكريا أنا خليفة
يعني ابن خياط قال مسلمة بن مخلد يكنى أبا معاوية وقال في موضع آخر أبو معمر
ويقال أبو معاوية وساق نسبه كما تقدم ثم قال كناه محمد بن عمر الواقدي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال
مسلمة بن مخلد الزرقي الأنصاري روى عنه علي بن رباح (2) ومجمع بن
يعقوب (3) أسلم وهو ابن أربع سنين ومات النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن عشر وقيل ابن أربع
عشرة عداده في أهل مصر قاله لي أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي نا أبو الفتح الزاهد أنا أبو زكريا البخاري
نا عبد الغني بن سعيد قال مخلد بضم الميم وفتح الخاء وتشديد اللام والدال
مسلمة له صحبة
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم (4)
مسلمة بن مخلد (5) الزرقي الأنصاري وهو مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار بن

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) في م: علي بن أبي رباح.
(3) كذا ورد هنا: مجمع بن يعقوب بالأصل وبقية النسخ، وقد تقدم: مجمع بن كعب.
(4) في م: " إبراهيم " بدل " أبو نعيم ".
(5) في م: مسلمة بن محمد (وبعدها بياض) الزرقي...
59

لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج مولده مقدم
النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وقيل بل كان له أربع سنين حين قدمها وقبض النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن عشر
سنين أو أربع عشرة سنة سكن مصر توفي سنة اثنتين وستين حديثه عند علي بن رباح
ومجمع بن جبير (1) ومعاوية بن خديج ومكحول وجبلة بن عطية
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن هبة الله قال (2)
وأما مخلد فتح الخاء المعجمة وفتح اللام وتشديدها
وقال (3) ونيار أوله نون مكسورة وآخره راء فهو مسلمة بن مخلد بن الصامت بن
نيار بن لوذان أنصاري له صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه علي بن قادم وغيره ولي
مصر وأقام بها إلى أن مات
قال ابن عساكر (4) كذا قال وإنما هو علي بن رباح
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا
محمد بن هارون نا أبو بكر نا وكيع عن موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد
قال
ولدت حين قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقبض وأنا ابن عشر
أخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عثمان نا وكيع أنا موسى بن علي عن أبيه قال
سمعت مسلمة بن مخلد يقول
ولدت مقدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وقبض النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا ابن عشر سنين
وهكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل عن وكيع وخالفه ابن مهدي
ومعن بن عيسى
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل أنا أبو بكر الخطيب أنا محمد بن أحمد بن رزق

(1) كذا ورد بالأصل وبقية النسخ هنا: " مجمع بن جبير " وقبله مر: " مجمع بن يعقوب " والذي تقدم في أول
الترجمة وفي تهذيب الكمال: مجمع بن كعب.
(2) الاكمال لابن ماكولا 7 / 172.
(3) زيادة منا للايضاح الاكمال 7 / 337.
(4) زيادة منا.
60

أنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا
أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي
ح وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي نا أبو بكر الخطيب أنا ابن رزقويه أنا ابن السماك
نا حنبل حدثني أبو عبد الله
نا عبد الرحمن بن مهدي نا موسى عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال
قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن أربع سنين وتوفي وأنا ابن أربع عشرة (1)
زاد حنبل قال أبو عبد الله إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن فعبد الرحمن أثبت لأنه
أقرب عهدا بالكتاب
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد أنا محمد بن الحسن بن محمد نا أحمد
ابن الحسن (2) بن زنبيل نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل نا محمد بن
إسماعيل حدثني إبراهيم بن المنذر نا معن نا موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن
مخلد قال
أسلمت وأنا ابن أربع سنين وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنا ابن أربع عشرة
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله وأبو سعد محمد
ابن علي بن محمد
قالوا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا أبو محمد بن درستويه نا يعقوب بن سفيان (3)
نا إبراهيم بن المنذر نا معن عن موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال قدم
النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة وأنا ابن أربع سنين وتوفي وأنا ابن أربع عشرة سنة (4)
قال يعقوب وأهل المدينة يقولون لم يسمع من النبي (صلى الله عليه وسلم) شيئا لا هو ولا بسر بن
أرطأة (5) وأهل الشام يقولون قد سمعا والله أعلم

(1) تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 243 من طريق ابن مهدي ومعن بن عيسى.
(2) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز ": الحسين.
(3) الخبر ليس في المعرفة والتاريخ المطبوع.
(4) من أول الخبر إلى هنا سقط من م.
(5) الذي في المعرفة والتاريخ 3 / 19: حبيب بن مسلمة بن أرطأة.
61

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنا أحمد
ابن محمد بن زنجويه أنا أبو أحمد العسكري أخبرني أبو جعفر بن زهير نا أبو كريب نا
أبو معاوية فيما أظن نا موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال قدم النبي (صلى الله عليه وسلم)
وأنا ابن أربع سنين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني
الحكم بن الصلت قال سمعت يزيد بن شريك الفزاري يقول أنا في زمن عمر بن الخطاب
أرعى البهم قلت من كان يبعث إليكم قال مسلمة بن مخلد فكان يأخذ الصدقة من
أغنيائنا فيردها على فقرائنا
أخبرنا أبو محمد بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال قال ابن بكير
قال الليث
وفي سنة سبع وأربعين نزع عقبة بن عامر من مصر وأمر مسلمة
قال وسمعت ابن بكير يقول ولى معاوية أخاه عتبة مصر ثم عقبة ثم مسلمة بن
مخلد فمات معاوية ومسلمة عليها ومات مسلمة زمان يزيد وهو أمير عليها
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (1)
قال أبو عبيدة وكان على فلسطين الميسرة مسلمة الأنصاري يعني بصفين مع
معاوية
قال ونا خليفة قال ومن عمال يعني معاوية عليها يعني مصر عمرو بن العاص
وكان عمرو إذا شخص ولى مسلمة الأنصاري وربما ولى وردان مولاه فلم يزل عمرو عليها
حتى مات عمرو فولاها معاوية عتبة بن أبي سفيان ثم عزله وولى عبد الرحمن ابن أم

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 105 (ت. العمري).
62

الحكم ابنة أبي سفيان ثم عزله وولى معاوية بن حديج الكندي ثم مسلمة بن مخلد حتى
مات معاوية فأقره يزيد ثم عزله وولى سعيد بن يزيد حتى مات يزيد
قال ونا خليفة قال (1) وفيها يعني سنة خمسين وجه مسلمة بن مخلد وهو أمير
بمصر معاوية بن حديج إلى بلاد المغرب (2) فأصاب سبيا وقفل سالما
وفيها (3) يعني سنة أربع وخمسين أغزا مسلمة بن مخلد خالد بن ثابت بن الفهمي
بلاد المغرب وأمره أن يستخلف أبا المهاجر دينار مولى (4) الأنصار فانصرف وخلف أبا
المهاجر
وذكر أبو عمر محمد بن يوسف أنه توفي وهو وال على مصر وكانت ولايته عليها
خمس عشرة سنة وأربعة أشهر (5)
أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر وأبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر
ابن الزاغوني قالا أنا المبارك بن عبد الجبار أنا أبو بكر محمد بن سعيد بن يعقوب بن
إسحاق الصيدلاني أنا عمر بن محمد بن سيف نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا
عمرو بن عثمان وعبد الله بن محمد الزهري قالا نا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن
مجاهد قال
كنت أتحدى الناس بالحفظ فصليت خلف مسلمة بن مخلد فقرأ بسورة البقرة فما
ترك منها واوا ولا ألفا (6)
قال عمرو زادني أبي عن سفيان فلم يخطئ ألفا ولا واوا
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (7)

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 210.
(2) لم يذكر خليفة إلى أي وجه قصد معاوية في غزوته.
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 223.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ خليفة: من الأنصار.
(5) ولاة مصر للكندي.
(6) سير أعلام النبلاء 3 / 425 وتاريخ الاسلام (61 - 80) ص 243 وولاه مصر للكندي ص 62.
(7) تاريخ بن خياط ص 227.
63

ومات في آخر خلافة معاوية مسلمة بن مخلد
قال ابن عساكر كأنه يعني سنة ستين وقد قيل إنه عاش بعد ذلك
أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم نا أبو محمد بن حيان
نا الفضل بن العباس نا يحيى بن بكير نا الليث بن سعد قال وفي سنة ثنتين وستين توفي
مسلمة بن مخلد
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قالا أنا ابن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان حدثني ابن بكير حدثني الليث قال
وفي سنة اثنتين وستين توفي مسلمة بن مخلد قال ابن بكير وهو أمير وأمر سعيد بن
يزيد (1) على أهل مصر في ذي الحجة
7400 مسلمة بن نافع
مولى سعيد بن عبد الملك بن مروان الأموي وهو أخو ذو يد بن نافع من أهل
دمشق
حدث عن أخيه ذو يد بن نافع
روى عنه بقية بن الوليد
أنبأنا أبو القاسم النسيب أنا أبو القاسم بن الفرات قراءة أنا عبد الوهاب الكلابي
نا أبو الحسن بن جوصا نا أبو التقي هشام بن عبد الملك اليزني (2) نا بقية بن الوليد نا
مسلمة بن نافع عن أخيه ذو يد بن نافع عن عبد الله بن شهاب أخي الزهري نا أنس بن
مالك قال
جاءت امرأة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت يا رسول الله إن في بطني حدثا فأقم علي حد
الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يقتل ما في بطنك من أجلك اذهبي حتى تضعيه فذهبت

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ، والذي في ولاة مصر ص 63 أنه بعد موت مسلمة استخلف عابس بن سعيد عليها (يعني
على مصر) ثم وليها سعيد بن يزيد الأزدي فقدمها لمستهل شهر رمضان سنة 62 فأقر عابسا على الشرط.
(2) رسمها بالأصل ود: " السري " وفي م: " البرى " وفي " ز ": تصحيف، والصواب ما أثبت، ترجمته في سير الاعلام 12 / 303.
64

فلما وضعته جاءت فقالت يا رسول الله قد وضعته قال اذهبي فارضعيه حتى تفطميه
فذهبت فأرضعته حتى فطمته ثم جاءت فقالت يا رسول الله قد فطمته قال اذهبي
فأكفليه قوما فذهبت ثم جاءت هي وأخت لها تماشيان فقالت يا رسول الله هذه أختي
تكفله فجعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعجب منها ومن أختها ثم أمر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يحفر لها
ثم قال إذا وضعتموها في حفرتها فليذهب رجل منكم بين يديها كأنه يريد أن يشغلها
حتى إذا شغلها فليذهب رجل منكم من خلفها بحجر عظيم فليرم به رأسها [* * * *]
قال ابن عساكر (1) كذا في الأصل ذو يد بالذال المعجمة (2) وهي نسخة عتيقة
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا ابن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا أبو الحسين الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة
قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الخامسة مسلمة بن نافع زاد
الكلابي أخو ذو يد بن نافع
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني وذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث
مسلمة بن نافع أخو ذويد بن نافع دمشقي (3)
7401 مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية
أبو شاكر الأموي (4)
كان شريفا ممدحا ولي في أيام أبيه الموسم وغزو الصائفة وأمه أم حكيم بنت
يحيى بن الحكم بن أبي العاص وداره بدمشق هي المعروفة بدار أما جور لزيق الجامع من
ناحية باب البريد ولزيق دار أبي الدرداء

(1) زيادة منا.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 6 / 74 وفيه: دويد، بالدال المهملة.
(3) كذا في تهذيب الكمال في ترجمة ذو يد بن نافع، وزيد في: ويقال الحمصي.
(4) له ذكر في جمهرة ابن حزم ص 92 وتاريخ الطبري (الفهارس) ولم يذكره المصعب في أسماء ولد هشام بن عبد
الملك، وذكر من أسماء أولاده وأمهم أم حكيم بنت يحيى بن الحكم: وكنيته: أبو شاكر. وتاريخ خليفة
ابن خياط (الفهارس).
65

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
المعدل أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وولد هشام بن
عبد الملك مسلمة وهو أبو شاكر وله يقول ابن أذينة (1) (2)
* أتينا نمت بأرحامنا * وجئنا بإذن أبي شاكر (3)
بإذن الذي سار معروفه * بنجد وغار مع الغائر
إلى خير خندف في ملكه * لباد من الناس أو حاضر *
قال ذلك عروة بن أذينة حين سألهم هشام بن عبد الملك ما جاء بكم ولذلك حديث
وله يقول أبو الأبيض سهيل بن أبي كثير
* بث أبو شاكر فينا * ورقا بيضا وسودا
وكسانا شطويا * معلمات وبرودا
ترك المسكين منا * حسن الثوب جديدا
ولقد كنا جميعا * أقشب الناس جلودا
قسم الخمس علينا * وخرج منا حميدا
وأتى الله بيسر * أذهب العيش الشديدا *
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي نا أبو عبد
الله الكندي نا أبو زرعة قال ولد هشام ممن يذكر عنه إمارة أو فقه فذكر فيهم مسلمة بن
هشام
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (4)
وأقام الحج يعني سنة تسع عشرة ومائة مسلمة بن هشام بن عبد الملك (5) أبو شاكر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا

(1) ابن أذينة، أذينة لقب، وهو عروة بن أذينة، واسمه يحيى بن مالك بن عمرو بن عبد الله بن زحل بن
يعمر، يكنى أبا عامر شاعر غزل من أهل المدينة. (أخباره في الأغاني 18 / 322).
(2) الأبيات في الأغاني 18 / 325.
(3) وكان مسلمة بن هشام بن عبد الملك سنة حج قد أذن لهم في الوفود على أبيه هشام، فلما دخلوا وانسبوا قال
هشام: ما الذي جاء بك يا بن أذينة، فقال الأبيات.
(4) تاريخ خليفة ص 349 (ت. العمري).
(5) زيادة عن تاريخ خليفة.
66

أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد (1) أنا
محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري
إن هشام بن عبد الملك استعمل ابنه أبا شاكر واسمه مسلمة بن هشام على الحج
سنة ست عشرة ومائة وأمر الزهري أن يسير معه إلى مكة ووضع عن الزهري من ديوان مال
الله سبعة عشر ألف دينار فلما قدم أبو شاكر المدينة أشار عليه الزهري أن يصنع إلى أهل
المدينة خبزا وحضه على ذلك فأقام بالمدينة نصف شهر وقسم الخمس على أهل
الديوان وفعل أمورا حسنة وأمره الزهري أن يهل من باب مسجد ذي الحليفة إذا انبعثت به
راحلته وأمره محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي أن يهل من البيداء فأهل من
البيداء (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن هبة الله أنا ابن الفضل أنا عبد
الله نا يعقوب (3) قال قال ابن بكير قال الليث بن سعد
وحج عامئذ يعني سنة تسع عشرة ومائة بالناس مسلمة ابن أمير المؤمنين هشام بن
عبد الملك بن مروان
قال يعقوب وقسم أبو شاكر على أهل الديوان خمسة الدنانير كل رجل ورضخ لأهل
المدينة رضخا تافها وساق بدنا وأهل من البيداء
أخبرنا أبو غالب البصري أنا محمد بن علي بن أحمد أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد الأشناني نا موسى التستري نا خليفة العصفري قال (4)
سنة عشرين ومائة غزا مسلمة بن هشام أرض الروم
وفي (5) سنة إحدى وعشرين ومائة غزا مسلمة بن هشام (6) على الصائفة وسار معه
هشام حتى أتى ملطية

(1) ليس الخبر في القسم المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد (ط. صادر).
(2) قوله: " فأهل من البيداء " استدرك على هامش " ز "، وبعده صح.
(3) ليس في المطبوع من المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 350 (ت. العمري).
(5) تاريخ خليفة بن خياط ص 352.
(6) الذي ورد في تاريخ خليفة هنا أن الذي غزا هو: مسلمة بن عبد الملك، وهو خطأ، وكان خليفة قد ذكر وفاة
مسلمة بن عبد الملك في السنة التي قبلها - يعني سنة 120 ه‍.
67

أنبأنا أبو القاسم النسيب وغيره قالا نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن إبراهيم نا ابن عائذ أنا الوليد أخبرني
شيخ من آل معاوية بن هشام قال توفي سنة تسع عشرة ومائة وغزا الصائفة بعده مسلمة بن
هشام وقال غير ذلك الشيخ أن هشاما أغزى في سنة إحدى وعشرين ومائة مسلمة بن
هشام ويحيى بن هشام بن عبد الملك ذلك العام ملطية فرابط بها تلك السنة
أنبأنا أبو القاسم أيضا وأبو الوحش المقرئ وغيرهما عن رشأ بن نظيف أنا أبو
الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة أنا ابن الأنباري نا أبي عن أبي عكرمة قال
لما مدح الكميت مسلمة بن هشام قال له مسلمة لو قلت في مثل ما قال الأخطل في
يزيد يعني قصيدته الدالية (1) فقال الكميت إن أنت أعطيتني ما أعطى يزيد الأخطل (2)
فعلت وكان يزيد أعطى الأخطل سبعين ألف درهم فقال هشام أنا أفعل فعل الكميت فيه
* أفي اليوم تقضى حاجة النفس أم غدا * وما بعد بعد كان إن كان أبعدا *
7402 مسلمة بن يعقوب بن إبراهيم بن الوليد ابن عبد الملك بن مروان
كان يسكن قرية الجامع من قرى المرج
حكى عن أبيه
حكى عنه عبد العزيز بن عبد الغفار بن إسماعيل المخزومي
وذكره أبو الحسن أحمد بن حميد بن أبي العجائز وذكر امرأته أمة العزيز ابنة عبد
العزيز بن عبد الرحمن بن الوليد بن عبد الملك
7403 مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك
ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص ويقال مسلمة بن يعقوب بن إبراهيم
ابن الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي
وهو الذي وثب على أبي العميطر علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية وخلعه
من الخلافة وبايع لنفسه بدمشق أيام المأمون

(1) ديوان الأخطل ص 73 و 77 وفيه قصيدتان والبيتان يمدح بهما يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
(2) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل.
68

قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد بن غزوان نا أحمد بن
المعلى نا صالح بن البختري حدثني النضر بن يحيى قال
وقبل أن ينصرف ابن بيهس في علته إلى حوران جمع رؤساء بني نمير فقال لهم قد
كان من علتي ما ترون فارفقوا ببني مروان بن الحكم والطفوا بهم وعليكم بمسلمة بن
يعقوب بن علي بن محمد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم فإنه
ركيك وهو ابن أختكم فأعلموه أنكم لا تثقون ببني أبي سفيان وأنكم تثقون به وتبايعونه
ثم أنشدهم
* كيدوا العدو بأن تبدوا مباعدتي * ولا تنوا في الذي فيه لهم تلف
وكاتبوني بما تأتون من هنة * حتى تكون إلي الرسل تختلف *
فاجتمعت بنو نمير إلى مسلمة بن يعقوب فكلموه وبذلوا له البيعة فقبل منهم وجمع
مواليه وأهل بيته فدخل إلى أبي العميطر في الخضراء كما كان يدخل للسلام عليه وقد
أعد لحجاب أبي العميطر عدادهم فلما سلم عليه وجلس معه في الخضراء قبض على أبي
العميطر فشده في الحديد وبعث إلى رؤساء بني أمية عن لسان أبي العميطر يأمرهم
بالحضور فجعل كل من دخل يقال له بايع والسيف على رأسه فيبايع (1) وأدنى مسلمة
القيسية ولبس الثياب الحمر وجعل أعلامه حمراء وأقطع بني نمير ضياع المرج وجعل
لكل رجل من وجوه قيس بمدينة دمشق منزلا وولاهم فقال له أبو العميطر يوما وقد دعا به
وهو مقيد فنظر إلى قيس في الثياب الحمر ومسلمة كذلك فقال له لو حمرت استك كان
خيرا لك فأمر به فسحب وخرج ابن بيهس من العلة فجمع جماعة وأقبل يريد دمشق
فقال (2) مسلمة بن يعقوب لمن معه من هوازن هذا صاحبكم يريد بنا ما فعل بأبي العميطر
فقالوا له ما هو لنا بصاحب وما نعرف (3) غيرك وهذه سيوفنا دونك وأنشده بعضهم
* ستعلم نصحنا إن كان كون * وتعلم أننا صبر كرام
حماة دون ملكك غير ميل * إذا ما جد بالحرب احتدام
وسوف نريك في الأعداء ضربا * يطير سواعد منهم وهام
وطعنا في النحور بدابلات * طوال في أسنتها الحمام *

(1) بالأصل وبقية النسخ: فبايع.
(2) أقحم بعدها بالأصل: له.
(3) بالأصل وم: " يعرف " والمثبت عن د، و " ز ".
69

فوثق بهم مسلمة وتزيد في برهم وأقبل ابن بيهس حتى نزل قرية الشبعاء (1) وأصبح
منها غاديا إلى مدينة دمشق وصاح الديدبان (2) بالسلاح وخرج مسلمة وخرجت معه
القيسية فقاتلوا ذلك اليوم مع مسلمة قتالا شديدا وكثرت الجراحات في الفريقين وانصرف
ابن بيهس وقد ساء ظنه بقيس فكتب إليهم (3)
* سيكفي الله وهو أعز كاف * أمير المؤمنين ذوي الخلاف
وكل مقدر في اللوح يأتي * وكل ضبابة فإلى انكشاف
وما أنا بالفقير إلى نصير * سوى الرحمن والأسل العجاف
وعندي في الحوادث صبر نفس * على المكروه أيام الثقاف
وعن حق قال أدافع أهل جور * وشتى بين قصد وانحراف *
فهابت القيسية على أنفسها فدخلوا على مسلمة فكلموه على وجه النصيحة له وقد
أضمروا الغدر به فقالوا له نرى أن نخرج إلى ابن بيهس فنسأله الرجوع عنا وحقن الدماء
بيننا فإن فعل وإلا ثبطنا أصحابنا عنه ومن أطاعنا واستملنا من قدرنا عليه فقال لهم
الصواب ما رأيتم وطمع أن يفوا له ولم يكن تهيأ لهم ما أرادوا بمدينة دمشق فخرجوا إلى
ابن بيهس فباتوا عنده وأحكموا الأمر معه وصبح دمشق بالخيل والرجالة والسلالم ونشب
القتال وصعد أصحاب ابن بيهس السور بناحية باب كيسان فلم يشعر بهم أصحاب مسلمة
إلا وهم معهم في مدينة دمشق فأجفلوا هربا إلى مسلمة فدعا بأبي العميطر ففك عنه
الحديد ولبسنا ثياب النساء وخرجا مع الحرم من الخضراء وخرجا من باب الجابية حتى أتوا
المزة ودخل ابن بيهس مدينة دمشق يوم الثلاثاء لعشر خلون من المحرم سنة ثمان وتسعين
ومائة وغلب عليها فلم يزل يحارب أهل المزة وداريا وبيت لهيا إلى أن صالحه أهل بيت
لهيا وأقام على حرب أهل المزة وداريا وهو مقيم بدمشق أميرا متغلبا عليها إلى أن قدم عبد
الله بن طاهر دمشق سنة ثمان ومئتين وخرج إلى مصر ورجع إلى دمشق سنة عشر ومائتين
وحمل ابن بيهس معه إلى العراق ومات بها ولم يرجع إلى دمشق
قال ونا محمد بن عون نا محمد بن أحمد بن أبي خراسان قال لما دخل مسلمة بن

(1) الشبعاء: من قرى دمشق من إقليم بيت الابار (معجم البلدان).
(2) الديدبان: الرقيب والطليعة (القاموس المحيط).
(3) الزيادة عن د، و " ز "، وم.
70

يعقوب الخضراء وقبض على أبي العميطر قال للحطاب بن وجه الفلس خذ لي البيعة على
الناس بالإمرة فإن الأمير يكون خليفة ولا يكون الخليفة أميرا فقال له لا تبايع إلا
بالخلافة فقال له مسلمة إن خلافة لا تقوم إلا بتدبيرك (1) لخلافة لا تتم
قال ونا صالح بن البختري قال
توفي مسلمة بن يعقوب في المزة فصلى عليه أبو العميطر فلما رفعت جنازته قال له
أبو العميطر رحمك الله وإن كنت قد ظلمتني وظلمت نفسك
قال أحمد بن المعلى فحدثنا الحسن بن عبد العزيز حدثني الحارث بن حسان قال
ما عاش أبو العميطر بعد مسلمة إلا قليلا حتى مات في المزة أيضا ودفنه أهل المزة
في حانوت وقصدوا في ذلك أن يخفى قبره حتى لا ينبش
/ ذكر من اسمه المسلم /
7404 المسلم (2) بن أحمد بن الحسين أبو الفضل ويقال أبو الغنائم
ويقال أبو القاسم الأنصاري الكعكي الحلاوي المعروف بابن بخانبة
سمع أبا محمد بن أبي نصر
روى عنه أبو بكر الخطيب وعمر الدهستاني وعبد الله بن السمرقندي ونجا بن
أحمد وكناه أبا الغنائم
وحدثنا عنه أبو محمد بن الأكفاني وكناه أبا القاسم والفقيه أبو الحسن السلمي
حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم نا أبو محمد الكتاني لفظا وأبو الفضل المسلم
ابن أحمد الكعكي بقراءتي عليه قالا أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم
التميمي نا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي إملاء بدمشق نا أبو
زرعة نا أحمد بن صالح نا ابن وهب حدثني محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن
محمد عن أبيه عن جده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) مكانها بياض في " ز ".
(2) ضبطت عن الاكمال، وفتحت اللام المشددة فيه بالقلم. الاكمال 7 / 188.
71

من سعادة ابن آدم رضاه بما يقضي الله واستخارة الله ومن شقوة ابن آدم سخطه بما
يقضي الله وتركه استخارة الله ومن سعادة ابن آدم ثلاث ومن شقوته ثلاث فمن سعادته
المرأة الصالحة والخادم الصالح والمسكن الصالح ومن شقوته المرأة السوء والخادم
السوء (1) والمركب السوء [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب قال مسلم بن
أحمد بن الحسين أبو القاسم الكعكي من أهل دمشق حدث عن أبي محمد بن أبي نصر
كتبت عنه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2)
وأما مسلم بفتح السين واللام المشددة مسلم بن أحمد بن الحسين أبو القاسم
الكعكي دمشقي يعرف بابن بخانية كتبت عنه كتب (3) عن ابن أبي نصر
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال
توفي المسلم بن أحمد بن محمد الأنصاري في شهر رمضان من سنة ست وستين
حدث عن أبي محمد بن أبي نصر
7405 المسلم بن إبراهيم أبو الفضل السلمي البزاز المعروف بالشويطر
سمع أبا الحسن بن أبي الحديد وأبا بكر الخطيب
كتب عنه رشأ بن نظيف
قرأت بخط رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش الضرير عنه
أنشدني أبو الفضل المسلم بن إبراهيم السلمي البزاز
* ما في زمانك من تأمن خيانته * ولا صديق إذا خان الزمان وفى
فعش وحيدا ولا تركن إلى أحد * فليس في الناس خير يرتجى وكفى *
قرأت بخط أبي الحسن علي بن الخضر القرشي الحاسب
إن المسلم بن إبراهيم مات في رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة

(1) سقطت من م، ود، و " ز "، والأصل، واستدركت عن المختصر.
(2) الاكمال لابن ماكولا 7 / 188.
(3) سقطت من الأصل وم، و " ز "، ود، واستدركت عن الاكمال.
72

7406 المسلم بن الحسن بن هلال بن الحسن
أبو الفضل بن أبي محمد الأزدي البزاز
قرأ القرآن على أبي الحسن الربعي وعلى أبي علي الأهوازي بالسبعة
وسمع أبوي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي (1) وعلي بن الحسن بن أبي
زروان الربعي (2) وأبا القاسم بن الطبيز (3)
وكتب كثيرا، واستورق، ولم يحدث
قال لنا أبو محمد بن الأكفاني توفي أبو الفضل المسلم بن الحسن بن هلال بن الحسن
البزاز رحمه الله يوم الأربعاء ودفن يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة
سبع وستين وأربعمائة بصور وكان حافظا للقرآن بعدة روايات قرأ بها على أبي الحسن علي
ابن الحسن بن أبي زروان الربعي وسمع الحديث منه ومن أبي الحسن العتيقي البغدادي
وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن الطبيز ومن بعدهم وكتب من مصنفات الإمام الخطيب
الحافظ رحمه الله واستورق كثيرا ولم يحدث بشئ
7407 المسلم بن الحسين بن عبد الله أبو الغنائم الرفافي
سمع تمام بن محمد وأبا القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن محمد بن نصر (4)
وحدث
كتب عنه نجا بن أحمد العطار
قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد العطار وأنبأني أبو الفرج غيث بن علي عنه أنا
الشيخ أبو الغنائم المسلم بن الحسين بن عبد الله نا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر
ابن محمد بن نصر أنا أبو بكر محمد بن علي العطوفي قال قرئ على الحسن بن سفيان
وأنا أسمع حدثكم محمد بن عباد المكي نا حاتم عن شريك عن الأعمش عن يزيد بن
أبان عن الحسن عن أنس

(1) ترجمته في سير الاعلام 17 / 602.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 17 / 580.
(3) اسمه عبد الرحمن بن عبد العزيز بن أحمد الحلبي، المشهور بابن الطبيز ترجمته في سير الاعلام 17 / 497.
(4) قوله: " بن محمد بن نصر " استدرك على هامش " ز ".
73

أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني قال
توفي مسلم بن الحسين الرفافي في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة كان يسمع معنا
حدث عن تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر
7408 المسلم بن الحسين بن الحسن أبو الغنائم المؤدب
كان في صباه أجير خباز ثم حفظ القرآن وتأدب وقال الشعر واشتغل بتأديب
الصبيان فحسن أثره في ذلك وظهر له اسم في إجادة التعليم والحذق بالحساب حتى
كثر زبونه وسمعته ينشد لنفسه قصيدة رثى بها شيخنا الفقيه أبا الحسن السلمي لم يقع لي
إلى الآن وكان إنشاده إياها على قبره عقيب وفاته
ومات مسلم وهو شاب يوم الجمعة قبل الصلاة الخامس والعشرين من جمادى الأولى
سنة أربع وأربعين وخمس مائة ودفن بعد العصر من ذلك اليوم بباب الصغير
7409 المسلم بن الخضر بن المسلم بن قسيم أبو المجد التنوخي الحموي
شاب شاعر قدم دمشق (1) على ما ذكر لي أبو اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي
وأنشدني له قصيدة يمدح بها أتابك زنكي (2) بن أق سنقر نصير أمير المؤمنين صاحب الشام
أنشده إياها بقلعة حمص
قال وكان ملك الروم نزل شيزر وحاصرها وأشرفت منه على الهلاك وكان
أتابك (3) يركب كل يوم في جيشه ويقف على تل أرجزا ولا يزول عنه إلى المغرب وملك
الروم على جريجنس جبل شرقي شيزر ينظر إلى الجيش فإذا قال له الفرنج دعنا نأخذ
العسكر ونمضي إليه يقول لهم هذا زنكي أتابك يعتبئ النهار كله في هذه المدة لأي سبب
إنما يريدني أركب إليه وإذا حصلنا معه في أرض واحدة ما يبقى لنا سبيل إلى السلامة وقد

(1) زيادة عن د، وم، وبعدها في م: بياض. وفي " ز ": قدم على زنكي على ما ذكر...
(2) زنكي بن آق سنقر، صاحب الموصل وحلب قتله أحد غلمانه عام 541 (راجع البداية والنهاية 12 / 199 والكامل
لابن الأثير 10 / 34).
(3) لم تكن شيزر، حصنا تابعا لاتباك، بل كانت للأمير أبي العساكر سلطان بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ
الكناني، ولما نازلها الروم وحاصروها استنجد أبو العساكر بأتابك، فسار إليها ونزل على العاصي بالقرب منها،
بينها وبين حماه.
74

جعل تحت كل مكمن كمينا ونحن الآن على هذا الجبل في حصن وبيننا وبينه العاصي
وألقى الله في قلب ملك الروم منه الرعب حتى رحل عنها بعد إحدى وعشرين يوما (1)
وطلب درب أفامية (2) وترك مجانيقه العظام (3) وتبعه أتابك إلى بعض الطريق وعاد ظافرا
قد حفظ الإسلام بالشام ورفع المجانيق إلى قلعة حلب المحروسة فوصف مسلم بن
الخضر بن المسلم بن قسيم الحال فقال (4)
* بعزمك أيها الملك العظيم * تذل لك الصعاب وتستقيم
رآك الدهر منه أشد بأسا * وشح بمثلك الزمن الكريم
إذا خطرت سيوفك في نفوس * فأول ما يفارقها الجسوم
ولو أضمرت للأنواء حربا * لما طلعت لهيبتك الغيوم
أيلتمس الفرنج لديك عفوا * وأنت بقطع دابرها زعيم
وكم جرعتها غصص المنايا * بيوم فيه يكتهل الفطيم
فسيفك في مفارقهم خضيب * وذكرك في مواطنهم عظيم
وكل محصن منهم أخيذ * وكل محضن فيهم يتيم
ولما أن طلبتهم تمنى الفتية * جوسلينهم اللئيم
أقام يطوف الآفاق حتى (5) * وأنت على معاقلهم مقيم

(1) حدد رنسيمان أسباب انسحاب ملك الروم عن شيزر خلال إيراده تفاصيل حصارها كما يلي:
- تخاذل ريموند وجوسلين - الأميران اللاتينيان - وتكاسلهما في القتال إلى جانب البيزنطيين لارتيابهما في نوايا
الإمبراطور بعد السيطرة على شيزر.
- تخلي زنكي عن حصار حماه واستعداده للدفاع عن شيزر.
- إيفاد زنكي الرسل إلى السلطان في بغداد، وتجهيزه العساكر - بعد تباطؤ.
- نجاح زنكي - من خلال عملائه - في بث الحقد بين الامراء اللاتين والامبراطور.
- حصانة شيزر وبسالة المدافعين عنها، وحنكة أميرها ودبلوماسيته من خلال الاتصالات التي أجراها مع الإمبراطور
لكي يرفع الحصار عن شيزر.
- ويذكر رنسيمان مسببا آخر في الحاشية 1 ص 347: وهو سوء الأحوال الجوية التي ساعدت في إنقاذ شيزر.
(الحروب الصلبية 2 / 344 - 347).
(2) أفامية: مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص (معجم البلدان).
(3) وكان ملك الروم قد نصب عليها ثمانية عشر منجنيقا (الكامل في التاريخ: 6 / 19).
(4) بعض الأبيات في الكامل في التاريخ 16 / 19.
(5) في المختصر: جبنا.
75

فسار وما يعادله مليك * وعاد ما يعادله سقيم
يحاول أن يحاربك اختلاسا * كما رام اختلاس الليث ريم
ألم تر أن كلب الروم (1) لما * تبين أنه الملك الرحيم
فجاء يطبق الفلوات خيلا * كأن الجحفل الليل البهيم
وقد نزل الزمان على رضاه * فكان (2) لخطبه الخطب الجسيم
فحين رميته بك في خميس * تيقن أن ذلك لا يدوم
وأبصر في المفاضة منك جيشا * فأحرف لا يسير ولا يقيم
كأنك في العجاج شهاب نور * توقد وهو شيطان رجيم
أراد بقاء مهجته فولى * وليس سوى الحمام له حميم
يؤمل أن يجود بها عليه * وأنت بها وبالدنيا كريم
رأيتك والملوك لها ازدحام * ببابك لا تزول ولا تريم
تقبل من ركابك كل وقت * مكانا ليس تبلغه النجوم
تود الشمس لو وصلت إليه * وأن من الغزالة ما تروم
أردت فليس في الدنيا منيع * وجدت فليس في الدنيا عديم
وما أحييت فينا العدل حتى * أميت بسيفك الزمن الظلوم
وصرت إلى الممالك في زمان * به وبملكك الدنيا عقيم
تزخرف للأمير جنان عدن * كما لعداه تستعر الجحيم
أقر الله عينك من مليك * تخامر غب همته الهموم
ولا برحت لك الدنيا فداء * وملكك من حوادثها سليم
وإن تك في سبيل الله تشقى * فعند الله أجرك والنعيم *
وأنشدني أبو اليسر له أبياتا قالها في الملك العادل أبي القاسم محمود بن زنكي
* يا صاح هل لك في احتمال تحية * تهدى إلى الملك الأغر جبينه
قف حيث تختلس النفوس مهابة * ويفيض من ماء الوجوه معينه
فهنالك الأسد الذي امتنعت به * وبسيفه دنيا الإله ودينه

(1) زيادة عن م، و " ز "، ود، والكامل في التاريخ.
(2) في الكامل في التاريخ: ودان لخطبه.
76

فمن المهندة الرقاق لباسه * ومن المثقفة الدقاق عرينه
تبدو الشجاعة من طلاقة وجهه * كالرمح دل على القساوة لينه
ووراء يقظته أناة مجرب * لله سطوة بأسه وسكونه
هذا الذي في الله صح جهاده * هذا الذي في الله صح يقينه
هذا الذي بخل الزمان بمثله * والمشمخر إلى العلى عرنينه
هذا عماد الدين وابن عماده * نسبا (1) كما انشق الوشيج رصينه
هذا الذي تقف الملوك ببابه * هذا الذي تهب الألوف يمينه
ملك الورى ملك أغر متوج * لا غدره يخشى ولا تلوينه
إن حل فالشرف التليد أنيسه * أو سار فالظفر العزيز قرينه
فالدهر خاذل من أراد عناده * أبدا وجبار السماء معينه *
* والدين يشهد أنه لمعزه * والشرك يعلم أنه لمهينه
ما زال يقسم أن يبدد شمله * والله يكره أنا تمين يمينه
حتى رمى بالأهوجية ركنه * فانهد شامخه وحض ركينه
وفتح الرها بالأمس فانفتحت له * أبواب ملك لا يدال مصونه
دلف الأمير لها فهب لنصره * منها مبارك طائر ميمون
وغدا يكون له بأنطاكية * مشهور فتح في الزمان مبينه
طعن الجيوش برأيه وسنانه * يوم اللقاء فما أبل طعينه *
7410 المسلم بن عبد الواحد بن عمرو بن جعفر بن محمد
أبو القاسم الأطرابلسي المقرئ المعروف بابن شفلح
خطيب جبيل (2)
حدث بجبيل من ساحل دمشق عن أبي القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسن وأبي
عبد الله الحسين بن عبد الله بن أبي كامل وأبي سعد عثمان بن محمد بن يوسف الطبري
نزيل عسقلان

(1) في المختصر: ثبتا.
(2) جبيل بلد في سواحل دمشق، مشهور في شرقي بيروت (معجم البلدان).
77

روى عنه أبو عبد الله الحسن بن علي بن الهيثم بن محمد اللاذقي التميمي وأبو
طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الشيرازي
7411 المسلم (1) بن عبد الواحد بن محمد بن (2) عمرو أبو البركات المعيوفي (3)
حدث بدمشق ومصر عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر وأبي
محمد بن أبي نصر
عنه أبو بكر الخطيب وعمر بن عبد الكريم الدهستاني
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن نا عمر بن أبي الحسن الحافظ أنا
المسلم بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو المعيوفي أبو البركات (4) الدمشقي بمصر أنا
أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر بدمشق نا علي بن يعقوب بن أبي
العقب الهمداني نا عبد الرحمن بن عمرو سنة ثمانين ومائتين نا علي بن عياش الألهاني
الحمصي أبو الحسن البكاء نا شعيب بن أبي حمزة عن نافع عن ابن عمر أن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو الحسن بن قبيس أنا أبي أبو العباس أنا أبو محمد (5) بن أبي نصر
ح وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد
وعبد الرحمن (6) بن عثمان وأبو نصر بن الجندي ومحمد بن عبد الرحمن وعبد الرحمن
ابن الحسين بن الحسن قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العقب نا أبو زرعة فذكر بإسناده مثله
أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أخبرني أبو بكر الخطيب قال
مسلم بن عبد الواحد بن محمد (7) بن عمرو أبو البركات المعيوفي من أهل دمشق
حدث عن أبي محمد بن أبي نصر كتبت عنه

(1) ضبطت عن الاكمال 7 / 188.
(2) تحرفت في الأصل، و " ز "، ود، إلى: " أبو " والمثبت عن م والمختصر.
(3) ترجمته في الأنساب (المعيوفي)، والاكمال 7 / 188.
(4) تحرفت في " ز " إلى: الهيثم.
(5) بالأصل: " أحمد " والمثبت عن د، و " ز "، وقوله: " أبو محمد " ليس في م.
(6) مكانها بياض في " ز ".
(7) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.
78

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
وأما مسلم بفتح السين واللام المشددة مسلم بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو أبو
البركات المعيوفي الدمشقي حدث عن أبي محمد بن أبي نصر
7412 المسلم بن عبد الواحد بن محمد
أبو الفضل الإيادي البزاز المعروف بابن شقيقة
حدث عن أبي الحسين بن أبي نصر
وسمع أبا القاسم بن الفرات
كتب عنه عمر بن أبي الحسن الدهستاني
7413 المسلم بن علي بن سويد أبو الحسن
قدم دمشق وحدث بها عن محمد بن سنان الشيزري التنوخي
عنه أبو بكر الربعي البندار
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الكتاني أنا أبو نصر بن الجبان (2) أنا
محمد بن سليمان الربعي نا أبو الحسن بن مسلم بن علي بن سويد قدم علينا دمشق نا محمد
ابن سنان التنوخي نا إبراهيم بن مصعب بن الحارث الأنصاري نا الحسن بن أبان العجلي
عن محمد بن معروف المكي عن أبيه قال
قام رجل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فذم الدنيا فقال له علي إن الدنيا دار
صدق لمن صدقها ودار غناء لمن تزود منها ودار عافية لمن فهم عنها هي مسجد أحباء
الله ومهبط وحيه ومبحر أوليائه اكتسبوا منها الجنة وربحوا فيها الرحمة فمن ذا الذي
يذمها وقد آذنت ببينها ونادت بانقطاعها ونعت نفسها وأهلها فيها أيها الذام الدنيا
المعتل بغرورها متى استذمت إليك الدنيا ومتى غرتك أبمنازل آبائك من الثرى أم
بمضاجع أمهاتك من البلى كم مرضت بكفيك وعالجت بيديك تبتغي له الشفاء
وتستوصف له الأطباء لم تسعف له بطلبتك مثلت له الدنيا بعيبها وبمصرعه مصرعك غدا
لا يغني بكاؤك ولا ينفعك أحباؤك

(1) الاكمال لابن ماكولا 7 / 188.
(2) بالأصل: الحبان، ومثله في م، والتصويب عن د، و " ز ".
79

ثم انصرف إلى القبور فقال يا أهل القبور يا أهل الضيق والوحدة يا أهل الغربة
والوحشة أما الدور فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت وأما الأزواج فقد نكحت فهذا
خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ثم التفت إلى أصحابه فقال أما على ذلك فلو أذن لهم
في الجواب لأجابوا إن خير الزاد التقوى
وقال أبو نصر بن الجبان في نسخة أخرى قدم علينا مع وصيف الحافظ
7414 المسلم بن هبة الله بن مختار أبو الفتح الكاتب
ألف رسالة في تفضيل دمشق على غيرها من البلاد وذكر فيها بعض خواصها وبعض
ما قالت الشعراء في وصفها ولم يبلغ في ذلك كنه حقها ولم يوفها فقال في أثناء الرسالة
ومن صفتها وأظن هذه الأبيات له
* دمن كأن رياضها * يكسين أعلام المطارف
وكأنما نوارها * يهتز بالريح العواصف
طرر الوصائف يلتفت * ن بها إلى طرر الوصائف
وكأنما غدرانها * فيها عشور في مصاحف *
ثم قال بعد أوراق ولقد سافرت عن دمشق دفعات فكان إنشادي
* وما ذقت طعم الماء إلا وجدته * كأن ليس بالماء الذي كنت أعرف
ولا مر صدري مذ تناءت بي الهوى * أنيس ولا مال ولا متصرف
ولم أحضر اللذات إلا تكلفا * وأي سرور يقتضيه التكلف *
مات أبو الفتح في سنة ستين وأربعمائة على ما بلغني
ذكر من اسمه مسلم
7415 مسلم بن إياس العنزي الجسري (1)
من أهل العراق
قدم دمشق

(1) هذه النسبة إلى جسر بطن من عنزة كما في الأنساب ونص عليها السمعاني بفتح الجيم وسكون السين المهملة.
80

حكى عنه أبو عبيدة معمر بن المثنى
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم وأبو الوحش عنه أنا أبو
مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد أنا أبو حاتم
عن أبي عبيدة قال
أجريت الخيل بالكوفة أيام عبيد الله بن زياد في خلافة يزيد فسبق الناس حرملة بن
جنادة بن جابر الجسري على فرس يقال لها الوردة
فقال مسلم بن إياس الجسري فخرجت إلى الشام فلما دنوت من دمشق إذا أنا بشاب
على ظهر الطريق قد صرع حمار وحش عليها فتأملتها فعرفتها فقال لي أتعرفها قلت
نعم هذه الجسرية فقال هي والله نحن افتليناها وصنعناها وقدناها إلى الخليفة وهي
التي يقول فيها حرملة بن جنادة
* كيف ترى الوردة بنت الورد * تعترق الخيل ببسط الشد
منسوبة من الخيار التلد * من إرث زيد وأبيه عبد
وجابر أكرم به من جد * نحن استللناها بفحل نهد
موثق الخيل أسيل الخد * كأنه يوم ابتدار المجد
واحتل في معمعة وكد * يحث بالزجر ووقع القد
قطاة في حين غدت للورد * فأحرزت سبقتها لم تكد (1) *
7416 مسلم بن الحارث بن مسلم ويقال الحارث بن مسلم التميمي (2)
روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقال بل روى عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
روى عنه ابنه الحارث بن مسلم بن الحارث ويقال بل روى عنه عبد الرحمن بن
حسان
ووفد على عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة

(1) بالأصل وم و " ز ": " تكدى " والمثبت عن د.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 68 وتهذيب التهذيب 5 / 425 والإصابة 3 / 414 رقم 7964 أسد الغابة 4 / 390
والجرح والتعديل 8 / 182 والتاريخ الكبير.
81

أنا أبو حاتم سهل بن السري نا حامد بن سهل البخاري نا دحيم وهشام بن عمار قالا
أنا الوليد بن مسلم نا عبد الرحمن بن حسان الكناني (1) عن الحارث بن مسلم بن
الحارث (2) التميمي عن أبيه
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب له كتابا بالوصاة إلى من بعده لمن ولاه الأمر وختم
عليه [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو الفتح عبد الله بن محمد بن البيضاوي وأبو القاسم بن السمرقندي
قالا أنا الصريفيني أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الوراق نا أبو بكر عبد
الله بن سليمان بن الأشعث نا كثير بن عبيد نا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان
الكناني عن الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتب له كتابا إلى ولاة الأمر بعده بالوصاة به وختم عليه ودفعه
إليه (3)
رواه داود بن رشيد عن الوليد فقلب اسم الحارث بن مسلم فقال مسلم بن
الحارث
أخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر
ابن المقرئ أنا أبو يعلى أنا داود بن رشيد عن الوليد عن عبد الرحمن بن حسان
الكناني عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه قال
بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سرية فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي
فتلقاني الحي بالرنين (4) قال فقلت قولوا لا إله إلا الله تحرزوا فقالوها فلامني
أصحابي وقالوا حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت بأيدينا فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبروه (5) بما صنعت فدعاني فحسن لي ما صنعت وقال إن الله قد كتب لك من كل
إنسان منهم كذا وكذا [* * * *]

(1) في " ز ": الكتاني.
(2) قوله: " بن مسلم بن الحارث " استدرك على هامش " ز "، وبعده صح.
(3) الإصابة 3 / 414.
(4) بدون إعجام بالأصل وم، وفي " ز ": بالزئير، والمثبت عن د.
(5) بالأصل ود وم: أخبروني، وفي " ز ": " أخبر بي " والمثبت عن المختصر.
82

قال عبد الرحمن فأنا نسيت الثواب قال ثم قال أما إني سأكتب لك كتابا أوصي
بك من يكون بعدي من أئمة المسلمين
قال فكتب لي كتابا ختم عليه ودفعه إلي وقال لي إذا صليت المغرب فقل قبل أن
تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرار فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب الله لك
جوارا من النار فإذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات
فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوارا من النار (1)
قال فلما قبض الله رسوله (صلى الله عليه وسلم) أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه وقرأه وأمر لي بعطاء
وختم عليه ثم أتيت به عمر ففضه فقرأه وأمر لي وختم عليه ثم أتيت به عثمان ففعل مثل
ذلك
فقال ابن الحارث فتوفي الحارث في خلافة عثمان وترك الكتاب عندنا فلم يزل عندنا
حتى كتب عمر بن عبد العزيز إلى العامل ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه بالكتاب فقدمت عليه
ففضه فأمر لي وختم عليه وقال أما إني لو شئت أن يأتيك هذا وأنت في منزلك لفعلت
ولكن أحببت أن تحدثني بالحديث على وجهه قال فحدثته به
وقد تقدم ذكر الخلاف في هذا الإسناد في ترجمة الحارث بن مسلم
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد
ابن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (2)
مسلم والد الحارث له صحبة قال محمد بن الصلت أبو يعلى نا الوليد بن مسلم أبو
العباس مولى بني أمية الدمشقي حدثني عبد الرحمن بن حسان حدثني الحارث بن
محمد (3) بن مسلم بن الحارث عن أبيه قال قال النبي (4) (صلى الله عليه وسلم) إذا صليت الصبح والمغرب
فقل سبع مرات اللهم أجرني من النار فإنك إن مت من ليلتك وقد قلت كتب الله لك
جوارا (5) من النار [* * * *]

(1) قريبا من هذه الرواية في أسد الغابة 4 / 390.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 253.
(3) كذا ورد بالأصل، و " ز " وم، ود، " بن محمد " وفي التاريخ الكبير: " الحارث بن مسلم " وبهامشه عن إحدى نسخه
ورد فيها " بن محمد بن مسلم " ونرى أن الكلمتين " بن محمد " مقحمتان.
(4) في التاريخ الكبير: رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5) في التاريخ الكبير: كتب لك جوار.
83

وقال هشام بن عمار ثنا الوليد حدثني عبد الرحمن بن حسان الكناني حدثني مسلم
ابن الحارث عن أبيه أنه حدثهم عن النبي (صلى الله عليه وسلم) نحوه
وقال الحكم بن موسى نا صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن حسان عن الحارث
ابن مسلم التميمي عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له نحوه
وقال إبراهيم بن موسى أخبرني الوليد حدثنا عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن
مسلم التميمي عن أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كتب له كتابا بالوصاة إلى من بعده من ولاة الأمر
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا ابن مندة أنا حمد (1)
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (2) قال مسلم بن الحارث التميمي الشامي والد الحارث
بن مسلم له صحبة روى عنه ابنه الحارث بن مسلم سمعت أبي يقول ذلك
قال (3) وثنا أبي (4) نا هشام بن خالد نا محمد بن شعيب بن شابور قال قال عبد
الرحمن بن حسان كان مسلم بن الحارث قد صحب النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب (5) أنا
أحمد بن عمير بن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير قراءة
قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الأولى مسلم بن الحارث التميمي ويقال
الحارث بن مسلم
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو منصور محمد بن الحسين أنا أحمد بن محمد بن
أحمد بن غالب قال قلت للدارقطني

(1) تحرفت بالأصل، و " ز "، وم إلى: أحمد.
(2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 182 رقم 794.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم و " ز "، واستدرك عن د، والجرح والتعديل.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3 / 88 ترجمة الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي رقم 405.
(5) تحرفت بالأصل، ود، و " ز "، وم إلى: " غياث ".
84

مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال مسلم مجهول لا يحدث عن
أبيه إلا هو (1)
7417 مسلم بن الحجاج بن مسلم أبو الحسين القشيري النيسابوري الحافظ (2)
صاحب الصحيح الإمام المبرز والمصنف المميز
رحل وجمع وصنف فأوسع
وسمع بدمشق محمد بن خالد السكسكي وكتب عنه في حديث (3) الوليد بن مسلم
وسمع بخراسان قتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وبشر بن الحكم
وبالري محمد بن مهران الجمال وإبراهيم بن موسى الفراء وأبا غسان محمد بن عمرو
زنيجا (4) وبالعراق أحمد بن حنبل والقواريري وخلف بن هشام وعبد الله بن عون
الخراز (5) وسريج (6) بن يونس وسعيد بن محمد الحرمي وعبد الله بن مسلمة القعنبي
وأبا الربيع الزهراني وعمر بن حفص بن غياث وأبا غسان مالك بن إسماعيل وأحمد بن
عبد الله بن يونس وبالحجاز ابن أبي أويس وأبا مصعب الزهراني وسعيد بن منصور
ومحمد بن يحيى بن أبي عمر وعبد الجبار بن العلاء وبمصر محمد بن رمح وعيسى بن
حماد وعمرو بن سواد (7) وحرملة بن يحيى وهارون بن سعيد الأيلي ومحمد بن سلمة
المرادي وغيرهم
روى عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الفراء وعلي بن
الحسن بن أبي عيسى ومكي بن عبدان وأبو حامد وأبو محمد أحمد وعبد الله ابنا محمد
ابن الحسن بن الشرقي (8) وأبو سعيد حاتم بن أحمد بن محمود الكندي البخاري والحسين

(1) تهذيب الكمال 18 / 68.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 68 وتهذيب التهذيب 5 / 426 والجرح والتعديل 8 / 182 وتاريخ بغداد 13 / 100
ووفيات الأعيان 5 / 194 وتذكرة الحفاظ 2 / 588، والأنساب، واللباب، وسير أعلام النبلاء 12 / 557 وشذرات
الذهب 2 / 144. والقشيري من بني قشير، قبيلة من العرب معروفة، كما في تهذيب الأسماء واللغات. قال الذهبي
في سير الاعلام، ولعله من موالي بني قشير.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم، و " ز "، واستدرك عن د.
(4) بدون إعجام في " ز "، وفوقها ضبة.
(5) بالأصل، ود، وم: الحراز، والمثبت عن " ز ".
(6) تحرفت بالأصل، و " ز " ود، وم إلى: شريح.
(7) تحرفت بالأصل إلى: " سوار " والمثبت عن د، و " ز "، وم.
(8) في الأصل: " السير في " وإعجامها اضطرب في م، و " ز "، ود.
85

ابن محمد بن زياد القباني وإبراهيم بن أبي طالب وأبو بكر محمد بن النضر الجارودي وأبو
عمر أحمد بن المبارك المستملي وأبو علي صالح بن محمد جزرة وأبو الفضل أحمد بن
سلمة (1) بن عبد الله وعلي بن الحسين بن الجنيد وأبو عبد الله الإسفرايني وإبراهيم بن
محمد بن سفيان وأبو حامد أحمد بن حمدون الأعمشي وأبو العباس السراج وأبو يحيى
زكريا بن داود الخفاف ونصر بن أحمد البغدادي الحافظ المعروف بنصرك وأبو عمرو أحمد
ابن نصر وأحمد بن علي بن الحسن الحسنوي وعلي ابن إسماعيل الصفار وإبراهيم بن
إسحاق الصيرفي وعبد الله بن يحيى السرخسي القاضي والفضل بن محمد بن علي البلخي
وأبو عثمان سعيد بن عمرو بن عمار البردعي الحافظ
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر أنا أبو
أحمد محمد بن أحمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
سفيان نا أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم الحافظ نا سهل بن عثمان العسكري نا
يحيى بن زكريا نا سعد بن طارق نا سعد بن عبيدة السلمي عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
بني الإسلام على خمس على أن يعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة وحج البيت وصوم رمضان [* * * *]
أخبرناه عاليا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا أنا أبو سعد
محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن حمدان نا عبد الله بن أحمد (2) عبدان نا سهل بن
عثمان فذكره
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قال نا وأبو منصور محمد بن عبد
الملك أنا أبو بكر الخطيب (3)
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو الفوارس هبة الله بن أحمد بن علي بن سوار
الوكيلي وأبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري وزينة (4) بنت صدقة بن محمد بن
صدقة قالوا أنا عاصم بن الحسن
قالا أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد

(1) تحرفت بالأصل وم إلى: مسلمة، والمثبت عن د، و " ز "، وتهذيب الكمال وسير الاعلام.
(2) بعدها بياض بمقدار كلمة في " ز ".
(3) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 101.
(4) اضطرب إعجامها بالأصل والمثبت عن م، ود، وفي " ز ": " رنيه " وفوقها ضبة.
86

الدوري نا مسلم بن الحجاج نا محمد بن مهران نا عمر بن أيوب عن مصاد (1) بن
عقبة عن زياد بن سعد عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه قال
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مستلقيا لظهره رافعا إحدى رجليه على الأخرى
حدثني أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي (2) قال دفع إلي صالح بن أبي
صالح ورقة من لحاء شجر بخط مسلم بن الحجاج قد كتبها بدمشق من حديث الوليد بن
مسلم
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الخلال قالا أنا أبو القاسم العبدي أنا
حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
مسلم بن الحجاج أبو الحسين روى عن يحيى بن يحيى النيسابوري ومحمد بن
إسحاق المسيبي وعبد الله بن مسلمة القعنبي وخالد بن خداش وإسماعيل بن أبي أويس
والحسن بن الربيع وأحمد بن يونس كتبت عنه بالري وكان ثقة من الحفاظ له معرفة
بالحديث سئل أبي عنه فقال صدوق
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي أنا أبو
أحمد قال (4)
أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري سمع عبد الله بن مسلمة
القعنبي وعون بن سلام الكوفي روى عنه (5) الخزيمي (6) والثقفي (7) وأبو حامد بن
الشرقي كناه ونسبه لنا مكي بن عبدان

(1) مكانها بياض في " ز ".
(2) بالأصل وم: " اليوناتي " وفي " ز ": " البونالاتي " تصحيف، والمثبت عن د، قارن مع مشيخة ابن عساكر 46 / أ.
واليونارتي من أهل يونارت، كما في المشيخة، وهي قرية على باب أصبهان (اللباب).
(3) الجرح والتعديل 8 / 182 - 183.
(4) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 3 / 389 رقم 1586.
(5) زيادة عن م، و " ز "، ود.
(6) يعني به: أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي.
(7) اسمه: أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي.
87

أخبرنا أبو الحسن الغساني وأبو منصور المقرئ قالا قال لنا أبو بكر الخطيب
مسلم بن الحجاج بن مسلم أبو الحسين القشيري النيسابوري أحد الأئمة من حفاظ
الحديث وهو صاحب المسند الصحيح رحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر
وسمع يحيى بن يحيى النيسابوري وقتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه ومحمد بن عمرو
زنيجا ومحمد بن مهران الجمال (1) وإبراهيم بن موسى الفراء وعلي بن الجعد وأحمد
ابن حنبل وعبيد الله القواريري وخلف بن هشام وسريج (2) بن يونس وعبد الله بن
مسلمة القعنبي وأبا الربيع الزهراني وعبيد الله بن معاذ بن معاذ وعمر بن حفص بن
غياث وعمرو بن طلحة القناد ومالك بن إسماعيل النهدي وأحمد بن يونس وأحمد بن
جواس وإسماعيل بن أبي أويس وإبراهيم بن المنذر وأبا مصعب الزهري وسعيد بن
منصور ومحمد بن رمح وحرملة بن يحيى وعمرو بن سواد وغيرهم وقدم بغداد غير
مرة وحدث بها فروى عنه من أهلها يحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد زاد ابن
خيرون وآخر قدومه بغداد كان في سنة تسع وخمسين ومائتين
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن مكي بن أبي طالب
قالا أنا أحمد بن علي بن خلف أنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن إبراهيم الهاشمي نا
أحمد بن سلمة قال سمعت الحسين بن منصور يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
ونظر إلى مسلم بن الحجاج فقال مرداكاين بوذ (3)
رواها الخطيب (4) عن المنكدري عن الحاكم وقال قال المنكدري تفسيره (5) أي
رجل كان هذا (6)
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله (7)
الحافظ

(1) في تاريخ بغداد: الحمال.
(2) تحرفت بالأصل والنسخ إلى: شريح، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(3) بدون إعجام بالأصل، وم، و " ز "، ود، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(4) تاريخ بغداد 13 / 102.
(5) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، ود، وتاريخ بغداد.
(6) انظر تهذيب الكمال 18 / 73 وسير الاعلام 12 / 563 - 564.
88

قرأت بخط أبي عمرو المستملي أملى علينا إسحاق بن منصور سنة إحدى وخمسين
ومئتين مسلم بن الحجاج ينتخب عليه وأنا أستملي فنظر إسحاق بن منصور إلى مسلم
فقال لن يعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم
النسفي قراءة عليه أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الحافظ البخاري نا أبو شجاع
الفضيل بن العباس بن الخصيب التميمي نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف قال سمعت
بندارا محمد بن بشار (2) يقول (3) حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري ومسلم بن الحجاج
بنيسابور وعبد الله بن عبد الرحمن الرازي بسمرقند ومحمد بن إسماعيل ببخارى
أنبأنا أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله الحافظ قال
قرأت بخط أبي عمرو المستملي قال سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب يقول وذكر
حديثه عن الحسين بن الوليد في مس الذكر فقال كان مسلم بن الحجاج يعجبه هذا
الحديث ويراه ويأخذ به وكان مسلم بن الحجاج من علماء الناس وأوعية العلم ما علمته
إلا خيرا وكان برا رحمنا الله وإياه وكان أبوه الحجاج بن مسلم من مشيخة أبي رضي الله
عنهما
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله
الحافظ أنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى أنا نصر بن أحمد الحافظ البغدادي نا
مسلم بن الحجاج النيسابوري وكان من أوعية العلم
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب نا محمد بن نعيم الضبي
ح وأخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله
الحافظ (5)
نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن سلمة يقول رأيت أبا زرعة

(1) تهذيب الكمال 18 / 72 وسير الاعلام 12 / 563.
(2) بياض بالأصل، وفي م: " عمار " وفي " ز ": " بندار " وتقرأ في د: " سنان " والمثبت عن سير الاعلام.
(3) رواه الذهبي في سير الاعلام 12 / 564.
(4) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 101.
(5) ومن طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 18 / 72 والذهبي في سير الاعلام 12 / 563.
89

وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما
كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر الحافظ أنا أبو عبد الله الحاكم قال
سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول (1) سمعت أبا العباس بن سعيد بن عقدة وسألته عن
محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري أيهما أعلم فقال كان محمد بن
إسماعيل عالما ومسلم عالم فكررت عليه مرارا وهو يجيبني بمثل هذا الجواب ثم قال
لي يا أبا عمرو قد يقع لمحمد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام وذاك أنه أخذ كتبهم
فنظر فيها فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ويذكره في موضع آخر باسمه ويتوهم أنهما
اثنان فأما مسلم فقل ما يقع له الغلط في العلل لأنه كتب المسانيد ولم يكتب المقاطيع
والمراسيل (2)
أخبرنا أبو الحسن الغساني وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (3) حدثت عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري قال سمعت أبا
العباس بن سعيد بن عقدة وسألته عن محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج
النيسابوري أيهما أعلم فقال كان محمد بن إسماعيل عالما ومسلم عالم فكررت عليه
مرارا وهو يجيبني بمثل هذا الجواب ثم قال لي يا أبا عمرو قد يقع لمحمد بن إسماعيل
الغلط في أهل الشام وذاك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ويذكره
في موضع آخر باسمه ويتوهم أنهما اثنان فأما مسلم فقل ما يقع له الغلط لأنه كتب
المقاطيع والمراسيل (4)
قال الخطيب إنما قفا مسلم طريق البخاري ونظر في علمه وحذا حذوه ولما ورد
البخاري نيسابور في آخر أمره (5) لازمه مسلم وأدام الاختلاط إليه وقد حدثني عبيد الله بن
أحمد بن عثمان الصيرفي قال سمعت أبا الحسن الدارقطني الحافظ يقول لولا البخاري لما
ذهب مسلم ولا جاء

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 12 / 565 والبداية والنهاية 11 / 34.
(2) كتب بعدها في " ز "، ود: آخر الجزء الرابع والستين بعد الستمئة من الفرع.
(3) تاريخ بغداد 13 / 102.
(4) كذا بالأصل والنسخ، وتاريخ بغداد: " كتب المقاطيع والمراسيل " والأول أصح، راجع ما جاء في الخبر الذي
سبقه، وقد استدرك على هامش " ز ": لم وبعدها صح، وأشار إلى أن موضعها قبل " يكتب ".
(5) بالأصل: " أمره آخر " وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
90

قال (1) وأخبرني أبو بكر المنكدري نا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ حدثني
أبو نصر أحمد بن محمد الوراق قال سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصار يقول
سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه وقال
دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله
حدثك محمد بن سلام نا مخلد بن يزيد الحراني نا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في كفارة المجلس فما علته قال محمد بن
إسماعيل هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه
معلول
حدثنا به موسى بن إسماعيل نا وهيب نا سهيل عن عون بن عبد الله قوله قال
محمد بن إسماعيل هذا أولى فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن عبد
الله قال سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب غير مرة يقول (2)
إنما أخرجت مدينتنا هذه من رجال العلم ثلاثة محمد بن يحيى ومسلم بن
الحجاج وإبراهيم بن أبي طالب
أخبرنا أبو الحسن المالكي نا وأبو منصور بن خيرون أنا الخطيب (3) حدثني أبو
القاسم السوذرجاني قال سمعت محمد بن إسحاق بن مندة يقول سمعت محمد بن
يعقوب الأخرم وذكر كلاما معناه قل ما يفوت البخاري ومسلما مما يثبت من الحديث
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا محمد بن عبد الله
الحافظ (4) قال سمعت أبا عبد الرحمن بن أبي الحسن السلمي يقول
رأيت في منامي شيخا ابيض الرأس واللحية حسن الوجه حسن الثياب عليه رداء
حسن وعلى رأسه عمامة قد أرخاها بين كتفيه فقيل هذا مسلم بن الحجاج ذكر في
الجامع فتقدم أصحاب السلطان فقالوا قد أمر أمير المؤمنين أن يكون مسلم بن الحجاج

(1) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 102.
(2) رواه الذهبي في سير الاعلام 12 / 565.
(3) تاريخ بغداد 13 / 102 وسير الاعلام 12 / 565 - 566.
(4) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 12 / 566.
91

إمام المسلمين فقدموه في محراب المقصورة في الجامع ليصلي بالناس فكبر وصلى
بالناس
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور المقرئ أنا أبو بكر الخطيب (1)
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب نا محمد بن نعيم
ح وأنبأنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم أنا أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله
الحافظ
قالا (2) سمعت الحسين بن محمد الماسرجسي يقول سمعت أبي يقول سمعت
مسلم بن الحجاج يقول صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاث مائة ألف حديث
مسموعة (3)
أخبرنا أبو محمد عمر بن محمد بن أبي بكر وأبو نصر واضح بن عبد الله بن علي بن
عبد الله قالا سمعنا محمد بن عبد الواحد الدقاق قال سمعت أبا بكر أحمد بن الفضل
المقرئ قال سمعت أبا عبد الله بن مندة يقول سمعت أبا علي الحافظ يقول ما تحت
أديم السماء كتاب أصح من كتاب مسلم بن الحجاج (4)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد نا وأبو منصور بن عبد الملك أنا أبو بكر
الخطيب (5) حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان قال
سمعت محمد بن إسحاق بن مندة يقول سمعت أبا علي الحسين بن علي النيسابوري يقول
ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث
قال (6) وأخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب أنا محمد بن نعيم قال سمعت عمر بن
أحمد الزاهد يقول سمعت الثقة من أصحابنا وأكثر ظني أنه أبو سعيد بن يعقوب يقول
رأيت فيما يرى النائم كأن أبا علي الزغوري يمضي في شارع الحيرة وبيده جزء من
كتاب مسلم فقلت له ما فعل الله بك فقال نجوت بهذا وأشار إلى ذلك الجزء

(1) تاريخ بغداد 13 / 101.
(2) بالأصل وبقية النسخ: قال.
(3) ورواه الذهبي في تذكرة الحفاظ 2 / 589 وسير الاعلام 12 / 565 والبداية والنهاية 11 / 33.
(4) سير أعلام النبلاء 12 / 566 وتذكرة الحفاظ 2 / 589.
(5) تاريخ بغداد 13 / 101.
(6) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 101 وتهذيب الكمال 18 / 72 - 73.
92

أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز نا محمد بن طاهر المقدسي
الحافظ أنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الأندلسي قال سمعت أبا محمد علي بن أحمد
ابن سعيد الحافظ الفقيه وقد جرى ذكر الصحيحين فعظم منهما ورفع من شأنهما وذكر أن
سعيد بن السكن اجتمع إليه قوم من أصحاب الحديث فقالوا له إن الكتب في الحديث قد
كثرت علينا فليدلنا الشيخ على شئ نقتصر عليه منها فسكت ودخل إلى بيته فأخرج أربع
رزم ووضع بعضها على بعض وقال هذه قواعد الإسلام كتاب مسلم وكتاب البخاري
وكتاب أبي داود وكتاب النسائي
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن
أبي جعفر قال سمعت أبا قريش محمد بن جمعة يقول كنا عند أبي زرعة الرازي فجاء
مسلم بن الحجاج فسلم عليه وجلس ساعة وتذاكرا فلما أن قام قلت له هذا جمع أربعة
آلاف حديث في الصحيح فقال أبو زرعة لم ترك الباقي وقال ليس لهذا عقل لو داري
محمد بن يحيى لصار رجلا
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أحمد بن الحسين أنا محمد بن عبد الله قال
سمعت طاهر بن أحمد يقول سألت مكي بن عبدان لم ترك مسلم حديث محمد بن يحيى
فقال وافى داود الأصبهاني نيسابور أيام إسحاق بن إبراهيم الحنظلي فعقدوا له مجلس
النظر وحضر مجلسه يحيى بن محمد بن يحيى ومسلم بن الحجاج فجرت لهم مسألة
تكلم فيها يحيى بن محمد بن يحيى فزبره داود وقال اسكت يا صبي ولم ينصره مسلم
فرجع إلى أبيه وشكا إليه داود فقال محمد بن يحيى ومن كان في المجلس قال مسلم
ابن الحجاج ولم ينصرني قال قد رجعت عن كل ما حدثته به قال فبلغ مسلم قول محمد
ابن يحيى هذا فجمع ما كتب عنه وجعله في زنبيل (1) وحمله إلى داره وقال لا أروي
عنك أبدا ثم خرج إلى عبد بن حميد
هكذا علقت هذه الحكاية قديما عن طاهر والله أعلم فإن مسلم بن الحجاج قد كان
يختلف بعد حديث الوقعة بينه وبين حمكان إلى أبيه بذلك من غيره وقد أخبر عن الوحشة
الأخيرة وأخبر مكي بن عبدان عن الوحشة القديمة وسمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب

(1) زنبيل لغة في زنبيل، وهو القفة أو الجراب أو الوعاء، يحمل فيه، والجمع زنابيل (تاج العروس: زبل).
93

الحافظ يذكر أن مسلم بن الحجاج رحمه الله كان يظهر القول باللفظ ولا يكتمه
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1)
وكان مسلم أيضا يناضل عن البخاري حتى أوحش ما بينه وبين محمد بن يحيى الذهلي
بسببه (2) فأخبرني محمد بن علي المقرئ أنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت
أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول لما استوطن محمد بن إسماعيل البخاري نيسابور
أكثر مسلم بن الحجاج الاختلاف إليه فلما وقع بين محمد بن يحيى والبخاري ما وقع في
مسألة اللفظ ونادى عليه ومنع الناس عن الاختلاف إليه حتى هجر وخرج من نيسابور في
تلك المحنة قطعه أكثر الناس غير مسلم فإنه لم يتخلف عن زيارته فأنهي إلى محمد بن
يحيى أن مسلم بن الحجاج على مذهبه قديما وحديثا وأنه عوتب على ذلك بالعراق
والحجاز ولم يرجع عنه فلما كان في يوم مجلس محمد بن يحيى قال في آخر مجلسه ألا
من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على
رؤوس الناس وخرج من مجلسه وجمع كل ما كان كتب منه وبعث به على ظهر حمال
إلى باب محمد بن يحيى فاستحكمت تلك الوحشة وتخلف عن (3) زيارته وقال محمد بن
عبد الله النيسابوري سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول سمعت أحمد بن سلمة
يقول عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلس للمذاكرة فذكر له حديث لم يعرفه
فانصرف إلى منزله وأوقد السراج وقال لمن في الدار لا يدخلن أحد منكم هذا البيت
فقيل له أهديت لنا سلة فيها تمر فقال فقدموها إلي فقدموها إليه فكان يطلب الحديث
ويأخذ تمرة تمرة يمضغها فأصبح وقد فنى التمر ووجد الحديث قال محمد بن عبد الله
زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن أنا هناد بن إبراهيم بن محمد أنا محمد
ابن أحمد بن محمد أنا محمد بن عبد الله بن زكريا قال قال مكي بن عبدان توفي مسلم
ابن الحجاج في سنة إحدى وستين ومائتين

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 103.
(2) رسمها بالأصل: " سسه " والمثبت عن د، و " ز "، وم، وتاريخ بغداد.
(3) في تاريخ بغداد: وتخلف عنه وعن زيارته.
94

كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا الخطيب (1)
أخبرني محمد بن علي المقرئ
أنا محمد بن عبد الله النيسابوري قال سمعت محمد بن يعقوب يقول توفي مسلم بن
الحجاج عشية يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين
ومائتين
7418 مسلم بن الحسن بن مسلم أبو صالح الدمشقي (2)
حدث ببغداد فيما قيل عن محمد بن شجاع
روى عنه أحمد بن نصر الذارع
قال ابن عساكر (3) والذارع (4) غير ثقة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا وأبو بكر الخطيب (5)
أنا الحسن بن الحسين النعالي أنا أحمد بن نصر الذارع نا أبو صالح مسلم بن الحسن بن
مسلم الدمشقي في دار قطن سنة تسعين يعني ومائتين نا محمد بن شجاع نا أبو
معاوية عن محمد بن سوقة عن حبيب بن أبي ثابت عن علي قال تفترق هذه الأمة على
بضع وسبعين فرقة شرهم قوم ينتحلون حبنا أهل البيت ويخالفون أعمالنا
7419 مسلم بن ذكوان
مولى يزيد بن الوليد
حكى عن الوضين بن عطاء ويزيد بن الوليد والعباس بن الوليد
حكى عنه (6)

(1) تاريخ بغداد 13 / 103.
(2) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 104.
(3) زيادة منا.
(4) الذراع نسبة إلى الذرع والثياب، ذكره السمعاني وترجمه وفيه، أبو بكر أحمد بن نصر الذراع النهرواني.. ويقال
إنه كان غير ثقة.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 104.
(6) كذا بالأصل وبقية النسخ، ولم يزد، ثم انتقل فورا إلى ترجمة جديدة.
95

7420 مسلم بن ربيعة المري
شاعر فارس
ذكر أبو محمد عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة (1) بن عقبة (2) الحضرمي المصري
عن كتاب بن محرز قال
وقف مسلم بن ربيعة المري بدمشق على فرس مجلل فقال سابق لا يجارى فابتاعه
وصنعه ثم أجراه فلم يصنع شيئا فباعه ثم وقف عليه الثانية فقال سابق فابتاعه
وصنعه ثم أجراه فلم يصنع شيئا فباعه ثم وقف عليه الثالثة فقال سابق فابتاعه
ثم صنعه ثم أجراه فسبق خيل دمشق دهره فقال
* نظرت ومندوب عليه جلالة * أمام رعاة الخيل مستقبلا يعدو
فقلت جواد أو صبور ملازم * على الغاية القصوى إذا بلغ الجهد
فما خانني لبي لدن أن وزنته * بألباب أقوام ولا بصري بعد *
7421 مسلم بن زياد الحمصي (3)
مولى ميمونة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) صاحب خيل عمر بن عبد العزيز
رأى فضالة بن عبيد
وروى عن أنس بن مالك ومكحول وعمر بن عبد العزيز وعبد الله بن أبي زكريا
روى عنه بقية وإسماعيل بن عياش وعبد الله بن لهيعة
وقد ذكرت وفوده في ترجمة عمر الدمشقي المعروف بعمر دن (4)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن
محمد أنا محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق نا يحيى بن محمد بن صاعد
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين (5) بن النقور وأبو القاسم بن

(1) قوله: " بن لهيعة " مكانه بياض في " ز ".
(2) تحرفت في " ز " إلى: عقدة.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 76 وتهذيب التهذيب 5 / 429 والجرح والتعديل 8 / 184 والتاريخ الكبير 7 /
261.
(4) في تاريخ مدينة دمشق 45 / 397 رقم 5302 ط دار الفكر.
(5) تحرفت في " ز " وم إلى: الحسن.
96

البسري (1) قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أبو القاسم البغوي قالا نا لوين محمد بن
سليمان بن حبيب نا بقية بن الوليد أخبرني مسلم بن زياد قال سمعت أنس بن مالك
يقول
إن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول من قال حين يصبح اللهم انا أصبحنا نشهدك ونشهد حملة
عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك وقال ابن السمرقندي أنك الله لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار في ذلك اليوم فإن
قالها مرتين عتق نصفه وقال ابن السمرقندي أعتق الله نصفه فإن قالها ثلاثا عتق ثلاثة
أرباعه فإن قالها أربع مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن بن البغدادي أنا أبو منصور بن شكرويه وأبو بكر محمد بن أحمد
ابن علي السمسار وأبو القاسم وأبو عمرو ابنا محمد بن إسحاق وأم العلاء ضوء بنت
أحمد بن محمد بن الحسن بن سهلويه قالوا أنا أبو إسحاق بن خرشيد (2) قوله نا أبو عبد
الله المحاملي نا محمد بن عمرو بن حنان نا بقية عن مسلم بن زياد قال سمعت أنس بن
مالك قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قال حين يصبح اللهم إنا أصبحنا نشهدك ونشهد حملة
عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن
محمدا عبدك ورسولك غفر له ما أصاب في يومه من ذنب وإن قالها حين يمسي غفر له ما
أصاب تلك الليلة من ذنب [* * * *]
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (3)
مسلم بن زياد مولى أم حبيبة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) القرشي صاحب خيل عمر بن عبد
العزيز يعد في الشاميين
قال إسحاق نا بقية نا مسلم بن زياد قال رأيت على أنس خفين أبيضين فقلت

(1) تحرفت في " ز " إلى: السمرقندي.
(2) تحرفت في " ز " إلى: حوشية.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 261.
97

لبقية إن ابن المبارك روى عنك عن محمد بن زياد فجعل يعجب وقال إنما هذا مسلم بن
زياد
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان صاحب خيل عمر بن عبد العزيز
روى عن أنس ومكحول وعمر بن عبد العزيز وعبد الله بن أبي زكريا روى عنه بقية
سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي أنا أبو
القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي نا أبو عبد الله جعفر بن محمد الكندي نا أبو
زرعة قال في تسمية أهل حمص مسلم بن زياد
أخبرنا أبو غالب الحريري أنا أبو الحسين الصيرفي أنا أبو القاسم بن عتاب (2) أنا
أحمد إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد قراءة
قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الخامسة مسلم بن زياد من أصحاب عمر بن
عبد العزيز
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد أنا أبو القاسم علي بن المحسن أنا أبو الحسين
ابن المظفر أنا أبو بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى قال
مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) كان في خيل عمر بن عبد العزيز روى عنه
بقية وابن لهيعة وقد حدث إسماعيل بن عياش عن مسلم أبي القاسم بأخبار شبه حديث
مسلم بن زياد قال مسلم بن زياد فرأيت أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منهم أنس بن
مالك وفضالة بن عبيد

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 184.
(2) بدون إعجام بالأصل ود، وفي م و " ز " غياث، تصحيف، والصواب ما أثبت، والسند معروف.
98

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أبو بكر الفارسي أنا أبو
إسحاق الأصبهاني نا أبو أحمد بن فارس نا محمد بن إسماعيل قال وقال خطاب
الحمصي (1) نا بقية عن مسلم بن زياد قال
رأيت أربعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أنس بن مالك وفضالة بن عبيد وأبا المنذر
وروح بن سيار أو سيار بن روح يرخون العمائم من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال
قال لي خطاب (2) الحمصي نا بقية عن مسلم بن زياد
رأيت أربعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أنس بن مالك وفضالة بن عبيد وأبا المنيب
وروح بن يسار أو يسار بن روح يرخون العمائم خلفهم وثيابهم إلى الكعبين
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم الحداد أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن
مندة
ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله محمد
بن إسحاق بن مندة
أنا (3) سهل بن السري البخاري نا عبد الله بن غالب نا عبد الرحمن بن الحارث
يعني جحدر وفي حديث يوسف نا أحمد بن غالب نا عبد الرحيم بن حبيب نا بقية نا
مسلم بن زياد قال
رأيت أربعة نفر من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) منهم أنس بن مالك وفضالة بن عبيد وروح
ابن يسار أو يسار بن روح زاد يوسف الشك من مسلم وأبو منيب الكلبي أو قال محمد
وأبو المنيب يلبسون العمائم ويرخون من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين وقال يوسف كلهم
يرخي عذبه العمامة من خلفه وثيابهم إلى الكعبين وقال يوسف سيار في الموضعين

(1) هو خطاب بن عثمان الطائي الفوزي، أبو عمر الحمصي، ترجمته في تهذيب الكمال 5 / 468.
(2) تحرفت بالأصل والنسخ إلى: خطاف.
(3) من قوله: ح وأخبرنا... إلى هنا سقط من " ز ".
99

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأنباري
أنا أبو محمد إسماعيل بن رجاء بن سعيد بن عبيد الله العسقلاني قدم علينا بمصر أنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد الأنصاري المقدسي نا أبو محمد عبد الله بن محمد
ابن سلم (1) ببيت المقدس نا هشام بن عمار نا بقية بن الوليد عن مسلم بن زياد قال
رأيت أربعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنس بن مالك وفضالة بن عبيد وروح بن
يسار وأبا منيب الكلبي وثيابهم إلى الكعبين يرخون عمائمهم من خلفهم قدر أربعة
أصابع أو ستة (2)
وروي عن محمد بن مصفى عن بقية وقيل روح بن شبل أو شبل بن روح (3) وأبو
لبيبة
قال ابن عساكر (4) وأظنه تصحيفا
أنبأناه أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد وأبو محمد
ابن أبي نصر قالا أنا أبو الميمون البجلي أنا وريزة (5) بن محمد الغساني نا محمد بن
مصفى نا بقية حدثني مسلم بن زياد قال
رأيت أربعة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) منهم أنس وفضالة بن عبيد وروح بن شبل أو
شبل بن روح وأبا لبيبة كلهم يعتم ويرخون لها عذبا من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين
7422 مسلم بن شعيب بن مسلم ويقال ابن عبد الرحمن بن سويد
ويقال ابن شعيب بن مسلم الأموي
مولى يزيد بن أبي سفيان
روى عن صدقة بن عبد الله
روى عنه ابن ابنه سفيان بن شعيب بن مسلم
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي أنا أبو القاسم بن الفرات
ح وأنا أبو عبد الله الكردي أنا عبد الله بن فضيل أنا رشأ بن نظيف قالا أنا

(1) كذا بالأصل ود، وفي م و " ز ": سالم.
(2) في الأصل ود: " أو شبهه " وفي م: " سبعة " ولعل الصواب ما ارتأيناه عن " ز ": " أو ستة ".
(3) تهذيب الكمال 18 / 77.
(4) زيادة منا.
(5) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز ": " وزيره " تصحيف ضبطت عن تبصير المنتبه.
100

الكلابي نا ابن جوصا نا أبو معاوية سفيان بن شعيب بن مسلم بن شعيب الأموي أخبرني
جدي مسلم بن شعيب عن صدقة بن عبد الله عن إبراهيم بن مرة وعبد الرحمن بن
عمرو عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر
عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من فاتته صلاة العصر فكأنما أوتر (1) أهله وماله [* * * *]
7423 مسلم بن عبد الله بن ثوب وهو مسلم بن أبي مسلم الخولاني (2)
كان أبوه من زهاد التابعين وأدرك عصر النبي (صلى الله عليه وسلم) كان لمسلم هذا عقب بالأندلس
من ولد ابنه هانئ بن مسلم ذكر ذلك أبو محمد علي بن أحمد بن حزم (3)
7424 مسلم بن عبد الله أبو عبد الله الخزاعي
جد البطريق بن بريد الكلبي من أهل دمشق من قراء أهل دمشق
حكى عن أبي الدرداء قوله
روى عنه يزيد بن أبي مالك
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد نا نصر بن إبراهيم المقدسي أنا أبو
الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف النحوي أنا عيسى بن عبيد الله بن عبد العزيز
الموصلي أنا محمد بن صلة الحيوي نا نصر بن عبد الملك السنجاري حدثني عثمان بن
سعيد نا إسحاق يعني ابن نجيح عن محمد بن سعيد عن يزيد بن أبي مالك عن مسلم
بن عبد الله (4) قال قال أبو الدرداء
إنكم تقولون إنك تأمرنا ولعمري ما أحمد لكم نفسي ولكن علي أن آمر بالحق بلغته
أو قصرت عنه فإن أمرت به ولم أفعله كان خيرا من أن أسكت عنه
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا (5) أبو القاسم بن عتاب أنا
أحمد بن عمير إجازة [* * * *]

(1) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز "، والمختصر: وتر.
(2) الخولان نسبة إلى خولان، بطن وهو خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة.... بن كهلان بن سبأ. وقد
وقعت بنو خولان بمصر والشام، فخملت أنسابهم.
(3) جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 418.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ هنا: " عبيد الله " وقد تقدم: " عبد الله " وهو ما أثبتناه.
(5) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
101

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا علي بن الفضل
ابن طاهر بن الفرات
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن
قالا أنا عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة
قال سمعت الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية مسلم بن عبد الله جد البطريق
ابن يزيد (1) الكلبي وفي رواية الخطيب ابن بريد بالباء والراء وفرق ابن سميع بينه وبين
مسلم أبي عبد الله مولى خزاعة والله أعلم
7425 مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك
ابن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان
أبو عقبة المري المعروف بمسرف (2)
أدرك النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يحفظ أنه رآه وشهد صفين مع معاوية وكان على الرجالة وهو
صاحب وقعة الحرة وكانت داره بدمشق موقع فندق الخشب الكبير قبلي دار البطيخ
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول في تسمية من روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من أشجع مسلم بن عقبة
قال ابن عساكر (3) كذا قال ولا أعلم له رواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وليس بأشجعي
وإنما هو مري
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا
أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال
مسلم بن عقبة أبو عقبة المري

(1) بالأصل: بريد، تصحيف، والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(2) أخباره في تاريخ الطبري (الفهارس)، والكامل لابن الأثير (الفهارس) البداية والنهاية (الفهارس)، والإصابة
3 / 493 رقم 8414 وتاريخ خليفة بن خياط (الفهارس) وجمهرة أنساب العرب ص 254.
(3) زيادة منا.
102

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير
قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من التابعين مسلم بن عقبة ولاه
معاوية خراج فلسطين
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (1)
قال أبو عبيدة كان على الرجالة يعني يوم صفين مع معاوية مسلم بن عقبة المري
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا محمد بن الحسن بن أحمد أنا أبو علي بن شاذان أنا
أحمد بن إسحاق بن نيخاب نا إبراهيم بن الحسين الكسائي نا يحيى بن سليمان الجعفي
حدثني نصر بن مزاحم (2) نا عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي (3)
عن القاسم مولى يزيد بن معاوية
أن معاوية جعل على ميمنته ذا الكلاع الحميري وعلى ميسرته حبيب بن مسلمة
الفهري وكان جعل على مقدمته يوم أقبل من دمشق أبا الأعور السلمي وكان على خيل أهل
دمشق وجعل عمرو بن العاص على خيل أهل الشام كلها وجعل مسلم بن عقبة المري على
رجاله أهل دمشق والضحاك بن قيس على رجالة الناس كلهم قال وبايع رجال من أهل
الشام على الموت فعقلوا أنفسهم بالعمائم (4) وكانوا خمسة صفوف المعقلين وكانوا
يخرجون فيصطفون أحد عشر صفا ويخرج من أهل العراق مثلهم فيصطفون بالسيوف (5)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي السيرافي أنا أحمد بن

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 195 (ت. العمري).
(2) رواه نصر بن مزاحم في كتاب وقعة صفين ص 213.
(3) ليست في وقعة صفين.
(4) أي جعلوا العمائم لهم كالعقل، واحدها: عقال.
(5) العبارة في وقعة صفين: ويخرج أهل العراق فيصطفون أحد عشر صفا.
103

إسحاق نا أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (1) قال وهب يعني ابن جرير
حدثني جويرية بن أسماء قال
سمعت أشياخا من أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيد فقال إن
لك من أهل المدينة يوما فإن فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفنا نصيحته
فلما صنع أهل المدينة ما صنعوا وجه إليهم مسلم بن عقبة وقد بعث أهل المدينة إلى كل
ماء بينهم وبين الشام فصبوا فيه زقا من قطران وعوروه فأرسل الله عليهم السماء فلم يستقوا
بدلو حتى وردوا المدينة
قال (2) ونا وهب يعني ابن جرير بن حازم حدثني أبي قال
لما أخرج أهل المدينة بني أمية ومروان نزلوا حقلا (3) وكتب مروان إلى يزيد بالذي
كان من رأي القوم فأمر يزيد بقبة فضربت له خارجا من قصره وقطع البعوث على أهل
الشام مع مسلم بن عقبة المري فلم يمض ثالثة حتى فرغ ثم أصبح في اليوم الثالث
فعرض عليه الكتائب وقد كان بلغه أن ابن الزبير يسميه السكير
قال فجعلت تمر به الكتائب وهو يقول
* أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى * وأشرف القوم على وادي القرى
أجمع نشوان من القوم يرى *
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي قالا أنا أبو الحسين بن
الآبنوسي قراءة عن أبي بكر بن بيري إجازة
ح قالا وأنا (4) أبو تمام الواسطي إجازة أنا أبو بكر بن بيري قراءة
نا محمد بن الحسين بن محمد نا أحمد بن زهير بن حرب نا أبي نا وهب بن
جرير نا جويرية بن أسماء قال
سمعت أشياخ أهل المدينة يحدثون أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيدا فقال إن لك

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 238 تحت عنوان: وقعة الحرة، ضمن حوادث سنة 63.
(2) تاريخ خليفة ص 237.
(3) بالأصل وبقية النسخ، " حفلا " وفي المختصر: " حقلا " تاريخ خليفة: " جفيلا " والمثبت عن المختصر.
(4) " أنا " استدركت على هامش " ز ".
104

من أهل المدينة يوما فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفت نصيحته فلما
ملك يزيد وفد إليه وفد من أهل المدينة كان ممن وفد عليه عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر
وكان شريفا فاضلا سيدا عابدا معه ثمانية بنين له فأعطاه مائة ألف درهم وأعطى بنيه كل
واحد عشرة آلاف درهم سوى كسوتهم وحملانهم فلما قدم عبد الله بن حنظلة أتاه الناس
فقالوا ما وراءك قال جئتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم
قالوا قد بلغنا أنه أحذاك وأعطاك وأكرمك قال قد فعل وما قبلت منه إلا لأتقوى به
عليه وحضض الناس فبايعوه فبلغ ذلك يزيد فبعث مسلم بن عقبة إليهم وقد بعث أهل
المدينة إلى كل ما بينهم وبين أهل الشام فصبوا فيه زقا من قطران وعوروه فأرسل الله عليهم
السماء فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة فخرج إليهم أهل المدينة بجموع كثيرة وهيئة
لم ير مثلها فلما رآهم هل الشام هابوهم وكرهوا قتالهم (1) ومسرف شديد الوجع (2) فبينا
الناس في قتالهم إذ سمعوا التكبير من خلفهم في جوف المدينة وأقحم عليهم بنو حارثة أهل
الشام وهم على الجد فانهزم الناس فكان من أصيب من الخندق أكثر ممن قتل من
الناس فدخلوا المدينة وهزم الناس وعبد الله بن حنظلة مسند إلى أحد بنيه يعظ قوما فنبهه
ابنه فلما فتح عينه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فتقدم حتى قتل فدخل مسرف المدينة فدعا
الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني عبد
الله بن جعفر عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة
قال وحدثني شرحبيل بن أبي عون عن أبيه
قال وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه وغيرهم أيضا قد حدثني قالوا
لما بلغ يزيد بن معاوية وثوب أهل المدينة وإخراجهم عامله وأهل بيته عنها وجه إليهم
مسلم بن عقبة المري وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة كانت به النوطة (3) فوجهه في جيش

(1) سقطت من " ز ".
(2) كان مسلم بن عقبة قد مرض قبل خروجه من الشام، فأدنف، وجاء يزيد بن معاوية يعوده وأراد أن يستبدله بآخر،
فقال له مسلم ناشدتك الله أن لا تحرمني أجرا ساقه الله إلي، إنما أنا امرؤ وليس بي بأس.
(3) النوطة: ورم في الصدر.
105

كثيف فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة وقال إنما تقتل بهم نفسك فقال أجل
أقتل بهم نفسي وأشفي نفسي ولك عندي واحدة آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة
طريقا فإن هم تركوه ولم يعرضوا له ولم ينصبوا الحرب تركهم ومضى إلى ابن الزبير
فقاتله وإن هم منعوه أن يدخلها ونصبوا له الحرب بدأ بهم فناجزهم القتال فإن ظفر بهم
قتل من أشرف له وأنهبها ثلاثا ثم مضى إلى ابن الزبير
فرأى عبد الله بن جعفر أن في هذا فرجا كبيرا وكتب بذلك إليهم وأمرهم أن لا
يعرضوا لجيشه إذا مر بهم حتى يمضي عنهم إلى حيث أرادوا وأمر يزيد مسلم بن عقبة
بذلك وقال له إن حدث بك حدث فحصين بن نمير على الناس فورد مسلم بن عقبة
المدينة فمنعوه أنا يدخلها ونصبوا له الحرب وقالوا من يزيد فأوقع بهم وأنهبها
ثلاثا (1) ثم خرج يريد ابن الزبير وقال اللهم إنه لم يكن قوم أحب إلي أن أقاتلهم من قوم
خلعوا أمير المؤمنين ونصبوا لنا الحرب اللهم فلما أقررت عيني من أهل المدينة فأبقني
حتى تقر عيني من ابن الزبير ومضى
فلما كان بالمشلل (2) نزل به الموت فدعا حصين بن نمير فقال له يا برذعة الحمار
لولا عهد أمير المؤمنين إلي فيك لما عهدت إليك اسمع عهدي لا تمكن قريشا (3) من
أذنك ولا تزدهم على ثلاث الوفاق (4) ثم الثقاف (5) ثم الانصراف فأعلم الناس أن
الحصين واليهم ومات مكانه فدفن على ظهر المشلل (6) لسبع ليال بقين من المحرم سنة
أربع وستين ومضى حصين بن نمير
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إسحاق نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني

(1) جاء في الإمامة والسياسة أنه أنهبها ثلاثا، قال: فقتل الناس، وفضحت النساء، ونهبت الأموال. وقال ياقوت في
معجم البلدان (حرة): واستباحوا الفروج، وحملت منهم ثمانمئة حرة وولدن، وكان يقال لأولئك الأولاد: أولاد
الحرة.
(2) المشلل: جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر (معجم البلدان).
(3) وفي رواية: قرشيا (الكامل لابن الأثير 2 / 601).
(4) في العقد الفريد 4 / 241 الوقاف، ويعني به الوقوف في الحرب أو خصومة.
(5) الثقاف: الانصراف.
(6) كذا، وقيل بالقديد (مروج المسعودي) وقيل بالأبواء.
106

شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال وحدثني موسى بن يعقوب عن عمه قالوا
لما دخل مسلم بن عقبة المدينة وأنهبها وقتل من قتل دعا الناس إلى البيعة فكانت
بنو أمية أول من بايعه ثم دعا بني أسد بن عبد العزى وكان عليهم حنقا إلى قصره فقال
تبايعون لعبد الله يزيد أمير المؤمنين ولمن استخلف بعده على أن أموالكم ودماءكم وأنفسكم
خول له يقضي فيها ما يشاء وقال بعضهم قال ليزيد بن عبد الله يعني ابن زمعة بن
الأسود خاصة تبايع على أنك عبد العصا فقال يزيد أيها الأمير إنما نحن نفر من
المسلمين لنا ما للمسلمين وعلينا ما عليهم أبايع لابن عمي وخليفتي وإمامي على ما
يبايع عليه المسلمون فقال الحمد لله الذي سقاني نفسك والله لا أقيلكها أبدا لعمري إنك
لطعان وأصحابك على خلفائك فقدمه فضرب عنقه
أخبرنا أبو علي الحداد وغيره إذنا قالوا أنا أبو بكر بن ريذة (1) أنا سليمان بن
أحمد نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا إسحاق بن وهب العلاف نا سلم (2) بن سلام نا
مبارك بن فضالة عن أبي هارون العبدي قال
رأيت أبا سعيد الخدري ممعط اللحية فقلت تعبث بلحيتك فقال لا هذا ما لقيت
من ظلمة أهل الشام دخلوا علي زمن الحرة فأخذوا ما كان في البيت من متاع (3)
ثم دخلت علي طائفة أخرى فلم يجدوا في البيت شيئا فأسفوا أن يخرجوا بغير شئ فقالوا
أضجعوا الشيخ فأضجعوني فجعل كل واحد منهم يأخذ من لحيتي خصلة
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو
محمد بن زبر نا عبد الله بن عمرو نا أحمد بن معاوية نا الأصمعي نا جرير بن حازم
عن الحسن أنه ذكر يوم الحرة فقال
والله ما كاد ينجو منهم أحد ولقد قتل ابنا زينب بنت أم سلمة وهي ربيبة رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فأتيت بهما فوضعتهما بين يديها فقالت والله إن المصيبة علي فيكما لعظيمة وهي في
هذا وأومأت إلى أحدهما أعظم منها في هذا وأشارت إلى الآخر لأن هذا بسط يده
ولست آمن عليه وأما هذا فقعد في بيته فدخل عليه فقتل فأنا أرجو له

(1) في م: زائدة.
(2) في " ز ": " سالم " وفي م د: سلم، كالأصل.
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل والنسخ.
107

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي
ح وأخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالوا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا يوسف بن
موسى نا جرير عن مغيرة قال أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثة أيام فزعم المغيرة أنه
افتض منها ألف عذراء
انتهت رواية البيهقي وزاد وكان قدوم مسلم المدينة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة
ثلاث وستين فأنهبوها ثلاثا حتى رأوا هلال المحرم
أخبرنا أبو علي بن نبهان ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن بن
أحمد ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن سعيد بن نبهان
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم نا أبو العباس
ثعلب عن ابن الأعرابي قال
قال مسلم بن عقبة لرجل والله لأقتلنك قتلة تتحدث بها العرب فقال له إنك والله
لن تدع لؤم القدرة وسوء المثلة لأحد أحق بها منك
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنا أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن عثمان الصيرفي أنا محمد بن العباس الخراز (1) نا أحمد بن محمد بن شبيب بن
شيبة (2) نا أحمد بن الحارث الخراز (3) عن أبي الحسن المدائني عن يزيد بن عياض عن
أبيه قال
استؤمن لعباس بن سهل بن سعد الساعدي يعني من مسلم بن عقبة المري يوم
الحرة فأبى مسلم أن يؤمنه فأتوه به ودعا بالغداء فقال عباس أصلح الله الأمير والله
لكأنها جفنة أبيك كان يخرج عليه مطرف خز حتى يجلس بفنائه ثم توضع جفنته بين يدي من
حضر قال وقد رأيته قال لشد ما قال صدقت كان كذلك أنت آمن

(1) تحرفت في م إلى: الخراز.
(2) تحرفت في م إلى: شبيبة.
(3) تحرفت بالأصل و " ز " ود إلى: " الحرار " وفي م: " الجرار.
108

فقيل للعباس كان أبوه كما قلت قال لا والله ولقد رأيته في عباءة يجرها على
الشوك ما نخاف على ركابنا ومتاعنا أن يسرقه غيره
أخبرنا أبو سعد البغدادي وأبو بكر اللفتواني وأبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي
القاسم قالوا أنا محمود بن جعفر بن محمد أنا عم والدي أبو عبد الله الحسين بن أحمد
ابن جعفر نا إبراهيم بن السندي بن علي نا الزبير بن بكار حدثني عبد الله بن نافع عن
عبد الله بن نافع عن محمد بن المنكدر عن ابن أخي جابر بن عبد الله
أن جابر بن عبد الله كان قد ذهب بصره فلما كان يوم الحرة خرج فأتاه حجر وهو
بيني وبين ابنه فنكبه حجر فقال حس تعس من أخاف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت ومن أخاف
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين
جنبي [* * * *]
رواه المسيبي عن ابن نافع فقال عن ابن جابر
أخبرناه أبو منصور الحسين بن طلحة بن الحسين وأم البهاء فاطمة بنت محمد
قالا أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا محمد بن إسحاق
المسيبي حدثني عبد الله بن نافع عن عبد الله بن نافع مولى ابن عمر عن ابن المنكدر
عن ابني جابر بن عبد الله
أن جابر كان قد ذهب بصره فلما كان يوم الحرة خرج فارا وهو بيني وبين ابنه فنكبه
حجر فقال حس تعس من أخاف النبي (صلى الله عليه وسلم) قال قلت ومن أخاف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي [* * * *]
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن
محمد (1) سبط أبي بكر بن أبي علي الذكواني أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق
البرجي نا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص نا شاذان وهو إسحاق بن إبراهيم
الفارسي (2) نا سعد بن الصلت عن عبد الرحمن بن عطاء الزراع عن محمد بن جابر بن
عبد الله الأنصاري عن أبيه قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أخاف المدينة فقد أخاف ما بين جنبي [* * * *]

(1) ترجمته في أعلام النبلاء 19 / 103.
(2) ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 382.
109

أخبرنا أبو محمد أيضا نا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد الحافظ نا أبو عبد
الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي إملاء أنا محمد بن الحسن أبو طاهر نا حامد بن
محمود بن حرب نا مكي بن إبراهيم نا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن عبد
الله بن نسطاس عن جابر بن عبد الله
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف من أخاف من أهلها فقد أخاف ما بين هذين ووضع
يديه على جنبيه تحت ثدييه [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد نا سويد بن سعيد وابن مطيع واللفظ لسويد قالا نا إسماعيل بن
جعفر عن يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن عطاء بن يسار
أخبره أن السائب بن خلاد من بلحرث بن الخزرج أخبره عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا [* * * *]
قال وأنا عبد الله نا محمد بن زنبور المكي نا ابن أبي حازم عن يزيد بن الهاد (1)
عن أبي بكر بن المنكدر عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد قال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين [* * * *]
قال ونا عبد الله نا أبو خيثمة نا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي حدثني
يحيى يعني ابن سعيد عن مسلم (2) بن أبي مريم عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد
قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين [* * * *]
وروي عن عطاء بن يسار بإسناد آخر
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني وأبو نصر (3) الزينبي

(1) قوله: " ابن الهاد " سقط من م.
(2) في م: سالم.
(3) مكانها بياض في م.
110

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ أنا أبو محمد الصريفيني
قالا أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا
عيسى بن حماد أنا الليث عن هشام عن موسى بن عقبة عن عطاء بن يسار عن عبادة
ابن الصامت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل [* * * *]
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الحسن محمد بن عبد
الواحد بن محمد بن جعفر المعدل أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان أنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن شيبة بن أبي شيبة البزار (1) أنا أبو جعفر أحمد بن الحارث
الخراز (2) عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف عن محمد بن عمر
قال قال ذكوان مولى مروان
شرب مسلم بن عقبة دواء بعدما أنهب (3) المدينة (4) ودعا بالغداء فقال له الطبيب لا
تعجل فإني أخاف عليك إن أكلت قبل أن يعمل الدواء قال ويحك إنما كنت أحب البقاء
حتى أشفي نفسي من قتله أمير المؤمنين عثمان فقد أدركت ما أردت فليس شئ أحب إلي
من الموت على طهارتي فإني لا أشك أن الله عز وجل قد طهرني من ذنوبي بقتل هؤلاء
الأرجاس
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو الحسين الفارسي أنا أبو سليمان الخطابي
أخبرني محمد بن نافع الخزاعي نا عمي إسحاق بن أحمد نا أبو الوليد الأزرقي (5) بإسناد
له
أن مسلم بن عقبة المري لما انصرف من المدينة يريد مكة فلما كان ببعض الطريق
حضرته الوفاة فدعا الحصين بن نمير فقال يا برذعة الحمار إذا قدمت مكة فاحذر أن

(1) في " ز ": البزاز.
(2) بدون إعجام بالأصل و " ز "، والمثبت عن د، وم.
(3) في " ز ": أذهب.
(4) من قوله: سيف... إلى هنا سقط من م.
(5) أخبار مكة للأزرقي 1 / 202.
111

تمكن قريشا من أذنك فتبول فيها لا يكون إلا الوقاف ثم الثقاف ثم الانصراف
قال ابن عساكر (1) يريد المناجزة بالسيوف
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق بن خربان نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة (2) نا وهب بن جرير حدثني جويرية بن أسماء قال
سمعت أشياخا من أهل المدينة قالوا سار مسلم بن عقبة بالناس وهو ثقيل بالموت
نحو مكة حتى إذا صدر عن الأبواء (3) هلك فلما عرف الموت دعا حصين بن نمير
الكندي فقال قد دعوتك وما أدري أستخلفك على الجيش أو أقدمك فأضرب عنقك
فقال أصلحك الله اجعلني سهما فارم بي حيث شئت
قال إنك أعرابي جلف جاف وإن هذا الحي من قريش لم يمكنهم رجل قط من
أذنيه إلا غلبوه على رأيه فسر بهذا الجيش فإذا لقيت الروم فإياك أن تمكنهم من أذنيك لا
يكون إلا الوقاف ثم الثقاف ثم الانصراف فمضى حصين بجيشه ذلك فلم يزل
جيشه (4) محاصرا أهل مكة حتى هلك يزيد بن معاوية فبلغ ابن الزبير وفاة يزيد قبل أن تبلغ
حصينا فناداهم ابن الزبير وقد غدوا للقتال (5) قد مات صاحبكم (6) قالوا نقاتل لخليفته
قالوا قد هلك خليفته (7) الذي استخلف قالوا فنقاتل لمن استخلف بعده قالوا فإنه لم
يعهد إلى أحد فقال حصين إن يك ما تقول حقا فما أسرع الخبر
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
المعدل أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار (8)
قال

(1) زيادة منا.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 254 - 255 (ت. العمري).
(3) الأبواء: قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا (معجم
البلدان).
(4) زيادة عن تاريخ خليفة.
(5) في تاريخ خليفة: " علام تقاتلون؟ " بدل: " وقد غدوا للقتال ".
(6) قال الواقدي: " قدم مكة لأربع بقين من المحرم، فحاصر ابن الزبير أربعة وستين يوما حتى جاءهم نعي يزيد في
معاوية لهلال ربيع الاخر (تاريخ الطبري 5 / 498).
(7) يعني معاوية بن يزيد بن معاوية.
(8) زيادة منا للايضاح، وفي م، و " ز "، ود: " نا الزبير قال.. ".
112

ويزيد الذي أوقع بأهل المدينة بعث إليهم مسلمة بن عقبة أحد بني مرة بن عوف بن سعد
ابن ذبيان فأصابهم بالحرة بموضع يقال له واقم من مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على ميل فقتل
أهل المدينة مقتلة عظيمة فسمي ذلك اليوم يوم الحرة وأنهب المدينة ثلاثة أيام وهو الذي
يسميه أهل المدينة مسرفا ثم خرج يريد مكة وبها ابن الزبير فمات في طريق مكة فدفن
على ثنية يقال لها المشلل مشرفة على قديد فلما ولى عنه الجيش انحدرت إليه ليلى أم
ولد (1) يزيد بن عبد الله بن زمعة من (2) فنبشته وصلبته على ثنية المشلل وكان
مسرف قتل يزيد بن عبد الله بن زمعة بن الأسود أبا ولدها وفي ليلى هذه يقول يزيد بن عبد
الله بن زمعة
* تقول له ليلى بذي الأثل موهنا * لهن خليلي عن ستارة نازح
فقلت له يا ليلى في النأي فاعلمي * شفاء لا دواء العشيرة صالح *
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إسحاق نا الحارث بن محمد نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني
الضحاك بن عثمان عن جعفر بن خارجة قال
خرج مسرف من المدينة يريد مكة وتبعته أم ولد ليزيد بن عبد الله بن زمعة تسير وراء
العسكر بيومين أو ثلاثة ومات مسرف فدفن بثنية المشلل وجاءها الخبر فانتهت إليه
فنبشته ثم صلبته على المشلل
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة (3) أنا سليمان
ابن أحمد الطبراني نا علي بن المبارك الصنعاني نا زيد بن المبارك حدثني عبد الملك بن
عبد الرحمن الذماري أخبرني محمد بن سعيد
أن معاوية لما حضره الموت قال ليزيد بن معاوية قد وطأت لك البلاد وفرشت لك
الناس ولست أخاف عليك إلا أهل الحجاز فإن رابك منهم ريبة فوجه إليهم مسلم بن عقبة
المري فإني قد جربته غير مرة فلم أجد له مثلا في طاعته ونصيحته فلما جاء يزيد بن معاوية
خلاف ابن الزبير ودعاؤه إلى نفسه دعا مسلم بن عقبة المري وقد أصابه الفالج فقال إن

(1) استدركت على هامش " ز "، وبعدها صح.
(2) كلمة غير واضحة بالأصل، وم، ود، وتقرأ: " أستاره ".
(3) صحفت بالأصل، ود، وم، و " ز " إلى: " زيده ".
113

أمير المؤمنين عهد إلي في مرضه إن رابني من أهل الحجاز ريب أن أوجهك إليهم وقد رابني
فقال إني كما ظن أمير المؤمنين اعقد لي وعبء الجيوش قال فورد المدينة فأباحها
ثلاثة ثم دعاهم إلى بيعة يزيد على أنهم أعبد قن في طاعة الله ومعصيته فأجابوه إلى ذلك
إلا رجل واحد من قريش أمه أم ولد فقال له بايع ليزيد على أنك عبد في طاعة الله
ومعصيته قال لا بل في طاعة الله فأبى أن يقبل ذلك منه وقتله فأقسمت أمه قسما لئن
أمكنها الله من مسلم حيا أو ميتا أن تحرقه بالنار قال فلما خرج مسلم (1) من المدينة اشتدت
علته فمات فخرجت أم القرشي بأعبد لها إلى قبر مسلم فأمرت به أن ينبش من عند
رأسه فلما وصلوا إليه إذا بثعبان قد التوى على عنقه قابضا بأرنبة أنفه يمصها قال فكاع (2)
القوم عنه وقالوا يا مولاتنا انصرفي قد كفاك الله شره وأخبروها الخبر قالت لا أوافي
الله بما وعدته ثم قالت انبشوا من عند الرجلين فنبشوا فإذا الثعبان لاوي (3) ذنبه برجليه
قال فتنحت فصلت ركعتين ثم قالت اللهم إن كنت تعلم أني إنما غضبت على مسلم بن
عقبة اليوم لك فخل (4) بيني وبينه قال ثم تناولت عودا فمضت (5) في ذنب الثعبان
فحركته فانسل من مؤخر رأسه فخرج من القبر ثم أمرت به فأخرج وأحرق بالنار
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (6) وقال علي بن محمد مات مسلم بن عقبة في
صفر سنة أربع وستين قال وكان حصار حصين بن نمير خمسين يوما حتى مات يزيد
7426 مسلم بن عمرو بن حصين بن أسيد بن زيد بن قضاعي الباهلي
والد قتيبة بن مسلم أمير خراسان كان عظيم القدر عند يزيد بن معاوية ووجهه يزيد
إلى عبيد الله بن زياد بتوليته إياه الكوفة عند توجه الحسين عليه السلام إليها له ذكر في
كتاب البلاذري

(1) بعده بياض في م بمقدار كلمة.
(2) في " ز ": فكلم. وكاع عن الشئ يكاع: هابه وجبن عنه (تاج العروس: كوع).
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ: لاوي، بإثبات الياء.
(4) بالأصل: " فخلى " والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(5) في " ز ": فنصت، وفوقها ضبة.
(6) تاريخ خليفة بن خياط ص 255 (ت. العمري).
114

وذكر أبو الفرج الأصبهاني (1) نا محمد بن العباس اليزيدي نا سليمان بن أبي شيخ
نا محمد بن الحكم عن عوانة قال
كان مسلم بن عمرو الباهلي على ميسرة إبراهيم بن الأشتر فارتث (2) فلما قتل
مصعب أرسل إلى خالد بن يزيد بن معاوية أن يطلب له الأمان من عبد الملك فأرسل إليه
ما تصنع بالأمان وأنت بالموت قال ليسلم لي مالي ويأمن ولدي قال فحمل على
سرير فأدخل على عبد الملك فقال عبد الملك لأهل الشام هذا أكفر الناس لمعروف
ويحك أكفرت معروف يزيد بن معاوية عندك فقال له خالد تؤمنه يا أمير المؤمنين فأمنه
ثم حمل فلم يبرح الصحن حتى مات فقال الشاعر
* نحن قتلنا ابن الحواري مصعبا * أخا أسد والنخعي (3) اليمانيا (4) *
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أبو عبد الله
النهاوندي نا أحمد الأشناني نا موسى التستري نا خليفة العصفري قال
قال أبو اليقظان وأبو الحسن وغيرهم وقتل مع مصعب ابنه عيسى بن مصعب ومسلم
ابن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي يعني سنة اثنتين وسبعين (5)
7427 مسلم بن قرظة (6) الأشجعي (7)
ابن عم عوف بن مالك
حدث عن عوف بن مالك
روى عنه ربيعة بن يزيد ورزيق (8) بن حيان (9) أبو المقدام مولى بني فزارة

(1) رواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني 19 / 126.
(2) في الأغاني: فطعن وسقط فارتث وارتث الذي يحمل من المعركة جريحا وفيه رمق.
(3) في الأغاني: والمذحجي.
(4) البيت ليزيد بن الرقاع العاملي، أخي عدي بن الرقاع.
(5) ورد في تاريخ خليفة في حوادث سنة 72 خبر مقتل مصعب بن الزبير، ولم يذكر خليفة أي شخص آخر قتل معه، وليس لمسلم بن عمرو بن حصين أي ذكر في تاريخه.
(6) قرظة بفتحات.
(7) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 83 وتهذيب التهذيب 5 / 432 والجرح والتعديل 8 / 192 والتاريخ الكبير 7 / 270.
(8) تحرفت بالأصل، و " ز "، وم، ود: زريق، تصحيف، والصواب ما أثبت: رزيق، بتقديم الراء، ترجمته في تهذيب
الكمال 6 / 199.
(9) بدون إعجام بالأصل، وفي " ز " وم: حبان، والمثبت عن د، وانظر الحاشية السابقة.
115

ويزيد (1) بن يزيد بن جابر
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي المضري أنا عثمان بن محمد المحمي (2) أنبأ عبد
الرحمن بن إبراهيم المربحي (3) نا عبد الله بن الشرفي نا محمد بن إسماعيل البخاري
وأنا أبو علي الحسن بن أحمد وحدثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه أنا أبو
نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد الطبراني (4) نا بكر بن سهل قالا نا عبد الله بن صالح
حدثني معاوية بن صالح أن ربيعة بن يزيد حدثه عن مسلم بن قرظة الأشجعي وفي حديث
الطبراني الأنصاري (5) عن عوف بن مالك الأشجعي قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون
عليهم ويصلون عليكم وشراركم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم
ويلعنونكم قالوا فلا ننابذهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا الصلوات الخمس
انتهى حديث الطبراني (6) وزاد البخاري إلا من وليه وال فرأى معصية فليكره ما
أتى من معصية الله ألا ولا تنزعوا يدا من طاعة [* * * *]
هذا الحديث جليل رواه ابن وهب عن معاوية بن صالح
أخبرناه أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر
ابن الحسن قالا أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو العباس نا ابن
قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة عن مسلم بن قرظة
عن عوف بن مالك قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون
عليهم ويصلون عليكم وشراركم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم
ويلعنونكم قالوا أفلا ننابذهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا الصلاة الخمس ومن
وليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا تنزعوا يدا من
طاعة [* * * *]

(1) كتب فوقها في " ز " ضبة.
(2) في " ز ": المحاملي.
(3) كذا بالأصل وم، و " ز "، وفي د: المزكي.
(4) المعجم الكبير للطبراني 18 / 62 رقم 115.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المعجم الكبير: " الأشعري ".
(6) كذا بالأصل وبقية النسخ، وهو وهم، فحديث الطبراني لم ينته هنا، والزيادة التالية موجودة في المعجم الكبير.
116

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام مسلم بن قرظة الأشجعي روى عن عمه عوف
ابن مالك الأشجعي
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين والكوفي
واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل
ومحمد بن الحسن قالا أنا أبو بكر الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ أنا
البخاري (2) قال
مسلم بن قرظة الأشجعي ابن عم عوف بن مالك (3) الشامي (4) روى عنه يزيد بن يزيد
ابن جابر
قال عبد الله (5) حدثني معاوية أن ربيعة بن يزيد حدثه عن مسلم بن قرظة الأشجعي
عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال خياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم
ويحبونكم [* * * *]
وقال الحميدي نا الوليد نا ابن جابر سمع زريقا (6) سمع مسلم بن قرظة سمع عوفا
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
حمد (7) إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (8)

(1) طبقات ابن سعد 7 / 450.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 270.
(3) بعدها في م، و " ز "، ود، والتاريخ الكبير: " لحا ".
(4) زيد بعدها في التاريخ الكبير: سمع عوف بن مالك.
(5) يعني: " عبد الله بن صالح، أبو صالح " وفي التاريخ الكبير: قال لنا أبو صالح.
(6) بالأصل و " ز "، وم، ود: " زريق " والمثبت عن التاريخ الكبير.
(7) تحرفت في " ز " وم إلى: أحمد.
(8) الجرح والتعديل 8 / 194.
117

مسلم بن قرظة الأشجعي ابن عم عوف بن مالك الأشجعي الشامي لحا (1) روى عن
عوف بن مالك روى عنه رزيق (2) بن حيان وربيعة بن يزيد ويزيد بن يزيد بن جابر
سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم البجلي أنا أبو
عبد الله الكندي نا أبو زرعة النصري قال
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهي العليا مسلم بن قرظة الأشجعي ابن
أخي عوف
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب (3) أنا
ابن جوصا إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا عبد
الوهاب بن الحسن أنا ابن جوصا قراءة قال
سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية مسلم بن قرظة ابن أخي عوف بن مالك
حمصي حفظ عن عوف
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد أنا أبو القاسم التنوخي أنا أبو الحسين محمد بن
المظفر أنا بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى قال
مسلم بن قرظة الأشجعي ابن أخي عوف بن مالك الأشجعي
7428 مسلم بن محمد أبو صالح ويلقب أبا الصالحات القائد
ولي إمرة دمشق في خلافة المعتصم كما قرأت بخط أبي الحسين الدارمي ولم يسمعه
ولم يثبته وكان من قواد المعتصم وولي أيضا أصبهان له ذكر
وبلغني أن أبا الصالحات كان من القواد بسر من رأى وكان من أفتى الناس وأظرفهم
وأحسنهم مروءة وطعاما وكان إذا دعا صديقا له كتب إليه يسأله أن يجيبه وكل من عنده من
أصدقائه وأن يجتذب معه إليه كل من يعرفه ويأنس به فكان منزله مألفا للفتيان وكان يضرب

(1) زيدت عن الجرح والتعديل.
(2) تحرفت بالأصل والنسخ إلى: زريق، والتصويب عن الجرح والتعديل.
(3) تحرفت بالأصل و " ز "، وم، إلى: غياث.
118

بالعود ضربا حسنا فقال له المعتصم يوما بلغني أنك ضارب بالعود قال نعم يا أمير
المؤمنين قال أحضروه عودا فأحضر فضرب به ضربا فارسيا حسنا استحسنه المعتصم
ومن عنده ثم ذهب ليخرج فقال له تعال خذ أبرارك معك فضرب بيده إلى سيفه وقال هذا
أبراري أيضا فقال المعتصم صدق والله فأمر له بخمسين ألف درهم
ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس الوراق أن أبا الصالحات مات سنة ثلاث
وأربعين ومائتين بأصبهان فولي عمله يحيى بن خزيمة
7429 مسلم بن مشكم (1) أبو عبيد الله الخزاعي (2)
روى عن أبي الدرداء وأبي ثعلبة الخشني وشداد بن أوس وفضالة بن عبيد
وعوف بن مالك وعمرو بن غيلان الثقفي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي عثمان الصنعاني
وأبي مسلم الخليلي
وقيل إنه قرأ القرآن على أبي الدرداء ثم قرأ بعده على عبد الله بن عامر اليحصبي
روى عنه القاسم بن عبد الرحمن وهو من أقرانه وعبد الله بن العلاء ويزيد بن
أبي مريم والوليد بن سليمان بن أبي السائب وحسان بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد بن
جابر والوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني (3) ويزيد بن عبيدة وزيد بن واقد
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج نا الحكم بن
موسى أبو صالح نا يحيى بن حمزة عن يزيد بن عبيدة نا أبو عبيد الله (4)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي
أنا أبو القاسم البغوي نا الحكم بن موسى نا يحيى بن حمزة عن يزيد بن عبيدة حدثني
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم (5)

(1) مشكم: بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح الكاف (تقريب التهذيب).
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 90 وتهذيب التهذيب 5 / 434 والجرح والتعديل 8 / 194 وطبقات ابن سعد 7 /
450 والتاريخ الكبير 7 / 272.
(3) تحرفت في " ز " إلى: الهمذاني.
(4) كذا بالأصل وم، و " ز " هنا: " أبو عبد الله " والمثبت عن د: أبو عبيد الله.
(5) من قوله: ح وأخبرنا... إلى هنا استدرك على هامش م.
119

ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر
ابن المقرئ أنا أبو يعلى نا الحكم بن موسى نا يحيى بن حمزة الدمشقي عن يزيد بن
عبيدة حدثني أبو عبيد الله
عن عوف بن مالك عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال
الرؤيا (1) ثلاثة منها تأويل من الشيطان ليحزن ابن آدم ومنها ما يهم به الرجل في
يقظته فيراه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
فقلت له أسمعت وفي حديث أبي يعلى أنت سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أنا
سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد البغوي أنا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دفعة ثانية
وليس في حديث السراج من التي بعدها الشيطان ولا جزأ التي بعدها من النبوة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار
قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا
العباس بن العباس أنا صالح بن أحمد حدثني أبي نا يزيد بن عبد ربه نا الوليد عن ابن
جابر عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم حدثه قال سمعت أبا الدرداء
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة (2) قال سمعت أبا مسهر يقول اسم أبي عبيد الله صاحب أبي
الدرداء مسلم بن مشكم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الباقلاني زاد
الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسن قال أنا أبو الحسين
محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط قال (3)
في الطبقة الثانية من أهل الشامات مسلم بن مشكم دمشقي
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي أنا

(1) كتب فوقها في " ز ": ضبة.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 388.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 569 رقم 2953.
120

أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي قال قال أبو زكريا
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم شامي قال كان كاتب أبي الدرداء
أخبرنا أبو البركات أيضا أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء أنا أبو بكر أنا
الأحوص نا أبي قال قال أبو زكريا وغيره
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم كاتب أبي الدرداء
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد قال سمعت
يحيى يقول
أبو عبيد الله صاحب معاذ بن جبل مسلم بن مشكم كاتب أبي الدرداء
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (1) قال
في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام مسلم بن مشكم كان كاتب أبي الدرداء وروى
عن أبي الدرداء ومعاوية روى عنه عبد الله بن العلاء بن زبر
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنا أحمد بن الحسن
والمبارك بن عبد الجبار وابن النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن
الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (2)
مسلم بن مشكم أبو عبيد الله الدمشقي كاتب أبي الدرداء سمع أبا الدرداء روى عن
عمرو بن غيلان الثقفي (3) روى عنه يزيد بن عبيدة والقاسم أبو عبد الرحمن ويزيد بن أبي
مريم (4)
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي

(1) طبقات ابن سعد 7 / 450.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 272.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وبقية النسخ واستدرك عن التاريخ الكبير.
(4) الزيادة عن التاريخ الكبير.
121

قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مسلم بن مشكم أبو عبيد الله الدمشقي كاتب أبي الدرداء روى (2) عن أبي الدرداء
روى عنه حسان بن عطية والقاسم بن عبد الرحمن ويزيد بن عبيدة وزيد بن واقد وعبد
الله بن العلاء بن زبر سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم سمع أبا ثعلبة الخشني وأبا الدرداء روى عنه ابن
زبر
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم
أخبرنا أبو محمد الأنصاري نا أبو محمد التميمي أنا أبو القاسم البجلي نا أبو عبد
الله الكندي نا أبو زرعة النصري قال
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا أبو عبيد الله مسلم بن مشكم
روى عنه القاسم بن عبد الرحمن
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن
عتاب أنا أحمد بن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير قراءة
قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام مسلم بن مشكم
دمشقي
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر (3) ابن أبي الصقر أنا هبة الله بن

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 194.
(2) من قوله: سمع أبا الدرداء.. في الخبر السابق، إلى هنا سقط من م، فتداخل الخبران واختل السياق.
(3) مطموسة بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، ود.
122

إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال أبو عبيد الله مسلم بن
مشكم
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي في كتابه نا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو عبد الله ويقال أبو عبيد الله مسلم بن مشكم الشامي كاتب أبي الدرداء عن
عوف بن مالك وأبي الدرداء روى عنه يزيد بن عبيدة ويزيد بن أبي مريم
وقال في موضع آخر أبو عبيد الله مسلم روى عنه (1) عمرو بن جرثوم الخشني
روى عنه القاسم أبو عبد الرحمن القرشي ويزيد بن أبي مريم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
أبو القاسم البغوي نا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يزيد بن أبي مريم عن أبي عبيد
الله قال
رأيت أبا الدرداء وفضالة بن عبيد ومعاذ بن جبل وقال الأوزاعي وقد دخلني من
معاذ شك يدخلون المسجد والناس في صلاة الغداة فيميلون إلى بعض زوايا المسجد
فيوترون ويدخلون مع الناس في صلاتهم
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر نا ابن أبي خيثمة أخبرني أبو محمد
صاحب لي من بني تميم ثقة قال قال أبو مسهر وكان مسلم بن مشكم أبو عبيد الله قد
روى عنه يعني عن أبي الدرداء ولم يكن في حد العلماء وكان ثقة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت بن بندار قالا أنا أبو عبد الله وأبو نصر قالا نا الوليد بن بكر أنا
علي بن أحمد بن زكريا أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال (2)
أبو عبيد الله (3) مسلم بن مشكم شامي تابعي ثقة من خيار التابعين

(1) كذا بالأصل، وفي د: " مسلم بن عمرو بن جرثوم الخشني " وفي " ز ": " مسلم بن جرثوم الخشني " وفي م: مسلم
ابن مشكم كاتب أبي الدرداء عويمر بن مالك الأنصاري وأبي ثعلبة عمرو بن جرثوم الخشني.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 504 رقم 1991.
(3) في تاريخ الثقات: أبو عبد الله.
123

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم صاحب
معاذ ثقة
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا تمام بن محمد نا محمد بن
سليمان نا محمد بن الفيض نا دحيم نا الوليد عن الضحاك بن عبد الرحمن قال
كنت أسمع أبا عبيد الله مسلم بن مشكم إذا انصرف بعد العشاء متوجها إلى منزله يدعو
أن يرزقه الله الصلاة في جماعة من الغد
7430 مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري الفقيه (1) مولى بني أمية
ويقال مولى طلحة بن عبيد الله
روى عن أبيه يسار ويقال إن له صحبة وعن عبد الله بن عباس وأبي الوليد
عبادة بن الصامت مرسلا وأبي الأشعث الصنعاني
روى عنه ابنه عبد الله وأبو قلابة ومحمد بن سيرين وثابت البناني وأيوب
السختياني وعلي بن أبي حملة
وقدم دمشق في خلافة عبد الملك وحدث بها
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرما (2) أنا أبو القاسم عبد الله بن
الحسن بن محمد الخلال أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي بن الحسين المقرئ
الصيدلاني أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري نا أبو قلابة نا قرة بن
حبيب نا الهيثم بن قيس العيشي عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه عن جده قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما
وليلة [* * * *]
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد محمد بن
موسى الصيرفي أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نا العباس بن محمد الدوري نا أبو

(1) ترجمته في تهذيب الكال 18 / 94 وتهذيب التهذيب 5 / 434 والجرح والتعديل 8 / 298 وحلية الأولياء 2 / 290
والتاريخ الكبير 7 / 275 وسير أعلام النبلاء 4 / 510 وطبقات ابن سعد 7 / 186 وطبقات خليفة رقم 1672.
(2) تحرفت في م، و " ز "، ود إلى " صوما " قارن مع مشيخة ابن عساكر 168 / ب.
124

علي قرة صاحب العباء نا الهيثم بن قيس العيشي نا عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه
عن جده
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال المسح على الخفين للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة
أيام [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب (1) حدثني سعيد بن أسد نا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال
قدم علينا مسلم بن يسار دمشق فقالوا له يا أبا عبد الله لو علم الله أن بالعراق من
هو أفضل منك لأتانا به فجعل يقول كيف لو رأيتم عبد الله بن زيد الجرمي أبا قلابة فما
ذهبت الأيام والليالي حتى أتانا الله بأبي قلابة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال
في تسمية نفر قدموا الشام في إمارة عبد الملك وذويه أبي عبد الله مسلم بن يسار
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق أنا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (2)
مسلم بن يسار مزني ويقال مولى أبي بكر ويقال مولى (3) عثمان بن عفان
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر الباقلاني زاد أبو
البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن
إسحاق نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط قال (4)
مسلم بن يسار يكنى أبا عبد الله مولى لقريش ويقال لمزينة مات بعد (5) المائة
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 87 وسير أعلام النبلاء 4 / 511.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 286 تحت عنوان: تسمية القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث.
(3) زيادة عن تاريخ خليفة.
(4) طبقات خليفة بن خياط ص 353 رقم 1672.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي طبقات خليفة: سنة مئة.
125

السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد قال سمعت
يحيى يقول مسلم بن يسار أبو عبد الله
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا أبو محمد بن يوسف
ابن رباح أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح قال سمعت
يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة مسلم بن يسار مولى طلحة بن عبيد الله
أخبرنا أبو البركات أيضا أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا
أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي قال قال أبو زكريا
مسلم بن يسار أبو عبد الله العابد مولى آل عثمان بن عفان
قال ونا أبي في موضع آخر قال
مسلم بن يسار مولى آل طلحة بن عبيد الله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب
يقول
مسلم بن يسار مولى لقريش سمع من ابن عمر وابن عباس
أخبرنا أبو محمد بن حمزة بقراءتي عليه عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني
أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه نا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار
قال كنية مسلم بن يسار أبو عبد الله
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن
أحمد أنا أحمد بن محمد بن عمر نا ابن أبي الدنيا أنا محمد بن سعد قال (1)
في الطبقة الثانية من أهل البصرة مسلم بن يسار مولى لقريش مولى لطلحة بن عبيد
الله ويكنى أبا عبد الله توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز
أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد وأبو نصر محمد بن الحسن قالا أنا أبو
محمد الجوهري قراءة عليه عن محمد بن العباس بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
126

الحسين بن فهم نا محمد بن سعد قال (1)
في الطبقة الثانية من أهل البصرة مسلم بن يسار ويكنى أبا عبد الله مولى طلحة بن
عبيد الله التيمي من قريش قالوا وكان مسلم ثقة فاضلا عابدا ورعا قالوا وتوفي مسلم
ابن يسار في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة أو إحدى ومائة
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس
النهاوندي أنا أبو القاسم بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل قال
مسلم بن يسار كنيته أبو عبد الله البصري (2) مولى بني أمية القرشي عن أبي
الأشعث روى عنه أبو قلابة ومحمد بن سيرين وابنه عبد الله
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسين
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل
ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (3)
مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري مولى بني أمية القرشي عن أبي الأشعث روى
عنه أبو قلابة ومحمد بن سيرين وابنه عبد الله
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (4)
مسلم بن يسار البصري أبو عبد الله مولى بني أمية ويقال مولى طلحة بن عبيد
الله روى عن عبادة بن الصامت مرسل وعن أبي الأشعث الصنعاني روى عنه أبو قلابة
ومحمد بن سيرين وابنه عبد الله بن مسلم بن يسار توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز
سمعت أبي يقول ذلك

(1) طبقات ابن سعد 7 / 186.
(2) تحرفت بالأصل إلى: " البدري " والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 275.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 198.
127

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول
أبو عبد الله مسلم بن يسار مولى بني أمية عن أبي الأشعث روى عنه ابن سيرين
وأبو قلابة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني أبي قال أبو عبد الله مسلم بن يسار البصري
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب
الرازي أنا طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن
إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول مسلم بن يسار أبو عبد الله البصري
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر قراءة عليه عن أبي طاهر الأنباري أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال أبو عبد الله مسلم بن يسار
البصري
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا ابن منجويه أنا أبو أحمد
قال
أبو عبد الله مسلم بن يسار القرشي مولى بني أمية البصري ويقال المزني مولى
مزينة ويسار يكنى أبا مريم عن أبي الأشعث شراحيل بن أدة روى عنه محمد بن سيرين
وأبو قلابة الجرمي وابنه عبد الله
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد
ح وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنا
أبو زكريا نا عبد الغني بن سعيد قال
مسلم بن يسار البصري والد عبد الله وهو أحد القراء الذين خرجوا على
الحجاج (1)
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي نصر بن ماكولا قال

(1) يعني مع محمد بن الأشعث.
128

مسلم بن يسار البصري والد عبد الله من القراء الذين خرجوا على الحجاج
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي الحسن بن مخلد أنا أبو
الحسن بن خزفة أنا محمد بن الحسين الزعفراني نا ابن أبي خيثمة نا عبيد الله بن عمر نا
سليم بن أخضر عن ابن عون قال
كان مسلم إذا قيل له من أنت قال أنا مولى عثمان بن عفان
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا
عبد الله نا يعقوب (1) حدثني أبو بشر يعني بكر بن خلف نا (2) معاذ بن هشام حدثني
أبي (3) عن قتادة قال
كان مسلم بن يسار يعد خامس خمسة من فقهاء (4) أهل البصرة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا
أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا زيد بن الحباب حدثني
عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار قال أخبرني كلثوم بن جبر قال
كان المتمني بالبصرة يقول فقه الحسن وورع ابن سيرين وعبادة طلق بن حبيب
وحلم مسلم بن يسار
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (5) نا الفضل بن زياد نا أحمد نا موسى بن هلال نا
هشام بن حسان عن العلاء بن زياد قال كان يقول
لو كنت متمنيا لتمنيت فقه الحسن وورع ابن سيرين وصواب مطرف وصلاة مسلم
ابن يسار
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن

(1) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 88.
(2) قوله: " يعني بكر بن خلف، نا " ليس في المعرفة والتاريخ.
(3) يعني هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.
(4) استدركت اللفظة على هامش " ز "، وبعدها صح.
(5) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي 2 / 60 - 61 وسير أعلام النبلاء 4 / 511.
129

حيوية أنا محمد بن القاسم الكوكبي نا ابن أبي خيثمة أنا مسلم بن إبراهيم نا أزهر نا
ابن عون قال
كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان (1)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا محمد بن سعد عن الواقدي قال
كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه في زمانه أحد في العلم والزهد وكان يقول إني
لأكره أن أمس فرجي بيميني وأنا أرجو أن آخذ بها كتابي يوم القيامة
أخبرنا أبو طالب يوسف وأبو نصر بن البنا في كتابيهما أنا أبو محمد الجوهري
قراءة عليه ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم
نا محمد بن سعد (2) أنا عفان بن مسلم نا المبارك (3) هو ابن فضالة حدثني عبد الله بن
مسلم عن أبيه قال إني لأكره أن أمس فرجي بيميني وأنا أرجو أن آخذ بها كتابي
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ المقرئ أنا أبو محمد المصري أنا أبو بكر
المالكي نا يوسف بن عبد الله نا عثمان بن الهيثم نا عوف عن الحسن قال
يكون الرجل عالما ولا يكون عابدا ويكون عابدا ولا يكون عاقلا وكان مسلم بن
يسار عابدا عالما عاقلا
قرأت على أبي غالب بن البنا عن عبد الملك بن عمر بن خلف
ثم أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا أبو الفتح الرزاز أنا
أبو حفص بن شاهين نا محمد بن مخلد
ح قال وأنا العتيقي أنا عثمان بن محمد بن أحمد نا إسماعيل الصفار قالا نا
عباس الدوري نا أبو بكر بن أبي الأسود أخبرني حميد بن الأسود عن ابن عون قال
أدركت هذا المسجد مسجد البصرة وما فيه حلقة تنسب إلى الفقه إلا حلقة واحدة تنسب إلى
مسلم بن يسار (4) وسائر المسجد قصاص

(1) تهذيب الكمال 18 / 95 وطبقات ابن سعد 7 / 186 وسير أعلام النبلاء 4 / 511.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 187.
(3) بالأصل ود، و " ز ": " نا ابن المبارك " خطأ، والمثبت عن م، وطبقات ابن سعد.
(4) سير أعلام النبلاء 4 / 511.
130

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن اللالكائي أنا ابن الفضل أنا عبد الله نا
يعقوب (1) حدثني أبو بشر نا سعيد بن عامر قال حميد بن الأسود نا عن ابن عون قال
أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار قال إن في
الحلقة من أهو أسن منه غير أنها (2) كانت تنسب إليه
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي الحسن بن مخلد أنا أبو
الحسن بن خزفة أنا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أخبرني ابن سلام يعني محمدا
قال
كان مسلم بن يسار مفتي أهل البصرة قبل الحسن حمل عنه ابن سيرين وأبو قلابة
وكلثوم (3) بن (4) جبر ومحمد بن واسع وثابت البناني وكان جليلا عند الفقهاء وروي
كلامه
أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا ابن مندة أنا حمد
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (5) نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب (6)
قال قال أحمد بن حنبل مسلم بن يسار ثقة
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي جعفر بن المسلم عن أبي الحسن محمد بن
عمر بن محمد بن حميد أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي حدثني محمد
ابن إسماعيل عن أبي داود قال سمعت يحيى بن معين يقول مسلم بن يسار بصري (7)
رجل صالح قديم وابنه عبد الله بن مسلم

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 86.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، و " ز "، وم، واستدرك عن د، والمعرفة والتاريخ.
(3) قوله: " وكلثوم " مكانها بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس. وفي م: وكثير بن جبر.
(4) تحرفت بالأصل وم إلى: " عن " والتصويب عن د، و " ز ".
(5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 198.
(6) في الجرح والتعديل: أبا طالب أحمد بن حميد.
(7) بالأصل: " أخبرني " والمثبت عن د، ومكان اللفظة بياض في م، و " ز "، وكتب في وسط البياض في " ز ": كذا.
131

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا الحسين بن جعفر (1) قالوا أنا الوليد أنا علي بن
أحمد نا صالح بن أحمد حدثني أبي قال (2) مسلم بن يسار المزني (3) بصري تابعي
ثقة
قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر محمد بن أحمد أنا هبة الله بن إبراهيم
ابن عمر نا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي حدثني موهب بن يزيد بن خالد نا
ضمرة بن ربيعة قال سمعت علي بن أبي حملة ذكر قال
لقي ابن أبي إدريس عائذ الله أباه فقال يا أبة أما يعجبك طول صمت أبي عبيد الله
مسلم بن يسار فقال له يا بني تكلم بالحق خير من السكوت عنه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن
البسري (4) قالا أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن نصر بن بحير نا علي بن عثمان بن
نفيل نا أبو مسهر نا سعيد قال كان أبو إدريس أظنه قال إذا نظر إلى مسلم بن يسار قال
مرحبا بالغريب
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي (5)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (6)
حدثني عيسى بن محمد نا أزهر (7) عن ابن عون عن عبد الله بن مسلم بن يسار أن أباه
كان إذا صلى كأنه ود لا يقول هكذا ولا هكذا

(1) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، وبعده صح.
(2) تاريخ الثقات للعجلي ص 429 رقم 1574.
(3) في تاريخ الثقات: " الجهني " بدل " المزني " وهو شخص آخر له ترجمة في تهذيب الكمال 18 / 96 وتهذيب
التهذيب 5 / 436.
(4) تحرفت في " ز " إلى: البصري.
(5) تحرفت في " ز " إلى: البيهي.
(6) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 85.
(7) هو أزهر بن سعد السمان البصري.
132

قال ونا يعقوب (1) نا سليمان بن حرب نا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال
قال
كان مسلم بن يسار إذا قام يصلي كأنه ثوب ملقى
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني أنا محمد
ابن عبد الله بن خميرويه نا الحسين بن إدريس أنا محمد بن عبد الله بن عمار نا عبد
الرحمن يعني ابن مهدي عن سليمان بن المغيرة عن غيلان بن جرير قال
كان مسلم بن يسار كأنه ثوب ملقى يعني إذا صلى
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي نا معاذ بن معاذ نا ابن عون قال
رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه ود (3) لا يميل على قدم مرة ولا على قدم مرة ولا
يحرك له ثوبا وقال معاذ مرة لا يتروح (4) على رجل أو قال لا يعتمد
قرأت على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنا عن أبي الحسين (5) محمد بن محمد بن
مخلد أنا علي بن محمد بن خزفة أنا محمد بن الحسين الزعفراني نا ابن أبي خيثمة (6) نا
أبو سلمة التبوذكي نا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار حدثني أبي عبد الله بن
مسلم قال والله ما رأيت من الناس رجلا أوقر في صلاته من مسلم بن يسار
أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن المجلي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو محمد
الجوهري نا محمد بن العباس الخزاز نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن
الحسن أنا عبد الله بن المبارك (7) أنا المبارك بن فضالة حدثني ميمون بن جابان قال
ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتا في صلاة قط خفيفة ولا طويلة

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 85.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 291.
(3) في حلية الأولياء: " وتد " والود هو الوتد. وفي " ز " بياض مكان: " كأنه ود ".
(4) قوله: " لا يتروح على " مكانه بيضا في " ز ".
(5) مكانها بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس.
(6) قوله: " نا ابن أبي خيثمة " مكانه بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس.
(7) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق رقم 1082.
133

قال ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق (1) لهدمها وإنه لفي الصلاة
فما التفت
أخبرنا بها عالية أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري فذكرها
قال وأنا محمد بن العباس نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين أنا عبد الله بن
المبارك (2) أنا جعفر بن حيان قال
ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة فقال وما يدريكم أين قلبي
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الحسن علي بن محمد بن الأخضر أنا أبو عبد
الله أحمد بن محمد بن العلاف أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أحمد
ابن إبراهيم نا علي بن إسحاق أنا عبد الله أخبرني جعفر بن حيان قال
ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة قال وما يدريكم أين قلبي
قال ونا أحمد نا هارون بن معروف نا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال
كان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته تحدثوا فلست أسمع
حديثكم
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (3) نا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن
أحمد بن حنبل حدثني أبي نا معتمر قال سمعت كهمسا يحدث عن عبد الله بن مسلم بن
يسار عن أبيه
أنه كان يصلي ذات يوم فدخل رجل من أهل الشام ففزعوا فاجتمع له أهل الدار
فلما انصرف قالت له أم عبد الله دخل هذا الشامي ففزع أهل الدار فلم تنصرف إليهم أو
كما قالت قال ما شعرت
قال معتمر وبلغني أن مسلما كان يقول لأهله إذا كانت لكم حاجة فتكلموا وأنا
أصلي
قال (4) ونا محمد بن علي نا محمد بن الحسن نا محمد بن أبي السري نا معتمر

(1) مكانها بياض في " ز ".
(2) الزهد والرقائق ص 383 رقم 1083.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 290.
(4) القائل: أبو نعيم الحافظ، والخبر في حلية الأولياء 2 / 290.
134

نا كهمس عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال ما رايته يصلي قط إلا ظننت أنه
مريض
قال (1) ونا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا أبو موسى العنزي نا
ابن أبي عدي عن ابن عون قال كان مسلم بن يسار إذا كان في غير صلاة كأنه في صلاة
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد أنا نصر بن أحمد الهمذاني أنا أبو
بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل (2) أنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستويه
نا أحمد بن محمد بن إسماعيل نا إبراهيم بن يعقوب نا سعيد بن عامر عن مهدي بن
سليمان
قال كان مسلم بن يسار يصلي في المسجد فوقعت سارية عليها أربعة أساطين فعلم
بها بعض من كان في أصحاب اللؤلؤ وهو يصلي في المسجد ما شعر ولقد وقع الحريق في
داره فجاء الجيران يطفئون وهو يصلي ما يشعر فقالت امرأته وقع الحريق في دارنا والجيران
يطفئون فقال ما شعرت
أخبرنا أبو محمد بن طاوس (3) أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأخضر
أنا أحمد بن محمد بن يوسف العلاف أنا الحسين بن صفوان البردعي نا ابن أبي الدنيا نا
زياد بن أيوب نا سعيد بن عامر نا مهدي بن سليمان صاحب الطعام قال
وقعت أسطوانة في مسجد الجامع عليها أربعة عقود فعلم بها من كان في أصحاب
المشاحب ومسلم بن يسار يصلي في المسجد فلم يشعر (4) ووقع الحريق في دراه وجاء
الجيران يطفئون وهو يصلي فقالت له امرأته وقع الحريق في دارنا وجاء الجيران يطفئون
فقال ما شعرت به
قال ونا ابن أبي الدنيا أنا أحمد بن عمران الأخنسي نا عباية بن كليب نا عون بن
موسى الكناني
أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في مسجد الأعظم فسقط حائط المسجد الجانب
الأيمن فما علم به
قال ونا ابن أبي الدنيا نا أحمد بن إبراهيم نا عبيد الله بن محمد بن حفص القرشي

(1) حلية الأولياء 2 / 291.
(2) قوله: " بن هبة الله بن الخليل " سقط من " ز ".
(3) تحرفت في م إلى: طاهر.
(4) قوله: " بن هبة الله بن الخليل " سقط من " ز ".
(5) قوله: " فلم يشعر " مكانه بياض في م.
135

نا حماد بن سلمة عن حميد أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في بيته ووقع إلى جنبه
حريق فما شعر به حتى أطفئت النار
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن
محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (1) نا عاصم ذكره عن أبي
قلابة قال
قال مسلم بن يسار إنك إذا كنت قائما بين يدي أمير أحببت أن تكون (2) متخشعا لتنجح
لك حاجتك قيل فأين منتهى النظر في الصلاة قال موضع السجود حسن
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو القاسم
ابن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني نا إسماعيل بن
زكريا عن عاصم الأحول عن أبي قلابة قال
قلت لمسلم بن يسار أين موضع البصر في الصلاة قال موضع السجود حسن
أرأيت لو كنت بين يدي ملك ألم تكن تحب أن يراك متخشعا
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد الجوهري
ونحن نسمع عن محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد
ابن سعد (3) أنا عفان بن مسلم نا المبارك بن فضالة قال سمعت عبد الله بن مسلم قال
سئل مسلم بن يسار عن الصلاة في السفينة قاعدا فقال إني لأكره أو أبغض أن يراني
الله أصلي قاعدا من غير مرض
قال ونا محمد بن سعد (4) أنا عارم بن الفضل نا حماد بن زيد عن حبيب يعني
ابن الشهيد عن بعض أصحابه
أن مسلم بن يسار مر بمسجد فأذن المؤذن فرجع فقال له المؤذن (5) ما ردك قال
أنت رددتني (6)

(1) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص 383 رقم 1081.
(2) في الزهد: أن يراك متخشعا.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 187.
(4) طبقات ابن سعد 7 / 187 - 188.
(5) قوله: " فرجع، فقال له المؤذن " استدرك على هامش م.
(6) كتب بعدها في " ز "، ود: آخر الجزء الخامس والستين بعد الستمئة من الفرع.
136

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين وأبو ياسر سليمان بن عبد الله بن سليمان قالا
أنا أبو الحسين بن النقور
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن علي (1) أنا أبو يعلى بن الفراء وأبو الحسين (2)
وجماعة قالوا أنا أبو القاسم بن حبابة أنا أبو القاسم البغوي نا عبيد الله بن محمد بن
حفص العيشي أنا حماد بن سلمة عن أبي نضرة الأعمى
أن مسلم بن يسار مر بسكة (3) الموالي فوقف على أهل المسجد ساعة ثم خرج إلى
النهير وهو يريد مسجد الجامع فأذن مؤذنهم فرجع فقالوا ما ردك يا أبا عبد الله قال
دعوتموني قال ومن دعاك قال المؤذن
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو نعيم الأصبهاني (4) نا أحمد بن جعفر بن
حمدان نا عبد الله بن أحمد نا أبو موسى العنزي نا موسى بن إسماعيل نا عبد الحميد
ابن عبد الله بن مسلم بن يسار حدثني أبي قال
رأيت مسلما وهو ساجد وهو يقول في سجوده متى ألقاك وأنت عني راض ويذهب
في الدعاء ثم يقول متى ألقاك وأنت عني راض
أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد أنا نصر بن أحمد الهمذاني أنا
الخليل بن هبة الله بن الخليل أنا الحسن بن محمد بن القاسم نا أحمد بن محمد بن
إسماعيل نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نا سعيد بن عامر عن الربيع بن صبيح قال
سمعت مكحولا يقول
رأيت سيدا من ساداتكم دخل الكعبة فقلت من هو يا أبا عبد الله قال مسلم بن
يسار فقلت لأنظرن ما يصنع مسلم اليوم فلما دخل قام في الزاوية التي فيها الحجر الأسود
يدعو قدر أربعين آية ثم تحول إلى الزاوية التي فيها الركن فقام يدعو قدر أربعين آية ثم
تحول إلى الزاوية التي فيها الدرجة فقام يدعو قدر أربعين آية ثم جاء حتى قام بين العمودين
عند الرخامة الحمراء فصلى ركعتين فلما سجد قال اللهم اغفر لي ذنوبي وما قدمت يداي اللهم اغفر لي ذنوبي وما قدمت

(1) مكانها بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس، وفي د: " بن عبد الباقي " وفي م: بن عبد الله.
(2) من قوله: ح وأخبرنا... إلى هنا استدرك على هامش م.
(3) قوله: " مر بسكة " مكانه بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 291.
137

يداي اللهم اغفر لي ذنوبي وما قدمت يداي ثم
بكى حتى بل المرمر
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن أبي منصور قالا أنا أبو
محمد بن أبي شريح أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي نا علي بن حرب نا
سعيد بن عامر عن ربيع بن صبيح قال سمعت مكحولا يقول
رأيت سيدا من ساداتكم يا أهل البصرة دخل الكعبة فقلت من هو فقال مسلم بن
يسار فقلت لأنظرن إلى ما يصنع فقام في الزاوية التي تلي الحجر الأسود بقدر ما يقرأ
الرجل أربعين آية يدعو ثم تحول إلى الركن اليماني ففعل مثل ذلك حتى دار على الزوايا
كلها يفعل مثل ذلك (1) ثم وقف بين الأسطوانتين فقال اغفر لي ذنوبي وما قدمت يداي
ثلاثا ثم بكى حتى بل المرمر
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الصوفي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله
قالا أنا أبو الحسن بن عوف أنا أبو العباس محمد بن موسى أنا محمد بن خريم نا
هشام بن عمار
ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم
الطهراني وأبو عمرو بن مندة قالا أنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا أحمد بن محمد بن
عمر نا ابن أبي الدنيا نا الحسين بن علي نا عيسى بن سلمة قالا نا أيوب بن سويد
حدثني السري بن يحيى حدثني أبو عوانة عن معاوية بن قرة زاد هشام المري قال (2)
كان مسلم بن يسار يحج كل سنة ويحج معه رجال زاد عيسى من إخوانه تعودوا
ذلك فأبطأ (3) عاما من تلك الأعوام حتى فاتت وقال هشام نفذ أيام الحج فقال
لأصحابه اخرجوا فقالوا كبر زاد هشام والله وقالا أبو عبد الله يأمرنا أن نخرج وقد

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م، و " ز "، ود.
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 4 / 512.
(3) مكانها بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس.
138

ذهب وقت وقال هشام زمان الحج فأبى عليهم إلا أن يخرجوا ففعلوا استحياء
فأصابهم حين جن الليل (1) عليهم إعصار شديد حتى كان لا يرى بعضهم بعضا إلا ما تنادوا
فأصبحوا (2) وهم ينظرون إلى جبال تهامة فحمدوا الله فقال وما تعجبون وقال هشام
فوقف فحمد الله ثم قال ما تعجبون من هذا في قدرة الله عز وجل وفي حديث هشم
عصار قال ابن عساكر (3) والصواب إعسار
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (4) أنا عفان بن مسلم نا مبارك نا عبد الله بن مسلم بن يسار
إن أباه قال لا ينبغي للصديق أن يكون لعانا لو لعنت شيئا ما تركته في بيتي وكان لا
يسب أحدا وكان أشد ما يقول إذا غضب فرق بيني وبينك قال فإذا قال ذلك علموا أنه
لم يبق بعد ذلك شئ
أخبرنا أبو علي الحداد إذنا أنا أبو نعيم الحافظ (5) نا (6) أحمد بن إبراهيم نا
إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار عن إسحاق بن
سويد قال
صحبت مسلم بن يسار عاما إلى مكة فلم أسمعه تكلم بكلمة حتى بلغنا ذات عرق
قال ثم حدثنا فقال بلغني أنه يؤتى بالعبد يوم القيامة ويوقف بين يدي الله عز وجل
فيقول انظروا في حسابه (7) فينظر في حسابه (7) فلا توجد له حسنة فيقول انظروا في
سيئاته فيوجد له سيئات كثيرة فيؤمر به إلى النار (8) فيذهب به إلى النار وهو يلتفت

(1) مكانها بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس.
(2) سقطت من " ز ".
(3) زيادة منا للايضاح.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 187.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 295.
(6) الذي في حلية الأولياء هنا، قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر قال: ثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أحمد
إبراهيم...
(7) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي حلية الأولياء: " حسناته " وهو أشبه باعتبار ما يلي.
(8) قوله: " إلى النار " سقط من الحلية.
139

فيقول ردوه إلى ما تلتفت (1) فيقول أي رب لم يكن هذا ظني أو رجائي فيك شك
إبراهيم فيقول صدقت فيؤمر به إلى الجنة
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو (2) عبد الله
الحافظ أنا أحمد بن كامل القاضي نا الحسن بن سلام نا قبيصة بن عقبة قال سمعت
سفيان الثوري قال
قال رجل لمسلم بن يسار علمني كلمة تجمع لي موعظة نافعة قال فأطرق طويلا ثم
رفع رأسه فقال لا ترد بعلمك غير من يملك ضرك ونفعك قال زدني قال أهمل رجاءك
ولا تستعمله واستشعر الخوف ولا تغفله قال زدني فقال يوم العرض على ربك لا
تنسه قال ثم سقط لوجهه مكبا
قال وأنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي نا الحسن بن
سلام نا قبيصة بن عقبة قال سمعت سفيان الثوري يقول
كان مسلم بن يسار قد وقع في ثنيته الدم وكانوا يرون أنه كان من كثرة سجوده ليلا
ونهارا فدخل عليه بعض جيرانه فوجده قد سقطت ثنيتاه وهو (3) يدفنهما فقال له مسلم
دخلت علي وأنا أدفن بعضي فقال له الجار لا أدري الذي أنت فيه (4) إلا أني أرجو الله
وأخافه فقال مسلم يا أخي لا أدري ما معنى الخوف الذي لا يباعد مما (5) تخاف ولا
أدري ما معنى رجاء لا يقرب بما ترجو
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر
ابن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن
المبارك (6) أنا سفيان عن رجل
عن مسلم بن يسار انه سجد سجدة فوقعت ثنيتاه فدخل عليه أبو إياس (7) وأخذ يعزيه
ويهون عليه فذكر مسلم من تعظيم الله فقال مسلم من رجا شيئا طلبه ومن خاف شيئا

(1) زيادة لازمة للايضاح عن حلية الأولياء.
(2) سقطت من " ز ".
(3) في " ز ": " وهم " وفي م ود، فكالأصل.
(4) مكانها بياض في " ز "، وكتب: طمس.
(5) مكانها بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض طمس.
(6) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص 102 رقم 305.
(7) لعله يريد: أبا إياس معاوية بن قرة المري، كما يفهم من رواية بهذا المعنى في حلية الأولياء 2 / 291.
140

هرب منه ما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له البلاء لم يصبر عليه لما يرجو وما أدري
ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يتركها لما يخشى
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر بن أبي الصقر (1) أنا هبة الله بن
إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا
أحمد بن إبراهيم نا موسى بن إسماعيل نا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار
حدثني حجاج بن دينار عن معاوية بن قرة قال
دخلت على مسلم بن يسار فذكر حديثا من حديث النار فقلت يا أبا عبد الله والله
إنا لنرجو ونخاف فقال ما أدري ما حسب رجاء رجل لرحمة الله وهو لا يصبر نفسه على
المكروه من طاعة الله وما أدري ما حسب مخافة رجل يزعم أنه يخاف الله وهو لا يصبر نفسه
عن الشهوات عن ما حرم (2) الله قال فنبهني وكان خيرا مني
أخبرنا أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن
مروان نا يوسف بن عبد الله الحلواني نا داود بن رشيد قال قال مسلم بن يسار
ما أدري ما إيمان رجل كره شيئا لم يدعه لله وما أدري ما حسب رجل (3) نزل به أمر
لم يصبر لله لما يرجوه من الثواب غدا في القيامة وما أدري ما حسب امرئ عرضت له شهوة
لم يدعها لما يخاف يوم القيامة
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (4) نا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن
أحمد حدثني أبو كريب الهمداني نا أبو بكر بن عياش وذكر مسلم بن يسار فقال حدثني
العذري عنه قال حج مسلم فوالله إنه قاعد في بيته يعالج شيئا يعني من طعام جاءته
امرأة فقالت له شيئا فتناول شيئا فأعطاها قالت ليس هذا أطلب أنا أطلب ما تطلب المرأة
من زوجها فقال بكل شئ في يده فطرحه ثم خرج يشتد فلما خرج (5) فقال رب ليس
لهذا جئت أنا ها هنا
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنا محمد بن

(1) في " ز ": الصفراء.
(2) في " ز ": محارم الله.
(3) استدركت على هامش " ز "، وبعدها صح.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 293.
(5) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وبعده: صح.
141

الحسين أنا المعافى بن زكريا نا ابن المنادي وهو أحمد بن جعفر نا جعفر الصائغ نا
الحسن بن بشر نا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله قال
سمعت مسلم بن يسار رجلا يدعو على أخ له من أجل أنه ظلمه فقال له مسلم يا
أخي لا تدع على أخيك ولا تقطع رحمه وكله إلى الله فإن خطيئته هي أشد له طلبا من
أعدى عدو له
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا سعيد بن أسد وأبو عمير (2) ومحمد بن
عبد العزيز ألح رملي قالوا نا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال
سمعت مسلم بن يسار وسمع رجلا يدعو على رجل ظلمه فقال له مسلم كل (3)
الظالم إلى ظلمه فإنه أسرع إليه من دعائك عليه إلا أن يتداركه بعمل وقمن (4) أن لا
يفعل
أخبرنا أبو الوقت (5) عبد الأول بن عيسى أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور
قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي
نا محمد بن نصر بن الحجاج المروزي نا عفان بن مسلم نا حماد بن سلمة أنا ثابت عن
مسلم بن يسار قال
ما من شئ من عملي إلا وأنا أتخوف أن يكون قد دخله ما أفسده علي ليس الحب
في الله (6)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
عثمان وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد قالا أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 86.
(2) اسمه عيسى بن محمد الرملي المعروف بابن النحاس، ترجمته في تهذيب الكمال 14 / 571.
(3) في المعرفة والتاريخ: خل.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المعرفة والتاريخ: " قمن " وكلاهما بمعنى: الخليق والجدير.
(5) قوله: " أبو الوقت " مكانه بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس.
(6) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 2 / 293.
142

الحسن بن العلاء المعروف بابن الخلال الدياسي (1) نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد
صاحب أبي صخرة نا علي بن مسلم الطوسي نا أبو داود أنا عمران عن قتادة عن مسلم
ابن يسار قال
مرضت مرضة فلم أجد في عملي شيئا أوثق في نفسي من قوم كنت أحبهم لا أحبهم
إلا لله
أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر الظني أنا أبو محمد عبد الله بن الحسن
ابن حمزة البعلبكي أنا أبو نصر بن الجبان إجازة أنا أبو سليمان بن زبر أنا أبي أنا حفص
ابن عمر بن يزيد نا الأصمعي عن عثمان الشحام قال
كان لمسلم بن يسار بعير لا يعرف لأحد مثله وكان يحج عليه فرآه رجل فأعجبه
ووقع في نفسه فأتى مسلم بن يسار فأعطاه به مائة دينار فأبى إن يبيعه وازداد الرجل به
إعجابا فسأل عن أعز الناس على مسلم فقيل له أخوه فلان وهو رجل كريم ما يخالف له
مسلم أمرا قال فأتاه الرجل فقال قصدتك في حاجة قد أهمتني قال وما هي قال
بعني بعير أخيك مسلم قال نعم بكم تريده قال بخمسين دينارا قال هو لك فأخذ منه
خمسين دينارا ثم نهض معه إلى الموضع الذي فيه البعير فحله ودفعه إليه فأتى مسلم فقيل
له إن أخاك فعل كذا وكذا قال ليفعل ما شاء فقال له إنه يعطيك الرجل مائة دينار فلا
تبيعه ثم يبيعه هو بخمسين دينارا فتجيز ذلك فقال يا بني باعه أخي فما عسيت أن أطمع (2)
به
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو (3)
حامد بن بلال نا محمد بن إسماعيل (4) نا وكيع عن حماد بن زيد
ح قال وأنا أبو الحسين بن بشران (5) أنا أبو عمرو بن السماك نا حسن بن

(1) في م: " الدنامير " تصحيف.
(2) في د: أصنع به. وقوله: " فما عسيت أن أفعل " مكانه بياض في " ز " وم، وكتب في وسط البياض في " ز ": كذا
بالأصل.
(3) مكان: " أبو " بياض في " ز " وكتب وسط البياض: كذا.
(4) في م: " نا محمد بن أبي " وبعدها بياض.
(5) بياض بالأصل، والمستدرك عن د، وفي م و " ز ": " ح قال ونا أبو " ثم بياض، وكتب في وسط البياض في " ز ":
كذا، وكتب على هامشها: هذا البياض كله طمس بالأصل.
143

إسحاق نا عفان بن مسلم نا حماد بن زيد نا محمد بن واسع (1) قال قال مسلم بن يسار
ما غبطت رجلا بشئ من الدنيا ما غبطته بثلاث بزوجة صالحة (2) وبجار صالح
وبمسكن واسع وفي رواية وكيع عن حماد عن محمد بن واسع عن مسلم (3) بن يسار ما
غبطت رجلا بشئ من الدنيا إلا جار صالح أو مسكن واسع (4) أو زوجة صالحة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبوا لحسين بن الآبنوسي أنا
أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن
الحسن أنا مؤمل بن إسماعيل نا حماد بن زيد نا محمد بن واسع قال
قال مسلم بن يسار ما غبطت أحدا من أمر الدنيا إلا بمسكن واسع وجار صالح
وامرأة صالحة
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن مسعود بن محمد بن منصور وأبو حفص عمر بن محمد
ابن الحسن بن محمد بن إبراهيم قالا أنا أبو بكر بن خلف أنا أبو طاهر بن محمش أنا
أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز نا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سمرة
الأحمسي نا وكيع عن حماد بن زيد عن محمد بن واسع عن مسلم بن يسار قال
ما غبطت أحدا بشئ من الدنيا إلا جار صالح أو مسكن واسع وزوجة صالحة
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو سعيد
محمد بن علي بن محمد أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو العباس الدغولي نا محمد بن
إبراهيم نا عيسى بن إبراهيم نا حماد بن زيد نا محمد بن واسع قال قال مسلم
ما غبطت أحدا على شئ من أمر الدنيا إلا رجلا أعطي ثلاث خصال مسكنا واسعا
وزوجة صالحة وجيرانا صالحين
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن

(1) قوله: " بن واسع " مكانه بياض في " ز "، وكتب وسط البياض: طمس.
(2) مكان: " صالحة " بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: طمس.
(3) قوله: " عن مسلم " مكانه بياض في " ز "، وكتب في وسطه: طمس. ومكان " مسلم " بياض في م.
(4) من قوله: واسع إلى هنا استدرك على هامشها م.
144

بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا عفان بن مسلم نا حماد بن زيد نا
محمد بن واسع قال قال مسلم بن يسار
ما غبطت رجلا بشئ من الدنيا ما غبطته بثلاث زوجة صالحة وجار صالح
ومسكن واسع
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى أنا أبو محمد
ابن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا أبو عبيد الله الوراق نا أبو عامر نا أبو
هلال عن قتادة عن مسلم بن يسار قال
اعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه إلا عمله وتوكل توكل رجل يعلم أنه لا يصيبه إلا
ما كتب له (1)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي أنا أبو الحسن محمد بن علي بن أحمد
السيرافي بالبصرة نا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي نا أبو عبد
الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي نا أبو داود سليمان بن الأشعث نا ابن كثير يعني
محمد أنا همام عن قتادة قال (2) قال مسلم بن يسار في الكلام في القدر فقال هما
واديان عريضان (3) يسلك الناس فيهما لن يدرك غورهما فاعمل عمل رجل يعلم أنه لن
ينجيك إلا عملك وتوكل توكل رجل يعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن أبي (4) عثمان أنا الحسن بن الحسن
ابن علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا خالد بن خداش نا
حماد بن زيد عن محمد بن واسع قال كان مسلم بن يسار يقول
إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته (5)
قال حماد قال لنا محمد هذا الجدال هذا الجدال
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو بكر محمد بن عمر بن

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 2 / 292.
(2) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 4 / 512.
(3) في سير أعلام النبلاء: عميقان.
(4) سقطت من م.
(5) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 2 / 294.
145

بكير النجار أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان نا الهيثم بن خلف بن محمد الدوري
نا محمود بن غيلان نا المؤمل يعني ابن إسماعيل قال سمعت حماد بن زيد قال
سمعت ابن عون يقول
كان مسلم بن يسار عند الناس أي وكان الحسن أي دونه فلما وقعت الفتنة خف
مسلم فيها وأبطأ عنها الحسن فأما مسلم فإنه أي اتضع وأما الحسن فإنه ارتفع
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (1) نا سليمان بن حرب نا حماد (2) قال
ذكر أيوب القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال لا أعلم أحدا منهم قتل إلا رغب
له عن مصرعه ولا نجا فلم يقتل إلا ندم على ما كان منه قال وصحب أبو قلابة مسلم بن
يسار إلى مكة فقال له يا أبا قلابة إني أحمد إليك الله إني لم أطعن فيها برمح ولم أرم فيها
بسهم ولم أضرب فيها بسيف قال فقال له أبا عبد الله كيف بمن رآك واقفا (3) فقال
هذا أبو عبد الله والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على حق فتقدم فقاتل حتى قتل قال
فبكى حتى تمنيت أني لم أكن قلت شيئا
قال (4) ونا سليمان نا حماد عن أيوب قال قيل لابن الأشعث إن سرك أن يقتلوا
حولك كما قتلوا حول جمل (5) عائشة فأخرج مسلم بن يسار معك قال فأخرجه مكرها
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا
أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (6)
قال حكام نا الحسن بن عميرة قال مسلم بن يسار شهدت الجماجم فما رميت ولا

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 86 - 87 ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى بألفاظ متقاربة 7 /
188.
(2) يعني حماد بن زيد كما في المعرفة والتاريخ.
(3) في ابن سعد: واقفا في الصف.
(4) القائل: يعقوب بن سفيان، والخبر في المعرفة والتاريخ 2 / 86.
(5) يعني يوم حرب الجمل بين أم المؤمنين عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام من جهة والإمام علي بن أبي
طالب من جهة أخرى.
(6) التاريخ الكبير للبخاري 2 / 302 ضمن ترجمة الحسن بن عميرة.
146

طعنت برمح فقال له أبو قلابة أبا عبد الله لعل فئاما (1) من الناس رأوك واقفا فقالوا
هذا مسلم بن يسار فقتلوا في سبيلك فانتحب فبكى
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس نا عبد الرحمن بن
مهدي حدثني حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال لي مسلم بن يسار
أما إني أحمد الله إليك أني لم أرم بسهم ولم أضرب بسيف قال قلت فكيف بمن
رآك بين الصفين فقال هذا مسلم بن يسار لا يقاتل إلا على حق فقاتل حتى قتل فبكى والله
حتى وددت أن الأرض انشقت فدخلت فيها
أخبرنا (2) أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد
ابن محمد التميمي أنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر البجلي أنا أبي
رحمه الله نا أيوب بن سليمان بن نبة الرازي نا عبد الله بن محمد القرشي حدثني محمد
ابن الحسين حدثني إبراهيم بن بشار نا سفيان
أن عابدا كان يتعبد في جبل يؤتى كل يوم فقال لمسلم بن يسار يا مسلم بن يسار
أما كان في مهابة الله وإعظام جلاله والاشتغال بطاعته ما يصدك عن مخرجك الذي خرجت
له قال فبكى مسلم بن يسار وقال ويحك أيها الراهب ما أردت إلا خيرا والله لقد
وقفت موقفا ما رميت فيه سهما ولا خدشت أحدا خدشا ولوددت أني ما كنت قبل ذلك
بزمان طويل ولم أشهد ذلك الموقف قال فقال له الراهب وكيف تصنع بمن نظر إليك
في ذلك المشهد فقال هذا مسلم بن يسار سيد القراء قد خرج وأنا أرضى لنفسي ما رضي
مسلم بن يسار لنفسه فبكى مسلم بن يسار حتى اشتد بكاؤه وعلا صوته فلما رأى الراهب ما
قد نزل به قام وتركه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (3) نا عيسى بن محمد أنا أزهر عن ابن عون قال
كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان حتى فعل تلك الفعلة فلقيه أبو

(1) رسمها بالأصل: " مياما " وم: " قياما " والمثبت عن د، والتاريخ الكبير.
(2) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(3) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 85.
147

قلابة فقال والله لا أعود أبدا فقال أبو قلابة إن شاء الله وتلا أبو قلابة " إن هي إلا
فتنتك تضل بها من تشاء " (1) فأرسل مسلم عينيه
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر
ابن حيوية أنا أبو الطيب محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة نا عبد الرحمن بن يونس قال
قال سفيان قال الحسن لما مات مسلم بن يسار وا معلماه (2)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو
سليمان بن زبر قال وقد قيل إن مسلم بن يسار ويكنى أبا عبد الله بصري قتل مع ابن
الأشعث يعني بدير الجماجم سنة ثلاث وثمانين
قال ابن عساكر (3) وهذا وهم فاحش
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا هاشم بن محمد قال
قال الهيثم مات مسلم بن يسار مولى قريش في خلافة عمر بن عبد العزيز
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار أنا أبو حفص الفلاس قال
ومات مسلم بن يسار وكان يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة سنة مائة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (4)
وفيها يعني سنة مائة مات مسلم بن يسار بالبصرة (5)
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن (6) محمد أنا
أبو سليمان بن زبر قال وقال الهيثم

(1) سورة الأعراف، الآية: 155.
(2) في " ز ": " رأوا معلماه " ووضع تحتها خط أفقي، وكتب على هامشها: وا معلماه.
(3) زيادة منا.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 321 (ت. العمري).
(5) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(6) قوله: " مكي بن " استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.
148

وفي سنة إحدى ومائة مات مسلم بن يسار ومقسم مولى ابن عباس وذكر (1) أن أباه
أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك
أخبرنا أبو القاسم (2) علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا يوسف بن عبد الله بن بشران (3) نا مسلم ابن إبراهيم (4) نا الحسن بن
أبي جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول
رأيت مسلم بن يسار في النوم بعد موته بسنة (5) فسلمت عليه فلم يرد علي السلام
فقلت ما منعك أن ترد علي السلام قال أنا ميت فكيف أرد السلام فقلت فماذا لقيت
بعد الموت فدمعت عيناه وقال لقيت أهوالا وزلازل عظاما شديدا قلت فما كان بعد
ذلك قال وما تراه يكون من الكريم قبل منا الحسنات وعفا لنا عن السيئات وضمن لنا
التبعات ثم شهق مالك شهقة خر مغشيا عليه فلبث بعد ذلك مريضا من غشيته ثم مات
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (6) نا فهد بن إبراهيم نا محمد بن
زكريا الغلابي حدثتني ولادة بنت إبراهيم الأزدية قالت حدثتني أمي قالت قال مالك بن
دينار
رأيت مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة فسلمت عليه فلم يرد علي السلام
فقلت لم ترد علي السلام قال أنا ميت فكيف أرد السلام فقلت ماذا لقيت يوم
الموت قال لقيت أهوالا وزلازل عظاما شدادا قلت وماذا كان بعد ذلك قال وما تراه
يكون من الكريم قبل منا الحسنات وعفا لنا عن السيئات وضمن عنا التبعات قالت
فكان مالك يحدث بهذا وهو يبكي ويشهق ثم غشي عليه فلبث بعد ذلك أياما مريضا ثم
مات في مرضه فكنا نرى أن قلبه انصدع
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان أنا أبو الحسين بن بشران

(1) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل وم و " ز "، واستدرك عن د.
(2) قوله: " أبو القاسم " مكانه بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض " طمس ".
(3) كذا بالأصل، وفي د: " ماهان " وفي " ز ": " بشار " ومكانها بياض في م وظهر آخر حرفين منها " ان ".
(4) بياض بالأصل، و " ز "، وكتب في وسط البياض فيها: " قطع " والمستدرك عن د، وم.
(5) قوله: " بعد موته بسنة " مكانه بياض في " ز "، وكتب في وسط البياض: قطع.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 294 - 295.
149

أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا دواد بن
المحبر نا أعين أبو حفص الخياط قال سمعت مالك بن دينار يقول
رأيت أبا عبد الله مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة فسلمت عليه (1) فلم يرد
علي السلام فقلت ما يمنعك أن ترد علي السلام قال أنا ميت فكيف أرد عليك
السلام قال فقلت له ماذا لقيت بعد الموت فدمعت عينا مالك عند ذلك وقال لقيت
والله أهوالا وزلازل (2) عظاما شدادا قال فقلت فماذا كان بعد ذلك قال وما تراه يكون
من الكريم قبل منا الحسنات وعفا لنا عن السيئات وضمن عنا التبعات قال ثم شهق
شهقة خر مغشيا عليه قال فلبث بعد ذلك أياما مريضا من غشيته ثم مات رحمه الله
فيرون أنه انصدع قلبه فمات (3)
7431 مسلم أبو عبد الله الخزاعي مولاهم
صاحب حرس معاوية وهو أول من ولي الحرس
روى عن معاذ بن جبل وأبي الدرداء
روى عنه أبو زبر عبد الله بن العلاء بن زبر وزيد (4) بن واقد وكان يدور على
الحلق بدمشق وكانت له (5) دار في نواحي زقاق النهر
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود المغربي (6) وأبو غالب محمد بن
الحسن قالا أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي أنا القاسم بن جعفر بن عبد الواحد أنا
أبو علي اللؤلؤي أنا أبو داود السجستاني نا هارون بن محمد بن بكار بن بلال أنا محمد
ابن عيسى يعني ابن سميع نا زيد بن واقد حدثني أبو عبد الله (7) مسلم عن معاذ أنه

(1) قوله: " فسلمت عليه " استدرك على هامش م.
(2) بالأصل ود، وم: " وزلازلا " والمثبت عن " ز ".
(3) استدركت عن م، و " ز "، ود.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت ن د، وم، ومكانها بياض في " ز "، وكتب مكانها فيها: طمس.
(5) مكانها بياض في م، و " ز ".
(6) غير مقروءة بالأصل، وم، ود، والمثبت عن " ز "، قارن مع مشيخة ابن عساكر 126 / ب.
(7) بالأصل وم: " أبو عبد الله عن مسلم " وفي " ز ": أبو عبيد الله عن مسلم وفي د: " أبو عبد الله عن معاذ " وله
الصواب ما أثبت والزيادة عن د.
150

قال من عقد (1) في عنقه فقد برئ مما عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد إجازة
نا محمد بن جعفر بن محمد بن ملاس نا الحسن بن محمد بن بكار قال سمعت أبا مسهر
يقول أول من ولي الحرس مسلم الخزاعي وكان على حرس معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهي العليا أبو عبد الله مسلم الخزاعي
روى عن أبي الدرداء روى عنه أبو زبر
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
أحمد بن عمير إجازة
وأنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن الربعي أنا
عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير بن جوصا قراءة
قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية أبو عبد الله مسلم الخزاعي
دمشقي
قال أبو زرعة بن عمرو وهو جد بني مسلم مولى خزاعة
قال ابن جوصا وسمعت سليمان بن عبد الحميد يقول سعيد بن عبد الله الأغطش
مولى خزاعة ابن عمه
7432 مسلم أبو سليمان والد حماد بن أبي سليمان
كان مولى لمعاوية بن أبي سفيان فأهداه إلى أبي موسى الأشعري بدومة الجندل حين
التحكيم له ذكر
قرأت على أبي غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا الفضل بن دكين أنا أبو
إسرائيل

(1) رسمها بالأصل ود وم: " الحرمة " وفي: " الحرية ".
151

إن أبا سليمان أبا حماد وكان اسمه مسلم فكان ممن ارسل به معاوية بن أبي سفيان
إلى أبي موسى الأشعري وهو بدومة الجندل
أخبرنا (1) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن
حبيب يقول اسم أبي سليمان بن حماد بن أبي سليمان بن مسلم وحماد يكنى أبا إسماعيل
مولى لآل إبراهيم بن أبي موسى الأشعري
كتب إلي أبو علي الحداد وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه أنا
أبو نعيم الحافظ أنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل أنا عبد الله بن محمد بن عيسى
المقرئ نا الحجاج بن يوسف نا الهيثم بن عدي نا عتاب نا سعيد بن عبيد وعبد الله
ابن الوليد المري عن أشياخهم قال
شق التيمرة (2) من أصبهان عنوة وافتتحها الأحنف بن قيس ورستاق الشيخ (3) عنوة
ورستاق برخوار ومنها سبي أبو سليمان أبو حماد بن أبي سليمان الفقيه ورستاق حجرم
قاسان عنوة ومنها سبي وثاب مولى عبد الله بن عباس وعقبه اليوم بأصبهان في مدينة جي
وشقها صلح
7433 مسلم
مولى عمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر
حكى عنه ابنه عبد الله بن مسلم وابن ابنه أحمد
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (4) نا أبو حامد بن جبلة نا محمد بن
إسحاق نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال سمعت جدي أبا شعيب عبد الله
ابن مسلم عن أبيه قال

(1) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(2) التيمرة بضم الميم، من رساتيق أصبهان الستة عشر، وهما التميرة الكبرى والتميرة الصغرى (راجع معجم
البلدان).
(3) رستاق الشيخ من كور أصبهان (معجم البلدان).
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 323 ضمن ترجمة عمر بن عبد العزيز.
152

دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده كاتب يكتب قال وشمعة تزهر وهو ينظر في
أمور المسلمين قال فخرج الرجل فأطفئت الشمعة وجئ بسراج إلى عمر فدنوت منه
فرأيت عليه قميصا فيه رقعة قد طبق بين كتفيه قال فنظر في أمري
رواها الحاكم أبو أحمد عن محمد بن إسحاق السراج
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا أنا أبو
بكر الخطيب (1) قال قرأت على الحسين بن محمد المؤدب عن أبي سعد الإدريسي قال
مسلم جد أبي شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن مسلم الحراني كان من
سبي سمرقند فوقع لابنة لعمر (2) بن عبد العزيز فاشتراه منها عمر بن عبد العزيز فأعتقه
ثم ولد له بعد ذلك مولود فجاء به إلى عمر بن عبد العزيز وهو ابن شهرين فسماه عبد الله
وفرض له في الذرية فعاش عبد الله عشرين ومائة سنة
قال الإدريسي سمعت أحمد بن بندار الفقيه يقول سمعت محمد بن أحمد أبا علي
ببغداد يقول قال لنا أبو شعيب أنا (3) عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن مسلم
وحدثني جدي أحمد عن جده مسلم قال سبيت من سمرقند فوقعت لابنة عمر (4) بن عبد
العزيز الحكاية بطولها
ذكر من اسمه (5) مسمع (6)
7434 مسمع بن محمد الأشعري (7)
من أهل دمشق
روى عن الليث بن سعد وابن أبي ذئب

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 9 / 435 ضمن ترجمة عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب.
(2) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي د: " لابنة عمر " وفي تاريخ بغداد: لابنة أحمد بن عبد العزيز.
(3) " أنا " سقطت من تاريخ بغداد.
(4) " عمر " سقطت من تاريخ بغداد.
(5) زيادة منا للايضاح.
(6) زيادة استدركت عن م، ود، و " ز ".
(7) ترجمته في ميزان الاعتدال 4 / 112 والمغني في الضعفاء 2 / 658 ولسان الميزان 6 / 36 والجرح والتعديل 8 /
421 والتاريخ الكبير 8 / 60.
153

روى عنه مروان الفزاري وهو أكبر منه وجنادة بن محمد المري (1)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو بكر الشامي أنا أبو الحسن العتيقي أنا يوسف
ابن أحمد أنا أبو جعفر العقيلي (2) نا أحمد بن محمد بن صدقة نا أحمد بن محمد بن
عمار يعني ابن أخي هشام بن عمار نا جنادة بن محمد المري (3) نا مسمع بن محمد
الأشعري نا ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن الله يبغض المؤمن الذي لا زبر له (4) [* * * *]
قال جنادة يعني الشدة في الحق
قال أبو جعفر العقيلي ولا يعرف بالنقل بهذا الإسناد ولا أحفظ هذه اللفظة إلا في
حديث عياض بن حمار المجاشعي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال أهل النار خمسة الضعيف الذي لا
زبر له (5) [* * * *]
قال العقيلي مسمع بن محمد الأشعري عن ابن أبي ذئب لا يتابع على حديثه
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي حدثنا ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو
الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري (6) قال
مسمع الدمشقي سمع الليث وروى عنه مروان بن معاوية (7)
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي

(1) تحرفت بالأصل إلى: " المزي " وفي د: " المزني " والمثبت عن م و " ز "، انظر ترجمته في سير الاعلام 11 / 39.
(2) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير 4 / 246 - 247.
(3) انظر الحاشية قبل السابقة.
(4) الذي لا زبر له: أي الذي لا عقل له يزبره، ويمنعه مما لا ينبغي، وقيل: هو الذي لا مال له، وقيل: الذي ليس
عنده ما يعتمده.
(5) أخرجه مسلم في 51 كتاب الجنة، 16 باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار ص (2197).
(6) التاريخ الكبير للبخاري 8 / 60.
(7) في التاريخ الكبير: روى عنه مروان الفزاري.
154

قالا أنا ابن أبي حاتم (1) قال
مسمع الدمشقي روى عن (2) روى عنه مروان (3) بن معاوية الفزاري
سمعت أبي يقول ذلك
كذا في نسختين مبيضتين
7435 مسمع بن مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن علقمة بن عباد بن عمرو
ابن ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ويقال مسمع بن مالك بن مسمع
ابن شهاب بن قلع وقلع لقب واسمه علقمة بن عمرو بن عباد
ويقال ابن عباد بن عمرو بن جحدر أبو سيار الربعي البصري
وفد على عبد الملك وكان سيد بكر بن وائل بالبصرة
قرأت في كتاب أحمد بن محمد الدلوي (4) مما نقله من خط أبي سعيد الحسن بن
الحسين السكري مما حكاه عن غيره قال
فولد مالك بن مسمع بن شيبان أبا غسان مسمع بن مالك وغسان بن مالك وشهاب
ابن مالك فأما مسمع بن مالك فكان شريفا سيدا حليما لا يقدم عليه أحد من ربيعة في زمانه
وكان جوادا سخيا فلما ولي عبد الملك بن مروان شكر لمالك بن مسمع ومسمع بن مالك
ما كان من مالك إلى مروان فلما أقطع مالكا قطيعته التي بين الجسرين أقطع مسمعا أيضا
قطيعة خلف قطيعة أبيه نقاودها من طريقها التي ينتهي إلى جندلان إلى طريقها الذي إلى
زيادان (5) قطيعة زياد بن عمرو والحد الثالث منها إلى أرض برقالي وذلك قبل أن يحفر عدي
ابن أرطاة نهره (6) فلما حفر عدي بن أرطاة شرعت عليه قطيعة مسمع بن مالك ولم يكن
لها شرب فحفر مسمع لقطيعته نهرا من نهر معقل (7) يسمى نهر الملاحة وجعل ترابه جبلا

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 421.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل والمستدرك عن " ز "، ود، والجرح والتعديل، ومكانها بياض في م.
(3) بالأصل: " معاوية بن مروان " وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(5) زيادان: ناحية ونهر بالبصرة منسوبة إلى زياد مولى بني الهجيم (معجم البلدان).
(6) نهر عدي بن أرطأة بالبصرة (راجع معجم البلدان) 5 / 321.
(7) نهر معقل نهر معروف بالبصرة (معجم البلدان 5 / 323).
155

بين قطيعة أبيه وقطيعة زياد بن عمرو يمنع هاتين من كثر الماء وكان يدفن أكرة هاتين
القطيعتين وسائر نهر معقل موتاهم في هذا الجبل وهو لبني مسمع جميعا
قال وحدثني عمي عبد الله بن شيبان عن عمه عامر بن عبد الملك وشهاب بن عبد
الملك قال
لما هزم أبو فديك الحروري أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد من البحرين دعا خالد
ابن عبد الله مسمع بن مالك فقال له يا أبا سيار إني لا أعرف أحدا أحق بالشخوص منك
في أمر أمية قد هزم من البحرين وقد وجد عليه أمير المؤمنين موجدة شديدة وهو
صهرك ومن لا يكل أمره إلى أحد أحق بالقيام فيه منك وأعرف حالك عند أمير المؤمنين
عبد الملك وما يلزمه نفسه لكم (1) أهل البيت فأنا أحب أن تشخص إليه إلى الشام فتسأله
الرضا عنه وأن يعيده إلى حاله ومرتبته
فشخص مسمع بن مالك إلى عبد الملك فدخل عليه فأكرمه وسأله حاجته فقال
جئتك يا أمير المؤمنين في أمر أمية بن عبد الله أن ترضى عنه وتهب لي سخطك عليه فإنه
من كهول قريش إن كان أخطأ فأنت أحق من غفر له فقال له عبد الملك كيف أعيده وقد
تكلمت بعزله على المنبر واستعمال عمر بن عبيد الله بن معمر ولكن أعوضه لكلامك ما هو
خير له من ولايته قال فولاه سجستان قال قد قبلت ذلك وكتب لمسمع إلى خالد بن
عبد الله أنا يعطيه مائة ألف درهم فجعلها خالد مائة ألف وألف (2) وكانت عمرة عند أمية
ابن عبد الله فمن أجل ذلك قال له إنك أحق من شخص في أمور هذا
قال وزعم يوسف النحوي قال خشي الحجاج بن يوسف أن يولي مسمع بن مالك
العراق فافتعل كتابا على سجستان وكرمان على لسان عبد الملك ثم بعث به إلى مسمع
فقبله فبلغ عبد الملك قبوله فضرب بيده على جبهته واسترجع وقال أرضي مسمع أن
يكون من تحت يد الحجاج على سجستان وكرمان قال خلف بن يونس إن كنت لأستصغر
له العراق
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد بن

(1) استدركت عن هامش الأصل.
(2) كذا بالأصل، وفي " ز "، ود، وم: واف.
156

عمران نا موسى نا خليفة قال (1) كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أن ول (2) مسمع
ابن مالك سجستان فولاه فلم يزل عليها حتى مات فولى ابن أخيه محمد بن شيبان فعزله
الحجاج وولى الأشعث بن قيس (3) الكلبي ثم عزله وضمها إلى قتيبة بن مسلم
وجدت بخط أحمد بن محمد بن علي المؤدب الأنباري أنا أبو بكر محمد بن الحسن
ابن دريد الأزدي إجازة أنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال
كان عبيد الله بن ظبيان فاتكا بذئ اللسان وقد قاتل مصعب بن الزبير وهو حامل
رأسه إلى عبد الملك بن مروان وله حديثا فخرج مع مسمع بن مالك بن مسمع في رفقة
فحدا الحادي لمسمع فقال
* يا مسمع بن مالك بن مسمع * أنت الجواد والخطيب المصقع
وفارس الخيل إذا ما تفزع * اصنع كما كان أبوك يصنع *
فقال عبيد الله إذا والله تنكح أمه فسمعها مسمع فتطأطأ لها وكان حليما
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو سهل محمود بن
عمر العكبري أنبأ أبو طالب عبد الله بن محمد بن شهاب أنا الحسن بن علي بن المتوكل
أنا أبو الحسن علي بن محمد المدائني قال
قال مسلمة يعني ابن محارب قتل ابن لعبد الملك بن عامر بن مسمع بالزاوية (4)
فاجتزوا رأسه فأتوا به الحجاج فقال اذهبوا برأسه إلى مسمع بن مالك بن مسمع فأتوه به
فجعله في ثوبه وأقبل به إلى الحجاج وهو يبكي فقال له الحجاج أجزعت عليه قال لا
بل جزعت له من النار فإن رأى الأمير أن يأذن لي في دفنه فأذن له فدفنه
قرأت في كتاب أحمد بن محمد الدلوي مما نقله من خط أبي سعيد السكري مما حكاه
عن غيره قال وقال أبو الحسن المدائني نا زهير نا غسان بن عبد الملك أبو راشد عن
ميمون أبي السمط مولى مسمع بن مالك قال

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 295 (ت. العمري).
(2) بالأصل: " ولي " خطأ، والتصويب عن م، و " ز "، ود.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ خليفة: بشر.
(4) الزاوية: في عدة مواضع، والمراد هنا الموضع قرب البصرة وبه كانت الوقعة المشهورة بين الحجاج وابن الأشعث
(معجم البلدان).
157

كان مسمع بن مالك مع الحجاج في جميع مشاهده لا يفارقه يوم رستق آباذ (1) ويوم
ابن الأشعث ويوم الزاوية ويوم دير الجماجم وكان منادي الحجاج يخرج فينادي ألا إن
مسمع بن مالك سيد أهل العراق
قال وقال أبو عبيدة لما خلع عبد الله بن الجارود الحجاج بن يوسف اتبعه بشر كثير
لم يبق من أعلام أصحاب الحجاج أحدا إلا اتبعه منهم قتيبة بن مسلم وعباد بن الحصين
وعبيد الله بن ظبيان وغيرهم وبقي الحجاج في نفر يسير من أصحابه فقال له مسمع إن
هؤلاء القوم ما خلعوا أمير المؤمنين ولا يدعون إلى غيره ولكنهم خلعوك خاصة وقد ذهب
جماعة أصحابك إلى ابن الجارود وأنا جارك من ابن الجارود وجميع أهل العراق لا يعرض
لك أحد منهم حتى أصيرك إلى عبد الملك بن مروان فحقدها عليه
قال أبو عبيدة فلما قتل الحجاج ابن الجارود اتهم مسمعا أن يكون مال وزين ذلك
له بعض أمره مع أن مسمعا لم يفارقه
وقال عون بن كهمس دعا ابن الجارود مسمعا إلى الخروج معه فقال لو كنت سبقتك
إليها لمضيت عليها فأما الآن فلا أرى أن أسير تحت رأيتك رجع الحديث إلى أبي عبيدة
فأخذ الحجاج مسمعا فحبسه
7436 مسور (2) بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة
ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي
أبو عبد الرحمن ويقال أبو عثمان القرشي الزهري (3)
له صحبة روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة
ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن عوف

(1) في معجم البلدان: وستقباذ من أرض دستوا (معجم البلدان).
(2) مسور: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو، كما في التقريب.
(3) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 108 وتهذيب التهذيب 5 / 442 والإصابة 3 / 419 وأسد الغابة 4 / 399 ونسب
قريش للمصعب ص 262 وجمهرة أنساب العرب ص 129 وسير أعلام النبلاء 3 / 390 والجرح والتعديل 8 / 297
والتاريخ الكبير 7 / 410 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 244 وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى
ترجمت له.
158

روى عنه عروة بن الزبير وعلي بن الحسين وعبد الله بن أبي مليكة وعبيد الله بن
أبي رافع وسليمان بن يسار (1) وجهم بن أبي الجهم الجمحي وابنه عبد الرحمن بن
المسور وابنته أم بكر بنت المسور
وقدم دمشق برسالة عثمان إلى معاوية يستدعيه إليه لأجل الذين حصروه (2) ثم قدمها
ثانية وافدا على معاوية في خلافته
أخبرنا أبو نصر بن رضوان وأبو غالب بن البنا وأبو محمد عبد الله بن محمد بن
نجا قالوا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني
أبي (3) نا أبو سعيد مولى بني هاشم نا عبد الله بن جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن
مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنة له (4)
فقال له قل له فليلقني في العتمة قال فلقيه فحمد الله تعالى المسور وأثنى عليه
وقال أما بعد أما والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم
ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها وإن
الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسيي (5) وصهري وعندك ابنتها ولو زوجتك
لقبضتها ذلك فانطلق عاذرا له [* * * *]
هذا حديث غريب وقد روي من وجه آخر صحيح ورفع إلي عاليا
أخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى قراءة عليه وأنا
حاضر أنا أبو بكر بن المقرئ نا أبو العباس بن قتيبة نا أبو خالد يزيد بن خالد (6) بن
موهب وعيسى قالا نا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على المنبر يقول إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا
ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح
ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها [* * * *]
لفظ أبي خالد

(1) تحرفت في " ز "، وم إلى: سيار.
(2) سير أعلام النبلاء 3 / 391.
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 6 / 486 - 487 رقم 18929 طبعة دار الفكر.
(4) في المسند: يخطب ابنته.
(5) زيادة عن المسند.
(6) استدركت اللفظتان عن هامش الأصل، وبعدهما صح.
159

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا سعيد بن أحمد بن محمد أنا أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن محمد أنا أبو العباس السراج نا قتيبة نا ابن لهيعة عن ابن أبي
مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب وإني لا آذن
ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أنا يشاء ابن أبي طالب أن ينكح ابنتهم ويطلق ابنتي إنما هي بضعة
مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما أذاها [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم أنا سيف بن عمر التميمي
عن سهل بن يوسف عن القاسم بن محمد قال كان رسول عثمان إلى معاوية المسور بن
مخرمة الزهري
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن
زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين الأصبهاني أنا أبو الحسين
الأهوازي أنا أبو حفص نا خليفة (1) قال المسور بن مخرمة بن نوفل بن وهيب (2) بن عبد
مناف بن زهرة وأمه امرأة من بني زهرة يكنى أبا عبد الرحمن مات بمكة سنة أربع
وستين
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد أنا أحمد بن عبيد نا
محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال سمعت أبي يقول المسور بن مخرمة أبو عبد
الرحمن
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار (3) قال
وابنه المسور بن مخرمة وأمه عاتكة ابنة عوف بن عبد عوف هاجرت وأمها الشفاء
بنت عوف بن عبد هاجرت أيضا وهي أم عبد الرحمن بن عوف وعبد الرحمن بن عوف
خال المسور بن مخرمة أخو أمه لأبيها وأمها وكان المسور ممن يلزم عمر بن الخطاب

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 46 رقم 81.
(2) في طبقات خليفة: أهيب.
(3) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 262.
160

ويحفظ عنه وكان من أهل الفضل والدين ولم يزل مع خاله عبد الرحمن مقبلا ومدبرا في
أمر الشورى حتى فرغ عبد الرحمن ثم انحاز إلى مكة حين (1) توفي معاوية وكره بيعة
يزيد فلم يزل هنالك حتى قدم الحصين بن نمير وحضر حصار عبد الله بن الزبير وأهل
مكة وكانت الخوارج تغشى المسور بن مخرمة وتعظمه وينتحلون رأيه حتى قتل تلك
الأيام أصابه حجر المنجنيق فمات في ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن (2) اللنباني (3) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (4) قال
المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ويكنى أبا عبد الرحمن
توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثماني سنين وقد حفظ عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (5) قال في الطبقة الخامسة
المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ويكنى أبا عبد
الرحمن وأمه عاتكة بنت عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة وهي أخت عبد
الرحمن بن عوف وكانت من المهاجرات المبايعات
قال محمد بن عمر قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والمسور بن مخرمة ابن ثماني سنين وقد
حفظ عنه وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف
أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو محمد
الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال
والمسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة يكنى أبا عبد الرحمن
وأمه أخت عبد الرحمن بن عوف فيما أخبرنا أبو صالح عن الليث عن عبيد بن عمر

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي نسب قريش: " حتى ".
(2) تحرفت في " ز " إلى: الحسين.
(3) تحرفت بالأصل و " ز "، وإلى اللبناني، بتقديم الباء وفي م إلى النسائي.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(5) ليس للمسور بن مخرمة ترجمة في المطبوع من الطبقات الكبرى، وترجمته ضمن القسم الضائع من طبقات أهل
المدينة.
161

عن الزهري يقال لها رملة بنت عوف توفي المسور بن مخرمة بمكة أصابه حجر منجنيق
وهو قائم قائم يصلي وذلك اليوم الذي مات فيه يزيد بن معاوية لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع
وستين وكان المسور يوم مات ابن ثنتين وستين سنة صلى عليه ابن الزبير وولد المسور بن
مخرمة بعد الهجرة بسنتين اختلف في أمه فقيل أمه زينب بنت خالد بن عبيد بن سويد بن
جابر بن تيم (1) بن عامر بن عوف من بني كنانة ويقال إنها عاتكة بنت عوف أخت عبد
الرحمن بن عوف والأول أشهر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبي قال والمسور بن مخرمة أبو
عبد الرحمن
أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنا المبارك بن عبد الجبار
وابن خيرون والكوفي واللفظ له قالوا أنا الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد الأصبهاني
قالا أنا أبو بكر الشيرازي أنا أبو الحسن المقرئ أنا البخاري (2) قال
مسور بن مخرمة بن نوفل أبو عبد الرحمن القرشي يعد في المكيين له صحبة
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب إذنا قالا أنا أبو القاسم بن مندة
أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
مسور بن مخرمة القرشي وهو ابن مخرمة بن نوفل أبو عبد الرحمن الزهري مكي
له رؤية للنبي (صلى الله عليه وسلم) كان صغيرا في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه عروة بن الزبير وسليمان وابن
أبي مليكة وعبيد الله بن أبي رافع وعلي بن حسين وابنته أم بكر بنت مسور بن مخرمة
سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول

(1) في " ز " ود: تميم.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 410.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 297.
162

أبو عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف له صحبة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد
الرحمن المسور بن مخرمة
وقال في موضع آخر أبو عثمان المسور بن مخرمة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا نصر بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب أنا طاهر
ابن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت
أبا عبد الله المقدمي يقول المسور يكنى أبا عبد الرحمن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر (1) الأنباري أنا أبو القاسم بن
الصواف أنا أبو بشر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال أبو عبد الرحمن المسور بن
مخرمة
كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن
وحدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنا أحمد بن الفضل بن محمد أنا أبو عبد الله بن
مندة قال قال أنا أبو سعيد بن يونس
مسور بن مخرمة الزهري يكنى أبا عبد الرحمن قدم مصر سنة سبع وعشرين لغزو
المغرب روى عنه من أهل مصر أبو العوام الخولاني
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو عبد الرحمن المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن عبد
مناف القرشي الزهري له صحبة من النبي (صلى الله عليه وسلم) عداده في المكيين وأم المسور امرأة من
بني زهرة ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين ومات بها وصلى عليه ابن الزبير ودفن
بالحجون (2)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة

(1) من قوله يقول... إلى هنا استدرك على هامش الأصل، وكتب بعده صح.
(2) الحجون جبل بأعلى مكة عند مدافن أهلها.
163

قال مسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي بن كلاب يكنى أبا
عبد الرحمن أمه عاتكة ويقال الشفاء بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف ولد بعد
الهجرة لسنتين وقدم المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن
ثمان روى عنه أبو أمامة بن سهل بن حنيف وابن أبي مليكة وعبيد الله بن أبي رافع
وعلي بن الحسين وعوف بن الحارث وعروة بن الزبير ومن أهل مصر أبو العوام
الخولاني
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل المقدسي أنا محمد بن طاهر أنا
مسعود بن ناصر أنا عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال
المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن قصي بن كلاب أبو
عبد الرحمن القرشي المكي وقال عمرو بن علي هو مديني سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) وحدث
عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف روى عنه علي بن الحسين بن علي وعروة
ابن الزبير وابن أبي مليكة في الجمعة واللباس والهيئة والتوحيد
قال الذهلي قال ابن بكير مات بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة
أربع وستين وصلى عليه ابن الزبير أصابه حجر المنجنيق وهو يصلي في الحجر فمات في
شهر ربيع الأول وولد بعد الهجرة بسنتين فقدم به إلى المدينة في عقب ذي الحجة سنة
ثمان عام الفتح وهو ابن ست سنين وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثمان سنين وكان أصغر من
ابن الزبير بأربعة أشهر
وقال أبو عيسى مات سنة إحدى وسبعين وقال الواقدي ولد بمكة بعد الهجرة
بسنتين فقدم به إلى المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثمان
سنين وقد حفظ عنه وتوفي بمكة يوم جاء نعي يزيد إليها في شهر ربيع الآخر يوم الثلاثاء
غرته سنة أربع وستين وهو ابن ثنتين وستين سنة وصلى عليه ابن الزبير وقال الهيثم
توفي سنة سبعين
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال لنا أبو نعيم في معرفة الصحابة
مسور بن مخرمة بن نوفل يكنى أبا عبد الرحمن أمه أخت عبد الرحمن بن عوف
يقال لها الشفاء ويقال رملة ويقال عاتكة ولد بعد الهجرة بسنتين شهد الفتح وهو ابن
ست سنين وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثمان يو جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة
164

أربع وستين وصلى عليه ابن الزبير بالحجون حديثه عند أبي أمامة بن سهل بن حنيف
وابن أبي مليكة وعروة بن الزبير وعلي بن الحسين وعوف بن الحارث بن الطفيل (1)
وعبد الله بن أبي رافع وأم بكر بنت المسور بن مخرمة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا محمد بن
أحمد أنا الأحوص بن المفضل بن غسان نا أبي قال وسمعت الواقدي يقول قبض النبي
(صلى الله عليه وسلم) والمسور بن مخرمة ابن ثمان سنين
أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل نا أبو بكر الخطيب أنا أبو حازم عمر بن أحمد بن
إبراهيم العبدوي (2) أنا القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي (3) أنا محمد بن إبراهيم
البوسنجي قال سمعت ابن بكير يقول
توفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وابن الزبير ابن ثمان سنين والمسور كذلك
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم بن حمزة قال أتي عمر
ابن الخطاب ببرود من اليمن فقسمها بين المهاجرين والأنصار وكان فيها برد فائق لها
فقال إن أعطيته أحدا منهم غضب أصحابه ورأوا أني فضلته عليهم فدلوني على فتى من
قريش نشأ نشأة حسنة أعطيه إياه فأسموا له المسور بن مخرمة فدفعه إليه فنظر إليه سعد
ابن أبي وقاص على المسور فقال ما هذا قال كسانيه أمير المؤمنين فجاء سعد إلى عمر
فقال تكسوني هذا البرد وتكسو ابن أخي مسور أفضل منه قال له يا أبا إسحاق إني
كرهت أن أعطيه أحدا منكم فيغضب أصحابه فأعطيته فتى نشأ نشأة حسنة لا يتوهم فيه أني
أفضله عليكم فقال سعد فإني قد حلفت لأضربن بالبرد الذي أعطيتني رأسك فخضع له
عمر رأسه وقال عندك يا أبا إسحاق وليرفق الشيخ بالشيخ فضرب رأسه بالبرد
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا عبد الملك بن عمر وأبو

(1) في تهذيب الكمال: " عوف بن الطفيل، رضيع عائشة ". وفي الإصابة: " عوف بن الطفيل ".
(2) كذا بالأصل وم، ود، وفي " ز ": العبدوني.
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، ود.
165

عامر (1) نا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور
إن المسور احتكر طعاما فرأى سحابا من سحاب الخريف فكرهه فلما أصبح جاء
إلى السوق فقال من جاءني وليته فبلغ ذلك عمر فأتاه بالسوق فقال أجبنت (2) يا
مسور قال لا والله يا أمير المؤمنين ولكني رأيت سحابا من سحاب الخريف فكرهته
فكرهت ما ينفع الناس فكرهت أن أربح فيه أو أردت أن لا أربح فيه فقال عمر جزاك الله
خيرا
قال ونا عبد الله بن جعفر عن أم بكر قد قال مرة إن المسور وقال مرة عن
المسور
إن المسور خرج تاجرا إلى سوق ذي المجاز أو عكاظ فإذا رجل من الأنصار يؤم
الناس أرت (3) أو ألثغ فأخره وقدم رجلا فغضب الرجل المؤخر فأتى عمر فقال يا أمير
المؤمنين إن المسور أخرني وقدم رجلا فغضب عمر وجعل يقول واعجبا لك يا مسور
وجعل يرسل إلى بيته
فلما قدم المسور أخبر بذلك فأتاه فلما رآه طالعا قال واعجبا لك يا مسور فقال
لا تعجل يا أمير المؤمنين فوالله ما أردت إلا الخير قال وأي الخير في هذا فقال إن
سوق عكاظ أو ذي المجاز اجتمع فيها ناس كثير عامتهم لم يسمع القرآن وكان الرجل أرت
أو ألثغ فخشيت أن يتفرقوا بالقرآن على لسانه فأخرته وقدمت رجلا عربيا بينا فقال
عمر جزاك الله خيرا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا
أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا هاشم بن محمد الهلالي نا الهيثم
ابن عدي نا ابن جريج عن الزهري قال
كان الذين يتفقهون بالمدينة بعد الصحابة السائب بن يزيد ابن أخت نمر الكندي (4)
والمسور بن مخرمة الزهري وعبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة حليف بني أسد بن عبد

(1) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 245.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ الاسلام: أجننت يا مسور.
(3) الأرت: الألثغ.
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 7 / 43.
166

العزى بن قصي (1) وعبد الله بن عامر ربيعة الأزدي حليف بني عدي بن كعب (2)
أخبرنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا ابن مندة أنا أبو علي
إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3) ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين
أنه قال مسور بن مخرمة ثقة
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر الثقفي نا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة نا ابن وهب (4) نا حياة بن شريح حدثني
عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير
إن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم
دعاه فأخلاه فقال يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة قال مسور دعنا من هذا وأحسن
فيما قدمنا له قال معاوية لا والله لتكلمني (5) بذات نفسك بالذي تعيب علي قال مسور
فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له فقال معاوية لا أبرأ (6) من الذنب فهل تعد يا مسور
مما نلي من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب وتترك
الإحسان قال المسور لا والله ما نذكر إلا ما ترى من هذه الذنوب فقال معاوية فإنا
نعترف لله بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخضى أن تهلك إن لم
يغفرها الله لك قال مسور نعم قال فما يجعلك برجاء المغفرة أحق مني فوالله لم ألي
من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وغيره إلا اخترت الله على
سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه ويجزى فيه بالحسنات ويجزى فيه بالذنوب إلا أن
يعفو الله عنها وإني أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وألي أمورا عظاما لا
أحصيها ولا يحصيها من عمل لله بها في إقامة الصلاة للمسلمين والجهاد في سبيل الله

(1) ترجمته في تهذيب الكمال 11 / 151.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 242.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 297.
(4) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 245 - 246 وسير الاعلام 3 / 391 - 392.
(5) بالأصل وبقية النسخ: " لا تكلمني " والمثبت عن تاريخ الاسلام وسير الاعلام.
(6) بالأصل ود، وم: " لابرأ " والمثبت عن " ز "، وتاريخ الاسلام وسير الاعلام.
167

والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها عددا فيكفي في ذلك قال المسور
فعرفت أنا معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر
قال عروة بن الزبير فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد نا عبد الله بن محمد بن زياد نا أحمد بن عبد
الرحمن نا عمي نا حياة حدثني عقيل عن ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير
إن مسور بن مخرمة قدم وافدا إلى معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم دعاه
فأخلاه فقال يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة قال المسور دعنا من هذا وأحسن فيما
قدمنا له فقال معاوية لا والله لتكلمن بذات نفسك والذي نقمت علي قال المسور فلم
أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينته له فقال معاوية لا أبرأ من ذنب فهل تعد لنا يا مسور مما نلي
من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب فقال معاوية فإنا
نعترف لله بكل ذنب أذنباه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يعفو
الله لك فقال المسور نعم فقال معاوية فما جعلك برجاء المغفرة أحق مني فوالله لما
ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين أمر لله وغيره إلا اخترت أمر
الله على ما سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات والذنوب إلا أن
يعفو الله عنها فإني أحسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وألي أمورا عظاما لا
أحصيها ولا يحصيها من عمل بها لله في إقامة الصلوات للمسلمين والجهاد في سبيل الله
والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها فتكفي في ذلك قال مسور
فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر
قال عروة بن الزبير لم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلا صلى عليه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران
أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا أبو نعيم نا موسى بن محمد عن حصين عن
زياد أبي يحيى قال
جلس ابن عباس والمسور بن مخرمة يتحدثان حتى طلعت الزهرة فأتى ابن عباس
خادمه فقال قد طلعت الزهرة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
168

أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن معاوية
النيسابوري نا عبد الله بن جعفر حدثتني عمتي أم بكر بنت مسور قالت كان المسور بن
مخرمة إذا قدم مكة طاف لكل يوم غاب عنه سبعا وكان يفرق بين الأسابيع ثم يصلي لكل
أسبوع ركعتين (1)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن
محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا ابن المبارك (2) أنا رجل عن محمد بن إسحاق
عن وهب بن كيسان عن عمرو بن راشد الليثي قال
والله إني لأصلي (3) أمام المسور بن مخرمة فصليت صلاة الشاب كنقر الديك فزحف
إلي فقال قم فصل فقلت قد صليت عافاك الله قال كذبت والله ما صليت والله لا
تريم (4) حتى تصلي فقمت فصليت وأتممت فقال المسور والله لا تعصون الله ونحن
ننظر ما استطعنا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا
أبو الحسن الخشاب أنا أبو علي الفقيه نا ابن سعد (5) أنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر
العقدي وخالد بن مخلد البجلي وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي من بني عامر بن لؤي
قالوا نا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت كان المسور لا يشرب من الماء
الذي يوضع في المسجد ويكرهه ويرى أنه صدقة
قال ونا ابن سعد أنا محمد بن عمر نا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور
عن أبيها أنه كان يصوم الدهر (6)
قال وأنا محمد بن سعد أنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر نا عبد الله بن جعفر عن
أم بكر بنت المسور أن مروان دعا المسور يشهده حين تصدق بداره على عبد الملك بن
مروان فقال المسور وترث فيها القيسية قال لا قال فلا أشهد قال ولم قال إنما

(1) ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(2) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 486 رقم 1382.
(3) بالأصل وم ود: " لا أصلي " تحريف، والمثبت عن " ز "، والزهد.
(4) أي لا تبرح.
(5) ليس في طبقات ابن سعد المطبوع.
(6) ليس في طبقات ابن سعد، والخبر في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 246 وسير الاعلام 3 / 392.
169

أخذت من إحدى يديك فجعلته في الأخرى قال وما أنت وذاك أحكم أنت إنما أنت
شاهد قال المسور وكلما فجرتم فجرة شهدت عليها
قال عبد الله وكانت القيسية امرأة مروان
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله بن الموصلي أنا المبارك بن عبد
الجبار أنا محمد بن أحمد بن محمد المعدل أنا محمد بن عبد الله بن بهتة البزاز إجازة
أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي نا إبراهيم بن المنذر نا محمد بن الضحاك
قال قال مالك
كان المسور بن مخرمة مع مروان بن الحكم على سريره في الدار والناس عنده وهو
أمير المدينة فقضى مروان بقضاء خالفه فيه المسور فركضه (1) مروان برجله حتى نحاه عن
السرير فأمر به حتى أخرج من الدار قال مالك فأتي مروان في النوم فقيل له ما لك
وللمسور " قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا " (2) فلما أصبح
مروان قال والله لقد نهيت عن هذا الرجل فأرسل إليه فجاء فأخبره بذلك فقال والله
لقد نهيت عني في النوم واليقظة وما أراك منتهيا
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا أبو محمد الحسن بن علي أنا أبو عمر بن العباس أنا
أبو الحسن بن معروف أنا أبو علي الفقيه نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر (3) نا عبد
الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيها
أنه وجد يوم القادسية إبريق ذهب عليه الياقوت والزبرجد فلم يدر ما هو فلقيه
فارسي فقال آخذه بعشرة آلاف فعرف أنه شئ فذهب به إلى سعد بن أبي وقاص وأخبره
خبره فنفله إياه وقال لا تبعه بعشرة آلاف فباعه له بمائة ألف فدفعها إلى المسور ولم
يخمسها
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى أنا أبو محمد بن أبي

(1) الركض: تحريك الرجل، والدفع. (القاموس).
(2) سورة الإسراء، الآية: 84.
(3) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80 ص 246) وسير الاعلام 3 / 392، وليس الخبر
في طبقات ابن سعد المطبوع.
170

شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا علي بن حشرم أنا عيسى عن الأوزاعي عن
الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة قال
لقد وارت القبور رجالا لو رأوني مجالسكم في هذا المجلس لاستحييت من ذلك
أخبرناه أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر
ابن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد أنا الحسين بن الحسن أنا ابن
المبارك (1) أنا الأوزاعي عن الزهري عن عروة بن الزبير قال قال المسور بن مخرمة
لقد وارت الأرض أقواما لو رأوني جالسا معكم لاستحييت منهم
أخبرنا (2) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله نا أبو العباس
محمد بن يعقوب نا سعيد بن عثمان نا بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثني الزهري
حدثني عروة قال قال لي المسور بن مخرمة
لقد وارت القبور رجالا لو كانت أحياء فنظروا (3) إلي مجالسكم لاستحييت منهم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر نا زكريا بن
يحيى السعدي عن أبيه عن عطاء بن يزيد الليثي عن سفيان أو سقير مولى مروان بن
الحكم قال
لحق المسور بابن الزبير بمكة فأقام معه هناك وابن الزبير لا يقطع أمرا دونه (4)
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس النهاوندي أنا
أبو القاسم بن الأشقر نا البخاري حدثني محمد بن عمارة نا يعقوب أنا الدراوردي عن
هشام بن عروة قال
كانت الحرب تكون يوما على ابن الزبير ويوما على المسور بن مخرمة ويوما على
مصعب بن عبد الرحمن بن عوف (5)

(1) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 60 رقم 182.
(2) كتب فوقها في " ز " ود: ملحق.
(3) بالأصل: " فنظر " والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(4) كتب بعدها في د، و " ز ": إلى.
(5) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 246 وسير أعلام النبلاء 3 / 393.
171

قال ابن عساكر كذا فيه والصواب محمد بن عبادة الواسطي وهذا في حصر ابن
الزبير الأول (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر (2) حدثني
شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال
لما دنا الحصين بن نمير من مكة أخرج المسور بن مخرمة سلاحا قد حمله من المدينة
ودروعا ففرقها في مواليه كهول فرس جلد فدعاني ثم قال لي يا مولى عبد الرحمن بن
مسور قلت لبيك قال اختر درعا من هذه الدروع قال فاخترت درعا وما يصلحها
وأنا يومئذ شاب غلام حدث قال فرأيت أولئك الفرس قد غضبوا وقالوا تخير هذا الصبي
علينا والله لو جاء (3) الجد لتركك قال المسور لتجدن عنده حزما فلما كانت الوقعة لبس
المسور سلاحه درعا وما يصلحها فأحدق به مواليه ثم انكشفوا عنه واختلط الناس
فالمسور يضرب بسيفه وابن الزبير في الرعيل الأول يرتجز قدما ومصعب بن عبد الرحمن
معه يفعلان الأفاعيل إلى أن أحدقت جماعة منهم بالمسور فقام دونه مواليه فذبوا عنه كل
الذب وجعل يصيح بهم ويكنيهم بكناهم فما خلص إليه ولقد قتلوا من أهل الشام يومئذ
نفرا
قال وأنا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر (4) حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر
بنت المسور وأبي عون قالا أصاب المسور بن مخرمة حجر من المنجنيق ضرب البيت
فانفلق منه فلقة فأصابت خد المسور وهو قائم يصلي فمرض منها أياما ثم هلك في اليوم
الذي جاء فيه نعي (5) يزيد بن معاوية وابن الزبير يومئذ لا يسمى بالخلافة الأمر شورى
قال وأنا ابن سعد حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت

(1) وذلك في عام 64، في خلافة يزيد بن معاوية، والذي أرسل الجيش بقيادة مسلم بن عقبة، والذي مات بعد وقعة
الحرة وأكمل الجيش بقيادة الحصين بن نمير طريقه إلى مكة لقتال ابن الزبير. وهذا هو الحصار الأول.
(2) الخبر من طريق الواقدي رواه الذهبي في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 247 وسير الاعلام 3 / 393،
وليس الخبر في طبقات ابن سعد المطبوع.
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، ود. وفي تاريخ الاسلام: جد الجد.
(4) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 247.
(5) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز "، وم، ود، وتاريخ الاسلام.
172

كنت أرى العظام تنزع من صفحته وما مكث إلا خمسة أيام حتى مات (1)
قال محمد بن عمر فذكرت ذلك لشرحبيل بن أبي عون فقال أخبرني أبي قال قال
لي المسور بن مخرمة
يا مولى عبد الرحمن صب لي وضوءا فقلت أين تذهب قال إلى المسجد
فصببت له وضوءا فأسبغ الوضوء وخرج وعليه درع له خفيفة يلبسها إذا لم يكن له قتال
فلم بلغ الحجر قال خذ درعي قال فأخذتها ولبستها وجلست قريبا منه والحجارة
يرمى بها البيت وهو يصلي في الحجر فجئت فقمت إلى جنبه فقلت أي مولاي إني أرى
الحجارة اليوم كثيرة فلو لبست درعك ومغفرك أو تحولت عن هذا الموضع أو رجعت إلى
منزلك فإني لا آمن عليك فوالله ما يغني شيئا إنهم لعالون (2) علينا وإنما نحن لهم
أغراض فقال ويحك وهل بد من الموت على أي حال والله لأن يموت الرجل وهو على
بصيرته ناكبا لعدوه أو مبليا عذرا حتى يموت أحسن وآجر له من أن يدخل مدخلا فيدخل
عليه فيساق إلى الموت فتضرب عنقه على المذلة والصغار ثم قال هات درعي فأخذها
فلبسها وأبى أن يلبس المغفر قال وتقبل ثلاثة أحجار من المنجنيق فيضرب الأول الركن
الذي يلي الحجر فخرق الكعبة حتى تغيب ثم اتبعه الثاني في موضعه ثم اتبعه (3) الثالث في
موضعه وقد سد الحجر الحجر ثم رمى فينا الحجر وتكسر منه كسرة فتضرب خد المسور
وصدغه الأيسر فهشمه هشما قال فغشي عليه واحتملته أنا ومولى له يقال له سليم وجاء
الخبر ابن الزبير فأقبل يعدو إلينا فكان فيمن يحمله وأدركنا مصعب بن عبد الرحمن
وعبيد بن عمير فمكث يومه ذلك لا يتكلم حتى كان من الليل فأفاق وعهد ببعض ما
يريد وجعل عبيد بن عمير يقول يا أبا عبد الرحمن كيف ترى في قتال (4) من ترى
فقال على ذلك قتلنا فقال عبيد بن عمير أبسط يدك فضرب عليها عبيد بن عمير فكان
ابن الزبير لا يفارقه بمرضه حي مات
قال ونا ابن سعد حدثني عبد الله بن جعفر عن أبي عون قال

(1) سير أعلام النبلاء 3 / 393 وتاريخ الاسلام ص 247.
(2) في " ز ": تعالون.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ الاسلام: " ثم اتبعه الثالث فينا، وتكسر منه كسرة... ".
(4) تحرفت بالأصل، و " ز "، ود، وم إلى: " فقال " والمثبت عن تاريخ الاسلام: وفيه: في قتال هؤلاء.
173

جاءنا نعي يزيد بن معاوية ليلا وكان أهل الشام يودون ابن الزبير وعدة ممن
معه فقال ابن الزبير اسكتوا عن هذا الخبر حتى نصبح
قال أبو عون
فخرجت حتى قمت في مشربة لنا في دار مخرمة بن نوفل فصحت بأعلى صوتي يا أهل الشام يا
أهل النفاق يا أهل الشؤم قد والله الذي لا إله إلا هو مات يزيد فصاح
أهل الشام وسبوا وانكسروا فلما أصبحنا جاءنا فتى شاب فاستأمن فأمناه فجاء إلى ابن
الزبير وعبد الله بن صفوان في أشياخ من قريش جلوس في الحجر والمسور بن مخرمة في
البيت يموت فخطب فقال إنكم يا معشر قريش إنما هذا الأمر أمركم والسلطان
سلطانكم وإنما خرجنا في طاعة رجل منكم وقد هلك ذلك الرجل فإن رأيتم أن تأذنوا لنا
فنطوف بالبيت وننصرف إلى بلادنا حتى يجتمع رأيكم على رجل منكم فندخل في طاعتكم
فقال ابن الزبير لا ولا كرامة فقال عبد الله بن صفوان لم بلى نفعل ذلك ثم قال ابن
الزبير انطلق بنا إلى المسور فإنا لا نقطع أمرا دونه فقاما حتى دخلا على المسور فقال
ابن الزبير ما ترى يا أبا عبد الرحمن في أهل الشام فإنهم استأذنوا أن يطوفوا بالبيت
وينصرفوا إلى بلادهم فقال المسور أجلسوني فأجلس فقال " ومن أظلم ممن منع
مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا
خائفين " (1) الآية وقد خربوا بيت الله وأخافوا عواذه فأخفهم كما أخافوا عواذ الله
فتراجعوا شيئا من مراجعة وغلب المسور فاضطجع ومات ذلك اليوم رحمه الله
تعالى (2) (3)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا علي
ابن محمد بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني أحمد بن

(1) سورة البقرة، الآية: 114.
(2) زيد بعدها في " ز "، وم، ود: ورضي الله.
(3) كتب هنا في د: آخر الجزء الثامن والستين بعد الأربعمئة من الأصل. وكتب في " ز ": بلغت سماعا وعرضا بقراءتي
على الشيخ الأجل العالم أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بإجازته من عمه الحافظ، وكتب
محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بداس البرزالي الإشبيلي وذلك في مجلسين آخرهما يوم الخميس التاسع
والعشرون من شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة وستمائة بالمسجد الجامع بدمشق. آخر الجزء الثامن والعشرين بعد
الأربعمئة من الأصل.
174

جميل أنا عبد الله بن المبارك أنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار (1) عن زيد بن أسلم
قال
أغمي على المسور بن مخرمة ثم أفاق فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
الله أحب إلي من الدنيا وما فيها عبد الرحمن بن عوف في الرفيق الأعلى " مع الذين أنعم
الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " (2) عبد الملك
والحجاج يجران أمعاءهما في النار
أخبرنا أبو غالب وأبو غالب ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد
ابن عبيد بن بيري إجازة نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أنا مصعب قال
كان المسور بن مخرمة ممن يلزم عمر بن الخطاب قتل بمكة أيام الزبير أصابه
حجر منجنيق فمات في ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر حدثني
شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال
حضرنا غسل المسور وبنوه حضور قال فولي ابن الزبير غسله فغسله الغسلة الأولى
بالماء القراح والثانية بالماء والسدر والثالثة بالماء والكافور ووضأه بعد أن فرغ من غسله
ومضمضه وأنشقه ثم كفنه في ثلاثة أثواب أحدهما حبرة قال فرأيت ابن الزبير حمله بين
العمودين فما فارقه حتى صلى عليه بالحجون وإنا لنطأ به القتلى وأهل الشام وصلوا عليه
معنا ونهانا ابن الزبير يومئذ نحمل معه مجمرة ثم انتهينا إلى قبره فنزل بنوه في قبره وابن
الزبير يسله من قبل رجلي القبر
قال وأنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت
ولد المسور بمكة بعد الهجرة بسنتين وتوفي بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى مكة
لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين (3) والمسور يومئذ ابن اثنتين وستين سنة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد

(1) مكانها بياض في " ز ".
(2) سورة النساء، الآية: 69.
(3) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 248، وسير أعلام النبلاء 3 / 394.
175

ابن عمران نا موسى نا خليفة (1) قال
ونصب حصين يعني ابن نمير المجانيق على الكعبة وحرقها يوم الثلاثاء لخمس
خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وفي الحصار قتل المسور بن مخرمة
أخبرتنا (2) فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت أنا أبو بكر الخطيب أنا
أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا بعض أصحابنا عن
شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال
رأيت ابن الزبير يحمل بين عمودي سرير المسور بن مخرمة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (3) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد نا الواقدي حدثني عبد الله
ابن جعفر عن أم بكر بنت المسور قالت
ولد المسور بمكة بعد الهجرة بسنتين وتوفي بمكة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى
مكة في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وصلى عليه ابن الزبير ودفن بالحجون وهو ابن
اثنتين وستين سنة
قال الهيثم بن عدي توفي سنة سبعين قال والأول أثبت (4)
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد نا أبو الزنباع نا
يحيى بن بكير قال
توفي المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة أربع وستين
وصلى عليه ابن الزبير بالحجون وأصابه حجر المنجنيق وهو يصلي في الحجر فأقام خمسة
أيام وتوفي في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ولد بعد الهجرة بسنتين وقدم به المدينة في
عقب ذي الحجة سنة ثمان وشهد عام الفتح وهو ابن ست سنين وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن
ثمان سنين

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 255 (ت. العمري).
(2) كذا جاء بالأصل هنا، ومثله في " ز "، وكتب فوقها: " يقدم " وقد جاء موقعه في د، وم بعد الخبر الذي أول سنده:
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله.... وآخره: فمات في ذلك.
(3) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(4) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80 ص 248).
176

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا أحمد بن إبراهيم بن نافع نا أبو الزنباع نا يحيى بن بكير قال
توفي المسور بن مخرمة يوم جاء نعي يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير سنة أربع وستين
وكان قد ولد بعد الهجرة بسنتين وقدم به إلى المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان وشهد
عام الفتح وهو ابن ست وتوفي النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ابن ثمان
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس قال
وأصاب المسور بن مخرمة المنجنيق وهو يصلي في الحجر فمكث خمسة أيام ثم
مات ومات في ربيع الأول سنة أربع وستين وهو يومئذ ابن ثلاث وستين وولد بمكة بعد
الهجرة بسنتين فقدم به المدينة في عقب ذي الحجة سنة ثمان عام الفتح وهو ابن ست
سنين (1)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد أنا محمد
ابن عبد الرحمن بن العباس نا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني أبي حدثني أبو عبيد
القاسم بن سلام قال سنة أربع وستين المسور بن مخرمة أصابه حجر منجنيق
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد بن أحمد أنا مكي بن محمد أنا أبو
سليمان قال سنة أربع وستين قالوا في هذه السنة مات المسور بن مخرمة في شهر ربيع الآخر
وهو ابن اثنتين وستين
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا
أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا هاشم بن محمد نا الهيثم بن عدي
قال ومات المسور بن مخرمة الزهري سنة سبعين
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (2) نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا أبو القاسم عبيد الله بن
أحمد بن علي المقرئ أنا محمد بن مخلد قال قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم
ابن عدي قال مسور بن مخرمة الزهري سنة سبعين يعني مات

(1) تهذيب الكمال 18 / 108 - 109.
(2) بدون إعجام في " ز "، ود.
177

وكذا ذكر علي بن عبد الله التميمي سنة سبعين
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم أنا نعمة الله بن محمد نا أحمد بن محمد بن عبد
الله نا محمد بن أحمد أنا سفيان بن محمد حدثني الحسن بن سفيان نا محمد بن علي
عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر الضرير يقول
المسور بن مخرمة يكنى أبا عبد الرحمن توفي المسور سنة سبعين
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا الهيثم بن كليب إجازة نا ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين قال
توفي المسور بن مخرمة سنة ثلاث وسبعين
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد
ابن عبيد إجازة نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول
مات المسور بن مخرمة سنة ثلاث وسبعين أصابه خفيف منجنيق
قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الكريم بن حمزة أنا مكي المؤدب أنا أبو
سليمان الربعي قال قال المدائني وفيها يعني سنة ثلاث وسبعين مات المسور بن
مخرمة أصابه خفيف منجنيق وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني
بذلك
قال ابن عساكر وهذا وهم وإنما مات المسور في الحصر الأول آخر أيام يزيد بن
معاوية (1) رحمه الله تعالى
7437 مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر أبو عبد الأعلى
ويقال أبو ذرامة (2) الغساني
والد أبي مسهر
حكى عنه عمر بن الدرفس الغساني وهشام بن يحيى بن يحيى الغساني
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص

(1) ووهمه أيضا الذهبي في تاريخ الاسلام وسير أعلام النبلاء.
(2) في " ز ": " أبو خرامة ". وبالأصل وم ود: درامة، بالدال المهملة، والمثبت عن المختصر، راجع ترجمة ولده أبي
مسهر في سير الاعلام 10 / 228 وصوبناها في كل المواضع.
178

نا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى السكري نا أحمد بن يوسف بن خالد
الثعلبي نا أحمد بن أبي الحواري نا عبد الأعلى بن مسهر حدثني عمر بن الدرفس
حدثني مسهر بن عبد الأعلى قال
حمل أبو بكر الصديق الحسن ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له
* وأبأبي وابأبي (1) * تفديك نفسي وأبي
والناس كلهم أبي (2) * فإن أبي الناس فبي *
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن (3) جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو ذرامة
مسهر بن عبد الأعلى
قال ابن عساكر (4) كذا قال النسائي ووهم فيه أبو ذرامة عبد الأعلى بن مسهر
والد مسهر وجد أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر وقد تقدم ذكره في حرف العين على
الصواب
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن أحمد
أنا أبو الحسن اللنباني (5) نا ابن أبي الدنيا حدثني أبو جعفر المديني قال أنشدني محمد بن
قحطبة أن أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي أنشده مرثية قالها مسهر في ابنه
* أمحتمل بثكلي أم تطيق * وكيف يطيق ذاك أب رفيق
علاه الشيب لم يدرك له ابن * وحادي الموت معتزم يسوق
بني كان لي سكنا وأنسا * على صغر شمائله تروق
صغيرا كان في عيني كبيرا * يؤمله الأقارب والصديق
فسابقني إليه الموت عدوا * وعدو الموت أبطأه سبوق
فيا لله صبري واحتسابي * ونفس من مصيبته تفوق (6)

(1) بالأصل وبقية النسخ: أبي، والمثبت عن المختصر.
(2) مكانها بياض في " ز "، وكتب مكانها فيها: كذا، وفوقها ضبة.
(3) بالأصل وم، و " ز ": " في " والمثبت عن د.
(4) زيادة منا للايضاح.
(5) تحرفت بالأصل و " ز "، ود إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(6) تفوق أي تخرج.
179

وإشفاقي عليك من المنايا * وهل يستطيع يدفعها الشفيق
أردد غصة في القلب حلت * وصدري عن ترددها يضيق
وريح الموت ينفضه بسعف * وفي النفس الضعيف عليه ضيق
ورنت أخته وأخوه شجوا * وأم قد أضربها الشهيق
أسكنهم وفي كبدي حريق * وليس يسوغ في اللهوات ريق *
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
المقرئ عنه أنا أبو الحسين زيد بن علي بن عبد الله بن الفضل أنا أبو إسحاق إبراهيم بن
علي بن أحمد البصري نا هشام بن أحمد بن هشام نا أبو زرعة نا أبو مسهر قال سمعت
أبي ينشد
* حسدوا مروءتنا فضلل سعيهم * ولكل بيت مروءة أعداء
لسنا إذا عز الكرام لمعشر * أزرى بفعل بنيهم الآباء *
وذكر إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد (1) حدثني محمد بن يحيى قال وقال أبو مسهر
عبد الأعلى بن مسهر حدثني هشام بن يحيى الغساني قال
كان لأبيك مسهر بن عبد الأعلى خاتم نقشه أبرمت فقم فكان إذا ثقل عليه الرجل
من جلسائه حرك خاتمه في يده ونظر إلى نفسه ثم رمى به إلى الرجل فيقرأ ما على خاتمه
فيقال ما على خاتمك يا أبا عبد الأعلى فإذا أخبره قام وكفاه ثقله (2)
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقاء نا محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول إبراهيم
ابن علي يعني الهاشمي قتل يونس بن ميسرة بن حلبس (3) في المسجد وهو يصلي وقتل
أبا أبي (4) مسهر
قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو ذر عبد الرب بن محمد بن عبد الله بن أبي

(1) " بن الجنيد " مكرر بالأصل، والمثبت يوافق م، و " ز "، ود.
(2) راجع ترجمة عبد الاعلى بن مسهر في تاريخ مدينة دمشق 33 / 420 رقم 3658 ط دار الفكر.
(3) وذلك سنة 132 ه‍ حين دخل عبد الله بن علي العباسي مدينة دمشق راجع تهذيب الكمال 22 / 563 وسير الاعلام
5 / 230.
(4) استدركت عن هامش الأصل.
180

مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي حدثني أبي عن أبيه عن جده مسهر
أنه قتل يوم دخل عبد الله بن علي دمشق في دارته عند سوق الخمر في بيت وأراني
أبو ذر البيت وفيه أثر الدم على الحائط إلى الساعة ما غيروه
وقيل إن الذي قتل يوم دخول عبد الله عبد الأعلى بن مسهر والد مسهر وهو
أصح لأن مولد أبي مسهر سنة أربعين ومائة ومدخل عبد الله بن علي سنة اثنتين وثلاثين
ومائة فصح أن المقتول جده (1)
ذكر من اسمه مسيب
7438 المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
ابن يقظة بن مرة بن كعب أبو سعيد وهو والد سعيد بن المسيب المخزومي (2)
له صحبة وهو ممن بايع تحت الشجرة وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثا وعن أبيه حزن
ابن أبي وهب
روى عنه ابنه سعيد بن المسيب
وشهد اليرموك
أنبأنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة أنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب
أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي
أمية بن المغيرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند
الله قال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم
يزل النبي (صلى الله عليه وسلم) يعرضها عليه ويعيد تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة
عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أما والله لأستغفرن لك ما لم

(1) كتب بعدها في " ز "، ود: آخر الجزء السادس والستين بعد الستمئة من الفرع.
(2) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 109 وتهذيب التهذيب 5 / 443 والإصابة 3 / 420 رقم 7996 وأسد الغابة 4 /
401 والجرح والتعديل 8 / 292 ونسب قريش ص 345 والتاريخ الكبير 7 / 406.
181

أنه عنك فأنزل الله عز وجل (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو
كانوا أولي قربي من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " (1) " وأنزل في أبي طالب " إنك
لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين " (2) [* * * *]
رواه مسلم (3) عن حرملة
ورواه معمر وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري
فأما حديث معمر
فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمد أنا أبو
سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي نا
محمد بن يحيى الذهلي نا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبيه
قال
لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي
أمية فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فقالا له أبو جهل
وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال
آخر شئ كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأستغفرن لك ما لم أنه عنك
فنزلت (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربي من بعد ما
تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " " ونزلت " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من
يشاء ".
وأما حديث أبي اليمان
فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه وحدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن
علي بن حمد عنه أنا أبو نعيم الحافظ أنا سليمان بن أحمد نا أبو زرعة نا أبو اليمان أنا
شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال
لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن

(1) سورة التوبة، الآية: 113.
(2) سورة القصص، الآية: 56.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه عن حرملة بن يحيى التجيبي (1) كتاب الايمان (9) باب الدليل على صحة إسلام من
حضره الموت، رقم 24 (1 / 54).
182

أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي طالب أي عم قل لا إله إلا الله كلمة
أحاج لك بها عند الله عز وجل فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية أترغب عن ملة عبد
المطلب فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرضها عليه ويعاندانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب
آخر ما كلمهم به على ملة عبد المطلب وأبي أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله عز وجل (ما كان للنبي والذين آمنوا أن
يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربي من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " " وأنزل
الله في أبي طالب فقال له " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " [* * * *]
رواه البخاري عن أبي اليمان (1)
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (2) نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن
أبيه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لجده جد سعيد ما اسمك قال حزن فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) أنت
سهل فقال لا أغير اسما سمانيه أبي قال ابن المسيب فما زالت فينا (3) حزونة
بعد [* * * *]
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن لؤلؤ أنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي البصري نا أحمد بن أبان
نا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال
خمدت الأصوات يوم اليرموك فلم يسمع صوت إلا رجل تحت الراية ينادي يا نصر
الله اقترب فدنوت فإذا أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم إبراهيم
ابن أحمد بن جعفر الخرقي أنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن نا محمد بن المثنى نا
عثمان بن عمر نا يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
إن أباه قدم على عمر بريدا من الشام فجعل عمر (4) يستخبره فقال أتعجلون

(1) أخرجه البخاري في صحيحه 65 كتاب تفسير القرآن (1) باب رقم 4772 6 / 21 (طبعة دار الفكر).
(2) رواه أحمد بن حنبل في المسند 9 / 170 رقم 23734 طبعة دار الفكر.
(3) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، وبعده صح.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن م، و " ز "، ود.
183

الإفطار قال نعم فقال أما إنهم لن يزالوا بخير ما كانوا كذلك ولم يتنطعوا تنطع أهل
العراق
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع الصوفي أنا أبو عبد الله بن مندة أنا علي بن
أحمد بن إسحاق نا جعفر بن سليمان نا إبراهيم بن المنذر نا محمد بن فليح عن موسى
ابن عقبة عن ابن شهاب قال
والمسيب بن حزن هو ابن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسن
أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة قال (1)
المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أمه أم الحارث
بنت سعيد بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
وهو أبو سعيد بن المسيب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار (2) قال
في تسمية ولد حزن والمسيب وعبد الرحمن والسائب وأبو معبد (3) بنو حزن
قال عمي مصعب بن عبد الله أمهم أم الحارث بنت سعيد بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود
ابن نصر بن مالك بن حسل وقد روي عن المسيب بن حزن
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو الحسن
اللنباني (4) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (5) قال
في الطبقة الخامسة حزن بن أبي وهب المخزومي أسلم يوم الفتح وابنه المسيب بن

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 53 رقم 108.
(2) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 345.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ: " أبو معبد " وفي نسب قريش: أبو سعيد.
(4) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(5) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
184

حزن وهو أبو سعيد بن المسيب أسلم يومئذ أيضا (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف أنا ابن فهم نا محمد بن سعد قال (2)
في الطبقة الرابعة ممن أسلم يوم فتح مكة المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن
عائذ بن عمران بن مخزوم وأمه أم الحارث بنت سعيد بن عبد الله بن أبي قيس وأمها أم
حبيبة بنت العاص بن أمية بن عبد شمس
أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي
ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا الحسن بن علي الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال
المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وأمه أم
الحارث وهو أبو سعيد بن المسيب وكان ممن بايع تحت الشجرة له ثلاثة أحاديث
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا
أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري (3) قال
مسيب بن حزن وهو مسيب بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ المخزومي وحزن قتل
يوم اليمامة قاله عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى
ابن عقبة وهو والد سعيد القرشي
أنبأنا أبو الحسين الإبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (4)

(1) عقب أبو أحمد العسكري على قوله: أسلم يوم الفتح بقوله: أحسبه وهم لأنه حضر بيعة الرضوان. راجع أسد
الغابة 4 / 401 والإصابة 3 / 420.
(2) ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، ترجمته ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة.
(3) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 406 - 407 رقم 1782.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 292 - 293 رقم 1345.
185

المسيب بن حزن والد سعيد بن المسيب وهو مسيب بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ
المخزومي المدني له صحبة أسلم يوم الفتح روى عنه ابنه سعيد بن المسيب وحزن قتل
يوم اليمامة سمعت أبي يقول ذلك
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا أبو
أحمد الحاكم قال
أبو سعيد المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن
يقظة المخزومي القرشي المديني شهد بيعة الرضوان مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو والد سعيد
ابن المسيب وأمه أم الحارث بنت شعبة (1) بن عبد الله بن أبي قيس (2) بن عبد ود بن ح نصر بن
مالك بن حسل بن عامر بن لؤي
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال
المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي أبو
سعيد روى عنه ابنه سعيد وقتل حزن يوم اليمامة
قال ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري (3)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل المقدسي نا مسعود (4) بن ناصر أنا عبد
الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال
المسيب بن أبي وهب واسمه حزن بن عمرو والد سعيد حدث عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
وعن أبيه روى عنه ابنه سعيد بن المسيب في الجنائز وتفسير سورة براءة وعمرة الحديبية
وقصة أبي طالب
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قال قال لنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن
إسحاق الأصبهاني في معرفة الصحابة
المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم والد سعيد

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ هنا.
(2) تحرفت في " ز " إلى: قبيس.
(3) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 345.
(4) تحرفت بالأصل إلى: " مسعر " وفي " ز ": " مسهر " ومكانها بياض في م، والمثبت عن د.
186

حديثه عند ابنه سعيد وأمه بنت شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن
حسل كان المسيب ممن بايع تحت الشجرة وقيل إن حزنا قتل يوم اليمامة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا (1) قال
أما حزن أوله حاء مهملة مفتوحة ثم زاي ساكنة ونون فهو حزن بن أبي وهب بن
عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم أسلم وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسيب بن حزن بن أبي
وهب أسلم على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) وروى عن عمر روى عنه ابنه سعيد بن المسيب
فأما (2) عائذ بياء معجمة باثنتين من تحتها وذال معجمة حزن بن أبي وهب بن عمرو
ابن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة له صحبة ورواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وابنه المسيب بن
حزن له صحبة ورواية أيضا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن أبي عبد الله أنا أبو محمد بن
يوة أنا أبو الحسن اللنباني (3) نا أبو بكر بن أبي الدنيا
قالا نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر نا قيس بن الربيع عن طارق عن سعيد
ابن المسيب عن أبيه قال
كنا في الحديبية مع النبي (صلى الله عليه وسلم) حين صده المشركون فأنشأناها يعني قضيناها
قال محمد بن عمر ولا يعرف هذا زاد ابن الفهم عندنا وإنما أسلم المسيب بن حزن
مع أبيه يوم فتح مكة
وقد رواه عن طارق غير واحد منهم سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس بن أبي
إسحاق وعبد الملك بن أبي سليمان وأبو عوانة
ورواه قتادة عن سعيد بن المسيب
فأما حديث سفيان

(1) الاكمال لابن ماكولا 2 / 453 و 454.
(2) الاكمال لابن ماكولا 6 / 5.
(3) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
187

فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر بن مالك نا
عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا أبو أحمد نا سفيان عن طارق (2) قال
ذكر عند سعيد بن المسيب الشجرة فقال حدثني أبي أنه كان ذلك العام معهم
فنسوها (3) من العام المقبل
رواه مسلم عن محمد بن رافع ونصر بن علي عن أبي أحمد الزبيري
وأما حديث إسرائيل بن يونس
فحدثناه أبو الحسن السلمي لفظا أنا علي بن محمد بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن
أبي نصر
ح وأخبرناه أبو الحسن أيضا نا عبد العزيز نا أبو محمد بن أبي نصر وتمام بن
محمد وعقيل بن عبيد الله قالوا أنا أحمد بن سليمان بن حذلم نا بكار بن قتيبة نا
عثمان بن عمر بن فارس نا إسرائيل عن طارق بن عبد الرحمن قال
حججت فمررت بقوم يصلون في مسجد فقلت ما هذا قالوا هذه الشجرة التي
بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحتها بيعة الرضوان فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب فقال حدثني أبي
أنه كان فيمن بايع بيعة الرضوان قال فلما كان العام المقبل مررنا بذلك الموضع فطلبنا
تلك الشجرة فلم نجدها فقال سعيد بن المسيب أترى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يعلموا
مكانها وعلمتم أنتم (4) أنتم أعلم (5)
وأما حديث عبد الملك
فأخبرناه أبو الفتح الماهاني أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة أنا محمد
ابن عمرو البغدادي نا علي بن إبراهيم الواسطي نا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن أبي
سليمان عن طارق بن عبد الله عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال
ذهبنا مع ناس ممن بايع تحت الشجرة فلم نجدها حيث بايعنا وكان أبوه ممن بايع
تحت الشجرة

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 9 / 170 رقم 23737 طبعة دار الفكر.
(2) هو طارق بن عبد الرحمن البجلي.
(3) تحرفت بالأصل وم و " ز "، ود إلى: فنشرها، والمثبت عن المسند.
(4) كتب فوقها ضبة في " ز ".
(5) قوله: " أنتم أعلم " استدرك على هامش الأصل، وبعده صح.
188

وأما حديث أبي عوانة
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد (1) حدثني أبي نا عفان نا أبو عوانة عن طارق عن سعيد بن المسيب قال
كان أبي ممن بايع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت الشجرة بيعة الرضوان فقال انطلقنا في قابل
حاجين فعمي علينا مكانها فإن كان بينت لكم فأنتم (2) أعلم
وأما حديث قتادة
فأخبرناه أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز إملاء أنا الحسين بن الضحاك الطيبي
نا محمد بن عبد الله نا جعفر بن كزال نا محمود بن غيلان نا شبابة نا شعبة عن قتادة
عن ابن المسيب عن أبيه قال
كنت عند الشجرة التي بايع تحتها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أتيتها من العام المقبل فلم أعرفها
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن بن
السقاء وأبو محمد بن بالويه قالا نا أبو العباس الأصم نا عباس بن محمد قال سمعت
يحيى نا شبابة نا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال
بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحت الشجرة بألف وأربع مائة قال وسمعت العباس بن محمد
يقول لا أعلم بالعراق أروى عن شبابة مني ولم أسمع منه هذا الحديث
أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا أبو نصر بن
طلاب أنا أبو الحسين بن جميع نا محمد بن حمدان بن مالك أبو الحسين القاضي نا
عباس بن محمد قال قال لي يحيى بن معين كم كتبت عن شبابة بن سوار قلت كذا
وكذا فقال لي كتبت عنه فقال نا شبابة بن سوار نا شعبة عن قتادة عن سعيد بن
المسيب عن أبيه قال
كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة قال قلت لا والله ما سمعت هذا قط
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا محمد بن عبد الله بن عمر أنا أبو محمد (3) بن أبي

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 9 / 170 رقم 23736 طبعة دار الفكر.
(2) قوله: " أنتم " استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(3) قوله: " أنا أبو محمد " سقط من " ز ".
189

شريح أنا محمد بن أحمد بن عبد الجبار نا حميد بن زنجويه نا أبو الأسود نا ابن لهيعة
عن بكير عن ابن المسيب
ح وأخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي (1) قالت أنا سعيد بن أحمد بن محمد أنا أبو
محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي الرومي نا أبو العباس السراج نا قتيبة نا ابن لهيعة عن
بكير عن سعيد بن المسيب
قال كان المسيب رجلا تاجرا فدخل عليه ابن سلام وقال قتيبة عبد الله بن سلام
فقال يا أبا سعيد إنك رجل تبايع الناس وإن أفضل مالك ما تغيب عنك وإنه ليس
المفلس الذي يفلس بأموال الناس ولكن المفلس الذي يوقف يوم القيامة فلا يزال يؤخذ من
حسناته حتى لا يبقى له حسنة فكان أبو سعيد مستوصيا بها
قال ابن سلام إذا كان له حق قال على أحد فجاءه ببعضه قال لا أقبل منك إلا الذي لي
كله حرصا على الحسنات زاد أبو الأسود يوم القيامة (2)
7439 المسيب بن دارم أبو صالح البصري (3)
سمع عمر بن الخطاب بالجابية وحدث عنه وعن أبي هريرة
روى عنه محمد بن سوقة وأبو خلدة خالد بن دينار
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو جابر محمد بن أحمد بن محمد الخياط
الموصلي قراءة وأنا أسمع أنا القاضي أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن إبراهيم بن
علي بن بطحاء التميمي أنا أبو سليمان محمد بن الحسين الحراني نا يحيى بن علي بن
محمد بن هاشم بن أبي سكينة بحلب نا أبو عبد الرحمن عبد الملك بن دليل نا عطاء بن
مسلم عن محمد بن سوقة عن أبي صالح قال
قدم علينا بن الخطاب الجابية فقام على بعير له أحمر مقتب بقتب (4) عليه رحل
له رث عليه عباءة قطوانية فصاح بصوت له عال أيها الناس فثاب إليه الناس فقال

(1) في " ز ": أم البهاء البغدادية.
(2) قال ابن حجر في الإصابة: ولقد شهد المسيب فتوح الشام، ولم يتحرر لي متى مات ز ونقل في تهذيب التهذيب
عن أبي سعيد بن يونس أنه قدم مصر لغزو أفريقيا سنة سبع وعشرين.
(3) ترجمته في الجرح والتعديل 8 / 294 والتاريخ الكبير للبخاري 7 / 407.
(4) قوله: مقتب بقتب، عليهما ضبتان في " ز ".
190

سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول في مثل مقامي هذا مثل مقالتي هذه استوصوا بأصحابي خيرا
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم قال الشيخ بيده هكذا ثلاث فرق ثم يأتي بعد ذلك
قوم يشهدون وإن لم يستشهدوا ويحلفون ولا يستحلفون ألا ومن سره أن ينزل بحبحة الجنة
فليلزم الجماعة فإن يد الله على الجماعة وإن الواحد شيطان وهو من الاثنين أبعد ألا ولا
يخلون رجل بامرأة ألا ومعن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن [* * * *]
قال أبو صالح قيل اسمه المسيب بن دارم روى عنه خالد بن دينار وقد اختلف
في إسناده على محمد بن سوقة فروى عنه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن عمر
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (1) أنا الفضل بن دكين أنا أبو خلدة نا المسيب بن دارم قال
رأيت عمر وفي يده درة فضرب رأس أمة حتى سقط القناع عن رأسها قال فيم الأمة
تشبه بالحرة
قال ونا ابن سعد (2) نا سليمان بن (3) داود الطيالسي نا أبو خلدة نا المسيب بن
دارم قال
رأيت عمر بن الخطاب ضرب جمالا وقال لم تحمل على بعيرك مالا يطيق
أخبرنا (4) أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة الحداد
وطاهر بن سهل الصايغ قالوا أنا أبو الحسين محمد بن مكي الأزدي أنا دارم قال رأيت
عمر بن الخطاب ضرب جمالا وقال لم تحمل على بعيرك ما لا يطيق
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال (5) قال محمد بن عبد الرحيم قلت لعلي المسيب (6)
ابن دارم سمع من عمر قال نعم

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 127.
(2) طبقات ابن سعد 7 / 127.
(3) في طبقات ابن سعد: " سليمان أبو داود " وهو سليمان بن داود بن الجارود، أبو داود الطيالسي الفارسي، ترجمته
في سير أعلام النبلاء 9 / 378.
(4) كتب فوقها في د، و " ز ": ملحق.
(5) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 157.
(6) بالأصل وبقية النسخ: " ابن المسيب " خطأ، والتصويب عن المعرفة والتاريخ.
191

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا أبو محمد بن رباح
أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى يقول في
تسمية تابعي أهل البصرة المسيب بن دارم
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (1) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (2) قال مسيب بن دارم روى
عن عمر زاد غير ابن أبي الدنيا روى عنه البصريون
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
المسيب بن دارم بصري روى عن عمر وأبي هريرة مات سنة ست وثمانين روى
عنه أبو خلدة سمعت أبي يقول ذلك وسالت أبي عن المسيب بن دارم قال لا أعلم روى
عنه غير أبي خلدة
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول
أبو صالح المسيب بن دارم عن عمر بن الخطاب روى عنه خالد بن دينار
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو الفضل بن الحكاك إجازة أنا عبيد الله بن سعيد
أنا الخصيب (4) أخبرني أبو موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو
صالح المسيب بن دارم روى عنه أبو خالد (5)

(1) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 294.
(4) كذا بالأصل، وفي د، و " ز ": " بن عبيد " وكتب فوقها في " ز "، ضبة، وهو الخصيب بن عبد الله، والسند
معروف.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ هنا، وقد مر: أبو خلدة، وهو خالد بن دينار التميمي السعدي البصري الخياط، ترجمته
في تهذيب الكمال 5 / 345 وكناه: أبا خلدة، أيضا.
192

أخبرنا الفضل بن ناصر قراءة عليه عن أبي طاهر الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم
ابن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال أبو صالح المسيب بن دارم
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا نصر بن إبراهيم أنا سليمان بن أيوب أنا
طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم نا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أبا عبد
الله المقدمي يقول أبو صالح المسيب بن دارم بصري
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا عبد الباقي بن محمد بن غالب أنا أحمد بن
محمد بن عمران بن الجندي نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال في تسمية من يكنى أبا
صالح المسيب بن دارم روى عن أبي هريرة وحدث عنه أبو خالد (1)
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا أبو أحمد قال
أبو صالح المسيب بن دارم المديني عن عمر بن الخطاب روى عن خالد بن دينار أبو
خلدة الخياط (2) التميمي
أخبرنا أبو بكر الشحامي أنا أبو صالح المؤدب أنا أبو الحسن بن السقاء نا محمد
ابن يعقوب نا عباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول أبو صالح المسيب بن دارم قال
يحيى هذا مشهور أنه المسيب بن دارم
7440 المسيب بن نجبة (3) بن ربيعة بن رباح بن ربيعة بن عوف بن هلال
ابن شمخ بن فزارة بن ذبيان الفزاري (4)
صحب علي بن أبي طالب وسمع منه ومن حذيفة بن اليمان والحسن بن علي
روى عنه أبو إسحاق السبيعي وسوار أبو (5) إدريس وعتبة بن أبي عتبة

(1) أيضا هنا بالأصل وبقية النسخ: أبو خالد، انظر ما مر.
(2) تحرفت في " ز " إلى: الحناط.
(3) نجبة بفتح النون والجيم الموحدة كما في التقريب، وتحرفت في م إلى: " محمد ".
(4) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 112 وتهذيب التهذيب 5 / 444 والجرح والتعديل 8 / 293 والتاريخ الكبير التاريخ
الكبير 7 / 407. وقارن نسبه مع جمهرة ابن حزم ص 258 وفيها: غوث بدل عوف. وفي المختصر: " رياح " بدل
" رباح ".
(5) تحرفت بالأصل إلى: " بن " والمثبت " أبو " عن م، و " ز "، ود.
193

وشهد حصار دمشق وكان في الجيش الذي جاء مع خالد بن الوليد من العراق وكان
ممن خرج في جيش التوابين (1) الذين خرجوا للطلب بدم الحسين بن علي فقتل بعين
الوردة (2) من أرض الجزيرة سنة خمس وستين
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا محمد بن عيسى المدائني نا سفيان بن عيينة عن كثير أبي إسماعيل
عن أبي إدريس عن المسيب بن نجبة عن علي بن أبي طالب قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) ما من نبي
إلا وله سبعة نجباء وأعطيت أنا اثني عشر نجيبا
قيل لعلي بن أبي طالب ومن هم قال علي أنا والزبير بن العوام وأبو بكر
وعمر وحمزة (3) وجعفر ومصعب بن عمير وبلال وعمار بن ياسر والمقداد وعثمان
ابن مظعون وشك سفيان في عبد الله بن مسعود [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ نا
عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبد الله العبدي نا محمد بن سعيد يعني ابن
الأصبهاني أنا عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن سوار أبي إدريس عن
المسيب بن نجبة عن الحسن بن علي قال إني رجل محارب وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الحرب خدعة [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر العمري قالا أنا أبو سعد الأديب أنا أبو
عمرو بن حمدان
ح وأخبرتنا أم المجتبى بنت ناصر قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر
ابن المقرئ قالا أنا أبو يعلى نا محمد بن مرزوق نا حسين الأشقر وقال ابن المقرئ
الحسين يعني الأشقر نا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن سوار أبي (4) إدريس عن
المسيب بن نجبة قال

(1) فوقها ضبة في " ز ".
(2) عين الوردة: مدينة بالجزيرة تسمى رأس عين، (راجع معجم البلدان).
(3) تحرفت في بالأصل إلى: " ضمرة " والمثبت عن م، ود، و " ز ".
(4) بالأصل و " ز ": " بن " والمثبت عن د، وم.
194

دخلنا وقال ابن حمدان دخلت على الحسن بن علي فقال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) الحرب خدعة [* * * *]
خالفه سليمان بن داود المنقري فرواه عن حسين بن حسن الأشقر عن شريك
أخبرناه أبو الحسن سعد الخير (1) بن محمد بن سهل أنا أحمد بن محمد بن أحمد بن
موسى أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم
العسال نا محمد بن عبد الله بن رستة نا سليمان بن داود المنقري نا حسين بن حسن نا
شريك عن حكيم بن جبير عن أبي إدريس عن المسيب بن نجبة عن الحسن بن علي
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحرب خدعة أو خدعة
قرأت في كتاب عبد العزيز وعبد الواحد ابني محمد بن عبدويه البزاريين عن القاضي
أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان عن أبي يعقوب إسحاق بن عمار بن
حبيش عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن مهدي عن عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي
في كتاب فتوح الشام قال وحدثني الحارث بن كعب عن قيس بن أبي حازم قال
كان ممن خرج مع خالد بن الوليد بن بجيلة وعظمهم من أحمس نحو من مائتي رجل
ومن طيئ نحو من خمسين ومائة رجل وكان معنا المسيب بن نجبة في نحو من مائتين من
بني ظبيان وكان معه نحو من ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار فكان أصحابه الذين دخل
بهم الشام ثمان مائة وخمسون رجلا كلهم قوي ذو نية وبصيرة وأقبل بنا حتى مر بنا على
أزل (2) فحاصر أهلها وأغار عليها فأخذ الأموال وتحصن منه أهلها فلم يرحل عنهم
حتى صالحوه
قال وحدثني الحارث أو الحر بن كعب عن قيس قال
كنت مع خالد فأقبل حتى نزل بناحية بصرى (3) وقسم خيله فجعل على شطرها
المسيب بن نجبة وعلى الشطر الآخر رجلا كان معه من بكر بن وائل وذكر الحديث
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان (4) حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن

(1) في " ز ": " الحيري " بدلا من: " الخير بن ".
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ ولم أهتد إليها.
(3) تقدم التعريف بها، راجع معجم البلدان.
(4) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 649.
195

سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه عن سلمة عن أبي إدريس المرهبي (1) عن المسيب بن
نجبة بن ربيعة بن رباح الفزاري قتله خصفة بن ثقفة (2) بن ربيع بن الحارث بن تيم الله بن
ثعلبة
وفي نسخة خصفة بن نوف
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (3)
في الطبقة الأولى من أهل الكوفة المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رباح (4) بن غوث (5)
ابن هلال بن شمخ بن فزارة شهد القادسية وشهد مع علي مشاهده وقتل يوم عين الوردة
مع التوابين الذين خرجوا وتابوا من خذلان الحسين (6) فبعث الحصين بن نمير برأس
المسيب بن نجبة مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد الله بن زياد وبعث به عبيد الله بن زياد
إلى مروان بن الحكم فنصبه بدمشق
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أحمد بن الحسن والمبارك
وابن النرسي واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن
قالا أنا ابن عبدان أحمد (7) أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (8)
مسيب بن نجبة عن حذيفة قال عبد الله بن محمد نا معاوية بن عمرو نا أبو إسحاق
عن شريك عن أبي إسحاق قال سألت المسيب بن نجبة وعبد الله بن يزيد وسليمان بن
صرد عن الجعل فقالوا لا بأس به (9) إن لم يكن فعلت هذا من أجل هذا
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله بن عبد الملك قالا أنا ابن منة أنا حمد
إجازة

(1) واسمه سوار وقيل مساور الهمداني الكوفي، راجع ترجمته في تهذيب التهذيب 12 / 6.
(2) رسمها بالأصل والنسخ: " بعف " والمثبت عن المعرفة والتاريخ.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 6 / 216.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي ابن سعد: رياح.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي ابن سعد: عوف.
(6) تحرفت بالأصل إلى: الحسن والمثبت عن م، و " ز "، ود، وابن سعد.
(7) فوقها في " ز " ضبة.
(8) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 407.
(9) إلى هنا فقط في التاريخ الكبير.
196

ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
المسيب بن نجبة روى عن حذيفة روى عنه أبو إسحاق السبيعي ويقال إنه خرج
المسيب بن نجبة وسليمان بن صرد سنة خمس وستين يطلبون بدم الحسين بن علي فقتلا
سمعت أبي يقول ذلك
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا الدارقطني
وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قراءة
عن الدارقطني
قال المسيب بن نجبة الفزاري تابعي كان بالكوفة
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي زكريا البخاري
وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي نا نصر بن إبراهيم أنا أبو
زكريا
نا عبد الغني بن سعيد قال فنجبة بالنون والجيم المسيب بن نجبة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (2)
وأما نجبة أوله نون بعدها جيم مفتوحة وباء مفتوحة معجمة بواحدة المسيب بن نجبة
الفزاري تابعي كان روى عن علي وابنه الحسن بن علي وحذيفة حدث عنه السبيعي
وسلمة بن كهيل وسوار أبو إدريس
أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الزيدي أنا أبو الفرج محمد بن أحمد
ابن علان أنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد نا محمد بن القاسم بن زكريا نا عباد
ابن يعقوب أنا عمر بن شبيب عن محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي إدريس
عن المسيب بن نجبة عن علي قال
ألا إني محدثكم عن أهل بيتي ألا لا يغرنكم ابنا عباس من شئ (3) ألا ولا ابن

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 293.
(2) الاكمال لابن ماكولا 1 / 500 و 501.
(3) استدرك عن هامش الأصل وبعده صح، وليس موجودا في م، و " ز "، ود.
197

جعفر ألا وإني أراكم تطيفون بحسن والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو قد التقت حلقة
البطان ما أغنى عنكم في الحرب حبالة عصفور ألا وأما حسين فإنه منكم وأنتم منه ألا إن
هؤلاء القوم سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم وبخذلكم عن حقكم فليتعبدونكم كما
يتعبد الرجل عبده إذا شهد خدمه وإذا غاب عنه سبه حتى يقوم الباكيان الباكي لدينه والباكي
لدنياه وأيم الله لو قد فرقوكم تحت كل حجر لجمعكم الله لشر يوم لهم والذي فلق الحبة
وبرأ النسمة لو لم يبق من الدنيا غير يوم (1) واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك فيه رجل
منا فإن رأيتم ذلك اليوم ولم ترموا بسهم ولم ترموا بحجر ولم تطعنوا برمح فاحمدوا
الله فإن العاقبة للمتقين ألا وإن رأيتم أحدا من بني أمية غريقا في بحر ألا فطؤوا على رأسه
فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو لم يبق من بني أمية إلا رجل لبغى لدين الله شرا
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي أنا
أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل أنا أبي قال وقال حريث بن أبي مطر سمعت
سلمة يعني ابن كهيل يقول
جالست المسيب بن نجبة الفزاري في هذا المسجد عشرين سنة وناس من الشيعة
كثير فما سمعت أحدا منهم يتكلم في أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا بخير وما كان
الكلام إلا في علي وعثمان
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي أنا أبو الحسن محمد بن علي بن إبراهيم
أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي نا أحمد بن عمران نا موسى بن زكريا نا خليفة
ابن خياط قال (2)
وفيها يعني سنة خمس وستين وجه مروان عبيد الله بن زياد إلى العراق في ستين ألفا
في شهر ربيع الآخر
قال أبو اليقظان وأبو عبيدة وغيرهما قالوا إن سليمان بن صرد الخزاعي والمثنى بن
بشر بن مخربة (3) العبدي وسعد بن حذيفة اتعدوا أن يطلبوا بدم الحسين بن علي فخرج

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن م، و " ز "، ود.
(2) تاريخ خليفة بن خياط ص 262 (ت. العمري).
(3) بالأصل وبقية النسخ: " مخرمة " والمثبت عن تاريخ الطبري.
198

المثنى بن بشر بالبصرة وعسكروا بالزابوقة (1) موضع مدينة الزرق وعلى البصرة يومئذ عبد
الله بن الحارث فاجتمعت إليه القبائل فطلبوا إليه أن يخرج عنهم حيث أحب فلحق
بسليمان بن صرد وخرج سعد (2) بن حذيفة بالمدائن فسار ابن زياد فلقي سليمان بن صرد
ومعه التوابون بعين الوردة من بلاد الجزيرة في جمادى الآخرة فقتل سليمان بن صرد
والمسيب بن نجبة الفزاري وعبد الله بن وال التيمي تيم اللات بن ثعلبة
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا أبو
الحسين الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا الطبري قال (3)
حدثت عن هشام بن محمد قال قال أبو مخنف نا فروة بن لقيط عن مولى المسيب بن
نجبة الفزاري قال لقيته بالمدائن وهو مع شبيب بن يزيد الخارجي فجرى الحديث حتى
ذكرنا أهل عين الوردة
فقال هشام عن أبي مخنف قال حدثني هذا الشيخ عن المسيب بن نجبة قال والله ما
رأيت أشجع منه إنسانا قط ولا من العصابة التي كان فيهم ولقد رأيته يوم عين الوردة يقاتل
قتالا شديدا ما ظننت أن رجلا واحدا يقدر أنا يبلي ما أبلى ولا ينكأ في عدوه مثل ما نكأ
ولقد قتل رجالا قال وسمعته يقول قبل أن يقتل وهو يقاتلهم
* قد علمت ميالة الذوائب * واضحة اللبات والترائب
أني غداة الروع والتغالب * أشجع من ذي لبد مواثب
قطاع أقران مخوف الجانب
وقال المسيب بن نجبة فيما حكاه أبو زيد عمر بن شبة النميري له
* لست كمن خان ابن عفان منهم * ولا مثل من يعطي العهود فيغدر
ولكن نبغي جنة أتقي بها * لعل ذنوبي عند ربي تغفر
شهدت رسول الله بالحق قلما * يبشر بالجنات والنار ينذر *
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا أبو القاسم
ابن الأشقر نا البخاري نا عمر بن حفص نا أبي نا الأعمش نا عدي بن ثابت قال

(1) الزابوقة موضع قريب من البصرة (معجم البلدان).
(2) في " ز ": سعيد.
(3) رواه الطبري في تاريخه 5 / 599 حوادث سنة 65 ه‍.
199

سمعت سليمان بن صرد يقول وقتل مع المختار المسيب بن نجبة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري أنا أبو طاهر المخلص
إجازة أنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد أخبرني أبي حدثني
أبو عبيد قال
سنة خمس وستين فيها أصيب سليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة بعين
الوردة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو بكر
سليمان بن زبر قال
سنة خمس وستين قتل سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة الفزاري خرجا في أربعة
آلاف يطلبان بدم الحسين فوجه إليهما عبيد الله بن زياد شرحبيل بن ذي الكلاع فالتقوا
بعين الوردة في ربيع الأول فاقتتلوا فقتل سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة
7441 المسيب بن واضح بن سرحان
أبو (1) محمد السلمي الحمصي ثم التلمنسي (2) (3)
حدث عن أبي إسحاق الفزاري ويوسف بن أسباط وعبد الله بن المبارك وسفيان بن
عيينة وإسماعيل بن عياش ومعتمر بن سليمان ومروان بن معاوية الفزاري وبقية بن
الوليد وأبي البختري وهب بن وهب الأسدي ومبشر بن إسماعيل الحلبي ومحمد بن عمر
الكلاعي وعلي بن بكار وحفص بن ميسرة والمسيب بن شريك وعطاء بن مسلم
الخفاف الحلبي ومخلد بن حسين وحجاج بن محمد الأعور
روى عنه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم الإخميمي الزاهد والعباس بن حمزة
المذكر وأبو بكر الباغندي وابن أبي داود والفضل بن عبد الله بن مخلد والحسن بن

(1) تحرفت في " ز " إلى: ابن.
(2) التلمنسي نسبة إلى تل منس، ومنس بفتح الميم وتشديد النون وفتحها، وهو حصن قرب معرة النعمان بالشام
(معجم البلدان) ونقل عن ابن عساكر أنها قرية من قرى حمص.
(3) ترجمته في معجم البلدان (تل منس)، وميزان الاعتدال 4 / 116 والجرح والتعديل 8 / 294 ولسان الميزان 6 / 40
والمغني في الضعفاء 2 / 659 والكامل في ضعفاء الرجال 6 / 387.
200

سفيان والقاسم بن الليث الراسبي (1) وأبو عروبة الحراني والحسين بن عبد الله القطان
الرقي وأبو خولة الميمون (2) بن مسلمة ومحمد بن تمام بن صالح البهراني والحسين بن
إبراهيم السكوني وسعد بن محمد العكي ومحمد (3) بن بشر القزاز وإبراهيم بن يوسف
الهسجاني (4) ويوسف بن بحر بن عبد الرحمن ومحمد بن جعفر بن يحيى بن رزين وأبو
زرعة وأبو حاتم الرازيان وأحمد بن محمد بن الوليد المري وبقي بن مخلد الأندلسي
وسمع منه بصور (5)
واجتاز بدمشق أو بساحلها في طريقه إلى صور
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا عبدان وعبد الله بن محمد بن سلم (6) المقدسي وأبو عروبة الحسين بن أبي
معشر الحراني وأبو بكر الباغندي ومحمد بن تمام الحمصي وابن رزين الحمصي
وعدة قالوا أنا المسيب بن واضح نا يوسف بن أسباط نا سفيان عن محمد بن
المنكدر عن جابر قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم) مداراة الناس صدقة [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو القاسم التنوخي نا القاضي أبو الحسن علي بن
الحسن بن علي الجراحي (7) نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث
ح وأخبرنا أبو عبد الله الأديب أنا أبو طاهر بن محمد أنا أبو بكر بن المقرئ نا
أبو عروبة الحراني قالا نا المسيب بن واضح نا حفص بن ميسرة عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر قال
توضأ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال أبو عروبة النبي (صلى الله عليه وسلم) مرة مرة وقال هذا وضوء من لا
يقبل الله له وقال أبو عروبة من لا يقبل له صلاة إلا به ثم توضأ مرتين مرتين وقال
هذا وضوء من يضاعف الله له وقال أبو عروبة يضاعف له الأجر زاد عبد الله

(1) في " ز ": الراسيبي.
(2) مكانها بياض في م.
(3) مكان بياض في م.
(4) كذا بالأصل ود، وفي " ز ": " المستجابي " وفي م: السجستاني.
(5) في " ز ": " منصور " تحريف.
(6) في م، و " ز "، ود: " مسلم " وبالأصل: " سالم " تصحيف والصواب ما أثبت، ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 /
306.
(7) في " ز ": " علي بن الحسن بن الحراجني ".
201

مرتين ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال هذا وضوئي ووضوء المرسلين قبلي وفي حديث أبي
عروبة ثم قال في المواضع الثلاثة [* * * *]
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
المسيب بن واضح حمصي الأصل روى عن أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك
وعطاء بن مسلم ومخلد بن حسين ومعتمر بن سليمان وحجاج بن محمد سمعت أبي
يقول ذلك
قال أبو محمد روى عنه أبي وأبو زرعة
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو محمد المسيب بن واضح بن قريش بن سرباح بن معتمر السلمي سمع أبا إسحاق
إبراهيم بن محمد الفزاري وأبا بشر الوليد بن محمد الموقري سمع منه أبو داود سليمان بن
الأشعث السجستاني قال لنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد المروزي قال لنا أبو
نصر هبة الله بن عبد الجبار بن فاخر بن معاذ السجزي الحافظ بسجستان وأما المسيب بن
واضح بن سرحان فهو شيخ جليل ثقة من تبع الأتباع يعني للتابعين كنيته أبو محمد
الحمصي من أهل تلمنس قرية بحمص يروي عن ابن المبارك وحفص بن ميسرة روى
عنه الحسن بن سفيان وأبو عروبة الحراني مات سنة ست وأربعين ومائتين وكان يخطئ
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي قال (2) سمعت عبدان يقول كان عبد الوهاب يعني ابن الضحاك
يقول قد سمعت حديث إسماعيل بن عياش كله فاقرأه (3) علي قال وكان محمد بن عوف
يحسن القول فيه

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 294.
(2) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 5 / 295 ضمن ترجمة عبد الوهاب بن الضحاك.
(3) بالأصل: " فاروه " والمثبت عن م، و " ز " ود، وابن عدي.
202

قلت لعبدان أيما أحب إليك هو أو المسيب فقال كلاهما سواء
قال وأنا أبو أحمد (1) قال سمعت أبو عروبة يقول كان المسيب بن واضح لا
يحدث إلا بشئ يعرفه و (2) يقف عليه
قال وكان أبو عبد الرحمن النسائي حسن الرأي فيه ويقول الناس يؤذوننا فيه أي
يتكلمون فيه
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (3) قال سمعت أبي وسئل عنه فقال صدوق كان يخطئ
كثيرا فإذا قيل له لم يقبل
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ
أخبرني علي بن محمد المروزي قال سألت أبا علي صالح بن محمد البغدادي عن المسيب
ابن واضح فقال لا يدري أي طرفيه أطول لا يدري أيش (4) يقول ويوسف بن أسباط
صدوق
أنبأنا أبو المظفر بن القشيري عن أبي سعيد محمد بن علي أنا أبو عبد الرحمن
السلمي قال سألت أبا الحسن الدارقطني عن المسيب بن واضح فقال ضعيف
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي قال (5)
والمسيب بن واضح له حديث كثير عن شيوخه وعامة ما خالف فيه الناس هو ما
ذكرته وأرجو أن باقي حديثه مستقيم صالح وهو ممن يكتب حديثه وهذا الذي ذكرته (6)
لا يتعمده بل كان يشبه عليه وهو لا بأس به

(1) الكامل لابن عدي 6 / 387.
(2) زيادة عن ابن عدي.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 294.
(4) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن " ز "، وم، ود.
(5) الكامل لابن عدي 6 / 389.
(6) من قوله: وأرجو.. إلى هنا ليس في الكامل لابن عدي.
203

قال وأنا أبو أحمد قال (1) سمعت الحسين بن عبد الله القطان يقول سمعت المسيب
ابن واضح يقول خرجت من تل منس وأنا أريد مصر إلى ابن لهيعة فلما صرت إلى مصر
أخبرت بموته فسمعت من إسماعيل بن عياش
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو بكر الجوزقي
قال سمعت أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي يقول سمعت نوح بن هشام أبا
عصمة جوزجاني يقول
كنت عند المسيب بن واضح بالشام فقلت يا أبا محمد يحكى عندنا بخراسان عن
ابن المبارك أنه قال الإسناد من الدين لولا الإسناد لحدث من شاء من الناس بما شاء هل
سمعتها منه قال لا ولكن اكتب حتى أملي عليك حكاية في هذا الباب لا تكتبها اليوم عن
أحد غيري فقلت هات فقال سمعت ابن المبارك وسأله رجل فقال ما تقول يا أبا عبد
الرحمن من طلب العلم لله هل له أن يشدد في الإسناد قال نعم من طلب العلم لله ينبغي
له أن يكون في الإسناد أشد وأشد لأنك تجد ثقة يروي عن ثقة وغير ثقة يروي عن ثقة
حتى تجد ثقة يروي عن ثقة
ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي (2)
أن المسيب بن واضح مات سنة ست وأربعين ومائتين
بعث إلي أبو المغيث منقذ ابن أبي سلامة مرشد بن علي بن المقلد بن منقذ كتابا كان
لأبيه جمعه أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب قال (3)
وفيها يعني سنة سبع وأربعين ومائتين توفي مسيب بن واضح التلمنسي السلمي غزة
المحرم وسنه تسع وثمانون سنة ودفن بتل منس وكان مسندا وله عقب نحاس (4)

(1) الكامل لابن عدي 6 / 387.
(2) في " ز ": الفروي.
(3) معجم البلدان (تل منس).
(4) تحرفت في أثناء الخبر في معجم البلدان إلى: " نحاس ". وفيه في مادة: حاس، بالسين المهملة، في أرض
المعرة.
204

ذكر من اسمه (1) مشرف (2)
7442 مشرف بن مرجى بن إبراهيم أبو المعالي المقدسي الفقيه
سمع بدمشق أبا الحسن بن السمسار وابن عوف والعتيقي وأحمد بن عبد الله
والمسدد بن علي الأملوكي وأبا القاسم بن الطبيز الحلبي وأبا صالح محمد بن عدي بن
الفضل السمرقندي وعبد الوهاب بن الحسين بن برهان بصور وأبا مسلم محمد بن عمر
الأصبهاني والقاضي أبا بكر محمد بن داود بن مصحح العسقلاني وأبا الحسن عبد الوهاب
ابن جعفر بن أبي الكرام وسكن بن محمد بن جميع وأبا القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر
الصواف المصري وعبد العزيز بن بندار الشيرازي وأبا الحسن بن صخر الأزدي وأبا
العباس إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن النحاس وأبا بكر محمد بن الحسن
الشيرازي وأبا الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي وغيرهم
روى عنه سهل بن بشر وأبو الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم العاقولي وأبو
طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر الطوسي وأبو الحسن علي بن عبد الملك بن الحسين بن
عبد الملك بن الفضل الديبقي (3) الفقيه نزيل عكا
أخبرنا أبو طاهر إسماعيل بن نصر بن أبي نصر إجازة شافهني بها ثم حدثنا أبو
القاسم وهب بن سلمان بن أحمد عنه أنا أبو المعالي المشرف بن مرجى بن إبراهيم قراءة
عليه بصور سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة نا أبو أحمد محمد بن أحمد بن سهل القيساري
بقيسارية قلت له قرئ على أبي جعفر أحمد بن حميد بن معافى وأنت تسمع في ذي
القعدة من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة فأقربه حدثكم أبو محمد عبد الرحمن بن الفضل
الرازي نا أحمد بن يحيى الأودي الكوفي نا إسحاق بن منصور نا حسن بن صالح
وهريم عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن فاطمة ابنة الحسين وهي أم عبد الله عن
فاطمة الكبرى عليها السلام قالت
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال اللهم اغفر لي

(1) زيادة منا.
(2) زيادة عن " ز "، وم، ود.
(3) كذا رسمها بالأصل و " ز "، ود، وفي م: الديبلي.
205

ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج صلى على محمد (1) النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال اللهم
اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك [* * * *]
قال وأنا المشرف أنا أبو الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني (2) بقراءتي عليه
قلت له حدثكم أبو العباس محمد بن موسى فأقر به نا محمد بن خريم نا هشام بن
عمار نا معاوية بن يحيى الطرابلسي نا أرطأة عن جدته عن أبي الدرداء قال قال رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
أهل الشام أزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل
الله فمن احتل منها مدينة من المدائن فهو في رباط ومن احتل منها ثغرا من الثغور فهو في
جهاد [* * * *]
قال ابن عساكر (3) كذا قال عن جدته وهو تصحيف وصوابه عن من حدثه وقال
أخرجته في أبواب فضائل الشام على الصواب
7443 مشكان (4) أبو عمرو ويقال أبو عمر الدمشقي
سمع أبا الدرداء
حكى عنه عبد الله (5) بن أبي زكريا الخزاعي وعبد الله بن الوليد
أنبأنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي وغيره قالوا أنا أبو القاسم
ابن أبي العلاء أنا عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر
ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الغزال (6) المكي بمكة شفاها نا عبد
العزيز الكتاني أنا تمام بن محمد وعبد الوهاب الميداني وعبد الرحمن بن محمد بن
يحيى بن ياسر قالوا أنا أبو عبد الله (7) بن مروان أنا أبو عبد الملك البسري نا أبو النضر

(1) ليست في م، و " ز "، ود.
(2) تحرفت بالأصل وم و " ز " إلى: المري، والمثبت عن د، راجع ترجمته في سير الاعلام 17 / 550.
(3) زيادة منا.
(4) ضبطت عن الاكمال لابن ماكولا 7 / 197 وفيه: مشكان بالشين المعجمة وضم الميم.
(5) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(6) مشيخة ابن عساكر 192 / أ. وبالأصل و " ز " ود: " العزال " وفي م: " الغزال ".
(7) بالأصل: " عبد الله أبو " وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
206

إسحاق بن إبراهيم نا رشدين نا الوليد بن سليمان التجيبي عن عبد الله بن الوليد عن أبي
عمر مشكان عن أبي الدرداء
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إني فضلت بأربع جعلني وأمتي نصف في الصلاة كما تصف
الملائكة وجعل الصعيد لي وضوءا وجعلت الأرض كلها لي مسجدا وأحلت لي
الغنائم [* * * *]
رواه يزيد بن محمد بن عبد الصمد عن أبي النضر عن رشدين بن سعد فقال عن
أبي عمرو مشكان الدمشقي
قال ابن عساكر (1) وهو الصواب
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة أنا
سليمان بن أحمد الطبراني نا هارون بن ملول المصري نا أبو عبد الرحمن المقرئ نا
سعيد بن أبي أيوب حدثني عبيد الله بن الوليد عن مشكان أبي عمرو الدمشقي عن أبي
الدرداء
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إني فضلت بأربع جعلت أنا وأمتي في الصلاة كما تصف
الملائكة وجعل الصعيد لي وضوءا وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي
الغنائم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن هبة الله
قالا أنا ابن الفضل أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه أنا يعقوب بن سفيان (2)
حدثني سعيد بن أسد نا ضمرة عن علي بن أبي حملة قال
كنت في مجلس ابن أبي زكريا الدمشقي فذكر مشكان الدمشقي وكان جليسا لأبي
الدرداء فقالوا إنه لرجل صالح من رجل يحب السلطان فقال اللهم غفرا (3) لقد رأيتنا
معه في القوادس (4) في البحر واشتد علينا فتقلد مصحفه ثم جاءني فضرب فخذي فقال يا

(1) زيادة منا.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 378 - 379.
(3) في المعرفة والتاريخ: عذرا.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المعرفة والتاريخ: " القوارس ". والقوادس: جمع قادس، وهي السفينة العظيمة
(تاج العروس.
207

ابن أبي زكريا أي شئ تخاف وددت أنها تجلجل بي وبك إلى يوم القيامة
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في
كتابه نا ابن أبي عاصم نا إبراهيم بن محمد بن يوسف نا ضمرة عن ابن أبي حملة (2)
قال ذكر عند ابن أبي زكريا مشكان وكان جليسا لأبي الدرداء فقالوا إنه يجلس إلى
السلطان فقال غفرا دعوه عنكم فقد رأيته معنا في البحر ونحن في القوادس (3) وقد اشتد
علينا البحر وهمتنا أنفسنا فتقلد مصحفه ثم جاءني فقال يا بن أبي زكريا وددت أنه
يجلجل بي وبك إلى يوم القيامة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عمرو
مشكان الدمشقي عن أبي الدرداء روى عنه عبد الله بن الوليد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
ابن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن عمير
قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية ومشكان الدمشقي
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (4)
أما مشكان بالشين المعجمة وضم الميم (5) فهو مشكان الدمشقي في الطبقة الثانية من
تابعي أهل الشام ذكره ابن سميع وكان جليسا لأبي الدرداء (6)

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 5 / 151 ضمن ترجمة عبد الله بن أبي زكريا.
(2) تحرفت في حلية الأولياء إلى: ابن أبي جميلة.
(3) تحرفت في الحلية إلى: الفراديس.
(4) الاكمال لابن ماكولا 7 / 197.
(5) زيادة لازمة للايضاح عن الاكمال.
(6) سقطت من الأصل، واستدركت عن م، و " ز "، ود، والاكمال.
208

/ ذكر من اسمه (1) مصاد (2)
7444 مصاد بن زهير الكلبي
من وجوه بني كلب كان ينزل المزة وهو أبو معاوية والوليد ويزيد وعبد الرحمن بني
مصاد ولمصادر يقول الشاعر
* حبذا ليلتي بمزة كلب * غال عني بها الكوانين غول
بت ألهو بها وعندي مصاد * أنه لي وللكرام وصول *
ذكر من اسمه مصعب
7445 مصعب بن أيوب
حرسي كان لعمر بن عبد العزيز
حكى عن عمر بن عبد العزيز
روى عنه المغيرة بن المغيرة الرملي والحكم بن سليمان بن أبي غيلان
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الكتاني
ح وأخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنا جدي أبو عبد الله
قالا أنا أبو بكر محمد بن عوف بن أحمد المزني (3) أنا أبو العباس محمد بن موسى
ابن الحسين بن السمسار أنا أبو بكر محمد بن خريم نا هشام بن عمار نا المغيرة بن
المغيرة نا مصعب بن أيوب قال
كنت في حرس عمر بن عبد العزيز وكنت قائما على رأسه إذ دخل عليه رجل من
قريش من أهل المدينة ونبطي ينازعه في أرض فاختصما إلى عمر قال محمد بن خالد
زاد ابن أبي الحديد ابن الوليد وقالا ابن عقبة بن أبي معيط للنبطي وهو يظن أن عمر لا
يأبه لما أراد صدق أمير المؤمنين ليكسر النبطي ويريد أن يخصمه من يرفده عند عمر

(1) زيادة منا.
(2) زيادة عن م، و " ز "، ود.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " المزي " وفي م، و " ز "، ود إلى: " المري " والصواب ما أثبت.
209

فأقبل عليه عمر فقال أعندي ترفده والله لقد كنت أنكر هذا قبل أن تنصل هذه يشير
بأصبعه يخطط بها لحيته ثم قال قم فأقامه من المجلس وأتبعه رسولا يرحله من
العسكر
7446 مصعب بن الربيع الخثعمي
كاتب مروان بن محمد
حكى عن مروان وعبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس
حكى عنه مسلم بن المغيرة
قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله عن عبد العزيز بن أحمد أنا
عبد الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنا محمد بن
جرير الطبري قال (1) ذكر مسلم بن المغيرة عن مصعب بن الربيع الخثعمي وهو أبو موسى
ابن مصعب وكان كاتبا لمروان قال
لما انهزم مروان وظهر عبد الله بن علي الشام طلبت الأمان فامنني فإني يوما
جالس عنده وهو متكئ إذ ذكر مروان وانهزامه فقال أشهدت القتال قلت نعم أصلح
الله الأمير فقال حدثني عنه قال قلت لما كان ذلك قال لي أحزر القوم فقلت إنما أنا
صاحب قلم ولست بصاحب حرب فأخذ يمنة ويسرة ونظر فقال لي هم اثنا عشر ألفا
فجلس عبد الله وقال ما له قاتله الله ما أحصى الديوان يومئذ فضلا على اثني عشر ألف
رجل
7447 مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى
ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
أبو عيسى ويقال أبو عبد الله الأسدي الزبيري (2)
حكى عن عمر بن الخطاب وأبيه الزبير بن العوام

(1) رواه الطبري في تاريخه 7 / 439.
(2) ترجمته في نسب قريش (الفهارس)، وتاريخ بغداد 13 / 105 والأغاني 19 / 122 فوات الوفيات 4 / 143 والجرح
والتعديل 8 / 303 والتاريخ الكبير للبخاري 7 / 350 وسير أعلام النبلاء 4 / 140 وتاريخ الاسلام للذهبي (حوادث
سنة 61 - 80) ص 524 وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمته.
210

روى عنه الحكم بن عتيبة
ووفد على معاوية وكان أخوه عبد الله بن الزبير ولاه البصيرة ثم عزله بابنه حمزة ثم
ولاها إياه ثانية وجمع له معها الكوفة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام قالا
أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة أنا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد
أنا شعبة عن الحكم
أن رجلا من عبد القيس كان يدخل على امرأة فنهاه زوجها عن ذلك وأشهد عليه
أهل المجلس فجاء يوما فرآه في بيته فقتله فرفع إلى مصعب بن الزبير فقال لولا أن عمر
ابن الخطاب عقل هذا ما عقلته فوداه
أخبرنا أبو الفرج غيب بن علي أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو يعلى أحمد بن عبد
الواحد بن محمد الوكيل أنا أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي الكوفي أنا أبو بكر
الدارمي عن عمه عن أبي عكرمة قال قال جرير بن حازم
قدم على معاوية شباب من أهل المدينة من قريش وافدين فيهم عمرو بن سعيد
وعبد الملك بن مروان وعبد الرحمن ابن أم الحكم ومصعب بن الزبير فأنزلهم في منازل
حسنة وأكرمهم ووافق ذلك قدوم زياد عليه فقال له معاوية يا أبا المغيرة إنه قدم علي
شباب من قومي يزعم أهل المدينة وغيرهم أنهم يعني أفضل من وراءهم فائت كل رجل
منهم حتى تسأله وتجالسه وتبلو ما عنده ثم انصرف فعرفني
فجعل زياد يزور كل واحد منهم فيتحدث عنده ساعة ومنهم من يتحدث عنده يوما
وليلة ثم أتاه فقال صفهم لي ولا تسمهم فقال أما رجل منهم فبسيط اللسان حسن
العقل لم يدع التيه فيه فضلا وهو خليق أن يطلب هذا الأمر يوما فتعطيه قال هو والله
عمرو بن سعيد قال هو هو
قال ورجل له مثل عقله حسن اللسان إلا أن لصاحبه فضل حلاوة عليه فذكر العفة
ويتحظى بها وهو خليق أن يبلغ غايته في نفسه قال هو والله عبد الملك قال هو هو
قال ورجل آخر هو أحيا من فتاة مخدرة حيية وهو أحبهم إلي لك أن تصطنعه
قال هذا والله مصعب بن الزبير قال هو هو
211

قال وكيف رأيت عبد الرحمن قال قد غلب عليه قول (1) الشعر وذهب به قال
لعن الله من لا يموت دونك
أخبرنا أبو البركات بن المبارك وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنا أبو طاهر أحمد
ابن الحسن زاد ابن المبارك وأحمد بن الحسن بن خيرون قالا أنا محمد بن الحسن أنا
محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط قال (2)
مصعب بن الزبير بن العوام أمه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن حصين بن ربيع بن منقذ
ابن حبيب (3) بن عليم بن جناب (4) بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن كلب بن
وبرة يكنى أبا عبد الله قتل سنة اثنتين وسبعين
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا وأبو الحسين بن الفراء قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (5)
في تسمية ولد الزبير قال ومصعب وحمزة ورملة بني الزبير تزوجت رملة بنت
الزبير عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فولدت له عبد الله وسعيدا ابني عثمان ثم
خلف عليها خالد بن يزيد (6) بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس
فولدت له غلامين (7) انقرضا صغيرين لا عقب لهما وأمهم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن
مصاد (8) بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل من كلب (9) وكان يسمى آنية النحل من كرمه
وجوده
قال الزبير حدثني خالد بن وضاح قال قال الشاعر (10)

(1) استدركت على هامش " ز "، وبعدها صح.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 421 رقم 2067.
(3) قوله: " بن حبيب " سقط من طبقات خليفة.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي طبقات خليفة: خباب.
(5) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 236.
(6) قوله: " بن يزيد " مكانه بياض في م.
(7) استدركت اللفظة على هامش " ز "، وبعدها صح.
(8) في نسب قريش: بن مصاد بن حصن بن كعب.
(9) في " ز ": بن كليب.
(10) الأبيات في ثمار القلوب ص 508 رقم 829.
212

* لا تحسب السلطان عارا عقابها * ولا ذلة عند الحفائظ في الأصل
فقد قتل السلطان عمروا ومصعبا * قريعي قريش واللذين هما مثلي
عماد بني العاص الرفيع عمادها * وقرم بني العوام آنية (1) النحل *
ولي العراقين لأخيه عبد الله بن الزبير وكان شجاعا ممدحا له يقول عبيد الله بن
قيس الرقيات (2)
* إنما مصعب شهاب من الله * تجلت عن وجهه الظلماء
ملكه ملك عزة ليس فيها * جبروت منه ولا كبرياء (3)
يتقي الله في الأمور وقد أف * لح من كان همه الاتقاء *
وقال له عبيد الله بن قيس الرقيات (4)
* لولا الإله ولولا مصعب لكم * بالطف قد ضاعت الأحساب والذمم
أنت الذي جئتنا والدين مختلس * والحر معتبد والمال مقتسم
ففرج الله عمياها وأنقذنا * بسيف أروع في عرنينه شمم
من هبزري قريش يستضاء به * مبارك فلقت (5) عن وجهه الظلم
مقلص بنجاد السيف فضله * فعل الملوك ولا عيب ولا قرم
في حكم لقمان يهدي مع نقيبته * يرمي به الله أعداء وينتقم
بكل أجرد مشدود رجالته * وكل جرد ألم يقصر لها الحزم
وبيته الشرف الأعلى سوابقها (6) * في الدارعين إذا ما سألت الخذم *
وقال أحد الكلبين يذكر ولادة من ولده
* وعبد العزيز قد ولدنا ومصعبا * وكلب أب للصالحين ولود *
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي

(1) بالأصل: " وآنية " والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(2) الأبيات في ديوانه من قصيدة ص 91 (ط. صادر بيروت). وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80 ص 525)
والشعر والشعراء 2 / 450 والأغاني 5 / 79 والعقد الفريد 2 / 173.
(3) روايته في الديوان:
ملكه ملك قوة ليس فيه جبروت ولا به كبرياء
(4) الأبيات ليست في ديوانه (ط. صادر، بيروت) وهي في تاريخ الاسلام ص 525 منسوبة له.
(5) في " ز ": فقلت.
(6) في تاريخ الاسلام: سوابغها.
213

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى
قالا أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي نا محمد بن مخلد بن حفص قال
قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش
مصعب بن الزبير يكنى أبا عبد الله وذكره في تسمية من ولي العراق وجمع له
المصران
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية نا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (1)
وكان للزبير من الولد مصعب وحمزة ورملة وأمهم الرباب بنت أنيف بن عبيد بن
مصاد بن كعب بن عليم بن جناب من كلب
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمرو بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم قال وقرئ على سليمان بن إسحاق بن الخليل نا
الحارث بن أبي أسامة قالا نا محمد بن سعد قال (2)
في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (3) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال (4)
مصعب بن الزبير بن العوام قتل بالعراق سنة اثنتين وسبعين ويكنى أبا عبد الرحمن
ولم يكن له ابن يسمى عبد الله حدثني بذلك كله مصعب بن عبد الله الزبيري
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا
أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (5)
مصعب بن الزبير بن العوام أبو (6) عبد الله القرشي الأسدي قتل سنة إحدى وسبعين

(1) طبقات ابن سعد 3 / 100.
(2) طبقات ابن سعد 5 / 182.
(3) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليست في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 350.
(6) مكانها بياض في م.
214

قاله الحسن بن واقع عن ضمرة بن ربيعة (1)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا أبو
القاسم بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل قال
كنية مصعب بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي أبو عبد الله ويقال للزبير أيضا أبو
عبد الله فلا أدري كنيته محفوظة أم لا
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (2)
مصعب بن الزبير بن العوام أبو عبد الله القرشي الأسدي قتل بالعراق سنة إحدى
وسبعين وفتك به يزيد بن هبار (3) الفائشي وكان من أصحابه سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول
أبو عبد الله مصعب بن الزبير بن العوام عن أبيه
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد
الله مصعب بن الزبير بن العوام
أخبرنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه أنا
أبو أحمد الحاكم قال
أبو عبد الله مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي
الأسدي وأمه الرباب بنت أنيف بن عبيد بن حصين بن ربيع بن منقذ بن حبيب بن عليم بن
جناب بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن كلب بن وبرة عن أبيه وسعد بن

(1) الزيادة عن التاريخ الكبير.
(2) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 303.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي الجرح والتعديل: ظبيان.
215

مالك أبي سعيد الخدري روى عنه أبو محمد عمرو بن دينار الجمحي وأبو عبد الله
إسماعيل بن أبي خالد
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1)
مصعب بن الزبير بن العوام بن (2) خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب
أبو عبد الله وأمه الرباب بنت أنيف الكلبية كان من أحسن الناس وجها وأشجعهم قلبا
وأسخاهم كفا وولي إمارة العراقين وقت دعي لأخيه عبد الله بن الزبير بالخلافة فلم يزل
كذلك حتى سار إليه عبد الملك بن مروان فقتله بمسكن (3) في موضع قريب من أوانا (4) على
نهر دجيل عند دير الجاثليق (5) وقبره إلى الآن معروف هنالك
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب بن البناء قالوا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا
أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
فأما مصعب بن الزبير فإن عمي مصعب بن عبد الله أخبرني أنه كان من جلساء أبي
هريرة وكان من أحسن الناس وجها
قال ونا الزبير أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهراني وغيره
أن جميلا نظر إلى مصعب بن الزبير على جبال عرفة فقال إن ها هنا لفتى أكره أن تراه بثينة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور بن العطار
قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا الأصمعي نا عمر
ابن أبي زائدة قال قال الشعبي ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب بن الزبير (6)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا
أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب بن الحارث أنا ابن أبي

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 105.
(2) الزيادة لازمة عن تاريخ بغداد.
(3) مسكن، راجع معجم البلدان 5 / 127.
(4) أوانا بليدة نزهة من نواحي دجيل، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت (راجع معجم البلدان).
(5) دير الجاثليق: دير قديم، ناحية مسكن قرب بغداد في غربي دجلة وهو رأس الحد بين السواد وأرض تكريت
(معجم البلدان).
(6) تاريخ الاسلام (ترجمته) ص 525 وسير الاعلام 4 / 141.
216

زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد قال (1)
ما رأيت أميرا قط على منبر أحسن من مصعب بن الزبير
قال ابن عساكر (2) ابن أبي زائدة هذا هو يحيى أخو عمر
أخبرنا أبو البركات أيضا (3) أنا أبو بكر أحمد (4) بن المظفر أنا أبو الحسن العتيقي
أنا يوسف بن أحمد أنا أبو جعفر العقيلي نا محمد بن عيسى نا عمر بن شبة نا أبو نعيم
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة وما هو بأهل أن أحدث عنه عن إسماعيل بن أبي خالد
قال ما رأيت أميرا (5) على منبر أحسن من مصعب بن الزبير
أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد
عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر وأبو الحسن بن
العلاف قالا أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران أنا أحمد بن إبراهيم أنا
محمد بن جعفر الخرائطي نا عمر بن شبة نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا يحيى بن أبي
زكريا عن إسماعيل بن أبي خالد قال
ما رأيت أميرا قط أحسن من مصعب بن الزبير
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم إجازة إن لم يكن سماعا أنا
سهل بن بشر الإسفرايني أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن محمد إجازة أنا أبو
محمد (6) الحسن رشيق العسكري نا أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي نا أبو أمية
الطرسوسي نا الأصمعي نا أبو هلال قال
قلت للحسن من أجمل أهل البصرة فقال لي مصعب بن الزبير وابن أبي عثمان
يعني رجلا من بني أمية أظنه عبيد الله بن زياد

(1) تاريخ الاسلام ص 525 وسير الاعلام 4 / 141.
(2) زيادة منا.
(3) مكانها بياض في م.
(4) مكانها بياض في م.
(5) سقطت من الأصل واستدركت للايضاح عن م، و " ز "، ود.
(6) سقطت من الأصل واستدركت عن م، وز، ود.
217

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني نا
أبو أحمد الحريري نا أحمد بن الحارث الخراز (1) عن المدائني قال (2)
كان مصعب بن الزبير يحسد على الجمال فنظر يوما وهو يخطب إلى أبي خيران
الحماني فصرف وجهه عنه ثم دخل ابن جودان الجهضمي فسكت وجلس ودخل الحسن
ابن أبي الحسن فنزل عن المنبر
أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرني أبو المعمر عنه
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي وأبو الحسن قالا أنا عبد
الملك بن محمد أنا أحمد أنا الخرائطي نا عمر بن شبة نا الوليد بن هشام قال
كان مصعب بن الزبير يحسد الناس على الجمال فإنه ليخطب الناس بالبصرة إذ أهل (3)
ابن جودان من ناحية الأزد فأعرض بوجهه عن تلك الناحية إلى ناحية بني تميم فأقبل ابن
خيران من تلك الناحية فأعرض ببصره عنها ورمى ببصره إلى مؤخر المسجد فأقبل الحسن
البصري من مؤخر المسجد فأفف مصعب ونزل عن المنبر
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (4)
ولى ابن الزبير يعني المدينة عبد الله (5) بن عبد الله بن أبي ثور ثم الحارث بن
حاطب الجمحي ثم جابر بن الأسود (6) عن مصعب بن الزبير ثم عمرو (7) بن المنذر ثم
وهب بن أبي مغيث
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (8) نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن زيد

(1) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(2) الخبر في تاريخ الاسلام (ترجمته) ص 525 - 526 ومختصرا في سير الاعلام 4 / 141.
(3) كذا بالأصل، وفي م، و " ز "، ود: " أقبل ".
(4) ليس في تاريخ خليفة بن خياط المطبوع الذي بين يدي (تحقيق العمري).
(5) كذا بالأصل وم و " ز " ود، وفي " ز ": عبيد الله.
(6) في " ز ": الاهوز.
(7) في " ز ": عمر.
(8) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 176 ضمن ترجمة عروة بن الزبير، وفيها: حدثنا أحمد بن بندار قال:
ثنا عبد الله بن سليمان الأشعث قال: ثنا سليمان بن معبد قال ثنا الأصمعي... والباقي كالأصل والنسخ. ورواه
الذهبي في تاريخ الاسلام (ترجمته) ص 526 وسير الاعلام 4 / 141.
218

بن الحريش نا أبو حاتم السجستاني نا الأصمعي نا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه
قال
اجتمع في الحجر مصعب وعروة وعبد الله بنو الزبير وعبد الله بن عمر فقالوا
تمنوا فقال عبد الله بن الزبير أما أنا فأتمنى الخلافة وقال عروة أما أنا فأتمنى أن يؤخذ
عني العلم وقال مصعب أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة
بنت الحسين وقال عبد الله بن عمر أما أنا فأتمنى المغفرة قال فنالوا (1) كلهم ما تمنوا
ولعل ابن عمر قد غفر له
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور عبد الباقي
ابن محمد قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا
الأصمعي نا سلمة بن بلال عن أبي رجاء العطاردي قال
ثم ولى عبد الله بن الزبير على البصرة مصعب بن الزبير ثم عزله وولى حمزة بن عبد
الله بن الزبير وكان جوادا سخيا مخلطا فظهرت منه خفة وضعف قال الأصمعي ونزل
على علي بن أصمع فشكا فعزله ثم ولى مصعبا الثانية في شهر رمضان سنة سبع وستين
فأقام سنة ثم شكا فعزله
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (2)
وفيها يعني سنة سبع وستين جمع عبد الله بن الزبير العراق لأخيه مصعب بن الزبير
قال خليفة (3) سنة ثمان وستين فيها عزل عبد الله بن الزبير مصعبا على العراق
وجمعها لابنه حمزة بن عبد الله
قال خليفة (4) وفي سنة تسع وستين فيها عزل ابن الزبير ابنه حمزة عن العراق وجمعها
لمصعب بن الزبير فأقام بها يعني بالكوفة مصعب نحوا من سنتين ثم انحدر إلى البصرة

(1) في حلية الأولياء: فقالوا.
(2) ليس الخبر في تاريخ خليفة بن خياط في حوادث سنة 67 ه‍. وقد ورد في تاريخ الاسلام ص 526 نقلا عن خليفة،
لكنه أرخ ذلك سنة 69، وليس في تاريخ خليفة في حوادث سنة 69 أي ذكر له.
(3) أيضا قوله هذا ليس في تاريخ خليفة.
(4) والخبر التالي أيضا ليس في تاريخ خليفة.
219

واستخلف القباع الحارث بن عبد الله المخزومي ثم رجع مصعب فلم يزل بها حتى قتل
وسار مصعب يريد الشام وسار عبد الملك يريد العراق فأتى مصعب باجميرى (1)
أقصى عمل العراق وأتى عبد الملك بطنان حبيب (2) أقصى عمل الشام إلى العراق وهجم
عليهما الشتاء فرجعا وكذلك كانا يفعلان في كل عام حتى قتل مصعب وفي ذلك يقول
* أبيت يا معصب إلا سيرا * في كل عام لك باجميرى (3) *
قال فحدثني الوليد بن هشام حدثني أبي عن جدي قال ولى عبد الله بن الزبير أخاه
مصعبا العراق خمس سنين فولي نحوا من سنة ثم عزله وولى ابنه حمزة فعزل حمزة وأعاد
مصعبا سنة تسع وستين
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال
وحدثني محمد بن حسن عن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه عن جده
قال
ما رأيت الملك بأحد قط أليط (4) منه بمصعب بن الزبير (5) وما كانت سكينة بنت
الحسين تسميه إلا الأمير حتى ماتت
قال ونا الزبير حدثني محمد بن فضالة عن صالح بن كيسان وعن عبد الله بن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قالا
قدم وفد من أهل العراق على عبد الله بن الزبير فأتوه في المسجد الحرام فسلموا
عليه فسألهم عن مصعب بن الزبير وعن سيرته فيهم فقالوا أحسن الناس سيرة وأقضاهم
بحق وأعدلهم في حكم وذلك يوم الجمعة فلما صلى عبد الله بن الزبير بالناس الجمعة
صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم تمثل

(1) بالأصل: " بأجسرا " وفي م، و " ز "، ود: " باجبيرا " والمثبت عن معجم البلدان، وهو موضع دون تكريت.
(2) بطنان حبيب: بقنسرين، نسب إلى حبيب بن مسلمة الفهري. وقال ابن السكيت: بأرض الشام (معجم البلدان).
(3) الثاني في معجم البلدان (باجميري) ونسبه إلى أبي الجهم الكناني، ومعه آخر: تغزو بنا ولا تفيد خيرا.
وبالأصل ود، و " ز ": باجبيرا، وكتب فوقها في " ز ": باجميري.
(4) فوقها ضبة في " ز ".
(5) إلى هنا عن الزهري في تاريخ الاسلام (ترجمته) ص 526.
220

* قد جربوني ثم جربوني * من غلوتين (1) ومن المبين (2)
حتى إذا شابوا (3) وشيبوني * خلوا عناني ثم سيبوني *
أيها الناس إني قد سألت هذا الوفد من أهل العراق عن عاملهم مصعب بن الزبير
فأحسنوا الثناء وذكروا منه ما أحب أن مصعبا أطبى (4) القلوب حتى لا تعدل به والأهواء
حتى لا تحول عنه واستمال الألسن بثنائها والقلوب بصحتها والأنفس بمحبتها فهو
المحبوب في خاصته المأمون في عامته بما أطلقه الله به لسانه من الخير وبسط به من
البذل ثم نزل
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (5) نا مؤمل نا حماد يعني ابن سلمة نا علي بن زيد قال
بلغ مصعب بن الزبير عن عريف الأنصار شئ فهم به فدخل عليه أنس بن مالك
فقال له سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول استوصوا بالأنصار خيرا أو قال معروفا اقبلوا
من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
فألقى مصعب نفسه عن سريره وألزق خده بالبساط وقال أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على
الرأس والعين فتركه [* * * *]
أخبرناه أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن
حمدان
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ قالا أنا أبو يعلى
ح وأخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا قالا أنا أبو سعد محمد بن

(1) الغلوة الغاية مقدار رمية، كما في الصحاح، وفي المصباح، الغلوة هي الغابة، وهي رمية سهم أبعد ما يقدر،
يقال هي ثلاثمائة ذراع إلى أربعمئة ذراع (راجع تاج العروس: (غلو 20 / 23).
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المختصر: المئين.
(3) في " ز ": شاب أو شيبوني.
(4) في تاج العروس طبو: وفي حديث ابن الزبير: " أن مصعبا اطبى القلوب حتى ما تعدل به " أي تحبب إلى
قلوب الناس وقربها منه.
(5) رواه أحمد بن حنبل في المسند 4 / 480 رقم 13528 طبعة دار الفكر.
221

الحسين بن عبد الله بن أبي علانة قال قرئ على أبي طاهر المخلص أنا أبو القاسم
البغوي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو عبد الله الحسين بن ظفر المناطقي (1)
قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا البغوي
قالا نا عبد الأعلى بن حماد نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد
إن مصعب بن الزبير هم بعريف الأنصار أن يقتله فدخل عليه أنس بن مالك فقال
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول استوصوا بالأنصار خيرا أو معروفا وقال أبو علي ومعروفا
اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
فنزل مصعب من وقال ابن النقور عن سريره على بساطه وألزق جلده أو قال
خده أو قال تمعك وقال أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الرأس والعينين زاد ابنا البنا أمر النبي
(صلى الله عليه وسلم) على الرأس والعينين قال وتركه وقال ابن النقور فتركه (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا إسماعيل بن إسحاق السراج نا العباس بن هشام عن أبيه عن الحكم
ابن هشام الثقفي قال
دخل أسقف نجران على مصعب بن الزبير فضرب وجهه بالقضيب فأدماه فقال
الأسقف إن شاء الأمير أخبرته بما أنزل الله على عيسى لا ينبغي للإمام أن يكون سفيها
ومنه يلتمس الحلم ولا جائرا ومنه يلتمس العدل
قال وأنا مروان نا إسماعيل بن يونس نا الرياشي قال سمعت الأصمعي يقول
قال أسقف نجران لمصعب بن الزبير وغضب عليه حتى قنعه بقضيب في رأسه فقال له
لا ينبغي للملك أن يغضب لأن القدرة من وراء حاجته ولا يكذب لأنه لا يقدر أحد على
استكراهه على غير ما يريد ولا يبخل فإنه لا يخاف الفقر ولا يحقد لأن خطره قد جل عن
المجازاة
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا قرئ على سعيد

(1) غير واضحة بالأصل ود، والمثبت عن " ز "، وم.
(2) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 526.
222

ابن محمد بن أحمد البحيري أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل الحربي أنا أحمد بن حمدون
ابن رستم نا أحمد بن منصور وعبد العزيز بن منيب قالا نا عبد العزيز بن أبي رزمة أنا
عبد الله بن المبارك قال
دخل أسقف نجران على مصعب بن الزبير فرمى إليه مصعب بشئ فشجه فقال له
الأسقف أعطني الأمان حتى أخبرك بما أنزل الله على عيسى بن مريم في الإنجيل فقال له
لك الأمان وما أنزل الله عليه فقال الأسقف أنزل الله عليه ما للأمير وللغضب ومن عنده
يطلب الحلم وما له وللجور ومن عنده يطلب العدل وما له وللبخل ومن عنده يطلب
البذل
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل بن بشر
قالوا أنا أبو الحسين بن مكي أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي حدثني
أبو الحسن محمد بن عبد الله بن سعيد المهراني قال
سمعت رجلا من أهل العلم يقول بلغ مصعب بن الزبير عن رجل من أهل البصرة كبر
فقال مصعب العجب من ابن آدم كيف يتكبر وقد جرى في مجرى البول مرتين
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (1)
أخبرني الأزهري نا محمد بن العباس نا محمد بن خلف بن المرزبان أخبرني أبو علي
السجستاني حدثني أبو عبد الله بن سلمويه قال
أسر مصعب بن الزبير رجلا فأمر بضرب عنقه فقال أعز الله الأمير ما أقبح بمثلي
أن يقوم يوم القيامة فأتعلق بأطرافك الحسنة وبوجهك الذي يستضاء به فأقول يا رب سل
مصعبا فيم قتلني فقال يا غلام اعف عنه فقال أعز الله الأمير إن رأيت أن تجعل ما
وهبت لي من حياتي في عيش رخي قال يا غلام أعطه مائة ألف فقال أعز الله الأمير
فإني أشهد الله وأشهدك أني قد جعلت لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا فقال له ولم
فقال لقوله فيك
* إنما مصعب شهاب من الله * تجلت من وجهه الظلماء * (2)

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 106.
(2) مر البيت قريبا.
223

أنبأنا أبو الحسن (1) علي بن محمد بن العلاف
ح وأخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه
ح وأنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن العلاف
قالا أنا عبد الملك بن محمد أنا أحمد بن إبراهيم أنا محمد بن جعفر نا علي بن
الأعرابي قال
أخذ مصعب بن الزبير رجلا من أصحاب المختار بن أبي عبيد فأمر بضرب عنقه
فقال الرجل أيها الأمير ما أقبح بي أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة ووجهك
هذا الذي يستضاء به فأتعلق بأطرافك وأقول يا رب سل مصعبا فيم قتلني فقال مصعب
أطلقوه فقال الرجل أيها الأمير اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض فقال مصعب
أعطوه مائة ألف درهم فقال الرجل فإني أشهد الله أن لعبيد الله (2) بن قيس الرقيات خمسين
ألفا قال مصعب ولم ذاك قال لقوله
* إنما مصعب شهاب من الله * تجلت عن وجهه الظلماء *
قال فضحك مصعب وقال إن فيك لموضعا للصنيعة وأمره بلزومه
أخبرنا (3) أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة نا الرياشي نا الأصمعي عن أبي عمرو بن
العلاء وأبي سفيان بن العلاء قالا
أخذ مصعب بن الزبير رجلا من أصحاب المختار فأمر بضرب عنقه فقال له أيها
الأمير ما أقبح بك إن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة ووجهك هذا الذي يستضاء
به فأتعلق بأطرافك وأقول يا رب سل مصعبا فيم يقتلني فقال مصعب أطلقوه وأعطوه
مائة ألف فقال بأبي وأمي أشهد بالله أن لابن قيس منها خمسين (4) ألفا قال مصعب
ولم قال حيث يقول
* إنما مصعب شهاب من الله * تجلت عن وجهه الظلماء *

(1) تحرفت بالأصل إلى: " الحسين " والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(2) بالأصل وم ود: لعبد الله.
(3) الخبر التالي سقط من " ز ".
(4) بالأصل وم ود: خمسون ألفا.
224

قال فضحك مصعب وأمره بلزومه حتى قتل
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي عن أبي عبد الله محمد بن أبي
نصر الحميدي أنا منصور بن النعمان أنا محمد بن عبيد الله عن عبد الله بن عبيد الله
الصقري (1) عن أبي بكر الصنوبري أنا علي بن سليمان الأخفش قال قال محمد بن يزيد
المبرد
قيل للقاسم بن محمد كيف كان مصعب قال كان نبيلا أنيسا رئيسا نفيسا
أخبرنا أبو الحسن المالكي نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2) أنا
الحسن بن أبي بكر نا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان أنا محمد بن الفضل
السقطي نا محمد بن عبيد بن حساب نا محمد بن حمران (3) نا عيسى بن عبد الرحمن
السلمي أخبرني الشعبي قال
مر بي مصعب بن الزبير وأنا على باب داري قال فقال بيده هكذا قال فتبعته
قال فلما دخل أذن لي فدخلت عليه فتحدثت معه ساعة ثم قال بيده هكذا فرفع الستر
فإذا عائشة بنت طلحة امرأته فقال يا شعبي رأيت مثل هذه قط قال قلت لا ثم
خرجت ثم لقيني بعد ذلك فقال لي يا شعبي تدري ما قالت لي قلت لا قالت
تجلوني عليه ولا تعطه شيئا قال فقد أمرت لك بعشرة آلاف فأخذتها فكان أول مال
ملكته
أخبرنا أبو الحسين المعدل وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا أنا أبو
جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن سليمان أنا الزبير بن بكار قال
وقال أخو بني أسيد بن عمرو بن تميم يمدحه مصعب
* ساقتنا السنون الغبر *
والرحم ما بالرحم عنك صبر *
الناس أحساء وأنت بحر *

(1) بدون إعجام بالأصل، والمثبت عن " ز "، وفي م: الصعرى وفوقها ضبة.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 105 و 106.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ بغداد: حمدان.
225

غطا مط (1) جم العباب غزر
فأعطاه أربعين ألف درهم في كل (2) بيت عشرة آلاف وقال لو زدت لزدناك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
محمد بن سليمان الزاهد البخاري قدم علينا حاجا نا أبو نصر أحمد بن نصر بن حمدوية
الفقيه إملاء نا محمد بن أيوب نا أبو بكر بن أبي شيبة عن محمد بن بشر نا عبد الله بن
الوليد أخبرني عمرو بن أيوب أخبرني أبو إياس معاوية بن قرة قال
كنت نازلا على عمرو (3) بن النعمان بن مقرن فلما حضر رمضان جاءه رجل بألفي درهم
من قبيل مصعب بن الزبير فقال إن الأمير يقرأ عليك السلام ويقول إنا لم ندع قارئا
سريعا إلا قد وصل إليه منا معروف فاستعن بهاتين على نفسك شهرك هذا فقال عمرو اقرأ
على الأمير السلام وقل له إنا والله ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا ورد عليه
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل وأبو المحاسن أسعد بن علي وأبو بكر أحمد
ابن يحيى وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى قالوا أنا أبو الحسن الداودي أنا عبد الله بن
أحمد بن حمويه أنا عيسى بن عمر بن العباس أنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا أحمد بن
حميد نا محمد بن بشر نا عبد الله بن الوليد عن عمر بن أيوب عن أبي إياس قال
كنت نازلا على عمر بن النعمان فأتاه رسول مصعب بن الزبير حضره رمضان بألفي
درهم فقال إن الأمير يقرئك السلام وقال إنا لم ندع قارئا سريعا إلا قد وصل إليه منا
معروف فاستعن بهذين على نفقة شهرك هذا فقال اقرأ الأمير السلام وقل له إنا ما قرأنا
القرآن نريد به الدنيا ودرهمها (4)
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن
حيوية نا حرمي بن أبي العلاء نا الزبير بن بكار حدثني عمي قال (5)

(1) الغطامط الصوت، أي صوت غليان موج البحر (تاج العروس بتحقيقنا: غطمط).
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ هنا: " عمر " ومر في الرواية السابقة: عمرو.
(4) كذا بالأصل ود، وم: " ودرهمها " وفي " ز ": " وردهما ".
(5) الخبر في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 526 وسير أعلام النبلاء 4 / 142.
226

أهديت لمصعب بن الزبير نخلة من ذهب عناقيدها (1) من صنوف الجوهر فدعا لها
المقومين فقوموها بألفي ألف دينار وكانت من متاع الفرس فقال والله ما أدري ما أصنع
بها أما إني (2) سأعطيها رجلا أحبه فاستشرف لها ولده ومن حواليه فدفعها إلى عبد الله بن
أبي فروة (3)
وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع وأبو محمد بن طاوس قالا أنا محمد بن أحمد
بن علي
وأخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم هاجر أنا محمود بن جعفر بن
محمد الكوسج
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار
قالوا أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد التاجر أنا أبو الحسن أحمد بن محمد
المخرمي نا الزبير بن بكار حدثني عبد الله بن نافع قال
كان عبد الله بن الزبير لا يكسو أسماء ابنة أبي بكر بكسوة إلا كساها مصعب مثلها
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد وأبو منصور بن
العطار قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله السكري نا زكريا المنقري نا الأصمعي
نا أبو عاصم النبيل قال
قيل لعبد الملك شرب مصعب بن الزبير الشراب فقال والله لو كان ترك الماء مروءة
عند مصعب لترك الماء
قال (4) وكان عبد الله بن الزبير إذا كتب لرجل بجائزة إلى مصعب بألف درهم
جعلها مصعب مائة ألف
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (5) أنا الجوهري والتنوخي

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المصدرين: عثاكلها.
(2) قوله: " أما إني " مكانها بالأصل: " ما لي " والمثبت عن " ز "، ود، ود.
(3) هو كاتب مصعب بن الزبير، كما في الأغاني 19 / 125.
(4) الخبر التالي في تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 526 وسير أعلام النبلاء 4 / 142.
(5) تاريخ الاسلام 13 / 106.
227

ح وأخبرنا أبو غالب وأبو نصر بن رضوان أنا أبو محمد الجوهري
نا محمد بن العباس الخزاز (1) أنا محمد بن خلف بن المرزبان حدثني أبو العباس
محمد بن إسحاق نا ابن عائشة قال سمعت أبي يقول
قيل لعبد الملك بن مروان وهو يحارب مصعبا إن مصعبا قد شرب الشراب فقال عبد
الملك مصعب يشرب الشراب والله لو علم مصعب أن المدعى من الماء ينقص من
مروءته ما روى منه
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا يزيد بن
هارون عن أبي شيبة عن الحكم قال أول من عرف الكوفة مصعب بن الزبير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) نا أبو بكر الحميدي نا يحيى بن سليم (3) قال سمعت
عبد الرحمن بن علي عن (4) نافع بن جبير بن مطعم يقول قال عبد الله بن عمر كتبت إلى
عبد الملك بن مروان وكتبت إلى عبد الله بن الزبير ولم يمنعني أن أكتب إلى مصعب بن
الزبير إلا مخافة تزيد أهل العراق
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير قال وقال عبيد الله بن
قيس الرقيات يمدح مصعب بن الزبير (5)
* ليت شعري أأول الهرج هذا * أم زمان لقيته (6) غير هرج
إن يعش مصعب فنحن بخير * قد أتانا من عيشنا (7) ما نرجي

(1) في د: الخرار، وفي م و " ز ": " الحرار " تصحيف وفوقها في م ضبة.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 758.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المعرفة والتاريخ: يحيى بن سليمان.
(4) تحرفت في المعرفة والتاريخ إلى: " بن ".
(5) الأبيات في ديوانه ص 179 (ط. صادر - بيروت)، والأغاني 19 / 132.
(6) في الديوان: " في فتنه " وفي الأغاني: " من فتنة " بدلا من: " لقيته ".
(7) الديوان: من عيشه.
228

ملك يبرم الأمور ولا يش * رك في أمره الضعيف المزجي
جلب الخيل من تهامة حتى * بلغت خيله جبال الزرنج (1)
حيث لم يأت قبله خيل ذي الأكتاف * يرجعن بين قف ومرج (2)
كل خرق سميدع وسبوق * ساهم الوجه تحت أحناء سرج
أنزلوا من حصونهم بنات الت * ر يوفين (3) بعد عرج بعرج
يلبس الجيش بالجيوش ويسقي * لبن البخت (4) في عساس الخلنج (5) *
قال وقال الفرزدق يمدح مصعب بن الزبير (6)
* ألم تر في شخيب بآل حرب * وساع بنو صفية في لهاتي
وحد كالسلام يصيب منها * قوافي في البلاد مشهرات
يعجب لمصعب منها ذنوبا * مذللة بأفواه الروات
أليس أبوك فارس يوم بدر * وأيام النبي الصالحات *
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (7) نا أبو غسان مالك بن إسماعيل نا إسحاق بن سعيد
عن سعيد قال
جاء ابن عمر مصعب بن الزبير فسلم عليه فقال من أنت قال أنا ابن أخيك
مصعب بن الزبير قال صاحب العراق قال نعم قال ابن عمر أسألك عن قوم خالفوا
وخلعوا الطاعة وقاتلوا حتى إذا غلبوا دخلوا قصرا وتحصنوا فيه وسألوا الأمان على دمائهم
فأعطوا ثم قتلوا بعد ذلك قال وكم العدد قال خمسة آلاف قال فسبح ثم قال
عمرك الله يا مصعب لو أن امرأ أتى ماشية للزبير فذبح منها خمسة آلاف شاة في غداة أكنت
تعده أو تراه مسرفا قال فسكت مصعب فقال أجبني قال نعم إني لأعد رجلا يذبح
خمسة آلاف شاة في يوم مسرفا قال أفتراه إسرافا في البهائم لا تعبد الله ولا تدري ما الله

(1) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن " ز "، وم، ود، والديوان، وفيه: قصور زرنج قصبة سجستان،
وسجستان اسم الكورة كلها.
(2) ذو الأكتاف، سابور ملك الفرس، وكان من كبار غزاتهم.
(3) في الديوان: يأتين.
(4) البخت: الإبل الخراسانية.
(5) الخلنج: شجر تتخذ من خشبه الأواني.
(6) ليست في ديوانه.
(7) الخبر ليس في كتاب المعرفة والتاريخ المطبوع الذي بين يدي.
229

وقتلت من وحد الله أما كان فيهم مستكره يراجع به التوبة أو جاهل ترجى (1) رجعته أصب
يا بن أخي من الماء البارد ما استطعت في دنياك
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالوا أنا
محمد بن أحمد بن محمد نا محمد بن عبد الرحمن نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن أبي
بكر حدثني إبراهيم بن حمزة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمر بن حمزة
قال
سمعت سالم بن عبد الله يسأل أبي أي ابني الزبير أشجع قال كلاهما جاءه الموت
وهو ينظر إليه (2)
أخبرنا أبو العز بن كادش (3) السلمي أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء أنا أبو
القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل نا محمد بن موسى نا زبير بن بكار نا إبراهيم بن
حمزة عن جدي عبد الله بن مصعب عن أبيه قال
لما تفرق عن مصعب جنده قال له بعض أودائه لو اعتصمت ببعض القلاع وكاتبت
من بعد عنك من أوليائك كمثل المهلب والأشتر وفلان وفلان فإذا اجتمع لك من ترضاه
لقيت القوم بأكفائهم فقد ضعفت جدا واختل أصحابك فلبس سلاحه وخرج فيمن بقي
من أصحابه وهو يتمثل بشعر قيل لطريف العنبري وكان طريف يعد بألف فارس من فرسان
خرسان (4) فقال
* علام تقول السيف يثقل عاتقي * إذا أنا لم أركب به المركب الصعبا
سأحميكم حتى أموت ومن يمت * كريما فلا لوما عليه ولا عتبا *
أخبرنا أبو العز مناولة وإذنا وقرأ علي إسناده أنا محمد بن الحسين أنا المعافى بن
زكريا (5) نا إسماعيل بن يونس بن أبي اليسع أبو إسحاق نا الزبير بن بكار حدثني إبراهيم

(1) في " ز ": " ترحا رسه " وفوق: " ترحا " فيها ضبة.
(2) تاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 527 وسير أعلام النبلاء 4 / 142.
(3) في " ز ": كابس.
(4) كذا بالأصل والنسخ، وهو طريف بن تميم بن نامية من بني عدي بن جندب بن العنبر، وكان فارسا من فرسان
الجاهلية، من العرب، قتله حمصيصة أخو شراحبيل الشيباني، وكان طريف قد قتله، وقد قتله حمصيصة في يوم
مبايض راجع معاهد التنصيص 1 / 71.
(5) رواه المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 1 / 456 - 457.
230

ابن حمزة (1) عن جدي عبد الله بن مصعب عن أبيه قال
لما تفرق عن مصعب جنده قال له أوداؤه لو اعتصمت ببعض القلاع وكاتبت من قد
بعد عنك من أوليائك كمثل المهلب والأشتر وفلان وفلان فإذا اجتمع لك من ترضاه
لقيت القوم بأكفائهم فقد ضعفت جدا واختل أصحابك فلبس سلاحه وخرج فيمن بقي من
أصحابه وهو يتمثل بشعر قيل إنه لطريف العنبري وكان طريف يعد بألف فارس من فرسان
خراسان
* علام تقول السيف يثقل عاتقي * إذا أنا لم أركب به المركب الصعبا
سأحميكم حتى أموت ومن يمت * كريما فلا لوم عليه ولا عتبا *
قال القاضي (2) في هذا الخبر إنه قيل لمصعب لو اعتصمت ببعض القلاع وهي
جمع قلعة وهذا صحيح في القياس ومثله في قياس العربية رقبة ورقاب وعقبة وعقاب
في أحرف كثيرة وقد جاء مثله في الأخبار عن السلف الذين كلامهم حجة في اللغة لسبقهم
اللحن وزعم ابن الأعرابي أن القلعة لا تجمع قلاعا والذي قاله خطأ من جهة السماع
والقياس معا وقد حكى القلاع في جمع قلعة عدد من علماء اللغويين منهم أبو زيد وغيره
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب بن سفيان (3) نا سليمان بن حرب حدثني غسان بن مضر
عن سعيد بن يزيد قال
سار عبد الملك إلى مصعب وسار مصعب حتى نزل الكوفة فقال إبراهيم بن الأشتر
لمصعب ابعث إلى ابن زياد بن عمرو ومالك بن مسمع ووجوه من وجوه البصرة فاضرب
أعناقهم فإنهم قد أجمعوا على أن يغدروا بك فأبى قال فقال إبراهيم فإني أخرج الآن
في الخيل فإذا قتلت فأنت أعلم فقاتل حتى قتل فلما التقى المصعب وعبد الملك قلب
القوم ترستهم ولحقوا بعبد الملك
قال فقتل المصعب وقتل معه ابنه عيسى بن مصعب وإبراهيم بن الأشتر وخرج
مسلم بن عمرو الباهلي فقال احملوني إلى خالد بن يزيد فحمل إليه فاستأمن له ووثب

(1) في الجليس الصالح: إبراهيم بن محمد بن حمزة.
(2) يعني المعافى بن زكريا الجريري، صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.
(3) ليس في كتاب المعرفة والتاريخ الذي بين يدي.
231

عبيد الله بن زياد بن ظبيان على مصعب فقتله عند دير الجاثليق على شاطئ نهر يقال له دجيل
من أرض مسكن واحتز رأسه فذهب به إلى عبد الملك فسجد عبد الملك لما أتي برأسه
وكان عبيد الله بن زياد بن ظبيان فاتكا رديئا فكان يتلهف ويقول كيف لم أقتل عبد الملك
يومئذ حين سجد فأكون قد قتلت ملكي العرب فقال عبد الملك لحاجبه أقص هذا الأعرابي
عني وأخر إذنه ما استطعت فكان يفعل به ذلك
فجاء يوما فأذن الحاجب للناس وحبسه حتى أخذ الناس مجالسهم ثم أنزله
فدخل والناس حول سرير عبد الملك فمضى حتى جلس مع عبد الملك على السرير
فغضب عبد الملك فأقبل عليه فقال يا بن ظبيان لقد بلغني (1) أنك لا تشبه أباك فقال
والله لأنا أشبه به من الغراب بالغراب والقذة بالقذة والماء بالماء والتمرة بالتمرة ولكن إن
شئت يا أمير المؤمنين أخبرتك بمن لم تنضجه الأرحام ولم يولد لتمام ولم يشبه الأخوال
والأعمام قال ومن ذاك ويحك قال سويد بن منجوف ابن ثور (2) الذهبي (3) وهو قد
يجالس معه فقال عبد الملك أكذاك يا سويد قال سويد إن ذلك ليقال وكان عبد الملك
ولد لسبعة أشهر
فلما خرجا قال ابن ظبيان ما أحب أن لي بفطنتك حمر النعم قال سويد وأنا والله ما
يسرني أن لي بما قلت حمر النعم وسودها
وسار عبد الملك من فوره حتى دخل الكوفة وعمرو بن حريث يسير بين يديه
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة قال (4)
سنة ثنتين وسبعين فيها سار مصعب بن الزبير كما كان يسير إلى الشام وسار عبد
الملك بن مروان وهو العام الذي قتل فيه مصعب فحدثني سليمان بن حرب حدثني غسان
ابن مضر حدثني سعيد بن يزيد قال قال إبراهيم بن الأشتر يعني لمصعب إني مشير
عليك برأي أضرب عنق زياد بن عمرو ومالك بن مسمع وهذه الوجوه فإنهم والله

(1) قوله: " بلغني أنك لا تشبه أباك " مكانه بياض في م و " ز ".
(2) تحرفت في " ز " إلى: " محمد " ومكانها بياض في م.
(3) كذا بالأصل و " ز "، وم، وفي د: " الذهلي " وفي المختصر: " السدوسي ".
(4) الاخبار التالية ليست في تاريخ خليفة بن خياط المطبوع الذي بين يدي، (ت. العمري).
232

غادرون بك قال لا أكون أحق بالغدر منهم ولم يحدثوا أحداثا قال فاحبسهم في
سجن وضع عليهم الحرس حتى ينصرم ما بينك وبين الرجل فإن ظفرت أكرمتهم وحبوتهم
وإن ظفر عبد الملك لم يضرهم ذلك عنده قال مصعب لا أفعل قال فلما التقوا قلب
القوم أترستهم ولحقوا بعبد الملك
قال خليفة وقال أبو اليقظان وأبو الحسن وغيرهما التقوا بدير الجاثليق فانقلب زائدة
ابن قدامة الثقفي إلى عبد الملك وطعن مصعبا قال يا ثارات المختار واجتز عبيد الله بن
زياد بن ظبيان من تيم اللات رأسه فأتى به عبد الملك وتمثل
* نعاطي الملوك الحق ما قصدوا لنا * وليس علينا قتلهم بمحرم *
وقتل مع مصعب ابنه عيسى بن مصعب ومسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي
وإبراهيم بن الأشتر النخعي وفي ذلك يقول
* نحن قتلنا مصعبا وعيسى * وكم قتلنا ملكا رئيسا
حتى أذقنا مضرا لبابيسا * وفي الحاشية الترتيسا (1) *
قال خليفة وأنشدني أبو الحسن وغيره لابن قيس الرقيات (2)
* لقد أورث المصرين حزنا (3) وذلة * قتيل بدير الجاثليق مقيم
فما قاتلت (4) في الله بكر بن وائل * ولا صبرت عند اللقاء تميم
وكل يماني عند مقتل مصعب * غداة دعاهم للوفاء ذميم (5)
ولو كان في قيس (6) تعطف حوله * كتاب يغلي حميها وتديم (7)
ولكنه ضاع الجواد (8) فلم يكن * بها مضري يوم ذاك كريم
جزى الله كوفيا (9) بذاك ملامة * بفعلهما إن المليم مليم

(1) كتب على هامش الأصل: " بخط الحافظ، قال بعض أهل اللغة: ترتست إذا طلبت الشئ طلبا حثيثا في الطرة ".
(2) الأبيات في ديوانه ص 196 (ط. صادر - بيروت) وانظر تخريجها فيه.
(3) في الديوان: خزيا.
(4) في الديوان: نصحت.
(5) ليست البيت في الديوان، ولا في تاريخ الطبري.
(6) الديوان والطبري: " بكريا " مكان: في قيس.
(7) الديوان والطبري: ويدوم.
(8) الديوان والطبري: الذمام.
(9) رسمها بالأصل: " مضرينا " ومثله في " ز "، وم، ود.
233

فنحن بنو العلات خلوا ظهورنا * ونحن صريح بينهم (1) وصميم (2) *
قال خليفه (3) وقتل مصعب وهو ابن أربعين سنة
أخبرنا أبو الحسن المالكي وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4) أنا أبو
يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أنا إسماعيل بن سعيد المعدل
ح وأخبرناها عالية أبو العز بن كادش أنا أبو يعلى محمد بن الحسين أنا إسماعيل
ابن سعيد
نا الحسين بن القاسم (5) الكوكبي نا محمد بن موسى المارستاني نا الزبير بن أبي
بكر (6) حدثني فليح بن سليمان وجعفر بن أبي كثير عن أبيه قال
لما وضع رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان قال
* لقد أردى الفوارس يوم عبس * غلاما غير مناع المتاع
ولا فرح لخير إن أتاه * ولا هلع من الحدثان لاع
ولا وقافه والخيل تعدو * ولا حال كأنبوب اليراع *
فقال الذي جاءه برأسه والله يا أمير المؤمنين لو رأيته والرمح في يده تارة والسيف
تارة يفري بهذا ويطعن بهذا لرأيت رجلا يملأ القلب والعين شجاعة زاد الخطيب وإقداما
لكنه لما تفرقت رجاله وكثر من قصده وبقي وحده ما زال ينشد
* وإني على المكروه يوم حضوره * أكذب نفسي والجفون له تقضي (7) *
وقال الخطيب عند حضوره * وما ذاك من ذل ولكن (8) من حفيظة * أذب بها عند المكارم عن عرضي *
* وإني لأهل الشر بالشر مرصد * وإني لذي سلم أذل من الأرض *

(1) تقرأ في " ز "، ود: منهم، وغير واضحة في الأصل، والمثبت عن الديوان والطبري.
(2) قوله: " صريح بينهم وصميم " مكانه بياض في م.
(3) تاريخ خليفة ص 268 (ت. العمري).
(4) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 13 / 107.
(5) تحرفت بالأصل و " ز "، إلى: " الفهم " والمثبت عن تاريخ بغداد، وم، ود.
(6) قوله: " المارستاني، نا الزبير بن أبي بكر " مكانه بياض في م.
(7) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ بغداد: تنضي.
(8) بالأصل وم، و " ز ": " ولكن من حفيظة " والمثبت عن تاريخ بغداد، ود.
234

فقال عبد الملك كان والله كما وصف نفسه وصدق ولقد كان من أحب الناس إلي
وأشدهم لي إلفا ومودة ولكن الملك عقيم (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (2) أنا محمد بن عمر نا عبد الله
ابن جعفر عن أم بكر بنت المسور عن أبيه ورباح بن مسلم عن أبيه وإسماعيل بن
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه قالوا
قدم أبو عبيد الثقفي من الطائف وكان رجلا صالحا وندب عمر الناس إلى أرض
العراق فخرج أبو عبيد إليها فقتل وبقي ولده بالمدينة وكان المختار يومئذ غلاما يعرف
بالانقطاع إلى بني هاشم ثم خرج في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد إلى البصرة
فأقام بها يظهر ذكر حسين بن علي فأخبر بذلك عبيد الله بن زياد فأخذه فجلده مائة جلدة
ودرعه عباءة وبعث به إلى الطائف فلم يزل بها حتى قام عبد الله بن الزبير ودعا إلى ما دعا
إليه فقدم عليه فأقام معه من أشد الناس قتالا وأحسنهم نية ومناصحة فيما يرون وكان
يختلف إلى محمد بن الحنفية ويسمعون منه كلاما ينكرونه
فلما مات يزيد ومات المسور بن مخرمة ومصعب بن عبد الرحمن استأذن المختار ابن
الزبير في الخروج إلى العراق فأذن له وهو لا يشك في مناصحته وهو مصر على الغش له
فكتب ابن الزبير إلى عبد الله بن مطيع وهو عامله على الكوفة يذكر له حاله عنده ويوصيه
به فكان يختلف إلى ابن مطيع ويظهر مناصحته ابن الزبير ويعيبه في السر ويذكر محمد بن
الحنفية فيمدحه ويصف حاله ويدعو إليه
وحرض الناس على ابن مطيع واتخذ شيعة (3) في جماعة وخيل فعدت خيله على
خيل ابن مطيع فأصابوهم وخافه ابن مطيع فهرب (4) فلم يطلبه المختار وقال أنا على

(1) كتب بعدها في " ز ": بلغت سماعا بقراءتي وعرضا بالأصل على شيخنا بقية السلف أبي البركات الحسن بإجازته
من عمه وكتب محمد بن يوسف البرزالي عاشر شهر ربيع الاخر سنة تسع عشرة وستمائة. آخر الجزء التاسع
والستين بعد الأربعمئة من الأصل وكتب بعدها في: آخر الجزء التاسع والستين بعد الأربعمئة.
(2) راجع طبقات ابن سعد 5 / 147 و 148 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 60 و 61.
(3) مكانها بياض في م.
(4) قوله: " فهرب، فلم " مكانهما بياض في م.
235

طاعة ابن الزبير فلأي شئ خرج ابن مطيع وكتب إلى ابن الزبير يقع بابن مطيع ويجبنه
ويقول رأيته مداهنا لبني أمية فلم يسعني أن أقره على ذلك لما حملته في عنقي من بيعتك
فخرج من الكوفة وأنا ومن قبلي على طاعتك فقبل منه ابن الزبير وصدقه وأقره واليا على
الناس
فلما اطمأن ورأى أن ابن الزبير قد قبل منه سار بأصحابه إلى منزل عمر بن سعد بن
أبي وقاص فقتله في داره وقتل ابنه حفصا أسوأ قتلة (1) وجعل يتتبع قتلة الحسين من الديوان
الذين خرجوا إليه فيقتل كل من قدر عليه ويغيب كل من خالفه من أهل الكوفة ثم بعث
مسالحه إلى السواد والمدائن وعمال الخراج فجيئت إليه الأموال فبعث إليه عبد الملك بن
مروان عبيد الله بن زياد في ستين ألفا من أهل الشام فأخذ على الموصل فدعا المختار
إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا من أصحابه لقتال عبيد الله بن زياد فلقيه بأرض الموصل
على نهر يدعى الخازر (2) فتراشقوا بالنبل ساعة وتشاولوا بالرماح ثم صاروا إلى السيف
فاقتتلوا أشد القتال إلى أن ذهب ثلث الليل وقتل أهل الشام تحت كل حجر وهرب من
هرب منهم وقتل عبيد الله بن زياد والحصين بن نمير في المعركة (3) وبعث بالرؤوس إلى
المختار فبعث المختار برأس عبيد الله بن زياد وبرأس الحصين بن نمير وستة نفر من
رؤوسائهم مع خلاد بن السائب الخزرجي فقدم بها المدينة فنصبت يوما إلى الليل ثم
خرج بها إلى ابن الزبير فنصبها على ثنية الحجون وجعل ابن الزبير يسأل خلاد بن السائب
عن التقائهم وقتالهم فيخبره فقال كيف رأيت مناصحة المختار فقال رأيته على ما يحب
أمير المؤمنين يدعو لك على منبره ويذكر طاعتك ومفارقة بني مروان
ورجع المختار ومن معه إلى الكوفة وكتب إلى ابن الزبير يخدعه ويخبره أنه إنما يقوم
بأمره وسكنه حتى يمكنه ما يريد فأبصر ابن الزبير أمره وكلمه فيه عروة بن الزبير وعبد الله
بن صفوان وغيرهما وأعلموه غشه وسوء مذهبه وأنه ليس له بصاحب
قال فمن أولى أحتاج إلى رجل جلد مجزي مقدام فقال له مصعب بن الزبير لا تول
أحدا أقوم بأمرك مني قال فقد وليتك العراق فسر إلى الكوفة قال ليس هذا برأي أقدم

(1) راجع البداية والنهاية 8 / 274 وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80) ص 196.
(2) الخازر: نهر بين إربل والموصل، ثم بين الزاب الاعلى والموصل (معجم البلدان).
(3) بالأصل وبقية النسخ: المعرك.
236

على رجل قد عرفته إنما هواه ورأيه في غيرنا وإنما يستتر بنا وقد اجتمع معه من الشيعة بشر
كثير ولكني أقدم إلى البصرة وأهلها سامعون مطيعون ثم أرجف إليه بالجنود إن شاء الله
فقال ابن الزبير هذا الرأي فصار مصعب إلى البصرة واليا عليها
وبلغ المختار فعرف أنه الشر والسيف فكتب إلى ابن الزبير يشتمه ويعيبه ويقول إنه
لا طاعة لك على أحد ممن قبلي فاجلب بخيلك ورجلك
وخطب المختار الناس بالكوفة وأظهر عيب ابن الزبير وخلعه ودعا إلى الرضا من
آل محمد وذكر محمد بن الحنفية فقرظه وسماه المهدي (1) وكتب ابن الزبير إلى مصعب
يأمره بالمسير إلى المختار في أهل البصرة فأمر مصعب بالتهيؤ ثم عسكر واستعمل على
ميمنته عمر (2) بن عبد الله بن أبي ربيعة وعلى مسيرته عبد الله بن مطيع (3) واستعمل على
البصرة عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر وبلغ المختار مسير مصعب بالجنود فبعث
إليه أحمر بن شميط البجلي وأمره أن يواقعهم بالمذار (4) فييتهم أصحاب مصعب فقتلوا ذلك
الجيش فلم يفلت منهم إلا الشريد وقتل تلك الليلة عبيد الله بن علي بن أبي طالب وكان
في عسكر مصعب مع أخواله بني نهشل (5) بن دارم
وخرج المختار في عشرين ألفا حتى وقف بإزائهم وهم فيها بين الجسر إلى نهر
البصريين وزحف مصعب ومن معه فوافوهم مع الليل ولم يكن بينهم قتال فأرسل المختار
إلى أصحابه (6) حين أمسى ألا يبرحن أحد منكم موقه حتى تسمعوا مناديا ينادي يا محمد
فإذا سمعتم فاحملوا على القوم واقتلوا من لم تسمعوه ينادي يا محمد ثم أمهل حتى إذا
حلق القمر واتسق أمر مناديا فنادى يا محمد ثم حملوا على مصعب وأصحابه ثم هزموهم
ودخلوا عسكرهم فل يزالوا يقاتلونهم حتى أصبحوا وأصبح المختار وليس عنده أحد
له (7) ذكر غير عشرة فوارس وإذا أصحابه قد وغلوا جميعا في أصحاب مصعب

(1) بعدها في " ز ": " أبو " ثم بياض مقداره كلمة. وقوله: " المهدي وكتب " مكانه بياض في م.
(2) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن " ز "، وفي د: الحارث، ومن قوله: " ثم... إلى هنا " بياض في م. وفي تاريخ
الطبري 6 / 95 وبعث عمر بن عبيد الله بن معمر على ميمنته.
(3) في تاريخ الطبري: المهلب بن أبي صفرة على ميسرته.
(4) بالأصل وبقية النسخ: المدار، والمثبت عن تاريخ الطبري.
(5) مكانها بياض في م، و " ز ".
(6) مكانها بياض في " ز "، وم.
(7) زيادة عن م، و " ز "، ود، للايضاح.
237

فانصرف المختار منهزما فأغذ السير حتى أتى الكوفة فدخل القصر ورجع أصحاب
المختار حين أصبحوا حتى وقفوا موقفهم فلم يروا المختار وقالوا قد قتل فهرب منهم من
أطاق الهرب واختفى الباقون وتوجه منهم ثمانية آلاف إلى الكوفة فوجدوا المختار في
القصر فدخلوا معه وأقبل مصعب حتى خندق على سدة القصر والمسجد وحصرهم أشد
الحصار فخرج المختار يوما على بغلة شهباء فقاتلهم في الزياتين (1) وطلب أهل القصر
الأمان من مصعب فأمنهم وفيهم سبع مائة من العرب وسائرهم من الموالي والعجم فأراد
قتل هؤلاء وترك العرب فقيل له ما هذا بدين دينهم واحد تقتل العجم وتدع العرب
فقدمهم جميعا فضرب أعناقهم
وبعث برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير مع رجل من الشرط فقدم الرسول فانتهى
إلى ابن الزبير وهو في المسجد الحرام قد صلى العشاء الآخرة ثم قام يتنفل قال فوالله ما
التفت إليه ولا انصرف حتى أسحر فأوتر ثم جلس فدنا الرسول فدفع إليه الكتاب فقرأه
ثم دفعه إلى غلام له فقال الرسول يا أمير المؤمنين هذا الرأس معي فقال (2) القه
فألقاه على باب المسجد ثم أتاه فقال جائزتي قال خذ الرأس الذي جئت به ولما قتل
مصعب المختار وظفر بالعراق واستعمل العمال وجبى الأموال كتب إليه إبراهيم بن الأشتر
يعلمه أنه على طاعته (3) وأسرع الناس إليه مع عداوته لأهل الشام وقتله إياهم ويسأله أن
يأذن لهم في الوفادة إليه فأجابه مصعب إلى ذلك فخلف أبا قارب على الجزيرة وقدم
على مصعب فأخذ بيعته لابن الزبير وأقام عنده آثر الناس عنده وأكرمهم عليه إنما كان
يجلسه على سريره واستعمل مصعب المهلب بن أبي صفرة على الجزيرة والموصل
وأذربيجان وأرمينية وفرق العمال في البلدان ثم جمع أشراف أهل المصرين ووفد إلى
عبد الله بن الزبير وجعل إبراهيم بن الأشتر على الوفد جميعا فقال له عبد الله نظرت إلى
راية (4) قد خفضها الله فرفعتها فقال يا أمير المؤمنين هذا سيد من خلفي إن رضي رضوا
وإن سخط سخطوا فحل عبد الله بن الزبير أزراره فإذا ضربة على منكبه قد أخافته ثم قال

(1) بدون إعجام بالأصل و " ز "، وم، ود، والمثبت عن تاريخ الطبري 6 / 108.
(2) زيادة عن " ز "، وم، ود، وفي " ز ": قال.
(3) كذا بالأصل والنسخ، والذي في تاريخ الطبري 6 / 111 أن المصعب بن الزبير هو الذي بادر إلى مكاتبة ابن الأشتر
ودعوته إلى مبايعة عبد الله بن الزبير.
(4) قوله: " نظرت إلى راية " مكانه بياض في " ز "، وم.
238

لمصعب أتراني كنت أحب الأشتر بعد هذه الضربة ضربنيها يوم الجمل وقال مصعب يا
أمير المؤمنين سم للوفد ما بدا لك من الجائزة وأنا أعطيهم إياه من العراق قال لا (1)
والله ولا درهما ثم خطب عبد الله بن الزبير فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أهل العراق
أتيتمونا أوباشا من كل جهة والله لو كانت الرجال تصرف لصرفناكم صرف الذهب والله
لوددت أن لي بكل رجلين منكم رجلا من أهل الشام فقام إليه أبو حاضر الأسدي وكان
قاضي الجماعة بالبصرة فقال يا أمير المؤمنين إن لنا ولك مثلا قد مضى هو ما قال
الأعشى (2)
* علقتها عرضا وعلقت رجلا * غيري وعلق أخرى غيرها الرجل *
علقناك وعلقت أهل الشام وعلق أهل الشام إلى مروان فما عسينا أن نصنع
قال الشعبي فما سمعت جوابا أحسن منه
ثم انصرف مصعب والوفد إلى الكوفة ثم قدم مصعب البصرة فجمع مالا ووفد الثانية
على عبد الله بن الزبير بمال العراق فعزله عن البصرة وولاها ابنه حمزة بن عبد الله وكان
شابا تائها فأقام مصعب عند عبد الله بن الزبير ومضى حمزة إلى البصرة فمنع الناس
العطاء وأمر بالمال يحمل إلى ابن الزبير فمنعه من ذلك مالك بن مسمع ووجوه أهل
البصرة وبخسوا به فخرج من البصرة فبلغ ذلك ابن الزبير فولى مصعبا للبصرة وأمره أن
يتوجه إلى العراق قال الشعبي ما رأيت أمير فرقة كان أشبه بأمر الجماعة من مصعب بن
الزبير لم يزل مصعب أحب أمراء العراق إليهم كان يعطيهم عطاءين في السنة عطاء
للشتاء وعطاء للصيف وكان يشتد في موضع الشدة ويلين في موضع اللين وكان محكما
لأمره قويا على شأنه
قالوا وكان عبد الملك بن مروان يكتب إلى شيعته بالعراق في اغتيال مصعب وكتب
إلى شيعته بالبصرة يأمرهم أن يخرجوا على مصعب وأخبرهم أنه راكب إليهم بألف من أهل
الشام ولم يطمع في ذلك بالكوفة ومصعب بها وكان يخرج كل سنة حتى يأتي بطنان حبيب
وهي من قنسرين فيعسكر بها وهي أقصى سلطانه ويخرج مصعب بن الزبير حتى ينزل
باجميرا من أرض الموصل فيعسكر بها وهي أقصى سلطانه فقال أبو الجهم الكناني

(1) قوله: " إياه من العراق، قال: لا " مكانه بياض في م.
(2) من قصيدة في ديوانه ص 145 ط. صادر - بيروت.
239

* أبيت يا مصعب إلا سيرا * أكل عام لك باجميرى *
وكان إذا اشتد البرد وأرتج الشتاء انصرفوا جميعا معا هذا إلى دمشق وهذا إلى الكوفة
وكان ابن الزبير يكتب إلى مصعب في عبد الملك لا تغفله واغزه قبل أن يغزوك
فإنك في عين المال والرجال ففرض مصعب الفروض وأخذ في التهيئة للخروج وقسم
أموالا وأخرج العطاء وبلغ ذلك عبد الملك فجمع جنوده وسار بنفسه يؤم العراق لقتال
مصعب وقال لروح بن زنباع وهو يتجهز والله إن في أمر هذه الدنيا لعجبا لقد رأيتني
ومصعب بن الزبير أفقده في الليلة الواحدة من الموضع الذي نجتمع فيه (1) فكأني وإياه
ويفقد لي فيفعل مثل ذلك ولقد كنت أؤتى باللطف فما أراه يجوز لي أنا آكله حتى أبعث به
إليه أو ببعضه (2) وكان يفعل مثل ذلك ثم صرنا إلى السيف ولكن هذا الملك عقيم فلما
أجمع مصعب الخروج من الكوفة يريد عبد الملك خرج وقد اصطف له الناس بالكوفة
صفين وقد اعتم عمته (3) وهو مقبل على دابته ثم نظر في وجوه القوم يمينا
وشمالا فوقعت عينه على عروة بن المغيرة بن شعبة فقال يا عروة قال لبيك قال
ادن فدنا فسار (4) معه فقال أخبرني عن حسين بن علي كيف صنع حين نزل به قال
فأنشأت أحدثه عن صبره وإبائه ما عرض عليه وكراهية أنا يدخل في طاعة عبيد الله بن زياد
حتى قتل قال فضرب بسوطه على معرفة برذونه ثم قال
* إن الألى بالطف من آل هاشم * تأسوا فسنوا للكرام التأسيا (5) *
قال فعرفت والله أنه لن يفر وأنه سيصبر حتى يقتل
قال والشعر لسليمان بن قنة
قال ثم سار عبد الملك وسار مصعب حتى التقيا بمن معهما بمسكن فقال عبد
الملك ويلكم ما أصبهان هذه قيل سرة العراق قال فقد والله كتب إلي أكثر من ثلاثين
رجلا من أشراف أهل العراق وكلهم يقول إن خببت (6) بمصعب ففي أصبهان قال فكتب

(1) من هنا إلى ولقد. مكانه بياض في م، و " ز ".
(2) من قوله: أكله... إلى هنا، مكانه بياض في م، و " ز ".
(3) رسمها غير واضح بالأصل وم، و " ز "، ود.
(4) قوله: " فدنا، فسار " مكانه بياض في " ز "، وم.
(5) البيت في تاريخ الطبري 6 / 156 واللسان (أمي) بدون نسبة.
(6) كلمة غير واضحة بالأصل وم، و " ز "، ود وصورتها: " حسب " والمثبت عن تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 306.
240

إليهم جميعا أن نعم فلما التقوا قال مصعب لربيعة تقدموا للقتال فقال هذه عذرة (1) بين
أيدينا (2) فقال ما تأتون أنتن من العذرة (3) يعني تخلفهم عن القتال وقد كانت ربيعة قبل
ذلك مجمعة على خذلانه فأظهرت ذلك فخذله الناس ولم يتقدم أحد يقاتل دونه فلما
رأى مصعب ما صنع الناس وخذلانهم إياه قال المرء ميت على كل حال فوالله لأن يموت
كريما أحسن به من أن يصرع إلى من قد وتره لا أستعين بربيعة أبدا ولا بأحد من أهل
العراق ما وجدنا لهم وفاء انطلق يا بني لابنه عيسى وهو معه فاركب إلى عمك بمكة
فأخبره بما صنع أهل العراق ودعني فإني مقتول فقال له ابنه والله لا أخبر نساء قريش
بصرعتك أبدا قال فإن أردت أن تقاتل فتقدم فقاتل حتى أحتسبك فدنا ابنه عيسى فقاتل
حتى قتل
وتقدم إبراهيم بن الأشتر فقاتل (4) قتالا شديدا حتى أخذته الرماح من كل ناحية وكثرة
القوم فقتل ومصعب جالس على سريره فأقبل إليه نفر ليقتلوه فقاتلهم أشد القتال حتى
قتل (5) وجاء عبيد الله بن ظبيان فاحتز رأسه فأتى به عبد الملك بن مروان فأعطاه ألف
دينار فأبى أن يأخذها (6) وكان مصعب قتل على نهر يقال له دجيل عند دير الجاثليق فأمر
به عبد الملك وبابنه عيسى فدفنا ثم سار عبد الملك حتى نزل النخيلة (7) ودعا أهل العراق
إلى البيعة فبايعوه واستخلف على الكوفة بشر بن مروان أخاه ثم رجع إلى الشام
أخبرنا أبو الحسن المالكي نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (8) أنا
ابن الفضل أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا سليمان بن حرب
حدثني غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد قال

(1) كذا رسمها بالأصل والنسخ: " محروه " والمثبت عن تاريخ الاسلام وتاريخ الطبري.
(2) " بين أيدينا " عن د، وتاريخ الاسلام، وفي الأصل وم و " ز ": بين الدنيا.
(3) بالأصل والنسخ: " أبين من المحدوه " والمثبت عن تاريخ الاسلام.
(4) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، وبعده صح.
(5) قتله زائدة بن قدامة، كما في رواية الطبري 6 / 159.
(6) قال عبيد الله بن زياد بن ظبيان إن المصعب قتل أخاه النابئ بن زياد، وأنه قتله بأخيه، ولم يقتل على طاعته عبد
الملك إنما كان على وتر صنعه به. الطبري 6 / 159.
(7) النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام (معجم البلدان).
(8) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 107 - 108.
241

وثب عبيد الله بن زياد بن ظبيان على مصعب فقتله (1) عند دير الجاثليق على شاطئ
نهر يقال له دجيل من نهر (2) مسكن واحتز رأسه فذهب التميمي به إلى عبد الملك فسجد
عبد الملك لما أتي برأسه
قال الخطيب (3) وأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الضبي نا علي بن عمر الحافظ
نا أحمد بن محمد بن سلم (4) المخرمي نا أبو سعيد عبد الله بن شبيب حدثني أبو محلم
قال لما قتل مصعب بن الزبير خرجت سكينة تطلبه في القتلى فعرفته بشامة في فخذه
فأكبت عليه فقالت يرحمك الله نعم والله حليل المسلمة كنت والله أدركك ما قال
عنترة (5)
* وحليل غانية تركت مجدلا * بالقاع لم يعهد ولم يتثلم
فهتكت بالرمح الطويل إهابه * ليس الكريم على القنا بمحرم *
أخبرني أبو العز أحمد بن عبد الله إذنا ومناولة أنا محمد بن الحسين الجازري أنا
المعافى بن زكريا الجريري (6) نا محمد بن الحسن بن دريد نا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال
وأنا الأشنانداني عن التوزي (7) عن أبي عبيدة قال
قتل مصعب بن الزبير نأبئ ابن ظبيان أحد بني عابس بن مالك وكان أخوه عبيد الله
فاتكا فنذر أن يقتل به مائة فقتل ثمانين وختمهم بمصعب وأنشأ يقول
* يرى مصعب أني تناسيت نابيا * وبئس لعمرو الله ما ظن مصعب
قتلت به من حي فهر بن مالك * ثمانين منهم ناشئون وشيب (8)
وكفي لهم رهن بعشرين أو يرى * علي مع الإصباح نوح مسلب

(1) كذا بالأصل والنسخ هنا، وتاريخ بغداد، وقد لاحظنا أن الذي قتله زائدة بن قدامة، راجع تاريخ الاسلام (61 -
80) ص 305 وتاريخ الطبري 6 / 159.
(2) كذا بالأصل والنسخ، وفي تاريخ بغداد: " من أرض مسكن ".
(3) تاريخ بغداد 13 / 108.
(4) بالأصل و " ز ": سالم، وفي تاريخ بغداد: " مسلم " والمثبت عن م، ود.
(5) البيتان في ديوانه باختلاف الرواية.
(6) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي 4 / 21 وانظر ربيع الأبرار 3 / 352 والتذكرة الحمدونية 2 رقم 74.
(7) بالأصل والنسخ: " الثوري " والمثبت عن الجليس الصالح.
(8) بالأصل والنسخ: وأشيب، والمثبت عن الجليس الصالح.
242

أأرفع رأسي وسط بكر بن وائل * ولم أرو سيفي من دم يتصبب
فوالله لا أنساه ما ذر شارق * وما لاح في داج من الليل كوكب
وثبت عليه ظالما فقتلته * فقصرك مني يوم شر عصبصب *
وجاء بالرأس إلى عبد الملك فخر عبد الملك ساجدا فأراد أن يقتله ثم قال
* هممت ولم أفعل وكدت وليتني * فعلت فكان المعولات أقاربه *
ثم خاف عبد الملك فلحق بعمان فجاء إلى سليمان بن سعيد بن جيفر (1) بن
الجلندي (2) قال فخاف (3) مكانه وتذمم أن يقتله فدس إليه نصف بطيخة قد سمها وقال
هذا أول ما رأيناه من البطيخ فلما أكلها أحس بالموت ودخل إليه سليمان يعوده فقال ادن
مني أيها الأمير أسر إليك شيئا قال قل ما بدا لك فليس في البيت غيري وغيرك فمات
هناك
قال القاضي نوح مسلب أراد النساء ومسلب عليهن السلاب وهي ثياب سود
تلبس في الإحداد (4) (5)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا الخطيب (6) أنا علي
ابن أبي علي أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص وأحمد بن عبد الله الدوري
ح وأخبرنا عاليا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا
أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص
قالا نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن حسن عن
زافر بن قتيبة عن الكلبي قال
قال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه من أشجع العرب فقالوا شبيب قطري
فلان فلان فقال (7) عبد الملك إن أشجع العرب لرجل جمع بين سكينة بنت حسين

(1) تحرفت في الجليس الصالح إلى جعفر.
(2) قوله: الجلندي، مكانها بياض في الجليس الصالح.
(3) مكانها بياض في الجليس الصالح الكافي.
(4) بعدها في " ز " وم: إلى.
(5) من قوله: ومسلب إلى هنا ليس في الجليس الصالح الكافي، وثمة شرح واف ومفيد للأوجه المراد فيها " نوح ".
(6) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 106 وسير الاعلام 4 / 142.
(7) قوله: " شبيب، قطري، فلان، فلان، فقال " مكانه بياض في " ز "، وم.
243

وعائشة بنت طلحة وأمة الحميد (1) بنت عبد الله بن عامر بن كريز وأمه رباب (2) بنت أنيف
الكلبي سيد ضاحية العرب وولي العراقين سنين فأصاب ألف ألف وألف ألف وألف (3)
ألف وأعطي الأمان فأبى ومشى بسيفه حتى مات ذلك مصعب بن الزبير لا من قطع
الجسور مرة ها هنا ومرة ها هنا (4)
أخبرنا أبو الحسين وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا المخلص نا
أحمد نا الزبير حدثني فليح بن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير عن أبيه قال
لما وضع رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان قال
* لقد أردى الفوارس يوم حسمى * غلام غير مناع المتاع *
* ولا فرح لخير إن أتاه * ولا جزع من الحدثان لاع
ولا وقافة والخيل تعدو * ولا خال كأنبوب اليراع *
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا أبو الحسين بن
الطيوري وثابت قالا أنا أبو عبد الله وأبو نصر قالا نا الوليد أنا علي بن أحمد أنا
صالح بن أحمد حدثني أبي قال ويروى عنه يعني عبد الملك بن عمير أنه قال (5)
رأيت عجبا رأيت رأس الحسين أتي به حتى وضع بين يدي عبيد الله بن زياد ثم
رأيت رأس عبيد الله أتي به حتى وضع بين يدي المختار ثم رأيت رأس المختار أتي به حتى
وضع بين يدي مصعب بن الزبير ثم أتي برأس مصعب حتى وضع بين يدي الحجاج
قال ابن عساكر (6) كذا قال والصواب بين يدي عبد الملك
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو عمرو بن حمدان أنا
أبو يعلى نا محمد بن عقبة السدوسي نا علي أبو محمد القرشي نا ابن عبد الرحمن
الغنوي عن عبد الملك بن عمير قال

(1) من قوله: بين إلى هنا مكانه بياض في " ز "، وم.
(2) بالأصل و " ز "، وم، ود، " وابنه زبان " والمثبت " وأمه الرباب " عن تاريخ بغداد.
(3) من هنا إلى بسيفه. مكانه بياض في " ز "، وم.
(4) من قوله: الجسور.. إلى هنا مكانه بياض في " ز "، وم، وكتب على هامش " ز ": كل هذا البياض طمس
بالأصل.
(5) تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 527 وسير أعلام النبلاء 4 / 143.
(6) زيادة منا.
244

رأيت رأس الحسين بن علي أتي به عبيد الله بن زياد ورأيت رأس عبيد الله بن زياد
أتي به المختار بن أبي عبيد ورأيت رأس المختار أتي به مصعب بن الزبير ورأيت رأس
مصعب أتي به عبد الملك بن مروان
قال أبو يعلى ما كان لهؤلاء عمل إلا الرؤوس
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي إملاء
نا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار سنة سبع عشرة وثلاثمئة نا أبو حاتم محمد بن إدريس
الرازي نا يحيى بن مصعب الكلبي نا أبو بكر بن عياش عن عبد الملك بن عمير قال (1)
دخلت القصر بالكوفة فإذا رأس الحسين على ترس بين يدي عبيد الله بن زياد وعبيد
الله على السرير (2) ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس عبيد الله بن زياد على ترس
بين يدي المختار والمختار على السرير ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين فرأيت رأس
المختار بين يدي مصعب ومصعب على السرير ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس
مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك وعبد الملك على السرير
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر أنا أبو
طاهر أنا أحمد نا الزبير حدثني عمي (3) مصعب بن (4) عبد الله أن سكينة بنت حسين
كانت فيمن تنظر من النساء ليلة اختلى سعد بن ثابت بن عبد (5) الله بن الزبير أهله فقالت
ذكرني الملك الشاب تريد مصعب بن الزبير وكذلك كانت تسميه (6)
قال وحدثني مصعب بن عثمان عن أبيه قال
كانت سكينة بنت حسين تسمي مصعب بن الزبير الملك (7) وكانت كلما رأت التقيلة
بكت فيقال لها في ذلك فتقول كان الملك يشبهها
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق

(1) تاريخ الاسلام (61 - 80) ص 527.
(2) مكانها بياض في " ز "، وم.
(3) بالأصل: " حدثني مصعب بن عمي بن عبد الله " صوبنا الجملة عن د.
(4) من قوله: جعفر... إلى هنا بياض في م، و " ز ".
(5) من قوله: كانت.... إلى هنا بياض في م و " ز ".
(6) من قوله: الشاب... إلى هنا بياض في م و " ز ".
(7) من قوله: عن... إلى هنا بياض في م، و " ز ".
245

أنا الحسن بن محمد بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن عمر نا عبد الله بن محمد بن أبي
الدنيا حدثني أبو عبيد الله محمد بن صالح القرشي حدثني أبو مسعود عمرو بن عيسى
الرياحي قال حدث أبو جناب الكلبي وأنا في الحلقة معه قال حدثني شيخ من أهل مكة
هذا الحديث سنة مائة قال
لما قتل مصعب بن الزبير بالعراق وبلغ عبد الله بن الزبير بمكة قطع به فأضرب عن
ذكر مقتله أياما حتى تحدث به العبيد والإماء في سكك مكة (1) ثم صعد ذات يوم المنبر
فأسكت عليه هنيهة فنظرت إليه فإذا جبينه يعرق وإذا أثر الكآبة على وجهه لا تخفى
فقلت لأخ لي إلى جانبي أما والله إنه للبيب النهد وإنه لمن يهون عليه دهاء الرجال عند
الجدال وعند القتال فما تراه يهاب من المنطق قال فلعله يريد أن يذكر مقتل سيد فتيان
العرب المصعب بن الزبير فقطع بذلك وغير ملوم
فما كان بأسرع أن قام فقال الحمد لله الذي له الخلق والأمر وملك الدنيا والآخرة
يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير
وهو على كل شئ قدير ألا وإنه لم يذلل من كان الحق معه وإن كان فردا ولم يعز الله من
كان من أولياء الشيطان وحزبه وإن كان معه الناس طرا إنه أتانا خبر من قبل العراق أحزننا
وأفرحنا قتل المصعب بن الزبير رحمة الله عليه فأما الذي أحزننا (2) من ذلك فإن لفراق
الحميم لوعة يجدها له حميمة عند المصيبة له ثم يرعوي بعدها ذو الرأي إلى جميل الصبر
وكريم العزاء وأما الذي أفرحنا له فإنا قد علمنا أن قتله له شهادة وأن الله جعل ذلك لنا وله
خيرة ألا إن أهل العراق أهل الغدر والنفاق أسلموه وباعوه بأقل ثمن كانوا يأخذون منه
إسلام النعام المخطم فقتل وإن يقتل المصعب قد قتل أبوه وأخوه وعمه وخاله وكانوا
الخيار الصالحين إنا والله ما نموت حبجا (3) ما نموت إلا قتلا قتلا قعصا بالرماح (4) وموتا
تحت ظلال السيوف
ثم قال ألا إن الدنيا عارية من الملك إلا على الذي لا يزول سلطانه ولا يبيد فإن

(1) في المختصر: " في سكك المدينة " تحريف.
(2) بالأصل: حزننا، والمثبت عن " ز "، وم ود.
(3) أي بغتة.
(4) مات قعصا: أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه (القاموس المحيط).
246

تقبل علي الدنيا لا آخذها أخذ الأشر البطر وإن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الخرف
المهتر (1) ثم نزل
قال ابن عساكر (2) قوله أخوه يعني المنذر (3) بن الزبير وعمه يعني السائب بن
العوام قتل يوم اليمامة شهيدا وخاله يعني خال أبيه حمزة بن عبد المطلب
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وحدثني
مصعب بن عثمان قال
لما جاء عبد الله بن الزبير نعي مصعب بن الزبير صعد المنبر فقال الحمد لله الذي له
الخلق والأمر يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك (4) ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من
يشاء ألا وإنه لم يذل الله من كان الحق معه وإن كان فردا ولم يعزز من (5) كان الشيطان
وليه وحزبه ولو كان الناس كلهم معه ألا وإنه أتانا من العراق خبرا أحزننا وأفرحنا (6) أتانا
قتل مصعب بن الزبير رحمة الله عليه فأما الذي أحزننا (7) فإن لفراق الحميم لوعة يجدها (8)
حميمة عند غشي المصيبة ثم يرعوي من بعدها ذو الرأي إلى جميل الصبر وكريم (9)
العزاء وأما الذي أفرحنا فإن قتله كان له شهادة وإن الله جعل ذلك لنا وله خيرة ألا إن
أهل (10) العراق أهل الغدر والنفاق أسلموه وباعوه بأقل الثمن فإنا والله ما (11) نموت حبجا
كما يموت بنو أبي العاص وما نموت إلا قتلا قعصا بالرماح وموتا تحت ظلال السيوف

(1) الهنز، بالضم، ذهاب العقل من كبر أو مرض أو حزن، وقد أهتر، فهو مهتر (القاموس المحيط).
(2) زيادة منا.
(3) قتل مع أخيه عبد الله بن الزبير، وذلك في حصار حصين بن نمير، وذلك في سنة 64، راجع نسب قريش
ص 245 وسير أعلام النبلاء 3 / 381.
(4) من قوله: الذي... إلى هنا بياض في م و " ز ".
(5) من قوله: " وإنه... " إلى هنا بياض في " ز "، وم.
(6) من قوله: " الناس... " إلى هنا بياض في م و " ز ".
(7) بالأصل: حزننا، والمثبت عن د.
(8) من قوله: " رحمة "... إلى هنا بياض في م، و " ز ".
(9) من قوله: المصيبة... إلى هنا بياض في م، و " ز ".
(10) من قوله: " شهادة "... إلى هنا بياض في م، و " ز ".
(11) من قوله: أسلموه... إلى هنا بياض في " ز "، وم.
247

ألا إنما الدنيا عارية من الملك إلا على الذي لا يزول سلطانه ولا يبيد فإن تقبل (1) الدنيا علي
لا آخذها أخذ الأغشى البطر وإن تدبر عني لا أبكي عليها بكاء الخرف المهتر
قال ونا الزبير حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال
صعد عبد الله بن الزبير المنبر بعد أن جاء قتل مصعب بن الزبير فحمد الله وأثنى
عليه وصلى على نبيه (صلى الله عليه وسلم) ثم قال لئن أصبت بمصعب لقد أصبت بإمامي عثمان فعظمت
مصيبته وظننت أن لا أجتبرها ثم أحسن الله وأجمل ولئن أصبت بمصعب لقد أصبت بأبي
الزبير فعظمت مصيبته وظننت أن لا أجتبرها ثم أحسن الله وسلم وهل كان مصعب إلا
فتى من فتياني ثم ذرفت عيناه ثم قال إنه كان سريا مريا ثم قال
* فهم دفعوا الدنيا علي حين أعرضت * كرام وسنوا للكرام التأسيا *
قال ونا الزبير حدثني عبد الله بن نافع بن ثابت عن الزبير بن خبيب قال
قام عبد الله بن الزبير بعد المقام الذي نعى فيه مصعب بن الزبير فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال أيها الناس لئن كنت أصبت بمصعب لقد أصبت بأبي الزبير فظننت أن
اجتبرها ثم استمرت مريرتي وما كنت خلوا من مصيبة عثمان وما كان مصعب إلا فتى من
فتياني ثم جعل يرد البكاء وإنه ليغلبه ويقول
* هم دفعوا الدنيا علي حين أعرضت * كراما وسنوا للكرام التأسيا *
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون نا أبو زرعة قال (2)
ومصعب بن الزبير قتله عبد الملك في مسيره إليه إلى العراق من قبل أن يوجه
الحجاج بن يوسف لقتال عبد الله بن الزبير سمعت ذلك من أبي مسهر وقد كان لمصعب
ابن الزبير بقاء إلى سنة سبعين ووافى سنة سبعين حاجا
قال أبو زرعة (3) نا الحميدي عن ابن عيينة أنه سمعه يذكر عن عمرو بن دينار
أنه رأى مصعب بن الزبير حاجا سنة سبعين قال وكان قتله بعد ذلك بيسير
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد أنا محمد بن الحسن بن محمد نا أحمد

(1) من قوله: الملك... إلى هنا، بياض في م، و " ز ".
(2) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 583.
(3) زيادة منا للايضاح، تاريخ أبي زرعة 1 / 583.
248

ابن الحسن بن زنبيل نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن (1) نا محمد بن إسماعيل قال
ويقال قتل مصعب بعد السبعين (2)
قال ونا محمد نا الحسن بن واقع نا ضمرة قال قتل مصعب بن الزبير سنة إحدى
وسبعين وقتل (3) ابن الزبير سنة اثنين وسبعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا (4) أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن (5) جعفر نا يعقوب قال قتل مصعب بن الزبير سنة إحدى وسبعين
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية (6) أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم قال وقرئ على سليمان بن إسحاق نا الحارث بن
أبي أسامة نا محمد بن سعد (7) أنا محمد بن عمر حدثني مصعب بن ثابت بن عبد الله بن
الزبير قال سألت عامر بن عبد الله بن الزبير متى قتل مصعب بن الزبير قال قتل يوم
الخميس (8) النصف من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وكان الذي سار إليه فقتله عبد
الملك بن مروان
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد قال قال أبي سعد بن إبراهيم وعرضناها
على يعقوب أيضا قال
وفيها يعني سنة إحدى وسبعين سار عبد الملك إلى مصعب بالعراق فالتقوا بمسكن
فقتل مصعب يوم الثلاثاء في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر اللالكائي أنا أبو الحسن القطان أنا
عبد الله نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث

(1) في م: عبيد الله.
(2) من قوله: " عبد الله "... إلى هنا بياض مكانه في " ز ".
(3) من قوله: ضمرة إلى هنا بياض مكانه في " ز "، وم.
(4) من قوله: " أخبرنا... " إلى هنا بياض في " ز "، وم.
(5) من هنا إلى آخر الخبر بياض مكانه في " ز ".
(6) قوله: " أنا أبو عمر بن حيوية " مكانه بياض في " ز "، وم.
(7) طبقات ابن سعد 5 / 183.
(8) قوله: " قتل يوم الخميس " مكانه بياض في " ز "، وم.
249

وفي سنة اثنتين وسبعين قتل مصعب بن الزبير
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا أبو القاسم
نا البخاري نا إبراهيم بن حمزة قال
قتل مصعب بن الزبير وهو ابن تسع وثلاثين أراه سنة ثنتين وسبعين وقتل عبد الله
بعده بسنة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن أنا علي بن محمد
ابن عبد الله بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي ابن
المديني قتل مصعب بن الزبير بن العوام سنة ثنتين وسبعين
قرأت (1) على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنا مكي بن محمد أنا أبو
سليمان بن زبر قال
سنة اثنتين وسبعين فيها قتل مصعب بن الزبير بن العوام يوم الخميس للنصف من
جمادى الأول وقتل معه ابنه عيسى بن مصعب
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنا أبو جعفر
ابن المسلمة أنا أبو طاهر نا الطوسي نا الزبير قال
وقتل مصعب بن الزبير سنة اثنتين وسبعين فحدثني مصعب بن عثمان قال قتل
مصعب بن الزبير وهو ابن أربعين سنة كان بينه وبين المنذر بن الزبير بقدر ما عاش بعده
قال ونا الزبير حدثني إبراهيم بن حمزة قال
قتل مصعب بن الزبير وهو ابن خمس وثلاثين سنة
قال وحدثنا الزبير حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال يقولون قتل مصعب بن
الزبير وهو ابن خمس وأربعين سنة
قال ونا الزبير قال وقال عبيد الله بن قيس الرقيات يرثي مصعب بن الزبير (2)
* لقد أورث المصرين حزنا وذلة * قتيل بنهر (3) الجاثليق مقيم

(1) كتب فوقها في " ز "، وم، ود: ملحق.
(2) تقدمت الأبيات قريبا، وهي في ديوانه ص 196 (ط. صادر - بيروت) وانظر تخريجها فيه.
(3) في الديوان، وفيما تقدم: بدير الجاثليق.
250

* فما نصحت بكر بن وائل * ولا صدقت يوم الحفاظ تميم
فلو كان بكريا تعطف حوله * كتائب يغلي حموها ويديم
ولكنه ضاع الذمار ولم يكن * بها مضري يوم ذاك حكيم (1)
جزى الله كوفي تميم ملامة * بفعلهما إن المليم مليم (2)
فنحن بنو العلات أخلوا ظهورنا * ونحن فروع منهم وصميم (3)
فإن نفن لا يبقوا ولا يك بعدما * لذي حرمة في المسلمين حريم (4) *
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد (5) بن عبيد إجازة نا أحمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أنا مصعب قال
مصعب (6) بن الزبير يقول إنه مات وهو ابن خمس وثلاثين سنة (7)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله قالوا أنا أبو جعفر
المعدل نا أبو طاهر المخلص أنا أحمد (8) بن سليمان نا الزبير بن بكار قال وقال أيضا
يعني ابن قيس الرقيات يرثيه (9)
* إن الرزية يوم مس * كن والمصيبة والفجيعة
بابن الحواري (10) الذي * لم يعده أهل الوقيعة *
* غدرت به مضر العرا * ق وأمكنت منه ربيعة
فأصبت وترك يا ربي * ع وكنت سامعة مطيعة
يا لهف لو كانت له * بالدير (11) يوم الدير شيعة

(1) عجزه، مكانه بياض في " ز " وم.
(2) عجزه، مكانه بياض في " ز "، وم.
(3) عجزه، مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامش " ز ": مطموس بالأصل.
(4) عجزه، بالأصل: لدى مثنى الناس حميهم. والمثبت عن د، ومكان عجزه في م، و " ز "، بياض.
(5) من قوله: أخبرنا... إلى هنا بياض في م.
(6) من قوله: " إجازة.... " إلى هنا مكانه بياض في م، و " ز ".
(7) قوله: " وثلاثين سنة " مكانه بياض في م، و " ز ".
(8) قوله " أنا أحمد " مكانه بياض في م، و " ز ".
(9) الأبيات في ديوان ابن الرقيات ص 184 (طبعة دار صادر - بيروت) وتاريخ الاسلام (حوادث سنة 61 - 80)
ص 527 وسير أعلام النبلاء 4 / 144 والأغاني 19 / 128 ومعجم البلدان 5 / 127.
(10) غير واضحة بالأصل، ومكانها بياض في م و " ز "، والمثبت عن د، والديوان.
(11) في الديوان: بالطف يوم الطف.
251

أو لم يخونوا عهده * أهل العراق بنو اللكيعة
لوجدتموه حين يحذر * لا يعرج بالمضيعة *
قال ونا الزبير قال وقال رجل من بني قيس بن ثعلبة أظنه من عرفجة يرثي مصعب بن
الزبير
* حمى أنفه أن يطعم الضيم مصعب * فمات كريما لم يذم خلائقه
ولو شاء أعطى الضيم من رام * ضيمه فعاش ملوما لا تدوم طرائقه *
* ولكن أبى والموت يفرق حاله * يساوره طورا وطورا يعانقه
فمات كريما لم تصبه مذمة * ولم يك ممن يطيبه نمارقه
يظل بطينا فوقها وكأنه * من الكبر كسرى حين صفت أبارقه *
وقال أيضا يرثيه
* ألم ترنا إذ مضى مصعب * أناخ بنا الزمن الأشأم
قريع قريش وصبائها * وفارسها الماجد الأكرم *
أنشدنا (1) أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن الحسن الأنماطي أنشدنا أبو
الحسين عاصم بن الحسن بن محمد العاصمي لنفسه في مصعب بن الزبير
* سقى جدثا بالماء رحبة وائل * وجادت عليه المرزمات الهواطل (2)
ففيه الهلال المستنير ضياؤه * وفيه الشجاع الأدلجي الحلاحل
فتى لم تنه المرهفات تأسفا * عليه وبكته الرماح الذوابل
له برسول الله في الفخر نسبة * إذا انتسبت يوم الفخار القبائل *
7448 مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير
ابن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي
أبو عبد الله الأسدي الزبيري المدني (3)
حدث عن مالك بن أنس والدراوردي وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن أبي حازم

(1) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(2) تحرفت في م إلى: المتواطل.
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 112 وجمهرة أنساب العرب ص 123 والجرح والتعديل 8 / 309 وتهذيب الكمال
18 / 127 وتهذيب التهذيب 5 / 450 وسير أعلام النبلاء 11 / 30 وميزان الاعتدال 4 / 120 ونسب قريش
للمصعب (المقدمة).
252

وأبيه عبد الله بن مصعب وبشر بن السري (1) والضحاك بن عثمان (2) والمغيرة بن عبد
الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي
حدث عنه ابن عيينة بحديث ذكره عنه يحيى بن معين
وروى عنه ابن أخيه الزبير بن بكار وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو زرعة
الرازي وأبو خيثمة (3) وزهير بن حرب وابنه أبو بكر بن أبي خيثمة وأبو القاسم البغوي
ومحمد بن يحيى الذهلي وأبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي وأبو العباس
السراج وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة في سننه (4) ويعقوب بن سفيان الفسوي (5)
وصالح بن محمد جزرة وموسى بن هارون الحمال وعبد الله بن أحمد (6) بن حنبل
ومحمد (7) بن موسى (8) البربري وأبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي وأبو يعلى
الموصلي وأبو زرعة العراقي (9) وقال رأيته بالعراق وحملت عنه (10) وكان جليلا وقيل
إنه قدم الشام غازيا (11)
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين أنا الحسن بن علي التميمي أنا
أحمد بن جعفر نا عبد الله (12) بن أحمد نا مصعب نا مالك
ح وأخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله السلمي أنا أبو سعد بكار بن محمد بن يحيى
العثماني نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم السكري نا
عبد الله بن محمد البغوي نا مصعب بن عبد الله

(1) بعدها بياض في م.
(2) في " ز ": الضحاك بن علي، ثم بياض، بعدها. وفي م بياض.
(3) غير واضحة بالأصل، وتقرأ: " أخيه " وفوقها ضبة، والمثبت عن د، ومكانها بياض في " ز "، وم.
(4) قوله: " ماجة، في سننه " مكانه بياض في " ز "، وم.
(5) تحرفت في " ز " إلى: القسري.
(6) بالأصل: الجنيد، والمثبت عن " ز "، وم، ود.
(7) قوله: " بن حنبل، ومحمد " مكانه بياض في " ز " وم.
(8) قوله: " محمد بن " استدرك على هامش الأصل.
(9) قوله: " وأبو زرعة العراقي " مكانه بياض في " ز "، وم.
(10) زيادة عن م، و " ز "، ود.
(11) من قوله: جليلا... إلى هنا مكانه بياض في م، و " ز ".
(12) بالأصل: عبيد الله، والمثبت عن د، ومكانها في م، و " ز " بياض.
253

ح وأخبرنا أبو العز أيضا أنا أبو الطيب الطبري أنا علي بن عمر السكري (1) نا
أحمد بن الحسن الصوفي
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي الجوهري أنا عبد العزيز
ابن جعفر بن محمد الحرفي نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار نا مصعب بن عبد الله
الزبيري أخبرني مالك
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا سعيد بن أبي عمرو المزكي أنا أبو علي
زاهر بن أحمد السرخسي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي قالا
أنا أبو الحسين بن النقور
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد الصريفيني قالا أنا أبو القاسم
ابن حبابة
ح وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي المصري وأبو محمد عبد السلام بن أحمد وأبو
نصر عبيد الله بن أبي عاصم وأبو عبد الله سمرة وأبو محمد عبد القادر ابنا جندب قالوا
أنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح
ح وأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا محمد بن عبد الرحمن الأديب أنا محمد بن
محمد بن أحمد بن عثمان الطرازي قالوا أنا أبو القاسم البغوي
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو القاسم زاهر بن طاهر وأبو المظفر
عبد المنعم بن عبد الكريم قالوا أنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد أنا أبو عمرو محمد
ابن أحمد بن حمدان
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا إبراهيم بن منصور السلمي أنا أبو بكر بن
المقرئ قالا أنا أبو يعلى قالا نا مصعب زاد أبو يعلى وسويد قال مصعب حدثني
وقال سويد مالك وفي حديث ابن المقرئ أنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن النبي
(صلى الله عليه وسلم) نهى عن النجش وفي حديث ابن المقرئ قال نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن
النجش (2) [* * * *]

(1) أقحم بعدها في " ز ": أنا ابن محمد بن مصعب.
(2) النجش: هو أن يمدح السلعة ليروجها، أو يزيد في الثمن ولا يريد شراءها ليضر بذلك غيره.
254

رواه ابن ماجة (1) عن مصعب
ح وأخبرنا أبو القاسم منصور بن أبي أحمد بن حبيب وأبو بكر محمد بن الموفق
النسائي وأبو عدنان محمد بن عبد الله الحنفي وأبو الفتح محمد بن علي وأبو نصر عبيد الله
ابن أبي عاصم وأبو محمد عبد السلام بن أحمد وأبو عبد الله سمرة بن جندب وأخوه أبو
محمد عبد القادر قالوا أنا محمد بن (2) عبد العزيز الفارسي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو نصر أحمد بن (3) محمد الطوسي قالا
أنا عبد الله بن محمد البغوي أنا مصعب حدثني عبد العزيز بن محمد عب محمد بن أبي
حميد عن زيد (4) بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال
كنت (5) مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالسا فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أفضل أهل الإيمان
إيمانا (6) قالوا يا رسول الله الملائكة قال هم كذلك ويحق (7) لهم ذلك وما
يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها قالوا يا رسول الله الأنبياء الذين أكرمهم الله
برسالته والنبوة قال هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم
بها قالوا يا رسول الله الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء قال هم كذلك ويحق
لهم وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء بل غيرهم قالوا فمن يا رسول
الله قال أقوام في أصلاب الرجال يأتون من بعدي يؤمنون (8) بي ولم يروني ويصدقون
بي ولم يروني فيجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الإيمان
إيمانا [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن المالكي نا وأبو منصور المقرئ أنا أبو بكر الخطيب (9) أنا

(1) سنن ابن ماجة 12 كتاب التجارات، 14 (باب) رقم 2173 (2 / 734).
(2) من هنا إلى آخر السند بياض مكانه في " ز "، وم.
(3) من هنا إلى قوله: مصعب، بياض في " ز "، وم.
(4) تحرفت بالأصل إلى: يزيد، والمثبت عن د.
(5) من قوله: حميد إلى هنا بياض في " ز "، وم.
(6) قوله: " من أفضل أهل الايمان إيمانا " مكانه بياض في م، و " ز ".
(7) من هنا إلى قوله: بالشهادة، مكانه بياض في م و " ز ".
(8) من قوله: أقوام.... إلى هنا مكانه بياض في م، و " ز ".
(9) تاريخ بغداد 13 / 112.
255

أبو سعد الماليني قراءة أنا عبد الله بن عدي الحافظ قال قال لنا السعداني وهو محمد بن
أحمد بن سعدان حضرت صالحا يعني جزرة وعنده نصرك فقال حدثنا فلان عن
الحميدي عن سفيان عن الزنبري عن مالك فقال له صالح كذا تقول الزنبري إنما هو
الزبيري (1) مصعب صاحبنا حدث عنه ابن عيينة حرفا حدثناه ابن عباد عن سفيان
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد عن محمد بن أبي نصر الحميدي أخبرني أبو
محمد علي بن أحمد الحافظ أخبرني أبو البركات محمد بن عبد الرحمن بن محمد نا
محمد بن محمد بن حسل (2) العجيفي بمكة حدثني أبي نا ابن أبي الجارود نا القاضي أبو
بكر الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال
غزونا إلى الشام زمن مروان بن محمد حتى إذا كنا بالطريق أصابنا مطر ورفع لنا
قصر فملنا إلى تحته فنحن كذلك إذ خرجت وليدة منه فقالت بأبي أنتم من أين أنتم
قلنا من مكة فتنفست صعداء وقالت
* من كان ذا شجن بالشام نحسبه (3) * فإن في غيره أمسى لي الشجن
وإن ذا القصر حقا ما به وطني * لكن بمكة أمسى الأهل والوطن
من ذا يسائل عنا أين منزلنا * فالأقحوانة منا منزل قمن
إذ يلبس العيش صفوا ما يكدره * طعن الوشاة ولا ينبو بنا الزمن *
قال فحركت مني ساكنا ومضينا لوجهنا حتى إذا قضينا غزونا وقفلنا أخذنا المساء
عند ذلك القصر فخرج صاحبه فأنزل وأكرم فقلت له حاجة إما أن تبيع وإما أن تهب
قال بل هي لك قلت وليدة صفة كذا صفة كذا قال لقد ماتت اليوم لها ثالث ولو
أنها حية لانقلبت بها قال فبقيت في قلبي منها حرة
قال ابن عساكر (4) هذه حكاية غير صحيحة وإنما ذكرتها كما وقعت ومصعب
إنما ولد بعد قتل مروان بمدة (5) وقد رويت هذه القصة لمحمد بن عبد الرحمن الأوقص
وهي به أشبه

(1) بالأصل وم، و " ز ": " الزبير بن مصعب " وفي د: الزبيري بن مصعب.
(2) كذا رسمها بالأصل وصورتها: " حسل " وفي م: " حبل " وفي " ز ": " جبل " وفي د: جبريل.
(3) في د: يحبسه.
(4) زيادة منا.
(5) كان مولده حوالي سنة 156 ه‍، راجع تهذيب الكمال 18 / 129.
256

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا المخلص
أنا أحمد بن سليمان نا (1) الزبير بن بكار قال
ومصعب بن عبد الله وأمه أمة الجبار بنت إبراهيم بن جعفر بن مصعب بن الزبير وأمها
فاختة وتعرف بقمر بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن الأسود بن أبي البختري بن هاشم بن
الحارث بن أسد بن عبد العزى وفي ذلك يقول مصعب بن عبد الله بن مصعب يذكر طرفيه
ويفخر بمن ولده من قريش سواهم
* إني امرؤ خلطت قريش مولدي * فحللت بين سماكها والفرقد
ضمنت علي لهم قرابة بيننا * حسن الثناء عليهم في المشهد (2)
تدعى قريش قبل كل قبيلة * في بيت مرحمة وملك أيد
بيت تقدمه النبي ورهطه * متعطفين على النبي محمد
فإذا تنازعت القبائل مجدها * وتطاول الأنساب بعد المحتد
وتواشجوا (3) نسبا إلى آبائهم * قبض الأصابع راحتاها باليد
نسجت (4) علي سداءها ولحامها * أسد وقال زعيمها لا تبعد
وحللت حيث أحب من أنسابهم * بين الزبير وبين آل الأسود
في منتقى أسد على أحسابها * في باذخ دون السماء ممرد
وإذا يقوم خطيب قوم منهم * يثني بمكرمه أقول له اعدد
قد شاركت أسد على أحسابها * أهل الحفائظ منكم والسؤدد
فإذا تعد لهاشم أيامها * تعرف فضائل هاشم لا تجحد
آل النبي لهم إمامة ديننا * وصيامنا وصلاتنا في المسجد
فنمت بالرحم القريبة بيننا * ثدي على الأدنين غير مجدد
بصفية الغراء عمة أحمد * وعقيلة النسوان بنت خويلد
فتنازعوا نسبا يكون شبيهه * علم الهدى وهداية المسترشد
وعلت علو الشمس في غلوائها * حين استقل على دماغ الأصيد

(1) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، وبعده صح.
(2) عجز هذا البيت وأعجاز الأبيات الثلاثة التالية مكانه بياض في م.
(3) البيت مكانه بياض في م.
(4) الأبيات الثلاثة التالية مكانها بياض في م، و " ز ".
257

أمية أننا أكفاؤها * إذ لا يكون كفيها بالعقدد
بنت الأمين وصهر أحمد منهم * تهدى ظعينتها إلينا عن يد
وشجت أمية بيننا أرحامها * فسلكن بين مصوب ومصعد
وبلغن مطلبا ودرن بنوفل * حتى اشتجرن به اشتجار الفرقد
وأتين عبد الدار بين بيوتها * حيث استقر بها طناب الموتد
وورثن عبد قصي من ميرائه * من حيث ورث يخلد ابنة أعبد
وإذا تغطط بحر زهرة فارتمى * بالموج مطرد العباب المزبد
يدعون عبد مناف في حافاته * وإذا يصاح بحارث لم يقعد
بتنا سخون أثيل مجد قادم * وحديث مجد ليس بالمتردد
فدعوت هالة فاتخذت خيارهم * نسبا وقلت لمن يقاسمني زد
وتناضلت تيم على أحسابها * فأخذت أكرمهم برغم الحسد
من حيث شئت أتيتهم من ها هنا * وهناك عود بدي وإن لم أبتد
أدعو بريطة إن دعوت ودونها * بنت المصدق بالنبي المهتدي
وتطاولت مخزوم حتى أشرفت * للناس من (1) متغور أو منجد
يتأملون وجوه غر سادة * ورثوا (2) المكارم سيدا عن سيد
في منتهى الشرف الذي ما فوقه * شرف وليس (3) أثيله بمولد
فدعوت عمرانا أبا فأجابني * نسبا وشجت إليه غير المسند (4)
وإذا عدي خاطرت في مشهد * طمت غواربها وإن لم تحشد
فأتيت أسألهم لمرة خطها * من كل مكرمة لهم أو مولد
وابنا هصيص واللذان كلاهما * في منتهى الشرف القديم المتلد (5)
وإذا انتميت لعامر لم أنتحل * وشركت في عرنينها (6) والأسعد

(1) بالأصل: " من متعود بني محمد " والمثبت عن د، وعجز البيت مكانه بياض في م و " ز ".
(2) الأصل: " وبنو المكارم عدا عن عمد " والمثبت عن د، ومكان العجز في م، و " ز "، بياض.
(3) الذي بالأصل: " وليس إليه... اليد " والمثبت والزيادة التالية عن د، ومكان العجز في م و " ز " بياض.
(4) هذا العجز، وأعجاز الأبيات الستة التالية مكانها بياض في م، و " ز ".
(5) في الأصل: " الأمجد " والمثبت عن د، والمختصر.
(6) في الأصل: " في نحر لبنها والاسيد " والمثبت عن د، والمختصر.
258

وإذا دعوت محاربا أو حارثا * دفعا بكل خميلة أو فدفد
فنزلت من أحمائهم بحفيظة * وقعدت من أحسابهم في مقعد
وإذا تكون لمعشر أكرومة * أضرب بسهم قرابة لم تبعد
فأحوز حوزهم بغير تنحل * وأكون وسطهم وإن لم أشهد
وعلت عروق بني الزبير من الثرى * حتى رجعن إلى جمام المورد
فمتى تقاسمنا قريش مجدها * نهتل ولا نكتل بصاع المبدد
ومتى نهب بكريمة من معشر * تلق المراسي عندنا وتمهد
صدقاتها أحسابنا وفوائد * من طيب مكسبة عطاء الأوحد *
أخبرنا أبو الحسن المالكي نا وأبو منصور المقرئ أنا أبو بكر الخطيب (1) أنا
الأزهري
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري
قالا أنا محمد بن العباس أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم قال نا محمد بن
سعد
مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام يكنى أبا عبد
الله نزل بغداد زاد الجوهري وروى عن مالك بن أنس الموطأ وروى عن الدراوردي
وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن أبي حازم وعن أبيه وغيرهم ثم اتفقا فقالا وكان إذا
سئل عن القرآن يقف ويعيب من لا يقف وتوفي ببغداد في شوال سنة ست وثلاثين
ومائتين
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل وأبو الحسين وابن
النرسي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (2)
مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن (3) الزبير بن العوام القرشي
المدني عن أبيه

(1) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 114.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 354.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و " ز "، وم، ود، واستدرك عن التاريخ الكبير.
259

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مصعب بن عبد الله الزبيري وهو ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن
الزبير روى عن مالك وابن أبي حازم وعبد العزيز بن محمد وإبراهيم بن سعد وأبيه
وبشر بن السري سمعت أبي يقول ذلك
قال أبو محمد روى عنه أبو زرعة
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام
قرأت على أبي الفضل أيضا عن محمد بن أحمد الخطيب أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي قال
أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام
سكن بغداد سمع مالك بن أنس وإبراهيم بن سعد الزهري (2) روى عنه الذهلي وأبو
جعفر الدارمي كناه لنا الثقفي
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وأبو منصور محمد بن عبد الملك قالا قال لنا أبو
بكر الخطيب (3)
مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام أبو عبد الله

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 309.
(2) كذا بالأصل، وفي م و " ز ": " الجوهري " وليست اللفظة في د.
(3) تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب 13 / 112 رقم 7096.
260

الزبيري المدني عم الزبير بن بكار سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس وعبد العزيز
الدراوردي والضحاك بن عثمان وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز (1) بن أبي حازم (2)
وغيرهم
كتب عنه يحيى بن معين وأبو خيثمة وروى عنه الزبير بن بكار وأحمد بن أبي
خيثمة وإبراهيم الحربي وصالح جزرة وموسى بن هارون ومحمد بن موسى البربري
ويعقوب بن سفيان (3) المطوعي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو القاسم البغوي وكان
عالما بالنسب عارفا بأيام العرب
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد أنا
محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عبد الله الطوسي نا الزبير بن بكار قال
وكان مصعب بن عبد الله وجه قريش علما ومروءة وشرفا وبيانا وجاها وقدرا
وله يقول عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني
* وقد علمت ألا والله يعلمه * ما قلت زورا ولا من شيمتي الملق
إني لأحبس نفسي وهي صادية * عن مصعب ولقد بات لي الطرق
دعوى (4) عليه كما أدعى على هرم * قبلي زهير وفينا ذلك الخلق
مدح الكرام وسعى في مسرتهم * ثم الغني ويد الممدوح تندفق *
وقال ابن أبي صبح أيضا
* قالت شميسة إذ قامت تودعني * والدمع يجري على الخدين أسلاكا
لا يلهينك عنا بعد فرقتنا * بعد المزار وإن صاحبت أملاكا
لو كنت أنساكم يوما نسيتكم * إذ قال لي مصعب لو شئت أجراكا
خطان في شبر قرطاس يطير به * متى جرى وتمضي قلت كلاكا
لا بد من نظرة أشفي بها كبدي * من أم عمرو قليلا ثم ألقاكا
دع عنك ما فات واكس الرحل * مغتربا أعطاكه مصعب أيام ألفاكا

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وبقية النسخ، واستدرك للايضاح عن تاريخ بغداد.
(2) تحرفت في تاريخ بغداد إلى: بن أبي حاتم.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ بغداد: يوسف.
(4) في م: " أرعى عليه كما أرعى ".
261

عار جناحك قد خصت قوادمه * قد عضك الدهر عضات وأدماكا
يا ذا الندى ليس لي في غيركم وطر * أغنيتني بالغنا والله أغناكا
إن امتدحكم فخير القول مدحكم * وقد ينال بغير المدح جدواكا
يا أوسع الناس فضلا بعد والده * إن تعط خيرا فإن الله أعطاكا
مجدا نطأطأ عنه كل ذي شرف * فيمنع الناس أن يجروا بمجراكا
مد ابن اسما كفيه بمكرمة * وابن الرباب فقالا مصعب هاكا
أنت ابننا ما اجتمعنا قط في رجل * فيستطيع له الساعون إدراكا
ثم الأمير أدام الله صالحه * نعم المبوى بحمد الله بواكا
رقاك في المجد حتى نلت ذروته * فمن بغاك محل النجم وافاكا *
أخبرنا أبو الحسن المالكي وأبو منصور المقرئ أنا أبو بكر الخطيب (1) أخبرني
الأزهري أنا أحمد بن إبراهيم نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال
وكان مصعب بن عبد الله وجه قريش مروءة وعلما وشرفا وبيانا وجاها
وقدرا
قال الزبير وكان أبو غزية محمد بن موسى الأنصاري كثيرا ما يجلس إلي فجلس إلي
ليلة بين المغرب والعشاء الآخرة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو إذ ذاك قاض فتحدثنا إلى
أن ذكر الشعر فقال لي ابن أبي صبح أشعر الناس حين يقول لعمك
* فما عيشنا إلا الربيع ومصعب * يدور علينا مصعب وندور
وفي مصعب إن غبنا القطر والندى * لنا ورق معرورق وشكير
متى ما يرى (2) الراؤون غرة مصعب * ينير بها إشراقه فتنير
يروا ملكا كالبدر إما فناؤه (3) * فرحب وإما قدره فكبير
له نعم من عد قصر دونها * وليس بها عما تريد قصور
عددنا فأكثرنا ومدت فأكثرت * فقلنا كثير طيب وكثير
لعمري لئن عددت نعماء مصعب * لأشكرها إني إذا لشكور *

(1) رواه الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 113.
(2) في تاريخ بغداد: رأى.
(3) بالأصل: " حباؤه " والمثبت " فناؤه " عن د، و " ز "، وتاريخ بغداد.
262

وله يقول أيضا ابن أبي صبح المزني
* إذا شئت يوما أن ترى وجه سابق * بعيد المدى (1) فانظر إلى وجه مصعب
ترى وجه بسام أغر كأنما * تفرج تاج الملك عن ضوء كوكب
فتى همه أن يشتري الحمد بالندى * فقد ذهبت أخباره كل مذهب
مفيد ومتلاف كأن نواله * علينا نجاء العارض المتنصب * (2)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العباس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر
الخطيب (3) أنا الحسين بن علي الصيمري نا علي بن الحسن الرازي أنا محمد بن الحسين
الزعفراني نا أحمد بن أبي خيثمة قال أبو عبد الله مصعب بن عبد الله كتب عنه أبي
ويحيى بن معين
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (4) أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال كتب أبي
ويحيى بن معين جميعا عن مصعب يعني الزبيري ونظرا في حديثه وحدث عنه أبي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر (5) أنا
البرقاني أنا أحمد بن محمد بن حسنويه أنا الحسين بن إدريس نا سليمان بن الأشعث
قال سمعت أحمد بن حنبل يقول مصعب الزبيري مستثبت
قال (6) وأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين
وذكر النسب فقلت إنما أخذه الزبيري عن الواقدي فقال يحيى الزبيري عالم بالنسب
يعني مصعبا

(1) في تاريخ بغداد: المنى.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ بغداد: المتصيب.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 113 - 114.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 309.
(5) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 114.
(6) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 114.
263

قال (1) وأنا أبو حازم العبدوي أنا محمد بن عبد الله الحافظ نا قاسم السياري
بمرو (2) حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى نا العباس بن مصعب بن بشر قال
مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قد أدركته ببغداد وهو
أفقه قرشي في النسب
قال (3) وأنا محمد بن أحمد بن رزق أنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء نا أبو
جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة
قال وأنا علي بن أحمد الرزاز نا أحمد بن سلمان النجاد نا محمد بن عثمان قال
سألت يحيى بن معين عن مصعب الزبيري فقال ثقة
قال (4) وأنا الحسن بن محمد الخلال قال قال أبو الحسن الدارقطني مصعب بن
عبد الله الزبيري ثقة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني محمد بن راشد قال اختلف ما
بين أبي بكر بن عبد الله بن مصعب وبين أخيه مصعب بن عبد الله فدخلت يوما على
مصعب بن عبد الله فوجدته يقول
* أيزعم أقوام رموه بظنة * بأن سوف تأتيني عقاربه تسري
وود رجال لو تمادت بنا الخطى * إلى الغي أو يلقى علانية تجري
أبت رحم أطت لنا مرجحنة * أما في العدى والكاشح الحسك الصدر
فقل لوشاة الناس لن تذهب الرقي * ولا عاقدات السحر ود أبي بكر *
قال فترويتها ثم خرجت حتى استأذنت على أبي بكر فحدثته عن مدخلي على أخيه
مصعب وأنشدته شعره هذا فرق وبكى حتى نشف دموعه بمنديل وأمرني فجئته به فكان
ذلك صلح بينهما
قال ونا الزبير حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني قال

(1) تاريخ بغداد 13 / 112 - 113.
(2) بالأصل و " ز "، وم: " السياري ثم وحدثنا " وبدون " ثم " في د، صوبنا الجملة عن تاريخ بغداد.
(3) الخبر في تاريخ بغداد 13 / 114.
(4) تاريخ بغداد 13 / 114.
264

لما استعمل عبد الله بن مصعب على اليمن قال لي مصعب بن عبد الله امض معنا إلى
صنعاء فقلت له لم أعلم أهلي ذلك فقال ترسل رسولا وتكتب معه بحاجتك وتمضي معنا وتكفاهم فقلت له لا بد من مطالعتهم ثم ألحقكم فهو حين قلت هذه القصيدة
ثم قدمت عليهم صنعاء فأنزلني عبد الله بن مصعب معه في دار الإمارة وأجرى علي
خمسين دينارا في كل شهر وأكرمني ثم عرضت فشكوت ذلك إليه واستأذنته في
الانصراف فأذن لي وأعطاني خمس مائة دينار وكساني كسوة فاخرة من عصب اليمن
وأمرني فدخلت على نجائبه فاخترت منها نجيبا (1) مهريا (2) وانصرفت سالما غانما إلى
أهلي
فقال ابن أبي صبح يمدحه
* إذا رفعت أجراسه الستر واستوى * على ظهر مصفوف عليه النمارق
بداملك في صورة البدر طالعا * فيا لك حسنا زينته الخلائق
خلائق أحرار الملوك ونورها * يلوح عليه نظمها المتناسق
فتى لم تفته خطة تجمع التقى * إلى المجد إلا ضمها فهو رائق *
* فنحن بحمد الله في فضل مصعب * لنا صايح من ذي تلاه وعابق
سيبلغ عني مصعبا غير باعد * مدائح تذروها الرياح الزواعق
جزى بالإله إن شكرتها * شكرت عظيما لم تصفه المناطق
ألم تلقني ذا خلة فاصطفيتني (3) * وأطلقت مالي وهو في الرهن عالق
وأنقذتني من لجة الدين بعدما * غرقت وعاشر لجة الدين غارق
وأغنيتني عمن سواك وأنبتت * رياحك ريشي والتجا (4) الدوافق
وأسبلت إسبال الربيع وأخصبت * رياضك للجادين والله رازق
فأقسم لا أحصي الذي فيك مادح * بمدح ولكني خروق مخارق
ولا خفت إلا الكاشحين ملمة * عليك ولكني بذي العرش واثق

(1) النجيب: الكريم الحسيب، يقال: ناقة نجيب ونجيبة (القاموس).
(2) الإبل المهرية هي التي تنسب إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، كذا في تاج العروس بتحقيقنا:
مهر.
(3) في " ز ": فاصطنعتني.
(4) كذا رسمها.
265

ولا ضن نصحا عنك بالغيب مؤمن * تقي ولا عاداك إلا منافق *
قال ونا الزبير قال وأنشدني عدي بن عبد الله بن عمرو بن أبي صبح المزني لأبيه
يمدح مصعب بن عبد الله بن مصعب حين أجمع المسير إلى اليمن لميعاده مصعبا أن يطلع
أهله ثم يأتيه بصنعاء اليمن فقال
* تقول ابنة الزيدي أصبحت وافدا * على ملك أي الملوك تريد
فقلت لها مستورد حوض مصعب * فقالت وأنى والمسير بعيد
فقلت لها لو كنت في سجن عارم * بدمياط قد شدت علي قيود
لسارت إليه مدحة مزنية * يلذ بها في المنشدين نشيد
أرى الناس فاضوا ثم غاصوا ومصعب * على العهد يعطي بحره ويزيد
إذا صدرت بالحمد عن حوض مصعب * وفود وحلت بعد ذاك وفود
تهلل فياض الندى عاجل القرى * إذا انهل وهنا قطقط (1) وجليد
أقول لمغتاظ علي كأنما * بليته حامي السنان حديد *
* تبرد بعيبي في الخلاء فإنه * نفى العيب عني مشهد وحدود
وثغرة أملاك تنحيت نوءها * وأسقيتها والحاسدون شهود
تعلقت الحساد فيها وما به * فلم يبق إلا أن يموت حسود *
قال ونا الزبير قال وله أيضا يعني ابن أبي صبح يمدحه *
إن الحواري والصديق وابنهما * دعائم الدين إذا (2) شدت له الدعم
وثابتا ذا اليدين والمصعبين معا * وذا اليمينين عبد الله بعدهم
شدوا عرى مصعب في كل مكرمة * وعلموه من الخيرات ما علموا
فهو الكريم ملاقاة ومختبرا * وابن الكرام إذا ما حصل الكرم
رحب الفناء رخي الباع محتمل * للمضلعات إذا اشتدت بنا (3) الأزم
لا تنكر العود منه أن يضر بها * ولا العشار إذا أضيافه قدموا
ولا يبالي وإن كانت ممانحة * أن يخضب السيف من أنسائهن دم

(1) القطقط بالكسر: المطر الصغار، أو المتتابع العظيم القطر، أو البرد (القاموس المحيط).
(2) في م و " ز ": إذا شدت.
(3) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
266

يا ذا الندى والذي حج الحجيج له * هل بعد هذا على ذي محنة قسم
لئن نشرت ثناء لا خفاء به * لقد بسطت عطايا ما لها قيم
ذقنا الثناء فلم قالوا الجزاء به * ولقد جهدنا وما في نصحنا وحم
لن ينفذ القول ما أسديت من حسن * يا ابن الحواري حتى ينفذ الكلم
ولا تزال بخير ما بقيت لنا * تمت علينا بك الآلاء والنعم *
وقال ميمون بن مالك الخضري يمدحه
* وجدنا بني آل الزبير كما مضى * أبو وجره الماضي بكم كان أعلما
إذا معشر قالوا الطفاف فجارهم * ركمتم على المكيال كيلا غذ مذما
إذا مصعب أبدى لك الباب وجهه * جلا وجهه عنك الظلام فأنجما *
وقال أيضا يمدحه
* مرض الردى فقال لي حين اشتكى * لأبا لغيرك أدنني من مصعب
فلقد رقعت بي الرقاع كما ترى * وأنجبت (1) منك عن القرى والمنكب *
وقال حماس بن الأبرش الكلابي المقعد يمدحه
* سيأتي ابن عبد الله أجود مدحتي * وأهدى له منها ردءا محبرا
يزين بأرض البدو حين أشيعه * ويبلغ من آل الخليفة عسكرا
فتى من بين العوام لم يرضع الخنا * ولم يك جدراه عن المجد قصرا
قتيل حياء لا قتيل مدامة * تعطف من طيب الثناء وتازرا
فتى لا يبالي بعد حمد يصيبه * أأقبل ما فوق الخوان أم أدبرا
فيا مصعب ابن المصعبين كليهما * ومن يلد الفخر على الناس مفخرا
وجدتك أنت الفرع من آل غالب * وإذا خيرت كنت الفتى المتخيرا *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
أخبرني الأزهري أنا أحمد بن إبراهيم
ح وأخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو (3) جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص

(1) غير واضحة بالأصل وم ود، والمثبت عن " ز ".
(2) تاريخ بغداد 13 / 114.
(3) قوله: " أنا، أبو " مكانه بياض في " ز ".
267

قالا نا أحمد بن سليمان الطوسي نا الزبير بن بكار قال وتوفي مصعب بن عبد الله
ليومين خلوا من شوال سنة ست وثلاثين ومئتين وهو ابن ثمانين سنة
قرأت (1) على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد بن
الغمر أنا أبو سليمان بن زبر قال
سنة ست وثلاثين ومئتين فيها مات مصعب بن عبد الله الزبيري في شوال (2) (3)
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنا أبو جعفر أنا أبو طاهر أنا أحمد نا الزبير
قال وقال أحد بني أبي بكر بن عبد الله بن مصعب يبكي مصعب بن عبد الله بن مصعب
* ونائحة بشر (4) الرزية موهنا * فقلت لها إن الرزية مصعب
هو المرء لا يشقى به الحق إن طرأ * ويعر (5) واحداه الطارق المتاوب *
* فلو كان من رضوى لسهل وعرها * ومن كبكب أنحى إلى السهل كبكب
ولو كان من لبنان نال لها ضه * وزلزل من لبنان فرع ومنكب
ولكننا قوم أمر مريرنا * على الصبر والتقوى أعف وأقرب
وما كنت أشريه بفرع قبيلة * ولو أنبوه ما استطاعوا وأطنبوا
يفيض إذا غاضوا ويصفوا إذا قذوا * ويخصب معناه إذا الحي أجدبوا
وإن قال أبرى قوله يا طن الجوى * ويفعل فعلا ليس ما يتعقب
ننال بأدنى رأيه غاية الندى * ويفرج غماها إذا الناس أصعبوا
فلدينا الذي لو سرت في الأرض تبتغي * له شبها أعيى الذي تتحسب
أصيب به الأحياء طرا بأسرها * وأصبح أهل الله فجع فأوعبوا *
وهي أكثر من هذا
7449 مصعب بن المثنى العبدي والد موسى بن مصعب
من وجوه خراسان
أوفده قتيبة بن مسلم أمير خراسان على سليمان بن عبد الملك ليقره على ولايته

(1) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(2) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.
(3) كتب بعدها في " ز "، ود: إلى.
(4) رسمها بالأصل: مبشر، وفي د و " ز شوا.
(5) كذا رسمها.
268

حكى عن سليمان وعمر بن عبد العزيز وقتيبة
حكى عنه عوانة بن الحكم الاخباري وغيره
7450 مصقلة بن هبيرة بن شبل بن يثربي بن امرئ القيس بن ربيعة بن مالك بن
ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط أبو الفضل البكري (1)
من وجوه أهل العراق
كان من أصحاب علي بن أبي طالب وولي أردشير خرة (2) من قبل ابن عباس وعتب
علي عليه في إعطاء مال الخراج لمن يقصده من بني عمه وقيل لأنه فدى نصارى بني ناجية
بخمس مائة ألف فلم يردها كلها
ووفد على معاوية
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن كرتيلا أنا أبو بكر محمد بن علي
المقرئ الخياط أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي أنا أبو جعفر أحمد بن أبي
طالب علي بن محمد الكاتب أنا أبي أنا محمد بن مروان السعيدي (3) حدثني محمد بن
أحمد الخزاعي حدثني جدي وهو سليمان بن أبي شيخ عن محمد بن الحكم عن عوانة
في حكاية ذكرها وسقتها في ترجمة زياد (4) قال
وخرج زياد من القلعة حتى قدم على معاوية فصالحه على ألفي (5) ألف ثم أقبل فلقيه
مصقلة بن هبيرة وافدا إلى معاوية في الطريق فقال يا مصقلة متى عهدك بأمير المؤمنين
قال عاما أول قال كما أعطاك قال عشرين ألفا قال فهل لك أن أعطيكها على أن
أعجل لك عشرة آلاف وعشرة آلاف إذا فرغت على أن تبلغه كلاما قال نعم قال قل له
إذا انتهيت إليه أتاك زياد وقد أكل بر العراق وبحره فخدعك فصالحته على ألف ألف
ووالله ما أرى الذي يقال إلا حقا قال نعم ثم أتى معاوية فقال له ذلك فقال له معاوية
وما يقال يا مصقلة قال يقال إنه ابن أبي سفيان فقال معاوية وإن ذلك ليقال قال نعم

(1) جمهرة أنساب العرب ص 321.
(2) أردشير خره من أجل كور فارس، ومنها مدينة شيراز، وهي تلي كورة إصطخر في العظم.
(3) رسمها بالأصل و " ز ": السعدي " والمثبت عن د، وم.
(4) راجع كتابنا تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا 19 / 172 رقم 2309.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ هنا، وفي الرواية المتقدمة: ألف ألف.
269

قال أبى قائلها إلا إثما (1) فزعم أنه نقد مصقلة العشرة آلاف الأخرى بعدما ادعاه معاوية
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران
أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا الحميدي نا سفيان نا عمار قال
كانت الخوارج تقول إن عليا سبى المسلمين فلم يكن أحد أدرك عليا ولا ذلك إلا
أبو الطفيل قال فلما قدمت سألت أبا الطفيل فقال إن عليا لم يسب مسلما إن عليا سبى
بني ناجية وكانوا نصارى أسلموا ثم ارتدوا عن الإسلام ورجعوا إلى النصرانية فقتل علي
مقاتلتهم وسبى ذراريهم وباعهم من مصقلة بن هبيرة بمائة ألف فأعطاه خمسين ألفا
وبقيت عليه خمسون فأعتقهم مصقلة ولحق بمعاوية فأجاز علي عتقهم
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر أحمد بن علي
الأصبهاني الحافظ أنا أبو عمرو بن حمدان نا الحسن بن سفيان نا أبو بكر بن أبي شيبة
نا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن سعيد بن حمان عن عمار الدوسي حدثني أبو
الطفيل قال
كنت في الجيش الذي بعثهم علي بن أبي طالب إلى بني ناجية قال فانتهينا إليهم
فوجدناهم على ثلاث فرق قال فقال أميرنا لفرقة منهم ما أنتم قالوا نحن قوم كنا
نصارى فأسلمنا فثبتنا على إسلامنا قال ثم قال الثانية من أنتم قالوا نحن قوم كنا
نصارى فثبتنا على نصرانيتنا قال الثالثة من أنتم قالوا نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا
فرجعنا فلم نر دينا أفضل من ديننا فتنصرنا فقال لهم أسلموا فأبوا فقال لأصحابه إذا
مسحت رأسي ثلاث مرات فشدوا عليهم ففعلوا فقتلوا المقاتلة وسبوا الذراري فجئ
بالذراري إلى علي وجاء مصقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي ألف فجاءه بمائة ألف إلى علي
فأبى أن يقبل فانطلق مصقلة بدراهمهم وعمد مصقلة إليهم فأعتقهم ولحق بمعاوية فقيل
لعلي ألا تأخذ الذرية فقال لا فلم يعرض لهم
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب (2) بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي أنا أحمد بن

(1) رسمها بالأصل وبقية النسخ: " بما " والمثبت عن المختصر.
(2) بعدها بياض في " ز "، وفي م: الخطيب، والكلام متصل.
270

سليمان نا محمد بن عبيد نا العلاء بن راشد عن زيد بن عبيد أبي حاتم قال مر بنا علي
ابن أبي طالب وهو يدعو الله على مصقلة بن هبيرة وقد هدم داره
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا عبد
الوهاب الميداني أنا أبو سليمان بن زبر أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر نا أبو جعفر
الطبري قال (1) ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف حدثني الحارث بن كعب عن عبد الله
ابن فقيم قال
ثم إنه يعني معقل بن قيس أقبل بهم يعني نصارى بني ناجية حتى مر بهم على
مصقلة بن هبيرة الشيباني وهو عامل علي (2) على أردشير خرة وهم (3) خمس مائة
إنسان فبكى النساء والصبيان وصاح الرجال يا أبا الفضل يا حامي الرجال ومأوى
المعصب (4) وفكاك العناة أمنن علينا واشترنا فأعتقنا فقال مصقلة أقسم بالله لأتصدقن
عليكم إن الله يجزي المتصدقين فبلغنا عنه علي فقال والله لولا أني أعلمه قالها توجعا
لهم لضربت عنقه ولو كان في ذلك تفاني تميم وبكر بن وائل ثم إن مصقلة بعث ذهل بن
الحارث الذهلي إلى معقل بن قيس فقال له بعني بني ناجية فقال نعم أبيعكهم بألف
ألف فأبى عليه فلم يزل يراوضه حتى باعهم بخمس مائة ألف (5) ودفعهم إليه وقال له
عجل بالمال إلى أمير المؤمنين فقال له أنا باعت الآن بصدر ثم أبعث لك بصدر آخر ثم
كذلك حتى لا يبقى منه شئ إن شاء الله وأقبل معقل بن قيس إلى أمير المؤمنين فأخبره بما
كان منه فقال له أحسنت وأصبت
وانتظر علي مصقلة أن يبعث إليه بالمال فأبطأ به وبلغ عليا أن مصقلة خلى سبيل
الأسارى ولم يسألهم أن يعينوه في فكاك أنفسهم بشئ فقال علي ما أظن مصقلة إلا وقد
يحمل حمالة لا أراكم إلا سترونه عن قريب منها ملبدا ثم إنه كتب إليه
أما بعد فإن من أعظم الخيانة خيانة الأمة وأعظم الغش على أهل (6) المصر غش
الإمام وعندك من حق المسلمين خمس مائة ألف فابعث بها إلي ساعة يأتيك رسولي وإلا

(1) الخبر رواه الطبري في تاريخه 5 / 128 - 131.
(2) زيادة لازمة عن تاريخ الطبري.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " وهو " والمثبت عن " ز "، ود، وم، والطبري.
(4) قوله: " ومأوى المعصب " سقط من الطبري.
(5) من قوله: فأبى عليه... إلى هنا سقط من تاريخ الطبري.
(6) زيادة للايضاح عن تاريخ الطبري.
271

فأقبل حين تنظر في كتابي فإني قد تقدمت إلى رسولي إليك ألا يدعك تقيم ساعة واحدة بعد
قدومه عليك إلا أن تبعث بالمال والسلام عليك
وكان الرسول إليه أبو جرة الحنفي فقال له أبو جرة إن بعثت بالمال الساعة وإلا
فأشخص إلى أمير المؤمنين فلما قرأ كتابه أقبل حتى نزل البصرة فمكث بها أياما ثم إن
ابن عباس سأله المال وكان عمال البصرة يحملون من كور البصرة إلى ابن عباس فيكون
ابن عباس هو الذي يبعث بها إلى علي فقال له نعم أنظرني أياما ثم أقبل حتى أتى عليا
فأقره علي أياما ثم سأله المال فأدى إليه مائتي ألف ثم إنه عجز عنها ولم يقدر عليها
قال أبو مخنف وحدثني أبو الصلت الأعور عن ذهل بن الحارث قال دعاني
مصقلة إلى رحله فقدم عشاؤه فطعمنا منه ثم قال والله إن أمير المؤمنين ليسألني هذا المال
وما أقدر عليه فقلت والله لو شئت ما مضت عليك (1) جمعة حتى تجمع هذا المال فقال
لي والله ما كنت لأحملها قومي ولا أطلب فيها إلى أحد ثم قال أما والله لو أن ابن هند هو
طالبني بها أو ابن عفان لتركاها لي ألم تر إلى ابن عفان حيث أطعم الأشعث من خراج
أذربيجان مائة ألف في كل سنة فقلت له إن هذا (2) لا يرى ذاك الرأي لا والله ما هو
بتارك (3) شيئا فسكت ساعة وسكت عنه فلا والله ما مكث إلا ليلة واحدة بعد هذا الكلام
حتى لحق بمعاوية وبلغ ذلك عليا فقال ما له يرحمه الله فعل فعل السيد وفر فرار
العبد وخان خيانة الفاجر أما أنه لو أقام فعجز ما زدنا على حبسه فإن وجدنا له شيئا
أخذناه وإن لم نقدر على مال تركناه ثم سار علي إلى داره فهدمها وكان أخوه نعيم بن
هبيرة شيعيا ولعلي مناصحا فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من النصارى من بني
تغلب يقال له حلوان
أما بعد فإني قد كلمت معاوية فيك فوعدك الإمارة ومناك الكرامة فأقبل إلي ساعة
يلقاك رسولي إن شاء الله والسلام عليك
فيأخذه مالك بن كعب الأرحبي (4) فيسرحه إلى علي فأخذ كتابه فقرأه فقطع يده
فمات وكتب نعيم إلى مصقلة

(1) بالأصل: " جمعة عليك " وكتب فوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(2) يعني علي بن أبي طالب (رضي الله عنه).
(3) في تاريخ الطبري: بباذل شيئا كنت أخذته.
(4) بالأصل والنسخ: " الأرجى " والمثبت عن تاريخ الطبري، وليست اللفظة في م.
272

* لا ترمين هداك الله معترضا * بالظن منك فما بالي وحلوانا
ذاك الحريص على ما نال من طمع * وهو البعيد فلا يحزنك إن خانا
ماذا أردت إلى إرساله سفها * ترجو سقاط امرئ لم يلف وسنانا
حتى تقحمت أمرا كنت تكرهه * للراكبين له سرا وإعلانا
عرضته لعلي إنه أسد * يمشي العرضنة (1) من آساد خفانا
قد كنت في منظر عن ذا ومستمع * تحمي العراق وتدعى خير شيبانا
لو كنت أديت مال القوم (2) مصطبرا * للحق أحييت أحيانا وموتانا
لكن لحقت بأهل الشام ملتمسا * فضل ابن هند وذاك الرأي أشجانا
فاليوم تقرع سن العجز (3) من ندم * ماذا تقول وقد كان الذي كانا
أصبحت تبغضك الأحياء قاطبة * لم يرفع الله بالبغضاء إنسانا *
فلما وقع الكتاب إليه علم أنه (4) قد هلك ولم يلبث التغلبيون إلا قليلا حتى بلغهم
هلاك صاحبهم حلوان فأتوا مصقلة فقالوا إنك بعثت صاحبنا فأهلكته فما أن تحييه وإما
تديه قال أما أن أحييه فلا أستطيع ولكن سأديه فوداه
وبلغني أن مصقلة قال في ذلك
* لعمري لئن عاب أهل العراق * علي انتعاشي بني ناجية
لأعظم من عتقهم رقهم * وكفى بعتقهم عالية
وزايدت فيهم لإطلاقهم * وغاليت إن العلى عالية *
ثم إن معاوية بعد ذلك ولى مصقلة طبرستان وبعثه في جيش عظيم فأخذ العدو عليه
المضايق فهلك وجيشه فقيل في المثل حتى يرجع مصقلة من طبرستان
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن
الحسني أنا أبو القاسم علي بن محمد بن الفضل الدهقان المعلم نا محمد بن علي بن

(1) إعجامها مضطرب بالأصل ود، وفي م و " ز ": " العرضه " والمثبت عن الطبري يقال: يمشي العرضنة: يعدو ليسبق
غيره.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ الطبري: ما للقوم.
(3) كذا بالأصل والنسخ، وفي تاريخ الطبري: من الغرم.
(4) يعني رسوله الذي بعثه بالكتاب إلى أخيه نعيم بن هبيرة.
273

السمين نا محمد بن زيد الرطاب نا إبراهيم بن محمد الثقفي الأصبهاني نا أبو الوليد
الضبي نا أبو بكر الهذلي
قال الحسني ونا محمد بن جعفر بن محمد التميمي النحوي أنا عبد العزيز بن يحيى
الجلودي إجازة نا محمد بن زكريا وكتبه لي بخطه حدثني محمد بن جعفر الحارثي
حدثني الهيثم بن عدي فذكر حديثا في مفاخرة أبي بكر الهذلي بأهل البصرة وعبد الله بن
عياش بأهل الكوفة بين يدي أبي العباس السفاح فكان فيما ذكره عن ابن عياش أنه قال لأبي
بكر والعجب لفخرك بمسمع بن مالك في بكر بن وائل على مصقلة بن هبيرة وقد أقر
له (1) بين يدي علي بن أبي طالب بشرفه وفضله عليهم عدة من أهل السؤدد والشرف من
ربيعة منهم خالد بن معمر وشقيق بن ثور وابن منجرف يعني سويدا وحريث بن
جابر والحضين (2) بن المنذر وحسان بن محموح (3) وهو الذي يقول فيه حضين بن
المنذر
* وكنت إذا ما ناب أمر كفيته * ربيعة طرا غائبين وشهدا
تدافع عنهم كل يوم كريهة * صدور العوالي والصفيح المهندا
تناديك للعلياء بكر بن وائل * فتبني لها في كل نازلة يدا
وكنت أقل الناس في الناس لأمة * وأكثرهم في الناس خيرا معددا
تخف إلى صعلوكها وتجيبه * ومعدود أفعال بها كنت سيدا *
ومصقلة بن هبيرة المميز على أهل البصرة بإعتاق ذراريهم
قال الحسني قد دخل حديث أحدهما في الآخر (4)
أخبرنا (5) أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن (6) السيرافي أنا أحمد بن

(1) استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(2) في الأصل ود، وم: " الحصين " والمثبت عن " ز "، وهو الحضين بن المنذر بن حارث بن وعلة الرقاشي، فارس
شاعر انظر أخباره تهذيب التهذيب، ووقعة صفين (الفهارس).
(3) كذا رسمها بالأصل وم ود، وفي " ز ": الجموح، وفوقها ضبة، ولعل الصواب: " مخدوج " راجع وقعة صفين
ص 137 و 139.
(4) كتب بعدها في د، و " ز ": آخر الجزء الثامن والستين بعد الستمئة من الفرع.
(5) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(6) تحرفت بالأصل و " ز "، ود، وم إلى: " الحسين ".
274

إسحاق النهاوندي أنا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا التستري نا خليفة بن
خياط (1) نا حاتم بن مسلم قال
بعث الضحاك بن قيس يعني الفهري إذ كان على الكوفة مصقلة بن هبيرة الشيباني
إلى طبرستان فصالح أهلها على خمس مائة ألف درهم وزن خمسة ومائة طيلسان
وثلاثمائة رأس
أخبرنا أبو العز السلمي فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال اروه عني أنا محمد
ابن الحسين أنا المعافى بن زكريا (2) نا الحسين بن القاسم الكوكبي نا ابن أبي الدنيا نا
أبو هشام عن أبيه عن محمد بن المطلب بن ربيعة قال
لما مرض معاوية أرجف به مصقلة البكري ثم قدم عليه وقد تماثل فأخذ معاوية بيده
فقال
* أبقي الحوادث من خليلك * مثل جندلة المراجم
قد رامني الأقوام قبلك * فامتنعت من المظالم *
فقال مصقلة يا أمير المؤمنين قد أبقى الله منك ما هو أعظم من ذلك حلما وكلأ
ومرعى لأوليائك وسما ناقعا لعدوك كانت في الجاهلية وأبوك سيد المشركين وأصبح
الناس مسلمين وأنت أمير المؤمنين
وفي غير هذه الرواية قال ابن أبي الدنيا وأخبرني غير سليمان أن معاوية وصله
وانصرف إلى الكوفة فقيل له كيف تركت معاوية قال زعمتم أنه لما به والله لغمز يدي
غمزة كاد يحطمها وجبذني جبذة كاد يكسر مني عضوا
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا علي بن محمد عن مسلمة
ابن محارب قال
مرض معاوية فأرجف به مصقلة بن هبيرة وساعده قوم على ذلك ثم تماثل معاوية

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 223 (ت. العمري).
(2) رواه القاضي المعافى بن زكريا في الجليس الصالح الكافي 4 / 146 والخبر أيضا في أنساب الأشراف 4 / 1 / 81
وعيون الاخبار 3 / 50.
275

وهم يرجفون به فحمل زياد مصقلة إلى معاوية وكتب إليه مصقلة كان يجمع مراقا من مراق
أهل العراق فيرجعون بأمير المؤمنين وقد حملته إليه ليرى عافية الله إياك فقدم مصقلة
وجلس معاوية للناس فلما دخل مصقلة قال له معاوية ادن فدنا فأخذ بيده وجبذه
فسقط مصقلة فقال معاوية
* أبقي الحوادث من خليل * ك مثل جندلة المراجم
قد رامني الأقوام قلب * ك فامتنعت من المظالم *
فقال مصقلة يا أمير المؤمنين قد أبقى الله منك ما هو أعظم من ذلك حلما وكلأ
ومرعى لأوليائك وسما نافعا لعدوك فمن يرومك كانت الجاهلية وأبوك سيد المشركين
وأصبح الناس مسلمين وأنت أمير المؤمنين وأقام مصقلة فوصله معاوية وأذن له فانصرف
إلى الكوفة فقيل له كيف تركت معاوية قال زعمتم أنه لما به والله لغمز يدي غمزة كاد
يحطمها وجبذني جبذة كاد يكسر مني عضوا
قرأنا على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم بن قرة عن عاصم بن الحسن
العاصمي أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا حدثني
محمد بن صالح القرشي حدثني عون بن كهمس القيسي حدثني أبي قال
أتت ابنة النعمان مصقلة بن هبيرة وقد قدم من أصبهان بمال فبكت فقال ما يبكيك
ألم نحسن نزلك قالت بلى ولكن بكيت من غير ذلك قال ذكرت مالك وأبيك وما
كنت فيه قالت لا قال فما يبكيك قالت لما أرى بك من الحبرة وليس من حبرة إلا
ستعقبها عبرة
وبلغني أن معاوية ولى مصقلة (1) طبرستان
فأخبرني أبو محمد بن الأكفاني شفاها أن عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم أنا عبد
الوهاب بن جعفر أنا محمد بن عبد الله الربعي أنا عبد الله بن أحمد الفرغاني نا محمد بن
جرير (2) أخبرني أحمد (3) بن زهير عن علي بن محمد عن كليب بن خلف قال

(1) استدركت على هامش الأصل.
(2) رواه الطبري في تاريخه 6 / 535 - 536.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " محمد " والمثبت عن " ز "، وم، ود، وتاريخ الطبري.
276

ثم غزا مصقلة خراسان أيام معاوية في عشرة ألف وأصيب وجنده (1) بالرويان (2) وهي
متاخمة طبرستان فهلكوا في وادي (3) من أوديتها أخذ العدو العدو بمضائقه فقتلوا جميعا فهو
يسمى وادي مصقلة
قال وكان يضرب به المثل يعني كان يقال حتى يرجع مصقلة من طبرستان والله
أعلم
ذكر من اسمه (4) مضارب (5)
7451 مضارب بن حزن أبو عبد الله التميمي المجاشعي البصري (6)
حدث عن أبي هريرة ومعاوية وأم الدرداء ومرثد بن ظبيان السدوسي
روى عنه سعيد بن إياس الجريري وخالد بن سمير السدوسي وقتادة بن دعامة
ووفد على معاوية
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر أنا أبو سعيد بن محمد بن علي بن محمد أنا
أبو طاهر بن خزيمة أنا جدي أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى نا بشر بن المفضل نا
الجريري عن مضارب بن حزن عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا عدوى ولا هامة وخير الطير الفأل والعين حق [* * * *]
قال وأنا جدي نا محمد بن بشار حدثني هشام بن عبد الملك أبو الوليد نا حماد
ابن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي عبد الله عن أبي هريرة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لا عدوى ولا طيرة ولا هام وخير الطير الفأل والعين
حق [* * * *]

(1) تحرفت بالأصل و " ز "، وم، ود إلى: وحده، والمثبت عن تاريخ الطبري.
(2) الرويان: مدينة كبيرة من جبال طبرستان، وكورة واسعة (معجم البلدان).
(3) كذا بإثبات الياء في " وادي " في الأصل وم، و " ز "، ود.
(4) زيادة منا.
(5) زيادة عن د، و " ز "، وم.
(6) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 134 وتهذيب التهذيب 5 / 452 والجرح والتعديل 8 / 393 وطبقات ابن سعد 7 /
189 والتاريخ الكبير 8 / 19 ومضارب: بضم أوله وكسر الراء، قاله في المغني. وحزن: بفتح المهملة وسكون
الزاي، كما في تقريب التهذيب.
277

قال أبو بكر بن خزيمة أبو عبد الله هذا هو الحسري
قال ابن عساكر (1) كذا قال ابن خزيمة وقد (2) البخاري في تاريخه إلا أن
أبا عبد الله هو مضارب بن حزن
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي التميمي أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله
ابن أحمد حدثني أبي (3) نا إسماعيل أنا سعيد الجريري عن مضارب بن حزن قال قلت
يعني لأبي هريرة هل سمعت من خليلك شيئا تحدثنيه قال نعم سمعته ثم قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا عدوى ولا هامة وخير الطير الفأل والعين حق [* * * *]
أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى نا وهب بن بقية أنا خالد عن الجريري عن مضارب عن أبي
هريرة قال
قلت هل سمعت من خليلك حديثا يحدثه قال نعم سمعته (صلى الله عليه وسلم) يقول لا عدوى
ولا طيرة وخير الطير الفأل والعين حق ويوشك الصليب أن يكسر ويقتل الخنزير
وتوضع الجزية [* * * *]
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (4) أنا أحمد بن إبراهيم العبدي عن عبيد الله بن ثور حدثني سعيد بن زيد عن
سعيد الجريري عن مضارب بن حزن التميمي قال
قلنا لمعاوية كيف وجدتم من أوفدنا إليكم من قرائنا قال يثنون ويتقفعون (5)
يدخلون بالكذب ويخرجون بالغش غير رجل واحد فإنه رجل نفسه قلنا من هو يا أمير
المؤمنين قال عامر بن عبد قيس
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن

(1) زيادة منا للايضاح.
(2) كلمة غير واضحة في الأصل وم و " ز " وصورتها: " اننا " وفي " ز ": " أساء ".
(3) رواه أحمد بن حنبل في المسند 3 / 540 رقم 10325 طبعة دار الفكر.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 111 ضمن أخبار عامر بن عبد الله بن عبد القيس.
(5) غير مقروءة بالأصل وبقية النسخ، والمثبت عن طبقات ابن سعد.
278

زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالوا أنا أبو الحسين الأصبهاني أنا محمد بن
أحمد بن إسحاق نا عمر بن أحمد نا خليفة بن خياط قال (1)
مضارب بن حزن أحد بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن أنا يوسف بن أحمد أنا أبو بكر
المهندس نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح الأشعري قال سمعت يحيى بن معين
يقول في تسمية أهل البصرة مضارب بن حزن العسرى (2)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي نا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب
يقول مضارب بن حزن المازني سمع من علي وعثمان وأبي هريرة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد الحسن بن
محمد بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد الجوهري عن أبي عمر
ابن حيوية أنا أحمد بن معروف نا ابن الفهم قالا نا محمد بن سعد (3) قال في الطبقة
الثانية من أهل البصرة مضارب بن حزن من بني مازن زاد أبو الفهم وكان قليل الحديث
روى عن أبي هريرة
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد
ابن عبدان أنا محمد بن سهل أنا محمد بن إسماعيل قال (4)
مضارب بن حزن التميمي سمع أبا هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا عدوى ولا طيرة ولا
هامة والعين حق [* * * *]
قاله محمد بن يوسف نا سفيان عن الجريري عن مضارب وقال موسى بن
إسماعيل عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي عبد الله عن أبي هريرة ويقال
المدني

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 332 رقم 1542.
(2) كذا رسمها بالأصل، وفي م ود: " العسرى " وفي " ز ": " القيسري " وفوقها ضبة.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 189.
(4) التاريخ الكبير للبخاري 8 / 19.
279

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا
أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مضارب بن حزن التميمي روى عن أبي هريرة ومعاوية روى الثوري عن الجريري
عنه وروي عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي عبد الله عن أبي هريرة سمعت أبي
يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول
أبو عبد الله مضارب بن حزن التميمي سمع أبا هريرة روى عنه الجريري
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن علي وأبو الحسين المبارك بن عبد
الجبار قالا أنا أبو الفرج الحسين بن علي نا محمد بن إبراهيم السري نا عبد الملك
ابن بدر بن الهيثم نا أحمد بن هارون قال
في الطبقة الثانية من الأسماء المنفردة وهم التابعون مضارب بن حزن روى عنه
الجريري بصري وقد سمي بهذا الاسم بعده
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي أنا أبو
أحمد الحاكم قال
أبو عبد الله مضارب بن حزن التميمي ويقال المازني سمع أبا هريرة عبد الرحمن
ابن صخر روى عنه سعيد بن إياس الجريري حديثه في البصريين
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (2)
وأما حزن أوله حاء مهملة مفتوحة ثم زاي ساكنة ونون مضارب بن حزن التميمي
سمع أبا هريرة روى عنه سعيد الجريري

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 393.
(2) الاكمال لابن ماكولا 2 / 453 و 454.
280

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر
ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد العتيقي
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر
قالوا أنا الوليد أنا علي بن أحمد أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال (1) مضارب
ابن حزن بصري تابعي ثقة
ذكر من اسمه (2) المضاء (3)
7452 المضاء بن عيسى الكلاعي الزاهد (4)
كان يسكن راوية (5) من قرى دمشق
وصحب سليمان الخواص
وحدث عن شعبة
روى عنه القاسم بن عثمان الجوعي وأحمد بن أبي الحواري وإبراهيم بن أيوب
الحوراني (6) وعبيد بن عصام الخراساني
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق نا الحسين بن
أحمد بن مطير نا أبو جري محمد بن أحمد بن حمدان القشيري نا حسين (7) بن الربيع نا
عبيد بن غنام (8) الخراساني نا مضاء بن عيسى بالكوفة عن شعبة عن مغيرة عن
إبراهيم وعلقمة والأسود عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ضبط هذا وأشار إلى لسانه وهذا وأشار إلى وسطه
ضمنت له الجنة (9) [* * * *]

(1) تاريخ الثقات للعجلي ص 430 رقم 1583.
(2) زيادة منا.
(3) زيادة عن د، و " ز "، وم.
(4) ترجمته في معجم البلدان (راوية).
(5) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: " زاوية " والمثبت عن د، ومعجم البلدان. وراوية: قرية من غوطة دمشق بها قبر
أم كلثوم، كما في معجم البلدان. وفي غوطة دمشق ص 20 راوية وتسمى ب‍ " قبر الست ".
(6) تحرفت بالأصل إلى: " الحواري " والمثبت عن د، و " ز "، وم.
(7) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفوقها ضبة في " ز ".
(8) كذا بالأصل والنسخ هنا، ومر: عصام.
(9) قوله " له الجنة " سقط من " ز ".
281

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل أنا محمد بن يحيى بن إبراهيم أنا أبو عبد
الرحمن السلمي قال سمعت أبا جعفر الرازي يقول سمعت العباس بن حمزة يقول
سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول
مضاء هو ابن عيسى الدمشقي صحب سليمان الخواص
قال وأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال
مضاء بن عيسى الشامي من أقران أبي سليمان الداراني وكان من أهل دمشق
أنبأنا أبو الحسن أيضا وأبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد وأبو المكارم عبد
الرزاق بن عبد الله القشيريان قالوا أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن قال مضاء
ابن عيسى الشامي من قدماء المشايخ دمشقي من أستاذي أحمد بن أبي الحواري صحب
سليمان الخواص
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد بن الغمر الوراق نا أبو الحسن علي بن
الخضر بن سليمان السلمي ونقلته أنا من خطه أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر
الميداني نا محمد بن عبد الله الملطي نا محمد بن أبي شيخ نا الحسن بن عبد الله
الرافقي (1) نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مضاء بن عبد الله (2) يقول
رحم الله أقواما زاروا إخوانهم في قلوبهم بقلوبهم وهم قيام في محاريبهم
قال ابن عساكر (3) كذا قال ابن عبد الله
أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي أنا أبو علي الأهوازي
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا سهل بن بشر أنا طرفة بن أحمد قالا أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا أبو الجهم نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مضاء
يقول
رحم الله أقواما زاروا إخوانهم بقلوبهم في قبورهم وهم قيام في ديارهم
قال وسمعت مضاء يقول

(1) كذا بالأصل، وفي م ود، " الرافعي " وفي " ز ": الواقفي.
(2) كذا بالأصل والنسخ، وفوقها في " ز ": ضبة.
(3) زيادة منا للايضاح.
282

لإزالة الجبال من مواضعها أهون من إزالة رياسة قد ثبتت
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو (1) محمد هبة الله بن أحمد المزكي وعبد
الكريم بن حمزة وطاهر بن سهل بن بشر وأبو المعالي ثعلب بن جعفر قالوا أنا أبو
القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم
وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون
قالا أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد أنا سعيد بن عبد العزيز قال
سمعت قاسما الجوعي يقول سمعت المضاء بن عيسى يقول
من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شئ وقال أبو غالب ومن خاف شيئا هرب
منه ومن حب شيئا (2) آثره على غيره
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الحناط نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت
مضاء بن عيسى يقول
حب الله يلهمك العمل له للا دليل يلجئك إليه
كذا ذكر البيهقي في باب المحبة
وأخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن عبد الله
ابن أبي صادق الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي نا محمد بن
إبراهيم نا أبو عبد الرحمن بن الدرفس نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مضاء بن
عيسى يقول
خف الله يلهمك واعمل له لا يحوجك إلى دليل
وأخبرناها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه وحدثنا أبو بكر يحيى
ابن سعدون بن تمام عنه أنا أبو الفيض ذو النون بن أحمد بن إبراهيم المصري بمصر نا
علي بن محمد بن يزيد الحلبي نا أحمد بن علي بن العلاء نا زياد بن أيوب نا أحمد بن
أبي الحواري قال سمعت مضاء بن عيسى يقول

(1) تحرفت بالأصل إلى: أبا.
(2) ما بين معكوفتين سقط من الأصل، واستدرك لتقويم المعنى عن د، وم، و " ز ".
283

خف الله يلهمك واعمل له لا يلجئك إلى دليل
أخبرني أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي أنا أبو الحسين بن الطيوري
أنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ أنا أبي أبو الحسن أنا أبو علي محمد بن
أحمد بن الحسن بن الصواف أنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي نا أحمد بن
أبي الحواري قال سمعت مضاء يقول
إنما أرادوا بالزهد لتفرغ قلوبهم للآخرة
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءة نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو نصر
محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي أنا جمح بن القاسم المؤذن نا عبد الصمد بن عبد
الله نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مضاء يقول
يا معشر الفقراء أعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبتكم على فقركم
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد أنا أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى
السمسياطي أنا عبد الوهاب بن الحسن نا سليمان بن محمد قال سمعت القاسم الجوعي
يقول قال لي مضاء بن عيسى
ما عرف الله من عصاه ولا عرفه من وصفه ببخل
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
الحسن المقرئ قالا أنا الحسن بن محمد نا أبو عثمان سعيد بن محمد نا أحمد بن أبي
الحواري قال سمعت مضاء بن عيسى يقول
مثقال (1) من لحم يقسي القلب أربعين صباحا
أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو الحسن بن أبي الحديد
ح وأنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسن نا عبد العزيز بن أحمد
قالا أنا بو محمد بن أبي نصر أنا الحسن بن حبيب نا أبو الحسن محمد بن إسحاق
قال سمعت قاسما يعني ابن عثمان الجوعي يقول قال لي المضاء بن عيسى

(1) تحرفت في " ز " إلى: مثال.
284

ويحك يا قاسم إنما تفاضلوا بالإرادات لم يتفاضلوا بالصوم والصلاة
قال قاسم وأضفت بالمضاء بن عيسى فأخرج إلي نصف رغيف عليه نصف خيارة
وقال لي يا قاسم كل إن كسب الحلال صعب من درى كيف يكسب درى كيف ينفق
ذكر من اسمه (1) مضرس (2)
7453 مضرس بن عثمان الجهني (3)
روى عن معاوية وعمرو بن مرة الجهني
روى عنه ابناه عمر وعثمان ابنا مضرس
أنبأنا أبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (4)
مضرس بن عثمان الجهني عن معاوية (5) وعمرو الجهني روى عنه ابناه عثمان
وعمر
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (6)
مضرس بن عثمان الجهني روى عن عمرو بن مرة الجهني ومعاوية روى عنه ابناه
عمر وعثمان سمعت أبي يقول ذلك

(1) زيادة منا.
(2) سقطت من الأصل و " ز "، واستدركت عن د، وم.
(3) ترجمته في الجرح والتعديل 8 / 397 والتاريخ الكبير للبخاري 8 / 34.
(4) التاريخ الكبير للبخاري 8 / 34.
(5) كذا بالأصل والنسخ، وفي التاريخ الكبير: " عن معاوية بن عمرو الجهني " تحريف، وانظر ما سيأتي عن ابن أبي
حاتم.
(6) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 397.
285

ذكر من اسمه (1) مضر (2)
7454 مضر بن محمد بن خالد بن الوليد أبو محمد الأسدي القاضي البغدادي (3)
حدث بدمشق وبغداد عن إبراهيم بن المنذر الحزامي (4) وأبي كامل الجحدري وأبي
سليمان داود بن بلال السعدي وجعفر بن مهران ويحيى بن حبيب بن عربي (5) وعبد
الرحمن بن سلام ومحمد بن أبان الواسطي وسعيد بن أبي الربيع السمان وزيد بن
الحريش وعمرو بن محمد الناقد وهدبة وطالوت وأبي الربيع الزهراني وسعيد بن عبد
الجبار الكرابيسي ومعلل بن نفيل الحراني وقطن (6) بن نسير الغبري وعبد الرحمن بن
عمرو البجلي (7) الحراني وأبي مروان عبد الملك بن حبيب المصيصي ويحيى بن معين
وحامد بن يحيى البلخي (8)
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وأبو
الميمون بن راشد وعمرو بن دحيم وأبو القاسم علي بن الحسين بن محمد بن السفر وأبو
بكر الشافعي وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ومحمد بن بكار بن يزيد السكسكي ومحمد
ابن يوسف بن بشر الهروي وأبو عوانة الإسفرايني وأبو عمرو بن السماك
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة (9) نا عبد العزيز بن محمد أنا أبو الميمون بن
راشد نا مضر بن محمد الأسدي نا إبراهيم بن المنذر نا بكار بن محمد بن كثير حدثني
موسى بن عقبة عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت
لما قدمت من الحبشة رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ورأيت الخاتم بين كتفيه فجعلت أنظر
إليه فقال إيها كأنه يقول كسسه (10) [* * * *]

(1) زيادة منا.
(2) زيادة عن م، ود و " ز ".
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 268.
(4) بدون إعجام بالأصل، وفي د و " ز ": " الخزامي " والمثبت عن م.
(5) غير واضحة بالأصل والنسخ والمثبت عن تاريخ بغداد.
(6) تحرفت في " ز "، وم إلى: قطق.
(7) من هنا إلى آخر أسماء من روى عن مضر استدرك على هامش " ز "، وهذه الأسماء سقطت من د.
(8) في " ز ": البجلي.
(9) مكانها بياض في " ز "، وم.
(10) كذا رسمها بالأصل والنسخ.
286

ومما وقع لي عاليا من حديثه ما
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو طالب بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا مضر
ابن محمد الأسدي نا محمد بن أبان نا عمران بن خالد الخزاعي عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين
خفيفتين [* * * *]
قال ونا مضر بن محمد نا محمد بن أبان نا عمران بن خالد عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يبل أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه يعني
الراكد [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا عبد العزيز بن أحمد أنا تمام بن محمد أنا أبو
الميمون بن راشد نا مضر بن محمد أبو محمد بدمشق سنة اثنتين وسبعين (1) ومائتين نا
هدبة بن خالد بحديث ذكره
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا
عمي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس مضر بن محمد بن
خلف بن الوليد الأسدي يكنى أبا محمد من أهل ملطية (2) كان قد رحل ثقة
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (3) أنا الأزهري أنا علي بن عمر
الحافظ
ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا علي بن عمر
قال مضر بن محمد الأسدي القاضي بغدادي ولي قضاء (4) واسط سمع يحيى بن
معين والأزرق بن علي (5) وكان راوية لحروف القراءات حدثنا عنه جماعة من شيوخنا

(1) زيادة عن م، و " ز "، ود.
(2) تقدم التعريف بها.
(3) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 269.
(4) قوله: " ولي قضاء " مكانه بياض في " ز ".
(5) قوله: " سمع يحيى بن معين والأزرق بن علي " ليس في تاريخ بغداد.
287

أخبرنا أبو منصور بن خيرون قال قال لنا أبو بكر الخطيب (1)
مضر بن محمد بن خالد بن الوليد بن مضر أبو محمد الأسدي سمع يحيى بن
معين وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن المنذر الحزامي وسعيد بن عبد الجبار الكرابيسي
ويحيى بن حبيب بن عربي وأبا كامل الجحدري وسعيد بن حفص النفيلي وحبان بن بشر
القاضي ومحمد بن أبان الواسطي والأزرق بن علي وإبراهيم بن الحجاج السامي (2)
وعبد الرحمن بن سلام الجمحي وبشر بن هلال البصري وحامد بن يحيى البلخي روى
عنه يحيى بن صاعد وأبو بكر بن مجاهد المقرئ ومحمد بن مخلد وأبو عمرو بن
السماك وأبو بكر الشافعي وقال الدارقطني هو ثقة
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (3)
ومضر بن محمد الأسدي القاضي بغدادي ولي القضاء بواسط سمع يحيى بن
معين والأزرق بن علي وكان راويا لحروف القراءات
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي عن أبي بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا
الدارقطني قال مضر بن محمد الأسدي قاضي واسط مدني ثقة
أنبأنا أبو السعادات المتوكلي وأبو الحسن بن مرزوق وأبو غالب شجاع بن فارس
ابن الحسين قالوا أنشدنا أبو بكر الخطيب نا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد التغلبي
بدمشق أنشدنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي أنشدنا أبو الميمون بن راشد البجلي
أنشدنا مضر بن محمد بن خالد الأسدي
* لو كان في البين إذ بانوا لهم دعة * لكان بينهم من أعظم الضرر
فكيف والبين مقرون به تعب * تعسف البيد والإدلاج في السحر
سيان إتعاب من أهوى وبينهم * هذا لعمرك خطب غير مغتفر
كأن أيدي مطاياهم إذا وخدت * يقعن في حر وجهي أو على بصري
عندي من الوجد ما لو أن أيسره * يصب في الماء لم يشرب من الكدر *
أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4) أنا الحسن بن أبي بكر أنا أبو

(1) تاريخ بغداد 13 / 268 - 269 رقم 7222.
(2) في تاريخ بغداد: الشامي.
(3) الاكمال لابن ماكولا 7 / 199.
(4) تاريخ بغداد 13 / 269.
288

بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ومات مضر بن محمد الأسدي سنة سبع
وسبعين ومائتين
ذكر من اسمه (1) مطاع (2)
7455 مطاع بن المطلب القيني (3)
من فرسان أهل الشام
شهد صفين مع معاوية وبارز علي بن أبي طالب فقتله علي يومئذ له ذكر تقدم ذكره
في ترجمة كريب بن الصباح
ذكر من اسمه (4) مطرف (5)
7456 مطرف (6) بن عبد الله بن الشخير (7) بن عوف بن كعب بن وقدان
ابن الحريش وهو معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
أبو عبد الله الحرشي البصري (8)
لأبيه صحبة
حدث عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وأبي ذر وعمران بن حصين وأبيه
عبد الله بن الشخير
روى عنه أخوه أبو العلاء يزيد (9) بن عبد الله بن الشخير والحسن بن أبي الحسن

(1) زيادة منا.
(2) زيادة عن د، و " ز "، سقطت من الأصل وم.
(3) وقعة صفين ص 316 و 556.
(4) زيادة منا.
(5) سقطت من الأصل و " ز "، وم، واستدركت عن د.
(6) مطرف: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء المكسورة، كما في تقريب التهذيب.
(7) الشخير: بكسر الشين المعجمة وتشديد الخاء المعجمة المكسورة بعدها تحتانية ثم راء (تقريب التهذيب).
(8) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 143 وتهذيب التهذيب 5 / 456 وحلية الأولياء 2 / 198 والجرح والتعديل 8 /
312 والتاريخ الكبير 7 / 396 - 397 وسير أعلام النبلاء 4 / 187 وتذكرة الحفاظ 1 / 60 وشذرات الذهب 1 /
110.
(9) " يزيد " استدركت عن هامش الأصل.
289

وقتادة بن دعامة وثابت بن أسلم البناني وسعيد بن أبي هند وأبو مسلمة سعيد بن يزيد (1)
العبدي وعبد الكريم بن رشيد وأبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة وغيلان بن جرير
وداود بن أبي هند ومحمد بن واسع وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي ويزيد بن عبد الله
الرشك (2)
وقدم الشام ولقي أبا ذر
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الأديب أنا أبو عمرو (3) بن حمدان
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ
قالا أنا أبو يعلى نا حوثرة يعني ابن أشرس نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني
عن مطرف بن عبد بن الشخير عن أبيه قال
دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم) المسجد وهو قائم زاد ابن المقرئ يصلي وقال ولصدره
أزيز كأزيز (4) المرجل [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم علي بن عبد السيد بن الصباغ وإسماعيل بن أحمد بن عمر وأبو
العباس أحمد بن علي بن الحسن وأبو النجم بدر بن عبد الله قالوا أنا أبو محمد
الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا علي بن الجعد أنا شعبة عن
أبي التياح (5) قال سمعت مطرفا يحدث عن عمران بن حصين قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن أقل ساكني الجنة النساء [* * * *]
أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن
المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي نا عبد الأعلى نا حماد أنا ثابت عن مطرف عن عمران
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال له أو لرجل
هل صمت من سرر شعبان شيئا قال لا قال فإنه إذا أفطرت فصم
يومين [* * * *]

(1) قوله: " بن يزيد " استدرك على هامش " ز "، وبعدها صح.
(2) مكانها في " ز " بياض.
(3) تحرفت بالأصل إلى: " عمر " والمثبت عن م، و " ز "، ود.
(4) أزيز أي خنين من الخوف، وهو صوت البكاء، وقيل هو أن يجيش جوفه ويغلي بالبكاء (النهاية لابن الأثير).
(5) بالأصل: " ابن التياج " تحريف. والمثبت عن م، ود، و " ز ".
290

قال الجريري صم يوما
رواه النسائي عن زكريا بن يحيى عن عبد الأعلى
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا أنا أبو سعد محمد
ابن عبد الرحمن أنا أبو سعد محمد بن بشر بن العباس التميمي أنا أبو لبيد محمد بن
إدريس السامي نا سويد بن سعيد نا علي بن مسهر عن داود بن أبي هند عن مطرف
قال
أتيت الشام فإذا برجل يصلي يركع ويسجد ولا يفصل فقلت لو قعدت حتى
أرشد هذا الشيخ فقعدت فلما قضى الصلاة قلت يا عبد الله أعلى شفع انصرفت أم على
وتر قال قد كفيت ذاك قلت وما يكفيك قال الكرام الكاتبون إني لأرجو أن لا أكون
ركعت ركعة ولا سجدت سجدة إلا كتب الله لي بها حسنة أو حط لي بها خطيئة أو
جمعهما لي جميعا قلت ومن أنت يا عبد الله قال أبو ذر قلت ثكلت مطرفا أمه
يعلم أبا ذر السنة فأتيت منزل كعب فقالوا لي قد سأل كعب عنك فلما لقيته ذكرت له
أمر أبي ذر وما قال لي فقال مثل قوله
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن
وأبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أحمد وأبو الحسين
الأصبهاني قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري (1) قال وقال
موسى نا حماد عن علي بن زيد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال قعدت إلى نفر
من قريش فجعل رجل (2) يصلي يركع ويسجد ولا يقعد (3) فقالوا ألا تقوم إليه فتقول
له فقلت له ما أراك تدري تنصرف على شفع أو وتر قال لكن الله يدري سمعت النبي
(صلى الله عليه وسلم) يقول من سجد لله سجدة كتب الله له بها حسنة وحط عنه خطيئة ورفع له درجة
قلت من أنت قال أنا أبو ذر فرجعت إلى أصحابي فقلت جزاكم الله من جلساء شر
أمرتموني أن أعلم رجلا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ح

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 396 - 397.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن د، وم، و " ز "، والتاريخ الكبير.
(3) من هنا إلى آخر الخبر سقط من التاريخ الكبير، من ترجمة مطرف بن عبد الله بن الشخير.
291

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر
البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبي قال حدثت يحيى بن معين عن علي بن
زيد عن مطرف قال
قعدت إلى نفر من قريش فجاء رجل فجعل يصلي قال فإذا هو أبو ذر فقال ابن
معين إنهم يقولون إنه مطرف بن عوف ولا معنى لهذا فقد صح سماع مطرف من أبي ذر
وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الحافظ
أخبرني أحمد بن محمد العمري نا عثمان بن سعيد الدارمي نا مسلم بن إبراهيم نا الأسود
ابن شيبان السدوسي عن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء عن مطرف بن عبد الله قال
كان يبلغني عن أبي ذر حديث فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت له يا أبا ذر كان
يبلغني عنك حديث وكنت أشتهي لقاءك قال لله أبوك فقد لقيتني قال قلت حديث
بلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حدثكم قال إن الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة [* * * *]
قال فلا أخالني أكذب على خليلي فلا أخالني أكذب على خليلي فلا أخالني أكذب على
خليلي قال قلت من هؤلاء الذين يحبهم الله قال رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا
مجاهدا فلقي العدو فقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل ثم قرأ هذه
الآية " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " (1)
قلت ومن قال رجل له جار سوء يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه إما
بحياة أو موت قلت ومن قال رجل سافر مع قوم فأدلجوا حتى إذا كانوا من آخر الليل
وقع عليهم الكرى وهو النعاس فضربوا رؤوسهم ثم قام فتطهر رهبة لله ورغبة فيما
عنده
قلت فمن الثلاثة الذين يبغضهم الله قال المختال الفخور وأنتم تجدونه في كتاب
الله المنزل " إن الله لا يحب كل مختال فخور " (2) قال ومن قال البخيل المنان قال
ومن قال التاجر الحلاف أو البائع الحلاف
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر وأبو الفضل
ح وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنا أبو طاهر

(1) سورة الصف، الآية: 4.
(2) سورة لقمان، الآية: 18.
292

قالا أنا أبو الحسين محمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد نا عمر بن أحمد نا
خليفة قال (1)
في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة قال ومن الحريش بن كعب بن عامر (2) بن
ربيعة مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن يزيد (3) بن الحريش بن كعب بن
عامر بن ربيعة يكنى أبا عبد الله عمر مات بعد ابن الأشعث سنة ست وثمانين
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنا يوسف بن أحمد
أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح نا يحيى بن معين قال في
تسمية المحدثين من أهل البصرة مطرف بن عبد الله
أخبرنا (4) أبو القاسم بن السمرقندي أنا عمر بن عبيد الله بن البقال أنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن عمر بن المقرئ أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني نا إبراهيم بن
أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب القومسي (5) يقول
مطرف بن عبد الله بن الشخير أبو عبد الله لقي عليا وأبا ذر وعائشة وأبا مسعود
وحذيفة وأبا مسعود وحذيفة وابن عباس وابن عمر وعياض بن حمار (6) ولقي أباه (7)
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (8) أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال (9)
في الطبقة الثانية من أهل البصرة مطرف بن عبد الله بن الشخير من بني الحريش
توفي في أول ولاية الحجاج ويكنى أبا عبد الله روى عن عثمان وعلي
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد

(1) طبقات خليفة بن خياط ص 337 رقم 1570.
(2) كذا بالأصل والنسخ: " بن عامر بن ربيعة " وفي طبقات خليفة: " بن ربيعة بن عامر ".
(3) في طبقات خليفة: " وقدان ".
(4) كتب فوقها في " ز "، ود: وم: ملحق.
(5) رسمها مضطرب في الأصل و " ز "، ود، والمثبت عن م.
(6) تحرفت بالأصل و " ز "، وم، إلى " حماد " والتصويب عن د.
(7) كتب بعدها في " ز "، ود: " إلى ".
(8) تحرفت بالأصل والنسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(9) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
293

الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد قال (1)
في الطبقة الثانية من أهل البصرة مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن
وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا عبد الله روى عن
عثمان وعلي وأبي وأبي ذر وأبيه وكان ثقة له فضل وورع ورواية وعقل
وأدب
أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو
الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن
قال أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (2)
مطرف بن عبد الله بن الشخير أبو عبد الله العامري البصري قال يحيى بن القطان
مات مطرف بعد طاعون الجارف وكان طاعون الجارف سنة سبع وثمانين
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا أبو القاسم أنا أبو علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي العامري بصري أبو عبد الله توفي في
أول (4) ولاية الحجاج روى عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمران بن
الحصين وأبيه روى عنه قتادة وثابت البناني وسعيد بن أبي هند وأبو مسلمة سعيد بن
يزيد سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال مسلما يقول
أبو عبد الله مطرف بن عبد الله بن الشخير سمع عثمان بن أبي العاص روى عنه
أخوه يزيد وقتادة

(1) طبقات ابن سعد 7 / 141.
(2) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 396.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 312.
(4) بالأصل: " ولاية أول " وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
294

قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو عبد الله مطرف بن عبد الله بن الشخير
قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنا أبو بكر المهندس أنا أبو بشر الدولابي قال
أبو عبد الله مطرف بن عبد الله بن الشخير
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد قال
عبد الله بن الشخير بن عوف بن كعب بن وقدان بن الحريش بن كعب بن ربيعة بن
عامر بن صعصعة (1) أبو مطرف
أخبرنا (2) أبو الفتح الفقيه أنا أبو الفتح الفقيه (3) أنا طاهر بن محمد أنا علي بن
إبراهيم نا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد بن محمد المقدمي يقول
مطرف بن عبد الله بن الشخير يكنى أبا عبد الله وأخوه أبو العلاء يزيد بن عبد الله
وكان أبو العلاء أسن من الحسن البصري بعشر سنين ومطرف أسن من أبي العلاء بعشر
سنين (4) (5)
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا أبو أحمد الحاكم قال
أبو عبد الله مطرف بن عبد الله بن الشخير العامري الحرشي البصري سمع عثمان
ابن عفان وعلي بن أبي طالب روى عنه أخوه يزيد أبو العلاء وقتادة بن دعامة

(1) قوله: " بن صعصعة " استدرك على هامش الأصل، وبعده صح.
(2) كتب فوقها د، و " ز ": ملحق.
(3) الذي بالأصل: أبو الفتح الفقيه، كانت مكرر ثلاث مرات، ثم شطب منها اثنان وبقي فقط: " أبو الفتح الفقيه "
والمثبت يوافق السند في م، ود، و " ز ".
(4) كتب بعدها في د، و " ز ": إلى.
(5) تهذيب الكمال 18 / 144 وسير أعلام النبلاء 4 / 189.
295

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا محمد بن طاهر بن طاهر أنا مسعود بن ناصر أنا
عبد الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال
مطرف بن عبد الله بن الشخير أبو عبد الله العامري وقال عمرو بن علي هو من
بني حريش البصري سمع عمران بن حصين روى عنه أخوه يزيد وقتادة وغيلان بن
جرير ويزيد الرشك في الصلاة والحج
قال يحيى بن سعيد القطان مات بعد طاعون الجارف بالبصرة سنة ثمانين وقال
عمرو بن علي مات سنة خمس وتسعين وقال أبو عيسى مثله وقال كاتب الواقدي توفي
في أول ولاية الحجاج (1)
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا أبو محمد بن حيان نا
إسحاق بن أبي حسان (3) نا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول
لبس مطرف بن عبد الله الصوف وجلس مع المساكين فقيل له في ذلك (4) فقال
إن أبي كان جبارا فأحب أن أتواضع لربي لعله أن يخفف عن أبي تجبره
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب أنا
عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار نا عثمان بن أحمد الدقاق نا عبيد بن محمد بن
خلف نا أبو معمر الهذلي نا ابن عيينة عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن مطرف قال
لقيت عليا فقال لي يا أبا عبد الله ما بطأ بك أحب عثمان ثم قال لئن قلت ذلك
لقد كان أوصلنا للرحم وأتقانا للرب عز وجل (5)
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن
حيوية أنا محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة قال سمعت أحمد بن حنبل يقول مطرف
ابن عبد الله أكبر من الحسن بعشر (6) سنين

(1) تهذيب الكمال 18 / 144.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 200.
(3) بهامش الحلية عن إحدى النسخ: ابن أبي حيان.
(4) زيادة للايضاح عن حلية الأولياء، واللفظتان مستدركتان فيها أيضا بين معكوفتين.
(5) سير أعلام النبلاء 4 / 194.
(6) في " ز " وم: بعشرين سنة.
296

قال وأنا ابن أبي خيثمة أنا المدائني عن يحيى بن سعيد عن أبي عقيل عن أبي
العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير قال
مطرف أكبر مني بعشر سنين وأنا أكبر من الحسن بعشر سنين (1)
أخبرنا (2) أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسين بن الطيوري أنا الحسين بن جعفر
وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا ثابت بن بندار أنا الحسين بن جعفر ومحمد بن
الحسن السلماسيان وأحمد بن محمد العتيقي (3)
قالوا أنا الوليد بن بكر أنا علي بن أحمد الهاشمي نا صالح بن أحمد بن عبد الله
العجلي حدثني أبي قال (4)
مطرف بن عبد الله بن الشخير بصري تابعي ثقة وكان من كبار التابعين رجل
صالح وأبوه من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخوه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير بصري
ثقة (5) وأخوه هانئ بصري ثقة (6)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي قالا أنا ثابت بن بندار
والمبارك بن عبد الجبار قالا أنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن قالا أنا الوليد بن
بكر أنا علي بن أحمد أنا صالح بن أحمد بن عبد الله نا أبي قال (7)
مطرف بن عبد الله بن الشخير بصري تابعي ثقة وكان أبوه من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم)
ولم ينج بالبصرة من فتنة ابن الأشعث إلا رجلان مطرف بن عبد الله ومحمد بن سيرين
ولم ينج منها بالكوفة إلا رجلان خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي (8)
قال ابن عساكر (9) لم أستطع استخراج الثاني فإنه بخط المصنف (10) فعسى

(1) تهذيب الكمال 18 / 144 وسير أعلام النبلاء 4 / 189.
(2) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(3) السند مضطرب في م، و " ز "، والمثبت يوافق السند في د.
(4) تاريخ الثقات للعجلي ص 431 رقم 1586.
(5) تاريخ الثقات للعجلي ص 479 رقم 1847.
(6) كتب بعدها في " ز "، ود: إلى.
(7) تاريخ الثقات ص 431.
(8) إلى هنا انتهى الخبر في د وم، وكتب بعدها في د: إلى.
(9) زيادة منا.
(10) اللفظة غير واضحة بالأصل، والمثبت عن " ز "، وبعدها فيها بياض بمقدار كلمتين وكتب بوسط البياض فيها:
كذا.
297

يكشف من موضع آخر (1)
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى
ح وأخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر نا أبو
عبيد الله الوراق نا سيار نا جعفر نا ثابت قال قال مطرف
إني لأستلقي من الليل على فراشي فأتدبر القرآن كله فأعرض نفسي على أعمال أهل
الجنة فأرى أعمالهم شديدة " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " (2) " يبيتون لربهم سجدا
وقياما " (3) " أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما " (4) فلا أرى صفتي منهم فأعرض
نفسي على أعمال أهل النار قالوا " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم
نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا
اليقين " (5) فأرى القوم مكذبين فلا أراني فيهم فأمر بهذه الآية " وآخرون اعترفوا بذنوبهم
خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم " (6) فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا
أخوتا (7) منهم (8)
أخبرنا (9) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو
محمد بن أبي حامد المقرئ قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الخضر بن أبان نا
سيار بن حاتم نا جعفر بن سليمان عن ثابت (10) عن مطرف قال
إني لأستلقي من الليل على فراشي وأتدبر القرآن فأعرض عملي على أعمال أهل
الجنة فإذا أعمالهم شديدة " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " " يبيتون لربهم سجدا
وقياما " فلا أراني منهم " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما " وأعرض نفسي على

(1) كذا بالأصل و " ز "، وقد ذكر في تاريخ الثقات اسما الرجلين وهما: خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، وإبراهيم
النخعي.
(2) سورة الذاريات، الآية: 17.
(3) سورة الفرقان، الآية: 64.
(4) سورة الزمر، الآية: 9، والزيادة عن التنزيل العزيز.
(5) سورة المدثر، الآيات: 42 - 47.
(6) سورة التوبة، الآية: 102.
(7) في " ز ": " إخوتنا " وفي الحلية: يا أخوتاه منهم.
(8) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 2 / 198.
(9) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(10) قوله: " عن ثابت " استدرك على هامش " ز ".
298

هذه الآية " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين " إلى قوله " نكذب بيوم
الدين " فأرى القوم مكذبين فأمر بهذه الآية " وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا
وآخر سيئا " فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا أخوتاه منهم (1)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا وأبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء أنا أبو (2)
بكر الخطيب نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ إملاء نا محمد بن إبراهيم بن
المقرئ نا أبو يعلى الموصلي نا عبد الله بن عون نا عثمان بن مطر الشيباني عن ثابت
البناني
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا علي بن محمد بن محمد بن عبد الله أنا أبو
الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن عبيد نا عثمان بن مطر عن ثابت عن مطرف
ابن عبد الله زاد ابن عون بن الشخير أنه كان يقول
يا إخوتي وقال قال ابن عبيد يا أخوتاه اجتهدوا في العمل فإن يكن الأمر كما
نرجو من رحمة الله وعفوه كانت لنا درجات في الجنة وإن يكن الأمر شديدا كما نخاف
ونحاذر لم نقل ربنا أرجعنا وقال ابن عون أخرجنا " نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل " (3)
نقول قد عملنا فلم ينفعنا زاد ابن عبيد ذلك (4)
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن
سوية (5) أنا أبو سعيد محمد بن موسى أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله نا ابن أبي
الدنيا حدثني محمد بن الحسن (6) نا طلق بن غنام نا عباد بن كليب الليثي نا سعيد

(1) كتب بعدها في " ز "، ود: إلى.
(2) سقطت من " ز ".
(3) سورة فاطر، الآية: 37.
(4) كتب بعدها في " ز ":
آخر الجزء السبعين بعد الأربعمئة من الأصل. بلغت سماعا على الشيخ أبي الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور
ابن نسيم بسماعه من المصنف والملحق فبالإجازة بقراءة عبد العزيز بن هلالة وأبو محمد عبد العزيز بن عثمان
الأيلي وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن الأنماطي وأبو المعالي عبد الله بن أبي طالب محمد بن صابر، وكتب
محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي، وعارض بالأصل يوم الثلاثاء العشرين من جمادى الأولى من سنة
خمس عشرة وستمائة بدار الحديث من دمشق حرسها الله تعالى والحمد لله وحده وصلاته على محمد نبيه وسلامه
بلغت عرضا بالأصل. وكتب بعدها في د: آخر الجزء السبعين بعد الأربعمئة من الأصل.
(5) كذا صورتها في الأصل د، وم، وفي " ز ": سيبويه.
(6) كذا بالأصل، ود، وم، وفي " ز ": الحسين.
299

البراد (1) قال قال مطرف بن عبد الله بن الشخير
القبر منزل بين الدنيا والآخرة من نزله ارتحل منه إلى الآخرة إن خير فخير وإن
شر فشر
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا عبد الرحمن بن مرزوق نا داود بن المحبر قال سمعت صالح المزني
يقول قال مطرف
ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو
بكر محمد بن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد أنا الحسين بن الحسن أنا ابن
المبارك أنا جعفر بن حيان عن بعض أصحابه عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال
ح وأخبرنا أبو القاسم الحسيني أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا احمد
ابن مروان نا محمد بن عبد العزيز نا أبي عن ابن علية عن صالح بن رستم قال قال
مطرف
لأن أبيت صائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا (2)
أخبرنا (3) أبو عبد الله (4) الفراوي وأبو المظفر بن القشيري قالا أنا أبو سعيد
الخشاب أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو العباس الدغولي قال سمعت خارجة بن مصعب
يقول أخبرنا عبدان قال قال عبد الله وقال مطرف
لو خيرت بأن أقوم ليلة حتى أصبح أغتاب رجلا أو أكذب كذبة قال عبد الله وأراه
قال أغتاب وأنام فلا أصلي ولا أغتاب لاخترت هذه المنزلة لا أصلي ولا أغتاب
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه أنا أبو نعيم الحافظ (5) نا سليمان بن
أحمد نا خلف بن عبد الله (6) الضبي نا نصر بن علي نا الأصمعي نا سليمان بن
المغيرة عن ثابت البناني قال قال مطرف بن عبد الله لابن أبي مسلم ما مدحني أحد قط
إلا تصاغرت إلى نفسي

(1) في " ز ": البزار.
(2) حلية الأولياء 2 / 200 وسير أعلام النبلاء 4 / 190.
(3) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
(4) في " ز ": القاسم.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 198.
(6) في الحلية: عبيد.
300

قال (1) ونا أبو محمد بن حيان نا عبد الله (2) بن يعقوب نا حنبل بن إسحاق قال
قال خلف بن الوليد الجوهري أنشأ أبو بكر المقدمي (3) حدثنا قال قال مطرف بن
الشخير كفى بالنفس إطراء على رؤوس الملأ كأنك أردت به زينها وذاك عند الله شينها
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علي أنا محمد بن إسماعيل
ومحمد بن العباس قالا أنا أبو محمد بن صاعد أنا الحسين بن الحسن أنا ابن
المبارك (4) أنا جرير بن حازم حدثني غيلان بن جرير قال
أقبل علينا يوما مطرف فقال لو كنت راضيا عن نفسي لقليتكم ولكني لست عنها
براض
أنبأنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم (5) نا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن
حنبل حدثني أبي نا عبد الرحمن بن مهدي عن غيلان عن مطرف قال
لو سألنا الله أن يميتنا من خشيته كنا أحقاء بذلك وقد علمت أن ربي تعالى ليرضى منا
بدون ذلك
أخبرنا (6) أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر البيهقي (7)
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (8) نا أبو النعمان
نا مهدي نا غيلان قال سمعت مطرفا يقول وفي رواية ابن الطبري عن مطرف قال
لو أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يخبرني أفي الجنة أنا أم وقال ابن الطبري أو
في النار وبين أن أصير ترابا لاخترت أن أصير ترابا

(1) القائل أبو نعيم الحافظ، والخبر في حلية الأولياء 2 / 202.
(2) قوله: " عبد الله بن " استدرك على هامش " ز ".
(3) كذا بالأصل ود، وفي م: " المعد " ثم بياض، وفي " ز ": " المعدل ". وفي الحلية: النهشلي.
(4) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 100 وأبو نعيم في حلية الأولياء 2 / 210.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ 2 / 199.
(6) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
(7) كتب بعدها في د: إلى.
(8) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 2 / 81 - 82 ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 2 / 199.
301

قال ونا يعقوب (1) نا الحجاج بن منهال وقال ابن الطبري المنهال نا مهدي زاد
البيهقي ابن ميمون قال (2) قال مطرف
لقد كاد خوف النار يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل (3) بن يحيى أنا أبو
محمد بن أبي شريح نا محمد بن عقيل بن الأزهر نا أبو عبيد الله يعني حماد بن الحسن
الوراق نا سيار بن حاتم نا جعفر بن سليمان نا المعلى بن زياد القردوسي (4) قال
كان إخوان مطرف بن عبد الله عنده فأفاضوا في ذكر الجنة فقال مطرف لا أدري ما
يقولون حال ذكر النار بيني وبين الجنة
أنبأنا أبو علي المقرئ نا أبو نعيم الحافظ (5) نا عبد الله بن محمد (6) نا محمد بن
أبي سهل نا عبد الله بن محمد العبسي نا عفان نا حماد عن ثابت أن مطرفا كان يقول
لو أن رجلا رأى صيدا والصيد لا يراه يختله أليس يوشك أن يأخذه قالوا بلى قال
فإن الشيطان هو يرانا ونحن لا نراه وهو يصيب منا
أخبرنا (7) أبو القاسم الشحامي أنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن
مندة أنا أبي أبو عبد الله
ح وأخبرتنا أم النجم بنت أحمد بن عبد الله السوذرجانية بأصبهان قالت أنا أبو
طاهر محمد بن أحمد بن عمر النقاش نا محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ أنا عبد الله بن
محمد بن الحارث البخاري نا داود بن أبي العوام نا يحيى بن حاتم نا الحسن بن دينار
عن أيوب السختياني عن حميد بن هلال قال قال مطرف بن عبد الله

(1) المعرفة والتاريخ 2 / 81.
(2) زيد في المعرفة والتاريخ: " حدثنا غيلان " وقد سقطت الكلمتان من كل النسخ.
(3) في " ز ": الفضل.
(4) في م و " ز ": الفردوسي " تصحيف، ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 260.
(5) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 202.
(6) من هنا إلى قوله: العبسي، سقط من الحلية، وقد كتب مصححه بالهامش: " كذا في الأصليين وفي الاسناد سقط
كما يظهر من الذي يليه ".
(7) كتب فوقها في " ز "، ملحق.
302

عجبت لهذا الإنسان كيف ينجو وأول ركن (1) منه ضعيف وخلق من الطين وجعل
الخير والشر فيه وقال زاهر فتنة له وجعل له نفس أمارة بالسوء وجعل له عدو خلقه من
نار ويراه من حيث لا يراه ولا له به قوام فلو أن رجلا طلب صيدا يرى الصيد ولا يراه
لأوشك أن يقع منه على غرة فيأخذه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو محمد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي
عثمان أنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر نا الحسين بن صفوان نا أبو
بكر بن أبي الدنيا نا بشر بن معاذ نا حماد بن يحيى عن محمد بن واسع عن مطرف بن
الشخير قال
من صفا عمله صفا لسانه ومن خلط خلط له
أخبرنا (2) أبو محمد طاهر بن سهل الصايغ أنا أبو محمد عبيد الله بن إبراهيم بن كبيبة
النجار نا أبو مسلم محمد بن علي بن طلحة الأصبهاني نا أبو بكر محمد بن الحارث بن
الأبيض القرشي نا أبو العباس حامد بن شعيب البلخي ببغداد نا محمد بن بكار نا حماد
ابن يحيى الأبح عن محمد بن واسع الأزدي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أنه قال
من صفا له عمله صفا له اللسان الصالح ومن خلط خلط له
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو الحسن علي
ابن أبي علي نا محمد بن أحمد بن يوسف نا أبو حاتم الرازي نا عثمان بن مطيع نا
حماد بن يحيى نا محمد بن واسع عن مطرف بن الشخير قال
من صفا عمله صفا له اللسان الصالح ومن خلط خلط له
قال وأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن معاوية النيسابوري نا أبو حامد
أحمد بن محمد العفصي نا أحمد بن سلمة نا إسحاق بن موسى الخطمي نا سفيان بن
عيينة قال قال مطرف
إن أقبح الرغبة في الدنيا أن يطلب بعمل الآخرة
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله

(1) بالأصل و " ز "، وم: " كن " والتصويب، عن د، والمختصر.
(2) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
303

ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى أنا عبد
الرحمن بن أبي شريح نا محمد بن عقيل بن الأزهر نا الحسن بن السري أخبرني أحمد بن
يحيى صاحب السابري أبو عبد الله الجرجاني نا أحمد بن أبي طيبة (1) عن عبد الرحمن
وهو المسعودي عن عون عن مطرف بن الشخير أنه قال لابنه
يا بني إن العلم خير من العمل وإن الحسنة بين السيئتين وإن خير العمل أوساطه
قال الله عز وجل " الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " (2) وقال "
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك (3) ولا تبسطها كل البسط (4) فتقعد
ملوما " (5) وقال " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا " (6)
أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم
ثم حدثني أبو عبد الله البلخي أنا جعفر بن أحمد بن الحسين وأبو علي محمد بن
سعيد وغيرهما قالوا أنا الحسن بن أحمد الفارسي أنا دعلج بن أحمد نا علي بن عبد
العزيز قال قرئ على أبي عبيد (7) أنه (8) قال لابنه حين اجتهد في العبادة خير الأمور
أوساطها والحسنة بين السيئتين وشر السير الحقحقة (9)
قال أبو عبيد قال الأصمعي قول الحسنة بين السيئتين يعني أن الغلو في العبادة سيئة
والتقصير سيئة والاقتصاد بينهما حسنة
وقوله شر السير الحقحقة هو أن يلج في شدة السير حتى تقوم عليه راحلته

(1) إعجامها مضطرب بالأصل وفيه: ظبية، والمثبت عن " ز "، ود، وم راجع ترجمته في تهذيب الكمال 1 / 171.
(2) سورة الفرقان، الآية: 167.
(3) كلمة غير مقروءة بالأصل ود، وم وصورتها: " سسه " والكلام متصل في " ز ".
(4) انظر الحاشية السابقة.
(5) سورة الإسراء، الآية: 29، ونص الآية الذي بالأصل مطابق لما جاء في التنزيل العزيز، واللفظة التي أشرنا إليها
في الحاشيتين السابقتين غير واردة في نص الآية.
(6) سورة الإسراء، الآية: 110 وكتب فوق " بصلاتك " علامة تحويل إلى الهامش في " ز "، وكتب على هامشها:
" سسه ".
(7) كذا بالأصل ود، وم: " أبي عبيد " وفي " ز ": عبيد الله.
(8) الضمير، يعود على مطرف بن عبد الله بن الشخير.
(9) تحرفت بالأصل إلى " القحقحة " والمثبت عن " ز "، وم، ود.
304

وتعطب (1) فيبقى منقطعا به وهذا مثل ضربه للمجتهد في العبادة حتى يخسر (2)
أخبرنا أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين بن الشعيري أنا أبو السرايا نجيب بن
عمار بن أحمد الغنوي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان أنا أبو الحسن خيثمة بن
سليمان نا أبو العباس أحمد بن محمد نا مسلم هو ابن إبراهيم نا مهدي نا غيلان عن
مطرف قال صلاح قلب بصلاح عمل وصلاح عمل بصلاح نية (3)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا محمد بن
الحسين أنا عبد الله نا يعقوب (4) نا أبو النعمان (5) وسعيد (6) قالا نا مهدي (7) نا
غيلان قال كان مطرف يقول صلاح قلب بصلاح عمل وصلاح عمل بصلاح نية
قال ونا (8) أبو النعمان محمد بن الفضل نا مهدي بن ميمون نا غيلان بن جرير
قال سمعت مطرفا يقول كأن القلوب ليس منا (9) وكأن الحديث يعني به غيرنا
أخبرنا (10) أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا جعفر بن الكيال نا عبد الله بن محمد عن مهدي بن ميمون نا غيلان
ابن جرير عن مطرف قال كأن القلوب ليس منا وكأن هذا الحديث يعنى به غيرنا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو الحسن علي بن
محمد بن أحمد بن نعيم الفقيه بمرو نا علي بن محمد بن الزبير الكوفي نا الحسن بن علي

(1) بالأصل: وتعطل، والمثبت عن د، وم، وفي " ز ": يعصى.
(2) جاء في تاج العروس: حقق: وفي حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير، وذكر قوله.. ثم قال الشارح: وهو
إشارة إلى الرفق في العبادة، يعني عليك بالقصد في العبادة ولا تحمل على نفسك فتسأم وخير العمل ما ديم وإن
قل وقيل: الحقحقة: اللجاد في السير. وقيل: السير في أول الليل، وقال بعضهم: إتعاب ساعة وكف ساعة
وأبطل الأزهري هذا القول، وقال ابن الأعرابي: الحقحقة أن يجهد الضعيف شدة السير.
(3) كتب بعدها في " ز "، ود: إلى.
(4) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 81.
(5) أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي البصري، عارم.
(6) هو سعيد بن منصور بن شعبة أبو عثمان المروزي، ترجمته في تهذيب التهذيب 4 / 89.
(7) مهدي بن ميمون الأزدي المعولي، ترجمته في تهذيب التهذيب 10 / 326.
(8) المعرفة والتاريخ 2 / 80.
(9) في المعرفة والتاريخ: معنا.
(10) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
305

ابن عفان نا زيد بن الحباب حدثني مهدي بن ميمون نا غيلان بن جرير عن مطرف قال
كأن القلوب ليس منا وكأن الحديث يعنى به غيرنا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر أنا محمد أنا عبد الله نا يعقوب (1)
نا سعيد بن منصور نا أبو عوانة عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
ح وأخبرنا (2) أبو محمد بكر الأنصاري أنا أبو محمد الجوهري أنا إبراهيم بن أحمد
ابن جعفر الحرفي نا جعفر بن محمد الفريابي نا عبد الأعلى بن حماد نا حماد بن سلمة
عن قتادة عن مطرف بن عبد الله
قال فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع
أخبرنا (3) أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا خيثمة بن سليمان نا أحمد بن محمد بن ملاعب نا محمد بن بكر نا عبد الله بن
المبارك نا جرير بن حازم قال سمعت ابن هلال يحدث عن مطرف بن الشخير أنه سمعه
يقول فضل العلم خير من فضل العمل وخير دينكم الورع
قال ابن عساكر (4) ابن (5) هلال هو حميد
أخبرنا أبو عبد الله بن البنا وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا عبد الله بن محمد
الصريفيني أنا عمر بن إبراهيم الكتاني نا أبو القاسم البغوي نا أبو خيثمة نا جرير عن
الأعمش قال
بلغني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أنه قال
فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا أبو قلابة نا مسلم بن إبراهيم نا بكير بن أبي السميط (6) عن قتادة
قال قال مطرف

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 82 - 83.
(2) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
(3) كتب فوقها في " ز " ود: ملحق.
(4) زيادة منا.
(5) تحرفت بالأصل إلى: " أبو " والتصويب عن " ز "، ود، وم.
(6) بالأصل والنسخ: " السمط " والصواب ما أثبت، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 153. والسميط: بفتح
المهملة، ويقال بالضم كما في تقريب التهذيب.
306

إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما وصلاة والآخر أكرمهما على الله بونا بعيدا
قالوا وكيف يكون ذلك قال يكون أورعهما عن محارم الله
خالفه غيره عن بكير
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو جعفر الرزاز نا الحسن بن ثواب نا عفان بن مسلم نا بكير بن أبي السميط عن
قتادة عن عبد الله بن مطرف قال
إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما وصلاة والآخر أكرمهما على الله بونا بعيدا
قلت كيف ذاك يا أبا جزء (1) قال يكون أورعهما في محارمه
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن
حيوية نا محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل نا بكير بن أبي
السميط نا قتادة عن مطرف أنه كان يقول لفضل العلم أعجب إلي من فضل العبادة
وكان عبد الله بن مطرف يقول
إنك لتلقى الرجلين أحدهما أكثر صوما وصلاة والآخر أكرمهما على الله قالوا وكيف
ذلك قال يكون أورعهما في محارمه
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا
عبد الله نا يعقوب (2) نا أبو النعمان نا مهدي نا غيلان قال سمعت مطرفا يقول
إني إنما وجدت ابن آدم كالشئ الملقى بين الله عز وجل وبين الشيطان فإن أراد الله
أن ينعشه اجتره (3) إليه وإن أراد به غير ذلك خلى بينه وبين عدوه
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو بكر

(1) بالأصل وبقية النسخ: " حرى " والصواب ما أثبت، وأبو جزء كنية عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير،
راجع ترجمته في تهذيب الكمال 10 / 548.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 81.
(3) كذا بالأصل والنسخ، وفي المعرفة والتاريخ: " احتراه " وكتب محققه بالهامش: " كذا بالأصل ولم أتبينها ".
307

ابن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد أنا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (1)
نا جرير بن حازم نا حميد بن هلال قال قال مطرف
إنما وجدت العبد ملقى بين ربه وبين الشيطان فإن استشلاه (2) ربه أو قال استنقذه
نجا وإن تركه للشيطان ذهب به
أنبأنا أبو علي بن نبهان
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد وأبو علي بن نبهان
وغيرهما قالوا أنا علي بن شاذان أنا دعلج بن أحمد نا علي بن عبد العزيز قال
قال أبو عبيد قوله استشلاه يعني استنقذه وأصل الاستشلاء الدعاء ومنه قيل
استشليت الكلب وغيره إذا دعوته وقال حاتم يذكر ناقة له اسمها المراح أنه دعاها باسمها
فقال (3)
* أشليتها باسم المراح (4) فأقبلت * تسلم (5) وكانت قبل ذلك ترسف *
فأراد مطرف إن أغاثه الله فدعاه فأنقذ من هلكته فقد نجا فذلك الاستشلاء
أنبأنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم (6) نا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن
حنبل حدثني نصر بن علي نا روح بن المسيب نا ثابت البناني قال قال مطرف الإنسان
بمنزلة الحجر إن جعل الله فيه خيرا كان فيه وقرأ " ومن لم يجعل الله له نورا فماله من
نور " (7)
وقال مطرف إن ها هنا قوما يزعمون أنهم إن شاءوا دخلوا الجنة وإن شاءوا دخلوا
النار فأبعدهم الله إن هم دخلوا النار ثم حلف مطرف بالله ثلاثة أيمان مجتهدا أن لا يدخل
الجنة عبد أبدا إلا عبد شاء أن يدخله إياها عمدا
أخبرنا (8) أبو الحسن علي بن المسلم السلمي أنا أبو القاسم علي بن محمد السلمي

(1) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 100 رقم 298.
(2) استشلاه أي استنقذه من الهلكة.
(3) البيت في اللسان والتهذيب، وتاج العروس.
(4) في تاج العروس: المزاج.
(5) في المصادر: رتكا.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 201.
(7) سورة النور، الآية: 40.
(8) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
308

أنا أبو النعمان تراب بن عمر بن محمد بن عبيد الكاتب بمصر أنا أبو أحمد عبد الله بن
محمد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع الفقيه نا أبو الحسن علي بن غالب بن سلام
السكسكي نا علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المدني نا روح بن المسيب أبو رجاء
الكلبي (1) نا ثابت البناني قال قال مطرف بن عبد الله بن الشخير
إن أقواما يزعمون أنهم إن شاءوا دخلوا الجنة وإن شاءوا دخلوا النار فأبعدهم إن
دخلوا النار
قال ثم قال مطرف
والله الذي لا إله إلا هو ثلاثا مجتهدا لا يدخل الجنة عبد أبدا حتى يدخله الجنة ربه
قال قال مطرف إن أقواما يزعمون أن الله عز وجل لم يخلق الشر لشر هو أشر من
الشيطان خلق الله الشيطان وخلق النار وخلق الشر والشيطان قائد لكل شر حتى يكبه في
النار (2)
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو الحسن المقرئ أنا أبو محمد المصري
أنا أبو بكر المالكي نا إسماعيل بن إسحاق نا حجاج بن المنهال نا حماد بن سلمة عن
ثابت عن مطرف قال
نظرت في بدو هذا الأمر ممن هو فإذا هو من الله ونظرت على من تمامه فإذا تمامه
على الله ونظرت ما ملاكه فإذا ملاكه الدعاء (3)
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا محمد بن علي بن أحمد السيرافي أنا أحمد
ابن إسحاق بن خربان أنا محمد بن أحمد بن يعقوب المتوثي نا أبو داود السجستاني نا
سلمة بن شبيب نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن مطرف قال
إن الله لم يوكل الناس إلى القدر وإليه يعودون
قال ونا أبو داود نا موسى بن إسماعيل نا حماد عن ثابت عن مطرف قال
لو كان الخير في يد أحد ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون الله هو الذي يفرغه في
قلبه

(1) في الكليبي.
(2) بعدها في د: إلى.
(3) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 2 / 208.
309

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن عبيد الله الحرفي نا أحمد بن سلمان نا معاذ بن المثنى نا عبد الله بن سوار
وحوثرة قالا أنا حماد أنا ثابت عن مطرف قال
لو كان الخير في كف أحد ما استطاع أن يفرغه في قلبه حتى يكون الله هو الذي يفرغه
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو
القاسم بن حبابة نا عبد الله بن محمد البغوي نا أبو الربيع الزهراني نا جعفر بن سليمان
أنا ثابت عن مطرف قال
لو أخرج قلبي في يدي هذه ثم جيئ بالخير كله فجعل في يدي هذه ثم قربها
فألصقها بالأخرى ما استطعت أن أولج قلبي منه مثقال ذرة حتى يكون الله يصنع ذلك (1)
أخبرنا أبو القاسم النسيب أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن
مروان المالكي أنا أبو إسماعيل الترمذي نا الحسن بن عيسى قال سمعت ابن المبارك
يقول قال مطرف
لو كان الخير في كفي ما نلته إلا بمشيئة الله
أخبرنا (2) أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد أنا الحسن
ابن محمد بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن عمر نا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني
إسحاق بن إبراهيم نا الأصمعي أنا سليمان بن المغيرة عن كهمس قال قال مطرف
كان الناس في الزمان الأول أفضلهم المسارع في الخير وإن أفضل أهل زمانكم
المسارع (3)
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنا أبو بكر اللالكائي أنا أبو الحسين بن
الفضل القطان أنا أبو محمد بن درستويه نا يعقوب نا سليمان هو ابن حرب نا كهمس
قال قال مطرف
أتى على الناس زمان وأفضلهم المسارع وإن أفضل أهل زمانكم هذا الميسر

(1) حلية الأولياء 2 / 201 وسير أعلام النبلاء 4 / 190 باختلاف روايتهما.
(2) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
(3) كذا بالأصل، وفي د، و " ز ": " الميسر " وفي م: " الم‍... ".
310

أخبرنا أبو القاسم المستملي أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو
عثمان البصري نا أبو أحمد الفراء نا سليمان بن حرب نا حماد عن أبي التياح قال قال
مطرف
أتى على الناس زمان خيرهم في دينهم المتسارع وسيأتي على الناس زمان خيرهم في
دينهم المتأني
قال أبو أحمد سألت علي بن عثام عن تفسير هذا الحديث فقال كانوا مع رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) وأصحابه فإذا أمروا بالشئ سارعوا إليه فأما اليوم فينبغي للمؤمن أن يتبين فلا يقدم إلا
على ما يعرف
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه أنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق (1) نا
أبو (2) حامد بن جبلة نا أحمد بن موسى بن العباس نا إسماعيل بن سعيد نا الثوري (3)
عن أبيه نا أبو التياح عن مطرف قال
أتى على الناس زمان وأفضلهم في أنفسهم المسارع وأما اليوم فأفضلهم في أنفسهم
المتأني
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن
الحسين بن سكينة الأنماطي أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود أنا أبو بكر
محمد بن جعفر بن أحمد العسكري نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا هارون بن سفيان نا عبيد
الله (4) بن محمد القرشي نا وهيب (5) بن خالد عن أبي مسعود الجريري عن أبي العلاء
عن مطرف بن عبد الله قال ما أوتي رجل بعد الإيمان بالله خير من العقل
أخبرتنا (6) أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي قالت أنا سعيد بن أحمد العيار نا
أبو محمد عبد الله بن أحمد الصيرفي المعروف بابن الرومي نا أبو العباس محمد بن إسحاق

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 209.
(2) في حلية الأولياء: " حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ".
(3) غير واضحة وبدون إعجام في الأصل و " ز "، ود، وتقرأ في م: " السوري، والمثبت عن حلية الأولياء.
(4) في " ز ": عبد الله.
(5) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن و " ز "، وم.
(6) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
311

السراج نا قتيبة نا أبو عوانة عن قتادة أن مطرفا دخل على زياد فاستبطأه فقال ما رفعت
جنبي منذ فارقت الأمير إلا ما رفعني الله
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر قالا نا أبو سعيد أنا أبو بكر أنا أبو
العباس الدغولي نا محمد بن المهلب نا يحيى بن يحيى نا أبو عوانة فذكره وقال أتى
زيادا
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد
الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (1) أنا عفان بن مسلم أنا أبو عوانة عن قتادة قال
دخل مطرف على زياد أو قال على ابن زياد أبو عوانة يشك فاستبطأه فقال ما
رفعت جنبي منذ فارقت الأمير إلا ما رفعني الله
قال وكان مطرف يقول إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن الخلال أنا
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست العلاف نا محمد بن عمرو بن البختري نا محمد بن
أحمد بن يزيد الرياحي نا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان قال قال مطرف كلمة وأبي كلمة
هي قال ما يسرني أني كذبت كذبة واحدة وأن لي الدنيا وما فيها
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو الميمون بن راشد البجلي نا أبو زرعة الدمشقي (2) نا أبو نعيم نا عمارة بن
زاذان قال رأيت على مطرف بن الشخير مطرفا من خز أخذه بأربعة آلاف
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء الواسطي أنا
أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي نا الهيثم بن جميل نا مهدي بن
ميمون عن غيلان قال
كان مطرف يركب الخيل ويلبس الخز ويغشى أو يأتي أبواب السلطان وكنت إذا
أفضيت إليه أفضيت إلى قرة عين أو إلى سرور

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 144.
(2) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 638.
312

أخبرنا (1) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهق أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو
عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا عارم بن الفضل
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن
الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب (2) نا أبو النعمان نا مهدي بن ميمون نا غيلان
قال
كان مطرف يلبس البرانس زاد حنبل أو البرنس ويلبس المطارف ويركب الخيل
ويغشى السلطان غير أنك كنت إذا أفضيت إليه أفضيت إلى قرة عين
وليس في حديث حنبل إليه
أخبرنا بها عالية أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد
الوراق قالا أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم بن حبابة أن عبد الله بن محمد نا
هدبة بن خالد القيسي نا مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير (3)
إن مطرفا كان يلبس المطارف والبرانس ويركب الخيل ويغشى السلطان ولكنه إذا
أفضيت إليه أفضيت إلى قرة عين
أخبرنا أبو علي الحداد إذنا أنا أبو نعيم الأصبهاني (4) نا يوسف بن يعقوب
النجيرمي نا الحسن بن المثنى نا عفان نا همام قال سمعت قتادة نا مطرف قال كنا
نأتي زيد بن صوحان فكان يقول يا عباد الله الزموا (5) واحملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله
بخصلتين الخوف والطمع فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتابا فنسقوا كلاما من هذا النحو إن
الله ربنا ومحمد نبينا والقرآن إمامنا ومن كان معنا كنا وكنا ومن خالفنا كانت يدنا عليه
وكنا وكنا فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلا رجلا فيقول أقررت يا فلان حتى انتهوا
إلي فقالوا أقررت يا غلام قلت لا قال لا تعجلوا على الغلام ما تقول يا غلام
قال قلت إن الله قد أخذ علي عهدا في كتابه فلن أحدث عهدا سوى العهد الذي أخذه الله

(1) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 81.
(3) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 4 / 189 وأعاده في صفحة 191.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 204 وسير أعلام النبلاء 4 / 192.
(5) كذا بالأصل و " ز "، وم، ود، وفي الحلية: أكرموا وأجملوا.
313

علي قال فرجع القوم من عند آخرهم ما لقربه أحد منهم قال قلت لمطرف كم كنتم
قال زهاء ثلاثين رجلا
قال قتادة فكان مطرف إذا كانت الفتنة نهى عنها وهرب وكان الحسن ينهى عنها ولا
يبرح وقال مطرف ما أشبه الحسن إلا برجل يحذر الناس السيل (1) ويقوم بسنته (2)
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قال قرئ على الجوهري ونحن
نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن
سعد (3) أنا دكين بن دكين نا عبد الملك بن شداد نا ثابت البناني
إن مطرف بن عبد الله قال لبثت في فتنة ابن الزبير تسعا أو سبعا ما أخبرت فيها
بخبر ولا استخبرت (4) فيها عن خير
قال وأنا ابن سعد (5) أنا مسلم بن إبراهيم نا أبو عقيل بشير بن عقبة قال قلت ليزيد
ابن عبد الله بن الشخير أبي العلاء
ما كان مطرف يصنع إذا هاج في الناس هيج قال كان يلزم قعر بيته ولا يقرب لهم
جمعة ولا جماعة حتى ينجلي لهم عن ما انجلت
أخبرنا (6) أبو الحسن علي بن المسلم أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن
أبي نصر أنا عمي أبو علي محمد بن القاسم نا عمرو بن محمد نا محمد بن الحسن أنا
العكلي عن الحرمازي قال
بلغني أن الحجاج بعث إلى مطرف بن عبد الله أيام ابن الأشعث وكان من اعتزل أو
قاتل عند الحجاج سواء فقال له اشهد على نفسك بالكفر فقال إن من خلع الخلفاء
وشق العصا وسفك الدماء ونكث البيعة وأخاف المسلمين لجدير بالكفر فقال الحجاج
يا أهل الشام إن المعتزلين هم الفائزون وخلى سبيله
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو

(1) في " ز ": " السبل " كذا.
(2) صورتها بالأصل وم ود: " سسه " كذا وبدون إعجام، والمثبت عن " ز "، وفي حلية الأولياء: ويقوم لسببه.
(3) طبقات ابن سعد 7 / 142.
(4) في " ز ": " استجزت " وفوقها ضبة، وكتب على هامشها: " استخبرت ".
(5) طبقات ابن سعد 7 / 142.
(6) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
314

محمد المقرئ قالا نا أبو العباس هو الأصم نا الخضر هو ابن أبان نا سيار نا
جعفر عن مطرف عن ثابت قال
لأن يسألني ربي عز وجل يوم القيامة فيقول يا مطرف ألا فعلت أحب إلي من أن
يقول لي لم فعلت (1)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين
أنا عبد الله نا يعقوب (2) حدثني سليمان حدثني صاحب لي قال قال مطرف الناس
كلهم أحمق فيما بينهم وبين الله ولكن بعض الحمق أهون من بعض
قال وقال سليمان
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن الفضل نا
عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال (3) قال سليمان بن حرب
وحدثنا صاحب لنا قال قال مطرف لو أن لي نفسين فأعتبر بأحدهما ولكنها
وقال الشحامي ولكنما هي نفس واحدة
أخبرنا أبو طالب وأبو نصر في كتابيهما قالا قرئ على الحسن بن علي عن
محمد بن العباس أنا أبو الحسن الخشاب أنا أبو علي الفقيه نا ابن سعد (4) نا وهب بن
جرير نا أبي قال سمعت حميد بن هلال قال أتى مطرف بن عبد الله الحرورية يدعونه إلى
رأيهم قال فقال يا هؤلاء إنه لو كانت لي نفسان تابعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى
فإن كان الذي تقولون هدى اتبعتها الأخرى وإن كانت ضلالة هلكت نفس وبقيت لي نفس
ولكنها نفس واحدة فأنا أكره أن أغرر بها
قال (5) وأنا وهب بن جرير بن حازم نا أبي قال سمعت حميد بن هلال قال أتى
مطرف بن عبد الله زمن ابن الأشعث ناس يدعونه إلى قتال الحجاج فلما أكثروا عليه قال
أرأيتم هذا الذي تدعون إليه هل يزيد على أن يكون جهادا في سبيل الله قالوا لا قال
فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها وبين فضل أصيبه

(1) سير أعلام النبلاء 4 / 190 وحلية الأولياء 2 / 200.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 82.
(3) المعرفة والتاريخ 2 / 82.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 143.
(5) القائل محمد بن سعد، والخبر في الطبقات الكبرى 7 / 143.
315

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا أحمد بن جعفر بن
حمدان نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا روح بن عبادة عن سعيد عن قتادة
قال كان مطرف بن عبد الله يقول
إن من أحب عباد الله إلى الله الصبار الشكور الذي إذا ابتلي صبر وإذا أعطي شكر
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي بن فطيمة البيهقي وأبو القاسم
الشحامي قالا أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف
ح وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا سعيد بن أحمد العيار
قالا أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الصوفي نا محمد بن إسحاق الثقفي نا قتيبة بن
سعيد أنا أبو عوانة عن قتادة قال قال مطرف لأن أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلى
فأصبر (2)
وأخبرنا أبو القاسم وأبو بكر الشحاميان قالا أنا أبو نصر بن موسى أنا أبو زكريا
يحيى بن إسماعيل أنا عبد الله بن محمد بن الشرقي نا عبد الله بن هاشم نا وكيع عن
أبي هلال عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير فذكرها
أخبرنا (3) أبو المظفر بن القشيري أنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن قالا أنا أحمد
ابن منصور بن خلف أنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنا جدي أبو
بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد عن بديل أن مطرفا قال
لأن أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر
قال وكان أبو العلاء يقول اللهم أي ذلك كان خيرا فعجله (4)
أخبرنا أبو القاسم المستملي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو القاسم الحرفي أنا أحمد بن
سلمان نا ابن أبي الدنيا نا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة نا حماد بن زيد عن بديل بن
ميسرة أن مطرفا كان يقول
لأن أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر وزعم أن أبا العلاء يعني أخاه كان
يقول اللهم أي ذلك كان فعجله لي

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 200.
(2) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
(3) سير أعلام النبلاء 4 / 195.
(4) كتب بعدها في " ز ": إلى.
316

أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن عبيد الله الحرفي أنا أحمد بن سلمان النجاد نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا خالد بن
خداش نا مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال
سمعت مطرف بن عبد الله يقول لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر
قال فنظرت في العافية والشكر فوجدت فيهما خير الدنيا والآخرة
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أحمد بن الحسين
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن
سفيان (1) نا الحجاج نا مهدي نا غيلان عن مطرف قال سمعته يقول
لأن أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر نظرت في العافية فوجدت فيها خير
الدنيا والآخرة
قال ونا يعقوب (2) نا عمرو بن عاصم نا سليمان بن المغيرة نا حميد بن هلال
قال قال مطرف ما خير لا شر فيه ولا آفة ولكل شئ آفة فإذا هو أن يعافى عبد
فيشكر
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا
عمر بن أحمد بن عثمان نا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن ميمون قال سمعت ابن
عيينة يقول قال مطرف الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية فكم من منعم عليه غير
شاكر وكم من مبتلى غير صابر
أخبرنا (3) أبو طالب علي بن عبد الرحمن أنا أبو الحسن علي بن الحسن الخلعي أنا
عبد الرحمن بن عمر بن النحاس أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد نا مسرف بن سعد
ابن مسرف أبو زيد الواسطي نا عمر بن السكن قال كنت عند سفيان بن عيينة بن عيينة فقام إليه رجل
من أهل بغداد فقال
أخبرني عن قول مطرف لأن أعافي فأشكر أحب إلي أم قول أخيه أبي العلاء اللهم

(1) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2 / 82.
(2) المعرفة والتاريخ 2 / 82.
(3) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
317

رضيت لنفسي ما رضيت لي قال فسكت سكتة ثم قال قول مطرف أحب إليك قال
وكيف وقد رضي (1) هذا لنفسه ما رضي الله له قال إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان
مع (2) العافية التي كان فيها " نعم العبد إنه أواب " (3) ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي
كان فيه " نعم العبد إنه أواب " (4) فاستوت الصفتان فهذا معافى وهذا مبتلى ورأيت الشكر
قد قام مقام الصبر فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر
أخبرنا (5) أبو الحسن المشكاني أنا أبو منصور أنا أبو العباس أنا أبو القاسم نا
محمد بن إسماعيل نا عبد الله بن أبي الأسود نا جعفر نا ثابت قال مات عبد الله بن
مطرف وقد كان بلغ فخرج مطرف على قومه مدهنا في ثياب حسنة
أخبرنا (6) أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن العلوي الطبري وأبو بكر عوض
ابن عبد الرحمن بن عبد العزيز الفامي بهراة قالا أنا أبو الفتح نصر بن أحمد الحنفي أنا
جدي أبو المظفر منصور بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أبي قرة الحنفي نا أبو سعيد
أحمد بن محمد الكرابيسي بمرو نا الحسين بن الحسن البصري نا ابن أبي الدنيا نا محمد
ابن قدامة الجوهري نا الحارث بن النعمان عن خليد بن دعلج عن عمران القصير قال
أصيب مطرف بن عبد الله بابن له فأتاه قوم يعزونه فخرج إليهم أحسن ما كان بشرا
ثم قال إني لأستحي من الله أن أتضعضع لمصيبة
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن
محمد بن صاعد أنا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (7) أنا بعض أهل البصرة
أن مطرف بن الشخير ماتت امرأته أو بعض أهله فقال ناس من إخوانه انطلقوا بنا إلى
أخيكم مطرف لا يخلو به الشيطان فيدرك بعض حاجته منه فأتوه فخرج عليهم دهينا في
هيئة حسنة فقالوا خشينا شيئا فنرجو أن يكون الله قد عصمك منه وأخبروه بالذي قالوا
فقال مطرف لو كانت لي الدنيا كما هي ثم سئلتها بشربة أسقاها يوم القيامة لافتديت بها

(1) مكانها بياض في م.
(2) قوله: " سليمان مع " مكانه بياض في م.
(3) سورة ص، الآية: 30.
(4) سورة ه ص، الآية: 44.
(5) الخبر التالي موجود في الأصل، ود، وسقط من " ز "، وم.
(6) كتب فوقها في د، و " ز ": ملحق.
(7) رواه ابن المبارك في الزهد والرقائق ص 187 رقم 530.
318

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا سليمان بن أحمد نا
الحسن بن علي بن المتوكل نا أبو الحسن المدائني قال قال أبو محمد الباهلي قال
سمعت زهير البابي (2) يقول
مات ابن لمطرف بن عبد الله بن الشخير فخرج على الحي قد رجل لمته ولبس
حلته فقيل له أنرضى منك بهذا وقد مات ابنك فقال أتأمروني أن أستكين للمصيبة
فوالله لو أن الدنيا وما فيها لي وأخذها الله مني ووعدني عليها شربة ماء غدا ما رأيتها لتلك
الشربة أهلا فكيف بالصلوات والهدى والرحمة
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو عبد الله
الحافظ وأبو محمد المقرئ وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا نا أبو العباس بن يعقوب
نا الخضر بن أبان نا سيار نا جعفر نا ثابت قال
كان عبد الله بن مطرف بن عبد الله بلغ في الدنيا حتى استعمل فمات فخرج مطرف
وعليه ثياب من صالح ما كان يلبس فقالوا له يموت عبد الله وتلبس مثل هذه الثياب قال
مطرف أستكين وقد وعدني الله عليها ثلاث خصال أحب إلي من الدنيا كلها قال الله
تعالى " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " إلى قوله " هم المهتدون " (3)
فقد استرجعت كما أمرني ربي وكل واحدة من هذه الخصال أحب إلي من الدنيا وما فيها
قال مطرف وما من شئ أعطى به في الآخرة قدر كوز من ماء إلا وددت أنه أخذ مني
الدنيا
أخبرنا (4) أبو الوقت السجزي (5) أنا أبو عاصم الفضيل (6) بن يحيى أنا عبد الرحمن
ابن أحمد الأنصاري أنا محمد بن عقيل البلخي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل
البيكندي ببخارى أنا (7) علي بن عثمان اللاحقي نا جرثومة بن عبد الله عن ثابت البناني

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 199.
(2) في حلية الأولياء: زهير الباني.
(3) سورة البقرة، الآيتان: 156 و 157.
(4) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(5) إعجامها ناقص بالأصل، وفي " ز "، ود: " الشجري " وفي م: " السحسر ".
(6) في م: الفضل.
(7) من قوله: البلخي... إلى هنا مكانه بياض في م. وقوله: " إسحاق إبراهيم " استدرك على هامش " ز ".
319

قال أتينا مطرف بن عبد الله في باديته فإذا هو يلعب مع صبيان له فلما رآنا قام إلينا
ليستقبلنا فلم يزل يحضر جر إزاره قال فما ترك منا أحدا إلا قبله ثم قال بأبي أنتم إذا
كنت وحدي فإنما أنا صبي فإذا رأيتموني ذكرتموني الآخرة قال ثم دخلنا بيتا له يذكر فيه
قال فقرأ علينا سورة من القرآن وذكر ربه وصلى على نبيه ودعا بدعاء حسن تعجبنا من
حسنه قال وقال لي يا ثابت أثرى الله قد استجاب لنا فقلت ما شاء الله فقال وما
يمنعه أن لا يستجيب وقد اجتمعنا قوم لا بأس بنا وقرأنا القرآن وذكرنا ربنا وصلينا على
نبينا ودعونا الله فما يمنعه أن لا يستجيب لنا
أخبرنا (1) أبو القاسم العلوي أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد
ابن مروان نا أبو بكر أخو خطاب نا خالد بن خداش قال قال الفضيل بن مسلم قال
مطرف بن عبد الله وذكر له أهل الدنيا فقال لا تنظروا إلى خفض عيشهم ولين رياشهم
ولكن انظروا إلى سرعة ظعنهم وسوء منقلبهم
أخبرنا أبو بكر أنا أبو عمرو أنا أبو محمد أنا أبو الحسن نا ابن أبي الدنيا
حدثني محمد نا خلف بن الوليد حدثني شيخ نهشلي قال قال مطرف
لا يغررك ما ترى من خفض عيشهم ولين رياشهم ولكن انظر إلى سرعة منقلبهم
وسوء مصيرهم
أخبرنا (2) أبو القاسم النسيب أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد
ابن مروان المالكي نا محمد بن يونس نا الأصمعي عن ابن عون قال
كان مطرف بن عبد الله ينزل بما يقال له السخيري (3) على ثلاث ليال (4) من البصرة
ويأتي يوم الجمعة فيقال إنه كان ينور له في سوطه
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي أنا أبو عمر بن حيوية إجازة
نا محمد بن القاسم بن جعفر نا عن ابن أبي خيثمة نا موسى بن إسماعيل حدثتني صافية مولاة
واصل بن عبد الله قالت

(1) كتب فوقها في د: ملحق.
(2) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(3) كذا رسمها بالأصل و " ز "، وفي م ود: " الشخيري " ولم يذكره ياقوت.
(4) بالأصل: " ليال ثلاث " وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
320

سمعت غلام مطرف الذي كان معه قال أقبلت مع مطرف في ليلة ظلماء فقال له
غلامه ما نبصر شيئا فدعا ربه فأضاء له مثل السراج على طرف سوطه
قال ونا ابن أبي خيثمة نا مسلم بن إبراهيم نا أبو عقيل الدورقي نا يزيد قال كان
مطرف يبدو فإذا كان ليلة الجمعة جاء ليشهد الجمعة فبينا هو يسير في وجه الصبح سطع من
رأس سوطه نور له شعبتان فقال لابنه (1) عبد الله وهو خلفه أتراني لو أصبحت فحدثت
الناس هذا كانوا يصدقوني فلما أصبح ذهب
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ (2) نا أبو حامد جبلة نا محمد
ابن إسحاق حدثني الحسين (3) بن منصور نا حجاج بن محمد عن مهدي بن ميمون عن
غيلان بن جرير قال أقبل مطرف مع ابن أخ له من البادية وكان يبدو فبينا هو يسير سمع في
طرف صوته كالتسبيح فقال له ابن أخيه يا أبا عبد الله لو حدثنا الناس بهذا كذبونا فقال
مطرف المكذب بهذا أكذب الناس
أخبرنا أبو غالب محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أنا أبو الفتح المظفر بن
حمزة بن محمد التاجر أنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنا أبو سعيد بن الأعرابي
وأخبرنا (4) أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
إسماعيل بن محمد الصفار قالا نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة
قال
كان مطرف بن عبد الله زاد الصفار بن الشخير وصاحب له يسيران وقال الصفار
سويا في ليلة مظلمة فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء فقال صاحبه وقال الصفار
لصاحبه إنا لو حدثنا الناس بهذا كذبوا فقال مطرف المكذب أكذب زاد الصفار يقول
وقالا المكذب بنعمة الله أكذب
أخبرنا (5) أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي أنا علي بن عمر

(1) تحرفت بالأصل و " ز "، ود، وم إلى: لأبيه، والمثبت عن المختصر.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 205.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي حلية الأولياء: حسن.
(4) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(5) كتب فوقها في د، و " ز ": ملحق.
321

الحربي نا موسى بن سهل أبو عمران الجوني نا عبد الواحد بن غياث نا أبو جناب (1)
حدثني محمد بن واسع أن مطرف بن عبد الله بن الشخير كان يبدو وإذا كان ليلة الجمعة
أقبل على دابته فإذا هو بأهل القبور خارجين إلى أنصافهم من قبورهم وهم يقولون سلم سلم
يوم صالح
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر
ح وأخبرنا (2) أبو القاسم الشحامي أنا البيهقي
قالا أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله نا أبو
بكر عبد الله بن محمد بن عبيد نا خالد بن خداش نا جعفر بن سليمان عن أبي التياح قال
كان مطرف يبدو (3) فإذا كان يوم الجمعة أدلج قال وسمعت أبا التياح يقول بلغنا أنه
كان ينور له في سوطه فأدلج ليلا وقال البيهقي فأقبل ليلة حتى إذا كان عند المقابر هوم (4)
وهو على فرسه فرأى أهل القبور كل صاحب قبر جالس على قبره فقالوا هذا مطرف يأتي
الجمعة قلت تعلمون عندكم الجمعة قالوا نعم ونعلم ما تقول فيه الطير قلت
وما يقولون قال يقولون سلم سلم وقال البيهقي سلام سلام يوم صالح
أخبرنا (5) أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد بن حمزة قالا أنا عبد الدائم بن
الحسن أنا عبد الوهاب بن الحسن نا محمد بن خريم (6) نا هشام بن عمار نا عبد الأعلى
ابن محمد البكري نا جعفر بن سليمان البصري نا أبو التياح الضبعي قال
كان مطرف بن عبد الله يبدو فيدخل كل جمعة قال فربما نور له في سوطه فأدلج
ذات ليلة وهو على فرسه حتى إذا كان عند المقابر هوم قال فرأيت كل صاحب قبر جالسا
على قبره فقالوا هذا مطرف يأتي الجمعة يوم الجمعة قال فقلت لهم وتعلمون عندكم
يوم الجمعة قالوا نعم ونعلم ما تقول فيه الطير قلت وما تقول فيه الطير قالوا يقول
رب سلم سلم يوم صالح (7)

(1) إعجامها مضطرب بالأصل وتقرأ: " خباب " والمثبت عن د، و " ز "، وم.
(2) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(3) بالأصل وم و " ز ": يعدو، وفوقها في " ز " ضبة، واللفظة غير مقروءة في د، ويبدو: يخرج إلى البادية.
(4) هوم: هز رأسه من النعاس أو نام نوما خفيفا.
(5) كتب فوقها في د: ملحق.
(6) تحرفت في د إلى: خزيم.
(7) حلية الأولياء 2 / 205 وسير أعلام النبلاء 4 / 193.
322

أنبأنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ (1) أنا أحمد بن جعفر بن حمدان نا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا هاشم بن القاسم نا سليمان بن المغيرة قال
كان مطرف بن عبد الله إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته
أخبرنا (2) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن إسماعيل
أنا أبو الفضل أحمد بن محمد الرشيدي أخبرني أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن
يعقوب يعني المفيد نا أحمد بن عبد الرحمن نا يزيد بن هارون نا جرير بن حازم عن
حميد بن هلال قال
كان بين مطرف وبين رجل من حيه شئ في مسجد قومه فقال لمطرف شيئا يكرهه
فقال مطرف إن كنت كاذبا فأماتك الله فمات مكانه فخاصموه إلى زياد فقال هل مسه
أو ضربه فقالوا لا فقال إنما هي دعوة صالح وافقت القدر (3)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد أنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو
علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا يزيد بن هارون أنا
جرير بن حازم عن حميد بن هلال قال
كان بين مطرف وبين رجل من قومه شئ فكذب على مطرف فقال له مطرف إن
كنت كاذبا فعجل الله حتفك قال فمات الرجل مكانه استعدى أهله زيادا على مطرف
فقال لهم زياد هل ضربه هل مسه بيده فقالوا لا فقال دعوة رجل صالح وافقت دعوته
قدرا فلم يجعل لهم شيئا (4) (5)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا (6) أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن أنا أبو
محمد الأرزني (7) أنا أبو أحمد إسماعيل بن محمد الزاهد أنا أبو يعلى الموصلي نا عبد
الله بن محمد بن أسماء حدثني مهدي بن ميمون نا غيلان عن مطرف

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 205 - 206.
(2) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(3) كتب فوقها في " ز " ود: إلى.
(4) حلية الأولياء 2 / 206.
(5) كتب بعدها في د، و " ز ": آخر الجزء التاسع والستين بعد الستمئة من الفرع.
(6) سقطت من الأصل ود، و " ز "، وم، زدناه لتقويم السند، راجع ترجمته إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن
إسماعيل، أبي عثمان الصابوني، في سير أعلام النبلاء 18 / 40.
(7) هذه النسبة إلى أرزن موضع بديار بكر، قاله في الأنساب.
323

أنه كان بينه وبين رجل كلام فكذب عليه فقال مطرف اللهم إن كان كاذبا فأمته
قال فخر ميتا مكانه قال فرفع ذلك إلى زياد فقالوا قتل الرجل فقال قتلت الرجل
قال لا ولكنها دعوة وافقت أجله
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المقرئ أنا طراد بن محمد الزينبي أنا علي بن
محمد المعدل أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن الحسين نا سليمان
ابن حرب قال
كان مطرف مجاب الدعوة أرسله رجل يخطب له فذكره للقوم فأبوه فذكر نفسه
فزوجوه فقال له الرجل في ذلك بعثتك تخطب لي خطبت لنفسك قال قد بدأت بك
قال كذبت قال اللهم إن كان كذب علي فأرني (1) به قال فمات مكانه فاستعدوا
عليه فقال لهم الأمير ادعوا أنتم أيضا عليه كما كان دعا عليكم
قال ونا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير قال
حبس الحجاج مورقا (2) قال فطلبنا فأعيانا فلقيني مطرف فقال ما فعلتم في
صاحبكم قلنا ما صنعنا شيئا طلبنا فأعيانا قال تعال فلندع فدعا مطرف وأمنا فلما
كان من العشي أذن الحجاج للناس فدخلوا ودخل أبو مورق فيمن دخل فلما رآه الحجاج
قال لحرسي اذهب مع هذا الشيخ إلى السجن فادفع إليه ابنه
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق (3) نا أحمد بن
محمد بن عبد الوهاب نا أبو العباس السراج نا حاتم بن الليث نا خالد بن خداش نا
حماد بن زيد نا غيلان بن جرير قال
حبس الحجاج مورقا العجلي (4) في السجن فقال لي مطرف بن عبد الله تعالى حتى
ندعو وأمنوا فدعا مطرف وأمنا على دعائه فلما كان العشي خرج الحجاج ودخل الناس
ودخل أبو مورق فيمن دخل فقال الحجاج لحرسي اذهب إلى السجن فادفع ابن هذا الشيخ
إليه قال خالد من غير أن يكلمه (5) فيه أحد من الناس

(1) في " ز ": " فارمى " وفي م: " فارى ".
(2) يعني مورقا العجلي، أبو معتمر البصري، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 / 353.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 206 - 207.
(4) زيادة عن حلية الأولياء.
(5) بالأصل و " ز "، وم، ود: كلمه، والمثبت عن الحلية.
324

قال (1) ونا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا أحمد بن إبراهيم نا
أبو عامر القيسي نا بشر الأسدي (2) قال
رأيت مطرف بن عبد الله إذا نزل بادية خط مسجدا وركز عصاه حيال وجهه قال
وكان كلب أبيض يمر بين يديه وهو يصلي فلا ينصرف وقال اللهم أحرمه صيده قال
بشر فلا أعلمه إلا كان يخالط الصيد فلا يصيد
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي أنا أبو الحسين
علي بن محمد أنا أبو علي بن صفوان نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا خالد بن خداش نا
مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير قال
حبس ابن أخ لمطرف بن عبد الله فلبس خلقان ثيابه وأخذ عكازا بيده فقيل ما
هذا قال أستكين لربي لعله أن يشفعني في ابن أخي
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا جعفر بن محمد نا عفان بن مسلم نا مهدي بن ميمون نا غيلان بن
جرير قال
كان ابن أخي مطرف حبسه السلطان في شئ فكان يخاف عليه فلبس مطرف خلقان
ثيابه وأخذ عصا بيده فقيل له يا أبا عبد الله ما هذا قال أستكين لربي عسى أن يشفعني
في ابن أخي (3)
أخبرنا أبو علي المقرئ إذنا أنا أبو نعيم (4) نا أبو محمد بن حيان (5) نا إسحاق
ابن أبي (6) حسان نا أحمد بن أبي الحواري حدثني عبد العزيز أو غيره قال قال غاب
ابن لمطرف فلبس جبة وأخذ عصا أو قصبة في يده وقال أتمسكن لربي لعله أن يرحمني
فيرد علي ولدي
أخبرنا (7) أبو بكر اللفتواني نا سليمان بن إبراهيم الحافظ ومحمد بن أحمد بن ررا

(1) القائل: أبو نعيم الحافظ، والخبر في حلية الأولياء 2 / 206.
(2) في الحلية: بشر بن كثير الأسدي.
(3) سير أعلام النبلاء 4 / 195.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 209.
(5) قوله: " نا أبو محمد بن حيان " سقط من السند في الحلية هنا، وفيها وفي أسانيد أخرى مماثلة موجود فيها.
(6) في الحلية: إسحاق بن حسان.
(7) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
325

وسهل بن عبد الله الغازي (1) وأبو نصر أحمد بن عبد الله بن سمير وأبو بكر محمد بن
الحسن بن سليم وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني ومحمد بن علي بن محمد بن خولة
وأبو نصر محمد بن علي بن (2) أحمد السكري
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن مهران أنا سهل الغازي
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس نا سليمان بن إبراهيم
قالوا نا محمد بن إبراهيم بن جعفر إملاء نا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن
الوراق نا محمد بن زكريا بن دينار نا عبد الله عن الوليد بن العيزار
إن مطرف بن عبد الله بن الشخير كان يقول اللهم إني أعوذ بك من ضر ينزل يضطرني
إلى معصيتك وأعوذ بك أن أكون عبرة للناس وأعوذ بك أن أتزين للناس بشئ من شأني
يشينني عندك وأعوذ بك أن أقول شيئا من الحق أريد به أحدا سواك وأعوذ بك أن يكون
أحد أسعد بما أعطيتني مني
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (3) نا عبد الله بن محمد نا محمد بن شبل نا أبو
بكر بن أبي شيبة نا أبو الأحوص عن أبي غيلان قال
كان مطرف بن الشخير يقول اللهم إني أعوذ بك من شر السلطان ومن شر (4) ما
تجري به أقلامهم وأعوذ بك أن أقول بحق أطلب به غير طاعتك وأعوذ بك أن أتزين للناس
بشئ يشينني عندك وأعوذ بك أن أستعين بشئ من معاصيك على ضر نزل بي وأعوذ بك
من أن تجعلني عبرة لأحد من خلقك وأعوذ بك أن تجعل أحدا أسعد بما علمته مني اللهم
لا تخزني فإنك بي عالم اللهم لا تعذبني فإنك علي قادر
قال وأنا أبو نعيم (5) نا عبد الله بن محمد نا أبو عبد الله بن شيرزاد نا أبو بكر بن
أبي شيبة نا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن ثابت قال
كان مطرف يقول اللهم تقبل مني صلاة اللهم تقبل مني صياما اللهم اكتب لي
حسنة ثم قال إنما يتقبل الله من المتقين

(1) تحرفت في م إلى: القاري.
(2) زيادة عن د، و " ز "، وم.
(3) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 207.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن " ز "، وم ود.
(5) حلية الأولياء 2 / 207 - 208.
326

وأنا أبو نعيم (1) نا أبي (2) نا أحمد بن محمد بن أبان نا أبو بكر بن عبيد نا محمد
بن قدامة قال سمعت سفيان بن عيينة يقول
كان من دعاء مطرف بن عبد الله اللهم إني أستغفرك بما تبت إليك منه ثم عدت فيه
وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف (3) لك به وأستغفرك مما زعمت أني أردت
به وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت
أخبرنا (4) أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي الأصبهاني ببغداد نا محمد بن أحمد
السمسار نا أبو إسحاق بن خرشيد قوله نا عمر بن أحمد الدري نا محمد بن إسماعيل
الحساني نا يزيد هو ابن هارون نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد
الله بن الشخير كان يقول
اللهم تقبل مني صوم يوم اللهم تقبل مني صلاة اللهم تقبل مني حسنة ثم يقول
إنما يتقبل الله من المتقين
أخبرنا (5) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي نا أبو ذر عبد الله بن أحمد بن محمد
الهروي في المسجد الحرام أنا إسحاق بن أحمد القايني أنا أبو العباس السراج نا عبد الله
ابن محمد نا محمد بن قدامة قال سمعت سفيان يقول
كان من دعاء مطرف بن عبد الله اللهم إني أستغفرك مما تبت إليك منه ثم عدت فيه
وأستغفرك مما جعلته لك على نفسي ثم لم أف (6) لك به وأستغفرك مما زعمت أني أردت به
وجهك فخالط قلبي فيه ما قد علمت
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله
ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى
قالا أنا أبو محمد بن أبي شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا عباس بن محمد
نا إسحاق بن عيسى الطباع نا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن مطرف قال
لقاء إخواني أحب إلي من لقاء أهلي لأن إخواني يدعون لي بدعوة أرجو فيها وأهلي
يقولون بأبي بأبي

(1) حلية الأولياء 2 / 207.
(2) قوله: " نا أبي " ليس في حلية الأولياء.
(3) في حلية الأولياء: " أوف ".
(4) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(5) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(6) في " ز "، وم: أوف.
327

قال أبو الفضل وهذا حديث ليس يحدث به إلا ابن الطباع
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه نا أبو نعيم الحافظ (1) نا محمد بن إسحاق نا
إبراهيم بن سعد أنا بكر بن بكار نا قرة بن خالد نا يزيد بن عبد الله قال قال مطرف
إن الله ليرحم برحمة العصفور قال فأصاب حمرة فقال لأتصدقن بك اليوم على
فراخك فأرسلها
قال (2) ونا أبو محمد بن حيان نا أبو بكر بن مريم (3) نا مشرف بن سعيد الواسطي
نا الحارث بن منصور
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
إسماعيل بن محمد الصفار نا مشرف بن سعيد نا أبو منصور الحارث بن منصور
نا أيوب بن شعيب عن الأعمش قال قال مطرف وقال ابن مكرم لي مطرف بن
عبد الله وجدت الغفلة التي ألقى وقال ابن مكرم ألقاها الله في قلوب الصديقين من
خلقه رحمة رحمهم بها ولو ألقى في قلوبهم الخوف وقال الصفار من الخوف على
قدر معرفتهم به ما هنأهم العيش
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن بن محمد أنا محمود بن عمر بن
جعفر أنا علي بن الفرج بن علي أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أبو الخطاب البصري نا عبد
الله بن بكر السهمي حدثني بعض أصحابنا يكنى أبا بكر
إن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال لصاحب (4) له
ح وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا
أبو الحسن المحمودي نا محمد بن علي الحافظ نا أبو موسى بن المثنى نا عبد الله
ابن بكر بن حبيب السهمي حدثني بعض أصحابنا رفعه إلى مطرف بن عبد الله بن الشخير أنه
قال لبعض أصحابه (5)

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 210.
(2) القائل: أبو نعيم الحافظ، والخبر في حلية الأولياء 2 / 210.
(3) كذا بالأصل والشيخ، وفي حلية الأولياء: " أبو بكر بن مكرم " وسيرد خلال الخبر فيما سيأتي: ابن مكرم.
(4) في د: لأصحاب له.
(5) الخبر في حلية الأولياء 2 / 210.
328

إذا لك إلي حاجة فلا تكلمني فيها ولكن اكتبها في رقعة ثم ارفعها وقال ابن طاوس
ادفعها إلي فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال
قال عبد الله بن بكر قال بعض ض الشعراء وقال ابن طاوس وقال الشاعر (1)
* لا تحسبن الموت موت البلى * فإنما الموت سؤال الرجال (2)
كلاهما موت ولكن ذا * أشد من ذاك لذل السؤال *
أخبرنا (3) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو القاسم السراج أنا
الحسين بن أحمد الصيدلاني الهروي نا أحمد بن حمدون بن عمارة نا الحسن بن عرفة نا
عبد الله بن بكر عن أبي بكر الهذلي قال
كان مطرف بن عبد الله يقول لإخوانه ولأودائه إنه إذا كانت لكم حاجة فاكتبوها في
رقعة لأقضيها لكم فإني أكره ذل (4) السؤال في وجهكم لقول الشاعر فذكر البيتين
قال البيهقي ورواه أبو موسى محمد بن المثنى عن عبد الله بن بكر وقال في آخره
قال عبد الله بن بكر قال بعض الشعراء فذكر البيتين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن السواق
وأبو منصور محمد بن محمد العكبري قالا أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان
العضاري أنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي نا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق
نا الحسن بن عرفة حدثني عبد الله بن بكر السهمي نا شيخ لنا يكنى أبا بكر
أن مطرف بن الشخير قال لبعض إخوانه يا فلان إذا كانت لك إلي حاجة فلا تكلمني
فيها ولكن اكتبها في رقعة ثم ادفعها إلي فإني أكره أن أرى في وجهك ذل السؤال وقد
قال الشاعر
* لا تحسبن الموت موت البلى * فإنما الموت سؤال الرجال (5)
كلاهما موت ولكن ذا * أشد من ذاك لذل السؤال *

(1) البيتان في حلية الأولياء 2 / 210 بدون نسبة.
(2) بالأصل: " الرجل "، والمثبت عن د، و " ز "، وم، والحلية.
(3) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(4) بعدها بياض في " ز "، وفي وسط البياض ضبة، والكلام متصل في الأصل وم، ود.
(5) بالأصل: الرجل، والمثبت عن د، و " ز "، وم.
329

وقال شاعر آخر (1)
* ما اعتاض باذل وجهه بسؤاله * عوضا وإن نال الغنى بسؤال
وإذا السؤال مع النوال وزنته * رجح السؤال وخف كل نوال
وإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا * فابذله للمتكرم المفضال *
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن الفضل القطان
أنا أبو سهل بن زياد القطان نا إسحاق بن الحسن الحربي نا عفان نا مهدي بن ميمون نا
غيلان بن جرير قال قال مطرف بن عبد الله احترسوا من الناس بسوء الظن (2)
أخبرنا أبو سعد (3) محمد بن البغدادي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو
سعيد محمد بن موسى بن الفضل أنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أحمد بن الحسين أنا أبو سعيد بن أبي
عمرو أنا أبو عبد الله الصفار قالا نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أبو بكر التميمي نا عبد الله
ابن صالح حدثني الليث بن سعد حدثني حميد الطويل عن مطرف بن عبد الله الحرشي
قال
خرجنا إلى الربيع في زمانه فقلنا ندخل يوم الجمعة لشهودها وطريقنا (4) على
المقبرة قال فدخلنا فرأيت جنازة في المقبرة فقلت لو اغتنمت شهود هذه الجنازة
فشهدتها قال واعتزلت من ناحية قريبا من قبر فركعت ركعتين كأني خففتهما لم أرض
إتقانهما ونعست فرأيت صاحب القبر يكلمني فقال ركعت ركعتين لم ترض إتقانهما
قلت قد كان ذلك قال تعملون ولا تعلمون ونعلم ولا نستطيع أن نعمل لأن أكون
ركعت مثل ركعتيك أحب إلي من الدنيا بحذافيرها فقلت من ها هنا (5) فقال كلهم
مسلم وكلهم قد أصاب خيرا فقلت من ها هنا أفضل فأشار إلى قبر فقلت في نفسي
اللهم ربنا أخرجه إلي فأكلمه قال فخرج من قبره فتى شاب فقلت أنت أفضل من ها
هنا فقال قد قالوا ذلك قلت فبأي شئ نلت ذلك فوالله ما أرى لك ذلك السن فأقول
نلت ذلك بطول الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله والعمل قال ابتليت بالمصائب

(1) الأبيات في حلية الأولياء 2 / 210 بدون نسبة.
(2) حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ 2 / 210.
(3) سقطت من " ز ".
(4) في " ز ": وطريقها.
(5) زيادة عن د، و " ز "، وم.
330

فرزقت الصبر عليها فبذلك وفي حديث أبي سعيد فبتلك فضلتهم (1)
أخبرنا (2) أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك
المؤذن (3) أنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء وأبو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن
بالويه قالا أنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد الدوري نا يحيى بن
معين نا الأصمعي عن هلال بن حق قال قال (4) أبو العلاء يعني يزيد بن عبد الله بن
الشخير أخا مطرف سرقت عبية (5) لمطرف قال فقال لي مطرف الس ربعه أحمر قال
فبينما هو ذات يوم إذ بصر به مطرف فقال لي يا أبا العلاء هذا صاحب العبية فقمت إليه
فقلت له مطرف يشهد عليك وأمانته وصدقه قال فرد العبية إلا ثوبين
أخبرنا (6) أبو محمد بن طاوس أنا أبو القاسم علي بن محمد أنا عبد الرحمن بن
عثمان أنا خيثمة بن سليمان نا الحسن بن مكرم بن حسان البزاز نا إسحاق بن سليمان
الرازي قال سمعت أبا جعفر ذكر عن قتادة عن مطرف بن الشخير
ح أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد أنا أبو بكر
محمد بن عبد الله الجوزقي أنا الحسين بن الحسن بن منصور نا خشنام بن إسماعيل نا
الحسين بن منصور عن محمد بن سليمان عن أبي جعفر الرازي عن قتادة عن مطرف قال
إن هذا الموت أفسد وقال الرازي قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فالتمسوا نعيما
لا موت فيه (7)
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزرودي (8) أنا
أبو الحسن محمد بن علي بن سهل الماسرجسي إملاء أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد
بمكة نا نصر بن محمد المخرمي (9) نا مجاهد بن عبد الله العبدي نا جعفر بن سليمان
الضبعي قال سمعت ثابتا يقول سمعت مطرفا يقول

(1) في " ز ": تفصلهم.
(2) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(3) كذا بالأصل و " ز "، ود، وفي م: الوكيل.
(4) مكانها بياض في م.
(5) كذا رسمها بالأصل وم ود في كل مواضع الخبر، وفي " ز ": عباية.
(6) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(7) سير أعلام النبلاء 4 / 191 وحلية الأولياء 2 / 204.
(8) تحرفت في م إلى: الجنزوري.
(9) تحرفت في م إلى: المخرومي.
331

وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن
أبي حامد المقرئ قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الخضر بن أبان (1) نا سيار نا
جعفر نا ثابت قال قال مطرف
أفسد الموت على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيما ليس فيه موت وفي رواية سيار
نعيما لا موت فيه
أنبأنا أبو علي بن نبهان ثم حدثنا أبو عبد الله البلخي أنا جعفر بن أحمد السراج
وابن نبهان وغيرهما قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا دعلج بن أحمد نا علي بن عبد العزيز
قال قال أبو عبيد في حديث مطرف أنه خرج زمن الطاعون فقيل له في ذلك فقال هو
الموت نحاوصه ولا بد منه
قوله نحاوصه ولا بد منه قوله نحاوصه نروع منه (2) يقال قد حاص يحيص
حيصا ومنه قوله عز وجل " ما لكم من محيص " (3)
أخبرنا (4) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنبأني أبو
العباس بن يعقوب فيما أجازه له محمد بن عبد الوهاب قال سمعت علي بن هشام يقول
قال مطرف بن عبد الله
هو الموت نحاوصه ولا بد منه قال ما نحاوصه قال نروع منه من الحيص
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو بكر بن إسماعيل وأبو عمر
ابن حيوية قالا نا يحيى بن محمد نا الحسين بن الحسن أنا عبد الله بن المبارك (5) أنا
صالح المري عن بديل قال
كان مطرف يلقى الرجل من خاصة إخوانه في الجنازة فعسى (6) أن يكون كان غائبا فما
يزيده على التسليم ثم يعرض اشتغالا بما هو فيه

(1) تحرفت في م إلى: إياس.
(2) في تاج العروس: حيص: وحايصه محايصة: راوغه وباراه وغالبه، وبه فسر أو عبيد حديث مطرف، وقد خرج
من الطاعون فقيل له في ذلك، فقال: هو الموت: نحايصه ولابد منه.
(3) سورة فصلت، الآية: 48.
(4) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
(5) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص 83 رقم 245.
(6) مطموسة بالأصل، والمثبت عن " ز "، وم، ود، والزهد.
332

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد الحسن بن يوه
أنا أبو الحسن اللنباني (1)
ح وأخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا أبو نصر بن سسويه أنا أبو سعيد الصيرفي أنا
أبو عبد الله الصيرفي قالا نا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين البرجلاني نا وفي
حديث اللنباني حدثني فهد بن حيان نا سهل بن أسلم العدوي حدثني من شهد مطرف
ابن عبد الله في جنازة فلما سوي التراب على الميت قال مطرف الحمد لله أما هذا فقد
قطع سفره
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو أنا أبو محمد أنا أبو الحسن نا ابن أبي
الدنيا حدثني يعقوب بن عبيد نا مسلم بن إبراهيم
قال ونا حنتمة بنت مسعود مولاة مطرف بن عبد الله قالت
حدثتني أم درة أن مطرفا قال لبنيه اذهبوا فاحفروا لي قبرا فذهبوا فحفروا له فقال
اذهبوا بي إلى قبري فذهبوا به إلى قبره فدعا فيه ثم ردوه إلى أهله
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد أنا محمد بن أحمد بن محمد أنا أبو سعيد محمد
ابن موسى أنا أبو عبد الله الصفار نا ابن أبي الدنيا نا إسحاق بن إسماعيل نا سفيان نا
جري (2)
أن مطرف بن عبد الله أمر فحفر له قبره فكان يحمل إليه فيقرأ فيه القران حتى ختمه
فيه
أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا قرئ على أبي محمد الجوهري
عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3)
أنا مسلم بن إبراهيم حدثتنا حكيمة بنت مسعود مولاة مطرف بن الشخير قالت حدثتني أم
درة مولاة مطرف
أن مطرفا كان يجمع من الرحيل قالت فأخذه اليسر واليسر احتباس البول فقال

(1) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى اللبناني، بتقديم الباء.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ: " جرى " ولعله " جزء " ابن ابنه عبد الله.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 145.
333

ادعوا ابني فدعوا له فقرأ عليه آية الوصية ثم قال " الحق من ربك فلا تكونن من
الممترين " (1) قال فذهب ابنه فجاءه بطبيب فقال يا بني ما هذا قال طبيب فقال
أحرج عليك أن تحملني على (2) رقية أو تعلق علي خرزة قالت وقال لبنيه اذهبوا
فاحفروا لي قبري فذهبوا فحفروا له ثم قال اذهبوا بي إلى قبري فذهبوا به إلى قبره
فدعا فيه ثم ردوه إلى أهله
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران
نا الحسين بن صفوان نا (3) ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا خالد بن يزيد نا
روح بن المسيب عن عبد الله بن مسلم العبدي قال
قال مطرف لما حضره الموت اللهم خر لي في الذي قضيته علي من أمر الدنيا
والآخرة قال وأمرهم أن يحملوه إلى قبره فختم فيه القرآن قبل أن يموت
أنبأنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الحافظ (4) نا عبد الله بن محمد بن جعفر نا أبو
مسعود عبدان نا سلمة بن شبيب نا عبد الله بن جعفر نا الحسن بن عمرو الفزاري عن
ثابت البناني (5) ورجل آخر
أنهما دخلا على مطرف وهو مغمى عليه قال فسقطت منه أنوار ثلاثة نور من رأسه
ونور من وسطه ونور من رجليه وقدميه قال فهالنا ذلك قال فأفاق فقلنا كيف أنت يا
أبا عبد الله فقال صالح فقيل لقد رأينا شيئا هالنا قال وما هو قلنا أنوار سطعت
منك قال وقد رأيتم ذلك قالوا نعم قال تلك تنزيل السجدة وهي تسع (6) وعشرون
آية يسطع أولها من رأسي ووسطها من وسطي وآخرها من قدمي وقد صعدت تشفع لي
فهذا ثوابها يحرسني
قال ابن عساكر (7) كذا قال وقد أسقط منه الحسن بن دينار بين الحسن وثابت

(1) سورة البقرة، الآية: 14.
(2) زيادة عن طبقات ابن سعد.
(3) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم، واستدرك عن د، و " ز "، لتقويم السند.
(4) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 2 / 206.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي حلية الأولياء: اليماني.
(6) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي حلية الأولياء: " ثلاثون " وهي في التنزيل الكريم: ثلاثون آية.
(7) زيادة منا.
334

أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الحافظ أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا أبو علي الحسين بن صفوان
البردعي نا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي حدثني محمد بن الحسين حدثني ابن
سالم أنا أبو المليح الرقي عن الحسن بن دينار حدثني ثابت البناني أنه ورجل آخر
دخلا على مطرف بن عبد الله بن الشخير يوما فوجداه مغمى عليه قال فسطع منه
أنوار ثلاثة أنوار أولها من رأسه وأوسطها (1) من وسطه وآخرها من رجله قال فهالنا
ذلك قال فلما أفاق قلنا له كيف أنت يا أبا عبد الله لقد رأينا شيئا هالنا قال وما هو
فأخبرناه قال ورأيتم ذلك قلنا نعم قال تلك السجدة وهي تسع (2) وعشرون آية
سطع أولها من رأسي وأوسطها من وسطي وآخرها من رجلي وقد صعدت تشفع لي
وهذه " تبارك " تحرسني قال فمات رحمه الله
قال وأنا أبو بكر عبد الله بن محمد نا أبو الحسن أحمد بن عبد الأعلى الشيباني نا
عصام بن طليق عن شيخ من أهل البصرة عن مورق العجلي قال
عدنا رجلا وقد أغمي عليه فخرج نور من رأسه حتى أتى السقف فجوقه فمضى
فخرج نور من سرته حتى فعل مثل ذلك ثم أفاق فقلنا له هل علمت ما كان منك قال
نعم أما النور الذي خرج من رأسي فأربع عشرة آية من أول " آلم تنزيل " السجدة وأما النور
الذي خرج من سرتي فآية السجدة وأما النور الذي خرج من رجلي فآخر سورة السجدة
وهن يشفعن وبقيت " تبارك " عندي تحرسني وكنت أقرأهما في كل ليلة
أخبرنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا في كتابيهما قالا قرئ على أبي
محمد الجوهري ونحن نسمع عن أبي عمر بن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن
الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا سليمان أبو داود الطيالسي نا شعبة عن أبي التياح عن
يزيد بن عبد الله بن الشخير أن أباه أوصاه أن لا يؤذن بجنازته أحد
قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن (4) أبي تمام الواسطي أنا أبو عمر السوسي

(1) بالأصل: " أو أوسطها " والمثبت عن د، و " ز "، وم.
(2) كذا بالأصل والنسخ أيضا هنا.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 145.
(4) مكانها بياض في " ز "، وم.
335

إجازة أنا محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة (1) قال سمعت أحمد بن حنبل يقول مات
مطرف بعد طاعون الجارف
أخبرنا أبو الحسن المشكاني الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس بن
زنبيل أنا أبو القاسم (2) بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل البخاري
قال ونا موسى هو ابن إسماعيل نا جعفر نا محمد بن واسع قال
أتيت (3) في حلقة فيها مطرف وسعيد بن أبي الحسن ومات مطرف بعد الطاعون
وكان الطاعون سنة سبع وثمانين
قال وحدثني محمد بن مقاتل نا أحمد بن حنبل نا يحيى قال مات مطرف بعد الطاعون
وكان الطاعون الجارف سنة سبع وثمانين
أنبأنا أبو طالب وأبو نصر قالا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
إجازة أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (4) قال قالوا
ومات مطرف في ولاية الحجاج بن يوسف بالعراق بعد الطاعون الجارف وكان
الطاعون سنة سبع وثمانين في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان
قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي محمد
ابن العباس أنا محمد بن القاسم الكوكبي (5) نا ابن أبي خيثمة نا خالد بن خداش نا
حماد بن زيد عن أيوب قال قال محمد لم يكن طاعون أشد من ثلاثة طواعين طواعين
أزدجرد وطاعون عمواس وطاعون الجارف
أخبرنا (6) أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد أنا
علي بن أحمد بن محمد نا محمد بن الحسين بن شهريار نا عمرو بن علي بن بحر قال
مات مطرف بن عبد الله سنة خمس وسبعين

(1) قوله: " خيثمة، قال " مكانهما بياض في " ز "، وم.
(2) قوله: " بن زنبيل، أنا أبو القاسم، مكانه بياض في " ز "، وم، وكتب على هامش " ز ": طمس بالأصل.
(3) قوله: " قال أتيت " مكانهما بياض في " ز "، ومطموس في د.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 7 / 146.
(5) تحرفت في " ز " إلى: الكركي.
(6) كتب فوقها في " ز " ود: ملحق.
336

أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي
أنا أحمد بن عمران الأشناني نا موسى بن زكريا التستري نا خليفة بن خياط (1) قال سنة
ست وثمانين فيها مات مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي (2) (3)
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا محمد بن علي بن الحسن أنا علي بن محمد بن عبد
الله أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن الحسين
حدثني أبو إسحاق الضرير نا إياس بن دغفل قال
رأيت أبا العلاء يزيد بن عبد الله فيما يرى النائم فقلت أبا العلاء كيف وجدت طعم
الموت قال وجدته مرا كريها قلت فما صرت إليه بعد الموت قال صرت إلى روح
وريحان ورب غير غضبان قال فقلت فأخوك قال فاتني بيقينه
7457 مطرف بن مالك أبو الرباب القشيري البصري (4)
شهد فتح تستر (5) مع أبي موسى الأشعري ولقي أبا الدرداء وكعب الأحبار
روى عن معقل بن يسار
روى عنه زرارة بن أوفى ومحمد بن سيرين وأبو عثمان النهدي
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران
ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق أنا
معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي الرباب القشيري قال
دخلنا على أبي الدرداء نعوده فدخل عليه أعرابي فقال ما لأميركم وأبو الدرداء
يومئذ أمير قلنا هو شاك قال والله ما اشتكيت قط أو قال ما صدعت قط فقال أبو
الدرداء أخرجوه عني ليمت بخطاياه ما أحب أن لي بكل وصب (6) وصبته حمر النعم
وإن وصب المؤمن يكفر خطاياه

(1) تاريخ خليفة بن خياط ص 292 (ت. العمري).
(2) قوله: " الحرشي " ليس في تاريخ خليفة.
(3) كتب بعدها في " ز "، ود: إلى.
(4) ترجمته في الجرح والتعديل 8 / 312 و 7 / 397 والإصابة 3 / 496 وأسد الغابة 4 / 412 وكناه: أبا الريان
والاستيعاب (على هامش الإصابة) 3 / 463.
(5) تستر: من أكابر مدن خوزستان، وأعظمها (راجع معجم البلدان).
(6) الوصب محركة: المرض. (القاموس).
337

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر وأبو الفضل
ح وأخبرنا أبو العز الكيلي أنا أبو طاهر
قالا أنا (1) أبو الحسين محمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن إسحاق نا عمر بن
أحمد بن إسحاق نا خليفة بن خياط (2) قال
أبو الرباب (3) مطرف بن مالك بن قشير بن كعب بن عامر بن ربيعة شهد مع أبي
موسى الأشعري (4) فتح تستر أيام عمر بن الخطاب
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الفضل بن خيرون
ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار
قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان نا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب أنا العباس بن
العباس أنا صالح بن أحمد حدثني أبي قال أبو الرباب القشيري مطرف بن مالك
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد أنا هبة الله
ابن إبراهيم بن عمر أنا أبو بكر المهندس نا أبو بشر الدولابي نا عبد الله بن أحمد قال
سمعت أبي يقول أبو الرباب القشيري اسمه مطرف بن مالك
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو العلاء
الواسطي أنا أبو بكر البابسيري أنا الأحوص بن المفضل نا أبي قال قال يحيى بن معين
أبو الرباب القشيري مطرف بن مالك
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو
الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد
ابن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري (5) قال
مطرف بن مالك أبو الرباب القشيري شهد فتح تستر مع أبي موسى

(1) قوله: " أنا " استدركت على هامش " ز "، بعدها صح.
(2) طبقات خليفة بن خياط ص 337 رقم 15720.
(3) تحرفت في طبقات خليفة إلى: " الرئاب ".
(4) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل، وقوله " الأشعري " ليس في " ز "، ود، وطبقات خليفة، ومكان
" موسى الأشعري " بياض في م.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 396.
338

الأشعري (1) يعد في البصريين (2) روى عنه زرارة بن أوفى ومحمد بن سيرين
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور أنا أبو العباس النهاوندي أنا أبو
القاسم بن الأشقر نا محمد بن إسماعيل قال
اسم أبي الرباب القشيري مطرف بن مالك شهد فتح تستر مع الأشعري روى عنه
زرارة بن أوفى وابن سيرين
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو
علي إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم (3) قال
مطرف بن مالك أبو الرباب (4) القشيري شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري
روى عنه زرارة بن أوفى ومحمد بن سيرين سمعت أبي يقول ذلك
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول
أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري شهد فتح تستر روى عنه أبو عثمان النهدي
وزرارة بن أوفى ومحمد بن سيرين
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال
أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري بصري ثقة
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنا نصر بن إبراهيم أنا سليم بن أيوب أنا طاهر
ابن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت
أبا عبد المقدمي يقول

(1) زيادة عن التاريخ الكبير.
(2) قوله " يعد في البصريين " ليست في التاريخ الكبير، ومكانها فيه " بصري " وقد جاءت في آخر الترجمة وقوله: " في
البصريين " مكانه بياض في " ز ".
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 312.
(4) في الجرح والتعديل: الرئاب.
339

أبو الرباب القشيري روى عنه ابن سيرين وزرارة بن أوفى وهو مطرف بن مالك
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنا أبو الحسن الدارقطني
نا أبو علي بن الصواف نا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبي يقول أبو الرباب القشيري
اسمه مطرف بن مالك
قال الدارقطني أبو الرباب يروي عن معقل بن يسار يروي عنه محمد بن سيرين
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو صادق محمد بن أحمد أنا أحمد بن محمد بن
زنجويه أنا أبو أحمد العسكري قال
وأما رباب الراء مفتوحة غير معجمة وبعد الراء باء تحتها نقطة أبو الرباب مطرف بن
مالك القشيري شهد فتح تستر مع أبي موسى الأشعري
أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي أنا أبو بكر أنا ابن منجويه أنا الحاكم قال
أبو الرباب مطرف بن مالك القشيري البصري شهد فتح تستر مع أبي موسى
الأشعري روى عنه أبو بكر محمد بن سيرين والنهدي أبو عثمان عبد الرحمن بن مل
كناه البخاري
قرأت على أبي محمد بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر
وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي نا نصر بن إبراهيم أنا عبد الرحيم
أنا عبد الغني بن سعيد قال أبو الرباب عن معقل بن يسار
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (1)
أما رباب بفتح الراء والباء المخففة المعجمة بواحدة وهي مكررة أبو الرباب القشيري
اسمه مطرف بن مالك روى عن أبي الدرداء روى عنه محمد بن سيرين وغيره
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة (2) أنا
عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا جعفر بن محمد
السكري نا عبد الله بن رشيد نا أبو عبيدة وهو مجاعة بن الزبير (3) عن محمد بن سيرين
عن أبي الرباب قال

(1) الاكمال لابن ماكولا 4 / 1 و 2.
(2) بعدها بياض في " ز "، ووضع مكان البياض نقاط إشارة إلى سقوط كلام، والكلام متصل في د، وم.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 7 / 196.
340

كنت فيمن فتح تستر فوليت القبض فجاء رجل معه شئ فقال تبيعوني ما عندي
قالوا نعم نبيعك ما عندك ما لم يكن ذهبا أو فضة أو كتاب الله فقال إنه كتاب الله
ولكنكم لا تقرأونه فكرهوا أن يأخذوا منه ثمنا وأخذوا منه لغلامه درهمين
قال ونا ابن أبي داود نا المسيب بن واضح عن أبي إسحاق الفزاري عن هشام عن
محمد عن أبي الرباب القشيري قال
كنت خامس خمسة فيمن ولي قبض تستر فجاءنا إنسان مرتدي (1) على شئ وقال
أتبيعوني ما معي بعشرين درهما قال قلت نعم إن لم يكن ذهبا أو فضة أو كتاب الله
قال فإنه بعض ما سميتم كتاب الله ولكن لا تقرأونه وأنا أقرأه فأخرج الرجل جونة فيها
كتاب من التوراة فوهبناه له وأخذنا الجونة فألقيناها في القبض فابتاعها منه بدرهمين
قال ونا ابن أبي داود نا محمد بن عبد الملك الدقيقي نا عفان بن مسلم نا همام
عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن مطرف قال
شهدت فتح تستر مع الأشعري فأصبنا دانيال بالسوس (2) وأمسينا معه ريطتين (3) من
كتان (4) وأصبنا معه ربعة فيها كتاب وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر يقال له
حرقوص فأعطاه الأشعري الريطتين وأعطاه مائتي درهم وكان معنا أجير نصراني يسمى
نعيما فقال بيعوني هذه الربعة بما فيها قالوا إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب الله
قال فإن الذي فيها كتاب الله فكرهوا أن يبيعوه الكتاب فبعناه الربعة بدرهمين ووهبنا له
الكتاب
قال قتادة فمن ثم كره بيع المصاحف لأن الأشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك
الكتاب
قال ابن أبي داود هذا ذو الثدية حرقوص بن زهير العنبري من بني تميم
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا يحيى بن

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ: " مرتدى ".
(2) السوس: بلدة بخوزستان بها قبر دانيال النبي صلى الله عليه وسلم (راجع معجم البلدان).
(3) الريطة: كل ملاءة غير ذات لفقين كلها نسج واحد، وقطعة واحدة (القاموس).
(4) في " ز ": كتاب.
341

محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن أنا محمد بن أبي عدي نا ابن عون عن محمد
عن أبي الرباب قال
كنت خامس خمسة في الذين ولوا قبض السوس فأتى رجل لخلخانية كهيئة الديامنة (1)
أو العبادية فقال إني قد خبأت خبيئا فتبيعونيه قلنا نعم إن لم يكن كتاب الله ولا ذهبا
ولا فضة قال فإنه بعض ما استثنيتم هو كتاب الله أحسن أقرأه ولا تحسنون تقرأونه فقلنا
فائتنا به فأتانا به فنزعنا دفتيه ووهبناه له فاشتراه منا بعد ذلك بدرهمين فلما كان بعد
ذلك خرجنا إلى الشام وصحبنا رجل شيخ على حمار بين يديه مصحف وهو مكب عليه
يقرأ ويبكي قال وفي ناحية الرفقة فتى شاب يتغنى برفع صوته فأتيته فقلت له يا عبد
الله لا تلمنا فإنه فتى شاب قال هو صاحب وله حق قلت ما أشبه هذا المصحف
بمصحف كان من شأنه كذا وكذا قال ما رأيت كاليوم رجلا أثبت بصرا فإنه ذاك قلت
فأين تريد الآن قال أرسل إلي كعب الأحبار عام الأول فأتيته ثم أرسل إلي العام إما أن
تأتيني وإما أن آتيك فهذا وجهي إليه قال قلت فأنا معك فانطلقنا حتى قدمنا الشام
فقعدنا عند كعب فجاء عشرون من اليهود فيهم شيخ كبير يرفع حاجبيه بحريرة فقالوا
أوسعوا أوسعوا فأوسعوا وركبنا أعناقهم فتكلموا فقال كعب يا نعيم أتجيب هؤلاء
أو أجيبهم فقال دعوني حتى أفقه هؤلاء ما قالوا (2) ثم أجيبهم إن هؤلاء أثنوا على أهل
ملتنا خيرا ثم قلبوا ألسنتهم فزعموا أنا بعنا الآخرة بالدنيا هلم فلنواثقكم فإن جئتم بأهدى
مما نحن عليه اتبعناكم وإن جئتم بأهدى مما أنتم عليه اتبعنا قال فتوافقوا فقال كعب
أرسل إلي ذلك المصحف فأرسل إليه فجئ به فقال أترضون أن يكون هذا بيننا
وبينكم قالوا نعم لا يحسن أحد يكتب مثل هذا اليوم فدفع إلي شاب منهم فقرأ كأسرع
قارئ فلما بلغ إلى مكان منه نظر إلى أصحابه كالرجل يؤذن صاحبه بالشئ قد دنا منه
قال ثم جمع يديه فقال فيه فنبذه فقال كعب آه فأخذه (3) فوضعه في حجره فقرأ
فأتى على آية منه فخروا سجدا فلم يرفعوا حتى قيل لهم ارفعوا فرفعوا وبقي الشيخ
يبكي فقيل له ما لك لا ترفع رأسك فرفع رأسه وهو يبكي فقيل له ما يبكيك فقال
وما لي لا أبكي رجل عمل في الضلالة كذا وكذا سنة (4) ولم أعرف الإسلام حتى كان اليوم

(1) كذا رسمها بالأصل وبقية النسخ.
(2) في " ز ": واحدة.
(3) قوله: " ما قالوا " ليس في " ز ".
(4) في " ز ": واحدة.
(5) في " ز ": سنينه.
342

قال ابن عون (1) فثبت أن أيوب قال فقيل له فإن مجلسك هذا كفارة لما مضى من عمرك
قال ابن عون وأظنه في حديث محمد وهي الآية التي في آل عمران " إن الدين عند الله
الإسلام " (2) قال فأتينا أبا الدرداء فدخلنا عليه وهو يشتكي فجاء أعرابي فقال ما
صدعت قط ولا حممت قط ولا ولا فقال أبو الدرداء أخرجوه أخرجوه إن خطاياك
عليك كما هي ما تسرني بوصب واحد أصبته حمر النعم إن وصب المسلم كفارة لخطاياه
قرأت على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنا
محمد بن القاسم نا ابن أبي خيثمة نا هدبة بن خالد القيسي نا همام بن يحيى نا قتادة
عن زرارة بن أوفى عن مطرف بن مالك
أنه شهد فتح تستر مع الأشعري وأنا أصبنا دانيال بسوس في بحر من صفر (3) وكان
أهل السوس إذا استقوا استخرجوه فاستقوا به وأصبنا معه ريطتي كتاب وأصبنا معه ستين
جرة مختومة ففتحنا جرة من أدناها وجرة من وسطها وجرة من أقصاها فوجدنا في كل
جرة عشرة آلاف قال همام أحسبه قال واف (4) وأصبنا معه ربعه فيها كتاب وكان معنا
أجير نصراني يقال له نعيم فقال أتبيعوني (5) هذه الربعة وما فيها قلنا إن لم يكن فيها
ذهب أو ورق أو كتاب الله قال فالذي فيها كتاب الله فكره الأشعري ومن عنده من
أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيع ذلك الكتاب (6) فمن ثم كره بيع المصاحف لأن الأشعري
وأصحاب الأشعري كرهوا بيع الكتاب فبعناه الربعة بدرهمين ووهبنا له ذلك الكتاب
قال همام قال قتادة وحدثني أبو حسان
إن أول (7) من وقع عليه رجل من بني العنبر يقال له حرقوص فأعطاه الأشعري
الريطتين وأعطاه مائتي (8) درهم ثم إن الأشعري طلب إليه أن يرد عليه الريطتين فأبى
فشققها عمائم بين أصحابه

(1) تحرفت في " ز " إلى: ابن عوف.
(2) سورة آل عمران، الآية: 19.
(3) الصفر: النحاس.
(4) وفي الدرهم المثقال إذا عدله، فهو واف، فكل شئ بلغ تمام الكمال فقد وفى وتم (تاج العروس: بتحقيقنا:
وفى).
(5) تحرفت بالأصل إلى: اتبعوني، والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(6) قوله " الكتا " مكانه بياض في " ز ".
(7) قوله: " أن أول " مكانه بياض في " ز "، وم.
(8) مكانها بياض في " ز "، وم.
343

فكتب الأشعري في ذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر بن الخطاب
إنه نبي الله دعا الله أن لا يرثه إلا المسلمون فصل (1) عليه وادفنه
قال همام وحدثنا فرقد أن أبا تميمة حدثه
إن كتاب عمر بن الخطاء جاء إلى الأشعري أن اغسله بالسدر وماء الريحان
ثم رجع إلى حديث مطرف بن مالك
ثم بدا لي أن آتي بيت المقدس فبينا أنا أحسبه قال شك هدبة بن خالد بقياض (2)
إذا أنا براكب فشبهته بذلك الأجير النصراني فقلت أنعيما قال نعم قلت ما فعلت
نصرانيتك قال تحنفت بعدك ثم أتينا دمشق فلقينا كعب (3) فقال إذا أتيتم بيت
المقدس فاجعلوا الصخرة بينكم وبين القبلة ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا أبا
الدرداء فقالت أم الدرداء لكعب ألا تعدي على أخيك يقوم الليل ويصوم النهار فجعل لها من كل ثلاث ليال
ليلة ومن كل ثلاثة أيام يوما ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا بيت المقدس فسمعت اليهود بنعيم
وكعب فاجتمعوا فقال كعب إن هذا كتاب قديم وإنه بلغتكم فاقرأوه فقرأه قارئهم
فأتى على مكان منه فضرب به الأرض فغضب نعيم وأخذ الكتاب وقال إن هذا كتاب
قديم لا أدعكم تقرأونه فقالوا إنه فعل ذلك عن غير مؤامرة منا فلم يزالوا يطلبون إليه
حتى قال فإني أمسكه في حجري وتقرأونه فأمسكه في حجره وقارئهم يقرؤه حتى أتى على
ذلك المكان " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " (4)
فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا وذاك في خلافة معاوية ففرض لهم معاوية وأعطاهم
قال همام فحدثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرة حدثه
أنهم تذاكروا ذلك الكتاب فمر بهم شهر بن حوشب فقال على الخبير سقطتم إن
كعبا لما احتضر قال ألا رجل أئتمنه على أمانة يؤديها فقال رجل أنا فدفع إليه ذلك
الكتاب وقال اركب البحيرة (5) فإذا بلغت مكان كذا وكذا فاقذفه فخرج من عند كعب

(1) بالأصل و " ز "، وم، ود: فصلى.
(2) تقرأ بالأصل وبقية النسخ: " بقناص " والمثبت عن المختصر، وقياض: موضع بنواحي بغداد، وقيل: موضع بين
الكوفة والشام (راجع معجم البلدان).
(3) سقطت من الأصل واستدركت عن " ز "، وم، ود.
(4) سورة آل عمران، الآية: 58.
(5) كذا بالأصل والنسخ.
344

فقال هذا كتاب فيه علم من علم كعب ويموت كعب فأضعه في أهلي وأخبره أن قد
فعلت الذي أمرتني فأتى كعبا فقال ما صنعت قال فعلت الذي أمرتني قال وما
رأيت قال لم أر شيئا فعلم كعب أنه قد كذب فلم يزل يناشده ويطلب إليه حتى رد عليه
الكتاب فلما أيقن كعب بالموت قال ألا رجل أئتمنه على أمانة يؤديها فقال رجل من بني
عمنا قد كنا نأبنه (1) بالقوة والورع فدفع إليه ذلك الكتاب وقال اركب البحيرة فإذا بلغت
مكان كذا وكذا فاقذفه فركب سفينة هو وأصحاب له فلما أتى ذلك المكان ذهب ليقذفه
فانفرج له البحر حتى رأى جديد الأرض فقذفه وهاجت فدارت بهم السفينة حتى خشوا
الغرق ثم استقامت لهم فأتى كعبا فقال ما صنعت فقال فعلت الذي أمرتني قال فما
رأيت قال فأخبره الرجل بالذي رأى فعلم كعب أنه قد صدق وقال كعب إنها التوراة
كما أنزلها الله على موسى ما غيرت ولا بدلت ولكن خشيت أن ينكل علي (2) ما فيها
ولكن قولوا لا إله إلا الله ولقنوها موتاكم
ذكر من اسمه مطر
7458 مطر أبو خالد
مولى أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أم خالد بن يزيد بن
معاوية
حكى عن كعب الأحبار
روى عنه سعيد بن خالد
وهو حمصي وكانت مولاته أم خالد بدمشق فالأظهر أنه دخلها والله أعلم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا أبو (3) المغيرة وفي نسخة أخرى حدثني سلمة يعني
ابن شبيب نا أبو المغيرة وهو الصواب نا صفوان يعني ابن عمرو نا سعيد بن خالد
عن أبي خالد مطر مولى أم خالد بنت أبي هاشم عن كعب أنه قال

(1) بالأصل وم و " ز ": " نأتيه " وبدون إعجام في د، والمثبت عن المختصر، وبهامشه: نأبنه: نصفه.
(2) في " ز ": " علينا فيها " ومكان " علي ما " بياض في م، وفي المختصر: يتكل على ما فيها.
(3) في " ز "، وم: ابن المغيرة.
345

أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم لا يبقى بيت من بيوت المسلمين فيما بين المشرق
والمغرب إلا دخله حرب أو خزي فقلنا يا أبا إسحاق ما يخلص من هذه الفتنة أحد
قال يخلص منها من استظل بظل لبنان فيما بينه وبين البحر فهم أسلم الناس من تلك
الفتنة قلنا يا أبا إسحاق كيف تعرف أسباب هذه الفتنة قال إذا رأيتم داري هذه تحترق
فتفقدنا ذلك واحترقت سنة اثنتين وعشرين ومائة وذلك مغزى كلثوم بن عياض أفريقية على
البعث الثاني
أنبأنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي
أنا محمد بن المظفر نا بكر بن أحمد بن حفص نا أحمد بن محمد بن عيسى قال وأبو
خالد مطر مولى أم خالد بنت أبي هاشم من أصحاب كعب
7459 مطر القرشي
إن لم يكن أبو خالد فهو غيره
حكى عن أبي هريرة
حكى عنه مسلم بن زياد ويقال مسلمة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني وعبد الكريم بن حمزة قالا نا عبد العزيز بن أحمد
أنا أبو الحسين الميداني وتمام بن محمد قالا أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة
ح قال تمام وأخبرني أبو إسحاق بن سنان قال تمام وأخبرني أبو بكر يحيى بن
عبد الله نا عبد الرحيم بن عمر قالوا نا أحمد بن المعلى نا الوليد بن عتبة نا بقية بن
الوليد حدثني مسلمة بن زياد أنه سمع مطر القرشي أنه سمع أبا هريرة يقول
يهدم هذه الكنيسة يعني كنيسة دمشق خليفة ويبني مكانها مسجدا قال فبعث
إليه سليمان بن عبد الملك فزاد في عطائه
رواه (1) أبو شبيب بن أحمد بن المعلى عن أبيه فقال مسلم بغيرها
أخبرنا (2) أبو محمد عبد الكريم بن حمزة قراءة عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام
ابن محمد أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي نا محمد بن أحمد أبو شبيب

(1) من هنا إلى بغيرها سقط من " ز ".
(2) الخبر التالي سقط من " ز ".
346

نا أبي أحمد بن المعلى نا الوليد بن عتبة نا بقية بن الوليد أخبرني مسلم بن زياد أنه سمع
مطر القرشي يقول إنه سمع أبا هريرة يقول
يهدم هذه الكنيسة يعني كنيسة دمشق خليفة ويبني مكانها مسجدا فبعث إليه
سليمان بن عبد الملك فزاد في عطائه
7460 مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء ويقال ابن أبي الأشعث الفزاري (1)
من أهل قرية فذايا (2)
روى عن عمته آمنة أو أمية وأبي سليمان الحرستاني وروح بن القاسم الهرامري (3)
وعبد الملك بن سفيان ويقال ابن سيار
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن خالد الفزاري وعلي بن حجر
وختنه يحيى بن الغمر
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا أحمد بن محمد بن عبدوس نا عثمان بن سعيد الدارمي
قال وأنا أبو عمرو أحمد (4) بن محمد هو ابن حكيم نا أبو حاتم الرازي قالا نا
سليمان بن عبد الرحمن نا مطر بن العلاء الفزاري حدثتني عمتي آمنة أو أمية وقطبة مولاة
لنا أنهما سمعا أبا سفيان مدلوكا قال (5)
قدمت مع موالي (6) على (7) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلمت فمسح على رأسي ودعا لي
بالبركة
قالتا فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسه (8) يد النبي (صلى الله عليه وسلم) وسائر ذلك
أبيض [* * * *]

(1) ترجمته في الجرح والتعديل 8 / 298 والتاريخ الكبير 7 / 401.
(2) فذايا: من قرى دمشق (معجم البلدان).
(3) كذا رسمها بالأصل وبقية النسخ.
(4) مكانها بياض في م.
(5) تقدم الحديث في ترجمة مدلوك أبي سفيان.
(6) في م: مولى.
(7) مكانها بياض في م، و " ز "، وكتب على هامش " ز ": طمس.
(8) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المختصر: مسته.
347

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنا أحمد بن
الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد
أحمد وأبو الحسين قالا أنا أبو بكر أنا أبو الحسن أنا البخاري قال (1)
مطر بن العلاء الفزاري الشامي روى عنه سليمان بن عبد الرحمن (2)
أنبأنا أبو الحسين (3) وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (4)
مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي روى عن أمية أو آمنة وروى عن أبي سليمان
الحرستاني روى عنه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي سمعت أبي يقول ذلك
قال أبو محمد وروى عن روح بن القاسم وعبد الملك بن يسار الثقفي سألت أبي
عنه فقال هو شيخ
ذكر من اسمه (5) مطعم (6)
7461 مطعم (7) بن المقدام بن غنيم أبو المقدام الكلاعي الصنعاني (8)
روى عن أبي هريرة ومحمد بن مسلمة الأنصاري مرسلا ومجاهد وعطاء
وعنبسة بن غنيم والحكم بن عبد الله الأيلي والحسن البصري ونصيح العنسي (9)
وسعيد بن أبي عروبة وأبي سورة بن أخي أبي أيوب ومحمد بن واسع وأبي الزبير
المكي ونافع مولى ابن عمر

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 401.
(2) زيد في التاريخ الكبير: قال: نا مطر بن العلاء الفزاري.
(3) قوله: " أبو الحسين " سقط من م.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 289.
(5) زيادة منا.
(6) زيادة عن د، و " ز "، وم.
(7) مطعم: بضم أوله وكسر ثالثه وسكون ثانيه.
(8) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 147 وتهذيب التهذيب 5 / 458 والجرح والتعديل 8 / 411 والتاريخ الكبير 8 / 35
والأنساب (الصنعاني). والصنعاني نسبة إلى صنعاء الشام.
(9) كذا بالأصل وم و " ز "، وفي د: " العنبسي " وفي تهذيب الكمال: " الفسي ".
348

روى عنه الأوزاعي والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عياش ومروان بن جناح
ويحيى بن حمزة وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم ويزيد بن يوسف وثور بن يزيد ورباح
ابن الوليد الذماري وخالد بن أبي يزيد والد محمود بن خالد
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا ابن النقور أنا عيسى أنا البغوي نا منصور بن
أبي مزاحم نا يحيى عن مطعم الصنعاني عن الحسن البصري
أن معاوية قال لابن الحنظلية حدثنا حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها فمن ربط فرسا
في سبيل الله كانت النفقة عليها كالماد يده بالصدقة لا يقبضها [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أنا الحسن بن
أبي بكر بن شاذان أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان نا عبيد بن عبد
الواحد بن شريك نا آدم بن أبي إياس نا إسماعيل بن عياش عن المطعم وهو أبو
المقدام عن عنبسة بن سعيد الكلاعي عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة
وخالط أهل الفقه والحكمة ورحم أهل الذل والمسكنة طوبى لمن طاب كسبه وحسنت
سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من
ماله وأمسك الفضل من قوله [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن أبي عثمان أنا الحسن بن الحسن بن
علي بن المنذر أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا مهدي بن حفص نا إسماعيل
ابن عياش عن مطعم بن (1) المقدام الصنعاني عن عنبسة بن سعيد الكلاعي عن نصيح
العنسي عن ركب المصري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من
قوله [* * * *]
قال ابن عساكر (2) كذا وقع في هاتين الروايتين والصواب عن مطعم وعنبسة

(1) تحرفت في " ز " إلى: عن.
(2) زيادة منا.
349

وقد رواه غير أبي سهل بن زياد عن عبيد على الصواب
وكذلك رواه يزيد بن هارون وعلي بن عياش والربيع بن روح الحمصيان وعمر بن
عبد الله بن سليمان العسقلاني عن إسماعيل بن عياش
وكذا رواه هشام بن عمار والهيثم بن خارجة ومهدي بن حفص عن إسماعيل
وأسقطوا عنبسة
فأما حديث عبيد على الصواب
فأخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري الواعظ أنا أبو منصور محمد
ابن عبد الملك بن علي بسرخس أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل الكرابيسي نا
عمر بن مالك نا عبيد بن شريك نا آدم بن أبي إياس نا إسماعيل بن عياش عن المطعم
هو ابن المقدام وعنبسة بن سعيد الكلاعي
ح أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنا أبو الحسن علي بن
الحسن الخلعي أنا أبو محمد بن النحاس أنا أبو سعيد ابن الأعرابي نا عبيد (1) بن شريك
البزار نا آدم بن أبي إياس سنة عشر ومائتين نا إسماعيل بن عياش عن المطعم وهو أبو
المقدام وعنبسة بن سعيد الكلاعي عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة
وأنفق من مال جمعه في غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة ورحم أهل الذل
والمسكنة طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس
شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله [* * * *]
وأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا علي بن أحمد
ابن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار حدثني عبيد بن شريك نا آدم نا ابن عياش عن
مطعم بن المقدام وعنبسة بن سعيد الكلاعي عن نصيح عن ركب المصري فذكر بنحو
من معناه إلا أنه لم يذكر قوله طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وقال طوبى لمن
حسنت سريرته وكرمت علانيته
وأما حديث يزيد

(1) مطموسة بالأصل، والمثبت عن د، و " ز "، وم.
350

فأخبرناه أبو عبد الله محمد بن غانم (1) بن أحمد الحداد أنا عبد الرحمن بن مندة
أنا أبي (2) نا أحمد بن محمد بن زياد نا خلف بن محمد (3) الواسطي نا يزيد بن هارون
ح قال وأنا أبي أنا محمد بن عبد الله بن معروف الأصبهاني نا عبيد (4) بن شريك
نا آدم بن أبي إياس قالا نا إسماعيل بن عياش عن المطعم بن المقدام الصنعاني وعنبسة
ابن سعيد عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة
وأنفق من مال جمعه في غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة ورحم أهل الذل والمسكنة
طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى
لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله [* * * *]
وأما حديث علي بن عياش
فأخبرناه أبو القاسم (5) زاهر بن طاهر أنا أبو سعد (6) الجنزرودي أنا السيد أبو
الحسن محمد بن علي بن الحسين الهمذاني (7) نا أحمد بن محمد البزار بحمص نا محمد
ابن عوف الطائي نا علي بن عياش نا إسماعيل بن عياش عن مطعم بن المقدام وابن
غنيم عن نصيح عن ركب المصري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع لله في غير منقصة وذل في نفسه من غير
مسكنة وأنفق مالا جمعه في غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة طوبى لمن ذل في
نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن
عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله [* * * *]
وأما حديث الربيع
فأخبرناه أبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه بهراة وأبو حفص
عمر بن أحمد بن منصور الفقيه وأخته عائشة وامرأته أمة الرحيم حرة وأختاها أمة الله

(1) قوله: " بن غانم " مكانه بياض في م.
(2) قوله: " أبي، نا " مكانه بياض في م.
(3) قوله: " بن محمد " مكانه بياض في م.
(4) قوله: " عبيد مكانه بياض في يوم.
(5) قوله: " أبو القاسم " استدرك على هامش م.
(6) رسمها بالأصل: " سعد " والمثبت عن د، و " ز "، وم.
(7) في " ز ": الهمداني، بالدال المهملة.
351

جليلة وأمة الرحمن سارة بنات الأستاذ أبي نصر القشيري (1) بنيسابور قالوا أنا أبو المظفر
موسى بن عمران بن محمد الأنصاري أنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود
الحسني أنا أبو نصر محمد بن حمدوية بن سهل المروزي نا عبد الله بن حماد الآملي (2)
نا الربيع بن روح نا إسماعيل بن عياش (3) عن مطعم بن المقدام الصنعاني وعنبسة بن
سعيد بن غنيم الكلاعي عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع من غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة
وأنفق مالا جمعه من غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة
طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس
شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله [* * * *]
وأما حديث عمر بن عبد الله
فأخبرناه أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى أنا أبو محمد بن أبي
شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا أبو الدرداء نا آدم بن أبي إياس وعمر بن عبد الله
ابن سليمان الكوفي قالا نا إسماعيل بن عياش حدثني مطعم بن المقدام الصنعاني
وعنبسة بن سعيد الكلاعي وقال عمر عنبسة بن غنيم عن نصيح العنسي عن ركب
المصري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع من (4) غير منقصة وذل في نفسه من
غير مسكنة وأنفق مالا جمعه من غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة (5) وخالط أهل
الفقه والحكمة طوبى لمن طاب كسبه (6) وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن
الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من
قوله [* * * *]
وأما حديث هشام
فأخبرناه أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه وحدثني أبو مسعود المعدل عنه أنا
أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد أنا أحمد بن المعلى الدمشقي نا هشام بن عمار نا

(1) تحرفت في م إلى: القشري.
(2) في " ز ": " الأبلي ".
(3) تحرفت في م إلى: عباس.
(4) في " ز ": في.
(5) قوله: " ورحم أهل الذل والمسكنة " أخر في " ز " إلى ما بعد الجملة التالية.
(6) بالأصل: " طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه " صوبنا الجملة عن د، و " ز "، وم.
352

إسماعيل بن عياش نا المطعم بن المقدام عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة وأنفق مالا جمعه في
غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة طوبى لمن طاب
كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه
وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله [* * * *]
وأما حديث الهيثم ومهدي
فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا علي بن أحمد بن عبدان
أنا أحمد بن عبد الغفار حدثني محمد بن الفضل بن جابر نا الهيثم بن خارجة ومهدي بن
حفص قالا نا إسماعيل بن عياش عن مطعم بن المقدام عن نصيح العنسي عن ركب
المصري قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع من غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة
وأنفق مالا جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه والحكمة
طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته وحسنت علانيته وعزل عن الناس
شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك من قوله [* * * *]
ورواه زهير بن عباد عن إسماعيل فأفسده
أنبأناه أبو القاسم علي بن إبراهيم حدثني عبد العزيز الكتاني أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي نا أبو عبد الله الحسين بن حميد العكي
بمصر نا زهير نا إسماعيل بن عياش عن المطعم بن المقدام عن عنبسة بن سعيد
الكلاعي عن واهب (1) البصري قال
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) طوبى لمن تواضع من غير منقصة وذل في نفسه من غير مسكنة
وأنفق مالا جمعه من غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة ورحم أهل الذل والمسكنة
طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى
لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله [* * * *]

(1) كذا بالأصل ود، وم، وفي " ز ": وهب.
353

قرأت على أبي محمد بن حمزة عن أبي بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني أنا محمد
ابن عبد الله بن خميرويه نا الحسين (1) بن إدريس نا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي
قال مطعم بن المقدام بصري
قال ابن عساكر (2) كذا قال وليس ببصري إنما هو دمشقي
أخبرنا أبو بكر (3) وجيه بن طاهر أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك أنا أبو الحسن
ابن السقا نا محمد بن يعقوب نا عباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول مطعم شيخ
من أهل الشام (4) ثقة روى عنه الثوري
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو المعالي ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي
أنا أبو بكر البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبي قال أبو زكريا مطعم شيخ
من أهل الشام يروي عنه الثوري
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا عبد الوهاب بن محمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن
قالا أنا أحمد بن عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (5)
مطعم بن المقدام بن غنيم الكلاعي الشامي عن صالح (6) العنسي روى عنه
الأوزاعي وإسماعيل بن عياش
قال ابن عساكر (7) كذا قال
وأنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا عبد الرحمن أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (8)
مطعم بن المقدام الصنعاني روى عن مجاهد وعطاء وعنبسة بن غنيم وابن أبي

(1) تحرفت في " ز " إلى: الحسن.
(2) زيادة منا.
(3) قوله: " أبو بكر " مكانه بياض في م.
(4) قوله: الشام، مكانها بياض في م.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 8 / 33.
(6) كذا بالأصل وبقية النسخ، والتاريخ الكبير، ومر فيما تقدم " نصيح العنسي " وسيشكك المصنف في آخر الخبر في
قوله.
(7) زيادة منا.
(8) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 411.
354

عروبة روى عنه الأوزاعي والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عياش سمعت أبي يقول ذلك
قال أبو محمد روى عنه مروان بن جناح وفرق البخاري بينهما فسمعت أبي يقول
هما (1) جميعا واحد
قال ابن عساكر (2) وهذا مما لم نجده في كتاب البخاري كما حكاه عنه ابن أبي
حاتم (3)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو القاسم تمام بن محمد أنا
أبو عبد الله الكندي نا أبو زرعة قال في ذكر نفر ذوي أسنان وعلم المطعم بن المقدام
الصنعاني روى عنه الأوزاعي
أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أبو طاهر أحمد بن علي وأبو الحسين المبارك بن عبد
الجبار قالا أنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله نا محمد بن إبراهيم بن السري
الدارمي نا عبد الملك بن بدر بن الهيثم نا أحمد بن هارون الحافظ قال
في الطبقة الثالثة من الأسماء المنفردة مطعم بن المقدام يروي عنه إسماعيل بن
عياش ويحيى بن حمزة شامي
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أنا سهل بن بشر أنا الخليل بن هبة
الله بن الخليل أنا عبد الوهاب الكلابي أنا أحمد بن الحسين بن طلاب نا العباس بن
الوليد بن صبح الخلال نا مروان بن محمد نا الهيثم بن حميد حدثني زيد بن واقد قال
سمعت سليمان بن موسى يقول قدمت أنا والمطعم بن المقدام مكة فقلت له تعال نتناوب
المسألة من هذا الشيخ يعني عطاء بن أبي رباح قال فكنت أسأله ليلة قال وكان هو
يسأله ليلة قال سليمان بن موسى فبلغني أن عطاء قال لأصحابه لم لا تسألوني مسألة
هذين الرجلين
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن بن محمد أنا أبو نعيم
الحافظ نا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال سمعت مليح بن

(1) زيادة لازمة للايضاح عن الجرح والتعديل.
(2) زيادة منا للايضاح.
(3) يعني أنه ليس في كتاب التاريخ الكبير للبخاري أي ذكر لمن اسمه: " مطعم " روى عنه مروان بن جناح، وليس فيه
إلا " مطعم بن المقدام " المذكور آنفا رقم ترجمته 2056.
355

وكيع يقول سمعت الوليد بن مسلم يقول سمعت الأوزاعي يقول حدثني الثقة المطعم بن
المقدام
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين
يريد سفرا [* * * *]
أنبأنا أبو الحسين القاضي وأبو عبد الله الخلال قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1) سألت أبي عن مطعم بن المقدام فقال لا بأس به
قال (2) وحدثني أبي نا هشام بن عمار نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي
يقول ما أصيب أهل دمشق (3) بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني وبأبي
مرثد (4) الغنوي وإبراهيم بن جدار (5) العذري (6)
ذكر من اسمه (7) مطلب (8)
7462 مطلب (9) بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر
ابن مخزوم بن يقظة بن مرة أبو الحكم القرشي المخزومي المديني (10) (11)
روى عنه عمر بن الخطاب (12) وأبيه عبد الله بن المطلب
روى عنه محمد بن عباد بن جعفر وابنه عبد العزيز

(1) الجرح والتعديل 8 / 411.
(2) القائل أبو محمد بن أبي حاتم، والخبر في الجرح والتعديل 8 / 411 وتهذيب الكمال 18 / 147.
(3) مكانها في " ز ": بياض.
(4) قوله: " وبأبي مرثد " مكانه بياض في " ز "، وم، ود.
(5) بياض بالأصل ود، و " ز "، وم، واستدركت اللفظة عن الجرح والتعديل وتهذيب الكمال.
(6) مكانها بياض في " ز "، ود، وم.
(7) زيادة منا.
(8) زيادة عن د، و " ز "، وم.
(9) المطلب بتشديد الطاء، كما في تقريب التهذيب.
(10) في المختصر: المدني.
(11) ترجمته في تهذيب الكمال 18 / 150 وتهذيب التهذيب 5 / 459 ونسب قريش ص 339 والجرح والتعديل 8 / 359
والتاريخ الكبير 8 / 7 وسير أعلام النبلاء 5 / 317.
(12) مكانها بياض في م.
356

ووفد على هشام بن عبد الملك لدين لحقه فقضاه عنه
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا الوليد بن مسلم حدثني الأوزاعي حدثني المطلب بن عبد
الله بن حنطب
أن ابن عباس كان يتوضأ مرة مرة يسند ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا الحسين بن محمد بن
عبيد أنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي نا دواد بن عمرو الضبي نا عفيف بن سالم
الموصلي أنا الأوزاعي عن المطلب بن حنطب قال
كان ابن عمر يتوضأ ثلاثا ثلاثا يسند ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان ابن عباس يتوضأ
مرة مرة ويسند ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو بكر محمد وأبو حفص عمرو وأبو عمرو
عثمان بنو أحمد بن عبد الله بن الحسين قالوا أنا أبو الحسين بن النقور نا عيسى بن علي
قال قرئ على أبي بكر محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي وأنا أسمع قيل له حدثكم
عبد الله بن عبد الحميد بن عمر بن عبد الحميد بن يحيى بن سعد بن أبي وقاص حدثني ابن
أبي فديك محمد بن إسماعيل أخبرني كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله قال
خطب الناس عمر بن الخطاب بالجابية فقال قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فينا كهيئة قيامي فيكم
فقال يا أيها الناس احفظوني في أصحابي فإنهم خير أمتي ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ثم يظهر الكذب فيحلف الرجل من غير أن يستحلف ويشهد من غير أن يستشهد
فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن يد الله على الجماعة وإياكم والفذ فإن الشيطان
مع الفذ وهو من الاثنين أبعد لا يخلون رجل بامرأة ليست منه بمحرم فإنه لم يخل رجل
بامرأة ليست منه بمحرم (2) إلا كان ثالثهما الشيطان من سرته حسنته وساءته سيئته أو
خطيئته فهو مؤمن [* * * *]
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف أنا

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 2 / 470 رقم 1889.
(2) من قوله: فإنه... إلى هنا استدرك على هامش " ز "، وبعده صح.
357

أبو الحسن اللنباني (1) نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن سعد قال (2)
في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي
وأمه ابنة الحكم بن أبي العاص بن أمية وفد إلى هشام بهذه الخؤولة فقضى عنه سبعة عشر
ألف دينار والبئر على طريق العراق تنسب إلى المطلب هي بئره
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر وأبو الفضل
ح وأخبرنا أبو العز بن منصور أنا أبو طاهر
قالا أنا أبو الحسين الأصبهاني أنا أبو الحسين الأهوازي أنا أبو حفص نا خليفة بن
خياط قال (3)
المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم
أمه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب (4)
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو طاهر أنا أبو محمد بن رباح (5) أنا أبو بكر
المهندس نا أبو بشر الدولابي نا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين يقول في
تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم المطلب بن عبد الله بن حنطب
قرأت على أبي غالب بن البنا وأبي عبد الله بن البنا (6) عن أبي الحسن محمد بن
محمد بن مخلد أنا علي بن محمد بن (7) الحسين نا ابن أبي خيثمة نا (8) مصعب
قال
مكانها بياض في م.

(1) تحرفت بالأصل، وم، و " ز "، ود إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(2) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(3) طبقات خليفة بن خياط ص 445 رقم 2242.
(4) قوله: " بن عبد مناف بن قصي بن كلاب " ليس في طبقات خليفة بن خياط.
(5) في " ز ": بن زياد.
(6) كذا بالأصل، وفي د، و " ز ": قرأنا على أبي غالب وأبي عبد ا لله ابني البناء. وقوله: " البنا " مكانه بياض في م.
(7) كذا بياض بالأصل، ود، و " ز "، وم وقياسا إلى أسانيد مماثلة: " أنا علي بن محمد بن خزفة، أنا محمد بن
الحسين... ".
358

المطلب بن عبد الله بن حنطب كان من وجوه قريش وأمه أم أبان بنت الحكم بن
أبي العاص
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار قال (1)
وولد عبيد بن عمر بن مخزوم الحارث بن عبيد وأمه كنود ابنة الحارث من تيم بن
غالب بن فهر وولد الحارث بن عبيد حنطبا وأمه أسماء بنت نضلة (2) من بني عمرو بن
أسد بن خزيمة فولد حنطب بن الحارث المطلب أسر يوم بدر وأمه حفصة بنت المغيرة
ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأخوه لأمه همام بن الأفقم النضري (3) فمن ولد حنطب
المطلب بن حنطب ومن ولد المطلب المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب كان
من وجوه قريش روي عنه الحديث وأمه أم أبان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية بن
عبد شمس
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية أنا
سليمان بن إسحاق بن إبراهيم نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد قال في الطبقة
الثالثة من أهل المدينة المطلب (4) بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن
عمر بن مخزوم وأمه أم ابان بنت الحكم بن أبي العاص بن أمية وكان كثير الحديث وليس
يحتج بحديثه لأنه يرسل عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كثيرا وليس له لقي وعامة أصحابه يدلسون
أنبأنا أبو الغنائم ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين وأبو الغنائم
واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنا أحمد بن
عبدان أنا محمد بن سهل أنا البخاري قال (5)
المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي وقال بعضهم عبد الله بن المطلب يعد في
أهل الحجاز سمع عمر روى عنه محمد بن عباد بن جعفر

(1) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 338.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي نسب قريش: قتيلة.
(3) بالأصل وبقية النسخ: البصري، والمثبت عن نسب قريش.
(4) ليس له ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد، فترجمته ضمن تراجم أهل المدينة المفقودة.
(5) التاريخ الكبير للبخاري 8 / 7.
359

أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (1)
مطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي أبو الحكم مدني وقال بعضهم
عبد الله بن المطلب روى عن عمر روى عنه محمد بن عباد بن جعفر سمعت أبي يقول
ذلك
وقال بعده (2) المطلب بن عبد الله بن المطلب بن عبد الله بن حنطب روى عن ابن
عباس مرسل وابن عمر مرسل وأبي موسى مرسل وأم سلمة مرسل وعائشة مرسل
ولم يدركها وأبي قتادة مرسل وأبي هريرة مرسل وابن عمر مرسل وأبي رافع مرسل
وجابر يشبه أن يكون أدركه وعامة حديثه مراسيل غير أني رأيت حديثا (3) يقول فيه حدثني
خالي أبو سلمة روى عنه عمرو بن أبي عمرو والأوزاعي وكثير بن زيد ومسلم بن الوليد
ابن رباح وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي وابناه الحكم وعبد العزيز
سمعت أبي يقول ذلك
قال ابن عساكر (4) والأظهر إنهما اثنان لأن الراوي عن عمر لم يدركه الأوزاعي
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول
أبو الحكم المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي عن أبي هريرة روى عنه
الأوزاعي
أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن
منجويه أنا أبو أحمد الحاكم قال (5)
أبو الحكم المطلب بن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي يعد في أهل الحجاز

(1) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 359 ترجمة 1643.
(2) الجرح والتعديل ترجمة رقم 1644.
(3) بالأصل و " ز "، ود، وم: " حديث " والمثبت عن الجرح والتعديل.
(4) زيادة منا.
(5) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري 4 / 19 رقم 1663.
360

عن ابن عمر وابن (1) عباس وأبي هريرة روى عنه الأوزاعي ومحمد بن عباد كناه
مسلم
أخبرنا أبو الفتح (2) عبد الملك بن عباد (3) (4) محمود بن القاسم بن محمد
وأبو نصر عبد العزيز بن محمد وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد قالوا أنا أبو محمد عبد
الجبار بن محمد بن عبد الله أنا أبو العباس محمد بن أحمد أنا أبو عيسى الترمذي قال
والمطلب بن عبد الله بن حنطب يقال إنه لم يسمع من جابر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال ويروي الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب
المخزومي ثقة
أخبرنا أبو الحسين وأبو عبد الله الخلال قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (5) سئل أبو زرعة عن المطلب بن عبد الله بن حنطب
فقال مديني ثقة وسئل أبو زرعة هل سمع المطلب بن عبد الله بن حنطب من عائشة
قال نرجو أن يكون سمع منها
أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله أنا أحمد
ابن محمد بن أحمد بن غالب قال قال أبو الحسن الدارقطني المطلب بن عبد الله بن
حنطب ثقة
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع وأبو محمد هبة الله بن أحمد قالا أنا أبو منصور بن
شكرويه
وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا محمد بن أحمد بن علي السمسار
ح وأخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر بن أبي القاسم أنا محمود بن جعفر بن

(1) قوله: " وابن " مكانه بياض في م.
(2) مكانها بياض في م.
(3) كذا بالأصل، وم، ود، وفي " ز ": عبيد الله.
(4) بياض بالأصل وبقية النسخ، ولم أجده في مشيخة ابن عساكر.
(5) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 359.
361

محمد قالوا أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خرشيد قوله أنا أبو الحسن أحمد بن محمد
المخرمي نا الزبير بن بكار حدثني مصعب بن عثمان قال قال مصعب بن العاص لهشام
ابن عبد الملك يا أمير المؤمنين رأيت جدك الحكم بن أبي العاص البارحة يشكوك
فقلت ما له فقال جفا ابن ابنتي وأخره وقال ابن طاوس أو أخر بني بناتي آل المطلب
بن عبد الله بن حنطب قال فأعطى هشام المطلب عشرين ألف دينار
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر المعدل أنا أبو طاهر
المخلص أنا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني أبي قال
كان المطلب بن عبد الله يماظ إبراهيم بن هشام وهما في ذلك يتسايران وإبراهيم
والي المدينة فدخل عليه يوما المطلب بين ابنيه الحكم والحارث فقال لإبراهيم بن هشام
الحارث يحاسن به والحكم يخاشن به
وقال عمي مصعب بن عبد الله وغيره من قريش (1) كان عبد العزيز يعني ابن
المطلب يشتكي عينيه إنما هو مطرق أبدا وقال ما كان بعيني بأس ولكن كان أخي إذا
اشتكى عينيه يقول اكحلوا عبد العزيز معي فيأمر أبي من يكحلني معه ليرضيه بذلك فأمرض
عيني
قال وكان الحارث بن المطلب من أبيه بموقع عجب من شدة حبه له مات الحارث
ابن المطلب قبل أبيه فأقام بعده أبوه سنة ثم نظر إلى مضجعه فتذكره فقال كان الحارث
ها هنا مضطجعا العام الأول ثم سكت ساعة ثم تنفس ثم سقط مغشيا عليه فما رفع إلا
ميتا
قال الزبير وحدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري عن بعض عمومته عن محمد بن
عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال
كان الحارث بن المطلب لي صديقا فحج أبوه بعد موته فلقيته بمنى وهو ماش يريد
مضربه فسلمت عليه فتوكأ على يدي وذكر ابنه الحارث بحيث رآني فبكى فقطرت قطرة
من دمعه على ذراعي فوجدتها باردة فبلغت به منزله ثم رجعت إلى أبي فقلت له أعلم أني
أحسب المطلب سيموت فقال لي وما ذاك فقلت توكأ على يدي وذكر ابنه والحرمة

(1) نسب قريش للمصعب الزبيري ص 341 - 342.
362

التي كانت بيني وبينه فبكى فقطرت قطرة من دمعه على ذراعي فوجدتها باردة ولما صار
المطلب إلى مضربه قال ها هنا كان مضجع الحارث العام الأول وجعل يردد ذلك حتى
مات من ساعته
ذكر من اسمه مطهر (1)
7463 مطهر بن أحمد بن الوليد بن هشام بن يحيى بن يحيى بن قيس الغساني
حدث عن جده الوليد بن هشام
روى عنه سعيد بن كثير بن عفير
كتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنا
عمي أبو القاسم عن أبيه قال قال لنا أبو سعيد بن يونس مطهر بن أحمد بن الوليد بن هشام
ابن يحيى بن يحيى الغساني دمشقي قدم مصر يروي عن جده الوليد بن هشام روى عنه
سعيد بن عفير
7464 مطهر بن بزال (2)
ولي إمرة دمشق في أيام المقلب بالحاكم بعد حامد (3) بن ملهم الوالي بعد علي بن
جعفر ثم فلاح ثم عزل بغلام للقائد منير فولي مديدة يسيرة ثم عزل بالقائد مظفر (4)
حدثنا أبو الحسن السلمي الفقيه قال دفع إلي رجل يعرف بمحبر الكتامي (5) من
جند المصريين ورقة فيها أسماء الولاة فكان فيها وجاء القائد مطهر بن بزال في شهر
رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما ذكر أنه نقله من خط عبد الوهاب بن جعفر قال
ووليها في هذا اليوم ابن بزال ودخل البلد وقرئ سجله على المنبر وعزل ابن بزال يوم
الأحد لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعمئة

(1) مطهر: بفتح الميم وفتح الطاء وفتح الهاء المشددة، وراجع تقريب التهذيب.
(2) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2 / 18 وأمراء دمشق للصفدي ص 83.
(3) ترجمته في أمراء دمشق ص 26 وتحفة ذوي الألباب 2 / 18.
(4) أبو الفتح المظفر المنيري، ولي إمرة دمشق. ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2 / 19 وأمراء دمشق ص 84.
(5) في " ز ": الكتاني.
363

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي
وفي يوم الجمعة لست عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة
ورد السجل إلى دمشق بولاية للمطهر بن بزال دمشق وعزل علي بن فلاح (1) عنها وركب
المطهر إلى الجامع فصلى الجمعة وقرئ سجله على المنبر وتجهز علي بن فلاح للمسير
إلى الحضرة وورد مظفر سنة أربع مائة (2) وأظهر سجلا يذكر فيه أنه قائد الجيوش فلما
بلغ ذلك ابن بزال هرب فبلغ ذلك مظفرا فأنفذ خلفه الخيل فلحقوه ورجلوه عن فرسه
وضرب وجرح في يده جرح واحد وركب مظفر من وقته وخلصه منهم ثم أخذه إليه
وجعله في خيمة وقيده وقال ما أمرت بقتلك وإنما أمرت بأن أحاسبك على ما عندك من
المال وقيل إنه لما كان في عشي هذا اليوم سير بابن بزال موكلا به ووصل الخبر إلى دمشق
من بعلبك بأن المطهر ابن بزال مات ببعلبك في يوم السبت لتسع خلون من شهر رمضان من
هذه السنة يعني سنة إحدى وأربعمائة وذلك أنه كان قد ضمن ببعلبك وخرج إليها
فاعتل ومات
7465 مطهر بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الشيرازي اللحافي (3) الصوفي (4)
سمع بدمشق (5) أبا العباس أحمد بن محمد بن زكريا (6) الصوفي
روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو محمد عبد الغني بن بازل بن يحيى بن حسن بن
ساهي الألواحي المصري
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن (7) الحسين الصوفي أنا أبو محمد عبد الغني
ابن بازل بن يحيى بن حسن بن ساهي الألواحي المصري أنا أبو عبد الله المطهر بن محمد
ابن إبراهيم اللحافي ببغداد نا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي قدم علينا
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن الربيع المعافري الأندلسي حدثني أبو محمد عبد الله

(1) كذا بالأصل والنسخ، وهو علي بن جعفر بن فلاح، تقدمت ترجمته.
(2) بالأصل: أربع ومئة.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ " اللخامي "، وجاء في الأنساب واللباب: " اللحافي "، وهو ما أثبتناه. وهذه النسبة إلى:
اللحاف. وقد صوبناها في كل مواضع الترجمة.
(4) ترجمته في: الأنساب (اللحافي)، واللباب (اللحافي)، وتاريخ بغداد 13 / 220.
(5) مكانها بياض في " ز ".
(6) مكانها بياض في " ز "، وفي م: مطرف.
(7) قوله: " علي بن " مكانه بياض في " ز ".
364

ابن إسماعيل بن حرب الأندلسي الحافظ إملاء حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله
الزبيدي (1) القيرواني حدثني نصر بن إسحاق صاحب سحنون حدثني علي بن يونس
المدني قال
كنت جالسا في مجلس مالك بن أنس حتى إذا استأذن عليه سفيان بن عيينة قال مالك
رجل صالح وصاحب سنة أدخلوه فلما دخل سلم ثم قال السلام خاص وعام السلام
عليك أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته فقال له مالك وعليك السلام أبا محمد ورحمة الله
وبركاته وقام إليه وصافحه وقال لولا أنه بدعة لعانقتك فقال سفيان قد عانق من هو
خير منا ومنك فقال له مالك النبي (صلى الله عليه وسلم) جعفرا فقال له سفيان نعم فقال مالك ذاك
خاص ليس بعام فقال له ما عم جعفرا يعمنا وما خص جعفرا يخصنا إذا كنا صالحين ثم
قال له سفيان يا أبا عبد الله إن أذنت لي أن أحدث في مجلسك فقال له مالك نعم فقال
سفيان اكتبوا
حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أن جعفر بن أبي طالب لما قدم من
أرض الحبشة تلقاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واعتنقه وقبل ما بين عينيه وقال مرحبا بأشبههم بي خلقا
وخلقا [* * * *]
أخبرنا أبو الحسن (2) بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرو أنا أبو بكر الخطيب (3)
أنا أبو عبد الله اللحافي نا أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي بدمشق نا خلف
ابن محمد الخيام نا سهل بن شادويه نا نصر بن الحسين نا عيسى بن موسى عن عبيد الله
العتكي عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن المواقعة قبل الملاعبة [* * * *]
قال الخطيب (4)
المطهر بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الشيرازي الصوفي المعروف باللحافي كان
أحد الشيوخ الصالحين وممن جاور بمدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو أربعين سنة وقدم بغداد
وسكن في الرباط الذي كان عند جامع المدينة وحدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن

(1) مكانها بياض في " ز "، وسقطت اللفظة من م ود.
(2) تحرفت في د إلى: القاسم.
(3) تاريخ بغداد 13 / 220 - 221.
(4) تاريخ بغداد 13 / 220.
365

زكريا النسوي كتبت عنه وكان سماعه صحيحا توفي اللحافي بإيذج (1) في رجب من سنة
خمس وأربعين وأربعمائة بلغتنا وفاته ونحن ببيت المقدس بعد رجوعنا من الحج
قال لي أبو القاسم الواسطي قال لنا أبو بكر الخطيب
مطهر بن محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الصوفي الشيرازي المعروف باللحافي حدث
عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي كتبت عنه
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (2)
وأما مطهر بفتح الطاء المهملة وفتح الهاء (3) فهو مطهر بن محمد بن إبراهيم أبو عبد
الله الصوفي الشيرازي يعرف باللحافي حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا
النسوي كتب عنه الخطيب
7466 مطهر بن مازن العكي
من أهل الأردن أو فلسطين
كان غزاء وكان من فرسان أهل الشام قتل يوم الطوانة (4) سنة سبع وثمانين أو بعدها
وهي الغزوة التي قتل فيها أبو الأبيض
7467 مطهر العامري
شاعر كان مع مروان بن محمد حين حارب سليمان بن هشام بن عبد الملك القائم
بأمر جيش إبراهيم بن الوليد بعين الجر (5)
قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن سعد القطربلي مما حكاه عن أبي الحسن المدائني
قال قال مطهر أحد بني عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (6)
* ويوم بعين الجر أهجن جاثما * سليمان كاليعفور شهب العزائم
وطار عليها المخلصون لربهم * سراعا وبيعات الأكف السلائم

(1) إيذج: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان (معجم البلدان).
(2) الاكمال لابن ماكولا 7 / 201 و 202.
(3) زيادة لازمة للايضاح عن الاكمال.
(4) الطوانة: بلد ثغور المصيصة (راجع معجم البلدان).
(5) عين الجر: موضع معروف بالبقاع بين بعلبك ودمشق (راجع معجم البلدان).
(6) استدركت عن هامش الأصل.
366

فلما تمطت في العنان وواجهت * دمشق شجرنا رؤوسها بالشكائم * (1)
7468 مطير مولى يزيد بن عبد الملك وكان على خاتمه
حكى عن الحجاج بن يوسف الثقفي
روى عنه إسحاق بن أيوب
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنا أبو بكر الخطيب أنا عبد الله بن
يحيى السكري أنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي أنا أبو محمد الحسن بن
علي بن المتوكل أنا أبو الحسن المدائني عن إسحاق بن أيوب عن مطير مولى يزيد بن
عبد الملك قال
كتب الوليد بن عبد الملك إلى الحجاج يعزيه عن أخيه محمد بن يوسف فكتب إليه
الحجاج يا أمير المؤمنين ما التقيت أنا ومحمد منذ كذا وكذا إلا عاما واحدا وما غاب
عني غيبة أنا لطول اللقاء منها أرجى من غيبته هذه في دار لا يفرق (2) فيها مؤمنان
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (3)
في تسمية عمال يزيد بن عبد الملك الخاتم والخزائن وبيوت الأموال مطير مولاه
وقال حاتم بن مسلم على الخاتم أسامة بن زيد
ذكر من اسمه (4) مطيع (5)
7469 مطيع بن إياس بن أبي مسلم أبو سلمى الكناني الليثي الكوفي (6)
شاعر محسن

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي المختصر: بالعمائم.
(2) في د: " يسرق " وفي: " خوف " وبياض في م ولم يظهر من الكلمة إلا الحرف الأخير منها " ق ".
(3) تاريخ خليفة بن خياط ص 335 (ت. العمري).
(4) زيادة منا.
(5) زيادة عن د، وم، و " ز ".
(6) ترجمته في الأغاني 13 / 274 وتاريخ بغداد 13 / 225 ومعجم الشعراء ص 480، وفوات الوفيات 4 / 145 وشعره
في كتاب شعراء عباسيون لغوستاف غرنباوم.
367

وفد على الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان أبوه شاعرا من أهل فلسطين من أصحاب
الحجاج بن يوسف
حكى عن أبي جعفر المنصور وسلم (1) بن قتيبة الأمير
حكى عن سعيد بن سلم (2) بن قتيبة (3) الباهلي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس المالكي وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (4)
مطيع بن إياس أبو سلمى الكناني الكوفي قدم بغداد وصحب المنصور والمهدي من
بعده وكان شاعرا ماجنا ورمي بالزندقة
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد الكيلاني أنا علي بن الخضر السلمي
أنا عبد الوهاب بن جعفر نا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل السلمي
حدثني أبو الطيب محمد بن حميد بن الحوراني نا أبو دلف هاشم بن محمد بن هارون
الخزاعي نا الرياشي نا الأصمعي قال
مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة فوقع معن بن زائدة في ظهر رقعته إن شئت
أثبتناك وإن شئت مدحناك فكره اختيار المدح وهو محتاج إلى النوال فكتب إليه (5)
* ثناء من أمير خير كسب * لصاحب مكسب (6) وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي * ولا مثل الدراهم من دواء (7) *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (8) أنا
أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أنا إسماعيل بن سويد (9) المعدل أنا الحسين بن

(1) تحرفت في " ز " إلى: سالم.
(2) تحرفت بالأصل و " ز " إلى: سالم، والمثبت عن م.
(3) قوله: " حكى عنه سعيد بن قتيبة " سقط من د.
(4) تاريخ بغداد 13 / 225.
(5) البيتان في شعره (شعراء عباسيون) ص 30 وانظر تخريجهما فيه.
(6) شعراء عباسيون: مغنم.
(7) شعراء عباسيون: وما لي كالدراهم من دواء.
(8) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 13 / 238 ضمن ترجمة معن بن زائدة الشيباني.
(9) كذا بالأصل والنسخ، وفي تاريخ بغداد: سعيد.
368

القاسم الكوكبي أنا أبو غسان أنا محمد بن إبراهيم بن خنيس (1) الأصبحي (2) قال
مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة فقال له معن إن شئت مدحتك وإن شئت أثبتك
فاستحيا من اختيار الثواب وكره اختيار المدح فكتب إليه
* ثناء من أمير خير كسب * لصاحب مغنم وأخي ثراء
ولكن الزمان برى عظامي * وما مثل الدراهم من دواء *
فأمر له بألف دينار
قال الخطيب (3) وحدثت عن محمد بن عبد الله بن المطلب الكوفي نا علي بن
محمد بن صعدان المعدل بالأنبار حدثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم قال قدم جدي أبو
نعيم الفضل بن دكين بغداد ونحن معه فنزل الرملية ونصب له كرسي عظيم فجلس عليه
ليحدث فقام إليه رجل ظننته من أهل خراسان فقال يا أبا نعيم أتتشيع قال فكره
الشيخ مقالته فصرف وجهه وتمثل بقول مطيع بن إياس
* وما زال بي حبيك حتى كأنني * برجع جواب السائلي عنك أعجم
لا سلم من قول الوشاة وتسلمي * سلمت وهي حي على الناس يسلم *
فلم يفقه الرجل مراده فعاد سائلا فقال يا أبا نعيم أتتشيع فقال الشيخ يا هذا
كيف بليت بك وأي ريح هبت إلي (4) بك إني سمعت الحسن بن صالح يقول سمعت
جعفر بن محمد يقول حب علي عبادة وأفضل العبادة ما كتم
قال الخطيب (5) وأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزار (6) أنا أبو الحسن
المظفر بن يحيى الشرابي أنشدنا أحمد بن محمد بن عبد الله المرثدي (7) عن أبي إسحاق
الطلحي أنشدني أحمد بن إبراهيم قال قال مطيع بن إياس
* حبذا عيشنا الذي زال عنا * حبذا ذاك حين لا حبذا ذا

(1) بالأصل وم: " خنس " وفي د: " خميس " والمثبت عن " ز "، وتاريخ بغداد.
(2) كذا بالأصل والنسخ، وفي تاريخ بغداد: الصبحي.
(3) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 12 / 350 - 351 ضمن ترجمة الفضل بن دكين.
(4) الزيادة عن تاريخ بغداد.
(5) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 13 / 225 - 226.
(6) في تاريخ بغداد: البزاز.
(7) في تاريخ بغداد: المريدي.
369

أين هذا من ذاك سقيا لها * ذاك ولسنا نقول سقيا لهذا
زاد هذا الزمان شرا وعسرا * عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر التراب على القوم * كما تمطر السماء الرذاذا
فإذا ما أعاذ ربي بلادا * من عذاب كبعض ما قد أعاذا
خربت عاجلا وأخرب ذو العرش * بأعمال أهلها كلواذا *
قرأت بخط أحمد بن محمد الخلال في كتابه عن أبي الفرج علي بن الحسين
الكاتب (1) أخبرني عيسى بن الحسن نا حماد بن إسحاق عن أبيه عن الهيثم بن عدي قال
كان مطيع بن إياس منقطعا إلى جعفر بن المنصور فطالت صحبته له (2) بغير فائدة
فاجتمع يوما مطيع وحماد عجرد ويحيى بن زياد فتذاكروا أيام بني أمية وسعتها ونضرتها (3)
وكثرة ما أفادوا فيها وحسن مملكتهم وطيب دارهم بالشام وما هم فيه ببغداد من القحط في
أيام المنصور وشدة (4) الحر وخشونة العيش وشكوا الفقر (5) فأكثروا فقال مطيع قد قلت
في ذلك شعرا (6) فاسمعوه قالوا هات فأنشدهم قوله
* حبذا عيشنا الذي زال عنا * حبذا ذاك حين لا حبذا ذا
أين هذا من ذاك سقيا لهذاك * ولسنا نقول سقيا لهذا
زاد هذا الزمان شرا وعسرا * عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر التراب على الناس * كما تمطر السماء الرذاذا
خربت عاجلا وأخرب ذو العرش * بأعمال أهلها كلواذا *
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب
قال (7) قرأت على أبي محمد الجوهري عن محمد بن عمران بن موسى الكاتب أخبرني
علي بن يحيى عن أحمد بن علي قال اجتمع مطيع مع اخوان له ببغداد في يوم من أيامهم
فقال مطيع يصف مجلسهم

(1) الخبر والشعر في الأغاني 13 / 320.
(2) قوله: " له بغير فائدة، فاجتمع " مكانه بياض في م.
(3) رسمها مضطرب بالأصل، وإعجامها مضطرب في " ز "، وم، والمثبت عن الأغاني.
(4) بالأصل: " الفقراء " والمثبت عن د، وم، و " ز "، والأغاني.
(5) قسم من الكلمة مكانه بياض في " ز ".
(6) مكانها بياض في م.
(7) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 13 / 225.
370

* ويوم ببغداد نعمنا صباحه * على وجه حوراء المدامع تطرب
ببيت ترى فيه الزجاج كأنه * نجوم الدجى بين الندامى تقلب
يصرف ساقينا وتقطب تارة * فيا طيبها مقطوبة حين تقطب
علينا سحيق الزعفران وفوقنا * أكاليل فيها الياسمين المذهب
فما زلت أسقى بين صنج ومزهر * من الراح حتى كادت الشمس تغرب *
قال وله يذم بغداد
* زاد هذا الزمان شرا وعسرا * عندنا إذ أحلنا بغداذا
بلدة تمطر الغبار على الناس * كما تمطر السماء الرذاذا *
قال (1) وأنا علي بن أيوب القمي أنا أبو عبيد الله المرزباني أنا علي بن هارون
أخبرني أحمد بن يحيى المنجم قال قال مطيع بن إياس
* نازعني الحب مدى غاية * بليت فيها وهو غض جديد (2)
لو صب ما للقلب من حبها * على حديد ذاب عنه الحديد
حبي لها صاف وودي لها * محض وإشفاقي عليها شديد
وزادني صبرا على جهد ما * ألقى وقلبي مستهام عميد
إني سعيد الجد إن نلتها * وإنني إن مت منه شهيد *
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش
الضرير عنه أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي
أنشدني ثعلب أنشدني الزبير لمطيع بن إياس يقول (3)
* إنما صاحبي الذي يغفر الذنب * وإن زل صاحب قل عذله
ليس من يظهر المودة إفكا * وإذا قال خالف القول فعله
وصلة للصديق يوم فإن طال * فيومان ثم يبتث حبله *
أخبرنا أبو الفرج عثمان بن علي وحدثني أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسن الفقيه
عنه نا أبو بكر الخطيب أنا أبو نعيم الحافظ قال ومما قرئ على أحمد بن محمد بن

(1) القائل: أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 226.
(2) بالأصل: " غص حديد " والمثبت عن م، و " ز "، ود، وتاريخ بغداد.
(3) الأبيات من قصيدة لمطيع بن إياس يعاتب يحيى بن زياد في شعره (شعراء عباسيون) ص 65 وانظر تخريجها فيه.
371

الحسين وأذن لي في روايته نا العباس بن عبد الواحد نا أبو العيناء نا العتبي قال قال
مطيع بن إياس (1)
* قل لعباد أخينا * يا ثقيل الثقلاء
ما رأينا جبلا قد * سلك يمشي بالفضاء
أنت كانون علينا * ليس كانون الصلاء
أنت في الصيف سموم * وجليد في الشتاء
أنت في الأرض ثقيل * وثقيل في السماء *
أخبرنا أبو العز بن كادش أنا أبو يعلى بن الفراء أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن
إسماعيل أنا الحسين بن القاسم الكوكبي قال قال أبو بكر بن عجلان أخبرني ابن بكير
قال
كان مطيع بن إياس الشاعر حسنا غنيا قال فوقف على أبي العمير (2) رجل من
أصحاب المعلى الخادم فقال
* ألا أبلغ لديك أبا العمير
فذكر حكاية فيها سخف (3)
بلغني أن مطيع بن إياس مات بعد ثلاثة أشهر مضت من خلافة موسى
الهادي وبويع الهادي في سنة تسع وستين ومائة (4)

(1) شعره (شعراء عباسيون) ص 30، تخريجها فيه.
(2) سقطت من الأصل واستدركت عن د، و " ز "، وم.
(3) الحكاية والشعر في الأغاني 13 / 302.
(4) آخر الجزء الحادي والسبعين بعد الأربعمائة من الأصل وهو آخر الجزء السبعين بعد الستماية من الفرع وهو آخر
المجلدة السابعة والستين من الفرع من كتاب تاريخ مدينة دمشق حماها الله.
وافق فراغه يوم الأحد غرة شعبان سنة ست عشرة وستماية بمسجد فلوس خارج باب الجابية من مدينة دمشق
وظاهرها على يدي العبد الخاطئ المعترف بذنبه الفقير إلى ربه محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي
الإشبيلي الأندلسي رفق الله به وغفر لوالديه وجمع شمله... بأهله ووطنه بعد انقضاء حوائجه ومنعه بسمعه
وبصره وجميع حواسه.
سمع الجزء الخامس والستين بعد الأربعمائة من الأصل على مؤلفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
الشافعي ابنا أخيه أبو المظفر عبد الله وعن أبو منصور عبد الرحمن ابنا محمد بن الحسن بقراءة القاضي بهاء الدين
أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرا وعبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم بن الحسن
الشافعي ومن خطه نقل وآخرون في يومي الاثنين والخميس الثاني من شعبان سنة أربع وستين وخمسماية بالمسجد
الجامع بدمشق.
وسمع الجزء السادس والستين بعد الأربعماية من الأصل على مصنفه الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة
الله ابن أخيه منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بقراءة القاضي أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن
محفوظ بن صصرى وعبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم الشافعي ومن خطه نقلت وآخرون يوم الجمعة الثالث
من شعبان سنة أربع وستين وخمسماية بالمسجد الجامع بدمشق.
وسمع الجزء السابع والستين بعد الأربعماية من الأصل على الحافظ أبي القاسم علي بن السن بن هبة الله بن
أحمد بن منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بقراءة القاضي أبي المواهب بن صصرى وعبد الرحمن بن أبي
منصور بن نسيم ومن خطه نقلت في يومي الاثنين والخميس التاسع من شعبان سنة أربع وستين وخمسماية بجامع
دمشق حرسها الله تعالى.
ثم كتابة يوم الثلاثاء ليومين بقين من شهر ذي الحجة من شهور سنة 337....... صاحبها أعطر الصلاة والسلام
وأزكى التحيات بقلم الراجي غفر خطاياه من مولاه الملك المعيد المبدئ محمود بن أحمد بن حسن بن محمد
الجندي غفر الله وله ولجميع إخوانه والمسلمين. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. آمين.
372

ذكر (1) من اسمه مظفر
7470 المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان أبو الفتح المقرئ (2)
سكن دمشق وأقرأ القرآن مدة وكان مصنفا في القراءات حسن التصنيف
قرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن النضر بن الحر الربعي وأبي سهل صالح بن
إدريس بن صالح البغدادي وأبي القاسم بن أبي العقب
وحدث عن أبي بكر أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن فطيس وعبد الله بن
الحسين بن جمعة وأبي إسحاق إبراهيم بن الحسين بن داود الهمداني وأبي أحمد بن
إبراهيم بن عبادل وأبوي الحسن محمد بن إسحاق القاضي ومحمد بن بكار بن يزيد
السكسكي وأبي الأعز أحمد بن جعفر الملطي ومحمد بن حميد بن الحوراني وأحمد بن
عبد الله بن نصر بن هلال السلمي وعلي بن داود بن أحمد الورثاني وأبي إسحاق بن أبي
ثابت وأبي عبد الملك صقر بن هشيم بن صقر الفزاري وأبي عمير عبد الله بن أحمد بن
عبد الباقي الأذني وأبي القاسم عبد الملك بن حمدان السلمي وأبي حارثة حميد بن أحمد

(1) كتب قبلها في " ز ": بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر ولا تعسر، آمين.
(2) ترجمته في غاية النهاية للجزري 2 / 300 - 301 ومعرفة القراء الكبار 1 / 353 رقم 279. وفي المعرفة والتاريخ والقراء:
برهام، وفي غاية النهاية: برهام ويقال برهان بالنون. ونقل عن ابن عساكر قال: الصواب برهان بالضم والنون.
373

ابن فضالة اللخمي والحسن بن حبيب الحصائري وأبي علي محمد بن هارون بن شعيب
الأنصاري ومحمد بن منصور الأسواري ومحمد بن أيوب الداراني وأبي يعقوب إسحاق
ابن إبراهيم الأذرعي ومحمد بن الحسن الأصبهاني وأبي الحسين أحمد بن سليمان بن
حذلم
روى أبو نصر بن الجبان (1) وعلي بن الحسن الربعي وتمام بن محمد وأبو سعد
الماليني وأبو القاسم سعيد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن فطيس وأبو بكر محمد بن
يحيى بن محمد المصري
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا أبو نعيم الحافظ نا أبو بكر محمد بن يحيى بن
محمد المصري قدم علينا رفيق ابن مندة نا أبو الفتح بن أحمد بن إبراهيم بن برهان
المقرئ نا إبراهيم بن المولد الصوفي نا أحمد بن عبد الله بن علي الناقد بمصر نا أبو
يزيد القراطيسي نا أسد بن موسى نا محمد بن حازم عن أبي رجاء عن أبي سنان عن
واثلة وعن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كن ورعا تكن أعبد الناس [* * * *]
قال أبو نعيم تفرد به أبو رجاء واسمه محرز بن عبد الله (2) عن برد بن سنان
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنا تمام
ابن محمد اخبرني أبو الفتح مظفر بن برهان نا محمد بن منصور الأسواري نا أحمد بن
زيد الفزاري نا محمد بن نجيح نا ربعي بن شداد نا ابن أبي مليكة عن أبي بكر الصديق
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
ليس عند الله يوم ولا ليلة تعدل الليلة الغراء واليوم الأزهر يعني ليلة الجمعة ويوم
الجمعة [* * * *]
قال ابن عساكر (3) وجدت بخط أبي عبد الله الصوري برهان بالفتح ووجدته بخط
غيره بالضم وهو الصحيح
قال لنا (4) أنا أبو محمد بن الأكفاني سنة خمس وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو الفتح

(1) تحرفت في " ز " إلى: الحيان، وفي م: الحسان.
(2) هو محرز بن عبد الله أبو رجاء الجزري، ترجمته في تهذيب الكمال 17 / 465.
(3) زيادة منا.
(4) بالأصل والنسخ: أنا.
374

المظفر بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن برهان المقرئ وكان قرأ على أبي الحسن بن
الأخرم
7471 المظفر بن أحمد بن علي بن عبد الله أبو بكر
ويقال أبو نصر ويقال (1)
حدث بها عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الأصبهاني (2) عبد العزيز بن
أحمد بن عبد الله بن قادويه صاحب أبي الشيخ الأصبهاني
وسمع بدمشق أبا علي وأبا الحسين ابني أبي نصر
روى عنه علي بن الخضر ونجا بن أحمد وكناه أبا نصر وعلي بن أحمد بن
يوسف الهكاري وعبد الغفار بن إسماعيل الفارسي
أنبأنا أبو القاسم عبد المنعم بن علي بن أحمد أنا علي بن الخضر السلمي أنا الشيخ
أبو عبد الله المظفر بن أحمد بن عبد الله الفقير قدم علينا دمشق نا محمد بن ريذة (3)
بأصبهان نا سليمان بن أحمد (4) نا طاهر بن عيسى نا أصبغ بن الفرج نا عبد الله بن
وهب عن شبيب المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المدني عن أبي أمامة بن
سهل عن عمه عثمان بن حنيف قال
شهدت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) أو
تصبر فقال يا رسول الله إني ليس لي قائد وقد شق علي فقال له ائت الميضأة
فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات
قال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم
يكن به ضرر قط
قال ابن عساكر (5) كذا أخرجه علي بن الخضر وحذف منه ذكر الدعوات التي هي
المقصود

(1) بياض بالأصل ود، و " ز "، وم.
(2) كذا بياض في الأصل، ود، و " ز "، وم.
(3) بدون إعجام الذال بالأصل والنسخ.
(4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 9 / 30 - 31 رقم 8311 وأخرجه في المعجم الصغير 1 / 183 - 184.
(5) زيادة منا.
375

وقد أخبرناه عاليا أبو علي بن الحداد في كتابه أنا محمد بن عبد الله بن ريذة أنا أبو
القاسم الطبراني فذكره بإسناده وذكر الدعوات فيه وفيه قصة
كتب إلي أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أخبرني في تذييله تاريخ
نيسابور (1) قال
المظفر بن أحمد بن عبد الله الدامغاني الصوفي أبو نصر شيخ مستور معروف
صوفي قدم نيسابور سنة إحدى وسبعين وأربعمائة وروى الحديث وكان قد سافر الكثير
وطاف البلاد وزار المشاهد وسمع الحديث بنيسابور وروى علي بن الخضر عن المظفر
عن أبي محمد بن حيان المعروف بأبي الشيخ ووهم في ذلك فإنه يروي عن ابن قادويه عنه
7472 المظفر بن حاجب بن مالك بن أركين
أبو القاسم بن أبي العباس الفرغاني (2)
حدث عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأبي علي إسماعيل بن محمد
ابن قيراط وأبي الحسن محمد بن يزيد بن عبد الصمد مولى بني هاشم وأبي عبد الله أحمد
ابن شعيب النسائي وجعفر بن محمد الفريابي
روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي وعبد الوهاب بن عبد الله
ابن عمر بن الجبان (3) المري وأبو الحسن علي بن عبد الله بن الشيخ وعلي بن موسى بن
السمسار وأبو القاسم تمام بن محمد
أخبرنا الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم بن السلمي أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد
ابن عبد الواحد السلمي
ح وأخبرنا أبو منصور غالب بن أحمد بن المسلم الأدمي أنا أبو الفضل أحمد بن عبد
المنعم بن شداد بن الكريدي قالا أنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار
أنا المظفر بن حاجب بن أركين الفرغاني قراءة عليه بدمشق في مسجد سوق القمح أنا أبو
الحسن محمد بن يزيد بن عبد الصمد أنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن نا عثمان بن

(1) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص 449 رقم 1519.
(2) شذرات الذهب 3 / 47.
(3) بدون إعجام بالأصل، وفي م د: الحسان، وفي " ز ": الحيان.
376

فائد نا عبد العزيز بن (1) بن عبد الله (2) عن ابن عمر قال قال رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) من أبلى بلاء فلم يجد إلا الثناء فقد (3) فقد كفر [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبي أبو الحسين أنا أبو الحسن علي بن موسى أنا
أبو القاسم (4) بن حاجب بن أركين (5) قراءة عليه في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة نا أبو يعلى
أحمد بن علي بن المثنى التميمي بالموصل نا إبراهيم بن الحجاج السامي نا سكين بن عبد
العزيز نا أبي عن ابن عباس قال كان الفضل بن عباس ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) من عرفة فجعل
الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن وجعل النبي (صلى الله عليه وسلم) يصرف وجهه من خلفه وجعل الفتى
يلاحظ إليهن فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه
غفر له
7473 المظفر بن الحسن بن المهند أبو الحسن السلماسي (6) (7)
حدث عن أبي الحسن بن جوصا وأبي بكر بن زياد النيسابوري
روى عنه ابنه أبو المظفر المهند بن المظفر وأبو العباس النسوي وأبو بكر أحمد بن
جرير بن أحمد بن حبيش السلماني
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد أخبرني أبي أبو طاهر أنبأنا أبو
حاتم عبد الرحمن بن علي بن يحيى الرواس الخطيب النسوي نا أبو العباس أحمد بن
الحسين بن نبهان الصفار النسوي نا أبو الحسن مظفر بن الحسن بن المهند نا أحمد بن
عمير بن جوصا بدمشق نا أبو عامر موسى بن عامر نا الوليد بن مسلم نا شيبان أبو
معاوية عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال

(1) بياض بالأصل والنسخ.
(2) بياض بالأصل والنسخ.
(3) بياض بالأصل والنسخ، وكتب على هامش " ز ": هذا البياض كان في الأصل.
(4) بعدها بياض بمقدار كلمة في د، وم، و " ز ".
(5) تحرفت بالأصل والنسخ إلى: أركي.
(6) بالأصل ود، و " ز "، وم: السلماني، والمثبت عن الأنساب، وفيها: السلماسي بفتح السين المهملة المهملة واللام والميم
نسبة إلى سلماس وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى.
ذكره السمعاني وترجم له.
(7) ترجمته في الأنساب (السلماسي)، وأخبار أصبهان لأبي نعيم 2 / 326.
377

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت
يتأذى بجاره كما يتأذى الحي بجار السوء (1) [* * * *]
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء وأبو محمد بن صابر وابن طاوس
وأبو إسحاق إبراهيم بن طاهر قالوا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا القاضي أبو بكر أحمد
ابن جرير بن أحمد بن حميس (2) (3) قدم علينا دمشق طالب الحج نا أبو الحسن مظفر بن
الحسن نا أحمد بن عمير نا عمرو بن عثمان نا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر
أنه سمع أنسا يبلغ به النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول
يتبع الميت إلى قبره أهله وماله وعمله فيرجع اثنان أهله وماله ويبقى
عمله [* * * *]
قال أبو بكر السلماسي وجدت بخط أبي طاهر مات أبو الحسن مظفر بن الحسن بن
المهند بأشنة (4) وحمل إلى سلماس لأنه كان محبوسا بأشنة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
7474 المظفر بن طاهر بن محمد بن عبد الله أبو القاسم البستي الفقيه
سمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي
روى عنه أبو سعيد الخليل بن منصور القرشي
كتب إلي أبو الوفاء إسماعيل بن عبد العزيز اليماني العكي من مكة أنا أبو القاسم عبد
الله بن أبي بكر بن أبي يزيد بن (5) بمكة أنا أبو سعيد الخليل بن أبي يعلى منصور بن
(6) القرشي نا الشيخ الفقيه أبو (7) المظفر بن طاهر بن محمد بن عبد الله
البستي أنا عبد الوهاب بن الحسن القيسي بدمشق أنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن
مخلد بن خالد بن عثمة حدثني عدي بن الفضل أنا أبو بكر بن أبي جهمة عن أبيه قال
قال لي علي بن أبي طالب

(1) سقطت اللفظة من المختصر.
(2) كذا رسمها بالأصل ود، وم، و " ز "، وقد تقدم: حبيش.
(3) اللفظة غير واضحة بالأصل و " ز "، ورسمها في " ز ": " السكاسي " وفي م: " السكابى " وقد مر السلماني. ولم
أحله، وقد ورد في الأنساب (السلماسي) أبو القاسم حريز بن أحمد بن حريز السلماسي، فلعله صحف هنا.
(4) أشنة: بلدة في طرف أذربيجان من جهة إربل (معجم البلدان).
(5) بياض بالأصل ود، و " ز "، وم.
(6) بياض بالأصل وبقية النسخ.
(7) بياض بالأصل وبقية النسخ، وكتب على هامش " ز ": النقص بالأصل.
378

قم إلى هؤلاء القوم فقل لهم يقول أمير المؤمنين أتتهموني على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فأشهد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لا تؤموا قريشا وائتموا بها ولا تعلموا قريشا وتعلموا
منها فإن أمانة الأمين من قريش تعدل أمانة أمينين وأن علم عالم قريش مبسوط على
الأرض [* * * *]
قال ابن عساكر (1) كذا وفيه وقد سقط من إسناده والله أعلم
7475 المظفر بن عبد الله أبو القاسم المقرئ المعروف بزعزاع
قرأ القرآن العظيم على أبي الحسن بن الأخرم وأبي الفضل جعفر بن أبي داود وأبي
حمامة بلال النوبي وقرأوا كلهم على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش
قرأ عليه أبو الخير سلامة بن الربيع بن سليمان المقرئ الدمشقي
7476 المظفر بن عمر بن يزيد الفزاري أبو الحديد
حدث عمن لم تبلغني روايته عنه
كتب عنه أبو الحسين الرازي
قرأت بخط نجاء بن أحمد وذكر أنه وجده بخط الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق
في الدفعة الثانية أو الحديد مظفر بن عمر بن يزيد الفزاري وكان كهلا يكتب معنا
الحديث
7477 المظفر بن مرجي البغدادي (2)
سمع بدمشق هشام بن عمار وأبا زيد الغساني
وحدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي والحسن بن موسى الأشيب وثابت بن
موسى الزاهد
روى عنه أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري وأبو بكر محمد بن إدريس بن الحجاج
ابن أبي حمادة (3) الأنطاكي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (4)

(1) زيادة منا.
(2) كذا ضبطت بالقلم في " ز ".
(3) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 126.
(4) كذا ضبطت بالقلم في " ز ".
(5) رواه البغدادي في تاريخ بغداد 13 / 126.
379

حدثني عبد العزيز بن أحمد الدمشقي أنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون القاضي أنا أبو
القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب نا محمد بن إدريس بن الحجاج الأنطاكي
المعروف بابن أبي حمادة نا المظفر بن مرجي البغدادي نا ثابت بن موسى المكفوف عن
شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من تكثر صلاته
بالليل يحسن وجهه بالنهار [* * * *]
قال الخطيب وأناه محمد بن طلحة النعالي (1) نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر
القديسي الزعفراني وعبد الله بن إبراهيم بن جعفر النرسي (2) قالا نا الحسين بن عمر
الثقفي نا ثابت بن موسى الضبي نا شريك بإسناده نحوه
7478 المظفر بن مكارم الرجي (3)
شاب قدم دمشق وتفقه بها ومدح جماعة بشعر غير فائق ثم خرج إلى مصر
فأدركه أجله بها
فمما قرأت من شعره
* أطالب عزمي في الصبا بالعظائم * وأصبو إلى نيل العلا والمكارم
وأرتاح نحو السيف والرمح والوغا * وأهوى من الفتيان صيد الغمائم
وما مأزق كالحبس عندي مبغض * إذا انتثرت فيه رؤوس الضراغم
يحب غبار الخيل ويرجع (4) نحوها * إذا سد أعلى الأفق وكش القشاعم
تقول فتاة القوم هل يدرك العلا * صبي يحلي جيده بالتمائم
فعندك أثبت لا ترم لا تناله * بعزم وهي من بين عز العزائم
فقلت لها كيف الملام عن امرئ * يرى خلة المعشوق جود الساطم
إليك ابنة العتبي ما طلب العلا * بعار ولا من بان مجدا بآثم
ألم تعلمي أن المهارة سبق * وأن المنايا في قضيب الصوارم *

(1) تحرفت بالأصل و " ز "، وم، ود، إلى: البقالي، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ بغداد: الزينبي.
(3) كذا رسمها بالأصل ود، وتقرأ في " ز ": " الرحبي " وفي م: " السرجي ".
(4) كذا بالأصل ود، وفي " ز ": يرجع، بدون الواو.
380

7479 المظفر أبو الفتح المنيري القائد (1)
ولي إمرة دمشق بعد المطهر بن بزال في أيام المقلب بالحاكم
قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط عبد الوهاب بن جعفر الميداني
قال وتسلم البلد مظفر غلام منير في هذا اليوم يعني يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من
شهر رمضان سنة أربعمائة وعزل مظفر يوم الاثنين لسبع وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع
الأول سنة إحدى وأربعمائة فكان جميع ما أقام ستة أشهر وتسعة أيام وتسلمها بدر العطار
في هذا اليوم
قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي
وفي يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعمائة ورد الخبر إلى دمشق بأن
القائد مظفر صاحب مظلة السلطان وصل إلى بانياس ومعه أتراك ونجب ورقاصون وأنه أخذ
ابن داود إلى بانياس وسار إلى العسكر وكان نازلا على دير أيوب (2) وأنه وصل إليه يوم
الأحد لتسع بقين من شهر رمضان ونزل في خيمة نصبت له ولقيه العسكرية وكان القائد
المطهر (3) بن بزال صاحب العسكر فأظهر أنه رجع ولم يلق الأستاذ مظفر أو أن مظفرا
أظهر سجلا يذكر فيه أنه قائد الجيوش فلما بلغ ذلك ابن بزال ركب هو وابنه وغلامه
وهرب فبلغ ذلك مظفرا فأنفذ خلفه الخيل فلحقوه ودخل القائد (4) أبو الفتوح مظفر
إلى دمشق ومعه العسكر في يوم السبت لأربع خلون من شوال سنة أربعمائة وقيل إنه والي
دمشق وأنه قائد الجيوش وفي يوم الاثنين لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى
وأربعمائة ورد السجل إلى قائد العساكر بدمشق أبي الفتح مظفر المنيري بأن يستخلف على
البلد ويسير إلى الحضرة ويستخلف بدر العطار من يومه ويتجهز للمسير فكانت ولايته ستة
أشهر إلا خمسة أيام يعني منذ وصل منشور ولايته
7480 المظفر الصويفي
من ساكني طبرية

(1) ترجمته في تحفة ذوي الألباب 2 / 19 وأمراء دمشق ص 84 وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 66.
(2) دير أيوب قرية بحوران من نواحي دمشق، بها كان أيوب عليه السلام وبها قبره (معجم البلدان).
(3) تحرفت بالأصل، ود، و " ز "، وإلى: المظفر.
(4) زيادة عن د، و " ز "، وم.
381

قدم دمشق وكان يعلم بها مماليك أتابك طغتكين
حدثنا أبو عبد الله محمد بن المحسن السلمي بلفظه وكتبه لي بخطه قال
مظفر الصويفي وصل مع أبي عبد الله بن سيف إلى دمشق وأقام بها إلى أن مات
وكان أتابك أمره بأن يعلم مماليكه (1) الخط فجلس قريبا من داره لذلك وكان رجلا ذكيا
له شعر صالح اعتمد على (2) أبي سعد (3) بن القرة الحلبي ورمى مقاليده إليه فبان له تغيره
عليه فكتب إليه هذه الأبيات وهي طويلة منها
* إني أعوذ بجودك الموجود * وبظلك المتفيأ الممدود
وبحسن رأيك لا عداني إنه * عند النوائب عدتي وعديد (4)
من أن أغادر في ذراك دريئة * لسهام كل معاند وحسود
الله في من الوشاة ومينهم * لا تخلف الآمال في موعودي
عطفا أبا سعد فما يوم إذا * لم ألق سعدك بنفسي وسعيد
ما لي أراك تظن بي سوءا كأن (5) * قد قلت فيك قولا غير حميد
حاشاك أن تظمى غراسك * أو تناسى ذاكرا لك بين كل ودود
من غير الود الصحيح ومن زوى * ذاك الوداد عن الفتى المودود
عهدي بجودك يستهل إذا اجتدي * معروفه ويجيب إذ هو نودي
فعلام تغري حاسدي وتتقي * ما الغدر من شيم الفتى المحمودي
وبك اعتلى جدي وأنجح مطلبي * ووأرتنا زندي وأورق عودي
والظل غير مقلص والصفو غير * مكدر والمن غير زهيد
ودليل عودك لي إلى ما سمته * بشر وأن لا تلقني بصدود *

(1) بعدها بياض في د، وم، و " ز "، وكتب على هامش " ز ": بياض بالأصل. والكلام متصل بالأصل والمختصر.
(2) بعدها بياض في " ز "، وم، ود. والكلام متصل بالأصل والمختصر.
(3) بالأصل: سعيد، والمثبت عن د، و " ز "، وم، والمختصر.
(4) كذا رسمها بالأصل ود، و " ز "، وفي م: " وعيد " وفي المختصر: " وعد يدي ".
(5) بالأصل: كأني، والمثبت عن د، و " ز "، وم.
382

ذكر من اسمه معاذ
7481 معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو
ابن أدي (1) بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج
أبو عبد الرحمن الأنصاري (2)
صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
شهد العقبة وبدرا
وروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث
روى عنه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس
وعبد الله بن أبي أوفى وأنس بن مالك وأبو أمامة وأبو قتادة وأبو ثعلبة وجابر بن عبد
الله وعبد الرحمن بن سمرة وأبو مسلم الخولاني وعبد الرحمن بن غنم ومالك بن
يخامر السكسكي وجنادة بن أبي أمية والمقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود
العنسي وأبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير الحضرمي وأبو بحرية (3) عبد الله بن
قيس وأبو عثمان عمرو بن مرثد الصنعاني وأسلم مولى عمر والحارث بن عمير ويزيد
ابن عميرة وكثير بن مرة الحضرمي وأبو الأسود الدئلي وأبو وائل شقيق بن سلمة وعبد
الرحمن بن أبي ليلى وعمرو بن ميمون الأودي وغيرهم وقدم دمشق
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم زاهر بن طاهر قالا أنا أبو (4)
أنا زاهر بن أحمد أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا هدبة بن خالد نا همام عن
قتادة عن أبيه (5) عن معاذ بن جبل قال

(1) بالأصل: " أودي " والمثبت عن د، وم، و " ز "، وضبطت بالقلم عن " ز ".
(2) ترجمته في الإصابة 3 / 426 وأسد الغابة 4 / 418 وحلية الأولياء 1 / 228 وجمهرة أنساب العرب ص 358
وتهذيب الكمال 18 / 163 وتهذيب التهذيب 5 / 465 وسير أعلام النبلاء 1 / 443 وتذكرة الحفاظ 1 / 19 والجرح
والتعديل 8 / 244 والتاريخ الكبير 7 / 359 وتاريخ الاسلام (الخلفاء الراشدون) ص 175 وانظر بهامشه أسماء
مصادر أخرى كثيرة ترجمته.
(3) بياض بالأصل، وغير واضحة في د، و " ز "، وم، والمثبت عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.
(4) بياض بالأصل وم، و " ز "، ود.
(5) مكانها بياض في " ز "، ود، وم، وكتب على هامش " ز ": بياض بالأصل.
383

كنت رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال (1) يا معاذ
قلت لبيك يا رسول الله وسعديك قال (2) ثم سار ساعة فقال يا معاذ قلت لبيك يا
رسول الله وسعديك ثم قال يا معاذ قلت لبيك يا رسول الله وسعديك (3) قال
هل تدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله أعلم قال أن تعبدوه ولا تشركوا به
شيئا ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ قلت لبيك وقال زاهر يا لبيك يا رسول الله
وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قلت الله ورسوله أعلم
قال فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ألا يعذبهم [* * * *]
أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك وأم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالا أنا
إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا هدبة نا همام (4) عن قتادة
عن أنس عن معاذ فذكر نحوه
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو المظفر القشيري وأبو القاسم الشحامي قالوا أنا
أبو عثمان البحيري أنا أبو علي زاهر بن أحمد
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنا أبو الحسين بن المهتدي
وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين بن النقور
قالا أنا عيسى بن علي
قالا أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا داود بن عمرو الضبي نا أبو الأحوص
سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال
كنت ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) على حمار يقال له عفير فقال يا معاذ هل تدري ما حق الله
على العباد (5) أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحقهم على الله أن لا يعذب من لا يشرك به
شيئا قال فقلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس قالا لا تبشروهم فيتكلوا [* * * *]

(1) مكانها بياض في " ز "، ود، وم.
(2) الذي بالأصل، وبعد كلمة: " وسعد يك " ثم، قال سار، وكتب على هامشه: " ساعة قال "، وبعدهما صح صوبنا
الجملة عن " ز "، ود، وم.
(3) الزيادة بين معكوفتين استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
(4) كذا بالأصل وم ود، وفي " ز ": تمام.
(5) كذا بالأصل ود، وم، و " ز "، وفوقها في " ز " ضبة إشارة إلى اضطراب المعنى، وكأنه يشير إلى سقط من الكلام.
384

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا أبو سعد الهيثم بن كليب أنا ابن أبي خيثمة عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر عن
مالك بن أنس عن زياد بن أبي زياد قال ومعاذ بن جبل أبو عبد الرحمن
أنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو طاهر بن أبي الصقر أنا هبة الله بن إبراهيم بن
عمر أنا أبو بكر المهندس (1) نا أبو بشر (2) الدولابي حدثني عبد الله بن أحمد (3)
حدثني أبي حدثني أبو موسى هارون بن إسماعيل بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك
قال
معاذ بن جبل بن أدي بن سلمة السلمي أبو عبد الرحمن
قال الدولابي وسمعت عبد الله بن أحمد يقول عن أبيه
معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي
وأخبرنا (4) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد
ابن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول معاذ بن جبل
أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنا أبو طاهر زاد أبو يعلى (5)
وأبو الفضل (6) قالا أنا أبو الحسين الأصبهاني أنا أبو الحسين الأهوازي أنا خليفة بن
خياط قال (7)
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي بن (8)

(1) بالأصل: " المهند، بفتح النون المشددة، وفي د، و " ز "، وم " المهند " وبعدها بياض.
(2) قوله: " نا أبو بشر " مكانه بياض في د، و " ز "، وم.
(3) بعدها بياض في د، وم، والكلام متصل في " ز ".
(4) كذا بالأصل ود، و " ز "، وم، وثمة سقط في السند هنا.
(5) كذا بالأصل والنسخ: " زاد أبو يعلى " ولا مكان لها.
(6) بعدها بياض في د، و " ز "، وم بمقدار كلمة.
(7) طبقات خليفة بن خياط ص 174 رقم 632.
(8) مكانها بياض في " ز "، وم، ود.
385

سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن حارثة أمه (1) هند بنت سهل
من بني رفاعة من جهينة (2) يكنى أبا عبد الرحمن مات بالشام في طاعون عمواس (3) سنة
ثمان عشرة
قال ابن إسحاق وهو من بني سلمة شهد بدرا والعقبة
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل بن خيرون أنا أبو القاسم بن بشران أنا
أبو علي بن صفوان نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال قال عمي أبو بكر معاذ بن جبل
أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو صالح المؤذن أنا أبو الحسن بن السقا وأبو
محمد بن بالويه قالا نا محمد بن يعقوب نا عباس قال سمعت يحيى يقول معاذ بن
جبل أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسن بن
الحمامي أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن أنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوحا يقول
كنية معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي بن سعد بن علي بن
أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن أحمد أنا
أحمد بن محمد بن عمر نا ابن أبي الدنيا نا أبو عبد الله محمد بن سعد قال (4)
في الطبقة الأولى معاذ بن جبل بن أوس الأنصاري أحد بني أودي بن سعد أخي
سلمة بن سعد بن الخزرج يكنى أبا عبد الرحمن
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد (5) قال

(1) تحرفت بالأصل إلى: ابنة، والمثبت عن د، و " ز "، وم، وطبقات خليفة.
(2) زيادة عن " ز "، وطبقات خليفة ومكانها بياض في د، وم، والكلام متصل في الأصل.
(3) عمواس: بفتح أوله وثانيه. كورة من فلسطين قرب بيت المقدس وعمواس ضيعة جليلة على ستة أميال من بيت
المقدس.
(4) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(5) الطبقات الكبرى لابن سعد 3 / 583 و 584 و 590.
386

في الطبقة الأولى من أهل بدر من بني سلمة معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ
ابن عدي بن كعب بن عمرو بن أودي بن سعد أخي سلمة بن سعد وأمه هند بنت سهل من
جهينة ثم من بني الربعة وأخوه لأمه عبد الله بن الجد بن قيس من أهل بدر وكان لمعاذ
من الولد أم عبد الله وهي من المبايعات وأمها أم عمرو بنت خلاد (1) بن عمرو بن عدي
ابن سنان بن نابئ بن عمرو بن سواد من بني سلمة وكان له ابنان أحدهما عبد الرحمن
ولم يسم لنا الآخر ولم تسم لنا أمهما ويكنى معاذ أبا عبد الرحمن وشهد العقبة في
روايتهم جميعا مع السبعين من الأنصار وكان معاذ بن جبل لما أسلم يكسر أصنام بني سلمة
هو وثعلبة ابن عنمة وعبد الله بن أنيس
وشهد معاذ بدرا وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين فيما أخبرنا محمد بن عمر عن
أيوب بن النعمان عن أبيه عن قومه وشهد أيضا معاذ أحدا والخندق والمشاهد كلها مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد بن الآبنوسي في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنا أبو
محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر أنا أبو علي المدائني أنا أبو بكر بن البرقي قال
في تسمية من شهد بدرا معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن
عمرو بن أودي (2) بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج شهد
بدرا والعقبة
قال ابن هشام ابن أدي
قال ابن إسحاق مات في طاعون عمواس في خلافة عمر بن الخطاب (3) قال
بعضهم سنة ثمان عشرة
حدثنا ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق قال (4) إنما ادعته بنو سلمة لأنه كان أخا
سهل بن محمد بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن شداد (5) بن عبيد بن عدي بن غنم بن
كعب بن سلمة لأمه

(1) في طبقات ابن سعد: خالد.
(2) في " ز ": أد ثم بياض ثم " ز ": " اد ر ".
(3) سيرة ابن هشام 2 / 107.
(4) سيرة ابن هشام 2 / 107.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي سيرة ابن هشام: سنان.
387

قال ابن البرقي وأم معاذ بن جبل هند بنت سهل من بني رفاعة من جهينة
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى قالا أنا عبيد الله بن أحمد بن
علي أنا محمد بن مخلد قال قرأت على علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال قال
ابن عياش معاذ بن جبل يكنى أبا عبد الرحمن
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا أبو
القاسم أنا البخاري قال معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن الأنصاري
أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل أنا أبو الفضل وأبو الحسين
وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنا أبو أحمد زاد أبو الفضل محمد بن الحسن قالا أنا
أحمد أنا محمد أنا أبو عبد الله البخاري قال (1)
معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن الأنصاري
قال إسماعيل (2) بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان (3) عن يحيى بن سعيد مات
معاذ وهو ابن ثمان وعشرين والذي يرفع في سنه يقول إحدى أو اثنتين وثلاثين وهو
الخزرجي السلمي شهد بدرا مع النبي (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم العبدي أنا
حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (4)
معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي سلمي (5) شهد بدرا مع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) وتوفي وهو ابن ثمان وعشرين وقال بعضهم إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة نزل
الشام له صحبة روى عنه عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن

(1) التاريخ الكبير للبخاري 7 / 359.
(2) سقطت من التاريخ الكبير.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي التاريخ الكبير: خالد.
(4) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 244 - 245.
(5) زيادة عن الجرح والتعديل.
388

العباس وعبد الله بن أبي أوفى (1) وأنس بن مالك وأبو أمامة الباهلي وأبو قتادة
الأنصاري وأبو ثعلبة الخشني وعبد الرحمن بن سمرة وجابر بن عبد الله سمعت بعض
ذلك من أبي وبعضه من قبلي
أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنا أحمد بن منصور بن خلف أنا أبو سعيد بن
حمدون أنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلما يقول أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل
الأنصاري شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو محمد السلمي أنا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا محمد بن هبة الله
قالا أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال
معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن علي
ابن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم عقبي بدري
قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن جعفر بن يحيى أنا أبو نصر الوائلي أنا
الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد
الرحمن معاذ بن جبل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو طاهر نا الأنباري أنا أبو القاسم الصواف
أنا أبو بكر المهندس نا الدولابي قال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا تمام بن محمد أنا (2) أبو عبد
الله الكندي نا أبو زرعة قال
معاذ بن جبل من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بدري يكنى أبا عبد
الرحمن
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
ابن جوصا إجازة

(1) بالأصل: " أو ليلى "، وفي د: " أو سلى " ومكانها بياض في م، و " ز "، والمثبت عن الجرح والتعديل.
(2) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
389

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنا الحسن بن أحمد أنا علي بن الحسن أنا
عبد الوهاب بن الحسن أنا ابن جوصا قراءة
قال سمعت ابن سميع يقول ومعاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن
كعب بن عمرو بن أد (1) بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج بن
حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بدري قال عبد الرحمن قبر معاذ بقصير خالد (2)
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه أنا نصر بن إبراهيم الزاهد أنا سليم بن
أيوب الرازي أنا طاهر بن محمد بن سليمان نا علي بن إبراهيم بن أحمد نا يزيد بن محمد
ابن إياس قال سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول
معاذ بن جبل الأنصاري أوسي يكنى أبا عبد الرحمن
أخبرنا أبو الحسن الفرضي نا عبد العزيز الصوفي أنا المسدد بن علي بن عبد الله
أنا أبي أنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في تسمية من نزل حمص من
الصحابة معاذ بن جبل ويكنى أبا عبد الرحمن من الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو
بدري وتوفي معاذ سنة سبع عشرة ومات ابن ثلاث وثلاثين سنة وكان طويلا حسنا
جميلا (3)
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي أنا أبو بكر الصفار أنا أحمد بن علي بن منجويه
أنا أبو أحمد قال
أبو عبد الله ويقال أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس ويقال ابن
أوس بن الخزرج ويقال ابن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن سعد بن
علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم وأمه هند بنت سهل من بني رفاعة من جهينة وقال
ابن إسحاق هو من بني سلمة الأنصاري شهد بدرا والعقبة مع النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثه في أهل
الشام ومات بها بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال

(1) كذا بالأصل، و " ز "، وم، ود، هنا: " أد ".
(2) في سير الاعلام: قصير خالد من الأردن (سير الاعلام 1 / 461)، ولم يذكره ياقوت في معجم البلدان.
(3) سير أعلام النبلاء 1 / 445.
390

معاذ بن جبل وهو ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن
سعد بن علي بن أسد بن ساردة (1) بن تزيد بن جشم بن خزرج بن سلمة الخزرجي أبو عبد
الرحمن الأنصاري شهد بدرا وكان مع السبعين الذين بايعوا بالعقبة الآخرة توفي بالشام
في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين وقيل ثلاثة وأربعين (2) قال له
النبي (صلى الله عليه وسلم) نعم الرجل معاذ لا يعرف له عقب روى عنه عمر وابن عمر (3) وابن عباس
وابن عمرو (4) وأنس وغيرهم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري
ح وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى نا نصر بن إبراهيم أنا أبو
زكريا نا عبد الغني بن سعيد قال
جبل بالباء المعجمة بواحدة معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الفضل المقدسي أنا مسعود بن ناصر أنا عبد
الملك بن الحسن أنا أبو نصر البخاري قال
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي السلمي المدني
نزل الشام شهد بدرا سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) روى عنه أنس بن مالك وعمرو بن ميمون
والأسود بن هلال في آخر اللباس
قال البخاري قال علي بن المديني مات في طاعون عمواس سنة سبع أو ثمان
عشرة وقال غيره وهو ابن ثمان وعشرين والذي يرفع في سنه يقول إحدى أو ثنتين
وثلاثين سنة وقال سعيد بن المسيب مات وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة وقال ابن سعد
مات وهو ابن ثمان وثلاثين سنة وقال عمرو بن علي مات بناحية الأردن سنة ثمان عشرة
وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة شهد بدرا وهو ابن عشرين سنة وقال عمرو مرة أخرى مات
في طاعون عمواس وهو ابن ثنتين وثلاثين سنة (5) وقالوا ثلاث وثلاثين
وقال ابن نمير مات بناحية الأردن سنة ثمان عشرة

(1) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
(2) في " ز ": ثلاث وأربع.
(3) قوله: " وابن عمر " سقط من " ز ".
(4) يعني عبد الله بن عمرو بن العاص.
(5) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل، وبعده صح.
391

وقال الواقدي مات بالشام بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وشهد
بدرا وهو ابن عشرين أو (1) إحدى وعشرين سنة
أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه قال قال لنا أبو نعيم الحافظ معاذ بن جبل
الأنصاري الخزرجي شهد العقبة وبدرا والمشاهد إمام الفقهاء وكبير العلماء بعثه النبي
(صلى الله عليه وسلم) عاملا على اليمن وقال نعم الرجل معاذ بعثه ليجبره من دينه يكنى أبا عبد الرحمن
أسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة وتوفي وهو ابن ثمان وثلاثين سنة وقيل ثلاث وثلاثين
وقيل أربع وثلاثين كان ابن مسعود يسميه الأمة القانت كان من أفضل شباب الأنصار
حلما وحياء وبذلا وسخاء وضئ الوجه أكحل العينين براق الثنايا جميلا وسيما
أردفه النبي (صلى الله عليه وسلم) وراءه فكان رديفه وشيعه النبي صلى الله عليه وسلم ماشيا في مخرجه إلى
اليمن وهو راكب
وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عامله على اليمن مات شهيدا بالشام في طاعون عمواس لم يعقب
حدث عنه من الصحابة عمر وابنه عبد الله وأبو قتادة وعبد الله بن عمرو والمقدام بن
معدي كرب وعبد الرحمن بن سمرة وأنس بن مالك وأبو ثعلبة الخشني وأبو أمامة
الباهلي وأبو ليلى الأنصاري وأبو الطفيل واللجلاج رضي الله عنهم
وحدث عنه من التابعين جنادة بن أبي أمية وعبد الرحمن بن غنم وأبو إدريس
الخولاني وأبو مسلم الخولاني وأبو بحرية وجبير بن نفير ومالك بن يخامر (2) ويزيد
ابن عميرة والحارث بن عميرة وكثير بن مرة ومن تابعي العراق عمرو بن ميمون وأبو
عمرو الشيباني وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو وائل وميمون بن أبي شبيب وأبو الأسود
الدئلي وعبد الله بن الصامت والعلاء بن زياد العدوي وغيرهم
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (3)
أما أدي بضم الهمزة وفتح الدال المهملة وتشديد الياء فهو
معاذ بن جبل بن عمرو بن عوف (4) بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي بن
سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج قال ذلك شباب وقال ابن

(1) قوله: " ابن عشر بن أو " استدرك على هامش د.
(2) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(3) الاكمال لابن ماكولا 1 / 45.
(4) كذا بالأصل والنسخ، والاكمال، ومر عن خليفة بن خياط: أوس.
392

الكلبي في جمهرة أنساب الأزد ولد تزيد بن جشم بن الخزرج ساردة فولد ساردة أسدا
فولد أسد عليا فولد علي سعدا فولد سعد سلمة وأديا وربيعة فمن بني أدي معاذ بن
جبل عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدي استعمله النبي (صلى الله عليه وسلم) على
الجند (1)
وقال موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا معاذ بن جبل من بني سواد بن غنم بن عمرو
ابن عائذ بن عدي بن كعب بن أدي بن سعد فاتفق ابن الكلبي وشباب وموسى بن عقبة على
أنه من ولد أدي بن سعد بن تزيد وإن اختلفوا في نسبه وروى ابن الصواف عن عبد الله بن
أحمد بن حنبل عن أبيه أنه قال معاذ بن جبل بن أدي بن سلمة وهذا بعيد ولعل الراوي
أراد أن يقول من بني أدي فقال ابن أدي
وأما سلمة فهو أدي لا أبوه وذكر أحمد بن أبي خيثمة عن أحمد بن محمد بن أيوب
عن إبراهيم وهو ابن سعد عن ابن إسحاق قال معاذ بن جبل من بني عدي بن نابئ بن عمرو
ابن سواد بن كعب بن سلمة ثم ذكر ابن أبي خيثمة أيضا عن أحمد بن محمد بن أيوب عن
إبراهيم عن ابن إسحاق قال (2) معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن أدي (3)
ابن سعد بن علي بن ساردة (4) بن تزيد بن جشم كذا قال ابن إسحاق
قال ابن أبي خيثمة وهو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب
ابن عمرو بن أدي بن سعد ثم النسب بعد كما قال ابن إسحاق فوافق أبو بكر بن أبي خيثمة
ابن الكلبي في نسبه إلا أنه قال أدي بفتح الهمزة وقال سادرة بتقديم الدال على الراء
والصحيح بتقديم الراء على الدال ولست أعلم كيف هذه الرواية عن ابن إسحاق في نسب
معاذ مختلفة من طريق واحد والله الموفق
قال أبو نصر (5) ومعاذ بن جبل الأنصاري من بني سواد بن غنم شهد بدرا له
صحبة ورواية كنيته أبو عبد الرحمن

(1) الجند: بالتحريك، من أعظم مخالف اليمن، والجند من مدن اليمن النجدية من أرض السكاسك، بينها وبين
صنعاء ثمانية وخمسون فرسخا (معجم البلدان).
(2) سيرة ابن هشام 2 / 106 - 107.
(3) في الاكمال نقلا عن السيرة: أذن.
(4) الذي في الاكمال: " سادرة " وسينبه ابن ماكولا في آخر الخبر إلى أن الصواب: " ساردة " والذي في سيرة ابن هشام
المطبوعة: ساردة.
(5) الاكمال لابن ماكولا 2 / 47 في باب: جبل.
(6) بالأصل والنسخ: غانم، والمثبت عن الاكمال.
393

قال (1) وأما عائذ بياء معجمة باثنتين من تحتها وذال معجمة
معاذ بن جبل بن عمرو بن عوف بن عائذ بن عدي أبو عبد الرحمن
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد
ابن عبيد بن الفضل إجازة أنا محمد بن الحسين بن محمد نا أبو بكر بن أبي خيثمة نا
المدائني قال
معاذ بن جبل أبو عبد الرحمن وكان من أفضل الرجال لم يولد له قط طوال حسن
الثغر عظيم العينين أبيض جعد قطط (2)
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
نا أحمد بن محمد بن زياد نا أبو يحيى بن أبي مسرة (3) نا عبد الله بن يزيد المقرئ عن
سعيد بن أبي أيوب عن عطاء قال
أسلم معاذ بن جبل وهو ابن ثمان عشرة (4)
أخبرنا أبو محمد بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو
عبد الرحمن عن سعيد بن أبي أيوب قال سمعت عطاء بن دينار يقول أسلم معاذ بن جبل
وهو ابن ثمان عشرة سنة
قال ونا يعقوب نا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم نا ضمرة عن ابن عطاء عن
أبيه قال أسلم معاذ بن جبل وهو ابن ثمان عشرة سنة
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد بن أبي نصر
أنا أبو الميمون نا أبو زرعة (5) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة (6) ابن ربيعة
عن ابن عطاء عن أبيه قال أسلم معاذ بن جبل وهو ابن ثمان عشرة سنة

(1) القائل: أبو نصر بن ماكولا، والخبر في الاكمال 6 / 5 و 9.
(2) سير أعلام النبلاء 1 / 445.
(3) سير أعلام النبلاء 1 / 445.
(4) في " ز ": ميسرة.
(5) رواه أبو زرعة في تاريخه 1 / 219.
(6) مكانها بياض بالأصل و " ز "، وم، ود، واستدركت عن تاريخ أبي زرعة.
394

قال ونا ابن (1) أنا عبد الله بن صالح حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب
أن معاذا شهد بدرا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله نا يعقوب نا عمرو بن خالد وحسان بن عبد الله وعثمان بن صالح عن ابن
لهيعة عن أبي الأسود وهو محمد بن عبد الرحمن عن عروة في تسمية أصحاب العقبة في
المرة الثانية
معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن أدد (2) بن سعد بن علي بن أسد
ابن ساردة بن تزيد بن جشم وقد شهد بدرا
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن الحسين
ابن الفضل أنا محمد بن عبد الله بن غياث أنا القاسم بن عبد الله أنا إسماعيل بن أبي
أويس نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد العقبة
وفي تسمية من شهد بدرا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن جبل
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع أنا أبو عبد الله بن مندة أنا
محمد بن عمر بن حفص نا إسحاق بن إبراهيم شاذان نا وهب بن جرير عن أبيه عن
محمد بن إسحاق (3)
في ذكر الصحابة الذين بايعوا في العقبة الآخرة من بني جشم بن الخزرج معاذ بن جبل
ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب ونسبه إلى جشم بن الخزرج شهد بدرا
وكان في بني سلمة قال ابن عساكر (4) وبنو سلمة تدعيه بطونها كلها وإنما هو ابن عمهم
في النسب
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد أنا أبو طاهر
الذهبي أنا رضوان بن أحمد أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق
قال في تسمية من شهد العقبة الثانية معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن

(1) بياض بالأصل وبقية النسخ، والذي في تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 219 حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عبد الله بن
صالح.....
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ. وكذا ضبطت بالقلم بالأصل والنسخ.
(3) سيرة ابن هشام 2 / 106 - 107.
(4) زيادة منا.
395

كعب بن غنم بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة وكان في بني سلمة شهد بدرا مع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) والمشاهد كلها ومات بعمواس عام الطاعون بالشام في خلافة عمر بن الخطاب
وإنما ادعته بنو سلمة أنه كان أخو فلان (1) بن محمد بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن
سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن غانم (2) بن كعب بن سلمة لأمه
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ نا
محمد بن جعفر نا عبد الله بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق في تسمية من شهد مع
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ بن عدي بن كعب بن سعد بن علي بن أسد
ابن سادرة (3) بن تزيد بن جشم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا أبو عبد الله الواقدي قال (4)
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار معاذ بن جبل بن عائذ بن عدي بن كعب
حدثنا أبو الحسين السلمي لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا أنا علي بن
محمد بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم أنا أحمد بن
إبراهيم بن بشر نا محمد بن عائذ
قال في تسمية من شهد بدرا من الأنصار معاذ بن جبل بن عائذ بن عدي بن كعب
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (5) نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (6) أنا محمد بن عمر نا أيوب بن
النعمان عن أبيه عن قومه (7)
قال ونا إسحاق بن خارجة عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ، والذي في سيرة ابن هشام 2 / 107 سهل.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، والذي في سيرة ابن هشام: " غنم " وقد مر في نسبه " غنم ".
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ: " سادرة " نقلا عن ابن إسحاق.
(4) مغازي الواقدي 1 / 170.
(5) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(6) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
(7) زيادة عن د، و " ز "، وم.
396

شهد معاذ بن جبل بدرا وهو ابن عشرين أو إحدى وعشرين سنة ومات سنة ثمان
عشرة في طاعون عمواس بالشام بناحية الأردن
قالوا وكان معاذ بن جبل رجلا طوالا أبيض حسن الثغر عظيم العينين مجموع
الحاجبين جعدا قططا
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا أبو عمرو بن
حمدان أخبرني عمران بن موسى السجستاني (1) نا محمد بن خلاد نا يحيى بن سعيد نا
شعبة عن قتادة عن أنس قال (2)
جمع القرآن على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن
جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد
قال أنس أبو زيد أحد عمومتي
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المقرئ أنا أبو بكر الجوزقي أنا أبو جعفر
محمد بن الحسين بن إسحاق الأصبهاني نا محمد بن عاصم نا أبو داود الطيالسي نا
شعبة عن قتادة عن أنس قال
جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب وزيد
ابن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو زيد فقال قتادة قلت لأنس من أبو زيد قال أحد
عمومتي
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن الأزهري أنا الحسن بن أحمد بن
محمد المخلدي أنا مكي بن عبدان نا أحمد بن يوسف نا عمرو بن مرزوق أنا شعبة
عن قتادة عن أنس قال
جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبي ومعاذ وزيد وأبو زيد أحد عمومتي
قال وأنا مكي نا أحمد بن حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم عن الحجاج عن
قتادة عن أنس بمثله

(1) في " ز " وم: السختياني.
(2) تهذيب الكمال 18 / 165 وسير أعلام النبلاء 1 / 445.
397

أخبرناه عاليا (1) أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين أنا محمد بن أحمد بن
الآبنوسي
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور
قالا أنا عيسى بن علي
وأناه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات سعيد بن الحسين بن الحسن بن حسان
قالا أنا الحسين بن النقور (2) قالا نا عبد الله بن محمد بن هدبة بن
عائد نا همام بن يحيى نا قتادة قال قلت لأنس من جمع القرآن على عهد رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ورجل
من الأنصار يقال له أبو زيد
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى
الباقلاني قراءة عليه وأنا حاضر نا أبو بكر بن مالك إملاء نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله
البصري نا حجاج نا هشيم بن بشير نا المغيرة عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مروان
أربعة رهط لا أزال أحبهم بعد ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال استقرأوا القرآن من أربعة
من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل [* * * *]
قال ابن عساكر (3) كذا فيه وقد سقط منه مسروق
أخبرناه أبو عبد الله الخلال وأم المجتبى العلوية قالا أنا إبراهيم بن منصور أنا
أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى نا بندار نا محمد نا شعبة عن عمرو بن مرة عن
إبراهيم عن مسروق قال (4) ذكروا عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن عمرو قال ذاك
رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول استقرؤوا القرآن من أربعة من ابن
مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين نا أبو علي بن المذهب لفظا أنا أبو بكر بن مالك نا

(1) زيادة عن د، و " ز "، وم.
(2) بياض بالأصل وبقية النسخ.
(3) زيادة منا.
(4) تهذيب الكمال 18 / 165 وسير أعلام النبلاء 1 / 445.
398

عبد الله بن أحمد حدثني أبي (1) نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق عن مسروق عن
عبد الله بن عمرو قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خذوا القرآن من أربعة من ابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن
جبل وسالم مولى أبي حذيفة قال فقال عبد الله فذاك رجل لا أزال أحبه منذ رأيت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بدأ به [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا
أبو أحمد بن عدي قال (2) ثنا (3) أحمد بن إسحاق بن بهلول نا أبي نا سمرة بن حجر نا
حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن نافع عن ابن عمر
أنه قال له بعض أصحابه لقد أحسنت الثناء على ابن مسعود فقال كيف لا أحسن
عليه الثناء وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
خذوا القرآن من أربعة أبي ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وابن مسعود
ولقد هممت أن أبعثهم إلى الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين فقال له علي يا
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لو بعثت أبا بكر وعمر قال إنه لا غنى بي عنهما إنهما من الدين بمنزلة
السمع والبصر [* * * *]
أخبرنا القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد أنا أبو
زكريا يحيى بن إسماعيل نا عبد الله بن هاشم نا وكيع عن النضر بن معبد وسفيان عن
خالد الحذاء عن أبي قلابة (4) عن أنس يعني ابن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر وأصدقها حياء عثمان (5) وأعلمها
بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأقرأهم لكتاب الله أبي بن كعب وأعلمها بالفرائض زيد بن
ثابت ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح [* * * *]
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح وأبو الحسن بن مكي بن أبي طالب قالا

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 2 / 621 رقم 6800 طبعة دار الفكر.
(2) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال 2 / 277 ضمن ترجمة بن أبي حمزة النصيبي.
(3) زيادة للايضاح عن الكامل لابن عدي.
(4) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال 18 / 165 وسير أعلام النبلاء 1 / 446.
(5) تحرفت في " ز "، وم، ود إلى: " عمر " والمثبت ما جاء في تهذيب الكمال وسير الاعلام.
399

أنا أبو بكر بن خلف أنا الحاكم أبو عبد الله نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن
محمد الدوري نا (1) عقبة عن سفيان
ح وأخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن قالا أنا أبو
القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان نا أبو عبيدة السري
ابن يحيى نا قبيصة نا سفيان عن خالد الحذاء أو عاصم عن أبي قلابة عن أنس زاد
السري بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أرحم أمتي أبو بكر وأشدها وقال الدوري وأشدهم في دين الله عمر وأصدقها
حياء عثمان زاد السري وأفرضهم زيد وأقرأهم أبي زاد الدوري بن كعب وأعلمهم
بالحلال والحرام معاذ زاد الدوري إلى آخره فقال ابن جبل وإن لكل أمة أمينا وإن
أمين هذه الأمة أبو عبيدة [* * * *]
قال الحاكم إنما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أرحم أمتي
مرسلا وأسند ووصل إن لكل أمة أمينا وأبو عبيدة أمين هذه الأمة
رواه الحفاظ عن خالد الحذاء وعاصم جميعا
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله وأبو محمد بختيار (2) بن عبد الله
الهندي قالا أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل أنا أبو علي الحسن
ابن أحمد بن إبراهيم البزار أنا عثمان بن أحمد نا الحسن بن سلام السواق نا قبيصة بن
عقبة نا سفيان الثوري عن خالد الحذاء وعاصم عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
إن خير أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر وأصدقها حياء عثمان وأفرضهم
زيد وأقرأهم أبي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة
أبو عبيدة بن الجراح [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا قبيصة نا سفيان عن خالد الحذاء وعاصم بن أبي
قلابة عن أنس قالا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) بياض بالأصل و " ز "، ود، وم، وكتب على هامش " ز ": بياض.
(2) رسمها بالأصل: " بحاد " وفي م: " بحا " وفي د، و " ز ": " بجساد " وجميعه تصحيف.
400

أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم عمر وأصدقها حياء عثمان وأقرأهم أبي
وأفرضهم زيد بن ثابت وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ولكل أمة أمين وأمين هذه
الأمة أبو عبيدة بن الجراح [* * * *]
أنبأناه أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله
ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد المروزي أنا أبو علي الحداد
قالوا أنا أبو نعيم الحافظ نا محمد بن جعفر بن الهيثم نا جعفر بن محمد بن شاكر نا
قبيصة نا سفيان عن خالد وعاصم عن أبي قلابة عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أرحم أمتي أبو بكر وأشدها في دين الله عمر وأصدقها حياء عثمان وأفرضهم زيد
ابن ثابت وأقرأهم أبي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وإن لكل أمة أمينا وأمين
هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح [* * * *]
أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن
قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس نا أبو بشر يونس بن
حبيب نا سليمان بن داود الطيالسي نا وهيب عن خالد عن أبي قلابة عن أنس قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في دين الله عمر وأشدهم (1) حياء عثمان شك
يونس (2) وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأعلمهم بما أنزل الله علي أبي بن كعب
وأفرضهم زيد بن ثابت وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن علي بن الحسن وأحمد بن إبراهيم
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن القصاري أنا أبي أبو طاهر
قالا أنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري نا المحاملي نا
حسين بن أبي زيد الدباغ نا علي بن يزيد الصدائي نا أبو سعد البقال عن أبي محجن قال
أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا حيف الأئمة
وإيمانا بالنجوم وتكذيبا بالقدر [* * * *]

(1) بعدها بياض في م، و " ز "، والذي في د: " وأشدهم وأصدقهم حياء... " وليست في الأصل، والكلام فيه متصل.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ، ويعود إلى الجملة الأخيرة كما وردت في د، ولعل الصواب حسب السياق: " أو
أصدقهم " بدلا من " وأصدقهم ".
401

قال وسمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
إن أرأف الناس (1) بهذه الأمة أبو بكر الصديق وأقواها بأمر الله عمر وأشدها حياء
عثمان وأعلمها بفضل قضاء علي وأعلمها بحساب فرائض زيد بن ثابت وأعلمها بناسخ
ومنسوخ معاذ وأقرأها أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة [* * * *]
أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الفقيه الصفار وغيره قالوا (2) أنا موسى
ابن عمران بن محمد قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ غريب من حديث أبي سعد عن أبي
محجن الدئلي ولا ينكر سماعه منه فقد أدرك أنس بن مالك
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (3) نا عبد الله بن جعفر نا إسماعيل بن عبيد
الله (4) نا أحمد بن يونس نا سلام بن سليمان نا زيد العمي عن أبي صديق الناجي عن
أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله
وحرامه [* * * *]
أخبرنا أبو محمد المقرئ وأبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن الأمباي (5) قالا أنا أبو
القاسم الفقيه أنا أبو محمد العدل أنا خيثمة بن سليمان نا أبو قلابة الرقاشي نا عمر بن
أيوب المدني نا محمد بن معن أنا مجمع بن يعقوب عن أبيه عن عبد الرحمن بن يزيد
ابن حارثة عن مجمع بن حارثة قال
كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقولون أرأف الناس بالناس أبو بكر وأشدهم في دين الله
عمر وأصدقهم حياء عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وعند ابن أم مكتوم
علم إلى (6)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن
الحسين قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي
شيبة نا الحسن بن سهل نا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن زيد بن جابر عن الزهري قال

(1) استدركت عن هامش الأصل.
(2) بالأصل وبقية النسخ: قال.
(3) في سير أعلام النبلاء 1 / 446 وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 228.
(4) في حلية الأولياء: إسماعيل بن عبد الله.
(5) كذا رسمها بالأصل وبقية النسخ، وليست في المشيخة، (راجع مشيخة ابن عساكر 230 / أ).
(6) كذا.
402

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعلمها بحلالها وحرامها معاذ بن جبل [* * * *]
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبيد الله بن مندة
أنا عبد الله بن محمد بن الحجاج وأحمد بن محمد بن عاصم قالا نا أحمد بن محمد بن
الضحاك نا يعقوب بن كعب نا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (1) عن
أبي العجفاء قال (2)
قال عمر بن الخطاب لو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم لقيت ربي فقال من
استخلفه على أمة محمد قلت سمعت عبدك ونبيك عليه السلام يقول يأتي معاذ بن جبل
بين يدي العلماء برتوة (3) [* * * *]
هذا مختصر
وأخبرناه بتمامه أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز الكتاني إملاء
وأخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا
أنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد نا محمد بن عبد الله الشافعي حدثني وقار بن
الحسين الكلابي نا أيوب بن محمد نا ضمرة عن أبي زرعة عن أبي العجفاء قال
قيل لعمر لو عهدت قال لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح ثم وليته ثم لقيت الله عز
وجل فقال من استخلفت على أمة محمد قلت سمعت عبدك ونبيك (صلى الله عليه وسلم) يقول إنه أمين
هذه الأمة ولو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم لقيت الله عز وجل فقال من استخلفت
على أمة محمد قلت سمعت عبدك ونبيك محمد (صلى الله عليه وسلم) يقول (4) يأتي معاذ يوم القيامة بين
يدي العلماء برتوة ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على ربي فسألني من
وليت على أمة محمد قلت سمعت عبدك ونبيك (صلى الله عليه وسلم) يقول خالد بن الوليد سيف من
سيوف الله سله الله على المشركين [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن البسري وأبو محمد بن أبي
عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم

(1) بالأصل و " ز "، وم: الشيباني، تحريف. والتصويب عن سير الاعلام.
(2) سير أعلام النبلاء 1 / 446.
(3) الرتوة: رمية سهم، وقيل: قذفة حجر، وقيل: مد البصر.
(4) الزيادة لازمة لرفع الخلل والاضطراب، عن المختصر، وهذه الزيادة مستدركة أيضا فيه.
403

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد أنا أبي أبو طاهر
قالوا أنا إسماعيل بن الحسن بن عبد الله
وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي قالا نا
أبو عبد الله المحاملي نا محمود بن خداش نا مروان بن معاوية أنا سعيد بن أبي عروبة
قال سمعت شهر بن حوشب يقول
قال عمر بن الخطاب لو استخلفت أبا عبيدة بن الجراح فسألني عنه ربي ما حملك
على ذلك لقلت ربي سمعت نبيك (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول إنه أمين هذه الأمة ولو استخلفت
سالما مولى أبي حذيفة فسألني عنه ربي ما حملك على ذلك قلت ربي سمعت نبيك
وهو يقول إنه يحب الله حقا من قلبه ولو استخلفت معاذ بن جبل فسألني عنه ربي ما
حملك على ذلك لقلت رب سمعت نبيك (صلى الله عليه وسلم) وهو يقول إن العلماء إذا حضروا ربهم
عز وجل كان بين أيديهم رتوة بحجر [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو الحسين بن المهتدي أنا عبد الرحمن بن
عمر بن أحمد أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة نا جدي يعقوب نا جعفر بن عون
نا سعيد بن أبي عروبة عن شهر بن حوشب قال
قال عمر لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته فلقيت ربي فسألني عن ذلك لقلت
سمعت نبيك (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا حضرت العلماء ربهم يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم
بقذفه حجر ولو استخلفت أبا عبيدة بن الجراح فسألني ربي قلت رب سمعت نبيك (صلى الله عليه وسلم)
يقول إنه يحب الله ورسوله (1) [* * * *]
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن بن
لؤلؤ أنا محمد بن الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس نا محمد بن أبي عدي
ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا نا سعيد بن أبي عروبة قال سمعت شهر بن حوشب
يقول
قال عمر لو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته فإن سألني ربي قلت سمعت نبيك (صلى الله عليه وسلم)
يقول هو أمين هذه الأمة ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته فإن سألني ربي

(1) كذا ولعل في الكلام سقط، قارن مع الروايتين السابقتين للخبر.
404

قلت إني سمعت نبيك يقول إن الله يبعثه يوم القيامة رتوة بين يدي العلماء [* * * *]
قال ابن عساكر (1) شهر بن حوشب لم يدرك عمر
ورواه علي بن مسهر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن شهر مختصرا في ذكر
معاذ
أخبرناه أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا ابن الفراوي نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا المنجاب أنا أبو مسهر عن
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب قال قال عمر بن الخطاب فذكره
وروي من وجه آخر ولم يذكر فيه شهر
أخبرنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم علي بن أحمد
الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي نا أبو محمد القاسم بن الحسين الصايغ نا
عبد الله بن بكر أبو وهب قال سمعت سعيدا يذكر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال
لو أدركت معاذ بن جبل لاستخلفته فسألني ربي لم استخلفت معاذا فقلت يا
رب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا حضرت العلماء ربهم كان معاذ إمامهم قذفة
حجر ولو أدركت عبيدة بن الجراح لاستخلفته فسألني ربي لم استخلفت أبا عبيدة
لقلت يا رب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول هو أمين الله وأمين رسوله أو أمين الله أو
أمين هذه الأمة ولو أدركت سالما مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته فإن سألني ربي لم
استخلفت أبا سالم (2) قلت يا رب سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إنه يحب الله ورسوله
حقا من قلبه [* * * *]
وقد روي من وجوه مرسلة مختصرا
أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن
بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا محمد بن سعيد الأصبهاني نا أبو
معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة رتوة [* * * *]

(1) زيادة منا.
(2) زيادة اقتضاها السياق، من رواية سابقة للخبر.
405

أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا ابن خيرون أنا ابن بشران أنا ابن الصواف نا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا أبو معاوية نا الشيباني عن أبي عون الثقفي قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجئ معاذ يوم القيامة بين يدي العلماء رتوة [* * * *]
قال ونا ابن أبي شيبة نا سعيد بن عمرو أنا حماد بن زيد عن هشام عن الحسن
قال يجئ معاذ بن جبل يوم القيامة بين يدي العلماء
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم الحافظ (1) نا سليمان بن أحمد نا أحمد بن حماد
ابن زغبة نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبد
الله بن زاهر عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأتي معاذ بن جبل يوم
القيامة أمام العلماء برتوة [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (2) نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا ابن سعد (3) أنا محمد (4) بن عمر عن
سليمان بن بلال والنعمان بن عمارة بن غزية عن أبيه عن محمد بن كعب القرظي قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأتي معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء برتوة [* * * *]
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا ابن الفهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن عمر وسليمان بن بلال
والنعمان بن عمارة بن غزية عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن معاذ
ابن جبل أمام العلماء رتوة [* * * *]
قال ونا إسحاق بن يوسف الأزرق عن هشام يعني ابن حسان عن الحسن
قال وأنا سليمان بن حرب نا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال قال
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن جبل له نبذة بين يدي العلماء يوم القيامة [* * * *]
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا أبو

(1) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 1 / 229.
(2) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) بالأصل: " ومحمد " والمثبت " أنا محمد " عن " ز "، ود، وم.
406

عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنا ابن وهب
أخبرني مالك قال
سمعت أن معاذ بن جبل أمام العلماء رتوة ومن أجلها منزلة في الرأي
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد أنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة (1) أنا
سليمان بن أحمد نا عبد الله بن ناجية نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي نا أبي نا ابن
إسحاق عن رجل عن صالح بن جبير العداني عن أبي العجفاء السلمي عن عمرو بن
العاص قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هممت أن أبعث معاذ بن جبل وسالما مولى أبي حذيفة وأبي بن
كعب وابن مسعود إلى الأمم كما بعث عيسى بن مريم الحواريين فقال رجل ألا تبعث أبا
بكر وعمر فإنهما أبلغ قال لا غنى بي عنهما إنما منه لهما (2) من الدين بمنزلة السمع
والبصر [* * * *]
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنا أبو محمد بن يوة
أنا أبو الحسن أنا أبو بكر بن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (3) أنا محمد بن عمر نا إسحاق
ابن طلحة بن يحيى بن طلحة عن مجاهد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلف معاذ بن جبل بمكة حين
وجههم إلى حنين يفقه أهل مكة ويقرئهم القرآن [* * * *]
قال ونا محمد بن سعد (4) أنا الواقدي أنا إسحاق بن يحيى عن مجاهد قال
لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكة وسار إلى حنين استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي
بالناس وخلف معاذ بن جبل يقرئهم القرآن ويفقههم (5)
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر أنا محمد بن العباس
أنا أبو الحسن أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (6) أنا الفضل بن
دكين نا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال

(1) إعجامها مضطرب بالأصل والنسخ وتقرأ: زيده.
(2) كذا بالأصل ود، وم: " إنما منه لهما " وفي " ز ": " إنما هما ".
(3) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(4) ليس في الطبقات الكبرى.
(5) سير أعلام النبلاء 1 / 447 من طريق ابن سعد.
(6) طبقات ابن سعد 3 / 585.
407

كتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن وبعث إليهم معاذ إني قد بعثت عليكم من خير أهلي
والي (1) علمهم والي (2) دينهم [* * * *]
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين أنا
جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا أبو كريب نا أبو أسامة (3) عن داود بن يزيد
الأودي عن المغيرة بن شبل (4) عن قيس بن أبي حازم عن معاذ قال
بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن فلما سرت أرسل في أثري فرددت فقال أتدري
لم بعثت إليك لا تصيبن شيئا بغير علم فإنه غلول " ومن يغلل يأت بما غل يوم
القيامة " (5) لقد أذعرت فامض لعملك
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد
الله الحافظ أنا أبو عون محمد بن أحمد بن ماهان الخزاز بمكة نا علي بن عبد العزيز نا
سعيد بن عبد الرحمن نا (6) أخو سفيان نا إسماعيل بن رافع المدني عن ثعلبة بن
صالح عن سليمان بن موسى عن معاذ بن جبل قال
أخذ بيدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فمشى ميلا ثم قال يا معاذ أوصيك بتقوى الله وصدق
الحديث ووفاء العهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ورحم اليتيم وحفظ الجوار وكظم
الغيظ ولين الكلام وبذل السلام ولزوم الإمام والفقه في القرآن والجزع من الحساب
وقصر الأمل وحسن العمل وأنهاك أن تشتم مسلما أو تصدق كاذبا أو تكذب صادقا أو
تعصي إماما عادلا وأن تفسد في الأرض يا معاذ أذكر الله عند كل شجر وحجر وأحدث
لكل ذنب توبة والسر بالسر والعلانية بالعلانية [* * * *]
قال البيهقي ورواه أسد بن موسى عن سلام بن سليم عن إسماعيل بن رافع عن
ثعلبة الحمصي عن معاذ بن جبل
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة أنا أبو القاسم

(1) زيادة عن طبقات ابن سعد، وفي " ز "، وم، ود: وأولى.
(2) في الأصل والنسخ: " أولى " والمثبت عن طبقات ابن سعد.
(3) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 447.
(4) في سير أعلام النبلاء: شبيل.
(5) سورة آل عمران، الآية: 161.
(6) بياض بالأصل ود، و " ز "، وم.
408

حمزة بن يوسف أخبرني أبي نا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي نا أبو بكر إسحاق
ابن إبراهيم بن مخلد بن محمد الأستراباذي الطلقي (1) نا محمد يعني ابن خالد الحنظلي
هو الرازي نا عبد الكريم الجرجاني عن يعقوب عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي
عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال
لما بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن قال لي لقد علمت الذي لقيت في أمر الله وفي
سببي والذي ذهب من مالك وركبك من الدين فقد طيبت لك الهدية فما أهدي لك من
شئ تكرم به فهو لك هنيئا إذا قدمت عليهم فعلمهم كتاب الله وأدبهم على الأخلاق
الصالحة وأنزل الناس منازلهم من الخير والشر ولا تحاب في أمر الله ولا في مال الله فإنه
ليس لك ولا لأبيك وأد إليهم الحق في كل قليل أو كثير، وعليك باللين والرفق في غير
ترك الحق حتى يقول الجاهل قد ترك يعني الحق واعتذر إلى أهل عملك في كل أمر
خشيت أن يقع في أنفسهم عليك عتب حتى يعذروك وليكن من أكبر همك الصلاة فإنها
رأس سلام بعد الإقرار بالدين إذا كان الشتاء فعجل الفجر عند طلوع الفجر وأطل القراءة في
غير أن تمل الناس أو تكره (2) إليهم أمر الله وعجل الظهر حين تزول الشمس (3) وصل
العصر والمغرب على ميقات واحد في الشتاء والصيف وصل (4) العصر والشمس بيضاء
وصل المغرب حين تغرب الشمس وصل العتمة واعتم بها فإن الليل طويل وإذا كان
الصيف فأسفر بالفجر فإن الليل قصير والناس ينامون فأمهلهم حتى يدركوها وأخر الظهر
بعد أن يتنفس الظل ويتحول الريح فإن الناس يقيلون (5) وأمهلهم حتى يدركوها وصل
العتمة ولا تعتم بها فإن الليل قصير وأتبع الموعظة الموعظة فإنها أقوى لهم على العمل
بما يحب الله وبث في الناس المعلمين واحذر الله الذي إليه ترجع
قال معاذ يا رسول الله ما سئلت عنه أو تخوصم (6) إلي (7) فيه مما لم أجده في كتاب
الله ولم أسمعه منك قال اجتهد رأيك [* * * *]

(1) إعجامها مضطرب بالأصل والنسخ، والمثبت والضبط عن الأنساب.
(2) الأصل: يكن، والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(3) من هنا إلى قوله: والصيف، سقط من د.
(4) بالأصل ود: وصلى.
(5) يقيلون من القيلولة، والقائلة: نصف النهار، وتقيل: نام فيه (القاموس).
(6) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن م، وفي د: " خوصم " وفي " ز ": اختصم.
(7) استدركت عن هامش الأصل.
409

وقد روي هذا الحديث من وجه آخر أتم من هذا بإسناد أشبه من هذا
أخبرناه (1) أبو القاسم بن السمرقندي أيضا أنا أحمد بن محمد بن أحمد البزاز أنا
عيسى بن علي بن عيسى الكاتب أنا عبد الله بن محمد البغوي حدثني السري بن يحيى أبو
عبيدة التميمي نا سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر (2) بن لوذان الأنصاري
السلمي وكان فيمن بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) مع عمال اليمن فقال
فرق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمال اليمن في سنة عشر بعدما حج حجة التمام وقد مات باذام
فلذلك فرق أعمالها بين شهر بن باذام وعامر بن شهر الهمداني وعبد الله بن قيس أبو
موسى وخالد بن سعيد بن العاص والطاهر بن أبي هالة ويعلى بن أمية وعمرو بن حزم
وعلى بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي وعكاشة بن ثور على السكاسك والسكون
وبعث معاذ بن جبل معلما لأهل البلدين اليمن وحضرموت وقال يا معاذ إنك تقدم على
أهل كتاب وإنهم سائلوك عن مفاتيح الجنة فأخبرهم أن مفاتيح الجنة لا إله إلا الله وأنها
تخرق كل شئ حتى (3) تنتهي إلى الله عز وجل لا تحجب دونه من جاء بها يوم القيامة
مخلصا رجحت بكل ذنب فقال يعني معاذ إذا سئلت واختصم إلي فيما ليس في كتاب
الله ولم أسمع منك فيه سنة فقال تواضع لله عز وجل يرفعك واستدق الدنيا تلقك
الحكمة فإنه من تواضع لله عز وجل واستدق الدنيا أظهر الله الحكمة من قلبه على لسانه ولا
تقضين ولا تقولن إلا بعلم فإن أشكل عليك أمر فاسأل ولا تستحي واستشر فإن المستشير
معان والمستشار مؤتمن ثم اجتهد فإن الله عز وجل إن يعلم منك الصدق يوفقك فإن
ألبس (4) عليك فقف وأمسك حتى تتبينه أو تكتب إلي فيه ولا تضربن فيما لم تجد في كتاب
الله ولا في سنتي على قضاء إلا عن ملأ واحذر الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار وإذا
قدمت عليهم فأقم فيهم كتاب الله وأحسن أدبهم وأقرئهم القرآن يحملهم القرآن على الحق
وعلى الأخلاق الجميلة وأنزل الناس منازلهم فإنهم لا يستوون إلا في الحدود لا في الخير
ولا في الشر على قدر ما هم عليه من ذلك ولا تحابين في أمر الله وأد إليهم الأمانة في
الصغير والكبير وخذ ممن لا سبيل عليه العفو وعليك بالرفق وإذا أسأت فاعتذر إلى

(1) كتب فوقها في " ز ": ملحق.
(2) مكانها بياض في " ز "، وم.
(3) استدركت على هامش الأصل.
(4) غير واضحة بالأصل ورسمها: " السك " والمثبت عن د، وم، و " ز ".
410

الناس وعاجل التوبة وإذا سروا عليك أمرا بجهالة فبين لهم حتى يعرفوا ولا تحافدهم
وأمت أمر الجاهلية إلا ما حسنه الإسلام واعرض الأخلاق على أخلاق الإسلام ولا تعرضها
على شئ من الأمور وتعاهد الناس في المواعظ والقصد القصد والصلاة الصلاة فإنها
قوام هذا الأمر اجعلوها همكم وآثروا شغلها على الأشغال وترفقوا بالناس في كل ما
عليهم ولا تفتنوهم وانظروا في وقت كل صلاة فإنه كان أرفق بهم فصلوا بهم فيه أوله
وأوسطه وآخره صلوا الفجر في الشتاء وغلسوا بها وأطل في القراءة على قدر ما يطيقون لا
يملون أمر الله ولا يكرهونه وصلوا الظهر في الشتاء مع أول الزوال والعصر في أول وقتها
والشمس حية والمغرب حين تجب القرص صلها في الشتاء والصيف على ميقات واحد إلا
من عذر وأخر العشاء شاتيا فإن الليل طويل إلا أن يكون غير ذلك أرفق بهم وإذا كان
الصيف فأسفر فإن الليل قصير فيدركها النوام وصل الظهر بعدما يتنفس الظل وتبرد
الرياح وصل العصر في وسط وقتها وصل المغرب إذا سقط القرص والعشاء إذا غاب
الشفق إلا أن يكون غير ذلك أرفق بهم [* * * *]
وقال عبيد بن صخر أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) عماله باليمن جميعا فقال تعاهدوا الناس
بالتذكر (1) وأتبعوا الموعظة بالموعظة فإنه أقوى (2) للعالمين علي العمل بما يحب الله ولا
تخافوا في الله لومة لائم واتقوا الله الذي إليه ترجعون قال فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ حين بعثه
معلما إلى اليمن إني قد عرفت بلاءك في الدين والذي ذهب من مالك وركبك من الدين
وقد طيبت لك الهدية فإن أهدي لك شئ فاقبل فرجع حين رجع بثلاثين رأسا [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر
ابن المقرئ نا القاسم بن مندة بن كوشيذ نا سليمان الشاذكوني نا الهيثم بن عبد الغفار
عن سبرة بن معبد عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال
لما بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن قلت يا رسول الله إن جاءني ما ليس في كتاب
الله ولم أسمع منك فيه شيئا قال اجتهد رأيك فإن الله إذا علم منك الحق وفقك
للحق [* * * *]
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن أحمد الفقيه وأبو المعالي محمد بن إسماعيل قالا

(1) بالأصل: بالتذكير، والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(2) بالأصل: " لقوي " والمثبت عن م، و " ز "، وفي د: أقوم.
411

أنا أبو بكر أحمد بن الحسين أنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا
الحارث بن أبي أسامة نا يزيد بن هارون أنا شعبة بن الحجاج (1) عن أبي عون محمد بن
عبيد الله عن الحارث يعني ابن عمرو الثقفي ابن أخي المغيرة بن شعبة نا أصحابنا عن
معاذ بن جبل قال
لما بعثني النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن قال لي كيف تقضي إن عرض قضاء قال قلت
أقضي بما في كتاب الله قال (2) فإن لم يكن في كتاب الله قال قلت أقضي بما قضى
به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فإن لم يكن قضى به الرسول قال قلت أجتهد رأيي ولا آلو
قال فضرب صدري وقال الحمد لله الذي وفق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما يرضي رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) ح
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي (3) أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد نا عبد الكريم بن الهيثم نا أبو اليمان نا صفوان بن
عمرو عن راشد بن سعد عن عاصم بن حميد السكوني
أن معاذ بن جبل لما بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصيه ومعاذ راكب
ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يمشي تحت راحلته فلما فرغ قال يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد
عامي هذا ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري قال فبكى معاذ خشعا لفراق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) لا تبك يا معاذ البكاء أو أن البكاء من الشيطان [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا عيسى بن علي أنا
عبد الله بن محمد البغوي حدثني السري
ح قال وأنا ابن النقور أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس أنا أبو بكر بن سيف
أنا السري بن يحيى
أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر التميمي نا سهل بن يوسف عن أبيه عن
عبيد بن صخر

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 448 وانظر تخريجه فيه.
(2) استدركت على هامش الأصل.
(3) رواه البيهقي في دلائل النبوة 5 / 404 ومن طريق أبي اليمان رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 448.
412

أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حين ودعه معاذ زاد ابن سيف منطلقا وقالا قال حفظك الله من بين
يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك ودرأ عنك
شرور الإنس والجن وشر كل دابة هو آخذ بناصيتها فسار وساروا حتى انتهوا إلى
أعمالهم فبدأ معاذ بصنعاء ثم ثنى بالجند (1) [* * * *]
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) يبعث يوم القيامة له رتوة فوق العلماء (2) [* * * *]
زاد ابن سيف أنا السري أنا شعيب قال ونا سيف نا جابر بن يزيد النخعي (3)
عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال (4)
بعثني النبي (صلى الله عليه وسلم) خامس خمسة على أصناف اليمن أنا ومعاذ بن جبل وخالد بن
سعيد والطاهر بن أبي هالة وعكاشة بن ثور فبعثنا متساندين وأمرنا أن نتياسر وأن نيسر
ولا نعسر ونبشر ولا ننفر وإن (5) إذا قدم معاذ على أحد منكم فتطاوعا ولا تختلفا فلما
خرجنا من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قلت لمعاذ إن قومنا يتخذون أشربة من العنب والتمر
والبر والعسل والذرة والشعر يسكر أهله ويذهب بعقولهم فارجع بنا نسأل النبي (صلى الله عليه وسلم)
فرجعنا إليه فأخبرناه فقال انههم عن كل مسكر [* * * *]
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر المغربي (6) أنا محمد بن عبد الله بن محمد
الجوزقي أنا أبو العباس الدغولي نا محمد بن مشكان أنا أبو النضر هاشم بن القاسم نا
شعبة (7) عن سعيد بن أبي بردة قال سمعت أبي يحدث عن أبي موسى
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن فقال لهما يسرا ولا تعسرا وبشرا
ولا تنفرا وتطاوعا فقال أبو موسى إن شرابا يصنع بأرضنا من العسل يقال له البتع (8)
ومن الشعير يقال له المزر (9) فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) كل مسكر حرام فقال معاذ لأبي موسى
كيف تقرأ القرآن فقال أقرأ في صلاتي مضطجعا وعلى راحلتي وقائما وقاعدا أتفوقه

(1) تقدم التعريف بها قريبا.
(2) سير أعلام النبلاء 1 / 448 - 449.
(3) كذا بالأصل وبقية النسخ: " النخعي " وهو خطأ والصواب: " الجعفي " راجع ترجمته في تهذيب الكمال 3 / 304.
(4) سير أعلام النبلاء 1 / 449.
(5) كذا بالأصل والنسخ.
(6) في " ز "، وم: المقرئ.
(7) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 1 / 449.
(8) البتع: نبيذ العسل.
(9) العزر: نبيذ الشعير.
413

تفوقا فقال معاذ لكني أنام ثم أقوم فأقرأه فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي فكأن معاذا
فضل عليه
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد
السلام قالا أنا أبو محمد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة نا أبو القاسم البغوي نا
علي بن الجعد أنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى
أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال لهما يسرا ولا تعسرا وتطاوعا
ولا تنفرا فقال له أبو موسى إنا لنا شرابا يصنع بأرضنا من العسل يقال له البتع ومن
الشعير يقال له المزر فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) كل مسكر حرام
قال فقال معاذ لأبي موسى كيف تقرأ القرآن قال أقرأه في صلاتي وعلى راحلتي
قائما وقاعدا ومضطجعا أتفوقه تفوقا فقال معاذ لكني أنام ثم أقوم فأحتسب نومتي كما
أحتسب قومتي قال فكأن معاذا فضل عليه (1)
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أنا
أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف نا أبو عبيدة التميمي نا شعيب
ابن إبراهيم التيمي نا سيف التميمي نا جابر بن يزيد الجعفي (2) عن أم جهيش خالته إحدى
بني جذيمة قالت (3)
بينا نحن بدثينة (4) بين الجند وعدن إذ قيل هذا رسول (5) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوافينا صحن
القرية فإذا رجل متوكئ على رمحه متقلد السيف متعلق حجفة متنكب قوسا وجعبة
فتكلم وقال إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليكم اتقوا الله واعملوا بجد غير تعذير فإنما هي
الجنة والنار خلود فلا موت وإقامة فلا ظعن كل امرئ عمل به عامل فعليه ولا له إلا ما
ابتغي به وجه الله وكل صاحب استصحبه أحد خاذله وخائنه إلا العمل الصالح انظروا

(1) كتب بعدها في " ز ": آخر الجزء الحادي والعشرين بعد الستمئة.
وكتب في د: آخر الجزء الحادي والسبعين بعد الستمئة.
(2) بالأصل وبقية النسخ: " النخعي " والصواب ما أثبت.
(3) الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 449 - 450.
(4) الدثينة بفتح أوله وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ونون (راجع معجم البلدان).
(5) استدركت عن هامش الأصل.
414

لأنفسكم فاصبروا (1) لها بكل شئ ولا تصبروا (2) بها لشئ فإذا رجل موفر الرأس
أدعج أبيض براق وضاح
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن إبراهيم بن عمر الفقيه أنا محمد بن
العباس أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن محمد نا محمد بن سعد (3) أنا محمد بن
عمر نا محمد بن صالح عن موسى بن عمران بن متاح قال توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعامله
على الجند معاذ بن جبل
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا
أحمد بن عمران نا موسى نا خليفة قال (4)
في تسمية عمال النبي (صلى الله عليه وسلم) ومعاذ بن جبل على الجند والقضاء وتعليم الناس الإسلام
وشرائعه وقراءة القرآن وجعل قبض الصدقات من العمال الذين بها يعني باليمن إلى
معاذ بن جبل
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنا سعيد بن أحمد بن محمد أنا أبو
الفضل عبيد الله بن محمد الفامي
ح أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا سعيد بن أحمد أنا أبو محمد عبد
الله بن أحمد بن محمد قالا أنا أبو العباس السراج نا قتيبة نا عبد العزيز بن محمد عن
سهيل يعني ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن
الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل جعفر نعم الرجل ثابت بن قيس نعم
الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح (5) [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين البزاز أنا عيسى بن علي أنا

(1) بالأصل والنسخ والمختصر: أضروا، والمثبت عن سير الاعلام.
(2) الأصل والنسخ: تضروا.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 586 ومن طريق الواقدي في سير الاعلام 1 / 450.
(4) تاريخ خليفة بن خياط ص 97 (ت. العمري).
(5) رواه المزي في تهذيب الكمال 18 / 165 و 166 ومختصرا في سير الاعلام 1 / 450.
415

أبو القاسم عبد الله بن محمد نا داود بن عمرو نا علي بن هاشم بن البريد عن إسماعيل
ابن مسلم عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعم عبد الله أبو بكر نعم عبد الله عمر نعم عبد الله أبو عبيدة
ابن الجراح نعم عبد الله معاذ بن جبل نعم عبد الله أبي بن كعب نعم عبد الله ثابت بن
قيس [* * * *]
ورواه ابن عيينة عن ابن المنكدر فأرسله (1)
أخبرناه أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو
طاهر المخلص نا أحمد بن سليمان نا الزبير بن بكار حدثني سفيان بن عيينة عن محمد
ابن المنكدر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
نعم عبد الله من المهاجرين أبو بكر ونعم عبد الله عمر ونعم عبد الله أبو عبيدة
ونعم عبد الله أسيد بن حضير ونعم عبد الله معاذ بن جبل ونعم عبد الله ثابت بن قيس بن
الشماس [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد الجنزرودي أنا أبو حامد أحمد بن
إبراهيم بن محمد بن يحيى إملاء نا القاضي أبو الحسين علي بن الحسن الجراحي ببغداد
نا محمد بن عبد الله بن يوسف البصري نا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب نا إسحاق بن
عبد الله بن كيسان عن أبيه عن ثابت عن أنس
أن معاذ بن جبل دخل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو متكئ فقال كيف أصبحت يا
معاذ قلت أصبحت بالله مؤمنا قال إن لكل قول مصداقا ولكل حق حقيقة فما
مصداق ما تقول قلت يا نبي الله ما أصبحت صباحا إلا ظننت أن لا أمسي ولا
أمسيت قط إلا ظننت أني لا أصبح وما خطوت خطوة قط إلا ظننت أن لا أتبعها أخرى
وكأني أنظر إلى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها ومعها نبيها وأوثانها التي كانت تعبد
من دون الله وكأني أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة قال عرفت
فالزم [* * * *]
أخبرنا (2) أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي أنا أبو القاسم أحمد بن محمد

(1) سير أعلام النبلاء 1 / 450.
(2) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
416

الخليلي (1) أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي نا الهيثم بن كليب الشاشي نا أبو قلابة
عبد الملك بن محمد نا أبو عاصم نا حياة بن شريح (2) عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد
الرحمن الحبلي (3) عن الصنابحي عن معاذ بن جبل قال
لقيني النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا معاذ إني لأحبك في الله قال قلت وأنا والله يا رسول الله
أحبك في الله قال أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاة رب أعني على ذكرك
وشكرك وحسن عبادتك (4) [* * * *]
أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الشروطي وأبو
غالب بن البنا قالا أنا أبو الغنائم بن المأمون أنا أبو القاسم بن حبابة أنا أبو عبد الله
حرمي بن أبي العلاء نا سعيد بن عبد الرحمن نا مروان يعني ابن معاوية (5) عن عطاء
عن أبي نضرة عن أبي سعيد
أن معاذ بن جبل دخل المسجد ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) ساجد فسجد معاذ مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فلما سلم النبي (صلى الله عليه وسلم) قضى ما سبقه فقال له رجل كيف صنعت سجدت ولم تعتد بالركعة
قال لم أكن لأرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على حال إلا أحببت أن أكون مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيها فذكر
ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فسره وقال هذه سنة لكم [* * * *]
أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد أنا أحمد بن الحسين أنا أبو طاهر
الفقيه أنا أبو حامد بن بلال نا يحيى بن الربيع نا سفيان (6) عن زكريا عن الشعبي
قرأ عبد الله إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا فقال له فروة بن نوفل إن إبراهيم
فأعادها ثم قال الأمة معلم الخير والقانت المطيع وأن معاذا كان كذلك
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا
أحمد بن مروان نا إسماعيل بن إسحاق نا سعيد بن سليمان نا خالد يعني ابن عبد الله
عن بيان عن عامر قال قال ابن مسعود

(1) كذا بالأصل و " ز "، وفي د، وم: الخلعي.
(2) تحرفت بالأصل ود، إلى: الجملي، والمثبت عن " ز "، وسير الاعلام.
(3) رواه الذهبي من طريقه في سير أعلام النبلاء 1 / 450.
(4) كتب بعدها في د و " ز ": إلى.
(5) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 450 - 451.
(6) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 451.
417

إن معاذا كان أمة قانتا فقال رجل يا أبا عبد الرحمن ما الأمة قال الذي يعلم
الناس الخير قال فما القانت قال الذي يطيع الله ثم قال ابن مسعود للرجل إنا كنا
نشبهه بإبراهيم عليه السلام
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن فهم نا محمد بن سعد أنا محمد بن الفضيل بن غزوان
الضبي عن بيان (1) عن عامر قال قال ابن مسعود
إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين قال فقال له رجل يا أبا عبد
الرحمن نسيتها قال لا ولكنا كذا نشبهه بإبراهيم والأمة الذي يعلم الناس الخير
والقانت المطيع (2)
قال ابن عساكر (3) كذا قالا عن بيان عن الشعبي عن ابن مسعود
وقد رواه منصور بن عبد الرحمن الأشل عن الشعبي عن فروة بن نوفل
أخبرناه أبو بكر أيضا أنا الجوهري أنا ابن حيوية أنا ابن معروف نا ابن فهم نا
ابن سعد (4) أنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي
حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال قال ابن مسعود
إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين فقلت غلط أبو عبد
الرحمن إنما قال الله " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " (5) قال
فأعادها علي فقال إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين فعرفت أنه تعمد
الأمر تعمدا فسكت فقال أتدري ما الأمة وما القانت قلت الله أعلم فقال الأمة الذي
يعلم الناس الخير والقانت المطيع لله ولرسوله وكذلك كان معاذ كان يعلم الخير وكان
مطيعا لله ولرسوله
قال ابن عساكر (6) وكلا الحديثين غير محفوظ والمحفوظ رواية الشعبي عن مسروق عن ابن
مسعود وراجعه فيه فروة بن نوفل

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي سير الاعلام 1 / 451 حيان.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 438.
(3) زيادة منا.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 348 - 349.
(5) سورة النحل، الآية: 120.
(6) زيادة منا.
418

أخبرناه أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن نا ابن أبي الدنيا نا ابن سعد (1) أنا إسحاق بن يوسف الأزرق أنا زكريا بن أبي
زائدة عن الشعبي عن مسروق قال
كنا عند ابن مسعود فقال إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا قال فقال له فروة
ابن نوفل نسي أبو عبد الرحمن إبراهيم خليل الله تعني قال وهل سمعتني ذكرت إبراهيم
إنا كنا نشبه معاذا بإبراهيم أو إن كان نشبه به قال فقال له رجل ما الأمة قال الذي
يعلم الناس الخير والقانت الذي يطيع الله ورسوله
وأدخل غيره بين زكريا والشعبي فراسا
أخبرناها أبو البركات بن المبارك أنا أحمد بن الحسن بن أحمد وأحمد بن الحسن
ابن خيرون قالا أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة نا أبي وعمي أبو بكر قالا نا محمد بن بشر نا زكريا حدثني فراس عن عامر
أن مسروقا قال
كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فقال كان معاذ بن جبل أمة قانتا فقال فروة بن
نوفل أليس يقال إبراهيم فقال له ابن مسعود أوسمعتني ذكرت إبراهيم إنا كنا نشبه
معاذا بإبراهيم أو كان يشبه به فقال رجل وما الأمة قال الذي يعلم الناس الخير
والقانت الذي يطيع الله عز وجل (2)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد التميمي العدل أنا
أبو الميمون البجلي نا أبو زرعة النصري نا أبو نعيم نا سفيان عن فراس عن الشعبي
عن مسروق عن عبد الله أنه قرأ إن معاذا كان أمة قانتا قيل يا أبا عبد الرحمن " إبراهيم
كان أمة قانتا " قال أتدرون ما الأمة الذي يعلم الناس الخير والقانت الذي يطيع الله
ورسوله
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن
المظفر نا عبد الملك بن علي بن محمد بن مكرم نا الفضل بن الحسن الأهوازي نا عبد

(1) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى لابن سعد.
(2) راجع حلية الأولياء 1 / 230 وسير الاعلام 1 / 451 وتهذيب الكمال 18 / 166.
419

الله بن أبي يعقوب الكرماني نا يحيى بن أبي بكير نا شعبة عن مجالد وبيان أو
أحدهما قال سمعت الشعبي عن مسروق قال قال عبد الله
إن معاذا كان أمة قانتا فقال فروة " إن إبراهيم كان أمة قانتا " (1) قال إنا كنا نشبهه
به قال وسئل عن الأمة قال معلم الخير وسئل عن القانت قال المطيع لله ولرسوله
قال ونا ابن مظفر حدثناه محمد بن عبد الله بن حبرويه الرازي نا عبد الله بن محمد
ابن يحيى بن أبي بكير نا يحيى بن أبي بكير (2) نا شعبة بإسناده نحوه
قال وأنا ابن مظفر قال وناه علي بن إسماعيل نا أحمد بن الهيثم نا عفان نا شعبة
قال فراس أخبرني قال سمعت الشعبي عن مسروق قال قال عبد الله
إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين فقال فروة بن نوفل نسي
فقال عبد الله من نسي إنا كنا نشبهه بإبراهيم قال فسئل عن الأمة فقال معلم الخير
وسئل عن القانت قال مطيع لله ولرسوله
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (3) أنا عبد الله بن جعفر الرقي
نا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص قال
بينما ابن مسعود يحدث أصحابه ذات يوم إذ قال إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم
يك من المشركين قال فقال رجل يا أبا عبد الرحمن " إن إبراهيم كان أمة قانتا " وظن
الرجل أن ابن مسعود أوهم فقال ابن مسعود هل تدرون ما الأمة قالوا ما الأمة قال
الذي يعلم الناس الخير ثم قال هل تدرون ما القانت قالوا لا قال القانت المطيع لله
أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن مندويه أنا علي بن محمد بن
أحمد الحسناباذي أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي نا أبو العباس بن
عقدة نا محمد بن عبيد بن عتبة نا سعد بن شرحبيل نا عمرو بن يزيد أبو بردة حدثني أبو
إسحاق عن الزبير بن عدي عن إبراهيم قال قال عبد الله كنا نشبه معاذا بإبراهيم وقرأ
إن معاذا كان أمة قانتا

(1) سورة النحل، الآية: 120.
(2) قوله: " نا يحيى بن أبي زكريا " سقط من " ز ".
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 349.
420

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو العبدي أنا أبو محمد أنا أبو
الحسن نا ابن أبي الدنيا
قالا نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن عمر نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
عن موسى بن ميسرة عن محمد بن سهل بن أبي حتمة (2) عن أبيه قال
كان الذين يفتون على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة من المهاجرين وثلاثة من الأنصار
عمر وعثمان وعلي وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت
قال (3) ونا ابن أبي سبرة عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار (4)
الأسلمي عن أبيه قال كان عمر يستشير في خلافته إذا حزبه الأمر أهل الشورى ومن
الأنصار معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر وأبو الفضل قالا أنا أبو القاسم عبد
الملك بن محمد أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبي نا
وكيع عن موسى بن علي بن رباح (5) عن أبيه قال
خطب عمر بن الخطاب بالجابية فحمد الله وأثنى عليه (6) ثم قال من أراد الفقه
فليأت معاذا
أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنا الحسن بن علي أنا ابن حيوية أنا ابن معروف أنا ابن
الفهم
ح وأخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد أنا أبو الحسن أنا
ابن أبي الدنيا

(1) الخبر الذي في طبقات ابن سعد 2 / 350 برواية الحسين بن الفهم.
(2) تحرفت في طبقات ابن سعد و " ز "، وم إلى: ابن أبي خيثمة.
(3) القائل: محمد بن عمر، والخبر في طبقات ابن سعد 2 / 350 - 351.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي طبقات ابن سعد: دينار.
(5) سير أعلام النبلاء 1 / 452.
(6) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د، و " ز "، وم.
421

قالا نا محمد بن سعد (1) أنا محمد بن عمر نا موسى بن علي بن رباح عن أبيه
قال
خطب عمر بن الخطاب بالجابية فقال من كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن
جبل
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن
قريش أنا أبو الحسن أحمد بن محمد الأهوازي ويعرف بابن الصلت أنا محمد بن مخلد
العطار نا أبو سيار نا محمد بن خالد الرازي نا عبد الله بن الجهم نا عمرو بن أبي قيس
عن مطرف بن طريف وسفيان الثوري عن الأعمش (2) عن أبي سفيان قال
أتي عمر بامرأة قد غاب عنها زوجها سنين (3) ثم قدم وهي حبلى فأمر بها أن ترجم
فقال له معاذ إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل أقرها حتى تضع
فتركها حتى ولدت غلاما قد خرجت ثنيتاه وعرف الرجل شبهه فقال عمر عجزت النساء أن تلد مثل معاذ لولا معاذ لهلك عمر
سقط منه ذكر أشياخ أبي سفيان
أخبرناه أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو بكر بن الحارث الفقيه
الأصبهاني أنا علي بن عمر الحافظ نا محمد بن نوح الجنديسابوري نا أحمد بن محمد بن
يحيى بن سعيد نا ابن نمير نا الأعمش عن أبي سفيان حدثني أشياخ لنا قالوا
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين إني غبت عن امرأتي سنتين
فجئت وهي حبلى فشاور عمر الناس في رجمها فقال معاذ بن جبل يا أمير المؤمنين إن
كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فاتركها حتى تضع فتركها فولدت
غلاما قد خرجت ثنيتاه فعرف الرجل الشبه فيه فقال ابني ورب الكعبة فقال عمر
عجزت النساء أن تلدن مثل معاذ رضي الله عنه لولا معاذ هلك عمر (4)
أخبرنا (5) أبو الحسن السلمي نا عبد العزيز بن أحمد أنا عبد الرحمن بن عثمان وابنه

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 348.
(2) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 2 / 453 وكنز العمال رقم 37499 وتهذيب الكمال 18 / 166.
(3) في سير الاعلام وتهذيب الكمال: سنتين.
(4) كتب بعدها في " ز ": إلى.
(5) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
422

أبو علي وأبو الحسين الميداني وأبو نصر بن الجبان قالوا أنا أبو سليمان بن زبر أنا
أبي أنا العباس بن محمد بن حاتم نا محمد بن عبيد نا الأعمش عن أبي سفيان عن
أشياخه قال
غاب رجل عن امرأته سنتين فجاء وهي حبلى فأتى عمر فهم برجمها فقال له
معاذ إن يك لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فودعها فوضعت غلاما
تبين أنه يشبه أباه فقال الرجل هذا ابني قال عمر عجزت النساء أن تلد مثل معاذ لولا
معاذ هلك عمر (1)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا محمد بن العباس أنا
أحمد نا الحسين
ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد الحسن بن
أحمد أنا أحمد بن محمد نا ابن أبي الدنيا
قالا نا محمد بن سعد (2) أنا محمد بن عمر نا أيوب بن النعمان بن عبد الله بن
كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال
كان عمر بن الخطاب يقول حين خرج معاذ بن جبل إلى الشام لقد أخل خروجه
بالمدينة وأهلها في الفقه وما كان يفتيهم به ولقد كنت كلمت أبا بكر أن يحبسه لحاجة
الناس إليه فأبى علي وقال رجل أراد وجها يريد الشهادة فلا أحبسه فقلت والله إن الرجل
ليرزق الشهادة وهو على فراشه وفي وقال ابن شجاع وهو في بيته عظيم الغنى عن
مصره وقال كعب بن مالك وكان معاذ بن جبل يفتي بالمدينة في حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي
بكر
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنا أبو القاسم بن
بشران أنا أبو علي بن الصواف نا أبو جعفر محمد بن عثمان نا إسحاق بن محمد
العرزمي عن منصور عن إبراهيم قال

(1) كتب بعدها في د، و " ز ": إلى.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 348 تحت عنوان: ذكر من كان يفتي بالمدينة ويقتدى به من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه الذهبي في سير الاعلام 1 / 452 من طريق الواقدي.
423

كان الفقه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في ستة عمر وعلي وعبد الله بن مسعود
وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت
قال ونا أبو جعفر نا نصر بن عبد الرحمن الوشا نا أحمد بن بشير عن مجالد عن
الشعبي عن مسروق قال
انتهى علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى هؤلاء الستة إلى عمر بن الخطاب وعلي بن
أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا
عبد الله نا يعقوب نا ابن نمير نا ابن إدريس عن الشيباني عن الشعبي أنه عد من يؤخذ
عنه العلم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ستة قلت فأين معاذ قال هلك قبل ذلك
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة (1) نا أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز قال
كان العلماء بعد معاذ بن جبل عبد الله بن مسعود وأبو الدرداء وسلمان وعبد الله
ابن سلام ثم كان العلماء بعد هؤلاء زيد ثم كان بعد زيد بن ثابت ابن عمر وابن
عباس ثم كان بعد سعيد بن المسيب
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي وأبو يعلى بن الحبوبي قالا أنا سهل
ابن بشر أنا علي بن منير أنا الحسن بن رشيق قال قال لنا أبو عبد الرحمن النسائي في
تسمية فقهاء الشام معاذ بن جبل وعويمر أبو الدرداء
أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنا أبو بكر بن المقرئ
نا أبو العباس بن قتيبة نا حرملة أنا نافع بن يزيد عن حياة بن شريح أن أبا سعيد
الحميري حدثه قال
كان معاذ بن جبل يتحدث بما لم يسمع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويسكت عما سمعوا
وبلغ عبد الله بن عمرو ما يتحدث به قال والله ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول هذا وأوشك
معاذ أن يفتيكم في الخلاء فبلغ ذلك معاذا فلقيه فقال يا عبد الله بن عمرو إن التكذيب
بحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإنما إثمه على من قاله لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم
) يقول اتقوا

(1) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه 1 / 403.
424

الملاعن الثلاث البراز في الموارد (1) والظل وقارعة الطريق [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران
أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق
ح وأخبرتنا به عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو الفضل الرازي أنا
جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون الروياني
قالا نا أبو كريب نا عثام (2) بن علي عن الأعمش (3) عن شمر بن عطية عن شهر
ابن حوشب قال
كان أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة زاد ابن حنبل له
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي (4) نا كثير بن هشام نا جعفر يعني ابن برقان نا حبيب بن أبي
مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال
دخلت مسجد حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فإذا فيهم
شاب أكحل العينين براق الثنايا ساكت فإذا امترى القوم في شئ أقبلوا عليه فسألوه
فقلت لجليس لي من هذا قال معاذ بن جبل فوقع له في نفسي حب فكنت معهم
حتى تفرقوا ثم هجرت إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل (5) قائم يصلي إلى سارية فسكت
لا يكلمني فصليت ثم جلست فاحتبيت بردائي (6) ثم جلس فسكت لا يكلمني وسكت لا
أكلمه ثم قلت والله إني لأحبك قال فيم تحبني قال قلت في الله قال فأخذ
بحبوتي فجرني إليه هنية ثم قال أبشر إن كنت صادقا سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء قال فخرجت فلقيت

(1) الموارد: المجاري والطرق إلى الماء، واحدها: مورد، وهو مفعل من الورود، يقال: وردت الماء أرده ورودا،
إذا حضرته لتشرب. (النهاية).
(2) بدون إعجام بالأصل وم، وفي د: عبام، وفي " ز ": عمام.
(3) من طريقه الذهبي في سير الاعلام 1 / 452 - 453 وحلية الأولياء 1 / 231.
(4) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 251 رقم 22141 طبعة دار الفكر.
(5) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وبقية النسخ، والمستدرك عن مسند أحمد.
(6) في المسند: برداء أبي.
425

عبادة بن الصامت فقلت يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني به معاذ بن جبل في
المتحابين قال فأنا أحدثك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) يرفعه إلى الرب تعالى قال حقت محبتي
للمتحابين في وحقت محبتي للمتزاورين في وحقت محبتي للمتباذلين في وحقت محبتي
للمتواصلين في [* * * *]
قال ونا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبو أحمد مخلد بن الحسن بن أبي زميل إملاء
من كتابه نا الحسن بن عمر (2) بن يحيى الفزاري ويكنى أبا عبد الله ولقيه (3) أبو المليح
يعني الرقي عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم قال
دخلت مسجد حمص فإذا فيه حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال وفيهم شاب أكحل براق الثنايا محتبي (4) فإذا اختلفوا في شئ سألوه
فأخبرهم فانتهوا إلى خبره قال قلت من هذا قالوا معاذ بن جبل قال فقمنا إلى
الصلاة قال فأردت أن ألقى بعضهم فلم أقدر على أحد منهم انصرفوا فلما كان من الغد
دخلت فإذا معاذ يصلي إلى سارية قال فصليت عنده قال فلما انصرف جلست بيني
وبينه السارية ثم احتبيت فلبث (5) ساعة لا أكلمه ولا يكلمني قال ثم قلت والله إني
لأحبك لغير دنيا أرجوها أصيبها منك ولا قرابة بيني وبينك قال فلأي شئ قلت لله
قال فنثر (6) حبوتي ثم قال فأبشر إن كنت صادقا فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول
المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء
قال ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت قال حدثته بالذي حدثني معاذ فقال
عبادة سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يروي عن ربه أنه قال حقت محبتي على المتحابين في يعني
نفسه وحقت محبتي للمتناصحين في وحقت (7) محبتي على المتزاورين في وحقت محبتي
على المتباذلين في علي منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون [* * * *]

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 420 رقم 22846 طبعة دار الفكر.
(2) في المسند: عمرو، تصحيف، راجع ترجمته في تهذيب الكمال 4 / 410.
(3) بالأصل والنسخ: " ولقيه " والمثبت عن المسند.
(4) كذا بالأصل والنسخ: " محتبي " بإثبات الياء.
(5) في المسند: فلبثت.
(6) إعجامها مضطرب بالأصل والنسخ، والمثبت عن المسند.
(7) من قوله: حقت إلى هنا ليس في المسند.
426

قال ونا عبد الله بن أحمد (1) حدثني أبو صالح الحكم بن موسى نا هقل يعني
ابن زياد عن الأوزاعي حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير عن أبي إدريس
الخولاني قال
دخلت مسجد حمص فجلست إلى حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) قال يقول الرجل منهم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيحدث ثم يقول الآخر سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيحدث قال وفيهم رجل أدعج براق الثنايا فإذا شكوا في شئ ردوه إليه
ورضوا بما يقول فيه قال فلم أجلس قبله ولا بعده مجلسا مثله فتفرق القوم وما أعرف
اسم رجل منهم ولا منزله قال فبت بليلة ما بت بمثلها قال وقلت أنا رجل أطلب
العلم وجلست إلى أصحاب نبي الله (صلى الله عليه وسلم) لم أعرف اسم رجل منهم ولا منزله فلما أصبحت
غدوت إلى المسجد فإذا أنا بالرجل الذي كانوا إذا شكوا في شئ ردوه إليه يركع إلى بعض
اصطوانات المسجد فجلست إلى جانبه فلما انصرف قال قلت يا أبا عبد الله وإني
لأحبك لله فأخذ حبوتي حتى أدناني منه ثم قال إنك لتحبني لله قال قلت أي والله إني
لأحبك لله قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن المتحابين بجلال الله في ظل الله
وظل عرشه (2) يوم لا ظل إلا ظله
قال فقمت من عنده فإذا أنا برجل من القوم الذين كانوا معه قال قلت حديث
حدثنيه الرجل قال أما إنه لا يقول لك إلا حقا قال فأخبرته فقال قد سمعت ذلك
وأفضل منه سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يأثر عن ربه عز وجل حقت محبتي للذين يتحابون
في وحقت محبتي للذين يتباذلون في وحقت محبتي للذين يتزاورون في قال قلت من
أنت يرحمك الله قال أنا عبادة بن الصامت قال قلت من الرجل قال معاذ بن
جبل
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي أنا أبي أبو العباس أنا أبو محمد بن أبي
نصر أنا خيثمة نا أبو يعقوب إسحاق بن سيار (3) النصيبي نا أبو عاصم هو النبيل عن
عبد الله بن مسلم عن سلمة المكي عن جابر بن عبد الله

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 421 رقم 22847 طبعة دار الفكر - بيروت.
(2) زيادة عن " ز "، وم، والمسند.
(3) تحرفت في " ز " إلى: " يسار " راجع ترجمته في سير الاعلام 13 / 194.
427

أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلع معاذا من غرمائه واستعمله على اليمن فأقره حياته وأبو بكر
حياته وعمر حتى إذا كان في خلافته عزله وبعث إليه هات المال الذي عندك قال ما
عندي مال خصني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بديني في اليمن فأقرني (1) حياته وأبو بكر حياته ثم
أنت ما عندي مال
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا الهيثم بن كليب عن ابن أبي خيثمة عن محمد بن إسماعيل العبدي عن عبد الله بن
المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كان
معاذ بن جبل شابا حليما من أفضل شباب قومه
أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي نا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن
عبد الجبار السكري ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور
ح وأخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو المعالي بن الشعيري قالا أنا أبو الحسن بن
أبي الحديد أنا جدي أبو بكر الخرائطي نا أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق أنا
معمر (2) عن الزهري عن ابن كعب بن مالك وفي رواية الخرائطي عن عبد الرحمن بن
كعب بن مالك قال كان معاذ زاد الخرائطي ابن جبل شابا جميلا سمحا من خير
شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى كان عليه دين أغلق ماله كله فكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في أن يكلم له غرماءه ففعل فلم يضعوا له شيئا فلو ترك لأحد بكلام (3) أحد لترك لمعاذ
بكلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد الصفار قال وقالا فدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يبرح حتى باع ماله كله
وقال الصفار من أن باع ماله وقالا وقسمه بين غرمائه زاد الصفار قال فقام معاذ ولا
مال له
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت أنا أبو الفضل الرازي نا جعفر بن عبد الله
نا محمد بن هارون نا أبو كريب نا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن
ابن كعب بن مالك قال
كان معاذ بن جبل شابا حليما سمحا من أفضل شباب قومه ولم يكن يمسك شيئا

(1) ما بين معكوفتين استدرك على هامش الأصل وبعده صح.
(2) رواه الذهبي من طريقه في سير أعلام النبلاء 1 / 453 - 454 وحلية الأولياء 1 / 231.
(3) في سير الاعلام: فلو ترك أحد لكلام أحد.
428

فلم يزل يدان حتى أغرق ماله كله في الدين قال فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فكلم غرماءه فلو تركوا
لأحد من أجل أحد لتركوا معاذا من أجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فباع لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ماله
حتى قام معاذ بغير شئ
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد هبة الله بن سهل الفقيهان قالا أنا
أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا الحسن بن سفيان نا إبراهيم بن معاوية
البصري (1) نا هشام بن يوسف قاضي اليمن عن معمر عن ابن شهاب عن ابن كعب بن
مالك عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حجر على معاذ ماله وباعه في دين كان عليه
وهذه الآثار مختصرة
مما أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (2) أنا أبو محمد عبد الله بن
يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور
نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك قال
كان معاذ بن جبل شابا جميلا سمحا من خيار شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه
حتى دان عليه دين أغلق ماله فكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أن يكلم له غرماءه ففعل فلم يضعوا
له شيئا فلو ترك لأحد بكلام أحد لترك لمعاذ بكلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
قال فدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يبرح أن باع ماله وقسمه بين غرمائه قال فقام معاذ ولا
مال له
قال فلما حج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث معاذا إلى اليمن ليجبره قال فكان أول من تجر
في هذا المال معاذ
قال فقدم على أبي بكر من اليمن وقد توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءه عمر وقال هل
لك أن تعطيني تدفع هذا المال إلى أبي بكر فإن أعطاكه فاقبله قال فقال معاذ لم أدفعه
إليه وإنما بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليجبرني فلما أبى عليه انطلق عمر إلى أبي بكر (3) فقال
أرسل إلى هذا الرجل فخذ منه ودع له فقال أبو بكر ما كنت لأفعل إنما بعثه رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) ليجبره فلست آخذ منه شيئا

(1) إعجامها مضطرب بالأصل وتقرأ: النضري، والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(2) رواه البيهقي في دلائل النبوة 5 / 405 - 406.
(3) الزيادة استدركت عن هامش الأصل، وبعدها صح.
429

قال فلما أصبح معاذ انطلق إلى عمر فقال ما أراني إلا فاعل الذي قلت إني رأيتني
البارحة في النوم أحسب عبد الرزاق قال أجر إلى النار وأنت آخذ بحجزتي قال فانطلق
إلى أبي بكر بكل شئ جاء به حتى جاءه بسوطه وحلف له أنه لم يكتمه شيئا قال فقال
أبو بكر هو لك لا آخذ منه شيئا
حدثنا أبو بكر وجيه بن طاهر لفظا أنا أبو حامد بن الشرقي نا محمد بن يحيى
الذهلي نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك قال (1)
كان معاذ بن جبل سمحا شابا جميلا من أفضل شباب قومه وكان لا يمسك شيئا فلم
يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا
له فأبوا فلو تركوا لأحد من أجل أحد تركوا لمعاذ من أجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فباع النبي (صلى الله عليه وسلم)
ماله كله في دينه حتى قام معاذ بغير شئ حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) على
طائفة من اليمن أميرا ليجبره (2) فمكث معاذ باليمن أميرا فكان أول من تجر في مال الله
هو فمكث حتى أصاب وحتى قبض النبي (صلى الله عليه وسلم)
فلما قدم قال عمر لأبي بكر أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يغنيه وخذ سائره منه
قال أبو بكر إنما بعثه النبي (صلى الله عليه وسلم) ليجبره ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني فانطلق عمر
إلى معاذ إذ لم يطعه أبو بكر فذكر ذلك عمر لمعاذ فقال معاذ إنما أرسلني النبي (صلى الله عليه وسلم)
ليجبرني ولست بفاعل ثم لقي عمر فقال قد أطعتك وأنا فاعل الذي أمرتني به إني
رأيت في المنام أني في حومة ما قد خشيت الغرق فخلصتني منه يا عمر فأتى معاذ أبا بكر
فذكر ذلك له وحلف أنه لم يكتمه شيئا حتى بين له سوطه فقال أبو بكر والله لا آخذه
منك قد وهبته لك فقال عمر هذا حين طاب وحل قال فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام
قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر أنا أبو عمر الخزاز
أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن محمد نا ابن سعد (3) أنا محمد بن عمر حدثني
عيسى بن النعمان عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبد الله قال

(1) حلية الأولياء 1 / 231 - 232 وسير أعلام النبلاء 1 / 453 - 454.
(2) تحرفت في " ز " إلى: " ليجير ".
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 587 - 588 ومختصرا - نقلا عن الواقدي - في سير الاعلام 1 / 454 وأسد
الغابة 4 / 419.
430

كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا وأسمحه كفا فأدان دينا
كثيرا فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياما في بيته حتى استأدى غرماؤه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى معاذ يدعوه فجاءه ومعه غرماؤه فقالوا يا رسول الله خذ لنا
حقنا منه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رحم الله من تصدق عليه قال فتصدق عليه ناس وأبى
آخرون فقالوا يا رسول الله خذ لنا حقنا فقال رسول الله (1) اصبر لهم يا معاذ قال
فخلعه (2) رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ماله فدفعه إلى غرمائه فاقتسموه بينهم فأصابهم خمسة أسباع
حقوقهم قالوا يا رسول الله بعه لنا قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خلوا عنه فليس لكم إليه
سبيل فانصرف معاذا إلى بني سلمة فقال له قائل يا أبا عبد الرحمن لو سألت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فقد أصبحت اليوم معدما قال ما كنت لأسأله قال فمكث يوما ثم دعاه رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) فبعثه إلى اليمن وقال لعل الله يجبرك ويؤدي عنك دينك
قال فخرج معاذ إلى اليمن فلم يزل بها حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوافى السنة التي
حج فيها عمر بن الخطاب استعمله أبو بكر على الحج فالتقيا يوم التروية بمنى فاعتنقا
وعزى كل واحد منهما صاحبه برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم أخلدا إلى الأرض يتحدثان فرأى عمر
عند معاذ غلمانا فقال ما هؤلاء يا أبا عبد الرحمن قال أصبتهم في وجهي هذا فقال
عمر من أي وجه قال أهدوا إلي وأكرمت بهم فقال عمر أذكرهم لأبي بكر فقال
معاذ ما ذكري هذا لأبي بكر ونام معاذ فرأى في النوم كأنه على شفير النار وعمر آخذ
بحجزته من ورائه يمنعه أن يقع في النار ففزع معاذ فقال هذا ما أمرني به عمر فقدم
معاذ فذكرهم لأبي بكر فسوغه أبو بكر ذلك وقضى بقية غرمائه وقال إني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول لعل الله يجبرك [* * * *]
أخبرنا (3) أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم عيسى
بن علي أنا عبد الله بن محمد نا عبيد الله (4) بن سعد الزهري نا عمي نا سيف بن عمر
عن سهل بن يوسف بن سهل الأنصاري عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان وكان ممن
بعث النبي (صلى الله عليه وسلم) من عمال اليمن قال

(1) ما بين معكوفتين سقط من الأصل و " ز "، وم، ود، واستدرك للايضاح عن طبقات ابن سعد.
(2) أي أنه صلى الله عليه وسلم أعطاهم ماله كله.
(3) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(4) في " ز "، وم: عبد الله.
431

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ بن جبل حين بعثه معلما إلى اليمن إني قد عرفت بلاءك في
الدين والذي نابك وذهب من مالك وركبك من الدين وقد طيبت لك الهدية فإن أهدي لك
شئ فاقبل فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهدوا له
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو الحسن بن لؤلؤ أنا
أبو علي حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب أنا نعيم بن حماد الخزاعي نا أبو معاوية نا
الأعمش
أن أبا بكر استعمل معاذ بن جبل فلما قدم قدم معه برقيق وغير ذلك فقال لأبي
بكر هذا لكم وهذا مما أهدي لي فقال له عمر ادفع ذلك أجمع إلى أبي بكر فأبى أن
يدفعه إلى أبي بكر فبات ليلة فرأى معاذ في النوم كأنه أشرف على نار عظيمة خاف أن يقع
فيها فجاءه عمر فأخذ بحجزته حتى أنقذه منها فأصبح فأتى أبا بكر فقص عليه القصة
ودفع جميع ما معه إلى أبي بكر فقال له أبو بكر أما إذا فعلت (1) هذا فخذه فقد طيبته لك
فقال عمر الآن حين طاب لك
قال ابن عساكر (2) كذا قال وقد سقط منه مسروق
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل نا أبو منصور بن شكرويه أنا أبو
بكر بن مردويه أنا أبو بكر الشافعي نا معاذ بن المثنى نا مسدد نا عبد الله بن داود عن
الأعمش (3) عن شقيق قال
قدم معاذ بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من اليمن ومعه رقيق (4) فلقي عمر بعرفة أو بمكة
فقال ما هؤلاء قال هؤلاء أدفعهم إلى أبي بكر وهؤلاء أهدوا إلي فقال عمر ادفعهم
كلهم إلى أبي بكر فأبى عليه فلما بات رأى فيما يرى النائم أنه يجر إلى النار وأن عمر
يجذبه فلما أصبح قال يا بن الخطاب ما أراني إلا مطيعك فيما أمرتني فأتى بهم أبا بكر
فقال هؤلاء لك وهؤلاء أهدوا إلي فدفعهم أبو بكر إليه فقال هم لك ثم أصبح فرآهم
يصلون فقال لمن تصلون قالوا لله قال فأنتم لله

(1) قوله: " أما إذا فعلت " مكانه بياض في " ز ".
(2) زيادة ما.
(3) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء 1 / 454.
(4) قوله: " رقيق " مكانها بياض في " ز ".
432

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل أنا أبو بكر البيهقي (1) نا أبو عبد الله الحافظ
حدثني أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني (2) بالكوفة نا عبيد بن غنام بن حفص بن
غياث (3) النخعي حدثني أبي عن أبيه عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال
لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واستخلفوا أبا بكر وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد بعث معاذا إلى
اليمن فاستخلف فاستعمل أبو بكر عمر على الموسم فلقي معاذا بمكة ومعه رقيق فقال
ما هؤلاء فقال هؤلاء أهدوا إلي وهؤلاء لأبي بكر قال له عمر إني أرى لك أن تأتي أبا
بكر قال فلقيه من الغد فقال يا بن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار وأنت
آخذ بحجزتي وما أراني إلا مطيعك قال فأتى بهم أبا بكر فقال هؤلاء أهدوا لي
وهؤلاء لك قال فإنا قد سلمنا لك هديتك فخرج معاذ إلى الصلاة فإذا هم يصلون
خلفه فقال معاذ لمن تصلون قالوا لله قال فأنتم له فأعتقهم
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن
الأعمش عن شقيق قال
توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعاذ باليمن فاستعمل أبو بكر عمر بن الخطاب على الموسم
وجاءه معاذ من اليمن فلقيه عمر بعرفات ومعه الخراج ومعه وصفاء قد عزلهم فقال عمر
ما هؤلاء الوصفاء قال معاذ أهدوا إلي قال عمر أطعني وائت بهم أبا بكر فليطيبهم لك
قال معاذ لا لعمري لا آتي أبا بكر بمالي يطيبه لي فقال عمر إنه ليس لك فلما كان
الليل وأصبح أتاه فقال له لقد رأيتني البارحة كأني أدنو إلى النار وأنت آخذ بحجزتي إني
وجدت الأمر كما قلت فأتى أبا بكر فاستحلها فأحلهم فبينا معاذ قائم يصلي إذ رأى
رقيقه يصلون كلهم فقال لهم ما تصنعون قالوا نصلي قال لمن قالوا لله قال
فاذهبوا فأنتم لله فأعتقهم
قال ونا سيف نا محدثون منهم كثير عن محمد بن علي

(1) رواه أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة 5 / 406 - 407 وانظر حلية الأولياء 1 / 232.
(2) تحرفت بالأصل إلى: السكري، والمثبت عن د، و " ز "، وم، ودلائل النبوة.
(3) عن دلائل النبوة: " غياث " وتحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى " عتاب " راجع ترجمة حفص بن غياث بن طلق بن
معاوية، النخعي في سير الاعلام 9 / 22.
433

أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أذن لمعاذ بقبول الهدية وإنما دخل معاذ ما دخل لترك السنة في
أخبار الإمام واستئذانه ولو كان ذلك لا يحل له لم يحل لأبي بكر وما كان ليكون لأبي بكر
كما لا ينبغي أن يكون له إذا لرد إلى أهله
قال ونا سيف عن سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر قال
قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لمعاذ حين بعثه معلما إلى اليمن إني قد عرفت بلاءك في الدين والذي
نابك وذهب من مالك وركبك من الدين وقد طيبت لك الهدية فإن أهدي لك شئ
فاقبل فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهدوا له
قال ونا سيف نا سهل بن يوسف عن أبي جعفر محمد بن علي مثله
قال ونا سيف عن أبي حارثة عن خالد وعبادة عن عبد الرحمن عن معاذ مثله
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا أبو
بكر الخرائطي نا نصر بن داود الصاغاني
ح وأخبرنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان في كتابه
ح ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن
الحسن الباقلاني قالا أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن شاذان أنا عبد الله بن إسحاق
البغوي
ح وأخبرنا أبو البركات أيضا أنا أبو الفوارس طراد بن محمد أنا أحمد بن علي بن
البادا أنا حامد بن محمد الرفا قالا أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز البغوي قالا نا أبو
عبيد نا حجاج عن ابن جريج (1) أخبرني ابن أبي الأبيض عن أبي حازم وزيد بن أسلم
عن سعيد بن المسيب
أن عمر بعث معاذا ساعيا على بني كلاب أو على سعد وقال البغوي بني سعد بن
ذبيان فقسم بينهم وقال نصر فيهم فيئهم حتى لم يدع شيئا حتى جاء بحلسه (2) الذي
خرج به على رقبته فقالت امرأته ما جئت وقال البغوي أين ما جئت به مما يأتي به العمال
من عراضة (3) أهليهم فقال كان معي ضاغط فقالت قد كنت أمينا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

(1) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 1 / 454 - 455.
(2) الحلس: بالكسر: كساء على ظهر البعير تحت البرذعة، ويبسط في البيت تحت حر الثياب (القاموس).
(3) العراضة: الهدية، يهديها الرجل إذا قدم من سفر (تاج العروس: عرض).
434

وعند أبي بكر فبعث وقال نصر فبعث معك عمر ضاغطا فقامت بذلك في نسائها
واشتكت عمر فبلغ ذلك عمر فدعا معاذا فقال أنا بعثت معك ضاغطا فقال لم أجد شيئا
وقال نصر ما أعتذر به إليها إلا ذلك قال فضحك عمر وأعطاه شيئا وقال أرضها به
قال حجاج قال ابن جريج وأقول وقال نصر وأنا أقول أن قوله ضاغطا يعني به
ربه تبارك وتعالى
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا أبو منصور بن شكرويه أنا إبراهيم بن عبد الله بن
محمد نا المحاملي نا علي بن مسلم نا محمد بن بكر أنا ابن جريج أخبرني ابن أبي
الأبيض عن أبي حازم عن سعيد بن المسيب
أن عمر بن الخطاب بعث معاذا ساعيا على بني كلاب أو بني سعد بن ظبيان (1)
فقسم فيئهم حتى لم يدع شيئا حتى جاء بحلسه الذي خرج به على رقبته فقالت له امرأته
أين ما جئت به مما يأتي به العمال من عراضه أهليهم فقال كان معي ضاغط فقالت قد
كنت أمينا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبي بكر فبعث معك عمر ضاغطا فقامت بذلك في نسائها
واشتكت عمر فبلغ ذلك عمر فدعا معاذا فقال أنا بعثت معك ضاغطا فقال لم أجد
شيئا أعتذره إليها فضحك عمر وأعطاه شيئا فقال أرضها به
قال ابن جريج فأقول قول معاذ الضاغط يريد به ربه عز وجل
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا ثابت بن بندار أنا أبو العلاء الواسطي أنا أبو بكر
البابسيري أنا أبو أمية الأحوص بن المفضل نا أبي نا عبد الواحد بن زياد عن الحجاج
عن نافع قال
كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح وإلى معاذ بن جبل حين بعثهما إلى
الشام أن انظروا رجالا من صالحي من قبلكم فاستعملوهم على القضاء وارزقوهم وأوسعوا
عليهم من مال الله عز وجل (2)
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري إملاء أنا أبو حفص
عمر بن محمد الناقد نا عبد الله بن محمد بن ناجية نا الحسن بن عيسى

(1) كذا بالأصل وبقية النسخ هنا: " ظبيان " ومر في الرواية السابقة: سعد بين ذبيان.
(2) سير أعلام النبلاء 1 / 455.
435

ح وأخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية وأبو
بكر بن إسماعيل قالا نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن الحسن
قالا أنا عبد الله بن المبارك (1) أنا محمد بن مطرف نا أبو حازم عن عبد الرحمن بن
سعيد بن يربوع مالك الدار (2)
أن عمر بن الخطاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة ثم قال للغلام اذهب بها إلى
أبي عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة (3) في البيت حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه
فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حوائجك وقال أبو بكر حاجتك
فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه
الخمسة إلى فلان حتى أنفذها فرجع الغلام إلى عمر زاد أبو غالب بن الخطاب
فأخبره ووجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل قال اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتلة في
البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها إليه قال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في
بعض حاجتك فقال وصله الله ورحمه تعالي يا جارية اذهبي إلى زاد أبو بكر بيت
وقالا فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ
فقالت ونحن والله مساكين فأعطنا ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا (4) بهما إليها
فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك عمر وقال إنهم إخوة بعضهم من بعض
أخبرنا (5) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسين بن بشران أنا
إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب بن (6)
أبي قلابة وعن غير واحد (7)
أن فلانا مر به أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال أوصوني فجعلوا يوصونه وكان معاذ بن
جبل في آخر القوم فمر بالرجل فقال أوصني يرحمك الله فقال إن القوم قد أوصوك

(1) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 237 وسير أعلام النبلاء 1 / 456.
(2) في الحلية: مالك الداراني.
(3) في الحلية: تلبث ساعة.
(4) بالأصل والنسخ: " قد جاء بهما " والمثبت عن حلية الأولياء.
(5) كتب فوقها في د: ملحق.
(6) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي سير الاعلام: أيوب عن أبي فلانة.
(7) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 455 وحلية الأولياء 1 / 234 من طريق آخر.
436

فلم يألوا وإني سأجمع لك أمرك بكلمات فاعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا
وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر فابدأ بنصيبك من الآخرة فإنه سيمر بك على نصيبك من
الدنيا فينتظمه ثم يزول معك أين ما زلت (1)
أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنا إبراهيم بن محمد الطيان أنا إبراهيم بن عبد الله بن
خرشيد قوله أنا أبو بكر النيسابوري أنا العباس بن الوليد نا ابن جابر نا سليمان بن
موسى عن أبي سعيد بن عمارة الثعلبي قال
جاءني جائي (2) فقال هؤلاء ناس من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فركبت حتى
أدركت فطفقت أسألهم أقول اقبسوني علما أو علموني خيرا فكلهم لا يألوني خيرا
فمررت بفتى في آخر القوم فعدته عيني لحداثة سنه فلما جاوزته دعاني فقال إنك قد
سألت هؤلاء وكلهم لا يألونك خيرا وقد أظن أنك لم تحفظ كل الذي قالوا لك أفلا
أوصيك بكلمتين تجمعان لك قول القوم كله قال قلت بلى قال إذا اجتمع لك أمران
أحدهما للدنيا والآخر للآخرة فابدأ بنصيبك من الآخرة فإنه سيمر بك على ما قسم لك من
دنياك فانتظمه (3) فيزول معك حيث زلت وإنك متى تبدأ بنصيبك من الدنيا فبالحري أن لا
تدرك واحدا منهما قال قلت من أنت رحمك الله قال أنا معاذ بن جبل
أخبرنا خالي أبو المعالي القاضي أنا أبو الحسن الخلعي أنا أبو العباس منير بن
أحمد الشاهد نا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي قراءة عليه نا أبو عمرو
مقدام بن داود (4) بن عيسى بن تليد الرعيني إملاء نا أسد بن موسى نا بكر بن خنيس عن
السري بن إسماعيل عن الشعبي (5) عن معاذ بن جبل قال
ما خلق الله من يوم ولا ليلة إلا وللعبد فيه رزق معلوم بينه وبينه ستر (6) فإن هو
أجمل في الطلب وفاه الله رزقه ولم يهتك ستره وإن هو لم يجمل في الطلب هتك الستر ولم
يزد على رزقه الذي رزقه الله شيئا

(1) كتب بعدها في " ز "، ود: إلى.
(2) كذا بالأصل والنسخ: جائي، بإثبات الياء.
(3) في م، و " ز "، ود: فتنتظمه.
(4) قوله: " بن داود " مكانه بياض في " ز ".
(5) في " ز ": السري بن إسماعيل التغلبي عن معاذ بن جبل.
(6) قوله: " وبينه ستر " مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس وبياض في م.
437

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر وأخوه (1) أبو بكر المعدلان قالا أنا أبو نصر عبد
الرحمن بن علي بن محمد أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي (2) أنا عبد الله بن
محمد بن الحسن أنا عبد الله بن هاشم نا وكيع نا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله
ابن سلمة عن معاذ قال
كيف أنتم عند ثلاث دنيا تقطع رقابكم وزلة عالم وجدال منافق بالقرآن قال
فسكتوا فقال معاذ بن جبل أما دنيا تقطع رقابكم فمن جعل الله غناه في قلبه فقد هدي ومن
لا فليس بنافعته دنياه وأما زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه (3) دينكم وإن فتن فلا تقطعوا منه
أناتكم فإن المؤمن يفتن ثم يفتن ثم يتوب واما جدال منافق بالقرآن فإن للقرآن منارا كمنار
الطريق لا يكاد يخفى على أحد فما عرفتم فتمسكوا به وما أشكل عليكم فكلوه إلى عامله
أخبرنا (4) أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو
عبد الله الصفار أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني هارون بن عبد الله نا سعيد بن عامر عن
عون بن معمر قال
كان معاذ بن جبل له مجلس يأتيه فيه ناس من أصحابه فيقول يا أيها الرجل وكلكم
رجل اتقوا الله وسابقوا الناس إلى الله وبادروا أنفسكم إلى الله تعالى الموت وليسعكم
بيوتكم ولا يضركم أن لا يعرفكم أحد (5)
أنبأنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم (6) نا سليمان بن أحمد نا سهل بن موسى عن
عمرو بن علي قال سمعت عون بن أبي بكر الراسبي يحدث عن ثور بن يزيد قال
كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم
وأنت حي قيوم اللهم طلبي للجنة بطئ وهربي من النار ضعيف اللهم اجعل لي عندكم
هدى ترده إلى يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي أنا عبد الله
ابن محمد بن سعيد بن محارب الأوسي الإصطخري نا أبو خليفة نا عبد الرحمن بن أخي

(1) مكانها بياض في " ز ".
(2) مكانها بياض في " ز ".
(3) غير واضحة بالأصل، والمثبت عن " ز "، ود، وم.
(4) كتب فوقها في " ز "، ود: ملحق.
(5) كتب بعدها في " ز "، ود: إلى.
(6) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 1 / 233.
438

الأصمعي (1) عن عمه الأصمعي قال
بلغني أن معاذ بن جبل كان يقول إذا تعار في الليل من وسنه اللهم غارت النجوم
ونامت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم فراري من النار بطئ وطلبي
الجنة ضعيف وليس عندي إلا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن
محمدا عبدك ورسولك (2)
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد المزكي نا عبد العزيز بن أحمد الصوفي أنا أبو
محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة قال قال أبو مسهر نا سعيد بن عبد العزيز
عن يزيد بن يزيد بن جابر قال (3) قال معاذ اعملوا ما شئتم أن تعملوا (4) فلن يأخذكم (5)
الله بالعلم حتى تعملوا
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد
الله نا محمد بن هارون الروياني نا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي عبد الله بن وهب
حدثني الليث بن سعد عن قيس بن رافع العبسي (6) عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله
ابن عمرو بن العاص
أنه أمر بمعاذ بن جبل وهو قائم على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه قال له عبد الله بن

(1) مطموسة في " ز ".
(2) كتب بعدها في " ز ".
آخر الثاني والسبعين بعد الأربعمئة من الأصل.
بلغت سماعا بقراءتي معارضا بالأصل على الشيخ الامام الفقيه مفتي الشام فخر الدين أبي منصور عبد الرحمن بن
محمد بن الحسن الشافعي بسماعه من عمه المصنف والملحق بإجازته وأبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن أبي
طاهر الأربلي والفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن الإشبيلي القسطان وأبو بكر محمد بن محمد بن أبي بكر بن
أحمد بن خلف البلخي وعبد الرحمن بن يونس بن إبراهيم التونسي وأبو سعد عبد الله ابن شيخنا أبي البركات
الحسن بن محمد بن الحسن، وكتب محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي الإشبيلي يوم الخميس
(بياض) ثم كتب بالهامش مقابل البياض: مقصوص من الأصل.
وكتب بعدها في:
آخر الجزء الثاني والسبعين بعد الأربعمئة من الأصل.
(3) حلية الأولياء 1 / 236.
(4) في الحلية: اعلموا... اعلموا.
(5) في حلية: يؤجركم.
(6) بدون إعجام بالأصل ود، وم، والمثبت عن " ز "، راجع ترجمة عبد الرحمن بن جبير في تهذيب الكمال 11 /
139.
439

عمرو ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك قال فقال لي يريد عدو الله أن يلفتني
عن كلام سمعته من النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لي تكابد دهرك (1) في بيتك لا تخرج إلى المسجد
فتحدث وأنا سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن عاد
مريضا كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته ولم يغتب أحدا كان ضامنا على الله وهو
يريد يخرجني من بيتي إلى المسجد [* * * *]
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا عاصم بن الحسن أنا أبو عمر بن مهدي نا أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق الجوهري المصري نا الربيع بن سليمان نا عبد الله بن
وهب أخبرني سليمان بن بلال حدثني يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أنه
قال
خرج معاذ بن جبل يعوذ إنسانا فجعل معاذ لا يمر بأذى في طريق إلا أماطه ومعه
صاحب له فجعل صاحبه كلما رأى أذى أماطه فقال معاذ ما حملك على هذا قال الذي
رأيتك تصنع قال أما إنه من أماط أذى في طريق كتبت له حسنة ومن كتبت له حسنة دخل
الجنة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو
الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب نا يحيى بن محمد بن صاعد نا الحسين بن
الحسن أنا ابن أبي عدي نا خالد عن حميد بن هلال
أن معاذا بزق عن يمينه ثم قال ما بزقت عن يميني منذ أسلمت قبلها (2)
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن إبراهيم بن عمر الفقيه أنا محمد بن
العباس أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن فهم نا ابن سعد (3) نا عفان بن مسلم نا
وهيب عن أيوب عن حميد بن هلال
أن معاذ بن جبل بزق عن يمينه وهو في غير صلاة فقال ما فعلت هذا منذ صحبت
رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
وفي حاشية كتاب ابن معروف موضع نا وهب نا رجل

(1) استدركت على هامش الأصل.
(2) سير أعلام النبلاء 1 / 455.
(3) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 586.
440

قال ابن عساكر (1) حميد بن هلال لم يدرك معاذا
وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرحمن أنا أحمد بن الحسين الحافظ أنا
علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا محمد بن رمح نا أبو نعيم نا سفيان عن
حرملة عن خالد الحذاء عن أبي نصر عن عبد الله بن الصامت عن معاذ قال ما بزقت
عن يميني منذ أسلمت
ورواه غيره عن أبي نعيم فلم يذكر حرملة
قرأت على أبي غالب بن أبي علي عن أبي إسحاق الحنبلي أنا أبو عمر الخزاز أنا
أحمد بن معروف نا ابن فهم نا ابن سعد (2) أنا الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة نا
سفيان عن خالد الحذاء عن أبي نصر حميد بن هلال العدوي عن عبد الله بن الصامت
قال قال معاذ ما بزقت عن يميني منذ أسلمت
قال ونا ابن سعد (3) أنا موسى بن داود نا محمد بن راشد عن الوضين بن عطاء
عن محفوظ بن علقمة عن أبيه
أن معاذ دخل قبته فرأى امرأته تنظر من خرق القبة فضربها
قال وكان معاذ يأكل تفاحا ومعه امرأته فمر غلام له (4) فناولته امرأته تفاحة قد
عضتها فضربها معاذ
أنبأنا أبو القاسم علي (5) بن إبراهيم نا أبو بكر الخطيب أنا أبو سعيد محمد بن
موسى الصيرفي نا أبو العباس محمد بن يعقوب (6) الأصم نا الربيع بن سليمان نا عبد الله
ابن وهب نا سليمان بن بلال (7) حدثني موسى يعني ابن (8) عبيدة عن أيوب بن خالد
عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم)

(1) زيادة منا.
(2) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 586.
(3) طبقات ابن سعد 3 / 586.
(4) قوله: " فمر غلام له " مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
(5) قوله: " أبو القاسم علي " مكانه بياض في " ز ".
(6) قوله: " بن يعقوب " مكانه بياض في " ز ".
(7) من طريقه رواه الذهبي في سير الاعلام 1 / 457.
(8) قوله: " يعني ابن " مكانه بياض في " ز ".
441

أن أبا عبيدة بن الجراح لما أصيب استخلف معاذ بن جبل وذاك يعني في طاعون
عمواس (1) اشتد الوجع فصرخ الناس إلى معاذ ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز قال
معاذ (2) إنه ليس برجز ولكنها دعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وشهادة يخص الله من
شاء (3) منكم أيها الناس أربع خلال من استطاع أن لا يدركهن قالوا وما هي قال يأتي
زمان يظهر فيه الباطل ويأتي زمان يقول الرجل والله ما أدري ما أنا لا يعيش على بصيرة ولا
يموت على بصيرة ويأتي زمان يصبح الرجل على دين ويمسي على دين آخر ويأتي على
الناس زمان يعطى الرجل المال من مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله عليه
قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن عن إبراهيم بن عمر أنا محمد بن العباس نا
أبو الحسن بن معروف نا الحسين بن محمد نا ابن سعد (4) أنا عبيد الله بن موسى أنا
موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع قال
لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل واشتد
الوجع فقال الناس لمعاذ ادع الله يرفع عنا هذا الرجز قال إنه ليس برجز ولكنه دعوة
نبيكم وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص بها الله من يشاء منكم أيها الناس أربع
خلال من استطاع أن لا يدركه شئ منهن (5) فلا تدركه قالوا وما هي قال يأتي زمان
يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر ويقول الرجل والله ما أدري
على ما أنا لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة ويعطى المال من مال الله على أن
يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفر من هذه الرحمة فطعن
ابناه فقال كيف تجدانكما قالا يا أبانا " الحق من الله فلا تكونن من الممترين " (6)
قال وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين ثم طعنت (7) امرأتاه فهلكتا وطعن هو في
إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغير
حتى هلك

(1) مكانها بياض في " ز ".
(2) قوله: " فقال معاذ " مكانه بياض في " ز ".
(3) قوله: " الله من شاء " مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها مقابل البياض: طمس بالأصل.
(4) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3 / 588 - 589.
(5) بالأصل وبقية النسخ: منهم، والمثبت عن ابن سعد.
(6) سورة البقرة، الآية: 147.
(7) بالأصل والنسخ: " طعننا " والمثبت عن ابن سعد.
442

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد (1) حدثني أبي قال نا أبو أحمد الزبيري نا مسرة بن معبد عن إسماعيل بن عبيد
الله قال قال معاذ بن جبل
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ستهاجرون إلى الشام فيفتح (2) لكم ويكون فيه داء (3)
كالدمل أو كالحرة يأخذ بمراق الرجل يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم اللهم إن
كنت تعلم أن معاذ بن جبل سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه
فأصابهم الطاعون فلم يبق منهم أحد فطعن في أصبعه السبابة فكان يقول ما يسرني أن لي
بها حمر النعم [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو
عبد الله محمد بن علي الصنعاني نا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق عن (4) معمر عن
قتادة قال
وقع طاعون بالشام في عهد عمر حتى كان الرجل لا يرفع إليه شيئا قال (5) فقام
عمرو بن العاص وهو أمير بالشام يومئذ فقال تفرقوا من هذا الرجز في هذه الجبال
وهذه (6) البرية فقال شرحبيل بن حسنة بل رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموتة الصالحين
قبلكم ولقد أسلمت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأن هذا لأضل من حمار أهله قال فقال معاذ بن
جبل وسمعه يقول ذلك اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذا البلاء قال فطعنت له
امرأتان فماتتا (7) ثم طعن ابن معاذ فدخل عليه فقال " الحق من ربك فلا تكن من
الممترين " (8) فقال ستجدني إن شاء الله من الصابرين " قال ثم مات ابنه ذلك
فدفنه معاذ ثم طعن معاذ بن جبل فغشي عليه فإذا أفاق قال رب غمني غمك فوعزتك إنك
لتعلم أني أحبك قال ثم يغشى عليه فإذا أفاق قال مثل ذلك " " "

(1) رواه أحمد بن حنبل في المسند 8 / 254 رقم 22149.
(2) بالأصل: " ففتح، والمثبت عن " ز "، ود، و " م "، والمسند.
(3) كذا بالأصل ود، وم، و " ز "، وليس فيها: " فيه " والذي في المسند: ويكون فيكم كالدمل.
(4) قوله: " الرزاق، عن " مكانه بياض في د، وم.
(5) قوله: " شيئا، قال " مكانه بياض في د، وكتب على هامشها: طمس، وبياض أيضا في م.
(6) قوله: " الجبال، وهذه " مكانه بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
(7) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: مطموس.
(8) سورة آل عمران، الآية: 60.
(9) سورة الصافات، الآية: 102.
443

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم أنا سيف بن عمر عن أبي
عثمان وأبي حارثة والربيع بإسنادهم قالوا
وكان ذلك الطاعون موتان لم ير مثله طمع له العدو في المسلمين وتحرقت له قلوب
المسلمين كثر موته وطال مكثه مكث أشهرا حتى تكلم في ذلك (1) الناس فاختلفوا فأمر
معاذ بالصبر حتى ينجلي وأمر عمرو بن عبسة بالتنحي حتى ينجلي وقال الذين يرون
التنحي أيها الناس هذا رجز هذا الطوفان الذي (2) بعث على بني إسرائيل وبلغ ذلك
معاذا فأقبل والذين يرون الصبر فتكلموا قال معاذ يا أيها الناس لم تجعلون دعوة نبيكم
ورحمة ربكم عذابا وتزعمون أن الطاعون هو الطوفان الذي بعث على بني إسرائيل وإن
الطاعون لرحمة من ربكم رحمكم بها ودعوة من نبيكم لكم وكفت (3) الصالحين قبلكم
اللهم أدخل على آل معاذ منه نصيبهم الأوفى فطعن عبد الرحمن بن معاذ وامرأته ودخل
عليه معاذ يعوده فقال يا بني كيف تجدك فقال يا أبت " الحق من ربك فلا تكونن من
الممترين " قال يا بني " ستجدني إن شاء الله من الصابرين " فمات الفتى (4) وامرأته
وطعنت امرأتان لمعاذ فماتتا في يوم واحد فأقرع بينهما فقدم إحداهما قبل صاحبتها في
القبر وطعن خادمه وأم ولده فتوفيتا فدفنهما حتى إذا لم يبق غيره طعن في كفه بثيرة صغيرة
كأنها عدسة فجعل ينظر إليها ويقول إنك لصغيرة وإن الله ليجعل في الصغير الخير
الكثير ثم يقبلها ويقول ما أحب أن لي بك حمر النعم فلما نزل به الموت فجعل يغيب به
ثم يغمى عليه ثم ينفس عنه فيقول غم غمك فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك ثم يقول
جرعني ما أردت (5)
قال ونا سيف عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب قال
قام معاذ بن جبل في ذلك الطاعون فقال يا أيها الناس إن هذا الطاعون رحمة ربكم
ودعوة نبيكم وذهاب الصالحين قبلكم اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم الأوفى ثم

(1) قوله: " في ذلك " استدركت على هامش " ز ".
(2) بالأصل: " الطوفان فإن الذي " والمثبت عن د، وم، و " ز ".
(3) الكفت: الجمع والضم، كما في النهاية.
(4) سقطت من الأصل، واستدركت عن د، وم، و " ز ".
(5) حلية الأولياء 1 / 240.
444

جلس فأتاه آت فقال إن عبد الرحمن ابنك قد أصيب فأتاه يعوده فقال له ابنه يا أبه "
الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " قال (ستجدني إن شاء الله من الصابرين " فلما
مات ومات أهله واحدا واحدا طعن معاذ فلما عاده أصحابه بكى الحارث بن عميرة (1)
الزبيدي قرية من قرى اليمن تدعى زبيدا (2) وهو عند معاذ فأفاق معاذ فقال ما يبكيك
قال أبكي على العلم الذي يدفن معك قال إن كنت طالب العلم لا محالة فاطلبه من
ثلاث من ابن أم عبد ومن عويمر يعني أبا الدرداء ومن سلمان الفارسي وإياك وزلة
العالم (3) فإن على الحق نور يعرفه
أخبرنا أبو الحسن الفرضي أنا أبو الحسن بن أبي الحديد (4) أنا أبو الحسين محمد
ابن علي بن أبي الحديد المصري نا إبراهيم بن مرزوق نا مسلم بن إبراهيم نا همام بن
قتادة ومطر الوراق عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال (5)
وقع الطاعون بالشام فخطب الناس عمرو بن العاص فقال هذا الطاعون رجز
ففروا منه في الأودية والشعاب فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة فغضب فجاء يجر ثوبه ونعلاه
بيده فقال صحبت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكنه رحمة ربكم ودعوة نبيكم ووفاة الصالحين
قبلكم أو قال ممات الصالحين فبلغ ذلك معاذ بن جبل فقال اللهم اجعل نصيب آل معاذ
الأوفر فماتت ابنتاه فدفنهما في قبر واحد فطعن ابنه عبد الرحمن فقال " الحق من ربك
فلا تكونن من الممترين " فقال معاذ بن جبل " ستجدني إن شاء الله من الصابرين " قال
فطعن معاذ على كفه فجعل يقبلها ويقول هي أحب إلي من حمر النعم فإذا سري عنه
قال رب غم غمك فإنك تعلم أني أحبك
قال (6) ورأى رجلا يبكي عنده فقال له ما يبكيك فقال ما أبكي على دنيا كنت
أصيبها منك ولكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك قال فلا تبكه فإن إبراهيم " "

(1) تقرأ بالأصل: الحميره، والمثبت عن د، ومكانها بياض في م ود.
(2) زبيد بفتح أوله، وكسر ثانيه مدينة مشهورة باليمن، بإزائها ساحل المندب (معجم البلدان).
(3) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
(4) زيد بعدها في " ز "، ود: " وأبو نصر بن طلاب قالا: أنا أبو بكر بن أبي الحديد " وهذه الزيادة كانت موجودة
بالأصل ثم شطبت.
(5) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1 / 458.
(6) سير الاعلام 1 / 458 - 459.
445

صلوات الله وسلامه عليه كان في الأرض وليس بها علم فآتاه الله علما فإن أنا مت فاطلب
العلم عند أربعة عند عبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام وسلمان الفارسي وعويمر
أبي الدرداء "
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر أنا أحمد نا
الحسين نا ابن سعد (1) أنا حماد بن عمرو النصيبي نا زيد بن رفيع عن معبد الجهني
قال
كان رجل يقال له يزيد بن عميرة السكسكي وكان تلميذا لمعاذ بن جبل فحدث أن
معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قعد يزيد عند رأسه يبكي فنظر إليه معاذ فقال ما يبكيك
فقال له يزيد أما والله ما أبكي لدنيا كنت أصيبها منك ولكني أبكي لما فاتني من العلم
فقال له معاذ إن العلم كما هو لم يذهب فاطلب العلم بعدي عند أربعة عند عبد الله بن
مسعود وعند عبد الله بن سلام الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو عاشر عشرة في
الجنة وعند عمر ولكن عمر شغل عنكم وعند سلمان الفارسي قال وقبض
معاذ ولحق يزيد بالكوفة فأتى مجلس عبد الله بن مسعود فلقيه فقال له ابن مسعود إن
معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين فقال أصحابه " إن إبراهيم كان
أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " فقال ابن مسعود إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله
حنيفا ولم يك من المشركين [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان أنا محمد بن علي بن أحمد بن
المبارك الفراء أنا أبو محمد عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان أنا عبد الوهاب
الكلابي أنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي نا محمد بن إبراهيم المصيصي نا مجاعة بن ثابت
البغدادي نا ابن لهيعة عن ابن هبيرة عن عتبة بن حميد (2) الطويل عن عبادة بن نسي عن
عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال
حضرت معاذ بن جبل وهو عند رأس ابن له يجود بنفسه فما ملكنا أن ذرفت أعيننا أو
انتحب بعضنا فحرد معاذ وقال معه والله ليعلم رضاي بهذا أحب إلي من كل غزاة غزوتها

(1) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2 / 352 - 353.
(2) في " ز ": حشد.
446

مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قال ما يسرني أن لي أحدا ذهبا (1) وأني أسخط بقضاء قضاه (2) الله
بيننا قال فقبض (3) الغلام فغمضناه وذلك حين أخذ المؤذن في النداء لصلاة الظهر فقال
معاذ عجلوا بجهازكم فما فجأنا إلا وقد غسله وكفنه وحنطه خارجا بسريره قد جاز به
المسجد غير مكترث لجميع الجيران ولا لمشاهدة الإخوان وتلاحق الناس ثم قالوا
أصلحك الله ألا انتظرتنا (4) نفرغ من صلاتنا ونشهد جنازة ابن أخينا فقال معاذ إنا نهينا أن
ننتظر بموتانا ساعة من ليل أو نهار ما يزال أول الأذى (5) فيها من بقيا الجاهلية ثم نزل
الحفرة هو وآخر فقلت الثالث يا معاذ فقال إنما يقول الثالث الذين لا يعلمون فناولته يدي
لأعينه فأبى فقال والله ما أدع ذلك من فضل قوة ولكني أتخوف أن يظن الجاهل أن بي
جزعا واسترخاء عند المصيبة ثم خرج فغسل رأسه ودعا بدهن فادهن ودعا بكحل فاكتحل
ودعا ببردة فلبسها وقعد في مسجده فأكثر من التبسم والتكشير ليس به إلا ما ينوي من
ذلك ثم قال إنا لله وإنا إليه راجعون في الله خلف من كل فائت وغنى من كل عزم وأنس
من كل وحشة وعزاء من كل مصيبة رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد (6) نبيا
فقلنا وما ذلك يا أبا عبد الرحمن فقال وعظني خليلي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فقال يا معاذ
من كان له ابن وكان عليه عزيزا وكان به ضنينا فأصيب به فاحتمل وصبر بمصيبته أنزل الله
الميت دارا خيرا من داره وقرارا خيرا من قراره وأهلا خيرا من أهله وأوجب للمصاب
المغفرة والهدى والرضوان والجوار في الجنة ومن أصابته مصيبة فخرق فيها ثوبا فقد
خرق دينه ومزقه وبدده ومن لطم عليها وجها حرم الله عليه النظر إلى وجهه ومن دعا
عليها ويلا احتجب الله من بين يديه يوم القيامة ومن سالت دمعته من عينه لا يملكها كتب الله
مصيبته له ولا عليه [* * * *]
ثم إن معاذا طعن في كفه عام عمواس فقبلها وقال حبيب جاء على فاقة لا أفلح من
ندم قلت يا معاذ هل ترى شيئا قال نعم شكر لي ربي حسن عزائي أتاني روح ابني
يبشرني أن محمدا (صلى الله عليه وسلم) في مائة صف من الملائكة المقربين والشهداء والصالحين يصلون على

(1) غير مقروءة بالأصل، والمثبت عن د، و " ز "، وم.
(2) استدركت عن هامش الأصل.
(3) في " ز ": فقضى.
(4) بالأصل ود، و " ز ": " انتظرنا " والمثبت عن م.
(5) بالأصل ود، و " ز ": " الاذن " والمثبت عن م.
(6) بالأصل: " ومحمد " والمثبت عن د، و " ز "، وم.
447

روحي ويسوقوني إلى الجنة ثم أغمي (1) عليه فرأيته كأنه يصافح قوما ويقول مرحبا
مرحبا مرحبا أتيتكم قال فقضى (2) فرأيته في المنام بعد ذلك حوله زحام كزحامنا
على خيل بلق عليهم ثياب بياض وهو ينادي يا سعد بين رامح ومطعون الحمد لله الذي
أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين قال فانتبهت وأهلي ينادوني
الصلاة فندمت ألا تركوني فأسر برؤيتي إياهم فوق الذي سررت
وقد رويت تعزية النبي لمعاذ من وجهين آخرين
أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله القاضي أنا أبو بكر محمد بن أحمد
ابن الحسن بن ماجة الأبهري أنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان نا أبو جعفر محمد
ابن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزوري نا أبو عمر الدوري حفص بن عمر الأزدي (3) نا
عبد الله بن عبد الرحمن عن محمد بن سعد عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن
غنم (4) قال
أصيب معاذ بولد فاشتد جزعه فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكتب إليه
من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا
إله إلا هو أما بعد فعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر ثم إن أنفسنا
وأهالينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة يمتع بها إلى أجل معدود
وتقبض لوقت معلوم ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى وكان ابنك من
مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة متعك الله به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر الصلاة
والرحمة والهدى إن صبرت واحتسبت فلا تجمعن يا معاذ خصلتين أن يحبط جزعك
أجرك فتندم على ما فاتك فلو قدمت على ثواب مصيبتك قد أطعت ربك وتنجزت موعده
عرفت أن المصيبة قد قصرت عنه واعلم يا معاذ أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا فأحسن
العزاء وتنجز الموعدة وليذهب أسفك بما هو نازل بك فكأن قد والسلام [* * * *]
وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن محمد أنا علي بن الحسن بن الحسين

(1) غير مقروءة بالأصل، واستدركت اللفظة عن هامشه.
(2) في " ز ": فقبض.
(3) ترجمته في سير أعلام النبلاء 11 / 541.
(4) الخبر والكتاب في حلية الأولياء 1 / 242 - 243.
448

أنا عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد نا أحمد بن محمد بن زياد البصري نا أحمد بن
يحيى بن خالد بن حيان الرقي نا عمرو بن بكر بن بكار البصري (1) نا مجاشع بن عمرو نا
الليث بن سعد عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن معاذ بن جبل أنه مات
ابن له فكتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعزيه بابنه فكتب إليه
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني
أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فأعظم الله أجرك وألهمك الصبر ورزقنا وإياك
الشكر فإن أنفسنا وأموالنا وأولادنا مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة متعك به في غبطة
وسرور وقبضه منك بأجر كبير (2) الصلاة والرحمة والهدى فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك
فتندم واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا وما هو (3) نازل بك كأن قد والسلام
عليك [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل نا
أحمد بن مروان نا محمد بن أحمد بن إسحاق المسوحي نا هدبة بن خالد عن أبي جناب
قال
لما احتضر معاذ بن جبل قال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثم قال مرحبا بالحفظة
ثم قال اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء (4) في الدنيا لحفر الأنهار ولا لغرس
الأشجار ولكني كنت أحب البقاء لمكابدة الليل وظمأ الهواجر في الحر الشديد
أخبرنا أبو البركات بن المبارك أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (5) بن خيرون أنا أبو
القاسم بن بشران أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان نا أبي نا أبو خالد
الأحمر (6) عن عمرو بن قيس قال

(1) الخبر والكتاب من هذا الطريق في حلية الأولياء 1 / 243.
وعقب أبو نعيم بقوله: " وكل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت، فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنين،
وإنما كتب إليه بعض الصحابة فوهم الراوي فنسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معاذ أجل وأعلم من أن يجزع ويغلبه
الجزع عن الاستسلام. بل الصحيح ما رواه الحارث بن عميرة وأبو منيب الجرشي من استسلامه واصطباره عند
وفاة ابنه، ولا يعلم لمعاذ غيبة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إلى اليمن فقدم بعد وفاة النبي عليه السلام.
(2) في " ز ": كثير.
(3) في " ز ": " وهو " بدلا من " وما هو ".
(4) من هنا إلى قوله: لمكابدة... سقط من " ز ".
(5) في " ز ": أبو خلف بن الأحمر.
449

بلغني أن معاذا لما طعن فجعل سكرات الموت تغشاه فيفيق (1) الإفاقة ثم يقول
وعزتك أنت تعلم أني لم أكن أريد البقاء في الدنيا لكراء الأنهار وغرس الأشجار ولكن
لمزاحمة العلماء بالركب في المجالس عند حلق الذكر
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا أبو الحسين بن
بشران أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا نا محمود بن خداش نا شجاع بن
الوليد (2) عن عمرو بن قيس
إن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال انظروا أصبحنا قال فقيل لم تصبح حتى
أتى فقيل قد أصبحت قال أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار مرحبا بالموت مرحبا زائر
مغب حبيب جاء على فاقة اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك إني لم
أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكراء الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر
ولمكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر
قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نا يحيى بن إسحاق البجلي نا
ضمام بن إسماعيل المعافري قال سمعت موسى بن وردان يحدث
إن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال ما أبكي جزعا من
الموت ولكن أبكي على الجهاد في سبيل الله وعلى فراق الأحبة قال ويغشاه الكرب
فجعل يقول اخنق خنقك فوعزتك إني أحبك
أخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود بن أحمد نا أبو بكر الباطرقاني إملاء نا
محمد بن عبد العزيز بن محمد الأيوبي ومحمد بن أحمد بن محمد المهلبي قالا نا أحمد
ابن محمد بن عاصم نا محمد بن إبراهيم بن أبان نا بكر بن بكار نا البراء بن عبد الله
الغنوي نا الحسن قال
لما حضر معاذ بن جبل الموت جعل يبكي فقيل له أتبكي وأنت صاحب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) وأنت وأنت قال ما أبكي جزعا من الموت إن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي
ولكن إنما هي القبضتان فلا أدري في أي القبضتين أنا

(1) مكانها بياض في " ز ".
(2) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 1 / 239.
450

أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد
الله محمد بن عبد الله الصفار نا محمد النضر الأصبهاني نا بكر بن بكار نا البراء بن عبد
الله نا الحسن بن أبي الحسن البصري قال
لما حضرت معاذ الوفاة جعل يبكي قال فقيل له أتبكي وأنت صاحب رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) وأنت وأنت فقال ما أبكي جزعا من الموت إن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي
ولكن إنما هما القبضتان قبضة في النار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران
أنا أبو علي بن صفوان نا ابن أبي الدنيا أنا محمد بن عبد الله الأردني (1) نا أسد بن راشد
عن البراء بن عبد الله أو ابن بريدة أراه عن الحسن
إن معاذ بن جبل لما احتضر دخل عليه وهو يبكي فقيل ما يبكيك قد صحبت
محمد (2) والأحبة فقال ما أبكي جزعا من الموت إن حل بي ولا على دنيا أتركها بعدي
ولكن بكائي أن الله قبض قبضتين فجعل واحدة في الجنة وواحدة في النار فلا أدري في أي
القبضتين أكون
قال ونا ابن أبي الدنيا حدثني الفضل بن إسحاق بن حبان نا أبو قتيبة عن البراء
الغنوي سمع الحسن يقول
دخل علي معاذ وهو بالموت فبكى فقيل ما يبكيك قال ما أبكي على الموت إن
حل بي ولا على دنيا أخلفها ولكن هما قبضتان قبضة في الجنة وقبضة في النار فلا
أدري في أي القبضتين أنا
أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر أنا الفضيل بن يحيى أنا أبو محمد بن أبي
شريح أنا محمد بن عقيل بن الأزهر نا أبو عبيد الله الوراق نا أبو داود نا البراء بن يزيد
الغنوي نا الحسن قال
لما حضر معاذا الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال أبكي إنما هما قبضتان قبضة
في الجنة وقبضة في النار فلا أدري في أي القبضتين أنا

(1) كذا بالأصل ود، وفي " ز "، وم: الأزدي.
(2) بالأصل: " محمد. والمثبت عن " ز "، ود، وم.
451

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو
الحسن اللنباني (1)
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن اللالكائي أنا علي بن محمد بن
بشران أنا ابن صفوان
قالا نا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين (2) نا عبيد الله بن موسى نا
شيبان عن الأعمش عن شهر عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال
إني لجالس عند معاذ بن جبل وهو يموت وهو يغمى عليه مرة ويفيق مرة فسمعته
يقول عند إفاقته اخنق خنقك فوعزتك إني لأحبك (3)
أخبرنا أبو القاسم أيضا أنا أبو بكر أنا علي أنا ابن صفوان نا ابن أبي الدنيا
حدثني بشر بن معاذ العقدي نا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي كثير قال
قال معاذ بن جبل وشدد عليه يعني الموت اخنق خنقك فإن قلبي ليحبك
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي أنا أبو الحسن الحربي
نا القاضي بدر بن الهيثم نا تمام بن العباس بن عيسى الهاشمي نا الحارث يعني ابن
منصور نا عمر بن قيس عن عطاء وعمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال
لما ثقل معاذ قال ارفعوا سجفي القبة وأذنوا لمن بالباب فقال يا أيها الناس إني
محدثكم بحديث لم يمنعني أن أحدثكم به إلا مخافة أن تتكلوا (4) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
يقول من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله من نفس يقين دخل الجنة (5) [* * * *]
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي
ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء أنا أبي أبو يعلى

(1) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى: اللبناني، بتقديم الباء.
(2) كذا بالأصل وبقية النسخ: " محمد بن الحسين " ولعله تصحيف، وصوابه: " محمد بن سعد " فالسند الأول هو الذي
يأخذ فيه المصنف عن ابن سعد برواية ابن أبي الدنيا.
(3) الخبر في سير أعلام النبلاء 1 / 460 وراجع طبقات ابن سعد 3 / 589.
(4) في " ز ": تتكلموا.
(5) كتب بعدها في " ز "، ود:
آخر الجزء الثاني والسبعين بعد الستمئة من الفرع.
452

قالا أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي أنا محمد بن مخلد قال قرأت على
علي بن عمرو حدثكم الهيثم بن عدي قال مات معاذ بن جبل في طاعون عمواس
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس
النهاوندي أنا أبو القاسم بن الأشقر نا البخاري حدثني محمد بن يوسف أبو أحمد نا
عبد الأعلى بن مسهر قال
مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة سنة فتح بيت المقدس
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب حدثني الوليد بن
عتبة (1) الدمشقي نا أبو مسهر قال قرأت في كتاب ابن عبيدة بن أبي المهاجر وكان سعيد
ابن عبد العزيز يقول إنه صحيح مات معاذ بن جبل في سنة سبع عشرة وفي تلك السنة
فتحت بيت المقدس
أخبرنا أبو علي الحسين (2) بن علي (3) بن أشليها وابنه أبو الحسن علي قالا أنا أبو
الفضل (4) بن الفرات أنا أبو محمد بن ابن نصر أنا أبو القاسم بن أبي العقب أنا أحمد بن
إبراهيم القزويني نا ابن علي حدثني عبد الأعلى (5) بن مسهر أنه قرأ في كتاب ابن عبيدة
يعني يزيد قال فتحت بيت المقدس سنة سبع عشرة وفيها هلك معاذ بن جبل
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن محمد أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا
أبو الميمون
قالا وأنا تمام بن محمد أنا أبو عبد الله الكندي
قالا أنا أبو زرعة (6) حدثني محمد بن عائذ عن أبي مسهر قال قرأت في كتاب
يزيد بن عبيدة توفي معاذ بن جبل سنة سبع عشرة

(1) في " ز ": عقبة.
(2) في د: الحسن.
(3) مكانها بياض في د.
(4) قوله: " علي، قالا: أنا أبو الفضل بن " مكانه بياض في " ز "، ود، وم.
(5) قوله: " القزويني، نا ابن علي، حدثني عبد الاعلى " مكانه بياض في " ز "، وم وكتب على هامش " ز ": طمس.
(6) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 219.
453

أخبرنا أبو غالب (1) وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا
أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنا محمد بن الحسين (2) نا ابن أبي خيثمة قال وسمعت
يحيى بن معين يقول مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة وهو ابن أربع
وثلاثين سنة (3)
قال وأنا المدائني قال مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة (4) أو تسع
عشرة
أخبرنا أبو الحسن الخطيب (5) أنا محمد بن الحسن (6) نا أحمد بن الحسين
ابن زنبيل نا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نا محمد بن إسماعيل قال وقال علي بن
عبد الله مات معاذ في طاعون عمواس سنة سبع أو ثمان عشرة
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد نا عبد العزيز بن أحمد أنا علي بن محمد بن
طوق أنا عبد الجبار بن محمد نا عون بن الحسن بن عون نا عبيد الله بن محمد نا بكر
ابن عبد الوهاب حدثني محمد بن عمر الواقدي قال مات معاذ بن جبل سنة ثمان عشرة في
طاعون عمواس
وعن الواقدي نا أيوب بن النعمان عن أبيه عن قومه قال
شهد معاذ بدرا وهو ابن عشرين سنة أو إحدى وعشرين سنه ومات سنة ثمان عشرة
في الطاعون وهو ابن ثمان وثلاثين وكان طويلا أبيض حسن الثغر عظيم العينين
مجموع الحاجبين جعدا قططا (7)
قال ونا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال
وكان يكنى أبا عبد الرحمن ومات بناحية الأردن

(1) كذا بالأصل ود، وفي م و " ز ": أبو محمد بن أحمد عاليا.
(2) قوله: " أنا محمد بن الحسين " مكانه بياض في " ز "، وم، وكتب على هامش " ز ": مقشوط.
(3) في " ز " ود: " مات معاذ ثماني عشرة... وثلاثين سنة ".
(4) قوله: " أو ثماني عشرة " مكانه بياض في " ز "، وم.
(5) تحرفت في " ز " إلى: الخطيب.
(6) بياض بالأصل وم، و " ز "، ود، وكتب على هامش " ز ": مقشوط.
(7) تهذيب الكمال 18 / 167.
454

قال أبو عبد الله ولم يولد له قط زعموا وكان من أجل (1) الرجال
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا أحمد بن محمد بن زياد نا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير
ح قال وأنا محمد بن علي العطوفي البغدادي نا محمد بن يحيى المروزي نا أحمد
ابن محمد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال
ومعاذ بن جبل من بني سلمة شهد المشاهد كلها مات بالشام بعمواس عام الطاعون
سنة ثماني عشرة في خلافة عمر
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد قالت أنا أبو طاهر بن محمود أنا أبو بكر بن
المقرئ نا محمد بن جعفر نا عبيد الله بن سعد نا عمي عن أبيه عن ابن إسحاق قال (2)
توفي معاذ بن جبل سنة ثماني عشرة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم عبد الواحد
ابن علي بن محمد قالا أنا أبو الحسن بن الحمامي أنا الحسن بن محمد بن الحسن نا
محمد بن عبد الله الحضرمي نا ابن نمير قال
مات معاذ بن جبل سنة ثماني عشرة بناحية الأردن
أخبرنا أبو الأعز بن الأسعد أنا الجوهري أنا أبو الحسن بن لؤلؤ نا محمد بن
الحسين بن شهريار نا أبو حفص الفلاس قال
ومات معاذ بن جبل في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وكان يكنى أبا عبد الرحمن
ومات بناحية الأردن (3) وكان جميل الوجه براق الثنايا شهد بدرا ابن عشرين سنة ومات
ابن ثلاث (4) وثلاثين سنة
أخبرنا أبو غالب الماوردي أنا أبو الحسن السيرافي أنا أحمد بن إسحاق نا أحمد
ابن عمران نا موسى نا خليفة (5) قال (6)

(1) في " ز ": أجمل.
(2) سيرة ابن هشام 2 / 107.
(3) قوله: " ومات بناحية الأردن " مكانه بياض في " ز ".
(4) في " ز ": ثمان وثلاثين.
(5) من قوله إسحاق إلى هنا مكانه بياض في " ز "، ود.
(6) تاريخ خليفة بن خياط ص 138 (ت. العمري).
455

وفيها سنة ثمان عشرة طاعون عمواس مات بالشام فيه معاذ بن جبل
حدثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم (1) أنا نعمة الله بن محمد نا أحمد بن محمد بن
سليمان أنا سفيان بن محمد بن سفيان حدثني الحسن بن شقيق (2) نا محمد (3) بن
علي عن (4) محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عمر يقول
توفي معاذ بن جبل سنة ثمان عشرة في الطاعون (5) وهو ابن ثمان وثلاثين (6) بناحية
الأردن زعموا أنه لم يولد له
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا علي بن أحمد (7) بن محمد أنا أبو طاهر إجازة
نا عبيد الله بن عبد الرحمن (8) بن أحمد بن المغيرة أخبرني أبي حدثني أبو عبيد
قال سنة ثمان عشرة معاذ بن جبل يعني مات
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا أنا أبو الحسن بن الآبنوسي أنا أحمد
ابن عبيد إجازة أنا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة قال
مات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين وذكر
موته إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده
قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنا مكي بن محمد أنا أبو
سليمان الربعي قال
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس يكنى أبا عبد الرحمن مات سنة ثمان عشرة في
طاعون عمواس بالشام بناحية الأردن
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني أنا أبو محمد التميمي أنا أبو

(1) قوله: " بن جبل، أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم " مكانه بياض في " ز "، وم.
(2) مكانها بياض في د.
(3) مكانها بياض بالأصل، والمثبت عن د.
(4) قوله: " بن سفيان، حدثني الحسن بن شقيق، نا محمد بن علي " مكانه بياض في " ز "، وم.
(5) سير أعلام النبلاء 1 / 461 وتهذيب الكمال 18 / 167.
(6) قوله: " وهو ابن ثمان وثلاثين " مكانه بياض في " ز ".
(7) من أول السند إلى هنا، بياض في " ز "، وم.
(8) بياض بالأصل وبقية النسخ.
(9) مكانها بياض في " ز "، وم.
456

الميمون نا أبو زرعة (1) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن ضمرة بن ربيعة قال توفي
معاذ بن جبل بقصير خالد من أرض الأردن
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
أنا عبد الله بن جعفر البغدادي بمصر نا يحيى بن أيوب نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى
ابن أيوب (2) عن يحيى بن سعيد قال
توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة والذي يرفع في سنه يقول اثنتين
وثلاثين
أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنا أبو منصور النهاوندي أنا أبو العباس أنا أبو القاسم
ابن الأشقر نا البخاري نا إسماعيل يعني ابن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان هو
ابن بلال (3) عن يحيى بن سعيد قال
توفي معاذ بن جبل ابن ثمان وعشرين سنة والذي يرفع في سنه يقول ابن إحدى
وثلاثين أو اثنتين وثلاثين والذي يعرف سنه يقول إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة (4)
أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا أنا أبو بكر بن ريذة أنا سليمان بن أحمد نا أبو
الزنباع روح بن الفرج نا يحيى بن بكير حدثني ابن لهيعة حدثني عمارة بن عرفة عن
يحيى بن سعيد قال توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمانية وعشرين سنة
أخبرنا أبو محمد بن حمزة نا أبو بكر الخطيب
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري
قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله نا يعقوب نا ابن بكير قال سمعت
مالك بن أنس يقول

(1) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 218 - 219.
(2) كذا بالأصل ود، وم، والذي في " ز ": نا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد، وليس فيها " نا سعيد بن أبي مريم نا
يحيى بن أيوب " ويحيى بن أيوب الوارد أولا هو يحيى بن أيوب بن بادي الخولاني أبو زكريا المصري راجع
ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 33. اما الثاني فهو يحيى بن أيوب الغافقي، أبو العباس المصري ترجمته في
تهذيب الكمال 20 / 35.
(3) تحرفت في " ز " إلى: هلال.
(4) الرواية مضطربة في " ز "، ود، وم.
457

إن معاذ بن جبل هلك وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقائل يقول اثنتين وثلاثين وهو
أمام العلماء رتوة (1)
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر أنا عبد
الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر نا العباس الدوري نا أبو بكر يعني ابن أبي الأسود نا
الأصمعي قال وسمعت ابن أخي المجاشون يذكر عن يحيى بن سعيد قال المكثر (2) في
سن معاذ بن جبل يقول اثنان وثلاثون
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم العلاف
قالا أنا أبو الحسن الحمامي أنا الحسن بن محمد نا محمد بن عبد الله الحضرمي نا
هدبة (3) بن خالد نا حماد بن سلمة عن علي بن زيد (4) عن سعيد بن المسيب قال مات
معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين
أخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة أنا أحمد بن
الحسن بن عقبة أنا جعفر بن محمد الهمداني نا سليمان بن حرب نا حماد بن سلمة عن
علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال
مات معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ورفع عيسى ابن مريم وهو ابن ثلاث
وثلاثين سنة
أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد أنا أحمد بن
محمد بن عمر نا ابن أبي الدنيا نا محمد بن سعد (5) قال وأخبرت عن هشيم عن علي
ابن زيد عن سعيد بن المسيب قال
قبض معاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة
أخبرنا أبو بكر بن المزرقي أنا أبو بكر الخطيب أنا ابن رزقويه أنا ابن السماك نا
حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا هشيم أنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب
قال

(1) سير أعلام النبلاء 1 / 460.
(2) كذا بالأصل، وبدون إعجام في د "، وم، وفي " ز ": المكبر.
(3) تحرفت في " ز " إلى: هبة.
(4) تحرفت في " ز " إلى: يزيد.
(5) الخير برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
458

قبض معاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة
أخبرنا أبو محمد السلمي نا أحمد بن علي بن ثابت
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نا محمد بن هبة الله
قالا أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله نا يعقوب نا أبو هاشم يعني زياد بن
أيوب نا هشيم أنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال
قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وأربع وثلاثين سنة
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا أنا أبو الحسين (1) بن الآبنوسي
أنا أحمد بن عبيد إجازة نا محمد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أنا المدائني عن أبي
سفيان الغداني (2) عن ثور عن خالد بن معدان عن عبد الله بن قرط قال
حضرت وفاة معاذ بن جبل فقال روحوني ألقى الله مثل سن عيسى بن مريم ابن
ثلاث وثلاثين أو أربع وثلاثين سنة (3)
7482 معاذ بن سعد السكسكي (4)
من أهل دمشق
روى عن جنادة بن أبي (5) أمية
روى عنه يزيد عن عطاء السكسكي
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد أحمد بن الحسن أنا الحسن بن أحمد بن
محمد أنا عبد الله بن محمد بن مسلم الأسفرايني نا موسى بن سهل الرملي نا يحيى بن
صالح الوحاظي حدثني يزيد بن سعد بن ذي عضوان عن يزيد بن عطاء السكسكي عن
رفاعة (6) بن معاذ السكسكي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت قال

(1) تحرفت بالأصل و " ز "، وم إلى: الحسن، والمثبت عن د.
(2) بدون إعجام بالأصل، ود، وم، والصواب: الغداني، بالغين المعجمة، واسمه عبيد الله بن سفيان.
(3) سير أعلام النبلاء 1 / 460.
(4) ترجمته في الجرح والتعديل 8 / 248 وميزان الاعتدال 4 / 132 والتاريخ الكبير 7 / 365.
(5) " أبي " ليست في " ز ".
(6) كذا بالأصل وبقية النسخ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.
459

سأل رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يا رسول الله ما أمد أمتك من الرخاء فأسكت عنه
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثم سأله فأسكت عنه ثم سأله فقال أمد أمتي من الرخاء قال مائة سنة
قال هل لذلك يا رسول الله من أمارة أو علامة قال نعم الخسف والمسخ
والإرجاف وإرسال الشياطين الملجمة على الناس [* * * *]
قال ابن عساكر (1) كذا قال رفاعة وإنما هو معاذ بن سعد السكسكي
أخبرناه على الصواب أبو البركات (2) عبد الله بن محمد بن الفضل وأبو يعلى
حمزة بن الحسين المقرئ وأبو سهل محمد بن عبد الرشيد بن نصر وأبو الفتوح عرفة بن
علي العطار وأبو الدر جوهر بن عبد الله العميدي بنيسابور وأبو سعد إسماعيل بن عبد
الواحد بن إسماعيل الفقيه وأبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الصوفي وأبو القاسم عبد
الجبار بن محمد بن أبي القاسم القايني بهراة قالوا أنا أبو المظفر موسى بن عمران بن
محمد أنا أبو الحسن محمد بن الحسن بن (3) داود بن علي بن عيسى الحسني أنا أبو نصر
ابن حمدوية المروزي وهو محمد بن سهل نا عبد الله بن حماد الآملي نا يحيى بن
صالح نا يزيد بن سعيد العنسي نا يزيد بن عطاء السكسكي أبو عطاء عن معاذ بن سعد
السكسكي عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت يقول
إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله ما مدة أمتك من الرخاء فلم يرد عليه
شيئا حتى سأله ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه فانصرف الرجل ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
أين السائل عن شئ ما سألني عنه أحد من أمتي مدة أمتي من الرخاء مائة سنة قاله مرتين أو
ثلاثا فقال الرجل يا رسول الله فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية قال نعم
الخسف وإرسال الشياطين الملجمة على الناس [* * * *]
تابعه أبو زرعة الدمشقي وذلك فيما
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه وحدثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي
عنه أنا أبو نعيم الحافظ نا سليمان بن أحمد اللخمي نا أبو زرعة الدمشقي نا يحيى بن
صالح الوحاظي نا يزيد بن سعيد بن ذي عضوان عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السكسكي

(1) زيادة منا.
(2) الزيادة عن " ز "، ود، وم.
(3) استدركت على هامش " ز ".
460

عن معاذ بن سعد السكسكي عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت يقول
إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله ما مدة أمتك من الرخاء فلم يرد عليه
شيئا حتى سأله ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه فانصرف الرجل ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال
أين السائل فرد عليه فقال لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد من أمتي مدة أمتي
من الرخاء مائة سنة قالها مرتين أو ثلاثا فقال الرجل يا رسول الله فهل لذلك من أمارة أو
علامة أو آية قال نعم الخسف والإرجاف وإرسال الشياطين الملجمة على
الناس [* * * *]
وكذا رواه مروان بن محمد الأسدي الطاطري عن يزيد بن سعيد عن يزيد عن معاذ
أخبرناه خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي أنا علي بن محمد بن
علي المصيصي أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المري (1) أنا أبو عمر محمد
ابن موسى بن فضالة بن إبراهيم القرشي نا أبو محمد جعفر بن أحمد بن عاصم نا محمود
ابن خالد نا مروان نا يزيد بن سعيد بن ذي عضوان حدثني (2) يزيد بن أبي عطاء
السكسكي عن معاذ بن سعد السكسكي عن جنادة بن أبي أمية عن عبادة بن الصامت
أن رجلا قال يا رسول الله ما مدة رخاء أمتك بعدك قال فسكت رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) قال ثم أعاد عليه فسكت النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ثم قال مدة رخاء أمتي من بعدي مائة
سنة (3) قال فقال يا رسول الله فهل لذلك من علامة أو آية قال نعم الخسف
والقذف والمسخ وإرسال الشياطين الملجمة على الناس [* * * *]
قال ابن عساكر (4) هكذا قال وإنما هو يزيد بن عطاء أبو عطاء كما تقدم ذكره (5)
وكذا رواه إسماعيل بن عياش الحمصي عن يزيد
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنا الحسن بن علي أنا أحمد بن جعفر نا عبد
الله بن أحمد حدثني أبي نا الحكم بن نافع نا إسماعيل بن عياش عن يزيد بن سعيد

(1) تحرفت بالأصل إلى: المزي.
(2) سقطت من " ز ".
(3) قوله صلى الله عليه وسلم مكرر بالأصل مرتين. والمثبت عن بقية النسخ.
(4) زيادة منا.
(5) هو يزيد بن عطاء السكسكي، أبو عطاء الشامي، ترجمته في تهذيب الكمال 20 / 359 قال المزي: ويقال: يزيد
بن أبي عطاء.
461

عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السكسكي عن معاذ بن سعد السكسكي عن جنادة بن أبي أمية
أنه سمع عبادة بن الصامت يذكر
أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله ما مدة أمتك من الرخاء فلم يرد عليه
شيئا حتى قاله ثلاث مرار كل ذلك لا يجيبه ثم انصرف الرجل ثم إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال
أين السائل فردوه علي (1) فقال لقد سألتني عن شئ ما سألني أحد من أمتي مدة أمتي من
الرخاء مائة سنة قالها مرتين أو ثلاثا فقال الرجل يا رسول الله فهل لذلك من أمارة أو
علامة أو آية فقال نعم الخسف والرجف وإرسال الشياطين الملجمة على
الناس [* * * *]
أنبأنا أبو الحسين (2) الأبرقوهي وأبو عبد الله الأديب قالا أنا أبو القاسم بن مندة
أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
معاذ بن سعد السكسكي روى عن جنادة بن أبي أمية روى عنه يزيد بن عطاء
السكسكي سمعت أبي يقول ذلك
وقال ابن عساكر (4) ولم يذكره البخاري في تاريخه (5)
أخبرنا أبو غالب البنا أنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنا أبو القاسم بن عتاب أنا
ابن عمير إجازة
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنا أبو الحسن
الربعي أنا عبد الوهاب الكلابي أنا ابن عمير قراءة

(1) في " ز ": عليه.
(2) تحرفت بالأصل إلى السن، والمثبت عن د، و " ز "، وم.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 248.
(4) زيادة منا.
(5) كذا بالأصل وبقية النسخ، وأوهم المصنف، فقد ترجمته البخاري في التاريخ الكبير 7 / 365 رقم الترجمة
1570 وفيها:
معاذ بن سعد السكسكي، عن جنادة، روى عنه يزيد بن عطاء.
462

قال سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة معاذ (1) بن سعد السكسكي
دمشقي
7483 معاذ بن عبد (2) الحميد بن حريث بن أبي حريث القرشي
مولى بني مخزوم والد محمد وعبد الله ابني معاذ
حكى عن الهيثم بن عمران العنسي
حكى عنه ابنه محمد
أخبرنا أبو محمد المزكي نا أبو محمد الصوفي أنا أبو محمد العدل أنا أبو
الميمون نا أبو زرعة (3) أخبرني محمد بن معاذ عن أبيه (4) عن الهيثم بن عمران أنه سمع
إسماعيل بن عبيد الله يذكر أن الضحاك بن قيس وهمام بن قبيصة
وذكر الألهاني وابن ثور السلمي قتلوا براهط
7484 معاذ بن عفان أبو عثمان الخواشي (5)
ساكن هراة
قدم دمشق وسمع بها عباس بن الوليد الخلال وهشام بن خالد الأزرق وأحمد بن
عبد الواحد بن عبود (6) ومحمد بن الوزير السلمي ومحمود بن خالد وبغيرها أحمد بن
صالح المصري وأبا الطاهر بن السرح وكثير بن عبيد وعمرو بن عثمان
روى عنه أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس البزاز (7) الهروي
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي أنا أبو
ذر عبد بن أحمد الهروي إجازة أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن
محمد بن مقاتل المزكي أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن يونس البزاز قال

(1) سقطت من الأصل واستدركت عن د، و " ز "، وم.
(2) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(3) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 233 - 234.
(4) الذي في تاريخ أبي زرعة: قال: قرأت في كتاب عبد الله بن معاذ بن عبد الحميد بن حريث، أعطانيه ابنه.
(5) كذا بالأصل ود، وفي " ز "، وم: الخراشي.
(6) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس، وفي م: بياض أيضا.
(7) في د، " ز "، وم: البزار.
463

أبو عثمان معاذ بن عفان الخواشي سكن هراة ومات بها وكان فقيه الندي حافظا
للحديث فاضلا
كتب عنه أحمد بن صالح وهشام بن خالد الدمشقي وعمرو بن عثمان الحمصي
وعباس بن الوليد الخلال الدمشقي ومحمود (1) بن خالد الدمشقي ومحمد بن الوزير
وكثير بن عبيد ونظرائهم توفي سنة سبع وسبعين ومائتين
7485 معاذ بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سليمان بن أبي كريمة الصيداوي
روى عن أبيه والحسين بن السميدع
روى عنه أخوه أبو يعلى عبد الله بن محمد
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنا أبو نصر بن
طلاب أنا أبو الحسين بن جميع نا عبد الله بن محمد بصيدا حدثني أخي معاذ بن
محمد عن أبي محمد بن حمزة
أن جده سليمان بن أبي كريمة نظر عمودا أو حجرا عليه مكتوب كتابا فلم يحسن
يقرأه فتعلم بعد ذلك قراءة اليونانية فقرأه فإذا عليه بني صيدا صيدوق بن سام بن نوح
وهي رابع مدينة بنيت بعد الطوفان
قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن محمد بن أحمد بن محمد (2) الأنباري
أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جميع أنا أبو يعلى عبد الله بن
محمد حدثني أخي معاذ بن حمزة نا الحسين بن السميدع نا عبد الوهاب بن نجدة
الحوطي نا ابن عياش نا برد بن سنان عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري
أن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قال إذا صلى أحدكم فلا يفترش ذراعه ربضة الكلب والسبع [* * * *]
7486 معاذ بن محمد بن عبد الغالب بن عبد الرحمن بن ثوابة أبو محمد الصيداوي
حدث عن أبي يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة وإسحاق بن يعقوب بن
إسحاق أبي يعقوب وأبي بكر محمد بن الحسين الآجري

(1) تحرفت في " ز " إلى: محمد.
(2) ما بين معكوفين استدراك عن هامش الأصل.
464

روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن الربعي وأبو علي الأهوازي وعلي الحنائي
والخضر بن الفتح بن عبد الله المر بن الصوفي
أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا جدي أبو محمد مقاتل بن مطكود بن أبي نصر (1)
نا أبو علي الأهوازي نا أبو محمد بن معاذ بن محمد بن عبد الغالب بن ثوابة بصيدا نا أبو بكر
محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري بمكة نا أحمد بن محمد بن شاهين نا سوار بن عبد
الله نا عبد الرحمن بن عثمان البكراوي نا جعفر بن ميمون نا أبو عثمان النهدي عن
سلمان الفارسي
أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال إن ربكم حي كريم يستحيى أن يبسط العبد يديه إليه فيردها (2)
صفرا [* * * *]
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان قراءة عن عبد العزيز بن أحمد أنا
أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ أنا معاذ بن محمد بن عبد الغالب بن عبد الرحمن بن
ثوابة (3) بصيدا أنا أبو يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة حدثني محمد بن
الهيثم قال سمعت أحمد بن المغلس يقول سمعت بشر بن الحارث يقول
من أحب أن يكون عزيزا في الدنيا مكينا في الآخرة فليجتنب أربعا لا يحدث ولا
يشهد ولا يؤم ولا يقبل وصية
قال ابن المغلس وزادني (4) غير بشر ولا يأكل طعام أحد
قال ابن عساكر (5) كذا قال
وقد أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنا جدي أبو محمد قال سمعت أبا علي
الأهوازي يقول سمعت أبا محمد معاذ بن محمد بن عبد الغالب بن عبد الرحمن بن ثوابة
بصيدا يقول سمعت أبا يعلى عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة يقول سمعت
محمد بن إبراهيم بن حمزة يقول سمعت محمد بن الحسين بن الهيثم يقول سمعت أحمد
ابن المغلس يقول سمعت بشر بن الحارث يقول

(1) بعدها في م: ف ثم بياض، و " نا " ليست فيها.
(2) في د، و " ز "، وم: فيردهما.
(3) مكانها بياض في م.
(4) مكانها بياض في " ز "، وكتب على هامشها: طمس.
(5) زيادة منا.
465

من أحب أن يكون عزيزا في الدنيا مكينا في الآخرة فليتجنب أربعا لا يحدث ولا
يشهد ولا يؤم ولا يقبل وصية
7487 معاذ بن محمد بن مخلد بن مطر بن صبيح
أبو سعيد العامري النسائي المعروف بخنشام (1)
سمع بدمشق وغيرها حماد بن مالك الحرستاني وعبد الله بن يزيد القارئ
وإسحاق بن إبراهيم أبا نصر الفراديسي وأبا توبة الربيع بن نافع وإبراهيم بن العلاء
الزبيدي زبريق ويحيى بن عبد الله بن بكير ويحيى بن يحيى وموسى بن إسماعيل
التبوذكي وعبد الله بن عبد الوهاب ونعيم بن حماد
روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو عبد الله المحاملي وابن مخلد وأحمد
ابن محمد بن إسماعيل السوطي
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس نا وأبو منصور بن خيرون أنا أبو بكر الخطيب (2)
أخبرني أحمد بن علي المحتسب أنا محمد بن المظفر الحافظ نا الحسين بن إسماعيل نا
معاذ بن محمد الدوري يعرف بخشنام نا الحجبي نا محمد بن ثابت نا نافع قال
انطلقت مع ابن عمر في حاجة لابن عباس فقضى حاجته وكان من حديثه أنه قال لقي
رجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سكة من السكك وقد خرج من غائط أو بول فسلم على النبي (صلى الله عليه وسلم)
حتى كاد الرجل يتوارى في السكة فضرب النبي (صلى الله عليه وسلم) يده على الحائط فمسح يديه جميعا ثم
مسح وجهه ثم ضرب بيديه فمسح ذراعيه ثم رد على الرجل السلام وقال إنه لم
يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت ليس على طهر [* * * *]
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله قالا أنا ابن مندة أنا حمد إجازة
ح قال وأنا أبو طاهر أنا علي
قالا أنا ابن أبي حاتم قال (3)
معاذ بن محمد النسائي الرواس (4) العامري البطين وهو ابن محمد بن مخلد بن مطر

(1) ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 135 والجرح والتعديل 8 / 251.
(2) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد 13 / 135 - 136.
(3) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8 / 251.
(4) كذا بالأصل وبقية النسخ، وفي الجرح والتعديل: الرؤاسي.
466

ابن صبيح أبو سعيد ويعرف بخشنام النسائي روى عن يحيى بن عبد الله بن بكير وحماد
ابن مالك الحرستاني الدمشقي وأبي توبة الربيع بن نافع وعبد الله بن يزيد الدمشقي
وإسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن العلاء الحمصي وأبي سلمة موسى بن
إسماعيل وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ويحيى بن يحيى قدم علينا حاجا وأتاه أبي
مسلما وسمعت منه مع أبي وهو صدوق
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا قال لنا أبو بكر
الخطيب (1)
معاذ بن محمد بن مخلد بن مطر وقيل ابن مخلد بن صبيح أبو سعيد النسائي
يعرف بخشنام سكن بغداد فحدث بها عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي وعبد الله بن
عبد الوهاب الحجبي البصري ونعيم بن حماد المروزي وإبراهيم (2) العلاء الزبيدي
الحمصي روى عنه القاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وأحمد بن محمد بن إسماعيل
السوطي وكان ثقة
قرأت (3) في كتاب محمد بن مخلد بخطه سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات أبو
سعيد معاذ بن مخلد النسائي خشنام الضخم في غرة شهر رمضان
7488 معاذ بن ماعص ويقال ابن معاص بن قيس بن خلدة بن عامر بن
زريق (4) بن عامر بن زريق (5) بن عبد بن حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن
الخزرج ويقال عباد ابن ماعص (6)
له صحبة وشهد بدرا ومات في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقال إنه شهد غزوة مؤتة
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة

(1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13 / 135.
(2) ما بين معكوفين سقط من الأصل وبقية النسخ، فاختل السياق، والمستدرك للايضاح عن تاريخ بغداد، وعنه يأخذ
المصنف.
(3) القائل أبو بكر الخطيب، والخبر في تاريخ بغداد 13 / 136.
(4) بالأصل ود: رزيق، والمثبت عن " ز "، ومكانها بياض في م.
(5) بالأصل ود: رزيق، والتصويب عن " ز "، وم، راجع جمهرة ابن حزم ص 357 و 358.
(6) ترجمته في جمهرة أنساب العرب ص 357 - 358 وأسد الغابة 4 / 427 والإصابة 3 / 430 وجاء فيها: ما عص،
ويقال: ابن معاض.
467

أنا علي بن أحمد بن إسحاق نا جعفر بن سليمان النوفلي نا إبراهيم بن المنذر الحزامي (1)
نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال قال ابن شهاب الزهري
وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة
قال الزهري واستشهد من الأنصار من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعني يوم بدر معاذ
ابن ماعص جرح فمات في جراحه (2)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين محمد بن الحسن
أنا محمد بن عبد الله بن عتاب أنا القاسم بن عبد الله نا إسماعيل بن أبي أويس نا
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال في تسمية من شهد بدرا من بني
زريق معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص
أنا رضوان بن أحمد
ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن
مندة أنا أحمد بن محمد بن زياد قالا نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن ابن إسحاق
قال (3)
شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بني خلدة بن عامر بن زريق معاذ بن ماعص بن قيس
وأخوه عائذ بن معاص بن قيس
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي قال (4)
في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني زريق بن عامر بن عبد حارثة بن مالك بن
غضب بن جشم بن الخزرج ثم من بني خلدة بن عامر بن زريق معاذ بن ماعص بن قيس بن
خلدة وأخوه عائذ بن ماعص
حدثنا أبو الحسن الفرضي لفظا وأبو القاسم بن عبدان قراءة قالا أنا أبو القاسم

(1) تحرفت في " ز " إلى: " الخزار " ومكانها بياض في م.
(2) أسد الغابة 4 / 427.
(3) سيرة ابن هشام 2 / 357 - 358.
(4) مغازي الواقدي 1 / 171.
468

ابن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا علي بن يعقوب بن إبراهيم أنا أحمد بن
إبراهيم نا محمد بن عائذ قال
وقال غير الوليد في تسمية من شهد بدرا من الأنصار من بني خلدة بن عامر بن زريق
معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا الحسن بن علي أنا أبو عمر بن حيوية أنا
أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد قال (1)
في الطبقة الأولى من الأنصار ممن شهد بدرا من بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد بن
حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج معاذ بن ماعص بن قيس بن خلدة بن عامر
ابن زريق وأمه من أشجع وآخى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين معاذ بن ماعص وسالم مولى أبي
حذيفة
أنا محمد بن عمر نا يونس بن محمد الظفري عن معاذ بن رفاعة
أن معاذ بن ماعص جرح ببدر فمات من جرحه بالمدينة
قال محمد بن عمر وليس ذاك عندنا بثبت والثبت أنه شهد بدار وأحدا ويوم بئر
معونة (2) وقتل يومئذ شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة وليس له
عقب
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنا أبو عبد الله بن مندة
قال
معاذ بن ماعص وقيل ابن معاص وقيل ابن ناعص بن قيس شهد بدرا مع رسول
الله (صلى الله عليه وسلم)
أنبأنا أبو علي الحداد قال قال أبو نعيم معاذ بن ماعص وقيل ناعص بن قيس بن
خلدة الأنصاري الخزرجي شهد بدرا
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن رشأ بن
نظيف أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد المكتب وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن

(1) طبقات ابن سعد 3 / 591 - 595.
(2) رواه ابن حجر في الإصابة 3 / 430 نقلا عن الواقدي.
469

قالا أنا الحسن بن رشيق أنا أبو بشر الدولابي نا عثمان بن خرزاد نا إبراهيم بن المنذر
ومحمد بن إسحاق قالا نا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال وقتل
يومئذ يعني يوم مؤتة من بني زريق معاذ بن ماعص (1)
قال ابن عساكر كذا في هذه الرواية عن محمد بن فليح
وفيما أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسين بن الفضل
أنا محمد بن عبد الله أنا القاسم بن عبد الله نا إسماعيل بن أبي أويس نا إسماعيل بن
إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال وقتل يومئذ من بني زريق عباد بن ماعص
7489 معافى بن عبد الله بن معافى بن أحمد بن محمد بن بشير بن أبي كريمة
أبو محمد الصيداوي
حدث عن أبيه وعمه محمد بن المعافى
روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن نصر
حدثني أبو محمد معافى بن عبد الله بن معافى نا أبي وعمي قالا نا هشام بن
عمار نا الربيع بن بدر نا ابان عن أنس قال
قال رسول الله (صلى) من ألقى جلباب الحياء فلا هيبة له.

(1) الإصابة 3 / 430 وقال ابن حجر: وفي نسخة منها يعني من مغازي ابن عقبة أن الذي استشهد فيها أخوه عباد.
470